هل صح في ذلك شيء .. ؟؟؟!!!!
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[21 - 03 - 04, 02:47 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
هل صح عن الرسول عليه الصلاة و السلام حديثا في النهي عن النوم على البطن .. ؟
الرجاء منكم الجواب .. لانه كثر الجدل في هذا الموضوع ..
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[21 - 03 - 04, 02:52 ص]ـ
صححه شيخنا العلامة عبدالله السعد بمجموع الطرق
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[21 - 03 - 04, 02:52 ص]ـ
تفضل:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5001&highlight=%D8%CE%DD%C9
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[24 - 03 - 04, 09:26 ص]ـ
الكاتب أبو الزهراء الشافعى
سلام الله عليك ورحمته وبركاته، هل أنت شافعى حقاً، أرجو الإجابة.
وأقول لك:
وردت أحاديث النهى عن النوم على البطن عن جماعة من الصحابة: طخفة بن قيس الغفارى، وأبى هريرة، وابن عمر، وأبى امامة.
وما أجمل هذا البيان الذى أفادناه الإمام الجهبذ المتفنن أبو حاتم بن حبان، حيث قال فى ((صحيحه)) كما فى ((بذل الإحسان)):
ذكر الزجر عن نوم الإنسان على بطنه إذ الله جل وعلا لا يحب تلك النومة
(5549) أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس ثنا محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل مضطجع على بطنه، فغمزه برجله، وقال: ((إن هذه ضجعة لا يحبها الله)).
وتفصيل هذا البيان يطول، وإن كان فى تصحيحه لحديث أبى هريرة نظر كما سيأتى بيانه، ويمكن تلخيص مقاصده على النحو التالى:
[أولاً] حدبث أبى هريرة
أخرجه كذلك ابن أبى شيبة (5/ 339/26679)، وأحمد (2/ 304،287)، والترمذى (2786) واللفظ له، والحاكم (4/ 271)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (4/ 177/4720) من طرق عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة قال: رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً مُضْطَجِعًا عَلَى بَطْنِهِ، فَقَالَ: ((إِنَّ هَذِهِ ضَجْعَةٌ لا يُحِبُّهَا اللهُ)).
قلت: ورواه عن محمد بن عمرو بهذا الإسناد جماعة من اثبات أصحابه: حماد بن سلمة، وعيسى بن يونس، والنضر بن شميل، ومحمد بن بشر العبدى، وأبو معاوية الضرير، وعبد الرحيم بن سليمان المروزى، وعبدة بن سليمان الضبى، والفضل بن موسى السينانى، وشجاع بن الوليد السكونى، تسعتهم عن محمد بن عمرو عن أبى سلمة عن أبى هريرة.
ولكن خولف محمد بن عمرو على إسناده، وأعله بهذه المخالفة كبراء أطباء العلل: البخارى، وأبو حاتم الرازى، والترمذى، والدارقطنى. والحكم لهم، والحديث لطخفة الغفارى، وذكر أبى هريرة خطأ، أخطأ محمد بن عمرو بن علقمة حيث مضى على الجادة، ويحيى بن أبى كثير أوثق وأعلم منه بحديث أبى سلمة.
ففى ((التاريخ الكبير)) (4/ 366/3167) لإمام المحدثين أبى عبد الله البخارى: ((طخفة الغفاري له صحبة. قال معاذ بن هشام حدثني أبي عن يحيى بن أبى كثير نا أبو سلمة نا يعيش بن طخفة بن قيس الغفاري عن أبيه وكان من أصحاب الصفة: فبينا أنا مضطجع من السحر على بطني، إذ رجل يحركني برجله، فقال: ((إن هذه ضجعة يبغضها الله))، فنظرت، فإذا هو النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) وذكر وجوه الاختلاف عليه، إلى أن قال:
((وقال محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يصح)).
قال أبو عيسى: ((وروى يحيى بن أبي كثير هذا الحديث عن أبي سلمة عن يعيش بن طهفة عن أبيه. ويقال طخفة، والصحيح طهفة. وقال بعض الحفاظ الصحيح طخفة)). وخالف شيخه أستاذ المحدثين الذى اختار الصحيح من أسماءه: طخفة , وهو الأصح.
وفى ((علل الحديث)) (2/ 233/2186) لابن أبى حاتم: ((سألت أبي عن حديث رواه حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل مضطجع على بطنه فقال: ((هذه ضجعة لا يحبها الله)). قال أبي: له علة، قلت: وما هو؟، قال: رواه ابن أبي ذئب عن خال الحرث بن عبد الرحمن قال: دخلت أنا وأبو سلمة على ابن طهفة فحدَّث عن أبيه قال: مر بي ـ يعنى النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا نائم على وجهي. وهذا الصحيح)).
¥(40/45)
وفى ((علل الدارقطنى)) (9/ 299/1776) لأبى الحسن الدارقطنى: ((وسئل عن حديث أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد ورجل نائم على وجهه فركضه برجله وقال قم فإن هذه ضجعة يبغضها الله. فقال: يرويه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. قال ذلك حماد بن سلمة، وعيسى بن يونس، والنضر بن شميل، وأبو معاوية، وعبدة بن سليمان، والفضل بن موسى السيناني، وشجاع بن الوليد، ومحمد بن بشر. ورواه معتمر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم. وغيره يرويه عن أبي سلمة عن ابن طهفة الغفاري عن أبيه، وهو الصواب. وروى هذا الحديث عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبى هريرة، وقيل عنه عن عطاء عن أبى هريرة، ولا يصح عن أبي هريرة)).
قلت: ولهذه العلة ـ أعنى خطأ محمد بن عمرو ـ فى حديث أبى هريرة، اكتفى إمام المحدثين فى ((الأدب المفرد)) بذكر حديثى: طخفة، وأبى أمامة.
فقد قال: باب الضجعة على وجهه
(1187) حدثنا خلف بن موسى بن خلف حدثنا أبي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن طخفة الغفاري أن أباه أخبره: أنه كان من أصحاب الصفة قال: بينا أنا نائم في المسجد من آخر الليل، أتاني آت، وأنا نائم على بطني، فحركني برجله، فقال:
((قم. هذه ضجعة يبغضها الله))، فرفعت رأسي، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قائم على رأسي.
(1188) حدثنا محمود ـ يعنى ابن غيلان ـ حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الوليد بن جميل الكندى من أهل فلسطين عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ برجل في المسجد منبطحاً لوجهه، فضربه برجله، وقال: ((قُمْ، نَوْمَةٌ جَهَنَّمِيَّةٌ)).
[ثانياً] حديث أبى أمامة الباهلى
أخرجه البخارى ((الأدب المفرد)) (1188)، وابن ماجه (3725)، والطبرانى ((الكبير)) (8/ 234/7914) من طرق عن الوليد بن جميل الكندى الدمشقي أنه سمع القاسم بن عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ نَائِمٍ فِي الْمَسْجِدِ، مُنْبَطِحٍ عَلَى وَجْهِهِ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ، وَقَالَ: ((قُمْ وَاقْعُدْ، فَإِنَّهَا نَوْمَةٌ جَهَنَّمِيَّةٌ)).
قال الحافظ البوصيرى ((مصباح الزجاجة)) (3/ 178): هذا إسناد فيه مقال. الوليد بن جميل لينه أبوزرعة. وقال أبو حاتم: شيخ يروي عن القاسم أحاديث منكرة. وقال أبو داود: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في ((الثقات)).
قلت: وقد وثَّقه أروى الناس عنه وأعرفهم به، وما أجدره أن يوثق إذ ليس له رواية عن غير القاسم الدمشقى، ورضيه الأئمة: ابن المدينى، والبخارى، وأبو داود، وابن حبان، وصحَّح له جملة أحاديث.
قال يزيد بن هارون: ما رأيت شامياً أسنَّ منه. وقال أبو الحسن بن البراء عن على بن المديني لا أعلم روى عنه إلا يزيد ـ يعنى ابن هارون ـ، قلت: فكيف أحاديثه؟، قال: تشبه أحاديث القاسم بن عبد الرحمن ورضيه. وقال البخارى: مقارب الحديث. وقال أبو داود: دمشقى ما به بأس. وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (7/ 549/11413) وقال: ((يروى عن القاسم. روى عنه: الشاميون وغيرهم)).
قلت: فهذا إسناد حسن فى الشواهد، والحديث محفوظ، توبع عليه الوليد بن جميل، ولم يتفرد.
وأما بقية الأحاديث، فلها شرح يطول. أسأل الله الإعانة على إتمامه.
ويمكن مطالعة كتاب ((زوائد الأدب المفرد على الصحيحين)) لأبى عبد الرحمن محمد بن مصطفى السكندرى، ففيه فوائد كثيرة.(40/46)
((مشارق الأنوار بإيضاح فتاوى الأحاديث والآثار))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 03 - 04, 09:38 ص]ـ
((مشارق الأنوار بإيضاح فتاوى الأحاديث والآثار))
على الوصلة التالية:
http://www.shehata.netfirms.com/abwab/quetion.htm
ـ[خالد صالح]ــــــــ[31 - 08 - 06, 10:30 م]ـ
ط الكتاب بمكتبة الصفا والمروة بالإسكندرية.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[02 - 09 - 06, 06:44 م]ـ
شكرا للشيخ ابومحمد
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[18 - 09 - 06, 11:36 م]ـ
للاسف يا خالد لم يطبع بعد ولقد سالت الدار
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 08:57 م]ـ
الموقع مضروب, لا يعمل منذ برهة يا شيخ.
جُد علينا بتصليح موقعكم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 09 - 06, 01:07 ص]ـ
كَانَ مِنَ االضَّرُورِي نَقْلُ الْمَوْقِعِ مِنَ السِّيرْفَرِ الْمَذْكُورِ نَظَرَاً لِلإِسَاءَاتِ الْمُتَكَرِّرَةِ،
وَقَدْ وَعَدَنِي أَخٌ مُحِبٌّ بِنَقْلِ الْمَوْقِعِ إِلَى سِيرْفَرٍ عَرَبِيٍّ،
وَرُبَّمَا يَتِمُّ الإِعْلانُ عَنْهُ قَرِيبَاً بِتَوْفِيقِ اللهِ.(40/47)
أريد تخريج دعاء ’النسيان‘، وأسأل عن صحة عبارة يقولها عوام للتذكر!
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[22 - 03 - 04, 02:44 ص]ـ
قرأت عن دعاء يدعو به المسلم ليتذكر مكان شيء يبحث عنه أو ليعثر على شيء فقده، ووالله قد جربته ووجدته كالسحر (إن جاز هذا الوصف)! والدعاء هو: "اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه .. إجمع عليَّ ضالتي". أريد تخريجه، رجاء، يا إخوة.
كذلك عندي سؤال:
عندما ذكرت هذا الدعاء لأحد الأشخاص، أخبرني أنه (وهذا أعرفه من قبل) يقول: "اللهم صلِّ على محمد" إذا ما أراد تذكر شيء أو العثور على شيء فقده. فما مدى صحة ذلك؟؟ لا يبدو لي أن التلفظ بتلك العبارة في مثل هذا الموقف له أصل إسلامي!! لكني أريد التوثق والتوثيق قبل أن أقول هذا لمن حدثني به.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[22 - 03 - 04, 07:29 ص]ـ
أخرجه ابن النجار في " في " ذيل تاريخ بغداد " (3/ 17، 18) بسنده إلى جعفر بن محمد الخلدي، قال:
" كان لي خاتم قد ورثته عن أبي، فعبرت به دجلة، فمددت يدي لأغرف من الماء، فسقط الفص فغمني، فذكرت حديثاً روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه من قرأ هذه الآية على شيء ضاع منه؛ رده الله عليه؛ فقرأتها ويدي في الماء، فإذا الفص بين أصابعي، والآية هي: {ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه، إن الله لا يخلف الميعاد}، اللهم! يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، إنك لا تخلف الميعاد، اجمع بيني وبين خاتمي، إنك على كل شيء قدير ".
قلت: إسناده موضوع؛ فيه أحمد بن عبيدالله أبوالعز بن كادش، كان يضع الحديث.
وقال الذهبي: " أقر بوضع الحديث، وتاب وأناب ".
والسند معضل.
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[22 - 03 - 04, 07:50 ص]ـ
الحديث، إذن، موضوع؟؟؟
أفلا يوجد بديل عنه أو آخر صحيح أو حسن؟؟؟ ما الوصفة الإسلامية للتذكر عند النسيان؟؟ هل ثمة واحدة؟؟
ـ[محب الخير]ــــــــ[22 - 03 - 04, 02:44 م]ـ
أخي أبو بكر ..
تذكر قوله تعالى ((واذكر ربك إذا نسيت .. وقل عسى أن يهديني ربي
لأقرب من هذا رشدا))
هذا مالدي في هذا الموضوع(40/48)
ذكر أحاديث فى الحجامة لا يجوز ذكرها إلا تحذيراً منها لشدة ضعفها
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 03 - 04, 09:23 ص]ـ
ذكر أحاديث فى الحجامة لا يجوز ذكرها إلا تحذيراً منها لشدة ضعفها.
الحمد لله الذى رفع منار الحق وأوضحه، وخفض الكذب والزور وفضحه، وعصم شريعة الإسلام من التزييف والبهتان، وجعل الذكر الحكيم مصوناً من التبديل والتحريف والزيادة والنقصان، بما حفظه فى أوعية العلم وصدور أهل الحفظ والإتقان، وبما عظَّم من شأن الكذب على رسوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المبعوث بواضحات الصدق والبرهان.
ففى محكم التنزيل ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون))، وفى الصحيح المتواتر عنه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ))، وقال صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ عَلَيَّ يَلِجِ النَّارَ))، وقال صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)).
ومع ذا، فكم وضع الوضاعون، والآفاكون، والزنادقة، وضعاف الحفظ، والمغفلون من الزهاد والعباد، بقصدٍ وتعمدٍ، أو بغفلةٍ وسوء حفظٍ، كم وضعوا من أحاديث على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فى الترغيب والترهيب، والزهد والرقائق، وفضائل الأقوال والأعمال، ومناقب الصحابة والأخيار، فكشف الله على أيدى الجهابذة من حفاظ الآثار ونقاد الأخبار زيغَهم، وفضح كيدَهم، إذ بيَّنوا أحوال رواتها، وحللوا أسانيدها، وميزوا صحيحها وسقيمها، فكشفوا عوار الباطل والموضوع، وأوضحوا علل المنكر والمصنوع. ولهذا لما سئل السيد الجليل والإمام القدوة النحرير عبد الله بن المبارك: ما هذه الأحاديث الموضوعة؟، أجاب قائلاً: تعيش لها الجهابذة.
ولله در الشيخ العلامة محمد على آدم الأثيوبى، المدرس بدار الحديث الخيرية بمكة المكرمة، حيث يقول فى منظومته ((تذكرة الطالبين ببيان الوضع وأصناف الوضاعين)):
لمَّا حمى الله الكتاب المنزلا عن أن يزاد فيه أو يبدَّلا
أخذ أقوام يزيدون على أخبار من أرسله ليفصلا
فأنشأ الله حماةَ الدينِ مميزين الغثَ من سمينِ
قد أيَّد الله بهم أعصارا ونوَّروا البلادَ والأمصارا
وحرسوا الأرضَ كأملاك السما أكرم بفرسانٍ يجولون الحِمَى
وقال سفيانُ الملائكة قدْ حرستْ السماءَ عن طاغٍ مردْ
وحرس الأرضَ رواة الخَبَرِ عن كل من لكيدِ شرعٍ يفترى
وابنُ زريعٍ قال قولاً يعتبرْ لكل دينٍ جاء فرسان غررْ
فرسانُ هذا الدين أصحابُ السَّنَدْ فاسلك سبيلهم فإنه الرشَدْ
وابنُ المبارك الجليلُ إذ سئلْ عمَّا له الوضَّاعُ كيداً يفتعلْ
قال: تعيش دهرها الجهابذةْ حاميةً تلك الغثاء نابذةْ
وقد أوصل الإمام الحجة أبو حاتم بن حبان المجروحين من رواة الأحاديث الذين يجب مجانبة رواياتهم، والتحذير منها إلى عشرين نوعاً، وذلك فى كتابه ((المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين))، ونحن نلخص مقاصده فى ذلك تلخيصاً وافياً بغرضنا من ذكرهم.
[النوع الأول] الزنادقة الذين كانوا يعتقدون الزندقة والكفر، ولا يؤمنون بالله واليوم الآخر، كانوا يدخلون المدن ويتشبهون بأهل العلم، ويضعون الحديث على العلماء، ويروونه عنهم ليوقعوا الشك والريب فى قلوب العوام، وقد سمعها منهم أقوام ثقات، وأدوها إلى من بعدهم، فوقعت فى أيدى الناس، وتداولوها بينهم.
[النوع الثانى] من استفزه الشيطان حتى كان يضع الحديث على الثقات فى الحث على الخير وذكر الفضائل، والزجر عن المعاصى والتنفير عنها، متوهمين أنهم يؤجرون على ذلك، بترغيبهم الناس إلى الخير، وتنفيرهم عن الآثام والمعاصى.
[النوع الثالث] من كان يضع الحديث على الثقات استحلالاً وجرأةً على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى إن أحدهم يسهر عامة ليله فى وضع الحديث واختلاقه.
[النوع الرابع] من كان يضع الحديث عند الحوادث والوقائع تحدث للملوك والسلاطين، من غير أن يجعلوا ذلك صناعة لهم كالنوع السالف.
¥(40/49)
[النوع الخامس] من غلبه الصلاح والعبادة، وغفل عن الحفظ والتمييز، فإذا حدَّث رفع المرسل، وأسند الموقوف، وقلب الأسانيد، وجعل كلام الوعاظ كالحسن عن أنس عن النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى خرج عن حد الاحتجاج به.
[النوع السادس] جماعة من الثقات اختلطوا فى أواخر أعمارهم، حتى لم يكونوا يعقلون ما يحدِّثون، فأجابوا فيما سئلوا، وحدَّثوا كيف شاءوا، فاختلط حديثهم الصحيح بحديثهم السقيم، فلم يتميز، فاستحقوا الترك.
[النوع السابع] من كان لا يبالى ما يحدِّث، ويتلقن ما يلقن، فإذا قيل له: هذا من حديثك حدَّثمن غير أن يحفظ، فأمثال هذا لا يحتج بهم، لأنهم يكذبون من حيث لا يعلمون.
[النوع الثامن] من كان يكذب ولا يتعمد الكذب، ولكنه لا يعلم أنه يكذب، إذ العلم لم يكن من صناعته، ولا أغبر فيه قدمُه.
[النوع التاسع] من كان يحدث عمن لم يرهم بكتبٍ صحاح، فالكتب وإن كانت صحيحة إلا أن سماعه عن أولئك الشيوخ غير حاصل، وربما لم يرهم، فاستحق الترك.
[النوع العاشر] من كان يقلب الأحاديث، ويسوى الأسانيد، فيحدث عن المشاهير بالمناكير، وما ليس من حديثهم.
[النوع الحادى عشر] من رأى شيوخاً سمع منهم، فلما ماتوا سمعوا عنهم أحاديث فحفظوها، فلما احتيج إليهم حدثوا بها عن شيوخهم، وهم فى الحقيقة لم يسمعوها منهم.
[النوع الثانى عشر] من كتب الحديث ورحل فيه إلا أن كتبه ذهبت، فلما احتيج إليه حدَّث من كتب الناس من غير أن يحفظها كلها، أو يكون له سماع فيها.
[النوع الثالث عشر] من كثر خطؤه وفحش، حتى استحق الترك، وإن كان صدوقاً فى نفسه.
[النوع الرابع عشر] من ابتلى بابن سوء أو وراق سوء، كانوا يضعون له الحديث، وقد أمن ناصيتهم، فكان يحدث بما وضعوا له، فاستحق الترك.
[النوع الخامس عشر] من وُضع له الحديث فحدَّث به وهو لا يدرى، فلما تبين له لم يرجع آنفاً من الاعتراف بخطئه.
[النوع السادس عشر] من سبق لسانه فحدَّث بالخطأ وهو لا يعلم، ثم تبين له وعلم فلم يرجع، وتمادى فى روايته، ومن كان هكذا كان كذاباً يستحق الترك.
[النوع السابع عشر] المعلن بالفسق والسنة، والفاسق لا يكون عدلاً وإن كان صدوقاً فى روايته.
[النوع الثامن عشر] المدلس عمن لم يره ولم يسمعه.
[النوع التاسع عشر] المبتدع الداعى لبدعته، حتى صار إماماً يقتدى به ويرجع إليه.
[النوع العشرون] القصَّاص والسؤَّال الذين كانوا يضعون الحديث على ألسنة الثقات ليحمل عنهم.
فهؤلاء المجروحون ممن يجب على كل منتحلٍ للسنن، باحثٍ عنها، أن يعرفهم ويحاذر الرواية عنهم، لئلا يقع فى الكذب على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو لا يدرى.
هذا، وليحذر الذين يخالفون عن أمر الله، ويتساهلون ويكثرون ذكر الأحاديث النبوية، إعتماداً على كتب المواعظ والرقائق، والزهد وفضائل الأعمال، المشحونة بالمناكير والأباطيل والموضوعات قبل مطالعتها فى مظانها، وسؤال الجهابذة النقاد عنها، للاكتفاء بالصحيح ونبذ السقيم. ويعظم هذا التحذير فى حق من يتصدى للفتوى والتعليم والتبيين، لئلا يقع فى ما نهى عنه من القول على الله بلا علم ((إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)).
قال الإمام أبو حاتم بن حبان ((المجروحين)) (1/ 13): ((فمن لم يحفظ سنن النبى صلى الله عليه وسلم، ولم يحسن تمييز صحيحها من سقيمها، ولا عرف الثقات من المحدثين ولا الضعفاء والمتروكين، ومن يجب قبول إنفراد خبره ممن لا يجب قبول زيادة الألفاظ فى روايته، ولم يعرف معانى الأخبار، والجمع بين تضادها فى الظواهر، ولا عرف المفسًّر من المجمل ولا عرف الناسخ من المنسوخ، ولا اللفظ الخاص الذى يراد به العام، ولا اللفظ العام الذى يراد به الخاص، ولا الأمر الذى هو فريضة، ولا الأمر الذى هو فضيلة وإرشاد، ولا النهى الذى هو حتم لا يجوز ارتكابه من النهى الذى هو ندب يباح استعماله: كيف يستحل أن يفتى، أو كيف يسوغ لنفسه تحريم الحلال أو تحليل الحرام، تقليداً منه لمن يخطئ ويصيب، رافضاً قول من لا ينطق عن الهوى)) اهـ.
¥(40/50)
وقد ترخص جماعة من العلماء فى الرواية، وفرقوا بين ما كان منها فى الأحكام فشددوا، وما كان فى الرقائق وفضائل الأعمال فتساهلوا، واحتجوا لذلك بما رُوى عن عبد الرحمن بن مهدى قال: ((إذا روينا عن النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى الحلال والحرام والأحكام شددنا فى الأسانيد وانتقدنا الرجال، وإذا روينا فى فضائل الأعمال والدعوات تساهلنا فى الأسانيد)).
وأقول: هذا مذهب فى قبول الأحاديث قد أخطئ الكثيرون فهم دلالته، ووسعوا دائرة العمل بمفهومه الخاطئ، حتى ضربوا بقوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)) عرض الحائط، فخرج أكثرهم عن حد التساهل إلى التغافل، وعن قيد التثبت والإحتياط إلى التقصير والإفراط، ولم يفرقوا بين إسنادٍ يسيرٍ ضعفُه مجبورٍ كسرُه، وإسناد ضعفه أكيد وكسره شديد، فقبلوا روايات الكذابين والوضاعين، وتوسعوا فى رواية كل ما يلقى قبولاً ورواجاً لدى عوام المسلمين.
والحق أن التساهل المذكور لا ينبغى أن يتطرق إلى الأسانيد الواهية والموضوعة والباطلة والمنكرة، وإلا لتهدمت قواعد وشرائط أداء وتحمل الروايات، وأهمها عدالة الرواة وضبطهم، وهذا معلوم من مذهب الإمام ابن مهدى نفسه، فقد كان شديد الإنتقاد للرواة، واسع المعرفة بدقائق علل الأحاديث. وعلى هذ العمل عند جماهير أهل العلم بالحديث: كالعز بن عبد السلام، وأبى عمرو بن الصلاح، وتقى الدين بن دقيق العيد، وتقى الدين على بن عبد الكافى السبكى، وتقى الدين أحمد بن تيميه، وشمس الدين بن القيم، وعماد الدين أبى الفداء بن كثير، وزين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقى، وشمس الدين الذهبى، وابن حجر، والسخاوى، والسيوطى، وجماعة لا يحصون كثرة. وتحرير القول فى هذا المهيع الصعب، ما نظمه الحافظ زين الدين العراقى فى ((التبصرة والتذكرة)):
فإن يُقلْ يُحتجُّ بالضعيفِ ..... فَقُل إذا كانَ من الموصوفِ
رواتُه بسوء حفظٍ يُجبرُ ..... بكونه من غيرِ وجهٍ يُذكرُ
وإن يكنْ لكذبٍ أو شذَّا ...... أو قَوِىَ الضُّعفُ فلم يُجبرْ ذَا
وهذا الذى حرره ـ رحمه الله ـ هو حد الحديث الحسن عند الإمام الترمذى. فهذا النوع من الحديث ـ يعنى الحسن عند الترمذى ـ، أو الضعيف المنجبر عند العراقى، هو الذى عناه الإمام عبد الرحمن بن مهدى، وأحمد بن حنبل، والترمذى، والبيهقى، والبغوى، وغيرهم ممن تساهلوا فى أسانيد الرقائق والزهد، والدعوات وفضائل الأعمال، وقالوا بجواز العمل به.
وقد حرَّر الحافظ ابن حجر العسقلانى هذا المعنى تحريراً بالغاً، فيما ذكره عنه الحافظ السخاوى فى ((القول البديع)) (ص258): ((سمعت شيخنا ـ يعنى ابن حجر ـ مراراً يقول، وكتبه لى بخطه: إن شرائط العمل بالضعيف ثلاثة:
(1) أن يكون الضعف غير شديد، فيخرج هذا القيد الكذَّابين، والمتهمين بالكذب، ومن فحش غلطه.
(2) أن يكون مندرجاً تحت أصل عام، فيخرج ما يخترع، بحيث لا يكون له أصلٌ أصلاً.
(3) ألا يعتقد عند العمل به بثبوته، لئلا ينسب إلى النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ما لم يقله)) اهـ.
فإذا تأكد لديك هذا التأصيل الدقيق فى وسيلته، والسامى فى غايته، صيانةً لمصادر الشريعة الغراء من أكاذيب الوضاعين، ومناكير الضعفاء الواهمين، وأوهام المغفلين، وأخطاء المخلِّطين، فاعلم بعد هذا التقرير أن الحجامة كمصدر من مصادر الهدى النبوى، قد تعرضت هى الأخرى لغارات الوضاعين والكذابين، ممن ركبوا لها على أسانيد الثقات متوناً باطلةً ومنكرةً وموضوعةً، كالتى أسلفنا بيانها، وبينَّا عللَها وآفاتِها، ومن عجبٍ أنها راجت حتى لدى الأماثل من العلماء.
¥(40/51)
ولعلك تدرك بشئٍ من حسن التأمل، ولطافة الإدراك، أن ثمة تناقضٍ واضحٍ بين الزائف الدخيل والصحيح البيِّن الصحة، فما خرج من مشكاة النبوة فله نور أجلى من ضوء الشمس فى وضح النهار، وعليه رونق الهيبة والجلال، فلقد أوتى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جوامع الكلم، واُختصرَ له الكلامُ اختصاراً، إذ هو ((وحى يوحى علمه شديد القوى))، وإنَّه ((للحق من ربك فلا تكونن من الممترين))، وما كان عن كذبٍ وافتعالٍ، وتخرصٍ وافتراءٍ، وتخليطٍ لا يصدر مثله عن مشكاة البيان والفصاحة، ((الذى لا ينطق عن الهوى))، فلا يخفى على النقاد العارفين من أئمة هذا الشأن وجهابذته.
وأول ما يفجئك من ذلك فيما نحن بصدده من الزائف الدخيل على الحجامة:
(أولاً) أن ترى الحكم ونقيضه فى الشئ الواحد، كنحو ((الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر دواء لداء السنة)) و ((لا تحتجموا يوم الثلاثاء، فإنَّه يَوْمُ الدَّمِ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لا يَرْقَأ))، كيف يلتقيان، فهذا نقيض ذا؟!، وكلاهما باطل لا يجوز اعتقاد صحته ولا العمل به.
(ثانياً) أن يكذِّب الواقعُ والوجودُ الحديثَ ويناقضه، كنحو ((إن في الجمعة لساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات)) و ((من احتجم يوم الأربعاء ويوم السبت فرأى وضحا، فلا يلومن إلا نفسه)). فهذان مما لا يشك فى بطلانهما عاقل، إذ قد توافق هذه الأيامُ أفضلَ أوقات الحجامة المنصوص عليها فى الحديث الصحيح ((مَنِ احْتَجَمَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ، وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ كَانَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ))، وذلك كأن يكون يومُ الاثنين سبع عشرة، فيوافق الأربعاء تسع عشرة، بينما يوافق الجمعة أحدى وعشرين.
(إيقاظ وتنبيه) وإن تعجب فعجب قول المناوى فى ((فيض القدير)) (6/ 35): ((وروى الديلمي عن أبي جعفر النيسابوري قال: قلت يوماً هذا الحديث ـ يعنى النهى عن الحجامة يوم الأربعاء ـ غير صحيح، فافتصدت يوم الأربعاء، فأصابني برص، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، فشكوت إليه، فقال: إياك والاستهانة بحديثي فذكره. وقد كره أحمد الحجامة يوم السبت والأربعاء لهذا الحديث))؟!!.
ولا ينقضى عجبك ممن أقرَّ بأن أحكام الشريعة لا تتلقى بالرؤى والمنامات، ثم يزعم أن مضمون الحكاية ينطوى على فوائد، ولم يصرِّح بفائدة واحدة منها؛ فضلاً عن مجموعها، فأى فائدة فى العمل بحديث صرَّح أئمة العلم بالحديث بأنه موضوع؟.
فإن نسيت، فلا تنسى قول الإمام الجهبذ أبى حاتم بن حبان: ((لا يحل ذكر مثل هذا الحديث في الكتب إلا على سبيل الاعتبار، لأنه موضوع، ليس هذا من حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ومن روى مثل هذا الحديث وجب مجانبة ما يروي من الأحاديث، وإن وافق الثقات في بعض الروايات)).
(ثالثاً) أن يكون متن الحديث أشبه بكلام أهل الصنعة من الحجامين والأطباء، كنحو ((نِعْمَ الْعَبْدُ الْحَجَّامُ: يَذْهَبُ بِالدَّمِ، وَيُخِفُّ الصُّلْبَ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ)) و ((الحجامة في الرأس شفاء من سبع: الجنون، والجذام، والبرص، والنعاس، ووجع الضرس، والصداع، وظلمة يجدها في عينيه))
فهذه ونظائرها لا يخرج مثلها عن مشكاة النبوة، وإنما هى تجارب أهل الصنعة، ومعارف الطرائقيين، وإعلان ممقوت فى سوق الحجامة طمعاً فى ثمنٍ بخس: دارهم معدودة، ((ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون)). وقارن مثل هذه المناكير والبواطيل إن شئت؛ بما صحَّ عن الصادق المصدوق من قوله ((إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ))، تجد بوناً شاسعاً.
وهناك أمارات أخرى غير المذكورة آنفاً، وضابطها مراجعة أهل المعرفة بنصوص الحديث النبوى، ((ممن تضلع في معرفة السنن الصحيحة، واختلطت بدمه ولحمه، وصار له فيها ملكة واختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار، ومعرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهديه فيما يأمر به، وينهى عنه، ويدعو إليه، ويحبه ويكرهه، ويشرعه للأمة)) (1).
ولله در الشيخ العلامة محمد على آدم الأثيوبى، حيث يقول فى ((تذكرته)):
الحمد لله الذى قد يسرا ...... لحفظ دينه حُماةً كُبرا
¥(40/52)
فقد نفوا تحريف غالٍ قد بغى ..... وأبطلوا انتحال مبطلٍ طغى
ورثةُ الرسْل عليهم السلامْ ...... كما به جاء الحديث بالتمامْ
فهم عن الأرض يزيلون العمى ...... دلائلُ الهدى كنجمٍ فى السما
وهذا حين الشروع فى بيان الأحاديث الباطلة والمنكرة والموضوعة فى الحجامة:
(1) عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: يَا نَافِعُ! قَدْ تَبَيَّغَ بِيَ الدَّمُ، فَالْتَمِسْ لِي حَجَّامًا، وَاجْعَلْهُ رَفِيقًا إِنِ اسْتَطَعْتَ، وَلا تَجْعَلْهُ شَيْخًا كَبِيرًا، وَلا صَبِيًّا صَغِيرًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ، وَفِيهِ شِفَاءٌ وَبَرَكَةٌ، وَتَزِيدُ فِي الْعَقْلِ وَفِي الْحِفْظِ، فَاحْتَجِمُوا عَلَى بَرَكَةِ اللهِ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَاجْتَنِبُوا الْحِجَامَةَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ وَالْجُمُعَةِ وَالسَّبْتِ وَيَوْمَ الْأَحَدِ تَحَرِّيًا، وَاحْتَجِمُوا يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالثُّلاثَاءِ، فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي عَافَى اللهُ فِيهِ أَيُّوبَ مِنَ الْبَلاءِ، وَضَرَبَهُ بِالْبَلاءِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ، فَإِنَّهُ لا يَبْدُو جُذَامٌ وَلا بَرَصٌ إِلا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، أَوْ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ)).
منكر. لا يصح رفعه، وله طريقان:
[الطريق الأولى] نافع عنه: أخرجه الحاكم (4/ 235) مستوفٍ، والإسماعيلى ((معجم شيوخه)) (2/ 676) مختصراً، وعنه الخطيب ((تاريخ بغداد)) (10/ 38) ثلاثتهم من طريق عثمان بن سعيد الدارمى ثنا عبد الله بن صالح المصرى ثنا عطاف بن خالد عن نافع أن عبد الله بن عمر قال له: يا نافع تبيغ بي الدم، فأتني بحجام، لا يكون شيخا كبيرا، ولا غلاما صغيرا، فإني سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحجامة على الريق أمثل، وفيها شفاء وبركة ... )) الحديث بنحوه.
قلت: هذا الإسناد أمثل أسانيد هذا الحديث، رجاله ثقات كلهم غير عطاف بن خالد المخزومى أبا صفوان المدنى، وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. وقال أبو زرعة: ليس به بأس. وقال أبو حاتم الرازى: صالح ليس بذاك. وقال النسائى: ليس بالقوى. غير أن مالك بن أنس إمام أئمة الجرح والتعديل كان شديد الحمل عليه، وكان عبد الرحمن بن مهدى لا يرضى عطافاً، فلقد كان ينفرد عن نافع وزيد بن أسلم بمناكير لا يتابع عليها.
قال مطرف بن عبد الله المدني: قال لي مالك بن أنس: عطاف يحدث؟، قلت: نعم، فأعظم ذلك إعظاما شديداً، ثم قال: لقد أدركت أناسا ثقات يحدثون ما يؤخذ عنهم، قلت: كيف وهم ثقات؟، قال: مخافة الزلل.
وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه عن مطرف بن عبد الله: سمعت مالك بن أنس يقول: ويكتب عن مثل عطاف بن خالد!، لقد أدركت في هذا المسجد سبعين شيخا كلهم خير من عطاف ما كتبت عن أحد منهم، وإنما يكتب العلم عن قوم قد حوى فيهم العلم مثل عبيد الله بن عمر وأشباهه.
ولهذا قال ابن حبان ((المجروحين)) (2/ 193): ((العطاف بن خالد بن عبد الله القرشي، أبو صفوان المخزومي. يروي عن نافع وغيره من الثقات مالا يشبه حديثهم، وأحسبه كان يؤتي ذلك من سوء حفظه، فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته إلا فيما وافق الثقات. كان مالك بن أنس لا يرضاه)).
وهذا الحديث من مناكيره وإن وثق فى ذات أمره، إذ لا تستغرب رواية الثقات للمناكير، ومن علامة المنكر فى حديث الصدوق مخالفته للأوثق منه، وقد خالف عطافاً: أيوب بن أبى تميمة السختيانى ـ وهو من أوثق الناس فى نافع ـ، فأوقفه على ابن عمر ولم يرفعه، وهو الصواب.
ولم يتابع عطافاً عن نافع غير جماعة من المجروحين ممن لا يحتج بهم فى المتابعات.
فقد أخرجه ابن ماجه (3487)، وابن حبان ((المجروحين)) (2/ 100)، وابن عدى (2/ 308)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (2/ 874/1464) من طريق عثمان بن مطر الشيبانى عن الحسن بن أبى جعفر عن محمد بن جحادة عن نافع به مثله.
وأخرجه الحاكم (4/ 234)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (2/ 874/1463) من طريق زياد بن يحيى الحساني ثنا غزال بن محمد عن محمد بن جحادة به مثله.
¥(40/53)
قلت: وهذان الإسنادان واهيان بمرة. ففى الأول: عثمان بن مطر الشيباني أبو الفضل البصرى، قال أبو حاتم ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل الاحتجاج به. والحسن بن أبى جعفر البصرى، قال يحيى ابن معين: ليس بشيء. وقال عمرو بن على الفلاس والبخاري: منكر الحديث. وقال السعدي: واهي الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: كان من المتعبدين، لكنه غفل عن صناعة الحديث وحفظه، فإذا حدث وهم وقلب الأسانيد وهو لا يعلم.
وفى الثانى: غزال بن محمد، من ذا؟ لا يعُلم!!. قال أبو عبد الله الحاكم: ((رواة هذا الحديث كلهم ثقات إلا غزال بن محمد فإنه مجهول، لا أعرفه بعدالة ولا جرح)). وقال الحافظ الذهبى ((الميزان)) (5/ 401): ((غزال ابن محمد عن محمد بن جحادة لا يعرف، وخبره منكر في الحجامة)).
وأخرجه ابن ماجه (3488) من طريق عبد اللهِ بن عِصْمة عن سَعِيدِ بن مَيْمُونٍ عن نافع به نحوه.
قال الحافظ ابن حجر ((تهذيب التهذيب)): ((سعيد بن ميمون عن نافع في الحجامة. وعنه عبد الله بن عصمة. قلت: هو مجهول، وخبره منكر جداً في الحجامة)).
[الطريق الثانية] أبو قلابة عنه: أخرجه ابن حبان ((المجروحين)) (3/ 21) من طريق المثنى بن عمرو عن أبي سنان عن أبي قلابة قال: كنت عند ابن عمر، فقال: لقد تبيغ بي الدم يا نافع، ابغ لي حجاما، ولا تجعله شيخا، ولا شابا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحجامة على الريق أمثل، فيها شفاء وبركة تزيد في العقل والحفظ .. )) فذكر نحوه. وقال ابن حبان: ((المثنى بن عمرو شيخ يروي عن أبي سنان ما ليس من حديث الثقات لا يجوز الاحتجاج به)).
وقال ابن أبى حاتم ((علل الحديث)) (2/ 320/2477): ((سألت أبي عن حديث رواه أبو عبد الرحمن المقري عن إسماعيل بن ابراهيم حدثنى المثنى بن عمرو عن أبي سنان عن أبي قلابة قال: كنت جالسا عند عبد الله بن عمر بن الخطاب إذ قال: لقد تيبع لى الدم يا نافع، فادع لى حجاما، ولا تجعله شيخا، ولا صبيا ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحجامة على الريق أمثل)). قال أبي: ليس هذا الحديث بشىء، ليس هو حديث أهل الصدق، إسماعيل والمثنى مجهولان)) اهـ.
... *** ...
(2) عن أنس قال: قال رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة، لا يتبيغ دم أحدكم فيقتله)).
موضوع. أخرجه ابن حبان ((المجروحين)) (2/ 288)، والحاكم (4/ 235) كلاهما من طريق محمد بن القاسم الأسدي ثنا الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس مرفوعاً به.
قال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)).
قلت: بل هو موضوع. محمد بن القاسم الأسدى، كذبه أحمد بن حنبل وقال: أحاديثه موضوعة. وقال النسائى: ليس بثقة. وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، ويأتي عن الأثبات بما لم يحدثوا، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه بحال، كان أحمد بن حنبل يكذبه.
... *** ...
(3) عن معقل بن يسار قال: قال رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر دواء لداء السنة)).
موضوع. أخرجه ابن سعد ((الطبقات)) (1/ 448)، والطبرانى ((الكبير)) (20/ 215/499)، وابن عدى (3/ 200)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 340)، والخطيب ((موضح الأوهام)) (2/ 146)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 214) جميعا من طريق سلام بن سليم التميمى عن زيد العمِّي عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار مرفوعاً به.
قلت: سلام بن سليم وزيد بن الحوارى العمى عامة ما يرويانه لا يتابعا عليه، ولا يُدرى البلاء من أيهما؟.
... *** ...
(4) عن أنس عن النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من الشهر، أخرج الله منه داء سنة)).
موضوع. أخرجه البيهقى (9/ 340)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 215) من طريق زيد العمِّي عن معاوية بن قرة عن أنس مرفوعاً.
¥(40/54)
قال ابن حبان: ((زيد العمي هو زيد بن الحواري أبو الحواري. يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصل لها، حتى سبق إلى القلب أنه المتعمد لها، وكان يحيى يمرض القول فيه، وهو عندي لا يجوز الاحتجاج بخبره، ولا كتابة حديثه إلا للاعتبار)).
... *** ...
(5) عن ابن عباس قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يحتجم يوم الثلاثاء، فقلت: هذا اليوم تحتجم؟، قال: ((نعم، ومن وافق منكم يوم الثلاثاء ليلة سبع عشرة مضت من الشهر، فلا يجاوزه حتى يحتجم)).
موضوع. أخرجه ابن حبان ((المجروحين)) (3/ 58)، والطبرانى ((الكبير)) (11/ 162/11366)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 214) جميعا من طريق نافع أبو هرمز عن عطاء عن ابن عباس به.
وقال ابن حبان: ((نافع أبو هرمز الجمال مولى بني سليمان. كان ممن يروي عن أنس ما ليس من حديثه كأنه أنس آخر، ولا أعلم له سماعاً، لا يجوز الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار، روى عن عطاء عن ابن عباس وعائشة نسخة موضوعة)).
... *** ...
(6) عن كبشة بنت أبى بكرة الثقفى: أَنَّ أَبَاهَا كَانَ يَنْهَى أَهْلَهُ عَنِ الْحِجَامَةِ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ، وَيَزْعُمُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَنَّ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ يَوْمُ الدَّمِ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لا يَرْقَأ)).
ضعيف. أخرجه أبو داود (3862)، والعقيلى ((الضعفاء الكبير)) (1/ 150)، والبيهقى (9/ 340)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 213)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (35/ 295) جميعا من طريق بكار بن عبد العزيز بن أبى بكرة أخبرتنى عمتى كبشة ـ ويقال كيِّسة ـ بنت أبى بكرة عن أبيها به.
قال أبو بكر البيهقى: ((إسناده ليس بالقوى)).
قلت: بكار بن عبد العزيز بن أبى بكرة لا يشبه أحاديثه أحاديث أهل الصدق.
... *** ...
(7) عن ابن عباس قال: ((يوم الأحد يوم غرس وبناء، ويوم الاثنين يوم السفر، ويوم الثلاثاء يوم الدم، ويوم الأربعاء يوم أخذ ولا عطاء فيه، ويوم الخميس يوم دخول على السلطان، ويوم الجمعة يوم تزويج وباءة)).
موضوع. أخرجه أبو يعلى (2612): حدثنا عمرو بن حصين ثنا يحيى بن العلاء ثنا عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي صالح عن ابن عباس قوله.
قلت: هذا متن موضوع وإسناد مظلم تالف. يحيى بن العلاء الرازى، قال أحمد: كذاب يضع الحديث. وقال يحيى: ليس بثقة. وقال عمرو بن على الفلاس والنسائى والدارقطنى: متروك الحديث. وعمرو بن الحصين العقيلى واهى الحديث، ليس هو فى موضع من يحدث عنه، قاله أبو زرعة. وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث وليس بشيء، أخرج أول شيء أحاديث مشبهة حسانا، ثم أخرج بعد لابن علاثة أحاديث موضوعة فأفسد علينا ما كتبنا عنه فتركنا حديثه.
وقال ابن عدى: حدث عن الثقات بغير حديث منكر، وهو مظلم الحديث.
... *** ...
(8) عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((من احتجم يوم الأربعاء ويوم السبت، فرأى وضحا، فلا يلومن إلا نفسه)).
منكر. أخرجه الحاكم (4/ 454)، والبيهقى (9/ 340) كلاهما عن حماد بن سلمة عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة مرفوعاً به.
وأخرجه ابن عدى ((الكامل)) (3/ 251)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 211) كلاهما عن إسماعيل بن عياش عن سليمان بن أرقم وابن سمعان عن الزهرى عن أبى سلمة عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة مرفوعا مثله.
قلت: والحديث منكر بهذين الإسنادين، لا يرفعه عن الزهرى غير ابن أرقم وابن سمعان، ولا يتابعا على رفعه. فأما سليمان بن أرقم فمتروك لا تحل الرواية عنه، يروى عن الزهرى مناكير لا تشبه أحاديث الثقات. قال ابن حبان: كان ممن يقلب الأخبار ويروى عن الثقات الموضوعات. وقال أحمد ويحيى: ليس بشئٍ. وقال عمرو بن على الفلاس: ليس بثقة روى أحاديث منكرة. وقال البخارى: تركوه. وأما ابن سمعان، واسمه عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان، فقد كذبه مالك ومحمد بن إسحاق. وقال البخارى: سكتوا عنه. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، سبيله سبيل الترك. وقال أبو داود: كان من الكذابين، ولى قضاء المدينة. وقال النسائى والدارقطنى: متروك الحديث.
¥(40/55)
وللحديث شواهد عن أنس، وابن عمر بأسانيد واهية لا يجوز الاعتبار بها بحال، ولا ذكرها إلا تعجباً.
فقد أخرجه ابن عدى (2/ 371)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 212) من طريق حسان بن سياه عن ثابت عن أنس مرفوعاً بمثله.
وأخرجه ابن حبان ((المجروحين)) (2/ 33)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 212) من طريق عبد الله بن زياد الفلسطينى عن زرعة بن إبراهيم عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً بمثله غير أنه قال ((فأصابه وضح)).
قلت: وهذان الإسنادان واهيان تالفان. ففى الأول: حسان بن سياه أبو سهل البصرى. قال ابن حبان: منكر الحديث جدا يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات. وقال ابن عدى: ينفرد عن ثابت بأحاديث عامتها لا يتابعه غيره عليه، والضعف بيِّن على رواياته وحديثه. وذكر له ثمانية عشر حديثاً منكراً منها ((من احتجم يوم السبت والأربعاء)). وفى الثانى: عبد الله بن زياد الفلسطينى، قال ابن حبان: ((شيخ يروي عن زرعة بن إبراهيم عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((من احتجم يوم السبت ويوم الأربعاء .. )) الحديث، لا يحل ذكر مثل هذا الحديث في الكتب إلا على سبيل الاعتبار، لأنه موضوع ليس هذا من حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ومن روى مثل هذا الحديث وجب مجانبة ما يروي من الأحاديث، وإن وافق الثقات في بعض الروايات)).
قلت: وإنما ثبت هذا الحديث عن الزهرى مرسلاً. فقد أخرجه أبو داود ((المراسيل)) (451) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلَّم به.
... *** ...
(9) عن الحسن البصرى حدثنى سبعة من أصحاب النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وجابر ابن عبد الله وأبو هريرة وعمران بن حصين ومعقل بن يسار وسمرة بن جندب: أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الحجامة يوم السبت والأربعاء، وقال: ((من فعل ذلك، فأصابه بياض، فلا يلومن إلا نفسه))
موضوع. أخرجه ابن حبان ((المجروحين)) (2/ 163)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 211) من طريق ضمرة بن ربيعة عن عباد بن راشد التميمى عن الحسن به.
وقال ابن حبان: ((عباد بن راشد التميمي يروي عن الحسن وداود بن أبي هند. كان ممن يأتي بالمناكير عن أقوام مشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها فبطل الاحتجاج به. والحسن البصرى لم يشافه ابن عمر ولا أبا هريرة ولا سمرة بن جندب ولا جابر بن عبد الله، وقد سمع من معقل بن يسار وعمران بن حصين. والحسن ما رأى بدرياً خلا عثمان بن عفان، وعثمان يعد من البدريين ولم يشاهد بدراً)).
... *** ...
(10) عن أنس قال: قال رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عليكم بالحجامة يوم الخميس، فإنها تزيد في الأرب))، قيل: يا رسول الله وما الأرب؟، قال: ((العقل)).
منكر. أخرجه العقيلى ((الضعفاء الكبير)) (3/ 454)، وابن عدى ((الكامل)) (6/ 16)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (2/ 877/1468) جميعا من طريق الفضل بن سلام ثنا معاوية بن حفص ثنا محمد بن ثابت عن أبيه عن أنس به.
قال أبو جعفر: ((الفضل بن سلام منكر الحديث، ومعاوية بن حفص مجهول ولا يعرف إلا به. وليس ثابت في التوقيت في الحجامة يوماً بعينه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها أحاديث أسانيدها كلها لينة)).
... *** ...
(11) عن الحسين بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجمعة لساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات)).
موضوع. أخرجه أبو يعلى (12/ 150/6779) قال:ثنا جبارة ثنا يحيى بن العلاء عن زيد بن أسلم عن طلحة بن عبد الله عن الحسين به.
قلت: وهذا إسناد واهٍ بمرةٍ. يحيى بن العلاء وجبارة بن المغلس متروكان لا يحل الاحتجاج بحديث واحدٍ منهما، فكيف إذا اجتمعا؟!.
... *** ...
(12) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها محتجم إلا عرض له داء لا يشفى منه)).
منكر. أخرجه البيهقى ((الكبرى)) (9/ 340) من طريق عطاف بن خالد المخزومى عن نافع عن ابن عمر به.
¥(40/56)
قلت: وهذا منكر، عطاف بن خالد وإن وثق لكنه يروى عن نافع المناكير ولا يتابع عليها، ولا تشبه رواياته عنه أحاديث الثقات.
... *** ...
(13) عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ أَرَادَ الْحِجَامَةَ فَلْيَتَحَرَّ سَبْعَةَ عَشَرَ، أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ، أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَلا يَتَبَيَّغْ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَيَقْتُلَهُ)).
ضعيف جداً. أخرجه ابن ماجه (3486) قال: حدثنا سويد بن سعيد ثنا عثمان بن مطر عن زكريا بن ميسرة عن النهاس بن قهم عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: هذا إسناد واهٍ بمرةٍ. النهاس بن قهم أبو الخطاب البصري القاص. قال يحيى: ليس بشيء ضعيف، يروي عن عطاء عن ابن عباس أشياء منكرة. وقال ابن عدي: لا يساوي شيئا. وقال ابن حبان: كان يروي المناكير عن المشاهير، ويخالف الثقات لا يجوز الاحتجاج به. وقال الدراقطني: النهاس مضطرب الحديث تركه يحيى القطان. وأما عثمان بن مطر الشيباني البصرى، فقد قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل الاحتجاج به. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث أشبه حديثه بحديث يوسف ابن عطية.
... *** ...
(14) عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتحل كل ليلة، ويحتجم كل شهر، ويشرب الدواء كل سنة.
موضوع. أخرجه ابن عدى (3/ 434)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 210) من طريق سيف بن محمد الثورى عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة به.
قلت: هذا من وضع سيف بن محمد الثورى. قال أحمد: هو كذاب يضع الحديث ليس بشيء. وقال يحيى بن معين: كان كذابا خبيثا. وقال مرة: ليس بثقة. وقال أبو داود: كذاب. وقال زكريا الساجي: يضع الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون متروك. وقال ابن حبان: كان شيخا صالحا متعبداً، إلا أنه يأتي عن المشاهير بالمناكير، إذا سمع المرء حديثه شهد عليه بالوضع.
... *** ...
(15) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للحجمة التى في وسط الرأس: ((إنها دواء من الجنون والجذام والبرص والنعاس والأضراس))، وكان يسميها منقذة.
موضوع. أخرجه الطبرانى ((الأوسط)) (5/ 42/4623) قال: حدثنا عبيد الله بن محمد العمرى ثنا إسماعيل بن أبى أويس حدثنى يزيد بن عبد الملك النوفلي عن أبى موسى عيسى بن أبى عيسى الحناط عن محمد ابن كعب القرظى عن أبى سعيد به.
وقال: ((لا يروى هذا الحديث عن أبى سعيد الخدري الا بهذا الاسناد، وتفرد به ابن أبي أويس)).
وأخرجه الحاكم (4/ 234) من طريق الأويسى به نحوه وقال: ((صحيح الإسناد ولم يخرجاه)).
قلت: بل حديث موضوع، وإسناد مظلم تالف لا يحل الاحتجاج بمثله. يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل أبو خالد الهاشمي النوفلي المدني، قال أحمد: عنده مناكير. وقال يحيى والدارقطني: ضعيف. وقال البخاري: أحاديثه شبه لا شيء وضعفه جدا. وقال أبو حاتم الرازي: منكر الحديث جدا. وقال النسائي: متروك الحديث. وأبو موسى عيسى بن أبى عيسى الحناط، متروك. قال أحمد ويحيى: ليس بشئٍ.
وقال ابن حبان: كان سيء الحفظ والفهم فاستحق الترك.
... *** ...
(16) عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحجامة في الرأس شفاء من سبع، إذا ما نوى صاحبها، من: الجنون، والجذام، والبرص، والنعاس، ووجع الضرس، والصداع، وظلمة يجدها في عينيه)).
موضوع. أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (11/ 29/10938)، وابن عدى ((الكامل)) (5/ 51)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) جميعا من طريق عمر بن رباح ثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس به.
قلت: هذا منكر بهذا الإسناد. عمر بن رباح العبدى أبو حفص الضرير واهٍ بمرة. قال ابن عدى: يروي عن ابن طاوس بالبواطيل ما لا يتابعه أحد عليه والضعف بين على حديثه.
... *** ...
(17) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحجامة في الرأس دواء من: الجنون، والجذام، والبرص، والنعاس، والضرس)).
¥(40/57)
منكر. أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (12/ 291/13149) و ((الأوسط)) (5/ 16/4547): حدثنا عبدان بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد العبادى البصري ثنا مسلمة بن سالم الجهنى حدثنى عبيد الله بن عمر عن نافع عن سالم عن ابن عمر به.
قلت: هذا منكر بهذا الإسناد. مسلمة ـ ويقال مسلم ـ بن سالم الجهنى المكى شيخ لا يحل الاحتجاج بخبره ولا يجوز الاعتماد على روايته، قاله ابن عبد الهادى. وقال أبو داود: ليس بثقة.
... *** ...
(18) عن صهيب بن سنان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة، فإنه دواء من اثنين وسبعين داء، وخمسة أدواء من: الجنون، والجذام، والبرص، ووجع الأضراس)).
ضعيف جداً. أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (8/ 36/7306) قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ثنا محمد بن موسى الحرشي ثنا عيسى بن شعيب ثنا الدفاع أبو روح القيسي ثنا عبد الحميد بن صيفي عن أبيه عن جده صهيب به.
قلت: هذا إسناد ليس بالقائم. دفَّاع بن دغفل القيسي البصري ضعيف الحديث، قاله أبو حاتم. وعيسى بن شعيب البصرى. قال ابن حبان: كان ممن يخطىء حتى فحش خطؤه، فاستحق الترك.
... *** ...
(19) عن أنس أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((الحجامة في نقرة الرأس تورث النسيان)).
موضوع. قال العجلونى ((كشف الخفاء)) (1/ 416): ((قال في ((المقاصد)): رواه الديلمي عن أنس مرفوعاً، وفي سنده عمر بن واصل اتهمه الخطيب بالوضع)).
قلت: ترجمه الخطيب فى ((التاريخ)) (11/ 221)، وذكر من موضوعاته ما رواه عن أبي هريرة أن النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى إبليس حسن السحنة، ثم رآه بعد ذلك ناحل الجسم متغير اللون، فقال له النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ما الذي انحل جسمك وغير لونك من بعد ما رايتك أولا))، فقال: خصال في أمتك .. وذكر حديثاً طويلاً كله أباطيل وطامات.
... *** ...
(20) عن سلمى مولاة النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: ((كنت عند رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً جالسة، إذ أتى إليه رجل، فشكا إليه وجعا يجده في رأسه، فأمره بالحجامة وسط رأسه، وشكا إليه ضربانا يجده في قدميه، فأمره أن يخضبها بالحناء، ويلقي في الحناء شيئاً من ملح))، وفى رواية ((شيئاً من حرمل)).
منكر. أخرجه الخطيب ((تاريخ بغداد)) (13/ 259)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (2/ 878/1470) كلاهما من طريق معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبى رافع أخبرني عمى معاوية بن عبيد الله وأبى محمد كلاهما عن عبيد الله عن سلمى مولاة النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به.
قلت: هذا منكر الإسناد والمتن. معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، ليس بثقة ولا مأمون، قاله يحيى بن معين. وقال البخارى: منكر الحديث. وقال أبو حاتم الرازى: رأيته فلم اكتب عنه، كان يكذب. وقال ابن حبان: ينفرد عن أبيه بنسخة أكثرها مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب. وقال ابن عدى: مقدار ما يرويه لا يتابع عليه.
... *** ...
(21) عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنَ الْجَنَابَةِ، وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَمِنَ الْحِجَامَةِ، وَغُسْلِ الْمَيِّتِ.
منكر. أخرجه ابن أبى شيبة (1/ 433/4994)، وأحمد (6/ 152)، وإسحاق بن راهويه (549)، وأبو داود (348)، والدارقطنى (1/ 113/8)، والبيهقى (1/ 300،299) جميعا من طريق مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب عن عبد الله بن الزبير عن عائشة به.
قلت: أنكره أحمد بن حنبل وقال: مصعب بن شيبة روى أحاديث مناكير. وقال أبو حاتم: لا يحمدونه وليس بقوي. وقال الدراقطني: ليس بالقوي ولا بالحافظ.
... *** ...
(22) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ثَلاثٌ لا يُفْطِرْنَ الصَّائِمَ: الْحِجَامَةُ، وَالْقَيْءُ، وَالاحْتِلامُ)).
¥(40/58)
ضعيف جداً. أخرجه عبد بن حميد (959)، والترمذى (719)، وابن حبان ((المجروحين)) (2/ 58)، وابن عدى (4/ 271)، وأبو نعيم ((الحلية)) (8/ 357)، وابن شاهين ((الناسخ والمنسوخ)) (401،400)، والبيهقى (4/ 264)، والخطيب ((تاريخ بغداد)) (7/ 68) جميعا من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبى سعيد الخدرى.
قَالَ أَبو عِيسَى: ((حديث أبي سعيد الخدري حديث غير محفوظ، وقد روى عبد الله بن زيد بن أسلم، وعبد العزيز بن محمد وغير واحد هذا الحديث عن زيد بن أسلم مرسلاً، ولم يذكروا فيه عن أبي سعيد. وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم يضعف في الحديث)).
قلت: قد أبان الترمذى علته وأفصح عن حال عبد الرحمن، وهو أضعف أبناء زيد بن أسلم. ضعفه أحمد وعلى بن المدينى والنسائى وأبو داود والدارقطنى. وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء. وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث كان في نفسه صالحا وفي الحديث واهياً. وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأخبار وهو لا يعلم حتى كثر ذلك في روايته من رفع المراسيل وإسناد الموقوف فاستحق الترك.
... *** ...
(23) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((نِعْمَ الْعَبْدُ الْحَجَّامُ: يَذْهَبُ بِالدَّمِ وَيُخِفُّ الصُّلْبَ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ)).
ضعيف. أخرجه الترمذى (2053)، وابن ماجه (3478)، والطبرانى ((الكبير)) (11/ 326/11893)، وابن عدى (4/ 339)، والحاكم (4/ 235) جميعا عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس به.
قلت: إسناده ليس بذاك القوى. عباد بن منصور يدلس عن عكرمة، وله عنه مناكير. قال عباس الدورى، وأبو بكر بن أبى خيثمة عن يحيى بن معين: ليس بشىء. وزاد عباس عن يحيى: وكان يرمى بالقدر.
وقال أبو حاتم الرازى: كان ضعيف الحديث، يكتب حديثه، و نرى أنه أخذ هذه الأحاديث عن ابن أبى يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس. وأسند أبو جعفر العقيلى عن على بن المدينى قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قلت لعباد بن منصور: سمعت ((ما مررت بملإ من الملائكة)) و ((أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يكتحل ثلاثا))؟، فقال: حدثنى ابن أبى يحيى عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس. و قال أبو داود: ولى قضاء البصرة خمس مرات، و ليس بذاك، و عنده أحاديث فيها نكارة. وقال النسائى: ضعيف، ليس بحجة. وقال فى موضع آخر: ليس بالقوى.
... *** ...
(24) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ خَيْرَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ: اللَّدُودُ، وَالسَّعُوطُ، وَالْحِجَامَةُ، وَالْمَشِيُّ)).
ضعيف جداً. أخرجه الترمذى (2048)، والحاكم (4/ 233) كلاهما من طريق عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس به
وقال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)).
قلت: كيف ذا؟، وعباد بن منصور مدلس ذو مناكير. وقد سبق بيان حاله وشدة ضعفه.
... *** ...
(25) عن أم سعد قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بدفن الدم إذا احتجم.
منكر. أخرجه ابن سعد ((الطبقات الكبرى)) (1/ 448)، والطبرانى ((الأوسط)) (1/ 271/882) كلاهما من طريق هياج بن بسطام عن عنبسة بن عبد الرحمن بن سعيد بن العاص عن محمد بن زاذان عن أم سعد به.
وقال أبو القاسم: ((لا يروى هذا الحديث عن أم سعد إلا بهذا الإسناد تفرد به عنبسة)).
قلت: هذا إسناد واهٍ بمرة. عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد بن العاص القرشي. قال يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: متروك. وقال البخاري والعقيلي: تركوه. وقال أبو حاتم الرازي: كان يضع الحديث. وقال ابن حبان: هو صاحب أشياء موضوعة، لا يحل الاحتجاج به. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال الأزدي: كذاب.
وهياج بن بسطام أبو بسطام الهروي. قال أحمد: متروك الحديث. وقال يحيى بن معين: ضعيف. وقال مرة: ليس بشيء. وقال أبو داود: تركوا حديثه ليس بشيء. وقال ابن حبان: يروي المعضلات عن الثقات.
... *** ...
(26) عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان: الشعر والظفر، والدم والحيضة، والسن، والمشيمة، والقلفة.
¥(40/59)
منكر. أخرجه الحكيم الترمذى ((نوادر الأصول))، والرافعى ((التدوين فى أخبار قزوين)) (1/ 455) كلاهما من طريق مالك بن سليمان الهروي ثنا داود بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه.
قلت: إسناده ليس بذاك القوى. مالك بن سليمان الهروى، فى عداد الضعفاء، يخطئ ويدلس، وله مناكير.
قال ابن حبان ((الثقات)): ((مالك بن سليمان بن مرة النهشلي من أهل هراة. يروى عن: ابن أبى ذئب ومالك روى عنه أهل بلده. وكان مرجئا ممن جمع وصنف، يخطىء كثيرا، وامتحن بأصحاب سوء كانوا يقلبون عليه حديثه، ويقرؤن عليه، فإن اعتبر المعتبر حديثه الذي يرويه عن الثقات ويروى عنه الاثبات مما بين السماع فيه لم يجدها إلا شبيه حديث الناس؛ على أنه من جملة الضعفاء)).
وزاد ابن حجر ((لسان الميزان)): ((وقال الساجي: بصري يروي مناكير. وضعفه الدارقطني)).
... *** ...
(27) عن عمر بن الخطاب قال: نهى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن حلق القفا إلا للحجامة.
منكر. أخرجه ابن حبان ((المجروحين)) (1/ 319)، والطبرانى ((الأوسط)) (3/ 220/2969) و ((الصغير)) (261)، وابن عدى (3/ 373) جميعا من طريق الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس عن عمر.
قلت: إسناده واهٍ بمرة. سعيد بن بشير، قال يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال عبد الله بن نمير: منكر الحديث، وليس بشيء، ليس بقوي الحديث، يروى عن قتادة المنكرات. وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ فاحش الخطأ يروي عن قتادة مالا يتابع عليه.
وأما الوليد بن مسلم، فهو وإن كان ثقة فى نفسه ولكنه فاحش التدليس، يدلس تدليس التسوية.
قال ابن أبى حاتم ((علل الحديث)) (2/ 316/2462): ((سألت أبي عن حديث رواه سليمان بن شرحبيل عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن حلق القفا إلا عند الحجامة. قال أبي: هذا حديث كذب بهذا الاسناد، يمكن أن يكون دخل لهم حديث في حديث. قال أبي: رأيت هذا الحديث في كتاب سليمان بن شرحبيل، فلم أكتبه، وكان سليمان عندى في حيز لو أن رجلا وضع له لم يفهم)).
وفى ((سؤالات البرذعى لأبى زرعة)) (1/ 549): ((قلت: حديث يروى عن سليمان بن عبد الرحمن عن الوليد عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه نهى عن حلق القفا إلا في الحجامة. فقال: باطل ليس هذا من حديث الوليد)).
وللحديث بقية،وهى ((هل شرب أحد دم حجامة النبى صلى الله عليه وسلم))، أسأل الله أن يمد لنا فى العمر لبيان ذلك.
ـ[السدوسي]ــــــــ[22 - 03 - 04, 01:35 م]ـ
جزاك الله خيرا جهد تشكر عليه ونحن بانتظار الباقي.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 03 - 04, 07:22 م]ـ
سلَّمك الله وبارك فيك
يمكنك التعرف على المزيد عن الحجامة على الوصلة التالية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17816
وعلى موقعنا: طوق الحمامة فى التداوى بالحجامة
www.alhamama.netfirms.com(40/60)
ذكر أحاديث فى الحجامة لا يجوز ذكرها إلا تحذيراً منها لشدة ضعفها
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 03 - 04, 09:23 ص]ـ
ذكر أحاديث فى الحجامة لا يجوز ذكرها إلا تحذيراً منها لشدة ضعفها.
الحمد لله الذى رفع منار الحق وأوضحه، وخفض الكذب والزور وفضحه، وعصم شريعة الإسلام من التزييف والبهتان، وجعل الذكر الحكيم مصوناً من التبديل والتحريف والزيادة والنقصان، بما حفظه فى أوعية العلم وصدور أهل الحفظ والإتقان، وبما عظَّم من شأن الكذب على رسوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المبعوث بواضحات الصدق والبرهان.
ففى محكم التنزيل ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون))، وفى الصحيح المتواتر عنه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ))، وقال صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا تَكْذِبُوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَكْذِبْ عَلَيَّ يَلِجِ النَّارَ))، وقال صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)).
ومع ذا، فكم وضع الوضاعون، والآفاكون، والزنادقة، وضعاف الحفظ، والمغفلون من الزهاد والعباد، بقصدٍ وتعمدٍ، أو بغفلةٍ وسوء حفظٍ، كم وضعوا من أحاديث على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فى الترغيب والترهيب، والزهد والرقائق، وفضائل الأقوال والأعمال، ومناقب الصحابة والأخيار، فكشف الله على أيدى الجهابذة من حفاظ الآثار ونقاد الأخبار زيغَهم، وفضح كيدَهم، إذ بيَّنوا أحوال رواتها، وحللوا أسانيدها، وميزوا صحيحها وسقيمها، فكشفوا عوار الباطل والموضوع، وأوضحوا علل المنكر والمصنوع. ولهذا لما سئل السيد الجليل والإمام القدوة النحرير عبد الله بن المبارك: ما هذه الأحاديث الموضوعة؟، أجاب قائلاً: تعيش لها الجهابذة.
ولله در الشيخ العلامة محمد على آدم الأثيوبى، المدرس بدار الحديث الخيرية بمكة المكرمة، حيث يقول فى منظومته ((تذكرة الطالبين ببيان الوضع وأصناف الوضاعين)):
لمَّا حمى الله الكتاب المنزلا عن أن يزاد فيه أو يبدَّلا
أخذ أقوام يزيدون على أخبار من أرسله ليفصلا
فأنشأ الله حماةَ الدينِ مميزين الغثَ من سمينِ
قد أيَّد الله بهم أعصارا ونوَّروا البلادَ والأمصارا
وحرسوا الأرضَ كأملاك السما أكرم بفرسانٍ يجولون الحِمَى
وقال سفيانُ الملائكة قدْ حرستْ السماءَ عن طاغٍ مردْ
وحرس الأرضَ رواة الخَبَرِ عن كل من لكيدِ شرعٍ يفترى
وابنُ زريعٍ قال قولاً يعتبرْ لكل دينٍ جاء فرسان غررْ
فرسانُ هذا الدين أصحابُ السَّنَدْ فاسلك سبيلهم فإنه الرشَدْ
وابنُ المبارك الجليلُ إذ سئلْ عمَّا له الوضَّاعُ كيداً يفتعلْ
قال: تعيش دهرها الجهابذةْ حاميةً تلك الغثاء نابذةْ
وقد أوصل الإمام الحجة أبو حاتم بن حبان المجروحين من رواة الأحاديث الذين يجب مجانبة رواياتهم، والتحذير منها إلى عشرين نوعاً، وذلك فى كتابه ((المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين))، ونحن نلخص مقاصده فى ذلك تلخيصاً وافياً بغرضنا من ذكرهم.
[النوع الأول] الزنادقة الذين كانوا يعتقدون الزندقة والكفر، ولا يؤمنون بالله واليوم الآخر، كانوا يدخلون المدن ويتشبهون بأهل العلم، ويضعون الحديث على العلماء، ويروونه عنهم ليوقعوا الشك والريب فى قلوب العوام، وقد سمعها منهم أقوام ثقات، وأدوها إلى من بعدهم، فوقعت فى أيدى الناس، وتداولوها بينهم.
[النوع الثانى] من استفزه الشيطان حتى كان يضع الحديث على الثقات فى الحث على الخير وذكر الفضائل، والزجر عن المعاصى والتنفير عنها، متوهمين أنهم يؤجرون على ذلك، بترغيبهم الناس إلى الخير، وتنفيرهم عن الآثام والمعاصى.
[النوع الثالث] من كان يضع الحديث على الثقات استحلالاً وجرأةً على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى إن أحدهم يسهر عامة ليله فى وضع الحديث واختلاقه.
[النوع الرابع] من كان يضع الحديث عند الحوادث والوقائع تحدث للملوك والسلاطين، من غير أن يجعلوا ذلك صناعة لهم كالنوع السالف.
¥(40/61)
[النوع الخامس] من غلبه الصلاح والعبادة، وغفل عن الحفظ والتمييز، فإذا حدَّث رفع المرسل، وأسند الموقوف، وقلب الأسانيد، وجعل كلام الوعاظ كالحسن عن أنس عن النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حتى خرج عن حد الاحتجاج به.
[النوع السادس] جماعة من الثقات اختلطوا فى أواخر أعمارهم، حتى لم يكونوا يعقلون ما يحدِّثون، فأجابوا فيما سئلوا، وحدَّثوا كيف شاءوا، فاختلط حديثهم الصحيح بحديثهم السقيم، فلم يتميز، فاستحقوا الترك.
[النوع السابع] من كان لا يبالى ما يحدِّث، ويتلقن ما يلقن، فإذا قيل له: هذا من حديثك حدَّثمن غير أن يحفظ، فأمثال هذا لا يحتج بهم، لأنهم يكذبون من حيث لا يعلمون.
[النوع الثامن] من كان يكذب ولا يتعمد الكذب، ولكنه لا يعلم أنه يكذب، إذ العلم لم يكن من صناعته، ولا أغبر فيه قدمُه.
[النوع التاسع] من كان يحدث عمن لم يرهم بكتبٍ صحاح، فالكتب وإن كانت صحيحة إلا أن سماعه عن أولئك الشيوخ غير حاصل، وربما لم يرهم، فاستحق الترك.
[النوع العاشر] من كان يقلب الأحاديث، ويسوى الأسانيد، فيحدث عن المشاهير بالمناكير، وما ليس من حديثهم.
[النوع الحادى عشر] من رأى شيوخاً سمع منهم، فلما ماتوا سمعوا عنهم أحاديث فحفظوها، فلما احتيج إليهم حدثوا بها عن شيوخهم، وهم فى الحقيقة لم يسمعوها منهم.
[النوع الثانى عشر] من كتب الحديث ورحل فيه إلا أن كتبه ذهبت، فلما احتيج إليه حدَّث من كتب الناس من غير أن يحفظها كلها، أو يكون له سماع فيها.
[النوع الثالث عشر] من كثر خطؤه وفحش، حتى استحق الترك، وإن كان صدوقاً فى نفسه.
[النوع الرابع عشر] من ابتلى بابن سوء أو وراق سوء، كانوا يضعون له الحديث، وقد أمن ناصيتهم، فكان يحدث بما وضعوا له، فاستحق الترك.
[النوع الخامس عشر] من وُضع له الحديث فحدَّث به وهو لا يدرى، فلما تبين له لم يرجع آنفاً من الاعتراف بخطئه.
[النوع السادس عشر] من سبق لسانه فحدَّث بالخطأ وهو لا يعلم، ثم تبين له وعلم فلم يرجع، وتمادى فى روايته، ومن كان هكذا كان كذاباً يستحق الترك.
[النوع السابع عشر] المعلن بالفسق والسنة، والفاسق لا يكون عدلاً وإن كان صدوقاً فى روايته.
[النوع الثامن عشر] المدلس عمن لم يره ولم يسمعه.
[النوع التاسع عشر] المبتدع الداعى لبدعته، حتى صار إماماً يقتدى به ويرجع إليه.
[النوع العشرون] القصَّاص والسؤَّال الذين كانوا يضعون الحديث على ألسنة الثقات ليحمل عنهم.
فهؤلاء المجروحون ممن يجب على كل منتحلٍ للسنن، باحثٍ عنها، أن يعرفهم ويحاذر الرواية عنهم، لئلا يقع فى الكذب على رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو لا يدرى.
هذا، وليحذر الذين يخالفون عن أمر الله، ويتساهلون ويكثرون ذكر الأحاديث النبوية، إعتماداً على كتب المواعظ والرقائق، والزهد وفضائل الأعمال، المشحونة بالمناكير والأباطيل والموضوعات قبل مطالعتها فى مظانها، وسؤال الجهابذة النقاد عنها، للاكتفاء بالصحيح ونبذ السقيم. ويعظم هذا التحذير فى حق من يتصدى للفتوى والتعليم والتبيين، لئلا يقع فى ما نهى عنه من القول على الله بلا علم ((إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون)).
قال الإمام أبو حاتم بن حبان ((المجروحين)) (1/ 13): ((فمن لم يحفظ سنن النبى صلى الله عليه وسلم، ولم يحسن تمييز صحيحها من سقيمها، ولا عرف الثقات من المحدثين ولا الضعفاء والمتروكين، ومن يجب قبول إنفراد خبره ممن لا يجب قبول زيادة الألفاظ فى روايته، ولم يعرف معانى الأخبار، والجمع بين تضادها فى الظواهر، ولا عرف المفسًّر من المجمل ولا عرف الناسخ من المنسوخ، ولا اللفظ الخاص الذى يراد به العام، ولا اللفظ العام الذى يراد به الخاص، ولا الأمر الذى هو فريضة، ولا الأمر الذى هو فضيلة وإرشاد، ولا النهى الذى هو حتم لا يجوز ارتكابه من النهى الذى هو ندب يباح استعماله: كيف يستحل أن يفتى، أو كيف يسوغ لنفسه تحريم الحلال أو تحليل الحرام، تقليداً منه لمن يخطئ ويصيب، رافضاً قول من لا ينطق عن الهوى)) اهـ.
¥(40/62)
وقد ترخص جماعة من العلماء فى الرواية، وفرقوا بين ما كان منها فى الأحكام فشددوا، وما كان فى الرقائق وفضائل الأعمال فتساهلوا، واحتجوا لذلك بما رُوى عن عبد الرحمن بن مهدى قال: ((إذا روينا عن النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى الحلال والحرام والأحكام شددنا فى الأسانيد وانتقدنا الرجال، وإذا روينا فى فضائل الأعمال والدعوات تساهلنا فى الأسانيد)).
وأقول: هذا مذهب فى قبول الأحاديث قد أخطئ الكثيرون فهم دلالته، ووسعوا دائرة العمل بمفهومه الخاطئ، حتى ضربوا بقوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)) عرض الحائط، فخرج أكثرهم عن حد التساهل إلى التغافل، وعن قيد التثبت والإحتياط إلى التقصير والإفراط، ولم يفرقوا بين إسنادٍ يسيرٍ ضعفُه مجبورٍ كسرُه، وإسناد ضعفه أكيد وكسره شديد، فقبلوا روايات الكذابين والوضاعين، وتوسعوا فى رواية كل ما يلقى قبولاً ورواجاً لدى عوام المسلمين.
والحق أن التساهل المذكور لا ينبغى أن يتطرق إلى الأسانيد الواهية والموضوعة والباطلة والمنكرة، وإلا لتهدمت قواعد وشرائط أداء وتحمل الروايات، وأهمها عدالة الرواة وضبطهم، وهذا معلوم من مذهب الإمام ابن مهدى نفسه، فقد كان شديد الإنتقاد للرواة، واسع المعرفة بدقائق علل الأحاديث. وعلى هذ العمل عند جماهير أهل العلم بالحديث: كالعز بن عبد السلام، وأبى عمرو بن الصلاح، وتقى الدين بن دقيق العيد، وتقى الدين على بن عبد الكافى السبكى، وتقى الدين أحمد بن تيميه، وشمس الدين بن القيم، وعماد الدين أبى الفداء بن كثير، وزين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقى، وشمس الدين الذهبى، وابن حجر، والسخاوى، والسيوطى، وجماعة لا يحصون كثرة. وتحرير القول فى هذا المهيع الصعب، ما نظمه الحافظ زين الدين العراقى فى ((التبصرة والتذكرة)):
فإن يُقلْ يُحتجُّ بالضعيفِ ..... فَقُل إذا كانَ من الموصوفِ
رواتُه بسوء حفظٍ يُجبرُ ..... بكونه من غيرِ وجهٍ يُذكرُ
وإن يكنْ لكذبٍ أو شذَّا ...... أو قَوِىَ الضُّعفُ فلم يُجبرْ ذَا
وهذا الذى حرره ـ رحمه الله ـ هو حد الحديث الحسن عند الإمام الترمذى. فهذا النوع من الحديث ـ يعنى الحسن عند الترمذى ـ، أو الضعيف المنجبر عند العراقى، هو الذى عناه الإمام عبد الرحمن بن مهدى، وأحمد بن حنبل، والترمذى، والبيهقى، والبغوى، وغيرهم ممن تساهلوا فى أسانيد الرقائق والزهد، والدعوات وفضائل الأعمال، وقالوا بجواز العمل به.
وقد حرَّر الحافظ ابن حجر العسقلانى هذا المعنى تحريراً بالغاً، فيما ذكره عنه الحافظ السخاوى فى ((القول البديع)) (ص258): ((سمعت شيخنا ـ يعنى ابن حجر ـ مراراً يقول، وكتبه لى بخطه: إن شرائط العمل بالضعيف ثلاثة:
(1) أن يكون الضعف غير شديد، فيخرج هذا القيد الكذَّابين، والمتهمين بالكذب، ومن فحش غلطه.
(2) أن يكون مندرجاً تحت أصل عام، فيخرج ما يخترع، بحيث لا يكون له أصلٌ أصلاً.
(3) ألا يعتقد عند العمل به بثبوته، لئلا ينسب إلى النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ما لم يقله)) اهـ.
فإذا تأكد لديك هذا التأصيل الدقيق فى وسيلته، والسامى فى غايته، صيانةً لمصادر الشريعة الغراء من أكاذيب الوضاعين، ومناكير الضعفاء الواهمين، وأوهام المغفلين، وأخطاء المخلِّطين، فاعلم بعد هذا التقرير أن الحجامة كمصدر من مصادر الهدى النبوى، قد تعرضت هى الأخرى لغارات الوضاعين والكذابين، ممن ركبوا لها على أسانيد الثقات متوناً باطلةً ومنكرةً وموضوعةً، كالتى أسلفنا بيانها، وبينَّا عللَها وآفاتِها، ومن عجبٍ أنها راجت حتى لدى الأماثل من العلماء.
¥(40/63)
ولعلك تدرك بشئٍ من حسن التأمل، ولطافة الإدراك، أن ثمة تناقضٍ واضحٍ بين الزائف الدخيل والصحيح البيِّن الصحة، فما خرج من مشكاة النبوة فله نور أجلى من ضوء الشمس فى وضح النهار، وعليه رونق الهيبة والجلال، فلقد أوتى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جوامع الكلم، واُختصرَ له الكلامُ اختصاراً، إذ هو ((وحى يوحى علمه شديد القوى))، وإنَّه ((للحق من ربك فلا تكونن من الممترين))، وما كان عن كذبٍ وافتعالٍ، وتخرصٍ وافتراءٍ، وتخليطٍ لا يصدر مثله عن مشكاة البيان والفصاحة، ((الذى لا ينطق عن الهوى))، فلا يخفى على النقاد العارفين من أئمة هذا الشأن وجهابذته.
وأول ما يفجئك من ذلك فيما نحن بصدده من الزائف الدخيل على الحجامة:
(أولاً) أن ترى الحكم ونقيضه فى الشئ الواحد، كنحو ((الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر دواء لداء السنة)) و ((لا تحتجموا يوم الثلاثاء، فإنَّه يَوْمُ الدَّمِ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لا يَرْقَأ))، كيف يلتقيان، فهذا نقيض ذا؟!، وكلاهما باطل لا يجوز اعتقاد صحته ولا العمل به.
(ثانياً) أن يكذِّب الواقعُ والوجودُ الحديثَ ويناقضه، كنحو ((إن في الجمعة لساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات)) و ((من احتجم يوم الأربعاء ويوم السبت فرأى وضحا، فلا يلومن إلا نفسه)). فهذان مما لا يشك فى بطلانهما عاقل، إذ قد توافق هذه الأيامُ أفضلَ أوقات الحجامة المنصوص عليها فى الحديث الصحيح ((مَنِ احْتَجَمَ لِسَبْعَ عَشْرَةَ، وَتِسْعَ عَشْرَةَ، وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ كَانَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ))، وذلك كأن يكون يومُ الاثنين سبع عشرة، فيوافق الأربعاء تسع عشرة، بينما يوافق الجمعة أحدى وعشرين.
(إيقاظ وتنبيه) وإن تعجب فعجب قول المناوى فى ((فيض القدير)) (6/ 35): ((وروى الديلمي عن أبي جعفر النيسابوري قال: قلت يوماً هذا الحديث ـ يعنى النهى عن الحجامة يوم الأربعاء ـ غير صحيح، فافتصدت يوم الأربعاء، فأصابني برص، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، فشكوت إليه، فقال: إياك والاستهانة بحديثي فذكره. وقد كره أحمد الحجامة يوم السبت والأربعاء لهذا الحديث))؟!!.
ولا ينقضى عجبك ممن أقرَّ بأن أحكام الشريعة لا تتلقى بالرؤى والمنامات، ثم يزعم أن مضمون الحكاية ينطوى على فوائد، ولم يصرِّح بفائدة واحدة منها؛ فضلاً عن مجموعها، فأى فائدة فى العمل بحديث صرَّح أئمة العلم بالحديث بأنه موضوع؟.
فإن نسيت، فلا تنسى قول الإمام الجهبذ أبى حاتم بن حبان: ((لا يحل ذكر مثل هذا الحديث في الكتب إلا على سبيل الاعتبار، لأنه موضوع، ليس هذا من حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ومن روى مثل هذا الحديث وجب مجانبة ما يروي من الأحاديث، وإن وافق الثقات في بعض الروايات)).
(ثالثاً) أن يكون متن الحديث أشبه بكلام أهل الصنعة من الحجامين والأطباء، كنحو ((نِعْمَ الْعَبْدُ الْحَجَّامُ: يَذْهَبُ بِالدَّمِ، وَيُخِفُّ الصُّلْبَ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ)) و ((الحجامة في الرأس شفاء من سبع: الجنون، والجذام، والبرص، والنعاس، ووجع الضرس، والصداع، وظلمة يجدها في عينيه))
فهذه ونظائرها لا يخرج مثلها عن مشكاة النبوة، وإنما هى تجارب أهل الصنعة، ومعارف الطرائقيين، وإعلان ممقوت فى سوق الحجامة طمعاً فى ثمنٍ بخس: دارهم معدودة، ((ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون)). وقارن مثل هذه المناكير والبواطيل إن شئت؛ بما صحَّ عن الصادق المصدوق من قوله ((إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الْحِجَامَةُ))، تجد بوناً شاسعاً.
وهناك أمارات أخرى غير المذكورة آنفاً، وضابطها مراجعة أهل المعرفة بنصوص الحديث النبوى، ((ممن تضلع في معرفة السنن الصحيحة، واختلطت بدمه ولحمه، وصار له فيها ملكة واختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار، ومعرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهديه فيما يأمر به، وينهى عنه، ويدعو إليه، ويحبه ويكرهه، ويشرعه للأمة)) (1).
ولله در الشيخ العلامة محمد على آدم الأثيوبى، حيث يقول فى ((تذكرته)):
الحمد لله الذى قد يسرا ...... لحفظ دينه حُماةً كُبرا
¥(40/64)
فقد نفوا تحريف غالٍ قد بغى ..... وأبطلوا انتحال مبطلٍ طغى
ورثةُ الرسْل عليهم السلامْ ...... كما به جاء الحديث بالتمامْ
فهم عن الأرض يزيلون العمى ...... دلائلُ الهدى كنجمٍ فى السما
وهذا حين الشروع فى بيان الأحاديث الباطلة والمنكرة والموضوعة فى الحجامة:
(1) عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: يَا نَافِعُ! قَدْ تَبَيَّغَ بِيَ الدَّمُ، فَالْتَمِسْ لِي حَجَّامًا، وَاجْعَلْهُ رَفِيقًا إِنِ اسْتَطَعْتَ، وَلا تَجْعَلْهُ شَيْخًا كَبِيرًا، وَلا صَبِيًّا صَغِيرًا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ، وَفِيهِ شِفَاءٌ وَبَرَكَةٌ، وَتَزِيدُ فِي الْعَقْلِ وَفِي الْحِفْظِ، فَاحْتَجِمُوا عَلَى بَرَكَةِ اللهِ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَاجْتَنِبُوا الْحِجَامَةَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ وَالْجُمُعَةِ وَالسَّبْتِ وَيَوْمَ الْأَحَدِ تَحَرِّيًا، وَاحْتَجِمُوا يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالثُّلاثَاءِ، فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي عَافَى اللهُ فِيهِ أَيُّوبَ مِنَ الْبَلاءِ، وَضَرَبَهُ بِالْبَلاءِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ، فَإِنَّهُ لا يَبْدُو جُذَامٌ وَلا بَرَصٌ إِلا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، أَوْ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ)).
منكر. لا يصح رفعه، وله طريقان:
[الطريق الأولى] نافع عنه: أخرجه الحاكم (4/ 235) مستوفٍ، والإسماعيلى ((معجم شيوخه)) (2/ 676) مختصراً، وعنه الخطيب ((تاريخ بغداد)) (10/ 38) ثلاثتهم من طريق عثمان بن سعيد الدارمى ثنا عبد الله بن صالح المصرى ثنا عطاف بن خالد عن نافع أن عبد الله بن عمر قال له: يا نافع تبيغ بي الدم، فأتني بحجام، لا يكون شيخا كبيرا، ولا غلاما صغيرا، فإني سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحجامة على الريق أمثل، وفيها شفاء وبركة ... )) الحديث بنحوه.
قلت: هذا الإسناد أمثل أسانيد هذا الحديث، رجاله ثقات كلهم غير عطاف بن خالد المخزومى أبا صفوان المدنى، وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. وقال أبو زرعة: ليس به بأس. وقال أبو حاتم الرازى: صالح ليس بذاك. وقال النسائى: ليس بالقوى. غير أن مالك بن أنس إمام أئمة الجرح والتعديل كان شديد الحمل عليه، وكان عبد الرحمن بن مهدى لا يرضى عطافاً، فلقد كان ينفرد عن نافع وزيد بن أسلم بمناكير لا يتابع عليها.
قال مطرف بن عبد الله المدني: قال لي مالك بن أنس: عطاف يحدث؟، قلت: نعم، فأعظم ذلك إعظاما شديداً، ثم قال: لقد أدركت أناسا ثقات يحدثون ما يؤخذ عنهم، قلت: كيف وهم ثقات؟، قال: مخافة الزلل.
وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه عن مطرف بن عبد الله: سمعت مالك بن أنس يقول: ويكتب عن مثل عطاف بن خالد!، لقد أدركت في هذا المسجد سبعين شيخا كلهم خير من عطاف ما كتبت عن أحد منهم، وإنما يكتب العلم عن قوم قد حوى فيهم العلم مثل عبيد الله بن عمر وأشباهه.
ولهذا قال ابن حبان ((المجروحين)) (2/ 193): ((العطاف بن خالد بن عبد الله القرشي، أبو صفوان المخزومي. يروي عن نافع وغيره من الثقات مالا يشبه حديثهم، وأحسبه كان يؤتي ذلك من سوء حفظه، فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته إلا فيما وافق الثقات. كان مالك بن أنس لا يرضاه)).
وهذا الحديث من مناكيره وإن وثق فى ذات أمره، إذ لا تستغرب رواية الثقات للمناكير، ومن علامة المنكر فى حديث الصدوق مخالفته للأوثق منه، وقد خالف عطافاً: أيوب بن أبى تميمة السختيانى ـ وهو من أوثق الناس فى نافع ـ، فأوقفه على ابن عمر ولم يرفعه، وهو الصواب.
ولم يتابع عطافاً عن نافع غير جماعة من المجروحين ممن لا يحتج بهم فى المتابعات.
فقد أخرجه ابن ماجه (3487)، وابن حبان ((المجروحين)) (2/ 100)، وابن عدى (2/ 308)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (2/ 874/1464) من طريق عثمان بن مطر الشيبانى عن الحسن بن أبى جعفر عن محمد بن جحادة عن نافع به مثله.
وأخرجه الحاكم (4/ 234)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (2/ 874/1463) من طريق زياد بن يحيى الحساني ثنا غزال بن محمد عن محمد بن جحادة به مثله.
¥(40/65)
قلت: وهذان الإسنادان واهيان بمرة. ففى الأول: عثمان بن مطر الشيباني أبو الفضل البصرى، قال أبو حاتم ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل الاحتجاج به. والحسن بن أبى جعفر البصرى، قال يحيى ابن معين: ليس بشيء. وقال عمرو بن على الفلاس والبخاري: منكر الحديث. وقال السعدي: واهي الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: كان من المتعبدين، لكنه غفل عن صناعة الحديث وحفظه، فإذا حدث وهم وقلب الأسانيد وهو لا يعلم.
وفى الثانى: غزال بن محمد، من ذا؟ لا يعُلم!!. قال أبو عبد الله الحاكم: ((رواة هذا الحديث كلهم ثقات إلا غزال بن محمد فإنه مجهول، لا أعرفه بعدالة ولا جرح)). وقال الحافظ الذهبى ((الميزان)) (5/ 401): ((غزال ابن محمد عن محمد بن جحادة لا يعرف، وخبره منكر في الحجامة)).
وأخرجه ابن ماجه (3488) من طريق عبد اللهِ بن عِصْمة عن سَعِيدِ بن مَيْمُونٍ عن نافع به نحوه.
قال الحافظ ابن حجر ((تهذيب التهذيب)): ((سعيد بن ميمون عن نافع في الحجامة. وعنه عبد الله بن عصمة. قلت: هو مجهول، وخبره منكر جداً في الحجامة)).
[الطريق الثانية] أبو قلابة عنه: أخرجه ابن حبان ((المجروحين)) (3/ 21) من طريق المثنى بن عمرو عن أبي سنان عن أبي قلابة قال: كنت عند ابن عمر، فقال: لقد تبيغ بي الدم يا نافع، ابغ لي حجاما، ولا تجعله شيخا، ولا شابا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحجامة على الريق أمثل، فيها شفاء وبركة تزيد في العقل والحفظ .. )) فذكر نحوه. وقال ابن حبان: ((المثنى بن عمرو شيخ يروي عن أبي سنان ما ليس من حديث الثقات لا يجوز الاحتجاج به)).
وقال ابن أبى حاتم ((علل الحديث)) (2/ 320/2477): ((سألت أبي عن حديث رواه أبو عبد الرحمن المقري عن إسماعيل بن ابراهيم حدثنى المثنى بن عمرو عن أبي سنان عن أبي قلابة قال: كنت جالسا عند عبد الله بن عمر بن الخطاب إذ قال: لقد تيبع لى الدم يا نافع، فادع لى حجاما، ولا تجعله شيخا، ولا صبيا ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحجامة على الريق أمثل)). قال أبي: ليس هذا الحديث بشىء، ليس هو حديث أهل الصدق، إسماعيل والمثنى مجهولان)) اهـ.
... *** ...
(2) عن أنس قال: قال رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة، لا يتبيغ دم أحدكم فيقتله)).
موضوع. أخرجه ابن حبان ((المجروحين)) (2/ 288)، والحاكم (4/ 235) كلاهما من طريق محمد بن القاسم الأسدي ثنا الربيع بن صبيح عن الحسن عن أنس مرفوعاً به.
قال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)).
قلت: بل هو موضوع. محمد بن القاسم الأسدى، كذبه أحمد بن حنبل وقال: أحاديثه موضوعة. وقال النسائى: ليس بثقة. وقال ابن حبان: كان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، ويأتي عن الأثبات بما لم يحدثوا، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه بحال، كان أحمد بن حنبل يكذبه.
... *** ...
(3) عن معقل بن يسار قال: قال رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر دواء لداء السنة)).
موضوع. أخرجه ابن سعد ((الطبقات)) (1/ 448)، والطبرانى ((الكبير)) (20/ 215/499)، وابن عدى (3/ 200)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 340)، والخطيب ((موضح الأوهام)) (2/ 146)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 214) جميعا من طريق سلام بن سليم التميمى عن زيد العمِّي عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار مرفوعاً به.
قلت: سلام بن سليم وزيد بن الحوارى العمى عامة ما يرويانه لا يتابعا عليه، ولا يُدرى البلاء من أيهما؟.
... *** ...
(4) عن أنس عن النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من الشهر، أخرج الله منه داء سنة)).
موضوع. أخرجه البيهقى (9/ 340)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 215) من طريق زيد العمِّي عن معاوية بن قرة عن أنس مرفوعاً.
¥(40/66)
قال ابن حبان: ((زيد العمي هو زيد بن الحواري أبو الحواري. يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصل لها، حتى سبق إلى القلب أنه المتعمد لها، وكان يحيى يمرض القول فيه، وهو عندي لا يجوز الاحتجاج بخبره، ولا كتابة حديثه إلا للاعتبار)).
... *** ...
(5) عن ابن عباس قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يحتجم يوم الثلاثاء، فقلت: هذا اليوم تحتجم؟، قال: ((نعم، ومن وافق منكم يوم الثلاثاء ليلة سبع عشرة مضت من الشهر، فلا يجاوزه حتى يحتجم)).
موضوع. أخرجه ابن حبان ((المجروحين)) (3/ 58)، والطبرانى ((الكبير)) (11/ 162/11366)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 214) جميعا من طريق نافع أبو هرمز عن عطاء عن ابن عباس به.
وقال ابن حبان: ((نافع أبو هرمز الجمال مولى بني سليمان. كان ممن يروي عن أنس ما ليس من حديثه كأنه أنس آخر، ولا أعلم له سماعاً، لا يجوز الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار، روى عن عطاء عن ابن عباس وعائشة نسخة موضوعة)).
... *** ...
(6) عن كبشة بنت أبى بكرة الثقفى: أَنَّ أَبَاهَا كَانَ يَنْهَى أَهْلَهُ عَنِ الْحِجَامَةِ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ، وَيَزْعُمُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَنَّ يَوْمَ الثُّلاثَاءِ يَوْمُ الدَّمِ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لا يَرْقَأ)).
ضعيف. أخرجه أبو داود (3862)، والعقيلى ((الضعفاء الكبير)) (1/ 150)، والبيهقى (9/ 340)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 213)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (35/ 295) جميعا من طريق بكار بن عبد العزيز بن أبى بكرة أخبرتنى عمتى كبشة ـ ويقال كيِّسة ـ بنت أبى بكرة عن أبيها به.
قال أبو بكر البيهقى: ((إسناده ليس بالقوى)).
قلت: بكار بن عبد العزيز بن أبى بكرة لا يشبه أحاديثه أحاديث أهل الصدق.
... *** ...
(7) عن ابن عباس قال: ((يوم الأحد يوم غرس وبناء، ويوم الاثنين يوم السفر، ويوم الثلاثاء يوم الدم، ويوم الأربعاء يوم أخذ ولا عطاء فيه، ويوم الخميس يوم دخول على السلطان، ويوم الجمعة يوم تزويج وباءة)).
موضوع. أخرجه أبو يعلى (2612): حدثنا عمرو بن حصين ثنا يحيى بن العلاء ثنا عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي صالح عن ابن عباس قوله.
قلت: هذا متن موضوع وإسناد مظلم تالف. يحيى بن العلاء الرازى، قال أحمد: كذاب يضع الحديث. وقال يحيى: ليس بثقة. وقال عمرو بن على الفلاس والنسائى والدارقطنى: متروك الحديث. وعمرو بن الحصين العقيلى واهى الحديث، ليس هو فى موضع من يحدث عنه، قاله أبو زرعة. وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث وليس بشيء، أخرج أول شيء أحاديث مشبهة حسانا، ثم أخرج بعد لابن علاثة أحاديث موضوعة فأفسد علينا ما كتبنا عنه فتركنا حديثه.
وقال ابن عدى: حدث عن الثقات بغير حديث منكر، وهو مظلم الحديث.
... *** ...
(8) عن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((من احتجم يوم الأربعاء ويوم السبت، فرأى وضحا، فلا يلومن إلا نفسه)).
منكر. أخرجه الحاكم (4/ 454)، والبيهقى (9/ 340) كلاهما عن حماد بن سلمة عن سليمان بن أرقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة مرفوعاً به.
وأخرجه ابن عدى ((الكامل)) (3/ 251)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 211) كلاهما عن إسماعيل بن عياش عن سليمان بن أرقم وابن سمعان عن الزهرى عن أبى سلمة عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة مرفوعا مثله.
قلت: والحديث منكر بهذين الإسنادين، لا يرفعه عن الزهرى غير ابن أرقم وابن سمعان، ولا يتابعا على رفعه. فأما سليمان بن أرقم فمتروك لا تحل الرواية عنه، يروى عن الزهرى مناكير لا تشبه أحاديث الثقات. قال ابن حبان: كان ممن يقلب الأخبار ويروى عن الثقات الموضوعات. وقال أحمد ويحيى: ليس بشئٍ. وقال عمرو بن على الفلاس: ليس بثقة روى أحاديث منكرة. وقال البخارى: تركوه. وأما ابن سمعان، واسمه عبد الله بن زياد بن سليمان بن سمعان، فقد كذبه مالك ومحمد بن إسحاق. وقال البخارى: سكتوا عنه. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، سبيله سبيل الترك. وقال أبو داود: كان من الكذابين، ولى قضاء المدينة. وقال النسائى والدارقطنى: متروك الحديث.
¥(40/67)
وللحديث شواهد عن أنس، وابن عمر بأسانيد واهية لا يجوز الاعتبار بها بحال، ولا ذكرها إلا تعجباً.
فقد أخرجه ابن عدى (2/ 371)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 212) من طريق حسان بن سياه عن ثابت عن أنس مرفوعاً بمثله.
وأخرجه ابن حبان ((المجروحين)) (2/ 33)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 212) من طريق عبد الله بن زياد الفلسطينى عن زرعة بن إبراهيم عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً بمثله غير أنه قال ((فأصابه وضح)).
قلت: وهذان الإسنادان واهيان تالفان. ففى الأول: حسان بن سياه أبو سهل البصرى. قال ابن حبان: منكر الحديث جدا يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات. وقال ابن عدى: ينفرد عن ثابت بأحاديث عامتها لا يتابعه غيره عليه، والضعف بيِّن على رواياته وحديثه. وذكر له ثمانية عشر حديثاً منكراً منها ((من احتجم يوم السبت والأربعاء)). وفى الثانى: عبد الله بن زياد الفلسطينى، قال ابن حبان: ((شيخ يروي عن زرعة بن إبراهيم عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((من احتجم يوم السبت ويوم الأربعاء .. )) الحديث، لا يحل ذكر مثل هذا الحديث في الكتب إلا على سبيل الاعتبار، لأنه موضوع ليس هذا من حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ومن روى مثل هذا الحديث وجب مجانبة ما يروي من الأحاديث، وإن وافق الثقات في بعض الروايات)).
قلت: وإنما ثبت هذا الحديث عن الزهرى مرسلاً. فقد أخرجه أبو داود ((المراسيل)) (451) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلَّم به.
... *** ...
(9) عن الحسن البصرى حدثنى سبعة من أصحاب النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وجابر ابن عبد الله وأبو هريرة وعمران بن حصين ومعقل بن يسار وسمرة بن جندب: أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن الحجامة يوم السبت والأربعاء، وقال: ((من فعل ذلك، فأصابه بياض، فلا يلومن إلا نفسه))
موضوع. أخرجه ابن حبان ((المجروحين)) (2/ 163)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 211) من طريق ضمرة بن ربيعة عن عباد بن راشد التميمى عن الحسن به.
وقال ابن حبان: ((عباد بن راشد التميمي يروي عن الحسن وداود بن أبي هند. كان ممن يأتي بالمناكير عن أقوام مشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها فبطل الاحتجاج به. والحسن البصرى لم يشافه ابن عمر ولا أبا هريرة ولا سمرة بن جندب ولا جابر بن عبد الله، وقد سمع من معقل بن يسار وعمران بن حصين. والحسن ما رأى بدرياً خلا عثمان بن عفان، وعثمان يعد من البدريين ولم يشاهد بدراً)).
... *** ...
(10) عن أنس قال: قال رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((عليكم بالحجامة يوم الخميس، فإنها تزيد في الأرب))، قيل: يا رسول الله وما الأرب؟، قال: ((العقل)).
منكر. أخرجه العقيلى ((الضعفاء الكبير)) (3/ 454)، وابن عدى ((الكامل)) (6/ 16)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (2/ 877/1468) جميعا من طريق الفضل بن سلام ثنا معاوية بن حفص ثنا محمد بن ثابت عن أبيه عن أنس به.
قال أبو جعفر: ((الفضل بن سلام منكر الحديث، ومعاوية بن حفص مجهول ولا يعرف إلا به. وليس ثابت في التوقيت في الحجامة يوماً بعينه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيها أحاديث أسانيدها كلها لينة)).
... *** ...
(11) عن الحسين بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجمعة لساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات)).
موضوع. أخرجه أبو يعلى (12/ 150/6779) قال:ثنا جبارة ثنا يحيى بن العلاء عن زيد بن أسلم عن طلحة بن عبد الله عن الحسين به.
قلت: وهذا إسناد واهٍ بمرةٍ. يحيى بن العلاء وجبارة بن المغلس متروكان لا يحل الاحتجاج بحديث واحدٍ منهما، فكيف إذا اجتمعا؟!.
... *** ...
(12) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها محتجم إلا عرض له داء لا يشفى منه)).
منكر. أخرجه البيهقى ((الكبرى)) (9/ 340) من طريق عطاف بن خالد المخزومى عن نافع عن ابن عمر به.
¥(40/68)
قلت: وهذا منكر، عطاف بن خالد وإن وثق لكنه يروى عن نافع المناكير ولا يتابع عليها، ولا تشبه رواياته عنه أحاديث الثقات.
... *** ...
(13) عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ أَرَادَ الْحِجَامَةَ فَلْيَتَحَرَّ سَبْعَةَ عَشَرَ، أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ، أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَلا يَتَبَيَّغْ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَيَقْتُلَهُ)).
ضعيف جداً. أخرجه ابن ماجه (3486) قال: حدثنا سويد بن سعيد ثنا عثمان بن مطر عن زكريا بن ميسرة عن النهاس بن قهم عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: هذا إسناد واهٍ بمرةٍ. النهاس بن قهم أبو الخطاب البصري القاص. قال يحيى: ليس بشيء ضعيف، يروي عن عطاء عن ابن عباس أشياء منكرة. وقال ابن عدي: لا يساوي شيئا. وقال ابن حبان: كان يروي المناكير عن المشاهير، ويخالف الثقات لا يجوز الاحتجاج به. وقال الدراقطني: النهاس مضطرب الحديث تركه يحيى القطان. وأما عثمان بن مطر الشيباني البصرى، فقد قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات لا يحل الاحتجاج به. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث أشبه حديثه بحديث يوسف ابن عطية.
... *** ...
(14) عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتحل كل ليلة، ويحتجم كل شهر، ويشرب الدواء كل سنة.
موضوع. أخرجه ابن عدى (3/ 434)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (3/ 210) من طريق سيف بن محمد الثورى عن هشام بن عروة عن عروة عن عائشة به.
قلت: هذا من وضع سيف بن محمد الثورى. قال أحمد: هو كذاب يضع الحديث ليس بشيء. وقال يحيى بن معين: كان كذابا خبيثا. وقال مرة: ليس بثقة. وقال أبو داود: كذاب. وقال زكريا الساجي: يضع الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون متروك. وقال ابن حبان: كان شيخا صالحا متعبداً، إلا أنه يأتي عن المشاهير بالمناكير، إذا سمع المرء حديثه شهد عليه بالوضع.
... *** ...
(15) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للحجمة التى في وسط الرأس: ((إنها دواء من الجنون والجذام والبرص والنعاس والأضراس))، وكان يسميها منقذة.
موضوع. أخرجه الطبرانى ((الأوسط)) (5/ 42/4623) قال: حدثنا عبيد الله بن محمد العمرى ثنا إسماعيل بن أبى أويس حدثنى يزيد بن عبد الملك النوفلي عن أبى موسى عيسى بن أبى عيسى الحناط عن محمد ابن كعب القرظى عن أبى سعيد به.
وقال: ((لا يروى هذا الحديث عن أبى سعيد الخدري الا بهذا الاسناد، وتفرد به ابن أبي أويس)).
وأخرجه الحاكم (4/ 234) من طريق الأويسى به نحوه وقال: ((صحيح الإسناد ولم يخرجاه)).
قلت: بل حديث موضوع، وإسناد مظلم تالف لا يحل الاحتجاج بمثله. يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل أبو خالد الهاشمي النوفلي المدني، قال أحمد: عنده مناكير. وقال يحيى والدارقطني: ضعيف. وقال البخاري: أحاديثه شبه لا شيء وضعفه جدا. وقال أبو حاتم الرازي: منكر الحديث جدا. وقال النسائي: متروك الحديث. وأبو موسى عيسى بن أبى عيسى الحناط، متروك. قال أحمد ويحيى: ليس بشئٍ.
وقال ابن حبان: كان سيء الحفظ والفهم فاستحق الترك.
... *** ...
(16) عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحجامة في الرأس شفاء من سبع، إذا ما نوى صاحبها، من: الجنون، والجذام، والبرص، والنعاس، ووجع الضرس، والصداع، وظلمة يجدها في عينيه)).
موضوع. أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (11/ 29/10938)، وابن عدى ((الكامل)) (5/ 51)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) جميعا من طريق عمر بن رباح ثنا ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس به.
قلت: هذا منكر بهذا الإسناد. عمر بن رباح العبدى أبو حفص الضرير واهٍ بمرة. قال ابن عدى: يروي عن ابن طاوس بالبواطيل ما لا يتابعه أحد عليه والضعف بين على حديثه.
... *** ...
(17) عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الحجامة في الرأس دواء من: الجنون، والجذام، والبرص، والنعاس، والضرس)).
¥(40/69)
منكر. أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (12/ 291/13149) و ((الأوسط)) (5/ 16/4547): حدثنا عبدان بن أحمد ثنا عبد الله بن محمد العبادى البصري ثنا مسلمة بن سالم الجهنى حدثنى عبيد الله بن عمر عن نافع عن سالم عن ابن عمر به.
قلت: هذا منكر بهذا الإسناد. مسلمة ـ ويقال مسلم ـ بن سالم الجهنى المكى شيخ لا يحل الاحتجاج بخبره ولا يجوز الاعتماد على روايته، قاله ابن عبد الهادى. وقال أبو داود: ليس بثقة.
... *** ...
(18) عن صهيب بن سنان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة، فإنه دواء من اثنين وسبعين داء، وخمسة أدواء من: الجنون، والجذام، والبرص، ووجع الأضراس)).
ضعيف جداً. أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (8/ 36/7306) قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ثنا محمد بن موسى الحرشي ثنا عيسى بن شعيب ثنا الدفاع أبو روح القيسي ثنا عبد الحميد بن صيفي عن أبيه عن جده صهيب به.
قلت: هذا إسناد ليس بالقائم. دفَّاع بن دغفل القيسي البصري ضعيف الحديث، قاله أبو حاتم. وعيسى بن شعيب البصرى. قال ابن حبان: كان ممن يخطىء حتى فحش خطؤه، فاستحق الترك.
... *** ...
(19) عن أنس أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((الحجامة في نقرة الرأس تورث النسيان)).
موضوع. قال العجلونى ((كشف الخفاء)) (1/ 416): ((قال في ((المقاصد)): رواه الديلمي عن أنس مرفوعاً، وفي سنده عمر بن واصل اتهمه الخطيب بالوضع)).
قلت: ترجمه الخطيب فى ((التاريخ)) (11/ 221)، وذكر من موضوعاته ما رواه عن أبي هريرة أن النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى إبليس حسن السحنة، ثم رآه بعد ذلك ناحل الجسم متغير اللون، فقال له النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ما الذي انحل جسمك وغير لونك من بعد ما رايتك أولا))، فقال: خصال في أمتك .. وذكر حديثاً طويلاً كله أباطيل وطامات.
... *** ...
(20) عن سلمى مولاة النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: ((كنت عند رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً جالسة، إذ أتى إليه رجل، فشكا إليه وجعا يجده في رأسه، فأمره بالحجامة وسط رأسه، وشكا إليه ضربانا يجده في قدميه، فأمره أن يخضبها بالحناء، ويلقي في الحناء شيئاً من ملح))، وفى رواية ((شيئاً من حرمل)).
منكر. أخرجه الخطيب ((تاريخ بغداد)) (13/ 259)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (2/ 878/1470) كلاهما من طريق معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبى رافع أخبرني عمى معاوية بن عبيد الله وأبى محمد كلاهما عن عبيد الله عن سلمى مولاة النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به.
قلت: هذا منكر الإسناد والمتن. معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، ليس بثقة ولا مأمون، قاله يحيى بن معين. وقال البخارى: منكر الحديث. وقال أبو حاتم الرازى: رأيته فلم اكتب عنه، كان يكذب. وقال ابن حبان: ينفرد عن أبيه بنسخة أكثرها مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب. وقال ابن عدى: مقدار ما يرويه لا يتابع عليه.
... *** ...
(21) عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْتَسِلُ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنَ الْجَنَابَةِ، وَيَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَمِنَ الْحِجَامَةِ، وَغُسْلِ الْمَيِّتِ.
منكر. أخرجه ابن أبى شيبة (1/ 433/4994)، وأحمد (6/ 152)، وإسحاق بن راهويه (549)، وأبو داود (348)، والدارقطنى (1/ 113/8)، والبيهقى (1/ 300،299) جميعا من طريق مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب عن عبد الله بن الزبير عن عائشة به.
قلت: أنكره أحمد بن حنبل وقال: مصعب بن شيبة روى أحاديث مناكير. وقال أبو حاتم: لا يحمدونه وليس بقوي. وقال الدراقطني: ليس بالقوي ولا بالحافظ.
... *** ...
(22) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ثَلاثٌ لا يُفْطِرْنَ الصَّائِمَ: الْحِجَامَةُ، وَالْقَيْءُ، وَالاحْتِلامُ)).
¥(40/70)
ضعيف جداً. أخرجه عبد بن حميد (959)، والترمذى (719)، وابن حبان ((المجروحين)) (2/ 58)، وابن عدى (4/ 271)، وأبو نعيم ((الحلية)) (8/ 357)، وابن شاهين ((الناسخ والمنسوخ)) (401،400)، والبيهقى (4/ 264)، والخطيب ((تاريخ بغداد)) (7/ 68) جميعا من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبى سعيد الخدرى.
قَالَ أَبو عِيسَى: ((حديث أبي سعيد الخدري حديث غير محفوظ، وقد روى عبد الله بن زيد بن أسلم، وعبد العزيز بن محمد وغير واحد هذا الحديث عن زيد بن أسلم مرسلاً، ولم يذكروا فيه عن أبي سعيد. وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم يضعف في الحديث)).
قلت: قد أبان الترمذى علته وأفصح عن حال عبد الرحمن، وهو أضعف أبناء زيد بن أسلم. ضعفه أحمد وعلى بن المدينى والنسائى وأبو داود والدارقطنى. وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء. وقال أبو حاتم: ليس بقوي في الحديث كان في نفسه صالحا وفي الحديث واهياً. وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأخبار وهو لا يعلم حتى كثر ذلك في روايته من رفع المراسيل وإسناد الموقوف فاستحق الترك.
... *** ...
(23) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((نِعْمَ الْعَبْدُ الْحَجَّامُ: يَذْهَبُ بِالدَّمِ وَيُخِفُّ الصُّلْبَ، وَيَجْلُو الْبَصَرَ)).
ضعيف. أخرجه الترمذى (2053)، وابن ماجه (3478)، والطبرانى ((الكبير)) (11/ 326/11893)، وابن عدى (4/ 339)، والحاكم (4/ 235) جميعا عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس به.
قلت: إسناده ليس بذاك القوى. عباد بن منصور يدلس عن عكرمة، وله عنه مناكير. قال عباس الدورى، وأبو بكر بن أبى خيثمة عن يحيى بن معين: ليس بشىء. وزاد عباس عن يحيى: وكان يرمى بالقدر.
وقال أبو حاتم الرازى: كان ضعيف الحديث، يكتب حديثه، و نرى أنه أخذ هذه الأحاديث عن ابن أبى يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس. وأسند أبو جعفر العقيلى عن على بن المدينى قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: قلت لعباد بن منصور: سمعت ((ما مررت بملإ من الملائكة)) و ((أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يكتحل ثلاثا))؟، فقال: حدثنى ابن أبى يحيى عن داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس. و قال أبو داود: ولى قضاء البصرة خمس مرات، و ليس بذاك، و عنده أحاديث فيها نكارة. وقال النسائى: ضعيف، ليس بحجة. وقال فى موضع آخر: ليس بالقوى.
... *** ...
(24) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ خَيْرَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ: اللَّدُودُ، وَالسَّعُوطُ، وَالْحِجَامَةُ، وَالْمَشِيُّ)).
ضعيف جداً. أخرجه الترمذى (2048)، والحاكم (4/ 233) كلاهما من طريق عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس به
وقال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)).
قلت: كيف ذا؟، وعباد بن منصور مدلس ذو مناكير. وقد سبق بيان حاله وشدة ضعفه.
... *** ...
(25) عن أم سعد قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بدفن الدم إذا احتجم.
منكر. أخرجه ابن سعد ((الطبقات الكبرى)) (1/ 448)، والطبرانى ((الأوسط)) (1/ 271/882) كلاهما من طريق هياج بن بسطام عن عنبسة بن عبد الرحمن بن سعيد بن العاص عن محمد بن زاذان عن أم سعد به.
وقال أبو القاسم: ((لا يروى هذا الحديث عن أم سعد إلا بهذا الإسناد تفرد به عنبسة)).
قلت: هذا إسناد واهٍ بمرة. عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد بن العاص القرشي. قال يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال النسائي: متروك. وقال البخاري والعقيلي: تركوه. وقال أبو حاتم الرازي: كان يضع الحديث. وقال ابن حبان: هو صاحب أشياء موضوعة، لا يحل الاحتجاج به. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال الأزدي: كذاب.
وهياج بن بسطام أبو بسطام الهروي. قال أحمد: متروك الحديث. وقال يحيى بن معين: ضعيف. وقال مرة: ليس بشيء. وقال أبو داود: تركوا حديثه ليس بشيء. وقال ابن حبان: يروي المعضلات عن الثقات.
... *** ...
(26) عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان: الشعر والظفر، والدم والحيضة، والسن، والمشيمة، والقلفة.
¥(40/71)
منكر. أخرجه الحكيم الترمذى ((نوادر الأصول))، والرافعى ((التدوين فى أخبار قزوين)) (1/ 455) كلاهما من طريق مالك بن سليمان الهروي ثنا داود بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن أبيه.
قلت: إسناده ليس بذاك القوى. مالك بن سليمان الهروى، فى عداد الضعفاء، يخطئ ويدلس، وله مناكير.
قال ابن حبان ((الثقات)): ((مالك بن سليمان بن مرة النهشلي من أهل هراة. يروى عن: ابن أبى ذئب ومالك روى عنه أهل بلده. وكان مرجئا ممن جمع وصنف، يخطىء كثيرا، وامتحن بأصحاب سوء كانوا يقلبون عليه حديثه، ويقرؤن عليه، فإن اعتبر المعتبر حديثه الذي يرويه عن الثقات ويروى عنه الاثبات مما بين السماع فيه لم يجدها إلا شبيه حديث الناس؛ على أنه من جملة الضعفاء)).
وزاد ابن حجر ((لسان الميزان)): ((وقال الساجي: بصري يروي مناكير. وضعفه الدارقطني)).
... *** ...
(27) عن عمر بن الخطاب قال: نهى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن حلق القفا إلا للحجامة.
منكر. أخرجه ابن حبان ((المجروحين)) (1/ 319)، والطبرانى ((الأوسط)) (3/ 220/2969) و ((الصغير)) (261)، وابن عدى (3/ 373) جميعا من طريق الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس عن عمر.
قلت: إسناده واهٍ بمرة. سعيد بن بشير، قال يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال عبد الله بن نمير: منكر الحديث، وليس بشيء، ليس بقوي الحديث، يروى عن قتادة المنكرات. وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ فاحش الخطأ يروي عن قتادة مالا يتابع عليه.
وأما الوليد بن مسلم، فهو وإن كان ثقة فى نفسه ولكنه فاحش التدليس، يدلس تدليس التسوية.
قال ابن أبى حاتم ((علل الحديث)) (2/ 316/2462): ((سألت أبي عن حديث رواه سليمان بن شرحبيل عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن حلق القفا إلا عند الحجامة. قال أبي: هذا حديث كذب بهذا الاسناد، يمكن أن يكون دخل لهم حديث في حديث. قال أبي: رأيت هذا الحديث في كتاب سليمان بن شرحبيل، فلم أكتبه، وكان سليمان عندى في حيز لو أن رجلا وضع له لم يفهم)).
وفى ((سؤالات البرذعى لأبى زرعة)) (1/ 549): ((قلت: حديث يروى عن سليمان بن عبد الرحمن عن الوليد عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه نهى عن حلق القفا إلا في الحجامة. فقال: باطل ليس هذا من حديث الوليد)).
وللحديث بقية،وهى ((هل شرب أحد دم حجامة النبى صلى الله عليه وسلم))، أسأل الله أن يمد لنا فى العمر لبيان ذلك.
ـ[السدوسي]ــــــــ[22 - 03 - 04, 01:35 م]ـ
جزاك الله خيرا جهد تشكر عليه ونحن بانتظار الباقي.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 03 - 04, 07:22 م]ـ
سلَّمك الله وبارك فيك
يمكنك التعرف على المزيد عن الحجامة على الوصلة التالية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17816
وعلى موقعنا: طوق الحمامة فى التداوى بالحجامة
www.alhamama.netfirms.com(40/72)
التصريح بضعف أحاديث صلاة التسابيح
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 03 - 04, 05:19 ص]ـ
التصريح بضعف أحاديث صلاة التسابيح
الحمد لله الذى رفع منار الحق وأوضحه، وخفض الكذب والزور وفضحه، وعصم شريعة الإسلام من التزييف والبهتان، وجعل الذكر الحكيم مصوناً من التبديل والتحريف والزيادة والنقصان، بما حفظه فى أوعية العلم وصدور أهل الحفظ والإتقان، وبما عظَّم من شأن الكذب على رسوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المبعوث بواضحات الصدق والبرهان.
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على من وقع على محبته الإتفاق، وطلعت شموس أنواره في غاية الإشراق، وتفرد فى ميدان الكمال بحسن الإستباق، الناصح الأمين الذي اهتدى الكون كله بعلمه وعمله، والقدوة المكين الذي اقتدي الفائزون بحاله وقوله، ناشر ألوية العلوم والمعارف، ومسدي الفضل للأسلاف والخوالف، الداعي على بصيرة إلى دار السلام، والسراج المنير والبشير النذير علم الأئمة الأعلام.
وبعد ..
فهذا مختصر أوفى على مقاصد تصنيفى الكبير المسمى ((دقائق التوضيح ببيان أحوال رواة صلاة التسابيح))، وقد انتخبت وانتقيت منه تخريجات الأحاديث الواردة فى هذه الصلاة، وبيَّنت شدة ضعفها وحال رواتها، وعدم انتهاض رواياتهم للحجة على الحكم باستحبابها، وسميته حين أتممته: ((التصريح بضعف أحاديث صلاة التسابيح)).
والله أرجوه للإثابة على الإحسان إحساناً، وعلى الزلل والخطأ عفواً وغفراناً، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقى إلا بالله، عليه توكلت، وإليه متاب.
وهذا حين الشروع فى المراد، وعلى الله توكلى والاعتماد.
اعلم أن الأحاديث فى صلاة التسابيح، رويت عن جماعة من الصحابة:
عبد الله بن عباس، وأبى رافع، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر، والعباس بن عبد المطلب، وجعفر بن أبى طالب، والأنصارى. وهاك بيانها:
[الحديث الأول] حديث عبد الله بن عباس رضى الله عنه
وله ثلاث طرق:
[الطريق الأولى] قال أبو داود (1297): حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري ثنا موسى بن عبد العزيز ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس: ((أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال للعباس بن عبد المطلب يا عباس يا عماه ألا أعطيك .. ألا أمنحك .. ألا أحبوك .. ألا أفعل بك عشر خصال، إذا أنت فعلت ذلك غفر اللَّه لك ذنبك، أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته عشر خصال: أن تصلي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا، ثم تهوي ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، تفعل ذلك في أربع ركعات. إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة)).
وأخرجه كذلك ابن ماجه (1387)، وابن خزيمة (1216)، والطبرانى ((الكبير)) (11/ 243/11622)، والحاكم (1/ 318)، والخليلى ((الإرشاد)) (1/ 325/58)، والبيهقى ((الكبرى)) (3/ 51)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (2/ 143)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (29/ 103) جميعا من طريق موسى بن عبد العزيز عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس به.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم موثقون، غير موسى بن عبد العزيز أبى شعيب القنبارى، فهو صدوق سئ الحفظ، ربما خالف سائر أصحاب الحكم بن أبان، وربما تفرد عنهم بما لا يتابع عليه، وإنما تقع المناكير فى حديث الحكم منه، ومِنْ أمثاله: إبراهيم بن الحكم بن أبان، وإبراهيم بن أعين الشيباني العجلي، ومحمد بن عثمان الجمحى، ويزيد بن أبى حكيم. وإنما يؤخذ حديث الحكم بن أبان العدنى عن: سفيان بن عيينة، ومعمر.
¥(40/73)
قال الحافظ الذهبى فى ((ميزان الاعتدال)) (6/ 550/8900): ((موسى بن عبد العزيز العدني أبو شعيب القنباري، ما أعلمه روى عن غير الحكم بن أبان، فذكر حديث صلاة التسبيح. روى عنه: بشر بن الحكم، وابنه عبد الرحمن بن بشر، وإسحاق بن أبي إسرائيل وغيرهم. ولم يذكره أحد في كتب الضعفاء أبداً، ولكن ما هو بالحجة. قال ابن معين: لا أرى به بأسا. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن حبان: ربما أخطأ. وقال أبو الفضل السليماني: منكر الحديث. وقال ابن المديني: ضعيف.
قلت: حديثه من المنكرات، لا سيما والحكم بن أبان ليس أيضا بالثبت، وله خبر آخر بالإسناد في القول إذا سمع الرعد مروي في ((الأدب المفرد)) للبخاري)).
قلت: وقد يفهم من كلام الحافظ الذهبى أن ليس له سوى هذين الحديثين، بل له نسخة عن الحكم أكثرها أفراد لا يتابع عليها، ذكر أكثرها أبو القاسم الطبرانى فى ((المعجم الكبير))، وقد بسطتها فى الكتاب الكبير ((دقائق التوضيح ببيان أحوال رواة صلاة التسابيح)).
وأما قوله له خبر آخر فى القول إذا سمع الرعد، فقد أخرجه البخارى ((الأدب المفرد)) (722) قال: حدثنا بشر ـ يعنى ابن الحكم ـ ثنا موسى بن عبد العزيز حدثني الحكم ـ يعنى ابن أبان ـ حدثني عكرمة أن ابن عباس: كان إذا سمع الرعد قال: سبحان الذي سبحت له، قال: إن الرعدَ ملك ينعق بالغيث، كما ينعقُ الراعي بغنمه.
وقال فى ((المغني في الضعفاء)) (2/ 685): ((موسى بن عبد العزيز القِنْباري أبو شعيب، صاحب صلاة التسبح. قال ابن المدني: ضعيف. وقال ابن معين وغيره: لا بأس به)).
وقال الحافظ ابن حجر ((تقريب التهذيب)) (1/ 552/6988): ((صدوق سيء الحفظ)).
قلت: وهذا الإسناد مُعَلٌّ من أربعة أوجهٍ:
(الأول) الشذوذ لشدة التفرد، فإن الحكم بن أبان العدنى، وإن كان صدوقاً صالحاً، إلا أنه يتفرد عن عكرمة بأحاديث ويسند عنه ما يوقفه غيره من أثبات أصحاب عكرمة. وموسى بن عبد العزيز القنبارى ربما أخطأ عليه، وروى مناكير لا يتابع عليها.
(الثانى) المخالفة والاضطراب، فقد رواه إبراهيم بن الحكم عن أبيه، فكان يضطرب فيه. فمرة موصولاً عن ابن عباس، وأخرى عن عكرمة مرسلاً.
فقد أخرجه ابن خزيمة (1216/ 2)، والحاكم (1/ 319)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (3/ 125/3080) ثلاثتهم من طريق محمد بن رافع عن إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة أنَّ النبى صلَّى الله عليه وسلَّم قال لعمه العباس مرسلاً.
وأخرجه الحاكم (1/ 319)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (3/ 125/3081) كلاهما من طريق إسحاق بن راهويه عن إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم موصولاً.
وقال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا الإرسال لا يوهن وصل الحديث، فإن الزيادة من الثقة أولى من الإرسال، على أن إمام الأئمة إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قد أقام هذا الإسناد عن إبراهيم ابن الحكم بن أبان ووصله)).
قلت: فمن الثقة الذى وجب قبول زيادته، أهو إبراهيم بن الحكم بن أبان؟!. قال أحمد بن حنبل: في سبيل الله دراهم أنفقناها إلى عدن إلى إبراهيم بن الحكم. وقال يحيى بن معين: ليس بشئ. وقال مرة: ليس بثقة. وقال البخاري سكتوا عنه. وقال النسائي: متروك الحديث ليس بثقة.
(الثالث) عدم المتابع والشاهد من وجهٍ معتبر، فإن كل أحاديث هذا الباب لا تخلو من ضعفٍ غير منجبرٍ، فإن كان هذا حال أمثلها وأصلحها، فكيف ببقيتها؟!.
(الرابع) مخالفة هيئة هذه الصلاة لغيرها من الصلوات المشروعات، كالمكتوبات، والنوافل، والكسوف، والاستسقاء وغيرها.
ولهذا قال الحافظ ابن حجر فى ((تلخيص الحبير)) (2/ 7): ((وقال أبو جعفر العقيلي: ليس في صلاة التسبيح حديث يثبت. وقال أبو بكر بن العربي: ليس فيها حديث صحيح، ولا حسن. وبالغ ابن الجوزي فذكره في ((الموضوعات))، وصنَّف أبو موسى المديني جزءاً في تصحيحه، فتباينا ـ يعنى أبا موسى وابن الجوزى ـ.
¥(40/74)
والحق أن طرقه كلها ضعيفة، وإن كان حديث ابن عباس يقرب من شرط الحسن، إلا أنه شاذ لشدة الفردية فيه، وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر، ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات، وموسى بن عبد العزيز وإن كان صادقاً صالحاً، فلا يحتمل منه هذا التفرد. وقد ضعَّفها ابن تيمية والمزي، وتوقف الذهبي، حكاه ابن عبد الهادي عنهم في ((أحكامه)) وقد اختلف كلام الشيخ محيي الدين النووى، فوهاها في ((شرح المهذب))، فقال: حديثها ضعيف، وفي استحبابها عندي نظر لأن فيها تغييراً لهيئة الصلاة)).
وقال أبو محمد بن قدامة المقدسى فى ((المغني)) (1/ 437): ((فصل: فأما صلاة التسبيح، فإن أحمد قال: ما تعجبني، قيل له: لم؟، قال: ليس فيها شيء يصح، ونفض يده كالمنكر)).
وقال العجلونى ((كشف الخفاء)) (2/ 566): ((وباب صلاة التسبيح لم يصح فيه حديث)).
فإن قيل: إنَّ أبا بكر بن خزيمة قد أودعه ((صحيحه))، واحتجَّ به!.
قلنا: وإن ذكره إمام الأئمة فى ((صحيحه))، فإنه لم يحتج به، فقد قال عقبه: ((إن صح الخبر، فإن في القلب من هذا الإسناد شيء)).
ونزيدك إيضاحاً بأن أبا بكر بن خزيمة قد أخرج جملةً من الأحاديث الضعاف منبهاً على ما بها من ضعفٍ ليدفع عن نفسه معرة ذكرها فى ((صحيحه))، ومن أوضح الأمثلة لهذا الصنيع:
(الأول) ما أخرجه (1/ 71/137) من طريق محمد بن إسحاق قال ذكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: ((فضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها سبعين ضعفا)).
وعقَّبه أبو بكر بقوله: ((إن صحَّ الخبر، وأنا استثنيت صحة هذا الخبر؛ لأني خائف أن يكون محمد بن إسحاق لم يسمع من محمد بن مسلم، وإنما دلَّسه عنه)).
(الثانى) ما أخرجه (1/ 203/388) من طريق حجاج بن أرطأة عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: رأيت بلالا يؤذن، وقد جعل أصبعه في اليسرى، وهو يلتوي في أذانه، يمينا وشمالاً.
وقال أبو بكر قبل إيراده إيَّاه: ((إن صح الخبر، فإن هذه اللفظة لست أحفظها إلا عن حجاج بن أرطاة، ولست أفهم: أسمع الحجاج هذا الخبر من عون بن أبي جحيفة أم لا؟، فأشك في صحة هذا الخبر لهذه العلة)).
(الثالث) ما أخرجه (2/ 181/1144) من طريق عمرو بن الحارث أن أبا سويَّة حدثه أنه سمع ابن حجيرة يخبر عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ بألف آية كتب من المقنطرين)).
وقال أبو بكر قبل إيراده: ((إن صحَّ الخبر، فإني لا أعرف أبا سوية بعدالة ولا جرح)).
(الرابع) ما أخرجه (2/ 359/1464) من طريق عثمان بن المغيرة عن إياس بن أبي رملة أنَّه شهد معاوية وسأل زيد بن أرقم: شهدت مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يومٍ؟، قال: نعم، صلَّى العيد في أول النهار، ثم رخص في الجمعة، فقال: من شاء أن يجمع فليجمع.
وقال أبو بكر قبل إيراده: ((إن صحَّ الخبر، فإني لا أعرف إياس بن أبي رملة بعدالةٍ ولا جرحٍ)).
(الخامس) ما أخرجه (4/ 74/2379) من طريق أشعث بن سوار عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: بعث رسول الله صلَّى الله عليه وسلم رجلاً ساعياً على الصدقة، وأمره أن يأخذ من الأغنياء فيقسمه على الفقراء، فأمر لي بقلوص.
وقال أبو بكر قبل إيراده إيَّاه: ((إن صحَّ الخبر، فإن في القلب من أشعث بن سوار، وإن لم يثبت هذا الخبر، فخبر ابن عباس في أمر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم معاذاً بأخذ الصدقة من أغنياء أهل اليمن وقسمها في فقرائهم أثبت وأصحَّ من هذا الخبر)).
(السادس) ما أخرجه (4/ 155/2579) من طريق الأوزاعي ثنا عبد الله بن عامر ثنا نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم قال: ((من أهدى تطوعا ثم ضلت، فإن شاء أبدلها وإن شاء ترك، وإن كانت في نذر فليبدل)).
وقال أبو بكر قبل إيراده إيَّاه: ((إن صحَّ الخبر، ولا أخال، فإن في القلب من عبد الله بن عامر الأسلمي)).
فهذه النماذج المذكورة دالةٌ على المقصود بهذا البيان، ورافعة لإشكال ذكر هذا الحديث المنكر فى ((صحيح ابن خزيمة)).
¥(40/75)
قلت: على أن جماعة من الأئمة قد اعتبروا كثرة الطرق والوجوه والروايات داعياً قوياً فى ثبوت الحديث وتصحيحه، فصحَّحوه، بل وصنَّفوا فى تصحيحه أجزاءً، كما فعل الإمام أبو سعد السمعانى صاحب ((الأنساب))، واحتجوا لتقويته بفعل جماعة من الأئمة لها ومواظبتهم عليها.
قال الحافظ الزكى المنذرى فى ((الترغيب والترهيب)) (1/ 268): ((وقد روي هذا الحديث من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة، وأمثلها حديث عكرمة هذا.
وقد صحَّحه جماعة منهم: الحافظ أبو بكر الآجري، وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصري، وشيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي رحمهم الله تعالى. وقال أبو بكر بن أبي داود سمعت أبي يقول: ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا.
وقال مسلم بن الحجاج ـ رحمه اللَّه تعالى ـ: لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا ـ يعني إسناد حديث عكرمة عن ابن عباس ـ. وقال الحاكم: قد صحت الرواية عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم ابن عمه هذه الصلاة ثم قال حدثنا أحمد بن داود بمصر حدثنا إسحاق بن كامل حدثنا إدريس بن يحيى عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((وجَّه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم جعفر بن أبي طالب إلى بلاد الحبشة، فلما قدم اعتنقه، وقبَّل بين عينيه، ثم قال: ألا أهب لك .. ألا أسرك .. ألا أمنحك))، فذكر الحديث ثم قال: هذا إسناد صحيح لا غبار عليه)).
وقال صاحب ((عون المعبود)) (4/ 124): ((وممن صحح هذا الحديث أو حسنه غير من تقدم ابن منده، وألف في تصحيحه كتاباً، والآجري، والخطيب، وأبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني، وأبو الحسن بن المفضل، والمنذري، وابن الصلاح، والنووي في ((تهذيب الأسماء))، وآخرون. وقال الديلمي في ((مسند الفردوس)): صلاة التسبيح أشهر الصلوات وأصحها إسنادا. وروى البيهقي وغيره عن أبي حامد الشرقي: قال كنت عند مسلم بن الحجاج ومعنا هذا الحديث فسمعت مسلما يقول: لا يروى فيها إسناد أحسن من هذا. وقال الترمذي: قد رأى ابن المبارك، وغيره من أهل العلم صلاة التسبيح وذكروا الفضل فيها. وقال البيهقي: كان عبد الله بن المبارك يصليها، وتداولها الصالحون بعضهم عن بعض، وفيه تقوية للحديث المرفوع)) اهـ.
وأعجب ما فيما سبق:
(أولاً) تصحيح الحاكم حديث ابن عمر، وإسناده مظلم واهٍ بمرة، كما سيأتى بيانه.
(ثانياً) قول الديلمي: صلاة التسبيح أشهر الصلوات، وأصحها إسناداً!!.
قلت: صلاة التسابيح، التى اختلف الأئمة على ثبوتها، وحجية أحاديثها، حتى عدَّ بعضهم أحاديثها موضوعة، وجزم بعضهم بأن أحاديثها ضعاف لا تقوم بها حجة، كيف تكون أشهر الصلوات وهذا شأنها واضطراب حجيتها؟. ومتى كانت أشهر الصلوات، وهؤلاء الأئمة الثلاثة الكبار: أبو حنيفة، ومالك، والشافعى لم يسمعوا عنها شيئاً؟!.
[الطريق الثانية] قال أبو القاسم الطبرانى ((الأوسط)) (3/ 187/2879): حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعى ثنا محرز بن عون ثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة عن أبي الجوزاء قال: قال لي ابن عباس: يا أبا الجوزاء ألا أخبرك .. ألا أتحفك .. ألا أعطيك!، قلت: بلى، فقال سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ((من صلَّى أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة أم القرآن وسورة، فإذا فرغ من القراءة قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فهذه واحدة حتى يكمل خمس عشرة، ثم ركع فيقول عشرا، ثم يرفع فيقولها عشرا، ثم يسجد فيقولها عشرا، ثم يرفع فيقولها عشرا، ثم يسجد فيقولها عشرا، ثم يرفع رأسه فيقولها عشرا، فهذه خمسة وسبعون في كل ركعة، حتى يفرغ من أربع ركعات. من صلاهن غفر له كل ذنب، صغيره وكبيره، قديم أو حديث، كان أو هو كائن)).
قال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عن محمد بن جحادة إلا يحيى بن عقبة، تفرد به محرز)).
قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (9/ 179): ((قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين انه قال: يحيى بن عقبة بن أبى العيزار ليس بشيء. وسألت أبى عن يحيى بن عقبة بن أبى العيزار فقال: متروك الحديث ذاهب الحديث كان يفتعل الحديث.
¥(40/76)
وسألت أبا زرعة عن يحيى بن عقبة بن أبى العيزار فقال: ضعيف الحديث)).
قلت: فهذا إسناد منكر باطل لحال يحيى بن عقبة.
[الطريق الثالثة] قال أبو القاسم الطبرانى ((الأوسط)) (3/ 14/2318): حدثنا إبراهيم بن أحمد بن برة الصنعانى قال حدثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي قال حدثنا موسى بن جعفر بن أبي كثير عن عبد القدوس بن حبيب عن مجاهد عن ابن عباس أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال له: ((يا غلام! ألا أحبوك .. ألا أنحلك .. ألا أعطيك، قلت: بلى بأبي وأمي أنت يا رسول الله!، قال: فظننت أنه سيقطع لي قطعة من مال، فقال: أربع ركعات تصليهن في كل يوم، فإن لم تستطع ففي كل جمعة، وإن لم تستطع ففي كل شهر، فإن لم تستطع ففي كل سنة، فإن لم تستطع ففي دهرك مرة، تكبر فتقرأ أم القرآن وسورة، ثم تقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا، ثم تفعل في صلاتك كلها مثل ذلك، فإذا فرغت قلت بعد التشهد، وقبل التسليم: اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الحسبة، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم، حتى أخافك. اللهم أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك حتى أعمل بطاعتك عملا أستحق به رضاك، وحتى أناصحك في التوبة خوفا منك، وحتى أخلص لك النصيحة حباً لك وحتى أتوكل عليك في الأمور حسن ظن بك، سبحان خالق النار. فإذا فعلت ذلك يا ابن عباس، غفر اللَّه لك ذنوبك صغيرها وكبيرها، وقديمها وحديثها، وسرها وعلانيتها، وعمدها وخطأها)).
قال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عن مجاهد إلا عبد القدوس، ولا عن عبد القدوس إلا موسى بن جعفر، تفرد به أبو الوليد المخزومي)).
وأخرجه أبو نعيم ((حلية الأولياء)) (1/ 25) قال: حدثنا سليمان بن أحمد الطبرانى بإسناده ومتنه سواء.
قلت: الحديث بهذا الإسناد والمتن باطل، والدعاء فيه تكلفٌ غيرُ معهودٍ مثله عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وعبد القدوس وضاع كذاب لا يحل الرواية عنه، ولا ذكره إلا تحذيراً.
قال ابن الجوزى فى ((الضعفاء والمتروكين)) (2/ 113): ((عبد القدوس بن حبيب، أبو سعيد الكلاعي الوحاظي الشامي. يروي عن: عطاء، ونافع، والشعبي. قال ابن المبارك: لأن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عنه. وقال يحيى: ضعيف. وقال مرة: مطروح الحديث. وقال إسماعيل بن عياش: أشهد عليه بالكذب وقال البخاري: أحاديثه مقلوبة. وقال الفلاس: أجمع أهل العلم على ترك حديثه. وقال مسلم بن الحجاج: ذاهب الحديث. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات لا يحل كتب حديثه وقال النسائي: متروك الحديث)).
قلت: فهذه طرق حديث ابن عباس، أمثلها وأحسنها حالاً رواية الحكم بن أبان عن عكرمة، ولكنها شاذة منكرة لا تقوم الحجة بها بمفردها، كما سبق بيانها!!.
وأما حكم ابن الجوزى عليها بالوضع ففيه مجازفة وحيدة عن الصواب، إذ احتج لذلك بقوله: موسى بن عبد العزيز مجهول، وليس كما زعم، بل هو مشهور حسن الحديث، وقد قوَّاه يحيى بن معين والنسائى، ولو ثبتت جهالته جدلاً، لا يلزم الحكم على حديثه بالوضع، فليس فى إسناده من اتهم بالوضع أو الكذب!!.
ويتبعه بتوفيق الله وعونه حديث أبى رافع، نسأل الله أن يمدنا بكل تأييد، إنه هو الحميد المجيد.
وأملاه أبو محمد الألفى
وكتبه بكر أولاده محمد أحمد شحاته
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 10 - 04, 10:42 ص]ـ
الحمد لله نسترفده العون للبيان والإفادة. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على فاتح أبواب السعادة. وبعد ..
[الحديث الثانى] حديث أبى رافع
¥(40/77)
قال الترمذى (482): حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ الْعُكْلِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: ((قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ: يَا عَمِّ! أَلا أَصِلُكَ .. أَلا أَحْبُوكَ .. أَلا أَنْفَعُكَ .. قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: يَا عَمِّ صَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، فَإِذَا انْقَضَتِ الْقِرَاءَةُ فَقُلِ: اللهُ أَكْبَرُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللهُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً قَبْلَ أَنْ تَرْكَعَ، ثُمَّ ارْكَعْ، فَقُلْهَا عَشْراً، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَقُلْهَا عَشْراً، ثُمَّ اسْجُدْ فَقُلْهَا عَشْراً، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَقُلْهَا عَشْراً، ثُمَّ اسْجُدِ الثَّانِيَةَ، فَقُلْهَا عَشْراً، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَقُلْهَا عَشْراً، قَبْلَ أَنْ تَقُومَ فَتِلْكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، هِيَ ثَلاثُ مِائَةٍ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، فَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُكَ مِثْلَ رَمْلِ عَالِجٍ، لَغَفَرَهَا اللهُ لَكَ))، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَقُولَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ، فَقُلْهَا فِي جُمْعَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَقُولَهَا فِي جُمُعَةٍ، فَقُلْهَا فِي شَهْرٍ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ لَهُ، حَتَّى قَالَ: فَقُلْهَا فِي سَنَةٍ)).
وأخرجه ابن ماجه (1386)، والرويانى ((مسنده)) (699)، والطبرانى ((الكبير)) (1/ 329/987)، والبيهقى ((السنن الصغرى)) (862) و ((شعب الإيمان)) (1/ 427/610)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (2/ 144)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (10/ 465) جميعاً من طريق موسى بن عبيدة الربذى عن سعيد بن أبى سعيد مولى أبى بكر بن حزم عن أبى رافع به. قال أبو عيسى: ((هذا حديث غريب من حديث أبي رافع)).
قلت: هذا إسناد ضعيف جداً، موسى بن عبيدة الربذى منكر الحديث.
قال البخارى ((التاريخ الكبير)) (7/ 291/1242): ((منكر الحديث قاله أحمد بن حنبل. وقال علي بن المديني عن القطان قال: كنا نتقيه تلك الأيام)).
وفى ((الضعفاء والمتروكين)) (3/ 147/3461) لابن الجوزى: ((موسى بن عبيدة بن نشيط أبو عبد العزيز الربذي المديني. يروي عن عبد الله بن دينار. قال أحمد: لا تحل عندي الرواية عن موسى بن عبيدة. وقال يحيى: ليس بشيء. وقال مرة: ضعيف وقال مرة: لا يحتج بحديثه. وقال مرة: ليس بالكذوب ولكنه روى أحاديث مناكير. وقال أبو حاتم الرازي: منكر الحديث. وقال علي بن الجنيد: متروك الحديث. وقال النسائي والدارقطني: ضعيف)).
وقال أبو عيسى: ((وقد روي عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم غير حديثٍ في صلاة التسبيح، ولا يصحُّ منه كبيرُ شيءٍ، وقد رأى ابن المبارك وغير واحد من أهل العلم صلاة التسبيح، وذكروا الفضل فيه.
حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا أبو وهب قال: سألت عبد الله بن المبارك عن الصلاة التي يسبِّح فيها، فقال: يكبِّر ثمَّ يقول سبحانك اللهمَّ وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، ثم يقول خمس عشرة مرة سبحان الله والحمد للَّه ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر، ثم يتعوذ ويقرأ بسم اللَّه الرحمن الرحيم وفاتحة الكتاب وسورة، ثم يقول عشر مرات سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر، ثم يركع فيقولها عشرا، ثم يرفع رأسه من الركوع فيقولها عشرا، ثم يسجد فيقولها عشرا، ثم يرفع رأسه فيقولها عشرا، ثم يسجد الثانية فيقولها عشرا، يصلي أربع ركعاتٍ على هذا، فذلك خمس وسبعون تسبيحةٍ في كل ركعةٍ، يبدأ في كل ركعةٍ بخمس عشرة تسبيحةٍ، ثم يقرأ ثم يسبِّح عشرا، فإن صلَّى ليلاً فأحب إلى أن يسلِّم في الركعتين، وإن صلَّى نهاراً، فإن شاء سلَّم وإن شاء لم يسلِّم. قال أبو وهب: وأخبرني عبد العزيز بن أبي رزمة عن عبد اللَّه
¥(40/78)
أنه قال: يبدأ في الركوع بسبحان ربي العظيم، وفي السجود بسبحان ربي الأعلى ثلاثاً، ثم يسبِّح التسبيحات.
قال أحمد بن عبدة: وحدثنا وهب بن زمعة قال أخبرني عبد العزيز وهو بن أبي رزمة قال: قلت لعبد اللَّه ابن المبارك: أن سها فيها يسبِّح في سجدتي السهو عشرا عشرا؟ قال: لا، إنَّما هي ثلاثمائة تسبيحةٍ)).
قلت: وهذا إسناد صحيح إلى عبد الله بن المبارك، لكنه تفرد باستحبابها على صفةٍ لم يرد نصٌ بها، ولم يُسبق إليها.
قال ابن مفلح فى ((الفروع)) (1/ 507):: ((ونصَّ أحمد وأئمة أصحابه على كراهتها، ولم يستحبها إمام، واستحبها ابن المبارك على صفةٍ لم يرد بها الخبر لئلا تثبت سنة بخبرٍ لا أصل له. قال: وأما أبو حنيفة، ومالك، والشافعي فلم يسمعوها بالكليَّة)).
قلت: وتأمل قوله ـ رحمه الله ـ ((لئلا تثبت سنة بخبرٍ لا أصل له))، فإنه نافعٌ جداً فى مثل هذه المواضع المخالفة للهدى النَّبوى، ولو أقسمت بالله أنه لم يصليها النَّبىُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا أحدٌ من أصحابه بأجمعهم، لكنتُ صادقاً ولم أحنث.
((لئلا تثبت سنة بحديثٍ لا أصل له)) ... ((لئلا تثبت سنة بحديثٍ لا أصل له)).
فما أروع هذا القول، وما أبيَّنه فى الدلالة على مقصود الأئمة فى تضعيفهم هذا الحديث الذى لا تنتهض حجةٌ فى تقوية أمره، ولا شدِّ أزره، لشدة وهيه وشذوذه. وسيأتى بيان أقوال أئمة الفقه فى حكمها موسَّعاً.
وأما شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية، فقد أنكرها جداً، وعدَّها من البدع المستنكرة، فقال ـ طيَّب الله ثراه ـ فى ((منهاج السنة)) (7/ 434): ((وكل صلاةٍ فيها الأمر بتقدير عدد الآيات، أو السور، أو التسبيح فهي كذبٌ باتفاق أهل المعرفة بالحديث إلا صلاة التسبيح، فإن فيها قولين لهم، و أظهر القولين إنَّها كذب وإن كان قد اعتقد صدقها طائفة من أهل العلم، و لهذا لم يأخذها أحد من أئمة المسلمين، بل أحمد بن حنبل وأئمة الصحابة كرهوها، وطعنوا في حديثها، وإما مالك و أبو حنيفة و الشافعي وغيرهم، فلم يسمعوها بالكلية. ومن يستحبها من أصحاب الشافعي و أحمد وغيرهما، فإنما هو اختيار منهم، لا نقل عن الأئمة. وأما عبد الله بن المبارك، فلم يستحب الصفة المذكورة المأثورة التي فيها التسبيح قبل القيام، بل استحب صفة أخرى توافق المشروع لئلا تثبت سنة بحديثٍ لا أصل له)).
وقال ـ طيَّب الله ثراه ـ ((مجموع الفتاوى)) (11/ 579): ((حديث صلاة التسبيح، قد رواه أبو داود والترمذى، ومع هذا فلم يقل به أحد من الأئمة الأربعة، بل أحمد ضعَّف الحديث، ولم يستحب هذه الصلاة. وأما ابن المبارك فالمنقول عنه ليس مثل الصلاة المرفوعة إلى النَّبىِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، فإن الصلاة المرفوعة إلى النَّبىِّ ليس فيها قعدة طويلة بعد السجدة الثانية، وهذا يخالف الأصول فلا يجوز أن تثبت بمثل هذا الحديث، ومن تدبر الأصول علم أنه موضوع)).
ولله درُّ القاضى الشوكانى، فقد تعقب قول صاحب ((حدائق الأزهار)): ((والمسنون من النفل، قد يؤكد كالرواتب، ويُخص كصلاة التسبيح))، فقال فى ((السيل الجرار)) (1/ 328): ((فالعجب من المصنِّف حيث يعمد إلى صلاة التسبيح التي اختلف النَّاس في الحديث الوارد فيها، حتى قال من قال من الأئمة: إنَّه موضوع، وقال جماعة: إنه ضعيف لا يحل العمل به، فيجعلها أول ما خصَّ بالتخصيص.
وكل من له ممارسة لكلام النَّبوة لا بد أن يجد في نفسه من هذا الحديث ما يجد، وقد جعل الله في الأمر سعة عن الوقوع فيما هو متردد ما بين الصحة والضعف والوضع، وذلك بملازمة ما صحَّ فعله أو الترغيب في فعله صحة لا شك فيها ولا شبهة، وهو الكثير الطيب)).
ويتبع بقية الأحاديث إن شاء الله تعالى
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية صباح الخامس من رمضان سنة 1425 هـ.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[19 - 10 - 04, 05:49 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل وأحسن الله إليك. جهد مبارك نافع بإذن الله. جمعتَ فيه بين أقوال الأئمة في الحكم على الحديث وبين دراسة الطرق من الناحية الإسنادية.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 10 - 04, 06:31 م]ـ
أخى المسدَّد الموفق / الشيخ هيثم حمدان حفظكم الله، وباركم فيكم.
¥(40/79)
وحياكم الله بالخير، وسدَّدكم، وشكر لكم. وما أبرعكم وأزكاكم فى الإشراف على هذا المنتدى!.
تهانينا لكم ودعواتنا بدوام التوفيق.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 10 - 04, 06:33 م]ـ
الحمد لله نسترفده العون للبيان والإفادة. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على فاتح أبواب السعادة. وبعد ..
[الحديث الثالث] حديث جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه
قال عبد الرزاق ((المصنف)) (3/ 123/5004) عن داود بن قيس عن إسماعيل بن رافع عن جعفر بن أبي طالب أن النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((ألا أهب لك .. ألا أمنحك .. ألا أحذوك .. ألا أوثرك .. ألا .. ألا، حتى ظننت أنه سيقطع لي ماء البحرين، قال: تصلي أربع ركعات، تقرأ أم القرآن في كل ركعة وسورة، ثم تقول: الحمد لله وسبحان الله والله أكبر، ولا إله إلا الله، فعدها واحدة حتى تعد خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها عشرا وأنت راكع، ثم ترفع فتقولها عشرا وأنت رافع، ثم تسجد فتقولها عشرا وأنت ساجد، ثم ترفع فتقولها عشرا وأنت جالس، ثم تسجد فتقولها عشرا وأنت ساجد، ثم ترفع فتقولها عشرا وأنت جالس، فتلك خمس وسبعون، وفي الثلاث الأواخر كذلك فذلك ثلاث مائة مجموعة، وإذا فرقتها كانت ألفا ومائتين، وكان يستحب أن يقرأ السورة التي بعد أم القرآن عشرين آية فصاعدا، تصنعهن في يومك، أو ليلتك، أو جمعتك، أو في شهر، أو في سنة، أو في عمرك، فلو كانت ذنوبك عدد نجوم السماء أو عدد القطر، أو عدد رمل عالج، أو عدد أيام الدهر لغفرها الله لك)).
قلت: وهذا إسناد واهٍ بمرة، وله آفتان:
[الأولى] الانقطاع، بين إسماعيل بن رافع وجعفر بن أبى طالب مفاوز تنقطع فيها الأعناق.
[الثانية] ضعف إسماعيل بن رافع القاص المدنى، فهو منكر الحديث.
قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (2/ 168/566): ((إسماعيل بن رافع، أبو رافع المديني. روى عن: المقبري، ومحمد بن المنكدر. روى عنه: الوليد بن مسلم، وإسماعيل بن عياش. يعد في الحجازيين. سمعت أبى وأبا زرعة يقولان ذلك. وأخبرنا محمد بن حمويه بن الحسن سمعت أبا طالب قال: سألت أحمد بن حنبل عن إسماعيل بن رافع، فقال: ضعيف الحديث. قرئ على العباس الدوري سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن رافع ليس بشيء. وذكر أبى عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: إسماعيل بن رافع ضعيف. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم نا عمرو بن على قال: لم اسمع يحيى ولا عبد الرحمن حدَّثا عن إسماعيل بن رافع بشيء قط. قال يحيى: وقد رأيته. وسألت أبى عن إسماعيل بن رافع الذي يحدث عنه سليمان بن بلال من هو؟، قال: هو أبو رافع الضعيف القاص. وسمعته مرة أخرى يقول: هو منكر الحديث)).
وقال ابن حبان ((المجروحين)) (1/ 124): ((إسماعيل بن رافع بن عويمر، أبو رافع مولى مزينة من أهل مكة. يروى عن المقبري. روى عنه: وكيع، والمكي. كان رجلا صالحا إلا انه يقلب الأخبار، حتى صار الغالب على حديثه المناكير، التي تسبق إلى القلب أنه كان كالمتعمد لها. أخبرنا الهمداني ثنا عمرو بن على قال: لم أسمع يحيى ـ يعنى ابن سعيد ـ ولا عبد الرحمن ـ يعنى ابن مهدى ـ يحدثان عن إسماعيل بن رافع بشيء قط. ثنا مكحول ثنا جعفر بن أبان قال سألت يحيى بن معين عنه، فقال: ليس بشيء)).
وذكر أبو أحمد بن عدى فى ((الكامل)) (1/ 281) جملة من مناكيره، منها: حدثنا حسين بن عبد الله القطان ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ المقبري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((خلق الله آدم من تراب الجابية، وعجنه بماء الجنة)).
وقال أبو أحمد: ((أحاديثه كلها مما فيه نظر، إلا أنه يكتب حديثه فى جملة الضعفاء)).
ويتبع بقية الأحاديث إن شاء الله تعالى
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
ـ[هشام المصري]ــــــــ[15 - 12 - 04, 11:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي الدارقطني و لكن هل صحح الألباني رحمه الله الحديث و هل صححه أحد من علماء الحديث المعاصرين غيره؟
ـ[تميم1]ــــــــ[13 - 02 - 05, 04:55 م]ـ
لا زلنا ننتظر تتمة البحث
بورك فيكم شيخنا ...
ـ[تميم1]ــــــــ[14 - 02 - 05, 12:01 ص]ـ
شيخنا الفاضل ...
ما ذا عن حديث الأنصاري الذي أخرجه أبو داود بسند رجاله ثقات وقد قال المزي ان الانصار ي قيل انه جابر
وقال الحافظ انه قد يكون أبو كبشة الانماري
وعلى الاحتمالين فالاسناد متصل ولو قلنا انه تابعي فهو مرسل قوي!؟؟
وماذا عن حديث عبد الله بن عمرو الذي أخرجه ابو داود والبيهقي فاسناده قوي عدا عمرو بن مالك النكري وثق كما قال الذهبي وقد روى عنه جماعة والذي ذكره ابن عدي في الكامل قد يكون غير هذا
والمسألة تحتاج الى تحقيق ... ؟؟!
أفيدونا حول هذه التساؤلات بورك فيكم ...
¥(40/80)
ـ[تميم1]ــــــــ[14 - 02 - 05, 02:43 ص]ـ
......................
ـ[باز11]ــــــــ[14 - 02 - 05, 06:28 ص]ـ
الذي أعرفه أن العلامة الشيخ الآلباني قد صحح الحديث وكذلك الشيخ الدوسري في رسالة خاصة وكذلك بعض المخالفين كأحمد بن الصديق الغماري والصوفي القبوري محمود سعيد ممدوح المصري حقق جزء الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي المعروف بالترجيح وذكر في المقدمة اختلاف العلماء فيه وحجة من صححه ولعله كتب هذا قديما وهو في بلاد التوحيد
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 02 - 05, 10:52 م]ـ
الحديث الرابع: حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ
قال أبو عبد الله الحاكم ((المستدرك على الصحيحين)) (1/ 319): حدَّثناه أبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ إملاءً من أصل كتابه ثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ بِمِصْرَ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ كَامِلٍ ثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ((وَجَّهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ إِلَى بِلادِ الْحَبَشَةَ، فَلَمَّا قَدَمَ اِعْتَنَقَهُ، وَقبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلا أَهِبُ لَكَ .. أَلا أُبَشْرُكَ .. أَلا أَمْنَحُكَ .. أَلا أُتْحِفُكَ، قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قال: تُصَلَّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأ فِي كُلِّ رَكْعَةٍٍ بِالْحَمْدُ وَسُورَةً، ثُمَّ تَقُولُ بَعْدَ الْقِرَاءَةَ وَأَنْتَ قَائِمٌ قَبْلَ الرُّكُوعِ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ الْعَلَيِّ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهُنَ عَشَرَا تَمَامَ هَذِهِ الرَّكْعَةِ قَبْلَ أَنْ تَبْتَدِىءَ بِالرَّكْعَةِ الثَّانِيةِ، تَفْعَلُ ِفي الثَّلاثِ رَكَعَاتٍ كَمَا وَصَفْتُ، حَتَّى تُتُمَّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ)).
وقال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا إسناد صحيح، لا غبار عليه)).
قلت: بل هو إسنادٌ مظلمٌ مركبٌ على ثقات المصريين ونبلائهم. وحاشا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ التُّجِيبِىُّ، وإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الخولانِىُّ الَعَابِدُ الرَّبَانِىُّ، حاشاهم أن يحدِّثوا بمثله!.
حَاشَاهُمُ مِنْ ذَا الْحَدِيثِ لَكِنَّ مَنْ ... عَدِمَ الأَمَانَةَ قَالَ مَا يَخْتَارُوالحديث موضوعٌ، وآفته أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْحَرَّانِيُّ، فإنه وَضَّاعٌ، وشيخُه إِسْحَاقُ بْنُ كَامِلٍ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
قال الحافظ الذهبى فى ((ميزان الإعتدال)) (1/ 232): ((أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ أبُو صَالِحٍ الْحَرَّانِيُّ الْمِصْرِيُّ. كذَّبه الدارقطنيُّ وغيره، ومن أكاذيبه ما روى عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ الْمَسَاكِينُ وَالْفُقَرَاءُ، هُمْ جُلَسَاءُ اللهِ يَوْمَ الْقَيَامَةِ)). وحدَّث عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أبَائِهِ بحديثٍ آخر كذبٍ. وله عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ رَسُولِ اللهَ قَالَ: ((وَجَبَتْ مَحْبَةُ اللهِ عَلَى مَنْ اُغْضِبَ فَحَلُمَ))، وهذا موضوع)).
وقال أبو الفرج ابن الجوزى ((الضعفاء والمتروكين)) (1/ 70): ((أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْحَرَّانِيُّ. يروي عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ الزهرى. قال الدارقطني: متروك كذَّاب. وقال ابن حبان: كان بالفسطاط يضع الحديث، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الإبانة لأمره، ليتنكب حديثه)).
قلت: ومن التنبيه الواجب بيانه، أن الحافظ الزكى المنذرى قال فى ثنايا احتجاجه لحديث صلاة التسابيح فى ((الترغيب والترهيب)) (1/ 268): ((وقال الحاكم: قد صحَّت الرواية عَنْ ابْنِ عُمَرَ أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَ ابْنَ عمِّه هذه الصلاة ثم قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ بِمِصْرَ .. .. فذكره)).
فتعقَّبه مُمُلى كتابه بقوله: ((أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ أبُو صَالِحٍ الْحَرَّانِيُّ ثُمَّ الْمِصْرِيُّ، تكلم فيه غير واحدٍ من الأئمة، وكذَّبه الدارقطنيُّ)).
وأما إِسْحَاقُ بْنُ كَامِلٍ، فقد قال الحافظ ابن حجر ((لسان الميزان)): ((إِسْحَاقُ بْنُ كَامِلٍ مولى آل عثمان بن عفان يكنى أبا يعقوب المؤدب. يروي عن عبد الله بن كليب. لم يتابع في حديثه مناكير، قاله أبو سعيد بن يونس. وأخرج الحاكم في المستدرك من طريق أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ الْحَرَّانِيِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ كَامِلٍ ... )) فذكر حديث التسابيح.
وقال: ((وله حديث آخر بهذا الإسناد، أورده القطب في ((تاريخ مصر)) في ترجمة أحمد بن عبيد الله الدارمي عن إسحاق بن كامل في فضائل الجهاد، ونقل ابن عبد الهادي في ((الأحكام الكبرى)) عن شيخه المزي أو الذهبي: أنه لا يعرف، وزاد هو: والله أعلم هل له وجود أم لا؟، كذا قالوا، وقد عرف وجوده أبو سعيد بن يونس وهو بلديه، وأعرف الناس بالمصريين)).
¥(40/81)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 02 - 05, 10:43 ص]ـ
الحديث الخامس: حديث الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
أخرجه ابن الجوزى ((الموضوعات)) (2/ 143)، والرافعى ((التدوين فى أخبار قزوين)) (3/ 249) كلاهما من طريق أبى رجاء الخراسانى عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَلا أَهِبُ لَكَ .. أَلا أُعْطِيكَ .. أَلا أَمْنَحُكَ .. )) فذكره بنحو حديث ابْنِ عَبَّاسٍ.
وقال أبو الفرج: ((صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيُّ. قال أحمد: حديثه ضعيف. وقال البخارى: منكر الحديث. وقال ابن حبان: حدث عن الثقات بالأشياء المعضلات، لا يجوز الاشتغال بحديثه)).
قلت: هو كما قال، والحديث منكر بهذا الإسناد، وإنما رواه صَدَقَةُ به على جهة التوهم والظن، فأخطأ وأبعد.
قال العقيلى فى ((الضعفاء)) (2/ 206): ((صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيُّ. حدثنا عبد الله بن أحمد قال سمعت أبى يقول: صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ كان يكون ناحية بيت المقدس حديثه حديث ضعيف، وهو ضعيف. وحدثني آدم بن موسى سمعت البخاري قال: صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيُّ منكر الحديث. ومن حديثه ما حَدَّثَنَاه أَحْمَدُ بْنُ بَكْرٍ وأَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيُّ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إنَّ عَبْدَاً صَحَحَّتُهُ، وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ، لَمْ يَزُرْنِى فِي كُلِّ خَمْسَةِ أَعْوَامٍ لَمَحْرُومٌ))، وفيه رواية عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فيها لين أيضاً)) اهـ.
وترجمه ابن عدى فى ((الكامل)) (4/ 77)، وذكر ثلاثة أحاديث من مناكيره، ومنها حديثُه المقلوبُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وقال أبو أحمد: ((وهذا عن الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ منكر، كما قاله البخاري، ولا أعلم يرويه عنه غير صدقة. وإنما يروي هذا خلف بن خليفة، ورواه الثوري أيضا عن الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلعل صَدَقَةَ هذا سمع بذكر العلاء، فظن أنه الْعَلاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وكان هذا الطريقُ أسهلَ عليه، وإنما هو الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ)) اهـ.
قلت: فهذا بين أن صدقة منكر الحديث جداً، يأتى على جهة التوهم عن الثقات بما لا يشبه أحاديث الأثبات، فلا يحتج بمثله.
ـ[تميم1]ــــــــ[15 - 02 - 05, 11:19 م]ـ
بورك فيكم
ولازلنا في انتظار المزيد
حديث عبد الله بن عمرو و الأنصاري ..
ـ[تميم1]ــــــــ[18 - 02 - 05, 01:01 ص]ـ
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 02 - 05, 12:57 م]ـ
الحديث السادس: حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
قال أبو داود (1298): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ الأُبُلِّيُّ حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلالٍ أَبُو حَبِيبٍ ثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ ثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ يَرَوْنَ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ائْتِنِي غَداً، أَحْبُوكَ، وَأُثِيبُكَ، وَأُعْطِيكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ يُعْطِينِي عَطِيَّةً، قَالَ: إِذَا زَالَ النَّهَارُ، فَقُمْ فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ)) فَذَكَرَ نَحْوَ حديث ابن عباس، قَالَ: ((ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنْ السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ، فَاسْتَوِ جَالِساً، وَلا تَقُمْ، حَتَّى تُسَبِّحَ عَشْراً، وَتَحْمَدَ عَشْراً، وَتُكَبِّرَ عَشْراً، وَتُهَلِّلَ عَشْراً، ثُمَّ تَصْنَعَ ذَلِكَ فِي
¥(40/82)
الأَرْبَعِ الرَّكَعَاتِ، فَإِنَّكَ لَوْ كُنْتَ أَعْظَمَ أَهْلِ الأَرْضِ ذَنْبًا غُفِرَ لَكَ بِذَلِكَ))، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُصَلِّيَهَا تِلْكَ السَّاعَةَ!، قَالَ: ((صَلِّهَا مِنْ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ)).
وأخرجه البيهقى ((الكبرى)) (3/ 52) من طريق محمد بن بكر عن أبى داود بإسناده ومتنه سواء.
قَالَ أَبُو دَاوُد: ((رَوَاهُ الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو مَوْقُوفاً. وَرَوَاهُ رَوْحُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ، وَقَالَ فِي حَدِيثِ رَوْحٍ فَقَالَ حَدِيثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
قلت: فهذا إسنادٌ ضعيفٌ جِدَّاً، مُعَلٌّ من ثلاثة أوجه:
(الوجه الأول) عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ أبُو يَحْيَى الْبَصْرِيُّ، وإن وثق لكنه يغرب ويخطئ، وتكثر المناكير فى حديثه من رواية ابنه يحيى عنه. قال ابن حبان فى ترجمة يَحْيَى بْنِ عَمْرُو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ من ((المجروحين)) (3/ 114): ((كان منكر الرواية عن أبيه. ويحتمل أن يكون السبب في ذلك منه، أو من أبيه، أو منهما معاً، ولا نستحل أن يطلق الجرح على مسلم قبل الإتضاح، بل الواجب تنكب كل رواية يرويها عن أبيه لما فيها من مخالفة الثقات، ولوجود الأشياء المعضلات. على أن حماد بن زيد كان يرمي يَحْيَى بْنِ عَمْرُو بْنِ مَالِكٍ بالكذب)).
قلت: بل وقعت النَّكارةُ كذلك فى حديث عَمْرٍو النُّكْرِيِّ من رواية الصدوقين عنه، كما هاهنا، وإن كان صدوقاً فى نفسه.
ولهذا لخصه الحافظ ابن حجر فى ((تقريب التهذيب)) (1/ 426/5104) بقوله: ((عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ ـ بِضَمِّ النَّون ـ أبُو يَحْيَى أو أبو مَالِكٍ الْبَصْرِيُّ. صدوق له أوهام)).
(الوجه الثانى) الاضطراب وتلُّونُ النُّكْرِيِّ فى روايته، ففى رواية مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ عنه ((عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو مرفوعاً))، وفى رواية رَوْحِ بْنُ الْمُسَيَّبِ عنه ((عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ))، وفى رواية جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عنه ((عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ))، ولا يترجح وجهٌ منها، فقد خولف على أولها، ولم يُتَابَع على أولها وثانيها إلا من أوجهٍ كلها واهية لا يحتج بمثلها.
فأما المتابعات وبيان شدة ضعفها:
[فأولها] أبُو جَنَابٍ الْكَلَبِيُّ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ألا أَحْبُوكَ .. ألا أُعْطِيكَ .. ألا أصلُكَ .. ألا أُجِيزُكَ، أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مَنْ صَلاهُنَ غُفِرَ لَهُ كُل ذَنْبٍ قَدِيمٍٍ أَوْ حَدِيثٍ، صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، خَطَأٍ أَوْ عَمْدٍ، تَبْدَأُ فتكبِّرُ أوَّلَ الصَّلاةِ، ثُمُّ تَقُولُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ خَمْسَ عَشَرَةَ مَرَّةً سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا إِلَه إِلا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، ثم تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، ثُمُّ تَقُولُهُنَ عَشْرَا، ثُمُّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا، ثُمُّ تَرَفْعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا، ثُمُّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا، ثُمُّ تَرَفْعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا، ثُمُّ تَسْجُدُ الثَّانِيَةَ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: وَمَنْ يُطَيقُ هَذَا؟، قَالَ: وَلَوْ فِي سنة، وَلَوْ فِي شَهْرٍ، وَلَوْ فِي جُمُعَةٍ، وَلَوْ أَنْ تقرأ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد)).
أخرجه فى ((شعب الإيمان)) (1/ 428/611) من طريق جرير قال: وجدت في كتابي بخطي عن أبِى جَنَابٍ الْكَلَبِيِّ به.
¥(40/83)
قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبُو جَنَابٍ الْكَلَبِيُّ هو يَحْيَى بْنُ أَبِى حَيَّةَ الْكُوفِىُّ، ضعَّفوه لكثرة تدليسه. قال أبو الفرج بن الجوزى فى ((الضعفاء والمتروكين)) (3/ 193/3703): ((يَحْيَى بْنُ أَبِى حَيَّةَ أبُو جَنَابٍ الْكَلَبِيُّ الْكُوفِىُّ. يروي عن: الشعبي، وأبيه، وعمير بن سعد. روى عنه: وكيع، وأبو نعيم. وكان يحيى القطان يقول: لا أستحل أن أروي عنه. وقال أبو نعيم: كان يدلِّس أحاديث مناكير. وقال عمرو بن علي الفلاس: متروك الحديث. وقال يحيى وعثمان بن سعيد والنسائي والدراقطني: ضعيف. وقال يحيى بن معين مرة: ليس به بأس، إلا أنَّه كان يدلِّس. وكذلك قال أبو نعيم، وقال يحيى بن معين مرة: هو صدوق. وقال ابن حبان: كان يدلِّس عن الثقات ما سمع من الضعفاء، فالتزقت به المناكير التي يرويها عن المشاهير، فحمل عليه أحمد بن حنبل حملاً شديداً)).
[وثانيها] يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعَيْزَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ قَالَ قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا أبَا الْجَوْزَاءِ ألا أخبرك .. ألا أتحفك .. ألا أعطيك!، قلت: بلى، فقال: سَمِعْتُ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ .. )) فَذَكَرَه.
أخرجه الطبرانى ((الأوسط)) (3/ 187/2879): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ ثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ ثنا يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعَيْزَارِ به.
وقال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ إلا يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ، تفرد به مُحْرِزٌ)).
قلت: وهذا منكر بهذا الإسناد. قال العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين: يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعَيْزَارِ ليس بشيء. وقال ابن أبى حاتم: سألت أبى عنه فقال: متروك الحديث ذاهب الحديث كان يفتعل الحديث.
(الوجه الثالث) المخالفة على رفعه، فقد خالفه الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو مَوْقُوفاً، وتابعه على الوقف: عِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمٍ.
قال أبو بكر البيهقى فى ((شعب الإيمان)) (1/ 429): ((ورواه قتيبة بن سعيد عن يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ قَالَ: نَزَلَ عَلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فذكر هذا الحديث، ولم يرفعه إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر التسبيحات ابتداء القراءة، إنما ذكرها بعدها، ثم ذكرها في جلسة الاستراحة كما ذكرها سائر الرواة والله أعلم)).
ـ[تميم1]ــــــــ[22 - 02 - 05, 12:29 ص]ـ
بورك فيك
تنبيه: عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ:
قال ابن عدي في الكامل (5/ 150):
الكامل في الضعفاء ج 5 /ص 150
عمرو بن مالك النكري بصري منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث سمعت أبا يعلى يقول عمرو بن مالك النكري كان ضعيفا أخبرنا أبو يعلى وعمران السجستاني وعلي بن سعيد بن بشير الرازي قالوا حدثنا عمرو بن مالك النكري البصري قال ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن معيقب قال لما نظر رسول الله e إلى سعد بن معاذ على سريره قال لقد اهتز لموته عرش الرحمن واللفظ لأبي يعلى وهذا بهذا الإسناد لم يروه عن الوليد غير عمرو بن مالك هذا وغيره من أصحاب الوليد وروي هذا عن الوليد بهذا الإسناد أن النبي e قال ويل للأعقاب من النار والحديث هو ذاك وهذا جاء به عمرو بن مالك حدثنا أبو يعلى ثنا عمرو بن مالك ثنا الفضيل بن سليمان عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي عن محمد بن المنكدر عن أنس قال قال رسول الله e سألت ربي عز وجل اللاهين من ذرية البشر فوهبهم لي وهذا رواه غير عمرو بن مالك عن الفضيل بن سليمان عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن أنس قال عمرو عن محمد بن المنكدر عن أنس ولعمرو غير ما ذكرت أحاديث مناكير بعضها سرقها من قوم ثقات ولعمرو غير ما ذكرت أحاديث مناكير بعضها سرقها من قوم ثقات ... ؟؟!!
.................................................. ................................. ز
بقي حديث الأنصاري .......... بورك فيكم ..
ـ[الدارقطني]ــــــــ[22 - 02 - 05, 10:31 م]ـ
هذا نص ما ذكرته في كتابي "التذييل على كتب الجرح والتعديل " (ص 221 - الطبعة الثانية):" عمرو بن مالك النكري البصري أبو يحيى، ويقال:أبو مالك. روى عن أبيه وأبي الجوزاء. وعنه ابنه يحيى ومهدي بن ميمون وحماد بن زيد وغيرهم. قال ابن حبان في الثقات:"يُعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه ". مات سنة 129". هذا ما ذُكر في بيان حاله في تهذيب ابن حجر وزدت قائلاً: قال ابن الجنيد عن ابن معين:"ثقة"، وقال ابن حبان في مشاهير علماء الأنصار:"وقعت المناكير في حديثه من رواية ابنه عنه، وهو في نفسه صدوق اللهجة ". وهذا الراوي لم يقصده ابن حبان بما نقله فضيلة الشيخ الألفي متعه الله بالصحة، بل هو آخر، وهما رجلان مفترقان كل من طبقة والمذكور أعلاه أعلى طبقة من الآخر وانظر الثقات (8\ 487) و (7\ 228) ليتبيّن قصدي وقد نبّه أحد الفضلاء في كتابه الذي ألّفه في تخريج أحاديث كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى حيث أن عدد ممّن اعتنى بتخريج كتاب التوحيد وقعوا في الخلط بين هذين الراويين، والله الموفق.
¥(40/84)
ـ[تميم1]ــــــــ[01 - 03 - 05, 11:53 ص]ـ
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
لا زلنا نتظر تتمة البحث بور ك فيكم ...
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[06 - 03 - 05, 01:24 م]ـ
لازلنا ننتظر الددر الألفية في بيان ضعف حديث التسابيح
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[06 - 03 - 05, 10:01 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[تميم1]ــــــــ[10 - 03 - 05, 11:58 ص]ـ
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$4
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[10 - 03 - 05, 01:35 م]ـ
أين البحث (وجه حزين)
ـ[ابو علي التميمي]ــــــــ[10 - 03 - 05, 10:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل لكم فتوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عن صلاة التسابيح
لقد قرأنا كثيرًا في بعض الكتب عن صلاة التسابيح وعن اختلاف الأئمة في صفتها وعدد ركعاتها، فهل هي واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو هو صلاها؟ أو صلاها أحد من أصحابه رضي الله عنهم؟
صلاة التسبيح وردت في حديث لكن رجَّح كثير من الحفاظ عدم ثبوته، بل قال عنه الإمام ابن الجوزي: (إنه من الموضوعات) (16)، وكذلك قال غيره، فالحديث مختلف في ثبوته، وبعض العلماء أخذ بمدلوله فاستحب صلاة التسبيح، وهي عبارة عن عدد من الركعات تقرأ فيها سور مخصوصة وتقال فيها أذكار طويلة وركوعات وصفة غريبة، ولكن الأكثر من المحققين على أن صلاة التسبيح غير مشروعة بل هي بدعة، لأن الحديث الوارد فيها لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي أراه لك أيها السائل مادام أن عندك رغبة في الخير وحرصًا على العبادة، أن تأخذ بالصلوات المشروعة الثابتة بأدلة صحيحة كالتهجد في الليل، والوتر والمحافظة على الرواتب مع الفرائض وصلاة الضحى، وأن تكثر من النوافل المشروعة الثابتة بأدلة صحيحة، وألا تعمل صلاة التسبيح نظرًا لعدم ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الثابت الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم غنية وكفاية للمؤمن الذي عنده رغبة في الخير، والله أعلم.
منقول من موقع الشيخ
http://www.alfuzan.net/islamLib/viewchp.asp?BID=345&CID=57#s65
================================================== ========
وهذه فتوى لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
منقوله من موقعه الرسمي
حكم صلاة التسابيح
س: ما حكم صلاة التسابيح؟
ج: اختلف العلماء في حديث صلاة التسابيح والصواب أنه ليس بصحيح لأنه شاذ ومنكر المتن ومخالف للأحاديث الصحيحة المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة النافلة، الصلاة التي شرعها الله لعباده في ركوعها وسجودها وغير ذلك، ولهذا الصواب: قول من قال بعدم صحته لما ذكرنا ولأن أسانيده كلها ضعيفة، والله ولي التوفيق.
من برنامج (نور على الدرب).
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz02528.htm
ـ[الدارقطني]ــــــــ[15 - 03 - 05, 10:36 م]ـ
قال علي بن سعيد الرازي:"سألت أحمد بن حنبل عن صلاة التسابيح؟ فقال:ما يصح فيها عندي شئ. فقلت: عبدالله بن عمرو؟ قال: كل يرويه عن عمرو بن مالك - يعني فيه مقال- فقلت: قد رواه المستمر بن الريان، عن أبي الجوزاء. قال: من حدثك؟ قلت: مسلم- يعني ابن إبراهيم-، فقال: المستمر شيخ ثقة. وكأنه أعجبه ". قال ابن حجر العسلاني في أماليه:" فكأنّ أحمد لم يبلغه ذلك الحديث أولاً إلاّ من حديث عمرو بن مالك -وهو النكري-فلما بلغه متابعة المستمر أعجبه، فظاهره أنه رجع عن تضعيفه ". (اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 2\ص43)،وتراجع الطبعة الأولى للتذييل في ترجمة عمرو بن مالك النكري، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[15 - 03 - 05, 10:47 م]ـ
شيخنا أبو محمد متعك الله بالصحة والقول السديد والعمل الصالح السعيد، أرجو المسامحة في مداخلاتي فمنكم بإذن الله تعالى أستفيد، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[17 - 03 - 05, 02:49 م]ـ
ليس انتصاراً لأحد ولكن لو كان سؤالاً عن أثر يوجه للشيخ أبي محمد الألفي فيجيب عنه خير من هذا الذي يجري فكم من سؤال أجابه جازاه الله الجنة فأفاد وأجاد، فإن استمر الحال هكذا فأرجو إغلاقه فهكذا حال لايصلح لهذا الملتقى، والله الموفق.
ـ[مسك]ــــــــ[19 - 03 - 05, 05:49 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ وفي علمك ووقتك وعمرك ..
ولو قمت بأرفاق البحث كاملاً حتى يتم نشره ..
ـ[تميم1]ــــــــ[20 - 03 - 05, 01:34 ص]ـ
(بارك الله فيك يا شيخ وفي علمك ووقتك وعمرك ..
ولو قمت بأرفاق البحث كاملاً حتى يتم نشره .. )(40/85)
التصريح بضعف أحاديث صلاة التسابيح
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 03 - 04, 05:19 ص]ـ
التصريح بضعف أحاديث صلاة التسابيح
الحمد لله الذى رفع منار الحق وأوضحه، وخفض الكذب والزور وفضحه، وعصم شريعة الإسلام من التزييف والبهتان، وجعل الذكر الحكيم مصوناً من التبديل والتحريف والزيادة والنقصان، بما حفظه فى أوعية العلم وصدور أهل الحفظ والإتقان، وبما عظَّم من شأن الكذب على رسوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المبعوث بواضحات الصدق والبرهان.
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على من وقع على محبته الإتفاق، وطلعت شموس أنواره في غاية الإشراق، وتفرد فى ميدان الكمال بحسن الإستباق، الناصح الأمين الذي اهتدى الكون كله بعلمه وعمله، والقدوة المكين الذي اقتدي الفائزون بحاله وقوله، ناشر ألوية العلوم والمعارف، ومسدي الفضل للأسلاف والخوالف، الداعي على بصيرة إلى دار السلام، والسراج المنير والبشير النذير علم الأئمة الأعلام.
وبعد ..
فهذا مختصر أوفى على مقاصد تصنيفى الكبير المسمى ((دقائق التوضيح ببيان أحوال رواة صلاة التسابيح))، وقد انتخبت وانتقيت منه تخريجات الأحاديث الواردة فى هذه الصلاة، وبيَّنت شدة ضعفها وحال رواتها، وعدم انتهاض رواياتهم للحجة على الحكم باستحبابها، وسميته حين أتممته: ((التصريح بضعف أحاديث صلاة التسابيح)).
والله أرجوه للإثابة على الإحسان إحساناً، وعلى الزلل والخطأ عفواً وغفراناً، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقى إلا بالله، عليه توكلت، وإليه متاب.
وهذا حين الشروع فى المراد، وعلى الله توكلى والاعتماد.
اعلم أن الأحاديث فى صلاة التسابيح، رويت عن جماعة من الصحابة:
عبد الله بن عباس، وأبى رافع، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عمر، والعباس بن عبد المطلب، وجعفر بن أبى طالب، والأنصارى. وهاك بيانها:
[الحديث الأول] حديث عبد الله بن عباس رضى الله عنه
وله ثلاث طرق:
[الطريق الأولى] قال أبو داود (1297): حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري ثنا موسى بن عبد العزيز ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس: ((أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال للعباس بن عبد المطلب يا عباس يا عماه ألا أعطيك .. ألا أمنحك .. ألا أحبوك .. ألا أفعل بك عشر خصال، إذا أنت فعلت ذلك غفر اللَّه لك ذنبك، أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته عشر خصال: أن تصلي أربع ركعات، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرا، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا، ثم تهوي ساجدا فتقولها وأنت ساجد عشرا، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، تفعل ذلك في أربع ركعات. إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل، فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة)).
وأخرجه كذلك ابن ماجه (1387)، وابن خزيمة (1216)، والطبرانى ((الكبير)) (11/ 243/11622)، والحاكم (1/ 318)، والخليلى ((الإرشاد)) (1/ 325/58)، والبيهقى ((الكبرى)) (3/ 51)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (2/ 143)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (29/ 103) جميعا من طريق موسى بن عبد العزيز عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس به.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم موثقون، غير موسى بن عبد العزيز أبى شعيب القنبارى، فهو صدوق سئ الحفظ، ربما خالف سائر أصحاب الحكم بن أبان، وربما تفرد عنهم بما لا يتابع عليه، وإنما تقع المناكير فى حديث الحكم منه، ومِنْ أمثاله: إبراهيم بن الحكم بن أبان، وإبراهيم بن أعين الشيباني العجلي، ومحمد بن عثمان الجمحى، ويزيد بن أبى حكيم. وإنما يؤخذ حديث الحكم بن أبان العدنى عن: سفيان بن عيينة، ومعمر.
¥(40/86)
قال الحافظ الذهبى فى ((ميزان الاعتدال)) (6/ 550/8900): ((موسى بن عبد العزيز العدني أبو شعيب القنباري، ما أعلمه روى عن غير الحكم بن أبان، فذكر حديث صلاة التسبيح. روى عنه: بشر بن الحكم، وابنه عبد الرحمن بن بشر، وإسحاق بن أبي إسرائيل وغيرهم. ولم يذكره أحد في كتب الضعفاء أبداً، ولكن ما هو بالحجة. قال ابن معين: لا أرى به بأسا. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال ابن حبان: ربما أخطأ. وقال أبو الفضل السليماني: منكر الحديث. وقال ابن المديني: ضعيف.
قلت: حديثه من المنكرات، لا سيما والحكم بن أبان ليس أيضا بالثبت، وله خبر آخر بالإسناد في القول إذا سمع الرعد مروي في ((الأدب المفرد)) للبخاري)).
قلت: وقد يفهم من كلام الحافظ الذهبى أن ليس له سوى هذين الحديثين، بل له نسخة عن الحكم أكثرها أفراد لا يتابع عليها، ذكر أكثرها أبو القاسم الطبرانى فى ((المعجم الكبير))، وقد بسطتها فى الكتاب الكبير ((دقائق التوضيح ببيان أحوال رواة صلاة التسابيح)).
وأما قوله له خبر آخر فى القول إذا سمع الرعد، فقد أخرجه البخارى ((الأدب المفرد)) (722) قال: حدثنا بشر ـ يعنى ابن الحكم ـ ثنا موسى بن عبد العزيز حدثني الحكم ـ يعنى ابن أبان ـ حدثني عكرمة أن ابن عباس: كان إذا سمع الرعد قال: سبحان الذي سبحت له، قال: إن الرعدَ ملك ينعق بالغيث، كما ينعقُ الراعي بغنمه.
وقال فى ((المغني في الضعفاء)) (2/ 685): ((موسى بن عبد العزيز القِنْباري أبو شعيب، صاحب صلاة التسبح. قال ابن المدني: ضعيف. وقال ابن معين وغيره: لا بأس به)).
وقال الحافظ ابن حجر ((تقريب التهذيب)) (1/ 552/6988): ((صدوق سيء الحفظ)).
قلت: وهذا الإسناد مُعَلٌّ من أربعة أوجهٍ:
(الأول) الشذوذ لشدة التفرد، فإن الحكم بن أبان العدنى، وإن كان صدوقاً صالحاً، إلا أنه يتفرد عن عكرمة بأحاديث ويسند عنه ما يوقفه غيره من أثبات أصحاب عكرمة. وموسى بن عبد العزيز القنبارى ربما أخطأ عليه، وروى مناكير لا يتابع عليها.
(الثانى) المخالفة والاضطراب، فقد رواه إبراهيم بن الحكم عن أبيه، فكان يضطرب فيه. فمرة موصولاً عن ابن عباس، وأخرى عن عكرمة مرسلاً.
فقد أخرجه ابن خزيمة (1216/ 2)، والحاكم (1/ 319)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (3/ 125/3080) ثلاثتهم من طريق محمد بن رافع عن إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة أنَّ النبى صلَّى الله عليه وسلَّم قال لعمه العباس مرسلاً.
وأخرجه الحاكم (1/ 319)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (3/ 125/3081) كلاهما من طريق إسحاق بن راهويه عن إبراهيم بن الحكم عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم موصولاً.
وقال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا الإرسال لا يوهن وصل الحديث، فإن الزيادة من الثقة أولى من الإرسال، على أن إمام الأئمة إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قد أقام هذا الإسناد عن إبراهيم ابن الحكم بن أبان ووصله)).
قلت: فمن الثقة الذى وجب قبول زيادته، أهو إبراهيم بن الحكم بن أبان؟!. قال أحمد بن حنبل: في سبيل الله دراهم أنفقناها إلى عدن إلى إبراهيم بن الحكم. وقال يحيى بن معين: ليس بشئ. وقال مرة: ليس بثقة. وقال البخاري سكتوا عنه. وقال النسائي: متروك الحديث ليس بثقة.
(الثالث) عدم المتابع والشاهد من وجهٍ معتبر، فإن كل أحاديث هذا الباب لا تخلو من ضعفٍ غير منجبرٍ، فإن كان هذا حال أمثلها وأصلحها، فكيف ببقيتها؟!.
(الرابع) مخالفة هيئة هذه الصلاة لغيرها من الصلوات المشروعات، كالمكتوبات، والنوافل، والكسوف، والاستسقاء وغيرها.
ولهذا قال الحافظ ابن حجر فى ((تلخيص الحبير)) (2/ 7): ((وقال أبو جعفر العقيلي: ليس في صلاة التسبيح حديث يثبت. وقال أبو بكر بن العربي: ليس فيها حديث صحيح، ولا حسن. وبالغ ابن الجوزي فذكره في ((الموضوعات))، وصنَّف أبو موسى المديني جزءاً في تصحيحه، فتباينا ـ يعنى أبا موسى وابن الجوزى ـ.
¥(40/87)
والحق أن طرقه كلها ضعيفة، وإن كان حديث ابن عباس يقرب من شرط الحسن، إلا أنه شاذ لشدة الفردية فيه، وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر، ومخالفة هيئتها لهيئة باقي الصلوات، وموسى بن عبد العزيز وإن كان صادقاً صالحاً، فلا يحتمل منه هذا التفرد. وقد ضعَّفها ابن تيمية والمزي، وتوقف الذهبي، حكاه ابن عبد الهادي عنهم في ((أحكامه)) وقد اختلف كلام الشيخ محيي الدين النووى، فوهاها في ((شرح المهذب))، فقال: حديثها ضعيف، وفي استحبابها عندي نظر لأن فيها تغييراً لهيئة الصلاة)).
وقال أبو محمد بن قدامة المقدسى فى ((المغني)) (1/ 437): ((فصل: فأما صلاة التسبيح، فإن أحمد قال: ما تعجبني، قيل له: لم؟، قال: ليس فيها شيء يصح، ونفض يده كالمنكر)).
وقال العجلونى ((كشف الخفاء)) (2/ 566): ((وباب صلاة التسبيح لم يصح فيه حديث)).
فإن قيل: إنَّ أبا بكر بن خزيمة قد أودعه ((صحيحه))، واحتجَّ به!.
قلنا: وإن ذكره إمام الأئمة فى ((صحيحه))، فإنه لم يحتج به، فقد قال عقبه: ((إن صح الخبر، فإن في القلب من هذا الإسناد شيء)).
ونزيدك إيضاحاً بأن أبا بكر بن خزيمة قد أخرج جملةً من الأحاديث الضعاف منبهاً على ما بها من ضعفٍ ليدفع عن نفسه معرة ذكرها فى ((صحيحه))، ومن أوضح الأمثلة لهذا الصنيع:
(الأول) ما أخرجه (1/ 71/137) من طريق محمد بن إسحاق قال ذكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم: ((فضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها سبعين ضعفا)).
وعقَّبه أبو بكر بقوله: ((إن صحَّ الخبر، وأنا استثنيت صحة هذا الخبر؛ لأني خائف أن يكون محمد بن إسحاق لم يسمع من محمد بن مسلم، وإنما دلَّسه عنه)).
(الثانى) ما أخرجه (1/ 203/388) من طريق حجاج بن أرطأة عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: رأيت بلالا يؤذن، وقد جعل أصبعه في اليسرى، وهو يلتوي في أذانه، يمينا وشمالاً.
وقال أبو بكر قبل إيراده إيَّاه: ((إن صح الخبر، فإن هذه اللفظة لست أحفظها إلا عن حجاج بن أرطاة، ولست أفهم: أسمع الحجاج هذا الخبر من عون بن أبي جحيفة أم لا؟، فأشك في صحة هذا الخبر لهذه العلة)).
(الثالث) ما أخرجه (2/ 181/1144) من طريق عمرو بن الحارث أن أبا سويَّة حدثه أنه سمع ابن حجيرة يخبر عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ بألف آية كتب من المقنطرين)).
وقال أبو بكر قبل إيراده: ((إن صحَّ الخبر، فإني لا أعرف أبا سوية بعدالة ولا جرح)).
(الرابع) ما أخرجه (2/ 359/1464) من طريق عثمان بن المغيرة عن إياس بن أبي رملة أنَّه شهد معاوية وسأل زيد بن أرقم: شهدت مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يومٍ؟، قال: نعم، صلَّى العيد في أول النهار، ثم رخص في الجمعة، فقال: من شاء أن يجمع فليجمع.
وقال أبو بكر قبل إيراده: ((إن صحَّ الخبر، فإني لا أعرف إياس بن أبي رملة بعدالةٍ ولا جرحٍ)).
(الخامس) ما أخرجه (4/ 74/2379) من طريق أشعث بن سوار عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: بعث رسول الله صلَّى الله عليه وسلم رجلاً ساعياً على الصدقة، وأمره أن يأخذ من الأغنياء فيقسمه على الفقراء، فأمر لي بقلوص.
وقال أبو بكر قبل إيراده إيَّاه: ((إن صحَّ الخبر، فإن في القلب من أشعث بن سوار، وإن لم يثبت هذا الخبر، فخبر ابن عباس في أمر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم معاذاً بأخذ الصدقة من أغنياء أهل اليمن وقسمها في فقرائهم أثبت وأصحَّ من هذا الخبر)).
(السادس) ما أخرجه (4/ 155/2579) من طريق الأوزاعي ثنا عبد الله بن عامر ثنا نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم قال: ((من أهدى تطوعا ثم ضلت، فإن شاء أبدلها وإن شاء ترك، وإن كانت في نذر فليبدل)).
وقال أبو بكر قبل إيراده إيَّاه: ((إن صحَّ الخبر، ولا أخال، فإن في القلب من عبد الله بن عامر الأسلمي)).
فهذه النماذج المذكورة دالةٌ على المقصود بهذا البيان، ورافعة لإشكال ذكر هذا الحديث المنكر فى ((صحيح ابن خزيمة)).
¥(40/88)
قلت: على أن جماعة من الأئمة قد اعتبروا كثرة الطرق والوجوه والروايات داعياً قوياً فى ثبوت الحديث وتصحيحه، فصحَّحوه، بل وصنَّفوا فى تصحيحه أجزاءً، كما فعل الإمام أبو سعد السمعانى صاحب ((الأنساب))، واحتجوا لتقويته بفعل جماعة من الأئمة لها ومواظبتهم عليها.
قال الحافظ الزكى المنذرى فى ((الترغيب والترهيب)) (1/ 268): ((وقد روي هذا الحديث من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة، وأمثلها حديث عكرمة هذا.
وقد صحَّحه جماعة منهم: الحافظ أبو بكر الآجري، وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصري، وشيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي رحمهم الله تعالى. وقال أبو بكر بن أبي داود سمعت أبي يقول: ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا.
وقال مسلم بن الحجاج ـ رحمه اللَّه تعالى ـ: لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا ـ يعني إسناد حديث عكرمة عن ابن عباس ـ. وقال الحاكم: قد صحت الرواية عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم ابن عمه هذه الصلاة ثم قال حدثنا أحمد بن داود بمصر حدثنا إسحاق بن كامل حدثنا إدريس بن يحيى عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((وجَّه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم جعفر بن أبي طالب إلى بلاد الحبشة، فلما قدم اعتنقه، وقبَّل بين عينيه، ثم قال: ألا أهب لك .. ألا أسرك .. ألا أمنحك))، فذكر الحديث ثم قال: هذا إسناد صحيح لا غبار عليه)).
وقال صاحب ((عون المعبود)) (4/ 124): ((وممن صحح هذا الحديث أو حسنه غير من تقدم ابن منده، وألف في تصحيحه كتاباً، والآجري، والخطيب، وأبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني، وأبو الحسن بن المفضل، والمنذري، وابن الصلاح، والنووي في ((تهذيب الأسماء))، وآخرون. وقال الديلمي في ((مسند الفردوس)): صلاة التسبيح أشهر الصلوات وأصحها إسنادا. وروى البيهقي وغيره عن أبي حامد الشرقي: قال كنت عند مسلم بن الحجاج ومعنا هذا الحديث فسمعت مسلما يقول: لا يروى فيها إسناد أحسن من هذا. وقال الترمذي: قد رأى ابن المبارك، وغيره من أهل العلم صلاة التسبيح وذكروا الفضل فيها. وقال البيهقي: كان عبد الله بن المبارك يصليها، وتداولها الصالحون بعضهم عن بعض، وفيه تقوية للحديث المرفوع)) اهـ.
وأعجب ما فيما سبق:
(أولاً) تصحيح الحاكم حديث ابن عمر، وإسناده مظلم واهٍ بمرة، كما سيأتى بيانه.
(ثانياً) قول الديلمي: صلاة التسبيح أشهر الصلوات، وأصحها إسناداً!!.
قلت: صلاة التسابيح، التى اختلف الأئمة على ثبوتها، وحجية أحاديثها، حتى عدَّ بعضهم أحاديثها موضوعة، وجزم بعضهم بأن أحاديثها ضعاف لا تقوم بها حجة، كيف تكون أشهر الصلوات وهذا شأنها واضطراب حجيتها؟. ومتى كانت أشهر الصلوات، وهؤلاء الأئمة الثلاثة الكبار: أبو حنيفة، ومالك، والشافعى لم يسمعوا عنها شيئاً؟!.
[الطريق الثانية] قال أبو القاسم الطبرانى ((الأوسط)) (3/ 187/2879): حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعى ثنا محرز بن عون ثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن محمد بن جحادة عن أبي الجوزاء قال: قال لي ابن عباس: يا أبا الجوزاء ألا أخبرك .. ألا أتحفك .. ألا أعطيك!، قلت: بلى، فقال سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ((من صلَّى أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة أم القرآن وسورة، فإذا فرغ من القراءة قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فهذه واحدة حتى يكمل خمس عشرة، ثم ركع فيقول عشرا، ثم يرفع فيقولها عشرا، ثم يسجد فيقولها عشرا، ثم يرفع فيقولها عشرا، ثم يسجد فيقولها عشرا، ثم يرفع رأسه فيقولها عشرا، فهذه خمسة وسبعون في كل ركعة، حتى يفرغ من أربع ركعات. من صلاهن غفر له كل ذنب، صغيره وكبيره، قديم أو حديث، كان أو هو كائن)).
قال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عن محمد بن جحادة إلا يحيى بن عقبة، تفرد به محرز)).
قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (9/ 179): ((قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين انه قال: يحيى بن عقبة بن أبى العيزار ليس بشيء. وسألت أبى عن يحيى بن عقبة بن أبى العيزار فقال: متروك الحديث ذاهب الحديث كان يفتعل الحديث.
¥(40/89)
وسألت أبا زرعة عن يحيى بن عقبة بن أبى العيزار فقال: ضعيف الحديث)).
قلت: فهذا إسناد منكر باطل لحال يحيى بن عقبة.
[الطريق الثالثة] قال أبو القاسم الطبرانى ((الأوسط)) (3/ 14/2318): حدثنا إبراهيم بن أحمد بن برة الصنعانى قال حدثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي قال حدثنا موسى بن جعفر بن أبي كثير عن عبد القدوس بن حبيب عن مجاهد عن ابن عباس أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال له: ((يا غلام! ألا أحبوك .. ألا أنحلك .. ألا أعطيك، قلت: بلى بأبي وأمي أنت يا رسول الله!، قال: فظننت أنه سيقطع لي قطعة من مال، فقال: أربع ركعات تصليهن في كل يوم، فإن لم تستطع ففي كل جمعة، وإن لم تستطع ففي كل شهر، فإن لم تستطع ففي كل سنة، فإن لم تستطع ففي دهرك مرة، تكبر فتقرأ أم القرآن وسورة، ثم تقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا، ثم تسجد فتقولها عشرا، ثم ترفع فتقولها عشرا، ثم تفعل في صلاتك كلها مثل ذلك، فإذا فرغت قلت بعد التشهد، وقبل التسليم: اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الحسبة، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم، حتى أخافك. اللهم أسألك مخافة تحجزني عن معاصيك حتى أعمل بطاعتك عملا أستحق به رضاك، وحتى أناصحك في التوبة خوفا منك، وحتى أخلص لك النصيحة حباً لك وحتى أتوكل عليك في الأمور حسن ظن بك، سبحان خالق النار. فإذا فعلت ذلك يا ابن عباس، غفر اللَّه لك ذنوبك صغيرها وكبيرها، وقديمها وحديثها، وسرها وعلانيتها، وعمدها وخطأها)).
قال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عن مجاهد إلا عبد القدوس، ولا عن عبد القدوس إلا موسى بن جعفر، تفرد به أبو الوليد المخزومي)).
وأخرجه أبو نعيم ((حلية الأولياء)) (1/ 25) قال: حدثنا سليمان بن أحمد الطبرانى بإسناده ومتنه سواء.
قلت: الحديث بهذا الإسناد والمتن باطل، والدعاء فيه تكلفٌ غيرُ معهودٍ مثله عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وعبد القدوس وضاع كذاب لا يحل الرواية عنه، ولا ذكره إلا تحذيراً.
قال ابن الجوزى فى ((الضعفاء والمتروكين)) (2/ 113): ((عبد القدوس بن حبيب، أبو سعيد الكلاعي الوحاظي الشامي. يروي عن: عطاء، ونافع، والشعبي. قال ابن المبارك: لأن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عنه. وقال يحيى: ضعيف. وقال مرة: مطروح الحديث. وقال إسماعيل بن عياش: أشهد عليه بالكذب وقال البخاري: أحاديثه مقلوبة. وقال الفلاس: أجمع أهل العلم على ترك حديثه. وقال مسلم بن الحجاج: ذاهب الحديث. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات لا يحل كتب حديثه وقال النسائي: متروك الحديث)).
قلت: فهذه طرق حديث ابن عباس، أمثلها وأحسنها حالاً رواية الحكم بن أبان عن عكرمة، ولكنها شاذة منكرة لا تقوم الحجة بها بمفردها، كما سبق بيانها!!.
وأما حكم ابن الجوزى عليها بالوضع ففيه مجازفة وحيدة عن الصواب، إذ احتج لذلك بقوله: موسى بن عبد العزيز مجهول، وليس كما زعم، بل هو مشهور حسن الحديث، وقد قوَّاه يحيى بن معين والنسائى، ولو ثبتت جهالته جدلاً، لا يلزم الحكم على حديثه بالوضع، فليس فى إسناده من اتهم بالوضع أو الكذب!!.
ويتبعه بتوفيق الله وعونه حديث أبى رافع، نسأل الله أن يمدنا بكل تأييد، إنه هو الحميد المجيد.
وأملاه أبو محمد الألفى
وكتبه بكر أولاده محمد أحمد شحاته
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 10 - 04, 10:42 ص]ـ
الحمد لله نسترفده العون للبيان والإفادة. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على فاتح أبواب السعادة. وبعد ..
[الحديث الثانى] حديث أبى رافع
¥(40/90)
قال الترمذى (482): حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ الْعُكْلِيُّ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ قَالَ: ((قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْعَبَّاسِ: يَا عَمِّ! أَلا أَصِلُكَ .. أَلا أَحْبُوكَ .. أَلا أَنْفَعُكَ .. قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: يَا عَمِّ صَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، فَإِذَا انْقَضَتِ الْقِرَاءَةُ فَقُلِ: اللهُ أَكْبَرُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللهُ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً قَبْلَ أَنْ تَرْكَعَ، ثُمَّ ارْكَعْ، فَقُلْهَا عَشْراً، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَقُلْهَا عَشْراً، ثُمَّ اسْجُدْ فَقُلْهَا عَشْراً، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَقُلْهَا عَشْراً، ثُمَّ اسْجُدِ الثَّانِيَةَ، فَقُلْهَا عَشْراً، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَقُلْهَا عَشْراً، قَبْلَ أَنْ تَقُومَ فَتِلْكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، هِيَ ثَلاثُ مِائَةٍ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، فَلَوْ كَانَتْ ذُنُوبُكَ مِثْلَ رَمْلِ عَالِجٍ، لَغَفَرَهَا اللهُ لَكَ))، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَقُولَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ، قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَقُولَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ، فَقُلْهَا فِي جُمْعَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَقُولَهَا فِي جُمُعَةٍ، فَقُلْهَا فِي شَهْرٍ، فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ لَهُ، حَتَّى قَالَ: فَقُلْهَا فِي سَنَةٍ)).
وأخرجه ابن ماجه (1386)، والرويانى ((مسنده)) (699)، والطبرانى ((الكبير)) (1/ 329/987)، والبيهقى ((السنن الصغرى)) (862) و ((شعب الإيمان)) (1/ 427/610)، وابن الجوزى ((الموضوعات)) (2/ 144)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (10/ 465) جميعاً من طريق موسى بن عبيدة الربذى عن سعيد بن أبى سعيد مولى أبى بكر بن حزم عن أبى رافع به. قال أبو عيسى: ((هذا حديث غريب من حديث أبي رافع)).
قلت: هذا إسناد ضعيف جداً، موسى بن عبيدة الربذى منكر الحديث.
قال البخارى ((التاريخ الكبير)) (7/ 291/1242): ((منكر الحديث قاله أحمد بن حنبل. وقال علي بن المديني عن القطان قال: كنا نتقيه تلك الأيام)).
وفى ((الضعفاء والمتروكين)) (3/ 147/3461) لابن الجوزى: ((موسى بن عبيدة بن نشيط أبو عبد العزيز الربذي المديني. يروي عن عبد الله بن دينار. قال أحمد: لا تحل عندي الرواية عن موسى بن عبيدة. وقال يحيى: ليس بشيء. وقال مرة: ضعيف وقال مرة: لا يحتج بحديثه. وقال مرة: ليس بالكذوب ولكنه روى أحاديث مناكير. وقال أبو حاتم الرازي: منكر الحديث. وقال علي بن الجنيد: متروك الحديث. وقال النسائي والدارقطني: ضعيف)).
وقال أبو عيسى: ((وقد روي عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم غير حديثٍ في صلاة التسبيح، ولا يصحُّ منه كبيرُ شيءٍ، وقد رأى ابن المبارك وغير واحد من أهل العلم صلاة التسبيح، وذكروا الفضل فيه.
حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا أبو وهب قال: سألت عبد الله بن المبارك عن الصلاة التي يسبِّح فيها، فقال: يكبِّر ثمَّ يقول سبحانك اللهمَّ وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، ثم يقول خمس عشرة مرة سبحان الله والحمد للَّه ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر، ثم يتعوذ ويقرأ بسم اللَّه الرحمن الرحيم وفاتحة الكتاب وسورة، ثم يقول عشر مرات سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر، ثم يركع فيقولها عشرا، ثم يرفع رأسه من الركوع فيقولها عشرا، ثم يسجد فيقولها عشرا، ثم يرفع رأسه فيقولها عشرا، ثم يسجد الثانية فيقولها عشرا، يصلي أربع ركعاتٍ على هذا، فذلك خمس وسبعون تسبيحةٍ في كل ركعةٍ، يبدأ في كل ركعةٍ بخمس عشرة تسبيحةٍ، ثم يقرأ ثم يسبِّح عشرا، فإن صلَّى ليلاً فأحب إلى أن يسلِّم في الركعتين، وإن صلَّى نهاراً، فإن شاء سلَّم وإن شاء لم يسلِّم. قال أبو وهب: وأخبرني عبد العزيز بن أبي رزمة عن عبد اللَّه
¥(40/91)
أنه قال: يبدأ في الركوع بسبحان ربي العظيم، وفي السجود بسبحان ربي الأعلى ثلاثاً، ثم يسبِّح التسبيحات.
قال أحمد بن عبدة: وحدثنا وهب بن زمعة قال أخبرني عبد العزيز وهو بن أبي رزمة قال: قلت لعبد اللَّه ابن المبارك: أن سها فيها يسبِّح في سجدتي السهو عشرا عشرا؟ قال: لا، إنَّما هي ثلاثمائة تسبيحةٍ)).
قلت: وهذا إسناد صحيح إلى عبد الله بن المبارك، لكنه تفرد باستحبابها على صفةٍ لم يرد نصٌ بها، ولم يُسبق إليها.
قال ابن مفلح فى ((الفروع)) (1/ 507):: ((ونصَّ أحمد وأئمة أصحابه على كراهتها، ولم يستحبها إمام، واستحبها ابن المبارك على صفةٍ لم يرد بها الخبر لئلا تثبت سنة بخبرٍ لا أصل له. قال: وأما أبو حنيفة، ومالك، والشافعي فلم يسمعوها بالكليَّة)).
قلت: وتأمل قوله ـ رحمه الله ـ ((لئلا تثبت سنة بخبرٍ لا أصل له))، فإنه نافعٌ جداً فى مثل هذه المواضع المخالفة للهدى النَّبوى، ولو أقسمت بالله أنه لم يصليها النَّبىُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولا أحدٌ من أصحابه بأجمعهم، لكنتُ صادقاً ولم أحنث.
((لئلا تثبت سنة بحديثٍ لا أصل له)) ... ((لئلا تثبت سنة بحديثٍ لا أصل له)).
فما أروع هذا القول، وما أبيَّنه فى الدلالة على مقصود الأئمة فى تضعيفهم هذا الحديث الذى لا تنتهض حجةٌ فى تقوية أمره، ولا شدِّ أزره، لشدة وهيه وشذوذه. وسيأتى بيان أقوال أئمة الفقه فى حكمها موسَّعاً.
وأما شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية، فقد أنكرها جداً، وعدَّها من البدع المستنكرة، فقال ـ طيَّب الله ثراه ـ فى ((منهاج السنة)) (7/ 434): ((وكل صلاةٍ فيها الأمر بتقدير عدد الآيات، أو السور، أو التسبيح فهي كذبٌ باتفاق أهل المعرفة بالحديث إلا صلاة التسبيح، فإن فيها قولين لهم، و أظهر القولين إنَّها كذب وإن كان قد اعتقد صدقها طائفة من أهل العلم، و لهذا لم يأخذها أحد من أئمة المسلمين، بل أحمد بن حنبل وأئمة الصحابة كرهوها، وطعنوا في حديثها، وإما مالك و أبو حنيفة و الشافعي وغيرهم، فلم يسمعوها بالكلية. ومن يستحبها من أصحاب الشافعي و أحمد وغيرهما، فإنما هو اختيار منهم، لا نقل عن الأئمة. وأما عبد الله بن المبارك، فلم يستحب الصفة المذكورة المأثورة التي فيها التسبيح قبل القيام، بل استحب صفة أخرى توافق المشروع لئلا تثبت سنة بحديثٍ لا أصل له)).
وقال ـ طيَّب الله ثراه ـ ((مجموع الفتاوى)) (11/ 579): ((حديث صلاة التسبيح، قد رواه أبو داود والترمذى، ومع هذا فلم يقل به أحد من الأئمة الأربعة، بل أحمد ضعَّف الحديث، ولم يستحب هذه الصلاة. وأما ابن المبارك فالمنقول عنه ليس مثل الصلاة المرفوعة إلى النَّبىِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، فإن الصلاة المرفوعة إلى النَّبىِّ ليس فيها قعدة طويلة بعد السجدة الثانية، وهذا يخالف الأصول فلا يجوز أن تثبت بمثل هذا الحديث، ومن تدبر الأصول علم أنه موضوع)).
ولله درُّ القاضى الشوكانى، فقد تعقب قول صاحب ((حدائق الأزهار)): ((والمسنون من النفل، قد يؤكد كالرواتب، ويُخص كصلاة التسبيح))، فقال فى ((السيل الجرار)) (1/ 328): ((فالعجب من المصنِّف حيث يعمد إلى صلاة التسبيح التي اختلف النَّاس في الحديث الوارد فيها، حتى قال من قال من الأئمة: إنَّه موضوع، وقال جماعة: إنه ضعيف لا يحل العمل به، فيجعلها أول ما خصَّ بالتخصيص.
وكل من له ممارسة لكلام النَّبوة لا بد أن يجد في نفسه من هذا الحديث ما يجد، وقد جعل الله في الأمر سعة عن الوقوع فيما هو متردد ما بين الصحة والضعف والوضع، وذلك بملازمة ما صحَّ فعله أو الترغيب في فعله صحة لا شك فيها ولا شبهة، وهو الكثير الطيب)).
ويتبع بقية الأحاديث إن شاء الله تعالى
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية صباح الخامس من رمضان سنة 1425 هـ.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[19 - 10 - 04, 05:49 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل وأحسن الله إليك. جهد مبارك نافع بإذن الله. جمعتَ فيه بين أقوال الأئمة في الحكم على الحديث وبين دراسة الطرق من الناحية الإسنادية.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 10 - 04, 06:31 م]ـ
أخى المسدَّد الموفق / الشيخ هيثم حمدان حفظكم الله، وباركم فيكم.
¥(40/92)
وحياكم الله بالخير، وسدَّدكم، وشكر لكم. وما أبرعكم وأزكاكم فى الإشراف على هذا المنتدى!.
تهانينا لكم ودعواتنا بدوام التوفيق.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 10 - 04, 06:33 م]ـ
الحمد لله نسترفده العون للبيان والإفادة. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على فاتح أبواب السعادة. وبعد ..
[الحديث الثالث] حديث جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه
قال عبد الرزاق ((المصنف)) (3/ 123/5004) عن داود بن قيس عن إسماعيل بن رافع عن جعفر بن أبي طالب أن النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((ألا أهب لك .. ألا أمنحك .. ألا أحذوك .. ألا أوثرك .. ألا .. ألا، حتى ظننت أنه سيقطع لي ماء البحرين، قال: تصلي أربع ركعات، تقرأ أم القرآن في كل ركعة وسورة، ثم تقول: الحمد لله وسبحان الله والله أكبر، ولا إله إلا الله، فعدها واحدة حتى تعد خمس عشرة مرة، ثم تركع فتقولها عشرا وأنت راكع، ثم ترفع فتقولها عشرا وأنت رافع، ثم تسجد فتقولها عشرا وأنت ساجد، ثم ترفع فتقولها عشرا وأنت جالس، ثم تسجد فتقولها عشرا وأنت ساجد، ثم ترفع فتقولها عشرا وأنت جالس، فتلك خمس وسبعون، وفي الثلاث الأواخر كذلك فذلك ثلاث مائة مجموعة، وإذا فرقتها كانت ألفا ومائتين، وكان يستحب أن يقرأ السورة التي بعد أم القرآن عشرين آية فصاعدا، تصنعهن في يومك، أو ليلتك، أو جمعتك، أو في شهر، أو في سنة، أو في عمرك، فلو كانت ذنوبك عدد نجوم السماء أو عدد القطر، أو عدد رمل عالج، أو عدد أيام الدهر لغفرها الله لك)).
قلت: وهذا إسناد واهٍ بمرة، وله آفتان:
[الأولى] الانقطاع، بين إسماعيل بن رافع وجعفر بن أبى طالب مفاوز تنقطع فيها الأعناق.
[الثانية] ضعف إسماعيل بن رافع القاص المدنى، فهو منكر الحديث.
قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (2/ 168/566): ((إسماعيل بن رافع، أبو رافع المديني. روى عن: المقبري، ومحمد بن المنكدر. روى عنه: الوليد بن مسلم، وإسماعيل بن عياش. يعد في الحجازيين. سمعت أبى وأبا زرعة يقولان ذلك. وأخبرنا محمد بن حمويه بن الحسن سمعت أبا طالب قال: سألت أحمد بن حنبل عن إسماعيل بن رافع، فقال: ضعيف الحديث. قرئ على العباس الدوري سمعت يحيى بن معين يقول: إسماعيل بن رافع ليس بشيء. وذكر أبى عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: إسماعيل بن رافع ضعيف. حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم نا عمرو بن على قال: لم اسمع يحيى ولا عبد الرحمن حدَّثا عن إسماعيل بن رافع بشيء قط. قال يحيى: وقد رأيته. وسألت أبى عن إسماعيل بن رافع الذي يحدث عنه سليمان بن بلال من هو؟، قال: هو أبو رافع الضعيف القاص. وسمعته مرة أخرى يقول: هو منكر الحديث)).
وقال ابن حبان ((المجروحين)) (1/ 124): ((إسماعيل بن رافع بن عويمر، أبو رافع مولى مزينة من أهل مكة. يروى عن المقبري. روى عنه: وكيع، والمكي. كان رجلا صالحا إلا انه يقلب الأخبار، حتى صار الغالب على حديثه المناكير، التي تسبق إلى القلب أنه كان كالمتعمد لها. أخبرنا الهمداني ثنا عمرو بن على قال: لم أسمع يحيى ـ يعنى ابن سعيد ـ ولا عبد الرحمن ـ يعنى ابن مهدى ـ يحدثان عن إسماعيل بن رافع بشيء قط. ثنا مكحول ثنا جعفر بن أبان قال سألت يحيى بن معين عنه، فقال: ليس بشيء)).
وذكر أبو أحمد بن عدى فى ((الكامل)) (1/ 281) جملة من مناكيره، منها: حدثنا حسين بن عبد الله القطان ثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ عَنْ المقبري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((خلق الله آدم من تراب الجابية، وعجنه بماء الجنة)).
وقال أبو أحمد: ((أحاديثه كلها مما فيه نظر، إلا أنه يكتب حديثه فى جملة الضعفاء)).
ويتبع بقية الأحاديث إن شاء الله تعالى
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
ـ[هشام المصري]ــــــــ[15 - 12 - 04, 11:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي الدارقطني و لكن هل صحح الألباني رحمه الله الحديث و هل صححه أحد من علماء الحديث المعاصرين غيره؟
ـ[تميم1]ــــــــ[13 - 02 - 05, 04:55 م]ـ
لا زلنا ننتظر تتمة البحث
بورك فيكم شيخنا ...
ـ[تميم1]ــــــــ[14 - 02 - 05, 12:01 ص]ـ
شيخنا الفاضل ...
ما ذا عن حديث الأنصاري الذي أخرجه أبو داود بسند رجاله ثقات وقد قال المزي ان الانصار ي قيل انه جابر
وقال الحافظ انه قد يكون أبو كبشة الانماري
وعلى الاحتمالين فالاسناد متصل ولو قلنا انه تابعي فهو مرسل قوي!؟؟
وماذا عن حديث عبد الله بن عمرو الذي أخرجه ابو داود والبيهقي فاسناده قوي عدا عمرو بن مالك النكري وثق كما قال الذهبي وقد روى عنه جماعة والذي ذكره ابن عدي في الكامل قد يكون غير هذا
والمسألة تحتاج الى تحقيق ... ؟؟!
أفيدونا حول هذه التساؤلات بورك فيكم ...
¥(40/93)
ـ[تميم1]ــــــــ[14 - 02 - 05, 02:43 ص]ـ
......................
ـ[باز11]ــــــــ[14 - 02 - 05, 06:28 ص]ـ
الذي أعرفه أن العلامة الشيخ الآلباني قد صحح الحديث وكذلك الشيخ الدوسري في رسالة خاصة وكذلك بعض المخالفين كأحمد بن الصديق الغماري والصوفي القبوري محمود سعيد ممدوح المصري حقق جزء الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي المعروف بالترجيح وذكر في المقدمة اختلاف العلماء فيه وحجة من صححه ولعله كتب هذا قديما وهو في بلاد التوحيد
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 02 - 05, 10:52 م]ـ
الحديث الرابع: حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ
قال أبو عبد الله الحاكم ((المستدرك على الصحيحين)) (1/ 319): حدَّثناه أبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ إملاءً من أصل كتابه ثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ بِمِصْرَ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ كَامِلٍ ثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ((وَجَّهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ إِلَى بِلادِ الْحَبَشَةَ، فَلَمَّا قَدَمَ اِعْتَنَقَهُ، وَقبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَلا أَهِبُ لَكَ .. أَلا أُبَشْرُكَ .. أَلا أَمْنَحُكَ .. أَلا أُتْحِفُكَ، قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قال: تُصَلَّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأ فِي كُلِّ رَكْعَةٍٍ بِالْحَمْدُ وَسُورَةً، ثُمَّ تَقُولُ بَعْدَ الْقِرَاءَةَ وَأَنْتَ قَائِمٌ قَبْلَ الرُّكُوعِ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ الْعَلَيِّ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهُنَ عَشَرَا تَمَامَ هَذِهِ الرَّكْعَةِ قَبْلَ أَنْ تَبْتَدِىءَ بِالرَّكْعَةِ الثَّانِيةِ، تَفْعَلُ ِفي الثَّلاثِ رَكَعَاتٍ كَمَا وَصَفْتُ، حَتَّى تُتُمَّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ)).
وقال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا إسناد صحيح، لا غبار عليه)).
قلت: بل هو إسنادٌ مظلمٌ مركبٌ على ثقات المصريين ونبلائهم. وحاشا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ التُّجِيبِىُّ، وإِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى الخولانِىُّ الَعَابِدُ الرَّبَانِىُّ، حاشاهم أن يحدِّثوا بمثله!.
حَاشَاهُمُ مِنْ ذَا الْحَدِيثِ لَكِنَّ مَنْ ... عَدِمَ الأَمَانَةَ قَالَ مَا يَخْتَارُوالحديث موضوعٌ، وآفته أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْحَرَّانِيُّ، فإنه وَضَّاعٌ، وشيخُه إِسْحَاقُ بْنُ كَامِلٍ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ.
قال الحافظ الذهبى فى ((ميزان الإعتدال)) (1/ 232): ((أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ أبُو صَالِحٍ الْحَرَّانِيُّ الْمِصْرِيُّ. كذَّبه الدارقطنيُّ وغيره، ومن أكاذيبه ما روى عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ الْمَسَاكِينُ وَالْفُقَرَاءُ، هُمْ جُلَسَاءُ اللهِ يَوْمَ الْقَيَامَةِ)). وحدَّث عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أبَائِهِ بحديثٍ آخر كذبٍ. وله عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ رَسُولِ اللهَ قَالَ: ((وَجَبَتْ مَحْبَةُ اللهِ عَلَى مَنْ اُغْضِبَ فَحَلُمَ))، وهذا موضوع)).
وقال أبو الفرج ابن الجوزى ((الضعفاء والمتروكين)) (1/ 70): ((أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ الْحَرَّانِيُّ. يروي عَنْ أَبِي مُصْعَبٍ الزهرى. قال الدارقطني: متروك كذَّاب. وقال ابن حبان: كان بالفسطاط يضع الحديث، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الإبانة لأمره، ليتنكب حديثه)).
قلت: ومن التنبيه الواجب بيانه، أن الحافظ الزكى المنذرى قال فى ثنايا احتجاجه لحديث صلاة التسابيح فى ((الترغيب والترهيب)) (1/ 268): ((وقال الحاكم: قد صحَّت الرواية عَنْ ابْنِ عُمَرَ أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَ ابْنَ عمِّه هذه الصلاة ثم قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ بِمِصْرَ .. .. فذكره)).
فتعقَّبه مُمُلى كتابه بقوله: ((أَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ أبُو صَالِحٍ الْحَرَّانِيُّ ثُمَّ الْمِصْرِيُّ، تكلم فيه غير واحدٍ من الأئمة، وكذَّبه الدارقطنيُّ)).
وأما إِسْحَاقُ بْنُ كَامِلٍ، فقد قال الحافظ ابن حجر ((لسان الميزان)): ((إِسْحَاقُ بْنُ كَامِلٍ مولى آل عثمان بن عفان يكنى أبا يعقوب المؤدب. يروي عن عبد الله بن كليب. لم يتابع في حديثه مناكير، قاله أبو سعيد بن يونس. وأخرج الحاكم في المستدرك من طريق أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ الْحَرَّانِيِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ كَامِلٍ ... )) فذكر حديث التسابيح.
وقال: ((وله حديث آخر بهذا الإسناد، أورده القطب في ((تاريخ مصر)) في ترجمة أحمد بن عبيد الله الدارمي عن إسحاق بن كامل في فضائل الجهاد، ونقل ابن عبد الهادي في ((الأحكام الكبرى)) عن شيخه المزي أو الذهبي: أنه لا يعرف، وزاد هو: والله أعلم هل له وجود أم لا؟، كذا قالوا، وقد عرف وجوده أبو سعيد بن يونس وهو بلديه، وأعرف الناس بالمصريين)).
¥(40/94)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 02 - 05, 10:43 ص]ـ
الحديث الخامس: حديث الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
أخرجه ابن الجوزى ((الموضوعات)) (2/ 143)، والرافعى ((التدوين فى أخبار قزوين)) (3/ 249) كلاهما من طريق أبى رجاء الخراسانى عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ عَنِ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَلا أَهِبُ لَكَ .. أَلا أُعْطِيكَ .. أَلا أَمْنَحُكَ .. )) فذكره بنحو حديث ابْنِ عَبَّاسٍ.
وقال أبو الفرج: ((صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيُّ. قال أحمد: حديثه ضعيف. وقال البخارى: منكر الحديث. وقال ابن حبان: حدث عن الثقات بالأشياء المعضلات، لا يجوز الاشتغال بحديثه)).
قلت: هو كما قال، والحديث منكر بهذا الإسناد، وإنما رواه صَدَقَةُ به على جهة التوهم والظن، فأخطأ وأبعد.
قال العقيلى فى ((الضعفاء)) (2/ 206): ((صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيُّ. حدثنا عبد الله بن أحمد قال سمعت أبى يقول: صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ كان يكون ناحية بيت المقدس حديثه حديث ضعيف، وهو ضعيف. وحدثني آدم بن موسى سمعت البخاري قال: صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيُّ منكر الحديث. ومن حديثه ما حَدَّثَنَاه أَحْمَدُ بْنُ بَكْرٍ وأَحْمَدُ بْنُ دَاوُدَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيُّ حَدَّثَنَا الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إنَّ عَبْدَاً صَحَحَّتُهُ، وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ، لَمْ يَزُرْنِى فِي كُلِّ خَمْسَةِ أَعْوَامٍ لَمَحْرُومٌ))، وفيه رواية عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فيها لين أيضاً)) اهـ.
وترجمه ابن عدى فى ((الكامل)) (4/ 77)، وذكر ثلاثة أحاديث من مناكيره، ومنها حديثُه المقلوبُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وقال أبو أحمد: ((وهذا عن الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ منكر، كما قاله البخاري، ولا أعلم يرويه عنه غير صدقة. وإنما يروي هذا خلف بن خليفة، ورواه الثوري أيضا عن الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلعل صَدَقَةَ هذا سمع بذكر العلاء، فظن أنه الْعَلاءَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وكان هذا الطريقُ أسهلَ عليه، وإنما هو الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ)) اهـ.
قلت: فهذا بين أن صدقة منكر الحديث جداً، يأتى على جهة التوهم عن الثقات بما لا يشبه أحاديث الأثبات، فلا يحتج بمثله.
ـ[تميم1]ــــــــ[15 - 02 - 05, 11:19 م]ـ
بورك فيكم
ولازلنا في انتظار المزيد
حديث عبد الله بن عمرو و الأنصاري ..
ـ[تميم1]ــــــــ[18 - 02 - 05, 01:01 ص]ـ
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 02 - 05, 12:57 م]ـ
الحديث السادس: حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
قال أبو داود (1298): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُفْيَانَ الأُبُلِّيُّ حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلالٍ أَبُو حَبِيبٍ ثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ ثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ كَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ يَرَوْنَ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ائْتِنِي غَداً، أَحْبُوكَ، وَأُثِيبُكَ، وَأُعْطِيكَ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ يُعْطِينِي عَطِيَّةً، قَالَ: إِذَا زَالَ النَّهَارُ، فَقُمْ فَصَلِّ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ)) فَذَكَرَ نَحْوَ حديث ابن عباس، قَالَ: ((ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنْ السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ، فَاسْتَوِ جَالِساً، وَلا تَقُمْ، حَتَّى تُسَبِّحَ عَشْراً، وَتَحْمَدَ عَشْراً، وَتُكَبِّرَ عَشْراً، وَتُهَلِّلَ عَشْراً، ثُمَّ تَصْنَعَ ذَلِكَ فِي
¥(40/95)
الأَرْبَعِ الرَّكَعَاتِ، فَإِنَّكَ لَوْ كُنْتَ أَعْظَمَ أَهْلِ الأَرْضِ ذَنْبًا غُفِرَ لَكَ بِذَلِكَ))، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُصَلِّيَهَا تِلْكَ السَّاعَةَ!، قَالَ: ((صَلِّهَا مِنْ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ)).
وأخرجه البيهقى ((الكبرى)) (3/ 52) من طريق محمد بن بكر عن أبى داود بإسناده ومتنه سواء.
قَالَ أَبُو دَاوُد: ((رَوَاهُ الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو مَوْقُوفاً. وَرَوَاهُ رَوْحُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَجَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ، وَقَالَ فِي حَدِيثِ رَوْحٍ فَقَالَ حَدِيثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
قلت: فهذا إسنادٌ ضعيفٌ جِدَّاً، مُعَلٌّ من ثلاثة أوجه:
(الوجه الأول) عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ أبُو يَحْيَى الْبَصْرِيُّ، وإن وثق لكنه يغرب ويخطئ، وتكثر المناكير فى حديثه من رواية ابنه يحيى عنه. قال ابن حبان فى ترجمة يَحْيَى بْنِ عَمْرُو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ من ((المجروحين)) (3/ 114): ((كان منكر الرواية عن أبيه. ويحتمل أن يكون السبب في ذلك منه، أو من أبيه، أو منهما معاً، ولا نستحل أن يطلق الجرح على مسلم قبل الإتضاح، بل الواجب تنكب كل رواية يرويها عن أبيه لما فيها من مخالفة الثقات، ولوجود الأشياء المعضلات. على أن حماد بن زيد كان يرمي يَحْيَى بْنِ عَمْرُو بْنِ مَالِكٍ بالكذب)).
قلت: بل وقعت النَّكارةُ كذلك فى حديث عَمْرٍو النُّكْرِيِّ من رواية الصدوقين عنه، كما هاهنا، وإن كان صدوقاً فى نفسه.
ولهذا لخصه الحافظ ابن حجر فى ((تقريب التهذيب)) (1/ 426/5104) بقوله: ((عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ ـ بِضَمِّ النَّون ـ أبُو يَحْيَى أو أبو مَالِكٍ الْبَصْرِيُّ. صدوق له أوهام)).
(الوجه الثانى) الاضطراب وتلُّونُ النُّكْرِيِّ فى روايته، ففى رواية مَهْدِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ عنه ((عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو مرفوعاً))، وفى رواية رَوْحِ بْنُ الْمُسَيَّبِ عنه ((عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ))، وفى رواية جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عنه ((عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلُهُ))، ولا يترجح وجهٌ منها، فقد خولف على أولها، ولم يُتَابَع على أولها وثانيها إلا من أوجهٍ كلها واهية لا يحتج بمثلها.
فأما المتابعات وبيان شدة ضعفها:
[فأولها] أبُو جَنَابٍ الْكَلَبِيُّ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ألا أَحْبُوكَ .. ألا أُعْطِيكَ .. ألا أصلُكَ .. ألا أُجِيزُكَ، أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ مَنْ صَلاهُنَ غُفِرَ لَهُ كُل ذَنْبٍ قَدِيمٍٍ أَوْ حَدِيثٍ، صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، خَطَأٍ أَوْ عَمْدٍ، تَبْدَأُ فتكبِّرُ أوَّلَ الصَّلاةِ، ثُمُّ تَقُولُ قَبْلَ الْقِرَاءَةِ خَمْسَ عَشَرَةَ مَرَّةً سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلا إِلَه إِلا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، ثم تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، ثُمُّ تَقُولُهُنَ عَشْرَا، ثُمُّ تَرْكَعُ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا، ثُمُّ تَرَفْعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا، ثُمُّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا، ثُمُّ تَرَفْعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا، ثُمُّ تَسْجُدُ الثَّانِيَةَ فَتَقُولُهُنَ عَشْرَا، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: وَمَنْ يُطَيقُ هَذَا؟، قَالَ: وَلَوْ فِي سنة، وَلَوْ فِي شَهْرٍ، وَلَوْ فِي جُمُعَةٍ، وَلَوْ أَنْ تقرأ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد)).
أخرجه فى ((شعب الإيمان)) (1/ 428/611) من طريق جرير قال: وجدت في كتابي بخطي عن أبِى جَنَابٍ الْكَلَبِيِّ به.
¥(40/96)
قلت: وهذا إسناد ضعيف، أبُو جَنَابٍ الْكَلَبِيُّ هو يَحْيَى بْنُ أَبِى حَيَّةَ الْكُوفِىُّ، ضعَّفوه لكثرة تدليسه. قال أبو الفرج بن الجوزى فى ((الضعفاء والمتروكين)) (3/ 193/3703): ((يَحْيَى بْنُ أَبِى حَيَّةَ أبُو جَنَابٍ الْكَلَبِيُّ الْكُوفِىُّ. يروي عن: الشعبي، وأبيه، وعمير بن سعد. روى عنه: وكيع، وأبو نعيم. وكان يحيى القطان يقول: لا أستحل أن أروي عنه. وقال أبو نعيم: كان يدلِّس أحاديث مناكير. وقال عمرو بن علي الفلاس: متروك الحديث. وقال يحيى وعثمان بن سعيد والنسائي والدراقطني: ضعيف. وقال يحيى بن معين مرة: ليس به بأس، إلا أنَّه كان يدلِّس. وكذلك قال أبو نعيم، وقال يحيى بن معين مرة: هو صدوق. وقال ابن حبان: كان يدلِّس عن الثقات ما سمع من الضعفاء، فالتزقت به المناكير التي يرويها عن المشاهير، فحمل عليه أحمد بن حنبل حملاً شديداً)).
[وثانيها] يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعَيْزَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ قَالَ قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا أبَا الْجَوْزَاءِ ألا أخبرك .. ألا أتحفك .. ألا أعطيك!، قلت: بلى، فقال: سَمِعْتُ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ .. )) فَذَكَرَه.
أخرجه الطبرانى ((الأوسط)) (3/ 187/2879): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْوَكِيعِيُّ ثَنَا مُحْرِزُ بْنُ عَوْنٍ ثنا يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعَيْزَارِ به.
وقال أبو القاسم: ((لم يرو هذا الحديث عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ إلا يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ، تفرد به مُحْرِزٌ)).
قلت: وهذا منكر بهذا الإسناد. قال العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين: يَحْيَى بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي الْعَيْزَارِ ليس بشيء. وقال ابن أبى حاتم: سألت أبى عنه فقال: متروك الحديث ذاهب الحديث كان يفتعل الحديث.
(الوجه الثالث) المخالفة على رفعه، فقد خالفه الْمُسْتَمِرُّ بْنُ الرَّيَّانِ، فَرَوَاهُ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو مَوْقُوفاً، وتابعه على الوقف: عِمْرَانُ بْنُ مُسْلِمٍ.
قال أبو بكر البيهقى فى ((شعب الإيمان)) (1/ 429): ((ورواه قتيبة بن سعيد عن يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائِفِيِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ قَالَ: نَزَلَ عَلَيَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فذكر هذا الحديث، ولم يرفعه إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولم يذكر التسبيحات ابتداء القراءة، إنما ذكرها بعدها، ثم ذكرها في جلسة الاستراحة كما ذكرها سائر الرواة والله أعلم)).
ـ[تميم1]ــــــــ[22 - 02 - 05, 12:29 ص]ـ
بورك فيك
تنبيه: عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِيُّ:
قال ابن عدي في الكامل (5/ 150):
الكامل في الضعفاء ج 5 /ص 150
عمرو بن مالك النكري بصري منكر الحديث عن الثقات ويسرق الحديث سمعت أبا يعلى يقول عمرو بن مالك النكري كان ضعيفا أخبرنا أبو يعلى وعمران السجستاني وعلي بن سعيد بن بشير الرازي قالوا حدثنا عمرو بن مالك النكري البصري قال ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن معيقب قال لما نظر رسول الله e إلى سعد بن معاذ على سريره قال لقد اهتز لموته عرش الرحمن واللفظ لأبي يعلى وهذا بهذا الإسناد لم يروه عن الوليد غير عمرو بن مالك هذا وغيره من أصحاب الوليد وروي هذا عن الوليد بهذا الإسناد أن النبي e قال ويل للأعقاب من النار والحديث هو ذاك وهذا جاء به عمرو بن مالك حدثنا أبو يعلى ثنا عمرو بن مالك ثنا الفضيل بن سليمان عن عبد الرحمن بن إسحاق القرشي عن محمد بن المنكدر عن أنس قال قال رسول الله e سألت ربي عز وجل اللاهين من ذرية البشر فوهبهم لي وهذا رواه غير عمرو بن مالك عن الفضيل بن سليمان عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن أنس قال عمرو عن محمد بن المنكدر عن أنس ولعمرو غير ما ذكرت أحاديث مناكير بعضها سرقها من قوم ثقات ولعمرو غير ما ذكرت أحاديث مناكير بعضها سرقها من قوم ثقات ... ؟؟!!
.................................................. ................................. ز
بقي حديث الأنصاري .......... بورك فيكم ..
ـ[الدارقطني]ــــــــ[22 - 02 - 05, 10:31 م]ـ
هذا نص ما ذكرته في كتابي "التذييل على كتب الجرح والتعديل " (ص 221 - الطبعة الثانية):" عمرو بن مالك النكري البصري أبو يحيى، ويقال:أبو مالك. روى عن أبيه وأبي الجوزاء. وعنه ابنه يحيى ومهدي بن ميمون وحماد بن زيد وغيرهم. قال ابن حبان في الثقات:"يُعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه ". مات سنة 129". هذا ما ذُكر في بيان حاله في تهذيب ابن حجر وزدت قائلاً: قال ابن الجنيد عن ابن معين:"ثقة"، وقال ابن حبان في مشاهير علماء الأنصار:"وقعت المناكير في حديثه من رواية ابنه عنه، وهو في نفسه صدوق اللهجة ". وهذا الراوي لم يقصده ابن حبان بما نقله فضيلة الشيخ الألفي متعه الله بالصحة، بل هو آخر، وهما رجلان مفترقان كل من طبقة والمذكور أعلاه أعلى طبقة من الآخر وانظر الثقات (8\ 487) و (7\ 228) ليتبيّن قصدي وقد نبّه أحد الفضلاء في كتابه الذي ألّفه في تخريج أحاديث كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى حيث أن عدد ممّن اعتنى بتخريج كتاب التوحيد وقعوا في الخلط بين هذين الراويين، والله الموفق.
¥(40/97)
ـ[تميم1]ــــــــ[01 - 03 - 05, 11:53 ص]ـ
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
لا زلنا نتظر تتمة البحث بور ك فيكم ...
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[06 - 03 - 05, 01:24 م]ـ
لازلنا ننتظر الددر الألفية في بيان ضعف حديث التسابيح
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[06 - 03 - 05, 10:01 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[تميم1]ــــــــ[10 - 03 - 05, 11:58 ص]ـ
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$4
ـ[حسام العقيدة]ــــــــ[10 - 03 - 05, 01:35 م]ـ
أين البحث (وجه حزين)
ـ[ابو علي التميمي]ــــــــ[10 - 03 - 05, 10:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنقل لكم فتوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عن صلاة التسابيح
لقد قرأنا كثيرًا في بعض الكتب عن صلاة التسابيح وعن اختلاف الأئمة في صفتها وعدد ركعاتها، فهل هي واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو هو صلاها؟ أو صلاها أحد من أصحابه رضي الله عنهم؟
صلاة التسبيح وردت في حديث لكن رجَّح كثير من الحفاظ عدم ثبوته، بل قال عنه الإمام ابن الجوزي: (إنه من الموضوعات) (16)، وكذلك قال غيره، فالحديث مختلف في ثبوته، وبعض العلماء أخذ بمدلوله فاستحب صلاة التسبيح، وهي عبارة عن عدد من الركعات تقرأ فيها سور مخصوصة وتقال فيها أذكار طويلة وركوعات وصفة غريبة، ولكن الأكثر من المحققين على أن صلاة التسبيح غير مشروعة بل هي بدعة، لأن الحديث الوارد فيها لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي أراه لك أيها السائل مادام أن عندك رغبة في الخير وحرصًا على العبادة، أن تأخذ بالصلوات المشروعة الثابتة بأدلة صحيحة كالتهجد في الليل، والوتر والمحافظة على الرواتب مع الفرائض وصلاة الضحى، وأن تكثر من النوافل المشروعة الثابتة بأدلة صحيحة، وألا تعمل صلاة التسبيح نظرًا لعدم ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي الثابت الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم غنية وكفاية للمؤمن الذي عنده رغبة في الخير، والله أعلم.
منقول من موقع الشيخ
http://www.alfuzan.net/islamLib/viewchp.asp?BID=345&CID=57#s65
================================================== ========
وهذه فتوى لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
منقوله من موقعه الرسمي
حكم صلاة التسابيح
س: ما حكم صلاة التسابيح؟
ج: اختلف العلماء في حديث صلاة التسابيح والصواب أنه ليس بصحيح لأنه شاذ ومنكر المتن ومخالف للأحاديث الصحيحة المعروفة عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة النافلة، الصلاة التي شرعها الله لعباده في ركوعها وسجودها وغير ذلك، ولهذا الصواب: قول من قال بعدم صحته لما ذكرنا ولأن أسانيده كلها ضعيفة، والله ولي التوفيق.
من برنامج (نور على الدرب).
http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz02528.htm
ـ[الدارقطني]ــــــــ[15 - 03 - 05, 10:36 م]ـ
قال علي بن سعيد الرازي:"سألت أحمد بن حنبل عن صلاة التسابيح؟ فقال:ما يصح فيها عندي شئ. فقلت: عبدالله بن عمرو؟ قال: كل يرويه عن عمرو بن مالك - يعني فيه مقال- فقلت: قد رواه المستمر بن الريان، عن أبي الجوزاء. قال: من حدثك؟ قلت: مسلم- يعني ابن إبراهيم-، فقال: المستمر شيخ ثقة. وكأنه أعجبه ". قال ابن حجر العسلاني في أماليه:" فكأنّ أحمد لم يبلغه ذلك الحديث أولاً إلاّ من حديث عمرو بن مالك -وهو النكري-فلما بلغه متابعة المستمر أعجبه، فظاهره أنه رجع عن تضعيفه ". (اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 2\ص43)،وتراجع الطبعة الأولى للتذييل في ترجمة عمرو بن مالك النكري، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[15 - 03 - 05, 10:47 م]ـ
شيخنا أبو محمد متعك الله بالصحة والقول السديد والعمل الصالح السعيد، أرجو المسامحة في مداخلاتي فمنكم بإذن الله تعالى أستفيد، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[17 - 03 - 05, 02:49 م]ـ
ليس انتصاراً لأحد ولكن لو كان سؤالاً عن أثر يوجه للشيخ أبي محمد الألفي فيجيب عنه خير من هذا الذي يجري فكم من سؤال أجابه جازاه الله الجنة فأفاد وأجاد، فإن استمر الحال هكذا فأرجو إغلاقه فهكذا حال لايصلح لهذا الملتقى، والله الموفق.
ـ[مسك]ــــــــ[19 - 03 - 05, 05:49 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ وفي علمك ووقتك وعمرك ..
ولو قمت بأرفاق البحث كاملاً حتى يتم نشره ..
ـ[تميم1]ــــــــ[20 - 03 - 05, 01:34 ص]ـ
(بارك الله فيك يا شيخ وفي علمك ووقتك وعمرك ..
ولو قمت بأرفاق البحث كاملاً حتى يتم نشره .. )
ـ[تميم1]ــــــــ[01 - 05 - 05, 01:39 ص]ـ
!!!؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 07 - 05, 07:50 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
---------
يقول محقق " مجالس أمالي الأذكار في صلاة التسبيح " لابن حجر ص6 - 7، وهذه الأمالي مستلة من " نتائج الأفكار " لابن حجر رحمه الله:
(ومن الجدير بالذكر أن الحافظ في أول أمره كان يضعف هذا الحديث، كما صرّح بذلك في التلخيص الحبير (2/ 7) فقال: " والحق أن طرقه كلها ضعيفة، وإن كان حديث ابن عباس يقرب من شرط الحسن، إلا أنه شاذ لشدة الفردية فيه، وعدم المتابع والشاهد من وجه معتبر ".
ثم إنه لما وقف بعد ذلك على متابعات وشواهد للحديث رجع عن تضعيفه، وصححه كما صرح بذلك في أواخر هذه المجالس (ص45) [يراجع ص74 – 78]، وفي الخصال المكفرة (ص46)، وفي الأجوبة عن الأحاديث المنتقدة (3/ 1779).
وهذه الكتب متأخرة في التصنيف عن التلخيص، حيث فرغ منه سنة 820 هـ، بينما فرغ من تصنيف الأجوبة سنة 850 هـ، وأملى هذه المجالس سنة 848 هـ، وفرغ من الخصال المكفرة سنة 837 هـ.
فعُلم من ذلك أن القول المعتمد من أقوال الحافظ هو تصحيحه لحديث صلاة التسبيح) اهـ.
يراجع كذلك: " الموسوعة الحديثية للحافظ ابن حجر " ج1/ 639 – 645.
¥(40/98)
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 07 - 05, 08:40 ص]ـ
للخطيب البغدادي ت463 جزء في " صلاة التسبيح "، وللحافظ السمعاني ت562 رسالة بعنوان " فضل صلاة التسبيح "،
ولابن ناصر ناصر الدين الدمشقي ت 842 " الترجيح لحديث صلاة التسبيح "،
وجدير بالذكر أن نشير إلى أن الحافظ ابن حجر رحمه ت852 الله تكلم على حديث صلاة التسبيح في جزء مفرد مستقل، وهوغير المجالس المشار إليها سابقاً،
كذلك للحافظ السيوطي رحمه الله ت911 رسالة بعنوان " التصحيح لحديث صلاة التسبيح "،
وللسقاف: علوي بن السيد أحمد بن عبد الرحمن السقاف الشافعي ت 1080 " القول الجامع النجيح، في أحكام صلاة التسابيح "،
وللشيخ جاسم الدوسري " التنقيح لما جاء في صلاة التسبيح "، ذهب فيه إلى تصحيح حديثها.
.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 07 - 05, 11:16 ص]ـ
وفي رسالة " بغية المتطوع، لصلاة التطوع "، لفضيلة الشيخ: محمد بازمول:
صلاة التسبيح:
من الصلوات المشروعة صلاة التسبيح، وهي التالية في حديث ابن عباس:
عن ابن عباس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: "يا عباس! يا عماه! ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك؟ عشر خصال، إذا أنت فعلت ذلك؛ غفر الله لك ذنبك؛ أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره سره وعلانيته؛ عشر خصال: أن تصلي أربع ركعات؛ تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة. فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة و أنت قائم؛ قلت: سبحان الله، والحمد لله، و لا إله إلا الله، و الله أكبر؛ خمس عشرة مرة. ثم تركع، فتقولها وأنت راكع عشراً. ثم ترفع رأسك من الركوع، فتقولها عشراً. ثم تهوي ساجداً، فتقولها وأنت ساجد عشراً. ثم ترفع رأسك من السجود، فتقولها عشراً. ثم تسجد، فتقولها عشراً. ثم ترفع رأسك، فتقولها عشراً. فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، تفعل ذلك في أربع ركعات، إذا استطعت أن تصليها كل يوم مرة؛ فافعل، فإن لم تفعل؛ ففي كل جمعة مرة، فإن لم تفعل؛ ففي كل شهر مرة، فإن لم تفعل؛ ففي كل سنة مرة، فإن لم تفعل ففي عمرك مرة". أخرجه أبو داود وابن ماجه (1).
قلت: وهذه فوائد تتعلق بحديث صلاة التسبيح:
الأولى: الخطاب في هذا الحديث موجه للعباس، وحكمه عام لكل المسلمين؛ إذ الأصل في خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم العموم لا الخصوص.
الثانية: قوله في الحديث:" غفر الله لك ذنبك؛ أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته؛ عشر خصال ".
إن قيل: قوله: " خطأه وعمده "، والخطأ لا إثم فيه؛ قال تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}؛ فكيف يجعل من جملة الذنب؟
والجواب: إن الخطأ فيه نقص وقصور، و إن لم يكن فيه إثم؛ فهذه الصلاة لها هذا الأثر المذكور.
الثالثة: قال في "التنقيح لما جاء في صلاة التسبيح": "
واعلم رحمك الله أن مثل هذه الأحاديث التي تحث على أعمال متضمنة لغفران الذنوب ينبغي للعبد أن لا يتكل عليها فيطلق لنفسه العنان في مقارفة الذنوب والآثام، ويظن هذا المسكين أنه قد عمل عملاً ضمن به غفران ذنوبه كلها، وهذه غاية الحمق والجهل، فما يدريك – أيها المخدوع! – أن الله قد تقبل عملك هذا، وبالتالي غفر ذنوبك، والله عز وجل يقول: {إنما يتقبل الله من المتقين} [المائدة: 27]؟!
فتنبه لهذا واحذر، واعلم أن مداخل الشيطان على الإنسان كثيرة؛ فإياك إياك أن يدخل عليك من هذا الباب!!
وقد وصف الله عباده المؤمنين بأنهم يعملون الصالحات، ويجتهدون في الطاعات، ومع ذلك؛ فقلوبهم وجلة خائفة أن ترد عليهم أعمالهم، وتضرب في وجوههم، قال تعالى: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون. أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} [المؤمنون: 60 - 61].
وهذا الذي حكيناه في تفسير هذه الآية ما عليه جمهور المفسرين …
وذكر القرطبي في "الجامع" (12/ 132) عن الحسن؛ أنه قال:" لقد أدركنا أقواماً كانوا من حسناتهم أن ترد عليهم أشفق منكم على سيئاتكم أن تعذبوا عليها". اهـ.
واعلم أن الذنوب المتعلقة بحقوق الآدميين لا يشملها الحديث، بل يجب إرجاع الحقوق إلى أهلها، والتوبة النصوح من ذلك " (2). اهـ.
¥(40/99)
الرابعة: لم يرد ما يقبل في تعيين ما يقرأ به في الركعات، ولا في تعيين وقتها.
الخامسة: ظاهر الحديث أن صلاة التسبيح تصلى بتسليم واحد، ليلاً أو نهاراً، كما قال القاري في "المرقاة" (2/ 192) والمباركفوري في "التحفة" (1/ 349).
السادسة: الظاهر أن هذه الأذكار التي تقال عشراً عشراً إنما تقال بعد الذكر المعين في كل محل؛ ففي الركوع بعد أذكار الركوع يقولها عشراً، وبعد قول سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد والرفع من الركوع يقولها عشراً … وهكذا في كل محل.
السابعة: إذا سها في الصلاة، ثم سجد سجدتي السهو؛ فإنه لا يسبح فيها عشراً كسائر سجدات الصلاة.
أخرج الترمذي (2/ 350) عن عبد العزيز بن أبي رزمة، قال: قلت لعبد الله بن المبارك: إن سها فيها؛ يسبح في سجدتي السهو عشراً عشراً؟ قال: " لا؛ إنما هي ثلاثة مئة تسبيحة" (3). اهـ.
------------------------
حاشية:
(1) حديث حسن لغيره.
أخرجه أبو داود في (كتاب الصلاة، باب صلاة التسبيح حديث، رقم (1297) واللفظ له، و أخرجه ابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في صلاة التسبيح، حديث رقم (1386).
وقد قوّى هذا الحديث جمع من أهل العلم؛ منهم: أبو بكر الآجري، و أبو الحسن المقدسي، والبيهقي، ومن قبلهم ابن المبارك، وكذا ابن السكن، والنووي، والتاج السبكي، والبلقيني، وابن ناصر الدين الدمشقي، وابن حجر، والسيوطي، واللكنوي، والسندي، والزبيدي، والمباركفوري صاحب "التحفة"، والمباركفوري صاحب "المرعاة " [مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح]، والعلامة أحمد شاكر، و الألباني .. [و] آخرين. وانظر: "رسالة التنقيح لما جاء في صلاة التسبيح" لجاسم الدوسري (ص64 - 70).
(2) "التنقيح لما جاء في صلاة التسبيح" (ص101 - 102).
(3) جميع هذه الفوائد ما عدا الأولى مستفاد من رسالة "التنقيح لما جاء في صلاة التسبيح" (ص100 - 107).
ـ[تميم1]ــــــــ[16 - 08 - 05, 12:07 م]ـ
اين تتمة هذا البحث القيم .......... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[11 - 09 - 05, 06:09 ص]ـ
توضيح، ورجاء:
التوضيح: مشاركاتي السابقة (للفائدة وإثراء الموضوع فقط، وهي عبارة عن = نقولات)، ولم أُرَجِّحُ قولاً بين يدي شيخنا البحّاثة أبو محمد الألفي، حفظه الله وأعلى قدره في الدارين.
رجاء: من فضيلته أن يتكرم على تلامذته، ومنهم كاتب هذه السطور، بإكمال بحثه القيم.
ـ[عمر رحال]ــــــــ[11 - 09 - 05, 08:58 ص]ـ
توضيح، ورجاء:
التوضيح: مشاركاتي السابقة (للفائدة وإثراء الموضوع فقط، وهي عبارة عن = نقولات)، ولم أُرَجِّحُ قولاً بين يدي شيخنا البحّاثة أبو محمد الألفي، حفظه الله وأعلى قدره في الدارين.
رجاء: من فضيلته أن يتكرم على تلامذته، ومنهم كاتب هذه السطور، بإكمال بحثه القيم.
الله الموفق
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[10 - 04 - 06, 11:48 م]ـ
يا شيخنا الألفي حفظه الله
يعلم الله أني بحاجة لأن تكمل بحثك فأرجوك أن لا تبخل علينا
جزاك الله خير وسددك
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 12:50 ص]ـ
بارك الله فيك أيها الشيخ الفاضل,
اختصرت على إخوانك جهداً كبيراً ولعلك أيضاً تتطلع على مصدر أقدم من كافة المصادر المذكورة هنا, حيث أظنني قرأتها أيضاً -فيما مضى-في جزء صغير محقق, اسمه: ((جزء فيه حديث أبي مسهر الغساني ((ومعه غيره كـ يحيى بن صالح الوحاظي)) وأبو مسهر غني عن التعريف, وهو من شيوخ الشيخين كما لايخفاك البخاري في غير الصحيح, ومن الأئمة النقاد المحققين))
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[11 - 04 - 06, 10:47 م]ـ
يا شيخنا أكمل بارك الله فيك
ـ[أبو عمر]ــــــــ[06 - 09 - 06, 12:22 م]ـ
بارك الله فيك أيها الشيخ الكريم ونفع بك واكرمك في الدنيا والآخرة
كتب الله لك الأجر والمثوبة وأعانك على إتمام ما بدأت به.
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[06 - 09 - 06, 04:13 م]ـ
شيخنا الحبيب أبو محمد الألفي
أسأل الله أن يجعل هذا العمل نوراً لك على الصراط
وأسأله سبحانه أن يزيدك علماً وتواضعاً وحلماً.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[28 - 09 - 06, 12:58 ص]ـ
وأسأله سبحانه أن يزيدك علماً وتواضعاً وحلماً
وهل تعرف الشيخ يا ابا رحمة فهذه الصفات موجودة بالفعل عند شيخنا العلم والتواضع والحلم
¥(40/100)
ـ[أبو وائل المصرى]ــــــــ[02 - 11 - 06, 02:04 ص]ـ
هل لي أن أطلب البحث المبارك علي ملف وورد؟
ـ[محمد بن صادق]ــــــــ[02 - 11 - 06, 05:34 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[06 - 11 - 06, 10:14 م]ـ
هل هناك جديد
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[08 - 12 - 06, 04:11 م]ـ
لو وضع هذا البحث الرائع على ملف وورد
ـ[عبد العزيز السالم]ــــــــ[08 - 12 - 06, 04:54 م]ـ
لو وضع هذا البحث الرائع على ملف وورد
أنا مع أخي الحبيب.
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[11 - 01 - 07, 01:14 م]ـ
أختلف العلماء فى الحكم على هذا الحديث على أربع أقوال:
1 - الوضع:
ابن الجوزى, ابن تيمية فى منهاج السنة, ابن عبد الهادي, سراج الدين القزويني, الشوكاني فى السيل الجرار و تحفة الواعظين.
2 - التضعيف:
الترمذى, العقيلي, أبو بكر بن العربي فى العارضة, النووى فى شرح المهذب, الذهبي فى الميزان, ابن حجر فى تلخيص التحبير.
3 - التحسين:
البغوي, المنذري, ابن الصلاح, النووي تهذيب الأسماء و اللغات و فى الأذكار, تقى الدين السبكي, وولده تاج الدين, و ابن حجر فى أمالى الظاذكار و فى الخصال المكفرة, و السيوطي فى المرقاة.
و للإمام مسلمكلام يشعر بتحسينه له.
4 - التصحيح:
ابن المبارك, أبو داود, الحاكم, ابن منده, الخطيب البغدادي, أبو بكر بن أبي داود, أبو على بن السكن, الآجري, أبو موسى المديني, الديلمي, أبو سعد السمعاني, أبو الحسن بن المفضل, أبو محمد عبد الرحيم المصري, البلقيني, العلائي, الزركشى, ابن ناصر الدين الدمشقى, ابن حجر العسقلاني, السيوطى, الزبيدي, البيهقي, أبو الحسن المقدسي, ابن شاهين, ابن الصلاح, أبو الحسن السندي, اللكنوى, المباركفوري.
و من المعاصرين و محدث ديار الشام الألباني و العلامة أحمد شاكر
و الإمام احمد وثق المستمر و حديث الثقة صحيح
ملحوظة:
اختلف اجتهاد النووى و العسقلاني فى الحديث, و الأولى أن يقال: انهما حسنا الحديث, كما حققه العلامة اللكنوى فى الآثار المرفوعة ص 139
منقول بتصرف يسير
من كتاب "مختصر النصيحة" للشيخ محمد إسماعيل المقدم
و "كتاب البحار الزاخرة فى أسباب المغفرة" للشيخ سيد حسين عفاني
تجد فى كتاب "البحار الزاخرة" أقوال أهل العلم فى الحديث من كتبهم
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[26 - 01 - 07, 01:56 م]ـ
تخريج حديث صلاة التسابيح وأقوال العلماء فيه
قال أبو داوود في سننه: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري ثنا موسى بن عبد العزيز ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس ? أن رسول الله r قال للعباس بن عبد المطلب " يا عباس يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك ألا أفعل بك عشر خصال إذا فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره قديمه وحديثه وخطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته عشر خصال أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشراً ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً ثم تهوي ساجداً فتقولها وأنت ساجد عشراً ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً ثم تسجد فتقولها عشراً ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً فذلك خمس وسبعون مرة في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة فإن لم تفعل ففي عمرك مرة (1) "
ـــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح أخرجه أبو داوود والترمذي وابن ماجة والطبراني في الأوسط والكبير وأبو نعيم في الحلية والحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن الكبرى وفي شعب الإيمان وعبد الكريم القزويني في أخبار قزوين والمزي في تهذيب الكمال، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وابن حجر في فتح الباري والمنذري في الترغيب والترهيب، وصححه جماعة من العلماء منهم أبو داوود ومسلم و الحاكم ووافقه الذهبي والنووي وابن الصلاح وابن منده والآجري والخطيب والسمعاني وابن ناصر الدين الدمشقي وآخرون كما سيأتي، والألباني في صحيح سنن أبي داوود.
¥(40/101)
انظر: سنن أبي داوود في كتاب الصلاة باب صلاة التسابيح رقم (1297 ـ 1298) 2/ 46 ـ 47، وسنن الترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في صلاة التسبيح رقم (481) 2/ 348، وسنن ابن ماجة في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها باب صلاة التسابيح رقم (1386 ـ 1387) 1/ 442 – 443، والمعجم الأوسط رقم (2318) 3/ 14 ورقم (2879) 3/ 187، والمعجم الكبير رقم (11622) 11/ 243 ـ 244، وحلية الأولياء 1/ 25، والمستدرك 1/ 318 ـ 320، والسنن الكبرى للبيهقي 3/ 51 ـ 52، و شعب الإيمان رقم (611) 1/ 428 ورقم (3080) 3/ 125، وأخبار قزوين 3/ 249، وتهذيب الكمال 29/ 103، ومجمع الزوائد 2/ 281 ـ 282، وفتح الباري 10/ 533، قال المنذري في كتابه الترغيب والترهيب 1/ 528: وقد صححه جماعة، منهم الحافظ أبو بكر الآجري، وشيخنا أبو محمد عبد الرحيم المصري، وشيخنا أبو الحسن المقدسي، وقال أبو بكر بن أبي داوود: سمعت أبي يقول: ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا، وقال مسلم بن الحجاج: لا يروى في هذا الحديث إسناد أحسن من هذا، وذكر ذلك أيضاً ابن ناصر الدين الدمشقي، في كتابه الترجيح لحديث صلاة التسابيح، ص 41 وممن صححه أيضاً سراج الدين البلقيني، والحافظ العلائي، وبدر الدين الزركشي. ذكر ذلك ابن عراق في كتابه تنزيه الشريعة 2/ 109 والسيوطي في كتابه اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة 2/ 44، وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة ص 53 ـ 54 وممن صححه أو حسنه: ابن منده، والآجري، والخطيب، وأبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني، وأبو الحسن ابن المفضل، والمنذري، وابن الصلاح، والنووي، والسبكي، وآخرون، وذكر من تقدم ذكرهم ممن صححوه، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داوود رقم (1152 ـ 1153) 1/ 240 – 241، وقد اعتنى جماعة من العلماء بالتصنيف في حديث صلاة التسبيح، وذلك مما يدل على اعتناء العلماء به قديماً وحديثاً، منهم الحافظ الدارقطني، المتوفى سنة 385 هـ ألف فيه جزءاً، والحافظ الخطيب البغدادي، المتوفى سنة 463 هـ والحافظ عبد الكريم السمعاني، المتوفى سنة 562 هـ والحافظ أبو موسى الأصبهاني، المتوفى سنة 581 هـ وسماه: تصحيح صلاة التسبيح من الحجج الواضحة والكلام الفصيح، والإمام تاج الدين السبكي، المتوفى سنة 771 هـ والحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي، المتوفى سنة 842 هـ وسماه: الترجيح لحديث صلاة التسبيح، طبع بيروت، دار البشائر 1409 هـ والحافظ جلال الدين السيوطي، المتوفى سنة 911 هـ وسماه: تصحيح حديث صلاة التسبيح، والعلامة شمس الدين محمد بن طولون، المتوفى سنة 953 هـ، وسماه: التو شيح لبيان صلاة التسبيح، والشيخ محمد بن عبد الرسول البر زنجي المتوفى سنة 1103 هـ والشيخ أحمد الصديق الغماري المتوفى سنة 1380 هـ وسماه الترجيح لقول من صحح صلاة التسبيح، والشيخ علوي بن أحمد السقاف المتوفى سنة 1335 هـ: وسماه القول الجامع النجيح في أحكام صلاة التسبيح، والشيخ جاسم الفهيد الدوسري حفظه الله: وسماه التنقيح لما جاء في صلاة التسبيح، طبع بدار البشائر.
ـ[أبو محمّد الإدريسي]ــــــــ[06 - 03 - 07, 05:47 م]ـ
حفظكم الله و رعاكم و بارك جهودكم
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[16 - 03 - 07, 03:43 م]ـ
اين البقية يا شيخنا الجليل؟ لا تحرم تلامذتك من الاستفادة بعلمك بارك الله فيك
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[21 - 11 - 07, 02:47 م]ـ
لا زلنا في قائمة الانتظار (:
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 11 - 07, 04:40 م]ـ
http://www.up7up.com/pics/L/6/1195794762.jpg (http://www.up7up.com)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[23 - 11 - 07, 05:44 ص]ـ
مَبْحَثَانِ إِضَافِيَّانِ:
وَمِنَ الزِّيَادَاتِ عَمَّا هَاهُنَا مَعَ مَزِيدِ بَيَانٍ وَتَوْضِيحِ: هَذَانِ الْمَبْحَثَانِ:
http://www.up7up.com/pics/L/6/1195760117.jpg (http://www.up7up.com)
http://www.up7up.com/pics/L/6/1195805156.jpg (http://www.up7up.com)
ـ[شاكر زكريا]ــــــــ[24 - 12 - 07, 09:13 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم وجعله في موازين حسناتكم ونصر بكم السنة
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[07 - 01 - 08, 03:52 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
---------
[ COLOR=Navy] يقول محقق " مجالس أمالي الأذكار في صلاة التسبيح " لابن حجر ص6 - 7، وهذه الأمالي مستلة من " نتائج الأفكار " لابن حجر رحمه الله:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من هو محقق " مجالس أمالي الأذكار في صلاة التسبيح "
و أين طبع و هل أجده على الشبكة مصورا أو وورد
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[08 - 01 - 08, 08:25 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم وجعله في موازين حسناتكم ونصر بكم السنة
آمين.
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[11 - 03 - 08, 04:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا , ونفع بكم
¥(40/102)
ـ[أبو عبيدالله]ــــــــ[26 - 03 - 08, 12:41 م]ـ
طبع "صلاة التسبيح" للخطيب عن الدار الأثرية في الأردن.
ـ[أبو البرآء الشبراخيتى]ــــــــ[26 - 03 - 08, 07:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بوركت شيخنا الفاضل كم سمعت عنك وعن علمك وتمنيت أن أدرس تحت يديك ولكن تشرفت بصحبة ولدكم محمد حفظه الله تعالى فأنا زميل له فى كلية أصول الدين بطنطا لكن افترقنا فدخل قسم العقيدة ودخلت الحديث.
تلميذكم:
أحمد سكر.
أبو البرآء الشبراخيتى
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[26 - 03 - 08, 08:43 م]ـ
ياشيخ أبو محمد الألفي متي سترفعه على المنتدى وجزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
ـ[محمد الحريري]ــــــــ[06 - 04 - 08, 11:26 ص]ـ
جزاك الله خيراً بحث قيم
ـ[بن عطية]ــــــــ[07 - 04 - 08, 06:53 م]ـ
واحد يصحح واحد يضعف وانا كيف ارجح
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 04 - 08, 01:16 م]ـ
وَهَذَا مَبْحَثٌ إِضَافِيٌّ ثَالِثٌ:
الرَّافِضَةُ وَصَلاةُ التَّسَابِيحِ وَمَا ابْتَدَعُوا فِيهَا
ـــ،،، ـــ
الرَّافِضَةُ مِنْ أَكْثَرِ الطَّوَائِفِ وَلَعَاً بِالْبِدَعِ وَالْمُحْدَثَاتِ، إِذْ لَمْ يَقْتَصِرْ وَلَعُهُمْ ذَا عَلَى تَحْرِيفِ الأُصُولِ وَالاعْتِقَادَاتِ، حَتَّى جَاوَزُوهَا إِلَى الصَّلَوَاتِ وَالدَّعَوَاتِ، فَشَرَعُوا لِكُلِّ مْنَاسَبَةٍ صَلاةً وَأَعْطَوْهَا اسْمَهَا، وَوَضَعُوا أَدْعِيَةً وَأَوْرَادَاً خَاصَّةً بِهَا، فَهَذِهِ صَلاةُ الْغَدِيْرِ، وَصَلاةُ لَيْلَةِ وَيَوْمِ الْمَبْعَثِ، وَصَلاةُ يَوْمِ الْمُبَاهَلَةِ، وَصَلاةُ الأَعْرَابِيِّ، وَصَلاةُ لَيْلَةِ النَّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، وَصَلاةُ لَيْلَةِ الْفِطْرِ، وَصَلاةُ التَّسْبِيحِ، وَصَلاةُ عَلِيٍّ، وَصَلاةُ الزَّهْرَاءِ، وَصَلاةُ جَعْفَرٍ، فِي عَشَرَاتٍ مِنْ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْمُبْتَدَعَاتِ.
http://www.g9g4up.com/uploads/b4047cbdb3.jpg (http://www.g9g4up.com)
http://www.g9g4up.com/uploads/4b49660948.jpg (http://www.g9g4up.com)
http://www.g9g4up.com/uploads/59baf2e474.jpg (http://www.g9g4up.com)
http://www.g9g4up.com/uploads/1f9eecb3a0.jpg (http://www.g9g4up.com)
http://www.g9g4up.com/uploads/924f6214a3.jpg (http://www.g9g4up.com)
http://www.g9g4up.com/uploads/7ffa03de29.jpg (http://www.g9g4up.com)
http://www.g9g4up.com/uploads/512aae923c.jpg (http://www.g9g4up.com)
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[16 - 04 - 08, 04:46 م]ـ
السلام عليكم
يا شيخنا أبا محمد أنا أنتظر منذ مدة القول الفصل في صلاة التسابيح وأرى العنوان منذ أكثر من شهر لكن عندما أدخل لا أجد شيئا ماذا هناك؟؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 04 - 08, 05:49 م]ـ
كَيْفَ، وَالْحُكْمُ بَيِّنٌ مِنْ عُنْوَانِ الْكِتَابِ:
التَّصْرِيْحُ بِضَعْفِ أَحَادِيثِ صَلاةِ التَّسَابِيحِ
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[16 - 04 - 08, 09:54 م]ـ
شيخنا الجليل الألفي
نريد والله يوفقكم النسخة التي نستطيع تحميلها بارك الله فيكم
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[17 - 04 - 08, 09:25 م]ـ
يا شيخ أبا محمد الألفي نعرف أن حكمك هو التضعيف لكن أين التبيان؟؟
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[05 - 09 - 08, 01:33 ص]ـ
أينك يا شيخ؟؟؟ والله أريد تخريج الأحاديث الخاصة بصلاة التسابيح فهل ترد علينا؟
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[02 - 10 - 08, 08:32 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[مسك]ــــــــ[07 - 11 - 08, 08:52 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[12 - 11 - 08, 09:31 م]ـ
نريد من المحدث الفاضل أبي محمد الألفي
التبيان لضعف أحاديث صلاة التسبيح
ـ[أبو اليمان الأثري]ــــــــ[13 - 11 - 08, 02:33 م]ـ
أقول إن قول أبي محمد الالفي في الحديث الخامس حديث العباس بأن الراوي في سنده هو صدقة بن يزيد الخرساني خطأ وهو ما بينه الحافظ في رسالته " مجالس أمالي الاذكار في صلاة التسابيح " ص61 حيث قال بعد أن ذكر الحديث بسنده: " ورجاله ثقات إلا صدقة وهو الدمشقي كما نُسب في روايتنا وكذا في رواية ابن شاهين ووقع في رواية الدارقطني غير منسوب وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق الدارقطني وقال: " صدقة هذا هو ابن يزيد الخرساني " ونقل كلام الأئمة فيه، ووهِم في ذلك و الدمشقي هو ابن عبد الله ويعرف بالسمين ضعيف من قبل حفظه ووثقه جماعة فيصلح للمتابعات بخلاف الخراساني فإنه متروك عند الأكثر: اهـ
وكذلك الرواية التي جاءت في كتاب" التدوين في اخبار قزوين " [3/ 249] لم يُذكر فيه أسم صدقة لا بأسم أبيه ولا بلقبه.
ـ[ذو الفقار محمد]ــــــــ[13 - 11 - 08, 04:07 م]ـ
إخوانى لست من أهل الحديث ولكن لى سؤال فى رواية جعفر رضى الله عنه
هل روى جعفر أحاديث! وقد استشهد فى موقعة مؤتة عام 8 هجريا وهذا يلزم أن يكون الراوى عنه صحابيا أو من أهل الحبشة مثلا ممن لم ير لنبى فكيف سمع منه إسماعيل بن رافع المدنى؟
هذا مايدور بداخلى ولست من أهل هذا الفن وأرجو الإفادة رحمكم الله , وجزى الله الشيخ الألفى على هذا البحث الماتع النافع خير الجزاء وكل المشاركين.
¥(40/103)
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[30 - 03 - 09, 01:32 ص]ـ
كلام نفيس للأخ الفاضل أبو حاتم الشريف في مذهب الإمام أحمد في صلاة التسبيح، أنقلها للفائدة (من أرشيف ملتقى أهل الحديث)
أبوحاتم الشريف
10 - 06 - 2003, 03:39 Am
صلاة التسبيح
بالنسبة للمشهور من قول أحمدهو عدم شرعية صلاة التسبيح كما ذكر ذلك إسحاق بن هانئ في روايته عن أحمد وكذلك عبد الله في روايته عن أحمد وهذان من أجل أصحاب أحمد كما سيأتي
قال أحمد في رواية عبد الله: لم تثبت عندي صلاة التسبيح وقد اختلفوا في إسناده لم يثبت عندي وكأنه ضعف عمروبن عبد الله النكري
(89)
وفي رواية ابن هانئ سئل أحمد عن صلاة التسبيح فقال: إسناده ضعيف. (105)
وفي رواية علي النسائي وهو أحد أصحاب أحمد قال علي بن سعيد
سألت أحمد بن حنبل عن صلاة التسبيح فقال: ما يصح فيها عندي شيء. فقلت: حديث عبد الله بن عمرو؟ فقال: كل يرويه عن عمرو بن مالك النكري يعني (فيه مقال)
فقلت: قد رواه المستمر بن الريان عن أبي الجوزاء. قال: من حدثك
؟ قلت: مسلم - يعني ابن إبراهيم. فقال أحمد: المستمر شيخ ثقة
وكأنه أعجبه. الأمالي لابن حجر (84)
قال ابن حجر: فكأن أحمد لم يبلغه ذلك الحديث أولا إلا من حديث
عمرو بن مالك النكري فلما بلغه متابعة المستمر أعجبه فظاهره أنه رجع عن تضعيفه.
وقال في الخصال المكفرة:وقال أحمد في علل الخلال: ما يصح عندي في صلاة التسبيح شيء.
قال ابن حجر: ولا يلزم من نفي الصحة ثبوت الضعف لاحتمال الواسطة
وهو (الحسن) 00الخ
قال الشريف: والذي يظهرلي أن الصواب هو ما رواه عبد الله وابن هانئ
عن أحمد لعدة أمور:
1 - قال ابن القيم: وكذلك أصحاب أحمد إذا انفرد راو عنه برواية تكلموا فيها وقالوا: تفرد بها فلان ولا يكادون يجعلونها رواية إلا على إغماض
ولا يجعلونها معارضة لرواية الأكثرين عنه وهذ موجود في كتبهم: يقولون انفرد بهذه الروايةأبو طالب أو فلان لم يرها أحد غيره
فإذا جاءت الرواية عنه عن غير صالح وعبد الله وحنبل وأبي طالب والميموني والكوسج وابن هانئ والمروزي وابن القاسم ومحمد بن مشيش ومثنى بن جامع وأحمد بن أصرم وبشر بن موسى وأمثالهم من أعيان أصحابه استغربوها جدا ولو كان الناقل لها إماما ثبتا.
ولكنهم أعلى توقيا في نقل مذهبه وقبول رواية من روى عنه من الحفاظ الثقات ولا يتقيدون في ضبط مذهبه بناقل معين كما يفعل غيرهم من الطوائف بل إذا صحت لهم عنه رواية حكوها عنه وإن عدوها شاذة إذا خالفت ما رواه أصحابه 0000وإذا روى غير أهل المذهب من أهل الضبط والإتقان والحفظ عن الإمام خلاف ما رواه أهل مذهبه , قلتم: أصحاب المذهب أعلم بمذهبه وأضبط له 000الخ.
الفروسية (286)
2 - ومن خلال كلام ابن القيم يعد علي بن سعيد النسائي ليس من خاصة أصحاب أحمد فإذا خالف عبد الله أو ابن هانئ لم يعتد بروايته
كيف وقد خالف الاثنين معا. مع أن علي له سؤالات عن أحمد وترجم له القاضي في الطبقات وأثنى عليه الخلال (عمدة المذهب)
3 - في كلام علي بن سعيد ليس صريحا بأن أحمد قد قبل هذه الرواية
بعكس رواية عبد الله وكذلك ابن هانئ
4 - عامة أصحاب أحمد كشيخ الإسلام وابن مفلح وابن الجوزي وغيرهم
على رواية التضعيف وهذا واضح.
قال ابن مفلح: (وصلاة التسبيح) ونصه لا. لخبر ابن عباس 000
رواه أحمد (ولايصح) وادعى شيخنا (أنه كذب) كذا قال
ونص أحمد وأئمة أصحابه على (كراهيتها) ولم يستحبها إمام!! واستحبها ابن المبارك على صفة لم يرد بها الخبر لئلا تثبت سنة بخبر (لاأصل له)
و
000وقال الشيخ (لابأس بها) فإن الفضائل لاتشترط لها صحة الخبر كذا قال , وعدم قبول أحمد بها يدل على أنه لايرى العمل بالخبر في الفضائل 000الخ الفروع (1/ 569)
قلت: ومن أجاز العمل بهذا الحديث إنما هو من باب قبول الحديث الضعيف في الفضائل وهم يسلمون بضعفه.
وابن قدامة له كلام في هذا الموضوع وكذا شيخ الإسلام في المنهاج وغيرهم كثير.
5 - قول ابن حجر (لايلزم من نفي الصحة نفي الحسن) كلام غريب من الحافظ ابن حجر رحمه الله لأن الحديث عند أحمد هو صحيح وضعيف
فإذا قال (لم يصح) فيعني (لم يثبت) ويفسره رواية عبد الله بن أحمد
السابقة.
6 - قول احمد (اختلفوا في إسناده) يدل على أن أحمد عارف بطرق الحديث وتضعيفه جاء عن علم منه رحمه الله
وذكر ابن حجر رواية عن أحمد أنه عندما سمع بالحديث نفض يده
الخ يدل على صحة رواية التضعيف عند أحمد والكلام في المسألة طويل
كتبت فيه كتب كثيرة لمن أراد أن يعرف الحكم على الحديث والله أعلم
وصلى الله على محمد وآله وسلم
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[30 - 03 - 09, 03:07 م]ـ
الذي أعرفه أن العلامة الشيخ الآلباني قد صحح الحديث وكذلك الشيخ الدوسري في رسالة خاصة وكذلك بعض المخالفين كأحمد بن الصديق الغماري والصوفي القبوري محمود سعيد ممدوح المصري حقق جزء الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي المعروف بالترجيح وذكر في المقدمة اختلاف العلماء فيه وحجة من صححه ولعله كتب هذا قديما وهو في بلاد التوحيد
أخبرني شيخُنا الزاهد المحقق بدر بن عبد الله البدر حفظه الله أنَّ الشيخ جاسم الفهيد الدوسري وفقه الله قد تراجع عن تصحيح حديث صلاة التسابيح. والله الموفق.
¥(40/104)
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[09 - 05 - 09, 05:33 ص]ـ
أرجو من شيخنا الكريم أن يكمل ما بدأه حول صلاة التسابيح
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 05 - 09, 12:48 م]ـ
أرجو من شيخنا الكريم أن يكمل ما بدأه حول صلاة التسابيح
سَلامُ اللهِ الطَّيِّبُ الْعَمِيمُ وَتَحِيَّاتُهُ. يَكْنَفُكَ وَيَحْفَظُكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
الْمَانِعُ مِنْ إِكْمَالِ الْبَحْثِ هَاهُنَا: أَنَّنِي أَعَدْتُ صِيَاغَتَهُ، وَجَعَلْتُ تَخْرِيْجَ أَحَادِيثِهِ كَالتَّعْلِيقِ وَالتَّحْشِيَةِ لِكِتَابِ «التَّرْشِيحِ لِبَيَانِ صَلاةِ التَّسْبِيحِ» لِلشَّمْسِ ابْنِ طُولُونَ، فَقَدْ وَقَفْتُ عَلَى تَصْحِيفَاتٍ كَثِيْرَةٍ فِي الْكِتَابِ الْمَطْبُوعِ لِهَذَا الْجُزْءِ، فَنَبَّهْتُ عَلَيْهَا فِي ثَنَايَا التَّخْرِيْجِ. وَسَيُرْفَعُ الْكِتَابُ بِتَنْسِيقِ الشَّامِلَةِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.
ـ (رِوَايَتنَا لأَشْهَرِ جُزءٍ وَأَوْعَبِهِ لأحَادِيثِ صَلاةِ التسَابِيحِ) ـ
أَفْرَدَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْحُفَّاظِ الْكَلامَ عَلَى حَدِيثِ صَلاةِ التَّسْبِيحِ فِي جُزْءٍ مُسْتَقِلٍّ، وَمِنْ أَوْعَبِهِمْ ذِكْرَاً لِرِوَايَاتِهِ عَلَى تَشَعُّبِ طُرُقِهَا: الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ (ت463)، وَلَمْ يَزَلْ جُزْؤُهُ الْجَامِعُ لِرِوَايَاتِهَا، الْمُسْتَوْعِبُ لِمُعْظَمِ رُوَاتِهَا مَخْطُوطَاً مَحْفُوظَاً فِي دَارِ الْكُتُبِ الظَّاهِرِيَّةِ بِدِمَشْقَ (رَقْمُ 272 حَدِيثُ).
وَقَدْ اعْتَمَدَ الشَّيْخُ الْمُحَدِّثُ الشَّمْسُ ابْنُ طُولُونَ الصَّالِحِيُّ الدِّمَشْقِيُّ (ت953) عَلَي جُزْءِ الْخَطِيبِ هَذَا اعْتِمَادَاً كُلِيَّاً، حَتَّى كَادَ كِتَابُهُ «التَّرْشِيحُ لِبَيَانِ صَلاةِ التَّسْبِيحِ» أَنْ يَكُونَ تَعْلِيقَةً عَلَيْهِ، أَوْ اخْتِصَارَاً لِمَقْصِدِهِ.
وَأَنَا أَرْوِي «التَّرْشِيحُ لِبَيَانِ صَلاةِ التَّسْبِيحِ»، وَكُلَّ مَا لِلشَّمْسِ ابْنِ طُولُونَ مِنْ مَرْوِيٍّ وَمُصَنَّفٍ عَلَى كَثْرَةِ عَدَدِهَا، وَتَبَايُّنِ أَنْوَاعِهَا بِسَنَدٍ عُشَارِيٍّ مُسَلْسَلٍ بِالدِّمَشْقِيِّينَ.
فَقَدْ أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ زُهَيْرُ بْنُ مُصْطَفَى الشَّاوِيشِ إجَازَةً مُكَاتَبَةً مِنْ حَازِمِيَّةِ بَيْرُوتٍ بِمَا أَجَازَهُ وَهُوَ فِي نَحْوِ السَّادِسَةِ مِنْ عُمُرِهِ أَبُو الْمَعَالِي مُحَمَّدُ بَدْرُ الدِّينِ بْنُ يُوسُفَ الْحَسَنِيِّ الْبِيبَانِيِّ الْمُرَّاكِشِيِّ الدِّمَشْقِيِّ (ت1354) عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْحَسَنِيِّ الْبِيبَانِيِّ الْمُرَّاكِشِيِّ (ت1279)، وَعَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْخَطِيبِ الدِّمَشْقِيِّ (ت1288)، والْبَدْرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ دَرْوِيْشٍ السُّكَّرِيِّ الدِّمَشْقِيِّ (ت1329) ثَلاثَتُهُمْ عَنِ الْوَجِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُزْبَرِيِّ (ت1262).
(ح) وَأَخْبَرَنِي الشَّيْخَانِ أَحْمَدُ بْنُ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيْمِ، وَنِظَامُ بْنُ مُحَمَّدِ صَالِحٍ يَعْقُوبِيِّ كِلاهُمَا إجَازَةً مُكَاتَبَةً عَنْ أَبِي الْفَيْضِ مُحَمَّدِ يَاسِينَ بْنِ مُحَمَّدِ عِيسَى الْفَادَانِيِّ (ت1410) عَنْ أَبِي الْمَعَالِي مُحَمَّدِ بَدْرِ الدِّينِ بْنِ يُوسُفَ الْحَسَنِيِّ الْبِيبَانِيِّ (ت1354) وَمَحْمُودِ حِلْمِي بْنِ أَحْمَدَ السَّعْدِيِّ الْعُبَجِيِّ الدِّمَشْقِيِّ، وَعَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ تَوْفِيقِ شَلَبِي الطَّرَابُلُسِيِّ (ت1369) ثَلاثَتُهُمْ عَنِ الْبَدْرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ دَرْوِيْشٍ السُّكَّرِيِّ الدِّمَشْقِيِّ (ت1329)، وَزَادَ عَبْدُ الْقَادِرِ: وَأبِي النَّصْرِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ الْخَطِيبِ الدِّمَشْقِيِّ (ت1324)، كِلاهُمَا عَنِ الْوَجِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُزْبَرِيِّ (ت1262) عَنْ أبِي الْبَرَكَاتِ مُصْطَفَي بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَحْمَةِ اللهِ الرَّحْمَتِيِّ الأَيُّوبِيِّ (ت1205) عَنْ
¥(40/105)
عَلَمِ الدِّينِ صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْجِينِينِيِّ (ت1170) عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الرُّدَانِيِّ الْمَغْرِبِيِّ نَزِيلِ دِمَشْقَ (ت1094) عَنِ الشَّمْسِ مُحَمَّدِ بْنِ بَدْرِ الدِّينِ بْنِ بَلْبَانَ الْبَلْبَانِيِّ الْبَعْلِيِّ الصَّالِحِيِّ (ت1083) عَنِ الشِّهَابَيْنِ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْعَيْثَاوِيِّ الْبَقَاعِيِّ (ت1025)، وَأَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُفْلِحِيِّ الْوَفَائِيِّ (ت1038)، كِلاهُمَا عَنِ الشَّمْسِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ابْنِ طُولُونَ (ت953) قَالَ: أَنَا الْمُحَدِّثُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عُمَرَ الصَّالِحِيُّ سَمَاعَاً عَلَيْهِ بِالْعَمْدِيَّةِ قَالَ: أَنَا الْمُسْنِدُ زَيْنُ الدِّينِ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُوسُفَ بْنِ أَحْمَدَ الصَّالِحِيُّ الشَّهِيْرُ بابْنِ قُرَيْجٍ (1) وَابْنِ الطَّحَّانِ (ت845)، وَالْمُسْنِدَةُ أُمُّ عَبْدِ اللهِ عَائِشَةُ ابْنَةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَلِيلٍ الْبَعْلِيِّ الشَّهِيْرَةُ بِابْنَةِ الشَّرَائِحِيِّ (ت842) قِرَاءَةً عَلَيْهِمَا وَأَنَا أَسْمَعُ مُجْتَمِعِينَ بِمَنْزِلِنَا جِوَارَ دَيْرِ الْحَنَابِلَةِ بِصَالِحِيَّةِ دِمَشْقَ قَالا: أَنَا أبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ حَسَنِ بْنِ مَزِيدِ بْنِ أَمِيلَةَ (2) الْمَرَاغِيُّ الْمِزِّيُّ (ت778) سَمَاعَاً، قَالَ ابْنُ قُرَيْجٍ: بِالْخَانْقَاةِ بِالصَّالِحِيَّةِ، وَقَالَتْ عَائِشَةُ: بِالْمِزِّةِ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الصَّالِحِيُّ الشَّهِيْرُ بابْنِ الْبُخَارِيِّ (ت690) سَمَاعَاً قَالَ: أَنَا أبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَّانِيُّ (3) يَعْنِي ابْنَ طَبَرْزَذْ (ت607) قَالَ: أَنَا أبُو الْبَدْرِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَرْخِيُّ (ت539).
(ح) وَقَالَ ابْنُ طُولُونَ: وَشَافَهَتْنِي أُمُّ عَبْدِ الرَّزَّاقِ خَدِيْجَةُ ابْنَةُ عَبْد الْكَرِيْمِ الصَّالِحِيَّةُ عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ عَائِشَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي (ت816) عَنْ أبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ أبِي طَالِبٍ الْحَجَّارِ (ت730) قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الأَنْجَبُ (4) بْنُ أبِي السَّعَادَاتِ الْحَمَّامِيُّ (ت635) قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ مَسْعُودُ بْنُ الْحَسَنِ الثَّقَفِيُّ (ت562)، قَالَ هُوَ وَالْكَرْخِيُّ - قَالَ مَسْعُودٌ: إِذْنَاً، وَقَالَ الْكَرْخِيُّ: سَمَاعَاً -: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ.
قُلْتُ: فَرِوَايَتُنَا لِتَرْشِيحِ ابْنِ طُولُونَ كَالرِّوَايَةِ لِجُزْءِ الْخَطِيبِ الْبَغْدَادِيِّ، لِمَا أَسْلَفْنَاهُ مِنْ عِظَمِ اعْتِمَادِ ابْنِ طُولُونَ عَلَيْهِ.
وَبَيْنِي وبَيْنَ أَبِي بَكْرٍ الْخَطِيبِ عَالِيَاً مِنْ طَرِيق الثَّقَفِيِّ خَمْسَةَ عَشَرَ رَاوِيَاً، وَمِنَ طَرِيقِ الْكَرْخِيِّ سِتَةَ عَشَرَ.
وَالْمُعْتَمَدُ فِي صِحَّةِ نِسْبَةِ الْكِتَابِ لِلْخَطِيبِ هِيَ رِوَايَةُ أَبِي بَدْرٍ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكَرْخِيِّ، وَلا يَتَّصِلُ سَنَدُ مَسْعُودِ بْنِ الْحَسَنِ الثَّقَفِيِّ إلَى الْخَطِيبِ. فَقَدْ قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَرْجَمَةِ الْخَطِيبِ فِي «سِيَرِ أَعْلامِ النُّبَلاءِ»: وَرَوَى عَنِ الْخَطِيبِ بِالإِجَازَة طَائِفَةٌ، آخِرُهُمْ مَسْعُوْدُ بْنُ الْحَسَنِ الثَّقَفِيُّ، ثُمَّ ظَهَرَتْ إِجَازتُهُ لَهُ ضَعِيْفَةٌ مَطْعُونَاً فِيْهَا، فَلْيُعْلَم ذَلِكَ.
قُلْتُ: ذَكَرَ أَكْثَرُ مَنْ تَرْجَمَ لِمَسْعُودٍ الثَّقَفِيِّ أَنَّ مَوْلِدَهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِمِئَةٍ، يَعْنِي قَبْلَ مَوْتِ الْخَطِيبِ بِسَنَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَدْ تُوُفِّيَ الْخَطِيبُ فِي سَنَةِ ثَلاثَةٍ وَسِتِّيْنَ وَأَرْبَعِمِئَةٍ، فَكَيْفَ حَصَلَتْ لَهُ الإِجَازَةُ وَهُوَ طِفْلٌ رَضِيعٌ!.
ـــ هامشٌ ـــ
(1) تَصَحَّفَ بِالْمَطْبُوعَةِ هَكَذَا: الشهير بابن فريج بِالْمُوَحَّدَةِ.
(2) تَصَحَّفَ بِالْمَطْبُوعَةِ هَكَذَا: عمر بن حسن بن زيد بن أسلم الراغي.
(3) تَصَحَّفَ بِالْمَطْبُوعَةِ هَكَذَا: عمر بن محمد الحسباني.
(4) تَصَحَّفَ بِالْمَطْبُوعَةِ هَكَذَا: الأرغب.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[09 - 05 - 09, 12:52 م]ـ
بارك الله فيكم.
أَفْرَدَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْحُفَّاظِ الْكَلامَ عَلَى حَدِيثِ صَلاةِ التَّسْبِيحِ فِي جُزْءٍ مُسْتَقِلٍّ، وَمِنْ أَوْعَبِهِمْ ذِكْرَاً لِرِوَايَاتِهِ عَلَى تَشَعُّبِ طُرُقِهَا: الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ (ت463)، وَلَمْ يَزَلْ جُزْؤُهُ الْجَامِعُ لِرِوَايَاتِهَا، الْمُسْتَوْعِبُ لِمُعْظَمِ رُوَاتِهَا مَخْطُوطَاً مَحْفُوظَاً فِي دَارِ الْكُتُبِ الظَّاهِرِيَّةِ بِدِمَشْقَ (رَقْمُ 272 حَدِيثُ).
طُبع كتاب الخطيب طبعتين.
¥(40/106)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 05 - 09, 01:03 م]ـ
بارك الله فيكم.
طُبع كتابُ الْخَطِيبِ طَبْعَتَانِ.
وُفِّقْتُمْ وَهُدِيتُمْ.
عَنْ أَيِّ دُورِ النَّشْرِ صَدَرَتَا؟.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[09 - 05 - 09, 01:11 م]ـ
وإياكم شيخنا الكريم.
(طبعتين) أليست مفعولاً مطلقًا؟
الأولى: عن دار البشائر الإسلامية، بتحقيق الدكتورة إيمان علي العبد الغني.
وهنا نقد لها:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=143515
الثانية: عن الدار الأثرية، بتحقيق فراس بن خليل مشعل.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=124704
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 05 - 09, 01:13 م]ـ
دُمْتُمْ بِخَيْرٍ وَعَفْوٍ وَعَافِيَةٍ.
قَدْ طَالَعْتُ هَذِهِ الإِفَادَةَ هَاهُنَا:
من جديد معرض القاهرة:
"ذكر صلاة التسبيح والأحاديث التي رويت عن النبي -صلى الله عليه وسلم-فيها واختلاف ألفاظ الناقلين لها"
تأليف الإمام الحافظ الخطيب البغدادي
يطبع لاول مرة عن نسخة فريدة عتيقة عليها سماعات بخطوط البرزالي والمزي و أبي الوحش
بتحقيق فراس بن خليل مشعل، عن الدار الأثرية في الأردن
قدم له:فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان -حفظه الله-
الدار الأثرية في سرايا (7)
ـ[ابا عبد الله الصنهاجي]ــــــــ[12 - 05 - 09, 10:07 م]ـ
بارك الله في هذه الجهود و اصحابها
ـ[أحمد بوجاسم]ــــــــ[10 - 10 - 09, 05:26 م]ـ
جزاكم الله خير
وبارك فيكم على جهودكم
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[17 - 01 - 10, 01:36 ص]ـ
للفائدة
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:54 م]ـ
على كل حال فإن لي رأيا قد يكون مختلفًا بعض الشيء
ويخالف الحكم الذي وضعه الأستاذ أبو محمد في العنوان،
سأعرضه للنقاش والتداول، وبارك الله فيكم وجزاكم ربي خيرات وجنات ..
تخريج الحديث:
أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الصلاة، باب ما جاء في صلاة التسبيح، ص 246 رقم 1387. وصححه الألباني.
وابن خزيمة في صحيحه، كتاب الصلاة، باب ما جاء في صلاة التسبيح إن صحّ الخبر فإن في القلب من هذا الإسناد شيء (2/ 223) رقم 1216. (وقال الأعظمي: إسناده ضعيف كما قال المصنف، لكن الحديث له شواهد يتقوّى بها).
والبيهقي في السنن الكبرى، كتاب الصلاة، باب ما جاء في صلاة التسبيح (3/ 73) رقم 4916.
والحاكم في المستدرك، من كتاب صلاة التطوع (1/ 455) رقم 1193.
جميعا من طريق موسى ابن عبد العزيز القنباري عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس به.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 456) رقم 1197 من حديث ابن عمر، وصححه في الحديث السابق 1196، لكن حكم عليه الألباني بالوضع، انظر: ضعيف الترغيب والترهيب، باب الترغيب في صلاة التسبيح (1/ 207) رقم 409.
كما أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 74) رقم 4920 من حديث الأنصاري (قيل: هو جابر بن عبد الله رضي الله عنهما)
وهو حديث ضعيف، فيه محمد بن مهاجر: ضعيف. تقريب التهذيب، ص 321 رقم 1912.
وأخرجه أبو داود في سننه، ص 223 رقم 1298. من حديث ابن عمرو رضي الله عنهما، مرفوعًا وموقوفًا، صححه الألباني وقال: حسن صحيح.
وأخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (3/ 187) رقم 2879 من حديث ابن عباس موقوفًا، وإسناده ضعيف جدًا؛ فيه يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، قال عنه أبو حاتم في الجرح: متروك الحديث، ذاهب الحديث، كان يفتعل الحديث. (انظر الجرح والتعديل (9/ 179) رقم 740، ومصباح الأريب (3/ 383) رقم 29289.
وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (1/ 25) من حديث ابن عباس مرفوعًا، وإسناده ضعيف جدا؛ فيه عبد القدوس بن حبيب: متروك (مصباح الأريب (2/ 277) رقم 16291.
وأخرجه الترمذي في سننه، كتاب الوتر، باب ما جاء في صلاة التسبيح، ص 128 رقم 482. وصححه الألباني.
كلاهما من طريق موسى بن عبيدة عن سعيد بن أبي سعيد مولى أبي بكر بن عمرو بن حزم عن أبي رافع به.
أما حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، (السنن الكبرى للبيهقي (3/ 74).
وهو ضعيف لاضطرابه الشديد؛ انظر مجالس أمالي الأذكار لابن حجر، ص 53.
وأخرجه الخطيب البغدادي من حديث علي بن أبي طالب، في ذكر صلاة التسبيح، ص 49 ح 2.
وهو موضوع، فيه محمد بن محمد بن الأشعث: يضع الحديث. (مصباح الأريب (3/ 222 رقم 25544).
واخرجه الخطيب من حديث جعفر بن أبي طالب، ص 53 ح 3.
¥(40/107)
وهو موضوع، فيه الحسين بن أحمد الهروي، قال عنه الحاكم: كذّاب لا يُشتغل بالسؤال عنه (سؤالات السجزي، ص 62 رقم 15).
رجال الحديث:
1. عبد الرحمن بن بشر: ثقة. تقريب التهذيب (ص571 رقم 3834)
2. موسى بن عبد العزيز: صدوق سيء الحفظ. تقريب التهذيب (ص 983 رقم 7038)
وفي تحرير التقريب: بل ضعيف يُعتبر به في المتابعات والمشاهدات، ... وحديثه الواحد الذي أخرجه أبو داود منكر. (3/ 435) رقم 6988.
قال النَّسائي: ليس به بأس. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ. (تهذيب التهذيب (4/ 181).
قال أحمد: سألت يحيى عن موسى بن عبد العزيز فقال: ما أرى به بأسا. (العلل ومعرفة الرجال لابن حنبل (3/ 11) مسألة رقم 3919). و (علل ابن معين، ص 70 رقم 135). وانظر: (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 151) رقم 683). وهذه من مصطلحات التوثيق عند ابن معين، انظر: (شفاء العليل بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل ص 283، والخلاصة في علم الجرح والتعديل ص 295).
ونقل الحاكم في مستدركه عن محمد بن سهل قال: سمعت عبد الرزاق وسئل عن أبي شعيب القنباري فأحسن الثناء عليه. (المستدرك (1/ 455 - 456) رقم 1194).
قال أبو الفضل السليماني: منكر الحديث، وقال ابن المديني: ضعيف. قلت [الذهبي]: حديثه من المنكرات. (ميزان الاعتدال (6/ 550) رقم 8900).
3. الحكم بن أبان: صدوق له أوهام. تقريب التهذيب (ص 361 رقم 1447)
وفي التحرير: بل ثقة، ضعّفه ابن المبارك وحده، ولم يذكر سبب تضعيفه. (تحرير التقريب (1/ 307) رقم 1438).
قال ابن معين: ثقة (العلل ومعرفة الرجال ص69 رقم 132)،
وقال العجلي: ثقة صاحب سنة (الثقات للعجلي (1/ 311) رقم 333).
قال النسائي: ثقة، وقال أبو زرعة: صالح. قلت [ابن حجر]: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ، وإنما وقع المناكير في روايته من رواية ابنه إبراهيم عنه، وإبراهيم ضعيف. وحكى ابن خلفون توثيقه عن ابن نمير وابن المديني وأحمد بن حنبل. (تهذيب التهذيب (1/ 462).
قال ابن عيينة: أتيت عدن فلم أرَ مثل الحكم بن أبان. (ميزان الاعتدال (2/ 334) رقم 2172).
وفي الأوسط: عن سفيان [بن عيينة] قال: سألت يوسف بن يعقوب: كيف كان الحكم بن أبان؟ قال: ذاك سيدنا. (التاريخ الأوسط للبخاري (2/ 93) رقم 1222)، وانظر: (المستدرك (1/ 456) رقم 1194).
قال الإمام أحمد: سألت يحيى عن الحكم بن أبان العبديّ فقال: ثقة. (العلل ومعرفة الرجال لابن حنبل (3/ 10) مسألة رقم 3916).
قولهم (صالح الحديث): يُحتجُّ به وهو دون الثقة. (الخلاصة ص 308).
4. عكرمة مولى ابن عباس: ثقة ثبت، عالم بالتفسير، لم يثبت كذبه عن ابن عمر، ولا تثبت عنه بدعة. تقريب التهذيب (ص 688 رقم 687).
بعض آراء العلماء في الحديث:
أولا: القائلون بالتصحيح أو التحسين:
يقول صاحب عون المعبود: وممن صحح هذا الحديث أو حسّنه ابن منده وألّف في تصحيحه كتابًا، والآجرّيّ والخطيب وأبو سعد السمعاني والمنذري وابن الصلاح والنووي في تهذيب الأسماء وآخرون. وقال الديلمي في مسند الفردوس: صلاة التسبيح أشهر الصلوات وأصحها إسنادًا ... وقال البيهقيّ: كان عبد الله بن المبارك وغيره من أهل العلم صلاة َ التسبيخ وذكروا الفضل فيها.
عون المعبود شرح سنن أبي داود (4/ 177).
قال في تحفة الأحوذي: اختلف كلام الحافظ [ابن حجر] أيضًا فضعفه في التلخيص كما عرفت آنفًا، ومال إلى تحسينه في الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة. فقال: رجال إسناده لا بأس بهم، عكرمة احتجّ به البخاري، والحكم صدوق، وموسى بن عبد العزيز قال فيه ابن معين: لا أرى به بأسا، وقال النسائي نحو ذلك. قال ابن المديني: فهذا الإسناد من شرط الحسن فإن له شواهد تقويه. (2/ 599)
قال أبو بكر بن أبي داود: أصحّ حديثٍ في صلاة التسبيح هذا الحديث. (تهذيب التهذيب (4/ 181) في ترجمة موسى بن عبد العزيز). وانظر: عون المعبود (4/ 177).
قال النووي في التهذيب: وأما صلاة التسبيح المعروفة: فسميت بذلك لكثرة التسبيح فيها على خلاف العادة في غيرها، وقد جاء فيها حديث حسن في كتاب الترمذي وغيره، وذكرها المحاملي وصاحب التتمة وغيرهما من أصحابنا، وهي سنة حسنة.
تهذيب الأسماء واللغات (3/ 144) في مادة: سبح.
ثانيا: القائلون بالتضعيف:
قال في تلخيص الحبير (2/ 14) في باب سجود السهو:
¥(40/108)
وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعُقَيْلِيُّ: لَيْسَ فِي صَلَاةِ التَّسْبِيحِ حَدِيثٌ يَثْبُتُ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ: لَيْسَ فِيهَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ، وَلَا حَسَنٌ.
وَبَالَغَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فَذَكَرَهُ فِي الْمَوْضُوعَاتِ. وَصَنَّفَ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ جُزْءًا فِي تَصْحِيحِهِ، فَتَبَايَنَا، وَالْحَقُّ أَنَّ طُرُقَهُ كُلَّهَا ضَعِيفَةٌ.
وَإِنْ كَانَ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ يَقْرُبُ مِنْ شَرْطِ الْحَسَنِ؛ إلَّا أَنَّهُ شَاذٌّ لِشِدَّةِ الْفَرْدِيَّةِ فِيهِ، وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ وَالشَّاهِدِ مِنْ وَجْهٍ مُعْتَبَرٍ، وَمُخَالَفَةِ هَيْئَتِهَا لِهَيْئَةِ بَاقِي الصَّلَوَاتِ، وَمُوسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا صَالِحًا فَلَا يُحْتَمَلُ مِنْهُ هَذَا التَّفَرُّدُ.
وَقَدْ ضَعَّفَهَا ابْنُ تَيْمِيَّةَ، وَالْمِزِّيُّ، وَتَوَقَّفَ الذَّهَبِيُّ.
قال الإمام ابن تيمية في المنهاج: وكذلك كل صلاة فيها تقدير عدد الآيات أو السور أو التسبيح، فهي كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث، إلا صلاة التسبيح، فإن فيها قولين لهم، وأظهر القولين أنها كذب، وإن كان قد اعتقد صدقها طائفة من أهل العلم، ولهذا لم يأخذها أحد من أئمة المسلمين، بل أحمد بن حنبل وأئمة الصحابة كرهوها وطعنوا في حديثها. وأما مالك وأبو حنيفة والشافعي وغيرهم فلم يسمعوها بالكلية، ومن يستحبها من أصحاب الشافعي وأحمد وغيرهما فإنما هو اختيار منهم، لا نقل عن الأئمة. وأما ابن المبارك فلم يتسحب الصفة المذكورة المأثورة، التي فيها التسبيح قبل القيام، بل استحب صفة أخرى توافق المشروع، لئلا تثبت سنة بحديث لا أصل له. منهاج السنة النبوية (7/ 434).
نقل ابن حجر عن الدَّارَقُطْنِيّ قولَه: وَأَصَحُّ شَيْءٍ فِي فَضْلِ الصَّلَاةِ: صَلَاةُ التَّسْبِيحِ.
ثم عقب عليه بقوله: ولا يلزم من هذه العبارة أن يكون حديث صلاة التسبيح صحيحًا؛ فإنهم يقولون: هذا أصحّ ما جاء في الباب وإن كان ضعيفًا، ومرادهم: أرجحه أو أقله خطأ.
مجالس أمالي الأذكار، ص 17.
هذا وقد صححه الحديث من المعاصرين الأستاذ أحمد شاكر والعلامة الألباني رحمهما الله.
انظر: مختصر النصيحة، محمد المقدم، ص 77.
أجمل كلام الباب ما ذكره محقق جزء البغدادي في صلاة التسبيح عن الإمام ابن حجر الهيتمي حيث قال:
الحق في صلاة التسبيح أنه حسن لغيره، فمن أطلق تصحيحه كابن خزيمة والحاكم يًحمل على أن الحسن يسمى لكثرة شواهده صحيحًا، ومن أطلق ضعفه – كالنووي في بعض كتبه – أراد حيث مفردات طرقه، ومن أراد أنه حسن باعتبار ما قلناه، فحينئذ لا تنافي بين عبارات الفقهاء والمحدّثين المختلفة، حتى إن الشخص الواحد يتناقض كلامه في كتبه فيقول في بعضها حسن وفي بعضها ضعيف – كالنووي وشيخ الإسلام العسقلاني.
ذكر صلاة التسبيح للبغدادي، مقدمة التحقيق، ص 13.
الحكم على الحديث:
يبدو أن هناك الكثير من العلماء الذين يرجحون صحة الحديث أو تحسينه، ونفسهم تقريبًا يرون ضعفه وعدم العمل به، وأرى والله أعلم أن حديث الباب وبرغم ما جمعناه من أحاديث وآثار وأقوال للعلماء، إلا أن إسناد الغالبية الكبرى للشواهد والمتابعات يكاد لا يسلم من علة أو راوٍ ضعيف، وفي القلب كما قال ابن خزيمة من السند شيءٌ، والراجح أن الطرق التي جاءت بالحديث تجعله يرتقي لدرحة الحسن. والله أعلم
ـ[د/ألفا]ــــــــ[24 - 01 - 10, 08:32 ص]ـ
الشيخ أبا محمد الالفي
جزاك الله خيرا على هذا الدرس الحديثي الماتع جدا
ـ[أبو مزني]ــــــــ[01 - 06 - 10, 10:29 م]ـ
شيخ أبو محمد الألفي حياك الله
وجزك الله خيرا على جهدك فى تخريج أحاديث صلاة التسبيح وتقبل الله خدمتك للدين الإسلام والمسلمين بحيث بينت الناس بما فيها من الضعف فكثير من الناس يصلون هذه الصلاة فى شهر رمضان وفى ظنهم انها صلاة ثابتة بالأحاديث الصحيحة.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[23 - 06 - 10, 12:26 ص]ـ
هل تنصحوني بهذه الصلاة؟؟(40/109)
الرد على من ضعَّف حديث ((كُلَّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ، إِلا مَا لا)) وبيا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 03 - 04, 08:43 م]ـ
الرد على من ضعَّف حديث ((كُلَّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ، إِلا مَا لا)) وبيان صحته
الحمد لله ناصر الحق ورافعِى لوائِه. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على أتقى خلقه وأوليائِه.
وبعد ...
قال أبو داود (5237): حدثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا عثمان بن حكيم قال أخبرني إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي عن أبي طلحة الأسدي عن أنس بن مالك: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ، فَرَأَى قُبَّةً مُشْرِفَةً، فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟، قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: هَذِهِ لِفُلانٍ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: فَسَكَتَ وَحَمَلَهَا فِي نَفْسِهِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ صَاحِبُهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ فِي النَّاسِ، أَعْرَضَ عَنْهُ، صَنَعَ ذَلِكَ مِرَارًا، حَتَّى عَرَفَ الرَّجُلُ الْغَضَبَ فِيهِ، وَالإِعْرَاضَ عَنْهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي لأُنْكِرُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالُوا: خَرَجَ فَرَأَى قُبَّتَكَ، فَرَجَعَ الرَّجُلُ إِلَى قُبَّتِهِ، فَهَدَمَهَا حَتَّى سَوَّاهَا بِالأَرْضِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَلَمْ يَرَهَا، قَالَ: ((مَا فَعَلَتِ الْقُبَّةُ؟))، قَالُوا: شَكَا إِلَيْنَا صَاحِبُهَا إِعْرَاضَكَ عَنْهُ، فَأَخْبَرْنَاهُ، فَهَدَمَهَا فَقَالَ: ((أَمَا، إِنَّ كُلَّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ، إِلا مَا لا إِلا مَا لا ـ يَعْنِي مَا لا بُدَّ مِنْهُ ـ)).
وأخرجه كذلك أحمد (3/ 230)، والطحاوى ((مشكل الآثار)) (1/ 416)، وأبو يعلى (7/ 308/4347)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 390)، والضياء ((الأحاديث المختارة)) (7/ 291/2747)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (33/ 439) جميعاً من طريق زهير بن معاوية عن عثمان بن حكيم عن إبراهيم بن محمد بن حاطبٍ عن أبى طلحة الأسدى عن أنسٍ بنحوه.
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، أحمد بن يونس اليربوعى فما فوقه إلى أنس، خلا أبا طلحة الأسدى، وقد وثق.
فقد ذكره البخارى ((الكنى)) (1/ 45/385)، وابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (9/ 396/1885)، وذكرا ممن روى عنه: إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي، وأبو العميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري، وعبد الملك بن عمير. ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وأما الإمام مسلم، فقد ذكره فى ((المنفردات والوحدان)) (ص194) فقال: ((وممن تفرد عنه الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري بالرواية: أبو طلحة الأسدي جلست عند ابن عباس)).
قلت: بل روى عنه جماعة كما علمت، فخرج بذلك عن حد الجهالة.
وقال الشيخ الألبانى ـ طيب الله ثراه ـ فى ((السلسلة الضعيفة)) (1/ 212/176): ((وقال الحافظ العراقى فى ((تخريج الإحياء)) (4/ 202): إسناده جيد.
قلت: كلا، فإن أبا طلحة الأسدى لم يوثقه أحد. وفى ((التقريب)) للحافظ ابن حجر: ((مقبول)) يعنى عند المتابعة، وإلا فلين الحديث. وقد توبع بما ذكره ابن أبى حاتم ((العلل)) (2/ 102): ((سمعت أبى وذكر حديثاً رواه مروان بن معاوية عن محمد بن أبى زكريا عن عمار عن أنس: مرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى جانب دور الأنصار، فأبصر قبَّة مبنية ....... فذكره. قال أبى: أرى هذا خطأ، وأنه عمار بن ميمون، وابن أبى زكريا مجهول)).
قلت: فهذه متابعة مما تزيد الحديث وهناً، فإن زياد بن ميمون وضَّاع)) اهـ.
وأقول: ليس فيما ذكره الشيخ ـ طيَّب الله ثراه ـ حجة قائمة، ولا دلالة بيِّنة على تضعيف أبى طلحة، وترك الاحتجاج به، وهو جدير بالتوثيق للاعتبارات الآتية:
[أولاً] ذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 574/6326). وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)) (2/ 437/6697): ((أبو طلحة الأسدى. عن ابن عباس، وأنس. وعنه: الأعمش، وأبو العميس. صدوق)).
¥(40/110)
وقال الحافظ ابن حجر ((التقريب)) (1/ 651): ((مقبول من الرابعة))، يعنى من أوساط التابعين أمثال: حسان بن عطية المحاربى، وسلمة بن كهيل الحضرمى، وشبيب بن غرقدة السلمى، وصالح بن خوات بن جبير الأنصارى، وصفوان بن سليم المدنى، وصفوان بن محرز بن زياد المازنى، وعاصم بن سليمان الأحول، وعبد العزيز بن رفيع الأسدى، وعدى بن ثابت الأنصارى، ويحيى بن وثاب الأسدى وغيرهم من أهل هذه الطبقة.
[ثانياً] بناءاً على قاعدة الذهبى المذكورة فى خاتمة ((ديوان الضعفاء)) له: ((وأما المجهولون من الرواة، فإن كان من كبار التابعين أو أوساطهم؛ احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن؛ إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ))، فإن أبا طلحة الأسدى موثق ومحتج به، إذ لم يثبت فى حقه ما يوجب ترك حديثه، ولم يفسر سببٌ يُسقط الاحتجاجَ به، سيما وقد توبع بإسنادٍ صحيح لا غبار عليه، غير الذى وقف عليه الشيخ الألبانى.
[ثالثاً] أما قول ابن حجر عنه ((مقبول))، فعلى خلاف ما توهمه المتأخرون أنه من ألفاظ التجريح، ومنهم الشيخ الألبانى ـ طيب الله ثراه ـ، وقد قاله الحافظ ابن حجر عن جماعة من الثقات الذين احتج بهم الشيخان فى ((الصحيحين))، وعدَّتهم مائة وخمسة من الرواة، وقد ذكرتهم كلهم فى كتابى: ((المنهج المأمول ببيان معنى قول ابن حجر مقبول)).
ولا يغيبن عنك أن عدَّة من وصفهم الحافظ ابن حجر من الرجال بقوله ((مقبول من الرابعة)) فى ((تقريبه)): 194 راوياً، وقد وثق الحافظ الذهبى من بينهم تصريحاً أو تلويحاً: 93راويا ً، ولنقتصر على ذكر عشرين راوياً ممن صرَّح بتوثيقهم بقوله ثقة، ومن بينهم من احتج بهم الشيخان فى ((الصحيحين)):
(1) حصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ الأنصارى الأشهلى.
(2) خالد بن سعيد بن أبى مريم القرشى التيمى المدنى.
(3) الزبير بن الوليد الشامى.
(4) زيد بن أبى الشعثاء أبو الحكم البصرى.
(5) سالم بن أبى سالم الجيشانى المصرى.
(6) عباس بن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشى الهاشمى.
(7) عبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر العدوى.
(8) عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمى.
(9) مسلم بن يسار المصرى أبو عثمان الطنبذى.
(10) مشرح بن هاعان المعافرى أبو المصعب المصرى.
(11) معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبى طالب الهاشمى.
(12) المغيرة بن سلمان الخزاعى.
(13) موسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبى ربيعة المخزومى.
(14) وقاص بن ربيعة العنسى أبو رشدين الشامى.
(15) يونس بن سيف العنسى الكلاعى الحمصى.
(16) أبو أمامة التيمى الكوفى.
(17) أبو سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز الخزاعى.
(18) أبو شمر الضبعى البصرى.
(19) أبو عثمان الأنصارى المدنى قاضى مرو.
(20) أبو يزيد المدينى البصرى.
وقد احتجَّ مسلم فى ((صحيحه)) بستةٍ منهم، بيبنما احتجَّ البخارى بالأخير.
وعليه، فإن قول الحافظ عن أبى طلحة الأسدى ((مقبول)) ليس تضعيفاً له ولا تلييناً، كما ظنَّه الشيخ وتأوَّله.
[رابعاً] لم يتفرد أبو طلحة عن أنس، فقد تابعه إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة.
فقد أخرج الطبرانى ((3/ 259/3081) قال: حدثنا بكر بن سهل نا مهدي بن جعفر الرملي نا الوليد بن مسلم نا عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك: أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرَّ ببنِّية قبةٍ لرجل من الأنصار، فقال: ((ما هذه؟))، قال: قبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ بنَِاءٍ ـ وأشارَ بيده هكذا على رأسه ـ أكبرُ من هذا، فهو وَبَالٌ على صاحبِه يومَ القيامة)).
واأخرجه الضياء ((الأحاديث المختارة)) (4/ 370/1537) من طريق الطبرانى بإسناده سواءً.
قلت: وهذا إسناد رجاله موثقون كلهم، غير بكر بن سهل الدمياطى، وهو مقارب الحديث. وقد صرَّح الوليد بن مسلم الدمشقى بالسماع، فانتفت تهمة تدليسه.
وأما عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، فهو ثقة مشهور، جهل الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ حاله، فزعم أنه مجهول لم يجد له ترجمة، فوهَّن بناءاً على ذلك روايته بلا حجة بينة، ومن غير استقراء دقيق لحال رواة هذه المتابعة.
والحق أن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة له ترجمة مستفيضة فى ((تهذيب الكمال)) (16/ 358/3686) هذا نصها بتمامها: ((عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة المدني، أخو إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وإخوته، مولى ال عثمان بن عفان. قال ابن حبان في ((كتاب الثقات)): كنيته أبو محمد. روى عن: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وزيد بن أسلم، وقطن بن وهب، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، ومحمد بن المنكدر، والمطلب بن عبد الله بن حنطب. روى عنه: إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، وحاتم بن إسماعيل، وسليمان بن بلال، وعبد الله بن وهب، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعطاف بن خالد المخزومي، وعمر بن عثمان التيمى، والوليد بن مسلم، ويحيى بن العلاء الرازي.
قال عباس الدوري عن يحيى بن معين: عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة، وصالح بن عبد الله بن أبي فروة، وعبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة كلهم ثقات، إلا إسحاق أخاهم. وذكره بن حبان في ((كتاب الثقات)). روى له أبو داود في ((المراسيل)) حديثاً واحداً عن المطلب بن عبد الله بن حنطب سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يفرق بين الرجل وبين والده)) اهـ.
وإذ قد بان ذلك، فالحديث ثابت صحيح من كلا طريقيه عن أنس. والحمد لله على توفيقه وعونه.
وأملاه أبو محمد الألفى
وكتبه بكر أولاده محمد أحمد شحاته
¥(40/111)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 03 - 04, 04:14 م]ـ
جزى الله الشيخ الفاضل أبو محمد على هذا التحقيق القيم للحديث، وبيان صحته
وهناك متابع آخر لإبي طلحة الأسدي وهو محمد بن أبي زكريا التميمي
قال الإمام البخاري في التاريخ الكبير ج: 1 ص: 87
241 محمد بن أبي زكريا التميمي عن عمار شيخ له عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في البناء روى
عنه مروان بن معاوية
وقال لي بن أبي عتاب حدثنا شاذان قال حدثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي طلحة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل بناء وبال الا إواء يعني ما لا بد منه
ورواه أبو نعيم عن زهير عن عثمان بن حكيم عن إبراهيم بن حاطب عن أبي طلحة الأسدي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
وقال بعضهم عن مروان عن محمد بن جرير بن أبي زكريا) انتهى.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 03 - 04, 10:37 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
وهناك متابع آخر لإبي طلحة الأسدي وهو محمد بن أبي زكريا التميمي
قال الإمام البخاري في التاريخ الكبير ج: 1 ص: 87
241 محمد بن أبي زكريا التميمي عن عمار شيخ له عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في البناء روى
عنه مروان بن معاوية
يا أخى الحبيب / عبد الرحمن الفقيه
سلامى إليك ورحمة الله وبركاته.
ما زلت أقول أنك حاضر البديهة، متوقد الذكاء والفهم.
فكيف غاب عنك أننى فى معرض الاحتجاج لصحة الحديث، فلا يجوز لى والحال كذلك أن أذكر متابعة شديدة الوهن، بل باطلة موضوعة، كما حكم بذلك الإمام أبو حاتم الرازى، ونقله ابن أبى حاتم فى ((علل الحديث)) له فقال: ((قال أبى: عمار هو ابن ميمون، والحديث ـ يعنى بهذا الإسناد ـ موضوع)).
فهل ترانى، والأمر كذلك، أذكر هذه المتابعة.
ولا يخفاك أن للحديث شاهد من حديث مكحول عن واثلة بن الأسقع، ولكن فى الطريق إليه ـ أكبر ظنى ـ هانئ بن المتوكل الإسكندرانى، وهو منكر الحديث ذاهب الحديث، فلماذا لم أذكره؟. لهذا السبب أيضاً.
وعلى كل حالٍ، كنت والذى نفسى بيده أعلم هذه المتابعة، ولكن لم أشأ ذكرها، لأنها تضعف الاحتجاج وتسقط الحجة، وإنما القصد التقوية وشد الأزر، وإن كان الإسناد الأول بغنية عما يقويه.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[28 - 03 - 04, 12:52 ص]ـ
الأخ الفاضل الشيخ أحمد شحاتة بارك الله فيكم على هذا الجهد الطيب ..
و هذا الحديث قد جمعت طرقه في جزء خاصٍّ، في أكثر من عشرين صفحة، سأجتهد لإنزال بعضها - إن شاء الله تعالى - هنا.
و لي على ما ذكر أخونا الشيخ أبو محمد بعض التنبيهات أرجو أن يتسع صدر الشيخ لها، و هي لا تقلل من شأن البحث، بل تزيده حسنا إلى حسنه:
الأول: في قول الشيخ حفظه الله: (وأخرجه كذلك أحمد (3/ 230)، والطحاوى ((مشكل الآثار)) (1/ 416)، وأبو يعلى (7/ 308/4347)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 390)، والضياء ((الأحاديث المختارة)) (7/ 291/2747)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (33/ 439) جميعاً من طريق زهير بن معاوية عن عثمان بن حكيم عن إبراهيم بن محمد بن حاطبٍ عن أبى طلحة الأسدى عن أنسٍ بنحوه).
فقوله (وأخرجه كذلك أحمد (3/ 230) أظنه وهما، فأحمد لم يخرجه من ذلك الطريق إنما أخرجه عن أسود بن عامر قال ثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي طلحة عن أنس به بلفظ فيه بعض التغاير.
و الموضع هو على الصواب: 3/ 220.
الثاني: في قوله عن أبي طلحة الأسدي (فقد ذكره البخارى ((الكنى)) (1/ 45/385)، وابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (9/ 396/1885)، وذكرا ممن روى عنه: إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي، وأبو العميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري، وعبد الملك بن عمير. ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً).
يفهم منه أن البخاري ممن ذكر أبا العميس و الركين في جملة من روى عنه، و ليس الأمر كذلك، فالبخاري فرق بين أبي طلحة الأسدي و راوي هذا الحديث، وجمع بينهما ابن أبي حاتم، متابعة لأبيه.
و كأن مسلما يذهب إلى ما ذهب إليه شيخه البخاري.
و التنبيه لا على كونهما واحدا أو اثنين؛ إنما لإيضاح تفرقة البخاري بينه و بين راوي حديثنا.
¥(40/112)
الثالث: في نسبة تضعيف الحديث إلى الألباني و عزو ذلك إلى الضعيفة رقم: 172 بعض النظر، فإن الشيخ تراجع عنه في نشرة سنة 1412، وفيها قوله عن رواية أبي داود: (تبين فيما بعد أنه جيد، كما قال الحافظ العراقي، فنقلته الى الصحيحة 2830 - الأصل 8830).
و الشيخ أبو محمد معذورٌ في هذا بلا ريب، فليس كل أحد في مقدوره مراجعة طبعات الصحيحة أو الضعيفة، اللهم إلا من تفرغ لمثل هذا العمل.
و إنما نبهت عليه للفائدة لا غير.
الرابع: في قوله حفظه الله: (لم يتفرد أبو طلحة عن أنس، فقد تابعه إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة.
فقد أخرج الطبرانى ((3/ 259/3081) قال: حدثنا بكر بن سهل نا مهدي بن جعفر الرملي نا الوليد بن مسلم نا عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك: أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرَّ ببنِّية قبةٍ لرجل من الأنصار، فقال: ((ما هذه؟))، قال: قبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ بنَِاءٍ ـ وأشارَ بيده هكذا على رأسه ـ أكبرُ من هذا، فهو وَبَالٌ على صاحبِه يومَ القيامة)).
واأخرجه الضياء ((الأحاديث المختارة)) (4/ 370/1537) من طريق الطبرانى بإسناده سواءً) اهـ
فهذه المتابعة معلّة، فقد أخرجه ابن ماجه (4161) قال: حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة، حدثني إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس قال: ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبة على باب رجل من الأنصار فقال ما هذه قالوا قبة بناها فلان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مال يكون هكذا فهو وبال على صاحبه يوم القيامة فبلغ الأنصاري ذلك فوضعها فمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد فلم يرها فسأل عنها فأخبر أنه وضعها لما بلغه عنك فقال يرحمه الله يرحمه الله.
فخالفه في راويه عن إسحاق، فجعله: عيسى بن عبد الأعلى، بدل أبيه عبد الأعلى.
و رواية العباس بن عثمان أولى من رواية مهدي بن جعفر، فالعباس أحسن حالا من مهدي على التحقيق، و إن كان كلاهما له أوهام، إلا أن مهدي بن جعفر له مناكير بل قال البخاري: حديثه منكر، و روايته هذه زادَ ضعفُها بأنَّها ممَّا راوه بكر بن سهل، و هو متكلم فيه.
فظهر أن الضعف كامنٌ فيها من جهتين، من جهة مهدي بن جعفر، ومن جهة الراوي عنه بكر بن سهل.
و الأخرى سالمة من ذلك، و العباس لروايته عن الوليد بعض المزية.
بل توبع عثمان على روايته، تابعه المؤمل بن الفضل الحراني و هو ثقة، فيما أخرجه ابن أبي الدنيا (240) في قصر الأمل: قال حدثني أبو داود، قال حدثنا مؤمل بن الفضل قا ل: حدثنا الوليد بن مسلم عن عيسى بن عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة به.
قلت: أبو داود هو صاحب السنن الإمام.
فظهرت عورة رواية بكر عن مهدي!
قلت: و إذا كان الأمر كما رجحنا، فعيسى هذا مجهول:
قال الذهبي في الميزان: (عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة القروي المدني لا يكاد يعرف روى الوليد بن مسلم عنه فقط عن عبيد الله بن عبد الله بن موهب عن أبي هريرة في صلاة العيد في المسجد يوم المطر وهذا حديث فرد منكر.
و قال ابن القطان: لا أعلم عيسى هذا مذكورا في شيء من كتب الرجال ولا هذا الإسناد).
و جهله ابن حجر في تقريبه.
و قال البوصيري: (هذا إسناد فيه مقال عيسى بن عبد الأعلى لم أر من جرحه ولا من وثقه وباقي رجال الاسناد ثقات).
للفائدة: رواية بكر بن سهل هذه أخرجها أيضا الطبراني في الأوسط 3081.
الخامس: قال ابن حجر عن رواية أبي طلحة الأسدي المتقدمة في الفتح 11/ 95 - ط السلفية: (ورواته موثقون الا الراوي عن أنس وهو أبو طلحة الأسدي فليس بمعروف).
ثم أُعلِمُ إخواني بأنَّ هذا الحديث و ما في بابه: فيه اختلافات كثيرة متنا و سندا، تراجع في غير المراجع التي ذكرنا:
كنى البخاري ص 45 و التاريخ له 1/ 87و في ترجمة حبة بن خالد أيضا و الأدب المفرد له و الدارقطني في علله (ج4/ق 12/أ) و البيهقي مع توسع في الشعب 7/رقم 10701 فما بعده، فقد ساق جمعا كبيرا من الأحاديث و الآثار التي في الباب، و قصر الأمل لابن أبي الدنيا - و هو مهم - و الحلية لابي نعيم و الجامع للترمذي و الزهد لهناد و فتح الباري لابن رجب 1/ 220 - 221 و الترغيب للمنذري و مجمع الزوائد، وغيرها.
ومما يحسن إيراده في الباب قول خباب بن الأرث و كان يبني حائطا - كما في الصحيح: (إن المسلم يؤجر في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في التراب)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 03 - 04, 09:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا، والقصد هو المباحثة والفائدة، وقد استفدنا ولله الحمد مما تفضلتم به.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[28 - 03 - 04, 09:45 ص]ـ
الأخ المكرم الشيخ أبو عمر ..
أعتذر لكم أني مررت على مشاركتكم من غير تعقيب ..
و لا شك أن الموضع الذي أشرتم إليه مهم جدا، من جهتين: الأولى: أن الإعلال صادر من إمام الصنعة: الإمام البخاري.
و هذه وحدها تكفي.
و الثانية: أنه حوى على وجازة ألفاظه أربع طرقٍ من الاختلافات في حديث أنس.
فجزاكم الله خيرا.
¥(40/113)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 03 - 04, 12:03 م]ـ
الأخ الفاضل أبو تيميه إبراهيم
سلام الله عليكم ورحمته، وبارك فيكم، وأجزل ثوابكم.
أخى الحبيب.
سأذكر ما قلتَه، بقولى: قلتَ، وما أقولُه، بقولى: وأقول. والله المستعان على الإرشاد إلى الصواب، ومجانبة الخطأ والزلل.
قلتَ: ((ولي على ما ذكر أخونا الشيخ أبو محمد بعض التنبيهات أرجو أن يتسع صدر الشيخ لها، و هي لا تقلل من شأن البحث، بل تزيده حسناً إلى حسنه))
وأقول: سمعاً وطاعة، فستجدنى إن شاء الله صابراً ولا أعصى لك أمراً. فصدرى رحيب، وقلبى سامع مجيب. وأى الناس أطوع من نَهِمٍ لطلب العلم، ساعٍ فى طرائق الفهم. وبمثل قولك أقول، وليس فى طلبى هذر ولا فضول: يا أخى الحبيب. وأنا أرجو أن يتسع صدرُك لى، ولا تنقم علىَّ. ولا يغيبنَّ عنك ((تلقيح الفهوم .. إحياء للعلوم)).
وكيف لا أجيبك، وأنت موافقى على تصحيح الحديث من حيث الإجمال. ثم وصفك للبحث بالحسن، أتراه يخفى علىَّ أنه تقريظ وثناء. فجزاك الله خيراً.
قلت: ((الأول: في قول الشيخ حفظه الله: ((وأخرجه كذلك أحمد (3/ 230)، والطحاوى ((مشكل الآثار)) (1/ 416)، وأبو يعلى (7/ 308/4347)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 390)، والضياء ((الأحاديث المختارة)) (7/ 291/2747)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (33/ 439) جميعاً من طريق زهير بن معاوية عن عثمان بن حكيم عن إبراهيم بن محمد بن حاطبٍ عن أبى طلحة الأسدى عن أنسٍ بنحوه)).
فقوله: وأخرجه كذلك أحمد (3/ 230) أظنه وهما، فأحمد لم يخرجه من ذلك الطريق إنما أخرجه عن أسود بن عامر قال ثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي طلحة عن أنس به بلفظ فيه بعض التغاير. والموضع هو على الصواب (3/ 220) اهـ.
وأقول: قولك عن عزوى الحديث للإمام أحمد فى جملة من رواه بالطريق المذكورة: أظنه وهماً، من حسن أدبك، وكمال فضلك، ولو رأيتُك لقبلت ما بين عينيك. وسأقولها عنك: أخطأ الشيخ ولم يدقق النظر فى طريق ((المسند))، والعذر أننى ضعيف البصر جداً، فقد أنهكنى الكتب والإطِّلاع، فأضعفا كريمتيَّ، وأنا أرجو ثواب الخبر ((يَقُولُ اللهُ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ .. )) و ((إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتَيْ عَبْدِي فِي الدُّنْيَا ... ))، أظنك تعلمهما.
وعلى ذلك فليكتب التخريج مصححاً هكذا: وأخرجه كذلك الطحاوى ((مشكل الآثار)) (1/ 416)، وأبو يعلى (7/ 308/4347)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 390)، والضياء ((الأحاديث المختارة)) (7/ 291/2747)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (33/ 439) جميعاً من طريق زهير بن معاوية عن عثمان بن حكيم عن إبراهيم بن محمد بن حاطبٍ عن أبى طلحة الأسدى عن أنسٍ بنحوه.
وتابعه مع الزيادةٍ فى متنه عن أبى طلحة: عبد الملك بن عمير. فقد أخرجه أحمد (2/ 220) قال: حدثنا أسود بن عامر ثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي طلحة عن أنس قال: مَرَرْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَرَأَى قُبَّةً مِنْ لَبِنٍ، فَقَالَ: ((لِمَنْ هَذِهِ))، فَقُلْتُ: لِفُلانٍ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّ كُلَّ بِنَاءٍ هَدٌّ عَلَى صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلا مَا كَانَ فِي مَسْجِدٍ أَوْ فِي بِنَاءِ مَسْجِدٍ ـ شَكَّ أَسْوَدُ ـ أَوْ أَوْ أَوْ))، ثُمَّ مَرَّ، فَلَمْ يَلْقَهَا، فَقَالَ: ((مَا فَعَلَتِ الْقُبَّةُ))، قُلْتُ: بَلَغَ صَاحِبَهَا مَا قُلْتَ فَهَدَمَهَا، فَقَالَ: ((رَحِمَهُ اللهُ)).
قلتَ: ((الثاني: في قوله عن أبي طلحة الأسدي (ذكره البخارى ((الكنى)) (1/ 45/385)، وابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (9/ 396/1885)، وذكرا ممن روى عنه: إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي، وأبو العميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري، وعبد الملك بن عمير. ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً).
يفهم منه أن البخاري ممن ذكر أبا العميس والركين في جملة من روى عنه، و ليس الأمر كذلك، فالبخاري فرق بين أبي طلحة الأسدي و راوي هذا الحديث، وجمع بينهما ابن أبي حاتم، متابعة لأبيه.
و كأن مسلما يذهب إلى ما ذهب إليه شيخه البخاري.
¥(40/114)
والتنبيه لا على كونهما واحدا أو اثنين؛ إنما لإيضاح تفرقة البخاري بينه و بين راوي حديثنا)) اهـ.
وأقول: أراك خطَّأتَ قولى، وصوَّبتَ فعلى، وعتابى لك أنك أطلت فى بيان الخطأ ـ وليس به ـ، ولكنك أوجزت فى تصويب الفعل، واكتفيت بقولك: ((فرَّق بينهما البخارى، وجمع بينهما ابن أبى حاتم))، وهو الصواب الذى أعتقده، وأقطع بصحته.
وأظنك وقَّاد الفهم، ريَّان العلم، ولا يخفاك حسن الأدب مع الأئمة الرفعاء، ورأسهم سيد المحدثين وتاج العارفين: أبو عبد الله البخارى. وصنيعى هكذا مستحسن، لجملة اعتبارات:
(الأول) لكى لا يقال: خطَّاتَ قول إمامين، وصوَّبتَ قولَ إمامٍ واحد. ولا يخفاك ما فى هذا من سوء الأدب مع إمامى المحدثين: البخارى ومسلم. ولو شئتُ لصغتُ العبارةَ هكذا:
ذكره البخارى ((الكنى)) (1/ 45/385) قال: ((أبو طلحة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل بناء وبال على صاحبه الا كذا وكذا يعني ما لا بد منه)). قاله أحمد بن أبي عتاب عن الأسود بن عامر نا شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي طلحة)).
وقال فى الترجمة التى قبلها (1/ 45/384): ((أبو طلحة الأسدي سمع أنسا. روى عنه: أبو العميس والركين. وسمع ابن عباس)).
فجعلما اثنين، والصواب أنهما واحد، كما فعل ابن أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)) (9/ 396/1885) فقال: ((أبو طلحة الأسدي روى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل بناء وبال على صاحبه)) روى عنه: إبراهيم بن محمد بن حاطب، وأبو العميس، وروى شريك عن عبد الملك عنه. سمعت أبى يقول ذلك)).
هكذا كان يمكننى صياغة العبارة، وهذا من أكثر ما يقع فى كلام فضلاء الوقت، وأنا لا أستحبه ولا استملحه، لأن فيه من توسيع دوائر الخطأ والاستدراك على كبراء أئمتنا ما لا يخفى على العقلاء الأوفياء لحق أئمتنا وكبراء علمائنا، ورأسهم إماما المحدثين: البخارى ومسلم.
(الثانى) لا أظن أحداً يفهم من قولى: وذكرا ـ أعنى البخارى وأبا حاتم ـ ممن روى عنه: إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي، وأبو العميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري، وعبد الملك بن عمير. أن كلَّ واحدٍ منهما ذكر هؤلاء الرواة فى ترجمته كما فهمتَهُ، بل الواضح البين أن معرفة هؤلاء الرواة الأربعة مستفاد من الترجمتين معاً، وليس من كل واحدةٍ على حدة. وإنما جمعتهما هكذا للاعتبار السالف الذكر.
(الثالث) أردت بالإضافة إلى ما سبق، نفى الجهالة العينية عن أبى طلحة الأسدى، ليخرج بذلك عن مرتبة ((المجهول)) إلى مرتبة ((المستور)). ولا يخفاك أن الخلاف فى توثيق المجهول والاحتجاج به واسع منتشر، وليس الأمر كذلك فى ((المستور))، إذ الأكثر على توثيقه والرضا بحاله.
قلتَ: ((الثالث: في نسبة تضعيف الحديث إلى الألباني وعزو ذلك إلى الضعيفة ((رقم 172)) بعض النظر، فإن الشيخ تراجع عنه في نشرة سنة 1412، وفيها قوله عن رواية أبي داود: (تبين فيما بعد أنه جيد، كما قال الحافظ العراقي، فنقلته الى الصحيحة 2830 - الأصل 8830). والشيخ أبو محمد معذورٌ في هذا بلا ريب، فليس كل أحد في مقدوره مراجعة طبعات الصحيحة أو الضعيفة، اللهم إلا من تفرغ لمثل هذا العمل. و إنما نبهت عليه للفائدة لا غير)) اهـ.
وأقول: جزاك الله خيراً
(أولاً) على إيضاحِك تراجع الشيخ الألبانى عن تضعيفه للحديث، ونقله إيَّاه إلى ((الصحيحة))، ووالذى نفسى بيده قد خفى عليَّ ذلك، ولو علمتُه ما سمحت نفسى بنقل ما حكيته من تضعيف الشيخ للحديث، وأنا أقطع وأجزم بأن الشيخ ـ طيَّب الله ثراه وجعل الجنة مستقره ومأواه ـ هو علامةُ أهل الحديث بديار الشام، بل وديار الإسلام، ولا تحسبنَّ أنك أكثر حبَّاً للشيخ منى، فكم تطفل مثلى ومثلك على مأدبة الشيخ الحافلة، فلا يجحد الفضلَ لذوى الفضل إلا الجهلاءً!. فكتب الألبانى على أكف القبول مرفوعة، وفى طياتها علوم الحديث مبثوثة لا مقطوعة، ولا ممنوعة. ولقد كتبتً ترجمةً عن الشيخ ـ طيَّب الله ثراه ـ أطلت فيها الكلام على منزلته، ومكانته، وفضله، ومآثره، وستنشر بهذا الملتقى قريباً إن شاء الله تعالى.
(ثانياً) على اعتذارك عنى، وهكذا فليكن حسن الظن. وقد أثلجت صدرى حين أعلمتنى بتصحيح الشيخ الألبانى لهذا الحديث. وفى ذلك تنبيه لقرَّاء هذه المطارحة، أن الاتفاق بيننا حاصل من حيث الإجمال، وإنما الاختلاف فى تفصيل الأركان والحواشى.
هذا ما قيدتُه الآن، وسأجيبُك إن شاء الله تعالى عن إعلال المتابعة التى ذهبتُ إلى تقويتها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 03 - 04, 12:20 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
جزاكم الله خيرا جميعا، والقصد هو المباحثة والفائدة، وقد استفدنا ولله الحمد مما تفضلتم به.
الأخ الحبيب الشيخ / عبد الرحمن الفقيه
وجزاكم الله وأثابكم أخى الحبيب. ووالذى نفسى بيده، أنا أكثر من استفاد وممن سيستفيد من مطارحات الأخ الفاضل / أبو تيميه. ولو وسعنى صدره، لكان الخير عميماً، والثواب جزيلاً.
وهذه أول جواباتى عما أبداه، ولنا فى البحث بقية بتوفيق الله.
¥(40/115)
ـ[المستكشف]ــــــــ[28 - 03 - 04, 12:26 م]ـ
جزاكما الله خيرا،
وقد اعتذر الشيخ الأب الكريم أبو محمد الألفي (وهو في مطلع الستين) - وفقه الله وأطال عمره - بما يصلح عذرا للشيخ الألباني - رحمه الله (وقد بلغ الثمانين) - فقال:
والعذر أننى ضعيف البصر جداً، فقد أنهكنى الكتب والإطِّلاع، فأضعفا كريمتيَّ، وأنا أرجو ثواب الخبر ((يَقُولُ اللهُ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ .. )) و ((إِذَا أَخَذْتُ كَرِيمَتَيْ عَبْدِي فِي الدُّنْيَا ... ))،
فإني أدعو الله تعالى أن يمتعك ببصرك وقوتك ما حييت في أمن وإيمان ..
وعلى القياس نقول: وقد أنهك الشيخَ المحدثَ الألبانيَّ؛ الكتبُ والإطِّلاعُ والدعوة والتعليم والتعلم والاستفتاء وقضاء حوائج الإخوان والهجرة والسجن في سبيل الله، وغير ذلك كثير ..
فرفقا أيها الشيخ النبيل في مؤلفاتك وردودك بالألباني شيخ المسلمين الذي بلغ الثمانين، وأرجو إحسان الظن بالمسلمين.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[28 - 03 - 04, 12:50 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المستكشف
فرفقا أيها الشيخ النبيل في مؤلفاتك وردودك بالألباني شيخ المسلمين الذي بلغ الثمانين، وأرجو إحسان الظن بالمسلمين.
الأخ المستكشف
وجزاك الله خير الجزاء.
ليس أحد إلا ويؤخذ منه ويرد عليه، ولو نُبذ كلُّ كتابٍ لأخطاءٍ فيه أو غلط، أو صدر من مصنِّفِه تقصيرٌ يسيرٌ أو شطط، لضاقت سبل العلم والتعلِّم، وما انتفع أحد بدرسٍ ولا استمع إلى معلِّم.
ولله درُّ شيخ الإسلام تقى الدين بن دقيق العيد المصرى حيث يقول:
((والحكيم من يقرُّ الأمورَ فى نصابها، ويعطى كل طبقةٍ ما لا يليق إلا بها. وأما السهو والغلط فما أمكن تأويله على شئٍ يُتأول، وما وُجد سبيلٌ واضحٌ إلى توجيهه حُمل على أحسن محمل، وما استدَّت فيه الطرق الواضحة، وتؤمِّلت أسباب حسنه أو صحته فلم تكن لائحة، فلسنا ندَّعى لغير معصومٍ عصمة، ولا نتكلَّف تقدير ما نعتقده غلطاً بأن ذلك أبهج وصمة، فالحق أولى ما رُفع علمُه، ورُوعيت ذممُه، ووفيت من العناية قِسمُه، وأقسم المحقِّقُ أن لا يعافَه فبرَّ قَسَمُه، وعزم الناظرُ أن يلزم موقفَه فثبتت قدمُه.
ولكن لا نجعلُ ذلك ذريعةً إلى ترك الصواب الجمِّ، ولا نستحلُّ أن نقيم فى حقِّ المصنِّف شيئاً إلى ارتكاب مَرْكِب الذمِّ، والذنب الواحد لا يهجر له الحبيب، والروضة الحسناء لا تترك لموضع قبرٍ جديب، والحسنات يذهبن السيئات، وترك المصالح الراجحة للمفاسد المرجوحة من أعظم المباآت، والكلام يعضد بعضُه بعضا، ومن أسخطه تقصير يسير فسيقف على إحسان كبيرٍ فيرضى.
ولو ذهبنا نترك كل كتاب وقع فيه غلط، أو فرط من مصنِّفه سهو أو سقَط، لضاق علينا المجال، وقصر السِّجال، وجحدنا فضائل الرجال، وفاتنا فوائدُ تكاثر عديد الحصا، وفقدنا عوائدَ هى أجدى علينا من تفاريق العصا.
ولقد نفع الله الأمَّة بكتبٍ طارت كلَّ مطار، وجازت أجواز الفلوات وأثباج البحار، وما فيها إلا ما وقع فيه عيب، وعرف منه غلطٌ بغير شكٍّ ولا ريب، ولم يجعله الناس سبباً لرفضها وهجرها، ولا توقَّفوا عن الاستضاءة بأنوار الهداية من أفق فجرها)) اهـ.
ولا أدرى بين يدى كلام شيخ الإسلام ماذا أقول، فالزيادة عليه أو بسط معانيه هذر أو فضول، ولقد نفع الله به أقواما فكانوا فى العلم سادة وللأدب حافظين، وسينفع به إن شاء آخرين، فيدركون سبيل السلف الماضين.
ولله در الإمام العلامة أبو بكر الخطيب البغدادى، فقد اعتذر عن مثل عملنا حين تصدى لبيان أوهام أكابر علماء الأمة، فقال فى مقدمة ((موضح أوهام الجمع والتفريق)) (1/ 12):
((ولعلَّ بعض من ينظر فيما سطرناه، ويقف على ما لكتابنا هذا ضمناه؛ يلحق سيء الظن بنا، ويرى أنا عمدنا للطعن على من تقدمنا، وإظهار العيب لكبراء شيوخنا، وعلماء سلفنا! وأنى يكون ذلك، وبهم ذكرنا، وبشعاع ضيائهم تبصرنا، وباقتفائنا واضح رسومهم تميزنا، وبسلوك سبيلهم عن الهمج تحيزنا. وما مثلهم ومثلنا إلا ما ذكر أبو عمرو بن العلاء؛ فيما أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم حدثنا محمد بن العباس اليزيدي حدثنا الرياشي عن الأصمعي قال قال أبو عمرو: ما نحن فيمن مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال)) اهـ.
فإن كنت أخى، تكتب عن سوء ظنٍ بى، فسامحك الله، ووالله عندى ستة أجزاء من الكتاب الذى نُشر فى الملتقى عن غير إرادتى، ولو طلبٍ منى ما فعلت ولا وافقت، ولا أرجو أن يطلع علي هذه الأجزاء أحد!.
ـ[المستكشف]ــــــــ[28 - 03 - 04, 01:13 م]ـ
اللهم آمين، وجزاكم الله خيرا (أبي الكريم)!!
وأما إساءة الظن بكم؛ (فلا)، ولكنها ذكرى تنفع المؤمنين.
كيف؟! وقد قدمتُ البراهين بالدعاء والذكر الحسن والثناء الجميل - أحسبكم كذلك واللهُ حسيبُكم، ولا أزكي أحدا على ربِّ العالمين -، وهذا كما ترى ليس بسبيل الظانين ظن السوء والطاعنين.
تنبيه من المشرف
(الرجاء عدم الخروج عن الموضوع)
¥(40/116)
ـ[ alhwri] ــــــــ[29 - 03 - 04, 12:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخوة الكرام أرجو أن تكون المداخلات فى حدود المطارحة العلمية, وأن
يلتمس الجميع العذر لمن يتعقب على الشيخ خاصة ان كان الشخص
المتعقب على الشيخ حسن النية (كما نحسب الجميع). ومعروف
بسلامة المعتقد والمنهج وسيره على درب السلف الصالح, وليلعم
الجميع أن للشيخ الألبانى عبارات فى (الضعيفة).قالهافى
الأكابر شديدة اللهجة مثل قوله فى معرض كلامه عن أحد الأحاديث
(ومع ذلك لم يستحى السيوطى فأورده فى الجامع) .. وأقول مع كل هذا
فلا زلنا نحسن الظن بالشيخ طيب الله ثراه ونعتقد بأنه من أئمة أهل
السنة فى هذا العصر .. وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[29 - 03 - 04, 04:01 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة alhwri
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخوة الكرام أرجو أن تكون المداخلات فى حدود المطارحة العلمية.
فلا زلنا نحسن الظن بالشيخ ـ طيب الله ثراه ـ ونعتقد بأنه من أئمة أهل
السنة فى هذا العصر .. وجزاكم الله خيرا
الأخوة الفضلاء.
بارك الله لكم، وصوَّب آراءكم، ورزقنا وإيَّاكم حسن الأدب مع مشايخنا وكبراءنا، ورأسهم وسيدهم ومقدَّمهم: شيخ أهل الحديث فى زمننا: الشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه، وجعل الجنَّة مستقره ومأواه ـ، ووالله ـ ولست حانثاً ـ أنا من المتطفلين على مأدبة الشيخ العلامة محدَّث ديار الإسلام فى زمننا.
وأرجو لو استطاع الشيخ المشرف على خزانة الكتب أن يسحب نسخة كتابى ((التعقب)) أن يفعل، فقد سحبته من موقعى، لئلا يساء الظن بى، إذا لم يُفهم مقصدى من هذا التعقب.
((إن أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله))
الأخ الحبيب / أبو الأشبال
لا فض فوك، ولله أنت. ما أخلصك!. وما أوفاك!
مثلك فى هذه المطارحة كمثل القائل:
((قطعت جهيزة قول كل خطيب))
ـ[المستكشف]ــــــــ[29 - 03 - 04, 09:39 ص]ـ
الشيخ أبا محمد الألفي: أرسلت إليك رسالة خاصة، فأرجو مراجعة بريدك الخاص، والتكرم بالإفادة.
**************************
[وقفات مع المحدث الألباني ودراسته لحديث (كل بناء وبال ... ) وبيان مسوغات تراجعه عن التضعيف إلى التصحيح]
[ابتداء]ـ نقل الشيخ الألفي ـ كلام الشيخِ الألبانيِّ ـ رحمه الله تعالى ـ من ((السلسلة الضعيفة)) (1/ 212/176) [الطبعة الأولى]، وفيه: [ .. وأنه عمار بن ميمون .. ]، والصواب: [ .. وأنه أبو عمار بن ميمون .. ]، وأيضا وقع سقط في نقل الشيخ الألباني كلام ابن أبي حاتمٍ، والصواب كما في العلل (2/ 102): [ .. وأنه أبو عمار زياد بن ميمون .. ]، والخطب يسير فيما أسقطه الشيخ المحدث، ولكنه مؤثر بالنسبة للسقط الآخر.
*****************
الحمد لله عز وجل:
فإنه من حقِّ القراء الاطلاع على كلام الشيخ المحدث الألبانيِّ بتمامه من (الضعيفة / السابق)؛ وأيضا تراجعه وتصحيحه الحديث في (الصحيحة) حتى يتبين للقارئ أسباب ذلك وتكثر فوائد البحث،
أولا: تضعيفه للحديث في (الضعيفة):
قال ـ رحمه الله تعالى ـ بعد أن ساق لفظ الحديث:
((ضعيفٌ، أخرجه أبو داودَ (2/ 347 - 348) والطحاويُّ في ((مشكل الآثار)) (1/ 416)، وأحمدُ (3/ 230) عن أبى طلحةَ الأسدىِّ عن أنس بنِ مالكٍ: (أن رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلم خرج .... ) ثم ساق الشيخُ الحديثَ وقال:: ((وقال الحافظ العراقى فى ((تخريج الإحياء)) (4/ 202/204): (إسناده جيد).
قلت أي الألباني: كلا، فإن أبا طلحة الأسدى لم يوثقه أحد.
وفى ((التقريب)) للحافظ ابن حجر إنه: ((مقبول))، يعنى عند المتابعة، وإلا فلين الحديث.
قلتُ أي الألباني: وقد توبع ففي ((العلل)) لابن أبى حاتم (2/ 102): ((سمعت أبى وذكر حديثاً رواه مروان بن معاوية عن محمد بن أبى زكريا عن عمار عن أنس: (مرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى جانب دور الأنصار، فأبصر قبَّة مبنية ....... ) وذكر الحديثَ.
فقال أبى: أرى هذا خطأ، وأنه أبو عمار بن ميمون، وابن أبى زكريا مجهول)).
قلت أي الألباني: فهذه متابعة مما تزيد الحديثَ وهناً، فإن زياد بن ميمون وضَّاع باعترافه!
¥(40/117)
ورواه ابن ماجه (2/ 540) من طريق عيسى بن عبد الله بن أبي فروة: حدثني إسحاق بن أبي طلحة عن أنس .... ، وعيسى هذا قال الذهبي: ((لا يكاد يعرف)). ولعله والكلام للألباني أراد أن يقول: (أبو طلحة)، فأخطأ فقال: (إسحاق بن أبي طلحة).
ورواه الطبرانى في ((الأوسط)) (1/ 149/1) من هذا الوجه إلا أنه سمّاه (عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة)، وذكر أنه تفرد به. وهو مجهول لم أجد من ترجمه،
ومن طريق الطبرانيِّ رواه الضياء في ((المختارة)) (1/ 484) وقال في ((المجمع)) (4/ 69 - 70) ـ[أي الهيثمي]ـ: ((رجاله ثقات))!
ورواه أبو نعيم في ((أخبار أصبهان)) (1/ 139) عن عطاء بن جبلة ثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن أنس به. وعطاء هذا قال أبو زرعة: ((منكر الحديث)). اهـ كلام المحدث الألباني رحمه الله تعالى مع تضمين شيء من الإيضاح باللون الأزرق.
هذا؛ وقد أشار الشيخ المحدث الألباني ـ جزاه الله خيرا ـ إلى تراجعه وتصحيحه لهذا الحديث في مقدمة الطبعة الجديدة للسلسة الذهبية الضعيفة (1/ص 3 - 5) فقال ـ رحمه الله تعالى ـ في معرض تعبده لله تعالى بذكر أفضاله:
(( .. وإن من هذا الفضل الإلهي أنه تعالى وفَّقني لإخراج هذه الطبعة متميزة عن سابقتها بزيادة فوائد عديدة؛ حديثية وفقهية، وبإضافة مصادر جديدة لبعض الأحاديث والتراجم، يعود الفضل فيها لبعض إخواننا المكيين وغيرهم، جزاهم الله تعالى خيرا.
ولما كان من طبيعة البشر التي خلقهم الله العلمي المشار إليه في قوله تعالى: {ولاَ يُحيطونَ بشَيْءٍ مِن عِلْمهِ إلاَّ بِما شَاءَ}؛ كان بدهيا جدا أن لا يَجمُدَ الباحث عند رأي أو اجتهاد له قديم، إذا ما بدا له أن الصواب في غيره من جديد،
ولذلك نجد في كتب العلماء أقوالا متعارضة عن الإمام الواحد؛ في الحديث وتراجم رواته، وفي الفقه، وبخاصة عن الإمام أحمد وقد تميز في ذلك الإمام الشافعي بما اشتهر عنه أن له مذهبين: قديم وحديث.
وعليه؛ فلا يستغربنَّ القارئ الكريم تراجعي عن بعض الآراء والأحكام التي يُرى بعضها في هذا لمجلد ... ،
وإن مما يساعد على ذلك فوق ما ذكرت من العجز البشري ـ أننا نقف ما بين آونة وأخرى على مطبوعات جديدة؛ كانت أصولها في عالم المخطوطات أو المصورات، بعيدة عن متناول أيدي الباحثين والمحققين، إلا ما شاء الله منها لمن شاء، فيساعد ذلك من كان مهتما بالوقوف على هذه المطبوعات والاستفادة منها على التحقيق أكثر من ذي قبل.
وهذا وذاك هو السر في بروز كثير من التصحيحات والتعديلات على بعض ما يطبع من مؤلفاتي الجديدة، أو ما يعاد طبعه منها؛ كهذا المجلد الذي بين يديك، وينتقدني لذلك بعض الجهلة الأغرار، كذلك السقاف هذا الله.
ومن الشواهد على ذالك ما تفضل الله به عليَّ، ووفقني إليه، أنني رفعت من هذا المجلد إلى ((الأحاديث الصحيحة)) حديثين اثنين:
أحدهما: .. (كل بناء وبال على صاحبه .. ) فرفعته إلى ((الصحيحة)) (2830)، والسبب في ذلك أنني كنت قلت في رواية أبي طلحة الأسدي: (لم يوثقه أحد ... )
وذلك ثقة مني بالحافظ ابن حجر؛ فإنه لم يحك توثيقه عن أحد، ولقوله عنه في (التقريب): ((مقبول))!
فكتب أحد إخواني المكلفين بالنظر في الكتاب لإعداده لهذه الطبعة: أن الهيثمي قد أورد في كتابه: ((ترتيب ثقات ابن حبان))، فرجعت إلى أصله: ((الثقات))، فوجدته فيه، وتابعت البحث والتحقيق، فتبين لي أنه صدوق، وأن الحافظ كان في قوله المذكور غير مصيب؛ كما فصلت ذلك في المجلد السادس من ((الصحيحة)) .. )) اهـ كلامه رحمه الله تعالى.
**********************
والآن مع:
ثانيا: تصحيحه للحديث في (الصحيحة (6) /القسم الثاني الحديث رقم: 2830)
يتبع إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[29 - 03 - 04, 10:08 ص]ـ
[ i] الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المستكشف
[وقفات مع المحدث الألباني ودراسته لحديث (كل بناء وبال ... ) وبيان مسوغات تراجعه عن التضعيف إلى التصحيح]
[/ B]
الأخ المستكشف
جزاك الله خيراً
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[29 - 03 - 04, 10:36 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو تيميه إبراهيم
سلام الله عليكم ورحمته، وبارك فيكم، وأجزل ثوابكم.
¥(40/118)
وهذا حين الشروع فى الجواب عما ذكرتَه من إعلال المتابعة التى اخترتُها من خمس متابعات، وجعلتُها أجودَها وأحسنَها.
قلتَ: ((الرابع: في قوله حفظه الله: ((لم يتفرد أبو طلحة عن أنس، فقد تابعه إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة.
فقد أخرج الطبرانى ((3/ 259/3081) قال: حدثنا بكر بن سهل نا مهدي بن جعفر الرملي نا الوليد بن مسلم نا عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك: أن رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرَّ ببنِّية قبةٍ لرجل من الأنصار، فقال: ((ما هذه؟))، قال: قبة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ بنَِاءٍ ـ وأشارَ بيده هكذا على رأسه ـ أكبرُ من هذا، فهو وَبَالٌ على صاحبِه يومَ القيامة)).
وأخرجه الضياء ((الأحاديث المختارة)) (4/ 370/1537) من طريق الطبرانى بإسناده سواءً)) اهـ
فهذه المتابعة معلّة، فقد أخرجه ابن ماجه (4161) قال: حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة، حدثني إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس قال: ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبة على باب رجل من الأنصار فقال ما هذه قالوا قبة بناها فلان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مال يكون هكذا فهو وبال على صاحبه يوم القيامة فبلغ الأنصاري ذلك فوضعها فمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد فلم يرها فسأل عنها فأخبر أنه وضعها لما بلغه عنك فقال يرحمه الله يرحمه الله.
فخالفه في راويه عن إسحاق، فجعله: عيسى بن عبد الأعلى، بدل أبيه عبد الأعلى)).
وأقول: وزدتُ على ما ذكرتَه قولى عن هذه الطريق: وهذا إسناد رجاله موثقون كلهم، غير بكر بن سهل الدمياطى، وهو مقارب الحديث، وقد صرَّح الوليد بن مسلم الدمشقى بالسماع، فانتفت تهمة تدليسه.
وما ذهبتُ إليه من الاحتجاج بهذه المتابعة لا ينبغى أن ينكر علىَّ، ولى فى هذه المتابعة نظر غير الذى هو لك فى سائر متابعات الحديث، وذلك للاعتبارات التالية:
(الأول) أنه لو كانت رواية الأصل مستغنيةً بنفسها فى ثبوت الحديث، لكانت كل المتابعات من الطرق الأخرى ـ أعنى طرق إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة ـ لا تعلُّها، وإن أعلَّ بعضها بعضاً، وهذا أبين من أن نبرهن على صحته.
(الثانى) إنما اخترتُ رواية عبد الأعلى بن عبد الله بن أبى فروة عن إسحاق، لإنها الأجود إسناداً، والأشبه بصحيح حديث الوليد بن مسلم، فقد سمعه من عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة المدني، أحد ثقات المدنيين، ممن له رواية وأحاديث عدَّة عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة. وهو أعلى وأرفع منزلة من ابنه عيسى بن عبد الأعلى، الذى عارضتَ بروايته رواية أبيه الثقة، مع إقرارك بأنه لا يدرى حالُ الابن، ولا يكاد يُعرف!!، كما قاله الحافظان الذهبى والبوصيرى.
وأما النظر فى الراوى عن الوليد بن مسلم، وهو مهدى بن جعفر بن حيَّان الرملى الزاهد:
(1) فإن كان لمقالك عنه: ((مهدي بن جعفر له مناكير))، فسامحنى أيها الأخ الفاضل إن قلت لك: هذه من كيسك، وإلا فأتنى بثلاثةٍ فقط من مناكيره!!، شريطة أن يكون شيخُه ومن روى عنه ثقتان، وإلا ففى أشياخه ضعفاء، بل وكذابون، وكذلك الأمر فى تلامذته، وأظنك تعلم هذا جيداً. وهذه ترجمة مهدى بن جعفر الزاهد نزيل مصر فى ((تاريخ دمشق)) (61/ 280:277)، و ((تهذيب الكمال)) (28/ 588)، و ((ميزان الاعتدال)) (6/ 530/8830)، و ((المغنى فى الضعفاء)) (2/ 681/6464)، و ((تهذيب التهذيب)) (10/ 289)، و ((تقريب التهذيب)) (1/ 548)، و ((إكمال الحسينى)) (1/ 423/885)، لم نجد فيها هذا القول، اللهم إلا قول الإمام البخارى عنه ((له حديث منكر))، والفارق بعيد بين ذا وذاك!!. وقد أمهلتك زمناً ـ سامحنى أخى أنا لا أمتحنك ـ، للإجابة عن هذا السؤال: ما هو هذا الحديث المنكر الذى عناه الإمام البخارى؟.
وأنأى بك أن تقول: إنما قال البخارى ((حديثه منكر)). فإن قلتَه، فسوف آتيك بعشرات من أحاديث مهدى بن جعفر لتبين لى نكارتها، وأصدِّقك عند ذلك على ما نقلته عن الإمام البخارى.
¥(40/119)
(2) وإن كان لمقال الحافظ ابن حجر عنه: ((صدوق له أوهام))، فقد قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سألت يحيى بن معين عن مهدي بن جعفر الرملي فقال: ثقة لا بأس به. وقال أبو أحمد علي بن محمد الحبيبي: سألت أبا علي صالح بن محمد جزرة الحافظ عن مهدي بن جعفر الرملي فقال: لا بأس به.
(3) وإن كان لمقال الإمام البخارى عنه كما نقله الحافظ الذهبى ((المغنى فى الضعفاء)): ((له حديث منكر))، فهذه أقوى الثلاث، سيما وقائلها إمام أئمة الجرح والتعديل: أبو عبد الله البخارى. لكن ما دلالتها؟، إنها تعنى الحكم على حديثٍ بخصوصه من جملة أحاديثه بأنَّه منكر، ولا تعنى أن مهدى ((منكر الحديث)).
ودعنى أسألك، لو نظرت مثلاً فيما أخرجه عبد الله بن أحمد فى ((زوائد المسند)) (1/ 248) قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: حدثنا مهدي بن جعفر الرملي حدثنا الوليد يعني ابن مسلم عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اسْمَحْ يُسْمَحْ لَكَ)). فهل تحكم عليه بأنه منكر؟.
فالذى أجزم به ولا أشك فيه: أن مهدى بن جعفر الرملى ثقة لا بأس به كما قاله أبو زكريا يحيى بن معين.
وأما النظر فى بكر بن سهل الدمياطى المصرى، فهكذا دائماً لا يوفَّى محدثو مصر حقَّهم من التقدير، ويحضرنى قول إمامنا أبى عبد الله الشافعى: الليث بن سعد أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به. وقال يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول: ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب. وقال أبو زرعة سمعت يحيى بن بكير يقول: الليث أفقه من مالك، ولكن كانت الحظوة لمالك. فمحدثو مصر حفدة عمرو بن العاص السهمى. وتلامذة الليث بن سعدٍ الفهمى.
وكذلك بكر بن سهل الدمياطى، فوالله لو قلتُ: أنه أروى أهل طبقته عن عبد الله بن يوسف التنيسى، ومهدى بن جعفر وغيرهم من المصريين ما كنت حانثاً، وأما تضعيف أبو عبد الرحمن النسائى إيَّاه، فهل علمت أنه ضعَّف الثبت الثقة أبا جعفر أحمد بن صالح المصرى المعروف بابن الطبرى، والذى أجمعوا على جلالته وإمامته، حتى قال الإمام الحجة محمد بن مسلم بن وارة: أحمد بن حنبل ببغداد، والنفيلى بحران، وابن نمير بالكوفة، وأحمد بن صالح بمصر هؤلاء أركان الدين. وثناء الأئمة عليه لا يخفاك، وهو كما قال البخاري: ثقة ما رأيت أحداً يتكلم فيه بحجة. فهل تقبل قول النسائى فيه. فإن لم تقبله، فكذلك قوله عن بكر بن سهل الدمياطى المصرى لا ينبغى قبوله.
قلت: ((فظهر أن الضعف كامنٌ فيها من جهتين، من جهة مهدي بن جعفر، ومن جهة الراوي عنه بكر بن سهل. والأخرى سالمة من ذلك، والعباس لروايته عن الوليد بعض المزية)) اهـ
وأقول: هذه العبارة مشوشة جداً، ولى عليها مؤاخذات:
(الأولى) أىَّ ضعفٍ تعنى، ألقولك ((بكر بن سهل متكلم فيه))، فهل تعد هذا ضعفاً؟!!. أم لقولك ((مهدي بن جعفر له مناكير))، فلم تقم عليه دليلاً. بل كلاهما ثقة لا بأس به، على ما أسلفنا بيانه.
(الثانية) كيف تقول عن الرواية الثانية ((والأخرى سالمة من الضعف))، وأنت تقر بأن راويها عيسى بن عبد الأعلى الفروى لا يحتج به، وتنقل عن الحافظ الذهبي قوله ((ميزان الاعتدال)): ((عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة القروي المدني لا يكاد يعرف. روى الوليد بن مسلم عنه فقط عن عبيد الله بن عبد الله بن موهب عن أبي هريرة في ((صلاة العيد في المسجد يوم المطر)). وهذا حديث فرد منكر. وقال ابن القطان: لا أعلم عيسى هذا مذكورا في شيء من كتب الرجال ولا هذا الإسناد))!!. فأين السلامة إذن؟!.
أخى الفاضل أبو تيميه. لا زالت المطارحة بيننا موصولة. بارك الله عملك، وزكَّى فعلك وقولك. وتحياتى لك وسلام الله عليك.
ـ[المستكشف]ــــــــ[29 - 03 - 04, 02:28 م]ـ
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، وجزاك الله خيرا فضيلة الشيخ الكريم، وإنما نشارك معكم في الأجر والفائدة، لا لشيء آخر.
*********************
تابع: [وقفات مع المحدث الألباني ودراسته لحديث (كل بناء وبال ... ) وبيان مسوغات تراجعه عن التضعيف إلى التصحيح]
أخي القارئ: تقدم ذكر تضعيف المحدث الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ لهذا الحديث قديما،
¥(40/120)
والآن مع الجزء الثاني وهو يتعلق بتراجع الشيخ المحدث وتصحيحه للحديث أخيرا وذلك في ((السلسلة الذهبية الصحيحة: ج 6 / القسم الثاني / ص 794 الحديث رقم: 2830))، ساق الحديث ثم قال ـ رحمه الله تعالى ـ:
((هو من حديث أنس، وله عنه طرق:
[1]ـ (الأولى: عن أبي طلحة الأسدي عنه قال: إن رسول الله صلى الله عنه وسلم خرج فرأى قبة ... ):
أخرجه أبو داودَ (2/ 347 - 348 تازية) والطحاويُّ في ((مشكل الآثار)) (1/ 416)، وابو يعلى في ((مسنده)) (7/ 308/1592)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (7/ 390/10704) من طريق إبراهيم بن محمد بن حاطب عن أبي طلحة.
قلت: وهذا إسناد جيد كما قال الحافظ العراقي في ((تخريج الإحياء)) (4/ 236 المعرفة لبنان)، وكنت خالفته في ذلك في ((الضعيفة)) (رقم176) اعتمادا مني على أن الحافظ قال في ترجمة أبي طلحة الأسدي من ((التقريب)): ((مقبول)). يعني عند المتابعة، وإلا فلين الحديث، يضاف إلى ذلك أن لم يحكِ في ((التهذيب)) توثيقه عن أحد.
ثم إن أحد إخواننا المشتغلين بهذا العلم جزاه الله خيرا لفت نظري ـ و ((الضعيفة)) تحت الطبع مجددا ـ إلى أن ابن حبان وثقه (3/ 166/ب) من ((ترتيب الهيثمي))، فرجعت إلى ((ثقات ابن حبان)) فوجدته قد أورده في ((ثقات التابعين)) منه (5/ 574) برواية أبي العميس عنه.
وقد روى عنه ثقتان آخران كما ذكرت في كتابي الجديد ((تيسير انتفاع الخلان بكتاب ثقات ابن حبان)) يسر الله إتمامه؛ أحدهما إبراهيم القرشي هذا، وكأنه لذلك قال الذهبي في ترجمته في ((الكاشف)): ((صدوق)).
من أجل ذلك رجعتُ إلى قول العراقي المذكور، واعتمدته، وبخاصة أنه روي من طرق أخرى كما يأتي بيانه.
وأخرجه أحمدُ (3/ 220)، وكذا البخاري في ((الكنى)) (45/ 385)، والبيهقي أيضا ((10705)) من طريق شريك عن، عبد الملك بن عمير، عن أبى طلحةَ الأسدىِّ عن أنس به مختصرا بلفظ:
(( ... هُدَّ على صاحبه يوم القيامة، إلا ما كان من مسجد أو في بناء مسجد، شكَّ أسودُ (يعني ابن عامر)، أو، أو))، ثم مرَّ فلم يلقها فقال: ((ما فعلتِ القبةُ؟)) قلت: بلغَ صاحبها ما قلتَ، فهدمها، فقال: ((رحمه الله)).
قلت: وشريك هو ابن عبد الله القاضي، وهو سيئ الحفظ. وقد خالف في سياق لفظ النبي صلى الله عليه وسلم كما ترى، وزاد: ((رحمه الله)). لكن هذه الزيادة رويت في بعض الطرق الآتية.
ثم رأيت الحافظَ في ((الفتح)) (11/ 93) ساق حديث الترجمة برواية أبي داود، وقال عقبه: ((ورواته موثقون إلا الراوي عن أنس وهو أبو طلحة الأسدي؛ فليس بمعروف)).
فهذا يلتقي مع قوله فيه: ((مقبول))، وقد عرفت السبب، وهو ـ والله أعلم ـ أنه لم يقف على توثيق ابن حبان وقول الذهبي المتقدم فيه: ((صدوق)).
[2]ـ (الطريق الثانية: عن ابن أبي خالد، عمن حدثه عن الربيع بن أنس [عن أنس (سقط في الصحيحة فليستدرك)] مرفوعا) بلفظ: ((كل بناء وبال على أهله يوم القيامة إلا مسجدا ... ))، وفيه القصة باختصار مع زيادة ((رحمه الله)):
أخرجه ابن أبي الدنيا في ((قصر الأمل)) (3/ 25/2) وهو في ط ابن حزم ص 183 تحقيق محمد خير حدثنا عبد الرحمن بن صالح العتكي قال: حدثنا المحاربيُّ، عن ابن أبي خالد ...
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير الذي لم يسم، وابن أبي خالد هو إسماعيل، والمحاربي اسمه عبد الرحمن بن محمد، وقد رمي بالتدليس.
وأخرجه البيهقي (10707) من طريق قيس بن الربيع، عن أبي حمزة، عن أنس. وأبو حمزة لم أعرفه، ويحتمل أنه جار شعبة، فقد ذكره المزي في الرواة عن أنس، وهو ثقة.
[3]ـ (الثالثة: عن عطاء بن جبلة: ثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن أنس قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ) الحديث نحو لفظ الطريق الأولى، وفيه زيادة (يرحمه الله) مرتين:
أخرجه أبو نعيم في ((أخبار أصبهان)) (1/ 139)، وعطاء هذا قال ابن أبي حاتم (3/ 1/331) عن أبيه: ((ليس بالقويِّ، يُكتب حديثُه)). ونقله الذهبي في ((الميزان))، وزاد عليه في ((اللسان)): ((وقال البرذعي عن أبي زُرعةَ: منكر الحديث)) وهذا في سؤالاته (ص 350) المطبوع.
¥(40/121)
وأزيد أنا فأقول: قال الخطيب في ترجمته من ((التاريخ)) (12/ 295): ((وبلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد؛ أنه قال ليحيَى بنِ معين: ما تقول في عطاء بن جبلة الفزاري؟ قال: ليس بشيء)).
[4]ـ (الرابعة: عن إسحاق بن أبي طلحة، عن أنس به مختصرا) وفيه زيادة (يرحمه الله) مرتين:
أخرجه ابن ماجه (4161) قال: حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة، حدثني إسحاق بن أبي طلحة ...
كذا قال: ((عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة)). وقد ذكر الذهبي وغيره أنه لا يعرف، وقد جاء هكذا مسمى في حديث آخر في صلاة العيد في المسجد يوم المطر، وهو من رواية الوليد أيضا عنه، وهو مخرج في ((ضعيف أبي داود 212)) فلا أدري ممن الخطأ؟ أهو من الوليد نفسه، أم من العباس بن عثمان الراوي عنه.
فقد قال ابن حبان في ((ثقاته)) (8/ 511): ((ربما خالف))، وقد خالفه محمد بن جعفر الرملي، فقال: ثنا الوليد بن مسلم قال: ثنا عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، عن إسحاق بن أبي طلحة به مختصرا.
أخرجه الطبرانى في ((الأوسط)) (1/ 174/2/ 3233) ومن طريقه الضياء المقدسي في ((المختارة)) (1/ 484): حدثنا بكر بن سهل قال: ثنا مهدي بن جعفر الرملي .... ، وقال الطبراني: ((لم يروه عن إسحاق بن عبد الله إلا عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، تفرد به الوليد)).
قلت: وهو ثقة من رجال الشيخين، ولكن يُخشى منه تدليس التسوية، وقد صرح بالتحديث في كل السند في رواية العباس الدمشقي المتقدمة، فلا أدري إذا كان ذلك محفوظا.
وتسمية الرملي لشيخ الوليد (عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة) أرجح عندي من تسمية العباس إياه: (عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة)؛ لأنه هو المعروف بروايته عن إسحاق بن عبد الله، وعنه الوليد بن مسلم، ولعله لذلك أخرجه الضياء في ((المختارة))،
لكن بكر بن سهل أورده الذهبي في ((الضعفاء)) وقال: ((متوسط، ضعفه النسائي)). وهذا ملخص من قوله في ((الميزان)): ((حملَ الناسُ عنه، وهو مقاربُ الحالِ، قال النسائي: ضعيف)).
قلت: فإن كان هو عيسى؛ فهو مجهول. وإن كان عبد الأعلى؛ فهو ثقة،
وعلى الأول؛ فهو إن لم يزد الحديثَ قوةً فلا يضره، وعلى الآخر؛ يكون الإسناد صحيحا إن سلم من تدليس الوليد بن مسلم. والله أعلم.
. اهـ كلام الشيخ من (الصحيحة 2830) أجزل الله تعالى له المثوبة.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[30 - 03 - 04, 01:33 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و بعد:
فجزاكم الله خيرا و بارك فيكم و في علمكم ..
و الحقيقة أنني: كنت أتمنى و أرجو ألاَّ يؤدي ما ذكرته من تنبيهات بي – و لا بكم - إلى بذل مزيد من الوقت في التعقيب على ما ذكرتم – حفظكم الله – لكن قدر الله و ما شاء فعل ...
و أجدني مضطرا إلى الإجابة عما ذكرتموه، فأقول – و بالله التوفيق -:
أما قولكم حفظكم الله: (الثانى) لا أظن أحداً يفهم من قولى: وذكرا ـ أعنى البخارى وأبا حاتم ـ ممن روى عنه: إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي، وأبو العميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري، وعبد الملك بن عمير. أن كلَّ واحدٍ منهما ذكر هؤلاء الرواة فى ترجمته كما فهمتَهُ، بل الواضح البين أن معرفة هؤلاء الرواة الأربعة مستفاد من الترجمتين معاً، وليس من كل واحدةٍ على حدة. وإنما جمعتهما هكذا للاعتبار السالف الذكر.).
*****************
أقول: هذا صحيح، لو كان الإمامان
البخاري و أبو حاتم يتكلمان عن راو واحد، أَمَا و قد فرقَ بينهما البخاري، فلا ينبغي الجمع بينهما إلا مع بيانٍ واضح، وهذا ظاهر ..
و لا يخفى عليكم اعتراضات الأئمة بعضهم على بعض في باب أوهام الجمع و التفريق بين الرواة ..
و لذا قلت آنفا: (
يفهم منه أن البخاري ممن ذكر أبا العميس و الركين في جملة من روى عنه، و ليس الأمر كذلك، فالبخاري فرق بين أبي طلحة الأسدي و راوي هذا الحديث، وجمع بينهما ابن أبي حاتم، متابعة لأبيه.
و كأن مسلما يذهب إلى ما ذهب إليه شيخه البخاري.
و التنبيه لا على كونهما واحدا أو اثنين؛ إنما لإيضاح تفرقة البخاري بينه و بين راوي حديثنا).
¥(40/122)
و لو كان الكلام عن راو واحد، فلا شي في عبارتكم.
*******************************
و أما قولكم حفظكم الله: (وأنت موافقى على تصحيح الحديث من حيث الإجمال).
أقول: بارك الله فيكم، لكني حقيقة لا أوافق على صحته؛ لأني لا أرى برهانا على ذلك.
كيف و قد أعللت ما ذكرتم من المتابعة، و أما رواية أبي طلحة، فأمسكت عن الكلام عليها، تركا للإطالة لا غير، و نقلت قول ابن حجر إشارة إلى ما فيها اختصارا.
***************************88
و قولكم حفظكم الله: (
(الثانى) إنما اخترتُ رواية عبد الأعلى بن عبد الله بن أبى فروة عن إسحاق، لإنها الأجود إسناداً، والأشبه بصحيح حديث الوليد بن مسلم، فقد سمعه من عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة المدني، أحد ثقات المدنيين، ممن له رواية وأحاديث عدَّة عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة. وهو أعلى وأرفع منزلة من ابنه عيسى بن عبد الأعلى، الذى عارضتَ بروايته رواية أبيه الثقة، مع إقرارك بأنه لا يدرى حالُ الابن، ولا يكاد يُعرف!!، كما قاله الحافظان الذهبى والبوصيرى) ..
*****
فأقول: فيه ما يحسن التنبيه عليه تفصيلا:
أما قولكم (لإنها الأجود إسناداً)
فما أدري كيف جعلتموها الأجود إسنادا مع أنها معلة بما قد ذكرت لكم، فقد خولف راويها في إسنادها، و المخالف له ثقتان كما قد فصلت أعلاه.
********
و قولكم: (والأشبه بصحيح حديث الوليد بن مسلم .. ) إلى آخره.
فلا أدري أيضا ما الذي جعل هذا الإسناد المعلَّ أشبه بحديث الوليد، اللهم إلا أن يكون استعمالكم للأشبه خلاف استعمال المحدثين له، و قد شرح الإمام ابن رجب معنى هذا اللفظ في كتابه القيم شرح العلل، و ما أظنكم إلا و قد وقفتم عليه.
و أما قيد (صحيح حديث الوليد .. ) فهل يلزم أن لا يروي الوليد إلا صحيحا معروفا، حتى نلجأ إلى ترجيح ما يناسب حديثه صحةً من غيره؟
أقول: الأنسب بهذه الرواية أن تكون - لو كان المخالف لمهدي ثقة واحدا -: الأنسب أن تكون رواية ذلك المجهول، لأن هذا المتن المتفرد به أليقُ بذاك المجهول، و شرحُ هذا يطول ...
*******
ثم أنبه إلى قولكم: (وهو أعلى وأرفع منزلة من ابنه عيسى بن عبد الأعلى، الذى عارضتَ بروايته رواية أبيه الثقة، مع إقرارك بأنه لا يدرى حالُ الابن، ولا يكاد يُعرف!!، كما قاله الحافظان الذهبى والبوصيرى).
*******************
فلا أدري ما الذي أقحم المفاضلة بين عيسى و أبيه هنا، فالاختلاف ليس بينهما، إنما بين الرواة عن الوليد، و ما كان الجهل بحال عيسى أبدا مسوغا لترجيح المرجوح و إعلال الراجح.
كيف و قد قدمت أن رواية عيسى هي الأليق بهذا المتن.
ثم كون عيسى مجهولا لا يعرف، فهذه حاله، و تلك روايته، وقد روى غير ها.
و كم في كتب العلل أحاديث أعلت برواية من لا يعرف و لا يدرى حاله؟؟
و لا حاجة لي بنقل بعضها ...
*************
كما أنبه إلى أن قولكم عن راويه عيسى بن عبد الأعلى: ( .. الذى عارضتَ بروايته رواية أبيه الثقة .. ).
فأقول: لست الذي عارض رواية عيسى برواية أبيه؛ إنما هذا واقع الرواية الحديثية، نقلتها بأمانة، و كل من سيقرأ سيحصل له نفس الذي قررت ..
فرواية المؤمل و العباس عن الوليد مخالفة لرواية مهدي في اسم شيخ الوليد.
و هذا واقع لا يد لي فيه.
**************
و أما قولكم: (
وأما النظر فى الراوى عن الوليد بن مسلم، وهو مهدى بن جعفر بن حيَّان الرملى الزاهد:
(1) فإن كان لمقالك عنه: ((مهدي بن جعفر له مناكير))، فسامحنى أيها الأخ الفاضل إن قلت لك: هذه من كيسك، وإلا فأتنى بثلاثةٍ فقط من مناكيره!!، شريطة أن يكون شيخُه ومن روى عنه ثقتان، وإلا ففى أشياخه ضعفاء، بل وكذابون، وكذلك الأمر فى تلامذته، وأظنك تعلم هذا جيداً).
*****************
فأقول أولا كلامي السابق كان الآتي: (إلا أن مهدي بن جعفر له مناكير بل قال البخاري: حديثه منكر، و روايته هذه زادَ ضعفُها بأنَّها ممَّا راوه بكر بن سهل، و هو متكلم فيه.
فظهر أن الضعف كامنٌ فيها من جهتين، من جهة مهدي بن جعفر، ومن جهة الراوي عنه بكر بن سهل.
و الأخرى سالمة من ذلك، و العباس لروايته عن الوليد بعض المزية.
).
...
¥(40/123)
ثم أقول: قولي عنه: (له مناكير) فليست من كيسي بل هي ما تدل عليه عبارة البخاري و ابن عدي.
أما ابن عدي فقد قال: (و مهدي هذا يروي عن الثقات أشياء لا يتابعه عليها أحد).
قاله في ترجمة خالد بن عمرو الحمصي من الكامل 3/ 33 و لذلك لم يقف على موضعها الحافظ الذهبي رحمه الله في ترجمته من الميزان 4/ 195.
قلت: و نقله أيضا ابن الجوزي في علله 2/ 730.
فهذا وحده كافٍ.
فكيف و قد نقل الذهبي 4/ 195عن البخاري قوله فيه: (حديثه منكر).
و كذلك نقله ابن حجر في التهذيب (10/ 326).
لكن الذهبي في المغني نقله بلفظ: (له حديث منكر).
فكيف يقال بعد هذا: (. وهذه ترجمة مهدى بن جعفر الزاهد نزيل مصر فى ((تاريخ دمشق)) (61/ 280:277)، و ((تهذيب الكمال)) (28/ 588)، و ((ميزان الاعتدال)) (6/ 530/8830)، و ((المغنى فى الضعفاء)) (2/ 681/6464)، و ((تهذيب التهذيب)) (10/ 289)، و ((تقريب التهذيب)) (1/ 548)، و ((إكمال الحسينى)) (1/ 423/885)، لم نجد فيها هذا القول، اللهم إلا قول الإمام البخارى عنه ((له حديث منكر))، والفارق بعيد بين ذا وذاك!!).
كيف يقال هذا؟
و قد نقلته لكم من مصدرين اثنين!!
و أما نقل المغني فهو لا يخرج مع ما خالفه عن حالتين:
إما أن يكون أحدهما الصواب، و إما أن يكون أحدهما محرفا.
و أما كونهما الاثنين صحيحين، ففيه بعد عندي، اللهم إلا أن يكون قوله حديثه منكر إشارة إلى حديث واحد، وهذا يحتاج للوقوف على النص، أما اللفظ في نفسه فهو كما هو حكم على الحديث، و هكذا إطلاقات الأئمة: الأصل إجراءها على ظاهرها ما لم يكن هناك دليل خارجي يحملها على غير ظاهرها.
و إن كنا نرجح بالعدد فما اجتمع عيه مصدران أولى بما انفرد به مصدر واحد.
لكني لا أجزم في هذا الآن.
إلا أني ألوم الشيخ على قوله: (لم نجد فيها هذا القول، اللهم إلا قول الإمام البخارى عنه ((له حديث منكر).
فكيف و ما نقلته من مصدرين.
*************
قلتم بارك الله فيكم و قد نقلتم قولي: (قلت: ((فظهر أن الضعف كامنٌ فيها من جهتين، من جهة مهدي بن جعفر، ومن جهة الراوي عنه بكر بن سهل. والأخرى سالمة من ذلك، والعباس لروايته عن الوليد بعض المزية)) اهـ
قلتم: وأقول: هذه العبارة مشوشة جداً، ولى عليها مؤاخذات:
(الأولى) أىَّ ضعفٍ تعنى، ألقولك ((بكر بن سهل متكلم فيه))، فهل تعد هذا ضعفاً؟!!. أم لقولك ((مهدي بن جعفر له مناكير))، فلم تقم عليه دليلاً. بل كلاهما ثقة لا بأس به، على ما أسلفنا بيانه.
انتهى كلامكم.
***************
أقول: قولي فيه متكلم فيه، أي متكلم فيه بالضعف، و المعنى واضح منها، و هي عبارة رائجة في كتابات الأئمة و استعمالاتهم التعليلية، و دونك كتب الحفاظ الذهبي والزيلعي و ابن حجر و غيرهم.
وهي عبارة يستعملها الحفاظ للإجمال في حال المتكلم عليه.
و منها كذلك: فيه كلام، و على الإجمال أيضا: مختلف فيه.
و للتمثيل انظر: التلخيص 1/ 137و 152 و نصب الراية 1/ 128.
و أجملت الكلام على بكر بقولي: متكلم فيه، لعلمي بأنهم على علم بحاله، و قد قال فيه النسائي: ضعيف.
و لينظر ترجمته في اللسان و ما سيأتي استدراكه على اللسان و أصله.
و أما قولي: (((والأخرى سالمة من الضعف)).
فمرادي: الطرق الموصلة إلى الوليد؛ لأنها المتكلم عليها، و السياق دال عليه.
فأول كلامي: (و رواية العباس بن عثمان أولى من رواية مهدي بن جعفر ... ) إلى قولي: (و الأخرى – أعني ما رواه العباس عن الوليد) سالمة من ذلك – أي إلى الوليد -).
وها هنا تنبيه: إنما قلت: (فظهر أن الضعف كامنٌ فيها من جهتين، من جهة مهدي بن جعفر، ومن جهة الراوي عنه بكر بن سهل).
لما بيناه، و لم أقل بضعف بكر بن سهل مطلقا و لا مهدي بن جعفر.
فالمراد مطلق الضعف لا الضعف المطلق.
فالضعف في الرواية باجتماعهما، لا للضعف المطلق في كل منهما.
و مهدي مع قولي فيه: لا أرى ضعفه المطلق، بل حاله وسط.
و بكر بن سهل وقفت على قول الحاكم فيه و هو كلام حسن، حيث ذكره في جماعة من الرواة التابعين فمن بعدهم لم يحتج بحديثهم في الصحيح ولم يسقطوا، ثم قال: (فجميع من ذكرناهم في هذا النوع بعد الصحابة والتابعين فمن بعدهم قوم قد اشتهروا بالرواية ولم يعدوا في الطبقة الأثبات المتقنين الحفاظ والله أعلم) المعرفة ص 254 - 255وهذه زيادة مهمة على ترجمة بكر من اللسان ..
*****************
و كم كنت أود ألا يركز في النقد على حال مهدي أو بكر، لأن العلة من المخالفة القوية، فقد خالف مهدي لو كان الراوي عنه ثقة: العباس بن عثمان الدمشقي و المؤمل بن الفضل و كلاهما ثقة.
هذا ما لزم ذكره، والله أسأل لي و للشيخ أبي محمد التوفيق والسداد في القول و العمل
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، و صلى الله على نبينا محمد و آله وصحبه و سلم.
¥(40/124)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[31 - 03 - 04, 02:28 ص]ـ
أخى الفاضل المبارك / أبو تيمية
وفقنى الله وإيَّاكم، وحفظ دينكم ودنياكم.
قلت: ((فجزاكم الله خيرا، وبارك فيكم، وفي علمكم .. ))
وأقول: آمين. وأجزل الله ثوابكم، ورفع قدركم، وأعزكم فى الدنيا والأخرة، ونفع بكم إخوانكم والمسلمين أجمعين. فمثلكم ممن يستوجب تكرار الدعاء، بل والمدح والثناء. جمعنى الله وإياكم فى مستقر رحمته.
قلت: ((والحقيقة أنني: كنت أتمنى و أرجو ألاَّ يؤدي ما ذكرته من تنبيهات بي ولا بكم إلى بذل مزيد من الوقت في التعقيب على ما ذكرتم – حفظكم الله –)).
وأقول: يا أخى الحبيب. إن كنت تظن أن المباحثة بينى وبينك مما يبذل فيه الوقت والجهد بلا فائدة ولا طائل، فلو أردتَ طى بساطها أجبتك لطلبتك، ولكنى حريص على مباحثتك واستخراج خبئك، كيف وقد علمتك مثلى ممن أضرَّهم حبُّ شيخ الإسلام أبى العباس تقى الدين بن تيمية، وربما زدت عليك حبى لشيخ الأصوليين وإمام الجدليين تقى الدين بن دقيق العيد المصرى، وكلاهما مناظر حجَّاج، ربما سُئل عن مسألة، فأجاب فيها وأطال. ووالله إنى لأحبك فى الله، وفى مباحثتك فوائد تكاثر عديد الحصى، وكأنى بإخواننا يلتمسون هاتيك الفوائد، وأنا أول ملتمسيها وراجى عوائدها.
قلت: ((وأجدني مضطرا إلى الإجابة عما ذكرتموه)).
وأقول: بل هو واجب عليكم مفروض، وحق لى اشترط عليكم الوفاء به.
قلت: ((أما قولكم حفظكم الله: الثانى: لا أظن أحداً يفهم من قولى: وذكرا ـ أعنى البخارى وأبا حاتم ـ ممن روى عنه: إبراهيم بن محمد بن حاطب القرشي، وأبو العميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري، وعبد الملك بن عمير. أن كلَّ واحدٍ منهما ذكر هؤلاء الرواة فى ترجمته كما فهمتَهُ، بل الواضح البين أن معرفة هؤلاء الرواة الأربعة مستفاد من الترجمتين معاً، وليس من كل واحدةٍ على حدة. وإنما جمعتهما هكذا للاعتبار السالف الذكر)).
أقول: هذا صحيح، لو كان الإمامان البخاري و أبو حاتم يتكلمان عن راو واحد، أَمَا وقد فرقَ بينهما البخاري، فلا ينبغي الجمع بينهما إلا مع بيانٍ واضح، وهذا ظاهر .. ولا يخفى عليكم اعتراضات الأئمة بعضهم على بعض في باب أوهام الجمع و التفريق بين الرواة .. ))
ولذا قلت آنفا: ((يفهم منه أن البخاري ممن ذكر أبا العميس والركين في جملة من روى عنه، و ليس الأمر كذلك، فالبخاري فرق بين أبي طلحة الأسدي و راوي هذا الحديث، وجمع بينهما ابن أبي حاتم، متابعة لأبيه. و كأن مسلما يذهب إلى ما ذهب إليه شيخه البخاري. والتنبيه لا على كونهما واحدا أو اثنين؛ إنما لإيضاح تفرقة البخاري بينه و بين راوي حديثنا)). ولو كان الكلام عن راو واحد، فلا شي في عبارتكم)).
وأقول: كأنى بكم ـ أعزكم الله ـ لا تزالون مقتنعين أنهما ـ أعنى أبا طلحة الأسدى وراوى هذا الحديث ـ اثنان، لذا لا تقرون بصحة جمعهما، على أننى أشك أنكم على ثلج ورضا بهذا الاقتناع، لذا قلتم: أبو طلحة الأسدى وراوى هذا الحديث، وإلا فما اسمه إذن، إن كان الأول أبا طلحة؟.
والذى أعتقد صحته وأستيقن به: أنهما واحد، إذ لابد من القطع برأىٍ واضحٍ ومذهبٍ صريح، لأن له تعلق بما نحن فيه من بيان صحة الحديث، والوقوف على طرقه ومتابعاته. وهو كذلك رأى الإمام أبى حاتم الرازى وابنه ((الجرح والتعديل)) (9/ 396/1885)، والحافظ الحجة أبي الحجاج المزى فى ((تهذيب الكمال)) (33/ 439)، والحافظ العلم الذهبى فى ((الكاشف)) (2/ 437/6697)، والحافظ العسقلانى فى ((تهذيب التهذيب)) (12/ 154).
واكتفى بنقل رأى الحافظ العسقلانى ففيه زيادات وفوائد، فقد قال: ((أبو طلحة الأسدي. روى عن: ابن عباس، وأنس، وأبي عمرو الشيباني. وعنه: عبد الملك بن عمير، وإبراهيم بن محمد بن حاطب، والأعمش، والركين بن الربيع، وأبو العميس عبيد الله بن عبد الله المسعودي. له في ((السنن)) ـ يعنى لأبى داود ـ أثر في الزجر عن البناء إلا ما لا بد منه)) اهـ. فهذا والذى لا إله غيره بيان واضح فائق الحسن والجودة، ودال على المقصود والمراد.
¥(40/125)
وأما الاستدلال بوقوع الاختلاف بين الأئمة فى باب الجمع والتفريق، وجعلكم إياه حجة على ترك البيان والتصريح برائٍ واضح. فهذا شبيه بقول من قال: لنا فى اختلافهم حجة فيما نحن فيه من خلاف الحق وترك الصواب، لإنهم لم يجمعوا على الحق. وسامحنى أخى، هذا مفهوم قولكم، على أننى أجزم أنكم تدينون الله بخلافه. وأما أنا فلا أرى الخلاف واسعاً مع اتفاق هؤلاء الأئمة المقتدي بأقوالهم، ولهذا جزمت من غير شكٍ ولا ارتيابٍ: أنهما واحد.
قلت: ((وأما قولكم حفظكم الله: وأنت موافقى على تصحيح الحديث من حيث الإجمال.
أقول: بارك الله فيكم، لكني حقيقة لا أوافق على صحته؛ لأني لا أرى برهانا على ذلك.
كيف وقد أعللت ما ذكرتم من المتابعة، وأما رواية أبي طلحة، فأمسكت عن الكلام عليها، تركا للإطالة لا غير، ونقلت قول ابن حجر إشارة إلى ما فيها اختصارا)).
وأقول: هذه والله الحيدة عن الفائدة التى نرجوها، فإنَّ البحث كله يدور على رواية أبى طلحة، وتقرير صحتها، فهذه كالأصل، وما عداها كالفروع، ثم تقولون: نمسك عن الكلام علي الأصل تركاً للإطالة، ثم تطيلون فى الفروع. أليس هذا عجيباً!!. ثم ما أفادكم قول الحافظ ابن حجر، ولماذا لم تنقلوه بتمامه، ألأنه على خلاف ما فهمتم منه. فقد قال فى ((فتح البارى)): ((وقد أخرج أبو داود أيضا من حديث أنس رفعه: ((أما إن كل بناء وبال على صاحبه، إلا ما لا، إلا ما لا)) أي إلا ما لا بد منه. ورواته موثقون إلا الراوي عن أنس، وهو أبو طلحة الأسدي، فليس بمعروف، وله شاهد عن واثلة عند الطبراني)) اهـ. فلو كان هذا إعلالاً، فما الداعى لذكر شاهده من حديث واثلة بن الأسقع، على أن إسنادَه واهٍ بمرة، ففيه هانئ بن المتوكل الإسكندرانى، وبقية بن الوليد وقد دلسه. فقد قال الطبرانى ((الكبير)) (22/ 55/131): حدثنا عمرو بن بن السرح المصري ثنا هانئ بن المتوكل الإسكندراني ثنا بقية بن الوليد عن الأوزاعي عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل بنيان وبال على صاحبه إلا ما كان هكذا ـ وأشار بكفه ـ، وكل علم وبال على صاحبه يوم القيامة إلا من عمل به)).
وكذلكم، لا نقركم على إعلال المتابعة التى ثبتت صحتها، كما لم نرضى عن سكوتكم على حديث الأصل، تزعمون تركاً للإطالة.
قلت: ((وقولكم حفظكم الله: (الثانى) إنما اخترتُ رواية عبد الأعلى بن عبد الله بن أبى فروة عن إسحاق، لإنها الأجود إسناداً، والأشبه بصحيح حديث الوليد بن مسلم، فقد سمعه من عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة المدني، أحد ثقات المدنيين، ممن له رواية وأحاديث عدَّة عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة. وهو أعلى وأرفع منزلة من ابنه عيسى بن عبد الأعلى، الذى عارضتَ بروايته رواية أبيه الثقة، مع إقرارك بأنه لا يدرى حالُ الابن، ولا يكاد يُعرف!!، كما قاله الحافظان الذهبى والبوصيرى.
فأقول: فيه ما يحسن التنبيه عليه تفصيلا:
أما قولكم (لإنها الأجود إسناداً)، فما أدري كيف جعلتموها الأجود إسنادا مع أنها معلة بما قد ذكرت لكم، فقد خولف راويها في إسنادها، و المخالف له ثقتان كما قد فصلت أعلاه.
قلت: لست وحدى الذى جعلتها الأجود إسناداً، فهاك هو الشيخ العلامة محدَّث وقتنا الشيخ الألبانى، والذى أوقفتننى على تراجعه عن تضعيف الحديث إلى تصحيحه، ينفى ما تزعمون أنه علة، وهذا نص كلامه ـ طيَّب الله ثراه ـ كما نقله الأخ الكريم المستكشف بعاليه: ((الرابعة: عن إسحاق بن أبي طلحة عن أنس به مختصرا، وفيه زيادة ((يرحمه الله)) مرتين:
أخرجه ابن ماجه (4161) قال: حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة حدثني إسحاق بن أبي طلحة ... كذا قال: ((عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة)). وقد ذكر الذهبي وغيره أنه لا يعرف، وقد جاء هكذا مسمى في حديث آخر في صلاة العيد في المسجد يوم المطر، وهو من رواية الوليد أيضا عنه، وهو مخرج في ((ضعيف أبي داود 212))، فلا أدري ممن الخطأ؟ أهو من الوليد نفسه، أم من العباس بن عثمان الراوي عنه.
¥(40/126)
فقد قال ابن حبان في ((ثقاته)) (8/ 511): ((ربما خالف))، وقد خالفه مهدى بن جعفر الرملي، فقال: ثنا الوليد بن مسلم قال: ثنا عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، عن إسحاق بن أبي طلحة به مختصرا.
أخرجه الطبرانى في ((الأوسط)) (1/ 174/2/ 3233)، ومن طريقه الضياء المقدسي في ((المختارة)) (1/ 484): حدثنا بكر بن سهل قال: ثنا مهدي بن جعفر الرملي .... ، وقال الطبراني: ((لم يروه عن إسحاق بن عبد الله إلا عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة، تفرد به الوليد)).
قلت: وهو ثقة من رجال الشيخين، ولكن يُخشى منه تدليس التسوية، وقد صرح بالتحديث في كل السند في رواية العباس الدمشقي المتقدمة، فلا أدري إذا كان ذلك محفوظا. وتسمية الرملي لشيخ الوليد ((عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة)) أرجح عندي من تسمية العباس إياه: ((عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة))؛ لأنه هو المعروف بروايته عن إسحاق بن عبد الله، وعنه الوليد بن مسلم، ولعله لذلك أخرجه الضياء في ((المختارة))، لكن بكر بن سهل أورده الذهبي في ((الضعفاء)) وقال: ((متوسط، ضعفه النسائي)). وهذا ملخص من قوله في ((الميزان)): ((حملَ الناسُ عنه، وهو مقاربُ الحالِ، قال النسائي: ضعيف)). قلت: فإن كان هو عيسى؛ فهو مجهول. وإن كان عبد الأعلى؛ فهو ثقة.
وعلى الأول؛ فهو إن لم يزد الحديثَ قوةً فلا يضره، وعلى الآخر؛ يكون الإسناد صحيحا إن سلم من تدليس الوليد بن مسلم. والله أعلم.
وأقول: فهذا الذى ذكر الشيخ الألبانى، والذى أطالعه لأول مرة، موافق فى بعض معانيه لما تعترضون علىَّ، وأصرح شئٍ فى كلامه دلالةً على المقصود قوله:
((وتسمية الرملي لشيخ الوليد ((عبد الأعلى بن عبد الله بن أبي فروة)) أرجح عندي من تسمية العباس إياه: ((عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة))؛ لأنه هو المعروف بروايته عن إسحاق بن عبد الله، وعنه الوليد بن مسلم)). ولا يغيبنَّ عنكم أننى سبق أن عبرت عن سرورى بتراجع الشيخ عن التضعيف إلى التصحيح، وقلت: ((وقد أثلجت صدرى حين أعلمتنى بتصحيح الشيخ الألبانى لهذا الحديث)).
أخى المبارك، ورغبةً منى فى التعرف على المزيد من علمكم، أقف عند هذا الحد من تعقبكم النافع، على أن نعود إلى مناقشة بقية التعقب بنوعٍ من التؤدة عسانا نستفيد او نفيد. قدَّر الله لى ولكم الخير حيث شاء، ووفقنى وإياكم إلى سبل السداد والصواب.
ـ[خالد صالح]ــــــــ[31 - 08 - 06, 10:00 م]ـ
جزاكم الله خيراً شيخنا الحبيب.(40/127)
عدَّة رجال الصحيحين الذين وصفهم ابن حجر بقوله ((مقبول))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 03 - 04, 12:46 م]ـ
عدَّة رجال الصحيحين الذين وصفهم ابن حجر بقوله ((مقبول))
عونَك اللهمَّ وتأييدَك
وإرشادَك إيَّانا سُبلَ الخَيرِ وتسديدَك
الحمد لله المتعزِّز فى عليائه، المتوحِّد فى عظمته وكبريائه، النافذ أمرُه فى أرضه وسمائه، حمدا يكافئ المزيد من أفضاله ونعمائه، ويكون ذخراً لقائله عند ربه يوم لقائه. والصلاة والسلام الدائمان على المصطفى من رسل الله وأنبيائه، ورضى الله عن آله وصحبه وأصفيائه. وبعد ...
فقد ذكر الحافظ ابن حجر العسقلانى فى كتابه ((تقريب التهذيب)) فى مرتبة ((مقبول)) جماعة من الثقات، ممن احتجَّ بهم الشيخان فى ((الصحيحين))، وخرَّج أئمة الصحاح أحاديثهم، وتمام هذا النمط من الثقات فى ((التقريب)): أربع ومائة (104) راوياً.
ولا يغيبن عنك ـ بادئ ذى بدء ـ أن طبقات الرواة كما فصَّلها الحافظ فى مقدمة ((التقريب)) منحصرة فى اثنتى عشرة طبقة، وأن أول هذه الطبقات الصحابة على اختلاف مراتبهم، وآخرها صغار الآخذين عن تبع الأتباع أمثال: الحافظين عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن نصر المروزى.
وهؤلاء المقبولين من رجال الصحيحين موزعون على هذه الطبقات المتفاوتة، وهاك بيانهم، مبتدئاً بمن خرَّجا له، وإليه الإشارة بعلامة [خ م]، ثم بمن تفرد عنه البخارى، وإليه الإشارة بعلامة [خ]، ثم بمن تفرد عنه مسلم، وإليه الإشارة بعلامة [م]:
[الطبقة الثانية] 3 رواة، وبيانهم:
(1) مالك بن مالك بن جعشم بن مالك بن عمرو المدلجى. [خ]
(2) خالد بن عمير العدوى البصرى. [م]
(3) طلق بن معاوية النخعى أبو غياث الكوفى. [م]
[الطبقة الثالثة] 30 راوياً، وبيانهم:
(1) رافع المدنى بواب مروان بن الحكم. [خ م]
(2) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر التيمى المدنى. [خ م]
(3) عمر بن عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث الزهرى المدنى. [خ م]
(4) معبد بن كعب بن مالك الأنصارى السلمى المدنى. [خ م]
(5) إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبى ربيعة المخزومى المدنى. [خ]
(6) عبيد بن أبى مريم المكى. [خ]
(7) عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة بن جرثومة الأزدى. [خ]
(8) نبهان القرشى الجمحى أبو صالح المدنى والد صالح مولى التوأمة. [خ]
(9) يزيد بن أبى كبشة السكسكى الشامى الدمشقى. [خ]
(10) أبو بكر بن عبيد الله بن أبى مليكة التيمى المكى. [خ]
(11) جعفر بن أبى ثور عكرمة السوائى أبو ثور الكوفى. [م]
(12) جعفر بن عمرو بن حريث القرشى المخزومى الكوفى. [م]
(13) حبيب الأعور المدنى، مولى عروة بن الزبير. [م]
(14) خالد بن غلاق القيسى أبو حسان البصرى. [م]
(15) عامر بن سعد البجلى الكوفى. [م]
(16) عبد الله بن شهاب الخولانى أبو الجزل الكوفى. [م]
(17) عبد الله بن محمد بن معن المدنى. [م]
(18) عبد الرحمن بن بشر بن مسعود أبو بشر المدنى الأزرق. [م]
(19) عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة بن نوفل الزهرى أبو المسور المدنى. [م]
(20) عبد الرحمن بن مهران المدنى أبو محمد مولى الأزد. [م]
(21) مسلم بن قرظة الأشجعى الشامى. [م]
(22) مصدع أبو يحيى الأعرج المعرقب، مولى معاذ بن عفراء. [م]
(23) المنذر بن جرير بن عبد الله البجلى الكوفى. [م]
(24) وهب بن ربيعة الكوفى. [م]
(25) يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفى الطائفى. [م]
(26) أبو بكر بن عمارة بن رويبة الثقفى الكوفى. [م]
(27) أبو سعيد مولى المهرى. [م]
(28) أبو شعبة الكوفى مولى سويد بن مقرن المزنى. [م]
(29) أبو عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود الأسدى. [م]
(30) أبو عبيدة بن عقبة بن نافع الفهرى المصرى. [م]
[الطبقة الرابعة] 16 راوباً، وبيانهم:
(1) القاسم بن عاصم التميمى الليثى البصرى. [خ م]
(2) عطاء أبو الحسن السوائى الكوفى. [خ]
(3) أبو يزيد المدينى البصرى. [خ]
(4) سالم بن أبى سالم الجيشانى المصرى. [م]
(5) صهيب أبو الصهباء البكرى البصرى. [م]
(6) عبد الله بن عمرو بن عبدٍ القارى، ابن أخى عبد الرحمن بن عبدٍ القارى. [م]
¥(40/128)
(7) عبد الله بن واقد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوى المدنى. [م]
(8) عبد الرحمن بن عبد الله المازنى أبو حمزة البصرى، جار شعبة. [م]
(9) مسلم بن هيصم العبدى. [م]
(10) مسلم بن يسار المصرى أبو عثمان الطنبذى، جليس أبى هريرة. [م]
(11) موسى بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصارى المدنى. [م]
(12) أبو سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز الخزاعى. [م]
(13) أبو شمر الضبعى البصرى. [م]
(14) أبو عيسى الأسوارى البصرى. [م]
(15) أبو يحيى مولى آل جعدة بن هبيرة المخزومى. [م]
(16) أبو الوليد المكى، يقال أنه: سعيد بن ميناء. [م]
[الطبقة الخامسة] 4 رواة، وبيانهم:
(1) عمر بن عبد الرحمن بن محيصن السهمى أبو حفص المكى. [م]
(2) يحيى بن يزيد الهنائى أبو نصر البصرى. [م]
(3) يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمى. [م]
(4) أبو عصام البصرى. [م]
[الطبقة السادسة] 19راوياً، وبيانهم:
(1) عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام الأسدى المدنى. [خ م]
(2) محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب المطلبى. [خ م]
(3) معن بن محمد بن معن بن نضلة بن عمرو الغفارى. [خ م]
(4) أبو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف الأنصارى الأوسى المدنى. [خ م]
(5) معمر بن يحيى بن سام بن موسى الضبى الكوفى. [خ]
(6) أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحى. [م]
(7) بكير بن عبد الله الطائى الكوفى، المعروف بالضخم. [م]
(7) خالد بن عبد الله بن حرملة المدلجى. [م]
(8) عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس الحجازى. [م]
(9) عبد الله بن عبيد الله بن أبى رافع المدنى. [م]
(10) عبد الله بن كثير بن المطلب بن أبى وداعة السهمى المكى. [م]
(11) عبد الله بن هانىء بن عبد الله بن الشخير العامرى الحرشى. [م]
(12) عبد الرحمن بن أبى الشعثاء المحاربى الكوفى، أخو أشعث. [م]
(13) عبيد الله بن عبد الله بن الأصم العامرى. [م]
(14) عمر بن إسحاق المدنى مولى زائدة. [م]
(15) مختار بن صيفى الكوفى. [م]
(16) مسعود بن مالك بن معبد الأسدى الكوفى. [م]
(17) الوليد بن حرب الأشعرى الكوفى. [م]
(18) الوليد بن عطاء بن خباب الحجازى. [م]
(19) يزيد بن أبى سعيد المدنى مولى المهرى. [م]
[الطبقة السابعة] 9 رواة، وبيانهم:
(1) عبيد الله بن محرز الكوفى. [خ]
(2) عمر بن العلاء بن عمار المازنى، أخو أبى عمرو بن العلاء. [خ]
(3) محمد بن عبد الله بن أبى عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبى بكر التيمى المدنى. [خ]
(4) سعيد بن عبد الرحمن بن أبى سعيد الخدرى، الأنصارى، المدنى. [م]
(5) شعيب بن صفوان بن الربيع بن الركين الثقفى، أبو يحيى الكوفى. [م]
(6) عقبة بن التوأم. [م]
(7) محمد بن شيبة بن نعامة الضبى الكوفى. [م]
(8) محمد بن عبد الرحمن بن عنج نزيل مصر. [م]
(9) مهاجر بن مسمار الزهرى المدنى، أخو بكير بن مسمار. [م]
[الطبقة الثامنة] راويان، وبيانهم:
(1) جابر بن إسماعيل الحضرمى أبو عباد المصرى. [م]
(2) هشام بن سليمان بن عكرمة بن خالد بن العاص المخزومى المكى. [م]
[الطبقة العاشرة] 8 رواة، وبيانهم:
(1) بور بن أصرم أبو بكر المروزى. [خ]
(2) عبد العزيز بن عثمان بن جبلة بن أبى رواد أبو الفضل المروزى. [خ]
(3) على بن حفص المروزى أبو الحسن العسقلانى. [خ]
(4) يحيى بن قزعة المكى المؤذن. [خ]
(5) رفاعة بن الهيثم بن الحكم أبو سعيد الواسطى. [م]
(6) عيسى بن المنذر السلمى أبو موسى الحمصى. [م]
(7) موسى بن خالد أبو الوليد الشامى ختن الفريابى. [م]
(8) يحيى بن أبى عمر، والد محمد بن يحيى بن أبى عمر العدنى. [م]
[الطبقة الحادية عشرة] 10 رواة، وبيانهم:
(1) شجاع بن الوليد أبو الليث البخارى. [خ]
(2) على بن عبد الله بن إبراهيم البغدادى. [خ]
(3) على بن الهيثم البغدادى صاحب الطعام. [خ]
(4) محمد بن جعفر بن أبى مواتية، أبو جعفر العلاف، المعروف بالفيدى. [خ]
(5) أحمد بن جعفر المعقرى أبو الحسن البزاز المكى. [م]
(6) عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر بن عبد الرحمن بن وابصة الأسدى. [م]
¥(40/129)
(7) عبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس المخزومى أبو يحيى المكى. [م]
(8) محمد بن قدامة بن إسماعيل السلمى أبو عبد الله البخارى. [م]
(9) موسى بن قريش بن نافع التميمى البخارى. [م]
(10) يحيى بن محمد بن معاوية المروزى، أبو زكريا اللؤلؤى. [م]
[الطبقة الثانية عشرة] 3 رواة، وبيانهم:
(1) الحسين بن يحيى بن جعفر بن أعين البارقى البخارى البيكندى. [خ]
(2) حماد بن حميد الخراسانى، قال البخارى: صاحب لنا. [خ]
(3) محمد بن النضر بن عبد الوهاب النيسابورى. [خ]
فهذا تمام عدَّة الثقات المحتجِّ بهم فى ((الصحيحين))، والموسومين بـ ((مقبول)) عند الحافظ ابن حجر.
[بيان أول] عرَّف الحافظ ((المقبول)) بقوله: ((من ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله)).
وقال الشيخ وليد بن حسن العانى ـ طيَّب الله ثراه ـ فى كتابه القيم ((منهج دراسة السانيد)) (ص52): ((لقد تتبعت الكثير من هؤلاء المقبولين، فرأيت غالبهم ممن له الحديث الواحد، أو الحديثان، وقلَّ منهم من يتناول الثلاثة، أما فوقها فهو نادر. وأكثر راوٍ أدخله ابن حجر فى هذه المرتبة راوياً عنده ستة أحاديث)) اهـ.
قلت: بل أكثر راوٍ فى المقبولين من له ستة وعشرون حديثاً، وهو يحيى بن قزعة المؤذن المكى شيخ البخارى، فله عنه من روايته عن إبراهيم بن سعد الزهرى: إحد عشر حديثاً، ومن روايته عن مالك بن أنس: خمسة عشر حديثاً، فتمام أحاديثه فى ((صحيح البخارى)) ستة وعشرون حديثاً، ولا أعلم أحداً من المقبولين له هذا العدد من الأحاديث. وقد استقصيت أحاديثه فى ((المنهج المأمول ببيان معنى قول ابن حجر مقبول))، ومن لطائف أحاديثه:
(1) قال البخارى (4286. فتح): حدثنا يحيى بن قزعة ثنا مالك عن ابن شهاب عن أنس بن مالك: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ، وَعَلَى رَأْسِهِ الْمِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ، جَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: ابْنُ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بِأَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: ((اقْتُلْهُ)). قَالَ مَالِكٌ: وَلَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا نُرَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ يَوْمَئِذٍ مُحْرِمًا.
(2) قال البخارى (4412. فتح): حدثنا يحيى بن قزعة ثنا مالك عن ابن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن عباس أخبره: أَنَّهُ أَقْبَلَ يَسِيرُ عَلَى حِمَارٍ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ بِمِنًى فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يُصَلِّي بِالنَّاسِ، فَسَارَ الْحِمَارُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، ثُمَّ نَزَلَ عَنْهُ، فَصَفَّ مَعَ النَّاسِ.
(3) قال البخارى (5353. فتح): حدثنا يحيى بن قزعة ثنا مالك عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوِ الْقَائِمِ اللَّيْلَ، الصَّائِمِ النَّهَارَ)).
(4) قال البخارى (3689. فتح): حدثنا يحيى بن قزعة ثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَقَدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ، فَإِنَّهُ عُمَرُ)).
[بيان ثانٍ] تمام عدَّة المقبولين فى ((التقريب)) من الرجال: ألف وخمسمائة وخمسة وثلاثون (1535) راوياً، موزعون على الطبقات المتفاوتة، وأكثرهم عدداً رجال الطبقة الثالثة، فهم يبلغون أربعمائة (400) راوٍ، وأقلهم رجال الطبقة الثانية عشر، إذ يبلغون ستة وعشرين راوياً فقط. وأما النساء، فعدَّتهن: خمس وستون (65) امرأةً، موزعات على الطبقات من الثانية حتى السابعة، وأكثرهن عدداً نساء الطبقة الثالثة، فهن يبلغن أربعين امرأةً، وأقلهن عدداً فى الطبقة السابعة، ففيها امرأة واحدة، هى غبطة بنت عمرو أم عمرو المجاشعية البصرية.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى. وآخر دعوان أن الحمد لله رب العالمين.
وأملاه أبو محمد الألفى
وكتبه بكر أولاده محمد أحمد شحاته
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[27 - 03 - 04, 09:54 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي شيخنا أبو محمد الألفي
جزاكم الله تعالى خيرا على هذا الجهد
لقد قمت بمطابقة إحصائكم على ما عندي، فوجدتني قد زدت واحدا، هو
8049 ـ أبو الحسن مولى بني نوفل، مقبول من الرابعة م د س ق
ثم بحثت عن حديثه عند مسلم فلم أجد له حديثا، ثم عدت إلى التهذيب فوجدته رُقم عليه د س ق، فعرفت فضلكم وتيقظكم جزاكم الله تعالى خيرا
أخوكم أبو بكر ماهر بن عبد الوهاب علوش.
¥(40/130)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 03 - 04, 10:20 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر بن عبدالوهاب
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفي شيخنا أبو محمد الألفي
عرفت فضلكم وتيقظكم جزاكم الله تعالى خيرا
أخوكم أبو بكر ماهر بن عبد الوهاب علوش.
الأخ المكرم الطيب الشيخ / أبو بكر
دعاءكم لى شفاء، واحتفاءكم بى دواء.
فجزاكم الله خيراً، ووفقنى وإياكم لخدمة السنة الشريفة، على صاحبها أفضل الصلاة وأزكاها.
وأما بخصوص الإحصاء، فإنما التوفيق من الله وحده، على أننى أجزم وأقطع فى قرارة نفسى أن: العلم لا ينال براحة الأجسام.
ـ[المستكشف]ــــــــ[28 - 03 - 04, 01:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا
فائدة:
قد نبّه على هذا أيضا الشيخان (شعيب وبشار) في (تحرير التقريب/ ط الرسالة)، وكذا عادل مرشد في (التقريب / ط الرسالة).
وهو على الصحة في (تقريب ط / العاصمة ص (1134) / ت الشيخ شاغف الباكستاني، ولم يشر لخلاف في الأصول التي اعتمد عليها)
وهو على الصواب أيضا في:
(ت الكمال / ط الرسالة: 33/ 245 رقم 7313)
(والطبعة الجديدة / ط الرسالة: 8/ 289 رقم: 7908)
(ومخطوط دار المأمون 3/ 1598)
واما طبعة (دار المعرفة / بيروت / تحقيق (؟!) خليل مأمون شيحا؛ فقد وقعت فيها طامة، فقال:
9232 ـ أبو الحسن مولى بني نوفل، مقبول من الرابعة (م د ق)
فأسقط الرمز (س) رقم النسائي!
وقد ذكر في المقدمة مراجع كثيرة منها (مجموعة التهذيب) زعم أنه حقق عليها الكتاب، وهذا كما يبدو كذب علمي يؤكده (الخطايا) الكثيرة التي في طبعته، فالله المستعان.
وهو على الصواب أيضا في كتاب التذكرة للحسيني (ط / مكتبة الخانجي / ت الشيخ رفعت فوزي: 4/ 2017 رقم 8174)
ولكن الشيخ المحقق أشار في الحاشية أن في التقريب زيادة الرمز (م)، فقال: (+ م)، ولم يحرر المسألة.
ـ[ alhwri] ــــــــ[29 - 03 - 04, 12:19 ص]ـ
**شيخنا الفاضل أبومحمد الألفى.**
متعك الله بالصحة والعافية ..
نرجوا منك أن تتحفنا بذكر باقى عدد الرواة فى الكتب الستة .. ممن قال
فيهم ابن حجر مقبول ..
أبو الأشبال السكندرى ..
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[29 - 03 - 04, 03:28 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة alhwri
نرجوا منك أن تتحفنا بذكر باقى عدد الرواة فى الكتب الستة .. ممن قال فيهم ابن حجر مقبول ..
أبو الأشبال السكندرى ..
أخى الحبيب وخريجى النجيب / أبو الأشبال الهوارى
جزاك الله خير ما جازى محبَّاً عن حبيبه.
تعلم حبى لك، ورغبتى فى اصطفاءك فى الله، فإجابتك فرض واجب، وحق لازم، وإنما هو الوقت والفراغ، أسأل الله أن يبارك لنا فى أعمارنا ويمتعنا بأسماعنا وأبصارنا، وأن يجعلهما الوارث منا.
والبحث كله تام مكتمل، وسأكتبه على الملتقى المبارك تباعاً، إن شاء الله تعالى.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 03 - 04, 11:21 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة alhwri
** شيخنا الفاضل أبومحمد الألفى.**
متعك الله بالصحة والعافية ..
نرجوا منك أن تتحفنا بذكر باقى عدد الرواة فى الكتب الستة .. ممن قال
فيهم ابن حجر مقبول ..
أبو الأشبال السكندرى ..
بإمكانك الاستعانة ببرنامج تراجم رواة الحديث حيث يظهر لك ما تريد بسهولة
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 03 - 04, 04:32 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
بإمكانك الاستعانة ببرنامج تراجم رواة الحديث حيث يظهر لك ما تريد بسهولة
؟؟؟.
كنا إلى وقتٍ قريبٍ نتلقى العلم عن الشيوخ وكبراء حملة العلم ووعاته، ونفخر بالإجازات والمناولات والسماع، فرحم الله أياماً أسعفنا الزمان فيها بلقاء الكبراء والتلقى عنهم، واليوم ظهر من يدعو طلبة العلم إلى استعمال البرامج الآلية والميكانيكية التى لا تفهم ولا تعقل ، فليسعد الخاملون والكسالى فقد كفوا مشقة الذهاب إلى مجالس العلماء، ولماذا يتعبون والبرامج الآلية قد أغنتهم.
أهذا حق العلم والعلماء؟؟
ـ[المستكشف]ــــــــ[30 - 03 - 04, 07:20 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخي وأبي الفاضل: أبا محمد الألفي.
ومصداقا لما قلتَ ـ حفظك الله تعالى ـ عن هذه البرامج الميكانيكية، فهذا مثال يكشف عن مدى اتساع الهوة بين البحث الميكانيكي والعلم الحقيقي:
فهذا برنامج صخر، والذي يُعد على رأس قائمة هذه البرامج، قد استعنت به على بحث يتعلق بشيوخ حبيب بن أبي ثابت في الكتب التسعة، فكانت المفاجأة؛
ثمانية من الشيوخ لم يستطع البرنامج الوقوف عليهم، وهاك عدتهم:
(1) ـ حكيم بن حزام.
(2) ـ سليم بن أسود المحاربي أبو الشعثاء.
(3) ـ عبد الله بن حبيب السلمي أبو عبد الرحمن.
(4) ـ عروة بن عامر القرشي.
(5) ـ عكرمة مولى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ.
(6) - سيدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (زين العابدين) عليه السلام.
(7) ـ أبو موسى الحذاء.
(8) ـ أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها.
وفيه غير ما ذكرت الشيء الكثير.
************************
فائدة تتعلق بترجمة حبيب بن أبي ثابت:
يوجد في فهرس الرواة السنن الكبرى للنسائي (ط / مؤسسة الرسالة ـ ج 11 ص 176) عدة أخطاء:
411، الصواب 511
4525، الصواب أن هذا الحديث خاص بحبيب ابن الشهيد
10001، الصواب أن هذا الحديث خاص بحبيب ابن الشهيد
5831، الصواب 5830
ويستدرك عليهم المواطن التالية:
5040
6905
7318
والله أعلم.
¥(40/131)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[31 - 03 - 04, 01:57 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المستكشف
جزاك الله خيرا شيخي وأبي الفاضل: أبا محمد الألفي.
ومصداقا لما قلتَ ـ حفظك الله تعالى ـ عن هذه البرامج الميكانيكية، فهذا مثال يكشف عن مدى اتساع الهوة بين البحث الميكانيكي والعلم الحقيقي:
فهذا برنامج صخر، والذي يُعد على رأس قائمة هذه البرامج، قد استعنت به على بحث يتعلق بشيوخ حبيب بن أبي ثابت في الكتب التسعة، فكانت المفاجأة؛ ثمانية من الشيوخ لم يستطع البرنامج الوقوف عليهم)).
أخى الطيب المبارك / المستكشف
وقانى الله وإيَّاك شر المبتدعات المستحدثات، ورزقنا خيرَها وصرف عنا شرَها.
صدقت والله، لا تستطيع هذه البرامج أن ترشد إلى الصواب، ولا يقف على تمام الفائدة منها، إلا من كان على دراية وعلم تام بخفايا ودقائق هذا الفن من علوم الشريعة. نفعنى الله وإيَّاك بما علمنا.
ووالله، لقد أجبتك عما سألتنى عنه قبل، ولكن لم يمكننى الوقوف على عنوانك البريدى، فهلا بعثت به إلىَّ على عنوانى!.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 10 - 04, 02:53 ص]ـ
الحمد لله المتعزِّز فى عليائه، المتوحِّد فى عظمته وكبريائه، النافذ أمرُه فى أرضه وسمائه، حمدا يكافئ المزيد من أفضاله ونعمائه، ويكون ذخراً لقائله عند ربه يوم لقائه. والصلاة والسلام الدائمان على المصطفى من رسل الله وأنبيائه، ورضى الله عن آله وصحبه وأصفيائه. وبعد ...
فقد ذكرت لك فى المقال السابق عدَّة رجال الصحيحين الذين وصفهم ابن حجر بقوله ((مقبول))، وعلمت أنهم أربع ومائة (104) راوٍ، موزعون على الطبقات من الثانية حتى الثانية عشرة. وهذا حين الشروع فى:
(1) بيان أحاديث بعض هؤلاء الثقات المقبولين، التى جعلتها كنماذج للإبانة والافصاح عن مقصود الحافظ بهذا المصطلح.
(2) بيان أن أكثر هذه الأحاديث أصول فى أبوابها، ولم يتابع عليها رواتها، ومع ذلك احتج بها الشيخان فى أصح كتب الحديث مطلقاً ((الصحيحين)).
على أننى قد أطلت بيان أحاديث كل هؤلاء الثقات فى ((المنهج المأمول ببيان معنى قول ابن حجر مقبول))، وإنما اقتصرت هاهنا على تتمات الأمر وغاياته، فنقول والله المستعان.
فمن رجال الطبقة الثالثة:
(1) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر التيمى المدنى. [خ م]
قال البخارى فى ((الأشربة)) (5634. فتح): حدثنا إسماعيل حدثني مالك بن أنس عن نافع عن زيد بن عبدالله بن عمر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أم سلمة أن َّرَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)).
وقال مسلم فى ((الأشربة)) (2065): حدثنا يحيى بن يحيى قرأت على مالك عن نافع عن زيد بن عبد الله عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم)).
وحدثناه قتيبة ومحمد بن رمح عن الليث بن سعد ح وحدثنيه علي بن حجر السعدي حدثنا إسمعيل يعني ابن علية عن أيوب ح وحدثنا ابن نمير ثنا محمد بن بشر ح وحدثنا محمد بن المثنى ثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة والوليد بن شجاع قالا ثنا علي بن مسهر عن عبيد الله ح وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا الفضيل بن سليمان ثنا موسى بن عقبة ح وحدثنا شيبان بن فروخ ثنا جرير يعني ابن حازم عن عبد الرحمن السراج كل هؤلاء عن نافع بمثل حديث مالك بن أنس بإسناده عن نافع.
وهذا الحديث من أوثق الأصول التى اعتمدها الشيخان فى ((الصحيحين)).
وفى هذا البيان الوافى لإمام النيسابوريين أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيرى دلالة بيِّنة على ما أردناه من تخريجهما لحديث من وصفه ابن حجر بقوله ((مقبول)) فى الأصول، وكل من ذكر هذا المعنى ((الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ))، فإنما معتمده ومرجعُه حديث عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر التيمى الموصوف بـ ((مقبول)) عند الحافظ ابن حجر، فالناس كلهم عيال فى هذا الحديث على نافع مولى ابن عمر راويه عن زيد بن عبد الله بن عمر، ولا يصح إلا من
¥(40/132)
طربقه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر التيمى. وهو كذلك كالأصل فى إرادة ابن حجر بقوله عن الراوى ((مقبول)) توثيقَه، وليس توهينه أو تليينه كما يزعم المتأخرون، فقد قال الحافظ بلفظه فى ((فتح البارى)) (10/ 97): ((عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، هو ابن أخت أم سلمة التي روى عنها هذا الحديث. أمُّه بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، ((وهو ثقة))، ما له غير هذا الحديث)).
فهذا نص الحافظ الصريح على توثيق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر، الذى قال عنه فى ((التقريب)): ((مقبول)).
فاشدد بكلتا يديك على هذا التصريح من الحافظ ((ثقة ما له غير هذا الحديث))، وقارنه بوصفه فى ((التقريب)) بقوله ((مقبول)).
ومن تمام البيان لما قصدناه: أن نذكر تخريجات هذا الحديث للدلالة على شيوعه وشهرته، مع تفرد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر به، إذ لا يتابع عليه من طريق يثبتها أهل المعرفة بالعلل:
فقد أخرجه كذلك الشافعى ((الأم)) (1/ 10) و ((المسند)) (ص10)، والطيالسى (1601)، ويحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1717)، وابن أبى شيبة (5/ 103/24136)، وأحمد (6/ 306،304،302،300)، وإسحاق بن راهويه ((مسنده)) (124،39)، والدارمى (2036)، والنسائى ((الكبرى)) (4/ 196:195/ 6872،6873)، وابن ماجه (3413)، وأبو يعلى (6882، 6914، 6998)، وأبو عوانة ((المسند)) (5/ 218:216/ 8467:8454)، وأبو القاسم البغوى ((مسند ابن الجعد)) (3027:3024)، وابن حبان (5341)، والطبرانى ((الكبير)) (23/ 288/635:633) و ((الأوسط)) (3753) و ((مسند الشاميين)) (108)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 27و4/ 145) و ((الصغرى)) (219) و ((شعب الإيمان)) (5/ 208/6381)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (16/ 102)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (15/ 198) من طرق عن نافع عن زيد بن عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أم سلمة به.
قال الذهبى ((الكاشف)) (1/ 567/2816): ((عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. عن: أبيه، وخالته أم سلمة. وعنه: ابنه طلحة، والقاسم. ثقة)).
(2) معبد بن كعب بن مالك الأنصارى السلمى المدنى. [خ م]
قال البخارى فى ((الرقاق)) (6512):حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن معبد بن كعب بن مالك عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري أنه كان يحدِّث: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: ((مُسْتَرِيحٌ، وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟، قَالَ: ((الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ، وَالْبِلادُ، وَالشَّجَرُ، وَالدَّوَابُّ)).
وقال (6513):حدثنا مسدد ثنا يحيى عن عبد ربه بن سعيد عن محمد بن عمرو بن حلحلة حدثني ابن كعب عن أبي قتادة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ، الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ)) الحديث.
وقال مسلم فى ((الجنائز)) (950): حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن معبد بن كعب بن مالك عن أبي قتادة بن ربعي أنه كان يحدِّث أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: ((مُسْتَرِيحٌ، وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟، قَالَ: ((الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللهِ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ، وَالْبِلادُ، وَالشَّجَرُ، وَالدَّوَابُّ)).
وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق جميعا عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن محمد بن عمرو عن ابن لكعب بن مالك عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي حديث يحيى بن سعيد ((يستريح من أذى الدنيا ونصبها إلى رحمة الله)).
¥(40/133)
وأخرج حديثه كذلك يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 239. تنوير الحوالك)، وعبد الرزاق ((3/ 443/6254)، وأحمد (5/ 304،302،296)، وعبد بن حميد (193)، والنسائى ((الكبرى)) (1/ 628/2057) و ((المجتبى)) (4/ 48)، وابن حبان (3012،3007)، وأبو نعيم ((المسند المستخرج)) (3/ 33/2128،2127) و ((حلية الأولياء)) (6/ 336)، والبيهقى ((الكبرى)) (3/ 379) , ((شعب الإيمان)) (7/ 9/9264)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (13/ 62)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (28/ 237) من طرق عن معبد بن كعب عن أبى قتادة به.
قلت: وهذا حديث صحيح غريب، تفرد به معبد بن كعب بن مالك الأنصارى عن أبى قتادة، ولم يتابع عليه. ومعبد بن كعب مدنى ثقة قليل الحديث، خرَّج مالك حديثه فى ((الموطأ))، واحتجَّ به. وكذلك احتجَّا به فى ((الصحيحين))، على أن أبا حاتم الرازى لم يعرف حاله.
فقد ذكره ابن أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)) (8/ 279/1279): ((معبد بن كعب بن مالك. وكان قائد أبيه بعد ما ذهب بصره. روى عن: أبى قتادة، وجابر بن عبد الله. روى عنه: محمد بن عمرو بن حلحلة، وأسامة بن زيد، ومحمد بن إسحاق، والوليد بن كثير. سمعت أبى يقول ذلك)) كذا قال أبو حاتم الرازى، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقال أبو الحسن العجلى ((معرفة الثقات)) (2/ 285/1753): ((مدنى تابعى ثقة)). وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 432/5569)، واحتجَّ بحديثه فى ((صحيحه)).
وهذا من أوضح البيان وأفصحه أن معبد بن كعب الأنصارى الذى وصفه ابن حجر بقوله ((مقبول))، وتفرد بالرواية عن أبى قتادة، ولم يتابع، قد وثقه الأئمة وتلقوا حديثه بالقبول، وأودعوه صحاحهم. وفيه رد على من زعم أن المقبول إذا لم يتابع، فلا يحتج به!!.
(3) عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة بن جرثومة الأزدى. [خ]
قال البخارى فى ((الأدب)) (6075): حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثني عوف بن مالك بن الطفيل هو ابن الحارث وهو ابن أخي عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأمها أن عائشة حُدِّثَتْ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ فِي بَيْعٍ أَوْ عَطَاءٍ أَعْطَتْهُ عَائِشَةُ: وَاللهِ لَتَنْتَهِيَنَّ عَائِشَةُ أَوْ لأَحْجُرَنَّ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَهُوَ قَالَ هَذَا، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَتْ: هُوَ لِلَّهِ عَلَيَّ نَذْرٌ أَنْ لا أُكَلِّمَ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَبَدًا، فَاسْتَشْفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَيْهَا حِينَ طَالَتِ الْهِجْرَةُ، فَقَالَتْ: لا وَاللهِ لا أُشَفِّعُ فِيهِ أَبَدًا، وَلا أَتَحَنَّثُ إِلَى نَذْرِي، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، كَلَّمَ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِيَغُوثَ، وَهُمَا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، وَقَالَ لَهُمَا: أَنْشُدُكُمَا بِاللهِ لَمَّا أَدْخَلْتُمَانِي عَلَى عَائِشَةَ، فَإِنَّهَا لا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَنْذِرَ قَطِيعَتِي، فَأَقْبَلَ بِهِ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مُشْتَمِلَيْنِ بِأَرْدِيَتِهِمَا، حَتَّى اسْتَأْذَنَا عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالا: السَّلامُ عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَنَدْخُلُ؟، قَالَتْ عَائِشَةُ: ادْخُلُوا، قَالُوا: كُلُّنَا، قَالَتْ: نَعَم ادْخُلُوا كُلُّكُمْ، وَلَا تَعْلَمُ أَنَّ مَعَهُمَا ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا دَخَلُوا دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الْحِجَابَ، فَاعْتَنَقَ عَائِشَةَ، وَطَفِقَ يُنَاشِدُهَا، وَيَبْكِي، وَطَفِقَ الْمِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنَاشِدَانِهَا إِلا مَا كَلَّمَتْهُ، وَقَبِلَتْ مِنْهُ، وَيَقُولانِ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَمَّا قَدْ عَلِمْتِ مِنَ الْهِجْرَةِ، فَإِنَّهُ لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثِ لَيَالٍ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَى عَائِشَةَ مِنَ التَّذْكِرَةِ وَالتَّحْرِيجِ، طَفِقَتْ تُذَكِّرُهُمَا نَذْرَهَا، وَتَبْكِي، وَتَقُولُ: إِنِّي نَذَرْتُ، وَالنَّذْرُ شَدِيدٌ فَلَمْ يَزَالا بِهَا حَتَّى كَلَّمَتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَأَعْتَقَتْ فِي نَذْرِهَا ذَلِكَ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً،
¥(40/134)
وَكَانَتْ تَذْكُرُ نَذْرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ، فَتَبْكِي حَتَّى تَبُلَّ دُمُوعُهَا خِمَارَهَا.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق (8/ 444/15851)، وأحمد (4/ 327)، وابن حبان (5662) ثلاثتهم عن معمر، والبخارى ((الأدب المفرد)) (397) عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر، والطبرانى ((الكبير)) (20/ 31:21/ 27،25،24) عن معمر وعبد الرحمن بن خالد وعبيد الله بن أبى زياد الرصافى، والبيهقى ((الكبرى)) (6/ 61) عن الرصافى، ثلاثتهم عن الزهرى عن عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة عن عائشة به.
وأخرجه أحمد (4/ 327) قال: ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي ثنا الزهري عن الطفيل بن الحرث وكان رجلا من أزد شنوءة وكان أخاً لعائشة لأمها أم رومان .... فذكر الحديث بنحوه.
قلت: هكذا ضبط معمر هذا الاسم، فقال ((عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة))، وهو الحجة فى حديث الزهرى، ووافقه عليه الجماعة، بينما قال شعيب ((عوف بن مالك بن الطفيل بن الحارث))، فوهم فى الاسم، إلا أنه أقام متنه وجوَّده. وأبعد الأوزاعى إذ قال ((الطفيل بن الحارث))، وإنما هو ((عوف بن الحارث))، والقول لمعمر.
والخلاصة، فهذا حديث صحيح غريب، تفرد به عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة الأزدى. وقد ذكره البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (7/ 57/261)، وابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (7/ 14/66)، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 275). وقال فى ((مشاهير علماء الأمصار)) (ص74): ((عوف بن الحارث بن الطفيل بن سخبرة الأزدي، والطفيل أخو عائشة لأمها من الرضاعة. من جلة أهل المدينة)). وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)) (2/ 101): ((عوف بن الحارث الأزدي. عن: عمته عائشة وعدة. وعنه: هشام بن عروة، ومحصن بن علي، وجماعة. وثق)).
وهذا البيان مما تقام به الحجة على من زعم أن ((المقبول)) لا يحتج بحديثه حتى يتابع، إذ لا متابع لعوف بن الحارث، وقد صححه حديثه الأئمة: البخارى، وابن حبان. ووافقهم الحافظ ابن حجر، فدل صنيعه ذاك على توثيق ((المقبول)) عنده.
ويتبع بقية الأحاديث إن شاء الله تعالى
وكتبه أبو محمد الألفى السكندرى
الإسكندرية مساء الخامس من رمضان سنة 1425 هـ.
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[20 - 10 - 04, 04:11 م]ـ
فيد الأخوة أنه سجل مجموعة من رسائل الماجستير في قسم السنة بجامعة الامام في موضوع "المقبول عند ابن حجر"
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 10:56 م]ـ
و هناك بحث قام به دكتوران في جامعة الكويت بعنوان (من قال فيه ابن حجر في تقريب التهذيب " مقبول " و خرج له البخاري في صحيحه احتجاجا)
الدكتور / مبارك الهاجري
الدكتور / وليد الكندري
و قد نشر هذا البحث في مجلة الشريعة العدد (59)
و جزى الله الشيخ أبا محمد الألفي خيرا
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 10:57 م]ـ
و هناك بحث قام به دكتوران في جامعة الكويت بعنوان (من قال فيه ابن حجر في تقريب التهذيب " مقبول " و خرج له البخاري في صحيحه احتجاجا)
الدكتور / مبارك الهاجري
الدكتور / وليد الكندري
و قد نشر هذا البحث في مجلة الشريعة العدد (59)
و جزى الله الشيخ أبا محمد الألفي خيرا
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[11 - 03 - 07, 10:54 م]ـ
نرجو من شيخنا (بارك الله في وقته وعلمه واهله وماله وولده وجعلت البركة معه حيثما حل وحيثما نزل وحيثما ارتحل) اكمال البحث جزاه الله عنا خير الجزاء
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 03 - 07, 11:16 م]ـ
جَزَاكُمُ اللهُ خَيْرَاً.
قَدْ يَكُونُ فِيمَا ذَكَرْنَاهُ كِفَايَةً لِلْمُسْتَرْشِدِ الْفَهِمِ.
وَأَمَّا الْكِتَابُ فَمَخْطُوطٌ عِنْدِي فِي أَوْرَاقٍ مُبَعْثَرَةٍ، أَسَأْلُ اللهَ أَنْ يَتَيَسَّرَ لِي تَبْيِيضُهَا.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[16 - 03 - 07, 03:16 م]ـ
شيخنا الجليل وعدتنا في المقال السابق باكمال البحث فقلت حفظكم الله (ويتبع بقية الأحاديث إن شاء الله تعالى) فنحن في انتظار البقيةفلا تحرمنا ودمتم طيبين مأجورين
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[17 - 03 - 07, 04:59 ص]ـ
وَمِنْ رِجَالِ الطَّبَقَةِ الرَّابِعَةِ:
(1) سَالِمُ بْنُ أَبِي سَالِمٍ سُفْيَانَ بْنِ هَانِئٍ الْجَيْشَانِيُّ
¥(40/135)
قَالَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ «كِتَابُ الإِمَارَةِ» (1826): حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ كِلاهُمَا عَنْ الْمُقْرِئِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ الْقُرَشِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ؛ إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفَاً، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، لا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ، وَلا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ».
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ أَحْمَدُ (5/ 180)، وَابْنُ سَعْدٍ «الطَّبَقَاتُ الْكُبْرَى» (4/ 231)، وَاَبُو دَاوُدَ (2868)، وَالنَّسَائِيُّ «الْكُبْرَى» (4/ 112/6494) و «الْمُجْتَبَى» (6/ 255)، وَالطَّحَاوِيُّ «مُشْكَلُ الآثَارِ» (41)، وأبُو عَوَانَة «الْمُسْنَدُ» (7020)، وَالْمَحَامِلِيُّ «الأَمَالِي» (437)، وَابْنُ حِبَّانَ (5564)، وَالْحَاكِمُ (4/ 103)، وَالْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (3/ 129و6/ 283و10/ 95) و «شُعُبُ الإِيْمَانِ» (6/ 45/7454،7453)، وَالْمِزِّيُّ «تَهْذِيبُ الْكمَالِ» (10/ 141) مِنْ طُرُقٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ بِهِ.
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ هانِئِ بْنِ مُنْقِذٍ الْخَوْلانِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْه، وَبِشْرُ بْنُ مُوسَى، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ النَّسَائِيُّ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ، وَعَبْدُ الْكَبِيْرِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ أبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ أبُو يَحْيَى الْمَكِّيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ كَاتِبُ الْوَاقِدِيُّ، وَمُوسَى بْنُ النُّعْمَانِ الْمَكِّيُّ، وَيَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ الْفَسَوِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ سِنَانِ بْنِ يَزِيدَ، خَمْسَ عَشْرِهِمْ عَنْ أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ.
قُلْتُ: وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ مُسَلْسَلٍ بِرُوَاةٍ مِصْرِيِّينَ ثِقَاتٍ كُلِّهُمْ، سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ مِقْلاصٍ الْمِصْرِيَّ فَمَنْ فَوْقَهُ. وَسَالِمُ بْنُ أَبِي سَالِمٍ سُفْيَانَ بْنِ هَانِئٍ الْجَيْشَانِيُّ، قَالَ الْحَافِظُ الْمِزِّيُّ «تَهْذِيبُ الْكمَالِ» (10/ 141): «رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، وَمُعَاوِيَةَ بْنِ مُعْتِبٍ. وَعَنْهُ: الْحَارِثُ بْنُ يَعْقُوبَ، وَابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، ذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ وَأبُو دَاوُدَ وَالنَّسَائِيُّ حَدِيثَاً وَاحِدَاً، وَقَدْ وَقَعَ لَنَا عَالِيَاً عَنْهُ». ثُمَّ ذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ إلَى «مُسْنَدِ أَحْمَدَ».
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ «التَّقْرِيبُ»: سَالِمُ بْنُ أَبِي سَالِمٍ سُفْيَانَ بْنِ هَانِئٍ الْجَيْشَانِيُّ مِصْرِيٌّ مَقْبُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ.
وَقَابِلْ قَوْلَهُ بِقَوْلِ الْحَافِظِ الذَّهَبِيِّ «الْكَاشِفُ» (1/ 422): سَالِمُ بْنُ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيُّ عَنْ أَبِيهِ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو. وَعَنْهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ثِقَةٌ.
وَمِنْ صِحَاحِ أَحَادِيثِهِ فِي غَيْرِ الْكُتُبِ السِّتَّةِ:
¥(40/136)
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (2/ 307): حَدَّثَنَا هَاشِمٌ وَأَبُو سَلَمَةَ الْخُزَاعِيُّ قَالا حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعْتِبٍ الْهُذَلِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَاذَا رَدَّ إِلَيْكَ رَبُّكَ فِي الشَّفَاعَةِ؟، فَقَالَ: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ؛ لَقَدْ ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَوَّلُ مَنْ يَسْأَلُنِي عَنْ ذَلِكَ مِنْ أُمَّتِي، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْعِلْمِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، مَا يَهُمُّنِي مِنْ انْقِصَافِهِمْ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ أَهَمُّ عِنْدِي مِنْ تَمَامِ شَفَاعَتِي، وَشَفَاعَتِي لِمَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُخْلِصَاً يُصَدِّقُ قَلْبُهُ لِسَانَهُ، وَلِسَانُهُ قَلْبَهُ».
وَأَخْرَجَهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْه «الْمُسْنَدُ» (337)، وَالْبُخَارِيُّ «التَّارِيخُ الْكَبِيْرُ» (4/ 111)، والْحَارِثُ بنُ أَبِي أُسَامَةَ (1136)، وَابْنُ خُزَيْمَةَ «كِتَابُ التَّوْحِيدِ» (1/ 433)، وَابْنُ بِشْرَانَ «الأَمَالِي» (205)، وَالْحَاكِمُ (1/ 141)، وَابْنُ عبْدِ الْبَرِّ «جَامِعُ بَيَانِ الْعِلْمِ» (885) مِنْ طُرُقٍ عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعْتِبٍ الْهُذَلِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِهِ.
قُلْتُ: وَهَذَا حَدِيثٌ بِإِسْنَادٍ مُسَلْسَلٍ بِرُوَاةٍ مِصْرِيِّينَ ثِقَاتٍ كُلِّهُمْ. وَمُعَاوِيَةُ بْنُ مُعْتِبٍ الْهُذَلِيُّ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ وَكَانَ فِي حِجْرِهِ، وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ.
قَالَ الْبُخَارِيُّ «التَّارِيخُ الْكَبِيْرُ» (7/ 331): «مُعَاوِيَةُ بْنُ مُعْتِبٍ الْهُذَلِيُّ وَكَانَ فِي حِجْرِ أَبِي هُرَيْرَةَ يُعَدُّ فِي الْمِصْرِيِّينَ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، رَوَى عَنْهُ سَالِمُ بْنُ أَبِى سَالِمٍ».
وَقَالَ الْعِجْلِيُّ «مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ» (2/ 284): مِصْرِيٌّ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ.
وذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي ثِقَاتِ التَّابِعِينَ مِنَ «الثِّقَاتِ» (5/ 413) فَقَالَ: مُعَاوِيَةُ بْنُ مُعْتِبٍ الْهُذَلِيُّ يَرْوِى عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عِدَادُهُ فِي أَهْلِ الْبَصْرَةِ، رَوَى عَنْهُ سَالِمُ بْنُ أَبِى الْجَعْدِ.
قُلْتُ: وَإِنَّمَا عِدَادُهُ فِي أَهْلِ مِصْرَ، وَإِنَّمَا رَوَى عَنْهُ سَالِمُ بْنُ أَبِى سَالِمٍ الْجَيْشَانِيُّ.
وَذَكَرَ ابْنُ يُونُسَ: أَنَّهُ رَوَى عَنْهُ سَالِمُ بْنُ أَبِى سَالِمٍ الْجَيْشَانِيُّ وَبَشِيْرُ بْنُ عُمَرَ الأَسْلَمِيُّ، فَأَفَادَ بِذِكْرِهِ لرَاوٍ آخَرَ انْتِفَاءَ جَهَالَتِهِ.
وَخَالَفَ اللَّيْثَ: عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ بِمَا:
أَخْرَجَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ «كِتَابُ التَّوْحِيدِ» (1/ 434): حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ ابْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ وَعَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ مُعْتِبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ اللَّيْثِ، وَزَادَ بَعْدَ «لِمَنْ شَهِدَ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللهُ»: «وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ اللهِ مُخْلِصَاً».
وَحَدَّثَنَا يُونُسُ فِي عَقِبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي سَالِمٍ عَنْ ابْنِ مُعْتِبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنحوه.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: رِوَايَةُ اللَّيْثِ أَوْقَعُ عَلَى الْقَلْبِ مِنْ رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، إِنَّمَا الْخَبَرُ عِلْمِي عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ كَمَا رَوَاهُ اللَّيْثُ، لا عَنْ أَبِي سَالِمٍ، اللَّهُمَّ إِلا أَنْ يَكُونَ سَالِمٌ كُنْيَتُهُ أَبُو سَالِمٍ أَيْضَاً.
ـ[أبو يحيى العدني]ــــــــ[17 - 03 - 07, 02:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الذي تفضل به الشيخ الألفي ما هي الحصيلة؟
هل نقول بأن الضابطة التي ذكرها ابن حجر في مقدمة التقريب لم يلتزم هو بها؟
أم نقول إنه التزم بضابطته على حسب اجتهاده، إلا أنه لم يصب في وصف الرواة الذين احتج بهم الشيخان؟
وبعبارة أخرى:
هل الإشكالية تكمن في عدم صدق وصف المقبول على أولئك الرواة؟
أم أن الإشكالية تكمن في عدم تحدُّد هذا الوصف في إطار التحديد الذي ذكره ابن حجر في مقدمة التقريب؟
حيث تكون المسألة على الوجه الأول مناقشة لرأي ابن حجر بالتخطئة
وعلى الوجه الثاني مجرد مشاحة في الاصطلاح
أرجو الإفادة
والسلام عليكم
¥(40/137)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 03 - 07, 05:42 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ الْمُصْطَفَى تَتَوَالَى. وَبَعْدُ ..
اعْلَمُ عَنْ يَقِينٍ وَاسْتِقْرَاءٍ تَامٍّ لِتَحْقِيقَاتِ الْكَثِيرِينَ مِنْ رُفَعَاءِ وَقْتِنَا: أَنَّهُ اسْتَقَرَّ فِي أَذْهَانِ الْكَثِيرِينَ مِنْهُمْ مَا أَوْدَعُوهُ مُصَنَّفَاتِهِمْ، وَتَابَعَهُمْ عَلَيْه أَكْثَرُ طَلَبَةِ الْعِلْمِ: أَنَّ حَدِيثَ الْمَقْبُولَ ضَعِيفٌ إِذَا تَفَرَّدَ وَلَمْ يُتَابَعْ، كَذَا زَعَمُوا، وَذَلِكَ لِتَقْرِيرَاتٍ أَخْطَأَ وَاضِعُوهَا فِي فَهْمِ مُرَادِ الْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ مِنْ مُصْطَلَحِهِ ذَا.
وَلَمْ أَزَلْ أَقُولُ: إِنَّ الْحَافِظَ ابْنَ حَجَرٍ هُوَ أَعْرَفُ النَّاسِ قَاطِبَةً بِمُرَادِهِ وَمَقْصُودِهِ. فَمَنْ أَرَادَ الْوُقُوفَ عَلَى الصَّحِيحِ مِنْ مَعْنَى هَذَا الْمُصْطَلَحِ، فَلْيَأْخُذْهُ مِنْ كِلامِ الْحَافِظِ نَفْسَهُ وَتَقْرِيرَاتِهِ وَتَطْبِيقَاتِهِ، لا مِمَّنْ حَمَلَ مُصْطَلَحَهُ عَلَى غَيْرِ مُرَادِهِ وَمَقْصُودِهِ.
وَإِنْ شِئْتُ ذَكَرْتُ هَاهُنَا عَشَرَاتِ الأَمْثَلَةِ مِنْ تَقْرِيرَاتِ ابْنِ حَجَرٍ بِبِيَانِ مَعْنَى مُصْطَلَحِهِ ذَا. وَلِنَقْتَصِر تَذْكِيرَاً وَتَبْصِيرَاً عَلَى هَذِهِ الْعُشَارِيَّةِ، وَقَدْ ذَكَرْتُ أَضْعَافَهَا فِي كِتَابِيَ الْكَبِيْرِ الْمَوْسُومِ بـ «التَّعْلِيقُ الْمَأْمُولْ عَلَى مَعْنَى قَوْلِ ابْنِ حَجَرٍ مَقْبُولْ»:
[الأَوَّلُ] قَالَ الْحَافِظُ فِي «تَغْلِيقِ التَّعْلِيقِ» (3/ 319): «قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (4/ 388)، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا وَبْرُ بْنُ أَبِي دُلَيْلَةَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مُسَيْكَةَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرَاً عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ». قَالَ وَكِيعٌ: عِرْضُهُ شِكَايَتُهُ، وَعُقُوبَتُهُ حَبْسُهُ.
وَرَوَاهُ أبُو دَاوُدَ (3628)، وَالنَّسَائِيُّ (7/ 316) مِنْ حَدِيثِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ وَبْرِ بْنِ أَبِي دُلَيْلَةَ.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ (7/ 316)، وَابْنُ مَاجَهْ (2427) مِنْ حَدِيثِ وَكِيعٍ.
ثُمَّ قال الْحَافِظُ: «وَهَذَا إسْنَادٌ حَسَنٌ».
مَعَ قَوْلِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مُسَيْكَةَ الطَّائِفِيِّ فِي «التَّقْرِيبِ» (1/ 490): «مَقْبُولٌ مِنَ السَّادِسَةِ».
وَفِي «فَتْحِ الْبَارِي» (5/ 62) شَرْحَاً لقَوْلَ أبِي عَبْدِ اللهِ الْبُخَارِيُّ: وَيُذْكَرُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَيُّ الْوَاجِد يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ».
قَالَ الْحَافِظُ: «الْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ وَصَلَهُ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ فِي مُسْنَدَيْهِمَا وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ عَمْرو بْن الشَّرِيدِ بْن أَوْس الثَّقَفِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَيُّ الْوَاجِد ... » الْحَدِيثَ. وَإِسْنَاده حَسَنٌ، وَذَكَرَ الطَّبَرَانِيُّ: أَنَّهُ لا يُرْوَى إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ».
قُلْتُ: هَذَا مِنْ أَوْضَحِ شَيْءٍ وَأَبْيَنِهِ عَلَى مُرَادِ الْحَافِظِ وَمَقْصِدِهِ مِنْ مُصْطَلَحِهِ، فَقَدْ:
(1) حَسَّنَ حَدِيثَ الرَّاوِي الْمَقْبُولِ.
(2) مَعَ تَفَرُّدِهِ، وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ لَهُ.
[الثَّانِي] قَالَ فِي «الإِصَابَةِ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ» (3/ 64): «سَعْدُ بْنُ ضُمَيْرَةَ بْنِ سَعْدِ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ زعب بْنِ مَالِكِ بْنِ خُفَافِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ بَهْثَةَ بْنِ سُلَيْمٍ السُّلَمِيُّ، وَقِيلَ الأَسْلَمِيُّ، وَقِيلِ الضَّمْرِيُّ. حِجَازِيٌّ شَهِدَ حُنَيْنَاً، سَاقَ نَسَبَهُ ابْنُ قَانِعٍ. لَهُ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ حَدِيثٌ فِي قِصَّةِ مُحَلِّمِ بْنِ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيِّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ».
¥(40/138)
وَقَالَ عَنْ أَبِيهِ «الإِصَابَةِ» (3/ 490): «ضُمَيْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ السُّلَمِيُّ، وَقِيلَ ابْنُ سَعْدٍ وَهُوَ الأَشْهَرُ. قَالَ الْبُخَارِيُّ وَابْنُ السَّكَنِ: لَهُ صُحْبَةٌ. وَقَالَ الْبَغَوِيُّ: سَكَنَ الْمَدِينَةَ. وَقَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: لَهُ وَلابْنِهِ سَعْدٍ صُحْبَةٌ.
قُلْتُ: وَحَدِيثُهُ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ وَالْبَغَوِيِّ وَغَيْرِهِمَا مِنْ رِوَايَةِ زِيَادِ بْنِ ضُمَيْرَةَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ. قَالَ الْبَغَوِيُّ: لا أَعْلَمُ لَهُ غَيْرَهُ. وَسَيَأْتِي فِي تَرْجَمَةِ مُكَيْتِلٍ، وَفِيهِ أَنَّ ضُمَيْرَةَ وْابْنَهُ سَعْدَاً شَهِدَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنَاً» اهـ.
قُلْتُ: يَعْنِي مَا أَخْرَجَهُ أبُو دَاوُدَ (4503): حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ثَنَا حَمَّادٌ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادَ بْنَ ضُمَيْرَةَ الضُّمَرِيَّ ح وَأَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ بَيَانٍ وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُ سَمِعَ زِيَادَ بْنَ سَعْدِ بْنِ ضُمَيْرَةَ السُّلَمِيَّ يُحَدِّثُ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ وَجَدِّهِ وَكَانَا شَهِدَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُنَيْنَاً: أَنْ مُحَلِّمَ بْنَ جَثَّامَةَ اللَّيْثِيَّ قَتَلَ رَجُلاً مِنْ أَشْجَعَ فِي الإِسْلامِ، وَذَلِكَ أَوَّلُ غِيَرٍ قَضَى بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَكَلَّمَ عُيَيْنَةُ فِي قَتْلِ الأَشْجَعِيِّ، لأَنَّهُ مِنْ غَطَفَانَ، وَتَكَلَّمَ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ دُونَ مُحَلِّمٍ لأَنَّهُ مِنْ خِنْدِفَ، فَارْتَفَعَتْ الأَصْوَاتُ، وَكَثُرَتْ الْخُصُومَةُ وَاللَّغَطُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عُيَيْنَةُ؛ أَلا تَقْبَلُ الْغِيَرَ»، فَقَالَ عُيَيْنَةُ: لا وَاللهِ؛ حَتَّى أُدْخِلَ عَلَى نِسَائِهِ مِنْ الْحَرْبِ وَالْحُزْنِ مَا أَدْخَلَ عَلَى نِسَائِي، قَالَ: ثُمَّ ارْتَفَعَتْ الأَصْوَاتُ، وَكَثُرَتْ الْخُصُومَةُ وَاللَّغَطُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عُيَيْنَةُ؛ أَلا تَقْبَلُ الْغِيَرَ»، فَقَالَ عُيَيْنَةُ مِثْلَ ذَلِكَ أَيْضَاً إِلَى أَنْ قَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي لَيْثٍ، يُقَالُ لَهُ مُكَيْتِلٌ عَلَيْهِ شِكَّةٌ وَفِي يَدِهِ دَرِقَةٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنِّي لَمْ أَجِدْ لِمَا فَعَلَ هَذَا فِي غُرَّةِ الإِسْلامِ مَثَلاً إِلاَّ غَنَمَاً وَرَدَتْ فَرُمِيَ أَوَّلُهَا فَنَفَرَ آخِرُهَا، اسْنُنْ الْيَوْمَ وَغَيِّرْ غَدَاً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَمْسُونَ فِي فَوْرِنَا هَذَا، وَخَمْسُونَ إِذَا رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ»، وَذَلِكَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَمُحَلِّمٌ رَجُلٌ طَوِيلٌ آدَمُ، وَهُوَ فِي طَرَفِ النَّاسِ، فَلَمْ يَزَالُوا حَتَّى تَخَلَّصَ، فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَيْنَاهُ تَدْمَعَانِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنِّي قَدْ فَعَلْتُ الَّذِي بَلَغَكَ، وَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَاسْتَغْفِرْ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَقَتَلْتَهُ بِسِلاحِكَ فِي غُرَّةِ الإِسْلامِ، اللَّهُمَّ لا تَغْفِرْ لِمُحَلِّمٍ» قَالَهَا بِصَوْتٍ عَالٍ.
زَادَ أَبُو سَلَمَةَ: فَقَامَ، وَإِنَّهُ لَيَتَلَقَّى دُمُوعَهُ بِطَرَفِ رِدَائِهِ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: فَزَعَمَ قَوْمُهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَغْفَرَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ.
¥(40/139)
قُلْتُ: هَكَذَا حَسَّنَهُ الْحَافِظُ، وَفِي إِسْنَادِهِ زِيَادُ بْنُ سَعْدِ بْنِ ضُمَيْرَةَ السُّلَمِيُّ، وَقَدْ تَفَرَّدَ وَلَمْ يُتَابَعْ، وَلَيْسَ لَهُ حَدِيثٌ سِوَاهُ.
مَعَ قَوْلِهِ عَنْهُ فِي «التَّقْرِيبِ» (1/ 219): «مَقْبُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ».
قُلْتُ: وَهَذَا كَسَابِقِهِ فِي تَحْسِينِ حَدِيثِ الْمَقْبُولِ، مَعَ التَّفَرُّدِ وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ.
[الثَّالِثُ] فِي ثَنَايَا شَرْحِهِ لِحَدِيثِ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، الَّذِي أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ «كِتَابُ الصَّوْمِ» (1986) قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ: أَصُمْتِ أَمْسِ؟، قَالَتْ: لا، قَالَ: تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدَاً، قَالَتْ: لا، قَالَ: «فَأَفْطِرِي».
قَالَ الْحَافِظُ «فَتْحُ الْبَارِي» (4/ 234): «وَلَيْسَ لِجُوَيْرِيَةَ زَوْج النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْبُخَارِيِّ مِنْ رِوَايَتهَا سِوَى هَذَا الْحَدِيث، وَلَهُ شَاهِد مِنْ حَدِيث جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمِّيَّة عِنْد النَّسَائِيِّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ بِمَعْنَى حَدِيث جُوَيْرِيَةَ».
قُلْتُ: يَعْنِي مَا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ «الْكُبْرَى» (2/ 145/2773) قَالَ: أَنْبَأَ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَذَكَرَ آخَرَ قَبْلَهُ يَعْنِي ابْنَ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنِ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ حُذَيْفَةَ الْبَارِقِيِّ عَنْ جُنَادَةَ الأَزْدِيِّ: أنَّهُمْ دَخَلُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ وَهُوَ ثَامِنُهُمْ، فَقَرَّبَ إِلَيْهِمْ رسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامَاً يَوْمَ جُمُعَةٍ، فَقَالَ: كُلُوا، قَالُوا: صِيَامٌ، قَالَ: صُمْتُمْ أَمْسِ، قَالُوا: لا، قَالَ: فَصَائِمُونَ غَدَاً، قَالُوا: لا، قَالَ: «فَأَفْطِرُوا».
قُلْتُ: هَكَذَا صَحَّحَهُ الْحَافِظُ، وَفِي إِسْنَادِهِ حُذَيْفَةُ الْبَارِقِيُّ، وَقَدْ تَفَرَّدَ عَنْ جُنَادَةَ الأَزْدِيِّ وَلَمْ يُتَابَعْ.
مَعَ قَوْلِهِ عَنْهُ فِي «التَّقْرِيبِ» (1/ 154): «مَقْبُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ».
قُلْتُ: وَهَذَا كَسَابِقَيْهِ، بَلْ أعلَى مِنْهُمَا، فَقَدْ صَحَّحَ الْحَافِظُ حَدِيثَ الْمَقْبُولِ، مَعَ التَّفَرُّدِ وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ.
وَفِيهِ بَيَانٌ شَافٍ كَافٍ أَنَّ حَدِيثَ الْمَقْبُولِ عِنْدَ الْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ دَائِرٌ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالْحَسَنِ، لا يَتَجَاوَزُهُمَا إِلاَّ فِي أَفْرَادٍ مَعْدُودَةٍ، سَيَأْتِي ذِكْرُهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.
وَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ الثُّلاثِيَّةُ كَافِيَةً لِلدِّلالَةِ عَلَى مَا أَوْرَدْنَاهَا لِبَيَانِهِ، وَالتَّنْبِيهِ عَلَى خَطَأ مُخَالِفِهِ، لَوْلا أَنَّنَا اشْتَرَطْنَا ذِكْرَ عُشَارِيَّةٍ تَامَّةٍ مُنْتَقَاةٍ مِمَّا زَبَرْنَاهُ فِي الْكِتَابِ الْكَبِيْرِ.
[الرَّابِعُ] فِي بَيَانِهِ لِحُكْمِ مَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ تَعْلِيقَاً بِصِيغَةِ التَّمْرِيضِ، قَالَ فِي «هَدْي السَّارِي» (1/ 18): «فَمِنْهُ مَا هُوَ صَحِيحٌ وَلَيْسَ عَلَى شَرْطِهِ، وَمِنْهُ مَا هُوَ حَسَنٌ، وَمِنْهُ مَا هُوَ ضَعِيفٌ بِنَوْعَيْهِ مُنْجَبِرٍ وَلا جَابِرَ لَهُ».
¥(40/140)
ثُمَّ قَالَ الْحَافِظُ: «وَمِثَالُ الْحَسَنِ قَوْلُهُ فِي الْبُيُوعِ: وَيُذْكَرُ عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «إِذَا بِعْت فَكِلْ، وَإِذَا اِبْتَعْت فَاكْتَلْ». وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ (3/ 8/23) مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَهُوَ صَدُوقٌ عَنْ مُنْقِذٍ مَوْلَى سُرَاقَةَ وَقَدْ وُثِّقَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِهِ» اهـ.
قُلْتُ: قَدْ جَعَلَ الْحَافِظُ حَدِيثَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ مثالاً لِلْحَسَنِ مِنَ الأَحَادِيثِ الْمُعَلَّقَةِ فِي «صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ».
مَعَ قَوْلِهِ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ الْكِنَانِيِّ فِي «التَّقْرِيبِ» (1/ 374): «مَقْبُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ».
[تَذْيِيلٌ وَاسْتِدْرَاكٌ] وَالْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ كَذَلِكَ الْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (5/ 315) مِنْ طَرِيقِ الدَّارَقُطْنِيِّ (3/ 8/23) قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمَّادٍ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِىُّ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ حَدَّثَنِى يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ مُنْقِذٍ مَوْلَى سُرَاقَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُثْمَانَ: «إِذَا ابْتَعْتَ فَاكْتَلْ وَإِذَا بِعْتَ فَكِلْ».
وَلَمْ يَتَفَرَّدْ بِهِ مُنْقِذٌ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَقَدْ تَابَعَهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ.
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (1/ 62): حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ ثَنَا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: كُنْتُ أَبْتَاعُ التَّمْرَ مِنْ بَطْنٍ مِنْ الْيَهُودِ، يُقَالُ لَهُمْ بَنُو قَيْنُقَاعَ، فَأَبِيعُهُ بِرِبْحٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يَا عُثْمَانُ؛ إِذَا اشْتَرَيْتَ فَاكْتَلْ، وَإِذَا بِعْتَ فَكِلْ».
وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ثَنَا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِثْلَهُ.
وَقَالَ الطَّحَاوِيُّ «شَرْحُ الْمَعَانِي» (4/ 16): حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ح وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ثَنَا أبُو الأَسْوَدِ حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ نَا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ: كُنْتُ اشْتَرِيَ التَّمْرَ، فَأَبِيعُهُ بِرِبْحِ الآصُعِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا اشْتَرَيْتَ فَاكْتَلْ، وَإِذَا بِعْتَ فَكِلْ».
أَخْرَجَهُ كَذَلِكَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (52) عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ مَاجَهْ (2230) عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئِ، والْبَزَّارُ (379) عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى، وَالْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (5/ 315) عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، جَمِيعَاً عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ثَنَا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ بِنَحْوِهِ.
قُلْتُ: وَهَذَا مِنْ صِحَاحِ أَحَادِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ مِنْ رِوَايَةِ الْعَبَادِلَةِ الثَّلاثَةِ الْكُبَرَاءِ: ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَابْنِ وَهْبٍ، وَالْمُقْرِئِ.
¥(40/141)
[الْخَامِسُ] قَالَ الْحَافِظُ فِي «تَغْلِيقِ التَّعْلِيقِ» (2/ 436): «قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (1/ 299/3421): حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ الْبَصْرِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَأَتَى سَارِيَةً، فَصَلَّى عِنْدَهَا رَكْعَتَيْنِ.
ثُمَّ عَقَّبَ بِقَوْلِهِ: «وَالإِسْنَادُ حَسَنٌ».
مَعَ قَوْلِهِ عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حِمَاسٍ اللَّيْثِيِّ فِي «التَّقْرِيبِ» (1/ 660): «مَقْبُولٌ مِنَ السَّادِسَةِ».
وَيُتْبَعُ بِتَوْفِيقِ اللهِ وَعَوْنِهِ تَمَامُ الْعُشَارِيَّةِ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 03 - 07, 07:43 ص]ـ
[السَّادِسُ] وَقَالَ فِي «الإِصَابَةِ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ» (2/ 14): «حَبَّةُ بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ، وَقِيلَ الْعَامِرِيُّ أخُو سَوَاءِ بْنِ خَالِدٍ، صَحَابِيٌّ نَزَلَ الْكُوفَةَ. رَوَى حَدِيثَهُ ابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ مِنْ طَرِيقِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي شُرَحْبِيلٍ عَنْ حَبَّةَ وَسَوَاءٍ ابْنَيْ خَالِدٍ قَالا: دَخَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُعَالِجُ شَيْئَاً .... الْحَدِيثَ».
قُلْتُ: يَعْنِي مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ (4165) قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سَلاَّمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ أَبِي شُرَحْبِيلَ عَنْ حَبَّةَ وَسَوَاءٍ ابْنَيْ خَالِدٍ قَالا: دَخَلْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يُعَالِجُ شَيْئَاً، فَأَعَنَّاهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «لا تَيْئَسَا مِنْ الرِّزْقِ مَا تَهَزَّزَتْ رُءُوسُكُمَا، فَإِنَّ الإِنْسَانَ تَلِدُهُ أُمُّهُ أَحْمَرَ لَيْسَ عَلَيْهِ قِشْرٌ، ثُمَّ يَرْزُقُهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ».
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ أَحْمَدُ (3/ 469)، وَهَنَّادٌ «الزُّهْدُ» (789)، وَابْنُ سَعْدٍ «الطَّبَقَاتُ الْكُبْرَى» (6/ 33)، وَالْبُخَارِيُّ «الأَدَبُ الْمُفْرَدُ» (453) مُخْتَصَرَاً، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ «الآحَادُ وَالْمَثَانِي» (3/ 138)، وَالطَّبَرَانِيُّ «الْكَبِيْرُ» (4/ 7/3480،3479 و7/ 137/6611،6610)، وَالْبَيْهَقِيُّ «شُعُبُ الإِيْمَانِ» (2/ 119/1349) و «الآدَابُ» (776)، وَالْمِزِّيُّ «تَهْذِيبُ الْكَمَالِ» (5/ 356،355) مِنْ طُرُقٍ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سَلاَّمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ أَبِي شُرَحْبِيلَ عَنْ حَبَّةَ وَسَوَاءٍ ابْنَيْ خَالِدٍ بِهِ.
قُلْتُ: وَهُوَ حَدِيثٌ فَرْدٌ غَرِيبٌ لَمْ يَرْوِه عَنْ حَبَّةَ وَسَوَاءٍ ابْنَيْ خَالِدٍ إلاَّ سَلاَّمُ بْنُ شُرَحْبِيلَ أَبُو شُرَحْبِيلَ، وَتَفَرَّدَ عَنْهُ الأَعْمَشِ.
وَقَدْ حَسَّنَهُ الْحَافِظُ مَعَ التَّفَرُّدِ وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ.
مَعَ قَوْلِهِ عَنْ سَلاَّمِ بْنِ شُرَحْبِيلَ أَبِي شُرَحْبِيلَ فِي «التَّقْرِيبِ» (1/ 261): «مَقْبُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ».
[السَّابِعُ] وَقَالَ الْحَافِظُ «فَتْحُ الْبَارِي» (4/ 234): «وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ حَسَن عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ لَبَنَاً، فَلَمْ يَتَمَضْمَضْ، وَلَمْ يَتَوَضَّأ» اهـ.
قُلْتُ: والْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ أَبُو داوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ عَنْ مُطِيعِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: «إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ لَبَنَاً، فَلَمْ يُمَضْمِضْ، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، وَصَلَّى».
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ ابْنُ شَاهِينَ «النَّاسِخُ وَالْمَنْسُوخُ» (93)، وَالْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (1/ 160)، وَالضِّيَاءُ «الأَحَادِيثُ الْمُخْتَارَةُ» (1582) مِنْ طُرُقٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ عَنْ مُطِيعِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ تَوْبَةَ الْعَنْبَرِيِّ عَنْ أَنَسٍ بِهِ.
¥(40/142)
قًلْتُ: وَهَذَا كَسَابِقِهِ قَدْ حَسَّنَهُ الْحَافِظُ مَعَ التَّفَرُّدِ وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ.
مَعَ قَوْلِهِ عَنْ مُطِيعِ بْنِ رَاشِدٍ الْبَصْرِيِّ فِي «التَّقْرِيبِ» (1/ 535): «مَقْبُولٌ مِنَ السَّابِعَةِ».
[الثَّامِنُ] وَقَالَ «فَتْحُ الْبَارِي» (4/ 234) فِي بَيَانِ حُكْمِ النَّعْي: «كَانَ بَعْض السَّلَف يُشَدِّد فِي ذَلِكَ، حَتَّى كَانَ حُذَيْفَة إِذَا مَاتَ لَهُ الْمَيِّت يَقُول: لا تُؤْذِنُوا بِهِ أَحَدَاً، إِنِّي أَخَاف أَنْ يَكُون نَعْيَاً، إِنِّي سَمِعْت رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ يَنْهَى عَنْ النَّعْي. أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ حَسَنٌ».
قُلْتُ: والْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ (986) عَنْ عَبْدِ الْقُدُّوسِ بْنِ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ، وَابْنُ مَاجَهْ (1476) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، كِلاهُمَا عَنْ حَبِيبِ بْنِ سُلَيْمٍ الْعَبْسِيِّ عَنْ بِلالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ: إِذَا مِتُّ فَلا تُؤْذِنُوا بِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ نَعْيَاً، «فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ النَّعْيِ»، اللَّفْظُ لِلتِّرْمِذِيِّ. وَقَالَ ابْنُ مَاجَهْ: بِأُذُنَيَّ هَاتَيْنِ يَنْهَى عَنْ النَّعْيِ.
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ أَحْمَدُ (5/ 406،385) عَنْ وَكِيعٍِ وَيَحْيَى بْنِ آدَمَ، وَالْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (4/ 74) عنْ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ، وَالْمِزِّيُّ «تَهْذِيبُ الْكَمَالِ» (5/ 376) عنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ، جَمِيعَاً عَنْ حَبِيبِ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ بِلالِ بْنِ يَحْيَى الْعَبْسِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ بِنَحْوِهِ.
وقال أَبُو عيسَى: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ».
قًلْتُ: وَهَذَا كَسَابِقَيْهِ قَدْ حَسَّنَهُ الْحَافِظُ مَعَ التَّفَرُّدِ وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ.
مَعَ قَوْلِهِ عَنْ حَبِيبِ بْنِ سُلَيْمٍ الْعَبْسِيِّ فِي «التَّقْرِيبِ» (1/ 151): «مَقْبُولٌ مِنَ السَّابِعَةِ».
[التَّاسِعُ] وَقَالَ فِي «الإِصَابَةِ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ» (1/ 291): «بُسْرُ بْنُ جَحَّاشٍ قُرَشِيٌّ نَزَلَ حِمْصَ. قَالَ ابْنُ مَنْدَهْ: أَهْلُ الْعِرَاقِ يَقُولُونَهُ بُسْرٌ بِالْمُهْمَلَةِ، وَأَهْلُ الشَّامِ يَقُولُونَهُ بِالْمُعْجَمَةِ. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَابْنُ زَبْرٍ: لا يَصِحُّ بِالْمُعْجَمَةِ، وَكَذَا ضَبَطَهُ بِالْمُهْمَلَةِ أبُو عَلِيٍّ الْهَجَرِيُّ فِي نَوَادِرِهِ.
وَقَالَ مُسْلِمٌ وَابْنُ السَّكَنِ وَغَيْرُهُمَا: لَمْ يَرْوِ عنهُ غَيْرُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ. وَحَدِيثُهُ عَنْدَ أَحْمَدَ وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ طَرِيقِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ» اهـ.
قُلْتُ: والْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ الإمَامُ أَحْمَدُ (4/ 210) قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ ثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَقَ يَوْمَاً فِي كَفِّهِ، فَوَضَعَ عَلَيْهَا أُصْبُعَهُ، ثُمَّ قَالَ: «قَالَ اللهُ تَعَالَى: ابْنَ آدَمَ؛ أَنَّى تُعْجِزُنِي وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ، حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ، مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَلِلأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ، فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ، وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ».
وَحَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى ثَنَا حَرِيزٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ: بَزَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى كَفِّهِ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ.
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ ابنُ مَاجَهْ (2707)، وَابْنُ سَعْدٍ «الطَّبَقَاتُ» (7/ 427)، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ «الآحَادُ وَالْمَثَانِي» (2/ 150،149)، وَالطَّبَرَانِيُّ «الْكَبِيْرُ» (2/ 32/1194،1193) و «مُسْنَدُ الشَّاميِّينَ» (469)، وَابْنُ قَانِعٍ «مُعْجَمُ الصَّحَابَةِ» (1/ 76)، وَالْحَاكِمُ (2/ 545)، وَأَبُو نُعَيْمٍ مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ» (1146،1145)، وَالْبَيْهَقِيُّ «شُعُبُ الإِيْمَانِ» (3/ 256/3472)، وَالْمِزِّيُّ «تَهْذِيبُ الْكَمَالِ» (4/ 72) مِنْ طُرُقٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ بِنَحْوِهِ.
قُلْتُ: وَهَذَا حَدِيثٌ شَامِيٌّ غَرِيبٌ لَمْ يَرْوِه عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ غَيْرُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، تَفَرَّدَ عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ الْحِمْصِيُّ.
وَهُوَ أعلَى مِنَ الثَّلاثَةِ الأَحَادِيثِ السَّابِقَةِ، فَقَدْ صَحَّحَهُ الْحَافِظُ، مَعَ التَّفَرُّدِ وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ.
مَعَ قَوْلِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَيْسَرَةَ أَبِي سَلَمَةَ الْحِمْصِيِّ فِي «التَّقْرِيبِ» (1/ 351): «مَقْبُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ».
[إيْقَاظٌ وَبَيَانٌ] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ أَبُو سَلَمَةَ تَابِعِيٌّ شَامِيٌّ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ كَثِيْرُ الرِّوَايَةِ. سَمِعَ مِنَ الصَّحَابَةِ: أَبَا أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ، وَالْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبٍ. وَرَوَى عنْ: تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، وثَوْبَانَ، وَالْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ. وَرَوَى عَنْهُ: ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ الرَّحَبِيُّ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو. وَتَّقَهُ أبُو دَاوُدَ وَالْعِجْلِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ وَالذَّهَبِيُّ. ثُمَّ هَذَا الْبَيَانُ السَّابِقُ أَوْضَحُ دَلِيلٍ عَلَى تَوْثِيقِ ابْنِ حَجَرٍ لَهُ.
وَيُتْبَعُ بِتَوْفِيقِ اللهِ وَعَوْنِهِ عَاشِرُ الْعُشَارِيَّةِ.
¥(40/143)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 03 - 07, 08:03 م]ـ
[الْعَاشِرُ] وَقَالَ فِي «الإِصَابَةِ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ» (2/ 3): «حَازِمُ بْنُ حَرْمَلَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الْغِفَارِيُّ. لَهُ حَدِيثٌ فِي الإِكْثَارِ مِنَ الْحَوْقَلَةِ. رَوَى عَنْهُ أبُو زَيْنَبَ مَوْلاهُ. أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ الْوُحْدَانُ وَالطَّبَرَانِيُّ وَغَيْرُهُمْ كُلُّهُمْ فِي الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ» اهـ.
قُلْتُ: يَعْنِي مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ (3826) قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمَدَنِيُّ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ ثَنَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي زَيْنَبَ مَوْلَى حَازِمِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ حَازِمِ بْنِ حَرْمَلَةَ قَالَ: مَرَرْتُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: «يَا حَازِمُ؛ أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ، فَإِنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ».
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ الْبُخَارِيُّ «التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ» (3/ 109/370)، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ «الآحَادُ وَالْمَثَانِي» (4/ 357)، وَالطَّبَرَانِيُّ «الْكَبِيْرُ» (4/ 32/3565)، وَأَبُو أَحْمَدَ الْعَسْكَرِيُّ «تَصْحِبفَاتُ الْمُحَدِّثِينَ» (2/ 536)، وَأَبُو نُعَيْمٍ «مَعْرِفَةُ الصَّحَابَةِ» (2055)، وَالْمِزِّيُّ «تَهْذِيبُ الْكَمَالِ» (5/ 319) من طُرُقٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْنِ بْنِ نَضْلَةَ الْغِفَارِيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي زَيْنَبَ مَوْلَى حَازِمِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ حَازِمِ بْنِ حَرْمَلَةَ بِهِ.
قُلْتُ: وَهَذَا حَدِيثٌ مَدَنِيٌّ غَرِيبٌ لَمْ يَرْوِه عَنْ حَازِمِ بْنِ حَرْمَلَةَ إلاَّ أَبُو زَيْنَبَ مَوْلاهُ، تَفَرَّدَ عَنْهُ خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الْمَدَنِيُّ مَوْلَى ابْنِ جُدْعَانَ.
وَقَدْ حَسَّنَهُ الْحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ مَعَ:
(1) التَّفَرُّدِ وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ.
(2) قَوْلِهِ عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ فِي «التَّقْرِيبِ» (1/ 188): «مَقْبُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ».
(3) قَوْلِهِ عَنْ أَبِي زَيْنَبَ الْغِفَارِيِّ مَوْلَى حَازِمِ بْنِ حَرْمَلَةَ فِي «التَّقْرِيبِ» (1/ 642): «مَجْهُولٌ».
[إيْقَاظٌ وَبَيَانٌ] خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ، لَهُ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ حَدِيثَانِ، أَحَدُهُمَا هَذَا، فَأَمَّا الآخرُ:
فَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ (2873): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدِينِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعِيدِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُقَيْشٍ أَنَّهُ سَمِعَ شُيُوخَاً مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَمِنْ خَالِهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ قَالَ قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يُتْمَ بَعْدَ احْتِلامٍ، وَلا صُمَاتَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ»
وَقَدْ حَسُنَ خَتْمُ هَذِهِ العشارِيَّةِ بِهَذَا الْحَدِيث «لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ، فَإِنَّهَا مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ».
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 03 - 07, 10:10 ص]ـ
هَذِهِ الْعُشَارِيَّةُ السَّالِفَةُ الذِّكْرِ كَافِيَةٌ لِقِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَى خَطَأ مَنْ قَالَ: أَنَّ حَدِيثَ الْمَقْبُولِ ضَعِيفٌ إِذَا تَفَرَّدَ وَلَمْ يُتَابَعْ.
وَإِنْ شِئْتُ ذَكَرْتُ عُشَارِيَّةً ثَانِيَةً، وَثَالِثَةً، حَتَّى تَبْلُغَ أَرْبَعِينِيَّةً مِنْ تَقْرِيرَاتِ وَتَطْبِيقَاتِ الْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ بِبَيَانِ مَعْنَى مُصْطَلَحِهِ «مَقْبُولٌ»، كُلُّهَا وَاضِحَةُ الدِّلالَةِ عَلَى:
(1) أَنَّ حَدِيثَهُ دَائِرٌ بَيْنِ الْحَسَنِ وَالصَّحِيحِ.
(2) مَعَ تَفَرُّدِهِ، وَعَدَمِ الْمُتَابِعِ لَهُ.
¥(40/144)
وَهَذِهِ وُرَيْقَاتٌ بِـ «شَذَرَاتٍ مِنَ الْمَنْهَجِ الْمَأْمُولِ بِبَيَانِ مَعْنَى قَوْلِ ابْنِ حَجَرٍ مَقْبُولْ»
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 03 - 07, 12:34 م]ـ
تَابِعُ رِجَالِ الطَّبَقَةِ الرَّابِعَةِ:
(2) عَبْدُ اللهِ بْنُ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ الْعَدَوِيُّ الْمَدَنِيُّ [م].
قَالَ يَحْيَى بْنُ يَحْيَى الْمُوَطَّأُ (1030): عَنْ مَالِك عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَاقِدٍ أَنَّهُ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ لُحُومِ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلاثٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَتْ: صَدَقَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ: دَفَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ حَضْرَةَ الأَضْحَى فِي زَمَانِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادَّخِرُوا لِثَلاثٍ وَتَصَدَّقُوا بِمَا بَقِيَ، قَالَتْ: فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ كَانَ النَّاسُ يَنْتَفِعُونَ بِضَحَايَاهُمْ، وَيَجْمُلُونَ مِنْهَا الْوَدَكَ، وَيَتَّخِذُونَ مِنْهَا الأَسْقِيَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا ذَلِكَ أَوْ كَمَا قَالَ، قَالُوا: نَهَيْتَ عَنْ لُحُومِ الضَّحَايَا بَعْدَ ثَلاثٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ مِنْ أَجْلِ الدَّافَّةِ الَّتِي دَفَّتْ عَلَيْكُمْ، فَكُلُوا، وَتَصَدَّقُوا، وَادَّخِرُوا».
وَقَالَ مُسْلِمٌ «كِتَابُ الأَضَاحِي» (1971): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ أَخْبَرَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا مَالِكٌ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ مِثْلَهُ.
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ الشَّافِعِيُّ «الْمُسْنَدُ» (ص163) و «اخْتِلافُ الْحَدِيثِ» (ص208) و «الرِّسَالَةُ» (ص235)، وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْه «الْمُسْنَدُ» (1012)، وَابْنُ حِبَّانَ (5927)، وَالْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (9/ 293) و «مَعْرِفَةُ السُّنَنِ وَالآثَارِ» (5884)، وَالْخَطِيبُ «الْفَقِيهُ وَالْمُتَفَقِّهُ» (340) مِنْ طُرُقٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَاقِدٍ بِهِ.
وَخَالَفَ إسْمَاعِيلُ الأُوَيْسِيِّ، وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى فَقَالا «عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: نَهَى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»، وَالْمُرْسَلُ أَصَحُّ.
فقد أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ «التَّارِيْخُ الْكَبِيْرُ» (5/ 219) عن إسْمَاعِيلَ الأُوَيْسِيِّ، وَأبُو الْحُسَيْنِ ابْنُ الْمُظَفَّرِ «غَرَائِبُ مَالِكٍ» (134) عَنْ مَعْنٍ، كِلاهُمَا عن مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: نَهَى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الأَضَاحِي بَعْدَ ثَلاثٍ.
قُلْتُ: لا يَغِيبَنَّ عَنْكَ أَنَّ إِمَامَ دَارِ الْهِجْرَةِ أَعْرَفُ النَّاسِ قَاطِبَةً بِالرُّوَاةِ الْمَدَنِيِّينَ، وَأَنَّ مَنْ أَوْدَعَ أَحَادِيثَهُ «الْمُوَطَّأ» فَقَدْ جَاوَزَ الْقَنْطَرَةِ، فَلا يُسْئِلُ عَنْ مِثْلِهِ.
لِذَا قَالَ أبُو عُمَرَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ «التَّمْهِيدُ»: «وَعَبْدُ اللهِ بْنُ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ شَرِيفٌ جَلِيلٌ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ، وَأُمَّهُ أَمَةَ اللهِ بِنْتَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَمَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ وَاقِدٍ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ».
فَقَابِلْ ذَا بِقَوْلِ الْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ «التَّقْرِيبُ»: «عَبْدُ اللهِ بْنُ وَاقِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْعَدَوِيُّ الْمَدَنِيُّ مَقْبُولٌ مِنَ الرَّابِعَةِ».
قُلْتُ: وَجُمْلَةُ مَا لَهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ حَدِيثَانِ. فَأَمَّا الآخَرُ:
قَالَ مُسْلِمٌ «كِتَابُ اللِّبَاسِ وَالزِّينَةِ» (2086): حَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي إِزَارِي اسْتِرْخَاءٌ، فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللهِ؛ ارْفَعْ إِزَارَكَ»، فَرَفَعْتُهُ، ثُمَّ قَالَ: زِدْ، فَزِدْتُ، فَمَا زِلْتُ أَتَحَرَّاهَا بَعْدُ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: إِلَى أَيْنَ؟، فَقَالَ: أَنْصَافِ السَّاقَيْنِ.
وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ أَبُو عَوَانَةَ «الْمُسْنَدُ» (8601) عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى وَبَحْرِ بْنِ نَصْرٍ، وَالْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (2/ 243) عَنْ بَحْرِ بْنِ نَصْرٍ الْخَوْلانِيِّ، كِلاهُمَا عن ابنِ وَهْبٍ بِمِثْلِهِ.
¥(40/145)
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[19 - 07 - 08, 12:45 ص]ـ
رفع الله قدركم شيخنا أبا محمد، وحفظكم الله، وعافاكم.
واصل ـ بارك الله فيك ـ.
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[19 - 07 - 08, 12:47 ص]ـ
رفع الله قدركم شيخنا أبا محمد، وحفظكم الله، وعافاكم.
واصل ـ بارك الله فيك ـ.(40/146)
ضيف جديد يسأل: سمعت ان ارواح المؤمنين هل تجتمع يوم الجمعة؟؟
ـ[ابو عمر النجدي]ــــــــ[27 - 03 - 04, 11:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في البداية ..
الحقيقة هذه أول مرة أكتب في هذا المنتدى الرائع المفيد، أشكر القائمين عليه والأحبة الكتاب الذين نحسبهم والله حسيبهم من طلبة العلم الذين نور العلم قلوبهم به فهم ينشرون ماعلمهم الله ولايكتمونه.
سؤالي هو /
سمعت أن ارواح المؤمنين ـ في المقابر ـ تجتمع في يوم الجمعة؟!!
فهل هذا ثابت ام لايصح منه شيء.
نفع الله بكم ..
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 - 03 - 04, 11:58 ص]ـ
الأخ أبا عمر:
في هذا النقل عن تفسير ابن كثير ما قد يفيد في الموضوع:
3/ 439 (من تفسيره لسورة الروم):
وقد استدلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بهذه الآية (إنك لا تسمع الموتى) على توهيم عبد الله بن عمر في روايته مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم القتلى الذين ألقوا في قليب بدر بعد ثلاثة أيام ومعاتبته إياهم وتقريعه لهم حتى قال له عمر يا رسول الله ما تخاطب من قوم قد جيفوا فقال والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكن لا يجيبون وتأولته عائشة على أنه قال إنهم الآن ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق وقال قتادة أحياهم الله له حتى سمعوا مقالته تقريعا وتوبيخا ونقمة والصحيح عند العلماء رواية عبد الله بن عمر لما لها من الشواهد على صحتها من وجوه كثيرة من أشهر ذلك ما رواه بن عبد البر مصححا له عن بن عباس مرفوعا ما من أحد يمر بقبر أخيه المسلم كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام وثبت عنه صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول المسلم السلام عليكم دار قوم مؤمنين وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ولولا هذا الخطاب لكانوا بمنزلة خطاب المعدوم والجماد والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الاثار عنهم بأن الميت يعرف بزيارة الحي له ويستبشر فروى بن أبي الدنيا في كتاب القبول عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال إذا مر الرجل بقبر يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام وروى بن أبي الدنيا بإسناده عن رجل من آل عاصم الجحدري قال رأيت عاصما الجحدري في منامي بعد موته بسنتين فقلت أليس قد مت قال بلى قلت فأين أنت قال أنا والله في روضة من رياض الجنة أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى بكر بن عبد الله المزني فنتلقى أخباركم قال قلت أجسامكم أم أرواحكم قال هيهات قد بليت الأجسام وإنما تتلاقى الأرواح قال قلت فهل تعلمون بزيارتنا إياكم قال نعلم بها عشية الجمعة ويوم الجمعة كله ويوم السبت إلى طلوع الشمس قال قلت فكيف ذلك دون الأيام كلها قال لفضل يوم الجمعة وعظمته قال وحدثنا محمد بن الحسين ثنا بكر بن محمد ثنا حسن القصاب قال كنت أغدو مع محمد بن واسع في كل غداة سبت حتى نأتي أهل الجبان فنقف على القبور فنسلم عليه وندعو لهم ثم ننصرف فقلت ذات يوم لو صيرت هذا اليوم يوم الإثنين قال بلغني أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبلها ويوما بعدها قال ثنا محمد ثنا عبد العزيز بن أبان قال ثنا سفيان الثوري قال بلغني عن الضحاك أنه قال من زار قبرا يوم السبت قبل طلوع الشمس علم الميت بزيارته فقيل له وكيف ذلك قال لمكان يوم الجمعة حدثنا خالد بن خداش ثنا جعفر بن سليمان عن أبي التياح يقول كان مطرف يغدو فإذا كان يوم الجمعة أدلج قال وسمعت أبا التياح يقول بلغنا أنه كان ينزل بغوطة فأقبل ليلة حتى إذا كان عند المقابر يقوم وهو على فرسه فرأى أهل القبور كل صاحب قبر جالسا على قبره فقالوا هذا مطرف يأتي الجمعة ويصلون عندكم يوم الجمعة قالوا نعم ونعلم ما يقول فيه الطير قلت وما يقولون قال يقولون سلام عليكم حدثني محمد بن الحسن ثنا يحيى بن أبي بكر ثنا الفضل بن الموفق بن خال سفيان بن عيينة قال لما مات أبي جزعت عليه جزعا شديدا فكنت آتي قبره في كل يوم ثم قصرت عن ذلك ما شاء الله ثم أني أتيته يوما فبينا أنا جالس عند القبر غلبتني عيناي فنمت فرأيت كأن قبر أبي قد انفرج وكأنه قاعد في قبره متوشح أكفانه عليه سحنة
¥(40/147)
الموتى قال فكأني بكيت لما رأيته قال يا بني ما أبطأ بك عني قلت وإنك لتعلم بمجيئي قال ما جئت مرة إلا علمتها وقد كنت تأتيني فأسر بك ويسر من حولي بدعائك قال فكنت آتيه بعد ذلك كثيرا حدثني محمد حدثنا يحيى بن بسطام ثنا عثمان بن سويد الطفاوي قال وكانت أمه من العابدات وكان يقال لها راهبة قال لما احتضرت رفعت رأسها إلى السماء فقالت يا ذخري وذخيرتي من عليه اعتمادي في حياتي وبعد موتي لا تخذلني عند الموت ولا توحشني قال فماتت فكنت آتيها في كل جمعة فأدعو لها وأستغفر لها ولأهل القبور فرأيتها ذات يوم في منامي فقلت لها يا أمي كيف أنت قالت أي بني إن للموت لكربة شديدة وإني بحمد الله لفي برزخ محمود يفرش فيه الريحان ونتوسد السندس والإستبرق إلى يوم النشور فقلت لها ألك حاجة قالت نعم قلت وما هي قالت لا تدع ما كنت تصنع من زياراتنا والدعاء لنا فإني لأبشر بمجيئك يوم الجمعة إذا أقبلت من أهلك يقال لي يا راهبة هذا ابنك قد أقبل فأسر ويسر بذلك من حولي من الأموات حدثني محمد حدثنا محمد بن عبد العزيز بن سليمان حدثنا بشر بن منصور قال لما كان زمن الطاعون كان رجل يختلف إلى الجبان فيشهد الصلاة على الجنائز فإذا أمسى وقف على المقابر فقال آنس الله وحشتكم ورحم غربتكم وتجاوز عن مسيئكم وقبل حسناتكم لا يزيد على هؤلاء الكلمات قال فأمسيت ذات ليلة وانصرفت إلى أهلي ولم آت المقابر فأدعو كما كنت أدعو قال فبينا أنا نائم إذا بخلق قد جاءوني فقلت ما أنتم وما حاجتكم قالوا نحن أهل المقابر قلت وما حاجتكم قالوا إنك عودتنا منك هدية عند انصرافك إلى أهلك قلت وما هي قالوا الدعوات التي كنت تدعو بها قال قلت فإني أعود لذلك قال فما تركتها بعد وأبلغ من ذلك أن الميت يعلم بعمل الحي من أقاربه وإخوانه قال عبد الله بن المبارك حدثني ثور بن يزيد عن إبراهيم عن أيوب قال تعرض أعمال الأحياء على الموتى فإذا رأوا حسنا فرحوا واستبشروا وإن رأوا سوءا قالوا اللهم راجع به
وذكر بن أبي الدنيا عن أحمد بن أبي الحواري قال ثنا محمد أخي قال دخل عباد بن عباد على إبراهيم بن صالح وهو على فلسطين فقال عظني قال بم أعظك أصلحك الله بلغني أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم من الموتى فانظر ما يعرض على رسول الله e من عملك فبكى إبراهيم حتى أخضل لحيته قال بن أبي الدنيا وحدثني محمد بن الحسين ثنى خالد بن عمرو الأموي ثنا صدقة بن سليمان الجعفري قال كانت لي شرة سمجة فمات أبي فتبت وندمت على ما فرطت ثم زللت أيما زلة فرأيت أبي في المنام فقال أي بني ما كان أشد فرحي بك وأعمالك تعرض علينا فنشبهها بأعمال الصالحين فلما كانت هذه المرة استحييت لذلك حياء شديدا فلا تخزني فيمن حولي من الأموات قال فكنت أسمعه بعد ذلك يقول في دعائه في السحر وكان جارا لي بالكوفة أسألك إيابة لا رجعة فيها ولا حور يا مصلح الصالحين ويا هادي المضلين ويا أرحم الراحمين وهذا بابا فيه آثار كثيرة عن الصحابة وكان بعض الأنصار من أقارب عبد الله بن رواحة يقول اللهم إني أعوذ بك من عمل أخزى به عند عبد الله بن رواحة كان يقول ذلك بعد أن استشهد عبد الله وقد شرع السلام على الموتى والسلام على من لم يشعر ولا يعلم بالمسلم محال وقد علم النبي e أمته إذا رأوا القبور أن يقولوا سلام عليكم أهل الديار من المؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية فهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويرد وإن لم يسمع المسلم الرد والله أعلم.
ـ[ابو عمر النجدي]ــــــــ[28 - 03 - 04, 02:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الاخ الفاضل / عمر المقبل .. (اللهم عامله بعفوك)
في الحقية أشكرك على هذا النقل لرتباطه الكبير بالموضوع،،
*********************************
لكن بقي السؤال هل ارواح المؤمنين تتزاور فيما بينها يوم الجمعة؟!!
إذا ثبت ذلك فإنه يكون ضمن خصائص يوم الجمعة، والله اعلم.(40/148)
أفيدونا يا أهل الحديث
ـ[ابراهيم الخوجة]ــــــــ[29 - 03 - 04, 01:37 ص]ـ
أرجو المساعدة في تخريج هذا الحديث
ورد على ألسنة بعض الوعاظ في إحدى القنوات الفضائية يرفعه للنبي صلى الله عليه وسلم وهو: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ركوب بحر التمني لأنه من موبقات القلب) فهل له أصل أم لا؟!(40/149)
حول حديث بسرة بنت صفوان
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[29 - 03 - 04, 12:25 م]ـ
حديث بسرة بنت صفوان رضي الله عنها: "من مس ذكره فليتوضأ" أخرجه مالك وأحمد والأربعة وصححه الترمذي والدارقطني وقال البخاري هو أصح شئ في هذا الباب.
قال البيهقي: يكفي في ترجيح حديث بسرة على حديث طلق أن حديث طلق لم يحتج الشيخان بأحد من رواته، وحديث بسرة احتجا بجميع رواته، ... إلخ
قال الشيخ محمد الأمين حفظه الله: "الصواب كما أفاد الشيخ أبو عمر أن حديث طلق ضعيف وحديث بسرة صحيح بل هو على شرط البخاري"
انظر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5731&highlight=%E4%DE%D6+%C7%E1%E6%D6%E6%C1+%C7%E1%D0%D F%D1
أقول: احتجاج الشيخان بجميع رواته فقط لا يفيد في الحكم على الحديث أنه على شرطهما. خاصةً .. وأن البخاري قال فيه: هو أصح شيء في هذا الباب. ورغم ذلك لم يخرجه في صحيحه!
سؤالي .. كلامي هذا صواباً أم لا؟ أرجو التعليق، وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 03 - 04, 10:03 ص]ـ
كلام صحيح مسدد من الأخ أحمد الأزهري وفقه الله.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 03 - 04, 10:52 ص]ـ
أخي الفاضل أحمد الأزهري وفقه الله
أولاً أبارك لك سؤالك النافع حول عدم تخريج البخاري ومسلم لهذا الحديث
والواقع أن هذا السؤال كان يهتم به الأئمة المتقدمون كثيراً، فيسألون لماذا لم يخرج الشيخان هذا الحديث؟
وعادة يكون السبب علة غير قادحة. فليس كل ما لم يخرجاه ضعيف كما هو معلوم. لكن عامة ما لم يخرجوه معلول بعلة قادحة أو غير قادحة.
وأحيانا يرى النقاد الجهابذة أن تلك العلل لها أمثالها في الصحيحين، فيلزمون الشيخين بإخراجها، لأنهم قد أخرجوا أحاديث نظيرة لها. ومن هنا أتت فكرة الإلزامات. وأشهر من كتب في هذا الشأن هو الدارقطني. وللإسماعيلي إلزامات كذلك.
ومثال ذلك حديث أن رسول الله ? قال: «لا ألفينّ أحدكم متكئاً على أريكته (أي سريره) يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول ما أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه». أخرجه أبو داود في سننه (4\ 200)، وصحّحه الحاكم في المستدرك (1\ 190) على شرط البخاري ومسلم، وهو كما قال فإن رجاله ثقات أثبات احتج بهم البخاري ومسلم، وإسناده متصل.
أما العلة فقد أوضحها الحاكم بقوله: "والذي عندي أنهما تركاه لاختلاف المصريين في هذا الإسناد". لكن الذي يقال: قد أخرج الشيخان أمثال ذلك، فهل هذا على شرطهما أم لا؟
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[07 - 04 - 04, 01:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا محمد الأمين جزاكم الله تعالى خيرا ونفعنا بعلمكم، اللهم آمين
1ـ ذكرتم مثالا وهو حديث (لا ألفينّ أحدكم متكئاً على أريكته ........ الحديث)
قلتم: وصحّحه الحاكم في المستدرك 1/ 190 على شرط البخاري ومسلم، وهو كما قال فإن رجاله ثقات أثبات احتج بهم البخاري ومسلم، وإسناده متصل.
شيخنا الفاضل:
ذكرتم قول أبي عبد الله الحاكم رحمه الله ثم قررتموه، والسؤال، هل يكفي احتجاجهما برجال هذا السند مع اتصاله ليقال هو على شرطهما أو أحدهما؟
لعل هذا بعيد (أنا لا أتكلم عن هذا الحديث، ولا أتكلم عن مدى قوة سند جميع رجاله ممن احتجا به، لكن أتكلم عن قاعدة)، إذ لا يكفي كون رجال هذا السند من رجال البخاري رحمه الله ليقال هو على شرطه، فكم هي مسألة مهمة ملاحظة كيفية تخريجهم حديث من رويا له، فكم وكم من ثقة ثبت لا تصح روايته عمن هو مثله ولا يستجيز البخاري الرواية لهما عن بعضهما، ولا يخفاكم (شيخنا) كلام الحافظ ابن رجب عليه رحمة الله في شرح العلل في الرواة الثقات الذين ضعفوا في بعض الشيوخ منهم على سبيل المثال:
هشام بن حسان عن عكرمة والحسن وعطاء.
سليمان التيمي و جرير بن حازم البصري عن قتادة.
حبيب بن أبي ثابت وعبد الكريم بن مالك الجزري عن عطاء.
فلعل الصواب أن تكون نسخة الحاكم كنسخة البخاري ليقال على شرطه والله تعالى أعلم.
2ـ جزاكم الله خيرا على هذه الإشارة الهامة حول البحث عن الحديث لم أعرضا عنه وتركا تخريجه، وقد قال الحاكم كلاما معناه:
إذا وجدت الحديث أصلا في بابه ورجاله موثوقون ولم يخرجاه حينئذٍ نقر له عن علة.
3ـ قول البيهقي رحمه الله احتج بفلان الشيخان أو بجميع رواته، أو فلان لم يحتج به الشيخان سأفرد له موضوعا إن شاء الله تعالى.
أخوكم أبو بكر.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[07 - 04 - 04, 01:25 ص]ـ
.
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[27 - 04 - 04, 11:58 ص]ـ
تأكيداً لما ذكره أخي الكريم أبو بكر، يقول الشيخ أحمد شاكر*: {فعلى من يعزو إلى شرطهما أو شرط واحد منهما أن يسوق ذلك السند بنسق رواية من نسب إلى شرطه، ولو في موضع كتابه. وكذا قال ابن الصلاح في شرح مسلم: من حكم لشخص بمجرد رواية مسلم عنه في صحيحه بأنه من شرط الصحيح فقد غفل وأخطأ، بل ذلك متوقف على النظر في كيفية رواية مسلم عنه، وعلى أى وجه اعتمد. اهـ تدريب (ص40).}
* انظر حاشية ص23 من الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير، تأليف أحمد محمد شاكر، طبعة مكتبة دار التراث بالقاهرة 1423هـ - 2003م
¥(40/150)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 08 - 08, 02:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا محمد الأمين جزاكم الله تعالى خيرا ونفعنا بعلمكم، اللهم آمين
1ـ ذكرتم مثالا وهو حديث (لا ألفينّ أحدكم متكئاً على أريكته ........ الحديث)
قلتم: وصحّحه الحاكم في المستدرك 1/ 190 على شرط البخاري ومسلم، وهو كما قال فإن رجاله ثقات أثبات احتج بهم البخاري ومسلم، وإسناده متصل.
شيخنا الفاضل:
ذكرتم قول أبي عبد الله الحاكم رحمه الله ثم قررتموه، والسؤال، هل يكفي احتجاجهما برجال هذا السند مع اتصاله ليقال هو على شرطهما أو أحدهما؟
هذا يختلف باختلاف المقصود بشرط الشيخين. فإذا أردنا إلزامهما فالصواب أنه لا يكفي، بدليل قول الحاكم: "والذي عندي أنهما تركاه لاختلاف المصريين في هذا الإسناد". فبمجرد كونه صحيحاً وكون رجاله من رجال البخاري لا يعني إلزام البخاري بإخراجه. لكن ممكن أن نجعل قولنا "على شرط البخاري" أن يكون صحيحاً (وهذا يقتضي خلوه من علة مؤثرة) وأن يكون رجاله هم رجال البخاري. والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[13 - 08 - 08, 03:06 م]ـ
شيخنا الفاضل محمدالامين
كيف اختلف المصريون في اسناد هذا الحديث ووجه العلة في ذالك
اوليس تفرد امرأة بمثل هذا الحديث الرجالي الذي هومرتبط بعمل متكرر لدى جميع المسلمين الذكور خمس مرات او اكثر في اليوم طبعا هذا على فهم ان المس من نواقض الوضوء
اما ان فهم على نه يستحب لمن مس ذكره الوضوء بدون نقض وضوء وهو الذي يترجح عندي فالأمر أخف
اوليست هذه علة مؤثرة جدا
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[13 - 08 - 08, 06:51 م]ـ
شيخنا الفاضل أسأل الله بحبي لك ان يسعدك في الدنيا والآخره
ارى كثيرا من المخرجين يصححون حديث ابي هريرة في الموضوع هل الامر كذالك
وان كان ذالك كذالك لماذا المقارنه دائما بين حديث طلق وبسرة وليس بين طلق وأبي هريرة رضي الله عن جميع الصحابة الكرام
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[28 - 08 - 08, 11:04 م]ـ
لازلنا نتظرإجابتكم حفظكم الله(40/151)
الرجاء مساعدتي في تخريج هذه الأحاديث
ـ[الأترجة]ــــــــ[31 - 03 - 04, 09:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء المساعدة في تخريج هذه الأحاديث
1 - (إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق، و لا تبغض إلى نفسك عبادة ربك، فإن المنبت لا سفرا قطع، ولا ظهرا أبقى، فاعمل عمل امريء يظن أنه لن يموت أبدا، و احذر حذرا يخشى أن يموت غدا)
2 - الحديث الوارد في تسبيح الطعام بين آكله.
3 - (أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان)
4 - (كان رجل ممن كان قبلكم لم يعمل خيرا قط؛ إلا التوحيد، فلما احتضر قال لأهله: انظروا: إذا أنا مت أن يحرقوه حتى يدعوه حمما، ثم اطحنوه، ثم اذروه في يوم ريح، [ثم اذروا نصفه في البر، ونصفه في البحر، فوالله؛ لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين]، فلما مات فعلوا ذلك به، [فأمر الله البر فجمع ما فيه، وأمر البحر فجمع ما فيه]، فإذا هو [قائم] في قبضة الله، فقال الله عز وجل: يا ابن آدم! ما حملك على ما فعلت؟ قال: أي رب! من مخافتك (وفي طريق آخر: من خشيتك وأنت أعلم)، قال: فغفر له بها، ولم يعمل خيرا قط إلا التوحيد)
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[01 - 04 - 04, 05:52 ص]ـ
الحديث الرابع،
رواه البخاري (6/ 594 / 3481 و 13/ 474 / 7506 - فتح)، ومسلم (9/ 81 - نووي)، والنسائي (4/ 113 - سيوطي)، وابن ماجه (2/ 1421 / 4255)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[01 - 04 - 04, 06:05 ص]ـ
الحديث الثالث،
رواه أحمد ج 2 / ص 292، وغيره، وفي إسناده هشام بن أبي هشام وهو متروك، ومحمد بن محمد وهو مستور كما في " التقريب ".
وأذكر أن الشيخ الألباني ذكره في " الضعيفة " فلعل أحد الإخوان يذكر ما قاله.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[01 - 04 - 04, 06:08 ص]ـ
أعتذر على ردي العاجل المختصر، وهذا لأن وقت صلاة الفجر اقترب، ولعلي عندما آتي من الصلاة أجيب بشيء من التفصيل.
والله أعلم.(40/152)
فائدة حول قول المصريين: يا ابن الأرندلي!!
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[01 - 04 - 04, 05:42 ص]ـ
فائدة حول قول المصريين: يا ابن الأرندلي!!
هذه الكلمة يطلقها عوام الناس في بلادنا، ولا يعلمون معناها.
وأصلها " القرندلي "، والقرندل: كلمة أطلقها المصريون الأوائل على حالق اللحية
كما في " الضوء اللامع " (10/ 101)، و " التعالم " (ص 28)، أفاده الشيخ مشهور حسن – حفظه الله – في حاشية كتابه: " المرؤة وخوارمها " (ص 322).
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[01 - 04 - 04, 04:33 م]ـ
فائدة
ـ[عصفور الجنة]ــــــــ[01 - 04 - 04, 06:33 م]ـ
وكذلك قول المصريين: " ياابن الرفضي "
إشارة إلى الرافضة الذين يرفضون إمامة الشيخين وعثمان رضي الله عنهم!
ـ[أبو هريره المصرى]ــــــــ[01 - 04 - 04, 11:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفائده
و الشعب المصرى لا تنتهى عجائبه
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[02 - 04 - 04, 12:46 ص]ـ
وهي مصحفة ابن القلندري.
والقلندرية فرقة صوفية ظهرت في القرن السابع , واشتهر أصحابها بحلق اللحى.
ـ[السمرقنديه]ــــــــ[22 - 12 - 06, 07:42 م]ـ
ومنها قولهم عند حلول مايكره وقوعه
(يالهوي)
وقد قيل انها استغاثة بالجن
والله اعلم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[23 - 12 - 06, 03:04 م]ـ
القرندل قرأتها في بعض رسائل الشيخ بكر أبو زيد شفاه الله بمعنى حليق اللحية.
ونشكر أخانا أبا الوفاء على إتحافنا بأصلها
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[24 - 12 - 06, 10:11 م]ـ
الحمد لله الذى لم يجعلنى قرندليا ولا رافضيا رغم كونى مصريا (ابتسامه)
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[10 - 01 - 07, 03:41 ص]ـ
جميلة هذه الارندلي راح اسمي الحليق من الان قرندلي او ارندلي.
ـ[أبو البراء الكناني]ــــــــ[26 - 01 - 07, 11:18 ص]ـ
جميلة جداً هذه الفائدة ... بارك الله فيك
أما (يا لهوي) فأحسب أن أصلها (يا للهول) ... و لم أجد من قال بذلك ولكنه ظني الشخصي!
ـ[علاء شاكر]ــــــــ[26 - 01 - 07, 01:20 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[عبدالخالق الخبتي]ــــــــ[26 - 01 - 07, 10:55 م]ـ
رائعة! مشتهرة حتى في خارج مصر، يقولون (يا ابن الأرندل)!!
فعلاً لا تنتهي عجائب مصر، ولا بكر!!
ـ[أبو أنس القراري]ــــــــ[27 - 01 - 07, 11:44 م]ـ
جزاك الله خير(40/153)
((طعنُ القَنَا فى صدر مفترى: يا عابدَ الحرمين لو أبصرتْنَا))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[01 - 04 - 04, 05:24 م]ـ
((طعنُ القَنَا فى صدر مفترى: يا عابدَ الحرمين لو أبصرتْنَا))
الحمد لله ناصر الحق ورافعِى لوائِه. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على أتقى خلقه وأوليائِه.
وبعد ..
أورد الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقى فى ثنايا تفسير قَوْلِ اللهِ تَعَالَى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) من ((تفسيره)) (1/ 448): ((روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن المبارك من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة قال أملي عليَّ عبدُ الله بنُ المبارك هذه الأبياتَ بطرطوس، وودعتُه للخروج وأنشدها معي إلى الفضل بن عياض في سنة سبعين ومائة، وفي رواية سنة سبع وسبعين ومائة:
يا عابدَ الحرمين لو أبصرتَْنا ... لعلمتَ أنَّكَ في العبادةِ تلعبُ
مَنْ كانَ يخضبُ خدَّه بدموعِه ... فنحورنُا بدمائِنا تَتَخْضَبُ
أوكان يتعبُ خيله في باطل ... فخيولنا يوم الصبيحة تتعبُ
ريحُ العبيرٍ لكم ونحنُ عبيرُنا ... رَهَجُ السنابكِ والغبارُ الأطيبُ
ولقد أتانا من مقالِ نبيِنا ... قولٌ صحيحٌ صادقٌ لا يَكذبُ
لا يستوي غبارُ أهلِ الله في ... أنفِ أمرئٍ ودخانُ نارٍ تَلهبُ
هذا كتابُ الله ينطقُ بيننا ... ليسَ الشهيدُ بميتٍ لا يكذبُ
قال: فلقيت الفضيل بن عياض بكتابه في المسجد الحرام، فلما قرأه ذرفت عيناه، وقال: صدق أبو عبد الرحمن ونصحني، ثم قال: أنت ممن يكتب الحديث؟، قال: قلت: نعم، قال: فاكتب هذا الحديث كراء حملك كتاب أبي عبد الرحمن إلينا، وأملى عليَّ الفضيل بن عياض قال حدثنا منصور عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله علمني عملا أنال به ثواب المجاهدين في سبيل الله؟، فقال: ((هل تستطيع أن تصلي فلا تفتر، وتصوم فلا تفطر؟))، فقال: يا رسول الله أنا أضعف من أن أستطيع ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فوالذي نفسي بيده لو طوقت ذلك ما بلغت ثواب المجاهدين في سبيل الله، أمَا علمت أن المجاهد ليستن في طوله فيكتب له بذلك الحسنات)) اهـ.
هكذا أورد هذه الحكاية برمتها الحافظ أبو الفداء، ولم يعلِّق عليها بشئٍ!، فأوهم صنيعُه ذا جماهرَ من الوعاظ والخطباء، ممن يعتمدون على ((تفسيره))، ويحتجون بأقواله، أوهمهم صدقَ هذه الحكاية!، فتناقلوها فى مجالس الترغيب والترهيب، وعلى منابر الوعظ والتذكير، وفى أهازيجهم وأناشيدهم، ترغيباً فى الجهاد والمرابطة، ولعلَّ أكثرهم لم ينظر، ولو لمرة واحدة، فى مصدر الحكاية ومخرجها، اعتماداً على نقل الحافظ إيَّاها، وسكوته عنها، ولم تتمعر وجوهُهُم غيرةً على مقامات الرفعة ومراتب الإحسان، وأفضلها ملازمة الحرمين الشريفين: مكة وطيبة، زادهما الله تشريفاً وتكريماً ومهابةً وعزاً.
وكذلك أوردها بعض من ترجم للإمام الحجة الفقيه المجاهد عبد الله بن المبارك المروزى، ومنهم الحافظ الذهبى فى ((سير أعلام النبلاء)) (8/ 412)، والإمام أبو القاسم الرافعى القزوينى فى ((التدوين فى أخبار قزوين)) (3/ 236).
ولا يُحصى من استروح إلى هذه الحكاية، فأودعها عن رضاً واقتناعً كتابَه، أو صدَّر بها مصنفَه. وجميعهم، لعله لم يتسائل ما إسنادها، وما صحته، وما صحتها؟!، ومشَّاها على ما بها من وهنٍ وافتراء وتجنىً على الإمامين السيدين: الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر الإمام القدوة الثبت أبو علي التميمي اليربوعي الخراساني المجاور بحرم الله المعظَّم، وعبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلى المروزى علم المجاهدين شيخ الإسلام.
فما دلائل وهن هذه الحكاية، وهل يجوز الجزم بنسبة هذه الأبيات المفتريات إلى الإمام السيد الجليل ابن المبارك، وما حكاية هذه الأشعار التى حُشى بها ديوان الشعر المنسوب إليه، وما موقف أهل التحقيق من هذا الديوان؟. هذا ما نرجو إيضاحه فى هذا البيان ((طعنُ القَنَا فى صدر مفترى: يا عابدَ الحرمين لو أبصرتْنَا)) ...
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[01 - 04 - 04, 06:21 م]ـ
الشيخ الفاضل أبا محمد _ وفقه الله _
لا يخفى عليكم أن الذي عليه عمل أهل العلم قديما وحديثا التساهل في إيراد الحكايات والأشعار التي تحث على مكارم الأخلاق وصالح الأعمال في الخطب والمواعظ بشرط ألا يكون فيها ما يعارض نصوص الكتاب والسنة الصحيحة.
ولو التزم الخطيب والواعظ التنقيب عن سند كل حكاية أو بيت شعر لكان في ذلك حرج عظيم، والحرج مرفوع.
وحكاية الفضيل وابن المبارك رحمهما الله أوردها كما تفضلتم ابن عساكر والرافعي وابن كثير والذهبي ومن لا يحصى بدون تدقيق في إسنادها مستشهدين بها على فضل الجهاد على نوافل الصيام والقيام وهو معنى مقرر في النصوص الشرعية، ولنا في هؤلاء الأئمة أسوة ويسعنا ما وسعهم، والله تعالى أعلم.
¥(40/154)
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[01 - 04 - 04, 06:50 م]ـ
فإن القصة ياشيخ أبا محمد , ليس فيها ما يستنكر متناً , فلو بذل الجهد في التأليف واستغل الوقت بأمر أولى وأهم لكان خيراً لك ولنا للقراء .. !
أحسن الله إليك ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[01 - 04 - 04, 09:37 م]ـ
الحمد لله وحده ...
لو أنك أخي الفاضل سلطان اكتفيت بمقالة الشيخ الجليل السلمي لكان أمثل
فليس معنى أن القصة غير مستنكرة متنا ألا يشتغل ببيان مافيها من علل , وأنها لا تثبت
يعلم ذلك كل طالب حديث
ولكان أحفظ لمقام من هو مثل الشيخ الألفي
الذي لم نعرفه إلا من خلال الملتقى , فعرفنا فضله , وسبقه , حتى إن اختلفنا معه في بعض شيء
ولعله أكبر من يكتب في الملتقى عمرا
نحسبه على خير والله حسيبه
والسلام
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[01 - 04 - 04, 10:03 م]ـ
قال الإمام ابن عبدالبر - رحمه الله تعالى بعد أن ساق حديثًا
إلى النبي صلى الله عليه وسلم: " هذا حديث غريب من حديث
مالك وليس محفوظًا عنه إلا من هذا الوجه، وأبو عبدالغني لا أعرفه
،وأهل العلم ما زالوا يسامحون أنفسهم في رواية الرغائب
والفضائل عن كل أحد، وإنّما كانوا يتشددون في أحاديث الأحكام"
انتهى من التمهيد 1/ 127.
وقال أيضًا:
وأحاديث الفضائل لا يحتاج فيها إلى من يحتجّ فيها إلى من يحتجّ به. التمهيد 6/ 39.
وقال:
والفضائل تروى عن كل أحد، والحجة من جهة الإسناد إنّما تُتقصّى
في الأحكام، وفي الحلال والحرام. جامع بيان العلم وفضله 1/ 31.
وكلام الحافظ أعلاه هو في الأحاديث، فما سواها الأمر فيها هيّن، والعلم عند الله.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[02 - 04 - 04, 01:20 ص]ـ
مسألة التساهل في أحاديث الرغائب (المرفوعة) محل خلاف
ولعل الصواب أن التعامل معها كأحاديث الأحكام.
أما المقاطيع فنعم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 04 - 04, 05:08 ص]ـ
1 - قال الخطيب: «وأما أخبار الصالحين وحكايات الزهاد والمتعبدين ومواعظ البلغاء وحكم الأدباء، فالأسانيد زينة لها، وليست شرطاً في تأديتها».
2 - المعنى صحيح مجمع عليه، وليس فيه نكارة.
قال شيخ الإسلام: «قال العلماء: أن الرباط بالثغور أفضل من المجاورة بالحرمين الشريفين لأنَ المرابطة من جنس الجهاد والمجاورة من جنس الحج الجهاد أفضل باتفاق المسلمين من جنس الحج».
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[02 - 04 - 04, 07:30 ص]ـ
أنا مع ما قاله أخي الفاضل أبوخالد السلمي - حفظه الله -
وعلى العموم، فالقصة قام بتحقيقها الشيخ علي حشيش في" مجلة التوحيد "
في صفحته: " تحير الداعية من القصص الواهية "
العدد الحادي عشر - السنة الثانية والثلاثون - ذو القعدة 1424
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[02 - 04 - 04, 11:42 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الأزهري السلفي
الحمد لله وحده ...
لو أنك أخي الفاضل سلطان اكتفيت بمقالة الشيخ الجليل السلمي لكان أمثل. فليس معنى أن القصة غير مستنكرة متنا ألا يشتغل ببيان مافيها من علل , وأنها لا تثبت. يعلم ذلك كل طالب حديث.
ولكان أحفظ لمقام من هو مثل الشيخ الألفي الذي لم نعرفه إلا من خلال الملتقى , فعرفنا فضله , وسبقه , حتى إن اختلفنا معه في بعض شيء. ولعله أكبر من يكتب في الملتقى عمرا. نحسبه على خير والله حسيبه والسلام
الأخوة الفضلاء جميعاً.
بارك الله لكم، وأعزكم، ورفع بالعلم مناركم.
الحمد لله الهادى من اصطفاه سبلَ الإحسان. العائذ من استعاذه نزغاتِ الشيطان. الواقى من اتقاه مزالقَ البهتان. الواهبِ الفضلَ المانحِه خيرَ خلقه من بنى الإنسان. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على محمدٍ عبده ورسوله ما دار فى فلكيهما القمران. ورضى الله عن آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم العرض على الملك الديَّان. وبعد ..
إن كان الأمر كما تقولون: التجوز فى رواية الرغائب كالحث على الجهاد والمرابطة على الثغور، وحياطة بيضة الإسلام والمسلمين، فهذا مما لا ينكر، بل متفق عليه من حيث الإجمال، وإنما الخلاف فى التفصيل. وإلا فلماذا ساق الحافظ ابن عساكر إسناد الرواية بأدق تفاصيل طرق أداءها وتحملها؟!. ولماذا تعقبها جمع من الفضلاء المحققين العارفين بمباحث تحقيق أسانيد المرويات بما فيها حكايات الصالحين، وما موضوع الكتاب الفخم الذى لم ينسج على منواله ((حلية الأولياء فى طبقات الأصفياء))، وهل أضاع الإمام العلم الثبت المدقق أبو نعيم الأصبهانى عمره هدراً فى تصنيف هذا الكتاب؟!. هذه كلها تساؤلات يعرف جميع الفضلاء المشاركون الجواب عنها، وأنا لا أمتحنهم ـ عذراً إن ظنَّه أحد ـ، بل أقرر هذه الحقائق الكامنة وراء الأجوبة على هذه التساؤلات الآنفة الذكر. ولعل هذا بعض الأسباب التى دفعت بأخى وصاحبى الشيخ العالم العامل المحقق على حشيش بذكر الحكاية فى ((تحذير الداعية من القصص الواهية))، وكنت أود الحصول على نسخة من مقاله هذا، سيما وتحقيقاته مما تنظر بعين التقدير.
فهل لكم أن تأذنوا لى فى الإكمال، فإن لم يكنه، فاتفاقكم عندى مرضى مطاع، بارك الله فيكم.
¥(40/155)
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[02 - 04 - 04, 02:01 م]ـ
والله إن مقام الشيخ أبي محمد الألفي مصون ....
ولانقصد بذلك -علم الله - تنقيص قدره , إنما هي النصيحة فقط ... !!
ومازلت أضيف على كلام الشيخ السلمي نصيحة .... وهي:
لو اشتغل الشيخ أبومحمد بمسائل مهمة , خاصة وقد أنعم الله عليه بالفهم والعزم ونعمة سعة الوقت التي لاتتوفر لكثير من الناس, لكان ذلك أنفع لأمة محمد صلى الله عليه وسلم .... !!
أرأيت ياشيخ الأزهري , أنا أفكر بأمة محمد , وأنت تفكر بمقام أبي محمد (وجه مبتسم)!!
ياشيخ لقد تجددت شبه أهل الضلالة بأمور لم تكن موجودة في وقت السلف ولا في وقت ابن تيمية .... فأين طلبة العلم من تحرير مسائل في التوحيد والسنة والإيمان , التي وقع اختلاف المنتسين للسلف من أبناء هذا الجيل!!
هذا ما قصدته من المشاركة ولكي أكثر سواد الناصحين للشيخ أيضاً .. !
وفقنا المولى لما يحب ويرضى.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 04 - 04, 02:52 م]ـ
الشيخ الفاضل أبا محمد _ وفقه الله
الشيخ الفاضل أبا محمد _ وفقه الله _
لا يخفى عليكم أن الذي عليه عمل أهل العلم قديما وحديثا التساهل في إيراد الحكايات والأشعار التي تحث على مكارم الأخلاق وصالح الأعمال في الخطب والمواعظ بشرط ألا يكون فيها ما يعارض نصوص الكتاب والسنة الصحيحة.
ولو التزم الخطيب والواعظ التنقيب عن سند كل حكاية أو بيت شعر لكان في ذلك حرج عظيم، والحرج مرفوع.
وحكاية الفضيل وابن المبارك رحمهما الله أوردها كما تفضلتم ابن عساكر والرافعي وابن كثير والذهبي ومن لا يحصى بدون تدقيق في إسنادها مستشهدين بها على فضل الجهاد على نوافل الصيام والقيام وهو معنى مقرر في النصوص الشرعية، ولنا في هؤلاء الأئمة أسوة ويسعنا ما وسعهم، والله تعالى أعلم._
========================
قصة عبدالله بن المبارك والفضيل بن عياض ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=723&highlight=%DA%C7%C8%CF+%C7%E1%CD%D1%E3%ED%E4)
من دُرر شيخ الإسلام) حول (أمور الجهاد)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5344
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[02 - 04 - 04, 04:47 م]ـ
الحمد لله وحده ...
لا أظن أحدا من الأكارم الذين عقبوا على هذا الموضوع إلا وهو يعلم أن قضيتي الاحتجاج بالحديث و تصحيحه منفصلتان غير متلازمتين
وإن كانتا متشابكتين
ولكل منهما تعلق بالآخر
فليس كل حديث صحيح يستدل به مطلقا
كما أنه ليس كل حديث ضعيف يطرح مطلقا
فعلى فرض الاتفاق أنه ليس في القصة ما يستنكر
ويبقى البحث في إسنادها , و معرفة طرقها ذو فائدة لطالب الحديث
لتشابه القضايا المطروحة في البحث مع القضايا التي عادة ما تطرح في بحث الأحاديث المرفوعة
البحث في الرجال عدالة وضبطا
ومعرفة سماع الرواة أو نفي ذلك ... الخ
فلماذا تفوت هذه المصلحة؟
أكمل أبا محمد
............................
أخي سلطان العتيبي
بارك الرب فيك
التفكير بأمة محمد يبدأ من التفكير بمقام أبي محمد ومن هو مثله
وحث الشباب المسلم على توقيرهم , ثم سلوك مسلكهم
ثم هب أن شخصا لا يحسن إلا الحديث - ولست أعني الشيخ الألفي - فهل نقول له توقف لأن الزمان قد كثر فيه من يورد الشبهات على العقيدة فرد هذه الشبه أولى؟!
لا أرى ارتباطا
على كل حال
أعتذر إليك
والسلام
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 04 - 04, 05:08 م]ـ
أنتم أهل الحديث ولا ترغبون بمناقشة أسانيد القصص والروايات فمن لها يا ترى؟ ومن يرغب بها وأنتم قد رغبتم عنها؟
ويمكنكم أن تجعلوا الأخ الشيخ أبا محمد يحقق إسنادها فإذا تبين لكم ضعفه وسألكم عنها أحد من الناس فقولوا - يا أهل الحديث -:
إسناده ضعيف ومتنها صحيح 0 مثلا - كما قلتم في حديث " أدبني ربي فأحسن تأديبي " أو كما قلتم في غيره من الحكايات.
وهو أفضل - بكل حال - من قولكم: لا ندري صحة سندها ومتنها صحيح
أليس كذلك؟
مع أنني أرى أن متنها منكر للأسباب التالية:
إنكار ابن المبارك على الفضيل ما ليس منكرا، فالرباط في الثغر ليس بواجب حتى يفضل على المجاورة في الحرم.
ولو كان جهاداً واجبا فقد لا يصل الوجوب إلى مكة حتى يُنكر على من يتعبد فيها.
ولو أراد المرابطون أن يأتي إليهم الناس في رباطهم ولم يبق أحد في المدن ما صار رباطاً.
والسلف كان بعضهم يذهب للرباط في كل عام مرة أو مرتين للأجر وليس لاعتقاد الوجوب.
وابن المبارك لم يكن في كل عمره في الرباط فهل إذا انتهى من المرابطة ورجع للعلم والتعليم وذهب آخرون غيره للرباط سيبعثون في الإنكار عليه؟! وخاصة أنه أولى بالإنكار ممن لم يذهب أصلاً!
وقوله " لعلمت أنك بالعبادة تلعب " قول منكر لا يصدر من مثل شيخ الإسلام ابن المبارك.
وسؤال للإخوة:
ما هو نص الحديث المشار إليه في قوله:
ولقد أتانا من مقالِ نبيِنا ... قولٌ صحيحٌ صادقٌ لا يَكذبُ
لا يستوي غبارُ أهلِ الله في ... أنفِ أمرئٍ ودخانُ نارٍ تَلهبُ
؟؟؟
والله أعلم
¥(40/156)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[02 - 04 - 04, 05:59 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة إحسان العتيبي
وسؤال للإخوة: ما هو نص الحديث المشار إليه في قوله:
ولقد أتانا من مقالِ نبيِنا ... قولٌ صحيحٌ صادقٌ لا يَكذبُ
لا يستوي غبارُ أهلِ الله في ... أنفِ أمرئٍ ودخانُ نارٍ تَلهبُ
؟؟؟
- عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((لا يجتمع دخان جهنم وغبار في سبيل الله في منخري مسلم)).
- أخرجه ابن حبان (10/ 467) وغيره.
ـ[المستفيد7]ــــــــ[02 - 04 - 04, 06:58 م]ـ
هذا رابط مقال الشيخ علي حشيش:
http://www.altawhed.com/detail.asp?InIssueNo=23&InServiceID=89&InSectionID=1333
ونحن بانتظار اكمالكم شيخنا ابا محمد
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[02 - 04 - 04, 08:55 م]ـ
الحمد لله وحده ...
لله درك يا شيخ إحسان
لمثل ما قلتَ قلتُ:
(فعلى فرض الاتفاق أنه ليس في القصة ما يستنكر)
لأنني أذهب إلى مذهبك نصا
على أننا لسنا بحاجة إلى ذكر ذلك أصلا
لأنه إذا كنتم
(أنتم أهل الحديث ولا ترغبون بمناقشة أسانيد القصص والروايات فمن لها يا ترى؟ ومن يرغب بها وأنتم قد رغبتم عنها؟)
بارك الله فيك يا شيخ إحسان
ونحن بانتظارك يا أبا محمد
ـ[علي بن حميد]ــــــــ[02 - 04 - 04, 09:51 م]ـ
الأخ/ إحسان العتيبي، جزاك الله خيْرًا، قولك:
وقوله " لعلمت أنك بالعبادة تلعب " قول منكر لا يصدر من مثل شيخ الإسلام ابن المبارك.
بيّن الإخوة كيفية تلقي مثل هذه الآثار والأخبار عن السّلف ..
ونقل الشيخ محمد الأمين عن الخطيب قوله:
1 - قال الخطيب: «وأما أخبار الصالحين وحكايات الزهاد والمتعبدين ومواعظ البلغاء وحكم الأدباء، فالأسانيد زينة لها، وليست شرطاً في تأديتها».
أما بالنّسبة لإنكار ابن المبارك - كما فهمت - من البيت، فهذا محض ترغيب له لما هو أفضل .. لم يقل ولم يفهم أحد أن ابن المبارك كان
يقصد الإنكار على الفضيل .. عبدالله بن المبارك قال مقالته في بيت
"شعر" .. واختيارات وأقوال الأئمة الصحيحة المنسوبة إليهم لا أعتقد
أنهم أودعوها في دواوين شعر .. فتنبّه ..
ودعوى نكارة المتن كلام مرسل ..
ثم ما الغرابة أن ينسب هذا القول للإمام عبداله بن المبارك رحمه الله،
أعني تفضيل الجهاد على مجاورة الحرم .. فلم يأت الإمام بقول منكر أو شاذّ .. وقد سبق الأخ محمد الأمين أن نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية قوله:
«قال العلماء: أن الرباط بالثغور أفضل من المجاورة بالحرمين الشريفين لأنَ المرابطة من جنس الجهاد والمجاورة من جنس الحج الجهاد أفضل باتفاق المسلمين من جنس الحج».
فليس في الحقيقة داع لكل هذا النكير على مسألة ثبوت النقل عن هذا الإمام، ولا عن مسألة المفاضلة بين الرباط و المجاورة للحرم، فالمسألة
واضحة.
أما فساد فهم الناس فغير معتبر في " التقليل من شأن العبادة والعلم" ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[03 - 04 - 04, 12:48 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
إنا لله وإنا إليه راجعون
وهل ستحق الموضوع كل هذا الجدل؟!!
..............
سبحنك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[03 - 04 - 04, 08:12 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الأزهري السلفي
لا حول ولا قوة إلا بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. وهل يستحق الموضوع كل هذا الجدل؟!!
..............
سبحنك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
الحمد لله ناصر الحق ورافعِى لوائِه. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على أتقى خلقه وأوليائِه. وبعد ..
فإنى مع هذه المشاركات الناصحة، أرى أن الأفضل ذكر ما له تصديت. فإن النصيحة لله ولرسوله ولعامة المسلمين وخاصتهم من الدين، وقد صحَّ من حديث أنس أن رسولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)). فما دلائل وهن هذه الحكاية، وهل يجوز الجزم بنسبة هذه الأبيات المفتريات إلى الإمام السيد الجليل ابن المبارك؟.
¥(40/157)
أقول والله المستعان: أخرج الحافظ أبو القاسم بنُ عساكر فى ((تاريخ دمشق)) (32/ 449) من طريقين عن أبى المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قال أملى علينا عبد الله بن محمد بن سعيد بن يحيى الكريزى القاضي قال أملاه علىَّ محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة قال أملى عليَّ عبد الله بن المبارك هذه الأبيات بطرسوس، وودعته للخروج، وأنفذها معي إلى الفضيل بن عياض في سنة سبعين ومائة، أو سنة سبع وسبعين ومائة:
يا عابدَ الحرمين لو أبصرتَْنا ... لعلمتَ أنَّكَ في العبادةِ تلعبُ
مَنْ كانَ يخضبُ خدَّه بدموعِه ... فنحورنُا بدمائِنا تَتَخْضَبُ
أوكان يتعبُ خيله في باطل ... فخيولنا يوم الصبيحة تتعبُ
ريحُ العبيرٍ لكم ونحنُ عبيرُنا ... رَهَجُ السنابكِ والغبارُ الأطيبُ
ولقد أتانا من مقالِ نبيِنا ... قولٌ صحيحٌ صادقٌ لا يَكذبُ
لا يستوي غبارُ أهلِ الله في ... أنفِ أمرئٍ ودخانُ نارٍ تَلهبُ
هذا كتابُ الله ينطقُ بيننا ... ليسَ الشهيدُ بميتٍ لا يكذبُ
قال: فلقيت الفضيل بن عياض بكتابه في المسجد الحرام، فلما قرأه ذرفت عيناه، وقال: صدق أبو عبد الرحمن ونصحني، ثم قال: أنت ممن يكتب الحديث؟، قال: قلت: نعم، قال: فاكتب هذا الحديث كراء حملك كتاب أبي عبد الرحمن إلينا، وأملى عليَّ الفضيل بن عياض قال حدثنا منصور عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله علمني عملا أنال به ثواب المجاهدين في سبيل الله؟، فقال: ((هل تستطيع أن تصلي فلا تفتر، وتصوم فلا تفطر؟))، فقال: يا رسول الله أنا أضعف من أن أستطيع ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فوالذي نفسي بيده لو طوقت ذلك ما بلغت ثواب المجاهدين في سبيل الله، أمَا علمت أن المجاهد ليستن في طوله فيكتب له بذلك الحسنات)).
قلت: وهذا إسناد واهٍ بمرة. والمتهم به واحد من اثنين:
(الأول) محمد ـ وقد يقال أحمد ـ ابن إبراهيم بن أبي سكينة، لا يشبه حديثه حديث أثبات أصحاب عبد الله بن المبارك.
قال الأمير أبو نصر بن ماكولا ((الإكمال)) (4/ 317): ((محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة أبو عبد الله. روى عن: فضيل بن عياض، ومحمد بن الحسن الشيباني، ومحمد بن سلمة الحراني. روى عنه: يحيى بن علي بن محمد بن هاشم، وعبد الله بن سعيد الكريزي الرقي، والفضل بن محمد العطار الأنطاكي)).
قلت: وكذلك روى عن: هشيم، وأبى يوسف القاضى، وعيسى بن يونس، وعلى بن ظبيان الكوفى، وغيرهم. وفى روايته عن مالك بن أنسٍ نظر.
قال الحافظ العسقلانى ((لسان الميزان)) (5/ 20/79): ((محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة. يروي عن: هشيم، وأبي يوسف. عنه: عمر بن سنان، وابن ابنته يحيى بن علي بن هاشم. ربما أخطأ، ذكره ابن حبان في ((الثقات)). قلت: وروى أيضا عن مالك. روى عنه: محمد بن مبارك الصوري. وقد تقدمت الإشارة الى ذلك في من اسمه أحمد)) اهـ.
وقوله ((وقد تقدمت الإشارة الى ذلك في من اسمه أحمد)): يعنى قوله تعقيباً على مقال الحافظ الذهبى فى ((الميزان)) (1/ 210/279): ((أحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبى، وبعضهم يسميه محمداً. قاله الخطيب. يروي عن مالك. قلت: ما رأيت لهم فيه كلاما)). فقال متعقباً فى ((لسان الميزان)) (1/ 131/405): ((ثم أعاده ولم يسم بجده، فقال: أحمد بن إبراهيم الحلبى. عن: علي بن عاصم، وقبيصة. قال أبو حاتم: أحاديثه باطلة تدل على كذبه. قلت: هو ابن أبي سكينة الذى تقدم. وقال في ((المغني)): أحمد بن إبراهيم الحلبى عن قتيبة وطبقته كذاب انتهى.
فهذا من العجب يقول: ما رأيت لهم فيه كلاما، ثم يجزم بأنه الذي قال فيه أبو حاتم ما قال، ولفظ ابن أبي حاتم: أحمد بن إبراهيم الحلبى. روى عن: علي بن عاصم، والهيثم بن جميل، وقبيصة، والنفيلي. روى عنه: أحمد بن شيبان الرملي. سألت أبي عنه وعرضت عليه حديثه، فقال: لا أعرفه وأحاديثه باطلة كلها ليس لها أصل، فدل على أنه كذاب. والذي يروي عن مالك أقدم من الذي يروي عن طبقة قتيبة، فلعلهما اثنان والله أعلم. وذكر الدارقطني والخطيب أن محمد بن المبارك الصوري روى عن أحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة، ولم يذكرا له شيئا منكراً)) اهـ.
¥(40/158)
فإن قيل: فما تقولون فى هذا المذكور عن الخطيب والدارقطنى أنهما ((لم يذكرا له شيئا منكراً)).
قلنا: إنما ذكره أبو بكر الخطيب عرضاً فى ترجمة محمد بن المبارك الصورى، ولم يذكره بترجمة مستقلة، فقال ((تاريخ بغداد)): ((محمد بن المبارك الصورى. حدثنا عبد الغفار بن محمد بن جعفر المؤدب ثنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي ثنا محمد بن جعفر بن محمد البغدادي ثنا محمد بن المبارك الصورى حدثنا أحمد بن إبراهيم بن أبى سكينة ثنا مالك بن أنس عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يغلق الرهن)) اهـ.
وسياق هذه الترجمة لا يدل دلالةً ما على ما ذكره الحافظ أنه لا يروى المنكر، بل إن هذا الحديث المذكور منكر بهذا الإسناد الموصول المرفوع عن مالك، فإن أثبات أصحاب مالكٍ إنما يروونه مرسلاً، وإنما يثبت رفعه من غير طريق مالك بن أنس.
قال يحيى بن يحيى ((الموطأ)): حدثنا مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يَغْلَقُ الرَّهْنُ)).
وقال أبو الحسن الدارقطنى فى ((العلل)) (9/ 168) بعد ذكره للاختلاف على روايات الحديث عن مالك: ((وأما أصحاب الموطأ، فرووه عن مالك عن الزهري عن سعيد مرسلا، وهو الصواب عن مالك)).
وقد سبرت بعض أحاديث ابن أبي سكينة، فوجدتها كما قال أبو حاتم الرازى باطلة ليس لها أصل. ولتجتزئ منها:
(1) ما أخرجه البيهقى ((شعب الإيمان)) (5/ 68/5803) من طريق عبد الله بن سعيد بن يحيى القاضي ثنا محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة ثنا الفضيل بن عياض ثنا هشام بن حسان عن الحسن عن عمران بن حصين قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إجابة طعام الفاسقين)).
(2) ما أخرجه ابن عدى ((الكامل)) (7/ 73) قال: ثنا يحيى بن علي بن هاشم الخفاف بحلب ثنا جدي محمد بن إبراهيم بن أبى سكينة ثنا الوليد بن محمد الموقرى ثنا الزهري أخبرنا سعيد بن المسيب وسليمان بن يسار عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أربع مدائن من مدائن الجنة في الدنيا: مكة، والمدينة، وبيت المقدس، ودمشق. وأربع مدائن من مدائن النار في الدنيا: القسطنطينية، والطوانة، وإنطاكية المحترقة، وصنعاء)).
وأخرجه من طريق ابن عدى: ابن الجوزى ((الموضوعات)) (2/ 51)، وجزم ببطلانه ووضعه.
وقال أبو أحمد بن عدى: ((هذا منكر لا يرويه عن الزهرى غير الموقرى)).
قلت: ولا يرويه عن الموقرى بهذا الإسناد غير ابن أبى سكينة، وغيره يرويه عن الموقرى ((عن الزهرى عن ابن المسيب عن أبى هريرة))، ولا يذكر سليمان بن يسار.
والخلاصة، فإن محمد بن إبراهيم بن أبى سكينة راوى هذه الحكاية ليس ممن يوثق بروايته عن ابن المبارك، لشدة وهنه وروايته ما ليس له أصل، وروايته ما لم يروه أثبات أصحاب ابن المبارك.
(الثاني) محمد بن عبد الله بن المطلب أبو المفضل الشيباني الكوفى نزيل بغداد، كذاب دجال، كذَّبه أبو الحسن الدارقطنى، وأبو القاسم الأزهرى. قال الخطيب ((تاريخ بغداد)) (5/ 466): ((كان يروي غرائب الحديث، وسؤالات الشيوخ، فكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، ثم بأن كذبه، فمزقوا حديثه وأبطلوا روايته، وكان بعد يضع الأحاديث للرافضة ويملي في مسجد الشرقية)).
وقال أبو بكر الخطيب: ((سمعت الأزهري ذكر أبا المفضل فأساء ذكره ثم قال: وقد كان يحفظ، وقال أبو الحسن الدارقطني: أبو المفضل يشبه الشيوخ حدثني القاضي أبو العلاء الواسطي قال: كان أبو المفضل حسن الهيئة جميل الظاهر نظيف اللبسة، وسمعت الدارقطني سئل عنه فقال: يشبه الشيوخ سألت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق عن أبي المفضل فقال: كان يضع الحديث وقد كتبت عنه، وكان له سمت ووقار. أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين العطار قطيط حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى بن العراد الكبير حدثنا محمد بن الحسن بن شمون البصري حدثنا أبو شعيب حميد بن شعيب حدثني أبو جميلة عن أبان بن تغلب عن محمد بن علي أبي جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: ما تحبب إلىَّ عبدي بأحب إلي من أداء ما افترضت عليه ... )) وذكر
¥(40/159)
الحديث، سمعت من يذكر أن أبا المفضل لما حدث عن ابن العراد قيل له: من أيهما سمعت الأكبر أو الأصغر وكانا أخوين؟، قال: فسئل عن السنة التي سمع منه فيها، فذكر وقتا مات ابن العراد قبله بمدة، فكذبه الدارقطني فى ذلك وأسقط حديثه.
وقال لي الأزهري: كان أبو المفضل دجالا كذابا، ما رأينا له أصلا قط، وكان معه فروع فوائد قد خرجها في مائة جزء، فيها سؤالات كل شيخ، ولما حدث عن أبي عيسى بن العراد كذبه الدارقطني في روايته عنه، لأنه زعم أنه سمع منه في سنة عشر وثلاثمائة، وكانت وفاته سنة خمس وثلاثمائة)).
وقال الحافظ الذهبى ((الميزان)) (6/ 215/7808): ((محمد بن عبد الله أبو المفضل الشيباني الكوفي. عن البغوي وابن جرير وخلائق. وله رحلة إلى مصر والشام. قال الخطيب: كتبوا عنه بانتخاب الدارقطني ثم بان كذبه فمزقوا حديثه وكان بعد يضع الأحاديث للرافضة. مات سنة سبع وثمانين وثلثمائة وله تسعون سنة. فمن موضوعاته بإسناد له: أن نبياً شكا إلى الله جبن قومه فقال له: ((مرهم أن يستقوا الحرمل، فإنه يذهب الجبن)) اهـ.
ونقل الحافظ ابن حجر عُظم ما ذكره الخطيب فى ترجمته فى ((لسان الميزان)) (5/ 231/811)، وزاد عليه: ((وقال أبو ذر الهروي:كتبت عنه في المعجم للمعرفة، ولم أخرج عنه في تصانيفي شيئا، وتركت الرواية عنه لأني سمعت الدارقطني يقول: كنت أتوهمه من رهبان هذه الأمة، وسألته الدعاء لي فتعوذ بالله من الحور بعد الكور. وقال أبو ذر: سبب ذلك أنه قعد للرافضة، وأملى عليهم أحاديث ذكر فيها مثالب الصحابة، وكانوا يتهمونه بالقلب والوضع، وحدَّث بحديث كان الإمام ابن خزيمة تفرد به، فقيل له: لو أخرجت أصولك بهذا، فإن هذا حديث ابن خزيمة، فكان جوابه للذي قال له ذلك: أنت تنتسب إلى قيس بن سعد بن عبادة وهو عقيم!!.)).
قلت: ولا أستبعد أن يكون أبو المفضل الشيبانى الرافضى هو واضع هذه الحكاية كيداً للإمامين المتحابين المتصافيين: ابن المبارك، والفضيل بن عياض. ولا يتصور فى حق ابن المبارك أن تصدر عنه أمثال هذه المجازفات، سيما قوله ((فى العبادة تلعب))، ففيه من الاستخفاف بشأن العبادة والمجاورة بالحرم ما لا يخفى على من علم تحرى ابن المبارك فى أقواله وأحكامه، فضلاً عن محبته الصادقة الناصحة لأصحابه: الفضيل بن عياض، وإسماعيل بن علية، وعمرو بن السماك، وغيرهم من أفاضل عبَّاد زمانهم.
(إيضاح) كنت قد ذكرت هاهنا بعض القرائن الدالة على بطلان هذه الحكاية تأصيلاً وتفريعاً، وبعد إطلاعى على مقال أخى وصاحبى الشيخ المحقق على حشيش ـ أحسن الله ثوابه ـ أمسكت عن ذكرها هاهنا، وما ذكره فضيلته أوفى وأكثر مما أردت ذكره، فليرجع طالب ذلك إلى مقاله على الرابط المذكور آنفاً. والحمد لله أولاً وآخراً.
ـ[برهان]ــــــــ[03 - 04 - 04, 02:24 م]ـ
مقال سابق
سؤال: عن صحة "رسالة إلى عابد الحرمين"
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17386
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 04 - 04, 04:44 م]ـ
بارك الله فيكم
ولا انكار على من حقق القصة وبحث عن أصلها
وليس في القصة ما ينكر والله أعلم
(إنكار ابن المبارك على الفضيل ما ليس منكرا، فالرباط في الثغر ليس بواجب حتى يفضل على المجاورة في الحرم.
)
فالرباط في الثغر ليس بواجب حتى يفضل على المجاورة في الحرم.
)
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
(والرباط أفضل من المقام بمكة إجماعاً (
http://arabic.islamicweb.com/Books/taimiya.asp?book=1003&id=2212
يصح هذا الكلام لو أنه فضل نافلة على الحج الواجب
اما المجاورة فغير واجبة
فتفضيل الرباط بالثغر على المجاورة هو تفضيل نافلة على نافلة
كما قال الشاقعي طلب العلم افضل من صلاة النافلة
او نحو من ذلك
وقد نقل شيخ الاسلام ابن تيمية الاجماع على هذا التفضيل
وهو صحيح اجمالا
وطبعا كلام شيخ الاسلام هو في غير الواجب
واما قوله
(يا عابدَ الحرمين لو أبصرتَْنا ... لعلمتَ أنَّكَ في العبادةِ تلعبُ
)
فهذا في الشعر والمعنى واضح
والغرض مقارنة العبادة بمكة شرفها الله
بالجهاد
(القرينة الأولى: ما كان لعبد الله بن المبارك رحمه الله أن يحتقر عبادة شيخه الفضيل بن عياض (
لم يحتقر العبادة وانما قارن العبادة بالجهاد
(الذي يتأمل في القصة والأبيات التي كتبها ابن المبارك بطرسوس وأرسلها مع ابن أبي سكينة البهراني إلى الفضيل بن عياض وودعه بالخروج للحج سنة تسع وسبعين ومائة، يدل على أن الأمة في هذا الوقت كانت في حرب، وأن ابن المبارك كان في معركة والفضيل يلعب في العبادة بمكة.
)
الجواب
(وأنشدها معي إلى الفضل بن عياض في سنة سبعين ومائة، وفي رواية سنة سبع وسبعين ومائة:
)
وأحداث سنة 170
(
الغزوات
الغزوات
بلاد الروم: سليمان بن عبد الله البكائي يغزو الروم بالصائفة
http://history.al-islam.com/time.asp?nStart=170
أحداث سنة 177
(الغزوات
الغزوات
بلاد الروم: عبد الرزاق بن عبد الحميد التغلبي يغزو الصائفة
http://history.al-islam.com/time.asp?nStart=177
======
وعلى رواية سنة 179
فيمكن تأويل القصة على معنى صحيح
والله أعلم بالصواب
¥(40/160)
ـ[محمد عبادي]ــــــــ[03 - 04 - 04, 06:26 م]ـ
الجهاد والعبادة والعلم والدعوة .. كلها فضائل تختلف أهميتها بحسب الأشخاص والظروف
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى يا رسول الله قال ذكر الله. رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة بإسناد صحيح
روى البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: ((ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام)) يعني أيام العشر. ((فقالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلا خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء)).
وهذا الحديث يدل على أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالفاضل في غيره ويزيد عليه.
ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[04 - 04 - 04, 12:53 ص]ـ
هـ 01:08 صباحاً
(8)
الكاتب: أبوالمنهال الآبيضى
المشاركات 236 (- غفر الله له -)
أنا مع ما قاله أخي الفاضل أبوخالد السلمي - حفظه الله -
وعلى العموم، فالقصة قام بتحقيقها الشيخ علي حشيش في" مجلة التوحيد "
في صفحته: " تحير الداعية من القصص الواهية "
العدد الحادي عشر - السنة الثانية والثلاثون - ذو القعدة 1424
هذا ماقاله الاخ ابو المنهال الابيضى
فان كان الشيخ ابو محمد قام بتحقيق القصه بعد الشيخ على حشيش
فكان الاولى الاكتفاء بتحقيقه
حتى لاتضيع الجهود مع العلم بان هناك امور اولى
الا اذا كان يخالف فى الراى0
ولقد كتب الاخ المستفيد 7
عنوان الرابط
http://www.altawhed.com/detail.asp?InIssueNo=23&InServiceID=89&InSectionID=1333
وانا انصح اخوانى فى الله باقتناء هذه المجله الفريده
ففيها بابان لعلم الحديث
الباب الاول اسئلة القراء عن الاحاديث ويجيب عليها فضيلة الشيخ ابى اسحاق الحوينى حفظه الله
الباب الثانى: تحذير الداعيه من القصص الواهيه للشيخ على حشيش حفظه الله
فضلا عن باب شرح السنه للشيخ زكريا حسينى حفظه الله
وفيها باب التفسير للشيخ الدكتور عبدالعظيم بن بدوى حفظه الله تعالى (وكيل جماعة انصار لسنه المحمديه)
بالاضافه الى مقالات متنوعه يكتبها علماء من المملكه العربيه السعوديه (مقالات غير ثابته)
الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله
الشيخ صالح ال الشيخ وزير الاوقاف السعودى حفظه الله
الشيخ عبدالرازق العباد حفظه الله
الدكتور محمود عبدالرازق حفظه الله
بالاضافه الى منبر الحرمين
وباب الفتاوى
وغيرها كثير
ولقد زكاها عدد كبير من العلماء
منهم على سبيل المثال لا الحصر
الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله (حيث كان يكتب فيها بعض المقالات)
الشيخ الالبانى رحمه الله
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
الدكتور الفوزان حفظه الله
غير موسسى المجله والجماعه
الشيخ محمد حامد الفقى
الشيخ الدكتور محمد خليل هراس
والشيخ عبدالرازق عفيفى
والشيخ عبدالرحمن الوكيل
رحمهم الله تعالى
وغيرهم
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[05 - 04 - 04, 03:11 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله زكريا
وعلى العموم، فالقصة قام بتحقيقها الشيخ علي حشيش في" مجلة التوحيد "
في صفحته: " تحير الداعية من القصص الواهية "
العدد الحادي عشر - السنة الثانية والثلاثون - ذو القعدة 1424
الأخ / عبد الله زكريا
حيَّاك الله بكل خير، وسلام الله عليك ورحمته وبركاته.
كثير مما يعرض ويناقش قد فُرغ منه منذ أزمان، ونوقش بأوسع مما يناقش الآن، فهل منع ذلك من إعادة مداولته؟!.
وفيما عرضته، ولم يلتفت إليه جميع الفضلاء المشاركون: ما صحة أشعار ذاك الديوان الذى ينسب للإمام عبد الله بن المبارك؟.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[01 - 01 - 05, 06:50 ص]ـ
الشيخ الفاضل الكريم أبا محمد الألفي .. حفظه الله ...
جزاك الله خيرا على جهدكم في تعقب ما ينسب إلى أهل العلم وينحل
عنهم زورا ولكن ألا ترون أن عنوان: طعن القنا في صدر ...
شديدة؟؟؟
ـ[النقّاد]ــــــــ[01 - 01 - 05, 09:35 ص]ـ
إن كان الأمر كما تقولون: التجوز فى رواية الرغائب كالحث على الجهاد والمرابطة على الثغور، وحياطة بيضة الإسلام والمسلمين، فهذا مما لا ينكر، بل متفق عليه من حيث الإجمال، وإنما الخلاف فى التفصيل. وإلا فلماذا ساق الحافظ ابن عساكر إسناد الرواية بأدق تفاصيل طرق أداءها وتحملها؟!
ج: لأن سياق الأسانيد لمثل هذه القصص والأخبار زينة , كما قال الخطيب.
ولماذا تعقبها جمع من الفضلاء المحققين العارفين بمباحث تحقيق أسانيد المرويات بما فيها حكايات الصالحين؟
من هم هؤلاء ((الفضلاء المحققين العارفين بمباحث تحقيق أسانيد المرويات))؟! ومن أي عصور الرواية هم؟!
وما موضوع الكتاب الفخم الذى لم ينسج على منواله ((حلية الأولياء فى طبقات الأصفياء))؟
ج: هل هو بيان علل القصص والأخبار المنقولة في مناقب السلف وفضائل الأعمال؟!!!
وهل أضاع الإمام العلم الثبت المدقق أبو نعيم الأصبهانى عمره هدراً فى تصنيف هذا الكتاب؟! ..
ج: إن كان قد ((صرفه)) في التفتيش عن علل الأخبار الواردة في مناقب السلف والحض على مكارم الأخلاق وفضائل الأعمال , فقد أهدره ..
هذه كلها تساؤلات يعرف جميع الفضلاء المشاركون الجواب عنها ..
هل هي هذه الأجوبة؟!
¥(40/161)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[01 - 01 - 05, 09:52 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ نَاصِرِ الْحَقِّ وَرَافِعِى لِوَائِه. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتّمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى أَتقَى خَلْقِهِ وَأَوْلِيائِه.
أصارحك ولا تغضب: ليست هى!!.
ما معنى: زينة؟! فى كلام أبى بكر الخطيب؟!.
هل هو بيان علل القصص والأخبار المنقولة في مناقب السلف وفضائل الأعمال؟!!!،
إن لم يكن كذلك فى بعض غاياته، فماذا يكون؟!.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[01 - 01 - 05, 02:15 م]ـ
من كتب ابن حبان المفقودة علل مناقب أبي حنيفة فيما أظن والله أعلم
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 01 - 05, 12:36 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ نَاصِرِ الْحَقِّ وَرَافِعِى لِوَائِه. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتّمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى أَتقَى خَلْقِهِ وَأَوْلِيائِه. وبعد ..
[إيضاح وتنبيه] ورد فى ثنايا هذه الحكاية الباطلة ذكر الحديث المرفوع: أن رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْنِي عَمَلاً أَنَالُ بِهِ ثَوَابَ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ؟، فَقَالَ: ((هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُصَلِيَ فَلا تَفْتُرَ، وَتَصُومَ فَلا تُفْطِرَ؟))، فقال: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أنَا أَضْعَفُ مِنْ أَنْ أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ طُوِّقْتَ ذَلِكَ مَا بَلَغْتَ ثَوَابَ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللهِ، أمَا عَلِمْتَ أَنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدِ لَيَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ فَيُكْتَبُ لَهُ بِذَلِكَ الْحَسَنَاتِ)).
أورده واضعها بهذا الإسناد ((الفُضِيلُ بْنُ عِيَاضٍ حَدَّثَنَا مَنْصُورُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ)) به.
قلت: والحديث منكر بهذا الإسناد، لم يروه عن مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ إلا فُضِيلُ بْنُ عِيَاضٍ، تفرد به عنه مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي سُكَيْنَةَ.
وقد خالفه الثقات على إسناده ومتنه.
قال البخارى فى ((كتاب الجهاد والسير)) (2785): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ أَخْبَرَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ أَخْبَرَنِي أَبُو حَصِينٍ أَنَّ ذَكْوَانَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يَعْدِلُ الْجِهَادَ، قَالَ: لا أَجِدُهُ، قَالَ: ((هَلْ تَسْتَطِيعُ إِذَا خَرَجَ الْمُجَاهِدُ أَنْ تَدْخُلَ مَسْجِدَكَ، فَتَقُومَ وَلا تَفْتُرَ، وَتَصُومَ وَلا تُفْطِرَ!))، قَالَ: وَمَنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِكَ؟. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدِ لَيَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ فَيُكْتَبُ لَهُ حَسَنَاتٍ.
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (4/ 221/19479)، وأحمد (2/ 344)، والنسائى ((المجتبى)) (6/ 19) و ((الكبرى)) (3/ 13/4336)، وابن أبى عاصم ((كتاب الجهاد)) (27)، وأبو عوانة ((المسند)) (4/ 465/7352)، وابن منده ((كتاب الإيمان)) (241)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 157) و ((شعب الإيمان)) (4/ 9/4216)، وتمام الرازى ((الفوائد)) (1/ 245/594)، وابن عساكر ((الأربعون فى الجهاد)) (الحديث الثامن)، والمقرئ ((الأربعين فى الجهاد)) (الحديث الحادى عشر) جميعاً من طريق هَمَّامٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ أَنَّ أَبَا حَصِينٍ يعنى عُثْمَانَ بْنَ عَاصِمٍ الأَسَدِىَّ حَدَّثَهُ أَنَّ ذَكْوَانَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ به.
قلت: هكذا رواه أبُو حَصِينٍ أن أبَا صَالِحٍِِ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ به، وتفرد به عنه مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ. والحديث محفوظ بهذا الإسناد، ولهذا خرَّجه إمام المحدثين به فى ((صحيحه)).
وبَيِّنٌ فى هذا الحديث الصحيح أن قوله (إِنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدِ لَيَسْتَنُّ فِي طِوَلِهِ فَيُكْتَبُ لَهُ حَسَنَاتٍ) من كلام أَبِي هُرَيْرَةَ موقوفاً عليه، وليس مرفوعاً كما توهمه مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي سُكَيْنَةَ.
وتابع أَبَا حَصِينٍ عَنْ أَبِى صَالِحٍ: سُهَيْلُ بْنُ أَبِى صَالِحٍِِ، مع اختلافٍ فى متنه.
قال الإمام مسلم فى ((كتاب الإمارة)) (1878): حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْوَاسِطِيُّ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؟، قَالَ: لا تَسْتَطِيعُونَهُ، قَالَ: فَأَعَادُوا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثاً، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: لا تَسْتَطِيعُونَهُ، وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ: ((مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ، الْقَائِمِ، الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللهِ، لا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ، وَلا صَلاةٍ، حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى)).
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ح وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ثَنَا جَرِيرٌ ح وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ كُلُّهُمْ عَنْ سُهَيْلٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ.
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (4/ 202/19314)، وأحمد (2/ 424)، وسعيد ابن منصور ((السنن)) (2320)، والترمذى (1619)، وأبو عوانة ((المسند)) (7351،7350)، وابن حبان (4627)، والبيهقى ((الكبرى)) (9/ 158) و ((شعب الإيمان)) (4/ 9/4218) من طرقٍ عن سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بنحوه.(40/162)
ما صحة أثر عبدالله بن الزبير في شربه الماء في صلاة النافلة؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[01 - 04 - 04, 09:18 م]ـ
ما صحة أثر عبدالله بن الزبير في شربه الماء في صلاة النافلة؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 04 - 04, 01:51 ص]ـ
قال ابن المنذر في الأوسط (3\ 249) حدثونا عن يحيى بن يحيى قال ثنا هشيم عن منصور عن أبي الحكم قال رأيت ابن الزبير يشرب الماء وهو في الصلاة.
وهذا الأثر يذكره الحنابلة في كتبهم.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[08 - 04 - 04, 07:21 ص]ـ
جزى الله خيراً أخي الفاضل الشيخ عبدالرحمن - حفظه الله -.
وهذا الإسناد ضعيف؛ لجهالة شيوخ ابن المنذر، ولا يقال يجمع ينجبر الضعف بعددهم، وهشيم مدلس، ولم يصرح بالسماع.
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 04 - 04, 06:43 م]ـ
فائدة فقهية:
قال الشيخ محمد العثيمين رحمه الله تعالى في الشرح الممتع ج3 ص484 مانصه:
قوله: «ولا نفلٌ بيسير شرب عمداً» أي: ولا يبطل النَّفْل كالرَّاتبة، والوتر، وصلاة الليل، وصلاة الضُّحى، وتحيَّة المسجد، بيسير شُرب عمداً. فبهذا عرفنا أنه تبطل الصلاة فَرْضها ونَفْلها بالأكل الكثير سهواً أو عَمْداً، ولا تبطل بالأكل اليسير سهواً. وأما الشُّرب: فتبطل بالشُّرب الكثير عمداً، أو سهواً، ولا تبطل باليسير سهواً، ولا تبطل أيضاً باليسير عمداً إذا كانت نَفْلاً، وعَلَّلوا ذلك بأثر ونظر:
أما الأثر: فقالوا: إنَّ عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وعن أبيه: كان يطيل النَّفْل وربما عَطِشَ فشرب يسيراً. وهذا فِعْلُ صحابي، وفِعْلُ الصَّحابي إذا لم يعارضه نصٌّ أو فعْلُ صحابي آخر فهو حُجَّة.
وأما النَّظر: فلأن النَّفْل أخفُّ من الفَرْض، بدليل أن هناك واجبات تسقط في النَّفْل، ولا تسقط في الفَرْض، كالقيام، واُستقبال القِبْلة في السفر، فإذا كان النَّفْلُ أخفَّ وكان الإِنسان ربَّما يطيله كثيراً فيحتاج للشُّرب سُمِحَ له بالشُّرب اليسير تشجيعاً له على النَّافلة. فإذا قال قائل: إذاً فسامحوا بالأكل اليسير عمداً. قلنا: لا، فهناك فَرْق بين الأكل والشُّرب، فالأكل يحتاج إلى مضغ وحركات أكثر، والحاجة إليه في الصَّلاة أقلُّ. وأما الشُّرب فإنه لا يحتاج إلى ذلك، والحاجةُ إليه في الصَّلاة كثيرة. وظاهر قول المؤلِّف: «يسير شُرب» أنه لا فَرْقَ بين أن يكون الشُّرب ماءً أو لبناً، أو عصيراً، أو نحو ذلك، لكن الأصحاب قالوا: إنَّ بَلْعَ ذوب السُّكَّر في الفم كالأكل. وبعضهم قال: كالشُّرب. فعلى قول من يقول: إنَّ بَلْعَ ذوب السُّكَّر إذا كان في الفم كالأكل؛ لا يُعفى عن يسير العصير وأشباهه، لأنه يشبه ذوب السُّكر. وعلى القول الثاني يُعفى عنه في النَّفْل. والقول الثاني: في أصل المسألة: أنه لا يُعفى عن يسير الشُّرب في النَّفْل عمداً؛ كما لا يُعفى عنه في الفرض، وبه قال أكثر أهل العِلْم. وعلَّلوا ذلك: أن الأصل تساوي الفَرْض والنَّفْل. وعلى القول بأنه يُعفى عن اليسير، فالمرجع في اليسير والكثير إلى العُرف.
ـ[الغواص]ــــــــ[20 - 01 - 10, 12:59 م]ـ
الحمدلله أن الأثر فيه ما فيه
لأن الشرب مثله مثل بقية الأمور التي تنافي الصلاة كالأكل والكلام والنوم ... الخ
ولذا لا يتهاون الإنسان في هدم الأصل بناء على أثر كهذا، وإن تساهل فيه شيخ كبير كالشيخ ابن عثيمين رحمه والله ورفع درجته في الفردوس الأعلى وجمعنا به وببقية علمائنا
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:23 م]ـ
الخبر له إسناد صحيح في أواخر كتاب " تعظيم قدر الصلاة " لمحمد بن نصر المروزي لكن لا أذكر إسناده الآن فعهدي بالكتاب تجاوز الخمس سنوات لكن أذكر جيداً أن إسناده صحيح و الكتاب ليس عندي الآن
ـ[الغواص]ــــــــ[16 - 08 - 10, 02:30 م]ـ
أبو صاعد المصري حفظه الله
ابحث ورد لنا خبرا لكن مع أهمية أن المسالة خطيرة أن نفتي الناس بجواز شرب الماء أثناء صلاته حتى وإن كان قليلا
ولذا كان قول أكثر أهل العلم أن هذا الأمر محرم ويبقى على أصله
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[16 - 08 - 10, 06:03 م]ـ
قال ابو العلياء: الخبر عن ابن الزبير في ذلك صحيح ـ إن شاء الله تعالى ـ فقد أخرجه علي بن الجعد في مسنده عن شعبة عن منصور بن زاذان عمن أنبأه أنه رأى ابن الزبير يشرب الماء .... والراوي الذي أبهمه منصور هنا هو الحكم بن عتيبة (وليس" ابي الحكم" كما هو محرف في الاثر الذي نقله الشيخ عبد الرحمن الفقيه عند ابن المنذر).وقد بين ذلك أحمد بن حنبل ــ فيما رواه ابنه صالح في مسائله ــ فقال حدثنا هشيم قال قال منصور أخبرنا الحكم رأيت عبد الله بن الزبير يشرب الماء و هو في الصلاة) قال صالح:قال ابي: أراد التطوع.
وعدم تصريح هشيم بالسماع غير مضر لمتابعة شعبة له عن منصور.
تنبيه:جاء في سياق الاسناد في المسائل المطبوعة كالآتي: ... قال منصور أخبرنا عن الحكم قال رأيت عبد الله بن الزبير ...
وأعتقد ان لفظة "عن "زائدة بدلالة اسناد ابن الجعد الذي صرح فيه منصور بأنه سمعه من الحكم. والله اعلم
¥(40/163)
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[17 - 08 - 10, 03:54 م]ـ
الأخ الغواص / سلمه الله
اختلط علي الأمر فالذي في أواخر تعظيم قدر الصلاة هو أثر الحسن البصري في عدم قضاء الصلاة الفائتة لمن لم يصلها متعمدا و إسناده صحيح كما قلت أما أثر ابن الزبير هذا فهو في الجعديات لأبي القاسم ابن منيع كما قال الأخ / أبو العلياء الواحدي وفقه الله. معذرة على الوهم و الله يغفر لنا جميعا(40/164)
أحتاج إلى تخريج [لما توفي صلى الله عليه وسلم اشرأب النفاق وارتدت العرب ... ]
ـ[أبو إلياس]ــــــــ[02 - 04 - 04, 12:42 ص]ـ
عن عائشة قالت لما توفي صلى الله عليه وسلم اشرأب النفاق وارتدت العرب وانحازت الأنصار فلو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضها فما اختلفوا في نقطة إلا طار أبي بفنائها وفصلها قالوا أين يدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم فما وجدنا عند أحد من ذلك علما فقال أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من نبي يقبض إلا دفن تحت مضجعه الذي مات فيه قالت واختلفوا في ميراثه فما وجدوا عند أحد من ذلك علما فقال أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة. كنز العمال
ـ[أبو إلياس]ــــــــ[02 - 04 - 04, 04:25 ص]ـ
أين أنتم يا أهل الحديث
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 04 - 04, 08:39 ص]ـ
هذه بعض الكتب التي خرجت الحديث (بواسطة الألفية للتراث)
سنن البيهقي الكبرى ج:8 ص:200
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون ثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الواحد بن أبي عون عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت قبض رسول الله فارتدت العرب واشرأب النفاق بالمدينة فلو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضها فوالله ما اختلفوا في نقطة إلا طار أبي بحظها وغنائها في الإسلام وكانت تقول مع هذا ومن رأى بن الخطاب عرف أنه خلق غناء الإسلام كان والله أحوذ يا نسيج وحده قد أعد للأمور أقرانها
--------------------------------------------------------------------------------
فضائل الصحابة للإمام أحمد ج:1 ص:199
217 حدثنا عبد الله قال حدثني أبو معمر إسماعيل قثنا عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون وعبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة قالت قبض النبي وارتدت العرب فنزل بأبي ما لو نزل بالجبال الراسيات لهاضها ارتدت العرب واشرأب النفاق بالمدينة فوالله ما اختلف الناس في نقطة الا طار أبي بحظها وعنائها
--------------------------------------------------------------------------------
مجمع الزوائد ج:9 ص:50
وعن عائشة قالت قبض رسول الله فارتدت العرب واشرأب النفاق فنزل بأبي ما لو نزل بالجبال الراسيات لهاضها قالت فما اختلوا في نقطة إلا طار أبي بحظها وساسها ثم ذكرت عمر بن الخطاب فقالت كان والله أحوذيا نسيج وحده قد أعد للأمور أقرانها قال الرياشي يقال للرجل البارع الذي لا يشبه به أحد نسيج وحده وعيير وحده ويقال جليس وحده وقال الشاعر جاءت به معتجرا ببرده
سعوي نردي بنسيج وحده
يقدح قيسا كلها بزنده
من يلقه من بطل يسر نده
أي يعلوه قال الرياشي وأنشدني الأصمعي ما بال هذا اليوم يعرنديني
أدفعه عني ويسرنديني
رواه الطبراني في الصغير والأوسط من طرق ورجال أحدها ثقات
--------------------------------------------------------------------------------
مسند الحارث (زوائدالهيثمي) ج:2 ص:893
966 حدثنا يحيى بن أبي بكير ثنا عبد العزيز بن عبد الله عن عبد الواحد بن أبي عون عن القاسم قال قالت عائشة توفي رسول الله فوالله لو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضها أشرأب النفاق بالمدينة وارتدت العرب فوالله ما اختلفوا في نقطة الا طار أبي بحظها وغنائها في الإسلام قال وكانت تقول مع هذا الحديث ومن رآى بن الخطاب علم أنه خلق غنا للإسلام وكان أحوذيا نسيج وحده قد أعد للأمور أقرانها
--------------------------------------------------------------------------------
تاريخ خليفة بن خياط ص: 102
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن ابي سلمة عن عبد الواحد بن ابي عون عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بابي لها ضها اشرأب النفاق بالمدينة وارتدت العرب فوالله ما اختلفوا في نقطة إلا طار أبي إلى أعظمها في الاسلام
--------------------------------------------------------------------------------
أطراف الغرائب والأفراد ج:5 ص:519
6265 - حديث قبض رسول الله ولو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لها مة الحديث
تفرد به أيوب بن سيار عن عبد الرحمن
ـ[نواف البكري]ــــــــ[02 - 04 - 04, 03:11 م]ـ
وعزاه السيوطي في " تاريخ الخلفاء " إلى:
البغوي، وأبي بكر الشافعي في " فوائده " و ابن عساكر.(40/165)
ماصحة هذا الحديث [صنائع المعروف تقي مصارع السوء]
ـ[عبيدالله بن عبدالكريم]ــــــــ[02 - 04 - 04, 03:39 م]ـ
السلام عليكم
استفسر عن صحة حديث صنائع المعروف تقي مصارع السوء
وحديث أن سورة الملك شفعت لرجل بأذن الله من عذاب القبر
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[03 - 04 - 04, 06:45 م]ـ
1 - (الحديث الأول): روي من غير وجه أحسنها إسناداً فيما أحسب ما أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 261) من طريق حفص بن سليمان عن يزيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر"، حسن إسناده المنذري في الترغيب (2،15)، والهيثمي في المجمع (3/ 115)، غير أن فيه حفص بن سليمان وهو متروك الحديث.
2 - ثمة أحاديث أخرى لا يصح منها شيء نشير إلى بعضها، ففي زوائد مسند الحارث (1/ 397) ومسند الشهاب (1/ 93) عن أبي سعيد الخدري، وفي إسناده الواقدي، وفي مسند الشهاب (1/ 94) وفي الأوسط (1/ 289) عن معاوية بن حيدة، قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن بهز إلا الأصبغ ولا عن الأصبغ إلا صدقة تفرد به عمرو" وهو منكر لشدة التفرد فيه، ولعدم إتقان رواته، وفي المستدرك (1/ 213) وشعب الإيمان (6/ 255) عن أنس وهو منكر، قال البيهقي هذا إسناد ضعيف والحمل فيه على العسكري والعمي.
3 - (الحديث الثاني): أخرجه إسحاق بن راهويه (1/ 174) عن شيخه أبي أسامة، وأحمد (2/ 299، 321) عن شيخيه محمد بن جعفر (غندر)، وحجاج بن محمد، وأبو داود ح (1400) عن شيخه عمرو بن مرزوق، والترمذي ح (2891) من طريق غندر، والنسائي في الكبرى (6/ 178، 496) عن شيخه إسحاق بن راهويه عن أبي أسامة حماد بن أسامة، وابن ماجه ح (3786) من طريق أبي أسامة، وابن حبان (3/ 69) من طريق يحيى بن سعيد القطان، والبيهقي في الشعب (2/ 493) من طريق آدم بن أبي إياس وإبراهيم بن طهمان، سبعتهم (أبو أسامة وغندر وحجاج بن محمد وعمرو بن مرزوق ويحيى القطان وآدم بن أبي إياس وإبراهيم بن طهمان) عن شعبة عن قتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك"، وقال الحاكم في المستدرك (1/ 753، 2/ 540): "صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
قال ابن حجر في التلخيص (1/ 234): "أعله البخاري في التاريخ الكبير بأن عباس الجشمي لا يعرف سماعه من أبي هريرة، ولكن ذكره بن حبان في الثقات، وله شاهد من حديث ثابت عن أنس رواه الطبراني في الكبير بإسناد صحيح".
قال مقيده - عفا الله عنه -: حديث أبي هريرة يحتمل مثله في الفضائل، لا سيما وقد رواه أمير المؤمنين في الحديث شعبة بن الحجاج، غير أنه يصعب الاعتماد على مثله في حكم شرعي، لأجل حال عباس الجشمي.
4 - وأما ما ذكره ابن حجر من تعليل البخاري للحديث في التاريخ الكبير فلم أقف عليه في المطبوع.
5 - وأما حديث أنس الذي أشار إليه الحافظ وأن الطبراني رواه في المعجم الكبير، فلم أقف عليه في المعجم الكبير، ولا أحسبه فيه، لأن الهيثمي لم يعزه في المجمع (7/ 127) إلا إلى المعجم الأوسط والصغير للطبراني، وهذا الحديث - أعني حديث أنس – حديث غريب لا أحسبه إلا خطأً، لأن الطبراني رواه في الأوسط (4/ 76) والصغير (1/ 296) عن شيخه سليمان بن داود بن يحيى الطبيب البصري حدثنا شيبان بن فروخ الأبلي حدثنا سلام بن مسكين عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة، وهي سورة تبارك" ثم قال الطبراني: "لم يروه عن ثابت البناني إلا سلام"، ورواه الضياء في المختارة (5/ 115) من طريق الطبراني نفسه، ومن طريق ابن قانع عن شيخ الطبراني، مما يدل على أن التفرد ممتد إلى شيخ الطبراني، ولو كان ثمة متابعة لرويت، ولذلك ذكر الطبراني هذا الحديث في الأوسط، ومن المعلوم أن الأوسط كتاب مختص بغرائب الحديث، وعليه فمثل هذا الحديث – أعني حديث أنس – حديث لا يصح الاعتبار به، فضلاً عن تصحيحه أو الاعتماد عليه، لا سيما والمشهور عند أهل البصرة حديث شعبة بن الحجاج الذي فيه عباس الجشمي، ومن البعيد أن يشتهر حديث ليس إسناده بالقائم بين أهل مصر – أعني أهل البصرة -، وليس مخرجه من عندهم، ولا
¥(40/166)
يشتهر حديث هو أصح إسناداً منه، ومخرجه من عندهم.
6 - ومثل هذا التعليل كثير في صنيع المحدثين، - أعني بالتعليل تعليل الحديث بشهرة حديث هو دونه في المرتبة - ولعلي أكتب فيه بحثاً مستقلاً فقد جمعت فيه أشياء ليست باليسيرة، وهذا مثال واحدٌ أسوقه للقراء للقياس عليه:
أخرج ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 12) والرامهرمزي في المحدث الفاصل ص (175 - 176) والحاكم في المستدرك (1/ 164) والعلائي في بغية الملتمس ص (28) حديثاً في فضل طلبة العلم من طُرُقٍ عن سعيد بن سليمان الواسطي ثنا عباد بن العوام عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أنه قال: "مرحباً بوصية رسول الله صلىالله عليه وسلم: كان رسول الله صلىالله عليه وسلم يوصينا بكم".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح ثابت لاتفاق الشيخين على الاحتجاج بسعيد بن سليمان وعباد بن العوام والجريري ثم احتجاج مسلم بحديث أبي نضرة…ولا يعلم له علة…"، ولم يتعقبه الذهبي فقال: "على شرط مسلم ولا علة له"
وذكر العلائي بأن سنده لا بأس به، قال: "لأن سعيد بن سليمان هذا هو النشيطي فيه لين يحتمل"، وتعقبه الألباني بأنه الواسطي وليس النشيطي وقد صرح بذلك الحاكم وذكره في السلسلة الصحيحة (1/ 504) مصححاً له.
قال مقيده - عفا الله عنه -: هذا الحديث مشهور بأبي هارون العبدي ولذلك قال الحاكم في المستدرك (1/ 165): "فلهذا الحديث طرق يجمها أهل الحديث عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد وأبو هارون ممن سكتوا عنه".
ومما وقفت عليه من تلك الطرق أنه رواه عن أبي هارون؛ الحكم بن عبدة كما في ابن ماجه ح (247)، والثوري كما في الترمذي ح (2650) وابن ماجه ح (249)، وحماد بن سلمة كما في فوائد تمام ص (70) والمنتخب من علل الخلال ص (131)، ومعمر كما في جامع معمر في آخر المصنف (11/ 252 - 253)، وغير هؤلاء، انظر فوائد تمام ص (64 - 70)، وابن الخطاب في مشيخته (90 - 92)، والخطيب في الجامع ح (810، 816).
7 - ولذلك لما سئل عنه الإمام أحمد كما في المنتخب من علل الخلال ص (132) - أعني لما سئل عن حديث سعيد بن سليمان عن عباد عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد – قال: "ما خلق الله من ذا شيئاً، هذا حديث أبي هارون عن أبي سعيد".
8 - وإنما قال ذلك الإمام أحمد فيما أحسب لأنه من الصعب جداً أن يكون الحديث عند أبي نضرة وهو من أشهر أصحاب أبي سعيد وأوثقهم، ويتركه الناس ويقبلون على رواية أبي هارون مع ما عرفوا عنه من الضعف، والله تعالى أعلم.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[03 - 04 - 04, 07:54 م]ـ
جزى الله خيراً الشيخ سعيد المري على ما تفضل به. وحياه الله بين إخوانه في الملتقى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 04 - 04, 03:26 م]ـ
جزى الله الشيخ سعيد خيرا على ما تفضل به
وبودي لو يفيدنا ببعض الأمثلة الأخرى على ما ذكره بقوله (أعني بالتعليل تعليل الحديث بشهرة حديث هو دونه في المرتبة - ولعلي أكتب فيه بحثاً مستقلاً فقد جمعت فيه أشياء ليست باليسيرة،)
فهذه مسألة مهمة ومفيدة
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[07 - 04 - 04, 10:55 م]ـ
ما ذكره الأخ سعيد حول الحديث سعيد بحث جيد في الجملة، ولكن الأخ السائل ما أراد حديثاً في الشفاعة عامة، ولكن في الشفاعة لصاحب السورة من عذاب القبر، فتنبه.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[07 - 04 - 04, 10:57 م]ـ
منع سورة الملك صاحبها من عذاب القبر، ورد من جماعة منهم: ابن مسعود، وابن عباس، وأنس، رضي الله عنهم.
أولاً: حديث ابن مسعود.
أخرجه أحمد بن منيع في " كتاب فضائل القرآن "، ومن طريقه أبوالشيخ في " طبقاته " (4/ 10 – 11).
عن أبي أحمد الزبيري، قال: ثنا سفيان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر ".
ورجاله ثقات، ولكن قال أحمد في أبي أخمد: " كان كثير الخطأ في حديث سفيان ".
قلت: وقد خالفه عبدالرزاق، وابن المبارك، فروياه عن سفيان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، موقوفاً.
أخرجه عبدالرزاق في " مصنفه " (3/ 379 / 6025) – ومن طريقه الطبراني في " المعجم الكبير " (9/ 131 / 8651) –، والحاكم في " المستدرك " (2/ 498) – وعنه البيهقي في " الشعب " (2/ 494 / 2509) –.
قال الحاكم: " حديث صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي.
¥(40/167)
قلت: وهو كما قالا، وهو المحفوظ، وله حكم الرفع.
وقد توبع سفيان على وقفه، فقد تابعه عرفجة بن عبدالواحد، عن عاصم، به.
أخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة " (433/ 711)، والطبراني في " المعجم الكبير " (10/ 142 / 10254)، وفي " المعجم الأوسط " (6/ 212 / 6212)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (6/ 179).
و عرفجة هذا حسن الحديث؛ فقد روى عنه ثقتان، ووثقه ابن حبان، فمثله يُحسن حديثه , والله أعلم.
وله طريق أخرى:
فقد أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 378 / 6024)، ومن طريقه الطبراني في " المعجم الكبير " (9/ 131 / 8650)، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود.
وإسناده ضعيف؛ فإن أبا إسحاق هو السبيعي، وهو مدلس، ولم يصرح بالسماع.
ثانياً: حديث ابن عباس.
أخرجه الترمذي (5/ 164 / 2890)، والطبراني (12/ 174 / 12801)، وأبونعيم في " الحلية " (3/ 81)، وابن نصر (66) – كما في " الصحيحة " (1140) –، وابن عدي في " الكامل " (7/ 205)، والبيهقي في " الشعب " (2/ 495 / 2510)، وفي " الدلائل " (7/ 41)، والمزي في " تهذيب الكمال " (19/ 560).
من طريق يحيى بن عمرو بن مالك النكري، عن أبيه، عن أبي الجوزاء، عن بن عباس، قال: ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر، وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا فيه إنسان يقرأ سورة: {تبارك الذي بيده الملك} حتى ختمها، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إني ضربت خبائي على قبر، وأنا لا أحسب أنه قبر، فإذا فيه إنسان يقرأ سورة: {تبارك الذي بيده الملك} حتى ختمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هي المانعة، هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر ".
قال الترمذي: " حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ".
وقال أبونعيم: " غريب من حديث أبي الجوزاء، لم نكتبه مرفوعاً مجوداً إلا من حديث يحيى بن عمرو عن أبيه ".
قلت: يحيى بن عمرو قال أحمد: " ليس هذا بشيء "، وضعفه ابن معين، وأبوزرعة، والنسائي، وغيرهم، وقال العقيلي: " لا يتابع على حديثه "، وذكر الذهبي في " الميزان " (7/ 208) هذا الحديث من مناكيره.
ثالثاً: حديث أنس.
رواه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " – كما في " تفسير ابن كثير " (8/ 151، 152) –، من طريق الفرات بن السائب، عن الزهري، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن رجلاً ممن كان قبلكم مات وليس معه شيء من كتاب الله إلا {تبارك}، فلما وضع في حفرته أتاه الملك، فثارت السورة في وجهه، فقال لها: إنك من كتاب الله، وأنا أكره مساءتك، وإني لا أملك لك ولا له ولا لنفسي ضراً ولا نفعاً، فإن أردت هذا به فانطلقي إلى الرب تبارك وتعالى فاشفعي له، فتنطلق إلى الرب، فتقول: يا رب! إن فلاناً عمد إلي ما بين كتابك فتعلمني وتلاني أفتحرقه أنت بالنار وتعذبه وأنا في جوفه؟ فإن كنت فاعلاً ذاك به فامحني من كتابك، فيقول: ألا أراك غضبت، فتقول: وحق لي أن أغضب، فيقول: اذهبي فقد وهبته لك وشفعتك فيه، قال: فتجيء، فيخرج الملك، فيخرج كاسف البال لم يحل منه بشيء، قال: فتجيء فتضع فاها على فيه، فتقول: مرحباً بهذا الفم، فربما تلاني، ومرحباً بهذا الصدر، فربما وعاني، ومرحباً بهاتين القدمين فربما قامتا بي، وتؤنسه في قبره مخافة الوحشة عليه ".
قال: فلما حدث بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لم يبق صغير ولا كبير ولا حر ولا عبد إلا تعلمها، وسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم المنجية.
قال ابن كثير: " وهذا حديث منكر جداً ".
قلت: الفرات بن السائب، قال فيه البخاري: " منكر الحديث "، وقال ابن معين: " ليس بشيء ".
ويظهر على الحديث آمرات الوضع، والله أعلم.
والخلاصة: أن الحديث لم يصح إلا موقوفاً على ابن مسعود، وله الحكم الرفع.
والله أعلم، والحمد لله أولاً وأخراً وظاهراً وباطناً.
وكتب / أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[07 - 04 - 04, 10:59 م]ـ
حاشية:
قول الترمذي، وقع في المطوبعة بزيادة قوله: " حسن "، وكذا نقله القرطبي في " التذكار " (ص 280)!
¥(40/168)
ولكن في " تفسير ابن كثير " (8/ 150) بدونها، ولعله هو الصواب.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[11 - 04 - 04, 12:30 م]ـ
مثال آخر استجابة لطلب الشيخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه، على أني أخشى أن يطلب المزيد:
والمثال هو ما رواه الترمذي في العلل الكبير ص (137) قال: حدثنا نصر بن علي حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد حدثنا أيوب عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".
قال مقيده - عفا الله عنه -: هذا إسناد رجاله رجال الشيخين، بل الستة، وقد لا يرى البعض غضاضة في أن يقال كان الأولى بمن أخرج هذا الحديثَ وهم؛ الحميدي وأحمد والدارمي وأصحاب الكتب الستة سوى أبي داود من طريق سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح به أن يخرج الحديث من طريق أيوب، ولو متابعة، ومع ذلك فقد أعرض عن هذا الطريق أصحاب هذه الكتب، والسبب في إعراضهم عن هذا الطريق أن الحديث قد اشتهر عن سمي، فقد رواه عنه جماعة من الأئمة منهم؛ مالك والثوري وابن عيينة وسهيل بن أبي صالح وعبيد الله بن عمر العمري، ولو كان الحديث عند أيوب لاشتهر عنه فإنه أوثق من سمي بدرجات، وكذلك تأخرت وفاته عن سمي بسنة واحدة، فإن سمياً قد توفي سنة ثلاثين بعد المائة، وأيوب توفي سنة إحدى وثلاثين، وكل من روى الحديث عن سمي فقد تأخرت وفاته عن هاتين السنتين بمدة، حتى إن مالكاً توفي سنة تسع وسبعين وتوفي ابن عيينة سنة ثمان وتسعين، ومع ذلك فلم يرو أحد من هؤلاء ولا غيرهم ممن تأخر عن لحاق سمي الحديثَ عن أيوب مع ما يمكن أن يحصل لهم بالرواية عنه من العلو المطلق والنسبي، ولذلك قال الترمذي بعد روايته له في العلل الكبير ص (138): "والمشهور عند الناس عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، رواه سهيل والثوري ومالك وغير واحد".
قال مقيده - عفا الله عنه -: وقد يلتمس بعض الأئمة له علة أخرى تُعَيِّنُ موضعَ الخلل مع استحضار ما تقدم من المعرفة بشهرة الحديث من طريق سمي، ولذلك قال البخاري كما في العلل الكبير للترمذي ص (138): "ما أرى أيوب سمع من أبي صالح"، وكأنه يشير بذلك إلى موضع الخلل وهو أن مرجع طريق أيوب إلي سمي، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 04 - 04, 09:39 ص]ـ
أفدت وأجدت،جزاك الله خيرا وبارك فيك على هذا المثال الذي تفضلت به، وهو كاف بإذن الله تعالى في توضيح المسالة.
وهذا الموضوع الذي تفضلت به مهم وجدير بالدراسة والبحث، ونحن ننتظر خروج بحثك هذا للإفادة منه.(40/169)
تعليل حَدِيْث همام بن يَحْيَى، عن ابن جريج، عن الزهري، عن أنس، قَالَ: ((كَانَ ال
ـ[ماهر]ــــــــ[03 - 04 - 04, 05:45 ص]ـ
تعليل حَدِيْث همام بن يَحْيَى، عن ابن جريج، عن الزهري، عن أنس، قَالَ: ((كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء وضع خاتمه)).
رَوَاهُ أبو داود في سننه (19)، وابن ماجه في سننه (303)، والترمذي في جامعه (1746)، وفي الشمائل (93) بتحقيقي، وَالنَسَائِيّ في المجتبى 8/ 178، وفي الكبرى (9542)، وابن حبان في صحيحه (1410) وفي طبعة الرسالة (1413)، والحاكم في مستدركه 1/ 187، والبيهقي في سننه 1/ 94 و95 قَالَ أبو داود عقب تخريجه لهذا الْحَدِيْث: ((هَذَا حَدِيْث منكر، وإنما يعرف عن ابن جريج، عن زياد بن سعد، عن الزهري، عن أنس، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتماً من وَرِقٍ ثُمَّ ألقاه، والوهم فِيْهِ من همام، وَلَمْ يروه إلا همام)).
والحديث الَّذِيْ عناه أبو داود أخرجه: أحمد في مسنده 3/ 206، وَمُسْلِم في صحيحه 6/ 152 (2093) (60)، وأبو عوانة في مسنده 5/ 490، وابن حبان في صحيحه (5501)، وفي طبعة الرسالة (5492)، وَقَالَ فِيْهِ: ((خاتماً من ذهب))، وأبو الشيخ في أخلاق النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: 138من الطريق الَّتِيْ أشار إِلَيْهَا أبو داود، عن أنس بألفاظ مختلفة والمعنى واحد: ((أنه أبصر في يد رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم خاتماً من وَرِق يوماً واحداً، فصنع الناس خواتيمهم من وَرِق. قَالَ فطرح رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم خاتمه، فطرح الناس خواتيمهم)).
عَلَى أن نسبة الوهم فِيْهِ إلى همام فِيْهِ نظر، وهذا الْحَدِيْث مشتمل عَلَى ما يأتي:
إن توهيم همام في متن الْحَدِيْث وإسناده إنما يتجه فِيْمَا لَوْ صحت دعوى تفرده ومخالفته متناً وإسناداً، ولكننا نجد أن هماماً متابع عَلَيْهِ متناً وإسناداً، فَقَدْ رَوَاهُ الْحَاكِم في مستدركه 1/ 187 - ومن طريقه البيهقي في سننه 1/ 95 - وأخرجه البغوي في شرح السنة (189) من طريق يحيى بن المتوكل البصري، عن ابن جريج، عن الزهري، عن أنس، بِهِ مرفوعاً، إلا أن البيهقي ضعّف هَذِهِ المتابعة، ظناً مِنْهُ أن يحيى هَذَا هُوَ: ابن المتوكل، يكنى أبا عقيل، مكثر في الرِّوَايَة عن بُهَيَّة، وَهُوَ مدني، ويقال: كوفي، ضعفه ابن المديني والنسائي، وَقَالَ ابن معين: ليس بشيء، ووهاه أحمد، وليّنه أبو زرعة، وَلَمْ يصب البيهقي في ظنه هَذَا، فيحيى هَذَا هُوَ آخر باهلي بصري، يكنى أبا بكر، ذكره ابن حبان في ثقاته، قَالَ العراقي: ((ولا يقدح فِيْهِ قَوْل ابن معين: لا أعرفه، فَقَدْ عرفه غيره، وروى عَنْهُ نحو من عشرين نفساً)).
وَقَالَ ابن حبان: ((وَكَانَ راوياً لابن جريج))، وفرّق هُوَ وابن معين بينهما.
فمن هَذَا يظهر أن حال يحيى يصلح للمتابعة والاعتضاد، لاسيما وَقَدْ نص العلماء عَلَى عدم اشتراط أعلى مراتب الثقة في المُتابِع. أما قَوْل ابن معين: ((لا أعرفه))، فأراد بِهِ غَيْر المتبادر إلى الذهن وَهُوَ جهالة العين، فَقَدْ عنى جهالة الحال ولذا قَالَ العراقي – كَمَا نقلته آنفاً –: ((قَدْ عرفه غيره)).
وبهذا تظهر صحة متابعة يحيى بن المتوكل لهمام، وعدم صحة دعوى تفرد همام بالمتن والإسناد، فيتجه الحمل - والحالة هَذِهِ - إلى من فوقه وَهُوَ ابن جريج، وَهُوَ مدلس.
والذي يبدو أن الخطأ في هَذَا الْحَدِيْث من ابن جريج، ولاسيما أن ابن المتوكل وهماماً بصريان، وَقَدْ نص العلماء عَلَى أن رِوَايَة البصريين عن ابن جريج فِيْهَا خلل من جهة ابن جريج لا من جهة أهل البصرة.
وبيانه: أن ابن جريج دلّس للبصريين الواسطة بينه وبين الزهري، وَهُوَ زياد بن سعد، وصرّح بِهِ لغيرهم. كَمَا أنه – وعند تحديثه لأهل البصرة – لَمْ يَكُنْ متقناً لحفظ الْمَتْن فأخطأ فِيْهِ، لذا قَالَ النسائي عقب تخريجه: ((هَذَا حَدِيْث غير محفوظ)).
فانحصر الخطأ في تدليس ابن جريج، ولهذا نجد الحافظ ابن حجر يقول: ((ولا علة لَهُ عندي إلا تدليس ابن جريج، فإن وجد عَنْهُ التصريح بالسماع فلا مانع من الحكم بصحته في نقدي)).
¥(40/170)
ومما يزيدنا يقيناً بكون الخطأ في هَذَا الْحَدِيْث من ابن جريج: أن أكثر الحفاظ عَلَى تضعيف روايته عن الزهري مطلقاً، فَقَالَ أبو زرعة الرازي: ((أخبرني بعض أصحابنا، عن قريش بن أنس، عن ابن جريج، قَالَ: ما سَمِعْتُ من الزهري شيئاً، إنما أعطاني الزهري جزءاً فكتبته وأجازه)). وَقَالَ يحيى بن سعيد القطان: ((كَانَ ابن جريج لا يصحح أنه سَمِعَ من الزهري شَيْئاً. قَالَ – يعني الفلاس - فجهدت بِهِ في حَدِيْث ((إن ناساً من اليهود غزوا مع رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم فأسهم لَهُمْ))، فَلَمْ يصحح أنه سَمِعَ من الزهري)). وَقَالَ ابن معين: ((ليس بشيء في الزهري)). ونقل ابن محرز عن ابن معين أنه قَالَ: ((كَانَ يحيى بن سعيد لا يوثقه في الزهري)).
ومما تجدر الإشارة إِلَيْهِ أن أكثر الحفاظ يرون أن الزهري نفسه أخطأ في هَذَا الْحَدِيْث، إذ خالف جمهور الرُّوَاة عن أنس في لفظ الْحَدِيْث عَلَى النحو الآتي:
رَوَاهُ ثابت عن أنس بن مالك: ((أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم صنع خاتماً من وَرِق، فنقش فِيْهِ: مُحَمَّد رَسُوْل الله، ثُمَّ قَالَ: لا تنقشوا عَلَيْهِ)). الْحَدِيْث أخرجه: عَبْد الرزاق في مصنفه (19465)، وأحمد في مسنده 3/ 161، والترمذي في الجامع الكبير (1745)، وأبو الشيخ في أخلاق النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: 134 و 139، والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 128، وفي شعب الإيمان (6339)، والبغوي في شرح السنة (3137).
ورواه عَبْد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك: ((أن رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتماً من فضة، ونقش فِيْهِ: مُحَمَّد رَسُوْل الله، وَقَالَ: إني اتخذت خاتماً من ورق ونقشت فِيْهِ: مُحَمَّد رَسُوْل الله، فلا ينقشن أحد عَلَى نقشه)). أخرجه: ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 475، وابن أبي شيبة في مصنفه (25090)، وأحمد في مسنده 3/ 101 و 186 و 290، والبخاري في الصَّحِيْح 7/ 202 (5874) و 7/ 203 (5877)، وفي خلق أفعال العباد: 102، ومسلم في الصَّحِيْح 6/ 150 (2092) و6/ 151 (2092)، وابن ماجه، والنسائي، وأبو يعلى في مسنده (3896) و (3936) و (3943)، وأبو عوانة في مسنده 5/ 499 و500، وابن حبان في الإحسان (5506) و (5507)، وفي طبعة الرسالة (5497) و (5498)، وأبو الشيخ في أخلاق النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: 139، وأبو نعيم فِيْ تاريخ أصبهان 2/ 70، والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 128، وفي شعب الإيمان (6338).
ورواه قتادة عن أنس بن مالك، قَالَ: ((لما أراد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أن يكتب إلى الروم، قِيْلَ لَهُ: إنهم لن يقرؤا كتابك إذا لَمْ يَكُنْ مختوماً، فاتخذ خاتماً من فضة ونقشه: مُحَمَّد رَسُوْل الله، فكأنّما أنظر إلى بياضه في
يده)).
الْحَدِيْث أخرجه: ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 471 و 475، وابن الجعد في الجعديات (955) و (956) و (957) و (958)، وأحمد في مسنده 3/ 168 و170 و180 و198 و223 و275، والبخاري في صحيحه 1/ 25 (65) و4/ 54 (2938) و7/ 202 (5872) و7/ 203 (5875) و9/ 83 (7162)، ومسلم في صحيحه 6/ 151 (2092) و (57) و (58)، وأبو داود في سننه (4214) و (4215)، والترمذي في الجامع الكبير (2718)، وفي الشمائل (90) و (92) بتحقيقي، وفيه: ((أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يتختم في يمينه)) والنسائي في المجتبى 8/ 174و193، وفي الكبرى (5860) و (8848) و (9521) و (9525) و (11512)، وأبو يعلى في مسنده (3009) و (3075) و (3154) و (3271) و (3272)، وأبو عوانة في مسنده 4/ 198 و198 و5/ 490 و491 و492، والطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 264، وابن حبان في الإحسان (6401)، وفي طبعة الرسالة (6392)، والطبراني في الأوسط (6524)، وفي طبعة دار الكتب العلمية (6528)، وأبو الشيخ في أخلاق النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: 139، والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 128، والبغوي في شرح السنة (3131) و (3132).
¥(40/171)
ورواه ثمامة بن عَبْد الله، عن أنس بن مالك: ((أن أبا بكر رضي الله عنه لما استخلف بعثه إلى البحرين وكتب لَهُ هَذَا الكتاب وختمه بخاتم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ نقش الخاتم ثلاثة أسطر: مُحَمَّد: سطر، ورسول: سطر، والله: سطر)).
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 474 - 475، وَالبُخَارِيّ في صحيحه 4/ 100 (3106)، و7/ 203 (5878)، والترمذي في الجامع الكبير (1747) (1748)، وفي الشمائل (91) بتحقيقي، والطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 264، وابن حبان في الإحسان (1411) و (5505) و (6402)، وفي طبعة الرسالة (1414) و (5496) و (6393)، وأبو الشيخ في أخلاق النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: 139 - 140، وفي الصفحة 135 وقع فِيْهِ أن النقش كَانَ: ((لا إله إلا الله مُحَمَّد رَسُوْل الله))، والبغوي في شرح السنة (3136) ورواه حميد الطويل، عن أنس بن مالك: ((أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ خاتمه مِنْ فضة وَكَانَ فصه مِنْهُ)).
أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 472 والحميدي في مسنده (1214)، وأحمد في مسنده 3/ 99 و 266، والبخاري في صحيحه 7/ 201 (5869)، وأبو داود في سننه (4217)، والترمذي في الجامع الكبير (1740)، وفي الشمائل (89) بتحقيقي، والنسائي في المجتبى 8/ 173 و 174 و 193، وفي الكبرى (9515) و (9516) و (9517) و (9518)، وأبو يعلى في مسنده (3827)، وابن حبان في الإحسان (6400)، وفي طبعة الرسالة (6391)، وأبو الشَّيْخ في أخلاق النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: 137، والبغوي في شرح السنة (3139).
ورواه أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك: ((أن رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم اصطنع خاتماً كله من فضة وَقَالَ: لا يصنع أحد عَلَى صفته)). أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى 1/ 472.
فكل هَذِهِ الروايات عن أنس ليس فِيْهَا: أن رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم طرح خاتم الوَرِق.
أما رِوَايَة الزهري عن أنس، فاختلف عَلَيْهِ في روايته، إِذْ رَوَاهُ إبْرَاهيم ابن سعد عِنْدَ أحمد 3/ 160 و223، ومسلم 6/ 151 (2093) (59)، وأبي داود (4221)، والنسائي 8/ 195، وفي الكبرى (9544)، وأبي يعلى (3538) و (3565)، وأبي عوانه 5/ 488 و489، وابن حبان (5499)،
وفي طبعة الرسالة (5490)، وزياد بن سعد، وشعيب بن أبي حمزة عِنْدَ أحمد 3/ 225، وأبي عوانة 5/ 493، ومحمد بن عَبْد الله عِنْدَ أبي الشيخ في أخلاق النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: 137، أربعتهم عن الزهري، عن أنس بن مالك: ((أنه رأى في إصبع رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم خاتماً من وَرِق يوماً واحداً، ثُمَّ إن الناس اضطربوا الخواتم من وَرِق، فلبسوها، فطرح النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خاتمه، فطرح الناس خواتيمهم)). وهذا لفظ رِوَايَة مُسْلِم.
في حِيْنَ رَوَاهُ يونس، عن الزهري، عن أنس: ((إن رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتماً من وَرِق، وله فص حبشي ونقشه: مُحَمَّد رَسُوْل الله)). وجاء في بعض الروايات: كَانَ يجعل فصه مِمَّا يلي كفه.
واختلف عَلَى يونس في رِوَايَة هَذَا الْحَدِيْث، فرواه عَبْد الله بن وهب عِنْدَ ابن سعد 1/ 472، وأحمد 3/ 225، ومسلم 6/ 152 (2094)، وأبي داود (4216)، والترمذي (1739)، وفي الشمائل (87) بتحقيقي، والنسائي 8/ 193 وفي الكبرى (9512)، وأبي يعلى (3537)، وأبي الشيخ: 136، والبغوي (3140)، وَعُثْمَان بن عمر عِنْدَ ابن سعد 1/ 472، وابن أبي شيبة (25120)، وابن ماجه (3641)، والنسائي 8/ 172 و 193، وفي الكبرى (9513)، وأبي يعلى (3544)، عن يونس، عن الزهري، عن أنس بلفظ: ((إن رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتماً من وَرِق لَهُ فص حبشي ونقشه: مُحَمَّد رَسُوْل الله)).
¥(40/172)
ورواه سليمان بن بلال عِنْدَ مُسْلِم 6/ 152 (2094) عقب (62)، وابن ماجه (3646)، وأبي يعلى (3536)، وابن حبان (6403)، وفي طبعة الرسالة (6394)، والبغوي (3145)، وطلحة بن يَحْيَى عِنْدَ مُسْلِم 6/ 152 (2094) (62)، والنسائي 8/ 173، وفي الكبرى (9514)، وأبي يعلى (3584)، وأبي الشيخ: 137، والبغوي (3141)، عن يونس، عن الزهري، عن أنس: ((إن رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم لبس خاتم فضة في يمينه، فِيْهِ فص حبشي، كَانَ يجعل فصه مِمَّا يلي كفه))، في حين تفرد
الليث وحديثه عِنْدَ البخاري 7/ 201 (5868)، عن يونس، عن الزهري، عن أنس، بِهِ، بنحو رِوَايَة إبراهيم بن سعد ومن تابعه.
وَقَدْ جمع ابن حجر فِيْ فتح الباري 10/ 320 - 321 بعض أقوال العلماء في التوفيق بَيْنَ الروايتين:
الأول: قَالَهُ الإسماعيلي هُوَ: أن رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم اتخذ خاتماً من وَرِق عَلَى لون من الألوان وكره أن يتخذ أحد مثله فلما اتخذوا مثله رماه ثُمَّ بعد أن رموا خواتيمهم اتخذ خاتماً آخر ونقشه ليختم بِهِ.
الثاني: هُوَ أنه اتخذ الخاتم للزينة فلما تبعه الناس عَلَى ذَلِكَ ألقاه وألقوا بَعْدَ ذَلِكَ خواتيمهم، فلما احتاج إلى ختم اتخذ خاتماً آخر.
الثالث: وَهُوَ قَوْل المهلب والنووي والكرماني. ذَلِكَ أنه لما طرح خاتم الذهب اتخذ مكانه خاتم الفضة؛ لأنَّهُ لا يستغني عَنْ الختم عَلَى كتبه فيكون طرح الخاتم الَّذِي فِيْ رِوَايَة الزُّهْرِيّ يقصد بِهِ خاتم الذهب فَقَدْ جعله الموصوف –أيْ خاتم الذهب– فِيْ قوله: ((فطرح خاتمه فطرحوا خواتيمهم)) قَالَ الْقَاضِي عِيَاض فِيْ إكمال المعلم إكمال المعلم 6/ 610 ((وهذا يشاع لَوْ جاء الكلام مجملاً))، وأشار إلى أن رِوَايَة الزهري لا تحتمل هَذَا التأويل.
وذهب ابن حجر إلى تأويل رابع: هُوَ أنه اتخذ خاتم الذهب للزينة وتتابع الناس فِيْهِ، فوقع تحريمه فطرحه، وَقَالَ: ((لا ألبسه أبداً))، فطرح الناس خواتيمهم تبعاً لَهُ، ثُمَّ احتاج إلى الخاتم لأجل الختم، فاتخذه من فضة ونقش فِيْهِ اسمه الكريم، فتبعه الناس أَيْضاً عَلَى تِلْكَ الخواتيم المنقوشة، فرمى بِهِ حَتَّى رمى الناس تِلْكَ الخواتيم المنقوشة حَتَّى لا تفوته مصلحة نقش اسمه بوقوع الاشتراك، فلما عدمت خواتيمهم جميعاً رجع إلى خاتمه الخاص بِهِ فصار يتختم بِهِ.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 04 - 04, 10:39 ص]ـ
جزى الله شيخنا ماهر بن ياسين الفحل وبارك فيه وحفظه
ومن باب المدارسة والفائدة حول هذا الحديث
قد يكون في كلام الحافظين العراقي وابن حجر في كلامهم في حصر العلة في تدليس ابن جريج نظر
وتعليل أبي داود له مقدم على تعليل غيره
فمتابعة يحيى بن المتوكل لاتعتبر شيئا، وغاية ماقيل فيه قول ابن معين (لاأعرفه) وقول ابن حبان (وكان راويا لابن جريج وكان يخطىء)
فمثل هذه المتابعة غير معتبرة، فيكون حكم الإمام أبو داود على الحديث في غاية الصحة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6960
والخطأ الذي وقع فيه همام بن يحيى هو مخالفة أصحاب ابن جريج
فكلهم رووه عن ابن جريج عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس باللفظ المشهور) فخالفهم همام بن يحيى في الإسناد والمتن
وقد ذكر الدارقطني كذلك في العلل متابعة يحيى بن الضريس ليحيى بن المتوكل
حيث قال
(رواه سعيد بن عامر وهدبة بن خالد عن همام عن ابن جريج عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم
وخالفهم عمرو بن عاصم فرواه عن همام عن بن جريج عن الزهري عن أنس أنه كان إذا دخل الخلاء موقوفا ولم يتابع عليه
ورواه يحيى بن المتوكل ويحيى بن الضريس عن ابن جريج عن الزهري عن أنس نحو قول سعيد بن عامر ومن تابعه عن همام
ورواه عبد الله بن الحرث المخزومي وأبو عاصم وهشام بن سليمان وموسى بن طارق عن بن جريج عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس أنه رأى في يد النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من ذهب فاتخذ الناس الخواتيم فرمى به النبي وقال لا ألبسه أبدا
وهذا هو المحفوظ والصحيح عن ابن جريج
انتهى كلام الدارقطني).
ولعلي أنقل كلام الإمام ابن القيم رحمه الله في حاشية تهذيب السنن للفائدة
قال رحمه الله (1/ 26)
¥(40/173)
وقال في آخر باب الخاتم يكون فيه ذكر الله يدخل به الخلاء بعد قول الحافظ زكي الدين وإنما يكون غريبا كما قال الترمذي والله عز وجل أعلم قلت هذا الحديث رواه همام وهو ثقة عن بن جريج عن الزهري عن أنس
قال الدارقطني في
كتاب العلل
رواه سعيد بن عامر وهدبة بن خالد عن همام عن بن جريج عن الزهري عن أنس أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وخالفهم عمرو بن عاصم فرواه عن همام عن بن جريج عن الزهري عن أنس أنه كان إذا دخل الخلاء موقوفا ولم يتابع عليه
ورواه يحيى بن المتوكل ويحيى بن الضريس عن بن جريج عن الزهري عن أنس نحو قول سعيد بن عامر ومن تابعه عن همام
ورواه عبد الله بن الحرث المخزومي وأبو عاصم وهشام بن سليمان وموسى بن طارق عن بن جريج عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس أنه رأى في يد النبي خاتما من ذهب فاضطرب الناس الخواتيم فرمى به النبي وقال لا ألبسه أبدا وهذا هو المحفوظ والصحيح عن بن جريج
انتهى كلام الدارقطني
وحديث يحيى بن المتوكل الذي أشار إليه رواه البيهقي من حديث يحيى بن المتوكل عن بن جريج به ثم قال هذا شاهد ضعيف
وإنما ضعفه لأن يحيى هذا قال فيه الإمام أحمد واهي الحديث وقال بن معين ليس بشيء وضعفه الجماعة كلهم
وأما حديث يحيى بن الضريس فيحيى هذا ثقة فينظر الإسناد إليه
وهمام وإن كان ثقة صدوقا احتج به الشيخان في الصحيح فإن يحيى بن سعيد كان لا يحدث عنه ولا يرضى حفظه
قال أحمد ما رأيت يحيى أسوأ رأيا منه في حجاج يعني بن أرطاة وبن إسحاق وهمام لا يستطيع أحد أن يراجعه فيهم
وقال يزيد بن زريع وسئل عن همام كتابه صالح وحفظه لا يساوي شيئا
وقال عفان كان همام لا يكاد يرجع إلى كتابه ولا ينظر فيه وكان يخالف فلا يرجع إلى كتاب وكان يكره ذلك
قال ثم رجع بعد فنظر في كتبه فقال يا عفان كنا نخطىء كثيرا فنستغفر الله عز وجل
ولا ريب أنه ثقة صدوق ولكنه قد خولف في هذا الحديث فلعله مما حدث به من حفظه فغلط فيه كما قال أبو داود والنسائي والدارقطني
وكذلك ذكر البيهقي أن المشهور عن بن جريج عن زياد بن سعد عن الزهري عن أنس أن النبي أتخذ خاتما من ورق ثم ألقاه
وعلى هذا فالحديث شاذ أو منكر كما قال أبو داود وغريب كما قال الترمذي
فإن قيل فغاية ما ذكر في تعليله تفرد همام به وجواب هذا من وجهين أحدهما أن هماما لم ينفرد به كما تقدم
الثاني أن هماما ثقة وتفرد الثقة لا يوجب نكارة الحديث
فقد تفرد عبد الله بن دينار بحديث النهي عن بيع الولاء وهبته وتفرد مالك بحديث دخول النبي مكة وعلى رأسه المغفر
فهذا غايته أن يكون غريبا كما قال الترمذي وأما أن يكون منكرا أو شاذا فلا
قيل التفرد نوعان تفرد لم يخالف فيه من تفرد به كتفرد مالك وعبد الله بن دينار بهذين الحديثين وأشباه ذلك
وتفرد خولف فيه المتفرد كتفرد همام بهذا المتن على هذا الإسناد فإن الناس خالفوه فيه وقالوا إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اتخذ خاتما من ورق الحديث فهذا هو المعروف عن بن جريج عن الزهري فلو لم يرو هذا عن بن جريج وتفرد همام بحديثه لكان نظير حديث عبد الله بن دينار ونحوه
فينبغي مراعاة هذا الفرق وعدم إهماله
وأما متابعة يحيى بن المتوكل فضعيفة وحديث بن الضريس ينظر في حاله ومن أخرجه
فإن قيل هذا الحديث كان عند الزهري على وجوه كثيرة كلها قد رويت عنه في قصة الخاتم فروى شعيب بن أبي حمزة وعبد الرحمن بن خلاد بن مسافر عن الزهري كرواية زياد بن سعد هذه أن النبي اتخذ خاتما من ورق ورواه يونس بن يزيد عن الزهري عن أنس كان خاتم النبي من ورق فصه حبشي ورواه سليمان بن بلال وطلحة بن يحيى ويحيى بن نصر بن حاجب عن يونس عن الزهري وقالوا إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لبس خاتما من فضة في يمينه فيه فص حبشي جعله في باطن كفه ورواه إبراهيم بن سعد عن الزهري بلفظ آخر قريب من هذا ورواه همام عن بن جريج عن الزهري كما ذكره الترمذي وصححه
وإذا كانت هذه الروايات كلها عند الزهري فالظاهر أنه حدث بها في أوقات فما الموجب لتغليط همام وحده
قيل هذه الروايات كلها تدل على غلط همام فإنها مجمعة على أن الحديث إنما هو في اتخاذ الخاتم ولبسه وليس في شيء منها نزعه إذا دخل الخلاء
فهذا هو الذي حكم لأجله هؤلاء الحفاظ بنكارة الحديث وشذوذه
والمصحح له لما لم يمكنه دفع هذه العلة حكم بغرابته لأجلها فلو لم يكن مخالفا لرواية من ذكر فما وجه غرابته ولعل الترمذي موافق للجماعة فإنه صححه من جهة السند لثقة الرواة واستغربه لهذه العلة وهي التي منعت أبا داود من تصحيح متنه فلا يكون بينهما اختلاف بل هو صحيح السند لكنه معلول
والله أعلم) انتهى.
ـ[ماهر]ــــــــ[05 - 04 - 04, 07:15 ص]ـ
جزى الله شيخنا عبد الرحمان الفقيه خيراً على هذه الفوائد والعوائد، وأسأل الله أن ينفع به وبعلمه.
ـ[ ahmad22] ــــــــ[06 - 04 - 04, 03:10 ص]ـ
بسم الل
جزاك الله يا شيخي العزيز على هذه الفوائد الحديثية وقد استفدت منها كثيرا فانا اتوق الى مثل هذه المواضيع التي تعطي خبرة كبيرة
احمد ايوب
¥(40/174)
ـ[ماهر]ــــــــ[29 - 11 - 08, 09:40 م]ـ
وأنتم جزاكم الله كل خير، وستر عليكم وزادكم من فضله
أسأل الله أن يحفظكم وينفع بكم.
وأسأله تعالى أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ـ[الحسن محمد حسن]ــــــــ[02 - 12 - 08, 04:36 ص]ـ
احسن الله اليكما ونفع بكما(40/175)
تخريج الفروع على الأصول
ـ[القناص]ــــــــ[06 - 04 - 04, 06:31 ص]ـ
أيها الأحباب الكرام أرجو من حضراتكم إفادتي حول الكتب التي تصلح أن تكون محلا للدراسة تحت هذا العنوان؟
والسؤال هل يصلح أن يكون نيل الأوطار للشوكاني محلا لهذه الدراسة في الماجستير؟
وماهي العناصر الرئيسية التي تصلح لأن يبنى عليها هذا الموضوع؟
ـ[ابو علي بن علي]ــــــــ[06 - 04 - 04, 10:22 م]ـ
تخريج الفروع على الأصول عند الشوكاني لابأس به في الجملة وقد كتب على منواله كثير من الرسائل العلمية إما بنفس العنوان أو بعنوان القواعد الأصوليه من الكتاب الفلاني وهكذا
لكن والرأي لك إن كنت من شداة علم الأصول وطالبيه أن تيمم وجهك شطر موضوع تخريج الأصول على الأصول
بمعنى المسائل الأصولية التي بنيت عليها مسائل أصولية أخرى
وهنا الخيار لك إما أن تجعلها عامة مثلا بأن تقول تخريج الأصول على الأصول وهذا وثيق الصلة بأسباب إختلاف الأصوليين وأوعى كتاب في ذلك كتاب سلاسل الذهب للزركشي
وإما أن تجعلها في باب معين بأن تقول تخريج الأصول على الأصول في مسائل الأدلة .... وهكذا
وإما أن تجعلها في كتاب معين بأن تقول تخريج الأصول على الأصول عند الزركشي من خلال البحر المحيط
أقول وهذا موضوع مهم أعني تخريج الأصول على الأصول وهو وإن تكلم عنه الزركشي في سلاسله بيد أنه يحتاج لدراسة أوسع والله الموفق لي ولك
ـ[القناص]ــــــــ[07 - 04 - 04, 06:46 ص]ـ
أرجو زيادة الكلام ايضاحا
معبعض الأمثلة ليستوعبها الذهن
ـ[العيدان]ــــــــ[13 - 10 - 08, 02:19 ص]ـ
- تخريج الفروع على الأصول عند الشوكاني:
هذا الموضوع سجل في جامعة الإمام للباحثة: نورة الجبرين.(40/176)
تخريج حديث شيبتني هود
ـ[أبو عبدالله الحنبلي]ــــــــ[06 - 04 - 04, 11:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فمشاركة مني في هذا المنتدى المبارك فأني أضع بين أيديكم تخريج حديث شيبتني هود وأخواتها وهو من الأحاديث التي أعلت بالاضطراب فآمل ممن يطلع على التخريج والدراسة أن يسعدني برأيه ومقتراحاته وتوجيهاته
سئل أبو حاتم عن حديث أبي إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال أبو بكر للنبي ?: ما شيّبك؟ قال: ((شَيَّبَتْنِي هُودٌ)). الحديث متصل أصح، كما رواه شيبان أو مرسل كما رواه أبو الأحوص مرسل؟
قال: مرسل أصح. قلت لأبي: روى بقية عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أبي بكر، عن النبي ?.
فقال: هذا خطأ، ليس فيه ابن عباس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
: التخريج:
روى هذا الحديث أبو إسحاق السبيعي، واختلف عليه اختلافاً كثيراً، حتى أصبح هذا الحديث مثالاً للحديث المضطرب – كما ذكره علماء الحديث في مصطلح الحديث – وقد لخص ابن حجر في النكت أوجه الاختلاف عنه، فذكر أثنى عشر وجهاً،ووقفت على وجهين آخرين لم يذكرها ابن حجر فأصبح المجموع أربعة عشر وجهاً، وسأذكرها إجمالاً ثم تفصيلاً وعزو كل وجه إلى من خرّجه – فيما أقف عليه – إن شاء الله.
الأول:
من روى عنه، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أبي بكر الصديق ?.
الثاني:
من روى عنه، عن عكرمة، عن أبي بكر الصديق ?، -وهو الوجه الثاني عن بعض من روى عنه الوجه الأول -.
الثالث:
من روى عنه، عن أبي جحيفة، عن أبي بكر ?.
الرابع:
من روى عنه، عن البراء، عن أبي بكر ?.
الخامس:
من روى عنه، عن أبي ميسرة عمرو بن شُرحَبيل، عن أبي بكر ?.
السادس:
-وهو الوجه الثاني عن من روى عنه الوجه الخامس- من روى عنه، عن مسروق بن الأجدع، عن أبي بكر ?.
السابع:
من روى عنه، عن مسروق، عن عائشة، عن أبي بكر رضي الله عنهما.
الثامن:
-وهو الوجه الثالث عن بعض من روى عنه الوجه الأول- من روى عنه، عن علقمة، عن أبي بكر الصديق ?.
التاسع:
من روى عنه، عن عامر بن سعد البجلي، عن أبي بكر الصديق ?.
العاشر:
-وهو الوجه الثاني عن بعض من روى عنه الوجه التاسع- من روى عنه، عن عامر بن سعد، عن أبيه، عن أبي بكر ?.
الحادي عشر:
من روى عنه، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، عن أبي بكر ?.
الثاني عشر:
من روى عنه، عن أبي الأحوص، عن عبدالله بن مسعود، عن أبي بكر ?.
الثالث عشر:
من روى عنه، عن النبي ?، معضلاً.
الرابع عشر:
من روى عنه، عن عكرمة، عن النبي ?، -وهذا هو الوجه الرابع عن بعض من روى عنه الوجه الأول-.
هذا على وجه الإجمال وقد ذكرتها مجملا لكي يسهل معرفة أوجه الاختلاف، وقد أدخلت بعض أوجه الاختلاف عن بعض من روى عنه أو من روى عن من روى عنه في هذه الأوجه وأشرت إليها إجمالاً، وسأذكرها تفصيلاً إن شاء الله.
الوجه الأول:
وقد رواه عنه جمع واختلف على أكثرهم:
أ- رواية شيبان بن عبدالرحمن – ولم يختلف فيه عليه -:
أخرجها الترمذي في سننه في كتاب تفسير القرآن، باب (ومن سورة الواقعة) 5/ 402 رقم 3297، وفي العلل له أيضاً 2/ 899 رقم 399، وفي الشمائل له أيضاً في باب (ما جاء في شيب الرسول ?) ص 54 رقم 41.
والمروزي في مسند أبي بكر الصديق ? ص 68 رقم 30.
والدارقطني في علله 1/ 200.
والحاكم في المستدرك 2/ 343.
والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 357.
والشجري في أماليه 2/ 241.
والبغوي في شرح السنة 14/ 372 رقم 1475.
وابن عساكر في تاريخ دمشق 4/ 170.
جميعهم من طريق معاوية بن هشام القصار.
وأخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 435.
والدارقطني في علله 1/ 200.
وأبو نعيم في الحلية 4/ 350.
وابن عساكر في تاريخ دمشق 4/ 169.
جميعهم من طريق عبيدالله بن موسى.
وهشام، وعبيدالله، عن شيبان بن عبدالرحمن، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أبي بكر ? قال: يا رسول الله قد شبت، قال: ((شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت)). هذا لفظ الترمذي، والبقية بنحوه.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه".
¥(40/177)
وقال في العلل – بعد ذكر رواية علي بن صالح عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة: "فسألت محمداً أيهما أصح؟ فقال: دعني أنظر فيه، ولم يقض فيه بشيء ".
ب-رواية إسرائيل – وقد اختلف عنه على وجهين -:
الوجه الأول:
رواية سعيد بن عثمان الخزاز، وإسماعيل بن صبيح، والنضر بن شميل وهو عبيدالله بن موسى -أربعتهم- عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أبي بكر
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 435 من طريق عبيدالله بن موسى.
وأخرجه الدارقطني في العلل 1/ 201، 202 من طريق الخزاز، وإسماعيل، والنضر بن شميل.
أربعتهم عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أبي بكر بنحو ما تقدم.
قال الدارقطني: "وخالفهم أصحاب إسرائيل، عن إسرائيل".
قلت: وهو الوجه الثاني عن إسرائيل وسيأتي إن شاء الله – في الوجه الثاني عن أبي إسحاق -.
ج-زهير بن معاوية:
وقد اختلف عنه على وجهين:
الوجه الأول:
وهو رواية الحسن بن محمد بن أعين، عنه، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أبي بكر
أخرجه الدارقطني في علله 1/ 202 من طريقين عن الحسن بن محمد بن أعين، عن زهير به، بنحو ما تقدم.
قال الدارقطني -بعد أن ذكر مخالفة أصحاب إسرائيل-:"وأصحاب زهير عن زهير" يعني وخالف أصحاب زهير من روى عنه ما تقدم.
وهذا هو الوجه الثاني عن زهير، وسيأتي - إن شاء الله – في الوجه الثاني عن أبي إسحاق.
د-أبو الأحوص: وقد اختلف عنه أيضاً على وجهين:
الوجه الأول:
وهو رواية بقية، ومسدد، عنه، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أبي بكر
أخرجها الحاكم في مستدركه 2/ 476، ومن طريقه البيهقي في الشعب 1/ 482 رقم 776، من طريق محمد بن إبراهيم العبدي، عن مسدد بن مسرهد.
وذكره الدارقطني في علله 1/ 203 قال: "ذكر أبو محمد بن صاعد – ولم أسمعه منه – عن محمد بن عوف، عن محمد بن مصفى، عن بقية بن الوليد ".
كلاهما،عن أبي الأحوص به بنحو ما تقدم.
قال الدارقطني – في ذكر الاختلاف -:"وأصحاب أبي الأحوص عن أبي الأحوص" يعني به مخالفة أصحاب أبي الأحوص لهذا الوجه، وهذا هو الوجه الثاني عنه كما سيأتي – إن شاء الله – في الوجه الثاني عن أبي إسحاق.
هـ-أبو بكر بن عياش: واختلف عنه على وجهين أيضاً:
الوجه الأول:
رواية طاهر بن أبي أحمد الزبيري عنه، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أبي بكر.
أخرجها الدارقطني في علله1/ 203من طريقه، عن أبي بكر بن عياش به بنحوه.
الوجه الثاني:
رواية هاشم بن الوليد الهروي، وأبي هشام الرفاعي، وأحمد بن محمد بن أيوب، وسيأتي ذكره في الوجه الثاني عن أبي إسحاق.
و-مسعود بن سعد: واختلف عن من روى عنه، وهو: أبو نعيم الفضل بن دكين على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول:
وهو رواية أحمد بن الحسين الأودي.
أخرجها الدارقطني في علله 1/ 203 من طريقه، عن أبي نعيم، عن مسعود بن سعد الجعفي به.
الوجه الثاني:
وهو رواية علي بن عبدالعزيز المرزبان، ومحمد بن الحسين الحنيني، والسري بن يحيى، وأبي صالح الهيثم بن خالد، عن أبي نعيم، عن مسعود، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن أبي بكر، وسيأتي في الوجه الثاني تخريجه إن شاء الله.
الوجه الثالث:
وهو رواية أبي سعيد، عنه، عن مسعود، عن أبي إسحاق، عن عكرمة قال: قيل للنبي ?، فذكره، وهو الوجه الرابع عشر عن أبي إسحاق، وسيأتي إن شاء الله.
ز-يونس بن أبي إسحاق: واختلف عنه على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول:
رواية النضر بن شميل، عنه، كما في الوجه الأول عن أبي إسحاق.
أخرجها الدارقطني في علله 1/ 202، من طريق عبدالله بن محمد بن ناجية، عن خلاد بن أسلم، عن النضر بن شميل، عن يونس به، وقرنه براوية إسرائيل.
الوجه الثاني:
رواية النضر بن شميل – في الوجه الثاني عنه – عن يونس، كما في الوجه الثاني عن أبي إسحاق، وسيأتي إن شاء الله.
الوجه الثالث:
رواية الحسن بن قتيبة عن يونس، -كما في الوجه الثامن عن أبي إسحاق، وسيأتي إن شاء الله-.
الوجه الثاني عن أبي إسحاق:
وهو رواية من روى عنه، عن عكرمة، عن أبي بكر، دون ذكر ابن عباس.
(1) رواية إسرائيل:
وهو الوجه الثاني عنه:
أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة 2/ 626 عن أبي أحمد.
¥(40/178)
والدارقطني في علله 1/ 203 – 204 من طريق النضر بن شميل، ووكيع، وعبدالله بن رجاء، ومُخَوّل بن إبراهيم النهدي.
خمستهم عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن أبي بكر بنحوه.
قال الدارقطني: "وهو الصواب عن إسرائيل ".
(2) زهير:
وهو الوجه الثاني عنه:
أخرجه الدارقطني في علله 1/ 204 من طريق أحمد بن عبدالملك، عن زهير به بنحو ما تقدم.
(3) أبو الأحوص:
وهو الوجه الثاني عنه:
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 436 من طريق عفان بن مسلم، وإسحاق بن عيسى.
وابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب فضائل القرآن، باب (ما جاء في صعاب السور) 10/ 553 رقم 10317.
وأبو بكر المروزي في مسند أبي بكر ص 69 رقم 31 من طريق عثمان بن أبي شيبة.
وأبو يعلى الموصلي في مسنده 1/ 102 رقم 107 و 108 من طريق خلف بن هشام، والعباس بن الوليد النرسي.
والدارقطني في علله 1/ 205 من طريق عمرو بن عون.
والشجري في أماليه 2/ 241 من طريق خلف بن هشام.
وابن عساكر في تاريخ دمشق 4/ 172 من طريق عبدالله بن الجراح.
ثمانيتهم، عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، عن أبي بكر به بنحوه.
قال أبو حاتم: "مرسل أصح ".
(4) أبوبكر بن عياش:
وهو الوجه الثاني عنه:
أخرجه الترمذي في سننه في الموضع السابق 5/ 403 من طريق هاشم بن الوليد الهروي.
وعبدالله بن الإمام أحمد في زوائده على الزهد ص 23 رقم 46 () من طريق أحمد بن محمد بن أيوب.
والدارقطني في علله 2/ 205 من طريق هشام الرفاعي، وطاهر بن أبي أحمد.
أربعتهم عن أبي بكر بن عياش به بنحو ما تقدم.
(5) مسعود بن سعد:
والاختلاف على أبي نعيم، وهذا هو الوجه الثاني عن أبي نعيم:
أخرجه الدارقطني في علله 1/ 206 من طريق علي بن عبدالعزيز، ومحمد بن الحسين الحُينني، والسري بن يحيى، والهيثم بن خالد.
جميعهم عن أبي نعيم، عن مسعود بن سعد به بنحو ما تقدم.
(6) يونس بن أبي إسحاق:
وهو الوجه الثاني عنه:
أخرجه الدارقطني في علله 1/ 205 من طريق القاسم بن الحكم عن يونس به بنحو ما تقدم.
(7) عبدالملك بن سعيد بن أبجر:
لم أقف على من خرّجها سوى أن الدارقطني قال في علله 1/ 196:"وكذلك رواه عبدالملك بن سعيد بن أبجر عن أبي إسحاق".
الوجه الثالث:
وهو رواية من روى عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، عن أبي بكر:
وقد اختلف في هذا الوجه على محمد بن بشر على ثلاثة أوجه:
الأول:
وهو ما يوافق الوجه الثالث هنا.
أخرجه الدارقطني في علله 1/ 207، 208 من طريق بن شهاب بن عباد العبدي، ومحمد بن مهاجر القاضي – أخو حنيف -.
كلاهما عن محمد بن بشر، عن علي بن صالح بن حييء عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، عن أبي بكر بنحو ما تقدم.
قال الدارقطني: "تابعهما عباد بن ثابت القطواني، عن علي بن صالح ".
الثاني:
وهو رواية سفيان بن وكيع، وعبدالله بن نمير، وابنه، عن محمد بن بشر، عن علي بن صالح، عن أبي إسحاق، عن أبي جحيفة، ولم يذكرا أبا بكر في الإسناد.
أخرجه:
الترمذي في الشمائل ص 54 رقم 42 عن سفيان بن وكيع.
وأبو يعلى الموصلي في مسنده 2/ 184 رقم 880 عن محمد بن عبدالله بن نمير.
والطبراني في معجمه الكبير 22/ 123 رقم 318 من طريق محمد أيضاً.
والدارقطني في علله 1/ 206 من طريق عبدالله بن نمير، وابنه محمد.
وأبو نعيم في الحلية 4/ 350.
ثلاثتهم عن محمد بن بشر به، دون ذكر أبي بكر الصديق ?.
وذكره ابن أبي حاتم في علله 2/ 134 رقم 1894.
الثالث:
وهو الوجه الرابع عن أبي إسحاق، وسيأتي إن شاء الله.
الوجه الرابع:
وهو الوجه الثالث عن محمد بن بشر: وهو رواية محمد بن محمد الباغندي، عن محمد بن عبدالله بن نمير، عن العلاء بن صالح، عن أبي إسحاق، عن البراء، عن أبي بكر.
ذكره الدارقطني في علله 1/ 197 وقال: وَهِم – محمد الباغندي – في إسناده في موضعين، فقال: عن العلاء بن صالح، وإنما هو علي بن صالح بن حييء، وقال: عن أبي إسحاق، عن البراء، عن أبي بكر، وإنما هو عن أبي إسحاق، عن أبي جُحيفة، عن أبي بكر.
الوجه الخامس:
وهو رواية زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة عمرو بن شُرحَبيل، عن أبي بكر الصديق.
وقد اُختلف عن زكريا على وجهين:
الأول:
¥(40/179)
رواية عبدالرحيم بن سليمان، عنه، عن زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة عمرو بن شُرحَبيل، عن أبي بكر الصديق بنحو ما تقدم.
أخرجها أبو بكر المروزي في مسند أبي بكر ص 69 – 70 رقم 32.
والدارقطني في علله 1/ 208.
كلاهما عن عبدالرحيم بن سليمان، به.
الثاني:
رواية أبي معاوية الضرير، وأبي أسامة، وأشعث بن عبدالله الخراساني،ثلاثتهم،عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن مسروق الأجدع، عن أبي بكر، وسيأتي تخريجه في الوجه السادس إن شاء الله.
الوجه السادس:
وهو: رواية أبي معاوية الضرير، وأبي أسامة، وأشعث بن عبدالله الخراساني، ثلاثتهم، عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن مسروق الأجدع، عن أبي بكر
أخرجه أبوبكر الشافعي في فوائده (الغيلانيات) 1/ 144 رقم 108.
والدارقطني في علله 1/ 208.
كلاهما من طريق هشام بن عمار، عن أبي معاوية الضرير، عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن مسروق، عن أبي بكر بنحوه.
وذكره البزار في مسنده 1/ 171 وقال: ورواه بعض من رواه عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن مسروق، عن أبي بكر.
وذكر الدارقطني رواية أبي أسامة، وأشعث بن عبدالله الخراساني في علله 1/ 197.
كما ذكر أيضاً أنه اختلف على هشام بن عمار، فرُوي عنه، عن أبي معاوية، عن زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن مسروق، عن أبي بكر.
قال الدارقطني: "وذكر الشعبي وهم، وإنما هو أبو إسحاق السّبيعي ".
الوجه السابع:
وهو رواية محمد بن سلمة النصيبي، عن أبي إسحاق، عن مسروق، عن عائشة، عن أبي بكر.
أخرجه الدارقطني في علله 1/ 208، من طريق عبدالملك بن زياد النصيبي، عن محمد بن سلمة به بنحوه.
الوجه الثامن:
وهو الوجه الثالث من الاختلاف على يونس بن أبي إسحاق، وهو رواية الحسن بن قتيبة، عن يونس، عن أبي إسحاق، عن علقمة، عن أبي بكر.
أخرجه الدارقطني في علله 2/ 209 من طريق محمد بن عيسى بن حبان، عن الحسن، عن يونس به بنحو ما تقدم.
الوجه التاسع:
وهو رواية عبدالكريم بن عبدالرحمن الخزاز، واختلف عنه على وجهين:
الأول:
وهو ما يوافق الوجه التاسع هنا: هو رواية محمد بن محمد بن عقبة، عن جبارة المغلس، عن عبدالكريم، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد البجلي، عن أبي بكر.
أخرجها الدارقطني في علله 1/ 210 عن جعفر بن محمد بن نصير، عن محمد بن محمد بن عقبة عن جبارة به.
الثاني:
وهو رواية من روى عن جبارة، عن عبدالكريم، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن أبيه.
قلت: وهذا هو الوجه العاشر: عن أبي إسحاق، وسيأتي إن شاء الله.
الوجه العاشر:
وهو رواية من روى عن جبارة، عن عبدالكريم، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن أبيه.
أخرجه الدارقطني في علله 1/ 209 من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وعلي بن سعيد.
وأبو بكر بن مردويه في جزء أحاديث أبي الشيخ بن حيان ص 151 – 152 رقم 74 عن محمد بن الليث الجوهري.
والشجري في أماليه 2/ 241 من طريق أبي الشيخ بن حيان المتقدم.
ثلاثتهم: -ابن أبي شيبة، ومحمد بن الليث، وعلي بن سعد- عن جبارة، عن عبدالكريم، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن أبيه، بنحو ما تقدم.
الوجه الحادي عشر:
وهو رواية أبي شيبة يزيد بن معاوية النخعي، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، عن أبي بكر.
أخرجه الدارقطني في علله 1/ 210 من طريق أبي شيبة يزيد بن معاوية النخعي، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، عن أبي بكر.
الوجه الثاني عشر:
وهو رواية عمرو بن ثابت بن أبي المقدام، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبدالله بن مسعود، أن أبا بكر سأل النبي ?.
أخرجه الطبراني في معجمه الكبير 10/ 102 رقم 91 – 100، ومن طريقه الشجري في أماليه 2/ 241.
والدارقطني في علله 1/ 210.
جميعهم من طريق عمرو بن ثابت به.
الوجه الثالث عشر:
وهذا مما أضفته على ما ذكره الدارقطني وابن حجر:
وهو رواية معمر عن أبي إسحاق، عن النبي ?.
أخرجه عبدالرزاق في مصنفه 3/ 368 رقم 5997 عن معمر به.
الوجه الرابع عشر:
وهو مما أضفته كذلك.
وهو الوجه الثالث عن أبي نعيم عن مسعود بن سعد، عن أبي إسحاق، عن عكرمة قال: قيل للنبي ?.
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 435، قال: أخبر الفضل بن دكين ((أبو نعيم)) عن مسعود بن سعد به.
¥(40/180)
هذا ما وقفت عليه من الاختلاف على أبي إسحاق، والله أعلم.
الحكم على الحديث:
تقدم في التخريج أنه اختلف عن أبي إسحاق على أربعة عشر وجهاً، وقد جُعل هذا الحديث مثالٌ للمضطرب كما تقدم.
قال البزار: "والأخبار مضطربة أسانيدها عن أبي إسحاق".
وتوقف البخاري فيه – كما تقدم النقل عنه -.
وقال ابن حجر في المطالب العالية – لما ذكر رواية أبي الأحوص المرسلة -:"هذا مرسل صحيح إلا أنه موصوف بالاضطراب"، بل نقل حمزة السهمي في سؤالاته للدارقطني عنه قوله: ((شيبتني هود والواقعة)) معتلة كلها) ص 76.
و سكت الدارقطني في العلل ولم يرجح بين هذه الأوجه بعد أن استقصاها وخرّج رواياتها، سوى أنه رجح في الاختلاف على إسرائيل رواية الإرسال بين عكرمة وأبي بكر حيث قال: "وهو الصواب عن إسرائيل".
وأما أبو حاتم فقد رجح في هذه المسألة رواية الإرسال حيث قال:"مرسل أصح".
والحديث مضطرب، فهو ضعيف والعلم عند الله.
وللحديث شواهد عدة:
(1) حديث عقبة بن عامر: أن رجلاً قال: يا رسول الله شبت؟ قال: ((شيبتني هود وأخواتها)).
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 17/ 286 رقم 790 قال: حدثنا محمد بن محمد النمار البصري، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة به.
قال الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح ".
وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات، وشيخ الطبراني ذكره ابن حبان في الثقات وقال: "ربما أخطأ". (انظر: الثقات 9/ 153، ولسان الميزان 5/ 358).
(2) حديث أبي سعيد الخدري ? قال: قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله – ? – أسرع إليك الشيب؟ فقال: ((شيبتني هود وأخواتها: الواقعة، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت)).
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة 1/ 358 من طريق عطية العوفي، عن أبي سعيد به.
وهذا الإسناد فيه عطية العوفي وهو مضعّف، بل كثير التدليس ويروي عن الكلبي ويكنيه بأبي سعيد. (انظر: تهذيب الكمال 20/ 145، والتهذيب 7/ 226).
(3) حديث أنس بن مالك ?، عن النبي ? قال: قال أصحابه: عَجّل إليك الشيبُ يا رسول الله؟ قال: ((شيبتني هودٌ وأخواتها)).
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 436 مطولاً من طريق أبي صخر.
وابن عدي في الكامل 3/ 24 في ترجمة حماد بن يحيى الأبح، من طريقه.
كلاهما عن يزيد الرقاشي به.
وعزاه السيوطي في الدر المنثور 4/ 396 لسعيد بن منصور، وابن مردويه، وفي إسناده: يزيد الرقاشي، وهو ضعيف جداً. (انظر: ميزان الاعتدال 7/ 232، تهذيب الكمال 32/ 64.
(4) حديث سهل بن سعد ? قال:قال رسول الله ?: ((شيبتني هود وأخواتها: الواقعة، والحاقة، وإذا الشمس كورت)).
أخرجه الطبراني في معجمه الكبير 6/ 148 رقم 5804 من طريق سعيد بن سلام العطار، عن عمر بن محمد، أبي حازم، عن سهل به.
قلت: وهذا إسناد موضوع فيه سعيد بن سلاّم العطار، وهو كذاب. (انظر: الضعفاء لابن الجوزي) 1/ 320، وميزان الاعتدال 3/ 206).
(5) حديث عمران بن حصين ? عن النبي ? قال: ((شيبتني هودٌ وأخواتها)).
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد 3/ 145 من طريق محمد بن جعفر الوركاني، عن حماد بن يحيى الأبح، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن عمران.
قال الدارقطني فيما نقله عنه السهمي في سؤالاته (ص76):"والصواب أن الوركاني حدث بهذا الإسناد عن عمران أن النبي ? قال: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)).
وحدث على إثره عن حماد بن يحيى الأبح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، أن النبي ? قال: ((شيبتني هودٌ)) فيشبه أن يكون التمتام كتب إسناد الأول ومتن الأخير، وقرأه على الوركاني فلم يتنبه.
(6) حديث أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف قال: قيل يا رسول الله نرى في رأسك شيباً، قال: ((ما لي لا أشيب وأنا أقرأ هود وإذا الشمس كورت)).
أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/ 435 من طريق يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة به.
وهذا إسناد صحيح إلى أبي سلمة ولكنه مرسل.
وهناك مراسيل أخرى ذكرها ابن سعد في الطبقات.
قال الألباني: "وله شاهدان مرسلان بسندين صحيحين عند ابن سعد".
ولعل الحديث يتقوى ويثبت بهذه الشواهد والمراسيل، والله أعلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,,,,,,,,,,,,,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(40/181)
تخريج حديث (الزنابير)
ـ[تهاني1]ــــــــ[07 - 04 - 04, 05:51 م]ـ
أرجو المساعدة في تخريج هذا الحديث ....
رُوِي أنّه لما نُسِخَ فرض قيام الليل طاف رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تلك الليلة بيوت أصحابه لينظرَ ما يصنَعُون حرصا على كثرة طاعِتهم، فوجدها كبُيوت الزنابير لِمَا سمع منها من دندنتِهم بذكر الله تعالى والتلاوة
ـ[تهاني1]ــــــــ[10 - 04 - 04, 10:52 ص]ـ
ارجو الافادة، و شكراً
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[13 - 04 - 04, 01:05 ص]ـ
قلت: يراجع "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي؛ فالقصة موجودة فيه؛ ولكن الكتاب بعيد عني الآن.
فلعل بعض الإخوة يتحفنا بتخريج هذه القصة من "تخريج الكشاف" عند قوله تعالى: (وتوكل على العزيز الرحيم، الذي يراك حين تقوم، وتقلبك في الساجدين، إنه هو السميع العليم).
ـ[تهاني1]ــــــــ[28 - 04 - 04, 06:04 م]ـ
بانتضار من يخرجه لنا(40/182)
من طرق الترجيح والتعليل عند البيهقي (لم يحتج به الشيخان، لم يخرجاه)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[11 - 04 - 04, 09:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يحتج به الشيخان.
لم يخرجاه.
أعرضا عنه.
هذه من طرق الترجيح والتعليل عند الإمام البيهقي رحمه الله تعالى، كما يظهر ذلك من خلال السنن الكبرى له.
وقبل البدء لا بد من الإشارة في هذا المقام إلى جملة من المواضيع كتبت في هذا الملتقى المبارك لها ارتباط في هذا الموضوع.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=9941
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=1406
والآن:
إنه كثيرا لما نقول: إن ترك صاحبي الصحيح تخريج حديث على شهرته في بابه يدل على أن به علة ـ أيا كانت علته قادحة أو غير قادحة ـ إنه كثيرا لما نقول هذا نجد ردا متسرعا كصاحبه ألا وهو من قال لك إنهما استوعبا الصحيح من الحديث، وكأنا لا نعلم هذا، ولا أخطىء إن قلت إن أبسط طالب حديث يعلم هذه المسألة، وهي مبثوثة في كتب كل من كتب في المصطلح، ولكنه تسرع الإجابة، ومحبة الإنكار، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
طالما أوقفتني هذه المسألة وهي ترك صاحبي الصحيح التخريج لراو أو رواية هل يدل على شيء؟، والذي شد انتباهي لها بداية هو الإمام البيهقي رحمه الله تعالى في سننه الكبرى، لكن في البداية كان يشكل علي قول ابن التركماني رحمه الله في تعليقاته عليه، حيث أكثر من قوله (وهما لم يستوعبا الصحيح) وقوله (ومن قال أنهما أخرجا عن كل ثقة)، وكنت أستنكر هذا بصمت بالغ، أقول في نفسي: أنا أعلم أنهما لم يستوعبا الصحيح، وأنهما لم يخرجا عن كل ثقة، كيف يخاطب ابن التركماني أبا بكر بهذا، أيظن به جهلا بها وأصغر طالب حديث اليوم يعرفها، بقيت صامتا إلى أن تكاثرت لدي الأمثلة، ووجدت القاسم المشترك بينها،متى يطلق البيهقي ذلك، في أي وقت يذكره، ولماذا؟
يتبع إن شاء الله تعالى .....
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[11 - 04 - 04, 06:22 م]ـ
لم يحتج به الشيخان:
المثال الأول:
قال أبو بكر البيهقي رحمه الله 1/ 292
..... وكذلك رواه أبو السوداء عن ابن عبد خير عن أبيه، وعبد خير لم يحتج به صاحبا الصحيح، فهذا وما روي في معناه إنما أريد به قدما الخف، بدليل ما مضى وبدليل ما روينا عن خالد بن علقمة عن عبد خير عن علي في وصفه وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه غسل رجليه ثلاثا ثلاثا.
قال ابن التركماني 1/ 74
الذى أعل به ذلك الحديث في باب الاقتصار بالمسح على ظاهر الخفين أن عبد خير لم يحتج به صاحبا الصحيح، ثم قال: فهذا وما ورد في معناه أنه أريد به قدما الخف.انتهى كلامه.
وهما لم يلتزما الإخراج عن كل ثقة على ما عرف، فلا يلزم من كونهما لم يحتجا به أن يكون ضعيفا، وعبد بن خير وثقه ابن معين وأخرج له ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما، وروى له أصحاب السنن الأربعة، فتبين بهذا أنه لم يذكر الحديث (هكذا في المطبوع في هامش السنن ولعل الصواب للحديث) ولا علة واحدة.
قلت:
ساق البيهقي أحاديث المسح على ظاهر الخفين، وألفاظها صريحة في المسح على ظاهر الخف ومنها حديث لعبد خير من طريق أبي داود في السنن، ثم ساق حديثا آخر لعبد خير اختصره فأخل فيه
قال أبو بكر بعد أن أتى بالروايات التامة الصحيحة الصريحة في أن المسح على ظاهر الخف قال:
وفي كل هذه الروايات المقيدات بالخفين دلالة على اختصار وقع في حديث .... عبد خير قال رأيت عليا توضأ ومسح ثم قال: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على ظهر القدمين لرأيت أن أسفلهما أو باطنهما أحق بذلك.
قال أبو بكر:
وكذلك رواه أبو السوداء عن ابن عبد خير عن أبيه، وعبد خير لم يحتجَّ به صاحبا الصحيح فهذا وما روي في معناه إنما أريد به قدما الخف بدليل ما مضى وبدليل ما روينا عن خالد بن علقمة عن عبد خير عن علي في وصفه وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه غسل رجليه ثلاثا ثلاثا.
قلت:
¥(40/183)
وهذا من البيهقي رحمه الله في غاية الجودة، إذ لو قلنا إن حديث عبد خير الثاني ظاهر في المسح على القدمين لزمنا أن نرد حديثه في غسلهما والذي وافق فيه الأئمة، فكان القول بأنه اختصر فأخل أولى من ذلك، ويحمل حديثه هذا على حديثه الأول الصحيح وحديث أصحابه في المسح على ظاهر الخفين لا ظهر القدمين.
وبالطبع لا يظنن ظان أن البيهقي يضعف عبد خير مطلقا، إنما أراد بمقالته هذه غمزه والإشارة إلى أنه لا يقال عبد خير ثقة ويأخذ بحديثه استدلالا على المسح على ظهور القدمين، فعبد خير يضيق أن يحتج به في مثل هذا، ويدعم البيهقي رحمه الله ما ذهب إليه بأن صاحبي الصحيح لم يخرجا لعبد خير، فهذه قرينة على أنه ليس بذاك الثقة المتقن الذي يحتمل في مثل هذا، والله تعالى أعلم.
المثال الثاني:
قال أبو بكر البيهقي رحمه الله 1/ 190
.... وهذا الحديث رواته ثقات إلا أن حميدا لم يسم الصحابي الذي حدثه، فهو بمعنى المرسل، إلا أنه مرسل جيد لولا مخالفته الأحاديث الثابتة الموصولة قبله، وداود بن عبد الله الأودي لم يحتج به الشيخان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.
وقد علق ابن التركماني على أبي بكر عدة نقاط وما يخصنا منها قوله:
.... ثم داود بن عبد الله الأودي وثقه ابن معين وابن حنبل والنسائي، كذا ذكره ابن القطان، ووثقه البيهقي بقوله: (وهذا الحديث رواته ثقات)، فلا يضره كون الشيخين لم يحتجا به لأنهما لم يلتزما الإخراج عن كل ثقة على ما عرف، فلا يلزم من كونهما لم يحتجا به أن يكون ضعيفا.
وقد قال البيهقي في كتاب المدخل:
وقد بقيت أحاديث صحاح لم يخرجاها وليس في تركهما إياها دليل على ضعفها، فإن كان قصد البيهقي بقوله (لم يحتجا به) تضعيفه كما هو المفهوم من ظاهر كلامه فعليه ثلاثة أمور:
أحدها أنه ناقض نفسه كما تقدم.
ثانيها أنه قصد تجريج من وثقه الناس.
ثالثها تجريجه بما ليس يجرحه.
قلت:
ساق البيهقي أحاديث الوضوء بفضل المحدث، ومنها حديث نافع عن عبد الله بن عمر أن الرجال والنساء في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يتوضأون جميعا في الإناء الواحد. قال أبو بكر: رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك بن أنس.
ثم ساق أحاديث النهي عن ذلك ومنها حديث داود بن عبد الله الأودي عن حميد بن عبد الرحمن الحميري قال لقيت رجلا صحب النبي صلى الله عليه وسلم كما صحبه أبا هريرة أربع سنين قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمتشط أحدنا كل يوم، أو يبول في مغتسله، أو تغتسل المرأة بفضل الرجل أو يغتسل الرجل بفضل المرأة، وليغترفا جميعا.
ثم ذكر نحوه من طريق داود عن حميد أيضا. قال أبو بكر: إلا أنه لم يقل: وليغترفا جميعا.
ثم قال أبو بكر:
وهذا الحديث رواته ثقات إلا أن حميدا لم يسم الصحابي الذي حدثه، فهو بمعنى المرسل، إلا أنه مرسل جيد لولا مخالفته الأحاديث الثابتة الموصولة قبله، وداود بن عبد الله الأودي لم يحتج به الشيخان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.
قلت:
الذي حصل مع البيهقي رحمه الله أنه وجد حديثين متعارضين، إباحة ونهي فما تُراه يفعل بهما، نظر إلى الأول فإذ هو قد جاز القنطرة، نظر إلى الثاني فوجد رجاله موثوقون، لكنه مرسل، قال أبو بكر إرسال جيد لكنه مشكل مع مخالفته الصحيح المتصل عند البخاري، كيف الطريق إلى حل الإشكال، الذي قرره هذا الإمام الجهبذ أن حديث البخاري هو الصواب وهذا مخالف له، فإن قيل له رجاله ثقات، قال وقد يهم الثقة، ومن اتفق على ثقته ليس كمن لم يُتَّفق، والأودي لم يحتج به الشيخان، فإن قيل هل أبو بكر يضعف الأودي؟ قلنا:لا، بل يغمز روايته هذه، ويقدم تلك عليها.
المثال الثالث:
قال أبو بكر 2/ 52
ورواه الحسين بن حفص عن سفيان وقال: لا يجهرون ولم يقل لا يقرؤون، وأبو نعامة قيس بن عباية لم يحتج به الشيخان والله أعلم.
قال ابن التركماني:
¥(40/184)
ذكر صاحب الميزان أنه صدوق تكلم فيه بلا حجة، ووثقه ابن معين، وتحسين الترمذي للحديث كما تقدم (أي تعليق سابق ذكره) دليل على ذلك، فلا يضره كون الشيخين لم يحتجا به كما تقدم غير مرة، ولئن كان هذا علة فابن عبد الله بن مغفل لم يحتجا به أيضا فيلزمه أن يذكر الآخر كما فعل في كتاب المعرفة فقال: وابن عبد الله بن مغفل وأبو نعامة لم يحتج بهما صاحبا الصحيح.
قلت:
ساق البيهقي رحمه الله أحاديث عدم الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم كلها على وجه الاتفاق أن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضى الله تعالى عنهم فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين، لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في أخرها.
قال أبو بكر رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن مهران عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي.
ثم ساق حديث عثمان بن غياث عن أبو نعامة عن ابن عبد الله بن مغفل عن أبيه رضي الله عنه قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فما سمعت أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم.
قال أبو بكر:
وكذلك رواه الجريري (أي بإسناده إلى عبد الله بن مغفل) عن أبي نعامه قيس بن عباية الحنفي وزاد في متنه عثمان رضى الله عنهم، إلا أنه قال: فلم أسمع أحدا منهم جهر بها.
قال أبو بكر:
وخالفهما خالد الحذاء فرواه عن أبي نعامة عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر لا يقرؤون يعني لا يجهرون بسم الله الرحمن الرحيم،كذا في الحديث.
قال أبو بكر:
ورواه الحسين بن حفص عن سفيان وقال لا يجهرون، ولم يقل لا يقرؤون. وأبو نعامة قيس بن عباية لم يحتج به الشيخان والله أعلم.
قلت:
ومن تأمل هذا عرف دقة صنيع هذا الإمام رحمة الله عليه، إذ لما رأى الاختلاف حاصل في حديث قيس بن عباية غمزه وقدم حديث مسلم عليه، فكأنه قال وحديث مسلم أولى من هذا لأن ذاك لم يختلف فيه أما هذا فاختلف، ومما يقوي ما ذهب إليه من الناحية العملية أن قيس بن عباية لم يحتجا به، فإذا انضم عدم احتجاجهما به إلى اختلاف هذا الحديث انقدح في النفس صواب ما ذهب إليه أبو بكر رحمه الله، والله أعلم.
المثال الرابع:
قال أبو بكر البيهقي رحمه الله 10/ 267
..... والأجلح بن عبد الله قد روى عنه الأئمة الثوري وابن المبارك ويحيى بن القطان إلا أنه لم يحتج به الشيخان البخاري ومسلم، وعبد الله بن الخليل ينفرد به واختلف عليه في إسناده ورفعه.
قال ابن التركماني:
ضعفه النسائي (أي الأجلح) ووثقه ابن معين وغيره، وذكر صاحب المستدرك هذا الحديث وقال: الأجلح إنما هو نقما عليه ـ يعني الشيخين ـ حديثا واحدا لعبد الله بن بريدة، وقد تابعه على ذلك الحديث ثلاثة من الثقات، فهذا الحديث إذا صحيح، وقد قدمنا غير مرة أن قول البيهقى لم يحتج به الشيخان لا يلزم منه التضعيف.
قلت:
ويقال في هذا ما قيل فيما سبق.
وفي هذه الأمثلة كفاية لهذه الفقرة.
يتبع غدا إن شاء الله تعالى ......
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[12 - 04 - 04, 11:18 م]ـ
أعرض عنه صاحبا الصحيح أو واحد منهما:
المثال الأول:
قال أبو بكر البيهقي 3/ 167
.... رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة، وغيره عن أبي معاوية عن أبي كريب، وغيره عن وكيع، ولم يخرجه البخاري مع كون حبيب بن أبي ثابت من شرطه، ولعله إنما أعرض عنه والله أعلم لما فيه من الاختلاف على سعيد بن جبير في متنه، ورواية الجماعه عن أبي الزبير أولى أن تكون محفوظة، فقد رواه عمرو بن دينار عن جابر بن زيد أبي الشعثاء عن ابن عباس بقريب من معنى رواية مالك عن أبي الزبير.
قلت:
ساق البيهقي حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في المدينة من غير خوف ولا سفر، قلت لم ترى يا ابن عباس، قال أراد أن لا يحرج أمته.
ذكره البيهقي رحمه الله من عدة أوجه عن سعيد، كلها على الاتفاق فيما بينها (من غير خوف ولا سفر)، ثم ساق البيهقي رحمه الله حديث حبيب عن سعيد عن ابن عباس رضي الله عنهما وفيه ... من غير خوف ولا مطر.
ثم قال أبو بكر:
¥(40/185)
.. ولم يخرجه البخاري مع كون حبيب بن أبي ثابت من شرطه، ولعله إنما أعرض عنه والله أعلم لما فيه من الاختلاف على سعيد بن جبير في متنه.
وهنا إشارة كبيرة من هذا الإمام تعلمنا أن التنقير عما ظاهره الصحة وليس عندهما أو أحدهما لازمٌ، إذ حبيب من رجال البخاري، وحديثه هذا ظاهره الصحة، إذن علينا أن نسأل أنفسنا لماذا لم يخرجه وهو على شرطه، لا بد لنا من هذا السؤال، فإذا عرفنا الإجابة فقد تكون قادحة أو غير قادحة، مثل ما صنع البيهقي إذ رأى أن الاختلاف على سعيد غير قادح في الحديث، فقال رحمه الله:
ورواية الجماعه عن أبي الزبير أولى أن تكون محفوظة، فقد رواه عمرو بن دينار عن جابر بن زيد أبي الشعثاء عن ابن عباس بقريب من معنى رواية مالك عن أبي الزبير.
والله تعالى أعلم.
المثال الثاني:
قال أبو بكر البيهقي رحمه الله 2/ 403
.... وكان الشافعي رحمه الله رغب عن حديث أبي سعيد لاشتهاره بحماد بن سلمة عن أبي نعامة السعدي عن أبي نضرة، وكل واحد منهم مختلف في عدالته، وكذلك لم يحتج البخاري في الصحيح بواحد منهم، ولم يخرجه مسلم في كتابه مع احتجاجه بهم في غير هذه الرواية.
قال ابن التركماني:
أساء القول فيهم:
أما حماد بن سلمة فإمام جليل ثقة ثبت وهذا أشهر من أن يحتاج إلى الاستشهاد عليه، ومن نظر في كتب أهل هذا الشأن عرف ذلك، قال ابن المدينى: من تكلم في حماد بن سلمة فاتهموه في الدين، وقال ابن عدى: وهكذا قول ابن حنبل فيه، وفي الكمال قال ابن حنبل: إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة فاتهمه فإنه كان شديدا على أهل البدع، وقال ابن معين: إذا رأيت الرجل يقع في عكرمة وحماد بن سلمة فاتهمه في الإسلام، وقال ابن مهدى: حماد بن سلمة صحيح السماع حسن اللقاء أدرك الناس، لم يتهم بلون من الألوان ولم يلتبس بشئ، أحسن ملكة نفسه ولسانه ولم يطلقه على أحد ولا ذكر خلقا بسوء فسلم حتى مات.
وأما أبو نعامة فوثقه ابن معين.
وأما أبو نضرة فوثقه ابن معين وأبو زرعة وأخرج مسلم للثلاثة، ولا يلزم من ترك البخاري الاحتجاج بشخص أن يكون للاختلاف في عدالته، لأنه لم يلتزم هو ولا مسلم التخريج عن كل عدل على ما عرف.
قلت:
أما قول البيهقي (وكل واحد منهم مختلف في عدالته) أي عدالة الرواية وهي الضبط، وهذا بَيِّنٌ إن شاء الله تعالى لكن أحببت التنبيه إليه لأن البيهقي كثيرا ما يعبر بالعدالة عن الضبط والله تعالى أعلم.
وأما كلامه رحمه الله تعالى ففي غاية الإتقان (نفعنا الله به) إذ كل واحد من هؤلاء الثلاثة لم يخرج له البخاري رحمه الله حديثا مسندا، فدل هذا أن هذا الحديث على غير شرطه فليتنبه له، الأمر الآخر وهو الأهم أن هؤلاء الثلاثة جميعا على شرط مسلم وقد أخرج لهم في صحيحه، فلم عدل عن هذه الرواية؟ هذا سؤال هام جدا علينا التنبه له دائما في كل راو يخرج له إمام معتبر، فإذا أخرج الإمام لراوٍ ثم وجدنا له حديثا لم يخرجه له وكان الرواة إليه ثقات، علينا أن نبحث لم أعرض هذا الإمام عن هذا الحديث، فلا بد له من سبب والله أعلم
المثال الثالث:
قال أبو بكر البيهقي 1/ 300
أخرج مسلم في الصحيح حديث مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب عن ابن الزبير عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم عشر من الفطرة، وترك هذا الحديث فلم يخرجه (أي حديث الغسل من أربع وفيها من غسل الميت)، ولا أراه تركه إلا لطعن بعض الحفاظ فيه.
قلت:
رحمة الله على هذا الإمام ما أشد تيقظه وانتباهه، لم يخرج مسلم بهذه النسخة إلا حديثا واحدا وهو حديث عشر من الفطرة، الذي ذكره البيهقي، إن أبا بكر لما وجد مسلما خرَّج حديث عشر من الفطرة أشكل عنده تركه لهذا الحديث وهو أصل في بابه، سأل البيهقي نفسه هذا السؤال ثم أجاب بقوله:
ولا أراه تركه إلا لطعن بعض الحفاظ فيه.
قلت:
ومشهور قول كثير من الأئمة لا يصح في هذا الباب شيء، وليس هذا مقام الكلام فيه.
المثال الرابع:
قال أبو بكر البيهقي 3/ 263
هذا حديث لم يخرجه البخاري ولا مسلم في كتابيهما، وأبو بكر بن أبي الجهم يتفرد بذلك، هكذا عن عبيد الله بن عبد الله.
قال ابن التركماني:
¥(40/186)
أخرجه النسائي ولم يعلله بشئ، وعدم تخريجهما له ليس بعلة كما ذكرناه مرارا، وابن أبى الجهم ثقة أخرج له مسلم، فلا يضره تفرده، كيف وقد جاء له شواهد ذكرها البيهقى.
قلت:
رحم الله ابن التركماني، فإن قوله عن ابن أبي الجهم (أخرج له مسلم) قوة لكلام البيهقي وليس فيه تضعيف له، إذا مما تقدم من صنيع البيهقي رحمه الله ينبني عندنا ههنا سؤال هام ألا وهو، طالما أخرج مسلم لابن أبي الجهم لماذا لم يخرج له هذا الحديث؟! هذا محل نظر كبير عند أهل هذا الشأن رحمة الله عليهم.
وفي هذه الأمثلة كفاية
يتبع إن شاء الله تعالى .........
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[14 - 04 - 04, 08:51 م]ـ
المثال الخامس:
قال أبو بكر البيهقي 5/ 190
.... هذه لفظة غريبة لم نكتبها إلا من هذا الوجه، وقد روينا عن أبي حازم بن دينار عن عبد الله بن أبي قتادة في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل منها.
وتلك الرواية أودعها صاحبا الصحيح كتابيهما دون رواية معمر، وإن كان الإسنادان صحيحين والله أعلم.
قلت:
ساق البيهقي رحمه الله حديث أبي قتادة رضي الله عنه في قصة صيده حمار وحش والصحابة رضي الله عنهم محرمون.
وهو في الصحيحين.
ثم ساق حديثه من طريق معمر وزاد فيه (وإني إنما اصطدته لك) وقوله (ولم يأكل منه حين أخبرته أني اصطدته له).
ثم قال أبو بكر:
قال علي: قال لنا أبو بكر: قوله اصطدته لك وقوله ولم يأكل منه لا أعلم أحدا ذكره في هذا الحديث غير معمر وهو موافق لما روي عن عثمان. (تم تصويب عبارة البيهقي من سنن الدارقطني)
ثم قال راوي السنن:قال الشيخ (أي البيهقي): هذه لفظة غريبة لم نكتبها إلا من هذا الوجه.
ثم ذكر البيهقي قوله:
وتلك الرواية أودعها صاحبا الصحيح كتابيهما دون رواية معمر، وإن كان الإسنادان صحيحين والله أعلم.
فعلم من هذا أن البيهقي يرى أن إسناد رواية معمر صحيح، وهذا بيِّن ظاهر، لكنه يقول وإن كان إسنادها صحيح لكن رواية أصحاب الصحيح أولى بالتقديم وأجدر لما عرف عنهما من شدة الفحص والتدقيق وانتقاء الروايات.
المثال السادس:
قال أبو بكر البيهقي 6/ 11
... أخرجه أبو داود في السنن عن جماعة عن عيسى بن يونس، وهذا حديث صحيح على شرط مسلم بن الحجاج دون البخاري، فإن البخاري لا يحتج برواية أبي الزبير ولا برواية أبي سفيان، ولعل مسلما إنما لم يخرجه في الصحيح لأن وكيع بن الجراح رواه عن الأعمش، قال: قال جابر بن عبد الله فذكره. ثم قال: قال الأعمش: أرى أبا سفيان ذكره، فالأعمش كان يشك في وصل الحديث فصارت رواية أبي سفيان بذلك ضعيفة.
وهذا يضاف إلى موضوع شيخنا ابن وهب في الرابط في أول مشاركة، فإن ترك مسلم رواية ظاهرها أنها على شرطه مسألة مهمة ينبغي الاعتناء بها، إذ لا بد أنه أعرض عنها لعلة ما فيها، أيا كانت العلة كما تقدم ذكره في غير موضع.
أبو بكر
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[24 - 02 - 05, 08:34 م]ـ
للفائدة
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[25 - 02 - 05, 01:08 ص]ـ
بارك الله فيكم
فصّل في هذه المسألة بصورة جيدة الدكتور نجم عبد الرحمن خلف في كتابه الصناعة الحديثية في السنن الكبرى
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[23 - 03 - 05, 05:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا
يتبع إن شاء الله
ـ[أبوعبدالله الأكاديري]ــــــــ[27 - 03 - 05, 07:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عمر]ــــــــ[25 - 10 - 08, 05:17 م]ـ
للفائدة. . . . .(40/187)
طلب تخرج حديث وأثر (الضحوك القتال) (يا اهل الشام شامكم)
ـ[متعلم 1]ــــــــ[12 - 04 - 04, 02:01 ص]ـ
ارجو من الاخوة من يستطع منهم تخريج هذا الحديث وهذا الاثر، ولقد بحث على عجل فلم اجد شيئا:
الأول - حديث (أنا الضحوك القتال) ذكره ابن كثير في تفسيره وجاء في فتاوى ابن تيمية.
الثاني - قول عمر بن الخطاب: (يا أهل الشام شامكم)
وجزاكم الله خيرا
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[12 - 04 - 04, 06:57 ص]ـ
لم أقف عليهما من برنامج الألفية
وهو كما ذكرتم في تفسير ابن كثير ج2/ص71
كما قال تعالى محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم
وفي صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه الضحوك القتال فهو ضحوك لأوليائه قتال لأعدائه
و في تفسير ابن كثير ج2/ص403 أيضا:
وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنا الضحوك
القتال يعني أنه ضحوك في وجه وليه قتال لهامة عدوه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 04 - 04, 07:12 ص]ـ
حديث أنا الضحوك القتال؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12210)
ـ[متعلم 1]ــــــــ[12 - 04 - 04, 06:46 م]ـ
جزى الله خير الأخ الدكتور مسدد الشامي
وجزى الله خير الأخ الشيخ عبد الرحمن الفقيه
ولكن هل لأثر عمر (يا أهل الشام شامكم) من تخريج؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 04 - 04, 09:13 م]ـ
هذا الأثر ذكره أبو طالب المكي في قوت القلوب و ذكره الغزالي في الإحياء (1/ 243) بدون إسناد
قال
((وهكذا كان عمر رضي الله عنه يضرب الحجاج إذا حجوا ويقول: يا أهل اليمن يمنكم ويا أهل الشام شامكم ويا أهل العراق عراقكم))
وقد أخذها الغزالي من أبي طالب المكي في قوت القلوب حيث أن الغزالي قد تبطن هذا الكتاب!
ـ[متعلم 1]ــــــــ[13 - 04 - 04, 01:04 ص]ـ
أشكرك لك شيخ عبد الرحمن هذا الاهتمام
وفعلا أنك تقوم بجهد جبار، أقام هذا الملتقى بأفضل صورة، زادكم الله ثبات وحرصاً.(40/188)
حديث: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان" من يدلني على رابط تخريجه؟
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[12 - 04 - 04, 09:17 م]ـ
وجزاكم الله كل خير، ودفع عنكم كل ضير.
ـ[علاء ناجي]ــــــــ[12 - 04 - 04, 09:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هاك تخريج الحديث كما أخرجه موقع الدرر السنية
إن الله تعالى تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه حسن النووي الأربعون النووية 39
2 إن الله تعالى تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه إسناده صحيح النووي المجموع 6/ 309
3 إن الله تعالى تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه حسن حجة النووي المنثورات 130
4 إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان حسن ابن تيمية مجموع الفتاوى 7/ 685
5 إن الله، وضع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه رجاله على شرط الصحيحين، وله شاهد من القرآن، ومن طرق أخر ابن كثير إرشاد الفقيه 90/ 1
6 إن الله تجاوز لأمتي عن الخطأ والنسيان, وما استكرهوا عليه. مرسل ابن رجب العلوم والحكم 2/ 362
7 إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان, وما استكرهوا عليه. إسناده صحيح في ظاهر الأمر, ورواته كلهم محتج بهم في الصحيحين وقد خرجه الحاكم, وقال: صحيح على شرطهما كذا قال, ولكن له علة ابن رجب العلوم والحكم 2/ 361
8 إن الله عز وجل تجاوز عن أمتي عن ثلاثة: عن الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه. فيه يزيد بن ربيعة ضعيف جدا ابن رجب العلوم والحكم 2/ 363
9 إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث: عن الخطأ والنسيان والاستكراه قال أبو بكر: فذكرت ذلك للحسن, فقال أجل, أما تقرأ بذلك قرآنا: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} [البقرة: 286]. من رواية أبو بكر الهذلي وهو متروك الحديث ابن رجب العلوم والحكم 2/ 364
10 رفع الله عن هذه الأمة ثلاثا: الخطأ والنسيان والأمر يكرهون عليه ضعيف العراقي مختصر المنهاج 30
11 إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه صحيح الألباني صحيح ابن ماجه 1664
12 إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه صحيح الألباني صحيح ابن ماجه 1662
13 إن الله تجاوز عن أمتي: الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه. صحيح بمجموع طرقه الألباني مشكاة المصابيح
وجزاكم الله خيرا
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[12 - 04 - 04, 11:04 م]ـ
جزاك الله خيرا،
وهل بحث هذا الحديث في هذا الملتقى المبارك؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[12 - 04 - 04, 11:32 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3159&highlight=%CA%CC%C7%E6%D2
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=11234&highlight=%CA%CC%C7%E6%D2(40/189)
تحقيق " دخل رجل الجنة في ذباب "
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[13 - 04 - 04, 01:54 ص]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام عل رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اقتدى بهداه.
أما بعدُ:
حديث " دخل رجل الجنة في ذباب، ودخل رجل النار في ذباب ".
قالوا: وكيف ذلك؟
قال: " مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئاً، فقالوا لأحدهما: قرب. قال: ليس عندي شيء. قالوا له: قرب ولو ذباباً. فقرب ذباباً فخلوا سبيله ".
قال: " فدخل النار، وقالوا للآخر: قرب ولو ذباباً، قال: ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله – عز وجل – ".
قال: " فضربوا عنقه؛ فدخل الجنة ".
ذكره مرفوعاً شيخ الإسلام ابن القيم في " الداء والدواء " وعزاه لأحمد!، والشيخ محمد بن عبدالوهاب في " كتاب التوحيد " وعزاه لأحمد!!، وبعض المشايخ المعاصرين في كتبهم.
والذي يترجح أن الخطأ من ابن القيم، ونقله عنه من بعده، فلم يذكر (سلمان) في الإسناد، وزاد قوله: " يرفعه "، وهو وهم منه، ومما يؤكد ذلك أن السيوطي في " الدر المنثور " عزاه لأحمد في الزهد موقوفاً على سلمان.
ولكن عزاه الشيخ حافظ حكمي – رحمه الله – في " معارج القبول " لأحمد في " المسند "، فقال: " وفي مسند الإمام أحمد – رحمه الله – عن طارق بن شهاب – رضي الله عنه –، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ... (فذكره) ".
ويغلب على الظن أنه بعزو ابن القيم ومن بعده إلى الإمام أحمد، بلا تقيد.
وأعله الشيخ محمد العثيمين في " القول المفيد " بعلتين:
الأولى: أنه مرسل؛ لأن طارق بن شهاب اتفقوا أنه لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، واختلفوا في صحبته.
والثانية: أن الحديث معنعن من قبل الأعمش، وهو من المدلسين، وهذه آفة هذا الحديث.
الثالثة: أن الإمام أحمد رواه طارق عن سلمان موقوفاً من قوله، وكذا أبونعيم وابن أبي شيبة، فيحتمل أن سلمان أخذه عن بني إسرائيل.
قلت: وفيما ذكره الشيخ نظر، فالعلة الأولى ليست بعلة؛ لأن مثل طارق بن شهاب غالب رواياته عن الصحابة.
ثم وقفت على كلام لحافظ ابن حجر وافق ما قلته، فالحمد لله، فقد قال في " الإصابة " (3/ 510): " إذا ثبت أنه لقي النبي – صلى الله عليه وسلم –؛ فهو صحابي على الراجح، وإذا ثبت أنه لم يسمع منه؛ فروايته عنه مرسل صحابي، وهو مقبول على الراجح ".
وأما الثانية فالراجح، قبول عنعنة الأعمش في الغالب، ولكن لا نلزم الشيخ بها.
وأما الثالثة فصواب، وسيأتي بيانها، إن شاء الله.
والأثر أخرجه أحمد في " الزهد " (ص 15، 16) – ومن طريقه الخطيب في " الكفاية " (1/ 550 / 564) –، وأبونعيم في " الحلية " (1/ 203) من طريق الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، عن سلمان الفارسي، قال: " دخل رجل الجنة في ذباب .... (فذكره) ".
وإسناده صحيح؛ رجاله رجال الصحيحين، غير سليمان بن ميسرة، وقد وثقه ابن معين – كما في " الجرح والتعديل " (4/ 143) –، وابن حبان في " الثقات " (4/ 310)، وقال ابن خلفون في " الثقات " – كما في " تعجيل المنفعة " (ص 168): " وثقه العجلي، ويحيى، والنسائي ".
قلت: رواه عن الأعمش هكذا: أبومعاوية بن خازم الضرير، وجرير بن حازم.
وخالفهما محاضر بن المورع، فرواه: عن الأعمش، عن الحارث بن شبيل، عن طارق بن شهاب، قال: قال سلمان: ... (فذكره).
فجعل (الحارث بن شبيل) بدلاً من (سليمان بن ميسرة).
أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " (5/ 485 / 7343).
ومحاضر هذا، قال أبوحاتم: " ليس بالمتين، يكتب حديثه "، وقال النسائي: " ليس به بأس ".
قلت: فهذه الرواية منكرة، والمحفوظ الرواية الأولى.
وقد توبع سليمان بن ميسرة، تابعه مخارق بن خليفة، عن طارق بن شهاب، به.
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " (6/ 473 / 33038).
وإسناده صحيح.
ولا يقال له حكم الرفع؛ لأن سلمان – رضي الله عنه – يروي الإسرائيليات.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وكتب / أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 04 - 04, 07:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وفي هذا الرابط فوائد حول هذا الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5320(40/190)
هل هو خطأ أم ماذا؟؟
ـ[المقرئ.]ــــــــ[14 - 04 - 04, 04:50 م]ـ
إخوتي أهل الحديث والأثر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لم أكن أعلم أن هذا الملتقى سيأسرني إلى هذا الحد فلا أدري هل الأسرى سواي كثير فأتعزى بهم أم كنت وحيد الأسر فأبحث عن فكاكي؟!
وأيا كان فهل سمعتم بأسير يأنس بآسره ويزيل وحشة وحدته بتذكر آسره ويعرض عليه فكاكه وهو يتشبث بأغلاله أليس هذا بعجب!!
وإني أجدد شكري لأصحاب هذا الملتقى وأعضائه وأسأل الله أن يجزيهم عنا خير الجزاء
فلو كان يستغني عن الشكر سيد ..... لعزة ملك أو علو مكان
لما أمر الله العباد بشكره ....... فقال اشكروني أيها الثقلان
الفائدة والسؤال:
قال القرطبي رحمه الله حول حديث علي رضي الله عنه عند تفسير " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ... " الآية قال:
سئل البخاري عن هذا الحديث فقال: هو حديث حسن إلا أنه مرسل أبو البختري لم يدرك عليا.
ولما رجعت إلى الترمذي وجدت أنه قال: حديث غريب من هذا الوجه سمعت محمدا يقول: أبو البختري لم يدرك عليا.
وأشار بشار في تحقيقه إلى أن بعض النسخ بدل غريب " حسن غريب " وذكر أن المزي ذكرها بلفظ غريب فقط وكذا الزيلعي"
وعلى كل فهل أخطأ القرطبي بنسبة هذا اللفظ عن البخاري " حديث حسن إلا أنه مرسل أم ماذا؟
أخوكم: المقرئ = القرافي
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 04 - 04, 09:51 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل: المقرىء وفقه الله
رجعت لنسخة الكروخي (ل / 62 / ب) فوجدت فيها كلام أبي عيسى هكذا
قال أبو عيسى: حديث علي ((حديث غريب)) من هذا الوجه، واسم أبي البختري سعيد بن أبي عمران، وهو سعيد بن فيروز. ا. هـ
فلعل من قال إن الحديث ((حسن غريب)) تصحفت عليه هذه اللفظة ((حديث)) فظنها ((حسن)).
وليس في النسخة قول الترمذي: ((سمعت محمدا يقول: أبو البختري لم يدرك عليا))، وهي مثبتة في التحفة (7/ 378)
وهي موجودة في العلل الكبير ترتيب أبي طالب القاضي في آخر العلل (2/ 964) ت: حمزة ديب
سألت محمدا، قلت له: ابو البختري الطائي أدرك سلمان؟
قال: لا، لم يدرك أبو البختري عليّا، وسلمان مات قبل عليّ.
أمَّا ما نقله القرطبي عن البخاري فلم أجده.
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[21 - 04 - 04, 01:13 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بالأخ الفاضل الحبيب المقرىء
لعل الأقرب كما تفضلت انه خطأ من القرطبي في نسبة هذا القول للإمام البخاري رحمه الله.
ـ[المقرئ.]ــــــــ[21 - 04 - 04, 03:30 م]ـ
إلى الشيخين المبجلين: الفقيه وخالد
جزاكم الله خيرا وأستطيع الآن أن أجزم بخطأ هذا النص بعد هذا التعقيب المبارك
المقرئ = القرافي(40/191)
استفسار عن كيفية تخريج حديث
ـ[مهندس]ــــــــ[15 - 04 - 04, 02:59 ص]ـ
أيها الأخوه أسأل هل هناك موقع أو أكثر من موقع في تخريج الأحاديث؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[15 - 04 - 04, 03:35 ص]ـ
السلام عليكم
أهلا بك أخي الكريم
إجابة على سؤالك:
بلى، يوجد موقع للشيخ الألباني ويسمى الدرر السنية:
http://www.dorar.net/default.asp ( الدرر السنية)
تقبل تحياتي
ـ[مهندس]ــــــــ[15 - 04 - 04, 04:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا لكن ياأخي الرابط لايعمل.
ـ[نواف البكري]ــــــــ[15 - 04 - 04, 06:51 ص]ـ
هذا الموقع لعله يفيدكم
http://www.muhaddith.org/a_index.html
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[15 - 04 - 04, 07:12 ص]ـ
هذا موقع جامع الحديث ستجد فيه ما يسرك
http://www.sonnh.com/HomePage.aspx(40/192)
((خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 04 - 04, 12:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
((خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ))
قال أبو عيسى الترمذى: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ مَمْلَكٍ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ، فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ، وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ، فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ)).
ولله در شاعر النيل حيث قال:
مَا البابليةُ فى صَفَاءِ مِزاجِها ... والشربُ بين تَنافسٍ وسباقِ
بألذ من خلقٍ كريمٍ طاهرٍ ... قد مازجتُه سلامةُ الأذواقِ
فإذا رُزقتَ خليقةً محمودةً ... فقد اصَطَفَاكَ مُقَسِّمُ الأرزاقِ
فالناسُ هذا حظُّه مالٌ وذا ... عِلَمٌ وذاكَ مَكارمُ الأخْلاقِ
والمالُ إن لم تدَّخِرُه محصَّناً ... بالعلمِ كان نهايةَ الإملاقِ
والعلمُ إن لم تكتنفه شَمَائلٌ ... تعليه كان مَطِيَّةَ الإخفاقِ
لا تحسبنَّ العلمَ ينفعُ وحدَه ... ما لم يُتوَّجْ ربُّه بخَلاقِ
... *** ...
أحبُّ مكارمَ الأخلاقِ جَهدى ... وأكره أن أعيبَ وأنْ أعَابا
وأصفحُ عن سبابِ الناسِ حِلماً ... وشرُّ الناسِ من يهوى السبابا
ومن هابَ الرجالَ تهيبوه ... ومن حَقَرَ الرجالَ فلنْ يُهابا
... *** ...
كم فاقةٍ مستورةٍ بمروءةٍ ... وضرورةٍ قد جُملتْ بتَحَمُّلِ
ومن إبتسامٍ تحتَه قلبٌ شجىٍ ... قد خامرتُه لوعةٌ ما تنجلى
... *** ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 04 - 04, 07:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 04 - 04, 09:10 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
جزاك الله خيرا يا شيخ
عونَك اللهمَّ وتأييدَك
وإرشادَك إيَّانا سُبلَ الخَيرِ وتسديدَك
الأخ الفاضل الحبيب / الشيخ محمد الأمين.
وجزاكم الله خيراً، وبارك لكم، وأحسن مثوبتكم.
يا أخى الحبيب، والله إنى لأحبك، وأرجوك ألا تحمل مقالى على غير محامله، وإن صدر منى فى شخصكم عتاب، فهو كما قال الشاعر:
أما العتاب فبالأحبة أخلق ... والحبُّ يصفو بالعتاب ويصدقُ
يا أخى الحبيب. أكررها، والله إنى لأحبك، وأرجوك ألا تحمل مقالى على غير محامله.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[16 - 04 - 04, 10:13 ص]ـ
أشهد الله أني أحبكما في الله
وسائر الفضلاء من مشرفين ومشايخ وأعضاء
فنعم الصحبة صحبتكم
ونعم الحديث حديثكم
حيث لالغو فيه ولا تتويه
بل أهل الحديث هم أهل الرسول
وإن لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحبوا
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[18 - 04 - 04, 01:51 ص]ـ
أسأل الله أن يجمعنا جميعا"،فى جنته وأن يجعل كل ما بيننا لله وفى الله ....
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 04 - 04, 09:45 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبوالأشبال السكندرى
أسأل الله أن يجمعنا جميعا"،فى جنته وأن يجعل كل ما بيننا لله وفى الله ....
أخى الحبيب الطيب المسدَّد / أبو الأشبال
ما أطيبَ مشاعرَك، وما أزكى أقوالك. جزاك الله خيراً.
وزَوَّدَكَ الله التَّقْوَى، وَغَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ، وَوَجَّهَكَ لِلْخَيْرِ أَيْنَمَا تَوَجَّهْتَ.(40/193)
من أخرج:"إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة "
ـ[العيدان]ــــــــ[15 - 04 - 04, 01:06 م]ـ
بسم الله
أحبتي الكرام
من أخرج مقولة عمر رضي الله عنه:"إنما تنقض عرى الإسلالم عروة عروة إّا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية؟
بحثت عنه كثيرا
ولم أعثر إلا على شيخ الإسلام في الفتاوى 10/ 301
وابن القيم في الفوائد
فمن يدلني عليه
وجزاه الله خيرا ..
ـ[طالب النصح]ــــــــ[16 - 04 - 04, 01:50 ص]ـ
فضيلة الشيخ سلمك الله
أفاد أحد المشايخ حفظه الله عن هذا الأثر بقوله: "بحثت عن هذا الأثر في وقت سابق فلم أجده بالسياق الذي ذكره ابن تيمية وغلب على ظني أنه ملفق من حديث روي مرفوعاً وأثر عن عمر ... وسبب ذلك أنهما جاءا عقيب بعضهما في الجامع لشعب الإيمان طبعة الدار السلفية 13/ 203 - 204
حيث ساق حديث أبي أمامة مرفوعاً: لتنتقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي يليها فأولهن نقضاً الحمكم وآخرهن الصلاة.
ثم ساق عقبه مباشرة عن عمر بن الخطاب: قد علمت ورب الكعبة متى تهلك العرب مراراً بقولهن، حين يسوس أمورهم من لم يصحب الرسول، ولم يعالج أمر الجاهلية.
فلفق الأثر هكذا: "تنقض عرى الإسلام عروة عروة من لم يصحب الرسول ولم يعالج أمر الجاهلية.
وهذا معنى اللفظ الذي ساقه ابن تيمية رحمه الله
والله اعلم كيف حصل ذلك .. لعله انحراف بصر، أو تداخل في النسخة أو شيء آخر الله اعلم به ..
هذا ما ظهر والله اعلم "اهـ
وأضع هذا بين يدي المشايخ في الملتقى للنظر فيه والإفادة جزاهم الله خيراً
ـ[طالب النصح]ــــــــ[16 - 04 - 04, 05:07 م]ـ
وهذه فائدة من فضيلة الشيخ الحمادي حفظه المولى ورعاه حول تخريج هذا الأثر أرسلها إلى بريدي في الملتقى جزاه الله خيراً .. أردت أن أتحف بها فضيلة الشيخ صاحب الموضوع .. الذي يطلب تخريج الأثر ..
قال فضيلة الشيخ الحمادي حفظه الله ورعاه ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم: ( alnash) وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعدُ
فقد رأيتُ سؤال الأخ العيدان عن أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي يذكره الإمام ابن تيمية في كتبه، واطلعتُ على مشاركتك حفظك الله، فأحببتُ إلإحالة على تخريجٍ كتبته في الملتقى قبل سنة، وبيَّنتُ فيه أني لم أقف على الأثر باللفظ المشهور، وإنما وقفتُ على أثرٍ بمعناه، وقد نسخت هنا ما كتبته هناك:
أخي الكريم لم أجد الأثر بهذا اللفظ، وقد كنتُ وقفتُ على أثرٍ بمعناه قبل سنوات.
وآمل ممن وقف عليه بلفظه ألا يبخل علينا بالإفادة.
أما الأثر الذي وقفتُ عليه؛ فهو ما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف
(6/ 410) وابن سعد في الطبقات (6/ 129) والحاكم في المستدرك (4/ 475) والبيهقي في الشعب (6/ 69) وأبو نعيم في الحلية (7/ 243) والحارث بن مسكين (البداية والنهاية 11/ 650) كلهم من طريق:
شبيب بن غرقدة عن المستظل بن حصين البارقي قال:
خطبنا عمر بن الخطاب فقال: قد علمتُ وربِّ الكعبة متى تهلك العرب. فقام إليه رجلٌ من المسلمين فقال: متى يهلكون يا أمير المؤمنين؟ قال: حين يسوس أمرَهم من لم يعالج أمر الجاهلية ولم يصحب الرسول صلى الله عليه وسلم.
و (المستظل) قال عنه ابن سعد: ثقةٌ قليل الحديث.
وذكره العجلي في الثقات (رقم " 1558") وابن حبان (5/ 462)
ويُنظر / الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 429).
فائدة / ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذا الأثر بلفظ:
(إنما تُنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية)
في مواضع من كتبه، منها:
منهاج السنة النبوية (2/ 398 وَ 4/ 590)
مجموع الفتاوى (10/ 301 وَ 15/ 54)
وجزاك الله خيراً ..
ـ[بندار]ــــــــ[10 - 12 - 04, 08:10 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الفائدة النفيسة
ـ[أبو طه الجزائري]ــــــــ[10 - 07 - 09, 02:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا على افاداتكم القيمة
وفقكم الله تعالى ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 04 - 10, 06:09 م]ـ
فلفق الأثر هكذا: "تنقض عرى الإسلام عروة عروة من لم يصحب الرسول ولم يعالج أمر الجاهلية.
وهذا معنى اللفظ الذي ساقه ابن تيمية رحمه الله
والله اعلم كيف حصل ذلك .. لعله انحراف بصر، أو تداخل في النسخة أو شيء آخر الله اعلم به ..
¥(40/194)
هذا ما ظهر والله اعلم "اهـ
الحمد لله
يلاحظ أن هذا الأثر لم يذكر شيخ الإسلام ولا ابن القيم تخريجه.
وشيخ الإسلام مكثر من الرواية من حفظه يعرف هذا كل من له عناية بكتبه، وابن القيم كثير النقل عنه.
فالظاهر أنه روى بالمعنى وقد بعد عهده به بهذا السياق، لا أنه تداخلت عليه النسخة ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 04 - 10, 06:18 م]ـ
قال فضيلة الشيخ الحمادي حفظه الله ورعاه ..
فقد رأيتُ سؤال الأخ العيدان عن أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي يذكره الإمام ابن تيمية في كتبه، واطلعتُ على مشاركتك حفظك الله، فأحببتُ إلإحالة على تخريجٍ كتبته في الملتقى قبل سنة، وبيَّنتُ فيه أني لم أقف على الأثر باللفظ المشهور، وإنما وقفتُ على أثرٍ بمعناه
أخي الكريم لم أجد الأثر بهذا اللفظ، وقد كنتُ وقفتُ على أثرٍ بمعناه قبل سنوات.
وآمل ممن وقف عليه بلفظه ألا يبخل علينا بالإفادة.
أما الأثر الذي وقفتُ عليه؛ فهو ما أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف
(6/ 410) وابن سعد في الطبقات (6/ 129) والحاكم في المستدرك (4/ 475) والبيهقي في الشعب (6/ 69) وأبو نعيم في الحلية (7/ 243) والحارث بن مسكين (البداية والنهاية 11/ 650) كلهم من طريق:
شبيب بن غرقدة عن المستظل بن حصين البارقي قال:
خطبنا عمر بن الخطاب فقال: قد علمتُ وربِّ الكعبة متى تهلك العرب. فقام إليه رجلٌ من المسلمين فقال: متى يهلكون يا أمير المؤمنين؟ قال: حين يسوس أمرَهم من لم يعالج أمر الجاهلية ولم يصحب الرسول صلى الله عليه وسلم.
هذا اللفظ الذي ذكره حبينا وصاحبنا الشيخ عبد الله لا يظهر أنه بمعناه، وتقريره فيما يلي:
1 - قال شيخ الإسلام:
ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية. وهو كما قال عمر؛ فإن كمال الإسلام هو بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتمام ذلك بالجهاد في سبيل الله ومن نشأ في المعروف لم يعرف غيره فقد لا يكون عنده من العلم بالمنكر وضرره ما عند من علمه ولا يكون عنده من الجهاد لأهله ما عند الخبير بهم؛ ولهذا يوجد الخبير بالشر وأسبابه إذا كان حسن القصد عنده من الاحتراز عنه ومنع أهله والجهاد لهم ما ليس عند غيره. ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم أعظم إيمانا وجهادا ممن بعدهم لكمال معرفتهم بالخير والشر وكمال محبتهم للخير وبغضهم للشر لما علموه من حسن حال الإسلام والإيمان والعمل الصالح وقبح حال الكفر والمعاصي.
الفتاوى 10/ 301.
وقرر هذا المعنى ابن القيم أيضا.
فهذا المعنى الذي قرره شيخ الإسلام.
2 - المعنى الصحيح للأثر هو ما أخرجه الببيهقي في «شعب الإيمان» 12/ 204:
قال الإمام أحمد رحمه الله: وتفسير هذا فيما أخبرنا أبو ذر محمد بن أبي الحسين بن أبي القاسم المذكر أنا محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى نا الفضل بن محمد البيهقي نا أحمد بن حنبل نا أبو معاوية نا الأعمش عن شقيق قال: "قال لي أبا سليمان إن أمراءنا هؤلاء ليس عندهم واحدة من اثنتين ليس عندهم تقوى أهل الإسلام و لا أحلام الجاهلية ".
ويشهد لتفسير أحمد ما رواه البغوي في مسند ابن الجعد ص344:
فيه « .. إذا ساسهم من لم يصحب الرسول؛ فيقيده الورع، أو يدرك الجاهلية؛ فيأخذ بأحلامهم».
وهذا المعنى غير ما قرره شيخ الإسلام.
والله أعلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 04 - 10, 06:24 م]ـ
2 - المعنى الصحيح للأثر هو ما أخرجه الببيهقي في «شعب الإيمان» 12/ 204:
قال الإمام أحمد رحمه الله: وتفسير هذا فيما أخبرنا أبو ذر محمد بن أبي الحسين بن أبي القاسم المذكر أنا محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى نا الفضل بن محمد البيهقي نا أحمد بن حنبل نا أبو معاوية نا الأعمش عن شقيق قال: "قال لي أبا سليمان إن أمراءنا
ويشهد لتفسير أحمد ما رواه البغوي في مسند ابن الجعد ...
تصحيح: قال لي "يا "سليمان. والمراد الأعمش، ف"يا" صحفت إلى "أبا" كما رواه المروذي في أخبار الشيوخ، وسبق ونقله في موضوع طرف وملح ....
أما أحمد المذكور هو البيهقي نفسه، وكنت توهمت أنه ابن حنبل حين لمحته فيا لأسناد ولم أدقق، وقد جمعنا مجلس وجاء ذكر هذه الفائدة فانتبه الأخ الفاضل محمد بن عبد الله لذلك واستفدتها منه؛ فجزاه الله خيرا.(40/195)
أبحث عن تخريج حديث: "يدرس الإسلام ... "؟
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[16 - 04 - 04, 06:27 م]ـ
أحبتي في الله، السلام عليكم ..
أبحث عن تخريج هذا الحديث:
يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب، حتى لا يدرى ما صيام و لا صلاة و لا نسك و لا صدقة، و ليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية، و تبقى طوائف من الناس: الشيخ الكبير و العجوز، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: "لا إله إلا الله "، فنحن نقولها.
أفيدوني بارك الله فيكم
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[16 - 04 - 04, 09:49 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الحديث في سنن ابن ماجه ج2/ص1344
4049 حدثنا علي بن محمد ثنا أبو معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها فقال له صلة ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة فأعرض عنه حذيفة ثم ردها عليه ثلاثا كل ذلك يعرض عنه حذيفة ثم أقبل عليه في الثالثة فقال يا صلة تنجيهم من النار ثلاثا
و قال في [فتح الباري ج13/ص16
ويؤيد ذلك ما أخرجه بن ماجة بسند قوي عن حذيفة قال يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدري ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة ويسري على الكتاب في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية الحديث وسأذكر مزيدا لذلك في أواخر كتاب الفتن وعند الطبراني عن عبد الله بن مسعود قال ولينزعن القرآن من بين أظهركم يسري عليه ليلا فيذهب من أجواف الرجال فلا يبقى في الأرض منه شيء وسنده صحيح لكنه موقوف
و رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ج4/ص587
8636 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب لا يدري ما صيام ولا صدقة ولا نسك ويسري على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية ويبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها فقال صلة فما تغني عنهم لا إله إلا الله لا يدرون ما صيام ولا صدقة ولا نسك فأعرض عنه حذيفة رضي الله عنه فردد عليه ثلاثا كل ذلك يعرض عنه ثم أقبل عليه في الثالثة فقال يا صلة تنجيهم من النار تنجيهم من النار تنجيهم من النار هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
المستدرك على الصحيحين ج4/ص520
8460 أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد الحفيد ثنا جدي ثنا أبو كريب أنبأ أبو معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدري ما صيام ولا صدقة ولا نسك ويسري على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية ويبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله فنحن نقولها قال صلة بن زفر لحذيفة فما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صيام ولا صدقة ولا نسك فأعرض عنه حذيفة فرددها عليه ثلاثا كل ذلك يعرض عنه حذيفة ثم أقبل عليه في الثالثة فقال يا صلة تنجيهم من النار هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
والحديث مخرج في السلسلة الصحيحة رقم 87 لشيخنا الألباني رحمه الله ورمز لصحته في صحيح الجامع رقم 7933(40/196)
البيان بخطأ من قال ليس لأحدٍ أن يردَّ قول الإمام الحافظ عن حدبث تفرَّدَ به فلانُ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[17 - 04 - 04, 03:36 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. والواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على محمد خير خلق الله. وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأكرمين ومن والاه. وبعد ..
إن الحكم على حديث بالغرابة ـ أعنى تفرد الراوى مطلقاً بالحديث ـ من أعقد وألغز الأحكام على الأحاديث النبوية، والأخبار المصطفوية، وذلك من جهتين:
(الجهة الأولى) أنه يتضمن معنى الإحاطة التامة، والحفظ الكامل لكل ما ورد فى السنَّة من الأحاديث، بحيث لا يغيب عمن هذه حاله حديثٌ إلا وقد عَلِمَه وحَفِظَه وأتقنه. وهذا مما لا يشك عاقلٌ أن الواقعَ يخالفه، وأحوالَ أهل الحفظ والضبط تنكرُه، إذ ليس أحدٌ من الأئمة إلا وقد غاب عنه من العلم أضعافُ ما حَفِظَ وعَلِمَ، وليس أحدُ من الحفاظ إلا وقد وهم وأخطأ، إذ الوهم والخطأ شيئان لا ينفك عنهما أحدٌ كائناً من كانَ، حاشا الأنبياء والمرسلين.
وقد أنكر علىَّ بعضُ العلماء الفضلاء حين بلغه أنى زبرت رسالةً بعنوان ((إتحاف الألحاظ ببيان أوهام الحفاظ))، ذكرت فيها جملةً من أوهام: شعبة، ومعمر، وسفيان بن عيينة، وأبى عاصم النبيل، وغيرهم من أكابر نقلة الآثار وحملة الأخبار، وشفعتها بأختها ((تفصيل المقال بأن أكثر وهم شعبة فى أسماء الرجال))، ولم يكن بعدُ فد نظر فى الرسالتين ولا قرأهما، فلما أرسلتُ إليه ببعض ما زبرته فيهما ألان لى القول وأسلم لصحة مقالى، إلا أنه نصحنى ـ أحسن الله مثوبته ـ أن أرجئ نشرهما، لغاياتٍ ومقاصد لم أنكرها عليه، فتوافقنا معاً على صحة المقال، واقتضاء الواقع والحال.
وليس ببدعٍ ولا مستحدثٍ أن يُنكر على الشيخ المسدَّد الموفِّق أبى إسحاق الحوينى المصرى ـ حفظه الله تعالى ـ صنيعه فى كتابه النافع المفيد ((تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر فى كتب الأماجد))، كما أنكر علىَّ من قبل. على أننى لا أقطع بمرَّة أنه قد أصاب فى كل المواضع مقصدَه، بل فاته من الاستدراكات الكثير، لكن حسبُه الإجادة فى الأغلب والأعم، فبارك الله له وأحسن مثوبته.
(الجهة الثانية) لم يزل العمل عند أئمة العلم بالحديث جارياً على الرد على من حكم على حديثٍ بتفرد راويه، ببيان من تابعه عليه بقولهم: لم يتفرد به بل تابعه فلانٌ وفلانٌ. ومن طالع ((صحيح ابن حبان)) للإمام الجهبذ العلامة أبى حاتم بن حبان البستى وقف على المئات من الأبواب التى يوَّبُ عليها بقوله: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ فُلانُ.
وأنا ذاكر من تلك الأبواب ما ينبئك عن صحة هذا المعنى، دلالةً على المراد من هذا البيان، ورداً على من زعم: أنه ليس لأحد أن يردَّ قول الإمام الحافظ عن حديثٍ تفرَّد به فلانٌ، ولا يغيبنَّ عنك أن العزو المذكور إنما هو لـ ((الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان)) للحافظ علاء الدين بن بلبان الفارسى:
[الأول] قال فى ((كتاب الإيمان)) (128): أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان حدثنا موسى بن مروان الرقي حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عن حُمِيدِ بْنِ عبدِ الرَّحمنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، وَيُمَجِّسَانِهِ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ حميدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ
(130): أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، وَيُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتِجُونَ إِبْلَكُم هَذِه، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟)).
... *** ...
¥(40/197)
[الثانى] وقال فى ((كتاب الإيمان)) (166): أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ثنا جَرِيرٌ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أبى صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عن رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ، أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً، فَأَرْفعُهَا قَوْلُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ سُهَيْلُ بْنُ أبى صَالِحٍ
(167): أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي ثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد ثنا أبو عامر العقدي ثنا سليمان بن بلال عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عن النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَة، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ)).
... *** ...
[الثالث] وقال فى ((كتاب الإيمان)) (255): أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى ثنا أبو الربيع الزهراني ثنا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَرْبَعُ خِلالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا: مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ، كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ
(256): أخبرنا أحمد بن علي في عقبه قال: حدثنا أبو الربيع حدثنا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمثله.
... *** ...
[الرابع] وقال فى ((كتاب الإيمان)) (261): أخبرنا أبو خليفة عن مَالِكٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عبدِ الرَّحمنِ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بَعْدَ الظُّهْرِ، فَقَامَ يُصَلِّي الْعَصْرَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ ذَكَرْنَا تَعْجِيلَ الصَّلاةِ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((تِلْكَ صَلاةُ الْمُنَافِقِينَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، يَجْلِسُ أَحَدُهُمْ حَتَّى إِذَا اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ، وَكَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، أو على قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، قَامَ فَنَقَرَ أَرْبَعًا، لا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إِلا قَلِيلاً)).
وقال قبله: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ الْعَلاءُ بْنِ عبدِ الرَّحمنِ
(260): أخبرنا أبو يعلى بالموصل ثنا هارون بن معروف ثنا ابن وهب أخبرنا أُسَامَةُ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ وحدثنى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ حَفْصَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَلا أُخْبِرُكُمْ بِصَلاةِ الْمُنَافِقِينَ، يَدَعُ الْعَصْرَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، قَامَ فَنَقَرَ كَنَقَرَاتِ الدِّيكِ، لا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إِلا قَلِيلاً)).
... *** ...
[الخامس] وقال فى ((كتاب البر والإحسان)) (306): أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع ثنا عثمان بن أبي شيبة حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوريُ عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ الأحمسي قال: أَوَّلُ مَنْ بَدَأَ بِالْخُطْبَةِ يَوْمَ الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلاةِ مَرْوَانُ بن الحكم، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: الصَّلاةُ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، ومدَّ بها صَوتَه، فقال: تُرِكَ مَا هُنَالِكَ أبَا فُلانٍ!، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ الخدرى: أَمَّا هَذَا، فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ، سَمِعْتُ
¥(40/198)
رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا، فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ
(307): أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي ثنا إسحاق بن إبراهيم وهناد بن السري قالا حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ح وعَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: أَخْرَجَ مَرْوَانُ الْمِنْبَرَ فى يَوْمِ عِيدٍ، وَبَدَأَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلاةِ، فَقَامَ رَجُلٌ: فَقَالَ يَا مَرْوَانُ خَالَفْتَ السُّنَّةَ، أَخْرَجْتَ الْمِنْبَرَ يَوْمَ عِيدٍ، وَلَمْ يَكُنْ يُخْرَجُ بِهِ، وَبَدَأْتَ بِالْخُطْبَةِ قَبْلَ الصَّلاةِ وَلَمْ يَكُنْ يُبْدَأُ بِهَا، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: مَنْ هَذا؟، قالوا: فُلانُ بنُ فُلانٍ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ قَضَى مَا عَلَيْهِ، ـ زاد أبو إسحاق ـ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ رَأَى مُنْكَرًا فَاسْتَطَاعَ أَنْ يُغَيِّرَهُ بِيَدِهِ فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ بِلِسَانِهِ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ)).
... *** ...
[السادس] وقال فى ((كتاب البر والإحسان)) (335): أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا محمد بن كثير العبدي حدثنا شعبة عَنِ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عَلِيِّ بن أبى طالبٍ: أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ فِي جَنَازَةٍ، فَأَخَذَ عُودًا، فَجَعَلَ يَنْكُتُ فِي الأَرْضِ، فَقَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَفَلا نَتَّكِلُ؟!، فَقَالَ: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، ثُمَّ قَرَأَ ((فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ سُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ
(336): أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف حدثنا بشر بن خالد حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عَنِ سُلَيْمَانَ الأَعْمَشِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عَلِيِّ بن أبى طالبٍ: أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ فِي جَنَازَةٍ، فَأَخَذَ عُودًا، فَجَعَلَ يَنْكُتُ فِي الأَرْضِ، فَقَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ أو النَّارِ، فقالوا: يَا رَسُولَ الله أَفَلا نَتَّكِلُ؟!، قال: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ، ((فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)).
قَالَ شُعْبَةُ: وَحَدَّثَنِي بِهِ مَنْصُورُ بْنُ المعْتَمِرِ فَلَمْ أُنْكِرْهُ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ.
... *** ...
¥(40/199)
[السابع] وقال فى ((كتاب البر والإحسان)) (371): أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا روح بن عبادة حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فى قَولِهِ ((إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ))، قال: نَزَلَتْ عَلَى رسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وإنَّ أصَحَابَه قَدْ أصَابَتْهُم الْكَآبَةُ وَالْحُزْنُ، فقال رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا ومَا فِيهَا، فتلاهَا رسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عليهم، فقالوا: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ بَيَّنَ اللهُ لَكَ مَاذَا يُفْعَلُ بِكَ، فَمَاذَا يُفْعَلُ بِنَا؟، فأنزلَ اللهُ الآيةَ بَعْدَهَا ((لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ)) الآيَةُ.
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ قَتَادَةُ عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
(372): أخبرنا أحمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم بمرو حَدَّثَنَا الحسين بن سعيد بن بنت علي بن الحسين بن واقد حدثني جدي علي بن الحسين بن واقد حدثني أبي قال قال سفيانُ وحدثني الحَسَنُ عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فى قَولِهِ ((إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا)) أنها نزلت على نَبِيِّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَأصَحَابُهُ قد خالطهم الْحُزْنَ وَالْكَآبَةَ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مسألتهم، وَنَحَرُوا الْبدْنَ بِالْحُدَيْبِيَةِ، فقال رسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لقدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جميعاً، فقرأها عليهم إلى آخر الآية، فَقَالَ رَجُلٌ من القوم: هَنِيئًا مَرِيئًا لك يا رسول الله، قَدْ بَيَّنَ اللهُ لَكَ مَاذَا يُفْعَلُ بِكَ، فَمَاذَا يُفْعَلُ بِنَا؟، فأنزلَ اللهُ ((لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ)) إلى آخرِ الآيَة.
... *** ...
[الثامن] وقال فى ((كتاب البر والإحسان)) (407): أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا الملائي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سَلَمَةَ بن كُهَيْلٍ قَالَ سَمِعْتُ جُنْدَبًا يَقُولُ قَالَ رسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا يَقُولُ: قَالَ رسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَهُ، فَدَنَوْتُ قريباً مِنْهُ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ رسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ سَمَّعَ يُسَمِّعِ اللهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللهُ بِهِ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ جندبُ البَجَلَىُّ
(408): أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بنُ الحجاجِ أبو الحُسينِ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ، وَمَنْ رَاءَى رَاءَى اللهُ بِهِ)).
... *** ...
[التاسع] وقال فى ((كتاب البر والإحسان)) (431): أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حَبَّانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ حَيْوَةَ بْنُ شُرَيْحٍ أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ أَنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ)).
¥(40/200)
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ
(432): أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حَدَّثَنَا إسحاقُ بْنُ إبَرَاهِيمَ الحنظلي أخبرنا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بنُ القَاسِمِ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُسَامَةَ بْنِ الْهَادِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ أن يَصِلَ الرَّجُلُ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ)).
... *** ...
[العاشر] وقال فى ((كتاب البر والإحسان)) (451): أخبرنا الفضلُ بنُ الحبابِ حَدَّثَنَا القعنبى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: أَتى رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: ((لَئِنْ كانَ كَمَا تَقُولُ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ، وَلا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ، مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ الدراوردى
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بندار حدثنا محمد ـ يعنى غندر ـ حدثنا شعبة عَنْ الْعَلاءِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قالَ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فقال النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَئِنْ كانَ كَمَا تَقُولُ، لكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ، وَلا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ، مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ)).
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
ـ[البخاري]ــــــــ[17 - 04 - 04, 04:27 م]ـ
الشيخ الكريم الألفي ..
بارك الله فيك، لكن طرحك وطرح الشيخ الحويني مبني على فهم التفرد على غير ما أراده الأئمة في بعض الأحوال ..
فالأئمة قد يقوللون بتفرد حديث ويريون به من هذا الوجه لا مطلقاً
هذه واحدة ..
والثانية:
أنهم قد يريدون بالتفرد عدم صحة الحديث عن فلان الا من هذا الوجه، مع علمهم بوروده من وجوه أخرى تستدركونها أنتم وتلزمونهم بها!
والمسألة بحاجة لمزيد بسط وذكر أدلة ..
ويسر الله لي عودة لاتمام النقاش بأدلته ..
وفقكم الله
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 04 - 04, 09:15 ص]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. والواقى من اتقاه. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على محمد خير خلق الله. وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأكرمين ومن والاه. وبعد ..
الأخ الكريم / البخارى.
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. بصَّرنى الله وإيَّاك بمواقع الصواب.
قلت: ((لكن طرحك وطرح الشيخ أبى إسحاق الحويني مبني على فهم التفرد على غير ما أراده الأئمة في بعض الأحوال.
فالأئمة قد يقولون بتفرد حديث، ويريدون به من هذا الوجه لا مطلقاً. هذه واحدة.
والثانية: أنهم قد يريدون بالتفرد عدم صحة الحديث عن فلان إلا من هذا الوجه، مع علمهم بوروده من وجوه أخرى تستدركونها أنتم وتلزمونهم بها!)).
وأقول: هذا كلام غريب عجيب، وأغرب ما فيه الحكم على فهمى لمعنى التفرد والغرابة!!، فمن أين عرفت فهمى، وأنا فى بداية المطارحة، ولم أزد على ذكر عشرة أمثلة من استدراكات الإمام الجهبذ أبى حاتم بن حبان ـ عليه شآبيب الرحمة وسوابغ المغفرة ـ على سابقيه ومعاصريه، ممن حكموا على بعض الأحاديث بتفرد رواتها، فتعقبهم بقوله: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ!!.
¥(40/201)
فأما فهمك معناه عند الشيخ أبى إسحاق، فلربما قلتَ كما يقوله غيرُك: هذا هو من خلال بيانِه الواسعِ فى كتابه ((تنبيه الهاجد))، واستدراكاتِه الخمسمائة على أبى زكريا يحيى بن معين، وأبى عيسى الترمذى، وأبى جعفر العقيلى، وأبى بكر البزار، وأبى بكر بن خزيمة، وأبى حاتم بن حبان، وأبى القاسم الطبرانى، وأبى أحمد بن عدى، وأبى الحسن الدارقطنى، وأبى حفص بن شاهين، وأبى نعيم الأصبهانى وغيرهم من فحول الأئمة ورفعاء علماء الأمة!.
على أننى كلما مررتُ بقوله فى بداية التعقب ((قلتُ: رضى الله عنك))؛ استلطفتُ صنيعه، وأمَّنتُ على هذا الدعاء العظيم المبارك؛ الذى ربما لا نسمعه يقال إلا فى حق الصحابة رضى الله عنهم أجمعين. فما وجه الاعتراض على الشيخ ـ حفظه الله ـ: أعن فهمٍ دقيقٍ لمقاصد التصنيف وغاياته، أم عن تقليدٍ لقولٍ ومذهبٍ ينتحله بعض فضلاء زمننا اتسعت دائرة العمل به، والصواب على خلافه؟!.
ويا أخى الحبيب. لا يذهبنَّ وهلُك إلى إعتقاد أننى من أنصار الشيخ وأتباعه، فأنا أكبر منه سناً، وأقدم منه طلباً لعلم الحديث، وإن شاركنى فى بعض شيوخى وأساتذتى. وقد أهدانى الشيخ ـ حفظه الله ـ من قبل أن يرانى ويتعرف بى؛ نسخةً من كتابه البديع المثال، وقد كتب الإهداءَ هكذا ((هدية المصنف إلى سماحة الشيخ أبى محمد أحمد شحاته برجاء القبول))، وحاشاىَّ أن أذكر ذلك تفاخراً أو تسميعاً، أعاذنى الله وإيَّاك وسائر الأحباب ذلك، فـ ((مَنْ سَمَّعَ يُسَمِّعِ اللهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللهُ بِهِ)).
والأغرب الأغرب قولك: ((من معانى التفرد عندهم عدم صحة الحديث عن فلان إلا من هذا الوجه))!!، فوالله لقد وقفت على كلام الأئمة المتقدمين والمتأخرين فلم أقف على هذا المعنى، فإن كان هذا المعنى موجوداً، ففى كلام أى أئمة العلم بالمصطلح المتقدمين منهم والمتأخرين؟!.
وما جوابك عن أحاديث خرَّجها أبو عيسى الترمذى فى ((جامعه))، وجمع فيها بين الغرابة والضعف؟!. فمن ذلك:
[1] ما أخرجه (رقم 3260) قال: حدثنا عبد بن حميد ثنا عبد الرزاق أخبرنا شيخ من أهل المدينة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال: تَلا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا هَذِهِ الآيَةَ ((وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ))، قَالُوا: وَمَنْ يُسْتَبْدَلُ بِنَا؟، قَالَ: فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْكِبِ سَلْمَانَ، ثُمَّ قَالَ: ((هَذَا وَقَوْمُهُ .. هَذَا وَقَوْمُهُ)).
قال أبو عيسى: ((هذا حديث غريب. في إسناده مقال)).
[2] وأصرح منه فى الضعف ما أخرجه (رقم 106) قال: حدثنا نصر بن علي حدثنا الحارث بن وجيه حَدثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((تَحْتَ كُلِّ شَعْرَةٍ جَنَابَةٌ، فَاغْسِلُوا الشَّعْرَ وَأَنْقُوا الْبَشَرَ)).
قال أبو عيسى: ((حَدِيثُ الْحَارِثِ بْنِ وَجِيهٍ حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ حَدِيثِهِ، وَهُوَ شَيْخٌ لَيْسَ بِذَاكَ. وقد روى عنه غير واحد من الأئمة، وقد تفرد بهذا الحديث عن مالك بن دينار)).
[3] وأصرح منهما معاً فى الضعف ما أخرجه (رقم 50): حدثنا نصر بن علي الجهضمي وأحمد بن أبي عبيد الله السليمي البصري قالا حدثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة عن الحسن بن علي الهاشمي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((جَاءَنِي جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِذَا تَوَضَّأْتَ فَانْتَضِحْ)).
قال أبو عيسى: ((هذا حديث غريب. وسمعت محمداً ـ يعنى البخارى ـ يقول: الحسن بن علي الهاشمي منكر الحديث)).
قلت: ((والمسألة بحاجة لمزيد بسط، وذكر أدلة)).
وأقول: قد أمهلتك زمناً لجمع الأدلة وتحقيقها، وتنقيح المناطات وتخريجها، فإن عثرت على فائدة، فأتحفنى وجميعَ الإخوان، وإلا فدعنى أكمل استدراكات الإمام الجهبذ أبى حاتم، فما هى إلا أيام قلائل، إن اذن الله لنا فيها، وسوف انقطع عن اللقاء بأحبابنا وإخواننا بهذا الملتقى المبارك، لدواعى السفر إلى الأراضى المقدسة إن شاء الله تعالى.
قلت: ((ويسر الله لي عودة لاتمام النقاش بأدلته)).
وأقول: يسَّر الله لك ووفقك، وزَوَّدَكَ التَّقْوَى، وَغَفَرَ لَكَ ذَنْبَكَ، وَوَجَّهَكَ لِلْخَيْرِ أَيْنَمَا تَوَجَّهْتَ.
وأَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ، وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابن معين]ــــــــ[18 - 04 - 04, 05:43 م]ـ
بارك الله في الشيخ المحدث أبي محمد الألفي على فوائده ونفع الله بك الإسلام وأهله.
ولي مشاركة سابقة حول هذا الموضوع من بعض جوانبه على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=12699&highlight=%E1%ED%D3+%E5%DF%D0%C7+%ED%C7+%E3%CD%C8% ED
¥(40/202)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 04 - 04, 12:21 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ابن معين
بارك الله في الشيخ المحدث أبي محمد الألفي على فوائده ونفع الله بك الإسلام وأهله.
ولي مشاركة سابقة حول هذا الموضوع من بعض جوانبه على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=12699&highlight=%E1%ED%D3+%E5%DF%D0%C7+%ED%C7+%E3%CD%C8% ED
الحمد لله الهادى من استهداه سبل الخيرات. والواقى من اتقاه الخطايا والزلات. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على محمد خير خلق الله وسائر المخلوقات. وبعد ..
الأخ الفاضل المسدَّد / ابن معين.
شكر الله لكم، وأحسن ثوابكم، ونفع بكم.
سأطالع مشاركتكم بعد الفراغ مباشرة من هذه المشاركة.
وسلامى إليكم، ودعواتى بالتوفيق والسداد.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 04 - 04, 12:25 ص]ـ
الحمد لله الهادى سبل الهدى والرشاد. نستعينه ونستهديه ونسترفده العون والسداد. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث بالهدى والخير إلى كلِّ العباد. وبعد ..
فهذه تتمة استدراكات الإمام الجهبذ أبى حاتم بن حبان البستى على سابقيه ومعاصريه، ممن حكموا على أحاديث بتفرد رواتها، فخالفهم وبيَّن خطأهم فى جملةً من التعقيبات زادت على المائة:
[الحادى عشر] وقال فى ((كتاب الإيمان)) (469): أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حَدَّثَنَا يحيى بن معين حَدَّثَنَا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنِ عبد الله بن عمرو الأَوْدِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إنما يُحَرَّمُ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ، قَرِيبٍ سَهْلٍ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ عبدة بن سليمان
(470): أخبرنا عمر بن محمد الهمداني بالصغد حَدَّثَنَا عيسى بن حماد أخبرنا الليث بن سعد عن هشام بن عروة عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنِ عبد الله بن عمرو الأَوْدِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((عَلَى كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ، قَرِيبٍ سَهْلٍ)).
... *** ...
[الثانى عشر] وقال فى ((كتاب الرقائق)) (652): أخبرنا أبو خليفة حَدَّثَنَا حفص بن عمر الحوضي حَدَّثَنَا همام بن يحيى حَدَّثَنَا قتادة حدثني العلاء بن زياد حدثني يزيد أخو مطرف قال: وحدثني رجلان آخران أن مطرفاً حدَّثهم أن عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ حدثهم: أَنَّه سمع النبىَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ فِي خُطْبَتِهِ: ((أَلا إِنَّ الله أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا، إنَّ كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدى حَلالٌ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ، فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا، وَإِنَّ اللهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ، فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ، إِلا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَقَالَ: يا مُحَمَّد إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لأَبْتَلِيَكَ، وَأَبْتَلِيَ بِكَ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أُحَرِّقَ قُرَيْشًا، فَقُلْتُ: رَبِّ إِذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي، فَيَدَعُوهُ خُبْزَةً، قَالَ: فاسْتَخْرِجْهُمْ كَمَا اسْتَخْرَجُوكَ، وَاغْزُهُمْ نُغْزِكَ، وَأَنْفِقْ يُنْفَقَ عَلَيْكَ، وَابْعَثْ جَيْشًا نَبْعَثْ خَمْسَةً مِثْلَهُ، وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَكَ مَنْ عَصَاكَ، قَالَ: وَأَصَحَابُ الْجَنَّةِ ثَلاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ، قَالَ: وَأَصَحَابُ النَّارِ خَمْسَةٌ: رجل جائر لا يَخْفَى لَهُ طَمَعٌ وَإِنْ دَقَّ
¥(40/203)
إِلا خَانَهُ، وَرَجُلٌ لا يُمْسِي وَلا يُصْبِحُ إِلا وَهُوَ يُخَادِعُكَ عَنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ، الضَّعِيفُ الَّذِي لا زَبْرَ لَهُ الَّذِينَ هُمْ فِيكُمْ تَبَعًا لا يَبْتَغُونَ أَهْلاً وَلا مَالاً، فقال له رجل: يا أبا عبد الله أمن الموالي هو أو من العرب؟، قال: هو التابعة، يكون للرجل، فيصيب من حرمته نكاح، وَذَكَرَ الْبُخْلَ أَوِ الْكَذِبَ وَالشِّنْظِيرُ الْفَحَّاشُ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ قتادة بن دعامة
(653): أخبرنا أبو يعلى حدثنا المعلى بن مهدي حدثنا أبو شهابٍ عن عَوْفٌ عَنْ حَكِيمٍ الأَثْرَمِ عَنِ الْحَسَنِ عن مُطَرِّفِ بْنُ عَبْدِ اللهِ عنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ قَالَ: خطبنا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ((إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا قَالَ وَإِنَّه قَالَ لى: إِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وإنَّ كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عِبَادى فهو لهُمْ حَلالٌ، وَإِنَّ الشَّيَاطِينُ أَتَتْهُمُ، فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا)) فذكر الحديث بنحوه.
... *** ...
[الثالث عشر] وقال فى ((كتاب الرقائق)) (746): أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك العابد ثنا محمد بن عثمان العجلي ثنا عبيد الله بن موسى عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ طَلْحَةَ بن مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنِ الْبَرَاءِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب
(747): أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني ثنا محمد بن إسماعيل البخاري ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ثنا يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ)).
... *** ...
[الرابع عشر] وقال فى ((كتاب الرقائق)) (823): أخبرنا أبو يعلى حَدَّثَنَا أبو خيثمة حَدَّثَنَا روح بن عبادة حَدَّثَنَا حَجَّاجُ الصوَّاف عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الْجَنَّةِ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ حَجَّاجُ الصوَّافُ
(824): أخبرنا عبد الله بن محمود السعدي بمرو حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ بنُ إسْمَاعِيلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَ لَهُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ)).
... *** ...
[الخامس عشر] وقال فى ((كتاب الأدعية)) (960): أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا أبو نصر التمار حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: كان رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول إِذَا أَصْبَحَ: ((اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ المصيرُ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ حَمَّادُ بْنِ سَلَمَةَ
¥(40/204)
(961) أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ بْنُ أيى صَالحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ: ((اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ المصيرُ)).
... *** ...
[السادس عشر] وقال فى ((كتاب الأدعية)) (975): أخبرنا أبو عروبة حَدَّثَنَا محمد بن معمر حَدَّثَنَا أبو نعيم حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عن أَبى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إلى نبى الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ دَوْسًا قَدْ عَصَتْ، وَأَبَتْ، فَادْعُ اللهَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ أَبو الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ
(976): أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حَدَّثَنَا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل حَدَّثَنَا ابن عون عن مُسْلِمِ بن بُدَيلٍ عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكر دوساً، فقال: إنهم ـ فذكر رجالهم ونساءهم ـ، فرفع النبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يديه، فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون، هلكت دوسُ وربِّ الكعبة، فرفع النبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يديه، وقال: ((اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا)).
... *** ...
[السابع عشر] وقال فى ((كتاب الأدعية)) (1008): أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبىُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ حَسَنَاً وَحُسَيْنَاً: ((أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ))، ثمَّ يَقُولُ: ((كَانَ إِبْرَاهِيمُ صلواتُ الله عليه يُعَوِّذُ به ابنيه: إِسْمَعِيلَ وَإِسْحَقَ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو
(1009): أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شيبة حَدَّثَنَا جرير عن منصور عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبىُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ حَسَنَاً وَحُسَيْنَاً: ((أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ))، وكان يقول صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كان أبُوكُمَا يُعَوِّذُ بهما إِسْمَعِيلَ وَإِسْحَقَ)).
... *** ...
[الثامن عشر] وقال فى ((كتاب الطهارة)) (1035): أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي بالبصرة عَنْ مَالِكٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((ألا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ عبد الرحمن بن يعقوب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
¥(40/205)
(1036): أخبرنا أبو عروبة بحران حَدَّثَنَا هوبر بن معاذ الكلبى حَدَّثَنَا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله قال قال النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويكفر به الذنوبَ))، قالوا: بلى يارسول الله، قال: ((إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكْروهاتِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكَ الرِّبَاطُ)).
... *** ...
[التاسع عشر] وقال فى ((كتاب الطهارة)) (1309): أخبرنا محمد بن علي الصيرفي غلام طالوت بن عباد بالبصرة حَدَّثَنَا الفضيل بن الحسين الجحدري حَدَّثَنَا يزيد بن زريع حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ سمعت أَبِا ذَرٍّ قَالَ: اجْتَمَعَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غنمٌ من غنمِ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ: ((يَا أَبَا ذَرٍّ ابْدُ فِيهَا))، فَبَدَوْتُ إِلَى الرَّبَذَةِ، فَكَانَ يأتى علىَّ الْخَمْسُ وَالسِّتُّ وأنَا جُنبٌ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو مسندٌ ظهره إلى الحجرة، فَقَالَ: ((مَا لكَ يَا أبَا ذَرٍ))، فَسَكَتُّ، فَقَالَ: ((مَا لكَ يَا أبَا ذَرٍ! ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ))، قلت: يا رسول الله جنب، فَدَعَا لِي بِجَارِيَةٍ سَوْدَاءَ، فَجَاءَتْ بِعُسٍّ فِيهِ مَاءٌ، فاستترت بالبعير وبالثوب، وَاغْتَسَلْتُ، فَكَأَنِّما وُضعَ عَنِّي جَبَلٌ، فَقَالَ: ((ادن، الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ وَلَوْ إِلَى عَشْرِ حججٍ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَليمسَّ بَشرتَهُ الماءَ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ خَالِدٌ الْحَذَّاءِ
(1310): أخبرنا أحمد بن عيسى بن السكين بواسط وكان يحفظ الحديث ويذاكر به حَدَّثَنَا عبد الحميد بن محمد بن المستام حَدَّثَنَا مخلد بن يزيد حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثورى عَنْ أَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيِّ وَخَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ بُجْدَانَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قال قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ، وَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ)).
... *** ...
[العشرون] وقال فى ((كتاب الطهارة)) (1340): أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلام ببيت المقدس حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن إبراهيم حَدَّثَنَا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة حدثني جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم توضأ، ومسح على العمامة والخفين.
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ عمرو بن أمية الضمرى
(1341): أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا داود بن أبي الفرات عن محمد بن زيد عن أبي شريح عن أبي مسلم مولى زيد بن صوحان قال: كنت مع سلمان الفارسى، فرأى رجلا قد أحدث، وهو يريد أن ينزع خفيه للوضوء، فقال له سلمان: امسح عليهما، وعلى عمامتك، فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على خماره، وعلى خفيه.
... *** ...
فهذا تمام عشرين حديثاً، وهى قليلٌ من كثير، وغيضٌ من فيض ردود الإمام أبي حاتم بن حبان على متقدميه من الأئمة: كعلى بن المدينى والبخارى والترمذى، ومعاصريه من فضلاء علماء الأمة: كالطبرانى وابن عدى والإسماعيلى، كل ذلك يقول: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ فلان، ثم يعقِّب بذكر الدليل والبرهان لصحة قوله فى الرد على من زعم ذلك منهم. فما علمنا أحداً من الأئمة ممن انتصب لهذا العلم ناصبه العداء، ولا أجلبوا عليه بخيلهم ولا رجلهم، ولا رموه بالإبتداع، ولا وصفوه بالمخالفة لمنهج المتقدمين الواجب الإتباع!، معرفةً منهم بصيانته للقواعد والأصول والمعايير التى مرجعهم إليها، واعتمادهم عليها. والقوم فى تلك الحقبة التاريخية كانوا أسلمَ أفئدةً واعتقاداً، وأطوعَ عملاً وانقياداً، لا يتنابذون بالألقاب فى البكور والغدوات، ولا يتهارجون فى المجالس والندوات، شعارهم طاعة الله والرسول والحق، ودثارهم الإخلاص والوفاء والصدق. فرضى الله عنهم أجمعين، ومن انتهج نهجهم واقتدى بهديهم إلى يوم الدين.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 04 - 04, 02:58 م]ـ
بارك الله في شيخنا أبي محمد على هذا المبحث النافع الماتع
وبودنا لو نعرف من هذا الذي يرد عليه ابن حبان ويذكره بقوله الخبر المدحض في الرد على من زعم 000
هل الذي يرد عليه ابن حبان من حفّاظ الحديث الكبار أم من بعض من تصدى للحديث وليس له فيه كبير شأن.
ولو بحثنا مثلا في كل حديث ذكره ابن حبان ورد فيه على من زعم التفرد من من الحفاظ أو المحدثين ذكر هذا التفرد، حتى نعرف منزلته في العلم.
¥(40/206)
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 09:05 م]ـ
بحث علمي ماتع موفق رصين
وخاتمته تدل على فقه وأدب من كاتبه سلمه الله
وهذا كلامه متعه الله بطاعته ورضوانه وبارك الله فيه:
فهذا تمام عشرين حديثاً، وهى قليلٌ من
كثير، وغيضٌ من فيض ردود الإمام أبي حاتم بن حبان على متقدميه من
الأئمة: كعلى بن المدينى والبخارى والترمذى، ومعاصريه من فضلاء
علماء الأمة: كالطبرانى وابن عدى والإسماعيلى، كل ذلك يقول: ذِكْرُ
الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ فلان، ثم يعقِّب بذكر
الدليل والبرهان لصحة قوله فى الرد على من زعم ذلك منهم. فما
علمنا أحداً من الأئمة ممن انتصب لهذا العلم ناصبه العداء، ولا أجلبوا
عليه بخيلهم ولا رجلهم، ولا رموه بالإبتداع، ولا وصفوه بالمخالفة لمنهج
المتقدمين الواجب الإتباع!، معرفةً منهم بصيانته للقواعد والأصول
والمعايير التى مرجعهم إليها، واعتمادهم عليها. والقوم فى تلك
الحقبة التاريخية كانوا أسلمَ أفئدةً واعتقاداً، وأطوعَ عملاً وانقياداً، لا
يتنابذون بالألقاب فى البكور والغدوات، ولا يتهارجون فى المجالس
والندوات، شعارهم طاعة الله والرسول والحق، ودثارهم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 04 - 04, 12:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن ما تفضل به الشيخ حفظه الله في هذه الأمثلة ليس فيه دليل على أن هذه الردود كانت من ابن حبان رحمه الله على هؤلاء الأئمة
وعلماء الحديث كانوا يردون حتى على من لم يكن من حفاظ الحديث
فهذا الإمام مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه يقول (بعض منتحلي الحديث في عصرنا) ثم يرد عليه
وكذلك الحاكم في مستدركه عندما ذكر سبب تصنيفه للمستدرك أنه رد على بعض أهل البدع
فليس عندنا دليل في هذه الأمثلة التي ذكرها الشيخ حفظه الله يدل على أن رد ابن حبان هو على هؤلاء الحفاظ
وجزى الله الجميع خيرا.
ونحن نحب الشيخ الوالد الفاضل المحدث أبو محمد الألفي ونجله ونعرف قدره، ولكن قد نختلف معه في مسألة أو أخرى، والقصد منها المدارسة والفائدة للجميع
فجزى الله الشيخ أبو محمد على مشاركاته وفوائدة التي استفدنا منها كثيرا، ونسأل الله أن يبارك في عمره وعلمه ويحفظه من كل سوء ومكروه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6960
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[20 - 04 - 04, 06:41 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإن موضوع التفرد ونقد أحكام الحفاظ على حديث بالتفرد ينبغي أن يحتاط فيه وأن يتعمق فيه بالبحث، فإن من الصعوبة بمكان أن يقال عن إمام من أئمة النقد والحفظ الكبار من أهل الحديث بأنه قد فاته من الحديث الكثير فضلاً عن أن يقال بأن قد فاته أضعاف ما حفظ.
وهذه الردود التي يذكرها أبو محمد الألفي نقلاً عن ابن حبان ليست دليلاً على ذلك، لأن ابن حبان كما قد نوه أحد الإخوة قد يكون أراد بردوده هذه أناس ليسوا من المتضلعين في الحديث ولا هم من أئمة العلل المعدودين، وليس معنى هذا القول أن أئمة العلل لا يفوت بعضهم شيء، وإنما المراد بالتوصية بعدم التسرع في الرد على أئمة النقد إحكام القول في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأنا هنا إذ أشارك بهذه المشاركة المتواضعة آمل من الإخوة المهتمين التعاون في تتبع هذه الأمثلة التي ذكرها أبو محمد لمعرفة ما إذا كان الذي يرد عليه ابن حبان من الأئمة أم من غيرهم، وأنا أبدأ فأقول:
قال أبو محمد الألفي: [الأول] قال فى ((كتاب الإيمان)) (128): أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان حدثنا موسى بن مروان الرقي حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ الأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عن حُمِيدِ بْنِ عبدِ الرَّحمنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، وَيُمَجِّسَانِهِ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ حميدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ
¥(40/207)
(130): أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، وَيُنَصِّرَانِهِ، وَيُمَجِّسَانِهِ، كَمَا تُنْتِجُونَ إِبْلَكُم هَذِه، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ؟)).
... *** ...
قال مقيده – عفا الله عنه-: بالبحث عن هذا الحديث يتبين أن كلا الطريقين معروف عند أهل العلم من حفاظ الحديث لا سيما حديث سعيد بن المسيب، فقد أخرجه أحمد في المسند (2/ 233، 275) ومسلم في صحيحه ح (2658) وغيرهما من طريق معمر بن راشد ومحمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن سعيد بن المسيب به.
والحديث قد روي من غير وجه عن أبي هريرة، فروي من طريق الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، رواه أحمد والشيخان، وروي من طريق عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة، وروي من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رواه مالك ومسلم وأبو داود وغيرهم، وروي من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، رواه أحمد ومسلم والترمذي، وثمة أوجه أخرى لا داعي لذكرها، إذ كان فيما ذكر كفاية.
وقد قال ابن عبد البر في التمهيد (18/ 57): "حديث عاشر لأبي الزناد، مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه كما تنتج الإبل من بهيمة جمعاء هل تحس من جدعاء قالوا يا رسول الله أرايت الذي يموت وهو صغير قال الله أعلم بما كانوا عاملين، قال أبو عمر: روي هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه صحاح كلها ثابتة من حديث أبي هريرة وغيره، فممن رواه عن أبي هريرة عبد الرحمان الأعرج وسعيد بن المسيب وأبو سلمة وحميد ابنا عبد الرحمان بن عوف وأبو صالح السمان وسعيد بن أبي سعيد ومحمد بن سيرين، ورواه ابن شهاب فاختلف أصحابه عليه في إسناده، فرواه معمر والزبيدي عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة، ورواه يونس وابن أبي ذئب عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ورواه الأوزاعي عن الزهري عن حميد بن ابن عبد الرحمان عن أبي هريرة، وزعم محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري أن هذه الطرق كلها صحاح عن ابن شهاب محفوظة، قال أبو عمر: ليس هذا الحديث عند مالك عن ابن شهاب في الموطأ وهو عنده عن أبي الزناد عن أبي هريرة".
قال مقيده - عفا الله عنه -: حديث حميد بن عبد الرحمن الذي أخرجه ابن حبان، أخرجه أيضاً أبو يعلى في المسند (11/ 282) من طريق مبشر، وأخرجه البيهقي في الكبرى (6/ 203) وأخرجه اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (3/ 563) من طريق الوليد بن مزيد البيروتي وأخرجه اللالكائي أيضاً في اعتقاد أهل السنة (3/ 563) من طريق محمد بن يوسف ثلاثتهم عن الأوزاعي قال حدثني الزهري عن حميد بن عبد الرحمن به.
وبما تقدم يتبين أن الحديث مشهور من رواية غير واحد عن أبي هريرة عند الأئمة الحفاظ، بل وحديث ابن المسيب الذي يحتج به ابن حبان أشهر عند أئمة النقد من حديث حميد، وعليه فإن الذي يرد عليه ابن حبان ينبغي ألا يكون من أئمة الحديث، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 04 - 04, 04:05 م]ـ
الأخوة الفضلاء. أعزكم الله، وأعلى أقداركم، ونفع بكم.
سلامى إليكم جميعاً، وجمعنى الله وإيَّاكم فى مستقر روضاتِه، وأسبغ علينا وافرَ رحماتِه.
هذا البيان الذى شاركتم جميعاً بما تُحمد فيه آثارُكم، وتُشكر فعالُكم، وأنا أول المستفيدين منه، ليس وليد ساعة ولا يوم، وليس كتاباً يعرض للبيع والسوم!، إنه مشوار علمٍ تقطعَّتْ فيه أعناقُ رواحل، وجهِدتْ فى صياغته أئمةٌ كوامل. فرضى الله عن رفعاء أئمتنا، وكبراء محدثى أمَّتنا. ومن نحن، إن لم نقتدى بفعالهم، ونتقلد بأحكامهم، فَهُمُ الْقَوْمُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ.
¥(40/208)
ولقد وددت لو تركتمونى أكمل مائة الإمام الجهبذ أبى حاتم بن حبان ـ عليه شآبيب الرحمة وسوابغ المغفرة ـ، فما هى إلا أيام قلائل، وسأنقطع عن الكتابة بهذا الملتقى المبارك الطيب أهله، ويعز علىَّ ذلك، لكن على أمل العودة للكتابة والإفادة بعد شهور قلائل، إن كان لى فى العمر بقية، أمدَّ الله فى أعماركم، ومتَّعكم بأسماعكم وأبصاركم وقوتكم.
وأنت أخى الحبيب عبد الرحمن الفقيه، وقد قلتَ ((وبودِّنا لو نعرف: من هذا الذي يرد عليه أبو حاتم بن حبان بقوله: الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ فلان))، أعِدُك بعد الفراغ من ذكر مائة أبى حاتم، أن أذكر لك من عناهم الإمام الجهبذ أبى حاتم بن حبان بهذه الردود، وأبسط لك من الكلام على بعض معانيه إن شاء الله تعالى، وإن كنت قد ألمحت بذكر من عناهم من بعض سابقيه، وبعض معاصريه، كما رد به الأخ الفهِم الموفَّق المسدَّد / الدكتور مسدد الشامى، فهو اسم وافق مسماه. بارك الله فيه، وتحياتى إليه، وخالص دعواتى له بالتوفيق والسداد.
وأما قولك يا أخى الحبيب عبد الرحمن ((وعلماء الحديث كانوا يردون حتى على من لم يكن من حفاظ الحديث))، فلو غيرك قالها!!، وما كنت أود أن تصدر عن مثلك، فهل كان رفعاء أئمتنا يشتغلون بالرد على الطغام والرعاع والبسطاء، وهل أضاعوا ثمين أوقاتهم وأعمارهم، وهى أنفس معدودة، وسويعات محسوبة، كما أضاعها من أتى بعدهم؟!. وهل يعرف غير أهل الحديث هذه الطرق: ((الأَعْمَشُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ عَلِيِّ بن أبى طالبٍ))، و ((حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ أَخْبَرَنِي الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ))، و ((مَنْصُور عَنْ طَلْحَةَ بن مُصَرِّفٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ عَنِ الْبَرَاءِ))؟! ..
أيها الأخوة الفضلاء. والله إنى لأحبكم جميعاً، ((وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين))، وبمحض حبى إيَّاكم أنصحكم لله وفى الله: اجتهدوا، وأخلصوا النية والعزم، فى طلب العلم، ولا تغرنكم هذه الزيوف والبهارج .. ((كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولو على أنفسكم)). فما زلت أذكر فى نفسى، وأنصح أحبابى من تلامذتى بمقال أمير المؤمنين وسيد المحدثين سفيان الثورى ـ عليه شآبيب الرحمة وسوابغ المفرة ـ: ((طلبنا العلم لغير الله، فأبى ألا يكون إلا لله)).
وأستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[24 - 04 - 04, 05:22 م]ـ
الحمد لله الهادى سبل الهدى والرشاد. نستعينه ونستهديه ونسترفده العون والسداد. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث بالهدى والخير إلى كلِّ العباد. وبعد ..
فهذه تتمة استدراكات الإمام الجهبذ أبى حاتم بن حبان البستى على سابقيه ومعاصريه، ممن حكموا على أحاديث بتفرد رواتها.
[الحادى والعشرون] وقال أبو حاتم فى ((كتاب الطهارة)) (1349): أَخْبَرَنَا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس حَدَّثَنَا حرملة بن يحيى حَدَّثَنَا ابن وهب قال أخبرني عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عن ابن شهاب عن عروة وعمرة عن عائشة: أنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتُ جَحْشٍ كانت تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، اسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ، فَاسْتَفْتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى ذَلكَ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ هَذِهِ لَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ، وَلَكِنْ هَذَا عِرْقٌ، فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي))، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ فِي مِرْكَنٍ فِي حُجْرَةِ أُخْتِهَا زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، حَتَّى تَعْلُوَ حُمْرَةُ الدَّمِ الْمَاءَ.
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ
¥(40/209)
(1350): أَخْبَرَنَا الحسين بن عبد الله القطان حَدَّثَنَا هشام بن عمار حَدَّثَنَا الوليد بن مسلم أخبرنا الليث والأوزاعي عن ابن شهاب عن عُرْوَةَ وَعَمْرَةَ عن عائشة أنها قالت: اسْتُحِيضَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ جَحْشٍ، وَهِيَ تَحْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ سَبْعَ سِنِينَ، وأُخْتُها زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، فَشَكَتْ ذَلكَ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال لها: ((لَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ، ولكنه عرق، فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي))، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ لِكُلِّ صَلاةٍ، وكانتْ تقعدُ في مِرْكَنِ أُخْتِهَا، فكانت حُمْرَةُ الدَّمِ تَعْلُو الْمَاءَ.
قال أبو محمد: وروى هذا الحديث عن الزُّهْرِيِّ الرفعاء من أَصْحَابِه: عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، والأَوْزَاعِيِّ، وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، وَاللَّيْثُ بن سعد، وَيُونُسُ بن يزيدَ، وَمَعْمَرٌ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ، وَابْنُ إِسْحَقَ، والنُّعْمَانُ بنُ راشدٍ، وَأَبُو مُعَيْدٍ حَفْصُ بْنُ غَيْلانَ، وفى حديث الأَوْزَاعِيِّ زيادات ليست عند غيره.
... *** ...
[الثانى والعشرون] وقال فى ((كتاب الطهارة)) (1354): أَخْبَرَنَا الحسن بن سفيان حَدَّثَنَا أبو كريب حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيّ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ مِنَ الْمَسْجِدِ))، قُلْتُ: إِنِّي حَائِضٌ، قَالَ: ((إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيّ
(1355): أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بن يوسف حَدَّثَنَا بشر بن خالد حَدَّثَنَا محمد بن جعفر حَدَّثَنَا شعبة عن سليمان ـ يعنى الأَعْمَشَ ـ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: قالَ لى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ))، فَقُلْتُ: إِنِّي حَائِضٌ، قَالَ: ((إِنَّها لَيْسَتْ فِي يَدِكِ))، فناولته.
قال أبو محمد: وتابع معاوية بن هشام عن الثورى: عبد الرزاق الصنعانى كما فى ((مصنفه)) (1/ 327/1258)، وأحمد (6/ 173)، وابن الجارود (102).
... *** ...
[الثالث والعشرون] وقال فى ((كتاب الطهارة)) (1425): أَخْبَرَنَا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن عمرو البجلي حَدَّثَنَا زهير بن معاوية حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَانْتَهَى إِلَى سُبَاطَةِ قَوْمٍ، فَبَالَ قَائِمًا، فَتَنَحَّيْتُ، فدَعَانِى، فَقَالَ: ((ادْنُهْ))، فَدَنَوْتُ حَتَّى قُمْتُ عِنْدَ عَقِبَيْهِ، فَتَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ.
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ سُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ
(1426): أَخْبَرَنَا أبو يعلى حَدَّثَنَا أبو خيثمة حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى يُشَدِّدُ فِي الْبَوْلِ، وَيَقُولُ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَصَابَ جِلْدَ أَحَدِهِمْ بَوْلٌ قَرَضَهُ بِالْمِقْرَاضِ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: لَوَدِدْتُ أَنَّ صَاحِبَكُمْ لا يُشَدِّدُ هَذَا التَّشْدِيدَ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَتَمَاشَى، فَأَتَى سُبَاطَةً قومٍ، فَقَامَ كَمَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ، فَبَالَ، فَاسْتَتَرَتُ مِنْهُ، فَأَشَارَ إِلَيَّ، فَجِئْتُ، فَقُمْتُ عِنْدَ عَقِبِهِ حَتَّى فَرَغَ.
... *** ...
¥(40/210)
[الرابع والعشرون] وقال فى ((كتاب الصلاة)) (1548): أَخْبَرَنَا أحمد بن علي بن المثنى حَدَّثَنَا أحمد بن عيسى المصري حَدَّثَنَا ابن وهب عن عياض بن عبد الله القرشي عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة: أن رجلاً أتى رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: يَا رَسُولَ اللهِ أيُّ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سَاعَةٌ تأمرني أن لا أصلي فيها؟، فقال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ، فأَقْصِرْ عَنِ الصَّلاةِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَيْطَانِ، ثُمَّ الصَّلاةُ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حتى ينتصف النهار، فإذا انتصف النهار فأَقْصِرْ عَنِ الصَّلاةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، فإنَّ حِينَئِذٍ تُسَعَّرُ جَهَنَّمَ، وشِدَّةُ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ، فإذا زَالَتْ الشَّمْسُ فالصَّلاةُ مَحْضُورَةٌ مَشْهُودَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ، فإذا صليت الْعَصْرَ، فأَقْصِرْ عَنِ الصَّلاةِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ، فَإِنَّهَا تَغِيبُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ، ثُمَّ الصَّلاةُ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ، حَتَّى تُصَلِي الصُّبْحَ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ أبو هريرة
(1549): أَخْبَرَنَا الحسن بن سفيان حَدَّثَنَا سعيد بن يزيد الفراء أبو الحسن حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِيهِ عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ قال: ثَلاثُ سَاعَاتٍ كَانَ يَنْهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَصَوَّبُ الشَّمْسُ لِغُرُوبِها.
... *** ...
[الخامس والعشرون] وقال فى ((كتاب الصلاة)) (1667): أَخْبَرَنَا محمد بن عمرو بن يوسف أبو حمزة بنسا حَدَّثَنَا بندار أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ ـ يعنى العقدى ـ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يقولُ: قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ مُعَاوِيَةُ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ
(1668): أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ أُنَيْسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْمُؤَذِّنُونَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
قال أبو محمد: هذه فائدة عزيزة عزيزة ليست عند أحدٍ فيما علمت غير أبى حاتم بن حبان البستى.
فقد أخرجه أحمد (2/ 266) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ أُنَيْسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ الْمُؤَذِّنَ يُغْفَرُ لَهُ مَدَى صَوْتِهِ، وَيُصَدِّقُهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ سَمِعَهُ، وَالشَّاهِدُ عَلَيْهِ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ دَرَجَةً)).
وأخرجه كذلك عبد الرزاق ((المصنف)) (1863)، وإسحاق بن راهويه ((المسند)) (152)، وعبد بن حميد (1437) من طريق عبد الرزاق بإسناده ولفظه سواء.
وقد أعلَّ حديث معمر: الإمامان أبو زرعة والدارقطنى كما فى ((علل ابن أبى حاتم)) (1/ 194/555) و ((علل الدارقطنى)) (8/ 344/1613)، ولبيان علته بحث طويل ذكرته فى ((إتحاف الألحاظ ببيان أوهام الحفاظ)).
... *** ...
¥(40/211)
[السادس والعشرون] وقال فى ((كتاب الصلاة)) (1722): أَخْبَرَنَا محمد بن محمود بن عدي حَدَّثَنَا حميد بن زنجويه حَدَّثَنَا يعلى بن عبيد حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَثَلُ الصَّلَوَاتِ المَكْتُوبَاتِ، كَمَثَلِ نَهْرٍ جَارٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ، يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ الأَعْمَشُ
(1723): أَخْبَرَنَا محمد بن عبد الله بن الجنيد بتستر حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ عَنِ ابْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّه سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: ((أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، ما تقولون: هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ!))، قَالُوا: لا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ، قَالَ: ((ذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا)).
... *** ...
[السابع والعشرون] وقال فى ((كتاب الصلاة)) (1836): أَخْبَرَنَا محمد بن عمر بن يوسف حَدَّثَنَا نصر بن علي الجهضمي أخبرنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر: أنَّ النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر معاذا أن يقرأ في صلاة العشاء ((وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)) و ((وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى)) و ((سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى)) و ((وَالضُّحَى))، ونحوها من السور.
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ أبو الزبير
(1837): أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حَدَّثَنَا إبراهيم بن بشار الرمادي حَدَّثَنَا سفيان عن عمرو بن دينار وأبي الزبير سمعا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ـ يزيد أحدهما على صاحبه ـ قال: كَانَ مُعَاذٌ يُصَلِّي مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى قَوْمِهِ، فيصلى بهم، فَأَخَّرَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاةَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فرَجَعَ مُعَاذٌ إِلَى قَوْمِهِ يَؤُمُّهُمْ، فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَلَمَّا رأى ذلكَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ تَأَخَّرَ فَصَلَّى وَحْدَه، فَقَالُوا: نَافَقْتَ، قالَ: لا، وَلآتِيَنَّ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلأُخْبِرَنَّهُ، فأتى النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ مُعَاذًا يُصَلِّي مَعَكَ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَؤُمُّنَا، وَإِنَّكَ أَخَّرْتَ الصَّلاةَ الْبَارِحَةَ، فجاء فَأَمَّنَا، فقرأ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، وإني تَأَخَّرْتُ عنه، فَصَلَيتُ وحدي يا رَسُولَ الله، وَإِنَّمَا نَحْنُ أَصْحَابُ نَوَاضِحَ، وإنا نَعْمَلُ بِأَيْدِينَا، فقال النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا مُعَاذُ أَفَتَّانٌ أَنْتَ!!، اقْرَأْ بهم سورةَ ((وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى)) و ((سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى)) و ((وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ)).
... *** ...
[الثامن والعشرون] وقال فى ((كتاب الصلاة)) (1984): أَخْبَرَنَا ابن قتيبة حَدَّثَنَا ابن أبي السري حَدَّثَنَا عبد الرزاق أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ حينَ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ في الركعة الآخرة، ثم قال: ((اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلانًا وَفُلانًا))، دعا على أناس من المنافقين، فأنزل الله ((لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ الزُّهْرِيُّ عَنْ سَالِمٍ
¥(40/212)
(1985): أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ ابْنِ عَجْلانَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أن النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يدعو على أقوام في قنوته، فأنزل الله ((لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ)).
قال أبو محمد: وهذه فائدة عزيزة لأبى حاتم بن حبان، فقد أخرجه الترمذى من هذا الوجه.
قال أبو عيسى الترمذى (3005): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو عَلَى أَرْبَعَةِ نَفَرٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ((لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ))، فَهَدَاهُمُ اللهُ لِلإِسْلامِ.
وقَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ يُسْتَغْرَبُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ)).
قلت: أخرجه الإمام أحمد (2/ 118) قال: حَدَّثَنَا هَارُونُ ـ يعنى ابن معروف ـ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو عَلَى رِجَالٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يُسَمِّيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ ((لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ))، فَتَرَكَ ذَلِكَ.
قلت: فقد بان أنه لا يُسْتَغْرَبُ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ عن نَافِعٍ، ولا من حَدِيثِ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
... *** ...
[التاسع والعشرون] وقال فى ((كتاب الصلاة)) (1997): أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة حدثنا هشام بن عمار حدثنا مروان بن معاوية عَنْ عَاصِمٍ الأحْوَلِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ لا يَقْعُدُ بعدَ التَسَلِيمِ إِلا مِقْدَارَ مَا يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ
(1998): أخبرنا شباب بن صالح بواسط حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد عن خالد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كان رسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا سَلَّمَ، قالَ: ((اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)).
... *** ...
[الثلاثون] وقال فى ((كتاب الصلاة)) (2055): أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار حدثنا مؤمل بن إسماعيل حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ عَنْ رسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، فكأنما قَامَ الليلَ)).
ثم قال عقبه: ذِكْرُ الْخَبَرِ المُدْحِضِ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ أن هَذَا الْخَبَرَ تفرَّدَ بِهِ مؤمل بن إسماعيل
(2056): أخبرنا محمد بن محمود بن عدي بنسا حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا أبو نعيم حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ قَالَ رسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ، كانَ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ)).
... *** ...
وللبحث بقية إن شاء الله تعالى.
وأما قول الأخ الكريم سعيد بن محمد المرى ((وأنا آمل من الإخوة المهتمين التعاون في تتبع هذه الأمثلة التي ذكرها أبو محمد لمعرفة ما إذا كان الذي يرد عليه ابن حبان من الأئمة أم من غيرهم))، فقد سبق الجواب: أنهم من سابقيه من الأئمة كعلى بن المدينى والبخارى والترمذى، ومن معاصريه كالطبرانى وابن عدى والإسماعيلى، ولا تتكلَّف كثيراً، فسأكفيك مؤنة ذلك إن شاء الله تعالى بعد الفراغ من ذكر تعقيبات الإمام الجهبذ أبى حاتم بن حبان البستى ـ عليه سحائب الرحمة وسوابغ المغفرة ـ، وإن شئت فقل: هذا بحث قد فرغتُ منه آنفاً.
وسبحان الله وبحمده، نستغفره ونتوب إليه.(40/213)
سؤال عن صحة حديث؟؟
ـ[ابوعبدالله السلفي]ــــــــ[18 - 04 - 04, 12:12 م]ـ
ثعلبة بن عبدا لرحمن رضي الله عنه، يخدم النبي صلى الله عليه وسلم في جميع شؤونه وذات يوم بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة له، فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأة تغتسل وأطال النظر إليها.
ثم بعد ذلك أخذته الرهبة وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع، فلم يعد إلى النبي ودخل جبالا بين مكة والمدينة، ومكث فيها قرابة أربعين يوماً،
وبعد ذلك نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك: أن رجلاً من أمتك بين حفرة في الجبال متعوذ بي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب وسلمان الفارسي:
انطلقا فأتياني بثعلبة بن عبدا لرحمن فليس المقصود غيره فخرج الاثنان من أنقاب المدينة فلقيا راعيا من رعاة المدينة يقال له زفافة، فقال له عمر: هل لك علم بشاب بين هذه الجبال يقال له ثعلبة؟
فقال لعلك تريد الهارب من جهنم؟ فقال عمر: وما علمك أنه هارب من جهنم قال لأنه كان إذا جاء جوف الليل خرج علينا من بين هذه الجبال واضعا يده على أم رأسه وهو ينادي يا ليتك قبضت روحي في الأرواح.وجسدي في الأجساد .. ولم تجددني لفصل القضاء فقال عمر: إياه نريد. فانطلق بهما فلما رآه عمر غدا إليه واحتضنه فقال: يا عمر هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبي؟ قال لاعلم لي إلا أنه ذكرك بالأمس فأرسلني أنا وسلمان في طلبك. قال يا عمر لا تدخلني عليه إلا وهو في الصلاة فابتدر عمر وسلمان الصف في الصلاة فلما سلم النبي عليه الصلاة والسلام قال يا عمر يا سلمان ماذا فعل ثعلبة؟
قال هو ذا يا رسول الله فقام الرسول صلى الله عليه وسلم
فحركه وانتبه
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: ما غيبك عني يا ثعلبة؟
قال ذنبي يا رسول الله
قال أفلا أدلك على آية تمحوا الذنوب والخطايا؟
قال بلى يا رسول الله
قال قل
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
قال ذنبي أعظم
قال الرسول صلى الله عليه وسلم بل كلام الله أعظم
ثم أمره بالانصراف إلى منزله فمر من ثعلبة ثمانية أيام ثم أن سلمان أتى رسول الله فقال يا رسول الله هل لك في ثعلبة فانه لما به قد هلك؟ فقال رسول الله فقوموا بنا إليه ودخل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فوضع رأس ثعلبة في حجره لكن سرعان ما أزال ثعلبة رأسه من على حجر النبي
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم له لم أزلت رأسك عن حجري؟
فقال لأنه ملآن بالذنوب
قال رسول الله ما تشتكي؟
قال:مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي
قال الرسول الكريم: ما تشتهي؟
قال مغفرة ربي
فنزل جبريل عليه السلام فقال: يا محمد أن ربك يقرئك السلام ويقول لك لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطايا لقيته بقرابها مغفرة.
فأعلمه النبي بذلك فصاح صيحة بعدها مات على أثرها فأمر النبي بغسله وكفنه، فلما صلى عليه الرسول عليه الصلاة والسلام جعل يمشي على أطراف أنامله، فلما انتهى الدفن قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله رأيناك تمشي على أطراف أناملك قال الرسول صلى الله عليه وسلم
والذي بعثني بالحق نبياً ما قدرت أن أضع قدمي على الأرض من كثرة ما نزل من الملائكة لتشييعه
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 04 - 04, 03:20 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2820&highlight=%CB%DA%E1%C8%C9
ـ[عبد الله المسلم]ــــــــ[20 - 04 - 04, 12:49 ص]ـ
أ
ورد السيوطي في " اللآلى المصنوعة " (2/ 307) سند القصة فقال:
(أبو نعيم) حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد، حدثنا موسى بن هارون ومحمد بن الليث الجوهري قالا: حدثنا سليم بن منصور بن عمار، حدثنا أبي، حدثنا المنكدر بن محمد المنكدر، عن أبيه، عن جابر به.
عِللُ القصةِ:
هذه القصة فيها ثلاثُ عللٍ:
العِلةُ الأولى: عِلةٌ إسناديةٌ:
وهذا السند مسلسل بالضعفاء:
1 - أبو بكر محمد بن أحمد المفيد الجَرْجَرائي.
ذكره الإمام الذهبي في " الميزان " (3/ 460 - 461) فقال: " ... روى مناكير عن مجاهيل ... وقد حدث عنه البرقاني في صحيحه مع اعتذاره واعترافه بأنه ليس بحجة ... وقال أبو الوليد الباجي: أنكرت على أبي بكر المفيد أسانيد أدَّعَاها.
¥(40/214)
قلت (الذهبي): مات سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة، وله أربع وتسعون سنة. وهو متهم.ا. هـ.
وقال أيضا في سير أعلام النبلاء (16/ 269) فقال: الشيخ الإمام، المحدِّث الضعيف.
وقال في " تذكرة الحفاظ " (3/ 979): وقال الماليني: كان المفيد رجلا صالحا. قلت: لكنه متهم.
فائدةٌ:
قال الذهبي في " تذكرة الحفاظ " (3/ 979):
وقال الخطيب: حدثني محمد بن عبد الله عنه أنه قال: موسى بن هارون سماني المفيد.
قلت (الذهبي): فهذه العبارة أول ما استعملت لقبا في هذا الوقت قبل الثلاث مئة، والحافظ أعلى من المفيد في العرف، كما أن الحجة فوق الثقة.ا. هـ.
2 - سُليم بن منصور بن عمار، أبو الحسن.
قال عنه الذهبي في " الميزان " (2/ 232): عن ابن عُلية وجماعة. قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: أهل بغداد يتكلمون؟ فقال: مه، سألت ابن أبي الثلج عنه فقلت: يقولون: كتب عن عليه وهو صغير. فقال: لا.ا. هـ.
وقال في " المغني في الضعفاء " (1/ 285): سُليم بن منصور بن عمار، عن ابن علية، تُكلم فيه ولم يترك.ا. هـ.
وقال في " ديوان الضعفاء " (ص 177): سُليم بن منصور بن عمار عن أبيه. تكلم فيه بعض البغدادين.ا. هـ.
3 - منصور بن عمار الواعظ.
قال عنه الذهبي في " الميزان " (4/ 187 - 188): الواعظ، أبو السري ... قال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال ابن عدي: منكر الحديث. وقال العقيلي: فيه تجهم. وقال الدارقطني: يروي عن الضعفاء أحاديث لا يتابع عليها.ا. هـ.
ثم قال الذهبي في آخر ترجمته: وساق له ابن عدي أحاديث تدل على أنه واهٍ في الحديث.ا. هـ.
وقد أعل العلامة الألباني في " الضعيفة " (4/ 359 رقم 1884) حديثا في سنده سُليم بن منصور وأبوه.
فائدةٌ:
قال ابن عدي في " الكامل " (6/ 395) عند آخر ترجمة منصور بن عمار:
وكان يُعطى على الوعظ الحسن مالٌ.ا. هـ.
وقال الذهبي في " الميزان " في ترجمة منصور بن عمار:
وإليه كان المنتهى في بلاغة الوعظ، وترقيق القلوب، وتحريك الهمم، وعظ ببغداد والشام ومصر، وبعد صيته واشتهر اسمه.ا. هـ.
4 - المنكدر بن محمد بن المنكدر القرشي.
ذكره المزي في " تهذيب الكمال " (28/ 564 - 565) وأورد جملة من كلام علماء الجرح والتعديل ومنها:
قال البخاري: قال ابن عيينة: لم يكن بالحافظ.
وقال عباس الدوري، عن يحيى بن معين: ليس بشيء.
وقال مرة: ليس به بأس.
وقال أبو زرعة: ليس بالقوي.
وقال أبو حاتم: كان رجلا لا يفهم الحديث، وكان كثير الخطأ، لم يكن بالحافظ لحديث أبيه.
وقال الجوزجاني والنسائي: ضعيف.
ولخص الحافظ ابن حجر في " التقريب " الحكم عليه فقال: لين الحديث.
وذكر السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " (2/ 307) طريقيين تلتقي عند سليم بن منصور به فقال:
ورواه أبو عبد الرحمن السلمي عم جده اسماعيل بن نجيد، عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي، عن سليم وهؤلاء لا تقوم بهم حجة.
قلت: ورواه الخرائطي في اعتلال القلوب حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد حدثنا إبراهيم بن علي الأطروش حدثنا سليم بن منصور به.ا. هـ.
فتبقى علة الحديث قائمةً من عند سليم بن منصور بغض النظر عما قبله من الرجال.
العلماءُ الذين أعلوا القصةَ:
قال ابن الأثير في أسد الغابة " (1/ 290) بعد أن أرود القصة في ترجمة " ثعلبة بن عبد الرحمن ":
قلت: أخرجه ابن مندة وأبو نعيم، وفيه غير إسناده، فإن قوله تعالى: " " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [الضحى: 3] نزلت في أول الإسلام والوحي، والنبي بمكة، والحديث في ذلك صحيح، وهذه القصة كانت بعد الهجرة، فلا يجتمعان.ا. هـ.
وأعل الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (2/ 23) القصة فقال عند ترجمة الصحابي " ثعلبة ":
يقال إنه كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم.
¥(40/215)
روى بن شاهين وأبو نعيم مطولا من جهة سليم بن منصور بن عمار، عن أبيه، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر: أن فتى من الأنصار يقال له: ثعلبة بن عبدالرحمن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، فبعثه في حاجة، فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأته تغتسل فكرر النظر إليها، ثم خاف أن ينزل الوحي فهرب على وجهه حتى أتي جبالا بين مكة المدينة فقطنها ففقده النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوما وهي الأيام التي قالوا: ودعه ربه وقلاه، ثم إن جبريل نزل عليه فقال: يا محمد أن الهارب بين الجبال يتعوذ بي من النار، فأرسل إليه عمر فقال: انطلق أنت وسلمان فائتياني به فلقيها راع يقال له: دفافة فقال: لعلكما تريدان الهارب من جهنم فذكر الحديث بطوله في اتيانهما به، وقصة مرضه، وموته من خوفه من ذنبه.
قال بن منده بعد أن رواه مختصرا: تفرد به منصور.
قلت: وفيه ضعف، وشيخه أضعف منه، وفي السياق ما يدل على وهن الخبر لأن نزول " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [الضحى: 3] كان قبل الهجرة بلا خلاف.ا. هـ.
وقال السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " (2/ 307):
موضوع. المنكدر ليس بشيء، وسليم تكلموا فيه، وأبو بكر المفيد ليس بحجة، وليس في الصحابة من اسمه ذفافة.
وقوله تعالى: " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [الضحى: 3] إنما نزل بمكة بلا خلاف.ا. هـ.
العِلةُ الثانيةُ: عِلةٌ في المتنِ:
أن قوله تعالى: " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [الضحى: 3] نزلت في مكة، والقصة في المدينة، وهذه علة ترد بها القصة، ولهذا أشار إلى ذلك ابن الأثير والسيوطي.
قال ابن الأثير في أسد الغابة " (1/ 290):
وفيه غير إسناده، فإن قوله تعالى: " " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [الضحى: 3] نزلت في أول الإسلام والوحي، والنبي بمكة، والحديث في ذلك صحيح، وهذه القصة كانت بعد الهجرة، فلا يجتمعان.ا. هـ.
وقال السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " (2/ 307):
وقوله تعالى: " مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى " [الضحى: 3] إنما نزل بمكة بلا خلاف.ا. هـ.
العِلةُ الثالثةُ: عدم ورود صحابي باسم " ذفافة " أو " دفافة ":
لا يوجد في الصحابة من اسمه " ذفافة " أو " دفافة " وقد ترجم الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (3/ 195، 208) لكليهما فقال:
دفافة الراعي. تقدم ذكره في ترجمة ثعلبة بن عبدالرحمن ذكره بن الأثير في المعجمة.ا. هـ.
وقال أيضا:
ذفافة الراعي. له ذكر في ترجمة ثعلبة بن عبدالرحمن استدركه بن الأمين وابن الأثير في حرف الذال المعجمة وقد أشرت إليه في المهملة.ا. هـ.
وترجم ابن الأثير في أسد الغابة (2/ 186) لـ " ذفافة " فقال: ذفافة. له في ذكر حديث ثعلبة بن عبد الرحمن يقتضي أن لهما صحبة. وقد ذكرناه في ثعلبة بن عبد الرحمن. ولم يذكروه.ا. هـ.
وبعد هذا التخريج للقصة، وعدم ثبوتها، فلا عليك - أخي المسلم – إلا إذا وصلتك على بريدك الإلكتروني أن ترسل ردا لراسلها، وهذا الرد يتمثل رابط تخريج القصة تحذيرا له من الكلام في حق الصحابة بغير دليل، لأنهم هم الذين نقلوا لنا الشريعة فكيف يكون لنا أن ننسب لهم مثل هذه القصص؟
الكاتب / عبدالله زقيل
http://gesah.net/mag/modules.php?name=News&file=article&sid=1089(40/216)
للمحدثين: كيفية تخريج الأحاديث!
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[18 - 04 - 04, 02:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إلى الإخوة الأكارم:
كلفت بتخريج مجموعة من الأحاديث والتي جلها في الكتب الستة، وحيث أن التقنيات الحديثة مماييسر عملية التخريج المختصر ...
فهل من أحد يدل اخاه الضعيف إلى مواقع على الشبكة أو أقراص (أسطوانات) في تخريج الأحاديث والحكم عليها إن أمكن بحيث تيسر الرجوع للحديث في موضعه من الكتاب وتغني عن الفهارس.
وهل يوجد برنامج للبحث في مستندات الوورد دون فتحها بحيث يبحث عن اللفظ المراد في كل المستندات.
جزاكم الله خيراً سلفاً و بارك الله فيكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[البخاري]ــــــــ[20 - 04 - 04, 01:38 ص]ـ
سبب عدم المعين هو ..
أن علم التخريج لا يتلقى ويتعلم من الأقراص، ولا محركات البحث ..
فعلم التخريج يتلقى بثني الركب، والممارسة على أيدي المختصين به، ومن اعتمد على الأقراص وأمثالها وقع في الخلط والخبط والتزبب قبل ..
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[20 - 04 - 04, 04:49 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2767&highlight=%CA%CE%D1%CC
ـ[محب شيخ الإسلام]ــــــــ[20 - 04 - 04, 01:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الأخ خالد بن عمر: أثابك الله ورفع قدرك.
الأخ البخاري: يبدو أنك لم تقرأ جيداً ماكتبت فأنا لم أطلب دراسة علم التخريج بورك فيك.
ـ[أبو داوود شريف بن أحمد]ــــــــ[20 - 04 - 04, 09:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذا كتاب: كيف تخرج حديثا
ـ[الشاذلي]ــــــــ[21 - 04 - 04, 01:00 ص]ـ
لو تريد موقع يسهل لك مسألة التعرف على صحة الحديث من عدمه
فموقع الدرر السنية به موسوعة الألباني
و 90% من أحكام الشيخ رحمه الله صحيحة إلا أنه عاد عن بعضها و تفرد في بعضها،
و لذلك يجب التثبت من الأحكام،
بشكل عام فأغلب (إن لم يكن كل) ما ضعفه الألباني فهو ضعيف،
لكن التصحيح الله أعلم قد يكون قد رجع عن تصحيح بعض الروايات و الله أعلم.
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[21 - 04 - 04, 02:07 ص]ـ
الأخ الشاذلي
قبل مدة ليست بالبعيدة كنت تسأل عن كيفية تخريج الأحاديث ومعرفة مصطلح الحديث
وبعد ذلك بدأت تحكم على الأحاديث في صحيح مسلم وعلى مسائل كبيرة يتوقف فيها كبار طلبة العلم
والآن تحكم على أن 90% من أحكام الشيخ الألباني صحيحة
فهل هذا ناتج عن استقراء أم عن تقليد أم ماذا
وخاصة أنك مبتدىء في طلب علم الحديث
فليتك تتأنى ولا تستعجل
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[22 - 04 - 04, 01:03 م]ـ
لازلنا ننتظر إجابة المبتدىء في طلب العلم الشاذلي على دعواه
ـ[الشاذلي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 04:45 ص]ـ
الأخ عبد الله بن عبد الرحمن
راجع تراجعات الشيخ الألباني عن روايات كثيرة صححها ثم ابطلها هو شخصياً
نعوذ بالله من الغلو
و نقول اخيراً أنا لست هنا لكي اجادل جدال بيزنطي مع امثالك و شكراً.
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[23 - 04 - 04, 12:06 م]ـ
وهل ما ذكرته من تراجع الشيخ الألباني عن بعض الأحاديث يجعلك تجزم بصحة 90% من الأحاديث التي حكم عليها
فأنت بين أمرين إما أن تكون قد اجتهدت وتتبعت الأحاديث التي تكلم عليها الشيخ ثم خرجت بنتيجة 90% ولا أظن ذلك بناء على أنك مبتدىء في طلب العلم أو تكون مقلدا لشيخ معين في هذه المسألة فمن هو حتى نعرف مقداره في العلم اما كونك تستدل بتراجع الشيخ عن بعض الأحاديث على هذه النتيجة فليس بصحيح
فليتك تتأنى ولا تستعجل
وما دخل الغلو في هذه المسألة
ـ[البقاعي]ــــــــ[04 - 12 - 04, 10:37 م]ـ
ياأخوان لا تتنازعو وليس الكلام هنا محل التدقيق والتحري وإنما بالتقريب وانصحوا بعضكم بالتي هي أحسن جزاكم الله خير .... وأنتم طلاب علم فأنتم أحق بالأدب مع بعضكم البعض ...
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[05 - 12 - 04, 01:49 م]ـ
الأخ عبد الله بن عبد الرحمن
راجع تراجعات الشيخ الألباني عن روايات كثيرة صححها ثم ابطلها هو شخصياً
نعوذ بالله من الغلو
و نقول اخيراً أنا لست هنا لكي اجادل جدال بيزنطي مع امثالك و شكراً.
أخي الشاذلي -وفقك الله-السلام عليكم ورحمة الله-
إن كان مستندك في هذه النسبة -الخاطئة-تراجعات محدث العصر ناصر الدين الألباني عن بعض الأحاديث فهذا مستند ضعيف لأنك لا تستطيع أن تأتي بسبعين حديث صححها-هو-ثم ضعفها-هو لا غيره-وهو في كتاب واحد-من كتبه الكثيرة -كالجامع الصغير-حكم على 14652حديث إذن أنت تحتاج إلي-لا أقول مائة حديث بل-إثبات أن الشيخ تراجع عن خمس وستين و أربعمائة و ألف حكم حديثيأصدره وهذا لا وجود له
فليس بعيب أن تقر بخطئك في هذه المسألة -فمن له الحسنى فقط-
أخوك وناصحك
أبو داود
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[28 - 01 - 10, 09:27 ص]ـ
الأخ عبد الله بن عبد الرحمن
راجع تراجعات الشيخ الألباني عن روايات كثيرة صححها ثم ابطلها هو شخصياً
نعوذ بالله من الغلو
و نقول اخيراً أنا لست هنا لكي اجادل جدال بيزنطي مع امثالك و شكراً.
الأخ الكريم الشاذلي، الأخوة الفضلاء في الملتقى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود تذكير نفسي وأحبة الملتقى بما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تحاسدوا. ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا. المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره. التقوى ههنا، ويشير إلى صدره ثلاث مرات. بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام. دمه وماله وعرضه ".
فعلينا أخوتي في الله حسن إنتقاء الألفاظ وعدم التسرع في الإجابة حين الغضب، حتى لا نقع في مخالفة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعى آله وسلم.
¥(40/217)
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[01 - 02 - 10, 01:00 م]ـ
برنامجي:
الموسوعة الشاملة
وجامع الحديث النبوي(40/218)
ضعف حديث: من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجي
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 04:45 ص]ـ
ضعف حديث " من بدأ بالكلام قبل السلام؛ فلا تجيبوه "
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وحزبه.
أما بعد:
" من بدأ بالكلام قبل السلام؛ فلا تجيبوه "
أخرجه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (1/ 273 / 215)، وأبونعيم في " الحلية " (8/ 199).
من طريق بقية بن الوليد، قال: حدثنا عبدالعزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر
قال أبونعيم: " غريب من حديث عبدالعزيز؛ لم نكتبه إلا من حديث بقية ".
وقال أبوحاتم كما في " العلل " (2/ 294 / 2390): " هذا حديث باطل، ليس من حديث ابن أبي رواد ".
وقال ابن أبي حاتم في " العلل " (2/ 331 / 2516): " سئل أبوزرعة عن حديث رواه أبوتقي، قال: حدثنى بقية، قال: حدثنى عبدالعزيز ... (فذكره)، قال أبوزرعة: هذا حديث ليس له أصل؛ لم يسمع بقية هذا الحديث من عبدالعزيز إنما هو عن أهل حمص، وأهل حمص لا يميزون هذا ".
قلت: رواه عن بقية: أبوتقي هشام بن عبدالملك، وكثير بن عبيد.
وأفاد السؤال المذكور أن أبا تقي رواه عن بقية بذكر تصريح بقية بالتحديث، وإلا فإنه في " الحلية " من طريقه معنعن.
وما ذكره أبوزرعة بعيد، وليس مجرد كون الراوي من أهل حمص لا يميز بين، قوله: " عن "، وقوله: " حدثنا "، وأيضاً فإن كثير بن عبيد تابعه، وإن كان هو من حمص أيضاً، وأبوتقي ثقة؛ فقد قال أبوحاتم: " كان متقناً في الحديث "، ووثقه النسائي.
وكثير بن عبيد وثقه أبوحاتم، وابن حبان.
ولكن بقية يدلس تدليس التسوية، ولم يصرح بالتحدث في جميع السند.
وتوبع بقية، فقد تابعه حفص بن عمر الأيلي، عن عبدالعزيز بن أبي رواد، به.
أخرجه ابن عدي في " الكامل " (5/ 291)، حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالخالق، ثنا السري بن عاصم، ثنا حفص بن عمر، به.
قلت: حفص بن عمر، كذبه أبوحاتم والساجي.
السري بن عاصم، وهاه ابن عدي وقال: " يسرق الحديث "، وكذبه ابن خراش.
وتابع عبدالعزيز بن أبي رواد، عبدالله بن عمر، عن نافع، به.
أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (1/ 136 / 429) حدثنا أحمد بن خليد، قال: حدثنا عبدالله بن السري الأنطاكي، قال: حدثنا هارون أبوالطيب، عن عبدالله بن عمر، به.
قال أبوزرعة كما في " العلل " " (2/ 332 / 2517): " هذا حديث ليس له أصل ".
وقال الهيثمي في "المجمع " (8/ 32): " فيه هارون بن محمد أبو الطيب، وهو كذاب ".
قلت: وهو كما قال؛ فقد كذبه ابن معين.
فالحديث ضعيف، والله أعلم، وهو المستعان وعليه التكلان.
وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
وكتب / أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي الأثري.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[19 - 04 - 04, 10:51 م]ـ
بارك الله فيك أخي الآبيضى
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبوالمنهال الآبيضى
وقال ابن أبي حاتم في " العلل " (2/ 331 / 2516): " سئل أبوزرعة عن حديث رواه أبوتقي، قال: حدثنى بقية، قال: حدثنى عبدالعزيز ... (فذكره)، قال أبوزرعة: هذا حديث ليس له أصل؛ لم يسمع بقية هذا الحديث من عبدالعزيز إنما هو عن أهل حمص، وأهل حمص لا يميزون هذا ".
قلت: رواه عن بقية: أبوتقي هشام بن عبدالملك، وكثير بن عبيد.
وأفاد السؤال المذكور أن أبا تقي رواه عن بقية بذكر تصريح بقية بالتحديث، وإلا فإنه في " الحلية " من طريقه معنعن.
وما ذكره أبوزرعة بعيد، وليس مجرد كون الراوي من أهل حمص لا يميز بين، قوله: " عن "، وقوله: " حدثنا "، وأيضاً فإن كثير بن عبيد تابعه، وإن كان هو من حمص أيضاً، وأبوتقي ثقة؛ فقد قال أبوحاتم: " كان متقناً في الحديث "، ووثقه النسائي.
وكثير بن عبيد وثقه أبوحاتم، وابن حبان.
قال الشيخ (عبد الله السعد) عند ذكره لشروط حدثيث بقية:
5 ــ أن يكون الراوي عنه ثقة متيقِّظاً ويستحسن أن لا يكون حمصياً وذلك أن بقية قد يروي عن آخر ولا يصرح بالتحديث فيرويه الراوي عنه على أن بقية صرح بالتحديث بينه وبين شيخه وبقية لم يفعل ذلك وهذا إما أن يفعله الراوي عن بقية تعمّداً أو غفلة، قال أبو زرعة بعد سؤال عن حديث رواه أبو تقي قال: ثني بقية قال حدثي عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " لا تبدءوا بالكلام قبل السلام فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه ". قال أبو زرعة: هذا حديث ليس له أصل، لم يسمع بقية هذا الحديث من عبد العزيز إنما هو عن أهل حمص وأهل حمص لا يميزون هذا. ا. هـ. من العلل 2/ 331 - 332.
قلت: قوله – يعني أبو زرعة -: إنما هو عن أهل حمص .. أن الراوي عن بقية هنا هشام بن عبد الملك أبو تقي وهو حمصي. وقوله: أهل حمص لا يميزون هذا. يعني: لا ينتبهون إلى صيغ التحمل فيجعلون بدل العنعنة التحديث كما حصل في هذا الحديث لم يسمع هذا الحديث من عبد العزيز فيبدو أنه رواه بالعنعنة أو نحو ذلك ولم ينتبه لهذا الراوي عنه فرواه عن بقية بالسماع من شيخه.
وقال أبو حاتم بن حبان وامتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه فالتزق ذلك كله به. اهـ.
فوصل الأمر ببعض تلاميذه أنهم يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه، وقد يدخل في كلام ابن حبان ما قاله أبو زرعة فيما تقدم.
وما قاله أبو زرعة وابن حبان معروف عن أهل الشام أنهم قد يسووّن الأخبار ويسقطون الضعفاء أحياناً من أحاديث شيوخهم كما كان الوليد بن مسلم يفعله في حديث الأوزاعي.
من تقديمه لكتاب ((الإبانة لما للصحابة من المنزلة والمكانة)) ص 14 ــ 15، للشيخ حمد الحميدي.
¥(40/219)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[22 - 04 - 04, 03:38 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة خليل بن محمد
قلت: قوله – يعني أبو زرعة -: إنما هو عن أهل حمص .. أن الراوي عن بقية هنا هشام بن عبد الملك أبو تقي وهو حمصي. وقوله: أهل حمص لا يميزون هذا. يعني: لا ينتبهون إلى صيغ التحمل فيجعلون بدل العنعنة التحديث كما حصل في هذا الحديث لم يسمع هذا الحديث من عبد العزيز فيبدو أنه رواه بالعنعنة أو نحو ذلك ولم ينتبه لهذا الراوي عنه فرواه عن بقية بالسماع من شيخه.
قال مقيده - عفا الله عنه -: أبوتقي توبع، فقد تابعه كثير بن عبيد، فهل كلاهما وهم؟؟ والأول قال فيه أبوحاتم: " كان متقناً في الحديث ". والثاني: وثقه أبوحاتم وابن حبان.
وما قاله ابن حبان لا يدل على مسألتنا هذه، فتنبه.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[22 - 04 - 04, 04:38 م]ـ
أبو تقي وكثير بن عبيد كلاهما ثقة ولا شك ..
وهما من تلاميذ بقية الحمصيين، وقد قال أبو زرعة: [أهل حمص لا يميزون هذا]، فهذا كلام متين، من إمام متين في هذا الشأن، فلا يُرد بهذه السهولة ..
ومعنى هذا ــ كما سبق ــ[لا ينتبهون إلى صيغ التحمل فيجعلون بدل العنعنة التحديث كما حصل في هذا الحديث لم يسمع هذا الحديث من عبد العزيز فيبدو أنه رواه بالعنعنة أو نحو ذلك ولم ينتبه لهذا الراوي عنه فرواه عن بقية بالسماع من شيخه.].
أما كلام ابن حبان هنا، فقد سبق قول: [وقد يدخل في كلام ابن حبان ما قاله أبو زرعة فيما تقدم]، فتأمل.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[24 - 04 - 04, 04:01 م]ـ
وفي ((أجوبة الرازي على أسئلة البرذعي)) (2/ 449 ــ 450):
[وقال لي أبو زرعة في حديث أخطأ فيه بقية عن المسعودي: إذا نقل بقية حديث الكوفة إلى حمص يكون هكذا].
ـ[سويلم بن متروك]ــــــــ[11 - 04 - 06, 01:45 ص]ـ
أخي الكريم الشيخ /أبو المنهال الأبيضي
حول حديث:
[[من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه]]
قال الشيخ الألباني - رحمه اللهُ تعالى - في صحيح الجامع 6122: حسن
وخرجه في الصحيحة برقم 816.
سلمك اللهُ ورعاك.
ـ[ابو عبد الله الهلالى]ــــــــ[09 - 04 - 07, 05:18 ص]ـ
تحسين الالبانى معارض بقول الامامين الكبيرين ابى حاتم ابى زرعة الرازيينوقولهما مقدم على قوله للفارق الكبير بينهما وبينه فى العلم لا سيما علل الحديث
****
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[12 - 04 - 07, 11:13 م]ـ
صدقت ابا عبدالله , لكن اليوم جعل كلام الشيخ كانه وحي وردت أقوال الائمة لان الشيخ خالفهم.(40/220)
تحقيق حديث: لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 04:56 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين.
أما بعدُ:
" لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خيرٌ له من أن تمسه امرأة لا تحل له "
حديث منكر.
أخرجه الروياني في " مسنده " (2/ 323 / 1283)، والطبراني في " المعجم الكبير " (20/ 211 و 212/ 486 و 487).
من طريق شداد بن سعيد الراسبي، عن يزيد بن عبدالله بن الشخير، قال: حدثني معقل بن يسار، مرفوعاً، مثله.
قال المنذري في " الترغيب " (3/ 87): " رواه الطبراني والبيهقي، ورجال الطبراني رجال الصحيح ".
وقال مثله الهيثمي في " المجمع " (4/ 326)، ولم يعزه إلى البيهقي، ولم أقف عليه عنده.
قلت: شداد هذا وثقه أحمد، وابن معين، والنسائي، والبزار، وغيرهم.
ولكن قال العقيلي: " له غير حديث لا يتابع عليه ".
وقال ابن حبان: " ربما أخطأ ".
فيتلخص أن حاله أنه: " صدوق، في حفظه بعض الشيء "، كما قال البخاري.
وراجع " تهذيب التهذيب " (2 484، 485)، و" الضعفاء الكبير " (2/ 562).
ولكن خالفه بشير بن عقبة، فرواه: عن يزيد بن عبدالله بن الشخير، عن معقل بن يسار قال: " لأن يعمد أحدكم إلى مخيط فيغرز به في رأسي، أحب إلي من أن تغسل رأسي امرأة ليست مني ذات محرم ".
أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (4/ 15 / 17310).
وبشير بن عقبة أثق منه، ومن رجال الشيخين، فالمحفوظ أنه موقوف بهذا اللفظ.
ولكن قال النبي صلى الله عله وسلم: " اليد زناها البطش "، والحديث متفق عليه.
والبطش هنا اللمس، كما ذكر النووي في " شرح مسلم " (8/ 457).
وأيضاً من الأدلة أن يُمنع من ذلك سداً للذريعة.
وهذا هو قول الجمهور، وأما امتناع النبي صلى الله عليه وسلم من مصافحة النساء في البيعة، فغايته أنه يدل على الكراهة.
وكتب / أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي.
حامداً، ومصلياً على محمد، وعلى آله وصحبه، ومسلماً.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 05:00 ص]ـ
ويراجع في حكم مصافحة المرأة الأجنبية، كتاب ((أدلة تحريم مصافحة الأجنبية)) لشيخنا محمد بن إسماعيل المقدّم - حفظه الله -.
ـ[محمد السيد السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 04, 10:55 م]ـ
كيف لم يرد الأخوة على هذا الأخ، وقد كتب كلاما غريبا، والحديث صححه العلماء أمثال:
الإمام محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ عمرو عبد المنعم سليم في " السنن والمبتدعات " ص 242
وحسن إسناده الشيخ مصطفى العدوي في " بحث: ولا تقربوا الزنا " ص 88
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[26 - 06 - 04, 07:44 ص]ـ
سبق
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=447&highlight=%C8%E3%CE%ED%D8
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 06 - 04, 11:54 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبوالمنهال الآبيضى
حديث منكر.
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمدٍ تتوالى.
يا أبا المنهال.
حيَّاك الله بالخير .. كلِّ الخير.
وفقت للصواب، ونطقت به، وحكمت بالعدل.
ولا مزيد على ما ذكرته فى بيان حيثية الحكم بنكارة رفع الحديث.
ـ[مبارك]ــــــــ[27 - 06 - 04, 06:46 م]ـ
شداد بن سَعيد، أبو طلحة الراسبيُّ البصري.
وثقه أحمد بن حنبل، والنسائي، والبزار، وابن شاهين، وابن خلفون.
قال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: ثقة.
وقال إبراهيم بن عبدالله بن الجنيد: سألت يحيى بن معين عن شدَّاد بن سعيد، ويُكْنَى أبا طلحة، فقال: ثقة. قلت ليحيى: إن ابن عَرعَرة يَزْعُم أنه ضعيفٌ، فغضبَ وتكلَّم بكلامٍ، وأبو خَيْثَمة يسمع، فقال أبوخَيْثَمة: شَدَّاد بن سعيد ثقة. ثم قال يحيى: يَزْعُم ابنُ عَرْعَرة أنَّ سَلْم بن زُرَيْر ثقة.قال: كذاك يقول. قال: هو ضعيفٌ ضعيفٌ.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " وقال: ربما أخطأ.
قال مبارك: هذا دليل صريح في أن خطأه قليل، ومن ثبتت عدالته وثقته، فلا يسقط حديثه لمجرد أن أخطأ في أحاديث.
وقال البخاري: ضعَّفه عبالصمد بن عبدالوارث.
¥(40/221)
قال مبارك: وهذا جرح غير مفسر لا يعبأ به؛ والحافظ عبدالصمد بن عبدالوارث: وإن كان من الحفاظ غير معروف بنقد الرواة، فلا يساوي تضعيفه شيئاً أمام التوثيق الصادر من أئمة هذا الفن.
وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم.
قال مبارك: وهو كلام فيه نظر، لأنه غير مدعم بالدليل، مع مخالفته لتوثيق من سمينا من الأئمة، وقد يفسر نفي القوة عنه في هذا التعبير بفتور الحفظ.
وقال العقيلي: صدوق في حفظه بعض الشيء، ولا يتابع عليه، وله غير حديث لا يتابع على شيء منها.
قال مبارك: قوله: (في حفظه بعض الشيء) فهذا لا يضره إلا إذا كثر الخطأ، وكان الغالب على حديثه. أما الخطأ القليل فمن ذا سلم منه وكذا من الوهم؟، قال ابن معين: " لست أعجب ممن يحدث فيخطىء، إنما أعجب ممن يحدث فيصيب ".
وقوله: (ولا يتابع عليه ... ) فهذا ليس من الجرح في شيء، وليس من شرط الثقة أن يتابع في كل ماحدث به، وإنما شرطه أن لا يتفرد بالمناكير عن المشاهير فيكثر، ومن المعروف بداهة أنه ليس شرطاً في صحة كل حديث وجود المتابعة فيه.
وقال الدارقطني: يعتبر فيه.
وقال البيهقي: ليس بالقوي.
قال مبارك: وهذا ليس تضعيفاً وإنما يعني ليس بقوي قوة غيره ممن هو فوقه.
وقال ابن عدي: ليس له كثير حديث، ولم أر له حديثاً منكراً، وأرجوا أنه لا بأس به.
ولما ذكره ابن خلفون في " الثقات " ذكر عن البخاري أنه قال: هو صدوق في الأصل. (إكمال تهذيب الكمال: 6/ 223).
وقال الذهبي: صالح الحديث.
وقال الحافظ: صدوق يخطىء.
قال مبارك: قوله (يخطىء) فهذا لا يضره؛ لأنه ليس من حد الثقة: أنه لا يغلط ولا يخطىء، فمن يسلم من ذلك غير المعصوم الذي لا يُقَرُّ على خطأ.
بعد هذا أقول: شداد بن سويد (ثقة صدوق)، أقل أحواله أن يحسن حديثه إن لم يكن أعلى.
ومن الممكن أن يقال حينئذ: الموقوف وهو لا يُعل المرفوع، ولا يُعله المرفوع، لا ختلاف الرواة فيه على يزيد بن عبدالله الشخير فهذا محمول على أنه حدَّث به مرة مرفوعاً ومرة موقوفاً، والله أعلم.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 06 - 04, 07:34 م]ـ
إن كلام الشيخ أبي المنهال الآبيضي لا غبار عليه وجزاه الله خيرا.
الأخ مبارك:
أرجو أن يتسع صدركم لي:
1. إن حكم العلماء بالخطإ على الراوي يدل على كثرة وقوعه منه، أما القلة فقد تقع حتى من الحفاظ. ولا عبرة بكلام ابن حبان رحمه الله هنا، بقوله " ربما أخطأ"، إذ لا بد من النظر في أقوال غيره من الحفاظ كالعقيلي والبخاري.
2. لا يمكن أن يكون الحديث مرويا بالرفع مرة، وبالوقف مرة ومخرج الحديث واحد وهو يزيد بن عبد الله بن الشخير عن معقل بن يسار. فبقي الترجيح!! ولهذا يقدم وقف بشير بن عقبة للحديث على رفع شداد له. فالأول أحفظ وأضبط.
3. تفرد شداد بن سعيد بالرفع علة قادحة، إذ المخطئ لا بد أن يتابع على مروياته، وهو قول الدارقطني: "يعتبر به"، بل قال العقيلي:" وله غير حديث لا يتابع على شيء منها". ومع ذلك لا متابع له هنا. بل خولف ممن هو أضبط منه.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 06 - 04, 07:38 م]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمدٍ تتوالى.
ومن التتميم لكلام أبى المنهال، فإن رواية البيهقى فى ((شعب الإيمان)) (4/ 374/5455) من طريق سعيد بن سليمان النشيطى ثنا شداد بن سعيد أبو طلحة عن الجريري عن أبي العلاء عن معقل بن يسارٍ سمعت رسولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ((لأنْ يَكُونَ في رَأْسِ رَجُلٍ مِشْطٌ مِنْ حَدِيدٍ حَتَّى يَبْلُغَ الْعَظْمَ خيراً مِنْ أَنْ تَمَسَّهُ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ لَهُ بِمَحْرَمٍ)).
وقد زاد فى إسناده ((الجريرى))، والخطأ فيه من سعيد بن سليمان النشيطى البصرى. قال ابن أبى حاتمٍ ((الجرح والتعديل)) (4/ 26): ((سمعت أبى يقول: لا نرضاه وفيه نظر. وسألت أبا زرعة عنه، فقال: نسأل الله السلامة، قلت: هو صدوق، قال: نسأل الله السلامة وحرَّك رأسه، وقال ليس بالقوي)).
وبعد أن تأكد ضعف حديث شداد أبى طلحة الراسبى، فليكن هذا البيان من نوافل الإفادة، وتأكيداً لما سبق بيانه من أدلة:
¥(40/222)
[أولاً] الذى وقع من أبى طلحة الراسبى فى حديث معقل بن يسار هو مما يقال عنه: ((مخالفة الثقة للأوثق))، وعلى مقتضى القواعد والأصول الحديثية، يجب ترجيح رواية الأوثق، فيقال حينئذٍ: رواية الأوثق محفوظة، ورواية المخالف شاذة، ولذا وددت أن يكون الحكم علي حديث شداد بن سعيد الراسبى أنه ((حديث شاذ))، ولكن لا مشاحة من هذه الحيثية الاصطلاحية.
وإنما قلنا ذلك لئلا يقول قائل: إن الرفع زبادة من الثقة يجب قبولها!. فلا يغيبن عنك قول الجلال السيوطى فى ((الألفية)):
وَذُو الشُّذُوذِ مَا رَوَى المَقْبولُ ... مُخَالِفًا أَرْجَحَ، وَالمَجْعُولُ
أَرْجَحَ مَحْفُوظٌ وَقِيلَ مَا انْفَرَدْ ... لَوْ لَمْ يُخَالِفْ قِيلَ أَوْضَبْطًا فَقَدْ
[ثانياً] لا شكَّ ولا ارتياب؛ أن الجم الغغير أطلقوا القول بتوثيق شداد بن سعيد الراسبى، ومنهم: الإمام أحمد، ويحيى بن معين، وزهير بن حرب، وأبو حاتم، والبزار، والنسائى، وابن عدى، وابن شاهين.
[ثالثاً] وأما الشيخان، فلم يخرِّج له البخارى مطلقاً، بل نقل فى ((التاريخ الكبير)) (4/ 227) تضعيف عبد الصمد بن عبد الوارث البصرى إياه. وإنما أخرج له مسلمٌ حديثاً واحداً فى ((كتاب التوبة)) (2767)؛ عنه عن غَيْلانَ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ، فَيَغْفِرُهَا اللهُ لَهُمْ، وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى)). وقد يتوجَّه أن يقال: وإنما أخرجه الإمام مسلم كالمتابعة لحديث الباب:
قال (2767): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن طلحة بن يحيى عن أبي بردة عن أبي موسى قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دَفَعَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا، فَيَقُولُ: هَذَا فِكَاكُكَ مِنَ النَّارِ)).
[رابعاً] قد سبر جماعة من الأئمة أحاديث شداد، فوقفوا على أوهامٍ له، فوصفوه مع ثقته، بأنه ربما أخطأ ووهم. ولأجل ذلك أورده بعضهم فيمن تكلم فيه من الثقات.
ورأس هؤلاء الذين وصفوه بالوهم والخطأ: أبو جعفر العقيلى. فقد قال فى ((الضعفاء الكبير)) (2/ 185): ((شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي بصري. حدثنا آدم بن موسى سمعت البخاري قال: شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي، ضعفه عبد الصمد، ولكنه صدوق في حفظه بعض الشيء.
ومن حديثه: ما حدثناه إبراهيم بن محمد ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا شداد بن سعيد عن أبى الوازع عن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَا مِنْ قَوْمٍ اجتمعوا فى مَجْلِسٍ، وَتَفَرَّقُوا ولم يذكروا الله عز وجلَّ، إِلا كَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً إلى يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). هذا الحديث لا يتابع عليه. وله غير حديث لا يتابع على شيءٍ منها. وهذا الكلام يروى من غير هذه الطريق بإسناد صالحٍ)) اهـ.
قلت: وهذا الحديث الذى اختاره الإمام العلم أبو جعفر العقيلى للدلالة على وقوع شداد فى الوهم أحياناً، دلَّ على نباهته، وزكانته، ودقة ملاحظته فى الوقوف على أدق أخطاء الثقات المتكلم فيهم.
ولتتميم هذه الفائدة نقول: إن الحديث الذى انتقاه مما يدل على خطأ شداد بن سعيد ووهمه فى بعض الأحايين، فمرة يجعله من ((مسند عبد الله بن مغفل المزنى)) كما هاهنا، وأخرى وبنفس الطريق يجعله من ((مسند عبد الله بن عمرو بن العاص))، كما:
أخرجه أحمد (2/ 224) قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ثنا شداد أبو طلحة الراسبي سمعت أبا الوازع جابر بن عمرو يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا مِنْ قَوْمٍ جَلَسُوا مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فِيهِ إِلا رَأَوْهُ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
ولا يُعترض على أبى جعفر: بأن الحديث صحيح عن جماعة من الصحابة: أبى هريرة، وأبى أمامة، وأبى سعيد الخدرى!، وذلك لأنه لم ينفى صحة الحديث، بل احترز عن ذلك احترازاً دقيقاً حيث قال ((وهذا الكلام يروى من غير هذه الطريق بإسناد صالحٍ))، وإنما قصد إلى بيان خطأ شداد بن سعيد فيه.
[خامساً] لهذا قال الحاكم أبو احمد: ليس بالقوى عندهم. وقال الدارقطنى: بصرى يعتبر به ـ يعنى ينظر فى حديثه للاعتبار ـ. وقال الذهبى: صدوق وغيره أقوى منه. وقال الحافظ العسقلانى: صدوق يخطئ.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 06 - 04, 07:56 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل أبا محمد الألفي ونفع بكم.
لقد أصبت وأجدت فما شاء الله لا قوة إلا بالله.
¥(40/223)
ـ[مبارك]ــــــــ[28 - 06 - 04, 04:57 ص]ـ
قال مبارك عفا الله عنه: هاهنا أقف بعض الوقفات:
الوقفة الأولى: قولك (إن حكم العلماء بالخطأ على الراوي يدل على كثرة وقوعه منه ... ) هذا الكلام فيه مبالغة ولم يتأتى عن استقراء وسبر، بل قولهم (يخطىء) ليس بمعنى (كثير الخطأ)، فإن الأول معناه أنه يقع أحياناً في حديثه خطأ، والأخر معناه أن الغالب على حديثه الخطأ؛ وهذا لايحتج به، بخلاف الأول فهو حجة عند عدم المخالفة. وما أجمل مقاله العلامة النقاد ذهبيُ العصر المعلمي اليماني ـ رحمه الله ـ في " التنكيل " (ص/ 696):
" وليس من شرط الثقة أن لا يخطىء ولا يهم، فما من ثقة إلا وقد أخطأ، وإنما شرط الثقة أن يكون صدوقاً الغالب عليه الصواب فإذا كان كذلك، فما تبين أنه أخطأ فيه اطرح وقبل ماعداه "
الوقفة الثانية: قولك (ولا عبرة بكلام ابن حبان ـ رحمه الله ـ هنا بقوله: " ربما أخطأ " إذ لا بد ..... )، بل كلامك ـ بارك الله فيك ـ يحتاج إلى تأني وعدم استعجال؛ لأن كلام ابن حبان الإمام مبناه على أمرين:
* إما استقراء لمرويات شداد بن سعيد فرأى الغالب على حديثه الصحة والاستقامة.
* وإما بالنظر لما قيل فيه من أقوال ثم استخلص من ذلك أنه: ثقة ربما أخطأ.
فالعجيب في الأمر كيف تتشبث بقول البخاري والعقيلي فيه وتترك قول الجمهور وفي مقدمتهم أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبي حاتم ...
الوقفة الثالثة: قولك (لا يمكن أن يكون الحديث مروياً ... ) وهذا ليس بعلة؛ فقد رفعه ثقة، وهي زيادة يجب قبولها ولا يجوز هدرها، لأن في ذلك تخطئة للثقة بلا حجة. ولو فتشت في كتب التخريج والعلل لوجدت الشيء الكثير من ذلك، وقد يخالف البعض في ذلك؛ لكن ليس هناك قاعدة مضطردة في هذا الباب.
الوقفة الرابعة: قولك (تفرد شداد بن سعيد بالرفع علة قادحة .... ) وهذا لا يضره فإنه ثقة ... ويجاب عن كلام العقيلي بما قاله ابن عدي: " ولم أر له حديثاً منكراً ".
قال مبارك: أبو الوازع اسمه جابر بن عمرو الراسبي البصري، ويقال الكوفي.
وثقه أحمد وابن معين في رواية.
وقال ابن معين مرة: ليس بشيء.
وقال النسائي: منكر الحديث.
وقال ابن سعد: قليل الحديث.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات ".
وقال الذهبي في " الكاشف ": ثقة.
وقال الحافظ: صدوق يهم.
وقال ابن عدي: لا أعرف له كثير رواية، وإنما يروي عنه قوم معدودون، وأرجوا أنه لا بأس به.
فمن كان هذا حاله فتعصيب الجناية به أولى من إلصاقها بمن هو أوثق منه أو على الأقل خيراً منه.
ـ[مبارك]ــــــــ[29 - 06 - 04, 12:50 ص]ـ
صدر الإمام الذهبي ترجمة شداد بن سعيد الراسبي في كتابه " ميزان الأعتدال " ب " صح " الدال على أن العمل على توثيق الرجل.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[29 - 06 - 04, 10:20 ص]ـ
يا أبا عبدالرحمن - بارك الله فيك - مالك تدندن حول كون شداد ثقة، فلو فرضنا أنك أثبت لنا أنه ثقة فما أظن أنك تخالفنا في كون بشير بن عقبة أوثق منه، فلماذا كل هذه النقولات!
فثبت أن الحديث منكر، وهو بمعنى الشاذ على الصحيح، فقد سوى بينهما ابن الصلاح في (علوم الحديث) ص 64، وأقره ابن كثير في (اختصار علوم الحديث) ص 50، والنووي في (التقريب) ج 1 / ص 276 - التدريب، والعراقي في (التقييد والإيضاح) ص 105، و (فتح المغيث) ص 88 و 89، وابن الملقن في (المقنع) ج 1 / ص 169، والصنعاني في (توضيح الأفكار) ج 1 / ص 345.
وخالف في ذلك ابن حجر في (نزهة النظر) ص 42 فخص المنكر بمخالفة الضعيف وكذا في (هدي الساري) و (النكت)، وأقره السيوطي - كعادته - في (تدريب الراوي) ج 1 / ص 279، وانتصر لهذا القول السخاوي في (فتح المغيث) ج 1 / ص 235 و 236، وهناك تعقبات على ما ذكر ابن حجر في (هدي الساري)، وكذا السخاوي لذكرها موضع آخر.
وصنيع الأئمة المتقدمين الحكم على مثل ذلك بالنكارة سواء كان المخالف ثقة أو ضعيف، وللمسألة تفصيل وأمثة من كلام الأئمة لذكره موضع آخر، وما أفقه الشيخ أحمد شحاتة حيث قال: " ولكن لا مشاحة من هذه الحيثية الاصطلاحية ".
ـ[مبارك]ــــــــ[29 - 06 - 04, 06:10 م]ـ
قال الذهبي في " الكاشف " (2/ 6) في " ترجمة شداد بن سعيد:
¥(40/224)
" ... وثقه أحمد وغيره، وضعفه من لا يعلم ".
* بشير بن عقبة الناجي السامي،ويقال: الأزدي أبو عقيل الدورقي البصري.
وثقه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، والفلاس، وابن حبان، والذهبي، وابن حجر.
قال مسلم بن إبراهيم الدَّورقي: هو عندهم ثقةٌ.
وقال عبدالرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أبو عقيل الدَّورَقي صالح الحديث. قلت: يُحتجُّ بحديثه؟ قال: صالح الحديث.
قال أبو عبدالرحمن: وهذا وإن كان توثيقاً في اعتبار أكثر المحدثين. ولكنه ليس كذلك بالنظر إلى اصطلاح أبي حاتم نفسه. فقد جاء في مقدمة الجرح والتعديل عند بيان درجات رواة الآثار مانصه:
" ... وإذا قيل صالح الحديث فإنه يكتب حديثه للاعتبار ... " (2/ 37).
* قال الإمام الخطيب البغدادي: " اختلاف الروايتين في الرفع والوقف لا يؤثر في الحديث ضعفاً؛ لجواز أن يكون الصحابي يُسْنِدُ الحديثَ مرّةً ويرفعُهُ إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويذكُرُهُ مرّةً أخرى على سبيل الفتوى ولا يرفعه، فحفظ الحديثُ عنه على الوجهين جميعاً، وقد كان سفيان بن عيينة يفعل هذا كثيراً في حديثه، فيرويه تارةً مسنداً مرفوعاً، ويقِفُهُ مرّةً أخرى قصداً واعتماداً، وإنما لم يكن هذا مؤثراً في الحديث ضعفاً، ... لأن إحدى الروايتين ليستْ مكذِّبَةً للأخرى، والأخذ بالمرفوع أولى؛ لأنه أزيدُ " (الكفاية: ص: 587ـ 588).
وهذه في التحقيق طريقة كبار النقاد من الأئمة كما هو الشأن في إطلاق من أطلق: (زيادة الثقة مقبولة) كالبخاري وابن حبان والدارقطني وغيرهم.
قال الإمام النقاد ابن حبان في كتاب " الثقات " (8/ 1): " ... وزيادة الألفاظ عندنا مقبولة عن الثقات إذا جائز أن يحضر جماعة شيخاً في سماع شيء ثم يخفى على أحدهم بعض الشيء ويحفظه من هو مثله أو دونه في الإتقان ... "
* قال مبارك: تبين لي فيما ذكرته أن شداداً وبشيراً كلاهما ثقة؛ والزيادة من الثقة مقبولة، وقد زاد الرفع بشير وهو ثقة. فهذا هو الجمع وفيه إعمال لكلا الروايتين بخلاف الترجيح ففيه هدر لإحدى الروايتين.
هذا ماعندي أخي الكريم المفضال الغالي أبا المنهال ـ حفظك الله من كل فتنة وشر ـ.
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[07 - 08 - 04, 05:20 ص]ـ
سئلت العلامة المحدث محمد عمرو عبد اللطيف عن هذا الحديث، فقلت:
"حديث معقل بن يسار الذي أخرجه الطبراني والبيهقي من طريق شداد بن سعيد (لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد في رأسه ... ) قلت له يا شيخ هذا الحديث ورد في موضع آخر عن عقبة بن بشير موقوفاً بلفظ مختلف .. فهل رواية شداد بن سعيد شاذة؟
قال لي: رواية الطبراني والبيهقي ضعيفة .. قلت له الشيخ الألباني حسنها .. قال لي: أعرف أنه حسنها، ولكنها رواية معللة .. و ((نادراً ما يتفرد الطبراني أو البيهقي بحديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم))."
ـ[المهندي]ــــــــ[08 - 08 - 04, 11:33 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعدُ:
" لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خيرٌ له من أن تمسه امرأة لا تحل له "
هل يصح أن يستدل من هذا الحديث بأن كلمة "تمسه" جاءت هنا بمعنا "الجماع"
كما جاء في القرآن الكريم , قال تعالى: {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} سورة مريم (20) , وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} سورة المجادلة (3)
وأظن أني قرأت حديث ولكني لاأذكره جيدا وهو أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يمسك بيد الأمة ويمشي في حاجتها. (سأبحث عن الحديث إن شاء الله)
وجزاكم الله خيرا
ـ[المهندي]ــــــــ[10 - 08 - 04, 05:07 م]ـ
الحديث:
روى الإمام أحمد في مسنده عن أنس قال: ((إن كانت الوليدة (أي الأمة) من ولائد المدينة لتأخذ بيد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فما يدع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت))
ورواه البخاري بلفظ: ((إن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فتنطلق به حيث شاءت)).
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[11 - 08 - 04, 04:16 ص]ـ
تعقيباً على ما قاله أخي المهندي:
فقد قال الحافظ ابن حجر في الفتح: "والمقصود من الأخذ باليد لازمه وهو الرفق والانقياد. وقد اشتمل على أنواع من المبالغة في التواضع لذكره المرأة دون الرجل , والأمة دون الحرة , وحيث عمم بلفظ الإماء أي أمة كانت , وبقوله " حيث شاءت " أي من الأمكنة. والتعبير بالأخذ باليد إشارة إلى غاية التصرف حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة والتمست منه مساعدتها في تلك الحاجة على ذلك , وهذا دال على مزيد تواضعه وبراءته من جميع أنواع الكبر صلى الله عليه وسلم." أ. هـ
قلت: وهكذا لا يتعارض هذا الحديث (حديث: إن كانت الأمة من إماء المدينة .. إلخ) مع قول عائشة رضي الله عنها: " -والله- ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط إلا امرأة يملكها. رواه البخاري (6674)، ومسلم (3470)، والترمذي (3228)، وابن ماجة (2866)، وأحمد (23685)، وغيرهم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
¥(40/225)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 08 - 04, 04:26 ص]ـ
1 - روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال:"إن كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فتنطلق به حيث شاءت".
وفي رواية أحمد وابن ماجه "فما ينزع يده من يدها ... " (وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه برقم 4177).
وابن حجر متأثر بإسلوب الأشاعرة وهو صرف النص عن ظاهره وتأويله.
2 - جاء في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت رضي الله عنه فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك ... الحديث.
وأم حرام ليست من محارمه-صلى الله عليه وسلم-
وأما دعوى خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم فقد ردها القاضي عياض بأن الخصائص لا تثبت بالاحتمال , وأن الأصل عدم الخصوصية , وجواز الاقتداء به في أفعاله حتى يقوم على الخصوصية دليل.
وبالغ الحافظ الدمياطي في الرد على من ادعى أنها من محارم النبي- صلى الله عليه وسلم-. (انظر في ذلك فتح الباري (13/ 230 - 231).
ـ[المهندي]ــــــــ[12 - 08 - 04, 10:10 ص]ـ
الرفع للأهمية
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 08 - 04, 11:32 ص]ـ
الأحاديث قد وردت بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم تمس يده يد امرأة لاتحل له، وكان يبايع النساء بدون مصافحة
وهذا هو الأمر المحكم من فعله صلى الله عليه وسلم فإذا جاء في خبر محتمل أنه مس يد امرأة لاتحل له كما في حديث الأمة فإنه في هذه الحالة يرد المتشابه إلى المحكم
وجواب الحافظ ابن حجر رحمه الله مسدد وموفق وفيه رد المتشابه إلى المحكم والجمع بين النصوص
قال تعالى (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا)
فرد المتشابه من النصوص إلى المحكم هو صفة الراسخين في العلم
وينظر هذا الرابط للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=61065#post61065
وقد جاء في صحيح مسلم (2657) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (كتب على بن آدم نصيبه من الزنى مدرك ذلك لا محالة فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج ويكذبه).
وجاء في شرح النووي على صحيح مسلم ج: 16 ص: 206
معنى الحديث أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزنا فمنهم من يكون زناه حقيقيا بادخال الفرج في الفرج الحرام ومنهم من يكون زناه الحرام اوالاستماع الى الزنا وما يتعلق بتحصيله
او بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده او يقبلها او بالمشي بالرجل الى الزنا اوالنظر او اللمس او الحديث الحرام مع اجنبية ونحو ذلك او بالفكر بالقلب فكل هذه انواع من الزنا المجازي والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه معناه أنه قد يحقق الزنا بالفرج وقد لا يحققه بأن لا يولج الفرج في الفرج وان قارب ذلك والله اعلم) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 08 - 04, 12:19 م]ـ
وأما الزيادة الواردة عند أحمد (3\ 174و215 وابن ماجه (4177) بلفظ (فما ينزع يده من يدها) ففي سندها علي بن زيد بن جدعان وفيه ضعف.
ـ[حارث همام]ــــــــ[12 - 08 - 04, 01:15 م]ـ
تعقيب على كلام الشيخين أستاذنا الفقية وحبيبنا محمد الأمين:
حفيد ابن جدعان ضعيف، وقد فهم السلف -كالبخاري- قبل ابن حجر من الحديث أن المراد نفي الكبر (انظر تبويبه)، ولم يرد إثبات الأخذ باليد حقيقة، ولو تحاكمنا للظاهر فإن الظاهر لايتصور منه دخول امرأة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم جره من يده إلى حيث شاءت إلاّ أن تكون غير عاقلة أو راشدة.
أما العاقل فيقول اتبعني إلى مكان كذا.
وعلى هذا نقول لمن يحاكم إلى الظاهر النص يحتمل أموراً:
1 - الأمة غير الراشدة (الصغيرة) وهو أشبه فإن الذي يأخذ بيد الكبار إلى حيث أراد في الغالب هم الأطفال ومن لايستطيع أن يعرب.
2 - أن تكون الأمة امرأة راشدة وهذه لايحتمله السياق وتصور الحال فهو خلاف الظاهر ويبقى الأول هو الظاهر.
فإن قال قائل: لا بل قد يتصور أن تأت امرأة راشدة فتجر النبي صلى الله عليه وسلم مع مهابته إلى حيث شاءت وهذا هو ظاهر هذا الأثر، قلنا فلنتحاكم إلى الظاهر مرة أخرى ويقال عندها لنسلم جدلاً بأن هذا هو ظاهر اللفظ فالظاهر أيضاً من النصوص الأخرى أن هذه الصورة مستثناة بدليل حديث عائشة وهو مقتضى القواعد الأصولية، فإن الأمة من حيث أصل وضع اللغة هي العبدة المملوكة له أو لغيره صغيرة كانت أو كبيرة وحديث عائشة في المرأة وهي أنثى الرجل وقد جاء وصف لها مقيد فيقيد المطلق هناك بهذين القيدين هنا وذلك أولى من الترجيح أو إعمال التعارض.
والله أعلم
¥(40/226)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[06 - 09 - 04, 04:24 ص]ـ
أخي محمد السيد – بارك الله فيك – الحديث لم يصححه الإمام ناصر الدين الألباني، وإنما جوّد إسناده فقط، وأقره شيخنا محمد بن إسماعيل في " أدلة تحريم مصافحة الأجنبية " (ص 7 – 8)، وكذا الشيخ مجدي بن عرفات في " مجلة التوحيد " (ص 49 / العدد الرابع – ربيع الآخر 1422).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[15 - 10 - 04, 08:22 ص]ـ
سئلت العلامة المحدث محمد عمرو عبد اللطيف عن هذا الحديث، فقلت:
"حديث معقل بن يسار الذي أخرجه الطبراني والبيهقي من طريق شداد بن سعيد (لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد في رأسه ... ) قلت له يا شيخ هذا الحديث ورد في موضع آخر عن عقبة بن بشير موقوفاً بلفظ مختلف .. فهل رواية شداد بن سعيد شاذة؟
قال لي: رواية الطبراني والبيهقي ضعيفة .. قلت له الشيخ الألباني حسنها .. قال لي: أعرف أنه حسنها، ولكنها رواية معللة .. و ((نادراً ما يتفرد الطبراني أو البيهقي بحديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم))."
يُراجع تعليق الأخ الأزهري السلفي - حفظه الله - في هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21855
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[27 - 11 - 04, 05:16 م]ـ
هناك أمران أتمنى أن يتعرض لهما القائلون بضعف الحديث:
الأمر الأول: هل مجرد المخالفة بين الثقة والأوثق منه تستلزم عند المحدثين -لا سيما المتقدمين منهم - رد هذا الحديث، وذلك أنني قرأت للحافظ ابن حجر في النكت والسخاوي في فتح المغيث أنه ليس للمحدثين المتقديمن منهج مطرد في اختلاف الثقات، بل لكل حديث اعتباره الخاص مع القرائن كما يقال في حديث (لا نكاح إلا بولي) الذي أرسله الثوري وشعبة ووصله من هو دونهما، ومع ذلك صحح البخاري الرواية الموصولة كما قال العراقي (مع كون من أرسله كالجبل) فما موقع حديثنا هذا مما ذكر؟
الأمر الثاني: هل يصح أن يقال: الموقوف موافق للمرفوع، وذلك أنه لا يقال مثل هذا الوعيد من قبل الرأي، فأحد الطريقين ورد الرفع فيه صريحا، وورد في الآخر موقوفا له حكم الرفع؟
أرجو اإفادة والتوضيح.(40/227)
ما تخريج هذا الأثر [القبر روضة من رياض الجنه أو حفرة من حفر النيران)]
ـ[محب الخير]ــــــــ[19 - 04 - 04, 09:43 م]ـ
الأثر هو (القبر روضة من رياض الجنه أو حفرة من حفر النيران)
فهل هو نص حديث أو قاله أحد الناس .. فأرجوا منكم
المساعده في بيانه من حيث سنده ومتنه ومن أخرجه وكلام أهل
العلم عليه .. كتب الله أجركم
وفي إنتظار ردودكم
ـ[عبدالقاهر]ــــــــ[19 - 04 - 04, 11:51 م]ـ
أخي الكربم: محب الخير
مشاركتى انما هي اشارة وليست تخربجاً.
الحديث عند الترمذي انقله بطوله والشاهد في آخره:
حدثنا محمد بن أحمد بن مدويه حدثنا القاسم بن الحكم العرني حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عطية عن أبي سعيد قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مصلاه فرأى ناسا كأنهم يكتشرون قال أما إنكم لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات لشغلكم عما أرى فأكثروا من ذكر هاذم اللذات الموت فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه فيقول أنا بيت الغربة وأنا بيت الوحدة وأنا بيت التراب وأنا بيت الدود فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر مرحبا وأهلا أما إن كنت لأحب من يمشي على ظهري إلي فإذ وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك قال فيتسع له مد بصره ويفتح له باب إلى الجنة وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر قال له القبر لا مرحبا ولا أهلا أما إن كنت لأبغض من يمشي على ظهري إلي فإذ وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك قال فيلتئم عليه حتى يلتقي عليه وتختلف أضلاعه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصابعه فأدخل بعضها في جوف بعض قال ويقيض الله له سبعين تنينا لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا فينهشنه ويخدشنه حتى يفضى به إلى الحساب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
وفي الحديث:عبيد الله بن الوليد الوصافي ضعفعه الحفاظ كيحي بن معين وأبي زرعة حتى قال عنه النسائي متروك.
وفي السند ايضاً:
عطية العوفي ضعفه أكثر الاكابر من الحفاظ كـ أحمد وأبي حاتم وغيرهم,
ـ[محب الخير]ــــــــ[20 - 04 - 04, 02:04 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي عبدالقاهر وبلغني وإياك منازل العلماء
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[20 - 04 - 04, 02:29 ص]ـ
ضعفه إسناده حافظ الوقت الشيخ الألباني - رحمه الله - في " العقيدة الطحاوية شرح وتعليق " (ص 85).
ـ[محب الخير]ــــــــ[20 - 04 - 04, 04:31 م]ـ
غفر الله لك اخي أبو المنهال(40/228)
أبحث عن تخريج حديث [إزرة المسلم إلى نصف الساق ولاحرج ... ]
ـ[عبد الله المسلم]ــــــــ[20 - 04 - 04, 03:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أبحث عن تخريج لهذا الحديث:
حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه قال:
سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار فقال: على الخبير سقطت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أزرة المسلم إلى نصف الساق ولاحرج أو لا جناح فيما بينه وبين الكعبين ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، من جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه.
وإن كان احداً وقف على تخريج له من قبل فليدلني هل يثبت هذا الحديث بهذا اللفظ؟؟
وجزاكم الله خيراً ...
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[20 - 04 - 04, 10:37 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي:
في مسند الإمام أحمد بن حنبل ج3/ص97
11944 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا شعبة حدثني العلاء بن عبد الرحمن قال سمعت أبي يحدث قال سألت أبا سعيد عن الإزار فقال على الخبير سقطت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إزرة المؤمن إلى نصف الساق ولا حرج أو لا جناح فيما بينه وبين الكعبين ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار ومن جر إزاره بطرا لم ينظر الله إليه 11986
و في صحيح ابن حبان ج12/ص262
5446 أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان قال حدثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه قال أتيت أبا سعيد الخدري فقلت أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الإزار شيئا قال نعم سمعته يقول إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما أسفل من ذلك ففي النار لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا
وفي سنن ابن ماجه ج2/ص1183
3573 حدثنا علي بن محمد ثنا سفيان بن عيينة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه قال قلت لأبي سعيد هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا في الإزار قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه لا جناح عليه ما بينه وبين الكعبين وما أسفل من الكعبين في النار يقول ثلاثا لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطرا
و في الموطأ مالك ج2/ص914
1631 وحدثني عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه انه قال سألت أبا سعيد الخدري عن الإزار فقال انا أخبرك بعلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إزرة المؤمن إلى إنصاف ساقيه لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين ما أسفل من ذلك ففي النار ما أسفل من ذلك ففي النار لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا
و حديث إزرة المؤمن إلى نصف الساق في صحيح الجامع الصغير
وفي البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه:
ج5/ص2182
5451 حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[06 - 01 - 10, 11:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(40/229)
حكم رواية الخوارج
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[20 - 04 - 04, 08:18 م]ـ
إن الحمد لله تعالى، نحمده، ونستعين به، ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فهذا بحث في حكم رواية الخوارج.
قال أبوداود – كما في " سؤلات الآجري " (2/ 117) –: " ليس في أهل الأهواء أصح حديثاً من الخوارج ".
وأقره ابن حجر في " هدي الساري " (ص 432، 433).
واعترض على ذلك بقول ابن لهيعة: " سمعت شيخاً من الخوارج تاب، ورجع، وهو يقول: إن هذه الأحاديث دين فانظروا عمن تأخذون دينكم، فإنا كنا إذا هوينا أمراً صيرناه حديثاً ".
وممن اعترض ابن حجر في " تهذيب التهذيب " (4/ 398) بعد ذكره لأثر ابن لهيعة، قال: " وأما قول أبي داود: أن الخوارج أصح أهل الأهواء حديثاً، ليس على إطلاقه ".
وأقره السخاوي في هامش " فتح المغيث " (2/ 61 – حاشية) بعد أن ذكر هذا الأثر، قال: " وحينئذ فقول أبي داود: " ليس في أهل الأهواء أصح حديثاً من الخوارج "، ليس على إطلاقه، كما أفاده شيخنا ".
قلت: ولا حجة في ذلك؛ لأن هذا الأثر منكر، وإليك بيانه:
أخرجه الفريابي في " الصيام " (34)، ومن طريقه الخطيب في " الجامع لأخلاق الراوي " (1/ 159)، وابن الجوزي في " الموضوعات " (1/ 20)، عن يوسف بن الفرج، وأبونعيم الحلبي، وإسحاق بن البهلول الأنباري، قالوا جميعاً: حدثنا عبدالله بن يزيد المقرئ، حدثنا ابن لهيعة، به.
وأخرجه الحاكم في " المدخل إلى الإكليل " (34) عن أبي نعيم الحلبي، به.
قلت: الذي يظهر من هذا التخريج أن الفريابي جمع بين الألفاظ، والصواب أن لفظة: " الخوارج " تفرد بها أبونعيم هذا، وقد قال فيه أبوداود: " ثقة، إلا أنه تغير في آخر أمره، لقن أحاديث ليس لها أصل ".
ويوسف بن الفرج لم أقف على ترجمته.
وإسحاق بن البهلول رواه عنه ابنه، فقال: ثنا أبى، قال: ثنا أبوعبدالرحمن المقرئ، قال: سمعت ابن لهيعة يذكر أنه سمع رجلاً من أهل البدع رجع عن بدعته، فجعل يقول: انظروا هذا الحديث عمن تأخذونه فإنا كنا إذا رأينا رأياً جعلناه حديثاً.
أخرجه الهروي في " ذم الكلام " (1387)، وعنه الخطيب في " الكفاية " (1/ 373) بسند صحيح إلى ابن لهيعة.
وتابع إسحاق عليه، محمد بن عبدالله بن يزيد المقرئ، عن، أبيه، به.
أخرجه ابن عدي في " مقدمة الكامل " (1/ 157) بسند صحيح إلى ابن لهيعة.
وتابعهما محمد بن أحمد بن الجنيد، عن عبدالله بن يزيد المقرئ، به.
أخرجه ابن حبان في " مقدمة المجروحين " (1/ 82)، وابن الجوزي في " الموضوعات " (1/ 20) بسند صحيح إلى ابن لهيعة.
وقد توبع عبدالله بن يزيد المقرئ، تابعه عبدالرحمن بن مهدي، عن ابن لهيعة، به.
أخرجه أبونعيم في " الحلية " (9/ 39)، ومن طريقه ابن حجر في " مقدمة اللسان " (1/ 8، 9) بسند صحيح إلى ابن لهيعة.
قال ابن حجر: " حدث بها عبدالرحمن بن مهدي الإمام، عن ابن لهيعة، فهي من قديم حديثه الصحيح ".
وخالفهما المعافى بن عمران فرواه عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، قال: حدثني المنذر بن الجهم – وكان قد دخل في الأهواء، ثم نزع بعد ذلك وأنكره، وكان لما نزع–، يقول: " أحذركم أصحاب الأهواء فإنا والله كنا نحتسب الخير في أن نروى لكم ما يضلكم ".
فجعله من قول أبي الأسود، وصرح بأن الرجل هو المنذر.
أخرجه الخطيب في " الكفاية " (1/ 386) بسند صحيح إلى ابن لهيعة.
والمعافى ثقة، وتابعه عبدالله بن يوسف التنيسي، عن ابن لهيعة، به.
أخرجه ابن عدي في " مقدمة الكامل " (1/ 151)، ومن طريقه السمعاني في " أدب الإملاء والاستملاء " (ص 56)، عن محمد بن أحمد بن حماد، ثنا محمد بن خلف، ثنا عبدالله بن يوسف، به.
وإسناده ضعيف؛ محمد بن خلف هو المرزبان، قال الدارقطني: " إخباري لين".
ومحمد بن أحمد بن حماد، هو الدولابي، قال الدارقطني: " تلموا فيه، ما تبين من أمره إلا خير ".
وخالفهم عمران بن هارون الرملي فرواه عن ابن لهيعة، حدثني أبوالأسود، عن منذر بن جهم الأسلمي، قال: كان رجل منا في الأهواء زمانا ثم صار بعد إلى أمر الجماعة، فقال لنا: " أنشدكم الله أن تسمعوا من أصحاب الأهواء فإنا والله كنا نروي لكم الباطل ونحتسب الخير في ضلالتكم ".
فجعله من قول المنذر.
أخرجه ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (2/ 32)، وإسناده ضعيف؛ عمران بن هارون، وإن كان صدقه أبوزرعة، ولكن لينه ابن يونس، وقال ابن حبان في " الثقات ": " يخطئ ويخالف ".
فالذي يظهر أن الاضطراب من ابن لهيعة نفسه، فإنه قد اختلط، ولكن رواية عبدالرحمن بن مهدي، وعبدالله بن يزيد المقرئ عنه كانت قبل الاختلاط فهي صحيحة، فهذا الإثر حسن دون قول: " من الخوارج ".
فتبين مما سبق أن قول أبي داود يبقى على إطلاقه، وهذا ما يقتضيه الأثر والنظر.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله صحبه، وسلم.
وكتب / أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي.
¥(40/230)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[29 - 04 - 04, 07:43 ص]ـ
ذكر ابن حجر في " النكت " (ص 355) عند ذكر الصنف الثاني من الوضاعين، فذكر أصحاب الأهواء، ومنهم الخوارج، واستدل بقصة الخارجي التائب!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 04 - 04, 08:34 ص]ـ
قول المحدثين: هذا أصح حديث في الباب، لا يقتضي صحة ذلك الحديث.
فكذلك مقولة أبي داود، لا تقتضي أن حديث الخوارج صحيح، بل أنه أفضل من غيره فحسب.(40/231)
الجواب عمن شَرِبَ دمَ حِجَامة رَسُولِ اللهِ من الأصحاب
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[21 - 04 - 04, 05:15 م]ـ
الحمد لله الذى جعل الدعائم للإسلام أركانا، ومحبة الرسول على الإيمان دليلاً وبرهانا، فأما الذين اهتدوا فزادهم هدىً وعرفانا، وأذاق من طغى وتكبر من العذاب صنوفاً وألوانا، وتوعده فى الآخرة ذلاً وخزياً وهوانا. فلله كم فى الإيمان بالله من زاكيات الثَّمَرْ، وفى محبة رسول الرحمن من زاهيات الزَّهَرْ، فأهله فى الدنيا مُنَعَّمون وفى الآخرة فى جناتٍ ونَهَرْ، والصلاة والسلام الأتمان على المبعوث رحمةً وهدايةً للبشرْ، ما تعاقب الليل والنهار، ودار فى فلكيهما الشمس والقمرْ. وبعد ...
فإنى بعد فراغى من كتابى ((طوق الحمامة فى التداوى بالحجامة))، وصلتنى أسئلة كثيرة تتعلق ببعض الأمور التى أجملتُ ذكرها، ولم أرد الإسهاب فى بيانها. فكان من ألطف الأسئلة الواردة: هل شرب أحد من الصحابة دم حجامة النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟.
فأقول، والله المستعان. فيه ثلاثة أحاديث:
(الأول) حديث عبد الله بن الزبير، وهو أصحها:
قال أبو بكر بن أبى عاصمٍ فى ((الآحاد والمثانى)) (1/ 414/578): حدثنا محمد بن المثنى نا موسى بن إسماعيل نا هنيد بن القاسم سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير أن أباه ـ يعنى عبد الله بن الزبير ـ حدَّثه: أنه أتي النَّبىَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو يحتجم، فلما فرغ، قال: ((يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهرقه، حيث لا يراه أحد))، فلما برز عن النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمد إلى الدم فشربه، فقال: يا عبد الله ما صنعت؟، قال: جعلته في أخفى مكانٍ ظننت أنه يخفى على الناس، قال: ((لعلك شربته))، قال: نعم، قال: ((ولم شربت الدم!، ويل للناس منك، وويل لك من الناس)).
قال أبو سلمة موسى بن إسماعيل: فيرون أن القوة التي كانت في ابن الزبير من قوة دم النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه كذلك البزار (6/ 169/2210)، وأبو نعيم ((الحلية)) (1/ 330)، والحاكم (3/ 638)، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 67)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (28/ 164،163)، والضياء ((المختارة)) (9/ 309:307/ 267،266) جميعاً من طريق موسى بن إسماعيل ثنا هنيد بن القاسم بن عبد الرحمن بن ماعز قال سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير يحدث أن أباه حدثه أنه أتى النَّبىَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يحتجم فذكره.
قلت: هذا الإسناد رجاله ثقات مشاهير رجال الصحيحين، خلا هنيد بن القاسم بن عبد الرحمن بن ماعز ليس بالمشهور، تفرد عنه أبو سلمة البصرى. وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 515/6010).
وقال البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (8/ 249/2892): ((هنيد بن القاسم بن عبد الرحمن بن ماعز. رأى العداء بن خالد، وعامر بن عبد الله بن الزبير، والقاسم بن عبد الرحمن، والقاسم بن عبد الله. روى عنه: موسى بن إسماعيل))، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وكذلك ذكره ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (9/ 121/509)، فلم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقال الحافظ الهيثمى ((مجمع الزوائد)) (8/ 270): ((هنيد بن القاسم ثقة)).
وقد توبع على حديثه، ولم يتفرد ..
فقد أخرج أبو أحمد الغطريفى ((جزء ابن الغطريف)) (65)، وأبو نعيم ((الحلية)) (1/ 330)، وابن عساكر ((التاريخ)) (20/ 233و28/ 168) من طرق عن سعد أبي عاصم مولى سليمان بن علي عن كيسان مولى عبد الله بن الزبير أخبرني سلمان الفارسي: أنه دخل على رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإذا عبد الله بن الزبير معه طست يشرب ما فيه، فقال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما شأنك يا ابن أخي؟، قال: إني أحببت أن يكون من دم رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في جوفي، فقال: ((ويلٌ لك من الناس، وويلٌ للناس منك، لا تمسَّك النار إلا قَسَمَ اليمين)).
قلت: وهذا إسناد صالح فى المتابعات. سعد بن زياد أبو عاصم مولى سليمان بن على، ذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (6/ 378).
¥(40/232)
وقال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (4/ 83): ((سعد بن زياد أبو عاصم مولى سليمان بن على. روى عن: سالم، وعمرة أخت نافع، ونافع مولى حمنة، وعمر بن مصعب، وكيسان مولى عبد الله بن الزبير. روى عنه: موسى بن إسماعيل، وعبد الرحمن بن المبارك، وعبيد الله بن عمر القواريرى، ومحمد بن أبى بكر المقدمي، وعبد الله بن حميد بن الأسود. سعت أبى يقول: يكتب حديثه وليس بالمتين)). يعنى: صالح الحديث، يكتب حديثه للاعتبار.
فقد قالها أبو حاتم الرازى كما فى ((الجرح والتعديل)) (2/ 426) فى بريد بن عبد الله بن أبى بردة بن أبى موسى الأشعري، وهو ثقة ممن احتج به الشيخان فى ((الصحيحين))، فأكثرا له، حتى روى له البخارى: اثنين وأربعين حديثاً.
وأخرج الدارقطنى (1/ 228/3) قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز نا محمد بن حميد الرازى ثنا علي بن مجاهد ثنا رباح النوبي أبو محمد مولى آل الزبير قال: سمعت أسماء بنت أبي بكر تقول للحجاج: إن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم، فدفع دمه إلى ابني، فشربه، فأتاه جبريل عليه السلام فأخبره، فقال: ما صنعت؟، قال: كرهت أن أصب دمك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تمسك النار))، ومسح على رأسه، وقال: ((ويل للناس منك، وويل لك من الناس)).
قلت: وهذا الإسناد مما لا تقام به الحجة، لحال ابن حميد الرازى، وفيما سبقه غنية للاعتبار والاستشهاد.
(الثانى) حديث سفينة مولى أم سلمة:
قال الطبرانى ((الكبير)) (7/ 81/6434): حَدَّثَنَا علي بن عبد العزيز ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري ح وحَدَّثَنَا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري ثنا أحمد بن صالح أنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن بُرَيْهُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَفِينَةَ مولى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن أبيه عن جده قال: احتجم رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: خذ هذا الدم، فادفنه من الدواب والطير والناس، فتغيبت، فشربته، ثم ذكرت ذلك له، فضحك.
وأخرجه كذلك البخارى ((التاريخ الكبير)) (4/ 209/2524)، والمحاملى ((الأمالى)) (526)، وابن حبان ((المجروحين)) (1/ 111)، وابن عدى ((الكامل)) (2/ 64 و5/ 53)، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 67) و ((شعب الإيمان)) (5/ 233/6489) من طرق عن ابن أبى فديك عن برية بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً. وبرية لقب إبراهيم بن عمر بن سفينة، منكر الحديث. قال ابن حبان: ((يخالف الثقات في الروايات، ويروى عن أبيه ما لا يُتابع عليه من رواية الاثبات، فلا يحل الاحتجاج بخبره بحالٍ)).
(الثالث) حديث غلامٍ حجَّامٍ لبعض قريش:
قال أبو حاتم بن حبان ((المجروحين)) (3/ 59): أخبرنا عمران بن موسى السختياني حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا نافع أبو هرمز عن عطاء عن ابن عباس قال: حجم رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غلامٌ لبعض قريشٍ، فلما فرغ من حجامته، أخذ الدم فذهب به إلى ما وراء الحائط، فنظر يميناً وشمالاً، فلما لم ير أحد تحسَّى دمَه حتى فرغ، ثم أقبل، فنظر رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وجهه، فقال: ((ويحكَ ما صَنَعَتَ بالدمِ))، قال: غيَّبتُه من وراء الحائط، قال: ((أين غيَّبتَه؟))، قال: يا رسول الله نفست على دمك أن أهرقه في الأرض، فهو في بطني، قال: ((اذهب، قد أحرزت نفسَك من النَّار))
قلت: والحديث موضوع بهذا الإسناد، وإسناده تالف ليس مما تقام به الحجة. قال أبو حاتم: ((نافع أبو هرمز الجمال مولى بني سليمان. كان ممن يروي عن أنس ما ليس من حديثه كأنه أنس آخر، ولا أعلم له سماعاً، لا يجوز الاحتجاج به ولا كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار، روى عن عطاء عن ابن عباس وعائشة نسخة موضوعة)).
قلت: ومن بواطيله وموضوعاته، ما رواه شيبان بن فروخ ثنا نافع أبو هرمز عن عطاء عن ابن عباس يرفعه قال: ((إن لإبليس مردة من الشياطين، يقول لهم: عليكم بالحجاج والمجاهدين، فأضلوهم عن السبيل)).
أخرجه هكذا الطبرانى ((الكبير)) (11/ 163/11368) قال: حدثنا يحيى بن محمد الحنائي ثنا شيبان بن فروخ به.
والخلاصة، فأمثل أحاديث شرب دم حجامة النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حديث عبد الله بن الزبير.
وقد يقال: وفيه حديث رابع، وهو حديث أبى سعيدٍ الخدرى؟.
فأقول: لكنه فى مصِّ دم النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من شجةٍ بوجهه يوم أحد، وليس بدم حجامة، ولا بأس بذكره، على أنى أقطع بأن هناك بوناً شاسعاً بين نوعى الدم من الناحية الطبية التحليلية، كما أثبتته التحاليل المعملية.
فقد أخرجه الطبرانى ((الأوسط)) (9098) قال: حدثنا مسعدة بن سعد ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا عباس بن أبي شملة عن موسى بن يعقوب عن ابن الأسقع عن ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن جده: أن أباه مالك بن سنان لما أصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه يوم أحد، مص دم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وازدرده، فقيل له: أتشرب الدم؟، قال: نعم، أشرب دم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خالط دمي بدمه، لا تمسه النار)).
¥(40/233)
ـ[الطويلبة]ــــــــ[03 - 05 - 08, 01:10 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[توبة]ــــــــ[03 - 05 - 08, 01:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك في علمكم.
والخلاصة، فأمثل أحاديث شرب دم حجامة النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حديث عبد الله بن الزبير.
وقد يقال: وفيه حديث رابع، وهو حديث أبى سعيدٍ الخدرى؟.
فأقول: لكنه فى مصِّ دم النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من شجةٍ بوجهه يوم أحد، وليس بدم حجامة، ولا بأس بذكره، على أنى أقطع بأن هناك بوناً شاسعاً بين نوعى الدم من الناحية الطبية التحليلية، كما أثبتته التحاليل المعملية.
و هل يؤثر هذا في الحكم على الحديثين من الناحية الشرعية؟
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[29 - 11 - 09, 09:17 م]ـ
على أنى أقطع بأن هناك بوناً شاسعاً بين نوعى الدم من الناحية الطبية التحليلية، كما أثبتته التحاليل المعملية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل , أي تحاليل تقصدون بارك الله فيكم؟(40/234)
الأحاديث الموضوعة في " معارج القبول "
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 05:39 ص]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فهذا تخريج مختصر للأحاديث الموضوعة التي أوردها العلامة حافظ حكمي في كتابه الماتع " معارج القبول ".
1 - " إن الله – عز وجل– يتجلى للناس عامة، ويتجلى لأبي بكر خاصة ".
رواه الحاكم في (مستدركه)، والدارقطني في (الرؤية)، وابن حبان في (المجروحين)، وابن عدي في (الكامل)، وأبونعيم في (الحلية)، وغيرهم.
وحكم بوضعه ابن القيم في (المنار المنيف)، وراجع (الضعيفة).
2 - " ما تحت ظل السماء إله يعبد عند الله أعظم من هوى متبع ".
رواه ابن أبي عاصم في (السنة)، والطبراني في (الكبير)، وابن عدي في (الكامل).
وحكم بوضعه السيوطي في (اللآلئ المصنوعة)، والألباني في (ظلال الجنة).
3 - " من قام رياء وسمعة؛ فإنه في مقت الله حتى يجلس ".
قال الهيثمي في (المجمع): " رواه الطبراني، وفيه يزيد بن عياض، وهو متروك ".
وحكم بوضعه الألباني في (ضعيف الجامع).
4 - " رب معلم حروف أبي جاد، دارس في النجوم ليس له عند الله خلاق يوم القيامة ".
أخرجه الطبراني في (الكبير).
وحكم بوضعه الألباني في (الضعيفة).
يتبع.(40/235)
فى معترك المباحثة مع فحول الأئمة ووارثى علوم النبوة
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[23 - 04 - 04, 08:36 م]ـ
الحمد لله الآمر بالعدل والإحسان. الناهى عن البغى والعدوان. والصلاة والسلام على أفضل وأكرم خلق الله من بنى الإنسان.
قال إمام المحدثين أبو عبد الله البخارى فى ((كتاب الأدب المفرد)):
باب إجلال الكبير
حدثنا بشر بن محمد نا عبد الله ـ يعنى ابن المبارك ـ نا عوف الأعرابى عن زياد بن مخراق قال قال أبو كنانة عن أبى موسى الأشعري قال: ((إن من إجلال الله: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ، وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ)).
حدثنا محمد بن سلام نا جرير عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول الله: ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا)).
فى معترك المباحثة مع فحول الأئمة، ووارثى علوم النبوة، الذين لولا حفظهم لمصادر الشريعة؛ لما راح فى العلم من جاء بعدهم فى جليل العلم ولا وضيعه، وأخص منهم: أصحاب ((الكتب الستة))، وأكابر أئمة الجرح والتزكية.
فى هذا المعترك الصعب المراس، الشديد الباس، يحزنك كثيراً، لو كنت فى عداد المنصفين، الذين يوقِّرون كبرائهم من الأئمة النبلاء، ويبجلون شيوخهم من النبغاء الأذكياء، وينزلونهم منازلهم من التوقير والإجلال، ويعذرونهم فيما لم يتعمدوه من الخطأ والزلات. يحزنك أن تقع على مثل هذه التقارير:
(1) وصف الإمام العلامة أبى عيسى الترمذى بالتساهل فى التصحيح والتحسين.
(2) نبذ توثيق وتعديل الإمام المُزكِّى علامة الكوفيين أحمد بن عبد الله بن صالح العجلى لتساهله فى تعديل المجاهيل.
(3) غمز الإمام الجهبذ أبى حاتم ابن حبان البستى بالتساهل فى التوثيق والتصحيح.
وإنى لأحزن ملء شغافى، وأطلب لنفسى ولأحبابى من أهل العلم الدواء الشافى، وأقول بلسان الكئيب المتباكى: إذا ضيَّع العارفون الإنصاف، فكيف يوجد فى سائر الأصناف. وأنشد فى خواطرى قول القائل، حزناً على الكرام الأوائل:
خلتْ الدِّيارُ فلا كريمٌ يُرتجَى ... منه النوالُ ولا مليحٌ يعشقُ
ومن العجائب أنَّه لا يُشترى ... ويُخانُ فيه مع الكساد ويُسرقُ
با أخى الحبيب. أنا لك ناصح أريب. لا يغيبنَّ عنك أنهم فحولٌ لكنهم صامتون. ونحاريرُ علمٍ لكنهم متواضعون. لا يُشقُّ لهم غُبَار. ولا يُجرى معهم فى مِضْمَار. ألم تعلم أن من لم يأمن مع الدَّعْدَعة سُرعة العِثار. ويحتاج إلى مصباحٍ يهديه فى ضوء النهار. أنَّه إذا سابق فى المضمار العِتَاق الجياد. وناضل عند الرِّهَان ذوى البأس الشداد. فقد جعل نفسه سخرةً للساخرين. وأضحوكةً للضاحكين. وغرضاً للسهام. وكرةً بين الأقدام. فلو رزقت ناصحاً رحيماً. أو مرشداً بأدواء النفوس عليماً. لصرفك عن هواك وعصبيتك. وحثُّك على التوبة من خطيئتك. وأرشدك إلى المناهج السويَّة. وألحقك بذوى الآداب المرعيَّة. وأيقظك من غَفَلاتك وهو يقول:
أراك على شفا خطرٍ مهولِ ... بما آذيت راسَكَ من فُضولِ
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[23 - 04 - 04, 09:55 م]ـ
الحمد لله العزيز الباري, ما ذكر الرحمن في الأقطار, وزين السماء نجم ساري. والصلاة والسلام على النبي المصطفى, ما لاح طير في الأباطح والربى, وما قال ذو كرم لضيفه مرحبا. ورضوان الكريم العلام, خالق الكون والأنام, على الآل والصحب الكرام.
سلام من الشافعي المذهب الفقير لله أبو الزهراء إلى أخي الفاضل الكريم العادل. الكريم بن الكريم ناصر السنة وقامع البدعة متحف الأمة بما أعطاه الله من منة أبو محمد الألفى, جعل الله الجنة مأوانا ومأواه, آمين.
صدقت فيما قلت وبرعت فيما سطرت إن الكلام في العلماء شر عظيم وداء أليم للمريض وللطبيب منه ألم يجدونه إن لم يكن عاجلا فآجلا نسأل الله العفو والعافية.
وإذا تكلم العلماء في بعضهم فالقاعدة موجودة كلام الأقران يطوى ولا يروى ... خاصة إذا لم يكن ذا فائدةعلمية ..
فالله المستعان وهو من وراء القصد والسلام عليكم ةرحمة الله وبركاته.
ـ[أبوالأشبال السكندرى]ــــــــ[24 - 04 - 04, 01:38 م]ـ
¥(40/236)
شيخى الكريم جزاك الله خير وذب عن وجهك النار ... وفسح الله مدتك بالخير .. ودمت مدافعا عن الأئمة الأعلام ..
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 04 - 04, 07:45 ص]ـ
الأخوة الفضلاء الأعزاء أعضاء الملتقى.
أعزكم الله، وأعلى أقداركم، ونفع بكم.
سلامى إليكم جميعاً، وجمعنى الله وإيَّاكم فى مستقر روضاتِه، وأسبغ علينا وافرَ رحماتِه.
لكن لى عتاب صدر عن حبٍّ خالصٍ لجميع المشرفين وأعضاء هذا الملتقى الطيب أهله.
لقد شاركتكم الحوار على هذا الملتقى، ولا أخفيكم سراً على وجلٍ وتخوفٍ وحذرٍ.
فأنا على ذكر دائمٍ بما رواه أبو عيسى الترمذى من حديث الزهري عن عبد الرحمن بن ماعز عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ حَدِّثْنِي بِأَمْرٍ أَعْتَصِمُ بِهِ؟، قَالَ: ((قُلْ رَبِّيَ اللهُ، ثُمَّ اسْتَقِمْ))، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَخْوَفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ؟، فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: ((هَذَا)).
وبما رواه من حديث عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ بن جبلٍ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أَلا أُخْبِرُكَ بِمَلاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟))، قُلْتُ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ: ((كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا))، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟، فَقَالَ: ((ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ، أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ!!)).
وبما رواه عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري رفعه قال: ((إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ، فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ، فَتَقُولُ: اتَّقِ اللهَ فِينَا، فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا)).
وبما رواه من حديث يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا، وَلا يَبْغِي بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ)).
ولأبى داود السجزى من حديث أبى تميمة طريف بن مجالد الهجيمي عن أبي جري جابر بن سليم قال: رَأَيْتُ رَجُلاً يَصْدُرُ النَّاسُ عَنْ رَأْيِهِ، لا يَقُولُ شَيْئًا إِلا صَدَرُوا عَنْهُ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟، قَالُوا: هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلامُ يَا رَسُولَ اللهِ مَرَّتَيْنِ، قَالَ: ((لا تَقُلْ عَلَيْكَ السَّلامُ، فَإِنَّ عَلَيْكَ السَّلامُ تَحِيَّةُ الْمَيِّتِ. قُلِ السَّلامُ عَلَيْكَ))، قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ!، قَالَ: ((أَنَا رَسُولُ اللهِ، الَّذِي إِذَا أَصَابَكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ كَشَفَهُ عَنْكَ، وَإِنْ أَصَابَكَ عَامُ سَنَةٍ فَدَعَوْتَهُ أَنْبَتَهَا لَكَ، وَإِذَا كُنْتَ بِأَرْضٍ قَفْرَاءَ أَوْ فَلاةٍ، فَضَلَّتْ رَاحِلَتُكَ فَدَعَوْتَهُ رَدَّهَا عَلَيْكَ))، قَالَ: قُلْتُ: اعْهَدْ إِلَيَّ، قَالَ: ((لا تَسُبَّنَّ أَحَدًا))، قَالَ: فَمَا سَبَبْتُ بَعْدَهُ حُرًّا، وَلا عَبْدًا، وَلا بَعِيرًا، وَلا شَاةً، قَالَ: ((وَلا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ، إِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الإِزَارِ، فَإِنَّهَا مِنَ الْمَخِيلَةِ، وَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ، وَإِنِ امْرُؤٌ شَتَمَكَ وَعَيَّرَكَ بِمَا يَعْلَمُ فِيكَ فَلا تُعَيِّرْهُ بِمَا تَعْلَمُ فِيهِ، فَإِنَّمَا وَبَالُ ذَلِكَ عَلَيْهِ)).
وأقصد بهذا البيان، مما ورد على لسان الصادق المصدوق صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الترهيب والتخويف من مزالق اللسان المهلكة: كالغيبة، والنميمة، والبهت، والفخر، والتعالى، والسباب، والتنابز بالألقاب، والانبساط مع الكبراء، ورفع الكلفة فى التحدث إليهم، وغيرها من الأوزار المردية، والآفات المهلكة.
احفظْ لسانَكَ واستعذ من شرِّه ... إنَّ اللسانَ هو العدو الكاشحُ
وزنْ الكلامَ إذا نطقتَ بمجلسٍ ... فإذا استوى فهناكَ حلمُكَ راجحُ
... *** ...
إنَّ القليلَ من الكلامِ بأهلِه ... حسنٌ وإنَّ كثيرَه ممقوتُ
ما زلَّ ذو صمتٍ وما من مُكْثِرٍ ... إلا يَزلُّ وما يُعابُ صَمُوتُ
إن كان ينطقُ ناطقٌ من فضةٍ ... فالصمتُ درٌ زانَه يَاقُوتُ
... *** ...
لا يعجبنَّكَ من خطيبٍ خطبةً ... حتى يكونَ مع الكلامِ أصيلا
إن الكلامَ لفى الفؤادِ وإنما ... جُعل اللسانُ على الفؤادِ دليلا
... *** ...
¥(40/237)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 04 - 04, 08:50 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بالشيخ الفاضل أبو محمد الألفي، ونسأل الله أن يبارك فيك ويحفظك، وقد أسعدنا جدا وجودكم معنا في هذا الملتقى وإفادتنا بمسائل وفوائد قيمة ونافعة، نسأل الله أن يكتب لك الأجر والثواب عليها، وكذلك ما وضعته من كتبك وتصانيفك النافعة، فجزاكم الله خير الجزاء، وغن حصل منا شيء من تقصير فنستسمحك حفظك الله.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 04 - 04, 09:20 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مرحبا بالشيخ الفاضل أبو محمد الألفي، ونسأل الله أن يبارك فيك ويحفظك، وقد أسعدنا جدا وجودكم معنا في هذا الملتقى وإفادتنا بمسائل وفوائد قيمة ونافعة، نسأل الله أن يكتب لك الأجر والثواب عليها، وكذلك ما وضعته من كتبك وتصانيفك النافعة، فجزاكم الله خير الجزاء، وإن حصل منا شيء من تقصير فنستسمحك حفظك الله.
الحمد لله الذى جعل الدعائم للإسلام أركانا، ومحبة الرسول على الإيمان دليلاً وبرهانا. فلله كم فى الإيمان بالله من زاكيات الثَّمَرْ، وفى محبة رسول الرحمن من زاهيات الزَّهَرْ، فأهله فى الدنيا مُنَعَّمون وفى الآخرة فى جناتٍ ونَهَرْ، والصلاة والسلام الأتمان على المبعوث رحمةً وهدايةً للبشرْ، ما تعاقب الليل والنهار، ودار فى فلكيهما الشمس والقمرْ. وبعد ...
الشيخ الحبيب النسيب الودود البار/ عبد الرحمن الفقيه.
أجزل الله ثوابكم، وجعل الجنة مآلكم ومصيركم، وجمعنى وإيَّاكم فى مستقر رحماته، وبحبوحة روضاته.
حاشاك أخى الحبيب أن يصدر عنك إلا كل خير، كأنك تريد أن أقول ما عودتك:
صافى الطوية من غلٍّ يكدرها ... وأول المجد أن تصفو الطويات.
يا أخى الحبيب:
بنى الله للأخيار بيتاً سماؤه ... همومٌ وأحزان وحيطانه الصبرُ
وأسكنهم به وأغلق بابه ... وقال لهم مفتاحه الصبرُ.(40/238)
أرشدوني عن تخريج والحكم على حديث " كن عبد الله القاتل ...
ـ[الدحداح]ــــــــ[24 - 04 - 04, 07:08 ص]ـ
إخواني الباحثون وطلبة العلم في هذا المنتدى العلمي المبارك:
أرجو مساعدتي في العثور على حديث: "كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل ... "
أريد تخريجاً له، وحكماً عليه. وإذا أمكن التعرف على شيء من فقهه.
ولكم كل الشكر والأجر.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[24 - 04 - 04, 07:39 ص]ـ
راجع كلام الشيخ الألباني في " الإرواء " (8/ 100 - 104).
ـ[الدحداح]ــــــــ[25 - 04 - 04, 07:06 ص]ـ
شكر الله لك يا أخي الكريم / أبوالمنهال الآبيضى
فلقد راجعتُ " الإرواء " كما عزوتَ فوجدتُ بغيتي وطلبتي.
أثابك الله، وجزاك الله خيراً.(40/239)
س/ ما رأيكم في تضعيف الشيخ الأرناؤوط لحديث "بعثت بالسيف .. "؟؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[24 - 04 - 04, 11:19 ص]ـ
سمعت ذلك من أحد المشايخ، وقال عندئذ أن الشيخ كان قد سبق وصحح الحديث بعد الألباني (أو شيء من هذا القبيل، نسيت كلمات القرضاوي بالتحديد) لكنه فيما بعد ضعَّف الحديث! فما رأيكم بهذا الكلام، وما ردكم عليه (إن كان ثمة رد)؟؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[24 - 04 - 04, 03:38 م]ـ
الحديث أخرجه أبوداود، وأحمد، وعبد بن حميد، وابن أبي شيبة في " مصنفه "، وفي " مسنده "، وغيرهم، من طريق عبدالرحمن بن ثابت، حدثنا حسان بن عطية، عن أبي منيب الجرشي، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم ".
وأخرجه البخاري في " صحيحه " (6/ 115 – فتح) تعليقاً، بصيغة التمريض.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم ": " إسناده جيد "، وقال في " الفتاوى ": " حديث جيد ".
وقال الذهبي: " إسناده صالح ".
وقال ابن حجر: " أبومنيب لا يعرف اسمه وقد وثقه العجلي وغيره، وعبدالرحمن بن ثابت مختلف في الاحتجاج به ".
وقال الشيخ الألباني في " الإرواء ": " وهذا إسناد حسن؛ رجاله كلهم ثقات، غير ابن ثوبان هذا ففيه خلاف ".
وقال الزيلعي في " نصب الراية ": " وابن ثوبان ضعيف ".
قلت: عبدالرحمن بن ثابت، قال أحمد " لم يكن بالقوي في الحديث ".
وقال معاوية بن صالح عن ابن معين: " ضعيف ". قلت: يكتب حديثه؟ قال: " نعم على ضعفه ".
وقال أبوحاتم: " مستقيم الحديث ".
فالذي يترجح أنه صدوق في نفسه، ولا يحتمل تفرده، ولكنه توبع، فقد تابعه الأوزاعي، عن حسان بن عطية، به.
أخرجه الطحاوي في " المشكل " (1/ 88 – ط: الهندية) عن أبي أمية، حدثنا محمد بن وهب بن عطية، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، به، عن حسان، به.
قلت: أبوأمية، قال ابن حجر: " صدوق، صاحب حديث، يهم ".
والوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية، ولم يصرح بالسماع في جميع السند.
وخالف الوليد، عيسى بن يونس، فرواه: عن الأوزاعي، عن سعيد بن جبلة، عن طاوس، به.
أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه ".
وتابع عيسى بن يونس، ابن المبارك، عن الأوزاعي عن سعيد، به.
أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " (1/ 244 / 390).
قلت: هذا مرسل إسناده ضعيف؛ سعيد بن جبلة ترجم له ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (4/ 10)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ولم يذكر راوياً عنه سوى الأوزاعي.
وقال محمد بن خفيف الشيرازي: " ليس بذاك عندهم " – كما في " الميزان " (8/ 115) –.
ومع ذلك حسن إسناده ابن حجر في " الفتح "، وفي " التغليق "!.
وخالف عيسى و الوليد، صدقة، فرواه: عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعاً.
أخرجه البزار في " مسنده "، وغيره.
قال البزار: " لم يتابع صدقة على روايته هذه، وغيره يرويه عن الأوزاعي مرسلاً ".
قلت: صدقة هو ابن عبدالله السمين، ضعفه البخاري، وابن معين، وأبوزرعة، وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتم في " العلل " (1/ 319 / 956): " سألت أبي عن حديث رواه عمرو بن أبي سلمة عن صدقة ... (فذكره)، قال أبي: قال أبودحيم: هذا الحديث ليس بشيء، الحديث حديث الأوزاعي، عن سعيد بن جبلة، عن طاوس، عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
قال مقيده _ عفا الله عنه _: فالحديث ضعيف، ولكن الجملة الأخيرة وهي: " من تشبه بقوم فهو منهم " فحسن لغيره، وله بحث منفصل عندي.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[25 - 04 - 04, 12:29 ص]ـ
إخواني الكرام
¥(40/240)
لابد أن تعلموا سبب كلام القرضاوي هذا وتضعيفه لهذا الحديث قبل أن تناقشوا الإسناد حتى لا تقرروا باطلا وأنتم لا تشعرون، فالقرضاوي لا يضعف الحديث لكون إسناده ضعيفا وبحثه بحثا علميا كلا، بل يضعفه لأنه لا يوافق مشربه الباطل في حكم الجهاد في الإسلام عنده، وأكبر دليل على ذلك-إضافة إلى كلامه الصريح الذي سأنقله لكم بعد قليل- أنه يحتج بأحاديث لا تثبت بل لا أصل لها إذا وافقت رأيه لأنه يعتقد ثم يبحث في الكتب ليستدل ومن ذلك: لما أراد أن يقرر المعنى الباطل من كون المواطنة أصبحت بديلا عن الجزية وأن للنصارى واليهود المقيمين مع المسلمين في بلد واحد لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، لما أراد أن يقرر هذا المعنى الباطل الضال بماذا استدل العلامة الذي يناقش ما صححه ابن تيمية وغيره من جهابذة العلماء بل ومروي في ديوان من أعظم دوواوين أحاديث الأحكام سنن أبي داود- استدل بقوله: (ونحن لسنا مكلفين أن ننبش عن صدور الناس ولا أن نشق عن قلوبهم كما جاء في الحديث:"نحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر") اهـ من حلقة في برنامج الشريعة والحياة بعنوان: حلقة بعنوان: الصراع بين المسلمين واليهود بتاريخ: 12 - 7 - 1997 م.
ولا يقولن أحد إن المعنى صحيح ... الخ لأننا في معرض الاحتجاج بنص الحديث وتقرير أحكام، وكذلك إن حديث:"بعثت بالسيف ... الخ" معناه صحيح فلماذا تكلف الرد على هذا الحديث مع أن معناه صحيح بل وفي القرآن ما يدل عليه نصا وفي السنة المتواترة وعمل النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل عليه قطعا-وليس هذا موضع الرد فله مناسبة أخر- ولكن الشاهد: ما الذي حمله على الاجتهاد هنا وعلى التقليد الأعمى في موضع آخر؟ والجواب إنه الهوى.
فلذلك أقول ما كان لكم إخواني أن تعرضوا قول هذا الرجل في الكلام على السنة أو العلم، ويجب أن تميزوا بين المتبع والمبتدع، والعالم ومتبع الهوى قبل أن نطرح المواضيع فيظن من لا علم عنده أننا نوافق القرضاوي على رأيه لأن الحديث فعلا ضعيف حيث إن القرضاوي لا يعرض في الآراء التي تخالفه إلا الأحاديث الضعيفة أو المتكلم فيها حتى يظن المشاهد أن قوله هو الصحيح.
أما عن حكم الجهاد وأنواعه عند القرضاوي ومن معه كمحمد الغزالي الهالك صاحب الكتاب الأبتر:"السنة النبوية بين أهل الفقه والحديث" وتيار ما يسمى بـ تيار الوسطية الذي جعلهم يشنون حملة على مثل هذا الحديث موضوع الكلام فهو: أن الجهاد عنده للدفع فقط- وبشروط لا يطبقها على الوقائع المعاصرة- وليس الجهاد للدفاع عن الإسلام وعقيدته فقط بل وللدفاع عن كل الأديان الباطلة الكافرة، يقول القرضاوي: ( ... فالإسلام إنما يحارب من يقاتله، من يشهر في وجهه السيف، فنقاتل من يقاتلنا، من ينكث العهد ... (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيّع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً) القتال للدفاع عن كل الأديان، فالمساجد للمسلمين، والبيع والصلوات لغير المسلمين، لليهود والنصارى، فهو دفاع عن حرية الدين بصفة عامة، فهكذا يقرر الإسلام القتال ليقرر الحرية الدينية ... إلخ من حلقة في برنامج الشريعة والحياة بعنوان: حلقة بعنوان: العلاقات الدولية8 - 3 - م 1998
ويقول في الحلقة نفسها:" ... فما إصرارنا على أننا نريد مقاتلة العالم، وبم تقاتلونهم فنحن لم نصنع سلاحاً حتى، والذين قالوا أن القتال للهجوم، لماذا قالوا هذا؟ قالوا لنزيل القوى الطاغية التي تقف في وجه الدعوة الآن لا يقف أحد في وجه الدعوة، لماذا نقاتل الناس؟ انشر رسائلك بلغات العالم، وجه الدعوة الإسلامية بالإذاعات والقنوات الفضائية والإنترنت، تحتاج لجيوش لتكلم العالم بلسانهم"إلخ هذا الهذيان. فهل علمتم لماذا يضعف القرضاوي الحديث .. اللهم بلغت اللهم فاشهد. ومن أراد المناقشة من إخواني في أي موضوع يتعلق بآراء القرضاوي ومدرسته فأهلا وسهلا بعلم وعدل وأدب ووفقكم الله لكل خير وأعاننا على تحري الحق والعمل به.
فائدة: حديث:"نحن نحكم بالظاهر والله يتولى السرائر" الذي احتج به القرضاوي قال عنه السخاوي رحمه الله في المقاصد الحسنة رقم 178 ص/162:" لا وجود له في كتب الحديث المشهورة ولا الأجزاء المنثورة وجزم العراقي بأنه لا أصل له وكذا أنكره المزي وغيره".
فائدة أخرى: أنصح بقراءة رسالة الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله الموسومة بـ:" الحكم الجديرة بالإذاعة في قول النبي صلى الله عليه وسلم بعثت بالسيف بين يدي الساعة" وسوف يظهر الفرق بين علماء السلف وعلماء الهزيمة الفكرية والنفسية والثقافية.
لابد من فقه الطرح العلمي أمام الناس
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[25 - 04 - 04, 05:06 ص]ـ
جزى الله خيراً أخي الفاضل أبا عمرو.
والحديث معناه صحيحاً لا شك في ذلك.
¥(40/241)
ـ[الشاذلي]ــــــــ[25 - 04 - 04, 12:12 م]ـ
الحديث صحيح و لا شك في معناه و له عشرات المؤيدات من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم
و هو امر تعارف عليه علماء المسلمين منذ القرون الأولى
أما القرضاوي و الغزالي و الوسطيون فهؤلاء قوم لو ترك لهم الحبل فسوف يضعفون آيات القتال.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[25 - 04 - 04, 01:58 م]ـ
الحكم الجديرة بالإذاعة
من قول النبي صلى الله عليه وسلم
" بعثت بالسيف بين يدي الساعة "
الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فهدى به من الضلالة، وبصر به من العمى، وأرشد به من الغي، وفتح به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أخرج أحمد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بعثت بين يدي الساعة، حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم ".
فقوله صلى الله عليه وسلم: " بعثت بالسيف ":
يعني أن الله بعثه داعيا إلى توحيده بالسيف بعد دعائه بالحجة، فمن لم يستجب إلى التوحيد بالقرآن والحجة والبيان دعي بالسيف، قال الله تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره بالغيب ورسله إن الله قوي عزيز}.
وفي الكتب السالفة وصف النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يبعث بقضيب الأدب، وهو السيف. ووصى بعض أحبار اليهود عند موته باتباعه وقال: انه يسفك الدماء، ويسبي الذراري والنساء، فلا يمنعهم ذلك منه. وروي أن المسيح عليه السلام قال لبني إسرائيل في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه يسل السيف فيدخلون فيه دينه طوعا وكرها ".
وإنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسيف بعد الهجرة لما صار له دار وأتباع وقوة ومنعة، وقد كان يتهدد أعداءه بالسيف قبل الهجرة، وكان صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت وأشراف قريش قد اجتمعوا بالحِجر وقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل، قد سفه أحلامنا، وشتم آباءنا، وعاب ديننا، وفرق جماعتنا، وسب آلهتنا. لقد صبرنا منه على أمر عظيم. فلما مر بهم النبي صلى الله عليه وسلم غمزوه ببعض القول، فعرف ذلك في وجهه صلى الله عليه وسلم، وفعلوا ذلك به ثلاث مرات، فوقف وقال: " أتسمعون يا معشر قريش؟ أما والذي نفس محمد بيده، لقد جئتكم بالذبح ". فأخذت القوم كلمته، حتى ما فيهم رجل إلا وكأنما على رأسه طير واقع، وحتى أن أشدهم عليه قبل ذلك ليلقاه بأحسن ما يجد من القول، حتى انه ليقول: انصرف يا أبا القاسم راشداً، فوالله ما كنت مجهولا.
وقال محمد بن كعب: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن أبا جهل يقول: إن محمداً يزعم أنكم ما بايعتموه عشتم ملوكا فإذا متم بعثتم بعد موتكم، وكانت لكم جنان خير من جنان الأردن، وأنكم إن خالفتموه كان لكم منه الذبح، ثم بعثتم بعد موتكم وكانت لكم نار تعذبون فيها، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم قوله. فقال: " وأنا أقول ذلك إن لهم مني لذبحاً، وإنه لآخذهم ".
وقد أمر الله تعالى بالقتال في مواضع كثيرة، قال تعالى: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد} وقال: {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق، فإما منّاً بعد وإما فداء} ولهذا عوتبوا على أخذ الفداء منهم أول قتال قاتلوه يوم بدر ونزل قوله تعالى: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض. تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة}.
وكانوا قد أشاروا على النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ الفداء من الأسارى وإطلاقهم.
¥(40/242)
قال ابن عيينة: أرسل محمد صلى الله عليه وسلم بأربعة سيوف: سيف على المشركين من العرب حتى يسلموا، وسيف على المشركين من غيرهم حتى يسلموا أو يسترقوا أو يقادوا بهم، وسيف على أهل القبلة من أهل البغي.
وفيما ذكر نزاع بين العلماء. فإن منهم من يجيز المفاداة والاسترقاق في العرب وغيرهم، وكذلك يجيز أخذ الجزية بين الكفار جميعهم. والذي يظهر إن في القرآن أربعة سيوف: سيف على المشركين حتى يسلموا أو يؤسروا، فأما منّاً بعد وإما فداء، وسيف على المنافقين وهو سيف الزنادقة، وقد أمر الله بجهادهم والإغلاظ عليهم في سورة براءة وسورة التحريم وآخر سورة الأحزاب، وسيف على أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية، وسيف على أهل البغي، وهو المذكور في سورة الحجرات. ولم يسل صلى الله عليه وسلم هذا السيف في حياته، وإنما سله علي رضي الله عنه في خلافته. وكان يقول: " أنا الذي علمت الناس قتال أهل القبلة ".
وله صلى الله عليه وسلم سيوف أخر، منها: سيفه على أهل الردة وهو الذي قال فيه: " من بدل دينه فاقتلوه ". وقد سله أبو بكر الصديق رضي الله عنه من بعده في خلافته على من ارتد من قبائل العرب.
ومنها سيفه على المارقين، وهم أهل البدع كالخوارج. وقد ثبت عنه الأمر بقتالهم مع اختلاف العلماء في كفرهم. وقد قاتلهم علي رضي الله عنه في خلافته مع قوله: " انهم ليسوا بكفار ".
وقد روي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتال المارقين والناكثين والقاسطين. وقد حرق علي طائفة من الزنادقة، فصوب ابن عباس قتلهم، وأنكر تحريقهم بالنار. فقال علي: " ويح ابن عباس، لبحاث عن الهنات ".
* * *
قوله صلى الله عليه وسلم: " بين يدي الساعة ":
يعني أمامها، ومراده أنه بعث قدام الساعة قريباً منها. ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم الحاشر، والعاقب كما صح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: " أنا محمد وأحمد، والماحي، الذي يمحو الله بي الكفر، والحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، والعاقب الذي ليس بعدي نبي ".
وقد جعل الله انشقاق القمر من علامات اقتراب الساعة كما يقول تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر} وكان انشقاقه بمكة قبل الهجرة.
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " بعثت أنا والساعة كهاتين " وأشار بإصبعيه؛ السبابة والوسطى، خرجاه في الصحيحين.
وخرج الإمام أحمد من حديث بريدة: " بعثت أنا والساعة جميعاً إن كادت لتسبقني ". وللترمذي: " بعثت في نفس الساعة فسبقتها كما سبقت هذه لهذه - لإصبعيه السبابة والوسطى - ليس بينهما إصبع أخرى " والصحيح أنه يدل من ذلك على القرب من الساعة.
وكان قتادة يشير إلى أن المراد بينه وبين الساعة كمقدار فضل السبابة على الوسطى، وقد قيل: إن بينهما من الفضل مقدار نصف سبع، وأخذ من هذا ان بقاء أمته ألف سنة، وهو سبع الدنيا. وقد رجح ذلك ابن الجوزي والسهيلي وقال: إن لم يصح فيه الحديث المرفوع فقد صح عن ابن عباس وغيره، وهو عند أهل الكتاب كذلك.
ومما يدل على أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة أنه أخبر عن خروج الدجال في حديث الجساسة.
* * *
قوله صلى الله عليه وسلم: " حتى يعبد الله وحده لا شريك له ":
هذا هو المقصود الأعظم من بعثته صلى الله عليه وسلم بل من بعثة الرسل من قبله كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} وقال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} بل هذا هو المقصود من خلق الخلق وإيجادهم كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} فما خلقهم إلا ليأمرهم بعبادته، وأخذ عليهم العهد لما استخرجهم من صلب آدم على ذلك كما قال تعالى: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا بلى، شهدنا} الآية.
وقد تكاثرت الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة في تفسير الآية أنه تعالى استنطقهم حينئذ، فأقروا كلهم بوحدانيته، وأشهدهم على أنفسهم وأشهد عليهم أباهم آدم والملائكة.
¥(40/243)
ثم انه تعالى انه هداهم في كل زمان بإرسال رسله وإنزال الكتب يذكرهم بالعهد الأول، ويجدد عليهم العهد والميثاق على أن يوحدوه ويعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وأشار في خطاب آدم وحواء عند هبوطهما من الجنة إلى هذا المعنى في قوله تعالى: {قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم مني هدى، فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}، وفي سورة طه نحو هذا. فما وفى بنو آدم كلهم بهذا العهد المأخوذ عليهم، بل نقضه أكثرهم وأشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا، فبعث الله الرسل تجدد ذلك العهد الأول، وتدعوا إلى تجديد الإقرار بالوحدانية.
فكان أول رسول بعث إلى أهل الأرض يدعوهم إلى التوحيد وينهاهم عن الشرك نوح عليه السلام، فإن الشرك قد فشا في الأرض من بني آدم قبل نوح فلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله وإلى عبادته وحده لا شريك له، كما ذكر سبحانه في سورة نوح عنه أنه قال لقومه: {اعبدوا الله واتقوه وأطيعون} وأخبر في موضع آخر عنه أنه قال لهم: {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} فما استجاب له إلا قليل منهم وأكثرهم أصروا على الشرك {وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً} فلما أصروا على كفرهم أغرقهم الله ونجا نوح ومن آمن معه {وما آمن معه إلا قليل}.
ثم إن الله تعالى بعث إبراهيم خليله عليه السلام فدعا إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، وناظر على ذلك أحسن مناظرة، وأبطل شبه المشركين بالبراهين الواضحة، وكسر أصنام قومه حتى جعلهم جذاذاً فأرادوا تحريقه فأنجاه الله من النار وجعلها عليه برداً وسلاماً، ووهب الله له إسماعيل وإسحاق، فجعل عامة الأنبياء من ذرية إسحاق، فإن إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق، وأنبياء بني إسرائيل كلهم من ذرية يعقوب، كيوسف وموسى وداود وسليمان عليهم السلام. وآخرهم المسيح بن مريم عليه السلام: {ما قلت لهم إلا ما أمرتني به، أن اعبدوا الله ربي وربكم}.
ثم طبق الشرك الأرض بعد المسيح. فإن قومه الذين ادعوا اتباعه بالإيمان به أشركوا غاية الشرك فجعلوا المسيح هو الله أو ابن الله، وجعلوا أمه ثالث ثلاثة.
وأما اليهود فإنهم وإن تبرأوا من الشرك، فالشرك فيهم موجود، فإنه كان فيهم من عبد العجل في حياة موسى عليه السلام وقال فيه: انه الله، وان موسى نسي ربه وذهب يطلبه، ولا شرك أعظم من هذا. وطائفة قالوا: العزير ابن الله، وهذا من أعظم الشرك. وأكثرهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، فأحلوا لهم الحرام، وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم، فكانت تلك عبادتهم إياهم، لأن من أطاع مخلوقاً في معصية الخالق واعتقد جواز طاعته أو وجوبها فقد أشرك بهذا الاعتبار، حيث جعل التحليل والتحريم لغير الله.
وأما المجوس فشركهم ظاهر، فإنهم يقولون بإلهين قديمين: (أحدهما): نور، (والآخر): ظلمة. فالنور خالق الخير، والظلمة خالق الشر، وكانوا يعبدون النيران.
وأما العرب والهند وغيرهم من الأمم فكانوا أظهر الناس شركا يعبدون الله، وآلهة كثيرة ويزعمون أنها تقرب إلى الله زلفى.
فلما طبق الشرك أقطار الأرض، واستطار شرره في الآفاق من المشرق إلى المغرب بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالحنفية المحضة والتوحيد الخالص دين إبراهيم عليه السلام، وأمره أن يدعو الخلق كلهم إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، فكان يدعو الناس سراً إلى ذلك نحواً من ثلاث سنين، فاستجاب له طائفة من الناس، ثم أمر بإعلان الدعوة وإظهارها، وقيل له: {فاصدع بما تؤمر} فدعا إلى الله وإلى توحيده وعبادته وحده لا شريك له جهراً، وأعلن الدعوة، وذم الآلهة التي تعبد من دون الله، وذم من عبدها وأخبر أنه من أهل النار، فثار عليه المشركون، واجتهدوا في إيصال الأذى إليه وإلى اتباعه، وفي إطفاء نور الله الذي بعثه به، وهو لا يزداد إلا إعلانا بالدعوة وتصميما على إظهارها وإشهارها والنداء بها في مجامع الناس.
¥(40/244)
وكان يخرج بنفسه في مواسم الحج إلى من يقدم إلى مكة من قبائل العرب فيعرض نفسه عليهم، ويدعوهم إلى التوحيد، وهم لا يستجيبون له، بل يردون عليه قوله ويسمعونه ما يكره، وربما نالوه بالأذى، وبقي عشر سنين على ذلك يقول: " من يمنعني حتى أؤدي رسالات ربي؟ ".
وكان يشق أسواقهم بالمواسم وهم مزدحمون بها كسوق ذي المجاز، ينادي: " يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا " ووراءه أبو لهب يؤذيه ويرد عليه وينهى الناس عن اتباعه.
واجتمع المشركون مرة عند عمه أبي طالب يشكونه إليه ويقولون: شتم آلهتنا وسفه أحلامنا وسب آباءنا، فمره فليكف عن آلهتنا. فقال أبو طالب للنبي صلى الله عليه وسلم: أجب فيما سألوه. فقال: " أنا أدعوهم إلى خير من ذلك: أن يتكلموا كلمة تدين لهم بها العرب ويملكون بها العجم ". فقال أبو جهل " نعطيكها وعشر أمثالها، قال: " تقولون لا إله إلا الله ". فنفروا عنه ذلك وتفرقوا وهم يقولون: {أجعل الآلهة إلهاً واحداً؟ إن هذا لشيء عجاب} وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال لعمه: " يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ".
قال صلى الله عليه وسلم: " لقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما أوذي أحد، ولقد أتت علي ثلاثون - من بين يوم وليلة - ومالي طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال ".
وفي رواية عنه صلى الله عليه وسلم قال: " ما أوذي أحد في الله ما أوذيت ".
كان العدو يجهد له نيل الأذى، والصديق يلوم على هذا الاحتمال إذا كان كذا، والمحبة تقول: حبذا هذا الشقاء إذا كان في رضى الحبيب والدعوة إلى التوحيد، حبذا.
وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي متأخر عنه ولا متقدم
أجد الملامة في هواك لذيذة حباً لذكرك فليلمني اللوم
ثم إن أبا طالب لما توفي وتوفيت بعده خديجة اشتد المشركون على رسول الله صلى الله عله وسلم حتى اضطروه إلى أن خرج من مكة إلى الطائف، فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فلم يجيبوه وقابلوه بغاية الأذى وأمروه بالخروج من أرضهم، وأغروا به سفاءهم، فاصطفوا له صفين وجعلوا يرمونه بالحجارة حتى أدموه، فخرج معه مولاه زيد بن حارثة فلم يمكنه دخول مكة إلا بجوار وطلب من جماعة من رؤساء قريش أن يجيروه حتى يدخل مكة فلم يفعلوا حتى أجاره المطعم بن عدي، فدخل في جواره، وعاد إلى ما كان عليه من الدعاء إلى توحيد الله وعبادته.
وكان يقف بالموسم على القبائل فيقول لهم قبيلة قبيلة: " يا بني فلان إني رسول الله إليكم: يأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً " وأبو لهب خلفة يقول: لا تطيعوه. وكان النبي صلى الله عله وسلم ينادي: " من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي وله الجنة؟ " فلا يجيبه أحد حتى بعث له الأنصار بالمدينة فبايعوه.
هذا كله وهو صابر على الدعوة إلى الله عز وجل على هذا الوجه، راض بما يحصل له فيها من الأذى، منشرح الصدر بذلك، غير متضجر منه ولا جزع. كان إذا اشتكى أحد من أصحابه يقول: " إني عبد الله ولن يضيعني ".
صرت لهم عبيداً وما للعبد أن يعترضا
من لمريض لا يرى إلا الطبيب المُمرضا؟
وفي الصحيح عن عائشة قالت: قلت، يا رسول الله، هل مر عليك يوم أشد من يوم احد؟ فقال: " لقد لقيت من قومك ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بساحبة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، قال فناداني ملك الجبال فسلم علي، ثم قال: إن الله قد سمع قول قومك وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك وما شئت، إن شئت أن أطبق الاخشبين عليهم، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: " بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد اله وحده لا يشرك به شيئاً ".
¥(40/245)
ما مقصود الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أن يعبد الله ولا يشرك به شيء، وما يبالي - إذا حصل ذلك - ما أصابه في الدعوة إليه، إذا وحد معبوده، حصل مقصوده، إذا عبد محبوبه، حصل مطلوبه، إذا ذكر ربه، رضي قلبه، وأما جسمه فما يبالي أصابه في سبيل ربه ما يؤلمه، أو يلائمه.
إذا كان سركم ما قد بليت به فما لحرج إذا أرضاكم ألم
وحسب سلطان الهوى انه يولف فيه كل ما يؤلم
وكان كلما آذاه الأعداء إذا دعاهم إلى مولاهم رجع إلى مولاه فتسلى بعلمه ونظره إليه وقربه منه، واشتغل بمناجاته، وذكره ودعائه وخدمته، فنسي كل ما أصابه من الألم من اجله، وقد أمره الله بذلك في القرآن في مواضع كثيرة نحو قوله تعالى: {واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وأدبار السجود} وقوله: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} وقوله: {ولقد نعلك انك ليضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قام إلى الصلاة لأن الصلاة صلة، وكان يقول: " وجعلت قرة عيني في الصلاة ".
سروري من الدهر لقياكم ودار سلامي مغناكم
وأنتم منتهى أملي ما حييت وما طاب عيشي لولاكم
إذا ازدحمت في فؤادي الهموم أروح قلبي بذكراكم
فلا تنسوا العهد فيما مضى فلسنا مدى الدهر ننساكم
فلم يزل صلى الله عليه وسلم يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له حتى ظهر دين الله وأعلن ذكره وتوحيده في المشارق والمغارب، وصارت كلمة الله هي العليا، ودينه هو الظاهر، وتوحيده هو الشائع، وصار الدين كله لله، والطاعة كلها لله، ودخل الناس في دين الله أفواجا. فجعل ذلك علامة اقتراب اجله وأمر حينئذ بالتهيؤ للقاء الله والنقلة إلى دار البقاء.
وكان المعنى أن قد حصل المقصود من إرسالك، وظهر توحيدي في أقطار الأرض وزال منها ظلام الشرك، وحصلت عبادتي وحدي لا شريك لي، وصار الدين كله لي، فأنا أستدعيك إلى جواري لأجزيك أعظم الجزاء: {وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى}.
وفي صفته صلى الله عليه وسلم في التوراة: " ولن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا لا إله إلا الله وأفتح به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا ".
وكان صلى الله عليه وسلم إنما يقاتل على دخول الناس في التوحيد كما قال: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ".
وكان إذا بعث سرية للغزو يوصي أميرهم بأن يدعو عدوه عند لقائهم إلى التوحيد، وكذلك أمر علي ابن أبي طالب حين بعثه لقتال أهل خيبر.
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا بعث بعثاً قال " تألفوا الناس وتأنوا بهم ولا تغيروا عليهم حتى تدعوهم، فما على الأرض من أهل بيت ولا مدر ولا وبر إلا أن تأتوني بهم مسلمين أحب إلى من أن تأتوني بنسائهم وأولادهم وتقتلوا رجالهم ".
* * *
قوله صلى الله عليه وسلم: " وجعل رزقي تحت ظل رمحي ":
إشارة إلى ان الله لم يبعثه بالسعي في طلب الدنيا، ولا بجمعها واكتنازها، ولا الاجتهاد في السعي في أسبابها وإنما بعثه داعيا إلى توحيده بالسيف، ومن لازم ذلك أن يقتل أعداءه الممتنعين عن قبول التوحيد، ويستبيح دماءهم وأموالهم، ويسبي نساءهم وذراريهم، فيكون رزقه مما أفاء الله من أموال أعدائه، فإن المال إنما خلقه الله لبني آدم ليستعينوا به على طاعته وعبادته، فمن استعان به على الكفر بالله والشرك به سلط الله عليه رسول واتباعه فانتزعوه منه وأعادوه إلى من هو أولى به من أهل عبادة الله وتوحيده وطاعته، ولهذا يسمى الفيء لرجوعه إلى من كان أحق به ولأجله خلق.
وكان في القرآن المنسوخ: {إنما أنزلنا المال لاقام الصلاة وإيتاء الزكاة}.
فأهل التوحيد والطاعة لله أحق بالمال من أهل الكفر به والشرك، فانتزع أموالهم، وجعل رزق رسوله من هذا المال لأنه أحل الأموال كما قال تعالى {فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا} وهذا مما خص الله به محمداً صلى الله عليه وسلم وأمته فإنه أحل لهم الغنائم.
¥(40/246)
وقد قيل: ان الذي خصت بحله هذه الأمة هو الغنيمة المأخوذة بالقتال دون الفيء، والمأخوذ بغير قتال فإنه كان حلاً مباحاً لمن قبلنا وهو الذي جعل رزق رسوله منه، وإنما كان أحل من غيره لوجوده:
(منها) انه انتزاع مال لا يستحقه لئلا يستعين به على معصية الله والشرك به، فإذا انتزعه ممن لا يستعين به على غير طاعته وتوحيده والدعوة إلى عبادته كان ذلك أحب الأموال إلى الله وأطيب وجوده اكتسابها عنده.
(ومنها) انه كان صلى الله عليه وسلم إنما كان يجاهد لتكون كلمة الله هي العليا، ودينه هو الظاهر لا لأجل الغنيمة فيحصل له الرزق تبعا لعبادته وجهاده في الله، فلا يكون فرغ وقتا من أوقاته لطلب الرزق محضا، وإنما عبد الله في جميع أوقاته وحده فيها وأخلص له، فجعل الله له رزقه ميسراً في ضمن ذلك من غير أن يقصده ولا يسعى إليه. وجاء في حديث مرسل أنه صلى الله عليه وسلم قال: " أنا رسول الرحمة، وأنا رسول الملحمة، إن الله بعثني بالجهاد ولم يبعثني بالزرع ". وخرج البغوي في معجمه حديثا مرسلا: " إن الله بعثني بالهدى ودين الحق ولم يجعلني زراعاً ولا تاجراً، ولا سخابا بالاسواق، وجعل رزقي تحت ظل رمحي ". وإنما ذكر الرمح ولم يذكر السيف لئلا يقال: انه صلى الله عليه وسلم يرتزق من مال الغنيمة: إنما كان يرزق مما أفاءه الله عليه من خيبر.
والفيء ما هرب أهله منه خوفا وتركوه، بخلاف الغنيمة فإنها مأخوذة بالقتال بالسيف، وذكر الرمح أقرب إلى حصول الفيء لأن الرمح يراه العدو من بعد فيهرب فيكون هرب العدو من ظل الرمح، والمأخوذة به هو مال الفيء، ومنه كان رزق النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف الغنيمة فإنها تحصل من قتال السيف. والله تعالى أعلم.
وقال عمر بن عبد العزيز: إن الله تعالى بعث محمداً هاديا ولم يبعثه جابيا، فكان صلى الله عليه وسلم شغله بطاعة الله والدعوة إلى التوحيد، وما يحصل في خلال ذلك من الأموال من الفيء والغنائم يحصل تبعاً لا قصداً أصلياً، ولهذا ذم من ترك الجهاد واشتغل عنه باكتساب الأموال. وفي ذلك نزل قوله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} لما عزم الأنصار على ترك الجهاد والاشتغال بإصلاح أموالهم وأراضيهم.
وفي الحديث الذي خرجه أبو داود وغيره: " إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه الله من رقابكم حتى تراجعوا دينكم " ولهذا كره الصحابة رضي الله عنهم الدخول في أرض الخراج للزراعة فإنها تشغل عن الجهاد.
وقال مكحول: إن المسلمين لما قدموا الشام ذكر لهم زرع الحولة، فزرعوا فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فبعث إلى زرعهم وقد ابيض وأردك فحرقه بالنار، ثم كتب إليهم: إن الله جعل أرزاق هذه الأمة في أسنة رماحها، وتحت أزجتها، فإذا زرعوا كانوا كالناس. خرجه أسد بن موسى.
وروي البيضاوي بإسناد له عن عمر انه كتب: من زرع زرعا واتبع أذناب البقر ورضي بذلك وأقر به جعلت عليه الجزية.
وقيل لبعضهم لو اتخذت مزرعة للعيال؟ فقال: والله ما جئنا زراعين، ولكن جئنا لنقتل أهل الزرع ونأكل زرعهم.
فأكمل حالات المؤمن أن يكون اشتغاله بطاعة الله والجهاد في سبيله، والدعوة إلى طاعته لا يطلب بذلك الدنيا، ويأخذ من مال الفيء قدر الكفاية، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ لأهله قوت سنة من مال الفيء ثم يقسم باقيه، وربما رأي محتاجا بعد ذلك فيقسم عليه قوت أهله بلا شيء.
وكذلك من يشتغل بالعلم، لأنه أحد نوعي الجهاد فيكون اشتغاله بالعلم للجهاد في سبيل الله والدعوة إليه، فليأخذ من أموال الفيء أو الوقوف على العلم قدر الكفاية ليتقوى على جهاده، ولا ينبغي أن يأخذ أكثر من كفايته من ذلك.
وقد نص أحمد على أن مال بيت المال كالخراج لا يؤخذ منه أكثر من الكفاية، فمال الوقف أضيق.
ومن أشتغل بطاعة الله فقد تكفل الله برزقه، كما في حديث زيد بن ثابت المرفوع: " من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة ". خرجه الإمام أحمد وابن ماجة.
¥(40/247)
وخرجه الترمذي من حديث انس موفوعا: " إن الله يقول: يا آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسد فقرك، وإلا تفعل ملأت يديك شغلاً، ولم أسد فقرك ".
وخرج ابن ماجة من حديث ابن مسعود مرفوعا: " من جعل الهموم هما واحداً هم آخرته كفاه الله هم ديناه، من تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك ". وفي الآثار الإسرائيلية يقول الله: " يا دنيا اخدمي من خدمني، واتعبي من خدمك ".
* * *
قوله صلى الله عليه وسلم: " وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري ":
هذا يدل على أن العز الرفعة في الدنيا والآخرة بمتابعة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لامتثال متابعة أمر الله، قال تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} وقال تعالى: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} وقال تعالى: {من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً}.
وفي بعض الآثار يقول الله تعالى: " أنا العزيز فمن أراد العز فليطع العزيز ". قال الله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، فالذلة والصغار يحصل بمخالفة أمر الله ورسوله. ومخالفة الرسول على قسمين:
(أحدهما) مخالفة من لا يعتقد طاعة أمره كمخالفة الكفار، وأهل الكتاب الذين لا يرون طاعة الرسول، فهم تحت الذلة والصغار، ولهذا أمر الله بقتال أهل الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، وعلى اليهود الذلة والمسكنة لأن كفرهم بالرسول كفر عناد.
(والثاني) من اعتقد طاعته ثم يخالف أمره بالمعاصي التي يعتقد أنها معصية فله نصيب من الذلة والصغار، وقال الحسن: إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين فإن ذل المعصية في رقابهم، أبى الله أن يذل إلا من عصاه، كان الإمام أحمد يدعو: اللهم أعزنا بالطاعة ولا تذلنا بالمعصية.
وقال أبو العتاهية:
ألا إنما التقوى هي العز والكرم وحبك للدنيا هو الذل والسقم
وليس على عبد تقي نقيصة إذا حقق التقوى وإن حاك أو حجم
فأهل هذا النوع خالفوا الرسول من أجل داعي الشهوات.
(والنوع الثاني) من خالف أمره من أجل الشبهات وهم أهل الأهواء والبدع، فكلهم لهم نصيب من الذلة والصغار بحسب مخالفتهم لأوامره، قال تعالى: {إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين}.
وأهل الأهواء والبدع كلهم مفترون على الله، وبدعتهم تتغلظ بحسب كثرة افترائهم عليه، وقد جعل الله من حرم ما أحله الله وحلل ما حرمه الله مفتريا عليه الكذب، فمن قال على الله ما لا يعلم فقد افترى عليه الكذب، ومن نسب إليه ما لا يجوز نسبته إليه من تمثيل أو تعطيل، أو كذب بأقداره فقد افترى على الله الكذب.
وقد قال الله عز وجل {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}. وقال سفيان: الفتنة أن يطبع الله على قلوبهم.
فلهذا تغلظت عقوبة المبتدع على عقوبة العاصي لأن المبتدع مفتر على الله مخالف لأمر رسوله لأجل هواه.
فأما مخالفة بعض أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم خطأ من غير عمد، مع الاجتهاد على متابعته، فهذا يقع كثيراً من أعيان الأمة من علمائها وصلحائها، ولا إثم فيه، بل صاحبه إذا اجتهد فله أجر على اجتهاده، وخطأه موضوع عنه، ومع هذا فلا يمنع ذلك من علم أمر الرسول، نصيحة لله ولرسوله ولعامة المسلمين، ولا يمنع ذلك من عظمة من خالف أمره خطأ، وهب ان هذا المخالف عظيم له قدر وجلالة، وهو محبوب للمؤمنين إلا أن حق الرسول مقدم على حقه وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم.
فالواجب على كل من بلغه أمر الرسول وعرفه أن يبينه للأمة وينصح لهم، ويأمرهم باتباع أمره وإن خالف ذلك رأي عظيم الأمة، فإن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم ويقتدى به من رأي معظم قد خالف أمره في بعض الأشياء خطأ.
¥(40/248)
ومن هنا رد الصحابة ومن بعدهم من العلماء على كل من خالف سنة صحيحة، وربما أغلظوا في الرد - لا بغضاً له بل هو محبوب عندهم، معظم في نفوسهم - لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليهم، وأمره فوق كل أمر مخلوق. فإذا تعارض أمر الرسول وأمر غيره فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم أولى ان يقدم ويتبع، ولا يمنع من ذلك تعظيم من خالف أمره وإن كان مغفوراً له، بل ذلك المخالف المغفور له لا يكره أن يخالف أمره إذا ظهر أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بخلافه، بل يرضى بمخالفة أمره ومتابعة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم إذا ظهر أمره بخلافه. كما أوصى الشافعي: إذا صح الحديث في خلاف قوله؛ أن يتبع الحديث ويترك قوله. وكان يقول: " ما ناظرت أحداً فأحببت أن يخطئ، وما ناظرت أحداً فباليت أظهر الحق على لسانه أو على لساني ". لأن تناظرهم كان لظهور أمر الله ورسوله لا لظهور نفوسهم والانتصار لها.
وكذلك المشايخ والعارفون كانوا يوصون بقبول الحق من كل من قال الحق؛ صغيراً كان أو كبيراً وينقادون لقوله.
وقيل لحاتم الأصم: أنت رجل عيي لا تفصح، وما ناظرت أحداً إلا قطعته، فبأي شيء تغلب خصمك؟ قال: بثلاث: أفرح إذا أصاب خصمي، وأحزن إذا أخطأ، وأحفظ لساني عن أن أقول له ما يسوءه. فذكر ذلك للإمام أحمد فقال: ما كان أعقله من رجل.
وقد روي عن الإمام أحمد أنه قيل له: أن عبد الوهاب الوارق ينكر كذا وكذا، فقال: لا نزال بخير ما دام فينا من ينكر. ومن هذا الباب قول عمر لمن قال له اتق الله يا أمير المؤمنين فقال: " لا خير فيكم إن لم تقولها لنا، ولا خير فينا إذا لم نقبلها منكم ". وردت عليه امرأة قولته فرجع إليها وقال: " رجل أخطأ وامرأة أصابت ".
فلا يزال الناس بخير ما كان فيهم الحق وتبيين أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم التي يخطئ من خالفها وإن معذوراً مجتهداً مغفوراً له، ولهذا مما خص الله به الأمة لحفظ دينها الذي بعث الله ورسوله صلى الله عليه وسلم - أن لا تجتمع على ضلالة بخلاف الأمم السالفة.
فههنا أمران (أحدهما): أن من خالف أمر الرسول في شيء خطأ مع اجتهاده في طاعته ومتابعة أوامره فإنه مغفور له لا ينقص درجته بذلك، (والثاني): أنه لا يمنعنا تعظيمه ومحبته من تبين مخالفة قوله لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ونصيحة الأمة بتبيين أمر الرسول صلى الله عليه وسلم. ونفس ذلك الرجل المحبوب المعظم لو علم ان قوله مخالف لأمر الرسول فإنه يجب من يبين للأمة ذلك ويرشدهم إلى أمر الرسول، ويردهم عن قوله في نفسه، وهذه النكتة تخفى على كثير من الجهال لأسباب.
وظنهم أن الرد على معظم من عالم وصالح تنقص به، وليس كذلك، وبسبب الغفلة عن ذلك تبدل دين أهل الكتاب فإنهم اتبعوا زلات علمائهم، وأعرضوا عما جاءت به أنبياءهم، حتى تبدل دينهم واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله. فأحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم، فكانت تلك عبادتهم إياهم. فكان كلما كان فيهم رئيس كبير معظم مطاع عند الملوك قبل منه كل ما قال، وتحمل الملوك الناس على قوله. وليس فيهم من يرد قوله، ولا يبين مخالفته للدين.
وهذه الأمة عصمها الله عن الاجتماع على ضلالة، فلا بد أن يكون فيها من يبين أمر الله ورسوله، ولو اجتهدت الملوك على جمع الأمة خلافه لم يتم لهم أمرهم. كما جرى مع المأمون والمعتصم والواثق، حيث اجتهدوا على إظهار القول بخلق القرآن وقتلوا الناس وضربوهم وحبسوهم على ذلك، وأجابهم العلماء تقية وخوفاً، فأقام الله إمام المسلمين في وقتهم أحمد بم حنبل، فرد باطلهم حتى اضمحل أمرهم، وصار الحق هو الظاهر في جميع بلاد الإسلام والسنة، ولم يكن الإمام أحمد يحابي أحداً في مخالفة شيء من أمر الرسول وإن دق. ولو عظم مخالفة في نفوس الخلق. فقد تكلم في بعض أعيان مشايخ العلم والدين لمسئلة أخطأها، فحمل أمره حتى لما مات لم يصل عليه إلا نحو أربعة أنفس، وكان كلما تكلم في أحد سقط، لأن كلامه تعظيم لأمر الله ورسوله لا هوى نفسه.
¥(40/249)
ولقد كان بشر الحافي يقول لمن سأله عن مرضه: احمد الله إليكم، بي كذا وكذا. فقيل للإمام أحمد، وقالوا: هو يبدأ بالحمد قبل أن يصف مرضه، فقال أحمد: سلوه عمن أخذ هذا؟ - يعني إن كان هذا لم ينقل عن السلف فلا يقبل منه - فقال بشر: عندي فيه أثر، ثم روى بإسناده عن بعض السلف قال: " من بدأ بالحمد قبل الشكوى لم تكتب عليه شكوى ". فبلغ الإمام أحمد فقبل قوله.
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ". فأمر الله ورسوله بالرد على من خالف أمر الله ورسوله، والرد على من خالف أمر الله ورسوله لا يتلقى إلا عمن عرف ما جاء به الرسول وخبره خبرة تامة. قال بعض الأئمة: لا يؤخذ العلم إلا عمن عرف بالطلب.
وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم نوعان: أمر ظاهر بعمل الجوارح، كالصلاة والصيام والحج والجهاد ونحو ذلك. وأمر باطن تقوم به القلوب، كالإيمان بالله ومعرفته ومحبته وخشيته وإجلاله وتعظيمه والرضا بقضائه والصبر على بلائه. فهذا كله لا يؤخذ إلا ممن عرف الكتاب والسنة، ومن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في علمنا، فمن تكلم على شيء من هذا مع جهله بما جاء على الرسول فهو داخل فيمن يفتري على الله الكذب، وفيمن يقول الله على ما لا يعلم، فإن كان مع ذلك لا يقبل الحق ممن ينكر عليه باطله لمعرفته ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بل ينتقص به وقال: أنا وارث حال الرسول والعلماء وارثون علمه، فقد جمع هذا بين افتراء الكذب على الله، والتكذيب بالحق لما جاء به {فمن أظلم ممن كذب على الله وكذّب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين} فإن هذا متكبر على الحق والانقياد له، منقاد لهواه وجهله، ضال مضل، وإنما يرث حال الرسول من علم حاله، ثم اتبعه، فإن من لا علم له بحاله فمن اين يكون وارثه؟
ومثل هذا لم يكن ظهر في زمن السلف الصالح حتى يجاهدوا فيه حق الجهاد وإنما ظهر في زمن قل فيه العلم وكثر فيه الجهل، ومع هذا فلا بد أن يقيم الله من يبين للأمة ضلاله، وله نصيب من الذل والصغار بحسب مخالفته لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
يا لله العجب، لو ادعى معرفة صناعة من صنائع الدنيا - ولم يعرفه الناس بها، ولا شاهدوا عنده آلاتها - لكذبوه في دعواه ولم يأمنوه على أموالهم، ولم يمكنوه أن يعمل فيها ما يدعيه من تلك الصناعة، فكيف بمن يدعي معرفة أمر الرسول وما شوهد قط يكتب علم الرسول ولا يجالس أهله ولا يدارسه؟ فلله العجب كيف يقبل أهل العقل دعواه، ويحكمونه في أديانهم، يفسدها بدعواه الكاذبة؟
إن كنت تنوح يا حمام البان للبين، فأين شاهد الأحزان؟
أجفانك للدموع أم أجفاني لا يقبل مدع بلا برهان
ومن أعظم ما حصل به الذل من مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ترك ما كان عليه من جهاد أعداء الله فمن سلك سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم عز، ومن ترك الجهاد مع قدرته عليه ذل. وقد سبق حديث: " إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه من رقابكم حتى تراجعوا دينكم ". ورأى النبي صلى الله عليه وسلم سكة الحرث فقال: " ما دخلت دار قوم إلا دخلها الذل ". فمن ترك ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الجهاد مع قدرته واشتغل عنه بتحصيل الدنيا من وجوهها المباحة حصل له من الذل فكيف إذا اشتغل عن الجهاد بجمع الدنيا من وجوهها المحرمة؟
* * *
قوله صلى الله عليه وسلم: " ومن تشبه بقوم فهو منهم ":
هذا يدل على أمرين:
(أحدهما) التشبه بأهل الشر مثل أهل الكفر والفسوق والعصيان وقد وبخ الله من تشبه بهم في شيء من قبائحهم فقال تعالى: {فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم وخضتم كالذي خاضوا}.
¥(40/250)
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالمشركين وأهل الكتاب، فنهى عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، وعلل بأنه: " حينئذ يسجد لها الكفار ". فيصير السجود في ذلك الوقت تشبها في الصورة الظاهرة،. وقال صلى الله عليه وسلم: " إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم " وفي رواية عنه صلى الله عليه وسلم: " غيروا الشيب ولا تشبهوا اليهود ". وقال صلى الله عليه وسلم: " خالفوا المشركين، اعفوا الشوارب واحفوا اللحى " وفي رواية: " جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس ". وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة في النعال مخالفة لأهل الكتاب. وروي عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: " ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود والنصارى، فإن تسليم اليهود الإشارة بالكف " خرجه الترمذي. ونهى عن التشبه بهم في أعيادهم وقال عبد الله بن عمر: " من أقام بأرض المشركين يصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر يوم القيامة معهم ". وقال الإمام أحمد: " أكره حلق القفا، وهو من فعل المجوس، ومن تشبه بهم فهو منهم.
فالتشبه بالمشركين والمغضوب عليهم والضالين من أهل الكتاب منهي عنه ولا بد من وقوعه في هذه الأمة كما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حيث قال: " لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه " قالوا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: " فمن؟ ".
قال ابن عيينة: كان يقال من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود، ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى.
ووجه هذا أن الله ذم علماء اليهود بأكل السحت، واكل الأموال بالباطل والصد عن سبيل الله، وبقتل النبيين بغير حق، وبقتل الذين يأمرون بالقسط من الناس، وبالتكبر عن الحق وتركه عمداً خوفاً من زوال المأكل والرياسات وبالحسد وبقسوة القلب، وبكتمان الحق، وتلبيس الحق بالباطل، وكل هذه الخصال توجد في علماء السوء من أهل البدع ونحوهم. ولهذا تشبهت الرافضة باليهود في نحو من سبعين خصلة.
وأما النصارى فذمهم الله بالجهل والضلالة، وباللغو في الدين بغير الحق، ورفع المخلوق إلى درجة لا يستحقها، حتى يدعى فيه الإلهية. واتباع الكبراء في التحليل والتحريم. وكل هذا يجد في جهال المسلمين المنتسبين إلى العبادة من هذه الأمة.
فمنهم من يعبد بالجهل بغير علم، بل يذم العلم وأهله، ومنهم من يغلو في بعض الشيوخ فيدعي فيه الحلول، ومن يدعي الحلول المطلق والاتحاد، ومنهم من يغلو فيمن يعتقده من الشيوخ كما يغلو النصارى في رهبانهم ويعتقدون ان لهم أن يغلو في الدين ما شاؤوا، وأن من رضي عنه غفر له، ولا يبالي بما عمل من عمل، وأن محبتهم لا يضر معها ذنب.
وقد كان الشيوخ العارفون ينهون عن صحبة الأشرار، وأن ينقطع العبد عن الله بصحبته الأخيار، فمن صحب الأخيار بمجرد التعظيم لهم والغلو فيهم زائداً غلواً عن الحد وعلق قلبه بهم فقد انقطع عن الله بهم، وإنما المراد من صحبة الأخيار أن يوصلوا من صحبهم إلى الله ويسلكوا طريقه ويعلموه دينه.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث أهله وأصحابه على التمسك بالطاعة ويقول: " اشتروا أنفسكم من الله، لا أغني عنكم من الله شيئاً " وقال لأهله: " إن أوليائي منكم المتقون يوم القيامة، لا يأتي الناس بالأعمال وتأتون بالدنيا تحملونها على رقابكم فتقولون: يا محمد. فأقول: قد بلغت ". ولما سأله ربيعة الأسلمي مرافقته في الجنة قال " فأعني على نفسك بكثرة السجود ".
فإنما يراد من صحبة الأخيار إصلاح الأعمال والأحوال والاقتداء بهم في ذلك، والانتقال من الغفلة إلى اليقظة، ومن البطالة إلى العمل، ومن التخليط إلى التكسب والقول والفعل إلى الورع، ومعرفة النفس وآفاتها واحتقارها، فأما من صحبهم وافتخر بصحبتهم وادعى بذلك الدعاوى العريضة وهو مصر على غفلته وكسله وبطالته فهو منقطع عن الله من حيث ظن الوصول إليه، كذلك المبالغة في تعظيم الشيوخ وتنزيلهم منزلة الأنبياء هو المنهي عنه.
¥(40/251)
وقد كان عمر وغيره من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم يكرهون أن يطلب الدعاء منهم ويقولون " أ أنبياء نحن؟ " فدل على أن هذه المنزلة لا تنبغي إلا للأنبياء عليهم السلام، وكذلك التبرك بالآثار فإنما كان يفعله الصحابة رضي الله عنهم مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكونوا يفعلونه مع بعضهم ببعض ولا يفعله التابعون مع الصحابة، مع علو قدرهم.
فدل على أن هذا لا يفعل إلا مع النبي صلى الله عليه وسلم مثل التبرك بوضوئه وفضلاته وشعره وشرب فضل شرابه وطعامه.
وفي الجملة فهذه الأشياء فتنة للمعظّم وللمعظّم لما يخشى عليه من الغلو المدخل في البدعة، وربما يترقى إلى نوع من الشرك. كل هذا إنما جاء من التشبه بأهل الكتاب والمشركين الذي نهيت عنه هذه الأمة. وفي الحديث الذي في السنن: " ان من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، والسلطان المقسط، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ". فالغلو من صفات النصارى، والجفاء من صفات اليهود، والقصد هو المأمور به.
وقد كان السلف الصالح ينهون عن تعظيمهم غاية النهي كأنس الثوري وأحمد. وكان أحمد يقول: من أنا حتى تجيئون إلى؟ اذهبوا اكتبوا الحديث، وكان إذا سئل عن شيء، يقول: سلوا العلماء. وإذا سئل عن شيء من الورع يقول: أنا لا يحل لي أن أتكلم في الورع، لو كان بشر حياً تكلم في هذا.
وسئل مرة عن الإخلاص فقال: اذهب إلى الزهاد، إي شيء نحن تجيء إلينا؟ وجاء إليه رجل فمسح يده ثيابه ومسح بهما وجهه، فغضب الإمام أحمد وأنكر ذلك أشد الإنكار وقال: عمن أخذتم هذا الأمر؟
(الثاني) التشبه بأهل الخير والتقوى والإيمان والطاعة فهذا حسن مندوب إليه، ولهذا يشرع الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته وآدابه وأخلاقه. وذلك مقتضى المحبة الصحيحة، فإن المرء مع من أحب، ولا بد من مشاركته في أصل عمله وان قصر المحب عن درجته.
قال الحسن لا تغتر بقولك: المرء مع من أحب، ان من أحب قوما اتبع آثارهم، ولن تلحق الأبرار حتى تتبع آثارهم، وتأخذ بهديهم، وتقتدي بسنتهم، وتمسي وتصبح وأنت على مناهجهم، حريصاً أن تكون منهم، وتسلك سبيلهم، وتأخذ طريقتهم، وإن كنت مقصراً في العمل. فإن ملاك الأمر أم تكون على استقامة. أما رأيت اليهود والنصارى وأهل الأهواء الردية يحبون أنبياءهم وليسوا معهم لأنهم خالفوهم في القول والعمل وسلكوا غير طريقهم فصار موردهم النار؟ نعوذ بالله من النار. كان يونس بن عبيد ينشد:
فإنك من يعجبك لا تك مثله إذا أنت لم تصنع كما كان يصنع
وجاء في الحديث: " ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا ".
فمن أحب أهل الخير وتشبه بهم جهده فإنه يلحق بهم كما في الحديث المشهور: " من حفظ أربعين حديثا حشر يوم القيامة في زمرة العلماء ". ومن أحب أهل الطاعة والذكر - على وجه السنة - وجالسهم يغفر له معهم وإن لم يكن منهم " فإنهم القوم لا يشقى جليسهم ".
فأما التشبه بأهل الخير في الظاهر، والباطن لا يشبههم فهو بعيد منهم، وإنما القصد بالتشبيه أن يقال عن المتشبه بهم انه منهم وليس منهم من خصال النفاق كما قال بعض السلف: " استعيذوا بالله من خشوع النفاق ان يرى الجسد خاشعاً، والقلب ليس بخاشع ".
كان السلف يجتهدون في أعمال الخير ويعدون أنفسهم من المقصرين المذنبين، ونحن مع إساءتنا نعد أنفسنا من المحسنين.
كان مالك بن دينار يقول: إذا ذكر الصالحون " أف، أف لي، وتوقف ". وقال أيوب: " إذا ذكر الصالحون كنت عنهم بمعزل ". وقال يونس بن عبيد: " أعد مائة خصلة من خصال الخير ليس منها فيَّ واحدة ". وقال محمد بن واسع: " لو ان للذنوب رائحة لم يستطع أحد أن يجلس معي ".
يا من إذا تشبه بالصالحين فهو عنهم متباعد، وإذا تشبه بالمذنبين فحاله وحالهم واحد، يا من يسمع ما يلين الجوامد وطرفه جامد، وقلبه أقسى من الجلامد، يا من يرد قلبه عن التقوى، كيف ينفع الضرب البارد في حديد بارد؟
يا نفس أنى تؤفكينَ؟ حتى متى لا ترعوينَ؟
حتى متى، لا تعقلينا وتسمعينا وتبصرينا؟
يا نفس إن لم تصلحي فتشبهي بالصالحينا
آخره والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسلمياً كثيراً إلى يوم الدين.
¥(40/252)
وافق الفراغ من نسخه يوم الأربعاء لتسع مضت من ربيع الثاني من شهور سنة 1299 وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[25 - 04 - 04, 04:14 م]ـ
فائدة أخرى مركزة جدا لمن يطلب الفائدة
وأرجو أن يأتينا أحد بعالم واحد من سلف الأمة قال بقول الوسطيين كما يزعمون-وأنا سآتيك بالإجماع على قولي وفساد قول المخالف- أو يأتينا بحديث واحد صحيح يدل على ما ذهب إليه القرضاوي ومن معه مع العلم أن كثيرا من سلف القرضاوي في هذه المسألة وغيرها كما ذكرهم هو بنفسه منهم مثلا شلتوت شيخ الأزهر وإنحرافاته وإفساده للشريعة أكثر من أن تحصر ومن أراد البيان فأنا جاهز إن شاء الله لذلك والآن إليكم هذه الفائدة التي فيها التصريح بالإجماع على فساد قول المنحرفين:
الله سبحانه يقول: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (لأنفال:39)
)، ويقول (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (التوبة:29)، وغيرها من آيات السيف الكثيرة، وهي من آخر ما نزل من القرآن، وكما جاء في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله)، وقال صلى الله عليه وسلم كما في حديث بريدة في الصحيح (اغزوا باسم الله في سبيل الله قاتلوا من كفر بالله)، وغيرها من الأحاديث، كما أن سيرة الصحابة ترد هذا القول الانهزامي- وهو قصر الجهاد على الدفع للمعتدي فقط الذي يشترك فيه جميع البشر مع الحيوانات أيضاً- وعليه إجماع المسلمين، قال الشوكاني رحمه الله:
"أما غزو الكفار، ومناجزة أهل الكفر وحملهم على الإسلام، أو تسليم الجزية، أو القتل، فهو معلوم من الضرورة الدينية، ولأجله بعث الله رسله، وأنزل كتبه، وما زال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ بعثه الله سبحانه إلى أن قبضه إليه جاعلاً لهذا الأمر من أعظم مقاصده، ومن أهم شئونه، وأدلة الكتاب والسنة في هذا لا يتسع لها المقام، ولا لبعضها، وما ورد في موادعتهم أو تركهم إذا تركوا المقاتلة فذلك منسوخ بإجماع المسلمين".
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[25 - 04 - 04, 10:12 م]ـ
هذا هو تخريج الشيخ شعيب الأرناؤوط:
وفي تخريج المسند في الجزء السابع الذي اشترك فيه مع الشيخ شعيب: محمد نعيم العرقسوس وإبراهيم الزئبق، قالوا: إسناده ضعيف، على نكارة في بعض ألفاظه، وابن ثوبان: اختلفت فيه أقوال المجرحين والمعدلين، فمنهم من قوى أمره، ومنهم من ضعفه، وقد تغير بآخره. وخلاصة القول فيه: أنه حسن الحديث إذا لم يتفرد بما ينكر، فقد أشار الإمام أحمد إلى أن له أحاديث منكرة، وهذا منها.
وعلق البخاري (6/ 98 الفتح) بعضه بصيغة التمريض.
وأخرجه الطحاوي في (شرح مشكل الآثار) بإسناده، وفيه ثلاث علل، بينوها بتفصيل، ثم قالوا: فهذه العلل الثلاث مجتمعة لا يمكن معها تقوية الحديث المرفوع بمتابعة الأوزاعي لابن ثوبان. والله تعالى أعلم.
انظر: الجزء السابع من مسند الإمام أحمد ص 123 - 125 تخريج الحديث (5114). أ. هـ
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[25 - 04 - 04, 11:53 م]ـ
هون على نفسك أيها الأزهري
أعلم أن هذه الورقات مصيرها الحذف كما حذف غيرها من قبل ولكن كتبتها معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون.
وأذكر بقول قال شيخ الاسلام ابن تيمية " من فسر القرآن أو الحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين فهو مفتر على الله، ملحد في آيات الله،محرف للكلم عن مواضعه، وهذا فتح لباب الزندقة والإلحاد، وهو معلوم البطلان بالإضطرار من دين الإسلام "الفتاوى 13/ 243.
¥(40/253)
وقال شيخ الاسلام مصطفى صبري "ثم إني ما قسوت في القول إلا على الذين قست أقوالهم على أساس من أسس الدين، أو علم من علومه، أو طائفة من علمائه" انظر: موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين 1/ 46 للشيخ مصطفى صبري رحمه الله.
الأخ الأزهري: هل فهمت إلى أي شيء النقد متوجه هنا، النقد متوجه إلى تيار فكري موجود له أصوله المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة في العقيدة وفي الشريعة وفي أصول الأحكام ... إلخ والخلاصة: منهج يقوم على تطويع الإسلام لقضايا العصر ومحاولة لتفسير الإسلام وفهمه ليس كما فهمه الصحابة ومن بعدهم بل كما يحاول الغرب أن يجعلنا نلتزم به وأرجو أن تستدل بحجج علمية وليس بكلام رجل دفان للأموات، وبكلام محمد عباس ائتنا بآية أو حديث وبمن سبق إلى الفهم الذي فهمه الغزالي والقرضاوي من العلماء السابقين ووالله إني لأتعجب من شباب الإخوان وشيوخهم ما أصابهم كيف يكون الله غايتهم وهم يردون على الله أمره ويلتمسون رضا الناس في سخط الله، وكيف يكون الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتهم وهم يردون سنته ويستهزئون بمن يدعو إليها ويتمسك بها؟! وكيف يكون الجهاد سبيلهم وقد نسخوه ومسخوه من أزمان بعيدة ومنهم هذا القرضاوي الذي يعيب على المجاهدين عدم تمسكهم بميثاق الأمم المتحدة ولا باتفاقية جنيف للأسرى ولا بقرار الأمم المتحدة إلغاء الرق، ويقول عن النصارى إخوانه وكل القضايا مشتركة معهم ... إلخ هذا العبث
يا أخ أزهري اتق الله في نفسك وحاول أن تتعلم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وأئمته الأوائل قبل عصور الهزيمة النفسية وفقه ضغط الواقع.
يا أخ أزهري اتق الله في نفسك وانصف الحق من نفسك فحاول أن ترجع لكتاب واحد ممن ردوا على القرضاوي أباطيله وانظر فيه بعين الإنصاف لا التقليد والرضا.
يا أخ أزهري اتق الله في نفسك وانصف الحق من نفسك فحاول أن ترجع لكتاب واحد ممن ردوا على الغزالي أباطيله في كتابه الأبتر الذي ألفه بناء على توجيه من معهد الفكر الإسلامي الذي يتزعمه معتزلي يرد السنة بعقله.
الغزالي الذي زعمت أنه دفن بين نافع وابن عمر كم كال السب لنافع واتهمه بالتورط وغيره مما تجده في كتابه السنة النبوية ...
يا أخ أزهري أنتم تتباكون على أولاد الكفرة إذا ماتوا في أي بقعة إثر عملية جهادية لأنهم أبرياء في زعمكم وكذا على ما تسمونهم المدنيين وتقولون لا ذنب لهم فهلا رحمت أولاد أخ لك في الإسلام لأنهم لا ذنب لهم في رد أبيهم الذي لم يعجبك فقلت:" بل أهلكك وعيالك " فهلا عاملتهم كما تعاملون الكفرة، ولكن هكذا تيار الوسطية كما كان الغزالي الهالك يقول عن شنودة رأس الكفر: الأخ العزيز، ثم إذا تكلم عن المنقبة قال إنها مثل العفاريت! وإذا تكلم على المتمسكين بمذهب السلف نعتهم بقاموس من الشتائم.
وأعرفك بأنك لم تفهم كلمة الهالك ولا معناها وإلا لما قلت إنني أقول: أهلكه الله، ألا تعلم أن الغزالي قد هلك؟ ثم إن هذا تعبير قرآني يا أخي عن الميت وليس فيه شتيمة بل يعبر به العلماء حتى ينفروا عن صاحب قول باطل وفي الوقت نفسه لا يشتمونه لأنه أفضى إلى ما قدم والله عز وجل يقول: (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (النساء:176)
ويقول مؤمن آل فرعون عن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف الصديق على نبينا وعليه أفضل الصوات والتسليم (وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ) (غافر:34) فهل قوله: (حَتَّى إِذَا هَلَكَ) دعاء عليه بالهلاك؟! فيا أخي لا تعتدي على إخوانك بسبب سوء الفهم.
¥(40/254)
أما قولك:" لرددت على هذا الدعي " فو الله لست دعيا ولله الحمد والمنة وقد درست العلم على يد علماء تفخر بأن تحمل نعالهم على رأسك. ولا أدري ما مقياس كون الشخص دعيا عندك هل هو الرد على الغزالي أو القرضاوي؟ فقد قلت:" وشاء الله تعالى أن يدعى الشيخ لمؤتمر في الرياض عام 1996م وترجاه تلامذته ألا يذهب لئلا يتطاول عليه أحد من الأدعياء ". فهل كان المؤتمر لكبار الأدعياء في العالم وخافوا ألا يستطيع الشيخ أن يرد عليهم؟ أم كان للعلماء والمفكرين؟ يا أخي اتق الله في نفسك ودع التعصب والزم الحق.
ولن أرد عليك خطأك في حق نفسي وأسأل الله أن يهديك إلى الحق، ولكن سأنقل لك بعض آراء القرضاوي الذي تزعم بأنه غصة في حلوق المتشددين وأرجو من الله أن تنظر فيها بعدل ولا ترد عليها بالسباب والدعاء بالإثم وسخافات القول فكل ذلك يحسنه أراذل الخلق أما العلم والحجة فلا يحسنهما إلا أفاضل الخلق ... لو أردت الرد فرد بعلم وأدب وإن كنت لا تفه مسائل العلم أو لا تدرك الحق فلن تعرف الأباطيل التي عليها القرضاوي والغزالي.
وإليك بعضا من مناقب العلامة القرضاوي وعندي توثيق أي نقل لو أردت الإطلاع عليه:
أولا: موقفه من الكفار:
لقد ميع القرضاوي وأمات عقيدة الولاء والبراء من الكفار، وإليك بعض أقواله:
1 - قال عن النصارى: (فكل القضايا بيننا مشتركة فنحن أبناء وطن واحد، مصيرنا واحد، أمتنا واحدة، أنا أقول عنهم إخواننا المسيحيين، البعض ينكر علي هذا كيف أقول إخواننا المسيحيين؟ (إنما المؤمنون أخوة) نعم نحن مؤمنون وهم مؤمنون بوجه آخر).
2 - و قال في نفس البرنامج عن الأقباط إنهم قدموا الآف (الشهداء) لا ختلاف المذاهب.
3 - وقال (إن مودة المسلم لغير المسلم لا حرج فيها).
4 - وقال إن العداوة بيننا وبين اليهود من أجل الأرض فقط لا من أجل الدين وقرر أن قوله تعالى (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا) أن هذا بالنسبة للوضع الذي كان أيام الرسول (صلى الله عليه وسلم) وليس الآن، مع العلم بأنه يستدل بآخر الآية على قرب النصارى الآن من المسلمين!!، ويقول (إذا عز المسلمون عز إخوانهم المسيحيون من غير شك وإذا ذل المسلمون ذل المسيحيون).
وقرر في مواضع أن الإسلام_ بزعمه_ يحترم أديانهم المحرفة، وقرر أنهم كالمسلمين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، وأن الأرضيات مشتركة بين المسلمين وبين النصارى، وأن الإسلام ركز على نقاط الاشتراك بيننا وبينهم لا على نقاط الاختلاف، وأنه لا بد من أن يقف المسلمون والنصارى جميعا في صف واحد على هذه الأرضيات المشتركة بينهم ضد الإلحاد والظلم والاستبداد، ويذكر أن الجهاد إنما هو للدفاع عن كل الأديان لا عن الإسلام فقط، وجوز تهنيئتهم بأعيادهم، وتوليهم للمناصب والوزارات.
6 - كما قرر أن الجزية إنما تؤخذ من أهل الذمة مقابل تركهم الدفاع عن الوطن وأما الآن فتسقط عنهم لأن التجنيد إجباري يستوي فيه المسلم والكافر.
ثانيا: موقفه مع المبتدعة:
تجد القرضاوي إذا تكلم ضد بدعة فإنه يتكلم ضد خصم لا وجود له، فهو يتكلم على المعتزلة والخوارج الأوائل، ولكنه في المقابل يثني على وارثيهم اليوم، أما الرافضة الذين ورثوا عقيدة المعتزلة وأضافوا إليها من الموبقات والعظائم مايكفي عشر معشاره لإلحاقهم بأبي جهل فتجده مدافعا عنهم ومؤاخيا لهم بل ويعتبر إثارة الخلاف معهم خيانة للأمة، ويعتبر لعنهم للصحابة وتحريفهم القرآن وقولهم بعصمة الأئمة وحجهم للمشاهد وغيرها (خلافات على هامش العقيدة)!!، وكذلك يقول في وارثي الخوارج اليوم وهم الإباضية، وأما الأشاعرة والماتريدية فهم من أهل السنة عنده ولا مجال للنقاش في ذلك.
ثالثا: موقفه من السنة:
يسير القرضاوي مع تيار العقلانيين في عرض السنة على عقولهم الكاسدة وأفهامهم الفاسدة، ومن ثم رد بعضها وتأول البعض الآخر مما لا يتفق مع هواه، وإليك أمثلة من أقواله في السنة:
1 - ثبت في مسلم مرفوعا (إن أبي وأباك في النار) وأجمع العلماء على ذلك.
قال القرضاوي: قلت: ما ذنب عبد الله بن عبد المطلب حتى يكون في النار وهو من أهل الفترة والصحيح أنهم ناجون؟!!!
2 - وثبت في الصحيحين مرفوعا (يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح).
¥(40/255)
قال القرضاوي: من المعلوم المتيقن الذي اتفق عليه العقل والنقل أن الموت ليس كبشا ولا ثورا ولا حيوانا من الحيوانات.
3 - وثبت في الصحيح مرفوعا (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة).
قال القرضاوي: هذا مقيد بزمان الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان الحكم فيه للرجال استبدادياً، أما الآن فلا.
4 - وثبت في الصحيح (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أسلب للب الرجل الحازم من إحداكن).
قال القرضاوي: إن ذلك كان من الرسول على وجه المزاح.
5 - وثبت في الصحيح (لا يقتل مسلم بكافر).
قال القرضاوي-بعد أن قرر أن المسلم يقتل بالكافر خلافا للحديث-: إن هذا الرأي هو الذي لا يليق بزماننا غيره .. ونحن بترجيح هذا الرأي نبطل الأعذار ونعلي راية الشريعة الغراء.
وله غير ذلك كثير.
رابعا: موقفه من المرأة:
عمل القرضاوي على هتك ستر النساء المحجبات بكل ما يستطيع، فأعلن مرارا:
أن فصل النساء عن الرجال في المحاضرات بدعة،وأنه من التقاليد التي ليست من الإسلام، وأنه لا بد من كسر هذا الحاجز بين النساء والرجال، وقال بالنص (للأسف أنا من السبعينات وأنا أذهب لأمريكا لحضور مؤتمرات إسلامية، ولكن تلقى المحاضرات في هذه المؤتمرات للنساء في جهة وللرجال في جهة أخرى، فالتشدد غلب المجموعات هناك وفرضوا التقاليد على المجتمع الغربي نفسه، حيث أخذوا الأقوال المتشددة وتركوا الأقوال الراجحة، وأصبح الرجال لهم مكان للقاء منفصل عن مكان النساء)، وقال أيضا في نفس البرنامج (مع أن مثل هذه المؤتمرات تعتبر فرصة لرؤية شاب فتاة فيعجب بها، ويسأل عنها ويفتح الله قلبيهما ويكون من وراء ذلك تكوين أسرة مسلمة)، وقال في نفس البرنامج لما قدمه رجل في محاضرة خاصة بالنساء (قلت للمقدم ما مكانك أنت هنا؟ المفروض أن تكون مكانك إحدى الأخوات فالموضوع يخصهنّ، فتقوم على تقديمي وإلقاء الكلمة وتلقي الأسئلة، بهذا ندربهن على القيادة، لكن هناك تحكم دائم من الرجل في المرأة حتى في أمورهن)،وقرر أنه لابد للنساء المحجبات من الظهور في التلفاز والقنوات الفضائحية، ولا بد للمرأة من الاشتراك في التمثيل والمسرح، بل قد ذكر أن له ابنتين درستا في جامعات إنجلترا (وهو إنما يدعو للاختلاط المحتشم!!!!) إلى أن حصلتا على الدكتوراة إحداهما في الفيزياء النووية والثانية في الكيمياء الحيوية!!!.
ويقول عن من يدعو إلى النقاب وعلى مظهر المنتقبة إذا أطاعت ربها وأغاظت أعدائها: إنها مثل الخيمة المتحركة وهذا لفظه: (أما النقاب فليس هو الأصل كما يزعم البعض الذي يريد تحويل المرأة إلى خيمة متحركة لا يراها أحد).
خامسا: القرضاوي والملاهي:
يعتبر القرضاوي من أشهر الدعاة (الشرعيين!!!) إلى الغناء والملاهي- وليس فقط الإباحة بل هو يمارس هذه المعاصي الرذيلة وبلا حياء واقرأ هذا الحوار لتعلم مدى علم هذا الرجل ومدى جرأته وعدم استحيائه مما يستحي منه صغار الملتزمين بدين الله، وأقتطف بعض العبارات التي وردت في لقاء مع هذا المفتون في جريدة الرياض اليومية الجمعة 26 ربيع الثاني 1421 العدد 11722 السنة 37 وقد نشر هذا الكلام وأقره القرضاوي:" الشيخ القرضاوي مفكر وفقيه واقعي يعرف ملامح مدرسة التربية الاسلامية ويطبقها في بيته. فالشيخ ربى اولاده الخمسة تربية انسانية وعلمية شديدة الرقي, وبعضهم يتقن عزف الموسيقى ويعزف الآلات الشرقية والغربية, واعطى لبناته الاربع فرصة الصعود في طلب العلم حتى الدكتوراه في الكيمياء والفيزياء النووية, وفسخ ـ بلا تردد ـ خطبة ابنته لأن خطيبها رفض ان تعمل, وفيما تبدو مشغولا بالنظر الى اركان البيت وحولك تتهادى الى سمعك نغمات صوت فايزة احمد تغني "بيت العز يا بيتنا" او ثورة يقودها عبدالوهاب باغنية "اخي جاوز الظالمون المدى" او صوت ام كلثوم مطرزا بقصيدة ايمانية روحانية تناجي "على روحي بكت روحي .. على عيني بكت عيني".
¥(40/256)
وفي اللقاء أيضا-وسل الله العافية وأنت تقرأ-:" يستمع الدكتور يوسف القرضاوي للغناء في اوقات فراغه: "الحقيقة انني لا استطيع سماع اغنية عاطفية كاملة لام كلثوم, لانها طويلة جدا وتحتاج الى من يتفرغ لها. لكني استمع الى فايزة احمد وفيروز وشادية وهي تغني يا دبلة الخطوبة, ولا تسألني لمن استمع من الجيل الحديث لانني من الجيل القديم وارى ان الجيل الماضي من المطربين والمطربات اقرب الى نفسي من الجيل الجديد. ويضيف: "والحقيقة انني افضل مشاهدة الاعمال الكوميدية لعادل امام وفؤاد المهندس ودريد لحام لانها تريح النفس من التعب والارهاق"إلخ. قلت: لم يقتصر الأمر على "اخي جاوز الظالمون المدى" كما يضحك على أصحاب العقول الضعيفة بل تعداه إلى "يا دبلة الخطوبة" وأنا أتعجب ما للشيخ ودبلة الخطوبة في هذا السن ولكن حقا هذا من خطوات الشيطان وليس هذا موضع الرد التفصيلي وبيان سخافة هذه الأعمال وبذائتها ولعل الله ييسر ردا طويلا يشفي صدور قوم مؤمنين ويبطل آراء ومذاهب المنحلين، والله المستعان على ما يصفون!
ويقول القرضاوي وهو يتحدث عن زوجته:" وفي شهر ديسمبر من كل عام اقدم لها هدية بمناسبة عيد زواجنا حيث اننا تزوجنا منذ حوالي 43 سنة" إلخ هذا الاستخفاف بالعقول والتلاعب بالشريعة باسم الدين والوسطية والواقعية الذي تم في هذا اللقاء القبيح وغيره مما يريد به الصحفيون محاربة الدعوة إلى الاعتصام بالكتاب والسنة و"شرعنة الفساد" وإلى الله المشتكى. –
فيقرر إباحة الغناء والملاهي من عدة نواحي:
1 - فيقرر في كثير من كتبه أن الغناء حلال، وأن السينما حلال طيب.
2 - ويذكر أنه ينكر على الفنانين الذين يعتزلون الفن!!.
3 - ويبارك الذين يلبسون الصلبان ويظهرونها من أجل تمثيل الحملات الصليبية مختتما إجازة هذا العمل لهم بقوله (فسيروا على بركة الله والله معكم ولن يتركم أعمالكم).
4 - ويذكر أنه يتابع أغاني (فايزة أحمد) و (شادية) و (أم كلثوم) و (فيروز) وغيرهن.
5 - ويذكر عن نفسه أنه يتابع الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، كفيلم (الإرهاب والكباب) لعادل إمام-وفيه استهزاء بالمتدينين-، و (ليالي الحلمية) و (رأفت الهجان) وأفلام نور الشريف ومعالي زايد غيرها.
6 - ويفتي بجواز النظر للنساء اللاتي يظهرن في الشاشة.
وهذا سؤال وجوابه في حلقة من حلقاته المشئومة:
يقول المقدم للبرنامج: رسالة من الفنان إيمان البحر درويش يهدي الشيخ القرضاوي تحياته، وهو يقول أنه الآن يعد عمل غنائي يخص المسلمين جميعاً، وأن المسلمين ضعاف في مجال الفن، وسيقوم بعمل نسخة من هذا العمل بموسيقى وآخر بدون موسيقى لتصل إلى كافة المسلمين.
قال القرضاوي
أنا أشجع الأخ إيمان، وعرفت اتجاهه الطيب وأنا أحييه على هذا، وأنا قد أنكرت على كثير من الفنانين أنهم اعتزلوا، أنا لا أرى أن نعتزل، بل نقاوم ونحاول أن نجد فناً ملتزماً، فالأخ إيمان جزاه الله خيرًا يجب أن يظهر الفن الإسلامي بضوابطه الشرعية ونحن نشجعه على هذا ونشد على يديه وندعو له بالتوفيق
سادسا: شذوذاته الفقهية:
كما أنه شذ في كثير من آرائه الفقهية ضاربا عرض الحائط بالنصوص وأقوال العلماء، بل وإجماع العلماء وإليك بعضا من شذوذاته:
1 - يقرر أن الرجم تعزير لولي الأمر إلغاؤه إن رأى المصلحة في ذلك.
2 - وأن الردة نوعان ردة مغلظة وهي المصاحبة للعنف ضد المجتمع فهذا يقتل، وردة مخففة وهي ما عدا ذلك فيترك صاحبها.
3 - وأن للمرأة أن تتولى منصب الولاية العامة. [هذا في البداية وكان يستثني هو وأضرابه منصب رئاسة الدولة ثم بعد ذلك أجاز تولي رئاسة الدولة أيضا ومن هنا نعلم تدرج هذا الخط الإفسادي في الطرح حتى تتهيأ العقول ثم بعد ذلك يسفرون عن آرائهم الخبيثة بصراحة وإن شئت فقل بوقاحة]
4 - وأن المرأة إذا كانت تشترك في البيع والشراء والمعاملات فشهادتها كشهادة الرجل.
5 - وأنه يجوز حلق اللحى.
6 - ويجوز الربا اليسير 1% او 2% بحجة أنه خدمات إدارية.
7 - ويقول إن دية المرأة مثل دية الرجل وليس على النصف- كما أجمع العلماء- فيترك الإجماع ويستدل بقول الأصم الذي كان عن الشريعة أصم كما قال العلماء وكذا ابن علية وهما لا يذكران في كلام الفقهاء غالبا إلا في مواطن مخالفة الإجماع فهنيئا للقرضاوي هذا السلف الذي يعتز بآرائه ويحتج به.
بالإضافة إلى إباحته للغناء والملاهي والتلفاز والقنوات والمسلسلات وإسبال الثياب والسفور والتصوير والتمثيل وبيع الخمر والخنزير للكفار ونقل أعضاء الخنزير للمسلم ومصافحة النساء والتزيي بزي الكفار وأكل المصعوقة من اللحوم وسفر المرأة وابتعاثها للدراسة بلامحرم وغير ذلك.
ووالله عندي الكثير والكثير من هذه الأباطيل ولكن من وفقه الله كفاه القليل من الحكمة وعند الله تجتمع الخصوم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 04 - 04, 12:55 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبوعمرو المصري
يا أخ أزهري أنتم تتباكون على أولاد الكفرة إذا ماتوا في أي بقعة إثر عملية جهادية لأنهم أبرياء في زعمكم وكذا على ما تسمونهم المدنيين وتقولون لا ذنب لهم فهلا رحمت أولاد أخ لك في الإسلام لأنهم لا ذنب لهم في رد أبيهم الذي لم يعجبك فقلت:" بل أهلكك وعيالك " فهلا عاملتهم كما تعاملون الكفرة، ولكن هكذا تيار الوسطية كما كان الغزالي الهالك يقول عن شنودة رأس الكفر: الأخ العزيز، ثم إذا تكلم عن المنقبة قال إنها مثل العفاريت! وإذا تكلم على المتمسكين بمذهب السلف نعتهم بقاموس من الشتائم. [/ B]
أشداء على المؤمنين رحماء مع الكفار!!
ألستم أيها الأخ الأزهري الأصلي تشتمون في منتداكم ابن تيمية بينما تفتون بجواز أن يقول المرء "أخي النصراني"؟!(40/257)
س/ هل من رد على من ضعَّف حديث الفرق الـ73؟؟
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[24 - 04 - 04, 12:56 م]ـ
وجدت موقع00000‘ يقول بذلك!!!
جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[24 - 04 - 04, 01:45 م]ـ
ما الأمر يا جماعة الخير؟؟؟؟ هل اسم الموقع ذاك ممنوع مجرد كتابته هنا؟؟؟؟؟
ـ[ sheyyabfiras] ــــــــ[24 - 04 - 04, 10:54 م]ـ
السلام عليكم
هذا تخريج للحديث مع التنويه لستفادتنا من مقال بعنوان حوار هادئ مع الدكتور القرضاوي وأظنه للدكتور سفر وقد ذكر ذلك في الحاشية
مع بعض الزيادات والمناقشات والحكم النهائي على الحديث للأخ الشيخ أبو بكر علي شحود حفظه الله من موسوعته موسوعة المعارف الإسلامية وهي في طور الإعداد وذلك بعد استئذانه
فأرجو أن تنتفع به
الملف المرفق على الوين رار
أخوكم: فراس الشياب
ـ[ sheyyabfiras] ــــــــ[24 - 04 - 04, 10:59 م]ـ
السلام عليكم
هذا الرد على من ضعف الحديث بصيفة الورد مضغوط مرة أخرى
مع تحيات أخيكم فراس الشياب(40/258)
ما صحة هذا الحديث: ضحك رسول الله ذات يوم
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[24 - 04 - 04, 03:06 م]ـ
حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا علي بن قادم، حدثنا شريك، عن عبيد المكتب، عن الشعبي،: (عن أنس بن مالك قال: ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم - أو تبسم - فقال لأصحابه: ألا تسألوني من أي شيء ضحكت؟. قالوا: يا رسول الله، من أي شيء ضحكت؟
قال: عجبت من مجادلة العبد ربه يوم القيامة، يقول: يا رب أليس وعدتني ألا تظلمني؟ قال: بلى. قال: فإني لا أقبل علي شاهداً إلا من نفسي. فيقول: أو ليس كفاني شهيداً و الملائكة الكرام الكاتبين؟ قال: فيردد الكلام مراراً. قال فيختم على فيه، و تكلم اركانه ما كان يعمل، قال فيقول: بعداً لكن و سحقاً، عنكن كنت أجادل.).
رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده برقم 3975
هل على بن قادم الواقع في الإسناد هو على بن قادم الخزاعي، أبو الحسن الكوفي .. الذي ضعفه ابن معين؟
ما صحة هذا الحديث؟
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[25 - 04 - 04, 07:19 ص]ـ
في علل الحديث ج2/ص227
2168 سئل أبو زرعة عن حديث رواه سفيان عن عبيد المكتب عن فضيل بن عمرو الفقيمي عن الشعبي عن أنس قال ضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال تدرون مما أضحك قلنا الله ورسوله أعلم قال من مجادلة العبد ربه يوم القيامة يقول يارب ألم تجرنى من الظلم فيقول بلى فيقول لا أجيز على شاهدا من نفسي فيقال كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا فيختم على فيه وذكر الحديث ورواه شريك عن عبيد المكتب عن الشعبي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم فقيل لأبي زرعة أيهما أصح قال حديث سفيان
وفي فسير الطبري ج24/ص107
ذكر الأخبار التي رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثنا أحمد بن حازم الغفاري قال أخبرنا علي بن قادم الفزاري قال أخبرنا شريك عن عبيد المكتب عن الشعبي عن أنس قال ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم حتى بدت نواجذه ثم قال ألا تسألوني مم ضحكت قالوا مم ضحكت يا رسول الله قال عجبت من مجادلة العبد ربه يوم القيامة قال يقول يا رب أليس وعدتني أن لا تظلمني قال فإن لك ذلك قال فإني لا أقبل علي شاهدا إلا من نفسي قال أو ليس كفى بي شهيدا وبالملائكة الكرام الكاتبين قال فيختم على فيه وتتكلم أركانه بما كان يعمل قال فيقول لهن بعدا لكن وسحقا عنكن كنت أجادل
وفي المستدرك على الصحيحين ج4/ص644
8778 حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني رحمه الله بالكوفة ثنا إبراهيم بن أبي العنبس ثنا علي بن قادم ثنا شريك عن عبيد المكتب عن الشعبي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو تبسم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تسألوني من أي شيء ضحكت فقال عجبت من مجادلة العبد ربه يوم القيامة يقول يا رب أليس وعدتني أن لا تظلمني قال بلى قال فإني لا أقبل علي شهادة شاهد إلا من نفسي فيقول أو ليس كفى بي شهيدا وبالملائكة الكرام الكاتبين قال فيردد هذا الكلام مرات فيختم على فيه وتكلم أركانه بما كان يعمل فيقول بعدا لكم وسحقا عنكم كنت أجادل هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه
وفي تفسير ابن كثير ج4/ص96
قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا علي بن قادم حدثنا شريك عن عبيد المكتب عن الشعبي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وتبسم فقال صلى الله عليه وسلم الا تسألوني عن أي شيء ضحكت قالوا يا رسول الله من أي شيء ضحكت قال صلى الله عليه وسلم عجبت من مجادلة العبد ربه يوم القيامة يقول أي ربي أليس وعدتني أن لا تظلمني قال بلى فيقول فاني لا أقبل علي شاهدا إلا من نفسي فيقول الله تبارك وتعالى أو ليس كفى بي شهيدا وبالملائكة الكرام الكاتبين قال فيردد هذا الكلام مرارا قال فيختم على فيه وتتكلم أركانه بما كان يعمل فيقول بعدا لكن وسحقا عنكن كنت ......
وفي تفسير ابن أبي حاتم ج8/ص2559
¥(40/259)
14301 حدثنا ابو شيبة ابراهيم بن عبد الله بن ابي شيبة ثنا منجاب بن الحارث التميمي انبا ابو عامر الاسدي ثنا سفيان عن عبيد المكتب عن الفضيل بن عمرو الفقمي عن الشعبي عن انس بن مالك قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال تدرون مما اضحك قلنا الله ورسوله اعلم قال من مجادلة العبد ربه يوم القيامة يقول يا رب الم تجرني من الظلم فيقول بلى فيقول لا اجيز على شاهداً الا من نفسي فيقال كفى بنفسك اليوم وبالكرام عليك شهيداً فيختم على فيه ويقال لاركانه انطقي فتنطق بعمله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعداً لكن وسحقاً فعنكن كنت اناضل قوله يومئذ
وفي تفسير ابن أبي حاتم أيصا ج10/ص3271
18454 حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا علي بن قادم حدثنا شريك عن عبيد المكتب عن الشعبي عن انس بن مالك رضي الله عنه قال ضحك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذات يوم وتبسم فقال الا تسالوني عن اي شيء ضحكت قالوا يا رسول الله من اي شيء ضحكت قال عجبت من مجادلة العبد ربه يوم القيامة يقول اي ربي اليس وعدتني ان لا تظلمني قال بلى فيقول فاني لا اقبل على شاهدا الا من نفسي فيقول الله تبارك وتعالى او ليس كفى بي شهيدا وبالملائكة الكرام الكاتبين قال فيردد هذا الكلام مرارا قال فيختم على فيه وتتكلم اركانه بما كان يعمل فيقول بعدا لكن وسحقا عنكن كنت اجادل
واما ما في مسند أبي يعلى ج7/ص55
3975 حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا علي بن قادم حدثنا شريك عن عبيد المكتب عن الشعبي عن أنس بن مالك قال ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو تبسم فقال لأصحابه ألا تسألوني من أي شيء ضحكت قالوا يا رسول الله من أي شيء ضحكت قال عجبت من مجادلة العبد ربه يوم القيامة يقول يا رب أليس وعدتني ألا تظلمني قال بلى قال فإني لا أقبل علي شاهدا إلا من نفسي فيقول أو ليس كفاني شهيدا والملائكة الكرام الكاتبين قال فيردد الكلام مرارا قال فيختم على فيه وتكلم أركانه ما كان يعمل قال فيقول بعدا لكن وسحقا عنكن كنت أجادل
ففي تحقيق مسند أبي يعلى:
قال إسناده ضعيف بسبب شريك القاضي وهو أيضا منقطع عبيد لم يدرك الشعبي وإنما روى عنه بواسطة فضيل بن عمرو العقيمي غير أن الحديث صحيح وسيأتي
وفي صحيح مسلم ج4/ص2280
2969 حدثنا أبو بكر بن النضر بن أبي النضر حدثني أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا عبيد الله الأشجعي عن سفيان الثوري عن عبيد المكتب عن فضيل عن الشعبي عن أنس بن مالك قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال هل تدرون مم أضحك قال قلنا الله ورسوله أعلم قال من مخاطبة العبد ربه يقول يا رب ألم تجرني من الظلم قال يقول بلى قال فيقول فأني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني قال فيقول كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا قال فيختم على فيه فيقال لأركانه انطقي قال فتنطق بأعماله قال ثم يخلى بينه وبين الكلام قال فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 04 - 04, 07:28 ص]ـ
جزى الله الدكتور مسدد الشامي على ما تفضل به
فتبين مما ذكره أن علي بن قادم هو الفزاري
وأن الرواية الصحيحة بذكر فضيل بن عمرو العقيمي بين عبيد بن مدرك والشعبي وهو ما أخرجه مسلم في صحيحه
ورواية الشعبي عن أنس قليلة جدا
وهذا الحديث مع تخريج مسلم له في الصحيح إلا انه قد تكلم فيه كما قال المزي في تحفة الأشراف
ينظر المشاركة (19) وما بعدها من هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=791
قال المزي في تحفة الأشراف (1/ 294) بعد أن ذكر رواية مسلم والنسائي في الكبرى له
قال النسائي (ما أعلم أحدا روى هذا الحديث عن سفيان غير الأشجعي -وهو حديث غريب -والله أعلم)
وقال الحافظ ابن حجر في النكت الظراف (قلت قد تابعه عن سفيان مهران بن أبي عمر عند الطبراني، وأبو عامر الأسدي عند ابن أبي حاتم من وجهين
وتابع سفيان على روايته إياه عن عبيد شريك القاضي عند البزار) انتهى.
ولعلي أذكر بعض الأمور حول كلام الحافظ رحمه الله فيما بعد بإذن الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 04 - 04, 08:31 ص]ـ
وقال أبو الفضل بن عمار الشهيد في (علل صحيح مسلم)
(34)
ووجدت فيه حديث الأشجعي، عن سفيان، عن عبيد المكتب، عن فضيل بن عمرو، عن الشعبي، عن أنس، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فضحك فقال:
((ضحكت من مخاطبة العبد ... )).
قال أبو الفضل:
هذا حديث رواه الأشجعي، وأبو عامر الأسدي، عن الثوري بهذا الإسناد.
ورواه شريك بن عبدالله، عن عبيد المكتب، عن الشعبي، عن أنس، ولم يذكر في إسناده فضيل بن عمرو.
ورواه عمارة بن القعقاع، عن الشعبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر أنساً.
ولا نعرف بهذا الإسناد حديثاً غير هذا.
والشعبي عن أنس شيء يسير.(40/260)
تغريدة السيرة النبوية تقديم ابن الشيخ الألفى
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 04 - 04, 05:39 م]ـ
حالُ الجزيرةِ قبلَ البعثةِ المحمَّديةِ
كان الظلامُ مخيماً والظلمُ فى كل الجزيرةْ
لم يغشها نورُ السماء فأظلمتْ منها البصيرةْ
قد أظلمتْ أرجاؤها إذ لا تقامُ بها شعيرةْ
والود جفَّ من النفوس فقطَّعوا رحماً وجِيرةْ
والناسُ قد ألفوا الخصامَ فأصبحتْ فوضى خطيرةْ
قد يعتدون ويظلمون ويقتلون بلا جريرةْ
من كفرهم وأدوا البناتِ فأزهقوا الأنثى صغيرةْ
والبيتُ تبدو حوله الأصنامُ للرائى حقيرةْ
عكفوا عليها عابدين أليسَ فيهم مِنْ بصيرةْ؟
ربَّاه هذا البيتُ كان هدايةً من كلِّ حيرةْ
فارحمْ عبادَك يا ألهى بالرسالاتِ المنيرةْ
كى يهتدوا بعد الضلال ويستثقيموا فى المسيرةْ
هذا لسانُ الحال يهتف بالمقال وبالسريرةْ
كانت رسالات السماء تعوزها أخرى أخيرةْ
فاستكملت بمحمد ختم الرسالات الكثيرةْ
... *** ...
زائرٌ مجهولٌ يأمرُ عبدَ المطلب بحفرِ زمزمَ
الزائرُ المجهولُ نادى شيخَ مكَّة فى المساءْ
يا شيبةَ الحمدِ احفُرْ البئرَ القديمةَ للظماءْ
فى جانبِ البيتِ العتيقِ ترى هنالكَ الاهتداءْ
الشيخُ ينهضُ فى الصباحِ ملبياً ذاكَ النَّداءْ
معه الغلامُ وحيدُه فى طاعةٍ دون التواءْ
الشيخُ يضربُ مِعْوَلاً فى قوةٍ بلْ فى مَضَاءْ
والمِكتلُ المملوءُ يحملُه الغلامُ على عَناءْ
القومُ شاءُوا منعَه فأبى إباءَ الأقويَاءْ
لم يستطيعُوا منعَه تركُوه خوفَ الاعِتداءْ
الله أكبرُ جاوزتْ أرجاءَ مكَّة فى الفضاءْ
هذا هو الكنزُ الذى أبغيه أيضاً والطِِواءْ
وتفجرت أمواهُ زمزمَ للحجيجِ لهم سِقَاءْ
يا أهلَ مكَّة أبشروا قد جاءَكم غوثُ السماءْ
فلتفرحوا يا قومِ هذا فضلُ ربِّى لا مِرَاءْ
جاءتْ جميعُ رجالِ مكَّة ينظرون كذا النِّساءْ
والفرحةُ الكبرى على كلِّ الوجوه مع الرِّضاءْ
أرجوزتان من أراجيز ألوف كتبها الشيخ علامة الأزهر المصرى محمد عايش عبيد ـ عليه سحائب الرحمات ـ بمداد الفؤاد الملئ بحب السيرة العطرة؛ على صاحبها أفضل صلوات الله وسلامه، فجاءت كما ترى تعبيراً صادقاً لمعانى السيرة العطرة الفيَّاحة برحمة الله، إذ بعث فى المؤمنين رسولاً منهم يتلو عليهم أياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفى ضلالٍ مبين.
ولنا مع ((تغريدة السيرة النبوية)) لفضيلة الشيخ العلامة محمد عايش عبيد الأزهرى وقفات ونقولات إن شاء الله تعالى.
فقد رأيتها كأنها لحن شجى يتغنى بأمجاد سيرة نبينا الخالدة. فرضى الله عن مؤلفها وجزاه عن الإسلام خير الجزاء.
وكتبه ابن الشيخ / محمد أحمد شحاته
الطالب بالثانوية الأزهرية بالأزهر الشريف
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 04 - 04, 10:03 م]ـ
مقطع 3: قريش تخاصم عبد المطلب فى الكنز
سادات مكَّة أقبلوا فى سرعةٍ متتابعينْ
كيما يروا للكنز قد صاروا جميعاُ مُعجبينْ
وتحدثوا مع شيخ مكَّة فى حوار الطامعينْ
قالوا له فالكنز هذا ملطك كلِّ الحاضرينْ
فلنقتسمه فقال كلا فهو لى هذا يقينْ
لا لن تنالوا منه شيئاً لا تكونوا جاهلينْ
فأنا الذى أخرجته كنتم لفعلى مُنكرينْ
نوديت فى جنح الظلامِ وقد أجبت الهاتفينْ
واختارنى ربُّ السماءِ لذلك الفضل المتينْ
قالوا له فلنحتكم كى نهتدى كى نستبينْ
فأجابهم إنى رضيت للاحتكام ومستكينْ
أين القضاة العدل حتى نرتضيهم عادلينْ
قالوا له فى الشامِ كاهنة لها رأىٌ فطينْ
وفدانِ قد ذهبوا لأجل الاحتكام مُبادرينْ
وفدٌ يمثلُ للقبائلِ كلِّهم كمُخاصمينْ
والشيخُ معه عِصابةٌ من قومه كمُناصرينْ
قطعوا الفيافى شاسعاتٍ فوق إِبْلٍ ضامرينْ
... *** ...
مقطع 4: القومُ ينتظرون الموتَ عطشاً فى الصحراء
أمواهُ وفد الشيخ قد نفدت فصاروا عاطشينْ
والوفد ذاك فماؤه لا زال يكفى الشاربينْ
لكنهم بخلوا به يا بئس قوماً باخلينْ
القيظ فى الصحراءِ مثلُ النَّار يكوى الذاهبينْ
مِنْ شدِّة العطشِ اغتدوْا عما أرادوا عاجزينْ
بينَ الجبالِ لقد أناخوا إِبْلهم مُتهالكينْ
الموتُ يحبو نحوهم صاروا بهذا موقنينْ
وتساءلوا ماذا يكونُ مصيرنا فى العالمينْ
الشيخُ قالَ لهم فكونوا للمقالة مُدركينْ
الموتُ صارَ مصيرُنا لا لا تكونوا جاهلينْ
وأرى بأنَّ الكلَّ يحفرُ حُفْرةً مُستسلمينْ
وينامُ فيها كى يموتَ وذاك موتُ المُرغمينْ
مَنْ مَاتَ منا قبلَ إخوتِه وكانوا قادرينْ
إخوانُه هَالوا عليه ترابَهُ مُتعاونينْ
قالوا له سمعاً وطوعاً ذاكَ رأىُ الفاهمينْ
حَفَرُوا الحفائرَ واغتدوْا فيها جميعاً قَابِعينْ
للموتِ قدْ صاروا جميعاً جالسين ويائسينْ
... *** ...
مقطع 5: الماءُ يتفجَّرُ من تحتِ نَاقةِ عبدِ المطلب
الشيخُ راجعَ نفسَه عن رأيهِ ذاك المُشينْ
نادى على أصحابِه قوموا جميعاً مُسرعينْ
إنْ ننتظرْ للموتِ عجزاً لم نكن فى الحازمينْ
فلننطلقْ فلعلَّنا ننجو من الموتِ المُهينْ
الماءُ إنا واجدُوه إذا جَهِدْنا باحثينْ
هبوا جميعاً وامتطوا ظهرَ الرواحلِ عاجلينْ
الشيخُ بعدَ الكلِّ يركبُ فى أناة الصابرينْ
وتهبُّ ناقتُهُ به والكلُّ كانوا ناظرينْ
الكلُّ يفغرُ فاه دَهِشَاً قد غدوْا مُتعجبينْ
فلقدْ رأوْا ما راعهم ما فاقَ وصف الواصفينْ
من تحتِ ناقة شيخهم مَاءٌ تفجَّر عن يقينْ
مَاءٌ تفجَّر كى يروِّى غُلَّةَ المُتعطشينْ
الشيخُ هلَّلَ قائلاً شكراً إلهَ العالمينْ
أصحابُهُ فرِحوا وقد كانوا جميعاً يائسينْ
الشيخُ مع أصحابِهِ شربوا فصاروا شاكرينْ
... *** ...
وكتبه ابن الشيخ / محمد أحمد شحاته
الطالب بالثانوية الأزهرية بالأزهر الشريف
¥(40/261)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 04 - 04, 02:16 م]ـ
مقطع 6: عودة الوفدين كرامةً لعبد المطلب
الشيخُ بعد أن ارتوووْا نادى الرفاقَ الآخرينْ
هَيا اقْدُموا كى تشربُوا فلقدْ سُقينا أجمعينْ
سمعُوا نداءَ الشيخِ جاءوا نحوه متتابعينْ
شرِبوا جميعاً وارتووْا كانوا بحقٍّ ظامئينْ
من بعد أن شرِبوا تنادوْا فى حديثِ الهامسينْ
من بعدِ ذَاكَ الهمسِ قدْ هتَفُوا جميعاً قائلينْ
يا شيخَنا هيَّا نعُدْ من حيثُ جِئنا راجعينْ
فلقدْ لكَ ربُّنا بلْ فزتَ بالحقِّ المبينْ
فى شأن زمزمَ بعدَ هذا لنْ نكونَ مُخاصمينْ
فلقدْ سَقاكَ اللهُ هذا الماءَ كُنا يائسينْ
هذا لعمرُ الله فضلٌ منْ إله العالمينْ
فارجعْ لزمزمَ راشداً واحكمْ بها كالمالكينْ
والكَنْزُ إنا تَاركُوه وفيه كنْ كالحاكمينْ
عادوا وقدْ ضربوا القداحَ لِقِسْمِة الكَنزِ الثَّمينْ
النصفُ صارَ لشيخِهِم والنصفُ للحرمِ الأمينْ
الشيخُ يأبى أخذَ نِصفَ الكنزِ كالمتعففينْ
فى بابِ بيتِ الله صارَ كحليةٍ للناظرينْ
... *** ...
مقطع 7: الخلاف فى تقسيم كنز الكعبة
من بئرِ زمزمَ دونَ شكٍ أُخرج الكنْزُ الثمينْ
أشياخُ مكَّة طالبوا تَقْسيمَه كمُشاركينْ
قولانِ قِيلا فيه أثبتناهما للسائلينْ
قولٌ ذكرناه برُمَّتِهِ وكُنا مُنصفينْ
قُلنا عن الوفدين قدْ ذهبوا ذهابَ مُخاصمينْ
ذهبُوا إلى الكُهانِ كيما يسألوا مستفهمينْ
أن يَقْسمُ الكنزَ الثمينَ إلى قريشٍ أجمعينْ
أمْ يتركوه لشيخِ مكَّة وليكونوا مرتضينْ
فى دربهم قدْ شَاهدوا ما راعهم متعجبينْ
من ثمَّ قدْ عادوا قبيل وصولهم مَتفاهمينْ
قالوا لشيخِ قريشَ أنتَ زعمينا فى العالمينْ
فاحكمْ بما ترآه فى ذا الكنز حكمَ العَادلينْ
ولسوفَ نذكرُ ثانى القولينِ ذكرَ الصَّادقينْ
إنا نميلُ إلى مقالِ الصِّدق والنقلِ الأمينْ
حتَّى نكونَ مِنْ الضَّلالةِ والتَّحيُّزِ سَالمينْ
هيَّا إلى القولِ الأخيرِ ففيه إشراقٌ مبينْ
ولتأخذوا من ذَيْنَكَ القولينِ مَا فيهِ اليقينْ
... *** ...
وكتبه ابن الشيخ / محمد أحمد شحاته
الطالب بالثانوية الأزهرية بالأزهر الشريف
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 04 - 04, 09:00 ص]ـ
مقطع 8: عبدُ المطلبِ نذرَ أن يذبحَ أحدَ بنيه
ساداتُ مكَّة أقبَلوا للشيخِ قالوا فى رَويَّة
الكنزُ ملكُ البيتِ هيَّا نقتسمه على السويَّة
إذ كلُّنا جيرانُ بيتِ اللهِ ليسَ لكم مَزِيَّة
قد لوَّحوا بالعُنفِ إن لم يرضَ سيراً فى المعيَّة
قدْ طافَ بالشيخِ الحنينُ فلا بنونَ ولا حمِيَّة
الشيخُ كانَ يريدُ أبناءً تصولُ على الرعيَّة
كى ينصرُوه ويمنعُوه من التَّطاول والأذيَّة
فرنَا بناظره وقالَ مُخاطِباً ربَّ البريَّة
يَا ربِّ إن أعطيتنى عشراً ذكوراً ألمعيَّة
فلسوف أذبحُ واحداً منهم فذا دينٌ عَليَّه
لقد ارتضوا حكم القداحِ فحكَّموهم فى القضيَّة
هذى السنونُ تَتَابعتْ يا شيخُ لا تنسَ الوَصيَّة
قدْ أصبحَ الأبناءُ عشراً وفَّ نذركَ يا أُخَيَّه
فاستيقظَ الشيخُ الكبيرُ على مريرٍ كان طيَّه
هو ذبحُ ابنٍ من بنيه فهذه شرُّ البليَّة
... *** ...
مقطع 9: عبد المطلب يخبر أبناءَه بقصِّة النذرِِِ
الشيخُ نادى فى بنيه أتوا سِراعاً كالأسودْ
قد أحدقُوا بالشيخِ فى صمتٍ تشابهَ بالسجودْ
قدْ جفَّ حلقُ الشيخِ من هول المصيبةِ فى شرودْ
والدمعُ فى الأحداقِ حارَ ولمْ يسِِلْ فوقَ الخدودْ
ماذا يقولُ إلى بنيه فقلبه زادَ الوقودْ
إذ لا مَنَاصَ من الوفاءِ بنذره لا لنْ يعودْ
ولقدْ تشجَّع ثمَّ قالَ لهم: تروَّوْا فى الردودْ
يا أيها الأبناءُ مَنْ منكم يسيرُ إلى الخلودْ
إنِّى نذرتُ وقدْ وعدتُ وسوفَ أوفى بالوعودْ
قالوا جميعاً: إننا نفديكَ بالبرِّ الودودْ
مُرنا بأمرٍ ما تجدنا طَاعةً شِبهَ الجنُودْ
قدْ كانَ هَذا مَوقفاً من جَدهم عمِّ اليهودْ
فلقدْ تقدَّم طائِعاً للذبحِ فى عُمرِ الورودْ
لكنَّ ربَّ العرشِ أنْقدَه بذِبْحٍ كى يَسُودْ
نعم البُنُوِّةِ إنَّهم قدْ عطَّروا ذكرَ الجدودْ
... *** ...
وكتبه ابن الشيخ / محمد أحمد شحاته
الطالب بالثانوية الأزهرية بالأزهر الشريف
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[01 - 05 - 04, 12:20 م]ـ
مقطع 10: السهم يقع على عبد الله ليكون الذبيح
ذَهبُوا إلى بيتِ القداحِ ويومها يومٌ حزينْ
وهناك كانَ الاقتراع أمامَ كل الحاضرينْ
قدْ كانَ عبدُ الله حِبِّ أبيه مِنْ بينِ البنينْ
السهمُ مَالَ إليه كى يفدى الأخُوَّةَ أجمعينْ
قد طارَ عقلُ الشيخِ لما أغربَ السهمُ اللعينْ
واختارتْ الأقدارُ عبدَ الله للنذرِ الثمينْ
الشيخُ أمْسكَ مُديَّةً والقلبُ يعصرُه الأنينْ
نادى على الابنِ الحبيبِِ ويكتمُ الحزنَ الدفينْ
أقْبِلْ بُنىَّ فنعمَ أنتَ سَأقتضى دَيْنَ السنينْ
قدْ كانَ عبدُ الله شَهْماً مُشْرقاً منه الجبينْ
فأتاه مُتَّئِدَ الخُطا بينَ الجموعِ الواقفينْ
قدْ جاءَ يلقى حَتْفَه خيرُ الشَّبابِ الطائعينْ
عَنْ أهلِ مكَّة لا تسَلْ كانوا جميعاً واجمينْ
هبُّوا جميعاً هائجينَ فأوقفوا الخطبَ المهينْ
لقدْ ارتضوا أنْ يذهبُوا للإحتكام إلى الكهينْ
ذهبُوا فكانَ الحلُ أيْسرَ من عقولِ الحائرينْ
حلٌّ نجا فى ظِلِّه ذاكَ الغلامُ مِنْ الكمينْ
... *** ...
مقطع 11: عبدُ الله ينجو من الموت بمائةٍ من الإبل
الوفدُ عَادَ بفرحةٍ يحدوهم الأملُ الكبيرْ
عَادوا بِحَلٍّ للقضيَّة إنَّه سَهلٌ يَسيرْ
قد كانَ ذاكَ الحلُّ عشراً قدْ تزادُ من البعيرْ
والإقتراعُ على الغلامِ يصيرُ والإبلِ الكثيرْ
ضربُوا القداحَ على الغلامِ وعشرةِ الإبلِ النظيرْ
لمْ يَرضَ سَهمُ الشؤمِ إلا بالغلامِ المُستجيرْ
زادوه عَشراتٍ تباعاً فارتضى السَّهمُ البعيرْ
مائةً من الإبلِ اغتدوْا فى كفَّة الولدِ الصغيرْ
يا فَرحةً للشيخِ فازَ الحِبُّ من هولِ المصيرْ
والإبلُ قامَ بنحرها قدْ كادَ مِنْ فرحٍ يطيرْ
ظلَّتْ لحومُ الإبلِ طُعْماً للوحوشِ وللطيورْ
باتُوا بمكَّة يسْمرونَ ويرقصون إلى السحورْ
هذا لعمر الله فوزٌ كانَ مِنْ أمرٍ عسيرْ
بُوركتَ عبدَ الله أنتَ أبٌّ إلى الهادى البشيرْ
... *** ...
وكتبه ابن الشيخ / محمد أحمد شحاته
الطالب بالثانوية الأزهرية بالأزهر الشريف
¥(40/262)
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 - 11 - 07, 06:39 م]ـ
أين البقية؟(40/263)
في نفسي شيء من تخريجي لحديث وفد ثقيف شيء!!
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 04 - 04, 05:50 ص]ـ
أنيرونا بارك الله فيكم، مع العلم أنني أعلم تضعيف الشيخ الألباني له
فهل التخريج كما ذكرت؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
عن عثمان بن أبي العاص أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزلهم المسجد ليكون أرق لقلوبهم.
قلت هو حديث حسن
رواه الإمام أحمد قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص (4/ 218)، وأبو داود (عون المعبود 8/ 267) عنه.
وعفان هوابن مسلم الصفارأبو عثمان البصري
قال عنه أبو حاتم: ثقة إمام، وقال مرة أخرى ثقة متقن متين.
وقال العجلي ثقة ثبت صاحب سنة،
وقال يعقوب بن شيبة السدوسي ثقة ثبت متقن،
وقال ابن معين هو أثبت من أبي نعيم في حماد بن سلمة،
قلت وحديثه في الكتب الستة وقد حدث عنه البخاري، وروى عنه الآخرون بواسطة.
انظر سير أعلام النبلاء (9/ 25 - 32).
وحميد هو الطويل.
قال المنذري: "وقيل أن الحسن لم يسمع من عثمان بن أبي العاص" كما في عون المعبود (8/ 268)، - وهو مزبور في كتاب الاستيعاب (3/ 153) -
قلت هذا القول معقب: فإن كان يقصد أنه لم يسمع منه مطلقا فمردود لأن ابن عبد البر قال في كتاب الاستيعاب (3/ 153): "والحسن أروى الناس عنه"، ونقل الإمام الذهبي عن حماد بن زيد عن أيوب –أي السختياني- عن الحسن قال دخلت على عثمان بن أبي العاص (5/ 461).
وذكره الحسن وقال: ما رأيت أحدا أفضل منه (سير أعلام النبلاء 4/ 40)،
ونقل الذهبي عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص –نفس المصدر- وقال الإمام المزي: روى عنه الحسن البصري (5/ 118).
وقال عز الدين بن الأثير في أسد الغابة: روى عنه الحسن البصري فأكثر (3/ 476).
وإن قصد أنه لم يسمع هذا الحديث بالذات فهذا يحتاج إلى إثبات، لأن الأصل حمل عنعنة الحسن البصري عمن ثبتت روايته عنه على السماع حتى يثبت عدمه على الصحيح من أقوال أهل العلم وهو مذهب المتقدمين. \فهذا سند جيد.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 04 - 04, 07:28 ص]ـ
حياكم الله أخي الكريم وبارك فيكم
لعلك تشير أيضا إلى الاختلاف في وصل الحديث وإرساله
فقد جاء كذلك عن الحسن مرسلا كما في المراسيل لأبي دادو
وهذه نقولات لعلها تفيدك
- تلخيص الحبير - ابن حجر ج 4 ص 136:
2) * حديث * أنه صلى الله عليه وسلم قدم عليه وفد ثقيف فانزلهم في المسجد ولم يسلموا بعد احمد وابو داود وابن ماجه والبيهقي من حديث الحسن عن عثمان بن ابي العاص واختلف / صفحة 137 / فيه علي الحسن فرواه أبو داود في المراسيل ايضا عن اشعث عن الحسن أن وفد ثقيف اتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب لهم في مؤخر المسجد لينظروا إلى صلاة المسلمين فقيل يا رسول الله انزلتهم في المسجد وهم مشركون فقال ان الارض لا تنجس انما ينجس ابن آدم وله شاهد في ابن ماجه من وجه آخر *
.................................................. ..........
- مجمع الزوائد - الهيثمى ج 2 ص 28:
باب دخول الكافر المسجد} عن عطية بن سفيان بن عبدالله قال قدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فضرب لهم قبة في المسجد فلما أسلموا صاموا معه. رواه الطبراني في الكبير، وفيه محمد بن اسحق وهو مدلس وقد عنعنه.
.................................................. ..........
- المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي ج 2 ص 407:
358) في الكفار يدخلون المسجد
(1) حدثنا أبو بكر ثنا ابن علية عن يونس عن الحسن قال لما قدم وفد ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم نزلوا قبة كانت في مؤخر المسجد فلما حضرت الصلاة قال رجل من القوم يا رسول الله حضرت الصلاة وهؤلاء قوم كفار وهم في المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الارض لا تنجس " أو نحو هذا.
2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن يونس عن الحسن أن وفد ثقيف قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد في قبة له فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إنهم مشركون فقال
.................................................. ..........
- نصب الراية - الزيعلي ج 6 ص 174:
الحديث التاسع والثلاثون روي أنه عليه السلام أنزل وفد ثقيف في مسجده وهم كفار قلت أخرجه أبو داود في سننه في كتاب الخراج في باب خبر الطائف عن أبي داود عن حماد بن سملة عن حميد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص أن وفد ثقيف لما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم انزلهم المسجد ليكون أرق لقلوبهم فاشترطوا عليه أن لا يحشروا ولا يعشروا ولا يجبوفقال عليه السلام لكن أن تحشروا ولا تعشروا ولا خير في دين ليس فيه ركوع انتهى ورواه أحمد في مسنده حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة به وكذلك الطبراني في معجمه قال المنذري في مختصره قيل إن الحسن البصري لم يسمع من عثمان بن أبي العاص انتهى ورواه أبو داود في مراسيله عن الحسن أن وفد ثقيف أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب لهم قبة في مؤخر المسجد لينظروا إلى صلاة المسلمين فقيل له يا رسول الله أتنزلهم المسجد وهم مشركون فقال إن الارض لا تنجس إنما ينجس بن آدم انتهى وأخرجه الطبراني في معجمه عن محمد بن إسحاق عن عيسى بن عبد الله بن مالكعن عطية بن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قدم وفد من ثقيف في رمضان على رسول ال ه صلى الله عليه وسلم فضرب لهم قبة في المسجد فلما أسلموا صاموا معه انتهى
¥(40/264)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[26 - 04 - 04, 01:52 م]ـ
شكر الله لكم أخي عبد الرحمن على هذه الاستجابة السريعة، وعلى هذه النقولات الممتعة.
ولقد ناقشت مسألة الوصل والإرسال في تضاعيف كلامي وذلك من قولي "قال المنذري وقيل .... " إلى آخر كلمة.
ولهذا أود إعادة السؤال المحدد:
هل تحسيني في محله؟ وذلك بمحاولة إثبات سماع الحسن من ابن أبي العاص؟
أم أن الراجح أن الحديث مرسل (منقطع)، وبالتالي ضعيف على عكس ما ذكرت من تحسين.
أفيدونا بارك الله فيكم وفي علمكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 04 - 04, 03:42 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
وانت حفظك الله لم تناقش الوصل والإرسال
وليس في كلام المنذري شيء من هذا
بل كلامك كان عن الإنقطاع فقط
وهذا على قواعد المصطلح عند المتأخرين من تخصيصهم للإرسال بقول التابعي قال النبي صلى الله عليه وسلم بدون ذكر الواسطة أما العلماء المتقدمين فكانوا يستعملون الإرسال حتى في المنتقطع
وتأمل ما نقلته لك سابقا من قول الحافظ ابن حجر في التلخيص
واختلف فيه علي الحسن فرواه أبو داود في المراسيل ايضا عن اشعث عن الحسن
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 04 - 04, 04:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا أبا عمر
لعل ما يلي يفيد في المسألة:
أولا: إن الحديث المتقدم بلفظ " ليكون أرق لقلوبهم (أو حتى يكون في لفظ ابن خزيمة 2/ 285)، فهو مروي عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص به. ولم يعلوه إلا بالعنعنة واحتمال عدم سماع الحسن من عثمان. ولقد حاولت دفع هذا الوهم – ليس انتصارا للرأي وإنما بحثا عن الصواب-
ثانيا: إن مبحث إرسال الحسن ووصله يتعلق بحديث ضرب القبة الوالي، وهو الذي أشرتم إليه:
روى أبو داود في مراسيله. ص 79
عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن أشعث به، في رواية أبي الحسن بن العبد وأبي بكر بن داسة وعن الحسن أن وفد ثقيف أتوا رسول الله فضربت لهم قبة في مؤخر المسجد لينظروا إلى صلاة المسلمين، إلى ركوعهم وسجودهم، فقيل يا رسول الله أتنزلهم المسجد، وهم مشركون؟ فقال إن الأرض لا تنجس إنما ينجس ابن آدم.
ولكم ما طلبتم أباعمر الفقيه.
قال ابو داود في مراسيله ص 45
وأما مرسلات الحسن فقال ابن المديني: مرسلات الحسن التي رواها عنه الثقات صحاح، ما أقل ما يسقط منها، وقال أبو زرعة: كل شيء قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجدت له أصلا ثابثا ما خلا أربعة أحاديث. وقال يحيى بن سعيد القطان: ما قال الحسن في حديثه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا وجدنا له أصلا إلا حديثا أو حديثين اهـ ونقل كلام ابن المديني و أبي زرعة ابن رجب في شرح العلل (1/ 285)
قال ابن رجب في شرحه لعلل الترمذي (1/ 275)
حدثنا سوار بن عبد الله العنبري قال: سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: "ما قال الحسن في حديثه: قال رسول الله، إلا وجدنا له أصلا إلا حديثا أو اثنين"
وقال في (1/ 285): وخرج عبد الغني بن سعيد من طريق نصر بن مرزوق وسلمة بن مكتل، قالا سمعنا الخصيب بن ناصح يقول: كان الحسن إذا حدثه رجل واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث ذكره، وإذا حدثه أربعة بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ألقاهم، وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والخصيب لم يدرك الحسن كما قال ا بن رجب.
وقال ا بن عبد البر: روى عباد بن منصور سمعت الحسن قال ما حدثني به رجلان قلت: قال رسول الله.
وذكر البخاري في تاريخه قال: قال الهيثم بن عبيد الصيد: ثني أبي قال رجل للحسن: إنك لتحدثنا قال النبي صلى الله عليه وسلم، لو كنت تسند لنا" قال: والله ما كذبناك ولا كُذِبنا، لقد غزوت إلأى خراسان غزوة معنا فيها ثلاثمئة من أصحاب رسول الله.
قال ابن رجب: وهذا يدل على أن مراسيل الحسن أو أكثرها عن الصحابة. اهـ
وضعف مراسيله ابن سيرين، والميموني، وابن سعد
فانظر إلى من صحح مراسيل الحسن وإلى من ضعفها؟؟؟
فكيف إذا قلنا أن هذه الرواية تعضد الأخرى!! والشاهد من هذا الحديث عندي هو إثبات دخول الكفار مساجد الحل لا غير كما سوف يأتي معنا في حلقات" استقبال الغربيين في المؤسسات الإسلامية في أوربا"
والله الموفق
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 04 - 04, 05:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا
والحديث الذي جاء عن الحسن في وفد ثقيف هو حديث واحد حتى لو اختلف لفظه
فلا نعتبر اللفظ الأول حديثا مستقلا والآخر كذلك لاختلاف بعض الألفاظ
ولذلك الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير لم يعتبرهما حديثان مستقلان بل اعتبر هذا اختلافا على الحسن
وأما مراسيل الحسن البصري فقد أفاض في الكلام عليها الشيخ حاتم بن عارف العوني في (المرسل الخفي) الذي طبع منه أربعة مجلدات
وجزاكم الله خيرا.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[27 - 04 - 04, 02:12 م]ـ
جزاك الله خيرا.
إذن نقول أن الحسن سمع لأول وهلة من عثمان بن أبي العاص، وعندما سمع من غيره، روى من غير واسطة، كما قال ابن عبد البر والخصيب بن ناصح وغيرهما نقلا عن ابن رجب.
أو نقول جاء في مراسيل أبي داود عن الحسن مرسلا، وجاء في غيره موصولا فعلمنا الواسطة فزال الاشكال.
أو ننظر في من روى عنه ونأخذ برواية الأثبت ونرجح رواية الإرسال لقوة يونس وهو ابن عبيد وهو أثبت أصحابه على قول الإمام أحمد وابن المديني، على رواية حميد مع أن ابن معين قال عندما سئل عن أيهما أحب إليه في الحسن، فقال "كلاهما".وأحمد وابن المديني مجتمعان يقدمان على ابن معين.
والله أعلم.
¥(40/265)
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[28 - 04 - 04, 02:46 ص]ـ
اننا ننتظر منكم جوابا شيخنا أبا عمر عبد الرحمن الفقيه،
جعلك الله كذلك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 05 - 04, 12:13 ص]ـ
أحسنت أخي الفاضل الشيخ مصطفى الفاسي، ونحن نستفيد من علمك ومما تكتب حفظك الله
وبودنا لو قمت بالترجيح لنستفيد
وقد يقال إن رواية يونس بن عبيد مرسلة ومعها رواية أشعث عن الحسن مرسلة كذلك قد تقدم على رواية حميد عن أنس بالوصل
والله أعلم
وهناك أدلة متعددة على جواز دخول الكافر للمسجد لاتخفاك حفظك الله.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[13 - 11 - 04, 04:26 م]ـ
الترجيح والفضل لله،
الصحيح أن الحديث مرسل ضعيف
- اختُلف على الحسن في هذا الحديث كما قال ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 683/ح464)،
- فرواه الإمام أحمد (4/ 218)، وأبو داود (عون المعبود 8/ 267)، والبيهقي في الكبرى (2/ 444، 445) عن حميد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص عنه موصولا.
- ورواه أبو داود في المراسيل (ص79) عن أشعث عن الحسن مرسلا، وابن أبي شيبة في المصنف (2/ 407) عن يونس عنه مرسلا كذلك،
- قلت: رواية الإرسال أرجح على رواية الوصل، لكون يونس أحفظ وأثبت في الحسن من حميد، وكذلك أشعث بن عبد الملك الحمراني مولى عثمان بن عفان، فضلا عن يجتمعا في الرواية عنه.
وكذلك فإن رواية الوصل فيها أن الحسن، قيل فيه أنه لم يسمع من ابن أبي العاص، كما قال ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 153)، والمنذري في مختصره، نقلا عن عون المعبود (8/ 268).
- وله شاهد مرسل من حديث عطية بن سفيان، رواه الطبراني في الكبير (17/ 170)، وابن ماجة (3/ 235/ح1760) عن محمد بن اسحاق عن عيسى بن عبد الله بن مالك عن عطية بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي به.
- قلت: ظنه الطبراني من الصحابة فأخرجه في معجمه وتبعه على ذلك أبو نعيم، وهو ليس كذلك، انظر التقريب (1/ 678)، و هذا السند أضعف من سابقيه: فيه عنعنة ابن اسحاق، وتفرده عن عيسى بن عبد الله، وجهالة عيسى كما قال ابن المديني، وتفرده عن عطية بن سفيان به، وجهالة حال عطية بن سفيان أخي عاصم وعبد الله ابني سفيان، كما قال الذهبي في الكاشف (2/ 235)، فلم يوثقه إلا ابن حبان (الثقات 2/ 412).
فهذه خمس علل تدفع قبول هذا الشاهد.
إذن فالحديث مرسل.
والله تعالى أعلم.(40/266)
مرويات مقتل حمزة رضي الله عنه
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[26 - 04 - 04, 10:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد:-
أحبتي في الله كم قرأنا عن غزوة أحد، و ما صاحبها من أحداث، لكن هل فكر أحدنا يوماً ما أن يقف مع كل حدث و ينظر إليه نظرة فاحص ناقد، خاصة بعد أن خرج علينا من يسمون أنفسهم بالمفكرين الناقدين، خرجوا بآراء و نظريات، تدعوا إلى عدم قبول كل ما يقال أو يروى، من معجزات وأمور خارقة للعادة صاحبت تلك الغزوة، و أنا هنا لست بصدد الرد على تلك النظريات – لها مقال مستقل بإذن الله -، و لكن للرد على بعض تلك المرويات التي يدندن حولها المستشرقون، و يصفق و يطبل لها الرافضة، عليهم من الله ما يستحقون؛ ألا وهي قصة مقتل حمزة أسد الله رضي الله عنه وأرضاه، واتهام هند بنت عتبة رضي الله عنها بكونها السبب في تحريض وحشي رضي الله عنه على قتله، و من ثم قيامها بعد ذلك ببقر بطنه و التمثيل به، من إخراج كبده و جدع أنفه وأذنه إلى غير ذلك من الأمور.
أولاً: ذكر المرويات الصحيحة في الموضوع ..
1 - أخرج البخاري في صحيحه (برقم 4072) و أحمد في مسنده (3/ 501) والبيهقي في الدلائل (3/ 241) و الطبري في تاريخه مختصراً (2/ 516 - 517) و ابن إسحاق بسند البخاري و حديثه، أنظر ابن هشام (3/ 102 - 105)، من حديث وحشي نفسه الذي رواه عنه جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار إلى الشام، فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله: هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة؟ قلت: نعم، و كان وحشي يسكن حمص، قال: فسألنا عنه فقيل لنا: هو ذاك في ظل قصره كأنه حَميت – أي: زق كبير مملوء -، قال فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير فسلمنا، فرد السلام، قال: و عبيد الله متعجر بعمامته ما يرى وحشي إلا عينيه و رجليه، فقال عبيد الله: يا وحشي أتعرفني؟ قال: فنظر إليه ثم قال: لا والله، إني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة يقال لها أم قتال بنت أبي العيص، فولدت له غلاماً بمكة فكنت أسترضع له – أي أطلب من يرضعه -، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه فلكأني أنظر إلى قدميك – زاد ابن إسحاق: و الله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذي طوى، فإني ناولتكها وهي على بعيرها فأخذتك فلمعت لي قدمك حين رفعتك، فما هي إلا أن وقفت عليّ فعرفتها، قال الحافظ: و هذا يوضح قوله في رواية الباب (فكأني أنظر إلى قدميك يعني أنه شبه قدميه بقدم الغلام الذي حمله فكأنه هو، و بين الرؤيتين قريب من خمسين سنة، فدل ذلك على ذكاء مفرط ومعرفة تامة بالقافة. الفتح (7/ 426) – قال: فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال: ألا تخبرنا بقتل حمزة؟ قال: نعم، إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار، فقال لي مولاي جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر، قال: فلما أن خرج الناس عام عينين – وعينين جبل بحيال أحد بينه و بينه واد – خرجت مع الناس إلى القتال، فلما اصطفوا للقتال خرج سباع فقال: هل من مبارز؟ قال: فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فقال: يا سباع يا ابن أم أنمار مقطعة البظور، أتحاد الله و رسوله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ثم شد عليه، فكان كأمس الذاهب – أي صيره عدماً و هي كناية عن قتله – قال: و كمنت لحمزة تحت صخرة، فلما دنا مني رميته بحربتي فأضعها في ثنته – عانته، و قيل ما بين السرة والعانة – حتى خرجت من بين وركيه، قال: فكان ذاك العهد به، فلما رجع الناس رجعت معهم، فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام، ثم خرجت إلى الطائف، فأرسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلاً، فقيل لي: إنه لا يهيّج الرسل، قال: فخرجت معهم حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآني قال: أنت وحشي، قلت: نعم، قال أنت قتلت حمزة؟ قلت: قد كان من الأمر ما بلغك، قال: فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني؟ - وفي رواية عند الهيثمي في المجمع (6/ 121) و الطبراني في الكبير (22/ 139) بإسناد حسن من حديث وحشي، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: وحشي؟ قلت: نعم، قال: قتلت حمزة؟ قلت: نعم، و الحمد لله الذي أكرمه بيدي ولم يهني بيده، فقالت له قريش – أي للنبي صلى الله عليه وسلم
¥(40/267)
-: أتحبه و هو قاتل حمزة؟ فقلت: يا رسول الله فاستغفر لي، فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض ثلاثة، ودفع في صدري ثلاثة و قال: وحشي أخرج فقاتل في سبيل الله كما قاتلت لتصد عن سبيل الله -. قال: فخرجت، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج مسيلمة الكذاب، قلت: لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة، قال: فخرجت مع الناس، فكان من أمره ما كان، قال: فإذا رجل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس – أي لونه مثل الرماد من غبار الحرب -، قال فرميته بحربتي، فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، قال: ووثب رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته، قال: قال عبدالله بن الفضل: فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر قول: فقالت جارية على ظهر بيت: وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود.
2 - عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كان حمزة يقاتل يوم أحد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيفين و يقول: أنا أسد الله. ابن سعد (3/ 6) و الحاكم (3/ 194) و صححه و وافقه الذهبي، و انظر سير أعلام النبلاء (1/ 177).
3 - ومن حديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: من رأى مقتل حمزة؟ فقال رجل أعزل: أنا رأيت مقتله، قال: فانطلق أرناه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقف على حمزة فرآه وقد شق بطنه، و قد مثل به، فقال: يا رسول الله، مثل به والله، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينظر إليه، و وقف بين ظهراني القتلى فقال: أنا شهيد على هؤلاء، كفنوهم في دمائهم فإنه ليس جرح يجرح في الله إلا جاء يوم القيامة يدمي، لونه لون الدم، و ريحه ريح المسك، قدموا أكثرهم قرآناً فاجعلوه في اللحد. المطالب العالية (برقم 4325) وقال الهيثمي في المجمع (6/ 119): رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح. و لفظة (أنا شهيد على هؤلاء) أخرجها البخاري (برقم 4079) و أبو داود (برقم 3138) و الترمذي (برقم 1036) والنسائي (3/ 62) وابن ماجة (برقم 1514). من حديث جابر.
4 – و في رواية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يلتمس حمزة، فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده و مثل به، فجدع أنفه و أذناه. و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى ما به: لولا أن تحزن صفية، و يكون سنّة من بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير، و لئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن، لأمثلن بثلاثين رجلاً منهم، فلما رأى المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم و غيظه على من فعل بعمه ما فعل، قالوا: والله لئن أظفرنا الله بهم يوماً من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب. رواه ابن إسحاق بإسناد منقطع، أنظر ابن هشام (3/ 138 - 139) و روي عن طريقه و عن طريق آخرين و كلها بأسانيد ضعيفة، و لهذا الحديث شواهد منها:-
أ - حديث أبي هريرة رواه الحاكم في المستدرك (3/ 197)، و ابن سعد في الطبقات (2/ 13 - 14) والبزار في مسنده (2/ 326 - 327) والطبراني في الكبير (3/ 156 - 157) والبيهقي في الدلائل (3/ 288) والواحدي في أسباب النزول (ص291) و ابن عدي في الكامل (4/ 1381)، جميعهم من طريق صالح بن بشير المري، و هو ضعيف.
ب - حديث ابن عباس، الذي أخرجه ابن إسحاق، أنظر: ابن هشام (3/ 140) بإسناد ضعيف، لإبهام ابن إسحاق اسم من حدثه.
جـ - و صح من غير هذا الطريق كما رواه الترمذي (5/ 299 - 300) و أحمد كما في الفتح الرباني (18/ 192 - 193) والحاكم (2/ 359) و صححه و وافقه الذهبي.
د - و يستأنس بمرسل محمد بن كعب القرظي الضعيف جداً، و الذي رواه ابن إسحاق، أنظر: ابن هشام (3/ 140) و ذلك لعلتي الإرسال و كون شيخه بريدة بن سفيان من المتروكين.
هـ - و كذلك يستأنس بمرسل عطاء بن يسار الضعيف جداً، والذي رواه ابن إسحاق كما نقله عنه ابن كثير في التفسير (2/ 592) و ذلك لأنه لم يصح إلى مرسله، و فيه رجل مبهم لم يسم كما ذكر ابن كثير، و مثله لا يصح للاستشهاد.
¥(40/268)
و أصل الحديث أخرجه الترمذي (8/ 559 - 560) و عبد الله بن الإمام أحمد في الزوائد (5/ 135) و الطبراني في الكبير (3/ 157) وابن حبان في صحيحه (برقم 1695) و الحاكم (2/ 358 - 359)، جميعهم من حديث أبي بن كعب، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، و صححه الحاكم وأقره الذهبي و الألباني في السلسلة الضعيفة (2/ 28 - 29). وبالجملة فالحديث صحيح لغيره بمجموع هذه الشواهد.
5 - و نزل قول الله تعالى: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و لئن صبرتم لهو خير للصابرين} [النحل /126]، فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم و صبر ونهى عن المثلة. رواه ابن إسحاق بإسناد منقطع، أنظر: ابن هشام (3/ 140)، و رواه من غير طريق ابن إسحاق: الترمذي (5/ 299 - 300) و قال: هذا حديث حسن غريب، و أحمد في المسند، الفتح الرباني (18/ 192 - 193) والواحدي في أسباب النزول (ص 191 - 192) و الحاكم (2/ 359) بمثل رواية الترمذي و أحمد، و صححه و وافقه الذهبي. و أنظر: الصحيح المسند من أسباب النزول للشيخ مقبل الوادعي (ص 143).
6 - ومن حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قتل حمزة، بكى، فلما نظر إليه شهق. أنظر كشف الأستار (برقم 1794) و قال الهيثمي في المجمع (6/ 118): رواه البزار و فيه عبد الله بن محمد بن عقيل، و هو حسن الحديث على ضعفه.
7 - و من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قتل حمزة يوم أحد و قتل رجل من الأنصار، فجاءته صفية بنت عبد المطلب بثوبين ليكفن فيهما حمزة، فلم يكن للأنصاري كفن، فأسهم النبي صلى الله عليه وسلم بين الثوبين، ثم كفن كل واحد منهما في ثوب. قال الهيثمي في المجمع (6/ 120) رواه الطبراني و رجاله ثقات، و انظر الطبراني في الكبير (برقم 12152).
8 - ومن حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: إنه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتى كادت أن تشرف على القتلى، قال: فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن تراهم، فقال: المرأة، المرأة. قال الزبير: فتوسمت أنها صفية، قال: فخرجت أسعى إليها، قال: فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى، قال: فَلَدَمَتْ في صدري، و كانت امرأة جلدة، قالت: إليك عني لا أرض لك، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم عليك، قال: فوقفت وأخرجت ثوبين معها فقالت: هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة، فقد بلغني مقتله فكفِّنوه فيهما، قال: فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة فإذا إلى جنبه رجل من الأنصار قتيل فعل به كما فعل بحمزة، قال: فوجدنا عضاضة و خنى أن يكفن حمزة في ثوبين والأنصاري لا كفن له، فقلنا لحمزة ثوب و الأنصاري ثوب، فقدّرناهما، فكان أحدهما أكبر من الآخر، فأقرعنا بينهما، فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذي طار له. المسند (1/ 165)، كشف الأستار (برقم 1797) والهيثمي في المجمع (6/ 118)، و البيهقي في السنن (4/ 401 - 402)، و في الدلائل (3/ 290) و أبو يعلى في مسنده (برقم 686). بسند حسن، و قال الأرنؤوط: إسناده جيد، أنظر سير أعلام النبلاء (1/ 173).
9 - و من حديث أبي سعيد الساعدي رضي الله عنه قال: أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر حمزة بن عبد المطلب، فجعلوا يجرون النمرة – الثوب المخطط من مآزر العرب – على وجهه فينكشف قدماه، فيجرونها على قدميه فينكشف وجهه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعلوها على وجهه و اجعلوا على قدميه من هذا الشجر، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فإذا أصحابه يبكون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الأرياف والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يصبر على لأوائها و شدتها أحد إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة. المطالب العالية (برقم 4322) و الهيثمي في المجمع (6/ 119) و قال رواه الطبراني و رجاله ثقات.
¥(40/269)
10 - ومن حديث ابن عمر و أنس بن مالك رضي الله عنهم، قالا: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحد سمع نساء الأنصار يبكين، فقال: لكن حمزة لا بواكي له، فبلغ ذلك نساء الأنصار فبكين حمزة، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استيقظ و هن يبكين، فقال: يا ويحهن مازلن يبكين منذ اليوم فليبكين، ولا يبكين على هالك بعد اليوم. أخرجه ابن ماجة (برقم 1591) و أحمد (7/ 106 - 107) وقال الساعاتي سنده جيد، و الهيثمي في المجمع (6/ 120)، و صححه الحاكم (3/ 195) و قال الحافظ ابن كثير في البداية (4/ 48): هو على شرط مسلم، وأنظر سير أعلام النبلاء (1/ 173).
ثانياً: ذكر المرويات الضعيفة في الموضوع ..
1 - روى موسى بن عقبة، أن وحشياً بقر عن كبد حمزة وحملها إلى هند بنت عتبة فلاكتها فلم تستطع أن تستسيغها. ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (4/ 43) دون إسناد، فهو ضعيف.
2 - وروى ابن إسحاق أن هنداً هي التي بقرت عن كبد حمزة، و زاد أن هنداً اتخذت من آذان الرجال و أنفهم خدماً (أي خلاخل) و قلائد، و أعطت خدمها و قلائدها و قرطتها وحشياً. ابن هشام (3/ 133) بإسناد منقطع موقوف على شيخه ابن كيسان، فهي ضعيفة.
3 - و روى الواقدي أن وحشياً عندما قتل حمزة حمل كبده إلى مكة ليراها سيده جبير بن مطعم. المغازي (1/ 332)، والواقدي متروك، فروايته ضعيفة جداً.
4 - و ذكر الشامي أن الواقدي والمقريزي – في الإمتاع – رويا أن وحشياً شق بطن حمزة وأخرج كبده و جاء بها إلى هند فمضغتها ثم لفظتها، ثم جاءت معه إلى حيث جثة حمزة، فقطعت من كبده و جدعت أنفه و قطعت أذنيه، ثم جعلت مَسَكَتين ومعضدين و خدمتين حتى قدمت بذلك مكة. سبل الهدى والرشاد (4/ 321). و لعل رواية الواقدي و المقريزي التي أشار إليها الشامي تفيد الجمع بين روايتي ابن عقبة وابن إسحاق، وتوافقهما في المضمون. و هي ضعيفة.
و ختاماً أحبتي في الله نستطيع أن نقول: أنه من خلال الجمع بين الروايات الصحيحة والضعيفة، نخرج بملاحظتين:-
الأولى: أن التمثيل بجثة حمزة فقد ثبت بطرق صحيحة كما ذكرنا، مما يدل على أن قصة بقر كبد حمزة – التي ذكرها أهل المغازي والسير – لها أصل.
الثانية: أن هنداً بريئة من هذا الفعل المشين، و ذلك لضعف جميع الطرق التي جاءت تفيد بأن هند هي التي قامت ببقر كبرد حمزة والتمثيل بجثته.
هذا والله أعلم بالصواب و صلى الله على نبينا محمد و على آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
وتقبلوا تحيات أخوكم: الذهبي ..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 04 - 04, 10:29 ص]ـ
أخي الفاضل: الباحث المؤرخ اللامع الأستاذ عبدالله بن خميس، أحب أن أرحب بك بهذا المنتدى العلمي المبارك، رغم أني متأخر في ذلك فعلاً. وكنت قد قرأت لك مواضيع في السابق في منتديات سابقة، لكني أول مرة أنتبه أنك تكتب بهذا الإسم الجديد حيث أني أعرفك بإسم "الذهبي" أو "أبو عبد الله الذهبي".
عموماً شدني هذا الموضوع لأني البارحة كنت أناقش أحد المشايخ الذي ذكر في خطبة الجمعة أن هنداً 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قد مثّلت بأسد الله حمزة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأكلت كبده. وأخبرته بأن ذلك لا يصح، وأن الصواب أن مولاه هو الذي أمره بقتله.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[10 - 05 - 05, 02:13 م]ـ
بارك الله فيكم .......
ـ[أبو يحيى الجيزي]ــــــــ[07 - 07 - 08, 07:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو يحيى الجيزي]ــــــــ[07 - 07 - 08, 07:46 ص]ـ
و لعلنا نقول أنه مما يؤكد عدم صحة هذه الواقعة أن النبي صلى الله عليع و سلم لم يقل لهند مثل ما قال لوحشي رضي الله عنه
و لو كانت هند فعلت ما قيل لكان أولى أن يقال لها مثل ما قيل لوحشي
فهو لم يفعل إلا ابتغاء العتق
أما هي فلو كانت فعلت فكان فعلها عن تشف ٍ
و أكبر الظن أن تلك الروايات إنما هي من دسائس الروفض الكذبة نكاية في معاوية و أمه رضي الله عنهما
و الله تعالى أعلم
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[08 - 07 - 08, 08:50 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[22 - 12 - 08, 08:57 ص]ـ
مشكورين(40/270)
ما تخريج هذا الحديث [كان فتى من الأنصار يصلي مع النبي ولا يدع شيئًا من الفواحش ... ]
ـ[تهاني1]ــــــــ[27 - 04 - 04, 07:47 م]ـ
أرجو لمن لدية علم في هذا الحديث أن يفيدنا جزاه الله خيراً ...
روى الإمام القرطبي في تفسيره أن أنس1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: كان فتى من الأنصار يصلي مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا يدع شيئًا من الفواحش والسرقة إلا ركبه، فذُكِر للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقال: "إن الصلاة ستنهاه" فلم يلبث أن تاب وصلُحت حاله، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "ألم أقل لكم؟! ".
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[27 - 04 - 04, 07:52 م]ـ
في تفسير اي آية؟
ـ[تهاني1]ــــــــ[28 - 04 - 04, 09:09 ص]ـ
{اتل ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون}
[العنكبوت: 45]
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 04 - 04, 09:22 ص]ـ
قال الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار ج:3 ص:45
الحديث السابع
قيل لرسول الله إن فلان يصلي بالنهار ويسرق بالليل فقال إن صلاته لتردعه
قلت روي من حديث أبي هريرة ومن حديث جابر
فحدث أبي هريرة رواه ابن حبان في صحيحه من رواية عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي فقال إن فلانا يصلي بالليل فإذا أصبح سرق فقال إن صلاته ستنهاه انتهى
ورواه أحمد في مسنده ثنا وكيع ثنا الأعمش به
وكذلك رواه البيهقي في شعب الإيمان في الباب الحادي والعشرين من حديث وكيع به سندا ومتنا
ورواه إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا عيسى بن يونس ثنا الأعمش به
ورواه البزار في مسنده من حديث محاضر بن المورع عن الأعمش به
وحديث جابر رواه البزار في مسنده ثنا محمد بن موسى الحرشي ثنا زياد ابن عبد الله عن الأعمش عن أبي صالح عن جابر قال جاء رجل إلى آخره قال وقد اختلفوا في إسناده فرواه غير واحد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة ورواه بعضهم عن الأعمش عن أبي صالح عن جابر وبعضهم يرويه عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر انتهى كلامه
قلت ورواه أبو يعلي الموصلي في مسنده من حديث عيسى بن يونس بسند ابن حبان ومتنه ثم أخرجه عن أبي إسحاق الغزاري عن الأعمش عن أبي صالح عن جابر نحوه سواء
وقال المناوي في الفتح السماوي ج:2 ص:897
قوله روي أن فتى من الأنصار كان يصلي مع رسول الله الصلوات ولا يدع شيئا من الفواحش إلا ارتكبه فوصف له فقال إن صلاته ستنهاه فلم يلبث أن تاب
قال الحافظ ابن حجر لم أجده
قال الولي العراقي لم أقف عليه
وفي مسند أحمد والبزار وإسحاق وأبي يعلى عن أبي هريرة (جاء رجل إلى النبي عليه السلام فقال إن فلانا يصلي بالليل فإذا أصبح سرق فقال إن صلاته ستنهاه)
ورواه البزار من طريق زياد البكائي وأبو يعلى من طريق أبي إسحاق الفزاري كلاهما عن الأعمش عن أبي صالح عن جابر
قال البزار اختلف فيه على الأعمش فقيل عنه أيضا عن أبي سفيان عن جابر
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 04 - 04, 09:27 ص]ـ
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[28 - 04 - 04, 11:19 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه وبعد:
من كلام الشيخ الألباني رحمه الله في التعليق على الحديث رقم (2) في السلسلة الضعيفة1/ 58:"قوله: * (إن الصلاة تنهى عن
الفحشاء و المنكر) * (العنكبوت: 45) و أكدها رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما قيل له: إن فلانا يصلي الليل كله فإذا أصبح سرق! فقال: " سينهاه ما تقول
أو قال: ستمنعه صلاته ".
رواه أحمد و البزار و الطحاوي في " مشكل الآثار " (2/ 430) و البغوي في حديث
علي بن الجعد (9/ 97 / 1) و أبو بكر الكلاباذي في " مفتاح معاني الآثار " (
31/ 1 / 69/ 1) بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة. "اهـ
وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه (6/ 300 - بتحقيق الأرناؤوط).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 04 - 04, 11:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
والحديث اختلف فيه على الأعمش كما سبق، فحكم الشيخ الألباني رحمه الله كان على سند واحد ولم يتعرض للإختلاف والترجيح بين الروايات.
والذي في مسند الجعد عن جابر وليس عن أبي هريرة
قال ابن الجعد
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أنَا قَيْسٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رَجُلًا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ اللَّيْلَ كُلَّهُ، فَإِذَا أَصْبَحَ سَرَقَ قَالَ: " سَتَنْهَاهُ قِرَاءَتُهُ " *
ـ[بجاد بن سعد]ــــــــ[28 - 04 - 04, 04:51 م]ـ
هذا الموقع جيد جدا فى البحث عن الأحاديث وتخريجها وترجمة الرواه وأقوال الجرح والتعديل
وإذا رأيت خطأ نبه عليه تفيد هذا المشروع الخيري كطالب علم حتي تساعد فى أنجازه
وجزاك الله خيرا
¥(40/271)
ـ[بجاد بن سعد]ــــــــ[28 - 04 - 04, 06:29 م]ـ
WWW.SONNH.COMWWW.SONNH.COM(40/272)
ارجوا المساعدة فقد أضناني البحث (حديث الضب والغزالة)
ـ[ابو يوسف الأثري]ــــــــ[27 - 04 - 04, 08:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجوا من الأخوة الملمين بالأحاديث الموضوعة ارشادنا لموضع هذا الحديث المشتهر على الألسن، المتعلق بظبية أو غزالة اصطيدت وأتيَ بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكلمته وكلمها يزعمون. وأنها قالت أن لي عيال أذهب فأرضعهم، وأرجع فأطلقها النبي صلى الله عليه وسلم كما يزعمون.
هذا ما لدي من معلمومات عن هذا الحديث. أرجوا الإفادة ممن لديه علم.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 04 - 04, 11:50 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
للإمام ابن القيم رحمه الله رسالة باسم (فوائد حديثية، وفيه فوائد في الكلام على حديث الغمامة وحديث الغزالة والضب وغيره) وهي مطبوعة.
وقد بين فيها ضعف هذه الأحاديث.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 04 - 04, 09:09 م]ـ
قال أبو نعيم في دلائل النبوة
264 حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن من لفظه قال: ثنا بشر بن موسى ثنا عمرو بن علي الفلاس ثنا يعلى بن إبراهيم الغزال قال: ثنا الهيثم بن حماد، عن أبي كثير، عن زيد بن أرقم قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض سكك المدينة فمررنا بخباء أعرابي فإذا ظبية مشدودة إلى الخباء فقالت: يا رسول الله إن هذا الأعرابي صادني قبيلا ولي خشفان في البرية وقد تعقد هذا اللبن في أخلافي فلا هو يذبحني فأستريح ولا يدعني فأذهب إلى خشفي في البرية فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن تركتك ترجعين؟ قالت: نعم وإلا عذبني الله عذاب العشار، فأطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تلبث أن جاءت تلمظ فشدها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخباء وأقبل الأعرابي ومعه قربة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتبيعنيها؟ قال: هي لك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال زيد بن أرقم: فأنا والله رأيتها تسيح في الأرض وهي تقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم *
في حاشية كتاب ابن القيم قال المحقق ص 55
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (6/ 34 - 35) وأبو نعيم في الدلائل (273) والخطيب في تلخيص المتشابه (2/ 730) ومن طريقه ابن حجر في موافقة الخبر الخبر (1/ 246) وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (6/ 148 - 149) عنهما، وكذا السيوطي في الخصائص (2/ 61) وذكره الذهبي في ترجمة (يعلى بن إبراهيم الغزّال)
وقال عنه (لاأعرفه، له خبر باطل عن شيخ واه) وتابعه ابن حجر في اللسان (6/ 311) وقال في موافقة الخبر الخبر (1/ 246) (هذا حديث غريب)، وقال (والهيثم بن جماز بصري ضعيف 000)
وقال البيهقي في دلائل النبوة
2284 أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن القاضي، أنبأنا أبو علي حامد بن محمد الهروي، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي، حدثنا يعلى بن إبراهيم الغزال، حدثنا الهيثم بن حماد، عن أبي كثير، عن زيد بن أرقم، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض سكك المدينة، فمررنا بخباء أعرابي فإذا ظبية مشدودة إلى الخباء، فقالت: يا رسول الله، إن هذا الأعرابي اصطادني ولي خشفان في البرية، وقد تعقد اللبن في أخلافي، فلا هو يذبحني فأستريح، ولا يدعني فأرجع إلى خشفي في البرية، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن تركتك ترجعين؟ " قالت: نعم، وإلا عذبني الله عذاب العشار، فأطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم تلبث أن جاءت تلمظ، فشدها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخباء، وأقبل الأعرابي ومعه قربة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتبيعنيها؟ " قال: هي لك يا رسول الله، فأطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال زيد بن أرقم: فأنا والله رأيتها تسيح في البرية، وتقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله *
قال ابن القيم في فوائد حديثية ص 56
فأما الحديث الأول فقال محمد بن عثمان الحافظ (إسناده ضعيف) تداوله ثلاثة فيهم ضعف، وليسوا بمتهمين بالوضع بل لهم غلط، والحديث غريب فيه نكارة)
وأما الحديث الثاني فليس بصحيح، وإسناده مظلم تداوله يعلى وشيخه الهيثم وشيخه أبو كثير، ولايعرفون000)
وقال ابن كثير في تحفة الطالب ص: 188
هذا الحديث متنه فيه نكارة وسنده ضعيف فإن شيخ الفلاس يعلى ابن إبراهيم الغزال لا يعرف وشيخه الهيثم بن جماز قال يحي بن ب معين ليس بشىء وقال مرة ضعيف وقال أحمد بن حنبل والنسائي متروك الحديث
ـ[عزالدين محمد]ــــــــ[04 - 04 - 08, 01:40 ص]ـ
السلام عليكم , جزاكم الله خيرا على التوضيح
اسمح لي أخي الفاضل ذكرت رقم الحديث (264) لأبو نعيم في دلائل النبوة وذكرت هذا الرقم أيضا وأبو نعيم في الدلائل (273)
وذكرت نص الحديث المذكور لأبو نعيم في دلائل النبوة
و لكن هل رأيت هذا النص المنشور على الأنترنت ويذكر أنه منقول من كتاب (هذا الحبيب) لفضيلة الشيخ أبو بكر الجزائري وهذا النص المذكور:::
عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم قد اصطادوا ظبية فشدوها على عمود فسطاط فقالت: يا رسول الله إني أخذت ولي خشفان (أي ولد صغير) فاستأذن لي أرضعهما وأعود إليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أين صاحب هذه) فقال القوم نحن يا رسول الله قال: (خلوا عنها حتى تأتي خشيفها ترضعها وترجع أليكم) فقالوا: من لنا بذلك؟ قال صلى الله عليه وسلم (أنا) فأطلقوها فأرضعت خشيفها ثم رجعت إليهم فأوثقوها فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (أين صاحب هذه) فقالوا هذا يا رسول الله فقال (أتبيعونها؟) فقالوا هي لك يا رسول الله فقال فخلوا عنها فأطلقوها فذهبت.
أرجو الإفادة:: هل هذا صحيح أم لا؟؟
جزاكم الله كل خير
¥(40/273)
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[04 - 04 - 08, 02:57 ص]ـ
السلام عليكم , جزاكم الله خيرا على التوضيح
اسمح لي أخي الفاضل ذكرت رقم الحديث (264) لأبو نعيم في دلائل النبوة وذكرت هذا الرقم أيضا وأبو نعيم في الدلائل (273)
وذكرت نص الحديث المذكور لأبو نعيم في دلائل النبوة
أخي الحبيب:
أولاً: إن رقم الحديث المذكور (264) هو ترقيم موقع "جامع الحديث النبوي"، وهو غير موافق لترقيم النسخة المطبوعة وهو في المطبوع (273).
ثانياً: نقل الشيخ الفاضل (عبد الرحمن الفقيه) نص الحديث برقمه من الموقع، ثم أتبعه بتخريج الحديث من حاشية كتاب ابن القيم، والله أعلم.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[04 - 04 - 08, 03:27 ص]ـ
و لكن هل رأيت هذا النص المنشور على الأنترنت ويذكر أنه منقول من كتاب (هذا الحبيب) لفضيلة الشيخ أبو بكر الجزائري وهذا النص المذكور:::
عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم قد اصطادوا ظبية فشدوها على عمود فسطاط فقالت: يا رسول الله إني أخذت ولي خشفان (أي ولد صغير) فاستأذن لي أرضعهما وأعود إليهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم (أين صاحب هذه) فقال القوم نحن يا رسول الله قال: (خلوا عنها حتى تأتي خشيفها ترضعها وترجع أليكم) فقالوا: من لنا بذلك؟ قال صلى الله عليه وسلم (أنا) فأطلقوها فأرضعت خشيفها ثم رجعت إليهم فأوثقوها فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (أين صاحب هذه) فقالوا هذا يا رسول الله فقال (أتبيعونها؟) فقالوا هي لك يا رسول الله فقال فخلوا عنها فأطلقوها فذهبت.
أرجو الإفادة:: هل هذا صحيح أم لا؟؟
جزاكم الله كل خير
إسناده ضعيف جداً:
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/ 358/5547) - وعنه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (274) - من طريق إبراهيم بن محمد بن ميمون، عن عبد الكريم بن هلال، عن صالح المري، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال:
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم قد صادوا ظبية، فشدوها إلى عمود الفسطاط، فقالت يا رسول الله، إني وضعت ولي خَشَفان، فاستأذن لي أن أرضعهما، ثم أعود إليهم، فقال:
((أين صاحب هذه؟)).
فقال القوم: نحن يا رسول الله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خلوا عنها حتى تأتي خشفيها ترضعهما، وتأتي إليكم)).
قالوا: ومن لنا بذلك يا رسول الله؟
قال: ((أنا)).
فأطلقوها فذهبت، فأرضعت، ثم رجعت إليهم، فأوثقوها، فمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
((أين أصحاب هذه؟)).
قالوا: هو ذا نحن يا رسول الله.
قال: ((تبيعونها؟)).
قالوا: يا رسول الله هي لك.
فخلوا عنها.
فأطلقها فذهبت.
قلتُ: وهذا إسنادٌ ضعيف جداً؛ مسلسل بالعلل:
الأولى: صالح المري، ضعيف جداً، قال يحيى بن معين: [كان قاصاً، وكان كل حديث يحدث به عن ثابت باطلاً].
الثانية: عبد الكريم بن هلال، قال الذهبي في"ميزان الاعتدال": [لا يدرى من هو].
الثالثة: إبراهيم بن محمد بن ميمون، قال الأزدي: [منكر الحديث]، وذكره لبن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: [ونقات من خط شيخنا أبي الفضل الحافظ أنَّ هذا الرجل ليس بثقة].
وأخيراً: أسأل الله أن يبارك في الشيخ ((عبد الرحمن الفقيه))، وأن يجعل ما بذله من جهد في كفة حسناته يوم القيامة.
ـ[عزالدين محمد]ــــــــ[04 - 04 - 08, 04:38 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
نفع الله بك أخي الحبيب وجزاك الله خير الجزاء
سلمت يمناك
وأضيف أيضا أن الحديث قد روي عن أم سلمة رضي الله عنها كما جاء في كتاب الشيخ الألباني رحمه الله (ضعيف الترغيب والترهيب رقم 482)
ضعيف جدا
وروي عن أم سلمة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحراء فإذا مناد يناديه يا رسول الله فالتفت فلم ير أحدا ثم التفت فإذا ظبية موثقة فقالت ادن مني يا رسول الله فدنا منها فقال ما حاجتك قالت إن لي خشفين في هذا الجبل فحلني حتى أذهب فأرضعهما ثم أرجع إليك قال وتفعلين قالت عذبني الله عذاب العشار إن لم أفعل فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها وانتبه الأعرابي فقال ألك حاجة يا رسول الله قال نعم تطلق هذه فأطلقها فخرجت تعدو وهي تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
ضعيف الترغيب والترهيب رقم 482
السلام عليكم
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[04 - 04 - 08, 05:45 م]ـ
الثالثة: إبراهيم بن محمد بن ميمون، قال الأزدي: [منكر الحديث]، وذكره لبن حبان في "الثقات"، وقال الحافظ: [ونقات من خط شيخنا أبي الفضل الحافظ أنَّ هذا الرجل ليس بثقة].
تصحيح بعض الأخطاء بسبب سرعة الكتابة:
(لبن حبان) والصواب: (ابن حبان).
(ونقات) والصواب: (ونقلت).(40/274)
ماصحة هذا الأثر .. إطلبوا العلم من .... ؟؟
ـ[محب الخير]ــــــــ[27 - 04 - 04, 10:56 م]ـ
ماصحة هذين الأثرين أيها الأخوه حيث إني بحثت عن صحتهما ولم أظفر بشيء
الأ وهو .. اطلبوا العلم من المهد الى اللحد
وكذلك أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه))
أحسن الله إليكم
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 04 - 04, 01:04 ص]ـ
" أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ".
حديث صحيح، وراجع الإرواء (5/ 320 - 324).
ـ[محب الخير]ــــــــ[28 - 04 - 04, 09:58 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي أبا المنهال ..
لكن ماذا عن الأثر الثاني هل أجد له جوابا عندكم؟؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 04 - 04, 10:10 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل، ولكنني للأسف لم أقف على الأثر الثاني، بعد طول بحث، فإن كنت قرأته في كتاب ما ولو لم يكن مسندا فاذكره لي فلعله يُيَسر، والله المستعان.
ـ[محب الخير]ــــــــ[29 - 04 - 04, 03:37 ص]ـ
أجزل الله لك المثوبة والأجر أخي أبا المنهال ..
وبالنسبة لهذا الأثر فهو مشهور وهو موجود في بعض الكتيبات التي
تحث على العلم .. وكان لدي شك في أني سمعت أن هناك من ضعفه
لكني غير متأكد فأحببت سؤال الإخوه في هذا الملتقى عنه .. ولازلنا
ننتظر من الإخوه المشاركه والفائده.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[04 - 09 - 04, 07:30 ص]ـ
قال الأخ سعيد الرقيب: " جمعت تلك الأحاديث وعرضتها على سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، بعد صلاة الفجر من يوم الأحد 7/ 4/1419هـ، بمسجد حي عودة بمدينة الطائف.
وهذه هي الأحاديث وحكم الشيخ رحمه الله.
................ 3 - اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد.
قال الشيخ رحمه الله: ليس له أصل. ".
(منتدى تخريج الحديث).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 09 - 04, 07:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
أما قول (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد) فلعله من الوصايا التي تذكر في طلب العلم وليس بحديث مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم.
قال حاجي خليفه في كشف الظنون ج: 1 ص: 51
وقد حث الشارع عليه الصلاة والسلام على اكتسابه حيث قال طلب العلم فريضة وقال اطلبوا العلم من المهد الى اللحد! اطلبوا العلم ولو بالصين
وفي أبجد العلوم ج: 1 ص: 241
ومن الشروط العزم والثبات على التعلم إلى آخر العمر كما قيل الطلب من المهد إلى اللحد.
ـ[أبو جابر الجزائري]ــــــــ[25 - 06 - 08, 03:17 ص]ـ
يقول الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: هذا الكلام: " طلب العلم من المهد إلى اللحد" ويحكى أيضا بصيغة " اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد": ليس بحديث نبوي، وإنما هو من كلام النّاس، فلا يجوز إضافته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يتناقله بعضهم .... وهذا الحديث الموضوع: " اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد"مشتهر على الألسنة كثير، ومن العجب أن الكتب المؤلفة في " الأحاديث المنتشرة" لم تذكره. (قيمة الزمن عند العلماء ص 29).
ـ[أبو طه الجزائري]ــــــــ[05 - 03 - 09, 03:48 م]ـ
وفقكم الله جميعا .. وفتح علينا و عليكم بالعلم النافع و العمل الصالح
درجة حديث (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد)
فهذا الحديث لا يصح سندا
راجع الرابط أدناه: http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=60804
ـ[عبد المتين]ــــــــ[05 - 03 - 09, 07:35 م]ـ
" أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ".
قال عبدالله بن يوسف أبو محمد الحنفي الزيلعي في كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية:
روي من حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث جابر ومن حديث أنس
- فحديث ابن عمر: أخرجه ابن ماجه في " سننه - في كتاب الأحكام - في باب أجر الأجراء " عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " اعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه " انتهى. وهو معلول بعبد الرحمن بن زيد
¥(40/275)
- وأما حديث أبي هريرة: فرواه أبو يعلى الموصلي في " مسنده " حدثنا إسحاق بن إسرائيل ثنا عبد الله بن جعفر أخبرني سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا نحوه سواء ورواه ابن عدي في " الكامل " وأعله بعبد الله بن جعفر هذا وهو والد علي بن المديني وأسند تضعيفه عن النسائي والسعدي وابن معين والفلاس ولينه ابن عدي فقال: عامة ما يرويه لا يتابع عليه ومع ضعفه يكتب حديثه انتهى. ورواه أبو نعيم الحافظ في " كتاب الحلية - في ترجمة سفيان الثوري " حدثنا محمد بن عمر بن سلم ثنا أحمد بن الحسن بن إسماعيل السكوني بالكوفة - من كتابه - ثنا أحمد بن بديل ثنا عبد العزيز بن أبان عن سفيان عن سهيل به وقال: غريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه انتهى. ووهم شيخنا علاء الدين مقلدا لغيره فعزاه للبخاري
- وأما حديث أنس: فرواه أبو عبد الله الترمذي الحكيم في " كتاب نوادر الأصول " في الأصل الثاني عشر حدثنا موسى بن عبد الله بن سعيد الأزدي ثنا محمد بن زياد بن ريان الكلبي عن بشر بن الحسين الهلالي عن الزبير بن عدي عن أنس بن مالك مرفوعا نحوه سواء
- حديث آخر: مرسل رواه أبو أحمد بن زنجويه النسائي في " كتاب الأموال " حدثنا مسلم بن إبراهيم ثنا عثمان بن عثمان الغطفاني عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: أعطوا الأجير أجره إلى آخره
- وأما حديث جابر: فرواه الطبراني في " معجمه الصغير " حدثنا أحمد بن محمد بن الصلت البغدادي بمصر ثنا محمد بن زياد بن ريان الكلبي ثنا شرقي بن قطامي عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكره وقال: تفرد به محمد بن زياد قال ابن طاهر: هذا حديث روي من حديث ابن عمر ومن حديث أبي هريرة ومن حديث جابر
- فحديث ابن عمر: رواه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر وعبد الرحمن ضعيف
- وحديث أبي هريرة: له طرق فرواه أبو إسحاق الكوري عن زيد بن أسلم عن عطاء عن أبي هريرة والكوري هذا ضعيف ورواه عبد الله بن جعفر المديني عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة وعبد الله هذا هو والد علي بن المديني وليس بشيء في الحديث ورواه محمد بن عمار المؤذن عن المقبري عن أبي هريرة والحديث يعرف بابن عمار هذا وليس بالمحفوظ وحديث جابر رواه محمد بن زياد بن ريان الطائي عن شرقي بن قطامي عن أبي الزبير عن جابر وشرقي منكر الحديث انتهى كلامه. ومعنى الحديث في " الصحيح " أخرجه البخاري عن المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره انتهى(40/276)
هل يصح حديث (اياك ومايعتذر منه)؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 04 - 04, 12:54 ص]ـ
هل يصح حديث (اياك ومايعتذر منه)؟
ـ[أبوالمنهال الآبيضى]ــــــــ[28 - 04 - 04, 01:00 ص]ـ
حسن إسناده الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في " الصحيحة " رقم 354(40/277)
هل هشام بن حسان مدلس؟؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 04 - 04, 09:58 ص]ـ
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فقد قال الإمام أبوحاتم في هشام بن حسان – كما في " العلل " (2/ 260 / 2275) –: " إنه كان يدلس ".
فتعقبه الشيخ الألباني في " الصحيحة " (724) بقوله: " لم أر من رماه بالتدليس مطلقاً ".
قلت: وبمراجعة " تهذيب التهذيب " وجدنا الأمر كما قال الشيخ الألباني، ولكن الذي ترجح عندي وقتها أه قليل التدليس، فنقبل عنعنته.
ثم رأيت الحافظ ابن حجر ذكره في " النكت " (ص 257 – العلمية) عند ذكر من أكثر من التدليس من رجال الصحيحين.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 04 - 04, 10:11 ص]ـ
وفي تعريف أهل التقديس للحافظ ابن حجر ص 114 (وصفه بذلك علي بن المديني وأبو حاتم)(40/278)
لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه
ـ[خالد بن سليمان العويشق]ــــــــ[29 - 04 - 04, 12:41 م]ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
(لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)
تخريج الحديث والحكم عليه:
أخرجه أحمد (2/ 418)، وأبو داود (101)، وابن ماجه (399)، والحاكم في المستدرك (1/ 146)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 43) والدارقطني في سننه (1/ 71) وغيرهم.
قال ابن حجر رحمه الله: إسناده ضعيف.
وقد بين ابن حجر رحمه الله كما في تلخيص الحبير سبب ضعفه وأنه من طريق يعقوب بن سلمة الليثي عن أبيه عن أبي هريرة ولذلك فإن له ثلاث علل:
1) أن يعقوب بن سلمة ضعيف.
قال الذهبي: (شيخ ليس بذاك) واعتبره ابن حجر في التقريب مجهولاً.
2) احتمال الانقطاع بين يعقوب وبين أبيه سلمة.
3) احتمال الانقطاع بين سلمة الليثي وبين أبي هريرة رضي الله عنه.
قال البخاري رحمه الله في كتابه التاريخ الكبير عن يعقوب بن سلمة الليثي:
(لا يعرف له سماع من أبيه، ولا يعرف لأبيه سماع من أبي هريرة).
ولحديث أبي هريرة إسناد آخر ضعيف جداً عن الدار قطني وغيره وآفته أنه من طريق أيوب بن النجار عن يحيى بن أبي كثير وقد قال يحيى بن معين:
" سمعت أيوب يقول: لم أسمع من يحيى بن أبي كثير إلا حديثا واحدا (التقى آدم وموسى) "
وعلى هذا فإن أيوب لم يسمع من يحيى هذا الحديث.
وللحديث طرق أخرى عن أبي هريرة كلها ضعيفة.
وروى الترمذي عن سعيد بن زيد وأبي سعيد الخدري نحوه.
أما حديث سعيد بن زيد فرواه عن ثمامة بن حصين عن رباح بن عبد الرحمن عن جدته عن سعيد بن زيد،وهذا إسناد ضعيف لأن فيه عدداً من المجاهيل فثمامة ورباح وجدته مجاهيل، لذا ضعف الحديث أبو زرعه وأبو حاتم وابن القطان وغيرهم، وقال الترمذي بعد أن ساق هذا الحديث:
" قال الإمام أحمد لا أعلم في هذا الباب حديثاً له إسناد جيد" وقال البخاري:
"أحسن شيء في الباب "
ومع ذلك فهو ضعيف.
وأما حديث أبي سعيد الذي أخرجه الترمذي في العلل والدار قطني والحاكم وغيرهم وفي سنده كثير بن زيد وهو ضعيف وفيه ضعفاء آخرون.
إذاً فالخلاصة أن كل هذه الأحاديث ضعيفة ولكن لها شواهد عن أنس وعائشة وأبي صبرة وأم صبرة وعلي بن أبي طالب وأبي عبيدة وغيرهم، وجميع هذه الأحاديث ليس فيها إسناد صحيح أو حسن لذاته بل مترددة بين الضعيف والضعيف جداً، ولكن بعض العلماء صححوا هذا الحديث بمجموع طرقه.
قال أبو بكر بن أبي شيبة:
(ثبت لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله).
وقال المنذري:
(الأحاديث في هذاالباب وإن كانت لا تخلو من مقال إلا أنه يقوي بعضها بعضاً).
وقال ابن حجر:
(الظاهر أن مجموع الأحاديث يحدث به قوة تدل على أن للحديث أصلاً).
وقال ابن القيم:
(أحاديث التسمية على الوضوء حسان).
وقال ابن سيد الناس: (الأحاديث في هذا الباب إما حسن صريح أو صحيح غير صريح).
وقال ابن كثير:
(هذا الحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح).
وكذا المباركفوري وكذا قال الشوكاني في النيل و السيل الجرار والصنعاني وأحمد شاكر
قال الألباني:
(له شواهد كثيرة وأن النفس تطمئن لثبوت الحديث من أجلها. وقد قواه الحافظ المنذري والعسقلاني، وحسنه ابن الصلاح وابن كثير.
وأزيد هنا فأقول:إن الدولابي أخرج الحديث من أحد الطريقين المشار إليهما في كتابه "الكنى" وقال (1/ 120):"إن البخاري قال:إنه أحسن شيء في هذا الباب"
وقال الحافظ العراقي في "محجة القرب في فضل العرب " (ص27 - 28):"هذا حديث حسن صحيح")
لذا فإن القول الأقوى في الحديث نفسه أنه ثابت إما حسن أو صحيح، بل بالغ السيوطي واعتبره من المتواتر.
فقه الحديث:
يؤخذ من الحديث مشروعية التسمية عند الوضوء، بل قد حكى ابن حزم الاتفاق على ذلك، فقال في مراتب الإجماع: (اتفقوا على أن من سمى الله عز وجل عند الوضوء فقد أدى ما عليه).
أما حكمها من حيث الوجوب و الاستحباب فقد اختلف أهل العلم رحمهم الله تعالى على قولين:
القول الأول:
الاستحباب وهو قول أبي حنيفة ومالك والشافعي ورواية عن أحمد اختارها ابن قدامة والخرقي وابن تيمية رحمهم الله جميعاًًًًًًًًًًًًًًًًً.
قال ابن تيمية:
¥(40/279)
(الأصح عدم اشتراط التسمية على الوضوء، وذهب إلى ذلك كثير من العلماء المحققين كابن المنذر وابن خزيمة والبيهقي وغيرهم إلى أن التسمية على الوضوء مستحبة وليست بواجبة).
أدلة هذا القول:
استدل أصحاب هذا القول بأدلة منها:
1) قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم .. )
فالآية لم يذكر فيها الأمر بالتسمية على الوضوء فدلت على أن التسمية ليست من الفروض ولا الواجبات.
2) حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم كيف الوضوء؟ فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فغسل كفيه ثلاثاً ثم تمضمض واستنشق ثلاثاً ثم غسل وجهه ثلاثاً ...... ثم قال صلى الله عليه وسلم:
(هذا الوضوء فمن زاد فقد أساء وتعدى وظلم). رواه أحمد و أبو داود وغيرهما،
فالحديث يدل على عدم وجوب التسمية وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم في مقام التفصيل لهذا الأعرابي ومع هذا لم يأمره بالتسمية فدل على عدم وجوبها.
3) أن جميع الصحابة الذين رووا صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم كحديث عثمان وعلي وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن زيد وغيرهم لم يذكر أحد منهم قط أنه سمى في أول الوضوء.
4) وهو دليل عقلي وذلك أن المطلوب في الوضوء الإسباغ، والتسمية ليس لها تعلق في الإسباغ.
وأجابوا عن حديث أبي هريرة بأنه ليس ثابتاً ولا يصلح للاحتجاج، وعلى فرض ثبوته فهو محمول على نفي الكمال لا نفي الصحة، بدليل أن الذين ذكروا صفة وضوءه عليه الصلاة والسلام لم يذكروا أنه سمى في أوله.
قال البزار بعدما صحح الحديث:
(لكنه مأول ومعناه أنه لا فضل لوضوء من لم يذكر اسم الله لا على أنه لا يجوز وضوء من لم يسم) ا. هـ.
القول الثاني:
الوجوب وهو مذهب الإمام أحمد واختارها جمع من الحنابلة وهو قول أهل الظاهر وأسحاق بن راهويه والحسن البصري.
أدلة هذا القول:
1) حديث أبي هريرة المتقدم.
2) عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم طلبوا الوضوء فلم يجدوه فقال النبي صلى الله عليه وسلم:هاهنا ماء؟ يسألهم.فأتي به فوضع يده فيه قال أنس: (فرأيت الماء يفور من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم).
فقال صلى الله عليه وسلم:
(توضأوا باسم الله) رواه النسائي وابن خزيمة وأصله في الصحيحين لكن بدون الشاهد.
3) ماساقه البخاري رحمه الله في كتاب الطهارة في باب التسمية عند الوقاع وفي كل حال وأورد حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أن أحدكم إذا أرادأن يأتي أهله قال:
(بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ... ) الحديث.
ذكر العيني أن البخاري ساق هذا الحديث للإشارة إلى أن التسمية والذكر مشروعين في عند الوقاع الذي هو من أبعد الحالات عن الذكر فأن يكون مشروعاً عند الوضوء والغسل ونحوهما فهو من باب أولى وهذا يدل على دقة فقه البخاري رحمه الله
وهذه الأدلة التي استدلوا بها يجاب عليها بما يلي:
أما حديث أبي هريرة فقد تقدم الجواب عنه.
وأما حديث أنس فلا يدل على الوجوب بل غاية ما يدل عليه السنية
وأما حديث ابن عباس ففيه مناقشة تطول، وعلى التسليم بهذا الاستدلال فغاية مايدل عليه استحباب التسمية كذلك.
الترجيح:
استحباب التسمية وعدم وجوبها وأن من تركها عمداً أو سهواً صح وضوءه ولا إعادة عليه.
ولكن الأولى به أن يفعلها إتباعا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه وسنته وخروجاً من هذا الخلاف القوي.
فائدة:
على القول بالوجوب، فإنها تسقط عند أصحاب هذا القول في حالتين:
1) حالة النسيان.
2) حالة التأول.
والمراد من تركها معتقدا عدم وجوبها.
قال إسحاق بن راهويه وهو من القائلين بوجوبها:
(لا إعادة على من تركها ناسيا أو متأولاً).
فائدة:
أشار ابن تيمية في الاختيارات إلى ما نقل عن الإمام أحمد من أنه سئل عن التسمية:هل وهو في الخلاء يسمي؟ فذكر عنه روايتين:
إما أن يسمي سرا أو يسمي في نفسه.
فائدة في حالات التسمية:
للتسمية أربع حالات:
1) الوجوب كالتسمية عند إرسال الصيد أو عند الذبح وعند الوضوء والتيمم والغسل عند القائلين به.
2) الاستحباب كالتسمية عند قراءة القرآن وعند الأكل والشرب والجماع.
3) ليست مشروعة كالتسمية عند الصلاة وعند الحج وعند بداية الأذكار التي لم يرد فيها البدء بالتسمية.
4) مكروهة أو محرمة كالتسمية عند البدء بالمحرمات أو المكروهات كأكل الحرام.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.(40/280)
تخريج حديث" لا أحل المسجد لحائض ولا لجنب"
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[29 - 04 - 04, 01:43 م]ـ
وقال صلى الله عليه وسلم:" لا أحل المسجد لحائض ولا لجنب
ضعيف
رواه أبو داود من طريق أفلت بن خليفة عن جسرة بنت دجاجة عن عائشة (عون المعبود 1/ 267)
وذلك من أجل جسرة بنت دجاجة
قال البخاري:عندها عجائب
وقد ضعف الحديث جماعة منهم البيهقي وابن حزم وعبد الحق الإشبيلي،
بل قال ابن حزم إنه باطل، كما في إرواء الغليل (ج1ص162)،
أما شيخها أفلت ويقال له فُليت العامري فقد وثقه الإمام أحمد وأبو حاتم الرازي (ميزان الاعتدال1/ 399).
أما رواية أم سلمة " إن المسجد لا يحل لجنب ولا حائض" فقد رواها ابن ماجة (1/ 511 مع تحقيق بشار عواد معروف) ففيها مجهولان أبو الخطاب كما في التقريب (2/ 392)،
ومحدوج الذهلي: التقريب (2/ 161).
قلت: تحسين الزيلعي له في نصب الراية (1/ 255)، ونقله تحسين ابن القطان في نفس الصفحة، وتصحيح الشوكاني في السيل الجرار (1/ 109) رحمهم الله ظانين أن الحديث بسندين وهم يحتاج إلى مناقشة:
فالعلل فيه كثيرة:
أولا جسرة كوفية تفردت ولا تحتمل مثل هذا الحديث،
ثانيا متكلم فيها فقد قال فيها البخاري عندها عجائب كما سبق، و قال البيهقي فيها نظر، وقال ابن حبان فيما نقله أبو العباس البناني: عندها عجائب (ميزان الاعتدال 1/ 399)،
ثالثا: فليت العامري مجهول، فقال الخطابي: ضعف هذا الحديث جماعة وقالوا أفلت مجهول اهـ (شرح السنن 1/ 67)، وقال البغوي: وضعف أحمد الحديث، لأن راويه وهو أفلت بن خليفة مجهول (شرح السنة 2/ 46)، رابعا: جسرة ليست مشهورة بالرواية عن عائشة فأين الرواة عن عائشة كعمرة، وعروة، والقاسم بن محمد، والأسود بن يزيد النخعي، وإن كان كوفيا فإن أمنا عائشة قالت فيه: ما دخل علي من تحت سماء الكوفة رجل أكرم علي من الأسود بن يزيد.
خامسا والأهم: أن الحديث واحد بإسناد واحد وليس اثنين كما يتوهم، والصحيح أن جسرة اضطربت فيه فروته مرة عن عائشة ومرة عن أم سلمة والصحيح جسرة عن عائشة، قال ابن أبي حاتم: قال أبو زرعة: جسرة عن أم سلمة والصحيح جسرة عن عائشة، (تفسبر ابن كثير (1/ 475)، تمام المنة (ص118، 119).
إذن فالعلة في اضطراب جسرة من جهة، وتفردها بالحديث من جهة أخرى فهي لا تحتمل مثل هذا، وكذلك في جهالة أفلت، فكانت الخلاصة أن الحديث ضعيف وقد ضعفه الإمام أحمد والبيهقي، وعبد الحق الإشبيلي، وابن حزم كما سبق. وهو الصحيح إن شاء الله.
ـ[علي الأسمري]ــــــــ[29 - 04 - 04, 03:06 م]ـ
هل تضاف إلى الأحاديث الضعيفة التي جرى العمل عليها
مع وجود شواهد للعمل كحديث إن حيضتك ليست في يدك وصلاة العيد والطواف وغيره ولعل
صيارفة العلم ينقدون لنا الأمر بين الكفتين إن كنا نجحنا في استثارتهم
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[08 - 05 - 10, 11:13 م]ـ
هل تضاف إلى الأحاديث الضعيفة التي جرى العمل عليها
مع وجود شواهد للعمل كحديث إن حيضتك ليست في يدك وصلاة العيد والطواف وغيره ولعل
صيارفة العلم ينقدون لنا الأمر بين الكفتين إن كنا نجحنا في استثارتهم
لتأييد
ـ[محمود الرشيد]ــــــــ[09 - 05 - 10, 11:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مشاركة منى فاقبلوها بصدر رحب فما اريد الا الحق. على الله توكلت واليه انيب
قال البخاري:عندها عجائب
قال الزيلعي رحمه الله: قال ابن القطان: في كتابه ..... وأما جسرة بنت دجاجة, فقال الكوفي: وقول البخاري في تاريخه الكبير: عندها عجائب. لا يكفي في اسقاط ما روت .... نصب الراية 1\ 194
وقول ابن القطان في الوهم والايهام5\ 331
ونقله ايضا كل من ابن دقيق العيد في الامام3\ 96 وابن الملقن في البدر المنير 2\ 561 وصوبه بقوله (قلت: هذا القول هو الصواب فالحديث من هذا الوجه حسن لثقة رواته وحديث ام سلمة شاهد له)
وقد ضعف الحديث جماعة منهم البيهقي وابن حزم وعبد الحق الإشبيلي،
وكذا النووي رحمه الله في الخلاصة 1\ 210 كما نقله ابن الملقن في البدر المنير2\ 561 ولكن قد أثبت هذا الحديث جماعة منهم الزيلعي فقال في نصب الراية (ولست أقول إنه حديث صحيح وانما اقول إنه حسن ... )
وابن الملقن فيما نقلته عنه قريبا قبل اسطر
ومن قبلهما ابن القطان في الوهم والايهام 5\ 332
والشوكاني كما ذكرت انت
وصححه ابن خزيمة كما في شرح السنة للبغوي هامش 1 جزء 2\ 46
¥(40/281)
وقال ابو زرعة الرازي رحمه الله كما في البدر المنير 2\ 558 كما نقله عنه ابن ابي حاتم في علله (الصحيح حديث جسرة عن عائشة)
وابن سيد الناس كما سياتي بعد قليل
بل قال ابن حزم إنه باطل، كما في إرواء الغليل (ج1ص162)،
وقول ابن حزم رحمه الله في المحلى 2\ 186 فقال رحمه الله بعد ايراده لطرق احاديث جسرة: وهذا كله باطل.
وقال ابن الملقن (وقول ابن حزم فيه انه باطل جسارة منه وهو اعل حديث ام سلمة بامر لا ننازعه فيه ,فإنه قال: فيه محدوج الذهلي وهو ساقط يروي المعضلات عن جسرة , وابو الخطاب الهجري مجهول وهو كما قال وان روى عن ابي الخطاب جماعة)
وقال ابن سيد الناس (إن التحسين لاقل مراتبه لثقة رواته. ووجود الشواهد له من خارج, فلا حجة لابن حزم في رده) الدراية في تخريج احاديث الهداية حديث 71 هامش 1
أما شيخها أفلت ويقال له فُليت العامري ليس شيخها انما هي شيخته وهو تلميذها فهي الواسطة بينه وبين عائشة رضى الله عنها
قلت: تحسين الزيلعي له في نصب الراية (1/ 255)، ونقله تحسين ابن القطان في نفس الصفحة، وتصحيح الشوكاني في السيل الجرار (1/ 109) رحمهم الله ظانين أن الحديث بسندين وهم يحتاج إلى مناقشة:
لكن لم تدلل على ما قلت وكلام ابي زرعة رحمه الله وكذلك صنيع ابن حزم يدلان على عكس ما ذهبت اليه فابن حزم لم يجعلهم إسنادا واحدا بل اسانيد متعددة نعم ضعفها كله وهذا شيء آخر راجع ذلك في المحلى 2\ 185
فالعلل فيه كثيرة:
أولا جسرة كوفية تفردت ولا تحتمل مثل هذا الحديث،
ليتك بينت لنا ذلك أما مجرد التفرد فليس بمطعن واما قولك لا تحتمل مثل هذا الحديث فهذا محل الدعوى والخلاف جاء في ترجمتها في تهذيب التهذيب 12\ 406
دس ق جسرة بنت دجاجة العامرية الكوفية. روت عن ابي ذر وعلي وعائشة وام سلمة. وعنها قدامة بن عبدالله العامري وافلت بن خليفة ومحدوج الذهلي وعمر بن عمير بن محدوج. قال العجلي ثقة تابعية وذكرها ابن حبان في الثقات. قلت. وذكرها ابو نعيم في الصحابة وقال البخاري عند جسرة عجائب. قال ابو الحسن بن القطان هذا القول لا يكفي لمن يسقط ماروت كانه يعرض بابن حزم لانه زعم ان حديثها باطل. انتهى وترجمتها عند العجلي 518 برقم 2087
ثانيا متكلم فيها فقد قال فيها البخاري عندها عجائب كما سبق،
وقد بينت من لم يرتض ذلك من العلماء فيما سبق
و قال البيهقي فيها نظر، وقال ابن حبان فيما نقله أبو العباس البناني: عندها عجائب (ميزان الاعتدال 1/ 399)،
ام قول ابن حبان فقال ابن الملقن (ونقل ابو العباس البناني عن ابن حبان انه قال في حقها: عندها عجائب ولم اره في ثقاته نعم هو قول البخاري كما سلف)
واما قول البيهقي رحمه الله فينظر فيه
ثالثا: فليت العامري مجهول، فقال الخطابي: ضعف هذا الحديث جماعة وقالوا أفلت مجهول اهـ (شرح السنن 1/ 67)، وقال البغوي: وضعف أحمد الحديث، لأن راويه وهو أفلت بن خليفة مجهول (شرح السنة 2/ 46)
هذا القول مردود قد رده كثير من الائمة واستنكروه واليك البيان
جاء في ترجمة افلت من تهذيب التهذيب1\ 366 د س افلت بن خليفة العامري ويقال الذهلي ويقال الهذلي ابو حسان الكوفي ويقال له فليت. روى عن جسرة بنت دجاجة ودهيمة بنت حسان روى عنه الثوري وابو بكر بن عياش وعبد الواحد بن زياد. قال احمد ما ارى به بأسا وقال ابو حاتم شيخ وقال الدارقطني صالح قلت: قال ابو داوود سمعت يحي بن معين يقول افلت وفليت واحد انتهى وحديثه عن جسرة لااحل المسجد لجنب ولا حائض. قال الخطابي في شرح السنن ضعفوا هذا الحديث وقالوا افلت راويه مجهول وقال ابن حزم افلت غير مشهور ولا معروف بالثقة وحديثه هذا باطل. وقال البغوي في شرح السنة ضعف احمد هذا الحديث لان راويه افلت وهو مجهول قلت قد اخرج حديثه ابن خزيمة في صحيحه وقد روى عنه ثقات ووثقه من تقدم وذكره ابن حبان في الثقات ايضا وحسنه ابن القطان انتهت الترجمة ورد المنذري قول الخطابي فقال كما في نصب الراية (وفيما قال نظر)
وتعقب ابن الملقن الامام ابن حزم بقوله في المحلى 2\ 186 (أما أفلت فغير مشهور ولا معروف بالثقة) فقال (قلت: هذا عجيب منه فهو مشهور ثقة فإنه افلت بالفاء ويقال فليت ... ) ثم اورد نقولا يؤيد بها قوله مر اكثرها فيما سبق
رابعا: جسرة ليست مشهورة بالرواية عن عائشة فأين الرواة عن عائشة كعمرة، وعروة، والقاسم بن محمد، والأسود بن يزيد النخعي، وإن كان كوفيا فإن أمنا عائشة قالت فيه: ما دخل علي من تحت سماء الكوفة رجل أكرم علي من الأسود
هذا القول يصلح إذا احتجنا الى الترجيح فيرجح الاكثر ملازمةو .. و ... وهو غير موضوع النزاع
خامسا والأهم: أن الحديث واحد بإسناد واحد وليس اثنين كما يتوهم، والصحيح أن جسرة اضطربت فيه فروته مرة عن عائشة ومرة عن أم سلمة والصحيح جسرة عن عائشة، قال ابن أبي حاتم: قال أبو زرعة: جسرة عن أم سلمة والصحيح جسرة عن عائشة، (تفسبر ابن كثير (1/ 475)، تمام المنة (ص118، 119).
ما الدليل على ما تقول فابن حزم وهو اشد من ضعف الحديث لم يدع هذا الادعاء بل ذكر في المحلى أنه ليس بحديث واحد فقال (واحتج من منع ذلك بحديث رويناه من طريق افلت بن خليفة ..... وآخر رويناه من طريق ابن ابي غنية عن ابي الخطاب عن محدوج الهذلي عن جسرة ..... وخبر آخر رويناه عن عبد الوهاب عن عطاء الخفاف عن ابن ابي غنية عن اسماعيل عن جسرة)
واما قول ابي زرعة - وقد اوردته سابقا- فغاية ما فيه انه ترجيح اسناد على اسناد
إذن فالعلة في اضطراب جسرة من جهة، وتفردها بالحديث من جهة أخرى فهي لا تحتمل مثل هذا، وكذلك في جهالة أفلت، فكانت الخلاصة أن الحديث ضعيف وقد ضعفه الإمام أحمد والبيهقي، وعبد الحق الإشبيلي، وابن حزم كما سبق. وهو الصحيح إن شاء الله.
اين الاضطراب ثم من سبقك من الائمة الى ذلك ارشدنا وعلمنا بارك الله فيك ولك وعليك راجع معنى الاضطراب في كتب المصطلح
والتفرد مجرد التفرد لايضر والا لضعفنا احاديث صحيحة واول ذلك اول حديث في صحيح البخاري رحمه الله وهو انما الاعمال بالنيات
واما الجهالة فاسقطناها بما نقلناه عن الائمة رحمهم الله
والسلام
¥(40/282)
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[09 - 05 - 10, 02:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مشاركة منى فاقبلوها بصدر رحب فما اريد الا الحق. على الله توكلت واليه انيب
قال الزيلعي رحمه الله: قال ابن القطان: في كتابه ..... وأما جسرة بنت دجاجة, فقال الكوفي: وقول البخاري في تاريخه الكبير: عندها عجائب. لا يكفي في اسقاط ما روت .... نصب الراية 1\ 194
وقول ابن القطان في الوهم والايهام5\ 331
ونقله ايضا كل من ابن دقيق العيد في الامام3\ 96 وابن الملقن في البدر المنير 2\ 561 وصوبه بقوله (قلت: هذا القول هو الصواب فالحديث من هذا الوجه حسن لثقة رواته وحديث ام سلمة شاهد له)
وكذا النووي رحمه الله في الخلاصة 1\ 210 كما نقله ابن الملقن في البدر المنير2\ 561 ولكن قد أثبت هذا الحديث جماعة منهم الزيلعي فقال في نصب الراية (ولست أقول إنه حديث صحيح وانما اقول إنه حسن ... )
وابن الملقن فيما نقلته عنه قريبا قبل اسطر
ومن قبلهما ابن القطان في الوهم والايهام 5\ 332
والشوكاني كما ذكرت انت
وصححه ابن خزيمة كما في شرح السنة للبغوي هامش 1 جزء 2\ 46
وقال ابو زرعة الرازي رحمه الله كما في البدر المنير 2\ 558 كما نقله عنه ابن ابي حاتم في علله (الصحيح حديث جسرة عن عائشة)
وابن سيد الناس كما سياتي بعد قليل
وقول ابن حزم رحمه الله في المحلى 2\ 186 فقال رحمه الله بعد ايراده لطرق احاديث جسرة: وهذا كله باطل.
وقال ابن الملقن (وقول ابن حزم فيه انه باطل جسارة منه وهو اعل حديث ام سلمة بامر لا ننازعه فيه ,فإنه قال: فيه محدوج الذهلي وهو ساقط يروي المعضلات عن جسرة , وابو الخطاب الهجري مجهول وهو كما قال وان روى عن ابي الخطاب جماعة)
وقال ابن سيد الناس (إن التحسين لاقل مراتبه لثقة رواته. ووجود الشواهد له من خارج, فلا حجة لابن حزم في رده) الدراية في تخريج احاديث الهداية حديث 71 هامش 1
ليس شيخها انما هي شيخته وهو تلميذها فهي الواسطة بينه وبين عائشة رضى الله عنها
لكن لم تدلل على ما قلت وكلام ابي زرعة رحمه الله وكذلك صنيع ابن حزم يدلان على عكس ما ذهبت اليه فابن حزم لم يجعلهم إسنادا واحدا بل اسانيد متعددة نعم ضعفها كله وهذا شيء آخر راجع ذلك في المحلى 2\ 185
ليتك بينت لنا ذلك أما مجرد التفرد فليس بمطعن واما قولك لا تحتمل مثل هذا الحديث فهذا محل الدعوى والخلاف جاء في ترجمتها في تهذيب التهذيب 12\ 406
دس ق جسرة بنت دجاجة العامرية الكوفية. روت عن ابي ذر وعلي وعائشة وام سلمة. وعنها قدامة بن عبدالله العامري وافلت بن خليفة ومحدوج الذهلي وعمر بن عمير بن محدوج. قال العجلي ثقة تابعية وذكرها ابن حبان في الثقات. قلت. وذكرها ابو نعيم في الصحابة وقال البخاري عند جسرة عجائب. قال ابو الحسن بن القطان هذا القول لا يكفي لمن يسقط ماروت كانه يعرض بابن حزم لانه زعم ان حديثها باطل. انتهى وترجمتها عند العجلي 518 برقم 2087
وقد بينت من لم يرتض ذلك من العلماء فيما سبق
ام قول ابن حبان فقال ابن الملقن (ونقل ابو العباس البناني عن ابن حبان انه قال في حقها: عندها عجائب ولم اره في ثقاته نعم هو قول البخاري كما سلف)
واما قول البيهقي رحمه الله فينظر فيه
هذا القول مردود قد رده كثير من الائمة واستنكروه واليك البيان
جاء في ترجمة افلت من تهذيب التهذيب1\ 366 د س افلت بن خليفة العامري ويقال الذهلي ويقال الهذلي ابو حسان الكوفي ويقال له فليت. روى عن جسرة بنت دجاجة ودهيمة بنت حسان روى عنه الثوري وابو بكر بن عياش وعبد الواحد بن زياد. قال احمد ما ارى به بأسا وقال ابو حاتم شيخ وقال الدارقطني صالح قلت: قال ابو داوود سمعت يحي بن معين يقول افلت وفليت واحد انتهى وحديثه عن جسرة لااحل المسجد لجنب ولا حائض. قال الخطابي في شرح السنن ضعفوا هذا الحديث وقالوا افلت راويه مجهول وقال ابن حزم افلت غير مشهور ولا معروف بالثقة وحديثه هذا باطل. وقال البغوي في شرح السنة ضعف احمد هذا الحديث لان راويه افلت وهو مجهول قلت قد اخرج حديثه ابن خزيمة في صحيحه وقد روى عنه ثقات ووثقه من تقدم وذكره ابن حبان في الثقات ايضا وحسنه ابن القطان انتهت الترجمة ورد المنذري قول الخطابي فقال كما في نصب الراية (وفيما قال نظر)
¥(40/283)
وتعقب ابن الملقن الامام ابن حزم بقوله في المحلى 2\ 186 (أما أفلت فغير مشهور ولا معروف بالثقة) فقال (قلت: هذا عجيب منه فهو مشهور ثقة فإنه افلت بالفاء ويقال فليت ... ) ثم اورد نقولا يؤيد بها قوله مر اكثرها فيما سبق
هذا القول يصلح إذا احتجنا الى الترجيح فيرجح الاكثر ملازمةو .. و ... وهو غير موضوع النزاع
ما الدليل على ما تقول فابن حزم وهو اشد من ضعف الحديث لم يدع هذا الادعاء بل ذكر في المحلى أنه ليس بحديث واحد فقال (واحتج من منع ذلك بحديث رويناه من طريق افلت بن خليفة ..... وآخر رويناه من طريق ابن ابي غنية عن ابي الخطاب عن محدوج الهذلي عن جسرة ..... وخبر آخر رويناه عن عبد الوهاب عن عطاء الخفاف عن ابن ابي غنية عن اسماعيل عن جسرة)
واما قول ابي زرعة - وقد اوردته سابقا- فغاية ما فيه انه ترجيح اسناد على اسناد
اين الاضطراب ثم من سبقك من الائمة الى ذلك ارشدنا وعلمنا بارك الله فيك ولك وعليك راجع معنى الاضطراب في كتب المصطلح
والتفرد مجرد التفرد لايضر والا لضعفنا احاديث صحيحة واول ذلك اول حديث في صحيح البخاري رحمه الله وهو انما الاعمال بالنيات
واما الجهالة فاسقطناها بما نقلناه عن الائمة رحمهم الله
والسلام
قال أبو إسحاق الحويني في "النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة" (ج1 ص51)
: (هو حديث) منكر.
أخرجه ابن أبي حاتم في (العلل) (1/ 99/ 269) قال: ((سمعت أبا زرعة، وذكر حديثا حدثنا به، عن أبي نعيم، عن ابن أبي غنية، عن أبي الخطاب، عن محدوج الذهلي، عن جسرة، قالت: أخبرتني أم سلمة، قالت: خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى صرحة هذا المسجد [فقال]: ((لا يصلح .... الحديث).
وأخرجه الطبراني في ((الكبير)) (ج 23/ رقم 883) حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم بسنده سواء، وزاد في آخره: (( .... ألا بينت لكم أن تظلوا)).
وعند البيهقي (7/ 65): (( ... ألا قد بينت لكم الأسماء أن لا تظلوا)).
قلت: وهو منكر بهذا السياق.
وقد أخرجه ابن ماجة (645) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن يحيى، قالا: ثنا أبو نعيم بسنده سواء، لكنه لم يذكر قوله ((إلا للنبي، ولأزواجه .... الخ).
قلت: وسنده ضعيف جداً، وفيه علل ثلاثة، بل أربعة:
الأولى والثانية: جهالة أبي الخطاب ومحدوج.
الثالثة: ضعف جسرة بنت دجاجة كما يأتي.
الرابعة: الاختلاف في سنده على جسرة. ... ... =
=فقد رواه أفلت بن خليفة، قال: حدثتني جسرة بنت دجاجة، قالت: سمعت عائشة رضي الله عنها، تقول: ((جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد، فقال: وجهوا هذه البيوت عن المسجد). ثم دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يصنع شيئاً، رجاء أن تنْزل فيهم رخصة، فخرج إليهم بعد، فقال: ((وجهوا هذه البيوت عن المسجد، فأني لا أحل المسجد لحائظ ولا جنب)).
أخرجه أبو داود (232)، والبخاري في ((الكبير)) (1/ 2/67)، وابن خزيمة (1327)، والدولابي في (الكنى) (1/ 150 - 151)، والبيهقي (2/ 442 - 443) من طرق عن أفلت بن خليفة به وزاده الولابي والبيهقي: (( ... إلا لمحمد، وآل محمد)) وهو عند البخاري.
قلت: ووجه الاختلاف أنه نقل الحديث من مسند أم سلمة إلى مسند ((عائشة)) رضي الله عنهما. ورجح أبو زرعة حديث عائشة.
قال ابن حزم في ((المحلى)) (2/ 186): ((أما أفلت، فغير مشهور ولا معروف بالثقة)).
وقال الخطابي في (المعالم) (1/ 78): (( ... وكان أحمد بن حنبل وجماعة من أهل الظاهر يجيزون للجنب دخول المسجد، إلا أن أحمد كان يستحب له أن يتوضأ، إذا أراد دخول المسجد، وضعفوا هذا الحديث، وقالوا: أفلت، راوية: مجهول لا يصح الاحتجاج بحديثه)).
وقال البغوي في ((شرح السنة)) (2/ 46): ( .. وجوز أحمد والمزي المكث فيه، وضعف أحمد الحديث؛ لأن راوية هو أفلت بن خليفة: مجهول). أ. ه.
قال الشوكاني في (النيل) (1/ 270): ((وليس ذلك بسديد، فإن أفلت وثقه ابن حبان. وقال أبو حاتم شيخ. وقال أحمد بن حنبل: لا بأس به. وروى عن سفيان الثوري وعبد الواحد بن زياد. وقال في (الكاشف): ((صدوق)). وقال في ((البدر المنير)): (بل هو مشهور ثقة). أ. ه
¥(40/284)
قال الحافظ في ((التلخيص (1/ 140): ((وأما قول ابن الرفعه في أواخر شروط الصلاة بأنه متروك، فمردود، لأنه لم يقله أحد من أئمة الحديث)).
وأما جسرة بنت دجاجة فقد قال البخاري في ((التاريخ)): ((عند جسرة عجائب))!!
فقال ابن القطان - كما في ((نصب الراية)) (1/ 194): ((وقول البخاري لا يكفي في إسقاط ما روت)).
قال الحافظ في ((التهذيب)) بعد ما ذكر من الكلام ابن القطان: ((كأنه يعرض بابن حزم، لأنه زعم أن حديثها باطل)).
قلت: لا يظهر لي ما فهمه الحافظ رحمة الله من مقالة ابن القطان، لأن ابن حزم عند نقده لطرق الحديث ((المحلى)) لم يذكر شيئاً عن جسرة، وإنما أسقط حديثها بسبب آخر في السند إليها. فظاهر كلام ابن القطان يتوجه إلى الرد على مقالة البخاري. والله أعلم. ... =
=قال الشوكاني في ((النيل)): ((قال ابن القطان: وقول البخاري في جسره: ((إن عندها عجائب)) لا يكفي أخبارها. وقال العجلي: تابعية ثقة. وذكرها ابن حبان في الثقات. وقد حسن ابن القطان حديث جسرة هذا عن عائشة، وصححه ابن خزيمة. قال ابن سيد الناس: ولعمري إن التحسين لأقل مراتبه؛ لثقة رواته، ووجود الشواهد من الخارج …)). أ ه.
وقال أيضا في ((السيل الجرار)) (1/ 109): ((هو حديث صحيح))!!
قلت: وهو تجاوز بلا شك، والجواب من وجوده.
الأول: أن رد ابن القطان لمقالة البخاري ضعيف وذلك أننا إن سلمنا أن جسرة لها ((أخبار)) فان الحجة لاتقوم بحديثها إلا بالشواهد وهذا ما فهمه الحافظ ابن حجر، حيث قال في ((التقريب)): ((مقبولة)). يعني عند المتابعة.
أما حديث الباب، فأين الشواهد المجدية التي يدعيها الشوكاني ومن سبقه كابن سيد الناس؟!!
فكل الشواهد التي وقفت عليها - ولم يأت الشوكاني بزيادة عليها - ضعيفة لا تصلح للاعتبار.
ولئن سلمنا جدلا أنها تصلح في تقوية حديث جسرة، فهي إنما تتعلق بالجنب فقط، ولم يأت شيء ثابت في حق الحائض.
الثاني: أن العجلي متساهل في التوثيق.
الثالث: أن ذكر ابن حبان لها في الثقات لا ينفعها أيضا؛ لتساهله المشهور. بيد أن لي نظرا في التفريق بَينَ قولنا: ((ذكرها ابن حبان في الثقات))، وَبَينَ أن ينص ابن حبان على ثقتها ذَلكَ أن ابن حبان إن صرح بأن راويا ما ((ثقة))، فَهَذَا يدلك على أنه وقف على مروياته، وسبرها، فظهر لَهُ أنه مستقيم الحديث، بخلاف ما لو ذكر الراوي في ((الثقات)) ولم ينعته بشيء، فَهَذَا يدل - لاسيما في المقلين - على أنه لا يعرف عن روايته كبير شيء، وإنما ذكره بناء على قاعدته التي ذكرها في ((الثقات))، فَقَالَ:
((العدل من لم يعرف فيه الجرح، إذ التجريح ضد التعديل، فمن لم يجرح فهو عدل حتى يتبين جرحه، إذ لم يكلف الناس ما غاب عنهم)) أ ه.
ولذلك ترى ابن حبان في مواضع يذكر الراوي ويقول: ((لا أدري من هو، ولا من أبوه))!!
فحاصل البحث أن مجرد ذكر ابن حبان للراوي في الثقات، لا يساوي أنه قال فيه: ((ثقة)) نصاً.
وهذا التفريق لم أر أحداً نبه عليه، فأن يكن صواباً فهو من الله - عز وجل -، وإن كان غير ذلك فمنا وأستغفر الله منه.
الثالث: أن البخار قال عن الحديث: ((لا يصح)).
وقال عبد الحق الأشبيلي: ((لا يثبت)).
وقد تقدم أن الإمام أحمد ضعف الحديث، ويفهم من قول الخطابي أن آخرين ضعفوا.
وقد أعترف بذلك النووي رحمه الله في ((المجموع)). ... ... =
=ومما يدلل على ضعف الحديث ما أخرجه البخاري (1/ 533 - 534 فتح) ومن طريقه ابن حزم في ((المحلى)) (2/ 186) عن عائشة أم المؤمنين أن وليدة سوداء كانت لحيٍّ من العرب فأعتقوها. فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأسلمت. فكان لها خباء في المسجد أو حفش)) والسياق عند البخاري مطول وفيه قصة.
قال ابن حزم: ((فهذه امرأة ساكنة في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والمعهود من النساء الحيض فما منعها - عليه السلام - من ذلك، ولا نهى عنه. وكل ما لم ينه- عليه السلام - عنه فمباح، وقد ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله ((جعلت لي الأرض مسجداً)) ولا خلاف في أن الحائض والجنب مباح لهما جميع الأرض، وهي مسجد فلا يجوز أن يخص بالمنع من بعض المساجد دون بعض ... )).
¥(40/285)
قلت: وأول كلام ابن حزم لا غبار عليه، وقد تأيد بقول الحافظ في ((الفتح)) (1/ 535) وهو يعدد فوائد الحديث قال: ((وفيه إباحة المبيت والمقيل في المسجد لمن لا مسكن له من المسلمين رجل كان أو أمرأة عند أمن الفتنة)) أ. ه.
أما باقي كلام ابن حزم ففيه نظر من وجهين:
الأول: قوله: (( ... وجميع الأرض مسجد)) كان وينبغي عليه أن يستثني المقبرة والحمام ومعاطن الإبل ونحوها من الأماكن التي نهي الشارع عن الصلاة فيها.
وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام)).
أخرجه أبو داود (492)، والترمذي (317)، وابن ماجة (745)، والد ارمي (1/ 323)، وأحمد (3/ 83، 96)، وأبو يعلى (ج 2/ رقم 1350)، وابن خزيمة (2/ 7 / 791، 792)، وابن حبان (338)، والحاكم (1/ 251)، وابن حزم في ((المحلى)) (4/ 27)، والشافعي في ((المسند)) (165 - بدائع)، والبيهقي (2/ 434، 435)، والبغوي في ((شرح السنة)) (2/ 409) من طريق عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به.
قالت الترمذي: ((هذا حديث فيه إضطراب)).
ورجح الدارقطني أنه مرسل ومن قبله الترمذي.
أما الحاكم فقال: ((صحيح على شرط البخاري ومسلم)) ووافقه الذهبي.
وقال الحافظ في ((الفتح)) (1/ 529): ((رجاله ثقات لكن اختلف في وصله وإرساله، وحكم في ذلك بصحته - الحاكم وابن حبان)).
قلت: والراجح صحة الحديث، وانظر في بحث الشيخ أبي الأشبال رحمه الله تعالى على ((الترمذي)). ولذالك قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((الاقتضاء)) (ص 232): ((أسانديه جيدة، ومن تكلم فيه ما استوفى طرقه)). ... ... ... =
=ويشهد له حديث جندب بن عبد الله البجلي مرفوعاً وفيه: (( .... فلا تتخذو القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك)).
أخرجه مسلم وأبو عوانه (1/ 401) وغيرهما.
وقد ثبت الحديث في النهي عن الصلاة في معاطن الإبل، وقد خرجته في ((غوث المكدود)) (رقم 26).
الثاني: أن جعل ابن حزم الأرض كلها لها حكم المسجد لا يخفي فساده. فإنه يباح التغوط في الأرض إلا فيما نهى عنه، وكذا إنشاد الظالة، والبيع والشراء وغير ذلك، وكل هذا لا يحل في المسجد. وأيضاً فإن الاعتكاف لا يجوز أن يكون في الطريق مثلاً، لا بد أن يكون في المسجد .... الخ والله أعلم.
ثم قال ابن حزم (2/ 187): ((ولو كان دخول المسجد لا يجوز للحائض، لأخبر بذلك- عليه السلام - عائشة إذا حاضت فلم ينهها عن الطواف في البيت فقط. ومن الباطل المتيقن أن يكون لا يحل لها دخول المسجد، فلا ينهها- عليه السلام - عن ذلك، ويقتصر على منعها من الطواف. وهذا قول المزني وداود وغيرهما)) أ. ه.
وحاصل البحث أن الحديث ليس بصحيح، فلا يجوز أن نتبنى منه حكماً شرعياً. ولم أجد حديثاً صحيحاً يمنع الحائض أن تدخل المسجد، فيمكن أن نبني على البراءة الأصلية، وهي تقضي بالجواز. فيجوز للحائض حضور درس العلم ونحوه. والله أعلم.
ـ[محمود الرشيد]ــــــــ[09 - 05 - 10, 08:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز ابا كوثر المقدشي حفظه الله
اولا اعلم حفظك الله ان كلامي كله منصب على رواية أفلت فقط وهذا ظاهر جدا من كلامي واما الروايات الاخر ى نعم فهي منكرة كما ذكر الشيخ ابو اسحاق حفظه الله وشفاه -اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه -
ثانيا أنني وبكل صراحة أتوقف في رواية أفلت لذلك لم اصرح او اذكر في كلامي انها حسنة اوصحيحة وغاية ما قمت به أن اعقب على كلام مصطفى الفاسي ولو انه اورد تخريجه للحديث على منوال تخريج ابي اسحاق حفظه الله لما خطت اناملي حرفا واحدا لكنه ذكر -فقط -ما له ولم يذكر ما عليه وما ادرى الدافع له الى ذلك
ثالثا قول الشيخ ابي اسحاق فيما يتعلق بابن حبان عزيز نفيس ويحل اشكالات كثيرة فيما يتعلق بتوثيق ابن حبان لكنه بحاجة الى بحث واستقراء لكل من ذكره ابن حبان في ثقاته دون الن يصرح بتوثيقه ودراسة حاله ومروياته
وجزاك الله خيرا ونفع بك
والسلام
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[09 - 05 - 10, 08:40 م]ـ
بارك الله فيك أخانا الكريم / محمود الرشيد.(40/286)
إن مت وأنت تعلم الناس القرآن حجت الملائكة إلى قبرك!! بحث حديثي
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[30 - 04 - 04, 10:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد فهذا حديث شغلني، وأطرح بين يديكم ما ظهر معي أثناء البحث والتقصي
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
يا أبا هريرة تعلم القرآن وعلمه ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت، فإن أتاك الموت وأنت كذلك حجت الملائكة إلى قبرك كما تحج المؤمنون إلى بيت الحرام وإن أحببت ألا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة فلا تحدث في دين الله حدثاً برأيك
اهـ
وهو حديث عجيب لم أجده في كثير من كتب الحديث، وإسناده يحتمل التحسين، لكن يحتاج مزيد بحث.
وقد رواه الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب ج: 5 ص: 345 عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ومثله مختصرا عن علي رضي الله عنه ج: 5 ص: 320
ولفظه: يا علي تعلم القرآن وعلمه الناس فإن مت حجت الملائكة إلى قبرك كما تحج الناس إلى البيت العتيق
وليس بين يدي تسديد القوس لأنظر في سنده إن كان فيه ذلك.
لكني وجدته في تاريخ بغداد ج: 4 ص: 380 للخطيب البغدادي قال أخبرنا أبو الحسين بن إسحاق أخبرنا عيسى بن على بن عيسى الوزير أخبرنا أبو عبيد على بن الحسين بن حرب القاضي حدثنا أبو السكين (زكريا بن يحيى) الطائي حدثني عبد الله بن صالح اليماني حدثني أبو همام (محمد بن محبب) القرشي عن سليمان بن المغيرة عن قيس بن مسلم عن طاوس عن أبى هريرة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا أبا هريرة علم الناس القران وتعلمه فإنك إن مت وأنت كذلك زارت الملائكة قبرك كما يزار البيت العتيق وعلم الناس سنتي وإن كرهوا ذلك وإن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة فلا تحدث في دين الله حدثا برأيك
(وما بين الأقواس من زيادتي)
قلت طاوس هو ابن كيسان قال عنه في التقريب ثقة فاضل وهو من رجال الستة قلت وله رواية عن أبي هريرة
وقيس بن مسلم هو الجدلي أبو عمرو الكوفي ثقة من السادسة مات سنة 120 وهو أيضا من رجال الستة
وسليمان بن المغيرة هو القيسي مولاهم البصري أبو سعيد وقال عنه ابن معين ثقة ثقة وهو من رجال الستة أيضا وله ترجمة حالفة في التهذيب.
أما أبو همام القرشي فهو محمد بن محبب بن إسحق الدلال القرشي البصري وهو ثقة من العاشرة كما في التقريب أيضا وترجمه في التهذيب ج: 9 ص: 379 وهو من رجال أبي داود والنسائي وابن ماجه ووثقه الجماعة ولم يذكر فيه تضعيفا لأحد مات سنة 221 هـ
أما عبد الله بن صالح اليماني فلم أعرف من هو وفي رجال التهذيب اثنان باسم عبد الله بن صالح لكن أحدهما جهني مصري وهو من طبقة الراوي والآخر عجلي ولم أر من هذا اسمه منسوبا لليمن وفي طبقته أيضا عبد الله بن صالح الهمداني في التاريخ الكبير ج 5 /ص 121
لكن نسبته لليمن صحيحة فقد ذكره في تهذيب الكمال ج: 9 ص: 383 شيخا لأبي السكين الآتي
وأبو السكين هو زكريا بن يحيى بن عمر بن حصن الكوفي الخزاز قال عنه في التقريب: صدوق له أوهام لينه بسببها الدارقطني من العاشرة مات سنة 251 وهو من رجال البخاري وترجمته في تهذيب التهذيب ج: 3 ص: 291 وفيها أن الخطيب قال عنه ثقة وذكره ابن حبان في الثقات
أما علي بن الحسين فهو ابن حرب القاضي أبو عبيد بن حربويه قال في التقريب ثقة فقيه جليل مشهور جزم الدارقطني بأن النسائي أخرج له وهو من الثانية عشرة مات سنة تسع عشرة وثلاثمائة وترجمته حافلة في تهذيب التهذيب ج: 7 ص: 267
أما عيسى بن على بن عيسى الوزير فلا أشك أنه من المحدثين المسندين كما يظهر من تاريخ بغداد ج: 5 ص: 172 ومن تكملة الإكمال لمحمد بن عبد الغني البغدادي ج: 4 ص: 265 ولكن ليس بين يدي ما يكفي من كتب التراجم لأستخرج ترجمته وهو من شيوخ اللالكائي كما في سير أعلام النبلاء ج: 17 ص: 419 وهو أول شيخ يسند عنه في اعتقاد أهل السنة ص: 50 ومن رجال المقدسي في الأحاديث المختارة ج: 8 ص: 257 وج: 2 ص: 200 وحسن ابن دهيش عدة أسانيد هو فيها
أما أحمد بن محمد فهو ابن أحمد بن الحسن بن إسحاق أبو الحسين البزاز من شيوخ الخطيب البغدادي وقال: كتبت عنه وكان صدوقا يسكن بالكرخ قريبا من سوق النخاسين ..
¥(40/287)
سألته عن مولده فقال في شهر ربيع الأول من سنة 372 ومات في رجب من سنة 442 هـ
تاريخ بغداد ج: 4 ص: 380
وكما أسلفت بأن الأمر يحتاج مزيد بحث، وتدقيق خاصة أنني لم أجده إلا في مثل تاريخ بغداد ومسند الديلمي، وإنفرادهما بحديث يدعو لأخذ الحيطة وعدم التسرع.
وفي انتظار إفادات الإخوة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 04 - 04, 10:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
والحديث موضوع ولايصح
وهذه نقولات وفوائد حول الحديث
قال ابن الجوزي في الموضوعات
باب زيارة الملائكة قبور العلماء
أنبأنا أبو منصور القزاز قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي قال أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزاز قال أنبأنا عيسى بن علي الوزير ح وأنبأنا عبد الله بن علي المقرح قال أنبأنا طراد بن محمد قال أنبأنا أبو الفتح بن المسلمة قال أنبأنا أبو سعيد الحسن بن عبد الله النحوي قالا حدثنا أبو عبد الله علي بن الحسين بن حرب الطائي قال حدثنا أبو السكين الطائي قال حدثني عبد الله بن صالح اليماني قال حدثني أبو همام القرشي عن سليمان بن المغيرة عن قيس بن مسلم عن طاوس عن أبي هريرة قال (قال لي رسول الله يا أبا هريرة علم الناس القرآن وتعلمه فإنك إن مت وأنت كذلك زارت الملائكة قبرك كما يزار البيت العتيق وعلم الناس سنتي وإن كرهوا ذلك وإن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة فلا تحدث في الدين حدثا برأيك))
هذا حديث لا يصح عن رسول الله وقد غطى بعض الرواة -عورة- عوارة بأن قال حدثنا أبو همام القرشي وهذا عندي من أعظم الخطأ أن يهرج بكذاب واسمه محمد بن مجيب قال يحيى بن معين كذاب عدو الله وقال أبو حاتم الرازي ذاهب الحديث
وفي اللآلي المصنوعة للسيوطي
(الخطيب) أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد البزار أنبأنا عيسى بن علي بن عيسى الوزير أبو عبيد حدثنا علي بن الحسين بن حرب القاضي حدثنا أبو السكين زكريا بن يحيى الطائي حدثنا عبد الله بن صالح اليمامي حدثنا أبو همام القرشي عن سليمان بن المغيرة عن قيس بن مسلم عن طاوس عن أبي هريرة مرفوعا يا أبا هريرة علم الناس القرآن وتعلمه فإنك إن مت وأنت كذلك زارت الملائكة قبرك كما يزار البيت العتيق وعلم الناس سنتي وإن كرهوا ذلك وإن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة فلا تحدث في دين الله حدثا برأيك
لا يصح أبو همام محمد بن محبب قال يحيى كذاب وقال أبو حاتم ذاهب الحديث
(قلت) له طريق آخر
قال أبو نعيم حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن شبيب عن محمد بن قدامة المصيصي عن جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا يا أبا هريرة تعلم القرآن وعلمه ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت فإن أتاك الموت وأنت كذلك حجت الملائكة إلى قبرك كما يحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام وإن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين فلا تحدث في دين الله حدثا برأيك والله أعلم
وقال الألباني في السلسلة الضعيفة 265 (موضوع)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 04 - 04, 10:47 ص]ـ
وفي حاشية الموضوعات لابن الجوزي (1/ 433 - 434 أضواء السلف)
(وقال الذهبي في الترتيب 14ب أبو همام القرشي هو الدلال ساقط، وتعقبه السيوطي وابن عراق بأن له طريقا آخر عند أبي نعيم، قال ابن عراق: فيه محمد بن عبدالرحيم بن ابي شبيب لم أقف له على ترجمة (التنزيه1/ 222) وقال الألباني في الضعيفة (265) (فالحديث موضوع، أخرجه الخطيب،وتعقبه السيوطي في اللآلي بقوله: له طريق آخر أخرجه أبو نعيم من حديث أبي هريرة فذكر نحوه إلا أنه قال (فإن أتاك الموت وأنت كذلك حجت الملائكة إلى قبرك كما يحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام) وسكت عليه السيوطي، وهو بهذا اللفظ أشد نكارة عندي من الأول لما فيه من ذكر الحج إلى القبر فإنه تعبير لاأصل له في الشرع، وأنا أتهم به محمد بن عبدالرحيم بن شبيب) انتهى. وقال ابن عراق: وشيخ أبي نعيم: عبدالله بن محمد بن جعفر، أظنه القزويني وهو وضاع كما مر في المقدمة (من التنزيه) والله أعلم انتهى. فالحديث موضوع.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[30 - 04 - 04, 11:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا، فقد أعياني البحث في علته.
لكن كيف ضعفوا أبا همام القرشي فهل هو غير محمد بن محبب بموحدتين بعد المهملة وزن محمد القرشي أبو همام الدلال البصري كما في تقريب التهذيب
وقال عنه:
ثقة من العاشرة مات سنة إحدى وعشرين ووهم الحاكم فقال إن البخاري روى له د س ق
وفي تهذيب التهذيب ج: 9 ص: 379
أنه من رجال أبي داود والنسائي وابن ماجه
وقال:
محمد بن محبب بن إسحاق القرشي أبو همام الدلال البصري صاحب الدقيق
قال أبو حاتم صالح الحديث صدوق ثقة في الحديث
وقال الآجري عن أبي داود ثقة قال سمعت أبا داود يثني عليه وفي موضع آخر ورفع من شأنه
وذكره بن حبان في الثقات
وقال الحاكم أبو همام محمد بن محبب شيخ ثقة من البصريين
قال بن أبي عاصم مات سنة 221
قال مسلمة بن قاسم ثقة معروف
وقال الحاكم والبغوي عن حديث لم يسنده الا أبو همام وحده وهو ثبت
اهـ
ولم يذكر أي قول بتضعيفه!!
فما هو الدليل على أنه غير هذا؟ مع تصريح الذهبي أنه الدلال، وهذا عجيب!
¥(40/288)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 04 - 04, 04:52 م]ـ
وجزاك خيرا وبارك فيكم
وإشكالك الذي أوردته صحيح
وقد ذكر الأخ أبو تميم ياسر بن إبراهيم بن محمد كلاما نافعا حول هذا الإشكال في تحقيقه لكتاب (تلخيص الموضوعات) للإمام الذهبي ص 77
وقد وضعت صورة كلامه هنا للفائدة
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[30 - 04 - 04, 05:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أبا عمر
تكلم أيضا على هذا الوهم الذي وقع من ابن الجوزي وتابعه عليه الذهبي الدكتور بشارعواد في تحقيقه لتاريخ بغداد (6/ 38)
قال:
((منكر بهذه الألفاظ، وذكره ابن الجوزي في موضوعاته (1/ 264) واعله بأبي همَّام القرشي ظنا منه أنه هو الذي كذَّبه ابن معين ووهاه أبو حاتم، وهو وهم منه رحمه الله ...
ولعل آفته هو عبدالله بن صالح اليماني راوية أبي همَّام، ولم نقف عليه ... ))
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[01 - 05 - 04, 02:39 ص]ـ
وجاء في كنز العمال: في مسند أبي هريرة رضي الله عنه
29377 - يا أبا هريرة علم الناس القرآن وتعلمه فإنك إن مت وأنت كذلك زارت الملائكة قبرك كما يزار البيت العتيق، وعلم الناس سنتي وإن كرهوا ذلك، وإن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة فلا تحدث في دين الله حدثا برأيك.
أبو نصر السجزي في الإبانة وقال: غريب، (خط) وابن النجار - عن أبي هريرة.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[01 - 05 - 04, 09:07 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى الفاسي
وجاء في كنز العمال: في مسند أبي هريرة رضي الله عنه
29377 - يا أبا هريرة علم الناس القرآن وتعلمه فإنك إن مت وأنت كذلك زارت الملائكة قبرك كما يزار البيت العتيق، وعلم الناس سنتي وإن كرهوا ذلك، وإن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة فلا تحدث في دين الله حدثا برأيك.
أبو نصر السجزي في الإبانة وقال: غريب، (خط) وابن النجار - عن أبي هريرة.
بناء على طبقته فلا أظن إسناد ابن النجار مختلف عما عند الخطيب إن لم يكن من طريقه
أما السجزي فمتقدم عنهما، لكن كتابه (على حد اطلاعي لم ير النور بعد) وإسناده سيكون ذا فائدة.
أما عبد الله بن صالح اليماني فلم أعثر له على ذكر إلا ما سبق وأشرت له في تهذيب الكمال.
وكونه مجهول الحال، يجعل من الإسناد ضعيف لا موضوع.
أما بالنسبة لإسناد أبي نعيم حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن شبيب عن محمد بن قدامة المصيصي عن جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا يا أبا هريرة تعلم القرآن وعلمه ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت فإن أتاك الموت وأنت كذلك حجت الملائكة إلى قبرك كما يحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام وإن أحببت أن لا توقف على الصراط طرفة عين فلا تحدث في دين الله حدثا برأيك
فما قاله ابن عراق: "وشيخ أبي نعيم: عبدالله بن محمد بن جعفر، أظنه القزويني وهو وضاع كما مر في المقدمة (من التنزيه) انتهى".
فكلامه غير صحيح، واستنباطه خطأ بلا شك.
فشيخ أبي نعيم ليس هو القزويني بل هو أبو الشيخ حافظ أصبهان ومسند زمانه الامام أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري صاحب المصنفات المشهورة المشهور بأبي الشيخ
وقد ذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ ج 3 /ص 945
رواية أبي نعيم عنه وهو تلميذه كما لا يخفى وكم أثنى عليه
والأمر الآخر أن أبو الشيخ يروي عن محمد بن عبد الرحيم بن شبيب المذكور في الإسناد هنا وترجمه في طبقات أصبهان وقال عنه: كان من أئمة القراء
ثم ساق ما حدثه به وسرد عدة أحاديث مما تفرد بها
كما في طبقات أصبهان ج 3 /ص 469
وله ترجمة لكن مختصرة جدا في تاريخ بغداد 2/ 364
أما ترجمته الحافلة فتجدها عند ابن الجزري في طبقات القراء
ونقل عن الحافظ أبو العلاء الهمذاني أنه محمد عبد الرحيم إمام ضابط مشهور ثقة
وقال الداني: هو إمام عصره في قراءة نافع
ولم يظهر لي أنه من أهل صنعة التحديث لكن ليس هو ممن يتعمد الكذب إن شاء الله وإن ظهر في مروياته بعض المناكير، فلعلها ممن دونه وإن انفرد بأسانيدها.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 05 - 04, 09:30 ص]ـ
حديث المجهول إذا كان منكر المتن كما هنا وكذلك فيه تفرد بأسانيد مشهورة جدا عند المحدثين من طبقات متأخرة وغيرها يسوغ الحكم على الحديث بالوضع
فالإسناد الأول من طريق عبد الله بن صالح اليماني قال حدثني أبو همام القرشي عن سليمان بن المغيرة عن قيس بن مسلم عن طاوس عن أبي هريرة
فهل يمكن لهذا المجهول أن يتفرد بهذا الإسناد إلى أبي هريرة رضي الله عنه ولايرويه أحد غيره ولايتابعه عليه وهو في الطبقات المتأخرة!
فهذا تفرد لايقبله اهل الحديث مع مافي المتن من النكارة الشديدة، ولذلك لم يذكره الأئمة في تصانيفهم المشهورة
وكذلك الإسناد الثاني من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة
فمثل هذه الأسانيد المشهورة لايمكن أن تغيب عن الحفاظ الكبار وأصحاب المصنفات الذي جمعوا الأحاديث، فهذه الأسانيد المشهورة عند الحفاظ لايحصل التفرد بروايتها من طبقات متأخرة جدا كأبي نعيم ونحوه
وإضافة إلى نكارة المتن وعدم تصحيح أحد من الأئمة له وحكمهم عليه بالوضع، فهذا العلل تكفي في الحكم على الحديث بالوضع.
ومن تتبع حال الأئمة في أحكامهم على الحاديث الموضوعة تبين له ذلك
ولو طالع مثلا ميزان الاعتدال لوجد فيه أمثلة متعددة على الحكم بوضع الحديث لنكارة متنه وتفرد المجاهيل به.
¥(40/289)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 05 - 04, 09:40 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3690
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن سيف
.
قواعد إعلال الأحاديث كثيرة، لكنها مفرقة في ثنايا كتب العلل.
ومن أهم ما يحتاجه الباحث اليوم جمع هذه القواعد، وشرحها بتطبيقات الأئمة العملية.
وسوف أبدأ بذكر بعض هذه القواعد، فإن كان لدى الإخوة تعليق، أو زيادة أمثلة على هذه القواعد، فليضيفوا ذلك مشكورين:
==========================
ـ فمن القواعد التي يسير عليها النقاد أنه:
ـ إذا وجدت نكارة في المتن، أو في تركيبة الإسناد فقد يطعن في الإسناد بما لايكون قادحاً بإطلاق.
فالأئمة من مسالكهم في التعليل اعتبار المتن وتركيبة السند. فإذا استنكروا شيئاً من ذلك، فإنهم يتطلبون علة في الإسناد يعلقون الخطأ بها. و في مثل هذا قد يعلون بما لا يصلح التعليل به في كل موضع.
وقد أشار إلى هذا المعنى الشيخ المعلمي ـ رحمه الله ـ (1) فقال: "إذا استنكر الأئمة المحققون المتن، وكان ظاهر السند الصحة، فإنهم يتطلبون له علة، فإذا لم يجدوا علة قادحة مطلقاً حيث وقعت، أعلوه بعلة ليست بقادحة مطلقاً، ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذاك المنكر". ثم ذكر لذلك أمثلة، منها:
* إعلال علي بن المديني حديث (خلق الله التربة يوم السبت)، وهو حديث يرويه إسماعيل بن أبي أمية، عن أيوب بن خالد. فقال ابن المديني: "ماأرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى" (2).
* ومن ذلك إعلال أبي حاتم حديث "يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من مضر وبني تميم. فقيل: من هو يارسول الله؟ قال: أويس القرني".
فقد ذكر أبوحاتم لهذا الحديث علتين؛ إحداهما: عدم تصريح الليث بن سعد فيه بالسماع من سعيد المقبري، قال: "يحتمل أن يكون سمعه من غير ثقة، ودلسه" (3). مع أن الليث بن سعد لايعرف بالتدليس.
* ومن ذلك إشارة البخاري إلى إعلال حديث قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد في جمع التقديم، حيث قال: "قلت لقتيبة بن سعيد: مع من كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل؟ فقال: مع خالد المدائني. قال البخاري: وكان خالد المدائني هذا يدخل الأحاديث على الشيوخ" (4).
* وأعل أبوحاتم حديثاً بعنعنة سفيان بن عيينة (5).
قال المعلمي ـ رحمه الله ـ: "وحجتهم في هذا أن عدم القدح بتلك العلة مطلقاً، إنما بني على أن دخول الخلل من جهتها نادر، فإذا اتفق أن يكون المتن منكراً، يغلب على ظن الناقد بطلانه، فقد تحقق وجود الخلل، وإذا لم يوجد سبب له إلا تلك العلة، فالظاهر أنها هي السبب، وأن هذا من النادر الذي يجيء الخلل فيه من جهتها" (6).
==================
تنبيه: إذا تقرر هذا الأصل، فإن الخلل يجيء من جهتين عندما يرى الناظر كلام الإمام الناقد على الإسناد:
ـ فإما أن يرده بحجة أن ماذكره الإمام غير قادح، ويغفل عن مأخذ التعليل وهو نكارة المتن أو تركيبة الإسناد، وليس مجرد العلة التي علق عليها الإمام الخطأ.
ـ وإما أن يظن الناظر أن ماذكره الإمام قادح في كل إٍسناد مشابه، وكلا الأمرين خطأ، وبعيد عن مراد الإمام الذي يعلل بمثل ذلك.
وهذا الملحظ الأخير، هو سبب توسع الكثيرين في إعلال الأحاديث الصحاح بالعنعنة، و تغير الحفظ، ونحو ذلك.
========================
(1) مقدمة الفوائد المجموعة ص (ح).
(2) الأسماء والصفات للبيهقي (2/ 256).
(3) علل ابن أبي حاتم (2/رقم2579).
(4) السنن الكبرى للبيهقي (3/ 163).
(5) علل ابن أبي حاتم (1/ 32)، وفي النص سقط، لكن تراه بكماله في تهذيب السنن لابن القيم (1/ 110).
(6) مقدمة الفوائد المجموعة ص (ح).
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[01 - 05 - 04, 10:29 ص]ـ
ولعلي لا أخلتف معك كثيرا وقد ظهر لي أنهم استنكروا المتن بادئ ذي بدء -وحق لهم- ثم حاولوا إلصاق التهمة بأحد رجال السند، لكن لم يوفق معظهم في الإسنادين. وهذا ما حاولت إخراجه ودفعه
=======
تصويب: قلت وأن أبو الشيخ، وصوابه وأن أبا الشيخ
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 05 - 04, 05:13 ص]ـ
حفظك الله يا راجي رحمة ربه،
أولا:
إن نقاد صنعة الحديث لم يقبلوا تفرد الثقة بالحديث أو بزيادة فيه من غير شروط، فضلا عن أن يقبلوا بتفرد مجهول، كعبد الله بن صالح اليماني، وللعلم أن مجرد تفرد الراوي برواية عن الباقين هي مخالفة وتستوجب رد الحديث وليس شرطا أن تكون فيها منافاة وتعارض على الصحيح.
ثانيا:
لننظر إلى طريق كطريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، فروى الحديث عنه جرير وهو ابن عبد الحميد، فأين الرواة عن الأعمش الآخرين؟؟ الحفاظ منهم كالثوري، وأبي معاوية الضرير، وشعبة، ويحيى القطان وأبي عوانة، ووكيع وابن نمير وحفص بن غياث وغيرهم.
وقال الإمام أحمد: "وجرير لم يكن بالضابط عن الأعمش".
وقال جرير نفسه:" أبو معاوية حفظ حديث الأعمش، ونحن أخذناها من الرقاع" ابن رجب 2/ 531
فهل حفظ هو عن الأعمش، ولم يحفظ الثوري وأبو معاوية الضرير محمد بن خازم؟؟؟؟
وهل لم يصل الأوائل كالبخاري ومسلم وعلي بن المديني وعبد الرحمن بن مهدي ويعقوب بن شيبة السدوسي والإمام أحمد وعبد الرزاق وابن أبي شيبة ورواة السنن، هذا الحديث ووصل أبا نعيم متفردا وقد جاء بعدهم، ومنهم يستمد رواياته؟؟؟؟؟؟؟؟.
ثالثا:
هذا الحديث في مسألة غيبية وهي "زيارة الملائكة قبر معلم القرآن" و"كما يزار البيت العتيق"
تحتاج إلى أسانيد صحيحة كالجبال مع شهرة رواية بعضهم عن البعض الآخر.
ثم .. إن هذين السندين لا يمكن أن يعضد سندهما الآخر لأنهما شديدا الضعف ويزدادان وهنا على وهن.
ثم ... أي تشبيه في المتن هذا بين الزيارتين!!!
أقول هو حديث موضوع
¥(40/290)
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[03 - 05 - 04, 10:39 ص]ـ
لكن من حكم عليه بالوضع علله بأسماء لرواة وضاعين،
أما من حقق السند حقيقة، كبشار عواد فقال منكر، والمنكر قسيم الضعيف لا الموضوع.
وكلام راوي الحديث بسنده أقصد السجزي في الإبانة قال: غريب.
وكذا ما قاله ابن عساكر: غريب
وغريب = ضعيف، وليس موضوع.
فالحكم بالوضع تسرع، خاصة أن هناك طريقا ثالثا لم يدرس بعد.
وكم سلم المتوقف مما وقع فيه المتسارع، متشددا كان أو متساهلا.
والله الموفق.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 05 - 04, 02:32 ص]ـ
تنبيه:
شيخ أبي نعيم في هذه الرواية ليس ((عبدالله محمد بن جعفر أبو الشيخ بن حيَّان الأصبهاني))
بل هو ((أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدالوهاب بن داود بن بهرام السلمي المقرىء الضرير)) ولم أجد له ترجمة إلا عند أبي نعيم في أخبار أصبهان (2/ 260)
وليس هو محمد بن أحمد بن عبدالوهاب أبو بكر الاسفراييني المترجم في السير (17/ 245) فإن الاسفراييني قد توفي سنة 406
وأما المقرىء السلمي الضرير فقد توفي قبله بكثير، توفي عام 355.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[04 - 05 - 04, 02:55 ص]ـ
أخ خالد تأمل
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
(قلت) له طريق آخر
قال أبو نعيم حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن شبيب عن محمد بن قدامة المصيصي عن جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 05 - 04, 03:02 ص]ـ
أخي راجي رحمة ربه وفقه الله
الموجود في تاريخ أصبهان (2/ 196) في ترجمة:
محمد بن عبدالرحيم بن إبراهيم بن شبيب ثلاثة أحاديث عن ثلاثة شيوخ لأبي نعيم عنه
1 - أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدالوهاب المقرىء والحديث هو ((تعلم القرآن وعلِّمه ... ))
2 - عبدالله بن محمد بن جعفر ((أبو الشيخ)) والحديث هو ((كل مولود يولد على الفطرة ... ))
3 - القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم والحديث هو ((متى كتبت نبيا ... ))
والقائل في نقلك السابق:
(قلت) له طريق آخر
قال أبو نعيم حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ...
هو السيوطي في اللآلىء
وقد سبقه إلى هذا الوهم صاحب زهر الفردوس (4/ 320)
والله أعلم
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[04 - 05 - 04, 10:05 ص]ـ
هل وقفت أنت على الحديث بإسناده،
أم أنه استنباط منك وفقك الله؟
وإن وقفت عليه، هل لك أن تسوقه بكامله للنظر فيه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 05 - 04, 10:14 ص]ـ
جزى الله الأخ خالد خير الجزاء
والظاهر أن السيوطي قد وهم في هذا
والإسناد الصحيح هو
1799 حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ، ثنا محمد بن عبد الرحيم بن شبيب، ثنا محمد بن قدامة المصيصي، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعلم القرآن، وعلمه الناس، ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت، فإذا أتاك الموت وأنت كذلك حجت الملائكة إلى قبرك كما يحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام " *
http://www.sonnh.com/Hadith.aspx?Type=S&HadithID=555445
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[04 - 05 - 04, 10:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا، لم أنتبه لطرف الحديث فيما ساقه.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 05 - 04, 02:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أمَّا الرواية عن علي فقد ساق إسنادها صاحب زهر الفردوس (4/ 305)
قال أبو نعيم حدَّثنا أبو بكر المقرىء أخبرنا أحمد بن الحسن بن علي المقرىء حدَّثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر حدَّثنا عمّـ[ـا] أبي الحسين بن موسى، وعلي بن موسى قالا أخبرنا موسى بن جعفر عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعا ((يا علي تعلَّم القرآن وعلِّمه النَّاس فإن متَّ حجَّت الملائكة إلى قبرك كما تحجُّ النَّاس إلى البيت العتيق))
وهذا إسناد تالف فيه علل:
1 - أبو بكر المقرىء
إن كان هو صاحب الاسناد السابق ((أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدالوهاب بن داود بن بهرام السلمي المقرىء الضرير))
فهذا اختلاف من رجل مجهول الحال لا يعرف بالحديث حفظا ولا مدارسة وهذا الاختلاف يدل على أنه من المخلِّطين في الحديث، وإن كان من أئمة القراء.
2 - أن فيه ((أحمد بن الحسن بن علي بن الحسين أبو علي المقرىء)) المعروف بـ دبيس وهو صاحب الكسائي الصغير
قال عنه الخطيب ((منكر الحديث))
وقال الدَّّارقطني ((ليس بثقة))
ونلاحظ أن هذه الرواية المنكرة لم يذكرها إلا من اشتغل بالقراءات ولا نعلم عن حاله في الحديث شيئا
وأنها ليست مروية عند أهل الحديث المهتمين به
وهذا كاف لردِّها والحكم بنكرانها وبطلانها
ومن نظر في متنها علم أنه موضوع لا شكَّ في ذلك والحمل فيها على شخص بعينه يحتاج لبحث موسع يتفرغ له أحد الإخوة وفقهم الله
هذا ما لدي
والله أعلم وأحكم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[08 - 06 - 04, 04:56 ص]ـ
فائدة:
وقع تصحيف في اسم الراوي عن أبي هريرة بدل ((طاوس)) وقع ((طارق بن شهاب)) وذلك عند الحافظ السِّلفي في ((معجم السَّفَرِ))
أخبرنا أبو عمرو مسعود بن علي بن الحسين الملحي القاضي بأردبيل أنا أبو علي محمد بن وشاح بن عبدالله الكاتب ببغداد أنا أبو القاسم عيسى بن علي بن داود الجرَّاح الوزير ثنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي ثنا زكريا بن يحيى الكوفي ثني عبدالله بن صالح اليماني ثني أبو همَّام القرشي عن سليمان بن المغيرة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ((يا أبا هريرة علِّم الناس القرآن ... ))
معجم السَّفَرِ ص 366
ط: دار الفكر، 1414 هـ
تحقيق عبدالله عمر البارودي
¥(40/291)
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[30 - 08 - 06, 11:42 ص]ـ
http://www.moq3.com/pics/up/e_23_08_06/ce9fb84a83.gif
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 08 - 06, 12:37 م]ـ
اللهم انفعنا جميعا بالقرآن الكريم واجعله قائدا لنا إلى الجنة
وأما هذا الحديث فهو باطل ولايجوز نشره إلا مع بيان حاله كما سبق توضيحه في المشاركات السابقة.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[26 - 04 - 07, 07:37 م]ـ
اللهم انفعنا جميعا بالقرآن الكريم واجعله قائدا لنا إلى الجنة
وأما هذا الحديث فهو باطل ولايجوز نشره إلا مع بيان حاله كما سبق توضيحه في المشاركات السابقة.
آمين
وجزاك الله خيرا
ينظر للفائدة أيضا كلام الدكتور خلدون الأحدب عليه في " زوائد تاريخ بغداد " (4/ 173_177) رقم: 627
ـ[أبو بلال عبد القادر منير]ــــــــ[07 - 05 - 07, 02:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر المشرفين على هذا المنتدى على مايقومون به من أعمال جليلة لخدمة السنة النبوية الشريفة، كما أخبر إخواني طلبة العلم أن يترقبوا نقدا علميا لما تضمنه تعقيب الدكتور علي رضا على الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره الذي سماه التعقبات الجياد و ما بهذا الأخير من أخطاء في النقول وتحقيق الأسانيد
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[26 - 12 - 07, 08:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر المشرفين على هذا المنتدى على مايقومون به من أعمال جليلة لخدمة السنة النبوية الشريفة، كما أخبر إخواني طلبة العلم أن يترقبوا نقدا علميا لما تضمنه تعقيب الدكتور علي رضا على الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره الذي سماه التعقبات الجياد و ما بهذا الأخير من أخطاء في النقول وتحقيق الأسانيد
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هل من جديد أخي أبا بلال عما ذكرت(40/292)
من يخرج أثر مجاهد: جنبوا مضاجعهن
ـ[اللجين]ــــــــ[30 - 04 - 04, 04:29 م]ـ
اريد تخريج هذا الاثر
قال مجاهد: جنبوا مضاجعهن
ـ[اللجين]ــــــــ[02 - 05 - 04, 11:13 م]ـ
يااهل الحديث ........ ياأهل التخريج ......... لااجابه
ـ[علاء ناجي]ــــــــ[03 - 05 - 04, 10:02 ص]ـ
السلام عليكم
هذا الأثر لم أجده مذكورا إلا في تفسير القرطبي الجزء الخامس ص 171وقال مجاهد
جنبوا مضاجعهن
ـ[بجاد بن سعد]ــــــــ[03 - 05 - 04, 11:26 ص]ـ
أذهب إلي هذا الموقع ستجد تخريج الحديث أن شاء الله
مع ترجمة الرواه وأقوال الجرح و التعديل
www.sonnh.com
ـ[اللجين]ــــــــ[04 - 05 - 04, 03:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
كيف يمكنني ان اخرج الاحاديث من هذا الموقع
فقد دخلته ولم اعرف كيف الطريقة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 05 - 04, 04:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الظاهر أن القرطبي رحمه الله ذكر هذا الأثر بالمعنى أو في لفظ وقف عليه،والأثر بنفس المعنى عن مجاهد معروف في تفسير سورة النساء آية (34)
قال الواحدي في الوسيط (2/ 47) وقال الشعبي و مجاهد هو أن يهجرها فلا يضاجعها
قال المحقق في الحاشية
انظر تفسير مجاهد156والطبري8/ 304وعن مجاهد والشعبي وإبراهيم، وابن كثير 1/ 429 عن مجاهد والشعبي وقتادة وغيرهم، وأحكام القرآن 418 عن الشعبي وقتادة والحسن وإبراهيم وغيرهم) انتهى.(40/293)
إعلام البررة بصحة حديث " من صلى الغداة في جماعة ..... كانت له كأجر حجة وعمرة "
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[01 - 05 - 04, 10:23 ص]ـ
إعلام البررة بصحة حديث: " من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين؛ كانت له كأجر حجة وعمرة "
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله تعالى، نحمده، ونستعين به، ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فهذا جزء حديثي جمعت فيه طرق حديث: " من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين؛ كانت له كأجر حجة وعمرة "، وكنت ذكرت بعضها في أحد مشاركاتي السابقة، ولكنه كان بحثا سريعاً، ثم بعد ذلك وقفت على طرق أخرى للحديث فجمعتها، وتكلمت على أسانيدها، والله أسأل أن يجعل عملي خالصاً لوجهه، وألا يجعل لأحد فيه شيئاً، إنه سميع مجيب.
ورد من حديث أنس، وأبي أمامة، عتبة بن عبد، وابن عمر، ###، رضي الله عنهم.
أولاً: حديث أنس.
أخرجه الترمذي في " سننه " (2/ 481 / 586)، وأبوالشيخ في " الثواب " – كما في " كنز العمال " (21491) –، وأبوالقاسم الأصبهاني في " الترغيب " (2/ 790 / 1930)، والمعمري في " عمل اليوم والليلة " – كما في " نتائج الأفكار " (2/ 301) –، وابن الجوزي في " الحدائق " (2/ 134، 135)، والبغوي في " شرح السنة "، وابن حجر في " نتائج الأفكار " (2/ 301).
من طريق أبي ظلال، عن أنس بن مالك، مرفوعاً، مثله.
قال الترمذي: " حديثه حسن غريب "، وقال: " سألت محمد بن إسماعيل، عن أبي ظلال، فقال: هو مقارب الحديث، قال محمد: واسمه هلال ".
وقال ابن حجر: " حديث غريب ".
قلت: إسناده ضعيف؛ أبوظلال، هو هلال بن ميمون، ضعفه ابن معين، والنسائي، وقال ابن عدي: " عامة ما يرويه، لا يتابعه عليه الثقات " (1).
فلعل تحسين (2) الترمذي له من أجل شواهده.
ثانياً: حديث أبي أمامة وعتبة بن عبد.
أخرجه المحاملي في " الأمالي " (421/ 493 و 494 – رواية ###ابن البيع###)، والطبراني في " المعجم الكبير " (8/ 148 و 154/ 7649 و 7663) و (17/ 192 / 317)، وابن قانع في " معجم الصحابة " (2/ 267)، وابن شاهين في " الترغيب في فضائل الأعمال " (1/ 162 / 116)، وابن عساكر في " تاريخ دمشق ".
من طريق الأحوص بن حكيم، عن عبدالله بن غابر، عن أبي أمامة (###وعتبة بن عبد###) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى صلاة الصبح في جماعة ثم ثبت حتى يصلي سبحة الضحى؛ كان كأجر حاج ومعتمر تاماً حجته وعمرته ".
قال المنذري في " الترغيب " (1/ 236 / 679): " بعض رواته مختلف فيهم ".
وقال الهيثمي في " المجمع " (10/ 104، 105): " فيه الأحوص بن حكيم، وثقه العجلي وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم خلاف ".
قلت: إسناده ضعيف؛ الأحوص، قال ابن معين: " ليس بشيء "، وقال أبوحاتم: " ليس بقوي، منكر الحديث "، وضعفه النسائي.
ثالثاً: حديث أبي أمامة.
أخرجه الحاكم – كما في " زاد المعاد " (1/ 350) – من طريق الأحوص بن حكيم، حدثني عبدالله بن عامر الألهاني، عن منيب ن عينة بن عبدالله السلمي، عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول: " من صلى الغداة في مسجد جماعة، ثم ثبت فيه حتى الضحى، ثم يلي سبحة الضحى؛ كان له كأجر حاج أو معتمر تام له أجر حجته وعمرته ".
وإسناده ضعيف: لضعف الأحوص.
وأخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (8/ 178 / 7741)، وفي " مسند الشاميين " (2/ 42 / 885).
قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا المغيرة بن عبدالرحمن الحراني، ثنا عثمان بن عبدالرحمن، عن موسى بن علي، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى الغداة في جماعة، ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم قام فركع ركعتين؛ انقلب بأجر حجة وعمرة ".
¥(40/294)
جود إسناده المنذري في " الترغيب " (1/ 236 / 677)، والهيثمي في " المجمع " (10/ 104)، والهيتمي في الفتاوى الفقهية " (1/ 196).
قلت: وهو كما قالا؛ فإن عثمان بن عبدالرحمن الطرائفي، وثقه ابن معين، وقال ابن أبي حاتم: " سألت أبى عنه، فقال: صدوق، وأنكر على البخاري إدخال اسمه في كتاب الضعفاء، وقال: يحول منه ".
وموسى بن علي، وثقه أحمد، وابن معين، والنسائي، والعجلي، وقال أبوحاتم: " كان رجلاً صالحاً يتقن حديثه، لا يزيد ولا ينقص، صالح الحديث ".
رابعاً: حديث ابن عمر.
أخرجه ابن حبان في " المجروحين " (1/ 176)، وابن عدي في " الكامل " (1 415)، وأبونعيم في " الحلية " (7/ 237)، وابن حجر في " نتائج الأفكار " (2/ 303).
من طريق خالد بن معدان، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى الغداة، ثم جلس في مسجد حتى يصلي الضحى ركعتين؛ كتبت له حجة وعمرة مستقبلتين ".
قلت: خالد بن معدان لم يبت سماعه عن ابن عمر، وقال ابن حجر: " في سماع خالد من ابن عمر نظر ".
وله طريق أخرى.
فقد أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " (5/ 375 / 5602).
قال: حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي، قال: حدثنا محمد بن عمر الهياجي، قال: حدثنا الفضل بن موفق، قال: حدثنا مالك بن مغول، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى تمكنه الصلاة، وقال: " من صلى الصبح، ثم جلس في مجلسه حتى تمكنه الصلاة؛ كانت بمنزلة عمرة وحجة متقبلتين ".
قال الطبراني: " لم يرو هذا الحديث عن مالك بن مغول إلا الفضل بن موفق ".
وقال المنذري في " الترغيب " (1/ 136 / 678): " رجاله ثقات، إلا الفضل بن موفق، ففيه كلام ".
وقال الهيثمي في " المجمع " (10/ 105): " فيه الفضل بن موفق، وثقه ابن حبان وضعف حديثه أبوحاتم الرازي، وبقية رجاله ثقات ".
قلت: الفضل هذا قال فيه أبوحاتم: " كان شيخاً صالحاً، ضعيف الحديث ".
فالحديث يرتقي بشواهده إلى درجة الصحة بلا ريب، والله أعلم.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات , وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم.
وكتب / أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[01 - 05 - 04, 10:29 ص]ـ
ـــــــــــــــالحاشيةـ
(1) فائدة:
أخرج بحشل في " تاريخ واسط " (ص 60، 61) ثنا وهب بن بقية، قال: أنا عبدالرحمن بن حكيم، عن بزيع – مولى الحجاج بن يوسف –، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى الضحى، وداوم عليها؛ فهي كحجة وعمرة ".
قلت: وليس هذا الحديث شاهداً لحديثنا؛ وسنده ضعيف بزيع هو أبو الحواري ترجم له ابن أبي حاتم في " الجرح التعديل " (2/ 420)، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وهو مجهول؛ قال الذهبي في " الميزان " (2/ 17): " لا يعرف، تفرد عنه المنهال بن بحر "، وأقره ابن حجر في " اللسان " (2/ 198).
وورد حديث: " ركعتان من الضحى تعدلان بحجة وعمرة متقبلتين "، عزاه الهيتمي في " الفتاوى الفقهية " (1/ 196) لأبي الشيخ.
(2) تنبيه:
قول الترمذي حسن غريب، تحسين منه للحديث – كما ذكر المباركفوري في " تحفة الأحوذي "، وليس تضعيف كما فهم ذلك البعض، وللمسألة بحث مستقل.
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[01 - 05 - 04, 01:52 م]ـ
جزاك الله خيرا ولكن المشايخ سبق لهم بيان ضعف هذا الحديث فما دام خالفتهم وصححته فليتك تناقش كلامهم لأن كلامهم قوي في تضعيف الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6384&highlight=%C7%E1%D4%D1%E6%DE
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[05 - 05 - 04, 07:44 م]ـ
قول البخاري: " مقارب الحديث ".
أي: يُقارب الناس في حدثه، ويقاربونه، أي: ليس حديثه بشاذ ولا منكر.
ومما يدل على ذلك قول الترمذي في " سننه " (1/ 384) في عبدالرحمن الإفريقي: " رأيت محمد بن إسماعيل يقوى أمره، ويقول: هو مقارب الحديث ".
وفي " السنن " (4/ 279) قال البخاري في أبي حمزة الثمالي: " أحمد بن حنبل تكلم فيه، وهو عندي مقارب الحديث ".
وهذه الأمثلة من كلام البخاري، وهناك أمثله أخرى لكثير من الأئمة، وبخاصة الإمام أحمد، ولبسطها موضع غير هذا.
ومرادهم أنه يصلح في الشواهد والمتابعات، وراجع " التقييد والإيضاح " (ص 155، 156)، و " فتح المغيث " (2/ 155).
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[05 - 05 - 04, 07:52 م]ـ
للأسف أخي أبا المنهال لم تأتي بشيء جديد فكلامك السابق موجود في كلام الإخوة قديما فلماذا لاتناقش على نفس الموضوع القديم حتى ما تسبب لنا تشتت ولأن موضوعك هذا في تشابه كبير من الموضوع الذي ذكره الإخوة قديما وأنت شاركت فيه فليتك تناقش في الموضوع القديم وتحاول تدلي برأيك مع أن كلام الإخوة الذين ضعفوه قوي ولم تجب في بحثك عن كلامهم
¥(40/295)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[05 - 05 - 04, 07:56 م]ـ
قلت: الأحوص، قال ابن معين: " ليس بشيء "، وقال أبوحاتم: " ليس بقوي، منكر الحديث "، وضعفه النسائي.
وفي هذا النقل إيهام بأنه ضعيف جداً، والراجح أنه لا يُحتمل تفرده، ولكنه يصلح في المتابعات والشواهد؛ فقد قال فيه البخاري: " محتمل "، وقال الدارقطني: " يُعتبر به إذا روى عنه ثقة ".
لا تغتر بقول ابن معين؛ فإنه يطلقه على عدة حالات، وليس مراده التجريح الشديد هنا، وراجع " شفاء العليل " (297 – 300) لأبي الحسن المأربي.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[05 - 05 - 04, 08:01 م]ـ
الأخ الفاضل عبدالله الخميس - حفظه الله -، الموضوع القديم أنا عندما كتبت مشاركتي فيه، ذكرت أني لم أقرأ جميع المشاركات، وأقول الآن أني أكاد أكن لم أقرأ منها شيئاً، وذلك لضيق الوقت، ولأن مناقشاتهم طويلة جداً.
ولعلي أناقشها فيما بعد.
وجزاك الله خيرا.
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[06 - 05 - 04, 12:48 ص]ـ
كل طرق الحديث لا تخلو من ضعف.
ثم الحديث صحيح بلا ريب.
هلا تركت لنفسك خطا للرجعة.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[24 - 06 - 04, 08:24 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبوالمنهال الآبيضى
ثالثاً: حديث أبي أمامة.
..... وأخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (8/ 178 / 7741)، وفي " مسند الشاميين " (2/ 42 / 885).
قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا المغيرة بن عبدالرحمن الحراني، ثنا عثمان بن عبدالرحمن، عن موسى بن علي، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى الغداة في جماعة، ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم قام فركع ركعتين؛ انقلب بأجر حجة وعمرة ".
جود إسناده المنذري في " الترغيب " (1/ 236 / 677)، والهيثمي في " المجمع " (10/ 104)، والهيتمي في الفتاوى الفقهية " (1/ 196).
قلت: وهو كما [قالوا] ......
فمن الذي قال أن جميع الطرق لا تخلوا من ضعف، بارك الله فيك.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[24 - 06 - 04, 10:02 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة خالد بن عمر
أولا حديث أبي أمامة:
هذا الحديث جاء عنه من طرق منها الضعيف البين ضعفه، ومنه ما هو ضعيف ولكن البعض يتعلق به ويحاول تقويته بغيره
وحديث أبي أمامة الذي يعتبر العمدة في الباب عند من يحتج بهذا الحديث مداره على طريقين اثنتين:
1 - الأحوص عن عبدالله بن غابر عن أبي أمامة
2 - عثمان بن عبدالرحمن الطرائفي عن موسى بن علي عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة
وكلا الاسنادين باطل لا تقوم به حجة ولا يقوي صاحبه كما يُزعَم وذلك لما يأتي:
1 - أن الأحوص بن حكيم ضعيف منكر الحديث كما قال الإمام أحمد وأبو حاتم والدارقطني رحمهم الله، وضعَّفه غيرهم كابن المديني والنسائي وجماعة. وقد وثقه ابن عيينة وابن المديني في رواية.
وإن تنزلنا وجمعنا كلام الأئمة وخلصنا في النهاية إلى أنه يكتب حديثه للاعتبار كما يقول البعض، فهناك علة أخرى أعرضوا عنها عن عمد أو عن قلة بحث خاصَّةٍ بهذه الرواية وهي:
2 - أن الأحوص بن حكيم مع ضعفه ونكارته قد اضطرب في هذه الرواية على أوجه هي:
أ _ الأحوص بن حكيم عن عبدالله بن غابر عن أبي أمامة.
ب _ الأحوص بن حكيم عن عبدالله بن غابر عن منيب بن عبد عن أبي أمامة
ج _ الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان عن ابن عمر.
د _ الأحوص بن حكيم عن ابن عمر.
وهذا الاضطراب لو وقع في رواية ثقة غير مكثر لتوقفنا فيها واستغربناها، فكيف والحالة عندنا أنها من رواية رجل قال عنه الأئمة إنه منكر الحديث ضعيف.
3 - أن المتابعة التي رواها الطبراني في الكبير ومسند الشاميين من طريق الطرائفي عن موسى بن على عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة. لا تنفع لتقوية هذه، وذلك لأسباب هي:
أ _ أن الطرائفي يروي عن المجاهيل وغير المعروفين، وقد تكلم فيه الأئمة بسبب ذلك
ب _ أن الطرائفي يروي هنا عن رجل مجهول لا يدرى من هو تفرد بهذه االرواية عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة.
ونصيحتي لك أن تقرأ المناقشات التي سبقت من الإخوة لأي حديث تريد تخريجه، فإن الغالب على أبحاثهم التقصي للطرق والكلام عن العلل الخاصَّة بها، وفتح موضوع جديد لكل حديث تريد تخريجه دون الإتيان بجديد يشتت المناقشات، وقد فعلت ذلك في أكثر من موضوع، وهذا مما زهدني في مناقشتك حقيقة
أسأل الله أن يوفقك ويبارك فيك، وأنا طويلب علم مثلك أخي الفاضل فلا تأخذ في نفسك عليَّ وفقك الله.
ـ[ابن رشيد]ــــــــ[24 - 06 - 04, 02:43 م]ـ
السلام عليكم:
أخي الكريم/ الأصل أن الضعيف لا يحتج بحديثه ولسنا متعبدون بقبول حديثه, هذا هو الأصل الذي ينبغي العمل عليه وإنما قد تكون هناك قرائن تدل على أن هذا الراوي الضعيف قد ضبط هذا الحديث بعينه عندها يقبل حديثه لهذه القرينة, فلا يخرج عن الأصل إلا بقرينة.
ومن القرائن التي قد تقوي الخبر – وهذا ليس على الدوام – ورود الخبر بعدة طرق, أو وجود شواهد تدل على أن الراوي الضعيف قد حفظ.
والحاصل أن هذا الأمر قد قلب على رأسه فجعل الأصل قبول الخبر إذا جاء بأكثر من طريق, ولا يخرجون عن أصلهم هذا إلا بشروط محددة لا تتغير على الدوام.
وهذا خروج عن الأصل في رد حديث الضعيف, وطريقة الأئمة إنما تدل عليه إذا قالوا لا يثبت في الباب شيء, رغم علمنا وعلمهم بورود الخبر بأكثر من طريق.
ومن ذلك أن الراوي الذي تبين خطؤه ألا يقبل حديثه كشاهد لأن القرينة يقوي رد خبره لا قبوله.
وعليه فالأصل رد هذا الخبر الضعيف الذي قويته بشواهده, لا قبوله, والقرائن تدل على رد هذا الخبر, وهي كثيرة.
¥(40/296)
ـ[الممتع15]ــــــــ[25 - 06 - 04, 03:46 م]ـ
إن لم أهم
فقد صحح هذا الحديث الشيخ فريح بن صالح البهلال في رسالة له فلتراجع
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[09 - 04 - 05, 09:52 م]ـ
تبين لي ضعف هذا الحديث، وقد بنت ذلك في هذا الجزء:
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[21 - 04 - 05, 09:01 ص]ـ
السلام عليكم
هل ما زال هناك من يقول أن قول الترمذي رحكه الله حسن، هو تحسين للحديث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟(40/297)
جويرية بنت الحارث أعظم نساء النبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بركة
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[01 - 05 - 04, 12:25 م]ـ
قال الإمام البخارى فى ((كتاب العتق)): حدثنا علي بن الحسن بن شقيق أخبرنا عبد الله ـ يعنى ابن المبارك ـ أخبرنا ابن عون قال: كتبت إلى نافع، فَكَتَبَ إِلَيَّ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَغَارَ عَلَى بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَهُمْ غَارُّونَ، وَأَنْعَامُهُمْ تُسْقَى عَلَى الْمَاءِ، فَقَتَلَ مُقَاتِلَتَهُمْ وَسَبَى ذَرَارِيَّهُمْ، وَأَصَابَ يَوْمَئِذٍ جُوَيْرِيَةَ، حَدَّثَنِي بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: وَكَانَ فِي ذَلِكَ الْجَيْشِ.
وبنو الْمُصْطَلِقِ ـ بضم الميم وسكون المهملة وفتح الطاء وكسر اللام بعدها قاف ـ بطن شهير من خزاعة، ينسبون إلى المصطلق بن سعيد بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر، ويقال: إن المصطلق لقب، واسمه جَذِيمة ـ بفتح الجيم بعدها ذال معجمة مكسورة ـ، وكانوا ينزلون على بئرٍ لهم يقال لها المريسيع، بينها وبين الفرع نحو من يوم، وبين الفرع والمدينة ثمانية برد، وكان سيدهم ومالك زمامهم حينذاك: الحارث بن أبى ضرار بن المصطلق الخزاعى، وقد أسلم بعد، وحسُن إسلامه.
وَهُمْ غَارُّونَ ـ بالغين المعجمة وتشديد الراء ـ جمع غارّ بالتشديد: أي غافل، أي أخذهم على غرَّة ولم ينذرهم قبل غزوهم.
قال شيخ الإسلام أبو زكريا النووى: ((وفى الحديث: جواز الإغارة على الكفار الذين بلغتهم الدعوة من غير أن يتقدم إنذار بالإغارة)) اهـ.
وفى ((الطبقات الكبرى)) للإمام محمد بن سعد: ((فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إليهم، فأسرعوا الخروج، وقادوا الخيول، وهي ثلاثون فرسا، في المهاجرين منها عشرة وفي الأنصار عشرون، وخرج معه بشر كثير من المنافقين، ولم يخرجوا في غزاة قط مثلها، واستخلف على المدينة زيد بن حارثة، وكان معه فرسان: لزاز والظرب، وخرج يوم الإثنين لليلتين خلتا من شعبان، وبلغ الحارث بن أبي ضرار ومن معه مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه قد قتل عينه الذي كان وجهه ليأتيه بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسيء بذلك الحارث ومن معه وخافوا خوفا شديدا، وتفرق من كان معهم من العرب، وانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المريسيع، وهو الماء، فاضطرب عليه قبته، ومعه عائشة وأم سلمة، فتهيؤوا للقتال، وصفَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، ودفع راية المهاجرين إلى أبي بكر الصديق، وراية الأنصار إلى سعد بن عبادة، فرموا بالنبل ساعة، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، فحملوا حملة رجل واحد، فما أفلت منهم إنسان، وقتل عشرة منهم، وأسر سائرهم، وسبى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال والنساء والذرية، والنعم والشاء، ولم يقتل من المسلمين إلا رجل واحد)).
وقال: ((وأمر بالأسارى فكتفوا، واستعمل عليهم بريدة بن الحصيب، وأمر بالغنائم فجمعت، واستعمل عليها شقران مولاه، وجمع الذرية ناحية، واستعمل على مقسم الخمس وسهمان المسلمين محمية بن جزء، واقتسم السبي وفرق، وصار في أيدي الرجال وقسم النعم والشاء، فعدلت الجزور بعشر من الغنم، وبيعت الرثة في من يزيد، وأسهم للفرس سهمان، ولصاحبه سهم، وللراجل سهم، وكانت الإبل ألفي بعير، والشاء خمسة آلاف شاة، وكان السبي مائتي أهل بيت، وصارت جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار في سهم ثابت بن قيس بن شماس، فكاتباها على تسع أواقي ذهبٍ، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابتها وأداها عنها وتزوجها، وكانت جارية حلوة، ويقال جعل صداقها عتق كل أسير من بني المصطلق، ويقال جعل صداقها عتق أربعين من قومها، وكان السبي منهم مَنْ مَنَّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير فداء، ومنهم من افتدي، فافتديت المرأة والذرية بست فرائض، وقدموا المدينة ببعض السبي، فقدم عليهم أهلوهم فافتدوهم، فلم تبقَ امرأة من بني المصطلق، إلا رجعت إلى قومها)) اهـ.
¥(40/298)
وقال الإمام أحمد فى ((مسنده)): حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين قالت: ((لَمَّا قَسَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَايَا بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَقَعَتْ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ فِي السَّهْمِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شِمَاسٍ، أَوْ لابْنِ عَمٍّ لَهُ، وَكَاتَبَتْهُ عَلَى نَفْسِهَا، وَكَانَتِ امْرَأَةً حُلْوَةً مُلاحَةً لا يَرَاهَا أَحَدٌ إلا أَخَذَتْ بِنَفْسِهِ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْتَعِينُهُ فِي كِتَابَتِهَا، قَالَتْ: فَوَ اللهِ مَا هُوَ إِلا أَنْ رَأَيْتُهَا عَلَى بَابِ حُجْرَتِي، فَكَرِهْتُهَا، وَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَرَى مِنْهَا مَا رَأَيْتُ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ سَيِّدِ قَوْمِهِ، وَقَدْ أَصَابَنِي مِنَ الْبَلاءِ مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْكَ، فَوَقَعْتُ فِي السَّهْمِ لِثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ الشَّمَّاسِ، فَكَاتَبْتُهُ عَلَى نَفْسِي، فَجِئْتُكَ أَسْتَعِينُكَ عَلَى كِتَابَتِي. قَالَ: فَهَلْ لَكِ فِي خَيْرٍ مِنْ ذَلِكَ؟، قَالَتْ: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: أَقْضِي كِتَابَتَكِ وَأَتَزَوَّجُكِ، قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ، قَالَتْ: وَخَرَجَ الْخَبَرُ إِلَى النَّاسِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ جُوَيْرِيَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، فَقَالَ النَّاسُ: أَصْهَارُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلُوا مَا بِأَيْدِيهِمْ))، قَالَتْ: ((فَلَقَدْ أَعْتَقَ بِتَزْوِيجِهِ إِيَّاهَا مِائَةَ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، فَمَا أَعْلَمُ امْرَأَةً كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا)).
وفى ذلك يقول الشيخ العلامة محمد عايش عبيد فى ((تغريدة السيرة)):
سمِعَ الرسولُ حديثَ بنتِ الحرثِ جَاءتْ تستعينْ
جاءتْ تريدُ فكاكَها من ذلكَ الرِّقِّ المُهينْ
فأجَابها: هلْ ترتضينَ بخيرٍ مما تطلُبينْ
قالتْ: وما هو يا رسولَ الله؟ سُؤلَ المُستبينْ
فأجَابها: أقضى لديْنكِ ثمَّ بى تتزوجينْ
قالتْ: رضيتُ بما تقولُ أيا رسولَ العالمينْ
فخرٌ لها قدْ أصبحتْ من أمَّهاتِ المؤمنينْ
المسلمون جميعُهم صَاروا بهذا عَارفينْ
قالوا لبعضٍ: أعْتقوا أصَهارَ خير المرسلينْ
قدْ أطلقوا مائةً سَبايا فى عِدادِ المعتقينْ
فزواجُها خَيرٌ على أقْوامها المتشردينْ
قدْ أسْلمتْ وأتى أبوها مُسلماً فى الطائعينْ
وصَداقُها كصَداقِ كلِّ نِسائه للسائلينْ
وبَنُوُ مُصطلقٍ جميعاً أسْلموا متتابعينْ
... *** ...
وكتبه ابن الشيخ / محمد أحمد شحاته
الطالب بالثانوية الأزهرية بالأزهر الشريف(40/299)
افيدونا عن تخريج [كان ثعلبة بن عبدالرحمن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ... ]
ـ[ Bashar Baghdadi] ــــــــ[01 - 05 - 04, 01:48 م]ـ
افيدونا عن تخريج هذا الحديث و جزاكم الله خيرا
كان ثعلبة بن عبدالرحمن رضي الله عنه، يخدم النبي صلى الله عليه وسلم في جميع شؤونه وذات يوم بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة له، فمر بباب رجل من الانصار فرأى امرأة تغتسل وأطال النظر إليها.
ثم بعد ذلك أخذته الرهبة وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صنع، فلم يعد الى النبي ودخل جبالا بين مكة والمدينة، ومكث فيها قرابة أربعين يوماً،
وبعد ذلك نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول لك: أن رجلاً من أمتك بين حفرة في الجبال متعوذ بي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب وسلمان الفارسي:
انطلقا فأتياني بثعلبة بن عبدالرحمن فليس المقصود غيره فخرج الاثنان من أنقاب المدينة فلقيا راعيا من رعاة المدينة يقال له زفافة، فقال له عمر: هل لك علم بشاب بين هذه الجبال يقال له ثعلبة؟
فقال لعلك تريد الهارب من جهنم؟ فقال عمر: وما علمك أنه هارب من جهنم قال لأنه كان اذا جاء جوف الليل خرج علينا من بين هذه الجبال واضعا يده على أم رأسه وهو ينادي ياليتك قبضت روحي في الأرواح .. وجسدي في الأجساد .. ولم تجددني لفصل القضاء فقال عمر: إياه نريد. فانطلق بهما فلما رآه عمر غدا اليه واحتضنه فقال: يا عمر هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبي؟ قال لاعلم لي الا أنه ذكرك بلامس فأرسلني أنا وسلمان في طلبك. قال يا عمر لا تدخلني عليه الا وهو في الصلاة فابتدر عمر وسلمان الصف في الصلاة فلما سلم النبي عليه الصلاة والسلام قال يا عمر يا سلمان ماذا فعل ثعلبة؟
قال هو ذا يا رسول الله فقام الرسول صلى الله عليه وسلم فحركه وانتبه فقال له: ما غيبك عني يا ثعلبة؟ قال ذنبي يا رسول الله قال أفلا أدلك على آية تمحوا الذنوب والخطايا؟ قال بلى يا رسول الله قال قل
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
قال ذنبي أعظم
قال الرسول صلى الله عليه وسلم
بل كلام الله أعظم
ثم أمره بالانصراف الى منزله فمر من ثعلبة ثمانية أيام ثم أن سلمان أتى رسول الله فقال يا رسول الله هل لك في ثعلبة فانه لما به قد هلك؟ فقال رسول الله فقوموا بنا اليه ودخل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم
فوضع رأس ثعلبة في حجره لكن سرعان ما أزال ثعلبة رأسه من على حجر النبي فقال له لم أزلت رأسك عن حجري؟ فقال لأنه ملآن بالذنوب
قال رسول الله ما تشتكي؟ قال:مثل دبيب النمل بين عظمي ولحمي وجلدي
قال الرسول الكريم: ما تشتهي؟
قال مغفرة ربي
فنزل جبريل عليه السلام فقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول لك
لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الارض خطايا لقيته بقرابها مغفرة
فأعلمه النبي بذلك فصاح صيحة بعدها مات على أثرها فأمر النبي بغسله وكفنه، فلما صلى عليه الرسول عليه الصلاة والسلام جعل يمشي على أطراف أنامله، فلما انتهى الدفن قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يا رسول الله رأيناك تمشي على أطراف أناملك قال الرسول صلى الله عليه وسلم
والذي بعثني بالحق نبياً ما قدرت أن أضع قدمي على الارض من كثرة ما نزل من الملائكة لتشييع
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[01 - 05 - 04, 02:47 م]ـ
Bashar Baghdadi
قال الحافظُ ابنُ حجر في " الأصابة " عند ترجمةِ ثعلبة بن عبدالرحمن الأنصاري: يقال إنه كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم.
روى بن شاهين وأبو نعيم مطولا من جهة سليم بن منصور بن عمار عن أبيه عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر: " أن فتى من الأنصار يقال له ثعلبة بن عبدالرحمن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فبعثه في حاجة فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأته تغتسل فكرر النظر إليها ثم خاف أن ينزل الوحي فهرب على وجهه حتى أتي جبالا بين مكة المدينة فقطنها ففقده النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوما، وهي الأيام التي قالوا: " ودعه ربه وقلاه "، ثم إن جبريل نزل عليه فقال: " يا محمد أن الهارب بين الجبال يتعوذ بي من النار "، فأرسل إليه عمر فقال: " انطلق أنت وسلمان فائتياني به "، فلقيها راع يقال له: " دفافة "، فقال: " لعلكما تريدان الهارب من جهنم " ... فذكر الحديث بطوله في إتيانهما به، وقصة مرضه وموته من خوفه من ذنبه.
قال بن منده بعد أن رواه مختصرا: تفرد به منصور.
قلت: " وفيه ضعف وشيخه أضعف منه وفي السياق ما يدل على وهن الخبر لأن نزول " ما ودعك ربك وما قلى" كان قبل الهجرة بلا خلاف ".ا. هـ.
وقال السيوطي في " اللآلئ المصنوعة ": موضوع: المنكدر ليس بشيء وسليم تكلموا فيه وأبو بكر المفيد ليس بحجة وليس في الصحابة من اسمه ذفافة وقوله تعالى: " ما ودعك ربك وما قلى "، إنما نزل بمكة بلا خلاف ورواه أبوعبدالرحمن السلمي عن جده إسماعيل بن نجيد عن أبي عبداللّه محمد بن إبراهيم العبدي عن سليم وهؤلاء لا تقوم بهم حجة.
(قلت) ورواه الخرائطي في اعتلال القلوب حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد حدثنا إبراهيم بن علي الأطروش حدثنا سليم بن منصور به واللّه أعلم.ا. هـ.
وذفافةُ قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " الأصابة " عند ترجمته: " ذفافة الراعي له ذكر في ترجمة ثعلبة بن عبدالرحمن استدركه بن الأمين وابن الأثير في حرف الذال المعجمة وقد أشرت إليه في المهملة ".ا. هـ.
¥(40/300)
ـ[ Bashar Baghdadi] ــــــــ[01 - 05 - 04, 02:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 05 - 04, 03:07 ص]ـ
موضوع
حلية الأولياء لأبي نعيم:
14581: ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البغدادي ابن المفيد ثنا موسى بن هارون، ومحمد بن الليث الجوهري قالا: ثنا سليم بن منصور بن عمار عن أبيه عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر عنه.
معرفة الصحابة لأبي نعيم:
1316. ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب الجرجرائي، ثنا موسى بن هارون،، ومحمد بن الليث الجوهري قالا: ثنا سليم بن منصور بن عمار عن أبيه عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر عنه.
الخرائطي في اعتلال القلوب
272. حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد حدثنا إبراهيم بن علي الأطروش حدثنا سليم بن منصور بن عمار عن أبيه عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر عنه.(40/301)
أين أجد تخريج حديث (الجهاد مختصر الطريق إلى الجنة)
ـ[علي بن أحمد]ــــــــ[01 - 05 - 04, 06:43 م]ـ
بسم الله تحية أهل الجنة لكل من ينتسب إلى الحديث السلام عليكم
أرجو المساعدة حديث في مقدمة كتاب المغني لم أقف عليه ولم يقف عليه محققوا كتاب المغني ورد فيه: ((الجهاد مختصر الطريق إلى الجنة)) فهل من مساعد للتخريجه والحكم عليه
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[01 - 05 - 04, 07:11 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وسُئِل عنه فضيلة الشيخ (أبو إسحاق الحويني) -حفظه الله وشفاه- فقال: "لم أقِف عليه"، وعَزاه إلى مقدمة كتاب «المُغني»، كما تفضلتم. وهذا في باب "أسئلة القراء على الأحاديث"، بمجلة "التوحيد" المصرية، الصادرة عن جماعة أنصار السنة المحمدية -حفظ الله القائمين عليها-.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[01 - 05 - 04, 10:02 م]ـ
هو في الحلية لأبي نعيم 6/ 157 من كلام الحسن البصري(40/302)
أخوكم في مأزق حديثي فالنجدة يا أهل الحديث
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[01 - 05 - 04, 08:07 م]ـ
قال الحافظ في البلوغ:
عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي الكسب أطيب؟ قال: عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور.) رواه البزار وصححه الحاكم.
قال أبو عبد الرحمن المدني:
ورفاعة هذا يحتمل أنه الصحابي رفاعة بن رافع بن مالك الأنصاري الخزرجي الزرقي والحديث حينئذ متصل لا إرسال فيه ويدل على هذا رواية البزار فإنه جاء من طريق ابنه عبيد
ويحتمل أنه رفاعة بن رافع بن خديج وهذا تابعي روى عن أبيه وروى عنه ابنه عََََََباية، ذكره ابن حبان في الثقات وقال في التقريب: ثقة. والحديث حينئذ مرسل وعلى هذا جائت رواية الحاكم
البزار أخرجه من طريق إسماعيل بن عمر عن المسعودي عن وائل بن داود عن عبيد بن رفاعة عن أبيه.
وأخرجه الحاكم من طريق المسعودي عن وائل عن عباية بن رافع بن خديج عن أبيه.
وذكر الحافظ في التلخيص أن الحديث من رواية رافع بن خديج وذكر أن رواية الطبراني في الكبير تدل على هذا فإنه رواه من طريق عباية ين رفاعة بن رافع بن خديج عن جده وقال الحافظ: قول الحاكم عن أبيه فيه تجوز)
الحديث رواه عن وائل بن داود جماعة:
1 - المسعودي رواه عن وائل عن عباية ين رفاعة عنه (احمد 4/ 141) (الطبراني في الأوسط1/ 135/1) والحاكم (2/ 10) وقال الطراني: لم يروه عن وائل إلا المسعودي.
2 - سفيان الثوري رواه عن وائل بن داود عن سعيد بن عمير عن عمه (الحاكم وقال: صحيح الإسناد) ولم يتعقبه الذهبي. وروي من طريق الثوري مرسلا كما سيأتي قريبا.
3 - شريك رواه عن وائل بن داود عن سعيد ين عمير عن خاله أبي برده مرفوعا به (أحمد 3/ 466) والحاكم و قال: وإذا اختلف الثوري وشريك فالحكم للثوري).
4 - أبو إسماعيل المؤدب قال ابن ٍأبي حاتم في العلل (2/ 443) (سألت أبي عن حديث رواه أبو إسماعيل المؤدب عن وائل بن داود عن سعيد ين عمير ابن أخي البراء عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل ... الحديث , قال أبي: وحدثني أيضا الحسن بن شاذان عن ابن نمير هكذا متصلا عن البراء .. وأما الثقات: الثوري وجماعته فرووه عن وائل بن داود عن سعيد بن عمير أن النبي صلى الله عليه وسلم والمرسل أشبه.)
قال الألباني مصححا الحديث مستلا نفسه من هذا المأزق:
ويتلخص مما سبق أن جماعة رووه عن وائل مرسلا وآخرون رووه عنه موصولا ولا شك أن الحكم لمن وصل لأن معهم زيادة علم ومن علم حجة على من لم يعلم والذين وصلوه ثقات: ابن نمير وأبو إسماعيل المؤدب وسفيان الثوري في إحدى الروايتين عنه وكذلك شريك ثقة وإن كان سيء الحفظ فيحتج به فيما وافق الثقات كما هو الشأن هنا ولا يحتج به فيما خالفهم كما فعل هنا أيضا فٍإنه وافقهم في الوصل وخالفهم في اسم الصحابي: (عن خاله أبي بردة) وقالوا (: عن عمه) وقال بعضهم: عن البراء
فقد اختلفوا على وصله واختلفوا في صحابيه وذلك مما لا يضر فيه لأن الصحابة كلهم عدول والله أعلم (السلسلة الصحيحة (607)
قال أبو عبد الرحمن المدني:
أما أنا فالحديث مشكل علي من عدة جهات:
من هو رفاعة بن رافع هل هو الصحابي أم التابعي؟
وهل الحديث إذا كان من رواية رافع ين خديج موصول أم مرسل؟
هذا الإختلا ف الكبير عن وائل بن داود من جهة تعيين صحابي الحديث ومن جهة وصله وإرساله
؟
على أن للحديث شاهدا من حديث ابن عمر عند الطبراني في الأوسط قال المنذري (3/ 3) وتبعه الهيثمي: 4/ 61): رواه الطبراني في الكبير في الأوسط ورجاله ثقات) وصححه الألباني في الصحيحة وقال الحافظ في التلخيص: ورجاله لا بأس بهم.
إلا أن ابن أبي حاتم نقل عن أبيه في العلل (1/ 391): هذا حديث باطل.
وهل يفرح بهذا الشاهد؟ وماذا عن مقولة أبي حاتم؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 05 - 04, 08:50 ص]ـ
قال أبو عبد الرحمن المدني:
أما أنا فالحديث مشكل علي من عدة جهات:
من هو رفاعة بن رافع هل هو الصحابي أم التابعي؟
وهل الحديث إذا كان من رواية رافع ين خديج موصول أم مرسل؟
هذا الإختلا ف الكبير عن وائل بن داود من جهة تعيين صحابي الحديث ومن جهة وصله وإرساله
لعل الأقرب أن الصحابي في الحديث هو ابن خديج وكلام الحافظ ابن حجر في التلخيص وجيه
وإذا كان الحديث من رواية ابن خديج فالصواب فيه الإرسال كما قال أئمة الحديث البخاري وأبو حاتم والبيهقي رحمهم الله
قال الحافظ في التلخيص
والمحفوظ رواية من رواه عن الثوري عن وائل عن سعيد مرسلا
قاله البيهقي وقاله قبله البخاري
وقال بن أبي حاتم في العلل المرسل أشبه
وفي سنن البيهقي الكبرى ج:5 ص:263
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا الأسود بن عامر ثنا شريك عن وائل بن داود عن جميع بن عمير عن خاله أبي بردة قال سئل رسول الله النبي صلى الله عليه وسلم أي الكسب أطيب أو أفضل قال عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور
هكذا رواه شريك بن عبد الله القاضي وغلط فيه في موضعين أحدهما في قوله جميع بن عمير وإنما هو سعيد بن عمير
والآخر في وصله وإنما رواه غيره عن وائل مرسلا
كما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا عباس بن محمد ثنا محمد بن عبيد ثنا وائل بن داود عن سعيد بن عمير أبو أمه البراء بن عازب قال سئل النبي النبي صلى الله عليه وسلم أي كسب الرجل أطيب قال عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور هذا هو المحفوظ مرسلا ويقال عنه عن سعيد عن عمه قال سئل رسول الله أي الكسب أفضل قال كسب مبرور
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس هو الأصم أنا العباس بن محمد أنا الأسود بن عامر ثنا سفيان الثوري عن وائل بن داود عن سعيد بن عمير عن عمه فذكره
وقد أرسله غيره عن سفيان وقال شريك عن وائل بن داود عن جميع بن عمير عن خاله أبي بردة وجميع خطا
وقال المسعودي عن وائل بن داود عن عباية بن رافع بن خديج عن أبيه وهو خطأ والصحيح رواية وائل عن سعيد بن عمير عن النبي النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا
قال البخاري أسنده بعضهم وهو خطأ) انتهى.
¥(40/303)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[04 - 05 - 04, 07:48 م]ـ
إذا يا شيخ عبد الرحمن الحديث ليس من رواية رفاعة بن رافع لا الصحابي ولا التابعي بل هو مرسل سعيد بن عمير.
ولكن ثمة سؤال يحتاج إلى إجابة: ما سبب هذا الإختلاف الكبير على وائل بن داود؟
أيعقل أن يروي عدة من الناس عن وائل بن داود وكل واحد منهم يرويه بسياق مختلف ثم يكون ذلك الخطأ عليهم جميعهم دون شيخهم وائل بن داود وإن سلمنا ذلك في القاضي شريك لأنه كثير الخطأ فماذا عن البقية؟
ولذا ربما يكون هذا الإضطراب من وائل بن داود نفسه فوجب حينئذ أن يحكم على الحديث بناء على أسوء الإفتراضات وهو أن يكون الحديث مرسلا
وليس وائل بن داود شعبة ولا مالك حتى يتقى تخطئته
هذا مجرد تخريج لاختلاف الرواه على وائل بن داود
ثم إن السؤ ال مازال قائما عن حديث ابن عمر الذي يعتبر شاهدا لهذا الحديث وماذا عن مقولة أبي حاتم وما تفسيرها
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 05 - 04, 09:45 م]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم
الرواة الذين حصل منهم الخطأ في الرواية عن وائل بن داود متكلم فيهم فشريك وصف بسوء الحفظ وكذلك المسعودي وأبو إسماعيل المؤدب
بينما وائل بن داود قال عنه أحمد (ثقة ثقة)
فإلصاق الوهم بهم أولى
ومن طرق معرفة ضبط الرواة عند العلماء معرفة موافقته للثقات ومخالفتهم
وهنا سفيان من الحفاظ الكبار وقد وافقه على روايته مرسلا بعض الثقات كما أشار أبو حاتم إلى ذلك
فالثقات شفيان وغيره رووه عن وائل مرسلا ولم يختلفوا في ذلك، وإنا الخلاف حصل ممن تكلم فيهم فإلصاق الوهم بهم أولى، ولانلصقه بوائل
ولذلك نجد أن كلام الحفاظ السابق إنما هو في توهيم هؤلاء الراوة ولم يتكلموا في وائل بن دواد
والله أعلم.
وسيأتي الكلام على الشاهد المذكور وكلام أبي حاتم فيه بإذن الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 05 - 04, 10:31 ص]ـ
أما مقولة أبي حاتم (باطل) فقد وردت في العلل في نحو (144 موضع حسب الألفية) عن أبي حاتم وأبي زرعة
ولعل مقصودهم منها أن هذه الرواية خطأ ولاتصح بهذا السند سواء كان الضعف فيها يسيرا أو كبيرا
وهذا نص كلامه في العلل عن هذا الحديث
قال ابن أبي حاتم
سألت أبي عن حديث رواه قدامة بن شهاب المازني عن إسماعيل بن أبي خالد عن وبرة عن ابن عمر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أطيب الكسب قال عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور
فقال أبي هذا حديث باطل وقدامة ليس بقوي.
وقدامة بن شهاب لايحتمل تفرده بحديث عن إسماعيل بن أبي خالد
فإسماعيل هذا روى عنه شعبة والسفيانان وزائدة بن قدامة وابن المبارك ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم وهو من الحفاظ الكبار
فكيف يتفرد قدامة بن شهاب بهذا الحديث عنه!
فهذه علة قوية تقدح في صحة الحديث
وكلام أبي حاتم وغيره من الحفاظ المتقدمين ينبغي التسليم لهم في هذا الشأن
والله أعلم.
وفي هذا الرابط مبحث مفيد حول التفرد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2447
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[06 - 05 - 04, 01:28 م]ـ
جزاك الله خير ونفعنا الله بك
نعم والحمد لله قد تبينت لي المسألة وانحلت العقدة وانكشفت الغمة فلا حرمنا الله من أهل علم وورع جعلهم الباري لنا نجوما يهتدى بها إذا ما احلولكت الظلمات وأدلج الليل ولعمري لهم أحق بقول القائل:
سواس مكرمة أبناء ايسار هينون لينون ايسار بنويسر
ولا يمارون ان ماروا باكثار لا ينطقون بغير الحق أن نطقوا
مثل النجوم التي يسري بها الساري من تلق منهم تقل لا قيت سيدهم
صيد بهاليل حفاظون للجار
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[06 - 05 - 04, 11:02 م]ـ
عفوا خطأ مطبعي لا يخفى على أمثالكم من أهل الأدب والذوق الرفيع ولكن من باب درء الخطأ ولأن الأدب رقيق بطبعه يثقل كاهله حرف بعيد المخرج عن صاحبه فكيف إذا اختل توازنه وتناثر نظامه
والأبيات كما أحسبها خرجت من في الشاعر:
هينون لينون أيسار بنو يسر **** سواس مكرمة أبناء أيسار
لا ينطقون بغير الحق إن نطقوا**** ولايمارون إن ماروا بإكثار
ومن تلق منهم تلق سيدهم **** مثل النجوم التي يسر بها السار
أما جملة (صيد يهاليل حفاظون للجار) فلعلها عجز بيت ضل عن صدره وإنما سمعتها من الشيخ عائض القرني محشورة مع الأبيات السابقة
فعلى من وجد هذه الضالة أن يردها على صاحبها وأن يجمعها بأختها(40/304)
اريد تخريج [إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلو بعدي أبدا: كتاب الله وعترتي ...
ـ[صناع المستقبل]ــــــــ[02 - 05 - 04, 02:01 ص]ـ
ونصه قال صلى الله عليه وسلم: أيها الناس إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلو بعدي أبدا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض [
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[02 - 05 - 04, 03:54 ص]ـ
مسلم في صحيحه ح4425
حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية قال زهير حدثنا إسمعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزيد بن حيان قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه ثم قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم
الترمذي:
3874 - حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي أخبرنا زيد بن الحسن عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: يا أيها الناس اني تركت فيكم من إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي". وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن ارقم وحذيفة بن أسيد. هذا حديث غريب حسن من هذا الوجه. وزيد بن الحسن قد رَوى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم. وحديث:3944،
الطبراني في الكبير:
حدثنا محمد بن حيان المازني ثنا كثير بن يحيى ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما قلنا ومن أهل بيته قال آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس
مسند أحمد:
10922.حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أسود بن عامر أخبرنا أبو اسرائيل يعني اسمعيل بن أبي إسحق الملائي عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض.
وغيرهم كثير
ـ[الشاذلي]ــــــــ[02 - 05 - 04, 04:04 ص]ـ
دارت حول هذه الرواية مناقشات كثير
استخدم الباحث و ستجدها اخي.(40/305)
طلب مساعدة من أهل الحديث - ما علة هذه الرواية؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 05 - 04, 11:38 م]ـ
مصنف ابن أبي شيبة (7\ 432): حدثنا محمد بن بشر (ت203) نا عبيد الله بن عمر (ت147هـ) حدثنا زيد بن أسلم (ت136) عن أبيه أسلم (ت80) أنه:
حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم. فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب، خرج حتى دخل على فاطمة فقال: «يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، والله ما من أحدٍ أحبُّ إلينا من أبيكِ، وما من أحدٌ أحَبُّ إلينا بعد أبيك منكِ. وأيم الله، ما ذاك بمانعي –إن اجتمع هؤلاء النفر عندك– أن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت». فلما خرج عمر، جاؤوها، فقالت: «تعلمون أن عمر قد جاءني. وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت. وأيم الله ليمضين لما حلف عليه. فانصرفوا راشدين. فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي». فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[07 - 05 - 04, 02:16 ص]ـ
من قال إن لها علَّة أخي محمد وفقك الله
أقصد هل هناك من أعلها من الأئمة حتى نبحث في طرقها ورواياتها
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[07 - 05 - 04, 03:55 ص]ـ
- البخاري مع الفتح (7/ 50)
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبيد الله قال حدثني أبو بكر بن سالم عن سالم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أريت في المنام أني أنزع بدلو بكرة على قليب فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين نزعا ضعيفا والله يغفر له ثم جاء عمر بن الخطاب فاستحالت غربا فلم أر عبقريا يفري فريه حتى روي الناس وضربوا بعطن
لم يخرج البخاري لمحمد بن بشر عن عبيد الله العمري (جازما) إلا هذا الحديث لأن هذا الحديث أخرجه من حديث الزهري عن سالم، فأخرجه هنا متابعة، وكذلك فإن أبا بكر بن سالم لم يرو عنه إلا راو واحد وهو عبيد الله بن عمر العمري.
- روايات مسلم من حديث محمد بن بشر عن عبيد الله بن عمر العمري.:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن بشر وعبدالله بن نمير، قالا: حدثنا عبيدالله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما".
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن بشر وعبدالله بن نمير، قالا: حدثنا عبيدالله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما".
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن بشر العبدي. حدثنا عبيدالله بن عمر عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، عن ابن عمر؛ قال: رقيت على بيت أختي حفصة، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا لحاجته، مستقبل الشام، مستدبر القبلة.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير. قالا: حدثنا محمد بن بشر. حدثنا عبيدالله عن نافع، عن ابن عمر؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يركز (وقال أبو بكر: يغرز) العنزة ويصلي إليها. زاد ابن أبي شيبة: قال عبيدالله: وهي الحربة.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن بشر. حدثنا عبيدالله بن عمر عن نافع، عن ابن عمر؛ قال: ربما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن. فيمر بالسجدة فيسجد بنا. حتى ازدحمنا عنده. حتى ما يجد أحدنا مكانا ليسجد فيه. في غيره صلاة.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير. جميعا عن ابن بشير. قال أبو بكر: حدثنا محمد بن بشر العبدي عن عبيدالله بن عمر قال: حدثنا نافع عن عبدالله أن حفصة بكت على عمر. فقال: مهلا يا بنية! ألم تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه؟ ".
حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة. حدثنا محمد بن بشر العبدي. حدثنا عبيدالله بن عمر عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الهلال فقال: " إذا رأيتموه فصوموا. وإذا رأيتموه فأفطروا. فإن أغمى عليكم. فعدوا ثلاثين ".
¥(40/306)
حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى. قالا: حدثنا يحيى (وهو القطان). ح وحدثنا أبي بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن بشر. ح وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. كلهم عن عبيدالله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ح وحدثني زهير بن حرب وعلي بن حجر. قالا: حدثنا إسماعيل. ح وحدثنا أبي الربيع وأبي كامل. قالا: حدثنا حماد (وهو ابن زيد). جميعا عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ح وحدثنا ابن المثنى وابن أبي عمر. قالا: حدثنا عبدالوهاب. قال؛ سمعت يحيى بن سعيد. ح وحدثنا ابن رافع. حدثنا ابن أبي فديك. أخبرنا الضحاك. كلاهما عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. نحو حديث مالك عن نافع.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير. قالا: حدثنا محمد بن بشر. حدثنا عبيدالله عن نافع؛ أن عبدالله أخبره؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المزابنة. والمزابنة بيع ثمر النخل بالتمر كيلا، وبيع العنب بالزبيب كيلا، وبيع الزرع بالحنطة كيلا.
حدثنا محمد بن المثتى. حدثنا يحيى بن سعيد. ح وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. جميعا عن عبيدالله. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة (واللفظ له). حدثنا محمد بن بشر. حدثنا عبيدالله بن نافع، عن ابن عمر؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أيما نخل اشترى أصولها وقد أبرت، فإن ثمرها للذي أبرها. إلا أن يشترط الذي اشتراها).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن بشر وأبو أسامة. قالا: حدثنا عبيدالله بن عمر عن نافع، عن ابن عمر، قال: وجدت امرأة مقتولة في بعض تلك المغازي. فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والصبيان.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن بشر. حدثنا ابن نمير. حدثا أبي. ح وحدثنا ابن المثنى. حدثنا خالد (يعني ابن الحارث). ح وحدثنا عبيدالله بن سعيد. حدثنا يحيى (يعني القطان). كلهم عن عبيدالله ابن عمر. ح وحدثنا أبو الربيع وأبو كامل. قالا: حدثنا حماد بن زيد. ح وحدثني زهير بن حرب. وحدثنا إسماعيل. جميعا عن أيوب. ح وحدثني محمد بن رافع. حدثنا ابن أبي فديك. أخبرنا الضحاك (يعني ابن عثمان). ح وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي. حدثنا ابن وهب. حدثني أسامة. كل هؤلاء عن نافع، عن ابن عمر. مثل حديث الليث عن نافع.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن بشر. ح وحدثنيه زهير بن حرب. حدثنا يحيى بن سعيد. ح وحدثنا ابن المثنى. حدثنا خالد بن الحارث. ح وحدثنا سهل بن عثمان. حدثنا عقبة بن خالد. كلهم عن عبيدالله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث، في خاتم الذهب. وزاد في حديث عقبة بن خالد: وجعله في يده اليمنى
حدثنا يحيى بن يحيى. أخبرنا عبدالله بن نمير. ح وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. ح وحدثنا زهير بن حرب. حدثنا يحيى (وهو القطان). ح وحدثنا ابن المثنى. حدثنا عبدالوهاب (يعني الثقفي). كلهم عن عبيدالله. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة (واللفظ له). حدثنا محمد بن بشر وأبو أسامة وابن نمير قالوا: حدثنا عبيدالله عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا يقيم الرجل الرجل من مقعده ثم يجلس فيه. ولكن تفسحوا وتوسعوا".
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن بشر وابن نمير. ح وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. ح وحدثنا محمد بن المثنى وعبيدالله بن سعيد. قالا: حدثنا يحيى (وهو ابن سعيد). كلهم عن عبيدالله. ح وحدثنا قتيبة وابن رمح عن الليث بن سعد. ح وحدثنا أبو الربيع وأبو كامل قالا: حدثنا حماد عن أيوب. ح وحدثنا ابن المثنى. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة. قال: سمعت أيوب بن موسى. كل هؤلاء عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمعنى حديث مالك.
حدثنا ابن نمير. حدثنا أبي محمد بن بشر. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبدالله بن نمير ومحمد بن بشر قالا: حدثنا عبيدالله عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن شدة الحمى من فيح جهنم. فابردوها بالماء".
وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن بشر. قالا: حدثنا عبيدالله، بهذا الإسناد مثله. وزاد: قال عبيدالله: فسألته فقال: قريتين بالشام. بينهما مسيرة ثلاث ليال. وفي حديث ابن بشر: ثلاثة أيام.
¥(40/307)
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير (واللفظ لأبي بكر) قالا: حدثنا محمد بن بشر. حدثنا عبيدالله بن عمر. حدثني أبو بكر بن سالم عن سالم بن عبدالله، عن عبدالله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أريت كأني أنزع بدلو بكرة على قليب. فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين. فنزع نزعا ضعيفا والله، تبارك وتعالى، يغفر له. ثم جاء عمر فاستقى. فاستحالت غربا. فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه. حتى روي الناس وضربوا العطن".
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن بشر. حدثنا عبيدالله عن نافع، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لتقاتلن اليهود. فلنقتلنهم حتى يقول الحجر: يا مسلم! هذا يهودي. فتعال فاقتله".
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو أسامة ومحمد بن بشر. قالا: حدثنا عبيدالله عن نافع، عن ابن عمر. ح وحدثنا ابن نمير (واللفظ له). حدثنا محمد بن بشر. حدثنا عبيدالله عن نافع، عن ابن عمر؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال "إن الله تعالى ليس بأعور. ألا وإن المسيح الدجال أعور العين اليمنى. كأن عينه عنبة طافئة".
نلاحظ بالتتبع أن مسلما لم يخرج له عن عبيد الله العمري إلا مقرونا بغيره أو متابعة وكلها عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر. إلا ثلاثة، الأول عنه عن عبيد الله عن عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، عن ابن عمر (حديث قضاء الحاجة مستقبلا القبلة)، والثاني عنه عن عبيد الله عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة (حديث الهلال). والثالث عن أبي بكر بن سالم عن سالم بن عبدالله، عن عبدالله بن عمر (حديث رؤيا اللبن)؛
نستفيد من ذلك:
أن حديث ابن أبي شيبة ظاهره سنده الصحة، ولكنه معلول من وجوه منها:
- تفرد محمد بن بشر العبدي عن عبيد الله بهذا الحديث، فروى ما لم يروه الرواة عنه. وكفى بها علة.
- هوكوفي وذكر يعقوب بن شيبة السدوسي أن في سماع أهل الكوفة من عبيد الله العمري شيئا، شرح العلل لابن رجب (2/ 608)، ولم يتابع في هذا الحديث.
- تفرد عبيد الله عن أصحاب زيد بن أسلم بهذا الحديث، كالثوري، ومالك ومحمد بن عجلان
- المتن وفيه ما لا يليق بسيدنا عمر بن الخطاب وعدالته، ومع من؟ مع بنت رسول الله وزوجها.
هذا فقط فتح لباب النقاش وليس حكما، وإن كان التفرد يكفيني علة
وهل رواه غير ابن أبي شيبة
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[07 - 05 - 04, 05:51 ص]ـ
نعم رواه غير ابن أبي شيبة، ففي فضائل الصحابة للإمام أحمد 1/ 364 رقم 532 ط. جامعة أم القرى
حدثنا محمد بن إبراهيم قثنا أبو مسعود قال نا معاوية بن عمرو قثنا محمد بن بشر عن عبيد الله بن عمر عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: لما بويع لأبي بكر بعد النبي صلى الله عليه وسلم كان علي والزبير بن العوام يدخلان على فاطمة فيشاورانها فبلغ عمر فدخل على فاطمة فقال يا بنت رسول الله ما أحد من الخلق أحب إلينا من أبيك وما أحد من الخلق بعد أبيك أحب إلينا منك وكلمها فدخل علي والزبير على فاطمة فقالت انصرفا راشدين فما رجعا إليها حتى بايعا.
وقال محققه د/ وصي الله: رجال الإسناد ثقات غير محمد بن إبراهيم فقد سكت عنه أبو نعيم والخطيب ... إلخ.
وقال الحافظ رحمه الله في الفتح (شرح حديث 4241):" ... وَقَدْ تَمَسَّك الرَّافِضَةُ بِتَأَخُّرِ عَلِيٍّ عَنْ بَيْعَةِ أَبِي بَكْر إِلَى أَنْ مَاتَتْ فَاطِمَة , وَهَذَيَانُهُمْ فِي ذَلِكَ مَشْهُور. وَفِي هَذَا الْحَدِيث مَا يَدْفَع فِي حُجَّتِهمْ , وَقَدْ صَحَّحَ اِبْن حِبَّانَ وَغَيْره مِنْ حَدِيث أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ وَغَيْره أَنَّ عَلِيًّا بَايَعَ أَبَا بَكْر فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ , وَأَمَّا مَا وَقَعَ فِي مُسْلِم " عَنْ الزُّهْرِيِّ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ لَمْ يُبَايِع عَلِيٌّ أَبَا بَكْر حَتَّى مَاتَتْ فَاطِمَة , قَالَ: لَا وَلَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي هَاشِم " فَقَدْ ضَعَّفَهُ الْبَيْهَقِيُّ بِأَنَّ الزُّهْرِيَّ لَمْ يُسْنِدْهُ , وَأَنَّ الرِّوَايَةَ الْمَوْصُولَةَ عَنْ أَبِي سَعِيد أَصَحّ , وَجَمَعَ غَيْره بِأَنَّهُ بَايَعَهُ بَيْعَة ثَانِيَة مُؤَكِّدَة لِلْأُولَى لِإِزَالَةِ مَا كَانَ وَقَعَ بِسَبَبِ الْمِيرَاثِ كَمَا تَقَدَّمَ , وَعَلَى هَذَا فَيُحْمَل قَوْل الزُّهْرِيِّ لَمْ يُبَايِعهُ عَلِيٌّ فِي تِلْكَ الْأَيَّام عَلَى إِرَادَة الْمُلَازَمَةِ لَهُ وَالْحُضُورِ عِنْدَهُ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ , فَإِنَّ فِي اِنْقِطَاع مِثْلِهِ عَنْ مِثْلِهِ مَا يُوهِمُ مَنْ لَا يَعْرِف بَاطِن الْأَمْر أَنَّهُ بِسَبَبِ عَدَمِ الرِّضَا بِخِلَافَتِهِ فَأَطْلَقَ مَنْ أَطْلَقَ ذَلِكَ , وَبِسَبَبِ ذَلِكَ أَظْهَر عَلِيٌّ الْمُبَايَعَةَ الَّتِي بَعْدَ مَوْتِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ لِإِزَالَةِ هَذِهِ الشُّبْهَةِ".
وليس في متن الرواية بحمد الله إشكال عند أهل السنة أما الرافضة قبحهم الله فهم يشنعون به على عمر كعادتهم القبيحة في الطعن في سادات الأمة وخيار الخلق بعد النبيين وهذا الأثر -إن صح- فهو يبين شدة عمر رضي الله عنه في الحق وحرصه على اجتماع الأمة فكان ماذا؟
والله أعلم.وإن شاء الله إخواننا الأفاضل يفيدونا وإنما كتبت هذا التعليق على عجل ولعل الله ييسر بحث هذه الرواية بتوسع.
¥(40/308)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 05 - 04, 06:26 ص]ـ
الأخ الفاضل مصطفى الفاسي
جزاك الله كل خير
أخي خالد بن عمر وفقه الله
لو جاء هذا الجواب من غيرك ربما لن أستغرب
أحقاً لا ترى النكارة فيه، وهي في كل كلمة في متنه؟ فبأي حق يقوم عمر بن الخطاب بإحراق بيت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وبأي حق يحرقه على علي والزبير، وهما من خيرة الصحابة؟ فهذا لا يمكن أن يحدث وهو الخليفة، فكيف في خلافة غيره؟ ثم هل تعتقد فعلا بأن علياً والزبير ما بايعا أبا بكر إلا مكرهين تحت طائلة الحرق؟!! ألا ترى تعارض ذلك مع الروايات الصحيحة؟
عذراً على الإطالة فلولا مكانتك عندي ومعرفتي بعلمك ما علقت.
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[07 - 05 - 04, 06:49 م]ـ
الأخ محمد الأمين
هذه الرواية تتردد بكثره في منتديات الرافضة ويوردها هؤلاء الرافضة أيضا في منتديات أهل السنة لتشنيع على الفاروق رضي الله عنه
وقد جاء ضمن الإجابات الراده على صحة تلك الرواية
ان أسلم مولى عمر لم يكن في المدينة أصلا ... ومن ترجمته التي لا تخفى عليك ان عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أشتراه من مكة في خلافة ابو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ومتن الرواية تبدوا وكأن أسلم يروي ما شاهده من احداث وهذا خلاف الواقع .. كما تقدم
ولا نعلم من أخبر أسلم بهذه الامور؟؟
والله أعلم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[08 - 05 - 04, 01:32 ص]ـ
أخي محمدا وفقه الله
أولا: أنا طويلب علم، والمقام مقام مدارسة وفقك الله.
ثانيا: أنا نظرت في ظاهر الاسناد فرأيت أن ظاهره الصحة، وقد استعجلت في ذلك، فلم أنظر في رواية العبدي عن عبيدالله ولم أنظر في التفرد الذي حصل منه، وقد نبه الأخ مصطفى وفقه الله إلى ذلك، فأزال غشاوة كانت على عيني.
ثالثا: طرق هذه الرواية:
1 - ابن أبي شيبة في المصنَّف (8/ 572) ط الكتب العلمية
ورواه عنه ابن أبي عاصم في كتاب ((المذكر و التذكير والذكر)) رقم [19] ص 91. ولم يسم أشخاصا إنما فيه ((أن هؤلاء النفر يجتمعون عندك))
2 - وأخرجه البزار في (( ...... )) ومن طريقه ابن عبدالبر في الاستيعاب قال
حدثنا أحمد بن يحيى حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبدالله بن عمر (1) عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عليا والزبير كانا ... ،
وفيه: ((لأفعلن ولأفعلن)) ولم يذكر هدما أو تحريقا
3 - وأخرجه الخطيب في التاريخ (6/ 75) ط بشار عواد، مختصرا
... حدثنا الفضل بن سهل الأعرج حدثنا محمد بن بشر حدَّثنا عبيدالله بن عمر عن زيد بن أسلم عن أبيه قال عمر بن الخطَّاب لفاطمة ((يا بنت رسول الله، ما كان أحد من النَّاس أحب إلينا من أبيك، وما أحد بعد أبيك أحبّ إلينا منك)).
4 - وجاء في فضائل الصحابة لأحمد، ولكنه من زيادات القطيعي والله أعلم
رابعا: علي رضي الله عنه عندما طلب أبا بكر ليبايعه، بعد ستة أشهر من خلافته _ أي بعد موت فاطمة _ أرسل إليه أن ائتنا، ولا يأتنا أحد معك، كراهية لمحضر عمر، فقال عمر: لا والله لا تدخل عليهم وحدك ...
وعلل علي عدم المبايعة بقوله: ولكنا كنا نرى أن لنا في هذا الأمر نصيبا.
[متفق عليه]
فلو كان الجو صافيا بينهما قبل أن يبايع علي رضي الله عنه لما طلب ذلك.
وليس في ذلك التهديد الذي قام به عمر لهما لو صحَّت الرواية أي طعن فيه، لأن النَّاس قد بايعوا أبا بكر واجتمعوا عليه، ولو فتح الباب للمعارضين من أبناء قريش، فسيفتح الأنصار بابا آخر ويطالبون بأحقيتهم في الخلافة أيضا، فكان هذا الموقف من عمر رضي الله عنه _ لو صح _ رأيا سديدا، وفقه الله له لتستتب الأمور.
أما التعليل الذي ذكره الأخ الفاضل " عدو المشركين " من عدم حضور أسلم للقصة فله حظ من النظر أيضا
والله أعلم
***********
(1) كذا في المطبوع، فإن كان صوابا فهو زيادة في التعليل، حيث إن ((عبدالله العمري)) ضعيف، وإن كان تصحَّف من عبيدالله فتفرد العبدي عنه يكفي للتعليل كما ذكر الأخ مصطفى وفقه الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 05 - 04, 01:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وحتى لو صحت الرواية فالتوجيه المذكور موفق ومسدد
وقد جاءت هذه القصة كذلك عند الطبري في التفسير ولا تصح
قال الطبري في التاريخ (3/ 199)
¥(40/309)
حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن زياد بن كليب قال أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير مصلتا السيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه.
وقد ذكرها كذلك جمع ولكن لايصح منها شيء
ففي كتاب سليم بن قيس الرافضي!! والعقد الفريد لابن عبدربه 2: 25 والإمامة والسياسة المنسوب زورا لابن قتيبة وابن أبي الحديد المعتزلي الضال وغيرهم.
ولايصح منها شيء.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 05 - 04, 08:10 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عدو المشركين
... ومن ترجمته التي لا تخفى عليك ان عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أشتراه من مكة في خلافة ابو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ومتن الرواية تبدوا وكأن أسلم يروي ما شاهده من احداث وهذا خلاف الواقع .. كما تقدم
ولا نعلم من أخبر أسلم بهذه الامور؟؟
مع أن هذه في العادة علة غير قادحة (كون أسلم قد سمع من عمر) فمع النكارة، قد تصبح قادحة كذلك.
تصحيح: لعل من الأصح أن تقول: في خلافة أبي بكر
أقول: ويعارض تلك الرواية رواية أصح منها بمرات.
قال ابن كثير في البداية والنهاية (6\ 693 ط. دار المعرفة، بيروت) في أحداث سنة 11: وقد اتفق الصحابة –رضي الله عنهم– على بيعة الصديق في ذلك الوقت حتى علي بن أبي طالب والزبير بن العوام –رضي الله عنهما–. والدليل على ذلك ما رواه البيهقي حيث قال:
في سنن البيهقي الكبرى (8\ 143): حدثنا أبو عبد الله الحافظ (الحاكم صاحب المستدرك) إملاءً، وأبو محمد بن أبي حامد المقري قراءة عليه، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب (جيد) ثنا جعفر بن محمد بن شاكر (ثقة ثبت) ثنا عفان بن مسلم (ثقة ثبت) ثنا وهيب (ثقة ثبت) ثنا داود بن أبي هند (ثقة ثبت) ثنا أبو نضرة (العبدي، ثقة) عن أبي سعيد الخدري (ر) قال: لما توفي رسول الله (ص)، قام خطباء الأنصار (في دار سعد بن عبادة)، فجعل الرجل منهم يقول: «يا معشر المهاجرين، إن رسول الله (ص) كان إذا استعمل رجُلاً منكم قَرَنَ معَهُ رجلاً مِنّا. فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان: أحدهما منكم، والآخر منا». فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك. فقام زيد بن ثابت (ر) فقال: «إن رسول الله (ص) كان من المهاجرين. وإن الإمام يكون من المهاجرين. ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله (ص)». فقام أبو بكر (ر) فقال: «جزاكم الله خيراً يا معشر الأنصار، وثبّتَ قائِلَكُم». ثم قال: «أما لو ذلك لما صالحناكم». ثم أخذ زيد بن ثابت (وفي البداية والنهاية عمر بن الخطاب) بيد أبي بكر فقال: «هذا صاحبكم فبايعوه». ثم انطلقوا، فلما قعد أبو بكر (ر) على المنبر، نظر في وجوه القوم فلم ير علياً (ر). فسأل عنه فقام ناسٌ من الأنصار، فأتوا به. فقال أبو بكر (ر): «ابن عم رسول الله (ص) وختنه، أردتَ أن تشُقّ عصا المسلمين؟». فقال: «لا تثريب يا خليفة رسول الله (ص)». فبايعه. ثم لم ير الزبير بن العوام (ر). فسأل عنه، حتى جاءوا به. فقال: «ابن عمة رسول الله (ص) وحواريه، أردت أن تشق عصا المسلمين؟». فقال مثل قوله: «لا تثريب يا خليفة رسول الله». فبايعاه.
قال البيهقي: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي الحافظ الإسفرائيني ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة (إمام الأئمة) وإبراهيم بن أبي طالب، قالا: ثنا بندار بن بشار (ثقة) ثنا أبو هشام المخزومي (ثقة ثبت) ثنا وهيب (ثقة ثبت) ثم فذكره بنحوه. قال أبو علي الحافظ: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: جاءني مسلم بن الحجاج (الإمام صاحب الصحيح) فسألني عن هذا الحديث، فكتبته له في رقعة، وقرأت عليه. فقال: «هذا حديثٌ يسوي بدنة». فقلت: «يسوي بدنة؟ بل هو يسوي بدرة».
وهذا يدل كذلك على أنه في الجزء المفقود من صحيح ابن خزيمة. والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3\ 80) وقال: «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه». وأخرجه أحمد في مسنده (5\ 185) مختصراً.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[08 - 05 - 04, 04:33 م]ـ
فائدة:
جاء في البداية والنهاية (6/ 306،607) طبعة دار الكتب العلمية:
"وروينا من طريق المحامليّ عن القاسم بن سعيد بن المسيّب، عن علي بن عاصم، عن الحريري، عن أبي نصرة، عن أبي سعيد فذكره مثله في مبايعة علي والزُّبير رضي الله عنهما يومئذ.
وقال موسى بن عقبة في مغازيه عن سعد بن إبراهيم حدَّثني أبي أنَّ أباه عبد الرَّحمن بن عوف كان مع عمر، وأنَّ محمَّد بن مسلمة كسر سيف الزُّبير.
ثمَّ خطب أبو بكر واعتذر إلى النَّاس وقال: والله ما كنت حريصاً على الإمارة يوماً ولا ليلة، ولا سألتها الله في سرٍّ ولا علانية، فقبل المهاجرون مقالته.
وقال علي والزُّبير: ما تأخرنا إلا لأنَّنا أُخرنا عن المشورة، وإنا نرى أبا بكر أحقَّ النَّاس بها إنَّه لصاحب الغار، وإنَّا لنعرف شرفه وخيره، ولقد أمره رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بالصَّلاة بالنَّاس وهو حيّ وهذا اللائق بعلي رضي الله عنه والذي يدل عليه الآثار من شهوده معه الصَّلوات وخروجه معه إلى ذي القصَّة بعد موت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كما سنورده وبذله له النَّصيحة والمشورة بين يديه.
وأمَّا ما يأتي من مبايعته إيَّاه بعد موت فاطمة، وقد ماتت بعد أبيها عليه السلام بستة أشهر فذلك محمول على أنها بيعة ثانية أزالت ما كان قد وقع من وحشة بسبب الكلام في الميراث ومنعه إيَّاهم ذلك بالنَّص عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في قوله: ((لا نورِّث ما تركنا فهو صدقة)) كما تقدم إيراد أسانيده وألفاظه ولله الحمد. اهـ
¥(40/310)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[08 - 05 - 04, 11:57 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
مصنف ابن أبي شيبة (7\ 432): حدثنا محمد بن بشر (ت203) نا عبيد الله بن عمر (ت147هـ) حدثنا زيد بن أسلم (ت136) عن أبيه أسلم (ت80) أنه:
حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم ...
... فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر.
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
قال ابن كثير في البداية والنهاية (6\ 693 ط. دار المعرفة، بيروت) في أحداث سنة 11: وقد اتفق الصحابة –رضي الله عنهم– على بيعة الصديق في ذلك الوقت حتى علي بن أبي طالب والزبير بن العوام –رضي الله عنهما–. والدليل على ذلك ما رواه البيهقي حيث قال:
في سنن البيهقي الكبرى (8\ 143): حدثنا أبو عبد الله الحافظ (الحاكم صاحب المستدرك) إملاءً، وأبو محمد بن أبي حامد المقري قراءة عليه، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب (جيد) ثنا جعفر بن محمد بن شاكر (ثقة ثبت) ثنا عفان بن مسلم (ثقة ثبت) ثنا وهيب (ثقة ثبت) ثنا داود بن أبي هند (ثقة ثبت) ثنا أبو نضرة (العبدي، ثقة) عن أبي سعيد الخدري (ر)
... ثم أخذ زيد بن ثابت (وفي البداية والنهاية عمر بن الخطاب) بيد أبي بكر فقال: «هذا صاحبكم فبايعوه». ثم انطلقوا،
فلما قعد أبو بكر على المنبر، نظر في وجوه القوم فلم ير علياً. فسأل عنه فقام ناسٌ من الأنصار، فأتوا به.
فقال أبو بكر: «ابن عم رسول الله وختنه، أردتَ أن تشُقّ عصا المسلمين؟». فقال: «لا تثريب يا خليفة رسول الله». فبايعه.
ثم لم ير الزبير بن العوام. فسأل عنه، حتى جاءوا به.
فقال: «ابن عمة رسول الله وحواريه، أردت أن تشق عصا المسلمين؟». فقال مثل قوله: «لا تثريب يا خليفة رسول الله». فبايعاه.
أنا لا أرى فرقا بين الروايتين _ من وجهة نظري القاصرة _ لأنهما تأخرا عن البيعة أولا، ثم بايعا بعد أن بايع الناس لأبي بكر.
أمَّا التفصيلات حول تهديد عمر رضي الله عنه لهما فهذه تحتاج لإسناد صحيح.
وهذا الذي قصدته منذ البداية أخي محمد
فإن كنا متفقين فالحمد لله، وإن كان هناك تباين في الآراء فأرجو التوجيه بارك الله فيك.
والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 05 - 04, 12:03 ص]ـ
جزاك الله خيراً. فتبقى النكارة في التهديد بالقتل والحرق وغير ذلك، مما يستنكر جداً. والله أعلم.
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[30 - 04 - 05, 01:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا اخواني الكرام
انا لي سؤالين ولكم جزيل الشكر ان اجبتم عنهما
السؤال الأول:
القول بان أسلم لم يحضر في الحادثة والرواية فيها كأنه يروي ما شاهده، ولا نعلم من اخبره
كلام صحيح
قولك اخي محمد الأمين ربما سمع من عمر ذلك، فاقول: فنحن لا نستطيع ان نأكد انه سمع او لا والاصح ان نقول انه لم يكن حاضرا في ذلك الوقت ولم يشاهد الحادثة ولا نعلم من اخبره فربما اخبره احد من غير الصحابة (وعندها لا نعلم عدالته او ظبطه) وربما اخبره صحابي وربما وربما ...
ومثل ما قلت شيخنا الكريم محمد الأمين ان مع نكارة هذه الرواية، يصبح عدم وجود أسلم في الحادثة علة في الرواية ويسبب ضعفها
هل كلامي هذا صحيح؟ وهل هذه هي العلة الوحيدة للحديث؟
السؤال الثاني:
بالنسبة للرواية التي يقول فيها ابو سعيد الخدري رضي الله عنه ان عليا والزبير رضي الله عنهما بايعا في أول الأمر، تقول ان هذه الرواية تعارض الرواية التي تبحث فيها، فاقول لك ربما يقول لك قائل ان هذه الرواية لا تتعارض مع رواية تهديد تحريق الدار على فاطمة رضي الله عنه، فبعدما سأل ابو بكر رضي الله عنه عن علي والزبير، ذهب عمر وغيره من الموجودين الى بيت فاطمة رضي الله عنه وحدث ما حدث من تهديد لها حسب ما تقول الرواية وبعد ذلك رجع علي والزبير وبايعوا ابو بكر كما تقول الرواية التي نبحث فيها: فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر.
هذا مجرد سؤال اخي الكريم وليس اقرار واعوذ بالله ان يكون عمر قد فعل ذلك
ولكن من باب السؤال .. فهل هذا الكلام صحيح ام لا؟
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[30 - 04 - 05, 08:13 م]ـ
¥(40/311)
وجدت كلاما لشخص يريد اثبات هذه الرواية واورده لكم اخواني لتروا ان كان صحيحا ام فيه علة
قال:
(أقول: وأسلم كان معاصرا للحادثة كما نص على ذلك المترجمين له قال الذهبي في طبقات الحفاظ ج1ص24ت32: " أسلم مولى عمر بن الخطاب أبو خالد ويقال أبو زيد حبشي بجاوي، أدرك، ومات سنة ثمانين وله أربع عشرة ومائة سنة ".
فعندما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان عمر أسلم 34 سنة تقريبا وقد أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وإن ادعى مدعي أنه لم يكن موجودا حينها في المدينة –ولا دليل عليه- فإن الشاهد من الرواية وهو قول عمر بن الخطاب: (وأيم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت) بحكم المتصل سندا لأن أسلم مولى عمر وسمع منه فقول عمر هذا يحمل على سماع أسلم له من سيده عمر، خاصة وأن أسلم راوية تاريخ عمر.
وقد نص علماء الحديث على حمل هذه الرواية وأمثالها على السماع، فقد ذكر ابن حجر العسقلاني في فتح الباري موردا لذلك في رده على الدارقطني الذي اعترض على رواية في صحيح البخاري أن راويها لم يكن موجودا حين الحادثة فقال في رده العسقلاني إن الراوي للحادثة وإن لم يكن موجودا حينها إلا أنه قد سمع مؤخرا ممن حدثت معه تلك الحادثة فتحمل على سماع الراوي ممن حدثت معه تلك الحادثة وإن لم يصرح في الرواية أنه قد سمع الحادثة منه.
وهذه هي رواية البخاري التي اعترض عليه الدارقطني، صحيح البخارى ج 5 ص 66: حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسير في بعض اسفاره، وكان عمر بن الخطاب يسير معه ليلا، فسأله عمر بن الخطاب عن شئ فلم يجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سأله فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، وقال عمر ابن الخطاب: ثكلتك أمك يا عمر، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك، قال عمر: فحركت بعيرى ثم تقدمت امام المسلمين وخشيت ان ينزل في قرآن، فما نشبت ان سمعت صارخا يصرخ بى قال فقلت لقد خشيت ان يكون نزل في قرآن وجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت فقال لقد انزلت على الليلة سورة لهى احب إلى مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ انا فتحنا لك فتحا مبينا"
ونقل ابن حجر في مقدمة فتح الباري ص371 اعتراض الداقطني عليها بالإرسال بدعوى أن أسلم مولى عمر لم يكن حاضرا الحادثة:
" قال الدارقطني: أخرج البخاري عن القعنبي وعبد الله بن يوسف وغيرهما عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسير وعمر معه الحديث في نزول سورة الفتح مرسلا وقد وصله قراد وغيره عن مالك ".
فعقب عليه ابن حجر العسقلاني قائلا: " قلت: بل ظاهر رواية البخاري الوصل، فإن أوله وإن كان صورته صورة المرسل فإن بعده ما يصرح بأن الحديث لأسلم عن عمر، ففيه بعد قوله فسأله عمر عن شئ فلم يجبه. فقال عمر نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك قال عمر فحركت بعيري ثم تقدمت امام الناس وخشيت أن ينزل في قرآن. وساق الحديث على هذه الصورة حاكيا لمعظم القصة عن عمر فكيف يكون مرسلا هذا من العجب والله أعلم ".
وهنا قول آخر لابن حجر العسقلاني يقرر القاعدة السابقة بمورد آخر يروي فيه عروة بن الزبير وهو تابعي ما حصل في زمن رسول الله وهو لم يدرك ذلك الزمن قطعا:
عند شرحه لهذا الحديث:
صحيح البخاري ج2ص896ح 2401:
((هشام بن عروة أخبرني أبي ثم أن حكيم بن حزام رضي الله عنه أعتق في الجاهلية مائة رقبة وحمل على مائة بعير فلما أسلم حمل على مائة بعير وأعتق مائة رقبة قال فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أرأيت أشياء كنت أصنعها في الجاهلية كنت أتحنث بها يعني أتبرر بها قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت على ما سلف لك من خير))
قال ابن حجرالعسقلاني في فتح الباري ج5ص169:
((قوله أن حكيم بن حزام أعتق ظاهر سياقه الإرسال لأن عروة لم يدرك زمن ذلك لكن بقية الحديث أوضحت الوصل وهي قوله (قال: فسألت) ففاعل قال هو حكيم بالحق عروة قال قال حكيم فيكون بمنزلة قوله عن حكيم))
فعروة بن الزبير لم يعاصر الحادثة - فهي أشكل من رواية أسلم الذي عاصرها ولا نسلم بأنه لم يكن موجودا حين الحادثة- ومع ذلك حكم على الرواية بالاتصال لأن في وسطها يوجد (قال -أي حكيم- سألت) وعروة سمع من حكيم بعد زمان الحادثة فتحمل على الاتصال، وإن لم يعاصر الحادثة.
فرواية حكيم في بدايتها ((أن حكيم بن حزام رضي الله عنه أعتق في الجاهلية مائة رقبة)) مع أن عروة لم يدرك زمان النبي فكيف يدرك الجاهلية؟! ومع ذلك هي متصلة لأنه سمع من حكيم بعد الحادثة وإن لم يصرح بسماعه منه ".
فإذن رواية أسلم وإن كان صورتها صورة المرسل إلا أنها متصلة السند لقرينة في داخل الرواية وهي نقله لقول عمر بن الخطاب وتهديده بحرق بيت فاطمة عليها السلام، وأسلم سمع من عمر فيما بعد.))
انتهى.
¥(40/312)
ـ[فهد صلاح]ــــــــ[01 - 05 - 05, 01:29 م]ـ
للرفع
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 05 - 05, 10:49 م]ـ
ومثل ما قلت شيخنا الكريم محمد الأمين ان مع نكارة هذه الرواية، يصبح عدم وجود أسلم في الحادثة علة في الرواية ويسبب ضعفها
هل كلامي هذا صحيح؟ وهل هذه هي العلة الوحيدة للحديث؟
جزاك الله خيرا أخي فهد. لكن ليست هذه العلة الوحيدة للحيث.
وهذه إعادة لتلخيص علل الحديث:
- تفرد محمد بن بشر العبدي عن عبيد الله بهذا الحديث، فروى ما لم يروه الرواة عنه. مع أنه كوفي. وقد ذكر يعقوب بن شيبة السدوسي كما في شرح العلل لابن رجب (2/ 608) أن في سماع أهل الكوفة من عبيد الله العمري شيئاً، ولم يتابع في هذا الحديث. وكفا بها من علة.
- إضافة إلى تفرد عبيد الله عن أصحاب زيد بن أسلم بهذا الحديث، كالثوري ومالك ومحمد بن عجلان، مع أن قصة كهذه ينبغي لها أن تشتهر.
- أسم كان من سبي اليمن. ابتاعه عمر بن الخطاب بمكة سنة إحدى عشرة، إذ بعثه أبو بكر الصديق فيها ليقيم للناس الحج. وهذا دليل قاطع على أنه لم يشهد ما حدث بالمدينة.
فإن قيل إن هذه علة غير قادحة، فإنه محمول على أنه سمعه من عمر. أقول: هذه العلل في الأصل غير قادحة، غير أنها إذا جمعت لنكارة المتن أصبحت عللاً قادحة. وعلى هذا سار أئمة النقد المتقدمين. فإن لم يجدوا للحديث المنكر عللاً إسنادية قادحة عللوه بأخرى هي بالأصل غير قادحة، لكنها لو جمعت لنكارة المتن صارت كذلك. والله أعلم.
ـ[الفهدي1]ــــــــ[15 - 07 - 05, 10:55 م]ـ
السلام عليكم إخواني
عندي سؤالين عن هذه الرواية
الأول: قال الأخ مصطفى الفارسي عن محمد بن بشر:
- هوكوفي وذكر يعقوب بن شيبة السدوسي أن في سماع أهل الكوفة من عبيد الله العمري شيئا، شرح العلل لابن رجب (2/ 608)، ولم يتابع في هذا الحديث.
ولكن أخي الأحاديث التي ذكرها مسلم، قرن فيها محمد بن بشر بعبدالله بن نمير
وعبدالله بن نمير هو أيضا كوفي، فكيف نوجه كلام يعقوب السدوسي في أن سماع أهل الكوفة من عبيد الله العمري شيء؟ فمحمد بن بشر كوفي وكذلك عبدالله بن النمير
الثاني: وجدت بعض الروايات التي ذكرها مسلم في بداية الباب، وأي رواية يذكرها في بداية الباب يعني أنها أصح الروايات فيه
وجدت أن مسلما احتج برواية محمد بن بشر عن عبيد الله العمري في أول باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه في كتاب الجنائز
16 - (927) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير جميعا عن ابن بشير قال أبو بكر حدثنا محمد بن بشر العبدي عن عبيدالله بن عمر قال حدثنا نافع عن عبدالله
: أن حفصة بكت على عمر فقال مهلا يا بنية ألم تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه؟
ووجدت حديثا آخر لمحمد بن بشر عن عبيد الله ج4 ص2238:
79 - (2921) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبيدالله عن نافع عن ابن عمر
: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتقاتلن اليهود فلنقتلنهم حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي فتعال فاقتله
لا أعلم هل احتج مسلم هنا بهذه الرواية أم أوردها شاهدا
فأرجو البيان من الإخوة
ـ[ابو محمد المصرى الأثرى]ــــــــ[13 - 03 - 10, 11:44 ص]ـ
ذكر الأخ مصطفي الفاسي -عند نقله أحاديث مسلم عن العبدي (الحديث السادس):
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير. جميعا عن ابن بشير. قال أبو بكر: حدثنا محمد بن بشر العبدي عن عبيدالله بن عمر قال: حدثنا نافع عن عبدالله أن حفصة بكت على عمر. فقال: مهلا يا بنية! ألم تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه؟
ثم قال الأخ الفهدي 1:
وجدت أن مسلما احتج برواية محمد بن بشر عن عبيد الله العمري في أول باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه في كتاب الجنائز
16 - (927) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير جميعا عن ابن بشير قال أبو بكر حدثنا محمد بن بشر العبدي عن عبيدالله بن عمر قال حدثنا نافع عن عبدالله
: أن حفصة بكت على عمر فقال مهلا يا بنية ألم تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه؟
فهل النسخة التي ينقلون منها بها تصحيف؟؟؟ لأن كليهما قالا: (جميعا عن ابن بشير)، وإنما هو ابن بشر
¥(40/313)
و إن يكن فما اسم هذه النسخة حتي تصحح؟
ـ[ابنة السنة النبوية]ــــــــ[14 - 03 - 10, 09:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا
استفدت منكم
ـ[الناصح]ــــــــ[14 - 04 - 10, 12:40 م]ـ
هذه بعض الأحاديث والروايات التي انتقد فيها محمد بن بشر
وربما كان معه غيره كما في متابعة عبد الله بن نمير، وأبو أسامة، ومحمد بن بشر، والحسن بن
عياش فرووه، عن عبيد الله، عن سعيد، عن أبي هريرة، لم يقولوا فيه: عن أبيه، والقول قول
يحيى بن سعيد. ولكن حكم الدارقطني فيها ليحيى بن سعيد
في علل الترمذي الكبير - (1/ 142)
حدثنا القاسم بن دينار الكوفي، حدثنا محمد بن بشر، عن عبيد الله بن عمر، عن الزهري، عن
عمرو بن أبي الأسد، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد واضعا
طرفيه على عاتقيه (1)، وقال أبو أسامة، عن عبيد الله، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن
عمر بن أبي سلمة، ولم يذكر سعيدا، قال أبو عيسى: وحديث محمد بن بشر، عن عبيد الله بن
عمر خطأ أخطأ فيه، وقال عمرو بن أبي الأسد: وإنما هو عمر بن أبي سلمة، وأبو سلمة اسمه
عبد الله بن عبد الأسد. وحديث عبدة عن عبيد الله أصح، وحديث عبيد الله عن هشام بن عروة،
عن أبيه، عن عمر بن أبي سلمة هو حديث صحيح أيضا
وفي الإصابة في تمييز الصحابة - (5/ 288)
عمرو بفتح ثم سكون بن أبي الأسد وهم فيه بعض الرواة قال الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن
حرب المروزي حدثنا محمد بن بشر عن عبيد الله بن عمر عن الزهري عن عمرو بن أبي الأسد قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلى في ثوب واحد واضعا طرفيه على عاتقيه قال أبو
موسى في الذيل رواه أبو كريب وعلي بن حرب وغيرهما عن محمد بن بشر هكذا وقال الدارقطني
في الإفراد تفرد به محمد بن بشر هكذا والصواب ما رواه أبو أسامة وغيره عن عبيد الله بن عمر عن
الزهري عن سعيد بن المسيب عن عمرو بن أبي سلمة بن عبد الأسد
وفي علل الدارقطني - (2/ 160)
وسئل عن حديث سنين أبي جميلة عن عمر انه قال في المنبوذ الذي وجده هو حرو علينا نفقته
ولك ولاؤه.
فقال يرويه الزهري واختلف عنه؛
فرواه محمد بن بشر، وحفص بن غياث عن عبيد الله بن عمر، عن الزهري، عن سعيد بن
المسيب عن أبي جميلة.
وكذلك قال حجاج بن أرطاة عن الزهري.
والصواب ما رواه مالك بن أنس وغيره عن الزهري سمعت سنينا أبا جميلة يحدث سعيد بن المسيب.
وفي علل الدارقطني - (8/ 134)
س 1456 - وسئل عن حديث المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه
سئل من أكرم الناس؟ فقال: أتقاهم لله، قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: فيوسف نبي الله
ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله، قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: فعن معادن العرب
تسألون؟ فإن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا.
فقال: يرويه عبيد الله بن عمر، واختلف عنه؛ فرواه يحيى بن سعيد القطان، عن عبيد الله، عن سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة.
وخالفه عبد الله بن نمير، وأبو أسامة، ومحمد بن بشر، والحسن بن عياش فرووه، عن عبيد الله، عن سعيد، عن أبي هريرة، لم يقولوا فيه: عن أبيه، والقول قول يحيى بن سعيد.
وفي علل الدارقطني - (12/ 297)
وسئل عن حديث سالم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أريت في النوم أني أستقي على قليب، فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين، فنزع نزعا ضعيفا، ثم جاء عمر ... الحديث.
فقال: يرويه عبيد الله بن عمر، واختلف عنه؛فرواه محمد بن بشر العبدي، عن عبيد الله بن عمر، عن أبي بكر بن سالم، عن ابن عمر. وأسقط من الإسناد: سالما.
وفي علل الدارقطني - (13/ 13)
ورواه عبد الأعلى، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر
الرفع عند الافتتاح، وعند الركوع، وعند قوله: سمع الله لمن حمده، وعند النهوض من الركعتين.
ورواه محمد بن بشر، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر. فعله غير مرفوع، وذكر الرفع في
الافتتاح، وفي الركوع، وفي السجود.
وفي علل الدارقطني - (13/ 54)
وسئل عن حديث نافع، عن ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منبري على ترعة
من ترع الجنة.
فقال: يرويه عبيد الله بن عمر، واختلف عنه؛
¥(40/314)
فرواه محمد بن بشر، وميمون بن زيد، والقاسم بن عبد الله العمري، عن عبيد الله عن نافع، عن
ابن عمر.
والمحفوظ: عن عبيد الله، عن خبيب، عن حفص، عن أبي هريرة.
وفي فتح الباري- تعليق ابن باز - (6/ 133)
قوله: "باب كراهية السفر بالمصاحف إلى أرض العدو" سقط لفظ: "كراهية" إلا للمستملي فأثبتها،
وبثبوتها يندفع الإشكال الآتي. قوله: "وكذلك يروى عن محمد بن بشر عن عبيد الله" هو ابن
عمر"عن نافع عن ابن عمر" وتابعه ابن إسحاق عن نافع. أما رواية محمد بن بشر فوصلها إسحاق
بن راهويه في مسنده عنه ولفظه: "كره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسافر بالقرآن إلى
أرض العدو مخافة أن يناله العدو". وقال الدار قطني. والبرقاني: لم يروه بلفظ الكراهة إلا محمد بن
بشر.
وفي سير أعلام النبلاء - (11/ 126)
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، عن عبيد الله، عن أبي الزناد، عن الاعرج،
عن أبي هريرة قال: ذكر لرسول الله، صلى الله عليه وسلم الهلال، فقال: " إذا رأيتموه فصوموا، وإذا
رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين " (1).
هذا حديث صحيح غريب.
تفرد به أبو الزناد عن الاعرج، ولم يروه عنه سوى عبيد الله بن عمر، ولا عن عبيد الله سوى محمد
بن بشر العبدي فيما علمت.
*قلت ((علما أنه عند مسلم رواه عن أبي بكر بن أبي شيبة والنسائي من طريق أبي بكر وأحمد
عن محمد بن بشر عن عبيد الله عن أبي الزناد عن أبي هريرة))
قال أبو عبدالرحمن في السنن الكبرى
ذكر الاختلاف على عبيد الله بن عمر في هذا الحديث.
2443 - أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا عبيد الله، قال: حدثنا نافع، عن
ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه، فإن
غم عليكم فاقدروا له.
2444 - أخبرني أبو بكر بن علي، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر،
قال: حدثنا عبيد الله، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: ذكر رسول الله صلى الله
عليه وسلم الهلال فقال: إذا رأيتموه فصوموا، فإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين.
قال في تحفة الأشراف - (8/ 33)
*8214 (س) حديث: لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له. س في
الصوم (7 ب: 1) عن عمرو بن علي، عنه به. رواه محمد بن بشر، عن عبيد الله بن عمر، عن أبي
الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة (ح 13797). قال س: حديث يحيى عندنا أولى بالصواب.
[/ COLOR][/SIZE][/B]
ربما يستفاد من هذه النقول في مقارنة محمد بن بشر مع غيره من الرواة عن عبيد الله بن عمر
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[15 - 04 - 10, 07:17 م]ـ
رحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ما كان أنصحه لدين الله ولجماعة المسلمين، ووالله لولا شدته تلك لانفلت الامر،و ابتغى المنافقون الغوائل للاسلام والمسلمين،وكان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بابا في وجه الفتنة ماحيي فلما مات وانكسر ذاك الباب وقع الذي تعلمون.هذه واحدة.
ولقد ثبتت عندنا عدالة امير المؤمنين ونصيحته وشفقته وحياطته للاسلام والمسلمين بيقين فلا تزول إلا بيقين مثله، وهذا خبر فيه مافيه مما ذكره المتدخلون، أفنترك اليقين للظنون؟ معاذ الله. هذه ثانية.
والثالثة هي ان يقال للروافض: هبوا أن هذا الخبر صحيحا، فهل تجدون فيه أنه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قد أنفذ وعيده واحرق باب الدار كما تفترون؟ وهل مجرد الوعيد موجب للمؤاخذة؟ ألم يتوعد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - المتخلفين عن الصلاة بتحريق بيوتهم عليهم وفيها نساؤهم وذراريهم ممن لا تجب عليهم جماعة؟ فهل كان ذلك منه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلا تغليظا وتشديدا ووعيدا؟ فما تقولونه هنا فقولوه هناك.
ولقد كان عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يد ابي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - التي بها يبطش بالمنافقين، وسيفه الذي به يقوم اعوجاج المعوجين،وكان له من تفويض الخليفة له بالتصرف ما لا خفاء فيه عند احد من المسلمين يومئذ.
ـ[محمدلؤي صبحي]ــــــــ[24 - 06 - 10, 02:15 ص]ـ
احسنتم بارك الله بكم(40/315)
((علل أحاديث التفسير)) لشيخنا: يحيى بن عبدالله الشهري
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[08 - 05 - 04, 12:16 ص]ـ
علل أحاديث التفسير
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله، وصحبه أجمعين .. أما بعد:
فعلم علل الأحاديث من أغمض أنواع علوم الحديث وأدقها، وعر المسالك، ضيق المخارج، تتقاصر عنه الهمم، لصعوبته وتشعبه، لا يقوم به إلا من رزقه الله ـ تعالى ـ فهمًا ثاقبًا وحفظًا واسعًا، ومعرفةً تامةً بمراتب الرواة، وملكة قوية تحيط بتشعب الأسانيد واختلاف المتون، ولهذا لم يتكلم فيه إلا القليل من أهل هذا الشأن، كعبدالرحمن بن مهدي، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، والبخاري، ويعقوب بن شيبة، وأبي حاتم، وأبي زرعة، ومسلم، والنسائي، والدارقطني، وغيرهم رحمهم الله.
فهم أهل النقد العارفين بالنقل، الذائقين كلام الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالعقل، وهذا العلم مسلم لهم، ولهم فيه معارف وطرق يختصون بها، وقد تناولوا بالنقد كثيرًا من الرواة، وبينوا ما في بعض مروياتهم من العلل، وصنفوا في ذلك المصنفات النافعة.
وهم العارفون بسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حقاً، وهم النقاد الجهابذة صدقًا، "الذين ينتقدون انتقاد الصيرفي الحاذق للنقد البهرج من الخالص، وانتقاد الجوهري الحاذق للجوهر مما دلس به".
فلذا قصُرت همم كثير من الناس عن تتبع العلل في الأحاديث، والاكتفاء بالحكم المجمل على الأسانيد والمتون، لوعورة هذا المسلك، وعدم ظهور وجه العلة إلا بعد طول الفحص والنظر.
وهذا المنهج فيه من التجوز الشيء الكثير، فكم من حديث أعله الأئمة، ولم يقبل هذا بعض الناس؛ لقصورهم عن فهم وجه العلة في الحديث، فدعاهم هذا إلى رد كلام الأئمة المتقدمين، والتصحيح والتحسين لأحاديث كثيرة، هي عند التمحيص معلولة.
وكم كان هذا الأمر يشغلني كثيرًا عند اطلاعي على أحكام كثير من أخوتنا المعاصرين في هذا الباب، فلما شرفت بدعوة من أخي الفاضل عبدالرحمن البكري المشرف العام على شبكة التفسير والدراسات القرآنية، للمشاركة فيما يطرح في هذه الشبكة من مقالات ومشاركات قيمة وأبحاث علمية محررة، نشطت للكتابة في ما يخص أحاديث التفسير، وبيان عللها .. تمشيًا مع خاصية هذه الشبكة.
وإنما حفزني لذلك أني رأيت بعض الجهود القيمة التي فيها محاولة جمع أحاديث التفسير والكلام عليها، ظهر فيها إهمال جوانب مهمة متعلقة بهذا الباب، سيتضح الكثير منها عند منا قشتنا للأحاديث المعلة.
وحيث إنه كتب في باب العلة الشيء الكثير، فسأكتفي بلمحات حول طرفي العنوان، ثم أختم بمنهجي في عرض الأحاديث وبيان عللها .. ثم أشرع في المراد.
ولربما عرجت على هذا الجانب بدراسة مستفيضة بعد استكمالي الكلام على الأحاديث ـ بإذن الله تعالى ـ إذ إن التعرض لهذا الجانب الآن سيكون فيه جوانب قصور كثيرة.
لمحة عن أحاديث العلل
العلة في اللغة: ذكر ابن فارس في معجمه (مقاييس اللغة): أن لكلمة (أعل) أصولاً ثلاثة صحيحة:
أحدها: التكرر أو التكرير.
الثاني: العائق الذي يعوق.
الثالث: الضعف في الشيء.
ولعل أقربها لاصطلاح المحدثين الأصل الثالث .. فالمراد بالضعف المرض، يقال: علّ المريض، يعِلُّ، علَّة، فهو عليل، وأعله الله فهو مُعل.
ووجه المناسبة أن العلة إذا طرأت على الحديث ظاهر الصحة أعلته، ونزلت به من الصحة إلى الضعف.
والقياس عند أهل اللغة أن يسمى (المُعل) لأنه اسم مفعول من الفعل (أعل).
ويجوز فيه (المعلل) أخذ من الأصل الثاني عند ابن فارس .. يقال: أعله عن كذا أي أعاقه وشغله وألهاه.
وعلى هذا يكون المعنى: الحديث الذي أعاقته العلة، وشغلته، فلم يعد صالحًا للعمل به.
قال الحافظ العراقي:
وسمّ ما بعلةٍ مشمولُ * مُعللاً ولا تقل معلولُ
وقد اشتهر عند المحدثين تسميته بالمعلول. وإن أنكرهذا ابن الصلاح والنووي والعراقي.
وممن حفظ عنه استخدام هذا البخاري، والترمذي، والدارقطني، وابن عدي، والحاكم، والخليلي، وابن عبدالبر، والبيهقي، والسخاوي.
وسمى ابن حجر كتابه (الزهر المطلول في الخبر المعلول).
¥(40/316)
وقد خرج لهم البعض وجهًا يصح به ما أطلقوه من جهة اللغة .. قال ابن سيده في (المحكم): " واستعمل أبو إسحاق لفظة (المعلول) في المتقارب من المعروض، والمتكلمون يستخدمون لفظة (المعلول) في مثل هذا كثيرًا، فلست منها على ثقة ولا ثلَج، لأن المعروف إنما هو (أعله الله فهو معلّ)، اللهم إلا أن يكون على ما ذهب إليه سيبويه، من قولهم: (مجنون)، و (مسلول) من أنهما جاءا على جننته وسللته ولم يستعملا في الكلام واستغنى عنهما بأفعلت، وإذا قالوا: جُنَّ وسُلَّ فإنما يقولون: جُعل فيه الجنون والسِّل، كما قالوا: حُزن وفُسل". اهـ.
والعلة في اصطلاحهم: تطلق على كل ما فيه علة سواء كانت خفية أو ظاهرة، قادحةً أو غير قادحة، فكل ما فيه علة يصح أن يقال: إن فيه علة، وهذا حديث معلول.
وكل اختلاف في الحديث يمكن أن يسمى علة، سواء كان هذا الاختلاف يؤدي إلى رد الحديث أو عدم رده.
فالمعنى العام إذًا: كل ما حصل فيه قدح في صحة الحديث، سواءً ضعِّف به الحديث أم لا.
والعلماء النقاد يعبرون بذلك، فيطلقون العلة على العلة الخفية، والعلة الظاهرة، وعلى العلة القادحة، وعلى العلة غير القادحة.
فلذلك سنسلك هذا المسلك، وذلك ببيان أوجه الاختلاف سندًا ومتنًا، حتى وإن لم يكن للعلة أثر على صحة الحديث وضعفه.
فإذا أطلقنا العلة فالمراد المعنى الخاص فإنما نقصد بها العلة الخفية التي تقدح في صحة الحديث.
وعليه فالمعنى الخاص للعلة: ما لا يدخلها ضرب الجرح والتعديل والكلام عن الرواة بالقبول أو الرد من ناحية الضبط أو من ناحية العدالة.
قال الحاكم في (المعرفة): " إنما يعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل، فإنَّ حديث المجروح ساقط واهٍ.
وعلة الحديث يكثر في أحاديث الثقات، أن يحدثوا بحديث له علة، فيخفى عليهم علمه، فيصير الحديث معلولاً، والحجة فيه عندنا الحفظ والفهم والمعرفة لا غير ". اهـ.
والمعنى العام هو كل ما كان فيه علة، وقلما نستخدمها بهذا المعنى.
وسنتناول في حديثنا النوعين، وإن كان مقصودنا الأسمى النوع الأول.
أجناس العلة:
العلة لها صور بحسب ورودها، وقد قسمها أبوعبدالله الحاكم في كتابه (معرفة علوم الحديث) إلى عشرة أقسام .. وذكرها البلقيني في (محاسن الاصطلاح)، والسيوطي في (تدريب الراوي)، وتتلخص فيما يلي:
أحدها: أن يكون السند ظاهره الصحة، وفيه من لا يعرف بالسماع.
الثاني: أن يكون الحديث مرسلاً من وجه رواه الثقات الحفاظ، ويسند من وجه ظاهره الصحة.
الثالث: أن يكون الحديث محفوظاً عن صحابي، ويروى عن غيره لاختلاف بلاد رواته كرواية المدنيين عن الكوفيين.
الرابع: أن يكون محفوظاً عن صحابي فيروي عن تابعي، يقع الوهم بالتصريح بما يقتضي صحته، بل ولا يكون معروفا من جهته.
الخامس: أن يكون روى بالعنعنة وسقط منه رجل دل عليه طريق أخرى محفوظة.
السادس: أن يختلف على رجل بالإسناد وغيره، ويكون المحفوظ عنه ما قابل الإسناد.
السابع: الاختلاف على رجل في تسمية شيخه أو تجهيله.
الثامن: أن يكون الراوي عن شخص أدركه وسمع منه، لكنه لم يسمع منه أحاديث معينة، فإذا رواها عنه بلا واسطة فعلتها أنه لم يسمعها منه.
التاسع: أن تكون طريقه معروفة يروي أحد رجالها حديثاً من غير تلك الطريق، فيقع من رواه من تلك الطريق بناء على الجادة في الوهم.
العاشر: أن يروي الحديث مرفوعاً من وجه وموقوفاً من وجه.
قال الحاكم: وبقيت أجناس لم نذكرها، وإنما جعلنا هذه مثالا لأحاديث كثيرة.
وخلاصة هذا أن العلة ترد في الإسناد وقد ترد في المتن، فإذا وقعت في الإسناد فقد تقدح في المتن وقد لا تقدح، وورودها في المتن كذلك.
أوجه الكشف عن العلل:
1 ـ جمع روايات الحديث الواحد، والموازنة بينها سندًا ومتنًا، فيظهر من الاتفاق والاختلاف مواطن العلل.
قال الخطيبُ البغداديُّ في (الجامع لأخلاق الراوي): "والسبيلُ إلى معرفةِ علة الحديث أنْ يجمع بين طرقه، وينظر في اختلاف رواته، ويعتبر بمكانهم من الحفظ ومنزلتهم في الإتقان والضبط، كما أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني بنيسابور قال: سمعتُ أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، يقول: سمعتُ عثمان بن سعيد الدارمي، يقول: سمعتُ نعيم بن حماد، يقول: سمعت ابن المبارك، يقول: إذا أردتَ أن يصحَّ لكَ الحديث فاضرب بعضه ببعض".
¥(40/317)
وقال علي بنُ المديني ـ رحمة الله عليه ـ: "البابُ إذا لم تجمع طرقه لم يتبين خطؤه".
2 ـ النظر في الأسانيد من حيث النقص والزيادة، والعلو والنزول.
3 ـ أن ينص أحد من الأئمة النقاد على علة في الحديث.
4 ـ كمال المعرفة والفهم، التي يعرف بواسطتها أحاديث الرواة، مما ينبه على علل خفية، لا يحتمله الرواة في حديثهم، وهذا ليس إلا للحذاق من الحفاظ، لكثرة ممارستهم للحديث ومعرفتهم، إذ يكثر في قولهم: "هذا الحديث يشبه حديث فلان" .. "وهذا الحديث لا يشبه حديث فلان".
وقال ابن رجب في (شرح علل الترمذي): "معرفة مراتب الثقات، وترجيح بعضهم على بعض عند الاختلاف، إمّا في الإسناد، وإمّا في الوصل والإرسال، وإما في الوقف والرفع ونحو ذلك، وهذا هو الذي يحصل من معرفته وإتقانه وكثرة ممارسته الوقوف على دقائق علل الحديث".
مظان أحاديث العلل:
من مظان العلل الأحاديث المشهورة، كثيرة التداول، ولذا فلا عجب أن وجدنا العلل في الأحاديث الصحاح بالنظر لكثرة تداولها واختلاف رواتها.
قال الحاكم في (المعرفة): " وعلة الحديث يكثر في أحاديث الثقات، أن يحدثوا بحديث له علة، فيخفى عليهم علمه، فيصير الحديث معلولاً". اهـ.
وقد صنفت فيه مصنفات خاصة من أشهرها:
1 ـ العلل الكبير للترمذي.
2 ـ علل الحديث لابن أبي حاتم.
3 ـ المسند الكبير المعلل للبزار. طبع منه تسعة مجلدات بتحقيق محفوظ الرحمن السلفي ـ رحمه الله ـ وطبع من باقيه العاشر والحادي عشر بتحقيق عادل بن سعد.
4 ـ العلل الواردة في الأحاديث النبوية لأبي الحسن الدارقطني. طبع منه أحد عشر مجلدًا بتحقيق محفوظ الرحمن السلفي ـ رحمه الله ـ والباقي ما زال مخطوطًا.
5 ـ العلل المتناهية في الأحاديث الواهية لابن الجوزي.
ومن مظانها كذلك جامع الترمذي، والسنن الكبرى للنسائي، والضعاء للعقيلي والكامل لابن عدي، وتهذيب الآثار للطبري، والحلية لأبي نعيم، والسنن الكبرى للبيهقي.
ومما يجدر التنبيه إليه أن هناك العدد الكثير من الأحاديث التي لم تكشف عللها بعد، فلا عجب أن وجدنا أحاديث معلولة لم نسبق لتعليلها.
أما من ناحية التقعيد فهناك مصنفات ودراسات كثيرة، منها:
1 ـ شرح علل الترمذي لابن رجب .. وهو عمدة في هذا الباب .. مع مقدمته القيمة للدكتور همام سعيد.
2 ـ الحديث المعلول قواعد وضوابط للدكتور حمزة المليباري.
3 ـ الحديث المعل للدكتور خليل ملا خاطر.
وبعض الدراسات والمداخل القيمة بين يدي بعض الرسائل العلمية التي لها تعلق بعلم العلل، مثل علم علل الحديث من خلال كتاب بيان الوهم والإيهام لإبراهيم بن الصديق، ومرويات الزهري المعلة للدكتور عبدالله دمفو، ويعقوب بن شيبة السدوسي آثاره ومنهجه في الجرح والتعديل لعلي لصياح، الأحاديث التي أعلها الإمام يحيى بن معين من خلال سؤالات الدوري والدارمي وابن محرز وابن الجنيد والدقاق لهشام الحلاف، وغير ذلك.
لمحة عن أحاديث التفسير:
نشأت أحاديث التفسير مع نشأة علم الرواية، إذ كان من أبرز مهام النبي (صلى الله عليه وسلم) بيان القرآن الكريم، قال تعالى:?وأنزلنا إليك الذكرلتُبين للناس ما نُزِّل إليهم?. [النحل: 44]. وقال: ?وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدىً ورحمةً لقومٍ يؤمنون? [النحل: 64]. فكانت حياته (صلى الله عليه وسلم)، وهديه وسيرته شارحةً للقرآن الكريم، تفسرمجمله، وتخصص عامه، وتقييد مطلقه. وكان الصحابة يتلقون منه القرآن الكريم تلاوة لألفاظه وبيانًا لمعانيه، فجمعوا بين العلم والعمل.
فعن أبي عبدالرحمن السلمي، قال: حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أنهم كانوا يقترئون من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عشر آيات، ولا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العمل والعلم، فإنا علمنا العمل والعلم.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف برقم (29929)، وأحمد برقم (23529).
وهذا يدخل فيه تعليم الإسلام والقرآن والسنن والأحكام .. وهذا هو المعنى العام للتفسير النبوي، ويلتحق به تفسير غيره من كبار الصحابة.
¥(40/318)
أما المعنى الخاص: فهو يقتصر على ما ورد عنه (صلى الله عليه وسلم) من تفسير لآيات بأعيانها، أوأحاديث فيها تأكيد ما ورد في القرآن الكريم من قصص الأنبياء، وأخبار الأمم الماضية، وأحوال الآخرة، والبعث والنشور، والجنة والنار.
ويلتحق بذلك عندهم ما ورد في فضل بعض الآيات والسور، وأسباب النزول، وبيان الناسخ والمنسوخ، واختلاف القراءات .. وهذا المعنى أخذناه من تصرفات المحدثين في تبويبهم.
وقد اشتهر عن جماعة من الصحابة معرفتهم بالتفسير، وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وابن مسعود، ابن عباس، وغيرهم.
وقد تصدر منهم ابن مسعود وابن عباس للإقراء والتفسير، خاصة ابن عباس، وبان فيه أثر دعوته (صلى الله عليه وسلم): "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل". أخرجه ابن حبان.
واشتهر من تلاميذه مجاهد (101هـ)، وعكرمة (107هـ)، وعطاء (114هـ)، وطاوس (106هـ)، وجابر بن زيد (93هـ)، وسعيد بن جبير (95هـ).
واشتهر كذلك من التابعين أبو العالية الرياحي (90هـ)، وقتادة بن دعامة السدوسي (110هـ)، والحسن البصري (110هـ)، ومقاتل بن سليمان (105هـ)، والضحاك بن مزاحم (105هـ).
ويليهم طبقة السدي الكبير (127هـ)، والربيع بن أنس (140هـ).
وهؤلاء لهم نسخ منثورة عن غير واحدٍ من الصحابة، وقد اشتهر في هذه الفترة تصنيف بعضهم لذلك، كما ورد من تصنيف سعيد بن جبير استجابة لطلب عبدالملك بن مروان، ثم ظهر التصنيف في طبقة تلي هؤلاء بصورة أشمل، من هذه المصنفات:
1 ـ تفسير معمر بن راشد (154هـ).
2ـ تفسير سعيد بن أبي عروبة (156هـ).
3 ـ تفسير الحسين بن واقد المروزي (159هـ).
4 ـ تفسيرزائدة بن قدامة (160هـ).
5 ـ تفسير سفيان الثوري (161هـ).
6 ـ تفسير إبراهيم بن طهمان (168هـ).
7 ـ تفسير عبدالله بن المبارك (181هـ).
8 ـ تفسير هشيم بن بشير (183هـ).
9 ـ تفسير سفيان بن عيينة (198هـ).
10 ـ تفسير عبدالرزاق الصنعاني (211هـ).
11 ـ تفسير ابن أبي شيبة (235هـ).
وقد حوت هذه المصنفات التفسير النبوي، وتفسيرالصحابة والتابعين، وكانت عمدة من أتى بعدهم من مصنفي السنن والتفاسير، يبين هذا سياقهم لأسانيد مروياتهم، وهو ما يعرف في عصرنا هذا بالموارد.
وقد اعتنى المحدثون بأحاديث التفسير فضمنوها مصنفاتهم، لا فرق بين أصنافها ومسانيدها، وكانت من أهم مقاصد مصنفي الأبواب .. فهذا البخاري في (الجامع الصحيح) عقد كتابًا للتفسير أورد فيه (472) بابًا من أبواب التفسير مرتبةً على حسب سور القرآن الكريم وآيه.
قال الحافظ في الفتح (2/ 743): " اشتمل كتاب التفسيرعلى خمسمئة حديث وثمانية وأربعين حديثا من الأحاديث المرفوعة وما في حكمها، الموصول من ذلك أربعمئة حديث وخمسة وستون حديثا، والبقية معلقة وما في معناه، المكرر من ذلك فيه وفيما مضى أربعمئة وثمانية وأربعون حديثا، والخالص منها مئة حديث وحديث، وافقه مسلم على تخريج بعضها، ولم يخرج أكثرها لكونها ليست ظاهرة في الرفع، والكثير منها من تفاسير بن عباس رضي الله تعالى عنهما وهي ستة وستون".
ثم أردفه بكتاب (فضائل القرآن) وقد ضمنه (37) بابًا.
قال الحافظ في الفتح (9: 103): " اشتمل كتاب فضائل القرآن من الأحاديث المرفوعة على تسعة وتسعين حديثا، المعلق منها وما التحق به من المتابعات تسعة عشر حديثا، والباقي موصولة، المكرر منها فيه وفيما مضى ثلاثة وسبعون حديثا ... وفيه من الآثار عن الصحابة فمن بعدهم سبعة آثار والله أعلم ".
ونجد الترمذي في (جامعه) عقد كتابًا في (فضائل القرآن) وأورد فيه (25) بابًا، وفيها قرابة (61) روايةً.
.. ثم تلاه بكتاب القراءات وأورد فيه (13) بابًا، وفيها (27) روايةً .. ثم أعقبهما بكتاب التفسير وأورد فيه (95) بابًا، وفيها قرابة (484) روايةً.
ومن أوسع ما ذكر ضمن كتب السنة الأصول كتاب تفسير النسائي، وهو أحد الكتب الجامعة ضمن سننه الكبرى، ذكر فيه ما يزيد على (420) بابًا، وفيها ما يقارب (735) رواية.
وذكر قبله بعدة أبواب كتاب فضائل القرآن ضمنه (61) بابًا، وفيها (93) رواية، وأبواب قراءة القرآن وفيه (55) رواية.
ضمن هذه الأبواب مجتمعة مئات الآثار، وقليل من الأحاديث المرفوعة الصحيحة وبعض الأحاديث الضعيفة والمعلولة، وستكون تعليلاته (رحمه الله) من مواردنا في هذه المقالات.
¥(40/319)
ثم برزت التفاسير الجامعة للتفسير بالمأثور كتفسير ابن جرير الطبري، وتفسير ابن أبي حاتم، وحوى هذان التفسيران كثيرًا من تفاسير التابعين المنثورة، وكانا عمدة كل من أتى بعدهما من مصنفي التفسيربالمأثور، وطيلة القرون اللاحقة لم يخب نور هذين الكتابين وبقيا أهم مصدرين لجميع الدراسات في مجال التفسير وعلوم القرآن إلى يومنا هذا.
ومن التفاسير المشهورة ـ كذلك ـ تفسير البغوي، وتفسير ابن كثير، والدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي.
فأما تفسير البغوي فقد امتدحه ابن تيمية وقال: إنه أحسن التفاسير .. وقد حوى قدرًا لا بأس به من الأحاديث المرفوعة .. وهو في مجمله تحرير لتفسير الثعالبي.
وتميز تفسير ابن كثير بالجمع والاختصار والعزو للأصول مع التمحيص والحكم في بعض الأحيان.
أما تفسير السيوطي ففقد قيمته الصناعية لكونه ليس مسندًا، ولو ظهر أصله (ترجمان القرآن) لكان نافعًا.
أما ما سوى هذه الأصول فيكثر فيها الأحاديث الضعيفة بل والموضوعة، ولعل السبب في ذلك ندرة الأحاديث الصحيحة والثابتة المرفوعة، حتى اشتهر عن الإمام أحمد قوله: ثلاثة كتب ليس لها أصول وهي: المغازي، والتفسير، والملاحم. أخرجه الخطيب في (الجامع) من طريق الميموني.
قال ابن حجر: ينبغي أن يضاف إليها الفضائل فهذه أودية الأحاديث الضعيفة والموضوعة؛ إذ كانت العمدة في المغازي على مثل الواقدي، وفي التفسير على مثل مقاتل والكلبي، وفي الملاحم على الإسرائيليات، وأما الفضائل فلا يحصى كم وضع الرافضة في فضل أهل البيت، وعارضهم جهلة أهل السنة بفضائل معاوية بدأً، وبفضائل الشيخين وقد أغناهما الله وأعلى مرتبتهما عنها. اهـ.
وقد اختلف في مراد أحمد بهذا الحرف .. فحملها الخطيب والذهبي وغيرهما على أن مراده بذلك كتبًا مخصوصة.
قال الخطيب في (الجامع): "وهذا الكلام محمول على وجه، وهو أن المراد به كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها ولا موثوق بصحتها، لسوء أحوال مصنفيها، وعدم عدالة ناقليها، وزيادات القصاص فيها، فأما كتب الملاحم فجميعها بهذه الصفة، وليس يصح في ذكر الملاحم المرتقبة والفتن المنتظرة غير أحاديث يسيرة اتصلت أسانيدها إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) من وجوه مرضية وطرق واضحة جلية.
وأما الكتب المصنفة في تفسير القرآن فمن أشهرها كتابا الكلبي ومقاتل بن سليمان ... ولا أعلم في التفسير كتابًا مصنفًا سلم من علة فيه أو عري من مطعن عليه ". اهـ.
ويرى القاسمي: أن معنى ذلك أن الغالب عليها أنها مرسلة. وهو رأي وجيه.
وقد أنكر المحدثون على أهل الزهد والتصوف كثيراً مما ذكروه في كتبهم من الأحاديث الموضوعات، كحال الغزالي في كتابه (إحياء علوم الدين)، وأبي طالب المكي في (قوت القلوب)، وأبي الليث السمرقندي في (تنبيه الغافلين).
وكذلك أنكروا على أهل التفسير ما يوردونه في تفاسيرهم من أحاديث مكذوبة وإسرائيليات باطلة مستشنعة. كحال ما أورده الكلبي ومقاتل في تفسيريهما، وأبو بكر النقاش في (شفاء الصدور)، والثعالبي في (الكشف والبيان) ... وفي مصنفاتهم من الكذب ما لا يخفى بطلانه، خاصةً ما كان في باب فضائل الآي والسور، فمن لم يميز يقع في غلط عظيم، وربما اغتر به البعض فنقله، وربما عمل به.
لمحة عن المنهج المتبع:
سيكون معولنا في ما نذهب إليه من كشف علل الأحاديث، على أئمة النقد المتقدمين، الذين مهروا في معرفة العلل، مع ما يفتح الله به من الفهم والمعرفة .. ولما كانت العلل لا توجد إلا في الأحاديث التي يظن بها الصحة، فإن من شرطنا:
عدم إيراد الأحاديث الضعاف البين ضعفها، فهي وإن كانت معلولة، إلا أنه لا يجري عليها مصطلح العلة، من حيث الخفاء والغموض.
وألا نورد حديثًا صحيحًا من كل وجه لا علة فيه، فدخل معنا بهذا كل حديث صح من وجه وأعل من وجه آخر.
ومن شرطنا (كذلك): عدم إيراد الأحاديث الغرائب التي تفرد بها الثقات أو من دونهم إذ لا وجه للعلة فيها، إلا إذا صُححت وظهر لي في تصحيحها نظر، فأوردها من باب التنبيه على نكارتها.
وألا أتعرض للآثار إلا في أضيق الحدود .. إذ المقصود بأحاديث التفسير هنا الطراز الأول المنقول عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وسوف أتعرض لتراجم الرواة، وبيان أوجه التجريح والتعديل في البعض منهم، ممن يكون للكلام فيه أثر على الحديث، وأعرض عن بقية الرواة الذين لا يظهر لهم أثر في ضعف الرواية أو إعلالها، وسوف يكون ذلك بطريقة مجملة مختصرة.
وأتعرض كذلك لبيان بعض القواعد الحديثية الاصطلاحية .. التي يتم بواسطتها معرفة بعض وجوه العلل.
وربما نبهت على بعض اللطائف الإسنادية، المتعلقة بما أورده من أحاديث.
وربما فسرت الغريب، وذكرت بعض الفوائد إن اقتضى الحال.
على أني لن ألتزم منهجًا معينًا في عرض المادة العلمية، إذ أنه لم يسبق لي أن كتبت في هذا الموضوع، فسأقوم بالكلام على الحديث وفق ما يتفق لي، في كل حديث بحسبه، منتظرًا إفادة القراء ومشاركاتهم لزيادة التحرير.
وسوف أبتدئ (بعون الله تعالى) بآي كتاب الله الكريم آية فآية وسورة فسورة، مقدمًا ما له تعلق بالاستعاذة والبسملة، مما هو داخل في شرطنا، على أن أفرد لكل حديث مشاركة خاصة، ليتسنى التعقيب لمن أراد ذلك، وليسهل عليَّ الإحالة إلى رقم المشاركة عند الضرورة كتكرار ترجمة أحد الرواة، أو تكرار ورود الحديث في تفسير آية من الآيات، أو الحاجة للتذكير بقاعدة من قواعد الجرح والتعديل .. ونحو ذلك.
ونحن هنا إنما نطرح هذه العلل لأهل العلم وطلابه، الذين يقدرون هذا الفن ويجلون أصحابه، ونذكر علل الأحاديث نصيحة للدين وحفظًا لسنة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وصيانة لها، وتمييزًا مما يدخل على رواتها من الغلط والسهو والوهم، ولا يوجب ذلك طعناً في غير الأحاديث المعلة بل تقوى بذلك الأحاديث السليمة لبراءتها من العلل وسلامتها من الآفات. ونستمد من الله ـ تعالى ـ السداد والتوفيق.
وسوف يكون محل الحلقات إن شاء الله ملتقى أهل التفسير في هذه الشبكة العلمية؛ لإتاحة المجال للتعقيب والمناقشة.
د. يحيى بن عبدالله البكري الشهري*
¥(40/320)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[08 - 05 - 04, 12:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(الاستعاذة)
[1] حديث: استب رجلان عند النبي (صلى الله عليه وسلم)، فغضب أحدهما فاشتد غضبه حتى انتفخ وجهه وتغير، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد"، فانطلق إليه الرجل فأخبره بقول النبي (صلى الله عليه وسلم)، وقال: تعوذ بالله من الشيطان، فقال: أترى بي بأسا؟ أمجنون أنا؟ اذهب.
الحديث أورده ابن كثير في تفسيره (1/ 15)، (2/ 279)، والقرطبي في الجامع (1/ 88)، والسيوطي في الدر المنثور (7/ 327 ـ 328)، والشوكاني في فتح القدير (4/ 517).
وأورده الأستاذ الفاضل حكمت بشير في كتابه القيم الصحيح المسبور (1/ 67) والسياق له.
طرق الحديث:
ورد من ثلاث طرق: عن أبي بن كعب، وسليمان بن صرد، ومعاذ بن جبل.
1 ـ فأما حديث أبي بن كعب، فلفظه: تلاحا رجلان عند النبي (صلى الله عليه وسلم)، فتصدَّع أنف أحدهما غضبًا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إني لأعلم شيئًا لو قاله ذهب عنه ما يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
وفيه اختلاف سيأتي بيانه وتخريجه في حديث معاذ.
2 ـ وأما حديث سليمان بن صرد: فلفظه: استب رجلان عند النبي (صلى الله عليه وسلم)، فجعل أحدهما يغضب ويحمر وجهه، فنظر إليه النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال: " إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". فقام إلى الرجل رجلٌ ممَّن سمع النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال: أتدري ما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) آنفًا، قال: "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب ذا عنه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" فقال له الرجل: أمجنونا تراني؟!.
أخرجه البخاري برقمي (5701) (5764) ومسلم برقم (2610) واللفظ له. وهو أصح الأحاديث.
وقد أورده الحاكم في المستدرك (2/ 478/ برقم 3649) في تفسير سورة السجدة: أبو البختري عبدالله بن محمد بن شاكر، عن أبي أسامة، حدثنا الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن سليمان بن صرد (رضي الله عنه)، قال: استب رجلان قرب النبي (صلى الله عليه وسلم) فاشتد غضب أحدهما، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): "إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه الغضب: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، فقال الرجل: أمجنون تراني؟ [فتلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)].
وقال: " هذا حديث صحيح الإسناد".
وأخرجه البيهقي في الشعب برقم (8283): من طريق الحاكم به.
والحديث رواه نصر بن علي الجهضمي عند مسلم (2610)، ورواه علي بن المديني عند البخاري في الأدب المفرد برقم (1319): كلاهما عن أبي أسامة، ولم يذكرا هذه الزيادة.
ورواه كذلك حفص بن غياث عند البخاري برقم (5701)، ومسلم برقم (2610)، وجرير بن عبدالحميد عند البخاري برقم (5764)، وأبو معاوية عند مسلم برقم (2610)، وموسى بن أعين عند الطبراني في الكبير برقم (6488): أربعتهم عن الأعمش ليس عند أحد منهم تلك الزيادة.
فظهر أن التفرد من قبل أبي البختري هذا .. قال ابن أبي حاتم في الجرح (5/ 162): "سمعت منه مع أبى وهو صدوق، قال: سئل أبى عنه، فقال: شيخ".
وقال ابن حبان في الثقات (8/ 367): " مستقيم الحديث".
وقال الدارقطني: "صدوق ثقة". سؤالات الحاكم برقم (117).
قلت: ولم يذكر ابن حجر هذه الزيادة عند شرحه لهذا الحديث، رغم أنه لهج بذكر الزوائد والاختلاف في شرحه .. وهذه في نظري علة في الحديث.
3 ـ وأما حديث معاذ بن جبل: فلفظه: استب رجلان عند النبي (صلى الله عليه وسلم)، فغضب أحدهما فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): "إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب غضبه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
يرويه عبدالملك بن عُمير، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عنه. واختلف عليه فيه:
وقد بوب علىهذا الاختلاف النسائي في الكبرى (6: 104) بقوله: (ما يقول إذا غضب وذكرُ الاختلاف على عبد الملك بن عمير في خبر أبي بن كعب).
(أ) ـ وأورده من رواية سفيان (يعني الثوري) عنه به برقم (10221)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3: 436/ برقم 1237): واللفظ له.
(ب) ـ ومن رواية زائدة (وهو ابن قدامة) عنه به برقم (10222) نحوه.
¥(40/321)
(ج) ـ ومن رواية يزيد يعني ابن زياد عنه، فجعله من رواية ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب برقم (10223) ومن طريقه الضياء في المختارة (3: 436/ برقم 1236): نحوه. اهـ.
ونزيد فنقول: وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف برقمي (25383)، (29582)، وأحمد في مسنده برقم (22139)، وعبد بن حميد في مسنده ـ كما في المنتخب ـ برقم (11)، والطبراني في الكبير (20: 141): من حديثه (كذلك).
وأخرجه أحمد في مسنده برقم (22164)، والترمذي في الجامع برقم (3452)، والطبراني في الكبير (20: 141): من حديث سفيان به.
وله وجهان آخران .. من رواية جرير بن عبدالحميد، وعبيدالله بن عمر.
(د) ـ فرواية جرير: أخرجها أبوداود الطيالسي في مسنده برقم (570)، وأبو داود السجستاني في السنن برقم (4780)، ومن طريقه الخطابي في غريبه (1: 142): من حديث جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل بلفظ: استب رجلان عند النبي (صلى الله عليه وسلم)، فغضب أحدهما غضبًا شديدًا حتى خُيِّل إليَّ أنَّ أنفه يتمزَّع من شدَّة غضبه، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): إني لأعلم كلمةً لو قالها لذهب عنه ما يجده من الغضب، فقال ما هي يا رسول الله؟ قال: يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم".
قال: فجعل معاذ يأمره فأبى ومحكَ، وجعل يزدادُ غضبًا.
وهذا اللفظ مجوَّد .. وهو للسجستاني، أما الطيالسي فاختصره.
(هـ) ـ ورواية عبيدالله بن عمر: أخرجها أحمد في المسند برقم (22142)، والطبراني في الكبير (20: 140/ برقم 286): من رواية عمرو بن خالد الحراني، ثنا عبيد الله بن عمر، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، قال: انتسب رجلان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وعنده رجلان فغضب أحدهما، حتى جعل يتمزغ من الغضب، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): إني لأعلم كلمة لو قالها لأذهبت الذي به من الغضب، فدنوت منه، فقلت: يا نبي الله! ما هي يا نبي الله؟ وأحببت أن أعلم أله خاصة أم للمؤمنين عامة؟ قال: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم"، فدنوت من الرجل، فقلتها له، فلم يقلها، فلم يزدد إلا غضبًا.
وقال الترمذي: "وهذا حديث مرسل عبد الرحمن بن أبي ليلى، لم يسمع من معاذ بن جبل، مات معاذ في خلافة عمر بن الخطاب، وقتل عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن أبي ليلى غلامٌ ابن ست سنين.
وهكذا روى شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى". اهـ.
قال الدارقطني في (الأفراد) ـ كما في أطرافه لابن القيسراني برقم (604) ـ: " تفرد به زياد بن أبي الجعد، عن عبدالملك بن عمير، عن ابن أبي ليلى، وكذلك رواه الفضل بن موسى السيناني، عن يزيد.
وخالفهما عمرو بن عبدالغفار الفُقيمي فرواه، عن يزيد، عن عبدالرحمن بن عابس بن ربيعة النخعي، عن ابن أبي ليلى، عن أبي.
وهو غريبٌ من حديث عبدالرحمن بن عابس.
تفرد به عمرو بن عبدالغفار، عن عن يزيد بن زياد". اهـ.
وقال في العلل (6: 57): " يرويه عبد الملك بن عمير واختلف عنه، فرواه الثوري، وإسرائيل، وزائدة، وجرير: عن عبد الملك عن بن أبي ليلى عن معاذ. خالفه يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن عبد الملك، عن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب. والصحيح قول من قال عن معاذ ".
وأورده ابن حجر في الأمالي المطلقة (ص184) من طريق يزيد به.
وقال: "هذا حديث حسن. أخرجه النسائي في الكبرى: عن يوسف بن عيسى، عن الفضل بن موسى، عن يزيد بن زياد ـ وهو ابن أبي الجعد ـ فوقع لنا عاليًا.
وأخرجه من رواية سفيان الثوري، وزائدة بن قدامة.
وكذا أخرجه أحمد من روايتهما.
والترمذي: من رواية الثوري.
وأبو داود: من رواية جرير.
كلهم عن عبد الملك بن عمير، لكن قالوا: في روايتهم عن معاذ بن جبل بدل أبي بن كعب .. قال الترمذي: هذا منقطع؛ لأن عبد الرحمن لم يدرك معاذًا، وهو كما قال؛ لأن مولد عبد الرحمن بالمدينة قبل وفاة معاذ بدمشق بسنة واحدة.
وقال الدارقطني في (الأفراد): تفرد به يزيد بن زياد بن أبي الجعد عن عبد الملك بن عمير.
وقال في (العلل): رواه الحفاظ عن عبد الملك عن عبد الرحمن عن معاذ وهو الصواب.
قلت: ويزيد بن زياد ثقة، فلعل الاضطراب فيه من عبد الملك بن عمير.
وللحديث شاهد في الصحيحين من حديث سليمان بن صرد، وسياقه أتم ". اهـ.
¥(40/322)
ونقله ابن كثيرفي تفسيره (1: 15) وقال: "قال الترمذي: مرسل يعني أن عبد الرحمن بن ليلى لم يلق معاذ بن جبل، فإنه مات قبل سنة عشرين.
(قال): وقد يكون عبد الرحمن بن ليلى سمعه من أبي بن كعب ـ كما تقدم ـ وبلغه عن معاذ بن جبل، فإن هذه القصَّة شهدها غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم". اهـ.
قلت: بهذا وقفنا (ولم نبعد) على دليل ما سطرناه في التمهيد، من تنكب بعض متأخري الأئمة والمعاصرين طريقة أهل الحديث في التعليل والترجيح!! فهذا ابن كثير يحاول الجمع بين روايتي ابن أبي ليلى: عن أُبي ومعاذ (رضي الله عنهما) .. وهذا ابن حجر حسنها كذلك، مع أنه أقر كلام الدارقطني وحمل الاضطراب على عبدالملك بن عمير. وفي هذا ما فيه!!.
وأخرجه عبد بن حميد في مسنده ـ المنتخب ـ برقم (179)، وعبدالله بن أحمد في زوائده على المسند برقم (21216)، والبيهقي في الشعب برقم (5133): من حديث عبد الله بن نمير، ثنا يزيد بن أبي زياد بن أبي الجعد، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب، قال: انتسب، أو قال: استب رجلان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان، أنا فلان بن فلان، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): انتسب، أو قال: استب رجلان على عهد موسى، فقال أحدهما: أنا فلان بن فلان إلى تسعة، ما أنت لا أم لك؟! قال: أنا فلان بن فلان، ابن الإسلام فأوحى الله إليه: يا موسى هذان المنتسبان ـ أو قال المتسابان ـ أما أنت أيها المعتزي أو المنتسب إلى تسعة أباء في النار، فأنت عاشرهم في النار، وأما أنت أيها المنتسب إلى اثنين فأنت ثالثهما في الجنة.
وقد اختلف على عبدالملك فيه (كذلك).
فأخرجه الطبراني في الكبير (20: 140): من حديث عثمان بن أبي شيبة.
وأخرجه البيهقي في الشعب برقم (5134): من حديث إسحاق بن إبراهيم الحنظلي.
كلاهما عن جرير، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: انتسب رجلان في بني اسرائيل ـ على عهد موسى عليه السلام ـ أحدهما كافر والآخر مسلم، فانتسب الكافر إلى تسعة أباء، فقال المسلم: أنا فلان بن فلان وبرئت ممن سواهم، فخرج منادي موسى ينادي: أيها المنتسبان قد قُضى بينكما، ثم قال: أيها الكافر أما أنت فانتسبت إلى تسعة أباء كفار، وأنت عاشرهم في النار، وأما أنت أيها المسلم فقصرت على أبوين مسلمين وبرئت ممن سواهم، فأنت من أهل الإسلام، وبرئت ممن سواهم. واللفظ للبيهقي.
والحديث أورده الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (1270)، وقال: " أخرجه أحمد، وعنه الضياء في المختارة، والبيهقي في شعب الإيمان: من طريق يزيد بن أبي زياد (الآنفة) .. وقال: " هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير يزيد بن أبي الجعد، وهو ثقة.
وخالفه جرير، فقال: عن عبدالملك بن عمير، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكره.
ورجاله ثقات أيضًا، لكن أشار البيهقي إلى ترجيح الأول. والله أعلم".اهـ.
قلت: هذا اللفظ مختلف كأنه حديث آخر! وليس فيه الشاهد، وإشارة البيهقي تتمثل في إيراده لرواية ابن نمير عن يزيد ... ثم قوله عقبها: وقيل: عن عبدالرحمن عن معاذ .. ثم ساق بسنده رواية إسحاق بن راهوية عن جرير.
وكأن الخلل دخل على عبدالملك بن عمير من هذا الوجه .. خلط بين المتنين!. والله أعلم.
فما حال عبدالملك هذا؟.
قال أحمد: مضطرب الحديث جدًا مع قلة حديثه، ما أرى له خمسمئة حديث، وقد غلط في كثيرٍ منها.
وقال عبد الله بن أحمد: سئل أبي عن عبد الملك بن عمير وعاصم بن أبي النجود، فقال: عاصم أقل اختلافًا عندي وقدم عاصمًا.
وقال ابن معين: مخلط.
قال أبو حاتم: ليس بحافظ وهو صالح تغير حفظه قبل موته.
وقال ابن خراش: كان شعبة لا يرضاه.
ووثقه العجلي.
وقال النسائي وغيره: ليس به بأس.
¥(40/323)
ودافع عنه الذهبي في الميزان (2: 660)، فقال: "لم يورده ابن عدي ولا العقيلي ولا ابن حبان، وقد ذكروا من هو أقوى حفظًا منه وأما ابن الجوزي فذكره فحكى الجرح وما ذكر التوثيق، والرجل من نظراء السبيعي أبي إسحاق وسعيد المقبري، لما وقعوا في هزم الشيخوخة نقص حفظهم وساءت أذهانهم ولم يختلطوا، وحديثهم في كتب الإسلام كلها، وكان عبد الملك ممن جاوز المائة ومات في آخر سنة ست وثلاثين ومئة". اهـ.
وقال ابن حجر في هدي الساري (ص422): " إنما عيب عليه أنه تغير حفظه لكبر سنة، لأنه عاش مئة وثلاث سنين، ولم يذكره ابن عدي في الكامل ولا ابن حبان".
قلت: لم يستوعب العقيلي وابن حبان وابن عدي الرواة الضعفاء، بل عليهم فوات، وما ذكروا من سوء حفظه وخلطه ظاهر في روايته لهذا الحديث.
وقد ذكره سبط ابن العجمي في كتابه الاغتباط بمن رمي بالاختلاط برقم (66)، والعلائي في المختلطين برقم (30). ولم يذكره ابن الكيال في (الكواكب النيرات) وإن كان استدركه محقق الكتاب في ملحقه.
وكل الاختلاف والاضطراب في الإسناد والمتن إنما هو في رواية يزيد بن أبي زياد عنه خاصة، فإما أن يكون سمع هذا الحديث من عبدالملك أكثر من مرة!! وإما أن يكون هذا من قبله وإن كان ثقة! فالثقة قد يهم.
وفقد رواه عنه هاشم بن البريد عند أبي يعلى، ومن طريقه الضياء في المختارة (3: 436 / برقم 1236).
ورواه الفضل بن موسى عند النسائي في الكبرى (6: 104/ برقم10223)، ومن طريقه الضياء في المختارة (3: 437/ برقم 1238).
ورواه عبدالله بن نمير عند عبد بن حميد برقم (179)، وعبدالله بن أحمد في زوائده على المسند برقم (21216)، والبيهقي في الشعب برقم (5133)، فجعلوه ثلاثتهم من حديث أبي بن كعب.
اتفقا الأوليان على اللفظ، وخالف الثالث (كما سبق) فلم يذكر الشاهد من اللفظ النبوي، وإن كان أشار إلى القصة! .. وبقية السياق لحديث آخر. اختلف فيه كذلك!.
فهل سماع يزيد بن أبي زيد عن عبدالملك بآخر رمق؟! .. هذا الظاهر (والله أعلم).
وللقصة الثانية شاهد عن عمر بن الخطاب: أخرجه البيهقي في الشعب برقم (5131): وفيه قصة بين سعد وسلمان رضي الله عنهم أجمعين.
غريب الحديث:
1 ـ قوله: في رواية أُبي (فتصدَّع أنف أحدهما غضبًا)، وفي رواية معاذ: (خُيِّل إلي أن أنفه يتمزَّع من شدة غضبه)، فقوله (يتمزَّع): هذا الحرف مما ذكر في تصحيفات المحدثين، فقال أبو عبيد: "ليس يتمزع بشيء، ولكني أحسبه (يترمع) من شدة الغضب، وهو أن تراه كأنه يرعد من شدة الغضب". غريب الحديث (2: 464)، وانظر النهاية (2: 264) (4: 325)، وتصحيفات المحدثين (1: 385).
قال الأزهري: " إن صح يتمزع فإن معناه يتشقق، يقال: مزعت الشيء إذا قسمته، قال وأنا أحسبه يترمع، وهو أن تراه كأنه يرعد من شدة الغضب". لسان العرب (8: 134).
وقد أنكر هذا الخطابي فقال في غريبه (1: 142): " ولست أدري لم أنكر الصواب واختار غيره، وإنما هو يتمزع كذلك رواه الأثبات".
قال ابن حجر: " يتمزع بالزاي والعين المهملة أي يتقطع، وهي مبالغة في الكناية من شدَّة غضبه". الأمالي المطلقة (ص184).
2 ـ وقوله في رواية معاذ (محك): المحك اللجاج وقد محك يمحك وأمحكه غيره. النهاية (4: 303).
وقال ابن منظور في اللسان (10: 486): " محك المحك المشارة والمنازعة في الكلام و المحك التمادي في اللجاجة عند المساومة والغضب ونحو ذلك و المماحكة الملاجة وقد محك يمحك و محك محكا و محكا فهو ماحك ومحك و أمحكه غيره ". اهـ.
لطائف الحديث:
1 ـ القصة تذكر في أسباب ورود الحديث، فهي سبب لبيان هذا الدعاء عند الغضب .. كما في البيان والتعريف للحسيني (1: 285).
2 ـ يدخل هذا الحديث في المبهمات من ثلاثة أوجه.
الوجه الأول: قوله (استب رجلان)، قال ابن حجر: " لم أعرف أسماءهما". الفتح (10: 467).
الوجه الثاني: في تعيين المأمور .. قال ابن حجر: "وأخلق بهذا المأمور أن يكون كافرًا أو منافقًا، أو كان غلب عليه الغضب حتى أخرجه عن الاعتدال بحيث زجر الناصح الذي دله على ما يزيل عنه ما كان به من وهج الغضب بهذا الجواب السيئ، وقيل: إنه كان من جفاة الأعراب، وظن أنه لا يستعيذ من الشيطان إلا من به جنون، ولم يعلم أن الغضب نوع من شر الشيطان، ولهذا يخرج به عن صورته، ويزين إفساد ما له كتقطيع ثوبه وكسر آنيته أو الأقدام على من أغضبه، ونحو ذلك مما يتعاطاه من يخرج عن الاعتدال". الفتح (10: 467).
وقال النووي: " هذا كلام من لم يفقه في دين الله ولم يعرف أن الغضب نزغ من نزغات الشيطان، وتوهم أن الاستعاذة مختصة بالمجانين، ولعله كان من جفاة العرب، أو يقال: لعله كان كافراً أو منافقاً أو شدة الغضب أخرجته عن حيز الاعتدال بحيث زجر الناصح له". نقله العيني في العمدة (22: 125)، وهو في شرح مسلم للنووي (16: 163) بنحوه.
وقال الحافظ في مقدمة الفتح (ص332): " فيه ثلاثة أبهموا لم أعرف أسماءهم". اهـ.
الوجه الثالث: قوله في رواية سليمان بن صرد: (فقام إلى الرجل رجلٌ ممَّن سمع النبي صلى الله عليه وسلم)، وقع تصريح معاذ بأنه هو في بعض طرق الحديث كما سبق.
حرر في (17/ محرم/1425هـ) .. وإلى لقاء قريب بإذن الله (تعالى).
¥(40/324)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[08 - 05 - 04, 12:21 ص]ـ
[2] حديث: يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الجن والإنس، قلت: أو للإنس شياطين قال: نعم.
أورده الطبري في جامعه (8: 4 ت 5)، والبغوي في تفسيره (2: 124)، والرازي في تفسيره (13: 126)، وابن كثير في تفسيره (1: 306)، (2: 167)، (4: 576)، والقرطبي في جامعه (7: 68)، والسيوطي في الدر المنثور (3: 342)، والشوكاني في فتح القدير (2: 154)، و حكمت بشير في الصحيح المسبور (1: 68).
والحديث من رواية أبي ذر (رضي الله عنه) في قصة طويلة قال فيه: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو في المسجد فجلست إليه، فقال: يا أبا ذر هل صليت؟ قلت: لا.
قال: قم فصل.
قال: فقمت فصليت، ثم أتيته فجلست إليه.
فقال لي: يا أبا ذر استعذ بالله من شر شياطين الإنس والجن.
قال: قلت يا رسول الله! وهل للإنس من شياطين.
قال: نعم يا أبا ذر، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة.
قال: قلت بلى بأبي أنت وأمي.
قال: قل لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة.
قال: قلت يا رسول الله فما الصلاة؟
قال: خير موضوع فمن شاء أكثر ومن شاء أقل.
قال: قلت فما الصيام يا رسول الله؟
قال: فرض مجزئ.
قال: قلت يا رسول الله فما الصدقة؟
قال: أضعاف مضاعفة وعند الله مزيد.
قال: قلت أيها أفضل يا رسول الله؟
قال: جهد من مقل أو سر إلى فقير.
قلت: فأي ما أنزل الله عز وجل عليك أعظم قال الله لا إله إلا هو الحي القيوم حتى ختم الآية.
قلت: فأي الأنبياء كان أول؟
قال: آدم.
قلت: أو نبي كان يا رسول الله؟
قال: نبي مكلم.
قلت: فكم المرسلون يا رسول الله؟
قال: ثلاث مئة وخمسة عشر جمًا غفيرًا.
هذا لفظ وكيع في رواية أحمد.
طرق الحديث واختلاف ألفاظه:
الحديث اشتهر من رواية المسعودي وعرف، وهو عبدالرحمن بن عبدالله بن عتبة بن عبدالله مسعود الكوفي، روى له الأربعة والبخاري تعليقًا، وهو في عداد الثقات: وثقه جهابذة النقاد: ابن معين وابن المديني وابن نمير وأحمد في جماعة، إلا أنه اختلط بسنة أو سنتين، والضابط في حاله: أن من سمع منه بالكوفة والبصرة فسماعه قبل الاختلاط، وهم كثر.
أما من سمع منه في بغداد فحديثه ضعيف لأجل اختلاطه، ومن هذا الضرب: هاشم بن القاسم، وعاصم بن علي بن عاصم، وعبدالرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون.
والقاعدة في المختلطين: الاحتجاج بما روى عنهم الثقات من القدماء الذين نعلم أنهم سمعوا منهم قبل اختلاطهم، وما وافقوا الثقات في الروايات التي لا نشك في صحتها وثبوتها من جهة أخرى؛ لأن حكمهم وإن اختلطوا في أواخر أعمارهم وحمل عنهم في اختلاطهم بعد تقدم عدالتهم حكم الثقة إذا أخطأ، أن الواجب ترك خطئه إذا علم والاحتجاج بما نعلم أنه لم يخطئ فيه، وكذلك حكم هؤلاء الاحتجاج بهم فيما وافقوا الثقات، وما انفردوا مما روى عنهم القدماء من الثقات الذين كان سمعاهم منهم قبل الاختلاط سواء. انظر مقدمة ابن حبان لصحيحه (1/ 161).
وهنا يلزمنا النظر في رواة حديثه هذا، فلما نظرنا، وجدنا من رواته: جعفر بن عون، وعبيدالله بن موسى، وعمرو بن الهيثم، ومحمد بن عبيد، وهاشم بن القاسم، ووكيع، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عُبيد، وأبوداود الطيالسي، وأبو نعيم، والمقري.
فمنهم من سمعه قبل الاختلاط، ومنهم من سمعه بعد الاختلاط.
فإلى بيان مروياتهم:
1 ـ فأما حديث جعفر بن عون: فأخرجه النسائي في (الكبرى 4/ 461) في الاستعاذة/ باب الاستعاذة من شر شياطين الإنس برقم (461): أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، عن أبي عمر، عن عبيد بن خشخاش، عن أبي ذر (فذكره) ولفظ الترجمة له.
2 ـ وأما حديث عبيدالله بن موسى: فأخرجه ابن مردويه (أشار لهذا ابن كثير في تفسيره 2: 167).
3 ـ وأما حديث عمرو بن الهيثم: فأخرجه ابن سعد في الطبقات (1: 54): أخبرنا عمرو بن الهيثم وهاشم بن القاسم الكناني أبو النضر، قالا: أخبرنا المسعودي، عن أبي عمر الشآمي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر (فذكره) بقصة الأنبياء.
4 ـ وأما حديث محمد بن عبيد: فأخرجه هناد في الزهد (2: 516/ برقم 1065): حدثنا محمد بن عبيد، ثنا المسعودي، عن أبي عمرو، عن عبيد بن الخشخاش، قال: قال أبو ذر: (فذكره) بطوله.
¥(40/325)
5 ـ وأما حديث هاشم بن القاسم الكناني: فأخرجه ابن سعد في الطبقات (1: 54): أخبرنا عمرو بن الهيثم وهاشم بن القاسم الكناني أبو النضر، قالا: أخبرنا المسعودي، عن أبي عمر الشآمي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر (فذكره). بقصة الأنبياء.
6 ـ وأما رواية وكيع بن الجراح: فأخرجها أحمد (5: 178/ برقم 21586): ثنا وكيع، ثنا المسعودي، أنبأني أبو عمر الدمشقي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر (فذكره) مطولاً.
وأخرجه البيهقي في الشعب (1: 148/ برقم 130): من طريق أحمد بن عبدالجبار، ثنا وكيع به. (مختصرًا).
7 ـ وأما حديث يزيد بن هارون: فأخرجه أحمد (5: 179/ برقم 21592): ثنا يزيد، أنا المسعودي، عن أبي عمرو الشامي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر (فذكره) بطوله.
وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1: 299/ برقم 3423): به (قال: فقم فصل ركعتين). فحسب.
وأخرجه ابن أبي شيبة (7: 256/ برقم 35933)، وابن أبي عاصم في الأوائل (ص69/برقم 35) به فذكر قصة أول الأنبياء.
8 ـ وأما حديث يعلى بن عبيد: فأخرجه البزار (9: 426/ برقم 4034): حدثنا محمد بن معمر، قال: نا يعلى بن عبيد وأبو داود، قالا: نا المسعودي ـ قال أبو داود: عن أبي عمر. وقال يعلى: عن أبي عمروـ عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر (فذكره).
وأخرجه الحاكم (2: 310/ برقم 3115): أخبرني علي بن عبد الرحمن السبيعي، حدثنا أحمد بن حازم الغفاري، حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا المسعودي، عن أبي عمرو الشيباني، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر (فذكره) مختصراً. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وأخرجه البيهقي في الشعب (2: 457/ برقم 2390): من طريق الحاكم به.
9 ـ وأما حديث الطيالسي فأخرجه في مسنده (ص65/ برقم 478)، ومن طريقه البزار في مسنده (9: 426/ برقم 4034) والبيهقي في الشعب (3: 291/ برقم 3576): حدثنا المسعودي، عن أبي عمر الشامي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر (فذكره) بطوله.
10ـ وأما رواية أبي نعيم فأخرجها البخاري في التاريخ (5: 447): عن أبي ذر (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ((آدم نبي مكلم)). قاله أبو نعيم: عن المسعودي، عن أبي عمر لم يذكر سماعا من أبي ذر (رضي الله عنه).
11 ـ وأما حديث المقري: فأورده الذهبي في سير النبلاء (2: 62) بطوله.
فظهر بسياق هذه الأوجه أن المدار في الحديث على أبي عمرو، وقيل: أبو عمر الشامي. وفي بعض الروايات: الشيباني.
فما حال هذا الرجل؟ الرجل تالف .. قال الدارقطني في سؤالات البرقاني (رقم/ 603): "دمشقي متروك".
وهو مقلٌ جدًا، بل لا أظن له غير هذا الحديث الطويل عن أبي ذر.
ولا يُحفظ فيه غير قول الدارقطني هذا، وعليه فلا يسلم للحافظ ابن حجر قوله فيه في (التقريب): " ضعيف" .. ففي هذا تجوز؛ لأن من كان حكمه كذلك جاز أن يتقوى حديثه بالمتابعة.
وإنما قلنا ذلك لأن الدارقطني معدود لديهم في المتساهلين غير المتعنتين في الجرح.
أما الذهبي فذكره في الكاشف برقم (6750)، فقال: "أبو عمر الدمشقي عن عبيد بن الخشخاش وعمر بن عبد العزيز وعنه المسعودي وحسين الجعفي، واه. (س) ". فأصاب في هذا! ..
والقاعدة فيمن كحاله، أن روايته مردودة غير مقبولة ولا تصح بحال.
وانظر لترجمته (كذلك) تاريخ دمشق (76: 97).
أما شيخه عبيد بن الخشخاش: فقال ابن ماكولا (3: 148): "عبيد بن الخشخاش. روى عن أبي ذر، روى حديثه المسعودى، عن أبي عمر الدمشقي عنه، وقيل فيه: بالحاء والسين المهملتين". اهـ.
وهذا يدل على أن عبيدًا هذا في عداد المجاهيل إذ ليس معروفًا في غير هذا الحديث.
قال البخاري في التاريخ الكبير (5: 447): لم يذكر سماعًا عن أبي ذر (رضي الله عنه)، وضعفه الدراقطني.
وذكره الذهبي في المغني برقم (3960): ولم يزد على ما قال البخاري هنا .. لكنه ذكره في الميزان (3: 19) وقال: قال البخاري في (الضعفاء) لم يذكر سماعًا من أبي ذر رواه المسعودي عن أبي عمرو عنه.
وذكره ابن حبان في (الثقات).
وقال ابن حجر في التقريب برقم (4371): لين. وانظر لترجمته التهذيب (7: 59).
وقد توبع عليه عبيد بن الخشخاش: فورد من رواية عبيد بن عمير، وعوف بن مالك، وأبو إدريس الخولاني، وابن عائذ.
1 ـ فأما حديث عبيد بن عمير: فأخرجه العقلي في الضعفاء (4: 404): من طريق موسى بن العبادي التُّستري.
¥(40/326)
وأخرجه ابن حبان في المجروحين (3: 129): من طريق الحسن بن إبراهيم البياضي.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (7: 244): من طريق إبراهيم بن حرب بن عمر.
وأخرجه الحاكم برقم (4166): من طريق الحسن بن عرفة.
أربعتهم عن يحيى بن سعيد البصري، حدثنا عبدالملك بن جريج، عن عطاء، عنه به (نحوه).
قال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وليس مشهورًا بالنقل.
وقال ابن حبان: يروي المقلوبات والمُلزقات لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
وقال ابن عدي: يُعرف بهذا الحديث، وهو منكر من هذا الطريق.
وقال: هذا حديث منكر من هذا الطريق، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر. وهذا الحديث ليس له من الطرق إلا من رواية أبي إدريس الخولاني، والقاسم بن محمد، عن أبي ذر، والثالث حديث ابن جريج، وهذا أنكر الروايات.
وقال البيهقي في الأسماء (ص510): تفرد به يحيى بن سعيد السعدي، وله شاهد بإسناد أصح .. ثم ذكر طريق إبراهيم بن هشام الماضية.
وقال الذهبي: السعدي ليس بثقة. التلخيص برقم (4166).
2 ـ وأما حديث عوف بن مالك: فأخرجه إسحاق في (مسنده) المطالب العالية (3: 38/ برقم 652/ 6)، (8: 197/ برقم 3647): أنا النضر بن شميل، ثنا حماد ـ هو ابن سلمة ـ نا معبد، أخبرني فلان في مسجد دمشق، عن عوف بن مالك: أن أبا ذر جلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال: (يا أبا ذر أصليت الضحى؟).
فذكر الحديث وفيه: (إن أضلَّ الناس من ذُكرت عنده فلم يصل عليَّ).
وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في (مسنده) بغية الباحث (1: 195/ برقم 53)، (1: 334/ برقم 223)، والمطالب (3: 39/ برقم 652/ 7): حدثنا يونس بن محمد، ثنا حماد به. (فذكره) بطوله .. وفيه فقال: (أصليت الضحى؟) قلت: لا، قال: [قم فأذن وصل ركعتين].
وختم بالزيادة المذكورة .. وذكر الأذان فيه منكر.
وأخرجه الحارث (كذلك) المطالب (8: 198/ برقم 3648): ثنا عبيدالله بن محمد بن عائشة، ثنا حماد، به.
وأخرجه أبو يعلى في (مسنده رواية ابن المقرئ) المطالب (3: 39/ برقم 652/ 8)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (66: 187) (68: 117): حدثنا هدبة، ثنا حماد بن سلمة عن معبد العنزي عن رجل من أهل دمشق عن عوف بن مالك عن أبي ذر (فذكره).
وأخرجه الطبري في الجامع (5/ 8: 4): حدثني المثنى، قال: ثنا الحجاج بن المنهال، قال: ثنا حماد، عن حميد بن هلال ـ (كذا) والصواب (معبد) ـ به (فذكر) الشاهد فحسب.
ـ شيخ معبد مجهول .. ولعله كنى عنه لضعفه .. فهذه كانت عادة لبعضهم فيمن لا يرضاه.
ـ وشيخ شيخه عوف بن مالك، هو الأشجعي الصحابي المشهور (فيما ظهر لي). وهو من مسلمة الفتح.
وفي ألفاظ هذا الحديث نكارة ظاهرة.
3 ـ وأما حديث قتادة: فأخرجه ابن جرير في الجامع (5/ 8: 5): حدثنا محمد بن عبدالأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: بلغني أن أبا ذر قام يومًا يصلي ... فذكر الشاهد. وهذا منقطع لا يصح.
4 ـ وأما حديث أبي إدريس الخولاني: فأخرجه ابن حبان (2: 76/ برقم 361)، والطبراني في الكبير (2: 157/ برقم 1651)، وأبو نعيم في الحلية (1: 166)، والقضاعي في مسنده بالأرقام (561 , 740، 837): من طرق عن إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني، قال: حدثنا أبي، عن جدي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر، قال: دخلت المسجد فإذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جالس وحده.
قال: "يا أبا ذر إن للمسجد تحية، وإن تحيته ركعتان فقم فاركعهما".
قال: فقمت، فركعتهما، ثم عدت فجلست إليه، فقلت: يا رسول الله، إنك أمرتني بالصلاة، فما الصلاة؟
قال: "خير موضوع، استكثر أو استقل".
قال: قلت: يا رسول الله، أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله".
قال: قلت: يا رسول الله، فأي المؤمنين أكمل إيمانًا؟
قال: "أحسنهم خلقا".
قلت: يا رسول الله، فأي المؤمنين أسلم؟
قال: "من سلم الناس من لسانه ويده".
قال: قلت: يا رسول الله، فأي الصلاة أفضل؟
قال: "طول القنوت".
قال: قلت: يا رسول الله، فأي الهجرة أفضل؟
قال: "من هجر السيئات".
قال: قلت: يا رسول الله، فما الصيام؟
قال: "فرض مجزئٌ، وعند الله أضعاف كثيرة".
قال: قلت: يا رسول الله، فأي الجهاد أفضل؟
قال: "من عقر جواده وأهريق دمه".
قال: قلت: يا رسول الله، فأي الصدقة أفضل؟
قال: "جهد المقل يُسر إلى فقير".
¥(40/327)
قلت: يا رسول الله، فأي ما أنزل الله عليك أعظم؟
قال: "آية الكرسي"، ثم قال: "يا أبا ذر، ما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاةٍ بأرضٍ فلاةٍ، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة".
قال: قلت: يا رسول الله، كم الأنبياء؟
قال: "مئة ألف وعشرون ألفًا".
قلت: يا رسول الله، كم الرسل من ذلك؟
قال: "ثلاث مئة وثلاثة عشر جمًّا غفيرًا".
قال: قلت: يا رسول الله، من كان أولهم؟
قال: "آدم". قلت: يا رسول الله، أنبي مرسل؟
قال: "نعم خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وكلمه قبلاً".
ثم قال: "يا أبا ذر أربعةٌ سريانيون: آدم، وشيث، وأخنوخ، وهو إدريس، وهو أول من خط بالقلم، ونوح. وأربعة من العرب: هود، وشعيب، وصالح، ونبيك محمد (صلى الله عليه وسلم) ".
قلت: يا رسول الله، كم كتابا أنزله الله؟ قال: "مئة كتاب، وأربعة كتب، أنزل على شيث خمسون صحيفة، وأنزل على أخنوخ ثلاثون صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة والإنجيل والزَّبور والقرآن".
قال: قلت: يا رسول الله، ما كانت صحيفة إبراهيم؟
قال: "كانت أمثالا كلها: أيها الملك المُسلط المبتلى المغرور، إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها ولو كانت من كافر.
وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن تكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يُحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر فيها في صنع الله، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب.
وعلى العاقل أن لا يكون ظاعنا إلا لثلاث: تزوُّد لمعاد، أو مرمًّة لمعاش، أو لذة في غير مُحرَّم.
وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظًا للسانه.
ومن حسب كلامه من عمله، قل كلامه إلا فيما يعنيه".
قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى؟
قال: "كانت عبرًا كلها: عجبت لمن أيقن بالموت، ثم هو يفرح.
وعجبت لمن أيقن بالنار، ثم هو يضحك.
وعجبت لمن أيقن بالقدر، ثم هو ينصب.
عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها، ثم اطمأن إليها.
وعجبت لمن أيقن بالحساب غدا، ثم لا يعمل".
قلت: يا رسول الله أوصني.
قال: "أوصيك بتقوى الله، فإنه رأس الأمر كله".
قلت: يا رسول الله زدني، قال: "عليك بتلاوة القرآن، وذكر الله، فإنه نور لك في الأرض، وذخرٌ لك في السماء".
قلت: يا رسول الله زدني. قال: "إياك وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب، ويذهب بنور الوجه".
قلت: يا رسول الله زدني. قال: "عليك بالصمت إلا من خير، فإنه مطردة للشيطان عنك، وعون لك على أمر دينك".
قلت: يا رسول الله زدني، قال: "عليك بالجهاد، فإنه رهبانية أمتي".
قلت: يا رسول الله زدني. قال: "أحب المساكين وجالسهم".
قلت: يا رسول الله زدني، قال: "انظر إلى من تحتك، ولا تنظر إلى من فوقك، فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عندك".
قلت: يا رسول الله زدني، قال: "قل الحق وإن كان مرًا".
قلت: يا رسول الله زدني، قال: "ليردك عن الناس ما تعرف من نفسك، ولا تجد عليهم فيما تأتي، وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك، أو تجد عليهم فيما تأتي".
ثم ضرب بيده على صدري، فقال: "يا أبا ذر لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق". واللفظ لابن حبان.
وهذا الحديث تفرد به إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، عن أبيه، عن جده .. ولا يحتمل منه التفرد فهو متهم، كذبه أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان. وزاد أبو حاتم: ينبغي ألا يحدث عنه. وأقره على هذا علي بن الجنيد. كما في الجرح (2: 142).
ومشاه ابن حبان وغيره. انظر تفصيل حاله في كتابي زوائد رجال صحيح ابن حبان (1: 278 ـ 287/ برقم 25/ 4).
والحديث أورده المنذري في الترغيب (3: 131 ـ 132)، وقال: انفرد به إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، عن أبيه، وهو حديث طويل في أوله ذكر الأنبياء عليهم السلام، ذكرت منه هذه القطعة لما فيها من الحكم العظيمة والمواعظ الجسيمة.
ورواه الحاكم أيضًا، ومن طريقه البيهقي: كلاهما عن يحيى بن سعيد السعدي البصري، حدثنا عبد الملك بن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمر، عن أبي ذر بنحوه.
ويحيى بن سعيد فيه كلام. والحديث منكر من هذه الطريق وحديث إبراهيم بن هشام هو المشهور والله أعلم. اهـ.
¥(40/328)
وأورده الألباني في ضعيف الترغيب برقم (1352)، وقال: ضعيف جدًا .. وعقب على المصنف بقوله: لكن إبراهيم هذا متهم ... والحديث مخرج في الضعيفة (5638). وبعض فقراته قد صحت متفرقة في بعض الأحاديث، وقد أودعتها في (الصحيح) وبيانها هنا مما لا يتسع له المجال، وقد ميزتها عن الضعيفة منها في كتابي صحيح موارد الظمآن (2 ـ العلم/13). اهـ.
لكنه قال في التعليقات الحسان برقم (361): ضعيف جدًا ـ الضعيفة (1910 و6090).
وأورد في الترغيب (3: 272) قطعة ابن ماجة الماضية.
وقال في الضعيف برقم (1595): في إسناده ضعيف وآخر مجهول. وفي إسناد ابن حبان كذاب. وهو مخرج في الضعيفة (1910)؛ فالعجب من المؤلف كيف صدره بـ (عن) مشيرًا إلى تقويته. اهـ.
وقد تابعه عليه عن أبي إدريس الخولاني: إسماعيل بن مسلم، والقاسم بن محمد.
أ ـ فأما حديث إسماعيل بن سلمة: فقال أبونعيم في الحلية (1: 168): ورواه المختار بن غسان، عن إسماعيل بن سلمة (كذا)، عن أبي إدريس.
ثم وقفت عليه من رواية محمد بن عثمان بن أبي شيبة في العرش (ص77/ برقم 58): حدثنا الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، نا أحمد بن علي الأسدي، عن المختار بن غسان العبدي، عن اسماعيل بن سلم (كذا)، عن أبي ادريس الخولاني عن أبي ذر الغفاري، قال: دخلت المسجد الحرام فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحده، فجلست إليه، فقلت: يا رسول الله، أيما آيه أنزلت عليك أفضل؟ قال: "آية الكرسي ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة".
والمختار هذا قال فيه ابن حجر في (التقريب): مقبول. يعني عند المتابعة. وفي التلخيص (4: 40)، قال: مجهول.
وإسماعيل هذا هو ابن مسلم تصحف .. وهو المكي ضعيف. انظر السلسة الصحيحة (109).
ب ـ وأما حديث القاسم بن محمد: فأخرجه ابن ماجه برقم (4218): من طريق الماضي بن محمد، عن علي بن سليمان، عنه به بلفظ: "لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق". وقد اختصره.
وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق برقم (12): حدثنا علي بن داود القنطري، ثنا سعيد بن سابق الرشيدي، ثنا بشر بن خيثمة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي سليمان الفلسطيني، عن القاسم بن أبي بكر (كذا)، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله أي المؤمنين أكمل إيمانًا؟ قال: "حسنهم خلقًا".
قال الألباني: إسماعيل هذا متروك كذبوه.
وأبو سليمان الفلسطيني مجهول. وظني أنه علي بن سليمان نفسه الذي في الطريق الأولى. الضعيفة (4: 383).
قلت: أورده الذهبي في الميزان (4: 533)، وقال: أبو سليمان الفلسطيني عن القاسم بن محمد وعنه إسماعيل بن أبي زياد. قال البخاري حديث طويل منكر في القصص.
رواه عنه الماضي بن محمد. اهـ.
قلت: فيكون ما استظهره الألباني صحيح. وما وقع في الكتاب من نسبة القاسم بن أبي بكر، فلا أراه إلا من باب التصحيف .. وقد عرفة به المحققة على أنه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق .. فأخطأ في هذا خطأ بينًا!!.
قال البوصيري في الزوائد برقم (1505): ضعيف لضعف الماضي بن محمد الغافقي المصري.
وقال الذهبي في الكاشف برقم (5238): فيه جهالة، وله ما ينكر.
ـ وعلي بن سليمان هذا شامي مجهول. التقريب برقم (4740).
وقال أبو بكر بن مردويه كما في تفسير ابن كثير (1: 311): أخبرنا سليمان بن أحمد، أخبرنا عبد الله بن وهيب المقرئ، أخبرنا محمد بن أبي السري العسقلاني، أخبرنا محمد بن عبد الله التميمي، عن القاسم بن محمد الثقفي، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر الغفاري: أنه سأل النبي (صلى الله عليه وسلم): عن الكرسي فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "والذي نفسي بيده ما السماوات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة".
ـ شيخ الطبراني هنا هو الغزي.
ـ ومحمد بن أبي السري العسقلاني وثقه ابن معين ولينه أبو حاتم، وله أحاديث تستنكر. انظر الميزان (4: 23 ـ 24).
ـ ومحمد بن عبد الله التميمي، هو العمي البصري. ذكره ابن حبان في (الثقات)، لكن ذكره العقيلي في (الضعفاء)، قال العقيلي لا يقيم الحديث. وقال بن عدي له أفراد.
¥(40/329)
ـ فالمدار من الوجهين على القاسم بن محمد الثقفي وهو تابعي اشتهر برواية حديث أسماء (رضي الله عنها) مع الحجاج. ويروي عن معاوية (رضي الله عنه). انظر التاريخ الكبير (7: 157)، طبقات ابن سعد (8: 254)، تاريخ دمشق (40: 39).ولا يحتمل من مثله التفرد بهذه الألفاظ.
5 ـ وأما حديث ابن عائذ: فأخرجه البخاري في التاريخ (1: 29) عن عبد الله بن صالح.
وأخرجه ابن جرير في التفسير (5/ 8: 4 ـ 5): حدثنا المثنى، حدثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن أبي عبد الله محمد بن أيوب وغيره من المشيخة، عن ابن عائذ، عن أبي ذر (فذكره) مختصرًا.
وأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3: 154/ برقم 1979): حدثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن صالح، ثنا معاوية بن صالح، عن أبي عبد الملك محمد بن أيوب، عن ابن عائذ، عن أبي ذر (فذكراه) بطوله.
وأخرجه ابن عساكر في التاريخ (7: 444 ـ 445): من طريق عبدالله بن صالح، به.
ـ وعبدالله بن صالح، هو كاتب الليث صدوق كثير الغلط. ثبت في كتابه وكانت فيه غفلة. كذا قال فيه الحافظ في التقريب (3388).
وقال الذهبي في الكاشف برقم (2780): وكان صاحب حديث فيه لين. قال أبو زرعة: حسن الحديث لم يكن ممن يكذب، وقال الفضل الشعراني: ما رأيته إلا يحدث أو يسبح، وقال ابن عدي: هو عندي مستقيم الحديث له أغاليط وكذبه جزرة.
- ومحمد بن أيوب أبو عبدالملك الأزدي لم يذكروا في الرواة عنه سوى معاوية بن صالح، وعبيدالله بن زحر. انظر لترجمته الجرح والتعديل (7: 196)، الثقات لابن حبان (7: 389).
ـ وابن عائذ، هو عبد الرحمن بن عائذ الأزدي الثمالي الحمصي أرسل عن معاذ، وله عن أبي أمامة وكثير بن مرة، وعنه محفوظ ونصر ابنا علقمة وثور وصفوان بن عمرو، وثقه النسائي، كان صاحب كتب 4. الكاشف برقم (3232).
قال العلائي في جامع التحصيل برقم (434): روى عن عمر وأبي ذر رضي الله عنهما والظاهر أنه مرسل. اهـ.
قلت ذكر ابن عساكر (34: 454) بسنده عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: عبدالرحمن بن عائذ الثمالي رأى عبدالله بن قرط، أدرك من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم): عبدالله بن قرط، وعبدالله بن بشر، ومعاوية، وعتبة بن عبد، والمقدام، وأبا أمامة، وأنس بن مالك، وابن عمر. اهـ.
فتكون روايته عمن عداهم مرسلة.
وقد أطلنا بذكر هذا الحديث لئلا يغتر البعض بإيراد ابن حبان له في (الصحيح) .. خاصة أني رأيته يوزع في بعض المنشورات، ويذكِّر به بعض الوعاظ، ولكون بعض فقراته سترد جزمًا فيما يأتي من آيات له تعلق بها، فكان لزامًا على الفصل فيه هنا عند أول وروده.
وله شاهد من حديث أبي أمامة: أخرجه أحمد (5: 256/ برقم 22342): ثنا أبو المغيرة، ثنا معان بن رفاعة، حدثني على بن يزيد، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عن أبي أمامة (فذكره) بطوله.
وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (4: 1371/ برقم 7786): حدثنا محمد بن عوف الحمصي ثنا ابو المغيرة به. (فذكرالشاهد) فحسب.
وأخرجه الطبراني في الكبير (8: 217/ برقم 7871): حدثنا أحمد بن عبد الوهاب ثنا أبو المغيرة به (فذكره) بطوله.
والحديث لا يصح من هذه الطريق:
ـ فمعان بن رفاعة .. ضعفه ابن معين وغيره، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. الكامل (6: 328).
ـ وشيخه علي بن يزيد أبو عبد الملك الألهاني الدمشقي يروي عن القاسم ومكحول. قال البخاري: منكر الحديث، وقال أبو حاتم الرازي: ضعيف الحديث، وقال النسائي والأزدي والدارقطني: متروك. الضعفاء لابن الجوزي برقم (2410).
وقال ابن حبان في المجروحين (2: 63): إذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملت أيديهم. اهـ.
قلت: أحاديثه مناكير بواطيل لا يتابع على كثير منها.
ـ أما القاسم فهو أبو عبد الرحمن ويقال: ابن عبد الرحمن الشامي مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية القرشي الأموي .. فقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: ما رأيت أحدا أفضل من القاسم أبي عبد الرحمن كنا بالقسطنطينية، وكان الناس يرزقون رغيفين رغيفين في كل يوم، وكان يتصدق برغيف ويصوم ويفطر على رغيف.
وقال إبراهيم أبو الحصين: كان القاسم من فقهاء دمشق.
وقال سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم مولى عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية وكان قد أدرك أربعين من المهاجرين.
وقال كثير بن الحارث عن القاسم: رجل قد أدرك أربعين بدريًا.
نقل هذا جميعه البخاري في (التاريخ الكبير (7: 159) ولم يتهمه في شيء. فيبعد أن يكون سببًا في هذه الطامات التي يرويها عنه الألهاني هذا. كما أشار لهذا ابن حبان.
والحديث أورده ابن كثير في التفسير (2: 167)، من حديث عبيد بن الخشخاش، وعوف بن مالك عن أبي ذر.
ومن حديث أبي أمامة ذكر فيه قصة أبي ذر.
وقال: "فهذه طرق لهذا الحديث ومجموعها يفيد قوته وصحته والله أعلم". اهـ.
وأورده أ. د. حكمت بشير في الصحيح المسبور (1: 68) من رواية الإمام أحمد: عن يزيد عن المسعودي، عن أبي عمرو الشامي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر (فذكره).
قال: "وقد صحح الألباني هذا الحديث بعد أن ذكر جزءً منه" ... وختم بكلام ابن كثير الأنف.
والحديث طويل متشعب تناوله الألباني في عدة مواضع وصحح بعض ألفاظه لا جميعها .. وقد نقلنا بعض كلامه فيما سبق.
ولا نسلم لابن كثير ولا للأستاذ الدكتور حكمت التقوية بمجموع طرق عامتها واهٍ، لا يحتمل معها الحسن بله الصحة .. زد على ذلك أن في بعض ألفاظه تكلف ونكارة، وفي كلام الله وصحيح السنة غنية عن تقوية الأحاديث الواهية. والله أعلم.
وكتبه / يحيى البكري الشهري (4/ 2/1425هـ).
¥(40/330)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[08 - 05 - 04, 12:30 ص]ـ
[3] حديث: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل فاستفتح صلاته وكبر، قال: "سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، ولا إله إلا الله" ثلاثًا، ثم يقول: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه".
طرق الحديث:
الحديث أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (5: 1640) من حديث ابن مسعود.
وأورده ابن كثير في تفسيره (1/ 14) من رواية أبي سعيد الخدري، وجبير بن مطعم عن أبيه، وابن مسعود، وأبي أمامة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور (3/ 632) من رواية ابن مسعود.
وورد في مراسيل أبي سلمة، والحسن البصري.
وأورده الأستاذ حكمة بشير في التفسير الصحيح (1: 68 ـ 96) من رواية أبي سعيد الخدري.
قال: "وأخرجه أبو داود وابن ماجه: من طريق عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطم، عن أبيه نحوه.
وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، وحسنه مقبل الوادعي في تحقيقه لتفسير ابن كثير". اهـ.
والحديث في ألفاظه اختلاف وزيادات .. والشاهد منه لفظ لاستعاذة .. وهو معلول من طرقه جميعًا .. وبيان ذلك كما يلي:
? أما حديث أبي سعيد الخدري:
فأخرجه أحمد في مسنده (3: 50/ برقم 11491): حدثنا محمد بن الحسن بن أتش.
وأخرجه الدارمي في مسنده (1: 310/ برقم 1239).
وأخرجه البيهقي في السنن الكبير (2: 34/ برقم 2179): من طريق محمد بن شاذن.
كلاهما (الدارمي، ومحمد بن شاذان): عن زكريا بن عدي.
وأخرجه أبو داود في سننه (1: 206/ برقم 775)، ومن طريقه البيهقي في الكبير (2: 35/ برقم2185): حدثنا عبد السلام بن مطهر.
وأخرجه الطحاوي في معاني الآثار (1: 197): حدثنا إبراهيم بن أبي داود، عنه.
وأخرجه الترمذي في جامعه (2: 9/ برقم 242)، ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهيه (1: 417/ برقم 707): حدثنا محمد بن موسى البصري.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (1: 238/ برقم 467): ناه محمد بن موسى الحرشي.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (8: 411/ برقم 1108): حدثنا إسحاق.
وأخرجه الدارقطني في سننه (1: 298/ برقم 4): حدثنا أبو إسحاق إسماعيل بن يونس بن ياسين، ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل.
زاد إسحاق: "وكان يشبه بالنبي (صلى الله عليه وسلم). أراد شيخه (علي بن علي الرفاعي).
وأخرجه تمام في الفوائد (1: 54/ برقم 117): من طريق سيار بن حاتم.
ستتهم (محمد بن الحسن بن أتش، و زكريا بن عدي، وعبد السلام بن مطهر، و محمد بن موسى البصري الحرشي، و إسحاق بن أبي إسرائيل، وسيار بن حاتم): عن جعفر بن سليمان، عن علي بن علي الرفاعي اليشكري، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري (فذكره) .. ولفظ الترجمة المصدر به لأحمد.
ولفظ أبي داود: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل كبر، ثم يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك ولا إله غيرك"، ثم يقول: "لا إله إلا الله " ثلاثًا، ثم يقول: "الله أكبر كبيرًا" ثلاثا، "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه"، ثم يقرأ.
وقال ابن خزيمة في لفظه: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل إلى الصلاة كبر ثلاثًا، ثم قال: "سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك"، ثم يقول: "لا إله إلا الله " ثلاث مرات، ثم يقول: "الله أكبر" ثلاثا، ثم يقول: "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه"، ثم يقرأ.
قال أبو بكر (يعني ابن خزيمة): وهذا الخبر لم يُسمع في الدعاء لا في قديم الدهر ولا في حديثه، استُعمل هذا الخبر على وجهه، ولا حُكي لنا عن من لم نشاهده من العلماء أنه كان يكبر لافتتاح الصلاة ثلاث تكبيرات، ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك ... إلى قوله: "ولا إله غيرك"، ثم يهلل ثلاث مرات، ثم يكبر ثلاثا. اهـ.
قلت: هذا وجه نكارة في هذا الخبر .. وابن خزيمة بصير بعلل أحاديث الأحكام.
وزاد البيهقي في لفظه [قال جعفر: "همزه الموتة، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر"] من رواية محمد بن شاذان عن زكريا.
وبين الدارمي في روايته: أنه أخذ هذا التفسير عن مطر، فقال: "قال جعفر: [وفسره مطر: همزه المؤتة، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر"].
وفي لفظ تمام: إذا قام من الليل [رفع يديه فكبر].
¥(40/331)
ومدار هذا الحديث على جعفر بن سليمان، عن علي بن علي الرفاعي.
* وجعفر بن سليمان، هو الضبعيُّ أبو سليمان البصري مولى بني الحريش، كان ينزل في بني ضبيعة فنسب إليهم.
قال أبو طالب عن أحمد: لا بأس به، قيل له: إن سليمان بن حرب يقول: لا يكتب حديثه، فقال: إنما كان يتشيع، وكان يحدث بأحاديث في فضل علي، وأهل البصرة يُغلون في علي، قلت: عامة حديثه رقاق؟ قال: نعم، كان قد جمعها، وقد روى عنه عبد الرحمن وغيره، إلا أني لم أسمع من يحيى عنه شيئًا فلا أدري سمع منه أم لا.
قلت: قال عباس عنه: ثقة كان يحيى بن سعيد لا يكتب حديثه.
وقال في موضع آخر: كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه، وكان يستضعفه.
وقال ابن أبي خيثمة وغيره: عن بن معين ثقة.
وقال أحمد بن سنان: رأيت عبد الرحمن بن مهدي لا ينبسط لحديث جعفر بن سليمان، قال أحمد بن سنان: استثقل حديثه.
وقال ابن المديني: هو ثقة عندنا، وقال أيضًا: أكثر عن ثابت، وبقية أحاديثه مناكير.
وقال ابن سعد: كان ثقة وبه ضعف، وكان يتشيع.
وقال البخاري: يقال كان أميًا .. وذكره في (الضعفاء)، وقال: يخالف في بعض حديثه.
وقال ابن حبان: كان جعفر من الثقات في الروايات، غير أنه ينتحل الميل إلى أهل البيت، ولم يكن بداعية إلى مذهبه، وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كانت فيه بدعة، ولم يكن يدعو إليها الاحتجاج بخبره جائز.
وقال الأزدي: كان فيه تحامل على بعض السلف، وكان لا يكذب في الحديث، ويؤخذ عنه الزهد والرقائق، وأما الحديث فعامة حديثه عن ثابت وغيره، فيها نظر ومنكر.
وقال ابن شاهين في (المختلف فيهم): إنما تكلِّم فيه لعلة المذهب، وما رأيت من طعن في حديثه إلا بن عمار بقوله: جعفر بن سليمان ضعيف.
وقال البزار: لم نسمع أحدًا يطعن عليه في الحديث ولا في خطأ فيه، إنما ذُكرت عنه شيعيته، وأما حديثه فمستقيم.
قال بن سعد مات سنة (78هـ) في رجب. انظر التهذيب (2: 81 ـ 82).
* وعلي بن علي الرفاعي .. ترجمه ابن حبان في المجروحين (2/ 112)، فقال: علي بن علي بن نجاد بن رفاعة الرفاعي، كنيته أبو إسماعيل، من أهل البصرة.
يروي عن: الحسن، وأبي المتوكل. روى عنه: وكيع، وأبو نعيم، كان ممن يخطئ كثيرًا على قلة روايته، وينفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث الثقات، لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد.
ثم قال: روى عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: (فذكره). فدل على أنه استنكره من روايته.
قال عبد الله بن أحمد: حديث أبي سعيد حديث علي بن علي لم يجد أبي إسناده.
قال عبد الله: لم يروه إلا جعفر بن سليمان عن علي بن علي عن أبي المتوكل". التنقيح لا بن الجوزي برقم (484).
وقال أبو داود: " وهذا الحديث يقولون: هو عن علي بن علي عن الحسن مرسلا، الوهم من جعفر".
وقال أبو عيسى الترمذي: " وقد تكلم في إسناد حديث أبي سعيد، كان يحيى بن سعيد يتكلم في علي بن علي الرفاعي، وقال أحمد: لا يصح هذا الحديث".
فهذا إذًا معلول .. وسيأتي الصواب في رواية الرفاعي في مراسيل الحسن بعد يسير .. فيثبت الوهم في هذا على جعفر. والله أعلم.
? وأما حديث نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه:
فيرويه عمرو بن مرة، واختلف عليه فيه: فرواه شعبة بن الحجاج، عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه.
ورواه حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن مرة، فقال: عن عباد بن عاصم، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه.
وخالفهم في ذلك مسعر وغيره.
وقد ذكر بعض الأئمة هذا الاختلاف:
قال البخاري في الكبير (6: 488): (قال آدم: حدثنا شعبة، سمع عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن نافع بن جبير، عن أبيه: رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) كبر للصلاة.
وقال يحيى بن موسى: حدثنا ابن إدريس، سمع حصينًا، عن عمرو بن مرة، عن عباد بن عاصم، عن نافع، عن أبيه: رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) مثله.
وقال عمرو بن محمد: حدثنا عبد الله بن صالح، سمع عمرًا، عن حصين مثله.
وقال أبو الوليد: حدثنا أبو عوانة، عن حصين، عن عمرو، سمع عمار بن عاصم العنزي، سمع نافعًا، عن أبيه (رضي الله عنه): رأى النبي (صلى الله عليه وسلم) يصلي الضُّحى، وهذا لا يصح): ".
¥(40/332)
قال ابن خزيمة: " اختلفوا في إسناد خبر جبير بن مطعم، رواه شعبة: عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه: ناه بندار، نا محمد بن جعفر، نا شعبة.
(ح) وحدثنا محمد بن يحيى، نا وهب بن جرير، حدثنا شعبة.
رواه حصين بن عبد الرحمن: عن عمرو بن مرة، فقال: عن عباد بن عاصم، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه.
(ح) حدثناه عبد الله بن سعيد الأشج، نا بن إدريس.
(ح) وحدثنا هارون بن إسحاق، وابن فضيل (جميعًا): عن حصين بن عبد الرحمن.
قال أبو بكر: وعاصم العنزي وعباد بن عاصم مجهولان لا يُدرى من هما، ولا يُعلم الصحيح ما روى حصين أو شعبة ". اهـ.
وقال ابن الجارود: "وقال مسعر: عن عمرو بن مرة، عن رجل من عنزة.
واختلف عن حصين عن عمرو بن مرة، فمنهم من قال: عن عمار بن عاصم، ومنهم من قال عمارة، وقال ابن إدريس: عن حصين، عن عمرو، عن عباد بن عاصم". اهـ.
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرويه عن النبي إلا جبير بن مطعم ولا نعلم له طريقا إلا هذا الطريق، وقد اختلفوا في اسم العنزي الذي رواه عن نافع بن جبير، فقال: شعبة عن عمرو عن عاصم العنزي.
قال ابن فضيل: عن حصين عن عمرو عن عباد بن عاصم.
وقال زائدة: عن حصين عن عمرو عن عمار بن عاصم.
والرجل ليس بمعروف وإنما ذكرناه لأنه لا يروي هذا الكلام غيره عن نافع بن جبير عن أبيه ولا عن غيره يروى أيضا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ".
وقال ابن حبان في الثقات (7: 258): " قال شعبة: عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي.
وقال مسعر: عن عمرو بن مرة، عن رجل من عنزة.
وقال ابن إدريس: عن حصين، عن عمرو بن مرة، عن عباد بن عاصم، عن نافع بن جبير.
وقال عباد بن العوام: عن حصين، عن عمرو بن مرة، عن عمار بن عاصم، عن نافع بن جبير.
وهو عند ابن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب، عن عبد الرحمن بن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه بطوله ونفخه الكبر وهمزه الموتة ونفثه الشعر". اهـ.
وجمع أقوالهم العراقي في أماليه (ص67)، فقال: "هذا حديث حسن مشهور ... أورد البخاري في (تاريخه) في ترجمة عاصم بن عمير العنزي طرق هذا الحديث وذكر الإختلاف فيه على عمرو بن مرة في اسم الرجل العنزي، فقال شعبة: عاصم العنزي.
وقال حصين: عباد بن عاصم.
وقال أبو عوانة: عن حصين: عمار بن عاصم، قال ولا يصح.
وذكره أيضًا في ترجمة عبد الرحمن بن عاصم سمع ما في ترجمته بنحوه.
وكذا ذكر أبو بكر البزار الإختلاف المذكور في اسمه، قال: والرجل ليس بمعروف.
وقال أبو بكر بن المنذر: عباد بن عاصم، وعاصم العنزي مجهولان لا يدري من هما.
وذكره الدارقطني في (العلل) أبسط من ذلك، وأن بعضهم أسقط الرجل من الإسناد.
قال: والصواب قول من قال: عن عاصم العنزي، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
وأما ابن حبان فذكر عاصمًا العنزي في (الثقات) وروى له هذا الحديث في صحيحه.
ووهم ابن عساكر في الأطراف فجعله من رواية محمد بن جيبر بن مطعم عن أبيه.
وما ذكر في آخر الحديث في تفسير نفخه ونفثه وهمزه هو مدرج فيه وهو من قول عمرو بن مرة كما هو مصرح به في (مسند البزار): من رواية شعبة وحصين وفي (سنن البيهقي): من رواية أبي الوليد الطيالسي عن شعبة. والله أعلم". اهـ.
وقد وقفت على أقوالهم جميعًا سوى الدارقطني .. فلم أجده في مسند جبير بن مطعم!. (وهو مخطوط)
وإلى بيان هذا الاختلاف وبسط القول فيه مع زيادات في بيان علله والراجح في ذلك.
يدور الاختلاف فيه على رواية شعبة وحصين بن عبدارحمن.
1 ـ أما حديث شعبة: فأخرجه الطيالسي (ص128/ برقم947)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (2/ 134/ برقم 1568)، والبيهقي في السنن الكبير (2: 35/ برقم 2183).
وأخرجه أحمد (4: 85/ برقم 16830)، وابن ماجه (1: 265/ برقم 807)، وابن خزيمة (1: 238/ برقم 468) لا على سبيل الاحتجاج.
وأخرجه ابن حبان (5: 78/ برقم 1779)، و (6: 336/ برقم 2601): أخبرنا عمر بن محمد الهمداني. (طول في لفظه الثاني) محتجًا به.
ثلاثتهم (ابن ماجه، وابن خزيمة، وعمر بن محمد): عن محمد بن بشار.
وأخرجه البزار في مسنده (8: 365/ برقم 3445): أخبرنا محمد بن المثني وعمرو بن علي.
وأخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (2/ 641/ برقم949): حدثنا ابن المثنى.
¥(40/333)
أربعتهم (أحمد، ومحمد بن بشار، وابن المثنى، وعمرو بن علي) عن محمد بن جعفر.
وأخرجه أبو داود (1: 203/ برقم 764): حدثنا عمرو بن مرزوق.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد (456/ برقم 435): حدثنا علي بن الجعد.
وأخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (2: 644/ برقم950): حدثنا أبو كريب، حدثنا زيد بن الحباب.
وأخرجه ابن خزيمة (1: 238/ برقم 468)، وابن الجارود في المنتقى (ص55/ برقم 180): حدثنا محمد بن يحيى.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1: 360/ برقم 858): أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ببغداد، ثنا علي بن إبراهيم الواسطي.
كلاهما (محمد بن يحيى، وعلي الواسطي) عن وهب بن جرير.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (13: 339/ برقم7398)، وعنه ابن حبان (5: 80/ برقم 1780): حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي.
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (6: 488)، والحاكم في المستدرك (1: 360/ برقم 858): من حديث آدم بن أبي إياس.
وأخرجه الطبراني في الدعاء (1: 77/ برقم 522)، والبيهقي في سننه الكبير (2: 35/ برقم2184): من طريق أبي الوليد الطيالسي.
وأخرجه البيهقي في سننه الكبير (2: 35/ برقم2184): من طريق الحارث بن محمد، ثنا يزيد بن هارون، ثنا مسعر وشعبه.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أحمد بن سلمان، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا شبابة.
تسعتهم (الطيالسي، ومحمد بن جعفر، وعمرو بن مرزوق، وعلي بن الجعد، وزيد بن الحباب، ووهب بن جرير، و عبد الرحمن بن مهدي، وآدم بن أياس، وأبو الوليد، ويزيد بن هارون، وشبابة) عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه (فذكره).
قال الحاكم: " وفي حديث وهب بن جرير: عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه ".
قلت: ووقع بيان هذا المبهم (أيضًا) في رواية يزيد بن هارون، وزيد.
وما وقع في الكبير: (عاصم، عن رجل من عنزة) تصحيف، صوابه: (عاصم رجل من عنزة).
ولفظ رواية محمد بن جعفر: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين دخل الصلاة، قال:"الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الحمد لله كثيرًا، الحمد لله كثيرًا، الحمد لله كثيرًا، سبحان الله بكرةً وأصيلاً، سبحان الله بكرةً وأصيلاً، سبحان الله بكرةً وأصيلاً.
اللهم إنِّي أعوذ بك من الشيطان، من همزه، ونفثه، ونفخه".
قال عمرو: وهمزه الموتة، ونفخه الكبر، ونفثه الشعر. هذا لفظ ابن بشار عنه.
ولفظ البعض قال: "من الشيطان الرجيم".
ولفظ يزيد بمعناه ولم ينسب التفسير إلى عمرو، ولكن قال: قيل: وما همزه؟ قال: الموتة التي تأخذ بن آدم، قيل: وما نفخه؟ قال: الكبر، قيل: وما نفثه؟ قال: الشعر.
ولفظ عمرو بن مرزوق: " أنه رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي صلاة ـ قال عمرو: لا أدري أي صلاة هي ـ ولم ينسب الزيادة إلى عمرو (كذلك).
وقال شبابة: قال شعبة: قال لي مسعر: إن عمرًا روى هذا التفسير عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
قلت: ذكر طرفًا من هذا الاختلاف البيهقي في السنن الكبير (2: 35).
* وعاصم العنزي لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا إلا ذكر ابن حبان له في (الثقات).
وقد جعله البخاري في التاريخ الكبير (6: 488) في ترجمة عاصم بن عمير العنزي. قال: عن أنس، روى عنه محمد بن أبي إسماعيل .. ثم ساق الخلاف المذكور آنفًا.
وقد ذكره الذهبي في (الميزان)، فقال: " عاصم بن عمير العنزي (د ق) .. وهو عاصم بن أبي عمرة.
روى عن: أنس بن مالك، ونافع بن جبير بن مطعم.
روى عنه: عمرو بن مرة، ومحمد بن أبي إسماعيل السلمي.
له عند أبي داود وابن ماجة حديث جبير بن مطعم.
أنه رأى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يصلي، فقال: "الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا" الحديث. وأورد له البخاري في (تاريخه) طرق هذا الحديث، وذكر الاختلاف فيه على عمرو بن مرة، فقال: شعبة عن عمرو بن عاصم العنزي. وقال عبد الله بن إدريس وعبثر: عن حصين يعني ابن عبد الرحمن، عن عمرو، عن عباد بن عاصم. وقال أبو عوانة: عن حصين عن عمرو سمع عمار بن عاصم قال ولا يصح.
¥(40/334)
وذكر الدارقطني في (العلل) نحوه وزاد: أن ابن فضيل وسويد بن عبد العزيز روياه عن حصين، عن عمرو، عن نافع بن جبير، لم يذكرا بين عمرو وبين نافع أحدًا، قال: وكذلك رواه زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو، عن نافع بن جبير، قال: والصواب من ذلك قول من قال: عن عاصم العنزي، عن نافع بن جبير، عن أبيه، عن النبي (صلى الله عليه وسلم).
وقال أبو بكر بن المنذر: حديث جبير بن مطعم رواه عباد بن عاصم وعاصم العنزي وهما مجهولان لا يُدرى من هما.
قلت: ظن ابن المنذر أنهما اثنان وإنما هو رجل واحد اختلف في اسمه كما ذكر البخاري.
وقد ذكره ابن حبان في (الثقات)، وروى له هذا الحديث في صحيحه". اهـ.
2 ـ وأما حديث حصين بن عبدالرحمن: فأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (1: 209/ برقم 2396)، (1: 215/ برقم 2460)، (6: 19/ برقم 29142).
وأخرجه أحمد وأبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد في المسند (4: 82/ برقم 16806): ثنا عبد الله بن محمد.
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (6: 88): وقال يحيى بن موسى.
وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح (1: 238/ برقم 469): حدثناه عبد الله بن سعيد الأشج.
وأخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (2: 641/ برقم 948): حدثنا محمد بن العلاء.
وأخرجه الطبراني في الكبير (2: 135/ برقم 1570). حدثنا أبو حصين القاضي، ثنا يحيى الحماني.
ستتهم (ابن أبي شيبة، وعبدالله بن أحمد، ويحيى بن موسى، والأشج، ومحمد بن العلاء، ويحيى الحماني) عن ابن إدريس.
وأخرجه البخاري في التا يخ الكبير (6: 88): وقال عمرو بن محمد، حدثنا عبد الله بن صالح، سمع عمرًا.
وقال أبو الوليد، حدثنا أبو عوانة.
وأخرجه ابن خزيمة في الصحيح (1: 238/ برقم 469): حدثنا هارون بن إسحاق، وابن فضيل.
وأخرجه البزار (8: 366/ برقم 3446): أخبرناه علي بن المنذر، قال: أخبرنا محمد بن فضيل.
خمستهم (ابن إدريس، وأبو عوانة، و هارون بن إسحاق، وابن فضيل، وعمر): عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن مرة، فقال: عن عباد بن عاصم، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه (فذكره).
ولفظ ابن إدريس: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وافته الصلاة، فقال: " الله أكبر كثيرًا" ثلاث مرات، "والحمد لله كثيرًا" ثلاثًا، "وسبحان الله بكرة وأصيلاً" ثلاثًا، وقال: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان وهمزه، ونفثه، ونفخه".
قال: فكان يقول: همزه الموتة التي تأخذ صاحب المس، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر. ولم يذكر ابن أبي شيبة هذه الزيادة.
وفي رواية أحمد: قال حصين: " همزه الموتة التي تأخذ صاحب المس، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر".
قلت: ما وقع عند البخاري في (التاريخ) رواية أبي عوانة، والطبراني في (الكبير) رواية الحماني: "عمار بن عاصم"، من الخلاف في اسم الراوي .. ذكر هذا البخاري في التاريخ (6: 488)، وابن أبي حاتم في الجرح (6: 84). وقال البخاري: "وهذا لا يصح".
* وعباد بن عاصم هذا لم أجد فيه جرحا ولا تعديلا إلا ذكر ابن حبان له في الثقات (7: 159) على سبيل التعدد وإنما هو رجل واحد، كما يدل غليه الخلاف المذكور عن البخاري وغيره.
وله أوجه أخر من الخلاف، إذ رواه مسعر، عن عمرو بن مرة، واختلف عليه.
ورواه عبدالعز بن عبيدالله، عن عمرو بن مرة، عن نافع بدون ذكر الواسطة، فخالف الجميع في هذا.
3 ـ فأما حديث مسعر: فأخرجه أحمد في مسنده (4: 80/ برقم 16785): ثنا يحيى بن سعيد، عن مسعر، قال: حدثني عمرو بن مرة، عن رجل، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه (فذكره).
وأخرجه أحمد في مسنده (4: 80/ برقم 16786).
وأخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (2: 644/ برقم951): حدثنا أبو كريب.
كلاهما: عن وكيع، قال: ثنا مسعر، عن عمرو بن مرة، عن رجل من عنزة.
وأخرجه الطبراني في الكبير (2: 134/ برقم 1569): حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع ومحمد بن بشر (قرنهما) به.
وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (13: 467): أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسن اليقطيني، حدثني ناعم بن السري بن عاصم، حدثني هارون بن إسحاق الهمداني، حدثنا وكيع ومحمد بن عبد الوهاب، عن مسعر، عن عمرو بن مرة ـ على رحل سفيان ـ عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه (فذكره).
وقوله هنا: (على رحل سفيان) لست أدري ما وجهها؟!! .. ولعله تصحيف، وإن حملناها على ظاهرها فتكون متصلة.
¥(40/335)
وأخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (2: 644/ برقم952): حدثنا أبو كريب، حدثنا محمد بن بشر، عن عمرو بن مرة، به.
* وعمرو بن مرة هذا عليه المدار، وهو الجملي المرادي الجهني أبو عبد الرحمن.
قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة، كان يرى الإرجاء. وقال عبد الرحمن بن مهدي: أربعة بالكوفة لا يختلف في حديثهم، فمن اختلف عليهم فهو يُخطئ منهم عمرو بن مرة. مات سنة عشر ومئة. انظر مشاهير علماء الأمصار برقم (764).
فسماعه من نافع بن جبير ممكن خاصة أنه قدم الكوفة زمن الحجاج كما في الأوسط للبخاري (1: 198). ولكن القاعدة في مثل هذا أنه منقطع؛ إذ ذكر بينه وبين نافع واسطة، فنحمل رواية الخطيب عليها.
وأخرجه البيهقي (2: 35/ برقم2184): من طريق الحارث بن محمد، ثنا يزيد بن هارون، ثنا مسعر وشعبه، عن عمرو، عن رجل من عنزه، يقال له: عاصم، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه.
ولفظ أحمد: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول في التطوع: "الله أكبر كبيرًا" ثلاث مرار، "والحمد لله كثيرًا" ثلاث مرار، "وسبحان الله بكرة وأصيلاً" ثلاث مرار، "اللهم إنى أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه، ونفثه، ونفخه".
[قلت: يا رسول الله ما همزه ونفثه ونفخه؟ قال: "أما همزه فالموتة التي تأخذ بن آدم وأما نفخه الكبر ونفثه الشعر"].
فرفع مسعر الزيادة عن عمرو وهو حجة ثقة ثبت، وقد توبع على ذلك.
ويشهد لهذه رواية شبابة عن شعبة: أن مسعر سمع هذا من عمرو.
ويحمل رفعه لهذه الزيادة على نشاطه (والله أعلم).
4 ـ وأما حديث عبدالعزيز بن عبيدالله: فأخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2: 281/ برقم 1343): حدثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم الدمشقي، ثنا سليمان بن عبد الرحمن، ثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن عمرو بن مرة، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: قام بنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونحن خلفه فافتتح الصلاة فسمعته يقول (فذكره).
وزاد [ثم قرأ فلما أنصرف، قال: تدرون ما همزه؟ قلنا: لا. قال: الجنون من المس، ونفثه الكبر، ونفخه الشعر].
وهذا إسناد لا يصح ..
* فإن عبدالعزيز بن عبيدالله هذا، هو الحمصي، قال ابن معين: ضعيف لم يحدث عنه إلا إسماعيل بن عياش.
وقال أبو زرعة: مضطرب الحديث واهي الحديث.
وضعفه غيرهما. انظر تهذيب الكمال (18: 171 ـ 172).
والحديث في مجمله غريب لم يثبته الأئمة، ولم يستعملوه، فمن احتمل هذا الاختلاف صححه .. ؟!! وفي صحته من هذا الطريق نظر. . وهو ثابت من حديث عمرو بن مرة، لكن العلة في اختلاف ألفاظه وفي قبول تفرد راويه لو سلمنا بترجيح رواية شعبة جريًا مع الدارقطني .. وإن جرينا على رأي البزار وابن خزيمة فمردود.
ثم اعلم أخي الكريم أن ابن خزيمة خرجه في (صحيحه) لبيان ضعفه، أما ابن حبان فخرجه على سبيل الاحتجاج .. ولم يشر لعلته في الصحيح .. لكنه أشار لذلك في (الثقات) ولم يرجح.
أما الحاكم فخرجه من حديث شعبة وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
وهو متساهل .. قلما ينظر في العلل!.
أما الألباني فلم يحرر الحكم عليه .. ففي حكمه عليه نظر.
? وأما حديث ابن مسعود:
فاختلف عليه فيه فروي عنه مرفوعًا وموقوفًا:
قال البيهقي في الكبرى (2: 35/ برقم2185) ورويناه عن عبدالله بن مسعود مرفوعا وموقوفا.
قلت: رفعه أبو عبدالرحمن السلمي، وأوقفه أبو الأحوص.
رواه عن أبي عبدالرحمن: عطاء بن السائب، واختلف عليه (كذلك).
فرفعه محمد بن فضيل، وعمار بن رزيق، وورقاء.
وأوقفه حماد بن سلمة.
1 ـ فأما حديث محمد بن فضيل: فأخرجه في الدعاء له (1: 157/ برقم 118)، وعنه ابن أبي شيبة (6: 17/ برقم 29123): حدثنا عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، عن ابن مسعود، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): أنه كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه، ونفخه، ونفثه، قال: فهمزه الموت، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر".
وأخرجه أحمد وابنه في المسند (1: 404/ برقم 3830): عن ابن أبي شيبة به (وقد نزل فيه أحمد).
¥(40/336)
وأخرجه من طريق ابن فضيل: ابن ماجه في سننه (1: 266/ برقم 808)، وأبو يعلى في مسنده (9: 10/ برقم 5077)، والطبري في تهذيب الآثار (2: 646/ برقم 955)، وابن خزيمة في صحيحه (1: 240/ برقم 472)، وابن أبي حاتم في تفسيره (5: 1640/ برقم 8424)، والطبراني في الدعاء (1: 409/ برقم 1381)، والحاكم في المستدرك (1: 325/ برقم 749)، والبيهقي في السنن الكبير (2: 36/ برقم 2186)، والصغير (1: 245/ برقم 376).
ورواته عن ابن فضيل: (أبو بكر بن أبي شيبة، و يوسف بن عيسى المروزي، و علي بن حرب، و محمد بن عبد الله بن نمير، و يحيى بن عبد الحميد الحماني، أبو سعيد الاشج).
وألفاظهم متفقة سوى رواية أبي بكر بن أبي شيبة في بعض طرقها ففيها زيادة [إذا دخل في الصلاة، يقول ... ].
وفي رواية الحماني عند الطبراني: " فهمزه الذي يأخذ صاحب المس ".
وهو تفسير " الموت " و "الموتة " الواردة في بعض طرق الحديث مجملة.
2 ـ وأما حديث عمار بن رزيق: فأخرجه أحمد في مسنده (1: 403/ برقم 3828).
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (9: 258/ برقم 5380): حدثنا أبو خيثمة.
كلاهما (أحمد، وأبو خيثمة): حدثنا أبو الجواب الضبي، حدثنا عمار بن رزيق، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) (فذكره).
غير أنه قال في لفظ أبي يعلى: " ونفثه السحر".
ورواية ابن فُضيل أشهر.
3 ـ وأما حديث ورقاء فأخرجه البيهقي في الشعب (2: 366/ برقم 2066): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله الشيباني، ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي، ثنا أحمد بن أبي طيبة، ثنا ورقاء، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعلمنا أن نقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه".
قال عطاء: همزه الموتة، ونفثه الشعر، ونفخه الكبرياء.
فجعل التفسير من قول عطاء.
4 ـ وأما حديث حماد بن سلمة: فأخرجه الطبراني في الكبير (9: 262/ برقم 9302): حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا حجاج بن المنهال، ثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود أنه كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه".
* وعطاء بن السائب فيه كلام من جهة اختلاطه وهو ظاهر في هذا الحديث لاختلاف الرواة عليه.
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ثقة ثقة رجل صالح.
وقال أبو طالب عن أحمد: من سمع منه قديمًا فسماعه صحيح، ومن سمع منه حديثا لم يكن بشيء، سمع منه قديما سفيان وشعبة، وسمع منه حديثا جرير وخالد وإسماعيل وعلي بن عاصم، وكان يرفع عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها. قال: وقال وهيب: لما قدم عطاء البصرة قال: كتبت عن عبيدة ثلاثين حديثا ولم يسمع من عبيدة شيئا، وهذا اختلاط شديد.
وقال أبو داود: وقال شعبة حدثنا عطاء بن السائب وكان نسيًّا.
وقال بن معين: عطاء بن السائب اختلط وما سمع منه جرير وذووه ليس من صحيح حديثه، وقد سمع منه أبو عوانة في الصحيح الاختلاط جميعا ولا يحتج بحديثه.
وقال أحمد بن أبي نجيح عن ابن معين: ليث بن أبي سليم ضعيف مثل عطاء بن السائب، وجميع من سمع من عطاء سمع منه في الاختلاط إلا شعبة والثوري.
وقال ابن عدي: من سمع منه بعد الاختلاط في أحاديثه بعض النكرة.
وقال العجلي: كان شيخا ثقة قديمًا، روى عن بن أبي أوفى، ومن سمع منه قديمًا فهو صحيح الحديث منهم الثوري، فأما من سمع منه بآخره فهو مضطرب الحديث، منهم هشيم وخالد الواسطي إلا أن عطاء بآخره كان يتلقن إذا لقنوه في الحديث؛ لأنه كان غير صالح الكتاب، وأبوه تابعي ثقة.
وقال أبو حاتم: كان محله الصدق قبل أن يختلط، صالح مستقيم الحديث، ثم بآخره تغير حفظه، في حفظه تخاليط كثيرة، وقديم السماع من عطاء سفيان وشعبة، وفي حديث البصريين عنه تخاليط كثيرة؛ لأنه قدم عليهم في آخر عمره، وما روى عنه ابن فضيل ففيه غلط واضطراب، رفع أشياء كان يرويها عن التابعين ورفعها إلى الصحابة.
وقال النسائي: ثقة في حديثه القديم إلا أنه تغير ورواية حماد بن زيد وشعبة وسفيان عنه جيدة.
وقال الحميدي عن ابن عيينة: كنت سمعت من عطاء بن السائب قديمًا، ثم قدم علينا قدمة فسمعته يحدث ببعض ما كنت سمعت فخلط فيه فاتقيته واعتزلته.
¥(40/337)
وقد استثنى الجمهور رواية حماد بن سلمة عنه أيضًا، قاله ابن معين، وأبو داود، والطحاوي، وحمزة الكناني.
قال الطحاوي: وإنما حديث عطاء الذي كان من قبل تغيره يؤخذ من أربعة لا من سواهم، وهم: شعبة، وسفيان الثوري، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد.
وقال حمزة الكناني في (أماليه): حماد بن سلمة قديم السماع من عطاء.
قال ابن سعد وغيره مات سنة 137 ". انظر التهذيب (7: 184)، الكواكب النيرات (319 ـ 333).
وإذا نظرنا في روايته على ضوء ما ذُكر من اختلاطه، ظهر لنا تخليطه، وقد وقع النص من أبي حاتم على تخليطه في حديث ابن فضيل عنه .. وهو ما يفسر الاختلاف الوارد في روايته، فتكون رواية حماد بن سلمة أرجح خاصة أن سندها صحيح.
وتتأيد برواية أبي الأحوص التي أخرجها عبدالرزاق في مصنفه (2: 84/ برقم 2581)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9: 262/ برقم 9302): عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الاحوص، عن عبد الله، قال: "همزه المؤتة يعني الجنون، ونفخه الكبر، ونفثه الشعر".
وهذه رواية صحيحة.
* أبو إسحاق هو السبيعي، ثقة مشهور احتج به الشيخان ووثقه ابن معين والنسائي والعجلي وأبو حاتم الرازي.
وفيه كلام من جهة اختلاطه، إلا أن الثوري من قدماء أصحابه المشهورين، بل هو أثبت الناس فيه. انظر التهذيب (8: 63)، والكواكب النيرات (ص341 ـ 356).
* وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة، مشهور بكنيته، من ثقات الكوفيين. خرج له مسلم والأربعة. التقريب برقم (5218).
نعود للرواية الأولى إذ أنه معلولة من جهة سماع أبي عبدالرحمن السلمي من ابن مسعود.
روى يحيى بن معين عن حجاج بن محمد الأعور، عن شعبة، قال: لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان ولا من عبد الله بن مسعود ولكنه قد سمع من علي. انظر تاريخ الدوري (4: 67/ برقم3180)، تقدمة المعرفة (ص131)، المراسيل (ص107)، جامع التحصيل (ص208)، التجريح (2: 816).
قلت: روى هذا الخبر أحمد عن حجاج يعني ابن محمد الأعور قال قال شعبة: لم يسمع أبو عبدالرحمن السلمي من عثمان ولكنه قد سمع من علي رضي الله عنهما. تقدمة المعرفة (ص131)، المراسيل (ص107).
ويظهر أنه هو الذي أسقط ذكر عبدالله، قال ابن أبي حاتم في المراسيل (ص108): عن أحمد بن محمد الأثرم سمعت أبا عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل وذكر قول شعبة لم يسمع أبو عبدالرحمن السلمي من عثمان ولا من ابن مسعود، فلم ينكر عبدالله، وقال: دع عبدالله فإني تركته، أراه وهم.
قلت: ويصح لأبي عبدالرحمن سماع؟ فقال: نحو قوله الأول، أراه وهم قوله: لم يسمع عبدالله. اهـ.
قلت: لم يصرح أحمد بسماعه، ومسألة صحة ذكر عبدالله في قول شعبة، تنصرف لخطأ الرواية.
وأبو عبدالرحمن عن ابن مسعود، لم يخرجه البخاري ومسلم .. ففي سماعه نظر.
وقد وقفت على رواية لهمام، عن عطاء بن السائب، عنه: أنه صلى خلف علي رضي الله عنه وابن مسعود فكلاهما يسلم عن يمينه وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله.
أخرجها الطحاوي في المعاني (1: 270 ـ 271).
ولكن همام ممن سمع من عطاء بعد الاختلاط .. نص على هذا ابن حجر في النكت الظراف (7: 50).
والمسألة تحتاج لتحرير أكثر .. بجمع المرويات والنظر فيها.
? وأما حديث أبي أمامة:
فأخرجه أحمد (5: 253/ برقم 22231)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (68: 120): ثنا بهز ثنا حماد بن سلمة، أنا يعلى بن عطاء أنه سمع شيخًا من أهل دمشق أنه سمع أبا أمامة الباهلى، يقول: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل في الصلاة من الليل كبر ثلاثًا، وسبح ثلاثًا، وهلل ثلاثًا، ثم يقول: "اللهم إنى أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، وشركه".
وله وجه آخر عند أحمد (5: 253/ برقم 22233): ثنا إسحاق بن يوسف، ثنا شريك، عن يعلى بن عطاء، عن رجل حدثه: أنه سمع أبا أمامة الباهلى، يقول: كان نبي الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام إلى الصلاة كبر ثلاث مرات، ثم قال: "لا إله إلا الله ثلاث مرات، وسبحان الله وبحمده ثلاث مرات، ثم قال: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه".
كذا قال:" نفثة " بدلاً من "شركه".
* وهذا الدمشقي مجهول لم يسم في شيء من طرق الحديث، ولا عرفه ابن عساكر .. وقد ترجمه في تاريخ دمشق (68: 120/ برقم 9091).
? وأما حديث أبي سلمة:
¥(40/338)
فأخرجه أحمد (6: 156/ برقم 25266): ثنا قراد أبو نوح، أنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبى كثير، قال أبو سلمة: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل، يقول: "اللهم أنى أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه، ونفثه، ونفخه".
قال: وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: "تعوذوا بالله من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه"، قالوا: يا رسول الله وما همزه ونفخه ونفثه؟ قال: "أما همزه فهذه الموتة التي تأخذ بنى آدم، وأما نفخه فالكبر، وأما نفثه فالشعر".
? وأما حديث الحسن البصري:
فأخرجه عبدالرزاق في المصنف (2: 82/ برقم 2572)، (2: 84/ برقم 2580): عن هشام بن حسان.
وله عنده وجه آخر في (2: 82/ برقم 2573): عن معمر، عن من سمع الحسن.
وأخرجه مسدد (مسنده) كما في المطالب العالية (4/ 30/ برقم 457): حدثنا يحيى عن عوف.
وأخرجه أبو داود في المراسيل (ص88/ برقم32): حدثنا أبو كامل: أن خالد بن الحارث حدثهم، حدثنا عمران بن مسلم أبو بكر.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد (ص456/ برقم 434): حدثنا علي بن الجعد، حدثنا علي بن علي الرفاعي.
خمستهم عن الحسن (كذا مرسلاً).
ولفظ هشام عند عبدالرزاق: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل كبر ثلاثًا، وسبح ثلاثًا، وهلل ثلاثًا، ثم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه، ونفثه، ونفخه".
قالوا: ما أكثر ما تستعيذ من هذا!! قال: "أما همزه فالجنون، وأما نفثه فالشعر، وأما نفخه فالكبر".
واختصره في الموضع الثاني بلفظ " أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه، ونفثه، ونفخه"، قالوا: ما أكثر ما تستعيذ من هذا، لمن هذا!! قال: "أما همزه فهو الجنون، وأما نفخه فالكبر، وأما نفثه فالشعر".
ولفظ معمر عنه قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل، قال: "الله أكبر كبيرًا" مرتين، ثم يقول: "الله أكبر كبيرًا "، ثم يقول: "لا إله إلا الله " ثلاث مرات، ثم يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من نفثه، ونفخه، وهمزه".
وجاء في لفظ مسدد عنه قال: بلغني أن رسول الله كان يقول: "إذا افتتح الصلاة اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه، ونفثه، ونفخه".
قيل: ما همزه؟ قال: "همزه المؤتة التي تأخذ بني آدم ونفثه الشعر ونفخه الكبر".
ولفظ الرفاعي عنه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام من الليل قال: " لا إله إلا الله " ثلاثًا، "الله أكبر كبيرًا" ثلاثا، "اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزة، ونفخه، ونفثه".
قال: فسئل عنها؟ قال: "همزه موتة الجنون، وأما نفثه فالشعر، وأما نفخه فالكبر".
ولفظ أبي بكرعنه قال: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان إذا قام من الليل يريد أن يتهجد، قال ـ قبل أن يكبرـ: "لا إله إلا الله لا إله إلا الله، والله أكبر كبيرًا، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه، ونفثه، ونفخه".
قال: ثم يقول: "الله اكبر"، ورفع عمران بيديه يحكي.
غريب الحديث:
قوله: (همزه، ونفثه، ونفخه) .. جاء تفسيرها في الحديث.
قال أبو عبيد في غريبه (3: 77 ـ 78): " فالموتة: الجنون، وإنما سماه همزًا؛ لأنه جعله من النخس والغمز، وكل شيء دفعته فقد همزته.
وأما الشعر: فإنه إنما سماه نفثا؛ لأنه كالشيء ينفثه الإنسان من فيه، مثل الرقية ونحوها، وليس معناه إلا الشعر الذي كان المشركون يقولونه في النبي (عليه السلام) وأصحابه؛ لأنه قد رويت عنه رخصة في الشعر من غير الشعر الذي قيل فيه وفي أصحابه.
وأما الكبر: فإنما سمي نفخًا؛ لما يوسوس إليه الشيطان في نفسه فيعظمها عنده ويحقر الناس في عينه، حتى يدخله لذلك الكبر والتجبر والزهو ".
قال الشوكاني في نيل الأوطار (2: 214): " وإنما كان الشعر من نفثة الشيطان؛ لأنه يدعو الشعراء المداحين الهجائين المعظمين المحقرين إلى ذلك.
وقيل: المراد شياطين الإنس وهم الشعراء الذين يختلقون كلاما لا حقيقة له.
والنفث في اللغة: قذف الريق وهو أقل من التفل.
والنفخ في اللغة (أيضًا): نفخ الريح في الشيء، وإنما فسر بالكبر لأن المتكبر يتعاظم لاسيما إذا مدح.
والهمز في اللغة (أيضًا): العصر يقال همزت الشيء في كفي أي عصرته، وهمز الإنسان اغتابه" اهـ.
¥(40/339)
وكتبه/ يحيى البكري الشهري .. في أيام وليال متفرقات ختامها ليلة الأحد الحادي والعشرين من صفر لسنة خمس وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[08 - 05 - 04, 12:34 ص]ـ
(البسملة وكيفية قراءتها)
[4] حديث: أم سلمة أنها ذكرت ـ أو كلمة غيرها ـ قراءة رسول الله (صلى الله عليه وسلم): بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم * ملك يوم الدين، يقطع قراءته آية آية.
قال أبو داود: سمعت أحمد يقول: القراءة القديمة مالك يوم الدين.
الحديث أورده ابن جزي الكلبي الغرناطي (741هـ) في تفسيره المسمى (التسهيل لعلوم التنزيل) (1: 12)، والقرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن (1: 10)، والألوسي في روح المعاني (1: 42)، والشوكاني في فتح القدير (1: 17)، والشنقيطي في أضواء البيان (8: 357 ـ 358).
وأورده ابن كثير في تفسيره (1: 18، 22) في الكلام عن البسملة.
وفي (4: 435) سورة المزمل عند قوله تعالى ورتل القرآن ترتيلا.
وأورده أ. د. حكمت بشير في التفسير الصحيح (1: 70 ـ 71)، فقال: "وثبت عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يقطع قراءته آية آية، ومنها البسملة ... (ثم أورد حديث أبي داود ـ الآتي ـ مسندًا).
قال: "وأخرجه أبو عمرو الداني: من طريق أبي عبيد ـ وهو القاسم بن سلام ـ عن يحيى بن سعيد، به، وأخرجه ـ أيضًا ـ: من طريق محد بن سعدان، عن يحيى بن سعيد به، وزيادة: [ثم يقف] بعد كل آية.
ثم قال (يعني الداني): ولهذا الحديث طرق كثيرة وهو أصل في هذا الباب، وفي زيادة قوله: [ثم يقف] بيان لمعنى التقطيع.
وقال ابن الجزري: وهو حديث حسن وسنده صحيح.
وأخرجه الحاكم: من طريق حفص بن غياث عن ابن جريج به بلفظ: " يقطعها حرفًا حرفًا. وصححه وسكت عنه الذهبي". انتهى بحروفه.
وإليك سياق طرقه واختلاف ألفاظه وبيان علله:
الحديث مداره على عبدالملك بن جريج: رواه عنه حفص بن غياث، وعمر بن هارون، وهمام بن يحيى، ويحيى بن سعيد الأموي وروايته أشهر الروايات.
? فأما حديث حفص بن غياث:
فأخرجه أبو يعلى في مسنده (12: 350/ برقم 6920): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
وأخرجه أبو العلاء العطار في التمهيد برقمي (324)، (325): من طريق أبي بكر، عنه به ولفظه: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين يعني حرفًا حرفًا.
? وأما حديث عمر بن هارون:
فأخرجه البيهقي في السنن الكبير (2: 44/ برقم 2214): أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا خالد بن خداش.
وأخرجه في الشعب (2: 435/ برقم 2330): أخبرنا أبو محمد بن يوسف، أنا أبو رجاء محمد بن حامد التميمي بمكة، ثنا أبو عبد الله محمد بن الجهم السمري، ثنا الهيثم بن خالد المقرئ.
كلاهما (خالد بن خداش، والهيثم بن خالد) عنه به: أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم فعدها آية، الحمد لله رب العالمين آيتين، الرحمن الرحيم ثلاث آيات، مالك يوم الدين أربع آيات، وقال: هكذا إياك نعبد وإياك نستعين وجمع خمس أصابعه. ورواه ابن خزيمة في كتابه عن الصغاني. كذا في (الكبرى).
وفي (الشعب) بلفظ: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يعد بسم الله الرحمن الرحيم آية ماضية، الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين ولذلك كان يقرأها.
قال البيهقي (2: 44): " رواه حفص بن غياث، عن ابن جريج بمعناه. ورواه عمر بن هارون ـ وليس بالقوي ـ عن بن جريج فزاد فيه".
* عمر بن هارون هذا، هو البلخي متروك، وكان من الحفاظ. خرج له الترمذي وابن ماجه.
قال محمد بن سعد: كتب الناس عنه كتابًا كبيرًا، وتركوا حديثه، وقال البخاري: تكلم فيه يحيى بن معين.
قلت: رماه بالكذب.
وقال أبو بكر الخطيب: وذكر مسلم بن عبد الرحمن البلخي أن ابن جريج تزوج أم عمر بن هارون فمن هناك أكثر السماع منه.
وقال أبو أحمد بن عدي: يقال إنه لقي بن جريج بمكة وكان حسن الوجه، فسأله ابن جريج ألك أخت؟ قال: نعم فتزوج بأخته، فقال: لعل هذا الحسن يكون في أخته كما هو في أخيها، فتفرد عن ابن جريج، وروى عنه أشياء لم يروها غيره،. انظر تهذيب الكمال (21: 524).
¥(40/340)
فما ذكر من زيادات تفرد بها لا يسلم له ذلك؛ لما فيه من كلام! .. نعم لو كان عدلاً لقبلنا منه هذا؛ لكونه كان خصيصًا بابن جريج؛ لما بينهما من القرابة.
? وأما حديث همام بن يحيى:
فأخرجه البيهقي في السنن الكبير (2: 44/ برقم 2213): أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المقرئ ببغداد، ثنا أحمد بن سلمان، ثنا محمد بن إسماعيل السلمي، ثنا عبد الله بن رجاء، عنه به بلفظ: أن قراءة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كانت بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين يعني كلمة كلمة.
? وأما حديث يحيى بن سعيد الأموي:
فأخرجه أحمد في مسنده (6: 302/ برقم26625).
وأخرجه أبو داود (4: 37/ برقم 4001)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبير (2: 44/ برقم2212).
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (12: 451/ برقم7022)، ومن طريقه أبو العلاء العطار في التمهيد برقم (323): حدثنا أبو خيثمة.
وأحرجه الدارقطني في سننه (1: 312/ برقم 17): من طريق عبدالله بن محمد.
كلاهما (أبو داود، وعبدالله بن محمد) عن سعيد بن يحيى الأموي.
وأخرجه الترمذي في جامعه (5: 185) في كتاب القراءات عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) / باب في فاتحة الكتاب برقم (2927)، وفي الشمائل برقم (317): حدثنا علي بن حجر.
وأخرجه الحاكم في مستدركه (2: 253/ برقم 1910): من طريق علي بن حجر بن إياس السعدي.
وأخرجه (كذلك) في المستدرك (2: 253/ برقم 2909)، ومن طريقه البيهقي في الشعب (2: 435/ برقم2319): أخبرنا الحسين بن أيوب ومحمد بن الحسن، قالا: حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام.
(ولم يذكر البيهقي في روايته محمد بن الحسن).
خمستهم (أحمد، وأبو خيثمة، وسعيد بن يحيى الأموي، وعلي بن حجر، وأبو عبيد القاسم بن سلام) عن يحيى بن سعيد، ثنا ابن جريج، عن عبدالله بن أبي مليكة، عنها بلفظ: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقطع قراءته آية آية: الحمد لله رب العالمين ثم يقف، الرحمن الرحيم ثم يقف.
قال ابن أبي مليكة: وكانت أم سلمة تقرأها ملك يوم الدين. هذا لفظ أبي عبيد .. ولفظ سعيد عند أبي داود، هو المصدر به، ولفظ أبي يعلى نحوه.
قال الدارقطني: " إسناده صحيح وكلهم ثقات، قال لنا: عبدالله بن محمد: ورواه عمر بن هارون، عن ابن جريج فزاد فيه كلامًا".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
* وأبو عبيد هذا اسمه القاسم بن سلام (بتشديد اللام) البغدادي، الإمام المشهور، ثقة فاضل مصنف. قاله الحافظ في (التقريب)، وزاد: ولم أر له في الكتب حديثا مسندًا بل أقواله في شرح الغريب. اهـ.
وقال السيوطي في (الإتقان): أول من صنف في القراءة أبو عبيد القاسم بن سلام. اهـ.
قلت: أما قول ابن حجر لم أر له حديثًا مسندًا فهذا يرده! .. ويحتمل أنه أراد في الكتب الستة وملحقاتها. وهو الأظهر فلا يتوقع غفلة الحافظ عن مروياته.
والحديث في أصله معلول من حديث ابن جريج .. لم يسمعه ابن أبي مليكة من أم سلمة، خالفه الليث بن سعد.
أخرجه ابن المبارك في مسنده (1: 33/ برقم56)، وفي الزهد (ص421/ برقم1195)، ومن طريقه أبو العلاء الهمداني في التمهيد برقم (329).
وأخرجه أحمد في مسنده (6: 294/ برقم26569)، (6: 300/ برقم 26606): ثنا يحيى بن إسحاق.
وأخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص53): حدثنا عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (1: 453/ برقم1165): من طريق يحيى بن بكير.
وأخرجه أبو داود في سننه (2: 73/ برقم 1466): حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي.
وأخرجه الترمذي في جامعه (5: 182/ برقم 2923)، وفي الشمائل (ص257/ برقم315)، والنسائي في الكبرى (1: 349/ برقم1095)، (1: 432/ برقم 1375)، (5: 22/ برقم 8057)، والصغرى (3: 214/ برقم1629)، والفريابي في فضائل القرآن (326)، ومن طريقه أبو العلاء العلاء العطار برقمي (326)، (327): عن قتيبة بن سعيد.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه (2: 188/ برقم 1158): ثنا الربيع بن سليمان المرادي، نا شعيب.
وأخرجه أبو العلاء العطار في التمهيد برقم (328): من طريق أبي خالد يزيد بن عبدالله بن موهب، وعيسى بن حماد.
¥(40/341)
ثمانيتهم (ابن المبارك، ويحيى بن إسحاق، وعبدالله بن صالح، ويحيى بن بكير، ويزيد بن خالد، وقتيبة، وشعيب، وعيسى بن حماد): عن الليث، عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك: أنه سأل أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) عن قراءة النبي (صلى الله عليه وسلم) وصلاته، فقالت: ما لكم وصلاته؟ كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح، ثم نعتت قراءته، فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفًا حرفًا. لفظ الترمذي.
قال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة.
وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يقطع قراءته وحديث ليث أصح".
وقال أبو عبد الرحمن: "يعلى بن مملك ليس بذلك المشهور".
وقال الحاكم: " هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
وأخرجه الترمذي في جامعه (5: 185) في كتاب القراءات عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) / باب في فاتحة الكتاب برقم (2927) من حديث ابن جريج (كما سبق).
وقال: " هذا حديث غريب وبه يقول أبو عبيد ويختاره، هكذا روى يحيى بن سعيد الأموي وغيره: عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة. وليس إسناده بمتصل؛ لأن الليث بن سعد روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم سلمة.
وحديث الليث أصح، وليس في حديث الليث: وكان يقرأ ملك يوم الدين ". اهـ.
قال في عون المعبود (11: 24): " قلت كلام الإمام الترمذي وحديث الليث أصح يعني أصح من رواية ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة.
وكأنه يريد أن ابن أبي مليكة إنما سمعه من يعلى بن مملك كما حدث به الليث.
وأقول: لا مانع أن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة سمع الحديث من يعلى فحدث به الليث كما سمعه، وسمعه من أم سلمة فحدث به ابن جريج؛ فإن صاحب (الخلاصة) صرح أنه روى عن: عائشة، وأم سلمة، وأسماء وابن عباس، وأدرك ثلاثين من الصحابة. وثقه أبو حاتم وأبو زرعة. انتهى.
فمع ثقته فما المانع أنه سمع الحديث منهما جميعًا، وعلى فرض أنه سمعه من يعلى بن مملك فقد وثق يعلى بن مملك ابن حبان، فالحديث ثابت على كل تقدير، كذا قاله بعض العلماء، والله أعلم.
قال المنذري: وأخرجه الترمذي، ولم يذكر التسمية، وقال: حديث غريب. ثم ذكر كلام الترمذي رحمه الله" اهـ.
وقال في تحفة الأحوذي (8: 199): "قلت صرح الحافظ في تهذيب التهذيب أن بن أبي مليكة روى عن أسماء وعائشة وأم سلمة، وفي (البخاري) قال ابن أبي مليكة: أدركت ثلاثين من الصحابة، فيجوز أن بن أبي مليكة كان يروي الحديث أولا عن يعلى عن أم سلمة ثم لقيها فسمعه منها فروى عنها بلا واسطة والله تعالى أعلم ".
قلت: هذا الاحتمال الذي أورده العظيم آبادي والمباركفوري، ينقصه التحرير على طريقة محققي أهل الحديث؛ فالترمذي رجح رواية الليث معتمدًا على قاعدة يكثر حمل المرسلات عليها، وهي: أن الراوي إذا لم يعرف بتدليس وذكر بينه وبين أحد الرواة في الإسناد راويًا، ثم وقفنا على روايته عنه مباشرة ـ بدون واسطه ـ حملنا هذه الرواية على الانقطاع، ما لم يصرح بالسماع في هذه الرواية أو غيرها.
وأما اعتمادهما على قول صاحبي (الخلاصة)، و (التهذيب) في إثبات السماع، فهذا عجيب منهما فإن الخزرجي وابن حجر يثبتان الرواية على ظاهر الأسانيد لا السماع، كما هي عادة المزي في ذكر تلاميذ الراوي! لا أن كل من ذكره في الرواة أثبت له بذلك السماع .. فتنبه لهذا!.
ثم إن ما ذهبا إليه تخرص من القول .. فقد أخرج الحديث عبدالرزاق في مصنفه (3: 38/ برقم 4709)، وعنه أحمد في المسند (6: 279/ برقم26589)، (6: 308/ برقم26667).
وأخرجه الطبراني في الكبير (23: 293/ برقم 645) من طريق عبدالرزاق.
وأخرجه إسحاق في مسنده (4: 156/ برقم1935)، ومن طريقه ابن حبان في صحيحه (6: 366/ برقم2639): أخبرنا محمد بن بكر.
وأخرجه أحمد في المسند (6: 279/ برقم 26589): ثنا محمد بن بكر (قرنه بعبدالرزاق).
وأخرجه النسائي في الكبرى (1: 418/ برقم 1324)، والصغرى (3: 214/ برقم1628): أخبرني هارون بن عبد الله، قال: نا حجاج.
¥(40/342)
وأخرجه الطبراني في الكبير (23: 407/ برقم 977): حدثنا حجاج بن عمران السدوسي، ثنا أبو سلمة بن خلف الجوباري، ثنا أبو عاصم.
أربعتهم (عبدالرزاق، ومحمد بن بكر، وحجاج، أبو عاصم) عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، قال: أخبرني يعلى بن مملك: أنه سأل أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) عن صلاة النبي (صلى الله عليه وسلم) بالليل، فقالت: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يصلي العشاء الآخرة، ثم يسبح، ثم يصلي بعد ما شاء الله من الليل، ثم ينصرف فيرقد مثل ما يصلي، ثم يستيقظ من نومته تلك، فيصلي مثل ما نام، وصلاته تلك الآخرة تكون إلى الصبح. لفظ ابن حبان .. وصرح ابن جريج بسماعه.
زاد حجاج في روايته عند النسائي: ابن جريج [عن أبيه] .. وقال أبو عاصم عند الطبراني: [أخبرني أبي].
فآلت رواية ابن جريج ـ صراحة ـ إلى رواية الليث على ما فيها من تدليس.
فهذا يرد ما ذهبا إليه (رحمهما الله).
وقد وقفت على الحديث من رواية الليث عن ابن لهيعة عن ابن أبي مليكة، به.
أخرجه الطبراني في الكبير (23: 292/ برقم 646) حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي ثنا أبو صالح.
فيكون هذا نزول من الليث فيه، وذاك علو، على الاحتمال فقد رواه عبدالله بن صالح على الجادة كما سبق عند البخاري في (خلق أفعال العباد).
* والمدار في هذه الرواية على يعلى بن مملك لم يوثقه سوى ابن حبان .. وقد تفرد بالرواية عنه ابن أبي مليكة .. وقال النسائي (كما سبق): "ليس بذلك المشهور" .. ولذا قال ابن حجر في (التقريب): "مقبول" .. يعني أنه يحتاج على روايته متابع.
وإذا كان حديثه أصل في هذا الباب احتاج إلى متابع (والله أعلم) .. وقد يحتمل إذا لم يحفظ عليه مخالفة أو نكارة في روايته، وهذا ما ذهب إليه من قبل روايته (والله أعلم).
وفي الباب عن عمر:
أخرجه الدارقطني في (الأفراد) كما في أطرافه برقم (192)، وقال: "تفرد به معتمر، عن أبيه. وتفرد به أبو المعتمر عمار بن زربي، عن معتمر".
* وعمار بن زربي هذا أبو المعتمر بصري .. قال العقيلي: الغالب على حديثه الوهم. وكذبه عبدان الأهوازي. انظر (الميزان).
(فائدة)
قال البيهقي في الشعب (2: 520): "ومتابعة السنة أولى مما ذهب بعض أهل العلم بالقرآن من تتبع الأغراض والمقاصد، والوقوف عند انتهائها".
وقال المناوي (5: 238): " كان يقطع قراءته بتشديد الطاء من التقطيع، وهو جعل الشيء قطعة قطعة أي يقف على فواصل الآي آية آية، يقول: الحمد لله رب العالمين ثم يقف، ويقول: الرحمن الرحيم ثم يقف وهكذا، ومن ثم ذهب البيهقي وغيره إلى أن الأفضل الوقوف على رؤوس الآي وإن تعلقت بما بعدها، ومنعه بعض القراء إلا عند الانتهاء.
قال ابن القيم: وسنة رسول الله أولى بالاتباع. وسبقه البيهقي، فقال في (الشعب): متابعة السنة أولى مما ذهب إليه بعض القراء من تتبع الأغراض والمقاصد والوقوف عند انتهائها ". اهـ.
وأورده الزركشي في البرهان (1: 98): ونقل عن الجعبري قوله: " إنه إنما كانت قراءته (صلى الله عليه وسلم) كذلك ليعلم رؤوس الآي .. قال: ووهم فيه من سماه وقف السنة؛ لأن فعله عليه السلام إن كان تعبدًا فهو مشروع لنا، وإن كان لغيره فلا، فما وقف عليه السلام عليه دائمًا تحققنا أنه فاصلة، وما وصله دائمًا تحققنا أنه ليس بفاصلة، وما وقف عليه مرةً ووصله أخرى احتمل الوقف".اهـ.
وانظر لهذا الخلاف البرهان كذلك (1: 350)، (1: 468) وما في بابه.
وكتبه/ يحيى البكري الشهري .. في أيام وليال متفرقات ختامها ليلة الاثنين الرابع عشر من ربيع الأول لسنة خمس وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[24 - 05 - 04, 01:11 ص]ـ
(فضل البسملة)
[5] حديث: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) اشتكى فأتاه جبريل، فقال: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من كل كاهن وحاسد، والله يشفيك.
الحديث أورده البغوي في تفسيره (4: 547) في تفسير سورة الفلق.
وأورده ابن كثير في تفسير سورة القلم (4: 411) عند قوله تعالى: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ}. [آية:51]. وفي (4: 574) في تفسير سورة الفلق (كذلك) عند الآية المذكورة.
¥(40/343)
وأورده السيوطي في الدر المنثور (8: 688) وفي (8: 691) في تفسير سورة الفلق عند قوله تعالى وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ. [آية:5]. عن جابر بن عبدالله، وأبي سعيد الخدري. وعزاه لابن مردويه.
وأورده الأستاذ الفاضل حكمت بشير ياسين في كتابه القيم الصحيح المسبور (1: 71) عند ذكره للبسملة وفضلها .. ومن أجل هذا بدأنا بذكر الحديث هنا.
طرق الحديث
الحديث ورد من رواية أبي سعيد الخدري، وجابر بن عبدالله، وأنس بن مالك، في آخرين.
? فأما حديث أبي سعيد الخدري:
فسئل الدارقطني في العلل (11: 325/ برقم 2314) عنه، فقال: "يرويه عبد الوارث بن سعيد، واختلف عنه: فرواه بشر بن هلال وعمران بن موسى، عن عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أبي نضرة.
ورواه أبو معمر، عن عبد الوارث، عن حميد الطويل، عن أبي نضرة والأول أصح.
ورواه داود بن أبي هند، عن أبي نضرة، واختلف عن: فرواه أبو شهاب الحناط، وعمر بن حبيب القاضي، وعبد الله بن إدريس، عن داود، عن أبي نضرة، عن جابر أو أبي سعيد، والصحيح عن أبي سعيد". اهـ.
قلت: وله وجه من الخلاف آخر لم يشر إليه الدارقطني، فقد رواه عبدالصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس.
والحديث بطريقيه في عداد الغرائب .. فإلى بيان مخارج هذه الروايات (وَفق ما تحصل لي):
1 ـ أما رواية بشر بن هلال (وهي أصح الروايات):
فأخرجها مسلم (4: 1718/ برقم 2186)، والترمذي في جامعه (3: 303/ برقم 972)، و النسائي (6: 249/ برقم 10843)، و أبو يعلى (2: 327/ برقم 1066): عن بشر بن هلال الصواف، حدثنا عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد: أن جبريل أتى النبي (صلى الله عليه وسلم)، فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: نعم، قال: "باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك". لفظ مسلم.
2 ـ وأما رواية عمران بن موسى:
فأخرجها النسائي في الكبرى (4: 393/ برقم7660).
وأخرجها النقاش في فوائد العراقيين برقم (75): أخبرنا أبو الفضل إبراهيم بن محمد بن أبي، ثنا محمد بن محمد الواسطى.
كلاهما (النسائي، ومحمد بن محمد الواسطي) عنه، قال: ثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، قال: حدثني أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري (فذكره) بنحوه.
وتابعهما عليه: عفان بن مسلم الصفار، وعبدالصمد بن عبدالوارث، ومسدد بن مسرهد.
3 ـ فأما رواية عفان بن مسلم:
فأخرجها أحمد (3: 56/ برقم 11551).
وأخرجها الطحاوي في معاني الآثار (4: 329): حدثنا محمد بن علي بن داود.
كلاهما (أحمد ومحمد بن علي) عنه، قال: ثنا عبد الوارث، قال: ثنا عبد العزيز بن صهيب، قال: ثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري (فذكره).
4 ـ وأما رواية عبدالصمد بن عبدالوارث:
فأخرجه أحمد (3: 28/ برقم 11241): ثنا عبد الصمد، حدثني أبي، ثنا عبد العزيز ـ يعني ابن صهيب ـ قال: حدثني أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري (فذكره).
5 ـ وأما رواية مسدد بن مسرهد:
فأخرجها الطبراني في الأوسط (8: 257/ برقم 8565)، وفي الدعاء (1: 334 / برقم 1091): حدثنا معاذ بن المثنى.
وأخرجها اللالكائي في الأصول برقم (341): أخبرنا محمد بن عبد الله الجعفي، قال: أخبرنا محمد بن علي بن رحيم، قال: حدثنا أحمد بن حازم، قال: حدثنا مسدد وأبو معمر (قرنهما).
كلاهما (معاذ، وأحمد بن حازم) عن عبدالوارث، عن عبدالعزيز بن صهيب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد (فذكره).
وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عبد العزيز إلا عبد الوارث".
6 ـ وأما رواية أبي معمر فاختلف عليه فيها:
فرواه أحمد بن حازم كالجماعة .. وخالفه الحنيني فرواه عنه، عن عبد الوارث، عن حميد الطويل، عن أبي نضرة.
أ ـ فأما رواية أحمد بن حازم: أخرجها اللالكائي في الأصول برقم (341): أخبرنا محمد بن عبد الله الجعفي، قال: أخبرنا محمد بن علي بن رحيم، قال: حدثنا أحمد بن حازم، قال: حدثنا مسدد وأبو معمر، قالا: حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد (فذكره).
ب ـ وأما رواية الحنيني: فأخرجها عبدالغني المقدسي في الترغيب في الدعاء (ص209 ـ 210/ برقم 111): من طريق محمد بن الحسين الحنيني الكوفي: ثنا أبو معمر، ثنا عبد الوارث، عن حميد الطويل، عن أبي نضرة عن أبي سعيد (فذكره).
¥(40/344)
والصواب رواية أحمد بن خازم .. وللكلام حوله بقية في طريق جابر التالية.
? أما حديث جابر بن عبدالله:
فأشار له الدارقطني وذكر الاختلاف على داود بن أبي هند فيه: وبعض ما ذكره (رحمه الله) لم أقف عليه، لكن وقفت عليه من أوجه أخرى .. وبيان هذه الطرق كالتالي:
رواه أبو بحر البكراوي، ووهيب بن خالد عن داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أو جابر. (كذا على الشك).
ورواه محمد بن عبدالرحمن الطفاوي، وأبي شهاب، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد.
1 ـ فأما رواية أبي بحر البكراوي:
فأخرجها ابن السني في عمل اليوم والليلة برقم (570): أخبرني أبو عروبة، حدثنا علي بن الحسين الدرهمي ويحيى ابن حكيم، قالا: ثنا أبو بحر البكراوي، ثنا داود بن أبي هند، ثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد أو جابر ـ شك داود ـ قال: (فذكره).
2 ـ وأما رواية وهيب (هو ابن خالد):
فأخرجه أحمد في المسند (3: 75/ برقم 11728): ثنا عفان، ثنا وهيب، ثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد ـ أو عن جابر بن عبد الله ـ: (فذكره).
وهذه الرواية أعلها الدارقطني، ولم يشر لوجه العلة وهو مصرح بها في رواية البكراوي هذه.
3 ـ وأما رواية محمد بن عبدالرحمن الطفاوي:
فأخرجها أحمد في المسند (3: 58/ برقم 11574): ثنا محمد بن عبدالرحمن الطفاوي، ثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: اشتكى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجاءه جبريل فرقاه، فقال: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من كل عين وحاسد يشفيك"، أو قال: "الله يشفيك".
4 ـ وأما رواية أبي شهاب (وهي أشهر الروايات):
فأخرجها ابن أبي شيبة في المصنف (5: 47/ برقم 23576)، و (6: 63/ برقم 29503)، وعبد بن حميد في المنتخب (ص278/ برقم 881).
وأخرجها الطبراني في الدعاء في (1: 334 / برقم 1091): حدثنا أبو عمر الضرير محمد بن عثمان بن سعيد الكوفي.
ثلاثتهم (ابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وأبو عمر الضرير) عن حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا أبو شهاب، عن داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد (فذكره).
? وأما حديث أنس بن مالك:
فيرويه عبدالعزيز بن صهيب (كذلك) مع اختلاف في اللفظ.
أخرجه أحمد في مسنده (3: 151/ برقم 12554): ثنا عبد الصمد.
وأخرجه البخاري في صحيحه (5: 2167/ برقم 5410)، وأبو داود في سننه (4: 11/ برقم3890): حدثنا مسدد.
وأخرجه الترمذي في الجامع (3: 303/ برقم 973)، وفي العلل الكبير (1: 141/ 242): حدثنا قتيبة.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (7: 20/ برقم 3917): حدثنا جعفر بن مهران.
أربعتهم (عبدالصمد، ومسدد، وقتيبة، وجعفر بن مهران): عن عبدالوارث، عن عبدالعزيز، قال: دخلت أنا وثابت على أنس بن مالك، فقال ثابت: يا أبا حمزة اشتكيت، فقال أنس: ألا أرقيك برقية رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ قال: بلى، قال: "اللهم رب الناس مذهب الباس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر سقما". لفظ البخاري.
قال أبو عيسى: "حديث أبي سعيد حديث حسن صحيح، وسألت أبا زرعة عن هذا الحديث، فقلت له: رواية عبد العزيز، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد أصح، أو حديث عبد العزيز، عن أنس؟ قال: كلاهما صحيح".
وقال في العلل الكبير (1: 141): " سألت أبا زرعة عن هذين الحديثين أيهما أصح: حديث أنس أو حديث أبي سعيد؟ فقال: كلاهما صحيح. وقد رواهما عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه الحديثين جميعًا.
وسألت محمدًا، فقال: مثله". اهـ.
وفي الباب: عن أنس، وعبادة بن الصامت، وأبي هريرة، وعائشة، وميمونة (رضي الله عن الجميع) .. وإن كان في العمر بقية فسأتعرض (إن شاء الله) لبعض هذه الطرق عند ذكر سورة الفلق.
(فائدة)
قال ابن كثير: "ولعل هذا كان من شكواه (صلى الله عليه وسلم) حين سحر، ثم عافاه الله تعالى وشفاه، ورد كيد السحرة الحساد من اليهود في رؤوسهم، وجعل تدميرهم في تدبيرهم وفضحهم ".
وليس في النصوص الصحيحة أن ذلك كان هو السبب، وقد أورد طرفا منها ابن كثير هنا، ولكنه ختم برواية طويلة للثعلبي، وفيها ذكر سياق الرقية، وختمها بقوله: "أورده بلا إسناد وفيه غرابة وفي بعضه نكارة شديدة ولبعضه شواهد".
وعلى هذا فهو يدخل في أسباب ورود الحديث .. ولم أر من ذكره فيها.
حرر في ليلة الجمعة الخامس والعشرين من ربيع الأول لسنة خمس وعشرين وأربعمئة وألف للهجرة الشريفة.
¥(40/345)
ـ[البدر المنير]ــــــــ[24 - 05 - 04, 01:24 ص]ـ
عرفنا بالشيخ يحيى هل هو نفسه يحيى العدل؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[25 - 06 - 04, 01:35 ص]ـ
أخي البدر المنير سلَّمه الله
الله أعلم
********************
(فضل البسملة)
[6] حديث: أبي تميمة عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: عثر بالنبي (صلى الله عليه وسلم) حماره، فقلت: تعس الشيطان! فقال النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم): "لا تقل تعس الشيطان؛ فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم، وقال: بقوتي صرعته، وإذا قلت: باسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب".
الحديث أورده من المفسرين: الثعالبي في تفسيره (1: 20): (باب في تفسير بسم الله الرحمن الرحيم).
وابن عطية في المحرر الوجيز (1: 60) عند (القول في تفسير بسم الله الرحمن).
والقرطبي في الجامع (1: 92) في المسألة الثانية من مسائل البسملة.
وأورده ابن كثير في تفسيره (1: 19) فقال: وقال الأمام أحمد في (مسنده): حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عاصم، قال: سمعت أبا تميمة يحدث عن رديف النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم)، قال: عثر بالنبي (صلى الله تعالى عليه وسلم)، فقلت: تعس الشيطان، فقال النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم): لا تقل تعس الشيطان! فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم، وقال: بقوتي صرعته، وإذا قلت: بسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب". هكذا وقع في رواية الإمام أحمد. وقد روى النسائي في (اليوم والليلة)، وابن مردويه في (تفسيره): من حديث خالد الحذاء، عن أبي تميمة ـ وهو الهجيمي ـ عن أبي المليح بن أسامة بن عمير، عن أبيه، قال: كنت رديف النبي (صلى الله تعالى عليه وسلم): (فذكره)، وقال: "لا تقل هكذا! فإنه يتعاظم حتى يكون كالبيت، ولكن قل: بسم الله فإنه يصغر حتى يكون كالذبابة".
وأعاده في (4: 576) عند تفسيره لسورة الناس، وقال: "تفرد به أحمد، إسناده جيد قوي".
وأورده الأستاذ حكمت بشير في التفسير الصحيح (1: 71 ـ 72): " قال الإمام أحمد: ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن عاصم، عن أبي تميمة الهجيمي، عمن كان رديف النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: كنت رديفه على حمار فعثر الحمار، فقلت: تعس الشيطان، فقال لي النبي (صلى الله عليه وسلم): "لا تقل تعس الشيطان! فإنك إذا قلت: تعس الشيطان تعاظم الشيطان في نفسه، وقال: صرعته بقوتي، فإذا قلت: بسم الله تصاغرت إليه نفسه حتى يكون أصغر من ذباب".
وقال: أخرجه الإمام أحمد من طرق أخرى: عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم)، وذكره ابن كثير، وقال: تفرد به أحمد وهو إسناد جيد.
وأخرجه النسائي والحاكم: من طريق خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم): نحوه.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصححه محقق عمل اليوم والليلة، وصححه أيضًا الشيخ الألباني". اهـ.
(طرق الحديث)
ورد من رواية أبي تميمة الهجيمي، عن صحابي من الأرداف لم يسمه، ووقع مبينًا في بعض الروايات، وهو معلول من ذاك الوجه، وحديثه يرويه عاصم الأحول، وخالد الحذاء.
(1) ـ فأما حديث عاصم الأحول (وهو أشهر): فرواه عنه سفيان، وشعبة بن الحجاج، وعبدالله بن المبارك، ومعمر بن راشد.
أ ـ فأما حديث سفيان (وهو الثوري) فاختلف عنه:
فأخرجه أحمد في المسند (5: 365/ برقم 23141)، ومن طريقه الضياء في المختارة وأخرجه في (4: 198/ برقم 1414): ثنا يزيد، أنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن أبي تميمة الهجيمي، عن ردف النبي (صلى الله عليه وسلم) ـ أو من حدثه عن ردف النبي (صلى الله عليه وسلم) ـ: انه كان ردفه فعثرت به دابته، فقال: تعس الشيطان، فقال: "لا تفعل؛ فإنه يتعاظم إذا قلت ذلك حتى يصير مثل الجبل، ويقول: بقوتي صرعته، وإذا قلت: بسم الله تصاغر حتى يكون مثل الذباب".
وأخرجه يحيى بن مندة في معرفة أسامي أرداف النبي (صلى الله عليه وسلم) (ص76 ـ 68): أخبرنا محمد بن عبد الله بن ريدة، أنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، أنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، ثنا محمد بن يوسف، ثنا سفيان.
(ح) وأنا الإمام عمي ـ رحمه الله ـ أنا أبي ـ رحمه الله ـ أنا خيثمة بن سليمان، ثنا السري بن يحيى، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن عاصم.
¥(40/346)
كذا كان في رواية الإمام جدي ـ رحمه الله تعالى ـ وفي رواية الطبراني: عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) ـ أو عمن حدثه، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم).
قال: رواه أبو إسحاق الفزاري، عن سفيان، عن عاصم، عمن سمع رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) فذكر نحوه.
وأخرجه البيهقي في الشعب (4: 302/ برقم 5184): أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، ثنا الباغندي، ثنا خلاد، ثنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن أبي تميمة، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم): (فذكره).
والاختلاف المذكور بالشك في الرواية: فرواه يزيد بن هارون، والفريابي بالشك (أعني بزيادة رجل).
ب ـ وأما حديث شعبة بن الحجاج (فاختلف عنه كذلك):
فأخرجه أحمد في المسند (5: 59/ برقم 20611) ثنا محمد بن جعفر.
وأخرجه في (5: 71/ برقم 20709) ثنا عفان.
كلاهما (محمد بن جعفر، وعفان) عنه، ولفظ محمد بن جعفر: ثنا شعبة، عن عاصم، قال: سمعت أبا تميمة يحدث، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم).
قال شعبة: قال عاصم: عن أبي تميمة، عن رجل، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم).
وقال عفان: ثنا شعبة، عن عاصم الأحول، عن أبي تميمة، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم)، أو عن رجل، عن ردف النبي (صلى الله عليه وسلم).
وأخرجه يحيى بن مندة في معرفة أسامي أرداف النبي (صلى الله عليه وسلم) (ص68): من طريق خيثمة، وحدثنا الحسن بن مكرم، ثنا أبو النضر، ثنا شعبة، عن عاصم، قال: سمعت أبا تميمة الهجيمي، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم).
وأخرجه البيهقي في الشعب (4: 301/ برقم 5183): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا وهب بن جرير، ثنا شعبة، عن عاصم، عن أبي تميمة الهجيمي، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) ـ أو عن رجل رديف النبي (صلى الله عليه وسلم): أنه كان رديف النبي (صلى الله عليه وسلم).
فظهر بهذا أن الاضطراب في الرواية من جهة عاصم .. كما نص عليه شعبة في روايته .. ولعل الصواب ما أثبته شعبة في رواية عفان عنه .. أعني (عن أبي تميمة، عن رجل، عن رديف النبي (صلى الله عليه وسلم).
ج ـ وأما حديث عبدالله بن المبارك:
فأخرجه الضياء في المختارة (4: 197/ برقم 1413): من طريق أبي يعلى الموصلي، نا عبد الله بن محمد بن أسماء، نا عبد الله، عن عاصم بن سليمان الأحول، عن أبي تميمة الهجيمي، عن ردف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فذكر نحوه.
د ـ وأما حديث معمر بن راشد:
فأخرجه في الجامع (11: 424/ برقم 20899)، ومن طريقه أحمد في المسند (5: 59/ برقم 20610)، والبيهقي في الشعب (4: 301/ برقم 5185): عن عاصم، عن أبي تميمة الهجيمي، عن من كان رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: كنت ردفه على حمار فعثر الحمار، فقلت: تعس الشيطان، فقال لي النبي (صلى الله عليه وسلم): "لا تقل تعس الشيطان فإنك إذا قلت: تعس الشيطان تعاظم في نفسه، وقال: صرعته بقوتي، وإذا قلت: بسم الله، تصاغرت إليه نفسه حتى يكون أصغر من الذباب".
وقال البيهقي في لفظه: " وقال صرعته بعزتي".
وليس في رواية هذين الشك.
(2) ـ وأما حديث خالد الحذاء: فرواه عن أبي تميمة .. وقد اختلف عليه في روايته (كذلك):
فرواه محمد بن حمران، عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن أبيه.
وخالفه عبدالله بن المبارك، وخالد الواسطي: عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وخالفهما يزيد بن زريع: فرواه عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وخالف الجميع عبدالوهاب الثقفي،: فرواه عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح (مرسلاً).
أ ـ فأما حديث محمد بن حمران القيسي:
فأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد (2: 306/ برقم 1068)، ومن طريقه ابن منده في معرفة أسامي الأرداف (ص65 ـ 66).
وأخرجه أبو يعلى في المعجم (ص83/ برقم 71)، ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (25: 95):
وأخرجه النسائي في الكبرى (6: 142/ برقم 10389): أخبرني عثمان بن عبد الله.
¥(40/347)
وأخرجه الطبراني في الكبير (1: 194/ برقم 516)، ومن طريقه ابن منده في معرفة أسامي الأرداف (ص65 ـ 66)، والضياء في المختارة (4: 196/ برقم 1412): حدثنا عبدان بن أحمد وزكريا بن يحيى الساجي ومحمد بن عبد الله الحضرمي وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
وأخرجه الطبراني في الدعاء (1: 558/ برقم 2010): حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، وزكريا بن يحيى الساجي، وعبدان بن أحمد.
ثمانيتهم (ابن أبي عاصم، وأبو يعلى، وعثمان بن عبدالله، عبدان بن أحمد، وزكريا بن يحيى الساجي، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن هاشم البغوي): عن أحمد بن عبدة الضبي.
وأخرجه الحاكم في مستدركه (4: 325/ برقم 7793): حدثنا علي بن عيسى، ثنا أحمد بن نجدة القرشي، ثنا سعيد بن منصور.
كلاهما (أحمد بن عبدة الضبي، وسعيد بن منصور) عن محمد بن حمران القيسي، قال: ثنا خالد الحذاء، عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي المليح، عن أبيه، قال: كنت رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) فعثر بعيرنا، فقلت: تعس الشيطان، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " لا تقل تعس الشيطان؛ فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله فإنه يصغر حتى يصير مثل الذباب". لفظ أبي يعلى.
قال أبو عبد الرحمن: "الصواب عندنا حديث عبد الله بن المبارك وهذا عندي خطأ".
وقال الدارقطني في (الأفراد) كما في أطرافه برقم (583): " غريب من حديث حديث أبي المليح عامر، وقيل: عمير بن أسامة بن عمير، وغريب من حديث أبي تميمة الهُجيمي، عنه.
تفرد به خالد الحذاء، وعنه محمد بن حمران، بهذا الإسناد". اهـ.
ب ـ وأما حديث خالد الواسطي:
فأخرجه أبو داود في سننه (أبو داود 4: 296/ برقم 4982): حدثنا وهب بن بقية، عن خالد ـ يعني ابن عبد الله ـ عن خالد ـ يعني الحذاء ـ عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن رجل قال: كنت رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) فعثرت دابته، فقلت: تعس الشيطان، فقال: "لا تقل تعس الشيطان؛ فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب".
ج ـ وأما حديث عبدالله بن المبارك:
فأخرجه النسائي في الكبرى (6: 142/ برقم 10388): أخبرنا محمد بن حاتم، أخبرنا سويد، أخبرنا عبد الله، عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، عن ردف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نحو أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: إذا عثرت بك الدابة فلا تقل تعس الشيطان؛ فإنه يتعاظم حتى يصير مثل البيت، ويقول: بقوتي صنعته، ولكن قل: باسم الله فإنه يتصاغر حتى يصير مثل الذباب".
وقد رجح أبا عبدالرحمن رواية ابن المبارك .. التي ليس فيها التصريح باسم الرديف .. وهذا ما نص عليه ابن منده عن جده، فقال: " أخرجه الإمام جدي رحمه الله في كتاب (المعرفة) في باب (ذكر من روى عن رجل ولم يسمه) وكذلك من صنف كتاب معرفة الصحابة رضي الله تعالى عنهم ".
فكأنهم بهذا يرون أن هذا الصحابي لا يُعرف .. وليس هو والد أبي المليح المذكور في رواية أبي تميمة الهجيمي ..
* والمدار فيها على محمد بن حمران القيسي .. ومحله الصدق كما قال أبو زرعة الرازي. فخطأ مثله وارد. وهذا ما صرح به ابن حبان في ثقاته إذ قال: يخطئ. انظر الجرح (7: 239)، الثقات (9: 40).
أما النسائي فضعفه بقوله: ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: له إفرادات وغرائب يحتمل، وما أرى به بأسًا. انظر الميزان.
د ـ وأما حديث يزيد بن زريع:
فأخرجه الحاكم في المستدرك (4: 324/ برقم 7792 حدثنا علي بن حمشاد العدل ثنا أبو المثنى ثنا مسدد ثنا يزيد بن زريع ثنا خالد الحذاء عن أبي تميمة عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه عثرت به دابته فقال: تعس الشيطان، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "لا تقل تعس الشيطان؛ فإنك إن قلت تعس الشيطان تعاظم، وقال: بقوتي صرعته، وإذا قيل: بسم الله خنس حتى يصير مثل الذباب".
قال الحاكم: " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
ورديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي لم يسمه يزيد بن زريع عن خالد سماه غيره أسامة بن مالك والد أبي المليح بن أسامة".
هـ ـ وأما حديث عبدالوهاب الثقفي:
فأخرجه النسائي في الكبرى (6: 143/ برقم 10390): أخبرنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا خالد، عن أبي تميمة، عن أبي المليح، قال: كان رجل رديف النبي (صلى الله عليه وسلم) على دابته فعثرت به ذاته فقال الرجل تعس الشيطان (نحوه). مرسل.
وأشار الضياء المقدسي في المختارة في (4: 198/ برقم 1414) إلى هذه العلة، فقال: " وقيل روي عن خالد عن أبي تميمة عن أبي المليح عن النبي (صلى الله عليه وسلم): مرسلا".
والحديث أورده المنذري في الترغيب (4: 42)، وقال: "رواه أحمد بإسناد جيد والبيهقي والحاكم إلا أنه قال: (وإذا قيل بسم الله خنس حتى يصير مثل الذباب) وقال صحيح الإسناد ".
وقال الهيثمي في المجمع (10: 132): رواه أحمد بأسانيد ورجالها كلها رجال الصحيح ... رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن حمران وهو ثقة.
والأشبه في هذا كله ترجيح رواية من قال: أبو تميمة، عن أبي المليح، عن رديف رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
* وأبو تميمة المذكور: هو طريف بن مجالد الهجيمي .. وثقه ابن معين الجرح (4: 492) خرج له (خ 4).
* وأبو المليح: اسمه عامر بن أسامة بن عمير الهذلى من أهل البصرة .. وكان عامل الحجاج على الأبلة مات سنة ثمان وتسعين .. الثقات لابن حبان (5: 190)، وذكره في (المشاهير).
وقد أعياني معرفة أوجه علل هذا الحديث!! فلعلي أن أكون قد وفقت لعرضها .. ولعل لي إليها عودة وتأمل.
(غريب الحديث)
قوله (تعس الشيطان): التعس: الهلاك والعثار والسقوط والشر والبعد والانحطاط، والفعل كمنع وسمع، أو إذا خاطبت قلت: تعست كمنع، وإذا حكيت قلت: تعس كسمع وتعسه الله وأتعسه، ورجل تاعس وتعس. انظر القاموس (1: 688).
وقوله (تعاظم): أي صار عظيمًا وكبيرًا.
وقوله (ويقول بقوتي): أي حدث ذلك الأمر بقوتي.
وقوله (تصاغر): أي صار صغيرًا وحقيرًا.
وكتب / يحيى البكري .. في 18/ 4/ 1425هـ
¥(40/348)