ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[21 - 04 - 07, 08:57 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخانا عبدالله
جهد مشكور. نفع الله بك وسددك.
ـ[المعلمي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 05:36 م]ـ
{بسم الله الرحمن الرحيم}
الإخوة الكرام لقد جمعت بعض الخيوط حول هذا الموضوع بعد قراءتي لردود بعض الإخوة فنستميحكم عذرا بوضعها:
أولا: قول الحافظ ابن حجر "وقد أورد هذا الإشكال قديما البخاري ومال إلى تضعيف حديث أبي سعيد بذلك " عليه ملحظ، فليس في كلام الإمام البخاري ما يحتمله!!!
فقد يسوق الإمام الرواية لمجرد التوكيد أو البيان لا الإستشكال، إلا أن يكون الحافظ ابن حجر عثر على ذلك صريحا في بعض مؤلفات الإمام البخاري.
ثانيا: قول الأخ الكريم " ظافر آل سعيد: واستشهاد الإمام أحمد بالحديث – إن ثبت ذلك عنه – لا يستلزم تصحيحه عنده , لأنه من أحاديث المناقب التي يتخفف فيها " فيه نظر أيضا؛ لأن الحديث ليس في باب المناقب بل هو من أحاديث الأحكام على التغليب " لما تحمله جزئيات الحديث من تنوع ".
ثالثا: ليس في الحديث مايُستشكل حتى يبحث له عن علة، لأن الخلق يتفاوتون في النوم فمنهم من كان نومه ثقيلا بحيث لا يصحو حتى تصفرّ الشمس ومنهم من هو دون ذلك، وليس في أصول الشريعة ما يشدد على النائم كأن يتخذ منبها ونحوه إلا على سبيل الجواز.
وأما استشكال الإمام البزار: فالقدر الذي استشكله الإمام البزار ثابت من طرق أخرى كحديث " لَا تَصُومُ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ
" " وَلَا يَحِلُّ لَهَا أَنْ تَصَدَّقَ مِنْ مَالِ زَوْجِهَا إِلَّا بِإِذْنِهِ" وورد عن عمر رضي الله عنه "أن المرأة لا تصوم تطوعا إلا بإذن زوجها " ونحوها من العبادات الكمالية.
وقراءة المرأة بسورة البقرة مثلا في صلاة الفريضة أو النافلة فيه من المشقة مافيه على الزوج وخاصة إذا كان شابا، فما بالك إذا تكرر في اليوم!
رابعا: الإشكال الذي عناه البخاري من إيراد هذه الرواية مفرغ من قوله " سبحان الله فو الذي نفسي بيده ما كشفت من كنف أنثي قط " وفي نظري أن هذا ليس إشكالا بقدر ماهو نوع من التناسب في التراجم، كأنه يقول: وقد روي عنه أنه تزوج.
خامسا: مازلنا ندور في رقعة التفريق بين " عنعنة الأعمش، وتدليس الأعمش " فكثير من الإخوة رمى الأعمش بتدليس هذا الحديث متّكلا على نكارة الألفاظ، وقد بينا بأنه ليس في الألفاظ ما يستنكر، مع وجود تحديث الأعمش عند ابن سعد، والذي اتضح لي من صنيع الأعمش أنه لم يكن يفرق بين العنعنة والتحديث في الإتصال ويذكر التحديث لمن يريده،وكثير من المتقدمين سائر أحاديثهم معنعنة.
فالمدلس إذا عنعن الحديث احتمل التدليس وعدمه، فإن روي التحديث من طريق آخر وإن كانت أدنى قوة رُجّح في الرواية آصلية الوصل، لا كما ذكر بعض الإخوة من ترجيح رواية الذهلي على رواية الخطيب البغدادي.
سادسا: قدر أورد الخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة قال: أخبرني أبو محمد بن الحسن بن محمد الحسن الخلال قال: حدثنا علي ابن عمرو بن سهل الحريري " ثقة " قال: حدثنا أبو الدجاج التميمي " لعله أبو الدحداح " قال: حدثنا موسى ابن عامر " صدوق "قال: حدثنا عيسى بن خالد " ثقة " عن شعبة " أمير المؤمنين في الحديث " عن أبي بشر جعفر بن إياس " ثقة " عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي " ثقة ": أن امرأة شكت زوجها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه يضربها! قال: فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنها تصوم بغير إذني! فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تصومي إلا بإذنه " فقالت: إنه إذا سمعني أقرأ سورة من القرآن يضربني! قال: فقال: إن معي سورة ليس معي غيرها هي تقرؤها! قال: " لا تضربها فإن هذه السورة لو قسمت على الناس لوسعتهم! " قالت: إنه ينام عن الصلاة! قال: إنه شيء ابتلاه الله به فإذا استيقظ فليصل ".
وهذا مرسل جيد يشهد لما سبق، فلعل عبد الله بن عبيد الليثي سمعه من أبيه عن أبي سعيد فأرسله.
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[24 - 04 - 07, 11:01 م]ـ
يا إخوة كيف استنبط ابن حجر ميل البخاري لتضعيف الحديث؟؟؟؟؟؟؟ حيث ان فهمي القاصر لم يدركها فأعيّنوه
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[02 - 05 - 10, 05:19 م]ـ
ما العمل مع زوجة تنكر على زوجها أنه لايصلي الفجر حتى تطلع الشمس مع أن نومه ثقيل وتريد التطليق منه بسبب ذلك
هل هذا مسوغ لها في طلب الطلاق؟(39/246)
من يوثق هذين الحديثين على نسخة خطية لمسند أحمد وسنن ابن ماجه
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[09 - 02 - 04, 10:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
احتاج إلى توثيق هذين النصين على مخطوطات لمسند أحمد وسنن ابن ماجه رحمهما الله تعالى، فمن يسبق بالفضل فله مني خالص الدعاء في الليل ......
الحديث الأول عند الإمام أحمد رحمه الله تعالى 18/ 47 طبعة أحمد شاكر
25642/ حدثنا وكيع ثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن الزبير عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ قال عروة: قلت لها من هي إلا أنت، قال: فضحكت.
الحديث الثاني عند ابن ماجه رحمه الله تعالى في كتاب الطهارة باب الوضوء من القبلة قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن الزبير عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ قلت ما هي إلا أنت فضحكت.
أخوكم أبو بكر بن عبد الوهاب
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[10 - 02 - 04, 06:45 م]ـ
للرفع
بارك الله تعالى بكم
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[11 - 02 - 04, 11:57 م]ـ
اللهم اجز خيرا من يوثق هذين الحديثين
اللهم بارك له في علمه وعمله
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[12 - 02 - 04, 08:52 ص]ـ
آمين.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[15 - 02 - 04, 09:43 ص]ـ
جزاك الله تعالى خيرا على رفع الموضوع
أخاف أن يسأم مني الإخوة، لكنهم يعذرون إن شاء الله.
من يسبق إلى نيل الأجر عند الله.
أخوكم أبو بكر بن عبد الوهاب
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[19 - 02 - 04, 10:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أنت أخي أحمد بن سالم المصري
المسامحة المسامحة على الإلحاح
أبو بكر بن عبد الوهاب(39/247)
تخريج حديث الطواف بالبيت صلاة
ـ[أبوحبيب2]ــــــــ[10 - 02 - 04, 04:15 ص]ـ
تخريج حديث الطواف بالبيت صلاة
خالد بن صالح بن إبراهيم الغصن 09/ 02/2004
إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه،ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أمَّا بعد:
فقد سبق لي أنْ كتبت شيئاً في تخريج بعض الأحاديث المهمَّة، ودرستها دراسة حديثيِّة مفصَّلة، على ضوء قواعد، ومناهج متقدمي علماء الحديث، الذين لهم المرجع في معرفة هذا العلم الشريف.
وقد أشار إليَّ بعض الإخوة الفضلاء بنشرها، فراودت نفسي بذلك مراراً حتى اطمأنَّتْ بإخراج ولو جزء منها، حتى يَعُمَّ نفعُها، ولعلَّها أيضاً تلقى استحسان المتخصِّصين بهذا الفن، أو تعقَّبهم بما يرونه من ملحوظات بنَّاءة فيرسلون بها إليَّ، فحينئذٍ أشكرهم، وأثني عليهم، ولهم مني دعوة صالحة بظهر الغيب إنْ شاء الله تعالى.
وقد وقع الاختيار في هذا الجزء على حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (الطواف بالبيت صلاة …) الذي طالما اختلفت آراء الفقهاء في أحكامه، ومعناه، وتباينت اجتهادات المحدِّثين والنُّقاد (المتقدمين منهم والمعاصرين) في تصحيحه، أو تضعيفه.
وإنما اخترت هذا الحديث خاصة؛ لأنه حديث يهمُّ الفقيهَ والمحدِّثَ، ولمناسبته موسم الحج، ولأنه أصلٌّ - عند الفقهاء - في أكثر من مسألة فقهية، فدعاني ذلك إلى تحقيق القول فيه، ودراسته دراسة حديثيِّة موسَّعة، بالنظر في أوجه الاختلافات والطرق لهذا الحديث، ومراعاة أحوال رجال أسانيدها، لأنَّ الحديث ربما لا تعرف صحَّته من ضعفه حتى تجمع طرقه وأسانيده فتعرض بعضها على بعض، وفي ذلك يقول عبد الله بن المبارك: (إذا أردتَ أنْ يصحَّ لك الحديث، فاضربْ بعضه ببعض) وقال علي بن المديني: (الباب إذا لم تجتمع طرقه، لم يتبيِّن خطؤه) وقال الخطيب البغدادي: (والسبيل إلى معرفة علة الحديث: أنْ يُجمع بين طرقه، ويُنظر في اختلاف رواته، ويُعتبر بمكانهم من الحفظ، ومنزلتهم في الإتقان والضبط) [انظر الجامع للخطيب 2/ 212، 295، 296].
وبادئ ذي بدء سأتناول حديثنا هذا بعرضه بسنده ومتنه من جامع الترمذي، ثم سأقوم بتخريجه، ثم دراسته والحكم عليه، ثم أذكر خلاصة الحكم عليه.
والله أسأل جلا وعلا أنْ يوفقني للهدى والصواب، وأنْ يهدني للسداد والرشاد، إنه وليُّ ذلك سبحانه والقادر عليه.
الحديث
قال الإمام الترمذي: حدثنا قتيبة: حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (الطواف حول البيت مثلُ الصلاة، إلا أنَّكم تتكلَّمون فيه، فمن تكلَّم فيه فلا يتكلَّمنَّ إلا بخير).
تخريج الحديث:
هذا الحديث رُوِي من وجهين اثنين، أحدهما: مرفوع، والآخر: موقوف:
الوجه الأول: (المرفوع):
أخرجه الترمذي (960) وأبو يعلى (2599) وابن خزيمة (2739) والحاكم (4/ 222) والبيهقي (5/ 87) من طريق جرير بن عبد الحميد، والدارمي (1847) عن الحميدي، وابن حبان (9/ 143 ح 3836) من طريق محمد بن المتوكل بن أبي السري، وابن الجارود (461) والطحاوي في شرح المعاني (2/ 178) والبيهقي (5/ 85) من طريق سعيد بن منصور، وابن الجارود (461) والطحاوي في شرح المعاني (2/ 178) من طريق أسد بن موسى، والحاكم (2/ 293) من طريق عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة عن الحميدي، أربعتهم – الحميدي، وابن المتوكل، وسعيد، وأسد – عن الفضيل بن عياض، والدارمي (1848) من طريق علي بن معبد، وابن عدي (5/ 364) والبيهقي (5/ 87) من طريق أبي جعفر النفيلي، كلاهما – علي، وأبو جعفر – عن موسى بن أعين، والحاكم (1/ 630) من طريق عبد الصمد بن حسان، عن الثوري، والحاكم (1/ 630) وعنه البيهقي (5/ 87) من طريق الحميدي، عن ابن عيينة، والحاكم (2/ 266، 267) وعنه البيهقي في المعرفة (2957) من طريق القاسم بن أبي أيوب،
ستتهم – جرير، والفضيل، وموسى، والثوري، وابن عيينة، والقاسم – عن عطاء بن السائب،
¥(39/248)
وعبد الرزاق (9788) وعنه أحمد (4/ 64) وأحمد (3/ 414، و4/ 64و5/ 377) عن روح بن عبادة، وعلَّقه البيهقي (5/ 87) عن عثمان بن عمر، وحجاج بن محمد، أربعتهم عن الحسن بن مسلم بن يناق المكي،
والطبراني (11/ 29) والبيهقي (5/ 87) من طريق معن بن عيسى، عن موسى بن أعين، عن ليث بن أبي سليم،
والطبراني (11/ 34) من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، والبيهقي (5/ 87) تعليقاً عن الباغندي عن عبد الله بن عمر بن أبان عن ابن عيينة، كلاهما – محمد بن عبد الله، وابن عيينة – عن إبراهيم بن ميسرة،
والطبراني في الأوسط (7370) من طريق أحمد بن ثابت، عن أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن سفيان (وهو الثوري)، عن حنظلة بن أبي سفيان،
خمستهم – عطاء، والحسن، وليث، وابن ميسرة، وحنظلة – عن طاوس عن ابن عباس بنحوه، إلا أنه في رواية القاسم بن أبي أيوب، وكذا في رواية الفضيل، عن عطاء، فيما رواه ابن أبي مسرة عن الحميدي عنه قالا: عن سعيد عن ابن عباس، وفي رواية حنظلة قال: عن طاوس، عن ابن عمر، وأما في رواية الحسن بن مسلم فقال: عن طاوس، عن رجل أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. وفي رواية القاسم زيادة في أوله من قول ابن عباس" قال: قال الله لنبيِّه {طهِّر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود} فالطواف قبل الصلاة".
الوجه الثاني: (الموقوف):
أخرجه عبد الرزاق (9791) عن جعفر بن سليمان، وابن أبي شيبة (3/ 134) عن محمد بن فضيل، وعلَّقه البيهقي (5/ 85) عن حماد بن سلمة، وشجاع بن الوليد،
أربعتهم عن عطاء بن السائب،
وعبد الرزاق (9789) عن معمر، وابن أبي شيبة (3/ 134) عن ابن عيينة، والبيهقي (5/ 87) من طريق الحارث بن منصور عن الثوري، ثلاثتهم – معمر، وابن عيينة، والثوري – عن عبد الله بن طاوس،
والنسائي (2922) وفي الكبرى (2/ 406) من طريق حجاج بن محمد، وابن وهب، وأحمد (3/ 414و4/ 64و5/ 377) عن محمد بن بكر البرساني، ثلاثتهم عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم المكي،
والنسائي في الكبرى (2/ 406) من طريق أبي عوانة، وعبد الرزاق (9790) عن ابن جريج، والبيهقي (5/ 87) من طريق عمر بن أحمد بن يزيد، عن عبد الله بن عمر بن أبان، عن ابن عيينة، ثلاثتهم – أبو عوانة، وابن جريج، وابن عيينة – عن إبراهيم بن ميسرة،
والنسائي (2923) من طريق الشيباني وهو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان فيروز، والشافعي في مسنده ص127 ومن طريقه البيهقي (5/ 87) وفي المعرفة (4/ 68) ح 2956 عن سعيد بن سالم، كلاهما _ الشيباني، وسعيد _ عن حنظلة بن أبي سفيان،
خمستهم – عطاء، وابن طاوس، والحسن بن مسلم، وابن ميسرة، وحنظلة _ عن طاوس عن ابن عباس بنحوه، إلا أنه في رواية الحسن قال: عن طاوس عن رجل أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. وفي رواية حنظلة قال: عن طاوس عن ابن عمر. وفي رواية جعفر بن سليمان قال: عن عطاء عن طاوس أو عكرمة أو كليهما. وفي رواية محمد بن بكر ذكره أحمد ولم يسق لفظه وإنما قال بعد روايته: "لم يرفعه محمد بن بكر".
دراسة الحديث والحكم عليه:
يتبين من خلال التخريج السابق أنَّ الحديث له أسانيد عديدة، وفيها اختلاف كثير، وهي تعود في واقع أمرها إلى رجلين اثنين، هما طاوس بن كيسان، وسعيد بن جبير.
أما الأول وهو طاوس بن كيسان، فقد وقع الاختلاف عليه من جهتين اثنتين:
الأولى: من جهة تسمية صحابيِّه، والثانية: من جهة رفع الحديث ووقفه.
أما الجهة الأُولى، (وهي الاختلاف في تسمية صحابيِّ الحديث) فقد اختلف على طاوس فيه على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: جعله عن طاوس عن ابن عمر، وقد رواه عنه حنظلة بن أبي سفيان.
الوجه الثاني: جعله عن طاوس عن رجل أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رواه عنه الحسن بن مسلم بن ينَّاق المكي.
الوجه الثالث: جعله عن طاوس عن ابن عباس، وقد رواه عنه الجماعة من أصحابه _ على اختلاف روايتهم في رفع الحديث ووقفه كما سيأتي _ وهم أربعة: (ابنه عبد الله، وإبراهيم بن ميسرة، وليث بن أبي سليم، وعطاء بن السائب).
¥(39/249)
ولا شك أنَّ أرجح هذه الأوجه الثلاثة هو الوجه الثالث الذي رواه الجماعة، ويؤيِّده أنَّه هو الوجه المشهور عند أهل العلم كما سيأتي، إلا أن يقال: إنَّ الرجل المبهم في الوجه الثاني هو ابن عباس كما استظهره الحافظ في التلخيص (1/ 130) وهذا مجرد احتمال لا يمكن الجزم به؛ لأنَّنا لانستطيع إلحاقه بأحد هذين الوجهين إلا بقرينة واضحة جليِّة وهي غير موجودة هنا فيما يظهر.
وعلى كلٍّ؛ فقد أشار الإمام النسائي إلى تعليل رواية الحسن بن مسلم بمخالفة حنظلة بن أبي سفيان له {انظر السنن ح 2923} ومع ذلك فرواية حنظلة معلولة برواية الجماعة من أصحاب طاوس كما سبق، والله أعلم.
وأما الجهة الثانية، (وهي الاختلاف في رفع الحديث ووقفه) فـ بعدما تبيَّن لنا أنَّ الصواب في حديث طاوس هو ما رواه الجماعة عنه بجعله من مسند ابن عباس، نجد أنَّ الاختلاف عليه في رفع الحديث ووقفه سوف ينحصر حينئذٍ على وجهين فقط هما:
الوجه الأول: طاوس عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (مرفوعاً)، وهذا الوجه رواه عنه كلٌّ من:
1. عطاء بن السائب فيما رواه عنه خمسة وهم: جرير، والفضيل، وموسى بن أعين في رواية علي بن معبد وأبي جعفر النفيلي عنه، والثوري في رواية عبد الصمد بن حسان عنه، وابن عيينة في رواية الحميدي عنه.
2. ليث بن أبي سليم فيما رواه معن بن عيسى عن موسى بن أعين عنه.
3. إبراهيم بن ميسرة في رواية محمد بن عبد الله بن عبيد عنه، وكذا رواية ابن عيينة فيما رواه الباغندي عن عبدالله بن عمر بن أبان عنه.
الوجه الثاني: طاوس عن ابن عباس (موقوفاً)، وهذا الوجه رواه عنه كلٌّ من:
1 - عطاء بن السائب فيما رواه عنه محمد بن فضيل، وكذا حماد بن سلمة وشجاع بن الوليد كما علَّقه عنهما البيهقي.
2 - عبد الله بن طاوس، وابن عيينة في رواية ابن أبي شيبة عنه، والثوري في رواية الحارث بن منصور عنه.
3 - إبراهيم بن ميسرة فيما رواه عنه ثلاثة، وهم: أبو عوانة، وابن جريج، وابن عيينة في رواية عمر بن أحمد بن يزيد عن عبد الله بن عمر بن أبان عنه.
وهنا يتبين أنه قد تعدَّدت بعض الأوجه على من دون طاوس أيضاً من الرواة – وبعضها يُعَدُّ اختلافاً على الراوي في رفع الحديث ووقفه – وهم: (الثوري، وابن عيينة، وعبد الله بن عمر بن أبان، وإبراهيم بن ميسرة، وعطاء بن السائب).
فالأول: (وهو سفيان الثوري) قد روي عنه وجهان:
أحدهما: عنه عن عطاء عن طاوس عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (مرفوعاً)، وهذا الوجه رواه عنه عبد الصمد بن حسان.
والآخر: عنه عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس (موقوفاً)، وهذا الوجه رواه عنه الحارث بن منصور.
وعند التأمل في هذين الوجهين، فقد يقال بتقديم الوجه الأول لكون عبد الصمد – وأقل أحوله أنه صدوق – أثبت من الحارث بن منصور، والحارث نسبه أبو نعيم إلى كثرة الوهم، وقال ابن عدي: "في حديثه اضطراب" وذكره ابن حبّان في الثقات وقال يُغْرِب، بينما قال الحافظ في التقريب: "صد وق يهم" [انظر الكامل 2/ 195 والتهذيب 2/ 158 والتقريب 1057]
وقد يقال بتقديم رواية الحارث هنا لكون روايته قد وافقت رواية الثقات من أصحاب طاوس بوقفه على ابن عباس، وهذا ما رجَّحه الحافظ في التلخيص (1/ 130) حيث قال: ((…والحق أنه من رواية سفيان موقوف ووهم عليه من رفعه)).
والأشبه أنْ يقال: إنَّ كلا الوجهين لم يروه عن الثوري أصحابه المعروفون كـ وكيع، وابن المبارك، ويحيى القطان، وابن مهدي، وأبي نعيم، وغيرهم. فأين هؤلاء من هذين الطريقين لو كانا صحيحين؟!!
ثم إنَّ الحافظ ابن رجب قد ذكر عبد الصمد بن حسان من ضمن الثقات الذين لهم كتاب صحيح، وفي حفظهم بعض شيء، ونقل عن البخاري قوله فيه: "يهم من حفظه، وأصله صحيح" [شرح العلل ص328].
والثاني: وهو (سفيان بن عيينة) قد تعددت الأوجه عنه على ثلاثة:
أحدها: الحميدي عن ابن عيينة عن عطاء عن طاوس عن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم - (مرفوعاً).
والثاني: ابن أبي شيبة عن ابن عيينة عن عبدالله بن طاوس عن أبيه (موقوفاً).
والثالث: عبد الله بن عمر بن أبان عن ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس (موقوفاً).
¥(39/250)
ولعلَّ هذا لا يُعَدُّ اختلافاً على سفيان، بل الظاهر صحة هذه الأوجه عنه عدا الثالث، فإنَّني متوقِّف فيه لحال الراوي عن عبدالله بن عمر وهو عمر بن أحمد بن يزيد، فإني لم أقف له على ترجمة، ولم أجد له إلا حديثاً واحداً وهو هذا الحديث.
ولو قيل بقبول الوجه الثالث أيضاً لكون ابن عيينة قد وافق فيه الثقات كأبي عوانة، وابن جريج، في روايتهم هذا الوجه عن إبراهيم بن ميسرة لكان سائغاً.
والثالث: وهو (عبد الله بن عمر بن أبان)، قد اختلف عليه فيه على وجهين:
الأول: عنه عن ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس (موقوفاً). وهذا الوجه رواه عنه عمر بن أحمد بن يزيد.
الثاني: عنه عن ابن عيينة به (مرفوعاً). وهذا الوجه رواه عنه الباغندي.
والوجه الثاني ضعيفٌ؛ لأنَّ الباغندي كثير التدليس والخطأ كما قال الدارقطني، وأحمد بن عبدان [انظر تذكرة الحفاظ 2/ 736].
وقد ضعَّف البيهقي رواية الباغندي هذه بقوله: ((رواه الباغندي مرفوعاً فلم يصنع شيئاً، فقد رواه ابن جريج وأبو عوانة عن إبراهيم بن ميسرة موقوفاً)).
وأما الوجه الأول فقد سبق التوقف فيه لأجل عمر بن أحمد بن يزيد، إلا أنْ يقال بقبوله لكون ابن عيينة قد وافق الثقات في روايتهم هذا الوجه عن إبراهيم بن ميسرة كما تقدَّم.
والرابع: وهو (إبراهيم بن ميسرة)، قد اختلف عليه في رفعه ووقفه على وجهين:
الأول: عنه عن طاوس عن ابن عباس (موقوفاً)، وهذا الوجه قد رواه عنه الجماعة وهم: ابن جريج، وأبو عوانة، وابن عيينة في رواية عمر بن أحمد بن يزيد عن عبدالله بن عمر بن أبان عنه.
الثاني: عنه عن طاوس به (مرفوعاً)، وهذا الوجه تفرد به عنه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وهو ضعيف كما في الجرح والتعديل (7/ 300)
فالراجح من هذين الوجهين هو رواية الجماعة كما لا يخفى، ولذا قال الحافظ في التلخيص (1/ 130): ((رفعه عن إبراهيم محمدُ بن عبد الله بن عبيد بن عمير وهو ضعيف)).
والخامس: (وهو عطاء بن السائب)، قد اختلف عليه فيه على ثلاثة أوجه:
أحدها: عطاء عن طاوس عن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم - (مرفوعاً) وهذا الوجه رواه عنه جرير، والفضيل، وابن عيينة، وموسى بن أعين.
الثاني: عطاء عن طاوس عن ابن عباس (موقوفاً). وهذا الوجه رواه عنه محمد بن فضيل، وحماد بن سلمة، وشجاع بن الوليد.
الثالث: عطاء عن طاوس أو عكرمة أو كلاهما عن ابن عباس (موقوفاً).وهذا الوجه رواه عنه جعفر بن سليمان فتفرد به.
وهنا يلاحظ أنَّ موسى بن أعين قد رُوي عنه في هذا الحديث وجهان:
أحدهما: عنه عن عطاء عن طاوس عن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم - (مرفوعاً). وقد رواه عنه علي بن معبد الرقي، وأبو جعفر النفيلي "وكلاهما ثقة".
والثاني: عنه عن ليث عن طاوس عن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم - (مرفوعاً). وقد رواه عنه معن بن عيسى "وهو ثقة".
والوجه الأول أصحُّ؛ لأنَّ رواية الثقتين أقوى من رواية الثقة الواحد، ولأنَّ هذه الرواية هي المشهورة عند أهل العلم، والله أعلم.
ثم إنه لو قيل بصحة الوجه الثاني عن موسى أيضاً؛ فهو معلول بشيخه وهو ليث بن أبي سليم، لأنه ضعيفٌ كما في التقريب (ص5721).
وأما ما تقدَّم ذكره من الاختلاف على عطاء بن السائب؛ فلعلَّ أصح هذه الأوجه الثلاثة عنه هو الوجه الأول المرفوع، فإنه رواية الجماعة كما سبق، وهي المشهورة عند أهل العلم كما قال الترمذي رحمه الله: ((لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث عطاء)).
وأما رواية حماد بن سلمة، وشجاع بن الوليد؛ فإنَّ البيهقي رواه عنهما تعليقاً، ولم نقف على الإسناد إليهما؛ والله أعلم.
ونحن إذا صححنا رواية الجماعة عن عطاء فلا يعني أن يكون حديثه هنا صحيحاً مطلقاً؛ لأنَّ عطاء بن السائب – وهو صدوق – قد اختلط بأخرة، فينبغي التفريق بين رواية من روى عنه قبل الاختلاط ومن روى عنه بعده.
وقد نصَّ الحفَّاظ على أنَّ من سمع منه قديماً كسفيان الثوري، وشعبة فسماعه صحيح، ومن سمع منه بأخرة فسماعه لا شيء [انظر تهذيب الكمال20/ 86].
واستثنى بعضهم أيضاً سفيان بن عيينة، فنقل أبو داود عن الإمام أحمد أنه قال: ((سماع ابن عيينة مقارب، يعني عن عطاء بن السائب، سمع بالكوفة)) [انظر شرح العلل ص309].
¥(39/251)
وقال ابن الكيَّال: روى الحميدي عنه قال: ((كنت سمعت من عطاء بن السائب قديماً، ثمّ قدم علينا قدمة فسمعته يحدِّث ببعض ما كنت سمعت فخلط فيه، فاتقيته واعتزلته)) ثم قال ابن الكيال: ينبغي أن يكون روايته عنه صحيحة [الكواكب النيِّرات ص327]
وبالجملة؛ فإنَّ الصواب في حديث عطاء هو رواية من رفعه عنه، وهم: جرير، والفضيل، وموسى بن أعين، وابن عيينة. وهؤلاء رووا عنه بعد الاختلاط لا محالة؛ غير ابن عيينة، فإنه محتمل لما ذكره الإمام أحمد وابن الكيال كما سبق، والله أعلم.
وبعد هذه الدراسة الموجزة لطرق حديث طاوس يمكن تلخيص الأوجه عنه حينئذٍ كالتالي:
الوجه الأول: عطاء عن طاوس عن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم – مرفوعاً. وهذا الوجه رواه عنه جرير، والفضيل، وموسى بن أعين، وابن عيينة.
الوجه الثاني: عبد الله بن طاوس وإبراهيم بن ميسرة كلاهما عن طاوس عن ابن عباس موقوفاً. وهذا في الوجه الصحيح عن إبراهيم بن ميسرة، أما عبد الله بن طاوس فلم يُختلفْ عليه فيه كما سبق.
وعند النظر والتأمل في أصحاب طاوس هؤلاء نجدهم يختلفون في الضبط والإتقان لحديثه خاصة، فأما إبراهيم بن ميسرة فقد كان أثبت هؤلاء، وقد يدانيه عبد الله بن طاوس في الضبط لحديث أبيه، قال سفيان بن عيينة: ((كان إبراهيم بن ميسرة من أصدق الناس وأوثقهم)) وقال أيضاً: ((كان - أي ابن ميسرة – يحدِّث على اللفظ)).
وقال علي بن المديني: قلت لسفيان -يعني ابن عيينة-: أين كان حفظ إبراهيم بن ميسرة عن طاوس من حفظ ابن طاوس؟ قال: لو شئت قلت لك إني أُقدِّم إبراهيم عليه في الحفظ فعلت. وقال عثمان بن سعيد الدارمي: قلت ليحيى بن معين: إبراهيم بن ميسرة عن طاوس أحبُّ إليك أو ابن طاوس؟ قال: كلاهما. قال ابن أبي حاتم: يعني أنهما نظيران في الرواية عن طاوس [انظر التاريخ الكبير 1/ 328 والجرح والتعديل 2/ 133].
وأما عطاء بن السائب فإنه لم يكن من المتميِّزين لحفظ حديث طاوس، الضابطين عنه كهذين الاثنين. على أنَّ رواية جرير، والفضيل، وموسى بن أعين عنه كانت في حال الاختلاط كما سبق. فلم يبقَ حينئذٍ إلا رواية ابن عيينة عنه وهي محتملة أنْ تكون قبل الاختلاط لما ذكره الإمام أحمد وابن الكيال، إلا أن عدم شهرة هذا الوجه عند الأئمة يجعل في الأمر ريبة!! ولذا قال ابن عدي في الكامل (5/ 364): ((لا أعلم روى هذا الحديث عن عطاء غير هؤلاء الَّذين ذكرتهم: موسى بن أعين، وفضيل، وجرير)) ونقل الحافظ عن البزَّار قوله: ((لا أعلم أحداً رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا ابن عباس، ولا نعلم أسند عطاء بن السائب عن طاوس غير هذا - يعني الثوري -، ورواه غير واحد عن عطاء موقوفاً)) [التلخيص1/ 130]
ومن المرجِّحات أيضاً لتقديم رواية الوقف على رواية الرفع، أنَّ عبد الله بن طاوس كان يمانياً كأبيه بخلاف ابن ميسرة، وعطاء، فإنهما كانا مكَّيِّينِ. فعلى هذا يكون الراوي أعرف برواية بلديِّه من غيره – لاسيما إ ذا كان أباه – ويكون إبراهيم بن ميسرة، وهو أوثق أصحاب طاوس هؤلاء، قد تابعه على هذا الوجه، والله أعلم.
وبالجملة؛ فإنَّ الراجح في حديث طاوس هو رواية الوقف، وقد رجَّحها جمعٌ من الأئمة كالنسائي، وابن الصلاح، والمنذري [انظر التلخيص 1/ 129]، وقال البيهقي في المعرفة (ح 2956): ((وروي موقوفاً، والموقوف أصح))، وقال النووي في المجموع (8/ 14): ((روي هذا الحديث عن ابن عباس مرفوعاً بإسناد ضعيف. والصحيح أنه موقوف على ابن عباس، كذا ذكره البيهقي وغيره من الحفاظ)) وقال أيضاً في (21/ 274): ((يروى موقوفاً ومرفوعاً، وأهل المعرفة بالحديث لا يصححونه إلا موقوفاً ويجعلونه من كلام ابن عباس)). وممَّن رجَّح وقفه أيضاً الحافظ ابن عبد الهادي في المحرر في الحديث (1/ 123).
وأشار الترمذي عقب الحديث إلى ترجيح وقفه كما هو المفهوم من سياقه حيث قال: ((وقد رُوي هذا الحديث عن ابن طاوس وغيره عن طاوس عن ابن عباس موقوفاً، ولا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث عطاء بن السائب)).
وأما الثاني: وهو سعيد بن جبير، فقد جاء عنه من طريقين اثنين:
الطريق الأول: رواه الفضيل عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم - مرفوعاً بنحو حديث الباب.
¥(39/252)
وقد رواه عن الفضيل أبو بكر الحميدي في رواية عبدالله بن أحمد بن أبي مسرة عنه. وهو ممَّا تفرَّد به ابن أبي مسرة عن الحميدي، والصحيح في رواية الحميدي ما رواه الدارمي – وهو ثقةٌ ثبت، إمامُ أهل زمانه – عنه عن الفضيل عن عطاء عن طاوس عن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم - مرفوعاً ((لا ذكر لسعيد بن جبير فيه)).
وابن أبي مسرة غير مشهور بالرواية عن الحميدي؛ فالدارمي أكثر منه رواية عنه، كما أنَّ هذا الوجه هو الموافق لرواية الجماعة من أصحاب الفضيل، فيُقدَّم حينئذٍ ويكون هو الوجه الصحيح عن الحميدي؛ والله أعلم.
الطريق الثاني: رواه القاسم بن أبي أيوب عن سعيد عن ابن عباس قال: قال الله لنبيِّه {طهِّر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود} فالطواف قبل الصلاة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطواف بمنزلة الصلاة إلا أنَّ الله قد أحلَّ فيه المنطق، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير)).
قال الحاكم بعد روايته: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وإنما يُعرف هذا الحديث عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير" وقال الذهبي في تلخيصه: ((إنما المشهور لحماد بن سلمة عن عطاء)).
قلت: مُراد الذهبي هنا ما أخرجه الحاكم عقبه (2/ 267) من طريق حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال الله لنبيّه {طهِّر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود} فالطواف قبل الصلاة.
وحماد قد اختلف في سماعه من عطاء، أهو قبل الاختلاط أم بعده؟
فنصَّ بعضهم بصحة سماعه منه قبل الاختلاط كابن معين في رواية الدوري عنه، وأبي داود، وابن الجارود، والطحاوي، وحمزة الكتاني وغيرهم (التهذيب 7/ 204 والكواكب النيرات ص325).
وذهب آخرون منهم العقيلي ونقله عن يحيى القطان (الضعفاء 3/ 339 وانظر التهذيب أيضاً) وابن معين في رواية أخرى عنه أن جميع من روى عنه كان في حال الاختلاط إلا شعبة والثوري (الكامل 5/ 362) ومنهم أيضاً عبدالحق الأشبيلي ذكره عنه في الكواكب النيرات.
والأشبه الجمع بين القولين بأنَّ حماد بن سلمة قد سمع من عطاء في الحالين، ولكن لم يتميِّز هذا عن هذا، وهو لا يتنافى مع نصوص أولئك الأئمة - إنْ صحت الرواية عنهم - وإلى هذا مال الحافظ في التهذيب (7/ 207) وكان قد رجح في التلخيص (1/ 248) القول الأول.
وعلى كلٍ؛ فإنَّ حماد بن سلمة قد تفرد به عن سائر أصحاب عطاء؛ والله أعلم.
أمَّا الحافظ في التلخيص فإنه قال (1/ 130): ((صحح الحاكم إسناده، وهو كما قال، فإنهم ثقات)) ثم قال بعد ذلك: ((إنها سالمة من الاضطراب إلا أني أظنَّ أنَّ فيها إدراجاً، والله أعلم)).
وهذا الإدراج يعني به قوله: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
خلاصة الحكم على الحديث:
يتلخص مما سبق أنَّ الحديث قد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما من طريق طاوس بن كيسان، وسعيد بن جبير.
أما طاوس بن كيسان فقد اختلف عليه فيه على أوجه، وأصحُّها رواية ابنه عبد الله بن طاوس، وإبراهيم بن ميسرة كلاهما عنه به موقوفاً، وهي التي صحَّحها الأئمة كما تقدَّم.
وأما سعيد بن جبير، فقد جاء عنه من طريقين اثنين، وفي كلا الطريقين كلام.
وتقدَّم أيضاً أنَّ من جعله من مسند عبد الله بن عمر فقد أخطأ، وخالف الجماعة الذين جعلوه من مسند ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.
وفي الختام؛ اسأل الله جلا وعلا أنْ يجعل ما كتبته في هذا البحث خالصاً لوجهه الكريم، كما أسأله سبحانه وتعالى أنْ ينفع به كلَّ من قرأه، وأعان على نشره، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم.
http://islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?catid=73&artid=3331
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[10 - 02 - 04, 06:04 ص]ـ
جزاك الله خيراً ..
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[12 - 02 - 04, 08:54 ص]ـ
جزى الله الجميع خيراً
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[12 - 02 - 04, 10:28 ص]ـ
ولابي بكر الاجري جزء في هذا الحديث. وهو مطبوع.
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[12 - 02 - 04, 11:27 م]ـ
أخي أبا الوفا العبدلي:
هلا أفدتنا عن هذا الكتاب، ومتى طبع، ومن ناشره، وأين يباع في المكتبات التجارية؟(39/253)
(الفقراء عيال الله). هل يليق مثل هذا يا أخوة؟!!
ـ[الموحد 2]ــــــــ[10 - 02 - 04, 05:23 ص]ـ
سلامٌ من الله تعالى عليكم ورحمته وبركاته ..
سمعت أحد الخطباء يذكر حديثاً قدسياً عن الله تعالى يقول فيه:
((المال مالي، والفقراء عيالي، والأغنياء وكلائي،
فإذا بخل وكلائي بمالي على عيالي،
نالهم البلاء والغضب مني ولا أبالي)).
أيها الأخوة الفضلاء:
هل يصح مثل هذا، وهل تكلم عليه أهل العلم؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[10 - 02 - 04, 06:28 ص]ـ
بل الخلق كلهم عيال الله.
و ورد بهذا اللفظ حديث ولا يصح.
والمعنى صحيح لان عيال بمعنى فقراء محتاجون وبمعنى موضع الاعاله كالولد ومنه (عيل) وجمعه عيال.
فالامر يسير اي هو ليس بمعنى الولد كما يظن البعض.
أما نفس الحديث ومدى صحته فالله اعلم غير ان في سجعه غرابه. وليس فيه نفَس الاحاديث القدسية.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 02 - 04, 07:09 ص]ـ
كلام الشيخ زياد حق.
عن عبد الله قال قال رسول الله الخلق كلهم عيال الله فأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله. رواه الطبراني في الكبير10/ 86 والاوسط5/ 356
عن أنس قال رسول الله الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله
مسند أبي يعلى 6/ 65و106و194
وقال الهيثمي في المجمع 8/ 191:
وعن أنس قال قال رسول الله الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله رواه أبو يعلى والبزار وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو متروك
وعن عبدالله يعني ابن مسعود قال قال رسول الله الخلق كلهم عيال الله فأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمير وهو أبو هرون القرشي متروك.
وقال العجلوني في كشف الخفاء ج:1 ص:457 رقم 1220 (الخلق كلهم عيال الله فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله)
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود مرفوعا ووراه أبو نعيم وأبو يعلى والطبراني والبزار وابن أبي الدنيا وآخرون عن أنس مرفوعا والطبراني عن ابن مسعود بلفظ فأحبهم الى الله أنفعهم لعياله ورواه الديلمي عن أنس رفعه بلفظ الخلق كلهم عيال الله وتحت كنفه فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله وفي رواية للعسكري عن ابن عمر قال قيل يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله قال أنفع الناس للناس وللطبراني عن زيد بن خالد مرفوعا خير العمل ما نفع وخير الهدى ما اتبع وخير الناس أنفعهم للناس وعزاه في الدرر للبيهقي في الشعب وأبي يعلى عن أنس بسند ضعيف ولابن عدي عن مسعود بلفظ الخلق كلهم عيال الله وأحبهم اليه أنفعهم لعياله انتهى وقال النووي في فتاويه هو حديث ضعيف لأن فيه يوسف بن عطية ضعيف باتفاق الأئمة ورواه الحافظ عبدالعظيم المنذري في أربعينه عن أنس رفعه بلفظ الخلق كلهم عيال الله فأحب خلقه اليه أنفعهم لعياله قال أبو عبدالله محمد السلمي في تخريجها ومعنى عيال الله فقراء الله فالخلق كلهم فقراء الى الله وهو الذي يعولهم انتهى وله طرق بعضها يقوي بعضا قال العسكري هذا الكلام على المجاز والتوسع كأن الله لما كان المتضمن بأرزاق العباد والكافل بهم كان الخلق كالعيال له ونحوه حديث ان لله أهلين من الناس أهل القرآن وهم أهل الله وما أحسن قول أبي العتاهية عيال الله أكرمهم عليه
أبثهم المكارم في عياله **ولم نر مثنيا في ذي فعال
عليه قط أفصح من فعاله
ولغيره:
الخلق كلهم عيال الله تحت ظلاله ** فأحبهم طرا اليه أبرهم لعياله
وللطيبي الصغير وأجاد
وخير عباد الله أنفعهم لهم **رواه من الأصحاب كل فقه
وان إله العرش جل جلاله **يعين الفتى ما دام عون أخيه
وقال ابن حجر في الفتاوى الحديثية حديث الخلق عيال الله وأحبهم اليه أنفعهم لعياله ورد من طرق كلها ضعيفة ولفظ بعضها الخلق كلهم عيال الله وتحت كنفه فأحب الخلق الى الله من أحسن لعياله وأبغض الخلق الى الله من ضيق على عياله انتهى.
وقد صنف أحمد بن حرب كتاب عيال الله
انظر السير 11/ 33
ـ[الموحد 2]ــــــــ[10 - 02 - 04, 12:55 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
الشيخ زياد والشيخ عبدالرحمن.
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[11 - 02 - 04, 07:36 م]ـ
قال العلامة الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد في كتابه العجاب "معجم المناهي اللفظية" ص251:
(الخلق عيال الله: هذا لفظ منتشر في مؤلفات بعض اهل العلم ومنه كتاب باسم "عيال الله" للحافظ أحمد بن حرب النيسابوري -م سنة 234هـ-.
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في مبحث: إهداء القرب للأموات والإحسان إليهم من كتاب "الروح":
(والخلق عيال الله فاحبهم إليه أنفعه لعياله وإذاكان سبحان يحب من ينفع عياله بشربة ماء ومذة لبن وكسرة خبز فكيف بمن ينفعهم في حال ضعفهم وفقرهم وانقطاع أعمالهم؟ .. ) أ. هـ
ولعل هذا اللفظ سرى إليهم؛ لوجوده من حديث ابن مسعود وغيره أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: «الخلق كلهم عيال الله، فأقربهم إليه أنفعهم لعياله» رواه أبو يعلى والبزار والطبراني لكنه ضعيف جداً.
وعليه: فالتوقي من هذا اللفظ أولى وإن تجوَّز بالتعبير به بعض الأكابر. والله أعلم.) انتهى النقل من الكتاب المذكور
ودمتم بخير وعافية
محبكم: السليل.
¥(39/254)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[12 - 02 - 04, 01:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي السليل.
وأهل مصر ينطقون مفرده على الصواب فهو فصيح وهو قولهم (عيّل) بتشديد الياء وكسرها عندهم وقد وردت بالفتح.
واهل الشام ينطقون جمع المعالين صحيح من قولهم (عيله) اي عائلة , في محل الاعالة.
ولفظ العائلة صحيح فصيح وقد ورد ذكره في كتب المتقدمين من المصنفين كما ذكر ذلك (عبدالفتاح ابوغده) رحمه الله في حاشية كتابه العجاب (صفحات من صبر العلماء).
ـ[جيل المستقبل حمود]ــــــــ[12 - 02 - 04, 10:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأمر في ذلك حسب النيه فمن كانت نيته أن العيال عيال الله أي أبنائه فهذا لا يجوز البته قال الله تعالى: قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وتفسيرها هو (
سُورَة الْإِخْلَاص: " ذِكْرُ سَبَب نُزُولهَا وَفَضْلهَا " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن مُيَسِّر الصَّاغَانِيّ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ حَدَّثَنَا الرَّبِيع بْن أَنَس عَنْ أَبِي الْعَالِيَة عَنْ أُبَيّ بْن كَعْب أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مُحَمَّد اُنْسُبْ لَنَا رَبّك فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد اللَّه الصَّمَد لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد " وَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن جَرِير عَنْ أَحْمَد بْن مَنِيع زَادَ اِبْن جَرِير وَمَحْمُود بْن خِدَاش عَنْ أَبِي سَعِيد مُحَمَّد بْن مَيْسَرَة بِهِ زَادَ اِبْن جَرِير وَالتِّرْمِذِيّ قَالَ " الصَّمَد " الَّذِي لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْء يُولَد إِلَّا سَيَمُوتُ وَلَيْسَ شَيْء يَمُوت إِلَّا سَيُورَثُ وَإِنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لَا يَمُوت وَلَا يُورَث " وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد " وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَبِيه وَلَا عِدْل وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء. وَرَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم مِنْ حَدِيث أَبِي سَعِيد مُحَمَّد بْن مُيَسِّر بِهِ ثُمَّ رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَنْ عَبْد بْن حُمَيْد عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى عَنْ أَبِي جَعْفَر عَنْ أَبِي الرَّبِيع عَنْ أَبِي الْعَالِيَة فَذَكَرَهُ مُرْسَلًا ثُمَّ لَمْ يَذْكُر حَدَّثَنَا ثُمَّ قَالَ التِّرْمِذِيّ وَهَذَا أَصَحّ مِنْ حَدِيث أَبِي سَعِيد. " حَدِيث آخَر فِي مَعْنَاهُ " قَالَ الْحَافِظ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ حَدَّثَنَا شُرَيْح بْن يُونُس حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن مُجَالِد عَنْ مُجَالِد عَنْ الشَّعْبِيّ عَنْ جَابِر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اُنْسُبْ لَنَا رَبّك فَأَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " إِلَى آخِرهَا إِسْنَاد مُتَقَارِب وَقَدْ رَوَاهُ اِبْن جَرِير عَنْ مُحَمَّد بْن عَوْف عَنْ شُرَيْح فَذَكَرَهُ وَقَدْ أَرْسَلَهُ غَيْر وَاحِد مِنْ السَّلَف وَرَوَى عُبَيْد بْن إِسْحَاق الْعَطَّار عَنْ قَيْس بْن الرَّبِيع عَنْ عَاصِم عَنْ أَبِي وَائِل عَنْ اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَتْ قُرَيْش لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اُنْسُبْ لَنَا رَبّك فَنَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَة " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " قَالَ الطَّبَرَانِيّ وَرَوَاهُ الْفِرْيَابِيّ وَغَيْره عَنْ قَيْس عَنْ أَبِي عَاصِم عَنْ أَبِي وَائِل مُرْسَلًا ثُمَّ رَوَى الطَّبَرَانِيّ مِنْ حَدِيث عَبْد الرَّحْمَن بْن عُثْمَان الطَّرَائِفِيّ عَنْ الْوَازِع بْن نَافِع عَنْ أَبِي سَلَمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لِكُلِّ شَيْء نِسْبَة وَنِسْبَة اللَّه " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد اللَّه الصَّمَد " وَالصَّمَد لَيْسَ بِأَجْوَف ". " حَدِيث آخَر فِي فَضْلهَا " قَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد هُوَ الذُّهَلِيّ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن صَالِح حَدَّثَنَا اِبْن وَهْب أَخْبَرَنَا عَمْرو عَنْ اِبْن أَبِي هِلَال أَنَّ أَبَا الرِّجَال مُحَمَّد بْن عَبْد
¥(39/255)
الرَّحْمَن حَدَّثَهُ عَنْ أُمّه عَمْرَة بِنْت عَبْد الرَّحْمَن وَكَانَتْ فِي حِجْر عَائِشَة زَوْج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّة وَكَانَ يَقْرَأ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتهمْ فَيَخْتِم بِقُلْ هُوَ اللَّه أَحَد فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْء يَصْنَع ذَلِكَ " فَسَأَلُوهُ فَقَالَ لِأَنَّهَا صِفَة الرَّحْمَن وَأَنَا أُحِبّ أَنْ أَقْرَأ بِهَا فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّه تَعَالَى يُحِبّهُ " هَكَذَا رَوَاهُ فِي كِتَاب التَّوْحِيد وَمِنْهُمْ مَنْ يُسْقِط ذِكْر مُحَمَّد الذُّهَلِيّ وَيَجْعَلهُ مِنْ رِوَايَته عَنْ أَحْمَد بْن صَالِح وَقَدْ رَوَاهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيّ أَيْضًا مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن وَهْب عَنْ عَمْرو بْن الْحَارِث عَنْ سَعِيد بْن أَبِي هِلَال بِهِ. " حَدِيث آخَر " قَالَ الْبُخَارِيّ فِي كِتَاب الصَّلَاة وَقَالَ عُبَيْد اللَّه عَنْ ثَابِت عَنْ أَنَس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَجُل مِنْ الْأَنْصَار يَؤُمّهُمْ فِي مَسْجِد قَبَاء فَكَانَ كُلَّمَا اِفْتَتَحَ سُورَة يَقْرَأ بِهَا لَهُمْ فِي الصَّلَاة مِمَّا يَقْرَأ بِهِ اِفْتَتَحَ بِقُلْ هُوَ اللَّه أَحَد حَتَّى يَفْرُغ مِنْهَا ثُمَّ كَانَ يَقْرَأ سُورَة أُخْرَى مَعَهَا وَكَانَ يَصْنَع ذَلِكَ فِي كُلّ رَكْعَة فَكَلَّمَهُ أَصْحَابه فَقَالُوا إِنَّك تَفْتَتِح بِهَذِهِ السُّورَة ثُمَّ لَا تَرَى أَنَّهَا تُجْزِئك حَتَّى تَقْرَأ بِالْأُخْرَى فَإِمَّا أَنْ تَقْرَأ بِهَا وَإِمَّا أَنْ تَدَعهَا وَتَقْرَأ بِأُخْرَى. فَقَالَ مَا أَنَا بِتَارِكِهَا إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ أَؤُمّكُمْ بِذَلِكَ فَعَلْت وَإِنْ كَرِهْتُمْ تَرَكْتُكُمْ وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ مِنْ أَفْضَلهمْ وَكَرِهُوا أَنْ يَؤُمّهُمْ غَيْره فَلَمَّا أَتَاهُمْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرُوهُ الْخَبَر فَقَالَ " يَا فُلَان مَا يَمْنَعك أَنْ تَفْعَل مَا يَأْمُرك بِهِ أَصْحَابك وَمَا حَمَلَك عَلَى لُزُوم هَذِهِ السُّورَة فِي كُلّ رَكْعَة؟ " قَالَ إِنِّي أُحِبّهَا قَالَ " حُبّك إِيَّاهَا أَدْخَلَك الْجَنَّة " هَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيّ تَعْلِيقًا مَجْزُومًا بِهِ. وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ فِي جَامِعه عَنْ الْبُخَارِيّ عَنْ إِسْمَاعِيل بْن أَبِي أُوَيْس عَنْ عَبْد الْعَزِيز بْن مُحَمَّد الدَّرَاوَرْدِيّ عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْله سَوَاء ثُمَّ قَالَ التِّرْمِذِيّ غَرِيب مِنْ حَدِيث عُبَيْد اللَّه عَنْ ثَابِت. قَالَ وَرَوَى مُبَارَك بْن فَضَالَة عَنْ ثَابِت عَنْ أَنَس أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُول اللَّه إِنِّي أُحِبّ هَذِهِ السُّورَة " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " قَالَ " إِنَّ حُبّك إِيَّاهَا أَدْخَلَك الْجَنَّة " وَهَذَا الَّذِي عَلَّقَهُ التِّرْمِذِيّ قَدْ رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد فِي مُسْنَده مُتَّصِلًا فَقَالَ حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْر حَدَّثَنَا مُبَارَك بْن فَضَالَة عَنْ ثَابِت عَنْ أَنَس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُل إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي أُحِبّ هَذِهِ السُّورَة " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " حُبّك إِيَّاهَا أَدْخَلَك الْجَنَّة ". " حَدِيث فِي كَوْنهَا تَعْدِل ثُلُث الْقُرْآن " قَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل حَدَّثَنِي مَالِك عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي صَعْصَعَة عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيد أَنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " يُرَدِّدهَا فَلَمَّا أَصْبَحَ جَاءَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ وَكَأَنَّ الرَّجُل يَتَقَالُّهَا فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه
¥(39/256)
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِل ثُلُث الْقُرْآن " زَادَ إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر عَنْ مَالِك عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد اللَّه عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيد قَالَ أَخْبَرَنِي أَخِي قَتَادَة بْن النُّعْمَان عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيّ أَيْضًا عَنْ عَبْد اللَّه بْن يُوسُف وَالْقَعْنَبِيّ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ الْقَعْنَبِيّ وَالنَّسَائِيّ عَنْ قُتَيْبَة كُلّهمْ عَنْ مَالِك بِهِ وَحَدِيث قَتَادَة بْن النُّعْمَان أَسْنَدَهُ النَّسَائِيّ مِنْ طَرِيقَيْنِ عَنْ إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر عَنْ مَالِك بِهِ. " حَدِيث آخَر " قَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا عُمَر بْن حَفْص حَدَّثَنَا أَبَى حَدَّثَنَا الْأَعْمَش حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيم وَالضَّحَّاك الْمَشْرِقِيّ عَنْ أَبِي سَعِيد رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ " أَيَعْجِزُ أَحَدكُمْ أَنْ يَقْرَأ ثُلُث الْقُرْآن فِي لَيْلَة؟ " فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ وَقَالُوا أَيّنَا يُطِيق ذَلِكَ يَا رَسُول اللَّه؟ فَقَالَ " اللَّه الْوَاحِد الصَّمَد ثُلُث الْقُرْآن " تَفَرَّدَ بِإِخْرَاجِهِ الْبُخَارِيّ مِنْ حَدِيث إِبْرَاهِيم بْن يَزِيد النَّخَعِيّ وَالضَّحَّاك بْن شُرَحْبِيل الْهَمْدَانِيّ الْمَشْرِقِيّ كِلَاهُمَا عَنْ أَبِي سَعِيد قَالَ الْفَرَبْرِيّ سَمِعْت أَبَا جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَبِي حَاتِم وَرَّاق أَبِي عَبْد اللَّه قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْد اللَّه الْبُخَارِيّ عَنْ إِبْرَاهِيم مُرْسَل وَعَنْ الضَّحَّاك مُسْنَد. " حَدِيث آخَر " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن إِسْحَاق حَدَّثَنَا اِبْن لَهِيعَة عَنْ الْحَارِث بْن يَزِيد عَنْ أَبِي الْهَيْثَم عَنْ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: بَاتَ قَتَادَة بْن النُّعْمَان يَقْرَأ اللَّيْل كُلّه بِقُلْ هُوَ اللَّه أَحَد فَذَكَرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعْدِل نِصْف الْقُرْآن - أَوْ ثُلُثه - " " حَدِيث آخَر" قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا حَسَن حَدَّثَنَا اِبْن لَهِيعَة حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن عَبْد اللَّه عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن الْحُبُلِيّ عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو أَنَّ أَبَا أَيُّوب الْأَنْصَارِيّ قَالَ فِي مَجْلِس وَهُوَ يَقُول: أَلَا يَسْتَطِيع أَحَدكُمْ أَنْ يَقُوم بِثُلُثِ الْقُرْآن كُلّ لَيْلَة؟ فَقَالُوا وَهَلْ يَسْتَطِيع ذَلِكَ أَحَد؟ قَالَ فَإِنَّ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " ثُلُث الْقُرْآن قَالَ فَجَاءَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَسْمَع أَبَا أَيُّوب فَقَالَ " صَدَقَ أَبُو أَيُّوب " " حَدِيث آخَر " قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشَّار حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن سَعِيد حَدَّثَنَا يَزِيد بْن كَيْسَان أَخْبَرَنِي أَبُو حَازِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اُحْشُدُوا فَإِنِّي سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُث الْقُرْآن " فَحُشِدَ مَنْ حُشِدَ ثُمَّ خَرَجَ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَأَ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " ثُمَّ دَخَلَ فَقَالَ بَعْضنَا لِبَعْضٍ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَإِنِّي سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُث الْقُرْآن " إِنِّي لَأَرَى هَذَا خَبَرًا جَاءَ مِنْ السَّمَاء ثُمَّ خَرَجَ نَبِيّ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ" إِنِّي قُلْت سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُث الْقُرْآن أَلَا وَإِنَّهَا تَعْدِل ثُلُث الْقُرْآن " وَهَكَذَا رَوَاهُ مُسْلِم فِي صَحِيحه عَنْ مُحَمَّد بْن بَشَّار بِهِ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح غَرِيب وَاسْم أَبِي حَازِم سَلْمَان " حَدِيث آخَر " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ عَنْ زَائِدَة بْن قُدَامَة عَنْ مَنْصُور عَنْ هِلَال بْن يَسَاف
¥(39/257)
عَنْ الرَّبِيع بْن خَيْثَم عَنْ عَمْرو بْن مَيْمُون عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى عَنْ اِمْرَأَة مِنْ الْأَنْصَار عَنْ أَبِي أَيُّوب عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " أَيَعْجِزُ أَحَدكُمْ أَنْ يَقْرَأ ثُلُث الْقُرْآن فِي لَيْلَة؟ فَإِنَّهُ مَنْ قَرَأَ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد اللَّه الصَّمَد " فِي لَيْلَة فَقَدْ قَرَأَ لَيْلَتئِذٍ ثُلُث الْقُرْآن " هَذَا حَدِيث تَسَاعَى الْإِسْنَاد لِلْإِمَامِ أَحْمَد وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ كِلَاهُمَا عَنْ مُحَمَّد بْن بَشَّار بُنْدَار زَادَ التِّرْمِذِيّ وَقُتَيْبَة كِلَاهُمَا عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن مَهْدِيّ بِهِ فَصَارَ لَهُمَا عُشَارِيًّا " وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ عَنْ اِمْرَأَة أَبَى أَيُّوب عَنْ أَبِي أَيُّوب بِهِ وَحَسَّنَهُ ثُمَّ قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء وَأَبِي سَعِيد وَقَتَادَة بْن النُّعْمَان وَأَبِي هُرَيْرَة وَأَنَس وَابْن عُمَر وَأَبِي مَسْعُود وَهَذَا حَدِيث حَسَن وَلَا نَعْلَم أَحَدًا رَوَى هَذَا الْحَدِيث أَحْسَن مِنْ رِوَايَة زَائِدَة وَتَابَعَهُ عَلَى رِوَايَته إِسْرَائِيل وَالْفُضَيْل بْن عِيَاض. وَقَدْ رَوَى شُعْبَة وَغَيْر وَاحِد مِنْ الثِّقَات هَذَا الْحَدِيث عَنْ مَنْصُور وَاضْطَرَبُوا فِيهِ. " حَدِيثٌ آخَر " قَالَ أَحْمَد حَدَّثَنَا هُشَيْم عَنْ حُصَيْن عَنْ هِلَال بْن يَسَاف عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى عَنْ أُبَيّ بْن كَعْب أَوْ رَجُل مِنْ الْأَنْصَار قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ قَرَأَ بِقُلْ هُوَ اللَّه أَحَد فَكَأَنَّمَا قَرَأَ بِثُلُثِ الْقُرْآن " وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مِنْ حَدِيث هُشَيْم عَنْ حُصَيْن عَنْ اِبْن أَبِي لَيْلَى بِهِ. وَلَمْ يَقَع فِي رِوَايَته هِلَال بْن يَسَاف. " حَدِيث آخَر " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا وَكِيع عَنْ سُفْيَان عَنْ أَبِي قَيْس عَنْ عَمْرو بْن مَيْمُون عَنْ أَبِي مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " " تَعْدِل ثُلُث الْقُرْآن " وَهَكَذَا رَوَاهُ اِبْن مَاجَهْ عَنْ عَلِيّ بْن مُحَمَّد الطَّنَافِسِيّ عَنْ وَكِيع بِهِ. وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مِنْ طُرُق أُخَر عَنْ عَمْرو بْن مَيْمُون مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا. " حَدِيث آخَر " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا بَهْز حَدَّثَنَا بُكَيْر بْن أَبِي السَّمِيط حَدَّثَنَا قَتَادَة عَنْ سَالِم بْن أَبِي الْجَعْد عَنْ مَعْدَان بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أَيَعْجِزُ أَحَدكُمْ أَنْ يَقْرَأ كُلّ يَوْم ثُلُث الْقُرْآن؟ " قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُول اللَّه نَحْنُ أَضْعَف مِنْ ذَلِكَ وَأَعْجَز قَالَ " فَإِنَّ اللَّه جَزَّأَ الْقُرْآن ثَلَاثَة أَجْزَاء فَقُلْ هُوَ اللَّه أَحَد ثُلُث الْقُرْآن " وَرَوَاهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيّ مِنْ حَدِيث قَتَادَة بِهِ. " حَدِيث آخَر " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا أُمَيَّة بْن خَالِد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن مُسْلِم بْن أَخِي اِبْن شِهَاب عَنْ عَمّه الزُّهْرِيّ عَنْ حُمَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن هُوَ اِبْن عَوْف عَنْ أُمّه وَهِيَ أُمّ كُلْثُوم بِنْت عُقْبَة بْن أَبِي مُعَيْط قَالَتْ ; قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " " تَعْدِل ثُلُث الْقُرْآن " وَكَذَا رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة عَنْ عَمْرو بْن عَلِيّ عَنْ أُمَيَّة بْن خَالِد بِهِ ثُمَّ رَوَاهُ مِنْ طَرِيق مَالِك عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ حُمَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن قَوْله. وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ أَيْضًا فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مِنْ حَدِيث مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ الْحَارِث بْن الْفُضَيْل الْأَنْصَارِيّ عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ حُمَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَاب
¥(39/258)
مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثُوهُ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد تَعْدِل ثُلُث الْقُرْآن لِمَنْ صَلَّى بِهَا " " حَدِيث آخَر فِي كَوْن قِرَاءَتهَا تُوجِب الْجَنَّة" قَالَ الْإِمَام مَالِك بْن أَنَس عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ عُبَيْد بْن حُنَيْنٍ قَالَ سَمِعْت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: أَقْبَلْت مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأ" قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وَجَبَتْ - قُلْت وَمَا وَجَبَتْ - قَالَ الْجَنَّة " وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ مِنْ حَدِيث مَالِك وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح غَرِيب لَا نَعْرِفهُ إِلَّا مِنْ حَدِيث مَالِك وَتَقَدَّمَ حَدِيث " حُبّك إِيَّاهَا أَدْخَلَك الْجَنَّة " " حَدِيث فِي تَكْرَار قِرَاءَتهَا " قَالَ الْحَافِظ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ حَدَّثَنَا قُطْر بْن بَشِير حَدَّثَنَا عِيسَى بْن مَيْمُون الْقُرَشِيّ حَدَّثَنَا يَزِيد الرَّقَاشِيّ عَنْ أَنَس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " أَلَا يَسْتَطِيع أَحَدكُمْ أَنْ يَقْرَأ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " ثَلَاث مَرَّات فِي لَيْلَة فَإِنَّهَا تَعْدِل ثُلُث الْقُرْآن " هَذَا إِسْنَاد ضَعِيف وَأَجْوَد مِنْهُ. " حَدِيث آخَر " قَالَ عَبْد اللَّه بْن الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر الْمُقَدَّمِيّ حَدَّثَنَا الضَّحَّاك بْن مَخْلَد حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي ذِئْب عَنْ أُسَيْد بْن أَبِي أُسَيْد عَنْ مُعَاذ بْن عَبْد اللَّه بْن حَبِيب عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَصَابَنَا عَطَش وَظُلْمَة فَانْتَظَرْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِنَا فَخَرَجَ فَأَخَذَ بِيَدَيَّ فَقَالَ " قُلْ " فَسَكَتَ قَالَ " قُلْ " قُلْت مَا أَقُول؟ قَالَ" قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِين تُمْسِي وَحِين تُصْبِح ثَلَاثًا تَكْفِيك كُلّ يَوْم مَرَّتَيْنِ " وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ مِنْ حَدِيث اِبْن أَبِي ذِئْب بِهِ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح غَرِيب مِنْ هَذَا الْوَجْه. وَقَدْ رَوَاهُ النَّسَائِيّ مِنْ طَرِيق أُخْرَى عَنْ مُعَاذ بْن عَبْد اللَّه بْن حَبِيب عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُقْبَة بْن عَامِر فَذَكَرَهُ وَلَفْظه " تَكْفِك كُلّ شَيْء " " حَدِيث آخَر فِي ذَلِكَ " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن عِيسَى حَدَّثَنِي لَيْث بْن سَعْد حَدَّثَنِي الْخَلِيل بْن مُرَّة عَنْ الْأَزْهَر بْن عَبْد اللَّه عَنْ تَمِيم الدَّارِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسُلِمَ " مَنْ قَالَ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَاحِدًا أَحَدًا صَمَدًا لَمْ يَتَّخِذ صَاحِبَة وَلَا وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد عَشْر مَرَّات كَتَبَ اللَّه لَهُ أَرْبَعِينَ أَلْف أَلْف حَسَنَة " تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَد وَالْخَلِيل بْن مُرَّة ضَعَّفَهُ الْبُخَارِيّ وَغَيْره بِمُرَّةَ " حَدِيث آخَر " قَالَ الْإِمَام أَحْمَد أَيْضًا حَدَّثَنَا حَسَن بْن مُوسَى حَدَّثَنَا اِبْن لَهِيعَة حَدَّثَنَا زَبَّان بْن فَائِد عَنْ سَهْل بْن مُعَاذ بْن أَنَس الْجُهَنِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَرَأَ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " حَتَّى يَخْتِمهَا عَشْر مَرَّات بَنَى اللَّه لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّة " فَقَالَ عُمَر إِذًا نَسْتَكْثِر يَا رَسُول اللَّه فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" اللَّه أَكْثَر وَأَطْيَب " تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَد وَرَوَاهُ أَبُو مُحَمَّد الدَّارِمِيّ فِي مُسْنَده فَقَالَ حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن يَزِيد حَدَّثَنَا حَيْوَة حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْد وَهُوَ اِبْن مَعْبَد قَالَ الدَّارِمِيّ وَكَانَ مِنْ الْأَبْدَال أَنَّهُ سَمِعَ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب يَقُول إِنَّ نَبِيّ
¥(39/259)
اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَرَأَ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " عَشْر مَرَّات بَنَى اللَّه لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّة وَمَنْ قَرَأَهَا عِشْرِينَ مَرَّة بَنَى اللَّه لَهُ قَصْرَيْنِ فِي الْجَنَّة وَمَنْ قَرَأَهَا ثَلَاثِينَ مَرَّة بَنَى اللَّه لَهُ ثَلَاثَة قُصُور فِي الْجَنَّة" فَقَالَ عُمَر بْن الْخَطَّاب إِذًا نُكْثِر قُصُورنَا فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اللَّه أَوْسَع مِنْ ذَلِكَ" وَهَذَا مُرْسَل جَيِّد " حَدِيث آخَر " قَالَ الْحَافِظ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ حَدَّثَنَا نَصْر بْن عَلِيّ حَدَّثَنِي نُوح بْن قَيْس أَخْبَرَنِي مُحَمَّد الْعَطَّار أَخْبَرَتْنِي أُمّ كَثِير الْأَنْصَارِيَّة عَنْ أَنَس بْن مَالِك عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَرَأَ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " خَمْسِينَ مَرَّة غَفَرَ اللَّه لَهُ ذُنُوب خَمْسِينَ سَنَة " إِسْنَاده ضَعِيف " حَدِيث آخَر" قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيع حَدَّثَنَا حَاتِم بْن مَيْمُون حَدَّثَنَا ثَابِت عَنْ أَنَس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَرَأَ" قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " فِي يَوْم مِائَتَيْ مَرَّة كَتَبَ اللَّه لَهُ أَلْفًا وَخَمْسمِائَةِ حَسَنَة إِلَّا أَنْ يَكُون عَلَيْهِ دَيْن" إِسْنَاد ضَعِيف حَاتِم بْن مَيْمُون ضَعَّفَهُ الْبُخَارِيّ وَغَيْره وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَنْ مُحَمَّد بْن مَرْزُوق الْبَصْرِيّ عَنْ حَاتِم بْن مَيْمُون بِهِ وَلَفْظه " مَنْ قَرَأَ كُلّ يَوْم مِائَتَيْ مَرَّة قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد مُحِيَ عَنْهُ ذُنُوب خَمْسِينَ سَنَة إِلَّا أَنْ يَكُون عَلَيْهِ دَيْن " قَالَ التِّرْمِذِيّ وَبِهَذَا الْإِسْنَاد عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ" مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنَام عَلَى فِرَاشه فَنَامَ عَلَى يَمِينه ثُمَّ قَرَأَ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " مِائَة مَرَّة فَإِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة يَقُول لَهُ الرَّبّ عَزَّ وَجَلَّ يَا عَبْدِي اُدْخُلْ عَلَى يَمِينك الْجَنَّة " ثُمَّ قَالَ غَرِيب مِنْ حَدِيث ثَابِت وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْر هَذَا الْوَجْه وَقَالَ أَبُو بَكْر الْبَزَّار حَدَّثَنَا سَهْل بْن بَحْر حَدَّثَنَا حِبَّان بْن أَغْلَب حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا ثَابِت عَنْ أَنَس قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد مِائَتَيْ مَرَّة حَطَّ اللَّه عَنْهُ ذُنُوب مِائَتَيْ سَنَة " ثُمَّ قَالَ لَا نَعْلَم رَوَاهُ عَنْ ثَابِت إِلَّا الْحَسَن بْن أَبِي جَعْفَر وَالْأَغْلَب بْن تَمِيم وَهُمَا مُتَقَارِبَانِ فِي سُوء الْحِفْظ " حَدِيث آخَر " فِي الدُّعَاء بِمَا تَضَمَّنَتْهُ مِنْ الْأَسْمَاء قَالَ النَّسَائِيّ عِنْد تَفْسِيرهَا حَدَّثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن خَالِد حَدَّثَنَا زَيْد بْن الْحُبَاب حَدَّثَنِي مَالِك بْن مِغْوَل حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن بُرَيْدَة عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِد فَإِذَا رَجُل يُصَلِّي يَدْعُو يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلك بِأَنِّي أَشْهَد أَنْ لَا إِلَه إِلَّا أَنْتَ الْأَحَد الصَّمَد الَّذِي لَمْ يَلِد وَلَمْ يُولَد وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد قَالَ " وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَهُ بِاسْمِهِ الْأَعْظَم الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ" وَقَدْ أَخْرَجَهُ بَقِيَّة أَصْحَاب السُّنَن مِنْ طُرُق عَنْ مَالِك بْن مِغْوَل عَنْ عَبْد اللَّه بْن بُرَيْدَة عَنْ أَبِيهِ بِهِ وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن غَرِيب " حَدِيث آخَر " فِي قِرَاءَتهَا عَشْر مَرَّات بَعْد الْمَكْتُوبَة قَالَ الْحَافِظ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الْأَعْلَى حَدَّثَنَا بِشْر بْن مَنْصُور عَنْ عُمَر بْن شَيْبَان عَنْ أَبِي شَدَّاد عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ثَلَاث مَنْ جَاءَ
¥(39/260)
بِهِنَّ مَعَ الْإِيمَان دَخَلَ مِنْ أَيّ أَبْوَاب الْجَنَّة شَاءَ وَزُوِّجَ مِنْ الْحُور الْعِين حَيْثُ شَاءَ مَنْ عَفَا عَنْ قَاتِله وَأَدَّى دَيْنًا خَفِيًّا وَقَرَأَ فِي دُبُر كُلّ صَلَاة مَكْتُوبَة عَشْر مَرَّات قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْر أَوْ إِحْدَاهُنَّ يَا رَسُول اللَّه قَالَ " أَوْ إِحْدَاهُنَّ " " حَدِيث " فِي قِرَاءَتهَا عِنْد دُخُول الْمَنْزِل قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن بَكْر السَّرَّاج الْعَسْكَرِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الْفَرَج حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الزِّبْرِقَان عَنْ مَرْوَان بْن سَالِم عَنْ أَبِي زُرْعَة عَنْ عَمْرو بْن جَرِير عَنْ جَرِير بْن عَبْد اللَّه قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَرَأَ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " حِين دَخَلَ مَنْزِله نَفَتْ الْفَقْر عَنْ أَهْل ذَلِكَ الْمَنْزِل وَالْجِيرَان إِسْنَاده ضَعِيف " حَدِيث " فِي الْإِكْثَار مِنْ قِرَاءَتهَا فِي سَائِر الْأَحْوَال قَالَ الْحَافِظ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِسْحَاق الْمَسْبِيّ حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون عَنْ الْعَلَاء بْن مُحَمَّد الثَّقَفِيّ قَالَ سَمِعْت أَنَس بْن مَالِك يَقُول: كُنَّا مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَبُوك فَطَلَعَتْ الشَّمْس بِضِيَاءٍ وَشُعَاع وَنُور لَمْ نَرَهَا طَلَعَتْ فِيمَا مَضَى بِمِثْلِهِ فَأَتَى جِبْرِيل إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " يَا جِبْرِيل مَا لِي أَرَى الشَّمْس طَلَعَتْ الْيَوْم بِضِيَاءٍ وَشُعَاع وَنُور لَمْ أَرَهَا طَلَعَتْ بِمِثْلِهِ فِيمَا مَضَى؟ " قَالَ إِنَّ ذَلِكَ مُعَاوِيَة بْن مُعَاوِيَة اللَّيْثِيّ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ الْيَوْم فَبَعَثَ اللَّه إِلَيْهِ سَبْعِينَ أَلْف مَلَك يُصَلُّونَ عَلَيْهِ قَالَ: " وَفِيمَ ذَلِكَ "؟ قَالَ كَانَ يُكْثِر قِرَاءَة " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " فِي اللَّيْل وَالنَّهَار وَفِي مَمْشَاهُ وَقِيَامه وَقُعُوده فَهَلْ لَك يَا رَسُول اللَّه أَنْ أَقْبِض لَك الْأَرْض فَتُصَلِّي عَلَيْهِ؟ قَالَ: " نَعَمْ " فَصَلَّى عَلَيْهِ وَكَذَا رَوَاهُ الْحَافِظ أَبُو بَكْر الْبَيْهَقِيّ فِي كِتَاب دَلَائِل النُّبُوَّة مِنْ طَرِيق يَزِيد بْن هَارُون عَنْ الْعَلَاء بْن مُحَمَّد وَهُوَ مُتَّهَم بِالْوَضْعِ وَاَللَّه أَعْلَم " طَرِيق أُخْرَى " قَالَ أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الشَّامِيّ أَبُو عَبْد اللَّه حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن الْهَيْثَم مُؤَذِّن مَسْجِد الْجَامِع بِالْبَصْرَةِ عِنْدِي عَنْ مَحْمُود أَبِي عَبْد اللَّه عَنْ عَطَاء بْن أَبِي مَيْمُونَة عَنْ أَنَس قَالَ: نَزَلَ جِبْرِيل عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَاتَ مُعَاوِيَة بْن مُعَاوِيَة اللَّيْثِيّ فَتُحِبّ أَنْ تُصَلِّي عَلَيْهِ؟ قَالَ " نَعَمْ " فَضَرَبَ بِجَنَاحِهِ الْأَرْض فَلَمْ تَبْقَ شَجَرَة وَلَا أَكَمَة إِلَّا تَضَعْضَعَتْ فَرَفَعَ سَرِيره فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ وَخَلْفه صَفَّانِ مِنْ الْمَلَائِكَة فِي كُلّ صَفّ سَبْعُونَ أَلْف مَلَك فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَا جِبْرِيل بِمَ نَالَ هَذِهِ الْمَنْزِلَة مِنْ اللَّه تَعَالَى " قَالَ بِحُبِّهِ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " وَقِرَاءَته إِيَّاهَا ذَاهِبًا وَجَائِيًا قَائِمًا وَقَاعِدًا وَعَلَى كُلّ حَال. وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ مِنْ رِوَايَة عُثْمَان بْن الْهَيْثَم الْمُؤَذِّن عَنْ مَحْبُوب بْن هِلَال عَنْ عَطَاء بْن أَبِي مَيْمُونَة عَنْ أَنَس فَذَكَرَهُ وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب وَمَحْبُوب بْن هِلَال قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا مِنْ طُرُق أُخَر تَرَكْنَاهَا اِخْتِصَارًا وَكُلّهَا ضَعِيفَة " حَدِيث آخَر " فِي فَضْلهَا مَعَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَة حَدَّثَنَا مُعَاذ بْن رِفَاعَة حَدَّثَنِي عَلِيّ بْن يَزِيد عَنْ الْقَاسِم
¥(39/261)
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ عُقْبَة بْن عَامِر قَالَ لَقِيت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَابْتَدَأْته فَأَخَذْت بِيَدِهِ فَقُلْت يَا رَسُول اللَّه بِمَ نَجَاة الْمُؤْمِن؟ قَالَ: " يَا عُقْبَة أَخْرِسْ لِسَانك وَلْيَسَعْك بَيْتك وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتك " قَالَ ثُمَّ لَقِيَنِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَابْتَدَأَنِي فَأَخَذَ بِيَدَيَّ فَقَالَ: " يَا عُقْبَة بْن عَامِر أَلَا أُعَلِّمك خَيْر ثَلَاث سُوَر أُنْزِلَتْ فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَالْقُرْآن الْعَظِيم ". قَالَ: قُلْت بَلَى جَعَلَنِي اللَّه فِدَاك قَالَ: فَأَقْرَأَنِي " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد - وَقُلْ أَعُوذ بِرَبِّ الْفَلَق - وَقُلْ أَعُوذ بِرَبِّ النَّاس " ثُمَّ قَالَ: " يَا عُقْبَة لَا تَنْسَهُنَّ وَلَا تَبِتْ لَيْلَة حَتَّى تَقْرَأهُنَّ ". قَالَ فَمَا نَسِيتهنَّ مُنْذُ قَالَ لَا تَنْسَهُنَّ وَمَا بِتّ لَيْلَة قَطُّ حَتَّى أَقْرَأهُنَّ قَالَ عُقْبَة ثُمَّ لَقِيت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَابْتَدَأْته فَأَخَذْت بِيَدِهِ فَقُلْت يَا رَسُول اللَّه أَخْبِرْنِي بِفَوَاضِل الْأَعْمَال فَقَالَ: " يَا عُقْبَة صِلْ مَنْ قَطَعَك وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَك وَأَعْرِضْ عَمَّنْ ظَلَمَك ". رَوَى التِّرْمِذِيّ بَعْضه فِي الزُّهْد مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن زَحْر عَنْ عَلِيّ بْن يَزِيد فَقَالَ هَذَا حَدِيث حَسَن وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَد مِنْ طَرِيق آخَر حَدَّثَنَا حُسَيْن بْن مُحَمَّد حَدَّثَنَا اِبْن عَبَّاس عَنْ أُسَيْد بْن عَبْد الرَّحْمَن الْخَثْعَمِيّ عَنْ فَرْوَة بْن مُجَاهِد اللَّخْمِيّ عَنْ عُقْبَة بْن عَامِر عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِثْله سَوَاء , تَفَرَّدَ بِهِ أَحْمَد " حَدِيث آخَر " فِي الِاسْتِسْقَاء بِهِنَّ قَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا قُتَيْبَة حَدَّثَنَا الْمُفَضَّل عَنْ عُقَيْل عَنْ اِبْن شِهَاب عَنْ عُرْوَة عَنْ عَائِشَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا آوَى إِلَى فِرَاشه كُلّ لَيْلَة جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا وَقَرَأَ فِيهِمَا " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد - وَقُلْ أَعُوذ بِرَبِّ الْفَلَق - وَقُلْ أَعُوذ بِرَبِّ النَّاس " ثُمَّ يَمْسَح بِهِمَا مَا اِسْتَطَاعَ مِنْ جَسَده يَبْدَأ بِهِمَا عَلَى رَأْسه وَوَجْهه وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَده يَفْعَل ذَلِكَ ثَلَاث مَرَّات. وَهَكَذَا رَوَاهُ أَهْل السُّنَن مِنْ حَدِيث عُقَيْل بِهِ. قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْر سَبَب نُزُولهَا وَقَالَ عِكْرِمَة لَمَّا قَالَتْ الْيَهُود نَحْنُ نَعْبُد عُزَيْرًا اِبْن اللَّه وَقَالَتْ النَّصَارَى نَحْنُ نَعْبُد الْمَسِيح اِبْن اللَّه وَقَالَتْ الْمَجُوس نَحْنُ نَعْبُد الشَّمْس وَالْقَمَر وَقَالَتْ الْمُشْرِكُونَ نَحْنُ نَعْبُد الْأَوْثَان أَنْزَلَ اللَّه عَلَى رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد " يَعْنِي هُوَ الْوَاحِد الْأَحَد الَّذِي لَا نَظِير لَهُ وَلَا وَزِير وَلَا نَدِيد وَلَا شَبِيه وَلَا عَدِيل وَلَا يُطْلَق هَذَا اللَّفْظ عَلَى أَحَد فِي الْإِثْبَات إِلَّا عَلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لِأَنَّهُ الْكَامِل فِي جَمِيع صِفَاته وَأَفْعَاله.
وباقي الإجابة ستكون إن شاء الله في وقت لاحق
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[13 - 02 - 04, 08:20 ص]ـ
سأل بعض الأخوة عن حديث: ((الخلق عيال الله)) في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16653
فأقول - وبالله أستعين -:
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[13 - 02 - 04, 08:22 ص]ـ
((الخلق عيال الله، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله)).
حديث ضعيف جدا.
ورد من حديث عبدالله بن مسعود، وأنس بن مالك رضي الله عنهما.
أولا: حديث بن مسعود:
أخرجه الطبراني في "الكبير" (10/ 86)،
وفي " الأوسط " (5541)،
وأبونعيم في " الحلية " (2/ 102) و (4/ 273)،
والشاشي في " مسنده " (435)،
وابن عدي في "الكبير" (6/ 341)،
والخطيب في " تاريخه " (6/ 333)،
¥(39/262)
والبيهقي في" شعب الإيمان " (7448)،
وابن الجوزي في " العلل المتناهية " (2/ 28).
من طرق عن موسى بن عمير، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد، عنه، مرفوعا، مثله.
قال أبو نعيم:" غريب من حديث الحكم، لم يروه عنه إلا موسي بن عمير ".
وقال ابن عدي - بعد ذكرة حديثين آخرين -:" هذه الأحاديث عن الحكم بهذا الإسناد، لا أعلم يرويها عن الحكم غير موسي بن عمير ".
وقال ابن الجوزي: " حديث لا يصح ".
قلت: إسناده ضعيف جدا؛ من أجل موسي بن عمير،
قال ابن معين: " ليس بثقة ".
وضعفه ابن نمير، وأبوزرعة، والدارقطني.
وقال أبونعيم: " روي عن الحكم بن عتبة مناكير ".
وقال أبوحاتم:" ذاهب الحديث، كذاب ".
ولكن له عن ابن مسعود طريق أخر.
فقد أخرجه أبن عدي في "الكامل " (5/ 162).
من طريق عامر بن سيار، ثنا أبوعمروالقرشي، عن حصاد بن أبي سليمان، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" الخلق عيال الله، فأحب عياله ألطفهم بأهله ".
وهذا الإسناد ضعيف جدا؛
عامر بن سيار، قال: أبوحاتم، والذهبي: " مجهول ".
وأبوعمرو القرشي هو عثمان بن محمد،
قال ابن حبان في " المجروحين " (2/ 282):" منكر الحديث، ,يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم، لا يجوز الاحتجاج به ".
ثانيا: حديث أنس:
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " (2/ 857 - بغية الباحث)،
والبزار في " مسنده " (1949 - كشف)،
وأبويعلي في" مسنده " (3315، 3370، 3478)،
والطبراني في " مكارم الأخلاق " (87)،
وابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " (24)،
والبيهقي في " شعب الإيمان " (7445، 7446)،
وابن عدي في " الكامل " (7/ 153)،
والقضاعي في " مسند الشهاب " (1306).
من طرق عن يوسف بن عطية الصغار، عن ثابت، عنه، مرفوعا، مثله.
وإسناده ضعيف جدا؛ يوسف بن عطية الصغار،
قال ابن معين: " ليس بشيء ".
وقال البخاري:" منكر الحديث ".
وتركه النسائي، والدارقطني.
وقال الحاكم: " يروي عن ثابت أحاديث مناكير ".
وقال الذهبي: " من مناكيره: عن ثابت، عن أنس، مرفوعا .... (فنكره) ".
وضعف إسناده ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (3/ 260).
فنبين مما سبق أن طرق الحديث ضعيف لا تصح للاستشهاد.
قال النووي في "الفتاوى" - كما في " كشف الخفاء " -: " حديث ضعيف ".
وضعفه العراقي في " الأربعين العشارية " (ص181) بتصديره له بقوله: " الحديث الذي روي أن ....... "
وقال ابن حجر في " الفتاوى " - كما في " كشف الخفاء" -: " ورد من طرق كلها ضعيفة ".
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب:
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي
ـ[جيل المستقبل حمود]ــــــــ[13 - 02 - 04, 11:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما إذا كان قصدهم الفقراء أي أن الفقراء عيال الله فهذا يجوز لأن العيل تعني الفقر
16576 - أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين بالنور التام يوم القيامة تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم وذلك خمس مائة سنة.
(حم د) عن أبي سعيد (أخرجه أبو داود كتاب العلم باب في القصص رقم (3649).
وقال المنذري: في إسناده المعلى بن زياد أبو الحسن وفيه مقال.
عون المعبود (10/ 101) ص).
16577 - أبشروا يا أصحاب الصفة فمن بقي من أمتي على النعت الذي أنتم عليه راضيا بما هو فيه فإنه من رفقائي يوم القيامة.
(خط) عن ابن عباس.
16578 - إن أطولكم حزنا في الدنيا أطولكم فرحا في الآخرة وإن أكثركم شبعا في الدنيا أكثركم جوعا في الآخرة.
ابن عساكر عن عامر بن عبد قيس عن الصحابة.
16579 - يا معشر الفقراء ألا أبشركم إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم خمس مائة عام.
(ه) عن ابن عمر (رواه ابن ماجه كتاب الزهد باب منزلة الفقراء رقم (4124).
وقال في الزوائد: عبد الله بن دينار لم يسمع من عبد الله بن عمر وموسى ابن عبيدة ضعيف. ص).
16580 - يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم وهو خمس مائة عام.
(حم ت ه) عن أبي هريرة (أخرجه الترمذي كتاب الزهد باب ما جاء أن فقراء المهاجرين رقم (2354) وقال: صحيح. ص).
16581 - يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا.
¥(39/263)
(حم ت) عن جابر (رواه الترمذي كتاب الزهد باب ما جاء أن فقراء المهاجرين رقم (2355) وقال: حسن. ص).
16582 - اتخذوا عند الفقراء أيادي فإن لهم دولة يوم القيامة.
(حل) عن الحسين بن علي (قال المناوي في فيض القدير (1/ 113) قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف جدا، وقال الحافظ ابن حجر: لا أصل له، وتبعه السخاوي فقال الذهبي وابن تيمية وغيرهما قالوا: ومن المقطوع بوضعه، ثم ذكروا هذا الحديث. ص).
16583 - أحبوا الفقراء وجالسوهم وأحب العرب من قلبك وليردك عن الناس ما تعلم من نفسك.
(ك) عن أبي هريرة (قال المناوي في فيض القدير (1/ 179): أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 332) كتاب الرقاق وقال: صحيح الإسناد، وأقره الذهبي، ورمز السيوطي لصحته. ص).
16584 - اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء.
(حم 3 ت) عن ابن عباس (تخ ت) عن عمران بن حصين (أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الرقاق باب أكثر أهل الجنة الفقراء رقم (2737) ص).
16585 - الجلوس مع الفقراء من التواضع وهو من أفضل الجهاد.
(فر) عن أنس.
16586 - خير الناس مؤمن فقير يعطي جهده.
(فر) عن ابن عمر.
16587 - لكل شيء مفتاح، ومفتاح الجنة حب المساكين والفقراء.
ابن لال عن ابن عمر.
16588 - ليبشر فقراء المؤمنين بالفوز يوم القيامة قبل الأغنياء بمقدار خمس مائة عام هؤلاء في الجنة ينعمون وهؤلاء يحاسبون.
(حل) عن أبي سعيد.
16589 - ما الذي يعطي من سعة بأعظم أجرا من الذي يقبل إن كان محتاجا.
(طس حل) عن أنس.
16590 - ما المعطي من سعة بأفضل من الآخذ إذا كان محتاجا.
(طب) عن ابن عمرو.
16591 - رحم الله قوما يحسبهم الناس مرضى وما هم بمرضى.
ابن المبارك عن الحسن مرسلا.
16592 - اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين.
عبد بن حميد، (ه) عن أبي سعيد، (طب)، والضياء عن عبادة بن الصامت.
16593 - اللهم أحييني مسكينا وتوفني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين، وإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة.
(ك) عن أبي سعيد.
16594 - الفقر أزين على المؤمن من العذار (العذار: العذاران من الفرس كالعارضين من وجه الإنسان، ثم سمى السير الذي يكون عليه من اللجام عذارا. النهاية (3/ 198) ب) الحسن على خد الفرس.
(طب) عن عمر.
16595 - الفقر شين عند الناس وزين عند الله يوم القيامة.
(فر) عن أنس.
16596 - الفقر أمانة فمن كتمه كان عبادة ومن باح به فقد قلد إخوانه المسلمين.
ابن عساكر عن عمر.
16597 - إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء.
(ط ك هب) عن قتادة بن النعمان (رواه الترمذي بلفظه وسنده كتاب الطب باب ما جاء في الجمعة رقم (2036) وقال: حسن غريب. ص).
16598 - إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا (تجفافا: التجفاف بالكسر: آلة للحرب يلبسه الفرس والإنسان ليقيه في الحرب. التعليق على الصحاح (4/ 1338) ب) فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه.
(حم ت) عن عبد الله بن مغفل.
16599 - إن البلايا أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه.
(حب) عن عبد الله بن مغفل.
16600 - إن من الذنوب ذنوبا لا تكفرها الصلاة ولا الصيام ولا الحج ولا العمرة، تكفرها الهموم في طلب المعيشة.
(حل) وابن عساكر عن أبي هريرة.
16601 - تحفة المؤمن في الدنيا الفقر.
(فر) عن معاذ.
16602 - إذا رأيتم العبد ألم الله به الفقر والمرض فإن الله يريد أن يصافيه.
(فر) عن علي.
16603 - رحم الله رجلا غسلته امرأته وكفن في أخلاقه (أخلاقه: أي ثيابه التي أشرفت على البلى، وفعل ذلك بأبي بكر رضي الله عنه غسلته امرأته أسماء وكفن في ثيابه التي كان يتبذلها. كذا في سنن البيهقي. فيض القدير (4/ 26) ب).
(عق) عن عائشة.
16604 - لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة.
(ت) وقال صحيح عن فضالة بن عبيد. كتاب الزهد.
{فرع في لواحق الفقر}
16605 - إن أهل البيت إذا تواصلوا أجرى الله تعالى عليهم الرزق وكانوا في كنف الله.
(عد) وابن عساكر عن ابن عباس.
16606 - ما صبر أهل بيت على جهد ثلاثا إلا أتاهم الله برزق.
الحكيم عن عمر.
¥(39/264)
16607 - ما من أهل بيت واصلوا إلا أجرى الله عليهم الرزق وكانوا في كنف الله تعالى.
(طب) عن ابن عباس.
16608 - من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى إما بموت عاجل أو غنى عاجل.
(حم)، (د)، (ك) عن ابن مسعود.
16609 - إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله.
(طب عد) عن أبي الدرداء.
16610 - إن الرزق لا تنقصه المعصية ولا تزيده الحسنة وترك الدعاء معصية.
(طص) عن أبي سعيد.
16611 - إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد العمر إلا البر.
(حم ن حب ك) عن ثوبان.
16612 - إن الصحبة تمنع بعض الرزق.
(حل) عن عثمان.
16613 - الصحبة تمنع الرزق.
(عم)، (عد)، (هب) عن عثمان، (هب) عن أنس.
{الإكمال} من فرع في لواحق الفقر
16614 - أبشروا صعاليك المهاجرين بالفوز يوم القيامة على الأغنياء بخمس مائة سنة حتى إن الغني ود أنه كان فقيرا أو عائلا في الدنيا.
(ع) عن أبي الزبير عن جابر، ابن سعد عن أبي الزبير مرسلا وعن يوسف المكي مرسلا.
16615 - إن فقراء المسلمين يزفون (يزفون: ومنه الحديث (يزف علي بيني وبين إبراهيم عليه السلام إلى الجنة) إن كسرت الزاي فمعناه يسرع، ومن زف في مشيه وأزف إذا أسرع. وإن فتحت فهو من زففت العروس أزفها إذا أهديتها إلى زوجها.
ومنه (إذا ولدت الجارية بعث الله إليها ملكا يزف البركة زفا). انتهى. النهاية (2/ 305) ب) كما يزف الحمام فيقال لهم: قفوا للحساب فيقولون: والله ما تركنا شيئا نحاسب به فيقول الله عز وجل: صدق عبادي فيدخلون الجنة قبل الناس بسبعين عاما.
(طب) عن سعيد بن عامر بن حذيم.
16616 - إن فقراء المسلمين يوم القيامة على كورهم (كورهم: الأكوار جمع كور بالضم وهو رحل الناقة بأداته، وهو كالسرج وآلته للفرس. النهاية (4/ 208) ب) فيقال لهم: قفوا للحساب، فيقولون: ما أعطيتمونا شيئا فتحاسبونا عليه فيدخلون الجنة قبل الناس بأربعين سنة.
(ع)، (طب)، (ص) عن سعيد بن عامر بن حذيم (أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 261) وقال: رواه الطبراني. ص).
16617 - إن فقراء المسلمين يزفون كما يزف الحمام فيقال لهم: قفوا للحساب، فيقولون والله ما أعطيتمونا شيئا فتحاسبونا، فيقول الله: صدق عبادي فيدخلون الجنة قبل الناس بسبعين عاما.
الحسن بن سفيان والبغوي عن سعيد بن عامر بن حذيم (أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 261) وقال: رواه الطبراني، وذكر بعده عن سعيد بن عامر وفي إسناديهما يزيد بن أبي زياد وقد وثق على ضعفه وبقية رجالهما ثقات، ورواه البزار عن سعيد بن عامر بنحوه كذلك. ص)
16618 - إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا.
(م) عن ابن عمرو.
16619 - إن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بمقدار خمسمائة سنة.
(ه) عن أبي سعيد.
16620 - إن فقراء المسلمين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بمقدار أربعين عاما حتى يتمنى أغنياء المسلمين يوم القيامة أنهم كانوا فقراء في الدنيا وإن أغنياء الكفار ليدخلون النار قبل فقرائهم بمقدار أربعين عاما حتى يتمنى أغنياء الكفار أنهم كانوا في الدنيا فقراء.
الديلمي عن أبي برزة، وفيه: نفيع بن الحارث متروك.
16621 - الأنبياء كلهم يدخلون الجنة قبل سليمان بن داود بأربعين عاما، وإن فقراء المسلمين يدخلون الجنة قبل الآخرين بأربعين عاما، وإن أهل المدن يدخلون الجنة قبل أهل الرستاق بأربعين عاما لفضل المدائن والجماعات وحلق الذكر، وإذا كان بلاء خصوا به دونهم.
(طب) عن معاذ (أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 262) وقال: رواه الطبراني في الأوسط وقال: لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد وفيه علي بن سعيد بن بشير، قال الدارقطني: ليس بذاك تفرد بأشياء وقال الذهبي: حافظ رحال وبقية رجاله ثقات. ص).
16622 - فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمس مائة عام.
(ت): حسن غريب عن أبي سعيد (أخرجه الترمذي كتاب الزهد باب ما جاء أن فقراء المهاجرين رقم (2351) وقال: حسن غريب. ص).
¥(39/265)
16623 - يجتمعون يوم القيامة فيقال: أين فقراء هذه الأمة ومساكينها فيقومون، فيقال لهم: ماذا عملتم؟ فيقولون، ربنا إنا ابتلينا فصبرنا ووليت الأمور والسلطان غيرنا، فيقول الله عز وجل: صدقتم، فيدخلون الجنة قبل الناس بزمان ويبقى شدة الحساب على ذوي الأمور والسلطان، قالوا: فأين المؤمنون يومئذ؟ قال: يوضع لهم كراسي من نور مظلل عليهم الغمام يكون ذلك اليوم أقصر على المؤمنين من ساعة من نهار.
(طب) عن ابن عمرو.
16624 - يجمع الله الناس للحساب فيجيء فقراء المؤمنين يزفون كما يزف الحمام، فيقال لهم: قفوا للحساب، فيقولون: ما عندنا حساب ولا آتيتمونا شيئا نحاسب به فيقول الله: صدق عبادي فيفتح لهم باب الجنة فيدخلونها قبل الناس بسبعين عاما.
(ع) والحسن بن سفيان وابن سعد (طس حل) وابن عساكر عن سعيد بن عامر بن حذيم.
16625 - يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بخمس مائة سنة حتى أن الرجل من الأغنياء ليدخل في غمارهم فيؤخذ بيده فيستخرج.
الحكيم عن سعيد بن عامر بن حذيم.
16626 - يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بيوم مقداره ألف عام.
(حل) عن أبي هريرة.
16627 - يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بمائة عام.
(حل) عن أبي هريرة.
16628 - يدخل فقراء المؤمنين الجنة قبل أغنيائهم بأربع مائة عام قال: حتى يقول المؤمن الغني: يا ليتني كنت عيلا (عيلا: العيلة، والعالة: الفاقة، يقال: عال يعيل عيلة وعيولا، إذا افتقر. فهو عائل. ومنه قوله تعالى: {وإن خفتم عيلة}. وعيال الرجال: من يعوله. وواحد العيال: عيل كجيد. والجمع: عيائل، مثل: جيائد. المختار (366) ب)، قال قلنا يا رسول الله سمهم لنا بأسمائهم قال: هم الذين إذا مكروه بعثوا له وإذا كان مغنم بعث إليه سواهم وهم الذين يحجبون عن الأبواب.
(حم) عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 260) وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير زيد بن أبي الحوراي وقد وثق على ضعفه. ص).
16629 - ليبشر فقراء المهاجرين بما يسر وجوههم فإنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا.
(طب) عن ابن عمرو.
16630 - يقول الله يوم القيامة: أدنوا مني أحبابي، فتقول الملائكة: ومن أحبابك؟ فيقول: فقراء المسلمين فيدنون منه فيقول الله: أما أنا لم أزو الدنيا عليكم لهوان كان بكم علي ولكن أردت بذلك أضعف لكم كرامة اليوم فتمنوا علي ماشئتم اليوم فيؤمر بهم إلى الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا.
أبو الشيخ عن أنس.
16631 - يقضى للنبيين يوم القيامة أول الناس ثم يقضى لفقراء المؤمنين على أثرهم فيسبحون (فيسبحون: السبح: الفراغ. والسبح أيضا: التصرف في المعاش وبابهما قطع. وقيل في قوله تعالى: {سبحا طويلا}، أي فراغا طويلا. وقال أبو عبيدة: متقلبا طويلا. وقيل: هو الفراغ والمجيء والذهاب.
المختار (225) ب) في الجنة سبعين خريفا قبل أن يفرغ من حساب الناس.
(ك) في تاريخه عن ابن عمر.
16632 - يبعث الله يوم القيامة عبدين من عباده كانا على سيرة واحدة أحدهما مقتور عليه والآخر موسع عليه فيقبل المقتور عليه إلى الجنة لا ينثني عنها حتى ينتهي إلي أبوابها فيقول له: حجبتها إليك، فيقول: إذا لا أرجع وسيفه في عنقه يقول: إني أعطيت هذا السيف في الدنيا أجاهد به فلم أزل أجاهد به حتى قبضت وأنا على ذلك فيرمي بسيفه إلى الخزنة وينطلق لا يثنونه ولا يحبسونه عن الجنة، فيدخلها فيمكث فيها دهرا، قال ثم يمر به أخوه الموسع عليه فيقول له: يا فلان ما حبسك؟ فيقول: ما خلي سبيلي إلا الآن ولقد حبست ما لو أن ثلاث مائة بعير أكلت حمضا (حمضا: الحمض من النبات وهو للإبل كالفاكهة للإنسان. انتهى. النهاية (1/ 441) ب) لا يردن الماء إلا خمسا وردن على عرقي لصدرن منه رواء (رواء: يقال: قوم رواء من الماء بالكسر والمد. الصحاح (6/ 2365) ب).
ابن المبارك (في كتاب الزهد (196) راجع مجمع الزوائد (10/ 263) ص) عن ضمرة والمهاصر ابني حبيب وحكيم بن عمير مرسلا.
¥(39/266)
16633 - التقى مؤمنان على باب الجنة مؤمن غني ومؤمن فقير كانا في الدنيا فأدخل الفقير الجنة وحبس الغني ما شاء الله أن يحبس، ثم أدخل الجنة فلقيه الفقير فقال: أي أخي ماذا حبسك والله لقد حبست حتى خفت عليك، فقال: أي أخي إني حبست بعدك محبسا فظيعا كريها ما وصلت إليك حتى سال مني من العرق ما لو ورده ألف بعير كلها آكلة حمض لصدرن عنه رواء.
(حم) عن ابن عباس (راجع مجمع الزوائد (10/ 263) وقال رواه أحمد وفيه دويد غير منسوب وبقية رجاله رجال الصحيح. ص).
16634 - أنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة فيفتحها الله لي ومعي فقراء المؤمنين وأنا سيد الأولين والآخرين من النبيين ولا فخر.
الديلمي عن ابن عباس.
16635 - إن أول ثلة تدخل الجنة لفقراء المهاجرين الذي تتقى بهم المكاره إذا أمروا سمعوا وأطاعوا وإن كانت لرجل منهم حاجة إلى سلطان لم تقض له حتى يموت وهي في صدره فإن الله عز وجل يدعو يوم القيامة الجنة فتأتي بزخرفها وزينتها فيقول: أي عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وقتلوا وأوذوا في سبيلي وجاهدوا في سبيلي ادخلوا الجنة فيدخلونها بغير عذاب ولا حساب وتأتي الملائكة فيسجدون فيقولون: ربنا نحن نسبحك الليل والنهار ونقدس لك من هؤلاء الذين آثرتهم علينا؟ فيقول الله عز وجل: هؤلاء عبادي الذين قاتلوا في سبيلي وأوذوا في سبيلي فتدخل عليهم الملائكة من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.
(طب ك هب) عن ابن عمرو (أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 259) وقال: رواه أحمد والطبراني ورجال الطبراني رجال الصحيح غير أبي عشانه وهو ثقة. ص).
16636 - أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء والمهاجرون الذين تسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء، فيقول الله عز وجل لمن يشاء من ملائكته: ايتوهم فحيوهم، فتقول الملائكة: نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم؟ قال: إنهم كانوا عبادا يعبدونني لا يشركون بي شيئا وتسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء، فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.
(حم حل) عن ابن عمرو.
16637 - سيأتي أناس في أمتي يوم القيامة نورهم كضوء الشمس، قلنا: من أولئك يا رسول الله؟ فقال: فقراء المهاجرين الذين تتقى بهم المكاره يموت أحدهم وحاجته في صدره يحشرون من أقطار الأرض.
(حم) عن ابن عمرو.
16638 - يأتي الله بقوم يوم القيامة نورهم كنور الشمس، فقال أبو بكر: نحن هم يا رسول الله قال: لا ولكم خير كثير ولكنهم فقراء المهاجرين يحشرون من أقطار الأرض، طوبى للغرباء طوبى للغرباء فقيل: من الغرباء يا رسول الله؟ قال: أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم.
(طب) والخطيب في المتفق والمفترق عن ابن عمرو.
16639 - إن في الجنة درجة لا ينالها إلا أرباب الهموم. أي في طلب المعيشة.
الديلمي عن أبي هريرة.
16640 - إن من الذنوب ذنوبا لا تكفرها الصلاة ولا الوضوء ولا الحج ولا العمرة، قيل: فما يكفرها يا رسول الله؟ قال: الهموم في طلب المعيشة.
ابن عساكر عن أبي هريرة، وقال: غريب جدا وفيه: محمد بن يوسف بن يعقوب الرقي ضعيف.
16641 - إذا أراد الله بأهل الأرض عذابا فنظر إلى ما بهم من الجوع والعطش وصرف عنهم العذاب.
الديلمي عن أبي هريرة.
16642 - أولياء الله من خلقه أهل الجوع والعطش، فمن آذاهم انتقم الله منه وهتك ستره وحرم عليه عيشه من جنته.
ابن النجار عن ابن عباس.
16643 - لا تبك يا أبا هريرة فإن شدة الحساب يوم القيامة لا يصيب الجائع إذا احتسب في دار الدنيا.
(حل) والخطيب وابن عساكر عن أبي هريرة.
16644 - أما لا فاصطبر للفاقة وأعد للبلاء تجفافا فوالذي بعثني بالحق لهما إلى من يحبني أسرع من هبوط الماء من رأس الجبل إلى أسفله.
(طب) عن محمد بن إبراهيم بن عتمة الجهني عن أبيه عن جده.
16645 - اصبر أبا سعيد فإن الفقر إلى من يحبني منكم أسرع من السيل من أعلى الوادي ومن أعلى الجبل إلى أسفله.
(حم هب ص) عن أبي سعيد.
16646 - إن كنت تحبنا فأعد للفقر تجفافا فإن الفقر أسرع إلى من يحبنا من السيل من أعلى الأكمة إلى أسفلها.
¥(39/267)
(ك عن أبي ذر (أخرجه الترمذي قريبا من لفظه عن عبد الله بن مغفل كتاب الزهد باب ماجاء في فضل الفقر رقم (2350) وقال: حسن غريب).
16647 - إن كنت تحبني فأعد للبلاء تجفافا فوالذي نفسي بيده للبلاء أسرع إلى من يحبني من الماء الجاري من قلة الجبل إلى حضيض الأرض اللهم فمن أحبني فارزقه العفاف والكفاف ومن أبغضني فأكثر ماله وولده.
(ق هب) في الزهد وضعفه وابن عساكر عن أبي هريرة.
16648 - ما من عبد يحب الله ورسوله إلا الفقر أسرع إليه من جرية السيل على وجهه ومن أحب الله ورسوله فليعد للبلاء تجفافا.
(ق) وابن عساكر عن ابن عباس.
16649 - إن الله تعالى يحب المؤمن إذا كان فقيرا متعففا.
(طب) عن عمران بن حصين.
16650 - الفقر محنة من عند الله لا يبتلي به إلا من أحب من المؤمنين.
السلمي عن علي.
16651 - أوحى الله إلى موسى بن عمران يا موسى إرض بكسرة خبز من شعير تسد بها جوعتك وخرقة تواري بها عورتك واصبر على المصيبات فإذا رأيت الدنيا مقبلة فقل إنا لله وإنا إليه راجعون عقوبة عجلت في الدنيا وإذا رأيت الدنيا مدبرة والفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين.
الديلمي عن أبي الدرداء.
16652 - ما يمنعك أن تحب أن تعيش حميدا وأن تموت فقيرا وإنما بعثت لإتمام محاسن الأخلاق.
(طب) عن معاذ.
16653 - للفقر أزين على المؤمن من العذار الجيد على خد الفرس.
ابن المبارك عن سعد بن مسعود.
16654 - يا معشر الفقراء إن الله رضي لي أن أتأسى بمجالسكم، فقال: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}، فإنها مجالس الأنبياء قبلكم.
الديلمي عن أنس.
16655 - يا معشر الفقراء أعطوا الله الرضا من قلوبكم تظفروا بثواب فقركم وإلا فلا.
الديلمي عن أبي هريرة.
16656 - ففيم تؤجرون إذا لم تؤجروا على ذلك.
ابن المبارك عن الحسن قال: قالوا يا رسول الله أشياء نشتهيها لا نقدر عليها ألنا فيها أجر، قال: فذكره.
16657 - وهل الأجر إلا في ذلك.
(طب) عن عصمة بن مالك أن فقراء قالوا: يا رسول الله نرى الفواكه في السوق فنشتهيها وليس معنا ناض (ناض: الناض: الدرهم والدينار عند أهل الحجاز) نشتري به فهل لنا في ذلك أجر قال: فذكره.
16658 - يا أبا ذر انظر إلى أرفع رجل في المسجد في عينيك، قال: فنظرت فإذا رجل عليه حلة قلت هذا، قال: انظر إلى أوضع رجل في المسجد، قال: فنظرت فإذا رجل عليه أخلاق، قلت: هذا، قال: والذي نفسي بيده لهذا عند الله يوم القيامة خير من ملء الأرض من مثل هذا.
(حم) وهناد، (ع حب) والروياني (ك ص) عن أبي ذر (أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 258) وقال: رواه أحمد بأسانيد ورجالها رجال الصحيح. ص).
16659 - ما الذي يعطي بسعة بأعظم أجرا من الذي يقبل إذا كان محتاجا.
(طس) عن أنس.
16660 - ليودن قوم يوم القيامة أنهم كانوا فقراء ويودون أنهم كانوا سالمين.
الديلمي عن أبي سعيد.
16661 - نظرت إلى الجنة فإذا أكثر أهلها الفقراء، ونظرت إلى النار فإذا أكثر أهلها النساء.
(ن) عن عمران بن حصين.
16662 - وقفت على باب الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ورأيت أصحاب الجد (الجد: هو الغنى وفي الدعاء {ولا ينفع ذا الجد منك الجد} أي لا ينفع ذا الغني عندك غناه، وإنما ينفعه العمل بطاعتك، و {منك} معناه عندك. المختار (70) ب) محبوسين، ووقفت على باب النار فإذا أكثر من يدخلها النساء.
ابن قانع عن أسامة بن زيد.
16663 - سليني عن طول رقادي، إن أهل الجنة وأهل النار يعرضون علي وإني استلبثت عبد الرحمن بن عوف حتى خشيت أن لا يمر بي في من يمر بي، قالت عائشة: يا رسول الله أي أهل الجنة أكثر وأيهم أقل؟ قال: أكثرهم المساكين وأقلهم الأغنياء والنساء، قالت: ما النساء في الجنة؟ قال: كغراب أبيض في غربان سود.
أبو سعيد إسماعيل بن السمان في مشيخته عن عائشة قالت: اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم مقيلا ثم استيقظ قال: فذكره.
¥(39/268)
16664 - أوحى الله إلى موسى بن عمران يا موسى إن من عبادي من لو سألني الجنة بحذافيرها لأعطيته ولو سألني علاقة سوط لم أعطه ليس ذلك من هوان له علي ولكن أريد أن أدخر له في الآخرة من كرامتي وأحميه من الدنيا كما يحمي الراعي غنمه من مراعي السوء يا موسى ما ألجأت الفقراء إلى الأغنياء أن خزانتي ضاقت عنهم وأن رحمتي لم تسعهم ولكني فرضت للفقراء في مال الأغنياء ما يسعهم أردت أن أبلو الأغنياء كيف مسارعتهم فيما فرضت للفقراء في أموالهم يا موسى إن فعلوا ذلك أتممت عليهم نعمتي وأضعفت لهم في الدنيا للواحد عشرة أمثالها يا موسى كن للفقير كنزا، وللضعيف حصنا، وللمستجير غيثا، أكن لك في الشدة صاحبا وفي الوحدة أنيسا وأكلأك في ليلك ونهارك.
ابن النجار عن أنس.
16665 - إن موسى عليه السلام قال: أي رب إن عبدك المؤمن تقتر عليه في الدنيا، قال: فيفتح له باب الجنة فينظر إليها قال: يا موسى هذا ما أعددت له، فقال موسى: أي رب وعزتك وجلالك لو كان أقطع اليدين والرجلين يسحب على وجهه منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير بؤسا قط، ثم قال موسى: أي رب عبدك الكافر توسع عليه في الدنيا قال: فيفتح له باب من النار فيقال: يا موسى هذا ما أعددت له، فقال موسى: أي رب وعزتك وجلالك لو كانت له الدنيا منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره كأن لم ير خيرا قط.
(حم) عن أبي سعيد.
16666 - قال موسى النبي: يا رب إنك تغلق على عبدك المؤمن الدنيا ففتح الله له بابا من أبواب الجنة، فقال: هذا ما أعددت له، قال: وعزتك وجلالك وارتفاع مكانك لو كان أقطع اليدين والرجلين يسحب على وجهه منذ خلقته إلى يوم القيامة ثم كان هذا مصيره لكان لم ير بأسا قط قال: يا رب إنك تعطي الكافر في الدنيا، ففتح له بابا من أبواب النار فقال: هذا ما أعددت له فقال: يا رب وعزتك لو أعطيته الدنيا وما فيها لم يزل في ذلك منذ خلقته إلى يوم القيامة ثم كان هذا مصيره كأن لم ير خيرا قط.
الديلمي عن أبي سعيد.
16667 - تقول الملائكة يا رب عبدك المؤمن تزوي عنه الدنيا وتعرضه للبلاء وهو مؤمن بك فيقول: اكشفوا عن ثوابه فإذا رأوا ثوابه تقول الملائكة: يا رب ما يضره ما أصابه في الدنيا وتقول الملائكة: يا رب عبدك الكافر تبسط له الدنيا وتزوي عنه البلاء وقد كفر بك، فيقول: اكشفوا عن عقابه فإذا رأوا عقابه قالوا: يا رب ما ينفعه ما أصابه في الدنيا.
(حل) عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
16668 - اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة، فقالت عائشة لم: يا رسول الله قال: إنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا، يا عائشة لا تردي المساكين ولو بشق تمرة يا عائشة أحبي المساكين وقربيهم فإن الله يقربك يوم القيامة.
(ت: غريب (رواه الترمذي كتاب الزهد باب ما جاء إن فقراء المهاجرين رقم (2352) وقال: هذا حديث غريب. ص) حب) عن أنس وأورده ابن الجوزي في الموضوعات فأخطأ).
16669 - اللهم أحييني مسكينا وتوفني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين فإن أشقى الأشقياء من جمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة.
(ك) عن أبي سعيد (أخرجه الحاكم في المستدرك كتاب الرقاق (4/ 322) وقال صحيح ووافقه الذهبي ص).
16670 - اللهم توفني إليك فقيرا ولا توفني غنيا واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة فإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة.
(طس) وأبو الشيخ في الثواب عن أبي سعيد.
16671 - اللهم توفني فقيرا ولا توفني غنيا واحشرني في زمرة المساكين فإن أشقى الأشقياء من جمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة.
(عد هب) عن أبي سعيد.
16672 - عليكم بالحزن فإنه مفتاح القلب، قالوا: يا رسول الله وكيف الحزن، قال: أجيعو أنفسكم بالجوع وأظمئوها.
(هب) عن ابن عباس.
16673 - اللهم أرزق آل محمد كفافا.
(م) عن أبي هريرة.
16674 - اللهم أجعل رزق آل محمد في الدنيا قوتا.
(حم ت ه ع) عن أبي هريرة (أخرجه الترمذي كتاب الزهد باب ما جاء في معيشة النبي صلى الله عليه وسلم وأهله رقم/2361/ وقال حسن صحيح. ص).
16675 - اللهم أرزق آل محمد قوتا.
(خ م) عن أبي هريرة.
¥(39/269)
16676 - الفقر فقران: فقر الدنيا، وفقر الآخرة، ففقر الدنيا غنى الآخرة، وغنى الدنيا فقر الآخرة ذلك الهلاك حب مالها وزينتها، فذلك فقر الآخرة وعذاب الآخرة.
الديلمي عن ابن عباس.
16677 - إن الشيطان قال: لن ينجو مني الغني من إحدى ثلاث إما أن أزينه في عينه فيمنعه من حقه، وإما أن أسهل عليه سبيله فينفقه في غير حقه، وإما أن أحببه إليه فيكسبه بغير حقه.
ابن المبارك عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف مرسلا.
{فقره عليه الصلاة والسلام}
16678 - لقد أوذيت في الله ومايؤذي أحد وأخفت الله وما يخاف أحد ولقد أتت علي ثلاثون من يوم وليلة ومالي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال.
(حم ت ه حب) عن أنس (أخرجه الترمذي كتاب صفة القيامة رقم الباب (34) ورقم الحديث (2472) وقال: حسن غريب. ص).
16679 - والذي نفس محمد بيده ما أصبح عند آل محمد صاع حب ولا صاع تمر.
(ه) عن أنس (أخرجه ابن ماجه كتاب الزهد باب معيشة آل محمد صلى الله عليه وسلم رقم (4147) وقال في الزوائد: هذا إسناده صحيح رجاله ثقات. ص).
{الإكمال} من فقره عليه الصلاة والسلام
16680 - أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيام.
(طب) عن أنس أن فاطمة جاءت بكسرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذه؟ قالت: قرص خبزته فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة، قال: فذكره.
16681 - والذي نفسي بيده ما اقتبس في آل محمد نار منذ ثلاثين يوما فإن شئت أمرت لك بخمس أعنز وإن شئت علمتك خمس كلمات علمنيهن جبريل، فقلت، بلى علمني الخمس الكلمات التي علمكهن جبريل فقال يا فاطمة قولي: يا أول الأولين ويا آخر الآخرين ويا ذا القوة المتين وياراحم المساكين ويا أرحم الراحمين.
أبو الشيخ في فوائد الأصبهانيين والديلمي عن فاطمة البتول، وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي، قال أبو حاتم والدارقطني: ضعيف، وذكره ابن حبان في الثقات.
{الفقر الاضطراري}
16682 - كاد الفقر أن يكون كفرا، وكاد الحسد أن يكون يسبق القدر.
(حل) عن أنس (أورده العجلوني في كشف الخفاء (2/ 108) وقال: في سنده يزيد الرقاشي ضعيف، ورواه الطبراني بسند فيه ضعيف عن أنس مرفوعا. ص).
16683 - أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة.
(طس) عن أبي سعيد (قال المناوي في فيض القدير (1/ 525) قال الهيثمي رواه بإسنادين في أحدهما: خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك، وثقه أبو زرعة وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات، وفي الآخر أحمد بن طاهر بن حرملة، وهو كذاب. ص).
16684 - جهد البلاء أن تحتاجوا إلى ما في أيدي الناس فتمنعون.
الديلمي عن ابن عباس.
16685 - تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك (درك: الدرك: التبعة، يسكن ويحرك، يقال: ما لحقك من درك فعلى خلاصه. ودركات النار: منازل أهلها. والنار دركات، الجنة درجات، والقعر الآخر درك ودرك. المختار (160) ب) الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء.
(خ) عن أبي هريرة.
{الإكمال} من الفقر الاضطراري
16686 - استعيذوا بالله من الفقر والعيلة ومن أن تظلموا أو تظلموا.
(طب) عن عبادة بن الصامت (قال المناوي في فيض القدير (1/ 493) رمز المصنف لحسنه لكن فيه انقطاع فقد قال الهيثمي: فيه يحيى بن إسحاق بن عبادة لم يسمع من عبادة وبقية رجاله رجال الصحيح. ص).
16687 - اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، فقال رجل: أيعدلان؟ قال: نعم.
(ن) عن أبي سعيد.
16688 - تعوذوا بالله من الفقر والقلة والذلة وأن تظلم أو تظلم.
(ن ك حب) عن أبي هريرة.
16689 - قولي: اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء منزل التوراة والإنجيل والفرقان فالق الحب والنوى أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين وأغنني من الفقر.
(ت: حسن غريب (أخرجه الترمذي كتاب الدعوات رقم الباب (68) ورقم الحديث (3481) وقال: حسن غريب. ص) ه حب) عن أبي هريرة قال: جاءت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما قال: فذكره.
{الغرباء من الإكمال}
16690 - الغريب في غربته كالمجاهد في سبيل الله يرفع الله له بكل قدم درجة ويكتب له خمسين حسنة، الغريب في غربته وجبت له الجنة، أكرموا الغرباء فإن لهم شفاعة يوم القيامة لعلكم تنجون بشفاعتهم.
أبو نعيم عن أبي سعيد.
16691 - عليكم بمجالس الغرباء من كل قبيلة رجل أو رجلان.
أبو نعيم عن أنس.
16692 - يا ليته مات في غير مولده، فقال رجل من الناس: لم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل إذا توفى في غير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة.
(حم حب) عن ابن عمرو.(39/270)
كيف يصح هذا السند في صحيح البخاري وفيه الحسن البصري وقد عنعنه؟
ـ[ yousef] ــــــــ[11 - 02 - 04, 06:38 ص]ـ
أرجوا من الإخوة طلاب العلم لو يوضحوا ما أشكل عليّ في هذا الحديث عند البخاري في صحيحه، كتاب الفتن:
6686 حدثنا عثمان بن الهيثم حدثنا عوف عن الحسن عن أبي بكرة قال:
(لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن فارسا ملكوا ابنة كسرى قال لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)
الحسن هنا هو البصري كما ذكر الحافظ ابن حجر في الفتح، والمعروف أن الحسن البصري "مدلس " فكيف يصحّ السند هنا وقد عنعنه عن أبي بكرة؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 02 - 04, 07:28 ص]ـ
يا أخي الكريم
المدلسون طبقات وتدليسهم ليس بدرجة واحدة .... فمنه المقبول بالإجماع ومنه المحتمل ومنه المردود ....
وما أخرج له صاحب الصحيح له كلام آخر .... والكلام فيها متشعب ...
لعلك تراجه كتب المصطلح في مبحث التدليس ...
أو راجع الكتب المؤلفة في التدليس ككتاب ابن حجر تعريف أهل التقديس ...
أو الكتب المؤلفة الحديث ككتاب الشيخ مسفر الدميني التدليس في الحديث .. أو غيرها
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[11 - 02 - 04, 09:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي يوسف انتبه جيدا إلى هذه الكلمات التي سأكتبها لك وتأملها جيدا بارك الله تعالى فيك.
1* عليك أن تفرق أولا بين التدليس والإرسال، ولعلك تراجع كتب المصطلح في هذا بارك الله فيك.
2* رجاء أخوي عندما تتعامل مع الصحيحين خطأ نفسك قدر المستطاع، بالطبع لا يفهم من كلامي أن الصحيحين معصومين من الخطأ والزلل فمعاذ الله أن أقول هذا.
3* اعلم وفقك الله أن رواية الحسن عن أبي بكرة رضي الله تعالى عنه هي من جملة ما تكلم فيه الإمام أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى.
4* كلام أبي الحسن رحمه الله تعالى اجتهاد لا يلزم منه تخطئة البخاري رحمه الله تعالى.
5* إذا عرفت أن الأمر اجتهاد فاعلم أنا لا نحكم للرجال إلا بما قام عليه الدليل والبرهان، فعلى هذا ليس قول أحدهما بأولى من الآخر ليقضي عليه بدون دليل، بالطبع ولا يخفى عليك تقدم أبي عبد الله رحمه الله تعالى في هذه الصنعة وتضلعه بها، وهذا محل اتفاق إن شاء الله تعالى.
6* الخلاف في هذه المسألة خلاف أصل لا خلاف فرع، بمعنى إذا كان الراوي ممن يرسل هل نحتاج إلى ثبوت سماعه في كل ما رواه عن شيخه من أحاديث أم يكفي في ذلك ثبوت السماع في حديث واحد لنحكم لباقي أحاديثه أنها سماع بالجملة.
الذي ذهب إليه الدارقطني هو أنه يجب أن يصرح بكل أحاديثه بالسماع لنثبتها له، أما منهج البخاري رحمه الله تعالى ومنهج شيخه علي بن عبد الله رحمه الله تعالى أن حديثا واحدا يكفي للحكم على جميع حديثه، واحتجا بحديث إن ابني هذا سيد، وقد صرح فيه الحسن رحمه الله تعالى بالسماع من أبي بكرة رضي الله تعالى عنه، وقد قال علي بن المديني رحمه الله تعالى ما معناه أنه ثبت عندنا سماع الحسن من أبي بكرة رضي الله عنه بهذا الحديث، بمعنى أن البخاري وابن المديني رحمهما الله تعالى اختارا أن حديثا واحدا مصرحا فيه بالسماع يكفي للحكم على باقي الأحاديث.
7* أخي عبد الرحمن السديس بارك الله تعالى بكم،كلامكم يوحي بأن الحسن رحمه الله تعالى مدلس، والأمر ليس كذلك، وإذا أردت استخدام هذا المصطلح (أي التدليس) مع الحسن رحمه الله على منهج بعض أهل العلم ممن كان لا بفرق بينهما فعليك أن تنبه إلى هذا الأمر، لأن مصطلح التدليس عند طلبة العلم استقر وفق ضابط معين عليك التعامل معه بحذر، وجزاكم الله تعالى خيرا.
أخي الكريم يوسف
عليك الاستفادة من كتاب منهج المتقدمين في التدليس وهو موجود في مكتبة الملتقى المباركة (للشيخ ناصر الفهد حفظه الله تعالى وفرج عنه)
وهو كتاب جيد تلقى فيه الخير الكثير إن شاء الله
هذه الكلمات كانت من الذاكرة على عجل، أسأل الله تعالى أن ينفعك بها إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أخوكم أبو بكر بن عبد الوهاب
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 02 - 04, 10:30 ص]ـ
هذا الحديث عليه الكثير من المطاعن بعضها حديث وبعضها قديم، وسيأتي بإذن الله ذكرها وذكر الرد عليها إن شاء الله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 02 - 04, 03:53 م]ـ
الأخ أبو بكر
قلت: كلامك يوحي بأن الحسن رحمه الله تعالى مدلس، والأمر ليس كذلك، وإذا أردت استخدام هذا المصطلح (أي التدليس) مع الحسن رحمه الله على منهج بعض أهل العلم ممن كان لا بفرق بينهما فعليك أن تنبه إلى هذا الأمر
أقول: بارك الله فيك لم أجب على سؤال الأخ يوسف بالتفصيل لأن السؤال مبني على إستشكال يرد على عشرات بل مئات الأحاديث
في الصحيحين وهي كل حديث رواه من وصف بالتدليس بالعنعنة فأرشدته إلى حل الإشكال من أساسه، ولم أرد أن أخوض في هذا الإسناد فحسب لأنه لن يحل السؤال لوجود الشبيه الكثير في الصحيحين ...
وقولك:وإذا أردت استخدام هذا المصطلح (أي التدليس) مع الحسن رحمه الله على منهج بعض أهل العلم ممن كان لا بفرق بينهما ..
أقول: لعلك تقصد التفريق بين الإرسال والتدليس ...
على كل حال الحافظ ابن حجر وصفه بكثرة الإرسال والتدليس ...
مع أني أكرر لم أرد الدخول في هذا السند خصوصا لأنه لا يفيد في الجواب لوجود المثيل .... من الذي استشكله الأخ السائل ...
قلت: لأن مصطلح التدليس عند طلبة العلم استقر وفق ضابط معين عليك التعامل معه بحذر ..
أقول: لأعرف أن لطلبة العلم ضابط استقروا عليه غير الذي قرره العلماء في هذا الباب ..
وجزاك الله خيرا ..
¥(39/271)
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[11 - 02 - 04, 05:33 م]ـ
أيها المشايخ الفضلاء بارك الله فيكم وفي علمكم
منشأ الخطأ هو من عدم التفريق بين التدليس والعنعنة، فليست العنعة تدلسا، ولو راجعنا كتب المصطلح حتى عند المتأخرين لم نجد أحدا يعرف التدليس بأنه العنعة، فإذا استقر هذا لم يتبادر للذهن الطعن في هذا الحديث لمجرد العنعنة، ولهذا المبحث نقاشات كثيرة مضت في هذا الملتقى المبارك فلتراجع.
والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 02 - 04, 06:20 م]ـ
المطاعن التي ذكرهت في هذا الحديث:
1 - الحسن البصري مدلس وقد عنعن الحديث.
قال الذهبي: أن الحسن معروف بالتدليس ويدلس عن الضعفاء فيبقى في النفس من ذلك فإننا وإن ثبتنا سماعه من سمرة يجوز أن يكون لم يسمع فيه غالب النسخة التي عن سمرة والله أعلم.
وهذا يستقيم لو أن الحسن البصري كان يدلس تدليس تسوية، ويكثر منه، فيجب رد عنعنته. لكن الحسن البصري مشهور بالتدليس الخفي (الإرسال عن معاصريه) وليس تدليس التسوية. فإذا ثبت سماعه لأبي بكرة فلا تكون العنعنة علة.
2 - قال الدراقطني في التتبع (#90): "والحسن لا يروي إلا عن الأحنف عن أبي بكرة".
وأجاب عليه ابن حجر بقوله: "وأما احتجاجه بأن البخاري أخرج هذا الحديث من طريق أخرى فقال فيها: عن الحسن عن الأحنف عن أبي بكرة، فليس بين الإسنادين تناف. لأن في روايته له عن الأحنف عن أبي بكرة زيادة بينة لم يشتمل عليها حديثه عن أبي بكرة. وهذا بين من السياقين".
فتبين أن كلاهما محفوظ.
3 - طعن جمهور العلماء في سماع الحسن من أبي بكرة.
قال البيهقي 5/ 269: أكثر الحفاظ لا يثبتون سماع الحسن من سمرة غير حديث العقيقة. اهـ. وهو مذهب ابن معين و النسائي والدارقطني وأحمد بن هارون و عبد الحق الإشبيلى وإبن عساكر و إبن حزم. ومنهم من أطلق عدم السماع مثل شعبة ويحيى بن سعيد القطان وابن الجوزي.
والجواب أن عدم سماعه لا يفيد الانقطاع. لأن أبا بكرة قد أعطى الحسن كتاباً ليرويه عنه. وهذا إجازة وهي مقبولة عن جمهور أهل العلم، وهناك أحاديث متفق عليها منقولة إجازة.
4 - طعن الدكتور الشحرور في الصحابي راوي الحديث.
قال بأنه قد جلد بتهمة القذف في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وطلب منه التوبة فلم يتب.
والجواب من وجهين:
1) الطاعن في الصحابي زنديق، وهذا ينطبق على الدكتور.
2) إنما شهد أبو بكرة رضي الله عنه بما شاهد، وشهد معه ثلاثة من إخوته بنفس ما شاهد. إذا أن أخاه الرابع زياد قال أنه ليس متأكداً إن كانت تلك المرأة زوجة المغيرة أم لا. ومعلوم ضرورة كون الأربعة شهود قد شاهدوا الزنا بوضوح وأن أربعتهم متيقنين غير شاكين. فلما اختل حال الشاهد الرابع، كان واجباً على عمر أن يجلد الشهود الثلاثة لأن الشاهد الرابع شك. وأبو بكرة لم ير نفسه مذنباً لأنه قد شهد بصدق بما رآى، ولا يلزم من شك الشاهد الرابع أن يكون الشاهد الأول قد كذب. وهذا واضح بعون الله.
5 - طعن الدكتور القرضاوي في متن الحديث، وجعله خاصة بابنة كسرى.
والجواب أن هذا الزعم يكذبه الصحابي ناقل الحديث حيث يقول:
لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله أيام الجمل بعد ما كدت أن الحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم، قال لما بلغ رسول الله أنّ أهل فارس قد ملّكوا عليهم بنت كسرى قال: (لن يفلح قومٌ ولّوا أمرهم امرأة).
فقد فهم (وهو أعرف بمراد الحديث) أنه شامل، ولذلك شمل أمنا عائشة رضي الله عنها يوم الجمل، رغم أنها لم تكن القائدة المباشرة للجيش.
6 - كما طعن الدكتور القرضاوي في متن الحديث، وجعله خاصة بدعوى قصة ملكة بلقيس.
قوله تعالى فيما ذكره عن سليمان عليه السلام وملكة سبأ أن الهدهد جاءه مخبراً مستنكراً أمراً فظيعاً فقال: {أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين* إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم* وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون} (النمل:22 - 24).
وقد استنكر الهدهد من شأن هؤلاء القوم أمرين عظيمين: كون امرأة تملكهم، وكونهم يعبدون الشمس من دون الله!!
¥(39/272)
ولذلك عمل سليمان على إزالة هذين المنكرين جميعاً، فلما أرسل كتابه إليهم أمرهم بأمرين: هو أن يسلموا، وأن يأتوا إليه، وهددهم بقوله {ألا تعلوا علي} ولو كان متولي أمرهم رجلاً لأمرهم بالإسلام فقط وأقرهم على ملكهم إن أسلموا، وقد كان هذا في شريعته وشريعة نبينا صلى الله عليه وسلم فإن النبي كان يدعو الملوك إلى الإسلام، فإن أسلموا أقرهم على بلادهم كما فعل مع ملك عمان، وملك البحرين. ومن لم يقبل من الإسلام حاربه.
وسليمان لم يكن ليقر امرأة لو أسلمت ويقرها ملكة على قومها لأن هذا مخالف لأمر الله وحكمه. ولذلك دعاها وقومها للإسلام وأن تأتي بنفسها إليه هي وقومها خارجة من ملكها قبل أن يرسل إليها من يخرجها وقومها ..
ولما تيقن سليمان أن المرأة قد جاءته مسلمة مذعنة لم يكتف بهذا بل نقل عرشها كله إليه ليسل عرشها وينهي وجود هذا المنكر في كون امرأة تتولى هذا الشأن العام وهذه الولاية الكبرى في قومها ..
ولو كان تملك امرأة جائزاً في شرع سليمان لأقرها في حكمها بعد أن أعلنت إسلامها. ولما استحل أن يأخذ عرشها من خلف ظهرها ..
وفي شريعة محمد صلى الله عليه وسلم أن الكافر إذا أسلم فقد عصم ماله ودمه كما قال صلى الله عليه وسلم: [أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإن قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله] (رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن، وهو متواتر كما قال الألباني).
فدم الكافر وماله يعصم بمجرد قول لا إله إلا الله. ولو كان قالها تحت السيف. والشاهد أن سليمان عليه السلام إنما نقل عرش بلقيس إليه لأنه منكر أن تتربع امرأة على عرش ولذلك قال لمن حوله: {أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين} فقد كان يعلم أنهم استجابوا لرسالة الإسلام وقبلوا دعوة سليمان، ولم يحاربوا، ومثل هؤلاء إذا قبلوا الإسلام يجب قبوله منهم ولا يجوز غنيمة أموالهم ولا نسائهم ..
بل يجب إقرارهم على ملكهم، وعدم التعرض لشيء من أموالهم (وبسط أدلة هذا في غير هذا الموضع) وإنما الشاهد هنا بيان أن سليمان إنما أتي بعرش بلقيس مع مجيئها مسلمة إليه ليزيل هذا المنكر كلية، فيضم بلقيس الملكة إليه. وينقل عرشها كذلك إليه .. ولو لم يكن هذا منكراً لما حل له أن يأخذ عرشها غنيمة وهي مسلمة .. كيف والغنائم كذلك كانت حراماً عليه في شريعة موسى؟ فإن الغنائم لم تحل إلا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ومقصد سليمان هو إزالة هذا المنكر: بقاء عرش امرأة كانت تحكم قومها ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 02 - 04, 07:28 م]ـ
هذا كلام يتعلق بالموضوع كنت كتبته في الملتقى قبل عدة أشهر ...
بعنوان:
هل ترد عنعنة الأعمش؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على رسوله محمد، وآله وصحبه وسلم أما بعد:
فقضية التدليس من القضايا التي كثر الخلط فيها ممن لم يعرفوا طرق الأئمة الحفاظ في التعامل معها، ومن الذي ترد عندهم عنعنته، ومن الذي لا ترد حتى يتبين أنه دلس، فوقع من هولاء ـ من غير قصد ـ جناية عظيمة على السنة وأهلها، فردوا وضعفوا كل رواية فيها الأعمش أو أبو إسحاق السبيعي أو قتادة ـ و هم ممن تدور عليهم كثير من الأسانيد ـ إذا لم يصرح بالسماع، فتراهم يقولون: هذا إسناد ضعيف فيه الأعمش وهو مدلس، وقد عنعن!! ونحوها من العبارات.
ولعلي في هذه الورقة أن أبين على عجل خطأ هذا القول بما أنقله عن الأئمة.
قال يعقوب بن سفيان الفسوي: وحديث سفيان وأبي إسحاق والأعمش ما لم يعلم أنه مدلس يقوم مقام الحجة. المعرفة والتاريخ 2/ 637.
وقال أبوزرعة الرازي: الأعمش ربما دلس. علل الحديث 1/ 14
وقال أبو داود: سمعت أحمد سئل عن الرجل يعرف بالتدليس يحتج فيما لم يقل حدثني أو سمعت؟ قال: لا أدري. فقلت: الأعمش متى تصاد له الألفاظ؟ قال: يضيق هذا، أي أنك تحتج به. سؤالات أبي داود ص199 وشرح علل الترمذي 1/ 355.
وقال الذهبي: الأعمش يدلس، وربما دلس عن ضعيف ولا يدري به، ومتى قال: حدثنا فلا كلام، ومتى قال: عن تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم كـ إبراهيم وأبي وائل وأبي صالح السمان فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال. ميزان الاعتدال 2/ 224.
¥(39/273)
وقال الخطيب في الكفاية ـ400ـ: حدثني أبو القاسم الأزهري قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا جدي قال: سألت يحيى بن معين عن التدليس؟
فكرهه وعابه، قلت له: أفيكون المدلس حجة فيما روى أو حتى يقول حدثنا وأخبرنا؟
فقال: لا يكون حجة فيما دلس، (لم يقل فيما عنعن)
وقال جدي: سألت علي بن المديني عن الرجل يدلس أيكون حجة فيما لم يقل حدثنا؟
قال: إذا كان الغالب عليه التدليس فلا حتى يقول حدثنا. وانظر النكت 2/ 88.
وقال أبو الحسن بن القطان:إذا صرح المدلس قبل بلا خلاف، وإذا لم يصرح فقد قبله قوم ما لم يتبين بحديث بعينه أنه لم يسمعه، ورده آخرون ما لم يتبين أنه سمعه. النكت 2/ 625.
وقال ابن رجب ـ شرح علل الترمذي 1/ 355 ـ: ولم يعتبر الشافعي أن يتكرر التدليس من الراوي ولا أن يغلب على حديثه بل اعتبر ثبوت تدليسه ولو بمرة واحدة، (هل عمل الشافعي بهذا؟)
واعتبر غيره من أهل الحديث أن يغلب التدليس على حديث الرجل، وقالوا إذا غلب عليه التدليس لم يقبل حديثه حتى يقول حدثنا،
وهذا قول ابن المديني حكاه يعقوب بن شيبة عنه،
وذكر مسلم في مقدمة كتابه إنما يعتبر التصريح بالسماع ممن شهر بالتدليس وعرف به،
وهذا يحتمل أن يريد به كثرة التدليس في حديثه،
ويحتمل أن يريد به ثبوت ذلك عنه وصحته، فيكون كقول الشافعي ..
واعتبروا كثرة التدليس في حق من يدلس عن غير الثقات.اهـ
ومن خلال البحث السطحي السريع في ألفية التراث (القديمة) باسم الأعمش ـ من غير بحث باسم سليمان ـ لكي نقف على عمل بعض علماء الحديث في روايته هل ردوا ما عنعنه الأعمش أم لا؟
وجدت ما يلي:
في صحيح البخاري عن الأعمش أكثر من (150) حديث بالعنعنة،
وفي مسلم كذلك،
وفي المطبوع من صحيح خزيمة أكثر من (100) حديث
وفي صحيح ابن حبان أكثر من (250) حديث
وفي المستدرك قرابة (300) حديث
وفي مستخرج أبي عوانة على مسلم قرابة (300) حديث،
وفي مستخرج أبي نعيم على مسلم قرابة (120) حديث
وفي المطبوع من المختارة قرابة (120) حديث
وفي المنتقى لابن الجارود قرابة (40) حديث
طبعا كل هذه الأعداد تقريبية
كل هذه الأحاديث لم يرد شئ منها لعنعنة الأعمش.
وهنا شبهة تثار وهي أن ما في الصحيحين قد اطلع أصحابها على تصريح بالسماع في طرق أخرى،
ويرد على هذه الشبهه الحافظ أبو الحجاج المزي، ففي سؤالات السبكي للمزي هل وجد لكل ما روياه ـ البخاري ومسلم ـ بالعنعنة طرق مصرح فيها بالتحديث؟
فقال: كثير من ذلك لم يوجد وما يسعنا إلا تحسين الظن. النكت2/ 636 وتدريب الراوي1/ 123
وقد ذكر العلائي: الأعمش في الطبقة الثانية من المدلسين، وتبعه ابن حجر في كتابه تعريف أهل التقديس، وفي النكت ذكره في الطبقة الثالثة! وتبعه الدكتر مسفر فجعله في الثالثة! قال في ص 305 أو الرابعة!
. انظر: جامع التحصيل ص 113 وتعريف أهل التقديس ص 67 والنكت 2/ 640 والتبيين ص31 والتدليس للدميني ص301.
ومثل الأعمش في هذا كبار الأئمة الحفاظ كأبي إسحاق وقتادة والثوري .... طبق عليهم ما نص العلماء عليه. والله أعلم.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[11 - 02 - 04, 11:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي عبد الرحمن السديس بارك الله تعالى بكم ووفقكم إلى كل خير.
1* جزاك الله تعالى خيرا على قولك (لوجود الشبيه الكثير في الصحيحين)، لكن لا أعلم أن من هذه الحالة يوجد الكثير.
2* أخي عبد الرحمن أنت لم تقصد الإجابة كما قلت وهذا ظاهر بين، لكن ما أرشدت إليه لا يحل الإشكال، وليس فيه ما يوضح هذه المسألة بل فيه ما يعقدها ويلبسها، إلا أن يوجد ما يلامس هذه القضية في كتاب الشيخ مسفر الدميني وأنا لم أطلع عليه.
3* لا يصح البتة أن الحسن البصري رحمه الله تعالى يدلس، وكلام الحافظ رحمه الله الأولى حمله على الإرسال الخفي والله أعلم، أخي السديس لا أعلم أحدا شك في اتصال رواية الحسن عن أبي رافع وإن كانت بالعنعنة، وكذلك روايته عن عروة وإن كانت بالعنعنة، لا أعلم أحدا يتوقف فيهما، أو يساوره أدنى شك بانقطاعهما.
4* قلتَ في ردك علي: لأعرف أن لطلبة العلم ضابط استقروا عليه غير الذي قرره العلماء في هذا الباب ..
¥(39/274)
الذي أقصده أن التدليس استقر اصطلاحه في أذهان طلبة العلم وفق ضابط معين علينا التنبه لذلك عند استعمال هذا الاصطلاح، مثال: مصطلح منكر: قد يعني التفرد وقد يعني النكارة التي اصطُلح عليها وجرى عليها العمل عند المتأخرين، فإذا أردنا استعمال هذا الاصطلاح (منكر بمعنى التفرد) وجب التنبيه إلى معناه لأن المعهود في ذهن طلبة العلم هو الاصطلاح الثاني، وجزاكم الله خيرا.
5* أخي خالد الشايع جزاك الله تعالى خيرا على هذه الكلمة الرائعة، والشيء بالشيء يذكر، عند قراءة العلل ومعرفة الرجال للإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمة الله عليه مرت معي مئات الفوائد وقد دونتها عندي وأسأل الله تعالى أن ييسر كتابتها على (الوورد) لأضعها في الملتقى المبارك، وكان مما استوقفني كثيرا أن الإمام أحمد رحمه الله تعالى يمر على حديث أو اثنين رواهما هشيم بالعنعنة فيقول الإمام رحمه الله لم يسمع هشيم من فلان .... وهكذا .. وتمر بعض الأحاديث بالعنعنة أيضا لكن لا يتكلم الإمام عنها ولا ينفي سماع هشيم لها فأرى المحقق حفظه الله قال في الحاشية إسناد ضعيف علته تدليس هشيم، وتكرر هذا منه مرات متعددة ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولو أنه تأمل سكوت أبي عبد الله رحمه الله تعالى عندها كان أولى له من الحكم عليها، والله المستعان.
6* طريقة تعليل الدارقطني رحمه الله تعالى علينا الاستفادة منها من حيث الجملة، الراوي إذا اشتهرت روايته عن فلان بواسطة ثم وقعت لنا روايته عنه بغير واسطة فهذا محل نظر.
7* أخي محمد الأمين بارك الله بكم ما علاقة الحسن عن سمرة بالحسن عن أبي بكرة ..........
8* أخي السديس جزاك الله تعالى خيرا على هذه الكلمات بخصوص الأعمش وقد اختلفت كثيرا مع أحد الإخوة في هذه المسألة ولم يقتنع أبدا ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أخي يوسف بارك الله فيك لا تنسى ما قلته لك.
خاصة في هذه الأيام من يتكلم في الصحيحين كثير.
يقولون لك فلان مجهول لم يوره عنه غير واحد فحديثه ضعيف وإن كان البخاري رحمه الله تعالى خرجه له، والله المستعان.
يقولون لك هذا مبتدع وروى ما يوافق بدعته وحديثه عند مسلم رحمه الله تعالى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومثل هذا كثير.
أخوكم أبو بكر ماهر بن عبد الوهاب
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 02 - 04, 04:19 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر بن عبدالوهاب
7* أخي محمد الأمين بارك الله بكم ما علاقة الحسن عن سمرة بالحسن عن أبي بكرة
لا علاقة البتة لكني أردت إعطاء مثال على تعاملهم مع تدليس الحسن، إلا أني نسيت تحرير هذا الجزء فاختلط الموضوعين ببعض: (
ـ[ yousef] ــــــــ[12 - 02 - 04, 06:53 ص]ـ
الإخوة الشيوخ الأفاضل، جزاكم الله خيراً على الإهتمام
الشيخ الفاضل أبو بكر بن عبدالوهاب
أولاً - جزاك الله خيراً على مشاركتك القيمة التي استفدت منها كثيراً.
ثانياً - لاحظت أخي الكريم وكأنك تعتقد أنني أشكك في صحة الحديث، معاذ الله أنا لم أقصد ذلك ولا أعطي لنفسي الحق في التجرأ على القول بغير علم أو أن أتجرأ على شيخ الحفاظ الإمام البخاري، بل أوضحت منذ البداية أن هذا مما أشكل عليّ والذي كنت أطمح الشرح من الإخوة طلاب العلم لأستفيد منهم ولم يقصروا جزاهم الله وإياك خيراً.
3 - أشكرك أخي لنصائحك الغالية ومنكم نستفيد.
وما زلنا نطمع في المزيد من الفائدة.
والله من وراء القصد
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[12 - 02 - 04, 07:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1* أخي الكريم يوسف لست شيخا لأكن فاضلا، ولا أقول هذا تواضعا، أعرف نفسي أكثر من أي أحد، أسأل الله تعالى أن أكون طالب علم وأموت على ذلك.
2* لم يخطر في بالي ما ذكرتَ ولله الحمد، وما في قلبي إلا حسن الظن بك إن شاء الله، لكنها فرصة انتهزتها قبل الكلام عما استشكلته، قلت: تذكرة لعلها يكن فيها الخير (لي ولك ولمن يقرأ) في الدنيا والآخرة.
أخوكم في الله أبو بكر بن عبد الوهاب
ـ[ yousef] ــــــــ[12 - 02 - 04, 08:40 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو بكر بن عبدالوهاب
أحسن الله اليك على تواضعك وحسن أدبك الجم، نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحداً، ونتنازل عن منادتك بالشيخ، ليس لأنك لا تستحقها بل استجابة لرغبتك.
¥(39/275)
ويا حبذا لو تذكر لنا لماذا ترجح أن الحسن البصري ليس مدلساً، مع العلم أن بن حجر في التقريب قال عنه أنه كان يرسل كثيراً ويدلس؟
وأرجوا أن لا تنساني أخي بالدعاء لي بالشفاء فأخوكم بحاجة الى الدعاء ,
وجزاك الله كل خير
ـ[ yousef] ــــــــ[12 - 02 - 04, 08:41 ص]ـ
الأخ الفاضل خالد الشابع حفظه الله
حسب ما فهمت من كلامك أنك تظن أنني خلطت بين التدليس والعنعنة، إن كان فهمي صحيحاً فلا أدري كيف فهمت ذلك!
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[14 - 02 - 04, 04:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم يوسف هذه إشارات حول هذه المسألة لعلها تفي بالغرض إن شاء الله تعالى.
1* لا أعلم أحدا قبل ابن حبان رحمة الله عليه ذكر الحسن بالتدليس، ولا يسعني الوقت الآن للبحث عن هذه المسألة.
2* التدليس عند الأئمة المتقدمين رحمة الله عليهم هو كل إيهام للسماع بين الراوي وشيخه، أيا كانت العلاقة بينهما، معاصرة بدون سماع، معاصرة مع سماع بعض الأحاديث، لا معاصرة بالكلية، راجع الجنس الخامس والسادس في معرفة علوم الحديث لأبي عبد الله الحاكم رحمه الله تعالى ص 108/ 109/110والله تعالى أعلم.
3* بين التدليس والإرسال عموم وخصوص مطلق عند الأئمة المتقدمين رحمة الله عليهم (بمعنى أن كل إرسال تدليس ولا عكس، فالتدليس أعم وينفرد عن الإرسال بأشياء)، السبب أني قلت هذا هو أن الأئمة رحمهم الله تعالى قد يطلقون كلمة تدليس على الإرسال، ولا ضير في عملهم، إذ اللغة لا تأباه، ففي الإرسال نوع إيهام من المُرسِل أنه سمع ممن فوقه، فتراهم بعض الأحيان يقولون دلسه فلان، وتكون الحالة التي بين المدلس وشيخه إرسالا على مقتضى تعريف الحافظ ابن حجر وغيره رحمة الله عليهم، مثال ذلك: الأعمش، قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في المراسيل ص 82 سمعت أبي يقول لم يسمع الأعمش من أبي صالح مولى أم هانىء، قيل له إن ابن أبي طيبة يحدث عن الأعمش يحدث عن أبي صالح مولى أم هانىء، فقال: هذا هو، مدلس عن الكلبي.
فتأمل أخي الكريم، ذكر الأعمش في كتاب يتكلم عن المرسلين، والأعمش لا يصح سماعه من أبي صالح عند أبي حاتم رحمه الله، فهذا داخل في الإرسال على مقتضى تعريف الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى.
ولو تأملت باقي كلام الأئمة في الأعمش رحمه الله في المراسيل لوجدت أن حقيقة ذلك كله إرسال لا تدليس، ثم لو نظرت فيما قاله الحافظ رحمه الله فيه لوجدته اقتصر على أنه مدلس، والله تعالى أعلم.
3* من قيل إنه مدلس كان ذلك مدعاة لنا للشك في حديثه إذا لم يقل حدثنا وأخبرنا وسمعت، لا فرق عندنا بين أن يروي عن تابعي صغير أو كبير أو صحابي والله أعلم (أذكر هذا من حيث الجملة)
4* الكلام حول الحسن رحمه الله تعالى يختص في روايته عن الصحابة لا غير، وقد قلت لكم فيما سبق أن حديثه عن التابعين لا أعلم إماما نظر في عنعنته وبحث فيها، فإذا كان مدلسا على حد زعم من يقول ذلك فعلى أي أساس نمرر عنعنته مع التابعين ومن ثَمَّ نتوقف فيها مع الصحابة رضي الله تعالى عنهم، لهذا ذكرت في الفقرة السابقة عدم التفريق بين التابعي الصغير والكبير والصحابي ليُعلم أن التدليس واحد والعنعنة واحدة وليس احتمالها بينه وبين التابعي بأولى من احتمالها بينه وبين الصحابي.
أذكر لكم أمرا آخر وهو أن الإمام البخاري رحمه الله تعالى خرج في صحيحه حديث الحسن عن أنس بن مالك وعمرو بن تغلب ومعقل بن يسار رضي الله تعالى عنهم وهذا دليل على أنه يرى اتصالها جميعا، وكثير من الأئمة رحمة الله عليهم يؤيد كلامهم عمل البخاري رحمه الله تعالى، و الذي أود الإشارة إليه أني لا أعلم أحدا يتوقف في روايته عنهم إذا كانت بالعنعنة لاحتمال أن تكون مدلسة مما يبطل دعوى التدليس فيه والله تعالى أعلم.
5* إذا انضم إلى ما ذكرت لكم ما عرفتموه من أن تصريحه بالسماع مرة واحدة من أبي بكرة رضي الله عنه دليل على سماعه بالجملة لكل حديثه عرفتم أن المسألة إرسال لا تدليس، إذ المدلسين ما من أحد منهم إلا وسمع من شيخه الكثير فهل نحكم له باتصال جميع حديثه، بالطبع لا، و إلا ما كنا قلنا إنه مدلس والله أعلم.
المسامحة على التقصير فهذا ما أسعفني فيه الوقت، أسأل الله تعالى أن يفي بالغرض.
أخوكم أبو بكر بن عبد الوهاب.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 02 - 04, 06:08 ص]ـ
الأخ أبو بكر بن عبد الوهاب
إن كنت تريد نفي التدليس عن الأعمش فقد أبعدت النجعة كثيراً. فهو مدلس مشهور جدا بالتدليس، وكان يتعمده. وله في ذلك حيل مشهورة. وهو مقل عن بعض شيوخه كابراهيم ومكثر عن بعضهم كمجاهد.
أما قولك عن الحسن البصري بأن مجرد ثبوت سماعه لحديث من شيخه يكفي لإثبات سماع كل حديثه عن ذلك الشيخ، فيرد عليه قول البيهقي 5/ 269: أكثر الحفاظ لا يثبتون سماع الحسن من سمرة غير حديث العقيقة. اهـ. فهم يثبتون سماعه لحديث العقيقة، ولا يطردون الأمر لباقي حديثه عن سمرة.
¥(39/276)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[14 - 02 - 04, 06:04 م]ـ
الأخ أبو بكر:
قلتُ: (لوجود الشبيه الكثير في الصحيحين)
فعقبتَ حفظك الله:لكن لا أعلم أن من هذه الحالة يوجد الكثير.!
ثم قلتَ: لكن ما أرشدت إليه لا يحل الإشكال، وليس فيه ما يوضح هذه المسألة بل فيه ما يعقدها ويلبسها ...
====
أريد أن أرجع إلى أصل السؤال! الأخ يوسف سمع، أو قرأ أن الحسن مدلس (بغض النظر الآن عن مطابقة الكلام للواقع) ثم اطلع على هذا السند في الصحيح ولم يصرح فيه الحسن بالتحديث، وكان قد علم أن المدلس لا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بالتحديث ... فكيف يصحح البخاري هذا مع مخالفته لما تقرر؟!!
فكان الجواب الصواب في نظري هو عدم قصر القضية في الحسن لأنه لن يحل الإشكال!
لماذا لأنه يوجد في الصحيحين جماعة قد وصفوا بالتدليس وخرج لهم بالعنعنة كثيرا مثل: الأعمش وقتادة وحميد الطويل والوليد بن مسلم وابن عيينه وهشيم بن بشير وأبي الزبير والزهري وأبي إسحاق السبيعي ومروان بن معاوية وغيرهم ممن خرج لهم في الصحيح ....
ولما كان أمرهم مختلفا جدا وأنواع التدليس الذي وصفوا به كذلك مختلف، وتخريج صاحب الصحيح لهم .... الخ .. هذه الفروع أرشدته إلى النظر في أنواع التدليس وتقسيمات العلماء له وحكم ما في الصحيح وطبقات المدلسين ومن تقبل عنعنته ومن لا ومن لا تقبل .... كل هذا موجود في الكتابين المذكورين وغيرها ...
وبهذا أظن أني لم أزده تعقيدا بل أرشدته لحل الإشكال وما يشابهه في نظر السائل ...
لذا في نظري أن الأخ السائل لن يخرج بحل من جواب نفي التدليس عن الحسن ... !
لأنه في تقليب أي صفحه في الصحيح سيجد رواية لأحد الأئمة الذين ذكرتهم وقد روى بالعنعنة بعدها يتجدد الإشكال ...
لذا كان لا بد من معرفة معنى التدليس وأنواعه والمؤثر وغير المؤثر في الصحيح وغير الصحيح .....
والله أعلم.
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[14 - 02 - 04, 08:22 م]ـ
أخي الفاضل يوسف .... سلمه الله
لا تجدن علي في نفسك، فهذا من باب المدارسة والتعلم.
ثم جوابا على استفسارك أقول:
قالت بارك الله فيك: (كيف يصح عن الحسن وقد عنعة)، فدل لفظك كما هو فهم كثير من المشتغلين بالحديث على قواعد المتأخرين أن المدلس إذا عنعن رد حديثه، فيفهم من ذلك أن العنعة هي التدليس لمن وصفوا بذلك.
وليس هذا فعل أئمة الشأن من المتقدمين.
فمن وصف بالتدليس فلا ترد روايته على الإطلاق بل ينظر فيها فإن قبلها الأئمة دل على أنه لم يدلس، وكذلك ينظر إلى الطرق هل دلس فعلا أم لا، والأصل في المدلسين عدم التدليس حتى يثبت ذلك، إلا من وصف بالتدليس الكثير جدا، فهذا نحتاج إلى مزيد بحث وغالبا تجد الأئمة كفوك بنصهم على ذلك
فإذا تبين هذا فلا حاجة إلى السؤال عن عنعة الحسن في الصحيحين، وأمثاله كالأعمش وهشيم وأبي الزبير وغيرهم لاتصالها وقبول الأئمة لها
وفي كلام الشيخ: أبي بكر بن عبدالوهاب بيان لذلك جزاه الله خيرا
وأنصح نفسي وإخواني بالرجوع إلى كتب الشيخ العوني في ذلك وكذلك كتاب الشيخ الفهد في التدليس
عفا الله عنا وعن جميع المسلمين.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[15 - 02 - 04, 02:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الكريم محمد الأمين بارك الله بكم
1* بالطبع لا أقصد نفي التدليس عن الأعمش رحمة الله عليه، وكلامي واضح في أني أردت بيان أن أبو حاتم رحمه الله تعالى يصحح عدم سماعه من أبي صالح ثم يصف حديثه بأنه مدلس، واستدلالي هو أن العلاقة بينهما إرسال على مقتضى كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى، مما يدل على أن أبو حاتم رحمه الله لم يفرق بين التدليس والإرسال والله تعالى أعلم.
2* أخي محمد الأمين لازم قولك تضعيف نسخة الحسن عن أبي بكرة رضي الله تعالى عنه خلا حديث إن ابني هذا سيد، فهل تقول بهذا؟
3* هذا العلم اجتهاد و يختلف الأئمة رحمهم الله تعالى فيه كغيره من أصناف العلوم ولعل هذا لا يخفى أمثالكم.
4* مذهب علي بن عبد الله المديني، وأبي عبد الله البخاري، وأبي عيسى الترمذي (كما يظهر لمن يطالع السنن) رحمهم الله تعالى أن سماع الحسن من سمرة صحيح.
¥(39/277)
قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى عند حديث 182 قال محمد قال علي بن عبد الله حديث الحسن عن سمرة بن جندب حديث صحيح وقد سمع منه. قال أبو عيسى حديث سمرة في صلاة الوسطى حديث حسن قال أبو عيسى قال محمد قال علي وسماع الحسن من سمرة صحيح واحتج بهذا الحديث (أي حديث العقيقة).
وعند حديث 1237 قال أبو عيسى رحمه الله حديث سمرة حديث حسن صحيح وسماع الحسن من سمرة صحيح هكذا قال علي بن المديني وغيره.
وعند حديث 1296 قال أبو عيسى عليه رحمة الله: وقال علي بن المديني سماع الحسن من سمرة صحيح وقد تكلم بعض أهل الحديث في رواية الحسن عن سمرة وقالوا إنما يحدث عن صحيفة سمرة.
5* وقال بعض أهل العلم لا يصح سماع البتة ومنهم ابن معين ويحيى بن سعيد القطان رحمهما الله تعالى.
6* وقال بعض أهل العلم لا يصح له سماع غير حديث العقيقة ومنهم أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله تعالى كما في المجتبى 3/ 93 قال: الحسن عن سمرة كتابا ولم يسمع الحسن من سمرة إلا حديث العقيقة والله تعالى أعلم ومنهم أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى و لا أذكر أين موضع كلامه، لكن هو لازم كلامه في الحسن عن أبي بكرة رضي الله تعالى عنه.
7* تبين أن هذه المسألة اجتهاد كما ذكرت لك، فإذا عرفتم هذا قلت ُ لكم ولا يخفى تقدم علي بن عبد الله و أبي عبد الله رحمهما الله تعالى على غيرهما في هذا الشأن، وقد أشرت إلى هذا الأمر في التعقيب الأول في الفقرة الخامسة.
8* أقول بما قال أبو عبد الله البخاري رحمه الله تعالى.
9* أخي عبد الرحمن السديس بارك الله تعالى بكم ونفعنا بعلمكم، حتى لا نتكلم كثيرا في هذه المسألة أقول: كل ما كتبه المتأخرون عليهم رحمة الله في التدليس لا يفيد الكلام حول قضية الحسن البصري رحمه الله تعالى، والأخ يوسف صاحب الإشكال حدد إشكاله في الحسن البصري رحمه الله مع العلم أن الأعمش والوليد بن مسلم مثلا مشهوران بالتدليس ومشهور التخريج لهما في الصحيحين.
10* ما ذكرتَه من كلام عن الأعمش جيد ويساهم بتوضيح مسألة مهمة للأخ يوسف وهي أن المدلسين ليسوا سواءً، لكن لن يستطيع تطبيق ما قرأه عن الأعمش على حال الحسن البصري، لأنه حالة مستقلة.
11* الذي سيقرأه فيما أرشدته إليه هو أنه مدلس وأنه إذا لم يصرح بالسماع لا تقبل روايته، وأن ما كان في الصحيحين لا كلام فيه، والحجة في ذلك حسن الظن، وأكثر المتأخرين عليهم رحمة الله يقبلون عنعنة المدلسين في الصحيحين على أساس حسن الظن بالإمامين رحمهما الله تعالى، ويعلم الله أنا نحسن الظن بهما، ونحسن الظن بالمتأخرين وندعو لهم لفضلهم علينا في هذا العلم، لكن هل هذا جواب يشفي صدر من طلب هذا الفن، نقبل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن الظن.
12* الأخ خالد الشايع جزاك الله تعالى خيرا، ويعلم الله أني لست شيخا.
أخوكم المحب أبو بكر بن عبد الوهاب.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[15 - 02 - 04, 05:09 م]ـ
رد روايات البخاري بالقواعد الظاهرة غير منضبط، حتى مع من عرف
بتدليس التسوية أو بكثرة التدليس فعنعن في صحيح البخاري لا يرد
بمجرد كونه معروفا بالتدليس، ويسري هذا الأمر على الروايات الأخرى في
غير البخاري، ومبنى هذا كله على أن صيغ التحديث قد يحدث فيها
خلط من بعض الرواة، فبعض الرواة ممن هم تحت المدلس قد يروي الحديث
بصيغة العنعنة بينما المدلس صرح بالتحديث (هو ثقة) لذلك وجب
تتبع الرويات والأسانيد لضبط الصيغ، وهذا كثيرا ما يفعله ابن حجر
في الفتح، ونبه عليه بأن الاتيان ببعض الأسانيد المعلولة والاكتفاء
بها عن الأسانيد النظيفة ربما لحكمة أو رغبة في بيان شيء في الرواية
التي أوردها فتكون الرواية المحفوظة موجودة عنده ولكنه آثر عليها
المعلولة لفائدة ولا يقدح هذا صحة الحديث .. والله أعلم.
ـ[ yousef] ــــــــ[16 - 02 - 04, 02:17 ص]ـ
الأخ خالد الشايع حفظه الله
لم أجد على نفسي شيء والله يعلم ذلك، بل أحببت أن أستفيد من ملاحظتك وكلامك الطيب، وفقك الله ورعاك.
ولا تنساني من صالح دعائك.
الأخ الفاضل أبو بكر
جزاك الله خيراً للإهتمام.
الشيخ الفاضل عبد الرحمن السديس حفظه الله
هل يتوفر كتاب أهل التقديس للحافظ على النت؟
وجزا الله خيرا كل من شارك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 02 - 04, 03:04 ص]ـ
لا أدري
ـ[ظافر آل سعد]ــــــــ[16 - 02 - 04, 05:58 م]ـ
الأخ الفاضل أبو بكر ..
قلتم في أول مشاركة في هذا الموضوع:
((الخلاف في هذه المسألة خلاف أصل لا خلاف فرع، بمعنى إذا كان الراوي ممن يرسل هل نحتاج إلى ثبوت سماعه في كل ما رواه عن شيخه من أحاديث أم يكفي في ذلك ثبوت السماع في حديث واحد لنحكم لباقي أحاديثه أنها سماع بالجملة.
الذي ذهب إليه الدارقطني هو أنه يجب أن يصرح بكل أحاديثه بالسماع لنثبتها له، أما منهج البخاري رحمه الله تعالى ومنهج شيخه علي بن عبد الله رحمه الله تعالى أن حديثا واحدا يكفي للحكم على جميع حديثه)).
وهذا قول ما قاله أحد من أهل العلم قط!
فليتكم تقومون بتوضيحه والاستدلال له.
¥(39/278)
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[18 - 02 - 04, 08:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ظافر آل سعد جزاكم الله تعالى خيرا
لو تأملتم كلام ابن المديني رحمه الله تعالى لتبين لكم أن كبار الأئمة النقاد رحمة الله عليهم قالوه.
جاء في صحيح البخاري رحمه الله تعالى 3/ 231 قال أبو عبد الله قال لي علي بن عبد الله إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث.
أي سماع النسخة كاملة والله أعلم.
أخوكم أبو بكر بن عبد الوهاب.
ـ[ظافر آل سعد]ــــــــ[19 - 02 - 04, 06:23 م]ـ
الأخ الكريم أبو بكر ..
ما عن هذا سألتك ..
أنت حكيت خلافا في مسألة أصلية مهمة من مسائل علم الحديث , وهي حديث الراوي المعروف بالإرسال , هل لا بد من تصريحه بالسماع من شيخه في كل الأحاديث , أو يكفي تصريحه بالسماع منه مرة واحدة لتحمل باقي أحاديثه عنه على الاتصال؟
ونقلت في ذلك مذهبين:
الأول للدارقطني: وهو أنه يجب أن يصرح في كل أحاديثه بالسماع لنثبتها له.
الثاني للبخاري وشيخه ابن المديني: أنه يكفي التصريح في حديث واحد.
........................
أقول: أما طريقة البخاري وشيخه فمعروفة , ويظهر أنها طريقة لعامة أهل الحديث. وفي هذا بحث معروف.
لكن المنكر الذي لم أر من قال به قبلك هو ما نسبته إلى الدارقطني , ونصبت فيه الخلاف بينه ويين غيره.
فالسؤال: هل نسب هذا إلى الدارقطني أحد؟
ومن نافلة القول أنه لا يمكن استنباط مذهبٍ من جزئية واحدة.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[20 - 02 - 04, 05:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ظافر آل سعد سدد الله خطاكم ونفعني بعلمكم
1* أنا لا أقصد جعل الخلاف في مسألة من أصول هذا العلم الشريف ـ (بالطبع حُقَّ لكم هذا الاستدراك لأن عبارتي لم تكن محكمة بل كانت قاصرة وهذا شأن البشر) ـ ومسألة الإرسال بأصلها لا يصح أن يُحكى فيها هذا الخلاف، إذ عامة أهل هذا الشأن رحمة الله عليهم عندما يطلقون الإرسال يعنون به رواية الراوي عمن لم يلقه، فإذا ثبت لقاؤه وسماعه (ولو مرة واحدة) لم يكن مُرسِلا أصلا حتى يُحكى فيه مثل هذا الخلاف
2* أخي ظافر، عندما قلتُ: الخلاف خلاف أصل لا فرع إنما أردت أن الخلاف بين علي بن عبد الله المديني رحمه الله تعالى و أبو الحسن الدارقطني رحمه الله هو خلاف أصل من حيثُ قاعدة سماع الحسن، لا خلاف فرع من حيثُ الحكم على حديث بعينه كحديث لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة، ولهذا لما أجبتكم ذكرت لكم كلام ابن المديني رحمه الله.
3* أما قولكم عن نسبة هذا القول إلى الدارقطني رحمه الله منكر فهذا رأي لكم، وسأذكر ما يرتبط في هذه المسألة:
أقول: الإمام أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى لا يصحح من سماع الحسن لسمرة رضي الله عنه غير حديث العقيقة، قال في السنن بعد حديث السكتتين: الحسن مختلف في سماعه من سمرة (رضي الله عنه) وقد سمع منه حديثا واحدا وهو حديث العقيقة فيما زعم قريش بن أنس عن حبيب بن الشهيد.
قوله فيما زعم قريش يعني فيما قال قريش والله أعلم.
وقول قريش أخرجه البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه قال حدثني عبد الله بن أبي الأسود حدثنا قريش بن أنس عن حبيب بن الشهيد قال أمرني ابن سيرين أن أسأل الحسن ممن سمع حديث العقيقة فسألته فقال من سمرة بن جندب (رضي الله عنه).
أقول: لاحظ أن ما ذكره قريش بن أنس ...... لا تحديدَ فيه لمسموعات الحسن من سمرة (رضي الله عنه) لنحصرها بحديث العقيقة، إنما يبين سماعه لحديث العقيقة فقط، ثم لاحظ أن أبو الحسن رحمه الله لم يثبت للحسن سماعَ غيرِ حديث العقيقة؛
السؤال الهام، لماذا أبو الحسن رحمة الله عليه لم يُثبت له سماعَ باقي حديثه عن سمرة رضي الله تعالى عنه؟
أقول: لما أعل أبو الحسن رحمه الله حديث الحسن عن أبي بكرة قال: الحسن من عادته أن يروي عن الأحنف عن أبي بكرة رضي الله عنه، بمعنى أنه أعل رواياته بذكر واسطة بينهما اعتاد الحسن أن يسميها، وانضمَّ إلى كثرة روايته عن الأحنف عن أبي بكرة رضي الله عنه عدمُ تصريحه بالسماع، مما قدح في ذهن أبي الحسن الدارقطني رحمه الله أن هذه الأحاديث غير مسموعة للحسن.
الذي أقوله الآن:
أبو الحسن رحمه الله لا يصحح غير سماع حديث العقيقة ولا يذكر واسطة يعل بها هذه النسخة ـ طبعا مع تضلعه في تعليل الأسانيد ببعضها ـ ولو كانت عنده واسطة لما قصَّر بذكرها، وأنا في حدود ما أعلم لم أقف على واسطة من الممكن أن تعل بها رواية الحسن عن سمرة رضي الله عنه، وإن كانت عندك فأفدني بذلك.
إذن ما هو سبب رد أبي الحسن رحمه الله لباقي حديث الحسن عن سمرة رضي الله تعالى عنه؟
الذي تبين لي أن الدارقطني رحمه الله لا يثبت للحسن إلا ما صرح بسماعه، ولا أجد غير هذا التعليل، وإن كان عندكم ما يرد هذا أرجعُ عما ذكرت، أما أن يقال هذه مسألة جزئية بدون توجيه كلام الأئمة وأحكامهم فهذا محض تحكم، وأما أن تلزمني بقول الدارقطني رحمه الله ـ أعني سماع حديث العقيقة فقط ـ بدون دليل فهذا ما لا أقبله.
وجزاكم الله تعالى خيرا
أخوكم أبو بكر بن عبد الوهاب.
¥(39/279)
ـ[ظافر آل سعد]ــــــــ[23 - 02 - 04, 07:30 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو بكر وفقه الله.
انتهى الإشكال.
واعذرني على فهمي لكلامكم المتقدم؛ فإنه هو ما تقتضيه عبارته.
..............................
أما ما يتعلق بالإمام الدارقطني: فإني إنما استنكرت أن تكون له طريقة خاصة انفرد بها عن باقي الأئمة في مسألة اتصال روايات من عرف بالإرسال. - وهذا هو ما تقتضيه عباراتكم قبل التوضيح -.
أما رأيه في سماع الحسن من سمرة؛ فإنك تعلم أخي أن القرائن التي يستدل بها الأئمة على الانقطاع كثيرة (وليست منحصرة في إدخال الوسائط) , فلعل الدارقطني لاحت له قرائن تدل على عدم سماع الحسن إلا حديث العقيقة , وليس هذا بمستنكر؛ فهناك رواة كُثر حُكِم بعدم سماعهم من بعض أشياخهم إلا أحاديث مذكورة بأعيانها , وهذا عائد لما تقدم.
وأظن أن الذي حمل الدارقطني – ومن قال بقوله , وهم كثير – على هذا الرأي هو أن الحسن لم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة وباقي أحاديثه عنه وجادة , ويدل على هذا قصة مشهورة عن الحسن , وواقع رواياته عن سمرة.
وشرح هذا يحتاج إلى بسط وتطويل.
وللشريف العوني بحث محرر رائع عن سماع الحسن من سمرة في كتابه ((المرسل الخفي)) , فراجعه إن أردت تحقيق المسألة , ولا يفوتنك؛ فإنه بحث متعوبٌ عليه.
وأعتذر عن التأخر عن التعليق؛ فإني لم أقرأ كلامك إلا الليلة.(39/280)
تخريج حديث: " الطواف بالبيت صلاة ... " (منقول).
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[11 - 02 - 04, 09:07 ص]ـ
خالد بن صالح بن إبراهيم الغصن
18/ 12/1424
إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه،ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أمَّا بعد:
فقد سبق لي أنْ كتبت شيئاً في تخريج بعض الأحاديث المهمَّة، ودرستها دراسة حديثيِّة مفصَّلة، على ضوء قواعد، ومناهج متقدمي علماء الحديث، الذين لهم المرجع في معرفة هذا العلم الشريف.
وقد أشار إليَّ بعض الإخوة الفضلاء بنشرها، فراودت نفسي بذلك مراراً حتى اطمأنَّتْ بإخراج ولو جزء منها، حتى يَعُمَّ نفعُها، ولعلَّها أيضاً تلقى استحسان المتخصِّصين بهذا الفن، أو تعقَّبهم بما يرونه من ملحوظات بنَّاءة فيرسلون بها إليَّ، فحينئذٍ أشكرهم، وأثني عليهم، ولهم مني دعوة صالحة بظهر الغيب إنْ شاء الله تعالى.
وقد وقع الاختيار في هذا الجزء على حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (الطواف بالبيت صلاة …) الذي طالما اختلفت آراء الفقهاء في أحكامه، ومعناه، وتباينت اجتهادات المحدِّثين والنُّقاد (المتقدمين منهم والمعاصرين) في تصحيحه، أو تضعيفه.
وإنما اخترت هذا الحديث خاصة؛ لأنه حديث يهمُّ الفقيهَ والمحدِّثَ، ولمناسبته موسم الحج، ولأنه أصلٌّ - عند الفقهاء - في أكثر من مسألة فقهية، فدعاني ذلك إلى تحقيق القول فيه، ودراسته دراسة حديثيِّة موسَّعة، بالنظر في أوجه الاختلافات والطرق لهذا الحديث، ومراعاة أحوال رجال أسانيدها، لأنَّ الحديث ربما لا تعرف صحَّته من ضعفه حتى تجمع طرقه وأسانيده فتعرض بعضها على بعض، وفي ذلك يقول عبد الله بن المبارك: (إذا أردتَ أنْ يصحَّ لك الحديث، فاضربْ بعضه ببعض) وقال علي بن المديني: (الباب إذا لم تجتمع طرقه، لم يتبيِّن خطؤه) وقال الخطيب البغدادي: (والسبيل إلى معرفة علة الحديث: أنْ يُجمع بين طرقه، ويُنظر في اختلاف رواته، ويُعتبر بمكانهم من الحفظ، ومنزلتهم في الإتقان والضبط) [انظر الجامع للخطيب 2/ 212، 295، 296].
وبادئ ذي بدء سأتناول حديثنا هذا بعرضه بسنده ومتنه من جامع الترمذي، ثم سأقوم بتخريجه، ثم دراسته والحكم عليه، ثم أذكر خلاصة الحكم عليه.
والله أسأل جلا وعلا أنْ يوفقني للهدى والصواب، وأنْ يهدني للسداد والرشاد، إنه وليُّ ذلك سبحانه والقادر عليه.
الحديث
قال الإمام الترمذي: حدثنا قتيبة: حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (الطواف حول البيت مثلُ الصلاة، إلا أنَّكم تتكلَّمون فيه، فمن تكلَّم فيه فلا يتكلَّمنَّ إلا بخير).
تخريج الحديث:
هذا الحديث رُوِي من وجهين اثنين، أحدهما: مرفوع، والآخر: موقوف:
الوجه الأول: (المرفوع):
أخرجه الترمذي (960) وأبو يعلى (2599) وابن خزيمة (2739) والحاكم (4/ 222) والبيهقي (5/ 87) من طريق جرير بن عبد الحميد، والدارمي (1847) عن الحميدي، وابن حبان (9/ 143 ح 3836) من طريق محمد بن المتوكل بن أبي السري، وابن الجارود (461) والطحاوي في شرح المعاني (2/ 178) والبيهقي (5/ 85) من طريق سعيد بن منصور، وابن الجارود (461) والطحاوي في شرح المعاني (2/ 178) من طريق أسد بن موسى، والحاكم (2/ 293) من طريق عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة عن الحميدي، أربعتهم – الحميدي، وابن المتوكل، وسعيد، وأسد – عن الفضيل بن عياض، والدارمي (1848) من طريق علي بن معبد، وابن عدي (5/ 364) والبيهقي (5/ 87) من طريق أبي جعفر النفيلي، كلاهما – علي، وأبو جعفر – عن موسى بن أعين، والحاكم (1/ 630) من طريق عبد الصمد بن حسان، عن الثوري، والحاكم (1/ 630) وعنه البيهقي (5/ 87) من طريق الحميدي، عن ابن عيينة، والحاكم (2/ 266، 267) وعنه البيهقي في المعرفة (2957) من طريق القاسم بن أبي أيوب،
ستتهم – جرير، والفضيل، وموسى، والثوري، وابن عيينة، والقاسم – عن عطاء بن السائب،
¥(39/281)
وعبد الرزاق (9788) وعنه أحمد (4/ 64) وأحمد (3/ 414، و4/ 64و5/ 377) عن روح بن عبادة، وعلَّقه البيهقي (5/ 87) عن عثمان بن عمر، وحجاج بن محمد، أربعتهم عن الحسن بن مسلم بن يناق المكي،
والطبراني (11/ 29) والبيهقي (5/ 87) من طريق معن بن عيسى، عن موسى بن أعين، عن ليث بن أبي سليم،
والطبراني (11/ 34) من طريق محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، والبيهقي (5/ 87) تعليقاً عن الباغندي عن عبد الله بن عمر بن أبان عن ابن عيينة، كلاهما – محمد بن عبد الله، وابن عيينة – عن إبراهيم بن ميسرة،
والطبراني في الأوسط (7370) من طريق أحمد بن ثابت، عن أبي حذيفة موسى بن مسعود، عن سفيان (وهو الثوري)، عن حنظلة بن أبي سفيان،
خمستهم – عطاء، والحسن، وليث، وابن ميسرة، وحنظلة – عن طاوس عن ابن عباس بنحوه، إلا أنه في رواية القاسم بن أبي أيوب، وكذا في رواية الفضيل، عن عطاء، فيما رواه ابن أبي مسرة عن الحميدي عنه قالا: عن سعيد عن ابن عباس، وفي رواية حنظلة قال: عن طاوس، عن ابن عمر، وأما في رواية الحسن بن مسلم فقال: عن طاوس، عن رجل أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. وفي رواية القاسم زيادة في أوله من قول ابن عباس" قال: قال الله لنبيِّه {طهِّر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود} فالطواف قبل الصلاة".
الوجه الثاني: (الموقوف):
أخرجه عبد الرزاق (9791) عن جعفر بن سليمان، وابن أبي شيبة (3/ 134) عن محمد بن فضيل، وعلَّقه البيهقي (5/ 85) عن حماد بن سلمة، وشجاع بن الوليد،
أربعتهم عن عطاء بن السائب،
وعبد الرزاق (9789) عن معمر، وابن أبي شيبة (3/ 134) عن ابن عيينة، والبيهقي (5/ 87) من طريق الحارث بن منصور عن الثوري، ثلاثتهم – معمر، وابن عيينة، والثوري – عن عبد الله بن طاوس،
والنسائي (2922) وفي الكبرى (2/ 406) من طريق حجاج بن محمد، وابن وهب، وأحمد (3/ 414و4/ 64و5/ 377) عن محمد بن بكر البرساني، ثلاثتهم عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم المكي،
والنسائي في الكبرى (2/ 406) من طريق أبي عوانة، وعبد الرزاق (9790) عن ابن جريج، والبيهقي (5/ 87) من طريق عمر بن أحمد بن يزيد، عن عبد الله بن عمر بن أبان، عن ابن عيينة، ثلاثتهم – أبو عوانة، وابن جريج، وابن عيينة – عن إبراهيم بن ميسرة،
والنسائي (2923) من طريق الشيباني وهو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان فيروز، والشافعي في مسنده ص127 ومن طريقه البيهقي (5/ 87) وفي المعرفة (4/ 68) ح 2956 عن سعيد بن سالم، كلاهما _ الشيباني، وسعيد _ عن حنظلة بن أبي سفيان،
خمستهم – عطاء، وابن طاوس، والحسن بن مسلم، وابن ميسرة، وحنظلة _ عن طاوس عن ابن عباس بنحوه، إلا أنه في رواية الحسن قال: عن طاوس عن رجل أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. وفي رواية حنظلة قال: عن طاوس عن ابن عمر. وفي رواية جعفر بن سليمان قال: عن عطاء عن طاوس أو عكرمة أو كليهما. وفي رواية محمد بن بكر ذكره أحمد ولم يسق لفظه وإنما قال بعد روايته: "لم يرفعه محمد بن بكر".
دراسة الحديث والحكم عليه:
يتبين من خلال التخريج السابق أنَّ الحديث له أسانيد عديدة، وفيها اختلاف كثير، وهي تعود في واقع أمرها إلى رجلين اثنين، هما طاوس بن كيسان، وسعيد بن جبير.
أما الأول وهو طاوس بن كيسان، فقد وقع الاختلاف عليه من جهتين اثنتين:
الأولى: من جهة تسمية صحابيِّه، والثانية: من جهة رفع الحديث ووقفه.
أما الجهة الأُولى، (وهي الاختلاف في تسمية صحابيِّ الحديث) فقد اختلف على طاوس فيه على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: جعله عن طاوس عن ابن عمر، وقد رواه عنه حنظلة بن أبي سفيان.
الوجه الثاني: جعله عن طاوس عن رجل أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رواه عنه الحسن بن مسلم بن ينَّاق المكي.
الوجه الثالث: جعله عن طاوس عن ابن عباس، وقد رواه عنه الجماعة من أصحابه _ على اختلاف روايتهم في رفع الحديث ووقفه كما سيأتي _ وهم أربعة: (ابنه عبد الله، وإبراهيم بن ميسرة، وليث بن أبي سليم، وعطاء بن السائب).
¥(39/282)
ولا شك أنَّ أرجح هذه الأوجه الثلاثة هو الوجه الثالث الذي رواه الجماعة، ويؤيِّده أنَّه هو الوجه المشهور عند أهل العلم كما سيأتي، إلا أن يقال: إنَّ الرجل المبهم في الوجه الثاني هو ابن عباس كما استظهره الحافظ في التلخيص (1/ 130) وهذا مجرد احتمال لا يمكن الجزم به؛ لأنَّنا لانستطيع إلحاقه بأحد هذين الوجهين إلا بقرينة واضحة جليِّة وهي غير موجودة هنا فيما يظهر.
وعلى كلٍّ؛ فقد أشار الإمام النسائي إلى تعليل رواية الحسن بن مسلم بمخالفة حنظلة بن أبي سفيان له {انظر السنن ح 2923} ومع ذلك فرواية حنظلة معلولة برواية الجماعة من أصحاب طاوس كما سبق، والله أعلم.
وأما الجهة الثانية، (وهي الاختلاف في رفع الحديث ووقفه) فـ بعدما تبيَّن لنا أنَّ الصواب في حديث طاوس هو ما رواه الجماعة عنه بجعله من مسند ابن عباس، نجد أنَّ الاختلاف عليه في رفع الحديث ووقفه سوف ينحصر حينئذٍ على وجهين فقط هما:
الوجه الأول: طاوس عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (مرفوعاً)، وهذا الوجه رواه عنه كلٌّ من:
1. عطاء بن السائب فيما رواه عنه خمسة وهم: جرير، والفضيل، وموسى بن أعين في رواية علي بن معبد وأبي جعفر النفيلي عنه، والثوري في رواية عبد الصمد بن حسان عنه، وابن عيينة في رواية الحميدي عنه.
2. ليث بن أبي سليم فيما رواه معن بن عيسى عن موسى بن أعين عنه.
3. إبراهيم بن ميسرة في رواية محمد بن عبد الله بن عبيد عنه، وكذا رواية ابن عيينة فيما رواه الباغندي عن عبدالله بن عمر بن أبان عنه.
الوجه الثاني: طاوس عن ابن عباس (موقوفاً)، وهذا الوجه رواه عنه كلٌّ من:
1 - عطاء بن السائب فيما رواه عنه محمد بن فضيل، وكذا حماد بن سلمة وشجاع بن الوليد كما علَّقه عنهما البيهقي.
2 - عبد الله بن طاوس، وابن عيينة في رواية ابن أبي شيبة عنه، والثوري في رواية الحارث بن منصور عنه.
3 - إبراهيم بن ميسرة فيما رواه عنه ثلاثة، وهم: أبو عوانة، وابن جريج، وابن عيينة في رواية عمر بن أحمد بن يزيد عن عبد الله بن عمر بن أبان عنه.
وهنا يتبين أنه قد تعدَّدت بعض الأوجه على من دون طاوس أيضاً من الرواة – وبعضها يُعَدُّ اختلافاً على الراوي في رفع الحديث ووقفه – وهم: (الثوري، وابن عيينة، وعبد الله بن عمر بن أبان، وإبراهيم بن ميسرة، وعطاء بن السائب).
فالأول: (وهو سفيان الثوري) قد روي عنه وجهان:
أحدهما: عنه عن عطاء عن طاوس عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (مرفوعاً)، وهذا الوجه رواه عنه عبد الصمد بن حسان.
والآخر: عنه عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس (موقوفاً)، وهذا الوجه رواه عنه الحارث بن منصور.
وعند التأمل في هذين الوجهين، فقد يقال بتقديم الوجه الأول لكون عبد الصمد – وأقل أحوله أنه صدوق – أثبت من الحارث بن منصور، والحارث نسبه أبو نعيم إلى كثرة الوهم، وقال ابن عدي: "في حديثه اضطراب" وذكره ابن حبّان في الثقات وقال يُغْرِب، بينما قال الحافظ في التقريب: "صد وق يهم" [انظر الكامل 2/ 195 والتهذيب 2/ 158 والتقريب 1057]
وقد يقال بتقديم رواية الحارث هنا لكون روايته قد وافقت رواية الثقات من أصحاب طاوس بوقفه على ابن عباس، وهذا ما رجَّحه الحافظ في التلخيص (1/ 130) حيث قال: ((…والحق أنه من رواية سفيان موقوف ووهم عليه من رفعه)).
والأشبه أنْ يقال: إنَّ كلا الوجهين لم يروه عن الثوري أصحابه المعروفون كـ وكيع، وابن المبارك، ويحيى القطان، وابن مهدي، وأبي نعيم، وغيرهم. فأين هؤلاء من هذين الطريقين لو كانا صحيحين؟!!
ثم إنَّ الحافظ ابن رجب قد ذكر عبد الصمد بن حسان من ضمن الثقات الذين لهم كتاب صحيح، وفي حفظهم بعض شيء، ونقل عن البخاري قوله فيه: "يهم من حفظه، وأصله صحيح" [شرح العلل ص328].
والثاني: وهو (سفيان بن عيينة) قد تعددت الأوجه عنه على ثلاثة:
أحدها: الحميدي عن ابن عيينة عن عطاء عن طاوس عن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم - (مرفوعاً).
والثاني: ابن أبي شيبة عن ابن عيينة عن عبدالله بن طاوس عن أبيه (موقوفاً).
والثالث: عبد الله بن عمر بن أبان عن ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس (موقوفاً).
¥(39/283)
ولعلَّ هذا لا يُعَدُّ اختلافاً على سفيان، بل الظاهر صحة هذه الأوجه عنه عدا الثالث، فإنَّني متوقِّف فيه لحال الراوي عن عبدالله بن عمر وهو عمر بن أحمد بن يزيد، فإني لم أقف له على ترجمة، ولم أجد له إلا حديثاً واحداً وهو هذا الحديث.
ولو قيل بقبول الوجه الثالث أيضاً لكون ابن عيينة قد وافق فيه الثقات كأبي عوانة، وابن جريج، في روايتهم هذا الوجه عن إبراهيم بن ميسرة لكان سائغاً.
والثالث: وهو (عبد الله بن عمر بن أبان)، قد اختلف عليه فيه على وجهين:
الأول: عنه عن ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس (موقوفاً). وهذا الوجه رواه عنه عمر بن أحمد بن يزيد.
الثاني: عنه عن ابن عيينة به (مرفوعاً). وهذا الوجه رواه عنه الباغندي.
والوجه الثاني ضعيفٌ؛ لأنَّ الباغندي كثير التدليس والخطأ كما قال الدارقطني، وأحمد بن عبدان [انظر تذكرة الحفاظ 2/ 736].
وقد ضعَّف البيهقي رواية الباغندي هذه بقوله: ((رواه الباغندي مرفوعاً فلم يصنع شيئاً، فقد رواه ابن جريج وأبو عوانة عن إبراهيم بن ميسرة موقوفاً)).
وأما الوجه الأول فقد سبق التوقف فيه لأجل عمر بن أحمد بن يزيد، إلا أنْ يقال بقبوله لكون ابن عيينة قد وافق الثقات في روايتهم هذا الوجه عن إبراهيم بن ميسرة كما تقدَّم.
والرابع: وهو (إبراهيم بن ميسرة)، قد اختلف عليه في رفعه ووقفه على وجهين:
الأول: عنه عن طاوس عن ابن عباس (موقوفاً)، وهذا الوجه قد رواه عنه الجماعة وهم: ابن جريج، وأبو عوانة، وابن عيينة في رواية عمر بن أحمد بن يزيد عن عبدالله بن عمر بن أبان عنه.
الثاني: عنه عن طاوس به (مرفوعاً)، وهذا الوجه تفرد به عنه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وهو ضعيف كما في الجرح والتعديل (7/ 300)
فالراجح من هذين الوجهين هو رواية الجماعة كما لا يخفى، ولذا قال الحافظ في التلخيص (1/ 130): ((رفعه عن إبراهيم محمدُ بن عبد الله بن عبيد بن عمير وهو ضعيف)).
والخامس: (وهو عطاء بن السائب)، قد اختلف عليه فيه على ثلاثة أوجه:
أحدها: عطاء عن طاوس عن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم - (مرفوعاً) وهذا الوجه رواه عنه جرير، والفضيل، وابن عيينة، وموسى بن أعين.
الثاني: عطاء عن طاوس عن ابن عباس (موقوفاً). وهذا الوجه رواه عنه محمد بن فضيل، وحماد بن سلمة، وشجاع بن الوليد.
الثالث: عطاء عن طاوس أو عكرمة أو كلاهما عن ابن عباس (موقوفاً).وهذا الوجه رواه عنه جعفر بن سليمان فتفرد به.
وهنا يلاحظ أنَّ موسى بن أعين قد رُوي عنه في هذا الحديث وجهان:
أحدهما: عنه عن عطاء عن طاوس عن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم - (مرفوعاً). وقد رواه عنه علي بن معبد الرقي، وأبو جعفر النفيلي "وكلاهما ثقة".
والثاني: عنه عن ليث عن طاوس عن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم - (مرفوعاً). وقد رواه عنه معن بن عيسى "وهو ثقة".
والوجه الأول أصحُّ؛ لأنَّ رواية الثقتين أقوى من رواية الثقة الواحد، ولأنَّ هذه الرواية هي المشهورة عند أهل العلم، والله أعلم.
ثم إنه لو قيل بصحة الوجه الثاني عن موسى أيضاً؛ فهو معلول بشيخه وهو ليث بن أبي سليم، لأنه ضعيفٌ كما في التقريب (ص5721).
وأما ما تقدَّم ذكره من الاختلاف على عطاء بن السائب؛ فلعلَّ أصح هذه الأوجه الثلاثة عنه هو الوجه الأول المرفوع، فإنه رواية الجماعة كما سبق، وهي المشهورة عند أهل العلم كما قال الترمذي رحمه الله: ((لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث عطاء)).
وأما رواية حماد بن سلمة، وشجاع بن الوليد؛ فإنَّ البيهقي رواه عنهما تعليقاً، ولم نقف على الإسناد إليهما؛ والله أعلم.
ونحن إذا صححنا رواية الجماعة عن عطاء فلا يعني أن يكون حديثه هنا صحيحاً مطلقاً؛ لأنَّ عطاء بن السائب – وهو صدوق – قد اختلط بأخرة، فينبغي التفريق بين رواية من روى عنه قبل الاختلاط ومن روى عنه بعده.
وقد نصَّ الحفَّاظ على أنَّ من سمع منه قديماً كسفيان الثوري، وشعبة فسماعه صحيح، ومن سمع منه بأخرة فسماعه لا شيء [انظر تهذيب الكمال20/ 86].
واستثنى بعضهم أيضاً سفيان بن عيينة، فنقل أبو داود عن الإمام أحمد أنه قال: ((سماع ابن عيينة مقارب، يعني عن عطاء بن السائب، سمع بالكوفة)) [انظر شرح العلل ص309].
¥(39/284)
وقال ابن الكيَّال: روى الحميدي عنه قال: ((كنت سمعت من عطاء بن السائب قديماً، ثمّ قدم علينا قدمة فسمعته يحدِّث ببعض ما كنت سمعت فخلط فيه، فاتقيته واعتزلته)) ثم قال ابن الكيال: ينبغي أن يكون روايته عنه صحيحة [الكواكب النيِّرات ص327]
وبالجملة؛ فإنَّ الصواب في حديث عطاء هو رواية من رفعه عنه، وهم: جرير، والفضيل، وموسى بن أعين، وابن عيينة. وهؤلاء رووا عنه بعد الاختلاط لا محالة؛ غير ابن عيينة، فإنه محتمل لما ذكره الإمام أحمد وابن الكيال كما سبق، والله أعلم.
وبعد هذه الدراسة الموجزة لطرق حديث طاوس يمكن تلخيص الأوجه عنه حينئذٍ كالتالي:
الوجه الأول: عطاء عن طاوس عن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم – مرفوعاً. وهذا الوجه رواه عنه جرير، والفضيل، وموسى بن أعين، وابن عيينة.
الوجه الثاني: عبد الله بن طاوس وإبراهيم بن ميسرة كلاهما عن طاوس عن ابن عباس موقوفاً. وهذا في الوجه الصحيح عن إبراهيم بن ميسرة، أما عبد الله بن طاوس فلم يُختلفْ عليه فيه كما سبق.
وعند النظر والتأمل في أصحاب طاوس هؤلاء نجدهم يختلفون في الضبط والإتقان لحديثه خاصة، فأما إبراهيم بن ميسرة فقد كان أثبت هؤلاء، وقد يدانيه عبد الله بن طاوس في الضبط لحديث أبيه، قال سفيان بن عيينة: ((كان إبراهيم بن ميسرة من أصدق الناس وأوثقهم)) وقال أيضاً: ((كان - أي ابن ميسرة – يحدِّث على اللفظ)).
وقال علي بن المديني: قلت لسفيان -يعني ابن عيينة-: أين كان حفظ إبراهيم بن ميسرة عن طاوس من حفظ ابن طاوس؟ قال: لو شئت قلت لك إني أُقدِّم إبراهيم عليه في الحفظ فعلت. وقال عثمان بن سعيد الدارمي: قلت ليحيى بن معين: إبراهيم بن ميسرة عن طاوس أحبُّ إليك أو ابن طاوس؟ قال: كلاهما. قال ابن أبي حاتم: يعني أنهما نظيران في الرواية عن طاوس [انظر التاريخ الكبير 1/ 328 والجرح والتعديل 2/ 133].
وأما عطاء بن السائب فإنه لم يكن من المتميِّزين لحفظ حديث طاوس، الضابطين عنه كهذين الاثنين. على أنَّ رواية جرير، والفضيل، وموسى بن أعين عنه كانت في حال الاختلاط كما سبق. فلم يبقَ حينئذٍ إلا رواية ابن عيينة عنه وهي محتملة أنْ تكون قبل الاختلاط لما ذكره الإمام أحمد وابن الكيال، إلا أن عدم شهرة هذا الوجه عند الأئمة يجعل في الأمر ريبة!! ولذا قال ابن عدي في الكامل (5/ 364): ((لا أعلم روى هذا الحديث عن عطاء غير هؤلاء الَّذين ذكرتهم: موسى بن أعين، وفضيل، وجرير)) ونقل الحافظ عن البزَّار قوله: ((لا أعلم أحداً رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا ابن عباس، ولا نعلم أسند عطاء بن السائب عن طاوس غير هذا - يعني الثوري -، ورواه غير واحد عن عطاء موقوفاً)) [التلخيص1/ 130]
ومن المرجِّحات أيضاً لتقديم رواية الوقف على رواية الرفع، أنَّ عبد الله بن طاوس كان يمانياً كأبيه بخلاف ابن ميسرة، وعطاء، فإنهما كانا مكَّيِّينِ. فعلى هذا يكون الراوي أعرف برواية بلديِّه من غيره – لاسيما إ ذا كان أباه – ويكون إبراهيم بن ميسرة، وهو أوثق أصحاب طاوس هؤلاء، قد تابعه على هذا الوجه، والله أعلم.
وبالجملة؛ فإنَّ الراجح في حديث طاوس هو رواية الوقف، وقد رجَّحها جمعٌ من الأئمة كالنسائي، وابن الصلاح، والمنذري [انظر التلخيص 1/ 129]، وقال البيهقي في المعرفة (ح 2956): ((وروي موقوفاً، والموقوف أصح))، وقال النووي في المجموع (8/ 14): ((روي هذا الحديث عن ابن عباس مرفوعاً بإسناد ضعيف. والصحيح أنه موقوف على ابن عباس، كذا ذكره البيهقي وغيره من الحفاظ)) وقال أيضاً في (21/ 274): ((يروى موقوفاً ومرفوعاً، وأهل المعرفة بالحديث لا يصححونه إلا موقوفاً ويجعلونه من كلام ابن عباس)). وممَّن رجَّح وقفه أيضاً الحافظ ابن عبد الهادي في المحرر في الحديث (1/ 123).
وأشار الترمذي عقب الحديث إلى ترجيح وقفه كما هو المفهوم من سياقه حيث قال: ((وقد رُوي هذا الحديث عن ابن طاوس وغيره عن طاوس عن ابن عباس موقوفاً، ولا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث عطاء بن السائب)).
وأما الثاني: وهو سعيد بن جبير، فقد جاء عنه من طريقين اثنين:
الطريق الأول: رواه الفضيل عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم - مرفوعاً بنحو حديث الباب.
¥(39/285)
وقد رواه عن الفضيل أبو بكر الحميدي في رواية عبدالله بن أحمد بن أبي مسرة عنه. وهو ممَّا تفرَّد به ابن أبي مسرة عن الحميدي، والصحيح في رواية الحميدي ما رواه الدارمي – وهو ثقةٌ ثبت، إمامُ أهل زمانه – عنه عن الفضيل عن عطاء عن طاوس عن ابن عباس عن النبي – صلى الله عليه وسلم - مرفوعاً ((لا ذكر لسعيد بن جبير فيه)).
وابن أبي مسرة غير مشهور بالرواية عن الحميدي؛ فالدارمي أكثر منه رواية عنه، كما أنَّ هذا الوجه هو الموافق لرواية الجماعة من أصحاب الفضيل، فيُقدَّم حينئذٍ ويكون هو الوجه الصحيح عن الحميدي؛ والله أعلم.
الطريق الثاني: رواه القاسم بن أبي أيوب عن سعيد عن ابن عباس قال: قال الله لنبيِّه {طهِّر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود} فالطواف قبل الصلاة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الطواف بمنزلة الصلاة إلا أنَّ الله قد أحلَّ فيه المنطق، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير)).
قال الحاكم بعد روايته: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وإنما يُعرف هذا الحديث عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير" وقال الذهبي في تلخيصه: ((إنما المشهور لحماد بن سلمة عن عطاء)).
قلت: مُراد الذهبي هنا ما أخرجه الحاكم عقبه (2/ 267) من طريق حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال الله لنبيّه {طهِّر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود} فالطواف قبل الصلاة.
وحماد قد اختلف في سماعه من عطاء، أهو قبل الاختلاط أم بعده؟
فنصَّ بعضهم بصحة سماعه منه قبل الاختلاط كابن معين في رواية الدوري عنه، وأبي داود، وابن الجارود، والطحاوي، وحمزة الكتاني وغيرهم (التهذيب 7/ 204 والكواكب النيرات ص325).
وذهب آخرون منهم العقيلي ونقله عن يحيى القطان (الضعفاء 3/ 339 وانظر التهذيب أيضاً) وابن معين في رواية أخرى عنه أن جميع من روى عنه كان في حال الاختلاط إلا شعبة والثوري (الكامل 5/ 362) ومنهم أيضاً عبدالحق الأشبيلي ذكره عنه في الكواكب النيرات.
والأشبه الجمع بين القولين بأنَّ حماد بن سلمة قد سمع من عطاء في الحالين، ولكن لم يتميِّز هذا عن هذا، وهو لا يتنافى مع نصوص أولئك الأئمة - إنْ صحت الرواية عنهم - وإلى هذا مال الحافظ في التهذيب (7/ 207) وكان قد رجح في التلخيص (1/ 248) القول الأول.
وعلى كلٍ؛ فإنَّ حماد بن سلمة قد تفرد به عن سائر أصحاب عطاء؛ والله أعلم.
أمَّا الحافظ في التلخيص فإنه قال (1/ 130): ((صحح الحاكم إسناده، وهو كما قال، فإنهم ثقات)) ثم قال بعد ذلك: ((إنها سالمة من الاضطراب إلا أني أظنَّ أنَّ فيها إدراجاً، والله أعلم)).
وهذا الإدراج يعني به قوله: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
خلاصة الحكم على الحديث:
يتلخص مما سبق أنَّ الحديث قد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما من طريق طاوس بن كيسان، وسعيد بن جبير.
أما طاوس بن كيسان فقد اختلف عليه فيه على أوجه، وأصحُّها رواية ابنه عبد الله بن طاوس، وإبراهيم بن ميسرة كلاهما عنه به موقوفاً، وهي التي صحَّحها الأئمة كما تقدَّم.
وأما سعيد بن جبير، فقد جاء عنه من طريقين اثنين، وفي كلا الطريقين كلام.
وتقدَّم أيضاً أنَّ من جعله من مسند عبد الله بن عمر فقد أخطأ، وخالف الجماعة الذين جعلوه من مسند ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.
وفي الختام؛ اسأل الله جلا وعلا أنْ يجعل ما كتبته في هذا البحث خالصاً لوجهه الكريم، كما أسأله سبحانه وتعالى أنْ ينفع به كلَّ من قرأه، وأعان على نشره، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم.
المصدر: http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?catid=73&artid=3331
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[11 - 02 - 04, 09:25 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16648(39/286)
رَفعُ الغَين عمن ينكر ثبوت زيادة "وبركاته" في التسليم من الجانبين / الأثيوبي
ـ[أبو خليفة العسيري]ــــــــ[13 - 02 - 04, 08:54 ص]ـ
قال الشيخ محمد بن الشيخ علي بن آدم الأثيوبي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسالم على سول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذه رسالة سميتها (رفع الغين، عمن ينكر ثبوت زيادة " وبركاته " في التسليم من الجانبين)، وما حملني على كتابتها إلا إنكار بعض الناس ذلك، معتمدا على ما قاله بعض أهل العلم من أهل عصرنا أن زيادة (وبركاته) في التسليم الثاني غير ثابت، وهذا القائل اعتمد على بعض نسخ سنن أبي داود، دون أن يقابل النسخ الموجودة بين أيد الطلبة، ويراجع الكتب الأخرى ممن أثبتوا ذلك في الجانبين، فخشيت أن تنسى هذه السنة الثابتة، لكثرة اعتماد أكثر أهل العصر على مثل هذا القائل، ولثقتهم بعلمه، ولا يدرون أن الخطأ يوجد في العلماء المحققين.
فأقول مستعينا بالله تعالى:
اعلم أنه ثبتت زيادة وبركاته في التسليم من الجانبين من حديث وائل بن حجر رضي الله عنه عند أبي داود، ومن حديث ابن مسعود رضي الله عنه عند ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وابن ماجه، وابن حزم في المحلى، وعند عبد الرزاق في مصنفه موقوفا عليه، وعنده عن عمار بن ياسر موقوفا عليه أيضا.
فأما أبو داود: فاختلفت نسخه، ففي بعض الطبعات سقطت من الثانية، وفي بعضها ثبتت فيهما، وهذه هي النسخة الصحيحة عندي لما يأتي.
فأما النسخ التي ثبتت فيها فهي النسخة الهندية، وتوجد في المكتبة المحمودية في المدينة النبوية، ونصها (ج1 ص138): (حدثنا عبدة بن عبد الله، أخبرنا يحيى بن آدم، أخبرنا موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، عن علقمة بن وائل، عن أبيه، أنه قال: " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ").
والنسخة الثانية هي النسخة التي ضمن الكتب التسعة التي طبعت على منهج المعجم المفهرس، وفيها إثباتها فيهما أيضا.
والنسخة الثالثة هي التي حققها عزت عبيد دعاس (ص607) وهذه النسخة يحتمل أن تكون مأخوذة من النسختين السابقتين، أو إحداهما، ويحتمل أن تكون نسخة أخرى، والله أعلم.
وإنما قلت: إن هذه النسخ هي الصحيحة دون النسخ الأخرى التي لا تثبت الزيادة لأن الحفاظ المحققين نقلوا هذه الزيادة من سنن أبي داود فأثبتوها في الجانبين.
فمن هؤلاء المحققين:
الحافظ ابن حجر رحمه الله، فقد نقلها في بلوغ المرام، ونصه فيها: (وعن وائل بن حجر رضي الله عنه، قال: " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " رواه أبو داود بإسناد صحيح).
وقال في التلخيص الحبير (ج1 ص271) _ ما نصه _:
(تنبيه: وقع في صحيح ابن حبان من حديث ابن مسعود زيادة " وبركاته "، وهي عند ابن ماجه أيضا، وهي عند أبي داود أيضا في حديث وائل بن حجر، فيتعجب من ابن الصلاح حيث يقول: إن هذه الزيادة ليست في شيء من كتب الحديث أهـ.)
ومنهم الحافظ ابن عبد الهادي رحمه الله في كتابه المحرر (ج1 ص207)، فإنه أثبتها فيهما وعزا ذلك إلى أبي داود.
ومنهم الحافظ المجتهد ابن دقيق العيد رحمه الله، في كتابه الإلمام (ج1 ص110)، فقد أثبتها في الجانبين، وعزاها إلى أبي داود.
والحاصل أن اتفاق هؤلاء الثلاثة في إثباتها فيهما، وعزوها إلى أبي داود يؤكد أن نسخة أبي داود التي فيها إثباتها في الجانبين هي النسخة الصحيحة، وأساس النسخة التي كتب عليها الشراح فليست بصحيحة، وبناء على ذلك قال الشارح صاحب المنهل (ج6 ص117) _ ما نصه _: (وبهذا تعلم استحباب زيادة " وبركاته " في التسليمة الأولى .. إلخ)، وكذا قال الشيخ الألباني في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم أنها في الأولى فقط، وكل ذلك مما لا يلتفت إليه، لما ذكرنا من الأدلة، فتأمل , ولا تكن أسير التقليد، فإنه ملجأ البليد، والله الهادي إلى سواء السبيل.
¥(39/287)
وأما حديث ابن مسعود: فأخرجه ابن ماجه كما عزاه الحافظ في التلخيص، وقال حقق شرح السنة للبغوي الشيخ شعيب الأرناؤوط _ ما نصه _: (وعند ابن ماجه في نسخة خطية في دار الكتب الظاهرية زيادة " وبركاته "، وقد سقطت بتحقيق فؤاد عبد الباقي، وهي زيادة صحيحة نص عليها في التلخيص). أهـ (ج2/ 105).
وقال العلامة الصنعاني في سبل السلام بعد نقل قول ابن رسلان: (لم نجدها في ابن ماجه) _ ما نصه _: (قلت: راجعنا ابن ماجه من نسخة صحيحة مقروءة، فوجدنا فيه ما نصه: " باب التسليم " حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا عمر بن عبي عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله: " أن رسول اله صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن شماله حتى يرى بياض خده: بالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ") (1).أهـ كلام الصنعاني.
قال الجامع: فظهر بهذا أن نسخ ابن ماجه دخلها الخلل كما دخل نسخ أبي داود فتأمل، والله أعلم.
وأخرج حديث ابن مسعود ابن خزيمة في صحيحه (ج1 ص3)، فقال: أنا أبو طاهر، نا أبو بكر، نا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب الشهيد، وزياد بن أيوب. قال إسحاق: حدثنا عمر، وقال زياد: حدثني عمر بن عبيد الطنافسي، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعن شماله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) (2).
وأخرجه ابن حبان أيضا، فقال في صحيحه (ج3 ص123): (أخبرنا الفضل بن الحباب، قال: حدثنا محمد بن كثير، قال: أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه، وعن يساره، حتى يرى بياض خده: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ").
قال الجامع _ عفا الله عنه _: هكذا في النسخة التي عندي بإثباتها في الثاني دون الأول، وهذا أراه من النساخ، بدليل أن الحافظ أبا بكر الهيثمي رحمه الله أثبتها في زوائد ابن حبان في الجهتين، كذا الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير كما تقدم، فتنبه.
وأخرجه أبو محمد بن حزم رحمه الله في كتابه المحلى (ج3 ص275): قال: (حدثنا حمام، ثنا ابن مفرج، ثنا ابن مفرج، ثنا ابن الأعرابي، ثنا الدبري، ثنا عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، ومعمر، كلاهما عن حماد بن أبي سليمان، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود، قال: " ما نسيت فيما نسيت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حتى يرى بياض خده، وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حتى يرى بياض خده أيضا ").
وأخرجه عبد الرزاق موقوفا عليه، فقال في مصنفه: عن معمر، عن خصيف الجزري، عن أبي عبيدة بن عبد الله: أن ابن مسعود كان يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعن يساره: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يجهر بكلتيهما (3).
وأخرجه أيضا عن عمار بن ياسر رضي الله عنه موقوفا عليه ... قال: عن معمر، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب: (أن عمار بن ياسر كان يسلم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعن يساره مثل ذلك) أهـ (ج2 ص220)
قلت: ورجال هذا الإسناد ثقات.
وفي نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار للحافظ ابن حجر لما ذكر النووي أن زيادة " وبركاته " زيادة فردة؛ ساق الحافظ رحمه الله طرقا عدة لزيادة " وبركاته "، ثم قال: (فهذه عدة طرق ثبتت بها " وبركاته " بخلاف ما يوهمه كلام الشيخ _ يعني النووي _ أنها رواية فردة). أنتهى كلامه، ونقله الصنعاني في سبل السلام (ج1 ص379).
وقال العلامة الصنعاني رحمه الله _ ما نصه _: (وحديث التسليمتين رواه خمسة عشر من الصحابة بأحاديث مختلفة، ففيها صحيح، وحسن، وضعيف، ومتروك، وكلها بدون زيادة " وبركاته "، إلا في رواية وائل هذه، ورواية عن ابن مسعود عند ابن ماجه، وعند ابن حبان، ومع صحة إسناد حديث وائل كما قال المصنف _ يعني الحافظ _ يتعين قبول زيادته، إذا هي زيادة عدل، وعدم ذكرها في رواية غيره ليست رواية لعدمها). أهـ كلامه (ج1 ص378)
قال الجامع _ عفا الله عنه _:
خلاصة القول في هذه المسألة أن زيادة " وبركاته " ثابتة في التسليم من الجهتين، فمن قبل زيادتها في التسليمة الأولى فليقبل زيادتها في الثانية أيضا لاتحاد الأدلة، كما اتضح فيما تقدم، والله أعلم، وهو الهادي إلى الطريق الأقوم.
أسأله سبحانه أن يهدينا إلى اتباع سنة حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، ويختم لنا بالصالحات، إنه ولي ذلك، والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه أجمعين. آمين.
كتبه وحرره
محمد بن علي بن آدم الأثيوبي
المدرس بدار الحديث الخيرية بمكة المكرمة
حرر في 13/ 6/1401 هـ
الحواشي:
(1) وهذا الحديث صححه الألباني في صحيح ابن ماجه (ج1 ص151) غير أن نسخته ليس فيها لفظة (وبركاته)، وقد تقدم قريبا أن النسخة الصحيحة من ابن ماجه فيها الزيادة فتنبه.
(2) رجاله ثقات، وكذا ما بعده.
(3) مصنف عبد الرزاق: المجلد الثاني ص219
حمل البحث من هنا:
¥(39/288)
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[13 - 02 - 04, 11:25 ص]ـ
وهناك بحث آخر للشيخ سعيد المري قوي جدا وفيه رد على من صحح هذه الزيادة
وقد ذكرها الشيخ حمزة المليباري في كتابه النافع (الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين)
وهذا نصها
المثال السادس (1)
زيادة لفظة " وبركاته " في التسليم من الصلاة
رويت هذه الزيادة:" وبركاته " في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، من رواية الثوري وعمر بن عبيد الطنافسي وأبي الأحوص سلام بن سليم عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود، ولفظه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".
كما وردت هذه الكلمة في حديث وائل بن حجر رضي الله عنه من رواية موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل عن علقمة بن وائل عن أبيه وائل ولفظه: " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعن شماله السلام عليكم ورحمة الله ".
قال الطبراني – بعد أن أورد الحديث في ترجمة حجر بن عنبس عن وائل -: " هكذا رواه موسى بن قيس عن سلمة قال عن علقمة بن وائل وزاد في السلام وبركاته " (2).
وقال الشيخ الألباني حول حديث وائل هذا:" وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح. وقد صححه عبد الحق في الأحكام (ق56/ 2) والنووي في المجموع (3/ 479) والحافظ ابن حجر في بلوغ المرام، لكنهما أورداه مع الزيادة في التسليمتين، فلا أدري أذلك وهم منهما، أو هو من اختلاف النسخ، فإن الذي في نسختنا وغيرها من المطبوعات ليس فيها هذه الزيادة في التسليمة الثانية، وهو الموافق لحديث ابن مسعود في مسند الطيالسي كما تقدم،والله أعلم ".
ثم قال الشيخ: (تنبيه) احتج المؤلف رحمه الله بالحديث على أن الأولى أن لا يزيد: " وبركاته " وإذا عرفت ما سبق من التحقيق يتبين للمنصف أن الأولى الإتيان بهذه الزيادة،ولكن أحياناً، لأنها لم ترد في أحاديث السلام الأخرى، فثبت من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يداوم عليها، ولكن تارة وتارة " أهـ (3)
تفصيل الكلام حول هذه الحديثين
الحديث الأول: حديث ابن مسعود
1 - رواية الثوري:
روى حديث ابن مسعود عن الثوري تسعة من أصحابه وهم: عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح،وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعبد الرزاق بن همام، وأبو دادود سليمان بن داود الطيالسي، ومحمد بن كثير العبدي، وعبيد الله بن موسى العبسي، ومحمد بن الحسين الشيباني، وعبد الله بن الوليد، فأما ابن مهدي (4)، وعبد الرزاق (5)، وأبو داود الطيالسي (6)، وعبيد الله بن موسى (7)، ومحمد بن الحسن (8)، وعبد الله بن الوليد (9)، فلم تختلف الروايات عنهم في عدم ذكر هذه الزيادة.
وأما وكيع وأبو نعيم ومحمد بن كثير فقد اختلف عليهم، فرواه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة زهير بن حرب عن وكيع بدون ذكر هذه الزيادة أيضاً (10)، وكذا رواه علي بن عبد العزيز البغوي وأبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي عن أبي نعيم (11)، وخالفهم عبد الله بن عمر الذي يلقبونه مشكدانة فروى الحديث عن وكيع وأبي نعيم بإثبات هذه الزيادة (12).
وأما محمد بن كثير فروى الحديث عنه أبوداود سليمان بن الأشعث السجستاني بدون هذه الزيادة (13)، وخالفه الفضل بن الحباب فذكرها (14).
2 - رواية عمر بن عبيد الطنافسي:
وروي هذا الحديث عن عمر بن عبيد الطنافسي ثمانية من أصحابه وهم:أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل ومحمد بن عبيد المحاربي وأخوه يعلى بن عبيد وزياد بن أيوب الذي يلقبونه دلويه ومحمد بن آدم المصيصي وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ومحمد بن عبد الله بن نمير.
فأما أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل (15) ومحمد بن عبيد (16) ومحمد بن آدم (17) ويعلى بن عبيد (18) فلم تختلف الروايات عنهم في عدم ذكر هذه الزيادة.
وأما ابن نمير وإسحاق بن الشهيد وزياد بن أيوب فقد اختلفت نسخ الكتب التي أخرجت هذا الحديث عنهم.
¥(39/289)
فأما رواية ابن نمير عند ابن ماجه (19)، وليس في المطبوع من سنن ابن ماجه ذكر لهذه الزيادة ولذلك قال صاحب بذل المجهود: " رأيت نسخ ابن ماجه التي طبعت في الهند والتي طبعت في مصر ولم أجد لها أثراً من هذه الزيادة " (20)، وقال ابن رسلان في شرح السنن:" لم نجدها في ابن ماجه " (21)، لكن قال صاحب السبل: " راجعنا سنن ابن ماجه من نسخه صحيحة مقروءة فوجدنا فيه ما لفظه "، ثم ساق الحديث بذكر الزيادة فيه (22).
وقال مؤلف غاية المقصود: " لكن نسخة السنن لابن ماجه التي عند شيخنا نذير حسين المحدث أظنها بخط القاضي ثناء الله رحمه الله والتي بأيدينا تؤيد كلام ابن رسلان فإنها خالية عن هذه الزيادة " (23)، وتعقبه صاحب عون المعبود بقوله: " لكن الاعتماد في ذلك الباب على نسخة صحيحة مقروءة على الحفاظ كما قاله الأمير اليماني في السبل، فإنه رأى هذه الزيادة،وأيضاً قد أثبت هذه الزيادة من رواية ابن ماجه الحافظ في التلخيص وغيره من الكتب " (24).
الراجح في رواية ابن نمير عن عمر بن عبيد
قال مقيده (عفا الله عنه) (25): لم أجد من أثبت هذه الزيادة في رواية محمد بن عبد الله بن نمير عند ابن ماجه ممن خرّج الحديث، أو شرحه سوى الحافظ ابن حجر، والأمير الصنعاني. والأقرب إلى الصواب عدم إثباتها في سنن ابن ماجه، لكثرة من لم يذكرها من شرّاح ومخرجين، ولأن في عدم إثباتها من رواية ابن نمير موافقة لما رواه الجماعة عن عمر بن عبيد الطنافسي، وعن غيره ممن روى الحديث، وسيأتي بيان من رواه غير سفيان وعمر بن عبيد.
تعقيب استطرادي على قول الإمام الصنعاني
في ترجيح نسخة سنن ابن ماجه
وأما قول صاحب عون المعبود من أن الاعتماد في ذلك الباب على نسخة صحيحة مقروءة على الحفاظ كما قاله الأمير اليماني فقول بعيد عن التحقيق لا سيما في هذه الأعصار المتأجرة، لأن الناس قد توسعوا منذ زمن بعيد في السماع والقراءة، فقد قال البيهقي وهو يحكي حال بعض المحدثين في زمنة: " توسع من توسع في السماع من بعض محدثي زماننا الذين لا يحفظون حديثهم ولا يحسنون قراءة كتبهم ولا يعرفون ما يقرأ عليهم بعد أن تكون القراءة عليهم من أصل سماعهم " (26).
وقال الذهبي: " فليس طلب الحديث اليوم على الوضع المتعارف عند من حيز الطلب، بل اصطلاح وطلب أسانيد عالية، وأخذ عن شيخ لا يعي، وتسميع لطفل يلعب ولا يفهم، أو لرضيع يبكي، أو لفقيه يتحدث مع حدث، أو أخر ينسخ، وفاضلهم مشغول عن الحديث بكتابة الأسماء أو بالنعاس، والقارئ إن كان له مشاركة فليس عنده من الفضيلة أكثر من قراءة ما في الجزء، سواء تصحف عليه الاسم، أو اختلط المتن، أو كان من الموضوعات، فالعلم عن هؤلاء بمعزل، والعمل لا أكاد أراه، بل أرى أموراً سيئة، نسأل الله العفو. (27) "
ونقل الذهبي عن ابن حيويه أنه قال: " جئت إلى شيخ عنده الموطأ، فكان يُقرأ عليه وهو يتحدث، فلما فرغ قلت: أيها الشيخ يقرأ عليك وأنت تتحدث، فقال: قد كنت أٍسمع، قال: فلم أعد إليه " ثم علق الذهبي على ذلك بقوله: "قلت: كذا شيوخ الحديث اليوم إن لم ينعسوا تحدثوا، وإن عوتبوا قالوا قد كنا نسمع، وهذه مكابرة " (28).
ونقل الذهبي أيضاً:" وقد تسمح الناس في هذه الأعصار بالإسراع المذموم الذي يخفي معه بعض الألفاظ، والسماع هكذا لا ميزة له على الإجازة، بل الإجازة صدق، وقولك: سمعت، أو قرأت هذا الجزء كله، مع التمتمة ودمج بعض الكلمات كذب .. وكان الحفاظ يعقدون مجالس للإملاء وهذا قد عُدم اليوم، والسماع بالإملاء يكون محققاً ببيان الألفاظ للمسمع والسامع " (29).
هكذا هو حال الرواية في زمن البيهقي وزمن الذهبي، فما ظنك بحال الرواية في زمن الصنعاني، أيقال بعد ذلك بترجيح لفظة شاذة ليست في كل النسخ بحجة أن النسخة التي وجدت فيها تلك اللفظة نسخة صحيحة مقروءة كما يقول الصنعاني، ولم يكتف بذلك صاحب عون المعبود حتى زاد، فجعلها نسخة صحيحة مقروءة على الحفاظ، على أن من يوصف بالحفظ في ذلك العصر، أعنى عصر الصنعاني، إنما يوصف بذلك لأجل كثرة ما يحصله من الإجازات والقراءة على الشيوخ، ولا يتأتى ذلك لهم إلا بسرعة القراءة، بل كانوا يفتخرون بذلك، فيقول قائلهم قرأت البخاري في ثلاثة أيام، ومسلماً في ستة أيام، ومعجم الطبراني
¥(39/290)
الصغير بين المغرب والعشاء، وأمثال ذلك، بل كان هذا النوع من القراءة في زمن يذخر بالحفاظ المحققين عند أهل هذا العصر، كالذهبي، وابن حجر، والسيوطي، وأضرابهم،ولقد رأيت بنفسي في هذا العصر أناساً يقرؤون على بعض الشيوخ قراءة لا يمكنني معها معرفة ما يقول إلا بالمتابعة في الكتاب، ولا أكاد أدرك الموضع الذي يقرؤه، ولذلك اشترط ابن الصلاح لمن أراد الاحتجاج بحديث، أو العمل به من الكتب المعتمدة مراجعة أصل قد قوبل بأصول صحيحة متعددة مروية بروايات متنوعة، ليحصل له بذلك مع شهرة هذه الكتب وبعدها على أن تقصد بالتبديل والتحريف الثقة بصحة ما أتفقت عليه تلك الأصول فجعل الثقة لا تحصل إلا بالذي اتفقت عليه تلك الأصول المتعددة (30).
الراجح في رواية ابن الشهيد وابن أيوب عن عمر بن عبيد
وأما رواية إسحاق بن الشهيد وزياد بن أيوب فأخرجها ابن خزيمة عنهما بذكر هذه الزيادة كما في النسخة المطبوعة بتحقيق د. مصطفى الأعظمي (31)، غير أن ابن حجر روى هذا الحديث بسنده من طريق ابن خزيمة فلم يذكر ثم قال: " أخرجه ابن خزيمة في صحيحة هكذا " (32).
وقال في التلخيص: " تنبيه: وقع في صحيح ابن حبان من حديث ابن مسعود زيادة (وبركاته) وهي عند ابن ماجة أيضاً،وهي عند أبي داود أيضاً في حديث وائل بن حجر فيتعجب من ابن الصلاح، حيث يقول إن هذه الزيادة ليست في شيء من كتب الحديث " (33).
وهذا دليل على أنه لم ير هذه الزيادة في حديث ابن مسعود عند ابن خزيمة، وكذا كل من خرّج الحديث فإني لم أجد من عزى هذه الزيادة لابن خزيمة سوى من اعتمد على النسخة السابقة، ثم إن أبا داود السجستاني قد روى هذا الحديث من طريق أحد شيخي ابن خزيمة في هذه الرواية، وهو زياد بن أيوب، فلم يذكر هذه اللفظة (34)،وعليه فالأقرب إلى الصواب عدم إثبات هذه الزيادة في حديث ابن مسعود عند ابن خزيمة.
3 - رواية أبي الأحوص سلام بن سليم:
روى هذا الحديث عن أبي الأحوص أربعة من أصحابه مسدد بن مسرهد (35)،وأبو الفضل عباس بن الوليد النرسي (36)، وسهل بن عثمان العسكري (37)، وهناد بن السري، فلم يذكر هذه الزياده سوى هناد بن السري وحده (38)، وقول الجماعة أولى بالصواب.
خلاصة القول في تصحيح حديث ابن مسعود
قال مقيده (عفا الله عنه): إنما قلت بأن الصواب عدم ذكر زيادة (وبركاته) فيما تقدم من الروايات عن ابن مسعود لما يلي:
أولاً: كثرة من روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بدون هذه الزيادة، فقد روى التسليمتين عن النبي صلى الله عليه وسلم غير ابن مسعود جماعة من الصحابة رضي الله عنهم منهم سعد ابن أبي وقاص (39)، وابن عمر (40)،وجابر بن سمرة (41)، والبراء (42)، وعمار بن ياسر (43)، وعقبة بن عامر (44)، وطلق بن علي (45)، وغيرهم (46)، وأصح هذه الأحاديث حديث جابر بن سمرة وحديث ابن مسعود وحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عن الجميع، والثلاثة في مسلم، وحديث سعد ليس فيه بيان كيفية التسليم.
ثانياً: كثرة من روى هذا الحديث عن ابن مسعود غير أبي الأحوص بدون هذه الزيادة، فقد رواه عن ابن مسعود أبو معمر (47)، غير أنه لم يبين كيفية التسليم، ورواه الأسود علقمة (48)، ورواه مسروق بن الأجدع (49)، لكنه من رواية جابر الجعفي عن أبي الضحى عنه وجابر ضعيف إلا أن الراوي عنه شعبة وسفيان، ومن روى حديث مسروق عن غير جابر الجعفي فقد أخطأ.
هذه أمثل روايات هذا الحديث عن ابن مسعود،وقد روي عن غير هؤلاء عنه، وليس في شيء من هذه الروايات ذكر لهذه الزيادة.
ثالثاً: كثرة من روى حديث ابن مسعود عن أبي إسحاق السبعي، بدون ذكر هذه الزيادة، فقد رواه عن أبي إسحاق أيضاً خمسة من أصحابه لم يختلف عنهم في إسناده ولا متنه متابعين في ذلك ما ذكرت أنه الصواب عن الثوري وعمر بن عبيد وأبي الأحوص: وهم: الحسن بن صالح (50)، ومعمر (51)، وزائدة (52)، وشريك (53)، وعلي بن صالح (54).
وتابعهم على المتن جماعة،واختلف عنهم في الإسناد،وهم: زهير بن معاوية وإسرائيل ويونس بن أبي إسحاق وأبو الأحوص وإبراهيم بن طهمان وأبو بكر بن عياش وأبو ملك عبد الملك بن الحسين وخالد بن ميمون ويوسف بن إسحاق وحديج بن معاوية وأبو وكيع (55).
¥(39/291)
فعدة من روى هذه الحديث عن أبي إسحاق ثمانية عشر راوياً، كلهم متفقون على عدم ذكر هذه الزيادة في المتن، وإن اختلفوا في الإسناد، سوى ثلاثة؛ اختلف على اثنين منهم أصحابهما، أعنى الثوري وأبا الأحوص،وأكثر أصحابهما وأحفظهم على عدم ذكر هذه الزيادة،واختلفت النسخ عن الثالث أعني عمر بن عبيد في إثبات هذه الزيادة وعدم إثباتها عن بعض أصحابه عنه، بينما لم تختلف النسخ في عدم إثبات هذه الزيادة عن جل أصحابه وأحفظهم عنه.
رابعاً: أن من فضَّل في روايات هذا الحديث من الأئمة كأبي داود (56)،والدارقطني (57)،والطبراني (58)، مع ما عرف عنهم من الاعتناء التام بذكر أوجه الاختلاف والزيادات في الروايات (59)، لم يذكروا هذه الزيادة عن أحد من رواة هذه الحديث مع أنهم ذكروا روايات من رويت عنهم هذه الزيادة.
خامساً: أن شعبة بن الحجاج كان ينكر هذا الحديث حديث أبي إسحاق أن يكون مرفوعاً،ولذلك لم يخرجه البخاري أصلاً ولم يخرجه مسلم عن طريق أبي إسحاق.
الحديث الثاني: حديث وائل بن حجر
روى هذا الحديث سلمة بن كهيل، وأختلف عنه فرواه سفيان (60)، و العلاء بن صالح (61)، ومحمد بن سلمة بن كهيل (62)، عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قرأ فاتحة الكتاب جهر بآمين. قال: وسلم عن يمينه وعن يساره حتى رأيت بياض خده.
وخالفهم شعبة في الإسناد والمتن؛ فقال عن سلمة عن أبي العنبس عن علقمة عن وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال: " ولا الضالين" قال: " آمين " فأخفى بها صوته، ووضع يده اليمنى على يده اليسرى، وسلم عن يساره.
نصوص النقاد في بيان خطأ شعبة في هذه الرواية
وهكذا رواه جماعة عن شعبة (63)، وهو المحفوظ عنه، ولذلك خطأه الحفاظ؛ فقال الترمذي: سمعت محمد بن إسماعيل يقول حديث سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل في هذا الباب أصح من حديث شعبة، وشعبة أخطأ في هذا الحديث في مواضع؛ قال: " عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس "، وإنما هو " حجر بن عنبس "، وكنيته: أبو السكن. وزاد فيه: " عن علقمة بن وائل "، وإنما هو: " حجر بن عنبس عن وائل بن حجر "، ليس فيه " علقمة "، وقال: " وخفض بها صوته "، والصحيح: " أنه جهر بها ".
وسألت أبا زرعة؛ فقال: حديث سفيان أصح من حديث شعبة، وقد رواه العلاء بن صالح (64)، وقال مسلم: " أخطأ شعبة في هذه الرواية، حين قال: وأخفى صوته " (65).
وقال الدراقطني: " كذا قال شعبة: وأخفى بها صوته، ويقال: إنه وهم فيه لأن سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كهيل وغيرهما رووه عن سلمة، فقالوا: ورفع صوته بآمين " (66).
رواية موسى بن قيس عن سلمة بن كهيل
ورواه موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل عن علقمة بن وائل عن أبيه، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعن شماله السلام عليكم ورحمة الله " (67)؛ فخالف موسى بن قيس الجميع في هذا الإسناد، حيث أسقط حُجراً، وجعل مكانه " علقمة" وفسر السلام، وزاد فيه: لفظة " وبركاته ".
قال الطبراني – بعد أن أورد الحديث في ترجمة حجر بن عنبس عن وائل:- " هكذا رواه موسى بن قيس عن سلمة قال عن علقمة بن وائل وزاد في السلام "وبركاته (68) ".
وقد ذكر العقيلي عدداً من الأحاديث لموسى بن قيس، ليس هذا الحديث من ضمنها ثم قال:" هذه الأحاديث من أحسن ما يروي عصفور،وهو يحدث بأحاديث رديئة بواطيل " (69)، فلعل هذا من الأحاديث التي أخطأ فيها.
الراجح في حديث وائل بن حجر عدم ذكر " وبركاته "
وعلى هذا فإن كلمة " وبركاته " لا تصح من حديث وائل بن حجر أيضاً لما يأتي:
أولاً: أن موسى بن قيس أخطأ في إسناد هذا الحديث،وهذا قرينة على عدم الثقة بما ينفرد به من الزيادة في المتن، وظني أنه أختلط عليه حديث حجر بن عنبس هذا بحديث علقمة عن أبيه قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قائماً في الصلاة قبض بيمينه على شماله " (70)، فلعل موسى بن قيس تداخل عليه إسناد هذا الحديث وتوهم أنه لمتن حديث حجر، وزاد على سبيل التوهم في السلام لفظة: "وبركاته".
¥(39/292)
ثانياً: أنه لم يتابع على هذه الرواية من أحد أصحاب سلمة بن كهيل، وفيهم الحفاظ المتقنون؛ كالثوري وغيره.
ثالثاً: أن الحديث قد روي من وجه أخر عن وائل بن حجر بدون هذه الزيادة؛ فقد رواه شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا البختري يحدث عن عبد الرحمن اليحصبي عن وائل الحضرمي قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يسلم عن يمينه وعن شماله (71).
رابعاً: أن موسى بن قيس وإن كان ثقة فليس ممن يقبل تفرده بالزيادة عن سلمة بن كهيل دون الأجلة من أصحابه ممن روى الحديث عنه.
زيادة الثقة في هذا الحديث
فإن قيل هذه زيادة من ثقة فهي مقبولة، كما قال صاحب عون المعبود؛ إذ قال: " ومع صحة إسناد حديث وائل – كما قال الحافظ في بلوغ المرام – يتعين قبول زيادته؛ إذ هي زيادة عدل، وعدم ذكرها في رواية غيره ليست رواية لعدمها،وقد عرفت أن الوارد زيادة " وبركاته "، وقد صحت، ولا عذر عن القول بها " (72). فالجواب أن يقال: أن الزيادة في حديث ما – قوانين مطردة – أشبه بالمسائل الفقهية البحتة،بينما ليس لأهل الحديث فيها حكم كلي، بل عملهم في ذلك دائر مع القرائن في كل حديث حديث (73).
ولذلك قال الترمذي: " ورب حديث إنما يستغرب لزيادة تكون في الحديث (74) "، وليست الغرابة تقدح بمجرد التفرد، بل بما يحف ذلك من القرائن أيضاً. ولذلك قال أبو داود: " فإنه لا يحتج بحديث غريب ولو كان من رواية مالك ويحيى بن سعيد والثقات من أئمة العلم " (75)، بينما يقبل تفرد مثل هؤلاء في بعض الأحيان بحسب القرائن حيث لم يقوّ جانب الرد على جانب القبول.
وأما إذا خلا المقام من المرجحات والقرائن، فإن النظر ينصب حينئذ إلى الترجيح بقوة الحفظ والإتقان، ويكون ذلك بمثابة القرينة، ولذلك قال ابن خزيمة:" لسنا ندفع أن تكون الزيادة مقبولة من الحفاظ، ولكنا نقول: إذا تكافأت الرواة في الحفظ والإتقان فروى حافظ عالم بالأخبار زيادة في خير قبلت زيادته، فإذا تواردت الأخبار، فزاد، وليس مثلهم في الحفظ، زيادة لم تكن الزيادة مقبولة " (76)
وعليه فلا يصح جعل هذه الرواية – التي تبين بالقرائن المتقدمة أن راويها خلّط في إسنادها ومتنها – من قبيل زيادة الثقة المقبولة بحال، والله تعالى أعلم. وفي ضوء ما تقدم يتبين أن من صحح حديث ابن مسعود أو حديث وائل بهذه الزيادة فقد تساهل في ذلك (77)، والله تعالى أعلم.
تنبيه:
ذكر الشيخ الألباني رحمة الله عليه زيادة " وبركاته " في صفة الصلاة له، وعزى حديثها لأبي داود وابن خزيمة ثم قال: " وصححه عبد الحق في أحكامه،وكذا النووي والحافظ ابن حجر ورواه عبد الرزاق في مصنفه (2/ 219) ".
قال مقيده عفا الله عنه: في كلامه (رحمة الله عليه) نظر من وجوه:
الأول: أنه عزى هذ ه الزيادة إلى أبي داود وابن خزيمة، فهذا العزو يوهم ورودها في حديث واحد عندهما، مع أنهما حديثان ثم رتب على ذلك ما ذكر من التصحيح عمن ذكرهم،وهذا يقتضي أنهم صححوا الحديثين معاً، وهذا خلاف الواقع، فإن حديث ابن خزيمة لم يصححه أحد من هؤلاء.
الثاني: أن النووي قد حكم برد هذه الزيادة في الأذكار، وأنها لم تجئ إلا في رواية لأبي داود، يعني رواية وائل بن حجر (78)، فلعله حصل لبس في العزو من جهة أن بعض الشافعية يرى هذه الزيادة ويصحح الحديث فيها،والله أعلم.
الثالث: أنه عزى الحديث لعبد الرزاق في المصنف، برقم (2/ 219)، وليس الحديث فيه مسنداً،والذي سبب هذا الخطأ أن عبد الرزاق ذكر حديث أبي الضحى في التسليم عن مسروق عن عبد الله مرفوعاً، دون ذكر زيادة " وبركاته"، ثم ذكر بعده حديثاً موقوفاً على ابن مسعود، فيه ذكر هذه الزيادة معقباً عليه بقوله: " أظنه لم يتابعه عليه أحد "، ثم أسند حديثاً عن معمر والثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله مرفوعاً ولم يذكر لفظه بل قال: " مثل أبي الضحى "، فظن الشيخ الألباني (رحمة الله عليه) أن حديث أبي الضحى هو السابق على هذا مباشرة لأن هذا هو الكثير من صنيع أهل الحديث أنهم يحيلون لفظ بعض الروايات على ما يسبقها مباشرة إذا اتحد اللفظ أو المعنى، فعزى الشيخ الرواية مرفوعة بزيادة " وبركاته " لعبد الرزاق،والله أعلم.
...
الحواشي:
¥(39/293)
(1) هذا المثال أخذته من بحث أخينا الفاضل / سعيد المري القطري (حفظه الله) حيث قدمه لي ضمن متطلبات مادة العلل في الدراسات العليا، وزدت فيه بعض الشيء ليتسق أسلوب الموازنة على أساليب الأمثلة الأخرى.
(2) المعجم الكبير 22/ 45.
(3) إرواء الغليل 2/ 31 - 32.
(4) أخرجه أحمد 1/ 444، قال: حدثنا عبد الرحمن. والترمذي ح295 قال: حدثنا محمد بن بشار قال: أنا عبد الرحمن. والنسائي 3/ 63 قال: أخبرنا عمرو بن علي قال: أنا عبد الرحمن.
(5) أخرجه في المصنف 2/ 219،وأحمد 1/ 409، وغيره عنه.
(6) أخرجه الشاشي في مسنده 2/ 148 قال: حدثنا عباس بن محمد الدوري عن أبي داود الطيالسي.
(7) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 267 قال: حدثنا علي بن شيبة قال لنا عبيد الله بن موسى العبسي.
(8) أخرجه محمد بن الحسن الشيباني في كتاب الحجة 1/ 142 - 143.
(9) أخرجه ابن المنذر في الأوسط 3/ 219 قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا عبد الله عن سفيان ووقع في المطبوع بين عبيد الله وسفيان "بن" بدل " عن" وهو خطأ ظاهر فإن ابن المنذر كثيراً ما يروي عن علي بن الحسن عن عبد الله بن الوليد عن الثوري. انظر مثلاً الأوسط 1/ 132، 135، 145، 162، 184، وغيرها كثير، ثم إنه لا يوجد في الرواة أصلاً من اسمه عبد الله بن سفيان في طبقة من يروي عن أبي إسحاق، وقد أخطأ المحقق كهذا الخطأ في عدد من المواضع.
(10) أخرجه أحمد 1/ 390، 444 قال: حدثنا وكيع،وابو يعلى في مسنده 9/ 128 قال: حدثنا أبو خيثمة حدثنا وكيع.
(11) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 267 قال: حدثنا أبو أمية قال: حدثنا أبو نعيم، والطبراني في الكبير 10/ 123 قال: حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو نعيم.
(12) أخرجه أبو العباس السراج قال: حدثنا عبد الله بن عمر – يعني مشكدانة – حدثنا وكيع وأبو نعيم به، رواه الحافظ ابن حجر بسنده في نتائج الأفكار 2/ 222 وقال: هكذا في أصل سماعنا من مسند السراج بخط الحافظ مجد الدين بن النجار وكذلك وجده بخط الحافظ زكي الدين البرزالي.
(13) أخرجه أبو داود في السنن عنه ح 96.
(14) أخرجه ابن حبان 5/ 333 قال: أخبرنا الفضل بن الحباب.
(15) أخرجه في المصنف 1/ 265 وأحمد بن حنبل أخرجه في المسند 1/ 448.
(16) أخرجه أبو داود ح997 قال: وحدثنا محمد بن عبيد المحاربي.
(17) أخرجه النسائي في السنن الصغرى 3/ 63 قال: أخبرني محمد بن آدم بدون تفسير لكيفية السلام.
(18) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 10/ 123 وقال: حدثنا محمد بن زهير الأيلي ثنا عبدة بن عبد الله الصفار ثنا يعلى بن عبيد.
(19) ذكر ذلك الحافظ بن حجر في نتائج الأفكار 2/ 223 إذ قال: وهكذا أخرجه ابن ماجه عن محمد بن عبد الله بن نمير عن عمر بن عبيد عن أبي إسحاق وفيه " وبركاته ".
(20) بذل المجهود 5/ 338.
(21) انظر عون المعبود 3/ 207 –208.
(22) انظر المصدر السابق.
(23) انظر المصدر السابق.
(24) انظر المصدر السابق.
(25) هذه العبارة للأخ سعيد المري، يقصد بها نفسه، وستكرر هذه الكلمة لدى تعليقه.
(26) انظر مقدمة ابن الصلاح ص 93 - 94.
(27) سير أعلام النبلاء 7/ 167.
(28) انظر سير أعلام النبلاء 16/ 160 - 161.
(29) الموقظة ص 67.
(30) مقدمة ابن الصلاح ص 31.
(31) صحيح ابن خزيمة 1/ 359.
(32) نتائج الأفكار 2/ 220.
(33) التلخيص 1/ 271.
(34) أخرجه أبو داود ح 997 قال: وحدثنا محمد بن عبيد المحاربي وزياد بن أيوب.
(35) أخرجه عنه أبو داود ح 996.
(36) أخرجه عنه أبو يعلى في مسنده 9/ 39 –40، وابن حبان 5/ 331 قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال: حدثنا العباس بن الوليد النرسي.
(37) أخرجه الطبراني في الكبير 10/ 123 قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلم الرازي ثنا سهل بن عثمان.
(38) ذكر رواية هناد الحافظ في نتائج الأفكار 2/ 221 ووقع في المطبوع تحريف " هناد بن السري " إلى " أبي هناد السلولي " وليس في الرواية أحد بهذا النعت.
(39) مسلم ح 582.
(40) أحمد 2/ 71، والنسائي 3/ 62 –63.
(41) مسلم ح 431.
(42) ابن أبي شيبة في المصنف 1/ 266.
(43) ابن ماجه ح 916.
(44) انظر المطالب العالية ح 545.
(45) ابن حبان في الثقات 7/ 590.
(46) انظر التلخيص الحبير 1/ 270 –271.
(47) مسلم 581.
¥(39/294)
(48) أخرجه أحمد 1/ 394، 418،426، 442، والترمذي ح253، والنسائي 2/ 205، 233 من طرق عن زهير بن معاوية وإسرائيل وأبي الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عنهما به،وليس في هذه الطريق مخالفة لما رواه الجماعة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود؛ لأن ابا الأحوص سلام بين سليم يروي الحديث عن أبي إسحاق على الوجهين وإن كان قد اقتصر في لفظه عن الأسود وعلقمة على ذكر التكبير دون التسليم.
(49) أحمد 1/ 390، 409، 438.
(50) أخرجه أحمد 1/ 408قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن قال: حدثنا الحسن.
(51) أخرجه عبد الرزاق عنه 2/ 219، وأحمد 1/ 409 قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر.
(52) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 1/ 265 قال: حدثنا حسين بن علي عن زائدة، وأبو داود ح996 قال: حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زائدة،والطبراني في الكبير 10/ 123 قال: حدثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة.
(53) أخرجه أبو داود ح 996 قال: حدثنا تميم بن المنتصر قال: أخبرنا إسحاق يعني ابن يوسف عن شريك.
(54) أخرجه النسائي 3/ 63 قال: أخبرنا زيد بن أخزم عن ابن داود يعني عبد الله بن داود الخريبي عن علي بن صالح، والطبراني في الكبير 10/ 123 قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سحبان الشيرازي ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا معاوية بن هشام عن علي بن صالح لكن قال الدارقطني: تفرد به عبد الله بن داود عن علي بن صالح كما في أطراف الغرائب 4/ 147.
(55) انظر العلل للدارقطني 5/ 8 - 11.
(56) السنن ح 996.
(57) العلل 5/ 4 – 11.
(58) المعجم الكبير 10/ 123 - 128.
(59) قال ابن رجب: " وأما الزيادات في المتون وألفاظ الحديث فأبو داود رحمه الله في كتاب السنن أكثر الناس اعتناء بذلك " (شرح علل الترمذي 2/ 639)
(60) أخرجه أحمد 4/ 317، قال: ثنا محمد بن عبد الله بن الزبير بن سفيان.
(61) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 1/ 265، قال: حدثنا ابن نمير عن العلاء بن صالح،والترمذي مختصراً ح249، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أبان قال: حدثنا عبد الله بن نمير عن العلاء،والطبراني في الكبير 22/ 45، قال: حدثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا ابن نمير عن العلاء بن صالح، وحدثنا محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني حدثنا أبو كريب ثنا محمد بن بشر وعبد الله بن نمير عن العلاء بن صالح، وخالفهم مخلد بن خالد الشعيري فرواه عن ابن نمير عن علي بن صالح أخرجه أبو داود ح933 قال المزي في تهذيب الكمال 22/ 513 وهو وهم.
(62) أخرجه الطبراني في الكبير 22/ 45، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الأزرق بن علي ثنا حسان بن إبراهيم ثنا محمد بن سلمة بن كهيل.
(63) انظر مسند أبي داود الطيالسي، ص 138، ومسند أحمد 4/ 316، والتمييز لمسلم ص 180، وصحيح ابن حبان 5/ 109،والمعجم الكبير للطبراني 22/ 9، 45، والمستدرك للحاكم 2/ 253.
(64) العلل الكبير للترمذي، ص 68 - 69، وانظر التاريخ الكبير 3/ 73.
(65) التمييز، ص 180.
(66) سنن الدارقطني 1/ 334.
(67) أخرجه أبو داود ح997، قال: حدثنا عبدة بن عبد الله ثنا يحيى بن آدم ثنا موسى، والطبراني في الكبير 22/ 45، قال:حدثنا أسلم بن سهل الواسطي ثنا أبو الشعثاء علي بن الحسن يحيى بن آدم به.
(68) المعجم الكبير 22/ 45.
(69) ضعفاء العقيلي 4/ 164.
(70) أخرجه أحمد 4/ 316، والنسائي 2/ 125 من طريقين عن علقمة به.
(71) أخرجه أبو داود الطيالسي ص 137، وابن أبي شبية في المصنف 1/ 265،وأحمد 4/ 316،والدارمي ح 1252، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد، ح125، وغيرهم من طرق عن شعبة به.
(72) عون المعبود3/ 207 – 208.
(73) انظر النكت على كتاب ابن الصلاح، للحافظ ابن حجر 2/ 604،وتدريب الراوي 1/ 222.
(74) سنن الترمذي 5/ 759.
(75) رسالة أبي داود، ص 29.
(76) النكت على كتاب ابن الصلاح 2/ 689.
(77) كالشيخ الألباني – رحمه الله تعالى -، انظر صفة الصلاة، ص 187.
(78) انظر نتائج الأفكار 2/ 219.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3217
ـ[أبو خليفة العسيري]ــــــــ[13 - 02 - 04, 10:52 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[15 - 02 - 04, 09:56 ص]ـ
شكرا لك يا اخي
¥(39/295)
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[03 - 04 - 04, 11:37 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد:
فإن الشيخ الأثيوبي ذكر في رسالته حديثاً لابن مسعود فيه ذكر زيادة وبركاته نقله الشيخ عن ابن حزم بسنده في المحلى من طريق الدبري راوي المصنف عن عبد الرزاق، والحديث في مصنف عبد الرزاق (2/ 218) بدون ذكر هذه الزيادة وهو أيضاً في معجم الطبراني الكبير (10/ 125) من طريق الدبري عن عبد الرزاق وليس فيه ذكر هذه الزيادة، فكان الواجب التنبيه على ذلك، ثم إني أود أن أنبه إلى أمر وقبل ذلك أسوق سند الحديث ومتنه من باب التذكير، فالحديث هو ما رواه عبد الرزاق عن معمر والثوري عن حماد عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (ما نسيت فيما نسيت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله، حتى نرى بياض خده، وعن يساره السلام عليكم، ورحمة الله، حتى نرى بياض خده أيضاً).
وأما التنبيه الذي وددت الإشارة إليه فهو أن هذا الحديث لا يصح بهذا الإسناد لما يلي:
1 - أني لم أجده من غير رواية إسحاق بن إبراهيم الدبري راوية عبد الرزاق، وهو وإن كان إسناداً ظاهره الصحة، إلا أن انفراد الدبري بروايته دون أن يوجد عند أحد من أصحاب عبد الرزاق لاسيما أحمد مع جودة الإسناد يبعث الريبة والشك في صحته.
2 - أن المشهور برواية هذا الحديث عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله مرفوعاً هو جابر الجعفي، فقد رواه عنه جمعٌ من الثقات منهم؛ (الثوري) أخرجه أحمد (1/ 390،409) عن عبد الرزاق ووكيع عنه، وأخرجه الشاشي (1/ 401) والطبراني في المعجم الكبير (10/ 125) من طريق أبي نعيم عنه، ومنهم (شعبة) أخرجه أحمد (1/ 438) عن غندر عنه، وأخرجه الطبراني () من طريق إبراهيم الطويل عنه، ومنهم (المسعودي) أخرجه البزار (1/ 438) من طريق محمد بن بكير عنه، وشهرة الحديث عن راوٍ ضعيفٍ وهو هنا جابر الجعفي وغرابته عن ثقة من طبقة ذلك الضعيف والثقة هنا هو حماد بن أبي سليمان دليل على أن الحديث لا يصح عن ذلك الثقة.
3 - أن الإمام أحمد بعد أن روى الحديث عن عبد الرزاق عن الثوري عن جابر عن أبي الضحى، أعقبه بقوله كما في المسند (1/ 409): (ثنا عبد الرزاق ثنا معمر والثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث أبي الضحى)، فقوله مثل حديث أبي الضحى، يريد به حديث جابر الجعفي عنه، وهذه الرواية بعينها موجودة في المصنف بالسند نفسه، بالعبارة نفسها (مثل أبي الضحى) كما في المصنف (2/ 219)، إلا أن حديث أبي الضحى المتقدم عليها في المصنف ليس من رواية جابر، وإنما هو من رواية حماد، ولم تُروَ رواية جابر في المصنف، فكأن الأمر حصل فيه تصحيف، لتقارب شكل كلمة جابر وكلمة حماد، لا سيما ولم يكن آنذاك طباعة، أو كأنه حصل لبس من قبل الراوي عن عبد الرزاق، أعني الدبري راوي المصنف.
4 - أن البزار روى حديثاً مرفوعاً غير هذا في مسنده (5/ 343) من رواية حماد بن أبي سليمان عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله ثم قال: "ولا نعلم روى حماد عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله إلا هذا الحديث بهذا الإسناد"، ومثل هذا القول من مثل هذا الإمام مما يؤيد أن هذا الحديث ليس له أصل عن عبد الرزاق بل ليس له أصل عن حماد، ولأجل ذلك قلت في بحثي (زيادة وبركاته في التسليم): "ومن روى حديث مسروق عن غير جابر الجعفي فقد أخطأ" والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 04 - 04, 12:44 م]ـ
بارك الله في الشيخ الفاضل سعيد المري على هذا التنبيه
فيتلخص من كلامه فيما سبق
1 - أن زيادة (وبركاته) التي رواها ابن حزم في المحلي من طريق الدبري عن عبدالرزاق شاذة، مخالفة لما هو موجود في المصنف وكذلك لرواية الطبراني في المعجم الكبير.
2 - أن الدبري قد وهم في هذا الإسناد وخالف الرواة الثقات من أصحاب عبدالرزاق في قوله (حماد) والصواب هو (جابر الجعفي) كما قاله أحمد عن عبدالرزاق
وهي الرواية المشهورة للحديث التي رواها الحفاظ عن جابر الجعفي وليست عن حماد
وقد بين العلماء أن الدبري في روايته عن عبدالرزاق تخاليط
3 - ماقاله الإمام البزار رحمه الله في نفيه وجود رواية غير التي ذكرها لحماد عن أبي الضحى عن مسروق
فجزى الله الشيخ سعيد المري خيرا على هذا التنبيه الذي يدل على الفهم الدقيق لعلل الحديث.
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[20 - 04 - 04, 03:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[البارقي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 10:53 ص]ـ
بحوث طيبة مباركة فيها تأصيل لعلم العلل وجمع الروايات وتمحيصها لا الجمع فكل يجمع لوجود الحاسوب ولكن يبقى الفهم والمعرفة
ـ[عبد العزيز بن سعد]ــــــــ[01 - 08 - 07, 11:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا على إضافة البحث
وقد ذهب الإمام ابن باز رحمه الله إلى شذوذ الزيادة، سمعته منه رحمه الله
¥(39/296)
ـ[البارقي]ــــــــ[02 - 08 - 07, 04:40 ص]ـ
في هذا الملتقى نقل أحد الإخوة عن الشيخ الطريفي عدم الثبوت
وقال "زيادة (وبركاته) في السلام الظاهر انها زيادة من النساخ , وان كانت في الرواية فهي شاذة"
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79529
ـ[ابو زرعة سليمان بن شهاب السلفى]ــــــــ[02 - 08 - 07, 07:20 ص]ـ
حُذف
## المشرف ##
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[04 - 08 - 07, 10:01 م]ـ
بحث رباعى ممتع من الاخوة الافاضل والشيخ عبدالرحمن
ـ[وليد محمود]ــــــــ[05 - 01 - 08, 01:41 ص]ـ
لقد احترت الان هل الزيادة شاذة او من فعل النساخ
ام صحيحة ارجو التحقق من ذلك حتى نرى انعمل بها ام لا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[05 - 01 - 08, 04:16 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[بن سالم]ــــــــ[18 - 01 - 08, 02:15 ص]ـ
جَزَاكَ اللهُ خَيْراً(39/297)
ما درجة حديث اللهم مصغر الكبير ومكبر الصغير وهل من ترجمة لهذا الراوي؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[14 - 02 - 04, 10:42 ص]ـ
أين أجد ترجمة هذا الراوي
محمد بن عبد الغفار الزرقاني
يروي عن عمرو بن علي وعنه علي بن محمد بن عامر حديث اللهم مصغر الكبير ومكبر الصغير، وما درجة هذا الحديث
ـ[عمر السلفيون]ــــــــ[14 - 02 - 04, 12:54 م]ـ
ــ قولي _:_ اللهم مصغر الكبير و مكبر الصغير صغر ما بي _._
تخريج السيوطي
(ابن السني في عمل اليوم والليلة) عن بعض أمهات المؤمنين.
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 4120 في ضعيف الجامع.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[15 - 02 - 04, 11:27 ص]ـ
أخي الكريم لعل هذه المواضع تفيدك مع الموضع الذي ذكره أخونا عمر:
حدثنا روح حدثنا ابن جريج أخبرني عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن حدثتني مريم ابنة إياس بن البكير صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فقال أعندك ذريرة قالت نعم فدعا بها فوضعها على بثرة بين أصابع رجليه ثم قال اللهم مطفئ الكبير ومكبر الصغير أطفها عني فطفئت. مسند الإمام أحمد 5/ 370
وهو في السنن الكبرى للنسائي ج: 6 ص: 255
10870 أخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني عن حجاج قال حدثنا بن جريج أخبرنا عمرو بن يحيى قال حدثتني مريم بنت إياس عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثم عندك ذريرة فقالت نعم فدعا بها فوضعها على بثرة بين أصبعين من أصابع رجله ثم قال اللهم مطفئ الكبير ومكبر الصغير أطفئها عني فطفئت. ورواه ابن السني في عمل اليوم والليلة ص 562
وفي مجمع الزوائد 5/ 95 - 96
عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال عندك ذريرة قالت نعم فدعا بها فوضعها على بثر بين اصابع رجليه ثم قال اللهم مصغر الكبير ومكبر الصغير اطفئها عني فطفئت رواه أحمد وفيه مريم بنت أبي إياس تفرد عنها عمرو بن يحيى وهو ومن قبله من رجال الصحيح.
وقال ابن حبان في الثقات ج: 8 ص: 391:"14038 عبد الملك بن مروان بن قدامة أبو الوليد جار أبى عاصم يروى عن أبى عاصم مستقيم الحديث ثنا عمران بن موسى ثنا عبد الملك بن مروان ثنا أبو عاصم ثنا بن جريج عن عمرو بن يحيى بن عمارة عن مريم بنت إياس بن البكير عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال خرجت بين إصبعين من أصابع النبي صلى الله عليه وسلم بثرة فقال عندك ذريرة قلت نعم فأخذها فوضعها بين إصبعيه فقال يا مكبر الصغير ويا مصغر الكبير أطفأها عنى فطفيت فلست أدرى أهو عبد الملك بن مروان الأهوازي أو غيره لأن السجستاني لم ينسب لنا".
وانظر تهذيب الكمال 35/ 304(39/298)
حديث:"اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك ... "
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[16 - 02 - 04, 12:24 ص]ـ
عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: من خرج من بيته إلى الصلاة، فقال: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وأسألك بحق ممشاي هذا، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ... أقبل الله عليه بوجهه.
رواه أحمد (3/ 21) واللفظ له، وابن ماجه وغيرهما
إسناده ضعيف لأنه من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري، وعطية ضعيف كما قال النووي في "الأذكار" وابن تيمية في "القاعدة الجليلة" والذهبي في "الميزان" بل قال في "الضعفاء" (88/ 1): (مجمع على ضعفه) ,والحافظ الهيثمي في غير موضع من "مجمع الزوائد" وأورده أبو بكر بن المحب البعلبكي في "الضعفاء والمتروكين" والبوصيري في"مصباح الزجاجة"،وقال عنه أبو حاتم:"يكتب حديثه ضعيفا", وقال أحمد: ضعيف الحديث وبلغني أن عطية كان يأتي (الكلبي) فيأخذ عنه التفسير وكان يكنيه بأبي سعيد!!!؟ فيقول: قال أبو سعيد …!!! يوهم أنه أبو سعيد الخدري …! ,وقال النسائي: ضعيف. والحافظ ابن حجر بقوله فيه: (صدوق يخطىء كثيراً، كان شيعياً مدلساً، وقد أبان فيه عن سبب ضعفه وهو أمران:
الأول: ضعف حفظه بقوله: (يخطىء كثيراً) وهذا كقوله فيه "طبقات المدلسين": (ضعيف الحفظ) وأصرح منه قوله في "تلخيص الحبير" (241 طبع الهند) وقد ذكر حديثاً آخر: (وفيه عطية بن سعيد العوفي وهو ضعيف).
الثاني: تدليسه.
وأورده (أعني الحافظ) في رسالة "طبقات المدلسين" (ص18) فقال: (تابعي معروف، ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح) ذكره في "المرتبة الرابعة" وهي التي يورد فيها (من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، لكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجاهيل كبقية بن الوليد) كما ذكره في المقدمة
وقد ضعف الحديث غير واحد من الحفاظ كالمنذري في "الترغيب" والنووي وابن تيمية في "القاعدة الجليلة" وكذا البوصيري، فقال في "مصباح الزجاجة" (2/ 52): (هذا إسناد مسلسل بالضعفاء: عطية وفضيل بن مرزوق والفضل بن الموفق كلهم ضعفاء). وقال صديق خان في "نزل الأبرار" (?71) بعد أن أشار لهذا الحديث وحديث بلال الآتي بعده: (وإسنادهم ضعيف، صرح بذلك النووي في"الأذكار").
وقد نازعني البعض في ضعف عطية العوفي فقلت:
ذكرنا بعض من ضعف عطيّة العوفي ومنهم الإمام أحمد والنسائي والنووي وابن حجر وابن تيمية والذهبي والهيثمي والبعلبكي والبوصيري وأبو حاتم.
وهاك أقوال أخرى لأئمة هذا العلم:
قال ابن حبّان ـ بعد أن ذكر قصّته مع الكلبي التي ذكرناها في ترجمة الإمام أحمد له ـ: "لا يحلّ كتب حديثه إلاّ على سبيل التعجّب".
وقال أبو داود: ليس بالذي يعتمد عليه.
وقال البيهقي:"سئ الحال", "لا يحتج به"
وقال المنذري:"لا يحتج بحديثه"
وكذلك ضعفه ابن الجوزي في كتابه"الموضوعات"
وكذلك الزيلعي في "نصب الراية" فقال:"وعطية لا يحتج بحديثه"
وقال الزين العراقي في حديث"الولد ثمرة القلب ... ": فيه عطية العوفي وهو ضعيف.
وقال عنه الخطيب البغدادي:"ثابت الجرح ..... وهو اسوأ حالا ممن احتمل الجرح".
وضعفه الإمام السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" في عدة مواضع وكذلك في كتابه"الحاوي للفتاوى".
وكذلك ضعفه الإمام الفتني في"تذكرة الموضوعات".
وكذلك ضعفه الشيخ المناوي في "فيض القدير شرح الجامع الصغير" في كثير من المواضع فراجعه.
وكذلك ضعفه الإمام الشوكاني (مع أنه يرى بجواز التوسل بالنبي والصالحين)
واقرأ شرح ألفية الحديث للحافظ السخاوي ومقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث في ذكرهما لقصته مع الكلبي أنه كان يكنيه بأبي سعيد ليوهم أنه الخدري وليس هو.
أما ابن خزيمة فلما روى عن عطية العوفي حديثا عن أبي سعيد قال:" ...... عن عطية مع براءتي من عهدته عن أبي سعيد ........ ".
قال أحمد_ كما في العلل (رقم 1306) _: (كان هشيم يضعف حديث عطية). وانظر: التاريخ الصغير (1/ 267).
وقال أحمد _ كما في العلل (رقم 4502) _: (وكان سفيان _ يعني الثوري _ يضعف حديث عطية).
وأسند أبوداود _ كما في سؤالات الآجري (1/ 238رقم308) _ أن الشافعي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: (عطية ما أدري ما عطية).! وانظر: مناقب الشافعي للبيهقي (1/ 549)
¥(39/299)
وقال البخاري _ كما في التاريخ الكبير (4/رقم 2041): (كان يحيى يتكلم فيه). وانظر: التاريخ الكبير (5/ 360) والصغير (1/ 267).
وقال يحيى بن معين _ في رواية ابن الجنيد (رقم 234) _: (كان ضعيفاً في القضاء، ضعيفاً في الحديث).
وقال _ في رواية أبي الوليد بن أبي الجارود كما في الضعفاء للعقيلي (3/ 359) _: (كان عطية العوفي ضعيفاً).
وقال _ في رواية ابن أبي مريم كما في الكامل):_ (7/ 84) ضعيف إلا أنه يكتب حديثه).
وقال أبوحاتم الرازي _ كما في الجرح والتعديل (3/ 1/رقم 2125) _: (ضعيف، يكتب حديثه، وأبونضرة أحب إليّ منه).
وقال أبوزرعة الرازي _ الموضع السابق من الجرح _: (ليّن).
وقال أبوداود _ كما في سؤالات الآجري (1/ 264رقم376) _: (ليس بالذي يُعتمد عليه).
وقال الجوزجاني _ كما في أحوال الرجال (رقم 42) _: (مائل).
وقال ابن خزيمة _ كما في صحيحه (4/ 68) _: (في القلب من عطية بن سعد العوفي).
وقال الساجي _ كما في تهذيب التهذيب _: (ليس بحجة، وكان يقدم علياً على الكل).
وقال الدارقطني _كما في السنن (4/ 39) _: (ضعيف).
وقال _ كما في العلل (4/ 6): _ ((مضطرب الحديث).
وكذلك ضعفه سالم المرادي وابن عدي وعبد الحق الأشبيلي والحافظ ابن القيم والحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم والكناني وقال متفق على ضعفه وقال في عون المعبود: وأخرج ابن ماجه من طريق بقية عن مبشر بن عبيد عن حجاج بن أرطاة عن عطية العوفي عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يركع من قبل الجمعة أربعا لا يفصل في شيء منهن وهذا الحديث ضعيف جدا ولا تقوم به الحجة بقية بن الوليد كثير التدليس ومبشر منكر الحديث قال أحمد كان يضع الحديث والحجاج بن ارطاة تركه يحيى القطان وابن مهدي وعطية ضعفه الجمهور وقال الشيخ أبو شامة في كتاب الباعث في شرح أحد الأحاديث:"ولعل الحديث انقلب على أحد هؤلاء الضعفاء لعدم ضبطهم واتقانهم فقال قبل الجمعة وإنما هو بعد الجمعة فيكون موافقا لما ثبت في الصحيح" انتهى وذكره العقيلي في ضعفاءه.
وللأمانة العلمية:
ذكر من وثق العوفي-حسب ما أعلم-:
قال ابن سعد _ كما في الطبقات (6/ 304) _: (كان ثقة إن شاء الله، وله أحاديث صالحة، ومن الناس من لا يحتج به).
وقال يحيى بن معين _ في رواية ابن طهمان (رقم 256) _: (ليس به بأس). قيل: يحتج به؟ قال: (ليس به بأس).
وقال _ في رواية الدوري (2/ 407) _: (صالح).
الجواب عن ذلك:
أما توثيق ابن سعد له فهو قول شاذ منه، وكان الحافظ ابن حجر _ كما في هدي الساري _ قد قرر أنه لا يعتمد على قوله لأن مادته من الواقدي.
وأما قول ابن معين فيه فقد ثبت عنه جرحه كما نقلنا:
قال يحيى بن معين _ في رواية ابن الجنيد (رقم 234) _: (كان ضعيفاً في القضاء، ضعيفاً في الحديث).
وقال _ في رواية أبي الوليد بن أبي الجارود كما في الضعفاء للعقيلي (3/ 359) _: (كان عطية العوفي ضعيفاً).
وقال _ في رواية ابن أبي مريم كما في الكامل):_ (7/ 84) ضعيف إلا أنه يكتب حديثه).
وقد قرر علماء المصطلح أنه إذا جاء في راو واحد قولان من إمام واحد أخذ بالقول الذي يوافق جمهور العلماء. ذكر ذلك ابن شاهين في كتابه (المختلف فيهم في عدة مواضع).
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[16 - 02 - 04, 12:35 ص]ـ
وقد رد علينا بعضهم بأن الحديث حسنه أربعة من الأئمة الحفاظ و صححه واحد.
1\ حسنه الحافظ الدمياطي في المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح صـ 471 ـ 472.
2\ حسنه الحافظ أبو الحسن المقدسي شيخ الحافظ المنذري كما في الترغيب و الترهيب ج3 صـ 273.
3\ حسنه الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ج1
صـ291.
4\ حسنه الحافظ ابن حجر العسقلاني في أمالي الأذكار ج1 صـ 272.
5\ صححه ابن خزيمة كما ذكر ذلك الحافظ البوصيري في مصباح الزجاجة ج1 صـ99.
وبالنسبة لعطية العوفي فرد يوق:
1\ لم تنقل سيدي كل من وثق الرجل من أئمة الجرح و التعديل.
إليك طائفة منهم
1\ إمام الجرح و التعديل يحيى بن معين
ذكرت له جرحا و تعديلا للرجل و رجحت ضمنيا الجرح بسبب قاعدة الأغلبية لاب شاهين التي ذكرتها.
و هذا خطأ من وجوه.
أولا أن يحيى بن معين وثق الرجل في أكثر من موضع.
أنظر ذلك في
ـ سؤالات الدوري ج2 ص407 قال عنه صالح. و في اصطلاحه يعني ثقة.
¥(39/300)
ـ و في التهذيب ج2 ص60. لما قبل مقارنته بأبي الوداك فأشار إلى أن هذا الخير أوثق من عطية العوفي.
ـ و قال يحيى بن معين في رواية أبي خالد الدقاق ص 27 عطية العوفي ليس به بأس. قلت و معناه ثقة كما في ألفية العراقي حيث نبه إلى ذلك رحمه الله.
و في الرفع و التكميل في الجرح و التعديل للعلامة اللكنوي و غيرهم ممن كتب في الفن، و قد قالها بنفسه أي بن معين كما في ثقات ابن شاهين ص 270 و مقدمة ابن الصلاح و اللسان ج1 ص13.
و في التهذيب ج6 ص207.
فلا عبرة بما تفضل به صاحب الكشف و التبيين في تقييد ذلك. ص38.
2\ الحافظ الهيثمي يعتمد توثيق يحيى بن معين لعطية العوفي أنظر مجمع الزوائد ج7 ص314. و كذلك ج10 ص 371.
3\أدخل ابن شاهين عطية العوفي في ثقاته ص 172.
4\ وثقه أبو بكر البزار كما في التهذيب ج 7 ص 226.
5\ وثقه أبو حاتم الرازي لمقارنته في التوثيق بأبي نضرة المنذر بن مالك العبدي المعروف الثقة.
6 \ و ثقه يحيى بن سعيد القطان كما في التهذيب ج2ص 60
7\ وثقه ابن خزيمة بعدما ذكره في صحيحه أنظر مصباح الزجاجة ج1 ص 98.
9\ وثقه أبو عيسى الترمذي كمافي تحفة الأشراف.
10\و نختمها بكلام فصل في عطية العوفي لإمام السنة ابن حجر العسقلاني. أنظر أمالي الأذكار ج1 ص 217
قال رحمه الله توثيقا للرجل
ضعف عطية إنما جاء من قبل التشيع و من قبل التدليس وهو في نفسه صدوق. أهـ
قلت فأين هي أقوال الذين قالوا لقد أجمع على ضعفه.
لقد ختمت أخي الأزهري الأصلي كلامك بقاعدة ابن شاهين على أن الجرح و التعديل إذا صدر من نفس العالم في نفس الراوي يعمل بقول الأغلبية.
قلت هذا لا يصلح عند أهل الفن فالتحقيق عندهم أولى.
قال أئمة الشأن في المسألة ما في في الرفع و التكميل في الجرح و التكميل للعلامة اللكنوي ص263.
1\قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في بذل الماعون ...
وقد وثقه يحيى بن معين و النسائي و محمد بن سعيد و الدارقطني و نقل ابن الجوزي عن ابن معين أنه ضعفه، فإن ثبت ذلك فقد يكون سئل عنه وعمن فوقه، فضعفه بالنسبة إليه و هذه قاعدة جليلة في من اختلف النقل عن ابن معين فيه، نبه عليها أبو الوليد الباجي في كتابه رجال البخاري.
2\ نبه إليه كذلك العلامة التهانوي في كتابه قواعد في علوم الحديث. ص264 و ص 429. أنظر تعليق الشيخ أبي لكتاب الرفع للإمام اللكنوي.ص263.
3\ ونبه لذلك الحافظ ابن حجر في هدي الساري ج2ص141.
و في ج2ص168.
4\ و نبه إليه السخاوي في فتح المغيث ص162.
5\ ونبه الإمام اللكنوي على أن الإختلاف في الحكم لنفس الراوي من نفس الناقد قد يعود للمقارنة أو للتغير في الإجتهاد.
6\ونختم الكلام في المسألة للعلامة الشيخ أبي غدة في حاشية الرفع فيقول ناقلا عن شيخه التهانوي ...
قال شيخنا رحمه الله إذا اختلف قول الناقد في الرجل فضعفه مرة و قواه أخرى، فالذي يدل عليه صنيع الحافظ أن الترجيح للتعديل و يحمل الجرح على شيئ معين. أهـ الرفع ص263.
قلت و قد نبه كثير من مشايخنا إلى الأخذ بآخر ما عرف به الناقد إن لم يعرف سبب تغير حكمه في الراوي جرحا أو تعديلا.
و أنبه أخي الأزهري الأصلي أن عند أئمة الفن يحيى بن معين وثق عطية العوفي. و الله أعلم.
ويقول كذلك: (يكفيني أن الحديث كما قلت لك حسنه جمع من الحفاظ و صححه واحد. و أي حفاظ، الحافظ الدمياطي، الحافظ المقدسي، الحافظ العراقي، الحافظ ابن حجر العسقلاني، و قال الحافظ ابن القطان السجلماسي كما في نصب الراية ج4 ص68 ... عطية العوفي مضعف، و قال ابن معين فيه صالح فالحديث به حسن.
و صحح الحديث ابن خزيمة.
و الحافظ الهيثمي اعتمد توثيق ابن معين في مجمع الزوائد
ج7ص314 و حسن لعطية العوفي في المجمع ج10ص371.
فأمام كل هذا الحشد من تحسين لأثر الحفاظ للحديث لا يكون الحديث إلا حسنا. أما عن تصحيح و تضعيف ابن تيمية فأنت تعلم ما قال فيه الشيخ الألباني.رحم الله الجميع.
أعتذر لك سيدي عن عدم نقل النصوص بأكملها لمن وثق عطية العوفي، صدقني لا وقت لي. الله يلطف. أشغال كثيرة جدا و هموم الدعوة لا تخفى عليك.
إرجع سيدي إلى المراجع فلقد قيدتها بالصفحة و المجلد.
أقتصر فقط عن توثيق يحيى بن سعيد القطان. نزولا لرغبتك.
¥(39/301)
أنت تعلم سيدي أن شيوخ الفن لا يقارنون إلا من كان من نفس الحال لذلك قالوا فلان ثقة و فلان أوثق أو زادوا ثقة مأمون، أو قولهم إذا سئل الواحد منهم عن راو بالنسبة لآخر هو خير عندي أو هو أحب إلي إلى غير ذلك من مصطلحاتهم و هذا معروف منشور في كتب الجرح و التعديل.
نعود ليحي القطان فقد قال عن جبر بن نوف أبي الوداك.
هو أحب إلي من عطية،أهـ فهي كما ترى مقارنة بين ثقتين.
التهذيب ج2ص60.
بالنسبة لتوثيق ابن خزيمة سيدي لعطية فواظح فلو رأى فيه جرحا أو عدم عدالة لحذفه من صحيحه.
أذكرك سيدي بعنوان صحيح ابن خزيمة.
.
المسند الصحيح المتصل بنقل العدل عن العدل من غير قطع في السند و لا جرح في النقلة.
فتصحيح الحديث كما لا يخفى عليك توثوق لرجاله.
أعود لو سمحت لعطية
فقد جرحه من جرحه بأحد الأسباب الثلاثة
1 التدليس
2التشيع
3 رواية المناكير. هذه فصلت فيها لن أعود إليها.
طيب الحرح المبهم لا يعتمد عند أغلب أصحاب الشأن.
بالنسبة للتدليس
كل من جرحه فبسبب رواية تفرد بها محمد بن السائب الكلبي فقط.
قال الحافظ أحمد الغماري في تخريج أحاديث البداية
ج6 ص172 عند تعرضه لعطية ....
و إنما نقلوا عنه التدليس في حكاية ما أراها تصح مع الكلبي
بالنسبة لتشيع عطية.
أما بالنسبة لتشيع الراوي فأهل الفن قبلوا روايته ما لم يكن يدعو لبدعته. ولم يحكم عليه بالكفر كل الأئمة.إنتبه كل الأئمة.
1 ابن حجر في شرح النخبة. و في هدي الساري ج2ص111.
2 السخاوي في فتح المغيث ج1ص326 ـ 335.
3 السيوطي في التدريب ص 216. 220. 324. 329.
4 المرحوم أحمد شاكر في الباعث الحثيث ص110. 111.
5 الذهبي وهو أحسن من فصل و أجاد و استشهد بقبول يحيى ابن معين بالشروط السابقة. سير أعلام النبلاء ج7 ص153.
فكل هؤلاء سيدي قبلوا رواية الشيعي بالشرطين السابقين و عطية لم يكفره أحد و لم يكن داعيا للتشيع و أذكرك ختاما كما أسلفت بتعديل الحافظ ابن حجر العسقلاني له و هو يشير على أنه عارف أنه شيعي وأنه صدوق عنده.
قال رحمه الله
ضعف عطية إنما جاء من قبل التشيع و من قبل التدليس وهو في نفسه صدوق. أهـ أنظر أمالي الأذكار ج1 ص 217) انتهى كلامه.
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[16 - 02 - 04, 12:41 ص]ـ
وقد رردنا وقلنا:
ذكرنا ممن ضعفوه (أي الحديث) خمسة النووي والمنذري والبوصيري وابن تيمية وصديق خان.
وقد تفضلت بذكر من حسنوه وصححوه وإن كان تصحيح ابن خزيمة ليس بصريح. فجزاك الله خيرا.
وبالنسبة لعطية العوفي فعلى كل حال فالذين جرحوه أكثر ممن وثقه، ومن المعلوم أن الجرح المبين مقدم على التعديل.
وأما الموثقون كابن معين فقد قال فيه صالح كما في الميزان وهذه اللفظة في المرتبة السادسة من مراتب التوثيق فهي توثيق لين وحكمه أنه يكتب حديثه للاعتبار فهذا التوثيق لا ينافي القول بالضعف وأما الترمذي فلم يصرح بتوثيقه، نعم حسن له غير حديث، وتحسينه لا يدل على أن عطية ممن يحتج بحديثه في كل موضع فإنه ربما يحسن الحديث لمجيئه من طريق أخرى ولاحتمال أن يكون التحسين في موضع قد ثبت عند الترمذي التصريح بالتحديث فيه فإن عطية مدلس كما تقدم، وحديث المدلس إنما يقبل إذا صرح بالتحديث على أن الترمذي متساهل في التصحيح والتحسين، ولذا لم يعتمد العلماء عليه في هذا الباب وردوا على تصحيحه وتحسينه في غير موضع.
فإن قلت: إن الحافظ ابن حجر قال في تخريج الأذكار للنووي وفي كتاب الصلاة لأبي نعيم عن فضيل عن عطية قال: حدثني أبو سعيد فذكره لكن لم يرفعه فقد أمن من ذلك تدليس عطية العوفي.
فالجواب أنه لا يحصل الأمن من تدليس عطية بهذا فإن عطية تقدم أنه يكنى محمد بن السائب الكلبي أبا سعيد فكان إذا حدث عنه يقول حدثني أبو سعيد فيوهم أنه أبو سعيد الخدري، والأشبه أن هذا الحديث موقوف. قال الذهبي في الميزان في ترجمة عبد الله بن صالح العجلي الكوفي:" وله عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إذا خرج الرجل من بيته قال اللهم بحق السائلين عليك " الحديث، قال: خالفه أبو نعيم ورواه عن فضيل فما رفعه "، قال أبو حاتم:" وقفه أشبه، والموقوف ليس بحجة عند المحققين ". وقد صدر المنذري هذا الحديث في باب الترغيب في المشي إلى المساجد بلفظ (روى) وأهمل الكلام عليه في آخره وهذا عنده دلالة للإسناد الضعيف كما
¥(39/302)
قال في ديباجة الكتاب وصرح النووي في الأذكار بضعفه.
وقد قلت:" أن الحافظ الهيثمي قد اعتمد توثيق ابن معين له".
لو تتبعت مقالات الهيثمي عن العوفي في مجمع الزوائد ستجد أنه ضعفه في أكثر من 95% من الأحاديث.
،وقال عنه أبو حاتم:"يكتب حديثه ضعيفا" ,وكذلك قال_ كما في الجرح والتعديل (3/ 1/رقم 2125) _: (ضعيف، يكتب حديثه، وأبونضرة أحب إليّ منه).
وقال ابن خزيمة _ كما في صحيحه (4/ 68) _: (في القلب من عطية بن سعد العوفي).
وكذلك لما روى عن عطية العوفي حديثا عن أبي سعيد قال:" ...... عن عطية مع براءتي من عهدته عن أبي سعيد ........ ".
أما أبو بكر البزار فقد قال فيه: يعدّ في التشيع، روى عنه جلّة النّاس.
فهل تعد هذا توثيقا؟!!
هذا بالنسبة للعوفي.
وفي الحديث علة أخرى ليست الفضيل بن مرزوق فهو ثقة كما قال جمهور العلماء ,ولكن العلة الأخرى هي الفضل بن الموفق بن أبي المتئد الكوفي ففيه ضعف. قاله في التقريب وقال الذهبي في الميزان:" ضعفه أبو حاتم وكذا في الترغيب والترهيب للمنذري والكاشف للذهبي والتلخيص للحافظ ". فإن قلت قد وثقه ابن حبان كما ذكره المنذري في الترغيب والترهيب، قلت: لا اعتداد بتوثيق ابن حبان إذا تفرد به، قال الذهبي في الميزان في ترجمة عمارة بن حديد:" ولا تفرح بذكر ابن حبان له في الثفات فإن قاعدته معروفة من الإحتجاج بمن لا يعرفه "، ونص الحافظ في التهذيب، قال أبو حاتم:" كان شيخنا صالحاً ضعيف الحديث وكان قرابة لابن عيينة له عند ابن ماجة حديث أبي سعيد في القول: إذا خرج إلى الصلاة ". وقال البوصيري في الزوائد في هذا الحديث: هذا إسناده مسلسل بالضعفاء. عطية وهو العوفي، وفضيل بْن مرزوق، والفضل بْن الموفق كلهم ضعفاء.
ملحوظة:
الفضل بن الموفق ليس في كل طرق الحديث الأول وإنما هو في طريق ابن ماجة فقط. هذا للعلم.
وبعد أخي العزيز فلا يخفى عليك ما في هذا الإسناد من طوام.
وقد قلنا أن الحديث ضعفه غير واحد من الحفاظ كالمنذري في "الترغيب" والنووي وابن تيمية في "القاعدة الجليلة" وكذا البوصيري، فقال في "مصباح الزجاجة" (2/ 52): (هذا إسناد مسلسل بالضعفاء: عطية وفضيل بن مرزوق والفضل بن الموفق كلهم ضعفاء). وقال صديق خان في "نزل الأبرار" (ص71) بعد أن أشار لهذا الحديث وحديث بلال الآتي بعده: (وإسنادهم ضعيف، صرح بذلك النووي في"الأذكار").
وابن تيمية من الحفاظ كما قال الحافظ ابن حجر فقد صرح باستحقاق ابن تيمية رتبة (حافظ) كما في (التلخيص الحبير3/ 109) وكذلك شهد له السيوطي برتبة (حافظ، مجتهد، شيخ الإسلام) (صون المنطق 1 طبقات الحفاظ ترجمة رقم (1144) والأشباه والنظائر3/ 683 نقل فيها ثناء ابن الزملكاني على شيخ الإسلام).
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[16 - 02 - 04, 12:43 ص]ـ
نرجو من الإخوة التعقيب على هذا البحث.
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[16 - 02 - 04, 12:48 ص]ـ
بالنسبة لطرق الحديث الأخرى فلم نتكلم عنها لأن كل الكلام كان عن هذا الحديث.
ومن أراد التوسع في البحث فقد أفردنا موضوعا تجده في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12258&highlight=%C7%E1%CA%E6%D3%E1
ولكن للأسف لم يتم فيه أي نقاش من مخالف أو موافق.
ومن أراد الدخول في نقاش علمي جيد جدا فسيجده في هذا الرابط:
##############################################
وتقبلوا فائق الإحترام.
ـ[عبدالحكيم]ــــــــ[16 - 02 - 04, 01:29 ص]ـ
(ذكرنا!)
(وقد رردنا وقلنا!)
(وقد رد علينا بعضهم!)
(قلت) في هذه أحسنت.
لاتعود نفسك على الجمع أخي وفقك الله.
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[16 - 02 - 04, 04:36 ص]ـ
((كتبت التعليق قبل كل التعليقات الماضية ولكن الاتصال انقطع، فعذرا إن كان تكرارٌ))
وهذا رأي ابن حجر، وابن حجر ممن يتشوف لمعرفة رأيه، أما رأيي فحيث لا يتشوف إليه وحيث أنه بادي رأي وليس برأي؛ فسأحتفظ به لنفسي.
قال ابن حجر رحمه الله في نتائج الأفكار 1/ 267 معلقاً على الحديث وتضعيف النووي لعطية:
" ضعف عطية غنما جاء من قبل التشيع، ومن قبل التدليس، وهو في نفسه صدوق، وقد أخرج له البخاري في الأدب المفرد، وأخرج له أبو داود عدة أحاديث ساكتاً عليها، وحسن له الترمذي عدة أحاديث، بعضها من أفراده، فلا يظن أنه مثل الوازع".
ثم ساق الحديث بإسناده رحمه الله إلى الطبراني في كتاب الدعاء، قال الطبراني:
"ثنا بشر بن موسى ثنا عبد الله بن صالح - هو العجلي- ثنا فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه " فذكر الحديث
ثم قال ابن حجر 1/ 277:
" هذا حديث حسن، أخرجه أحمد (3/ 21) عن يزيد بن هارون عن فضيل بن مرزوق.
وأخرجه ابن ماجه (778) عن محمد بن يزيد بن إبراهيم التستري، عن الفضل بن موفق.
وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (ص17 - 18) من رواية محمد بن فضيل بن غزوان ومن رواية أبي خالد الأحمر.
وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني من رواية أبي نعيم الكوفي.
كلهم عن فضيل بن مرزوق.
وقد رويناه في كتاب الصلاة لأبي نعيم، وقال في روايته عن فضيل عن عطية قال: حدثني أبو سعيد، فذكره، لكن لم يرفعه، وقد امن بذلك تدليس عطية" انتهى كلام ابن حجر، والصفحات في الإحالات من محقق الكتاب الشيخ حمدي عبد المجيد السلفي.
¥(39/303)
ـ[حنبل]ــــــــ[17 - 02 - 04, 03:40 ص]ـ
للشيخ دمشقية كلام اورده عن تصحيح الحافظ بن حجر فى موسوعة اهل السنة سانقله بالمعنى و اوثقة لكم عاجلا ان شاء الله.
قال الدمشقية: ان تصحيح الحافظ للحديث بسبب تصريح بن عطية بالتحديث لا يجدى و لا ينفع لان تدليس عطية ليس تدليس اسناد فقط بل هو اكثر من ذلك فكما ذكر شيخنا الازهرى الاصلى فأن العوفى كان يأتى الكلبى و يكنية ابو سعيد و بذلك لا يفيد التصريح كثيرا.
أما فى حالة التصريح باسم ابو سعيد الخدرى فى السند فقد رده ايضا الشيخ الالبانى كما ذكر ذلك الشيخ ابو الحسن فى كتابة الدرر فى مسائل المصطلح و الاثر و علل ذلك بصعوبة معرفة ان الذى صرح هو العوفى و ليس احد رواة الحديث الاخرين الذين ظنوا ان العوفى يقصد ابو سعيد الخدرى عندما قال حدثنى ابو سعيد.
و قد صرح الالبانى برد جميع احاديث العوفى عن ابو سعيد سواء كانت فى التفسير او غيرها او كان فيها تصريح بالتحديث او لا او كانت عن ابو سعيد او ابو سيعد الخدرى.
ـ[الرايه]ــــــــ[19 - 07 - 09, 10:32 م]ـ
ممن افرد الحديث بالتصنيف
الانتصار لشيخ الاسلام محمدبن عبدالوهاب بالرد على مجانبة الالباني فيه الصواب
للشيخ اسماعيل الانصاري
الناشر: مكتبة الامام الشافعي، ظ1، 1410هـ
الفصل بين المتنازعين في حديث اللهم اني اسالك بحق السائلين
صالح عبدالله العصيمي
دار اهل الحديث ط1، 1413هـ(39/304)
لفظة "وأنثييه"
ـ[الفاروق عمر]ــــــــ[16 - 02 - 04, 05:51 ص]ـ
س1 جاء علي في سؤاله للنبي عن المذي روايه عند أبي داودليغسل ذكره وأنثييه والذي أعرفه أنها منقطعه لكن جاءت عند الطبراني بإسناد لا مطعن فيه كما يقول الحافظ أرجو الإفاده لصحة هذه اللفظه؟ ومعلوم أن غسل الأنثيين سنه عند الجمهور واختاره ابن قدامه لأن المعنى معقول وهو برود الشهوة وهو قول ابن عباس كما عند عبد الرزاق.
س2حديث قاء فتوضأ ماصحته وهل المحفوظ قاء فأفطر.
س3كتاب التبيان على بلوغ المرام ل خالد الشلاحي ما رأيكم فيه من حيث منهجه؟
فائده: قيل أناالودي يلحق بالبول وهو قياس الشبه وقال ابن النجار لايلحق بقياس الشبه إلا إذا لم نستطع أن نلحقه بقياس العله ذكره عن أبي بكر الباقلاني.
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[16 - 02 - 04, 04:03 م]ـ
هذه الزيادة أعلها الإمام أحمد بالتفرد كما في مسائل أبي داود لاحمد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 02 - 04, 10:29 ص]ـ
حول الحديث الثاني (قاء فأفطر) تكلم الشيخ أحمد شاكر حول لفظ الحديث في تعليقه على سنن الترمذي
فائدة من سنن الأثرم (مخطوط)
قال الأثرم:
بَابُ الوُضُوءِ مِنْ الْقَيْءِ
قال الأثرم: حدثنا الحكم بن موسى عن هقل عن الأوزاعي عن عطاء قال: إن قاء فليتوضأ.
حدثنا (أبوحذيفة) ثنا إبراهيم – يعني بن نافع – عن ابن أبي تجيح عن مجاهد قال: يقطع الصلاة القيء.
حدثنا الفضل بن دكين ثنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم قال: إذا دسع، فليتوضأ.
قال الأثرم: سألت أبا عبدالله عن الوضوء من القيء. فقال: نعم يتوضأ.
قلت: على إيجاب الوضوء. قال: نعم ولايصح لحديث ثوبان: أنا صببت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه.
قلت له: هو يثبت عندك؟
قال: نعم.
قلت له: إنهم يضطربون؟
فقال: حسين المعلم يجوِّدُه.
قلت له: هو يقول عن عبدالله بن عمرو الأوزاعي؟!
فقال: عبدالله وعبدالرحمن، واحد.
قلت له: يعيش بن الوليد معروف؟
قال: قد روي عنه.
قلت له: فأبوه؟
قال: أبوه معروف، سمع منه ابن عيينة، قال حدثني الوليد بن هشام المعيطي وكان عامل عمر بن عبدالعزيز.
قلت لأبي عبدالله: فيكون قول ثوبان أنا صببت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه توكيدا لقول أبي الدرداء في الفطر من القيء.
فذهب إلى أنه توكيد للوضوء.
--------------------------------------
قال الأخ خالدبن بن عمر الفقيه حفظه الله (وهو الذي نسخ المخطوط)
جاء في حاشية الصفحة اليمنى، مقابل هذه الرواية، الآتي: يعني حديث حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير ثنا عبدالله بن عمرو الأوزاعي عن يعيش بن الوليد بن هشام المعيطي حدثه أن أباه حدثه قال أنا معدان بن أبي طلحة أن أبا الدرداء أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر. (هنا سقط وهو: فلقيت ثوبان مولى الرسول لى الله عليه وسلم فقلت إن ابا الدرداء قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قاء فافطر) قال: صدق أنا صببت له وضوءه. (وهذه الحاشية قد دلت الجدال قدر حد في القصة) هكذا كتب، ولم أعرف المقود منه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 02 - 04, 07:14 م]ـ
س3كتاب التبيان على بلوغ المرام ل خالد الشلاحي ما رأيكم فيه من حيث منهجه؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9799
ـ[أبوصالح]ــــــــ[30 - 01 - 07, 03:33 م]ـ
كلام الإمام أحمد في سنن الأثرم التالي:
قال الأثرم: سألت أبا عبدالله عن الوضوء من القيء. فقال: نعم يتوضأ.
قلت: على إيجاب الوضوء. قال: نعم ولا يصح لحديث ثوبان: أنا صببت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه.اهـ
كأن العبارة مشكلة. إلا أن يُراد بالمعنى من (إيجاب الوضوء) = غسل المكان وتنظيفه، فيصير غسل القيء لا لحدث إذ أنه لا يتصور معنى (إيجاب الوضوء) إلا لرفع حدث.
لا أدري حيرتني العبارة .. أو أني لم أفهمها مع أنني حرصت على تدبرها وفهمها.
جانب آخر:
فقال: حسين المعلم يجوِّدُه.
لماذا يقول الامام أحمد والترمذي: أن الحسين المعلّم (يجوّده) في الوقت الذي فيه هشام الدستوائي أتقن وأحفظ في أصحاب يحيى بن أبي كثير من غيره وإضافةً إلى ذلك أنه خالف فيه الحسين بن المعلّم فلم يذكر الوليد بن هشام (والد يعيش).وإن كانت مخالفة هشام الدستوائي كافية إلا أنها انضاف عليها موافقة معمر بن راشد البصري لهشام في عدم ذكر (والد يعيش)؟
صحيح، النتيجة لن تختلف كثيراً فالإسناد يدور على ثقة سواءً كان يعيش عن معدان أ و كان يعيش عن أبيه*
لكن تكون رتبة دون أخرى ..
همّي تفهّم كلام الأئمة لا الاستدراك عليهم، فلذلك سألت.
محبكم
أبوصالح
11/ 1/1428هـ
--
*= هذا الكلام مبني على عدم تجهيل يعيش بن الوليد المخزومي، بمعنى أن المذاكرة أعلاه أن يعيش بن الوليد ليس بمجهول.
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[02 - 02 - 07, 04:16 ص]ـ
سمعت الشيخ سليمان العلوان يضعف زيادة (وانثييه).
والله أعلم
¥(39/305)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 02 - 07, 12:44 ص]ـ
أشكر الشيخ أبا صالح حفظه الله ورعاه على هذا التنبيه اللطيف، ولعل صحة العبارة كالتالي (قال الأثرم: سألت أبا عبدالله عن الوضوء من القيء. فقال: نعم يتوضأ.
قلت: على إيجاب الوضوء. قال: نعم (واحتج بحديث) ثوبان: أنا صببت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه.اهـ
وهذا النص كما هو في المطبوع من مختصر السنن بتحقيق عامر حسن صبري، وكما في طبقات الحنابلة.
فلعل هذا التصحيح يزيل الإشكال السابق بإذن الله تعالى.
ويأتي الكلام على الحديث الآخر بإذن الله تعالى.
ـ[أبوصالح]ــــــــ[23 - 02 - 07, 08:10 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا أبا عمر وأحسن إليكم وأجزل لكم المثوبة والأجر.
نعم لعله هكذا اتضحت العبارة وقد عدت إلى مخطوطة سنن الأثرم من الأزهرية فوجدت كأن القراءة تشير (واحتج) وإن كانت تشبه إلى حد كبير (ولايصح).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=44617&stc=1&d=1172250506
أما عن الجانب الآخر فبارك الله في أعماركم ويسّر لكم إيضاحه.
ـ[أبو العباس الشمري]ــــــــ[29 - 05 - 10, 02:02 ص]ـ
الشيخ الراجحي وابن باز يجودون هذه الزيادة ويجبون غسل الانثيين
وقد ضعفها الشيخ دبيان الدبيان في موسوعة الطهارة وذكر ان هذا مذهب احمد كما نقله في المسائل(39/306)
ليس في زكاة العسل شيء يصح
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 02 - 04, 11:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة، والسلام على نبينا محمد وعلى آله، وصحبه أجمعين أما بعد:
فقال البخاري - كما في العلل الكبير للترمذي ترتيب القاضي- ص (102) رقم (175): وليس في زكاة العسل شيء يصح.
وقال الترمذي في الجامع رقم (629): ولا يصح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هذا الباب كبير شيء.
وقال العقيلي في الضعفاء 2/ 309: أما زكاة العسل فليس يثبت فيه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شيء، وإنما يصح عن عمر من فعله.
وقال ابن المنذر - كما في معرفة السنن والآثار 3/ 280 والتلخيص الحبير 2/ 168: ليس في وجوب صدقة العسل حديث يثبت عن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وقال ابن حزم في المحلى 5/ 232 ـ بعد كلامه على بعض أحاديث العسل -: فبطل أن يصح في هذا عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شيء، أو عن عمر أو عن أحد من الصحابة.
وقال أبو حفص الموصلي في المغني عن الحفظ والكتاب ص (319) باب زكاة العسل لا يصح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هذا الباب كبير شيء.
وقال المناوي في فيض القدير 4/ 452: ولم يصح فيه خبر.
وقال العجلوني في كشف الخفاء 2/ 566: وباب زكاة العسل مع كثرة ما روى فيه لم يثبت فيه شيء.
أما ما يتعلق بالحكم الفقهي فقد قال ابن حجر في الفتح 3/ 348:
وقال ابن المنذر: ليس في العسل خبر يثبت ولا إجماع فلا زكاة فيه،
وهو قول الجمهور، وعن أبي حنيفة وأحمد وإسحاق: يجب العشر فيما أخذ من غيرأرض الخراج، وما نقله عن الجمهور، مقابله قول الترمذي بعد أن أخرج حديث ا بن عمر فيه، والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم، وقال بعض أهل العلم: ليس في العسل شيء.
وأشار شيخنا في شرحه إلى أن الذي نقله ابن المنذر أقوى.
وتراجع كتب الفقه وشروح الأحاديث لمن أراد المزيد.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[17 - 02 - 04, 12:28 ص]ـ
الاخ الحبيب المفيد (ابن رجب) عبدالرحمن السديس رعاه الله.
ما رأيكم فيما يتعلق بأمر عمر بأخذ العشر من عسل من حمى له.
من جهة الثبوت.
و هل ثبت عن عمر غير هذا الاثر لانه اذا لم يثبت عن عمر الا الاخذ من من حمى له أرضا فأن هذا (الحمى) يمنع كمال الاستدلال بالاثر على وجوب زكاة العسل , لانه يداخله الاحتمال القوى من جهتين:
1 - ان الارض قد حميت من ولى الامر فيحق لولى الامر اخذ عشرها لمشابهتها للارض الخراجية.
2 - عدم أمر عمر المزكين باخذ زكاة العسل مع بعثهم بزكاة السائمة بل وزكاة العروض (عروض التجار) كما روى عنه ابن حزم باسناد صحيح.
فما دام لم يثبت عن عمر الاخذ من الزكاة الا من هذا الذي قد حمى له الارض فأن هذا يوجب عدم التسليم بالدليل.
فهل ثبت عن عمر غير هذا الاثر.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[18 - 02 - 04, 04:36 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة المتمسك بالحق
فهل ثبت عن عمر غير هذا الاثر.
لا أدري ..
وما يتعلق بالجانب الفقهي .... فالوقت الآن لا يسعفني
فلعلكم تنشطون وتعرضونه فإنكم أقدر عليه مني ....
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[21 - 02 - 04, 07:40 ص]ـ
جاء في الموسوعة الفقهية
في الموسوعة الفقيه الجزء 30:
(زَكَاةُ الْعَسَلِ):
ذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ إلَى وُجُوبِ الْعُشْرِ فِي الْعَسَلِ , قَالَ الْأَثْرَمُ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: أَنْتَ تَذْهَبُ إلَى أَنَّ فِي الْعَسَلِ زَكَاةً؟ قَالَ نَعَمْ أَذْهَبُ إلَى أَنَّ فِي الْعَسَلِ زَكَاةً ; الْعُشْرَ , قَدْ أَخَذَ عُمَرُ رضي الله عنه مِنْهُمْ الزَّكَاةَ قُلْت: ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُمْ تَطَوَّعُوا بِهِ؟ قَالَ: لَا , بَلْ أَخَذَهُ مِنْهُمْ , وَيُرْوَى ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , وَمَكْحُولٍ وَالزُّهْرِيِّ وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى وَالْأَوْزَاعِيِّ وَإِسْحَاقَ. وَحَكَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ.
¥(39/307)
وَاسْتَدَلُّوا بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: {كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى أَهْلِ الْيَمَنِ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ الْعَسَلِ الْعُشْرُ}
وَبِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما {أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ مِنْ الْعَسَلِ الْعُشْرَ}
وَبِحَدِيثِ {سَعْدِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ قَالَ: قَدِمْت عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَسْلَمْت , ثُمَّ قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ , اجْعَلْ لِقَوْمِي مَا أَسْلَمُوا عَلَيْهِ مِنْ أَمْوَالِهِمْ , فَفَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَاسْتَعْمَلَنِي عَلَيْهِمْ , ثُمَّ اسْتَعْمَلَنِي أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه قَالَ: وَكَانَ سَعْدٌ مِنْ أَهْلِ السَّرَاةِ , قَالَ: فَكَلَّمْت قَوْمِي فِي الْعَسَلِ , فَقُلْت لَهُمْ: زَكُّوهُ , فَإِنَّهُ لَا خَيْرَ فِي ثَمَرَةٍ لَا تُزَكَّى , فَقَالُوا: كَمْ؟ قَالَ فَقُلْت الْعُشْرُ , فَأَخَذْت مِنْهُمْ الْعُشْرَ , فَأَتَيْت عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ , فَأَخْبَرْته بِمَا كَانَ , فَقَبَضَهُ عُمَرُ فَبَاعَهُ , ثُمَّ جَعَلَ ثَمَنَهُ فِي صَدَقَاتِ الْمُسْلِمِينَ}.
وَقَالُوا: إنَّ كَوْنَ عُمَرَ رضي الله عنه قَبِلَهُ مِنْهُ , وَلَمْ يُنْكِرْهُ عَلَيْهِ حِينَ أَتَاهُ بِعَيْنِ الْعَسَلِ , مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ بِهِ إلَّا عَلَى أَنَّهُ زَكَاةٌ أَخَذَهَا مِنْهُمْ , يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ حَقٌّ مَعْهُودٌ فِي الشَّرْعِ.
كَمَا أَخْرَجَ ابْنُ مَاجَهْ وَأَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيُّ , وَأَبُو يَعْلَى الْمُوصِلِيُّ مِنْ حَدِيثِ {أَبِي سَيَّارَةَ الْمُتَعِيِّ قَالَ: قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ: إنَّ لِي نَحْلًا , قَالَ: أَدِّ الْعُشْرَ قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ احْمِهَا لِي , فَحَمَاهَا لِي.} وَرَوَى أَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: {جَاءَ هِلَالٌ أَحَدُ بَنِي مُتْعَانَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعُشُورِ نَحْلٍ لَهُ , وَكَانَ سَأَلَهُ أَنْ يَحْمِيَ لَهُ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ سَلَبَةُ. فَحَمَى لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ الْوَادِيَ , فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه , كَتَبَ سُفْيَانُ بْنُ وَهْبٍ إلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه يَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ , فَكَتَبَ عُمَرُ رضي الله عنه إنْ أَدَّى إلَيْكَ مَا كَانَ يُؤَدِّي إلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عُشُورِ نَحْلِهِ , فَاحْمِ لَهُ سَلَبَةَ , وَإِلَّا فَإِنَّمَا هُوَ ذُبَابُ غَيْثٍ يَأْكُلُهُ مَنْ يَشَاءُ}.
وَيَشْتَرِطُ الْحَنَفِيَّةُ لِوُجُوبِ الزَّكَاةِ فِي الْعَسَلِ كَوْنَ النَّحْلِ فِي أَرْضِ الْعُشْرِ , أَمَّا إذَا كَانَ فِي أَرْضِ الْخَرَاجِ فَلَا شَيْءَ فِيهِ: لَا عُشْرَ وَلَا خَرَاجَ وَيَرَى الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ أَنَّ الْعَسَلَ لَا زَكَاةَ فِيهِ , وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ أَبِي لَيْلَى , وَالْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ , وَابْنِ الْمُنْذِرِ , وَالثَّوْرِيِّ , وَحَكَاهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ عَنْ الْجُمْهُورِ ; لِأَنَّ الْعَسَلَ مَائِعٌ خَارِجٌ مِنْ حَيَوَانٍ أَشْبَهَ اللَّبَنَ , قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: لَيْسَ فِي وُجُوبِ الصَّدَقَةِ فِي الْعَسَلِ خَبَرٌ يَثْبُتُ وَلَا إجْمَاعٌ فَلَا زَكَاةَ فِيهِ.
وفيها: الجزء 23:
زَكَاةُ الْعَسَلِ وَالْمُنْتَجَاتِ الْحَيَوَانِيَّةِ: 118 –
ذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْحَنَابِلَةُ إلَى أَنَّ الْعَسَلَ تُؤْخَذُ مِنْهُ الزَّكَاةُ ,
وَاحْتُجَّ لَهُمْ بِمَا رَوَى عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم {كَانَ يُؤْخَذُ فِي زَمَانِهِ مِنْ قِرَبِ الْعَسَلِ مِنْ عَشْرِ قِرْبَاتٍ قِرْبَةٌ مِنْ أَوْسَطِهَا}.
وَوَرَدَ أَنَّ أَبَا سَيَّارَةَ الْمُتَعِيَّ قَالَ: {قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ لِي نَحْلًا , قَالَ: أَدِّ الْعُشْرَ , قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ: احْمِهَا لِي. فَحَمَاهَا لَهُ}. وَأَخَذَ عُمَرُ مِنْ الْعَسَلِ الْعُشْرَ.
وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ إلَى أَنَّ الْعَسَلَ لَا زَكَاةَ فِيهِ.
قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: لَيْسَ فِي وُجُوبِ الصَّدَقَةِ فِي الْعَسَلِ خَبَرٌ يَثْبُتُ.
ثُمَّ ذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ إلَى أَنَّهُ يُشْتَرَطُ أَمْرَانِ: الْأَوَّلُ: أَنْ لَا يَكُونَ النَّحْلُ فِي أَرْضٍ خَرَاجِيَّةٍ ; لِأَنَّ الْخَرَاجِيَّةَ يُؤْخَذُ مِنْهَا الْخَرَاجُ , وَلَا يَجْتَمِعُ عِنْدَهُمْ عُشْرٌ وَخَرَاجٌ كَمَا تَقَدَّمَ. الثَّانِي: إنْ كَانَ النَّحْلُ فِي أَرْضِ مَفَازَةٍ أَوْ جَبَلٍ غَيْرِ مَمْلُوكٍ فَلَا زَكَاةَ فِيهِ إلَّا إنْ حَفِظَهُ الْإِمَامُ مِنْ اللُّصُوصِ وَقُطَّاعِ الطُّرُقِ ,
وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ: لَا زَكَاةَ إلَّا إنْ كَانَتْ الْأَرْضُ مَمْلُوكَةً.
¥(39/308)
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 07:18 ص]ـ
جزاك الله خير يا شيخ عبدالرحمن(39/309)
طلب تخريج موسع لحديث: أبغض الحلال إلى الله ..
ـ[العيدان]ــــــــ[18 - 02 - 04, 11:51 م]ـ
المشايخ الكرام .. الأحبة الكرام
حبذا لو دلني فاضل من على تخريج موسع للحديث المشهور: أبغض الحلال إلى الله الطلاق
وشكرا الله سعبكم
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[06 - 03 - 04, 09:46 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والبصلبة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
أما بعد:
فهذا تخريج الحديث أخي الفاضل العيدان أسأل الله أن ينفعني وإياك به.
" أبغض الحلال إلى الله الطلاق "
حديث ضعيف.
أخرجه أبوداود في " سننه " (2/ 254 / 2177).
قال: حدثنا أحمد بن يونس، ثنا معرف، عن محارب، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: 000 (فذكره)
قلت و هذا الإسناد صحيح إلى محارب، و لكنه مرسل.
و خالف أبا داود، محمد بن عثمان بن أبي شيبة.
فرواه عن أحمد بن يونس، حدثنا معرف بن واصل، عن محارب بن دثار، عن عبد الله بن عمر، مرفوعاً.
فوصله.
أخرجه الحاكم في " المستدرك " (2/ 196)، و عنه البيهقي في " السنن الكبرى " (7/ 322).
قال الحاكم: " حديث صحيح الإسناد "!
و زاد الذهبي عليه: " علي شرط مسلم "!!
و قال البيهقي: " لا أراه حفظه ".
قلت: محمد بن عثمان هذا لم يخرج له مسلم، ورماه عبدالله بن أحمد و محمد بن جعفر الطيالسي و غيرهما بالكذب.
و رماه ابن خراش بالوضع.
و قال مطين: " هو عصا موسى تلقف ما يأفكون ".
و قال الدارقطني: " يقال أنه أخذ كتاب نصير فحدث به ".
و قد توبع أحمد بن يونس، تابعه وكيع، عن معرف، به، مرسلاً.
أخرجه بن أبي شيبه في " مصنفه " (4/ 187).
وتابعهما يحيى بن بكير.
أخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " (7/ 322).
وخالفهم محمد بن خالد الوهبي.
فرواه عن محمد بن خالد، عن معرف بن واصل، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر، مرفوعاً.
فوصله.
أخرجه أبوداود في " سننه " (2/ 255 / 2178) – ومن طريقه البيهقي في " السنن الكبرى " (7/ 322) –، وأبوأمية الطرسوسي في " مسند عبدالله بن عمر " (24/ 14)، وابن عدي في " الكامل " (6/ 461).
ومحمد بن خالد وثقه الدارقطني، وقال أبوداود: " لا بأس به ".
والمحفوظ رواية الجماعة؛ لأنهم أكثر وأوثق.
وأيضاً فإن محمد بن خالد قد اضطرب في هذا الحديث فرواه مرة عن معرف به، كما سبق.
ورواه مرة أخرى عن الوضاح، عن محارب بن دثار، عن عبدالله بن عمر، مرفوعاً.
ذكره ابن أبي حاتم في " العلل " (1/ 431 / 1297).
والحديث أخرجه ابن ماجه في " سننه " (1/ 650 / 2018)، وابن حبان في " المجروحين " (2/ 64)، وابن عدي في " الكامل " (4/ 323)، وتمام في " فوائده " (/ - الروض البسام)، وأبوأمية الطرسوسي في " مسند عبدالله بن عمر " (24/ 14)، وابن الجوزي في " العلل المتناهية " (1/ 204 / 1056)، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (/).
من طريق عبيدالله بن الوليد الوصافي، عن محارب، عن ابن عمر، مرفوعاً، مثله.
قال ابن الجوزي: " حديث لا يصح ..... ".
قلت: عبيدالله الوصافي ضعفه ابن معين، وأبوزرعة، وأبوحاتم، والدارقطني.
وتركه النسائي، والفلاس.
وقال الحاكم: " روى عن محارب أحاديث موضوعة ".
وقال أبونعيم: يحدث عن محاريب بالمناكير لا شيء ".
ويتلخص مما سبق أن الحديث رواه عن محارب: وكيع وأحمد بن يونس ويحيى بن بكير فأرسلوه.
واختلف فيه على أحمد بن يونس، والمعروف إرساله عنه.
وخالفهم محمد بن خالد الوهبي فرواه موصولاً.
والمحفوظ رواية الثلاثة؛ لأنهم أوثق وأكثر، ولأن محمد بن خالد قد اضطرب فيه.
وأما رواية عبيدالله الوصافي فلا تصلح في المتابعات؛ لأن عبيدالله هذا واهي.
ورجح إرساله أبوحاتم كما في " العلل " (1/ 431 / 1297)، [والدارقطني في " العلل " والبيهقي – كما في " التلخيص " (3/ 205)، و "المقاصد الحسنة " (36)، و " السبل السلام " (3/ 1041) –]، والخطابي في " معالم السنن " (2/ 196)، والشيخ ناصر الدين الألباني في " الإرواء " (7/ 106 – 108).
وللحديث شاهد من حديث معاذ.
أخرجه عبدالرزاق في " مصنفه " (6/ 390 / 11331)، والدارقطني في " سننه " (4/ 35) – ومن طريقه ابن الجوزي في " العلل " (2/ 295 / 1718) –، والبيهقي في " السنن الكبرى " (7/ 361).
عن إسماعيل بن عياش، قال: أخبرني حميد بن مالك، أنه سمع مكحولاً، يحدث عن معاذ بن جبل، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" يا معاذ! ما خلق الله على ظهر الأرض أحب إلي من عتاق، وما خلق الله على وجه الأرض أبغض إليه من الطلاق، وإذا قال لامرأته: أنت طالق إن شاء الله، فله استثناءه، ولا طلاق عليه ".
قال البيهقي: " هو حديث ضعيف، ومكحول عن معاذ منقطع ".
وقال ابن حجر في " التلخيص " (3/ 205): " إسناده ضعيف، ومنقطع أيضاً ".
قلت: حميد بن مالك هو اللخمي ضعفه ابن معين، وأبوزرعة.
وقال ابن عدي: " مقدار ما يرويه من الحديث منكر، وهو قليل الحديث ".
ومكحول لم يسمع من معاذ.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتب
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي
¥(39/310)
ـ[ياسر30]ــــــــ[02 - 11 - 04, 01:50 م]ـ
الشيخ أبو المنهال حفظه الله
ألا ترتقى كل من الروايتين من الضعف إلى الحسن؟
فيصير حديث:" أبغض الحلال" حسنا لوجود هذا الشاهد؟
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 06:16 م]ـ
حديث معاذ لا يصلح في المتابعات والشواهدة؛ لشدة ضعفه.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[16 - 02 - 06, 06:43 م]ـ
بارك الله فيكم.
الكلام في محمد بن عثمان بن أبي شيبة ليس على إطلاقه.
قال الذهبي في ترجمة مطين في الميزان: "حطَّ عليه محمد بن عثمان بن أبي شيبة، وحطَّ هو على ابن أبي شيبة، وآل أمرهما إلى القطيعة، ولا يعتد
- بحمد الله - بكثير من كلام الأقران بعضهم في بعض".
والذي روى كلام عبد الله بن أحمد هو ابن عُقدة، وقد جرح عبدُ الله بن أحمد ابنَ عقدة!
ولمحمد بن عثمان بن أبي شيبة سؤالات لابن المديني اعتمدها العلماء قديمًا وحديثًا، وقد وثّقهُ غيرُ واحد.
انظر تفصيل ذلك في صيانة الحديث وأهله للشيخ طارق بن عوض الله - رعاه الله -، ص36، وللاستزادة: انظر: لسان الميزان (5/ 280).
وإنما تُردّ رواية ابن أبي شيبة هنا لمخالفته أبا داود، وهو أحفظ منه.
ثانيًا: حول رواية عبيد الله الوصافي، فالظاهر أنها كالوجه الأول عن محمد بن خالد الوهبي، وقد رأيت الأخ أبا المنهال أفردها عنه في الخلاصة:
ويتلخص مما سبق أن الحديث رواه عن محارب: وكيع وأحمد بن يونس ويحيى بن بكير فأرسلوه.
واختلف فيه على أحمد بن يونس، والمعروف إرساله عنه.
وخالفهم محمد بن خالد الوهبي فرواه موصولاً.
والمحفوظ رواية الثلاثة؛ لأنهم أوثق وأكثر، ولأن محمد بن خالد قد اضطرب فيه.
وأما رواية عبيدالله الوصافي فلا تصلح في المتابعات؛ لأن عبيدالله هذا واهي.
وإن كانت روايتاهما مردودة لمخالفتهما الأوثق والأكثر.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[16 - 02 - 06, 07:02 م]ـ
ثم نظرتُ في تحقيق الشيخ الدباسي لعلل ابن أبي حاتم، فوجدت أن الوجه الثاني عن محمد بن خالد الوهبي = إنما هو رواية عبيد الله الوصافي المذكورة.
فقد أثبت المحقق النصَّ هكذا:
"وسألت أبي عن حديث رواه محمد بن خالد الوهبي، عن [الوصافي]، عن محارب بن دثار، عن عبد الله بن عمر ... " إلخ.
وقال في الهامش: ما أثبتُّه من (ب)، وفي بقيّة النسخ: الوضّاح.
وهو وجيه، إذ لم أجد للوهبي رواية عمّن اسمه (الوضاح)، ثم إنّ رواية عبيد الله الوصافي (التي في ابن ماجه وغيره) = هي من طريق محمد بن خالد الوهبي عنه.
ويبدو أن قولي:
ثانيًا: حول رواية عبيد الله الوصافي، فالظاهر أنها كالوجه الأول عن محمد بن خالد الوهبي
= خطأٌ من سبق نظرٍ، لأن الوصافي يرويه عن محارب، أما الوهبي فيرويه عن معرف عن محارب، وقد خالفه الجماعة عن معرف، فأعتذر.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 02 - 06, 07:12 م]ـ
وفيكم بارك
وما ذكرته إنما اعتمد فيه على ط الفاروق الحديثة، ولم يشر المعلّق عليها إلى شيء.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[20 - 02 - 06, 07:13 ص]ـ
هذا الكلام _الذي ذكرته في محمد بن عثمان بن أبي شيبة_ منذ سنتين _تقريبًا_، وأما الآن فالذي أراه أنه ضعيف وإن كان من أئمة هذا الشأن، كما قال السخاوي (انظر: الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ص 165، وفتح المغيث 4/ 359)، وهذا أعدل ما قيل فيه، وقريبًا _إن شاء الله_ أشرح ذلك بشئ من التفصيل، والله الموفق.
ـ[محمد بن يحيى محمد]ــــــــ[09 - 05 - 10, 09:31 م]ـ
فهل معناه صحيح؟ لأنه يفيد أن حلال الله مبغوض لديه؟!
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[14 - 08 - 10, 12:53 ص]ـ
فهل معناه صحيح؟ لأنه يفيد أن حلال الله مبغوض لديه؟!
لا يا أخي الكريم , لا يحل الله تعالى شيئا وهو يبغضه ولا يجوز أن يقال هذا عن رب العالمين.(39/311)
أرجو من الإخوة ذكر نص السيوطي في تضعيف الحديث من كتابه مناهل الصفا
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[19 - 02 - 04, 03:15 ص]ـ
بالنسبة لحديث توسل آدم بالنبي -صلى الله عليهما وسلم- يقول الشيخ صالح آل الشيخ في كتابه هذه مفاهيمنا في بيان من ضعف الحديث والرد على من ادعى أن السيوطي صححه:
(السيوطي لم يعقب الحديث بتصحيح في "الخصائص" الذي نقل منه تصحيحه، وهذا افتراء على السيوطي. والكاتب- لضعفه العلمي- أخذ قول السيوطي في مقدمة الخصائص (1/ 8): "ونزهته عن الأخبار الموضوعة وما يرد" فعممه، وقول السيوطي لا يفيد صحة كل ما يورده.
ولذا صرح بضعف إسناد الحديث في كتابه الآخر "مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفاء" ص 3 (طبع بمصر طبعة حجرية سنة 1276).)
قلت (الأزهري الأصلي):
ذهبت للمكتبة التي أراجع فيها فوجدتها مغلقة للصيانة فأرجو من الإخوة ذكر نص السيوطي في تضعيف الحديث من كتابه مناهل الصفا في الصفحة المذكورة حيث طلب مني.
ولو وضعها أي أخ بواسطة scaner أكون شاكرا جدا.
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[21 - 02 - 04, 12:12 ص]ـ
لم لم يجب أحد يا إخوة؟
للرفع.
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[22 - 02 - 04, 11:15 م]ـ
للرفع
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[24 - 02 - 04, 10:22 ص]ـ
هل من المعقول أن يزور الموضوع أكثر من مائة وعشرين زائرا ولا يتكلم أحد حتى بسلام.
للرفع يا جماعة الخير.
ـ[سعد العجلان]ــــــــ[25 - 02 - 04, 04:28 ص]ـ
السلام عليكم لكي لا تغضب
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[25 - 02 - 04, 08:58 ص]ـ
وعليكم السلام والرحمة.
تخيل أخي أن 160 زائر زار الموضوع ولم يجب أحد؟
هل الكتاب عند أحد يا إخواني فينزله على الملتقى وأنا أبحث فيه عن بغيتي؟
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[28 - 02 - 04, 04:00 ص]ـ
للرفع للمرة الأخيرة
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[09 - 11 - 07, 08:28 م]ـ
لم أرَ هذا الموضوع من قبل، فأردتُ أن يستفيد الإخوة منه، فأجيب عن سؤال السائل بعد طرحه منذ ما يزيد على ثلاث سنوات.
قال الإمام السيوطي في "مناهل الصفا" (ص94/رقم381 - ط. مؤسسة الكتب الثقافية):
[حديث: ((إن آدم قال عند معصيته ......... )) الحديث.
البيهقي والطبراني من حديث عُمَر بسندٍ ضعيفٍ]. انتهى.(39/312)
(كسوة الكعبة على الأمراء) هل يصح
ـ[البدر المنير]ــــــــ[19 - 02 - 04, 10:03 ص]ـ
قرأت أنه حديث عن عائشة .. ماصحته؟
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[19 - 02 - 04, 11:03 ص]ـ
أخبار مكة للأزرقي ج1/ص254
حدثني جدي عن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى قال حدثني علقمة ابن أبي علقمة عن أمه عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي أنها قالت كسوة البيت على الأمراء.
قلت: فيه إبراهيم بن محمد ضعفوه.(39/313)
كيف نرد علي هذه شبهة وهل هذا الاثر صحيح؟
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[19 - 02 - 04, 03:49 م]ـ
كيف نرد علي هذه شبهة وهل هذا الاثر صحيح؟
السلام عليكم
قلت لبعض الصوفية الذين يجيزون التوسل والاستغاثة بالنبي صلي الله عليه وسلم
هل فعل هذا شئ احد من الصحابة قال احدهم نعم واستدل بقصة وهي موجودة في فتح الباري اظن باب الاستسقاء ...
وعندما قرأت قصة استغربت ..
وقبل أيام جاء احدهم ووضع القصة وأريد ان اعرف مدي صحتها؟
وان صحت ما هو التأويل ... الصحيح لها؟
وقد كتب احدهم في احد المنتديات وقال:
أخرج البيهقي في دلائل النبوة قال: أنبأنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر الفارسي، قالا: أخبرنا أبو عمر ابن مطر، حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي، ثنا يحيى، أبنائنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح السمان، عن مالك الدار وكان خازن عمر قال:
أصاب الناسَ قحطٌ في زمن عمر رضي الله عنه، فجاء رجلٌ إلى قبر النبي صلى اله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: أئت عمر، فأقرئه السلام وأخبره أنهم مسقون، وقل له: عليك الكيس الكيس، فأتى الرجل عمر فأخبره، فبكى عمر رضي الله عنه، ثم قال: يا رب، ما آلو إلا ما عجزت عنه.
إسناد هذا الأثر صحيح، وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح وعزاه إلى ابن أبي شيبة من طريق أبي صالح عن مالك الدار باللفظ المذكور، وقال: سنده صحيح أنتهي
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[19 - 02 - 04, 04:18 م]ـ
السلام عليكم وقد بحثت هذا الاثر
في المصنف ابن ابي شيبة وها هو الاثر من المصنف:
(حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار، قال: وكان خازن عمر على الطعام، قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتى الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر فأقرئه السلام، وأخبره أنكم مستقيمون وقل له: عليك الكيس، عليك الكيس، فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال: يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه)
وان شاء سوف ابحثه في فتح وأضعه ثم اريد مساعدة في حكمه وكلام اهل العلم في هذا الاثر وجزاكم الله خير
الاثر خمسة وثلاثين في هذه الصفحة
ما ذكر في فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
http://feqh.al-islam.com/Display.asp?Mode=1&MaksamID=4406&DocID=4&ParagraphID=4721&HitNo=0&Source=0&SearchString=4%23%C7%D3%CA%D3%DE%20%E1%C3%E3%CA%DF %20%230%231%230%23%23%23%23%23&Diacratic=1
( 35 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار، قال: وكان خازن عمر على الطعام، قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتى الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر فأقرئه السلام، وأخبره أنكم مستقيمون وقل له: عليك الكيس، عليك الكيس، فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال: يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[19 - 02 - 04, 04:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
وها هي القصة في فتح الباري:
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا
وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الداري - وكان خازن عمر - قال " أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا , فأتى الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر " الحديث. وقد روى سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة , وظهر بهذا كله مناسبة الترجمة لأصل هذه القصة أيضا والله الموفق.
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=0&Rec=1610&SearchText= استسق+لأمتك& SearchType=root&SearchLevel=root&Scope=0,9&Offset=0
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[19 - 02 - 04, 04:56 م]ـ
ألسلام عليكم وانا ابحث في هذا الاثر
ورواته ... وجدت رد من احد المواقع ....
ألسلام عليكم وانا ابحث في هذا الاثر
ورواته ... وجدت رد من احد المواقع .... علي الجفري ...
وها هو الرد http://www.almijhar.net/hagar.htm
¥(39/314)
يقول الجفري: يشتد القحط فيأتي كما ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري، في المجلد الثاني، في كتاب الاستسقاء، ورواه البيهقي والحاكم وابن خزيمة بسند صحيح، أن بلال بن الحارث المزني، وهو من أصحاب المصطفى، جاء إلى قبر رسول الله، في سنة مقحطة في عهد عمر، ووقف على القبر الشريف، وقال يا رسول الله لقد هلك .......
أولاً ـ لكي تعلموا مدى أمانة النقل عند الداعية علي الجفري، وكيف أنه يستخف بعقول من يخاطب، أفيدكم بأنه قد كذب على الحاكم، وعلى ابن خزيمة، لأن أحداً منهما لم يرو هذا الحديث في أي من كتبهما، ولم ينقله أحد عنهما.!!!!!!
ثانياً ـ إن الذي في فتح الباري، مخالف لما نقله الجفري، ففي فتح الباري /2ـ495/ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وروى ابن أبي شيبة، بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار، وكان خازنَ عمر، قال: أصاب الناسَ قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله استسق لامتك فإنهم قد هلكوا، فأُتي الرجل في المنام، فقيل له: ائت عمر .. الحديث، وقد روى سيف، في الفتوح، أن الذي رأى المنام المذكور، هو بلال بن الحارث المزني، أحد الصحابة. اهـ. بحروفه
قلت: قال ابن أبي شيبة، في المصنف، رقم /31993/ حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار ـ وكان خازنَ عمر على الطعام ـ قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله استسق لأمتك، فإنهم قد هلكوا، فأُتي الرجل في المنام، فقيل له: إيت عمر فأقرئه السلام، وأخبره أنكم مسقون، وقل له: عليك الكيس، عليك الكيس، فأتى عمرَ فأخبره، فبكى عمر ثم قال: يا رب لا آلوا إلا ما عجزت عنه.
ومن طريق أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار، رواه البيهقي في دلائل النبوة /7ـ47/.
وفي هذا نقاط:
أولاً ـ عدم تصريح الأعمش بالسماع من أبي صالح، وهو مدلس، وعليه يحكم على الإسناد بالانقطاع، كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث.
ثانياً ـ إن قولَ الحافظ (بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار) ليس نصاً في تصحيح جميع السند، بل إلى أبي صالح فقط، ولولا ذلك لقال بإسناد صحيح، والعلماء إنما يفعلون هذا لأسباب منها: أنهم قد لا يحضرهم ترجمة بعض الرواة، فلا يستجيزون لأنفسهم حذف السند كله، لما فيه من إيهام صحته، خاصة إذا علمنا أن الحافظ ابن حجر ـ وهو سيد من كتب في تراجم الرجال ـ لم يعرف مالك الدار، ولم يأت له بترجمة، في أي من كتبه، وكما أن البخاري في كتابه التاريخ /7ـ304/ وابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل /8ـ213/ لم ينقلا توثيقاً في ترجمته مالك، عن أي أحد من علماء الجرح والتعديل، مع كثرة اطلاعهما، وقال الحافظ المنذري ـ وهو من المتأخرين ـ في كتابه الترغيب والترهيب /2ـ29/: ومالك الدار لا أعرفه.
ثالثاً ـ إن هذه الرواية وعلى فرض صحة السند فيها إلى مالك الدار، وعلى فرض أن مالك الدار، ثقة ثبت، فإنه يرويها عن رجل أتى القبر ... ، وبإبهام هذا الرجل يحكم على السند أيضاً بالانقطاع، كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث.
وأما بالنسبة للتصريح بكون بلال بن الحارث، هو الذي جاء إلى القبر، فهذا مما لا يصح بمرة، حيث لم يأت التصريح بكونه بلال بن الحارث، إلا من طريق سيف بن عمر، وهو أخباري غير ثقة، فضلاً عن بقية السند، والذي فيه ما فيه، ولكن ما قيل في سيف وحده يكفي لرد السند أصلاً، وإليكم ما قاله علماء الجرح والتعديل، في سيف.
قال الحافظ الذهبي، في ميزان الاعتدال /3ـ353/ في ترجمة سيف بن عمر: إن يحيى بن معين، قال فيه: فِلسٌ خيرٌ منه، وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: متروك، وقال ابن حبان: اتهم بالزندقة، وقال ابن عدي: عامة حديثه منكر، وقال مكحول البيروتي: كان سيف يضع الحديث، وقد اتهم بالزندقة.
وقال ابن الجوزي في كتابه، الضعفاء والمتروكين /2ـ35/ رقم: 1594: سيف بن عمر الضبي، قال يحيى بن معين: ضعيف الحديث، فِلسٌ خير منه، وقال أبو حاتم الرازي: متروك الحديث، وقال النسائي والدارقطني: ضعيف، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات، وقال إنه يضع الحديث. اهـ
¥(39/315)
ومن أراد مراجعة سند سيف بن عمر، فليراجع، تاريخ الطبري /2ـ508/ والبداية والنهاية /7ـ104/.
انتهي منقول .....
اظن وجدت جوابي ومن عنده جواب او زيادة من الاخوة الباحثين فليتفضل .. وجزاكم الله خير
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[19 - 02 - 04, 05:03 م]ـ
زيادة أخري وجدتها من الانترينت
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/232.htm
بسم الله الرحمن الرحيم
قصةُ مكذوبةٌ على عمرَ بنِ الخطاب يستدلُ بها القبوريون
سؤال عن صحة هذه الأثر
احدهم نقل هذه الرواية
روى أبن أبي شيبة بإسناد يذكر صاحب المقالة أنه صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار ـ وكان خازن عمر ـ قال " أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتى الرجل في المنام فقيل له: إئت عمر "
الحديث. وقد روى سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة.
ما درجة صحة هذا الحديث، خصوصا وان من يستدل بهذه الأحاديث هم السقاف ومن التف حوله، وهم ثقة ولكن في التدليس والكذب
لكن مع ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال عن الشيطان في رواية أبي هريرة (صدقك وهو كذوب)
الجواب:
الأخ محب آل البيت حفظه الله.
إليك تخريج القصة وكلام العلماء عليها أقول وبالله التوفيق:
هذه القصة يتشبث بها القبوريون على جواز دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته.
أما نص القصة:
قال ابن أبي شيبة في مصنفه (12/ 31):
حدثنا أبومعاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار قال: وكان خازن عمر على الطعام قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأُتي الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر فأقرئه السلام، وأخبره أنكم مسقيون وقل له: عليك الكَيس! عليك الكَيس! فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال: يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه.
وقد أخرجها البيهقي في دلائل النبوة (7/ 47).
وقد اغتر بعض الناس بكلام الحافظ ابن حجر في الفتح (2/ 575) الذي نصه: وقد روى سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة.
وقد رد العلماء على الحافظ ابن حجر هذا القول.
قال العلامة الألباني - رحمه الله - في التوسل (ص132): لا حجة فيها، لأن مدارها على رجل لم يسمَّ فهو مجهول أيضا، وتسميته بلالا في رواية سيف لا يساوي شيئا، لأن سيفا هذا هو ابن عمر التميمي، متفق على ضعفه عند المحدثين بل قال ابن حبان فيه: يروي الموضوعات عن الأثبات وقالوا: إنه كان يضع الحديث، فمن كان هذا شأنه لا تُقبل روايته ولا كرامة لاسيما عند المخالفة.ا. هـ.
وقد علق العلامة ابن باز - رحمه الله - على الفتح (2/ 575) على كلام الحافظ عند تصحيحه للأثر فقال:
هذا الأثر على فرض صحته كما قال الشارح ليس بحجة على جواز الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته لأن السائل مجهول ولأن عمل الصحابة رضي الله عنهم على خلافه وهم أعلم الناس بالشرع ولم يأت أحد منهم إلى قبره يسأله السقيا ولا غيرها بل عدل عمر عنه لما وقع الجدب إلى الاستسقاء بالعباس ولم يُنكر ذلك عليه أحد من الصحابة فعُلم أن ذلك هو الحق وأن ما فعله هذا الرجل منكر ووسيلة إلى الشرك بل قد جعله بعض أهل العلم من أنواع الشرك.
وأما تسمية السائل في رواية سيف المذكور بلال بن الحارث ففي صحة ذلك نظر، ولم يذكر الشارح سند سيف، وعلى تقدير صحته عنه لا حجة فيه، لأن عمل كبار الصحابة يخالفه وهم أعلم بالرسول وشريعته من غيرهم والله أعلم.ا. هـ.
وفي كلام هذين العالمين كفاية لنسف القصة وردها، نسأل الله أن يجنبنا وسائل الشرك وطرقه، آمين،،،،،،،،،،،،،،،،
عبدالله زقيل.
تعليق الأخ الذهبي:
الأخ الفاضل: محب أهل البيت، لقد كفى أخي عبدالله في الإجابة على استفسارك .. و أحب أن أضيف شيء بسيطاً حول الموضوع ..
بالنسبة لاحتجاج القبوريين بتوثيق ابن حجر رحمه الله لمالك الدار بقوله: (له إدارك) أي معدود من الصحابة ..
قلت: إن إيراد الحافظ لمالك الدار في كتابه الإصابة إنما هو في القسم الثالث من كتابه الإصابة، و هو القسم الخاص في ذكر المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، ولم يرد في خبر قط أنهم اجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا رأوه، سواء أسلموا في حياته أم لا، و هؤلاء ليسوا صحابة باتفاق من له أدنى علم بالحديث كما قال الحافظ نفسه في مقدمة الإصابة (1/ 4).
و قد ساق الحافظ ابن كثير هذه الرواية من رواية البيهقي في دلائل النبوة وهي معلولة بعلل منها:-
1 - عنعنة الأعمش و هو مدلس، و المدلس لا يقبل من حديثه إلا ما قال فيه: حدثنا أو أخبرنا ونحوها، دون قول: قال .. أو عن .. إذ احتمال أنه أخذه عن ضعيف يوهي الحديث بذكره كما هو معلوم في مصطلح الحديث، مع أن الأعمش في الطبقة الثانية من المدلسين عند الحافظ وغيره ..
و قد صحح ابن كثير الإسناد على طريقته في توثيق مجاهيل كبار التابعين، كما هو معروف عنه في تفسيره وغيره .. وإذا كان مجهولاً فلا علم لنا بتاريخ وفاته.
2 - أن أبا صالح وهو ذكوان - الراوي عن مالك لايعلم سماعه منه ولا إدراكه لمالك، إذ لم نتبين وفاة مالك، سيما وأنه رواه بالعنعنة فهو مظنة انقطاع لا تدليس. نقلاً عن كتاب: هذه مفاهيمنا للشيخ صالح آل شيخ.
3 - أنها مخالفة لما ثبت في الشرع من استحباب إقامة صلاة الاستسقاء لاستنزال الغيث من السماء، كما ورد في أحاديث كثيرة، و مخالفة لقوله تعالى {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً}
كتبه
عَبْد اللَّه بن محمد زُقَيْل
¥(39/316)
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[20 - 02 - 04, 05:07 ص]ـ
السلام عليكم
اردت ان ان اسئل لماذا قال عبدالله زقيل
او لماذا كتب الموقع الفوائد ان القصة مكذوبة علي عمر
اليس كان من الافضل ان يقولوا القصة ضعيفه عن عمر بن الخطاب
لا ادري ما حجتهم في قولهم ان القصة مكذوبة علي عمر .... ؟
بصراحة اريد احد ان يعينني علي فهم حجتهم في هذا؟
ولا ادري هل يكتب الاخ عبدالله زقيل في هذا الموقع ...
وجزاكم الله خير
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 02 - 04, 06:26 ص]ـ
من أقوى العلل للحديث كون ذكوان السمان لايعرف له سماع من مالك الدار
ومتن هذه القصة فيه نكارة
فقبر النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيت عائشة رضي الله عنها قبل أن يدخله يزيد بن الوليد في المسجد.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[21 - 02 - 04, 09:13 ص]ـ
السلام عليكم
يا اخي جزاك الله خير
اسئل الله ان يتوفني علي محبتكم
وعلي هذه عقيدة المرضية
عقيدة اصحاب الحديث
والسلام عليكم
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[21 - 02 - 04, 10:57 ص]ـ
[ i] الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
فمن أقوى العلل كون ذكوان السمان لايعرف له سماع من مالك الدار وهذه علة قوية جدا على طريقة المحدثين القدامى
[/ B]
الأخ الشيخ عبد الرحمن الفقيه، يا ليت تزيد إيضاحا في هذه النقطة، فإن أبا صالح عرف عنه أنه يروي عن أبي هريرة وأبي سعيد وغيرهم من الصحابة ممن كانوا في المدينة وغيرها فكيف لم يسمع من مالك الدار وهو من التابعين المدنيين
ثم أنه ذكوان مدني كما في تهذيب التهذيب ج: 3 ص: 189
قال الحافظ: ذكوان أبو صالح السمان الزيات المدني مولى جويرية بنت الأحمس الغطفاني شهد الدار زمن عثمان وسأل سعد بن أبي وقاص مسألة في الزكاة وروى عنه وعن أبي هريرة وأبي الدرداء وأبي سعيد الخدري وعقيل بن أبي طالب وجابر وابن عمر وابن عباس ومعاوية وعائشة وأم حبيبة وأم سلمة وغيرهم وأرسل عن أبي بكر
(وانظر الإكمال 378 والثقات 5/ 361 والتاريخ الكبير 1/ 127 وتعجيل المنفعة 1/ 367)
فهو مدني ومعاصر والخبر عن حدث في المدينة فكيف نجمع بين هذا وبين كلامكم وفقكم الله؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 02 - 04, 11:08 ص]ـ
بارك الله في الجميع
ولكن متى توفي مالك الدار وقد قيل بأن له صحبة
فقد يكون توفي قبل أبي هريرة وأبي سعيد فليس هناك دليل على المعاصرة بين مالك الدار وأبي صالح.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[21 - 02 - 04, 12:06 م]ـ
تحديد سنة وفاته أمر صعب جدا، لكن قال أبو عبيدة ولاه عمر كيلة عيال عمر فلما قدم (أو قام) عثمان ولاه القسم فسمى مالك الدار
الإصابة 6/ 274
أي أنه تأخر حتى عهد عثمان رضي الله عنه واشتهر أمره بولاية القسم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 02 - 04, 12:18 م]ـ
أحسنت
وكذلك ذكوان السمان لايعرف زمن ولادته وذكروا عنه أنه شهد الدار في عهد عثمان رضي الله عنه وتوفي سنة 101
فبناء على ماسبق لايعلم أن أباصالح عاصر مالك الدار من ناحية سنة الولادة والوفاة ولم يرد في إسناد تصريحه بالسماع من مالك الدار ولم ينص أحد من الأئمة على سماعه منه، وكذلك كان أبو صالح يرسل عن عدد من الصحابة كأبي بكر وأبي ذر وغيرهم كما في ترجمته، فلم يكن يقتصر على ما سمع فقط بل يروي المراسيل، فمثل هذه الأمور مجتمعة، مع نكارة المتن توجب التوقف، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 02 - 04, 01:25 م]ـ
ومما يدل على نكارة المتن ما جاء في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبيك فاسقنا قال فيسقون.
فهذه هي عادة عمر رضي الله عنه.
ـ[أبو نسيبة السلفي]ــــــــ[08 - 06 - 10, 11:32 ص]ـ
من أقوى العلل للحديث كون ذكوان السمان لايعرف له سماع من مالك الدار
ومتن هذه القصة فيه نكارة
فقبر النبي صلى الله عليه وسلم كان في بيت عائشة رضي الله عنها قبل أن يدخله يزيد بن الوليد في المسجد.
جزاك الله خيرا شيخ عبد الرحمن. كيف لم ننتبه الى هذه الفائدة. فقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدخل في المسجد بل كان في بيت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ولم تتوقف على الدخول اليها لتغيير ملابسها إلا بعد دفن عمر رضي الله عنه فيها والله اعلم(39/317)
ضعف حديث: ألق عنك شعر الكفر، واختتن
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[20 - 02 - 04, 07:40 م]ـ
بسم الله، وصلى الله على محمد، وعلى آله، وصحبه، وسلم.
حديث: ((ألق عنك شعر الكفر واختتن)).
أخرجه عبدالرزاق في " مصنفه " (6/ 10 / 9835) (10/ 317)، ومن طريقه:
أبوداود في " سننه " (1/ 98 / 356)،
وأحمد في " مسنده " (3/ 415)،
وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (3/ 316 / 1692) (5/ 269 / 2795)،
وابن عدي في " الكامل " (1/ 222)،
والطبراني في " الكبير " (22/ 395 / 982)،
والبيهقي في " سننه " (1/ 172) (8/ 323)،
وابن عساكر في " الامتنان بالأمر بالاختتان " (30، 31/ 4، 5).
عن ابن جريج، قال: أخبرت عن عثيم بن كليب، عن أبيه، عن جده، أنه جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
قد أسلمت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: .... (فذكره).
قلت: إسناده ضعيف جدا؛
عثيم بن كليب مجهول، وكذا أبوه.
وأما شيخ ابن جريج فهو إبراهيم بن أبي يحيي، كما قال ابن عدي والبيهقي، وهو متروك.
فقد أخرجه ابن عدي في " الكامل " (1/ 222)،
وابن قانع في " معجم الصحابة " (2/ 389)،
وابن مندة في " المعرفة " كما في " تعجيل المنفعة " وفي " التلخيص ".
من طريق إبراهيم بن؟ أبي يحيى، عن غنيم، به.
وله شاهدان:
أولا: حديث واثلة بن الأسقع.
أخرجه الطبراني في " الكبير " (22/ 82 / 199)،
وفي " الصغير " (2/ 117 / 880 - الروض الداني)،
وأبوالشيخ في " طبقات المحدثين " (3/ 238، 239)،
والخطيب في " تاريخ بغداد " (13/ 72)،
وأبونعيم في " الحلية " (9/ 329)،
والحاكم في " المستدرك " (3/ 659).
من طريق سليم بن منصور بن عمار، حدثنا أبي، حدثنا معروف أبوالخطاب، عن واثلة بن الأسقع، قال:
لما أسلمت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي:
" اغتسل بماء وسدر، واحلق عنك شعر الكفر ".
قال الطبراني: " لم يرو عن واثلة بن الأسقع إلا بهذا الإسناد، تفرد به منصور بن عمار ".
وقال الهيثمي في " المجمع " (1/ 283): " رواه الطبراي في الكبير والصغير، وفيه منصور بن عمار الواعظ، وهو ضعيف ".
وهو كما قال، وأيضا معروف هذا ضعيف.
تنبيه: ليس في هذا الحديث ذكر الاختتان.
ثانيا: حديث قتادة.
أخرجه ابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (5/ 77 / 2618)،
والطبراني في " الكبير " (19/ 14 / 20).
من طريق أحمد بن عبدالملك بن واقد الحراني، ثنا قتادة بن الفضل، عن أبيه، حدثني هشام بن قتادة الرهاوي، عن أبيه، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلمت، فقال لي:
" ياقتادة اغتسل بماء وسدر، واحلق عنك شعر الكفر ".
قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر من أسلم أن يختتن، وإن كان ابن ثمانين.
قال الهيثمي في " المجمع " (1/ 283): " رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات "!
قلت: هشام بن قتادة مجهول العين؛ لم يرو عنه سوى قتادة بن الفضل.
يتلخص مما سبق أن طرق الحدث لا تصلح للاستشهاد بها.
وكتب
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الأبيضي.
ـ[أبو أحمد اليماني]ــــــــ[21 - 02 - 04, 05:15 ص]ـ
بارك الله فيك أخي.
======
إرواء الغليل (1\ 120)
قال (صلى الله عليه وسلم) لرجل أسلم: " ألق عنك شعر الكفر واختتن ".
رواه. أبو داود (1/ 59)
ومنه البيهفي (1/ 172)
وأحمد (3/ 415)
من طريق ابن جريج قال: أخذت عن عثيم بن كليب عنه أبيه عن جده أنه جاء النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: قد أيلمت. فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) فذكره.
قلت: وهذا سند ظاهر الضعف لجهالة الضعف المخبر لابن جريج ولجهالة عثيم وابن كليب أيضا.
لكن الحديث حسن، لأن له شاهدين أحدهما عن قتادة أبي هشام والاخر عن وائلة بن الأسقع، وقد تكلمت عليهما، وبينت احتجاج شيخ الإسلام ابن تيمية بالحديث في " صحيح أبي داود " (رقم 383).
هذا الحديث حسنه الألباني في صحيح أبي داود:
عثيم بن كليب عن أبيه عن جده أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال قد أسلمت فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ألق عنك شعر الكفر يقول احلق قال و أخبرني آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لآخر معه ألق عنك شعر الكفر واختتن * (حسن).
وحسنه كذلك في السلسة الصحيحة:
[ألق عنك شعر الكفر، واختتن. قاله لرجل أسلم]. (حسن المتن) وله شاهد مختصر جدا في الختان من رواية الزهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أسلم فليختتن ولو كان كبيرا.
===========
الحديث ضعيف قال المنذري قال عبد الرحمن بن أبي حاتم كليب والد عثيم بصري روى عن أبيه مرسل هذا آخر كلامه وفيه أيضا رواية مجهول انتهى كلام المنذري.
فالحديث بين أنه ضعيف، كما ذكر الألباني، وذكرت أيضاً.
ضعيف لأن فيه انقطاع وعثيم وأبوه مجهولان
كما ذكر ذلك ابن حجر في تلخيص الحبير.
يبقى أن الألباني- رحمه الله - حسنه للشواهد.
وبيانك أخي في تخريج الحديث تبين أنه ضعيف ولا يصلح للشواهد وفقك الله وبارك فيك.
============
أخوك أبو أحمد اليماني.
¥(39/318)
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[06 - 05 - 07, 06:03 م]ـ
جزاك الله خير وبارك الله فيك(39/319)
حكم وضع المصحف على الأرض (للمشاركة)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[20 - 02 - 04, 07:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله، وصحبه، والتابعين:
أما بعد:
فالذي يظهر لي في حكم وضع المصحف على الأرض أن الأمر في ذلك واسع، وليس هناك دليل على المنع، وليس في ذلك إهانة للمصحف.
وأما حديث لعن النبي صلى الله عليه وسلم لمن فعل ذلك، فهو حديث منكر جدا،
أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (1/ 399 / 4589)،
وابن أبي داود في " المصاحف " (189)،
وابن سعد في " الطبقات " (5/ 394)،
والقرطبي في " تفسيره " (1/ 77)،
وابن عدي في " الكامل " (6/ 203).
من طريق محمد بن الزبير، عن عمر بن عبدالعزيز، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى كتابا فيه ذكر الله في الأرض، فقال:
" من صنع هذا؟ ".
فقيل له: هشام.
فقال: " لعن الله من فعل هذا، لا تضعوا ذكر الله في غير موضعه ".
وهذا الإسناد ضعيف جدا؛ من أجل محمد بن الزبير، وهو الحنظلي،
قال ابن معين: " ضعيف، ليس بشيء ".
وقال البخاري: " منكر الحديث، وفيه نظر ".
وهو مرسل أيضا.
وننتظر مشاركات إخواننا الأفاضل حفظهم الله.
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتب
محمد بن عبده آل محمد الأبيضي
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[20 - 02 - 04, 08:34 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=2751&highlight=%C7%E1%E3%D5%CD%DD+%C7%E1%C3%D1%D6
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 02 - 04, 11:26 م]ـ
قال الشيخ ابن جبرين حفظه الله:
الأولى ان يوضع المصحف على مكان مرتفع حتى يتحقق رفعه حسا ومعنى، قال تعالى (مرفوعة مطهرة)، فاذا احتجت الى وضعه فضعه على مكان مرتفع ولو قليلا، فاذا لم يتيسر جاز وضعه على الارض على فراش طاهر ونحوه، وينزه المصحف بأن يوضع على مكان منخفض او على مكان متنجس او على التراب لما فيه من الاحتقار له، واذا احتيج الى وضعه على فراش طاهر فلا بأس بذلك مع الحرص على رفعه حسا ومعنى.
المرجع: فتاوى اسلامية ج4 ص15 (جمع الشيخ محمد عبدالعزيز المسند).
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[21 - 02 - 04, 02:04 ص]ـ
أذكُر أنّي قرأت في فتاوي العلاّمة محمد بن إبراهيم (مفتي الديار السعودية سابقاً) رحمه الله تعالى عدم التشديد في ذلك ..
ولعلّي أنقل فتواهُ فيما بعد ..
ـ[البراق]ــــــــ[21 - 02 - 04, 02:28 ص]ـ
لا شك أن القرآن من أعظم شعائر الله عز وجل والله يقول:
(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32)
فإنه من كمال الإيمان رفع القرآن وتكريمه وعدم وضعه على موطئ الأقدام على الأرض فأروا الله منكم تكريما لكتابة ومن اضطر فله حكمه وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[21 - 02 - 04, 03:49 ص]ـ
بارَك اللهُ فيك .. أخانا البراق ..
تنبيهك في محلِّه .. فلا يُشَكّ أنّ رفع المصحف داخلٌ في تعظيم الشعائر .. لكنّ البحثَ هنا فيما إذا احتاج الإنسانُ إلى ذلك ..
وأكثر ما يحصل هذا عند المرور بآية فيها سجدة ...
فهل الأولى تأبّط المصحف أم جعْلُهُ على الأرض ريثما يسجد؟
وأمّا في حالِ عدم الحاجة فلا ..
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[21 - 02 - 04, 05:10 ص]ـ
موضوع مفيد طالما اردت ان يتكلم عنه احد
بصراحة انا لا اضع المصحف في الارض تكريما له
لكن بعض الاخوة يقولون لا يوجد دليل يمنع من ذلك ...
الي الاخوة الذين يقولون يجوز
عندي سؤال شخص ليس عنده مخدة أو وسادة
فهل يجوز ان يتخذ القران وسادة؟
ان قلتم لا ما هو دليلكم ان قلت نعم فليس سؤال بعد هذا؟
ـ[الرايه]ــــــــ[22 - 02 - 04, 07:26 ص]ـ
وضع المصحف على الأرض إن كان استخفاف فقد صرح بعض أهل العلم بكفر فاعله.
[انظر: فتح العلي المالك 2/ 360]
وان كان وضعه على الأرض مجردا عن إرادة الاستخفاف، فلا يخلو من أن يكون ذلك الوضع لغرض صحيح وحجة اقتضته، أو أن يكون مجردا عن ذلك كله وصار حصوله على هذا الوضع محض اتفاق ولغير غرض.
واختلف العلماء في حكم ذلك لكونه على هذا الوضع قد يشعر بابتذال المصحف ويتضمن امتهانه ولو صورة، ويتنافى مع ما تقتضيه حرمة المصحف من إكرام وتنزيه.
¥(39/320)
واتفق أتهل العلم على كون وضع المصحف على الأرض خلاف الأولى إلا أن منهم من قال بالكراهة، ومنهم من قال بالتحريم، ومنهم من فرق بين وضعٍ على الأرض لا تقتضيه الحاجة ولا يستدعيه غرض صحيح وبين وضع على الأرض لنحو قراءة منه أو نسخ فمنعه في الأول و أجازه في الثاني.
فممن منع وضعه على الأرض مطلقاً الشيخ عليش من فقهاء المالكية في كتابه فتح العلي المالك 2/ 360
وممن قال بعدم التحريم للحاجة الداعية لذلك ابن مفلح الحنبلي في الآداب الشرعية2/ 343،والفروع 1/ 192، ومنعه فقهاء الحنفية كما في الفتاوى الهندية 5/ 378
وحجة المانعين الأثر الذي فيه لعن النبي صلى الله عليه وسلم لمن فعل ذلك، وان عمر بن عبد العزيز رأى ابنه يكتب ذكر الله على حائط فضربه.
((ما ذكرته ملخص من كتاب الشيخ د. صالح بن محمد الرشيد المتحف في أحكام المصحف ص 762 – 764))
والأثر الذي عن عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – مع ابنه، في العلل للإمام احمد 1/ 216 - 217
برقم (244) من دون تعليق.
وانقلُ كلاما نفيساً للإمام شيخ الإسلام في زمانه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله –
[وضعه على محل مرتفع أفضل مثل الكرسي أو الرف في الجدار ونحو ذلك مما يكون مرفوعا به عن الأرض وإن وضعه على الأرض للحاجة لا لقصد الامتهان على أرض طاهرة بسبب الحاجة لذلك ككونه يصلي وليس عنده محل مرتفع أو أراد السجود للتلاوة فلا حرج في ذلك إن شاء الله ولا أعلم بأسا في ذلك، لكنه إذا وضعه على كرسي أو على وسادة ونحو ذلك أو في رف كان ذلك أحوط، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم عندما طلب التوراة لمراجعتها بسبب إنكار اليهود حد الرجم طلب التوراة وطلب كرسيا ووضعت التوراة عليه وأمر من يراجع التوراة حتى وجدوا الآية الدالة على الرجم وعلى كذب اليهود.
فإذا كانت التوراة يشرع وضعها على كرسي لما فيها من كلام الله سبحانه فالقرآن أولى بأن يوضع على الكرسي لأنه أفضل من التوراة. والخلاصة: أن وضع القرآن على محل مرتفع ككرسي، أو بشت مجموع ملفوف يوضع فوقه، أو رف في جدار أو فرجة هو الأولى والذي ينبغي، وفيه رفع للقرآن وتعظيم له واحترام لكلام الله، ولا نعلم دليلا يمنع من وضع القرآن فوق الأرض الطاهرة الطيبة عند الحاجة لذلك.]
من برنامج نور على الدرب، شريط رقم 7
مجموع فتاوى ومقالات_الجزء التاسع
http://www.binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2390
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[22 - 02 - 04, 07:16 م]ـ
حديث عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وإن لم يصح سنده لكني وقفت عليه من قوله فإن صح فهو حجة لأنه إمام من أئمة الدين ممن يقتدى بهم بل هو مجدد القرن الأول.
ولعله في كتاب المصاحف لابن أبي داود(39/321)
تحقيق حديث ذهب الظمأ وابتلت العروق
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[20 - 02 - 04, 08:14 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومن اهتدى بهداه.
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال:
" ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله "
حديث حسن.
أخرجه أبوداود في " سننه " (2357)،
والنسائي في " الكبرى " (2/ 255)،
وفي " عمل اليوم والليلة " (299)،
وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (478)،
والدارقطني في " سننه " (2/ 185)،
والحاكم في " المستدرك " (1/ 584)،
والأصبهاني في " الترغيب والترهيب " (1804)،
والبيهقي في " سننه " (4/ 239)،
وفي " الدعوات الكبير " (448)،
والبغوي في " شرح السنة " (6/ 265)،
والمزي في " تهذيب الكمال " (27/ 391).
من طرق عن علي بن الحسن، ثنا الحسين بن واقد، ثنا المقفع، قال: رأيت ابن عمر يقبض على لحيته، فيقطع ما زد على الكف، وقال: .... (فذكره).
قال الدارقطني: " تفرد به الحسين بن واقد، وإسناده حسن ".
وقال الحاكم: " صحيح على شرط البخاري، فقد احتج بالحسين بن واقد، ومروان بن المقفع ". ووافقه الذهبي!!
فتعقبه ابن حجر في " تهذيب التهذيب " (5/ 405)، فقال: " زعم الحاكم في المستدرك أن البخاري احتج به، فوهم، ولعله اشتبه عله بمروان الأصفر ".
قلت: مروان بن المقفع روى عنه ثقتان، ووثقه ابن حبان؛ فحديثه يُحسن على الأقل، ومما يؤيد ذلك تحسين الدارقطني، وابن حجر.
وحسنه الشيخ ناصر الدين الألباني في " الإرواء " (4/ 39، 40، 41).
تبين مما سبق ثبوت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيسن أن يقال هذا الدعاء عند الإفطار.
ولكن هناك مسألة:
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عند ذكره لأدعية الأفطار في " الشرح الممتع " (6/ 445):
" ... ومنها إذا كان اليوم حارا وشرب، فإنه يقول: ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله.
وذهاب الظمأ بالشرب واضح، فالإنسان إذا شرب وهو عطشان؛ يحس بأن الماء من حين وصوله إلى المعدة يتفرق في البدن، ويحس به إجساسا ظاهرا؛ فيقول: سبحان الله الحكيم العليم الذي فرقه بهذه السرعة، فهذا مما يسن ".
قلت: كلام الشيخ يحمل على أن فضيلته يرى أن الحديث ضعيف، وذلك لأنه قال قبله: " وورد أيضا أثار في ذلك، ومنها ...... وهذه في أسانيدها ما فيها، لكن إذا قالها الإنسان فلا بأس، ومنها ..... (فذكر ما سبق) ".
وأنا أردت أن أنبه على كلام الشيخ مع أنه واضح جلي؛ لأن بعض إخواننا ممن
كانوا يحضرون للشيخ ويقلدونه، عندما تكلمت معه في هذه المسألة، وجدت أنه يرى ثبوت الحديث.
فقلت له: لما لا ندعوا به؟
فقال: كيف يعقل (!) أن تقول: " ذهب الظمأ "، وأنتم لم تظمأ؟؟
قلت: أعوذ بالله،،،،
فأقول لهذا وأمثاله: بأن في الدعاء بين في السجدتين، ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " رب اغفر لي، وارحمني، وعافني، واهدني، وارزقني ".
فقال الشيخ في " الشرح الممتع " (3/ 182) عند شرحه لقوله صلى الله عليه وسلم: " وعافني ": " إذا كان الإنسان صحيحا فالظاهر أنه يقول: " وعافني "؛ لأنه دعاء مسنون في هذا المكان دون أن يستحضر شيئا ..... ".
فهل يرد هو على الشيخ بمثل ما سبق.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وكتب
أبوالمنهال محمد بن عبده آل محمد الآبيضي
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[21 - 02 - 04, 12:13 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4258&highlight=%C7%E1%DA%D1%E6%DE(39/322)
الرواة عن ابن لهيعة
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[22 - 02 - 04, 10:45 ص]ـ
بعض رواة ابن لهيعة الذين فضلت روايتهم على غيرهم، أو لهم مزية في الرواية عنه، وإن كان المرجح ضعف روايته مطلقاً، لكن الضعف يتفاوت كما هو معلوم.
وقد قرأت لأحد المحققين أنه بلغ بهم عشرة رواة أو نحواً من ذلك ولم يذكرهم، وقد عزب عني كلامه، فأحببت أن أذكرهم على وجه الاستقصاء، ودونك هذه الفائدة فقيدها، وانتظر من الأخوة الاستدراك والإفادة.
1، 2، 3 - العبادلة (وهم عبد الله بن وهب، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وعبد الله بن المبارك)، وكلام الأئمة في تقوية روايتهم عنه مشهور معروف.
4 - لهيعة بن عيسى.
قال قتيبة: كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن وهب وابن أخيه – يعني ابن أخي ابن لهيعة – إلا ما كان من حديث الأعرج.
سؤالات الآجري (2/ 175).
5 - أبو الأسود النضر بن عبد الجبار.
قال أحمد بن صالح (وما أحسن حديثه عن ابن لهيعة)، وقال أيضاً: (ظننت أن أبا الأسود كتب من كتاب صحيح فحديثه صحيح يشبه كلام أهل العلم).
المعرفة والتاريخ 2/ 434، 2/ 185
6 - ابن أبي مريم.
قال أحمد: عمك سمع من ابن لهيعة قبل ذهاب كتبه.
7 - ابن رمح.
قال الفسوي: وكنت كتبت عن ابن رمح كتاباً عن ابن لهيعة، وكان فيه نحو ما وصف أحمد، فقال: هذا وقع على رجل ضبط إملاء ابن لهيعة، فقلت له في حديث ابن لهيعة! فقال: لم يعرف مذهبي في الرجال، أذهب إلى أنه لا يترك حديث محدث حتى يجمع أهل مصره على تركه. المعرفة 2/ 435.
8 - قتيبة بن سعيد.
راجع في ما تقدم في (4)، وقال قتيبة: قال لي أحمد بن حنبل: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح .... ، انظر: تهذيب الكمال 15/ 494، وفي السند جهالة.
9 - أبو سعيد مولى بني هاشم.
قال أبو سعيد: لقيته يعني -ابن لهيعة - سنة أربع وستين وهو على القضاء.
العلل ومعرفة الرجال ص 489، واحتراق كتبه كان في سنة 169 هـ أو سنة 170 هـ.
10 - بشر بن بكر.
قال بشر: لم أسمع من ابن لهيعة بعد سنة ثلاث وخمسين شيئاً.
الضعفاء للعقيلي 2/ 294.
11 - إسحاق بن عيسى الطباع.
قال: احترقت كتب ابن لهية سنة تسع وستين، قال: ولقيته أنا سنة أربع وستين يعني ابن لهيعة.
العلل رواية عبد الله ص 67 - 68.
ـ[حسام1]ــــــــ[22 - 02 - 04, 05:41 م]ـ
جزاك الله خير على هذا الجمع.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 02 - 04, 07:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وفي المجلد الأول من بذل الإحسان للشيخ الحويني يوجد كذلك جمع للرواة عن ابن لهيعة.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[23 - 02 - 04, 01:45 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا
ولعلكم تضيفون لمن ذكرتم عبد الله بن مسلمة القعنبي.
وقد قال أحد من عرفت أنّا طالما حكمنا عليه بالضعف فلا حاجة لهذه القسمة، فأجبته إن الحاجة إلى هذه القسمة تظهر عند اختلاف الرواة عن ابن لهيعة والله تعالى أعلم.
أخوكم أبو بكر بن عبد الوهاب
ـ[ابوسحر]ــــــــ[25 - 02 - 04, 11:26 ص]ـ
عبدالله بن لهيعة من حفاظ الجديث بمصر كما قال ذلك الامام احمد لذا تابعوا التفصيل في الرواة عنه
ـ[الدارقطني]ــــــــ[25 - 02 - 04, 06:37 م]ـ
فائدة ما تكتبون أيها المشايخ الكرام هو معرفة حديث ابن لهيعة ماليس من حديثه فالذين تذكرون فيما يظهر لي قد تحرّوا حديث ابن لهيعة
وقضية الإحتجاج بابن لهيعة مسألة أخرى طويلة الذيل والله الموفق.
ـ[الطالب الصغير]ــــــــ[25 - 02 - 04, 10:46 م]ـ
وأنظر للفائدة كتاب الشيخ عصام موسى هادي الدرر (أسئلة في مصطلح الحديث موجهة للشيخ الألباني رحمه الله) فقد ذكر فيه طائفة
وكذا الشيخ أبو إسحاق الحويني في تخريج كتاب الصمت لابن ابي الدنيا
ـ[حسام1]ــــــــ[26 - 02 - 04, 08:24 م]ـ
¥(39/323)
من قواعد الترجيح بين أقوال أئمة الجرح والتعديل تقديم قول " بلديه " أي من كان في بلده، ومن بلده أحمد بن صالح المصري، نقل عنه يعقوب بن سفيان قال: سمعت أبا جعفر احمد بن صالح وكان من اخيار الثبوتيين يثني عليه، وقال لي: كنت اكتب حديث أبي الأسود يعني النضر بن عبد الجبار في الرق فاستفهمته، فقال لي: كنت اكتبه عن المصريين وغيرهم ممن يخالجني أمرهم فإذا ثبت لي حولته في الرق وكتبت حديث أبي الأسود وما أحسن حديثه عن ابن لهيعة، قال: فقلت له: يقولون: سماع قديم وسماع حديث، فقال لي: ليس من هذا شيء ابن لهيعة صحيح الكتاب كان اخرج كتبه فأملى على الناس حتى كتبوا حديثه إملاء فمن ضبط كان حديثه حسناً صحيحاً إلا أنه كان يحضر من يضبط ويحسن ويحضر قوم يكتبون ولا يضبطون ولا يصححون وآخرون نظارة وآخرون سمعوا مع آخرين ثم لم يخرج ابن لهيعة بعد ذلك كتابا ولم ير له كتاب وكان من أراد السماع منه ذهب فاستنسخ ممن كتب عنه وجاءه فقرأه عليه فمن وقع على نسخة صحيحة فحديثه صحيح ومن كتب من نسخة لم تضبط جاء فيه خلل كثير ثم ذهب قوم فكل من روى عنه عن عطاء بن أبي رباح فإنه سمع من عطاء وروى عن رجل عن عطاء وعن رجلين عن عطاء وعن ثلاثة عن عطاء تركوا من بينه وبين عطاء وجعلوه عن عطاء.
قال يعقوب: وكنت كتبت عن ابن رمح كتاباً عن ابن لهيعة وكان فيه نحو ما وصف احمد بن صالح فقال: هذا وقع على رجل ضبط إملاء ابن لهيعة فقلت له: في حديث ابن لهيعة، فقال: لم تعرف مذهبي في الرجال اني اذهب إلى انه لا يترك حديث محدث حتى يجتمع أهل مصره على ترك حديثه.
وقال يعقوب بن سفيان في موضع آخر: سمعت احمد بن صالح يقول: كتبت حديث ابن لهيعة عن أبي الأسود في الرق وقال كنت اكتب عن أصحابنا في القراطيس واستخير الله فيه فكتبت حديث ابن لهيعة عن النضر في الرق.
قال يعقوب: فذكرت له سماع القديم وسماع الحديث، فقال: كان ابن لهيعة طلابا للعلم صحيح الكتاب وكان أملى عليهم حديثه من كتابه فربما يكتب عنه قوم يعقلون الحديث وآخرون لا يضبطون وقوم حضروا فلم يكتبوا فكتبوا بعد سماعهم فوقع علمه على هذا إلى الناس ثم لم يخرج كتبه وكان يقرأ من كتب الناس فوقع حديثه إلى الناس على هذا فمن كتب بأخرة من كتاب صحيح قرأ عليه في الصحة ومن قرأ من كتاب من كان لا يضبط ولا يصحح كتابه وقع عنده على فساد الأصل. قال: وظننت ان أبا الأسود كتب من كتاب صحيح فحديثه صحيح يشبه حديث أهل العلم.
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[26 - 02 - 04, 11:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
الأخ الفاضل / أبو بكر بن عبد الوهاب
سمعت من بعض المشايخ قديما إدراج عبد الله بن مسلمة ضمن العبادلة ليكونوا أربعة! ومن خلال قراءة موسعة في ترجمة ابن لهيعة لم أطلع على مستند هذا القول، فأرجو أن تفيدني إن كنت وقفت على ما يدل على ذلك.
وأما فائدة هذا التقسيم فهو - في نظري- أن الضعيف يتفاوت، وأنت ترى بعض أهل العلم يحسن بعض أحاديث الرجل الضعيف، فإذا جاء الحديث من طريق أحد هؤلاء عن ابن لهيعة، وجاء ما يعضده في أحاديث أخر، فإن النفس تميل إلى قبول حديثه.
وعكس هذا ما رواه غيرهم عن ابن لهيعة فإنه ضعفه أشد، وبالتالي يتحرى في تقويته بغيره، لما علم من ضعف حفظه وتخليطه وقبوله للتلقين وغير ذلك مما طعن به.
وكما تعلم حفظك الله أن علم التصحيح والتضعيف مبني على غلبة الظن، ولذا قال الذهبي لا تطمع أن تجد حداً للحديث الحسن.
الشيخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه،
لم أطلع على بحث الشيخ أبي إسحاق الحويني، ولا ما كتبه الشيخ عصام موسى هادي.
لكن أظن أني استوعبت الرواة أو كدت، فإن فاتني شيء مما ذكره المشايخ فأفيدوني!،
وإنما ذكرت ما ورد النص عليه دون تتبع ...
فمثلاً من روى عن ابن لهيعة وتوفي قبل سنة الاحتراق يصلح أن يورد هنا ...
على أن بعض أهل العلم يرى أن حاله قبل الاحتراق وبعده في الضعف سواء
وعلى كل فالبحث في حال ابن لهيعة طويل الذيل كما ذكر الأخ، وليس هذا هو المقصود من هذا، وقد ألف فيه رسائل مفردة، وبحثه الشيخ أحمد معبد في تعليقه على النفح الشذي في نحو سبعين صفحة، والله أعلم بالصواب.
ـ[حسام1]ــــــــ[26 - 02 - 04, 11:28 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[27 - 02 - 04, 07:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله تعالى خيرا أخي أبا يوسف السبيعي، في الحقيقة كتبت لك من الذاكرة، ثم رجعت إلى أوراقي فلم أجد ما كتبت لك، لكني لا زلت أشعر أنه مع هؤلاء الذين ذكرت وسأحاول البحث أكثر، فالمسامحة على التقصير، وسأنصحُ نفسي من الساعة أن أخطىء ذاكرتي قدر المستطاع.
لكن هناك أمر:
1* لعلك أخي الحبيب تلاحظ أن من ذكرت (بالجملة) هم من طبقة واحدة تقريبا.
2* هذا يدل (من حيث الجملة) على أفضلية رواية القدماء عنه، وتُعرف نصوص من الأئمة بهذا الشأن.
3* القعنبي من نفس هذه الطبقة تقريبا، ولا يخفى عليك تقدمه في الحفظ.
ولعل في هذين الرابطين فائدة إن شاء الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14358&highlight=%C7%C8%E4+%E1%E5%ED%DA%C9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14608&highlight=%C7%C8%E4+%E1%E5%ED%DA%C9
أخوكم ماهر بن عبد الوهاب أبو بكر.
¥(39/324)
ـ[ابوسحر]ــــــــ[19 - 03 - 04, 08:19 ص]ـ
سيتم إضافة ما لدي من معلومات عن الرواة عن ابن لهيعة
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 11 - 04, 03:23 ص]ـ
بعض رواة ابن لهيعة الذين فضلت روايتهم على غيرهم، أو لهم مزية في الرواية عنه، وإن كان المرجح ضعف روايته مطلقاً، لكن الضعف يتفاوت كما هو معلوم.
وقد قرأت لأحد المحققين أنه بلغ بهم عشرة رواة أو نحواً من ذلك ولم يذكرهم، وقد عزب عني كلامه، فأحببت أن أذكرهم على وجه الاستقصاء.
الحمد لله نسترفده الإعانة والتوفيق. ونستهديه الصواب على التحقيق.
وبعد ..
قائل ذلك الشيخ أبو إسحاق الحوينى، وقد استقصاهم، وذكر أسماءهم فى ((بذل الإحسان بتقريب سنن النسائى أبى عبد الرحمن)) (1/ 32) فقال: ((وقد غلا بعضهم، فأسقط حديث ابن لهيعة كلَّه، سواء كان من رواية القدماء أو المتاخرين. وفرَّط بعضهم، فصحَّح حديثه كلَّه، حتى من رواية المتاخرين!!. وهكذا يضيع الحق بين الإفراط والتفريط.
والحق، أن حديث ابن لهيعة من رواية القدماء عنه قوى مقبول، ولم يكن دلَّس فيه. أما بعد احتراق كتبه، فقد وقعت منه مناكير كثيرة فى حديثه)).
وقال: ((وقد وقع لى أسماء جماعة من الذين سمعوا من ابن لهيعة قبل احتراق كتبه، منهم:
(1) عبد الله بن المبارك.
(2) عبد الله بن وهبٍ.
(3) عبد الله بن يزيد المقرئ.
(4) عبد الله بن مسلمة القعنبى.
(5) يحيى بن إسحاق السليحينى.
(6) الوليد بن مزيد البيروتى.
(7) عبد الرحمن بن مهدى.
(8) إسحاق بن عيسى بن نجيح.
(9) الليث بن سعد.
(10) بشر بن بكر التنيسى)) اهـ.
قلت: وهذا كلام محرَّر قوى، وهو شبيه بكلام الحافظ الذهبى فى ((تذكرة الحفاظ)) (1/ 238) حيث قال: ((حدث عنه: ابن المبارك، وابن وهب، وأبو عبد الرحمن المقرئ، وطائفة قبل أن يكثر الوهم في حديثه، وقبل احتراق كتبه. فحديث هؤلاء عنه أقوى. وبعضهم يصححه، ولا يرتقي الى هذا)).
ولكن فات أبا إسحاق كثيرون من قدماء أصحابه ممن روى عنه قبل اختلاطه، وفيهم رفعاء كبراء ماتوا قبل اختلاطه بزمنٍ بعيد.
ومما يجب بيانه هاهنا، قبل ذكر هذه الزوائد؛ أن ممن لم يقبل حديث ابن لهيعة بمرَّة: بلديه أبو عبد الرحمن النسائى المصرى، وهو فى هذا شبيه بعبد الرحمن بن مهدى ويحيى بن سعيد القطان، فقد كانا لا يحدِّثان عنه بشئٍ. قال ابن مهدي: لا أحمل عن ابن لهيعة قليلا ولا كثيراً. قال الدارقطني: سمعت أبا طالب أحمد بن نصر الحافظ يقول: من يصبر على ما يصبر عليه أبو عبد الرحمن النسائى، كان عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة، فما حدَّث بها، وكان لا يرى أن يحدِّث بحديث ابن لهيعة.
قلت: ولهذا كان أبو عبد الرحمن لا يذكر اسم ابن لهيعة فى الأسانيد التى يجئ فيها مقروناً بغيره، وإنما يقول ((وذكر آخر))؛ ويعنى به ابن لهيعة، وهذه عشارية دالةٌ على صنيع أبى عبد الرحمن هذا تجاه مرويات ابن لهيعة:
(1) قال فى ((المجتبى)) (1/ 148) و ((الكبرى)) (2/ 268/3384): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ وَذَكَرَ آخَرُ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي الله عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخْرِجُ إِلَيَّ رَأْسَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ مُجَاوِرٌ، فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ.
(2) قال فى ((المجتبى)) (2/ 192) و ((الكبرى)) (1/ 219/639): أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ ثَنَا ابْنُ حِمْيَرٍ ثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَذَكَرَ آخَرَ قَبْلَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي تَطَوُّعًا يَقُولُ إِذَا رَكَعَ: ((اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، أَنْتَ رَبِّي، خَشَعَ سَمْعِي وَبَصَرِي، وَلَحْمِي وَدَمِي، وَمُخِّي وَعَصَبِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)).
¥(39/325)
(3) قال فى ((المجتبى)) (4/ 185) و ((الكبرى)) (2/ 107/2603): أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ وَذَكَرَ آخَرَ عَنْ بُكَيْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَسْلَمِيِّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً عَلَى الصِّيَامِ فِي السَّفَرِ!، قَالَ: ((إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ)).
(4) قال فى ((المجتبى)) (4/ 196) و ((الكبرى)) (2/ 116/2642): أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ عَنْ أَشْهَبَ أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَذَكَرَ آخَرَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ حَدَّثَهُمَا عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَفْصَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَلا يَصُومُ)).
(5) قال فى ((المجتبى)) (4/ 199) و ((الكبرى)) (2/ 119/2660): أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي مَالِكٌ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَذَكَرَ آخَرَ قَبْلَهُمَا أَنَّ أَبَا النَّضْرِ حَدَّثَهُمْ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ مَا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ مَا يَصُومُ، وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ.
(6) قال فى ((المجتبى)) (6/ 17) و ((الكبرى)) (3/ 13/4333): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ثَنَا أَبِي ثَنَا حَيْوَةُ وَذَكَرَ آخَرَ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو هَانِئٍ الْخَوْلانِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَا مِنْ غَازِيَةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللهِ، فَيُصِيبُونَ غَنِيمَةً، إِلا تَعَجَّلُوا ثُلُثَيْ أَجْرِهِمْ مِنَ الآخِرَةِ، وَيَبْقَى لَهُمُ الثُّلُثُ، فَإِنْ لَمْ يُصِيبُوا غَنِيمَةً تَمَّ لَهُمْ أَجْرُهُمْ)).
(7) قال فى ((المجتبى)) (6/ 69) و ((الكبرى)) (3/ 271/5344): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ثَنَا أَبِي ثَنَا حَيْوَةُ وَذَكَرَ آخَرَ قَالا: أنبأنا شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ الدُّنْيَا كُلَّهَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ)).
(8) قال فى ((المجتبى)) (7/ 215) و ((الكبرى)) (3/ 54/4461): أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَذَكَرَ آخَرَ وَقَدَّمَهُ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَهُمْ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ فَيْرُوزَ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَشَارَ بِأَصَابِعِهِ، وَأَصَابِعِي أَقْصَرُ مِنْ أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ يَقُولُ: ((لا يَجُوزُ مِنَ الضَّحَايَا: الْعَوْرَاءُ الْبَيِّنُ عَوَرُهَا، وَالْعَرْجَاءُ الْبَيِّنُ عَرَجُهَا، وَالْمَرِيضَةُ الْبَيِّنُ مَرَضُهَا، وَالْعَجْفَاءُ الَّتِي لا تُنْقِي)).
(9) قال النسائى ((المجتبى)) (8/ 135) و ((الكبرى)) (5/ 414/9336): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ وَذَكَرَ آخَرَ قَبْلَهُ عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيِّ أَنَّ شُيَيْمَ بْنَ بَيْتَانَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رُوَيْفِعَ بْنَ ثَابِتٍ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَا رُوَيْفِعُ؛ لَعَلَّ الْحَيَاةَ سَتَطُولُ بِكَ بَعْدِي، فَأَخْبِرِ النَّاسَ أَنَّهُ: مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ، أَوْ تَقَلَّدَ وَتَرًا، أَوِ اسْتَنْجَى بِرَجِيعِ دَابَّةٍ، أَوْ عَظْمٍ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا بَرِيءٌ مِنْهُ)).
(10) قال فى ((المجتبى)) (8/ 264) و ((الكبرى)): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ثَنَا أَبِي ثَنَا حَيْوَةُ وَذَكَرَ آخَرَ قَالا: حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ غَيْلانَ التُّجِيبِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ دَرَّاجًا أَبَا السَّمْحِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الْهَيْثَمِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْكُفْرِ وَالدَّيْنِ))، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتَعْدِلُ الدَّيْنَ بِالْكُفْرِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((نَعَمْ)).
قلت: والمقصود فى هذه العشارية بقوله ((وذكر آخر)) هو: محدث مصر البار الصادق عبد الله بن لهيعة.
والفارق شاسع بين صنيع أبى عبد الرحمن النسائى، وبين ثناء عبد الله بن وهبٍ المصرى عليه وتوثيقه إيَّاه، وهو به أعرف. فقد قال أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح: سمعت ابن وهب يقول، وسأله رجل عن حديثٍ، فحدثه به، فقال له الرجل: من حدثك بهذا يا أبا محمد؟، قال: حدثني به والله الصادق البار عبد الله بن لهيعة. قال أبو الطاهر: وما سمعته يحلف بمثل هذا قط.
ويتبع بتوفيق الله ذكر زوائد الرواة من قدماء أصحابه.
¥(39/326)
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[26 - 11 - 04, 12:28 م]ـ
هل طبع الكتاب كاملا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 12 - 04, 08:44 م]ـ
الحمد لله نسترفده الإعانة والتوفيق. ونستهديه الصواب على التحقيق.
وهذه عشارية بالزوائد من الرواة عمن ذكرهم أبو إسحاق آنفاً، مع بيان أحاديثهم:
(1) سَلَمَةُ بْنُ الْعَيَّارِ بْنِ حِصْنٍ التَّرَاغِمِىُّ، أبو مسلم الدمشقى المصرى الأصل
كان من خيار أهل الشام وعبَّادِه، مات وهو شاب قبل اختلاط ابن لهيعة.
قال الحافظ المزى ((تهذيب الكمال)) (11/ 303): ((حكى الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي عن أبي حاتم بن حبان البستي قال: كان من خيار أهل الشام وعبَّادهم، ولكنه مات وهو شاب، وكل شيء حدَّث في الدنيا لا يكون عشرة أحاديث.
وقال أبو سليمان بن زبر عن أبيه عن إسحاق بن خالد عن أبي مسهر الدمشقى: أثبت أصحاب الأوزاعي الذين سمعوا منه: يزيد بن السمط، وسلمة بن العيار، وكانا ورعين فاضلين صحيحي الحفظ، على حال تقلل، ما تلبسا بشيء من الدنيا. مات سلمة بن العيار سنة ثمان وستين ومئة)). وفى ((تاريخ دمشق)) (22/ 114): ((قال أبو زرعة الدمشقى: حدَّثني ابن سلمة بن العيار قال: مات أبي سنة ثلاث وستين ومائة)). وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)) (1/ 454): ((ثقة عابد نبيل توفي شابا سنة 168)) وعلى كلا القولين، فروايته عن ابن لهيعة قبل اختلاطه بكثير.
وأما حديثه عن ابن لهيعة:
قال تمام الرازى ((الفوائد)) (1526): أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الحميد بن خالد الفزاري ثنا أحمد بن أنس بن مالك ثنا إسحاق بن سعيد بن الأركون عَنْ أبي مُسْلِمٍ سَلَمَةَ بْنِ الْعَيَّارِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ لَهِيعَةَ عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قُرَيْشٌ خَالِصَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَنْ نَصَبَ لَهَا حَرْبَاً أَوْ مَنْ حَارَبَهَا سُلِبَ، وَمَنْ أَرَادَهَا بِسُوءٍ، خُزِيَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)).
وأخرجه ابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (22/ 110) من طريق تمام به.
وأخرجه كذلك (8/ 306) من طريق إسحاق بن يعقوب الكفرسوسى الورَّاق ثنا أحمد بن أنس بن مالك الدمشقى بإسناده مثله.
******* ******* *******
(2) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ العَنَسِىُّ، أبو عبد الله الشامى
ذكر أبو زرعة الدمشقى عن ابن زبر قال: مات سنة خمس وستين ومائة، وصلَّى عليه سعيد بن عبد العزيز التنوخى.
وأما حديثه عن ابن لهيعة:
قال الطبرانى ((مسند الشاميين)) (248): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ الْمَعْمَرِىُّ ثنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ ثنا الْوَلِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ عَنْ ابْنِ ثَوْبَانَ عَنْ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أن النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالا، فَعَلَى الْبَادِئِ حتَّى يَعْتَدِى الْمَظْلُومُ)).
قال أبو القاسم: ((هكذا روى ابْنُ ثَوْبَانَ عَنْ الْحَضْرَمِيِّ، وهو عَبْدُ اللهِ بْنِ لَهِيعَةَ)).
قلت: لكن خالفه عبد الله بن وهب، فرواه ((عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ))، فأدخل بينهما ((سنان بن سعد))، وهو الصحيح.
فقد أخرجه القضاعى ((مسند الشهاب)) (1/ 216) من طريق يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّدَفِىِّ ثنا ابْنُ وَهْبٍ ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ واللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالا، فَعَلَى الْبَادِئِ حتَّى يَعْتَدِى الْمَظْلُومُ)).
وتأتى بقية العشارية إن شاء الله تعالى.
ـ[الموسوي]ــــــــ[09 - 12 - 04, 12:29 ص]ـ
أخي أبو محمد الألفي حفظه الله ونفعه:
أقول لك-مع الأسف-كلامك وكلام الشيخ الحويني حفظه الله ليس من التحقيق في شيء, لأنه سرد خال من الأدلة, والعجيب أنه يشير إلى اختلاف الأئمة النقاد الكبار فيه, ومنهم من رد حديثه مطلقا كيحي بن معين وأبي زرعة الرازي وغيرهما, فيذكر لنا الشيخ خلاصة بحثه ويريدنا أن نلتزمه, أفنترك قول هولاء لقوله؟.
وما ساقه الأخ السبيعي حرس الله مهجته في غاية النفاسة, وهذا هو المنهج السليم في البحث.
و أرجو أن لا يُفهم من كلامي تنقص الشيخ, فأنا من المحبين له, غير أن الحق أحب إلي منه, وعجبت من قول الفاضل المذكور: هذا كلام محرر قوي!.
هذا ومما أردتُ, تنبيهَ الإخوة على سلوك المنهج السليم في تلقي العلم
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[ياسربن مصطفى]ــــــــ[09 - 12 - 04, 12:43 ص]ـ
قدسمعت شريطا لابى اسحاق حفظه الله يقول انبن لهيعه اختلط سنة170 فكل منروى عنه ومات قبل170فحديثه صحيح
¥(39/327)
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[09 - 12 - 04, 12:57 ص]ـ
يبدو لي كأن هذا الرابط قديم ورفع الآن , وفي ذلك خير للجميع ليذكّوا على ما سبق ذكره. وأنا منهم.
كما يبدو لي فان الرابط لطلبة العلم , وفي ذلك أيضا خير كثير.
جاء في أغلب المشاركات تقريبا كما يلي: وقال فلان , حدثني فلان , وفي كتاب فلان عن ....
وذكر فلان أنّ .... وهلم جرا!
فهنا أتساءل: هل سمع أحد منكم ,يا طلبة العلم , عن اخراج (صحبفة عبد الله بن لهيعة) عام 1986؟
هذه الصحيفة القديمة مكتوبة على البردي وهي محفوظة في جامعة هيدلبرج في ألمانيا. نشره وعلق عليه
ر. ج. خوري.
وقد سبق لي أن أشرت الى هذه الصحيفة في مجلة معهد المخطوطات العربية. عدد مايو عام 1980 , ص 107 وما بعدها تحت العنوان: صحيفة عبد الله بن لهيعة.
ـ[الموسوي]ــــــــ[09 - 12 - 04, 01:05 ص]ـ
حضرة د. م.موراني المحترم:
لا تضق ذرعا بما تراه من تباحث الإخوة في قضايا العلم, ولو جهلنا هذه الصحيفة كان ماذا, وأنت لما كان همك البحث عن تراث المسلمين لغرض لا نعلمه تستقل مثل هذه النقاشات, فنسأل الله أن يشرح صدرك ويهدي قلبك
رجاء من الإخوة المشرفين أن لا يحذفوا هذا الرد, وفقهم الله.
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[09 - 12 - 04, 01:34 ص]ـ
الموسوي وفقك الله ,
انني لا أظن أن لدى المشرفين سبب ما لحذف ما قلت أنت
بل أنت قلت حقا: لما كان همك البحث عن تراث المسلمين لغرض لا نعلمه ,
الغرض , لكي تفهم , يا الموسوي , ولكي يفهم غيرك في هذا المكان , الغرض هو والحصول على العلم أكثر وأوثق
والنظرة أدق الى ما صدر حول ما أنت بصدده.
هذا هو الغرض الوحيد .... أم تريد أن أترك صحيفة ابن لهيعة الى الجانب؟؟؟
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 12 - 04, 09:11 ص]ـ
الحمد لله ناصر الحق ورافعِى لوائِه. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على أتقى خلقه وأوليائه. وبعد ..
الأخ الفاضل المستشرق الألمانى / د. م. مورانى
أحسن الله إليكم. ونفع بكم. وبارك فيكم.
بل والله نحمد لك مشاركاتك، فشكر الله لك كثيراً، وما أصدقك إذ قلت: القصد التوثق والتثبت من نقولات العلم من مصادره الموجودة والمفقودة.
ليس بالمستبعد أن تكون ((صحيفة ابن لهيعة)) مكتوبةً على البردى: ورقِ المصريين وصنعتِهم، وفاءً واعترافاً بحقه علينا، ورمزاً للاهتمام بعلم ذاك البحر الذى لا تكدره دلاءُ الظامئين للعلم، والراغبين فى تحصيله حسبةً لله: عبد الله بن لهيعة الحضرمى المصرى، فعنده الأصول وعند غيره من رفعاء وقته الفروع، كما قاله إمام العارفين سفيان الثورى.
وأظنك لو طالعت هذه الصحيفة، لوقعت على درر ولطائف لا توجد عند غيره. أليس عنده مغازى عروة بن الزبير الأسدى، التى أجهد الإمام أبو القاسم الطبرانى نفسه فى رحلته إلى مصر لتحصيلها، والرواية عنها، واستفاد منها كثيراً فى تراجم الصحابة فى ((معجمه الكبير)).
ومن نافلة المقال وفواضله ومعاده، أن نكرَّر ما ذكره غيرُنا من الفضلاء عند مشاركتنا إيَّاهم، ومن الآداب المرعية مع طلبة العلم، فضلاً عن نبغائه والبارعين فيه، أن نشكر لهم محاسن مشاركاتهم، ونعدُّها من فضائلهم، فإن مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ لا يَشْكُرُ اللهَ.
قال الإمام أحمد (2/ 388): حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُسْلِمٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْجُمَحِىُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ)).
وما أجمله تعليقاً؛ ذاك الذى علَّقه الإمام الجهبذ أبو حاتم بن حبان البستى حيث قال:
ذِكْرُ مَا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ الشُّكْرِ لأَخِيهِ الْمُسْلِمِ عِنْدَ الإِحْسَانِ إِلَيْهِ (3398) سَمِعْتُ أبا خليفة يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ بَكْرِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُسْلِمٍ يَقُولُ سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ مُسْلِمٍ يَقُولُ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ زِيَادٍ يَقُولُ سَمِعْتُ أبَا هُرِيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ أبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ)).
وقال أبو عيسى الترمذى: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ بِمَكَّةَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، أَتَاهُ الْمُهَاجِرُونَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَا رَأَيْنَا قَوْمًا أَبْذَلَ مِنْ كَثِيرٍ، وَلا أَحْسَنَ مُوَاسَاةً مِنْ قَلِيلٍ، مِنْ قَوْمٍ نَزَلْنَا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، لَقَدْ كَفَوْنَا الْمُؤْنَةَ، وَأَشْرَكُونَا فِي الْمَهْنَإِ، حَتَّى لَقَدْ خِفْنَا أَنْ يَذْهَبُوا بِالأَجْرِ كُلِّهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا مَا دَعَوْتُمْ اللهَ لَهُمْ، وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ)).
فشكر الله لكل من شارك بالعلم النافع، وأرشد إلى العمل الصالح، وبصَّر بمواقع الصواب، وحذَّر من مهجور القول ومرذوله، وعفا الله عمن أنكر المعروف وكتمه، ولم يشكر لمسديه وباذله.
والحمد لله أولاً وآخراً، وظاهراً وباطناً.
¥(39/328)
ـ[الموسوي]ــــــــ[09 - 12 - 04, 09:53 ص]ـ
حضرة د. م.موراني المحترم:
ولأنك غريب عن المعرفة بعلوم الشرع, فإنك تجعل الوقوف على هذه الصحيفة لا بد منه في هذه المسألة, والذي نعلمه أن لا تلازم بينهما, وإنما كان جوابنا معك كما رأيت, لِما تضمنه أسلوبك أولا (جاء في أغلب المشاركات .. إلى قولك: وهنا أتسائل ... ).
نعم, قد يكون مرادك غير ما فهمناه, لكن ما ذنبنا إذا كان أسلوبك كلامك هكذا.
وختاما الإخوة المشاركون في الملتقى لهم اهتمام بالتراث, كلٌّ على قدره, فإن أردت أن تنفعهم فأتحفهم بها في الملتقى.
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[09 - 12 - 04, 12:34 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا!
الرجوع الى الكتب الألكترونية اليوم سهل للجميع.
فكان المراد أن أشير الى ما لا يمكن حصول عليه من هذا الطريق.
الموسوي: فإن أردت أن تنفعهم فأتحفهم بها في الملتقى.
هذا ما فعلت.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[13 - 12 - 04, 03:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وقد ذكر العلائي كلاماً لايستغنى عنه في هذه المسألة في كتابه " المختلطين " (ص 65 ـ 69) , فإليك نصه:
عبدالله بن لهيعة:
قال عمرو بن علي الفلاّس: من كتب عنه قبل احتراق كتبه كابن المبارك والمقريء - فهو أصح؛ يعني ممن كتب بعد ذلك , لأنه تخبّط في الرواية بعد ذلك.
وذكر عثمان بن صالح السهمي: أن جميع كتبه لم تحترق , ولكن بعض ما كان يقرأ منه احترق , قال: [وأنا أخبر الناس بأمره , أقبلت أنا وعثمان بن عتيق بعد الجمعة فوافيناه أمامنا على حمار , فأفلج وسقط , فبادر ابن عتيق إليه فأجلسه وصرنا به إلى منزله , وكان ذلك سبب علته].
وقال الفضل بن زياد: سمعت أحمد بن حنبل , وسئل عن ابن لهيعة؟ فقال: [من كتب عنه قديماً فسماعه صحيح].
وقال الدارقطني: يُعتبر بما روى عنه العبادلة ابن المبارك , والمقريء , وابن وهب , والقعنبي.
وقال خالد بن خداش: رآني ابن وهب أكتب حديث ابن لهيعة , فقال: إني لست كغيري في ابن لهيعة , فاكتبها.
قلت: إلى هنا انتهى كلام الإمام العلائي رحمه الله تعالى.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[13 - 12 - 04, 03:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وأما بانسبة عن ما ذكره المستشرق (موراني) فهو صحيح , فالصحيفة نفيسة , وعندي نسخة من المطبوعة منها , وقد جهد محققها في إخراجها , فله الشكر.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[13 - 12 - 04, 09:17 م]ـ
لو سمحتم هل لنا أن نعرف الصفات العامة عن هذه الصحيفة كعدد أحاديثها وراويها عن ابن لهيعة وغير ذلك ما أمكن، والله الموفق.
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[13 - 12 - 04, 11:19 م]ـ
من جمع الأحاديث في هذه الصحيفة هو عثمان بن صالح بن صفوان المصري (ت 219) عن ابن لهيعة والليث بن سعد وابن وهب. وسميت الصحيفة ب (صحيفة ابن لهيعة) لأن أغلب الأحاديث بروايته وكلها تتعلق بأشراط الساعة والفتن.
قد يرجع بعض الأحاديث الى (الصحيفة الصادقة) لعبد الله بن عمرو بن العاص والى كتاب الأهوال لابن وهب والى كتاب غير معورف ليزيد بن أبي حبيب. سبق لي أن أشرت الى هذه الصفيحة عام 1980 أي قبل نشرها بست سنوات (أنظر المشاركة الرقم 18 أعلاه) فالمجلة قد تكون في متناول الجميع تقريبا.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 12 - 04, 07:01 ص]ـ
نقل الدكتور المليباري الإجماع على ضعف حديث ابن لهيعة سواء روى عنه العبادلة أم غيرهم. والسبب هو ضعف حفظه. لكن الفرق أن من نقل عن أصوله يعتبر بحديثه، ومن لم ينقل عن أصوله لا يعتبر بروايته بسبب التلقين.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 12 - 04, 07:19 ص]ـ
هذا الاجماع محل بحث
قال الطحاوي في معاني الآثار
(ثم قد روى عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك أيضا ما قد
حدثنا الربيع المؤذن قال ثنا أسد قال ثنا بن لهيعة قال حدثني أخي عيسى عن عكرمة عن بن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما أنزلت سورة النساء وأنزل فيها الفرائض نهى عن الحبس
حدثنا روح بن الفرج قال أخبرنا يحيى بن عبد الله بن بكير وعمرو بن خالد قالا ثنا عبد الله بن لهيعة فذكر بإسناده مثله
حدثنا عبد الرحمن بن الجارود قال ثنا بن أبي مريم قال حدثني بن لهيعة فذكر بإسناده مثله
حدثنا روح ومحمد بن خزيمة قالا قال لنا أحمد بن صالح هذا حديث صحيح وبه أقول قال روح قال لي أحمد بن صالح وقد حدثنيه الدمشقي يعني عبد الله بن يوسف عن بن لهيعة)
انتهى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 12 - 04, 10:42 ص]ـ
نقل الدكتور المليباري الإجماع على ضعف حديث ابن لهيعة سواء روى عنه العبادلة أم غيرهم. .
أين ذكر ذلك وما هو نص كلامه.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[14 - 12 - 04, 11:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لاأظن بأن الدكتور حمزة يجازف بإطلاق عبارته هكذا دونما تحقيق , وإلا فإنه يخرق إجماعاً , ولا أظنه يقوى على أن تفتح فوهة البركان في وجهه.
فلذا نحن مستمسكون على أن تذكر لنا المصدر الذي نقلت منه قول المليباري!!!!!!
¥(39/329)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 12 - 04, 05:22 م]ـ
رسالة صغيرة عن كيفية تخريج الحديث، وقد ذكر ضمنها تراجم ابن لهيعة في تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب وغيرها، ثم بعد ذلك ذكر الترجيح. وليست الرسالة للأسف عندي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 12 - 04, 06:34 م]ـ
لعلك تقصد رسالة (كيف ندرس علم تخريج الحديث)
تأليف الدكتور حمزة عبدالله المليباري والدكتور سلطان العكاية
وقد تكلموا على رواية عبدالله بن لهيعة من ص 135 إلى ص 200 ولم يذكروا هذا الإجما عالذي ذكرته وإنما توصلوا من خلال استعراض الترجمة وأقوال أهل العلم إلى أن رواية العبادلة والقدماء أصح من غيرها ولايعنى هذا صحتها فهو ضعيف قبل ولكن رواية القدماء عنه وخاصة من عاين أصولة صحيحة عن عبدالله بن لهيعة ولكن المشكلة تكمن فيه هو وفي ضعفه وقبوله للتلقين.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 12 - 04, 06:47 م]ـ
وأما الكلام حول أحمد بن صالح المصري ففيه تساهل في كلامه على بعض الرواة
وقد ذكر الشيخ عبدالله السعد حفظه الله في تقديمة لكتاب (تعليقه على العلل لابن أبي حاتم) لابن عبدالهادي ص64 - 66 أمثلة على تساهل أحمد بن صالح المصري ثم قال ص 65 (والأمثلة على تساهل أحمد بن صالح كثيرة) انتهى.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 12 - 04, 06:56 م]ـ
شيخنا الحبيب عبد الرحمن الفقيه
بارك الله فيك
وأما تساهل أحمد بن صالح فهذا ما أوافق عليه وقد ذكرته في غير هذا الموضع
الا بالاصح وجود نوع التساهل
وذكرت فيه طريقة أحمد بن صالح والذهلي وغيرهما
ولكن المقصود رد الاجماع (ان كان هناك من قال به)
ومع هذا أخالف الشيخ الفاضل عبد الله السعد في قوله
(والأمثلة على تساهل أحمد بن صالح كثيرة)
أخالفه في حرف واحد =قوله (كثيرة)
فقط أخالفه في هذا الحرف
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 12 - 04, 07:04 م]ـ
الشيخ الجليل ابن وهب حفظه الله
بارك الله فيكم وحفظكم، والعلم رحم بين أهله، وجزاك الله خيرا على ما تفضلت به من الإفادة حول حال أحمد بن صالح وليتك تفيدنا أكثر عن ذلك حتى لو كان في موضوع مستقل.
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[14 - 12 - 04, 07:41 م]ـ
لتساهل أحمد بن صالح , وهو كاتب الليث بن سعد , أمثلة. منها ما جاء في تفسير الموطأ للقنازعي حيث
ورد أن رسالة الليث بن سعد الى مالك بن أنس نسبها عبد الله بن صالح الى الليث (ليست تصح تلك الرسالة عن الليث ... )
فعند رغبة أكتب الفقرة هذه بكاملها هنا في الرابط. ربما يخرج هذا المثل من مجرد (التساهل)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 12 - 04, 08:53 م]ـ
الدكتور موراني
نحن نتكلم عن الإمام أحمد بن صالح أحد الحفاظ -رحمه الله
لانتكلم عن عبد الله بن صالح كاتب الليث- رحمه الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 12 - 04, 09:20 م]ـ
شيخنا الحبيب الفقيه وفقه الله
بارك الله فيكم
أشرت الى هذا في الملتقى في عدة مواضع منها ماهو بتاريخ 10 - 07 - 2002
(حسب ما هو مسجل في المشاركة)
وأشرت إلى ذلك في مواضع قبل ذلك
ولكن لسبب (ما) امتعنت عن الكلام حول هذا الموضوع
وجزاكم الله خيرا
ـ[د. م. موراني]ــــــــ[14 - 12 - 04, 10:36 م]ـ
أعتذر لهذا الخطأ , كان سهوا مني
عبد الله بن صالح (ت 223)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 02 - 05, 10:50 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ الْهَادِى مَنْ اِسْتَهْدَاهُ. الْوَاقِى مَنْ اِتَّقَاهُ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَوْفَيَانِ عَلَى أَكْمَلِ خَلْقِ اللهِ.
الشيخان الفاضلان / محمد الأمين ورضا صمدى.
كلاكما أكبر وأعلى مقاماً من التحاور بمثل هذا؟.
استريحا قليلاً، وراجعا أنفسكما، قبل أن تندما على ما يصدر عنكما، وبكما يقتدى كثير من شباب المنتدى المبارك. نصيحتى لكما نصيحة رجل أرهقته الخلافات، وأنا لكما معاً محبٌ صادقٌ.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 02 - 05, 05:16 ص]ـ
الشيخ الجليل ابن وهب حفظه الله
بارك الله فيكم وحفظكم، والعلم رحم بين أهله، وجزاك الله خيرا على ما تفضلت به من الإفادة حول حال أحمد بن صالح وليتك تفيدنا أكثر عن ذلك حتى لو كان في موضوع مستقل.
بانتظار مشاركة الشيخ الجليل
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 02 - 05, 05:20 ص]ـ
لعلك تقصد رسالة (كيف ندرس علم تخريج الحديث)
تأليف الدكتور حمزة عبدالله المليباري والدكتور سلطان العكاية
وقد تكلموا على رواية عبدالله بن لهيعة من ص 135 إلى ص 200 ولم يذكروا هذا الإجما عالذي ذكرته وإنما توصلوا من خلال استعراض الترجمة وأقوال أهل العلم إلى أن رواية العبادلة والقدماء أصح من غيرها ولايعنى هذا صحتها فهو ضعيف قبل ولكن رواية القدماء عنه وخاصة من عاين أصولة صحيحة عن عبدالله بن لهيعة ولكن المشكلة تكمن فيه هو وفي ضعفه وقبوله للتلقين.
نعم هذه الرسالة التي أقصدها.
وهذه النتيجة التي ذكرا أنها قول العلماء، أليس معناها أنه إجماع أو على الأقل اتفاق؟ أذكر أني حين قرأت الرسالة (وأنا بعيد عنها اليوم) أني اتفقت على كل ما جاء فيها، إلا ما فهمته من حكاية الإجماع. والله أعلم.
¥(39/330)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[20 - 02 - 05, 10:17 ص]ـ
###
المؤلفان أعقل وأفهم من أن يدعيا إجماعا في هذا = كيف وهما يجدان أن الحافظ الذهبي يقول في التذكرة 1/ 283: (لم يكن على سعة علمه بالمتقن، حدث عنه ابن المبارك وابن وهب وأبو عبد الرحمن المقرئ وطائفة قبل أن يكثر الوهم في حديثه، وقبل أن احتراق كتبه، فحديث هؤلاء عنه أقوى، وبعضهم يصححه ولا يرتقي لهذا).
قلت: يُنظر إلى صنيع الحاكم في المستدرك 2/ 390.
ويجدان الحافظ ابن حجر يقول في التهذيب 5/ 377 - 378: (قال عبد الغني بن سعيد الأزدي: إذا روى العبادلة عن ابن لهيعة فهو صحيح: ابن المبارك وابن وهب والمقرئ .. وذكر الساجي وغيره مثله).
ويجدان السيوطي - رحمه الله - في التدريب ينقل عن ابن حجر أنه قال: (إذا قال مالك عن الثقة عن عمرو بن شعيب فقيل: هو عمرو بن الحارث أو ابن لهيعة).
وعموما فكل من وثقه مطلقا، أو في زمان دون زمان، أو من طريق راو دون راو = يلزم من قوله هذا تصحيح حديثه أو تحسينه على الأقل، ما لم يمنع من ذلك مانع آخر.
###
ـ[أبو عبد الرحمن المقدسى]ــــــــ[20 - 02 - 05, 03:24 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن الفقية السلام عليكم ورحمة الله.
جزاك الله خيرا على نقلك لكلام الشيخ المليبارى وهو نفس كلام الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف والشيخ طارق عوض الله حفظهم الله وهو أن أصح الروايات عن بن لهيعة هى روايات العبادلة مع ضعفها لأنه مختلط قبل وبعد احتراق كتبة.
ـ[عبدالرحمن برهان]ــــــــ[20 - 02 - 05, 06:25 م]ـ
ابن لهيعة: هو عبد الله بن عقبة بن لهيعة بن فرعان الحضرمي المصري. ولاه أبو جعفر المنصور قضاء مصر سنة 154ه وعزله سنة 164ه. كان فقيها محدثا، قال عنه الذهبي: إنه الإمام الحافظ، عالم الديار المصرية وقاضيها ومحدثها، كان ممن صنف الحديث ورحل في طلبه، توفي في القاهرة عن 77 سنة.
جزاكم الله خيرا ان فتحتم هذا الموضوع القيم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[20 - 02 - 05, 07:39 م]ـ
الأخ الفاضل عبدالرحمن برهان وفقه الله
كيف توفي ابن لهيعة في القاهرة وهي اختطّت في عهد العبيديين؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 02 - 05, 03:37 ص]ـ
عادت لعترها لميس
أهنئك بادئ ذي بدء على أن تواضعت، وانتصرت على نفسك فقمت بالتعليق، فقد كنت تعرض عني لأنك وجدتني ... أم تظن أنك قد وجدت في كلامي ضعفا فقمت بالرد، وهناك ألقمت حجرا فكففت متسترا بالإعراض؟ والجواب ما ترى لا ما تسمع. ألم أقل لك قد ابتليتَ بأصغرهم.
كن على يقين – يا محمد الأمين – أني لم ولا ولن أنزل إلى مستواك – بإذن الله - هذه واحدة.
الثانية: قلتُ: لك منذ زمن اجتنب هذه الألفاظ حتى لا يحذف المشرف المشاركات فنحرم من الفوائد، ويبدو أنك تصر على حذفها لأمر لا يخفى على من به عِي، فكيف يخفى على أهل الحديث الغر الميامين.
ثالثا: بالنسبة لألفاظ الكذب والتعصب ... فقد بينتُ لك سابقا معانيها، ومتى تطلق وعلى مَن، فما أظن أنني بحاجة لإعادة كلامي، وقد زدتَ الآن كلمة الحقد، ولن أبينه لك نظريا لأنك قد أبنتَه لنا - بمقالك عن مالك وغيره من أئمتنا - عمليا، والمحسُّ الملموس أبلغ من النظري المعقول.
رابعا: قولك: وهذه نتيجة متوقعة للحقد الأسود الذي يكنه متعصبوا المالكية لخصومهم. وليس هذا إلا نقطة في بحر تعصبهم.
قلت لك سابقا: أنا لا أتكلم باسم المالكية، وما أظنهم يقبلون بي، فالأمر بيني وبينك فدع الناس في حالهم، ثم انظر هل تجد عاقلا - يعلم ما يخرج من فيه - يوافقك على هذا الكلام؟
ولن أترك طريقتي في هذه، ولن أنجر معك إلى باطلك، و لن أخرج عن الحق الذي أنا عليه – بإذن الله – وأسأل الله الثبات على هذا.
خامسا – وهذا المهم الآن -: تقول عني: (وادعى تخرصاً أني أنقل الإجماع، وكذب في هذا .. ).
قلت: وقولك في هذه المشاركة 28 من هذا الرابط، ماذا يسمى؟:
(نقل الدكتور المليباري الإجماع على ضعف حديث ابن لهيعة سواء روى عنه العبادلة أم غيرهم. والسبب هو ضعف حفظه. لكن الفرق أن من نقل عن أصوله يعتبر بحديثه، ومن لم ينقل عن أصوله لا يعتبر بروايته بسبب التلقين).
أليس هذا نقلا لدعوى الإجماع؟ وهو فوق ذلك تقوّل على الشيخ المليباري، لأنه اتضح الآن أنه لم يقل ذلك، وما هو إلا تخرص منك. أم تظن أن نقل الإجماع، أو ادعاءه إنما هو عند القدماء فقط؟
¥(39/331)
وتقول: (فأنا لم أوافق ولا وافقت على هذا الإجماع لو صح).
قلت: عدم موافقتك لا يدل على أنك لم تنقل دعوى الإجماع.
وقولك: (فأنا لم أوافق ولا وافقت على هذا الإجماع لو صح).
قلت: إن كنت تقصد لو صح الإجماع = فهذا من البلاء، وله حكم عند أهل العلم معروف.
وإن كنت تقصد، لو صح نقلك للإجماع – وهو صحيح بلا ريب – أولو صح نقل الشيخ المليباري للإجماع = فهو كلام جديد لم تفصح عنه سابقا، وليس في كلامك السابق أي دليل عليه. وقدكان هناك ما يُوجب عليك بيانَه سابقا ولم تفعل، فما بالك الآن؟
والذي يؤكد أنك موافق عليه وتتبناه حتى حين = أنك تقول في ملتقى أهل التفسير في موضوع (رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد .. ) مشاركة رقم 6 ردا على الدكتور موراني: (فأنا عندما أنقل وأسكت عن الناقل فغالباً ما أكون مقراً له (إلا في مواضع قليلة لأسباب متعددة كأن أنقل الخلاف في مسألة (>>
فهل هذا النقل عن الشيخ المليباري من الغالب أم من القليل؟ لا شك أن الناس يأخذون بغالب حال الكاتب، ويؤكد هذا طريقة وضعك للمشاركة التي فيها هذا النقل المزعوم، والذي يؤكده أكثر طريقتك العامة في الانتصار لتضعيف الرواة وتجهيلهم ... ، عند حديثك على رجال الأسانيد، إلا إذا وافق هوى منك، فهناك من الممكن أن يقوي الكاذب الكاذب عندك.
نعود الآن إلى أول مشاركتك، فقد قلت: ( ... ومن بين هؤلاء صاحبنا الفهم السقيم الذي توهم وتخرص بأني فهمت الإجماع من قول الشيخ عبد الرحمن الفقيه وفقه الله).
قلت: صدقت هنا ... وأنا إنما أوقع بذلك تفاؤلا، واعتبارا بما يكون عسى الله أن يرزقني فهما صحيحا في ديني. ولكن فاتك أمر، وهو أن صاحب الفهم السقيم، وجد من هو أسقم منه فهما، فلذلك يحمد الله على ما وهبه ويشكره.
والآن ننظر من صاحب الفهم السقيم: الشيخ عبد الرحمن يبين لك، ملخصا لكلام المليباري، فيقول: (وقد تكلموا على رواية عبدالله بن لهيعة من ص 135 إلى ص 200 ولم يذكروا هذا الإجما عالذي ذكرته وإنما توصلوا من خلال استعراض الترجمة وأقوال أهل العلم إلى أن رواية العبادلة والقدماء أصح من غيرها ولايعنى هذا صحتها فهو ضعيف قبل ولكن رواية القدماء عنه وخاصة من عاين أصولة صحيحة عن عبدالله بن لهيعة ولكن المشكلة تكمن فيه هو وفي ضعفه وقبوله للتلقين).
تأتي أنت فتقول معلقا عليه: (وهذه النتيجة التي ذكرا أنها قول العلماء، أليس معناها أنه إجماع أو على الأقل اتفاق؟). كلام مَن الذي علقتَ عليه، وأخذت منه النتيجة مغلوطة؟ ثم تعليقك عليه ماذا يعني؟
كلامك هذا كما هو واضح من سياقه، يسميه أهل العلم استفهاما تقريريا، هل تفرق يا محمد الأمين بين الاستفهام التقريري والتوبيخي والإنكاري .. ؟ أرجو ذلك.
فكأنك تقول هنا يا محمد الأمين: هذه النتيجة التي توصلا إليها إجماع، أو على الأقل اتفاق. وهذا يعني مبتدأ وخبر، موضوع ومحمول، وبالتالي قضية، فهي تحتمل الصدق والكذب. وقد فهمتَها من تلخيص الشيخ عبد الرحمن الفقيه – سدده الله - لكلام المليباري وصاحبه الذين قولتهما ما لم يقولا.
وفي الختام وبعد هذا كله
ومن يحق له أن يستشهد بقول صالح بن عبد القدوس:
وإن عناءا أن تفهم جاهلا - - فيحسب جهلا أنه منك أفهم
بل ويضيف عليه مكملا:
متى يبلغ البنيان يوما تمامه - - إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
متى ينتهي عن سئ من أتى به - - إذا لم يكن منه عليه تندم
بل أقول:
إذا الإنسان مات الفهم منه - - فإن الموت بالباقي كفيل
ولي أن أقول:
وكم جاهل قد أبدأ الجهل مرة - - فقلت أعده إنني عائد الحلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 02 - 05, 03:52 ص]ـ
مشكلتك أيها المتعصب أنك لا تفهم الكلام ولا تريد أن تفهم. وما سبق من البيان واضح (ولو أنك لن تفهمه) أني نقلت ما فهمته من حكاية الإجماع لأننا في منتدى نقاش، وإلا فلست مؤيدا لحكاية الإجماع مع أني موافق على النتيجة. ولن أنزل لمستواك الأخلاقي المتدني، ويكفيني القول:
لو كنتَ تعلم ما أقولُ عذرتني ... أو كنتَ تعلم ما تقول عذلتكا
لكن جهلتَ مقالتي فعذلتني ... وعلمتُ أنك جاهل فعذرتكا
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[21 - 02 - 05, 08:00 ص]ـ
قال محمد الأمين:
(((وإلا فلست مؤيدا لحكاية الإجماع مع أني موافق على النتيجة))) أهـ
الكلام في حكاية الإجماع ...
لأنه لا يوجد إجماع فكيف حكيته؟؟؟
¥(39/332)
وكيف نسبته للشيخ المليباري؟
(أظن هذا الكلام لا يحتاج إلى حذف)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[21 - 02 - 05, 12:32 م]ـ
الأخ الفاضل عبدالرحمن برهان وفقه الله
كيف توفي ابن لهيعة في القاهرة وهي اختطّت في عهد العبيديين؟
تعليقك هذا على ما يدل يا محمد الأمين؟ وأهل الشام في مثل هذه الحالات يقولون: صلّح من عندك. أم هي الرغبة في استكثار التعليقات بأي صورة؟ ألم أقل لك اجتنب هذه التعليقات المكوكية.
نعود لمانحن فيه: تقول: (وما سبق من البيان واضح).
قلت: ما سبق زاد الأمر سوء، وكان يكفيك أن تقول إني أخطأت في قولي: (نقل الدكتور المليباري الإجماع على ضعف حديث ابن لهيعة .. ). وننتهي، ويرفعك الله بتواضعك ورجوعك للحق درجة.
ولكنك ذهبت تفهم من تلخيص الشيخ عبد الرحمن أن هذه النتيجة تساوي إجماع أو اتفاق على الأقل. وكلامك هذا يفهم منه أهل الفهم والعقل أنك مصر على تصحيح نقلك عن الشيخ المليباري أنه نقل الإجماع على ضعف ابن لهيعة مطلقا، زيادة على ما تيقنوه من أن الشيخ المليباري لم ينقل إجماعا، ولا أن كلامه جملة يفهم منه أنه يدعي إجماعا، أو يؤول إلى إجماع حتى. وأكبر من ذلك هو أنهم يفهمون أنك لا تفهم ما تقرأ (وهذه الغرض الأساسي من مشاركتي وله عدة أمثلة غير هذه) وأنك جرئ على دعاوى يحجم عنها طلبة العلم العقلاء فضلا عن العلماء.
وقولك: (وإلا فلست مؤيدا لحكاية الإجماع مع أني موافق على النتيجة).
لست مؤيدا لحكاية الإجماع الذي حكاه الشيخ المليباري - حفظه الله - أم لحكاية الإجماع الذي فهمتها أنت من كلامه أو فهمتها من تلخيص الشيخ عبد الرحمن؟
أرأيت أنت لا زلت تتوهم أن هناك إجماعا محكيا، ولا تريد أن تتواضع وتقول: إنه ليس هناك إجماع أصلا، ولكنني أرى مع من يرون أن ابن لهيعة ضعيف مطلقا وهم أئمة أعلام.
وقولك: مع أني موافق على النتيجة.
يؤيد كلامي السابق أنك عند نقلك لنقل الشيخ المليباري للإجماع - كما تزعم - كنت توافق على هذه الدعوى وتراها حجة لما تذهب إليه من ضعف ابن لهيعة مطلقا.
وكوننا في معرض النقاش لا يعفيك من التثبت عند كلامك ونقلك، مع أن هذه حجة للهروب من الخطأ، وكان من الممكن أن يعتذر عنك بذلك غيرك، ولكنك لا تجد نصيرا لأنك لم تحسن معاملة الكل، فارجع يا محمد الأمين إلى الحق، واترك ما أنت فيه من الصلف والتعالي، واتهام الناس بما ليس فيهم، ذلك خير لك وأطهر، ويعلم الله أنني لا أكن ظغينة لمن هو أسوأ منك فكيف بك، هداني الله لما فيه الخير وإياك.
ملاحظة: هناك أشياء أخرى في موقعك فيها أخطاء جسيمة، هل تريد أن تعرض هنا على الملاء أم تعود أنت على ما كتبت بالمراجعة وتصحيح النقول والفهم.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[21 - 02 - 05, 03:09 م]ـ
أخي الفهم الصحيح ... أرجو تفريغ بريدك ... وفقك الله.
ـ[أبو حفص ماحية عبد القادر]ــــــــ[30 - 03 - 09, 01:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و الله عجبت عجبا بليغا من زعم المليباري الإجماع على ضعفه.
ثم؛ أرجو من جميع المشاركين توثيق ما يقولون بالأقوال الصحيحة النقل إلى قائليها.
أما أ [و اسحاق الحويني فهذا - إن شاء الله تعالى - قوله
س 16: طيب يا شيخ، نختم بكتابك " كشف الوجيعة "، فيه قصة تكون عبرة لطلبة العلم ..
ج 16: كتاب " كشف الوجيعة ببيان حال ابن لهيعة "، هذه القصة كنت ذكرتها لأخينا عادل، وهي فعلا مِنَ العبر للذين يقولون الآن بالاستقراء، تسأل أحدهم: من أين أخذت هذه المسألة؟ يقول لك: أخذتها بالاستقراء.
ابن لهيعة من الأئمة المكثرين الذين تمتلئ دواوين السنة بحديثهم، واختلف أهل العلم فيه اختلافا كثيرا، فمن قائل إن كتبه احترقت، ومن قائل إنها لم تحترق، ومن قائل إنه كان لا يبالي ما يحدث قبل الاحتراق وبعده .. اختلفوا فيه اختلافا كثيرا، فكنت في " بذل الإحسان " في المجلد الأول تكلمت عن حال ابن لهيعة في نحو ورقتين أو ثلاثة، فبدى لي أن أفرد ترجمة لهذا الرجل وأنظر الأحاديث التي أوردها ابن عدي في الكامل، والعقيلي في الضعفاء، وابن حبان في المجروحين، وأنظر في الأحاديث التي أنكروها عليه، هل تفرد بها أم توبع عليها؟؟ فبدأت فعلا خطة العمل حتى أنظر هل المناكير تكثر في رواية ابن لهيعة بحيث نلحقه بالضعفاء، أم توبع في معظم هذه الروايات، فيمكن أن نقول إن الرجل ما تفرد
¥(39/333)
بأصل بل توبع؟ فبدأت أعمل، لكن خطر على بالي وأنا أعمل شيء، قلت: أجمع أحاديث ابن لهيعة في السنن الأربعة والمسانيد، مسند أحمد ومسند الطيالسي ومسند عبد بن حميد ومسند أبي يعلى .. أجمع حديث ابن لهيعة وأنظر، فبدأت فعلا أمر على كل هذه الكتب وأجمع حديثا حديثا لابن لهيعة، فطمعت أكثر، فقلت: أمر على كل الكتب المسندة .. ابن خزيمة وابن حبان والمستدرك والدارقطني والبيهقي، وبعدها الأجزاء الحديثية الصغيرة والكبيرة، كل حديث لابن لهيعة أكتبه في بطاقة، فتجمعت عندي أحاديث كثيرة جدا جدا للرجل، فقلت: أجمعها على المسانيد، مسند أنس مسند أبي هريرة مسند كذا، وبعدها أرتبها على طريقة " تحفة الأشراف "، وأبدأ في الحكم عليها حديثا حديثا، أنظر هل توبع ابن لهيعة على هذا الحديث أم لا، تفرد به أم لا، حديثا حديثا، بحيث - إذا انتهيت من هذه الدراسة – أنظر في النسبة المئوية، كم في المائة تفرد ابن لهيعة بهذه الأحاديث؟ فإن وجدت مثلا أنه في 70% تفرد، فهو على الضعف، فالرجل ضعيف، لأن أغلب أحاديثه تفرد بها دون الأئمة
المتقنين من أصحاب شيخه فلان الفلاني، وإذا وجدت أنه توبع من قبل ثقات على هذه الأحاديث فسيغلب على الظن أن الرجل لم يتفرد بأصل، بل توبع عليه، فبالتالي نستطيع أن نحكم على روايته بما يناسب الحال.
فأنا ما زلت في الجمع وحكمت على بعض الأحاديث من مسند أبي بن كعب ومسند أسامة بن زيد .. وأنا في مسند أنس، الآن، وهو مستغرق لكل الصحابة تقريبا، وهذه كانت طريقة المتقدمين، ابن حبان لما يقول: سبرت رواياته، كان السبر هي المقابلة، والنظر إلى أهل الطبقة، هل وافقوه أم خالفوه، لكن كان يميز هؤلاء أنهم كانوا حفظة، هذا السبر يكون بالذهن، في الحال يستحضر .. لكن نحن ما عندنا إلا الكتب و .. و .. فأنا أتعجب من الذي يقول: أنا سبرت حديث فلان الفلاني فوجدته كذا، ابن لهيعة لو الواحد أوقف عمره على أحاديثه لفني عمره وهو لم يجمع كل أحاديثه، لأنه بطبيعة الحال لم يصل إلى كل الأجزاء الحديثية المسندة في العالم، فمثلا في المكتبة الظاهرية مئات أو عشرات المئات من الأجزاء الحديثية التي لم تطبع حتى الآن، ومشحونة بالأسانيد وفيها أحاديث ابن لهيعة، فمتى يقال: أنا سبرت أحاديث الراوي الفلاني، وله مثل هذا الكم؟ وهذا ابن لهيعة رجل واحد، من عشرات المئات أو الألوف من الرواة، فالمسألة مرتقاها صعب، وأنا أسأل الله تبارك وتعالى أن يعينني على إتمام هذه الدراسة لابن لهيعة.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.(39/334)
هل من تخريج لـ[حديث: لإن يُطعن أحدكم في رأسه بمخيط من حديد خير من أن يمسّ .... ]
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[23 - 02 - 04, 04:09 ص]ـ
ورد في الأثر ((لأن يغرز في رأس أحدكم مخيط خير له من أن يمس جسد امرأة لا تحل له)) فمن يفيدنا في تخريجه والحكم عليه ..
ـ[السدوسي]ــــــــ[23 - 02 - 04, 06:53 ص]ـ
راجع الصحيحة 226
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[23 - 02 - 04, 08:24 ص]ـ
حديث: لإن يُطعن أحدكم في رأسه بمخيط من حديد خير من أن يمسّ امرأة لا تحلّ له ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=447&highlight=%E3%CE%ED%D8)(39/335)
قوة (كل ضلالة في النار) للعلوان
ـ[ابن عطيه]ــــــــ[24 - 02 - 04, 09:55 م]ـ
قال الشيخ حفظه الله في شرح البلوغ (وأما رواية النسائي كل ضلالة في النار وذكر سندها ثم قال وجاءت هذه الزيادة عند البيهقي في الاسماء والصفات من طريق حبان بن موسى عن عبدالله بن المبارك به وهي زيادة قوية رواها عتبة بن عبدالله وهو صدوق عن ابن المبارك وتابعه حبان بن موسى عنه عن سفيان) وهذا الشرح راجعه الشيخ وعليها ختمه عام 1416
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[24 - 02 - 04, 10:44 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2775
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13020&highlight=%C7%E1%E4%C7%D1
ـ[ابن عطيه]ــــــــ[25 - 02 - 04, 02:47 ص]ـ
الشيخ خليل لا ادري ما علاقة الرابطين بالزيادة
والزيادة قال عنها شيخ الاسلام ابن تيميه في الفتاوى (19\ 191) ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم (وكل ضلالة في النار)
وصحح إسنادها العلامة ابن باز في حاشية بلوغ المرام (1\ 302) وسألت الشيخ عبدالعزيز الطريفي فقالهذه الزيادة لا بأس بها
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[25 - 02 - 04, 04:21 ص]ـ
أخي الفاضل ..
العلاقة أنها روابط لها صلة بموضوعك فحسب!
ـ[المتبصر]ــــــــ[25 - 02 - 04, 07:18 ص]ـ
بل الأظهر شذوذها، و صنيع مسلم في صحيحه يشير إلى ذلك، و قد بحثت الحديث في جزء خاص و الله أعلم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[25 - 02 - 04, 04:51 م]ـ
ويضعفها الشيخ محمد عمرو عبداللطيف
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 04, 01:22 م]ـ
الحمد لله وحده ...
نعم أخي الفاضل المتبصر
هي زيادة شاذة بلا ريب
قال الشيخ محمد عمرو عبداللطيف ما معناه:
تفرد بروايتها ابن المبارك , مخالفا وكيعا والدراوردي وجمع من الثقات (والضعفاء) عن سفيان
قال الشيخ: لو اختلف مع وكيع وحده لرجحنا رواية وكيع فكيف بجمع من الثقات (والضعفاء أيضا)
.......
قلت: قال أبو حاتم: وكيع أحفظ من ابن المبارك
كما في شرح العلل
وقد طلبت من محدث مصر أن يُضمن بحثه حول هذه الزيادة كتابَه في العلل فوافق جزاه الله خيرا
ويسر خروج كتابه
الذي أعمل في تبييض بعضه (كما يتيسر حسب الحال والوقت)
فكلما كتبت جديدا فيه أزداد عجبا وإعجابا
والسلام
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 04, 01:28 م]ـ
الحمد لله وحده ...
وذكر الشيخ أيضا أن مجرد إعراض مسلم عنها يثير الشك ويدعو للبحث , ويدل على الإعلال , أم ترى مسلم لا يعلم أن ابن المبارك إمام جهبذ حافظ متقن ... الخ
بل يعلم ولكنه أعرض عن زيادته لرجحان وهمه فيها
(النقل بالمعنى)
والسلام
ـ[أبو نايف]ــــــــ[11 - 06 - 04, 07:50 م]ـ
رحم الله تعالي الإمام مسلم رحمة واسعة وغفر له مغفرة جامعة
ـ[ابو الوليد]ــــــــ[12 - 06 - 04, 12:59 ص]ـ
قولوا لي يجوز اقولها او لا
تراكم لخبطوا علي
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 02:01 ص]ـ
الزيادة صحيحة ولا ريب وراجعوا رسالة خطبة الحاجة لأسد السنة وحصن الأمة العالم الرباني ناصر الدين الألباني.
ـ[ابن الشاطيء]ــــــــ[12 - 06 - 04, 04:25 ص]ـ
انا قرات في مجموع فتاوي ابن تيمية ولا اعرف في اي مجلد نقده لهذه الزيادة واعتبر انه قد يحدث ضلاله من مجتهد معذور بتاويله ولاتكون ضلالته في النار انما يغفر له لاجتهاده
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 04:49 ص]ـ
الأخ ابن الشاطيء تنبه:
الكلام في كون هذه الزيادة ثابتة من هذا الطريق أو لا، وإلا فإنها ثابتة من حديث العرباض بن سارية عند أحمد وأبي داود، والترمذي، وغيرهم.
وصححه البزار والألباني، وقال ابن رجب: " حديث جيد ".
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 07:09 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
الأخ الكريم: أبا المنهال - حفظه الرب وبارك فيه –
هذه الزيادة ليست في حديث العرباض عند أحد ممن روى حديثه - فيما أعلم -.
...
ثم إنه إذا ثبتت مخالفة ابن المبارك لمن هو أوثق منه في الحفظ، وأكثر منه في العدد
تُرى
إن لم يكن هذا هو الحديث الشاذ، فماذا يكون إذن؟!
بارك الله فيك وجزاك خيرا
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 08:32 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الشيخ السلفي - بارك الله فيك - فهذه الزيادة ليست في حديث العرباض بن سارية - كما تفضلت بذكره -، وأنا عندما كتبت ذلك اعتمدت على حفظي، ولكن الذي أوقعني في هذا الخطأ أن النووي أورده في " الأربعين " من حديث العرباض بن سارية وذكر فيه هذه الزيادة.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 09:08 ص]ـ
ثم تبين لي بعد مراجعة بعض نسخ " الأربعين النووية " أن الذي في نسختي خطأ من الناشر.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[12 - 06 - 04, 10:22 ص]ـ
تبين لي أن هذه الزيادة شاذة، ولي فيها بحث لم يكتمل، لعلي أضعه بين أيديكم قريبا.
ولهذه الزيادة شاهد من حديث ابن مسعود رواه ابن ماجة وابن أبي عاصم وغيرهما، ولكن لا أثر له؛ فإنه منكر، كما بينت:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=12282 (http://)
¥(39/336)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[13 - 06 - 04, 02:41 ص]ـ
روى جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم، ويقول: " بعثت أنا والساعة كهاتين "، ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى، ويقول: " أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة "، ثم يقول: " أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالاً فلأهله، ومن ترك ديناً أو ضياعاً فإلي وعلي ".
vواه عن جعفر بن محمد جماعة منهم: عبد الوهاب بن عبد المجيد، وسليمان بن بلال
، وعبدالعزيز بن محمد، ويحيى بن سليم، ومصعب بن سلام، وأبوموسى إسحاق بن موسى الأنصاري.
وتابعهم سفيان الثوري، رواه عنه هكذا: وكيع والداروردي، وذكر الشيخ السلفي عن شيخه الشيخ محمد عمرو متابعة جمع من الثقات لهما، ولم أقف على هذه المتابعات.
وخالفهم ابن المبارك فرواه: عن سفيان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله، به، ولكن زاد: " وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ".
فهذه الزيادة شاذة بلا ريب في شذوذها.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[02 - 08 - 04, 08:44 م]ـ
انا قرات في مجموع فتاوي ابن تيمية ولا اعرف في اي مجلد نقده لهذه الزيادة واعتبر انه قد يحدث ضلاله من مجتهد معذور بتاويله ولاتكون ضلالته في النار انما يغفر له لاجتهاده
ولكن هذه اللفظة صحت عن عمر وابن مسعود، وراجع " المعجم الكبير " (9/ 97 / 8521)، و " السنة " لابن نصر المروزي (79)، و " البدع والنهي عنها " لابن وضاح (59)، و " شرح اعتقاد أهل السنة " (1/ 77 / 85).
ـ[الأعمش]ــــــــ[04 - 08 - 04, 06:21 ص]ـ
ابن المبارك ممن يقبل تفرده وليس في زيادته مخالفة ومن حفظ حجة على من لم يحفظ
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 08 - 04, 08:34 ص]ـ
روى الحديث جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم، ويقول:
((بعثت أنا والساعة كهاتين))، ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى، ويقول: ((أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة))، ثم يقول: ((أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالاً فلأهله، ومن ترك ديناً أو ضياعاً فإلي وعلي)).
راوه عن جعفر بن محمد جماعة منهم:
1 - عبد الوهاب بن عبد المجيد.
رواه مسلم في " صحيحه " (3/ 418 / 867 - نووي)، وابن ماجه في " سننه " (1/ 17 / 45)، وابن حبان في " صحيحه " (1/ 186 / 10 - إحسان)، وابن الجارود في " المنتقى " (297)، وأبويعلى في " مسنده " (4/ 90 / 2111)، وأبونعيم في " المستخرج " (2/ 454، 455/ 1951)، وابن سعد في " الطبقات " (1/ 376، 377)، واللالكائي في " شرح اعتقاد أهل السنة " (1/ 76 / 82، 83)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (3/ 206)، و " المدخل " (202).
2 - يحيى بن سعيد.
رواه أحمد (3/ 319 / 14471)، وابن نصر في " السنة " (73).
3 - سليمان بن بلال.
رواه مسلم، وأبونعيم في " المستخرج " (2/ 455 / 1952)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (3/ 213 و 214).
4 - يحيى بن سليم.
رواه الدارمي في " سننه " (1/ 80 / 206).
5 - عبدالعزيز بن محمد.
رواه أبونعيم في " المستخرج " (2/ 455 / 1952).
6 - أبي موسى إسحاق بن موسى.
رواه ابن نصر في " السنة " (74)،، والطبراني في " الأوسط " (9/ 160).
7 - مصعب بن سلام.
رواه أحمد في " مسنده " (3/ 310 / 14373).
8 - وهيب بن خالد.
رواه أبويعلى في " مسنده " (4/ 90 / 2119).
وخالف هذا الجمع سفيان بن عيينة.
فرواه عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله، به، ولكن زاد: ((وكل ضلالة في النار)).
أخرجه مسلم، وأحمد في " مسنده " (3/ 371 / 15026)، وابن أبي عاصم في " السنة " (24)، وأبونعيم في " المستخرج " (2/ 455 / 1952)، والبيهقي في " القضاء والقدر " (346)، عن وكيع، عن سفيان، به.
وتابع وكيع، ابن المبارك، عن سفيان، به.
رواه الفريابي في " القدر " (446)، ومن طريقه ابن خزيمة في " صحيحه " (3/ 143 / 1785)، والآجري في " الشريعة " (1/ 170 و 388، 389/ 90 و 446)، والبيهقي في " الاعتقاد " (ص 300)، عن حبان بن موسى، عن ابن المبارك، به، وهو في " مسنده " (87) و " الزهد " (1596) مختصراً.
وحبان بن موسى احتج به الشيخان، وذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال الذهبي وابن حجر: " ثقة ".
وتابعه عتبة بن موسى، عن ابن المبارك، به.
رواه النسائي في " المجتبى " (3/ 188، 189/ 1578)، و " السنن الكبرى " (3/ 449)،
وأبونعيم في " الحلية " (3/ 189).
وعتبة هذا صدوق كما قال ابن حجر.
فالحمل في هذا على سفيان، والله أعلم.
¥(39/337)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 08 - 04, 08:36 ص]ـ
أثر عمر
رواه ابن نصر في " السنة " (75)، وابن وضاح في " البدع والنهي عنها " (59)، واللالكائي في " شرح اعتقاد أهل السنة " (1/ 84 / 100).
من طريق سفيان، عن هلال الوزان، عن عبد الله بن عكيم، عن عمر أنه كان يقول:
" أصدق القيل قيل الله، وأحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم، ألا وإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار ".
وإسناده صحيح، رجاله رجال مسلم.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[16 - 08 - 04, 08:44 ص]ـ
تبين من هذا خطأ عمرو سليم في " صفة الخطبة " (ص 17) في قوله بعد الكلام على هذه الزيادة بكلام سقيم جداً: " ولكن يستحب الإتيان بها في الخطبة، لثبوتها عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ".
قلت: لم يثبت عن عمر أنه كان يقولها في الخطبة، ولكن وقفت على أثر لابن مسعود، ولعله يكون ضعيفاً، وأنا سأسافر بعد ساعات، فإن وجدت وقتاً أكملت تحقيق أثر ابن مسعود، ولأحد إخواننا من طلبة العلم رسالة - لم تطبع حتى الساعة - حول هذه الزيادة توصل فيها إلى نكارتها، ولم أطلع عليها حتى الآن.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[17 - 11 - 04, 08:50 ص]ـ
وقد صحح هذه الزيادة الشيخ عبدالعزيز بن باز في " فتاواه " (1/ 215)، والشيخ ناصر الدين الألباني في " الإرواء " (3/ 73) و " تمام المنة " (ص 335).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[17 - 11 - 04, 08:55 ص]ـ
ثم تبين لي بعد مراجعة بعض نسخ " الأربعين النووية " أن الذي في نسختي خطأ من الناشر.
طلب مني الأخ الأزهري أن أذكر له الطبعة التي وقع فيها الخطأ.
فأقول: هي طبعة المكتبة الإسلامية - الأردن - 1413 - بتحقيق: فوزي بن عبدالله - المسمى: " الأضواء السماوية.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[17 - 11 - 04, 08:59 ص]ـ
[ size=5]........ رواه النسائي في " المجتبى " (3/ 188، 189/ 1578)، و " السنن الكبرى " (3/ 449) .........
قال الشيخ ناصر العقل في تعليقه على " اقتضاء الصراط المستقيم " (2/ 83): " لم أجدها - أي: زيادة النسائي - في السنن الصغرى المطبوعة، فلعلها في السنن الكبرى "!
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 07:45 ص]ـ
طلب مني الأخ الأزهري أن أذكر له الطبعة التي وقع فيها الخطأ.
فأقول: هي طبعة المكتبة الإسلامية - الأردن - 1413 - بتحقيق: فوزي بن عبدالله - المسمى: " الأضواء السماوية.
وذكرها أيضاً في هذا الحديث محمد بن إسماعيل في رسالة: " بدعة تقسيم الدين إلى قشور ولباب " (ص 65).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 09 - 05, 07:47 ص]ـ
وقد تكلمنا على هذه الزيادة من حديث جابر في كتابنا " حكم العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال " (ص 76 - 78).
ـ[أبو أشبال]ــــــــ[04 - 07 - 07, 05:26 م]ـ
قد روى مسلم هذا الحديث بإسنادين أحدهما عن أبي بكر ابن أبي شيبة عن وكيع عن سفيان به وهو الإسناد الذي فيه لفظ "وكل ضلالة في النار" عند الأخرين إلا أن مسلم لم يذكر لفظ الحديث بتمامه فيفهم من صنيعه بأنه قد أنكر أو لم يثبت عنده هذه الزيادة، ولكن قد روى الآخرون بنفس الإسناد وأثبتها مثل أبو نعيم فقد روى في مستخرجه من طريق عبيد بن غنام عن أبي بكر ابن أبي شيبة عن وكيع عن سفيان به، وكذلك البيهقي كما في كتاب الأسماء والثفات، ومن طريق محمد الفريابي عن أبي بكر وعثمان أبني أبي شيبة عن وكيع عن سفيان به، ومن طريق أبي بكر بن معدان عن عباد بن دنادة عن وكيع عن سفيان به، - كالموضح في رسم شجرة الإسناد -،
لذا فإن في نفسي مشعر بأن هذه الزيادة ثابتة لا وجه للنكارة. والله أعلم
ـ[أبو أشبال]ــــــــ[04 - 07 - 07, 07:32 م]ـ
تصحيح الغلط: روى مسلم بثلاثة أسانيد وليس بإسنادين - وعفوا -
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - 10 - 07, 12:07 ص]ـ
يظهر أن الزيادة ليست من الكلام النبوي، بل هي بقضايا المناطقة أشبه.
تأمل جيد: " كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار "
أليس فيه ما يجعله عيّا من الكلام؟ يكفي الحكيم أن يقول: "فإن كل بدعة ضلالة".
وهذا يذكرنا بحديث غير ثابت اللفظ: " كل مسكر خمر وكل خمر حرام "، ودندن حوله المناطقة.
بل يكفي الحكيم البليغ أن يقول: " كل مسكر خمر " أو: " كل مسكر حرام ".
وأما المعنى، فقد مر كلام شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى. والله أعلم.
""(39/338)
كيف أعرف أن هذا الحديث ضعيف السند#عاجل جداً
ـ[ورد]ــــــــ[25 - 02 - 04, 04:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف أعرف أن الحديث ضعيف السند أخواني؟
ومن هو أبو الهياج الأسدي ومارأي العلماء؟
وهل صحيح أنه قال الذهبي عن سفيان: أ نّه كان يدلِّس عن الضعفاء-ميزان الاعتدال، الذهبى: 2/ 169 برقم 3322.
وقال ابن حجر: قال ابن المبارك: حدّث سفيان بحديث فجئته وهو يدلّس، فلمّا رآني استحيى وقال: نرويه عنك؟ - تهذيب التهذيب، ابن حجر: 4/ 15 فى ترجمة سفيان
وهل الحديثان المذكوران ضعيفان أم صحيحان؟
روي عن علي (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في جنازة فقال: (أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثناً إلاّ كسره، ولا قبراً إلاّ سوّاه، ولا صورة إلاّ لطخها؟ فقال رجل: أنا يا رسول الله، فانطلق فهاب أهل المدينة فرجع، فقال عليّ: أنا أنطلق يا رسول الله، قال: فانطلق، ثمّ رجع فقال: يا رسول الله لم أدع بها وثناً إلاّ كسرته ولا قبراً إلاّ سوّيته ولا صورة إلاّ لطختها) مسند أحمد: 1/ 87، ط دار صادر بيروت.
قال أحمد بن حنبل: حدثنا وكيع، حدثنا سفيان عن حبيب عن أبي وائل عن أبي الهياج الأسدي، قال: قال لي علي (رضي الله عنه): (أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن لا تدع تمثالاً إلاّ طمسته ولا قبراً مشرفاً إلاّ سويته) مسند أحمد: 1/ 96، 129، 145، 150
وجزاكم الله خيرا وأعتذر لكثرة طلباتي
ـ[الأثري22]ــــــــ[25 - 02 - 04, 07:44 ص]ـ
السلام عليك
لا بد من دراسة علمية متقنة لمعرفة الصحيح والضعيف
وذلك بأمور:
دراسة كتب أصول الحديث (مصطلح الحديث)
التمرس في كتب الرجال لمعرفة أقوال العلماء في الرواة
كثرة البحث والمطالعة في كتب الحديث والتخريج لمعرفة طرق الأحاديث
سبر الروايات والطرق أمر مهم لمعرفة الصحيح من الضعيف كما قال الإمام أحمد وعلي بن المديني.
ولعلك تستفيد من الموسوعة التالية:
تيسير الوصول إلى أحاديث الرسول ( http://www.dorar.net/htmls/mhadith.asp)
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[25 - 02 - 04, 08:26 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بك أخي الكريمة
سأكتفي بالإجابة على الحديثين من حيث الصحة والضعف معتمدا على نسخة مسند الامام أحمد بن حنبل بتحقيق الدكتور عبدالله التركي:
الحديث الأول:
السند: حدثنا معاوية، حدثنا أبو اسحاق، عن شعبة، عن الحكم، عن أبي محمد الهذلي، عن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 000الحديث.
اسناده ضعيف، أبو محمد الهذلي ويكنى أيضا بأبي المورع قال الذهبي في "الميزان": لايعرف، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
وأرده الهيثمي في " المجمع" وقال: رواه أحمد وابنه عبدالله، وفيه أبو محمد الهذلي، ويقال: أبو المورع، ولم أجد من وثقه، وقد روى عنه جماعة، ولم يضعفه أحد، وبقية رجاله رجال الصحيح.
يراجع مسند أحمد (2/ 87)
--------------------------------------------------------------------------------------
الحديث الثاني
السند: حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن حبيب، عن أبي وائل، عن أبي الهيّاج الأسدي، قال: قال علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 000الخ.
اسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الهيّاج الأسدي ــ واسمه حيان بن الحصين ــ فمن رجال مسلم.
وأخرجه مسلم (969) وأبو يعلى، والحاكم، من طريق وكيع، بهذا الاسناد.
اكتفي بهذا
تحياتي
ـ[ورد]ــــــــ[25 - 02 - 04, 06:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وجعل ذلك في ميزان حسناتكم
قلت لي أخي فيض الخاطر
.السند: حدثنا معاوية، حدثنا أبو اسحاق، عن شعبة، عن الحكم، عن أبي محمد الهذلي، عن علي 000الحديث.
اسناده ضعيف، أبو محمد الهذلي ويكنى أيضا بأبي المورع قال الذهبي في "الميزان": لايعرف، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
أخي الفاضل .. هل نأخذ هذا الحديث كدليل على منع البناء على القبور أم نأخذ روياات آخرى لكن بنفس معنى الحديث الأول وهي كثيره مثل
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=11&ID=22864&SearchText= البناء%20على%20القبور& SearchType=root&Scope=all&Offset=80&SearchLevel=QBE
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=6&Rec=845
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=6&Rec=1117
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=6&Rec=1121
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=6&Rec=1122
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=6&Rec=1181
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=6&Rec=1223
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=6&Rec=628
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=6&Rec=651
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=6&Rec=709
وجزاك الله خيرا
¥(39/339)
ـ[فيض الخاطر]ــــــــ[25 - 02 - 04, 09:00 م]ـ
أختنا الغالية ورد
إنت كنت تريدين تخريج الحديث والحكم عليه من حيث الصحة والضعف فقد ذكرنا لك ذلك.
وإن أردتي حكم رفع البناء على القبور وتزيينها فهذا بحث مستقل لا يمكن الحكم بمجرد هذين الحديثين لأن المسألة تحتاج إلى بسط وتوجيه.
عموما هذا الحديث له دلالة على تحريم ذلك حيث أمر عليا 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بذلك وهو عام للأمة.
وفق الله الجميع للخير
تحياتي
ـ[ورد]ــــــــ[25 - 02 - 04, 09:54 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي لكن ماطلبته ليس حكم البناء على القبور فهذا معروف لدينا أهل السنة
سؤالي وبإختصار مشكورا هل إذا ضعف سند الحديث بطل الحديث ولايؤخذ به كدليل؟ أرجوا أن السؤال أتضح لك
بارك الله فيك(39/340)
ما صحة حديث (اخشوشنو فان النعمة لا تدوم)
ـ[ابوعبدالله السلفي]ــــــــ[25 - 02 - 04, 08:30 م]ـ
السلام عليكم
ما صحة هذا الحديث و هل هذا حديث اصلا:
(اخشوشنو فان النعمة لا تدوم)
شكرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 02 - 04, 08:37 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
هذا الحديث لايصح مرفوعا أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف وغيره ومداره على عبدالله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري وهو ضعيف
قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج: 5 ص: 136
عن أبي حدرد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتضلوا واخشوشنوا وامشوا حفاة رواه الطبراني في الكبير والأوسط إلا انه قال تمعددوا بدل أنتضلوا وفيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري وهو ضعيف
ورواه في الكبير ايضا وقال فيه تمعددوا
وعن عبد الله بن أبي حدرد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتضلوا واخشو شنوا وامشوا حفاة وزاد في رواية تمعددوا رواه الطبراني وفيه عبد الله بن سعيد وهو ضعيف
وقال العجلوني في كشف الخفا
تمعددوا واخشوشنوا
رواه الطبراني في معجمه الكبير وابن شاهين في الصحابة وأبو الشيخ وأبو نعيم في المعرفة عن القعقاع بن أبي حدرد رفعه تمعددوا واخشوشنوا وامشوا حفاة
وأخرجه البغوي أيضا في معجم الصحابة عن ابن أبي حدرد تسمية له
وأخرجه الطبراني في الكبير أيضا عن عبدالله بن أبي حدرد
وأخرجه أبو الشيخ عن أبي هريرة رفعه
ورواه الرامهرمزي في الأمثال عن أبي الأدرع الأسلمي رفعه بلفظ تمعددوا واخشوشنوا وامشوا حفاة
وقال في المقاصد فهذا ما فيه من الاختلاف ومداره على عبدالله بن سعيد وهو ضعيف
ورواه أبو عبيد في الغريب عن عمر أنه قال اخشوشنوا وتمعددوا واجعلوا الرأس رأسين
ورواه ابن حبان في صحيحه من طريق أبي عثمان قال أتانا كتاب عمر فذكر قصة فيها هذا وقد بينته في الرمي بالسهام وفيه وإياكم وزي الأعاجم انتهى
وقال ابن الغرس بعد أن ذكر رواية أبي الشيخ رجاء في المنظومة تمعددوا واخشوشنوا واخلولقوا وامشوا حفاة أليق
قال فجاء بيتا موزونا
ثم قال المناوي وروي واخشوشبوا بالباء الموحدة انتهى
ومعنى تمعددوا اتبعوا هدى ابن عدنان في الفصاحة
وقيل تشبهوا بعيشه في التقشف والغلظ ودعوا التنعم وزي العجم ويقال تمعدد الغلام اذا شب وغلظ ويشهد له ما في الحديث الآخر عليكم باللبسة المعدية أي الزموا خشونة اللباس
وقيل المعنى اقتدوا بمعد بن عدنان والبسوا الخشن من الثياب وامشوا حفاة فهو حث على التواضع ونهى عن الإفراط في الترفه والتنعم ومن شواهده ما رواه أحمد وأبو نعيم عن معاذ رفعه إياكم التنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين وروى الدارقطني في الافراد عن ابن عباس رفعه اذا سارعتم الى الخيرات فامشوا حفاة) انتهى.
وحول لفظة (فإن النعم لاتدوم)
قال العجلوني في كشف الخفا
(والمشهور على الألسنة اخشوشنوا فان النعم لا تدوم فليراجع)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 02 - 04, 08:53 ص]ـ
والصحيح الثابت ما جاء من قول عمر رضي الله عنه فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه (2069) عن أبي عثمان النهدي (عبدالرحمن بن ملّ) قال كتب إلينا عمر ونحن بأذر بيجان ياعتبة بن فرقد 000وإياكم والتنعم وزي أهل الشرك ولبوس الحرير)
وقد رواه ابن حبان في صحيحه (5454) مطولا
أخبرنا محمدُ بنِ إسحاق بنِ سعيدٍ السَّعديُّ، قال: حَدَّثنا عليُّ بن خَشْرَم، قال: أخبرنا عيسى بنُ يونس، عن شُعبة، عن قتادةَ، قال: سَمِعْتُ أبا عثمان يقولُ: أتانا كتابُ عُمَرَ ونحنُ بأذْرَبِيجَانَ مَعَ عُتْبَةَ بنِ فرقد: أما بَعْدُ فاتَّزِرُوا وارتَدُّوا، وانْتَعِلُوا وارْمُوا بالخِفاف، واقْطَعُوا السَّرَاويلاتِ، وَعَلَيْكُمْ بِلِبَاسِ أَبِيكُمْ إسْمَاعِيلَ، وإيَّاكُمْ والتَّنَعُّمِ وَزِيِّ العَجَمِ، وعليكُمْ بالشَّمسِ، فإنها حَمَّامُ العَرَبِ، واخْشَوْشِنُوا واخْلَوْلِقُوا وارْمُوا الأَغْرَاضَ، وانْزُوا نَزْواً، والنَّبيُّ نَهانا عَنِ الحَرِيرِ إلا ه?كذا: أصْبُعيهِ والوُسْطَى والسَّبابة، قالَ: فما عَلِمْنَا أنهُ يَعني إلا الأعلام. (4: 9)
ورواه أحمد في المسند (1/ 43)
ثنا يزيد ثنا عاصم عن أبي عثمان النهدي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال اتزروا وارتدوا وانتعلوا والقوا الخفاف والسراويلات والقوا الركب وانزوا نزو وعليكم بالمعدية وارموا الاغراض وذروا التنعم وزي العجم وإياكم والحرير فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه وقال لا تلبسوا من الحرير إلا ما كان هكذا وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصبعيه
ـ[ابوعبدالله السلفي]ــــــــ[28 - 02 - 04, 03:54 م]ـ
جزاك الله كل خير يا شيخ عبدالرحمن الفقيه.(39/341)
تخريج أحاديث القراءة في سنة الفجر
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 02 - 04, 02:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:
فهذا تخريج لأحاديث القراءة في سنة الفجر، دعاني لكتابته ما رأيت من اختلاف في رواية حديث ابن عباس في قراءة آية آل عمران ... التي خرجها مسلم رقم (727)، وغيره .. ورأيت أنه من الأحسن والأنفع تتبع كل أحاديث الباب وتخريجها، وتمييز الصحيح من الضعيف، للعمل بالصحيح وترك الضعيف،
والمسلم بحاجة لهذا ليعمل به فسنة الفجر لها فضل لا يخفى، وهي سنة مرغب فيها حضرا و سفرا .....
والأحاديث المرفوعة التي – وقفت عليها – خمسة أحاديث:
الحديث الأول: (سبق طرحه في الملتقى، وإعادته هنا ليترابط الموضوع)
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) الآية التي في البقرة [136]، وفي الآخرة منهما (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) [آل عمران 52].
(قال ابن معين كما في تاريخ الدوري3/ 521 رقم (2549): إسناده جيد) اهـ.
هذا الحديث لم يروه عن ابن عباس ـ حسب اطلاعي ـ إلا سعيد بن يسار ولا عن سعيد إلا عثمان بن حكيم الأنصاري ثم رواه عن عثمان جماعة وهم:
1 - مروان بن معاوية الفزاري وهذا نص حديثه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) الآية التي في البقرة [136]، وفي الآخرة منهما (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) [آل عمران 52].
أخرجه مسلم في صحيحه رقم (727) والنسائي في الصغرى 2/ 155 والكبرى (1016) و (11158) تنبيه: (لفظ النسائي في (11158): وفي الأخرى (آمنا واشهد بأننا مسلمون) آية المائدة رقم 111، وهذا مخالف للموضع الأول (1016) ولفظه:وفي الأخرى (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) آية آل عمران رقم52، مع العلم أنه أخرجه بنفس الإسناد في الموضعين!)
والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 298 وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 2/ 322 والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 42:
كلهم من عدة طرق عن مروان عن عثمان به.
2 - عيسى بن يونس:
أخرجه مسلم في صحيحه (727) قال حدثني علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس عن عثمان بن حكيم في هذا الإسناد بمثل حديث مروان الفزاري.
3 - زهير بن معاوية:
أخرجه أبو داود (1259) قال حدثنا أحمد بن يونس. ومن طريق أبي داود ابن عبد البر في التمهيد 24/ 43، وعبد بن حميد (706) قال حدثنا أبو نعيم.
وأبو عوانة في مسنده (2162) من طريق أحمد، وأبي نعيم عن زهير عن عثمان بمثله.
4 - عبد الله بن نمير الهمداني:
أخرجه أحمد 1/ 230، ومن طريقه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم 2/ 322 عن عثمان بمثله.
5 - يعلى بن عبيد الطنافسي:
أخرجه أحمد 1/ 231، ومن طريقه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم 2/ 322 عن عثمان بمثله.
6 - أبو خالد الأحمر (سليمان بن حيان):
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف 2/ 50 ومن طريقه مسلم (727)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم 2/ 322 والبيهقي في الكبرى 3/ 42.
وابن خزيمة في صحيحه (1115) قال حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني.
والحاكم في المستدرك 1/ 307 من طريق عثمان بن أبي شيبة. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه! (وهو في مسلم).
ثلاثتهم (أبو بكر وهارون وعثمان) عن أبي خالد الأحمر عن عثمان به.
وهذا نص رواية أبي خالد الأحمر:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) [البقرة 136]، والتي في آل عمران (تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) [آل عمران 64] هذا لفظ مسلم.
ولفظ ابن خزيمة: ... وفي الأخرى (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) إلى قوله (اشهدوا بأنا مسلمون) [آل عمران 64].
ولفظ الحاكم: وفي الركعة الثانية (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) إلى قوله (واشهد بأنا مسلمون (.
فبجمع الطرق والنظر في تراجمهم تبين ما يلي:
¥(39/342)
1 - أن الرواة عن عثمان بن حكيم كلهم ثقات، وبعضهم أوثق من بعض.
2 - أن الرواة عن عثمان بن حكيم اتفقوا على ما يقرا في الركعة الأولى.
3 - أن الرواة عن عثمان بن حكيم غير أبي خالد الأحمر اتفقوا في روايتهم أنه يقرأ في الركعة الثانية:
قوله تعالى: (آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)، واقتصروا على ذكر هذا الجزء من آخر الآية.
ونص الآية كاملة {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (52) سورة آل عمران.
4 - أن أبا خالد الأحمر خالفهم فقال: في روايته أنه يقرأ قوله تعالى:
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (64) سورة آل عمران.
فبهذا يظهر أن رواية أبي خالد شاذة مخالفة لما رواه الثقات عن عثمان بن حكيم، وكأنه ـ والله أعلم ـ اشتبه عليه ختام الآية 52 من آل عمران وهي قوله تعالى: (آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)، وهي التي ذكرها كل أصحاب عثمان بن حكيم بختام الآية 64 من آل عمران وهي قوله تعالى: (فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)!
ومما يُغلِّب الظن في هذا المأخذ رواية عثمان بن أبي شيبة عنه عند الحاكم 1/ 307 أنه يقرأ في الثانية:
(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) إلى قوله (واشهد بأنا مسلمون) فقد ذكر بداية الآية رقم 64 (قل يا أهل الكتاب .. )، وختامها ختام الآية رقم 52 آل عمران التي ذكرها بقية الرواة عن عثمان (واشهد بأنا مسلمون).
الحديث الثاني:
(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين قبل الفجر (قل يا أيهاالكافرون) و (قل هو الله أحد)).
هذا الحديث رواه ثمانية من الصحابة رضي الله عنهم، وهم:
(1) عبد الله بن عمر رضي الله عنه:
رواه أبو داود الطيالسي (2005) ومن طريقه البيهقي 3/ 43 وابن حجر في نتائج الأفكار1/ 497.
وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 50، ومن طريقه مسلم في التمييز 207،
والطبراني في الكبير (13528) من طريق موسى بن داود.
ومسدد كما إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (2300)، ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط 5/ 226، وابن عبد البر في التمهيد 24/ 41.
والخلال في فضائل سورة الإخلاص (20) وابن حجر في نتائج الأفكار1/ 498. من طريق عثمان بن أبي شيبة.
كلهم (أبو داود، وأبو بكر، وموسى، ومسدد، وعثمان) قالوا:
حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر قال (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
وليس عند الطبراني، والخلال، وابن حجر: ذكر ركعتي المغرب.
قال ابن حجر هذا حديث حسن .. ورجاله رجال الصحيح، ولكن له علة، وهي عنعنة أبي إسحاق، وقد أخرجه النسائي من رواية عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق فأدخل بينه وبين مجاهد رجلاً، وهو إبراهيم بن مهاجر، وهو مختلف فيه، وليس من رجال الصحيح. والله أعلم. اهـ
ورواه عبد الرزاق (4790)، ومن طريقه أحمد 2/ 35 والطبراني في الكبير (13527).
ورواه أحمد 2/ 94، والترمذي (417) ـ ومن طريقه والبغوي في شرح السنة (883) ـ، وابن ماجه (1149)، وابن حبان (2459) من طريق أبي أحمد الزبيري.
كلاهما (عبد الرزاق، وأبو أحمد) قالا: حدثنا سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من خمس وعشرين مرة، أو قال من عشرين مرة ـ قال عبد الرزاق: وأنا أشك ـ يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد) لفظ عبد الرزاق.
ولفظ أبي أحمد (رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهراً فكان يقرأ بالركعتين قبل الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
¥(39/343)
قال الترمذي: حديث حسن، ولا نعرفه من حديث الثوري، عن أبي إسحاق إلا من حديث أبي أحمد، والمعروف عند الناس حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، وقد روي عن أبي أحمد عن إسرائيل هذا الحديث أيضا، وأبو أحمد الزبيري ثقة حافظ. أهـ
أقولُ: تقدم أنه تابعه عبدالرزاق.
قال ابن حبان: سمع أبو أحمد الزبيري هذا الخبر عن الثوري، وإسرائيل،وشريك عن أبي إسحاق فمرة كان يحدث به عن هذا، وأخرى عن ذاك، وتارة عن ذا.
ورواه أحمد 2/ 24 و58 حدثنا وكيع. و2/ 95 حدثنا حجين بن المثنى. و2/ 99 حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير.
والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 298 حدثنا محمد بن خزيمة حدثنا عبد الله بن رجاء ح وحدثنا فهد حدثنا أبو نعيم.
خمستهم (وكيع، وحجين، ومحمد، وعبد الله، وأبو نعيم) قالوا:
حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: (رمقت النبي صلى الله عليه وسلم أربعاً وعشرين، أو خمساً وعشرين مرة يقرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
ولفظ وكيع: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب بضعاً وعشرين مرة، أو بضع عشر مرة …).
ورواه النسائي في المجتبى 2/ 170، وفي الكبرى (1064) والطبراني في الكبير (13564) من طريق الفضل بن سهل الأعرج.
والبيهقي 3/ 43 من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني.
كلاهما (الفضل ومحمد) قالا: حدثنا الأحوص بن جواب، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: (رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب، وفي الركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
ولفظ الطبراني (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون …).
قال الدارقطني ـ كما في أطراف الغرائب والأفراد (3/ 424:3137) ـ: تفرد به إدريس بن الحكم، عن أبي الجواب، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم، عن مجاهد. اهـ.
أقول: لم أجد من أخرج رواية إدريس المشار إليها، وهو لم يتفرد به كما ترى.
والأحوص بن جواب هو: الضبي أبو الجواب الكوفي:
قال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: ثقة. وسأله مرة أخرى فقال: ليس بذاك القوي. وقال عباس عن يحيى: ثقة. وقال يعقوب بن شيبة عن يحي: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. وذكره ابن شاهين في الثقات، وقال ابن حبان: كان متقناً ربما وهم. و أخرج له مسلم توفي سنة 211هـ.
انظر: الجرح والتعديل 2/ 328 والثقات لابن شاهين 73 والثقات لابن حبان 6/ 89 تهذيب الكمال 2/ 288 ميزان الاعتدال 1/ 167 الكاشف 1/ 229 تهذيب التهذيب 1/ 167 تقريب التهذيب 96.
وعمار بن رزيق هو: الضبي التميمي أبو الأحوص الكوفي:
قال علي بن المديني، وابن معين، وأبو زرعة: ثقة. وقال أبو حاتم: لابأس به. وقال النسائي والبزار: ليس به بأس. وقال أحمد: كان من الأثبات، وقال لوين: قال لي أبو أحمد الزبيري: لو اختلفتَ إليه لكفاك. وذكره ابن شاهين وابن حبان في الثقات. وقد أخرج له مسلم، ومات سنة 159.
انظر: الجرح والتعديل 6/ 392، والثقات لابن حبان 7/ 286 و الثقات لابن شاهين 228 وتهذيب الكمال 21/ 189 والكاشف 2/ 50 والميزان 3/ 164، تهذيب التهذيب 7/ 350 وتقريب التهذيب 407.
ورواه مسلم في التمييز 208 معلقاً عن إبراهيم النخعي عن مجاهد عن ابن عمر به.
قال ابن أبي حاتم في العلل 1/ 105:
سالت أبي عن حديث رواه أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم" أنه كان يقرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب بـ (قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد)؟
قال أبي: ليس هذا الحديث بصحيح، وهو عن أبي إسحاق مضطرب، وإنما روى هذا الحديث نفيع الأعمى، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
أقول: رواية نفيع ستأتي إن شاء الله.
وقال مسلم في التمييز ص 208:
وهذا الخبر وهم عن ابن عمر، والدليل على ذلك الروايات الثابتة عن ابن عمر أنه ذكر ما حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من تطوع صلاته باليل والنهار، فذكر عشر ركعات، ثم قال وركعتي الفجر أخبرتني بها حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين إذا طلع الفجر، وكانت ساعة لا أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها، فكيف سمع منه أكثر من عشرين مرة قراءته فيها؟
وهو يخبر أنه حفظ الركعتين من حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
... (ثم ذكر ما ثبت من إخبار حفصة له) ثم قال: إن رواية أبي إسحاق وغيره عن ابن عمر أنه حفظ قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وهم غير محفوظ. اهـ.
وقال محمد بن نصر كما في مختصر قيام الليل ص 84:
وهذا غير محفوظ عندي لأن المعروف عن ابن عمر رضي الله عنه أنه روى عن حفصة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الركعتين قبل الفجر، وقال تلك ساعة لم أكن أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها.اهـ
أقول: وفي عدم إخراج البخاري لهذا الحديث مع أنه على شرطه، وقد عقد في صحيحه باباً بعنوان (ما يقرأ في ركعتي الفجر)، ولم يذكر فيه سوى حديثي عائشة رقم (1170) وفيه ( .. ركعتين خفيفتين .. ) و (1171) وفيه ( .. يخفف الركعتين اللتين قبل الصبح حتى إني لأقول هل قرأ بأم الكتاب) ولم يذكر شيئاً في تعيين القراءة أشارة إلى أن هذا الحديث لم يصح عنده، وأنه معلول؛ فلذلك لم يخرجه، مع أنه أصل في هذا الباب. والله أعلم.
سيأتي إن شاء الله بقية الكلام على رواية ابن عمر ... وبقية الأحاديث.
¥(39/344)
ـ[الفقير إلى عفو ربه]ــــــــ[27 - 02 - 04, 03:46 ص]ـ
شيخنا الفاضل:
أعتذر لهذه المداخلة بادىء الأمر:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس
(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين قبل الفجر (قل يا أيهاالكافرون) و (قل هو الله أحد)).
هذا الحديث رواه ثمانية من الصحابة رضي الله عنهم، وهم:
(1) عبد الله بن عمر رضي الله عنه:
رواه أبو داود الطيالسي (2005) ومن طريقه البيهقي 3/ 43 وابن حجر في نتائج الأفكار1/ 497.
وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 50، ومن طريقه مسلم في التمييز 207،
والطبراني في الكبير (13528) من طريق موسى بن داود.
ومسدد كما إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (2300)، ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط 5/ 226، وابن عبد البر في التمهيد 24/ 41.
والخلال في فضائل سورة الإخلاص (20) وابن حجر في نتائج الأفكار1/ 498. من طريق عثمان بن أبي شيبة.
كلهم (أبو داود، وأبو بكر، وموسى، ومسدد، وعثمان) قالوا:
حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر قال (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
وليس عند الطبراني، والخلال، وابن حجر: ذكر ركعتي المغرب.
قال ابن حجر هذا حديث حسن .. ورجاله رجال الصحيح، ولكن له علة، وهي عنعنة أبي إسحاق، وقد أخرجه النسائي من رواية عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق فأدخل بينه وبين مجاهد رجلاً، وهو إبراهيم بن مهاجر، وهو مختلف فيه، وليس من رجال الصحيح. والله أعلم. اهـ
في كلام الحافظ - رحمه الله - نظر ظاهر؛وذلك أنه حسنه،ثم تكلم فيه بالتعليل بعلتين مبناها واحد هذا من جهة،ومن جهة أخرى أن التعليل بعنعنة أبي إسحاق على إطلاقها خطأ ظاهر؛وذلك لكونه مقلا من التدليس - رحمه الله -؛ولكن حين تكون هناك قرينة على تدليس المقلين فإننا نأخذ بها،وهي موجودة هنا بالإدخال بين أبي إسحاق وبين مجاهد كما ذكره؛ولكن هل يستقيم التعليل بأنه هذا المدخَل مختلف فيه!؟
فالصحيح: أنه لو ترجحت ثقته لحكم له بها،ولو ترجح ضد ذلك أَخذ حكم المترجح،وأما الكلام على أنه مختلف فيه فلايفيد على الصحيح إنزال الحديث عن رتبة الصحة إلى الحسن لهذه العلة المتوهمة فقط،بل الواجب في حالة الاختلاف التوفيق،أو الترجيح،أو التوقف إذا لم يعلم.
ولعل الداعي للحافظ إلى هذا مارآه من تحسين الترمذي لهذا الحديث،والذي يعني به: وجود علة فيه،وماعلته في الحقيقة إلا الشذوذ للمخالفة التي بيّنها الإمام مسلم - رحمه الله - في التمييز له،وقد نقلها الشيخ: عبدالرحمن - حفظه الله -.
فليتأمل ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 02 - 04, 07:36 ص]ـ
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان 1/ 214
قال:حدثنا أبي في جماعة، قالوا: حدثنا محمد بن يحيى بن منده، حدثنا إبراهيم بن عامر، حدثنا أبي، عن يعقوب، عن أبي سيف، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر قال (رقبت رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة ليلة يصلي في الركعتين بعد المغرب، وفي الركعتين قبل الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).اهـ.
أقول: هذا الحديث بهذا الإسناد تفرد به عامر بن إبراهيم، ولا يعرف إلا من طريقه، وقد اضطرب فيه؛ فمرة يرويه عن يعقوب، عن أبي سيف، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر،
ومرة عن أبي هانئ، عن شريك، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر،
ومرة عن محمد بن عبدالرحمن المجاشعي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
ولم يتابع على جميع هذه الروايات، وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله.
وعامر بن إبراهيم: هو ابن واقد الأصبهاني المؤذن: قال أبو داود الطيالسي اكتبوا عن عامر بن إبراهيم فإنه ثقة،وقال عمرو بن علي حدثنا عامر بن إبراهيم وكان ثقة من خيار الناس.
توفي سنة إحدى أو اثنتين ومائتين.
انظر: الجرح والتعديل 6/ 319، وطبقات المحدثين بأصبهان 2/ 83، وتاريخ أصبهان 1/ 462،وتهذيب الكمال 14/ 11، و تهذيب التهذيب 5/ 54، وتقريب التهذيب 287.
ورواه الطبراني في الكبير (13493) حدثنا أحمد بن حماد بن زغبة، ويحيى بن أيوب العلاف المصري، حدثنا سعيد بن أبي مريم. وفي الأوسط (188) حدثنا أحمد بن حماد بن زغبة، حدثنا سعيد بن أبي مريم.
¥(39/345)
وابن عدي في الكامل 9/ 57حدثنا أحمد بن الحارث بن مسكين حدثنا أبي أخبرنا ابن وهب.
كلاهما، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر_ في الكامل عبد الله بن عمرو وهو خطأ _ (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل هو الله أحد تعدل ثلث القرءان وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرءان وكان يقرأ بهما في ركعتي الفجر وقال: هاتان الركعتان فيهما رغب الدهر). لفظ الطبراني في الأوسط.
وقال: لم يرو أول هذا الحديث في قل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون عن ليث، إلا عبيد الله بن زحر؛ تفرد به يحيى بن أيوب.
ولفظ ابن عدي (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر بقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرءان وإن هاتين الركعتين فيها الرغائب والخير كله).اهـ
قال ابن رسلان (في شرح سنن أبي داود 2/ 490 القسم الذي حققه سهيل حسن عبد الغفار): رواه الطبراني وأبو يعلى بإسناد حسن.!
وعبيد الله بن زحر هو: الضمري مولاهم الإفريقي الكناني:
قال العجلي: يكتب حديثه وليس بالقوي، وقال علي بن المديني: منكر الحديث، وقال حرب بن إسماعيل: قلت لأحمد بن حنبل: عبيد الله بن زحر؟ فضعفه، وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: عبيد الله زحر ثقة، وقال الدارمي، عن ابن معين: كل حديثه عندي ضعيف، وفي رواية عباس، وابن أبي خيثمة، عن ابن معين: ليس بشيءٍ، وقال أبو مسهر: عبيد الله بن زحر صاحب كل معضلة إن ذلك بين على حديثه، ونقل الترمذي في العلل عن البخاري أنه: وثقه، وقال البخاري في التاريخ:مقارب الحديث لكن الشأن في علي بن يزيد، وقال يعقوب بن سفيان ضعيف، وقال أبو حاتم: لين الحديث، وقال أبو زرعة: لا بأس به صدوق، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً يروي الموضوعات عن الإثبات، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات، وقال ابن عدي: ويقع في أحاديثه ما لا يتابع عليه، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال الحاكم: لين الحديث، وقال الخطيب: كان رجلاً صالحاً في حديثه لين.
وقد أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن.
انظر: معرفة الثقات للعجلي 2/ 110، والتاريخ الكبير 5/ 382، والجرح والتعديل 5/ 315، والمجروحين لابن حبان 2/ 62 والضعفاء للعقيلي 3/ 120، والكامل لابن عدي5/ 522، والضعفاء والمجروحين لابن الجوزي 162،وتهذيب الكمال 19/ 36 وميزان الاعتدال 3/ 6 وتهذيب التهذيب 7/ 12وتقريب التهذيب 371 والكشف الحثيث 178.
وليث هو: ابن أبي سليم بن زنيم القرشي مولاهم أبو بكر ويقال أبو بكير الكوفي:
ويكاد يكون شبه اتفاق بين الحفاظ على تضعيفه، وقد ضعف لثلاثة أسباب: سوء حفظه، وجمعه بين الشيوخ،وعدم الفصل بين حديثهم، واختلاطه.
و حديثه ليس على درجة واحدة بل هو أقسام:
الأول: ما جمع فيه بين شيوخه كعطاء، وطاووس، ومجاهد، وكان الراوي عنه ممن سمع منه بعد الاختلاط فهذا أضعف حديثه، ولا يكتب لا في الشواهد ولا في المتابعات.
الثاني: إذا لم يجمع بين شيوخه، وكان الراوي عنه ممن سمع منه قديماً فهذا النوع ضعيف، ولكن يكتب في الشواهد والمتابعات، فإن جاء ما يشهد له قبل و إلا فلا يحتج به.
الثالث: إذا لم يجمع بين شيوخه، وكان الراوي عنه ممن سمع منه بعد الاختلاط، فهذا أضعف من الذي قبله، ولكن يكتب أيضاً في الشواهد والمتابعات.
الرابع: إذا جمع بين شيوخه، وكان الراوي عنه ممن سمع منه قديماً فهذا كالذي قبله.
وهذا التقسيم تقريبي مبني على كلام الحفاظ فقط (ولم أتتبع حديثه). والله أعلم.
انظر: معرفة الثقات للعجلي 2/ 231 الجرح والتعديل 7/ 177 والطبقات الكبرى 6/ 349 والضعفاء والمتروكين للنسائي90 والمجروحين 2/ 231 والضعفاء للعقيلي 4/ 14 والكامل لابن عدي 7/ 233 وتهذيب الكمال 24/ 279 وميزان الاعتدال 3/ 420 تهذيب التهذيب 8/ 417 وتقريب التهذيب 464.
وليث: روى هذا الحديث هنا عن مجاهد، عن ابن عمر.
وستأتي روايته: عن نافع، عن ابن عمر.
ثم روايته: عن عطاء، عن ابن عمر. إن شاء الله.
¥(39/346)
ورواه الطبراني في الكبير (13123) حدثنا أحمد بن محمد بن نافع المصري، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، قالوا: حدثنا أبو مصعب، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
ورواه الطبراني في الأوسط (7792) حدثنا محمود بن محمد الواسطي.
وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى 2/ 428 أخبرنا أبو العباس الثقفي.
(كلاهما: محمود، وأبو العباس) قالا:
حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن ابن أخي ابن شهاب، عن عمه ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه (قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من أربعين صباحاً في غزوة تبوك يقرأ في الركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد).
قال الطبراني في الأوسط:لم يرو هذا الحديث عن الزهري، إلا ابن أخيه، ولاعن ابن أخي الزهري، إلا عبد العزيز بن عمران، تفرد به أبو مصعب.
وقال ابن أبي حاتم في العلل 1/ 166:
سألت أبي عن حديث رواه أبو مصعب، عن عبد العزيز بن عمران، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه (عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في غزوة تبوك في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد)؟
قال أبي: هذا حديث باطل بهذا الإسناد.اهـ.
وذكر هذا الحديث السيوطي في الدر المنثور 6/ 693، والصالحي في سبل الهدى والرشاد 8/ 256، والعجلوني في كشف الخفاء 2/ 131 وعزوه إلى ابن مردويه.
وعبد العزيز بن عمران هو: ابن عبد العزيز الزهري الأعرج المعروف بابن أبي ثابت:
قال الدارمي عن ابن معين: ليس بثقة إنما كان صاحب شعر، وقال الحسين بن حبان عن يحيى: قد رأيته ببغداد كان يشتم الناس، ويطعن في أحسابهم ليس حديثه بشيء، وقال الذهلي: عليّ بدنة إن حدثت عنه حديثاً، وضفعه جداً، وقال أحمد: ما كتبت عنه شيئاً، وقال البخاري: لا يكتب حديثه منكر الحديث، وقال عمر بن شبة: كان كثير الغلط في حديثه لأنه احترقت كتبه فكان يحدث من حفظه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث جداً قيل: يكتب حديثه؟ قال: على الاعتبار، وقال ابن أبي حاتم: امتنع أبو زرعة من قراءة حديثه، وترك الرواية عنه، وقال الترمذي: ضعيف، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال مرة: لا يكتب حديثه، وقال ابن حبان: ممن يروي المناكير عن المشاهير. وقال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث، والدارقطني: ضعيف وهو من الطبقة الثامنة ومات سنة 197هـ.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري 6/ 29 والضعفاء للنسائي 72 والجرح والتعديل 5/ 390 والضعفاء للعقيلي 3/ 13 والكامل لابن عدي 5/ 215 والأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم 2/ 428، وتاريخ بغداد 10/ 440 والضعفاء لابن الجوزي 1/ 111 وميزان الاعتدال 2/ 632 الكاشف 1/ 657 وتهذيب التهذيب 6/ 312 وتقريب التهذيب 385.
ورواه محمد بن نصر ـ مختصر قيام الليل ـ ص 84 قال: حدثنا محمود بن آدم،
والبيهقي في شعب الإيمان5/ 496 من طريق الحسن بن علي بن عفان
كلاهما (محمود والحسن) قالا:
حدثنا أسباط، عن ليث، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه قال: " رمقت النبي صلى الله عليه وسلم عشرين ليلة أو خمس وعشرين ليلة، أو شهراً فلم أسمعه يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر إلا بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
أسباط هو: بن محمد بن عبد الرحمن، وقيل ابن أبي عبد الرحمن القرشي الكوفي:
وثقه ابن معين ثقة. قال الدوري، عن يحيى: أسباط بن محمد ثقة.
وقال في موضع آخر: ليس به بأس، وكان يخطي عن سفيان. وقال المفضل بن غسان عن يحيى: أسباط بن محمد ثقة، والكوفيون يضعفونه. وقال الدارمي عن يحيى: ليس به بأس. وقال أبو داود: ثقة. وقال العجلي: لا بأس به. وقال أبو حاتم: صالح. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق. وقال ابن سعد: ثقة صدوق؛ إلا أن فيه بعض الضعف. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال العقيلي: ربما يهم في الشيء. وقال مسلمة بن قاسم: ثقة.
وقد أخر له الجماعة، وهو من الطبقة التاسعة، ومات سنة199 وقيل200هـ اهـ.
¥(39/347)
انظر: معرفة الثقات للعجلي 1/ 217 وتاريخ الدوري (1284) وسؤالات الآجري لأبي داود (141) والجرح والتعديل 2/ 332 والضعفاء للعقيلي 1/ 119 والثقات لابن حبان 6/ 85 وتهذيب الكمال 2/ 354 وتهذيب التهذيب 1/ 185 وتقريب التهذيب 98.
وليث: هو ابن أبي سليم ضعيف، تقدم الكلام عليه وعلى روايته لهذا الحديث.
يتبع بإذن الله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 02 - 04, 04:38 ص]ـ
ورواه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان 2/ 20 في ترجمة أبي هانئ إسماعيل بن خليفة، قال حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا إبراهيم بن عامر، حدثنا أبي، عن أبي هانئ، عن شريك، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر (رمقت النبي يقرأ في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد).
قال أبو الشيخ: ومما تفرد به ـثم ذكر أحاديث ـ هذا منها.
ورواه أيضاً 2/ 275 في ترجمة إبراهيم بن عامر، قال: ومن غرائب حديثه ـ ثم ساق بنفس الإسناد السابق لكن فيه زيادة ـ ولفظه (رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهراً يقرا في الركعتين بعد المغرب قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وفي الركعتين قبل الغداة قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد).
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان 1/ 250 في ترجمة أبي هانئ إسماعيل بن خليفة، قال حدثنا الحسين بن إسحاق بن إبراهيم، حدثنا الوليد بن أبان، حدثنا محمد بن عامر، حدثنا أبي، عن أبي هانئ عن شريك النخعي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل صلاة الغداة قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
قال الدار قطني كما في أطراف الغرائب والأطراف (3/ 466: 3294).:
غريب من حديثه ـ يعني عبيد الله ـ عن نافع عنه، تفرد به شريك، ولم يروه عنه غير أبي هانئ إسماعيل بن خليفة تفرد به عامر بن إبراهيم عنه، وروى عن عبد المنعم، عن نعيم، عن عبيد الله اهـ.
وهذه الرواية التي أشار اليها الدارقطني لم أقف عليها.
و قد تقدم الكلام على هذا الحديث.
ورواه أبو يعلى (5720)، حدثنا محمد بن المنهال أخو الحجاج.
وابن الضريس في فضائل القرءان (303) أخبرنا مسدد.
كلاهما قالا: حدثنا عبد الواحد ـ يعني ابن زياد ـ حدثنا ليث، قال حدثني أبو محمد قال: " رمقت ابن عمر شهراً فسمعته في الركعتين قبل الصبح يقرأ قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد، قال: فذكرت له ذلك؟ فقال: رأيت رسوا الله صلى الله عليه وسلم شهرا، أو خمسة وعشرين يوماً يقرأ في الركعتين قبل صلاة الصبح قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد، وقال إن أحدهما تهدل بثلث القرءان، والأخرى بربع القرءان: قل هو الله أحد تعدل بثلث القرءان، وقل يا أيها الكافرون تعدل بربع القرءان).
اللفظ لأبي يعلى. ولفظ ابن الضريس ليس فيه ذكر مدة القراءة
تنبيه: (تصحفت رمقت في كتاب ابن الضريس إلى رصفت)
قال المنذري في الترغيب والترهيب 1/ 450: رواه أبو يعلى بإسناد حسن، وقال الهيثمي في المجمع 2/ 218 ورجال أبي يعلى ثقات. اهـ
أقول: وليث هو: ابن أبي سليم ضعيف كما تقدم.
وأبو محمد هو: عطاء بن أبي رباح، وفي سماعه من ابن عمر خلاف:
من قال لم يسمع:
قال الدوري التاريخ (3337) و (3438): سمعت يحيى يقول: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: لم يسمع عطاء من ابن عمر، إنما رآه رؤية.
وقال ابن أبي حاتم في المراسيل أخبرنا حرب بن إسماعيل قال: قال أبو عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ: عطاء ـ يعني ابن أبي رباح ـ: قد رأى ابن عمر، ولم يسمع منه.
وقال ابن محرز في معرفة الرجال (1/ 126: 626): سمعت يحيى يقول: قالوا: إن عطاء بن أبي رباح لم يسمع من ابن عمر شيئاً، ولكنه قد رآه، ولا يصحح له سماع.
من قال سمع:
قال البخاري في التاريخ الكبير 6/ 464، ومسلم في الكنى والأسماء رقم 2889ص719:
سمع من ابن عمر.
وقال ابن عساكر في تأريخ دمشق 40/ 376 _ معلقا على كلام القطان _: لا معنى لهذا الإنكار فقد سمع عطاء من أقدم من ابن عمر، وكان يفتي في زمان ابن عمر.
من اختلف في النقل عنه:
قال علي ابن المديني في العلل ص 66: لقي عبد الله بن عمر .... ورأى عبد الله بن عَمرو.… وسمع من ابن عُمر.
لكن في مراسيل ابن أبي حاتم رقم (565) عن ابن المديني: رأى عبد الله بن عَمرو ولم يسمع منه.
قال محقق المراسيل: في المطبوعة (عبد الله بن عمر)، وما أثبتناه من الأصل يوافق العلل، وليس فيه (ولم يسمع منه)، وفيه أنه لقي ابن عمر. وهو كما ذكر في مطبوع الباز (عبد الله بن عمر) ص 129.
ونقل ابن عساكر في تاريخ دمشق 40/ 377:
عن علي بن المديني: لقي عبدالله بن عُمر ... ورأى عبدالله بن عَمرو ... وسمع .. ابن عُمر.
أقول: كما في المطبوع من العلل تماما، وهو جيد إن لم يكن المحقق صحح النسخة على المطبوع من العلل.
لكن نقل العلائي في جامع التحصيل ص 237، وابن حجر في تهذيب التهذيب 7/ 179، وأبو زرعة العراقي في تحفة التحصيل ص 228: عن علي بن المديني: أنه رأى ابن عُمر، ولم يسمع منه.
فالله تعالى أعلم بالصواب.
وليس في الصحيحين من رواية عطاء عن ابن عمر شيئاً
= يتبع بإذن الله الكلام على سماع عطاء ... وبقية التخريج ...
¥(39/348)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 03 - 04, 04:50 ص]ـ
وله في السنن الأربع ستة أحاديث:
الأول: عند النسائي 4/ 205و206، وجاء في بعض الروايات عمن سمع ابن عمر، و عمن سمع ابن عمرو ...
الثاني: عند أبي داود (1133) وفي (1130) بالعنعة، والترمذي (523م)، وفيه (رأيت ابن عمر .. ) والذين قالوا لم يسمع قالوا إنه رآه.
الثالث: عند أبي داود (4900)، والترمذي (1019)، وإسناده ضعيف، ورواه بالعنعنه.
الرابع: عند ابن ماجه (2956) بالعنعنه.
والخامس: عند ابن ماجه (4019) بالعنعنه، وسنده ضعيف.
والسادس: عند ابن ماجه (4259) بالعنعنه وسنده ضعيف. والله أعلم.
وعند أحمد: 8/ 33، 440، 451 و9/ 496و 10/ 475 طبعة الرسالة.
وقد وقع لمحققي المسند طبعة الرسالة في هذه المواضع شيء غريب! سأذكره إن شاء الله في غير هذا الموضع.
وله روايات عن ابن عمر في غير هذه الكتب، بعضها صريح في السماع .... تحتاج إلى تتبع ونظر في صحة أسانيدها، وسلامة ألفاظ الأداء .. ولم أنشط لذلك ..
ولننظر في التأريخ، والبلد:
فابن عمر رضي الله عنه مقيم بالمدينة، وتوفي رضي الله عنه بعد حج عام 73 هـ بأيام ...
وأما عطاء بن أبي رباح: فقد وولد في عام 26 فقد روي عنه أنه ولد لسنتين خلون من خلافة عثمان يعني في عام 26هـ، وقال ابن يونس وابن حبان وغيرهم سنة 27هـ اهـ
أقول: والفرق اليسير غير مهم هنا بمعنى أنه أدرك من حياة ابن عمر رضي الله عنه أكثر من 45 عام، وعطاء مكي مقيم في الحرم ... = يستبعد أنه لم يسمع من ابن عمر شيئا مع كثرة تردد ابن عمر على مكة للحج والعمرة .. أما اللقاء فلا إشكال، وأما السماع .. فلعله ـ إن صح ـ قليل جدا .. والله أعلم.
انظر: الكاشف 2/ 21، وتهذيب التهذيب 7/ 182.
وانظر: تحفة الأشراف 6/ 11 وإتحاف المهرة لابن حجر 8/ 588.
ورواه الطبراني في الكبير (13587) قال حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني، وابن مردويه في جزء أحاديث أبي عبد الله بن حيان (48ح15) قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، وعبد الله بن محمد بن زكريا ـ ثلاثتهم ـ
(إبراهيم بن نائلة، وإبراهيم بن محمد، وعبد الله) قالوا: حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، عن إسرائيل، عن ثوير بن أبي فاختة، عن عطاء، عن ابن عمر قال (شهدت النبي صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين مرة فكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد) لفظ ابن مردويه وعند الطبراني ( .. والركعتين قبل المغرب .. ).
قال الدارقطني في أطراف الغرائب والأفراد (3/ 408:3080): غريب من حديث عطاء بن أبي رباح عنه، تفرد به ثوير بن أبي فاخته عنه، وتفرد به إسماعيل بن عمرو عنه، عن إسرائيل، عن ثوير.
تنبيه: في أطراف الغرائب: يزيد بن أبي فاختة! وهو خطأ،.
وفيه: عن إسماعيل بدل إسرائيل والصواب: ما أثبته.
وطبعة هذا الكتاب _الكتب العلمية _ مليئة جداً بالأخطاء. والله أعلم.
وفيه: إسماعيل بن عمرو البجلي: قال أبو حاتم، والدارقطني ضعيف، وقال ابن حبان: يغرب كثيراً، وقال أبو أحمد بن عدي: حدث بأحاديث لا يتابع عليها، وقال الخطيب البغدادي: صاحب غرائب ومناكير، وقال ابن عقدة: ضعيف ذاهب الحديث، وقال الأزدي: منكر الحديث، وقال أبو الشيخ الأصبهاني: غرائب حديثه تكثر.
انظر: الثقات لابن حبان 8/ 100، والكامل 1/ 523، وطبقات المحدثين بأصبهان 2/ 71، وميزان الاعتدال 1/ 239، وتهذيب والتهذيب 1/ 279.
وثوير بن أبي فاختة هو: أبو الجهم الكوفي:
متفق على ضعفه، بل بعضهم كذبه (5).
انظر: التاريخ الكبير 2/ 183، والجرح والتعديل 2/ 472، والضعفاء للنسائي 27، والمجروحين 1/ 205، والضعفاء للعقيلي 1/ 180، والكامل 2/ 315 , وتهذيب الكمال 4/ 429، وميزان الاعتدال 1/ 375، وتهذيب التهذيب 2/ 32، وتقريب التهذيب 135.
وعلقه ابن أبي حاتم في العلل 1/ 105،
ورواه ابن السماك في جزء حنبل " التاسع من الفوائد" (10) قال حدثنا حنبل، حدثنا عمر بن عثمان، حدثنا أبو تميلة، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن يزيد، عن زيد بن أبي أنيسة.
وابن عبد البر في التمهيد 7/ 258 من طريق عمر بن عثمان بهذا الإسناد.
(تنبيه: تصحف في التمهيد إلى عمرو بن عثمان)
¥(39/349)
ورواه ابن عدي في الكامل 7/ 186، حدثنا محمد بن أحمد بن موسى السوليطي، حدثنا علي بن بكار المصيصي، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن يحيى بن أبي أنيسة.
والخلال في فضائل سورة الإخلاص (21) حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وأبو الحسن علي بن عمر الحافظ، وعبيد الله بن حبابة، قالوا: حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا طالوت بن عباد حدثنا شهاب بن شرنفة.
ثلاثتهم (زيد بن أبي أنيسة، ويحيى بن أبي أنيسة، وشهاب بن شرنفة) عن نفيع بن الحارث، عن ابن عمر قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين ليلة يقرأ في الركعتين قبل الصبح قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد. قال: وسمعته يقول: نعمت السورتان هما قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن)
لفظ ابن السماك، ومثله عند ابن عبد البر: إلا أنه لم يذكر عشرين ليلة.
ولفظ ابن عدي قريب من هذا جداً وفيه (رمقت .. خمس وعشرين يوماً .. )
ولفظ الخلال مثل لفظ ابن عدي إلا أنه لم يذكر (نعمت السورتان .. الخ).
قال ابن السماك: أخبرنا حنبل حدثنا عمر بن عثمان: أبو أنيسة اسمه يزيد، وهذا يحيى بن يزيد أخو زيد بن أبي أنيسة، قال: وقال أبو تميلة: قال ابن إسحاق أنا أجمعهما جميعاً.
تنبيه: في رجال مسلم لابن منجويه 1/ 215، وتهذيب الكمال 31/ 223، وتهذيب التهذيب 3/ 343 وطبقات الحفاظ للسيوطي2/ 64 قالوا في ترجمة زيد بن أبي أنيسة: واسمه (أبو أنيسة) زيد. اهـ
وعليه؛ فهذا وهم! من عمر بن عثمان، ويكون يحيى هذا ـ والله أعلم ـ هو:
يحيى بن يزيد الجزري أبو شيبة الرهاوي، فهو الذي يروي عن زيد بن أبي أنيسة، ويروي عنه محمد بن إسحاق.
انظر: تهذيب الكمال 32/ 44.
وقال أبو عمر ابن عبد البر: ليس هذا الإسناد بقوي.
وزيد بن أبي أنيسة هو: أبو أسامة الجزري الرهاوي: ثقة.
انظر: معرفة الثقات 1/ 376 والجرح والتعديل 3/ 556 والطبقات الكبرى 7/ 481 وسؤالات أبي داود لأحمد 279 وتاريخ عثمان الدارمي (338) والثقات لابن حبان6/ 315 والضعفاء للعقيلي 2/ 74 وتهذيب الكمال 10/ 18 وتذكرة الحفاظ 1/ 139 وتهذيب التهذيب 3/ 343 و تقريب التهذيب 222.
ويحيى بن أبي أنيسة هو: أبو زيد الجزري: قال أخوه زيد: لا تكتبوا عن أخي فإنه يكذب، وهو متفق على ضعفه.
انظر: التاريخ الكبير 8/ 262 والضعفاء الصغير للبخاري 118 ومقدمة مسلم 20 والجرح والتعديل 9/ 129 و الضعفاء للنسائي 110 والمجروحين لابن حبان 3/ 110 والضعفاء للعقيلي 4/ 392 والكامل لابن عدي 9/ 3 وتهذيب الكمال 31/ 223 وميزان الاعتدال 4/ 364 وتهذيب التهذيب 11/ 161 وتقريب التهذيب 588.
وشهاب بن شرنفة هو: المجاشعي البصري: قال البخاري: كان من عباد أهل البصرة.
وقال مسلم بن إبراهيم: حدثنا وكان شيخاً صدوقاً. قال ابن معين: ليس إسناده بالقائم.
وقال عبد الله بن أحمد: سألت يحيى عن شهاب بن شرنفة؟ فقال: حدث عنه ابن المبارك وأصحابنا، وقال أبو الفتح الأزدي: ليس بثقة، وذكره ابن حبان في الثقات قال أبو حاتم: روى عنه … وعبد الرحمن بن مهدي.
انظر: التاريخ الكبير 4/ 236 والعلل ومعرفة الرجال 3/ 18 والجرح والتعديل 4/ 362 والثقات لابن حبان 6/ 443 وميزان الاعتدال 2/ 282.
وفيه نفيع بن الحارث هو: أبو داود الأعمى:
قال أحمد بن أبي يحيى، عن ابن معين: يضع ليس بشيء. وقال: سمعت أحمد يقول: قال: نفيع سمعت العبادة ولم يسمع منهم. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال في موضع آخر: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه. وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وضعيف الحديث. وقال الترمذي: يضعف في الحديث. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات توهماً لا يجوز الاحتجاج به. وقال العقيلي: كان ممن يغلو في الرفض. وقال الساجي: كان منكر الحديث يكذب. وقال الدارقطني: متروك. وقال الدولابي: متروك. وقال الحاكم: روى عن بريدة وأنس أحاديث موضوعة. وقال ابن عدي: هو من جملة الغالين بالكوفة. وقال ابن عبد البر أجمعوا على ضعفه، وكذبه بعضهم واجمعوا على ترك الرواية عنه.
وهو من الطبقة الخامسة.
انظر: التاريخ الكبير 8/ 114 الضعفاء للبخاري 115 والمجروحين 3/ 55 والضعفاء للعقيلي 4/ 306 والكامل 8/ 327 وتهذيب الكمال 30/ 9 ميزان الاعتدال 4/ 272 تهذيب التهذيب 10/ 419 والكاشف 2/ 325 وتقريب التهذيب 565.
ورواه ابن أبي عمر كما في إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (2301).
تنبيه: هذا الموضع من إتحاف الخيرة المهرة لم يعثر محققوه على الجزء المسند منه بل اثبتوا ما في المختصر بدون إسناد وقال البوصيري ورجاله ثقات.
وقال ابن عبد البر في التمهيد 24/ 40: وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد. من حديث عائشة، وحديث ابن عمر، وحديث أبي هريرة، وحديث ابن مسعود، وكلها صحاح ثابتة.!
أقول: تقدم كلام الإمامان: مسلم، ومحمد بن نصر بتضعيفه عن ابن عمر مطلقا ...
وتقدمت نقول خاصة ببعض الطرق ...
والخلاصة: أنه لا يصح عن عن ابن عمر والعلم عند الله.
يتبع إن شاء الله الكلام على رواية أبي هريرة
¥(39/350)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 03 - 04, 03:09 ص]ـ
(2) أبو هريرة رضي الله عنه:
رواه البخاري في التاريخ الكبير 4/ 108، ومسلم في صحيحه (726)، وأبو داود (1256)، والنسائي في المجتبى 2/ 156، والكبرى (1017)، وابن ماجه (1148)، وأبو منصور الشيباني في جزء أحاديث يحيى بن معين رقم (27)، وأبو عوانة (2163)، وأبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم 2/ 321، وابن عبد البر في التمهيد 24/ 42، والبيهقي 3/ 43 وابن حجر في نتائج الأفكار1/ 496،
كلهم من طريق: مروان الفزاري، حدثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد".
(3) جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 298، وابن حبان (2460)، وابن بشران في الأمالي (390)، والبيهقي في شعب الإيمان 5/ 463، والذهبي في سير أعلام النبلاء 11/ 74، وابن حجر في نتائج الأفكار 1/ 503،
كلهم من طريق حدثنا يحيى بن معين، حدثنا يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس، سمعت طلحة بن خراش يحدث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه " أن رجلاً قام فركع ركعتي الفجر، فقرأ في الركعة الأولى: قل يا أيها الكافرون حتى انقضت السورة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا عبد عرف ربه، وقرأ في الآخرة قل هو الله أحد حتى انقضت السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا عبد آمن بربه، فقال طلحة فأنا أستحب أن أقرأ بهاتين السورتين في هاتين الركعتين ".
قال ابن حجر في نتائج الأفكار 1/ 504: هذا حديث حسن.
تنبيه: في شرح معاني الآثار سقط من إسناد الحديث يحيى ـ يعني بن عبد الله بن يزيد ـ وجعل عن عبد الله بن يزيد ويحيى هو راو الحديث، وهو مثبت في بقية المصادر. ثم رأيت ابن أبي الوفاء الحنفي في كتابه الحاوي في بيان آثار الطحاوي 2/ 204 قال: كذا وقع! والصواب: يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس الأنصاري اهـ.
يتبع إن شاء الله الكلام على رواية أنس، و ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 03 - 04, 04:19 ص]ـ
ويحيى بن عبد الله بن يزيد:
قال أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل كتبنا عن أبي زكريا الأنيسي ولم يكن به بأس وأثنى عليه، وذكره في ابن حبان الثقات 7/ 613.اهـ
وطلحة بن خراش:
قال ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار ص77: من جلة أهل المدينة ممن كان يغرب عن جابر بن عبد الله. وذكره في الثقات 4/ 394.
وفي تهذيب التهذيب 5/ 14: قال النسائي صالح، ... وقال ابن عبد البر: موسى وطلحة كلاهما مدني ثقة، وقال الأزدي: طلحة روى عن جابر مناكير.
أقول: وهذا من غرائبه عن جابر.
قال ابن حجر في نتائج الأفكار 1/ 504: هذا حديث حسن.
(4) أنس بن مالك رضي الله عنه:
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 298، والبزار – كشف الأستار ـ (704)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه على جامع الترمذي 2/ 373، والبيهقي في شعب الإيمان 5/ 463، والضياء المقدسي في المختارة 7/ 119،120 ومن طريقه الضياء ابن حجر في نتائج الأفكار1/ 500.
كلهم من طرقٍ عن خلف بن موسى، حدثنا أبي، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال:"كان رسول الله صلى الله عليه يقرأ في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد".
ولفظ البيهقي "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل صلاة الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد".
قال البزار: تفرد به موسى بن خلف، عن قتادة.
وقال الضياء المقدسي: موسى أثنى عليه جماعة من الأئمة، وتكلم فيه آخرون، والله أعلم. وله شاهد في الصحيح من حديث أبي هريرة اهـ.
قال العراقي في تكملة شرح الترمذي (1/ق75 /ب): رجال إسناده ثقات،
وكذا قال الهيثمي في المجمع 2/ 218، و الشوكاني في نيل الأوطار 3/ 24 وتحفة الذاكرين 170.
وقال ابن حجر: هذا حديث حسن اهـ.
وموسى بن خلف هو: أبو خلف العمّي البصري:
¥(39/351)
قال الجوزجاني: حدثنا عفان، حدثنا موسى بن خلف، أثنى عليه عفان ثناء حسناً،وقال: ما رأيت مثله قط، وقال العجلي: ثقة، وقال إسحاق بن منصور عن يحيى: ليس به بأس، وقال ابن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يقول: موسى بن خلف ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، وقال الآجري عن أبي داود: ليس به بأس ليس، بذاك القوي، وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ يروي عن قتادة أشياء مناكير، وعن يحيى بن أبي كثير ما لا يشبه حديثه فلما كثر ضرب هذا في روايته استحق ترك الاحتجاج به فيما خالف الأثبات، وما تفرد جميعاً. وقال البرقاني، عن الدارقطني ليس بالقوي يعتبر به.
أقول: لا شك أن في النفس شيء من هذه الرواية، وتقدم قول البزار: إنه تفرد به موسى عن قتادة، وكلام ابن حبان نص في ترك الاحتجاج بما تفرد به.
انظر: معرفة الثقات 2/ 303، والتاريخ الكبير 7/ 282، والجرح والتعديل 8/ 140،وسؤالات ابن الجنيد (549)، وسؤالات الآجري 225، والثقات لابن شاهين 222، والمجروحين 2/ 240، والكامل لابن عدي 8/ 60، وسؤالات البرقاني 67، وتهذيب الكمال 29/ 55، وميزان الاعتدال 4/ 203، وتهذيب التهذيب 10/ 304.
(5) عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه:
رواه الطبراني في الأوسط (7761) قال حدثنا محمد بن يعقوب، حدثنا أبو الأشعث، حدثنا أصرم بن حوشب، عن إسحاق بن واصل، عن أبي جعفر محمد بن علي، قال قلنا لعبد الله بن جعفر حدثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت منه، ولا تحدثنا عن غيرك، وإن كان ثقة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول": ... (ذكر حديثا طويلا وفيه)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد ... الحديث ".
ومن هذا الطريق أخرجه ابن حجر في نتائج الأفكار 1/ 506.
قال الطبراني في المعجم الأوسط (7761) والصغير 1/ 399: لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن جعفر إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو الأشعث.
وقال ابن حجر: ـ معلقاً على كلام الطبراني ـ وهو: ـ يعني أبو الأشعث ـ أحمد بن المقدام العجلي من شيوخ البخاري لكن شيخه، وشيخ شيخه ضعيفان. ويعارض هذا ما أخرجه أبو داود من رواية جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما " كان رسول الله صلى اله عليه وسلم يطيل الركعتين بعد المغرب حتى ينصرف أهل المسجد".
قال محمد بن نصر ـ بعد أن أخرجه موصولاً ومرسلاً ـ: إن ثبت هذا فلعله فعله في بعض الأوقات انتهى كلام ابن حجر.
أقول: كلام ابن نصر على حديث ابن عباس في إطالة الركعتين بعد المغرب فقط.
انظره في مختصر قيام الليل ص85.
ورواه الطبراني في الصغير 1/ 399، وفي 2/ 205 من طريق أبي الأشعث بن المقدام العجلي .. الخ. فساقه مختصراً بذكر آخره فقط ليس فيه ذكر القراءة.
ثم قال: لم يرو هذا الحديث الذي هو: جملة أحاديث من حيث المعنى عن قرة إلا أصرم تفرد به أبو الأشعث. اهـ.
ورواه الحاكم في المستدرك 3/ 568 أخبرني أبو الوليد الإمام، وأبو بكر بن قريش قالا: أنبأ الحسن بن سفيان. وأخبرني محمد بن المؤمل، حدثنا الفضل بن محمد قالا: حدثنا أحمد بن المقدام .. الخ فساقه بنحو هذا الحديث لكن ليس فيه ذكر القراءة في ركعتي الفجر.
وسكت عليه الحاكم.!
وقال الذهبي في المختصر 5/ 2280:
أضنه موضوعاً؛ ففيه إسحاق بن واصل وهو متروك، وأصرم بن حوشب وهو متهم بالكذب اهـ.
وذكر الزيلعي في نصب الراية 1/ 296:كلام الذهبي هذا، وسكت عليه.
وذكر هذا الحديث الذهبي في الميزان 1/ 202 في ترجمة إسحاق بن واصل وقال: فمن بلاياه التي أوردها الأزدي مرفوعاً ... ثم قال: لكن الجميع من رواية أصرم بن حوشب، وليس بثقة عنه، وهو هالك.
وذكره سبط ابن العجمي في الكشف الحثيث 66 في ترجمة إسحاق، ـ وأورد كلام الذهبي ـ ثم قال: فأشار بقوله من بلاياه ـ يعني وضعه ـ ثم توقف في ذلك لأجل أصرم. والله أعلم.
وذكره ابن حجر في اللسان 1/ 377 وذكر كلام الذهبي في الميزان، ومختصر المستدرك وأقره عليه.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 53 و 9/ 170: وفيه أصرم بن حوشب وهو ضعيف، وفي موضع آخر: وهو متروك.
وأصرم بن حوشب هو: أبو هشام الكندي:
متروك الحديث، وبعضهم كذبه.
انظر: التاريخ الكبير 2/ 56 و الضعفاء الصغير للبخاري (35:21) والتاريخ الصغير 2/ 290 و الجرح والتعديل 2/ 336 و الضعفاء للنسائي (66:22) أحوال الرجال للجوزجاني 205 والكنى والأسماء لمسلم 1/ 879 وطبقات الأسماء المفردة171 والمجروحين لابن حبان 1/ 181 و الضعفاء للعقيلي 1/ 118 و الكامل لابن عدي 2/ 95، وتاريخ بغداد7/ 30، وميزان الاعتدال 1/ 272 و لسان الميزان 1/ 461.
وإسحاق بن واصل الضبي: قال الأزدي: متروك الحديث زائغ،وقال الذهبي: من الهلكى.
انظر: الضعفاء لابن الجوزي 1/ 105، وميزان الاعتدال 1/ 202، والمغني في الضعفاء 1/ 74 والكشف الحثيث 66، ولسان الميزان 1/ 377.
يتبع إن شاء الله الكلام على رواية عائشة رضي الله عنها لهذا الحديث=
¥(39/352)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 03 - 04, 07:28 ص]ـ
(6) عائشة رضي الله عنها:
رواه عبد الرزاق (4788) و (4789)، وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 50، وإسحاق بن راهويه (1339) و (1340)، وأحمد 6/ 184 و225 و238، وابن أبي عمر كما في المطالب العالية لابن حجر رقم (627)، والدارمي (1414)، والطحاوي في شرح معاني الآثار1/ 297، وأبو نعيم في الحلية 10/ 30، والبيهقي في شعب الإيمان 5/ 464، وابن عبد البر في التمهيد 24/ 40و41، وابن حجر في نتائج الأفكار1/ 502
كلهم من طرق عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن عائشة (أن رسو الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد) وفي بعض الألفاظ ( .. يسر فيهما القراءة) وفي لفظ (يخفي ما كان يقرأ فيهما .. ).
قال الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 297: إنه منقطع.
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار 1/ 502: هذا حديث حسن.
ورواه إسحاق بن راهويه (1338)، وأحمد 6/ 183 كلاهما قالا: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن ابن سيرين، أن عائشة سئلت عن ركعتي الفجر فقالت:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخففهما، قالت: فأظنه كان يقرأ بنحو من: قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد). لفظ أحمد.
ورواه إسحاق (1341) أخبرنا النضر، أخبرنا الأشعث، عن عبد الملك عن ابن سيرين، عن عائشة قالت (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسر القراءة في ركعتي الفجر بقل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون).
ورواه أحمد 6/ 184 حدثنا علي عن خالد الحذاء، عن ابن سيرين، عن عائشة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد".
قال ابن محرز في معرفة الرجال (1/ 127رقم 630): سمعت يحيى بن معين يقول: ابن سيرين لم يسمع من عائشة شيئاً قط، ولا رآها.
وقال أبو حاتم كما في المراسيل لابنه رقم (687)، وجامع التحصيل للعلائي 264، وتحفة التحصيل للعراقي 277: لم يسمع ابن سيرين من عائشة شيئاً.
وتقدم قول الطحاوي عند ذكر حديث هشام عن ابن سيرين عن عائشة إنه منقطع.
ورواه أحمد 6/ 239. وابن ماجه (1150)، وابن حبان (2461)، والطبراني في الأوسط (5247)، والبيهقي في شعب الإيمان 5/ 496، وابن حجر في نتائج الأفكار 1/ 502
من طرق عن يزيد بن هارون، حدثنا الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة قالت:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي أربعاً قبل الظهر ـ وقال يزيد مرة: ركعتين بعدهاـ وركعتين قبل الفجر، وكان يقول: نعم السورتان هما يقرؤونهما في الركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد".
لفظ أحمد.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الجريري، إلا يزيد بن هارون. تفرد به سهل بن صالح.
أقول: رواه ابن خزيمة (1114) قال: حدثنا بندار، أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي أربعاً قبل الظهر،وركعتين قبل العصر لا يدعهما قالت: وكان يقول: نعم السورتان يقرأ بهما في ركعتين قبل الفجر قل هو الله أحد،وقل يا أيها الكافرون".
فهذه متابعة من يوسف الأزرق ليزيد بن هارون.
وأيضاً: لم يتفرد به سهل بن صالح، عن يزيد بن هارون فقد رواه عن يزيد: أحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعثمان بن أبي شيبة.
انظرها في مصادر التخريج السابقة.
قال ابن حجر في فتح الباري 3/ 60: وقد روى ابن ماجه بإسناد قوي عن عبد الله بن شقيق عن عائشة رضي الله عنها … وذكر هذا الحديث، وكذا القسطلاني في المواهب اللدنية 4/ 225. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة 1/ 139: هذا إسناد فيه مقال الجريري اسمه سعيد بن أياس احتج فيه الشيخان في صحيحيهما إلا أنه اختلط بآخره، وقد قيل: إن يزيد بن هارون إنما سمع منه بعد التغير وباقي رجال الإسناد ثقات.
أقول: الذي يظهر ـ والعلم عند الله ـ أن هذا الحديث حسن ففي الإسناد انقطاع بين ابن سيرين وعائشة، وابن سيرين قد قيل إنه لا يروي إلا عن ثقة قاله ابن عبد البر في التمهيد 8/ 301 وابن تيمية في الفتاوي 23/ 47، وعليه فهذا ضعف يسير لعله ينجبر برواية عبد الله بن شقيق عنها، ويشهد له حديث أبي هريرة المتقدم، والله أعلم.
¥(39/353)
ورواه الطبراني في الأوسط (7304) حدثنا محمد بن العباس، حدثنا نصر بن علي، حدثنا هارون بن مسلم ـ صاحب الحناء ـ، نا القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري، عن محمد بن علي عن عائشة قالت:" كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الصبح والركعتين بعد المغرب قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد".
قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن محمد بن علي، عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به هارون بن مسلم.اهـ.
وهارون بن مسلم صاحب الحناء: قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: لين.
وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما، وقال البرقاني، عن الدارقطني: صويلح يعتبر به، وقال الدارقطني في العلل: ضعيف، وقال الحاكم: ثقة، قد روى عنه أحمد بن حنبل.
انظر: الجرح والتعديل 9/ 94، والثقات 9/ 237، والعلل للدارقطني 6/ 147، وسؤالات البرقاني 69، ومستدرك الحاكم 1/ 419، وميزان الاعتدال 4/ 286، والإكمال 444، ومجمع الزوائد 5/ 116، وتهذيب التهذيب 11/ 11، ولسان الميزان 6/ 182، وتعجيل المنفعة 427.
وفيه أيضاً: القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري: متفق على ضعفه
انظر: تاريخ الدوري (1809)، والجرح والتعديل 7/ 112، وأجوبة الرازي على سؤالات البرذعي 373، وصحيح ابن خزيمة 4/ 442، والترغيب والترهيب للمنذري 2/ 107، وميزان الاعتدال 4/ 462.
وهو أيضا: منقطع؛ فإن محمد بن علي لم يسمع من عائشة: قال أبو طالب سألت أحمد بن حنبل عن محمد بن علي سمع من أم سلمة شيئاً؟
قال: لا يصح أنه سمع قلتُ: فسمع من عائشة؟ فقال: لا، ماتت عائشة قبل أم سلمة.
وقال ابن طهمان وسمعته ـ يحيى بن معين ـ سئل عن محمد بن علي سمع من أم سلمة؟ فقال روى مرسلاً وقد عمرت، وسمعته يقول: ماتت عائشة قبل أم سلمة رضي عنها، وماتت عائشة، وأبو هريرة سنة خمس وخمسين.
انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (672)، وجامع التحصيل266، وتحفة التحصيل 283.
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان 2/ 146 حدث عبد الله بن أحمد بن أسيد حدثنا إبراهيم بن عامر، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عبدالرحمن المجاشعي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر " قل هو الله أحد وفي الأولى قل يا أيها الكافرون ".
أقول: هكذا قال أبو نعيم، ولم يذكر من حدثه عن عبد الله بن أحمد، وهو يروي عنه بواسطة رجل، ولم يسمع منه لأن عبد الله بن أحمد بن أسيد توفي سنة 310هـ وأبا نعيم ولد سنة 336هـ انظر: تاريخ أصبهان (2/ 26:983).
ومحمد بن عبد الرحمن المجاشعي: لم أجد من ترجم له، ولم يذكر مع من روى عن هشام بن عروة، وذكر المزي في شيوخ عامر بن إبراهيم: محمد بن عبد الرحيم المجاشعي الأصبهاني فلعله هو، لكن أيضاً: لم أجد من ترجم له.
فأين أصحاب عروة عن هذا الحديث؟! ثم أصحاب هشام عنه؟! حتى يتفرد عنه هذا!.
وقد تقدم بعض الكلام على هذه الرواية في حديث ابن عمر، وأن عامر بن إبراهيم قد اضطرب فيه؛ فمرة يرويه عن يعقوب، عن أبي سيف، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، ومرة عن أبي هانئ، عن شريك، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، ومرة عن محمد بن عبدالرحمن المجاشعي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، ولم يتابع على شيء من ذلك. والله أعلم.
يتبع إن شاء الله الكلام على رواية ابن مسعود لهذا الحديث
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - 03 - 04, 08:08 ص]ـ
(7) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
رواه محمد بن نصر كما في مختصر قيام الليل ص 84 قال: حدثنا محمد بن يحيى. والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 298 قال: حدثنا إبراهيم بن أبي داود. والطبراني في الأوسط (5767) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي.
ثلاثتهم (محمد بن يحيى، وإبراهيم، ومحمد بن عبد الله) قالوا: حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا عبد الملك بن الوليد، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال: " ما أحصي ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد".
قال محمد بن يحيى (مختصر قيام الليل 84): لو شاء قائل لقال: مسند، ولو شاء قائل لقال: منكر.
¥(39/354)
ورواه أبو يعلى (5049) ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال 18/ 433، وابن حجر في نتائج الأفكار 1/ 505.
ورواه الطبراني في الكبير (10250، 1025) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، وإبراهيم بن هاشم البغوي. وابن عدي في الكامل 6/ 535 قال: حدثنا الحسن بن الطيب البلخي.
أربعتهم (أبو يعلى، ومحمد، وإبراهيم، والحسن) قالوا: حدثنا سعيد بن أبي الربيع حدثنا عبد الملك، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود فذكره، مثل لفظ أحمد بن يونس.
قال ابن عدي: هذا الحديث مع أحاديث يرويها عبد الملك، عن عاصم بهذا الإسناد وغيره مما لا يتابع عليه.
وقال ابن حجر: هذا حديث غريب ـ ثم ذكر كلام ابن عدي على هذا الحديث ثم قال ـ قلت: أخرج محمد بن نصر بسند صحيح، عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي قال: كانوا يستحبون أن يقرؤوا في صلاة الفجر، والركعتين بعد المغرب فذكره. وعبد الرحمن: تابعي كبير سمع من ابن مسعود، وغيره من كبار الصحابة؛ فهو شاهد قوي.اهـ.
تنبيه: عند الطبراني رقم (10250) ذكر أنه يقرأها في ركعتي الفجر، ولم يذكر المغرب، وفي (10251) على عكس ذلك!
ورواه الترمذي (431)، وابن ماجه (1166)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه على جامع الترمذي 2/ 387، وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (253)، والبزار (1843)، والعقيلي في الضعفاء 3/ 38، وابن الأعرابي في معجمه1/ 63، وابن عبد البر في التمهيد 24/ 42، والبغوي في شرح السنة (884)
كلهم من طرق عن بدل بن المحبر حدثنا عبد الملك، حدثنا عاصم، عن زر، وأبي وائل، عن عبد الله بن مسعود به.
إلا الترمذي وعنه البغوي فعن أبي وائل وحده، والبيهقي عن زر وحده.
وعند ابن ماجه، والطوسي: " .. يقرأ في الركعتين بعد صلاة المغرب .. ". ولم يذكر القراءة في ركعتي الفجر.
وعند ابن شاهين: " .. كان يقرأ في الركعتين قبل صلاة الفجر، وفي الركعتين بعد صلاة العصر .. ".
وعند البزار: " .. يقرأ في الركعتين قبل صلاة الفجر .. ". ولم يذكر القراءة في ركعتي المغرب.
وعند العقيلي: ( .. يقرأ في ركعتي الفجر، وركعتي الغداة .. )!
قال الترمذي: هذا حديث غريب، من حديث ابن مسعود لا نعرفه إلا من حديث عبد الملك بن معدان عن عاصم.
وقال العقيلي: لا يتابع عليه ـ يعني عبد الملك ـ بهذا الإسناد، وقد روي المتن بغير هذا الإسناد بإسناد: جيد.
وقال النووي في خلاصة الأحكام 1/ 544 ـ بعد ذكره كلام الترمذي على هذا الحديث ـ قلت: وإسناده محتمل.
تنبيه: وقع في إسناد ابن شاهين: (عن زر عن أبي وائل)، والصواب: (عن زر و أبي وائل).
ووقع في إسناد العقيلي (عن ذر)، والصواب (عن زر).
(8) أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه:
رواه الحسن بن سفيان في مسنده ـ كما في لسان الميزان لابن حجر (3/ 111رقم 367) ـ قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الزبيدي الحمصي، حدثنا سليم بن عثمان، وكان ثقة، سمعت محمد بن زياد يقول: سمعت أبا أمامة يقول: فذكر حديثاً في قراءة سورتي الإخلاص في ركعتي الفجر.
ثم قال ـ ابن حجر ـ: وهو غريب من هذا الوجه، مشهور من رواية أبي هريرة وغيره اهـ.
وقال في نتائج الأفكار 1/ 503: وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الحسن بن سفيان في مسنده بسند ضعيف، ولفظه مثل حديث أنس. اهـ.
(قد تقدم حديث أنس)
أقول: إسحاق بن إبراهيم الزبيدي المعروف أبوه: بزبريق.
قال أبو حاتم: سمعت يحيى بن معين: وأثنى على إسحاق بن الزبريق خيراً، وقال: الفتى لا بأس به، ولكنهم يحسدونه. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: شيخ. وقال أبو داود: قال لي ابن عوف: ما أشك أن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق يكذب. وقال الآجري: سئل أبو داود عنه فقال: ليس هو بشيء. وقال عبد الكريم بن أبي عبدالرحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن العلاء يقال له ابن زبريق ليس بثقة، عن عمرو بن الحارث.
انظر: الجرح والتعديل 2/ 209، والثقات لابن حبان 8/ 113، وتاريخ دمشق 8/ 109، وتهذيب الكمال2/ 270، وميزان الاعتدال 1/ 181، وتهذيب التهذيب1/ 189، ولسان الميزان 3/ 111.
¥(39/355)
وأخرجه الخلال في فضائل سورة الإخلاص (37) حدثنا علي بن إبراهيم بن أبي عزة، أبنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا سليمان ـ يعني ابن سلمة ـ حدثنا سليم بن عثمان الطائي، حدثنا محمد بن زياد قال: سمعت أبا أمامة يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى بالحمد، وقل يا أيها الكافرون، وفي الثانية بالحمد،وقل هو الله أحد، لا يعداهن ".
أقول: سليمان بن سلمة هو: أبو أيوب الخبائري:
قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي ولم يحدث عنه، وسألته عنه؟ فقال: متروك الحديث لا يشتغل به، فذكرت ذلك لابن الجنيد، فقال: صدق كان يكذب، ولا أحدث عنه بعد هذا، وقال النسائي: ليس بشيء، وقال الأزدي: معروف بالكذب، وقال ابن عدي: له غير حديث منكر، وقال الخطيب: مشهور بالضعف، وقال ابن الملقن: المتروك الكذاب.
انظر: الجرح والتعديل 4/ 121 والضعفاء للنسائي 49 والكامل لابن عدي 4/ 297 و الضعفاء لابن الجوزي 1/ 20 وميزان الاعتدال 2/ 209 وخلاصة البدر المنير 2/ 384 ولسان الميزان 3/ 93 والكشف الحثيث 129.
وأما سليم بن عثمان الذي دارت عليه هاتين الروايتين فهو: أبو عثمان الطائي الفوزي الزبيدي الحمصي:
قال البخاري، ومسلم، وأبو حاتم: عنده عجائب. زاد أبو حاتم: وهو مجهول، وقال ابن جوصاء: سألت أبازرعة عن أحاديث سليم بن عثمان الفوزي، عن محمد بن زياد وعرضتها عليه فأنكرها وقال: لا تشبه حديث الثقات عن محمد بن زياد، وقال مرة: أحاديثه مسواة موضوعة. وقال ابن حبان: روى عنه سليمان بن سلمة الخبائري الأعاجيب الكثيرة، ولست أعرفه بعدالة، ولا جرح، ولا له راو غير سليمان، وسليمان ليس بشيء، فإن وجد له راو غير سليمان بن سلمة اعتبر حديثه، ويلزق به ما يتأهله من جرح أو عدالة. قال ابن حجر ـ معلقا على كلام ابن حبان هذا ـ له رواة غيره وتعين توهينه، وقال أيضا: ليس بثقة، وقال ابن عدي: يروي عن محمد بن زياد مناكير.
انظر: التاريخ الكبير 4/ 125، والكنى والأسماء لمسلم (2204)، والجرح والتعديل 4/ 116، والثقات 6/ 415، والكامل4/ 334، والضعفاء لابن الجوزي 1/ 13، وميزان الاعتدال 2/ 230 ولسان الميزان 3/ 111.
يتبع إن شاء الله الحديث الثالث
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 03 - 04, 04:49 ص]ـ
الأخ المشرف جزاك الله خيرا أضف هذا الكلام في آخر المشاركة الأولى:
أقولُ: ثم وجدتُ الإمامَ البخاريَ في التاريخ الكبير 8/ 11: (بعد ذكر لعدة روايات عن ابن عمر في السنن الرواتب، وكونه عرف ركعتي الفجر من حفصة .. ) قال: ورواه أبو إسحاق عن مجاهد عن ابن عمر مثله، ولا يصح، والصحيح حديث حفصة.
وأضف جزاك الله خيرا هذا الكلام في مشاركة رقم 4 بعد السطر 28.
قال البخاري في التاريخ الكبير 8/ 11: (بعد ذكر لعدة روايات عن ابن عمر في السنن الرواتب، وكونه عرف ركعتي الفجر من حفصة .. ) ورواه ليث بن أبي سليم عن أبي محمد عن ابن عمر حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح .. والصحيح حديث حفصة.اهـ
الحديث الثالث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم" يقرأ في ركعتي الفجر (قل آمنا بالله وما أنزل علينا) [آل عمران 84] في الركعة الأولى، وفي الركعة الأخرى بهذه الآية (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) [آل عمران 53] أو (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) [البقرة 119] شك الدراوردي.
رواه البخاري في التاريخ الكبير 4/ 108 عن إبراهيم بن حمزة، وكذا المزي في تهذيب الكمال 19/ 466، وأبو داود (1260) عن محمد بن الصباح بن سفيان، والبخاري في التاريخ الكبير 6/ 239، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 298، والبيهقي في الكبرى 3/ 43، من طريق سعيد بن منصور.
ثلاثتهم (إبراهيم، ومحمد، وسعيد) عن عبد العزيز بن محمد، عن عثمان بن عمر يعنى ابن موسى، عن أبي الغيث، عنه به.
وهذا لفظ أبي داود، أما البخاري في، والطحاوي، والبيهقي فعندهم أنه " قرأ في الركعة الأولى قوله تعالى (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) الآية [البقرة136].
وعند البخاري 4/ 108، والمزي (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) و (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) بالواو بدل أو.
¥(39/356)
(تنبيه: البخاري في 6/ 239لم يسق المتن)
وعند الطحاوي، والبيهقي: " وفي الثانية (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) [آل عمران 53].
قال البيهقي: هكذا أخبرناه بلا شك، وقد رواه محمد بن الصباح، عن عبد العزيز الدراوردي بالشك في قوله (ربنا آمنا بما أنزلت) فلم يدر هذه الآية، أو (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) [البقرة 119]، وكذلك إبراهيم بن حمزة عن الدراوردي اهـ.
أقول: لم يشر البيهقي إلى الاختلاف في الآية الأولى، ففي رواية سعيد منصور، وإبراهيم بن حمزة: أنه قرأ في الأولى (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم) الآية [البقرة136].
وفي رواية محمد بن الصباح: أنه قرأ في الأولى (قل آمنا بالله وما أنزل علينا) [الآية 84 آل عمران].
عبد العزيز بن محمد هو: الدراوردي: موصوف بالغلط، والوهم، وسوء الحفظ إذا حدث من حفظه ... وللحفاظ كلام متفاوت نسبيا لا أطيل بذكره، ولكن تجده في
: معرفة الثقات للعجلي 2/ 98 والتاريخ الكبير 6/ 25 و الجرح والتعديل 5/ 395 و الطبقات لابن سعد 5/ 424 و الثقات لابن حبان 7/ 116 و الضعفاء العقيلي 3/ 20 و تهذيب الكمال 18/ 187 و الكاشف 1/ 658 و تهذيب التهذيب 6/ 315 و تقريب التهذيب 358.
وعثمان بن عمر بن موسى هو التيمي: قال عثمان الدارمي: قلت لابن معين؟ فعمر بن عثمان المدني عن أبيه عن ابن شهاب؟ قال: ما أعرفهما، وقال ابن عدي هو كما قال: مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات،. وقال أبو بن يربوع الإشبيلي: رأيت الدارقطني قد ذكره في العلل كثيرا، وقال لا يكاد يمر للزهري حديث مشهور يتوسع فيه الرواة إلا كان هذا من جملتهم، قال: قد رأيته قد رجح كلامه في بعض المواضع. قال ابن حجر: وقول عثمان الدارمي عن يحيى بن معين لا أعرفه، وقول ابن عدي هو كما قال، عجيب فقد عرفة غيرهما حق المعرفة، لكنه قال في التقريب: مقبول.
(تنبيه: انظر تعليق الدكتور أحمد نور سيف على كلام ابن حجر في تاريخ الدارمي ص47)
انظر: تاريخ الدارمي ص47، وتاريخ البخاري الكبير 6/ 239، والجرح والتعديل 6/ 159، والثقات لابن حبان 7/ 200، والكامل لابن عدي 5/ 175، وتهذيب الكمال 19/ 464، وتهذيب التهذيب 7/ 130، وتقريب التهذيب 1/ 386.
وسالم أبو الغيث: ثقة.
انظر: تاريخ البخاري الكبير 4/ 108، والثقات لابن حبان 4/ 306، وتهذيب الكمال 10/ 179، والكاشف 1/ 424، وتهذيب التهذيب 3/ 385.
وهذا الحديث – والله أعلم – لا يصح: لشك الدراوردي فيه , واضطرابه، فتقدم اختلافهم في الآية في الركعة الأولى، والشك، وعدمه في الثانية ... ولحال عثمان، وكون هذا الحديث من أفرادهم فلم يروه حسب اطلاعي وبحثي عن أبي هريرة غير سالم ولا عنه غير عثمان تفرد به الدراوردي.
والبخاري في تاريخه الكبير4/ 108: كأنه ـ والله أعلم ـ ألمح لضعفه ـ إن صح مافهت ـ فقد ذكر هذا الحديث ثم أردف بعده حديث مروان الفزاري عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة بقراءة سورتي الإخلاص ... (الحديث خرجه مسلم وقد تقدم).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 03 - 04, 06:30 ص]ـ
الحديث الرابع:
عن أبي هريرة قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر في الركعة الأولى (آمنا بالله وما أنزل إلينا) وفي الثانية (ربنا إننا آمنا فاغفر لنا) أو نحو ذا ".
ذكره البوصيري ـ في إتحاف الخيرة المهرة (2306) ـ وقال رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لجهالة التابعي، ورواه أبو داود في سننه، وسكت عليه بلفظ آخر.اهـ.
أقول: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع الذي هو برواية ابن حمدان، وقد في مسنده الكبير برواية ابن المقري فهي التي اعتمدها البوصيري في كتابه. والله أعلم.
والحديث الذي قال البوصيري: رواه أبو داود وسكت عنه ... هو الحديث الثالث.
الحديث الخامس:
عن ابن عباس أنه كان يقول: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتيه قبل الفجر بفاتحة القرآن، والآيتين من خاتمة البقرة في الركعة الأولى، وفي الركعة الأخرة بفاتحة القرآن، وبالآية من آل عمران (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) [آل عمران64] حتى يختم الآية ".
¥(39/357)
رواه أحمد 1/ 265 حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني العباس بن عبدالله بن معبد بن عباس، عن بعض أهله، عن عبد الله بن عباس به.
ورواه الطبراني في الكبير (10816)، وأبو يعلى ـ كما في المطالب العالية لابن حجر ـ (629) من طريق يحيى بن واضح، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن معبد، عن عبد الله بن عباس به.
أقول: هذا الحديث تفرد به ابن إسحاق لم أجده إلا من طريقه، وقد اختلف فيه عليه فصرح بالتحديث في رواية إبراهيم بن سعد، وشيخه العباس بن عبد الله عن بعض أهله عن ابن عباس.
وفي رواية يحيى بن واضح عنعن، وأسقط العباس بن عبدالله، وجعله عن أبيه عن ابن عباس!
وهو مخالف لما ثبت عن ابن عباس في صحيح مسلم، وغيره عن ابن عباس، كما في الحديث الأول.
ولم أجد ما يبين سماع ابن إسحاق من عبد الله بن معبد ..
فهنا: احتمال انقطاع، واختلاف، ومخالفة، وتفرد، وجهالة .. فجميعها مما يرجح رده، وعدم قبوله، والعلم عند الله تعالى.
تنبيه: لم أجد هذا الحديث الذي عزاه ابن حجر لأبي يعلى في مسنده المطبوع برواية ابن حمدان، ولعلها في مسند الكبير برواية ابن المقري؛ فهي التي اعتمدها الحافظ في كتابه المطالب العالية.
الخاتمة:
لم يصح بعد البحث، والتتبع في القراءة براتبة الفجر إلا حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) الآية التي في البقرة [136]، وفي الآخرة منهما (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) [آل عمران 52] ".
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد ".وقد خرجهما مسلم في صحيحه،
ورواية عائشة لهذا الحديث قوية أيضا.
وأخيرا: يا أيها القارئ فيه أمعن النظر , وأوسع لكتابه العذر إن اللبيب من عذر، ويأبى الله العصمة لغير كتابه , والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه , والله المسئول أن يوفقنا لصواب القول والعمل , وأن يرزقنا اجتناب أسباب الزيغ والزلل , إنه قريب مجيب لمن سأل , لا يخيب من إياه رجا وعليه توكل، صلى الله على خليلنا محمد، وآله وصحبه وسلم.(39/358)
تخريج أحاديث القراءة في سنة الفجر
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 02 - 04, 02:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:
فهذا تخريج لأحاديث القراءة في سنة الفجر، دعاني لكتابته ما رأيت من اختلاف في رواية حديث ابن عباس في قراءة آية آل عمران ... التي خرجها مسلم رقم (727)، وغيره .. ورأيت أنه من الأحسن والأنفع تتبع كل أحاديث الباب وتخريجها، وتمييز الصحيح من الضعيف، للعمل بالصحيح وترك الضعيف،
والمسلم بحاجة لهذا ليعمل به فسنة الفجر لها فضل لا يخفى، وهي سنة مرغب فيها حضرا و سفرا .....
والأحاديث المرفوعة التي – وقفت عليها – خمسة أحاديث:
الحديث الأول: (سبق طرحه في الملتقى، وإعادته هنا ليترابط الموضوع)
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) الآية التي في البقرة [136]، وفي الآخرة منهما (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) [آل عمران 52].
(قال ابن معين كما في تاريخ الدوري3/ 521 رقم (2549): إسناده جيد) اهـ.
هذا الحديث لم يروه عن ابن عباس ـ حسب اطلاعي ـ إلا سعيد بن يسار ولا عن سعيد إلا عثمان بن حكيم الأنصاري ثم رواه عن عثمان جماعة وهم:
1 - مروان بن معاوية الفزاري وهذا نص حديثه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) الآية التي في البقرة [136]، وفي الآخرة منهما (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) [آل عمران 52].
أخرجه مسلم في صحيحه رقم (727) والنسائي في الصغرى 2/ 155 والكبرى (1016) و (11158) تنبيه: (لفظ النسائي في (11158): وفي الأخرى (آمنا واشهد بأننا مسلمون) آية المائدة رقم 111، وهذا مخالف للموضع الأول (1016) ولفظه:وفي الأخرى (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) آية آل عمران رقم52، مع العلم أنه أخرجه بنفس الإسناد في الموضعين!)
والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 298 وأبو نعيم في المستخرج على صحيح مسلم 2/ 322 والبيهقي في السنن الكبرى 3/ 42:
كلهم من عدة طرق عن مروان عن عثمان به.
2 - عيسى بن يونس:
أخرجه مسلم في صحيحه (727) قال حدثني علي بن خشرم أخبرنا عيسى بن يونس عن عثمان بن حكيم في هذا الإسناد بمثل حديث مروان الفزاري.
3 - زهير بن معاوية:
أخرجه أبو داود (1259) قال حدثنا أحمد بن يونس. ومن طريق أبي داود ابن عبد البر في التمهيد 24/ 43، وعبد بن حميد (706) قال حدثنا أبو نعيم.
وأبو عوانة في مسنده (2162) من طريق أحمد، وأبي نعيم عن زهير عن عثمان بمثله.
4 - عبد الله بن نمير الهمداني:
أخرجه أحمد 1/ 230، ومن طريقه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم 2/ 322 عن عثمان بمثله.
5 - يعلى بن عبيد الطنافسي:
أخرجه أحمد 1/ 231، ومن طريقه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم 2/ 322 عن عثمان بمثله.
6 - أبو خالد الأحمر (سليمان بن حيان):
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف 2/ 50 ومن طريقه مسلم (727)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم 2/ 322 والبيهقي في الكبرى 3/ 42.
وابن خزيمة في صحيحه (1115) قال حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني.
والحاكم في المستدرك 1/ 307 من طريق عثمان بن أبي شيبة. وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه! (وهو في مسلم).
ثلاثتهم (أبو بكر وهارون وعثمان) عن أبي خالد الأحمر عن عثمان به.
وهذا نص رواية أبي خالد الأحمر:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) [البقرة 136]، والتي في آل عمران (تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) [آل عمران 64] هذا لفظ مسلم.
ولفظ ابن خزيمة: ... وفي الأخرى (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) إلى قوله (اشهدوا بأنا مسلمون) [آل عمران 64].
ولفظ الحاكم: وفي الركعة الثانية (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) إلى قوله (واشهد بأنا مسلمون (.
فبجمع الطرق والنظر في تراجمهم تبين ما يلي:
¥(39/359)
1 - أن الرواة عن عثمان بن حكيم كلهم ثقات، وبعضهم أوثق من بعض.
2 - أن الرواة عن عثمان بن حكيم اتفقوا على ما يقرا في الركعة الأولى.
3 - أن الرواة عن عثمان بن حكيم غير أبي خالد الأحمر اتفقوا في روايتهم أنه يقرأ في الركعة الثانية:
قوله تعالى: (آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)، واقتصروا على ذكر هذا الجزء من آخر الآية.
ونص الآية كاملة {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (52) سورة آل عمران.
4 - أن أبا خالد الأحمر خالفهم فقال: في روايته أنه يقرأ قوله تعالى:
(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (64) سورة آل عمران.
فبهذا يظهر أن رواية أبي خالد شاذة مخالفة لما رواه الثقات عن عثمان بن حكيم، وكأنه ـ والله أعلم ـ اشتبه عليه ختام الآية 52 من آل عمران وهي قوله تعالى: (آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)، وهي التي ذكرها كل أصحاب عثمان بن حكيم بختام الآية 64 من آل عمران وهي قوله تعالى: (فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)!
ومما يُغلِّب الظن في هذا المأخذ رواية عثمان بن أبي شيبة عنه عند الحاكم 1/ 307 أنه يقرأ في الثانية:
(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) إلى قوله (واشهد بأنا مسلمون) فقد ذكر بداية الآية رقم 64 (قل يا أهل الكتاب .. )، وختامها ختام الآية رقم 52 آل عمران التي ذكرها بقية الرواة عن عثمان (واشهد بأنا مسلمون).
الحديث الثاني:
(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين قبل الفجر (قل يا أيهاالكافرون) و (قل هو الله أحد)).
هذا الحديث رواه ثمانية من الصحابة رضي الله عنهم، وهم:
(1) عبد الله بن عمر رضي الله عنه:
رواه أبو داود الطيالسي (2005) ومن طريقه البيهقي 3/ 43 وابن حجر في نتائج الأفكار1/ 497.
وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 50، ومن طريقه مسلم في التمييز 207،
والطبراني في الكبير (13528) من طريق موسى بن داود.
ومسدد كما إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (2300)، ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط 5/ 226، وابن عبد البر في التمهيد 24/ 41.
والخلال في فضائل سورة الإخلاص (20) وابن حجر في نتائج الأفكار1/ 498. من طريق عثمان بن أبي شيبة.
كلهم (أبو داود، وأبو بكر، وموسى، ومسدد، وعثمان) قالوا:
حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر قال (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
وليس عند الطبراني، والخلال، وابن حجر: ذكر ركعتي المغرب.
قال ابن حجر هذا حديث حسن .. ورجاله رجال الصحيح، ولكن له علة، وهي عنعنة أبي إسحاق، وقد أخرجه النسائي من رواية عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق فأدخل بينه وبين مجاهد رجلاً، وهو إبراهيم بن مهاجر، وهو مختلف فيه، وليس من رجال الصحيح. والله أعلم. اهـ
ورواه عبد الرزاق (4790)، ومن طريقه أحمد 2/ 35 والطبراني في الكبير (13527).
ورواه أحمد 2/ 94، والترمذي (417) ـ ومن طريقه والبغوي في شرح السنة (883) ـ، وابن ماجه (1149)، وابن حبان (2459) من طريق أبي أحمد الزبيري.
كلاهما (عبد الرزاق، وأبو أحمد) قالا: حدثنا سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من خمس وعشرين مرة، أو قال من عشرين مرة ـ قال عبد الرزاق: وأنا أشك ـ يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد) لفظ عبد الرزاق.
ولفظ أبي أحمد (رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهراً فكان يقرأ بالركعتين قبل الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
¥(39/360)
قال الترمذي: حديث حسن، ولا نعرفه من حديث الثوري، عن أبي إسحاق إلا من حديث أبي أحمد، والمعروف عند الناس حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، وقد روي عن أبي أحمد عن إسرائيل هذا الحديث أيضا، وأبو أحمد الزبيري ثقة حافظ. أهـ
أقولُ: تقدم أنه تابعه عبدالرزاق.
قال ابن حبان: سمع أبو أحمد الزبيري هذا الخبر عن الثوري، وإسرائيل،وشريك عن أبي إسحاق فمرة كان يحدث به عن هذا، وأخرى عن ذاك، وتارة عن ذا.
ورواه أحمد 2/ 24 و58 حدثنا وكيع. و2/ 95 حدثنا حجين بن المثنى. و2/ 99 حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير.
والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 298 حدثنا محمد بن خزيمة حدثنا عبد الله بن رجاء ح وحدثنا فهد حدثنا أبو نعيم.
خمستهم (وكيع، وحجين، ومحمد، وعبد الله، وأبو نعيم) قالوا:
حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: (رمقت النبي صلى الله عليه وسلم أربعاً وعشرين، أو خمساً وعشرين مرة يقرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
ولفظ وكيع: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب بضعاً وعشرين مرة، أو بضع عشر مرة …).
ورواه النسائي في المجتبى 2/ 170، وفي الكبرى (1064) والطبراني في الكبير (13564) من طريق الفضل بن سهل الأعرج.
والبيهقي 3/ 43 من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني.
كلاهما (الفضل ومحمد) قالا: حدثنا الأحوص بن جواب، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: (رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب، وفي الركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
ولفظ الطبراني (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون …).
قال الدارقطني ـ كما في أطراف الغرائب والأفراد (3/ 424:3137) ـ: تفرد به إدريس بن الحكم، عن أبي الجواب، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم، عن مجاهد. اهـ.
أقول: لم أجد من أخرج رواية إدريس المشار إليها، وهو لم يتفرد به كما ترى.
والأحوص بن جواب هو: الضبي أبو الجواب الكوفي:
قال ابن أبي خيثمة، عن ابن معين: ثقة. وسأله مرة أخرى فقال: ليس بذاك القوي. وقال عباس عن يحيى: ثقة. وقال يعقوب بن شيبة عن يحي: ثقة. وقال أبو حاتم: صدوق. وذكره ابن شاهين في الثقات، وقال ابن حبان: كان متقناً ربما وهم. و أخرج له مسلم توفي سنة 211هـ.
انظر: الجرح والتعديل 2/ 328 والثقات لابن شاهين 73 والثقات لابن حبان 6/ 89 تهذيب الكمال 2/ 288 ميزان الاعتدال 1/ 167 الكاشف 1/ 229 تهذيب التهذيب 1/ 167 تقريب التهذيب 96.
وعمار بن رزيق هو: الضبي التميمي أبو الأحوص الكوفي:
قال علي بن المديني، وابن معين، وأبو زرعة: ثقة. وقال أبو حاتم: لابأس به. وقال النسائي والبزار: ليس به بأس. وقال أحمد: كان من الأثبات، وقال لوين: قال لي أبو أحمد الزبيري: لو اختلفتَ إليه لكفاك. وذكره ابن شاهين وابن حبان في الثقات. وقد أخرج له مسلم، ومات سنة 159.
انظر: الجرح والتعديل 6/ 392، والثقات لابن حبان 7/ 286 و الثقات لابن شاهين 228 وتهذيب الكمال 21/ 189 والكاشف 2/ 50 والميزان 3/ 164، تهذيب التهذيب 7/ 350 وتقريب التهذيب 407.
ورواه مسلم في التمييز 208 معلقاً عن إبراهيم النخعي عن مجاهد عن ابن عمر به.
قال ابن أبي حاتم في العلل 1/ 105:
سالت أبي عن حديث رواه أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم" أنه كان يقرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب بـ (قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد)؟
قال أبي: ليس هذا الحديث بصحيح، وهو عن أبي إسحاق مضطرب، وإنما روى هذا الحديث نفيع الأعمى، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
أقول: رواية نفيع ستأتي إن شاء الله.
وقال مسلم في التمييز ص 208:
وهذا الخبر وهم عن ابن عمر، والدليل على ذلك الروايات الثابتة عن ابن عمر أنه ذكر ما حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم من تطوع صلاته باليل والنهار، فذكر عشر ركعات، ثم قال وركعتي الفجر أخبرتني بها حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين إذا طلع الفجر، وكانت ساعة لا أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها، فكيف سمع منه أكثر من عشرين مرة قراءته فيها؟
وهو يخبر أنه حفظ الركعتين من حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
... (ثم ذكر ما ثبت من إخبار حفصة له) ثم قال: إن رواية أبي إسحاق وغيره عن ابن عمر أنه حفظ قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وهم غير محفوظ. اهـ.
وقال محمد بن نصر كما في مختصر قيام الليل ص 84:
وهذا غير محفوظ عندي لأن المعروف عن ابن عمر رضي الله عنه أنه روى عن حفصة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الركعتين قبل الفجر، وقال تلك ساعة لم أكن أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها.اهـ
أقول: وفي عدم إخراج البخاري لهذا الحديث مع أنه على شرطه، وقد عقد في صحيحه باباً بعنوان (ما يقرأ في ركعتي الفجر)، ولم يذكر فيه سوى حديثي عائشة رقم (1170) وفيه ( .. ركعتين خفيفتين .. ) و (1171) وفيه ( .. يخفف الركعتين اللتين قبل الصبح حتى إني لأقول هل قرأ بأم الكتاب) ولم يذكر شيئاً في تعيين القراءة أشارة إلى أن هذا الحديث لم يصح عنده، وأنه معلول؛ فلذلك لم يخرجه، مع أنه أصل في هذا الباب. والله أعلم.
سيأتي إن شاء الله بقية الكلام على رواية ابن عمر ... وبقية الأحاديث.
¥(39/361)
ـ[الفقير إلى عفو ربه]ــــــــ[27 - 02 - 04, 03:46 ص]ـ
شيخنا الفاضل:
أعتذر لهذه المداخلة بادىء الأمر:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن السديس
(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين قبل الفجر (قل يا أيهاالكافرون) و (قل هو الله أحد)).
هذا الحديث رواه ثمانية من الصحابة رضي الله عنهم، وهم:
(1) عبد الله بن عمر رضي الله عنه:
رواه أبو داود الطيالسي (2005) ومن طريقه البيهقي 3/ 43 وابن حجر في نتائج الأفكار1/ 497.
وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 50، ومن طريقه مسلم في التمييز 207،
والطبراني في الكبير (13528) من طريق موسى بن داود.
ومسدد كما إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (2300)، ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط 5/ 226، وابن عبد البر في التمهيد 24/ 41.
والخلال في فضائل سورة الإخلاص (20) وابن حجر في نتائج الأفكار1/ 498. من طريق عثمان بن أبي شيبة.
كلهم (أبو داود، وأبو بكر، وموسى، ومسدد، وعثمان) قالوا:
حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر قال (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرين مرة يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
وليس عند الطبراني، والخلال، وابن حجر: ذكر ركعتي المغرب.
قال ابن حجر هذا حديث حسن .. ورجاله رجال الصحيح، ولكن له علة، وهي عنعنة أبي إسحاق، وقد أخرجه النسائي من رواية عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق فأدخل بينه وبين مجاهد رجلاً، وهو إبراهيم بن مهاجر، وهو مختلف فيه، وليس من رجال الصحيح. والله أعلم. اهـ
في كلام الحافظ - رحمه الله - نظر ظاهر؛وذلك أنه حسنه،ثم تكلم فيه بالتعليل بعلتين مبناها واحد هذا من جهة،ومن جهة أخرى أن التعليل بعنعنة أبي إسحاق على إطلاقها خطأ ظاهر؛وذلك لكونه مقلا من التدليس - رحمه الله -؛ولكن حين تكون هناك قرينة على تدليس المقلين فإننا نأخذ بها،وهي موجودة هنا بالإدخال بين أبي إسحاق وبين مجاهد كما ذكره؛ولكن هل يستقيم التعليل بأنه هذا المدخَل مختلف فيه!؟
فالصحيح: أنه لو ترجحت ثقته لحكم له بها،ولو ترجح ضد ذلك أَخذ حكم المترجح،وأما الكلام على أنه مختلف فيه فلايفيد على الصحيح إنزال الحديث عن رتبة الصحة إلى الحسن لهذه العلة المتوهمة فقط،بل الواجب في حالة الاختلاف التوفيق،أو الترجيح،أو التوقف إذا لم يعلم.
ولعل الداعي للحافظ إلى هذا مارآه من تحسين الترمذي لهذا الحديث،والذي يعني به: وجود علة فيه،وماعلته في الحقيقة إلا الشذوذ للمخالفة التي بيّنها الإمام مسلم - رحمه الله - في التمييز له،وقد نقلها الشيخ: عبدالرحمن - حفظه الله -.
فليتأمل ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[28 - 02 - 04, 07:36 ص]ـ
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان 1/ 214
قال:حدثنا أبي في جماعة، قالوا: حدثنا محمد بن يحيى بن منده، حدثنا إبراهيم بن عامر، حدثنا أبي، عن يعقوب، عن أبي سيف، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر قال (رقبت رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة ليلة يصلي في الركعتين بعد المغرب، وفي الركعتين قبل الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).اهـ.
أقول: هذا الحديث بهذا الإسناد تفرد به عامر بن إبراهيم، ولا يعرف إلا من طريقه، وقد اضطرب فيه؛ فمرة يرويه عن يعقوب، عن أبي سيف، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر،
ومرة عن أبي هانئ، عن شريك، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر،
ومرة عن محمد بن عبدالرحمن المجاشعي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة.
ولم يتابع على جميع هذه الروايات، وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله.
وعامر بن إبراهيم: هو ابن واقد الأصبهاني المؤذن: قال أبو داود الطيالسي اكتبوا عن عامر بن إبراهيم فإنه ثقة،وقال عمرو بن علي حدثنا عامر بن إبراهيم وكان ثقة من خيار الناس.
توفي سنة إحدى أو اثنتين ومائتين.
انظر: الجرح والتعديل 6/ 319، وطبقات المحدثين بأصبهان 2/ 83، وتاريخ أصبهان 1/ 462،وتهذيب الكمال 14/ 11، و تهذيب التهذيب 5/ 54، وتقريب التهذيب 287.
ورواه الطبراني في الكبير (13493) حدثنا أحمد بن حماد بن زغبة، ويحيى بن أيوب العلاف المصري، حدثنا سعيد بن أبي مريم. وفي الأوسط (188) حدثنا أحمد بن حماد بن زغبة، حدثنا سعيد بن أبي مريم.
¥(39/362)
وابن عدي في الكامل 9/ 57حدثنا أحمد بن الحارث بن مسكين حدثنا أبي أخبرنا ابن وهب.
كلاهما، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر_ في الكامل عبد الله بن عمرو وهو خطأ _ (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل هو الله أحد تعدل ثلث القرءان وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرءان وكان يقرأ بهما في ركعتي الفجر وقال: هاتان الركعتان فيهما رغب الدهر). لفظ الطبراني في الأوسط.
وقال: لم يرو أول هذا الحديث في قل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون عن ليث، إلا عبيد الله بن زحر؛ تفرد به يحيى بن أيوب.
ولفظ ابن عدي (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر بقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرءان وإن هاتين الركعتين فيها الرغائب والخير كله).اهـ
قال ابن رسلان (في شرح سنن أبي داود 2/ 490 القسم الذي حققه سهيل حسن عبد الغفار): رواه الطبراني وأبو يعلى بإسناد حسن.!
وعبيد الله بن زحر هو: الضمري مولاهم الإفريقي الكناني:
قال العجلي: يكتب حديثه وليس بالقوي، وقال علي بن المديني: منكر الحديث، وقال حرب بن إسماعيل: قلت لأحمد بن حنبل: عبيد الله بن زحر؟ فضعفه، وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: عبيد الله زحر ثقة، وقال الدارمي، عن ابن معين: كل حديثه عندي ضعيف، وفي رواية عباس، وابن أبي خيثمة، عن ابن معين: ليس بشيءٍ، وقال أبو مسهر: عبيد الله بن زحر صاحب كل معضلة إن ذلك بين على حديثه، ونقل الترمذي في العلل عن البخاري أنه: وثقه، وقال البخاري في التاريخ:مقارب الحديث لكن الشأن في علي بن يزيد، وقال يعقوب بن سفيان ضعيف، وقال أبو حاتم: لين الحديث، وقال أبو زرعة: لا بأس به صدوق، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً يروي الموضوعات عن الإثبات، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات، وقال ابن عدي: ويقع في أحاديثه ما لا يتابع عليه، وقال الدارقطني: ضعيف، وقال الحاكم: لين الحديث، وقال الخطيب: كان رجلاً صالحاً في حديثه لين.
وقد أخرج له البخاري في الأدب المفرد وأصحاب السنن.
انظر: معرفة الثقات للعجلي 2/ 110، والتاريخ الكبير 5/ 382، والجرح والتعديل 5/ 315، والمجروحين لابن حبان 2/ 62 والضعفاء للعقيلي 3/ 120، والكامل لابن عدي5/ 522، والضعفاء والمجروحين لابن الجوزي 162،وتهذيب الكمال 19/ 36 وميزان الاعتدال 3/ 6 وتهذيب التهذيب 7/ 12وتقريب التهذيب 371 والكشف الحثيث 178.
وليث هو: ابن أبي سليم بن زنيم القرشي مولاهم أبو بكر ويقال أبو بكير الكوفي:
ويكاد يكون شبه اتفاق بين الحفاظ على تضعيفه، وقد ضعف لثلاثة أسباب: سوء حفظه، وجمعه بين الشيوخ،وعدم الفصل بين حديثهم، واختلاطه.
و حديثه ليس على درجة واحدة بل هو أقسام:
الأول: ما جمع فيه بين شيوخه كعطاء، وطاووس، ومجاهد، وكان الراوي عنه ممن سمع منه بعد الاختلاط فهذا أضعف حديثه، ولا يكتب لا في الشواهد ولا في المتابعات.
الثاني: إذا لم يجمع بين شيوخه، وكان الراوي عنه ممن سمع منه قديماً فهذا النوع ضعيف، ولكن يكتب في الشواهد والمتابعات، فإن جاء ما يشهد له قبل و إلا فلا يحتج به.
الثالث: إذا لم يجمع بين شيوخه، وكان الراوي عنه ممن سمع منه بعد الاختلاط، فهذا أضعف من الذي قبله، ولكن يكتب أيضاً في الشواهد والمتابعات.
الرابع: إذا جمع بين شيوخه، وكان الراوي عنه ممن سمع منه قديماً فهذا كالذي قبله.
وهذا التقسيم تقريبي مبني على كلام الحفاظ فقط (ولم أتتبع حديثه). والله أعلم.
انظر: معرفة الثقات للعجلي 2/ 231 الجرح والتعديل 7/ 177 والطبقات الكبرى 6/ 349 والضعفاء والمتروكين للنسائي90 والمجروحين 2/ 231 والضعفاء للعقيلي 4/ 14 والكامل لابن عدي 7/ 233 وتهذيب الكمال 24/ 279 وميزان الاعتدال 3/ 420 تهذيب التهذيب 8/ 417 وتقريب التهذيب 464.
وليث: روى هذا الحديث هنا عن مجاهد، عن ابن عمر.
وستأتي روايته: عن نافع، عن ابن عمر.
ثم روايته: عن عطاء، عن ابن عمر. إن شاء الله.
¥(39/363)
ورواه الطبراني في الكبير (13123) حدثنا أحمد بن محمد بن نافع المصري، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، قالوا: حدثنا أبو مصعب، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
ورواه الطبراني في الأوسط (7792) حدثنا محمود بن محمد الواسطي.
وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى 2/ 428 أخبرنا أبو العباس الثقفي.
(كلاهما: محمود، وأبو العباس) قالا:
حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، حدثنا عبد العزيز بن عمران، عن ابن أخي ابن شهاب، عن عمه ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه (قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من أربعين صباحاً في غزوة تبوك يقرأ في الركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد).
قال الطبراني في الأوسط:لم يرو هذا الحديث عن الزهري، إلا ابن أخيه، ولاعن ابن أخي الزهري، إلا عبد العزيز بن عمران، تفرد به أبو مصعب.
وقال ابن أبي حاتم في العلل 1/ 166:
سألت أبي عن حديث رواه أبو مصعب، عن عبد العزيز بن عمران، عن ابن أخي الزهري، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه (عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في غزوة تبوك في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد)؟
قال أبي: هذا حديث باطل بهذا الإسناد.اهـ.
وذكر هذا الحديث السيوطي في الدر المنثور 6/ 693، والصالحي في سبل الهدى والرشاد 8/ 256، والعجلوني في كشف الخفاء 2/ 131 وعزوه إلى ابن مردويه.
وعبد العزيز بن عمران هو: ابن عبد العزيز الزهري الأعرج المعروف بابن أبي ثابت:
قال الدارمي عن ابن معين: ليس بثقة إنما كان صاحب شعر، وقال الحسين بن حبان عن يحيى: قد رأيته ببغداد كان يشتم الناس، ويطعن في أحسابهم ليس حديثه بشيء، وقال الذهلي: عليّ بدنة إن حدثت عنه حديثاً، وضفعه جداً، وقال أحمد: ما كتبت عنه شيئاً، وقال البخاري: لا يكتب حديثه منكر الحديث، وقال عمر بن شبة: كان كثير الغلط في حديثه لأنه احترقت كتبه فكان يحدث من حفظه، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث منكر الحديث جداً قيل: يكتب حديثه؟ قال: على الاعتبار، وقال ابن أبي حاتم: امتنع أبو زرعة من قراءة حديثه، وترك الرواية عنه، وقال الترمذي: ضعيف، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال مرة: لا يكتب حديثه، وقال ابن حبان: ممن يروي المناكير عن المشاهير. وقال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث، والدارقطني: ضعيف وهو من الطبقة الثامنة ومات سنة 197هـ.
انظر: التاريخ الكبير للبخاري 6/ 29 والضعفاء للنسائي 72 والجرح والتعديل 5/ 390 والضعفاء للعقيلي 3/ 13 والكامل لابن عدي 5/ 215 والأسامي والكنى لأبي أحمد الحاكم 2/ 428، وتاريخ بغداد 10/ 440 والضعفاء لابن الجوزي 1/ 111 وميزان الاعتدال 2/ 632 الكاشف 1/ 657 وتهذيب التهذيب 6/ 312 وتقريب التهذيب 385.
ورواه محمد بن نصر ـ مختصر قيام الليل ـ ص 84 قال: حدثنا محمود بن آدم،
والبيهقي في شعب الإيمان5/ 496 من طريق الحسن بن علي بن عفان
كلاهما (محمود والحسن) قالا:
حدثنا أسباط، عن ليث، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه قال: " رمقت النبي صلى الله عليه وسلم عشرين ليلة أو خمس وعشرين ليلة، أو شهراً فلم أسمعه يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر إلا بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
أسباط هو: بن محمد بن عبد الرحمن، وقيل ابن أبي عبد الرحمن القرشي الكوفي:
وثقه ابن معين ثقة. قال الدوري، عن يحيى: أسباط بن محمد ثقة.
وقال في موضع آخر: ليس به بأس، وكان يخطي عن سفيان. وقال المفضل بن غسان عن يحيى: أسباط بن محمد ثقة، والكوفيون يضعفونه. وقال الدارمي عن يحيى: ليس به بأس. وقال أبو داود: ثقة. وقال العجلي: لا بأس به. وقال أبو حاتم: صالح. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق. وقال ابن سعد: ثقة صدوق؛ إلا أن فيه بعض الضعف. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال العقيلي: ربما يهم في الشيء. وقال مسلمة بن قاسم: ثقة.
وقد أخر له الجماعة، وهو من الطبقة التاسعة، ومات سنة199 وقيل200هـ اهـ.
¥(39/364)
انظر: معرفة الثقات للعجلي 1/ 217 وتاريخ الدوري (1284) وسؤالات الآجري لأبي داود (141) والجرح والتعديل 2/ 332 والضعفاء للعقيلي 1/ 119 والثقات لابن حبان 6/ 85 وتهذيب الكمال 2/ 354 وتهذيب التهذيب 1/ 185 وتقريب التهذيب 98.
وليث: هو ابن أبي سليم ضعيف، تقدم الكلام عليه وعلى روايته لهذا الحديث.
يتبع بإذن الله.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 02 - 04, 04:38 ص]ـ
ورواه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان 2/ 20 في ترجمة أبي هانئ إسماعيل بن خليفة، قال حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا إبراهيم بن عامر، حدثنا أبي، عن أبي هانئ، عن شريك، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر (رمقت النبي يقرأ في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد).
قال أبو الشيخ: ومما تفرد به ـثم ذكر أحاديث ـ هذا منها.
ورواه أيضاً 2/ 275 في ترجمة إبراهيم بن عامر، قال: ومن غرائب حديثه ـ ثم ساق بنفس الإسناد السابق لكن فيه زيادة ـ ولفظه (رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهراً يقرا في الركعتين بعد المغرب قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وفي الركعتين قبل الغداة قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد).
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان 1/ 250 في ترجمة أبي هانئ إسماعيل بن خليفة، قال حدثنا الحسين بن إسحاق بن إبراهيم، حدثنا الوليد بن أبان، حدثنا محمد بن عامر، حدثنا أبي، عن أبي هانئ عن شريك النخعي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل صلاة الغداة قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد).
قال الدار قطني كما في أطراف الغرائب والأطراف (3/ 466: 3294).:
غريب من حديثه ـ يعني عبيد الله ـ عن نافع عنه، تفرد به شريك، ولم يروه عنه غير أبي هانئ إسماعيل بن خليفة تفرد به عامر بن إبراهيم عنه، وروى عن عبد المنعم، عن نعيم، عن عبيد الله اهـ.
وهذه الرواية التي أشار اليها الدارقطني لم أقف عليها.
و قد تقدم الكلام على هذا الحديث.
ورواه أبو يعلى (5720)، حدثنا محمد بن المنهال أخو الحجاج.
وابن الضريس في فضائل القرءان (303) أخبرنا مسدد.
كلاهما قالا: حدثنا عبد الواحد ـ يعني ابن زياد ـ حدثنا ليث، قال حدثني أبو محمد قال: " رمقت ابن عمر شهراً فسمعته في الركعتين قبل الصبح يقرأ قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد، قال: فذكرت له ذلك؟ فقال: رأيت رسوا الله صلى الله عليه وسلم شهرا، أو خمسة وعشرين يوماً يقرأ في الركعتين قبل صلاة الصبح قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد، وقال إن أحدهما تهدل بثلث القرءان، والأخرى بربع القرءان: قل هو الله أحد تعدل بثلث القرءان، وقل يا أيها الكافرون تعدل بربع القرءان).
اللفظ لأبي يعلى. ولفظ ابن الضريس ليس فيه ذكر مدة القراءة
تنبيه: (تصحفت رمقت في كتاب ابن الضريس إلى رصفت)
قال المنذري في الترغيب والترهيب 1/ 450: رواه أبو يعلى بإسناد حسن، وقال الهيثمي في المجمع 2/ 218 ورجال أبي يعلى ثقات. اهـ
أقول: وليث هو: ابن أبي سليم ضعيف كما تقدم.
وأبو محمد هو: عطاء بن أبي رباح، وفي سماعه من ابن عمر خلاف:
من قال لم يسمع:
قال الدوري التاريخ (3337) و (3438): سمعت يحيى يقول: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: لم يسمع عطاء من ابن عمر، إنما رآه رؤية.
وقال ابن أبي حاتم في المراسيل أخبرنا حرب بن إسماعيل قال: قال أبو عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ: عطاء ـ يعني ابن أبي رباح ـ: قد رأى ابن عمر، ولم يسمع منه.
وقال ابن محرز في معرفة الرجال (1/ 126: 626): سمعت يحيى يقول: قالوا: إن عطاء بن أبي رباح لم يسمع من ابن عمر شيئاً، ولكنه قد رآه، ولا يصحح له سماع.
من قال سمع:
قال البخاري في التاريخ الكبير 6/ 464، ومسلم في الكنى والأسماء رقم 2889ص719:
سمع من ابن عمر.
وقال ابن عساكر في تأريخ دمشق 40/ 376 _ معلقا على كلام القطان _: لا معنى لهذا الإنكار فقد سمع عطاء من أقدم من ابن عمر، وكان يفتي في زمان ابن عمر.
من اختلف في النقل عنه:
قال علي ابن المديني في العلل ص 66: لقي عبد الله بن عمر .... ورأى عبد الله بن عَمرو.… وسمع من ابن عُمر.
لكن في مراسيل ابن أبي حاتم رقم (565) عن ابن المديني: رأى عبد الله بن عَمرو ولم يسمع منه.
قال محقق المراسيل: في المطبوعة (عبد الله بن عمر)، وما أثبتناه من الأصل يوافق العلل، وليس فيه (ولم يسمع منه)، وفيه أنه لقي ابن عمر. وهو كما ذكر في مطبوع الباز (عبد الله بن عمر) ص 129.
ونقل ابن عساكر في تاريخ دمشق 40/ 377:
عن علي بن المديني: لقي عبدالله بن عُمر ... ورأى عبدالله بن عَمرو ... وسمع .. ابن عُمر.
أقول: كما في المطبوع من العلل تماما، وهو جيد إن لم يكن المحقق صحح النسخة على المطبوع من العلل.
لكن نقل العلائي في جامع التحصيل ص 237، وابن حجر في تهذيب التهذيب 7/ 179، وأبو زرعة العراقي في تحفة التحصيل ص 228: عن علي بن المديني: أنه رأى ابن عُمر، ولم يسمع منه.
فالله تعالى أعلم بالصواب.
وليس في الصحيحين من رواية عطاء عن ابن عمر شيئاً
= يتبع بإذن الله الكلام على سماع عطاء ... وبقية التخريج ...
¥(39/365)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[01 - 03 - 04, 04:50 ص]ـ
وله في السنن الأربع ستة أحاديث:
الأول: عند النسائي 4/ 205و206، وجاء في بعض الروايات عمن سمع ابن عمر، و عمن سمع ابن عمرو ...
الثاني: عند أبي داود (1133) وفي (1130) بالعنعة، والترمذي (523م)، وفيه (رأيت ابن عمر .. ) والذين قالوا لم يسمع قالوا إنه رآه.
الثالث: عند أبي داود (4900)، والترمذي (1019)، وإسناده ضعيف، ورواه بالعنعنه.
الرابع: عند ابن ماجه (2956) بالعنعنه.
والخامس: عند ابن ماجه (4019) بالعنعنه، وسنده ضعيف.
والسادس: عند ابن ماجه (4259) بالعنعنه وسنده ضعيف. والله أعلم.
وعند أحمد: 8/ 33، 440، 451 و9/ 496و 10/ 475 طبعة الرسالة.
وقد وقع لمحققي المسند طبعة الرسالة في هذه المواضع شيء غريب! سأذكره إن شاء الله في غير هذا الموضع.
وله روايات عن ابن عمر في غير هذه الكتب، بعضها صريح في السماع .... تحتاج إلى تتبع ونظر في صحة أسانيدها، وسلامة ألفاظ الأداء .. ولم أنشط لذلك ..
ولننظر في التأريخ، والبلد:
فابن عمر رضي الله عنه مقيم بالمدينة، وتوفي رضي الله عنه بعد حج عام 73 هـ بأيام ...
وأما عطاء بن أبي رباح: فقد وولد في عام 26 فقد روي عنه أنه ولد لسنتين خلون من خلافة عثمان يعني في عام 26هـ، وقال ابن يونس وابن حبان وغيرهم سنة 27هـ اهـ
أقول: والفرق اليسير غير مهم هنا بمعنى أنه أدرك من حياة ابن عمر رضي الله عنه أكثر من 45 عام، وعطاء مكي مقيم في الحرم ... = يستبعد أنه لم يسمع من ابن عمر شيئا مع كثرة تردد ابن عمر على مكة للحج والعمرة .. أما اللقاء فلا إشكال، وأما السماع .. فلعله ـ إن صح ـ قليل جدا .. والله أعلم.
انظر: الكاشف 2/ 21، وتهذيب التهذيب 7/ 182.
وانظر: تحفة الأشراف 6/ 11 وإتحاف المهرة لابن حجر 8/ 588.
ورواه الطبراني في الكبير (13587) قال حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني، وابن مردويه في جزء أحاديث أبي عبد الله بن حيان (48ح15) قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث، وعبد الله بن محمد بن زكريا ـ ثلاثتهم ـ
(إبراهيم بن نائلة، وإبراهيم بن محمد، وعبد الله) قالوا: حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، عن إسرائيل، عن ثوير بن أبي فاختة، عن عطاء، عن ابن عمر قال (شهدت النبي صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين مرة فكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد) لفظ ابن مردويه وعند الطبراني ( .. والركعتين قبل المغرب .. ).
قال الدارقطني في أطراف الغرائب والأفراد (3/ 408:3080): غريب من حديث عطاء بن أبي رباح عنه، تفرد به ثوير بن أبي فاخته عنه، وتفرد به إسماعيل بن عمرو عنه، عن إسرائيل، عن ثوير.
تنبيه: في أطراف الغرائب: يزيد بن أبي فاختة! وهو خطأ،.
وفيه: عن إسماعيل بدل إسرائيل والصواب: ما أثبته.
وطبعة هذا الكتاب _الكتب العلمية _ مليئة جداً بالأخطاء. والله أعلم.
وفيه: إسماعيل بن عمرو البجلي: قال أبو حاتم، والدارقطني ضعيف، وقال ابن حبان: يغرب كثيراً، وقال أبو أحمد بن عدي: حدث بأحاديث لا يتابع عليها، وقال الخطيب البغدادي: صاحب غرائب ومناكير، وقال ابن عقدة: ضعيف ذاهب الحديث، وقال الأزدي: منكر الحديث، وقال أبو الشيخ الأصبهاني: غرائب حديثه تكثر.
انظر: الثقات لابن حبان 8/ 100، والكامل 1/ 523، وطبقات المحدثين بأصبهان 2/ 71، وميزان الاعتدال 1/ 239، وتهذيب والتهذيب 1/ 279.
وثوير بن أبي فاختة هو: أبو الجهم الكوفي:
متفق على ضعفه، بل بعضهم كذبه (5).
انظر: التاريخ الكبير 2/ 183، والجرح والتعديل 2/ 472، والضعفاء للنسائي 27، والمجروحين 1/ 205، والضعفاء للعقيلي 1/ 180، والكامل 2/ 315 , وتهذيب الكمال 4/ 429، وميزان الاعتدال 1/ 375، وتهذيب التهذيب 2/ 32، وتقريب التهذيب 135.
وعلقه ابن أبي حاتم في العلل 1/ 105،
ورواه ابن السماك في جزء حنبل " التاسع من الفوائد" (10) قال حدثنا حنبل، حدثنا عمر بن عثمان، حدثنا أبو تميلة، عن محمد بن إسحاق، عن يحيى بن يزيد، عن زيد بن أبي أنيسة.
وابن عبد البر في التمهيد 7/ 258 من طريق عمر بن عثمان بهذا الإسناد.
(تنبيه: تصحف في التمهيد إلى عمرو بن عثمان)
¥(39/366)
ورواه ابن عدي في الكامل 7/ 186، حدثنا محمد بن أحمد بن موسى السوليطي، حدثنا علي بن بكار المصيصي، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن يحيى بن أبي أنيسة.
والخلال في فضائل سورة الإخلاص (21) حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وأبو الحسن علي بن عمر الحافظ، وعبيد الله بن حبابة، قالوا: حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا طالوت بن عباد حدثنا شهاب بن شرنفة.
ثلاثتهم (زيد بن أبي أنيسة، ويحيى بن أبي أنيسة، وشهاب بن شرنفة) عن نفيع بن الحارث، عن ابن عمر قال: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين ليلة يقرأ في الركعتين قبل الصبح قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد. قال: وسمعته يقول: نعمت السورتان هما قل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن، وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن)
لفظ ابن السماك، ومثله عند ابن عبد البر: إلا أنه لم يذكر عشرين ليلة.
ولفظ ابن عدي قريب من هذا جداً وفيه (رمقت .. خمس وعشرين يوماً .. )
ولفظ الخلال مثل لفظ ابن عدي إلا أنه لم يذكر (نعمت السورتان .. الخ).
قال ابن السماك: أخبرنا حنبل حدثنا عمر بن عثمان: أبو أنيسة اسمه يزيد، وهذا يحيى بن يزيد أخو زيد بن أبي أنيسة، قال: وقال أبو تميلة: قال ابن إسحاق أنا أجمعهما جميعاً.
تنبيه: في رجال مسلم لابن منجويه 1/ 215، وتهذيب الكمال 31/ 223، وتهذيب التهذيب 3/ 343 وطبقات الحفاظ للسيوطي2/ 64 قالوا في ترجمة زيد بن أبي أنيسة: واسمه (أبو أنيسة) زيد. اهـ
وعليه؛ فهذا وهم! من عمر بن عثمان، ويكون يحيى هذا ـ والله أعلم ـ هو:
يحيى بن يزيد الجزري أبو شيبة الرهاوي، فهو الذي يروي عن زيد بن أبي أنيسة، ويروي عنه محمد بن إسحاق.
انظر: تهذيب الكمال 32/ 44.
وقال أبو عمر ابن عبد البر: ليس هذا الإسناد بقوي.
وزيد بن أبي أنيسة هو: أبو أسامة الجزري الرهاوي: ثقة.
انظر: معرفة الثقات 1/ 376 والجرح والتعديل 3/ 556 والطبقات الكبرى 7/ 481 وسؤالات أبي داود لأحمد 279 وتاريخ عثمان الدارمي (338) والثقات لابن حبان6/ 315 والضعفاء للعقيلي 2/ 74 وتهذيب الكمال 10/ 18 وتذكرة الحفاظ 1/ 139 وتهذيب التهذيب 3/ 343 و تقريب التهذيب 222.
ويحيى بن أبي أنيسة هو: أبو زيد الجزري: قال أخوه زيد: لا تكتبوا عن أخي فإنه يكذب، وهو متفق على ضعفه.
انظر: التاريخ الكبير 8/ 262 والضعفاء الصغير للبخاري 118 ومقدمة مسلم 20 والجرح والتعديل 9/ 129 و الضعفاء للنسائي 110 والمجروحين لابن حبان 3/ 110 والضعفاء للعقيلي 4/ 392 والكامل لابن عدي 9/ 3 وتهذيب الكمال 31/ 223 وميزان الاعتدال 4/ 364 وتهذيب التهذيب 11/ 161 وتقريب التهذيب 588.
وشهاب بن شرنفة هو: المجاشعي البصري: قال البخاري: كان من عباد أهل البصرة.
وقال مسلم بن إبراهيم: حدثنا وكان شيخاً صدوقاً. قال ابن معين: ليس إسناده بالقائم.
وقال عبد الله بن أحمد: سألت يحيى عن شهاب بن شرنفة؟ فقال: حدث عنه ابن المبارك وأصحابنا، وقال أبو الفتح الأزدي: ليس بثقة، وذكره ابن حبان في الثقات قال أبو حاتم: روى عنه … وعبد الرحمن بن مهدي.
انظر: التاريخ الكبير 4/ 236 والعلل ومعرفة الرجال 3/ 18 والجرح والتعديل 4/ 362 والثقات لابن حبان 6/ 443 وميزان الاعتدال 2/ 282.
وفيه نفيع بن الحارث هو: أبو داود الأعمى:
قال أحمد بن أبي يحيى، عن ابن معين: يضع ليس بشيء. وقال: سمعت أحمد يقول: قال: نفيع سمعت العبادة ولم يسمع منهم. وقال البخاري: يتكلمون فيه. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال في موضع آخر: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه. وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وضعيف الحديث. وقال الترمذي: يضعف في الحديث. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات الموضوعات توهماً لا يجوز الاحتجاج به. وقال العقيلي: كان ممن يغلو في الرفض. وقال الساجي: كان منكر الحديث يكذب. وقال الدارقطني: متروك. وقال الدولابي: متروك. وقال الحاكم: روى عن بريدة وأنس أحاديث موضوعة. وقال ابن عدي: هو من جملة الغالين بالكوفة. وقال ابن عبد البر أجمعوا على ضعفه، وكذبه بعضهم واجمعوا على ترك الرواية عنه.
وهو من الطبقة الخامسة.
انظر: التاريخ الكبير 8/ 114 الضعفاء للبخاري 115 والمجروحين 3/ 55 والضعفاء للعقيلي 4/ 306 والكامل 8/ 327 وتهذيب الكمال 30/ 9 ميزان الاعتدال 4/ 272 تهذيب التهذيب 10/ 419 والكاشف 2/ 325 وتقريب التهذيب 565.
ورواه ابن أبي عمر كما في إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (2301).
تنبيه: هذا الموضع من إتحاف الخيرة المهرة لم يعثر محققوه على الجزء المسند منه بل اثبتوا ما في المختصر بدون إسناد وقال البوصيري ورجاله ثقات.
وقال ابن عبد البر في التمهيد 24/ 40: وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد. من حديث عائشة، وحديث ابن عمر، وحديث أبي هريرة، وحديث ابن مسعود، وكلها صحاح ثابتة.!
أقول: تقدم كلام الإمامان: مسلم، ومحمد بن نصر بتضعيفه عن ابن عمر مطلقا ...
وتقدمت نقول خاصة ببعض الطرق ...
والخلاصة: أنه لا يصح عن عن ابن عمر والعلم عند الله.
يتبع إن شاء الله الكلام على رواية أبي هريرة
¥(39/367)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[02 - 03 - 04, 03:09 ص]ـ
(2) أبو هريرة رضي الله عنه:
رواه البخاري في التاريخ الكبير 4/ 108، ومسلم في صحيحه (726)، وأبو داود (1256)، والنسائي في المجتبى 2/ 156، والكبرى (1017)، وابن ماجه (1148)، وأبو منصور الشيباني في جزء أحاديث يحيى بن معين رقم (27)، وأبو عوانة (2163)، وأبو نعيم في مستخرجه على صحيح مسلم 2/ 321، وابن عبد البر في التمهيد 24/ 42، والبيهقي 3/ 43 وابن حجر في نتائج الأفكار1/ 496،
كلهم من طريق: مروان الفزاري، حدثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد".
(3) جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 298، وابن حبان (2460)، وابن بشران في الأمالي (390)، والبيهقي في شعب الإيمان 5/ 463، والذهبي في سير أعلام النبلاء 11/ 74، وابن حجر في نتائج الأفكار 1/ 503،
كلهم من طريق حدثنا يحيى بن معين، حدثنا يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس، سمعت طلحة بن خراش يحدث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه " أن رجلاً قام فركع ركعتي الفجر، فقرأ في الركعة الأولى: قل يا أيها الكافرون حتى انقضت السورة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا عبد عرف ربه، وقرأ في الآخرة قل هو الله أحد حتى انقضت السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا عبد آمن بربه، فقال طلحة فأنا أستحب أن أقرأ بهاتين السورتين في هاتين الركعتين ".
قال ابن حجر في نتائج الأفكار 1/ 504: هذا حديث حسن.
تنبيه: في شرح معاني الآثار سقط من إسناد الحديث يحيى ـ يعني بن عبد الله بن يزيد ـ وجعل عن عبد الله بن يزيد ويحيى هو راو الحديث، وهو مثبت في بقية المصادر. ثم رأيت ابن أبي الوفاء الحنفي في كتابه الحاوي في بيان آثار الطحاوي 2/ 204 قال: كذا وقع! والصواب: يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس الأنصاري اهـ.
يتبع إن شاء الله الكلام على رواية أنس، و ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[03 - 03 - 04, 04:19 ص]ـ
ويحيى بن عبد الله بن يزيد:
قال أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل كتبنا عن أبي زكريا الأنيسي ولم يكن به بأس وأثنى عليه، وذكره في ابن حبان الثقات 7/ 613.اهـ
وطلحة بن خراش:
قال ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار ص77: من جلة أهل المدينة ممن كان يغرب عن جابر بن عبد الله. وذكره في الثقات 4/ 394.
وفي تهذيب التهذيب 5/ 14: قال النسائي صالح، ... وقال ابن عبد البر: موسى وطلحة كلاهما مدني ثقة، وقال الأزدي: طلحة روى عن جابر مناكير.
أقول: وهذا من غرائبه عن جابر.
قال ابن حجر في نتائج الأفكار 1/ 504: هذا حديث حسن.
(4) أنس بن مالك رضي الله عنه:
رواه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 298، والبزار – كشف الأستار ـ (704)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه على جامع الترمذي 2/ 373، والبيهقي في شعب الإيمان 5/ 463، والضياء المقدسي في المختارة 7/ 119،120 ومن طريقه الضياء ابن حجر في نتائج الأفكار1/ 500.
كلهم من طرقٍ عن خلف بن موسى، حدثنا أبي، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال:"كان رسول الله صلى الله عليه يقرأ في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد".
ولفظ البيهقي "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل صلاة الفجر بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد".
قال البزار: تفرد به موسى بن خلف، عن قتادة.
وقال الضياء المقدسي: موسى أثنى عليه جماعة من الأئمة، وتكلم فيه آخرون، والله أعلم. وله شاهد في الصحيح من حديث أبي هريرة اهـ.
قال العراقي في تكملة شرح الترمذي (1/ق75 /ب): رجال إسناده ثقات،
وكذا قال الهيثمي في المجمع 2/ 218، و الشوكاني في نيل الأوطار 3/ 24 وتحفة الذاكرين 170.
وقال ابن حجر: هذا حديث حسن اهـ.
وموسى بن خلف هو: أبو خلف العمّي البصري:
¥(39/368)
قال الجوزجاني: حدثنا عفان، حدثنا موسى بن خلف، أثنى عليه عفان ثناء حسناً،وقال: ما رأيت مثله قط، وقال العجلي: ثقة، وقال إسحاق بن منصور عن يحيى: ليس به بأس، وقال ابن الجنيد: سمعت يحيى بن معين يقول: موسى بن خلف ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، وقال الآجري عن أبي داود: ليس به بأس ليس، بذاك القوي، وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ يروي عن قتادة أشياء مناكير، وعن يحيى بن أبي كثير ما لا يشبه حديثه فلما كثر ضرب هذا في روايته استحق ترك الاحتجاج به فيما خالف الأثبات، وما تفرد جميعاً. وقال البرقاني، عن الدارقطني ليس بالقوي يعتبر به.
أقول: لا شك أن في النفس شيء من هذه الرواية، وتقدم قول البزار: إنه تفرد به موسى عن قتادة، وكلام ابن حبان نص في ترك الاحتجاج بما تفرد به.
انظر: معرفة الثقات 2/ 303، والتاريخ الكبير 7/ 282، والجرح والتعديل 8/ 140،وسؤالات ابن الجنيد (549)، وسؤالات الآجري 225، والثقات لابن شاهين 222، والمجروحين 2/ 240، والكامل لابن عدي 8/ 60، وسؤالات البرقاني 67، وتهذيب الكمال 29/ 55، وميزان الاعتدال 4/ 203، وتهذيب التهذيب 10/ 304.
(5) عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه:
رواه الطبراني في الأوسط (7761) قال حدثنا محمد بن يعقوب، حدثنا أبو الأشعث، حدثنا أصرم بن حوشب، عن إسحاق بن واصل، عن أبي جعفر محمد بن علي، قال قلنا لعبد الله بن جعفر حدثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت منه، ولا تحدثنا عن غيرك، وإن كان ثقة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول": ... (ذكر حديثا طويلا وفيه)
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد ... الحديث ".
ومن هذا الطريق أخرجه ابن حجر في نتائج الأفكار 1/ 506.
قال الطبراني في المعجم الأوسط (7761) والصغير 1/ 399: لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن جعفر إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو الأشعث.
وقال ابن حجر: ـ معلقاً على كلام الطبراني ـ وهو: ـ يعني أبو الأشعث ـ أحمد بن المقدام العجلي من شيوخ البخاري لكن شيخه، وشيخ شيخه ضعيفان. ويعارض هذا ما أخرجه أبو داود من رواية جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما " كان رسول الله صلى اله عليه وسلم يطيل الركعتين بعد المغرب حتى ينصرف أهل المسجد".
قال محمد بن نصر ـ بعد أن أخرجه موصولاً ومرسلاً ـ: إن ثبت هذا فلعله فعله في بعض الأوقات انتهى كلام ابن حجر.
أقول: كلام ابن نصر على حديث ابن عباس في إطالة الركعتين بعد المغرب فقط.
انظره في مختصر قيام الليل ص85.
ورواه الطبراني في الصغير 1/ 399، وفي 2/ 205 من طريق أبي الأشعث بن المقدام العجلي .. الخ. فساقه مختصراً بذكر آخره فقط ليس فيه ذكر القراءة.
ثم قال: لم يرو هذا الحديث الذي هو: جملة أحاديث من حيث المعنى عن قرة إلا أصرم تفرد به أبو الأشعث. اهـ.
ورواه الحاكم في المستدرك 3/ 568 أخبرني أبو الوليد الإمام، وأبو بكر بن قريش قالا: أنبأ الحسن بن سفيان. وأخبرني محمد بن المؤمل، حدثنا الفضل بن محمد قالا: حدثنا أحمد بن المقدام .. الخ فساقه بنحو هذا الحديث لكن ليس فيه ذكر القراءة في ركعتي الفجر.
وسكت عليه الحاكم.!
وقال الذهبي في المختصر 5/ 2280:
أضنه موضوعاً؛ ففيه إسحاق بن واصل وهو متروك، وأصرم بن حوشب وهو متهم بالكذب اهـ.
وذكر الزيلعي في نصب الراية 1/ 296:كلام الذهبي هذا، وسكت عليه.
وذكر هذا الحديث الذهبي في الميزان 1/ 202 في ترجمة إسحاق بن واصل وقال: فمن بلاياه التي أوردها الأزدي مرفوعاً ... ثم قال: لكن الجميع من رواية أصرم بن حوشب، وليس بثقة عنه، وهو هالك.
وذكره سبط ابن العجمي في الكشف الحثيث 66 في ترجمة إسحاق، ـ وأورد كلام الذهبي ـ ثم قال: فأشار بقوله من بلاياه ـ يعني وضعه ـ ثم توقف في ذلك لأجل أصرم. والله أعلم.
وذكره ابن حجر في اللسان 1/ 377 وذكر كلام الذهبي في الميزان، ومختصر المستدرك وأقره عليه.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 53 و 9/ 170: وفيه أصرم بن حوشب وهو ضعيف، وفي موضع آخر: وهو متروك.
وأصرم بن حوشب هو: أبو هشام الكندي:
متروك الحديث، وبعضهم كذبه.
انظر: التاريخ الكبير 2/ 56 و الضعفاء الصغير للبخاري (35:21) والتاريخ الصغير 2/ 290 و الجرح والتعديل 2/ 336 و الضعفاء للنسائي (66:22) أحوال الرجال للجوزجاني 205 والكنى والأسماء لمسلم 1/ 879 وطبقات الأسماء المفردة171 والمجروحين لابن حبان 1/ 181 و الضعفاء للعقيلي 1/ 118 و الكامل لابن عدي 2/ 95، وتاريخ بغداد7/ 30، وميزان الاعتدال 1/ 272 و لسان الميزان 1/ 461.
وإسحاق بن واصل الضبي: قال الأزدي: متروك الحديث زائغ،وقال الذهبي: من الهلكى.
انظر: الضعفاء لابن الجوزي 1/ 105، وميزان الاعتدال 1/ 202، والمغني في الضعفاء 1/ 74 والكشف الحثيث 66، ولسان الميزان 1/ 377.
يتبع إن شاء الله الكلام على رواية عائشة رضي الله عنها لهذا الحديث=
¥(39/369)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 03 - 04, 07:28 ص]ـ
(6) عائشة رضي الله عنها:
رواه عبد الرزاق (4788) و (4789)، وابن أبي شيبة في المصنف 2/ 50، وإسحاق بن راهويه (1339) و (1340)، وأحمد 6/ 184 و225 و238، وابن أبي عمر كما في المطالب العالية لابن حجر رقم (627)، والدارمي (1414)، والطحاوي في شرح معاني الآثار1/ 297، وأبو نعيم في الحلية 10/ 30، والبيهقي في شعب الإيمان 5/ 464، وابن عبد البر في التمهيد 24/ 40و41، وابن حجر في نتائج الأفكار1/ 502
كلهم من طرق عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن عائشة (أن رسو الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد) وفي بعض الألفاظ ( .. يسر فيهما القراءة) وفي لفظ (يخفي ما كان يقرأ فيهما .. ).
قال الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 297: إنه منقطع.
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار 1/ 502: هذا حديث حسن.
ورواه إسحاق بن راهويه (1338)، وأحمد 6/ 183 كلاهما قالا: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن ابن سيرين، أن عائشة سئلت عن ركعتي الفجر فقالت:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخففهما، قالت: فأظنه كان يقرأ بنحو من: قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد). لفظ أحمد.
ورواه إسحاق (1341) أخبرنا النضر، أخبرنا الأشعث، عن عبد الملك عن ابن سيرين، عن عائشة قالت (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسر القراءة في ركعتي الفجر بقل هو الله أحد، وقل يا أيها الكافرون).
ورواه أحمد 6/ 184 حدثنا علي عن خالد الحذاء، عن ابن سيرين، عن عائشة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد".
قال ابن محرز في معرفة الرجال (1/ 127رقم 630): سمعت يحيى بن معين يقول: ابن سيرين لم يسمع من عائشة شيئاً قط، ولا رآها.
وقال أبو حاتم كما في المراسيل لابنه رقم (687)، وجامع التحصيل للعلائي 264، وتحفة التحصيل للعراقي 277: لم يسمع ابن سيرين من عائشة شيئاً.
وتقدم قول الطحاوي عند ذكر حديث هشام عن ابن سيرين عن عائشة إنه منقطع.
ورواه أحمد 6/ 239. وابن ماجه (1150)، وابن حبان (2461)، والطبراني في الأوسط (5247)، والبيهقي في شعب الإيمان 5/ 496، وابن حجر في نتائج الأفكار 1/ 502
من طرق عن يزيد بن هارون، حدثنا الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة قالت:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي أربعاً قبل الظهر ـ وقال يزيد مرة: ركعتين بعدهاـ وركعتين قبل الفجر، وكان يقول: نعم السورتان هما يقرؤونهما في الركعتين قبل الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد".
لفظ أحمد.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الجريري، إلا يزيد بن هارون. تفرد به سهل بن صالح.
أقول: رواه ابن خزيمة (1114) قال: حدثنا بندار، أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي أربعاً قبل الظهر،وركعتين قبل العصر لا يدعهما قالت: وكان يقول: نعم السورتان يقرأ بهما في ركعتين قبل الفجر قل هو الله أحد،وقل يا أيها الكافرون".
فهذه متابعة من يوسف الأزرق ليزيد بن هارون.
وأيضاً: لم يتفرد به سهل بن صالح، عن يزيد بن هارون فقد رواه عن يزيد: أحمد، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعثمان بن أبي شيبة.
انظرها في مصادر التخريج السابقة.
قال ابن حجر في فتح الباري 3/ 60: وقد روى ابن ماجه بإسناد قوي عن عبد الله بن شقيق عن عائشة رضي الله عنها … وذكر هذا الحديث، وكذا القسطلاني في المواهب اللدنية 4/ 225. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة 1/ 139: هذا إسناد فيه مقال الجريري اسمه سعيد بن أياس احتج فيه الشيخان في صحيحيهما إلا أنه اختلط بآخره، وقد قيل: إن يزيد بن هارون إنما سمع منه بعد التغير وباقي رجال الإسناد ثقات.
أقول: الذي يظهر ـ والعلم عند الله ـ أن هذا الحديث حسن ففي الإسناد انقطاع بين ابن سيرين وعائشة، وابن سيرين قد قيل إنه لا يروي إلا عن ثقة قاله ابن عبد البر في التمهيد 8/ 301 وابن تيمية في الفتاوي 23/ 47، وعليه فهذا ضعف يسير لعله ينجبر برواية عبد الله بن شقيق عنها، ويشهد له حديث أبي هريرة المتقدم، والله أعلم.
¥(39/370)
ورواه الطبراني في الأوسط (7304) حدثنا محمد بن العباس، حدثنا نصر بن علي، حدثنا هارون بن مسلم ـ صاحب الحناء ـ، نا القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري، عن محمد بن علي عن عائشة قالت:" كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الصبح والركعتين بعد المغرب قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد".
قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن محمد بن علي، عن عائشة إلا بهذا الإسناد، تفرد به هارون بن مسلم.اهـ.
وهارون بن مسلم صاحب الحناء: قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: لين.
وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما، وقال البرقاني، عن الدارقطني: صويلح يعتبر به، وقال الدارقطني في العلل: ضعيف، وقال الحاكم: ثقة، قد روى عنه أحمد بن حنبل.
انظر: الجرح والتعديل 9/ 94، والثقات 9/ 237، والعلل للدارقطني 6/ 147، وسؤالات البرقاني 69، ومستدرك الحاكم 1/ 419، وميزان الاعتدال 4/ 286، والإكمال 444، ومجمع الزوائد 5/ 116، وتهذيب التهذيب 11/ 11، ولسان الميزان 6/ 182، وتعجيل المنفعة 427.
وفيه أيضاً: القاسم بن عبد الرحمن الأنصاري: متفق على ضعفه
انظر: تاريخ الدوري (1809)، والجرح والتعديل 7/ 112، وأجوبة الرازي على سؤالات البرذعي 373، وصحيح ابن خزيمة 4/ 442، والترغيب والترهيب للمنذري 2/ 107، وميزان الاعتدال 4/ 462.
وهو أيضا: منقطع؛ فإن محمد بن علي لم يسمع من عائشة: قال أبو طالب سألت أحمد بن حنبل عن محمد بن علي سمع من أم سلمة شيئاً؟
قال: لا يصح أنه سمع قلتُ: فسمع من عائشة؟ فقال: لا، ماتت عائشة قبل أم سلمة.
وقال ابن طهمان وسمعته ـ يحيى بن معين ـ سئل عن محمد بن علي سمع من أم سلمة؟ فقال روى مرسلاً وقد عمرت، وسمعته يقول: ماتت عائشة قبل أم سلمة رضي عنها، وماتت عائشة، وأبو هريرة سنة خمس وخمسين.
انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (672)، وجامع التحصيل266، وتحفة التحصيل 283.
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان 2/ 146 حدث عبد الله بن أحمد بن أسيد حدثنا إبراهيم بن عامر، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عبدالرحمن المجاشعي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر " قل هو الله أحد وفي الأولى قل يا أيها الكافرون ".
أقول: هكذا قال أبو نعيم، ولم يذكر من حدثه عن عبد الله بن أحمد، وهو يروي عنه بواسطة رجل، ولم يسمع منه لأن عبد الله بن أحمد بن أسيد توفي سنة 310هـ وأبا نعيم ولد سنة 336هـ انظر: تاريخ أصبهان (2/ 26:983).
ومحمد بن عبد الرحمن المجاشعي: لم أجد من ترجم له، ولم يذكر مع من روى عن هشام بن عروة، وذكر المزي في شيوخ عامر بن إبراهيم: محمد بن عبد الرحيم المجاشعي الأصبهاني فلعله هو، لكن أيضاً: لم أجد من ترجم له.
فأين أصحاب عروة عن هذا الحديث؟! ثم أصحاب هشام عنه؟! حتى يتفرد عنه هذا!.
وقد تقدم بعض الكلام على هذه الرواية في حديث ابن عمر، وأن عامر بن إبراهيم قد اضطرب فيه؛ فمرة يرويه عن يعقوب، عن أبي سيف، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، ومرة عن أبي هانئ، عن شريك، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، ومرة عن محمد بن عبدالرحمن المجاشعي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، ولم يتابع على شيء من ذلك. والله أعلم.
يتبع إن شاء الله الكلام على رواية ابن مسعود لهذا الحديث
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[05 - 03 - 04, 08:08 ص]ـ
(7) عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
رواه محمد بن نصر كما في مختصر قيام الليل ص 84 قال: حدثنا محمد بن يحيى. والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 298 قال: حدثنا إبراهيم بن أبي داود. والطبراني في الأوسط (5767) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي.
ثلاثتهم (محمد بن يحيى، وإبراهيم، ومحمد بن عبد الله) قالوا: حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا عبد الملك بن الوليد، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود قال: " ما أحصي ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد".
قال محمد بن يحيى (مختصر قيام الليل 84): لو شاء قائل لقال: مسند، ولو شاء قائل لقال: منكر.
¥(39/371)
ورواه أبو يعلى (5049) ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال 18/ 433، وابن حجر في نتائج الأفكار 1/ 505.
ورواه الطبراني في الكبير (10250، 1025) قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، وإبراهيم بن هاشم البغوي. وابن عدي في الكامل 6/ 535 قال: حدثنا الحسن بن الطيب البلخي.
أربعتهم (أبو يعلى، ومحمد، وإبراهيم، والحسن) قالوا: حدثنا سعيد بن أبي الربيع حدثنا عبد الملك، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله بن مسعود فذكره، مثل لفظ أحمد بن يونس.
قال ابن عدي: هذا الحديث مع أحاديث يرويها عبد الملك، عن عاصم بهذا الإسناد وغيره مما لا يتابع عليه.
وقال ابن حجر: هذا حديث غريب ـ ثم ذكر كلام ابن عدي على هذا الحديث ثم قال ـ قلت: أخرج محمد بن نصر بسند صحيح، عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي قال: كانوا يستحبون أن يقرؤوا في صلاة الفجر، والركعتين بعد المغرب فذكره. وعبد الرحمن: تابعي كبير سمع من ابن مسعود، وغيره من كبار الصحابة؛ فهو شاهد قوي.اهـ.
تنبيه: عند الطبراني رقم (10250) ذكر أنه يقرأها في ركعتي الفجر، ولم يذكر المغرب، وفي (10251) على عكس ذلك!
ورواه الترمذي (431)، وابن ماجه (1166)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه على جامع الترمذي 2/ 387، وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (253)، والبزار (1843)، والعقيلي في الضعفاء 3/ 38، وابن الأعرابي في معجمه1/ 63، وابن عبد البر في التمهيد 24/ 42، والبغوي في شرح السنة (884)
كلهم من طرق عن بدل بن المحبر حدثنا عبد الملك، حدثنا عاصم، عن زر، وأبي وائل، عن عبد الله بن مسعود به.
إلا الترمذي وعنه البغوي فعن أبي وائل وحده، والبيهقي عن زر وحده.
وعند ابن ماجه، والطوسي: " .. يقرأ في الركعتين بعد صلاة المغرب .. ". ولم يذكر القراءة في ركعتي الفجر.
وعند ابن شاهين: " .. كان يقرأ في الركعتين قبل صلاة الفجر، وفي الركعتين بعد صلاة العصر .. ".
وعند البزار: " .. يقرأ في الركعتين قبل صلاة الفجر .. ". ولم يذكر القراءة في ركعتي المغرب.
وعند العقيلي: ( .. يقرأ في ركعتي الفجر، وركعتي الغداة .. )!
قال الترمذي: هذا حديث غريب، من حديث ابن مسعود لا نعرفه إلا من حديث عبد الملك بن معدان عن عاصم.
وقال العقيلي: لا يتابع عليه ـ يعني عبد الملك ـ بهذا الإسناد، وقد روي المتن بغير هذا الإسناد بإسناد: جيد.
وقال النووي في خلاصة الأحكام 1/ 544 ـ بعد ذكره كلام الترمذي على هذا الحديث ـ قلت: وإسناده محتمل.
تنبيه: وقع في إسناد ابن شاهين: (عن زر عن أبي وائل)، والصواب: (عن زر و أبي وائل).
ووقع في إسناد العقيلي (عن ذر)، والصواب (عن زر).
(8) أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه:
رواه الحسن بن سفيان في مسنده ـ كما في لسان الميزان لابن حجر (3/ 111رقم 367) ـ قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الزبيدي الحمصي، حدثنا سليم بن عثمان، وكان ثقة، سمعت محمد بن زياد يقول: سمعت أبا أمامة يقول: فذكر حديثاً في قراءة سورتي الإخلاص في ركعتي الفجر.
ثم قال ـ ابن حجر ـ: وهو غريب من هذا الوجه، مشهور من رواية أبي هريرة وغيره اهـ.
وقال في نتائج الأفكار 1/ 503: وأما حديث أبي أمامة فأخرجه الحسن بن سفيان في مسنده بسند ضعيف، ولفظه مثل حديث أنس. اهـ.
(قد تقدم حديث أنس)
أقول: إسحاق بن إبراهيم الزبيدي المعروف أبوه: بزبريق.
قال أبو حاتم: سمعت يحيى بن معين: وأثنى على إسحاق بن الزبريق خيراً، وقال: الفتى لا بأس به، ولكنهم يحسدونه. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سئل أبي عنه فقال: شيخ. وقال أبو داود: قال لي ابن عوف: ما أشك أن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق يكذب. وقال الآجري: سئل أبو داود عنه فقال: ليس هو بشيء. وقال عبد الكريم بن أبي عبدالرحمن النسائي، أخبرني أبي قال: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن العلاء يقال له ابن زبريق ليس بثقة، عن عمرو بن الحارث.
انظر: الجرح والتعديل 2/ 209، والثقات لابن حبان 8/ 113، وتاريخ دمشق 8/ 109، وتهذيب الكمال2/ 270، وميزان الاعتدال 1/ 181، وتهذيب التهذيب1/ 189، ولسان الميزان 3/ 111.
¥(39/372)
وأخرجه الخلال في فضائل سورة الإخلاص (37) حدثنا علي بن إبراهيم بن أبي عزة، أبنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا سليمان ـ يعني ابن سلمة ـ حدثنا سليم بن عثمان الطائي، حدثنا محمد بن زياد قال: سمعت أبا أمامة يقول: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى بالحمد، وقل يا أيها الكافرون، وفي الثانية بالحمد،وقل هو الله أحد، لا يعداهن ".
أقول: سليمان بن سلمة هو: أبو أيوب الخبائري:
قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي ولم يحدث عنه، وسألته عنه؟ فقال: متروك الحديث لا يشتغل به، فذكرت ذلك لابن الجنيد، فقال: صدق كان يكذب، ولا أحدث عنه بعد هذا، وقال النسائي: ليس بشيء، وقال الأزدي: معروف بالكذب، وقال ابن عدي: له غير حديث منكر، وقال الخطيب: مشهور بالضعف، وقال ابن الملقن: المتروك الكذاب.
انظر: الجرح والتعديل 4/ 121 والضعفاء للنسائي 49 والكامل لابن عدي 4/ 297 و الضعفاء لابن الجوزي 1/ 20 وميزان الاعتدال 2/ 209 وخلاصة البدر المنير 2/ 384 ولسان الميزان 3/ 93 والكشف الحثيث 129.
وأما سليم بن عثمان الذي دارت عليه هاتين الروايتين فهو: أبو عثمان الطائي الفوزي الزبيدي الحمصي:
قال البخاري، ومسلم، وأبو حاتم: عنده عجائب. زاد أبو حاتم: وهو مجهول، وقال ابن جوصاء: سألت أبازرعة عن أحاديث سليم بن عثمان الفوزي، عن محمد بن زياد وعرضتها عليه فأنكرها وقال: لا تشبه حديث الثقات عن محمد بن زياد، وقال مرة: أحاديثه مسواة موضوعة. وقال ابن حبان: روى عنه سليمان بن سلمة الخبائري الأعاجيب الكثيرة، ولست أعرفه بعدالة، ولا جرح، ولا له راو غير سليمان، وسليمان ليس بشيء، فإن وجد له راو غير سليمان بن سلمة اعتبر حديثه، ويلزق به ما يتأهله من جرح أو عدالة. قال ابن حجر ـ معلقا على كلام ابن حبان هذا ـ له رواة غيره وتعين توهينه، وقال أيضا: ليس بثقة، وقال ابن عدي: يروي عن محمد بن زياد مناكير.
انظر: التاريخ الكبير 4/ 125، والكنى والأسماء لمسلم (2204)، والجرح والتعديل 4/ 116، والثقات 6/ 415، والكامل4/ 334، والضعفاء لابن الجوزي 1/ 13، وميزان الاعتدال 2/ 230 ولسان الميزان 3/ 111.
يتبع إن شاء الله الحديث الثالث
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 03 - 04, 04:49 ص]ـ
الأخ المشرف جزاك الله خيرا أضف هذا الكلام في آخر المشاركة الأولى:
أقولُ: ثم وجدتُ الإمامَ البخاريَ في التاريخ الكبير 8/ 11: (بعد ذكر لعدة روايات عن ابن عمر في السنن الرواتب، وكونه عرف ركعتي الفجر من حفصة .. ) قال: ورواه أبو إسحاق عن مجاهد عن ابن عمر مثله، ولا يصح، والصحيح حديث حفصة.
وأضف جزاك الله خيرا هذا الكلام في مشاركة رقم 4 بعد السطر 28.
قال البخاري في التاريخ الكبير 8/ 11: (بعد ذكر لعدة روايات عن ابن عمر في السنن الرواتب، وكونه عرف ركعتي الفجر من حفصة .. ) ورواه ليث بن أبي سليم عن أبي محمد عن ابن عمر حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح .. والصحيح حديث حفصة.اهـ
الحديث الثالث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم" يقرأ في ركعتي الفجر (قل آمنا بالله وما أنزل علينا) [آل عمران 84] في الركعة الأولى، وفي الركعة الأخرى بهذه الآية (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) [آل عمران 53] أو (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) [البقرة 119] شك الدراوردي.
رواه البخاري في التاريخ الكبير 4/ 108 عن إبراهيم بن حمزة، وكذا المزي في تهذيب الكمال 19/ 466، وأبو داود (1260) عن محمد بن الصباح بن سفيان، والبخاري في التاريخ الكبير 6/ 239، والطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 298، والبيهقي في الكبرى 3/ 43، من طريق سعيد بن منصور.
ثلاثتهم (إبراهيم، ومحمد، وسعيد) عن عبد العزيز بن محمد، عن عثمان بن عمر يعنى ابن موسى، عن أبي الغيث، عنه به.
وهذا لفظ أبي داود، أما البخاري في، والطحاوي، والبيهقي فعندهم أنه " قرأ في الركعة الأولى قوله تعالى (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) الآية [البقرة136].
وعند البخاري 4/ 108، والمزي (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) و (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) بالواو بدل أو.
¥(39/373)
(تنبيه: البخاري في 6/ 239لم يسق المتن)
وعند الطحاوي، والبيهقي: " وفي الثانية (ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) [آل عمران 53].
قال البيهقي: هكذا أخبرناه بلا شك، وقد رواه محمد بن الصباح، عن عبد العزيز الدراوردي بالشك في قوله (ربنا آمنا بما أنزلت) فلم يدر هذه الآية، أو (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) [البقرة 119]، وكذلك إبراهيم بن حمزة عن الدراوردي اهـ.
أقول: لم يشر البيهقي إلى الاختلاف في الآية الأولى، ففي رواية سعيد منصور، وإبراهيم بن حمزة: أنه قرأ في الأولى (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم) الآية [البقرة136].
وفي رواية محمد بن الصباح: أنه قرأ في الأولى (قل آمنا بالله وما أنزل علينا) [الآية 84 آل عمران].
عبد العزيز بن محمد هو: الدراوردي: موصوف بالغلط، والوهم، وسوء الحفظ إذا حدث من حفظه ... وللحفاظ كلام متفاوت نسبيا لا أطيل بذكره، ولكن تجده في
: معرفة الثقات للعجلي 2/ 98 والتاريخ الكبير 6/ 25 و الجرح والتعديل 5/ 395 و الطبقات لابن سعد 5/ 424 و الثقات لابن حبان 7/ 116 و الضعفاء العقيلي 3/ 20 و تهذيب الكمال 18/ 187 و الكاشف 1/ 658 و تهذيب التهذيب 6/ 315 و تقريب التهذيب 358.
وعثمان بن عمر بن موسى هو التيمي: قال عثمان الدارمي: قلت لابن معين؟ فعمر بن عثمان المدني عن أبيه عن ابن شهاب؟ قال: ما أعرفهما، وقال ابن عدي هو كما قال: مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات،. وقال أبو بن يربوع الإشبيلي: رأيت الدارقطني قد ذكره في العلل كثيرا، وقال لا يكاد يمر للزهري حديث مشهور يتوسع فيه الرواة إلا كان هذا من جملتهم، قال: قد رأيته قد رجح كلامه في بعض المواضع. قال ابن حجر: وقول عثمان الدارمي عن يحيى بن معين لا أعرفه، وقول ابن عدي هو كما قال، عجيب فقد عرفة غيرهما حق المعرفة، لكنه قال في التقريب: مقبول.
(تنبيه: انظر تعليق الدكتور أحمد نور سيف على كلام ابن حجر في تاريخ الدارمي ص47)
انظر: تاريخ الدارمي ص47، وتاريخ البخاري الكبير 6/ 239، والجرح والتعديل 6/ 159، والثقات لابن حبان 7/ 200، والكامل لابن عدي 5/ 175، وتهذيب الكمال 19/ 464، وتهذيب التهذيب 7/ 130، وتقريب التهذيب 1/ 386.
وسالم أبو الغيث: ثقة.
انظر: تاريخ البخاري الكبير 4/ 108، والثقات لابن حبان 4/ 306، وتهذيب الكمال 10/ 179، والكاشف 1/ 424، وتهذيب التهذيب 3/ 385.
وهذا الحديث – والله أعلم – لا يصح: لشك الدراوردي فيه , واضطرابه، فتقدم اختلافهم في الآية في الركعة الأولى، والشك، وعدمه في الثانية ... ولحال عثمان، وكون هذا الحديث من أفرادهم فلم يروه حسب اطلاعي وبحثي عن أبي هريرة غير سالم ولا عنه غير عثمان تفرد به الدراوردي.
والبخاري في تاريخه الكبير4/ 108: كأنه ـ والله أعلم ـ ألمح لضعفه ـ إن صح مافهت ـ فقد ذكر هذا الحديث ثم أردف بعده حديث مروان الفزاري عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة بقراءة سورتي الإخلاص ... (الحديث خرجه مسلم وقد تقدم).
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 03 - 04, 06:30 ص]ـ
الحديث الرابع:
عن أبي هريرة قال:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر في الركعة الأولى (آمنا بالله وما أنزل إلينا) وفي الثانية (ربنا إننا آمنا فاغفر لنا) أو نحو ذا ".
ذكره البوصيري ـ في إتحاف الخيرة المهرة (2306) ـ وقال رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لجهالة التابعي، ورواه أبو داود في سننه، وسكت عليه بلفظ آخر.اهـ.
أقول: لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع الذي هو برواية ابن حمدان، وقد في مسنده الكبير برواية ابن المقري فهي التي اعتمدها البوصيري في كتابه. والله أعلم.
والحديث الذي قال البوصيري: رواه أبو داود وسكت عنه ... هو الحديث الثالث.
الحديث الخامس:
عن ابن عباس أنه كان يقول: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتيه قبل الفجر بفاتحة القرآن، والآيتين من خاتمة البقرة في الركعة الأولى، وفي الركعة الأخرة بفاتحة القرآن، وبالآية من آل عمران (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم) [آل عمران64] حتى يختم الآية ".
¥(39/374)
رواه أحمد 1/ 265 حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني العباس بن عبدالله بن معبد بن عباس، عن بعض أهله، عن عبد الله بن عباس به.
ورواه الطبراني في الكبير (10816)، وأبو يعلى ـ كما في المطالب العالية لابن حجر ـ (629) من طريق يحيى بن واضح، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن معبد، عن عبد الله بن عباس به.
أقول: هذا الحديث تفرد به ابن إسحاق لم أجده إلا من طريقه، وقد اختلف فيه عليه فصرح بالتحديث في رواية إبراهيم بن سعد، وشيخه العباس بن عبد الله عن بعض أهله عن ابن عباس.
وفي رواية يحيى بن واضح عنعن، وأسقط العباس بن عبدالله، وجعله عن أبيه عن ابن عباس!
وهو مخالف لما ثبت عن ابن عباس في صحيح مسلم، وغيره عن ابن عباس، كما في الحديث الأول.
ولم أجد ما يبين سماع ابن إسحاق من عبد الله بن معبد ..
فهنا: احتمال انقطاع، واختلاف، ومخالفة، وتفرد، وجهالة .. فجميعها مما يرجح رده، وعدم قبوله، والعلم عند الله تعالى.
تنبيه: لم أجد هذا الحديث الذي عزاه ابن حجر لأبي يعلى في مسنده المطبوع برواية ابن حمدان، ولعلها في مسند الكبير برواية ابن المقري؛ فهي التي اعتمدها الحافظ في كتابه المطالب العالية.
الخاتمة:
لم يصح بعد البحث، والتتبع في القراءة براتبة الفجر إلا حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا) الآية التي في البقرة [136]، وفي الآخرة منهما (آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) [آل عمران 52] ".
وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:" قرأ في ركعتي الفجر قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد ".وقد خرجهما مسلم في صحيحه،
ورواية عائشة لهذا الحديث قوية أيضا.
وأخيرا: يا أيها القارئ فيه أمعن النظر , وأوسع لكتابه العذر إن اللبيب من عذر، ويأبى الله العصمة لغير كتابه , والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه , والله المسئول أن يوفقنا لصواب القول والعمل , وأن يرزقنا اجتناب أسباب الزيغ والزلل , إنه قريب مجيب لمن سأل , لا يخيب من إياه رجا وعليه توكل، صلى الله على خليلنا محمد، وآله وصحبه وسلم.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 01 - 07, 06:17 م]ـ
وجدت في العلل للدارقطني (1)
في 13/ 115 رقم 2994 هذا السؤال:
وسئل عن حديث سالم عن أبيه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا في غزوة تبوك يقرأ في ركعتي الفجر: بـ قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد.
فأجاب بجواب مطول نفيس سأنقله ـ إن شاء الله ـ كاملا.
وسأنزل البحث ـ إن شاء الله ـ في ملف وورد، فقد عدلت فيه بعض التعديلات وأضفت فيه شيئا يسيرا، وصححت بعض الأغلاط.
--------------
(1) صدر في هذه الأيام ـ آخر ذي الحجة من عام 1427هـ ـ بتحقيق الشيخ محمد الدباسي جزاه الله خيرا.
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[12 - 01 - 07, 06:43 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا عبد الرحمن
--------------
(1) صدر في هذه الأيام ـ آخر ذي الحجة من عام 1427هـ ـ بتحقيق الشيخ محمد الدباسي جزاه الله خيرا.
ينظر هنا ( http://www.alalukah.com/showthread.php?t=303)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 01 - 07, 08:14 م]ـ
في العلل للدارقطني 13/ 115 رقم 2994:
وسئل عن حديث سالم عن أبيه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا في غزوة تبوك يقرأ في ركعتي الفجر: بـ (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد).
فقال: روي عن سالم وعن مجاهد ونافع ووبرة. ووقع فيه وهم.
فأما حديث سالم فرواه عبد العزيز بن عمران عن ابن أخي الزهري عن عمه عن سالم عن أبيه بذلك. وهذا حديث ضعيف.
والمحفوظ عن سالم عن ابن عمر: أنه عد صلاة النبي صلى الله عليه وسلم: التطوع، فلما ذكر ركعتي الفجر، قال: وأما ركعتي الفجر فإنه كان يصليها في ساعة لا يدخل عليه أحد، وأخبرتني حفصة: أنه كان يصلي ركعتي الفجر.
و عبد العزيز بن عمران هذا ضعيف.
وروى أبو إسحاق السبيعي هذا الحديث، واختلف عنه:
¥(39/375)
فرواه إسرائيل بن يونس وسفيان الثوري، وعمرو بن أبي قيس وأبو الأحوص سلام بن سليم ومعمر بن راشد، رووه عن أبي إسحاق عن مجاهد عن ابن عمر: رمقت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب ...
وخالفهم عمار بن رزيق، رواه عن أبي إسحاق عن إبراهيم عن مجاهد عن ابن عمر.
وإبراهيم لم ينسب، فقال بعضهم: هو النخعي، وقال بعضهم: هو ابن مهاجر.
وليس ذلك بمحفوظ.
ورواه شريك عن أبي إسحاق عن رجل ـ لم يسمه ـ عن ابن عمر.
فاضطرب هذا الحديث من رواية أبي إسحاق لكثرة الخلاف عليه فيه.
وقال أبو هانئ إسماعيل بن خليفة: عن شريك عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر.
ووهم فيه على شريك.
والمحفوظ عن شريك: عن أبي إسحاق عن رجل ـ لم يسمه ـ عن ابن عمر.
كذلك رواه عبد المنعم بن نعيم عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر بذلك.
وحدّث به أحمد بن بديل عن حفص بن غياث عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر. وقال فيه: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في المغرب ... وليس هذا من الحديث بسبيل.
ورواه يعقوب القمي عن أبي سيف ـ لا نعرفه إلا كذلك ـ عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر.
ويعقوب وأبو سيف ضعيفان، ولا يصح هذا عن الأعمش.
ورواه ليث ابن أبي سليم واختلف عنه:
فرواه عبيد الله بن زحر وعبد العزيز بن مسلم القسملي عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر.
وخالفهم الحسن بن حر، وزائدة روياه عن ليث عن نافع عن ابن عمر.
وكذلك قال أسباط بن محمد عن ليث.
وقال عبد الواحد بن غياث عن ليث: حدثني أبو محمد عن ابن عمر.
وأبو محمد هذا مجهول.
وقال زفر بن الهذيل: عن ليث [عمّن حدثه] عن ابن عمر.
كلها مضطربة، وليث مضطرب الحديث.
ورواه يوسف بن ميمون الصباغ ـ وكان ضعيفا ـ عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر.
ورواه مندل بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن ابن عمر.
وجعفر هذا هو جعفر بن أبي جعفر الأشجعي وهو ضعيف، وأبوه أيضا مثله.
ورواه نفيع بن الحارث ـ أبو داود ـ عن ابن عمر. وهو متروك الحديث.
حدث به زيد بن أبي أنيسة، وسفيان الثوري.
وهذا الحديث إنما حدث به ابن عمر عن أخته حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وكل من رواه عن ابن عمر أنه حفظه من النبي صلى الله عليه وسلم فقد وهم عليه فيه.
أخبرنا علي بن الفضل قال أخبرنا محمد بن عامر ـ قراءة ـ: حدثكم شداد عن زفر عن ليث عمن حدثه عن ابن عمر: أنه صحبه خمسة وعشرين صباحا. قال فكنت أرمقه، فلم أره يقرأ في الركعتين قبل الفجر، وفي الركعتين بعد المغرب إلا بـ (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد).
وقال ابن عمر: رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فلم أره قرأ في ركعتي الفجر إلا بـ (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد). وقال: تعدل إحداهما بثلث القرآن، والأخرى بربع القرآن، (قل هو الله أحد) بثلث القرآن و (قل يا أيها الكافرون) بربع القرآن.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 01 - 07, 08:23 م]ـ
البحث في ملف وورد
لما أستطع رفعه هنا.
ويمكن تحميله من هنا:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1473
ـ[صالح العقل]ــــــــ[29 - 10 - 07, 03:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[السدوسي]ــــــــ[07 - 11 - 07, 10:59 ص]ـ
بحث ماتع متعك الله بالإيمان.
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[26 - 04 - 08, 12:53 م]ـ
أفدتم والله وأجدتم رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعلم الصالج
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 04 - 08, 10:13 م]ـ
بارك الله فيكم ويمكن تحميله الآن من هنا
ـ[أبو عبد الرحمن المدينى]ــــــــ[13 - 05 - 08, 01:03 م]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بكم ورزقنى وإياكم الإخلاص فى القول والعمل وثبتنى وإياكم على الإسلام والسنة إلى بلوغ الأجل
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 08:05 م]ـ
بارك الله فيك(39/376)
المساعدة في تخريج [حبي لثلاثة شديد وحبي لثلاثة أشد أحب الطائع وحبي للشاب ... ]
ـ[ابراهيم الخوجة]ــــــــ[28 - 02 - 04, 09:49 ص]ـ
حبي لثلاثة شديد وحبي لثلاثة أشد أحب الطائع وحبي للشاب الطائع أشد
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[24 - 04 - 09, 12:29 م]ـ
استوقفني هذا الحديث اليوم و لم أعثر له على بيان بالشبكة!!!
فهل لدى إخواننا معلومات عن صحته أو عدمها؟
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[24 - 04 - 09, 04:56 م]ـ
ليس له أصل
و الله أعلم.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[24 - 04 - 09, 11:53 م]ـ
ليس له أصل
و الله أعلم.
غفر الله لنا ولكم
هذا يحسنه كل أحد!!!
هل هذا قول أحد من المحدثين القدامى أم الأحياء؟
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[25 - 04 - 09, 01:05 ص]ـ
بارك الله فيكم
الحديث المذكو لايوجد في أي ديوان من كتب السنة التي تذكر الحديث بالاسناد أو بدونه ناهيك عن التفاسير و الأجزاء و المعاجم و التواريخ وبعد كل هذا لا يمكن أن يكون له أصل
وكنت سأكتب أن ماذكر ليس بحديث ولكن آثرت عبارة الأئمة "ليس له أصل"
وجزاكم الله خيرا
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[25 - 04 - 09, 07:55 م]ـ
بارك الله فيكم
الحديث المذكور لايوجد في أي ديوان من كتب السنة التي تذكر الحديث بالاسناد أو بدونه ناهيك عن التفاسير و الأجزاء و المعاجم و التواريخ وبعد كل هذا لا يمكن أن يكون له أصل
وكنت سأكتب أن ماذكر ليس بحديث ولكن آثرت عبارة الأئمة "ليس له أصل"
وجزاكم الله خيرا
أحسن الله إلينا و إليك
الملون باللون الأحمر هو (ظني) أنا أيضًا، و لكن لا أتمكن من البوح به إلا بعد الاطلاع على (تصريح) عالم حديث، فهل لنا من عالم يطمئن القلب؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[26 - 04 - 09, 08:26 م]ـ
هل من جديد يا إخواني؟
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[26 - 04 - 09, 09:04 م]ـ
يزعم من يردده من العامة أن حديث قدسي (سبحانه وتعالى عن كذب الكاذبين)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[27 - 04 - 09, 06:23 م]ـ
يزعم من يردده من العامة أن حديث قدسي (سبحانه وتعالى عن كذب الكاذبين)
دعنا من ترديد العامة، فنحن منهم.
المطلوب هو بيانُ صحةٍ - أم عدمها - للحديث.
فإن كان ورد هذا البيان بكتاب أو بقولٍ لعالمٍ فبها و نعمت، و إن لم يكن فالحمد لله على كل حال.
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[27 - 04 - 09, 07:04 م]ـ
لا كلام للعماء عليه لأنه حديث الوضع
اسأل عنه إذا كان الامر يهمك
ـ[أبو نور النوبى]ــــــــ[10 - 01 - 10, 11:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث الذى ذكرته لا أصل له
******************************
للتاكد من الأحاديث:
برنامج منظومة التحقيقات الحديثية
المؤلف الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
نبذه عن الكتاب يشتمل هذا البرنامج على بعض الكتب الحديثية للشيخ الألباني بصورتها المكتملة مثل: السلسلة الصحيحة (ستة أجزاء)، السلسلة الضعيفة (خمسة أجزاء)، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، بالإضافة إلى بعض كتب الشيخ الألباني الأخرى مختصرة مثل صحيح وضعيف السنن الأربعة. كما يحتوي البرنامج على المغني عن حمل الأسفار للعراقي، ومجمع الزوائد وروضة المحدثين.
رابط التحميل: برنامج منظومة التحقيقات الحديثية ( http://www.almeshkat.net/books/archive/books/manzoomah_t.zip)
******************************
مواقع اخرى
موقع الدرر السنية ( http://www.dorar.net/enc/hadith)
موقع العلامة الالبانى ( http://www.alalbany.net)
******************************
وقد ارسلت سؤال إلى صاحب موقع الدرر السنية سؤال عن هذا الحديث هذة نص الرسالة
******************************
أخي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكر الله سعيك وكتب ثوابك لسؤالك عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم , وبالنسبة للحديث الذي سألت عنه فإنه لا وجود له في كتب الحديث سررنا بالتواصل معك وفقك الله ---------------- الرسالة الأصلية من: أبى نور -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما صحة هذا الحديث المنتشر فى الشبكة العنكبوتية (احب ثلاث وحبي لثلاث اشد احب الطائعين وحبي للشاب الطائع اشد واحب الكرماء وحبي للفقير الكريم اشد واحب المتواضعين وحب للغني المتواضع اشد واكره ثلاث وكرهي لثلاث اشد اكره العصاه وكرهي للشيخ العاصي اشد واكره المتكبرين وكرهي للفقير المتكبر اشد واكره البخلاء وكرهي للغني البخيل اشد) وجزاكم الله خيراً
صورة الرسالة
http://www.archive.org/download/IslamHouse/LaAslaLahu.JPG(39/377)
أحاديث أعلَّها الإمام أحمد ... وهي في المسند
ـ[الرايه]ــــــــ[29 - 02 - 04, 03:15 ص]ـ
واقصد من ذلك الأحاديث التي تكلم عليها أو أعلّها الإمام أحمد في كتاب "المنتخب من العلل للخلال للإمام ابن قدامة" وهي في المسند.
واعتمدت الطبعة التي حققها: أبو معاذ طارق عوض الله….ونشرتها دار الراية عام 1419هـ،
والحقيقة أن تحقيق طارق عوض الله لهذا الكتاب نفيس وقيّم أبان عن مكانته في هذا العلم، ومن ذلك أن اعتمد على مخطوط بخط ابن قدامة وعليها سماع يوسف بن عبد الهادي وغيره.
الحديث الأول
قال في ص 44 رقم (5)
[وحدثني أبو عبد الله، حدثنا حسين بن محمد، حدثنا دويد، عن أبي إسحاق، عن زرعة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الدنيا دار من لا دار له، ولها يجمع من لا عقل له))
قال: هذا حديث منكر]
والحديث في المسند 6/ 71 برقم (23898) بالإسناد نفسه ولفظه (الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له)
الحديث الثاني
قال في ص44 رقم (5)
[اخبرني عصمة: ثنا حنبل: حدثني أبو عبد الله
حدثنا حسين، حدثنا دويد، عن سلم بن بشير، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ((التقى مؤمنان على باب الجنة: مؤمن غني، ومؤمن فقير، كانا في الدنيا فأدخل الفقير الجنة، وحبس الغني ما شاء الله أن يحبس، و أدخل الجنة، فلقيه الفقير فقال: أي أخي! ماذا حبسك؟ فوالله لقد احتبستَ حتى خفتُ عليك!
فيقولُ: أي أخي! إني حُبست بعدك محبسا فظيعا كريها)) - فذكر الحديث
قال أبو عبد الله: هذا حديث منكر]
والحديث في المسند برقم (2766) بنفس الإسناد واللفظ، وتمامه ((وما وصلت إليك حتى سال مني العرق ما لو ورده ألف بعير كلها آكلة حمض لصدرت عنه رواء))
الحديث الثالث
قال في ص 50 رقم (8)
[اخبرنا الحسين بن الحسن، أن محمداً حدثهم أنه سأل أبا عبد الله عن حديث عمران بن: ((ما شبع آل محمد من خبز بر))
فقال: هذا عمرو بن عبيد، اضرب عليه.]
والحديث في المسند 4/ 441 - 442 برقم (19467)
((حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا رجل والرجل كان يسمى في كتاب أبي عبد الرحمن عمرو بن عبيد،حدثنا أبو رجاء العطاردي، عن عمران بن حصين قال: (ما شبع آل محمد من خبز بر مأدوم حتى مضى لوجهه صلى الله عليه وسلم)
قال أبو عبد الرحمن: وكان أبي رحمه الله قد ضرب على هذا الحديث في كتابه فسألته فحدثني به وكتب عليه: صح صح،
قال أبو عبد الرحمن: إنما ضرب أبي على هذا الحديث لأنه لم يرض الرجل الذي حدث عنه يزيد)) ا. هـ من المسند.
قال طارق عوض الله -في الهامش-: ((وقول أحمد (صح) معناه: تصحيح كون هذا الرجل الذي كنى عنه هو: عمرو بن عبيد. والله اعلم))
الحديث الرابع
قال في ص 60 رقم (12)
[اخبرنا أبو عبد الله: ثنا محمد بن جعفر الوركاني، نا حماد الأبح، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل أمتي مثل المطر، لا يُدرى أوله خير أو آخره))
سألت أبي عن هذا الحديث؟
فقال: هذا خطأ؛ إنما يروى عن الحسن.
قال: وحدثني أبي: ثنا حسن بن موسى الأشيب: ثنا حماد بن يحيى الأبح:نا ثابت، عن أنس،
عن النبي صلى الله عليه وسلم – مثله.
قال أبي: وحدثناهُ عن حماد بن سلمة، عن ثابت وحميد ويونس، عن الحسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مثل أمتي)) فذكر نحوه.]
والحديث في المسند 3/ 130 - 143 برقم (12052) عن حماد الأبح به.
قال طارق عوض الله في الهامش: ((وظاهر صنيع الإمام أحمد أنه يرجح أنه من مرسل الحسن البصري، والله اعلم.
وهذا ما رجحه ابن رجب في شرح علل الترمذي 2/ 692 - 693)) انتهى كلامه
يتبع البقية ان شاء الله
ـ[البخاري]ــــــــ[29 - 02 - 04, 03:23 ص]ـ
جزيتم خيراً وزوجتم بكراً ..
هذا موضوع مسبوق، وطرح هنا بأوسع من هذا، فابحث عنه
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[29 - 02 - 04, 09:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبراك فيكم
لعل الأخ الفاضل البخاري حفظه الله يقصد هذا الموضوع
فوائد من فتح الباري لابن رجب (4) أحاديث أنكرها أحمد وهي في مسنده ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=559)
ـ[المقدسي]ــــــــ[01 - 03 - 04, 07:52 ص]ـ
وهناك حديث حكم عليه أحمد بالوضع وهو في المسند، نقله العراقي، وتلميذه ابن حجر في القول المسدد(39/378)
تخريج حديث ابن عباس في الأمر بصيام عاشوراء
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 - 02 - 04, 07:52 ص]ـ
هذا تخريج ابن عباس، في الأمر بصيام عاشوراء وهو قوله:: " أمر رسول الله بصوم عاشوراء، يوم العاشر ".
وهو أحد أحاديث رسالتي الماجستير، أطرحه كما كتبته عام 1420هـ، فليعذرني إخوتي على ما في ذلك من قصور.
==================================
الحديث الثالث والثمانون
قال الترمذي 3/ 128 باب ما جاء عاشوراء أي يوم هو؟ ح (755):
حدثنا قتيبة، حدثنا عبدالوارث، عن يونس، عن الحسن، عن ابن عباس قال: " أمر رسول الله بصوم عاشوراء، يوم العاشر ".
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حسن صحيح.
رواة الإسناد:
1 - قتيبة: تقدمت ترجمته في الحديث الثالث عشر، وهو ثقة ثبت.
2 - عبدالوارث: هو ابن سعيد، تقدم في الحديث الابع والثلاثين، وهو ثقة ثبت.
3 - يونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي، أبو عبيد البصري، مات سنة 139هـ. روى عن الحسن، وثابت وعنه عبدالوراث، والحمادان." ثقة ثبت فاضل ورع ".
تهذيب الكمال 32/ 517، التقريب/613.
4 - الحسن: هو البصري، تقدمت ترجمته في الحديث السابع والأربعين، وهو ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسل كثيراً ويدلس.
تخريجه:
*أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 314 ح (9386) عن وكيع،عن يونس به، إلاَّ أنه جعله موقوفاً على الحسن قوله، ولفظه: " يوم عاشوراء، هو يوم العاشر ".
*وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 314 ح (9384) عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان، وفي 2/ 314 ح (9389) عن يزيد بن هارون، عن الجريري،
وفي 2/ 314 ح (9389) عن محمد بن بشر، عن قتادة،
ثلاثتهم (هشام، و الجريري، و قتادة) عن الحسن، إلاَّ أنهم جميعاً رووه عن الحسن
قوله، وقد قرن هشام مع الحسن: محمد بن سيرين، ولفظ حديثهما: " عاشوراء
يوم العاشر "، وقرن قتادة مع الحسن: عكرمة، وسعيد بن المسيب
قالوا:"عاشوراء، يوم العاشر"، وكذا هو بلفظه حديث الجريري، عن الحسن.
الحكم عليه:
إسناد الترمذي، رجاله ثقات أثبات، إلاَّ أنه منقطع، فإن الحسن لم يسمع من ابن عباس، فقد قال الإمام ابن المديني – كما في "العلل" له ص (51) –: "الحسن لم يسمع من ابن عباس، وما رآه قط، كان الحسن بالمدينة أيام كان ابن عباس بالبصرة، استعمله عليها علي رضي الله عنه، وخرج إلى صفين"
تنبيه: في هذا النص من "العلل" لابن المديني ارتباك شديد، وقد صوبته من "المراسيل" لابن أبي حاتم ص (33).
وممن نصَّ على أنه لم يسمع من ابن عباس: ابن معين – كما في تاريخ الدارمي
ص (100) رقم (278) – وأحمد، وأبو حاتم، وبهز بن أسد، نقل ذلك عنهم جميعاً ابن أبي حاتم في كتابه "المراسيل" (33،34).
وقد تبين من التخريج السابق، أنه اختلف على يونس في رفعه ووقفه ولفظه: فرواه عبدالوارث بن سعيد،عن يونس،عن الحسن،عن ابن عباس بلفظ حديث الباب
وخالفه وكيع فرواه عن يونس، عن الحسن قوله بلفظ: "يوم عاشوراء، هو يوم العاشر"
وقد تابع يونس – في رواية وكيع عنه – عن الحسن الجماعة: هشام بن حسان
و الجريري،و قتادة،فترجحت بذلك رواية وكيع.
ومما يقوي رجحان الوجه الموقوف، أن ما في حديث الباب مخالف للمشهور عن ابن عباس، فقد قال الحكم بن الأعرج:انتهيت إلىابن عباس رضي الله عنهما وهو متوسد رداءه في زمزم، فقلت له: أخبرني عن صوم عاشوراء؟ فقال: إذا رأيت هلال المحرم فاعدد، وأصبح يوم التاسع صائماً. قلت: هكذا كان رسول الله e يصومه؟ قال: نعم.
أخرجه مسلم 2/ 797 ح (1133) ـ واللفظ له ـ وأبو داود 2/ 819 باب
ما روي أن عاشوراء اليوم التاسع ح (2446)،والترمذي 3/ 128 باب ما جاء في عاشوراء أي يوم هو؟ ح (754)،والنسائي في "الكبرى" 2/ 162 باب أي يوم عاشوراء؟ ح (2859)،والله أعلم.
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ـ[اثرى نت]ــــــــ[29 - 02 - 04, 11:57 م]ـ
جزيت خيرا يا شيخ عمر(39/379)
تخريج حديث ابن عباس في الأمر بصيام عاشوراء
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 - 02 - 04, 07:52 ص]ـ
هذا تخريج ابن عباس، في الأمر بصيام عاشوراء وهو قوله:: " أمر رسول الله بصوم عاشوراء، يوم العاشر ".
وهو أحد أحاديث رسالتي الماجستير، أطرحه كما كتبته عام 1420هـ، فليعذرني إخوتي على ما في ذلك من قصور.
==================================
الحديث الثالث والثمانون
قال الترمذي 3/ 128 باب ما جاء عاشوراء أي يوم هو؟ ح (755):
حدثنا قتيبة، حدثنا عبدالوارث، عن يونس، عن الحسن، عن ابن عباس قال: " أمر رسول الله بصوم عاشوراء، يوم العاشر ".
قال أبو عيسى: حديث ابن عباس حسن صحيح.
رواة الإسناد:
1 - قتيبة: تقدمت ترجمته في الحديث الثالث عشر، وهو ثقة ثبت.
2 - عبدالوارث: هو ابن سعيد، تقدم في الحديث الابع والثلاثين، وهو ثقة ثبت.
3 - يونس: هو ابن عبيد بن دينار العبدي، أبو عبيد البصري، مات سنة 139هـ. روى عن الحسن، وثابت وعنه عبدالوراث، والحمادان." ثقة ثبت فاضل ورع ".
تهذيب الكمال 32/ 517، التقريب/613.
4 - الحسن: هو البصري، تقدمت ترجمته في الحديث السابع والأربعين، وهو ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسل كثيراً ويدلس.
تخريجه:
*أخرجه ابن أبي شيبة 2/ 314 ح (9386) عن وكيع،عن يونس به، إلاَّ أنه جعله موقوفاً على الحسن قوله، ولفظه: " يوم عاشوراء، هو يوم العاشر ".
*وأخرجه ابن أبي شيبة 2/ 314 ح (9384) عن يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان، وفي 2/ 314 ح (9389) عن يزيد بن هارون، عن الجريري،
وفي 2/ 314 ح (9389) عن محمد بن بشر، عن قتادة،
ثلاثتهم (هشام، و الجريري، و قتادة) عن الحسن، إلاَّ أنهم جميعاً رووه عن الحسن
قوله، وقد قرن هشام مع الحسن: محمد بن سيرين، ولفظ حديثهما: " عاشوراء
يوم العاشر "، وقرن قتادة مع الحسن: عكرمة، وسعيد بن المسيب
قالوا:"عاشوراء، يوم العاشر"، وكذا هو بلفظه حديث الجريري، عن الحسن.
الحكم عليه:
إسناد الترمذي، رجاله ثقات أثبات، إلاَّ أنه منقطع، فإن الحسن لم يسمع من ابن عباس، فقد قال الإمام ابن المديني – كما في "العلل" له ص (51) –: "الحسن لم يسمع من ابن عباس، وما رآه قط، كان الحسن بالمدينة أيام كان ابن عباس بالبصرة، استعمله عليها علي رضي الله عنه، وخرج إلى صفين"
تنبيه: في هذا النص من "العلل" لابن المديني ارتباك شديد، وقد صوبته من "المراسيل" لابن أبي حاتم ص (33).
وممن نصَّ على أنه لم يسمع من ابن عباس: ابن معين – كما في تاريخ الدارمي
ص (100) رقم (278) – وأحمد، وأبو حاتم، وبهز بن أسد، نقل ذلك عنهم جميعاً ابن أبي حاتم في كتابه "المراسيل" (33،34).
وقد تبين من التخريج السابق، أنه اختلف على يونس في رفعه ووقفه ولفظه: فرواه عبدالوارث بن سعيد،عن يونس،عن الحسن،عن ابن عباس بلفظ حديث الباب
وخالفه وكيع فرواه عن يونس، عن الحسن قوله بلفظ: "يوم عاشوراء، هو يوم العاشر"
وقد تابع يونس – في رواية وكيع عنه – عن الحسن الجماعة: هشام بن حسان
و الجريري،و قتادة،فترجحت بذلك رواية وكيع.
ومما يقوي رجحان الوجه الموقوف، أن ما في حديث الباب مخالف للمشهور عن ابن عباس، فقد قال الحكم بن الأعرج:انتهيت إلىابن عباس رضي الله عنهما وهو متوسد رداءه في زمزم، فقلت له: أخبرني عن صوم عاشوراء؟ فقال: إذا رأيت هلال المحرم فاعدد، وأصبح يوم التاسع صائماً. قلت: هكذا كان رسول الله e يصومه؟ قال: نعم.
أخرجه مسلم 2/ 797 ح (1133) ـ واللفظ له ـ وأبو داود 2/ 819 باب
ما روي أن عاشوراء اليوم التاسع ح (2446)،والترمذي 3/ 128 باب ما جاء في عاشوراء أي يوم هو؟ ح (754)،والنسائي في "الكبرى" 2/ 162 باب أي يوم عاشوراء؟ ح (2859)،والله أعلم.
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ـ[اثرى نت]ــــــــ[29 - 02 - 04, 11:57 م]ـ
جزيت خيرا يا شيخ عمر(39/380)
إرشاد الملأ إلى ضعف حديث قبل ثم صلى ولم يتوضأ
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[29 - 02 - 04, 11:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
(دراسة لحديث عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ).
أولا: حديث الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ. بألفاظ متقاربة كلفظ الأصل.
أقول وبالله التوفيق:
لا يعرف هذا الحديث (فيما أعلم) عن حبيب بن أبي ثابت إلا بالأعمش وعنه انتشر، واختلف عليه في إسناده ومتنه، فرواه عنه وكيع واختلف عليه في نسب عروة شيخ حبيب بن أبي ثابت وسيأتي الكلام فيه.
ورواه عن الأعمش أبو بكر بن عياش (1) وعلي بن هاشم (2) قالا حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ، قال عروة: فقلت لها من هي إلا أنت، فضحكت. ولفظهما متقارب.
ورواه عن الأعمش أيضا عبد الحميد الحماني (3) ولم ينسب عروة، إلا أنه قال حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح صائما ثم يتوضأ للصلاة فتلقاه المرأة من نسائه فيقبلها ثم يصلي، قال عروة: قلت لها من ترينه غيرك، فضحكت.
قلت: تفرد الحماني بسياق هذا المتن عن الأعمش والله تعالى أعلم.
ورواه عن الأعمش عبد الرحمن بن مغراء (4) قال حدثنا الأعمش أخبرنا أصحاب لنا عن عروة المزني عن عائشة رضي الله تعالى عنها بلفظ الأصل .... قلت: وهو وهم، عبد الرحمن بن مغراء تفرد بهذه الرواية عن الأعمش ولم يتابعه أحد على نسب عروة، لا بل خالف من هو أرفع منه في أصحاب الأعمش، وقد تكلم أهل الشأن في روايته عن الأعمش حصرا، قال أبو أحمد بن عدي رحمه الله تعالى (5): حدثنا ابن أبي عصمة و محمد بن خلف، قالا: حدثنا محمد بن يونس سمعت علي بن عبد الله يقول: عبد الرحمن بن مغراء أبو زهير ليس بشيء، كان يروى عن الأعمش ست مئة حديث، تركناه، لم يكن بذاك. قال أبو أحمد بن عدي رحمه الله تعالى: و هذا الذي قاله علي بن المديني هو كما قال، إنما أنكرت على أبي زهير هذا أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعه الثقات عليها، و له عن غير الأعمش غرائب، و هو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم
والله تعالى أعلم.اهـ وعلى أي حال فعروة المزني هذا مجهول لا يكاد يعرف، ومن كان هذا حاله فحري أن لا يأخذ الحديث عنه، والله تعالى أعلم.
و قد أشار أبو داود رحمه الله تعالى إلى رواية زائدة عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها بلفظ الأصل ولم أقف عليها.
أما الاختلاف على وكيع رحمه الله فرواه عنه قتيبة وهناد وأبو كريب وأحمد بن منيع ومحمود بن غيلان وأبو عمار الحسين بن حريث (6) وعثمان بن أبي شيبة (7) وإبراهيم بن عبد الله العبسي (8) وأبو هاشم الرفاعي وحاجب بن سليمان ويوسف بن موسى (9) جميعا قالوا حدثنا وكيع عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة (غير منسوب) عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ قال: قلت من هي إلا أنت، قال: فضحكت.
وخالفهم عن وكيع أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد عند ابن ماجه رحمه الله (10) والإمام أحمد رحمه الله تعالى في المسند (11) قالوا في حديثيهم حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن الزبير (هكذا منسوب) عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ، قال عروة: قلت لها من هي إلا أنت، قال: فضحكت.
¥(39/381)
واختلف فيه على ابن أبي شيبة ففي المصنف قال حدثنا وكيع بن الجراح قال حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة (غير منسوب) عن عائشة رضي الله تعالى عنها مرفوعا .... الحديث (12) وأما ابن ماجه فقال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن الزبير (هكذا منسوب) عن عائشة رضي الله تعالى عنها مرفوعا .... الحديث (13) وسيأتي الكلام عن هذا الاختلاف.
قلت وبالله التوفيق:
قال أبو عيسى رحمه الله تعالى (14): وإنما ترك أصحابنا حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا لأنه لا يصح عندهم لحال الإسناد.
قال وسمعت أبا بكر العطار البصري يذكر عن علي بن المديني قال ضعف يحيى بن سعيد القطان هذا الحديث جدا وقال هو شبه لا شيء. قال وسمعت محمد بن إسماعيل يضعف هذا الحديث، وقال حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة.
وقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم رحمه الله تعالى (15) سمعت أبي يقول لم يصح حديث عائشة في ترك الوضوء في القبلة، يعني حديث الأعمش عن حبيب عن عروة عن عائشة، وسئل أبو زرعة عن الوضوء من القبلة فقال إن لم يصح حديث عائشة قلت به.
والذي يظهر من صنيع أبي عبد الرحمن النسائي رحمه الله تعالى تضعيفه لهذا الحديث كما في السنن (16) إذ افتتح الباب بحديث التيمي عن عائشة رضي الله تعالى عنها، ولا يخفى على أحد أنه منقطع (وسيأتي الكلام فيه إن شاء الله)، ثم قال عقبه: ليس في هذا الباب أحسن من هذا الحديث وإن كان مرسلا.
قال أبو داود رحمه الله تعالى (17): قال يحيى بن سعيد القطان لرجل: احك عني أن هذين يعني حديث الأعمش هذا عن حبيب وحديثه بهذا الإسناد في المستحاضة أنها تتوضأ لكل صلاة، قال يحيى احك عني أنهما شبه لا شيء.
وقال أبو داود رحمه الله تعالى: روي عن الثوري قال: ما حدثنا حبيب إلا عن عروة المزني، يعني لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشيء.
ثم أشار أبو داود رحمه الله تعالى إلى صحة سماع حبيب من عروة بن الزبير بحديث حمزة الزيات.
وكذا أبو عمر بن عبد البر رحمه الله تعالى قال: وهذا الحديث عندهم معلول، فمنهم من قال لم يسمع حبيب من عروة، ومنهم من قال ليس هو عروة بن الزبير وضعفوا هذا الحديث ودفعوه، وصححه الكوفيون وثبتوه لروايه الثقات أئمة الحديث له، وحبيب بن أبي ثابت لا ينكر لقاؤه عروة لروايته عمن هو أكبر من عروة وأجل وأقدم موتا، وهو إمام من أئمة العلماء الجلة (18).
وقال أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى (19) حدثنا أبو بكر النيسابوري حدثنا عبد الرحمن بن بشر قال سمعت يحيى بن سعيد يقول وذكر له حديث الأعمش عن حبيب عن عروة فقال: أما إن سفيان الثوري كان أعلم الناس بهذا، زعم أن حبيبا لم يسمع من عروة شيئا.
قلت: وزعم هنا بمعنى قال كما هو واضح ـ ولا يخفى ذلك على من طالع الكتاب لسيبويه رحمه الله ـ، وهذه شهادة من يحيى بن سعيد القطان رحمه الله على الثوري أنه أعلم الناس بهذا الحديث. وهذا كيِّس فليتأمل
قلت: وأكثر الحفاظ المتقدمين على عدم سماع حبيب من عروة، وهو الصحيح إن شاء الله تعالى، وأما حديث الزيات الذي أشار إليه أبو داود رحمه الله فقد رواه الترمذي رحمه الله تعالى في كتاب الدعوات وفيه عروة هكذا غير منسوب. وقال أبو عيسى عقبه: هذا حديث حسن غريب سمعت محمدا يقول حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئا والله أعلم.
وفي المراسيل لابن أبي حاتم (20) قال أبو محمد رحمه الله: حبيب بن أبي ثابت ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: لم يسمع حبيب بن أبي ثابت من عروة. قال أبو محمد رحمة الله عليه: وكذا قال أحمد لم يسمع من عروة.
قلت: وسيورد علينا الخصم رواية أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد والإمام أحمد رحمهم الله تعالى، والتي قالوا فيها عروة بن الزبير (هكذا منسوب) وأقول في رد هذا الإيراد بعد الاستعانة بالله تبارك وتعالى:
¥(39/382)
أما رواية ابن ماجه فلا يصح فيها نسب عروة من طريق ابن أبي شيبة، والذي أراه أنه وقع منسوبا عنده من طريق علي بن محمد فقرن السند وحمل رواية أبي بكر على رواية علي بن محمد واعتبرها زيادة ثقة تفسر ما جاء مبهما في حديث أبي بكر بن أبي شيبة رحمه الله، ولا يصح هذا بحال (أي اعتبارها زيادة ثقة) فأين علي بن محمد من الأئمة الذين ذكرنا حتى يحكم له عليهم، والله تعالى أعلم. قلت: وهذا الجمع بين رواية المصنَّف ورواية ابن ماجه أولى من القول بتعارضهما وتوهيم الأئمة الثقات فيما أرى والله تعالى أعلم.
وأما رواية الإمام أحمد رحمة الله عليه فيقع في قلبي أنها خطأ، ولا أستطيع الجزم فيها بشيء ـ (غير أن الأئمة الجهابذة رحمة الله عليهم جزموا بأن حبيبا لم يسمع من عروة بن الزبير كما تقدم) ـ فقد يكون الوهم فيها من القطيعي أو عبد الله أو الإمام أو وكيع أو الأعمش، غير أني أميل إلى أنها خطأ من النساخ ومما يقوي هذا عندي أني لم أرَ أحدا ممن قوى هذا الحديث استدل برواية الإمام أحمد رحمة الله عليه، ولا يخفى على أمثالهم مراجعة المسند هذا إن لم يكونوا حفظوه، مع العلم أن الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى عزاه لمسند أحمد (21) وأشار إلى رواية عروة بن الزبير منسوبا عند ابن ماجه والدارقطني رحمهما الله تعالى (22) ولا يخفى على من تأمل هذا أن الحافظ رحمه الله وقف على رواية الإمام أحمد ولم يره فيها منسوبا، وهذا أغلب الظن و إلا فلا يخفى عليه الاستدلال بها؟! وقد يجاب عما أقول بنسيان الحافظ لها، فأقول هو محتمل وإن كان بعيدا فيما أرى، لأن الحافظ رحمه الله يناقش مسألة هامة عرف الخلاف فيها قديما وحديثا، وعلى أي حال فلو سلمنا أن هذه الرواية فاتت الحافظ ابن حجر رحمه الله فهل فاتت الإمام الزيلعي رحمه الله تعالى أيضا؟! مع العلم أنه يستدل لمذهبه، وقد ذَكر رواية ابن ماجه ليبين أن عروة هو ابن الزبير (23) وإن ذِكره لرواية أحمد مما يقوي مقالته، الذي أراه أن الزيلعي لم يذكر رواية أحمد لأنها كما قلت ليس فيها نسب عروة، والله تعالى أعلم.
قلت: والحاصل أن محل الإشكال في هذا الحديث هو عروة الراوي عن عائشة رضي الله تعالى عنها، هل هو ابن الزبير أو المزني؟
الذي رجحه الأئمة المعتبرون أنه المزني وهو مجهول لا يعرف، ولا يغتر بقول من قال إنه ابن الزبير.
قلت: فإن قال قائل: أسندَ الترمذي رحمه الله تعالى في العلل (24) إلى الثوري إسنادا مجملا يروي فيه مذهب سفيان رحمه الله تعالى وأقواله، وقد قال في السنن عقب الحديث: وهو قول سفيان وأهل الكوفة، قالوا ليس في القبلة وضوء، فكيف قال بهذا وحكم بأن عروة هو المزني وليس ابن الزبير؟
قلنا: كون الثوري رحمه الله تعالى أثبت أنه المزني شيء، وكونه أخذ بهذا الحديث أو لازِمه شيء آخر، ولا تلازم بين المسألتين، وهذا لا يخفى على من آتاه الله الفهم، والله تعالى أعلم.
ثانيا: حديث سفيان عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض أزواجه ثم يصلي ولا يتوضأ. روي بألفاظ متقاربة كلفظ الأصل.
تفرد بهذا الحديث أبو روق عطية بن الحارث الهمداني، وليس هو ممن يحتمل تفرده بالجملة، فكيف وقد تفرد عن التيمي بما لم نجده عند الأعمش وهو من كبار أصحابه الذين جمعوا حديثه؟! قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم رحمه الله تعالى: حدثني أبي عن أحمد الدورقي نا عبد الرحمن بن مهدي قال قيل لشعبة متى يترك حديث الرجل؟ قال إذا حدث عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون، وإذا أكثر الغلط، وإذا اتهم بالكذب، وإذا روى حديثا غلطا مجتمعا عليه فلم يتهم نفسه فيتركه طرح حديثه، وما كان غير ذلك فارووا عنه (25).
واختلف على أبي روق فيه، فرواه عنه سفيان الثوري وأبو حنيفة كلاهما أرسله، إلا أن سفيان رحمه الله قال عن عائشة رضي الله تعالى عنها (26) وأبو حنيفة رحمه الله قال عن حفصة رضي الله تعالى عنها (27) قلت: والمشهور عن حفصة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم (28) ولعل الحمل في هذا الحديث على يحيى بن نصر بن حاجب الراوي عن أبي حنيفة والله تعالى أعلم.
¥(39/383)
وعلى أي حال فالحديث منقطع لأن إبراهيم التيمي كما قال الإمام أبو الحسن الدارقطني رحمه الله (29) لم يسمع من عائشة ولا من حفصة ولا أدرك زمانهما.
إذا عرفت أن الصحيح ما رواه الثوري فاعلم أنه اختلف على الثوري فيه، فرواه أكثر أصحابه مرسلا ووصله البعض. رواه يحيى بن سعيد (30) وعبد الرحمن بن مهدي (31) و وكيع (32) والفريابي (33) كما أشار إليه أبو داود ولم أقف عليه، وعبد الرزاق (34) وغندر محمد بن جعفر وأبو عاصم النبيل (35) وقبيصة (36) جميعا رووه مرسلا بألفاظ متقاربة، قالوا حدثنا سفيان عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن عائشة رضي الله تعالى عنها، وخالفهم معاوية بن هشام فيما حدث عنه عثمان بن أبي شيبة (37) فوصل إسناده، قال حدثنا سفيان الثوري عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها، واختلف على عثمان بن أبي شيبة في لفظه كما قال أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى (38) فقال عثمان بن أبي شيبة بنفس الإسناد عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم.
قال أبو الحسن رحمه الله تعالى: وقال غير عثمان بالإسناد نفسه عن معاوية بن هشام يبلغ به عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل ولا يتوضأ، ولم أقف عليه والله تعالى أعلم.
قلت وبالله التوفيق:
الخلاصة في هذا الحديث أنه ضعيف لانقطاعه بين التيمي وعائشة رضي الله تعالى عنها، وأما من وصله فتبين ولله الحمد أنه واهم، وهو أضعف من أن يحكم له مع هذه الجبال الراسيات، وفي علل الترمذي لابن رجب رحمه الله تعالى (39) سأل ابن معين رحمه الله تعالى عن أصحاب الثوري أيهم أثبت؟ قال هم خمسة يحيى و وكيع وابن المبارك وابن مهدي وأبو نعيم الفضل بن دكين ...... قال وأما الفريابي فدونهم ..... ولما سئل عن معاوية بن هشام قال: صالح وليس بذاك. والله تعالى أعلم.
ثالثا: حديث زينب السهمية عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ثم يقبل ويصلي ولا يتوضأ. روي بألفاظ متقاربة كلفظ الأصل.
قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم رحمه الله تعالى (40) سمعت أبي وأبا زرعة في حديث حجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن زينب السهمية عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يتوضأ ويقبل ويصلي ولا يتوضأ، فقالا الحجاج يدلس في حديثه عن الضعفاء ولا يحتج بحديثه.
قلت: و زينب السهمية هي بنت محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص عمة عمرو بن شعيب، لا يعرف لها غير هذا الحديث، تفرد به عنها ابن أخيها عمرو بن شعيب، وعن عمرو بن شعيب رواه حجاج بن أرطاة (41) والأوزاعي (42).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى (43) روى عنها أخوها وابن أختها، ثم قال: وذكرها ابن حبان رحمه الله في الثقات.
قلت: لم أقف على رواية أخيها عنها، وقوله ابن أختها غير صواب والصحيح ابن أخيها ولعله خطأ نسخ أو سبق قلم، أما قوله ذكرها ابن حبان رحمه الله في الثقات فلم أجده، ولعل نسخة الثقات التي عمل عليها الحافظ رحمه الله تعالى غير النسخة التي بين يدينا والله تعالى أعلم.
والصحيح أنها مجهولة قال الإمام أبو الحسن الدارقطني رحمه الله (44) مجهولة لا تقوم بها الحجة، وقال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله (45) لا تعرف.
قلت: ومن كان هذا حاله فحري أن لا يحتج به فإن الأحاديث تثبت بالثقات المشاهير الذين ارتفع اسم الجهالة عنهم لا بمثل من ذكرنا، قال الإمام أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى (46) عند تعليل حديث خشف بن مالك عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في دية الخطأ: و وجه آخر وهو أن الخبر المرفوع الذي فيه ذكر بني المخاض لا نعلمه رواه إلا خشف بن مالك عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو رجل مجهول ولم يروه عنه إلا زيد بن جبير بن حرمل الجشمي وأهل العلم بالحديث لا يحتجون بخبر ينفرد بروايته رجل غير معروف وإنما يثبت العلم عندهم بالخبر إذا كان رواته عدلا مشهورا، أو رجل قد ارتفع اسم الجهالة عنه، وارتفاع اسم الجهالة عنه أن يروي عنه رجلان فصاعدا، فإذا كان هذه صفته ارتفع عنه اسم الجهالة وصار حينئذ معروفا، فأما من لم يرو عنه إلا رجل واحد انفرد بخبر وجب التوقف عن خبره ذلك حتى يوافقه غيره والله أعلم.
¥(39/384)
رابعا: حديث الزهري عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت لقد كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقبلني إذا خرج إلى الصلاة وما يتوضأ. روي بألفاظ متقاربة كلفظ الأصل.
أقول وبالله التوفيق:
قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم رحمه الله تعالى (47) سألت أبي عن حديث رواه سعيد بن بشير عن منصور بن زاذان عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل إذا خرج إلى الصلاة ولا يتوضأ. فقال أبي: هذا حديث منكر لا أصل له من حديث الزهري ولا أعلم منصور بن زاذان سمع من الزهري ولا روى عنه، قال أبو محمد رحمه الله: وحفظي عن أبي رحمه الله أنه قال: إنما أراد الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم. قال أبو محمد: قلت لأبي ممن الوهم، قال: من سعيد بن بشير.
وكذا قال أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى (48) قال: تفرد به سعيد بن بشير عن منصور عن الزهري ولم يتابع عليه، وليس بقوي في الحديث، والمحفوظ عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم،كذلك رواه الحفاظ الثقات عن الزهري منهم معمر (49) وعقيل (50) وابن أبي ذئب (51)، وقال مالك عن الزهري في القبلة الوضوء ولو كان ما رواه سعيد بن بشير عن منصور عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة صحيحا لما كان الزهري يفتى بخلافه والله أعلم.اهـ
وقال الإمام الطبراني رحمه الله (52): لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا منصور تفرد به سعيد بن بشير. اهـ
ورواه عن الزهري بلفظ (كان يقبل وهو صائم) أسامة بن زيد (53) فجعله عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها، ولا يصح فإن أسامة لا تقوم بها حجة إذا انفرد فكيف إذا خالف.
و رواه ابن أخي الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها، قال أبو الحسن الدارقطني رحمه الله (54) حدثنا عبد الباقي بن قانع نا إسماعيل بن الفضل نا محمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي نا سليمان بن عمر بن يسار مديني حدثني أبي عن ابن أخي الزهري عن عروة عن عائشة قالت: لا تعاد الصلاة من القبلة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بعض نسائه ويصلي ولا يتوضأ. قال أبو الحسن رحمه الله تعالى: خالفه منصور بن زاذان في إسناده. قلت: وابن أخي الزهري اسمه محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري أبو عبد الله لا يحتج به إذا انفرد فكيف وقد خالف، وسليمان بن عمر بن يسار لم أجده، والذي وقع في نسختي هكذا كما أثبته ابن يسار، والذي يبدو لي أنه مُصَحَّف والصواب سليمان بن عمر بن سيار، وعمر بن سيار هذا راوي هذا الحديث عن ابن أخي الزهري لا يحل الاحتجاج بخبره، قال الإمام العقيلي رحمه الله تعالى (55) عمر بن سيار الرقي عن ابن أخي الزهري، ولا يتابع على حديثه، ومن حديثه ما حدثناه محمد بن سنان الشَّيْزَرِي قال حدثنا سليمان بن عمر بن سيار قال حدثني أبي عن ابن أخي الزهري قال حدثنا الزهري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينجو فليلزم الصمت، قال وهذا الحديث إنما يعرف بالوقاصي ليس هو من حديث ابن أخي الزهري، قال: وقد حدث عمر بن سيار هذا عن ابن أخي الزهري بما لا يعرف عنه ولا يتابع عليه. وقال الذهبي رحمه الله تعالى (56) عمر بن سيار عن ابن أخي الزهري ليس بالمتين، ثم ذكر كلام العقيلي رحمة الله عليه. و كذا الراوي عن سليمان بن عمر هو محمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي أبو بكر قال ابن حبان رحمه الله تعالى (57) دخل ما وراء النهر فحدثهم بها، يخطىء كثيرا.
ورواه عيسى بن يونس عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عروة عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ثم يصلي ولا يتوضأ (58). قال أبو الحسن رحمه الله: هذا خطأ من وجوه، ولم يبين مكان الخطأ، قلت: وهو كما قال أبو الحسن رحمه الله، الوهم في إسناده ومتنه جميعا، والصحيح ما رواه عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بعض نسائه وهو صائم (59). وعبد الرزاق من أثبت أصحاب معمر إن لم يكن أثبتهم (60)، ولا يخفى ذلك على المشتغلين بهذا الفن، ولو ثبتت هذه الرواية عن الزهري لما أفتى بخلافها، فليتأمل. قال الإمام أبو الحسن رحمه الله تعالى (61)
¥(39/385)
حدثنا الحسين بن إسماعيل نا أحمد بن إسماعيل ثنا مالك عن ابن شهاب أنه كان يقول من قبلة الرجل امرأته الوضوء. والله تعالى أعلم.
خامسا: حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل ثم يخرج إلى الصلاة ولا يحدث وضوءا.
هذا الحديث رواه الإمام الطبراني رحمه الله تعالى قال حدثنا علي بن سعيد قال ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال ثنا أبي قال ثنا يزيد بن سنان عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أم سلمة قالت ........ الحديث. (62). قال الطبراني رحمه الله: لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا يزيد بن سنان، تفرد به سعيد بن يحيى الأموي عن أبيه.
قلت: هذا وهم، والصحيح عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم (63). وهو يوافق ما رواه الثقات عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله تعالى عنها (64). وقد اختلف على يحيى بن أبي كثير في هذا الحديث، فَصَّلَ القولَ فيه الإمام أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله تعالى (65). وعلى أي حال فالاختلاف فيه على يحيى لا يردُّ ما قلناه في هذا الحديث، إذ جميع الرواة عنه متفقون على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم. والذي أحسبه أن الحمل في هذا الحديث على يزيد بن سنان الرهاوي الراوي عن الأوزاعي، وهو ممن لا تقوم به حجة إذا انفرد عن الضعفاء فكيف وقد انفرد عن الأئمة الحفاظ الثقات!! قال الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى (66): فأما من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره، أو لمثل هشام بن عروة، وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على الاتفاق منهم في أكثره؛ فيروى عنهما أو عن أحدهما العدد من الحديث، مما لا يعرفه أحد من أصحابهما، وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم، فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس والله تعالى أعلم.
سادسا: حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض نساءه ثم صلى ولم يتوضأ ثم ضحكت.
روي هذا الحديث بهذا الإسناد بألفاظ متعددة، فقال قوم قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض نساءه ثم صلى ولم يتوضأ، وقال قوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل إحدى نسائه وهو صائم، وقال قوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ثم لا يتوضأ. وهذا بيان ما جاء في هذا الحديث من الاختلاف، والدليلُ على أن الصواب أنه صلى الله عليه وسلم كان يقبل نسائه وهو صائم.
أقول وبالله تعالى التوفيق:
روى هذا الحديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها وعن هشام رواه محمد بن جابر (67) والحسن بن دينار (68) قالوا جميعا كان يقبل ولا يتوضأ، غير أن الحسن بن دينار قال عن هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير أن رجلا قال سألت عائشة عن الرجل يقبل امرأته بعد الوضوء فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ...... الحديث. قال أبو الحسن رحمه الله: هكذا قال فيه أن رجلا قال سألت عائشة رضي الله عنها. قلت: وهذا لا يصح ألبتة ـ وهو خلاف ما تقدم عن محمد بن جابر ـ لا سيما إذا عرفت أن الحسن بن دينار متروك وكذبه البعض (69).
وقد خالفهم (أي محمد بن جابر والحسن بن دينار) أبو أويس (70) وعبد الملك بن محمد (71) فذكرا الصيام والوضوء جميعا، قال أبو أويس ..... عن عائشة أنها بلغها قول ابن عمر في القبلة الوضوء، فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ثم لا يتوضأ. وقال عبد الملك بن محمد ...... عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلها وهو صائم وقال إن القبلة لا تنقض الوضوء ولا تفطر الصائم، وقال يا حميراء إن في ديننا لسعة. وقال إسحاق أخشى أن يكون غلط، قال أبو محمد في المرة الأولى غلط. وأحسب أن الذي خشيه ابن راهويه رحمه الله هو الخطأ في إدخال الوضوء على الصيام والله تعالى أعلم. وذكره أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى عن ابن أبي داود ـ بالمعنى ـ من طريق عبد الملك بن محمد ...... عن عائشة رضي الله عنها
¥(39/386)
مرفوعا ليس في القبلة وضوء (72).
وقد خالف جميع من ذكرنا من حفظه كحفظ عشرة من كل واحد منهم، فرواه مالك (73) ويحيى بن سعيد (74) وسفيان بن عيينة (75) و وكيع (76) واختلف عليه فيه وسيأتي إن شاء الله، وشريك (77) والفريابي (78) وأبو معاوية الضرير (79) قالوا جميعا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم، كذا بألفاظ متقاربة.
أما حديث وكيع فرواه عنه حاجب بن سليمان (80) ......... عن عائشة قالت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض نساءه ثم صلى ولم يتوضأ، ثم ضحكت. قال أبو الحسن رحمه الله: تفرد به الحاجب عن وكيع ووهم فيه، والصواب عن وكيع بهذا الإسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم، وحاجب لم يكن له كتاب إنما كان يحدث من حفظه.
قلت: وقد خالف حاجبا الإمام أحمد أبو عبد الله الشيباني رحمة الله عليه (81)، و هو من هو في الحفظ والإتقان، شهد أئمة هذا الشأن على ذلك.
سابعا: حديث عطاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل ثم يصلي ولا يتوضأ. روي بألفاظ متقاربة.
أقول وبالله التوفيق:
رواه الإمام أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى من طريق غالب عن عطاء عن عائشة قالت ربما قبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يصلي ولا يتوضأ (82) قال أبو الحسن رحمه الله: غالب هو ابن عبيد الله، متروك.
قال البخاري رحمه الله تعالى: منكر الحديث (83) وقال النسائي رحمه الله تعالى: متروك الحديث (84) وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: غالب بن عبيد الله الجزري يروي عن عطاء، قال يحيى ليس بثقة، وقال الرازي والدارقطني متروك الحديث، وقال أبو الفتح الأزدي متروك الحديث لا يحل أن يروى عنه الحديث (85).
وقال ابن حبان رحمه الله تعالى: يروي المعضلات عن الثقات حتى ربما سبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها، لا يجوز الاحتجاج بخبره بحال، ....... روى عن نافع عن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ولا يعيد الوضوء (86).
ورواه الدارقطني رحمه الله تعالى من طريق أبي بدر عن أبي سلمة الجهني عن عبد الله بن غالب عن عطاء عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض نسائه ثم لا يحدث وضوءا (87). قال أبو الحسن: قوله عبد الله بن غالب وهم، وإنما أراد غالب بن عبيد الله، وهو متروك، وأبو سلمة الجهني هو خالد بن سلمة ضعيف وليس بالذي يروي عنه زكريا بن أبي زائدة. كذا عند الدارقطني في المطبوع.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى (88): قال الدارقطني: وهم أبو بدر في اسمه فقلبه وإنما هو غالب بن عبيد الله العقيلي، وهو متروك الحديث.
ورواه أبو الحسن رحمه الله من طريق الوليد بن صالح نا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم الجزري عن عطاء عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل ثم يصلي ولا يتوضأ (89). قال أبو الحسن رحمه الله: يقال إن الوليد بن صالح وهم في قوله عن عبد الكريم، وإنما هو حديث غالب، ورواه الثوري عن عبد الكريم عن عطاء من قوله وهو الصواب ..... والله أعلم.
وقول عطاء رواه أبو الحسن رحمه الله من طريق عبد الرحمن نا سفيان عن عبد الكريم الجزري عن عطاء قال ليس في القبلة وضوء (90). قال أبو الحسن: وهذا هو الصواب.
ورواه من طريق الجزري أبو بكر البزار رحمه الله تعالى قال حدثنا إسماعيل بن يعقوب بن صبيح ثنا محمد بن موسى بن أعين ثنا أبي عن عبد الكريم الجزري عن عطاء عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض نسائه ثم يصلي ولا يتوضأ (91).
وقد دافع الزيلعي رحمه الله تعالى عن هذا الحديث كثيرا كما في نصب الراية وتكلم عن ثقة رجاله بما لا حاجة لذكره، ثم قال: قال عبد الحق بعد ذكره لهذا الحديث من جهة البزار لا أعلم له علة توجب تركه ولا أعلم فيه مع ما تقدم أكثر من قول ابن معين حديث عبد الكريم عن عطاء حديث رديء محفوظ، ثم قال (أي الزيلعي) رحمه الله: وانفراد الثقة بالحديث لا يضره، ثم ذكر الرواية الموقوفة من طريق ابن مهدي عن الثوري عن عبد الكريم عن عطاء، ثم أجاب عنها بأن الذي رفعه زاد والزيادة مقبولة والحكم للرافع، ثم قال ويحتمل أن يكون عطاء أفتى به مرة ومرة أخرى رفعه.
¥(39/387)
قلت: أما كلامه عن ثقة رجاله فلا أشك أنهم جازوا القنطرة، وقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى إسناده قوي (92) وقال مرة رجاله ثقات (93)، أما نقله عن عبد الحق رحمه الله تعالى فأقول: لو كان كابن معين رحمه الله لقلنا ليس أحدهما بأولى من الآخر لنحكم له، فكيف وليس هو كابن معين رحمهما الله تعالى!
وأما قوله: انفراد الثقة بالحديث لا يضره ففيه نظر، إذ ليس كل من قيل فيه ثقة احتمل تفرده، إذ لا بد من النظر إلى حاله في شيخه الذي تفرد عنه، فكثيرا ما نرى من الرواة الثقات الأثبات يضعفون في بعض الشيوخ لقرائن ما (94)، قال الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى: ...... لأن حكم أهل العلم والذي نعرف من مذهبهم في قبول ما يتفرد به المحدث من الحديث، أن يكون قد شارك الثقات من أهل العلم والحفظ في بعض ما رووا، وأمعن في ذلك على الموافقة لهم، فإذا وجد كذلك، ثم زاد بعد ذلك شيئا ليس عند أصحابه قبلت زيادته (95). أقول: لو أمعن الجزري على موافقة الثقات من أصحاب عطاء فأي معنى لتضعيف ابن معين له في عطاء خاصة، وكذلك فعل ابن عدي، مع العلم أن ابن معين وثقه في غير موضع، قال المزي رحمه الله: قال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين: ثقة ثبت (96).
قال المزي رحمه الله تعالى: و قال صالح بن أحمد بن حنبل عن علي بن المديني: قلت ليحيى بن سعيد: حدث عبد الكريم عن عطاء في لحم البغل؟ فقال: قد سمعته، و أنكره يحيى وأبى أن يحدثني به (97).
وقد نقل ابن عدي رحمه الله تعالى قول ابن معين: قال حدثنا عبد الملك ثنا عباس سمعت يحيى يقول: أحاديث عبد الكريم عن عطاء رديئة، ثم أشار إلى الحديث الذي قصده ابن معين، وهو حديث عبد الكريم عن عطاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبلها ولا يحدث وضوءا. ثم روى بإسناده حديث عبد الكريم عن عطاء عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: كنا نأكل لحوم الخيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.ثم قال وهذا عن عطاء هو في جملة ما قال ابن معين إن أحاديثه عن عطاء رديئة (98)
فائدة: عبد الكريم الجزري روى له الجماعة، ولم يرو له البخاري رحمه الله عن عطاء إلا حديثا واحدا علقه له في الحج، وكذا مسلم رحمه الله لم يرو له عن عطاء البتة، وليعلم أن إعراض صاحبي الصحيح رحمهما الله تعالى عن نسخة ما مشعر بقصورها عن مرتبة الصحيح، فيلزم من هذا التنقيرُ عن علتها لمن تأهل لذلك فليتأمل ....
وأما قوله (أي الزيلعي): الذي رفعه زاد والزيادة مقبولة والحكم للرافع، ففيه نظر أيضا، لأن هذا لا يقبل إلا من الإمام الحافظ الضابط، قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى: ..... والزيادة في الأخبار لا يلزم إلا عن الحفاظ الذين لم يعثر عليهم الوهم في حفظهم (99). والله تعالى أعلم.
ثامنا: حديث ركن بن عبد الله الشامي عن مكحول عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال قلت يارسول الله الرجل يتوضأ للصلاة ثم يقبل أهله ويلاعبها، ينقض ذلك وضوءه؟ قال: لا.
رواه ابن عدي رحمه الله تعالى من طريق ركن بن عبد الله الشامي عن مكحول عن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه مرفوعا ......... (100).
قال ابن حبان رحمه الله تعالى (101) ركن بن عبد الله الشامي يروي عن مكحول روى عنه أبو حامد محمد بن عبد الملك الأزدي، روى عن مكحول شبيها بمائة حديث ما لكثير شيء منها أصل، لا يجوز الاحتجاج به بحال روى عن مكحول عن أبي أمامة نسخة أكثرها موضوع، وعن غير أبي أمامة من الصحابة وغيرهم، منها روى عن مكحول عن أبي أمامة قال قلت يا رسول الله الرجل يتوضأ للصلاة ثم يقبل أهله أو يلاعبها ينقض ذلك وضوءه؟ قال: لا.
وقال أبو أحمد بن عدي رحمه الله تعالى (102) وركن هذا له عن مكحول أحاديث غير ما ذكرته ومقدار ما له مناكير. قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى منكر الحديث (103). وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: قال ابن المبارك لأن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عن عبد القدوس، وعبد القدوس خير من مائة مثل ركن، وقال يحيى ليس بشيء، وقال النسائي وابن حماد والدارقطني والأزدي متروك (104).
تاسعا: حديث معبد بن نباته .....
¥(39/388)
رواه عبد الرزاق عن إبراهيم بن محمد عن معبد بن نباته (105) عن محمد بن عمرو عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت قبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى ولم يحدث وضوءا (106).
وعن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى قال: روى معبد بن نباته عن محمد بن عمرو بن عطاء عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبل ولا يتوضأ، وقال لا أعرف حال معبد، فإن كان ثقة فالحجة فيما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم (107).
قال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله تعالى: معبد مجهول لا حجة فيما رواه عندنا، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى عند أهل الحديث ضعيف متروك الحديث (108).
عاشرا: حديث أبي سلام عن زيد العمي عن أبي الصديق عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلها ثم مضى لوجهه ولم يحدث وضوءا.
هذا الحديث لم أجده في غير علل ابن أبي حاتم رحمه الله، قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم رحمه الله تعالى سمعت أبي وذكر حديثا حدثنا به عن محمد بن عبد الله بن بكر الصنعاني عن أبي سعيد مولى بني هاشم قال حدثنا أبو سلام عن زيد العمي عن أبي الصديق عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلها ثم مضى لوجهه ولم يحدث وضوءا. قال أبو محمد: سمعت أبي يقول أبو سلام هذا هو خطأ، إنما هو سلام الطويل والحديث منكر وسلام متروك الحديث (109). وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: قال يحيى ضعيف لا يكتب حديثه، وقال مرة ليس بشيء، وضعفه علي جدا، وقال أحمد منكر الحديث، وقال البخاري والرازي تركوه، وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش كذاب، وقال النسائي وعلي بن الجنيد والأزدي والدارقطني متروك الحديث، وقال ابن حبان يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها (110). وفي هذا الحديث بلية أخرى غير سلام وهي زيد العمي، قال ابن معين ليس بشيء وقال علي ضعيف (111) قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: حديث زيد العمي عن أبي الصديق ليس بشيء (112) وقال أبو داود ليس بذاك لا يكتب حديثه (113) وقال ابن حبان: يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصل لها حتى سبق إلى القلب أنه المتعمد لها، وكان يحيى يمرض القول فيه، وهو عندي لا يجوز الاحتجاج بخبره ولا كتابة حديثه إلا للاعتبار (114).
وكتبه أبو بكر ماهر بن عبد الوهاب علوش.
الحواشي:
1* سنن الدارقطني 1/ 138
2* سنن الدارقطني 1/ 137
3* سنن الدارقطني 1/ 138
4* سنن أبي داود 1/ 203
5* الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 5/ 471
6* سنن الترمذي 1/ 207
7* سنن أبي داود 1/ 203
8* السنن الكبرى للبيهقي 1/ 126
9* سنن الدارقطني 1/ 137
10* سنن ابن ماجه 495
11* مسند الإمام أحمد 18/ 47
12* مصنف ابن أبي شيبة 1/ 48
13* سنن ابن ماجه 1/ 168
14* سنن الترمذي 1/ 207
15* علل ابن أبي حاتم 1/ 48
16* سنن النسائي 1/ 128
17* سنن أبي داود 1/ 204
18* الاستذكار لابن عبد البر 1/ 256
19* سنن الدارقطني 1/ 139
20* المراسيل لابن أبي حاتم ص 28
21* بلوغ المرام 1/ 90
22* الدراية في تخريج أحاديث الهداية 1/ 44
23* نصب الراية 1/ 72
24* علل الترمذي لابن رجب 1/ 30
25* الجرح والتعديل 2/ 32
26* سنن النسائي 1/ 128 وَ سنن أبي داود 1/ 201 وَ ومسند الإمام أحمد 18/ 47
27* مسند أبي حنيفة 1/ 206 وَ سنن الدارقطني 1/ 141
28* صحيح مسلم 2/ 779
29* سنن الدارقطني 1/ 140
30* سنن أبي داود 1/ 201 وَ سنن النسائي 1/ 128
31* سنن أبي داود 1/ 201 وَ سنن الدارقطني 1/ 139
32* مسند الإمام أحمد 18/ 47 وَ سنن الدارقطني 1/ 139
33* سنن أبي داود 1/ 201
34* مصنف عبد الرزاق 1/ 135 وَ سنن الدارقطني 1/ 141 وَ السنن الكبرى للبيهقي 1/ 127
35* سنن الدارقطني 1/ 139
36* سنن الدارقطني 1/ 141
37* سنن الدارقطني 1/ 141
38* سنن الدارقطني 1/ 140
39* علل الترمذي لابن رجب 2/ 538
40* علل ابن أبي حاتم 1/ 48
41* مسند الإمام أحمد 17/ 298 وَ سنن ابن ماجه 496 وَ سنن الدارقطني 1/ 142
42* سنن الدارقطني 1/ 142
43* تهذيب التهذيب 6/ 596
44* سنن الدارقطني 1/ 142
45* الاستذكار لابن عبد البر 1/ 168
46* سنن الدارقطني 3/ 174
47* علل ابن أبي حاتم 1/ 47
48* سنن الدارقطني 1/ 135
49* مسند الإمام أحمد 18/ 97 وَ السنن الكبرى للنسائي 2/ 200 وَ صحيح ابن حبان 8/ 314 وَ
مسند إسحاق بن راهويه 2/ 483
¥(39/389)
50* السنن الكبرى للنسائي 2/ 200 واختلف فيه على عقيل فقال أحمد بن السرح في كتاب خالي (أي
عبد الرحمن بن عبد الحميد المهري) عن عقيل أن ابن شهاب أخبره أن عروة عن عائشة رضي الله تعالى
عنها. وقال الليث بن سعد حدثني عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي
الله تعالى عنها. وتابع عقيلا على رواية الليث عنه معمر وابن أبي ذئب، مما يرجحها على رواية أبي
الطاهر بن السرح عن كتاب خاله المهري والله تعالى أعلم.
51* السنن الكبرى للنسائي 2/ 200
52* المعجم الأوسط للطبراني 5/ 139
53* السنن الكبرى للنسائي 2/ 200
54* سنن الدارقطني 1/ 135
55* ضعفاء العقيلي 3/ 171
56* ميزان الاعتدال 5/ 244
57* الثقات لابن حبان 9/ 151
58* سنن الدارقطني 1/ 142
59* مسند الإمام أحمد 18/ 97 وَ مسند إسحاق بن راهويه 2/ 483 وَ السنن الكبرى للنسائي 2/ 200 وَ
صحيح ابن حبان 8/ 314
60* راجع علل الترمذي لابن رجب 2/ 516
61* سنن الدارقطني 1/ 136
62* المعجم الأوسط للطبراني 4/ 312
63* السنن الكبرى للنسائي 2/ 201
64* و هم معمر وعقيل وابن أبي ذئب (راجع التعاليق 42 - 43 - 44)
65* السنن الكبرى للنسائي 2/ 201 - 202
66* مقدمة صحيح مسلم ص 7
67* سنن الدارقطني 1/ 136 قال أبو الحسن رحمه الله: ذكره ابن أبي داود قال حدثنا ...........
68* سنن الدارقطني 1/ 136 وَ الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 3/ 130
69* راجع تهذيب التهذيب 1/ 487 ذكره تمييزا.
70* سنن الدارقطني 1/ 136 وأبو أويس هو عبد الله بن عبد الله وهو في جملة من يكتب حديثه.
71* مسند إسحاق بن راهويه 2/ 172
72* سنن الدارقطني 1/ 136
73* صحيح البخاري 4/ 194 وَ صحيح ابن حبان 8/ 309
74* صحيح البخاري 4/ 194 وَ مسند الإمام أحمد 17/ 635 وَ السنن الكبرى للنسائي 2/ 200
وَ صحيح ابن حبان 8/ 311
75* صحيح مسلم 2/ 776 وَ مسند الحميدي 1/ 101
76* مسند الإمام أحمد 18/ 39
77* مصنف ابن أبي شيبة 2/ 314
78* حلية الأولياء 7/ 138
79* مسند إسحاق بن راهويه 2/ 172
80* سنن الدارقطني 1/ 136
81* مسند الإمام أحمد بن حنبل 18/ 39
82* سنن الدارقطني 1/ 137
83* الضعفاء الصغير للإمام البخاري ترجمة 291
84* الضعفاء والمتروكين ترجمة 484
85* الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 245
86* المجروحين لابن حبان 2/ 201
87* سنن الدارقطني 1/ 142
88* لسان الميزان 4/ 93
89* سنن الدارقطني 1/ 137
90* سنن الدارقطني 1/ 137 وَ 142
91* هذا الحديث لم أجده في المسند المعلل للبزار وإنما وجدته في نصب الراية للزيلعي 1/ 74 ساق من عند
البزار بإسناده إلى عائشة رضي الله تعالى عنها مرفوعا.
92* تلخيص الحبير 3/ 287
93* الدراية في تخريج أحاديث الهداية 1/ 45
94* راجع على سبيل المثال في علل الترمذي لابن رجب سليمان التيمي في قتادة 2/ 631 و جعفر بن
برقان الجزري في الزهري 2/ 635 و معقل بن عبيد الله الجزري والمغيرة بن مسلم في أبي الزبير
2/ 638 - 639 و عكرمة بن عمار العجلي في يحيى بن أبي كثير 2/ 641 و حبيب بن أبي ثابت و
عبد الكريم الجزري في عطاء 2/ 651 - 655 ......... إلى غير ذلك
95* مقدمة صحيح مسلم ص 7
96* تهذيب الكمال 18/ 255
97* تهذيب الكمال 18/ 257
98* الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 7/ 42
99* التمييز للإمام مسلم ص 22
100* الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 4/ 91
101* المجروحين لابن حبان 1/ 301
102* الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 4/ 92
103* التاريخ الكبير للإمام البخاري ترجمة 1161
104* الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 286
105* في المطبوع بنانة، وما أثبته الصواب والله اعلم.
106* مصنف عبد الرزاق 1/ 135
107* تلخيص الحبير 1/ 338
108* الاستذكار لابن عبد البر 1/ 257
109* علل ابن أبي حاتم 1/ 63
110* الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 6
111* سؤالات ابن أبي شيبة لعلي بن المديني 1/ 54
112* العلل ومعرفة الرجال 3/ 465
113* سؤالات الآجري لأبي داود 1/ 286
114* المجروحين لابن حبان 1/ 309
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[02 - 03 - 04, 10:14 م]ـ
ملف ورد
ـ[ابن معين]ــــــــ[03 - 03 - 04, 02:56 ص]ـ
بارك الله فيك أخي على هذا الجهد المبارك في تخريج الحديث ودراسة أسانيده ..
ولي بعض المناقشة حول تحرير من هو عروة في هذا الحديث، ولعلي أبين ذلك قريباً إن يسر الله.
وللفائدة فقد سبق الكلام على رواية حبيب بن أبي ثابت عن عروة على هذا الرابط فلعلك تراجعه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=5899
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[03 - 03 - 04, 10:48 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا أخي ابن معين
وتهنئة كبيرة مرة أخرى على الماجستير وأسأل الله تعالى أن ييسر لك سبيل الدكتوراه.
ولي تعليق على كلام الأخ النقاد حفظه الله تعالى ونفعنا به، وسأضعه في مكانه.
ولي عندكم طلب، أنتم تعلمون بالطبع أن ابن معين رحمة الله عليه مَضْرَب المثل عند الكلام على الأئمة المتشددين في الرجال، وهذا الأمر يتسرع فيه كثير من الإخوة عند الكلام عن تجريح ابن معين، فتراهم عندما يحسن حال الراوي عندهم ويكون ابن معين رحمة الله عليه قد غمزه، تراهم يقولون لك: وابن معين من المتشددين في الرجال، فيطرحون قول الإمام، فحبذا لو تبحث لنا هذا الموضوع متى يسر الله لك الوقت والراحة.
أخوكم أبو بكر بن عبد الوهاب.
¥(39/390)
ـ[ابن معين]ــــــــ[04 - 03 - 04, 12:33 ص]ـ
وجزاكم الله خيراً أخي ماهر، وأشكر لكم تهنئتكم، والعقبى لكم إن شاء الله في الدنيا والآخرة. وما طلبتموه من بيان موقف ابن معين في جرح الرواة ونسبته إلى التشدد في ذلك فهو مهم، ويقع الخطأ في التطبيق فيه كثيراً، وأسأل الله أن ييسر الوقت لذلك.
وقد أجدتم في تخريج الحديث والكلام على رواياته وبيان علله.
لكن لي وقفة يسيرة في رواية حبيب بن أبي ثابت عن عروة، وتعيين من هو عروة؟
فقد رجحتم أن عروة في هذا الحديث هو المزني وقلتم: (الذي رجحه الأئمة المعتبرون هو أنه المزني وهو مجهول لا يعرف، ولا يغتر بقول من قال إنه ابن الزبير).
وقد تأملت أدلتكم على تعيين أنه المزني فلم أجد دليلاً قوياً يدل على ما رجحتم!
ولا يكفي إثباتكم أن من نسب عروة في هذا الحديث فقد أخطأ، وأن الصحيح في الروايات هو أنه لم ينسب، فيبقى الدليل على إثبات أنه المزني؟
نعم ذكرتم رواية عبدالرحمن بن مغراء عن الأعمش أنه قال حدثنا أصحاب لنا عن عروة المزني .. لكن ضعفتم روايته، وأجدتم في ذلك.
وذكرتم كلام أبي داود حيث قال: (ورُوي عن الثوري قال: ما حدثنا حبيب إلا عن عروة المزني، يعني لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشيء).
ثم عارضتم كلام الثوري بكلام أبي داود _ على ما فهمتموه _ وهو أن أبا داود يرجح تصحيح سماع حبيب من عروة بن الزبير!!
على أن أ باداود قال: (رُوي عن الثوري). وهذا لم يسنده أبوداود، فلا يمكن الحكم عليه!
هذا ما يمكن الاستدلال به على أن عروة هو المزني، وقد رأيتم ما فيه.
والذي يظهر لي هو أن عروة في هذا الحديث هو ابن الزبير، لقرائن كثيرة، منها:
1_ أن الأصل في عروة من الرواة إذا لم يُنسب أنه ينصرف لعروة بن الزبير، لأنه أشهر من تسمى بهذا الاسم كما لا يخفاك.
2_ أن عروة في هذا الحديث يروي عن عائشة رضي الله عنها، والغالب في رواية عروة بن الزبير هو عن عائشة رضي الله عنها.
3_ أنه جاء في الحديث قول عروة لعائشة: (فقلت لها: من هي إلا أنت؟! فضحكت). ومثل هذا الكلام لا يمكن أن يقوله لعائشة إلا عروة بن الزبير لأنها خالته.
4_ أن حبيب بن ثابت روى عن عروة حديثين آخرين سوى هذا الحديث.
فمنها حديث المستحاضة: وقد نسب عروة بأنه ابن الزبير في بعض الطرق، وممن نسبه عبدالله بن داود ومحمد بن ربيعة ووكيع بن الجراح فيما رواه عنه محمد بن سعيد العطار وعلي بن محمد.
والحديث الآخر: هو الذي ذكره أبوداود وتعقب به على الثوري، وفيه نسبة عروة أنه ابن الزبير، وإن لم ينسب في مصادر أخرى.
5_ أن الأئمة المتقدمين لم يعلوا الحديث بجهالة عروة لأنه المزني، وإنما أعلوه بالانقطاع بين حبيب بن أبي ثابت وعروة بن الزبير، ففيه إشارة إلى أن من أعل الحديث بهذه العلة أنه يرى أن عروة في هذا الحديث هو عروة بن الزبير.
وقد أخرج إسحاق بن راهويه الحديث في مسنده في باب: (ما يروي عروة بن الزبير عن خالته عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم)، وكذا فعل البزار فيما يتعلق بحديث المستحاضة، وهو ما أفهمه أيضاً من صنيع أبي داود لما عقب على كلام الثوري كما أوضحته في التعقيب على الموضوع الآخر (رواية حبيب بن أبي ثابت عن عروة).
والله أعلم.
تنبيه: كتبت تعقيباً على الموضوع الآخر وقد تكررت الكتابة، ومع ذلك لم يرتفع الموضوع، فلا أدري ما السبب!
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[04 - 03 - 04, 11:31 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا أخي الكريم ابن معين
عندما بدأتُ تخريج الحديث وقفت كثيرا عند رواية حبيب عن عروة
بعد البحث في هذه الرواية وصلت إلى جزم بضعفها تحت احتمالين الأول الانقطاع بناء على أن عروة هو ابن الزبير، والثاني مبناه جهالة عروة على أنه المزني.
ثم انطلقت للتوسع فوجدت شبه اتفاق على أن حبيبا لم يسمع من عروة، ورأيت الترمذي ذكر قول البخاري رحمه الله تعالى عقب هذا الحديث بأن حبيبا لم يسمع من عروة مما يستدل به إلى إرادة الانقطاع ويلزم من هذا أن عروة هو ابن الزبير.
ثم وجدت أن الثوري جزم بأن حبيبا لم يسمع من عروة بن الزبير شيئا ثم وجدته قال أنه لم يحدثهم عن عروة بن الزبير شيئا إنما حدثهم عن عروة المزني، ثم وجدت يحيى بن سعيد شهد على الثوري أنه كان أعلم الناس بهذا الحديث، ثم قلتُ في نفسي: الثوري من أعرف الناس بحبيب، وقد أكد بأنه لم يسمع عروة وبأنه روى عن المزني، فقلت معه زيادة علم عن غيره (وله ذلك بحكم روايته عن حبيب) مما قوّى عندي أنه المزني كما قال، ثم لم أجد عروة منسوبا في رواية نظيفة اتفق عليها عن حبيب مما دعاني للقول بأنه المزني.
لكن الحال أني في الحقيقة لم أتنبه إلى أن أبا داود روى قول الثوري معلقا، فبنيت عليه دون دراسة متأنية له، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
بحثت الآن عن قول سفيان الذي علقه أبو داود فلم أجده مسندا وسأحاول مرة أخرى.
أخي ابن معين جزاك الله خيرا، وسأراجع نفسي مرة أخرى في رواية حبيب عن عروة، لكن أحتاج إلى وقت، ثم سأرجع إلى ما قصَّرتُ فيه، وهو دراسة أحاديث حبيب عن عروة وهل يصح في أحدها عروة منسوبا، فإن صح ذلك فبه، لكنها تبقى منقطعة وهذا ما أرانا نتفق عليه إن شاء الله تعالى.
أخوكم ماهر.
¥(39/391)
ـ[أبو أحمد الشامي]ــــــــ[06 - 03 - 04, 03:14 ص]ـ
مشكورة جهودك يا أبا بكر، ونحن بانتظار تكملة البحث منك، وجزاك الله كل الخير أنت وكل من يعمل في خدمة حديث نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[14 - 06 - 04, 09:05 م]ـ
سؤال إلى شيوخنا الكرام
من هو عروة الراوي عن عائشة رضي الله عنها، ابن الزبير أم المزني؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[07 - 07 - 04, 06:41 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا بكر
في العلل للدارقطني (5 / ق / 127 / ب)
وسئل عن حديث عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلَّم قبَّل بعض نسائه، ثم خرج إلى الصَّلاة ولم يتوضأ.
فقال:
يرويه الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة
وحبيب لم يسمع من عروة شيئا، قال ذلك يحيى القطان عن الثوري
حدَّث به عن الأعمش جماعة منهم علي بن هشام وأبو بكر بن عيَّاش وأبو يحيى الحماني ووكيع بن الجرَّاح
واختلف عليه فرواه (أكثر) أصحاب وكيع الحفاظ عنه عن الأعمش عن حبيب
وحدَّث به شيخ لأهل بخارى يعرف بحامد بن سهل عن ابن أبي عمر العدني عن وكيع عن سفيان عن حبيب، ووهم في قوله سفيان، وإنما رواه وكيع عن الأعمش.
وروي هذا الحديث هشام بن عروة، واختلف عنه:
فرواه حاجب بن سليمان عن وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ((أن النبي صلى الله عليه وسلَّم كان يقبِّل ثم يخرج إلى الصَّلاة ولا يتوضَّأ))
فوهم فيه حاجب، وكان يحدِّث من حفظه، ويقال إنه لم يكن له كتاب.
والصَّواب عن وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة ((أن النبي صلى الله عليه وسلَّم كان يقبِّل وهو صائم)).
ورواه عاصم بن علي عن ابن أبي أويس عن هشام نحو رواية حاجب بن سليمان عن وكيع، قاله علي بن عبدالعزيز عنه، ولم يتابع عليه.
وكذلك رواه بقية عن عبدالملك بن محمد، شيخ له مجهول عن هشام.
وكذلك رواه هشام بن عبدالله الرازي عن محمد عن جابر عن هشام
وكذلك روي عن نوح بن ذكوان عن هشام عن أبيه عن عائشة وزاد فيه زيادة كبيرة تفرد بها كلها وهم، والصَّحيح عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلَّم كان يقبل وهو صائم.
وكذلك رواه الزهري عن عروة عن عائشة، حدَّث به عنه الأوزاعي وابن عيينة ومعمر وأسامة بن زيد، واختلف عن معمر وقد ذكرنا الخلاف فيه قبل هذا.
وكذلك روي عن شعبة عن [ابن] أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلَّم كان يقبل وهو صائم.
وكذلك روي عن موسى بن عقبة عن عروة عن عائشة.
حدثنا أبو بكر النيسابوري ثنا عبدالرحمن بن بشر بن الحكم قال جئنا من عند عبدالله بن داود يعني الخريبي إلى يحيى بن سعيد القطان
فقال: من أين جئتم؟
قلنا: من عند ابن داود.
فقال: ما حدَّثكم؟
قلنا: ثنا عن الأعمس عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة ... الحديث.
فقال يحيى: أما لإن سفيان الثوري كان أعلم النَّاس بهذا، زعم أن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة شيئا.
حدَّثنا أحمد بن شعيب بن صالح البخاري أبو منصور من أصل كتابه قال حدثنا حامد بن سهل بن الحارث البخاري حدثنا ابن أبي عمر العدني ثنا وكيع ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قبَّل بعض نسائه، ثم خرج إلى الصَّلاة ولم يمس ماءً، ولم يتوضَّأ.
فقلت لها: من هي إلاَّ أنت.
فضَحِكَتْ. ا. هـ
وهناك كلام آخر له في (5 / ق / 149/ أ)
وسئل عن حديث أبي سلمة عن عائشة ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يخرج إلى الصَّلاة، ثم يقبلني ولا يتوضأ))
وقد نقله وتكلَّم عليه الدكتور / عبدالله دمفو.
في كتابه: مرويات الإمام الزهري المعلَّة في كتاب العلل للدارقطني ((4/ 2170 _ 2189)
والله أعلم(39/392)
إرشاد الملأ إلى ضعف حديث قبل ثم صلى ولم يتوضأ
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[29 - 02 - 04, 11:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
(دراسة لحديث عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ).
أولا: حديث الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ. بألفاظ متقاربة كلفظ الأصل.
أقول وبالله التوفيق:
لا يعرف هذا الحديث (فيما أعلم) عن حبيب بن أبي ثابت إلا بالأعمش وعنه انتشر، واختلف عليه في إسناده ومتنه، فرواه عنه وكيع واختلف عليه في نسب عروة شيخ حبيب بن أبي ثابت وسيأتي الكلام فيه.
ورواه عن الأعمش أبو بكر بن عياش (1) وعلي بن هاشم (2) قالا حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ، قال عروة: فقلت لها من هي إلا أنت، فضحكت. ولفظهما متقارب.
ورواه عن الأعمش أيضا عبد الحميد الحماني (3) ولم ينسب عروة، إلا أنه قال حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح صائما ثم يتوضأ للصلاة فتلقاه المرأة من نسائه فيقبلها ثم يصلي، قال عروة: قلت لها من ترينه غيرك، فضحكت.
قلت: تفرد الحماني بسياق هذا المتن عن الأعمش والله تعالى أعلم.
ورواه عن الأعمش عبد الرحمن بن مغراء (4) قال حدثنا الأعمش أخبرنا أصحاب لنا عن عروة المزني عن عائشة رضي الله تعالى عنها بلفظ الأصل .... قلت: وهو وهم، عبد الرحمن بن مغراء تفرد بهذه الرواية عن الأعمش ولم يتابعه أحد على نسب عروة، لا بل خالف من هو أرفع منه في أصحاب الأعمش، وقد تكلم أهل الشأن في روايته عن الأعمش حصرا، قال أبو أحمد بن عدي رحمه الله تعالى (5): حدثنا ابن أبي عصمة و محمد بن خلف، قالا: حدثنا محمد بن يونس سمعت علي بن عبد الله يقول: عبد الرحمن بن مغراء أبو زهير ليس بشيء، كان يروى عن الأعمش ست مئة حديث، تركناه، لم يكن بذاك. قال أبو أحمد بن عدي رحمه الله تعالى: و هذا الذي قاله علي بن المديني هو كما قال، إنما أنكرت على أبي زهير هذا أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعه الثقات عليها، و له عن غير الأعمش غرائب، و هو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم
والله تعالى أعلم.اهـ وعلى أي حال فعروة المزني هذا مجهول لا يكاد يعرف، ومن كان هذا حاله فحري أن لا يأخذ الحديث عنه، والله تعالى أعلم.
و قد أشار أبو داود رحمه الله تعالى إلى رواية زائدة عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها بلفظ الأصل ولم أقف عليها.
أما الاختلاف على وكيع رحمه الله فرواه عنه قتيبة وهناد وأبو كريب وأحمد بن منيع ومحمود بن غيلان وأبو عمار الحسين بن حريث (6) وعثمان بن أبي شيبة (7) وإبراهيم بن عبد الله العبسي (8) وأبو هاشم الرفاعي وحاجب بن سليمان ويوسف بن موسى (9) جميعا قالوا حدثنا وكيع عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة (غير منسوب) عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ قال: قلت من هي إلا أنت، قال: فضحكت.
وخالفهم عن وكيع أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد عند ابن ماجه رحمه الله (10) والإمام أحمد رحمه الله تعالى في المسند (11) قالوا في حديثيهم حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن الزبير (هكذا منسوب) عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ، قال عروة: قلت لها من هي إلا أنت، قال: فضحكت.
¥(39/393)
واختلف فيه على ابن أبي شيبة ففي المصنف قال حدثنا وكيع بن الجراح قال حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة (غير منسوب) عن عائشة رضي الله تعالى عنها مرفوعا .... الحديث (12) وأما ابن ماجه فقال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن الزبير (هكذا منسوب) عن عائشة رضي الله تعالى عنها مرفوعا .... الحديث (13) وسيأتي الكلام عن هذا الاختلاف.
قلت وبالله التوفيق:
قال أبو عيسى رحمه الله تعالى (14): وإنما ترك أصحابنا حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا لأنه لا يصح عندهم لحال الإسناد.
قال وسمعت أبا بكر العطار البصري يذكر عن علي بن المديني قال ضعف يحيى بن سعيد القطان هذا الحديث جدا وقال هو شبه لا شيء. قال وسمعت محمد بن إسماعيل يضعف هذا الحديث، وقال حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة.
وقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم رحمه الله تعالى (15) سمعت أبي يقول لم يصح حديث عائشة في ترك الوضوء في القبلة، يعني حديث الأعمش عن حبيب عن عروة عن عائشة، وسئل أبو زرعة عن الوضوء من القبلة فقال إن لم يصح حديث عائشة قلت به.
والذي يظهر من صنيع أبي عبد الرحمن النسائي رحمه الله تعالى تضعيفه لهذا الحديث كما في السنن (16) إذ افتتح الباب بحديث التيمي عن عائشة رضي الله تعالى عنها، ولا يخفى على أحد أنه منقطع (وسيأتي الكلام فيه إن شاء الله)، ثم قال عقبه: ليس في هذا الباب أحسن من هذا الحديث وإن كان مرسلا.
قال أبو داود رحمه الله تعالى (17): قال يحيى بن سعيد القطان لرجل: احك عني أن هذين يعني حديث الأعمش هذا عن حبيب وحديثه بهذا الإسناد في المستحاضة أنها تتوضأ لكل صلاة، قال يحيى احك عني أنهما شبه لا شيء.
وقال أبو داود رحمه الله تعالى: روي عن الثوري قال: ما حدثنا حبيب إلا عن عروة المزني، يعني لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشيء.
ثم أشار أبو داود رحمه الله تعالى إلى صحة سماع حبيب من عروة بن الزبير بحديث حمزة الزيات.
وكذا أبو عمر بن عبد البر رحمه الله تعالى قال: وهذا الحديث عندهم معلول، فمنهم من قال لم يسمع حبيب من عروة، ومنهم من قال ليس هو عروة بن الزبير وضعفوا هذا الحديث ودفعوه، وصححه الكوفيون وثبتوه لروايه الثقات أئمة الحديث له، وحبيب بن أبي ثابت لا ينكر لقاؤه عروة لروايته عمن هو أكبر من عروة وأجل وأقدم موتا، وهو إمام من أئمة العلماء الجلة (18).
وقال أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى (19) حدثنا أبو بكر النيسابوري حدثنا عبد الرحمن بن بشر قال سمعت يحيى بن سعيد يقول وذكر له حديث الأعمش عن حبيب عن عروة فقال: أما إن سفيان الثوري كان أعلم الناس بهذا، زعم أن حبيبا لم يسمع من عروة شيئا.
قلت: وزعم هنا بمعنى قال كما هو واضح ـ ولا يخفى ذلك على من طالع الكتاب لسيبويه رحمه الله ـ، وهذه شهادة من يحيى بن سعيد القطان رحمه الله على الثوري أنه أعلم الناس بهذا الحديث. وهذا كيِّس فليتأمل
قلت: وأكثر الحفاظ المتقدمين على عدم سماع حبيب من عروة، وهو الصحيح إن شاء الله تعالى، وأما حديث الزيات الذي أشار إليه أبو داود رحمه الله فقد رواه الترمذي رحمه الله تعالى في كتاب الدعوات وفيه عروة هكذا غير منسوب. وقال أبو عيسى عقبه: هذا حديث حسن غريب سمعت محمدا يقول حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئا والله أعلم.
وفي المراسيل لابن أبي حاتم (20) قال أبو محمد رحمه الله: حبيب بن أبي ثابت ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: لم يسمع حبيب بن أبي ثابت من عروة. قال أبو محمد رحمة الله عليه: وكذا قال أحمد لم يسمع من عروة.
قلت: وسيورد علينا الخصم رواية أبي بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد والإمام أحمد رحمهم الله تعالى، والتي قالوا فيها عروة بن الزبير (هكذا منسوب) وأقول في رد هذا الإيراد بعد الاستعانة بالله تبارك وتعالى:
¥(39/394)
أما رواية ابن ماجه فلا يصح فيها نسب عروة من طريق ابن أبي شيبة، والذي أراه أنه وقع منسوبا عنده من طريق علي بن محمد فقرن السند وحمل رواية أبي بكر على رواية علي بن محمد واعتبرها زيادة ثقة تفسر ما جاء مبهما في حديث أبي بكر بن أبي شيبة رحمه الله، ولا يصح هذا بحال (أي اعتبارها زيادة ثقة) فأين علي بن محمد من الأئمة الذين ذكرنا حتى يحكم له عليهم، والله تعالى أعلم. قلت: وهذا الجمع بين رواية المصنَّف ورواية ابن ماجه أولى من القول بتعارضهما وتوهيم الأئمة الثقات فيما أرى والله تعالى أعلم.
وأما رواية الإمام أحمد رحمة الله عليه فيقع في قلبي أنها خطأ، ولا أستطيع الجزم فيها بشيء ـ (غير أن الأئمة الجهابذة رحمة الله عليهم جزموا بأن حبيبا لم يسمع من عروة بن الزبير كما تقدم) ـ فقد يكون الوهم فيها من القطيعي أو عبد الله أو الإمام أو وكيع أو الأعمش، غير أني أميل إلى أنها خطأ من النساخ ومما يقوي هذا عندي أني لم أرَ أحدا ممن قوى هذا الحديث استدل برواية الإمام أحمد رحمة الله عليه، ولا يخفى على أمثالهم مراجعة المسند هذا إن لم يكونوا حفظوه، مع العلم أن الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى عزاه لمسند أحمد (21) وأشار إلى رواية عروة بن الزبير منسوبا عند ابن ماجه والدارقطني رحمهما الله تعالى (22) ولا يخفى على من تأمل هذا أن الحافظ رحمه الله وقف على رواية الإمام أحمد ولم يره فيها منسوبا، وهذا أغلب الظن و إلا فلا يخفى عليه الاستدلال بها؟! وقد يجاب عما أقول بنسيان الحافظ لها، فأقول هو محتمل وإن كان بعيدا فيما أرى، لأن الحافظ رحمه الله يناقش مسألة هامة عرف الخلاف فيها قديما وحديثا، وعلى أي حال فلو سلمنا أن هذه الرواية فاتت الحافظ ابن حجر رحمه الله فهل فاتت الإمام الزيلعي رحمه الله تعالى أيضا؟! مع العلم أنه يستدل لمذهبه، وقد ذَكر رواية ابن ماجه ليبين أن عروة هو ابن الزبير (23) وإن ذِكره لرواية أحمد مما يقوي مقالته، الذي أراه أن الزيلعي لم يذكر رواية أحمد لأنها كما قلت ليس فيها نسب عروة، والله تعالى أعلم.
قلت: والحاصل أن محل الإشكال في هذا الحديث هو عروة الراوي عن عائشة رضي الله تعالى عنها، هل هو ابن الزبير أو المزني؟
الذي رجحه الأئمة المعتبرون أنه المزني وهو مجهول لا يعرف، ولا يغتر بقول من قال إنه ابن الزبير.
قلت: فإن قال قائل: أسندَ الترمذي رحمه الله تعالى في العلل (24) إلى الثوري إسنادا مجملا يروي فيه مذهب سفيان رحمه الله تعالى وأقواله، وقد قال في السنن عقب الحديث: وهو قول سفيان وأهل الكوفة، قالوا ليس في القبلة وضوء، فكيف قال بهذا وحكم بأن عروة هو المزني وليس ابن الزبير؟
قلنا: كون الثوري رحمه الله تعالى أثبت أنه المزني شيء، وكونه أخذ بهذا الحديث أو لازِمه شيء آخر، ولا تلازم بين المسألتين، وهذا لا يخفى على من آتاه الله الفهم، والله تعالى أعلم.
ثانيا: حديث سفيان عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض أزواجه ثم يصلي ولا يتوضأ. روي بألفاظ متقاربة كلفظ الأصل.
تفرد بهذا الحديث أبو روق عطية بن الحارث الهمداني، وليس هو ممن يحتمل تفرده بالجملة، فكيف وقد تفرد عن التيمي بما لم نجده عند الأعمش وهو من كبار أصحابه الذين جمعوا حديثه؟! قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم رحمه الله تعالى: حدثني أبي عن أحمد الدورقي نا عبد الرحمن بن مهدي قال قيل لشعبة متى يترك حديث الرجل؟ قال إذا حدث عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون، وإذا أكثر الغلط، وإذا اتهم بالكذب، وإذا روى حديثا غلطا مجتمعا عليه فلم يتهم نفسه فيتركه طرح حديثه، وما كان غير ذلك فارووا عنه (25).
واختلف على أبي روق فيه، فرواه عنه سفيان الثوري وأبو حنيفة كلاهما أرسله، إلا أن سفيان رحمه الله قال عن عائشة رضي الله تعالى عنها (26) وأبو حنيفة رحمه الله قال عن حفصة رضي الله تعالى عنها (27) قلت: والمشهور عن حفصة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم (28) ولعل الحمل في هذا الحديث على يحيى بن نصر بن حاجب الراوي عن أبي حنيفة والله تعالى أعلم.
¥(39/395)
وعلى أي حال فالحديث منقطع لأن إبراهيم التيمي كما قال الإمام أبو الحسن الدارقطني رحمه الله (29) لم يسمع من عائشة ولا من حفصة ولا أدرك زمانهما.
إذا عرفت أن الصحيح ما رواه الثوري فاعلم أنه اختلف على الثوري فيه، فرواه أكثر أصحابه مرسلا ووصله البعض. رواه يحيى بن سعيد (30) وعبد الرحمن بن مهدي (31) و وكيع (32) والفريابي (33) كما أشار إليه أبو داود ولم أقف عليه، وعبد الرزاق (34) وغندر محمد بن جعفر وأبو عاصم النبيل (35) وقبيصة (36) جميعا رووه مرسلا بألفاظ متقاربة، قالوا حدثنا سفيان عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن عائشة رضي الله تعالى عنها، وخالفهم معاوية بن هشام فيما حدث عنه عثمان بن أبي شيبة (37) فوصل إسناده، قال حدثنا سفيان الثوري عن أبي روق عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها، واختلف على عثمان بن أبي شيبة في لفظه كما قال أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى (38) فقال عثمان بن أبي شيبة بنفس الإسناد عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم.
قال أبو الحسن رحمه الله تعالى: وقال غير عثمان بالإسناد نفسه عن معاوية بن هشام يبلغ به عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل ولا يتوضأ، ولم أقف عليه والله تعالى أعلم.
قلت وبالله التوفيق:
الخلاصة في هذا الحديث أنه ضعيف لانقطاعه بين التيمي وعائشة رضي الله تعالى عنها، وأما من وصله فتبين ولله الحمد أنه واهم، وهو أضعف من أن يحكم له مع هذه الجبال الراسيات، وفي علل الترمذي لابن رجب رحمه الله تعالى (39) سأل ابن معين رحمه الله تعالى عن أصحاب الثوري أيهم أثبت؟ قال هم خمسة يحيى و وكيع وابن المبارك وابن مهدي وأبو نعيم الفضل بن دكين ...... قال وأما الفريابي فدونهم ..... ولما سئل عن معاوية بن هشام قال: صالح وليس بذاك. والله تعالى أعلم.
ثالثا: حديث زينب السهمية عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ثم يقبل ويصلي ولا يتوضأ. روي بألفاظ متقاربة كلفظ الأصل.
قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم رحمه الله تعالى (40) سمعت أبي وأبا زرعة في حديث حجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن زينب السهمية عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يتوضأ ويقبل ويصلي ولا يتوضأ، فقالا الحجاج يدلس في حديثه عن الضعفاء ولا يحتج بحديثه.
قلت: و زينب السهمية هي بنت محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص عمة عمرو بن شعيب، لا يعرف لها غير هذا الحديث، تفرد به عنها ابن أخيها عمرو بن شعيب، وعن عمرو بن شعيب رواه حجاج بن أرطاة (41) والأوزاعي (42).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى (43) روى عنها أخوها وابن أختها، ثم قال: وذكرها ابن حبان رحمه الله في الثقات.
قلت: لم أقف على رواية أخيها عنها، وقوله ابن أختها غير صواب والصحيح ابن أخيها ولعله خطأ نسخ أو سبق قلم، أما قوله ذكرها ابن حبان رحمه الله في الثقات فلم أجده، ولعل نسخة الثقات التي عمل عليها الحافظ رحمه الله تعالى غير النسخة التي بين يدينا والله تعالى أعلم.
والصحيح أنها مجهولة قال الإمام أبو الحسن الدارقطني رحمه الله (44) مجهولة لا تقوم بها الحجة، وقال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله (45) لا تعرف.
قلت: ومن كان هذا حاله فحري أن لا يحتج به فإن الأحاديث تثبت بالثقات المشاهير الذين ارتفع اسم الجهالة عنهم لا بمثل من ذكرنا، قال الإمام أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى (46) عند تعليل حديث خشف بن مالك عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في دية الخطأ: و وجه آخر وهو أن الخبر المرفوع الذي فيه ذكر بني المخاض لا نعلمه رواه إلا خشف بن مالك عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو رجل مجهول ولم يروه عنه إلا زيد بن جبير بن حرمل الجشمي وأهل العلم بالحديث لا يحتجون بخبر ينفرد بروايته رجل غير معروف وإنما يثبت العلم عندهم بالخبر إذا كان رواته عدلا مشهورا، أو رجل قد ارتفع اسم الجهالة عنه، وارتفاع اسم الجهالة عنه أن يروي عنه رجلان فصاعدا، فإذا كان هذه صفته ارتفع عنه اسم الجهالة وصار حينئذ معروفا، فأما من لم يرو عنه إلا رجل واحد انفرد بخبر وجب التوقف عن خبره ذلك حتى يوافقه غيره والله أعلم.
¥(39/396)
رابعا: حديث الزهري عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت لقد كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقبلني إذا خرج إلى الصلاة وما يتوضأ. روي بألفاظ متقاربة كلفظ الأصل.
أقول وبالله التوفيق:
قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم رحمه الله تعالى (47) سألت أبي عن حديث رواه سعيد بن بشير عن منصور بن زاذان عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل إذا خرج إلى الصلاة ولا يتوضأ. فقال أبي: هذا حديث منكر لا أصل له من حديث الزهري ولا أعلم منصور بن زاذان سمع من الزهري ولا روى عنه، قال أبو محمد رحمه الله: وحفظي عن أبي رحمه الله أنه قال: إنما أراد الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم. قال أبو محمد: قلت لأبي ممن الوهم، قال: من سعيد بن بشير.
وكذا قال أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى (48) قال: تفرد به سعيد بن بشير عن منصور عن الزهري ولم يتابع عليه، وليس بقوي في الحديث، والمحفوظ عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم،كذلك رواه الحفاظ الثقات عن الزهري منهم معمر (49) وعقيل (50) وابن أبي ذئب (51)، وقال مالك عن الزهري في القبلة الوضوء ولو كان ما رواه سعيد بن بشير عن منصور عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة صحيحا لما كان الزهري يفتى بخلافه والله أعلم.اهـ
وقال الإمام الطبراني رحمه الله (52): لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا منصور تفرد به سعيد بن بشير. اهـ
ورواه عن الزهري بلفظ (كان يقبل وهو صائم) أسامة بن زيد (53) فجعله عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها، ولا يصح فإن أسامة لا تقوم بها حجة إذا انفرد فكيف إذا خالف.
و رواه ابن أخي الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنها، قال أبو الحسن الدارقطني رحمه الله (54) حدثنا عبد الباقي بن قانع نا إسماعيل بن الفضل نا محمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي نا سليمان بن عمر بن يسار مديني حدثني أبي عن ابن أخي الزهري عن عروة عن عائشة قالت: لا تعاد الصلاة من القبلة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بعض نسائه ويصلي ولا يتوضأ. قال أبو الحسن رحمه الله تعالى: خالفه منصور بن زاذان في إسناده. قلت: وابن أخي الزهري اسمه محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري أبو عبد الله لا يحتج به إذا انفرد فكيف وقد خالف، وسليمان بن عمر بن يسار لم أجده، والذي وقع في نسختي هكذا كما أثبته ابن يسار، والذي يبدو لي أنه مُصَحَّف والصواب سليمان بن عمر بن سيار، وعمر بن سيار هذا راوي هذا الحديث عن ابن أخي الزهري لا يحل الاحتجاج بخبره، قال الإمام العقيلي رحمه الله تعالى (55) عمر بن سيار الرقي عن ابن أخي الزهري، ولا يتابع على حديثه، ومن حديثه ما حدثناه محمد بن سنان الشَّيْزَرِي قال حدثنا سليمان بن عمر بن سيار قال حدثني أبي عن ابن أخي الزهري قال حدثنا الزهري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينجو فليلزم الصمت، قال وهذا الحديث إنما يعرف بالوقاصي ليس هو من حديث ابن أخي الزهري، قال: وقد حدث عمر بن سيار هذا عن ابن أخي الزهري بما لا يعرف عنه ولا يتابع عليه. وقال الذهبي رحمه الله تعالى (56) عمر بن سيار عن ابن أخي الزهري ليس بالمتين، ثم ذكر كلام العقيلي رحمة الله عليه. و كذا الراوي عن سليمان بن عمر هو محمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي أبو بكر قال ابن حبان رحمه الله تعالى (57) دخل ما وراء النهر فحدثهم بها، يخطىء كثيرا.
ورواه عيسى بن يونس عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عروة عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ثم يصلي ولا يتوضأ (58). قال أبو الحسن رحمه الله: هذا خطأ من وجوه، ولم يبين مكان الخطأ، قلت: وهو كما قال أبو الحسن رحمه الله، الوهم في إسناده ومتنه جميعا، والصحيح ما رواه عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بعض نسائه وهو صائم (59). وعبد الرزاق من أثبت أصحاب معمر إن لم يكن أثبتهم (60)، ولا يخفى ذلك على المشتغلين بهذا الفن، ولو ثبتت هذه الرواية عن الزهري لما أفتى بخلافها، فليتأمل. قال الإمام أبو الحسن رحمه الله تعالى (61)
¥(39/397)
حدثنا الحسين بن إسماعيل نا أحمد بن إسماعيل ثنا مالك عن ابن شهاب أنه كان يقول من قبلة الرجل امرأته الوضوء. والله تعالى أعلم.
خامسا: حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أم سلمة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل ثم يخرج إلى الصلاة ولا يحدث وضوءا.
هذا الحديث رواه الإمام الطبراني رحمه الله تعالى قال حدثنا علي بن سعيد قال ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال ثنا أبي قال ثنا يزيد بن سنان عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أم سلمة قالت ........ الحديث. (62). قال الطبراني رحمه الله: لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا يزيد بن سنان، تفرد به سعيد بن يحيى الأموي عن أبيه.
قلت: هذا وهم، والصحيح عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم (63). وهو يوافق ما رواه الثقات عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله تعالى عنها (64). وقد اختلف على يحيى بن أبي كثير في هذا الحديث، فَصَّلَ القولَ فيه الإمام أبو عبد الرحمن النسائي رحمه الله تعالى (65). وعلى أي حال فالاختلاف فيه على يحيى لا يردُّ ما قلناه في هذا الحديث، إذ جميع الرواة عنه متفقون على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم. والذي أحسبه أن الحمل في هذا الحديث على يزيد بن سنان الرهاوي الراوي عن الأوزاعي، وهو ممن لا تقوم به حجة إذا انفرد عن الضعفاء فكيف وقد انفرد عن الأئمة الحفاظ الثقات!! قال الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى (66): فأما من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره، أو لمثل هشام بن عروة، وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على الاتفاق منهم في أكثره؛ فيروى عنهما أو عن أحدهما العدد من الحديث، مما لا يعرفه أحد من أصحابهما، وليس ممن قد شاركهم في الصحيح مما عندهم، فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس والله تعالى أعلم.
سادسا: حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض نساءه ثم صلى ولم يتوضأ ثم ضحكت.
روي هذا الحديث بهذا الإسناد بألفاظ متعددة، فقال قوم قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض نساءه ثم صلى ولم يتوضأ، وقال قوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل إحدى نسائه وهو صائم، وقال قوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ثم لا يتوضأ. وهذا بيان ما جاء في هذا الحديث من الاختلاف، والدليلُ على أن الصواب أنه صلى الله عليه وسلم كان يقبل نسائه وهو صائم.
أقول وبالله تعالى التوفيق:
روى هذا الحديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله تعالى عنها وعن هشام رواه محمد بن جابر (67) والحسن بن دينار (68) قالوا جميعا كان يقبل ولا يتوضأ، غير أن الحسن بن دينار قال عن هشام بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير أن رجلا قال سألت عائشة عن الرجل يقبل امرأته بعد الوضوء فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ...... الحديث. قال أبو الحسن رحمه الله: هكذا قال فيه أن رجلا قال سألت عائشة رضي الله عنها. قلت: وهذا لا يصح ألبتة ـ وهو خلاف ما تقدم عن محمد بن جابر ـ لا سيما إذا عرفت أن الحسن بن دينار متروك وكذبه البعض (69).
وقد خالفهم (أي محمد بن جابر والحسن بن دينار) أبو أويس (70) وعبد الملك بن محمد (71) فذكرا الصيام والوضوء جميعا، قال أبو أويس ..... عن عائشة أنها بلغها قول ابن عمر في القبلة الوضوء، فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ثم لا يتوضأ. وقال عبد الملك بن محمد ...... عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلها وهو صائم وقال إن القبلة لا تنقض الوضوء ولا تفطر الصائم، وقال يا حميراء إن في ديننا لسعة. وقال إسحاق أخشى أن يكون غلط، قال أبو محمد في المرة الأولى غلط. وأحسب أن الذي خشيه ابن راهويه رحمه الله هو الخطأ في إدخال الوضوء على الصيام والله تعالى أعلم. وذكره أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى عن ابن أبي داود ـ بالمعنى ـ من طريق عبد الملك بن محمد ...... عن عائشة رضي الله عنها
¥(39/398)
مرفوعا ليس في القبلة وضوء (72).
وقد خالف جميع من ذكرنا من حفظه كحفظ عشرة من كل واحد منهم، فرواه مالك (73) ويحيى بن سعيد (74) وسفيان بن عيينة (75) و وكيع (76) واختلف عليه فيه وسيأتي إن شاء الله، وشريك (77) والفريابي (78) وأبو معاوية الضرير (79) قالوا جميعا عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم، كذا بألفاظ متقاربة.
أما حديث وكيع فرواه عنه حاجب بن سليمان (80) ......... عن عائشة قالت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض نساءه ثم صلى ولم يتوضأ، ثم ضحكت. قال أبو الحسن رحمه الله: تفرد به الحاجب عن وكيع ووهم فيه، والصواب عن وكيع بهذا الإسناد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم، وحاجب لم يكن له كتاب إنما كان يحدث من حفظه.
قلت: وقد خالف حاجبا الإمام أحمد أبو عبد الله الشيباني رحمة الله عليه (81)، و هو من هو في الحفظ والإتقان، شهد أئمة هذا الشأن على ذلك.
سابعا: حديث عطاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل ثم يصلي ولا يتوضأ. روي بألفاظ متقاربة.
أقول وبالله التوفيق:
رواه الإمام أبو الحسن الدارقطني رحمه الله تعالى من طريق غالب عن عطاء عن عائشة قالت ربما قبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يصلي ولا يتوضأ (82) قال أبو الحسن رحمه الله: غالب هو ابن عبيد الله، متروك.
قال البخاري رحمه الله تعالى: منكر الحديث (83) وقال النسائي رحمه الله تعالى: متروك الحديث (84) وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: غالب بن عبيد الله الجزري يروي عن عطاء، قال يحيى ليس بثقة، وقال الرازي والدارقطني متروك الحديث، وقال أبو الفتح الأزدي متروك الحديث لا يحل أن يروى عنه الحديث (85).
وقال ابن حبان رحمه الله تعالى: يروي المعضلات عن الثقات حتى ربما سبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها، لا يجوز الاحتجاج بخبره بحال، ....... روى عن نافع عن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ولا يعيد الوضوء (86).
ورواه الدارقطني رحمه الله تعالى من طريق أبي بدر عن أبي سلمة الجهني عن عبد الله بن غالب عن عطاء عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض نسائه ثم لا يحدث وضوءا (87). قال أبو الحسن: قوله عبد الله بن غالب وهم، وإنما أراد غالب بن عبيد الله، وهو متروك، وأبو سلمة الجهني هو خالد بن سلمة ضعيف وليس بالذي يروي عنه زكريا بن أبي زائدة. كذا عند الدارقطني في المطبوع.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى (88): قال الدارقطني: وهم أبو بدر في اسمه فقلبه وإنما هو غالب بن عبيد الله العقيلي، وهو متروك الحديث.
ورواه أبو الحسن رحمه الله من طريق الوليد بن صالح نا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم الجزري عن عطاء عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل ثم يصلي ولا يتوضأ (89). قال أبو الحسن رحمه الله: يقال إن الوليد بن صالح وهم في قوله عن عبد الكريم، وإنما هو حديث غالب، ورواه الثوري عن عبد الكريم عن عطاء من قوله وهو الصواب ..... والله أعلم.
وقول عطاء رواه أبو الحسن رحمه الله من طريق عبد الرحمن نا سفيان عن عبد الكريم الجزري عن عطاء قال ليس في القبلة وضوء (90). قال أبو الحسن: وهذا هو الصواب.
ورواه من طريق الجزري أبو بكر البزار رحمه الله تعالى قال حدثنا إسماعيل بن يعقوب بن صبيح ثنا محمد بن موسى بن أعين ثنا أبي عن عبد الكريم الجزري عن عطاء عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل بعض نسائه ثم يصلي ولا يتوضأ (91).
وقد دافع الزيلعي رحمه الله تعالى عن هذا الحديث كثيرا كما في نصب الراية وتكلم عن ثقة رجاله بما لا حاجة لذكره، ثم قال: قال عبد الحق بعد ذكره لهذا الحديث من جهة البزار لا أعلم له علة توجب تركه ولا أعلم فيه مع ما تقدم أكثر من قول ابن معين حديث عبد الكريم عن عطاء حديث رديء محفوظ، ثم قال (أي الزيلعي) رحمه الله: وانفراد الثقة بالحديث لا يضره، ثم ذكر الرواية الموقوفة من طريق ابن مهدي عن الثوري عن عبد الكريم عن عطاء، ثم أجاب عنها بأن الذي رفعه زاد والزيادة مقبولة والحكم للرافع، ثم قال ويحتمل أن يكون عطاء أفتى به مرة ومرة أخرى رفعه.
¥(39/399)
قلت: أما كلامه عن ثقة رجاله فلا أشك أنهم جازوا القنطرة، وقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى إسناده قوي (92) وقال مرة رجاله ثقات (93)، أما نقله عن عبد الحق رحمه الله تعالى فأقول: لو كان كابن معين رحمه الله لقلنا ليس أحدهما بأولى من الآخر لنحكم له، فكيف وليس هو كابن معين رحمهما الله تعالى!
وأما قوله: انفراد الثقة بالحديث لا يضره ففيه نظر، إذ ليس كل من قيل فيه ثقة احتمل تفرده، إذ لا بد من النظر إلى حاله في شيخه الذي تفرد عنه، فكثيرا ما نرى من الرواة الثقات الأثبات يضعفون في بعض الشيوخ لقرائن ما (94)، قال الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى: ...... لأن حكم أهل العلم والذي نعرف من مذهبهم في قبول ما يتفرد به المحدث من الحديث، أن يكون قد شارك الثقات من أهل العلم والحفظ في بعض ما رووا، وأمعن في ذلك على الموافقة لهم، فإذا وجد كذلك، ثم زاد بعد ذلك شيئا ليس عند أصحابه قبلت زيادته (95). أقول: لو أمعن الجزري على موافقة الثقات من أصحاب عطاء فأي معنى لتضعيف ابن معين له في عطاء خاصة، وكذلك فعل ابن عدي، مع العلم أن ابن معين وثقه في غير موضع، قال المزي رحمه الله: قال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين: ثقة ثبت (96).
قال المزي رحمه الله تعالى: و قال صالح بن أحمد بن حنبل عن علي بن المديني: قلت ليحيى بن سعيد: حدث عبد الكريم عن عطاء في لحم البغل؟ فقال: قد سمعته، و أنكره يحيى وأبى أن يحدثني به (97).
وقد نقل ابن عدي رحمه الله تعالى قول ابن معين: قال حدثنا عبد الملك ثنا عباس سمعت يحيى يقول: أحاديث عبد الكريم عن عطاء رديئة، ثم أشار إلى الحديث الذي قصده ابن معين، وهو حديث عبد الكريم عن عطاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبلها ولا يحدث وضوءا. ثم روى بإسناده حديث عبد الكريم عن عطاء عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: كنا نأكل لحوم الخيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.ثم قال وهذا عن عطاء هو في جملة ما قال ابن معين إن أحاديثه عن عطاء رديئة (98)
فائدة: عبد الكريم الجزري روى له الجماعة، ولم يرو له البخاري رحمه الله عن عطاء إلا حديثا واحدا علقه له في الحج، وكذا مسلم رحمه الله لم يرو له عن عطاء البتة، وليعلم أن إعراض صاحبي الصحيح رحمهما الله تعالى عن نسخة ما مشعر بقصورها عن مرتبة الصحيح، فيلزم من هذا التنقيرُ عن علتها لمن تأهل لذلك فليتأمل ....
وأما قوله (أي الزيلعي): الذي رفعه زاد والزيادة مقبولة والحكم للرافع، ففيه نظر أيضا، لأن هذا لا يقبل إلا من الإمام الحافظ الضابط، قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى: ..... والزيادة في الأخبار لا يلزم إلا عن الحفاظ الذين لم يعثر عليهم الوهم في حفظهم (99). والله تعالى أعلم.
ثامنا: حديث ركن بن عبد الله الشامي عن مكحول عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال قلت يارسول الله الرجل يتوضأ للصلاة ثم يقبل أهله ويلاعبها، ينقض ذلك وضوءه؟ قال: لا.
رواه ابن عدي رحمه الله تعالى من طريق ركن بن عبد الله الشامي عن مكحول عن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه مرفوعا ......... (100).
قال ابن حبان رحمه الله تعالى (101) ركن بن عبد الله الشامي يروي عن مكحول روى عنه أبو حامد محمد بن عبد الملك الأزدي، روى عن مكحول شبيها بمائة حديث ما لكثير شيء منها أصل، لا يجوز الاحتجاج به بحال روى عن مكحول عن أبي أمامة نسخة أكثرها موضوع، وعن غير أبي أمامة من الصحابة وغيرهم، منها روى عن مكحول عن أبي أمامة قال قلت يا رسول الله الرجل يتوضأ للصلاة ثم يقبل أهله أو يلاعبها ينقض ذلك وضوءه؟ قال: لا.
وقال أبو أحمد بن عدي رحمه الله تعالى (102) وركن هذا له عن مكحول أحاديث غير ما ذكرته ومقدار ما له مناكير. قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى منكر الحديث (103). وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: قال ابن المبارك لأن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عن عبد القدوس، وعبد القدوس خير من مائة مثل ركن، وقال يحيى ليس بشيء، وقال النسائي وابن حماد والدارقطني والأزدي متروك (104).
تاسعا: حديث معبد بن نباته .....
¥(39/400)
رواه عبد الرزاق عن إبراهيم بن محمد عن معبد بن نباته (105) عن محمد بن عمرو عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت قبلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى ولم يحدث وضوءا (106).
وعن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى قال: روى معبد بن نباته عن محمد بن عمرو بن عطاء عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبل ولا يتوضأ، وقال لا أعرف حال معبد، فإن كان ثقة فالحجة فيما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم (107).
قال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله تعالى: معبد مجهول لا حجة فيما رواه عندنا، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى عند أهل الحديث ضعيف متروك الحديث (108).
عاشرا: حديث أبي سلام عن زيد العمي عن أبي الصديق عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلها ثم مضى لوجهه ولم يحدث وضوءا.
هذا الحديث لم أجده في غير علل ابن أبي حاتم رحمه الله، قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم رحمه الله تعالى سمعت أبي وذكر حديثا حدثنا به عن محمد بن عبد الله بن بكر الصنعاني عن أبي سعيد مولى بني هاشم قال حدثنا أبو سلام عن زيد العمي عن أبي الصديق عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلها ثم مضى لوجهه ولم يحدث وضوءا. قال أبو محمد: سمعت أبي يقول أبو سلام هذا هو خطأ، إنما هو سلام الطويل والحديث منكر وسلام متروك الحديث (109). وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: قال يحيى ضعيف لا يكتب حديثه، وقال مرة ليس بشيء، وضعفه علي جدا، وقال أحمد منكر الحديث، وقال البخاري والرازي تركوه، وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش كذاب، وقال النسائي وعلي بن الجنيد والأزدي والدارقطني متروك الحديث، وقال ابن حبان يروي عن الثقات الموضوعات كأنه كان المتعمد لها (110). وفي هذا الحديث بلية أخرى غير سلام وهي زيد العمي، قال ابن معين ليس بشيء وقال علي ضعيف (111) قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: حديث زيد العمي عن أبي الصديق ليس بشيء (112) وقال أبو داود ليس بذاك لا يكتب حديثه (113) وقال ابن حبان: يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصل لها حتى سبق إلى القلب أنه المتعمد لها، وكان يحيى يمرض القول فيه، وهو عندي لا يجوز الاحتجاج بخبره ولا كتابة حديثه إلا للاعتبار (114).
وكتبه أبو بكر ماهر بن عبد الوهاب علوش.
الحواشي:
1* سنن الدارقطني 1/ 138
2* سنن الدارقطني 1/ 137
3* سنن الدارقطني 1/ 138
4* سنن أبي داود 1/ 203
5* الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 5/ 471
6* سنن الترمذي 1/ 207
7* سنن أبي داود 1/ 203
8* السنن الكبرى للبيهقي 1/ 126
9* سنن الدارقطني 1/ 137
10* سنن ابن ماجه 495
11* مسند الإمام أحمد 18/ 47
12* مصنف ابن أبي شيبة 1/ 48
13* سنن ابن ماجه 1/ 168
14* سنن الترمذي 1/ 207
15* علل ابن أبي حاتم 1/ 48
16* سنن النسائي 1/ 128
17* سنن أبي داود 1/ 204
18* الاستذكار لابن عبد البر 1/ 256
19* سنن الدارقطني 1/ 139
20* المراسيل لابن أبي حاتم ص 28
21* بلوغ المرام 1/ 90
22* الدراية في تخريج أحاديث الهداية 1/ 44
23* نصب الراية 1/ 72
24* علل الترمذي لابن رجب 1/ 30
25* الجرح والتعديل 2/ 32
26* سنن النسائي 1/ 128 وَ سنن أبي داود 1/ 201 وَ ومسند الإمام أحمد 18/ 47
27* مسند أبي حنيفة 1/ 206 وَ سنن الدارقطني 1/ 141
28* صحيح مسلم 2/ 779
29* سنن الدارقطني 1/ 140
30* سنن أبي داود 1/ 201 وَ سنن النسائي 1/ 128
31* سنن أبي داود 1/ 201 وَ سنن الدارقطني 1/ 139
32* مسند الإمام أحمد 18/ 47 وَ سنن الدارقطني 1/ 139
33* سنن أبي داود 1/ 201
34* مصنف عبد الرزاق 1/ 135 وَ سنن الدارقطني 1/ 141 وَ السنن الكبرى للبيهقي 1/ 127
35* سنن الدارقطني 1/ 139
36* سنن الدارقطني 1/ 141
37* سنن الدارقطني 1/ 141
38* سنن الدارقطني 1/ 140
39* علل الترمذي لابن رجب 2/ 538
40* علل ابن أبي حاتم 1/ 48
41* مسند الإمام أحمد 17/ 298 وَ سنن ابن ماجه 496 وَ سنن الدارقطني 1/ 142
42* سنن الدارقطني 1/ 142
43* تهذيب التهذيب 6/ 596
44* سنن الدارقطني 1/ 142
45* الاستذكار لابن عبد البر 1/ 168
46* سنن الدارقطني 3/ 174
47* علل ابن أبي حاتم 1/ 47
48* سنن الدارقطني 1/ 135
49* مسند الإمام أحمد 18/ 97 وَ السنن الكبرى للنسائي 2/ 200 وَ صحيح ابن حبان 8/ 314 وَ
مسند إسحاق بن راهويه 2/ 483
¥(39/401)
50* السنن الكبرى للنسائي 2/ 200 واختلف فيه على عقيل فقال أحمد بن السرح في كتاب خالي (أي
عبد الرحمن بن عبد الحميد المهري) عن عقيل أن ابن شهاب أخبره أن عروة عن عائشة رضي الله تعالى
عنها. وقال الليث بن سعد حدثني عقيل عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي
الله تعالى عنها. وتابع عقيلا على رواية الليث عنه معمر وابن أبي ذئب، مما يرجحها على رواية أبي
الطاهر بن السرح عن كتاب خاله المهري والله تعالى أعلم.
51* السنن الكبرى للنسائي 2/ 200
52* المعجم الأوسط للطبراني 5/ 139
53* السنن الكبرى للنسائي 2/ 200
54* سنن الدارقطني 1/ 135
55* ضعفاء العقيلي 3/ 171
56* ميزان الاعتدال 5/ 244
57* الثقات لابن حبان 9/ 151
58* سنن الدارقطني 1/ 142
59* مسند الإمام أحمد 18/ 97 وَ مسند إسحاق بن راهويه 2/ 483 وَ السنن الكبرى للنسائي 2/ 200 وَ
صحيح ابن حبان 8/ 314
60* راجع علل الترمذي لابن رجب 2/ 516
61* سنن الدارقطني 1/ 136
62* المعجم الأوسط للطبراني 4/ 312
63* السنن الكبرى للنسائي 2/ 201
64* و هم معمر وعقيل وابن أبي ذئب (راجع التعاليق 42 - 43 - 44)
65* السنن الكبرى للنسائي 2/ 201 - 202
66* مقدمة صحيح مسلم ص 7
67* سنن الدارقطني 1/ 136 قال أبو الحسن رحمه الله: ذكره ابن أبي داود قال حدثنا ...........
68* سنن الدارقطني 1/ 136 وَ الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 3/ 130
69* راجع تهذيب التهذيب 1/ 487 ذكره تمييزا.
70* سنن الدارقطني 1/ 136 وأبو أويس هو عبد الله بن عبد الله وهو في جملة من يكتب حديثه.
71* مسند إسحاق بن راهويه 2/ 172
72* سنن الدارقطني 1/ 136
73* صحيح البخاري 4/ 194 وَ صحيح ابن حبان 8/ 309
74* صحيح البخاري 4/ 194 وَ مسند الإمام أحمد 17/ 635 وَ السنن الكبرى للنسائي 2/ 200
وَ صحيح ابن حبان 8/ 311
75* صحيح مسلم 2/ 776 وَ مسند الحميدي 1/ 101
76* مسند الإمام أحمد 18/ 39
77* مصنف ابن أبي شيبة 2/ 314
78* حلية الأولياء 7/ 138
79* مسند إسحاق بن راهويه 2/ 172
80* سنن الدارقطني 1/ 136
81* مسند الإمام أحمد بن حنبل 18/ 39
82* سنن الدارقطني 1/ 137
83* الضعفاء الصغير للإمام البخاري ترجمة 291
84* الضعفاء والمتروكين ترجمة 484
85* الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 245
86* المجروحين لابن حبان 2/ 201
87* سنن الدارقطني 1/ 142
88* لسان الميزان 4/ 93
89* سنن الدارقطني 1/ 137
90* سنن الدارقطني 1/ 137 وَ 142
91* هذا الحديث لم أجده في المسند المعلل للبزار وإنما وجدته في نصب الراية للزيلعي 1/ 74 ساق من عند
البزار بإسناده إلى عائشة رضي الله تعالى عنها مرفوعا.
92* تلخيص الحبير 3/ 287
93* الدراية في تخريج أحاديث الهداية 1/ 45
94* راجع على سبيل المثال في علل الترمذي لابن رجب سليمان التيمي في قتادة 2/ 631 و جعفر بن
برقان الجزري في الزهري 2/ 635 و معقل بن عبيد الله الجزري والمغيرة بن مسلم في أبي الزبير
2/ 638 - 639 و عكرمة بن عمار العجلي في يحيى بن أبي كثير 2/ 641 و حبيب بن أبي ثابت و
عبد الكريم الجزري في عطاء 2/ 651 - 655 ......... إلى غير ذلك
95* مقدمة صحيح مسلم ص 7
96* تهذيب الكمال 18/ 255
97* تهذيب الكمال 18/ 257
98* الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 7/ 42
99* التمييز للإمام مسلم ص 22
100* الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 4/ 91
101* المجروحين لابن حبان 1/ 301
102* الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 4/ 92
103* التاريخ الكبير للإمام البخاري ترجمة 1161
104* الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 1/ 286
105* في المطبوع بنانة، وما أثبته الصواب والله اعلم.
106* مصنف عبد الرزاق 1/ 135
107* تلخيص الحبير 1/ 338
108* الاستذكار لابن عبد البر 1/ 257
109* علل ابن أبي حاتم 1/ 63
110* الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 2/ 6
111* سؤالات ابن أبي شيبة لعلي بن المديني 1/ 54
112* العلل ومعرفة الرجال 3/ 465
113* سؤالات الآجري لأبي داود 1/ 286
114* المجروحين لابن حبان 1/ 309
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[02 - 03 - 04, 10:14 م]ـ
ملف ورد
ـ[ابن معين]ــــــــ[03 - 03 - 04, 02:56 ص]ـ
بارك الله فيك أخي على هذا الجهد المبارك في تخريج الحديث ودراسة أسانيده ..
ولي بعض المناقشة حول تحرير من هو عروة في هذا الحديث، ولعلي أبين ذلك قريباً إن يسر الله.
وللفائدة فقد سبق الكلام على رواية حبيب بن أبي ثابت عن عروة على هذا الرابط فلعلك تراجعه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=5899
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[03 - 03 - 04, 10:48 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا أخي ابن معين
وتهنئة كبيرة مرة أخرى على الماجستير وأسأل الله تعالى أن ييسر لك سبيل الدكتوراه.
ولي تعليق على كلام الأخ النقاد حفظه الله تعالى ونفعنا به، وسأضعه في مكانه.
ولي عندكم طلب، أنتم تعلمون بالطبع أن ابن معين رحمة الله عليه مَضْرَب المثل عند الكلام على الأئمة المتشددين في الرجال، وهذا الأمر يتسرع فيه كثير من الإخوة عند الكلام عن تجريح ابن معين، فتراهم عندما يحسن حال الراوي عندهم ويكون ابن معين رحمة الله عليه قد غمزه، تراهم يقولون لك: وابن معين من المتشددين في الرجال، فيطرحون قول الإمام، فحبذا لو تبحث لنا هذا الموضوع متى يسر الله لك الوقت والراحة.
أخوكم أبو بكر بن عبد الوهاب.
¥(39/402)
ـ[ابن معين]ــــــــ[04 - 03 - 04, 12:33 ص]ـ
وجزاكم الله خيراً أخي ماهر، وأشكر لكم تهنئتكم، والعقبى لكم إن شاء الله في الدنيا والآخرة. وما طلبتموه من بيان موقف ابن معين في جرح الرواة ونسبته إلى التشدد في ذلك فهو مهم، ويقع الخطأ في التطبيق فيه كثيراً، وأسأل الله أن ييسر الوقت لذلك.
وقد أجدتم في تخريج الحديث والكلام على رواياته وبيان علله.
لكن لي وقفة يسيرة في رواية حبيب بن أبي ثابت عن عروة، وتعيين من هو عروة؟
فقد رجحتم أن عروة في هذا الحديث هو المزني وقلتم: (الذي رجحه الأئمة المعتبرون هو أنه المزني وهو مجهول لا يعرف، ولا يغتر بقول من قال إنه ابن الزبير).
وقد تأملت أدلتكم على تعيين أنه المزني فلم أجد دليلاً قوياً يدل على ما رجحتم!
ولا يكفي إثباتكم أن من نسب عروة في هذا الحديث فقد أخطأ، وأن الصحيح في الروايات هو أنه لم ينسب، فيبقى الدليل على إثبات أنه المزني؟
نعم ذكرتم رواية عبدالرحمن بن مغراء عن الأعمش أنه قال حدثنا أصحاب لنا عن عروة المزني .. لكن ضعفتم روايته، وأجدتم في ذلك.
وذكرتم كلام أبي داود حيث قال: (ورُوي عن الثوري قال: ما حدثنا حبيب إلا عن عروة المزني، يعني لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشيء).
ثم عارضتم كلام الثوري بكلام أبي داود _ على ما فهمتموه _ وهو أن أبا داود يرجح تصحيح سماع حبيب من عروة بن الزبير!!
على أن أ باداود قال: (رُوي عن الثوري). وهذا لم يسنده أبوداود، فلا يمكن الحكم عليه!
هذا ما يمكن الاستدلال به على أن عروة هو المزني، وقد رأيتم ما فيه.
والذي يظهر لي هو أن عروة في هذا الحديث هو ابن الزبير، لقرائن كثيرة، منها:
1_ أن الأصل في عروة من الرواة إذا لم يُنسب أنه ينصرف لعروة بن الزبير، لأنه أشهر من تسمى بهذا الاسم كما لا يخفاك.
2_ أن عروة في هذا الحديث يروي عن عائشة رضي الله عنها، والغالب في رواية عروة بن الزبير هو عن عائشة رضي الله عنها.
3_ أنه جاء في الحديث قول عروة لعائشة: (فقلت لها: من هي إلا أنت؟! فضحكت). ومثل هذا الكلام لا يمكن أن يقوله لعائشة إلا عروة بن الزبير لأنها خالته.
4_ أن حبيب بن ثابت روى عن عروة حديثين آخرين سوى هذا الحديث.
فمنها حديث المستحاضة: وقد نسب عروة بأنه ابن الزبير في بعض الطرق، وممن نسبه عبدالله بن داود ومحمد بن ربيعة ووكيع بن الجراح فيما رواه عنه محمد بن سعيد العطار وعلي بن محمد.
والحديث الآخر: هو الذي ذكره أبوداود وتعقب به على الثوري، وفيه نسبة عروة أنه ابن الزبير، وإن لم ينسب في مصادر أخرى.
5_ أن الأئمة المتقدمين لم يعلوا الحديث بجهالة عروة لأنه المزني، وإنما أعلوه بالانقطاع بين حبيب بن أبي ثابت وعروة بن الزبير، ففيه إشارة إلى أن من أعل الحديث بهذه العلة أنه يرى أن عروة في هذا الحديث هو عروة بن الزبير.
وقد أخرج إسحاق بن راهويه الحديث في مسنده في باب: (ما يروي عروة بن الزبير عن خالته عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم)، وكذا فعل البزار فيما يتعلق بحديث المستحاضة، وهو ما أفهمه أيضاً من صنيع أبي داود لما عقب على كلام الثوري كما أوضحته في التعقيب على الموضوع الآخر (رواية حبيب بن أبي ثابت عن عروة).
والله أعلم.
تنبيه: كتبت تعقيباً على الموضوع الآخر وقد تكررت الكتابة، ومع ذلك لم يرتفع الموضوع، فلا أدري ما السبب!
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[04 - 03 - 04, 11:31 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا أخي الكريم ابن معين
عندما بدأتُ تخريج الحديث وقفت كثيرا عند رواية حبيب عن عروة
بعد البحث في هذه الرواية وصلت إلى جزم بضعفها تحت احتمالين الأول الانقطاع بناء على أن عروة هو ابن الزبير، والثاني مبناه جهالة عروة على أنه المزني.
ثم انطلقت للتوسع فوجدت شبه اتفاق على أن حبيبا لم يسمع من عروة، ورأيت الترمذي ذكر قول البخاري رحمه الله تعالى عقب هذا الحديث بأن حبيبا لم يسمع من عروة مما يستدل به إلى إرادة الانقطاع ويلزم من هذا أن عروة هو ابن الزبير.
ثم وجدت أن الثوري جزم بأن حبيبا لم يسمع من عروة بن الزبير شيئا ثم وجدته قال أنه لم يحدثهم عن عروة بن الزبير شيئا إنما حدثهم عن عروة المزني، ثم وجدت يحيى بن سعيد شهد على الثوري أنه كان أعلم الناس بهذا الحديث، ثم قلتُ في نفسي: الثوري من أعرف الناس بحبيب، وقد أكد بأنه لم يسمع عروة وبأنه روى عن المزني، فقلت معه زيادة علم عن غيره (وله ذلك بحكم روايته عن حبيب) مما قوّى عندي أنه المزني كما قال، ثم لم أجد عروة منسوبا في رواية نظيفة اتفق عليها عن حبيب مما دعاني للقول بأنه المزني.
لكن الحال أني في الحقيقة لم أتنبه إلى أن أبا داود روى قول الثوري معلقا، فبنيت عليه دون دراسة متأنية له، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
بحثت الآن عن قول سفيان الذي علقه أبو داود فلم أجده مسندا وسأحاول مرة أخرى.
أخي ابن معين جزاك الله خيرا، وسأراجع نفسي مرة أخرى في رواية حبيب عن عروة، لكن أحتاج إلى وقت، ثم سأرجع إلى ما قصَّرتُ فيه، وهو دراسة أحاديث حبيب عن عروة وهل يصح في أحدها عروة منسوبا، فإن صح ذلك فبه، لكنها تبقى منقطعة وهذا ما أرانا نتفق عليه إن شاء الله تعالى.
أخوكم ماهر.
¥(39/403)
ـ[محمد أمجد البيطار]ــــــــ[06 - 03 - 04, 03:14 ص]ـ
مشكورة جهودك يا أبا بكر، ونحن بانتظار تكملة البحث منك، وجزاك الله كل الخير أنت وكل من يعمل في خدمة حديث نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[14 - 06 - 04, 09:05 م]ـ
سؤال إلى شيوخنا الكرام
من هو عروة الراوي عن عائشة رضي الله عنها، ابن الزبير أم المزني؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[07 - 07 - 04, 06:41 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا بكر
في العلل للدارقطني (5 / ق / 127 / ب)
وسئل عن حديث عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلَّم قبَّل بعض نسائه، ثم خرج إلى الصَّلاة ولم يتوضأ.
فقال:
يرويه الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة
وحبيب لم يسمع من عروة شيئا، قال ذلك يحيى القطان عن الثوري
حدَّث به عن الأعمش جماعة منهم علي بن هشام وأبو بكر بن عيَّاش وأبو يحيى الحماني ووكيع بن الجرَّاح
واختلف عليه فرواه (أكثر) أصحاب وكيع الحفاظ عنه عن الأعمش عن حبيب
وحدَّث به شيخ لأهل بخارى يعرف بحامد بن سهل عن ابن أبي عمر العدني عن وكيع عن سفيان عن حبيب، ووهم في قوله سفيان، وإنما رواه وكيع عن الأعمش.
وروي هذا الحديث هشام بن عروة، واختلف عنه:
فرواه حاجب بن سليمان عن وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ((أن النبي صلى الله عليه وسلَّم كان يقبِّل ثم يخرج إلى الصَّلاة ولا يتوضَّأ))
فوهم فيه حاجب، وكان يحدِّث من حفظه، ويقال إنه لم يكن له كتاب.
والصَّواب عن وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة ((أن النبي صلى الله عليه وسلَّم كان يقبِّل وهو صائم)).
ورواه عاصم بن علي عن ابن أبي أويس عن هشام نحو رواية حاجب بن سليمان عن وكيع، قاله علي بن عبدالعزيز عنه، ولم يتابع عليه.
وكذلك رواه بقية عن عبدالملك بن محمد، شيخ له مجهول عن هشام.
وكذلك رواه هشام بن عبدالله الرازي عن محمد عن جابر عن هشام
وكذلك روي عن نوح بن ذكوان عن هشام عن أبيه عن عائشة وزاد فيه زيادة كبيرة تفرد بها كلها وهم، والصَّحيح عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلَّم كان يقبل وهو صائم.
وكذلك رواه الزهري عن عروة عن عائشة، حدَّث به عنه الأوزاعي وابن عيينة ومعمر وأسامة بن زيد، واختلف عن معمر وقد ذكرنا الخلاف فيه قبل هذا.
وكذلك روي عن شعبة عن [ابن] أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلَّم كان يقبل وهو صائم.
وكذلك روي عن موسى بن عقبة عن عروة عن عائشة.
حدثنا أبو بكر النيسابوري ثنا عبدالرحمن بن بشر بن الحكم قال جئنا من عند عبدالله بن داود يعني الخريبي إلى يحيى بن سعيد القطان
فقال: من أين جئتم؟
قلنا: من عند ابن داود.
فقال: ما حدَّثكم؟
قلنا: ثنا عن الأعمس عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة ... الحديث.
فقال يحيى: أما لإن سفيان الثوري كان أعلم النَّاس بهذا، زعم أن حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة شيئا.
حدَّثنا أحمد بن شعيب بن صالح البخاري أبو منصور من أصل كتابه قال حدثنا حامد بن سهل بن الحارث البخاري حدثنا ابن أبي عمر العدني ثنا وكيع ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قبَّل بعض نسائه، ثم خرج إلى الصَّلاة ولم يمس ماءً، ولم يتوضَّأ.
فقلت لها: من هي إلاَّ أنت.
فضَحِكَتْ. ا. هـ
وهناك كلام آخر له في (5 / ق / 149/ أ)
وسئل عن حديث أبي سلمة عن عائشة ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يخرج إلى الصَّلاة، ثم يقبلني ولا يتوضأ))
وقد نقله وتكلَّم عليه الدكتور / عبدالله دمفو.
في كتابه: مرويات الإمام الزهري المعلَّة في كتاب العلل للدارقطني ((4/ 2170 _ 2189)
والله أعلم
ـ[جعفر محمد]ــــــــ[06 - 11 - 07, 02:30 م]ـ
و لكن كثرة الطرق ألا تصل بالحديث الى الحسن للغير .. ؟
على الأقل تجعل بعض الاطمئنان أن للحديث أصلا؟ و انه ليس موهوم
ما رأيكم؟(39/404)
هل صح شيء في قبيلة (عنزة) .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[01 - 03 - 04, 07:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ماحكم هذه الروايات في قبيلة عنزة
- (حي من ههنا مبغي عليهم منصورون)
- (اللهم ارزق عنزة كفافاً فوتاً ولا إسرافاً)
- (اللهم اجبر كسيرهم وآو طريدهم ولاترني فيهم عائلاً أو سائلاً)
جزاكم الله خيراً
ـ[ابو عبد الرحمن الغانم]ــــــــ[01 - 03 - 04, 09:49 ص]ـ
أما الحديث الأول فصحح إسناده الضياء في المختارة 1ـ212
ووافقه أحمد شاكر كما في المسند معتمدا على توثيق ابن حبان.فليراجع.
أما الحديث الثاني فقد ورد تماما للحديث الأول بغير إسناده إلا أن سنده مجهول كما نقله ابن حجر عن شيخه العلائي تعجيل المنفعة 159
أما الحديث الثالث ففيه سليمان بن داود الشاذكوني اتهموه.(39/405)
ما صحة الأثر الذي فيه تهمة المغيرة بن شعبة رضي الله عنه بالزنا؟؟
ـ[ yousef] ــــــــ[02 - 03 - 04, 04:52 ص]ـ
والأثر رواه الحاكم في مستدركه والطبراني في معجمه وابن سعد في الطبقات.
أرجوا من الأخوة الإفادة في صحة هذا الأثر وكيفية توجيهه
ـ[حارث همام]ــــــــ[02 - 03 - 04, 06:43 ص]ـ
لم أبحثه ..
ولكن سمعت بعض مشايخنا يقرر نكارته سنداً ومتناً.
والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 03 - 04, 07:08 ص]ـ
تقصد القصة التي اتهم بها المغيرة بالزنا ولم يثبت الشاهد الرابع (زياد) فجلد عمر الشهود الثلاثة؟
هذه أخرجها ابن أبي شيبة مختصرة بإسناد صحيح. وبإسناد آخر لكن فيه حماد بن سلمة وليس بحجة. وأخرجه الطبري من رواية سيف مطولاً، لكن فيه ما يشرح الرواية المختصرة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 03 - 04, 08:23 ص]ـ
وحاصل القصة أنه حصل شبهة
فقد اشتبهت عليهم المرأة
ولعلي أنقل لك عددا من كلام العلماء للفائدة.
إرواء الغليل - محمد ناصر الألباني ج 8 ص 28:
. 2361 - (أثر " أن عمر رضى الله عنه لما شهد عنده أبو بكرة، ونافع وشبل بن معبد، على المغيرة بن شعبة بالزنى حدهم حد القذف، لما تخلف الرابع زياد فلم يشهد ".
صحيح.
أخرجه الطحاوي (2/ 286 - 287) من طريق السري بن يحيى قال: ثنا عبد الكريم بن رشيد عن أبى عثمان النهدي قال: " جاء رجل إلى عمر بن الخطاب، رضى الله عنه فشهد على المغيرة بن شعبة فتغير لون عمر، ثم جاء آخر. فشهد فتغير لون عمر، ثم جاء آخر فشهد، فتغير لون عمر، حتى عرفنا ذلك فيه، وأنكر لذلك، وجاء آخر يحرك بيديه، فقال: ما عندك يا سلخ العقاب، وصاح أبو عثمان صيحة تشبهها صيحة عمر، حتى كربت أن يغشى على، قال: رأيت أمرا قبيحا، قال الحمد لله الذي لم يشمت الشيطان بأمة محمد (صلى الله عليه وسلم)، فأمر بأولئك النفر فجلدوا ".
قلت: وإسناده صحيح، ورجاله ثقات غير ابن رشيد وهو صدوق. وقد توبع، فقال ابن أبى شيبة (11/ 85 / 1): نا ابن علية عن التيمى عن أبى عثمان قال: " لما شهد أبو بكرة وصاحباه على المغيرة جاء زياد، فقال له عمر: رجل لن يشهد إن شاء الله إلا بحق، قال: رأيت انبهارا، ومجلسا سيئا، فقال عمر: هل رأيت المرود دخل المكحلة؟ قال: لا، قال: فأمر بهم فجلدوا ".
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
وله طرق أخرى، منها عن قسامة بن زهير قال: " لما كان من شأن أبي بكرة والمغيرة الذي كان - وذكر الحديث - قال: فدعا الشهود، فشهد أبو بكرة، وشبل بن معبد، وأبو عبد الله نافع، فقال عمر حين شهد هؤلاء الثلاثة: شق على عمر شأنه، فلما قدم زياد قال: إن تشهد إن شاء الله إلا بحق، قال زياد: أما الزنا فلا أشهد به، ولكن قد رأيت أمرا قبيحا، قال عمر: الله أكبر، حدوهم، فجلدوهم، قال: فقال أبو بكرة بعدما ضربه: أشهد أنه زان، فهم عمر رضى الله عنه أن يعيد عليه الجلد، فنهاه على رضى الله عنه وقال: إن جلدته فارجم صاحبك، فتركه ولم يجلده ".
أخرجه ابن أبي شيبة وعنه البيهقى (8/ 334 - 335).
قلت: وإسناده صحيح. ثم أخرج من طريق عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى بكرة، فذكر قصة المغيرة قال: " فقدمنا على عمر رضى الله عنه، فشهد أبو بكرة ونافع، وشبل بن معبد، فلما دعا زيادا قال: رأيت منكرا، فكبر عمر رضى الله عنه ودعا بأبي بكرة، وصاحبيه، فضربهم، قال: فقال أبو بكرة يعنى بعدما حده: والله إني لصادق، وهو فعل ما شهد به، فهم بضربه، فقال على: لئن ضربت هذا فارجم هذا ". وإسناده صحيح أيضا.
وعيينة بن عبد الرحمن هو ابن جوشن الغطفاني وهو ثقة كأبيه. ثم ذكره معلقا عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبى بكرة أن أبا بكرة و. . . فذكره نحوه وفي آخره: " فقال على: إن كانت شهادة أبى بكرة شهادة رجلين فارجم صاحبك وإلا فقد جلدتموه. يعني لا يجلد ثانيا بإعادته القذف ".
وله طريق أخرى عن عبد العزيز بن أبي بكرة فذكر القصة نحو ما تقدم وفيها زيادات غريبة. أخرجه الحاكم (3/ 448 - 449) وسكت عليه هو والذهبي. قلت: وفي إسناده محمد بن نافع الكرابيسى البصري قال ابن أبي حاتم:. " ضعيف ".
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 03 - 04, 07:04 م]ـ
¥(39/406)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (5\ 526)
قلت ورواه بن جرير من وجه آخر عن سفيان فسماه بن المسيب وكذلك رويناه بعلو من طريق الزعفراني عن سفيان ورواه بن جرير في التفسير من طريق بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب أتم من هذا ولفظه أن عمر بن الخطاب ضرب أبا بكرة وشبل بن معبد ونافع بن الحارث بن كلدة الحد وقال لهم من أكذب نفسه قبلت شهادته فيما يستقبل ومن لم يفعل لم أجز شهادته فأكذب شبل نفسه ونافع وأبي أبو بكرة أن يفعل قال الزهري هو والله سنة فاحفظوه
ورواه سليمان بن كثير عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن عمر حيث شهد أبو بكرة ونافع وشبل على المغيرة وشهد زياد على خلاف شهادتهم فجلدهم عمر واستتابهم وقال من رجع منكم عن شهادته قبلت شهادته فأبى أبو بكرة أن يرجع أخرجه عمر بن شبة في أخبار البصرة من هذا الوجه
وساق قصة المغيرة هذه من طرق كثيرة محصلها
أن المغيرة بن شعبة كان أمير البصرة لعمر فأتهمه أبو بكرة وهو نفيع الثقفي الصحابي المشهور وكان أبو بكرة ونافع بن الحارث بن كلدة الثقفي وهو معدود في الصحابة وشبل بكسر المعجمة وسكون الموحدة بن معبد بن عتيبة بن الحارث البجلي وهو معدود في المخضرمين وزياد بن عبيد الذي كان بعد ذلك يقال له زياد بن أبي سفيان إخوة من أم أمهم سمية مولاة الحارث بن كلدة فاجتمعوا جميعا فرأوا المغيرة متبطن المرأة وكان يقال لها الرقطاء أم جميل بنت عمرو بن الأفقم الهلالية وزوجها الحجاج بن عتيك بن الحارث بن عوف الجشمي فرحلوا إلى عمر فشكوه فعزله وولي أبا موسى الأشعري وأحضر المغيرة فشهد عليه الثلاثة بالزنا وأما زياد فلم يبت الشهادة وقال رأيت منظرا قبيحا وما أدري أخالطها أم لا فأمر عمر بجلد الثلاثة حد القذف وقال ما قال
وأخرج القصة الطبراني في ترجمة شبل بن معبد والبيهقي من رواية أبي عثمان النهدي أنه شاهد ذلك عند عمر وإسناده صحيح
ورواه الحاكم في المستدرك من طريق عبد العزيز بن أبي بكرة مطولا وفيها فقال زياد رأيتهما في لحاف وسمعت نفسا عاليا ولا أدري ما وراء ذلك
وقد حكى الإسماعيلي في المدخل أن بعضهم استشكل إخراج البخاري هذه القصة واحتجاجه بها مع كونه احتج بحديث أبي بكرة في عدة مواضع
وأجاب الإسماعيلي بالفرق بين الشهادة والرواية
وأن الشهادة يطلب فيها مزيد تثبت لا يطلب في الرواية كالعدد والحرية وغير ذلك
واستنبط المهلب من هذا أن إكذاب القاذف نفسه ليس شرطا في قبول توبته لأن أبا بكرة لم يكذب نفسه ومع ذلك فقد قبل المسلمون روايته وعملوا بها) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 03 - 04, 07:27 م]ـ
وحاصل القصة أنه حصل شبهة
فقد اشتبهت عليهم المرأة
وقد جاءت القصة مطولة فيها توضيح الحادثة
قال أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن
ونص الحادثة ما رواه أبو جعفر قال: كان المغيرة بن شعبة يباغي أبا بكرة وينافره، وكانا بالبصرة متجاورين بينهما طريق، وكانا في مشربتين متقابلتين في داريهما، في كل واحدة منهما كوة تقابل الأخرى، فاجتمع إلى أبي بكرة نفر يتحدثون في مشربته، فهبت ريح، ففتحت باب الكوة فقام أبو بكرة ليصفقه، فبصر بالمغيرة وقد فتحت الريح باب الكوة في مشربته وهو بين رجلي امرأة قد توسطها، فقال للنفر: قوموا فانظروا، ثم اشهدوا؛ فقاموا فنظروا، فقالوا: ومن هذه؟ فقال هذه أم جميل بنت الأرقم. وكانت أم جميل غاشية للمغيرة والأمراء والأشراف، وكان بعض النساء يفعل ذلك في زمانها، فلما خرج المغيرة إلى الصلاة حال أبو بكرة بينه وبين الصلاة، فقال: لا تصل بنا، فكتبوا إلى عمر بذلك، فبعث عمر إلى أبي موسى واستعمله، وقال له: إني أبعثك إلى أرض قد باض فيها الشيطان وفرخ؛ فالزم ما تعرف، ولا تبدل فيبدل الله بك. فقال: يا أمير المؤمنين؛ أعني بعدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ من المهاجرين والأنصار؛ فإني وجدتهم في هذه الأمة، وهذه الأعمال كالملح لا يصلح الطعام إلا به. قال: فاستعن بمن أحببت. فاستعان بتسعة وعشرين رجلا، منهم أنس بن مالك، وعمران بن حصين، وهشام بن عامر. ثم خرج أبو موسى، حتى أناخ بالبصرة، وبلغ المغيرة إقباله، فقال: والله ما جاء أبو موسى زائرا ولا تاجرا، ولكنه جاء أميرا. ثم دخل عليه أبو موسى فدفع إلى المغيرة كتاب عمر رضي الله
¥(39/407)
عنه وفيه: أما بعد: فإنه قد بلغني أمر عظيم، فبعثت أبا موسى أميرا؛ فسلم إليه ما في يديك، والعجل. فأهدى المغيرة لأبي موسى وليدة من وليدات الطائف تدعى عقيلة، وقال له: إني قد رضيتها لك. وكانت فارهة. وارتحل المغيرة وأبو بكرة ونافع بن كلدة، وزياد، وشبل بن معبد، حتى قدموا على عمر، فجمع بينهم وبين المغيرة،
فقال المغيرة لعمر: يا أمير المؤمنين؛ سل هؤلاء الأعبد كيف رأوني مستقبلهم أو مستدبرهم،
وكيف رأوا المرأة،
وهل عرفوها،
فإن كانوا مستقبلي فكيف لم أستتر،
أو مستدبري فبأي شيء استحلوا النظر إلي على امرأتي،
والله ما أتيت إلا زوجتي، وكانت تشبهها.
فبدأ بأبي بكرة، فشهد عليه أنه رآه بين رجلي أم جميل، وهو يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة. قال: وكيف رأيتهما؟ قال: مستدبرهما. قال: وكيف استثبت رأسها؟ قال: تحاملت حتى رأيتها. ثم دعا بشبل بن معبد، فشهد بمثل ذلك، وشهد نافع بمثل شهادة أبي بكرة؛ ولم يشهد زياد بمثل شهادتهم، ولكنه قال: رأيته جالسا بين رجلي امرأة. فرأيت قدمين مخضوبتين تخفقان، واستين مكشوفين، وسمعت حفزانا شديدا. قال: هل رأيت كالميل في المكحلة؟ قال: لا. قال: فهل تعرف المرأة؟ قال: لا، ولكن أشبهها. قال له: تنح. وأمر بالثلاثة فجلدوا الحد، وقرأ: {فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون}. قال المغيرة: اشفني من الأعبد يا أمير المؤمنين. فقال له: اسكت، أسكت الله نأمتك، أما والله لو تمت الشهادة لرجمتك بأحجارك. ورد عمر شهادة أبي بكرة، وكان يقول له: تب أقبل شهادتك، فيأبى حتى كتب عهده عند موته: هذا ما عهد به أبو بكرة نفيع بن الحارث، وهو يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن المغيرة بن شعبة زنى بجارية بني فلان. وحمد الله عمر حين لم يفضح المغيرة. وروي أن الثلاثة لما أدوا الشهادة على المغيرة، وتقدم زياد آخرهم قال له عمر قبل أن يشهد: إني لأراك حسن الوجه. وإني لأرجو ألا يفضح الله على يديك رجلا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فقال ما قال. وكان ذلك أول ظهور زياد، فليته وقف على ذلك، وما زاد، ولكنه استمر حتى ختم الحال بغاية الفساد. وكان ذلك من عمر قضاء ظاهرا في رد شهادة القذفة، إذا لم تتم شهادتهم؛ وفي قبولها بعد التوبة. وقد بينا ذلك في مسائل الخلاف والأصول.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[02 - 03 - 04, 09:14 م]ـ
يستفاد من القصة أمور منها:
1 - أن مذهب أهل السنة في الصحابة توثيقهم مطلقا، والحكم بعدالتهم، ومحبتهم والترضي عنهم، والتماس العذر لمن بدر منه ما يظن أنه خطأ أو معصية. ولهذا توارد علماء أهل السنة على تأويل القصة بما يوافق هذا الأصل المقرر عندهم.
2 - لم يثبت في القصة ما يطعن به على المغيرة ولا على أبي بكرة رضي الله عنهما. فأما الأول فأصل عدالته وشرف صحبته يجعلنا نحكم بأنه إنما أتى امرأته، وأما الثاني فإنما حكم بما رأى وعلم، ولا حرج عليه في ذلك.
3 - خطورة القذف الذي قد يتساهل فيه بعض الناس في زماننا هذا.
4 - على فرض وقوع معصية الزنا من أحد من الصحابة فليس ذلك مما يناقض الأصل المذكور آنفا، إذ ليس أحد منهم معصوما من الذنوب والمعاصي. لكنهم خير الناس في هذه الأمة، وهم حملة الشرع، ونقلة السنة، وأئمة المجاهدين والعابدين. ولكل منهم من الحسنات والمناقب ما تمحى به - بإذن الله تعالى - ذنوبه. ويكفي الواحد منهم شرف اللقاء بسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
5 - أحكام فقهية متعددة.
والله أعلم.
ـ[المستملي]ــــــــ[03 - 03 - 04, 12:53 ص]ـ
قال ابن حجر - رحمه الله - في تلخيص الحبير: " وأفاد البلاذري: أن المرأة التي رمي بها: أم جميل بنت محجن بن الأفقم الهلالية، وقيل إن المغيرة رضي الله عنه تزوج بها سراً، وكان عمر رضي الله عنه لا يجيز نكاح السر، ويوجب الحد على فاعله، فلهذا سكت المغيرة، وهذا لم أره منقولاً بإسناد، وإن صح كان عذراً حسناً لهذا الصحابي ".
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 05 - 04, 04:03 ص]ـ
هذا عذر أقبح من ذنب، كما يقال! على كل حال فأم جميل قد ذكروا أنها كانت متزوجة، فهذا يبعد احتمال ما ذكره ابن حجر.
ـ[المستفيد7]ــــــــ[31 - 05 - 04, 08:10 م]ـ
لم يثبت في القصة ما يطعن على المغيرة بن شعبة رضي الله عنه لامور:
1 - كونه قد نال شرف الصحبة رضي الله عنه وهذه منزلة لا يقدح فيها بالظن فمن ثبتت ثقته بيقين فانها لا تزول بالشك.
فهذا هو الاصل الاول.
2 - الاصل الثاني الثابت: ان من في بيت الرجل انما هي امراته لا غيرها ولاسيما وقد ذكر ان المتهم بها تشبه امراته فكيف يزول هذا اليقين بالشك.
3 - ان ابا بكرة والمغيرة رضي الله عنهما كانا متجاورين فلو كانت المراة تغشى المغيرة في منزله لكان الاتهام بذلك اوضح من الاتهام بامر خفي او على الاقل لذكر ابو بكرة ورضي الله عنه هذا الامر من مؤكدات اتهامه.
4 - ما بين ابي بكرة والمغيرة رضي الله عنه من النفرة.فهذا مع ما سبق يؤكد براءة ساحة المغيرة رضي الله عنه.
وسبحان الله العظيم فالحب والبغض له اثر عظيم في نظرة الانسان وتصوره وقد قيل:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... كما ان عين السخط تبدي المساويا.
ولذلك قال اهل العلم كلام الاقران لايقبل في بعض.
ولايقدح ذلك البتة في ابي بكرة رضي الله عنه فهو انما حكم بما يعتقده وبما هو متاكد منه في قرارة نفسه ولذلك اصر على موقفه حتى بعد جلده رضي الله عنه وارضاه.
وايضا لم يقدح كلام الائمة الكبار - ممن شهدت الامة بثقتهم وعدالتهم ومتانة دينهم بل وبعضهم من ائمة الجرح والتعديل - لم يقدح كلامهم في بعض اقرانهم في ثقتهم وعدالتهم.
ولم يقدح في الامام مالك كلامه في ابن اسحاق وكذاغيره في غيره.
وقبل ذلك وبعده فهذه قضية عين لها ملابساتها وعدالة الصحابة وثقتهم
ثابتة بيقين فلاتزول بالشك.
وقدوتنا اهل العلم من اهل السنة والجماعة مازالوا يروون عن هذين الصحابيين رضي الله عنهما فهذا دليل على انه لا اعتبار عندهم بما قد يفهمه البعض من هذه القصة.
والله اعلم.
¥(39/408)
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[01 - 06 - 04, 01:38 ص]ـ
لأجل هذه القصة: أفتى بعض المشايخ المعاصرين برد جميع أحاديث أبي بكرة - رضي الله عنه -، ما رأيكم؟
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[01 - 06 - 04, 09:31 ص]ـ
سبحانك هذا بهتان عظيم
هذه القصة ولو لم تكن لصحابي، لما اختلف الحكم فيها، كيف وقد رمي بها صحابي من كبار الصحابة وله المنزلة العظمى عند النبي صلى الله عليه وسلم
والحكم أن يقال إن الشهود كذبوا في شهادتهم (نص القرآن) وهو حكم الله فيهم وفي أمثالهم قال تعالى (فإذ لم يأتوا بالشهداء فاؤلئك عند الله هم الكاذبون).
فبعد هذا الحكم من الله كيف يجرؤ أحد في التماس الأعذار وغيرها من التبريرات.
سبحانك هذا بهتان عظيم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 06 - 04, 10:17 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالمحسن المطوع
لأجل هذه القصة: أفتى بعض المشايخ المعاصرين برد جميع أحاديث أبي بكرة - رضي الله عنه -، ما رأيكم؟
لو قال بالعكس لكان أولى!
ولكن الصواب أن لا يرد حديث صحابي، حتى لو أتى بما نعتبره مفسقات. لأنه لا يعرف صحابي يكذب في الحديث.
وأبو بكرة رضي الله عنه هو صحابي صادق قد شهد بما شاهد، فسواء أخطأ أم أصاب فلا يضره.
ـ[بوشهاب]ــــــــ[01 - 06 - 04, 10:48 ص]ـ
و هل للشيخ امام في هذه المسألة؟؟
او ليس الاجماع منعقد على عدالة الصحابة؟؟
ثم ان هناك من اهل العلم من يفرق بين القاذف و الشاهد, و اذا كان احدنا مكان ابي بكرة-رضي الله عنه- ماذا سيكون موقفه؟؟
كانوا اربعة فهل يكتم الشهادة فيما يراه حداً من حدود الله؟؟
ـ[في إسناده مقال]ــــــــ[02 - 06 - 04, 07:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندي مسألة وهي ان التماس الأعذار للصحابة الكرام هل ترفع التهمة في الحادثة المعينة فقط دون ان نرتب الأثر على ما صدر منهم أو نرتب الأثر في الموارد الأخرى؟
مثلا لو جاءتنا حادثة مماثلة نقلها لنا أبو بكرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - هل سوف يكون نقله حينها وشهادته كشهادة عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مثلا؟ أم أن تاريخ أبي بكرة وشهادته السابقة التي جلده عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لأجلها سوف تلقي ضلالها على هذه الشهادة أيضا؟(39/409)
سؤال عن صحة حديث
ـ[ابوعبدالله السلفي]ــــــــ[02 - 03 - 04, 08:54 م]ـ
سمعت حديث عن المسيب بن رافع أن النبي صلى الله عليه و سلم يقول: (ألم تنزيل) يجيئ لها جناحان يوم القيامة تظل صاحبها و تقول: لا سبيل عليه.
أرجو الإفادة عن تخريج هذا الحديث لاني بحثت عنه و لم أجده في الكتب الستة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 03 - 04, 09:28 م]ـ
قال القاسم بن سلام في فضائل القرآن (398) حدثنا يزيد عن حماد بن سلمة عن عاصم بن ِأبي النجود عن المسيب بن رافع رضي الله عنه ان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال الم تنزيل تجيء لها جناحان يوم القيامة تظل صاحبها وتقول لا سبيل عليه لا سبيل عليه
وكذلك أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (209)
ـ[تهاني1]ــــــــ[02 - 03 - 04, 11:37 م]ـ
جزاكم الله خيراً /
أود أن أسال عن حديث ((من فر بدينه من أرض إلي أرض ولو قيد شبر استوجب الجنة وكان رفيق محمد وإبراهيم)) عليهما السلام.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[03 - 03 - 04, 12:12 ص]ـ
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
الحديثُ أخرجهُ أبو عبيد القاسمُ في " فضائل القرآن " (482)، والحديثُ مرسلٌ، فالمسيبُ بنُ رافع تابعي.
قال يحيى بنُ معين: لم يسمع من أحدٍ من أصحابِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم إلا من البراءِ بنِ عازب، وأبي إياس عامر بنِ عبدةَ.(39/410)
سؤال عن حديث،،
ـ[تهاني1]ــــــــ[03 - 03 - 04, 12:23 ص]ـ
جزاكم الله خيراً،،،
أود أن أسال عن حديث ((من فر بدينه من أرض إلي أرض ولو قيد شبر استوجب الجنة وكان رفيق محمد وإبراهيم)) عليهما السلام.
ـ[أبو عبد الحكيم]ــــــــ[03 - 03 - 04, 07:40 م]ـ
الحديث ورد في الجامع لأحكام القرآن في تفسير سورة العنكبوت قوله تعالى: ((يا عبادي إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون)) (العنكبوت 56)،
بلفظ " قوله - صلى الله عليه وسلم-
((من فر بدينه من أرض إلى أرض، وإن كان شبراً منها وجبت له الجنة وكان رفيقاً لأبيه إبراهيم.)).
كما ورد في القصة عندما ذاع في مكة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله الواحد الأحد غضب أشراف قريش.
ونزلوا بأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام أشد العذاب فأقبل عامر بن ربيعة وامرأته ليلى بنت أبي حثمة وعبد الله بن عبد الأسد وزوجته هند بنت أبي أمية بن المغيرة وعثمان بن عفان وزوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم على النبي عليه الصلاة والسلام وفي عيونهم الدمع فقالوا:
يا رسول الله أنزل قومنا بنا أشد العذاب.
فأطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد منعه الله بعمه أبي طالب. ثم قال صلى الله عليه وسلم:
من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجب له الجنة، وكان رفيق نبيه
فقال عامر بن ربيعة وليلى بنت أبي حثمة أين نذهب يا نبي الله؟
قال صلى الله عليه وسلم:
تفرقوا في الأرض فإن الله تعالى سيجمعكم.
فقالت ليلى بنت أبي حثمة: إلى أين نذهب يا نبي الله؟
قال النبي عليه الصلاة والسلام:
أخرجوا إلى جهة الحبشة فإن بها ملكا (النجاشي) لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق.
لكن لا أعلم الحديث بروايه من و لعلها ليلى بنت أبي حثمة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 03 - 04, 07:55 م]ـ
حديث ((من فر بدينه من أرض إلي أرض ولو قيد شبر استوجب الجنة وكان رفيق محمد وإبراهيم)) عليهما السلام.
هذا الحديث مرسل ولا يصح مرفوعا
قال الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار ج:1 ص:351
360 الحديث التاسع والخمسون
عن النبي أنه قال من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجبت له الجنة وكان رفيق أبيه إبراهيم ونبيه محمد
قلت رواه الثعلبي في تفسير سورة العنكبوت أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان ثنا أحمد بن محمد بن شاذان ثنا جعونة بن محمد الترمذي ثنا صالح بن محمد عن سليمان بن عمر عن عبادة بن منصور الناجي عن الحسن قال قال رسول الله من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجب الجنة وكان رفيق إبراهيم ومحمد عليهما السلام انتهى.
ـ[أبو عبد الحكيم]ــــــــ[03 - 03 - 04, 09:51 م]ـ
أخوي عبدالرحمن الفقيه
لماذا الحديث وفقك الله لا يصح مرفوعاً؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 03 - 04, 10:43 م]ـ
الأخ الفاضل أبو عبدالحكيم حفظه الله ورعاه
سبب ضعف الحديث مرفوعا هو أنه من رواية الحسن البصري وهو تابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم، فروايته عند أهل العلم تسمى مرسله لأنه لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم
والمرسل من أقسام الحديث الضعيف عند علماء الحديث.
ـ[أبو عبد الحكيم]ــــــــ[03 - 03 - 04, 11:21 م]ـ
أخوي عبد الله وفقك الله،،،
ألا يمكن أن تكون رواية الحسن البصري شاهد لرواية عامر بن ربيعة وليلى بنت أبي حثمة؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 03 - 04, 11:48 م]ـ
بارك الله فيك
هل ألفاظ الحديث التي ذكرتها متفقة مع المرسل وهل أسانيدها معروفة وقوية حتى تتقوى؟(39/411)
سؤال عن صحة حديث
ـ[ابوعبدالله السلفي]ــــــــ[03 - 03 - 04, 10:32 م]ـ
(لا يدخل الجنة كل جعظري جواظ صخاب في الاسواق جيفة في الليل حمار بانهار)
و ما معنى جواظ و جعظري؟؟
و شكرا
ـ[أبو عبد الحكيم]ــــــــ[03 - 03 - 04, 11:28 م]ـ
أخرجه البهقي في السنن الكبري، كتاب الشهادات عن أبي هريرة برقم - 19119 - .
---------------------------------
روى ابن حبان وغيره مرفوعا: <<إن الله يبغض كل جعظري جواظ صخاب في الأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الآخرة>>.
قلت الجعظري: المختال في مشيته،
والجواظ: الغليظ الجافي،
والصخاب: الذي يرفع صوته في الأسواق بسبب أمور الدنيا.
والله تعالى أعلم.
---------------------------
و قيل: الجعظري: الشديد. والجواظ: الأكول. والصخاب: الصياح
----------------------------
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[04 - 03 - 04, 02:38 ص]ـ
إن الله يبغض الجعظري الجواظ.
إسناده ضعيف العراقي تخريج الإحياء 2/ 57
ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ الضعفاء المظلومون، ألا أنبئكم بأهل النار كل شديد جعظري
إسناده صحيح على شرط مسلم الألباني السلسلة الصحيحة 932
ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ المغلوبون الضعفاء، و أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر
صحيح الألباني السلسلة الصحيحة 931
إن أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر، جماع مناع، و أهل الجنة الضعفاء المغلوبون
صحيح على شرط مسلم الألباني السلسلة الصحيحة 1741
إن الله يبغض كل جعظري جواظ، سخاب في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة.
[ثم تراجع الشيخ وضعفه، انظر: الضعيفة:5/ 328] مخرج في "السلسلة الصحيحة" الألباني السلسلة الصحيحة 195
إن الله يبغض كل جعظري جواظ، سخاب في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة
ضعيف الألباني السلسلة الضعيفة 2304
لا يدخل الجنة الجواظ، ولا الجعظري
صحيح الألباني صحيح أبي داود 4016
يا سراقة! ألا أخبرك بأهل الجنة وأهل النار؟ قلت:بلى يا رسول الله! قال:أما أهل النار، فكل جعظري جواظ مستكبر وأما أهل الجنة فالضعفاء المغلوبون
صحيح لغيره الألباني صحيح الترغيب 3199
يا سراقة! ألا أخبرك بأهل الجنة وأهل النار؟.قلت:بلى يا رسول الله! قال:أما أهل النار؛ فكل جعظري جواظ مستكبر، وأما أهل الجنة؛ فالضعفاء المغلوبون. صحيح لغيره الألباني صحيح الترغيب 2903
لا يدخل الجنة الجواظ، ولا الجعظري.: قال:والجواظ:الغليظ الفظ. صحيح الألباني صحيح الترغيب 2902
أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع، وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون
صحيح الألباني صحيح الترغيب 3197
إن الله تعالى يبغض كل جعظري جواظ، سخاب في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بالدنيا، جاهل بالآخرة.
[ثم تراجع الشيخ وضعفه، انظر الضعيفة:5/ 328] صحيح الألباني صحيح الجامع 1878
ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف، لو أقسم علي الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل، جواظ، جعظري، مستكبر
صحيح الألباني صحيح الجامع 2598
ألا أخبرك بأهل النار؟ كل جعظري جواظ مستكبر، جماع منوع، ألا أخبرك بأهل الجنة؟ كل مسكين، لو أقسم على الله تعالى لأبره
صحيح الألباني صحيح الجامع 2594
لا يدخل الجنة الجواظ، و لا الجعظري
صحيح الألباني صحيح الجامع 7669
أهل النار كل جعظري، جواظ، مستكبر. و أهل الجنة الضعفاء المغلوبون صحيح الألباني صحيح الجامع 2529
إن الله يبغض كل جعظري جواظ، صخاب في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة
ضعيف الألباني ضعيف الترغيب 378
لا يدخل الجنة الجواظ، ولا الجعظري.
إسناده صحيح الألباني مشكاة المصابيح 5009
عند ذكر أهل النار: كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع.
صحيح رجاله رجال الصحيح الوادعي الصحيح المسند 817
المصدر: موقع الدرر السنية.
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[04 - 03 - 04, 02:45 ص]ـ
إن الله يبغض الجعظري الجواظ.
إسناده ضعيف العراقي تخريج الإحياء 2/ 57
ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ الضعفاء المظلومون، ألا أنبئكم بأهل النار كل شديد جعظري
إسناده صحيح على شرط مسلم الألباني السلسلة الصحيحة 932
¥(39/412)
ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ المغلوبون الضعفاء، و أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر
صحيح الألباني السلسلة الصحيحة 931
إن أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر، جماع مناع، و أهل الجنة الضعفاء المغلوبون
صحيح على شرط مسلم الألباني السلسلة الصحيحة 1741
إن الله يبغض كل جعظري جواظ، سخاب في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة.
[ثم تراجع الشيخ وضعفه، انظر: الضعيفة:5/ 328] مخرج في "السلسلة الصحيحة" الألباني السلسلة الصحيحة 195
إن الله يبغض كل جعظري جواظ، سخاب في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة
ضعيف الألباني السلسلة الضعيفة 2304
لا يدخل الجنة الجواظ، ولا الجعظري
صحيح الألباني صحيح أبي داود 4016
يا سراقة! ألا أخبرك بأهل الجنة وأهل النار؟ قلت:بلى يا رسول الله! قال:أما أهل النار، فكل جعظري جواظ مستكبر وأما أهل الجنة فالضعفاء المغلوبون
صحيح لغيره الألباني صحيح الترغيب 3199
يا سراقة! ألا أخبرك بأهل الجنة وأهل النار؟.قلت:بلى يا رسول الله! قال:أما أهل النار؛ فكل جعظري جواظ مستكبر، وأما أهل الجنة؛ فالضعفاء المغلوبون. صحيح لغيره الألباني صحيح الترغيب 2903
لا يدخل الجنة الجواظ، ولا الجعظري.: قال:والجواظ:الغليظ الفظ. صحيح الألباني صحيح الترغيب 2902
أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع، وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون
صحيح الألباني صحيح الترغيب 3197
إن الله تعالى يبغض كل جعظري جواظ، سخاب في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بالدنيا، جاهل بالآخرة.
[ثم تراجع الشيخ وضعفه، انظر الضعيفة:5/ 328] صحيح الألباني صحيح الجامع 1878
ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف، لو أقسم علي الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل، جواظ، جعظري، مستكبر
صحيح الألباني صحيح الجامع 2598
ألا أخبرك بأهل النار؟ كل جعظري جواظ مستكبر، جماع منوع، ألا أخبرك بأهل الجنة؟ كل مسكين، لو أقسم على الله تعالى لأبره
صحيح الألباني صحيح الجامع 2594
لا يدخل الجنة الجواظ، و لا الجعظري
صحيح الألباني صحيح الجامع 7669
أهل النار كل جعظري، جواظ، مستكبر. و أهل الجنة الضعفاء المغلوبون صحيح الألباني صحيح الجامع 2529
إن الله يبغض كل جعظري جواظ، صخاب في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة
ضعيف الألباني ضعيف الترغيب 378
لا يدخل الجنة الجواظ، ولا الجعظري.
إسناده صحيح الألباني مشكاة المصابيح 5009
عند ذكر أهل النار: كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع.
صحيح رجاله رجال الصحيح الوادعي الصحيح المسند 817
المصدر: موقع الدرر السنية.(39/413)
ما درجة الحديث؟ [من قال في دبر الصلاة من بعد ما يسلم هؤلاء الكلمات كتبها ملك ... ]
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[04 - 03 - 04, 02:20 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فلقد سمعت من أحد طلاب العلم هذا الحديث و لكني لم أعرف درجته
فهل يسعفنا أحد حول هذا مع بيان المصادر وفقكم الله و سدد خطاكم
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
((من قال في دبر الصلاة من بعد ما يسلم هؤلاء الكلمات كتبها ملك في رق فختم بخاتم ثم رفعها إلى يوم القيامة فإذا بعث الله العبد من قبره جاء الملك و معه كتاب ينادي أهل العهود حتى تدفع إليهم و الكلمات أن يقول:
اللهم فاطر السموات و الأرض عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمداً عبدك و رسولك فلا تكلني إلى نفسي إن تكلني إلى نفسي تقربني من السوء و تباعدني من الخير و إني لا أثق إلا برحمتك فاجعل رحمتك لي عهداً عندك تؤديه إلى يوم القيامة فإنك لا تخلف الميعاد))
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[10 - 03 - 04, 08:21 ص]ـ
ما زلنا نتمنى منكم الرد
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[10 - 03 - 04, 05:11 م]ـ
الحديثُ أوردهُ السيوطي في " الدر المنثور " عند قولهِ تعالى: " إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا " وقال: " وأخرج الحكيم الترمذي ".
وكذلك ذكره صاحبُ كنز العمال وعزاه للحكيم الترمذي.
وليس بين يدي كتاب الحكيم الترمذي، ولكن الكتاب لا يعولُ عليه لأن غالب إذا لم يكن كل أحاديثهِ ضعيفة وموضوعة، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 03 - 04, 06:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الحديث أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول في أحاديث الرسول ج:2 ص:272 (المطبوع بدون أسانيد)
الأصل الرابع و السبعون و المائة
في إيداع العهد بالدعاء بعد الصلاة
عن أبي بكر رضي الله عنه قال قال رسول الله من قال في دبر الصلاة بعد ما يسلم هؤلاء الكلمات كتبه ملك في رق فختم بخاتم ثم رفعها إلى يوم القيامة فإذا بعث الله العبد من قبره جاءه الملك و معه الكتاب ينادي أين أهل العهود حتى يدفع إليه و الكلمات أن تقول
اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمدا عبدك و رسولك فلا تكلني إلى نفسي فإنك أن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر و تباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل رحمتك لي عهدا عندك تؤديه إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد
صاحب هذا العهد يتحلى بهذا العهد الذي عهد إلى ربه من الأسباب و يكون متعلقه رحمته و لا يثق إلا بها و لا يلحظ النجاة إلا بها
وهو في مخطوط نوادر الأصول (ق 201) من طريق عمر بن ميمون عن مقاتل بن حيان عن الأسود بن هلال عن أبي بكر الصديق به
وهو سند تالف لايصلح.
تنبيبه:
الحكيم الترمذي عنده بدع وضلالات وخرافات، نسأل الله السلامة والعافية.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 11:41 ص]ـ
في هذا الموضوع:
ما درجة هذا الحديث؟
---
مختار الديرة
04 - 03 - 2004, 03:20 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فلقد سمعت من أحد طلاب العلم هذا الحديث و لكني لم أعرف درجته
فهل يسعفنا أحد حول هذا مع بيان المصادر وفقكم الله و سدد خطاكم
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
((من قال في دبر الصلاة من بعد ما يسلم هؤلاء الكلمات كتبها ملك في رق فختم بخاتم ثم رفعها إلى يوم القيامة فإذا بعث الله العبد من قبره جاء الملك و معه كتاب ينادي أهل العهود حتى تدفع إليهم و الكلمات أن يقول:
اللهم فاطر السموات و الأرض عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمداً عبدك و رسولك فلا تكلني إلى نفسي إن تكلني إلى نفسي تقربني من السوء و تباعدني من الخير و إني لا أثق إلا برحمتك فاجعل رحمتك لي عهداً عندك تؤديه إلى يوم القيامة فإنك لا تخلف الميعاد))
---
مختار الديرة
10 - 03 - 2004, 09:20 AM
ما زلنا نتمنى منكم الرد
---
عبد الله زقيل
10 - 03 - 2004, 06:11 PM
الحديثُ أوردهُ السيوطي في " الدر المنثور " عند قولهِ تعالى: " إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا " وقال: " وأخرج الحكيم الترمذي ".
وكذلك ذكره صاحبُ كنز العمال وعزاه للحكيم الترمذي.
وليس بين يدي كتاب الحكيم الترمذي، ولكن الكتاب لا يعولُ عليه لأن غالب إذا لم يكن كل أحاديثهِ ضعيفة وموضوعة، والله أعلم.
---
عبدالرحمن الفقيه
10 - 03 - 2004, 07:45 PM
جزاكم الله خيرا
الحديث أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول في أحاديث الرسول ج:2 ص:272 (المطبوع بدون أسانيد)
الأصل الرابع و السبعون و المائة
في إيداع العهد بالدعاء بعد الصلاة
عن أبي بكر رضي الله عنه قال قال رسول الله من قال في دبر الصلاة بعد ما يسلم هؤلاء الكلمات كتبه ملك في رق فختم بخاتم ثم رفعها إلى يوم القيامة فإذا بعث الله العبد من قبره جاءه الملك و معه الكتاب ينادي أين أهل العهود حتى يدفع إليه و الكلمات أن تقول
اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك و أن محمدا عبدك و رسولك فلا تكلني إلى نفسي فإنك أن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر و تباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل رحمتك لي عهدا عندك تؤديه إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد
صاحب هذا العهد يتحلى بهذا العهد الذي عهد إلى ربه من الأسباب و يكون متعلقه رحمته و لا يثق إلا بها و لا يلحظ النجاة إلا بها
وهو في مخطوط نوادر الأصول (ق 201) من طريق عمر بن ميمون عن مقاتل بن حيان عن الأسود بن هلال عن أبي بكر الصديق به
وهو سند تالف لايصلح.
تنبيبه:
الحكيم الترمذي عنده بدع وضلالات وخرافات، نسأل الله السلامة والعافية.
==
والسؤال:
ما سبب التلف؟
هل الإسناد ليس فيه سقط أو تصحيف؟
¥(39/414)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 12:20 م]ـ
الحديث: .... "من قال: اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك فإنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا توفينيه يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد إلا قال الله لملائكته يوم القيامة: إن عبدي قد عهد إلي عهدا فأوفوه إياه فيدخله الله الجنة قال سهيل: فأخبرت القاسم بن عبد الرحمن أن عونا أخبر بكذا وكذا قال: ما في أهلنا جارية إلا وهي تقول هذا في خدرها"
هذا الحديث رواه الإمام أحمد وهو ضعيف و قد ضعفه أحمد شاكر رحمه الله تعالى لكن راوي هذا الحديث الذي ذكرت هو عبدالله بن مسعود.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 12:50 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد
والسؤال كان - تحديداً - عن إسناد أبي بكر الذي " نوادر الأصول "
فحبذا الإفادة في هذا
وفقك الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 07, 01:30 ص]ـ
بارك الله فيكم
الحديث في الورقة 207 من المخطوط وليس كما ذكرت سابقا 201
قال الترمذي الحكيم حدثنا عمر بن أبي عمر قال ثنا عبدالله بن أبي أمية الفزاري عن أبي علي الرمَاح عن عمر بن ميمون عن مقاتل بن حيان عن الأسود بن هلال عن أبي بكر الصديق به.
فالحكيم الترمذي فيه كلام وعبدالله بن أبي أمية لم أقف على ترجمته
وهذا الإسناد غريب، فالأسود بن هلال لايعرف له رواية عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقد ذكر العلماء روايته عن عدد من الصحابة ولم يذكروا روايته عن أبي بكر.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 08:43 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[31 - 03 - 07, 01:16 م]ـ
بارك الله بكم جميعا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 07, 07:00 م]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم
وعمر بن أبي عمر شيخ الحكيم ورد في كتاب المنهيات للحكيم تسميته بالعبدري وقد حكم عليه الجوزقاني بالجهالة كما في لسان الميزان
جاء في لسان الميزان - (ج 1 / ص 31)
أخرج الحكيم الترمذي عن عمر بن أبي عمر عن إبراهيم بن عبد الحميد العجلي عن صالح بن حبان عن ابن بريدة عن أبيه رفعه الأرواح في خمسة الإنس والجن والملائكة والشياطين والروح وسائر الخلق لهم أنفاس وليست لهم أرواح
قال الجوزقاني هذا منكر وعمر وإبراهيم مجهولان
قلت (الحافظ ابن حجر) عمر معروف لكنه ضعيف) انتهى.
وقال عنه في الفتح (واه)!
قال الحافظ في فتح الباري
(وجد الحديث المذكور في نوادر الأصول للترمذي من حديث عبادة بن الصامت أخرجه في الأصل الثامن والسبعين وهو من روايته عن شيخه عمر بن أبي عمر وهو واه) انتهى.
وفي المتفق والمفترق للخطيب البغدادي
و عبدالله بن أبي أمية الفزاري البلخي
حدث عن عمر بن الرماح روى عنه عمر بن أبي عمر البلخي.
(792) أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي حدثنا أحمد بن الخضر حدثنا محمد بن علي الترمذي حدثنا عمر بن أبي عمر حدثنا عبدالله بن أبي أمية الفزاري عن عمر بن الرماح عن مقاتل عن حيان عن قتادة عن عيزار بن حريث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فضل عمل السر على العلانية سبعين ضعفا وفضل العالم على العابد سبعين ضعفا ومن استوت سريرته وعلانتيه باهى الله به ملائكته ثم يقول يا ملائكتي هذا عبدي حقا.
وفي المتفق والمفترق للخطيب البغدادي كذلك (3/ 1612دار القادري)
وعمر بن أبي عمر العبدي البلخي
حدث عن عبدالله بن ابي أمية الفزاري وعبدالملك بن مسلمة المصري روى عنه إبراهيم بن علي ومحمد بن علي الترمذيان.
(1082) أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمد بن علي بن محمد الدربندي أخبرنا محمد بن أبي بكر الوراق ببخارا أخبرنا أحمد بن سهل بن حمدويه حدثنا إبراهيم بن علي الترمذي حدثنا عمر بن أبي عمر العبدي حدثنا عبدالملك بن مسلمة المصري عن عبدالله بن سعيد عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بمداد طالب العلم يوم القيامة ودم الشهداء فيوزنان ولا يفضل هذا على هذا ولا هذا على هذا) انتهى.
¥(39/415)
فالظاهر أن الحافظ ابن حجر يرى أنه عمر بن أبي عمر شيخ الحكيم هو العبدري مولى طاوس وهو متروك أو شيخ بقية المجهول، ولذلك قال عنه في الفتح (واه) وتعقب الجوزقاني عندما جهله بقوله: هو معروف ولكنه ضعيف.
وقد بين الخطيب في كتابه المتفق والمفترق أن عمر بن أبي عمر شيخ الحكيم الترمذي هو البلخي وليس هومولى طاوس أو شيخ بقية المجهول، فالظاهر أن ما قاله الجوزقاني من جهالة الراوي أقرب، والله أعلم.
فائدة:
قال الشيخ الألباني في الضعيفة
7034 - (أفضلُ العملِ النيةُ الضادقةُ).
ضعيف.
عزاه السيوطي للحكيم الترمذي عن ابن عباس، وبيض له المناوي
في " الشرح الكبير "، وضعف إسناده في " التيسير". وأكد ذلك الشيخ الغماري
في " المداوي "، وساق إسناده فقال (2/ 99):
" قال الحكيم (الترمذي): في الأصل الثالث والثلاثين ومئتين: حدثنا عمر
ابن أبي عمر عن نعيم بن حماد عن عبد الوهاب بن همام الحميري قال: سمعت
أبي يقول: سمعت وهباً يحدث عن ابن عباس:
أن رجلاً قال: يا رسول الله! ما أفضل العمل؟ قال:
(النية الصادقة) ".
وقال الشيخ الغماري:
" قلت: رجال إسناده كلهم موثقون؛ إلا شيخ الحكيم (عمر بن أبي عمر) ".
قلت: هكذا وقع الإسناد فيه محرفاً في موضعين منه:
أحدهما: (عمر بن أبي عمر) .. والصواب: (ابن فيروز).
والآخر: (عبد الوهاب) .. والصواب: (عبد الرزاق).
وتوثيقه المذكور فيه نظر من وجهين:
الأول: توثيقه (نعيم بن حماد)، وفيه كلام كثير، حتى نسب للوضع، وقد
لخص الخلاف فيه الحافظ في " التقريب " أحسن تلخيص؛ فقال:
"صدوق يخطىء كثيراً، فقيه عالم بالفرائض".
والآخر: همام بن نافع والد عبد الرزاق صاحب " المصنف ": قال العقيلي:
" حديثه غير محفوظ؛ كما في " (المغني) ". وقال الحافظ:
"مقبول ".
وأما عمر بن فيروز - فهو: عمر بن موسى بن فيروز، أبو حفص المخرمي،
ويعرف بالتّوزي -: ترجمه " الخطيب " (11/ 214) في روايته عن جمع منهم
(نعيم بن حماد)، وبرواية جمع عنه من الحفاظ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا
تعديلاً) انتهى.
وقد أصاب الغماري في تسميته للراوي بعمر بن أبي عمر وليس هو ابن فيروز كما ذكر الشيخ الألباني رحمه الله.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[05 - 04 - 07, 05:57 م]ـ
جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم، وبارك فيكم.(39/416)
فائدة: كل حديث أو أثر في المحلى لابن حزم فهو متصلٌ صحيح عنده، مالم يبين ضعفه.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[04 - 03 - 04, 10:57 م]ـ
- كل حديث أو أثر في المحلى لابن حزم فهو متصلٌ صحيح عنده، مالم يبين ضعفه.
- قال أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم نور الله ضريحه وسقاه بسحائب الرحمة والغفران في كتابه العظيم: المحلى (1/ 2): ((وليعيم من قرأ كتابنا هذا أننا لم نحتجَّ إلاَّ بخبرٍ صحيح، من رواية الثقات، مسند.
ولا خالفنا خبراً ضعيفاً إلاَّ بيَّنا ضعفه، او منسوخاً فأوضحنا نسخه)).(39/417)
هل صح شيء من هذه الروايات في (الحسين) رضي الله عنه .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[04 - 03 - 04, 11:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل صح شيء من هذه الروايات في (الحسين) رضي الله عنه .. ؟
- (عن جابر قال من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن علي فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله)
- (وعن نجي الحضرمي أنه سار مع علي رضي الله عنه، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين، فنادى على اصبر أبا عبدالله اصبر أبا عبدالله بشط الفرات، قلت وما ذاك قال: دخلتُ على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وإذا عيناه تذرفان قلتُ يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان؟ قال بل قام من عندي جبريل عليه السلام، قيل فحدثني أن الحسين يُقتل بشط الفرات قال، فقال هل لك أن أشمك من تربته قلتُ نعم، قال فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا)
- (وعن عائشة أو أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاحداهما لقد دخل عليَّ البيت ملك فلم يدخل عليَّ قبلها، قال ان ابنك هذا حسين مقتول وان شئتَ أريتكَ من تربة الأرض التي يُقتل بها، قال فأخرج تربة حمراء.)
- (وعن إبراهيم يعني النخعي قال: لوكنتُ فيمن قَتَلَ الحسين ثم غُفِرَ لي، ثم ادخلتُ الجنة استحييتُ أن أمرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم فينظر في وجهي. رواه الطبراني ورجاله ثقات (ص198).
6. وعن أبي رجاء العطاري قال: لا تسبوا علياً ولا أحداً من أهل البيت، فإن جاراً لنا من بلهجيم قال: ألم تروا إلى هذا الفاسق الحسين بن علي قتله الله، فرماه بكوكبين في عينيه فطمس الله بصره.)
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[05 - 03 - 04, 12:55 ص]ـ
لشيخنا عثمان الخميس رسالة بعنوان أحاديث الحسن والحسين في كتب السنة
سوف اسأله عنها وإعطيكم الجواب إن شاء الله
ـ[الدارقطني]ــــــــ[05 - 03 - 04, 07:01 ص]ـ
حديث جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه جيد الإسناد وهو عند أحمد في المسند والله الموفق.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[07 - 03 - 04, 12:34 ص]ـ
أخي الدارقطني
حديث جابر فيه أرسال كما قال أبو حاتم في المراسيل
راجع مسند ابي يعلى الموصلي
ـ[الدارقطني]ــــــــ[07 - 03 - 04, 07:30 ص]ـ
أخرج ابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب (6\ 2583) من طريق
يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي حدثنا
ربيع بن سعد عن عبدالرحمن بن سابط قال:" كنت مع جابر، فدخل
حسين بن علي - رضي الله عنهما - فقال جابر:من سرّه أن ينظر
إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا، فأشهد لسمعت رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يقوله ".
قلت: هذا حديث صحيح الإسناد متصل، أخرجه ابن حبان في صحيحه
ورواية ابن العديم التي أوردتها فيها فائدة إثبات سماع عبدالرحمن بن سابط من الصحابي جابر بن عبدالله الأنصاري والذي نفاه أبو حاتم الرازي وأثبته ابن معين، (أنظر التذييل على كتب الجرح والتعديل ص 36 - 37)
والله الموفق
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[11 - 03 - 04, 10:29 ص]ـ
احسنت اخي الدراقطني هو كما قلت
وقد اثبت سماعه من جابر رضي الله عنه الإمام البخاري في التاريخ الكبير
ـ[الدارقطني]ــــــــ[12 - 03 - 04, 07:38 ص]ـ
وأحسنت أنت أيضاً فقد زدتني علماً فأسأل الله أن يرزقني وإياك وكل من في هذا الملتقى والمسلمين الإخلاص في القول والعمل والله الموفق.(39/418)
هل صح شيء من هذه الروايات في (الحسين) رضي الله عنه .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[04 - 03 - 04, 11:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل صح شيء من هذه الروايات في (الحسين) رضي الله عنه .. ؟
- (عن جابر قال من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن علي فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله)
- (وعن نجي الحضرمي أنه سار مع علي رضي الله عنه، وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين، فنادى على اصبر أبا عبدالله اصبر أبا عبدالله بشط الفرات، قلت وما ذاك قال: دخلتُ على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وإذا عيناه تذرفان قلتُ يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان؟ قال بل قام من عندي جبريل عليه السلام، قيل فحدثني أن الحسين يُقتل بشط الفرات قال، فقال هل لك أن أشمك من تربته قلتُ نعم، قال فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا)
- (وعن عائشة أو أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لاحداهما لقد دخل عليَّ البيت ملك فلم يدخل عليَّ قبلها، قال ان ابنك هذا حسين مقتول وان شئتَ أريتكَ من تربة الأرض التي يُقتل بها، قال فأخرج تربة حمراء.)
- (وعن إبراهيم يعني النخعي قال: لوكنتُ فيمن قَتَلَ الحسين ثم غُفِرَ لي، ثم ادخلتُ الجنة استحييتُ أن أمرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم فينظر في وجهي. رواه الطبراني ورجاله ثقات (ص198).
6. وعن أبي رجاء العطاري قال: لا تسبوا علياً ولا أحداً من أهل البيت، فإن جاراً لنا من بلهجيم قال: ألم تروا إلى هذا الفاسق الحسين بن علي قتله الله، فرماه بكوكبين في عينيه فطمس الله بصره.)
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[05 - 03 - 04, 12:55 ص]ـ
لشيخنا عثمان الخميس رسالة بعنوان أحاديث الحسن والحسين في كتب السنة
سوف اسأله عنها وإعطيكم الجواب إن شاء الله
ـ[الدارقطني]ــــــــ[05 - 03 - 04, 07:01 ص]ـ
حديث جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنه جيد الإسناد وهو عند أحمد في المسند والله الموفق.
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[07 - 03 - 04, 12:34 ص]ـ
أخي الدارقطني
حديث جابر فيه أرسال كما قال أبو حاتم في المراسيل
راجع مسند ابي يعلى الموصلي
ـ[الدارقطني]ــــــــ[07 - 03 - 04, 07:30 ص]ـ
أخرج ابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب (6\ 2583) من طريق
يعقوب بن سفيان حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي حدثنا
ربيع بن سعد عن عبدالرحمن بن سابط قال:" كنت مع جابر، فدخل
حسين بن علي - رضي الله عنهما - فقال جابر:من سرّه أن ينظر
إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا، فأشهد لسمعت رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يقوله ".
قلت: هذا حديث صحيح الإسناد متصل، أخرجه ابن حبان في صحيحه
ورواية ابن العديم التي أوردتها فيها فائدة إثبات سماع عبدالرحمن بن سابط من الصحابي جابر بن عبدالله الأنصاري والذي نفاه أبو حاتم الرازي وأثبته ابن معين، (أنظر التذييل على كتب الجرح والتعديل ص 36 - 37)
والله الموفق
ـ[ابن دحيان]ــــــــ[11 - 03 - 04, 10:29 ص]ـ
احسنت اخي الدراقطني هو كما قلت
وقد اثبت سماعه من جابر رضي الله عنه الإمام البخاري في التاريخ الكبير
ـ[الدارقطني]ــــــــ[12 - 03 - 04, 07:38 ص]ـ
وأحسنت أنت أيضاً فقد زدتني علماً فأسأل الله أن يرزقني وإياك وكل من في هذا الملتقى والمسلمين الإخلاص في القول والعمل والله الموفق.
ـ[الفهدي1]ــــــــ[30 - 09 - 05, 05:30 م]ـ
أخي الدارقطني، قلت:
قلت: هذا حديث صحيح الإسناد متصل، أخرجه ابن حبان في صحيحه
ورواية ابن العديم التي أوردتها فيها فائدة إثبات سماع عبدالرحمن بن سابط من الصحابي جابر بن عبدالله الأنصاري والذي نفاه أبو حاتم الرازي وأثبته ابن معين، (أنظر التذييل على كتب الجرح والتعديل ص 36 - 37)
والله الموفق
ولكن ابن معين نفى سمع عبدالرحمن بن سابط من جابر بن عبدالله رضي الله عنه
تهذيب الكمال:
قال عباس الدورى: قيل ليحيى: سمع عبد الرحمن بن سابط من سعد؟ قال: من سعد ابن إبراهيم؟. قالوا: لا، من سعد بن أبى وقاص. قال: لا. قيل ليحيى: سمع من أبى أمامة؟ قال: لا. قيل ليحيى: سمع من جابر؟ قال: لا، هو مرسل.
كان مذهب يحيى، أن عبد الرحمن بن سابط يرسل عنهم، و لم يسمع منهم. اهـ.
فالرواية تقول بأن بن معين رحمه الله كان يرى أن بن سابط يرسل عن جابر ولم يسمع منه فكيف يكون قد أثبت سمعه منه؟
بارك الله فيك أخي الحبيب، أرجو الإجابة بأسرع وقت ممكن
ـ[الدارقطني]ــــــــ[30 - 09 - 05, 10:38 م]ـ
أخي بارك الله فيك، صواب العبارة هو: سماع ابن سابط من جابر نفاه ابن معين وأثبته أبو حاتم الرازي، والله الموفق.(39/419)
سؤال عن هذا الحديث الذي يتردد على ألسنة كثير من الخطباء
ـ[ابراهيم الخوجة]ــــــــ[06 - 03 - 04, 08:25 ص]ـ
أرجو المساعدة في تخريج هذا الحديث الذي يدور على ألسنة كثير من الخطباء:
(إذا ماتت الأم نادى مناد من قبل الله ابن آدم ماتت التي كنا نكرمك من أجلها فاعمل صالحاً نكرمك من أجله)
ـ[الطيماوي]ــــــــ[21 - 05 - 08, 03:46 م]ـ
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=98488&Option=FatwaId
ـ[ابا عبدالعزيز]ــــــــ[22 - 05 - 08, 10:03 ص]ـ
إذا ماتت الأم هل ينزل ملك من السماء؟ // ولا يصِحّ معنى ولا مبنى، لا رواية ولا دراية
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم ما صحة الحديث التالي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا ماتت الأم نزل ملك من السماء يقول: يا ابن آدم؛ ماتت التي كنا نكرمك لأجلها، فاعمل لنفسك نكرمْك ".
وجزاكم الله خيرا
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
لم أره من قبل.
ولا يصِحّ معنى ولا مبنى، لا رواية ولا دراية، فكم من إنسان أكرم على الله من أمه؟!
صحيح أن وُجود الوالدين في حياة الأولاد نِعْمَة، وقد يسعد الولد بِدعوة مِن أحد والديه، وصحيح أن البِرّ بالوالدين يُوصِل إلى مرضاة الله، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن رجل لم يَرَه عليه الصلاة والسلام، ولم يأتِ بِزمانه، وأخبر أنه خير التابعين، وأنه بارّ بأمه، كما في صحيح مسلم في قصة أويس القرني.
إلا أن القول أن ابن آدم إنما يُكرَم لأجل أمه ليس بصحيح.
فإنما يُكرم الإنسان بأعماله وطاعاته، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ. رواه مسلم.
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=60916
====
وللإستزاده من هذه المواضيع والمشابهه لها يرجى زيارة الرابط الآتي فستجد مجموعة منها:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10881 (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10881)(39/420)
تخريج حديث: ((ما من مسلم يموت يوم الجمعة .. )) للشيخ سعد الحميد
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 03 - 04, 06:05 ص]ـ
ما صحة حديث أن من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة وقاه الله عذاب القبر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا تخريج لحديث: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر"، وبيان لدرجته التي خلاصتها: أنه حديث ضعيف، لا يصح من طريق، ولا يتقوى بمجموع طرقه، وهذا ظاهر صنيع البخاري -رحمه الله -؛ حين ترجم في كتاب الجنائز من "صحيحه" (3/ 253 - الفتح) بقوله: (باب موت يوم الإثنين)، ثم أخرج برقم (1387) حديث موت أبي بكر –رضي الله عنه-، فقال: حدثنا مُعَلّى بن أسد؛ قال: حدثنا وُهَيْب، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: دخلت على أبي بكر –رضي الله عنه-، فقال: في كم كَفّنْتم النبي –صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: في ثلاثة أثوابٍ بيضٍ سَحولِيّة، ليس فيها قميص ولا عمامة. وقال لها: في أي يوم توفي رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: يوم الإثنين، قال: فأي يوم هذا؟ قالت: يوم الإثنين، قال: أرجو فيما بيني وبين الليل، فنظر إلى ثوب عليه كان يمرّض فيه به رَدْعٌ من زعفران، فقال: اغسلوا ثوبي هذا، وزيدوا عليه ثوبين فكفِّنوني فيها. قلت: إن هذا خَلِق، قال: إن الحيّ أحقّ بالجديد من الميت، إنما هو للمُهْلَة. فلم يُتَوَفّ حتى أمسى من ليلة الثلاثاء، ودُفِن قبل أن يصبح.
قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري 3/ 253): قوله: "باب موت يوم الإثنين": قال الزين ابن المنيِّر: تعيين وقت الموت ليس لأحد فيه اختيار، لكن في التسبب في حصوله مدخل؛ كالرغبة إلى الله لقصد التبرك، فمن لم تحصل له الإجابة أثيب على اعتقاده. وكأن الخبر الذي ورد في فضل الموت يوم الجمعة لم يصح عند البخاري، فاقتصر على ما وافق شرطه، وأشار إلى ترجيحه على غيره. والحديث الذي أشار إليه [يعني: ابن الْمُنَيِّر] أخرجه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- مرفوعًا: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر"، وفي إسناده ضعف، وأخرجه أبو يعلى من حديث أنس –رضي الله عنه- نحوه وإسناده أضعف. اهـ.
وقال العيني في "عمدة القاري" (8/ 218): أي: هذا باب في بيان فضل الموت يوم الإثنين. فإن قلت: ليس لأحد اختيار في تعيين وقت الموت، فما وجه هذا؟ قلت: له مدخل في التسبب في حصوله؛ بأن يرغب إلى الله لقصد التبرك، فإن أجيب فخير حصل، وإلا يثاب على اعتقاده. اهـ.
وقال عن مناسبة الحديث للترجمة: (مطابقته للترجمة: من حيث إن النبي – صلى الله عليه وسلم- كانت وفاته يوم الإثنين، فمن مات يوم الإثنين يرجى له الخير لموافقة يوم وفاته يوم وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم-، فظهرت له مزيّة على غيره من الأيام بهذا الاعتبار ... )، ثم ذكر حديث عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما- الذي ذكره ابن حجر، ثم قال: (فلذلك لم يذكره البخاري فاقتصر على ما وافق شرطه).
وحديث فضل الموت يوم الجمعة هذا ورد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وأنس، وجابر –رضي الله عنه-.
أما حديث عبد الله بن عمرو: فأخرجه الإمام أحمد في (المسند 2/ 169)، والترمذي في "الجامع" (1074) والطحاوي في (شرح مشكل الآثار ص277)، وابن عساكر في "تعزية المسلم ص108) من طريق هشام بن سعد، عن سعيد ابن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن عبد الله بن عمرو؛ قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر".
وأخرجه عبد الرزاق في (المصنف ص 5596) عن ابن جريج، عن ربيعة بن سيف، عن عبدالله بن عمرو –رضي الله عنهما- عن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: "برئ من فتنة القبر".
وابن جريج معروف بالتدليس، ولم يصرح هنا بالسماع.
قال الترمذي: (هذا حديث غريب)؛ يعني أنه ضعيف، يوضحه قوله بعد ذلك: (وهذا حديث ليس إسناده بمتصل؛ ربيعة بن سيف إنما يروي عن أبي عبد الرحمن الْحُبُلي، عن عبد الله بن عمرو-رضي الله عنهما-، ولا نعرف لربيعة بن سيف سماعًا من عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما-).
¥(39/421)
وقد خولف هشام بن سعد في هذا الإسناد، فرواه الليث بن سعد، واختلف عليه.
فأخرجه الطحاوي في (شرح المشكل ص 279) من طريق يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، عن الليث، عن ربيعة بن سيف: أن عبد الرحمن بن قحزم أخبره: أن ابنًا لفياض بن عقبة توفي يوم جمعة، فاشتد وجده عليه، فقال له رجل من أهل الصدق: يا أبا يحيى، ألا أبشرك بشيء سمعته من عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- سمعته يقول: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول ... ، فذكره.
ثم أخرجه الطحاوي (280) فقال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم؛ حدثنا أبي وشعيب بن الليث، عن الليث؛ حدثنا خالد _ يعني ابن يزيد _، عن ابن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف: أن عبد الرحمن بن قحزم أخبره: أن ابنًا لفياض بن عقبة، ثم ذكر مثله سواء.
وأخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر ص 155) من طريق يعقوب بن سفيان عن أبي صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث وأبي بكر _ غير منسوب _، كلاهما عن الليث بمثل رواية ابن عبد الحكم.
وكان الطحاوي أعلّ الحديث أوّلاً (1/ 250) بمثل إعلال الترمذي، ثم قال: عن هذا الإسناد: (وزاد [يعني ابن عبد الحكم] على يونس في إسناده إدخاله بين الليث وبين ربيعة بن سيف: خالد بن يزيد وسعيد ابن أبي هلال، وهو أشبه عندنا بالصواب _ والله أعلم _، فوقفنا بذلك على فساد إسناد هذا الحديث، وأنه لا يجوز لمثله إخراج شيء مما يوجب حديث عائشة –رضي الله عنها- دخوله فيه).
وحديث عائشة –رضي الله عنها- الذي ذكره الطحاوي هو الحديث الأصل الذي أورده في أول الباب، وهو قوله –صلى الله عليه وسلم-: "إن للقبر لضغطة، لو كان أحد ناجيًا منها؛ نجا سعد بن معاذ"، ولأجله ضعّف حديث عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما- الذي فيه: "وقاه الله فتنة القبر".
ومع ما تقدم من العلل: فإن ربيعة وإن كان صدوقًا، فإنه ضعيف من قبل حفظه، فقد قال عنه البخاري في (التاريخ الكبير 3/ 290): ((عنده مناكير))، وقال في (الأوسط) (1464): ((وروى ربيعة بن سيف المعافري الإسكندراني أحاديث لا يتابع عليه))، وقال النسائي في رواية: ((ليس به بأس))، وقال في أخرى: ((ضعيف))، وقال الدارقطني في (سؤالات البرقاني ص 153): ((صالح))، وذكره ابن حبان في (الثقات 6/ 301)، وقال: ((يخطئ كثيرًا))، وقال ابن يونس: ((في حديثه مناكير))، وقال العجلي في (تاريخه) (463): ((ثقة)). انظر (تهذيب التهذيب ص3/ 221).
وقد عدّ الذهبي هذا الحديث من مناكير هشام بن سعد، حين قال في (الميزان 7/ 81): (ومن مناكيره ما ساق الترمذي له عن سعيد بن أبي هلال عن ربيعة بن سيف ... )، ثم ذكر هذا الحديث.
وله طريق آخر عن عبد الله بن عمرو-رضي الله عنهما-: أخرجه الإمام أحمد (2/ 176و220 رقم 6646 و7050)، وعبد بن حميد (323) والطبراني في (الأوسط، 3107)، والدارقطني في "الغرائب والأفراد" كما في (أطرافه، 3585)، وابن عساكر في (تعزية المسلم ص 106 و 107)، والبيهقي في (إثبات عذاب القبر، ص 156) من طريق معاوية بن سعيد التجيبي، عن أبي قَبيل، عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما-قال قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "من مات في يوم الجمعة _ أو ليلة الجمعة _ وُقي فتنة القبر".
قال الدارقطني: (تفرد به معاوية بن سعيد، عن أبي قبيل).
وسنده ضعيف؛ فيه معاوية بن سعيد التجيبي ولم يوثق من إمام معتبر، وإنما ذكره البخاري في (تاريخه 7/ 334 رقم 1441)، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 8/ 384 رقم 1755)، وسكتا عنه، وذكره ابن حبان في (الثقات 9/ 166) وقال: (من أهل مصر يروي المقاطيع)، ولذا قال عنه ابن حجر في (التقريب 6757): (مقبول).
وروي موقوفًا على عبد الله بن عمرو –رضي الله عنهما-: أخرجه البيهقي في "إثبات عذاب القبر ص 157) من طريق ابن وهب؛ أخبرني ابن لهيعة، عن سنان بن عبد الرحمن الصدفي: أن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما- كان يقول: من توفي يوم الجمعة _ أو ليلة الجمعة _ وُقي الفتان.
وأما حديث أنس بن مالك –رضي الله عنه-: فأخرجه أبو يعلى (4113) _ ومن طريقه ابن عدي في "الكامل ص 7/ 92) _ من طريق عبد الله بن جعفر، عن واقد بن سلامة، عن يزيد بن أبان الرقاشي، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "من مات يوم الجمعة وقي عذاب القبر".
وسنده ضعيف جدًّا؛ فيه يزيد بن أبان الرقاشي ضعيف كما في "التقريب ص 7683).
والراوي عنه واقد _ ويقال: وافد (بالفاء) _ ابن سلامة وهو ضعيف أيضًا. انظر لسان الميزان 6/ 215 رقم 754).
والراوي عنه عبد الله بن جعفر يظهر أنه والد علي بن المديني، وهو ضعيف أيضًا كما في "التقريب 3255).
وله طريق أخرى أخرجها ابن عساكر في "تعزية المسلم 109) من طريق الحسين ابن علوان، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "لا ينجو من ضغطة القبر إلا شهيد أو مصلوب أو من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة".
لكنها متابعة أوهى من سابقتها، فالحسين بن علوان كذاب يضع الحديث كما في (الكامل) لابن عدي (2/ 359).
وأبان ابن أبي عياش متروك كما في "التقريب ص 142).
وأما حديث جابر –رضي الله عنه-: فأخرجه أبو نعيم في "الحلية 3/ 155) من طريق عمر بن موسى بن الوجيه، عن محمد بن المنكدر، عن جابر –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: "من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة أجير من عذاب القبر، وجاء يوم القيامة عليه طابع الشهداء".
وفي سنده عمر بن موسى بن وجيه وهو يضع الحديث أيضًا. انظر "لسان الميزان 4/ 332_333). وللحديث طرق أخرى مراسيل وفيها مجاهيل، لا يعتضد بشيء منها، والله أعلم.
المصدر .. ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=36244)(39/422)
ما الراجح في حديث أم سلمة: (إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي) الرفع أو الوقف؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[07 - 03 - 04, 08:31 ص]ـ
- قال الحافظ في التلخيص الحبير (4/ 138): " حديث: (إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئاً) مسلم من حديث أم سلمة بهذا، وله عنده ألفاظ ...
وأعلَّه الدارقطني بالوقف، ورواه الترمذي وصحَّحه ".
- والسؤال: مالراجح في حديث أم سلمة؛ الرفع، أم الوقف؟
إذ رجَّح طائفةٌ الرفع، ومنهم سفيان أحد رواة الحديث؛ كما في مسلم، وهو ظاه صنيع مسلم.
ورجَّح طائفةٌ الوقف؛ كما هو كلام الدارقطني المتقدم.
فأي القولين أرجح؟
هذا يظهر من عرض حجج الفريقين.
- لذا أرجو من الأخوة الكرام الأفاضل أصحاب السماحة والكرم، ممن لديه مخطوط علل الدارقطني (مسند أم سلمة) أن ينقلوا لنا كلام الدارقطني بتمامه من العلل.
ووجه ترجيحه الوقف على الرفع في هذا الحديث.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 03 - 04, 09:04 ص]ـ
الأجوبة للشيخ أبي مسعود الدمشقي عما أشكل الشيخ الدار قطني على صحيح مسلم بن الحجاج ..
17 - حديث:
قال: وأخرج عن عمرو بن مسلم، عن ابن المسيب، عن أم سلمة - رضي الله عنها – عن النبي صلى الله عليه وسلم " إذا دخل العشر ".
وصوابه موقوف، وقد تركه البخاري.
قال أبو مسعود: وهذا: أخرجه] من حديث [غندر ويحيى بن أبي كثير عن شعبة، عن مالك مسنداً مجوداً، وإنما كان مالك بآخره لا يسنده.
وأخرجه أيضاً من حديث سعيد بن أبي هلال، ومحمد بن عمرو، عن عمرو بن مسلم – عن سعيد بن المسيب، عن أم سلمة – رضي الله تعالى عنها – عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وكذلك أخرجه من حديث ابن عيينة، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن سعيد بن المسيب، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال أبو مسعود: وهذا حديث قد أسنده جماعة غير من ذكرهم مسلم، ووثقه جماعة.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[07 - 03 - 04, 10:19 ص]ـ
الأخ الفاضل .. خليل بن أحمد .. وفقه الله
جزاكم الله خيراً على نقلكم المبارك.
وبودي سؤالكم عن النسخة التي اعتمدتم عليها في إخراج أجوبة أبي مسعود الدمشقي بمكتبة الملتقى، لأجل العزو، بالصفحة أو الورقة.
بقي أن يتبرَّع وينشط أحد الأخوة الأكارم مشكوراً مأجوراً في نقل كلام أبي الحسن الدارقطني بتمامه في إعلال الحديث بالوقف من مخطوطة العلل.
اللهم ارزقني ذاك الواحد (:
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[07 - 03 - 04, 10:40 ص]ـ
أخي السمرقندي وفقه الله
سبق أن ناقش الإخوة هذا الحديث في موضوع طويل جدا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3549
والحديث ليس في علل الدارقطني والله أعلم
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 03 - 04, 11:11 ص]ـ
أخي السمرقندي حفظه الله ..
النقل من طبعة الدكتور إبراهيم بن علي آل كليب،، دار الوراق.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[07 - 03 - 04, 05:02 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[08 - 03 - 04, 06:46 ص]ـ
- الأخوة الأفاضل .. بارك الله فيكم جميعاً
بل المتيقَّن أنَّ كلام الدارقطني موجود في علله؛ لكن إما أنه سقط من المخطوط أو يحتاج لبحث أدق.
- ومما يؤكد ذلك أنه قد نقل منه الإمام ابن القيم رحمه الله في حاشيته على سنن أبي داود (7/ 346) ط دار الكتب العلمية، قال: " وقد اختلف الناس في هذا الحديث وفي حكمه.
- فقالت طائفة لا يصح رفعه وإنما هو موقوف.
- قال الدارقطني في كتاب العلل: " ووقفه عبد الله بن عامر الأسلمي، ويحيى القطان، وأبو ضمرة عن عبدالرحمن بن حميد، عن سعيد.
ووقفه عقيل على سعيد؛ قوله.
ووقفه يزيد بن عبد الله بن قسيط عن سعيد عن أم سلمة؛ قولها.
ووقفه ابن أبي ذئب عن الحرث بن عبدالرحمن عن أبي سلمة عن أم سلمة؛ قولها.
ووقفه عبدالرحمن بن حرملة، وقتادة، وصالح بن حسان عن سعيد؛ قوله.
- والمحفوظ عن مالك موقوف.
- قال الدارقطني: والصحيح عندي قول من وقفه ".
انتهى المقصود منه، وبالله تعالى التوفيق.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 03 - 04, 07:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وهذا النقل لايوجد في المخطوط المشهور لعلل الدارقطني
¥(39/423)
وهذا فهرس لأحاديث أم سلمة في القسم المخطوط من العلل وليس فيه هذا الحديث
** أم سلمة **
أنها حاضت بعد ما أفاضت يوم النحر ... (5/ل220/أ).
حميد بن عبدالرحمن، أم سلمة. جدال في القرآن كفر. (5/ل176/أ).
انظر "العلل" لابن أبي حاتم (1712).
السائب - مولى أم سلمة، أم سلمة. (5/ل176/ ب).
سُفينة مولى أم سلمة، أم سلمة. أن عامة وصية النبي عند موته: الصلاة وما ملكت أيمانكم ... (5/ل169/ب).
عاصم بن أبي عبيد، أم سلمة. اللهم أنت الأول لا شيء قبلك، وأنت الآخر ... أعوذ بك من شر كل دابة ... (5/ل173/ب).
الشعبي - عامر بن شراحيل، أم سلمة. كان رسول الله يقول إذا خرج من بيته: بسم الله رب أعوذ بك أن أذل .. (5/ل174/أ). د (5094)، الطيالسي (1630) ميمونة.
عبدالله بن الحارث بن نوفل، أم سلمة. يبايع بين الركن والمقام لرجل .. (5/ل175/أ).
عبدالله بن رافع، أم سلمة. في المرأة تحتلم فترى الماء، عليها الغسل؟ (5/ل172/أ).
عبدالله بن شداد، أم سلمة. أن أسماء بكت على حمزة ثلاثًا، فدعاها النبي فأمرها أن (5/ ...... ).
مولى لأم سلمة، عبدالله بن رافع، أم سلمة. كان رسول الله إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى يقول: اللهم إني أسألك علمًا نافعًا. (5/ل173/ب).
عبدالله بن صفوان، أم سلمة. يغزو هذا البيت جيش حتى إذا كانوا عند البيداء ... (5/ل174/ب).
ابن عباس، أم سلمة. كان النبي يوتر بسبع وخمس لا يفصل ... (5/ل169/أ).
عبدالرحمن بن أبي ليلى، أم سلمة. يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ... (5/ل175/ب).
عبدالله بن القبطية، أم سلمة. يعوذ عائذ بالبيت، فيُبعث إليه بعث ... (5/ل176/أ).
عكرمة، أم سلمة. أن النبي كان يباشرها وهي حائض مؤتزرة. (5/ل175/ب).
عمر بن أبي سلمة، أم سلمة. في وفاة أبي سلمة، وفيه أن النبي تزوجها. (5/ل173/أ).
قبيصة بن ذؤيب، أم سلمة. دخل رسول الله على أبي سلمة وقد شقّ بصره ... (5/ل169/ب).
فاطمة بنت المنذر، أم سلمة. لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء. (5/ل182/أ).
المعرور بن صفوان، أم سلمة. قالت أم حبيبة: اللهم أمتعني بزوجي رسول الله،وبأبي .... وفيه قصة القردة والخنازير. (5/ل174/ب -ل175/أ). "تحفة" (7/ 151).
نافع بن جبير بن مطعم، أم سلمة. أنه ذكر الجيش الذي يخسف بهم ... (5/ل176/ب). "تحفة" (13/ 32).
نبهان - مكاتب أم سلمة، أم سلمة. أقبل ابن أم مكتوم، فقال رسول الله لي ولميمونة: احتجبا منه ... (5/ل176/أ). "تحفة" (13/ 35).
نبهان - مكاتب أم سلمة، أم سلمة. إذا وجد المكاتب ما يؤدي فلتحتجب منه. (5/ل176/ب). "تحفة" (13/ 34).
وهب بن عبدالله بن زمعة - وقيل عبدالله بن وهب -، أم سلمة. خرج أبو بكر في تجارة إلى بُصرى قبل موت النبي بعام،ومعه نُعيمان ....
(5/ل175/أ). انظر "سنن ابن ماجه" (3719).
أبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام، أم سلمة. أن النبي خطبها، فقالت: ما مثلي ... ولا ولد وأن غيور، ذات عيال ... (5/ل172/ب).
أبو رافع، أم سلمة. نهى رسول اللله أن يصلي الرجل ورأسه معقوص. (5/ل178/أ).
أبو سلمة بن عبدالرحمن، أم سلمة. ما مات رسول الله حتى كان أكثر صلاته قاعدًا .... الذي يدوم عليه صاحبه ... (5/ل170/ب).
كان رسول الله يصوم من الشهر حتى نقول: لا يفطر ... (5/ل171/أ).
ما نقص مال من صدقة ولا ... (5/ل171/أ).
وضعت سبيعة بعد وفاة زوجها بأربعين ليلة .. (5/ل171/ب).
أبو صالح، أم سلمة. سألت رسول الله عن قول الله عز وجل: {وتأتون في ناديكم المنكر}. (5/ل177/ب). الترمذي (3190).
أبو العالية، أم سلمة. {بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت}. (5/ل177/ب).
أبو عبدالله الجدلي، أم سلمة. جاءت امرأة إلى النبي؛ تشكو زوجها تجرّ زيلها ... (5/ل178/أ).
أبو كثير - مولى أم سلمة -، أم سلمة. قال لها رسول الله: يا أم سلمة إذا كان عند أذان المغرب فقولي: اللهم هذا إقبال .. (5/ل177/ب).
أبو سفيان، أم سلمة. ما من مسلم يُصاب بمصيبة فيقول ما أمره الله: ... (5/ل175/أ).
حبيب بن أبي ثابت - مولى أم سلمة، أم سلمة. كان رسول الله يطلي، فإذا انتهى إلى العانة وليها نفسه ... (5/ل177/أ).
¥(39/424)
حفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكر، أم سلمة. ذكر رسول الله: {نساؤكم حرث لكم}، فقال: إذا كان في صمَّام واحد. (5/ل182/أ).
حكيمة أم حكيم بنت أميّة، أم سلمة. من أهلَّ بيت المقدس بعمرة أو حجّة غفر له ما تقدم من ذنبه. (5/ل181/ب). "تحفة" (13/ 47).
زينب بنت أم سلمة، أم سلمة. أن النبي أكل من كتف شاة ثم صلّى ولم يتوضأ. (5/ ل178/ب) مكرر.
أتت أم سليم فقالت: يا رسول الله: إن الله لا يستحيي من الحق، هل. (5/ل178/ب) مكرر.
كان يعرس لي حيال مصلى رسول الله، فكان يصلي وأنا حياله. (5/ل121/ب).
كان عندنا مخنث فقال لعبدالله بن أبي أمية أخي أم سلمة: إن فتح الله عليكم الطائف ...
(5/ل178/ب) مكرر.
إنكم تختصمون إليّ،ولعل بعضكم أن يكون ألحن ... (5/ل179/أ).
أمرها أن توافيه بمكة يوم النحر صلاة الصبح. (5/ل179/ب).
أن النبي كان يصلي على الخمرة. (5/ل179/ب).
سائبة مولاة بني مخزوم، أم سلمة.
نهى رسول الله عن قتل الحيات التي في البيوت ... (5/ل176/أ).
عائشة، أم سلمة. في الركعتين بعد العصر. (5/ل178/ أ - ب).
فاطمة بنت المنذر، أم سلمة. لعن رسول الله الواصلة والمستوصلة. (5/ل182/أ).
هند بنت الحارث، أم سلمة. ماذا أنزل الله من الفتن، وماذا فتح من الخزائن ... (5/ل181/أ). "تحفة" (13/ 62).
أم مبشر الأنصارية، أم سلمة. إذا ظهر الشر في الأرض، أنزل الله بأسه بأهل الأرض ... (5/ل178/ب - ل 178/أ) مكرر.
"الحلية" (10/ 218)، ووقع فيه: أم بشر "الصحيحة" (4/ ... ).
أم الحسن البصري، أم سلمة. يارب اغفر لي وارحمني واهدني السبيل الأقوم. (5/ل180/أ).
لا تذرموه، ثم دعا بماء فصبه عليه. (5/ل180/أ).
أن النبي شبَّر لفاطمة من نطاقها. (5/ل180/أ).
جيش من أمتي يرمون البيت لرجل منعه الله منهم، حتى إذا كانوا بالبيداء (5/ل180/ب).
يكون عليكم أمراء تعرفون وتنكرون، فمن أنكر ... (5/ل180/ب).
يغسل من بول الجارية، ويصب على ... (5/ل181/أ).
ما كنا نعدّ الصفرة والكدرة حيضًا. (5/ل182/ب).
محمد بن زيد، أمه، أم سلمة. أنها سألت: أتصلي المرأة في درع وخمار ليس عليه إزار. (5/ل181/أ).
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[08 - 03 - 04, 07:41 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أبا عمر وبارك فيكم
إذن الكلام الذي نقله ابن القيم مفقود، والله والمستعان!(39/425)
س: ما درجة هذا الحديث؟؟ (بخصوص ملاك خلقه الله لعد كل شيء لكنه لا يحسن عد شيء واحد!)
ـ[أبو بكر الغزي]ــــــــ[07 - 03 - 04, 09:09 ص]ـ
جاءني عبر الإيميل:
===========
ملاك قادر على عد كل شيء إلا شيء واحد
ورد في الأثر والمعنى صحيح
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ليلة المعراج عندما وصلت إلى السماء رأيت ملكا له ألف يد وفي كل يد ألف اصبع وكان يعد بأصابعه، فسألت جبرائيل عليه السلام عن اسمه وعن وظيفته وعمله، فقال إنه ملك موكل على عدد قطرات المطر النازلة إلى الأرض .. فسألت الملك: هل تعلم عدد قطرات المطر النازلة من السماء إلى الأرض منذ خلق الله الأرض؟ فأجاب الملك: يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والله الذي بعثك بالحق نبياًَ إني لأعلم عدد قطرات المطر النازلة من السماء إلى الأرض عامة وكما أعلم الساقطة في البحار والقفار والمعمورة والمزروعة والأرض السبخة والمقابر. قال النبي (صلى الله عليه وسلم): فتعجبت من ذكائه وذاكرته في الحساب .. فقال الملك يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولكني بما لدي من الأيدي والأصابع وما عندي من الذاكرة والذكاء فإني أعجز من عد أمر واحد. فقلت له وما ذاك الامر؟ قال الملك: إذا اجتمع عدد من أفراد أمتك في محفل وذكروا اسمك فصلوا عليك. فحينذاك أعجز عن حفظ ما لهؤلاء من الأجر والثواب إزاء صلواتهم عليك.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[07 - 03 - 04, 09:34 ص]ـ
هذا حديث موضوع
انظر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13270&highlight=%C3%E1%DD
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=9215&highlight=%C3%E1%DD+%ED%CF(39/426)
من قائل: " من كان مستناً فليستنَّ بمن قد مات "؟
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[08 - 03 - 04, 04:37 ص]ـ
عن عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: " من كان مستنَّاً فليستن بمن قد مات، أولئك أصحاب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، كانوا خير هذه الأمة، أبرُّها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ونقل دينه، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، كانوا على الهدى المستقيم ".
كذا أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 306،305).
""""""""
والمشهور في كتب ابن تيمية وأصحابة ـ رحمهم الله ـ أنه عن ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -!
فهل وجدتموه مسنداً إليه ... ؟
ـ[البخاري]ــــــــ[08 - 03 - 04, 05:12 ص]ـ
الأخ النجديّ:
لقد استشكلت هذا قديماً وحديثاً، وقد تبع شيخ الإسلام ابن تيمية بعزو هذا القول لابن مسعود محمد بن عبدالوهاب كعادته في كتابه فضل الإسلام ..
وبعد البحث الطويل لم أجده عن ابن مسعود، وربما يكون هذا وهماً - أقول ربما -
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[08 - 03 - 04, 06:50 ص]ـ
هذا الأثر جاء عن ابن مسعود في مواضع متعددة منها
حلية الأولياء ج:1 ص:136
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن النضر ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص عن عبدالله قال لا يقلدن أحدكم دينه رجلا فإن آمن آمن وإن كفر كفر فإن كنتم لا بد مقتدين فاقتدوا بالميت فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة
--------------------------------------------------------------------------------
شرح أصول اعتقاد أهل السنة (1/ 93)
130 أخبرنا محمد بن عبد الرحمن ثنا أحمد بن محمد بن ابي شيبة ثنا علي بن اشكاب الكبير ثنا أبو بدر شجاع عن سليمان بن مهران عن سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص عن عبد الله قال ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلا إن آمن آمن وإن كفر كفر فإن كنتم لا بد مقتدين فبالميت فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة
131 أخبرنا الحسن بن عثمان ثنا علي بن محمد بن الزبير ثنا أحمد بن حازم ثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عبد الله قال لا تقلدوا دينكم الرجال فإن أبيتم فبالأموات لا بالأحياء
--------------------------------------------------------------------------------
مجمع الزوائد ج:1 ص:180
وعن عبدالله بن مسعود قال لا يقلدن أحدكم دينه رجلا فإن آمن آمن وإن كفر كفر وإن كنتم لا بد مقتدين فاقتدوا بالميت فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح
--------------------------------------------------------------------------------
المعجم الكبير ج:9 ص:152
8764 حدثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص عن عبد الله قال لا يقلدن أحدكم دينه رجلا فإن آمن آمن وإن كفر كفر وإن كنتم لا بد مقتدين فاقتدوا بالميت فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة
8765 حدثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا عاصم بن علي ثنا المسعودي عن سلمة بن كهيل عن عبد الرحمن بن يزيد قال قال عبد الله لا يكون أحدكم إمعة قالوا وما الإمعة يا أبا عبد الرحمن قال يقول إنما أنا مع الناس إن اهتدوا اهتديت وإن ضلوا ضللت ألا ليوطن أحدكم نفسه على أن كفر الناس أن لا يكفر
--------------------------------------------------------------------------------
سنن البيهقي الكبرى ج:10 ص:116
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسين محمد بن أحمد القنطري ثنا أبو الأحوص القاضي ثنا محمد بن كثير المصيصي ثنا الأوزاعي حدثني عبدة بن أبي لبابة أن بن مسعود رضي الله عنه قال ألا لا يقلدن رجل رجلا دينه فإن آمن آمن وإن كفر كفر فإن كان مقلدا لا محالة فليقلد الميت ويترك الحي فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة
ـ[البخاري]ــــــــ[08 - 03 - 04, 07:31 ص]ـ
الشيخ الفقيهٌ اسماً ومسماً
ما أوردته بمعناه، وهذه النصوص التي أحلت عليها معروفة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 03 - 04, 08:09 ص]ـ
خذ هذه بلفظها إذن
¥(39/427)
في ذم التأويل للعلامة ابن قدامة عزاه لا بن مسعود فقال ص32: وقال ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - من كان منكم متأسيا فليتأسى بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما .... وكذا في تحريم النظر في كتب أهل الكلام ص 44
وقال أيضا ص32: وذكر الحسن البصري أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا .. وكذا هو في الموافقات للشاطبي 4/ 78
قال الإمام القرطبي في تفسيره 1/ 43: وقد ذكر سنيد قال حدثنا معتمر عن سلام بن مسكين عن قتادة قال قال ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم ...
وكذا أخرجه الحافظ ابن عبد البر من هذه الطريق في جامع بيان العلم وفضله (قاله الشيخ شعيب في تحقيق شرح الطحاوية) ص546
وكذا عزاه أبو إسحاق الشاطبي في الموافقات 4/ 78: لابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
والذي عند أبي نعيم هكذا:
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق ثنا موسى بن سفيان ثنا عبدالله بن الجهم ثنا عمرو بن أبي قيس عن أبي سفيان عن عمر بن نبهان عن الحسن عن عبدالله بن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: قال من كان مستنا ...
فظهر من الإسناد الذي ساقه القرطبي أنه مروي عن ابن مسعود أيضا، وهو متدوال في كتب هؤلاء الأئمة عنه فالقرطبي وابن قدامة قبل ابن تيمية ...
ولم أر من عزاه لأبي نعيم ... فلينظر فيه بتمعن، وتراجع مخطوطات الكتاب فقد يكون ذكر ابن عمر فيه وهم، ويكون عن الحسن كما نقله الأئمة ..
---------
همسه في أذن (عين) الأخ البخاري قولك: (وتبعه محمد بن عبد الوهاب كعادته)
يظهر لي أنها لا تناسب مقام الشيخ المجدد لأن فيها نوعَ تنقص! وهو الذي له بعد الله الفضل علينا جميعا بنعمة التوحيد .. وليتك قلت: الشيخ على أقل الأحوال!
فقد رأيتك تزف عبارات هائلة في حق من هو دون الشيخ بكثير، ثم ظاهر سيق كلامك يوحي بقلة إطلاع الإمام، وأنه دائم النقل والمتابعة لابن تيمية حتى في أوهامه إن وجدت ... وهذا ظاهر البطلان، ولعلك تنظهر في مجموع الحديث له ليتبن لك تبحره في علم الحديث ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 03 - 04, 09:40 ص]ـ
وأخرجه ابن عبد البر 2/ 97: قال حدثنا سنيد حدثنا معتمر عن سلام بن مسكين عن قتادة قال: قال ابن مسعود: من كان منكم متأسيا .... فذكره.
وأسنده أيضا: عن الحسن من قوله.
وذكر الحديث بلفظه .. في مشكاة المصابيح ص 67: عن ابن مسعود، وقال رواه رزين
ـ[البخاري]ــــــــ[08 - 03 - 04, 10:56 ص]ـ
لقد أحزنني تعقيبك شيخنا عبدالرحمن السديس، وما أردت والله تنقصاً للإمام، ولكن اكتفيت بمقامه في النفوس عن ذكر الألقاب وكيل المديح، والإطناب في الثناء، مما يفتقر إليه من هو دونه
وهذا الفرق علم الله!
وأما كون الشيخ قلّد ابن تيمية في هذا الموضوع، وله عادة في مواضع أخرى، منها ما ذكر هنا حول أثر (يوشك أن تنزل عليكم حجارة .. )، وما ذلكم بمزحزح الشيخ عن منزلته في الحديث، فمكانه بالمقام المعروف ..
وأما تقليده في النقل فهذا معروف عن أئمة نجد، وذلك لقلة المصادر الحديثية فيها، لا لعجز في البحث، فالمصنفات والمسانيد، وكتب التراجم، أكثرها لا وجود لها في أيديهم ..
هذا ما أردت بيانه، وما ظننت الإخوة بهذه المحلّة من الظن، والله المستعان
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 03 - 04, 06:21 م]ـ
حسنا ..
وأنا حاكمت اللفظ، ولم أحاكم القلب!
لتبين ما تريد، ويفهم من قرأ هذا.
غفر الله لي ولك وللمسلمين.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[08 - 03 - 04, 07:50 م]ـ
جزاكم الله خيراً أجمعين، ونفع بكم(39/428)
حديث "رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعاً" للشريف حاتم العوني
ـ[الرايه]ــــــــ[10 - 03 - 04, 06:31 ص]ـ
ما صحة الحديث: " رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعاً ".
الجواب:-
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
حديث: " رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعاً" من الأحاديث التي اختلف فيها، والحكم عليه فيه دقة بالغة , والذي أميل إليه التوقف فيه.
فقد أخرجه الإمام أحمد (5980)، وأبو داود (1265)، والترمذي (430) وقال: حديث غريب حسن (430)، وابن خزيمة في صحيحه (1193)، وابن حبان في صحيحه (2453)،كهلم من طريق أبي داود الطيالسي عن محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران بن المثنى عن جدَّه أبي المثنى مسلم بن المثنى، عن ابن عمر – رضي الله عنهما-، عن النبي – صلى الله عليه وسلم -. وسبب الخلاف هو شيخ أبي داود الطيالسي: محمد بن إبراهيم بن مسلم فإنه تفرد بأحاديث عن جدَّه، منها هذا الحديث، والتفرد يُلزم التثبت في الرواية، بل ربما في الراوي نفسه، خاصة مع قلة حديث مثل هذا الراوي،
ويُنظر هل يقع في ضبطه وإتقانه ما يجبر تفرده؟
وهل طبقته تحتمل أن يتفرد بما تفرد به؟
فذهب الترمذي وابن خزيمة وابن حبان إلى قبول حديثه، وهذا يقتضي أنهم قد قبلوا روايته ورأوه أهلاً لضبط ما نقل، في حين قال الفلاس: أنه ذكر لعبد الرحمن بن مهدي حديثاً تفرد به هذا الراوي عن جده عن ابن عمر في الوتر، قال: " فأنكره، ولم يرض الشيخ " وتابعه الفلاس فقال عنه:" روى عنه أبو داود الطيالسي أحاديث منكرة في السواك وغيره ".
وسُئل أبو زرعة الرازي عنه، مُعرَّفاً في السؤال بأنه الذي روى عن جده عن ابن عمر – رضي الله عنهما- عن النبي –صلى الله عليه وسلم-:" من صلى قبل العصر" فقال أبو زرعة: " واهي الحديث " ولم يرد شيء من هذه الأقوال في هذا الراوي في ترجمته في تهذيب التهذيب (9/ 16 - 17) وإنما ورد في الجرح والتعديل (8/ 78) والكامل لابن عدي (6/ 243) وقد أورد ابن عدي كلمة ابن مهدي في ترجمة هذا الراوي، وأخرج له ثلاثة أحاديث وكان منها حديثه هذا ثم قال: " ومحمد بن مسلم بن مهران " هذا ليس له من الحديث إلا اليسير، ومقدار ماله من الحديث لا يتبين صدقه من كذبه "
وهذا الذي ذهب إليه ابن عدي هو ما أرجحه، وهو التوقف عن الحكم على الراوي وعلى حديثه.
والله أعلم بالصواب. والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه والتابعين.
18/ 1/1425هـ
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=3787
ـ[البخاري]ــــــــ[10 - 03 - 04, 11:00 ص]ـ
أذكر أن هذا الحديث بحث هنا ..
وعلى كلٍ جزيت خيراً
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[11 - 03 - 04, 08:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الراية
الشيخ عبدالله السعد وفقه الله يقول بضعف هذا الحديث من قول النبي صلى الله عليه وسلَّم ولكنه يصححه من فعله صلى الله عليه وسلَّم
وأظنه تكلم في شرح " الإلزامات للدارقطني " المقامة في جامع ابن المديني عن هذا الحديث وقال إن المتن انقلب على الراوي (وقال إنه لا يجزم بذلك ولكن نفسه تميل إليه)
والله أعلم
ـ[أبو نايف]ــــــــ[11 - 03 - 04, 11:47 م]ـ
قال العلامة مقبل الوادعي رحمه الله تعالي في (الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين 1: 488): حديث (رحم الله امرأً صلي قبل العصر أربعاً)
حديث حسن
ومحمد بن مهران هو محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران ابن المثني
قال ابن معين والدار قطني: لا بأس به، كما في (تهذيب التهذيب).
قال الدكتور بشار عواد في (تحرير تقريب التهذيب 3: 208): محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران بن المثني
صدوق حسن الحديث
روي عنه جمع من الثقات المتشددين في الرجال منهم:
1) يحيي بن سعيد القطان
2) وشعبة.
قلت: وصححه حديثه هذا من الأئمة:
1) الإمام ابن خزيمة رحمه الله تعالي
2) والإمام ابن حبان رحمه الله تعالي
وقال الإمام الترمذي رحمه الله تعالي: هذا حديث حسن غريب.
ـ[أبو عبد الرحمن السبيلي]ــــــــ[14 - 02 - 08, 02:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الرايه]ــــــــ[14 - 02 - 08, 12:14 م]ـ
الدرر الحسان من مجالس العلوان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=109878&highlight=%C7%E1%DA%D5%D1
. حديث (رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعاً)
رواه أبو عيسى الترمذي، وقال: حسن غريب،
وأنكره الأئمة كأبي زرعة وابن تيمية وغيرهما،
لكن روى أبو عيسى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل العصر أربعاً، وإسناده جيد.
حديث رحم الله امرئ صلى قبل العصر أربعاً
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8172&highlight=%C7%E1%DA%D5%D1
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[14 - 02 - 08, 07:36 م]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فالحديث ذكره أبو محمد ابن أبي حاتم في العلل 322،
قال رحمه الله:
وسمعت أبي يقول: سألت أبا الوليد الطيالسي، عن حديث محمد بن مسلم بن المثنى عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
رحم الله من صلى قبل العصر أربعا
فقال: دع ذي!
فقلتُ: إن أبا داود قد رواه؟
فقال أبو الوليد:
كان ابن عمر يقول: (حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم عشر ركعات في اليوم والليلة)
فلو كان هذا لعده.
قال أبي: يعني: كان يقول: حفظت اثنتي عشرة ركعة.
----------------------------------
قلت: فالحديث رأى هشام بن عبد الملك أنه يعارض ما هو أوثق وأصح منه،
والله تعالى أعلم
¥(39/429)
ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[14 - 02 - 08, 10:14 م]ـ
قال الشيخ سليمان العلوان فرج الله كربه في شرحه على الموقظة: حديث محمد بن مسلم بن مهران عن جده عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً).
ذهب جماعة من العلماء إلى تحسين هذا الخبر بمعنى التصحيح, فإن محمد بن مسلم صدوق, وقالوا عن جده بأنه صدوق وقد سمع من ابن عمر, وابن عمر صحابي, فالحديث صحيح.
وقال آخرون بأن الخبر منكر, وقد نص على ذلك الإمام أبو زرعة رحمه الله تعالى, ولعل هذا هو الأقرب, ولهذا قال أبو عيسى الترمذي رحمه الله تعالى عن هذا الخبر في جامعه: وهذا حديث حسن غريب.
ولكن ثبت عند الترمذي, وحسنه دون أن يستغربه, من طريق أبي إسحاق السبيعي عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قبل العصر أربعا) الحديث, و هذا إسناد جيد, وهذا يقتضي استحباب صلاة أربع ركعات إذا دخل وقت العصر.(39/430)
ما هي علة حديث " لا تفضلوا بين الأنبياء "؟!
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[11 - 03 - 04, 05:45 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فقد قال شارح الطحاوية ابن أبي العز: ... وعلى هذا يحمل – أيضاً – قوله – صلى الله عليه وسلم –: " لا تفضلوا بين الأنبياء "،إن كان ثابتاً، فإن هذا قد روي في نفس حديث موسى، وهو في البخاري وغيره؛ لكن بعض الناس يقول: إن فيه علة، بخلاف حديث موسى، فإنه صحيح لا علة فيه باتفاقهم. اهـ
والحديث أخرجه البخاري (3415)، ومسلم (2373).
وقال الألباني – رحمه الله – في تعليقه على الطحاوية (171): وقد غمز الشارح في صحته، ولا أعلم له علةً، ولم يتكلم عليه الحافظ في الفتح.
فما هي علة الحديث؟!
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[10 - 12 - 08, 11:05 م]ـ
لايعلم علة في الاسناد واما المتن فقد تم الجمع بينه وبين احاديث اخرى في التفضيل بين الانبياء
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ رحمه الله:
(أَنَا سَيِّد وَلَد آدَم)
: قَالَ النَّوَوِيّ: قَالَ الْهَرَوِيُّ السَّيِّد هُوَ الَّذِي يَفُوق قَوْمه فِي الْخَيْر، وَقَالَ غَيْره هُوَ الَّذِي يُفْزَع إِلَيْهِ فِي النَّوَائِب وَالشَّدَائِد فَيَقُوم بِأَمْرِهِمْ وَيَتَحَمَّل عَنْهُمْ مَكَارِههمْ وَيَدْفَعهَا عَنْهُمْ
(وَأَوَّل مَنْ تَنْشَقّ عَنْهُ الْأَرْض)
يَعْنِي أَنَا أَوَّل مَنْ يُبْعَث مِنْ قَبْره
(وَأَوَّل شَافِع وَأَوَّل مُشَفَّع)
: بِتَشْدِيدِ الْفَاء أَيْ مَقْبُول الشَّفَاعَة. قَالَ النَّوَوِيّ: فِي الْحَدِيث دَلِيل لِتَفْضِيلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْخَلْق كُلّهمْ، لِأَنَّ مَذْهَب أَهْل السُّنَّة أَنَّ الْآدَمِيِّينَ أَفْضَل مِنْ الْمَلَائِكَة وَهُوَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَل مِنْ الْآدَمِيِّينَ وَغَيْرهمْ.
وَأَمَّا الْحَدِيث الْآخَر " لَا تُفَضِّلُوا بَيْن الْأَنْبِيَاء " فَجَوَابه مِنْ خَمْسَة أَوْجُه:
الْأَوَّل: أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ قَبْل أَنْ يَعْلَم أَنَّهُ سَيِّد وَلَد آدَم فَلَمَّا عَلِمَ أَخْبَرَ بِهِ.
وَالثَّانِي: قَالَهُ أَدَبًا وَتَوَاضُعًا، وَذَكَرَ بَاقِي الْأَجْوِبَة مَنْ شَاءَ الِاطِّلَاع فَلْيَرْجِعْ إِلَى شَرْح صَحِيح مُسْلِم لَهُ.
ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[11 - 12 - 08, 04:23 ص]ـ
قال النووي رحمه الله في شرح قوله صلى الله عليه و سلم (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع)
وأما الحديث الآخر لا تفضلوا بين الأنبياء فجوابه من خمسة أوجه أحدهما أنه صلى الله عليه و سلم قاله قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم فلما علم أخبر به والثاني قاله أدبا وتواضعا والثالث أن النهي انما هو عن تفضيل يؤدي إلى تنقيص المفضول والرابع انما نهي عن تفضيل يؤدي إلى الخصومة والفتنة كما هو المشهور في سبب الحديث والخامس أن النهي مختص بالتفضيل في نفس النبوة فلا تفاضل فيها وانما التفاضل بالخصائص وفضائل أخرى ولا بد من اعتقاد التفضيل فقد قال الله تعالي تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[12 - 12 - 08, 08:23 م]ـ
بارك الله فيكما نفع بعلمكما ..
ما ذكرتماه معلوم - والحمد لله -، لكن الإشكال من هم القوم الذين أعلوا هذا الحديث؟
وما هي العلة؟
وهل يحتمل أنه أراد بالعلة وجود التعارض؟!
ـ[الدارقطني]ــــــــ[21 - 06 - 09, 06:44 م]ـ
قال البيهقي في كتاب "ما ورد في حياة الأنبياء بعد وفاتهم":"وفي الحديث الثابت عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تفضلوا بين الأنبياء، فإنه ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله. ثم ينفح فيه أخرى فأكون أول من بعث أو في أول من بعث فإذا موسى آخذ بالعرض، فلا أدري أحوسب بصعقة يوم الطور أم بعث قبلي".
وقال ابن حجر العسقلاني في"تغليق التعليق": أخبرنا أبو الفرج عبدالرحمن بن أحمد الغزي قراءة عليه أنا أحمد بن منصور الجوهري أنا أبو الحسن بن البخاري أنا أبو المكارم اللبان في كتابه أنا أبو علي الحداد أنا أبونعيم ثنا عبدالله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود سليمان بن داود الطيالسي ثنا عبدالعزيز بن أبي سلمة هو الماجشون عن عبدالله بن الفضل عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - قال:"لا تفضلوا بين أنبياء الله أو بين الأنبياء" الحديث، هكذا رواه أبو داود الطيالسي في مسنده.
قال ابن حجر بعدها:" وزعم أبو مسعود الدمشقي في الأطراف وتبعه جماعة من المتأخرين أو الماجشون إنما رواه عن عبدالله بن الفضل عن الأعرج عن أبي هريرة هكذا أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء ومسلم في الفضائل و النسائي في التفسير من حديث عبدالعزيز بن عبدالله بن أبي سلمة مطولا وفي أوله قصة اليهودي في قوله لا والذي اصطفى موسى على البشر ولطم الرجل المسلم له وشكوى اليهودي إلى النبي - صلى الله عليه و سلم - ذلك وقول النبي - صلى الله عليه و سلم - لا تفضلوا بين الأنبياء فإنه ينفخ في الصور فأكون أول من بعث فإذا موسى آخذ بالعرش فلا أدري أكان ممن صعق أو جوزي بصعقة الطور وقال بعض من اعترض على أبي عمرو بن الصلاح في قوله إن البخاري إذا علق الحديث بصيغة الجزم كان حكما منه بالصحة إلى من علق الحديث قال المعترض علق هذا هنا بالجزم وهو غلط وكل هؤلاء لم يعلموا أن لعبدالله ابن الفضل فيه شيخين رواه تارة عن هذا وتارة عن هذا بدليل رواية أبي داود الطيالسي التي أسلفناها والله الموفق للصواب،وكأن الروايتين ثابتتان إلا أن رواية من رواه عن الأعرج أقوى ولهذا وصلها البخاري وعلق هذه والله أعلم".
¥(39/431)
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[21 - 06 - 09, 07:48 م]ـ
أحسن الله اليكم ياشيخ طارق.
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[22 - 06 - 09, 11:17 م]ـ
أحسنت يا شيخ عبد الله
بارك الله فيك يا شيخ طارق (و تبعت في هذا شيخنا المزروع فهو حجة)
كنت قد وقفت على كلام الحافظ هذا , ولبيانه فقد قال البخاري:
(حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ النَّاسُ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ
وَقَالَ الْمَاجِشُونُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالْعَرْشِ. اهـ
هذه الرواية المعلقة هي محل الكلام عند الحفاظ وقد زاد الحافظ في الفتح فقال:
(قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِيّ فِي الْأَطْرَاف وَتَبِعَهُ جَمَاعَة مِنْ الْمُحَدِّثِينَ، إِنَّمَا رَوَى الْمَاجِشُون هَذَا عَنْ عَبْد اللَّه بْنِ الْفَضْل عَنْ الْأَعْرَج لَا عَنْ أَبِي سَلَمَة، وَحَكَمُوا عَلَى الْبُخَارِيّ بِالْوَهْمِ فِي قَوْله عَنْ أَبِي سَلَمَة .... [وذكر نحو كلامه في التغليق] وَظَهَرَ لِي أَنَّ قَوْل مَنْ قَالَ " عَنْ الْمَاجِشُونِ عَنْ عَبْد اللَّه بْن الْفَضْل عَنْ الْأَعْرَج " أَرْجَح، وَمِنْ ثَمَّ وَصَلَهَا الْبُخَارِيّ وَعَلَّقَ الْأُخْرَى، فَإِنْ سَلَكْنَا سَبِيل الْجَمْع اِسْتَغْنَى عَنْ التَّرْجِيح وَإِلَّا فَلَا اِسْتِدْرَاك عَلَى الْبُخَارِيّ فِي الْحَالَيْنِ. اهـ
لكن إشكالي أن ابن أبي العز يشير إلى علة في المتن ولذا قال بعدها:
بخلاف حديث موسى، فإنه صحيح لا علة فيه باتفاقهم اهـ
يقصد لفظ ((لَا تُخَيِّرُونِي عَلَى مُوسَى))
و الفرق أن أحدهما عام و الآخر خاص.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[23 - 06 - 09, 09:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا، وبارك فيكم، ونفع بكم.
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[26 - 06 - 09, 04:06 م]ـ
سألت الشيخ حاتم الشريف - حفظه الله - هاتفيا فأجاب بالتالي:
العلة المتنية يدفعها الجمع الذي ذكره البن أبي العز و غيره,
و أظنه يرد فقط أن يبين أن التفضيل بين الأنبياء ثابت في نصوص أقوى من هذا الحديث - وإن كان هذا الحديث قويا
لكن يبقى أنه ليس أقوى من النصوص الدالة على المفاضلة بين الأنبياء في الكتاب و السنة) اهـ
شيخنا عبد الله المزروع حفظك الله
يبدو أن التحديث للملتقى جعل بعض المواضيع تسجل بغير أسماء أصحابها (ابتسامة)
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[28 - 06 - 09, 08:01 م]ـ
المعذرة مشايخنا فمن العجلة لم أتنبه أن الموضوع قد سبقني الشيخ عبد الله المزروع
فظننت أن هناك خطأ
والخطأ مني ومن الشيطان
و الله المستعان
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[29 - 06 - 09, 10:56 ص]ـ
المعذرة مشايخنا فمن العجلة لم أتنبه أن الموضوع قد سبقني الشيخ عبد الله المزروع
فظننت أن هناك خطأ
والخطأ مني ومن الشيطان
و الله المستعان
بارك الله فيك، ونفع بك.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[30 - 06 - 09, 03:07 ص]ـ
لِأَنَّ مَذْهَب أَهْل السُّنَّة أَنَّ الْآدَمِيِّينَ أَفْضَل مِنْ الْمَلَائِكَة.
ممكن توضيح أخي الكريم!(39/432)
سؤال عن تخريج حديثين
ـ[تهاني1]ــــــــ[13 - 03 - 04, 05:30 م]ـ
1) قوله - صلى الله عليه و سلم - لعقبه بن معيط: "لا ألقاك خارجاً من مكه إلا علوت رأسك بالسيف ".
2) عن أنس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من تعلم القرآن وعلق مصحفه لم يتعاهده ولم ينظر فيه جاء يوم القيامة متعلقا به يقول يا رب العالمين إن عبدك هذا اتخذني مهجورا فاقض بيني وبينه).
ذكره الثعلبي في تفسير الجامع لاحكام القرآن.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 03 - 04, 06:06 م]ـ
الحديث الأول
قال الزيلعي رحمه الله في تخريج أحاديث الكشاف ج:2 ص:458
قلت رواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني بنقص يسير في كتابه دلائل النبوة في فصل الغزوات وهو الفصل الثامن والعشرون فقال حدثنا إبراهيم بن أحمد القمري البزوري حدثنا أحمد بن فرج حدثنا أبو عمر الدوري حدثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال كان عقبة بن أبي معيط لا يقدم من سفر إلا صنع طعاما فجمع عليه أهل مكة قال وكان يكثر مجالسة النبي ويعجبه حديثه ولكن تغلب عليه الشقاء فقدم ذات يوم من سفر فصنع طعاما ثم دعا رسول الله إلى طعامه فقال له رسول الله ما أنا بالذي آكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله) فقال له يابن أخي دعني واطعم قال ما أنا بالذي أفعل حتى تقول) قال فشهد عقبة بذلك وطعم رسول الله من طعامه فبلغ ذلك أبي بن خلف فأتاه فقال له أصبوت يا عقبة قال لا ولكن دخل علي فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن اشهد له فاستحييت أن يخرج من بيتي قبل أن يطعم فشهدت له فطعم فقال ما أنا بالذي أرضى عنك حتى تأتيه فتبزق في وجهه وتطأ على عنقه قال ففعل عقبة ذلك فقال له رسول الله (والله لا ألقاك خارجا من مكة إلا علوت رأسك بالسيف) فأسر عقبة يوم بدر فقتل صبرا ولم يقتل من الأسارى يومئذ غيره قتله ثابت بن الأفلح
انتهى
وروى الطبري حدثني محمد بن عمر وحدثنا أبو عاصم حدثنا عيسى وحدثني الحارث حدثنا الحسن حدثنا ورقا جميعا عن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ويوم يعض الظالم على يديه قال دعا عقبة بن أبي معيط النبي إلى طعام صنعه إلى قوله ليست في نفسي
ثم روى من طريق عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة عن مقسم في قوله ويوم يعض الظالم على يديه الآية قال اجتمع عقبة بن أبي معيط وأبي
ابن خلف فقال أحدهما لصاحبه بلغني أنك أتيت محمدا فاستمعت منه والله لا أرضى عنك حتى تتفل في وجهه وتكذبه فلم يسلطه فقتل عقبة يوم بدر صبرا وأما أبي بن خلف فقتله النبي بيده يوم أحد في القتال وهما اللذان أنزل الله فيهما ويوم يعض الظالم على يديه
انتهى
وذكره الثعلبي في تفسيره ثم الواحدي في أسباب النزول بلفظ المصنف من غير سند ولا راو
الحديث الثالث
عن النبي قال (من تعلم القرآن وعلمه وعلق مصحفا لم يتعاهده ولم ينظر فيه جاء يوم القيامة متعلقا به ويقول يا رب العالمين عبدك هذا اتخذني مهجورا اقض بيني وبينه)
قلت رواه الثعلبي أخبرنا أبو الطيب الربيع بن محمد الحاتمي وأبو نصر محمد بن علي بن الفضل الخزاعي قالا أنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني حدثنا أبو القاسم الخضر بن أبان القرشي حدثنا أبو هدية إبراهيم بن هدبة حدثنا أنس بن مالك قال قال رسول الله من تعلم) إلى آخره سواء) انتهى.
__________________
ـ[تهاني1]ــــــــ[13 - 03 - 04, 08:38 م]ـ
جزاك الله خيراً،،،
بس لو تبين لي حكم الحديث - أكون لك من الشاكرين -
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[14 - 03 - 04, 10:20 ص]ـ
وجزاك خيرا،كلا الحديثين ضعيف لايصح.(39/433)
ما صحة هذه الأحاديث:
ـ[أبوالفرج السلفي الأثري]ــــــــ[14 - 03 - 04, 03:57 ص]ـ
ما صحة هذه الأحاديث يا أبا المنهال:
((جلساء الله غداً: أهل الورع، والزهد في الدنيا)).
((إن الله يمسخ خلقاً كثيراً في البر، والبحر)).
((من انقطع إلى الدنيا؛ وكله الله إليها)).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[14 - 03 - 04, 05:19 ص]ـ
" جلساء الله غداً: أهل الورع، والزهد في الدنيا "
حديث ضعيف.
رواه ابن لال في " مكارم الأخلاق " – كما في " تمهيد الفرش " (ص 95، 96) للسيوطي –، وعنه الديلمي في " الفردوس " (2/ 174 / 2394 – ط: الريان).
من طريق مقاتل بن قيس الأسدي، عن علقمة بن مرثد، عن سلمان الفارسي، مرفوعاً، مثله.
ومقاتل ضعفه الأزدي.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[14 - 03 - 04, 09:49 ص]ـ
" إن الله يمسخ خلقاً كثيراً في البر، والبحر "
حديث موضوع.
رواه البخاري في " الضعفاء " – كما في " الميزان " (2/ 642) – من طريق عثمان بن مطر، عن عبدالغفور أبي الصباح، عن عبدالعزيز بن سعيد، عن أبيه، مرفوعاً، مثله.
وإسناده موضوع؛ عبدالغفور أبي الصباح، قال البخاري: " تركوه ".
و عبدالعزيز بن سعيد، مجهول العين؛ لم يرو عنه سوى عبدالغفور هذا.
و عثمان بن مطر، قال ابن معين: " ضعيف لا يُكتب حديثه ".
وقال البخاري: " عنده عجائب ".
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[14 - 03 - 04, 08:42 م]ـ
" من انقطع إلى الدنيا؛ وكله الله إليها ".
حديث ضعيف.
أخرجه ابن أبي حاتم في " تفسيره " – كما في " تفسير ابن كثير " (8/ 122 – ط: الحديث) –،
وأبوالشيخ في " الثواب " – كما في " الترغيب والترهيب " (3/ 13 – ط: الحديث) –،
والطبراني في " المعجم الأوسط " (3/ 346 / 3359)،
وفي " المعجم الصغير " (1/ 201 / 321 – الروض)،
وابن أبي الدنيا – كما في " تخريج الأربعين السلمية " (ص50) –.
وأبونعيم في " الأربعين على مذهب المتحققين من الصوفية " (37/ 11)،
والبيهقي في " شعب الإيمان " (3/ 285، 286، 510/ 1044، 1289، 1290 – ط: السلفية) أو (2/ 28، 29، 120/ 1076، 1351، 1352 ط: العلمية)،
والقضاعي في " مسند الشهاب " (1/ 298، 299/ 493 – 496)،
وابن الجوزي في " الواهيات " (2/ 801 / 1338).
من طريق إبراهيم بن الأشعث، ثنا فضيل بن عياض، عن هشام، عن الحسن، عن عمران بن حصين، مرفوعاً.
بلفظ: " من انقطع إلى الله؛ كفاه الله كل مؤنة، ورزقه من حيث لا يحتسب، ومن انقطع إلى الدنيا؛ وكله الله إليها ".
قال الطبراني: " لم يروه عن هشام إلا الفضيل بن عياض، تفرد به إبراهيم بن الأشعث ".
وقال: " تفرد به ابراهيم، وقد قدح فيه أبوحاتم الرازي ".
وقال الهيثمي في " المجمع " (10/ 303، 304): " راه الطبراني في الأوسط، وفيه إبراهيم بن الأشعث صاحب الفضيل، وهو ضعيف، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يغرب، ويخطئ، ويخالف. وبقية رجاله ثقات ".
ولكنه توبع، فقد تابعه معتمر بن يعقوب، عن الفضيل، به.
أخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " (1/ 299 / 497).
ومعتمر هذا لم أقف على ترجمته.
والحسن لم يسمع من عمران، كما قال ابن معين، وابن المديني، وأبوحاتم.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[14 - 03 - 04, 08:48 م]ـ
أسأل الله أن ينفعك بهذا التخريج،
وأتمنى أن تضع السؤال لجميع الأخوة على الملتقى،
فلا تخص السؤال بأحد.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[15 - 01 - 05, 05:36 ص]ـ
" جلساء الله غداً: أهل الورع، والزهد في الدنيا "
حديث ضعيف.
رواه ابن لال في " مكارم الأخلاق " – كما في " تمهيد الفرش " (ص 95، 96) للسيوطي –، وعنه الديلمي في " الفردوس " (2/ 174 / 2394 – ط: الريان).
من طريق مقاتل بن قيس الأسدي، عن علقمة بن مرثد، عن سلمان الفارسي، مرفوعاً، مثله.
ومقاتل ضعفه الأزدي.
ومن هذا الوجه رواه أبو طاهر السلفي في ((معجم السفر)) (417/ 1415).(39/434)
تحقيق حديث: من شغله ذكري عن مسألتي؛ أعطيته أفضل ما أعطي السائلين
ـ[أبوالأشبال أحمد منة الله]ــــــــ[14 - 03 - 04, 08:27 ص]ـ
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعدُ:
" من شغله ذكري عن مسألتي؛ أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ".
ورد من حديث أبي سعيد الخدري، وعمر بن الخطاب، وجابر بن عبدالله، وحذيفة، رضي الله عنهم، مرفوعاً.
وعن عمرو بن مرة مرسلاً، عن مالك بن الحارث موقوفاً.
أولاً: حديث أبي سعيد الخدري.
أخرجه الترمذي في " سننه " (5/ 184 / 2926)،
و الدارمي في " سننه " (2/ 53 / 3356)،
والبزار في " مسنده " – كما في " فضائل القرآن " لابن كثير (ص274) –،
وعبدالله بن أحمد في " السنة " (1/ 149، 150/ 128)،
وأبوسعيد الدارمي في " الرد على الجهمية " (159/ 286)،
وابن حبان في " المجروحين " (2/ 277)،
والعقيلي في " الضعفاء " (4/ 1214)،
وابن نصر في " قيام الليل " (112 – مختصره)،
والطبراني في " الدعاء " (1851)،
وأبونعيم في " الحلية " (5/ 106)،
والبيهقي في " الشعب " (2/ 353 / 2015)،
وفي " الاعتقاد " (ص105، 106)،
وفي " الأسماء والصفات " (1/ 581، 582/ 2015)،
و أبو الفضل الرازي " فضائل القرآن " (74)،
والحكيم الترمذي في " نوادر الأصول " (ج2 / ق103/ 2) – كما قال الشيخ الحويني في تخريج في " فضائل القرآن " لابن كثير (ص274) –،
وابن الأنباري في " الوقف والابتداء " (1/ 5).
من طرق عن محمد بن الحس بن أبي يزيد الهمداني، عن عمرو بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن عن مسألتي؛ أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام، كفضل الله على خلقه ".
قال الترمذي: " حديث حسن غريب ".
وقال أبوحاتم – كما في " العلل " (2/ 82 / 1738) –: " حديث منكر، محمد بن الحسن ليس بالقوي ".
وقال البزار: " تفرد محمد بن الحسن، ولم يتابع عليه ".
وقال العقيلي: " لم يتابع عليه " – قلت: أي محمد بن الحسن –.
وقال الذهبي في " الميزان " (6/ 109): " حسنه الترمذي، فلم يحسن ".
وقال ابن حجر في " الفتح " (9/ 66): " رجاله ثقات، إلا عطية العوفي ففيه ضعف ".
قلت: محمد بن الحسن، ضعفه أحمد، وأبوداود، وغيرهما.
ولكنه توبع، فقد قال ابن حبان في " المجروحين " (2/ 277): " وقد وافقه الحكم بن بشير، عن عمرو بن قيس، ولكن من حديث ابن حميد، وابن حميد قد تبرأنا من عهدته ".
وأيضاً فإن عطية العوفي ضعيف، ولكن هناك علة أخرى.
فقد قال أحمد: " بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي، ويسأله عن التفسير،
وكان يكنيه بأبي سعيد، فيقول: قال أبوسعيد ".
وقال الكلبي نفسه: " قال لي عطية: كنيتك بأبي سعيد ".
وقال ابن حبان: " سمع من أبي سعيد أحاديث، فلما مات جعل يجالس الكلبي يحضر بصفته، فإذا قال الكلبي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذا، فيحفظه، وكناه أبا سعيد، ويروي عنه، فإذا قيل له: من حدثك بهذا؟ فيقول: حدثني أبوسعيد، فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري، وإنما أراد الكلبي ".
والكلبي متروك، فهذا الإسناد ضعيف جداً.
ثانياً: حديث عمر بن الخطاب.
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (2/ 115)،
وفي " خلق أفعال العباد " (109)،
والبزار في " مسنده " (1/ 247 / 137 – البحر الزخار)،
والدراقطني في " المؤتلف والمختلف " (3/ 1613، 1614)،
والطبراني في " الدعاء " (1850)،
وابن شاهين في " الترغيب في فضائل الأعمال " (188/ 153)،
والبيهقي في " شعب الإيمان " (2/ 463، 464/ 567 – السلفية).
من طريق صفوان بن أبي الصهباء، عن بكير بن عتيق، عن سالم بن عبدالله بن عمر، عن أبيه عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
" يقول الله عز وجل: من شغله ذكري عن مسألتي؛ أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ".
وإسناده ضعيف؛ من أجل صفوان بن أبي الصهباء، قال ابن حجر: " مقبول ".
قلت: أي حيث يُتابع، وإلا فلين.
ثالثاً: حديث جابر.
أخرجه البيهقي " شعب الإيمان " (2/ 463، 464/ 567 – السلفية).
¥(39/435)
من طريق الحسين بن أحمد بن حفص النيسابوري، حدثنا محمد بن رافع، حدثنا أبوسفيان الحميري، حدثنا الضحاك بن حمرة، عن يزيد بن خمير، عن جابر بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم، يرويه عن ربه تبارك وتعالى، قال:
" من شغله ذكري عن مسألتي؛ أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ".
وهذا الإسناد ضعيف؛ الحسين بن أحمد لم أقف على ترجمته.
والضحاك بن حمرة، قال البخاري: " منكر الحديث، مجهول ".
وقال ابن معين: " ليس بشيء ".
وقال النسائي: " ليس بثقة ".
وأخرجه القضاعي في " مسند الشهاب " (1/ 430 / 584).
من طريق الضحاك بن حمرة، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبدالله، مرفوعاً، مثله.
والضحاك ضعيف، كما سبق.
وأبوالزبير مدلس، ولم يصرح بالسماع.
رابعاً: حديث حذيفة.
أخرجه أبونعيم في " الحلية " (7 313).
وابن عساكر في " فضيلة الشكر " (ق2/ 2) – كما في " الضعيفة " (3/ 508) –.
من طريق أبي مسلم عبدالرحمن بن واقد، ثنا سفيان بن عيينة، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" قال تعالى: من شغله ذكري عن مسألتي؛ أعطيته قبل أن يسألني ".
قال أبونعيم: " غريب، تفرد به أبومسلم عن ابن عيينة ".
قلت: عبدالرحمن بن واقد، وثقه ابن حبان.
وقال ابن عدي: " حدّث بالمناكير عن الثقات، ويسرق الحديث ".
قلت: فلا يستشهد بحديثه، كما ابن عراق في " تنزيه الشريعة " (2/ 323).
خامساً: مرسل عمرو بن مرة.
أخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " (6/ 34 / 29273) بسند صحيح عن عمرو بن مرة، رفعه:
" من شغله ذكري عن مسألتي؛ أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ".
يعني الرب تبارك وتعالى.
سادسا: عن مالك بن الحارث، موقوفاً.
أخرجه ابن المبارك في " الزهد " (326/ 929)،
وعبدالرزاق في " مصنفه " (2/ 238 / 3199)،
و ابن أبي شيبة في " مصنفه " (6/ 34 / 29271)،
وابن أبي عاصم في " الزهد " (97، 98)،
وابن أبي الدنيا – كما في " اللآلئ المصنوعة " (2/ 342) –،
والبيهقي في " الشعب " (2/ 466 / 569 – السلفية).
من طريقين عن مالك بن الحارث، قال:
يقول الله تعالى: من شغله ذكري عن مسألتي؛ أعطيته أفضل ما أعطي السائلين.
وإسناده صحيح موقوفاً.
فتبين مما سبق أن الحديث يرتقي إلى الحسن لغيره بحديث عمر، وحديث جابر؛ فإنهما لم يشتد ضعفهما، وكذا بمرسل عمرو بن مرة، والموقوف على مالك بن الحارث.
وحسنه الترمذي، كما سبق، وابن حجر في " أماليه " – كما في " اللآلئ المصنوعة " (2/ 342) –.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[28 - 04 - 04, 10:01 ص]ـ
جزى الله خيراً أخانا الفاضل أبا الأشبال أحمد منة الله على هذه الدرر.
ـ[الرايه]ــــــــ[12 - 12 - 06, 06:53 م]ـ
الحديث رواه الامام البخاري في كتابه خلق افعل العباد
2/ 281، رقم 579
وقد اطال محقق الكتاب الدكتور فهد الفهيد الكلام عليه مع شواهده.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[10 - 07 - 09, 04:38 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[ناصر قليل]ــــــــ[02 - 10 - 10, 01:23 ص]ـ
ما الافضل بين الاذان والاقامه هل الدعاء أم قراءة القران (أفضل الذكر) وخاصه في صلاة المغرب لضيق الوقت(39/436)
طلب تخريج! طارئ جدا!
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[15 - 03 - 04, 02:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم عضو جديد على هذا المنتدى الطيب أهله
ولدي طلب:
تخريج أثر ابن عباس "كفر دون كفر" مع العزو إلى الأجزاء والصفحات وتفصيل طرقه وأقوال العلماء فيها.
وسمعت بوجود كتاب اسمه قرة العيون في تصحيح أثر ابن عباس فهل هو موجود لديكم؟
ملحوظة: طارئ جدا!
وجزاكم الله كل خير!
ـ[الشاذلي]ــــــــ[15 - 03 - 04, 02:07 ص]ـ
الرواية ضعيفة بهشام أخي الكريم كما قال العلامة حمود العقلا و غيره كثير.
و اظن اني قد كتبت بحثاً في هذه الرواية لكن لا اذكر مكانها،
و الأصح منها هي قوله رضي الله عنه: "هي به كفر" و هي رواية طاووس.
ـ[عبد الله المسلم]ــــــــ[15 - 03 - 04, 02:43 ص]ـ
السلام عليكم أخي،
منذ فترة رأيت هذا الكلام عن الاثر الذي ذكرته وها هو أنقله كما هو، والله تعالى أعلم:
المقدمة الأولى
تحرير ما جاء عن ابن عباس في ذلك
لقد اعتمد الشيخ في كلامه في تفسير قوله تعالى {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم?على ما جاء عن ابن عباس الكافرون} المائدة: 44. من قوله رضي الله عنهما " كفر دون كفر " أو "ليس الكفر الذي تذهبون إليه ".
وأقول: قد وردت آثار عن ابن عباس في هذه الآية وفي بعضها إطلاق الكفر على من حكم بغير ما أنزل الله وفي بعضها الآخر ما يفيد التفصيل المشهور في تفسير الآية الكريمة.
أ- فقد أخرج وكيع في أخبار القضاة (1/ 41): حدثنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني قال أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال:" سئل ابن عباس عن قوله {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: كفى به كفره".
وهذا الأثر صحيح الإسناد إلى ابن عباس رضي الله عنهما؛ رجاله رجال الصحيح ما خلا شيخ وكيع: الحسن بن أبي الربيع الجرجاني وهو ابن الجعد العبدي. قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي وهو صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات [انظر تهذيب التهذيب 1/ 515]، وقال الحافظ في التقريب (1/ 505): "صدوق ".
وبنفس إسناد وكيع أخرجه ابن جرير (12055) لكن بلفظ: " هي به كفر، قال ابن طاووس: وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه "، فهذه الرواية صريحة في أن ابن عباس رضي الله عنهما قد أطلق الكفر في حق من حكم بغير ما أنزل الله من غير تفصيل وأن زيادة " وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله " ليست من قول ابن عباس إنما هي من قول ابن طاووس.
ب- نعم قد جاءت الزيادة معزوة لابن عباس في رواية أخرى وهي التي أخرجها ابن جرير (12053) حدثنا هناد قال حدثنا وكيع وحدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبي عن سفيان عن معمر بن راشد عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال:" هي به كفر وليس كفراً بالله وملائكته وكتبه ورسله ".
وهذا إسناده صحيح أيضاً رجاله رجال الكتب الستة ما خلا هناد و ابن وكيع، فأما هناد فهو السري الحافظ القدوة روى عنه الجماعة سوى البخاري. [تذكرة الحفاظ 2/ 507]، وأما ابن وكيع فهو سفيان بن وكيع بن الجراح قال الحافظ في التقريب (1/ 312): "كان صدوقاً إلا أنه ابتلي بوراقه فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل فسقط حديثه " أ. هـ غير أن ذلك لا يضر فقد تابعه هناد كما ترى.
والحاصل أن هذه الزيادة جاءت معزوة لطاووس في رواية عبدالرزاق بينما جاءت معزوة إلى ابن عباس في رواية سفيان الثوري مما قد يحمل على القول بأنها ليست من كلام ابن عباس وإنما جاءت مدرجة في رواية سفيان، وهذا محتمل خصوصاً وأن وكيعاً قد أخرج الأثر في أخبار القضاة بدون هذه الزيادة كما سبق، لكن لا يمكن الجزم بذلك فمن الممكن أن تكون الزيادة ثابتة من قول ابن عباس وابن طاووس كليهما وهو الأظهر والله أعلم.
جـ - وقد أخرج الحاكم -:" إنه ليس بالكفر? (2/ 313) من طريق هشام بن حجير عن طاووس قال: قال ابن عباس الذي يذهبون إليه إنه ليس كفراً ينقل عن الملة ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون كفر دون كفر ".
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.
¥(39/437)
وأخرجه أيضاً ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (2/ 62) من طريق هشام بن حجير عن طاووس عن ابن عباس في قوله {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} قال: " ليس بالكفر الذي يذهبون إليه ".
وهشام بن حجير متكلم فيه فقد ضعفه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهما [انظر تهذيب التهذيب 6/ 25] وأورده ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (7/ 2569) وكذلك أورده العقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 238) ولم يوثقه إلا المتساهلون كالعجلي وابن سعد، وأخرج له البخاري ومسلم متابعة لا استقلالاً، فأما وقوله (?البخاري فلم يخرج له إلا حديثه عن طاوس عن أبي هريرة (6720) في قصة سليمان لأطوفن الليلة على تسعين امرأة .. ) الحديث وقد أخرجه برقم (5224) بمتابعة ابن طاوس له عن أبيه عن أبي هريرة، وأما مسلم فقد روى له حديثين أحدهما حديث أبي هريرة السابق برقم (1654) وذلك أيضاً بمتابعة ابن طاوس عن ابيه في نفس الموضع، والحديث الثاني هو حديث ابن عباس قال: " قال لي معاوية: أعلمت أني قصرت من رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند المروة بمشقص ... " الحديث فقد أخرجه برقم (1246) من طريق هشام بن حجير عن طاوس عن ابن عباس وقد تابعه في نفس الموضع الحسن بن مسلم عن طاوس، وقال أبوحاتم: يكتب حديثه (تهذيب التهذيب6/ 25) أي وينظر هل توبع فيقبل حديثه أم لا فيرد؟ قلت: وهذا الحديث مما لا نعلم له فيه متابعاً، ففي النفس من صحته شيء وإن صححه الحاكم فإنه معروف بتساهله رحمه الله.
د - وأخرج ابن جرير (12063) من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: " من جحد ما أنزل الله فقد كفر ومن أقر به ولم يحكم فهو ظالم فاسق ".
وهذا منقطع فإن علي بن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس كما أنه متكلم فيه [انظر تهذيب التهذيب 4/ 213 - 214] وفيه أيضاً عبدالله بن صالح كاتب الليث وقد اختلف فيه والأكثرون على تضعيفه.
قلت: فتحصل من ذلك أن مما في تفسير الآية ما لا يصح سنده ومنه ما يصح، وما صح عنه ففي?ينسب إلى ابن عباس بعضه إطلاق الكفر على من حكم بغير ما أنزل الله بغير تفصيل وفي بعضه زيادة " وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله " وإن كانت قد ثبتت أيضاً من قول ابن طاووس كما أسلفنا.
وإذن فالوارد عن ابن عباس رضي الله عنهما لا يخلو من كلام وأخذ ورد وعليه فإنه لو افترضنا أن مسلماً قد وقف عند ما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما من إطلاق الكفر على من حكم بغير ما أنزل الله لكان له عذره في ذلك، نقول هذا مع ميلنا.?كما أسلفنا إلى ثبوت الزيادة المذكورة آنفاً عنه
المقدمة الثانية
أثر ابن عباس ليس القول الوحيد في المسألة
وذلك أن الشيخ الألباني قد اعتبر ما ورد هو قول السلف والمفسرين بل الفرقة الناجية كلها في المسألة، ولكن?عن ابن عباس الواقع غير ذلك فقد ثبت اختلاف السلف رضوان الله عليهم في ذلك فمنهم من حمل الكفر الوارد في الآية على الكفر الأكبر دون تفصيل.
- فقد أخرج ابن جرير في تفسيره (12061): حدثني يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا هشيم قال أخبرنا عبدالملك بن أبي سليمان عن سلمة بن كهيل عن علقمة ومسروق " أنهما سألا ابن مسعود عن الرشوة فقال: من السحت. قال فقالا: أفي الحكم؟ قال: ذاك الكفر. ثم تلا هذه الآية {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} ".
:?وهذا الأثر صحيح الإسناد إلى ابن مسعود رجاله ثقات رجال الكتب الستة. [انظر تهذيب التهذيب 6/ 240، 6/ 41 - 43، 3/ 497 - 498، 2/ 380].
- وأخرج أبويعلى في مسنده (5266) عن مسروق قال: " كنت جالساً عند عبدالله (يعني ابن مسعود) فقال له رجل: ما السحت؟ قال: الرشا. فقال: في الحكم؟ قال: ذاك الكفر ثم قرأ {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} "، وأخرجه البيهقي (10/ 139) ووكيع في أخبار القضاة (1/ 52)، وذكره الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (2/ 250) ونسبه لمسدد، ونقل الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في تعليقه على المطالب العالية قول البوصيري: " رواه مسدد وأبويعلى والطبراني موقوفاً بإسناد صحيح والحاكم وعنه البيهقي ... ".
¥(39/438)
والأثر أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 199) وقال: " رواه أبويعلى وشيخ أبي يعلى محمد بن عثمان لم أعرفه" أ. هـ قال الشيخ الأعظمي في تعليقه على المطالب العالية (2/ 250) جواباً على ما قاله الهيثمي: " إن لم يعرف محمد بن عثمان فلا ضير لأن فطراً شيخه تابعه شعبة عند الحاكم والبيهقي وتابع محمد بن عثمان مكي بن إبراهيم عند البيهقي ... ".
قلت هذا بافتراض صحة ما جاء في مسند أبي يعلى من قول أبي يعلى:" حدثنا محمد بن عثمان عن عمر " وإلا فقد ذكر الشيخ الأعظمي في نفس الموضع أن الذي في المسندة " ثنا محمد ثنا عثمان بن عمر ". وقد جزم محقق مسند أبي يعلى بأن الصواب " محمد عن عثمان بن عمر " وأن ما جاء في المسند تحريف ثم قال: " وعثمان بن عمر هو العبدي " [انظر مسند أبي يعلى الموصلي تحقيق حسين سليم أسد 9/ 173 - 174]. قلت:عثمان بن عمر العبدي ثقة من رجال الستة [تهذيب التهذيب 4/ 92 - 93].
وأخرج الطبراني في الكبير (9/ 226) (9100) عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: " الرشوة في الحكم الكفر وهي بين الناس سحت " قال الهيثمي في المجمع (4/ 199):"ورجاله رجال الصحيح " أ. هـ.
وأخرجه وكيع في أخبار القضاة (1/ 52) بلفظ " الهدية على الحكم الكفر وهي فيما بينكم السحت".
قلت: فيها التفرقة بين الرشوة التي تكون بين الناس عامة?فهذه الآثار عن ابن مسعود والرشوة التي تكون للحكام أو القضاة خاصة؛ فالأولى سحت والثانية كفر، ولاشك أنه يقصد بالكفر هنا الكفر الأكبر وذلك لأمرين:
الأول: أنه أطلقه من غير تقييد والكفر إذا أطلق انصرف إلى الأكبر كما هو معلوم. والثاني: أنه جعله في مقابلة السحت وهو كفر أصغر فيكون ما جعل في مقابله كفراً أكبر، قال الجصاص في أحكام القرآن (2/ 433): " وقد تأول ابن مسعود ومسروق السحت على الهدية في الشفاعة إلى السلطان وقال: إن أخذ الرشا على الأحكام كفر ".
ويؤكد ما ذكرناه من إثبات الخلاف في ذلك ما ذكره الإمام ابن القيم في مدارج السالكين (1/ 336 - 337) حيث قال: " ... قال ابن عباس: ليس بكفر ينقل عن الملة بل إذا فعله فهو به كفر وليس كمن كفر بالله واليوم الآخر وكذلك قال طاووس ... ومنهم من تأول الآية على ترك الحكم بما أنزل الله جاحداً له وهو قول عكرمة وهو تأويل مرجوح فإن نفس جحوده كفر سواء حكم أو لم يحكم، ومنهم من تأولها على ترك الحكم بجميع ما أنزل الله ... ومنهم من تأولها على الحكم بمخالفة النصوص تعمداً من غير جهل به ولا خطأ في التأويل حكاه البغوي عن العلماء عموماً، ومنهم من تأولها على أهل الكتاب ... ومنهم من جعله كفراً ينقل عن الملة". أ. هـ
وهذا الذي نقله ابن القيم رحمه الله صريح في أن قول ابن عباس الذي جعله الشيخ عمدةً فيما ذهب إليه ليس القول الوحيد في المسألة، بل من السلف من جعل الكفر في الآية كفراً أكبر ينقل عن الملة ومنهم من قال بغير ذلك.
وعلى ذلك فلو قال قائل إن كل من حكم بغير ما أنزل الله فهو كافر كفراً أكبر يخرج من الملة لكان له سلف فيما ذهب إليه والله أعلم.
نقول هذا مع اعتقادنا أن الصواب في المسألة أن الكفر هنا يشمل الكفرين الأكبر والأصغر بحسب حال الحاكم فإنه إن حكم بغير ما أنزل الله وهو مقر بوجوب تحكيم شرع الله معترف بأنه عاصٍ مستحق للعقوبة فهذا كفر أصغر، وإن حكم بغير ما أنزل الله مستهيناً بشرع الله أو معتقداً أن شرع غيره أفضل منه أو مثله أو أنه مخير في ذلك فكل ذلك ونحوه كفر أكبر وهذا هو الذي قرره ابن القيم كما، لكنا مازلنا نقول: إن هذا في حاكم?سيأتي بمشيئة الله وهو معنى كلام ابن عباس قضى في واقعة أو وقائع بغير شرع الله مع كون الشريعة الحاكمة له هي شريعة الإسلام أما الذين يشرعون من دون الله ويحاكمون الناس إلى قوانين ابتدعوها ما أنزل الله بها من سلطان ففعلهم هذا كفر أكبر مخرج من الملة غير داخل في هذا التقسيم وهذا الذي سنتكلم عنه بعد قليل بمشيئة الله تعالى بشيء من التفصيل.
ـ[البدر المنير]ــــــــ[15 - 03 - 04, 08:06 م]ـ
هنا بغيتك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7607&highlight=%C7%E1%D3%E6%CF%C7%E4%ED(39/439)
معلقات صحيح مسلم
ـ[أبو سليمان الحمصي]ــــــــ[15 - 03 - 04, 06:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا عن معلقات صحيح مسلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 03 - 04, 07:50 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في النكت على ابن الصلاح
الجزء الأول
9 - قوله (ع): ((وفيه بقية أربعة عشر موضعاً رواه متصلاً ثم عقبه بقوله: ((ورواه فلان)). وقد جمعها الرشيد العطاء في الغرر المجموعة وقد بينت ذلك كله في جزء مفرد)) انتهى.
وفيه أمور:
(أ) الأول: فيه بقية أربعة عشر. ليس فيه عند الرشيد إلا ثلاثة عشر. والذي أوقع الشيخ في ذلك أن أبا علي الجياني ـ وتبعه المازري ـ ذكر أنه أربعة عشر لكن لما سردها أورد منها حديثاً مكرراً وهو حديث ابن عمر ـ رضي الله تعالى عنهما ـ ((أرأيتكم ليلتكم هذه)) هذا هو الذي كرر فصارت العدة ثلاثة عشر منا سأذكرها مفصلة.
(ب) والثاني: قوله: إنه يرويه متصلاً بقوله ((ورواه فلان)). ليس ذلك في جمعي الأحاديث المذكورة وإنما وقع ذلك منه في ستة أحاديث منها.
(1) أحدها: في حديث أبي جهيم كما ذكره الشيخ.
(2)، (3) الثاني والثالث في حديثي الليث كما ذكرها الشيخ وأن مسلماً وصلهما من طريق أخرى
(4) والرابع: في حديث أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ في قصة ماعز قال: ورواه عن الليث عن عبد الرحمن بن خالد بعد أن أورده من طريق غيره.
(5) والخامس: في حديث البراء بن عازب ـ رضي الله تعالى عنهما ـ في الصلاة الوسطى قال: ورواه الأشجعي عن سفيان عن الأسود بن قيس بعد أن أورده من طريق أخرى عن البراء بن عازب ـ رضي الله تعالى عنه.
(6) والسادس: في حديث عوف بن مالك حديث ((خيار أئمتكم الذين تحبونهم)).
قال: ورواه معاوية بن صالح.
وأما السبعة الثانية:
1 - فأحدها: في الجنائز في حديث عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ في خروجه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إلى البقيع.
قال ـ فيه ـ حدثني من سمع حجاجاً الأعور، ثنا ابن جريج. أورده عقب حديث ابن وهب عن
ابن جريج.
2 - وثانيها: في صفة النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ حدثت عن أبي أسامة وممن روى ذلك عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري وهذا وصله الجلودي صاحب ابن سفيان قال: ثنا محمد بن المسيب ثنا إبراهيم بن سعيد.
3 - وثالثها: في باب السكوت بين التكبير والقراءة حديث أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ.
قال: حدثت عن يحيى بن حسان ويونس بن محمد وغيرهما، قالوا: ثنا عبد الواحد. أورده عقب حديث أبي كامل الجحدري عن عبد الواحد.
4 - رابعها: في باب وضع الجوائح من حيدث عمرة عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت ((سمع النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ صوت خصوم بالباب ... )) الحديث قال فيه حدثني غير واحد من أصحابنا قالوا: ثنا إسماعيل بن أويس وهذا لم يورده إلا من طريق عمرة.
5 - خامسها: في باب احتكار الطعام في حديث معمر العدوي قال: حدثني بعض أصحابنا عن عمرو بن عون وقد وصله من أطريق أخرى. عن سعيد بن المسيب.
6 - سادسها: في آخر كتاب القدر في حديث أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ ((لتركبن سنن من كان قبلكم)).
قال: وحدثني عدة من أصحابنا عن سعيد بن أبي مريم عن أبي غسان عن زيد بن أسلم. وقد وصله من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم.
7 - سابعها: في كتاب الصلاة في حديث كعب بن عجرة قال فيه: ثنا صاحل لنا: ثنا إسماعيل بن زكريا كذا ذكر الجياني أنه وقع في روايتهم. وأما الذي في رواية الجلودي عند المشارقفة فقال مسلم فيه: ثنا محمد بن بكار ثنا إسماعيل بن زكريا. والحديث المذكور عنده من طرق أخرى من غير هذا الوجه. فعلى هذا فهي اثنا عشر حديثاً فقط.
ستة منها بصيغة التعليق وستة منها بصيغة الاتصال لكن أيهم في كل واحد منها اسم من حدثه فإن كان الشيخ يرى أنها منقطعة كما يقوله الجياني ومن تبعه، فكان حق العبارة أن يقول: وفيه بقية ثلاثة عشر موضعاً منقطعة. لا كما قال: إنه يقول: ورواه فلان.
وإن كان يرى أنها متصلة كما هو المعروف عند جمهور أهل الحديث وكما صرح هو به في موضع آخر، فكان حق العبارة أن يقول: وفيه بقية ستة مواضع رواه متصلاً ثم عقبه يقول: وروه فلان. وفيه مواضع أخرى قيل إنها منقطعة وليست بمنقطعة.
3 - الثالث: قوله ((إنه ليس في مسلم بعد المقدمة حديث معلق لم يوصله من طريق أخرى إلا
حديث أبي الجهيم)). هذا صحيح يفيد التعليق لكن قد بينا أن الذي بصيغة التعليق إنما هو ستة لا
أكثر. أما على رأي الجياني ومن تبعه في تسميتهم المهم منقطعاً فإن فيها حديثين آخرين لم يوصلهما في مكان آخر.
1 - أحدهما: حديث عمرة عن عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ في الجوائح كما بيناه فإنه ما أورده إلا من تلك الطريق.
2 - وثانيهما: حديث أبي موسى الأشعري ـ رضي الله تعالة عنه ـ الذي قال فيه حدثت عن أبي أسامة ـ رضي الله عنه ـ وقد تقدم أن الجلودي وصله عندي أنه ملتحق بما صورته التعليق وهو موصول على رأي ابن الصلاح. فإن مسلماً قال: ((حدثت عن أبي موسى)).
فلو اقتصر على هذا لكان متصلاً في إسناده مبهم على ما قررناه. منقطع على رأي الجياني. لكن زاد بعد ذلك فقال: وممن روى ذلك عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري)) وإبراهيم هذا من شيوخ مسلم، قد سمع منه غير هذا وأخرج عنه مما سمعه في صحيحه غير هذا مصرحاً به.
وقد قرر ابن الصلاح أن المعليق إذا سمي بعض شيوخه وكان غير مدلس حمل على أنه سمعه منه كما ذكر ذلك في حديث هشام بن عمار الذي أخرجه البخاري في تحريم المعازف ولا فرق بين أن يقول المعلق: قال أو روى أو ذكر أو ما أشبه ذلك من الصيغ التي ليست بصريحة. فهاذ منها ـ والله الموفق. وقد عثرت في ((صحيح مسلم)) على شئ غير هذا مما يلتحق بهذا وبينته فيما كتبته من النكت على شرح مسلم للنووي ـ والله أعلم ـ.) انتهى
وكتاب غرر الفوائد المجموعة مطبوع وأحسن طبعاته التي بتحقيق الشيخ سعد الحميد طبع مكتبة المعارف
وكتاب الجياني (تقييد المهمل) طبع في ثلاث مجلدات بدار عالم الفوائد.
وهناك رسالة للشيخ علي حسن الحلبي ذكر الأحاديث السابقة فيها.
¥(39/440)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[15 - 03 - 04, 08:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفقيه، واسمح لي بإضافة هذا لأنه
عندي بحث عن المعلق وأحكامه من أيام الدراسة وهذا بعض ما يتعلق بمواضع المعلقات من الصحيح، وأنواعها، إن كان الأخ السائل لم يحدد ما يريد:
أنواع المعلقات في صحيح مسلم:
المعلقات في صحيح مسلم على أقسام:
1 - ما علقه ووصله في صحيحه، وهي خمسة أحاديث: رقم (630) (208) و (1558) (21) و (1691) (16) و (1855) (66) و (2537) (217).
2 - ما علقه هو ووصله غيره، وهي خمسة أحاديث رقم (369) (114) و (590) (134) و (595) (142) و (1780) (84) و (1802) (124).
3 - ما أبهم فيه شيخه وهي ستة أحاديث رقم (599) (148) و (974) (103) و (1557) (19) و (1605) (130) و (2669) (6) و (2288) (24).
مواضع التعليق من صحيح مسلم:
عدد المعلقات في صحيح مسلم ستة عشر موضعاً وإليك مواضعها من الصحيح:
1 - (3) كتاب الحيض. (28) باب التيمم رقم (369) (114) ص 161.
2 - (5) كتاب المساجد (25) باب ما يستعاذ منه في الصلاة رقم (590) (134) ص 235.
3 - (5) كتاب المساجد (26) باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته (595) (142) ص 237.
4 - (5) كتاب المساجد (27) في باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة رقم (599) (148) ص 238.
5 - (5) كتاب المساجد (36) باب الدليل لمن قال الصلاة الوسطى هي صلاة العصر رقم (630) (208) ص 249.
6 - (11) كتاب الجنائز (35) باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها رقم (974) (103) ص 376.
7 - (22) كتاب المساقاة (4) باب استحباب الوضع من الدين رقم (1557) (19) ص 636.
8 - (22) كتاب المساقاة (4) باب استحباب الوضع من الدين رقم (1558) (21) ص 637.
9 - (22) كتاب المساقاة (26) باب تحريم الاحتكار في الأقوات رقم (1605) (130) ص 655.
10 - (29) كتاب الحدود (5) باب من اعترف على نفسه بالزنى رقم (1691) (16) ص 702.
11 - (32) كتاب الجهاد والسير (31) باب فتح مكة رقم (1780) (84) ص 740.
12 - (32) كتاب الجهاد والسير (43) باب غزوة خيبر رقم (1802) (124) ص 750.
13 - (33) كتاب الإمارة (17) باب خيار الأئمة وشرارهم رقم (1855) (66) ص 775.
14 - (43) كتاب الفضائل (8) باب إذا أراد الله تعالى رحمة أمة قبض نبيها قلبها رقم (2288) (24) ص 939.
15 - (44) كتاب فضائل الصحابة (53) باب قوله r لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم رقم (2537) (217) ص 1025.
16 - (47) كتاب العلم (3) باب أتباع سنن اليهود والنصارى رقم (2669) (6) ص 1071.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 03 - 04, 11:38 ص]ـ
أحسنت حفظك الله وبارك فيك.(39/441)
تقريظ كتب الشيخ أحمد شحاته السكندرى
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 03 - 04, 12:52 ص]ـ
تقريظ كتب الشيخ أبى محمد السكندرى الألفى
بقلم / ابن الشيخ وبكر أولاده محمد أحمد شحاته
الحمد لله العزيز الوهاب. القاهر الغلاب. والصلاة والسلام على نبىِّ الله صلَّى الله عليه وسلَّم المبعوث بأفصح خطاب. وعلى آله وصحبه ذوى الشمائل الغرِّ ومكارم الأخلاق والآداب.
وبعد .. يقول ابن الشيخ وبكر أولاده محمد أحمد شحاته:
لم ينثر والدى الشيخ أبو محمد أحمد شحاته السكندرى من كنانة علمه إلا النزر اليسير. فى تواليفٍ كأنَّها الخرائد. وتصانيفٍ أبهى من القلائد فى نحور الولائد. وضعها فى فنونٍ مختلفةٍ وأنواع. وأودعها ما شاء من إتقانٍ وإبداع. فكم من تصنيف له رائعٍ فائق. يحمل من نظر فيه على النطق بلسانٍ وامقٍ:
تصنيفُ أبى محمَّدٍ من أرْعَاه مُقْلَتَه ودَّتْ جوارحُه لو أصبحتْ مُقَلا
فالدرُّ يصفرُّ لاستحسانِه حَسَدَا والوردُ يحمرُّ من إبداعِه خَجلا
فكتبُهُ فى الحديث ظاهرُها ديباجٌ مرقوم. وباطنُها لؤلؤٌ منظوم. تشهدُ له بأذلقِ لسانٍ. وأصدقِ بيانٍ. أنه أبو عُذْرتِها. ومالكُ جملتِها. وقادمة ُجناحِها. وصبا رياحها. فهى لواءٌ على الرؤوسِ مرفوع. وحلل سندسية تزرى بالوشى المصنوع. يتصرف فيها تصرَّف من إذا حاك الكلام طرَّز. وإذا جرى مع الأقران فاق وبرَّز. ومن تأملها وقد اشتملتْ حللَ البهاء. فوق أردية الثناء. نادى بلسانِ الأوَّه. يا أبا محمَّدٍ! لك الله .. لك الله.
فقد أبرز لطائف علوم الحديث وجلَّاها. فى صور العرائس الأبكار وحلَّاها. ببراعةٍ يصف لسانُ يراعها نفثات السحر. وبيانٍ كنضيد الجُمان أحاط بالجيد والنحر. لا زالت روضاتُ الفصاحة برشحاتِ أقلامِه زاهرة. وحدقاتُ ذوى الجدِّ والتشمير إلى بحرِه الزاخرِ ناظرة.
بحرٌ من العلمِ الغزيرِ خِضَمُّه طَامى العُبَابِ ومَالهَُ من سَاحِلِ
ولا زال طلبة العلم يرجعون إلى روايته الحديث بأسانيدمسلمٍ والجعفى. رجوع أهل الفقه إلى مالكٍ والشافعى. حتى ملأ المسامع والمجامع بيانُه. وسار فى نواحى القطر ذكرُه وشانُه. أدام الله على العز والارتقاء صعودَه. وأعلى على مر الأيام راياتِه وبنودَه.
ومراسلات الشيخ فى الإخوانيات لم تنسج على منوال. فهى أنموذجٌ فى الأدب الراقى ومثال. فمما كتبه إلى تلميذه وخريجه الشيخ أبى عبد الرحمن محمد بن مصطفى السكندرى المقيم بدولة الإمارات: ((كتابى إلى النجم الراقى فى المعالى. الواقى من داء الليالى. ومن لا زال النسيم فى البكور والعشيَّات. يُهدى إليه أزكى التحيات. ومن شموسُ معارفِه لا يعتريها كسوف. وقمرُ سعدِه بالغٌ حدَّ التمام فلا يخالطُه خسوف. ومن له لطفُ خلقٍ يسعى اللطفُ لينظرَ بهاءه. ورقيقُ شمائل يقفُ البيانُ متحيِّراً إزاءه.
حفظ الله على الدوام عُلاك. وأعاذك من الحسد وعافاك. وسلَّمك وحيَّاك. وحفظ دينك ودنياك. ووجَّه إليك وفودَ السلامة. وقلَّدك من العافية طوق الحمامة. وأمدَّك من الفضائل بالمزيد. ومن الأجل بالعمر المديد. وسدَّد بالتوفيق كلَّ_سهامِك. إلى مرامى أحلامِك.
يا فاضلاً قد جلَّتْ أبكارُ فكرته غرَّ المعانى بها فى أحسنِ الصُّورِ
لا زال يسمو إلى العلياءِ مرتقباً بسؤددِ مجدِه عالٍ على الزَّهرِ
ما فاضلٌ قطّ جاراه إلى أمدٍ فى الفضلِ إلا انثنى بالعىّ والحَصرِ
وسلامى إلى من رياضُ علمه بالأزاهير أنيقة. ودوحة فضله وارفة الظلال وريقة. ومن إذا مسَّ أقلام التحبير سجدت فى محاريب التحرير هُنالك. وتصرَّف فى الإجادة والإفادة تصرُّفَ مالك. وتزينت بدرر ألفاظه عقود المُلح. واتسع صدر قارئه وانشرح.
بنى داراً يحارُ الطرفُ فيها وتهواها المحاسنُ والمسرَّه
كأنَّ الجنَّةَ اشتاقتْهُ حتَّى له نزلتْ، أطالَ اللهُ عمرَه
نحن بحمد الله نتدانى إخلاصا. وإن تناءينا أشخاصا. فليس بضائرٍ تنائى الأشباح. إذا تقاربت الأرواح. فالأرواح جنود مجنَّدة. تعبر عما فى حنايا الأفئدة. وما بيننا من المودَّة لا تحدُّه مدَّة. ولا تخلق له جدَّة. وأنا أعيذها من التجديد. أو استدعاء المزيد. فلا الأفئدة عنها بحائدة. ولا المواصلة لها بزائدة.
نسيبى فى رأيى وعلمى ومذهبى __وإن باعدتنا فى الأصولِ المناسبُ
¥(39/442)
علم الله أن شوقى إلى لقاءك. كحرصى على بقاءك. وكلفى بشهودك.كشغفى بوجودك. فلك فى القلب من الحب ما زكَّاه وفاؤك. وفى الصدر من التقدير ما غذاه سناؤك. ولك الفضل دوما فى دوام المراسلة. والسبق إلى أريحية المجاملة. فداوِ تقصيرى بالصبر دون الملام. فإن الصبر ترياقُ الكرام. فمكانُك عندى لا ينكر. وعهدُك لدى لا يُخفر.
سألتنى ـ وإجابتك فرضٌ ـ أن أكتب مقدمةٍ لكتابك فى تخريج ((زوائد الأدب المفرد على الصحيحين)). وبدأتني ـ أعزَّك الله ـ من الوصف بما رفعنى عن مكاني. وكاد من الخجل يضيق صدري ولا ينطلق لساني. وحمَّلت كاهلي من المنن ما لم يستطع. وضربت لذكري في الآفاق نوبةً خليلية لا تنقطع. وسألتني مع ما عندك من المحاسن أن أجيبك وأجيزك. وأوزان بمثقال كلمي الحديد إبريزك. فتحيرت بين أمرين كليهما مُر. ووقع ذهني السقيم بين داءين كليهما ضر. فإن فعلت فأنا أذن من الظالمين. وإن امتنعت فما أنا من المتأدبين. فالإقدام جراءة. والإحجام دناءة. وقد ترجح عندي أن أجيب السؤال. وأقابل بالامتثال.
فوالذى أقسمَ بالعصر. كتابُك عليه بصمة أهلِ مصر. وفى طياته تحقيقاتٌ بارعات. ولطائف إبداعات. وإن كانت عاجلة. لكنها شاملة. وهى فى الحقَّ قصار. لكنها رياحين وأزهار.
فلله درّكِ يا مصرَ الأمصار. وموطنَ العلمِ وحملةِ الآثار. بلد الحديث المسند الموصول وأئمة الفقه وعلماء الأصول. زبدة الأقطار. وبقعة الأنوار. وخزانة الآداب. ومنزل الكملة وذوى الألباب. والكنانة المحروسة. والمدينة المأنوسة.
طيفٌ ألمَّ بسُحرة الأوقات فأثار ما فى القلب من روعاتِهْ
يا طيفُ عرِّج بالديار وحيِّ ما غذَّاه نيلُ الخير من خيراتِهْ
إن الذى قاتَ الخلائقَ صانها ___من مُرِّ أقدارٍ ومن ويلاتِهْ
أبناء مصر حفدة عمرو بن العاص السهمى. وتلامذة الليث بن سعدٍ الفهمى. أيَّدهم الله بذكاء القرائح. ومنَّ عليهم بالفهم اللائح. فهم ذوو قلوبٍ واعيه. نارٌ حامية، فما أدراك ما هيه!.
رحم المهيمنُ ناظماً بقريضه قولاً بروح القدس صار مؤيَّدا
أرضٌ إذا ما جئتَها متقلباً فى محنةٍ ردتك شهماً سيَّدا
وإذا دهاك الهمُّ قبل دخولِها فدخلتها صافحتَ سعداً سرمدا
وأما ((الأدب المفرد)). فالكتاب الذى تحاسدت الأقلام على تحريره. وتنافست مشارق الأنوار على نظم سطوره. كيف لا، وقد أضاءت أنواره بالجلالة فأشرقت. وهطلت أنواؤه بالإحسان فأغدقت. فما أبهاها روضةً أضحت النفائسُ المحمَّديَّة لها خميلة!. وما أزهاه بدراً أمست المشكاة النَّبويَّة له حميلة!. وما أبهرَها معجزةً أيَّدت حواريِّيها بمائدةٍ كانت لهم عيدا. وزادتهم مع إيمانهم إيماناً ونصراً وتأييدا.
هذا كتابُ فوائدٍ مجموعةٍ جُمعت بكدِّ جوارح الأبدانِ
وبدائمِ الإدلاج فى غَسَقِ الدجى والسيرِ بين مناكبِ البلدانِ
فهو ضالة الأريب. ومأدبة اللبيب. وصفوة العلم ونقاوة العمل. ومنتهى المأمول وغاية الأمل. وزبدة التذكير والإرشاد. وخلاصة الزاد ليوم الميعاد. فيا أيها المنتاب. لهذا الجناب. خذ من الكتاب ما أعطاك. واستخرج بفهمك ما أخطاك. فالصبح لا يُتمارى فى إسفاره. ولا يفتقر إلى دليلٍ على إشراق أنواره. وفى التصانيف مهاجرون وأنصار. وكواكبُ وأقمار. وأسودٌ وفرسان. وقلائدُ وعقيان. أما قرأت البدور السافرة. والنجوم الزاهرة. ألم تتصفح كتائبَ الأعلام الأخيار. ودرر البحار فى الأحاديث القصار. ألم يأتك نبأ عقد الجمان. وقلائد العقيان فى محاسن الأعيان.
و ((الأدب المفرد)) من لم يرو منه. ويصدر عنه. فكأنه لم يحط من الكتب إلا بالغلاف. أو تناول الكأس بغير سُلاف. فأحْسِنْ به لعاقلٍ يحسنُ العمل. وغافلٍ يفتتن بالأمل. ووَرِعٍ يسد عما رابه الذريعة. ومستشفٍ يعالج النفس الوجيعة. وكارعٍ في حياض الشريعة. وراتعٍ برياض الآداب المريعة. ومقتبسٍ من نبراس الرواية. وملتمسٍ لدقائق التأويل وحقائق الدراية. وواعظٍ ذكَّر بأيام الله وخوَّف. ومشغولٍ بلذاته طالما أخَّر المتاب وسوَّف. _
أسبغ اللَّه إمام المحدثين بوابل رحماته وشآبيب الغفران. وقدَّس ثراه وجعله روضةً من رياض الجنان. والله يقضى له ولنا بالهبات الوافرة. ويجمعنا به فى مستقر النعيم فى الآخرة)) اهـ.
مصنفات علل الحديث
¥(39/443)
(1) إرشاد السالك إلى علل أحاديث أنس بن مالك.
(2) كشف الباس عن علل أحاديث ابن عباس.
(3) كشف النقاب عن علل أحاديث عبد الله بن عمر بن الخطاب.
(4) كشف السر عن علل أحاديث أبى هر.
(5) الكوكب الدرى ببيان علل أحاديث أبى سعيد الخدرى.
(6) اللطائف الوثيقة ببيان علل أحاديث عائشة الصديقة
(7) قرة العين ببيان علل أحاديث عمران بن حصين.
(8) الوافى بالعهود ببيان علل أحاديث ابن مسعود.
(9) هداية السارى ببيان علل أحاديث جابر الأنصارى.
(10) إمتاع الألحاظ ببيان أوهام الحفاظ.
(11) تفصيل المقال بأن أكثر وهم شعبة فى أسماء الرجال.
(12) التعقب الحثيث ببيان أقسام علل الحديث.
(13) ترجمان الأفذاذ ببيان الأحاديث الشواذ
مصنفات الأحاديث المتواترة
(1) إتحاف الأفئدة بفضل من بنى لله مسجدا.
(2) إتحاف القائم الأوَّاه بطرق حديث إن الله زادكم صلاة.
(3) إعلام المؤمن المودود بطرق حديث الحوض المورود.
(4) إيضاح الحُجَّة بأن عمرة رمضان تعدل حجَّة.
(5) التعليق المأمول على كتاب النزول.
تحقيق وإيضاح ((كتاب النزول)) للإمام الحافظ أبى الحسن الدارقطنى.
(6) بسط القول فى الزجر عن ترك الاستبراء من البول.
(7) دقائق النظر فيما تواتر من حديث المهدى المنتظر.
(8) قلائد العقيق فى النهى عن صيام أيام التشريق.
(9) إعلام اللبيب بحكم خليط التمر والزبيب.
دقائق الفكر فى علوم الأثر
(1) إعلام الخريج بدقائق علم التخريج.
(2) المنهج المأمول ببيان معنى قول ابن حجر مقبول.
(3) الإكليل ببيان احتجاج الأئمة بروايات المجاهيل.
(4) التعقب المتوانى على السلسلة الضعيفة للألبانى.
(5) مشارق الأنوار وخزائن الأسرار فى كلام الترمذى على مراتب الأخبار.
(6) الكوكب السارى فى وحدان البخارى.
(7) إرشاد المحتذى إلى وحدان الترمذى.
(8) الطارف التليد بترتيب جامع الترمذى على المسانيد.
(9) التصريح بضعف أحاديث صلاة التسابيح.
(10) إعلام أهل العصر بما فى الكتب الستة من أسانيد أهل مصر.
(11) مشارق الأنوار فى فتاوى الأحاديث والأخبار.
مصنفات فقهية ومتنوعة
(1) البشائر المأمولة فى آداب العمرة المقبولة.
(2) النبذة اللطيفة فى فضائل المدينة الشريفة.
(3) السعى المحمود بتخريج وإيضاح مناسك ابن الجارود.
(4) منتهى الغايات فيما يجوز وما لا يجوز من المسابقات.
(5) طوق الحمامة فى التداوى بالحجامة.
مصنفات أدبية
(1) مقامات السكندرى.
(2) تلقيح الألباب بغرر مراثى الأحباب.
(3) إنباء الضنين بغرر مراثى البنين.
وكتبه ابن الشيخ وبكر أولاده
محمد أحمد شحاته السكندرى [ SIZE=5][SIZE=5][COLOR=orangered]
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[26 - 06 - 07, 06:24 م]ـ
كيف نصل إلى كتب الشيخ على الشبكة؟
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[27 - 06 - 07, 02:06 ص]ـ
موجودة اخى تجدها فى صيد الفوائد
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[27 - 06 - 07, 02:38 ص]ـ
ليس منها إلا القليل أخى الحبيب.
رأيت كتاب " المقالات القصار" و قرأت فيه بعض الورقات، فأعجبنى و أدهشنى، فما رأيكم، هل طباعته على الطابعة الألوان أفضل أم شراءه؟ أقصد من الناحية المادية طبعا.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[28 - 06 - 07, 12:52 ص]ـ
شراؤة افضل وارخص
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[28 - 06 - 07, 11:09 م]ـ
أين تباع كتب الشيخ فى مصر
ـ[أبو العباس السكندري]ــــــــ[01 - 07 - 07, 12:51 م]ـ
بارك الله في شيخنا ونفعنا بعلمه
ـ[ابو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:27 م]ـ
(أين تباع كتب الشيخ فى مصر)
.دار الصفا والمروة ..
185 ش جمال عبد الناصر-سيدي بشر نهاية النفق-الاسكندريه
ت--5496107/ 03
كما هو مدون علي كتبه
بارك الله فيه وفي علمه وختم لنا وله بخير(39/444)
بيان صحة حديث السجود على الحجر الأسود
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 03 - 04, 06:00 ص]ـ
الحمد لله بالعشى والإشراق، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على من وقع على محبته الإتفاق، وطلعت شموس أنواره في غاية الإشراق، وتفرد فى ميدان الكمال بحسن الإستباق، الناصح الأمين الذي اهتدى الكون كله بعلمه وعمله، والقدوة المكين الذي اقتدي الفائزون بحاله وقوله، ناشر ألوية العلوم والمعارف، ومسدي الفضل للأسلاف والخوالف، الداعي على بصيرة إلى دار السلام، والسراج المنير والبشير النذير، علم الأئمة الأعلام، الآخذ بحُجُزِ مُصَدِّقيِّه عن التهافت في مداحض الأقدام، والتتابع في مزلات الجرأة على العصيان والآثام.
وبعد. فهذه نبذة مختصرة عن تصحيح حديث السجود على الحجر الأسود، وبيان صحة نسبته إلى النبى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال أبو محمد الدارمى (1865): أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ يَسْتَلِمُ الْحَجَرَ ثُمَّ يُقَبِّلُهُ وَيَسْجُدُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا هَذَا؟، فَقَالَ: رَأَيْتُ خَالَكَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ يَفْعَلُهُ، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ فَعَلَهُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ هَذَا.
وقال أبو بكر البزار (1/ 332/215): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى نَا أَبُو عَاصِمٍ نَا جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ المخزومي قال:: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَبَّلَ الْحَجَرَ ثُمَّ سَجَدَ عَلَيْهِ، قلت: مَا هَذَا؟، قال: رَأَيْتُ خَالَكَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَبَّلَ الْحَجَرَ ثُمَّ سَجَدَ عَلَيْهِ، وقال: رَأَيْتُ عُمَرَ قَبَّلَه ثُمَّ سَجَدَ عَلَيْهِ، وقال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَه ثُمَّ سَجَدَ عَلَيْهِ.
وأخرجه كذلك ابن خزيمة (2714)، والفاكهى ((أخبار مكة)) (76)، والبيهقى ((الكبرى)) (5/ 74) جميعاًَ من طريق أبى عاصم النبيل عن جعفر بن عبد الله بن عثمان به بنحو حديث البزار.
وأخرجه الحاكم (1/ 625) من طريق أبى عاصم بإسناده ومتنه نحوه، إلا أنه قال ((جعفر بن عبد الله هو ابن الحكم))، فتوهمه ((ابن الحكم السلمى))، فأخطأ.
قلت: وهذا إسناد متصل صحيح، رجاله ثقات كلهم. وقد اقام أبو عاصم النبيل إسناده، وجوَّد سياقه ومتنه، وإليه المرجع فى صحة هذا الحديث. وجعفر بن عبد الله بن عثمان حجازى مخزومى ثقة. قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (2/ 482/1963): ((جعفر بن عبد الله بن عثمان بن حميد القرشي المخزومي الحجازي، يقال له: جعفر الحميدي. روى عن: عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير. روى عنه: أبو داود، وأبو عاصم، وعبد الله بن داود. أخبرنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلىِّ قال: سألت أبى عن شيخ روى عنه أبو داود الطيالسي يقال له: جعفر بن عبد الله بن عثمان القرشي؟، فقال أبى: جعفر ثقة)).
وذكره البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (2/ 194/2170)، وذكر اختلاف أبى عاصم وأبى داود وعبد الله بن داود ثلاثتهم على اسمه، ثم قال: والقول ما قاله أبو عاصم.
وذكره مسلم فى ((الكنى والأسماء)) (1/ 484/1872)، وكنَّاه أبا عبد الله.
وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (8/ 159/12741).
وللحديث إسنادان آخران:
(الأول) قال أبو داود الطيالسى (28): حدثنا جعفر بن عثمان القرشي من أهل مكة قال: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَبَّلَ الْحَجَرَ وَسَجَدَ عَلَيْهِ، ثم قال: رَأَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَبَّلَه وَسَجَدَ عَلَيْهِ، فقال ابن عباس: رأيت عمر بن الخطاب قَبَّلَه وَسَجَدَ عَلَيْهِ، ثم قال عمر: لو لمْ أرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَه مَا قبِّلتُهُ.
وأخرجه كذلك أبو يعلى (1/ 192/219)، والبيهقى (5/ 74)، والضياء ((المختارة)) (1/ 384/173) جميعاً من طريق الطيالسى به.
¥(39/445)
وفى روابة أبى يعلى وحده ((جعفر بن محمد))، ولعلها تصحيف، فهى خلاف الثابت عن الطيالسى فى ((مسنده)).
وهكذا قال الطيالسى ((جعفر بن عثمان))، فلعله نسبه إلى جده، كما قال أبو بكر البيهقى، وإلا فهو خلاف المحفوظ ((جعفر بن عبد الله بن عثمان))، كما رجحه البخارى فى ((التاريخ الكبير)) فقال: ((والقول ما قاله أبو عاصم)).
(الثانى) قال الفاكهى ((أخبار مكة)) (77): حدثنا محمد بن أبان ثنا عبد الله بن داود الخريبي عن جعفر قال: رَأَيْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَبَّلَ الْحَجَرَ ثُمَّ سَجَدَ عَلَيْهِ الحديث بنحو رواية أبى عاصم.
هكذا أبهمه الخريبى ((عن جعفر))، فلم ينسبه.
والصواب من هذه الأوجه الثلاث، هو ((جعفر بن عبد الله بن عثمان))، إذ باقى الأوجه ترجع إليه بنوع تأويلٍ.
فإذا بان ذلك ووضحت دلالته، علمت أن تضعيف الشيخ أبى إسحاق الحوينى للحديث فى ((تنبيه الهاجد)) (1/ 71) غير سديد، وكذلك جزمه بوهم الحافظ الهيثمى لتجويده طريق البزار بعيد عن النظر الممعن لأسانيد الحديث، واختلاف الرواة الثلاثة عليه، وإقامة أبى عاصم النبيل إسناده وإتقانه متنه.
وسياقة الشيخ للحديث من طريقى أبى عاصم وأبى داود معاً ((عن جعفر بن محمد المخزومى))، يدل على عدم ملاحظة الفارق الواضح بين إسناد أبى عاصم، وإسناد الطيالسى، فقد أقامه الأول فقال ((عن جعفر بن عبد الله بن عثمان))، وقال الثانى ((عن جعفر بن عثمان))، وليس كما نقل الشيخ. ولهذا توهم الشيخ أبو إسحاق أنه ((جعفر بن محمد بن عباد بن جعفر))، والصواب أن الحديث ليس له، وإنما هو لثقةٍ غيره كما أوضحناه!!.
والخلاصة، فهذا الحديث صحيح، وإسناد أبى عاصم غاية، وإليه المرجع وعليه الاعتماد فى تصحيحه، كما حكم له الحافظ الهيثمى ((مجمع الزوائد)) (3/ 241).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[14 - 01 - 05, 02:45 م]ـ
جزاك الله خيرا .. أبا محمد ..
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[15 - 01 - 05, 10:09 م]ـ
قال الشييخ منصور البهوتي في الروض المربع:
نقل الأثرم: ويسجد عليه
قال ابن قاسم في حاشيته:
أي نقل الأثرم صاحب الإمام أحمد عن الإمام أحمد أنه كان يقبله ويسجد عليه
ثم قال ابن قاسم رحمه الله: وتقبيله والسجود عليه مذهب الجمهور، وانفرد مالك ببدعية السجود عليه واعترف القاضي بشذوذه عنهم.
قال الشيخ سليمان العلوان في شرحه على الروض معلقا على وصف الإمام مالك السجود عليه بالبدعية:
فيه نظر فعله ابن عمر وابن عباس رواه عنهما الطيالسي وثبت عند الشافعي عن ابن عباس
فلا بأس بالسجود عليه لله رب العالمين.(39/446)
هل هذه الأحاديث صحيحة؟
ـ[قاهر الفتن]ــــــــ[16 - 03 - 04, 08:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
@@@@@@@
أتمنى منكم مساعدتي
هل هذه الأحاديث صحيحة؟
@@@@@@@
ما ورد في سنن الدارمي
حدثنا أبو النعمان حدثنا سعيد بن زيد حدثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال
قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق
@@@@@@@
ما ورد في مسند أحمد
حدثنا محمد بن عبيد حدثنا شرحبيل بن مدرك عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه
سار مع علي رضي الله عنه وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي رضي الله عنه اصبر أبا عبد الله اصبر أبا عبد الله بشط الفرات قلت وماذا قال قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان قلت يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان قال بل قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات قال فقال هل لك إلى أن أشمك من تربته قال قلت نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا
@@@@@@@
وما ورد في سنن الترمذي
حدثنا سليمان بن عبد الجبار البغدادي حدثنا علي بن قادم حدثنا أسباط بن نصر الهمداني عن السدي عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم
قال أبو عيسى هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه وصبيح مولى أم سلمة ليس بمعروف
@@@@@@@
مسند أحمد
حدثنا يحيى بن إسحاق حدثنا ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما
أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الله أمعك ماء قال معي نبيذ في إداوة فقال اصبب علي فتوضأ قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الله بن مسعود شراب وطهور
@@@@@@@
أفيدونا بارك الله فيكم
ملاحظة: لست شيعيًا آتي بشبهات
لكن وصلتني هذه الأحاديث عن طريق البريد وودت معرفة صحتها
بارك الله فيكم
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[23 - 03 - 04, 03:31 م]ـ
من لنا إذا أدار رجال العلم ظهورهم!
و لا حول و لا قوة إلا بالله!
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[23 - 03 - 04, 04:38 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تتبع طرق هذه الأحاديث يحتاج وقتا وجهدا
@@@@@@@
ما ورد في سنن الدارمي
حدثنا أبو النعمان حدثنا سعيد بن زيد حدثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال
قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت انظروا قبر النبي صلى الله عليه وسلم فاجعلوا منه كوى إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف قال ففعلوا فمطرنا مطرا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم فسمي عام الفتق
@@@@@@@
ضعيف لا يصح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=16879&highlight=%DF%E6%EC
***********************
@@@@@@@
ما ورد في مسند أحمد
حدثنا محمد بن عبيد حدثنا شرحبيل بن مدرك عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه
سار مع علي رضي الله عنه وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي رضي الله عنه اصبر أبا عبد الله اصبر أبا عبد الله بشط الفرات قلت وماذا قال قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان قلت يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان قال بل قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات قال فقال هل لك إلى أن أشمك من تربته قال قلت نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا
@@@@@@@
ضعيف
********************
@@@@@@@
وما ورد في سنن الترمذي
حدثنا سليمان بن عبد الجبار البغدادي حدثنا علي بن قادم حدثنا أسباط بن نصر الهمداني عن السدي عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم
قال أبو عيسى هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه وصبيح مولى أم سلمة ليس بمعروف
@@@@@@@
ضعيف
****************
@@@@@@@
مسند أحمد
حدثنا يحيى بن إسحاق حدثنا ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما
أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الله أمعك ماء قال معي نبيذ في إداوة فقال اصبب علي فتوضأ قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عبد الله بن مسعود شراب وطهور
@@@@@@@
ضعيف
والله أعلم
ولو بحثت بنفسك أخي الفاضل لكان خيرا لك
وهناك موقع الدرر السنية http://www.dorar.net/
تستطيع البحث من خلاله عن أحكام العلماء رحمهم الله على كثير من الأحاديث، فإن كنت عاميا فهو يغنيك عن البحث وتتبع الطرق، وإن كنت طالب علم تستطيع البحث والتخريج فبحثك بنفسك أولى مع الاستفادة من بحوث وأحكام من سبقك من اهل العلم.
********
أخي هشام
لك الله تعالى، ثم البحث في كتب أهل العلم وتحقيقاتهم
¥(39/447)
ـ[أبو أنيس]ــــــــ[23 - 03 - 04, 08:13 م]ـ
(1) حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ النُّكْرِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوْزَاءِ: أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قُحِطَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَحْطاً شَدِيداً، فَشَكَوْا إِلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: انْظُرُوا قَبْرَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَاجْعَلُوا مِنْهُ كِوًى إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى لاَ يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ سَقْفٌ. قَالَ: فَفَعَلُوا فَمُطِرْنَا مَطَراً حَتَّى نَبَتَ الْعُشْبُ وَسَمِنَتِ الإِبِلُ حَتَّى تَفَتَّقَتْ مِنَ الشَّحْمِ فَسُمِّىَ عَامَ الْفَتْقِ.
أخرج هذا الأثر الدارمي في سننه رقم: 93 في اسناده عدة علل:
-سيعيد ين زيد فيه ضعف فقد ضعفه يحي القطان والسعدي والدارقطني
-إن ابا النعمان محمد بن الفضل وهوالملقب بعارم قد اختلط ولم يذكر الدارمي فيمن سمع منه قبل الاختلاط.
-إن عمرو بن مالك النكري قال فيه ابن عدي في ترجمة أبي الجوزاء: حديث عنه عمرو بن مالك قدر عشرة أحاديث غير محفوظة. وهذا الأثر من روايته عنه غير محفوظ.
-إن هذا الأثر لو صح فهو موقوف فلا حجة فيه لنه يمكن ان يكون من قبيل الاجتهادات التي تقع من آحاد الصحابة.
-الانقطاع بين عائشة رضي الله عنها وبين أبي الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي فقد قال البخاري: في اسناده نظر.
وللمزيد حول هذا الأثر: انظر الدعاء ومنزلته من العقيدة الاسلامية صفحة 823 وما بعدها، الناشر: مكتبة الرشد
(2) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ مُدْرِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُجَىٍّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ سَارَ مَعَ عَلِىٍّ وَكَانَ صَاحِبَ مَطْهَرَتِهِ فَلَمَّا حَاذَى نِينَوَى وَهُوَ مُنْطَلِقٌ إِلَى صِفِّينَ فَنَادَى عَلِىٌّ اصْبِرْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اصْبِرْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بِشَطِّ الْفُرَاتِ. قُلْتُ وَمَاذَا قَالَ دَخَلْتُ عَلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ وَعَيْنَاهُ تَفِيضَانِ قُلْتُ يَا نَبِىَّ اللَّهِ أَغْضَبَكَ أَحَدٌ مَا شَأْنُ عَيْنَيْكَ تَفِيضَانِ قَالَ «بَلْ قَامَ مِنْ عِنْدِى جِبْرِيلُ قَبْلُ فَحَدَّثَنِى أَنَّ الْحُسَيْنَ يُقْتَلُ بِشَطِّ الْفُرَاتِ - قَالَ - فَقَالَ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ أُشِمَّكَ مِنْ تُرْبَتِهِ - قَالَ - قُلْتُ نَعَمْ فَمَدَّ يَدَهُ فَقَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَأَعْطَانِيهَا فَلَمْ أَمْلِكْ عَيْنَىَّ أَنْ فَاضَتَا».
- اسناده ضعيف، عبد الله بن نجي مختلف فيه وأبوه نجي لم يرو عنه غير ابنه ولم يوثقه غير ابن حبان وقال ل: لا يعجبني الاحتجاج بخبره اذا انفرد. انظر مسند احمد 2/ 77 (مؤسسة الرسالة)
(3) حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْبَغْدَادِىُّ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ قَادِمٍ حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِىُّ عَنِ السُّدِّىِّ عَنْ صُبَيْحٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ لِعَلِىٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ «أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ وَسَلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَصُبَيْحٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ. (ترمذي)
ضعفه الشيخ الألباني في المشكاة (6145) - ما عندي كتاب المشكاة
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِىِّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةَ الْجِنِّ فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- «يَا عَبْدَ اللَّهِ أَمَعَكَ مَاءٌ». قَالَ مَعِى نَبِيذٌ فِى إِدَاوَةٍ. فَقَالَ «اصْبُبْ عَلَىَّ». فَتَوَضَّأَ قَالَ فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ شَرَابٌ وَطَهُورٌ».
¥(39/448)
قال محقق مسند أحمد: قال السندي: قوله: شراب وطهور، أي النبيذ جامع بين الوصفين وللناس في هذا الحديث كلام وفي اسناده ابن لهيعة، انظر مسند احمد (6/ 324 الرسالة)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[24 - 03 - 04, 04:18 م]ـ
الأخوة الفضلاء: قاهر الفتن، وأبو أنيس، وخالد بن عمر
سلام الله عليكم، وبارك فيكم. دعونى أشارككم هذه المطارحة الحديثية الصعبة.
أما قاهر الفتن السائل عن درجة الأحاديث الأربعة المذكورة، فبارك الله لك؛ إذ سألتَ وألححتَ فى السؤال، فإنما شفاء العى السؤال، ولكن لأى شئٍ تخوفت أن توصف بالتشيع، ألذكرك ((أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ))، فكيف تقول إذا وقفت على صحته. لا ينبغى لأحدٍ أن يصفك بهذه التهمة الشنعاء، وأنت طالب علم تتحرى الحق وتبتغيه، وتبحث عنه فى مظانه الصحيحة. وما أجلدك وأصبرك، كتبت سؤالاتك فى 24/ 1/1425هـ، ولا تزال تلح فى طلب الجواب عنها حتى 1/ 2/1425هـ، أسبوعاً كاملاً وما من مجيب؟، فبارك الله فيك على إصرارك ومصابرتك.
أما أبو أنيس القائل: مشاركتى متواضعة، فهى كذلك فى الأحاديث الثلاثة الأواخر، إذ لم يصنع شيئاً سوى إعادة صياغتها، وأما فى الحديث الأول فجهده مشكور مقارب للسداد موافق للصواب، فهلا فعل ذلك فى الثلاثة الأواخر. أسأل الله له التوفيق والإعانة.
وأما خالد بن عمر، فيقال له: حكمت على الأحاديث الأربعة كلها بالضعف، ولم تذكر دليلاً واحداً على ضعف واحدٍ منها، فقد يقال لك ((قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين))، فما أيسر الأحكام، وما أصعب الحجة والبرهان.
والقصد الآن الجواب على هذه الأحاديث تباعاً، ولنبدأ بما تخوف منه القاهر، وهو:
[1] حديث زيد بن أرقم ((أنا حرب لمن حاربتم))
قال أبو عيسى الترمذى (3870): حدثنا سليمان بن عبد الجبار البغدادي حدثنا علي بن قادم حدثنا أسباط بن نصر الهمداني عن السدي عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَليٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ: ((أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ)).
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (6/ 378/32181)، وابن ماجه (145)، وابن حبان كما فى ((الإحسان)) (6977)، والطبرانى ((الكبير)) (3/ 40/2619و5/ 184/5030) و ((الأوسط)) (5/ 182/5015) و ((الصغير)) (767)، والحاكم (3/ 161)، والصيداوى ((معجم الشيوخ)) (ص380)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (13/ 218و14/ 158)، والذهبى ((سير الأعلام)) (10/ 432)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (13/ 112) من طريقين ـ مالك بن إسماعيل النهدى وعلى بن قادم الخزاعى ـ عن أسباط بن نصر الهمدانى عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدى عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم به.
وقال أَبو عيسى: ((هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَصُبَيْحٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ)).
قلت: بل له وجوه عدة فى المتابعات والشواهد كما سيأتى بيانه. وهذا الوجه أمثل الوجوه وأصحها، رجاله موثقون كلهم، السدى وأسباط كلاهما صدوقان. وصبيح مولى زيد بن أرقم، ويقال مولى أم سلمة، ذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (4/ 382/3462). وذكره البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (4/ 317)، وابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (4/ 449)، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)): ((وُثِّق)).
وصبيح من أوساط التابعين، إن لم يكن من كبارهم، فمثله مما يتلقى حديثه بحسن الظن والقبول، ما لم يخالف الأصول، تبعاً للقاعدة الذهبية التى ذكرها الحافظ الذهبى فى خاتمة ((ديوان الضعفاء)) (ص374): ((وأما المجهولون من الرواة، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن، إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ)). وبهذا الاعتبار صحَّحه الإمام أبو حاتم بن حبان البستى.
وأما استغراب الترمذى إيَّاه، فلم يتفرد به أسباط بن نصر الهمدانى. فقد تابعه إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح عن جده.
ولم يتفرد به صبيح مولى أم سلمة. فقد تابعه أبو إسحاق السبيعى عن زيد بن أرقم.
¥(39/449)
وخالف ثلاثتهم محمد بن سوقة فرواه ((عمن أخبره عن أم سلمة به)).
فأما الأول، فأخرجه الطبرانى ((الكبير)) (3/ 40/2620و5/ 184/5031)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (13/ 219) من طريق سليمان بن قرم عن أبي الجحاف عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح عن جده عن زيد بن أرقم.
وأما الثانى، فأخرجه ابن عساكر (13/ 218) من طريق الحسين بن سعيد بن الجهم عن أبيه عن أبي إسحاق عن زيد بن ارقم قال: إني لعند رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ مرَّ عليّ وفاطمةُ والحسنُ والحسينُ، فقال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ)).
وأما الثالث، فأخرجه الصيداوى ((معجم الشيوخ)) (ص133)، وابن عساكر (14/ 144) من طريق أبى حفص الأعشى عن إسماعيل بن أبي خالد عن محمد بن سوقة عن من أخبره عن أم سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم عندنا منكسا رأسه، فعملت له فاطمة خزيرة، فجاءت ومعها حسن وحسين، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((أين زوجك؟، اذهبي فادعيه))، فجاءت به، فأكلوا، فأخذ كساء، فأداره عليهم، فأمسك طرفه بيده اليسرى، ثم رفع اليمنى إلى السماء، وقال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، اللهم أذهب عنهم الرجسَ وطهِّرهم تطهيراً، أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ، عَدوٌ لِمَنْ عَادَاكُمْ)).
وله شاهد من حديث أبى هريرة. أخرجه الإمام أحمد (2/ 442) قال: حدثنا تليد بن سليمان حدثنا أبو الحجاف عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَفَاطِمَةَ، فَقَالَ: ((أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ)).
وأخرجه كذلك ابن عدى ((الكامل)) (2/ 86)، والحاكم (3/ 161) كلاهما من طريق ثليد بن سليمان به.
قال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث حسن من حديث أبي عبد الله أحمد بن حنبل عن تليد بن سليمان، فإني لم أجد له رواية غيرها، وله شاهد عن زيد بن أرقم)).
قلت: فى تليد بن سليمان المحاربى نظر، رافضى خبيث، كان أحمد بن حنبل يحسن الظن به، ولم يذكره فى ((مسنده)) إلا فى هذا الموضع.
قال الذهبى فى ترجمته فى ((الميزان)) (2/ 76): ((قال أحمد شيعي لم نر به بأسا. وقال ابن معين: كذاب يشتم عثمان، قعد فوق سطح، فتناول عثمان، فقام إليه بعض أولاد موالي عثمان، فرماه، فكسر رجليه. وقال أبو داود: رافضي يشتم أبا بكر وعمر. وفي لفظ: خبيث. وقال النسائي: ضعيف)).
والخلاصة، فأمثل أسانيد الحديث وأصحها ((أسباط عن السدى عن صبيح عن زيد بن أرقم)).
وأملاه أبو محمد أحمد شحاته السكندرى
وكتبه بكر أولاده محمد أحمد شحاته
ـ[ alhwri] ــــــــ[24 - 03 - 04, 09:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخناالفاضل أبو محمد الألفى
جزاك الله خير على الأيضاح والبيان
وفسح الله مدتك بالخير
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[25 - 03 - 04, 12:10 ص]ـ
أخي محمد الألفي وفقه الله
هل سيملي والدك وفقه الله شيئا عن بقية الروايات أم أنه سيكتفي بما أملى.
جزاكما الله خيرا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 03 - 04, 10:59 م]ـ
الأخوة الفضلاء
حيَّاكم الله بكل خير، وسلام الله عليكم وبركاته.
ها هى بقية تخريجات الأحاديث المذكورة:
[2] حدبث ابن مسعود فى ليلة الجن ((تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ)). وله ست طرق:
[الطريق الأولى]. قال الإمام أحمد (1/ 398): حدثنا يحيى بن إسحاق ثنا ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس عن عبد الله بن مسعود: أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَبْدَ اللهِ أَمَعَكَ مَاءٌ؟، قَالَ: مَعِي نَبِيذٌ فِي إِدَاوَةٍ، فَقَالَ: ((اصْبُبْ عَلَيَّ))، فَتَوَضَّأَ، قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، شَرَابٌ وَطَهُورٌ)).
¥(39/450)
أخرجه كذلك ابن ماجه (385)، والبزار (1437)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (1/ 94)، والطبرانى ((الكبير)) (10/ 63/9961)، والدارقطنى (1/ 76/11،10)، وابن الجوزى ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1/ 52/32) من طرق عن ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباس عن عبد الله بن مسعود به.
ورواه عن ابن لهيعة: مروان بن محمد الطاطرى، ويحيى بن إسحاق السيلحينى، ويحيى بن بكير، وعثمان بن سعيد الحمصي، وأسد بن موسى. واكثرهم يقول ((تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ)).
وقال أبو بكر البزار: ((وهذا الحديث لا يثبت لابن لهيعة، لأن ابن لهيعة كانت قد احترقت كتبه، فكان يقرأ من كتب غيره، فصار في أحاديثه أحاديث مناكير، وهذا منها. ولا نعلم روى ابن عباس عن عبد الله بن مسعود إلا هذين الحديثين)).
[الطريق الثانية] قال الترمذى (88): حدثنا هناد ثنا شريك عن أبي فزارة عن أبي زيد عن عبد الله بن مسعود قال: سَأَلَنِي النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا فِي إِدَاوَتِكَ؟))، فَقُلْتُ: نَبِيذٌ، فَقَالَ: ((تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ))، قَالَ: فَتَوَضَّأَ مِنْهُ.
وأخرجه كذلك عبد الرزاق (1/ 179/693)، وابن أبى شيبة (1/ 31/263)، وأحمد (1/ 402،449،450،458)، وأبو داود (84)، وابن ماجه (384)، وأبو يعلى (5301)، والهيثم بن كليب ((المسند)) (822،827،828)، وابن المنذر ((الأوسط)) (173)، وابن حبان ((المجروحين)) (3/ 158)، والطبرانى (10/ 66:63/ 9967:9962)، وابن عدى ((الكامل)) (7/ 291)، وابن شاهين ((ناسخ الحديث ومنسوخه)) (94)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 9)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (587) و ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1/ 52/30)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (33/ 332) من طرق عن أبى فزارة العبسى عن أبى زيدٍ مولى عمرو بن حريث عن ابن مسعود بنحوه.
ورواه عن أبى فزارة: عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، والثورى، وإسرائيل، وشريك النخعى، والجراح بن المليح الرؤاسى. وأكثرهم استقصاءاً لهذا الحديث: عتبة بن عبد الله المسعودى.
قال الإمام أحمد (1/ 458): حدثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني أبو عميس عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود عن أبي فزارة عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث المخزومي عن عبد الله بن مسعود قال: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ، وَهُوَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، إِذْ قَالَ: لِيَقُمْ مَعِي رَجُلٌ مِنْكُمْ، وَلا يَقُومَنَّ مَعِي رَجُلٌ فِي قَلْبِهِ مِنَ الْغِشِّ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ، قَالَ: فَقُمْتُ مَعَهُ، وَأَخَذْتُ إِدَاوَةً وَلا أَحْسَبُهَا إِلا مَاءً، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَعْلَى مَكَّةَ؛ رَأَيْتُ أَسْوِدَةً مُجْتَمِعَةً، قَالَ: فَخَطَّ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا، ثُمَّ قَالَ: قُمْ هَاهُنَا حَتَّى آتِيَكَ، فَقُمْتُ وَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، فَرَأَيْتُهُمْ يَتَثَوَّرُونَ إِلَيْهِ، قَالَ فَسَمَرَ مَعَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلاً طَوِيلاً، حَتَّى جَاءَنِي مَعَ الْفَجْرِ، فَقَالَ لِي: مَا زِلْتَ قَائِمًا يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَوَلَمْ تَقُلْ لِي قُمْ حَتَّى آتِيَكَ!، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: هَلْ مَعَكَ مِنْ وَضُوءٍ؟، قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَفَتَحْتُ الإِدَاوَةَ، فَإِذَا هُوَ نَبِيذٌ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاللهِ لَقَدْ أَخَذْتُ الإِدَاوَةَ وَلا أَحْسَبُهَا إِلا مَاءً، فَإِذَا هُوَ نَبِيذٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ وَمَاءٌ طَهُورٌ))، قَالَ: ثُمَّ تَوَضَّأَ مِنْهَا، فَلَمَّا قَامَ يُصَلِّي أَدْرَكَهُ شَخْصَانِ مِنْهُمْ، قَالا لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا نُحِبُّ أَنْ تَؤُمَّنَا فِي صَلاتِنَا، قَالَ: فَصَفَّهُمَا رَسُولُ
¥(39/451)
اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ، ثُمَّ صَلَّى بِنَا، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قُلْتُ لَهُ: مَنْ هَؤُلاءِ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: هَؤُلاءِ جِنُّ نَصِيبِينَ، جَاءُوا يَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ فِي أُمُورٍ كَانَتْ بَيْنَهُمْ، وَقَدْ سَأَلُونِي الزَّادَ، فَزَوَّدْتُهُمْ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: وَهَلْ عِنْدَكَ يَا رَسُولَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ تُزَوِّدُهُمْ إِيَّاهُ، قَالَ: فَقَالَ: قَدْ زَوَّدْتُهُمُ الرَّجْعَةَ، وَمَا وَجَدُوا مِنْ رَوْثٍ وَجَدُوهُ شَعِيرًا، وَمَا وَجَدُوهُ مِنْ عَظْمٍ وَجَدُوهُ كَاسِيًا، قَالَ: وَعِنْدَ ذَلِكَ نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَنْ يُسْتَطَابَ بِالرَّوْثِ وَالْعَظْمِ.
قلت: أبو زيد مجمع على جهالته عند أهل الحديث، ومخالفة روايته للأصول من القرآن والسنن الصحيحة، ولا يعرف إلا بهذا الحديث، وحديثه منكر لا يصح. وأما أبو فزارة العبسى راشد بن كيسان؛ فهو كوفى ثقة، له حديث فى ((صحيح مسلم)).
قال أبو أحمد بن عدى: ((سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: أبو زيد الذي روى حديث ابن مسعود أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ)) رجل مجهول لا يعرف بصحبة عبد الله. وروى علقمة عن عبد الله أنه قال: لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال البخاري: حدثنا يحيى بن يحيى ثنا خالد بن عبد الله عن أبى معشر عن إبراهيم عن علقمة. قال البخاري: حدثنا بشر بن الفضيل ثنا داود عن عامر عن علقمة قال: قلت لعبد الله بن مسعود: أشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد منكم ليلة أتاه داعي الجن، قال: لا، ولكنا فقدناه ... الحديث. ورواه شعبة عن عمرو بن مرة قال فسألت أبا عبيدة: أكان عبد الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟، قال: لا)).
وقال أَبو عيسى: ((وَأَبُو زَيْدٍ رَجُلٌ مَجْهُولٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ لا تُعْرَفُ لَهُ رِوَايَةٌ غَيْرُ هَذَا الْحَدِيثِ)).
وقال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (9/ 373/1721): ((أبو زيد مولى عمرو بن حريث. روى عن: عبد الله بن مسعود. روى عنه: أبو فزارة. سمعت أبا زرعة يقول: أبو زيد هذا مجهول لا يعرف، ولا أعرف اسمه)).
وقال ابن حبان: ((أبو زيد يروي عن ابن مسعود ما لم يتابع عليه، ليس يدري من هو، لا يعرف أبوه، ولا بلده، والإنسان إذا كان بهذا النعت ثم لم يرو إلا خبرا واحدا؛ خالف فيه الكتاب والسنة والإجماع والقياس والنظر والرأي يستحق مجانبته فيها ولا يحتج به)).
وقال أبو أحمد بن عدى: ((وهذا الحديث مداره على أبى فزارة عن أبى زيد مولى عمرو بن حريث عن ابن مسعود. وأبو فزارة مشهور، واسمه راشد بن كيسان، وأبو زيد مولى عمرو بن حريث مجهول ولا يصح هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو خلاف القرآن. وقد رواه ابن لهيعة عن حنش عن أبى هبيرة عن ابن عباس عن ابن مسعود شبه من هذا المتن، وهو غير محفوظ أيضاً)).
وأما مخالفة الحديث للثابت من الأحاديث والآثار الصحاح أن أحداً لم يشهد ليلة الجن مع رسول الله، لا ابن مسعود ولا غيره ففما يدل عليه، ما أخرجه مسلم (450) قال: حدثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الأعلى عن داود عن عامر ـ يعنى الشعبى ـ قال: سألت علقمة: هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة الجن؟، فقال علقمة: أنا سألت ابن مسعود، فقلت: هل شهد أحد منكم مع رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة الجن؟، قال: لا، وَلَكِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَفَقَدْنَاهُ، فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ، فَقُلْنَا: اسْتُطِيرَ أَوِ اغْتِيلَ، فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا، إِذَا هُوَ جَاءٍ مِنْ قِبَلَ حِرَاءٍ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ، فَلَمْ نَجِدْكَ، فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، فَقَالَ: ((أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ))، قَالَ: فَانْطَلَقَ بِنَا،
¥(39/452)
فَأَرَانَا آثَارَهُمْ، وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ، وَسَأَلُوهُ الزَّادَ، فَقَالَ: ((لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا، وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ))، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((فَلا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا، فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ)). وحَدَّثَنِيهِ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ دَاوُدَ بِهَذَا الإِسْنَادِ إِلَى قَوْلِهِ ((وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ))، ثم قَالَ الشَّعْبِيُّ: وَسَأَلُوهُ الزَّادَ وَكَانُوا مِنْ جِنِّ الْجَزِيرَةِ إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ مِنْ قَوْلِ الشَّعْبِيِّ مُفَصَّلاً مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ.
وتخريج طرق هذا الحديث وأشباهه مما تنفى شهود الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن طويلة مستفيضة ويحتاج يسطها إلى مقام آخر، وبها يُعلّ حديث ابن مسعود هذا بجميع طرقه المذكورة.
قال أبو الوليد بن رشد ((بداية المجتهد)) (1/ 24): ((ردَّ أهل الحديث هذا الحديث ولم يقبلوه، لضعف رواته، ولأنه قد روي من طرق أوثق من هذه الطرق أن ابن مسعود لم يكن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن. واحتجّ الجمهور لردِّ هذا الحديث بقوله تعالى ((فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا))، فلم يجعل ها هنا وسطا بين الماء والصعيد، وبقوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الصعيد الطيب وضوء المسلم، وإن لم يجد الماء إلى عشر حجج، فإذا وجد الماء فليمسه بشرته)).
[الطريق الثالثة] قال الإمام أحمد (1/ 455): حدثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي رافع عن ابن مسعودٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ خَطَّ حَوْلَهُ، فَكَانَ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ مِثْلُ سَوَادِ النَّخْلِ، وَقَالَ لِي: لا تَبْرَحْ مَكَانَكَ، فَأَقْرَأَهُمْ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَمَّا رَأَى الزُّطَّ، قَالَ: كَأَنَّهُمْ هَؤُلاءِ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَمَعَكَ مَاءٌ))، قُلْتُ: لا، قَالَ: ((أَمَعَكَ نَبِيذٌ؟))، قُلْتُ: نَعَمْ، فَتَوَضَّأَ بِهِ.
وأخرجه كذلك الطحاوى ((شرح المعانى)) (1/ 95)، وأبو يعلى ((معجم شيوخه)) (27)، والدارقطنى (1/ 77/15،14،13)، وابن شاهين ((ناسخ الحديث ومنسوخه)) (95)، وابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (588) و ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1/ 53/33) جميعاً من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أبي رافع عن ابن مسعودٍ به.
وقال أبو الحسن الدارقطنى: ((علي بن زيد ضعيف. وأبو رافع لم يثبت سماعه من ابن مسعود. وليس هذا الحديث في مصنفات حماد بن سلمة)).
قلت: هو كما قال، أبو رافع عبد الله بن رافع مولى أم سلمة مدني تابعي ثقة، ولكن لا سماع له من ابن مسعود. وإنما علة الحديث وآفته على بن زيد بن جدعان سئ الحفظ ليس بالقوى، وكان رفَّاعاً كما وصفه شعبة.
[الطريق الرابعة] قال الدارقطنى (1/ 77/16): ثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا الفضل بن صالح الهاشمي نا الحسين بن عبيد الله العجلي نا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل سمعت بن مسعود يقول: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن، فأتاهم فقرأ عليهم القرآن، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الليل: ((أَمَعَكَ مَاءٌ يا ابنَ مسعودٍ))، قلت: لا، والله يارسول الله، إلا إداوة فيها نبيذ، فقال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((تَمْرَةٌ طَيِّبَةٌ، وَمَاءٌ طَهُورٌ))، فتوضأ به رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه ابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (589) و ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1/ 53/34) من طريق الدارقطنى به.
وقال أبو الحسن: ((الحسين بن عبيد الله هذا يضع الحديث على الثقات)).
¥(39/453)
[الطريق الخامسة] قال الدارقطنى (1/ 78/17): نا عمر بن أحمد الدقاق نا محمد بن عيسى بن حيان ثنا الحسن بن قتيبة نا يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن عبيدة وأبي الأحوص عن ابن مسعود قال: مر بي رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: ((خذ معك إداوة من ماء))، ثم انطلق وأنا معه، فذكر حديثه ليلة الجن ... قال: فلما أفرغت عليه من الإداوة، فإذا هو نبيذ، فقلت: يا رسول الله أخطأت بالنبيذ!، فقال: ((تمرة حلوة، وماء عذب)).
وأخرجه ابن الجوزى ((العلل المتناهية)) (590) و ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1/ 53/35) من طريق الدارقطنى به.
وقال أبو الحسن: ((تفرد به الحسن بن قتيبة عن يونس عن أبي إسحاق. والحسن بن قتيبة، ومحمد بن عيسى ضعيفان)).
[الطريق السادسة] قال الدارقطنى (1/ 78/18): حدثني محمد بن أحمد بن الحسن نا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان نا هشام بن خالد الأزرق ثنا الوليد نا معاوية بن سلام عن أخيه زيد عن جده أبي سلام عن فلان بن غيلان الثقفي أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن بوضوء، فجئته بإداوة، فإذا فيها نبيذ، فتوضأ رسولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه ابن الجوزى ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1/ 54/36) من طريق الدارقطنى به.
والخلاصة: كل طرق هذا الحديث واهية لا ينتهض بمثلها الحجة، وهى مخالفة للثابت الصحيح أنه لم يشهد أحد من الصحابة ليلة الجن من رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[إيضاح وبيان] قال أبو جعفر الطحاوى: ((ذهب قوم إلى أن من لم يجد إلا نبيذ التمر في سفره توضأ به. واحتجوا في ذلك بهذه الآثار، وممن ذهب إلى ذلك أبو حنيفة. وخالفهم في ذلك آخرون، فقالوا: لا يتوضأ بنبيذ التمر، ومن لم يجد غيره تيمم، ولا يتوضأ به. وممن ذهب إلى هذا القول أبو يوسف. وكان من الحجة لأهل هذا القول على أهل القول الأول أن هذه الطرق التى ذكرنا من حديث ابن مسعود لا تقوم بها الحجة)).
ولنا معكم لقاء آخر مع الحديثين الأخيرين. والسلام عليكم ورحمة الله.
أملاه أبو محمد الألفى
وكتبه بكر أولاده محمد أحمد شحاته
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[03 - 04 - 04, 09:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدارسة مع الشيخ أبي محمد وفقه الله حول حديث " زيد بن أرقم "
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الألفى
وأما خالد بن عمر، فيقال له: حكمت على الأحاديث الأربعة كلها بالضعف، ولم تذكر دليلاً واحداً على ضعف واحدٍ منها، فقد يقال لك ((قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين))، فما أيسر الأحكام، وما أصعب الحجة والبرهان.
عليك سلام الله ورحمته وبركاته، ونفع الله بك
الشيخ الفاضل لو كان الموضوع مدارسة علمية لكان البسط في التخريج والتعليل متعينا، ولكن المقام مقام إجابة رجل ليس من أهل الفن حسبما يظهر.
ولا أظن تعليل الأحكام حتم لازم على المجيب إلاَّ عند الاستفسار عنها ممن يريدها إن كان أهلا لذلك، وإن لم يكن أهلا فإنها لن تزيده إلاَّ حيرة، لأن غاية مطلوب السائلين معرفة الحكم النهائي على الحديث، أما التفصيل والتنقيب في أسانيد الروايات والشواهد والمتابعات فهذه لعشَّاق العلل والعلماء الراسخين، فكم ممن يزعم أنه متخصص في الحديث يأتي بالمنكرات التي لم يلتفت إليها العلماء المتقدمين ولم يعتبروا بها فيصحح أحاديث أعلوها، وروايات منكرة بينوها، بحجج هي أوهى من بيت العنكبوت، فإلى الله المشتكى وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.
.
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الألفى
والقصد الآن الجواب على هذه الأحاديث تباعاً، ولنبدأ بما تخوف منه القاهر، وهو:
[1] حديث زيد بن أرقم ((أنا حرب لمن حاربتم))
قال أبو عيسى الترمذى (3870): حدثنا سليمان بن عبد الجبار البغدادي حدثنا علي بن قادم حدثنا أسباط بن نصر الهمداني عن السدي عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَليٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ: ((أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ)).
¥(39/454)
وأخرجه كذلك ابن أبى شيبة (6/ 378/32181)، وابن ماجه (145)، وابن حبان كما فى ((الإحسان)) (6977)، والطبرانى ((الكبير)) (3/ 40/2619و5/ 184/5030) و ((الأوسط)) (5/ 182/5015) و ((الصغير)) (767)، والحاكم (3/ 161)، والصيداوى ((معجم الشيوخ)) (ص380)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (13/ 218و14/ 158)، والذهبى ((سير الأعلام)) (10/ 432)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (13/ 112) من طريقين ـ مالك بن إسماعيل النهدى وعلى بن قادم الخزاعى ـ عن أسباط بن نصر الهمدانى عن إسماعيل بن عبد الرحمن السدى عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم به.
وقال أَبو عيسى: ((هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَصُبَيْحٌ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ)).
قلت: بل له وجوه عدة فى المتابعات والشواهد كما سيأتى بيانه. وهذا الوجه أمثل الوجوه وأصحها، رجاله موثقون كلهم، السدى وأسباط كلاهما صدوقان. وصبيح مولى زيد بن أرقم، ويقال مولى أم سلمة، ذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (4/ 382/3462). وذكره البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (4/ 317)، وابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (4/ 449)، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)): ((وُثِّق)).
وصبيح من أوساط التابعين، إن لم يكن من كبارهم، فمثله مما يتلقى حديثه بحسن الظن والقبول، ما لم يخالف الأصول، تبعاً للقاعدة الذهبية التى ذكرها الحافظ الذهبى فى خاتمة ((ديوان الضعفاء)) (ص374): ((وأما المجهولون من الرواة، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن، إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ)). وبهذا الاعتبار صحَّحه الإمام أبو حاتم بن حبان البستى.
الشيخ أبا محمَّد وفقه الله
_ ما الفائدة من العزو للذهبي في السِّير والمزيِّ في التهذيب وهما يرويان الحديث من طريق الطبراني، فإن كان في المصدرين زيادة فائدة وإلاَّ كان العزو إليهما حشوا لا داعي له.
وابن حبان أخرجه من طريق ابن أبي شيبة في المصنف فلو قلت ومن طريقه ابن حبان لكان أولى من العزو دون إشارة.
وتفريقي بين العزو لابن حبان وغيره لأن ابن حبان في العزو إليه زياده فائدة حيث إنه شرط الصحة لكتابه بخلاف الأولين.
_ أما ذكر ابن حبان لصبيح في الثقات قلا يفيده شيئا مع تجهيل الترمذي له، وابن حبان يذكر في كتابه أناس لا يعرفهم ولا يعرف آبائهم، فليس كل من أدخله في كتابه ثقة عنده، وهذا السبب في وصفه بالتساهل، والأقرب أن يقال: ذكره ابن حبان في الثقات.
_ هذه الوجوه التي ذكرتها في الشواهد والمتابعات لا بد أن تكون صحيحة سالمة من العلل حتى تقوِّي بها هذه الرواية التي تفرَّد بها صبيح المجهول الحال دون أن يتابعه عليها أحد من وجه صحيح، فإن أردنا أن نرد ذلك فلا بد أن نأتي بشواهد ومتابعات سالمة من الآفات لنقوي بها كلامنا، أما أن نأتي بشواهد ومتابعات غير صحيحة ثم نحاول أن نقوي الروايات المنكرة والضعيفة بها فهذا ليس صوابا ولا يوافق صاحبه عليه.
* قبل أن أتكلَّم على الشواهد والمتابعات المزعومة، أريد أن يعرف القراء نقطة مهمة وهي أن الإمام البخاري رحمه الله قد أعلَّ هذه الرواية [كما نقل عنه ابن حجر في تهذيب التهذيب] حيث قال: [لم يذكر سماعا من زيد] أي أن صبيحا هذا المجهول الحال لم يصرِّح بالسَّماع من زيد بن أرقم في هذه الرواية الوحيدة التي تفرَّد بها.
* والإمام أحمد تكلم في التفسيرات التي يأتي بها أسباط عن السدي مسندة، وهذه الرواية المسندة من طريق أسباط عن السدي عن رجل لا نعرف له رواية غيرها في الكتب الستة أوغيرها من دواوين الإسلام المشهورة
فهل تظن أنا سنقبلها بمجرد ذكر ابن حبان لهذا المجهول في كتابه الثقات الذي أورد فيه أناس لا يعرفهم ولا يعرف آبائهم
وأرجو أن تتأمل هذه النقاط:
1 - صبيح لا تعرف له رواية غير هذه.
2 - صبيح مجهول الحال.
3 - صبيح لم يذكر سماعا من زيد بن أرقم.
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الألفى
وأما استغراب الترمذى إيَّاه، فلم يتفرد به أسباط بن نصر الهمدانى. فقد تابعه إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح عن جده.
¥(39/455)
ولم يتفرد به صبيح مولى أم سلمة. فقد تابعه أبو إسحاق السبيعى عن زيد بن أرقم.
وخالف ثلاثتهم محمد بن سوقة فرواه ((عمن أخبره عن أم سلمة به)).
فأما الأول، فأخرجه الطبرانى ((الكبير)) (3/ 40/2620و5/ 184/5031)، وابن عساكر ((تاريخ دمشق)) (13/ 219) من طريق سليمان بن قرم عن أبي الجحاف عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح عن جده عن زيد بن أرقم.
أعيد مرَّة أخرى فأقول: يجب التأكد من حال الشواهد والمتابعات، هل هي صالحة أم لا.
الشيخ أبا محمد سلَّمه الله:
هذا الاسناد فيه سليمان بن قرم، وهو شيعي ضعيف سيء الحفظ
وقد ضعَّفه غير واحد من الأئمة.
وقد تفرد بها عن أبي الجحَّاف بهذا الاسناد
وخالفه " أبو مضاء " فرواه عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن صبيح عن جده أنَّه سمع رسول الله يقول ...
فجعل الحديث من مسند صبيح لا من مسند زيد بن أرقم.
وعبدالرحمن بن صبيح لم أجد له ترجمة أو رواية غير هذه بعد البحث _ حسب طاقتي _ فهل يعتبر به بعد ذلك أو يستشهد به؟!
فكيف نعتمد على رواية لا نعرف شيئا عن صاحبها من حيث الثقة والضعف، ومن حيث السماع من جده وعدمه ثم نقوي بها رواية راو ضعَّفه الأئمة، وقد تفرد عن أبي الحجاف بها.
ولو تسامحنا في هذه الطريق ولم ندقق في الاختلاف الواقع فيها، ولم نلتفت لضعف رواتها، فإنَّ مدار هذه المتابعة المزعومة على: أبي الجحاف داود بن أبي عوف
وقد اختلف عليه في إسناده هذه الرواية على أوجه أربعة:
1 - أبو الجحاف عن أبي حازم عن أبي هريرة.
2 - أبو الجحاف عن إبراهيم بن عبدالرحمن بن صبيح عن جده عن زيد بن أرقم
3 - أبو الجحاف عن مسلم بن صبيح عن زيد بن أرقم
4 - أبو الجحاف عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري.
فمن هذا الإمام الجهبذ الذي يروي هذا الحديث عن كل هؤلاء؟!
إنه رجل شيعي يخطيء وثقه بعض الأئمة
ولو كان هذا الاختلاف من مثل الزهري لما قبلنا روايته ولتوقفنا حتى ننظر فيها مليا، فما بالك بهذا الشيعي، الذي روى مناكير أخرى في الفضائل كحديث الوزيرين، وغيره.
وأنا أعلم أن بعض هذه الأسانيد ضعيفة، ولكني سأفعل كما فعلت أنت حينما أتيت بشواهد بعضها منكر أو مكذوب ولم تبينه.
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الألفى
وأما الثانى، فأخرجه ابن عساكر (13/ 218) من طريق الحسين بن سعيد بن الجهم عن أبيه عن أبي إسحاق عن زيد بن ارقم قال: إني لعند رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ مرَّ عليّ وفاطمةُ والحسنُ والحسينُ، فقال رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ)).
أقول هنيئا لصبيح المجهول بهذه المتابعة المكذوبة التي تقوي من روايته _ المنكرة التي تقرَّد بها _ وترفع من شأنها
وسأسوق إسنادها ليراه الإخوة وليعتبر الجميع بعدم الاستشهاد بالموضوعات والمكذوبات لتقوية الروايات الضعيفة
قال ابن عساكر (13/ 218)
أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعد أحمد بن إبراهيم بن موسى المقرىء أنا أحمد بن محمد التميمي بالكوفة نا المنذر بن محمد بن المنذر نا أبي حدثني عمي الحسين بن سعيد بن الجهم عن أبيه عن أبي إسحاق عن زيد بن ارقم ... به.
أبا محمد وفقه الله
هل تعلم أن:
أحمد بن محمد بن السري بن يحيى بن أبي دارم الكوفي المحدِّث رافضي كذَّاب
وأن المنذر بن محمد بن المنذر بن سعيد بن الجهم بن قابوس ((رافضي ضعيف)) بل قال عنه الدارقطني: ((متروك))
فكيف تأتي بهذا الاسناد الهالك ثم تريد أن تقوي به رواية مجهول الحال صبيح مولى أم سلمة؟!
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الألفى
وأما الثالث، فأخرجه الصيداوى ((معجم الشيوخ)) (ص133)، وابن عساكر (14/ 144) من طريق أبى حفص الأعشى عن إسماعيل بن أبي خالد عن محمد بن سوقة عن من أخبره عن أم سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم عندنا منكسا رأسه، فعملت له فاطمة خزيرة، فجاءت ومعها حسن وحسين، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((أين زوجك؟، اذهبي فادعيه))، فجاءت به، فأكلوا، فأخذ كساء، فأداره عليهم، فأمسك طرفه بيده اليسرى، ثم رفع اليمنى إلى السماء، وقال: ((اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، اللهم أذهب عنهم الرجسَ وطهِّرهم تطهيراً، أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ
¥(39/456)
حَارَبْتُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُمْ، عَدوٌ لِمَنْ عَادَاكُمْ)).
ابن عساكر أخرج هذا الحديث في تاريخه من طريق [ابن جميع الصيداوي] فما الفائدة من ذكر المصدر الأصلي والفرعي إن لم يكن هناك تنبيه على ذلك.
وأقول إن هذه الرواية التالفة لا تفيد شيئا، لأن المتن [حديث الكساء] مشهور بدون هذه الزيادة الشاذة التي وقعت في آخره
وذكره لا يكون إلا على سبيل تبيين ما فيه من الخطأ، كما فعلت جزاك الله خيرا.
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الألفى
وله شاهد من حديث أبى هريرة. أخرجه الإمام أحمد (2/ 442) قال: حدثنا تليد بن سليمان حدثنا أبو الحجاف عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَفَاطِمَةَ، فَقَالَ: ((أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ، وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ)).
وأخرجه كذلك ابن عدى ((الكامل)) (2/ 86)، والحاكم (3/ 161) كلاهما من طريق تليد بن سليمان به.
قال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث حسن من حديث أبي عبد الله أحمد بن حنبل عن تليد بن سليمان، فإني لم أجد له رواية غيرها، وله شاهد عن زيد بن أرقم)).
قلت: فى تليد بن سليمان المحاربى نظر، رافضى خبيث، كان أحمد بن حنبل يحسن الظن به، ولم يذكره فى ((مسنده)) إلا فى هذا الموضع.
قال الذهبى فى ترجمته فى ((الميزان)) (2/ 76): ((قال أحمد شيعي لم نر به بأسا. وقال ابن معين: كذاب يشتم عثمان، قعد فوق سطح، فتناول عثمان، فقام إليه بعض أولاد موالي عثمان، فرماه، فكسر رجليه. وقال أبو داود: رافضي يشتم أبا بكر وعمر. وفي لفظ: خبيث. وقال النسائي: ضعيف)).
هذه الرواية غير صحيحة
فراويها " تليد " رافضي كذَّاب
وقد أوردها ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 267) وقال عقبها: وهذا حديث لا يصح تليد بن سليمان كان رافضيا يشتم عثمان قال احمد ويحيى كان كذابا
ولو تساهلنا فيها وقلنا إنها قد تنفع في الشواهد، فسترجع المشكلة إلى الاختلاف على أبي الجحاف الذي أشرت إليه سابقا.
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الألفى
والخلاصة، فأمثل أسانيد الحديث وأصحها ((أسباط عن السدى عن صبيح عن زيد بن أرقم)).
صحيح هذا الذي ذكرته في النهاية أن أمثل أسانيد هذه الرواية وأحسنها هو إسناد: أسباط عن السدي عن صبيح عن زيد
ولكن هذا الاسناد ضعيف لا يصح
_ لأن صبيحا مجهول لا يعرف كما ذكر الترمذي رحمه الله
_ ولأنه لم يذكر سماعا من زيد ابن أرقم كما ذكر البخاري إمام المحدِّثين
وأنا تكفيني هاتين العلتين لرد هذا الخبر المنكر.
والله أعلم
وأخيرا وليس آخرا
أسأل الله أن ينفع بك أبا محمد وأن يبارك فيك وفي علمك
وهذا الذي كتبت هو مدارسة تلميذ لشيخ فاضل، فإن كان في كلامي زلل أو خطأ فأرجو المعذرة مقدَّما، فما حملني على مدارستك إلاَّ ما رأيت من رحابة صدرك في مشاركة الأخ أبي تيمية وغيره.
ولو كنت قريبا منك لتتلمذت على يديك
ولكن لعل الملتقى _ جزى الله القائمين عليه خيرا _ قد قرَّب البعيد فانتفع به طلاَّب العلم.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[05 - 04 - 04, 04:49 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة خالد بن عمر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدارسة مع الشيخ أبي محمد وفقه الله حول حديث " زيد بن أرقم "
........................ ولكن لعل الملتقى _ جزى الله القائمين عليه خيرا _ قد قرَّب البعيد فانتفع به طلاَّب العلم.
((عليك سلام الله ورحمته وبركاته، ونفع الله بك)).
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبارك الله لكم، وأعزَّكم وأعلى قدركم، ونفع بكم المسلمين أجمعين.
يا أخى الكريم. إنى مجيبك، فمشدد عليك فى الجواب، فلا تجد علىَّ فى نفسك. واعلم أننى أحبك وأصطفيك. فإن بدر منى ما تتأوله على التنافر والتباعد، فأحسن بى الظن، واحمل كلامى على أحسن المحامل وأنفعها لى، ولك، ولسائر إخواننا.
قلت: ((لو كان الموضوع مدارسة علمية لكان البسط في التخريج والتعليل متعيناً، ولكن المقام مقام إجابة رجل ليس من أهل الفن حسبما يظهر)).
وأقول: ولماذا لا يكون كذلك؟، وما ضابط المدارسة العلمية المستفيضة، وما مقتضاها ودوافعها وحدودها؟.
¥(39/457)
يا أخى الكريم ((أُمرنا أن ننزل الناس منازلهم)). وهاك أسئلة الأخ الكريم تنبئك عن تلك الضرورة، وتفرض هذا المتعين وتوجبه، وتكشف عن مقام السائل، وتواضعه، وتحريه لمعرفة المزيد عما عنده من العلم، والمعرفة بمصادر تخريج هاتيك الأخبار. فقد وردت الأسئلة هذا الإيراد:
(1) ورد في سنن الدارمي: حدثنا أبو النعمان حدثنا سعيد بن زيد حدثنا عمرو بن مالك النكري حدثنا أبو الجوزاء أوس بن عبد الله قال: ((قحط أهل المدينة قحطا شديدا ..... )) الحديث.
(2) ورد في مسند أحمد: حدثنا محمد بن عبيد حدثنا شرحبيل بن مدرك عن عبد الله بن نجي عن أبيه أنه سار مع علي رضي الله عنه وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين ...... الحديث.
(3) ورد في سنن الترمذي: حدثنا سليمان بن عبد الجبار البغدادي حدثنا علي بن قادم حدثنا أسباط بن نصر الهمداني عن السدي عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين: ((أنا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالمتم)). قال أبو عيسى: ((هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه، وصبيح مولى أم سلمة ليس بمعروف)).
(4) ورد في مسند أحمد: حدثنا يحيى بن إسحاق حدثنا ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عن حنش الصنعاني عن ابن عباسٍ عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ........ الحديث.
ثم اختتم الأخ الكريم أسئلته:
(1) ببيان ما هو عليه من عقيدة أهل السنة المناوئين للمبتدعة من الشيعة وأشباههم، حيث قال مصرحاً: لست شيعياً.
(2) وبالإفصاح عن رغبته فى التعرف على صحتها، لورودها ببريده مورد الشبهات التى احتاج معها إلى البسط والإسهاب.
فكيف ظهر لك من هيئة الإيراد وحاله؛ أن السائل ـ بارك الله له، وزاده علما ـ ((رجل ليس من أهل الفن)) كما تقول؟؟!.
قلتَ: ((ولا أظنَّ تعليل الأحكام حتم لازم على المجيب إلاَّ عند الاستفسار عنها ممن يريدها إن كان أهلا لذلك، وإن لم يكن أهلا فإنها لن تزيده إلاَّ حيرة، لأن غاية مطلوب السائلين معرفة الحكم النهائي على الحديث)).
وأقول: يا أخى الكريم. ((إن الظن لا يغنى من الحق شيئاً))، فقد تعين البيان ووجب التعليل، إذ بان لغيرك من أهل العلم والإفادة ما لم يبن لك. فمما سبق بان غاية البيان وأوضحه؛ أن السائل من أهل هذا الفن، ولا يستهولنك صغرُ السن، ولا يغرنك كبرُه. وأخشاك أخى الكريم على نفسك أن تقول: وأنت أيها الشيخ الطاعن فى السن لستَ أهلاً لهذا الفن!!.
ومن لطائف التنبيه على هذا المقام، أن نذكر قول الفتى اليافع سفيان بن عيينة: ((أتيت الزهرى وفى أذنى قُرط، ولى ذُؤابة، فلما رآني جعل يقول: واسنينة .. واسنينة .. ههنا ههنا، ما رأيت طالب علم أصغر من هذا)).
وأسند الخطيب البغدادى فى ((الكفاية)) عن أحمد بن النضر الهلالي قال سمعت أبى يقول: ((كنت في مجلس سفيان بن عيينة، فنظر إلى صبي دخل المسجد، فلما رأه أهل المجلس تهاونوا به لصغر سنه، فقال سفيان بن عيينة: ((كذلك كنتم من قبل فمنَّ الله عليكم))، ثم قال: يا نضر، لو رأيتني ولى عشر سنين، طولى خمسة أشبار، ووجهى كالدينار، وأنا كشعلة نار، ثيابي صغار، وأكمامى قصار، وذيلى بمقدار، ونعلى كآذان الفار، أختلف الى علماء الأمصار مثل: الزهرى، وعمرو بن دينار، أجلس بينهم كالمسمار، محبرتى كالجوزة، ومقلمتي كالموزة، وقلمى كاللوزة، فإذا دخلت المجلس قالوا: اوسعوا للشيخ الصغير)). إن الشيخ الصغير اليوم، سيصير غداً مع التعهد له بالتعليم والإيضاح شيخاً كبيراً، ولا خير فى الرجل حتى يتعلم ممن هو فوقه، وممن هو مثله، وممن هو دونه.
قلتَ: ((فكم ممن يزعم أنه متخصص في الحديث يأتي بالمنكرات التي لم يلتفت إليها العلماء المتقدمين ولم يعتبروا بها فيصحح أحاديث أعلوها)).
وأقول: أما هذه، فلا أدرى على التحقيق من المقصود بها؟، وأرجو لها تفصيلاً وبياناً، إن كان لها تعلق بما نحن فيه من هذه المطارحة.
قلت: ((أما التفصيل والتنقيب في أسانيد الروايات والشواهد والمتابعات، فهذه لعشَّاق العلل والعلماء الراسخين)).
¥(39/458)
وأقول: يا أخى الكريم. لو رأيتنى وأنا أضحك لهذه المقولة، لقلت إن كنت تحبنى حقاً: أضحكَ الله سنك!. وأنا سائلك، فمشدد عليك فى المسألة: متى ولماذا اقتصر التدقيق فى العلم على العشاق والعلماء الراسخين؟؟، وكيف يتبين لنا أن السائل على هذه الوتيرة أو بخلافها؟؟.
يا أخى الكريم. هذا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، رجلٌ من أهل البادية، يقول للنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قَدْ أَجَبْتُكَ))، فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ فَلا تَجِدْ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ)). فما زال يسأل عن أدق مسائل العقيدة والأحكام، حتى وقع الثلجُ فى قلبه، فَقَالَ: ((آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي)). والمقصودُ قولُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ))، ماذا أفادك وما دلالته على ما نحن فيه من هذا البيان؟!.
قلت: ((ما الفائدة من العزو للذهبي في ((السِّير))، والمزيِّ في ((تهذيب الكمال))، وهما يرويان الحديث من طريق الطبراني، فإن كان في المصدرين زيادة فائدة، وإلاَّ كان العزو إليهما حشوا لا داعي له)).
وأقول: الفائدة من العزو لمثل الحافظ الجهبذ أبى الحجاج المزى فى ((تهذيب الكمال))، ربما تخفى على الكثيرين، ولكنها ظاهرة بينة لمن عنده أدنى إلمام بأنواع علوم الحديث، ومنها بل وأهمها ((الوحدان))، أعنى من ليس له إلا حديثاً واحداً، أو من لم يرو عنه إلا راوٍ واحد، وهذا مما تعلق به حديثنا الآنف ذكره. والكتاب الفخم ((تهذيب الكمال)) أحد المصادر لهذه المعرفة الدقيقة، ولعلك تعلم أن من أكثرها إفادة فى ذلك: الكتاب الفخم العظيم الفائدة ((الآحاد والمثانى)) للإمام ابن أبى عاصم النبيل. ولا أخفيك سرَّاُ لقد اعتمدت عليهما كثيراً فى كتابى ((إرشاد المحتذى إلى وحدان الترمذى)).
وثمة أمر آخر: إن تعديد مصادر التخريج ليس حشواً كما تقول، ولو اتحدت كلها فى مخرج الحديث.
فلو عمد أهل العلم بتخريج الأحاديث إلى ما أخرجه يحيى بن يحيى فى ((موطأ مالك)) (767) عن مَالِكٍ عَنْ سُمَيٍّ مَوْلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةُ مَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلا الْجَنَّةُ)).
فقالوا: أخرجه كذلك أحمد (2/ 462)، والبخارى (1683)، ومسلم (1349)، والنسائى ((المجتبى)) (5/ 115) و ((الكبرى)) (2/ 322/3608)، وابن ماجه (2888)، وأبو يعلى (6657)، وابن حبان (3696)، وأبو نعيم ((المسند المستخرج)) (3139)، والبيهقى ((الكبرى)) (5/ 261) و ((شعب الإيمان)) (3/ 471/4091)، والذهبى ((معجم المحدثين)) (ص66) جميعاً من طريق مالك به.
فهل يقال حينئذ لمخرِّج الحديث بهذا البيان الوافى: لقد أتيت بحشوٍ لا داعى لذكره، وقد أرهقتنا وألغزت علينا حتى مللناك، فقد كان يكفيك أن تقول: أخرجه مالك فى ((الموطأ))!!. سبحان الله، فهذه تخريجات أهل الحديث قديما وحديثاً مليئة بمئات، بل بألوف مما يشابه ذا، فما علمنا أحدنا وصف صنيعهم بهذا الوصف. واعتبر ذلك بغرائب تخريجات محدِّث زماننا أبى عبد الرحمن الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ ترى ما يُعجزُ الناظرَ من ذكر مصادر للتخريج لا تتسنى لغيره، ولا يستطيعها ولو أنفق أضعاف عمره فى التحصيل!.
وللبحث بقية إن شاء الله تعالى. وسلامى إليك أخى الكريم، وأرجو ألا تجد فى نفسك منى، جمعنى الله وإياك على محبة الحق والرضا به. وأكرر: إننى أحبك وأصطفيك. فإن بدر منى ما تتأوله على التنافر والتباعد، فأحسن بى الظن، واحمل كلامى على أحسن المحامل وأنفعها لى، ولك، ولسائر إخواننا. ((ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
¥(39/459)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 04 - 04, 08:16 ص]ـ
الحمد لله، نسترفده عوناً وتوفيقاً.
قلتَ: ((أما ذكر ابن حبان لصبيح في ((الثقات)) فلا يفيده شيئا مع تجهيل الترمذي له، وابن حبان يذكر في كتابه أناس لا يعرفهم ولا يعرف آبائهم، فليس كل من أدخله في كتابه ثقة عنده، وهذا السبب في وصفه بالتساهل، والأقرب أن يقال: ذكره ابن حبان في الثقات)).
وأقول: ذكر ابن حبان صبيحاً فى ((الثقات)) ليس كذكره لأناس لا يُعرفون ولا يُعرفُ آباؤهم، إذ الفرق شاسع، والبون بينه وبينهم واسع، بل ذكره إيَّاه كذكره:
[1] (5/ 481/5831): ((نفيع مولى أم سلمة حجازي. يروى عن عثمان بن عفان وزيد بن ثابت. روى عنه أبو سلمة بن عبد الرحمن)).
[2] (5/ 483/5841): ((نصاح مولى أم سلمة. يروى عن أم سلمة. روى عنه: ابنه شيبة بن نصاح)).
[3] (5/ 485/5854): ((نبهان أبو يحيى مولى أم سلمة. يروى عن أم سلمة. روى عنه الزهرى)).
[4] (4/ 222/2612): ((ذكوان أبو عمرو مولى عائشة. يروى عن عائشة، وكان يؤمها في رمضان في المصحف. روى عنه ابن أبى مليكة)).
[5] (5/ 591/6450): ((أبو يونس مولى عائشة. يروى عن عائشة. روى عنه عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر)).
[6] (5/ 469/5766): ((نافع الجرشي يروى عن أبى بن كعب. روى عنه الزهرى)).
[7] (5/ 469/5764): ((نافع أبو نوفل مولى بنى حارثة رأى بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه زيد بن أسلم)).
فهؤلاء كلهم مقبولون محتج بأحاديثهم، وسبيل بسط هذا المعنى مما لا يكفيه هذا التعقب.
ولنكتفى بذكر نبهان أبى يحيى مولى أم سلمة من بينهم، لأنه الأقرب شبيهاً بصبيح مولاها.
وقد أخرج حديثه الترمذى (2778) قال: حدثنا سويد ثنا عبد الله أخبرنا يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن نبهان مولى أم سلمة أنه حدثه أن أم سلمة حدثته: أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَيْمُونَةَ، قَالَتْ: فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ أَقْبَلَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أُمِرْنَا بِالْحِجَابِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((احْتَجِبَا مِنْهُ))، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله أَلَيْسَ هُوَ أَعْمَى لا يُبْصِرُنَا وَلا يَعْرِفُنَا؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا .. أَلَسْتُمَا تُبْصِرَانِهِ)).
قَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)).
وأخرجه كذلك أحمد (6/ 296)، وإسحاق بن راهويه ((المسند)) (1/ 84/34)، وابن سعد ((الطبقات)) (8/ 126)، وأبو داود (3585)، والنسائى ((الكبرى)) (5/ 393)، وأبو يعلى (12/ 353/6922)، وابن حبان (5576،5575)، والطحاوى ((مشكل الآثار)) (1/ 82)، والطبرانى ((الكبير)) (23/ 302/678)، والبيهقى ((الكبرى)) (7/ 91)، والخطيب ((التاريخ)) (8/ 338)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (19/ 156،155)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (29/ 313) من طرق عن يونس بن يزيد الأيلى عن الزهرى عن نبهان مولى أم سلمة عن أم سلمة به.
وقال أبو زكريا النووى ((شرح صحيح مسلم)) (10/ 96): ((وهذا الحديث حديث حسن. رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وقال الترمذي: هو حديث حسن. ولا يلتفت إلى قدح من قدح فيه بغير حجة معتمدة)) اهـ.
قلت: ورجال إسناده ثقات مشاهير كلهم؛ غير نبهان مولى أم سلمة وقد وثق، وكفاه فى توثيقه وعدالته أمران:
(أولهما) تابعيته وكونه مولىً لأم المؤمنين أم سلمة زوج النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
ولهذا ذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 486/ 5854) قال: ((نبهان أبو يحيى مولى أم سلمة يروى عن أم سلمة. روى عنه الزهرى. وكانت أم سلمة قد كاتبته، وأدى كتابته فعتق)).
وقال الحافظ ابن حجر ((التقريب)) (1/ 559/ 7092)): ((مقبول من الثالثة))، يعنى من أوساط التابعين الذين يتلقى حديثهم بالقبول تبعاً لقاعدة الحافظ الذهبى الآنفة الذكر ((وأما المجهولون من الرواة، فإن كان من كبار التابعين أو أوساطهم؛ احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن؛ إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ)) اهـ.
¥(39/460)
ولهذا صرَّح الحافظ الذهبى بتوثيقه من غير تورية، فقال فى ((الكاشف)) (2/ 316/5759): ((نبهان. عن مولاته أم سلمة. وعنه: الزهري، ومحمد بن عبد الرحمن. ثقة)).
وفى هذا التصريح بتوثيقه وتعديله؛ رد على من زعم أن ذكر الذهبى فى ((ذيل الضعفاء)) تجهيل ابن حزم إيَّاه إقرار منه بأنَّه مجهول!!. وقد علمت أنه ثقة عند الترمذى، وابن حبان والنووى والذهبى وابن حجر، وهو اللائق بحال التابعى الموصوف بأنه مكاتب أم سلمة.
(ثانيهما) رواية الزهرى عنه، ولا يضره تفرده، فقد تفرد الزهرى عن جماعة من تابعى المدنيين؛ لم يرو عنهم غيره، ووثقهم أئمة التزكية والتعديل.
ولهذا قال الحافظ ابن حجر ((فتح البارى)) (9/ 337) عن حديث نبهان هذا: ((وإسناده قوي وأكثر ما علل به انفراد الزهري بالرواية عن نبهان وليست بعلة قادحة، فإن من يعرفه الزهري، ويصفه بأنه مكاتب أم سلمة، ولم يجرحه أحد؛ لا ترد روايته)).
والخلاصة أنه ليس مع من ضعَّف هذا الحديث حجة سوى:
(أولاً) التأويل الخاطئ لقول الحافظ عن نبهان مكاتب أم سلمة: ((مقبول)).
(ثانياً) تقليد ابن حزم على زعمه جهالة نبهان، وقد علمت أن الأئمة الفحول على توثيق من تفرد الزهرى بالرواية عنهم، ومنهم نبهان مولى أم سلمة رضى الله عنهم أجمعين.
وقد ذكرت كل من تفرد الزهرى بالرواية عنهم، وتوثيق الأئمة إيَّاهم والاحتجاج برواياتهم، فى كتابى ((الإكليل ببيان احتجاج اكابر الأئمة بروايات المجاهيل))، ونشرت بعض مهمات هذا الكتاب على هذا الملتقى المبارك.
قلت: ((هذه الوجوه التي ذكرتها في الشواهد والمتابعات لا بد أن تكون صحيحة سالمة من العلل حتى تقوِّي بها هذه الرواية التي تفرَّد بها صبيح المجهول الحال دون أن يتابعه عليها أحد من وجه صحيح، فإن أردنا أن نرد ذلك فلا بد أن نأتي بشواهد ومتابعات سالمة من الآفات لنقوي بها كلامنا، أما أن نأتي بشواهد ومتابعات غير صحيحة ثم نحاول أن نقوي الروايات المنكرة والضعيفة بها فهذا ليس صوابا ولا يوافق صاحبه عليه)).
وأقول: أحسنت أخى الكريم وأصبت، إلا قولك عن رواية صبيح أنها منكرة أو ضعيفة!. ولا خلاف فى صواب ما ذكرته من وجوب صحة وسلامة جميع المتابعات والشواهد، عند إرادة تقوية رواية ما بها، والاحتجاج لصحتها. وشكر الله لك هذا البيان الوافى فى تعليل الروايات التى سكتُ عنها، وإن كنتُ قد بيَّنتُ شدة وهن الشاهد من حديث أبى هريرة الذى تفرد به تليد بن سليمان الرافضى الخبيث.
ولكن فاتك أمر، ألتمس لك فيه العذر، إذ لم يتبين لك مقصدى من ذكر هذه المتابعات، وهو تعقب الترمذى على حكمه على رواية ((أسباط بن نصر الهمداني عن السدي عن صبيح)) بالغرابة، وليس من مقصدى تقوية هذه الرواية أو شد أزرها. كيف، وهى عندى بغنية عما يشد أزرها، ويقوى شأنها، فقد قلتُ: فأمثل أسانيد الحديث وأصحها ((أسباط عن السدى عن صبيح عن زيد بن أرقم)). وعليه فقد أردت نفى مطلق الغرابة عن رواية أسباط، ولم أرد تقويتها، ولهذا لم أبين أحوال رجال هذه المتابعات ولا درجة أحاديثهم، وإن كنت أقطع بشدة ضعفها.
ولعلك إذا قرأت ((تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر فى كتب الأماجد)) للشيخ الموفق أبى إسحاق الحوينى، وقعت على الكثير مما هذا سبيله، فهو فى الأغلب ينفى مطلق الغرابة عن الروايات التى يوردها، بذكر متابعات لها لعلها أشد منها وهناً.
فمثلاً أورد ما أخرجه الطبرانى ((الأوسط)) (136) من طريق يحيى بن بكير ثنا ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أنس بن مالك أن النبي قال: ((ابتغوا الساعة التي ترجى في الجمعة، ما بين صلاة العصر إلى غيبوبة الشمس، وهي قدر هذا)) يعني قبضته.
قال أبو القاسم الطبرانى: ((لم يرو هذا الحديث عن موسى بن وردان إلا ابن لهيعة)).
فتعقبه الشيخ بقوله: لم ينفرد به ابن لهيعة، فتابعه محمد بن حميد، ويقال حماد بن أبى حميد.
أخرجه الترمذى (489)، وابن عدى ((الكامل)) (6/ 2346،2203)، وأبو نعيم ((أخبار أصبهان)) (1/ 177:176) من طريق حماد بن أبى حميد عن موسى بن وردان عن أنس به نحوه.
قلت: والمتابعة المذكورة أوهى وأشد ضعفاً من رواية الأصل، وقد أبان أبو عيسى الترمذى ضعفها فقال: ((هذا حديث غريب من هذا الوجه. وقد روي هذا الحديث عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير هذا الوجه. ومحمد بن أبي حميد يضعَّف، ضعَّفه بعض أهل العلم من قبل حفظه، ويقال له: حماد بن أبي حميد، وهو منكر الحديث)).
ولا أرى ذلك يخفى على الشيخ أبى إسحاق، ولكن عذره أنه أراد نفى مطلق الغرابة عن رواية الأصل، بغض النظر عن صحة المتابع أو ضعفه.
فيا أخى الكريم. بارك الله فيكم، فإن كنت كفيتنى مؤنة بيان ضعف المتابعات المذكورة، فقد شكرتُ صنيعَك، ولكن يلزمك أن تعذرنى متى علمت قصدى، ولعلى أستدرك ما فاتنى من بيان شدة ضعف هذه المتابعات، إذ لا يخفى علىَّ ما بها من علل، وما برجالاتها من وهن.
وسلامى إليكم، ودائم دعواتى لكم بالتوفيق والسداد.
¥(39/461)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 04 - 04, 10:18 ص]ـ
هذا الحديث قد تفرد به نبهان القرشي المخزومي مولى أم سلمة، وهو مجهول العين كما أفاد البيهقي وابن عبد البر. قال عنه الذهبي في ذيل الضعفاء: قال ابن حزم: مجهول. أما توثيق الذهبي له في الكاشف، فمن المعلوم أنه كتب الكاشف في أول الطلب. وفرق كبير بين ما كتبه في الكاشف وبين ما كتبه في كتبه المتأخرة وبخاصة الميزان.
فالرجل مجهول، لم يوثقه إلا ابن حبان (ت 354هـ) كعادته في توثيق المجاهيل من التابعين. قال العلامة ابن عبد الهادي في كتابه "الصارم المنكي": «وينبغي أن ينتبه لهذا، ويعرف أن توثيق ابن حبان للرجل بمجرد ذكره في هذا الكتاب من أدنى درجات التوثيق». وقال: «وطريقة ابن حبان في هذا (أي تعديل المجاهيل) قد عُرِفَ ضعفها. مع أنه قد ذكر في كتاب الثقات خلقاً كثيراً، ثم أعاد ذكرهم في المجروحين وبَيَّن ضعفهم. وذلك من تناقضه وغفلته، أو من تغير اجتهاده». قلت أيما كان السبب فهو دليلٌ على ضعف توثيقه.
أما وصف الزهري لرجل بأنه مكاتب لأم سلمة فلا يفيد التوثيق. بل إن الزهري نفسه لم يلتزم الاقتصار في الرواية عن الثقات.
قال الإمام أحمد: «نبهان روى حديثين عجيبين: هذا الحديث، والآخر: "إذا كان لإحداكن مكاتب فلتحتجب منه"». وهذه إشارة منه إلى ضعف حديثه، إذ لم يرو إلا هذين الحديثين المخالفين للأحاديث الصحيحة. ونقل عنه الفقيه الحنبلي ابن مفلح في "المبدع" (7\ 11) أنه قال عن هذا الحديث: «ضعيف». وقال ابن عبد البر: «نبهان مجهول، لا يعرف إلا برواية الزهري عنه: هذا الحديث. وحديث فاطمة صحيحٌ، فالحجة به لازمة. ثم يحتمل أن حديث نبهان خاص بأزواج رسول الله ?. بذلك قال أحمد وأبو داود». وزاد ابنا قدامة المقدسيان: «وإن قدر التعارض، فتقديم الأحاديث الصحيحة أولى من الأخذ بحديث مفرد في إسناده مقال».
و الحديث ضعفه الأرنؤوط في شرح السنة (9/ 24) فقال: «وقال (أي الترمذي) حسن صحيح، مع أن في سنده نبهان –مولى أم سلمة– لم يوثقه غير ابن حبان، على عادته في توثيق المجاهيل». قلت: الصواب عن الترمذي أنه حسن الحديث فحسب، وهذا اصطلاح يستعمله في التضعيف غالباً.
وقد ضعفه الألباني كذلك في غاية المرام (#203) وفي ضعيف أبي داود (#887) وضعيف الترمذي (#2940) و إرواء الغليل (#1806) و المشكاة (#3116).
أما السدي الكبير فشيعي غال متهم بالكذب. وأما أسباط فرافضي خبيث. فأين السند الذي يقطر صحة؟!
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 04 - 04, 11:39 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
هذا الحديث قد تفرد به نبهان القرشي المخزومي مولى أم سلمة، وهو مجهول العين كما أفاد البيهقي وابن عبد البر. قال عنه الذهبي في ذيل الضعفاء: قال ابن حزم: مجهول.
أما السدي الكبير فشيعي غال متهم بالكذب. وأما أسباط فرافضي خبيث. فأين السند الذي يقطر صحة؟!
الأخ الكريم / محمد الأمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
صحَّ من حديث أبى أمامة الباهلى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ، إِلا أُوتُوا الْجَدَلَ ثُمَّ تَلا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ ((مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ)).
أخرجه أحمد (5/ 256،252)، والترمذى (3253)، والرويانى ((مسنده)) (1187)، وابن جرير ((التفسير)) (25/ 88)، والطبرانى ((الكبير)) (8/ 277/8067)، والحاكم (2/ 486)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (6/ 341/8438) من طرق عن حجاج بن دينار عن أبى غالب عن أبى أمامة مرفوعاً به.
وقَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، وَحَجَّاجٌ ثِقَةٌ مُقَارِبُ الْحَدِيث)).
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 04, 12:33 م]ـ
الحمد لله وحده ...
قد استدرك على الشيخ الفاضل أبي إسحق الحويني بعضَ ما في كتابه بعضُ عصرييه
وللفائدة
ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6960&highlight=%C7%E1%D8%D1%ED%DE
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[09 - 04 - 04, 11:41 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا محمد
مطلق الغرابة لا يقصده الأئمة كثيرا، فهم أعلم ممن جاء بعدهم بكثير من هذه الشواهد والمتابعات الواهية التي لا يعتد بها.
ومقصودهم _ والله أعلم _ ما ذكر في الرابط السابق من الغرابة النسبية باعتبار ذلك الطريق أو نحوه.
ولم تفدني عن العلل التي ذكرتها.
1 - تفرد أسباط عن السدي عن صبيح بهذا الاسناد
والإمام أحمد تكلم عن تفسيرات السدي التي يأتي بها أسباط مسندة
وهنا رواية لأسباط عن السدي عن صبيح الذي ليست له أي رواية في دواوين الاسلام المشهورة غير هذه.
2 - أن الإمام الترمذي ضعَّف هذا الحديث وحكم بغرابته، مع أنه صحح غيره من الأحاديث المشابهة له، فهل تراه لا يفهم عندما قال عن حديث نبهان المجهول ((حسن صحيح)) وقال عن حديث صبيح ((غريب)).
3 - أن الإمام البخاري أعلَّ هذه الرواية بعدم ذكر السماع بين صبيح المجهول وزيد بن أرقم.
فائدة:
ذكر الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (6/ 2/723)
قال الذهبي في الكاشف: ((وثِّق))
قلت: [الألباني]
يشير إلى أن ابن حبان وثَّقه، وأن توثيقه هنا غير معتمد، لأنه يوثِّق من لا يعرف، وهذا اصطلاح منه لطيف، عرفته منه في هذا الكتاب، فلا ينبغي أن يفهم على أنه ثقة عنده، كما يتوهم بعض الناشئين في هذا العلم.))
¥(39/462)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 04 - 04, 04:29 ص]ـ
الحمد لله. نسترفده العون والسداد.
الأخ الكريم / خالد بن عمر
قلت: جزاك الله خيراً أبا محمد
آمين. وجزاك الله خيراً، وبارك فيك، وأنعم عليك بالعلم النافع، وبصَّرك بمواقع الصواب.
لنبدأ بالجواب عما ذكرته فى ختام المطارحة.
قلت: ((فائدة: ذكر الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (6/ 2/723): ((قال الذهبي في الكاشف: ((وثِّق)).
قلت ـ يعنى الألبانى ـ: يشير إلى أن ابن حبان وثَّقه، وأن توثيقه هنا غير معتمد، لأنه يوثِّق من لا يعرف، وهذا اصطلاح منه لطيف، عرفته منه في هذا الكتاب، فلا ينبغي أن يفهم على أنه ثقة عنده، كما يتوهم بعض الناشئين في هذا العلم)).
وأقول: يا أخى الكريم. لماذا خصصت هذا القول بقولك ((فائدة))، فإن كنت تعتقده فائدة، فاعلم أنه من الأقوال التى ردها أكثر فضلاء زماننا على الشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ ولم يذعنوا لقبوله، بل حكموا بخطئه وبعده عن واقع الأمر وحقيقته، وأنا كذلك أقول. ولا يغيبن عنك، أخى الكريم، أن ((علم الجرح والتعديل)) من الدين، وأساس هذا العلم معرفة معانى مصطلحات القوم وأحكامهم، ولا ينبغى لمن أراد التميز والنبوغ أن ينقاد فيه لكل قولٍ استناداً إلى وجاهة قائله، وكم أفسد التقليد رجالاً لولاه لكانوا أئمة يقتدى بهم.
فاعلم إن كنت لا تعلم، واشدد بكلتا يديك على هذا الإيضاح، واجعله من فوائد المطارحات الهادفة النافعة، أن الحافظ الذهبى أطلق هذا الاصطلاح ((وُثِقَ)) على جماعةٍ كثيرين من الثقات الذين خرَّج لهم الشيخان فى ((الصحيحين))، وأنا ذاكر لك منهم عشرة فقط للدلالة على صدق قولى، وكبرهانٍ بيِّنٍ على خطأ المقال الآنف نقله، والذى وصفته بالفائدة:
(1) خليفة بن كعب التميمى أبو ذبيان البصرى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 375/1410): وثق.
(2) صفوان بن يعلى بن أمية التميمى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 504/2409): وثق.
(3) صلة بن زفر العبسى أبو العلاء الكوفى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 505/2414): وثق.
(4) عباد بن موسى الختلى أبو محمد الأبناوى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 532/2576): وثق.
(5) عبيد الله بن عبد الله بن أبى ثور القرشى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 681/3560): وثق.
(6) عمرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب التيمى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 83/4194): وثق.
(7) محمد بن عمرو بن الحسن بن على بن أبى طالب الهاشمى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 206/5082): وثق.
(8) محمد بن النعمان بن بشير بن سعد أبو سعيد الأنصارى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 227/5188): وثق.
(9) ميسرة بن عمار الأشجعى الكوفى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 310/5753): وثق.
(10) هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأنصارى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 336/5963): وثق.
فهؤلاء عشرة من ثقات رجال ((الصحيحين))، وصفهم الحافظ الذهبى بقوله عن كل واحد منهم ((وثق)). فهل بقيت، أخى الكريم، على اعتقادك وتصديقك أنه ((لا ينبغي أن يفهم على أنه ثقة عنده))، كما قال الشيخ الألبانى ـ عفا الله عنه وطيَّب ثراه ـ!!.
وأزيدك إيضاحاً بذكر أحاديث واحدٍ منهم، وليكن ميسرة الأشجعى، وله عندهما حديثان. وقبل ذا، إليك توثيقه، فقد قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (8/ 253): ((ميسرة بن عمار، ويقال ابن تمام الأشجعي كوفى. روى عن: أبى حازم، وسعيد بن المسيب، وأبى عثمان النهدي، وعكرمة. روى عنه: الثوري، وزائدة، وأسباط بن نصر، وأبو داود عيسى بن مسلم الطهوي. سئل أبو زرعة عن ميسرة بن عمار، فقال: كوفى ثقة)). وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (7/ 484). وقال الحافظ العسقلانى ((التقريب)) (1/ 555): ((ثقة)).
وأما الحديثان:
¥(39/463)
(الأول) أخرجه البخارى فى ((النكاح)) (5186) قال: حدثنا إسحاق بن نصر، ومسلم فى ((الرضاع)) (1468) قال: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، قالا حدثنا حسين الجعفي عن زائدة عن ميسرة عن أبي حازم عن أبي هريرة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِي جَارَهُ، وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا)).
(الثانى) أخرجه البخارى فى ((تفسير القرآن)) (4557) قال: حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن ميسرة عن أبي حازم عن أبي هريرة 4557 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)) قَالَ: ((خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ، تَأْتُونَ بِهِمْ فِي السَّلاسِلِ فِي أَعْنَاقِهِمْ، حَتَّى يَدْخُلُوا فِي الإِسْلامِ)).
وحسُن ختم هذا الإيضاح بهذا الحديث للدلالة على صحة ما ذكرناه من بعض معنى قول الحافظ الذهبى ((وثق))، ولعلك تتساءل: وهل لهذا الاصطلاح معانٍ آخر. فأقول: نعم، وهذا مما يطول بيانه، وليس ذا موضع بسطه، والله الموفق للصواب.
قلت: ((الإمام الترمذي ضعَّف هذا الحديث وحكم بغرابته، مع أنه صحح غيره من الأحاديث المشابهة له، فهل تراه لا يفهم عندما قال عن حديث نبهان المجهول ((حسن صحيح))، وقال عن حديث صبيح ((غريب)).
وأقول: لقد ظننتَ، فأبعدت فى ظنك، ولم توافق الصواب: أن قول أبى عيسى الترمذى عن حديث ((غريب)) أنه حكم منه عليه بالضعف!. وأول من يرد عليك هذا الظن هو أبو عيسى ـ عليه سحائب الرحمة وشآبيب المغفرة ـ نفسه. ووالله، إنى لأتعجب كثيراً من هذه الأحكام التى تلقى جزافاً من غير إستقراء ولا تدبر!!، وأعجب أكثر حين تُجعل تأويلات المتأخرين أحكاماً خاطئة تحرف بها مصطلحات النقاد المتقدمين كالبخارى والترمذى ونظرائهما. ولا أزال أضحك لهذه المقالة: أن قول الترمذى ((حديث غريب)) يعنى الحكم عليه بالضعف، فماذا أفادك إذن درس المصطلح؟!.
وإليك هذا الإيضاح من كلام أبى عيسى نفسه:
قال أبو عيسى فى ((العلل الصغير)): ((وَرُبَّ حَدِيثٍ يُرْوَى مِنْ أَوْجُهٍ كَثِيرَةٍ، وَإِنَّمَا يُسْتَغْرَبُ لِحَالِ الإِسْنَادِ.
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ وَأَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ وَأَبُو السَّائِبِ وَالْحُسَيْنُ بْنُ الأَسْوَدِ قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ)).
قَالَ أَبو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ قِبَلِ إِسْنَادِهِ. وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّمَا يُسْتَغْرَبُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى. سَأَلْتُ مَحْمُودَ بْنَ غَيْلانَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: هَذَا حَدِيثُ أَبِي كُرَيْبٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ.
وَسَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَعِيلَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: هَذَا حَدِيثُ أَبِي كُرَيْبٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، لَمْ نَعْرِفْهُ إِلا مِنْ حَدِيثِ أَبِي كُرَيْبٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، فَقُلْتُ لَهُ: حَدَّثَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ بِهَذَا، فَجَعَلَ يَتَعَجَّبُ، وَقَالَ: مَا عَلِمْتُ أَنَّ أَحَدًا حَدَّثَ بِهَذَا غَيْرَ أَبِي كُرَيْبٍ. وقَالَ مُحَمَّدٌ: كُنَّا نَرَى أَنَّ أَبَا كُرَيْبٍ أَخَذَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي أُسَامَةَ فِي الْمُذَاكَرَةِ)).
¥(39/464)
فهذا أبو عيسى يقول عن حديث أبى موسى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ)): ((حديث غريب))، وقد أخرجه مسلم فى ((صحيحه)) بإسناد الترمذى ومتنه سواء.
قال أبو الحسين فى ((كتاب الأشربة)) (2062): حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا بريد عن جده عن أبي موسى عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ)).
وأدلّ من هذا وأبين قول أبى عيسى: ((وَرُبَّ حَدِيثٍ إِنَّمَا يُسْتَغْرَبُ لِزِيَادَةٍ تَكُونُ فِي الْحَدِيثِ، وَإِنَّمَا يَصِحُّ إِذَا كَانَتِ الزِّيَادَةُ مِمَّنْ يُعْتَمَدُ عَلَى حِفْظِهِ، مِثْلُ مَا رَوَى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ.
قَالَ: وَزَادَ مَالِكٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَرَوَى أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الأَئِمَّةِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)).
فهذا أبو عيسى يثبت أن الغرابة لا تنافى الصحة، ولربما جامعتها، كما فى حديث مالك بن أنس فى زكاة الفطر. وقد أخرجه البخارى فى ((الزكاة)) (1504) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، ومسلم فى ((الزكاة)) (984) قال: حدثنا يحيى بن يحيى كلاهما عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى النَّاسِ، صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
فهل بقى عندك شك أن الغرابة لا تعنى الضعف، وربما جامعت الصحة!!. أم تريد المزيد!!.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[12 - 04 - 04, 05:24 ص]ـ
أبا محمد وفَّقه الله
جزاك الله خيرا على هذا التوضيح لمعنى ((وثِّق)) عند الذهبي في الكاشف
الكلام هنا عن قوله ((غريب)) دون أي قيد وأنه يعني ((ضعيف))
وهناك دراسات حول الموضوع وليست مسألة مجازفات أبا محمد وفقك الله.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 04 - 04, 09:21 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة خالد بن عمر
أبا محمد وفَّقه الله
جزاك الله خيرا على هذا التوضيح لمعنى ((وثِّق)) عند الذهبي في ((الكاشف)).
الكلام هنا عن قوله ((غريب)) دون أي قيد وأنه يعني ((ضعيف))
وهناك دراسات حول الموضوع وليست مسألة مجازفات أبا محمد وفقك الله.
الحمد لله. نسترفده العون والسداد.
الأخ الكريم / خالد بن عمر
آمين. وجزاك الله خيراً، وبارك فيك، وأنعم عليك بالعلم النافع، وبصَّرك بمواقع الصواب.
يا أخى الكريم. لا يغيبن عنك، أنى أبادلك الحوار، وأنا أعلم أنه إفادة لى ولك ولجميع أحبابنا وإخواننا، ونسأل الله أن يكون عملى وعملك وعملُ جميع الإخوان ابتغاء وجه الله تعالى، وتحقيقاً لقوله تعالى ((ما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين)).
فهلا أفدتنى بتلك الدراسات إن وجدت!، وما كنت أتمنى أن تقول: أنها مجازفات. وفى قولى الآنف ((إنَّ الغرابة ربما جامعت الصحة)) معنىً ربما لم تلتفت إليه، وهو أنها لا تجامعها دوماً، وأما دلالة هذا المصطلح على الضعف، فمما يحتاج إلى تفصيل، سأبينه لك إن شاء الله تعالى.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[13 - 04 - 04, 02:11 ص]ـ
الشيخ أبا محمد وفقه الله
أنا أناقشك لأستفيد من علمك، وقد أخبرتك من قبل أني طويلب علم أو تلميذ يناقش شيخا فاضلا.
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الألفى
¥(39/465)
وأقول: لقد ظننتَ، فأبعدت فى ظنك، ولم توافق الصواب: أن قول أبى عيسى الترمذى عن حديث ((غريب)) أنه حكم منه عليه بالضعف!. وأول من يرد عليك هذا الظن هو أبو عيسى ـ عليه سحائب الرحمة وشآبيب المغفرة ـ نفسه. ووالله، إنى لأتعجب كثيراً من هذه الأحكام التى تلقى جزافاً من غير إستقراء ولا تدبر!!، وأعجب أكثر حين تُجعل تأويلات المتأخرين أحكاماً خاطئة تحرف بها مصطلحات النقاد المتقدمين كالبخارى والترمذى ونظرائهما. ولا أزال أضحك لهذه المقالة: أن قول الترمذى ((حديث غريب)) يعنى الحكم عليه بالضعف، فماذا أفادك إذن درس المصطلح؟!.
هذا الذي جعلني أقول إن ذلك الحكم لم يكن مجازفة فأرجو المعذرة سلَّمك الله.
آخر دراسة صدرت عن أحكام الترمذي في جامعه _ حسب معرفتي _ هي رسالة الدكتور عداب الحمش والتي كانت بعنوان ((الإمام الترمذي، ومنهجه في كتابه الجامع، دراسة نقدية تطبيقية))
تقع في ثلاثة مجلدات
وقد تكلم عن هذا المصطلح في ((1/ 427)
قال: أطلق الترمذي مصطلحات متعددة كلها تدل على الغرابة والتفرد، وقبل عرض هذه المصطلحات يحسن عرض رأي الترمذي في مفهوم الغريب، واستعراض خلاصة الجهود السابقة في الموضوع، حتى لا نقع في تكرار أو إنكار، ويحسن أن أعرض أوجه الغرابة عند الترمذي في مسائل:
المسألة الأولى: رواية الحديث من وجه واحد
(ثم ذكر كلام الترمذي عن حديث أبي العشراء)
المسألة الثانية: زيادة الراوي ألفاظا في المتن
(ثم ذكر حديث مالك الذي ذكرته أنت)
المسألة الثالثة: استغراب راو في السند
(ثم ذكر حديث أبي موسى الذي ذكرته أنت)
وذكر بعد ذلك (1/ 441 - 442) نتائج رسالة علمية لأحد تلاميذه وكانت بعنوان (الحديث الغريب - مفهومه وتطبيقاته في جامع الترمذي)
وقال إنه يوافقه فيما وصل إليه من نتائج
حيث ذكر أن الترمذي حكم على (1081) بالغرابة وأن معناها التفرد بقسميه المطلق والنسبي
وكانت هذه الأحكام على أقسام
منها ما هو مطلق عن أي قيد.
ومنها ما هو مقرون بمصطلح الصحة والحسن او أحدهما.
ومنها ما هو تفسير للغرابة، أو قيود إضافية في الحكم على الحديث.
وقال إنه لم يدرس ما أطلق عليه غريب مع الوصف بالصحة أو الحسن لأن الغرابة هنا إشارة وصفيَّة وليست عليَّة، إذ لو كانت علَّة لما صحح الحديث وحسَّنه ...
ثم قال: لقد كانت أحاديث مصطلح ((غريب)) كلها ضعيفة عند الترمذي إلاَّ خمسة أحاديث
أحدها أخرجه الترمذي والبخاري ومسلم
والآخر أخرجه الترمذي ومسلم
بالإضافة إلى ثلاثة أحاديث خالف المزِّي الجماعة في نقل حكم الغرابة عليها، وكان الصواب مع الشيخين ...
انتهى ملخصا
*********
والقول بأن مقصود الترمذي بقول ((غريب)) دون أي قيد يعني به ((ضعيف)) هو قول شيخنا عبدالله السعد وفقه الله وغيره.
وهو يشرح الترمذي منذ سنوات ولا أدري هل انتهى منه أم أنَّه قارب على الانتهاء.
وأنا قلت في مشاركة سابقة إن الترمذي ضعَّف هذا الحديث بقوله ((غريب)) على هذا الأساس، لأنها غير مقيَّدة بحال
فالحديث لم يختلف فيه على الصحابي أو رجل في الإسناد أو غيرها مما يقيد به الترمذي بعض الروايات التي يقول عنها
((غريب من هذا الوجه، إنما نعرفه من حديث فلان)) أو ((غريب إنما نعرفه مرفوعا من حديث فلان)) أو ((حديث فلان غريب، لا نعرفه إلا من حديثه)) أو غيرها من التقييدات كالوصف بالغرابة مع الصحة أو الحسن كما بينت وفقك الله
فإن كان هناك اتفاق على أن قول الترمذي ((غريب)) دون أي قيد أو تفسير يعني به ((ضعيف)) فالحمد لله، وإن كان عندك بيان آخر أو إيضاح لمعنى هذا الاصطلاح فأفدني بارك الله فيك
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 04 - 04, 03:06 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة خالد بن عمر
الشيخ أبا محمد وفقه الله
أنا أناقشك لأستفيد من علمك، وقد أخبرتك من قبل أني طويلب علم أو تلميذ يناقش شيخا فاضلا.
آخر دراسة صدرت عن أحكام الترمذي في جامعه _ حسب معرفتي _ هي رسالة الدكتور عداب الحمش والتي كانت بعنوان ((الإمام الترمذي، ومنهجه في كتابه الجامع، دراسة نقدية تطبيقية))
تقع في ثلاثة مجلدات
والقول بأن مقصود الترمذي بقول ((غريب)) دون أي قيد يعني به ((ضعيف)) هو قول شيخنا عبدالله السعد وفقه الله وغيره.
وهو يشرح الترمذي منذ سنوات ولا أدري هل انتهى منه أم أنَّه قارب على الانتهاء.
فإن كان هناك اتفاق على أن قول الترمذي ((غريب)) دون أي قيد أو تفسير يعني به ((ضعيف)) فالحمد لله، وإن كان عندك بيان آخر أو إيضاح لمعنى هذا الاصطلاح فأفدني بارك الله فيك
الحمد لله الهادى إلى سبل الرشاد. نستعينُه ونستهديه ونسترفدُه العونَ والسداد. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على المبعوث بالهدى والخير والرحمة إلى كلِّ العباد. وبعد ..
الأخ المبارك / خالد بن عمر
جزاك الله خيراً، وبارك فيك، وأنعم عليَّ وعليك بالعلم النافع، وبصَّرنى وإيَّاك بمواقع الصواب.
أنا يا أخى الكريم لا أنكر جهود نبغاء وفضلاء زمننا فى دراسة ما يتعلق بـ ((جامع الترمذى)) ومصطلحاته، وإن كنت أرى أنها عزيزة، بل نادرة، وهذا ما حدا بى إلى الاهتمام بدراسته أكثر من غيره من ((الكتب الستة))، وأنا لا أدعى ما ليس لى، وربما أفرغ قريباً جداً من كتابى ((مشارق الأنوار ومطالع الأسرار ببيان مصطلحات الترمذى على الأحاديث والأخبار)).، وسأنشر هذه الدراسة على هذا الملتقى المبارك تباعاً إن شاء الله تعالى. فسل الله لىَّ التوفيق، وفقنى الله وإيَّاك لكل خير(39/466)
حديث المغيرة بن شعبة فى ((المسح على الخفين))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 03 - 04, 05:51 م]ـ
الحمد لله الهادى من استهداه. والواقى من اتقاه. والصلاة والسلام على مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلَّم أفضل خلق الله.
وبعد. فهذا جوابٌ عن حديث المغيرة بن شعبة فى المسح على الخفين، إن لم يصح لشذوذه المانع من ثبوته وعدم حجيته، فكيف صحَّ العمل بمعناه على ما ذهب إليه أكثر أهل العمل، وقال أبو عيسى الترمذى: ((وَهُوَ قَوْلُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَبِهِ يَقُولُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَقُ. قَالُوا: يَمْسَحُ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ))؟.
(أولاً) بيان الحديث ووجه شذوذه
************************
أخرج ابن أبى شيبة (1/ 171/1973و7/ 309/36353)، وأحمد (4/ 252)، وعبد بن حميد ((المنتخب)) (398)، ومسلم ((التمييز)) (ص202)، وأبو داود (159)، والترمذى (99) والنسائى ((الكبرى)) (1/ 92/130)، وابن ماجه (559)، وابن خزيمة (198)، وابن المنذر ((الأوسط)) (1/ 465/488)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (1/ 97)، والعقيلى ((الضعفاء)) (2/ 327)، وابن حبان (1338)، والطبرانى ((الكبير)) (20/ 415/996) و ((الأوسط)) (3/ 112/2645)، وابن حزم ((المحلى)) (2/ 82)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 283)، وابن الجوزى ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (248) من طرق عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي قَيْسٍ الأَوْدِيِّ ـ هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَرْوَانَ ـ عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ.
وقد رواه عن الثورى: عبد الله بن المبارك، ووكيع، وأبو عاصم النبيل، وزيد بن حباب، وعبيد الله الأشجعى، إلا أن أبا عاصمٍ قال فى حديثه ((جوربيه ونعليه)).
قال أَبو عِيسَى الترمذى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَهُوَ قَوْلُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَبِهِ يَقُولُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَقُ. قَالُوا: يَمْسَحُ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ نَعْلَيْنِ، إِذَا كَانَا ثَخِينَيْنِ)).
قَال أَبو عِيسَى: سَمِعْت صَالِحَ بْنَ مُحَمَّدٍ التِّرْمِذِيَّ قَال سَمِعْتُ أَبَا مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيَّ يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ، وَعَلَيْهِ جَوْرَبَانِ، فَمَسْحَ عَلَيْهِمَا، ثُمَّ قَالَ: فَعَلْتُ الْيَوْمَ شَيْئًا لَمْ أَكُنْ أَفْعَلُهُ مَسَحْتُ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَهُمَا غَيْرُ مُنَعَّلَيْنِ)).
قلت: والحديث بهذا الإسناد غريب، لم يروه عن هزيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة غير أبى قيس، تفرد به عنه الثورى. ورجاله ثقات كلهم، الثورى فما فوقه. وهزيل بن شرحبيل، وأبو قيس عبد الرحمن بن ثروان الأوديان، احتج بهما البخارى فى ((صحيحه))، فأخرج لهما أصلين:
[الأول] فى ((كتاب الفرائض)) (6736): حَدَّثَنَا آدَمُ ثَنَا شُعْبَةُ ثَنَا أَبُو قَيْسٍ سَمِعْتُ هُزَيْلَ بْنَ شُرَحْبِيلَ قَالَ: سُئِلَ أَبُو مُوسَى عَنْ بِنْتٍ وَابْنَةِ ابْنٍ وَأُخْتٍ؟، فَقَالَ: لِلْبِنْتِ النِّصْفُ وَلِلأُخْتِ النِّصْفُ، وَأْتِ ابْنَ مَسْعُودٍ فَسَيُتَابِعُنِي، فَسُئِلَ ابْنُ مَسْعُودٍ، وَأُخْبِرَ بِقَوْلِ أَبِي مُوسَى، فَقَالَ: لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ، أَقْضِي فِيهَا بِمَا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلابْنَةِ النِّصْفُ، وَلابْنَةِ ابْنٍ السُّدُسُ تَكْمِلَةَ الثُّلُثَيْنِ، وَمَا بَقِيَ فَلِلأُخْتِ، فَأَتَيْنَا أَبَا مُوسَى، فَأَخْبَرْنَاهُ بِقَوْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ: لا تَسْأَلُونِي مَا دَامَ هَذَا الْحَبْرُ فِيكُمْ.
¥(39/467)
[الثانى] فيه أيضاً (6753) قال: حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ ثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي قَيْسٍ عَنْ هُزَيْلٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ ـ يعنى ابن مسعود ـ قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الإِسْلامِ لا يُسَيِّبُونَ، وَإِنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا يُسَيِّبُونَ.
وبهذا الاعتبار ـ يعنى بالنظر إلى جودة سنده ـ، صحَّحه أبو عيسى الترمذى.
ووافقه على تصحيحه: ابن خزيمة، وابن حبان، وطائفة ممن دونهما. وخالف هؤلاء جماعة من رفعاء الأئمة وكبرائهم، فقضوا بشذوذ الحديث لتفرد أبى قيسٍ به، ومخالفته عامة الرواة عن المغيرة: أن النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وقالوا: هذا هو المحفوظ عنه، وما عداه فهو منكر أو شاذ.
قال الإمام مسلم ((التمييز)) (ص204): ((أخبرنى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُهْزَاذَ عَنْ عَلِيِّ بْنُ الْحَسَنِ بن شَقِيقٍ قَالَ: قَالَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ: عرضت هَذَا الْحَدِيْث – يعني حَدِيْثَ المغيرةِ من رِوَايَة أبي قَيْسٍ – عَلَى الثوري، فَقَالَ: لَمْ يجئ بِهِ غَيْرُه، فعَسَىَ أنْ يَكُوْن وهماً)).
وقال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد ((العلل ومعرفة الرجال)) (3/ 366/5612): ((حدَّثت أبي بحديث الأشجعي ووكيع عن سفيان عن أبي قيس عن هزيل عن المغيرة بن شعبة قال: مَسَحَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ. قال أبي: ليس يروى هذا إلا من حديث أبي قيس. قال أبي: أبى عبد الرحمن بن مهدي أن يحدِّث به، يقول: هو منكر ـ يعني حديث المغيرة هذا ـ لا يرويه إلا من حديث أبي قيس)).
وقَالَ أَبو دَاود: ((كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ لا يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، لأَنَّ الْمَعْرُوفَ عَنِ الْمُغِيرَةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ)).
وقَالَ أَبو عَبْد الرَّحْمَنِ النسائى: ((مَا نَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ أَبَا قَيْسٍ عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ، وَالصَّحِيحُ عَنِ الْمُغِيرَةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ)).
وقال أبو بكر البيهقى ((السنن الكبرى)) (1/ 284): ((أخبرنا أبو سعيد عثمان بن محفوظ الفقيه الجنزروذي ثنا أبو محمد يحيى بن منصور قال: رأيت مسلم بن الحجاج ضعَّف هذا الخبر، وقال: أبو قيس الأودي، وهزيل بن شرحبيل لا يحتملان هذا، مع مخالفتهما الأجلة الذين رووا هذا الخبر عن المغيرة، فقالوا ((مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ))، وقال: لا نترك ظاهر القرآن بمثل أبي قيس، وهزيل. فذكرت هذه الحكاية عن مسلمٍ لأبي العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، فسمعته يقول: علي بن شيبان يقول سمعت أبا قدامة السرخسي يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي: قلت لسفيان الثوري: لو حدثتني بحديث أبي قيس عن هزيل ما قبلته منك؟، فقال سفيان: الحديث ضعيفٌ أو واهٍ أو كلمةً نحوها.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد محمد بن موسى قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: حدثت أبي بهذا الحديث، فقال أبي: ليس يروي هذا إلا من حديث أبي قيس، وقال: أبي عبد الرحمن بن مهدي أن يحدث به، يقول: هو منكر.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا الحسن بن محمد الإسفرائيني أنا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني: حديث المغيرة بن شعبة في المسح، رواه عن المغيرة: أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة، ورواه هزيل بن شرحبيل عن المغيرة إلا أنه قال: ومسح على الجوربين عدا الناس.
وأخبرنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد ثنا أبو بكر الشافعي ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر ثنا المفضل بن غسان قال: سألت أبا زكريا يحيى بن معين عن هذا الحديث؟، فقال: الناس كلهم يروونه ((على الخفين)) غير أبي قيس)).
وقال أبو الحسن الدارقطنى فى ((العلل)) (7/ 112/1240)، وسئل عن هذا الحديث: ((وهو مما يُغمز عليه به ـ يعنى أبا قيسٍ ـ، لأن المحفوظ عن المغيرة: المسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ)).
¥(39/468)
فهؤلاء أكابر الأئمة الأعلام ومحدثى أمة الإسلام، ورأسهم: سفيان بن سعيد الثورى، وهو راوى الحديث، وعبد الرحمن بن مهدى، وعلى بن المدينى، وأحمد بن حنبل، وابن معين، ومسلم بن الحجاج، وأبو داود، والنسائى، والدارقطنى، والبيهقى، أطبقوا على شذوذ حديث أبى قيسٍ، ومخالفته للمحفوظ عن المغيرة، وهو المسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ.
قَالَ شيخ الإسلام النووي ((المجموع)) (1/ 500): ((وهؤلاء هم أعلام أئمة الْحَدِيْث، وإن كَانَ الترمذي قَالَ: حَدِيْث حسن صَحِيْح، فهؤلاء مقدمون عَلَيْهِ)).
قلت: فكأن من استنكر هذا الحديث اعتمد على أمرين:
(الأول) مخالفة أبى قيس الأودى للثقات على متنه مع تفرده، ولهذا ذكر ابن أبى حاتم فى ترجمته من ((الجرح والتعديل)) (5/ 218): ((كتب إلىَّ عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال: سألت أبى عن أبى قيس عبد الرحمن بن ثروان، فقال: روى عنه الأعمش وشعبة، وهو يخالف في أحاديثه. وسألت أبى عنه، فقال: ليس بقوي، هو قليل الحديث، وليس بحافظ. قيل له: كيف حديثه؟، قال: صالح هو لين الحديث)).
وقال العقيلى ((الضعفاء)) (2/ 327): ((عبد الرحمن بن ثروان أبو قيس الأودي. حدَّثنا عبد الله بن أحمد قال: سألت أبى عن أبى قيس، فقال: هو كذا وكذا، أو حرَّك يده، وهو يخالف في أحاديث)). وقال ابن حجر ((التقريب)) (1/ 337): ((صدوق ربما خالف)).
وأما ابن معين والعجلى وابن حبان، فقد أطلقوا القول بتوثيقه. وكأنى بأبى عبد الله البخارى يعتمده فى ((الصحيح)) بهذين الأصلين الآنف ذكرهما، حيث لا مخالفة له عليهما.
(الثانى) الاعتبار بالمحفوظ عن المغيرة من رواية أثبات الرواة عنه ((أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ)). فقد استفاضت، بل وتواترت الرواية عنه فى هذا المعنى، حتى رواه عنه الجم الغفير، ثلاثة وثلاثون نفساً أو يزيدون.
[ثانياً] ومع الحكم على حديث المغيرة فى ((المسح على الجوربين والنعلين)) بالشذوذ، فإن العمل عند أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم، على جواز المسح عليهما.
قال أَبو عِيسَى الترمذى: ((وَهُوَ قَوْلُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَبِهِ يَقُولُ: سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَقُ. قَالُوا: يَمْسَحُ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ نَعْلَيْنِ، إِذَا كَانَا ثَخِينَيْنِ)).
وقال أبو بكر بن المنذر ((الأوسط)) (1/ 462): ((روى المسح على الجوربين عن تسعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: علي، وعمار، وأبي مسعود الأنصاري، وأنس، وابن عمر والبراء، وبلال، وعبد الله بن أبي أوفى، وسهل بن سعد.
حدثنا محمد بن عبد الوهاب ثنا جعفر بن عون ثنا يزيد بن مردانية ثنا الوليد بن سعيد عن عمرو بن حريث قال: رأيت عليا بال، ثم توضأ، ومسح على الجوربين.
حدثنا إسحاق عن عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث عن أبي مسعود: أنه كان يمسح على الجوربين.
حدثنا إسحاق أنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة عن أنس: أنه كان يمسح على الجوربين.
حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا أبو جعفر الرازي عن يحيى البكاء قال سمعت ابن عمر يقول: المسح على الجوربين كالمسح على الخفين.
حدثنا إسحاق عن عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه قال: رأيت البراء يمسح على حوربيه ونعليه.
حدثنا أبو أحمد أنا يعلى ثنا أبو سعيد البقال عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال: رأيت بلالا قضى حاجته، ثم توضأ، ومسح على جوربيه وخفيه.
حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج ثنا حماد عن أبي غالب عن أبي أمامة: أنه كان يمسح على الجوربين والخفين والعمامة.
وحدثت عن الدارمي ثنا حسان بن عبد الوارث عن أيوب عن يزيد بن معتق الحرثي عن مطرف قال: دخلت على عمار، فرأيته يتوضأ، ويمسح على الجوربين.
وحدثونا عن بندار ثنا عبد الرحمن ثنا هشام بن مسعد عن أبي حازم قال: رأيت سهلا يمسح على الجوربين)).
قلت: قد حكاه أبو بكر بن المنذر عن تسعة نفرٍ، وزاد فيما أسند عنهم عاشراً: أبا أمامة.
ولم يسنده عن عبد الله بن أبى أوفى.
وقد أسنده عبد الرزاق فى ((مصنفه)) (1/ 201:199)، وابن أبى شيبة فى ((مصنفه)) (1/ 173:171) عن هؤلاء، وزادا أربعةً: عمر بن الخطاب، وسعد بن أبى وقاصٍ، وعمرو بن حريث، وابن مسعود، وابن عباس.
قال ابن أبى شيبة (1/ 171/1974): حدثنا وكيع عن أبي خباب عن أبيه عن خلاس بن عمرو: أن عمر توضأ يوم جمعة، ومسح على جوربيه ونعليه.
وفال (1/ 172/1983): حدثنا الثقفي عن إسماعيل بن أمية قال: بلغني أن البراء بن عازب كان لا يرى بأسا بالمسح على الجوربين، وبلغني عن سعد بن أبي وقاص وسعيد بن المسيب: أنهما كانا لا يريان بأسا بالمسح على الجوربين.
وقال عبد الرزاق (1/ 200/781): عن معمر عن الأعمش عن إبراهيم: أن ابن مسعود كان يمسح على خفيه ويمسح على جوربيه.
وقال (1/ 201/783): عن معمر عن يزيد بن أبي زياد عن أبي ظبيان الجنبي قال: رأيت عليا بال قائما حتى أرغى، ثم توضأ ومسح على نعليه، ثم دخل المسجد، فخلع نعليه، فجعلهما في كمه، ثم صلى. قال معمر: ولو شئت أن أحدث أن زيد بن أسلم حدثني عن عطاء بن يسار عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صنع كما صنع علي فعلت.
قلت: فهؤلاء خمسة عشر صحابيا، والعمدة في الجواز على هؤلاء رضي الله عنهم أجمعين، لا على حديث أبي قيس.
وأكثر هذه الأسانيد صحاح، وإن كان فى بعضها ضعف أو انقطاع، خاصة خلاس بن عمرو عن عمر، والنخعى عن ابن مسعود، لكنها محتملة، ويقوى بعضها بعضاً، فإن لم تثبت، ففى الصحيح الثابت غنية عنها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
¥(39/469)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 03 - 04, 06:21 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك على هذا التحقيق المفيد للحديث، وبيان شذوذ هذه الرواية، وهذا واضح جدا وكلام العلماء فيه بين
ومما يضاف لمن أعل هذه الرواية
الإمام البخاري وابن معين
(((كذلك وجدت البخاري في التاريخ الكبير /3 ـ 137/ ينقل عن يحيى بن معين تضعيفه لحديث أبي قيس، ومن المعروف أن هذا النقل منه مع السكوت عليه إقرار منه له.)))
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=10160
وكذلك العقيلي
وقال العقيلي بعد هذا الحديث: والرواية في الجوربين فيها لين (الضعفاء).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=302
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[16 - 03 - 04, 06:49 م]ـ
الأخ الشيخ عبد الرحمن بن عمر
جزاكم الله خيراً، وشكر الله لكم اهتمامكم بقراءة البحث، ولكن مما يجب التنويه عليه أن البحث مختصر جداً، وتمامه فى كتابى ((ترجمان الأفذاذ ببيان الأحاديث الشواذ))، وهو قيد النشر بإذن الله تعالى.
وجزاكم الله خيراً، ونرجو مراسلتنا دوماً.
ـ[أبو حازم فكرى زين العابدي]ــــــــ[25 - 03 - 04, 10:06 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك على هذا التحقيق المفيد للحديث، وبيان شذوذ هذه الرواية و بارك الله فى عمرك و نفعنا بعلمك
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 03 - 04, 11:10 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو حازم فكرى زين العابدي
بارك الله فى عمرك و نفعنا بعلمك
الأخ الحبيب والودود القريب / فكرى أبو حازم
وبارك فيك وحفظك وأيدك بتوفيقه.
وأملاه أبو محمد الألفى
وكتبه بكر أولاده محمد أحمد شحاته(39/470)
حديث من باع دارا لم يضع ثمنها في مثلها لم يبارك له فيه
ـ[المنهال]ــــــــ[16 - 03 - 04, 06:43 م]ـ
حسن الحديث العلامة الالباني في صحيح الجامع 6119 وفي الصحيحة 2327 و استوعب طرقه وحسنه
وكذلك محققوا المسند ط الرساله حسنوه وذكرو ا نفس كلام الالباني رحمه الله من حديث سعيد بن حريث واخوه
والطرق فيها مقال
وخلاصة القول التقوية بالمتابعات والشواهد ,
فمن كان عنده بحث اوتعقيب حوله فليفدنا جزاه الله خيرا
ـ[مصطفى المجري]ــــــــ[24 - 01 - 07, 12:00 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81751(39/471)
ما صحة هذا الحديث؟؟؟ يا أمين الله أتعرفون أسم أبى ذر؟
ـ[المتوكل على الله]ــــــــ[16 - 03 - 04, 11:09 م]ـ
(عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أتى جبريل عليه السلام فبينما هو عنده إذ أقبل عليها أبو ذر الغفارى رضى الله عنه فنظر إليه جبريل عليه السلام، فقال رسول الله: يا أمين الله أتعرفون أسم أبى ذر؟ قال: نعم،والذى بعثك بالحق إن أبا ذرأعرف فى السماء منه فى الأرض، وإن ذلك بدعاء يدعو به فى كل يوم مرتين وتعجب الملائكة منه فادع به واسأله عن دعائه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر دعاء تدعو به فى كل يوم مرتين؟ قال:نعم فداك أبى وأمى ما سمعته من بشر وإنما هى عشرة أحرف ألهمنى ربى إياها إلهاماَ وأنا أدعو به فى كل يوم مرتين أستقبل القبلة فأسبح الله ملياَ وأحمده ملياَ، وأكبره ملياَ ثم أدعو بتلك العشر كلمات:
(اللهم انى اسألك ايمانا دائما، وأسألك قلبا خاشعا، وأسألك علما نافعا، وأسألك يقينا صادقا، وأسألك دينا قيما، وأسألك العافية فى كل بلية، وأسألك تمام العافية، وأسالك دوام العافية، وأسألك الشكر على العافية، وأسألك الغنى عن الناس)
قال جبريل عليه السلام:يا محمد والذى بعثك بالحق لا يدعو أحد من أمتك بهذا الدعاء إلا غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر أو عدد تراب الأرض، ولايلقى الله أحد من أمتك وفى قلبه هذا الدعاء إلا اشتاقت إليه الجنان، واستغفر له المكان، وفتحت له أبواب الجنة فنادته الملائكة: يا ولى الله أدخل من أى باب شئت).
وجزاكم الله خيراً
ـ[المتوكل على الله]ــــــــ[20 - 03 - 04, 01:21 م]ـ
للرفع
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 11:46 م]ـ
إخواني الكرام:
هذا الموضوع منتشر في المنتديات ومشهور في المجالس فما رأيكم فيه؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 12 - 06, 03:06 م]ـ
عنوان الفتوى:
درجة حديث .. يا أمين الله أتعرفون اسم أبي ذر ..
رقم الفتوى: 52378
تاريخ الفتوى: 6 رجب 1425
السؤال:
ماصحة هذا الحديث؟
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أتى جبريل عليه السلام فبينما هو عنده إذ أقبل عليهما أبو ذر الغفاري رضي الله عنه فنظر إليه جبريل عليه السلام، فقال رسول الله: يا أمين الله أتعرفون اسم أبى ذر؟ قال: نعم،والذى بعثك بالحق إن أبا ذرأعرف في السماء منه في الأرض، وإن ذلك بدعاء يدعو به فى كل يوم مرتين وتعجب الملائكة منه فادع به واسأله عن دعائه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر دعاء تدعو به فى كل يوم مرتين؟ قال:نعم فداك أبي وأمي ما سمعته من بشر وإنما هي عشرة أحرف ألهمني ربي إياها إلهاماَ وأنا أدعو به في كل يوم مرتين أستقبل القبلة فأسبح الله ملياَ وأحمده ملياَ، وأكبره ملياَ ثم أدعو بتلك العشر كلمات: (اللهم انى اسألك إيمانا دائما، وأسألك قلبا خاشعا، وأسألك علما نافعا، وأسألك يقينا صادقا، وأسألك دينا قيما، وأسألك العافية فى كل بلية، وأسألك تمام العافية، وأسالك دوام العافية، وأسألك الشكر على العافية، وأسألك الغنى عن الناس) قال جبريل عليه السلام:يا محمد والذى بعثك بالحق لا يدعو أحد من أمتك بهذا الدعاء إلا غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر أو عدد تراب الأرض، ولايلقى الله أحد من أمتك وفي قلبه هذا الدعاء إلا اشتاقت إليه الجنان، واستغفر له المكان، وفتحت له أبواب الجنة فنادته الملائكة: يا ولي الله ادخل من أي باب شئت.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الدعاء المذكور رواه الترمذي الحكيم في كتابه نوادر الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن علي رضي الله عنه. كما رواه الديلمي في مسند الفردوس عن علي رضي الله عنه أيضا بلفظ قريب من هذا اللفظ، كما روى ابن أبي أشيبة في مصنفه عن معاوية بن قرة قال: كان أبو ذر يقول: اللهم إني أسألك إيمانا دائما، وعلما نافعا وهديا قيما. بهذا اللفظ دون غيره. ولم نقف على من حكم عليه من أهل العلم بالصحة أو عدمها، ومن المعلوم عند أهل العلم أن الكتابين المذكورين مظنة للأحاديث الضعيفة والموضوعة. فقد عدهما صاحب طلعة الأنوار في علوم الحديث ضمن الكتب المشهورة برواية الضعيف حيث قال:
وما نمي لعق وعد، وخط، وكر ومسند الفردوس ضعفه شهر
كذا نوادر الأصول وزد * للحاكم التاريخ ولتجتهد اهـ. وقد رمز بعق: للعقيلي، وبعد: لابن عدي، وبخط: للخطيب البغدادي، وبكر: لابن عساكر. والحاصل أننا لم نقف على حكم لأهل العلم في الحديث المذكور، ولكن وروده في هذين الكتابين فقط يعتبر مظنة للضعف.
والله أعلم.
" الشبكة الإسلامية "
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=52378
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[21 - 12 - 06, 04:27 م]ـ
نشكركم يا شيخ إحسان على الفائدة هذه.
¥(39/472)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 12 - 06, 08:49 م]ـ
شكر الله لك
وجزاك خيراً
فأنت السبب فيها(39/473)
تخريج كتاب مفردات القران
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[17 - 03 - 04, 01:05 ص]ـ
تخريج وتحقيق كتاب مفردات القرآن الكريم للحمصي السوري
هذة مجموعة من الاحاديث الواردة في الكتاب قام الاخ لأبوحذيفة الشواني الكردي بتخريجها
الحديث الاول
(1) صحيفة (10) الحديث الثانى
عن سليمان بن عمرو بن وهب عن أسحاق بن عبدالله بن أبى طلحة عن أنس بن مالك (رضى الله عنه) أن رسول الله j قال [أربع من الشقاء: جمود العين وقسوة القلب وطول الامل والحرص على الدنيا] (رواه أبونعيم) في ((أخبار أصبهان)) (1/ 246) و (أبن عدى) (193/ 2) حديث ضعيف، أنظر (سلسلة الاحاديث الضعيفة والموضوعة واثرها السىء فى الأمة 1522)
قال أبن عدى ((هذا الحديث وضعه سليمان على اسحاق))
قال الالبانى: [لكن له طريق اخر عند أبى نعيم فى (الحلية) (6/ 175) عن الحسن بن عثمان: ثنا أبو سعيد المازنى: ثنا حجاج بن منهال عن صالح المرى عن يزيد القاشى عن أنس بن مالك وقال: (تفرد برفعه متصلا عن صالح حجاج)
قال الالبانى: وصالح ضعيف ومثله يزيد القاشى]
قلت: قال النسائى فى ترجمة صالح المرى فى (الضعفاء والمتروكون) (300): متروك الحديث، وقال البخارى فى ترجمته فى (الضعفاء الصغير) (165): (صالح بن بشير المرى البصرى: منكر الحديث)، وان أئمة أهل الحديث تكلموا فى تجريح صالح هذا منهم: يحيى بن معين فى (تأريخه) (2/ 262)، والبخارى) فى (التأريخ الكبير) (2/ 2/273) والبخارى فى (التأريخ الصغير) (2/ 212) والبخارى فى (الضعفاء الصغير) (165) و (النسائى) فى (الضعفاء والمتروكون) (300)، و (الدار قطنى) فى (الضعفاء والمتروكون) (ترجمة 287) و (العقيلى) فى (الضعفاء الكبير) (ترجمة723) و (ابن أبى حاتم) فى (الجرح والتعديل) (4/ 395) و (أبن حبان) فى (المجروحين) (1/ 371) و (ابن عدى) فى (الكامل) (4/ 378) و (الذهبى) فى (الميزان) (2/ 289) و (ابن حجر) فى (التهذيب) (4/ 383) و (ابن حجر) فى (التقريب) (1/ 358)
وقلت: (قال ابن حزم فى ترجمة يزيد بن ابان الرقاشى فى (المحلى) (2/ 13): ضعيف، وقال فى (المحلى) (2/ 35): لاشىء، قال ابن حجر فى (التقريب): زاهد ضعيف وقال الذهبى فى (المغنى) (2/ 747): (قال النسائى وغيره: متروك)، انظر كتب الائمة فى الجرح والتعديل فى تجريح وتضعيف هذا الرجل منهم يحيى بن معين) فى تأريخه (4/ 297)، و (محمدبن عثمان) فى (سؤالاته): 4 وابن حنبل فى (علله) (3/ 367)، و (البخارى) فى (التأريخ الكبير) (4/ 330) و (التأريخ الصغير) (1/ 308)،و (اليسوى) فى (المعرفة والتأريخ) (2/ 127،474)،و (العقيلى) فى (الضعفاء الكبير) (ترجمة: 1983) و (ابن ابى حاتم) فى (الجرح والتعديل) (4/ 251) و (ابن حبان) فى (المجروحين) (3/ 98) (ابن عدى) فى (الكامل) (2/ 2714) و (الدار قطنى) فى (الضعفاء والمتروكون) (ترجمة: 593) و (الذهبى) فى (الميزان) (4/ 418) و (ابن حجر) فى (التهذيب) (11/ 310) وفى (تقريب التهذيب) (2/ 361) و (النسائى) فى (الضعفاء والمتروكون) (ترجمة:642)
قال الالبانى [واورده (ابن كثير) فى (التفسير) (1/ 114) من رواية البزار عن أنس وسكت عنه وقد وقفت على اسناده فقد أخرجه فى (مسنده) (ق 305/ 1) من طريق هانىء بن المتوكل: ثنا عبدالله بن سليمان عن أبان عن أنس به، وقال (عبدالله بن سليمان حدث بأحاديث لايتابع عليها)
قال الالبانى: (هو عبدالله بن سليمان بن زرعة الحميرى المصرى الطويل)]
قال الحافظ فى (التقريب) فى (ترجمته) (صدوق يخطىء وأعلاله بشيخه أبان - وهو أبن أبى عياش- الاولى لانه متروك على أن هانىء بن المتوكل قريب منه فقال ابن حبان فى (الضعفاء) ((كان يدخل عليه لما كبر فيجيب، فكثر المناكير فى روايته، فلايجوز الاحتجاج به بحال))
¥(39/474)
قلت: قال (الدار قطنى) فى (الضعفاء والمتروكون) (103): (ابان بن ابى عياش: بصرى وهو ابن فيروز، يحدث عن انس، متروك)، وقال النسائى فى ترجمته ابان بن ابى عياش فى (الضعفاء والمتروكون): (متروك)، وضعفه أئمة أهل الحديث لذلك أورده: يحيى بن معين فى (تأريخه) (4/ 146، 147) و (إبن أبى حاتم) فى (الجرح والتعديل) (1/ 295) وابن حنبل فى (علله) (1/ 135)، و (محمد بن عثمان فىسؤالاته): (ترجمة17)، والبخارى فى (التأريخ الكبير) (1/ 454) و (العقيلى) فى (الضعفاء الكبير) (ترجمة: 22)، و (ابن حبان) فى (المجروحين) (1/ 96) و (ابن عدى) فى (الكامل فى الضعفاء) (1/ 372)، و (الدار قطنى) فى (الضعفاء والمتروكون) (ترجمة/ 103)، و (ابن حجر) فى (تهذيب التهذيب) و (الذهبي) فى (الميزان) (1/ 10) و (ابن حجر) فى (تقريب التهذيب) (1/ 31) قال الالبانى (وقد ساق له الذهبى مناكير هذا أحدهالكن وقع فيه أسحاق بن عبدالله بن أبى طلحة.
كما فى طريق الاولى مكان أبان وقال الذهبى وتبعه العسقلانى (هذا حديث منكر) واعله الهيثمى (10/ 226) فقال (ضعيف).
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[18 - 03 - 04, 06:51 ص]ـ
(2) صحيفة (12) الحديث الاول
قال رسول الله < [ليس الايمان بالتمنى ولابالتحلى، ولكن ماوقر فى القلب وصدقه العمل] (رواه أبن النجار والديلمى)، وجاء فى بعض الروايات بزيادة [العلم علم اللسان وعلم بالقلب، فأما علم القلب فالعلم النافع، وعلم اللسان حجة الله على بنى ادم] قال الالبانى: أن هذا الحديث موضوع.
قال الالبانى: أسناد هذا الحديث هالك، يوسف بن عطية - وهو الصفار الانصارى
قلت: [يوسف بن عطية مجمع على ضعفه وضعفه أئمة أهل الحديث قال ابن حزم فى (المحلى) (10/ 3323): متروك الحديث ولايكتب حديثه]، وقال البخارى فى ترجمته (منكر الحديث)، وقال النسائى والدولابى (متروك الحديث) وقال ابن حجر فى (التقريب) (2/ 381): متروك وزاد النسائى (ليس بثقة)
وقال الذهبى فى (الميزان) (4/ 268) وقال االفلاس (ماعلمته كان يكذب ولكنه يهم) أنظر (الضعفاء الكبير) (ترجمة: 2085) , (المجروحين) (3/ 143) و (الكامل) (7/ 2610) و (التهذيب) (11/ 367) وعبد السلام بن صالح وهو أبو الصلت الهروى أورده (الذهبى) فى (الضعفاء) وقال (اتهمه بالكذب غير واحد)
قال أبو زرعة: لم يكن بثقة
قال أبن عدى: متهم وقال غيره:رافضي
وقال الالبانى: [وقد رواه بعض الضعفء عن الحسن موقوفا ولكن أسناده ضعيف من أجل زكريا هذا وهو ابن حكيم الحبطى، قال الذهبى فى (الميزان):هالك، وأقره الحافظ فى اللسان، ولكن قال المناوى فى الفيض تحت قول السيوطى (رواه أبن النجار والديلمى فى مسند الفردوس): قال العلائى: (حديث منكر، تفرد به عبد السلام بن صالح العابد، قال النسائى: متروك، قال ابن عدى: مجمع على ضعفه]
قلت: ضعفه أهل الحديث (أهل الجرح والتعديل) لذلك قال النسائى فى (الضعفاء والمتروكون) (210): كوفى ليس بثقة، وانظر تضعيف هذا الرجل من قبل: (يحيى بن معين) فى (تأريخه) (3/ 544)، و (البخارى) فى (التأريخ الكبير) (2/ 1/421) و (العقيلى) فى (الضعفاء الكبير) (ترجمة: 543) و (ابن ابى حاتم) فى (الجرح والتعديل) (1/ 2/596) و (إبن حبان) فى (المجروحين) (1/ 314) و (إبن عدى) فى (الكامل) (3/ 1069) و (الدارقطنى) فى (الضعفاء والمتركون) (ترجمة 239)، و (الذهبى) فى (الميزان) (2/ 72) و (إبن حجر) فى (اللسان) (2/ 479).
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[19 - 03 - 04, 10:19 م]ـ
الحديث الثالث والرابع والخامس
(3) صحيفة (23)، (4) صحيفة (57)،
(5) صحيفة (348) حديث واحد كرر ثلاث مرات
قال رسول الله j [ بادروا بالأعمال سبعا، هل تنتظرون إلا فقرا منسيا، أوغنا مطغيا، او مرضا مفسدا، أو هرما مفندا، او موتا مجهزا، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر] (رواه الترمذي)، حديث ضعيف قال محمد ناصرالدين الألبانى معلقا على الحديث [فى سنده ضعف كما بينته فى (سلسة الأحاديث الضعيفة والموضوعة واثرها السئ على الأمة 1666) ولم اجد له شاهدا] فى إسناده محرز بن هاروون وهو ضعيف.
قال الألبانى: [قال العقيلى فى ترجمة محرز بن هارون (قال البخارى منكر الحديث) و كذلك اخرجه الحاكم (4/ 221) وفيه رجل مجهول بين معمر و سعيد المقبرى].
قال الترمذى فى (الجامع الصحيح) (2036): حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث محرز بن هاروون، قلت: اى ضعيف ترجمة محرز بن هارون بن عبدالله التيمى المدنى قال النسائى فى (الضعفاء) رقم (583): منكر الحديث قال الذهبى فى (الميزان) رقم (3/ 433) [قال البخارى: منكر الحديث، وقال الدارقطنى فى (الضعفاء والمتروكون) رقم (499): ضعيف]، وانظر (البخارى) فى (التاريخ الكبير) (8/ 22) و (التأريخ الصغير) (2/ 88) و (الضعفاء) للبخارى (369) و (الضعفاء الصغير) (212)، والعقيلى فى (الضعفاء الكبير) (ترجمة: 1822)، وإبن أبى حاتم فى (الجرح والتعديل) (7/ 345) وإبن حبان فى (المجروحين) (3/ 19)، وإبن عدى فى (الكامل) (6/ 434)، وإبن حجر فى (التهذيب) (10/ 55) و (المغنى) (2/ 544) رقم (5199).
¥(39/475)
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[21 - 03 - 04, 09:55 م]ـ
الحديث السادس والسابع
(6) صحيفة (33) الحديث الأول
قال رسول الله j [ الدنيا دار من دار له ومال من لامال له ولها يجمع من لاعقل له] (رواه أحمد والبيهقى). حديث ضعيف، قال إبن قدامة فى (المنتخب) (10/ 1/2): هذا (حديث منكر)، قال الألبانى: [وابو إسحاق الظاهر أنه السبيعى وهو مدلس مختلط ودويد وهو إبن نافع، قال الحافظ: مقبول].
(7) صحيفة (62) الحديث الثانى
عن الحسين بن الفرج: ثنا محمد بن عمر: حدثنى الضحاك بن عثمان:أخبرنى عبد الله بن عمير: سمعت عبدالرحمن بن الحارث بن هشام يحدث عن ابيه (رأيت رسول الله j فى حجته وهو واقف على راحلته وهو يقول: [والله إنك لخير الأرض وأحب الأرض إلى الله، ولولا أنى اخرجت منك ما خرجت] فقلت ياليتنا لم نفعل فارجع إليها فأنها منبتك ومولدك، فقال رسول الله j : [ إنى سالت ربى عزوجل: اللهم إنك أخرجتنى من أحب ارضك الى، فأنزلنى احب الأرض إليك فأنزلنى المدينة] (أخرجه الحاكم) (3/ 277) حديث موضوع.
اخرجه الحاكم فى ترجمة الحارث بن هشام هذا (رضى الله عنه) وسكت عن إسناده هو والذهبى، وهو إسناد هالك آفته محمد بن عمر وهو الواقدى، فإنه كذاب، كما قال غير واحد من الأئمة غير أن الرواى عنه الحسين بن فرج قريب منه، فقد أورده الذهبى فى (الضعفاء والمتروكين) وقال: (قال إبن معين: يسرق الحديث) قال الذهبى فى (الميزان) [قال إبن معين كذاب يسرق الحديث ومشاه غيره، قال ابو زرعة: ذهب حديثه] قال الحافظ فى اللسان [قوله مشاه غيره، ما علمت ما عنى ثم نقل عن جمع آخر من الأئمة تضعيفه وعن ابى حاتم أنه تركه، وله طريق آخر وهو موضوع ايضا، قال إبن حزم فى ترجمة محمد بن عمر بن الواقد الاسلمي الواقدى فى (المحلى) (2/ 50)، (7/ 472) (8/ 414) (11/ 53): مذكور بالكذب، قال إبن حجر فى (التقريب) (2/ 194): متروك مع سعة علمه
قال الذهبى فى (الكاشف) (3/ 82): قال البخارى وغيره متروك، وقال الذهبى فى (المغنى) (2/ 619): مجمع على تركه، وقال إبن عدى فيه: إنه يروى أحاديث غير محفوظة والبلاء منه، وقال النسائى: كان يضع الحديث ان ائمة أهل الحديث تكلموا فى تجريح محمد هذا منهم: العقيلى فى (الضعفاء الكبير) (ترجمة1666) وإبن حبان فى (المجروحين) (2/ 290) و والذهبى فى (الميزان) (3/ 662) وإبن حجر فى (التهذيب) (9/ 323).
ـ[ابن عبد الوهاب السالمى]ــــــــ[26 - 03 - 04, 08:15 م]ـ
الحديث الثامن والتاسع
(8) صحيفة (70) الحديث الاول
قال رسول الله j [ ثلاثة لاينفع معهن عمل: الشرك بالله، وعقوق الوالدين، والفرار يوم الزحف] (رواه الطبرانى فى الكبير) (1420) ضعيف جدا
قال الالبانى: [وهذا الاسناد ضعيف جدا، فيه يزيد بن ربيعة]
قال النسائى فيه: متروك
جاء فى الميزان (قال البخارى: أحاديثه مناكير، وقال أبو حاتم وغيره: ضعيف).
قال الهيثمى فى (المجمع) (1/ 104) (رواه الطبرانى فى (الكبير) وفيه يزيد بن ربيعة).
أورده الدار قطنى فى (الضعفاء والمتروكون) (590) وانظر (الميزان) (4/ 422) رقم (9688) و (المغنى) (748) (رقم 7096) , (اللسان) (6/ 286) و (التأريخ الكبير) (8/ 332) و (التأريخ الصغير) (2/ 158) , (الضعفاء) للنسائى (643) و (الجرح) (8/ 261) و (المجروحين) (3/ 104) والعقيلىفى (الضعفاء الكبير) ترجمة (1989) و (الكامل (7/ 2714) و (اللسان) (6/ 286)
قال الالبانى: [لذا أشار المنذرى فى (الترغيب) (8/ 132) لضعف الحديث].
أنظر (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة واثرها السئ فى الأمة) (1384).
(9) صحيفة (88)
عن عبدالله بن عمرو (رضى الله عنهما) قال: قال رسول الله j [ لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به] (رواه الحاكم وأبو نصر فى الإبانة) وقال النووى فى (اربعيبنة) [هذا حديث صحيح، رويناه فى كتاب (الحجة) بإسناد صحيح]
قال الألبانى: [هذا وهم فالسند ضعيف فيه نعيم بن حماد]
قلت: [قال النسائى أن نعيم بن حماد: ضعيف وذكره فى (الضعفاء والمتروكين) وضعفه البخارى فى (التأريخ الكبير) (8/ 100) وكذلك ضعفه أهل الحديث منهم (إبن ابى حاتم) فى (الجرح والتعديل) (8/ 463) و (إبن عدى) فى (الكامل) (7/ 2482) و (الذهبى) فى (الميزان) (4/ 267)]
وأعله الحافظ إبن رجب بغير هذه العلة متعقبا على النووى تصحيحه إياه، فانظر كتابه (جامع العلوم الحكم)
ثم ان عزه الى المذكورين يوهم انه لم يخرجه من هو اعلى طبقة منهما، وليس كذلك فقد أخرجه الحسن بن سفيان فى (الاربعين) له (ق 65/ 1) وهو من الآخذين عن أحمد وإبن معين ورواه القاسم إبن عساكر فى (أربعينه) وقال: حديث غريب اى ضعيف، أنظر تعليق الألبانى على (المشكاة) (67) فالحديث ضعيف.(39/476)
احتجاج الإمام مالك فى ((الموطأ)) بنسوةٍ مجهولاتٍ لم يرو عنهن إلا واحد
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[17 - 03 - 04, 06:35 م]ـ
احتجاج الإمام مالك فى ((الموطأ)) بنسوةٍ مجهولاتٍ لم يرو عنهن
إلا واحد، وقد وُثقن لتخريج مالك أحاديثهن فى ((الموطأ)) ج1
**************************************
الحمد لله العزيز الغفار، الذى نصب فى كلّ جيلٍ طائفةً ليتفقهوا فى الدين ويستقرئوا سالف الآثار، وهيأهم لإدراك الصحيح والضعيف من السنن والأخبار، أولئك الذين تنجلى بهم الظلم، وتنكشف بهم الغمم، ويُهتدَى بهم على كرِّ الدهور والأعصار.
أحمده وهباته تنزل تترى على توالى الليل والنهار، وأرجوه وأخافه وبيده مقاليد الأمور ويعلم كمائن الأسرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً دلائلها مشرقة الأنوار، ونتيجة اعتقادها مباينة أهل العناد من المشركين والكفار، وأشهد أن محمداً عبده ورسولُه المجتبى ونبيُّه المختار. وبعد!
لما كان للمتأخرين مذهب مرجوح فى تضعيف أحاديث التابعيات المجهولات ممن لا يعرفن بجرحٍ ولا عدالةٍ، فقد أردنا أن نوقفك على وعورة هذا المسلك، مع بيان أنه خلاف الراجح مما كان عليه سلف الأئمة من تلقى أحاديثهن بالقبول والتصحيح والاحتجاج بها.
فهذا ((موطأ)) إمام الأئمة وحبر الأمة مالك بن أنس. ولا يغيبنَّ عنك أن مالكاً كان شديد التحرى فى البحث عن الرجال، فلم يدخل فى ((موطئه)) إلا الثقات. وقد قال أبو سعيد بن الأعرابى: كان يحيى بن معين يوثق الرجل لرواية مالك عنه، سئل عن غير واحد، فقال: ثقة روى عنه مالك. وقال الأثرم: سألت أحمد بن حنبل عن عمرو بن أبى عمرو مولى المطلب، فقال: يزين أمره عندى أن مالكاً روى عنه.
فهذان إماما أئمة الجرح والتعديل: أحمد ويحيى قد رضيا مالكاً حكماً لهما فى توثيق الرجال، ونزلا على حكمه. وكفى بصنيعهما هذا دلالة!.
وقال شعبة بن الحجاج: كان مالك بن أنس أحد المميزين، ولقد سمعته يقول: ليس كل الناس يكتب عنهم، وإن كان لهم فضل فى أنفسهم، إنما هى أخبار رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فلا تؤخذ إلا من أهلها.
وقال مطرف بن عبد الله المدني: قال لي مالك بن أنس: عطاف ـ يعنى ابن خالد ـ يحدِّثُ؟، قلت: نعم، فأعظم ذلك إعظاما شديداً، ثم قال: لقد أدركت أناسا ثقات يحدثون ما يؤخذ عنهم، قلت: كيف وهم ثقات؟، قال: مخافة الزلل.
وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه عن مطرف بن عبد الله: سمعت مالك بن أنس يقول: ويكتب عن مثل عطاف بن خالد!، لقد أدركت في هذا المسجد سبعين شيخا كلهم خير من عطاف ما كتبت عن أحد منهم، وإنما يكتب العلم عن قوم قد حوى فيهم العلم مثل عبيد الله بن عمر وأشباهه.
ففى ((الموطأ)) من هؤلاء التابعيات اللاتى لا يعرفن بجرحٍ ولا عدالةٍ جماعة، نذكر منهن:
(1) كبشة بنت كعب بن مالك لم يرو عنها إلا حميدة بنت عبيد بن رفاعة
*******************************************
أخرج حديثها محمد بن الحسن فى ((الموطأ)): عن مالك عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبى طلحة عن حُميدة بنت عبيد بن رفاعة عن خالتها كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت ابن أبي قتادة الأنصاري أنها أخبرتها أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءاً، فجاءت هرة لتشرب منه، فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت كبشة: فرآني أنظر إليه، فقال: أتعجبين يا ابنة أخي! قالت: فقلت: نعم، فقال: إنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: ((إنها ليست بنجس، إنَّما هي من الطوافين عليكم أو الطوافات)).
وأخرجه كذلك الشافعى ((المسند)) (ص9) و ((الأم)) (1/ 5)، وعبد الرزاق (1/ 101/353)، وابن أبى شيبة (1/ 36/325 و7/ 308/36348)، وأحمد (5/ 303،309)، والدارمى (736)، وابن سعد ((الطبقات الكبرى)) (8/ 478)، وأبو داود (75)، والترمذى (92)، والنسائى ((المجتبى)) (1/ 5) و ((الكبرى)) (1/ 76/63) و ((الصغرى)) (184)، وابن ماجه (367)، وابن الجارود (60)، وابن خزيمة (104)، وابن المنذر ((الأوسط)) (1/ 303)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (1/ 19:18)، وابن حبان (1296)، والدارقطنى (1/ 70/22)، والحاكم (1/ 263)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 245)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (1/ 319)، وابن الجوزى ((
¥(39/477)
التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1/ 79/61)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (35/ 290) جميعاً من طريق مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة عن كبشة بنت كعب عن أبى قتادة به.
وقال أبو عيسى الترمذى: ((هذا حديث حسن صحيح. وقد جوَّد مالك هذا الحديث عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، ولم يأت به أحد أتم من مالك)).
وقال أبو عبد اللَّه الحاكم: ((هذا حديث صحيح ولم يخرجاه، على أنهما قد شهدا جميعا لمالك بن أنس أنه الحكم في حديث المدنيين، وهذا الحديث مما صححه مالك، واحتج به في ((الموطأ))، ومع ذلك فإنَّ له شاهدا بإسنادٍ صحيح)).
قلت: وقد حكم جماهير الأئمة للحديث بالصحة: البخارى، والترمذى، والعقيلى، وابن خزيمة، وابن الجارود، وابن حبان، والدارقطنى، والحاكم، وكذلك أكابر الحفاظ: النووى، والمزى، وابن تيميه، وابن دقيق العيد، وابن الملقن، والزيلعى، وابن حجر وكثيرون.
على أن فى إسناده كبشة بنت كعب بن مالك الأنصارية لم يرو عنها إلا ابنة أختها حُميدة بنت عبيد.
وقد زعم الإمام ابن منده أنهما مجهولتان. قال الحافظ ابن الملقن ((خلاصة البدر المنير)) (1/ 19): ((وخالف ابن منده، فأعلَّه بأن قال: في سنده حميدة وكبشة، ومحلهما محل جهالة.
قلت: لا بل ذكرهما ابن حبان في ((ثقاته))، وروي عن حميدة ثلاثة.
ثم قال: ولا يعرف لها رواية إلا في هذا الحديث.
قلت: لا، فلحميدة ثلاثة أحاديث، هذا أحدها.
قال: ولا يثبت هذا الخبر من وجه من الوجوه وسبيله سبيل المعلول.
قلت: لا واللَّه، فله طريق آخر لا شك في صحتها، وقد أوضحت ذلك كله في الأصل بزيادة فوائد)) اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر ((تلخيص الحبير)) (1/ 42): ((أما قوله: إنهما لا يعرف لهما إلا هذا الحديث، فمتعقب بأن لحميدة حديثا آخر في تشميت العاطس. رواه أبو داود، ولها ثالث رواه أبو نعيم في ((المعرفة)). وأما حالهما فحُميدة روى عنها مع إسحاق ابنُه يحيى وهو ثقة عند ابن معين، وأما كبشة فقيل: إنها صحابية، فإن ثبت فلا يضر الجهل بحالها والله أعلم. وقال ابن دقيق العيد: لعل من صحَّحه اعتمد على تخريج مالك، وأن كل من خرج له فهو ثقة عند ابن معين)).
قلت: لم يبق من كلام ابن منده مما لا يتوجه دفعه بسهولةٍ إلا وصفه كبشة بنت كعب بالجهالة، فهى كذلك على الأرجح، وأما القول بصحبتها فهو قول ابن حبان، وذلك مصيراً منه إلى أنها زوجة أبى قتادة الأنصارى، وهو وهم.
قال فى ((الثقات)) (3/ 357/1181): ((كبشة بنت كعب بن مالك، كانت تحت أبى قتادة الأنصارى. لها صحبة)). والصواب أنها تابعية، كانت تحت ابن أبى قتادة، كما هو ثابت فى الحديث من رواية القعنبى، وزيد ابن حباب وجماعة عن مالك، وقد خولفوا والصواب قولهم.
قال أبو داود (75): حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة عن كبشة بنت كعب بن مالك ـ وكانت تحت ابن أبي قتادة ـ أن أبا قتادة دخل فسكبت له وضوءاً، فجاءت هرة فشربت منه، فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت كبشة: فرآني أنظر إليه فقال: أتعجبين يا ابنة أخي! فقلت: نعم، فقال: إن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: ((إنَّها ليست بنجسٍ، إنها من الطوافين عليكم والطوافات)).
قال أبو القاسم الرافعى: ((ويدل عليه أن أبا قتادة قال لها: يا ابنة أخى، ولا يحسن نسبة الزوجة باسم المحارم)).
وقال أبو الحجاج المزى ((تهذيب الكمال)) (35/ 290/79164): ((كبشة بنت كعب بن مالك الأنصارية. روت عن أبى قتادة. وكانت تحت عبد اللَّه بن أبى قتادة. روت عنها بنت أختها حُميدة بنت عبيد بن رفاعة زوجة إسحاق بن عبد اللَّه بن أبى طلحة. ذكرها ابن حبان فى ((الثقات)). روى لها الأربعة)).
قلت: فإذ قد ثبت أن كبشة بنت كعب بن مالك تابعية لم يرو عنها إلا واحد، فقد ثبت أن محلها محل الجهالة، ومع هذا فقد خرَّج مالك حديثها فى ((الموطأ))، وصحَّحه الأماثل من الأئمة وأودعوه ((صحاحهم)).
¥(39/478)
(بيان وإيضاح) أكثر العلماء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين، ومن بعدهم كمالكٍ والشافعي وأحمد وإسحاق ومحمد بن الحسن وأبى يوسف: لم يروا بسؤر الهرة بأسا. وأصحٌّ ما احتجوا به فى ذلك حديث كبشة بنت كعب. وخالفهم أبو حنيفة فكره سؤر الهرة وأوجب منه.
(2) حميدة أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
لم يرو عنها غير محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى
*******************************
أخرج حديثها يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 47. تنوير الحوالك): عن مالك عن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أنها سألت أم سلمة زوج النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلم فقالت: إني امرأة أطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر، قالت أم سلمة: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((يطهره ما بعده)).
وأخرجه الشافعى ((المسند)) (ص50)، وإسحاق بن راهويه ((مسنده)) (1/ 90/43)، والدارمى (742)، وأبو داود (383)، والترمذى (143)، وابن ماجه (531)، والطبرانى ((الكبير)) (23/ 359/845)، وأبو نعيم ((الحلية)) (6/ 338)، والبيهقى ((الكبرى)) (2/ 406)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (13/ 104)، وابن بشكوال ((غوامض الأسماء المبهمة)) (1/ 434)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (26/ 169) جميعاً من طريق مالك عن محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم عن محمد بن إبراهيم عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أم سلمة.
قال الحافظ أبو الحجاج المزى ((تهذيب الكمال)) (35/ 159/7823): ((حميدة أنها سألت أم سلمة فقالت: إني امرأة طويلة الذيل الحديث. وعنها: محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، قاله الحسين بن الوليد النيسابوري عن مالك عن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم، وقال سائر الرواة عن مالك عن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أم سلمة. روى لها النسائي في حديث مالك)).
وقال الحافظ الذهبى ((ميزان الإعتدال)) (7/ 468/10958): ((حميدة سألت أم سلمة. هي أم ولد لإبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف، تفرد عنها محمد بن إبراهيم التيمي)).
وقال الحافظ ابن حجر ((تقريب التهذيب)) (1/ 746/8569): ((حميدة عن أم سلمة. يقال هي أم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف. مقبولة من الرابعة)).
قلت: فإذا كانت حميدة أو أم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن قد تفرد بالرواية عنها محمد بن إبراهيم التيمى، فقد ثبت أن محلها محل الجهالة، ومع ذا أخرج مالك حديثها فى ((موطئه))، وفى ذاك الصنيع من إمام أئمة التزكية والتعديل توثيق لها، وإقرار بحجيَّة حديثها.
وتابع مالكاً عن محمد بن عمارة: عبد الله بن إدريس.
أخرجه ابن أبى شيبة (1/ 58/615)، وأحمد (6/ 290)، وإسحاق بن راهويه (1/ 89/42)، وابن الجارود (142)، وأبو يعلى (12/ 356،416/ 6925،6981)، والطبرانى ((الكبير)) (23/ 359/846) جميعاً من طريق عبد الله بن إدريس عن محمد بن عمارة عن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن عن أم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن عن أم سلمة بنحوه.
وللبحث بقية إن شاء الله تعالى. والحمد لله أولاً وآخراً.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[03 - 05 - 05, 09:05 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، واصل ... أبا محمد بحثكم المفيد
=================
وأصحٌّ ما احتجوا به فى ذلك حديث كبشة بنت كعب. وخالفهم أبو حنيفة فكره سؤر الهرة وأوجب منه.
قولكم: (وأوجب منه): ائذَن لي أن أقول: إن صحَّ فهمي لعبارتكم ففيها خطأٌ.
إذ الراجح المشهور أن الكراهة عند أبي حنيفة ومحمد تنزيهية، كما هو مذهب أبي يوسف، ولو توضأ به صح عندهم.
صرح بذلك محققو الحنفية، ابن نجيم في البحر الرائق، وابن عابدين في الحاشية، وغيرهم.
وهو ما عزاه إليه ـ أي إلى أبي حنيفة ـ ابنُ المنذر في الأوسط، وابنُ قدامة في المغني.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 05 - 05, 09:11 ص]ـ
شيخنا الفاضل تقول: "ولا يغيبنَّ عنك أن مالكاً كان شديد التحرى فى البحث عن الرجال" لكن الكلام عن النساء. فكيف له أن يعرف عن أحوال النساء من غير محارمه؟! هذا ستر مغطى لا يعلم إلا في المشهورات.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[04 - 05 - 05, 06:06 م]ـ
أرفعه حتى يراه الشيخ الفاضل أبو محمد فيجيب - بإذن الله -.
¥(39/479)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 05 - 05, 12:22 ص]ـ
(3) مَرْجَانَةُ أمُّ عَلْقَمَةَ مَوْلاةُ عَائِشَةَ
لم يرو عنها غير ابنها عَلْقَمَةَ
ــــــولها فى ((الموطأ)) سبعة أحاديث:
(الحديث الأول) أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 239. تنوير الحوالك): عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَلَبِسَ ثِيَابَهُ، ثُمَّ خَرَجَ، قَالَتْ: فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي بَرِيرَةَ تَتْبَعُهُ، فَتَبِعَتْهُ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ، فَوَقَفَ فِي أَدْنَاهُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقِفَ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَسَبَقَتْهُ بَرِيرَةُ، فَأَخْبَرَتْنِي، فَلَمْ أَذْكُرْ لَهُ شَيْئاً، حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: ((إِنِّي بُعِثْتُ إِلَى أَهْلِ الْبَقِيعِ، لأُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ)).
وأخرجه كذلك ابن سعد ((الطبقات)) (2/ 203)، والنسائِيُّ ((الكبرى)) (1/ 656/2165) و ((المجتبى)) (4/ 93)، وابن حبَّان (3740)، والحاكم (1/ 488)، وابن بشكوال ((غوامض الأسماء المبهمة)) (2/ 586) جميعا من طريق مَالِكٍ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ به.
وقال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرِّجاه)).
قلتُ: وهو كما قال، وكيف لا، وقد أودعه مالك فى ((الموطأ))!. على أن فى إسناده أمُّ عَلْقَمَةَ مولاة عَائِشَةَ، لم يرو عنها غير ابنها عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ.
قال الحافظ أبو الحجَّاج المزِيُّ ((تهذيب الكمال)) (35/ 304/7928): ((مَرْجَانَةُ وَالِدَةُ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ. روت عن: مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، وعَائِشَةَ زوجِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى عنها: ابنها عَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ. ذكرها ابن حبَّان في ((كتاب الثقات)). روى لها البخاريُّ في كتاب ((رفع اليدين في الصلاة))، وأبو داود، والترمذيُّ، والنَّسائيُّ)).
قال الحافظ ابن حجر ((تقريب التَّهذيب)) (1/ 753/8680): ((مَرْجَانَةُ وَالِدَةُ عَلْقَمَةَ، تكنى أُمَّ عَلْقَمَةَ. علَّق لها البخاريُّ في ((الحيض)). وهي مقبولة من الثَّالثة)).
وقال الحافظ الذهبِيُّ ((الكاشف)) (2/ 517/7076): ((مَرْجَانَةُ عن عَائِشَةَ ومُعَاوِيَةَ، وعنها عَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ. وثقت)).
قلت: هى ثقة، فقد وثَّقها العجليُّ وابن حبَّان، وقد سبقهما إلى هذا إمام دار الهجرة بتخريج أحاديثها فى ((الموطأ))، ولا يُدخل فيه إلا الثِّقات، كما قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.
ذكرها العجلِيُّ فى ((معرفة الثِّقات)) (2/ 461/2364) فقال: ((أمُّ عَلْقَمَةَ مدنيَّة تابعيَّة ثقة)).
وقال ابن حبَّان فى ((الثِّقات)) (5/ 466/5755): ((مَرْجَانَةُ أمُّ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ، تروى عن عَائِشَةَ. روى عنها: عَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ)).
قلتُ: فإذ قد بان أنَّ أمَّ عَلْقَمَةَ مولاة عَائِشَةَ تَابِعِيَّةُ لم يرو عنها إلا ابنها عَلْقَمَةُ، فمحلُّها محلُّ الْجَهَالَةِ، ومع ذا أخرج مَالِكٌ إمام دار الهجرة، ونجم أئمَّة التَّزكية حديثها فى ((الموطأ))، وصحَّحه جمع من الأئمَّة.
(الحديث الثَّاني) أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 119. تنوير الحوالك): عَنْ مَالِك عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: أَهْدَى أَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمِيصَةً شَامِيَّةً، لَهَا عَلَمٌ، فَشَهِدَ فِيهَا الصَّلاةَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: ((رُدِّي هَذِهِ الْخَمِيصَةَ إِلَى أبِي جَهْمٍ، فَإِنِّي نَظَرْتُ إِلَى عَلَمِهَا فِي الصَّلاةِ، فَكَادَ يَفْتِنُنِي)).
¥(39/480)
وأخرجه كذلك أحمد (6/ 177)، وابن سعد ((الطبقات)) (1/ 457)، وابن حبَّان (2332)، والبيهقِيُّ ((الكبرى)) (2/ 349) جميعاً من طريق مَالِكٍ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ به.
قلت: هذا حديث صحيح، ولم يخرِّجه الشيخان فى ((صحيحهما))، وإنما خرَّجا حديث الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلامٌ، فَنَظَرَ إِلَى أَعْلامِهَا نَظْرَةً، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ، وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ، فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفاً عَنْ صَلاتِي)).
أخرجه الحميدى (172)، وأحمد (6/ 37)، وإسحاق بن راهويه ((مسنده)) (2/ 136/621،622)، وابن سعد ((الطبقات)) (1/ 457)، والبخاريُّ (1/ 78،137. سندى)، ومسلم (5/ 43،44. نووى)، وأبو داود (914)، والنسائيُّ ((الكبرى)) (1/ 197،277/ 553،847) و ((المجتبى)) (2/ 72)، وابن ماجه (3550)، وابن خزيمة (928)، وأبو يعلى (7/ 386/4414)، وأبو عوانة (1/ 401،402)، وأبو نعيم ((المسند المستخرج على مسلم)) (2/ 156/1217،1218،1219)، والبيهقِيُّ ((الكبرى)) (2/ 282،349)، وابن عبد البر ((التَّمهيد)) (17/ 391) من طرق عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ به.
(الحديث الثَّالث) أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 77. تنوير الحوالك): عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ مَوْلاةِ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ النِّسَاءُ يَبْعَثْنَ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ بِالدِّرَجَةِ فِيهَا الْكُرْسُفُ، فِيهِ الصُّفْرَةُ مِنْ دَمِ الْحَيْضَةِ، يَسْأَلْنَهَا عَنِ الصَّلاةِ، فَتَقُولُ لَهُنَّ: ((لا تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ)) تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ مِنَ الْحَيْضَةِ.
وأخرجه كذلك محمد بن الحسن ((موطئه)) (85)، وابن المنذر ((الأوسط)) (2/ 234)، والبيهقِيُّ ((الكبرى)) (1/ 335) من طريق مَالِكٍ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ به.
وعلَّقه البخاريُّ فى ((كتاب الحيض)) من ((صحيحه)) (1/ 67. سندى): باب إقبال المحيض وإدباره. وَكُنَّ نِسَاءٌ يَبْعَثْنَ إِلَى عَائِشَةَ بِالدِّرَجَةِ فِيهَا الْكُرْسُفُ فِيهِ الصُّفْرَةُ، فتقول: لا تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ ـ تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ مِنَ الْحَيْضَة ـ.
وتابع مالكاً عَنْ عَلْقَمَةَ: معمرٌ.
قال عبد الرزاق (1/ 301/1159): أخبرنا مَعْمَرٌ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ أَخْبَرَتْنِي أُمِّي أَنَّ نِسْوَةً سَأَلَتْ عَائِشَةَ عَنْ الْحَائِضِ تَغْتَسِلُ إِذَا رَأَتْ الصُّفْرَةَ وَتُصَلِّي؟، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لا حَتَّى تَرَى الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 05 - 05, 09:29 م]ـ
(الحديث الرَّابع) أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (3/ 103. تنوير الحوالك): عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا قَالَتْ: دَخَلَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى حَفْصَةَ خِمَارٌ رَقِيقٌ، فَشَقَّتْهُ عَائِشَةُ، وَكَسَتْهَا خِمَاراً كَثِيفَاً.
وأخرجه ابن سعد ((الطبقات)) (8/ 71)، والبيهقِيُّ (2/ 235) من طريق مَالِكٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بِهِ.
(الحديث الخامس) أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 328): عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُسْأَلُ عَنْ الْمُحْرِمِ؛ أَيَحُكُّ جَسَدَهُ؟، فَقَالَتْ: نَعَمْ، فَلْيَحْكُكْهُ وَلْيَشْدُدْ، وَلَوْ رُبِطَتْ يَدَايَ، وَلَمْ أَجِدْ إِلا رِجْلَيَّ، لَحَكَكْتُ.
وأخرجه البيهقِيُّ ((الكبرى)) (5/ 64) من طريق يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ ثَنَا مَالِكٌ بِهِ.
¥(39/481)
وعلَّقه البخارِيُّ فِي ((كتاب الحج)) من ((صحيحه)) (1/ 316): باب الاغتسال للمحرم. قال: ولَمْ يَرَ ابْنُ عُمَرَ وعَائِشَةُ بِالْحَكِّ بَأسَاً.
(الحديث السَّادس) أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 313): عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ: أَنَّهَا كَانَتْ تَنْزِلُ مِنْ عَرَفَةَ بِنَمِرَةَ، ثُمَّ تَحَوَّلَتْ إِلَى الأَرَاكِ. قَالَتْ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ تُهِلُّ مَا كَانَتْ فِي مَنْزِلِهَا، وَمَنْ كَانَ مَعَهَا، فَإِذَا رَكِبَتْ، فَتَوَجَّهَتْ إِلَى الْمَوْقِفِ، تَرَكَتْ الإِهْلالَ. قَالَتْ: وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَعْتَمِرُ بَعْدَ الْحَجِّ مِنْ مَكَّةَ فِي ذِي الْحِجَّةِ، ثُمَّ تَرَكَتْ ذَلِكَ، فَكَانَتْ تَخْرُجُ قَبْلَ هِلالِ الْمُحَرَّمِ، حَتَّى تَأْتِيَ الْجُحْفَةَ، فَتُقِيمَ بِهَا حَتَّى تَرَى الْهِلالَ، فَإِذَا رَأَتْ الْهِلالَ أَهَلَّتْ بِعُمْرَةٍ.
(الحديث السَّابع) أخرجه البخارِيُّ ((الأدب المفرد)) (1274) قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّهُ بَلَغَهَا أَنَّ أَهْلَ بَيْتٍ فِي دَارِهَا، كَانُوا سُكَّانَاً فِيهَا، وَعِنْدَهُمْ نَرْدٌ، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ: لَئِنْ لَمْ تُخْرِجُوهَا، لأُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ دَارِي وَأَنْكَرَتْ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ.
وأخرجه كذلك يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (3/ 131. تنوير الحوالك)، والبيهقِيُّ ((الكبرى)) (10/ 216) و ((شعب الإيمان)) (5/ 239/6505) جميعا عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ بِهِ.
قلت: فهذا تمام سبعة أحاديث صحاح أودعها مَالِكٌ ((موطأه))، وصحَّحها الأئمَّة، وكلُّها من حديث أم علقمة مرجانة مولاة عَائِشَةَ، التى تفرَّد بالرِّواية عنها ابنُهَا عَلْقَمَةُ بْنُ أَبِي عَلْقَمَةَ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 05 - 05, 09:35 م]ـ
ويتبع بتوفيق الله وعونه:
(4) أمُّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ
لَمْ يَرْوِ عَنْهَا غَيْرُ ابْنِهَا مُحَمَّدٍ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[07 - 05 - 05, 10:44 م]ـ
(4) أمُّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ
لَمْ يَرْوِ عَنْهَا غَيْرُ ابْنِهَا مُحَمَّدٍ
ـــــــأخرج حديثها يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (2/ 44. تنوير الحوالك): عَنْ مَالِكٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَنْ يُسْتَمْتَعَ بِجُلُودِ الْمَيْتَةِ إِذَا دُبِغَتْ)).
وأخرجه كذلك الشافعِيُّ ((المسند)) (ص10) و ((الأم)) (1/ 7)، والطيالسِيُّ (1568)، وعبد الرزَّاق (1/ 63/191)، وابن أبى شيبة (5/ 162/24777)، وأحمد (6/ 73،104،148،153)، وإسحاق بن راهويه ((مسنده)) (3/ 986/1710)، وأبو داود (4124)، والنسائِيُّ ((الكبرى)) (3/ 86/4578) و ((المجتبى)) (7/ 176)، وابن ماجه (3612)، وابن المنذر ((الأوسط)) (2/ 261)، وابن حبَّان (1283)، وأبو نعيم ((الحلية)) (6/ 355)، والبيهقِيُّ ((الكبرى)) (1/ 17)، وابن الجوزِيِّ ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1/ 88/77)، والذهبِيُّ ((تذكرة الحفاظ)) (3/ 1080) و ((سير أعلام النبلاء)) (17/ 161) جميعاً من طريق عَنْ مَالِكٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ به.
قال الحافظ أبو الحجاج المزِيُّ ((تهذيب الكمال)) (35/ 395/8029): ((أمُّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ عَائِشَةَ. روى عنها ابنها مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ. روى لها أبو داود، والنسائِيُّ، وابن ماجه)).
وقال الحافظ الذهبِيُّ ((الكاشف)) (2/ 529/7165) مثله.
وقال الحافظ ابْنُ حَجَرٍ ((تقريب التَّهذيب)) (1/ 758/8767): ((مقبولة من الثالثة)).
¥(39/482)
قلت: يعنى بقوله ((من الثَّالثة)) أنها فى الطبقة الوسطى من التَّابعيَّات مثل: حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، وحَفْصَةَ بِنْتِ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ، وعَمْرَةَ بِنْتِ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ، وأمثالهن.
وإذ لم يرو عنها إلا ابنها مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، فقد ثَبَتَ أن محلَّها مَحْلُّ الْجَهَالَةِ، ومع ذا أخرج مَالِكٌ حديثها فِي ((الموطأ))، وفى ذلك توثيقٌ لها.
[إيضاح وتنبيه] مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ أبُو عَبْدِ اللهِ الْعَامِرِِيُّ الْقُرَشِيُّ الْمَدَنِيُّ، احتجَّا به فى ((الصحيحين))، فأخرج له إمام المحدِّثين حديثين فى خمسة مواضع، وهما:
[الأوَّل] قال فِي ((الصلاة)) (385): حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ، فَإِذَا أَرَادَ الْفَرِيضَةَ نَزَلَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ.
وأعاده فى ((الجمعة)) (1035): حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ ثَنَا هِشَامٌ بمثله.
وفيه أيضاً (1031): حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ بنحوه.
[الثَّانِي] قال فِي ((فضائل القرآن)) (4666): حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ عَنْ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ - قَالَ يَحْيَى وَأَحْسِبُنِي قَالَ سَمِعْتُ أَنَا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اقْرَإِ الْقُرْآنَ فِي شَهْرٍ))، قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، حَتَّى قَالَ: ((فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ، وَلا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ)).
وفيه أيضاً (4665): حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى مختصراً.
وأخرج مسلِمٌ له حديثاً واحداً مقروناً بغيره، قال فِي ((المشساجد ومواضع الصلاة)) (978): حَدَّثَنِي إِسْحَقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا مَعْنٌ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ مَوْلَى الأَسْوَدِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا كَانَ الْحَرُّ، فَأَبْرِدُوا عَنْ الصَّلاةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ))، وَذَكَرَ ((أَنَّ النَّارَ اشْتَكَتْ إِلَى رَبِّهَا، فَأَذِنَ لَهَا فِي كُلِّ عَامٍ بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ)).
وزاد الإمام مَالِكٌ فِي ((الموطأ)) حديثاً رابعاً:
قال يحيى بن يحيى ((الموطأ)): عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِيَاسِ بْنِ الْبُكَيْرِ أَنَّهُ قَالَ: طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ ثَلاثًا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا ثُمَّ بَدَا لَهُ أَنْ يَنْكِحَهَا، فَجَاءَ يَسْتَفْتِي، فَذَهَبْتُ مَعَهُ أَسْأَلُ لَهُ، فَسَأَلَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ ذَلِكَ: فَقَالا: لا نَرَى أَنْ تَنْكِحَهَا حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَكَ، قَالَ: فَإِنَّمَا طَلاقِي إِيَّاهَا وَاحِدَةٌ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّكَ أَرْسَلْتَ مِنْ يَدِكَ مَا كَانَ لَكَ مِنْ فَضْلٍ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 03 - 07, 10:31 ص]ـ
احْتِجَاجُ الإِمَامِ مَالِكٍ فِى «الْمُوَطَّأ» بِنِسْوَةٍ مَجْهُولاتٍ لَمْ يَرْوِ عَنْهُنَّ
إِلاَّ وَاحِدٌ، وَقَدْ وُثِّقْنَّ لِتَخْرِيْجِ مَالِكٍ أحَادِيثَهُنَ فِى «الْمُوَطَّأ» ج1
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[12 - 03 - 07, 01:30 م]ـ
السلام عليكم
البحث على ملف وورد ... وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 03 - 07, 02:29 ص]ـ
السلام عليكم
البحث على ملف وورد ... وجزاكم الله خيرا
جَزَاكُمُ اللهُ خَيْرَاً، وَشَكَرَ صَنِيعَكُمْ، وَأَجْرَلَ مَثُوبَتَكُمْ.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[16 - 03 - 07, 02:49 م]ـ
اكمل بارك الله فيك يا شيخنا الجليل
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[12 - 11 - 07, 03:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا أبا محمد، ونفعنا الله بك،
وودنا لو رددت على إشكال الأخ الفاضل محمد الأمين حول الكلام عن النساء .. بارك الله فيك وفيه
¥(39/483)
ـ[باحثة]ــــــــ[15 - 06 - 09, 10:24 م]ـ
بارك الله فيكم لو تكملون
ثم إني أريد ان استوضح منكم أمرا: هل تريدون من هذا البحث ان تثبتوا ان العلماء صححوا هذه الأحاديث لأن مالك أخرجها في الموطأ؟
فإن كان هذا مقصدكم فهو احتمال، وقد تحتمل ايضا امور اخرى كأن يكون العلماء صححوها لأن فلان ثقه وقد حدث عن امه حديثا، فهي عنده ثقة لوراية الثقه عنها
لذلك قال البعض التابعيات المجهولات وقد روى عنهم ثقات يقبل حديثهم
وعندي حديث لا اظنه في الموطأ
عن حُكيمة بن اميمة بنت رقيقه عن أمها أنها قالت كان للنبي صلى الله عليه وسلم قدح من عيدان تحت سريره يبول فيه بالليل.
وهناك زياده في الحديث خرجها بعضهم وهي قصة شرب بول النبي صلى الله عليه وسلم
وقد صحح الحديث جمع من العلماء:
-الدارقطني:
نقله ابن الملقن البدر للمنير قال ابن الملقن في «البدر المنير» (1/ 485): «وذكر الدارقطني أن حديث المرأة التي شربت بوله صحيح».
- ابن الصلاح: نقله عنه ابن الملقن في البدر المنير [قال: «هذا حديث ورد متلوِّنًا ألوانًا ولم يخرج في الكتب الأصول فروي بإسنادٍ جيدٍ عن حكيمة بنت أميمة بنت رقيقة أن النبي ? كان يبول في قدح من عيدان ويوضع تحت السرير فبال فيه ليلة فوضع تحت السرير فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة البول الذي كان في القدح ما فعل قالت شربته يا رسول الله زاد بعضهم فقالت قمت وأنا عطشانة فشربته وأنا لا أعلم وفي رواية لأبي عبد الله بن منده الحافظ لقد احتظرت من النار بحظار فهذا القدر منه اتفقت عليه الروايات وأما ما اضطربت فيه منه فالاضطراب مانع من تصحيحه». «البدر المنير» (1/ 484 - 485).]
- الحاكم:
قال: هذا حديث صحيح الاسناد. المستدرك حديث رقم (593)
- الذهبي في تعليقه على المستدرك ايضا
- الهيثمي [مجمع الزوائد 8/ 320] والغريب انه قال عن حكيمة ثقة
- السيوطي:
قال السيوطي في «الخصائص الكبرى» (2/ 441): «وأخرج الطبراني والبيهقي بسند صحيح عن حكيمة بنت أميمة عن أمها قالت كان للنبي ? قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت سريره فقام فطلبه فلم يجده فسأل عنه فقال أين القدح قالوا: شربته برة خادم أم سلمة التي قدمت معها من أرض الحبشة فقال النبي ? لقد احتظرت من النار بحظار».
- الألباني من المعاصرين في صحيح النسائي وأبو داود ..
وكذلك ذكروا ان ابن حبان اخرجه في صحيحه ولم أقف عليه.
فما رأيكم بارك الله فيكم ونفع بكم؟
ملاحظة: قد استفدت من هذا الموضوع http://www.aslein.net/showthread.php?t=6271
ـ[باحثة]ــــــــ[15 - 06 - 09, 10:34 م]ـ
اقتبست هذا الكلام من بحث الدكتور أبو بكر الكافي
جهالة عند نقاد الحديث: مفهومها وأسبابها واحكامها
الدكتور أبو بكر كافي
مجلة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية
رمضان 1426هـ/ أكتوبر 2005م.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1054893
لبعض المحدثين مذهبا مرجوحا في تضعيف أحاديث التابعيات ممن لا يعرفن بجرح ولا عدالة، فقد أردنا أن نناقش هذا المذهب مع بيان أنه خلاف الراجح مما كان عليه الأئمة من تلقي أحاديثهم بالقبول والتصحيح والاحتجاج بها.
فهذا " موطأ" إمام الأئمة وحبر الأمة مالك بن انس، وقد قال أبو سعيد بن الأعرابي: كان يحي بن معين يوثق الرجل لرواية مالك عنه، سئل عن غير واحد فقال: ثقة روى عنه مالك. وقال الأثرم: سألت احمد بن حنبل عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، فقال: يزين أمره عندي أن مالك روى عنه.
وقال شعبة بن الحجاج: كان مالك بن انس احد المميزين، ولقد سمعته يقول: ليس كل الناس يكتب عنهم، وإن كان لهم فضل في أنفسهم، إنما هي أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تؤخذ إلا من أهلها.
ففي ((الموطأ)) من هؤلاء التابعيات اللاتي لا يعرفن بجرح ولا عدالة جماعة، نذكر منهن:
1 – حميدة بنت عبيد بن رفاعة، تروي عن كبشة بنت كعب بن مالك، تفرد بالروية عنها إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وقال الحافظ ابن حجر:" مقبولة من الخامسة".
2 – زينب بنت كعب بن عجرة زوج أبي سعيد الخدري، تروي عن زوجها، وأخته الفريعة، روى عنها سعد بن إسحاق بن كعب، وقال الحافظ ابن حجر:" مقبولة من الثانية".
¥(39/484)
3 – مرجانة أم علقمة، تروي عن عائشة، تفرد بالرواية عنها ابنها علقمة بن أبي علقمة، وعلق البخاري حديثها عن عائشة في ((الحيض)) وقال الحافظ ابن حجر:" مقبولة من الثالثة".
4 – كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت ابن أبي قتادة، تروي عن أبي قتادة، تفردت عنها حميدة بنت عبيد بن رفاعة، وقال الحافظ ابن حجر:" وزعم ابن حبان أن لها صحبة ".
5 – أم محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، تروي عن عائشة، تفرد بالرواية عنها ابنها محمد، وقال الحافظ ابن حجر:" مقبولة من الثالثة".
ومن حديث الأخيرة ما أخرجه يحي بن يحي في ((الموطأ)) عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بن قُسَيْطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَنْ يُسْتَمْتَعَ بِجُلُودِ الْمَيْتَةِ إِذَا دُبِغَتْ. (31) قلت: هذا حديث ثابت من حديث محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، تفرد به عن أمه، ولم تسم ولم تنسب، ورواه عنه يزيد بن قسيط، وعنه رواه إمام الأئمة مالك بن انس وأودعه في ((موطئه)) محتجا به، ودالا بذلك على توثيق أم محمد هذه، مع كونها مجهولة ولم يعرفها أحد بجرح ولا تعديل!!، اللهمَّ إلا وصفها بأنها تابعية مدنية من أوساطهن.
ومن حديث زينب بنت كعب، ما أخرجه يحي بن يحي في ((الموطأ)): " عَنْ مَالِكٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ عَنْ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ أَنَّ الْفُرَيْعَةَ بِنْتَ مَالِكِ - وَهِىَ أُخْتُ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ - أَخْبَرَتْهَا أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَسْأَلُهُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهَا فِى بَنِى خُدْرَةَ، فَإِنَّ زَوْجَهَا خَرَجَ فِي طَلَبِ أَعْبُدٍ لَهُ أَبَقُوا، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِطَرَفِ الْقَدُّومِ لَحِقَهُمْ فَقَتَلُوهُ قَالَتْ: ((فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِى فَإِنِّ زَوْجِي لَمْ يَتْرُكْنِى فِى مَسْكَنٍ يَمْلِكُهُ وَلاَ نَفَقَةٍ. قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «نَعَمْ». قَالَتْ: فَأنْصََرَفْتُ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِى الْحُجْرَةِ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي الْحُجْرَةِ أَوْ فِي الْمَسْجِدِ نَادَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أَمَرَ بِي فَنُودِيتُ لَهُ، فَقَالَ «كَيْفَ قُلْتِ». فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ الَّتِى ذَكَرْتُ مِنْ شَأْنِ زَوْجِى قَالَتْ فَقَالَ «امْكُثِى فِى بَيْتِكِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ». قَالَتْ فَاعْتَدَدْتُ فِيهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا))، قَالَتْ فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَرْسَلَ إِلَىَّ فَسَأَلَنِى عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرْتُهُ فَاتَّبَعَهُ وَقَضَى بِهِ. (32).
وقال أبو عيسى الترمذي: " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ لَمْ يَرَوْا لِلْمُعْتَدَّةِ أَنْ تَنْتَقِلَ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا حَتَّى تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاق"
قلت: فهذا حديث صحيح ثابت من رواية زينب بنت كعب بن عجرة، وهي وإن خرجت عن حدّ الجهالة خلافا لقول علي بن المدينين برواية اثنين عنها: سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، وسليمان بن محمد بن كعب بن عجرة، فلربما لم يشفع لها ذكر ابن حبان إياها في "الثقات" لكونها موصوفة عند ابن حجر " مقبولة "، والذي يحمل عند الشيخ الألباني – رحمه الله – على التضعيف خلافا للمعنى الصحيح لهذا المصطلح.
ولهذا ضعف الألباني هذا الحديث في ((الإرواء)) (33) فقال: " ورجاله ثقات غير زينب هذه، لم يرو عنها سوى اثنين، ونقل الذهبي عن ابن حزم أنه قال فيها (مجهولة) وأقرَّه. ومن قبله الحافظ عبد الحق الاشبيلي كما في ((التلخيص)) (34)، فإنه قال: " وأعله عبد الحق تبعا لابن حزم بجهالة حال زينب" قال الحافظ: " وتعقبه ابن القطان بأنه وثقها الترمذي "!.
¥(39/485)
قلت: وكأنه أخذ توثيق الترمذي إياها من تصحيحه حديثها، ولا يخفى ما فيه لما عرف عن الترمذي من تساهل في التصحيح، ولذلك رأينا الحافظ نفسه لم يوثق زينب هذه، فإنه قال عنها في ((التقريب)) "مقبولة" يعني عند المتابعة فتأمل" ا. هـ.
هذا داخل في معنى الجهالة عند ابن حزم، والألباني يقرُّه على ذلك خلافا للمعتم عند علماء الجرح والتعديل، وهناك كثيرات من المجهولات اللاتي لم يعرفن بجرح ولا تعديل، ممن احتج بهن مالك، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن خزيمة، وابن حبان، وحديث زينب بنت كعب هو حجة الجمهور من الفقهاء في باب المعتدة المتوفى عنها زوجها ألا تنتقل من بيت زوجها حتى تنقضي عدَّتُها.
قال أبو عمر بن عبد البر:" وفي هذا الحديث وهو حديث مشهور معروف عند علماء الحجاز والعراق، أن المتوفى عنها زوجها تعتد في بيتها ولا تخرج منه، وهو قول جماعة فقهاء الأمصار بالحجاز والشام والعراق ومصر، منهم مالك والشافعي وأبو حنيفة وأصحابهم والثوري والأوزاعي والليث بن سعد، وهو قول عمر وعثمان، وابن عمر وابن مسعود وغيرهم، وكان داود وأصحابه يذهبون إلى أن المتوفى عنها زوجها ليس عليها أن تعتد في بيتها، وتعتد حيث شاءت لأن السكنى إنما ورد به القرآن [الكريم] في المطلقات، ومن حجته أن المسألة مسألة اختلاف، وقالوا: وهذا الحديث إنما ترويه امرأة غير معروفة بحمل العلم، وإيجاب السكنى إيجاب حكم، والأحكام لا تجب إلا بنص كتاب أو سنة ثابتة أو إجماع، قال أبو عمر: أما السنة فثابتة بحمد الله، وأما الإجماع فمستغنى عنه مع السنة، لأن الاختلاف إذا نزل في مسألة كانت الحجة في قول من وافقه السنة وبالله التوفيق " (35).
فهذه نماذج من تعامل الأئمة النقاد مع أحاديث المجاهيل، وهي تبرز دقة المنهج النقدي عند هؤلاء الأئمة النقدة، كما تكشف جانبا من جوانب التباين المنهجي بين المتقدمين والمتأخرين، وانطلاقا من هذه الحقيقة ندعو الباحثين والمختصين في الحديث وعلمه إلى ضرورة التروي في حكمهم على الأحاديث، والتأني الشديد في مخالفة أحكام النقاد المتقدمين.
والله أعلم(39/486)
صحة حديث أبى هريرة فى وكالة زكاة رمضان فى ((صحيح البخارى))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[17 - 03 - 04, 10:10 م]ـ
ذكر أبو زكريا النووى فى كتابه البديع ((رياض الصالحين)):
183: باب الحث على سور وآيات مخصوصة
(1018) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، وَقُلْتُ: وَاللهِ لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ، وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ عَنْهُ فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟))، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالاً، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: ((أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ))، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ، لا أَعُودُ!، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟))، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالاً، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ: ((أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ))، فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ، وَهَذَا آخِرُ ثَلاثِ مَرَّاتٍ: أَنَّكَ تَزْعُمُ لا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ، قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا، قُلْتُ: مَا هُوَ؟، قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ((اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)) حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟))، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: مَا هِيَ؟ , قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ ((اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ))، وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟))، قَالَ: لا، قَالَ: ((ذَاكَ شَيْطَانٌ)). رواه البخارى.
ضعَّف هذا الحديث حسان عبد المنان فى ذيل ((كتاب رياض الصالحين)) له، طبعة المكتبة الإسلامية بالأردن.
وقال: ((ولعل تعليق البخارى له بسبب ضعف عثمان بن الهيثم)). وزعم أن: ((البخارى يتساهل أحياناً فى ((صحيحه)) فى ذكر أشياء فى الترغيب والترهيب فيها كلام)).
وإنما قلت: له، ولم أقل لشيخ الإسلام أبى زكريا النووى، لأن الشيخ حسان ـ سامحه الله ـ عمد إلى الكتاب، فمسخه مسخاً ـ ولا أدرى من سمح له أو لغيره بالتلاعب فى كتب التراث بمثل هذا؟!! ـ، ثم شطره قسمين:
¥(39/487)
[القسم الأول] الأصل المهذََّب، وأسمَّاه ((تهذيب الكتاب)). وقال بلفظه: ((تهذيب الكتاب بصورة لا تخل بالمقصود، بل تزيده دقة وفائدة، ويسهل تناوله أكثر بين الناس دون إنقاص فائدة من فوائده، لكى يقرأ الكتاب دون ملل فى وقت قصير)). ثم ذكر صنيعه لتحقيق هذه المقاصد:
1ـ ((حذف الآيات المتكررة المعنى واللفظ)).
2ـ ((حذف المكرر من الحديث فى الباب الواحد والاكتفاء منها بالأتم الأوفى)).
3ـ ((حذف المكرر من روايات الحديث الواحد إذا استوفت إحداها المعنى بتمامه)).
4ـ ((حذف الأحاديث الضعيفة من الكتاب كله)).
5ـ ((حذف أحاديث الباب بكاملها، إذا كان الباب مكرَّراً فى معناه فى الكتاب)).
6ـ ((حذف تخريجات الإمام النووى، والاكتفاء برموز ـ ذكرها ـ الرواة، لأنى التزمت أن أحذف الأحاديث الضعيفة كلها من الكتاب)).
7ـ ((حذف شرح الإمام النووى عقب الحديث، أو تغيير عباراته إن كان فيها غموض بعبارات أحسن وأوضح وأتمَّ)).
وهذه البنود المذكورة كلها بلفظ الشيخ حسان ـ سامحه الله ـ وعباراته، حذف .. حذف .. حذف .. حذف .. ، ويبدو أن الشيخ حسان مغرم بالحذف والشطب والكشط والمحو، ولو كان ذلك تشويهاً لكتب التراث ومسخاً لأصولها. وأنا، والذى أخافه وأخشاه ولا أعبد إلا إيَّاه، لا أظلمه ولا أحاكمه، والكتاب مطبوع ومتداول بأيدى طلبة العلم والعوام، وإنما أترك الأمر لأساتذة تحقيق كتب التراث ومصنفات الأئمة الأفذاذ، ووالله إننى لفى حاجة ماسة إلى مطالعة تعليقاتهم على هذا الصنيع بكتب الأسلاف، وأسائلهم: هل تقبلون هذا وترضونه؟.
[القسم الثانى] ذيل الكتاب. ((بيان الأحاديث الضعيفة من الكتاب الأصل)).
وفى هذا القسم ما فيه من الجرأة، والإقدام، وسلوك أوعر الطرق فى الحكم على الأحاديث المصطفوية، والأخبار النبوية.
هل تطمسون من السماء نجومها بأكفكم أو تسترون هلالَها
أو تجحدون مقالةً من ربكم جبريل بلَّغها النبىَّ فقالَها
حفظ الأوائل للشريعة قدرها وأتيتُمُ فأردتُمُ إبطالَها
ووالله لا أريد أن أسترسل مع خواطرى تجاه هذه الأغلاط، رجاء رجوع الشيخ وغيره إلى الصواب.
والقصد الآن: بيان الرد على تضعيف حدبث أبى هريرة المذكورة، والذى علَّقه إمام المحدثين فى ((صحيحه)).
فقد أخرجه البخارى فى ((كتاب الوكالة)):
بَاب إِذَا وَكَّلَ رَجُلا فَتَرَكَ الْوَكِيلُ شَيْئًا فَأَجَازَهُ الْمُوَكِّلُ فَهُوَ جَائِزٌ وَإِنْ أَقْرَضَهُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى جَازَ
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو عَمْرٍو ثنَا عَوْفٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنْه قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره بهذا السياق.
وأعاد ذكره معلَّقا فى موضعين من ((فضائل القرآن))، و ((بدء الخلق)).
قلت: وهذا إسناد معلَّق صحيح، وعثمان بن الهيثم العبدى أبو عمرو المؤذن البصرى من قدامى شيوخ البخارى، ومن طريقه وصله ابن خزيمة فى ((صحيحه)) (2424) قال: حدثنا هلال بن بشر البصري بخبر غريب غريب حدثنا عثمان بن الهيثم مؤذن مسجد الجامع حدثنا عوف به مثله.
وأخرجه كذلك النسائى ((الكبرى)) (6/ 238/10795) و ((عمل اليوم والليلة)) (959) عن إبراهيم بن يعقوب، والدارقطنى ((مجلس إملاء فى رؤية الله تبارك وتعالى)) (548) عن إسحاق بن الحسن الحربى، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (2/ 456/2388) و ((دلائل النبوة)) عن السرى بن خزيمة، جميعاً عن عثمان بن الهيثم به.
وهذا الحديث أحد تعاليق البخارى عن مشايخه، ولم يوصله لإحدى ثلاثة أسباب:
(أولها) إما أنه لم يسمعه من شيخه، وإنما حمله عن أحد شيوخه الثقات عنه.
(ثانيها) وإما أنه سمعه منه فى المذاكرة، ولم يرى أن يسوقه مساق الأصول.
(ثالثها) وإما أنه سمعه منه وشكَّ وتردد فى سماعه، فعلَّقه عنه ولم يسنده.
فإن يكن الأول، فأقرب من رواه منهم بالبخارى: هلال بن بشر البصرى، وهو ثقة متقن، ولم يروى عنه فى ((الصحيح))، وإنما روى عنه فى ((التاريخ الكبير)).
¥(39/488)
قال الحافظ ابن حجر ((تغليق التعليق)) (3/ 295): ((هذا الحديث قد ذكره ـ يعنى البخارى ـ في مواضع من كتابه مطولا ومختصرا، ولم يصرح في موضع منها بسماعه إياه من عثمان ابن الهيثم. وقد وصله أبو ذر الهروى فقال: حدثنا أبو إسحاق المستملي ثنا محمد بن عقيل ثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب قال ثنا عثمان بن الهيثم بهذا الحديث بتمامه.
وأخبرني به أبو بكر بن إبراهيم بن محمد بن أبي عمر بقراءتي عليه أخبركم أبو نصر بن جميل في كتابه عن أبي القاسم بن أبي الفرج أن يحيى بن ثابت بن بندار أخبره أنا أبي أنا الحافظ أبو بكر بن غالب أنا الحافظ أبو بكر الإسماعيلي ثنا عبيد الله بن محمد بن النضر اللؤلؤي ثنا الحارث بن محمد ثنا عثمان بن الهيثم المؤذن ح قال الإسماعيلي وأخبرني الحسن بن سفيان حدثني عبد العزيز بن سلام سمعت عثمان بن الهيثم ثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخبرنا به عاليا عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله عن زينب بنت الكمال أن يوسف بن خليل الحافظ كتب إليهم أنا أبو جعفر محمد ابن إسماعيل الطرسوسي عن أبي علي الحداد أنا أبو نعيم ثنا محمد بن الحسن ثنا محمد بن غالب بن حرب ثنا عثمان بن الهيثم فذكره بطوله.
ورواه ابن خزيمة عن هلال بن بشر الصواف، والنسائي عن إبراهيم بن يعقوب كلاهما عن عثمان بن الهيثم به، فوقع لنا بدلا عاليا)) اهـ.
قلت: فهؤلاء ثمانية من الأثبات الرفعاء أسندوه عن عثمان: هلال بن بشر البصرى، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجانى، وإسحاق بن الحسن الحربى، والسرى بن خزيمة، وعبد العزيز بن المنيب، وعبد العزيز بن سلام، والحارث بن محمد بن أبى أسامة، ومحمد ابن غالب تمتام.
ورجال هذا الإسناد ثقات مشاهير، خلا عثمان بن الهيثم بن جهم بن عيسى بن حسان ابن المنذر بن عائذ العبدى العصرى، أبو عمرو البصرى المؤذن، فإنه ثقة يخطئ وربما خالف، قال أبو حاتم: كان بأخرة يُلَقَّن. وقال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ.
وذكره ابن حبان فى ((ثقاته)) (8/ 453/14393)، واحتج به هو وشيخه أبو بكر بن خزيمة فى ((صحيحهما))، وسبقهما إلى ذلك إمام المحدثين أبى عبد الله البخارى.
فقد أخرج له البخارى فى ((صحيحه)) خمسة أحاديث مسندة موصولة، هاك بيانها:
(الأول) قال البخارى فى ((كتاب الحج)): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ ذُو الْمَجَازِ وَعُكَاظٌ مَتْجَرَ النَّاسِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلامُ كَأَنَّهُمْ كَرِهُوا ذَلِكَ حَتَّى نَزَلَتْ ((لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ)) فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ.
(الثانى) وقال فى ((كتاب اللباس)): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ أَوْ مُحَمَّدٌ عَنْهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ سَمِعَ عُرْوَةَ وَالْقَاسِمَ يُخْبِرَانِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيَّ بِذَرِيرَةٍ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ لِلْحِلِّ وَالإِحْرَامِ.
(الثالث) وقال فى ((كتاب الأيمان والنذور)): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ أَوْ مُحَمَّدٌ عَنْهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ النَّحْرِ، إِذْ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: كُنْتُ أَحْسِبُ يَا رَسُولَ اللهِ كَذَا وَكَذَا قَبْلَ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ قَامَ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كُنْتُ أَحْسِبُ كَذَا وَكَذَا لِهَؤلاء الثَّلاث، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((افْعَلْ وَلا حَرَجَ)) لَهُنَّ كُلِّهِنَّ يَوْمَئِذٍ، فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ إِلا قَالَ: ((افْعَلْ وَلا حَرَجَ)).
¥(39/489)
(الرابع) وقال ((كتاب المغازى)): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: لَقَدْ نَفَعَنِي اللهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامَ الْجَمَلِ، بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ: ((لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً)).
(الخامس) وقال ((كتاب النكاح)): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ)).
فهذه جملة أحاديث عثمان بن الهيثم البصرى المسندة الموصولة فى ((الجامع الصحيح)) وكلها قد توبع عليها ولم يتفرد، مما يدل على:
(أولاً) ضبطه وحفظه وموافقته فى الأغلب للحفاظ من أصحاب: ابن جريج، وعوف الأعرابى.
(ثانياً) انتقاء إمام المحدثين لأحاديثه التى أتقنها وضبطها ولم يُخالفْ عليها، ومجانبته أوهامه وما أخطأ فيه، وخالف سائر الحفاظ الأثبات.
وبهذين الاعتبارين، جزم إمام المحدثين بصحة تعليق حديثه عن أبى هريرة السالف، سيما وقد توبع عليه، كما سيأتى بيانه.
وأما قول أبى حاتم عنه: صدوق كان يتلقن بآخرة، وقول الدارقطني: كان صدوقا كثير الخطأ، فأعدل وأحكم دلالة لمعناهما أنه ينبغى تمييز صحيح حديثه من سقيمه، وأعرف الناس بذلك البخارى، فهو من قدماء شيوخه، وقد سبر أحوالهم، وعرف أقدارهم، وميز أحاديثهم، فحمل منها أصحها، وجانب ضعافها وما يُنكر منها.
ونزيدك بياناً وإيضاحاً لهذه الدلالة، بذكر أربعة أحاديث مما أنكروا على عثمان بن الهيثم البصرى، فجانبها إمام المحدثين:
(الأول) أخرج الطبرانى ((الكبير)) (7/ 225/6937) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز والفضل بن الحباب قالا ثنا عثمان بن الهيثم المؤذن ثنا هشام بن حسان القردوسي عن الحسن عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قتل عبده قتلناه، ومن جدع عبده جدعناه)).
وأخرجه الحاكم (4/ 408) من طريق محمد بن يحيى بن المنذر ومحمد بن غالب بن حرب قالا ثنا عثمان بن الهيثم المؤذن ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قتل عبده قتلناه، ومن جدع عبده جدعناه)).
قلت: وهذا منكر من حديث أبى هريرة، ومحفوظ من حديث سمرة، وكأن عثمان بن الهيثم كان يخطئ فيه أحياناً.
(الثانى) أخرج البيهقى ((شعب الإيمان)) (2/ 118/1345) من طريق السري بن خزيمة نا عثمان بن الهيثم ثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على بلال، وعنده صبرة من تمر، فقال: ((ما هذا يا بلال))، قال: تمر ادخرته، قال: ((أما تخشى يا بلال أن يكون له بخار في نار جهنم، أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش أقلالا)).
قال أبو بكر: ((خالفه روح بن عبادة، فرواه عن عوف عن محمد قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بلال فوجد تمرا ادَّخره ... فذكره مرسلاً)) اهـ.
(الثالث) أخرجته بيبى بنت عبد الصمد الهرثمية ((جزء بيبى)) (111) من طريق عباد بن الوليد بن يزيد الغبري حدثنا عثمان بن الهيثم المؤذن ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبعة في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله: رجل ذكر الله عز وجل خاليا ففاضت عيناه، ورجل يحب عبدا لله لا يحبه إلا لله عزَّ وجلَّ، ورجل قلبه معلق بالمساجد من شدة حبه إيَّاها، ورجل يعطي الصدقة بيمينه يكاد أن يخفيها من شماله، وإمام مقسط في رعيته، ورجل عرضت امرأة نفسها عليه ذات جمال ومنصب فتركها لجلال الله عز وجل، ورجل كان في سرية قوم فالتقوا العدو فانكشفوا فحمى أدبارهم حتى نجا ونجوا واستشهد)).
¥(39/490)
قلت: وهذا منكر إسناداً ومتناً، وفى ألفاظه غرابة، والمحفوظ حديث خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبى هريرة، ومن هذه الطريق رواه الشيخان.
(الرابع) أخرجه أبو بكر القطيعى ((جزء الألف دينار)) (210) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عامر بن قيس بن عاصم المنقري البصري حدثنا عثمان بن الهيثم المؤذن حدثنا عوف الأعرابي عن الحسن عن جابر بن سمرة قال: رأيت رسول الله ليلة إضحيان وعليه حلة حمراء، وكنت أنظر إليه وإلى القمر، فكان في عيني أزين من القمر.
قلت: وخالفه أشعث بن سوار، فرواه عن أبى إسحاق السبيعى عن جابر بن سمرة، وهو المحفوظ.
وقد أردنا مما ذكرناه من أوهام عثمان بن الهيثم التوثق لصنيع البخارى فى انتقائه لأحاديث شيوخه الصحاح ومجانبة ضعاف أحاديثهم، ومن جملة هؤلاء عنده عثمان بن الهيثم.
ومما يليق ذكره بهذا المقام، ما قاله الحافظ ابن حجر عن عبد الله بن صالح كاتب الليث فى ((مقدمة الفتح)) (1/ 414): ((ما يجئ من روايته عن أهل الحذق كيحيى بن معين، والبخارى، وأبى زرعة، وأبى حاتم فهو من صحيح حديثه، وما يجئ من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه)) اهـ.
وهذا التعليل الفائق الصحة مستغنٍ بوضوحه عن بيان دلالته عند من له إلمام ولو يسير بمعارف أهل الجرح والتعديل، ومن خالف وجه دلالته فليس له معرفة بأصول هذا العلم الدقيق من علوم الشريعة.
ومن نوافل الإفادة أن نوقفك على بعض دلالات هذا التعليل، بذكر راوٍ ممن أخرج له البخارى فى ((صحيحه)) حديثاً واحداً على وجه الإنتقاء والاحتجاج، مع الجزم بضعفه وشدة وهيه وتدليسه الفاحش؛ أعنى الحسن بن ذكوان وهو صاحب أوابد كما قال يحيى بن معين، وقال الأثرم: ((قلت لأبى عبد الله أحمد بن حنبل: ما تقول فى الحسن بن ذكوان؟، قال: أحاديثه أباطيل! يروى عن حبيب بن أبى ثابت ولم يسمع من حبيب، إنما هذه أحاديث عمرو بن خالد الواسطى))، ونقلوا عن يحيى القطان قوله عنه: يحدث عندنا بعجائب!. فإذا كان هذا حال الحسن بن ذكوان عند هؤلاء سيما يحيى القطان إمام النقاد ورأس طائفة الجرح والتعديل، فما تأويل قول ابن عدى فى ((كامله)) (2/ 317): ((أن يحيى القطان حدَّث عنه بأحرفٍ، ولم يكن عنده بالقوى))؟.
وإذا كان الحسن بن ذكوان موسوماً بالتدليس مشهوراً به، وقد أورد له أبو أحمد بن عدى فى ((كامله)) (5/ 125) أربعة أحاديث دلسها عن عمرو بن خالد الواسطى الكذاب الوضاع:
[أولها] الحسن عن حبيب بن أبى ثابت عن عاصم بن ضمرة عن على عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((من سأل مسألة عن ظهر غنى استكثر بها من رضخ جهنم، قال: وما ظهر غنى؟، قال: عشاء ليلة)).
قال أبو أحمد: ((قال لنا ابن صاعد: وهذا الحديث رواه الحسن بن ذكوان عن عمرو بن خالد عن حبيب بن أبي ثابت بهذا الإسناد)) يعنى أنه دلَّسه، فأسقط منه عمرو ليوهم حمله وروايته عن حبيب!.
[ثانيها] بهذا الإسناد قال: ((نهى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم عن كل سبع ذي ناب، وكل ذي مخلب من الطير، وعن ثمن الميتة، وعن لحوم الحمر الأهلية، وعن كسب البغي وعسب الفحل))، وفى رواية ((وعن المياثر الأرجوان))، وفى أخرى ((وثمن الخمرة)).
قال أبو أحمد: ((وهذا الحديث يرويه الحسن بن ذكوان عن عمرو بن خالد، وعمرو متروك الحديث، ويسقطه الحسن من الإسناد لضعفه)).
[ثالثها] الحسن عن حبيب بن أبى ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: ((أنَّ النَّبىَّ صلَّى الله عليه وسلَّم نهى أن ينتفض فى برازٍ حتى يتنحنح)).
[رابعها] بهذا الإسناد والسياق وبزيادة ((ونهى أن يمشى فى خفٍ واحدٍ أو فى نعلٍ واحدٍ، وأن ينام على طريق، وأن يلقى عدواً له وحده إلا ان يضطر، فيدفع عن نفسه)).
وقال أبو أحمد: ((وهذه الأحاديث التي يرويها الحسن بن ذكوان عن حبيب بن أبي ثابت نفسه، بينهما عمرو بن خالد، فلا يسميه لضعفه)).
فإذا كان ذلك كذلك، فما وجه رواية إمام النقاد يحيى القطان عن الحسن بن ذكوان هذا الحديث الواحد الذى انتقاه إمام المحدثين أبى عبد الله، وأودعه ((كتاب الرقاق)) من ((صحيحه)) (4/ 139. سندى) فقال:
حَدَّثنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى ـ يعنى القطان ـ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ حَدَّثنَا أَبُو رَجَاءٍ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، يُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ)).
ربما يكتفى بعضهم بما ذكره الحافظ ابن حجر فى ((هدى السارى)) بقوله: ((والحسن بن ذكوان تكلم فيه أحمد وابن معين وغيرهما، وليس له فى البخارى سوى هذا الحديث برواية القطان عنه مع تعنته فى الرجال، ومع ذلك فهو متابعة))!.
وأقول: وتمام هذا التوجيه وكماله أن نقول:
(1) أن الحسن بن ذكوان قد صرَّح فى الحديث بالسماع، فانتفت تهمة تدليسه.
(2) أن كون الحديث من رواية يحيى القطان عنه، وهو أعرف الناس بما يصح من حديثه، وما ينكر، فهو من صحاح حديثه.
ومما يفيده هذا التوجيه: أن انتقاء الصحيح من أحاديث الضعفاء والمجروحين هو مما توافرت عليه همم الجهابذة النقاد أمثال: يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدى، ويحيى بن معين، والبخارى، وأبى حاتم وغيرهم من أئمة هذا الشأن. ومن لم يقف على مثل هذه المعرفة الدقيقة الواعية، فليس ممن مارس هذا العلم، فضلاً عن إتقانه، بله الولوج فى معترك المناظرة مع هؤلاء الفحول الجهابذة فيما ذهبوا إليه من تصحيح الأخبار المصطفوية.
والخلاصة، فإن حديث عثمان بن الهيثم الذى علَّقه إمام المحدثين، واحتج به فى ((صحيحه))، هو من الصحيح المنتقى من أحاديث عثمان بن الهيثم، وعليه علامة تصحيح إمام المحدثين وأستاذ العارفين أبى عبد الله البخارى.
¥(39/491)
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[04 - 09 - 08, 03:38 ص]ـ
بعيد جداجداجدا ان يكون حديث مثل هذاالحديث فيه من الغرابة و خرق العادة والمعجرات
ينفرد به من في الضعف مثل عثمان بن الهيثم ويقبل منه
وعن من عن أبي هريرة كيف فات الروات عن أبي هريرة مثل هذا الحديث وخص به واحدا فقط هذاه علة الغرابة بعينها
فالقول ما قاله حسان عبد المنان بلا شك ولا ريب
فلم يعلقه البخارى مرارا عبثا وهو أعلم الناس بحديثه
و فيه مخالفة لظاهر
قوله تعالى (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم)
وزكات رمضان ان كان المقصودبها زكات الفطر المعروف انها تعطى بدون جباية وتأخذوتعطى في نفس اليوم هذا هو الاحوط عند العلماء وهو الذي يليق بالصحابة الكرام
هذا ما ظهر لي مع شدة تقديري وأحترامي وحبي للأمام الجليل و المحدث الكبير
محمد الالفي حفظه الله ونفع به وبعلمه
......
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[11 - 09 - 08, 09:01 م]ـ
للرفع ....
للمشايخ الكرام لعلهم ينبهوا على ماخفي علينا
ـ[القرشي]ــــــــ[12 - 09 - 08, 03:59 ص]ـ
نفع الله بكم يا أبا محمد، وزادكم الله من فضله.
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[12 - 09 - 08, 04:30 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[12 - 09 - 08, 07:35 ص]ـ
ان كان العلماء قد قسموا معلقات البخارى الى قسمين منها ما هو بصيغه الجزم وبصيغه التمريض ... فمن كان بصيغه الجزم مثل قال وذكر وحكى .... فهذه الصيغ يستفاد منها الصحة إلى من علق عنه، لكن يبقى النظر فيمن أبرز من الرجال. فمنهم من هو على شرط الصحيح، ومنهم من لا يلتحق بشرطه، وهذا قد يكون صحيحاً على شرط غيره وقد يكون حسناً، وقد يكون ضعيفاً لا من جهة قدح في رجاله بل من جهة انقطاع يسير في إسناده.
و
اليس (قال) من صيغ الجزم؟
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ .. الاسناد
يقول ابن الصلاح فى علوم الحديث:
ومع ذلك فإيراده له في أثناء الصحيح مشعر بصحة أصله إشعاراً يؤنس به ويركن إليه
وقال الحافظ ابن حجر فى هدى السارى: الضعيف الذي لا عاضد له في الكتاب قليل جداً، وحيث يقع ذلك فيه يتعقبه المصنف بالتضعيف
فلو كان ضعيفا لاشار اليه المصنف رحمه الله
والله اعلم
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[15 - 10 - 08, 03:36 ص]ـ
ان كان العلماء قد قسموا معلقات البخارى الى قسمين منها ما هو بصيغه الجزم وبصيغه التمريض ... فمن كان بصيغه الجزم مثل قال وذكر وحكى .... فهذه الصيغ يستفاد منها الصحة إلى من علق عنه
ذالك يحتاج لما يثبته
اليس (قال) من صيغ الجزم؟
تعتبر من صيغ الجزم ولاكن اي جزم فهي قطعا تعني جزم البخاري ان الراوي حدث بذالك ولاكن هل هي تعبر عن جزمه بصحة الحديث الذي يظهر من صنيعه في صحيحه انه ليس كذالك
يقول ابن الصلاح فى علوم الحديث:
ومع ذلك فإيراده له في أثناء الصحيح مشعر بصحة أصله إشعاراً يؤنس به ويركن إليه
هذا في حالة ان له اصلا اما اذا لم يكن كذالك فإنه اكثر ما يفبد انه يتعبر به اذا وجدله شاهدآ خر
وقال الحافظ ابن حجر فى هدى السارى: الضعيف الذي لا عاضد له في الكتاب قليل جداً، وحيث يقع ذلك فيه يتعقبه المصنف بالتضعيف
فلو كان ضعيفا لاشار اليه المصنف رحمه الله
اوالله اعلم
بتعليقه اياه اشارة الى ضعف فيه
والله تعالى وأعلم
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[17 - 10 - 08, 11:33 م]ـ
فراجع هذا الرابط اخى بن شيخنا لعله يفيدك فى بحث فى صيغ الجزم والتمريض
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=275
ولو قرات تغليق التعليق لوجدت ابن حجر دائما ما يذكر هذا الامر عن الامام البخارى ويضرب الامثله ....
اما عن الاقتباسات الاخرى التى علقت عليها اخى فهى كل مداراها عن هذه الصيغ ...
فلعل مراجعتك لبعض من شرح البخارى كابن بطال والعينى وابن حجر وابن رجب وغيرهم من الائمه.قد يفك الاشكال لديك
وبالله التوفيق
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[28 - 10 - 08, 01:09 ص]ـ
يقول أبو اعبد الله قريق وهو عضو في هذا الملتقى جزاه الله خيرا
انه سأل الشيخ الأرنؤط عن هذا الحديث وقال حفظه الله مانصه
(هذا الحديث استغرق من الشيخ وقت طويل وهو يبحث عنه __ وقال اتركوا البخاري دون تشويه ولا تكثروا من الشبه عليه __ وقال ان البخاري ما رواه عن عثمان بن الهيثم الا وهو يعلم ان هذا الحديث من صحيح عثمان او انه قد يكون البخاري اخطأ في هذا الحديث لأنه رواه عن عثمان بن الهيثم وهو ضعيف ولكن وجده موصولا في النسائي)
ثم ذكر كلاما في حسان عبدالمنان(39/492)
احتجاج الإمام مالك فى ((الموطأ)) بنسوةٍ مجهولاتٍ لم يرو عنهن إلا واحد ج2
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 03 - 04, 09:42 ص]ـ
احتجاج الإمام مالك فى ((الموطأ)) بنسوةٍ مجهولاتٍ لم يرو عنهن
إلا واحد، وقد وُثقن لتخريج مالك أحاديثهن فى ((الموطأ)) ج2
**************************************
راجع المقال السابق على هذه الرابطة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17906
(3) مرجانة أم علقمة مولاة عائشة لم يرو عنها غير ابنها علقمة
**************************************
ولها فى ((الموطأ)) سبعة أحاديث:
(الحديث الأول)
أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 239. تنوير الحوالك): عن مالك عن علقمة بن أبي علقمة عن أمِّه أنها قالت سمعت عائشة زوج النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم تقول: ((قام رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ذات ليلةٍ، فلبس ثيابه، ثم خرج، قالت: فأمرت جاريتي بريرة تتبعه حتًّى جاء البقيع، فوقف في أدناه ما شاء اللَّه أن يقف، ثم انصرف ن فسبقته بريرة، فأخبرتني، فلم أذكر له شيئاً حتى أصبح، ثمَّ ذكرت ذلك له، فقال: ((إني بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم)).
وأخرجه كذلك ابن سعد ((الطبقات)) (2/ 203)، والنسائى ((الكبرى)) (1/ 656/2165) و ((المجتبى)) (4/ 93)، وابن حبان (3740)، والحاكم (1/ 488)، وابن بشكوال ((غوامض الأسماء المبهمة)) (2/ 586) جميعا من طريق مالك عن علقمة عن أمه عن عائشة به.
وقال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)).
قلت: وهو كما قال، وكيف لا، وقد أودعه مالك فى ((الموطأ))!. على أن فى إسناده أم علقمة مولاة عائشة لم يرو عنها غير ابنها علقمة بن أبى علقمة.
قال الحافظ أبو الحجاج المزى ((تهذيب الكمال)) (35/ 304/7928): ((مرجانة والدة علقمة بن أبي علقمة. روت عن: معاوية بن أبي سفيان، وعائشة زوج النبي. روى عنها: ابنها علقمة بن أبي علقمة. ذكرها ابن حبان في ((كتاب الثقات)). روى لها البخاري في كتاب رفع اليدين في الصلاة، وأبو داود، والترمذي، والنسائي)).
قال الحافظ ابن حجر ((تقريب التهذيب)) (1/ 753/8680): ((مرجانة والدة علقمة، تكنى أم علقمة. علَّق لها البخاري في ((الحيض)). وهي مقبولة من الثالثة)). وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)) (2/ 517/7076): ((مرجانة عن عائشة ومعاوية، وعنها علقمة بن أبي علقمة. وثقت)).
قلت: هى ثقة، فقد وثَّقها العجلى وابن حبان، وقد سبقهما إلى هذا إمام دار الهجرة بتخريج أحاديثها فى ((الموطأ))، ولا يُدخل فيه إلا الثقات، كما قال أبو زكريا يحيى بن معين. ذكرها العجلى فى ((معرفة الثقات)) (2/ 461/2364) فقال: ((أم علقمة مدنية تابعية ثقة)). وقال ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 466/5755): ((مرجانة أم علقمة بنت أبى علقمة، تروى عن عائشة. روى عنها علقمة بن أبى علقمة)).
قلت: فإذ قد بان أن أم علقمة مولاة عائشة تابعية لم يرو عنها إلا ابنها علقمة، فمحلها محل الجهالة، ومع ذا أخرج مالك حديثها فى ((الموطأ))، وصحَّحه جمع من الأئمة.
(الحديث الثانى)
أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 119. تنوير الحوالك): عَنْ مَالِك عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: أَهْدَى أَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمِيصَةً شَامِيَّةً، لَهَا عَلَمٌ، فَشَهِدَ فِيهَا الصَّلاةَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: ((رُدِّي هَذِهِ الْخَمِيصَةَ إِلَى أبِي جَهْمٍ، فَإِنِّي نَظَرْتُ إِلَى عَلَمِهَا فِي الصَّلاةِ، فَكَادَ يَفْتِنُنِي)).
وأخرجه كذلك أحمد (6/ 177)، وابن سعد ((الطبقات)) (1/ 457)، وابن حبان (2332)، والبيهقى ((الكبرى)) (2/ 349) جميعاً من طريق مالك عن علقمة عن أمه عن عائشة به.
¥(39/493)
قلت: هذا حديث صحيح ولم يخرِّجه الشيخان فى ((صحيحهما))، وإنما خرَّجا حديث عروة عن عائشة: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم صلَّى في خميصةٍ لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف، قال: اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم، وأتوني بأنبجانية أبي جهم، فإنَّها ألهتني آنفاً عن صلاتي)).
أخرجه الحميدى (172)، وأحمد (6/ 37)، وإسحاق بن راهويه ((مسنده)) (2/ 136/621،622)، وابن سعد ((الطبقات)) (1/ 457)، والبخارى (1/ 78،137. سندى)، ومسلم (5/ 43،44. نووى)، وأبو داود (914)، والنسائى ((الكبرى)) (1/ 197،277/ 553،847) و ((المجتبى)) (2/ 72)، وابن ماجه (3550)، وابن خزيمة (928)، وأبو يعلى (7/ 386/4414)، وأبو عوانة (1/ 401،402)، وأبو نعيم ((المسند المستخرج على مسلم)) (2/ 156/1217،1218،1219)، والبيهقى ((الكبرى)) (2/ 282،349)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (17/ 391) من طرق عن عروة عن عائشة به.
(الحديث الثالث)
أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 77. تنوير الحوالك): عَنْ مَالِك عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ عَنْ أُمِّهِ مَوْلاةِ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ النِّسَاءُ يَبْعَثْنَ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ بِالدِّرَجَةِ فِيهَا الْكُرْسُفُ، فِيهِ الصُّفْرَةُ مِنْ دَمِ الْحَيْضَةِ، يَسْأَلْنَهَا عَنِ الصَّلاةِ، فَتَقُولُ لَهُنَّ: ((لا تَعْجَلْنَ حَتَّى تَرَيْنَ الْقَصَّةَ الْبَيْضَاءَ)) تُرِيدُ بِذَلِكَ الطُّهْرَ مِنَ الْحَيْضَةِ.
وأخرجه كذلك ابن المنذر ((الأوسط)) (2/ 234)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 335) من طريق مالك عن علقمة عن أمه عن عائشة به.
وعلَّقه البخارى فى ((كتاب الحيض)) من ((صحيحه)) (1/ 67. سندى): باب إقبال المحيض وإدباره. وكن نساء يبعثن إلى عائشة بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة فتقول: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء ـ تريد بذلك الطهر من الحيضة ـ.
(الحديث الرابع)
أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (3/ 103. تنوير الحوالك): عن مالك عن علقمة ابن أبي علقمة عن أمه أنها قالت: دخلت حفصة بنت عبد الرحمن على عائشة زوج النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، وعلى حفصة خمار رقيق، فشقته عائشة، وكستها خماراً كثيفاً.
وأخرجه ابن سعد ((الطبقات)) (8/ 71)، والبيهقى (2/ 235) من طريق مالك عن علقمة به.
(الحديث الخامس)
أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 328): عن مالك عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه أنها قالت: سمعت عائشة زوج النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم تُسألُ عن المُحْرِم أيحك جسده؟، فقالت: نعم فليحككه، وليشدد، ولو ربطت يدايَّ ولم أجد إلا رجلي لحككت.
وأخرجه البيهقى ((الكبرى)) (5/ 64) من طريق يحيى بن بكير ثنا مالك به.
وعلَّقه البخارى فى ((كتاب الحج)) من ((صحيحه)) (1/ 316): باب الاغتسال للمحرم. قال: ولم ير ابن عمر وعائشة بالحك بأساً.
(الحديث السادس)
أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 313): عن مالك عن علقمة بن أبي علقمة عن أمِّه عن عائشة أم المؤمنين: أنها كانت تنزل من عرفة بنمرة، ثم تحولت إلى الأراك. قالت: وكانت عائشة تُهلُّ ما كانت في منزلها، ومن كان معها، فإذا ركبت فتوجهت إلى الموقف تركت الإهلال. قالت: وكانت عائشة تعتمر بعد الحج من مكة في ذي الحجة، ثم تركت ذلك فكانت تخرج قبل هلال محرم حتى تأتي الجحفة، فتقيم بها حتى الهلال، فإذا رأت الهلال أهلَّتْ بعمرةٍ.
(الحديث السابع)
أخرجه البخارى ((الأدب المفرد)) (1274) قال: حدَّثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن علقمة بن أبي علقمة عن أمِّه عن عائشة رضي الله عنها أنه بلغها أن أهل بيت في دارها كانوا سكانا فيها، عندهم نَرْدٌ، فأرسلت إليهم: لئن لم تخرجوها، لأخرجنكم من داري، وأنكرت ذلك عليهم.
وأخرجه كذلك يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (3/ 131. تنوير الحوالك)، والبيهقى ((الكبرى)) (10/ 216) و ((شعب الإيمان)) (5/ 239/6505) جميعا عن مالك عن علقمة عن أمِّه عن عائشة به.
قلت: فهذا تمام سبعة أحاديث صحاح أودعها مالك ((موطأه))، وصحَّحها الأئمة، وكلها من حديث أم علقمة مرجانة مولاة عائشة، التى تفرد بالرواية عنها ابنها علقمة بن أبى علقمة.
¥(39/494)
(4) أم محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان
لم يرو عنها غير ابنها محمد
*****************
أخرج حديثها يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (2/ 44. تنوير الحوالك): عن مالك عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أمِّه عن عائشة زوج النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أمر أن يستمتع بجلود الميتة إذا دبغت)).
وأخرج كذلك الشافعى ((المسند)) (ص10) و ((الأم)) (1/ 7)، والطيالسى (1568)، وعبد الرزاق (1/ 63/191)، وابن أبى شيبة (5/ 162/24777)، وأحمد (6/ 73،104،148،153)، وإسحاق بن راهويه ((مسنده)) (3/ 986/1710)، وأبو داود (4124)، والنسائى ((الكبرى)) (3/ 86/4578) و ((المجتبى)) (7/ 176)، وابن ماجه (3612)، وابن المنذر ((الأوسط)) (2/ 261)، وابن حبان (1283)، وأبو نعيم ((الحلية)) (6/ 355)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 17)، وابن الجوزى ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1/ 88/77)، والذهبى ((تذكرة الحفاظ)) (3/ 1080) و ((سير أعلام النبلاء)) (17/ 161) جميعاً من طريق مالك عن يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أمِّه عن عائشة به.
قال الحافظ أبو الحجاج المزى ((تهذيب الكمال)) (35/ 395/8029): ((أم محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن عائشة. روى عنها ابنها محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان. روى لها أبو داود، والنسائي، وابن ماجه)).
وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)) (2/ 529/7165): ((أم محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن عائشة. وعنها هو. روى لها أبو داود، والنسائى، وابن ماجه)).
وقال الحافظ ابن حجر ((تقريب التهذيب)) (1/ 758/8767): ((مقبولة من الثالثة)).
قلت: يعنى بقوله ((من الثالثة)) أنها فى الطبقة الوسطى من التابعيات مثل: حفصة بنت سيرين، وحفصة بنت عبد الرحمن بن أبى بكر، وعمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة وأمثالهن.
وإذ لم يرو عنها إلا ابنها محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، فقد ثبت أن محلها محل الجهالة، ومع ذا أخرج مالك حديثها فى ((الموطأ))، وفى ذلك توثيق لها.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[18 - 03 - 04, 08:07 م]ـ
جزاك الله خيرا
أثلج صدري كلامك
ومن قبيل هذا
قيس بن أبي حازم عن مرداس الأسلمي رضي الله تعالى عنه، وهو عند البخاري، ولا أذكر إن كان عند مسلم أيضا.
الحسن عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه.
وعدد لا بأس به روى عنهم الزهري لا يعرف عنهم غيره.
هذا مما في الصحيح، والله تعالى أعلم.
وتجد في هذه الأيام من يضعف أحاديث صححها الأئمة الحفاظ، وعلته أن فيه فلان وهو مجهول على مقتضى صنيع المتأخر.
ولا حول ولا قوة إلا بالله
أخوكم أبو بكر
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[18 - 03 - 04, 11:28 م]ـ
أظن صنيع الإمام مالك خاص بالنساء!؟ لأن النساء لهن أحوال تحيط بهن لا توجد بالرجال لذا جاء التفريق بينهن وبين الرجال ...
وأما الرجال فقد ضعف بعض الرواة وجهلوا بسبب أن الراوي عنهم واحد!
وإلا ماذا تقول أخي أبامحمد .... أليس هذا مقصودك من هذا المقال؟!
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 03 - 04, 09:03 ص]ـ
الأخوان سلطان وأبو بكر بن عبد الوهاب
بارك الله لكما، وحيَّاكما
وددت لو أنكما تابعتما مقالى السابق بهذا العنوان على الوصلة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17906
والمقالان معاً لم يستوفيا النساء بعد، وأما الرجال فلم أذكر الكلام عليهم، فهذا شرحه يطول، وهذه الأبحاث قيد النشر فى كتابى ((الإكليل ببيان احتجاج أكابر الأئمة بالرواة المجاهيل))، رداً على المتأخرين الذين يضعفون أحاديث كثيرة صححها أئمتنا الذين نقتدى بأقوالهم فى التصحيح والتضعيف.
فهل تريثتما قليلاً، فسوف أستوفى البحث إن كان لى فى العمر بقية، بارك الله لكما فى أعماركما، ونفع بكما.(39/495)
صحة حديث أبى هريرة فى وكالة زكاة رمضان فى ((صحيح البخارى))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 03 - 04, 09:58 ص]ـ
ذكر أبو زكريا النووى فى كتابه البديع ((رياض الصالحين)):
183: باب الحث على سور وآيات مخصوصة
(1018) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، وَقُلْتُ: وَاللهِ لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ، وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، قَالَ: فَخَلَّيْتُ عَنْهُ فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟))، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالاً، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: ((أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ، وَسَيَعُودُ))، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ لِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّهُ سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ، لا أَعُودُ!، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ؟))، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالاً، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قَالَ: ((أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ))، فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ، وَهَذَا آخِرُ ثَلاثِ مَرَّاتٍ: أَنَّكَ تَزْعُمُ لا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ، قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا، قُلْتُ: مَا هُوَ؟، قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ ((اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)) حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ؟))، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: مَا هِيَ؟ , قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ ((اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ))، وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، وَلا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الْخَيْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟))، قَالَ: لا، قَالَ: ((ذَاكَ شَيْطَانٌ)). رواه البخارى.
ضعَّف هذا الحديث حسان عبد المنان فى ذيل ((كتاب رياض الصالحين)) له، طبعة المكتبة الإسلامية بالأردن.
وقال: ((ولعل تعليق البخارى له بسبب ضعف عثمان بن الهيثم)). وزعم أن: ((البخارى يتساهل أحياناً فى ((صحيحه)) فى ذكر أشياء فى الترغيب والترهيب فيها كلام)).
******************
وإنما قلت: له ـ يعنى حسان ـ، ولم أقل لشيخ الإسلام أبى زكريا النووى، لأن الشيخ حسان ـ سامحه الله ـ عمد إلى الكتاب، فمسخه مسخاً ـ ولا أدرى من سمح له أو لغيره بالتلاعب فى كتب التراث بمثل هذا؟!!، ثم شطره قسمين:
¥(39/496)
[القسم الأول] الأصل المهذََّب، وأسمَّاه ((تهذيب الكتاب)). وقال بلفظه: ((تهذيب الكتاب بصورة لا تخل بالمقصود، بل تزيده دقة وفائدة، ويسهل تناوله أكثر بين الناس دون إنقاص فائدة من فوائده، لكى يقرأ الكتاب دون ملل فى وقت قصير)). ثم ذكر صنيعه لتحقيق هذه المقاصد:
1ـ ((حذف الآيات المتكررة المعنى واللفظ)).
2ـ ((حذف المكرر من الحديث فى الباب الواحد والاكتفاء منها بالأتم الأوفى)).
3ـ ((حذف المكرر من روايات الحديث الواحد إذا استوفت إحداها المعنى بتمامه)).
4ـ ((حذف الأحاديث الضعيفة من الكتاب كله)).
5ـ ((حذف أحاديث الباب بكاملها، إذا كان الباب مكرَّراً فى معناه فى الكتاب)).
6ـ ((حذف تخريجات الإمام النووى، والاكتفاء برموز ـ ذكرها ـ الرواة، لأنى التزمت أن أحذف الأحاديث الضعيفة كلها من الكتاب)).
7ـ ((حذف شرح الإمام النووى عقب الحديث، أو تغيير عباراته إن كان فيها غموض بعبارات أحسن وأوضح وأتمَّ)).
وهذه البنود المذكورة كلها بلفظ الشيخ حسان ـ سامحه الله ـ وعباراته، حذف .. حذف .. حذف .. حذف .. ، ويبدو أنه مغرم بالحذف والشطب والكشط والمحو، ولو كان ذلك تشويهاً لكتب التراث ومسخاً لأصولها. وأنا، والذى أخافه وأخشاه ولا أعبد إلا إيَّاه، لا أظلمه ولا أحاكمه، والكتاب مطبوع ومتداول بأيدى طلبة العلم والعوام، وإنما أترك الأمر لأساتذة تحقيق كتب التراث ومصنفات الأئمة الأفذاذ، ووالله إننى لفى حاجة ماسة إلى مطالعة تعليقاتهم على هذا الصنيع بكتب الأسلاف، وأسائلهم: هل تقبلون هذا وترضونه؟.
[القسم الثانى] ذيل الكتاب. ((بيان الأحاديث الضعيفة من الكتاب الأصل)).
وفى هذا القسم ما فيه من الجرأة، والإقدام، وسلوك أوعر الطرق فى الحكم على الأحاديث المصطفوية، والأخبار النبوية.
هل تطمسون من السماء نجومها بأكفكم أو تسترون هلالَها
أو تجحدون مقالةً من ربكم جبريل بلَّغها النبىَّ فقالَها
حفظ الأوائل للشريعة قدرها وأتيتُمُ فأردتُمُ إبطالَها
ووالله لا أريد أن أسترسل مع خواطرى تجاه هذه الأغلاط، رجاء رجوع الشيخ وغيره إلى الصواب.
والقصد الآن: بيان الرد على تضعيف حدبث أبى هريرة المذكور، والذى علَّقه إمام المحدثين فى ((صحيحه)).
فقد أخرجه البخارى فى ((كتاب الوكالة)):
بَاب إِذَا وَكَّلَ رَجُلا فَتَرَكَ الْوَكِيلُ شَيْئًا فَأَجَازَهُ الْمُوَكِّلُ فَهُوَ جَائِزٌ وَإِنْ أَقْرَضَهُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى جَازَ
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو عَمْرٍو ثنَا عَوْفٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنْه قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فذكره بهذا السياق.
وأعاد ذكره معلَّقا فى موضعين من ((فضائل القرآن))، و ((بدء الخلق)).
قلت: وهذا إسناد معلَّق صحيح، وعثمان بن الهيثم العبدى أبو عمرو المؤذن البصرى من قدامى شيوخ البخارى، ومن طريقه وصله ابن خزيمة فى ((صحيحه)) (2424) قال: حدثنا هلال بن بشر البصري بخبر غريب غريب حدثنا عثمان بن الهيثم مؤذن مسجد الجامع حدثنا عوف به مثله.
وأخرجه كذلك النسائى ((الكبرى)) (6/ 238/10795) و ((عمل اليوم والليلة)) (959) عن إبراهيم بن يعقوب، والدارقطنى ((مجلس إملاء فى رؤية الله تبارك وتعالى)) (548) عن إسحاق بن الحسن الحربى، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (2/ 456/2388) و ((دلائل النبوة)) عن السرى بن خزيمة، جميعاً عن عثمان بن الهيثم به.
وهذا الحديث أحد تعاليق البخارى عن مشايخه، ولم يوصله لإحدى ثلاثة أسباب:
(أولها) إما أنه لم يسمعه من شيخه، وإنما حمله عن أحد شيوخه الثقات عنه.
(ثانيها) وإما أنه سمعه منه فى المذاكرة، ولم يرى أن يسوقه مساق الأصول.
(ثالثها) وإما أنه سمعه منه وشكَّ وتردد فى سماعه، فعلَّقه عنه ولم يسنده.
فإن يكن الأول، فأقرب من رواه منهم بالبخارى: هلال بن بشر البصرى، وهو ثقة متقن، ولم يروى عنه فى ((الصحيح))، وإنما روى عنه فى ((التاريخ الكبير)).
¥(39/497)
قال الحافظ ابن حجر ((تغليق التعليق)) (3/ 295): ((هذا الحديث قد ذكره ـ يعنى البخارى ـ في مواضع من كتابه مطولا ومختصرا، ولم يصرح في موضع منها بسماعه إياه من عثمان ابن الهيثم. وقد وصله أبو ذر الهروى فقال: حدثنا أبو إسحاق المستملي ثنا محمد بن عقيل ثنا أبو الدرداء عبد العزيز بن منيب قال ثنا عثمان بن الهيثم بهذا الحديث بتمامه.
وأخبرني به أبو بكر بن إبراهيم بن محمد بن أبي عمر بقراءتي عليه أخبركم أبو نصر بن جميل في كتابه عن أبي القاسم بن أبي الفرج أن يحيى بن ثابت بن بندار أخبره أنا أبي أنا الحافظ أبو بكر بن غالب أنا الحافظ أبو بكر الإسماعيلي ثنا عبيد الله بن محمد بن النضر اللؤلؤي ثنا الحارث بن محمد ثنا عثمان بن الهيثم المؤذن ح قال الإسماعيلي وأخبرني الحسن بن سفيان حدثني عبد العزيز بن سلام سمعت عثمان بن الهيثم ثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخبرنا به عاليا عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله عن زينب بنت الكمال أن يوسف بن خليل الحافظ كتب إليهم أنا أبو جعفر محمد ابن إسماعيل الطرسوسي عن أبي علي الحداد أنا أبو نعيم ثنا محمد بن الحسن ثنا محمد بن غالب بن حرب ثنا عثمان بن الهيثم فذكره بطوله.
ورواه ابن خزيمة عن هلال بن بشر الصواف، والنسائي عن إبراهيم بن يعقوب كلاهما عن عثمان بن الهيثم به، فوقع لنا بدلا عاليا)) اهـ.
قلت: فهؤلاء ثمانية من الأثبات الرفعاء أسندوه عن عثمان: هلال بن بشر البصرى، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجانى، وإسحاق بن الحسن الحربى، والسرى بن خزيمة، وعبد العزيز بن المنيب، وعبد العزيز بن سلام، والحارث بن محمد بن أبى أسامة، ومحمد ابن غالب تمتام.
ورجال هذا الإسناد ثقات مشاهير، خلا عثمان بن الهيثم بن جهم بن عيسى بن حسان ابن المنذر بن عائذ العبدى العصرى، أبو عمرو البصرى المؤذن، فإنه ثقة يخطئ وربما خالف، قال أبو حاتم: كان بأخرة يُلَقَّن. وقال الدارقطني: صدوق كثير الخطأ.
وذكره ابن حبان فى ((ثقاته)) (8/ 453/14393)، واحتج به هو وشيخه أبو بكر بن خزيمة فى ((صحيحهما))، وسبقهما إلى ذلك إمام المحدثين أبى عبد الله البخارى.
فقد أخرج له البخارى فى ((صحيحه)) خمسة أحاديث مسندة موصولة، هاك بيانها:
(الأول) قال البخارى فى ((كتاب الحج)): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَ ذُو الْمَجَازِ وَعُكَاظٌ مَتْجَرَ النَّاسِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ الإِسْلامُ كَأَنَّهُمْ كَرِهُوا ذَلِكَ حَتَّى نَزَلَتْ ((لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ)) فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ.
(الثانى) وقال فى ((كتاب اللباس)): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ أَوْ مُحَمَّدٌ عَنْهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُرْوَةَ سَمِعَ عُرْوَةَ وَالْقَاسِمَ يُخْبِرَانِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيَّ بِذَرِيرَةٍ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ لِلْحِلِّ وَالإِحْرَامِ.
(الثالث) وقال فى ((كتاب الأيمان والنذور)): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ أَوْ مُحَمَّدٌ عَنْهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يَقُولُ حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ النَّحْرِ، إِذْ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: كُنْتُ أَحْسِبُ يَا رَسُولَ اللهِ كَذَا وَكَذَا قَبْلَ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ قَامَ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ كُنْتُ أَحْسِبُ كَذَا وَكَذَا لِهَؤلاء الثَّلاث، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((افْعَلْ وَلا حَرَجَ)) لَهُنَّ كُلِّهِنَّ يَوْمَئِذٍ، فَمَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ إِلا قَالَ: ((افْعَلْ وَلا حَرَجَ)).
¥(39/498)
(الرابع) وقال ((كتاب المغازى)): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: لَقَدْ نَفَعَنِي اللهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامَ الْجَمَلِ، بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ: ((لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً)).
(الخامس) وقال ((كتاب النكاح)): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْهَيْثَمِ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ أَبِي رَجَاءٍ عَنْ عِمْرَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ)).
فهذه جملة أحاديث عثمان بن الهيثم البصرى المسندة الموصولة فى ((الجامع الصحيح)) وكلها قد توبع عليها ولم يتفرد، مما يدل على:
(أولاً) ضبطه وحفظه وموافقته فى الأغلب للحفاظ من أصحاب: ابن جريج، وعوف الأعرابى.
(ثانياً) انتقاء إمام المحدثين لأحاديثه التى أتقنها وضبطها ولم يُخالفْ عليها، ومجانبته أوهامه وما أخطأ فيه، وخالف سائر الحفاظ الأثبات.
وبهذين الاعتبارين، جزم إمام المحدثين بصحة تعليق حديثه عن أبى هريرة السالف، سيما وقد توبع عليه، كما سيأتى بيانه.
وأما قول أبى حاتم عنه: صدوق كان يتلقن بآخرة، وقول الدارقطني: كان صدوقا كثير الخطأ، فأعدل وأحكم دلالة لمعناهما أنه ينبغى تمييز صحيح حديثه من سقيمه، وأعرف الناس بذلك البخارى، فهو من قدماء شيوخه، وقد سبر أحوالهم، وعرف أقدارهم، وميز أحاديثهم، فحمل منها أصحها، وجانب ضعافها وما يُنكر منها.
ونزيدك بياناً وإيضاحاً لهذه الدلالة، بذكر أربعة أحاديث مما أنكروا على عثمان بن الهيثم البصرى، فجانبها إمام المحدثين:
(الأول) أخرج الطبرانى ((الكبير)) (7/ 225/6937) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز والفضل بن الحباب قالا ثنا عثمان بن الهيثم المؤذن ثنا هشام بن حسان القردوسي عن الحسن عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قتل عبده قتلناه، ومن جدع عبده جدعناه)).
وأخرجه الحاكم (4/ 408) من طريق محمد بن يحيى بن المنذر ومحمد بن غالب بن حرب قالا ثنا عثمان بن الهيثم المؤذن ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قتل عبده قتلناه، ومن جدع عبده جدعناه)).
قلت: وهذا منكر من حديث أبى هريرة، ومحفوظ من حديث سمرة، وكأن عثمان بن الهيثم كان يخطئ فيه أحياناً.
(الثانى) أخرج البيهقى ((شعب الإيمان)) (2/ 118/1345) من طريق السري بن خزيمة نا عثمان بن الهيثم ثنا عوف عن محمد عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على بلال، وعنده صبرة من تمر، فقال: ((ما هذا يا بلال))، قال: تمر ادخرته، قال: ((أما تخشى يا بلال أن يكون له بخار في نار جهنم، أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش أقلالا)).
قال أبو بكر: ((خالفه روح بن عبادة، فرواه عن عوف عن محمد قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بلال فوجد تمرا ادَّخره ... فذكره مرسلاً)) اهـ.
(الثالث) أخرجته بيبى بنت عبد الصمد الهرثمية ((جزء بيبى)) (111) من طريق عباد بن الوليد بن يزيد الغبري حدثنا عثمان بن الهيثم المؤذن ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سبعة في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله: رجل ذكر الله عز وجل خاليا ففاضت عيناه، ورجل يحب عبدا لله لا يحبه إلا لله عزَّ وجلَّ، ورجل قلبه معلق بالمساجد من شدة حبه إيَّاها، ورجل يعطي الصدقة بيمينه يكاد أن يخفيها من شماله، وإمام مقسط في رعيته، ورجل عرضت امرأة نفسها عليه ذات جمال ومنصب فتركها لجلال الله عز وجل، ورجل كان في سرية قوم فالتقوا العدو فانكشفوا فحمى أدبارهم حتى نجا ونجوا واستشهد)).
¥(39/499)
قلت: وهذا منكر إسناداً ومتناً، وفى ألفاظه غرابة، والمحفوظ حديث خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبى هريرة، ومن هذه الطريق رواه الشيخان.
(الرابع) أخرجه أبو بكر القطيعى ((جزء الألف دينار)) (210) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عامر بن قيس بن عاصم المنقري البصري حدثنا عثمان بن الهيثم المؤذن حدثنا عوف الأعرابي عن الحسن عن جابر بن سمرة قال: رأيت رسول الله ليلة إضحيان وعليه حلة حمراء، وكنت أنظر إليه وإلى القمر، فكان في عيني أزين من القمر.
قلت: وخالفه أشعث بن سوار، فرواه عن أبى إسحاق السبيعى عن جابر بن سمرة، وهو المحفوظ.
وقد أردنا مما ذكرناه من أوهام عثمان بن الهيثم التوثق لصنيع البخارى فى انتقائه لأحاديث شيوخه الصحاح ومجانبة ضعاف أحاديثهم، ومن جملة هؤلاء عنده عثمان بن الهيثم.
ومما يليق ذكره بهذا المقام، ما قاله الحافظ ابن حجر عن عبد الله بن صالح كاتب الليث فى ((مقدمة الفتح)) (1/ 414): ((ما يجئ من روايته عن أهل الحذق كيحيى بن معين، والبخارى، وأبى زرعة، وأبى حاتم فهو من صحيح حديثه، وما يجئ من رواية الشيوخ عنه فيتوقف فيه)) اهـ.
وهذا التعليل الفائق الصحة مستغنٍ بوضوحه عن بيان دلالته عند من له إلمام ولو يسير بمعارف أهل الجرح والتعديل، ومن خالف وجه دلالته فليس له معرفة بأصول هذا العلم الدقيق من علوم الشريعة.
ومن نوافل الإفادة أن نوقفك على بعض دلالات هذا التعليل، بذكر راوٍ ممن أخرج له البخارى فى ((صحيحه)) حديثاً واحداً على وجه الإنتقاء والاحتجاج، مع الجزم بضعفه وشدة وهيه وتدليسه الفاحش؛ أعنى الحسن بن ذكوان وهو صاحب أوابد كما قال يحيى بن معين، وقال الأثرم: ((قلت لأبى عبد الله أحمد بن حنبل: ما تقول فى الحسن بن ذكوان؟، قال: أحاديثه أباطيل! يروى عن حبيب بن أبى ثابت ولم يسمع من حبيب، إنما هذه أحاديث عمرو بن خالد الواسطى))، ونقلوا عن يحيى القطان قوله عنه: يحدث عندنا بعجائب!. فإذا كان هذا حال الحسن بن ذكوان عند هؤلاء سيما يحيى القطان إمام النقاد ورأس طائفة الجرح والتعديل، فما تأويل قول ابن عدى فى ((كامله)) (2/ 317): ((أن يحيى القطان حدَّث عنه بأحرفٍ، ولم يكن عنده بالقوى))؟.
وإذا كان الحسن بن ذكوان موسوماً بالتدليس مشهوراً به، وقد أورد له أبو أحمد بن عدى فى ((كامله)) (5/ 125) أربعة أحاديث دلسها عن عمرو بن خالد الواسطى الكذاب الوضاع:
[أولها] الحسن عن حبيب بن أبى ثابت عن عاصم بن ضمرة عن على عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((من سأل مسألة عن ظهر غنى استكثر بها من رضخ جهنم، قال: وما ظهر غنى؟، قال: عشاء ليلة)).
قال أبو أحمد: ((قال لنا ابن صاعد: وهذا الحديث رواه الحسن بن ذكوان عن عمرو بن خالد عن حبيب بن أبي ثابت بهذا الإسناد)) يعنى أنه دلَّسه، فأسقط منه عمرو ليوهم حمله وروايته عن حبيب!.
[ثانيها] بهذا الإسناد قال: ((نهى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم عن كل سبع ذي ناب، وكل ذي مخلب من الطير، وعن ثمن الميتة، وعن لحوم الحمر الأهلية، وعن كسب البغي وعسب الفحل))، وفى رواية ((وعن المياثر الأرجوان))، وفى أخرى ((وثمن الخمرة)).
قال أبو أحمد: ((وهذا الحديث يرويه الحسن بن ذكوان عن عمرو بن خالد، وعمرو متروك الحديث، ويسقطه الحسن من الإسناد لضعفه)).
[ثالثها] الحسن عن حبيب بن أبى ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: ((أنَّ النَّبىَّ صلَّى الله عليه وسلَّم نهى أن ينتفض فى برازٍ حتى يتنحنح)).
[رابعها] بهذا الإسناد والسياق وبزيادة ((ونهى أن يمشى فى خفٍ واحدٍ أو فى نعلٍ واحدٍ، وأن ينام على طريق، وأن يلقى عدواً له وحده إلا ان يضطر، فيدفع عن نفسه)).
وقال أبو أحمد: ((وهذه الأحاديث التي يرويها الحسن بن ذكوان عن حبيب بن أبي ثابت نفسه، بينهما عمرو بن خالد، فلا يسميه لضعفه)).
فإذا كان ذلك كذلك، فما وجه رواية إمام النقاد يحيى القطان عن الحسن بن ذكوان هذا الحديث الواحد الذى انتقاه إمام المحدثين أبى عبد الله، وأودعه ((كتاب الرقاق)) من ((صحيحه)) (4/ 139. سندى) فقال:
حَدَّثنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى ـ يعنى القطان ـ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ حَدَّثنَا أَبُو رَجَاءٍ حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، يُسَمَّوْنَ الْجَهَنَّمِيِّينَ)).
ربما يكتفى بعضهم بما ذكره الحافظ ابن حجر فى ((هدى السارى)) بقوله: ((والحسن بن ذكوان تكلم فيه أحمد وابن معين وغيرهما، وليس له فى البخارى سوى هذا الحديث برواية القطان عنه مع تعنته فى الرجال، ومع ذلك فهو متابعة))!.
وأقول: وتمام هذا التوجيه وكماله أن نقول:
(1) أن الحسن بن ذكوان قد صرَّح فى الحديث بالسماع، فانتفت تهمة تدليسه.
(2) أن كون الحديث من رواية يحيى القطان عنه، وهو أعرف الناس بما يصح من حديثه، وما ينكر، فهو من صحاح حديثه.
ومما يفيده هذا التوجيه: أن انتقاء الصحيح من أحاديث الضعفاء والمجروحين هو مما توافرت عليه همم الجهابذة النقاد أمثال: يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدى، ويحيى بن معين، والبخارى، وأبى حاتم وغيرهم من أئمة هذا الشأن. ومن لم يقف على مثل هذه المعرفة الدقيقة الواعية، فليس ممن مارس هذا العلم، فضلاً عن إتقانه، بله الولوج فى معترك المناظرة مع هؤلاء الفحول الجهابذة فيما ذهبوا إليه من تصحيح الأخبار المصطفوية.
والخلاصة، فإن حديث عثمان بن الهيثم الذى علَّقه إمام المحدثين، واحتج به فى ((صحيحه))، هو من الصحيح المنتقى من أحاديث عثمان بن الهيثم، وعليه علامة تصحيح إمام المحدثين وأستاذ العارفين أبى عبد الله البخارى.
¥(39/500)
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[22 - 03 - 04, 01:23 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 03 - 04, 01:30 م]ـ
الأخ المبارك الطيب المنيف
دعواتك لى تسعدنى كثيراً، فلا تنسنى من دعائك بموفور الصحة وتمام العافية
وأن يجمعنا وسائر أهل الإيمان فى مستقر رحمته.
ودمت بالخير موصول النعمة، موفور الصحة.(40/1)
ما هي جميع الروايات الصحيحة عن عيسى عليه السلام؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 03 - 04, 10:27 ص]ـ
للأسف فإن عامة الموجود عنه عليه السلام في كتب التاريخ وفي كتب قصص الأنبياء وفي كتب التفسير، إنما هو مأخوذ بطريقة أو بأخرى عن النصارى.
وبسبب ما أحدثه فلم "آلام المسيح" مؤخراً
http://www.muslm.net/showthread.php?s=&threadid=105390
من نقاش كثير حول حياة عيسى عليه السلام، فأقترح أن نجمع كل ما جاء عنه من الأحاديث الصحيحة المرفوعة.
ـ[محب "بقي بن مخلد"]ــــــــ[18 - 03 - 04, 05:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
ثم اما بعد:-
فيمكنك يا اخي محمد الامين ان تعرف ماتريد من حياة "عيسى "
عليه السلام عن طريق بعض الكتب ولاسيما كتاب "قصص الأنبياء"
لإبن كثير "يرحمه الله"
وكذلك عن طريق البوم اشرطة الشيخ/محمد بن صالح المنجد
حيث جمع فيه الادلة الصحيحة في كل شيئ كنزوله وغير ذلك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(40/2)
بيان صحة الحديث القدسى ((أنا ثالث الشريكين))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 03 - 04, 06:41 م]ـ
بيان صحة الحديث القدسى ((أنا ثالث الشريكين))
قال أبو داود ((السنن)) (3383): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمِصِّيصِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ يَقُولُ: أَنَا ثَالِثُ الشَّرِيكَيْنِ مَا لَمْ يَخُنْ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَإِذَا خَانَهُ خَرَجْتُ مِنْ بَيْنِهِمَا)).
وأخرجه كذلك الدارقطنى (3/ 35/139)، والحاكم (2/ 52)، والبيهقى (6/ 78)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (10/ 401) من طريق محمد بن الزبرقان أبى همام عن أبى حيان التيمى عن أبيه عن أبى هريرة قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: فذكره.
قلت: والحديث بهذا الإسناد يذكر فى الوحدا ن، فليس فى ((الكتب الستة)) بهذا الإسناد غير هذا الحدبث، تفرد بتخريجه أبو داود، وليس لأبى حيان التيمى عن أبيه عن أبى هريرة غيره.
وقال الحاكم: ((صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)).
فتعقبه الشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ فى ((إرواء الغليل)) (5/ 288/1468) بقوله:
((وأقول: بل ضعيف الإسناد، وفيه علتان:
(الأولى) الجهالة، فإن أبا حيان التيمى اسمه يحيى بن سعيد بن حيان. وأبوه سعيد، أورده الذهبى فى ((الميزان)) وقال: ((لا يكاد يُعرف، وللحديث علَّة)). وأما الحافظ، فقال فى ((التقريب)): ((وثََّقه العجلى)).
قلت: وهو من المعروفين بالتساهل فى التوثيق، ولذلك لم يتبن الحافظ توثيقه، وإلا لجزم به فقال: ((ثقة))؛ كما هى عادته فيمن يراه ثقة، فأشار إلى هذا لأنه ليس كذلك عنده، بأن حكى توثيق العجلى له.
(الثانية) الاختلاف فى وصله. فرواه ابن الزبرقان هكذا موصولاً، وهو صدوق يهم كما قال الحافظ، وخالفه جرير فقال ((عن أبى حيان التيمى عن أبيه قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: فذكره)) أخرجه هكذا الدارقطنى من طريق لوين محمد بن سليمان، ثم قال: ((لم يسنده أحد إلا أبو همام وحده)).
قلت: وأبو همام فيه ضعفٌ، ولعل مخالفه جرير، وهو ابن عبد الحميد الضبى خير منه، فقد ترجمه الحافظ: ((ثقة صحيح الكتاب، وقيل: كان فى آخر عمره يهم من حفظه)). وجملة القول أن الحديث ضعيف، للاختلاف فى وصله وإرساله، ولجهالة راويه)) اهـ.
وأقول: والشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ مسبوق بهذا التعليل والتضعيف، بما ذكره العلامة أبو الحسن بن القطان فى كتاب ((الوهم والإيهام)). ونص عبارة ابن القطان: ((وهو حديث يرويه أبو حيان التيمى عن أبيه عن أبى هريرة. وأبو حيان هو يحيى بن سعيد بن حيان أحد الثقات، ولكن أبوه لا يُعرف حاله، ولا يُعرف من روى عنه غير ابنه. ويرويه عن أبى حيان: أبو همام بن الزبرقان. وحكى الدارقطنى عن لُوين أنه قال: لم يسنده غير أبى همام، ثم ساقه من رواية أبى ميسرة النهاوندى ثنا جرير عن أبى حيان عن أبيه أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مرسل)) اهـ كما فى ((نصب الراية)) للحافظ الزيلعى.
قلت: وهذا الذى ذكره أبو الحسن بن القطان فى إعلال الحديث مشهور مستفيض عنه، نقله عنه الكثيرون من الحفاظ، كالحافظ ابن الملقن ((خلاصة البدر المنير)) (2/ 93)، والحافظ عمر بن على الوادياشى ((تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج)) (2/ 271)، والحافظ ابن حجر فى ((تلخيص الحبير)) (3/ 49)، والحافظ المناوى فى ((فيض القدير)) (2/ 308)، والأمير الصنعانى فى ((سبل السلام)) (3/ 46)، والقاضى الشوكانى فى ((نيل الأوطار)) (5/ 390)، وشمس الحق العظيم آبادى فى ((عون المعبود)) (9/ 170) وغيرهم، إلا أن الحافظ ابن الملقن الشافعى تعقبه بقوله: ((أعله ابن القطان بما بان أنه ليس بعلة))، وكذا قال الحافظ الوادياشى الأندلسى.
قلت: وهو كما قالا، والحديث صحيح ولا عبرة فى تضعيفه للوجوه الآتية:
(أولاً) سعيد بن حيان التيمى الكوفى، والد يحيى بن حيان، لا يتوجه القول بتضعيفه بمجرد القول: ((لا يكاد يُعرف))، فإنها ليست من عبارات التضعيف، كما هو معروف فى ((قواعد الجرح والتعديل)).
¥(40/3)
وإنما يخالف فى هذا المتأخرون الذين يضعفون المجاهيل بلا حجة. ومفهومها عند قائلها، وهو الحافظ الذهبى، ما بيَّنه فى خاتمة ((ديوان الضعفاء)) (ص374): ((وأما المجهولون من الرواة، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن، إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ)). فلماذا تغاضى الشيخ الألبانى عن هذه القاعدة الذهبية المفسِّرة لقوله ((لا يكاد يُعرف))؟!.
علماً بأن سعيد بن حيان كما قال الحافظ فى ((التقريب)) (1/ 293): ((من الثالثة)) يعنى من أوساط التابعين كالحسن البصرى وابن سيرين. وإنما نقول هذا رداً على من ضعَّفه، وإلا فالرجل فى غنيةٍ عن هذا الدفاع، فقد وثَّقه اثنان: العجلى فى ((معرفة الثقات)) (1/ 396)، وابن حبان فى ((الثقات)) (4/ 280/2901).
وقال الحافظ ((تهذيب التهذيب)) (4/ 17/26): ((لم يقف ابن القطان على توثيق العجلى، فزعم أنه مجهول))، وأما اقتصاره فى ((التقريب)) على ذكر توثيق العجلى فلهذه العلَّة التى بيَّنها، وليس كما زعم الألبانى أنه لم يتبين له توثيقه!!، سيما وقد ذكر فى ((التهذيب)) أن العجلى وابن حبان وثَّقاه، ولا يخفاك أن ((تقريب التهذيب)) اختصار للـ ((التهذيب)). وأما الحافظ الذهبى الذى ذكر فى ((الميزان)) أنه ((لا يكاد يُعرف)) بناءً على قاعدته الآنفة فى ((ديوان الضعفاء))، فقد أعاد ذكره فى ((الكاشف)) (1/ 434/1871) فقال: ((ثقة))، فبان بهذا أن قوله عن الراوى ((لا يكاد يُعرف))؛ ليس تضعيفاً كما يتصوره الشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ!.
وقد ذكر سعيداً هذا البخارى فى ((التاريخ)) (3/ 463/1539)، وابن أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)) (4/ 12/44)، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
والخلاصة، فإن سعيد بن حيان التيمى، والد أبى حيان التيمى، ثقة مرضىٌّ، وإن تفرد عنه ابنه، وحديثه متلقى بالقبول.
(ثانياً) محمد بن الزبرقان أبو همام الأهوازى، ثقة من رجال ((الصحيحين))، وثَّقه على بن المدينى، والبخارى، وابن حبان، والدارقطنى. وقال أبو حاتم الرازى: صالح الحديث صدوق. وقال أبو زرعة: صالح وسط. وقال النسائى: ليس به بأس. وقال ابن حبان: ثقة ربما أخطأ.
ولأجل ذلك، وتوفيقاً بين كلام الأئمة، قال الحافظ ابن حجر ((التقريب)) (2/ 161): ((صدوق ربما وهم)). وفرقٌ بين هذا وبين ما نقله عنه الشيخ الألبانى بالمعنى بقوله ((صدوق يهم))، فإن الحكم الصحيح ينبؤ عن قلة وهمه أو ندرته، بينما ينبؤ الثانى عن الكثرة واللزوم!!.
وعليه، فالأهوازى ثقة ربما أخطأ كما يخطئ غيرُه من الثقات، فمثله ما لم يخالفه من هو أوثق منه متلقى حديثه بالقبول والتصحيح، وإن تفرد، كما هو معلوم من ((قواعد علم المصطلح)).
فلننظر فى حديث جرير الذى ظنَّ الشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ أنه يعارض حديث أبى همام الأهوازى الثقة الصدوق، ولو أنَّه طالع ((سنن الدارقطنى))، ما خفى عليه ضعفه.
أخرجه الدارقطنى (3/ 35/140) قال: حدَّثنا هبيرة بن محمد بن أحمد الشيبانى نا أبو ميسرة النهاوندى نا جرير عن أبى حيان التيمى عن أبيه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((يدُ الله على الشريكين ما لم يخُنْ أحدُهما صاحبَه، فإذا خانَ أحدُهما صاحبَه رفعَها عنْهُما)).
قلت: فمن أبو ميسرة هذا الذى أدخل هذا الحديث على جرير بن عبد الحميد؟؟، وهل تقوى روايته المرسلة مع شدة ضعفه على معارضة رواية أبى همام الثقة الصدوق؟!.
قال ابن حبان فى ((المجروحين والمتروكين)) (1/ 144): ((أحمد بن عبد اللَّه بن ميسرة الحرانى، أبو ميسرة النهاوندى. يأتى عن الثقات بما ليس من أحاديث الأثبات، لا يحل الاحتجاج به))، وذكر له حديثين عن ابن عمر، وقال: ((هذان خبران باطلان رفعهما)).
وقال أبو أحمد بن عدى فى ((الكامل فى الضعفاء)) (1/ 176): ((كان بهمدان. حدَّث عن الثقات بالمناكير، ويحدِّث عمن لا يعرف ويسرق حديث الناس)).
قلت: فهذه رواية واهية بمرة، لا يحل الاحتجاج بها لحال أبى ميسرة النهاوندى. والذى أعتقده أن الألبانى لم ينظر فى إسناد الدارقطنى، ولو فعل فلم يكن ليخفى عليه شدة ضعف رواية أبى ميسرة، وإنما قال ما قاله تحسيناً للظن بابن القطان، وتقليداً له!!.
فإذ قد بان أن الحديث الموصول لا يعارض بهذه الرواية الواهية، فقد ثبتت صحته، ووجب الاحتجاج به.
وتمام البحث، أن نقول ((إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله))، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو حازم فكرى زين العابدي]ــــــــ[25 - 03 - 04, 10:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا و متعنا الله بعلمك(40/4)
بيان صحة الحديث القدسى ((أنا ثالث الشريكين))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 03 - 04, 06:41 م]ـ
بيان صحة الحديث القدسى ((أنا ثالث الشريكين))
قال أبو داود ((السنن)) (3383): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمِصِّيصِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ يَقُولُ: أَنَا ثَالِثُ الشَّرِيكَيْنِ مَا لَمْ يَخُنْ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَإِذَا خَانَهُ خَرَجْتُ مِنْ بَيْنِهِمَا)).
وأخرجه كذلك الدارقطنى (3/ 35/139)، والحاكم (2/ 52)، والبيهقى (6/ 78)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (10/ 401) من طريق محمد بن الزبرقان أبى همام عن أبى حيان التيمى عن أبيه عن أبى هريرة قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: فذكره.
قلت: والحديث بهذا الإسناد يذكر فى الوحدا ن، فليس فى ((الكتب الستة)) بهذا الإسناد غير هذا الحدبث، تفرد بتخريجه أبو داود، وليس لأبى حيان التيمى عن أبيه عن أبى هريرة غيره.
وقال الحاكم: ((صحيح الإسناد، ولم يخرجاه)).
فتعقبه الشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ فى ((إرواء الغليل)) (5/ 288/1468) بقوله:
((وأقول: بل ضعيف الإسناد، وفيه علتان:
(الأولى) الجهالة، فإن أبا حيان التيمى اسمه يحيى بن سعيد بن حيان. وأبوه سعيد، أورده الذهبى فى ((الميزان)) وقال: ((لا يكاد يُعرف، وللحديث علَّة)). وأما الحافظ، فقال فى ((التقريب)): ((وثََّقه العجلى)).
قلت: وهو من المعروفين بالتساهل فى التوثيق، ولذلك لم يتبن الحافظ توثيقه، وإلا لجزم به فقال: ((ثقة))؛ كما هى عادته فيمن يراه ثقة، فأشار إلى هذا لأنه ليس كذلك عنده، بأن حكى توثيق العجلى له.
(الثانية) الاختلاف فى وصله. فرواه ابن الزبرقان هكذا موصولاً، وهو صدوق يهم كما قال الحافظ، وخالفه جرير فقال ((عن أبى حيان التيمى عن أبيه قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: فذكره)) أخرجه هكذا الدارقطنى من طريق لوين محمد بن سليمان، ثم قال: ((لم يسنده أحد إلا أبو همام وحده)).
قلت: وأبو همام فيه ضعفٌ، ولعل مخالفه جرير، وهو ابن عبد الحميد الضبى خير منه، فقد ترجمه الحافظ: ((ثقة صحيح الكتاب، وقيل: كان فى آخر عمره يهم من حفظه)). وجملة القول أن الحديث ضعيف، للاختلاف فى وصله وإرساله، ولجهالة راويه)) اهـ.
وأقول: والشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ مسبوق بهذا التعليل والتضعيف، بما ذكره العلامة أبو الحسن بن القطان فى كتاب ((الوهم والإيهام)). ونص عبارة ابن القطان: ((وهو حديث يرويه أبو حيان التيمى عن أبيه عن أبى هريرة. وأبو حيان هو يحيى بن سعيد بن حيان أحد الثقات، ولكن أبوه لا يُعرف حاله، ولا يُعرف من روى عنه غير ابنه. ويرويه عن أبى حيان: أبو همام بن الزبرقان. وحكى الدارقطنى عن لُوين أنه قال: لم يسنده غير أبى همام، ثم ساقه من رواية أبى ميسرة النهاوندى ثنا جرير عن أبى حيان عن أبيه أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم مرسل)) اهـ كما فى ((نصب الراية)) للحافظ الزيلعى.
قلت: وهذا الذى ذكره أبو الحسن بن القطان فى إعلال الحديث مشهور مستفيض عنه، نقله عنه الكثيرون من الحفاظ، كالحافظ ابن الملقن ((خلاصة البدر المنير)) (2/ 93)، والحافظ عمر بن على الوادياشى ((تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج)) (2/ 271)، والحافظ ابن حجر فى ((تلخيص الحبير)) (3/ 49)، والحافظ المناوى فى ((فيض القدير)) (2/ 308)، والأمير الصنعانى فى ((سبل السلام)) (3/ 46)، والقاضى الشوكانى فى ((نيل الأوطار)) (5/ 390)، وشمس الحق العظيم آبادى فى ((عون المعبود)) (9/ 170) وغيرهم، إلا أن الحافظ ابن الملقن الشافعى تعقبه بقوله: ((أعله ابن القطان بما بان أنه ليس بعلة))، وكذا قال الحافظ الوادياشى الأندلسى.
قلت: وهو كما قالا، والحديث صحيح ولا عبرة فى تضعيفه للوجوه الآتية:
(أولاً) سعيد بن حيان التيمى الكوفى، والد يحيى بن حيان، لا يتوجه القول بتضعيفه بمجرد القول: ((لا يكاد يُعرف))، فإنها ليست من عبارات التضعيف، كما هو معروف فى ((قواعد الجرح والتعديل)).
¥(40/5)
وإنما يخالف فى هذا المتأخرون الذين يضعفون المجاهيل بلا حجة. ومفهومها عند قائلها، وهو الحافظ الذهبى، ما بيَّنه فى خاتمة ((ديوان الضعفاء)) (ص374): ((وأما المجهولون من الرواة، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن، إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ)). فلماذا تغاضى الشيخ الألبانى عن هذه القاعدة الذهبية المفسِّرة لقوله ((لا يكاد يُعرف))؟!.
علماً بأن سعيد بن حيان كما قال الحافظ فى ((التقريب)) (1/ 293): ((من الثالثة)) يعنى من أوساط التابعين كالحسن البصرى وابن سيرين. وإنما نقول هذا رداً على من ضعَّفه، وإلا فالرجل فى غنيةٍ عن هذا الدفاع، فقد وثَّقه اثنان: العجلى فى ((معرفة الثقات)) (1/ 396)، وابن حبان فى ((الثقات)) (4/ 280/2901).
وقال الحافظ ((تهذيب التهذيب)) (4/ 17/26): ((لم يقف ابن القطان على توثيق العجلى، فزعم أنه مجهول))، وأما اقتصاره فى ((التقريب)) على ذكر توثيق العجلى فلهذه العلَّة التى بيَّنها، وليس كما زعم الألبانى أنه لم يتبين له توثيقه!!، سيما وقد ذكر فى ((التهذيب)) أن العجلى وابن حبان وثَّقاه، ولا يخفاك أن ((تقريب التهذيب)) اختصار للـ ((التهذيب)). وأما الحافظ الذهبى الذى ذكر فى ((الميزان)) أنه ((لا يكاد يُعرف)) بناءً على قاعدته الآنفة فى ((ديوان الضعفاء))، فقد أعاد ذكره فى ((الكاشف)) (1/ 434/1871) فقال: ((ثقة))، فبان بهذا أن قوله عن الراوى ((لا يكاد يُعرف))؛ ليس تضعيفاً كما يتصوره الشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ!.
وقد ذكر سعيداً هذا البخارى فى ((التاريخ)) (3/ 463/1539)، وابن أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)) (4/ 12/44)، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
والخلاصة، فإن سعيد بن حيان التيمى، والد أبى حيان التيمى، ثقة مرضىٌّ، وإن تفرد عنه ابنه، وحديثه متلقى بالقبول.
(ثانياً) محمد بن الزبرقان أبو همام الأهوازى، ثقة من رجال ((الصحيحين))، وثَّقه على بن المدينى، والبخارى، وابن حبان، والدارقطنى. وقال أبو حاتم الرازى: صالح الحديث صدوق. وقال أبو زرعة: صالح وسط. وقال النسائى: ليس به بأس. وقال ابن حبان: ثقة ربما أخطأ.
ولأجل ذلك، وتوفيقاً بين كلام الأئمة، قال الحافظ ابن حجر ((التقريب)) (2/ 161): ((صدوق ربما وهم)). وفرقٌ بين هذا وبين ما نقله عنه الشيخ الألبانى بالمعنى بقوله ((صدوق يهم))، فإن الحكم الصحيح ينبؤ عن قلة وهمه أو ندرته، بينما ينبؤ الثانى عن الكثرة واللزوم!!.
وعليه، فالأهوازى ثقة ربما أخطأ كما يخطئ غيرُه من الثقات، فمثله ما لم يخالفه من هو أوثق منه متلقى حديثه بالقبول والتصحيح، وإن تفرد، كما هو معلوم من ((قواعد علم المصطلح)).
فلننظر فى حديث جرير الذى ظنَّ الشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ أنه يعارض حديث أبى همام الأهوازى الثقة الصدوق، ولو أنَّه طالع ((سنن الدارقطنى))، ما خفى عليه ضعفه.
أخرجه الدارقطنى (3/ 35/140) قال: حدَّثنا هبيرة بن محمد بن أحمد الشيبانى نا أبو ميسرة النهاوندى نا جرير عن أبى حيان التيمى عن أبيه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((يدُ الله على الشريكين ما لم يخُنْ أحدُهما صاحبَه، فإذا خانَ أحدُهما صاحبَه رفعَها عنْهُما)).
قلت: فمن أبو ميسرة هذا الذى أدخل هذا الحديث على جرير بن عبد الحميد؟؟، وهل تقوى روايته المرسلة مع شدة ضعفه على معارضة رواية أبى همام الثقة الصدوق؟!.
قال ابن حبان فى ((المجروحين والمتروكين)) (1/ 144): ((أحمد بن عبد اللَّه بن ميسرة الحرانى، أبو ميسرة النهاوندى. يأتى عن الثقات بما ليس من أحاديث الأثبات، لا يحل الاحتجاج به))، وذكر له حديثين عن ابن عمر، وقال: ((هذان خبران باطلان رفعهما)).
وقال أبو أحمد بن عدى فى ((الكامل فى الضعفاء)) (1/ 176): ((كان بهمدان. حدَّث عن الثقات بالمناكير، ويحدِّث عمن لا يعرف ويسرق حديث الناس)).
قلت: فهذه رواية واهية بمرة، لا يحل الاحتجاج بها لحال أبى ميسرة النهاوندى. والذى أعتقده أن الألبانى لم ينظر فى إسناد الدارقطنى، ولو فعل فلم يكن ليخفى عليه شدة ضعف رواية أبى ميسرة، وإنما قال ما قاله تحسيناً للظن بابن القطان، وتقليداً له!!.
فإذ قد بان أن الحديث الموصول لا يعارض بهذه الرواية الواهية، فقد ثبتت صحته، ووجب الاحتجاج به.
وتمام البحث، أن نقول ((إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله))، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو حازم فكرى زين العابدي]ــــــــ[25 - 03 - 04, 10:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا و متعنا الله بعلمك(40/6)
حسان عبد المنان وصنيعه بكتاب شيخ الإسلام أبى زكريا النووى ((رياض الصالحين))
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 03 - 04, 07:42 ص]ـ
حسان عبد المنان وصنيعه بكتاب شيخ الإسلام أبى زكريا النووى ((رياض الصالحين))
تابع المقال السابق على الوصلة التالية:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17912
وذكر أبو زكريا النووى فى كتابه البديع ((رياض الصالحين))
3: باب الصبر
(43) عن أنس رضى الله عنه قال قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)). وقالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ)).
رواه الترمذى، وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وذكره حسان عبد المنان فى ذيل ((تهذيب رياض الصالحين)) له، وضعَّفه براويه عن أنس: سعد بن سنان الكندى، فقال: ((سعد بن سنان هذا منكر الحديث، قاله ابن سعد والنسائى وابن حبان. وقال الجوزجانى: أحاديثه واهية. وقال الإمام أحمد: تركت حديثه لأنه مضطرب غير محفوظ. وقال مرة اخرى: يشبه حديثه حديث الحسن، لا يشبه حديث أنس. قلت: فلا عبرة بتوثيق ابن معين وحده، لا سيما وأن فيه جهالة أو بعض جهالة)) كذا قال بنصه.
قلت: ولنا أولاً وقفة مع قول الشيخ حسان ـ سامحه الله ـ ((لا عبرة بتوثيق ابن معين))، فأقول: هل سبقك أحد من الأئمة المؤتسى بأقوالهم وأحكامهم إلى مثل هذه العبارات، التى تحمل فى طياتها كبراً وعلواً وآنفة عن قبول الحق من أهله وأعرف الناس به، ونصحيتى لك، ولجميع نبغاء الوقت وشيوخ العصر: رفقاً بأنفسكم وبنا، فقد أنهكتنا أمراض الزهو والكبر والغرور والخيلاء، وفاتنا الكثير من واجب التوقير والإحترام لرفعاء الأئمة، وكبراء علماء الأمة. ولن أسترسل مع خواطرى فى هذا المعنى، لكى لا أخرج عن المقصود هاهنا، ولكنى أنصح طلبة العلم، وشيوخ العصر قبلهم؛ بقراءة كتاب أخى وحبيبى فى الله الشيخ محمد إسماعيل السكندرى ((حرمة أهل العلم))، فقد أوفى على الغاية. ثم ثانياً: أين أمانة النقل وتحرى الصدق، فقد نسبت الإمام ابن حبان إلى تضعيف سعد بن سنان، وليس كما زعمت، فالإمام ابن حبان ممن وثقه، كما سيأتى بيانه بالنقل الصحيح من كتابيه ((الثقات)) و ((مشاهير علماء الأمصار)).
والقصد الآن: بيان الرد على تضعيف حدبث أنس المذكور:
والذى أخرجه الترمذى (2396) قال: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ ثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ)).
قَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ)).
وأخرج الأول كذلك أبو يعلى (7/ 247/4254،4255)، وابن عدى ((الكامل)) (3/ 355)، والدارقطنى ((مجلس إملاء فى رؤية الله تبارك وتعالى)) (180) من طرق عن ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، ... )) الحديث.
وأخرجه الحاكم (4/ 651) من طريق ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك به.
¥(40/7)
وأخرج الثانى ابن ماجه (4031)، وأبو يعلى (7/ 247/4253)، وابن عدى ((الكامل)) (3/ 356)، والدارقطنى ((مجلس إملاء فى رؤية الله تبارك وتعالى)) (244)، والقضاعى ((مسند الشهاب)) (1121)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 144/9783) من طرق عن ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن سعد بن سنان عن أنس بن مالك به.
وأخرجه البيهقى ((شعب الإيمان)) (7/ 144/9782) من طريق ابن وهب أخبرني ابن لهيعة وعمرو بن الحارث والليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك به.
قلت: هذا إسناد مصرى حسن، رجاله موثقون كلهم، غير أنهم اختلفوا فى اسم التابعى راويه عن أنس، كما اختلف عليه غيرُهم على ثلاثة أقوال:
(الأول) سنان بن سعد، هكذا يقوله عن يزيد بن أبى حبيب: عمرو بن الحارث، وابن لهيعة، ومحمد بن إسحاق، وابن أبى ذئب، وسعيد بن أبى أيوب، والليث من رواية عبد الله بن صالح عنه.
(الثانى) سعد بن سنان، هكذا يقوله عن يزيد بن أبى حبيب: الليث بن سعد من رواية معظم أصحابه عنه، ولا يتابع عليه.
(الثالث) سعيد بن سنان، هكذا روى محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عنه عدة أحاديث سمَّاه في بعضها سعيد بن سنان، وفي بعضها سعد بن سنان، وفي بعضها سنان بن سعد، قاله أبو بكر الخطيب فى ((موضح أوهام الجمع والتفريق)) (2/ 168).
وأصح ما في هذه الأسماء وأصوبه أولها ((سنان بن سعد))، كما صوَّبه البخارى وابن حبان وابن يونس وابن شاهين وجماعة.
قال أبو عيسى الترمذى: ((وسَمِعْت مُحَمَّدًا ـ يعنى البخارى ـ يَقُولُ: وَالصَّحِيحُ سِنَانُ ابْنُ سَعْدٍ)).
وقال ابن حبان فى ((مشاهير علماء الأمصار)) (ص122): ((سنان بن سعد. من جلة المصريين، وهو الذي يخطىء الرواة فيه، منهم من قال سعد بن سنان، وقال بعضهم سعيد بن سنان. والصحيح سنان بن سعد والله أعلم)).
وقال فى ((الثقات)) (4/ 336/3210): ((سنان بن سعد. يروى عن أنس بن مالك. حدث عنه المصريون، وهم مختلفون فيه، يقولون سعد بن سنان، وسعيد بن سنان، وسنان بن سعيد. وأرجو أن يكون الصحيح ((سنان بن سعد)). وقد اعتبرت حديثه، فرأيت ما روى عن سنان بن سعد يشبه أحاديث الثقات، وما روى عن سعد بن سنان وسعيد بن سنان فيه المناكير كأنهما اثنان فالله أعلم)).
وقال أبو حفص بن شاهين ((تاريخ أسماء الثقات)) (ص104): ((قال أحمد بن صالح: سنان بن سعد ثقة، ليس في قلبي من حديثه شيء، هو من أهل البصرة)).
وقال الأمير ابن ماكولا ((الإكمال)) (4/ 443): ((سنان بن سعد الكندى عن أنس وعن أبيه روى عنه: يزيد بن أبي حبيب، ومحمد بن يزيد بن أبي زياد الثقفي. وقيل فيه: سعد بن سنان. قال أبو سعيد بن يونس: وسنان بن سعد أصح)).
ولهذا الاختلاف والاضطراب فى اسمه، تكلم فيه من ضعَّفه من الأئمة. قال أحمد بن أبي يحيى سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم أكتب أحاديثه، لأنهم اضطربوا فيها، فقال بعضهم سعد بن سنان، وبعضهم سنان بن سعد. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: تركت حديثه، لأنه حديث مضطرب، وسمعته يقول: يشبه حديثه حديث الحسن، ولا يشبه أحاديث أنس. وقال السعدي: أحاديثه واهية لا تشبه أحاديث الناس عن أنس. وقال النسائي: منكر الحديث.
وأما من رجَّح الوجه الأول من أسماءه، فلم يتردد فى توثيقه وقبوله. فقال أبو بكر بن أبى خيثمة: سئل يحيى بن معين عن سنان بن سعد الذي روى عنه يزيد بن أبى حبيب، فقال: ثقة.
وقال العجلى فى ((معرفة الثقات)) (1/ 390/564): ((بصرى تابعي ثقة)). وذكره ابن حبان فى ((كتاب الثقات)) (4/ 336/3210)، وقال فى ((مشاهير علماء الأمصار)) (ص122): ((من جلة المصريين)). وقال أبو حفص بن شاهين ((تاريخ أسماء الثقات)) (ص104): ((قال أحمد بن صالح: سنان بن سعد ثقة، ليس في قلبي من حديثه شيء، هو من أهل البصرة)).
وقال ابن حجر فى ((التقريب)): ((1/ 231/2238): ((صدوق له أفراد)).
¥(40/8)
وأما الحافظ الذهبى، فقد أسند فى ((سير الأعلام)) (8/ 138) حديثه عن أنس أنَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا)) ثم قال: ((هذا الحديث حسنٌ عالٍ، أخرجه الترمذي عن قتيبة، فوافقناه بعلوٍ)).
وفيما ذكرناه من النقول عمن وثقه واعتمده، رد على قوله الخاطئ: ((فلا عبرة بتوثيق ابن معين وحده)). وفيما قاله الأمير ابن ماكولا فى ترجمته، رد على الخطأ الثانى: ((لا سيما وأن فيه جهالة أو بعض جهالة))!!.
قلت: وجملة ماله من الحديث خمسة عشر حديثاً، المذكور منها فى ((الكتب الستة)) عشرة أحاديث، هاكها:
(الأول) و (الثانى) السالف ذكرهما.
(الثالث) قال ابن ماجه (3987): حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ الإِسْلامَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ)).
(الرابع) وقال (4056) بهذا الإسناد أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الأَرْضِ، وَالدَّجَّالَ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ)).
(الخامس) وقال (4214) بهذا الإسناد رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا، وَلا يَبْغِي بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ)).
(السادس) قال ابن ماجه (273): حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ ثَنَا أَبُو زُهَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لا يَقْبَلُ اللهُ صَلاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ)).
(السابع) قال أبو داود (1585)، والترمذى (646) كلاهما: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا اللَّيْثُ بنْ سَعدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْمُعْتَدِي الْمُتَعَدِّي فِي الصَّدَقَةِ كَمَانِعِهَا)).
وقال ابن ماجه (1808): حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ به مثله.
(الثامن) وقال الترمذى (987) بإسناده السالف أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الصَّبْرُ فِي الصَّدْمَةِ الأُولَى)).
وقال ابن ماجه (1596): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ أَنْبَأَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ به مثله.
(التاسع) وقال الترمذى (2197) بإسناده السالف أنَّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((تَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ أَقْوَامٌ دِينَهُمْ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا)).
(العاشر) قال ابن ماجه (205): حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((أَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى ضَلالَةٍ فَاتُّبِعَ، فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ أَوْزَارِ مَنِ اتَّبَعَهُ، وَلا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا، وَأَيُّمَا دَاعٍ دَعَا إِلَى هُدًى فَاتُّبِعَ، فَإِنَّ لَهُ مِثْلَ أُجُورِ مَنِ اتَّبَعَهُ، وَلا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا)).
قلت: ومتون هذه الأحاديث أكثرها صحاح محفوظة، وليس فيها ما ينكر، بل وبعضها مخرَّج فى ((الصحيحين)) من غير حديث أنس، مما يشهد لها بالصحة والقبول.
ولهذا قال أبو أحمد بن عدى ((الكامل)) (3/ 356): ((وهذه الأحاديث ومتونها وأسانيدها، والاختلاف فيها، يحمل بعضها بعضا، وليس هذه الأحاديث مما يجب أن تترك أصلا، كما ذكروا عن أحمد بن حنبل أنه ترك هذه الأحاديث للاختلاف الذي فيه من سعد بن سنان وسنان بن سعد، لأن في الحديث وفي أسانيدها ما هو أكثر اضطرابا منها في هذه الأسانيد، ولم يتركه أحد أصلا، بل أدخلوه في مسانيدهم وتصانيفهم)).
وقد ذكر البخارى سنان بن سعد الكندى فى ((الأدب المفرد))، وأخرج له حديثين:
(الأول) قال (401): حدثنا يحيى بن سليمان حدثني ابن وهب أخبرني عمرو عن يزيد بن أبى حبيب عن سنان بن سعد عن أنس أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((ما توادَّ اثنان في الله جلَّ وعزَّ أو في الإسلام، فيفرق بينهما أول ذنب يحدثه أحدهما)).
(الثانى) قال (424): حدثنا أحمد بن عيسى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبى حبيب عن سنان بن سعد عن أنس عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((المستبان ما قالا، فعلى البادىء حتى يعتدى المظلوم)).
¥(40/9)
ـ[ alhwri] ــــــــ[26 - 03 - 04, 02:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبو محمد
وهداك الله يا حسان, فوالله ما أحسنت ولا أصبت اذ تعديت على كتب الاكابر, بل لم تكتفى بذلك حتى جعلت نفسك ندا"لهم فتارة تحذف من متن رياض الصالحين ما اصطلح عليه فهمك القاصر فقمت بتضعيفه، وحذفته من أصل الكتاب وطبعته من غيره لتواصل بذلك غارة المعتدين على كتب السنة. ثم لم تكتفى بذلك بل جعلت نفسك ندا" لمهم بأن كررت قولك
هذا الحديث وافقنى علي تضعيفه الألبانى وهذا لم يوافقنى على تضعيفه, وأقول لك ولأمثاك ارفق بنفسك ,ما هكذ تورد يا حسان الأبل,
وجزى الشيخ الألفى خيرا فى الرد عليك ومن قبله لعلامة الألبانى فى كتابه النصيحة ....
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[26 - 03 - 04, 03:39 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي فضيلة الشيخ أبا محمد الألفي
وذب عن وجهك النار
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 03 - 04, 09:40 ص]ـ
أخى الكريم الفاضل المبارك / إحسان العتيبى
سلام الله عليك ورحمته وبركاته.
طبت وطاب قولك وعملك، ووقانى الله وإيّاكَ حرَّ النار وسمومَها.
وقد أنصفت وعدلت إذ رضيت بالحق، وإن كان المقال فى واحد من أهل بلدتك فيما أظن، والطبائع مفطورة على العصبية للأهل والعشيرة.
فالحمد لله الذى زكَّى فؤادك، وقوَّى إعتقادك.
وجزاك الله خيراً.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 03 - 04, 09:42 ص]ـ
لقد أجاد الشيخ المحقق حسان عبد المنان في تخريجه لذلك الحديث وحكمه عليه بما يوافق منهج الأئمة المتقدمين، فجزاه الله خيرا
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[30 - 03 - 04, 04:17 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
لقد أجاد الشيخ المحقق حسان عبد المنان في تخريجه لذلك الحديث وحكمه عليه بما يوافق منهج الأئمة المتقدمين، فجزاه الله خيرا
كل كلام بلا دليل ولا برهان، فلا ينبغى أن يلتفت إليه، بل يقال لقائله:
((قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين))!!
وإن لم يكن أبو زكريا يحيى بن معين، وأبو عيسى الترمذى، وأبو حاتم بن حبان، وأبو عبد الله الحاكم من رفعاء وكبراء الأئمة المتقدمين، فمن يا ترى يكون؟ .
وأما من يعمد إلى كتب الأسلاف، فيمسخها فلا ينبغى إقراره على هذا الصنيع، فضلاً عن الرضا بفعله، ووصفه بالإجادة!!.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 03 - 04, 09:52 م]ـ
قلنا من قبل:
الصواب أن عصر السلف الصالح ينتهي بحدود عام 300هـ، فيكون النسائي (ت303هـ) هو خاتمة السلف. وكل من توفي بعد ذلك لا يعتبر من السلف. هذا نهاية عهد السلف وليس السلفيين، فلا تنافي بين بقاء طائفة عل منهج السلف وانقضاء عهد السلف أنفسهم. وقد ذكر الذهبي رحمه الله في مقدمة الميزان أن نهاية زمن المتقدمين هو رأس الثلاثمئة. وإذا نظرنا فإن الجيل الرابع وهو جيل الآخذين عن أتباع التابعين ومن كبارهم أحمد ومن صغارهم النسائي فإنه ينتهي بنهاية القرن الثالث. وفي حديث خير القرون قرني ثم الذين يلونهم فلم يدر رضي الله عنه أذكر قرنا أم قرنين. أي أن القرون المفضلة ثلاثة أو أربعة، فإن كانت أربعة فنهاية الرابع تكون بانقضاء المئة الثالثة. والمقصود بالقرن هو الجيل من الناس بلا شك. دليل ذلك «ثم الذين يلونهم» فهو يتكلم عن البشر لا السنين. و الجيل من الناس لا يبلغ قرناً، بل هو ثلاثة أرباع القرن، فإنك تجد التابعين ينتهي عهدهم سنة 150 وأتباع التابعين في الربع الأول من القرن الثالث، أما من روى عن أتباع التابعين فينتهي عهدهم بنهاية القرن الثالث. إذا الأجيال الأربعة الأولى تنتهي بسنة 300.
وإذا نظرنا نجد أنه أول ما بدئ الخلل في المنهج، بدئ من الطبري حيث مشى على منهج المتأخرين وأهمل الكثير من علل الحديث. فأول شخص نجد عنده تبلور لمنهج المتأخرين هو ابن جرير الطبري (والبعض يعتبره من الفقهاء وليس من المحدثين)، ثم يأتي بعده ابن خزيمة حسب ترتيب تاريخ الوفاة. وابن خزيمة –طبعاً– لم يأخذ منهجه من الطبري. لكن ابن حبان قد أخذ منهجه من ابن خزيمة على الأرجح، ومال أكثر إلى منهج المتأخرين من الناحية العملية في صحيحه، رغم أنه في مقدمة صحيحة قد ذكر عدة أمور نظرية مشابهة لمنهج المتقدمين. ومثله تلميذه الحاكم، الذي تبع منهج المتقدمين في كتبه النظرية مثل "علوم الحديث" وغيره. لكن المستدرك كان تطبيقاً لقواعد المتأخرين وليس المتقدمين خاصة في أمور زيادة الثقة وما شابه ذلك.
ولا يعني هذا أبداً وجود حفاظ تابعوا السير على نهج المتقدمين فاعتبروا منهم، كأبي بكر الإسماعيلي والعقيلي والدارقطني وغيرهم، ممن وصلتهم الطرق التي وصلت للمتقدمين، ولو أنها كانت مكتوبة مدوّنة. فهؤلاء مشوا على نفس منهج المتقدمين تماماً. وانتهاء عصر المتقدمين لا يعني انتهاء الذين يمشون على هذا المنهج، كما أن انتهاء عصر السلف لا يعني انتهاء السلفيين.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[31 - 03 - 04, 05:48 م]ـ
الأخ الكريم / محمد
هذا الكلام المذكور بكليته:
(أولاً) لا تعلق له بما نحن فيه، لا من جهة الأصول، ولا من جهة الفروع!.
(ثانياً) آخره عند التحقيق فى مضمونه ومحتواه ناقض لأوله.
(ثالثاً) تقريره هكذا على هيئة الجزم بصحته أحد العجائب الغرائب.
يا أخى، أرجوك أن لا تخرج عما نحن فيه من المطارحة المعروضة للبحث، وإلا سأضطر للمرور بمشاركتك دون تعقيب.
¥(40/10)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 03 - 04, 08:03 م]ـ
كلامي هو إجابة لسؤالك الوحيد الذي سألتني إياه في مشاركتك التي سبقته. والإجابة ضمنية باعتبار أنك تعرف ولا شك تواريخ وفاة العلماء الذين سألت عنهم.
أما كوني لم أذكر أدلة فهذا قد كتبت فيه كتب وأبحاث، وقد نشر هذا الملتقى المبارك الكثير منها. فلم نعيد مناقشتها وهي موجودة في الأرشيف؟
ـ[محمد علي]ــــــــ[01 - 04 - 04, 02:27 ص]ـ
حسان عبد المنان شيخ محقق؟؟؟؟؟!!!! من مدة طويلة وأنا أقرأ لمحمد الأمين، وكلما قرأت تعقيبا له ازددت دهشة؟؟؟؟؟؟!!!!!!
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[01 - 04 - 04, 12:40 م]ـ
الحمد لله وحده ...
الشيخ أبو محمد الألفي يقصد أين البرهان على إجادة حسان بعد أن رد الشيخ عليه فوق
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 04 - 04, 11:24 ص]ـ
أخي الحبيب الأزهري السلفي وفقه الله
سبب إجادة الشيخ حسان هو أنه:
1 - أصاب الحكم الصحيح على الحديث
2 - وافق حكم أحد الأئمة المتقدمين عليه، ولا مخالف له
وسنبين ذلك باختصار في ما يلي:
1 - بيان حال سعد بن سنان الذي تفرد بالحديث
2 - بيان حكم الحديث
===============
سعد بن سنان، ويقال سنان بن سعد الكندي المصري. وانتبه لكلمة المصري فالشيخ -عفا الله عنه- يميل لتوثيق المصريين مطلقاً ويرى أنهم مظلومين. وفي موضوع سابق استشهد بتفضيل الليث على مالك (لا تسألني ما علاقة هذا بموضوعنا، صدقني لا أعرف!).
التوثيق:
قال العجلي في "معرفة الرجال" (1\ 390): «بصري تابعي ثقة».
و العجلي قريب من ابن حبان في توثيق المجاهيل من القدماء. قال المعلمي اليماني في "الأنوار الكاشفة" (ص68): «توثيق العِجْلي –وجدته بالاستقراء– كتوثيق ابن حبان تماماً أو أوسع». وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (7\ 633): «فالعجلي معروفٌ بالتساهل في التوثيق كابن حبان تماماً. فتوثيقه مردودٌ إذا خالف أقوال الأئمة الموثوق بنقدهم وجرحهم». وقال في فقال في "تمام المنة": «توثيق العجلي في منزلة توثيق ابن حبان».
ومن تأمل حال أئمة الجرح والتعديل من المتقدمين لوجد أنهم لا يعتدون بأقوال العجلي ويضربون عنها الذكر صفحاً، كأنها لم تكن. وإنما قام بعض المتأخرين باستعمال أقواله إذا وافق الحديث مذهبهم، لكن إذا خالفه تجاهلوا قول العجلي كما كان يفعل المتقدمون. وهذا ما تجده عند ابن الجوزي، حيث غالباً ما يتجاهل قول العجلي ويحكم على الرواة بالجهالة، إلا في أحيان قليلة فتجده ينكر على الدارقطني تجهيله لراو بحجة توثيق العجلي له (رغم أن الدراقطني مسبوق بحكمه بالجهالة).
وقد اضطرب المتأخرون كثيراً في شأن من لم يوثقه إلا العجلي وابن حبان. وسبب اضطرابهم هو قاعدة فلسفية واهية جداً أخذوها من المتكلمين، وهؤلاء هم من أجهل الناس بعلم الحديث. قالوا: توثيق الإمام مقدم على جهل غيره من الأئمة لأن مع الموثق زيادة علم، كذا قالوا بإطلاق!! ولا ريب في أن إطلاق هذا مخالف للعقل والواقع ومخالف لمنهج الأئمة المتقدمين.
فمن جهة الواقع فإن الأئمة يختلفون مع بعضهم البعض في معايير التوثيق. فتجدهم أحياناً يختلفون في حكمهم على الراوي مع أنه ليس لواحد منهم زيادة علم على الآخر، كما تجده أحياناً في اختلاف الرازيين أو في اختلاف ابن مهدي مع القطان. وهذا راجع لاختلاف الاجتهاد وليس سببه جهل من الإمام أو زيادة علم من الإمام الآخر! فلذلك تجد إماماً كالذهلي يقول إن رواية ثقتين عن المجهول تكفي لرفع الجهالة عنه، بينما إمام آخر كأبي حاتم يرى أن هذا بإطلاق غير كافٍ فيحكم على الرجل بالجهالة. ولا يُقال أن أحدهما عنده زيادة علم على الآخر. ومثال هذا عند الأئمة المتقدمين ما قاله ابن عدي في الكامل (4\ 298): «إذا قال مثل ابن معين لا أعرفه فهو غير معروف. وإذا عرفه غيره لا يعتمد على معرفة غيره، لأن الرجال بابن معين تُسبَرُ أحوالهم». طعباً يستثنى من هذه القاعدة من كان في طبقة ابن معين خاصة من المصريين.
¥(40/11)
والعجلي قد أدركه أغلب نقاد الحديث، وقد توفي بنفس السنة التي توفي بها مسلم (عام 261هـ). ومن تأمل أحوال الرجال، لوجد الائمة المتقدمين قد أطلقوا الجهالة على عدد كبير جداً ممن وثقهم العجلي، رغم معرفتهم بلا شك بقوله. لكن لما عرفوا مذهبه في توثيق من لم يرو عنه إلا واحد حتى لو لم يكون عنده علم عن هذا الرجل (أي كما هو مذهب ابن حبان)، لم يعتدوا بقوله لأنه ليس فيه أن معه زيادة علمٍ عليهم.
وحتى عدد من المحققين من المتأخرين سلكوا نفس منهج المتقدمين في عدم الاعتداد بمنهج العجلي في توثيق المجاهيل (وهو نفس منهج ابن حبان). وعلى سبيل المثال: عمارة بن حديد. قال عنه أبو حاتم: «مجهول». وقال أبو زرعة: «لا يُعرف». وقال ابن عبد البر: «رجل مجهول». وقال ابن المديني: «لا أعلم أحداً روى عنه غير يعلى بن عطاء». وقال العجلي في "معرفة الرجال" (2\ 162): «حجازي تابعي ثقة»!! وذكره ابن حبان في ثقاته (5\ 141) وأخرج حديثه في صحيحه (11\ 62) رغم أنه لم يرو عنه إلا يعلى بن عطاء، وليس له أصلاً إلا حديثاً واحداً عن رجل مجهول اسمه صخر، زعم أنه صحابي. وهذا الحديث أشار الترمذي إلى ضعفه فقال عنه: «حسن غريب (كما في نسخة الذهبي. وهو تضعيف باصطلاح الترمذي)، و لا نعرف لصخر عن النبى (ص) غير هذا الحديث». والحديث ضعفه أبو حاتم وابن الجوزي وابن القطان وكثير غيرهم. قال الذهبي في الميزان (5\ 211): «صخر لا يعرف إلا في هذا الحديث الواحد. ولا قيل إنه صحابي إلا به. ولا نَقَلَ ذلك إلا عمارة. وعمارة مجهول، كما قال الرازيان. ولا يُفرح بذكر ابن حبان له في الثقات، فإن قاعدته معروفة من الاحتجاج بمن لا يعرف».
الجدير بالذكر أن كتاب العجلي قد سُمِّيَ بأسماء كثير مثل "معرفة الثقات" و "الجرح والتعديل" و "السؤالات" و "التاريخ" لكن التسمية الأصح هي "معرفة الرجال". لأنه لم يقتصر على الثقات فحسب، بل هناك جماعة جرحهم بالضعف أو الترك أو الكذب أو الزندقة. فهو كتاب عام في تواريخ الرجال تعرض فيه العجلي لكل أنواع الرواة. لكن بسبب شدة تساهله وفرطه في التوثيق، أدى ذلك إلى أن الغالبية العظمى من أحكامه على الرجال هي بالتوثيق، فغلب على الكتاب اسم "الثقات".
التليين:
قال ابن حبان في الثقات (4\ 336):
حدث عنه المصريون، و هم مختلفون فيه: يقولون سعد بن سنان وسعيد بن سنان وسنان بن سعيد. و أرجو أن يكون الصحيح سنان بن سعد، و قد اعتبرت حديثه، فرأيت ما روى عن سنان بن سعد يشبه أحاديث الثقات، و ما روي عن سعد بن سنان، و سعيد بن سنان فيه المناكير، كأنهما اثنان، فالله أعلم.
وباعتبار أن الثابت عند المحققين هو أن هذين الاثنين هما واحد، فهذا إقرار من ابن حبان بوجود المناكير في حديث سنان.
وقال الترمذي في العلل ص105: سألت محمدا عن سعد بن سنان فقال الصحيح عندي سنان بن سعد وهو صالح مقارب الحديث وسعد بن سنان خطأ إنما قاله الليث.
وهذا تليين لأن صاحب هذه المرتبة يعتبر بحديثه ويكتب ولا يحتج به.
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة: سألت يحيى بن معين عن سعد بن سنان الذى روى عنه يزيد بن أبى حبيب، فقال: ثقة.
والظاهر أن قصد الإمام ابن معين أن سعد عدل. وهو أحياناً يطلق التوثيق ويقصد الصدق والعدالة فحسب دون الضبط. قال المعلمي في التنكيل (1\ 69): «ابن معين كان ربما يطلق كلمة ثقة، لا يريد بها أكثر من أن الراوي لا يتعمد الكذب».
على أنه رماه بالاختلاط فقال:: سمع عبد الله بن يزيد من سنان بن سعد بعدما اختلط. فهذا تضعيف.
الجرح:
و قال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن سنان بن سعد، فقال: كان أحمد لا يكتب حديثه.
فهذا جرح قوي من الإمامين أحمد وأبو داود. لأن من لم يكن شديد الضعف (أي لين أو مقارب الحديث) يكتب حديثه ويعتبر به.
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه في "العلل ومعرفة الرجال": تركت حديثه، لأن حديثه مضطرب، غير محفوظ.
قال: و سمعته مرة أخرى يقول: يشبه حديثه حديث الحسن، لا يشبه حديث أنس.
وهذا مهم جداً بالنسبة لحديثنا.
و قال محمد بن علي الوراق، عن أحمد بن حنبل: روى خمسة عشر حديثا منكرة كلها، ما أعرف منها واحدا.
وهذا جرح مفسر واضح جداً.
¥(40/12)
وقال النسائي في الضعفاء والمتروكين ص52: سنان بن سعد ويقال سعد بن سنان ويقال سعيد بن سنان ليس بثقة روى عنه يزيد بن أبي حبيب. وقال عنه كذلك: منكر الحديث.
وهذا جرح شديد، بل قريب من التكذيب. وكان النسائي أعلم من ابن معين بالمصريين. رحم الله الجميع.
وذكره ابن الجوزي في "الضعفاء والمتروكين" (2\ 312). ونقل عن الحافظ الدراقطني تضعيفه.
وذكره العقيلي في الضعفاء (2\ 118).
و قال ابن سعد: سنان بن سعد منكر الحديث.
وقال الحافظ السعدي في "أحوال الرجال" ص154: أحاديثه واهية لا تشبه أحاديث الناس عن أنس.
وهذا كذلك يوضح أن ضعفه الأساسي هو عن أنس.
الإمام الترمذي: أخرج له أحاديث من طريق يزيد بن أبي حبيب عنه عن أنس، ثم حكم عليها بالغرابة، أي بالضعف حسب اصطلاحه. وهذا يدل على أنه يضعفه.
فنلاحظ شبه اتفاق من المحدثين على ضعف سعد بن سنان هذا. والجرح المفسر مقدم على التوثيق المطلق. فكيف والتوثيق رخو بينما التضعيف رأي الجمهور وفي بعضه شدة؟ لا شك بعد ذلك بضعف سعد بن سنان.
أما قول الشيخ حسان "لا سيما وأن فيه جهالة أو بعض جهالة" فهو يقصد أنه ليس لسعد بن سنان هذا إلا راو واحد قد تفرد عنه. فهذه "شبه جهالة" وليست جهالة كاملة، لأنه يوجد وحدان ثقات كما هو معلوم. وأما وحدان ضعاف فأكثر.
=============
حكم الأئمة على حديثه:
أما من ضعفه مطلقاً أو جرحه بشدة، فهذا يستلزم من باب أولى تضعيف حديثه الذي يتفرد به. فهذا يشمل النسائي وابن سعد والسعدي وغيرهم.
وأما من حكم على أحاديثه بالضعف فهو الإمام أحمد بن حنبل (نص عليه كما سبق) وحكم الإمام الترمذي على هذا الحديث بأنه "حسن غريب" وهو اصطلاح يستعمله في الأحاديث الضعيفة.
مثال ذلك: موسى بن عبيدة بن نشيط. قال أحمد لا تحل عندي الرواية عن موسى بن عبيدة. وقال يحيى ليس بشيء وقال مرة ضعيف وقال مرة لا يحتج بحديثه وقال أبو حاتم الرازي منكر الحديث وقال علي بن الجنيد متروك الحديث. ومع ذلك قال الإمام الترمذي عن حديثه: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة. وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث.
فإذا عرفت اصطلاح الإمام الترمذي، عرفت أنه لم يشذ في الحكم عليه.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[03 - 04 - 04, 07:44 ص]ـ
أخي الحبيب محمد الأمين
لا أختلف معك في سنان
ومن بحث أحاديثه عن أنس وجدها ترد في مراسيل الحسن أو مقاطيعه
وسبحان الله
هذا يجلي قول الإمام أحمد فيه:
(يشبه حديثه حديث الحسن، لا يشبه حديث أنس)
وكنت بحثت سنانا مذ زمان فاستوقفتني عبارة الامام أحمد
.....
لكنني استفدت من بعض نقولاتك هنا , لم أكن وقفت عليها.
........
أما تعقيبي السابق أخي فله غرض آخر لا أراه يخفى عليك
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[03 - 04 - 04, 08:01 م]ـ
الأخ / محمد الأمين.
سلام الله عليك ورحمته وبركاته.
[أولاً] مشاركتك هذه أطول من سابقاتٍ لها، ولكن ليس فيها ما تجتنى ثمرته، أو ترجى عائدته. وأنا معك على الشرط الآنف الذكر: ((إن كانت المشاركة خارج حدود المطارحة كثيراً، ستجدنى مضطراً للمرور بها دون تعقيب)). وقد وقع هاهنا من الخروج عن حدود المطارحة ما ينبغى بيانُ خطئِه وبعدِه البعيد عن حقيقة الحال وواقع الأمر، أعنى بذلك:
قولك: ((فالشيخ - عفا الله عنه - يميل لتوثيق المصريين مطلقاً، ويرى أنهم مظلومين)).
وأقول: وعفا الله عنك، وسامحك أخى الكريم. كأنى بك كلما بدا لك شئ فى وهمك وتخيلك صرَّحت به، فقذفت بالكلام فى غير مرماه، وكان الأجدر بك أن تجانب ذلك وتتحاشاه. فهل غاب عنك أن الكلمة فى وثاق الرجل، فإذا قالها صار فى وثاقها؟، أم غاب عنك ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليسكت)). أأنا هكذا كما تقول: أميل إلى التوثيق المطلق لرواة المصريين، وأرى أنهم جميعاً مظاليم؟، ألمجرد ثنائى وتقريظى لأئمتنا وكبرائنا من أعلام المصريين كالليث بن سعد، وحيوة بن شريح بن صفوان التجيبى، وعبد الله بن وهب، وحرملة بن يحيى، وعبد الله بن يوسف التنيسى، وغيرهم!!. وأنا ـ أخى الكريم ـ لا أريد تكذيبك، لئلا أكون مسيئاً، ولكن إليك عشرين من رواة المصريين ـ ولو أردتَ المزيدَ زدتك ـ لا أتردد فى قبول جرحهم وتوهينهم، لثبوت أدلة تضعيفهم عندى:
¥(40/13)
(1) أحمد بن عيسى بن زيد اللخمى التنيسى المصرى.
(2) إسماعيل بن يحيى المعافرى المصرى.
(3) الحارث بن سعيد العتقى المصرى.
(4) حبيب بن أبى حبيب أبو محمد المصرى كاتب مالك بن أنس، كذاب ليس بثقة ولا مأمون.
(5) حكيم بن شريك الهذلى المصرى.
(6) دراج بن سمعان أبو السمح السهمى المصرى القاص، فى بعض أحاديثه عن أبي الهيثم العتوارى خاصةً.
(7) رشدين بن سعد بن مفلح بن هلال المهرى أبو الحجاج المصرى.
(8) زبان بن فائد المصرى أبو جوين الحمراوى، مع صلاحه وزهادته.
(9) زياد بن نافع التجيبى الأوابى المصرى.
(10) عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمى أبو عبد الرحمن المصرى بعد اختلاطه، من غير رواية قدماء أصحابه عنه.
(11) عبد الله بن الوليد بن قيس بن الأخرم التجيبى المصرى.
(12) عبد الرحمن بن سلمان الحجرى الرعينى المصرى، يروى عن عقيل بن خالد غرائب ومناكير.
(13) عبد الرحمن بن نمران الحجرى المصرى.
(14) عثمان بن نعيم بن قيس الرعينى الذبحانى المصرى.
(15) عمرو بن جابر الحضرمى أبو زرعة المصرى. شيخ أحمق كان إذا مرت سحابة يقول: إن علياً فى السحاب.
(16) عمران بن عبدٍ المعافرى أبو عبد الله المصرى.
(17) قرة بن عبد الرحمن بن حيويل المعافرى أبو محمد المصرى،
(18) الماضى بن محمد بن مسعود الغافقى أبو مسعود المصرى.
(19) يزيد بن عبد العزيز الرعينى المصرى.
(20) يزيد بن يوسف الفارسى المصرى.
وأقول: ولو أردتَ المزيدَ على المذكورين زدتك، سواءاً ما كان منهم من رواة ((الكتب الستة))، أو غيرها. ولو أردت أن أذكر لك أخص خصائص أسانيد أهل مصر لفعلت، فعندى ـ ولله الحمد والمنة ـ ((إعلام أهل العصر بما فى الكتب الستة من أسانيد أهل مصر)).
فهل ما زلتَ مصرَّاً على مقالك الآنف ((يميل لتوثيق المصريين مطلقاً، ويرى أنهم مظلومين))!!.
[ثانياً] سأعرض عن كثير من التعقبات، إذ الجواب عن أكثرها واضح فى مقال الأصل، وأكثر ما ذكرتَه فى ترجمة سنان بن سعد المصرى، الذى أثار حفيظتك، وألهب مشاعرك تجاه الرواة المصريين، أكثره منقول من هذا المقال. ولكن سأركز على بعض ما يُتعقب من أقوالك:
قلت: ((وقد اضطرب المتأخرون كثيراً في شأن من لم يوثقه إلا العجلي وابن حبان. وسبب اضطرابهم هو قاعدة فلسفية واهية جداً أخذوها من المتكلمين، وهؤلاء هم من أجهل الناس بعلم الحديث. قالوا: توثيق الإمام مقدم على جهل غيره من الأئمة، لأن مع الموثق زيادة علم، كذا قالوا بإطلاق!!. ولا ريب في أن إطلاق هذا مخالف للعقل والواقع، ومخالف لمنهج الأئمة المتقدمين)).
وأقول: لقد سبق أن نصحتك ـ أخى الكريم ـ: ((لا ترمِ بالكلام فى غير مرماه، فإن الكلمة فى وثاق الرجل، فإذا تكلم بها صار فى وثاقها))، وأزيدك هاهنا: ((ربُّ كلمةٍ خرجت من فم الرجل لا يلقى لها بالاً أكسبته إثماً جسيماً!!)).
فأين ما نحن فيه مما ذكرتَه، وكيف تناسيت أن سنان بن سعد الكندى لم يوثقه فقط العجلى وابن حبان، بل وثقه قبلهم الإمامان العلمان: أبو زكريا يحيى بن معين، وأبو جعفر أحمد بن صالح المصرى المعروف بابن الطبرى؟!!.
وما معنى هذه العبارة المشوشة ((توثيق الإمام مقدم على جهل غيره من الأئمة))؟، أليست هذه عبارتك بنصها؟، بل أين توجد هذه العبارة التى وصفتها بأنها قاعدة فلسفية. يا أخى الكريم، انا لك بحق ناصح أمين: لا تتكلم بكلام قبل أن تتدبره. ولهذا سأعرض صفحاً عن الكثير مما قلتَه وزبرتَه، وأركز على ما يحصل به النفع والإفادة.
قلت: ((وأما من حكم على أحاديثه بالضعف فهو الإمام أحمد بن حنبل ((نص عليه كما سبق))، وحكم الإمام الترمذي على هذا الحديث بأنه ((حسن غريب))، وهو اصطلاح يستعمله في الأحاديث الضعيفة)).
وأقول: لقد سبق أن نصحتك ـ أخى الكريم ـ: ((لا ترمِ بالكلام فى غير مرماه))!. وأنت هاهنا تحكم على الإمام أبى عيسى الترمذى بما يكذَّبُك هو عليه، فأنت تزعم أن ((حسن غريب)) اصطلاح يستعمله الترمذى بإطلاقٍ فى الأحاديث الضعيفة، وليس استعماله لهذا الاصطلاح بالمطلق كما زعمت. فهاهو ـ عليه شآبيب الرحمة ـ يقولها عن جملة من أحاديث ((الصحيحين)):
¥(40/14)
(الأول) أخرجه البخارى فى ((كتاب الوضوء)) (191) واللفظ له قال: حدثنا مسدد ح ومسلم فى ((كتاب الطهارة)) (235) قال: حدثني محمد بن الصباح قالا: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ: أَنَّهُ أَفْرَغَ مِنَ الإِنَاءِ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا، ثُمَّ غَسَلَ أَوْ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفَّةٍ وَاحِدَةٍ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثًا، فَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ مَا أَقْبَلَ وَمَا أَدْبَرَ، وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأخرجه الترمذى (28) قال: حدثنا يحيى بن موسى ثنا إبراهيم بن موسى الرازي ثنا خالد بن عبد الله عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن زيد قال: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفٍّ وَاحِدٍ، فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثًا.
وقال أبو عيسى: ((حديث عبد الله بن زيد حديث حسن غريب)).
(الثانى) أخرجه البخارى فى ((كتاب الأذان)) (751) قال: حدثنا مسدد ثنا أبو الأحوص ثنا أشعث بن سليم عن أبيه عن مسروق عن عائشة قالت: سألت رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الالْتِفَاتِ فِي الصَّلاةِ؟، فَقَالَ: ((هُوَ اخْتِلاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلاةِ الْعَبْدِ)).
وأخرجه الترمذى (590) قال: حدثنا صالح بن عبد الله ثنا أبو الأحوص بإسناده ومتنه سواء.
وقال أبو عيسى: ((هذا حديث حسن غريب)).
(الثالث) أخرجه البخارى فى ((كتاب الأذان)) (614) قال: حدثنا علي بن عيَّاشٍ ثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ)).
وأخرجه الترمذى (211) قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر البغدادي وإبراهيم بن يعقوب قالا حدثنا علي بن عياش بإسناده ومتنه سواء.
وقال أبو عيسى: ((حديث جابر حديث حسن غريب من حديث محمد بن المنكدر، لا نعلم أحدا رواه غير شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر)).
(الرابع) أخرجه مسلم فى ((كتاب الإيمان)) (12) قال: حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد ثنا هاشم بن القاسم أبو النضر ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال: نُهِينَا أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ، فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ الْعَاقِلُ، فَيَسْأَلَهُ، وَنَحْنُ نَسْمَعُ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَتَانَا رَسُولُكَ، فَزَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَكَ، قَالَ: صَدَقَ .... الحديث إلى قوله ((لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ)).
وأخرجه الترمذى (619) قال: حدثنا محمد بن إسمعيل ثنا علي بن عبد الحميد الكوفي ثنا سليمان بن المغيرة بإسناده ومتنه مثله.
وقال أبو عيسى: ((هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه)).
(الخامس) أخرجه البخارى فى ((كتاب النكاح)) (5223) قال: حدثنا أبو نعيم ثنا شيبان، ومسلم فى ((كتاب التوبة)) (2761) واللفظ له قال: حدثنا عمرو الناقد ثنا إسمعيل بن علية عن حجاج بن أبي عثمان، كلاهما عن يحيى ـ يعنى ابن أبى كثير ـ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ يَغَارُ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللهِ أَنْ يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ عَلَيْهِ)).
وأخرجه الترمذى (1168) قال: حدثنا حميد بن مسعدة ثنا سفيان بن حبيب عن الحجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير بإسناده ومتنه سواء.
¥(40/15)
وقال أبو عيسى: ((حديث أبي هريرة حديث حسن غريب)).
(السادس) أخرجه البخارى فى ((كتاب الحدود)) (6848) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف ثنا الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِي بُرْدةَ بن نيارٍقَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لا يُجْلَدُ فَوْقَ عَشْرِ جَلَدَاتٍ إِلا فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ)).
وأخرجه الترمذى (1463) قال: حدثنا قتيبة ثنا الليث بإسناده ومتنه سواء.
وقال أبو عيسى: ((هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث بكير بن الأشج)).
(السابع) أخرجه مسلم فى ((كتاب الإمارة)) (1909) قال: حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى واللفظ لحرملة، قال أبو الطاهر أخبرنا وقال حرملة حدثنا عبد الله بن وهب حدثني أبو شريح أن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف حدثه عن أبيه عن جده أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ)).
وأخرجه الترمذى (1653) قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر البغدادي ثنا القاسم بن كثير المصري ثنا عبد الرحمن بن شريح بإسناده ومتنه مثله.
وقال أبو عيسى: ((حديث سهل بن حنيف حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن شريح)).
(الثامن) أخرجه مسلم فى ((كتاب الإمارة)) (1902) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وقتيبة بن سعيد واللفظ ليحيى، قال قتيبة حدثنا وقال يحيى أخبرنا جعفر بن سليمان عن أبي عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس قال سمعت أبي وهو بحضرة العدو يقول: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ))، فَقَامَ رَجُلٌ رَثُّ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى آنْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا؟، قَالَ: نَعَمْ، فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلامَ، ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ، فَأَلْقَاهُ، ثُمَّ مَشَى بِسَيْفِهِ إِلَى الْعَدُوِّ، فَضَرَبَ بِهِ حَتَّى قُتِلَ.
وأخرجه الترمذى (1659) قال: حدثنا قتيبة ثنا جعفر بن سليمان الضبعي بإسناده ومتنه مثله.
وقال أبو عيسى: ((هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان الضبعي)).
(التاسع) أخرجه البخارى فى ((كتاب الأطعمة)) (5386) قال: حدثنا علي بن عبد الله حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يونس ـ قال علي هو الإسكاف ـ عن قتادة عن أنس قال: مَا عَلِمْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ عَلَى سُكْرُجَةٍ قَطُّ، وَلا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ قَطُّ، وَلا أَكَلَ عَلَى خِوَانٍ قَطُّ. قِيلَ لِقَتَادَةَ: فَعَلامَ كَانُوا يَأْكُلُونَ؟، قَالَ: عَلَى السُّفَرِ.
وأخرجه الترمذى (1788) قال: حدثنا محمد بن بشار ثنا معاذ بن هشام بإسناده ومتنه مثله.
وقال أبو عيسى: ((هذا حديث حسن غريب)).
(العاشر) أخرجه مسلم فى ((كتاب الإيمان)) (59) قال: حدثنا أبو بكر بن إسحق أخبرنا ابن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة قال قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مِنْ عَلامَاتِ الْمُنَافِقِ ثَلاثَةٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ)).
وحدثنا عقبة بن مكرم العمي ثنا يحيى بن محمد بن قيس أبو زكير سمعت العلاء بن عبد الرحمن يحدث بهذا الإسناد، وقال: ((آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى، وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ)).
وأخرجه الترمذى (2631) قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن علي ثنا يحيى بن محمد بن قيس عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ)).
وقال أبو عيسى: ((هذا حديث حسن غريب من حديث العلاء)).
وحسُن الختم بهذا الحديث فى عشرة أحاديث صحاح، للدلالة على أن الترمذى لم يرد بقوله ((حسن غريب)) الحكم على الأحاديث مطلقاً بالضعف، كما زعم الأخ الكريم!!!. فإن قيل: فماذا أراد أبو عيسى الترمذى بهذا الاصطلاح، قلت: هذا بحث يطول وبيان تقصر دونها هذه المقالات الوجيزة، وقد أودعته كتابى ((مشارق الأنوار ومطالع الأسرار ببيان اصطلاحات الترمذى على مراتب الأخبار))، وسأكتب أكثره ببيان وافٍ فى هذا الملتقى المبارك، إن شاء الله ذلك وقدَّره.
¥(40/16)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[05 - 04 - 04, 03:27 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الأزهري السلفي
أخي الحبيب محمد الأمين
لا أختلف معك في سنان، ومن بحث أحاديثه عن أنس وجدها ترد في مراسيل الحسن أو مقاطيعه.
الأخ / الأزهرى.
سلام الله عليك ورحمته.
فهذه ستة أحاديث من أحاديث سنان بن سعد الكندى:
(الأول) قال ابن ماجه (3987): حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ الإِسْلامَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ)).
(الثانى) وقال (4056) بهذا الإسناد أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الأَرْضِ، وَالدَّجَّالَ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ)).
(الثالث) وقال (4214) بهذا الإسناد رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا، وَلا يَبْغِي بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ)).
(الرابع) قال ابن ماجه (273): حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي سَهْلٍ ثَنَا أَبُو زُهَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَقَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لا يَقْبَلُ اللهُ صَلاةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ)).
(الخامس) قال أبو داود (1585)، والترمذى (646) كلاهما: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثَنَا اللَّيْثُ بنْ سَعدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْمُعْتَدِي الْمُتَعَدِّي فِي الصَّدَقَةِ كَمَانِعِهَا)).
وقال ابن ماجه (1808): حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ الْمِصْرِيُّ ثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ به مثله.
(السادس) وقال الترمذى (987) بإسناده السالف أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الصَّبْرُ فِي الصَّدْمَةِ الأُولَى)).
ففى أىٍ منها ما زعمته من مشابهتها لأحاديث الحسن البصرى؟؟!!. وسلامى إليك وتحياتى.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 04 - 04, 04:55 ص]ـ
الأخ الألفى وفقه الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً:
ألست أنت القائل: <<وأما النظر فى بكر بن سهل الدمياطى المصرى، فهكذا دائماً لا يوفَّى محدثو مصر حقَّهم من التقدير، ويحضرنى قول إمامنا أبى عبد الله الشافعى: الليث بن سعد أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به. وقال يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول: ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب. وقال أبو زرعة سمعت يحيى بن بكير يقول: الليث أفقه من مالك، ولكن كانت الحظوة لمالك. فمحدثو مصر حفدة عمرو بن العاص السهمى. وتلامذة الليث بن سعدٍ الفهمى.>>؟!
فقولك هذا هو الذي دفعني إلى قول ما سبق. فإنت كنت تنفي تلك النتيجة يكون الأمر منتهياً.
ثانياً:
قد علمت بأن سنان بن سعد قد وثقه الإمام ابن معين في رواية. لكنه أيضاً اتهمه بالاختلاط، وهو توهين. كما أن توثيقه له مخرج كما أوضحت من كلام المعلمي أنه محمول على التعديل دون الضبط. إضافة إلى أنه تعديل معارض بجرح مفسر قوي قد جاء به الجمهور.
ثالثاً:
كل تلك الاستدراكات التي ذكرتها ليس فيها أن الإمام الترمذي لا يطلق "حسن غريب" على حديث ضعيف. وغاية ما في أدلتك أمرين:
1 - إما أن الترمذي إمام مجتهد قد يخالف البخاري ومسلم، فيضعف ما يصححونه ويصحح ما يضعفونه. وهذا قول صحيح.
2 - وإما أن الترمذي يطلق لفظ "حسن" أو "حسن غريب" على الحديث الصحيح وعلى الحديث الضعيف. فلا يكون لك فيه حجة.
وقد أتيتك بمثال واضح على أن الترمذي أطلق كلمة "حسن غريب" على حديث يضعفه بنفسه.
مثال ذلك: موسى بن عبيدة بن نشيط. قال أحمد لا تحل عندي الرواية عن موسى بن عبيدة. وقال يحيى ليس بشيء وقال مرة ضعيف وقال مرة لا يحتج بحديثه وقال أبو حاتم الرازي منكر الحديث وقال علي بن الجنيد متروك الحديث. ومع ذلك قال الإمام الترمذي عن حديثه: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة. وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث.
فهو يقر بضعف موسى وبغرابة هذا الحديث وأنه لا يعرفه إلا من حديث موسى. ثم يحكم عليه بأنه حسن غريب. فمن الواضح أنه أطلق ذلك الاصطلاح على حديث يقر بضعفه.
ومثال آخر: يحيى بن سلمة بن كهيل. قال ابن نمير: ليس ممن يكتب حديثه. قال يحيى: ليس بشيء، لا يكتب حديثه. وقال البخاري: في حديثه مناكير. وقال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً، لا يحتج به. وقال الدارقطني: ضعيف. وقال ابن حجر: متروك. وقد قال الترمذي عن الحديث: حسن غريب من هذا الوجه من حديث بن مسعود، لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سلمة بن كهيل. ويحيى بن سلمة يضعف في الحديث.
¥(40/17)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 04 - 04, 04:58 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الأزهري السلفي
أخي الحبيب محمد الأمين
لا أختلف معك في سنان
ومن بحث أحاديثه عن أنس وجدها ترد في مراسيل الحسن أو مقاطيعه
وسبحان الله
هذا يجلي قول الإمام أحمد فيه:
(يشبه حديثه حديث الحسن، لا يشبه حديث أنس)
وكنت بحثت سنانا مذ زمان فاستوقفتني عبارة الامام أحمد
.....
لكنني استفدت من بعض نقولاتك هنا , لم أكن وقفت عليها.
........
أما تعقيبي السابق أخي فله غرض آخر لا أراه يخفى عليك
إذا كنت تقصد دفاعي عن حسان عبد المنان فأنا لا أعرفه، ولا أعدله. لكن دفاعي هو عن حكمه على الحديث ليس إلا.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 04 - 04, 11:24 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
الأخ الألفى وفقه الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ الكريم / محمد الأمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قلتَ: ((ألست أنت القائل: ((وأما النظر فى بكر بن سهل الدمياطى المصرى، فهكذا دائماً لا يوفَّى محدثو مصر حقَّهم من التقدير، ويحضرنى قول إمامنا أبى عبد الله الشافعى: الليث بن سعد أفقه من مالك إلا أن أصحابه لم يقوموا به. وقال يونس بن عبد الأعلى سمعت الشافعي يقول: ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب. وقال أبو زرعة سمعت يحيى بن بكير يقول: الليث أفقه من مالك، ولكن كانت الحظوة لمالك. فمحدثو مصر حفدة عمرو بن العاص السهمى. وتلامذة الليث بن سعدٍ الفهمى؟!)).
فقولك هذا هو الذي دفعني إلى قول ما سبق. فإن كنت تنفي تلك النتيجة يكون الأمر منتهياً)).
وأقول: يا أخى الكريم. مالى أراك كلما أتيتك بما ينقض قولك تمارى فى قبوله، ولا تذعن لصوابه!. أما علمت أنه قد صحَّ من حديث أبى أمامة الباهلى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ، إِلا أُوتُوا الْجَدَلَ ثُمَّ تَلا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ ((مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ)).
أخرجه أحمد (5/ 256،252)، والترمذى (3253)، والرويانى ((مسنده)) (1187)، وابن جرير ((التفسير)) (25/ 88)، والطبرانى ((الكبير)) (8/ 277/8067)، والحاكم (2/ 486)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (6/ 341/8438) من طرق عن حجاج بن دينار عن أبى غالب عن أبى أمامة مرفوعاً به.
وقَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، وَحَجَّاجٌ ثِقَةٌ مُقَارِبُ الْحَدِيث)).
لو كنت أعلم أن ذكرى لكبراء ورفعاء محدثى أهل مصر يثير حفيظتك، ويلهبك مشاعرك تجاه هؤلاء الأعلام الذين نعتز بهم ونشرف بانتسابهم إلى مصر، فهل تنقم علىَّ إجلالى وتقديرى لليث بن سعد، وعمرو بن الحارث، وحيوة بن شريح بن صفوان التجيبى، وعبد الله بن وهب أبى محمد المصرى الفقيه صاحب مالك، وأبى عبد الله محمد بن إدريس الشافعى إمام الأئمة، وعبد الله بن يوسف التنيسى، وحرملة بن يحيى التجيبى، والكثيرين غيرهم!. يا أخى لا خير فى اللاحق، إن لم يعرف قدر السابق. ولله در أبى بكر الخطيب البغدادى حيث يقول فى ((موضح الأوهام)) عن أمثالهم: ((بهم ذكرنا، وبشعاع ضيائهم تبصرنا، وباقتفائنا واضح رسومهم تميزنا، وبسلوك سبيلهم عن الهمج تحيزنا. وما مثلهم ومثلنا إلا ما ذكر أبو عمرو بن العلاء؛ فيما أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقرئ أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم حدثنا محمد بن العباس اليزيدي حدثنا الرياشي عن الأصمعي قال قال أبو عمرو: ما نحن فيمن مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال)) اهـ.
قلت: ((كل تلك الاستدراكات التي ذكرتها ليس فيها أن الإمام الترمذي لا يطلق ((حسن غريب)) على الحديث الضعيف. وغاية ما في أدلتك أمرين:
(1) إما أن الترمذي إمام مجتهد قد يخالف البخاري ومسلم، فيضعف ما يصححونه ويصحح ما يضعفونه، وهذا قول صحيح)).
وأقول: يا أخى الكريم. والله لولا أننى مشفق عليك من تلك الزلة ما أجبتك!. أليس من شعارك: ((وكل قول ينفرد به المتأخر عن المتقدمين، ولم يسبقه إليه أحد منهم، فإنه يكون خطأ)). فمن سبقك إلى مثل هذه المقالة: ((أبو عيسى الترمذى يخالف الشيخين، فيضعف ما يصححونه، ويصحِّح ما يضعفونه))؟!!. يا أخى الكريم، لا أزال أناصحك ((لا ترم بالكلام فى غير مرماه)).
وأما إجابتى عليك فى هذه الزلة، فسوف تجدها إن شاء الله نعالى فى مقالى على هذا الملتقى قريباً باسم ((إتحاف الأريب بمعنى قول الترمذى حسن غريب)).
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[09 - 04 - 04, 03:06 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
أخي محمد الأمين
بارك الله فيك وزادك علما وعملا.
استفدت من هذا الموضوع أن قولك:
(شيخ محقق) قد تكون عمن لا تعرفه ولا تعدله!
لأنك قلت بعدُ (لا أعرفه، ولا أعدله)
على كل حال جزاك الله خيرا على مشاركتك القيمة.
.................
أخونا الشيخ الألفي.
أنا لم أقل أن (كل) أحرف سنان عن أنس ترد في مراسيل الحسن أو مقاطيعه حتى تعترض علي بـ (بعض) أحاديثه عن أنس التي ليست كذلك - فيما ترى-
ولولا ما أنا فيه من البلاء لنشطت في إثبات ما ادعيتُه
فادع اللهَ لي
على كل حال
حملني على التوسع في البحث حول سنان , أن شيخنا المحدث محمد عمرو عبداللطيف هو الذي أخبرني أن أحاديث سنان عن أنس ترد في مراسيل أو مقاطيع الحسن
قال الشيخ لي: كما قال الإمام أحمد تماما
يعني العبارة التي أشرتُ فوق أنها استوقفتني
¥(40/18)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[09 - 04 - 04, 10:13 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة الأزهري السلفي
الحمد لله وحده ...
أخونا الشيخ الألفي.
أنا لم أقل أن (كل) أحرف سنان عن أنس ترد في مراسيل الحسن أو مقاطيعه حتى تعترض علي بـ (بعض) أحاديثه عن أنس التي ليست كذلك - فيما ترى-
ولولا ما أنا فيه من البلاء لنشطت في إثبات ما ادعيتُه
فادع اللهَ لي
الحمد لله، نسترفده عوناً وتوفيقاً.
الأخ الطيب المبارك / الأزهرى السلفى
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
يا أخى الحبيب. أرجو ألا تحمل فى قلبك منى شيئاً.
وأدعو الله لك أن يرفع عنك البلاء، وأن يمتعك بأكمل صحة وعافية، وأن ينفعك بالعلم والتقوى. وغفر الله لى ولك ولسائر إخواننا وللمسلمين أجمعين. .
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 04 - 04, 11:18 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد الألفى
[ SIZE=3][COLOR=red] لو كنت أعلم أن ذكرى لكبراء ورفعاء محدثى أهل مصر يثير حفيظتك، ويلهبك مشاعرك تجاه هؤلاء الأعلام الذين نعتز بهم ونشرف بانتسابهم إلى مصر، فهل تنقم علىَّ إجلالى وتقديرى لليث بن سعد، وعمرو بن الحارث، وحيوة بن شريح بن صفوان التجيبى، وعبد الله بن وهب أبى محمد المصرى الفقيه صاحب مالك، وأبى عبد الله محمد بن إدريس الشافعى إمام الأئمة، وعبد الله بن يوسف التنيسى، وحرملة بن يحيى التجيبى، والكثيرين غيرهم!
قد بهتني يا شيخ ولو كنت أعلم أنك ستصل لهذا الحال ما بدأت الحوار معك أصلاً، وأنا أعتبره منتهياً.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[09 - 04 - 04, 01:13 م]ـ
الحمد لله وحده ...
الشيخ المكرم
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
أنت لم تسي حتى يُحمل منك شيءٌ
بارك الله فيك , ورفع قدرك في الدارين
آمين
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[11 - 09 - 06, 12:57 ص]ـ
ما هي الخلاصة من هذا البحث؟
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[11 - 09 - 06, 09:34 م]ـ
ثانياً:
قد علمت بأن سنان بن سعد قد وثقه الإمام ابن معين في رواية. لكنه أيضاً اتهمه بالاختلاط، وهو توهين. كما أن توثيقه له مخرج كما أوضحت من كلام المعلمي أنه محمول على التعديل دون الضبط. إضافة إلى أنه تعديل معارض بجرح مفسر قوي قد جاء به الجمهور.
.
هذه هي الخلاصة
بارك الله في شيوخنا الثلاثة و نفعنا بعلمهم
و الله اعلم بالحال و المآل
ـ[محمد المصمودي]ــــــــ[29 - 09 - 06, 06:31 ص]ـ
الإخوة الكرم لي تعليق بسيط
** سنان بن سعد ضعيف وضعفه ظاهر ومفسر
ولا أدري كيف يمكن غض الطرف عن أقوال الجرح فيه
** قول الترمذي حسن لا يقصد به الصحة او الضعف أو الحسن عند المتأخرين
فهذا مثل قول البخاري وابن معين الدارقطني هذا حديث حسن
يطلقون هذه اللفظة على الحديث الصحيح والضعيف(40/19)
أبحث عن تخريج هذا الحديث (يؤمر يوم القيامة بناس من النار إلى الجنة ... )
ـ[أحمد الأزهري]ــــــــ[19 - 03 - 04, 03:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام، أبحث عن تخريج هذا الحديث:
يؤمر يوم القيامة بناس من النار إلى الجنة حتى إذا دنوا منها واستنشقوا رائحتها ونظروا إلى قصورها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها نودوا أن اصرفوهم عنها لا نصيب لهم فيها فيرجعون بحسرة ما رجع الأولون والآخرون بمثلها فيقولون: يا ربنا لو أدخلتنا النار قبل أن ترينا ما أريتنا من ثوابك وما أعددت فيها لأوليائك كان أهون علينا فيقول الله تعالى: ذاك أردت بكم كنتم إذا خلوتم بارزتموني بالعظائم وإذا لقيتم الناس لقيتموهم مخبتين تراؤون الناس بخلاف ما تعطوني من قلوبكم هبتم الناس ولم تهابوني وأجللتم الناس ولم تجلوني وتركتم للناس ولم تتركوا لي فاليوم أذيقكم العذاب الأليم مع ما حرمتكم من الثواب المقيم.
جزاكم الله خيراً، ونفع الله بكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 03 - 04, 05:56 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا حديث موضوع أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 86) والأوسط (5/ 366) والبيهقي في الشعب وابن عساكر (14/ 28) وأبو نعيم في الحلية وغيرهم من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه
وفي إسناده أبو جنادة وهو حصين بن المخارق متهم بالكذب، قال الدارقطني يضع الحديث، وقال ابن حبان لاتجوز الرواية عنه ولا الاحتجاج به إلا على سبيل الاعتبار (ينظر ميزان الاعتدال (4/ 511).(40/20)
هل ثبت سماع (أبو الضحى) من زيد بن الأرقم رضي الله عنه؟
ـ[محمد الشافعي]ــــــــ[19 - 03 - 04, 07:08 م]ـ
.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 03 - 04, 11:14 ص]ـ
أبو الضحى مسلم بن صبيح
في كتاب الأسماء والكنى للإمام مسلم ص 455
1722 أبو الضحى مسلم بن صبيح سمع ابن عباس والنعمان بن بشير وزيد بن أرقم روى عنه الأعمش وحبيب بن أبي ثابت
وهذا من فوائد كتاب الكنى للإمام مسلم رحمه الله ومن زياداته على كتاب الكنى للإمام البخاري
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3292
ـ[محمد الشافعي]ــــــــ[23 - 03 - 04, 08:43 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم
وقد أرسلت لك رسالة خاصة فأرجو قرائتها بارك الله فيك.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 03 - 04, 10:11 م]ـ
إذا كانت الرسالة عن حديثه زيد فالحديث لا يصح وهو مخالف للذي في صحيح مسلم.
ـ[محمد الشافعي]ــــــــ[26 - 03 - 04, 02:03 ص]ـ
إذا كان عن حديث زيد كما تقول، فكيف جزمت بعدم صحته بكل هذه السهولة مع أنّ سنده صحيح؟!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 03 - 04, 05:00 ص]ـ
أخي
صحة السند ليست كافية لصحة الحديث
هذا معروف عند المتقدمين والمتأخرين
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 03 - 04, 08:42 ص]ـ
بارك الله فيكم
الحديث من طريق الحسن (وفي بعض المصادر الحسين) بن عبيدالله النخعي عن أبي الضحى مسلم بن صبيح عن زيد بن أرقم
وقد اختلف على الحسن بن عبيدالله النخعي في متنه (جامع المسانيد (4/ 1059)
ولعلي أذكر بعض التفاصيل بإذن الله تعالى في مشاركة لاحقة.
ـ[الشاذلي]ــــــــ[26 - 03 - 04, 09:20 ص]ـ
السلام عليكم
هل المقصود هو الحديث الذي شهره المنحرفون بإسم "حديث الثقلين"؟
الحديث لا يصح أبداً من ناحية المتن لقوله:
"لن يفترقا حتى يردا علي الحوض"
فإن كان الكتاب موجوداً فأين العترة؟
كما أنه من المعروف أن هناك ممن ينسبون لنسل فاطمة رضي الله عنها من ارتدوا عن الإسلام!
لذلك لا تصح هذه الرواية و لا أعلم أحداً صححها سوى الشيخ الألباني رحمه الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 03 - 04, 09:23 ص]ـ
وكذلك الحسن بن عبدالله النخعي لم أقف له على ترجمة ولم يترجم له الشيخ مقبل في تراجم رجال الحاكم
وقد رواة الثقات من طرق من حديث زيد بن ارقم كما في صحيح مسلم وغيره
وليس فيه هذه اللفظة (ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض)
فهذه الرواية لاتصح والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 03 - 04, 09:34 ص]ـ
وأما الاختلاف
فقد رواه عنه جرير بن عبدالحميد الضبي كما عند الحاكم (3/ 148) واتحاف (4/ 592) والمعجم الكبير (5/ 170) والفسوي (1/ 536) وغيرهم بلفظ (إني الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض)
وكذلك رواه خالد بن عبدالله كما عند الطبراني في الكبير (5/ 169)
وقد رواه عمرو بن ميمون عن خالد بن عبدالله عن الحسن بن عبيدالله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم بلفظ (من كنت مولاه فعلي مولاه) كما عند ابن أبي عاصم في السنة (2/ 607)
ـ[الشاذلي]ــــــــ[26 - 03 - 04, 09:45 ص]ـ
السلام عليكم
لا يمكن أبداً الجمع بين رواية: "من كنت مولاه" مع مسألة الثقلين
فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبريده: "لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك،
رواية البخاري:
حدثني محمد بن بشار حدثنا روح بن عبادة حدثنا علي بن سويد بن منجوف عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال
بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا إلى خالد ليقبض الخمس وكنت أبغض عليا وقد اغتسل فقلت لخالد ألا ترى إلى هذا فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك له فقال يا بريدة أتبغض عليا فقلت نعم قال لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك
و المعروف أن حديث بريدة عند الإمام أحمد:
حدثنا الفضل بن دكين حدثنا ابن أبي غنية عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة قال
غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير فقال يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قلت بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فعلي مولاه
فتكون مقولة:"من كنت مولاه فعلي مولاه" قيلت فقط كرد فعل لحال بريدة رضي الله عنه،
أما إقحام من كنت مولاه في ما اسموه بال"ثقلين" فلا يجوز لمخالفته جميع ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 03 - 04, 09:47 ص]ـ
ومن الاضطراب كذلك الحاصل في رواية أبي الضحى مسلم بن صبيح ما ذكره الإمام المزي رحمه الله في تحفة الأشراف (3/ 193) حيث قال (ز ورواه الحسين بن الحسن العرني عن علي بن هاشم البريد عن أبيه عن أبي الحجاف عن مسلم بن صبيح عن زيد بن أرقم يعني بلفظ (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين (أنا حرب لمن حاربتم)
وأشار إلى ذلك الحافظ ابن كثير في جامع المسانيد ((4/ 1036 قلعجي)
¥(40/21)
ـ[محمد الشافعي]ــــــــ[26 - 03 - 04, 01:44 م]ـ
شيخنا الحبيب عبد الرحمن الفقيه
لعل في المسألة تصحيف أو خطأ في كتابة الاسم
فإنّ الاسم الحقيقي كما في الطبراني هو (الحسن بن عبيد الله النخعي الكوفي) وهو ثقة، يروي عن أبي الضحى.
وأقول للأخوين محمد الأمين والشاذلي، المسألة علمية ونحن لا نرد على الرافضة إلا بما هو حق عندنا، فلا ينبغي المسارعة إلى التضعيف والتصحيح من أجل معارضة القوم لمجرد المعارضة.
لكن تبقى نقطة الاختلاف في الروايات في اسم (الحسن بن عبيد الله) نقطة هامة، لكن هل من نقطة أخرى في الحديث؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 03 - 04, 02:58 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
لعل الأقرب انه الحسن بن عبيدالله النخعي وليس الحسين
وهكذا جاء في إتحاف المهرة (4/ 592) وهكذا جاء في المستدرك وفي تلخيصه وفي معجم الطبراني الكبير وفي السنة لابن ابي عاصم
وهو أبو عروة الحسن بن عبيدالله النخعي الكوفي، وهو من رجال التهذيب (2/ 292 هندية)
وسبب عدم وقوفي سابقا على ترجمته أني راجعت ترجمته في تهذيب التهذيب لابن حجر طبع الرسالة (1/ 401) فلم أجده والسبب أنه قد تصحف الاسم عندهم إلى (الحسن بن عبيد بن عروة النخعي)
يتبع إن شاء الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 03 - 04, 03:04 م]ـ
وقد وثقه عدد من أهل العلم، ولكن قال عنه الإمام البخاري (لم أخرج حديث الحسن بن عبيدالله لأن عامة حديث مضطرب) (تهذيب التهذيب (2/ 292هندية)
وحديثه هذا قد اختلف فيه على ألوان.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 03 - 04, 08:58 ص]ـ
فيتلخص لنا مما سبق حول الحديث أنه يمكن أن يعل بما يلي:
1 - بعدم سماع مسلم بن مسروق من زيد بن أرقم، ويجاب عن ذلك بأن الإمام مسلم رحمه الله قال في الأسماء والكنى أنه سمع من زيد
ويمكن أن يورد على مسلم ما قيل في التاريخ الكبير للبخاري أنه إذا قال عن الراوي سمع فلانا وفلان أن لايعني ذلك بالضرورة سماعة منه، بل قد يحمل على أنه ورد إسناد فيه تصريحه بالسماع منه وإن لم يصح ذلك السند
وقد سبق بيان ذلك على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14167
2- ما ذكره الإمام البخاري رحمه الله من أن الحسن بن عبيدالله النخعي عامة حديثه مضطرب
ومن التخريج السابق يتبين لنا أنه قد اضطرب في متن هذا الحديث
فهذه علة قوية.
3 - من طرق معرفة العلل جمع طرق الحديث ودراستها
فإذا جمعنا طرق هذا الحديث عن زيد بن ارقم رضي الله عنه نجد انه روي عنه بعدة ألفاظ من أصحها ما انتقاه الإمام المبجل مسلم بن الحجاج وخرجه في صحيحه، وهو أصح الطرق وأقواها عن زيد بن ارقم رضي الله عنه
وإذا تأملت في عدد من الأحاديث المضطربة التي اختلف فيها الرواة ثم وجدت الإمام مسلم رحمه الله خرج طريقا ومتنا منها فإنه من أسلم الطرق واصحها، وهناك عدة أمثلة على ذلك، منها حديث 2551 عن أبي هريرة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف قيل من يا رسول الله قال من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة
فإذا تأملت في كثرة اضطراب الرواة في هذا الحديث ثم تاملت كيف أخرج الإمام مسلم رحمه الله أحسن الطرق واصحها واسلمها من الاضطراب، عرف قيمة اللفظ والسند الذي يختاره الإمام مسلم رحمه الله.
وعلى ما سبق فيكون الأقرب في هذا الحديث أنه لايصح، والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 03 - 04, 11:10 ص]ـ
تتمة واستدراك على ما ذكره شيخنا عبد الرحمن
1 - أبو الضحى توفي سنة 100هـ، فيما أن زيد بن أرقم توفي سنة 65هـ (على قول ابن حبان)، ولا نعلم لأبي ضحى سماعاً منه. والتدليس كثير عند الكوفيين. قال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص111): «وأكثر المحدثين تدليساً أهل الكوفة، ونفَرٌ يسيرٌ من أهل البصرة». فهذا يؤيد ما ذكره الشيخ.
2 - لم يتبين لي الاضطراب، بمعنى هل من الممكن أن تكون تلك أحاديث منفصلة عن بعضها البعض؟
¥(40/22)
3 - نلاحظ أن الحديث الذي في صحيح مسلم لم يأمر بالتمسك بالثقلين الكتاب و أهل البيت، إنما خص التمسك فقط بالكتاب و أن فيه الهدى و النور. ثم وصى بأهل البيت. و المراد رعايتهم و إعطاؤهم حقوقهم و إكرامهم لمكانتهم من النبي ?. و هذا مما يشير إلى خطأ بعض الرواة في اللفظ، فظن أن التمسك بالثقلين، فرواه باللفظ الآخر: تركت فيهم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا .. الحديث. و مما يدل على نكارة لفظه: حديث جابر في صحيح مسلم أيضاً، حيث لم يذكر به إلا كتاب الله وحده.
قال شيخ الإسلام منهاج السنة النبوية (7\ 318): «والحديث الذي في مسلم –إذا كان النبي ? قد قاله– فليس فيه إلا الوصية باتباع كتاب الله. وهذا أمرٌ قد تقدمت الوصية به في حجة الوداع قبل ذلك. وهو لم يأمر باتباع العترة، لكن قال "أذكّركم الله في أهل بيتي". وتذكير الأمة بهم يقتضي أن يذكروا ما تقدم الأمر به قبل ذلك من إعطائهم حقوقهم والامتناع من ظلمهم. وهذا أمر قد تقدم بيانه قبل غدير خم. فعلم أنه لم يكن في غدير خم أمرٌ يشرع نزل إذ ذاك، لا في حق علي ولا غيره، لا إمامته ولا غيرها. وليس هذا من خصائص علي بل هو مساوٍ لجميع أهل البيت: علي وجعفر وعقيل وآل العباس. وأبعد الناس عن هذه الوصيّة الرافضة! فإنهم –من شؤمهم– يعادون العباس وذريته. بل يعادون جمهور أهل بيت النبي ? ويعينون الكفار عليهم، كما أعانوا التتار على الخلفاء من بني العباس. فهم يعاونون الكفار ويعادون أهل البيت. وأما أهل السنة فيعرفون حقوق أهل البيت ويحبونهم ويوالونهم ويلعنون من ينصب لهم العداوة».
4 - هو مخالف للقرآن. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (النساء:59).
5 - نلاحظ أن الإسناد كوفي! والحديث في فضائل أهل البيت. وقد قال ابن عدي في الكامل (2\ 218): «الغالب في الكوفيين التشيّع». فهذه جعلها الإمام أحمد بن حنبل علة للحديث إذ قال للأثرم: «أحاديث الكوفيين هذه مناكير».
6 - الحديث لم يأت لا في الصحيحين ولا السنن ولا المسانيد وإنما جاء في معجم الدارقطني. وهذه علة قل من ينبه عليها.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[02 - 04 - 04, 04:56 م]ـ
أخي الفاضل الشيخ عبد الرحمن الفقيه وفقه الله هذه تعليقات يسيرة على ما كتبتموه حول هذا الحديث وهي باختصار مكونة من عدة مسائل ا
المسألة الأولى:قال شيخ الإسلام رحمه الله:
: فما تحبون أهل البيت؟ قلت: محبتهم عندنا فرض واجب يؤجر عليه، فإنه قد ثبت عندنا في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال: خطبنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بغَدِير يدعى: خمّا، بين مكة والمدينة فقال: (أيها الناس، إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه)، فذكر كتاب اللّه وحض عليه، ثم قال: (,,وعترتي أهل بيتي، أذكركم اللّه في أهل بيتي، أذكركم اللّه في أهل بيتي). قلت لمقدم: ونحن نقول في صلاتنا كل يوم: (اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد). قال مقدم: فمن يبغض أهل البيت؟ قلت: من أبغضهم فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل اللّه منه صرفًا ولا عدلا.
وقال أيضا: ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله حيث قال يوم غدير خم: أذكركم الله في أهل بيتي
المسألة الثانية: سماع أبي الضحى مسلم بن صبيح من زيد بن أرقم نقول أن الأصل هو السماع كما قال مسلم رحمه الله وتأتي الاحتمالات عندما نجد إماماً آخر يعارض هذا الكلام بأن ينفي السماع فعند ذلك يأتي الترجيح
والصواب هو السماع لعدة أمور:
1 - إذا كان أبو الضحى سمع من ابن عباس رضي الله عنه وقد مات سنة 68 في الطائف وأبو الضحى كوفي فما المانع أن يكون قد سمع من زيد بن أرقم الكوفي رضي الله عنه المتوفى سنة 68 كما قال ابن سعد وقيل سنة 66 كما قال خليفة بن خياط خاصة أن مسلم بن صبيح لم يذكر عنه التدليس والأصل هو السلامة من ذلك!
¥(40/23)
2 - قد روى أبو الضحى عن علقمة بن قيس النخعي عالم الكوفة ومقرئها وقد توفي سنة 61 وقيل 62 وقيل غير ذلك (السير4/ 61) وكانت وفاته قبل وفاة زيد بن أرقم رضي الله عنه فما المانع أن يكون قد سمع من زيد بن أرقم رضي الله عنه وقد توفي بعد علقمة النخعي رحمه الله
3 - أن أقران أبي الضحى مثل أبي اسحاق السبيعي والشعبي وإبراهيم النخعي وغيرهم سمعوا من صغار الصحابة رضوان الله عليهم والمعمرين منهم وخاصة زيد بن أرقم رضي الله عنه علما بأن أبا إسحاق السبيعي توفي سنة 127وقيل 126 أي بعد أبي الضحى بسبع وعشرين سنة وهو ابن تسعين سنة! والشعبي مات سنة 104 وقيل 105 وقيل غير ذلك وقد بلغ 82سنة! ومات النخعي رحمه الله وله سبع وخمسون سنة سنة96! ومات أبو الضحى سنة 100وكان كثير الحديث
روى جرير عن إسماعيل بن أبي خالد قال: كان الشعبي وإبراهيم وأبوالضحى يجتمعون في المسجد يتذاكرون الحديث فإذا جاءهم شيء ليس فيه عندهم رواية
رموا إبراهيم بأبصارهم. السير (4/ 522)
قال أبو حصين رأيت الشعبي وإلى جنبه مسلم بن صبيح فإذا جاء شيء قال الشعبي: ماترى ياابن صبيح؟ تهذيب التهذيب (4/ 70)
قلت: وهذا يدل على عظم منزلته عند الإمام الشعبي رحمه الله وواضح من ترجمته أنه كان من كبار علماء الكوفة، وقد روى عنه الأعمش ومنصور بن المعتمر وفطر بن خليفة وعمرو بن مرة والحسن بن عبيد الله وأبو حصين الأسدي وغيرهم
المسألة الثالثة (وهي رد على كلام الأخ الفاضل محمد الأمين)
:أولاً: لم يُذكر عن أبي الضحى التشيع ولو كان فيه شيء من ذلك لذكر ذلك في ترجمته والأصل هو السلامة من ذلك وقول من قال بأن التشيع منتشر عند الكوفيين هو قول عام وهو من باب الكثرة لكن لايلزم أن يكون كل كوفي قد تشيع
وتحقق ذلك في أفراد الكوفيين يحتاج إلى إثبات لأن هناك من الكوفيين لم يتشيع أمثال: طلحة بن مصرف اليامي وعبدالله بن إدريس الأودي وأبو وائل شقيق بن سلمة على خلاف في ذلك وزر بن حبيش قيل أنه كان فيه بعض الحمل على علي رضي الله عنه الثقات للعجلي (1/ 625) وهناك أيضا شمر بن عطية وثقه النسائي ولكنه عثماني غال كما قال الذهبي في الميزان
ثانيا: التشيع المراد به هو التفضيل وليس هو السب والطعن وبينهما فرق واضح وظاهر
قال ابن تيمية رحمه الله: مع أن بعض أهل السنة كانوا قد اختلفوا في عثمان وعلي رضي الله عنهما بعد اتفاقهم على تقديم أبي بكر وعمر أيهما أفضل فقدم قوم عثمان وسكتوا أو ربعوا بعلي وقدم قوم عليا وقوم توقفوا لكن استقر أمر أهل السنة على تقديم عثمان ثم علي وإن كانت هذه المسألة مسألة عثمان وعلي ليست من باب الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة 000الخ العقيدة الواسطية
قال الذهبي رحمه الله: ليس تفضيل علي (على عثمان) برفض ولا هو بدعة بل قد ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين فكل من علي وعثمان ذو فضل وسابقة 000ولكن جمهور الأمة على ترجيح عثمان وإليه نذهب والخطب في ذلك يسير 00الخ
السير (4/ 166) قال الأعمش: أدركت أشياخنا زرا بن حبيش وأبا وائل فمنهم من عثمان أحب إليه من علي ومنهم من علي أحب إليه من عثمان وكانوا أشد شيء تحاباً وتواداً. تاريخ بغداد (9/ 270)
والكلام في مسألة التشيع يطول لكن حسبي ما نقلته عن ابن تيمية رحمه الله والذهبي
قال أحمد شاكر رحمه الله: والعبرة في الرواية بصدق الراوي وأمانته والثقة بدينه وخلقه والمتتبع لأحوال الرواة يرى كثيرا من أهل البدع موضعا للثقة والاطئنان وإن رووا ما يوافق رأيهم ويرى كثيرا منهم لايوثق بأي شيء يرويه 0000فلو رد حديث هؤلاء لذهبت جملة الآثار النبوية وهذه مفسدة بينة 000الخ
الباعث الحثيث. (95)
قلت: أكثر أحاديث فضائل آل البيت إنما جاءت عن طريق الكوفيين فهل نرد حديث هؤلاء الثقات الأثبات بدعوى أنهم شيعة؟! لاأظن أن أحدا يقول بذلك!
قال العجلي: كان طلحة بن مصرف وزبيد اليامي متواخيين وكان طلحة عثمانيا وكان زبيد علويا وكان طلحة يحرم النبيذوكان زيد يشرب ومات طلحة بن مصرف فأوصى إلى زبيد!! ز الثقات (480)
وهذا منصور بن المعتمر الكوفي رحمه الله رمي بالتشيع كما قال العجلي ولكن مع ذلك لم نجد أحدا قدح في صدقه وعدالته
¥(40/24)
قال الثوري: ما بالكوفة آمن على الحديث من منصور وقال أيضا: هؤلاء الأعين الذين لايشك فيهم وذكر منهم منصور بن المعتمر العابد الثقة
وقال أحمد: أثبت الناس في إبراهيم الحكم ثم منصور
قال العجلي: ثقة ثبت في الحديث كان أثبت أهل الكوفة لايختلف فيه أحد رجل صالح كان فيه تشيع قليل ولم يكن بغال 000الخ تهذيب التهذيب (4/ 160)
قلت: فهل إذا روى منصور رواية في فضل أهل البيت نتوقف فيها بدعوى أنه شيعي؟! وكذلك أبو إسحاق السبيعي والأعمش والحكم وابن أبي ليلى وعدي ين ثابت وزبيد اليامي وعبثر بن القاسم وغيرهم كثير، لاأظن أن منصفا عارفا بالحديث يتوقف في رواية هؤلاء!!
قال المعلمي رحمه الله رداًعلى الجوزجاني: فإن في الكوفيين المنسوبين للتشيع جماعة أجلة اتفق أئمة أهل السنة على توثيقهم وحسن الثناء عليهم وقبول روياتهم وتفضيلهم على كثير على كثير من الثقات الذين لم ينسبوا للتشيع 000الخ التنكيل (46)
قلت: ولم يفرق أهل الحديث المتقدمين في قبول رواية هؤلاء بين ما رووه في فضائل أهل البيت وما رووه في غيرهم بل قبلوا روايتهم من غير تفصيل حتى جاء الجوزجاني! وحصل الخلاف في تفسير كلامه وأظن أن الجوزجاني كان شديد العبارة لكنه لم يخالف من سبقه وقصد الجوزجاني رد أحاديث هؤلاء الثقات إذا كانت عن شيوخهم الضعفاء أو كانت غير متصلة الإسناد كأن يكون فيها انقطاع أو تدليس أو إرسال وما سوى ذلك فروايتهم مقبولةحتى لو كانت مؤيدة لبدعتهم في الظاهر والله أعلم
المسألة الرابعة:مسألةالاضطراب.
قلت: لايوجد في الحديث اضطراب ورواية أبي الضحى مسلم بن صبيح موضحة لرواية مسلم ومبينة له ولايوجد هناك أي تعارض فرواية مسلم بلفظ _ (وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله 000ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي 00الخ
وأما رواية أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض. المستدرك وصححه على شرط الشيخين والمعرفة والتاريخ والطبراني في الكبير والطحاوي في المشكل وغيرهم كثير
وذكر الفسوي في المعرفة أكثر من طريق له مما يدل على شهرة الحديث تفوق شهرة كثير من الأحاديث الصحيحة المتداولة على الألسنة!
و تقدم رواية جرير الضبي على رواية أبي الجحاف لأنه أوثق منه
ورواه أبو الطفيل عن زيد بن أرقم وهذه متابعة جيدة لرواية أبي الضحى وإن كان فيها حبيب بن أبي ثابت لكنه لم ينفرد به فقد تابعه فطر بن خليفة عن أبي الطفيل
قال السخاوي: وفي الباب عن جابر وحذيفة بن أسيد وخزيمة بن ثابت وزيد بن ثابت وعبد الرحمن بن عوف وعقبة بن عامر وغيرهم كثير 00الخ. استجلاب ارتقاء الغرف
وذكر الألباني رحمه الله أكثر من طريق له في كتابه السلسلة (4/ 333)
وكون البخاري لم يخرج للحسن بن عبيد الله النخعي لايلزم من ذلك ضعف الراوي أو المروي وإنما العبرة بدراسة الإسناد دراسة علمية بعيدة عن العاطفة أو التحامل
وهذا لايمكن أن نختلف فيه إن شاء الله والحكم على حديث (الثقلين) بالاضطراب سواء كان من رواية أبي الضحى أو رواية غيره غير صحيح إطلاقا والحديث صحيح إن شاء الله لاشك في ذلك ولا ريب ولا أظن أن منصفا عارفا بالحديث إلا ويسلم بصحة الحديث لكثرة طرقه وسلامته من العلل القادحة
ا
لمسألة الخامسة: وأما متن الحديث قال السخاوي: فالثقلان كتاب الله والعترة الطيبة إنما سماهما بذلك إعظاما لقدرهما وتفخيما لشأنهما فإنه يقال لكل شيء خطير نفيس: ثقيل وأيضا فلأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل
ومنه قوله تعالى (سنلقي عليك قولا ثقيلا) أي له وزن وقدر أو لأنه لايؤدى إلا بتكلف ما يثقل وكذا قيل للجن والإنس الثقلان لمونهما قطان الأرض وفضلا بالتمييز على سائر الحيوان وناهيك بهذا الحديث فخرا لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وتتضمن الحث على المودة لهم والإحسام إليهخم والمحافظة بهم واحترامهم وإكرامهم وتأدية حقوقهم الواجبة والمستحبة فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف من وجد على وجه الأرض فخرا وحسبا ونسبا لاسيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجليةكما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وعلي وآل بيته وذويه رضي الله عنهم 000الخ
قلت: هذا ما لدي باختصار شديد جدا وأرجو من الإخوة الفضلاء أن يتقبلوا هذا النقد بصدر رحب وصلى الله على محمد وآله وسلم
ار مكونة من عدة مسائل
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 04 - 04, 11:26 ص]ـ
جزى الله الشيخ أبو حاتم خير الجزاء على ما تفضل به
والظاهر أنك فهمت من كلامي نفي سماع أبي الضحى من زيد، فلعلك تتأمل في ما ذكرته مرة ثانية بارك الله فيك حتى يتبين لك الأمر
الأمر الثاني يحتاج إلى تأمل في طرق الحديث فالمخرج واحد والحديث واحد، وقد اختار الإمام مسلم رحمه الله اللفظ الصحيح وخرجه في صحيحه
وأما الألفاظ الأخرى فلا تصح.
والتصحيح بكثرة الطرق الواهية والمعلولة ليس من طريقة العلماء المتقدمين، وكل هذه الطرق لاتخلو من علة قادحة.
¥(40/25)
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[03 - 04 - 04, 02:46 م]ـ
تطرق له قبل سنتين
انظر الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6085
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[09 - 04 - 04, 05:46 م]ـ
أخي الفاضل الشيخ عبد الرحمن بالنسبة للحديث فما زلنا نرى أنه صحيح
أما مسألة سماع أبي الضحى من زيد بن أرقم فأنتم أثبتم هذا في أول الأمر لكن أورتم إيراداً فُهم منه نفي السماع وهذ ما فهمه الأخ محمد الأمين وهذا نص كلامكم (-أنه يمكن أن يعل بما يلي:
بعدم سماع مسلم بن مسروق من زيد بن أرقم، ويجاب عن ذلك بأن الإمام مسلم رحمه الله قال في الأسماء والكنى أنه سمع من زيد
ويمكن أن يورد على مسلم ما قيل في التاريخ الكبير للبخاري أنه إذا قال عن الراوي سمع فلانا وفلان أن لايعني ذلك بالضرورة سماعة منه، بل قد يحمل على أنه ورد إسناد فيه تصريحه بالسماع منه وإن لم يصح ذلك السند) انتهى
وهذا نص كلام الأخ الأمين: (1 - أبو الضحى توفي سنة 100هـ، فيما أن زيد بن أرقم توفي سنة 65هـ (على قول ابن حبان)، ولا نعلم لأبي ضحى سماعاً منه. والتدليس كثير عند الكوفيين. قال الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص111): «وأكثر المحدثين تدليساً أهل الكوفة، ونفَرٌ يسيرٌ من أهل البصرة». فهذا يؤيد ما ذكره الشيخ. انتهى
قلت: أنتم لم ترجحوا السماع بل شككتم في ذلك وربما أسأتُ الفهم وخاصة أنكم لم تعلقوا على كلام الأخ الفاضل الأمين , والمقصود هو الوصول للحقيقة والله الموفق
ـ[الشاذلي]ــــــــ[09 - 04 - 04, 08:24 م]ـ
كتاب الله و عترتي، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض
كتاب الله موجود فأين العترة؟
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[16 - 04 - 04, 06:05 م]ـ
لعلك أخي عبد الرحمن قصدت أن أبا الضحى لم يسمع منه هذا الحديث بصفة خاصة وليس على الإطلاق كما أشار إلى هذه القاعدة المعلمي.
قال المعلمي رحمه الله: إذا استنكر الأئمة المحققون المتن وكان ظاهر السند الصحة فإنهم يتطلبون له علة فإذا لم يجدوا علة قادحة مطلقا حيث وقعت أعلوه بعلة ليست بقادحة مطلقا ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذاك المنكر
فمن ذلك:إعلاله بأن راويه لم يصرح بالسماع هذا مع أن الراوي غير مدلس
أعل البخاري بذلك خبرا ًرواه عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عكرمة تراه في ترجمة عمرو من النهذيب
ونحو ذلك: كلامه في حديث عمرو بن دينار: في القضاء بالشاهد واليمين
ونحوه أيضاً كلام شيخه علي ابن المديني في حديث (خلق الله التربة يوم السبت 00الخ كما تراه في الأسماء والصفات للبيهقي
وكذلك أعل أبو حاتم خبراً رواه الليث بن سعد عن سعيد المقبري كما تراه في علل ابن أبي حاتم (2/ 253)
ومن ذلك إشارة البخاري إلى إعلال حديث الجمع بين الصلا تين بأن قتيبة لما كتبه عن الليث كان معه خالد المدائني وكان خالد يدخل على الشيوخ يراجع معرفة علوم الحديث للحاكم
ومن ذلك الإعلال بالحمل على الخطأ وإن لم يتبين وجهه كإعلالهم حديث عبد الملك بن أبي سليمان في الشفعة
ومن ذلك إعلالهم حديث بظن أن الحديث أدخل على الشيخ كما ترى في لسان الميزان في ترجمة الفضل بن الحباب
وحجتهم في هذا أن عدم القدح بتلك العلة مطلقاً إنما بني على أن دخول الخلل من جهتها نادر فإذا اتفق أن يكون المتن منكر اً يغلب على ظن الناقد بطلانه فقد يحقق وجود الخلل وإذلم يوجد سبب له إلا تلك العلة فالظاهر أنها هي السبب وأن هذا من النادر الذي يجيء الخلل فيه من جهتها
وبهذا يتبين: أن ما يقع ممن دونهم من التعقب بأن تلك العلة غير قادحة وأنهم قد صححوا ما لايحصى من الحديث مع وجودها فيه إنما هو غفلة عما تقدم من الفرق اللهم إلا أن يثبت المتعقب أن الخبر غير منكر
الفوائد المجموعة (9)
قلت: لكن هل لنا أن نقول أن أبا الضحى يحتمل أنه لم يسمع من زيد بن أرقم (مع أنه سمع منه في الجملة) ولم نجد أحدا من المحدثين نص على ذلك؟!
وما قاله المعلمي كلام نفيس لكن القيد الأخير مهم جدا ً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 04 - 04, 08:58 ص]ـ
بارك الله في الشيخ ابي حاتم الشريف على هذه الفوائد التي ذكرها
والقصد سلمك الله أن الإمام مسلم رحمه الله ذكر أن أبا الضحى سمع من زيد
فهذا يحمل على إثبات السماع، وهذا هو الأصل
ولكن قد يقال إن الإمام مسلم رحمه الله يقصد بقوله سمع زيدا أنه يريد به ورودإسناد فيه إثبات سماع أبي الضحى من زيد، وقد يكون هذا الإسناد ضعيفا أو صحيحا، كما قيل هذا الكلام في ما يقول فيه الإمام البخاري رحمه الله فيب التاريخ الكبير في تراجم بعض الرواة (سمع فلانا)
فقد حملها بعضهم على أنه يقصد بذلك ورود إسناد فيه تصريح بسماعه منه وقد يكون الإسناد صحيحا أو ضعيفا، فهي لاتعني بالضرورة سماعه منه
وقد وضعت الرابط السابق حول (فوائد حول التاريخ الكبير للبخاري) وهذا الكلام موجود فيه (المشاركة رقم (10))
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=14167
فهذا ما قصدته سلمك الله بما ذكر سابقا، فلعل الأمر اتضح إن شاء الله
وأما تصحيح الحديث أو تضعيفه فهذه كما تعلم بارك الله فيك مسالة اجتهادية قد يختلف فيها أهل العلم، فمن صحح هذا الحديث متبعها بذلك منهج المحدثين في الحكم على الأحاديث فهو مأجور إن شاء الله على اجتهاده، وكذلك من ضعفه متبعا بذلك منهج المحدثين في الحكم على الأحاديث فله أجره إن شاء الله.
¥(40/26)
ـ[الشاذلي]ــــــــ[18 - 04 - 04, 06:48 م]ـ
:أولاً: لم يُذكر عن أبي الضحى التشيع ولو كان فيه شيء من ذلك لذكر ذلك في ترجمته والأصل هو السلامة من ذلك وقول من قال بأن التشيع منتشر عند الكوفيين هو قول عام وهو من باب الكثرة لكن لايلزم أن يكون كل كوفي قد تشيع
الأخ الشريف وفقه الله
لا يمكن ابداً أن يميز الرافضي إذا استخدم التقية
إن لي بحثاً في حال شهر بن حوشب انتهى إلى وجود الرجل في سند كتاب تفسير القمي
لعلي بن إبراهيم القمي (لا يدخل في سنده إلا ثقة عدل عند الرافضة)
و قد ذكره أبو القاسم الخوئي رض الله عظامه في معجم رجال الحديث عند الرافضة.
يا اخي مع التقية من المستحيل ان تقيم لإحتجاجك قائمة
و الأصل فيمن يروي الخوارق في علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه رافضي حتى يثبت العكس
و لا يوجد في ترجمة أبي الضحى ما يشير إلى عكس ذلك سوى قول النسائي:
و قال النسائى: ثقة. حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو بكر، حدثنا أبو حصين،
قال: رأيت الشعبى، و إلى جنبه مسلم بن صبيح فإذا جاءه شىء قال: ما ترى يا ابن صبيح.
و المعلوم أن أغلب أهل الكوفة يغلب عليهم التشيع
فيكون الأصل في هذا الرجل هو التشيع و ليس العكس.
ـ[في إسناده مقال]ــــــــ[02 - 06 - 04, 08:02 م]ـ
الأخ الشاذلي هداه الله
اتعجب من قولك ورجمك بالغيب على الرجل
سبحان الله! ما معنى هذه الكلمة "لا يمكن ابداً أن يميز الرافضي إذا استخدم التقية "
هل يعني أن أبا الضحى رافضي يشتم الشيخين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -؟
لا إله إلا الله!!
ويستعمل التقية أيضا!!!!!!!! لا أظنك تعي ما تكتب.
وقولك الأخير اعجب وأعجب:
" الأصل فيمن يروي الخوارق في علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه رافضي حتى يثبت العكس
و لا يوجد في ترجمة أبي الضحى ما يشير إلى عكس ذلك سوى قول النسائي "
أي خوارق هنا يا أخي؟؟ هل حديث الثقلين من خوارق علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -؟
وهل من يروى الخوارق يعني أنه رافضي يشتم الشيخين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -؟ من سبقك إلى هذا من العلماء؟؟
مشكلة بعض الاخوة هداهم الله أنهم لشدة غضبهم على الرافضة ينكرون رواية الرسول ويكذبون ما صح عن رسول الله!!! وقد أشار لهذا المحدث الألباني رحمه الله في مواضع من كتابه السلسلة الصحيحة.
ـ[القتادي]ــــــــ[06 - 09 - 04, 12:46 ص]ـ
ما ذكرته أخي الفاضل (في إسناده مقال) صواب ونسأل الله العظيم أن يهدينا لما فيه الحق والصواب(40/27)
ذكر البيان بأن مالكاً احتج فى ((الموطأ)) برجال مجاهيل لم يرو عنهم إلا واحد ج3
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[19 - 03 - 04, 08:52 م]ـ
ذكر البيان بأن مالكاً احتج فى ((الموطأ)) برجال مجاهيل لم يرو عنهم إلا واحد، وقد وُثقوا لتخريج مالك أحاديثهم فى ((الموطأ)) ج3
راجع المقالين السابقين على الوصلتين التاليتين:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17906
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17926
الحمد لله العزيز الغفار، الذى نصب فى كلّ جيلٍ طائفةً ليتفقهوا فى الدين ويستقرئوا سالف الآثار، وهيأهم لإدراك الصحيح والضعيف من السنن والأخبار، أولئك الذين تنجلى بهم الظلم، وتنكشف بهم الغمم، ويُهتدَى بهم على كرِّ الدهور والأعصار.
أحمده وهباته تنزل تترى على توالى الليل والنهار، وأرجوه وأخافه وبيده مقاليد الأمور ويعلم كمائن الأسرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً دلائلها مشرقة الأنوار، ونتيجة اعتقادها مباينة أهل العناد من المشركين والكفار، وأشهد أن محمداً عبده ورسولُه المجتبى ونبيُّه المختار. وبعد!
فإنَّ للمتأخرين مذهباً مرجوحاً فى تضعيف أحاديث المجاهيل مطلقاً، سواءاً كبارهم وصغارهم، وسواءاً روى عنهم الثقات أو غيرهم، وقد أردنا أن نوقفك على وعورة هذا المسلك، مع بيان أنه خلاف الراجح مما كان عليه سلف الأئمة من تلقى أحاديث بعضهم بالقبول والتصحيح والاحتجاج بها، وسوف نوقفك فى خاتمة هذا البحث على ثمانية مذاهب فى حكم رواية المجهول. وقد ذكرتُ فى مقالين سابقين أربعةً من النسوة المجهولات اللاتى احتجَّ بهن إمام دار الهجرة فى ((موطئه)):
(الأولى) كبشة بنت كعب بن مالك لم يرو عنها إلا حميدة بنت عبيد بن رفاعة.
(الثانية) حميدة أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف لم يرو عنها غير محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى.
(الثالثة) مرجانة أم علقمة مولاة عائشة لم يرو عنها غير ابنها علقمة.
(الرابعة) أم محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان لم يرو عنها غير ابنها محمد.
واستقصيت أحاديثهن، وبينت تصحيح الأئمة إيَّاها وتلقيهم لها بالقبول.
وهذا حين الشروع فى ذكر جماعة من المجاهيل الذين وثقهم إمام أئمة التعديل والتزكية: مالك بن أنس، بتخريجه لأحاديثهم فى ((موطئه)). ولا يغيبنَّ عنك أن مالكاً كان شديد التحرى فى البحث عن الرجال، فلم يدخل فى ((موطئه)) إلا الثقات. كما قال بشر بن عمر الزهرانى: سألت مالك بن أنس عن رجل؟، فقال: هل رأيته في كتبي؟، قلت: لا، قال: ((لو كان ثقة لرأيته في كتبي)). وقال على بن المدينى: لا أعلم مالكاً ترك إنساناً إلا إنساناً فى حديثه شئ.
(1) بسر بن محجن بن أبى محجن لم يرو عنه إلا زيد بن أسلم
أخرج حديثه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 153. تنوير الحوالك): عن مالك عن زيد بن أسلم عن رجل من بني الديل يقال له بسر بن محجن عن أبيه محجن أنه كان في مجلس مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فأذن بالصلاة، فقام رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فصلَّى، ثم رجع ومحجن في مجلسه لم يصل معه، فقال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما منعك أن تصلِّي مع الناس. ألست برجلٍ مسلمٍ؟)) فقال: بلى يا رسول الله، ولكني قد صليت في أهلي، فقال له رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إذا جئت فصلِّ مع الناس، وإن كنت قد صليت)).
وأخرجه كذلك الشافعى ((المسند)) (ص214) و ((الأم)) (7/ 191)، وعبد الرزاق (2/ 420/3932، 3933)، وأحمد (4/ 34)، والنسائى ((الكبرى)) (1/ 299/930) و ((المجتبى)) (2/ 112)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (2/ 206/958)، وابن حبان كما فى ((موارد الظمآن)) (433)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (1/ 362،363)، وابن قانع ((معجم الصحابة)) (3/ 68)، والطبرانى ((الكبير)) (20/ 296:293/ 702:696)، والعسكرى ((تصحيفات المحدثين)) (2/ 577)، والدارقطنى (1/ 415/1)، والحاكم (1/ 244)، والبيهقى (2/ 300)، وابن الجوزى ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1/ 448/631) من طرق عن زيد بن أسلم عن بسر أو بشر بن محجن الديلى عن أبيه به.
¥(40/28)
قال البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (8/ 4/1929): ((محجن الديلي له صحبة. قال لنا إسماعيل عن مالك عن زيد بن أسلم عن بسر بن محجن عن أبيه قال: صليت في أهلي، ثم أتيت النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فجلست، فلما قضى الصلاة، قال: ((ألست برجل مسلم؟))، قلت: نعم، قال: ((فما منعك أن تصلَّي مع الناس؟))، قلت: صليت في أهلي، قال: ((صلِّ، وإن كنت صليت)). وقال أبو نعيم عن سفيان عن زيد عن بشر بن محجن الديلي عن أبيه. قال أبو نعيم: وهم سفيان، وإنما هو بسر)).
وقال أبو عمر بن عبد البر ((التمهيد)) (4/ 223:222): ((اختلف الناس عن زيد ابن أسلم في اسم هذا الرجل، فقال مالك وأكثر الرواة له عن زيد فيه ((بسر بن محجن)) بالسين المهملة، كذلك هو في ((الموطأ)) عند جمهور رواته، وقيل فيه بشر بن عمر الزهراني عن مالك عن زيد بن أسلم عن ((بشر ابن محجن))، فقيل له في ذلك، فقال: كان مالك بن أنس يروي هذا الحديث قديما عن زيد بن أسلم فيقول فيه ((بشر))، فقيل له هو ((بسر))، فقال عن ((بسر)) أو ((بشر))، وقال بعد ذلك عن زيد بن أسلم عن ((ابن محجن))، ولم يقل ((بسر)) ولا ((بشر)). وقال فيه الثوري عن زيد بن أسلم عن ((بشر)) بالشين المنقوطة، وكان أبو نعيم يقول: بالسين كما قال مالك، ومن تابعه. ورواه الدراوردي عن زيد بن أسلم فقال فيه عن ((بشر)) بالمنقوطة كما قال الثوري. ورواه ابن جريج عن زيد ابن أسلم فقال فيه ((بسر)) كما قال مالك. وروى هذا الحديث أيضا حنظلة بن علي الأسلمي عن ((بشر بن محجن))، ولم يذكر أباه، ورواه عبد الله بن جعفر بن نجيح عن زيد ابن أسلم عن ((بشر بن محجن)) عن أبيه بالمنقوطة كما قال الثوري في رواية أصحاب الثوري عنه، وقد قيل فيه عن الثوري ((بسر)) أيضاً)) اهـ.
قلت: والذى رجحه أكثر الأئمة ((بسر)). قال أبو حاتم بن حبان ((الثقات)) (3/ 399/1315): ((محجن الديلى، والد بسر بن محجن، له صحبة. ومن قال ((بشر)) فقد أخطأ)). وكذا قال البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (2/ 124/1915)، وابن أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)) (2/ 423/1682)، وأبو القاسم الطبرانى فى ((المعجم الكبير)) (20/ 294).
والخلاصة أنه بسر بن محجن بن أبى محجن الديلى، تفرد بالرواية عنه زيد بن أسلم. وذكره ابن حبان فى ((الثقات))، وقد تلقى جماهير الأئمة حديثه بالقبول، والعمل بمقتضاه وإن اختلفوا فى بعض معانيه. وذكره الحافظ الذهبى إياه فى ((المغنى فى الضعفاء)) (1/ 103) فقال: ((لا يكاد يعرف))!!، مع تخريج مالك حديثه فى ((الموطأ)). والقاعدة عند الحافظ الذهبى فيمن ((لا يعرف)) ما قرره فى ((ديوان الضعفاء)) بقوله: ((وأما المجهولون من الرواة، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن، إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ)) اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر ((التقريب)) (1/ 122/668): ((صدوق من الرابعة))، يعنى من أوساط التابعين أمثال: إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة، وصفوان بن سليم، وعاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان، وعامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث، والنعمان بن أبى عياش الزرقى من المدنيين.
وإذ لم يرو عنه إلا زيد بن أسلم، فقد ثبت أن محله محل الجهالة، ومع ذا أخرج مالك حديثه فى ((الموطأ))، وفى ذلك توثيق له وأشباهه ممن تفرد بالرواية عنهم واحد.
(2) رافع بن إسحاق الأنصارى مولى الشفاء لم يرو عنه إلا إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة
وله فى ((الموطأ)) حديثان:
(الحديث الأول)
أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (1/ 199. تنوير الحوالك): عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن رافع بن إسحاق مولى لآل الشفاء ـ وكان يقال له مولى أبي طلحة ـ أنه سمع أبا أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو بمصر يقول: والله ما أدري كيف أصنع بهذه الكرابيس، وقد قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إذا ذهب أحدكم الغائط أو البول، فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها بفرجه)).
¥(40/29)
وأخرجه ابن أبى شيبة (1/ 139/1602)، وأحمد (5/ 414،415)، والنسائى ((المجتبى)) (1/ 21)، والطحاوى ((شرح المعانى)) (4/ 232) و ((السنن المأثورة)) (1/ 189/112)، والطبرانى ((الكبير)) (4/ 141/3931،3932،3933،3934) من طرق عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن رافع بن إسحاق عن أبى أيوب به.
قال أبو عمر بن عبد البر ((التمهيد)) (1/ 303): ((هكذا قال مالك في هذا الحديث مولى لآل الشفاء. والشفاء اسم امرأة من الصحابة من قريش، وهي الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس بن خالد من بنى عدي بن كعب، وهي أم سليمان بن أبي خيثمة، وقد ذكرناها في كتابنا في الصحابة. وكان حماد بن سلمة يقول عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن رافع ابن إسحاق مولى أبي أيوب. وكان مالك يقول: وكان يقال له مولى أبي طلحة. وهو من تابعي أهل المدينة ثقة فيما نقل وحمل، وحديثه هذا حديث متصل صحيح)).
وقال البخارى ((التاريخ الكبير)) (3/ 305/1036): ((رافع بن إسحاق مولى أبي أيوب الأنصاري، قاله حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله، وقال مالك عن إسحاق هو مولى الشفاء وكان يقال مولى أبي طلحة الأنصاري. سمع أبا أيوب الأنصاري، وأبا سعيد الخدري. يُعد في أهل المدينة)).
وذكره النسائى فى ((المنفردات والوحدان)) (1/ 187) فقال: ((وممن تفرد عنه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة بالرواية: رافع بن إسحاق مولى الشفا)).
قلت: ووثَّقه النسائى والعجلى وابن حبان، وقبل توثيقهم إيَّاه كان مالك قد خرَّج حديثه فى ((الموطأ))، ولعلهم إنما وثَّقوه لما رأوا مالكاً قد احتج به، وإلا فإنه على مذهب من أطلق القول بتضعيف المجهول الذى لم يرو عنه إلا واحد، فلا مزية له على غيره سواءً أخرج له مالك أو غيره!.
(الحديث الثانى)
أخرجه يحيى بن يحيى ((الموطأ)) (3/ 135. تنوير الحوالك): عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن رافع بن إسحاق مولى الشفاء أخبره قال: دخلت أنا وعبد الله بن أبي طلحة على أبي سعيد الخدري نعوده، فقال لنا أبو سعيد: أخبرنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((أَنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ أَوْ صُورَةٌ)) شَكَّ إِسْحَقُ: لا يَدْرِي أَيُّهُمَا قَالَ.
وأخرجه أحمد (3/ 90)، والترمذى (2805)، وأبو يعلى (2/ 475/1303)، وابن حبان (5849) من طرق عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة به مثله.
وقال أَبو عيسى الترمذى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ)).
وقال أبو عمر بن عبد البر: ((هذا أصح حديثٍ في هذا الباب، وأحسنه إسناداً)).
قلت: هو كما قالا، وكفى بثبوت صحته وتوثيق رواته تخريج مالك إياه فى ((موطئه)).
وللبحث بقية إن أمد الله فى عمرنا.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[20 - 03 - 04, 12:35 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا شيخنا أبو محمد الألفي
حبذا لو تجعل الأجزاء الثلاثة في موضوع واحد، فهذا أيسر لنا.
بارك الله تعالى بكم.
أخوكم المحب ماهر
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 03 - 04, 08:00 ص]ـ
الشيخ الوفى أبو بكر
سلامى إليك كثير. تحمله نسائم الأثير.
وشكر الله لك حسن اعتقادك بنا.
وسأفعل فى القريب ما أمرتنى به.
فحقكم علىَّ واجب الأداء. وإنى أحبكم فى الله.
وأتمنى لكم الارتقاء فى معارج الرفعة والكمال.
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[20 - 03 - 04, 07:38 م]ـ
شيخنا أبو محمد الألفي
أسأل الله لكم السعادة في الدارين
لست شيخا، ولست أتواضع، ولو رأيت وجهي إذ قرأت كلامك لعرفت ذلك.
ولا يخفاك أن الأمر من الأدنى إلى الأعلى سؤال والتماس.
وأما الحب فأحبك الذي أحببتني به.
وجزاكم الله تعالى خيرا على رقة العبارة.
أخوكم ماهر.
ـ[أبو حازم فكرى زين العابدي]ــــــــ[25 - 03 - 04, 10:14 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا شيخنا أبو محمد الألفي و نرجو من الله أن تمتعنا
بكتابكم الزى إشتقنا كثيرا لرؤيته الإكليل ببيان إحتجاج الأئمة برواية المجاهيل
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 03 - 04, 10:25 م]ـ
الأخ الحبيب والودود القريب
شكر الله لك حسنَ إعتقادك بى، واحتفاءَك بمقالاتى المبثوثة فى:
كتابى ((الإكليل ببيان احتجاج الأئمة بروايات المجاهيل))
وعساىّ فى القريب أتمَّ الكتاب، إذ لم يبقى لى فيه إلا المراجعات
الأخيرة، وأسألكم دوام الدعاء لى بتماثل الشفاء , وبارك الله فيكم
وأملاه أبو محمد الألفى
وكتبه بكر أولاده محمد أحمد شحاته
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[26 - 03 - 04, 01:25 ص]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويعفيك شيخنا أبو محمد الألفي.
أخوكم أبو بكر.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 03 - 04, 11:03 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو بكر بن عبدالوهاب
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ويعفيك شيخنا أبو محمد الألفي.
أخوكم أبو بكر.
الأخ الوفى أبو بكر
دعاءكم لى شفاء، وحبكم إيَّاى دواء
حفظكم الله، وسددكم، وأيدكم بكل توفيق.
وسلامى لكم وخالص تحياتى.
أملاه أبو محمد الألفى
وكتبه بكر أولاده محمد أحمد شحاته
¥(40/30)
ـ[أحمد العماني]ــــــــ[19 - 12 - 06, 09:32 م]ـ
شيخنا الألفي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – بارك الله فيكم وغفر لكم ولوالديكم –، وأطال أعماركم في الخير، ونفعنا بعلمكم،،،
شيخنا: تلميذك – أحمد العماني – غفر الله له ولوالديه – يقول لكم: إنه يحبكم في الله،،،
ثم إنه خجل من كثرة سؤالاته و مداخلاته معكم وهو ليس بمنزلتكم، ولكن حجته في ذلك قول الإمام علي – رضي الله تعالى عنه – عندما سئل عن سبب نيله للعلم فقال: نلته بلسان سؤول، وقلب عقول، وبدن غير ملوم.
ثم إنكم - حفظكم الله - تعلمون أن العلم طريقه طويل وعر، وفيه من الإشكالات التي تقع لطلاب العلم ما تعلمونه، فيحتاج الطالب المبتدئ حينها إلى من يبين له الطريق حتى يصل إلى بر الأمان،،،
شيخنا - غفرالله لكم - الذي نعلمه أن القول بالإحتجاج بالرواة المجهولين مطلقاً، خلاف ما عليه جماهير العلماء ومنهم الإمام مالك – رحمه الله -. والذي استقر عليه أمرنا حول الإحتجاج بالرواة المجاهيل هو ما ذكرناه لكم في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=514196#post514196
ثم لم نجد منكم جواباً شافياً على تساؤلاتنا.
المهم يا شيخنا – بارك الله فيكم - إستشكل علي أمر في موضوعكم هذا، وهو أني قرأت في كتب أهل الشأن في هذا العلم أن الإمام مالك – رحمه الله – لا يروي ولا يخرج في كتابه إلا عن ثقة، وقد ذكرتم ذلك في مواضيعكم وأجدتم فيه وأفدتم – بارك الله في علمكم -.
فأعيد شيخنا الكريم مداخلتي وإن شئت قلت سؤالي في الرابط أعلاه وهو: أليس هؤلاء الرواة المجاهيل الذين روى لهم مالك في " موطئه ثقات أو محتج بهم عنده، ومن ثم فإن وجد في كتابه أنه إحتج برواة مجاهيل فهو محمول على أنه قد سبر حديثهم، وإختبر أمرهم، فإحتج بروايتهم بعد التحقيق والتمحيص، ومثل ذلك يقال أيظاً في الرواة المجهولين المخرج لهم في الصحيحين.
فالإمام مالك – رحمه الله – كما ذكرت آنفاً لا يحتج برواية المجهول ما لم يخبر حاله، وأنتم تعلمون تحريه وورعه في ذلك، ولعلكم قرأتم في ذلك ما ذكر عنه في كتاب " سير أعلام النبلاء "، حيث روى محمد بن الحسن الشيباني – رحمه الله – عن مالك – رحمه الله – مانصه ": " كنت عند مالك فنظر إلى أصحابه، فقال: انظروا أهل المشرق، فأنزلوهم بمنزلة أهل الكتاب إذا حدثوكم، فلا تصدقوهم، ولا تكذبوهم، ثم التفت فرآني فكأنه استحيى،فقال: يا أبا عبد الله، أكره أن تكون غيبة، هكذا أدركت أصحابنا يقولون.
قلت: هذا الكلام من الإمام مالك – رحمه الله - يدلنا على أنه لا يحتج برواية المجهول حتى يخبر حاله ويتبن لنا ثقته من ضعفه.
فإذاً ما رواه مالك في كتابه عن المجاهيل فهو لأنه قد خبر حالهم، فهم على الأقل محتج بهم عند مالك - رحمه الله -، فالمجهول الذي روى عنه الثقات العارفين بأسباب الجرح والتعديل الذين لا يروون إلا عن الثقات، كعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد والامام مالك بن أنس ونحوهم فإنه يحتج بحديثهم، ونحن قلنا هذا لأن هذا هو الظاهر من صنيع الأئمة المتقدمين، ومما ذكر في ذلك ما جاء في سؤالات أبي داود للإمام أحمد، حيث قال: قلت لأحمد: إذا روى يحيى أو عبد الرحمن بن مهدي عن رجل مجهول، يحتج بحديثه؟ قال: يحتج بحديثه."،
ويحيى وابن مهدي كما تعلمون لا يروون إلا عن الثقات، وقد أخرج الخطيب في الكفاية من طريق أبي بكر الأثرم، قال: سمعت أبا عبدالله – أي أحمد بن حنبل – يقول: إذا روى عبد الرحمن عن رجل فروايته حجة.
ثم إن الراوي المجهول لا يمكن أن نحتج به إلا بمعرفة عدالته وضبطه وكلاهما متعذر إلا بمقارنة روايته برواية غيره من الثقات، فإن سلمنا وقلنا إن الأصل العدالة وعدم التجريح كما هو صنيع ابن حبان – رحمه الله، فأين الضبط، وخاصة إذا إنفرد الراوي المجهول بالحديث كحال الحديث الذي تناقشنا حوله في الرابط أعلاه؟؟؟ وهو - أي: الضبط - كما تعلمون من أهم ما يسبر من حال الراوي حتى يعدل أو يجرح.
والإمام مالك – رحمه الله – كان شديد التحري في ذلك فهو لا يروي إلا عن من عرف ضبطه عنده – رحمه الله -، ومن كلامه – رحمه الله – في ذلك ما نصه: " إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذونه. لقد أدركت في المسجد سبعين ممن يقولون: قال فلان، قال رسول الله وإن أحدهم لو ائتمن على بيت المال لكان به أميناً، فما أخذت منهم شيئاً، لأنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن، ويقدم علينا الزهري وهوشاب فنزدحم على بابه ". اهـ.
قلت: فأنت ترى شيخنا من كلام مالك – رحمه الله - أن التوثيق في العدالة غير التوثيق في الضبط.
فأرجو منكم شيخنا إزالة هذا الإشكال الذي داخَلَ أفهامنا القاصرة وهو كيف نحتج برواية المجاهيل ونحن نجهل فيهم ما ذكرتُ أعلاه، نفعنا الله بعلمكم وغفر لكم ولوالديكم،
¥(40/31)
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[12 - 11 - 07, 03:05 م]ـ
جَزَاَكُمُ اللهَ خَيْرَاً أَيُّهَاَ الأَلْفِيُ الَّذِيْ - أَحْسَبُهُ - يُسَاَويْ الآلاَفَ وَاللهِ، أَحْسَبُكَ كَذَلِكَ وَاللهُ حَسِيْبُكَ وَهُوَ نَاصِرُكَ إِنْ شَاَءَ، وَوَاللهِ وَدِدْنَا لَوْ نَعْرِفُ مَنْ أَيْنَ فَضِيْلَتٍكُمْ بَاَرَكَ اللهُ فِيْكُمُ حَتَّى إِذَاَ مَا تَسَنَّىَ لَنَاَ زِيَاَرَةُ بَلَدِكُم أَنْ نَسْعَدَ بِلِقَاكُمُ، ولَيْسَتْ هَذِهِ تَزْكِيَةٌ وَاللهِ فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُ أَنِّي مَا قُلْتُ هَذَاَ إِلَّاَ لِمَا فِيْ زَمَنِ الْغُرْبَةِ مِنْ قَسْوَةٍ تَحْتَاجُ إِلَى وُدٍّ، وَأَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَكَ خَيْرَاً مِمَّا نَظُنُّ وَأَنْ يَغْفِرَ لَكَ مَا لَاَ نَعْلَمُ .. آمِيْنٌ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 11 - 07, 01:43 ص]ـ
أَجْزَلَ اللهُ مِنَ الْمَثُوبَةِ جَزَاءَكُمْ. وَمِنْ عَاجِلِ الأَجْرِ وَآجِلِهِ عَطَاءَكُمْ.
فَعَيْنُ الرِّضَا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَلِيلَةٌ
ـــ،،، ـــ
وَعَيْنُ الْبُغْضِ تُبْرِزُ كُلَّ عَيْبٍ ... وَعَيْنُ الْحُبِّ لا تَجِدُ الْعُيُوبَا
وَكَمْ دَقَّتْ وَشَقَّتْ وَاسْتَرَقَّتْ ... فُضُولُ الْكَلِمِ أَعْنَاقَ الرِّجَالِ
ـ[أبو الفهد العرفي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 02:44 م]ـ
أَعْتَذِرُ عَنْ كَلَامِيْ يَا شَيْخَنَا وَأَرْجُو السَّمَاَحَ، وَوَاللهِ مَا أَرَدْتُ إِلّا خَيْرَاً وَلَعَلِّيْ لَمْ أَبْلُغْهُ(40/32)
مارائكم بهذاااااااااااا (احاديث على كل لسان)
ـ[ msad] ــــــــ[19 - 03 - 04, 11:34 م]ـ
(أحذر) أحاديث كثر ذكرها وهي ضعيفة (خاصة المعلمين)
أحاديث لا تصح
سليمان بن صالح الخراشي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين:
أما بعد: فهذه 93 حديثًا لا تصح، يكثر انتشارها بين الناس، أحببت أن أنقل كلام العلماء – باختصار - في بيان ضعفها؛ لكي يتجنبها المسلم، ويكتفي عنها بالأحاديث الصحيحة.
والله الموفق:
1 - " نحن قوم لا نأكل حتى نجوع، وإذا أكلنا لا نشبع "
قال عنه الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- في مجموع فتاواه (4/ 122): "في سنده ضعف" ولم يذكر –رحمه الله- من رواه. وقال الشيخ عبد العزيز السدحان: "فتشت عنه كثيراً، وسألت عنه كثيراً، فلم أظفر بشيء غير ما ذكره سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز"
2 - "أمرت أن أحكم بالظاهر والله يتولى السرائر"
قال السخاوي: "لا وجود له في كتب الحديث المشهورة، ولا الأجزاء المنثورة، وجزم العراقي بأنه لا أصل له، وكذا أنكره المزي وغيره "
3 - "ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العلم"
قال الألباني: "موضوع" وروي من كلام الحسن البصري
4 - " خير البر عاجله "
قال العجلوني: "ليس بحديث "
5 - " كما تدين تدان "
قال المناوي في تخريج تفسير البيضاوي (1/ 102): "أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات بسند ضعيف "
6 - " روحوا القلوب ساعة وساعة "
أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (672). وقال محققه الشيخ حمدي السلفي: "في إسناده الوليد بن محمد الموقري، وهو متروك، فهو ضعيف"
7 - " الإيمان لا يزيد ولا ينقص "
قال ابن عراق في تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة: "أخرجه ابن عدي من حديث ابن عمرو، وفيه أحمد بن عبد الله الجويباري"
8 - " عليكم بالوجوه الملاح والحدق السود؛ فإن الله يستحيي أن يُعذب وجهاً مليحاً بالنار "
قال ابن عراق في (تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة): "أخرجه ابن عدي من حديث أنس، وفيه الحسن بن علي العدوي، قال السيوطي: وتابعه كذاب مثله، وهو لاحق بن الحسين، أخرجه الشيرازي في الألقاب. وقال: وروى الديلمي عن أنس مرفوعاً: إن الله لا يعذب حسان الوجوه سود الحدق، قلت: في سنده جعفر بن أحمد الدقاق، وهو آفته فيما أظن، والله أعلم"
ومثله: حديث:
9 - "النظر إلى الوجه الحسن يجلو البصر "
قال العجلوني: "رواه أبو نعيم بسند ضعيف عن جابر"
ومثله: حديث:
10 - "النظر إلى الوجه الجميل عبادة! "
قال العجلوني: "نقل ابن القيم عن شيخه ابن تيمية أنه سئل عن حديث "النظر إلى الوجه الجميل عبادة، فأجاب بأنه كذب باطل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يروه أحد بإسناد صحيح، هو من الموضوعات…"
ومثله: حديث:
11 - " من أتاه الله وجهاً حسناً وجعله في موضع غير شائن له فهو من صفوة الله في خلقه"
قال ابن عراق: " أخرجه الدارقطني من حديث ابن عباس ولا يصح؛ فيه سليم بن مسلم وعنه خلف بن خالد، والحمل فيه عليه لا على سليم…"
ومثله: حديث:
12 - " ما حسَّن الله خُلُق أحد وخَلْقه فأطعم لحمه النار "
قال ابن عراق، (لا يثبت)
ومثله: حديث:
13 - " التمسوا الخير عند حسان الوجوه [وفي رواية: اطلبوا…]
قال السخاوي: (وطرقه كلها ضعيفة، وبعضها أشد في ذلك من بعض)
14 - " لا تقولوا قوس قزح؛ فإن قُزح هو الشيطان، ولكن قولوا قوس الله، فهو أمان لأهل الأرض من الغرق "
قال ابن عراق: (أخرجه الخطيب من حديث ابن عباس من طريق زكريا بن حكيم الحبطي) قال فيه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: ليس بشيء، وقال ابن المديني: هالك.
15 - " من ولد له ثلاثة أولاد ولم يُسمَ أحدهم محمداً فقد جهل "
قال ابن عراق: أخرجه ابن عدي من حديث ابن عباس، وفيه ليث بن أبي سليم، تركه أحمد وغيره.
ومثله: حديث:
16 - "إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ: يا محمد! قم فادخل الجنة بغير حساب، فيقوم كل من كان اسمه محمد، ويتوهم أن النداء له، فلكرامة محمد لا يمنعون"
قال ابن عراق: (أخرجه أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد الطبسي في الأربعين بسند معضل سقط منه عدة رجال، قلت: قال بعض أشياخي: هذا حديث موضوع بلا شك)
ومثله: حديث:
¥(40/33)
17 - " أتاني جبريل فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرأ عليك السلام، ويقول: وعزتي وجلالي لا أعذب أحداً يُسمى باسمك يا محمد بالنار "
أخرجه أبو نعيم، وذكره ابن عراق في الموضوعات
أحاديث العقل
18 - " لما خلق الله العقل قال له: قم، فقام، ثم قال له: أدبر، فأدبر، ثم قال له: أقبل، فأقبل، ثم قال له: اقعد، فقعد، فقال: ما خلقت خلقاً هو خير منك، ولا أفضل منك، ولا أحسن منك، ولا أكرم منك، بك آخذ، وبك أعطي، وبك أعرف لك الثواب، وعليك العقاب "
ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وقال: (هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) ونقل عن الإمام أحمد قوله في هذا الحديث: (هذا الحديث موضوع ليس له أصل).
19 - " أكرموا عمتكم النخلة؛ فإنها خلقت من فضلة طينة آدم، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة ولدت تحتها مريم بنت عمران، فأطعموا نساءكم الوُلّد الرطب، فإن لم يكن رطب فتمر"
قال ابن عراق: (أخرجه أبو نعيم من حديث علي، وابن عدي من حديث ابن عمر بأخصر من هذا، ولا يصح، تفرد بالأول: مسرور بن سعيد التيمي وهو غير معروف، منكر الحديث، وفي الثاني: جعفر بن أحمد الغافقي)
20 - حديث قس بن ساعد
وهو ما يروى من أن وفد عبد القيس وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيكم يعرف قس بن ساعدة الإيادي؟ قالوا: كلنا نعرفه يا رسول الله، قال: فما فعل؟ قالوا: هلك. قال: ما أنساه بعكاظ على جمل أحمر وهو يخطب الناس وهو يقول: أيها الناس اجتمعوا واسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، إن في السماء لخبراً، وإن في الأرض لعبراً، مهاد موضوع، وسقف مرفوع، ونجوم تمور، وبحار لا تغور، أقسم قس قسماً حقاً لئن كان في الأرض رضىً ليكونن سخط، إن لله لدينا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه، ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا فأقاموا، أم تركوا فناموا، ثم قال صلى الله عليه وسلم: أيكم يُنشد شعره؟ فأنشدوه:
في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصاير
لما رأيت موارداً للموت ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها تغدو الأكابر والأصاغر
لا يرجع الماضي إليّ ولا من الباقين غابر
أيقنت أني لا محالة حيث صار القوم صائر
قال ابن الجوزي: "هذا الحديث من جميع جهاته باطل"
21 - " اطلبوا العلم ولو بالصين "
قال ابن عراق: (قال ابن حبان: حديث باطل لا أصل له).
وقال ابن الجوزي في الموضوعات: بعد أن رواه بسنده (هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم…)
22 - " أنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي، إلا أن يشاء الله! "
قال الشوكاني: (رواه الجوزقاني عن أنس مرفوعاً، والاستثناء موضوع، وضعه أحد الزنادقة) وهو محمد بن سعيد المصلوب
23 - " علي خير البشر، من أبى فقد كفر "
قال ابن عراق: (رواه الحاكم من حديث ابن مسعود، من طريق أبي أحمد الجرجاني إمام التشيع في زمانه، وفيه أيضاً محمد بن شجاع الثلجي وحفص بن عمر الكوفي، لكن المتهم به الجرجاني ….)
24 - " رد الشمس لعلي –رضي الله عنه- "
وهو حديث أسماء بنت عميس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه ورأسه في حجر علي، ولم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: أصليت؟! قال: لا. قال رسول الله: اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك، فاردد عليه الشمس، قالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت بعدما غربت.
رواه ابن الجوزي في الموضوعات، وقال عنه: (هذا حديث موضوع بلا شك، وقد اضطرب الرواة فيه…) وأطال في بيان اضطراب رواته ثم قال: (ومن تغفيل واضع هذا الحديث أنه نظر إلى صورة فضيلة، ولم يتلمح إلى عدم الفائدة؛ فإن صلاة العصر بغيبوبة الشمس صارت قضاء، فرجوع الشمس لا يُعيدها أداء)
وقد أطال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (منهاج السنة) في رد هذا الحديث الموضوع
25 - " لا تفعلي يا حميراء فإنه يورث البرص "
يروى أنه صلى الله عليه وسلم قاله لعائشة –رضي الله عنها- لما سخنت له ماء في الشمس.
رواه ابن الجوزي في الموضوعات، ثم قال: (هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) وقال العقيلي: (ليس في الماء المشمس شيء يصح مسنداً) وقال الشوكاني: (له طرق لا تخلو من كذاب أو مجهول).
26 - " إن للوضوء شيطاناً يقال له الولهان، فاتقوا وسواس الماء "
¥(40/34)
رواه الترمذي، وفيه ضعف، ولهذا أورده ابن الجوزي في الأحاديث الواهيات.
27 - " مسح الرقبة أمانٌ من الِغل "
قال النووي في شرح المهذب: (موضوع)، وقال ابن الصلاح: (لا يُعرف مرفوعاً، وإنما هو من قول بعض السلف).
28 - " من رفع يديه في الصلاة فلا صلاة له "
قال ابن عراق: (رواه الجوزقاني من حديث أبي هريرة، وفيه مأمون بن أحمد… قلت: قال الذهبي في تلخيص الموضوعات: وضعه مأمون، وسرقه ابن عكاشة)
29 - " لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد "
قال العجلوني: (رواه الدارقطني والحاكم والطبراني فيما أملاه، ومن طريقه الديلمي عن أبي هريرة، والدارقطني عن علي مرفوعاً، وابن حبان في الضعفاء عن عائشة، وأسانيدها ضعيفة، وليس له كما قال الحافظ في تلخيص تخريج الرافعي إسنادٌ ثابت وإن اشتهر بين الناس… وقال الصغاني: موضوع، وقال ابن حزم: هذا الحديث ضعيف)
30 - " من تهاون بصلاته عاقبه الله بخمس عشرة خصلة: ستة منها في الدنيا، وثلاثة منها عند الموت، وثلاثة منها في قبره، وثلاثة منها تصيبه يوم القيامة إذا خرج من قبره.
فأما التي تصيبه في دار الدنيا فأولها يرفع الله البركة من رزقه، والثانية ينزع الله البركة من عمره، والثالثة يرفع الله سيما الصالحين من وجهه، والرابعة لاحظ له في دعاء الصالحين، والخامسة كل عمل يعمله من أعمال البر لا يؤجر عليه، والسادسة لا يرفع الله دعاءه إلى السماء.
وأما التي تصيبه منها في قبره فأولها: يوكل الله به ملكاً يزعجه في قبره إلى يوم القيامة، والثانية تكون ظلمة في قبره فلا يضئ له أبداً، والثالثة يضيق الله عليه قبره إلى يوم القيامة.
وأما التي تصيبه منها إذا خرج من قبره: فأولها يوكل الله به ملكاً يسحبه على حر وجهه في عرصات القيامة، والثانية يحاسب حساباً طويلاً، والثالثة لا ينظر الله إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم، ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة، واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً إلا من تاب)
قال ابن عراق: (رواه ابن النجار من حديث أبي هريرة، قال في الميزان: حديث باطل، ركَّبه محمد بن علي بن العباس على أبي بكر بن زياد النيسابوري، وقال في اللسان: هو ظاهر البطلان من أحاديث الطرقية)
31 - " من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته "
أورده ابن الجوزي في الموضوعات، وفيه الهيصم بن شداخ، ثم قال: (قال العقيلي: الهيصم مجهول، والحديث غير محفوظ. قال ابن حبان: الهيصم يروي الطامات لا يجوز الاحتجاج به .. قال العقيلي: الحديث غير محفوظ ولا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث مسند).
32 - " ما أفلح صاحب عيال قط "
قال علي القاري في الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة: (رواه الديلمي بسنده عن أبي هريرة به مرفوعاً، وقال ابن عدي: هو عن النبي صلى الله عليه وسلم منكر)
ومثله: حديث:
33 - "شراركم عزابكم "
قال ابن عراق: (رواه ابن عدي من حديث أبي هريرة ولا يصح؛ فيه خالد بن إسماعيل، وله طريق ثانٍ فيه يوسف بن السفر، ولا يصح)
وقال ابن الجوزي: (هذا حديث لا يصح، وصالح هو مولى التوأمة مجروح. قال ابن عدي: وخالد بن إسماعيل يضع الحديث).
34 - " إذا جامع أحدكم زوجته أو جاريته فلا ينظر إلى فرجها؛ فإن ذلك يورث العمى "
قال الشوكاني: (رواه ابن عدي عن ابن عباس مرفوعاً. وقال ابن حبان: هذا موضوع. وكذا قال ابن أبي حاتم في العلل عن أبيه. وعده ابن الجوزي في الموضوعات).
35 - " لا يدخل الجنة ولد زنا "
قال ابن عراق: (رواه الدارقطني من حديث أبي هريرة… ولا يصح) وقال –أيضاً-: (هو مخالف لقوله تعالى (ولا تزو وازرة وزر أخرى) ولقوله صلى الله عليه وسلم: "ولد الزنا ليس عليه من إثم أبويه شيء" أخرجه الطبراني من حديث عائشة، قال السخاوي: وسنده جيد)
وقال ابن الجوزي بعد أن أورد هذا الحديث وما شابهه في الموضوعات: (ليس في هذه الأحاديث شيء يصح).
36 - " لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة من تعصي "
¥(40/35)
قال ابن عراق: (رواه أبو نعم من حديث عمرو بن العاص، وفيه محمد بن اسحق العكاشي. قلت: أورده ابن الجوزي في الواهيات من الطريق المذكور ومن حديث ابن عمر من طريق غالب بن عبيد الله، ومن حديث أبي هريرة من طريق أبي داود النخعي، ثم قال: هذا إنما يثبت من قول بلال بن سعد، والله تعالى أعلم)
قال ابن الجوزي في "العلل المتناهية في الأحاديث الواهية": (هذا مشهور من كلام بلال بن سعد، وإنما رفعه إلى رسول صلى الله عليه وسلم الكذابوان).
37 - " البلاء موكل بالمنطق "
قال ابن الجوزي: (هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) وذكره الصاغاني في الموضوعات
38 - " أوحى الله إلى الدنيا: اخدمي من خدمني، وأتعبي من خدمك "
قال ابن عراق: (رواه الخطيب من حديث ابن مسعود، وابن الجوزي من حديثه أيضاً بلفظ: يقول الله تبارك وتعالى: مري على أوليائي وأحبائي لا تحلولي لهم فتفتنيهم، وأكرمي من خدمني، وأتعبي من خدمك، ومدار الطريقين على الحسين بن داود البلخي).
وقال الشوكاني: (الحديث موضوع).
39 - " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى "
قال ابن عراق: (رواه أبو نعيم من حديث ابن عمر، وابن عرفة في جزئه من حديث أبي سعيد، والطبراني من حديث أبي أمامة، وابن الجوزي من حديث أبي هريرة، ولا يصح…).
وذكره ابن الجوزي في الموضوعات.
40 - " البدلاء أربعون رجلاً وأربعون امرأة، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً، وكلما ماتت امرأة أبدل الله مكانها امرأة "
قال ابن عراق: (رواه الحسن الخلال في كرامات الأولياء من حديث أنس، ولا يصح منها شيء…)
وقال ابن القيم معدداً الأحاديث الموضوعة: (ومن ذلك: أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد، كلها باطلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم)
41 - " ثلاثة لا يُعَادون: صاحب الرَمَد، وصاحب الفرس، وصاحب الدّمل"
قال العجلوني: (رواه الطبراني في الأوسط، والبيهقي في الشعب وضعفه، عن أبي هريرة رفعه. ورواه البيهقي أيضاً عن يحيى بن أبي كثير من قوله، وهو الصحيح)
وقال ابن عراق: (فيه مسلمة بن علي الخشني متروك)
42 - " من عشق فكتم فعف فمات مات شهيداً "
قال ابن القيم –رحمه الله-: "هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز أن يكون من كلامه؛ فإن الشهادة درجة عالية عند الله مقرونة بدرجة الصديقية. ولها أعمال وأحوال، هي شرط في حصولها، وهي نوعان: عامة وخاصة؛ فالخاصة: الشهادة في سبيل الله. والعامة: خمس مذكورة في الصحيح ليس العشق واحداً منها …" الخ ما قال –رحمه الله- في تضعيف هذا الحديث.
43 - " لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك "
قال الشوكاني: " قال في الذيل: لا يصح. وقال الصغاني: موضوع. وقال في الوجيز: هو من حديث واثلة بن الأسقع، وفيه عمر بن إسماعيل، كذاب"
44 - " دفن البنات من المكرمات "
ذكره ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" وضعف جميع طرقه.
45 - " يدعو الله الناس يوم القيامة بأمهاتهم ستراً من الله عليهم"
قال ابن عراق: "رواه ابن عدي من حديث أنس، ولا يصح، فيه إسحاق بن إبراهيم الطبري .. "
46 - " ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا "
قال العجلوني: "رواه ابن ماجه عن سعد بن أبي وقاص". وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (877).
47 - " اتق شر من أحسنت إليه "
قال السخاوي: "لا أعرفه، ويشبه أن يكون من كلام بعض السلف"
48 - " أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار "
قال العجلوني: "رواه ابن عدي عن عبد الله بن جعفر مرسلاً"
وقال الألباني: "ضعيف، أخرجه الدرامي"
49 - " إحياء أبويه صلى الله عليه وسلم حتى آمنا به "
قال ابن دحية: " موضوع " وقال ابن الجوزي: "هذا حديث موضوع بلا شك، والذي وضعه قليل الفهم، عديم العلم؛ إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافراً لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة …"
50 - " اختلاف أمتي رحمه "
قال الألباني –رحمه الله-: "لا أصل له، وقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند فلم يوفقوا"
51 - " اقرأوا ياسين على موتاكم "
رواه أبو داود وغيره وضعفه الشيخ الألباني –رحمه الله- في الإرواء (688).
52 - " أنفق ما في الجيب يأتك ما في الغيب "
قال العجلوني: " ليس بحديث "
¥(40/36)
53 - " إياكم وخضراء الدِّمَن … المرأة الحسناء في المنبت السوء "
قال الدارقطني: "لا يصح من وجه "
54 - " بشر القاتل بالقتل .. ولو بعد حين "
قال السخاوي: "لا أعرفه "
55 - " النظافة تدعو إلى الإيمان "
رواه الطبراني في الأوسط " بسند ضعيف جداً " كما قال القاري
56 - " جنبوا مساجدكم صبيانكم "
رواه ابن ماجه، وقال السخاوي: "سنده ضعيف "
57 - " الجنة تحت أقدام الأمهات "
قال الألباني: "موضوع "
58 - " حب الوطن من الإيمان "
ذكره الصاغاني في الموضوعات، وقال السخاوي: "لم أقف عليه"
59 - " الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر "
قال القاري: "ليس بثابت" ونسبه ابن عبد البر في (جامع بيان العلم وفضله) إلى بعض السلف.
ومثله:
60 - " العلم في الصغر كالنقش في الحجر "
قال العجلوني: "رواه البيهقي عن الحسن البصري من قوله "
وقال شيخ الإسلام في منهاج السنة (7/ 526): " هذا مثل سائر، ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ".
61 - " خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء "
قال ابن حجر: "لا أعرف له إسنادا "
وقال ابن القيم: " كل حديث فيه: يا حميراء، أو ذكر: الحميراء؛ فهو كذب مختلق …."
62 - " خير الأمور أوسطها "
قال السخاوي: "رواه ابن السمعاني في ذيل تاريخ بغداد بسند مجهول"
63 - " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد القلب "
قال ابن حجر: "هو مشهور على الألسنة، وهو من كلام إبراهيم بن أبي عبلة". وقال العراقي: "رواه البيهقي من حديث جابر وقال: هذا إسناد فيه ضعف"
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "لا أصل له، ولم يروه أحد من أهل المعرفة بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله. وجهاد الكفار من أعظم الأعمال، بل هو أفضل ما تطوع به الإنسان "
64 - " سيد القوم خادمهم "
قال السخاوي: "في سنده ضعف وانقطاع"
وقال الألباني: "ضعيف "
65 - " الضرورات تبيح المحظورات "
قال العجلوني: "ليس بحديث "
66 - " كما تكونوا يولى عليكم "
رواه البيهقي في شعب الإيمان (7391) بلفظ: "كما تكونوا كذلك يؤمر عليكم "، وقال: "هذا منقطع، وراويه يحيى بن هاشم؛ وهو ضعيف " وقال الشوكاني: "في إسناده وضاع، وفيه انقطاع "
67 - " كلمة حق أريد بها باطل "
ليس بحديث، إنما هو من قول علي –رضي الله عنه- قاله للخوارج الذي قالوا: لا حكم إلا لله. رواه مسلم.
68 - " لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه "
قال شيخ الإسلام ابن تيمية "موضوع "، وقال ابن القيم: "هو من وضع المشركين عباد الأوثان" وقال ابن حجر: "لا أصل له ".
69 - " المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء "
قال السخاوي: "لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو من كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب "
70 - " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً"
قال الألباني: "باطل، وهو مع اشتهاره على الألسنة لا يصح من قبل إسناده ولا من جهة متنه "
71 - " الناس على دين ملوكهم "
قال السخاوي: "لا أعرفه حديثاً … وللبيهقي عن كعب الأحبار قال: إن لكل زمان ملكاً يبعثه الله على نحو قلوب أهله …"
72 - " كان صلى الله عليه وسلم يصافح النساء وعلى يده ثوب "
قال الألباني: "ضعيف، أخرجه ابن عبد البر في التمهيد "
73 - " الدين المعاملة "
"لا أصل له" قاله الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (5/ 11). وقال الشيخ عبد العزيز السدحان: "فتشت عنه كثيراً ولم أعثر عليه "
74 - " لهم ما لنا وعليهم ما علينا " أي أهل الذمة.
قال الألباني: "باطل لا أصل له، وقد اشتهر في هذه الأزمنة المتأخرة على ألسنة الخطباء والدعاة والمرشدين مغترين ببعض الكتب الفقهية "
75 - " نية المؤمن خير من عمله "
قال الألباني: "ضعيف، رواه الطبراني " وأخرجه البهيقي في شعب الإيمان (5/ 343) بلفظ: "نية المؤمن أبلغ من عمله " وقال: "هذا إسناد ضعيف".
76 - حديث: " تلقين الميت بعد دفنه "
¥(40/37)
ولفظه: "إذا مات أحدكم فسويتم عليه التراب فليقم أحدكم على رأس قبره ثم يقول: يا فلان بن فلانة. فإنه يسمع ولا يجيب. ثم ليقل: يا فلان بن فلانة الثانية فإنه يستوي قاعداً ثم ليقل: يا فلان بن فلانة. يقول: أرشدنا رحمك الله ولكنكم لا تسمعون. فيقول: أذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأنك رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، وبالقرآن إماماً، فإن منكراً ونكيراً يتأخر كل واحد منهما ويقول: انطلق بنا، ما يقعدنا عند هذا، وقد لقن حجته ويكون الله ورسوله حجيجه دونهما. فقال رجل: يا رسول الله: فإن لم يعرف أمه؟ قال: ينسبه إلى أمه حواء"
رواه الطبراني، وقال الصنعاني في سبل السلام (2/ 161): "يتحصل من كلام أئمة التحقيق أنه حديث ضعيف، والعمل به بدعة"
أحاديث زيارة قبره صلى الله عليه وسلم:
77 - كحديث: "من حج ولم يزرني فقد جفاني "
78 - وحديث: " من زار قبري وجبت له شفاعتي "
79 - وحديث: " من زارني وزار إبراهيم في عام واحد دخل الجنة"
80 - وحديث: "من حج حجة الإسلام وزار قبري وغزى غزوة وصلى في بيت المقدس، لم يسأله الله عما افترض عليه "
81 - وحديث: "من زارني وزار أبي إبراهيم في سنة واحد ضمنت له على الله الجنة " وغيرها من الأحاديث والقصص المشابهة كقصة: أن بلالاً –رضي الله عنه- لما كان بالشام رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال له صلى الله عليه وسلم: ما هذه الجفوة يا بلال؟ فذهب بلال إلى المدينة وتمرغ عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم …الخ!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ليس في الإحاديث التي رويت بلفظ زيارة قبره –صلى الله عليه وسلم- حديث صحيح عند أهل المعرفة، ولم يخرج أرباب الصحيح شيئاً من ذلك، ولا أرباب السنن المعتمدة، كسنن أبي داود والنسائي والترمذي ونحوهم، ولا أهل المساند التي من هذا الجنس؛ كمسند أحمد وغيره، ولا في موطأ مالك، ولا مسند الشافعي ونحو ذلك شيء من ذلك، ولا احتج إمام من أئمة المسلمين –كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم- بحديث فيه ذكر زيارة قبره" وقال –أيضاً-: "ليس في هذا الباب ما يجوز الاستدلال به، بل كلها ضعيفة، بل موضوعة" وقال ابن عبد الهادي في رده على السبكي: "جميع الأحاديث التي ذكرها المعترض في هذا الباب وزعم أنها بضعة عشر حديثاً ليس فيها حديث صحيح، بل كلها ضعيفة واهية"
82 - " لا سلام على طعام "
83 - وفي لفظ: "لا سلام على آكل "
قال الملا علي القاري: "لا أصل له "
84 - " مصر كنانة الله في أرضه "
قال السخاوي: " لم أره بهذا اللفظ "
85 - " ولدت في زمن الملك العادل "
قال السخاوي: "لا أصل له" وقال الزركشي: "كذب باطل"
وقال الحليمي: "لا يصح … ليس يجوز أن يسمي رسول الله صلى الله عليه وسلم من يحكم بغير حكم الله عادلاً"
86 - "رأيت عبد الرحمن بن عوف يدخل الجنة حبواً "
قال الإمام أحمد: " هذا الحديث كذب منكر"، وقال النسائي: "الحديث موضوع "
87 - " من أعان ظالماً سلطه الله عليه "
قال الشوكاني: "في إسناده متهم بالوضع"
88 - " كانت خطيئة داود النظر "
قال الشوكاني: "لا أصل له "
89 - " حسنات الأبرار سيئات المقربين "
ليس بحديث. قال السخاوي: "هو من كلام أبى سعيد الخراز، رواه ابن عساكر في ترجمته "
90 - " الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة "
قال الحافظ ابن حجر: "لا أعرفه "
91 - " خير الأسماء ما عُبِّد وحُمّد "
92 - وفي لفظ: "أحب الأسماء إلى الله ما عُبِّد وحُمِّد "
قال الغزي: "لا يعرف بهذا اللفظ "
وقال الألباني: " لا أصل له "
93 - " صوموا تصحوا "
ذكره الصغاني في الموضوعات. وقال الألباني: "ضعيف "
منقول من منتديات التربيه والتعليم ..
امل افادتي بصحة ماذكر والله يحفظكم ويرعاكم اخوكم مساعد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 03 - 04, 11:32 ص]ـ
الأخ مساعد حفظه الله
غالب الكلام المذكور صحيح ونشر هذه التنبيه على الأحاديث مفيد وطيب
والشيخ الذي كتبها هو الشيخ الفاضل سليمان الخراشي حفظه الله وهو من أهل العلم.
ولزيادة الفائدة حول بعض الأحاديث
1 - (نحن قوم لانأكل
يراجع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=527
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[02 - 10 - 04, 06:25 م]ـ
جزى الله شيخنا سليمان خيرا
ـ[أبو عبيد الله المصري]ــــــــ[14 - 08 - 06, 08:03 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
ما فقد من الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79026(40/38)
بيان صحة حديث ((من أهل بحجةٍ أو عمرةٍ من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام ... )) الحد
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[20 - 03 - 04, 10:40 ص]ـ
بيان صحة حديث ((من أهل بحجةٍ أو عمرةٍ من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام ... )) الحديث.
وقد ضعَّفه الشيخ الألبانى ـ طيب الله ثراه ـ، وخولف على تضعيفه.
الحمد لله ناصر الحق ورافعِى لوائِه. والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على أتقى خلقه وأوليائِه.
وبعد ..
فهذا جوابٌ مقتضبٌ عن سؤالٍ عن حديث أم سلمة ((مَنْ أَهَلَّ مِنَ الْمَسْجِدِ الأَقْصَى بِعُمْرَةٍ أَوْ بِحَجَّةٍ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))، والذى ذكره الشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه، وجعل جنَّة الخلد مستقره ومثواه ـ فى ((السلسلة الضعيفة)).
نقول والله المستعان. الحديث صحيح بلا شكٍ ولا ترددٍ.
أخرجه الإمام أحمد (6/ 299): حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سُحَيْمٍ مَوْلَى آلِ حُنَيْنٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الأَخْنَسِيِّ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ حَكِيمٍ ابْنَةِ أُمَيَّةَ بْنِ الأَخْنَسِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ أَهَلَّ مِنَ الْمَسْجِدِ الأَقْصَى بِعُمْرَةٍ أَوْ بِحَجَّةٍ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)). قَالَ: فَرَكِبَتْ أُمُّ حَكِيمٍ عِنْدَ ذَلِكَ الْحَدِيثِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَتَّى أَهَلَّتْ مِنْهُ بِعُمْرَةٍ.
وأخرجه كذلك أبو يعلى (12/ 411/7009)، وابن حبان كما فى ((الإحسان)) (3693) جميعاً من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن إسحاق بإسناده ومتنه.
قلت: هذا إسناد رجاله كلهم موثقون، غير أم حكيم بنت أميَّة بن الأخنس، واسمها حُكيمة ـ بالتصغيرـ، لم يذكرها أحد بجرح، ولم يروى عنها إلا ابنها يحيى بن أبى سفيان الأخنسى، وسليمان بن سحيم ـ إن كان محفوظاً ـ.
وقد ذكرها ابن حبان فى ((الثقات)) (4/ 195/2459).
وقال الحافظ الذهبى ((الكاشف)) (2/ 506/6979): ((حكيمة بنت أميَّة عن أم سلمة. وعنها يحيى بن أبى سفيان، وسليمان. وثَّقت)). وقال فى ((الميزان)) (7/ 465): ((فصل فى النسوة المجهولات. وما علمت فى النساء من اتهمت ولا من تركوها))، وذكرها فى جملتهن ((الميزان)) (7/ 481/11061).
قلت: وقد جوَّد إسنادَ هذا الحديث إبراهيمُ بن سعد الزهرى أبو إسحاق المدنى عن ابن إسحاق، وصرَّح ابن إسحاق بالسماع، فزالت تهمة تدليسه، وأتقن متنه. وتابعه عن ابن إسحاق على هذا الوجه: سلمة بن الفضل، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى من رواية محمد بن يحيى القطعى، وعياش بن الوليد عنه.
فقد أخرجه الدارقطنى (2/ 284/212) من طريق سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن سليمان بن سحيم عن يحيى بن أبى سفيان عن أمِّه أم حكيم به مثل حديث إبراهيم بن سعد، إلا أنه قال ((بيت المقدس)).
وأخرجه البيهقى ((شعب الإيمان)) (3/ 448/4026) عن عيَّاش بن الوليد الرقام نا عبد الأعلى نا محمد ابن إسحاق نا سليمان بن سحيم عن يحيى عن أم حكيم بنت أبي أمية عن أم سلمة أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: ((من أهلَّ بعمرةٍ أو حجةٍ من بيت المقدس غفر الله له))، فلم يذكر ((حجة)).
وأخرجه الطبرانى ((الكبير)) (23/ 416/1006)، والمقدسى ((فضائل بيت المقدس)) (58)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (31/ 360) جميعاً من طريق محمد بن يحيى القطعى عن عبد الأعلى به مثله.
وخالف جماعتهم: ابن أبى شيبة فأسقط من إسناده ((يحيى بن أبى سفيان))، وأحمد بن خالد الوهبى فأسقط منه ((سليمان بن سحيم)).
فقد أخرجه ابن ماجه (3001)، وأبو يعلى (12/ 327/6900) كلاهما عن ابن أبى شيبة عن عبد الأعلى عن ابن إسحاق حدثنى سليمان بن سحيم عن أم حكيم به.
وأخرجه ابن ماجه (3002) عن أحمد بن خالد عن ابن إسحاق عن يحيى بن أبى سفيان عن أمه أم حكيم به.
¥(40/39)
قلت: ولم يتفرد ابن إسحاق عن يحيى بن أبى سفيان، بل تابعه عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يحنَّس الحجازى، وهو ممن احتج بهم مسلم فى ((صحيحه))؛ روى له حديثاً فى فضل المدينة ((من أراد أهل هذه البلدة بسوء أذابه الله)).
فقد أخرج البخارى ((التاريخ الكبير)) (1/ 161)، وأبو داود (1741)، والفاكهى ((أخبار مكَّة)) (1/ 411/885)، وأبو يعلى (12/ 359/6923)، والطبرانى ((الأوسط)) (6/ 319/6515)، والدارقطنى ((2/ 283/210)، والبيهقى ((الكبرى)) (5/ 30) و ((شعب الإيمان)) (3/ 448/4027)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (15/ 146)، وأبو نصر بن ماكولا ((تهذيب مستمر الأوهام)) (1/ 173)، والمقدسى ((فضائل بيت المقدس)) (59) من طرق عن محمد بن إسماعيل بن أبى فديك عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يحنَّس عن يحيى بن أبى سفيان عن جدته حكيمة عن أم سلمة أنها سمعت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقول: ((من أهلَّ بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، أو وجبت له الجنة))، شك عبد الله أيتهما قال.
وقال أبو داود: ((يرحم الله وكيعا أحرم من بيت المقدس يعني إلى مكة)).
قلت: هكذا رواه جماعة أكثرهم ثقات أثبات: أحمد بن صالح الطبرى، وأبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، وأبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصى، وسعيد بن سليمان سعدويه، وأبو الفضل صالح بن مسمار وعباد بن موسى الختلى، وعلى بن محمد بن معاوية، وهارون بن عبد اللَّه الحمال؛ جميعاً ((عن محمد بن إسماعيل بن أبى فديك عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يحنَّس))، وخالف جماعتهم أبو يعلى محمد بن الصلت، فقال ((محمد بن عبد الرحمن بن يحنَّس عن أبى سفيان الأخنسى))، وهو وهم.
قال البخارى ((التاريخ الكبير)) (1/ 161/477): ((محمد بن عبد الرحمن بن يحنَّس عن أبي سفيان الأخنسي عن جدته حكيمة بنت أمية عن أم سلمة سمعت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ((من أهل بحجة أو عمرة من مسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه)) حدثناه أبو يعلى محمد بن الصلت عن ابن أبي فديك)).
قلت: ولم يتفرد ابن أبى فديك عن ابن يحنََّس، بل تابعه عبد العزيز بن محمد الدراوردى عنه، إلا أنه قال ((عن عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان))، وأراه خطأً من النسَّاخ، كما سأبينه.
فقد أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (23/ 361/849)، ومن طريقه ابن عبد الغنى ((تكملة الإكمال)) (1/ 171) عن يحيى بن بكير ويحيى بن عبد الحميد الحمانى، كلاهما عن الدراوردى عن عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان عن يحيى بن أبى سفيان عن جدته حكيمة عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أهلَّ من بيت المقدس غفر له ما تقدم من ذنبه)).
ولكن أخرجه المزى ((تهذيب الكمال)) (31/ 360) من طريق أبى بكر بن ريذة عن الطبرانى به، فقال ((عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنَّس))، وهو الصحيح كرواية محمد بن إسماعيل بن أبى فديك.
قلت: والخلاصة، فالحديث ثابت صحيح، وأمثل أسانيده ((ابن إسحاق ثنى سليمان بن سحيم عن يحيى بن أبى سفيان عن أمِّه حُكيمة عن أم سلمة))، كما رواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان وصحَّحه.
وأما الشيخ الألبانى ـ طيب الله ثراه ـ، فقد قال فى ((الضعيفة)) (1/ 248/211): ((وعلته عندى حكيمة هذه، فإنها ليست بالمشهورة، ولم يوثقها غير ابن حبان، وقد نبهنا مراراً على ما فى توثيقه من التساهل، ولهذا لم يعتمده الحافظ، فلم يوثقها، وإنما قال فى ((التقريب)): ((مقبولة)) يعنى عند المتابعة، وليس لها متابع هاهنا، فحديثها ضعيف غير مقبول، وهذا وجه الضعف عندى)) اهـ.
فقد بان أن الشيخ الألبانى ـ رحمه الله ـ احتج لقوله بتضعيف حديث حُكيمة بثلاثة أدلة:
(الأول) أنها ليست مشهورة.
(الثانى) أنه لم يوثقها غير ابن حبان.
(الثالث) قول ابن حجر عنها ((مقبولة))، وأنها لم تتابع.
فإن كانت هذه الأدلة كافية فى الحكم على حديثٍ ما بالضعف، فلماذا عكس الشيخ الألبانى الأمر، فجعلها هى أدلة التصحيح لعددٍ لا يحصى من الأحاديث فى ((صحيحته)) وفى ((الإرواء))؟!.
¥(40/40)
ولنذكر على سبيل المثال، أنه فى تقريره بطلان حديث ((نعم المذكر السبحة)) فى ((سلسلته الضعيفة)) (1/ 112)، ذكر ما نصه: ((أنه مخالف لأمره صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث قال لبعض النسوة ((عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس، ولا تغفلن فتنسين التوحيد، واعقدن بالأنامل، فإنهن مسئولات ومستنطقات)). وهو حديث حسن، أخرجه أبو داود وغيره، وصحَّحه الحاكم والذهبى، وحسَّنه النووى والعسقلانى)) اهـ.
وأقول: فالشيخ ـ طيَّب الله ثراه ـ هاهنا يعتمد تصحيح الحاكم والنووى والذهبى والعسقلانى، وجميعهم معتمدون فى ذلك على تصحيح ابن حبان وحده، الذى لا يعتمد الشيخ توثيقه ولا يرضاه، ويقلده عليه أكثر فضلاء الوقت ورفعاؤه!!.
وذلك أن راوية الحديث: حميضة بنت ياسر مجهولة لم يرو عنها غير ابنها هانئ بن عثمان، ولم يوثقها غير ابن حبان. وقال ابن حجر فى ((تقريب التهذيب)) (1/ 746/8570): ((حميضة بنت ياسر. مقبولة من الرابعة)).
وقد أخرج حديثها ابن أبى شيبة (2/ 160/7656 و6/ 53/29414 و7/ 168/35038)، وأحمد (6/ 370)، وإسحاق بن راهويه (1/ 199:198)، وابن سعد ((الطبقات الكبرى)) (8/ 310)، والدورى ((تاريخ يحيى بن معين)) (3/ 51)، وعبد بن حميد ((المنتخب)) (1570)، وأبو داود (1501)، والترمذى (3583)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (6/ 73/3285)، وابن حبان كما فى ((موارد الظمآن)) (2333)، والطبرانى ((الكبير)) (25/ 74/180) و ((الأوسط)) (5/ 182/5016)، والحاكم (1/ 547)، وأبو نعيم ((الحلية)) (2/ 68)، والرافعى ((التدوين فى أخبار قزوين)) (3/ 52)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (30/ 141) جميعا من طريق هانئ بن عثمان عن أمه حميضة بنت ياسر عن جدتها يسيرة وكانت من المهاجرات قالت: قال لنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((يا نساء المؤمنات! عليكن بالتهليل والتسبيح والتقديس، ولا تغفلن فتنسين الرحمة، واعقدن بالأنامل، فإنَّهن مسؤلات مستنطقات)).
والحديث صحَّحه ابن حبان والحاكم، وأقرهما الذهبى والنووى وابن حجر، كما أقره الألبانى.
قلت: وفى إسناده حميضة بنت ياسر، أحدى المجهولات اللاتى تفرد ابن حبان بتوثيقهن، وقال عنها ابن حجر: ((مقبولة))!. فسبيلها فى قبول حديثها كسبيل حُكيمة لا يفترقان فى شئٍ البتة، كلتاهما تابعية لم يوثقها غير ابن حبان، وقال عنهما ابن حجر: ((مقبولة))، فكيف فرَّق بينهما الشيخ الألبانى، فحسَّن حديث حميضة وضعَّف حديث حُكيمة؟!. أليس هذا من الاعتداد بقول أئمة الجرح والتعديل، ومنهم الإمام العلم أبى حاتم ابن حبان، فى موضع ونقضه فى موضع آخر؟!.
على أن ثمَّة أمرٍ آخر زائدٍ فى حديث حميضة، الذى تلقاه الألبانى بالقبول وحسَّنه، أن فى إسناده هانئ بن عثمان الجهنى وقد تفرد عن أمِّه حميضة، ولم يوثقه إلا الإمام العلم الجهبذ ابن حبان، ولهذا قال ابن حجر فى ((التقريب)) عنه: ((مقبول))!. فلماذا اعتمده الألبانى، وتناسى ما يكثر أن يعلل به تضعيف أحاديث المجاهيل بقوله: ((توثيق ابن حبان لا يعُتمد، لأنه متساهل فى التوثيق))!.
وعندى أن الحكم على الحديثين ـ حديث حُكيمة وحديث حُميضة ـ واحد، كلاهما صحيح، ولا يضر راويتهما تفرد ابن حبان بتوثيقهما، عملاً بالمذهب الراجح أن تزكية المزكى الواحد تكفى فى تعديل الراوى المجهول، كما ذكره إمام المحدثين فى ((صحيحه)) (2/ 106. سندى): باب: إذا زكَّى رجلٌ رجلاً كفاه.
ولنذكر مثالاً آخر، أنه قال فى ((صحيحته)) (رقم307) ما نصه:
((حديث ((تنكح المرأة على أحدى خصال ثلاثة، تنكح المرأة على مالها، وتنكح المرأة على جمالها، وتنكح المرأة على دينها. فخذ بذات الدين والخلق، تربت يمينك)). أخرجه ابن حبان فى ((صحيحه)) (1231)، والحاكم (2/ 161)، وأحمد (3/ 80) من طريق سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن عمته عن أبى سعيد الخدرى مرفوعاً به.
وقال الحاكم: ((صحيح الإسناد)) ووافقه الذهبى.
¥(40/41)
قلت: ورجاله ثقات معروفون، غير عمة سعد، واسمها زينب بنت كعب بن عجرة، روى عنها ابنا أخويها: سعد بن إسحاق، وسليمان بن محمد ابنا كعب بن عجرة. وذكرها ابن حبان فى ((الثقات)). وهى زوجة أبى سعيد الخدرى، وذكرها ابن الأثير وابن فتحون فى ((الصحابة)). وقال ابن حزم: ((مجهولة))، كما فى ((الميزان)) للذهبى وأقرَّه، ومع ذلك وافق الحاكم على تصحيحه)) اهـ.
وأقول: فالألبانى هاهنا يعتمد تصحيح ابن حبان والحاكم، على أن زينب بنت كعب بن عجرة لم يوثقها إلا ابن حبان وحده!. فإن قيل: إنما وثقها الألبانى لكونها صحابية، وشهرة الصحابيات واستفاضة الثقة بهن قاضية برفع الجهالة وإثبات توثيقهن، فلا يحتاج عندئذ إلى توثيق ابن حبان أو غيره.
فأقول: لو كان هذا صحيحاً، فلماذا ذكر توثيق ابن حبان إياها، وذكر عقبه قول ابن حزم: مجهولة؟. وأجيب: ذلك لقوة الخلاف فى إثبات الصحبة لها، فالأكثرون على أنها تابعية. والحافظ ابن حجر نفسه الذى اعتمد عليه الألبانى فيما نقله عن ابن عبد البر وابن فتحون من القول بصحبتها فى ((تهذيب التهذيب)) (12/ 451/28024)، قال فى ((تقريب التهذيب)) (2/ 600): ((مقبولة من الثانية ويقال: لها صحبة)).
فقوله ((مقبولة من الثانية)) يعنى جزمه بتابعيتها، إذ لا يقال فى صحابية ((مقبولة))، والصحابة عند ابن حجر كلهم فى ((الطبقة الأولى))، وأما الثانية فهى طبقة كبار التابعين، كابن المسيب، وقيس ابن أبى حازم، وأبى عثمان النهدى، وأبى وائل شقيق بن سلمة من الرجال، وكخيرة أم الحسن البصرى وصفية بنت أبى عبيد، وأم بلال بنت هلال الأسدية من النساء.
وقال أبو زكريا النووى ((تهذيب الأسماء)) (2/ 613): ((زينب بنت كعب بن عجرة. مذكورة فى باب المعتدة من ((المهذب)). وهى تابعية. تروى عن الفريعة بنت مالك. يروى عنها: ابن أخيها سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة)).
كما أشار الحافظ الذهبى إلى تابعيتها فى ((الكاشف)) (2/ 508) بقوله: ((وثقت))، فلو كانت صحابية ما قالها. ولهذا لما نقل قول ابن حزم ((مجهولة)) فى ((الميزان)) لم يتعقبه بشئٍ.
والخلاصة، فإن زينب بنت كعب بن عجرة تابعية على الأرجح، وإنما اعتمد الحفاظ تصحيح حديثها لتوثيق ابن حبان إياها، ولهذا ذكره الشيخ الألبانى فى معرض الاحتجاج لقبول حديثها دفعاً لتجهيل ابن حزم إياها، وإنما منعه من التصريح بقبول توثيق ابن حبان تمسكه بقاعدته ((توثيق ابن حبان لا يُعتمد لتساهله فى توثيق المجاهيل))!.
وأما القول بتضعيف الحافظ ابن حجر لحكيمة أم حكيم، لمقاله عنها ((مقبولة))، فهو خطأ صدر عن عدم معرفة دلالة هذا المصطلح لدى الحافظ، والمدققين العارفين بمعانى مصطلحاته فى كتابه الفذ ((تقريب التهذيب))، سيما وقد وصف به جمع من الثقات الذين احتج بهم الشيخان فى ((الصحيحين))، وعدتهم مائة وخمسة من الرواة، وقد بيَّنته بياناً شافياً فى كتابى ((المنهج المأمول ببيان معنى قول ابن حجر مقبول)).
[تنبيه واجب] هذا المقال ((توثيق ابن حبان لا يُعتمد لتساهله فى توثيق المجاهيل))، صار كالقاعدة التى لا يجوز الخروج عليها عند أكثر فضلاء الوقت من أهل الحديث!!. ولنا عليه تعقيبات وردود ومؤاخذات، فيها تفصيل طويل وبيان واسع، سيأتى إيضاحه بتوفيق الله وعونه.
[تنبيه ثان] تأويل مصطلح الحافظ ابن حجر البديع المثال ((مقبول))، محمول عند أكثر فضلاء الوقت من أهل الحديث على معنى التضعيف ما لم يتابع الراوى، كقولهم: وقوله ((مقبول)) يعنى عند المتابعة وإلا فلين الحديث، ولا يُحمل عند أكثرهم على أنه أحد مراتب التوثيق مطلقاً عند الحافظ واضع هذا المصطلح، وأعرف الناس بدلالته. ولنا فى هذا بيان واسع مذكور فى ((المنهج المأمول ببيان معنى قول ابن حجر مقبول)).
والله أسأله العفو عن الخطأ والزلات، وآخر دعوانا أن الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 03 - 04, 12:55 م]ـ
جزى الله الشيخ أبا محمد خير الجزاء على هذا البحث النافع
والحديث الذي تفضلت سلمك الله بتخريجه وبيان طرقه يحتاج كذلك إلى إجابة عما ذكره أهل العلم من اعتراضات على تصحيحه من ناحية الإسناد والمتن
فقد أعله الإمام البخاري رحمه الله في التاريخ الكبير (1\ 161) حيث قال (ولا يتابع في هذا الحديث لما وقت النبي صلى الله عليه وسلم ذا الحليفة والجحفة، واختار أن أهل النبي صلى الله عليه وسلم من ي الحليفة)
فهذا اعتراض من الإمام البخاري رحمه الله على الحديث من ناحية المتن
وقد أعله المنذري في مختصر السنن بالإضطراب حيث قال (اختلف الرواة في متنه وإسناده اختلافا كثيرا)
وقال ابن القيم في زاد المعاد (3\ 267) (حديث لايثبت اضطرب في متنه وإسناده اضطرابا شديا)
فلعل الشيخ حفظه الله يفيدنا حول هذه الأمور.
¥(40/42)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[22 - 03 - 04, 07:13 م]ـ
أخى الحبيب الشيخ عبد الرحمن الفقيه
بديهتك حاضرة، فما شاء الله ولا قوة إلا بالله. ولكن لا يخفاك أن الجواب عن الاعتراضين المذكورين، سيما الاعتراض بدعوى اضطراب الإسناد، مبثوث فى ثنايا البحث، وإنما يحتاج إلى تدقيق يسير فى قراءة البحث، مع إمعان النظر فى مصادر التخريج، إذ لم يفوتُنى ذكرُ ما أورده إمام المحدثين فى ((تاريخه الكبير)) (1/ 161/477).
ثم ألم أقل فى أول البحث: ((هذا جوابٌ مقتضبٌ عن سؤالٍ عن حديث أم سلمة))، فها أنت تضطرنى إلى الخروج من الاقتضاب إلى الإسهاب، فليكن الأمر كما أردتُ، وليسعنى ويسعك ما وسع أئمتَنا الأعلامَ من المطارحات النافعة، والمباحثات الهادفة، فليس أحدٌ إلا يؤخذ منه ويرد عليه، فأقول بتوفيق الله وعونه:
أعلمُ ولا يخفى علىَّ أنَّه قد وقع الخلاف:
(أولاً) على العمل بدلالة هذا الحديث فى الصدر الأول من الصحابة والتابعين.
(ثانياً) على صحته فيما بعد بين الأئمة الأعلام، ومحدثى أمة الإسلام.
وذكرت كلا الخلافين بإسهابٍ فى كتابى ((السعى المحمود بتخريج وإيضاح مناسك ابن الجارود))، وبإيجاز فى كتابى ((البشائر المأمولة فى آداب العمرة المقبولة))، وثانيهما سيتم تحميله على هذا الملتقى المبارك.
[فأما الأول] وهو الخلاف على متنه ودلالته، فلما اشتهر واستفاض من أحاديث توقيت المواقيت لأهل الأقطار وقُطَّان الأمصار، وأوسعها شهرة حديثا ((الصحيحين)) عن ابن عباس: ((وَقَّتَ رسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلأَهْلِ الشَّأْمِ الْجُحْفَةَ، وَلأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنَازِلِ، وَلأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ، هُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ، فَمَنْ كَانَ دُونَهُنَّ فَمِنْ حَيْثُ أنشأ، فكذاكَ حتى أهْلُ مَكَّةَ يُهِلُّونَ مِنْهَا))، وعن ابن عمر أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يُهِلُّ أَهْلُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَيُهِلُّ أَهْلُ الشَّامِ مِنَ الْجُحْفَةِ، وَيُهِلُّ أَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ))، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((وَيُهِلُّ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ)).
وأجمعوا بمقتضى هذين الحديثين: أنه لا يجوز لمن أراد حجاً أو عمرةً ألا يجاوز ميقاته الذى هو له، أو الذى يمر به فى طريقه إلى مكة، إلا محرماً. واختلفوا فيمن أحرم من وراء ميقاته، من مصره أو دويرة أهله. فكره ذلك جماعة منهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، والحسن البصرى، وعطاء، ومالك بن أنس، وإسحاق بن راهويه. وأجازه، بل وفعله: على بن أبى طالب، وأبو موسى الأشعرى، ومعاذ بن جبل، وعمران بن حصين، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وعثمان بن أبى العاص، وعتبان بن مالك، والحارث بن سويد، وعمرو بن ميمون، والأسود بن يزيد النخعى، وعلقمة بن قيس، وعبد الرحمن بن يزيد، وخلائق لا يحصون كثرة. وهو قول: سفيان الثوري، والحسن بن حي، وأبى حنيفة، والشافعي.
والآثار عن هؤلاء الصحابة والتابعين فى الإحرام من الأماكن البعيدة مبسوطة فى ((المصنف)) لابن أبى شيبة، و ((المصنف)) لعبد الرزاق الصنعانى، و ((شرح معانى الآثار)) لأبى جعفر الطحاوى.
وقال حافظ المغرب أبو عمر بن عبد البر فى ((التمهيد)) بعد أن نقل مذهب المانعين: ((وهذا من هؤلاء المانعين والله أعلم؛ كراهية أن يضيق المرء على نفسه ما قد وسع الله عليه، وأن يتعرض لما لا يؤمن أن يحدث في إحرامه، وكلهم ألزمه الإحرام إذا فعل، لأنه زاد ولم ينقص. ويدلك على ما ذكرنا أن ابن عمر روى المواقيت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أجاز الإحرام قبلها من موضع بعيد. وقال الشافعي وأبو حنيفة وأصحابهما والثوري والحسن بن حي: المواقيت رخصة وتوسعة يتمتع المرء بحله حتى يبلغها، ولا يتجاوزها إلا محرماً، والإحرام قبلها فيه فضل لمن فعله، وقوي عليه، ومن أحرم من منزله فهو حسن لا بأس به. وروي عن علي بن أبي طالب وابن مسعود وجماعة من السلف أنهم قالوا: في قول الله
¥(40/43)
عز وجل ((وأتموا الحج والعمرة لله))، قالوا: إتمامها أن تحرم من دويرة أهلك.
وأحرم ابن عمر وابن عباس من الشام، وأحرم عمران بن حصين من البصرة، وأحرم عبد الله بن مسعود من القادسية. وكان الأسود، وعلقمة، وعبد الرحمن بن يزيد، وأبو إسحاق يحرمون من بيوتهم)) اهـ.
وقال أبو بكر بن المنذر ((الأوسط)): ((أجمع أهل العلم على أن من أحرم قبل الميقات أنه محرم، ولكن الأفضل الإحرام من الميقات ويكره قبله)).
وشذَّ ابن حزم الظاهرى كعادته، فأبطل حجَّ وعمرة من أحرم قبل ميقاته، وشنَّع على من اقتدى بهؤلاء النفر من الصحابة الذين أحرموا من محالهم وبلدانهم، وفيهم الفقهاء الرفعاء الكبراء الذين يقتدى بفعالهم، ويؤتسى بأحوالهم، فقال فى ((المحلى)) (7/ 70): ((فإن أحرم قبل شئ من هذه المواقيت، وهو يمر عليها، فلا إحرام له، ولا حج له، ولا عمرة له، إلا أن ينوي إذا صار في الميقات تجديد إحرام، فذلك جائز، وإحرامه حينئذ تام وحجه تام وعمرته تامة. ومن كان من أهل الشام أو مصر، فما خلفهما، فأخذ على طريق المدينة، وهو يريد حجا أو عمرة، فلا يحل له تأخير الإحرام من ذي الحليفة ليحرم من الجحفة، فإن فعل فلا حج له، ولا إحرام له، ولا عمرة له، إلا أن يرجع إلى ذي الحليفة، فيجدد منها إحراما، فيصح حينئذ إحرامه وحجه وعمرته))!!. وعلامتى التعجب عقب ما ذكره علامَّة الأندلس تغنى عن تكلف الرد على هذا الشذوذ.
وأما إمام المحدثين ـ عليه سحائب الرحمة وشآبيب المغفرة ـ، فقد أخذ بقول المانعين، وليس يخفاه ما ورد عن على بن أبى طالبٍ، وأبى موسى، وابن عمر، وابن مسعود، وابن عباس وغيرهم، من المجوزين.
وأما الإحرام من بيت المقدس خاصةً وما فيه من الفضل والثواب، فقد فعله ابن عمر، وعتبان بن مالك، وأما ابن عباس فمن الشام من موضع قريب منه.
قال ابن أبى شيبة (3/ 124/12674): ثنا حفص بن غياث عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أنه أحرم من بيت المقدس.
وقال إمام الأئمة أبو عبد الله الشافعى ((الأم)) (7/ 253): ((الإهلال من دون الميقات. قال الربيع: سألت الشافعي عن الإهلال من دون الميقات؟، فقال: حسن، قلت له: وما الحجة فيه؟، قال: أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر أنه أهل من إيلياء ـ يعنى المقدس ـ.
وإذا كان ابن عمر روى عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلم: أنه وقت المواقيت، وأهلَّ من إيلياء، وإنما روى عطاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما وقت المواقيت قال: يستمتع الرجل من أهله وثيابه حتى يأتي ميقاته. فدل هذا على أنه لم يحظر أن يحرم من ورائه، ولكنه يؤمر أن لا يجاوزه حاجٌ ولا معتمرٌ إلا بإحرام)) اهـ.
[وأما الثانى] وهو قول الحافظ الزكى المنذرى ـ طيَّب الله ثراه ـ: ((اختلف الرواة في متنه وإسناده اختلافا كثيراً))، وقول الحافظ شمس الدين ابن القيم ـ قدَّس الله روحه ـ: ((اضطربوا في متنه وإسناده اضطرابا شديداً)). فقد وقع الجواب عن هذا الاعتراض فى ثنايا البحث، حيث قلت: ((وقد جوَّد إسنادَ هذا الحديث إبراهيمُ بن سعد الزهرى أبو إسحاق المدنى عن ابن إسحاق، وصرَّح ابن إسحاق بالسماع، فزالت تهمة تدليسه، وأتقن متنه. وتابعه عن ابن إسحاق على هذا الوجه: سلمة بن الفضل، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى من رواية محمد بن يحيى القطعى، وعياش بن الوليد عنه)). وقلت فى خاتمة التخريج: ((وأمثل أسانيده ((ابن إسحاق ثنى سليمان بن سحيم عن يحيى بن أبى سفيان عن أمِّه حُكيمة عن أم سلمة))، كما رواه أحمد وأبو يعلى وابن حبان وصحَّحه)).
وبيان ذلك أن الاضطراب الذى يعلُّ الحديث ويُحكم معه على الحديث بالضعف، هو الذى لا يمكن معه ترجيح إحدى وجوه الرواية، أما إذا ترجحت إحدى الروايات كما هاهنا فالاضطراب منتف، والحديث ثابت بالرواية الراجحة. ألم يقل الإمام الجهبذ زين الدين العراقى فى ((الألفية)) الموسومة بـ ((التبصرة والتذكرة)):
مُضْطَرِبُ الحَدِيثِ: مَا قَدْ وَرَدَا ... مُخْتَلِفاً مِنْ وَاحَدٍ فَأزْيَدَا
في مَتْنٍ أوْ في سَنَدٍ إنِ اتَّضَحْ ... فِيْهِ تَسَاوِي الخُلْفِ أَمَّا إِنْ رَجَحْ
بَعْضُ الوُجُوْهِ لَمْ يَكُنْ مُضْطَرِبَا ... وَالحُكْمُ للرَّاجِحِ مِنْهَا وَجَبَا
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[12 - 08 - 10, 05:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
يشكل علينا في حال تصحيح الحديث مايلي:
1. المسجد النبوي خير وأفضل من المسجد الأقصى ومع ذلك فلم يحرم النبي، صلى الله عليه وسلم، منه وإنما أحرم من ذي الحليفة.
2. في حياة النبي، صلى الله عليه وسلم، كان المسجد الأقصى في دار الحرب، فهل يشجع الرسول، عليه السلام، المسلمين على السفر إلى المسجد الأقصى في مثل تلك الحال؟ وهل لهذا نظائر في سنته؟
والله أعلم(40/44)