ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 05 - 03, 01:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الحمادي ... والقول بالشذوذ هو الاقرب لما تفضلتم به وهو قول جمع من الحفاظ واختيار شيخنا عبدالله السعد .... وهو الذي يظهر لنا. وانما كان هذا البحث قديما , فهو رأى سابق.
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[30 - 11 - 10, 11:26 م]ـ
ضعف زيادة: قبل أن يفرض علينا التشهد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1421294(35/141)
إخواني الطلبة: تخريج حديث دخول السوق من فضلكم فرج الله عنكم
ـ[جابر السلفي]ــــــــ[03 - 09 - 02, 01:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وجدت في منتدى آخر بعض الإخوة يتداولون حديث السوق وثوابه بينهم وقلت لهم أن الحديث ضعيف لا يصح كما أخبر بذلك الشيخ أبوإسحاق الحويني حفظه الله فاحتجوا علي بأن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني قد حسنه فوعدتهم أن أتيهم بتخريج الحديث لتعميم الفائدة وبيان ضعفه
فأرجو من الإخوة الذين يحضرهم تخريج الحديث أن يمدوننا به حتى نبين للإخوة هناك ولكم جزيل الشكر واجر الدلالة على الخير
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[03 - 09 - 02, 01:56 ص]ـ
للشيخ سليم الهلالي رسالة صغيرة مطبوعة ذهب فيها إلى تحسين هذا الحديث فلتراجع، والكلام على الحديث يطول ..
ـ[السيف المجلى]ــــــــ[03 - 09 - 02, 02:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لشيخنا الفاضل عبدالرحمن بن عمر الفقيه تخريج لهذا الحديث بين فيه نكارته وعدم صحته
وسأنقله كاملا لنفاسته
==========
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
فقد جاء في فضل دخول السوق حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من دخل السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة
وهذا الحديث لايصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولعلى اذكر طرقه وما فيها من العلل للتوضيح
الطريق الأولى:
عمرو بن دينار وهو قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده
و من هذه الطريق أخرجه أحمد (1/ 47) والترمذي (3489) و ابن ماجة (2235) والطيالسي في المسند (12) والبزار (125) والطبراني في الدعاء (789) و (719) وابن عدي (5/ 135) و وابن السني في عمل اليوم والليلة (182) والخطيب في الموضح (2/ 286) وابن البناء في فضل التهليل (5) والبغوي في شرح السنة (5/ 132) ووابو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 180) ووابو الشيخ في طبقات اصبهان (2/ 174) ووالرامهرمزي في المحدث الفاصل (241و242) وتمام في الفوائد كما في الروض الباسم (4/ 456) والدولابي في الكنى (1/ 129) ا والبيهقي فيالأسماء والصفات (1/ 280) وغيرهم
وهذه الطريق منكرة لنها من رواية عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير ابو يحي البصرى الأعور
وقد تكلم العلماء في عمرو بن دينار وأنه منكر الحديث
وتكلموا ايضا في هذه الرواية بالذات
قال ابن أبي حاتم في العلل ج: 2 ص: 171
2006 سألت ابي عن حديث رواه عمرو بن دينار وكيل آل الزبير عن سالم بن عبد الله بن عمر عن ابيه عن عمر بن الخطاب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من دخل سوقا يصاح فيها ويباع فقال لا إله الا الله وحده لا شريك له الحديث فقال ابي هذا حديث منكر جدا لا يحتمل سالم هذا الحديث
وانكره ابو حاتم كما في الجرح والتعديل (6/ 232) وكذلك أبو داود كما في سؤالات الآجري عنه (2/ 49)
وكذلك الفلاس كما في الكامل لابن عدي و تهذيب التهذيب (8/ 31)
وكذلك الترمذي في السنن (3431) وكذلك البخاري في التاريخ الأوسط (1/ 303) والنسائي كما في تهذيب الكمال (22/ 16) وغيرهم
فتبين شدة نكارة هذه الطريق
الطريق الثانية:
أزهر بن سنان عن محمد بن واسع عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن جده
وهذه الطريق أخرجها الترمذي (3428) و (وعبد بن حميد (28) و الدارمي (2734) والبخاري في الكنى المطبوعة مع التاريخ الكبير ص 50 والحاكم (1/ 538) ووأبو نعيم في الحلية (2/ 255) والعقيلي (1/ 133) والطبراني في الدعاء (792) وتبن عدي في الكامل (1/ 420) والضياء في المختارة (1/ 296 - 298) وعلى بن المديني في مسند عمر كما في مسند الفاروق لابن كثير (2/ 642) الا انه لم يرفعه ورواه ابو يعلى وغيرهم
واسناده ضعيف جدا لأن أزهر بن سنان شديد الضعف فقد لينه احمد وانكر له حديثا ولينه ابن معين وقال لاشيءوضعفه على بن المديني جدا في حديث رواه عن ابن واسع كما في الاكمال (2/ 49)
واما ما نقل عن ابن ابي حاتم من توثيقه فيحتاج الى تثبت فلم يذكره غير مغلطاي ولو ثبت فهذا جرح مفسر ممن ضعفه واما كلام ابن عدي فيه (ارجوا انه لابأس به) فابن عدي رحمه الله فيه تساهل
¥(35/142)
وأخرج البخاري في الكنى ص 50 بعد هذا الحديث (قال ضرار حدثنا الدراوردي عن أبي عبدالله الفراء عن سالم نحوه)
وضرار بن صرد متروك كذبه ابن معين
الطريق الثالث:
عن عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر
أخرجه الترمذي في العلل الكبير (1 ص: 363) والعقيلي (3/ 304 - 305) وابن عدي (5/ 1745) والحاكم (1/ 539) وابو الشيخ في الطبقات (2/ 300) وغيرهم
وهذه الطريق معلولة
قال الترمذي في العلل الكبير (سألت محمدا عن هذا الحديث فقال هذا حديث منكر قلت له من عمران بن مسلم هذا هو عمران القصير قال لا هذا شيخ منكر الحديث)
وقال ابن أبي حاتم في العلل ج: 2 ص: 181
2038 سألت أبي عن حديث رواه يحيى بن سليم الطائفي عن عمران بن مسلم عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال في السوق لا اله الا الله وحده لاشريك له وذكر الحديث قال أبي هذا حديث منكر
قال أبو محمد وهذا الحديث هو خطأ انما أراد عمران ابن مسلم عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم عن أبيه فغلط وجعل بدل عمرو عبد الله بن دينار وأسقط سالما من الإسناد
قال أبو محمد حدثنا بذلك محمد بن عمار قال حدثنا اسحاق بن سليمان عن بكير ابن شهاب الدامغاني عن عمران بن مسلم عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث
فتبينت علة الحديث وانه غلط
واستفدنا من اطلاق البخاري النكارة على الحديث
الطريق الرابع:
عن أبي خالد الأحمر عن المهاصر (تصحفت في بعض المراجع الى المهاجر) بن حبيب عن سلم عن ابن عمر عن عمر مرفوعا
أخرجه الطبراني في الدعاء (793) واخرجه عبدالله بن احمد في زوائده على الزهد ص 214 (موقوفا على ابن عمر)
وفيه علة خفية نبه عليها الامام على بن المديني رحمه الله
كما في مسند الفاروق لابن كثير (2/ 642) (قال علي بن المديني في مسند عمر: وأما حديث مهاجر عن سالم فيمن دخل السوق فان مهاجر بن حبيب ثقة من أهل العلم (((ولم يلقه أبو خالد الأحمر))) وانما روى عنه ثور بن يزيد والأحوص بن حكيم وفرج بن فضالة وأهل الشام
((وهذا حديث منكر)) من حديث مهاجر من أنه سمع سالما وانما روى هذا الحديث شيخ لم يكن عندهم بثبت يقال له عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير حدثناه زياد بن الربيع عنه به
(((فكان اصحابنا ينكرون هذا الحديث أشد الانكار))) لجودة اسناده!
قال وقد روى هذا الشيخ حديثا آخر عن سالم عن أبيه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من رأى مبتلا 0000) فذكر كلاما لاأحفظه وهذا مما أنكروه عليه
ولو كان مهاجر يصح حديثه في السوق لم ينكر على عمرو بن دينار هذا الحديث) انهى كلامه رحمه الله وايانا
وهذا كلام في غاية النفاسة والا تقان
ونستفيد منه نكارة المتن حيث بين سبب انكار العلماء هذا الحديث على عمرو بن دينار
الطريق الخامس:
عن مسروق بن المرزبان عن حفص بن غياث عن هشام بن حسان عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر
أخرجه الحاكم (1/ 539)
ومسروق قال الذهبي ليس بحجة وقال ابو حاتم ليس بالقوي يكتب حديثه وقال صالح جزره صدوق
وهذا الاسناد خطأ فالصواب أنه عن عمروبن دينار وليس عبدالله والصواب اثبات سالم
فلعل هذا التخليط من مسروق بن المرزبان
وايضا فكيف يتفرد مسروق بن المرزبان بهذا الحديث عن حفص بن غياث وله اصحاب كثر رووا عنه ومنهم حفاظ كبار مثل يحي القطان واحمد واسحاق وابن المديني وغيرهم من الحفاظ
فأين هذا الحديث عنهم
الطريق السادس:
عن عمرو بن أسلم الحمصي ثنا سلم بن ميمون الخواص عن علي بن عطاء عن عبيدالله (وعند أبي نعيم عبدالله) العمري عن سالم بن عبدالله عن ابيه مرفوعا
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 300) وأبونعيم في الحلية (8/ 280)
وفيه عدة علل منها شيخ الطبراني الحسن بن علي المعمري وان كان حافظا الا انه كان في حديثه غرائب واشياء يتفرد بها
وكذلك سلم بن ميمون الخواص كان دفن كتبه وحدث من حفظه فيغلط وروى عن ابي خالد الأحمر حديثا منكرا شبه الموضوع ولذلك لم يكتب عنه أبو حاتم وقال ابن عدي ينفرد بمتون وبأسانيد مقلوبة وقال ابن حبان غلب عليه الصلاح حتى غفل عن حفظ الحديث واتقانه فلا يحتج به وقال العقيلي حدث بمناكير لايتابع عليها
وكذلك الشك في هذا الاسناد بين عبدالله أو عبيدالله العمري والمصغر ثقة والمكبر فيه كلام
¥(35/143)
فهذه الطريق غريبة
الطريق السابع:
عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر
أخرجه الخطيب البغدادي في التلخيص (1/ 169) و (321)
وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم شديد الضعف
وفي سماع زيد بن أسلم من ابن عمر خلاف
وفي الاسناد الآخر للخطيب خارجة بن مصعب وهو متروك
الطريق الثامن:
عن عمربن محمد بن زيد (حدثني رجل من أهل البصرة) عن سلم عن ابن عمر عن عمرمرفوعا
عند الحاكم (وهو ساقط من المطبوعة) وهو في اتحاف المهرة (12/ 276) والدارقطني في الغرائب كما في اطرافه (1/ 121)
وفي رواية الحاكم الثانية بدون ذكر الرجل الذي من البصرة والصواب وجود الرجل لأن الذي ذكره عبدالله بن وهب عن عمر بن محمد والذي لم يذكره اسماعيل بن عياش وابن وهب ثقة حافظ وابن عياش فيه كلام خاصة في روايته عن غير أهل بلده
وقد بين الدارقطني في العلل (2/ 50) أن هذا الرجل هو عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير فرجع الى طريقه
وقال الدارقطني كما في أطراف الغرائب (1/ 121)
(غريب من حديث عمر بن محمد بن زيد عن سالم عن أبيه عن جده وانما يعرف هذا من حديث عمرو بن دينار قهرمان آل الزبيرعن سالم) انتهى
الطريق التاسع:
عن راشد أبي محمد الحماني عن أبي يحي عن ابن عمر عن عمر
ذكره الدارقطني في العلل (2/ 50) وفي الغرائب كما في الأطراف (1/ 130) وأبو العباس الأصم في حديث (30/ 2) كما في حاشية العلل
وبين الدارقطني في العلل أن أبا يحي هذا هو عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير
فرجع الى طريقه
فتبين لنا أن هذا الحديث عن عمر بن الخطاب لايصح
وأن كل الطرق معلولة ولا يستشهد بها
وقد تكلم الامام الدارقطني على هذا الحديث في العلل (2/ 48 - 50) فقال (وسئل عن حديث سالم عن بن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قال في سوق من الأسواق لا إله إلا الله وحده لا شريك له فقال هو حديث يرويه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير البصري وكنيته أبو يحيى عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عن عمر
واختلف عن عمرو في إسناده رواه حماد بن زيد وعمران بن مسلم المنقري وسماك بن عطية وحماد بن سلمة وغيرهم عن عمرو بن دينار هكذا
واختلف عن هشام بن حسان فرواه عنه عبد الله بن بكر السهمي فتابع حماد بن زيد ومن تابعه ورواه فضيل بن عياض عن هشام عن سالم عن أبيه ولم يذكر عمر
ورواه سويد بن عبد العزيز عن هشام عن عمرو عن بن عمر عن عمر موقوفا ولم يذكر فيه سالما
ويشبه أن يكون الاضطراب فيه من عمرو بن دينار لأنه ضعيف قليل الضبط
وروى عن المهاصر بن حبيب وعن أبي عبد الله الفراء عن سالم عن أبيه عن عمر مرفوعا
وروى عن عمر بن محمد بن زيد قال حدثني من أهل البصرة مولى قريش عن سالم فرجع الحديث إلى عمرو بن دينار وهو ضعيف الحديث لا يحتج به
وروى هذا الحديث عن راشد أبي الحماني عن أبي يحيى عن بن عمر عن عمر وأبو يحيى هذا هو عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير ولم يسمع من بن عمر إنما روى هذا عن سالم عن بن عمر) انتهى كلامه رحمه الله
شواهد الحديث:
الشاهد الأول:
عن ابن عباس رضي الله عنه
أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (183) من طريق نهشل بن سعيد عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس مرفوعا
ونشهل متروك واتهم بالكذب
الشاهد الثاني:
عن عبدالله بن عمرو
عن حميد بن زنجويه عن عثمان بن صالح عن ابن لهيعة عن أبي قبيل بن حيي عن عبد الله بن عمرو بن العاص
أخرجه البغوي في شرح السنة (5/ 133)
وفيه عدد من العلل
عبدالله بن لهيعة ضعيف ويخشى من تدليسه هنا
والأمر الثاني فيه غرابة من ناحية التفرد فلا يعرف لهذا الاسناد متابع من البغوي الى آخره
فهذه الشواهد لاتقوى الحديث
ممن بحث هذا الحديث مطولا عبدالله الحاشدي في تعليقه على الأسماء والصفات للبيهقي (1/ 280 - 285) وكذلك جاسم الفهيد في الروض الباسم (4/ 456 - 460) وحاشية مسند أحمد طبع الرسالة (1/ 411 - 413) وغيرهم
وقد ذهب بعضهم الى تصحيحه وصنف بعضهم رسالة في ذلك
ولكن الصواب أن هذا الحديث منكر ولا يصح ولا تسلم له طريقا من العلة وضعفها شديد فلا تتقوى ببعضها
والله تعالى أعلم
وكتب أبو عمر الأزدي (عبدالرحمن بن عمر الفقيه)
=======
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=538&highlight=%CF%CE%E1+%C7%E1%D3%E6%DE
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[03 - 09 - 02, 01:27 م]ـ
هناك كتاب للشيخ عادل السعيدان اسمه بذل الجهد في تخريج حديثي السوق والزهد أثبت فيه ضعف الحديث وقدم له الشيخ مقبل الوادعي ووافقه على ذلك وهو مطبوع عام 1410 0 وكذلك ضعف الحديث وحكم عليه بالنكارة الحويني في كتابه النافلة في الأحديث الضعيفة والباطلة 0 وقد سئلت اللجنة الدائمة عن هذا الحديث فأجابوا بأن ابن القيم قال فيه: هذا الحديث معلول أعله أئمة الحديث 0 وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال: حديث منكر 0 وضعفه غير واحد من أئمة الحديث 0 فتاوى اللجنة 4/ 420 0 وسئل الشيخ السعد عنه فذكر أنه حديث باطل وأن الأئمة المتقدمين مطبقون على القول بعدم صحته وتعجب من صدور رسائل في تقوية هذا الحديث مع أن الأئمة المتقدمين مجمعون على ضعفه 0
¥(35/144)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 09 - 02, 02:29 م]ـ
الاخ الفاضل
السيف المجلى
بارك الله فيك وفي
الشيخ الجليل عبدالرحمن بن عمر الفقيه
قوله حفظه الله
(والأمر الثاني فيه غرابة من ناحية التفرد فلا يعرف لهذا الاسناد متابع من البغوي الى آخره
)
مصدر البغوي هو
كتاب الترغيب والترهيب ل حميد بن زنجويه
والله اعلم
ـ[مبارك]ــــــــ[03 - 09 - 02, 04:25 م]ـ
* خلص المحقق المدقق الشيخ المفضال عبد الله بن يوسف الجديع إلى تحسين الحديث بكلام طويل عند تحقيقه جزء (فضل التهليل وثوابه الجزيل) للإمام أبي علي الحسن بن عبدالله البغدادي
المعروف ب (ابن البناء) فلتجرى موازنة بين كلام الشيخ الجديع حفظه الله وبين كلام الشيخ المفضال عبد الرحمن الفقيه حفظه الله ومن ثم الخروج بنتيجه التقوية أم التضعيف.
ـ[مبارك]ــــــــ[05 - 09 - 02, 04:24 ص]ـ
* رقم الحديث في جزء (فضل التهليل) (5).
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 09 - 02, 10:56 ص]ـ
الاخ الفاضل مبارك
ولكن اخي الفاضل
الاترى ان مرجع كل الطرق السابقة الى عمرو بن دينار
وان بقية الطرق خطا
وتقوية الحديث بالخطا!!!
هذا من الخطا الذي يقع فيه كثير من المعاصرين
فاذا كانت الرواية خطا
فكيف تقوى بها الرواية الاخرى
وطريق عمرو بن دينار حكم عليه الائمة بالضعف والنكارة
عمرو قليل الحديث
فمثل هذا حديثه منكر
يبقى لدينا الشواهد
الشواهد كلها ضعيفة
يبقى لدينا شاهد وحيد
(الشاهد الثاني:
عن عبدالله بن عمرو
عن حميد بن زنجويه عن عثمان بن صالح عن ابن لهيعة عن أبي قبيل بن حيي عن عبد الله بن عمرو بن العاص
أخرجه البغوي في شرح السنة (5/ 133)
وفيه عدد من العلل
عبدالله بن لهيعة ضعيف ويخشى من تدليسه هنا
والأمر الثاني فيه غرابة من ناحية التفرد فلا يعرف لهذا الاسناد متابع من البغوي الى آخره)
وهذا الشاهد عند المتاخرين خصوصا ممن يحسنون لابن ليهعة قد يعتبر حسنا
ولكن للحديث علل
اولا
ان ابن لهيعة الجمهور على تضعيفه مطلقا
ومن يحسن له يحسن له فيما وافق الثقات
وهنا تفرد بحديث
ون يقوي رواية العبادلة فهذه ليست من رواية العبادلة بل من رواية عثمان بن صالح
هذا شيء
الامر االاخر
هذا الحديث من غرائب حديث ابن ليهعة
حسبك انك لم تجده الا في كتاب ابن زنجويه
وان وجد في غيره فلا يخلو ان يكون غريبا
ومما اجمع عليه المحدثون ان لابن ليهعة مناكير
وهذا الحديث منكر
وايضا بالنظر الى متن الحديث
ففيه نوع نكارة
(ألف ألف حسنة ومحا عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة)
وهذا لاتجده الا في هذا الحديث
والله المستعان
والله اعلم بالصواب
ـ[بو الوليد]ــــــــ[05 - 09 - 02, 05:49 م]ـ
سبحان الله العظيم وبحمده .. ؟؟
بارك الله في شيخنا الجليل الفقيه ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله؟؟
يقول: الأئمة المتقدمون في القرن الثاني والثالث أطبقوا على تضعيفه!! ويقول: فلان الفلاني في القرن الرابع عشر اكتشف أن الحديث حسن ..
ربما يكون لديه مكبر لم يوجد عند الأوائل؟!!!!
ـ[جابر السلفي]ــــــــ[07 - 09 - 02, 10:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة جميعا
حياكم الله وجزاكم عنا خيرا
الأخ الكريم بو الوليد
أرى انك تشتد على من خالفك وفقك الله
وأنا أحسن بك الظن فأرجو ألا تعود لمثلها، فالمخالفون لكم إنما كانوا كذلك بعلم فبين خطأهم بلطف وعلم وكفى
أسأل الله العظيم ان يفقهنا في ديننا
سأسأل إن شاء الله أحد تلامذة الشيخ الألباني عن الحديث وهو دكتور عندنا واخبركم بالنتيجة للفائدة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 01 - 05, 08:21 ص]ـ
بالنسبة لطريق ابن لهيعة
يضاف الى ذلك
أن لعثمان بن صالح عن ابن لهيعة مناكير
(وقال البردعي قلت لأبي زرعة رأيت بمصر أحاديث لعثمان بن صالح عن بن لهيعة يعني منكرة فقال لم يكن عثمان عندي ممن يكذب ولكن كان يسمع الحديث مع خالد بن نجيح وكان خالد إذا سمعوا من الشيخ أملى عليهم ما لم يسمعوا قبلوا به)
والله أعلم بالصواب
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 01 - 05, 11:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وسلم تسليما كثيرا أمابعد:
¥(35/145)
فقال الإمام يعقوب بن شيبة السدوسي ـ كما في الملخص من مسنده الذي لخصه أحمد بن الطبراني الكاملي [ص/4/ب - ص/5/ب]ـ (وتوجد نسخة منه في جامعة أم القرى).
حديث عمر بن الخطاب " من قال في السوق قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير (1) كتب الله له ألف ألف حسنة ومحى عنه ألف ألف سيئة ورفعه ألف ألف درجة رواه .. (2) ".
قال يعقوب: هو حديث ليس بصحيح الإسناد، ولا له مخرج يرضاه أهل العلم بالحديث، وإنا لنرجوا من ثواب الله عز وجل على هذه الكلمات ماروي في هذا الحديث، وأكثر منه، فهو أهل الفضل، و الإحسان 0
رواه سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه عن سالم عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، وهو ضعيف. قال علي بن المديني، وغيره هو ضعيف.
قال يعقوب بن شيبة: لم أر أحدا من أصحابنا ممن يتكلم في الحديث إلا وهو يضعفه، ويضعف أحاديثه، وأحاديثه منكرة، سمعت يحيى بن معين يقول: عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير ذاهب، وقال مرة: ليس بشيء، وقال ابن المديني: لم يكن عندهم بالقوي 0
ورواه عن سالم أيضا محمد بن واسع، ورواه عن محمد بن واسع، أزهر بن سنان، وأزهر بن سنان ضعيف الحديث جدا، ضعفه أهل الحديث، قال ابن معين: أزهر بن سنان ليس بشيء.
ورواه مهاصر بن حبيب أيضا، عن سالم، فرواه عن مهاصر، أبو خالد الأحمر، وهذا الحديث من هذا الوجه رجاله ثقات، غير أن أبا خالد لم يلق مهاصر بن حبيب، ومهاصر بن حبيب شامي ثقة، روى عن ثور بن يزيد، والأحوص بن حكيم، والمتقدمون، ومن دونهم في السن فرج بن فضالة، ونحوه، وقال علي بن المديني في هذا الحديث بعينه: أبو خالد الأحمر لم يدرك مهاصرا، ولم يسمع منه.
ورواه عبد الله بن دينار، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر عمر، ورواه عن عبدالله بن دينار، عمران بن مسلم، ولا نحفظه عن ابن دينار، عن أحد من أصحابه المشهورين، إنما رواه هذا الشيخ عمران بن مسلم، وإنما أثبتناه ها هنا ليعرف موضعه إن شاء الله تعالى.
وأما حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم" من قام في سوق من الأسواق قال: أحسبه قال: يقام فيها، أو ينادى فيها فقال: لا إله إلا الله ـ إلى آخره ـ كتب الله له ألف ألف حسنة ومحى عنه ألف ألف سيئة وبنى الله له بيتا في الجنة" حدثناه عبد الله بن بكر السهمي (3) حدثنا هشام بن حسان، حدثنا عمرو بن دينار، عن سالم بن عبدالله، عن عبد الله بن عمر، عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحدثنا مسدد، حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، عن سالم، عن أبيه، عن جده قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم" من قال في سوق من هذه الأسواق لا إله إلا الله إلى آخره.
وأما حديث ابن أزهر الذي رواه عن محمد بن واسع، فحدثنا يزيد بن هارون، أن أزهر بن سنان القرشي قال: أخبرنا محمد بن واسع قال: قدمت مكة فلقيت بها سالم بن عبد الله بن عمر (4) فحدثني عن أبيه، عن جده عمر، عن رسول الله ? قال: "من دخل السوق فقال لا إله إلا الله ـ إلى آخره ـ كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحى عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة، أو قال: بنى له بيتا في الجنة" شك يزيد، قال: فقدمت خراسان، فلقيت قتيبة بن مسلم، فقلت: أتيتك بهدية فحدثته الحديث، فكان قتيبة يركب في موكبه حتى يأتي السوق فيقولها.
وأما حديث مهاصر بن حبيب، فحدثناه عبد الله بن محمد، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن مهاصر، سمعت سالما قال: سمعت ابن عمر، قال: سمعت عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من دخل السوق فقال:" لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحى عنه ألف ألف سيئة، وحط عنه ألف ألف خطيئة، الشك من أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو النضر، حدثنا محمد بن راشد (5)، عن أبي يحيى مولى آل الزبير بن العوام، عن سالم، عن أبيه، عن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من قال في السوق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير مرة واحدة، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحى عنه ألف ألف سيئة، وبنى له بيتا في الجنة.
وأما حديث عبد الله بن دينار، عن ابن عمر الذي لم يذكر فيه عمر، فحدثناه محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، حدثنا يحيى بن سليم الطائفي عن عمران بن مسلم، عن عبدالله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من قال في السوق لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له بها ألف ألف حسنة، وحط عنه ألف ألف سيئة، وبنى له بها بيتا في الجنة.
_________________
(1) من هنا لحق إلى ورواه، و آخره غير واضح قطعه التصوير.
(2) كلمات قطعها التصوير كتبت بالعرض من الأعلى إلى الأسفل كل كلمة تقريبا سطر، وضح منها: وقال (ثم سطر آخر) عمر بن (ثم سطر آخر) وفي رواية.
(3) في الأصل كأنها السلمي و الصواب ما أثبته.
(4) قال أبو حاتم (الجرح 8/ 113) روى عن سالم عن ابن عمر حديثا منكرا.
(5) قارن مع العلل للدارقطني 2/ 50
لزيادة الفائدة انظر:
علل الترمذي رقم 674، و العلل لابن أبي حاتم 2/ 171و181، والعلل للدارقطني2/ 48.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=41687
¥(35/146)
ـ[الرايه]ــــــــ[28 - 01 - 05, 03:07 م]ـ
الشيخ الكريم / عبد الرحمن السديس
لعل الرابط الصحيح هو
نقل من مخطوط يضعف حديث السوق ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8361&highlight=%DB%D1%C7%C6%C8)(35/147)
من يخرج هذا الحديث أحب الناس إلى الله أنفعهم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 09 - 02, 08:21 ص]ـ
(((أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه، ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزال الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل)))
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=10233
وجزاكم الله خيرا
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[03 - 09 - 02, 02:35 م]ـ
كان الأولى بالشيخ الألباني ــ رحمه الله ــ أن يضعّف الحديث، بل بالضعف الشديد.
وهذا ما تعودناه منه ــ رحمه الله ــ في ((السلسلة الضعيفة))، فإنه غالباً ما يحكم على حديث [بكر بن خنيس] بالضعف والضعف الشديد.
فانظر ــ مثلاً ــ:
(2/ 224 ــ 225)،، (3/ 455)،، (4/ 425 ــ 426)،، (7/ 133، 417، 455)،، (9/ 21)،، (5/ 256 ــ حفّف فيه)
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[04 - 09 - 02, 12:01 م]ـ
قلت:
بل الحديث ضعيف لا يصح والله أعلم
وهو - بفضل الله وحده - محقق في المنزل
وسوف أبعث به لمن يكتبه وأرسله لكم إن شاء الله وحده
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[31 - 10 - 03, 11:55 ص]ـ
حديث: ((أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً، ومن كف غضبه، ستر الله عورته، ومن كظم غيظاً، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزال الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل)).
إسناده ضعيف:
أخرجه ابن أبي الدنيا في ((قضاء الحوائج)) [36].
من طريق بكر بن خنيس، عن عبد الله بن دينار، عن بعض أصحاب النبي – صلى الله عليه و سلم –، قال: قيل:يا ر سول الله من أحب الناس إلى الله؟ قال: .... (فذكره).
وهذا الإسناد ضعيف؛ من أجل بكر بن خنيس،
قال ابن معين مرة: ليس بشيء.
وقال مرة أخرى: صالح لا بأس به، إلا أنه يروي عن الضعفاء، ويكتب من حديثه الرقاق.
وقال النسائي، والعقيلي: ضعيف.
وقال الدارقطني: متروك.
وقال ابن حبان: روى عن البصريين والكوفيين أشياء موضوعة، يسبق القلب إلى أنه المتعمد لها.
وقال أبوحاتم: ليس بقوي في الحديث، وقال: لا يبلغ الترك.
وقال ابن حجر: صدوق له أغلاط، أفرط فيه ابن حبان.
قلت: فالذي يظهر من أقوال الأئمة أنه ضعيف لا يحتمل تفرده، ولكنه يصلح في المتابعات.
وتابع بكر بن خنيس، الإمام مالك.
أخرجه أبونعيم في ((الحلية)) (6/ 348).
من طريق موسى بن محمد الموقري، ثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، بنحوه.
وموسى بن محمد، لم أقف على ترجمته.
وأخرجه الذهبي في ((الميزان)) (6/ 178، 188).
من طريقين، عن محمد بن صالح بن فيروز، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعا، بنحوه.
ثم قال: فهذان حديثان موضوعان على مالك، وله ثالث عن نافع عن ابن عمر باطل أيضا.
وأخرجه الطبراني في ((الكبير)) (12/ 453)، وفي ((الأوسط)) [2026]، وفي ((الصغير))
[861].
من طريق عبد الرحمن بن قيس الضبي، ثنا سكين بن سراج، ثنا عمرو بن دينار، عن بن عمر، مرفوعا، بنحوه.
وهذا الإسناد ضعيف جدا؛ عبد الرحمن بن قيس، قال فيه ابن حجر: متروك، كذبه أبو زرعة وغيره.
وأيضا فإن سكين بن سراج،
قال فيه البخاري: منكر الحديث.
وضعفه ابن عدي.
وقال ابن حبان: يروي الموضوعات.
وقال الذهبي: ليس بثقة.
قلت: قول البخاري جرح شديد فيه، فالذي يظهر أنه ضعيف جدا.
وبه أعله الهيثمي فقال في ((المجمع)) (8/ 191): رواه الطبراني في الثلاثة وفيه مسكين بن سراج وهو ضعيف. اهـ.
وأخرج ابن أبي الدنيا [38]، وابن حبان في ((روضة العقلاء)) (ص 299، 300).
من طريق الربيع بن صبيح، عن الحسن قال: (لأن أقضي حاجة لأخ لي أحب إلي من أن أعتكف شهرين).
وإسناده ضعيف؛ الربيع، قال فيه ابن حجر: صدوق سيئ الحفظ.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[01 - 12 - 03, 03:28 م]ـ
وأخرجه أيضا أبوالشيخ في ((التوبيخ)) (88) من طريق عبد الرحمن بن قيس الضبي.
وسبق الكلام على هذا الطريق.
ـ[ناصر علي البدري]ــــــــ[02 - 12 - 03, 12:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي
انظر هذا الموقع به أكيد به تخريج المراد
http://sonnh.com (http://)
¥(35/148)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[03 - 11 - 05, 10:47 ص]ـ
رواه بكر بن خنيس عن: عبد الله بن دينار، عن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: قيل: يا رسول الله! من أحب الناس إلى الله؟
قال: " أنفعهم للناس، وإن أحب الأعمال إلى الله: سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كرباًً، أو تقضى عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشى مع أخى المسلم في حاجة أحب إلى من أن أن أعتكف شهرين في مسجد، ومن كف غضبه؛ ستر الله عورته، ومن كظم غيظه -ولو شاء أن يمضيه أمضاه-؛ ملأ الله قلبه رضاً، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له؛ ثبّت الله قدمه يوم تزل فيه الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ".
واختلف عليه:
فرواه عنه هكذا: محمد بن يزيد.
أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحائج (58/ 36).
وخالفه إبراهيم بن عبدالحميد الجرشي، فرواه: عنه، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، مرفوعاً.
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (41/ 292 - 293).
والعهدة على بكر بن خنيس فهو ضعيف؛ قال ابن عدي: " هو ممن يكتب حديثه، وهو يحدث بأحاديث مناكير عن قوم لا بأس بهم، وهو في نفسه رجل صالح إلا أن الصالحين يشبه عليهم الحديث، وربما حدثوا بالتوهم، وحديثه في جملة حديث الضعفاء، وليس هو ممن يحتج بحديثه " (الكامل 2/ 25).
وقال الترمذي: " تكلم فيه بن المبارك، وتركه في آخر أمره " (الجامع 5/ 176).
وقال عمرو بن علي الفلاس: " ضعيف " (أخرجه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/ 384، والعقيلي في الضعفاء 1/ 167، وابن عدي في الكامل 2/ 25).
وقال ابن أبي حاتم: " سمعت أبى وسئل عن بكر بن خنيس؟ فقال: كان رجلاً صالحاً غزاء، وليس هو بقوي في الحديث، قلت: هو متروك الحديث؟ قال: لا يبلغ به الترك " (الجرح والتعديل 2/ 384).
وقال النسائي: " ضعيف " (الضعفاء والمتروكين ص24).
وقال ابن أبي شيبة: " ضعيف الحديث، وهو موصوف بالرواية والزهد " (نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب 1/ 303).
وقال البزار: " ليس بالقوي " (نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب 1/ 303).
وقال الدارقطني: " ضعيف " (السنن 2/ 121).
وقال مرة أخرى: " متروك " (سؤالات البرقاني ص19)!
وأما أبو زرعة فقال: " ذاهب " (سؤالات البرذعي ص449)!
وقال أبو داود: " ليس بشيء " (نقله المزي في تهذيب الكمال 4/ 210)!
فالأقرب عندي أنه ضعيف، وأما قول ابن حجر: " صدوق له أغلاط "!! فمما يتعجب منه.
ولعله أخذه من قول ابن أبي مريم: سألت يحيى بن معين عن بكر بن خنيس؟ فقال: " شيخ صالح لا بأس به، إلا أنه كان يروي عن ضعفاء، ويكثر من حديث الرقاق " (أخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 25).
ولكن هذا لا يدل على أنه صدوق؛ فإن ابن معين نفسه قد ضعفه في أكثر الروايات عنه، فقد قال الدوري: قال ابن معين: " ليس بشيء " (التاريخ رواية الدوري 3/ 279).
وقال: أحمد بن زهير: سُئل يحيى بن معين عن بكر بن خنيس؟ فقال: " لا شيء " (أخرجه ابن حبان في المجروحين 1/ 195).
وقال عبد الله بن أحمد الدورقي: قال يحيى بن معين: " بكر بن خنيس كوفي ضعيف الحديث " (أخرجه ابن عدي في الكامل 2/ 25).
- وقد تابعه على الوجه الأول: سكين بن سراج.
أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ والتنبيه (122/ 94)، والطبراني في المعجم الكبير (12/ 453 / 13646)، والمعجم الأوسط (6/ 139 - 140/ 6026)، والمعجم الصغير (2/ 106 / 861 - الروض الداني)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (64/ 17) من طريق: عبد الرحمن بن قيس الضبي.
قال الطبراني: " لم يرو هذا الحديث عن عمرو بن دينار إلا سكين بن سراج، تفرد به عبد الرحمن بن قيس ".
وقال الهيثمي: " فيه سكين بن سراج، وهو ضعيف " (مجمع الزوائد 8/ 191).
قلت: بل متروك؛ قال البخاري: " منكر الحديث " (نقله ابن حجر في لسان الميزان 4/ 59).
وقال الأزدي: " منكر الحديث " (نقله ابن حجر في لسان الميزان 4/ 59).
وقال أبو نعيم الأصبهاني: " روى عن عبد الله بن دينار بمناكير وموضوعات " (الضعفاء ص90).
وقد خالف سكين: عبد الصمد بن سليمان الأزرق، فرواه عن: عبد الله بن دينار، عن ميمون بن مهران، مرسلاً.
¥(35/149)
أخرجه أبو يعلى في المسند (المطالب العالية 5/ 713 / 982).
وعبد الصمد الأرزق هذا متروك؛ قال البخاري وأبو حاتم: " منكر الحديث " (التاريخ الكبير 6/ 106، والجرح والتعديل 6/ 51).
وقال الدارقطني: " متروك " (نقله الذهبي في الميزان 4/ 354).
وقد اضطرب في هذا الحديث، فرواه مرة أخرى عن: عبد الله بن دينار، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، مرفوعاً.
فجعله من مسند ابن عباس.
أخرجه محمد بن علي بن ميمون النرسي في ثواب قضاء حوائج الإخوان (55 - 57/ 15).
- وتابع بكر بن خنيس على الوجه الثاني: مالك بن أنس.
أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 142)، والرافعي في أخبار قزوين (2/ 308) من طريق: عبد الحميد بن بحر الكوفي، عنه، به.
وقد أورده الدارقطني في غرائب مالك من هذه الطريق، ثم قال: " عبد الحميد ضعيف " (انظر: لسان الميزان لابن حجر 4/ 390).
وقال ابن حبان: " يروي عن مالك وشريك والكوفيين ما ليس من أحاديثهم، كان يسرق الحديث، لا يحل الاحتجاج به بحال ".
وقال أبو نعيم الأصبهاني: " يروي عن مالك وشريك أحاديث منكرة " (نقله ابن حجر في لسان الميزان 4/ 390).
ولكن تابعه: موسى بن محمد الموقري.
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (6/ 348) من طريق: الهيثم بن خالد، عنه، به.
وقال: " غريب من حديث مالك، لم نكتبه إلا من حديث الهيثم عن الموقري ".
قلت: والموقري لم أقف على من ترجم له.
وخالفهما: محمد بن صالح بن فيروز، فرواه عن: مالك، عن نافع، عن ابن عمر، مرفوعاً.
فجعل نافع مكان عبد الله بن دينار.
أخرجه الذهبي في الميزان (6/ 187 - 188).
وقال الذهبي: " هذا حديث موضوع على مالك " (الميزان 6/ 188).
قلت: محمد بن صالح قال الذهبي: " كذاب " (الضعفاء 2/ 592).
وقال -أيضاً-: " ليس بثقة " (الميزان 6/ 187).
وقال الخطيب البغدادي: " حدّث بعسقلان عن مالك بمناكير " (نقله ابن حجر في اللسان 6/ 269 عن الرواة عن مالك).
فالحديث منكر، لا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وقد قال علي بن يزيد بن بهرام: حدثنا عبد الملك بن أبي كريمة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن جابر، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " خير الناس أنفعهم للناس ".
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (6/ 58 / 5787)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 108 / 129) و (2/ 223 / 1234)، وأبو سعيد النقّاش في فوائد العراقيين (105/ 99)، والبيهقي في شعب الإيمان (6/ 117 / 7658).
وعلي بن بهرام، هذا ترجم له الخطيب البغدادي وابن ماكولا ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً (انظر: تاريخ بغداد 11/ 353، والإكمال 2/ 395).
قلت: وله مناكير تفرد بها، انظر: حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني (5/ 107) و (7/ 99 - 100 و143).
قال الطبراني: " لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا عبد الملك بن أبي كريمة، تفرد به علي بن بهرام ".
قلت: بل تابع علي بن بهرام: عمرو بن بكر السكسكي.
أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 79)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 404).
ولكن السكسكي، قال ابن حبان: " يروي عن إبراهيم بن أبي عبلة وابن جريج وغيرهما من الثقات الأوابد والطامات التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة، لا يحل الاحتجاج به ".
وقال ابن عدي: " له أحاديث مناكير عن الثقات وابن جريج وغيره" (الكامل 5/ 146).
وقال أبو نعيم: " روى عن إبراهيم بن أبي علبة وابن جريج مناكير، لا شيء " (نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب 4/ 323).
وابن جريج مدلس، ولكنه قال: " إذا قلت: قال عطاء؛ فأنا سمعته منه وإن لم أقل: سمعت ". (أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ ص 356 و369 - أخبار مكة، بإسناد صحيح).
قلت: ويظهر لي أن " عن " تلحق بذلك، بل هي أولى، والله أعلم.
وأما قول علي بن المديني: " سألت يحيى بن سعيد عن حديث ابن جريج عن عطاء الخرساني، فقال: ضعيف.
قلت ليحيى: إنه يقول: أخبرني، قال: لا شيء كله ضعيف، إنما هو كتاب دفعه إليه ". (نقله ابن حجر في تهذيب التهذيب 3/ 503).
قلت: وهذه مناولة؛ وهي أعلى صور الإجازة، وهي رواية صحيحة، قال عياض: " هي رواية صحيحة عند معظم الأئمة والمحدثين " (الإلماع ص80).
ولكن الصحيح أن روايته عن عطاء ليست بمناولة؛ فقد قال ابن جريج: " لزمت عطاء سبع عشرة سنة " (نقله المزي في تهذيب الكمال 18/ 347، والذهبي في سير أعلام النبلاء 5/ 87 و6/ 327).
وقال -أيضاً-: " اختلفت إلى عطاء ثماني عشرة سنة " (نقله المزي في تهذيب الكمال 18/ 347).
فهذا يدل على أن حديثه عن عطاء كان سماعاً، والله أعلم.
وروى الربيع بن صبيح عن: الحسن، قال: " لأن أقضي لأخٍ لي حاجةً أحب إلي من أن أعتكف شهرين ".
أخرجه ابن حبان في روضة العقلاء (ص299 - 300)، وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (60/ 38).
وإسناده ضعيف؛ الربيع بن صبيح ضعيف الحديث.
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين
وكتب
محمد بن عبده آل محمد الأبيضي
الإسكندرية - ليلة عيد الفطر عام 1426 هـ
¥(35/150)
ـ[خالد صالح]ــــــــ[31 - 08 - 06, 10:04 م]ـ
هنا خلط بين عطاء بن أبي رباح وعطاء الخرساني، انظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40139(35/151)
تخريج حديث (مثل أهل بيتي كسفينة نوح)
ـ[الدرع]ــــــــ[04 - 09 - 02, 03:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
هذا الموضوع كنت قد أعددته للجواب على سؤال العضو الجديد الأخ (عدو المشركين) عن حديث أخرجه ابن أبي شيبة قال (حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا عمار عن الأعمش عن المنهال عن عبد الله بن الحارث عن علي قال إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكتاب حطة في بني إسرائيل) (مصنف ابن أبي شيبة 6/ 372)
فأحببت أن أضع الموضوع في عنوان مستقل وواضح، لأن العنوان الذي وضعه الأخ (عدو المشركين) لا يشير إلى محتواه، فجعلته مستقلا حتى يسهل الرجوع إليه والرد على من احتج به.
أما عن الرواية التي سأل عنها الأخ (عدو المشركين) فقد أراحنا الأخ (محمد الأمين) بالإجابة عليها بما نقله عنه الأخ (ابن وهب) فجزاهم الله خيرا.
وأعيده هنا حتى يكون الموضوع مترابطا: (سليمان الأعمش:ثقة فيه تشيع مكثر التدليس عن الضعفاء، وقد ععنعن هنا!، والمنهال بن عمرو:صدوق له أوهام. ولكنه شيعي، وقد نقل ابن حبان والحاكم إجماع أئمة الحديث على عدم جواز تصحيح رواية المبتدع فيما يروج بدعته) انتهى كلام الأخ (محمد الأمين) حفظه الله.
وقد جاء هذا الحديث من طرق أخرى ضعيفة لا يخلو إسنادها أيضا من متفرد أو متشيع أو كذاب:
1. عن مفضل بن صالح عن أبي إسحاق عن حنش الكناني عن أبي ذر رضي الله عنه
أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 373) وقال ابن كثير:رواه الحافظ أبو يعلى ... هذا الإسناد ضعيف. (تفسير ابن كثير 4/ 115)
ففي الإسناد مفضل بن عبدالله الكوفي:
قال البخاري: منكر الحديث، و قال عنه ابن عدي: أنكر ما رأيت له حديث الحسن بن علي ... قال الذهبي: وحديث سفينة نوح أنكر وأنكر. (ميزان الإعتدال 6/ 499)
2. عن الحسن بن أبي جعفر عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي ذر رضي الله عنه
أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير 3/ 45) وفي (مسند الشهاب 2/ 273) والبزار (مسند البزار 9/ 343) وقال:لا نعلم تابع الحسن بن أبي جعفر على هذا الحديث أحد.
3. عن الحسن بن أبي جعفر عن أبي الصهباء عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله
أخرجه الطبراني (المعجم الكبير 3/ 46 و 12/ 43) و (مسند الشهاب 2/ 273) وأبونعيم (حلية الأولياء4/ 306) وقال: غريب من حديث سعيد لم نكتبه الا من هذا الوجه.
ففي الطريق (2 و3) الحسن بن جعفر الجفري وهو ضعيف جدا فلا يلتفت إلى حديثه، ضعفه أحمد والنسائي، وقال ابن المديني: ضعيف ضعيف، وقال الفلاس والبخاري منكر الحديث، وقال ابن معين ليس بشيء، وقال ابن حبان:لا يحتج به، وقال أبوبكر بن أبي الأسود: كنت أسمع الأصناف من خالي عبد الرحمن بن مهدي وكان في أصول كتابه قوم قد ترك حديثهم منهم الحسن بن أبي جعفر. (ميزان الإعتدال 2/ 228)
4. عن عبدالله بن داهر الرازي عن عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش عن ابي إسحاق عن حنش عن أبي ذر
أخرجه الطبراني في (المعجم الأوسط 4/ 9) و (المعجم الصغير 1/ 240)
وفي الإسناد عبدالله بن داهر وهو رافضي متروك،قال أحمد ويحيى ليس بشيء قال وما يكتب حديثه انسان فيه خير (ميزان الإعتدال 4/ 92)، وقال العقيلي: رافضي خبيث عن عبد الله بن عبد القدوس أشر منه كلاهما رافضيان (ضعفاء العقيلي 2/ 250)
5. عن محمد بن عبد العزيز بن ربيعة الكلابي أبو مليل الكوفي حدثنا أبي حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد المقري عن أبي سلمة الصائغ عن عطية عن أبي سعيد الخدري
أخرجه الطبراني (المعجم الأوسط 6/ 85) وفي (المعجم الصغير 2/ 84) وقال: لم يروه عن أبي سلمة إلا بن أبي حماد تفرد به عبدالعزيز بن محمد.
6. عن محمد بن عثمان بن ابي شيبة قال حدثنا علي بن حكيم الاودي قال حدثنا عمرو بن ثابت عن سماك بن حرب عن حنش عن أبي ذر. (المعجم الأوسط 5/ 354)
وفي الإسناد محمد بن عثمان بن ابي شيبة الكوفي، كذّبه عبد الله بن أحمد بن حنبل وغيره (الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 84)،وقال ابن خراش: كان يضع الحديث، وقال مطين: هو عصا موسى تلقف ما يأفكون. (ميزان الإعتدال في نقد الرجال 6/ 254)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ملاحظة:
نحن أهل السنة والجماعة نحب آل بيت رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ونصل عليهم في كل صلاة، ولا نكذب أو نضع الأحاديث لنبين فضلهم، ففضلهم محفوظ.
ومن وقف على رواية أخرى فلا يبخل علينا بها.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[05 - 09 - 02, 08:30 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أولاً: أشكرك على حبك لنصر السنة وأهلها.
ثانياً: لا ينبغي للسني أن يدخل نفسه فيما لا يحسن.
وعفواً على هذا الكلام.
فقد جاء في مقالك عجائب وغرائب.
ولا وقت لدي لتتبع مقالك ولكن دهشني الحديث رقم (6) حيث قلت وفقك الله:
[6. عن محمد بن عثمان بن ابي شيبة قال حدثنا علي بن حكيم الاودي قال حدثنا عمرو بن ثابت عن سماك بن حرب عن حنش عن أبي ذر. (المعجم الأوسط 5/ 354)
وفي الإسناد محمد بن عثمان بن ابي شيبة الكوفي، كذّبه عبد الله بن أحمد بن حنبل وغيره (الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي 3/ 84)،وقال ابن خراش: كان يضع الحديث، وقال مطين: هو عصا موسى تلقف ما يأفكون. (ميزان الإعتدال في نقد الرجال 6/ 254)].
يقول أبو عمر العتيبي:
أما وجدت في الإسناد من تتكلم عليه إلا الإمام محمد بن عثمان بن أبي شيبة المحدث الحافظ؟!!
نعم تكلم فيه ولكن قد أجاب العلماء عن ذلك كما في الميزان والسير والتنكيل للعلامة المعلمي.
وآفة هذا الطريق الذي ذكرته برقم (6) هو عمرو بن ثابت فإنه رافضي متروك.
ويظهر أن هذا من وضعه.
فتنبه لهذا رعاك الله.
وفتش في كتب الرجال جيداً.
ولا تتعجل بالنقد فالطريق شاق والزاد التقوى.
والله الموفق.
¥(35/152)
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[05 - 09 - 02, 05:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيراً على طرح الموضوع في صفحة مستقلة
هذه الرواية كنت قد أستفرغت جهدي بتتبع رجالها
والحقيقة .. لم أجد ما يعيب سندها
فمن جهة الاتصال .. متصل
ومن جهة وثاقة الرواة .. فلم أجد ما يوجب طرحهم وتضعيف رواياتهم رأساً فأسوء ما نجده في أحد رجال الرواية .. صدوق له أوهام
ولكن متن الرواية يفضي الى طرحها دون حتى النظر في رجالها
ففيها ما نسب الى علي رضي الله عنه " وكتاب حطة في بني إسرائيل "
قال تعالى ((وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ))
اذاُ قولوا يا علي أو يا حسين أو يا فاطمة نغفر لكم خطاياكم!!!!
وهذا مخالف لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم نجد فيما جائنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي رواية تفيد هذا المعنى .. فمتن الرواية منكر
لا نحتاج معه الى النظر في الرواة و أحوالهم ولا نتكلف بتضعيفهم
ومثال لذلك ... ما جاء في الترمذي ((إنَّ عليَّاً منِّي وأنا منهُ، وهو وليُّ كُلِّ مؤمنٍ من بعدِي))
فقد صححها الالباني رحمة الله عليه
وحمل على شيخ الإسلام لتضعيفه تلك الرواية (السلسلة الصحيحة المجلد الخامس صفحة 263 حديث رقم 2223)
ولكن شيخ الإسلام بين سبب ضعف هذه الزيادة دون الخوض في رجال الحديث وانها تتنافى مع مفهوم الولاية
.. قال تعالى ((إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ
اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْض))
((و كذلك قوله هو ولي كل مؤمن بعدي كذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم بل هو في حياته و بعد مماته ولي كل مؤمن و كل مؤمن وليه في المحيا و الممات فالولاية التي هي ضد العداوة لا تختص بزمان وأما الولاية التي هي الإمارة فيقال فيها والي كل مؤمن بعدي كما يقال في صلاة الجنازة إذا اجتمع الولي و الوالي قدم الوالي في قول الأكثر و قيل يقدم الولي فقول القائل علي ولي كل مؤمن بعدي كلام يمتنع نسبته إلى النبي صلى الله عليه و سلم فإنه إن أراد الموالاة لم يحتج ان يقول بعدي و إن أراد الإمارة كان ينبغي أن يقول وال على كل مؤمن)) منهاج السنة ج 7 ص 391 اصدار مؤسسة قرطبة الطبعة الاولى 1406 تحقيق محمد رشاد سالم
وحتى لا يلتبس عليكم الامر فانا من اهل السنة و الحمد لله ومنافح إن شاء الله تعالى عن عقيدة أهل السنة و الجماعة في وجه الرافضة عليهم من الله ما يستحقون .. ولا غنى لي عن أخواني طلبة العلم لأستزيد من معينهم وعلمهم في ردي على الرافضة وتفنيد تخرصاتهم
ـ[الشاذلي]ــــــــ[08 - 09 - 03, 05:30 م]ـ
جمعت و الله أعلم جميع روايات السفينة في هذا الرابط،
http://www.alserdaab.net/alserdaab/showthread.php?s=&threadid=15765
و أقول،
أحسن شيخنا أبا عمر العتيبي حفظه الله بقوة بصيرته بتحديد آفة الرواية،
حقاً عمرو بن ثابت هذا الزنديق الرافضي الذي أغلق بن المبارك رحمه الله بابه،
حتى لا يرى جنازته من شدة سوء الرجل،
هو آفة الرواية .. أما جميع الطرق الأخرى فهي فاسدة،
و أقول،
ماذا عن حنش؟
ها هي ترجمته:
ــ حنش بن المعتمر، و يقال: ابن ربيعة، الكنانى، أبو المعتمر الكوفى
ـ
المولد:
الطبقة: 3: من الوسطى من التابعين
الوفاة:
روى له: د ت س
مرتبته عند ابن حجر: صدوق له أوهام و يرسل
مرتبته عند الذهبي: وثقه أبو داود، و قال البخارى: يتكلمون فى حديثه
أقوال العلماء: قال المزى فى "تهذيب الكمال":
(د ت ص): حنش بن المعتمر، و يقال: ابن ربيعة، الكنانى، أبو المعتمر الكوفى.
و قد تقدم من قول على ابن المدينى فى الترجمة الماضية ما دل على أنهما عنده اثنان. اهـ.
و قال المزى:
قال على ابن المدينى: حنش بن ربيعة الذى روى عنه الحكم بن عتيبة لا أعرفه. و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم: سمعت أبى يقول: حنش بن المعتمر هو عندى صالح.
قلت: يحتجون بحديثه؟ قال: ليس أراهم يحتجون بحديثه.
و قال البخارى: يتكلمون فى حديثه.
و قال أبو داود: حنش بن المعتمر ثقة.
و قال النسائى: ليس بالقوى.
و قال أبو حاتم بن حبان: لا يحتج به.
روى له أبو داود، و الترمذى، و النسائى فى " خصائص على "، و فى " مسنده ".
اهـ.
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ فى "تهذيب التهذيب" 3/ 58:
و أما ابن حبان فقال: حنش بن المعتمر هو الذى يقال له: حنش بن ربيعة، و المعتمر كان جده، و كان كثير الوهم فى الأخبار، ينفرد عن على بأشياء لا تشبه حديث الثقات حتى صار ممن لا يحتج بحديثه.
و قال العجلى: تابعى ثقة.
و قال البزار: حدث عنه سماك بحديث منكر.
و قال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.
و ذكره العقيلى و الساجى و ابن الجارود و أبو العرب الصقلى فى " الضعفاء ".
و قال ابن حزم فى " المحلى ": ساقط مطرح.
و ذكره ابن مندة و أبو نعيم فى الصحابة لكونه أرسل حديثا، و قد بينت ذلك فى كتابى " الإصابة ". اهـ.
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ فى "تقريب التهذيب" ص /183:
و أخطأ من عده فى الصحابة. اهـ.
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
شيوخ الراوي: قال المزى فى "تهذيب الكمال" روى عن:
عليم الكندى
على بن أبى طالب (د ت ص)
وابصة بن معبد
أبى ذر الغفارى.
تلاميذ الراوي: قال المزى فى "تهذيب الكمال" روى عنه:
إسماعيل بن أبى خالد
بكير بن الأخنس
الحكم بن عتيبة (د ت عس)
سعيد بن عمرو بن أشوع
سماك بن حرب (د ت ص)
أبو إسحاق السبيعى
أبو صادق.
و لا يخلو طريق الحديث من إنكار أو ضعف في مواضع أخرى كثيرة على كل حال.
جزاكم الله جميعاً خيراً جماً.
¥(35/153)
ـ[أبو يحيى حجر]ــــــــ[16 - 02 - 08, 02:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حصلت في أحد المواقع الزيدية تخريجا لجديث السفينة يبدوا أن فيه زيادة على أورده الأخ الدرع ونص ما أوردوه هكذا:
{{حديث السفينة .. مصادره وصحته (باختصار)
رواتُهُ:
رُويَ عن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام [ذخائر العقبى للمحب الطبري: 20]، وأبي ذر [المستدرك للحاكم: 3/ 150 - 151]، وأبي سعيد الخدري [المعجم الصغير للطبراني: 2/ 22]، وابن عباس [المعجم الكبير للطبراني: 3/ 46]، وأنس بن مالك [تاريخ بغداد للخطيب: 12/ 90]، وعبد الله ابن الزبير [مجمع الزوائد للهيثمي: 9/ 168]، وسلمة بن الأكوع [مناقب أمير المؤمنين لابن المغازلي: 188، برقم 174].
ومن ألفاظه: قوله صلى الله عليه وآله وسلم - وهي روايةُ أبي سعيد الخدري -: "إنَّما مَثَلُ أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلَّف عنها غرق، وإنَّما مَثَلُ أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له".
مصادره:
وقد أخرج حديث السفينة كلٌّ من:
1 - الحافظ ابن أبي شيبة الكوفي (ت 235 هـ) في "المُصنَّف" (7/ 503).
2 - الحافظ الطبراني (ت 360 هـ) في "المعجم الصغير" (1/ 139 - 140) و (2/ 22)، وفي "المعجم الأوسط" (4/ 10) و (5/ 306، 354 - 355) و (6/ 85)، وفي "المعجم الكبير" (3/ 45 - 46) و (12/ 27).
3 - الحافظ ابن سلامة القضاعي (ت 454 هـ) في "مسند الشهاب" (2/ 273 ـ 275).
4 - الحافظ الخطيب البغدادي (ت 463 هـ) في "تاريخ بغداد" (12/ 90).
5 - ابن المغازلي الشافعي (ت 483 هـ) في "مناقب أمير المؤمنين عليه السلام": 100 ـ 101.
وهو في "كنز العمال" (2/ 434 ـ 435) عن القطان في "أماليه" و"ابن مردويه"، وفي (12/ 95) عن "البزَّار".
وعن هذه المصادر وغيرها أورده الكثير من علماء أهل السنة ممَّن لا نريدُ الإطالةَ بذكرهم.
صحّتُهُ:
وقد صحَّحَه جمعٌ من علماء أهل السنة ومحقِّقيهم، منهم:
1 - الحافظ السخاوي الشافعي (ت 902 هـ) في كتابه "استجلاب ارتقاء الغرَف" حيث قال: "وبعض هذه الطرُق يقوي بعضًا" [استجلاب ارتقاء الغُرَف: (2/ 484) دار البشائر الإسلامية].
2 - الحافظ جلال الدين السيوطي (ت 911 هـ) في "نهاية الإفضال في تشريف الآل" كما حكى في "خلاصة العبقات" (4/ 82).
3 - شمس الدين أبو عبد الله محمد بن يوسف الصالحي الشامي (ت 942 هـ) الذي نقل عبارة َ السخاوي مُقِرًّا إياه في "سبل الهدى والرشاد" (11/ 11 - 12).
4 - ابن حجر الهيتمي المكي (ت 973 هـ) في كتابه "شرح الهمزية" (ص227)، حيث قال ما نَصُّه: "وصحَّ حديث ُ إنَّ مثلَ أهل بيتي مثَلُ سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلَّف عنها هلك". وقال في كتابه "الصواعق المحرقة" (ص44) ما نَصُّه: "وجاء مِن طُرُقٍ عديدةٍ يُقوِّي بعضها بعضًا: إنَّما مَثَلُ أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا".
5 - شيخ بن عبد الله العيدروس اليمني (ت 990 هـ) في "العقد النبوي والسِّرُّ المصطفوي" كما حكى عنه في "خلاصة العبقات" (4/ 89).
6 - العلامة أحمد زيني دحلان الهاشمي القرشي المَكِّي، إمام الحرمين الشريفين وشيخ علماء الحجاز في عصره (ت 1304 هـ) في كتابه "الفضل المبين" (ص316)، حيث قال ما نَصُّه: "وصحَّ عنه صلى الله عليه [وآله] وسلم مِن طرُقٍ أنَّه قال: إنَّما مَثَلُ أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح مَن ركبها نجا، ومَن تخلَّف عنها غرق - وفي رواية: هلك - ومَثَلُ أهل بيتي فيكم كَمَثَل باب حطَّة في بني إسرائيل، من دخلَه غُفِرَ له".
7 - المحقِّق خالد بن أحمد الصُّمِّي بابطين في حواشيه على "استجلاب ارتقاء الغرف" (2/ 482 - 483) حيث صرح بتقوِّي أسانيد الحديث بعضها ببعض.
والرواية في المصنف لابن أبي شيبه (7/ 503) سندُها صحيح، رجاله ثقات عن آخرهم.
ودلالة الحديث واضحة عند أولي الألباب ..
والحمد لله أوّلاً وآخراً .. }}
فهلا تكرمتم بإيضاح باقي ما لم توردوه في المشاركات السابقة من نقض الأسانيد (بغض النظر عن المتن)
حتى يتم نقله كاملا بإذن الله إلى من أورد هذا.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 02 - 08, 07:11 ص]ـ
الحديث المرفوع لايصح، وكلام هذا الزيدي فيه أخطاء متعددة، ومن نقل عنهم تصحيح الحديث ليسوا ممن يعتمد عليهم في هذا الشأن
فبعضهم يصحح الحديث بتعدد الطرق الواهية خلافا لأهل الحديث المتقدمين ومن سار على نهجهم.
ولو راجعت الكلام السابق في مشاركة الأخ الدرع لتبين لك شدة ضعف الطرق، وهذا عند أهل الحديث لايتقوى بغيره.
أما الموقوف فراجع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=705793#post705793
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 02 - 08, 09:18 ص]ـ
ومن العجائب أن هذا الزيدي سرد من أخرج الحديث مما هب ودب من الكتب ولايدري أن ذلك لايفيد في صحة الحديث شيئا.
وقد نقل أن ابن المغازلي الشافعي قد أخرج الحديث وكأنه يرى في ذلك فائدة ولايدري أن في ذلك بيان لجهله بعلم الحديث.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة النبوية - (7/ 62)
و هذا المغازلي ليس من أهل الحديث كابي نعيم و أمثاله و لا هو أيضا من جامعي العلم الذين يذكرون ما غالبه حق و بعضه باطل كالثعلبي و أمثاله بل هذا لم يكن الحديث من صنعته فعمد إلى ما وجده من كتب الناس من فضائل علي فجمعها كما فعل اخطب خوار زم و كلاهما لا يعرف الحديث و كل منهما يروي فيما جمعه من الأكاذيب الموضوعة ما لا يخفى انه كذب على اقل علماء النقل و الحديث.
وفي منهاج السنة النبوية كذلك - (7/ 130)
و الجواب من وجوه أحدها المطالبة بصحة هذا النقل فقد عرف أن مجرد رواية ابن المغازلي لا يسوغ الاحتجاج بها باتفاق أهل العلم.
¥(35/154)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 02 - 08, 09:36 ص]ـ
والرواية في المصنف لابن أبي شيبه (7/ 503) سندُها صحيح، رجاله ثقات عن آخرهم.
ودلالة الحديث واضحة عند أولي الألباب ..
والحمد لله أوّلاً وآخراً .. }}
هذا من أخطاء الزيدي المتعددة، فقد ذكر فيمن أخرج الحديث ابن أبي شيبة كما في بداية كلامه، وابن أبي شيبة إنما أخرج رواية موقوفة على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقوله سندها صحيح من جهله بعلم الحديث، ففي سندها الأعمش وهو مدلس هذا من ناحية السند
أما المتن فقد دلس هذا الزيدي وغيره في متن هذا الحديث
فهذه الرواية عند ابن أبي شيبة هكذا:
حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا عمار، عن الأعمش، عن المنهال، عن عبد الله بن الحارث، عن علي، قال: إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكتاب حطة في بني إسرائيل.
فليس فيها لفظ أهل البيت ولاغير ذلك وإنما قال إنما مثلنا وهو يقصد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أو عموم أهل الإسلام، وليس في كلامه ما يخصص أهل البيت دون غيرهم.
فائدة:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع ص98
(أهل بيتي كسفينة نوح من تعلق بها نجا ومن تخلف عنها هلك) أخرجه البزار والطبراني من حديث أبي ذر وابن عباس وأبي سعيد وعبد الله بن الزبير بأسانيد ضعيفة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 02 - 08, 09:45 ص]ـ
وقد فات هذا الزيدي مواضع كثيرة لم يذكرها
وفي هذا الرابط توضيح ذلك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=44285#post44285
تخريج الحديث وصحته [(مثل اهل بيتى فيكم كمثل سفينه نوح ... ]
---
padr2h
04-06-2003, 02:30 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحديث
فقد روى ابو ذر الغفارى ان رسول الله (ص) قال: (مثل اهل بيتى فيكم كمثل سفينه نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى).
فما صدى صحته مع معرفه تخريجه
وجزاكم الله خير
---
أحمد بن سالم المصري
04 - 06 - 2003, 03:42 PM
قال الأخ الحبيب ((أبو إسحاق التطواني)) - حفظه الله -:
تخريج حديث (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ... الحديث)
حديث أبي ذر الغفاري:
رواه الفاكهي في أخبار مكة (3/رقم1904)، وأبو يعلى في مسنده الكبير [كما في تفسير ابن كثير4/ 115]-وعنه ابن عدي في الكامل في الضعفاء (6/ 411) -، والقطيعي في زوائده على فضائل الصحابة (2/ 785/1402)، والحاكم في المستدرك (2/ 343) و (3/ 150) [وصححه على شرط مسلم!!!] من طرق عن المفضل بن صالح، عن أبي إسحاق، عن حنش الكناني، قال: سمعت أبا ذر -رضي الله عنه- يقول، وهو آخذ بباب الكعبة: من عرفني فأنا من عرفني، ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من قومه، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق)).
قال الذهبي في تلخيص المستدرك متعقبا الحاكم: "مفضل خرج له الترمذي فقط، ضعفوه". وضعف إسناده أيضا ابن كثير في تفسيره (4/ 115).
قلت: وهذا سند واه؛ المفضل بن صالح الأسدي منكر الحديث، قاله البخاري وأبو حاتم الرازي كما في تهذيب التهذيب (10/ 243)، وقد خولف في إسناد هذا الحديث كما سيأتي بيانه. وأبو إسحاق هو السبيعي ثقة مشهور يدلس، وقد اختلط في آخر عمره، ولم يسمع هذا الحديث من حنش، وحنش هو ابن المعتمر الكناني كوفي إلى الضعف أقرب، وما أحسبه سمع أبا ذر، فإن أغلب حديثه عن علي.
وقد وردت متابعات لمفضل بن صالح الأسدي، ولكنها ساقطة ولا بأس بذكرها:
1 - متابعة الأعمش: أخرجها الطبراني في الكبير (3/رقم2637) والأوسط (3478) والصغير (391) -ومن طريقه ابن الشجري في الأمالي (1/ 153) -، وابن عدي في الكامل (4/ 197)، والحاكم في المستدرك (3/ 151) من طريق عبد الله بن داهر، عن عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن حنش، عن أبي ذر مرفوعا نحوه.
وهذا سند ساقط؛ عبد الله بن داهر الرازي رافضي مجمع على تركه [تنظر ترجمته في لسان الميزان (3/ 282)]، قال فيه ابن عدي في الكامل (4/ 228): "وعامة ما يرويه في فضائل علي، وهو فيه متهم".
2 - متابعة الحسن بن عمرو الفقيمي: أخرجها الطبراني في الأوسط (5390) من طريق أحمد بن محمد بن سوادة، عن عمرو بن عبد الغفار الفقيمي، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن أبي إسحاق بإسناده سواء مرفوعا نحوه.
¥(35/155)
وقال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن الحسن بن عمرو الفقيمي إلا عمرو بن عبد الغفار".
وهذا سند موضوع؛ عمرو بن عبد الغفار الفقيمي الكوفي رافضي كان يتهم بوضع الأحاديث في فضائل أهل البيت كما في ترجمته من لسان الميزان (4/ 369)، وأحمد بن محمد بن سوادة الكوفي يعرف بخشيش، قال فيه الدارقطني: "يعتبر بحديثه، ولا يحتج به"، وقال الخطيب: "ما رأيت أحاديثه إلا مستقيمة" كما في ترجمته من تاريخ بغداد (5/ 10).
3 - عمرو بن ثابت الكوفي: رواه الآجري في كتاب الشريعة (5/رقم1701) من طريق عباد بن يعقوب، قال: حدثنا عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق بإسناده سواء مرفوعا.
ثم وجدت ابن قتيبة الدينوري قد رواه في المعارف من طريق أبي عتاب سهل بن حماد
قلت: سنده واه؛ عباد بن يعقوب هو الأسدي الرواجني رافضي جلد، وهو وإن كان صدوقا، فقد قال فيه ابن عدي في الكامل (4/ 384): "روى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت، وفي مثالب غيرهم". وشيخه عمرو بن ثابت هو ابن أبي المقدام الكوفي رافضي شتام، واختلف فيه اختلافا كثيرا، والأقرب أنه ضعيف إلى الترك أقرب، وتراجع ترجمته في تهذيب التهذيب (8/ 9).
وقد خولف عباد الرواجني فيه، فرواه الطبراني في الأوسط (5536) من طريق علي بن حكيم الأودي -وهو ثقة صدوق-، عن عمرو بن ثابت، عن سماك بن حرب، عن حنش ابن المعتمر، عن أبي ذر مرفوعا نحوه.
فقال بدل أبي إسحاق السبيعي: سماك بن حرب، ولعل هذا الاضطراب في تسمية شيخ عمرو بن ثابت من عمرو نفسه، فقد تقدم أنه ضعيف.
وقد خولف المفضل بن صالح وعمرو بن ثابت؛ فرواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 538) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رجل حدثه، عن حنش، قال: رأيت أبا ذر فذكر الحديث.
قلت: وهذه الرواية أولى، فإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي من الأثبات كان قائد جده، وكان يحفظ حديثه، وهو من المقدمين فيه، كما في تهذيب التهذيب (1/ 230). وقد رجح طريق إسرائيل الدارقطني في العلل (6/ 236/س1098).
تبين من هذا الإسناد أن أبا إسحاق السبيعي لم يسمع هذا الحديث من حنش بن المعتمر، إنما رواه عنه بواسطة، فيبقى السند ضعيفا، لجهالة الرجل المبهم، وكذلك لانقطاعه بين حنش وأبي ذر، ولا تغتر بتصريح بالسماع، فالسند إليه ضعيف، وأبو ذر الغفار توفي في عهد عثمان.
يتبع ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تتمة الموضوع:
وللحديث طرق أخرى واهية عن أبي ذر الغفاري لا بأس بذكرها:
1 -
الطريق الأولى: رواه الآجري في كتاب الشريعة (5/رقم1700) من طريق سيار بن حاتم، جعفر بن سليمان الضبعي، عن أبي هارون العبدي، قال: حدثني شيخ، قال سمعت أبا ذر يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مثل أهل بيتي ... الحديث)).
وسنده ضعيف جدا؛ فيه أبو هارون العبدي، واسمه عمارة بن جوين، قال فيه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب (ص408): "متروك مشهور بكنيته، ومنهم من كذبه".
وشيخ أبي هارون العبدي المبهم لا يدرى من هو، ويحتمل أن يكون حنش بن المعتمر الكناني، والله أعلم.
2 -
الطريق الثانية: رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 538)، والبزار في مسنده (9/رقم3900)، وابن عدي في الكامل (2/ 306)، والطبراني في الكبير (3/رقم2636) و (12/رقم12388)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 273 - 274)، وابن الشجري في الأمالي (1/ 151) من طرق عن الحسن بن أبي جعفر، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومن قاتلنا في آخر الزمان كان كمن قاتل مع الدجال)).
قال البزار: "هذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا عن أبي ذر من هذا الوجه، ولا نعلم تابع الحسن بن أبي جعفر على هذا الحديث أحد".
وقال ابن عدي -وذكر له نفس الحديث عن ابن عباس-: "وهذان الإسنادان، لا يرويهما غير الحسن بن أبي جعفر".
قلت: وهذا سند ساقط بمرة، الحسن بن أبي جعفر الجفري مجمع على تركه، ينظر ميزان الاعتدال (2/ 228).
وعلي بن زيد بن جدعان البصري، متكلم فيه من جهة حفظه.
وسعيد بن المسيب لم يسمع من أبي ذر شيئا كما في جامع التحصيل للعلائي (ص184).
3 -
¥(35/156)
الطريق الثالثة: رواه أبو يعلى في مسنده الكبير كما في المطالب العالية (16/ 220/3973) -وعنه أبو الشيخ في الأمثال (333) -، قال: حدثنا عبد الله بن عمر ابن أبان، ثنا عبد الكريم بن هلال [القرشي]، أخبرني أسلم المكي، أخبرني أبو الطفيل أنه رأى أبا ذر -رضي الله عنه- قائما على الباب، وهو ينادي: يا أيها الناس تعرفونني؟ من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني، فأنا جندب صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وأنا أبو ذر الغفاري، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، وإن مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة)).
وهذا سند منكر: عبد الكريم بن هلال هو الخلقاني الكوفي، قال فيه الذهبي في المغني في الضعفاء (2/ 402): "لا يدرى من هو، ضعفه أيضا الأزدي".
وأسلم بن سليم المكي مجهول العين، لم يترجمه سوى ابن حبان في الثقات (4/ 46) من رواية عبد الكريم بن هلال الخلقاني عنه.
وقد خولف شيخ أبي يعلى في إسناده، وهذا السند أولى، وسيأتي بيان ذلك في الكلام على حديث أبي الطفيل بإذن الله.
قلت: وفي الباب عن أبي الطفيل، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وابن عباس، وعبد الله بن الزبير، وعن علي بن أبي طالب موقوفا سيأتي الكلام عليها بتفصيل ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
1) حديث ابن عباس:
رواه البزار في مسنده (3/رقم2615 - كشف الأستار)، والطبراني في الكبير (3/رقم2638) و (12/رقم12388)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 273)، وابن بشران في الأمالي (2/رقم1549)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (4/ 306) من طرق عن الحسن بن أبي جعفر، عن أبي الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق)).
قال البزار: "لا نعلم رواه إلا الحسن، وليس بالقوي، وكان من العباد".
قال أبو نعيم عقبه: "غريب من حديث سعيد، لم نكتبه إلا من هذا الوجه".
قلت: سنده واه، فيه الحسن بن أبي جعفر البصري المعروف بالجفري متروك، وقد تقدم.
2) حديث أبي سعيد الخدري:
رواه الطبراني في الأوسط (5780) والصغير (825)، وابن الشجري في الأمالي (1/ 152 و153) من طريق عبد العزيز بن محمد بن ربيعة الكلابي الكوفي، حدثنا عبدالرحمن بن أبي حماد المقري، عن أبي سلمة الصائغ، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم وسلم- يقول: ((إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل، من دخله غفر له)).
قال الطبراني عقبه: "لم يروه عن أبي سلمة إلا ابن أبي حماد. تفرد به عبد العزيز بن محمد".
عبد العزيز بن محمد بن ربيعة الكوفي لم أجد له ترجمة، وشيخه عبد الرحمن بن أبي حماد، واسمه شكيل الكوفي المقرئ، ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 244) برواية جمع عنه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وكذلك ابن نقطة في تكملة الإكمال (3/ 199).
وأبو سلمة الصائغ هو راشد بن سعد الكوفي؛ قال فيه أبو حاتم الرازي [كما في الجرح والتعديل (9/ 384)]: "شيخ مجهول"، وقال أبو داود [كما في سؤالات الآجري (رقم496)]: "ما سمعت إلا خيرا". وشيخه هو عطية بن سعد العوفي فيه كلام يطول.
وللموضوع صلة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
3) حديث عبد الله بن الزبير:
رواه البزار في مسنده (3/رقم2613 - كشف الأستار)، قال: حدثنا يحيى بن معلى بن منصور، ثنا ابن أبي مريم، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تركها غرق)).
قال البزار عقبه: "لم نسمعه بهذا الإسناد إلا من يحيى".
قلت: وهو ثقة، وابن لهيعة اختلط، وكان يدلس، وله نسخة يرويها عن أبي الأسود، وما أظن هذا منها، وهذا لا يحتمله ابن لهيعة، ولعل الخطأ من البزار، أو من شيخه، وسعيد بن الحكم بن أبي مريم المصري مشهور بالرواية عن عبد الله بن لهيعة مباشرة دون واسطة، والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4) حديث أنس بن مالك:
¥(35/157)
رواه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 91) من طريق أبي الحسن علي بن محمد بن شداد المطرز، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا أبو سهيل القطيعي، حدثنا حماد ابن زيد بمكة وعيسى بن واقد، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنما مثلي، ومثل أهل بيتي كسفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق)).
قلت: وهذا سند ضعيف جدا، أبو الحسن علي بن محمد بن شداد المطرز ترجمه الخطيب قي تاريخ بغداد (12/ 91)، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وأبو سهيل القطعي لم يتبين لي من هو، وأبان بن أبي عياش البصري زاهد متروك. وأظن أن راويا سقط من الإسناد بين الباغندي أو شيخه، وبين حماد بن زيد، فالباغندي يروي عن مثل علي بن المديني، وأبي بكر بن أبي شيبة، وسويد بن سعيد ومن في طبقتهم، وهذه الطبقة لم تدرك حماد بن زيد، إنما تروي عنه بواسطة، والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
5) حديث أبي الطفيل الكناني:
رواه الدولابي في الكنى والأسماء (1/ 76) من طريق يحيى بن سليمان أبي سعيد الجعفي، قال: ثنا عبد الكريم بن هلال الجعفي، أنه سمع أسلم المكي، قال: أخبرني أبو الطفيل عامر ابن واثلة، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجدا، ومن تركها غرق)).
قلت: خولف يحيى بن سليمان الجعفي في إسناده؛ فقد رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده [كما تقدم] عن عبد الله بن عمر بن أبان، ثنا عبد الكريم بن هلال، أخبرني أسلم المكي، أخبرني أبو الطفيل، عن أبي ذر الغفاري مرفوعا نحوه.
ويحيى بن سليمان، أبو سعيد الجعفي، وثقه الدارقطني، وقال أبو حاتم الرازي: "شيخ"، وقال النسائي: "ليس بثقة"، وقال ابن حبان: "ربما أغرب"، وقال مسلمة بن قاسم: " .. وله أحاديث مناكير".
فروايته لا تنهض لمخالفة عبد الله بن عمر بن أبان مشكدانة الكوفي، فعبد الله مجمع على ثقته وجلالته، ليس فيه أدنى مغمز، فلا يشك حديثي أن روايته أولى بالتقديم، والله أعلم.
وفي هذا الإسناد علل أخرى تقدم ذكرنا لها في طريق حديث أبي ذر المتقدم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6) حديث علي بن أبي طالب الموقوف:
قال ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 372/32115): حدثنا معاوية بن هشام، قال: ثنا عمار، عن الأعمش، عن المنهال، عن عبد الله بن الحارث، عن علي، قال: ((إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح، وكتاب حطة في بني إسرائيل)).+
معاوية بن هشام ثقة، وشيخه هو عمار بن رزيق الكوفي ثقة أيضا، والأعمش ثقة مشهور بالتدليس، وشيخه المنهال ثقة، وعبد الله بن الحارث هو الأنصاري البصري، وليس هو عبد الله بن الحارث بن نوفل؛ فالثاني لم يذكروا من تلاميذه المنهال بن عمرو بخلاف الأول، وما أظنه سمه من علي بن أبي طالب شيئا، فجل روايته عن ابن عباس، وعائشة، وغيرهما. فيكون هذا السند منكرا لعنعنة الأعمش، ولانقطاعه بين عبد الله بن الحارث الأنصاري وعلي بن أبي طالب، والله الموفق.
وللموضوع صلة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7) معضل المهدي: وقد ورد هذا الحديث معضلا من حديث الخليفة المهدي العباسي:
ذكره ابن نقطة في تكملة الإكمال (3/ 141) بقوله: "وجهم بن السباق، حدث عن بشر عن الرشيد، عن المهدي بحديث مرفوع: ((مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح .. الحديث)). روى عنه محمد بن زكريا الغلابي".
قلت: لم أجد من وصله، ولعله في مسانيد الخلفاء للصولي (ولا تطوله يدي الآن)، والإسناد باطل، الغلابي متروك متهم (كما في لسان الميزان 5/ 168)، ومن فوقه إلى هارون الرشيد لم أجد لهم ترجمة، والمهدي العباسي لم يسمع من أحد من الصحابة، فالحديث بهذا الإسناد معضل باطل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (7/ 395) ردا على ابن المطهر الحلي: "وأما قوله: (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح)، فهذا لا يعرف له إسناد صحيح، ولا هو في شيء من كتب الحديث التي يعتمد عليها".
وضعفه كذلك الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة برقم (4503).
وقد تقدم معنا تضعيف الذهبي في تلخيص المستدرك (2/ 343)، وابن كثير في تفسيره (4/ 115)، ويضاف إليهما الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 168)، فقد ذكر أغلب طرق هذا الحديث وضعفها جميعا.
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (6/ 499): "وحديث سفينة نوح أنكر وأنكر".
ومن هنا فليعلم الإخوة أن حديث (سفينة نوح) منكر ضعيف لا يصح البتة.
وقد أعجبني كلام للشيخ الألباني في الضعيفة لا بأس بنقله (10/ص11/رقم4503):
["ثم رأيت الخميني قد زاد على عبد الحسين في الافتراء؛ فزعم (ص171) من كتابه ((كشف الأسرار)) أن الحديث من الأحاديث المسلمة المتواترة!!
ويعني بقوله: ((المسلمة))؛ أي: عند أهل السنة!
ثم كذب مرة أخرى كعادته، فقال:
"وقد ورد في ذلك أحد عشر حديثا عن طريق أهل السنة"!
ثم لم يسق إلا حديث ابن عباس الذي فيه المتروك؛ كما تقدم"] اهـ
وقد أوهم عبد الحسين الموسوي في مراجعاته (ص151) أن الحديث صحيح بعزوه لصحيحة المستدرك!!!!
فليت شعري هل كل ما في مستدرك الحاكم صحيح؟!!
كلا، والله، بل في أحاديث موضوعة كثير، والحاكم عند المحدثين معروف بتساهله، لذلك كثر تعقب الذهبي له في تلخيصه للمستدرك، وخاصة أحاديث الفضائل يسوقها كان الحاكم رحمه الله يتساهل فيها كثيرا، لذا فكثير منها مما أورده في مستدركه ضعيفة أو موضوعة، والله الموفق ..
وللموضوع صلة ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت (أحمد بن سالم): انتهى كلام الأخ الفاضل ((أبي إسحاق التطواني))، وهو منقول من ((منتديات شبكة الدفاع عن السنة)).
قلت: وانظر ((سلسلة الأحاديث الضعيفة)) للشيخ الألباني - رحمه الله - (10/ 5 - 11/ 4503).
¥(35/158)
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[16 - 02 - 08, 08:40 م]ـ
جزيتم خيرا
ومما وقع نظري عليه فاحببت ان انبه عليه
قول الشيخ ابي اسحاق في حديث انس:"وأظن أن راويا سقط من الإسناد بين الباغندي أو شيخه، وبين حماد بن زيد، فالباغندي يروي عن مثل علي بن المديني، وأبي بكر بن أبي شيبة، وسويد بن سعيد ومن في طبقتهم، وهذه الطبقة لم تدرك حماد بن زيد، إنما تروي عنه بواسطة، والله أعلم."
فليس كما ظن الشيخ فابن المديني وسويد يرويان عن حماد بن زيد
وفي نسخة بشار ابو شريك القطيعي وسهيل تحريف(35/159)
ما هي الأحاديث التي أخرجها البخاري أو مسلم، ولم يخرجها أحمد؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 09 - 02, 09:07 م]ـ
هل هي كثيرة أم قليلة؟
وهل هناك دراسة في حصرها؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 09 - 02, 11:03 ص]ـ
الاخ الفاضل محمد الامين وفقه الله
ارجو ان تشاركني في هذا الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3337
وهو عام
حتى وان خرجه احمد
المهم ان اذكر الاحاديث التي تفرد بها طبقة شيوخ احمد والبخاري
او من بعدهم
اعني ان يكون التفرد في طبقة متاخرة
فما رايك
ـ[المظفري]ــــــــ[05 - 09 - 02, 12:32 م]ـ
أخرج البخاري في صحيحه برقم [6137] قال حدثني محمد بن عثمان بن كرامة حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله إن الله قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته
وقد تفرد به البخاري عن سائر الستة وعن المسند
وإن كان له شاهد في مسند أحمد 6/ 256 قال حدثنا حماد وأبو المنذر قالا ثنا عبد الواحد مولى عروة عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله قال الله عز وجل من أذل لي وليا فقد استحل محاربتي وما تقرب إلى عبدي بمثل أداء الفرائض وما يزال العبد يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه ان سألني أعطيته وان دعاني أجبته ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن وفاته لأنه يكره الموت وأكره مساءته
وقال أبو المنذر قال حدثني عروة قال حدثتني عائشة وقال أبو المنذر آذى لي
وهذا إسناد ضعيف: لضعف عبد الواحد مولى عروة كما قال الأرناؤوط
والحديث في صحيح ابن حبان 2/ 58 [347] أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا سليمان بن بلال قال حدثني شريك بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله إن الله جل وعلا يقول من عادى لي وليا فقد آذاني وما تقرب إلي عبدي بشيء
أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فإن سألني عبدي أعطيته وإن استعاذني أعذته وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأكره مساءته <ص59> قال أبو حاتم رضي الله عنه لا يعرف لهذا الحديث إلا طريقان اثنان هشام الكناني عن أنس وعبد الواحد بن ميمون عن عروة عن عائشة وكلا الطريقين لا يصح وإنما الصحيح ما ذكرناه
وهو أيضا في السن الكبرى للبيهقي 3/ 346
قال أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي إملاء ثنا أبو العباس محمد بن إسحاق ثنا محمد بن عثمان بن كرامة ثنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال أخبرني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل قال من عادى لي وليا فقد بارزني بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما زال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ولئن سألني عبدي أعطيته ولئن استعاذني لأعيذنه وذكر باقي الحديث قد أخرجته في كتاب الأسماء والصفات مع تأويله رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عثمان بن كرامة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 09 - 02, 02:49 م]ـ
للعراقي
– الأحاديث المخرّجة في الصحيحين التي تُكُلِّمَ فيها بضعف أو انقطاع (9).
(9) ذكره العراقي نفسه في شرحه هذا (1/ 137)، وفي التقييد والإيضاح: 33 وقد أشار البقاعي في نكته (48 / أ): إلى أنه لم يبيض، وأن مسوّدته عدمت
من ترجمة العراقي تصنيف الدكتور ماهر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 09 - 02, 03:11 م]ـ
جاء في صحيح البخاري
25 حدثنا عبد الله بن محمد المسندي قال حدثنا أبو روح الحرمي بن عمارة قال حدثنا شعبة عن واقد بن محمد قال سمعت أبي يحدث عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله
وهو في صحيح مسلم كذلك
قال ابن حجر في فتح الباري
فتح الباري ج: 1 ص: 76
((فاتفق الشيخان على الحكم بصحته مع غرابته وليس هو في مسند أحمد مع سعته) انتهى
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 11 - 03, 06:10 م]ـ
للمزيد من المناقشة حول هذا الموضوع المفيد
ويبدو لي أن زوائد البخاري على الكتب التسعة أكثر من زوائد مسلم، رغم أن شرط البخاري أشد
¥(35/160)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 03 - 04, 06:42 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو يوسف السبيعي]ــــــــ[25 - 03 - 04, 10:46 ص]ـ
وحديث أم زرع.
وهو مشهور، وأجاب العلماء عن عدم تخريج الإمام احمد له بأنه قصة من عائشة، وليس كلاما مرفوعا
كما في المصعد الأحمد لابن الجزري على ما اذكر(35/161)
البرُّ والتقوى هو إيثار ما يبقى على ما يفنى "تخريج حديث من أحب دنياه أضرّ بآخرته"
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[05 - 09 - 02, 09:08 ص]ـ
البرُّ والتقوى هو إيثار ما يبقى على ما يفنى "تخريج حديث من أحب دنياه أضرّ بآخرته"
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا تخريج لحديث يتداوله كثير من الناس، وخاصة الوعاظ والمذكرون، وقد مرَّ معي أثناء كتابتي لبحثي: " الأحاديث التي تراجع الشيخ الألباني عن تضعيفها في السلسلة الصحيحة" فأحببت إفراده بالتخريج والبيان.
أسأل الله التوفيق والسداد والهدى والرشاد.
******************* تخريجه ********************
روي هذا الحديث مرفوعاً وموقوفاً.
أما المرفوع فمن حديث أبي هريرة ومن حديث أبي موسى -رضي الله عنهما-
وأما الموقوف فمن قول ابن مسعود -رضي الله عنه- وروي عن عمر -رضي الله عنه-.
**************** تخريج المرفوع******************
أولاً: حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
رواه ابن أبي عاصم في الزهد (ص/78رقم161) من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبى هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من طلب الدنيا أضر بالآخرة، ومن طلب الآخرة أضر بالدنيا)) فسمعته قال: ((فأضروا بالفاني للباقى)).
وسنده حسن لحال محمد بن عمرو بن علقمة المدني.
فقد وثقه ابن معين –في روايةٍ-، بل قدمه على محمد بن إسحاق، ووثقه النسائي، وقال يعقوب بن شيبة: هو وسط وإلى الضعف ما هو.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث، يكتب حديثه، وهو شيخ.
وصحح له الترمذي وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم.
وروى عنه شعبة، ويحيى القطان، ومالك بن أنس.
وخرج له البخاري مقروناً، ومسلم في المتابعات واحتج به الباقون.
قال الذهبي في الميزان: "شيخ مشهور حسن الحديث مكثر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قد أخرج له الشيخان متابعة".
وقال الحافظ ابن حجر: صدوق له أوهام.
انظر تهذيب الكمال (26/ 212 - 217) وتهذيب التهذيب وتقريبه.
وحسنه الشيخ الألباني في الصحيحة (7/ 849 - 850رقم3287) ونقل كلام الذهبي المذكور وقول الحافظ في التقريب ..
ثانياً: حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-.
رواه أحمد في مسنده (4/ 412)، وعبد بن حميد في مسنده (ص/198رقم568)، وابن أبي عاصم في الزهد (ص/78رقم162)، والبزار في مسنده (8/ 71رقم3067)، وابن حبان في صحيحه (2/ 486رقم709)، والحاكم في المستدرك (4/ 308، 319)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 370)، وفي الشعب (7/ 288)، وفي الزهد الكبير (ص/187 - 188رقم451)، وفي الآداب (ص/501)، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 258 - 259رقم418)، والبغوي في شرح السنة (14/ 238 - 239رقم4038)، وغيرهم
من طريق: المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى))
وهذا إسناد ضعيف المطلب لم يسمع من أبي موسى -رضي الله عنه-.
وقد صححه الحاكم على شرط الشيخين ورده الذهبي بقوله: فيه انقطاع.
وضعفه الشيخ الألباني لذلك في ضعيف الجامع (رقم5340) وفي الضعيفة (5650). ثم تراجع عن ذلك فحسنه بشاهده من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- كما سبق.
*************************************************
وأما الموقوف:
1/ فأما أثر ابن مسعود -رضي الله عنه- فروي عنه من طرق أذكر بعضها:
الطريق الأول:
رواه ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 103رقم34519)، وهناد في الزهد (2/ 355)، والطبراني في الكبير (9/ 108رقم8566)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 138)، والحاكم في المستدرك (4/ 482) والبيهقي في الشعب (7/ 376) وغيرهم.
من طريق أبي قيس الأودي عن هزيل بن شرحبيل عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال:
"من أراد الآخرة أضر بالدنيا، ومن أراد الدنيا أضر بالآخرة. يا قوم، فأضِرُّوا بالفاني للباقي.
إنكم في زمان: كثير علماؤه، قليل خطباؤه، كثير معطوه، قليل سؤاله، الصلوات فيه طويلة، والخطبة فيه قصيرة.
وإنَّ من ورائكم زماناً: كثير خطباؤه، قليل علماؤه، كثير سؤاله، قليل معطوه، الصلاة فيه قصيرة، والخطبة فيه طويلة، فأطيلوا الصلاة، وأقصروا الخطب، إن من البيان سحراً".
¥(35/162)
وإسناده حسن وهو أثر صحيح له طرق عديدة.
الطريق الثاني:
رواه هناد (2/ 353رقم664) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (5/ 95) من طريق العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: "من طلب الآخرة أضر بالدنيا، ومن طلب الدنيا أضر بالآخرة، فأضروا بالفاني للباقي".
وسنده صحيح.
الطريق الثالث:
رواه وكيع في الزهد (1/ 301رقم72)، وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 108رقم34561)، وهناد في الزهد (2/ 353) من طريق الأعمش عن إبراهيم قال: قال عبد الله –يعني ابن مسعود-: "من أراد الدنيا أضر بالآخرة، ومن أراد الآخرة أضر بالدنيا".
وسنده صحيح، ورواية إبراهيم عن ابن مسعود صحيحة.
2/ وأما أثر عمر -رضي الله عنه-:
رواه أحمد في الزهد (125 - 126) وأبو نعيم في الحلية (1/ 49 - 50) من طريق شجاع بن الوليد عن خلف بن حوشب أن عمر -رضي الله تعالى- عنه قال: "نظرت في هذا الأمر فجعلت إذا أردت الدنيا أضر بالآخرة، وإذا أردت الآخرة أضر بالدنيا، فإذا كان الأمر هكذا فأضروا بالفانية".
وإسناده ضعيف؛ خلف بن حوشب لم يدرك عمر -رضي الله عنه-.
########### والخلاصة ###########
أن الحديث حسنٌ مرفوعاً، صحيح موقوفاً على ابن مسعود -رضي الله عنه-.
************************************************
########### معنى الحديث والأثر ###########
والمراد بهذا الحديث والأثر أن تقديم الدنيا على الآخرة فإنه يضر به في الآخرة، ويورده المهالك.
لأن من قدم الدنيا وما فيها من ملذات وشهوات على الآخرة أداه ذلك لارتكاب المحرمات والمنهيات، وأقل ما يؤدي إليه ذلك هو تثبيطه عن فعل الحسنات والمسابقة في الخيرات.
فليس المراد بهذا الحديث هو تحريم ما أحل الله وأباحه من أمور الدنيا المباحة والتي ليست وسيلة لعبادة وطاعة.
قال الإمام ابن حبان مبوباً على هذا الحديث: [ذكر الإخبار بأن الإمعان في الدنيا يضر في العقبى كما أن الإمعان في طلب الآخرة يضر في فضول الدنيا].
وقال العلامة ابن رجب -رحمه الله-: [وقد ذم الله تعالى من يحب الدنيا ويؤثرها على الآخرة، كما قال: {كلا بل تحبون العاجلة * وتذرون الآخرة}، وقال: {وتحبون المال حباً جَمّاً}، وقال: {وإنه لِحُبِّ الخير لشديد}، والمراد حبُّ المال، فإذا ذم من أحب الدنيا دل على مدحِ منْ لا يحبها، بل يرفضها ويتركها]. جامع العلوم والحكم (2/ 207).
ففي الحديث ذمُّ من يؤثر الدنيا ويقدمها على الآخرة، ومدح من يؤثر الآخرة ويقدمها على الدنيا.
والعلة في ذلك أن الدنيا فانية زائلة راحلة كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)) رواه البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-
والآخرة هي الباقية فالعاقل اللبيب هو الذي يؤثر الباقي على الفاني، والذي يؤثر ما يبقى على ما يزول ويفنى.
قال تعالى: {وللآخرة خير لك من الأولى} والأولى هي الدنيا.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
أبو عمر أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي الفلسطيني
وانظر هنا:
http://alsaha.fares.net/sahat?14@255.zM9OcGT5kL5^0@.ef30cc7
http://www.muslm.net/cgi-bin/showflat.pl?Cat=&Board=islam&Number=95072&page=0&view=collapsed&sb=5
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[06 - 09 - 02, 09:30 ص]ـ
للرفع والفائدة
ـ[أبو نايف]ــــــــ[06 - 09 - 02, 05:27 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو عمر
وبارك الله فيك يا أخي وفي علمك(35/163)
من يخرج حديث (الوضوء سلاح المؤمن)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 09 - 02, 04:33 م]ـ
(الوضوء سلاح المؤمن)
!!!؟؟؟
ـ[السيد عبد الحق]ــــــــ[05 - 12 - 06, 09:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحثت عنه فى كتب التخريج وأيضا فى كتب الشيخ الألبانى وكذلك فى الأجزاء الحديثية
فلم أقف له على أثر.
ـ[علي عبد الباقي المصري]ــــــــ[24 - 02 - 09, 12:37 ص]ـ
((الوضوء سلاح المؤمن)): بعض الدعاة يوردون هذا القول على أنه حديث، وقد ذكر الشيخ عطية سالم في شرحه على بلوغ المرام – شرح صوتي فرغه الإخوة في الشبكة الإسلامية وهو من كتب الشاملة – أنه من كلام العوام.
وهو الأظهر فإنه لا يوجد في شيء من كتب السنة بهذا اللفظ ألبتة، وإنما روي من حديث علي رضي الله عنه بلفظ: ((الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماوات والأرض))، رواه أبو يعلى وغيره.
وروي أيضًا من حديث جابر بن عبد الله مرفوعًا بلفظ: ((ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوكم ويدر لكم أرزاقكم؟ تدعون الله ليلكم ونهاركم، فإن الدعاء سلاح المؤمن)) رواه أبو يعلى وغيره أيضًا.
وكلا الحديثين موضوع كما قال الشيخ الألباني في (السلسلة الضعيفة) رقم (179 و180) كما سبق وأشار إليه أخونا الشيخ أبو محمد الغامدي. والله أعلم.
وانظر هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27648(35/164)
قطع الفلاة بتضعيف حديث من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة
ـ[محمد المباركي]ــــــــ[07 - 09 - 02, 01:48 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا:
أما بعد:
فإن من نعم الله تعالى على هذه الأمة أن أنزل إليها أعظم كتاب وشرفها بأعظم رسول وأعظم دين ..
فالله أسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وأن يوفقنا للقول النافع والعمل الصالح.
الحديث (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت).
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 100) والطبراني في الكبير (9/ 134 برقم 7532) وأخرجه في الأوسط (برقم 8069) وفي الدعاء (برقم 675) وذكره الهيثمي في مجمع البحرين: (8/ 28 - 29 برقم 4654) وابن السني في عمل اليوم والليلة (124) والروياني في مسنده برقم (1268) والمقدسي في كتاب الدعاء (برقم 80) وذكره العراقي في تخريج الأحياء (برقم 1106) وابن كثير في التفسير (1/ 454) والسيوطي في الدر المنثور (2/ 6 - 8) جميعهم من طريق محمد حمير عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة مرفوعا .... )
(ذكر من صحح الحديث من أهل العلم:
* الحافظ ابن عبد الهادي رحمه الله: قال في المحرر (ص53): لم يصب من ذكره في الموضوعات، فإنه حديث صحيح).
* الحافظ المنذري كما في الترغيب والترهيب (2/ 448) قال: رواه النسائي والطبراني بأسانيد: أحدها صحيح قال شيخنا أبو الحسن المقدسي: هو حديث على شرط البخاري)
* الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله كما في نتلئج الأفكار (2/ 279) فقد تكلم في طعن يعقوب في محمد بن حمير فقال: هو جرح غير مفسر في حق من وثقه ابن معين وأخرج له البخاري وحسن الحديث).
* الهيثمي رحمه الله كما في المجمع (10/ 102) قال رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد وأحدها جيد)
* العلامة ابن القيم رحمه الله كما في زاد المعاد (1/ 110) وصحيح الوابل الصيب (197).
* السيوطي كما في اللآلي (1/ 230) قال: والحديث صحيح على شرطه)
* الدمياطي كما في المتجر الرابح (473) قال: وإسناده على شرط الصحيح.
* الضياء المقدسي كما نقل عنه الشوكاني في الفوائد.
* الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني كما في السلسلة الصحيحة (2/ 697).
* سليم بن عيد الهلالي كما في تحقيقه لصحيح الوابل الصيب (197).
* أدلة من صحح الحديث من أهل العلم:
* أولا: أن الحديث على شرط الإمام البخاري رحمه الله وإن الراوي محمد بن حمير قد أخرج له البخاري في موضعين من الصحيح مما يدل على أنه محتج به.
* ثانيا: أن بقية رجال الحديث من الثقات، وان الراوي محمد بن حمير السليحي وهو الذي عليه مدار الحديث لم يتفرد الحديث وإنما تابعه غيره كما قال الحافظ الذهبي (2/ 331) وهم:
هارون بن داود النجار الطرسوسي، ومحمد بن العلاء بن زبريق الحمصي وغيرهم.
* ثالثا: أن الكلام في محمد بن حمير ليس في مكانه من حيث الجرح حيث قال الحافظ رحمه الله في نتائج الأفكار (2/ 279) عند طعن يعقوب وأبو حاتم فيه: وهو جرح غير مفسر في حق من وثقه ابن معين وأخرج له البخاري وحسن الحديث).
* رابعا: إن للحديث من الشواهد ما يصححه ومنها:
ما أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 221) من طريق مكي بن ابراهيم ثنا هاشم بن هاشم عن عمر بن إبراهيم عن محمد بن كعب عن المغيرة بن شعبة قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة، مابينه وبين أن يدخل الجنة إلا أن يموت، فإذا مات دخل الجنة). ومنها ما أخرجه الحاكم والبيهقي كما في اللآلي (1/ 230) من حديث علي.
وللحديث شواهد أخرى لم يذكرها من ذهب إلى تصحيح الحديث سوف نتكلم عنها في موضعها إن شاء الله.
* خامسا: أن الحديث لم يعله أحد من أهل العلم، وأن ذكر الإمام النسائي له وسكوته عنه دلالة على تصحيحه له.
* ذكر من ضعف الحديث من أهل العلم:
* الإمام الدارقطني رحمه الله كما أورد ذلك الإمام ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 244) قال: (قال الدارقطني: غريب من حديث الألهاني عن أبي أمامه تفرد به محمد بن حمير عنه.قال يعقوب بن سفيان:ليس بالقوي)،وقد عزى العراقي كلام الدارقطني على الحديث إلى الأفراد (انظر تخريج الإحياء برقم 1106).
¥(35/165)
* الإمام ابن الجوزي فقد أورد الحديث في الموضوعات (1/ 233) مع أن ايراده له والحكم عليه بالوضع فيه نوع مجازفةٍ منه رحمه الله.
* الحافظ الذهبي رحمه الله حيث قال في ترجمة محمد بن حمير في الميزان (3/ 532): (له غرائب وأفراد تفرد عن الألهاني) وعدَّ هذا الحديث من أفراده.
* شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال في الفتاوى: (22/ 508): (روي في قراءة آية الكرسي عقيب الصلاة حديث لكنه ضعيف، ولهذا لم يروه أحد من أهل الكتب المعتمد عليها، فلا يمكن أن يثبت به حكم شرعي، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وخلفاؤه يجهرون بعد الصلاة بقراءة آية الكرسي ولا غيرها .. ).
* العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي اليماني في تحقيقه للفوائد المجموعة للشوكاني (ص299): (مدار الحديث على محمد بن حمير، رواه عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة، وابن حمير موثق غمزه أبو حاتم ويعقوب بن سفيان وأخرج له البخاري في الصحيح حديثين قد ثبتا من طريق غيره، وهما من روايته عن غير الألهاني فزعم أن الحديث على شرط البخاري غفلة ... ).
* ثم تكلم العلامة المعلمي رحمه الله بكلام طويل نفيس يحسن الوقوف عليه مبينا ضعف طرق الحديث وشواهده.
* أدلة من ضعف الحديث من أهل العلم:-
1 - قولهم أن الحديث على شرط الإمام البخاري رحمه الله وأن الراوي محمد بن حمير قد أخرج له البخاري في موضعين.
قلت: أما إخراجه له في موضعين من صحيحه فهذا كلام صحيح، فقد أخرج له البخاري وما أخرجه له إنما أخرجه استشهادا لا احتجاجاً وينبغي أن يفرق في ما أخرجه الشيخان في الأصول وبين ما يخرجونه في الشواهد والمتابعات.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (ص438) عند الكلام عن الرواة المتكلم عليهم في الصحيح ومنهم محمد بن حمير: (ليس في البخاري سوى حديثين: أحدهما عن ابراهيم بن أبي عبلة عن عقبة بن وساج عن أنس في خضاب أبي بكر وذكر له متابعا، والآخر عن ثابت بن عجلان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بعنز ميتة .. ) ثم قال: وله أصل من حديث ابن عباس في الطهارة) انتهى.
ولذلك قال المعلمي اليماني: (قد أخرج له البخاري حديثين في الصحيح قد ثبتا من طريق غيره، وهما من روايته عن غير الألهاني فزعم أن هذا الحديث على شرط البخاري غفلة).
قلت: وقد علم من طريقة الإمامين البخاري ومسلم وغيرهما من أهل الحديث أن يذكرون في المتابعات من لا يحتج به للتقوية لا للاحتجاج وأنهم ينتقون من أحاديث الراوي ماتابعه عليه غيره وثبت عندهم من وجه آخر.
وهنا أنبه على ماذكره بعض أهل العلم من أن اعتماد البخاري ومسلم يكون على الإسناد الأول) أقول هذا الكلام يحتاج إلى توثيق وخصوصا أن البخاري ومسلم لم يصرحوا بذلك، نعم الإمام مسلم قد يلتزم بذلك أحيانا، أما الإمام البخاري فلا وهذا ملاحظ لمن نظر في طريقة الإمامين، (وهذه فائدة نفيسة أفادني بها شيخنا الشيخ سعد بن عبدالله الحميد حفظه الله ومتعنا بعلمه).
ومحمد بن حمير الذي عليه مدار الحديث قد أخرج له البخاري في كتاب مناقب الأنصار من طريق:
سليمان بن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن حمير حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة أن عقبة بن وساج حدثه عن أنس خادم النبي صلى الله عليه وسلم قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم وليس في أصحابه أشيمط غير أبي بكر فغلفها بالحناء والكتم).
وهذا الحديث قد أخرجه الإمام البخاري رحمه الله من طريق غيره مما يدل على أنه غير محتج بهذا الراوي وأنه أخرج له متابعة وليس في الأصول، فقد قال رحمه الله:
وقال دحيم:حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني أبو عبيدة عن عقبة بن وساج حدثني أبو عبيد عن عقبة بن وساج حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه قال:قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فكان أسن أصحابه أبو بكر فغلفها بالحناء والكتم حتى قنأ لونها) انظر (الفتح 7/ 257).
* أما ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه أيضا (الفتح9/ 658) في كتاب (الذبائح والصيد) حديث رقم 5532 قال:
حدثنا خطاب بن عثمان حدثنا محمد بن حمير عن ثابت بن عجلان قال: سمعت سعيد بن جبير قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنه يقول: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعنز ميتة فقال: ماعلى أهلها لو انتفعوا بإهابها؟).
¥(35/166)
فهو أيضا مما ثبت من طريق غيره فقد أخرج رحمه الله في الصحيح (الفتح3/ 355) في كتاب الزكاة باب الصدقة على موالي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال:
حدثنا سعيد بن عفير حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب حدثني عبيدالله بن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال:وجد النبي صلى الله عليه وسلم شاة ميتة أعطيتها مولاة لميمونة من الصدقة،قال النبي صلى الله عليه وسلم: هلا انتفعتم بجلدها؟ قالوا: إنها ميتة. قال: إنما حرم أكلها).
* الجواب عن الدليل الثاني:
(قولهم: أن رجال الإسناد كلهم ثقات)
بالنظر في إسناد ابن السني الذي أخرجه في عمل اليوم والليلة (رقم 121) فالذين يروون الحديث عن محمد بن حمير هما راويين:
الأول: اليمان بن سعيد وهو محرف من (اليمان بن يزيد) وهذه الفائدة ذكرها الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة.
وهو الراوي عن محمد حميركما ذكر ذلك الحافظ في اللسان (6/ 317) قال:
(اليمان بن محمد عن محمد بن حمير الحمصي بخبر طويل في عذاب الفساق أظنه موضوعا. وقد مضى الحديث المذكور في ترجمة محمد بن حمير وأفاد شيخنا في الذيل أن الدارقطني قال في المؤتلف والمختلف مجهول وتبعه ابن ماكولا).
الثاني أحمد بن هارون المصيصي: ذكر عنه الحافظ الذهبي في الميزان (1/ 162) قال: صاحب مناكير عن الثقات. قاله ابن عدي.
وقال ابن حبان في الثقاـ (9/ 241): من أهل البصرة سكن الثغر.
? وأما الكلام عن محمد بن حمير السليحي فهو الجواب عن الدليل الثالث، فإنهم قالوا إن الكلام فيه ليس في مكانه من حيث الجرح فيقال:
أن الإمام أبو حاتم عليه رحمة الله والإمام يعقوب بن سفيان عندما تكلموا في محمد بن حمير فإنهم يعنون مايقولون والدليل على ذلك قول الإمام الذهبي رحمة الله في الميزان (3/ 532):
وثقة ابن معين، ودحيم، وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: لايحتج به. بقية أحب إلي منه وقال الفسوي: ليس بالقوي.
قلت (الكلام لذهبي):
((له غرائب وأفراد. ومات سنة مائتين. وتفرد عنه الألهاني، عن أبي أمامة – مرفوعاً من لزم آية الكرسي دبر كل صلاة لم يكن بينه وبين الجنة إلا أن يموت)).
قلت: فالحافظ الذهبي رحمه الله قد عدَّ هذا الحديث من غرائبه وأفراده وأعله بالتفرد، وكنت قد بحثت عن أصل لكلام
الإمام الدارقطني عندما ذكر ابن الجوزي رحمة الله أنه يعل الحديث بالتفرد، أو كلاماً لإمام آخر فلما وقفت على كلام الحافظ الذهبي رحمه الله ومتابعته للإمام الدارقطني حمدت الله فالحمد لله من قبل ومن بعد.
وقول الحافظ رحمه الله في الميزان (3/ 532) تفرد عنه الألهاني. أظنه قد تحرف من (عن) إلى (عنه) فإن الذي تفرد هو محمد بن حمير.
*وأما الذي روى عنه محمد بن حمير فهو:
محمد بن زياد الألهاني، أبو سفيان الحمصي.
روى عن أبي أمامة الباهلي والمقدام بن معد يكرب وأبي عنبة الخولاني وعبد الرحمن بن عمرو السلمي وعبدالله بن بسر وغيرهم. وعنه محمد بن حمير السليحي وابنه ابراهيم وعبدالله بن سالم وإسماعيل بن عياش وآخرون.
قال أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي (ثقة).
وقال عبدالله بن أحمد سألت أبي عن اسماعيل بن عياش فقال: إذا حدث عنه الثقات مثل محمد بن زياد فحديثه مستقيم.
وقال عثمان الدرامي سألته (يعني) ابن معين عن محمد بن زياد فقال (ثقة).
وقال عبدالله بن أحمد سألت أبي عن اسماعيل بن عياش فقال: إذا حدث عنه الثقات مثل محمد بن زياد فحديثه مستقيم.
وقال عثمان الدرامي سألته (يعني) ابن معين عن محمد بن زياد فقال (ثقة)
وقال أبو حاتم: لابأس به.
وذكره ابن حبان في الثقات وقال: لايعتد بروايته إلا ماكان من رواية الثقات عنه.
قلت: فنخلص من كلام أهل العلم أن محمد بن زياد الألهاني من الثقات ولكن يحترز ممن يروي عنه، فكيف بمن يأتي بالغرائب والأفراد.
وأما قولهم (أن الراوي محمد حمير لم يتفرد بالحديث وإنما تابعه غيره وهم هارون بن داود النجار الطرسوسي ومحمد بن العلاء بن زبريق الحمصي وعلي بن صدقة).
¥(35/167)
فالجواب عنه: أن هذا وهم ممن أورد هذه العبارة فالمتابعة لم تكن لمحمد بن حمير، ولكنها لمن روى عن محمد بن حمير وهو الحسين بن بشر الطرسوسي (روى عنه النسائي في عمل اليوم والليلة حديث أبي أمامة في قراءة آية الكرسي عقب الصلاة وروى الحديث المذكور معه عن محمد بن حمير، هارون بن داود النجار الطرسوسي ومحمد بن ابراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي وعلى بن صدقة) انتهى
وأما قولهم (ان الحديث لم يعله أحد من أهل العلم، وأن ذكر النسائي للحديث وسكوته عنه دلاله على تصحيحه له)
فالجواب عنه: أن قولهم هذا معارض بتضعيف جمع من الأئمة مثل الدار قطني وغيره كما ذكرنا ذلك عند ذكر من ضعف الحديث، وأما ذكر النسائي للحديث وسكوته عنه فإنه ليس فيه دلاله على تصحيحه له، وعلى افتراض تصحيحه له فهو معارض بما ذكر آنفا.
وأما دفاع السيوطي عن الحديث في الآلي فإنه لايخفي مافي كلام السيوطي من نظر فإنه لايحكم على الحديث بالوضع حتى يكون في إسناده راوي كذاب، وليس هذا بلازم لما هو معروف من أن الثقة قد يروي الحديث الموضوع يشبه عليه, واعتبار المتن أمر ضروري ــــــــــــــــــــــــــ
وللحديث شواهد منها ماذكره أبو نعيم في الحلية (3/ 221) قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد القاضي ثنا ابراهيم بن زهير ثنا مكي ابن ابراهيم ثنا هاشم بن هاشم عن عمر بن ابراهيم عن محمد بن كعب عن المغيرة ابن شعبة قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة، مابينه وبين أن يدخل الجنة إلا أن يموت، فإذا مات دخل الجنة).
قال الإمام أبو نعيم (هذا حديث غريب من حديث المغيرة تفرد به هاشم بن هاشم عن عمر عنه، ماكتبناه عاليا إلا من حديث مكي).
وعمر بن ابراهيم بن محمد بن الأسود ترجم له الحافظ الذهبي في الميزان (3/ 179) والحافظ ابن حجر في اللسان (4/ 279).
قال عنه العقيلي: لايتابع عليه. وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال المعلمي اليماني: وهو مجهول وإنما ذكره ابن حبان في الثقات على عادته في ذكر المجاهيل وذكره العقياي في الضعفاء وذكر له خبرا آخر بهذا السند نفسه لم يتابع عليه، والمجهول إذا روى خبرين لم يتابع عليها فهو تالف.
وقد تعقب العلامة المعلمي رحمه الله الدمياطي في ذكره عمب ابن ابراهيم على أنه ابو حفص العبدي البصري المترجم في التهذيب.
قلت: فهو اسناد ضعيف جداً لجهالة عمر ابن إبراهيم.
ــــــــــــــــــــــــــ
ومن الشواهد أيضاً:
ماأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 455) حديث رقم (2385) والخطيب في التاريخ (5/ 374) كليهما من طريق:
محمد الضوء بن الصلصال بن الدلهمس عن أبيه عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يكن بينه وبين أن يدخل الجنة إلا أن يموت، فإن مات دخل الجنة)
وفي إسناده: محمد بن الضوء ترجم له الهبي في الميزان (3/ 586) وابن حجر في اللسان (5/ 206) قال ابن حبان: لايجوز الاحتجاج به.
وقال الخطيب: ليس بمحل أن يؤخذ عنه العلم، لأنه كذاب.
وقال الجوزقاني في الموضوعات: كذاب.
ــــــــــــــــــــــــــ
ومن الشواهد أيضاً:
مأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 458) حديث رقم (2395) قال:
اخبرنا أبو عبدالله الحافظ حدثني القاسم بن غانم بن حموبه بن الحسين بن معاذ ثنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن الصباح ثنا أبي ثنا محمد بن عمرو القرشي عن نهشل بن سعيد الضبي عن أبي إسحاق الهمداني عن حبة العرني عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لمن يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت، ومن قرأها حين يأخذ مضجعه أمنه الله على داره ودار جاره وأهل دويرات حوله).
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، فإن في الحديث نهشل بن سعيد.
قال ابن معين: ليس بشئ. وقال أبو حاتم: ليس بقوي متروك الحديث.
وقال الحافظ/ متروك.
وحبة العرني هو ابن جوين بن علي أبو قدامة الكوفي:
قال ابن معين: ليس بثقة. وقال الدار قطني: ضعيف.وقال ابن حبان: كان غالياً في التشيع، واهياً في الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوي.
ــــــــــــــــــــــــــ
ومن الشواهد أيضاًَ:
ماأرجه ابن عدي في الكامل (2/ 426) قال:
¥(35/168)
حدثنا عمر ان ابن بكار ثنا عبدالسلام بن محمد الحضرمي، ثنا بقية، عن الأوزاعي عن جسر بن الحسن، عن عون بن عبدالله بن عتبة، عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة فمات دخل الجنة) قال ابن عدي: وجسر بن الحسن لاأعرف له إلا ماذكرت وزيادة حديثين أو ثلاثة وليس ماذكرت بالمنكر لأن هذا الحديث مرسل (ثم قال): وهذا الحديث لاأعلم رواه عن جسر غير الأوزاعي، وغنما عرف جسر بالأوزاعي حين روى عنه، ولا أعرف لجسر هذا كثير رواية. ا.ه.
قلت: بل هو إسناد ضعيف جداً، فإن جسر هو ابن الحسن الكوفي، ويقال اليمامي ترجم له الذهبي في الميزان (1/ 398)
ضعفه النسائي، وقال الجوزجاني: واهي الحديث.
وقال ابن معين: ليس بشئ. وقال أبو حاتم: مارى به بأس.
وبقية هو ابن الوليد معروف بالتدليس وقد عنعن.
ــــــــــــــــــــــــــ
ومن الشواهد أيضاً:
ماأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 496) وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 243) وابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 286) من حديث:
إسماعيل بن يحي بن عبيد الله التيمي، حدثنا ابن جريج، عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة خرقت سبع سماوات، فلم يلتئم خرقها حتى ينظر الله إلى قائلها فيغفر له، ثم يبعث الله عز وجل ملكاً فيكتب حسناته ويمحو سيئاته إلى الغد من تلك الساعة).
قلت: وهو اسناد تالف
قال صالح جزرة: كان يضع الحديث. وقال الأزدي: ركن من أركان الكذب، لاتحل الرواية عنه.
وقال الدارقطني والحاكم: كذاب. وقال الذهبي: مجمع على تركه.
ــــــــــــــــــــــــــ
ومن الشواهد أيضاً:
ما أخرجه الطبراني في الكبير وقال الهيثمي في المجمع (2/ 148): إسناده حسن.
حدثنا ابراهيم بن هاشم البغوي ثنا كثير بن يحي ثنا حفص بن عمر الرقاشي ثنا عبدالله بن حسن بن حسن عن أبيه عند جده قال:
(من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى).
وفي إسناده من لايعرف وهو حفص بن عمر الرقاشي.
وكثير بن يحي: هو البصري الشيعي، نهى العنبري عن الأخذ عنه.
وقال الأزدي: عنده مناكير. وقال أبو حاتم: محله الصدق.
وهنالك شاهدان كليهما لايخلو من متهم أو متروك عن البيهقي وابن النجار لم أذكرهما خشية الإطالة.
والحديث والله أعلم لا يرتقي لمرتبة الحسن فضلاً على أن يكون حديثاً صحيحاً.
وكتب
أبو معاذ محمد بن عبدالله المباركي
الرياض ـ حرسها الله ـ
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 09 - 02, 02:35 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذا المبحث الطيب.
وعلى فرض صحّة هذا الحديث،، ففيه زيادة مُكرة، قد تفرّد بها أحد الهلْكى، أرى أنّ من الفائدة الإشارة لها.
فقد روى الحسين بن بشر الطرسوسي، و محمد بن ابراهيم، وهارون بن داود النجار الطرسوسي، واليمان بن [سعيد]، وأحمد بن هارون،
جميعهم عن محمد بن حمير ... .
إلا أن محمد بن إبراهيم ــ كما عند الطبراني في ((الكبير)) (8/ 118) برقم (7532) ــ قد زاد زيادة (مُنكرة)، حيث زاد ((وقل هو الله أحد)).
ومحد بن إبراهيم هذا هو: بن العلاء بن بن زبريق الحمصي، ترجمه ابن عدي في ((الكامل)) (7/ 547) وذكر أنه كان يسرق الأحاديث، وذكره ابن الجوزي في ((الضعفاء والمتروكين)) (3/ 38) والحافظ في ((اللسان)) (6/ 100)
ويحضرني ــ الآن ــ أن ممن ضعف هذه الزيادة الشيخ الألباني فقد حكم ببطلانها، والشيخ العلوان ــ سماعاً منه ــ.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 09 - 02, 02:40 ص]ـ
قلتُ [وعلى فرض صحّة هذا الحديث] لا أنّي أضعف الحديث،، وإنما لم يتبين لي ــ حتى الآن ــ ضعف الحديث، فاللهم افتح علينا.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[07 - 09 - 02, 03:29 ص]ـ
جزيت خيرا اخي المسدد المباركي
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[09 - 09 - 02, 12:48 ص]ـ
لمزيد طرح
ـ[البتيري]ــــــــ[27 - 03 - 06, 10:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[ابو محمد المصرى الأثرى]ــــــــ[21 - 08 - 07, 04:07 م]ـ
بسم الله، و الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله .....
جزاك الله أبا معاذ المباركى جزاء جزيلا، وجعل الفردوس الأعلى_لك_مقيلا؛فقد احسنت العرض.
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[26 - 08 - 07, 08:01 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا معاذ المباركى
لله در أهل الحديث
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[27 - 02 - 08, 05:52 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم .......
أبليت بلاء حسنا؛ سلمت يمينك ....
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[27 - 02 - 08, 06:59 م]ـ
جزيت خيرا
ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[28 - 02 - 08, 09:36 م]ـ
بارك الله في الإخوة طلاب العلم ووالله إن هذا الحديث محير حقا والحكم عليه تصحيحا أو تضعيفا أمر صعب فعلا ..
و أن من ترجح عنده صحة الحديث أو ضعفه فأظن أن هذا أمر اجتهادي فلا تثريب لأحد على الأخر ولا يجب أن يكون هذا سببا للفرقة والتنافر كما نسمع عن بعض الإخوة هداهم الله ...
¥(35/169)
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[30 - 01 - 10, 05:02 ص]ـ
حديث أبي أمامة رضي الله عنه
رواه ابن شاهين في الجزء الخامس من الأفراد (34)
حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال حدثنا علي بن صدقة وهارون بن داود الطرسوسي قالا: حدثنا محمد بن حمير قال حدثنا محمد بن زياد عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يكن بينه وبين أن يدخل الجنة إلا أن يموت).
قال ابن شاهين: وهذا حديث غريب، تفرد به ابن حمير، لا أعلم حدث به عن محمد بن زياد غيره.
وقال لنا عبد الله بن سليمان (أبو بكر بن أبي داود): لم يحدث به ابن حمير إلا بطرسوس، وليس هو عند أهل حمص.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[25 - 03 - 10, 11:41 م]ـ
أخي أبا معاذ محمد بن عبدالله المباركي ـ بارك الله فيك ونفع بك ـ
إكمالاً لما ذكرت:
وقفت للحديث على شاهد آخر عن أبي أيوب الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً: " لما نزلت (الحمد لله رب العالمين)، وآية الكرسي، و (شهد الله)، و (قل اللهم مالك الملك) إلى (بغير حساب) تعلقن بالعرش وقلن: أتنزلنا إلى قوم يعملون بمعاصيك؟ فقال: وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لا يتلوكن عبد دبر كل صلاة مكتوبة إلا عفرت له ما كان فيه وأسكنته جنة الفردوس ونظرت إليه كل يوم سبعين مرة وقضيت له سبعين حاجة أدناها المغفرة ".
رواه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس ـ كما في اللآلئ المصنوعة (1/ 229) للسيوطي ـ من طريق محمد بن عبد الرحمن بن بَحير بن ريسان، عن عمرو بن الربيع بن طارق، عن يحيى بن أيوب، عن إسحاق بن أسيد، عن يعقوب بن إبراهيم، عن محمد بن ثابت بن شرحبيل، عن عبدالله بن يزيد الخطمي، عن أبي أيوب به.
وهذا إسناد تاف والحديث به موضوع.
محمد بن عبد الرحمن بن بَحير بن ريسان، قال ابن عدي في الكامل (6/ 2290): " روى عن الثقات المناكير، وعن أبيه، عن مالك البواطيل ".
وقال الدارقطني في المؤتلف والمختلف (1/ 156): " يضع الحديث ".
وكذبه مسلمة بن قاسم ـ كما في لسان الميزان (7/ 280) ـ، والخطيب البغدادي ـ كما في ميزان الاعتدال (3/ 621) ـ، وابن عبد البر في التمهيد (5/ 297).
تنبيه: هناك راوٍ ضعيف آخر يشتبه بابن ريسان، وهو محمد بن عبد الرحمن بن مُجَّبر، ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 272).
وفيه أيضاً إسحاق بن أسيد وهو الأنصاري أبو عبد الرحمن الخراساني.
قال أبو حاتم في الجرح والتعديل (2/ 213): " سيخ خرساني ليس بالمشهور ولا يشتغل به ".
ذكره ابن حبان في الثقات (6/ 50) وقال: " كان يخطئ ".
وقال أبو أحمد الحاكم: " مجهول ". وقال الأزدي: " منكر الحديث تركوه ". انظر تهذيب التهذيب (1/ 117).
قال الحافظ في التقريب (342): " فيه ضعف ".
والحديث حكم عليه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في الضعيفة (2/ 140 ح 699) بأنه موضوع.
ـ[أبو العباس الشمري]ــــــــ[28 - 06 - 10, 12:55 ص]ـ
حديث ابي امامة صححه ابن باز في فتاوى نور على الدرب وصححه الالباني
وقال المحدثان العلوان وعبدالله السعد لا باس به
وفق الله الجميع
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[28 - 06 - 10, 07:44 ص]ـ
بارك الله في هذه الجهود الطيبة، ومفاد ما تقدم:
ـ أصح طرق هذا الحديث مدارها على محمد بن حمير.
ـ هذا الحديث من مفاريد محمد بن حمير.
ـ محمد بن حمير في حيز القبول بلا شك.
ـ الوصف بالتفرد أو الغرابة لا يقتضي الضعف مطلقا (ما دام راويه في حيز القبول)، وعليه النقل عمن تقدم أنه ضعفه بناء على وصفه بالتفرد أو الغرابة لا يستقيم.
ـ التعامل مع هذا النوع من الأحاديث لابد فيه من الرجوع إلى أحكام الأئمة النقاد (أهل الاجتهاد المطلق).
ـ بناء على ما تقدم لا نجد إماما واحدا من أهل الاجتهاد المطلق ضعف هذا الحديث.
ـ بل نجد العكس وهو أن ابن حبان (وهو من أهل الاجتهاد المطلق) صححه، نقل ذلك الحافظ ابن حجر عنه في بلوغ المرام ـ وقد فات هذا النقل الأخ الكريم ـ.
ـ إضافة لصنيع المعاصرين المذكور، فقد حسنه الشيخ حاتم العوني حفظه الله.
ـ[محمد المباركي]ــــــــ[28 - 06 - 10, 11:30 ص]ـ
شكر الله لجميع الإخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع وأسأل الله ان يوفقنا وإياهم لكل خير
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[27 - 07 - 10, 11:21 ص]ـ
تصحيح الشيخ سليمان العلوان للحديث
..
حديث (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) رواه النسائي في عمل اليوم والليلة وسنده صحيح، وصححه ابن حبان وابن عبد الهادي.
هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&p=655910
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[10 - 10 - 10, 12:20 م]ـ
فقد حسنه الشيخ حاتم العوني حفظه الله.
ما مصدر هذا؟؟
ـ[بوسلمان]ــــــــ[11 - 10 - 10, 12:48 ص]ـ
الحديث عن ابي امامه في السلسله الصحيحه برقم 972
¥(35/170)
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[11 - 10 - 10, 02:40 م]ـ
ما مصدر هذا؟؟
في أحد الأشرطة، وكان الكلام عن كيفية التعامل مع التفرد.
ـ[أبو راشد التواتي]ــــــــ[11 - 10 - 10, 05:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[فراس الفارسي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 01:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
هل هناك آثار عن الصحابة و التابعين بأنهم كانوا يقرأون آية الكرسي دبر كل صلاة؟؟
إذا وُجدت و خاصة إذا صح سندها يدل على أن الحديث له أصل ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
قال أبوبكر عبد الله بن جعفر: سمعت أحمد بن حنبل و سئل عن الرجل يكتب الحديث فيكثر؟ قال: فينبغي أن يكثر العمل به على قدر زيادته في الطلب, ثم قال: سبيل العلم مثل سبيل المال ,إن المال إذا زاد:زادت زكاته.(35/171)
فائدة من أجل التمييز بين الحمادين
ـ[المظفري]ــــــــ[07 - 09 - 02, 05:39 م]ـ
في تهذيب الكمال ج: 7 ص: 269
اشترك في الرواية عن الحمادين جماعة وانفرد بالرواية عن كل واحد منهما جماعة كما تقدم إلا أن عفان لا يروي عن حماد بن زيد إلا وينسبه في روايته عنه وقد يروى عن حماد بن سلمة فلا ينسبه وكذلك حجاج بن المنهال وهدبة بن خالد و
أما سليمان بن حرب فعلى العكس من ذلك وكذلك عارم
وممن انفرد بالرواية عن حماد بن زيد أحمد بن عبدة الضبي وأبو الربيع الزهراني وقتيبة ومسدد وعامة من ذكرناه في ترجمته دون حماد بن سلمة فإنه لم يرو أحد منهم عن حماد بن سلمة
وممن انفرد بالرواية عن حماد بن سلمة أو اشتهر بالرواية عنه بهز بن أسد وموسى بن إسماعيل وعامة من ذكرناه في ترجمته دون ترجمة حماد بن زيد
فإذا جاءك عن أحد من هؤلاء عن حماد غير منسوب فهو ابن سلمة والله أعلم
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[07 - 09 - 02, 08:01 م]ـ
جزيت خيرا اخي المظفري
ـ[بو الوليد]ــــــــ[07 - 09 - 02, 08:14 م]ـ
فائدة نفيسة أخي المظفري،
جزاك الله خيراً ..
وإن كان عندك المزيد فهات، أحسن الله إليك ..
ـ[المظفري]ــــــــ[08 - 09 - 02, 06:32 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[08 - 09 - 02, 09:05 ص]ـ
الأخ المظفري.
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة.
وأزيدك أيضا كلاما بخصوص الحمادين والسفيانين من كلام الإمام الذهبي.
قال الإمام الذهبي في السير في آخر الجزء السابع عند ترجمة حَمَّادُ بنُ زَيْدِ بنِ دِرْهَمٍ الأَزْدِيُّ ما نصه (7/ 466):
اشْتَرَكَ الحَمَّادَانِ فِي الرِّوَايَةِ عَنْ كَثِيْرٍ مِنَ المَشَايِخِ، وَرَوَى عَنْهُمَا جَمِيْعاً جَمَاعَةٌ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ، فَرُبَّمَا رَوَى الرَّجُل مِنْهُم عَنْ حَمَّادٍ، لَمْ يَنْسِبْهُ، فَلاَ يُعْرَفُ أَيُّ الحَمَّادَيْنِ هُوَ إِلاَّ بِقرِيْنَةٍ، فَإِنْ عَرِيَ السَّنَدُ مِنَ القَرَائِنِ - وَذَلِكَ قَلِيْلٌ - لَمْ نَقطَعْ بِأَنَّهُ ابْنُ زَيْدٍ، وَلاَ أَنَّهُ ابْنُ سَلَمَةَ، بَلْ نَتَرَدَّدُ، أَوْ نُقدِّرُه ابْنَ سَلَمَةَ، وَنَقُوْلُ: هَذَا الحَدِيْثُ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، إِذْ مُسْلِمٌ قَدِ احْتَجَّ بِهِمَا جَمِيْعاً.
فَمِنْ شُيُوْخِهِمَا مَعاً: أَنَسُ بنُ سِيْرِيْنَ، وَأَيُّوْبُ، وَالأَزْرَقُ بنُ قَيْسٍ، وَإِسْحَاقُ بنُ سُوَيْدٍ، وَبُرْدُ بنُ سِنَانٍ، وَبِشْرُ بنُ حَرْبٍ، وَبَهْزُ بنُ حَكِيْمٍ، وَثَابِتٌ، وَالجَعْدُ أَبُو عُثْمَانَ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ، وَخَالِدٌ الحَذَّاءُ، وَدَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، وَالجُرَيْرِيُّ، وَشُعَيْبُ بنُ الحَبْحَابِ، وَعَاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُوْدِ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ أَنَسٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَعَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وَعَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، وَعَمْرُو بنُ دِيْنَارٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ وَاسِعٍ، وَمَطَرٌ الوَرَّاقُ، وَأَبُو جَمْرَةَ الضُّبَعِيُّ، وَهِشَامُ بنُ عُرْوَةَ، وَهِشَامُ بنُ حَسَّانٍ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَيَحْيَى بنُ عَتِيْقٍ، وَيُوْنُسُ بنُ عُبَيْدٍ.
وَحَدَّثَ عَنِ الحَمَّادَيْنِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ، وَوَكِيْعٌ، وَعَفَّانُ، وَحَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، وَسُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، وَشَيْبَانُ، وَالقَعْنَبِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيُّ، وَعَبْدُ الأَعْلَى بنُ حَمَّادٍ، وَأَبُو النُّعْمَانِ عَارِمٌ، وَمُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ - لَكِنْ مَا لَهُ عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ سِوَى حَدِيْثٍ وَاحِدٍ - وَمُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَهُدْبَةُ، وَيَحْيَى بنُ حَسَّانٍ، وَيُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ المُؤَدِّبُ، وَغَيْرُهُم.
وَالحُفَّاظُ المُخْتَصُّوْنَ بِالإِكثَارِ، وَبِالرِّوَايَةِ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ: بَهْزُ بنُ أَسَدٍ، وَحِبَّانُ بنُ هِلاَلٍ، وَالحَسَنُ الأَشْيَبُ، وَعُمَرُ بنُ عَاصِمٍ.
وَالمُخْتَصُّوْنَ بِحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، الَّذِيْنَ مَا لَحِقُوا ابْنَ سَلَمَةَ، فَهُم أَكْثَرُ وَأَوضَحُ:
¥(35/172)
كَعَلِيِّ بنِ المَدِيْنِيِّ، وَأَحْمَدَ بنِ عَبْدَةَ، وَأَحْمَدَ بنِ المِقْدَامِ، وَبِشْرِ بنِ مُعَاذٍ العَقَدِيِّ، وَخَالِدِ بنِ خِدَاشٍ، وَخَلَفِ بنِ هِشَامٍ، وَزَكَرِيَّا بنِ عَدِيٍّ، وَسَعِيْدِ بنِ مَنْصُوْرٍ، وَأَبِي الرَّبِيْعِ الزَّهْرَانِيِّ، وَالقَوَارِيْرِيِّ، وَعَمْرِو بنِ عَوْنٍ، وَقُتَيْبَةَ بنِ سَعِيْدٍ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمِيِّ، وَلُوَيْنَ، وَمُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى بنِ الطَّبَّاعِ، وَمُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ، وَمُسَدَّدٍ، وَيَحْيَى بنِ حَبِيْبٍ، وَيَحْيَى بنِ يَحْيَى التَّمِيْمِيِّ، وَعِدَّةٍ مِنْ أَقْرَانِهِم.
فَإِذَا رَأَيتَ الرَّجُلَ مِنْ هَؤُلاَءِ الطَّبَقَةِ قَدْ رَوَى عَنْ حَمَّادٍ وَأَبْهَمَهُ، عَلِمتَ أَنَّهُ ابْنُ زَيْدٍ، وَأَنَّ هَذَا لَمْ يُدرِكْ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ، وَكَذَا إِذَا رَوَى رَجُلٌ مِمَّنْ لَقِيَهُمَا، فَقَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، وَسَكَتَ، نَظَرَتَ فِي شَيْخِ حَمَّادٍ مَنْ هُوَ؟ فَإِنْ رَأَيتَهُ مِنْ شُيُوْخِهِمَا عَلَى الاشْتِرَاكِ، تَردَّدْتَ، وَإِنْ رَأَيتَه مِنْ شُيُوْخِ أَحَدِهِمَا عَلَى الاخْتِصَاصِ وَالتَّفرُّدِ، عَرَفْتَه بِشُيُوْخِه المُخْتَصِّيْنَ بِهِ، ثُمَّ عَادَةُ عَفَّانَ لاَ يَرْوِي عَنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ إِلاَّ وَيَنسِبُهُ، وَرُبَّمَا رَوَى عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ فَلاَ يَنسِبُهُ، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُ حَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ، وَهُدْبَةُ بنُ خَالِدٍ.
فَأَمَّا سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ، فَعَلَى العَكْسِ مِنْ ذَلِكَ، وَكَذَلِكَ عَارِمٌ يَفْعَلُ، فَإِذَا، قَالاَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، فَهُوَ ابْنُ زَيْدٍ، وَمَتَى قَالَ مُوْسَى التَّبُوْذَكِيُّ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، فَهُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، فَهُوَ رِوَايَتُهُ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.
وَيَقَعُ مِثْلُ هَذَا الاشْتِرَاكِ سَوَاءً فِي السُّفْيَانَيْنِ، فَأَصْحَابُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ كِبَارٌ قُدَمَاءُ، وَأَصْحَابُ ابْنِ عُيَيْنَةَ صِغَارٌ، لَمْ يُدْرِكُوا الثَّوْرِيَّ، وَذَلِكَ أَبْيَنُ، فَمَتَى رَأَيتَ القَدِيْمَ قَدْ رَوَى، فَقَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، وَأَبْهَمَ، فَهُوَ الثَّوْرِيُّ، وَهُمْ كَوَكِيْعٍ، وَابْنِ مَهْدِيٍّ، وَالفِرْيَابِيِّ، وَأَبِي نُعَيْمٍ.
فَإِنَّ رَوَى وَاحِدٌ مِنْهُم عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ بَيَّنَهُ، فَأَمَّا الَّذِي لَمْ يَلْحَقِ الثَّوْرِيَّ، وَأَدْرَكَ ابْنَ عُيَيْنَةَ، فَلاَ يَحْتَاجُ أَنْ يَنْسِبَهُ، لِعَدَمِ الإِلْبَاسِ، فَعَلَيْكَ بِمَعْرِفَةِ طَبَقَاتِ النَّاسِ.ا. هـ
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[08 - 09 - 02, 07:12 م]ـ
فائدة جانبيّة بالنسبة للسفيانين في صحيح مسلم:
الإمام مسلم يروي عن سفيان الثوري بواسطة راويين اثنين.
ويروي عن سفيان بن عيينة بواسطة راوٍ واحد.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 09 - 02, 07:35 م]ـ
المشكلة
لما تجد
في البخاري
(
حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان
)
من يستطيع يميز؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[08 - 09 - 02, 07:41 م]ـ
قال أبو عمر السمرقندي:
قال الحافظ في الفتح (1/ 195) ط/ الريان: قوله (سفيان) هو الثوري، وقد رواه أحمد في مسنده عن ابن عيينة؛ لكن محمد بن يوسف الفريابي، وإن كن يروي عن السفيانين فإنه حين يطلق يريد به الثوري، كما أن البخاري حيث يطلق محمد بن يوسف لا يريد به إلاَّ الفريابي، وإن كان يروي عن محمد بن يوسف البيكندي أيضاً، وقد وهم من زعم أنه البيكندي هنا.
والحمد لله رب العالمين!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 09 - 02, 08:17 م]ـ
احسنت
بارك الله فيك
ولكن يظل هذا احتمال
ومثل هذه المسائل تحتاج مزيد بحث
وممارسة
والله اعلم
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[08 - 09 - 02, 08:18 م]ـ
قال أبو عمر السمرقندي رضي الله عنه:
قال الحافظ في الفتح (/) ط/ الريان، في شرحه للحديث (111):
" قوله (عن سفيان) هو الثوري؛ لأنَّ وكيعاً مشهور بالرواية عنه، وقال أبو مسعود الدمشقي في الأطراف: يقال إنه ابن عيينة.
قلت: لو كان ابن عيينة لنَسَبَه؛ لأنَّ القاعدة في كل من روى عن متفقي الاسم: (أن يُحمَل من أُهمِل نسبته على من يكون له خصوصية، من إكثار ونحوه)، كما قدمناه قبل هذا.
وهكذا نقول هنا؛ لأنَّ وكيعاً قليل الرواية عن ابن عيينة، بخلاف الثوري ".
والحمد لله رب العالمين!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 09 - 02, 08:22 م]ـ
ولكن بالذات في هذا الحديث
فيبدو ان القول الذي نقله ابو مسعود اقرب
ولما لم خص هذا الحديث
فقال
(يقال انه ابن عيينة)
فلا شك ان لهذا القول وجاهة
والله اعلم
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[08 - 09 - 02, 08:22 م]ـ
قد استعجلت فغلط، أستغفر الله!
قال الحافظ في الفتح (1/ 246) ط/ الريان ... إلخ!
¥(35/173)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[08 - 09 - 02, 08:35 م]ـ
أخي (ابن وهب) جزيت خيراً من الله تعالى.
تقول: (احتمال)، وهل الأمر الذي نبحثه ههنا، وقد بحثه الأئمة؛ كالحافظ ابن حجر، من الذين أفنوا أعمارهم بكثرة الممارسة في ذا الشأن وتقليب الأسانيد والنظر فيها إلاَّ مبنياً جُله على الاحتمال المبني على الغلبة، إذ ليس بالإمكان أفضل مما كان، ودمت موفقاً!
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[12 - 09 - 02, 09:34 ص]ـ
• قال أبو عمر السمرقندي رضي الله عنه:
• قال ابن حجر في في الفتح (4/ 512) ط/ الريان، في شرح الحديث (2259): ((قوله (وحدثنا علي) كذا للأكثر غير منسوب، وفي رواية ابن السكن وكريمة: (علي بن عبدالله)، ولابن شبويه: (علي بن المديني).
• ورجّح أبو علي الجياني أنه: علي بن سلم اللبقي؛ بفتح اللام والموحدة بعدها قاف، وبه جزم الكلاباذي وابن طاهر، وهو الذي ثبت في رواية ابن المستملي.
• وهذا يشعر بأن البخاري لم ينسبه، وإنما نسبه من نسبه من الرواة بحسب ما ظهر له؛ فإم كان كذلك فالأرجح أنه ابن المديني؛ لأن العادة أن الإطلاق إنما ينصرف لمن يكون أشهر، وابن المديني أشهر من اللبقي.
• ومن عادة البخاري إذا أطلق الرواية عن (علي) إنما يقصد به: علي بن المديني)).
والحمد لله رب العالمين،،،
===================================
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 09 - 02, 06:13 م]ـ
• قاعدة: إذا أطلق الفريابي - غالباً - التحديث عن سفيان فهو الثوري، أو أطلق البيكندي التحديث - غالباً - فهو ابن عيينة:
• قال أبو عمر السمرقندي رضي الله عنه:
• قال الحافظ ابن حجر في الفتح (12/ 334) عند شرحه للحديث (6946): قال البخاري: حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن ابن جريج ... الحديث؛ قال:
((قوله (حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان) الظاهر أنه الفريابي، وشيخه الثوري، ويحتمل أن يكون البيكندي، وشيخه ابن عيينة.
فإنَّ كلاً من السفيانين معروف بالرواية عن ابن جريج، لكن هذا الحديث إنما هو عن الفريابي؛ كما جزم به أبو نعي، والفريابي إذا أطلق سفيان أراد الثوري، وإذا أراد ان عيينة نسبه)) انتهى المراد منه، والحمدلله رب العالمين،،،
====================================
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[13 - 09 - 02, 09:13 م]ـ
مقولة مَنْ هذه: (وفضل حماد بن سلمة بن دينار على حماد بن زيد بن درهم كفضل الدينار على الدرهم)؟؟
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 09 - 02, 10:29 م]ـ
قال أبو عمر السمرقندي رضي الله عنه:
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (7/ 447):
(قال عبد الله بن معاوية الجمحي: (حدثنا الحمادان، وفضل ابن سلمة على ابن زيد كفضل الدينار على الدرهم).
يعني الذي اسم جده دينار، أفضل من حماد بن زيد الذي اسم جده درهم.
وهذا محمول على جلالته ودينه، وأما الإتقان فمسلّم إلى ابن زيد؛ هو نظير مالك في التثبت) انتهى.
وأخرج السهمي في تاريخ جرجان (405) بسنده ... : عن محمد بن يحيى قال: (كنت عند أحمد بن حنبل إذ جاءه إنسان سجزي فقال له ما تقول في حماد بن سلمة وحماد بن زيد أيهما أفضل؛ فقال: إن حماد بن سلمة بن دينار وحماد بن زيد بن درهم = الفضل بينهما كفضل الدينار على الدرهم).
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[02 - 01 - 03, 08:28 م]ـ
وهذا بحث مفيد للدكتور محمد التركي حفظه الله لعله يفيد في الموضوع المطروح عنوانه:
(البيان والتبيين لضوابط ووسائل تمييز الرواة المهملين)
وهو منشور في مجلة جامعة أم القرى في عددها رقم (20).
وإليكم رابط البحث.
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag20/www/MG-003.htm
البيان والتبيين
لضوابط ووسائل تمييز الرواة المهملين
د. محمد بن تركي التركي
أستاذ الحديث المساعد، بقسم الثقافة الإسلامية
كلية التربية - جامعة الملك سعود
ملخص البحث
يقوم هذا البحث على معالجة أمر يعترض الباحثين كثيراً، ألا وهو ورود بعض الرواة في الأسانيد مهملين، كأن يذكر باسمه الأول، أو كنيته أو غير ذلك، مع وجود غيره ممن يشترك معه في الاسم والطبقة، ومن ثم لا يستطيع الباحث معرفة المراد بسهولة.
¥(35/174)
وقد حاولت في هذا البحث استخراج القواعد والوسائل التي تعين على تمييز الراوي المهمل، وتحديده، ومن المراد به إذا ورد في هذا الإسناد أو ذاك.
وقدمت لذلك بمقدمة موجزة، ثم ذكرت تعريف المهمل، والمبهم، والفرق بينهما، ثم ذكرت ما توصلت إليه من هذه الوسائل، مستعيناً بعدد من كتب المصطلح، والشروح الحديثية، وكتب الرجال وغيرها.
وقد بلغ عددها حوالي عشر وسائل وضوابط كلية، ويندرج تحت بعضها عدة وسائل فرعية.
وخلاصة ما ذكرته أنه يمكن تمييز المهمل عن طريق عدة وسائل، فمنها: أن يعرف المهمل عن طريق الراوي عنه. كأن يكون مشهوراً بالرواية عنه، أو مختصاً به، أو لا يروي عن غيره، وغير ذلك.
ومنها أن يُعرف المهمل عن طريق شيخه، وفيه عدة وسائل تندرج تحته.
كما يعرف المهمل عن طريق التخريج، أو طبقته، أو بلده، أو غير ذلك من طرق أخرى مذكورة بالتفصيل مع أدلتها والأمثلة عليها في ثنايا البحث.
هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المقدمة:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
] يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَ لاَ تَمُوتُنَّ إِلاَ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون [.
] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم الَّذِيْ خَلَقَكُم مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرَاً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِيْ تَسَآلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبَاً [.
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدَاً يُصْلِح لَكُمْ أَعْمَالَكُم وَيَغْفِر لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً [.
أما بعد:
فإن تمييز الراوي المهمل الذي يرد في بعض الأسانيد، أمر ليس باليسير، وقد يستغرق من الباحث وقتاً طويلاً لتحديد هذا الراوي وتعيينه، وقد لا يُوفق كل باحث لهذا الأمر.
ولما نظرت في كتب المصطلح، لم أر من وضع قواعد ووسائل متكاملة تعين في تمييز الرواة المهملين، وإنما وجدت فوائد قليلة ومنثورة في بعض هذه الكتب وغيرها، تبعاً لبعض الحالات المشكلة من ذلك، ومن ثم التصدي لحلها، كما سيأتي بالتفصيل.
كما لم أر من أفرد هذه القواعد والوسائل ببحث مستقل يجمعها.
لذا فقد استعنت بالله وبدأت بالكتابة في هذا الموضوع، وحاولت أن ألم شتاته، وأجمع ما تفرق منه مستعيناً – بعد الله–بما وجدته في كتب المصطلح، والرجال، والشروح الحديثية، وغيرها، وبما طبقه علماء الحديث عملياً لتعيين الرواة المهملين.
وفي الختام فهذا جهد متواضع، في موضع مهم وشائك، أرجو أن أكون قد وفيته حقه من الدراسة والبحث، وأن تكون النتائج التي توصلت إليها صائبة، أو قريبة من الصواب، وميسرة للباحثين تعيين وتحديد الرواة المهملين.
وأسأل الله عز وجل أن يجعل هذا البحث خالصاً لوجهه الكريم، وأن يكون ذا فائدة لطلاب علم السنة النبوية وأعتذر عما فيه من قصور وخلل؛ فهذا مما لا ينفك عنه بشر.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
المبحث الأول: تعريف المهمل والفرق بينه وبين المبهم
تعريف المهمل:
المهمل هو: من لم يتميز عن غيره. سواءً ذُكر باسمه أو كنيته أو لقبه، وذلك لوجود من يشاركه في هذا الاسم أو الكنية أو اللقب.
فإن كان لا يشترك معه غيره في أحد هذه الأمور فحينئذ لا يعتبر مهملاً.
ومثاله: أن الإمام البخاري – رحمه الله – له أكثر من شيخ اسمه إسحاق، ونجده في بعض الأحيان يقول: حدثنا إسحاق ولا ينسبه. فهنا نقول إن إسحاق ورد مهملاً.
وكما لو وجدنا إسناداً ورد فيه ذكر سفيان غير منسوب، فهنا لا ندري هل المراد به الثوري أو ابن عيينة ([1])، أو ورد فيه حماد غير منسوب، فلا ندري هل هو ابن سلمة أو ابن زيد، وهكذا.
ومن أبرز من عُرف من المتقدمين اعتناؤه بهذا النوع من علم الرجال الإمام الحافظ الخطيب البغدادي (ت 4639هـ) وأبو علي الجياني الأندلسي (ت498هـ).
¥(35/175)
فالأول ألف في بيان المهملين من الرواة عموماً كتاباً عُرف باسم: "المكمل في بيان المهمل" ([2]).
ولكن للأسف فهذا الكتاب يعتبر حتى الآن في عداد الكتب المفقودة ([3]).
والثاني ألف في بيان المهملين في أسانيد صحيح البخاري بخصوصه، وذلك في باب مستقل في كتابه الماتع: «تقييد المهمل وتمييز المشكل» ([4]).
وعلى هذين المؤلفين عوّل من جاء بعدهما، مع الإضافة أو التعقيب، كما يُعرف من مراجعة المؤلفات المتأخرة عنهما في الرجال أو الشروح الحديثية.
تعريف المبهم:
المبهم هو: من لم يتعين اسمه.
كأن يقول أحد الرواة: حدثني رجل. أو: حدثني صاحب لي. أو نحو ذلك.
ومنه يتبين الفرق واضحاً بين المهمل والمبهم.
فالمهمل ذُكر اسمه لكنه التبس مع غيره، وأما المبهم فلم يُذكر اسمه أصلاً.
وقد ألف في المبهمات غير واحد من العلماء.
ومن أشهر ما طُبع من هذه المؤلفات: كتاب الخطيب البغدادي: «الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة» وكتاب ابن طاهر المقدسي: «إيضاح الإشكال»، وكتاب ابن بشكوال: «غوامض الأسماء المبهمة الواقعة في متون الأحاديث المسندة»، وكتاب النووي «الإشارات إلى بيان الأسماء المبهمات» ([5])، وكتاب العراقي: «المستفاد من مبهمات المتن والإسناد»، وغيرها.
وهناك أمور أخرى تتعلق بالمبهم، ليس هنا مجال ذكرها، وهي موجودة في كتب المصطلح.
المبحث الثاني: ضوابط ووسائل تمييز الرواة المهملين
تقدم القول بأني لم أقف في كتب المصطلح أو الرجال على من أفرد هذه القواعد بمبحث خاص، ولم أجد ضوابط كافية في تمييز الرواة المهملين عموماً، إلا من فوائد قليلة منثورة مفرقة ([6]).
ومن خلال تتبعي لهذه الكتب، وقراءتي لبعض كتب شروح الحديث وغيرها، أمكنني التوصل إلى ما يلي:
يمكن تمييز الرواة المهملين من خلال عدة أمور:
1 - عن طريق معرفة تلميذ الراوي المهمل.
فإذا كان هذا الراوي المهمل يروي عنه راوٍ ما، ولا يروي عن غيره، ممن شاركه في الاسم، فهذا أمره واضح وبيّن.
ومثاله: إذا روى الحميدي عن سفيان مهملاً، فمعلوم أنه يعني ابن عيينة، لأنه لا يروي عن الثوري، وكذا الإمام أحمد وغيرهما ممن لا يروي إلا عن ابن عيينة.
ولذا كان من المهم تتبع تلاميذ الرواة المهملين، لكونه أحد الطرق في التمييز بينهم.
ومما ينبغي التنبيه إليه في هذا المقام أن كثيراً من المبتدئين من طلاب العلم يعتمدون في حصر الرواة عن راوٍ ما على كتاب تهذيب الكمال، وهذا ليس بصحيح، فلم يستوعب المزي جميع الرواة عن المترجم، بل ولم يشترط ذلك، ولذا ينبغي على الباحث أن لا يعتمد في نفي رواية راوٍ ما عن آخر لعدم ذكره ضمن الرواة عنه في تهذيب الكمال، وكذا الحال في شيوخ المترجم.
2 - عن طريق معرفة شيخ الراوي المهمل. وهذا كالمتقدم.
ومثاله: أن يكون الثوري يروي عن شيخ لا يروي عنه ابن عيينة، فهذا أمره واضح بين أيضاً. ومنه يتبين أيضاً أهمية محاولة استيعاب شيوخ الرواة المهملين.
3 - عن طريق النظر في علاقة الرواة عن هذا الراوي المهمل، ويتضمن ذلك عدة أمور:
أ – فقد يكون التلميذ مختصاً بأحد الراويين المهملين دون الآخر، كأن يكون من المكثرين عنه، أو يكون راويته أو مشهوراً بصحبته، أو نحو ذلك، فهذا إذا أطلق اسم شيخه مهملاً حُمل على من كان مكثراً عنه، أو ممن كان معدوداً في أصحابه.
وهذه قاعدة معروفة عند العلماء، وعمل بها عدد من الأئمة:
قال الرامهرمزي: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، رويا جميعاً عن الأعمش وغيره، وروى عنهما الوليد بن مسلم وغيره. وحضرت القاسم المطرز، فحدثنا عن أبي همام أو غيره، عن الوليد، عن سفيان حديثاً. فقال له أبو طالب بن نصر: من سفيان هذا؟. فقال المطرز: هذا الثوري. فقال له أبو طالب: بل هو ابن عيينة. قال من أين قلت؟. قال: لأن الوليد روى عن الثوري أحاديث معدودة محفوظة، وهو مليء بابن عيينة، وسفيان الثوري أكبر وأقدم وابن عيينة أسند ([7]).
وقد سئل المزي فيما إذا ورد حديث لعبدالرزاق عن سفيان عن الأعمش، أي السفيانين هو؟ وإن كان أكثر روايته عن الثوري، فهل يُكتفى بذلك، أم يحتاج إلى زيادة بيان؟.
¥(35/176)
فأجاب بقوله: أما سفيان الذي روى عنه عبدالرزاق، فهو الثوري؛ لأنه أخص به من ابن عيينة، ولأنه إذا روى عن ابن عيينة ينسبه، وإذا روى عن الثوري فتارة ينسبه وتارة لا ينسبه، وحين لا ينسبه إما يكتفي بكونه روى له عن شيخ لم يرو عنه ابن عيينة، فيكتفي بذلك تمييزاً، وهو الأكثر، وإما يكتفي بشهرته واختصاصه به.
وهذه القاعدة جارية في غالب من يروي عن سميَّين أو يروي عنه سميّان ([8]).
وقال الحافظ ابن حجر في أحد روايات وكيع عند البخاري عن سفيان مهملاً: سفيان هو الثوري؛ لأن وكيعاً مشهور بالرواية عنه، ولو كان ابن عيينة لنسبه؛ لأن القاعدة في كل من روى عن مُتَفقي الاسم أن يحمل من أهمل نسبته على من يكون له به خصوصية من إكثار ونحوه، كما قدمناه قبل هذا، وهكذا نقول هنا؛ لأن وكيعاً قليل الرواية عن ابن عيينة بخلاف الثوري ([9]).
وقال الحافظ أيضاً: إن أبا نعيم مشهور بالرواية عن الثوري، معروف بملازمته، وروايته عن ابن عيينة قليلة، وإذا أطلق اسم شيخه حُمل على من هو أشهر بصحبته، وروايته عنه أكثر … وهذه قاعدة مطردة عند المحدثين في مثل هذا … الخ ([10]).
وقال الحافظ أيضاً: المهمل إنما يُحمل على من يكون لمن أهمله به اختصاص ([11]).
وقال أيضاً: القاعدة في المتفق إذا وقع مهملاً أن يُحمل على من للراوي عنه اختصاص ([12])، كما ذكره الخطيب في كتابه «المكمل في بيان المهمل» ([13]).
وقال أيضاً في رواية لأبي نعيم عن سفيان: أبو نعيم وإن كان روى عن سفيان بن عيينة، لكنه إذا روى عنه ينسبه وإذا روى عن الثوري ينسبه تارة ولا ينسبه أخرى، فإذا لم ينسب سفيان فهو الثوري؛ لأن الإطلاق ينصرف إلى من يكون المطلق أشد له ملازمة وأكثر عنه رواية، وأبو نعيم معروف بالرواية عن الثوري، قليل الرواية عن ابن عيينة ([14]).
ب ـ أو يكون عُرف من عادة أحد الرواة أنه إذا أطلق اسم شيخه مهملاً فيعني به أحدهما دون الآخر. ويُعرف هذا بالاستقراء أو بتصريح من الراوي نفسه.
ومثاله ما ذكره الرامهرمزي وغيره في الحمادين.
قال الرامهرمزي: إذا قال عارم: حدثنا حماد، فهو حماد بن زيد، وكذلك سليمان بن حرب، وإذا قال التبوذكي: حدثنا حماد فهو حماد بن سلمة، وكذلك الحجاج بن منهال. وإذا قال عفان: حدثنا حماد، أمكن أن يكون أحدهما ([15]).
وروى الذهلي عن عفان، قال: إذا قلت لكم: حدثنا حماد، ولم أنسبه فهو ابن سلمة ([16]).
وقال المزي: إلا أن عفان لا يروي عن حماد بن زيد إلا وينسبه في روايته عنه، وقد يروي عن حماد بن سلمة فلا ينسبه، وكذلك حجاج بن منهال، وهُدْبَة بن خالد، وأما سليمان بن حرب فعلى العكس من ذلك، وكذلك عارم ([17]).
وسئل المزي عن قول النسائي في مواضع: أخبرنا محمد بن منصور، أخبرنا سفيان، عن الزهري، وللنسائي شيخان كلٌ منهما محمد بن منصور، ويروي عن ابن عيينة، أحدهما أبو عبدالله الجواّز، والثاني أبو جعفر الطوسي العابد، فمن الذي عناه النسائي منهما؟.
فأجاب بقوله: أما محمد بن منصور الذي يروي عنه النسائي ولا ينسبه، فهو المكي، لا الطوسي، وقد روى النسائي عن الطوسي عن أبي المنذر إسماعيل بن عمر، والحسن بن موسى الأشيب، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وينسبه في عامة ذلك ولا أعلمه روى عنه عن ابن عيينة شيئاً ([18]).
وقال الحاكم: أبو إسحاق عمرو بن عبدالله السبيعي، وأبو إسحاق سليمان بن فيروز الشيباني، وأبو إسحاق إسماعيل بن رجاء الزبيدي، وأبو إسحاق إبراهيم بن مسلم الهجري، قد رووا كلهم عن عبدالله بن أبي أوفى، وقد روى عنهم الثوري وشعبة. وينبغي لصاحب الحديث أن يعرف الغالب على روايات كل منهم، فيتميز حديث هذا من ذلك. والسبيل إلى معرفته أن الثوري وشعبة إذا رويا عن أبي إسحاق السبيعي لا يزيدان على أبي إسحاق فقط … وإذا رويا عن أبي إسحاق الشيباني فإنهما يذكران الشيباني في أكثر الروايات… وأما الزبيدي فإنهما في أكثر الروايات يسميانه ولا يُكنّيانه، إنما يقولان: إسماعيل بن رجاء … الخ ([19]).
وقال الجياني – بعد ذكره لإخراج البخاري عن إسحاق مهملاً - قال: والأشبه عندي أنه إسحاق بن منصور فإن البخاري إذا حدّث عنه كثيراً ما يبهمه ولا ينسبه ([20]).
¥(35/177)
وأخرج الجياني عن ابن السكن قال: (كل ما في كتاب البخاري مما يقول فيه: «حدثنا محمد قال: حدثنا عبدالله» فهو محمد بن مقاتل المروزي عن عبدالله بن المبارك.
وما كان فيه «حدثنا محمد» عن أهل العراق، مثل: أبي معاوية، وعبدة، ويزيد بن هارون، ومروان الفزاري. فهو محمد بن سلام البيكندي.
وما كان فيه: «حدثنا عبدالله» غير منسوب، فهو عبدالله بن محمد الجعفي المسندي، وهو مولى البخاري من فوق.
وما كان فيه: «عن يحيى» غير منسوب، فهو يحيى بن موسى البلخي المعروف بخَتّ.
وسائر شيوخه فقد نسبهم، غير أصحاب ابن المبارك، فهم جماعة.
وما كان فيه: «عن إسحاق» غير منسوب، فهو إسحاق بن راهويه) انتهى ([21]).
وقال الحافظ ابن حجر: ومن عادة البخاري إذا أطلق الرواية عن علي، إنما يقصد به علي بن المديني ([22]).
وقال الحافظ أيضاً: تقرر أن البخاري حيث يطلق محمد لا يريد إلا الذهلي، أو ابن سلام، ويُعرف تعيين أحدهما من معرفة من يروي عنه ([23]).
وفي سؤال للحافظ ابن حجر عن رواية للبخاري عن عبدالله بن محمد، قال: وقول الشيخ في عبدالله بن محمد: إنه المسندي، صواب. وقوله في مواضع أخرى: إنه ابن أبي شيبة، لا يظهر، بل الظاهر أن الصواب اطراد صنيع البخاري في ذلك، فحيث يطلق عبدالله بن محمد، فهو المسندي. وقد عُثِر على أنه إذا روى عن ابن أبي شيبة لا يسمي أباه، بل يقول: عبدالله بن أبي شيبة… وقد جزم المزي في عدة أحاديث يقول فيها البخاري: «حدثنا محمد بن عبدالله» بأنه الجعفي وهو المسندي، ولم يقل في واحد منها أنه ابن أبي شيبة، وكذا صنع أبو نعيم في مستخرجه ([24]).
وقال الحافظ أيضاً: والذي استقريته أن البخاري إذا أطلق محمد بن يوسف لا يريد إلا الفريابي… وإذا روى عن محمد بن يوسف البيكندي نسبه ([25]).
ج ـ أن يكون بين تلميذ هذا الراوي المهمل وبين شيخه صلة قرابة ونسب.
وهذا لم أر من نص عليه، ولكن عادة تُحمل رواية الراوي عن قريبه أكثر من غيره لما بينهما من الصلة والتي عادة تكون أكثر من غيره، إلا إن وُجِدت قرينة تدل على خلافه.
ومثاله رواية عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري، لو وجد له رواية عن ابن عيينة أيضاً، فتُحمل روايته عن سفيان مهملاً إذا عُدمت المرجحات الأخرى على أنه يعني الثوري.
4 - عن طريق معرفة أوطان الرواة.
فرواية الراوي عن أهل بلده عادة أكثر من غيرهم.
ومثاله: إذا روى أحد الرواة عن سفيان مهملاً، وكان هذا الراوي من أهل مكة مثلاً، ولم يكن هناك ثمة مرجحات أخرى فيترجح أنه يعني ابن عيينة.
قال السخاوي في بيانه لطرق التمييز بين المهملين: أو بكونه كما أشير إليه في معرفة أوطان الرواة بلدي شيخه أو الراوي عنه، إن لم يُعرف بالرحلة، فإن ذلك وبالذي قبله يغلب على الظن بتبيين المهمل ([26]).
وقال سلمة بن سليمان: إذا قيل عبدالله بمكة فهو ابن الزبير، أو بالمدينة فابن عمر، أو بالكوفة فابن مسعود أو بالبصرة فابن عباس، أو بخراسان فابن المبارك ([27]).
وقد يكون الراوي معروفاً بالرواية عن أهل بلد دون غيرهم، وإن لم يكن هو من أهل ذلك البلد.
قال أبو الوليد الباجي – عند ذكره لرواية محمد بن أبان عند البخاري، وكان شيخه من البصريين – قال: والأظهر عندي أن المذكور في جامع البخاري هو الواسطي، ومحمد ابن أبان البلخي يروي عن الكوفيين …، والواسطي يروي عن البصريين ([28]).
5 - عن طريق معرفة طبقة الراوي، وتاريخ ولادته ووفاته.
فرواية الراوي عادة أكثر ما تكون عن شيوخه الكبار، وقد يروي عن صغار شيوخه، وأحياناً يروي عن أقرانه وقد يروي في حالات عن تلميذه ومن في طبقته.
فمعرفة طبقة الرواة عن هذا المهمل ضروري لمعرفته.
قال الرامهرمزي: حماد بن سلمة وحماد بن زيد، رويا عن ثابت، وداو د، وأيوب، والتيمي، وروى عنهما أهل عصر سنة ثلاثين، وابن سلمة أكبر وأقدم؛ مات حماد بن سلمة في ذي الحجة سنة سبع وستين ومائة، ومات حماد بن زيد في شهر رمضان سنة تسع وسبعين ومائة ([29]).
¥(35/178)
وقال الذهبي: ويقع هذا الاشتراك سواء في السفيانين، فأصحاب سفيان الثوري كبار قدماء، وأصحاب ابن عيينة صغار لم يدركوا الثوري، وذلك أبين، فمتى رأيت القديم قد روى، فقال: حدثنا سفيان، وأبهم، فهو الثوري، وهم: كوكيع وابن مهدي، والفريابي، وأبي نعيم. فإن روى واحد منهم عن ابن عيينة بينه، فأما الذي لم يلحق الثوري، وأدرك ابن عيينة فلا يحتاج أن ينسبه لعدم الالتباس، فعليك بمعرفة طبقات الناس ([30]).
6 - عن طريق النظر في كيفية تحديث الراوي المهمل عن شيخه.
ويتضمن هذا عدة صور:
أ – فقد يكون من عادة الراوي المهمل استخدام صيغة واحدة من صيغ التحديث، لا يستعمل غيرها.
وقد عُرف عن بعض الرواة أنهم يقتصرون على صيغة واحدة فقط، فلو وجدنا أحد المهملين ذكر صيغة أخرى لترجح أنه غير الأول، وهكذا.
ففي الحمادين مثلاً، عُرف أن من عادة حماد بن سلمة أنه يقول: أخبرنا، ولا يقول: حدثنا.
فلو وجدنا رواية لحماد مهملاً، وكانت صيغة التحديث: «حدثنا» ولم نجد مرجحات أخرى، لترجح أن حماد هو ابن زيد لأن ابن سلمة لا يقول هذه الصيغة في الغالب.
وقد كانت هذه عادة عدد من الأئمة، أنهم كانوا يقولون: أخبرنا، ولا يقولون: حدثنا.
قال الخطيب: وكان حماد بن سلمة، وهشيم بن بشير، وعبدالله بن المبارك، وعبدالرزاق بن همام، ويزيد بن هارون ويحيى بن يحيى النيسابوري، وإسحاق بن راهويه، وعمرو بن عون، وأبو مسعود أحمد بن الفرات، ومحمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس، يقولون في غالب حديثهم الذي يروونه: «أخبرنا»، ولا يكادون يقولون: «حدثنا» ([31]).
وقال نعيم بن حماد: ما رأيت ابن المبارك يقول قط: «حدثنا»، كأنه يرى «أخبرنا» أوسع ([32]). وقال أبو حاتم: لم أسمع عبيدالله بن موسى يقول: «حدثنا»، كان يقول: «أخبرنا» ([33]).
ولذا فقد طبق هذه القاعدة الحافظ ابن حجر على كثير من الرواة المهملين.
فقد أخرج البخاري حديثاً، فقال فيه: حدثنا إسحاق، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ([34]).
قال الحافظ ابن حجر: إسحاق، هو ابن إبراهيم، المعروف بابن راهويه، وإنما جزمت بذلك مع تجويز أبي علي الجياني أن يكون هو، أو إسحاق بن منصور؛ لتعبيره بقوله: «أخبرنا يعقوب بن إبراهيم»، لأن هذه العبارة يعتمدها إسحاق بن راهويه، كما عُرف بالاستقراء من عادته أنه لا يقول إلا: «أخبرنا» ولا يقول: «حدثنا»، وقد أخرج أبو نعيم في المستخرج هذا الحديث من مسند إسحاق بن راهويه، وقال: أخرجه البخاري عن إسحاق انتهى ([35]).
وأخرج البخاري حديثاً آخر، وقال فيه: حدثنا إسحاق، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ([36]).
فقال الحافظ ابن حجر: التعبير بالإخبار قرينة في كون إسحاق هو ابن راهويه؛ لأنه لا يُعبر عن شيوخه إلا بذلك ([37]).
وأخرج البخاري عن إسحاق قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم ([38]).
فقال الحافظ ابن حجر: إسحاق نسبه الأصيلي وابن السكن: «ابن منصور»، وقد أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده عن يعقوب أيضاً، ومن طريقه أبو نعيم في المستخرج، لكن يرجح كونه «ابن منصور» أن ابن راهويه لا يُعبر عن مشايخه إلا بصيغة: «أخبرنا» ([39]).
وقال البخاري: حدثني إسحاق، حدثنا عبدالصمد ([40]).
قال الحافظ ابن حجر: إسحاق، هو ابن منصور، وتردد أبو علي الجياني بينه وبين إسحاق بن راهويه، وإنما جزمت به لقوله: «حدثنا عبدالصمد» فإن إسحاق لا يقول إلا «أخبرنا» ([41]).
وأخرج البخاري حديثاً فقال: حدثنا محمد، أنبأنا أبو معاوية ([42]).
فرجح الحافظ ابن حجر أنه محمد بن سلام، وقال: ويؤيده أنه عبر بقوله «أنبأنا أبو معاوية»، ولو كان ابن المثنى لقال: «حدثنا» لما عُرف من عادة كل منهما ([43]).
وبنحو ما تقدم سار الحافظ على هذا الترجيح في عدد من المواضع في الفتح ([44]).
وقال الحافظ أيضاً: إن إسحاق إذا جاء في البخاري غير منسوب احتمل أن يكون ابن منصور، واحتمل أن يكون ابن راهويه، ويتميز بأن يُنظر في الصيغة، فإن كانت «أخبرنا» تعين أن يكون ابن راهويه، وإلا فهو ابن منصور، فقد أورد البخاري عن إسحاق بن إبراهيم عن يعقوب بن إبراهيم عدة أحاديث، ومعبراً بصيغة أخبرنا، وينسب إسحاق فيها فُيحمل ما أطلقه عليه، مع قرينة الإتيان بصيغة أخبرنا ([45]).
¥(35/179)
ب – وقد يُعرف عن بعض المحدثين – ممن قد يرد مهملاً – أنهم إذا رووا عن الضعفاء فإنهم لا يذكرونهم بأسمائهم المشهورة، وإنما بكناهم، أو العكس، فإن كان مشهوراً بكنيته ذكره باسمه، لكي لا يُعرف.
فلو اشتبه علينا تحديد أحد المهملين، وكان أحدهما ممن يكني في روايته عن الضعفاء، وأما الآخر فلا، ووجدنا هذا المهمل يروي عن هذا الضعيف باسمه الصريح، لترجح لدينا أنه الآخر الذي لا يكني في روايته عن الضعفاء، وهكذا.
وينطبق هذا على السفيانين، فقد عُرف عن الثوري أنه إذا حدّث عن الضعفاء كنّاهم.
قال الحاكم: مذهب سفيان بن سعيد أن يُكني المجروحين من المحدثين إذا روى عنهم، مثل: بَحر السّقّاء، فيقول: حدثنا أبو الفضل، والصلت بن دينار، يقول: حدثنا أبو شعيب، والكلبي، يقول: حدثنا أبو النضر، وسليمان بن أرقم، يقول: حدثنا أبو معاذ ([46]).
وقال يعقوب بن سفيان عن عبيدة بن معتب الضبي: وحديثه لا يسوى شيئاً، وكان الثوري إذا حدّث عنه كنّاه، قال أبو عبدالكريم: ولا يكاد سفيان يُكني رجلاً إلا وفيه ضعف، يكره أن يُظهر اسمه فينفر منه الناس ([47]).
وقال يعقوب بن سفيان: سليمان بن قسيم أبو الصباح ضعيف، وكان سفيان يكنيه لكي يدلسه؛ قال: حدثني أبو الصباح بن قسيم ([48]).
وقال البخاري: حبيب بن أبي الأشرس … كان الثوري يروي عنه ولا ينسبه ([49]).
قلت: وحبيب هذا قال عنه البخاري: منكر الحديث ([50]).
وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن محمد الطنافسي، قال: سألت وكيعاً عن حديث من حديث ليث بن أبي سليم، فقال: كان سفيان لا يُسمي ليثاً ([51]).
قلت: يعني أنه يذكره بكنيته؛ لأنه ضعيف ([52]).
وقال شعبة: إذا حدثكم سفيان عن رجل لا تعرفوه فلا تكتبوا؛ فإنما يحدثكم عن مثل أبي شعيب المجنون ([53]).
وقال عبدالله بن أحمد: سألت أبي عن الصلت بن دينار، فقال: ترك الناس حديثه، متروك، ونهاني أن أكتب من حديثه شيئاً، وقال: سفيان الثوري يكنيه أبا شعيب ([54]).
وقال الآجري: سألت أبا داود عن عبدالقدوس الشامي، فقال: ليس بشيء، وابنه شرٌ منه، روى عنه سفيان الثوري فقال: حدثنا أبو سعيد ([55]).
وقال عمرو بن علي: كان يحيى وعبدالرحمن لا يحدثان عن الحسن بن دينار، وكان سفيان الثوري يقول: أبو سعيد السليطي ([56]).
وقال عمرو بن علي: كان يحيى وعبدالرحمن لا يحدثان عن عبدالله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، وكان سفيان إذا حدث عنه قال: حدثنا أبو عباد ([57]).
ونقل الزركشي في كلامه عن التدليس عن ابن السمعاني قال: ومنه (يعني التدليس) تغيير الأسامي بالكنى، والكنى بالأسامي لئلا يُعرفوا، وقد فعله سفيان الثوري ([58]).
وروى البيهقي في المدخل عن محمد بن رافع، قال: قلت لأبي عامر: كان الثوري يُدلس؟ قال: لا. قلت: أليس إذا دخل كورة يعلم أن أهلها لا يكتبون حديث رجل، قال: حدثني رجل. وإذا عُرف الرجل بالاسم كنّاه، وإذا عُرف بالكنية سمّاه؟ قال: هذا تزيين ليس بتدليس ([59]).
وقال الذهبي في ترجمة الثوري: وكان يُدلس في روايته، وربما دلّس عن الضعفاء، وكان سفيان ابن عيينة مُدلساً ولكن ما عُرف له تدليس عن ضعيف ([60]).
وبناءً على ما تقدم فلو وجدنا رواية ذُكر فيها سفيان مهملاً، وكانت هذه الرواية عن أحد المجروحين ممن اشترك الثوري وابن عيينة في الرواية عنهم، وعُدمت المرجحات الأخرى، فحينئذ يمكننا الترجيح بالنظر في تسمية شيخهما، فإن كان ذُكر باسمه ترجح أن سفيان هو ابن عيينة، وإن وجدناه مذكوراً بكنيته فيترجح هنا أن سفيان هو الثوري، وهكذا.
ج – وقد يُعرف عن أحد الرواة المهملين أنه مختص بأحد شيوخه ممن اشترك هو وغيره في الرواية عنهم.
فهنا يحمل هذا الراوي المهمل على من كان له اختصاص بهذا الشيخ.
ومثاله: إذا وجدنا رواية لسفيان مهملاً، واتحد الراوي عنهما، وكان شيخ سفيان هو عمرو بن دينار مثلاً وهو من شيوخهما معاً، وعُدمت المرجحات الأخرى. فهنا نُرجح أن سفيان هو ابن عيينة؛ لأن ابن عيينة مشهور بالرواية عن عمرو، ومعدود من أخص أصحابه به، دون الثوري.
¥(35/180)
د- ومنها أن يُعرف عن الراوي المهمل أنه مثلاً لا يملي الحديث، أو أنه أملى أحاديث معدودة، أو لإناس محدودين كما كان يفعل سفيان الثوري.
قال ابن معين: كان سفيان الثوري لا يملي الحديث، إنما أملى عليهم حديثين؛ حديث الدجال، وحديث خطبة ابن مسعود. قيل له: فأهل اليمن؟ قال: قد أملى على أهل اليمن؛ كانوا عنده ضعافاً فأملى عليهم ([61]).
ويمكننا الاستفادة من النص السابق فيما لو وجدنا حديثاً، ورد فيه اسم سفيان مهملاً، ولم يترجح لنا تحديد أي السفيانين هو، ووجدنا الراوي عن سفيان يقول: حدثنا سفيان إملاءً، فإن كان هذا الراوي من غير أهل اليمن، ولم يكن الحديث من الحديثين المذكورين، فهنا يترجح أن سفيان هو ابن عيينة، لأن الثوري لم يكن من عادته إملاء الحديث، وهكذا.
هـ – وقد يُعرف عن بعض المحدثين أنهم إذا كان الراوي مشهوراً بلقب، وكان لا يرضاه فإنهم لا يسمونه به وإن اشتهر به. ومن هؤلاء سفيان الثوري.
قال الحاكم عند كلامه على الألقاب: إن فيهم – يعني المحدثين – جماعة لا يُعرفون إلا بها، ثم منهم جماعة غلبت عليهم الألقاب وأظهروا الكراهية لها، فكان سفيان الثوري إذا روى عن مسلم البَطين يجمع يديه ويقول: مسلم، ولا يقول: البطين ([62]).
وعلى هذا فلو وجدنا رواية لسفيان مهملاً وكانت عن مسلم البطين، ووجدنا اسم مسلم مقروناً بلقبه، فهنا يغلب على الظن أن سفيان هو ابن عيينة؛ لأن الثوري عُرف عنه أنه لا يذكره بلقبه.
و- وقد يُعرف عن أحد الرواة – ممن قد يرد مهملاً – أنه لا يُحدِّث أهل البدع، أو لا يروي عنهم، ونحو ذلك، فهذا أيضاً يفيد في تحديد الراوي المهمل أحياناً.
وممن عُرف عنه أنه امتنع عن الرواية عن المبتدعة، ومنع الرواية عنهم: الإمام مالك، وابن عيينة، والحميدي وغيرهم ([63]).
قال ابن أبي حاتم: حدثنا صالح، حدثنا علي، قال: سمعت سفيان – يعني ابن عيينة – وسئل عن عبدالرحمن بن إسحاق فقال: عبدالرحمن بن إسحاق كان قدرياً، فنفاه أهل المدينة، فجاءنا هاهنا فلم نجالسه ([64]).
وأخرج الخطيب من طريق سويد بن سعيد قال: قيل لسفيان بن عيينة: لم أقللت الرواية عن سعيد بن أبي عروبة؟ قال: وكيف لا أقل الرواية عنه وسمعته يقول: هو رأيي ورأي الحسن ورأي قتادة، يعني القدر ([65]).
وأخرج العقيلي عن ابن عيينة أنه قال: كان الفضل بن عيسى الرقاشي قدرياً، وكان أهلاً أن لا يُروى عنه ([66]).
وفي المقابل ذُكر أن الثوري ممن ذهب إلى قبول أخبار أهل الأهواء الذين لا يُعرف منهم استحلال الكذب ([67]).
وعلى هذا فلو وجدنا رواية لسفيان مهملاً، وعُدمت المرجحات الأخرى، ثم وجدنا شيخ سفيان من أهل البدع، فحينئذ يمكن أن نقول أن سفيان هنا هو الثوري؛ لأن ابن عيينة عُرف عنه أنه امتنع من الرواية عن المبتدعة.
ز- وقد يُعرف عن الراوي المهمل أنه لم يرو عن شيخ من شيوخه إلا أحاديث معدودة، أو محددة.
كأن نعرف أن الثوري مثلاً لم يرو عن أحد شيوخه – ممن اشترك مع ابن عيينة في الرواية عنهم – إلا حديثاً واحداً فهنا يُحمل سفيان إذا ورد مهملاً على أنه ابن عيينة.
ومن النصوص التي وقفت عليها في ذلك وكان الشيخ ممن اشتركا في الرواية عنه ما يلي:
قال أحمد بن محمد الصفار: قال سفيان بن عيينة: لم أسمع من زياد بن علاقة إلا هذه الأربعة أحاديث، ثم حدث بحديث جرير: «بايعت النبي e على النصح»، وحديث المغيرة: «قام النبي e حتى تورمت قدماه»، وحديث زياد بن علاقة عن عمه قطبة بن مالك: «صليت خلف النبي e الفجر»، وحديث أسامة بن شريك: حضرت الأعراب رسول الله e فجعلوا يسألونه فقال: «لا حرج» ([68]).
فمن خلال النص السابق لو وجدنا رواية لسفيان مهملاً، وكان شيخه فيها زياد بن علاقة، فحينئذ ننظر في الحديث فإن كان من هذه الأربعة المذكورة، احتمل أن يكون ابن عيينة، وإن كان غيرها ترجح أنه الثوري، وهكذا.
وقال الإمام أحمد: لم يسمع سفيان – يعني ابن عيينة – من خالد بن سلمة إلا هذا الحديث، وذكره ([69]).
وخالد بن سلمة من المذكورين في شيوخهما معاً، فلو وجدنا رواية لسفيان عن خالد، ولم يتبين لنا من هو سفيان فنرجح أنه الثوري، إلا أن يكون الحديث هو نفس الحديث المذكور.
¥(35/181)
ح – وقد يعرف عن أحد الرواة أنه لا يحدث بحضرة الآخر ممن يشاركه في الاسم.
ومثاله ما أخرجه غير واحد عن الحسن بن قتيبة قال: قال سفيان الثوري لسفيان بن عيينة: مالك لا تُحدث؟ فقال: أما وأنت حيّ فلا ([70]).
فهنا لو وجدنا رواية لسفيان مهملاً، وعدمنا المرجحات الأخرى، وتبين لنا أن الراوي روى هذه الرواية بوجود السفيانين معاً، لرجحنا أن المراد هو الثوري، للنص المتقدم.
7 - عن طريق النظر في الأسانيد القريبة من هذا الإسناد الوارد فيه هذا المهمل.
فقد يرد فيها منسوباً. كأن يسوق أحد المصنفين إسناداً من الأسانيد، ويرد فيه من رواية راوٍ ما عن سفيان مهملاً ثم يسوق بعده إسناداً آخر، وفيه نفس الراوي السابق، لكنه أورد اسم سفيان منسوباً، فهنا يحمل سفيان الوارد في الإسناد الأول على أنه هو المنسوب في الإسناد الثاني، وخاصة لو جاء شيخ سفيان في الإسنادين واحداً.
وقد استدل بهذه الطريقة على تعيين المهمل غير واحد من العلماء:
فقد أورد الحافظ الجياني روايتين للبخاري عن محمد عن سريج بن النعمان، ثم أورد رواية ثالثة قال البخاري فيها: محمد بن رافع عن سريج بن النعمان.
فقال الجياني: والأشبه عندي أن يُحمل ما أهمل البخاري من نسبة محمد في الحديثين المتقدمين على ما بيّن في الموضع الثالث، فنقول: إن محمداً هذا هو ابن رافع النيسابوري، لا سيما والأحاديث الثلاثة من نسخة واحدة… وهي كلها في معنى الحج ([71]).
وفي موضع آخر ذكر رواية البخاري عن محمد عن عبدالأعلى.
فقال الجياني: ولعله محمد بن المثنى الزمن؛ فقد قال بعد هذا بيسير: حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الأعلى … الخ ([72]).
وعندما روى النخشبي حديثاً في تخريجه لفوائد الحنائي، جاء فيه رواية سعيد اللخمي عن حماد عن عمرو بن دينار وذكر حديثاً.
فقال النخشبي: هكذا رواه حماد بن سلمة، وفي الأصل: «حماد» غير منسوب، وإنما عرفنا أنه حماد بن سلمة. لا حماد بن زيد؛ لأن قبله حديثاً عن سعيد عن حماد عن سماك، ولم يرو حماد بن زيد عن سماك، وإنما روى عنه حماد بن سلمة، وبعده حديث آخر عن سعيد عن حماد عن قيس بن سعد المدني. وحماد بن سلمة هو الذي روى عن قيس بن سعد المدني، دون حماد بن زيد، على أن الحديث مشهور عن حماد بن زيد ... الخ ([73]).
وقال الحافظ ابن حجر في ترجيحه لنسبة أحد الرواة: ومما يدل على أنه هو أن البخاري قال في باب صلاة القاعد: «حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا روح بن عبادة»، وقال بعده سواء: «وحدثنا إسحاق، حدثنا عبدالصمد»، فهذه قرينة في أنه هو ابن منصور ([74]).
8 – عن طريق تخريج طرق الحديث.
فقد يرد هذا المهمل في بعض طرق الحديث منسوباً.
قال السخاوي: ويزول الإشكال عند أهل المعرفة بالنظر في الروايات، فكثيراً ما يأتي مميزاً في بعضها ([75]).
ويترجح تعيين الراوي المهمل عن طريق التخريج إذا جاء من رواية الراوي عنه في إسناد آخر منسوباً، فهنا يترجح أن يكون هو، وأما إن جاء من رواية راوٍ آخر عن هذا المهمل، فهنا لا يصلح الترجيح؛ لاحتمال أن يكون الراوي الآخر قد رواه أيضاً.
ومثاله: لو وجدنا رواية لسفيان مهملاً، وكان الراوي عنه أبو نعيم مثلاً، ثم وجدنا رواية أخرى لأبي نعيم وصرح فيها بتسمية سفيان وأنه الثوري، فهذه قرينة قوية في أن سفيان الوارد في الإسناد الأول هو الثوري، وأما إن وجدنا رواية أخرى وذكر اسم سفيان منسوباً، ولم تكن من رواية أبي نعيم، فهنا لا يصلح الترجيح؛ لاحتمال أن يكون ابن عيينة رواه أيضاً.
ولكن إن وجدنا أكثر طرق الحديث ذُكر فيها اسم سفيان منسوباً، ووجدنا طريقاً واحداً فقط ذكر فيه مهملاً، فهنا قد نرجح بأنه هو الوارد منسوباً في الطرق الأخرى، ولكن لا نجزم بهذا.
وقد يبقى الإشكال، أو يزداد؛ إذا تبين أن كلا الراويين يرويان الحديث نفسه.
9 - وإذا لم يتضح المراد من الطرق السابقة جميعاً، فهنا يُحمل الأمر على الأقدم منهما والأشهر.
ففي السفيانين، يحمل على أنه الثوري، وفي الحمادين يحمل على أنه ابن سلمة.
وذلك ما يفهم من إطلاقات المحدثين، فدائماً ما يطلقون سفيان مهملاً، ويعنون به الثوري ([76]).
وإلى هذا أشار الذهبي في كلامه عن الحمادين.
¥(35/182)
قال الذهبي: فإن عري السند من القرائن – وذلك قليل – لم نقطع به أنه ابن زيد، ولا ابن سلمة، بل نتوقف، أو نقدره ابن سلمة ([77]).
فقوله: «و نقدره ابن سلمة»، دلالة على أنه هو المراد إذا أطلق غالباً، والله أعلم.
وقال الحافظ ابن حجر في أحد روايات البخاري عن علي: الأرجح أنه ابن المديني؛ لأن العادة أن الإطلاق إنما ينصرف لمن يكون أشهر، وابن المديني أشهر من اللبقي ([78]).
وسئل المزي عن عمرو بن خالد، الذي ذكره مسلم في مقدمة صحيحه، هل هو الواسطي، أو الأعشى؟.
فأجاب بقوله: أما عمرو بن خالد الذي ذكره مسلم في مقدمة كتابه، فهو الواسطي؛ لأنه المشهور دون الأعشى، وقد ذكره مسلم في معرض ضرب المثل، وإنما يُضرب المثل بالمشهور دون المغمور ([79]).
10 - ومما ينبغي التنبيه إليه إنه قد يهمل نسب الراوي إذا كان يؤمن أن يلتبس بغيره.
كأن يكون مشهوراً وليس في طبقته من يوافق اسمه وشهرته، أو يكون اسمه فرداً، أو نحو ذلك.
قال الخطيب: جماعة من المحدثين يُقتصر في الرواية عنهم على ذكر أسمائهم دون أنسابهم؛ إذا كان أمرهم لا يُشكل. ومنزلتهم من العلم لا تُجهل، فمنهم: أيوب بن أبي تميمة السختياني، ويونس بن عبيد، وسعيد بن أبي عروبة وهشام بن أبي عبدالله، ومالك بن أنس، وليث بن سعد، ونحوهم من أهل طبقتهم. وأما ممن كان بعدهم، فعبدالله بن المبارك يروي عنه عامة أصحابه فيسمونه، ولا ينسبونه.
وقال أيضاً: وربما لم يُنسب المحدث إذا كان اسمه مفرداً عن أهل طبقته؛ لحصول الأمان من دخول الوهم في تسميته وذلك مثل: قتادة بن دعامة السدوسي، ومسعر بن كدام الهلالي…، وهكذا من كان مشهوراً بنسبته إلى أبيه، أو قبيلته، فقد اكتفى في كثير من الروايات عنه بذكر ما اشتهر به، وإن لم يُسم هو فيه، وذلك نحو الرواية عن ابن عون، وابن جريج وابن لهيعة…، وكنحو الرواية عن الشعبي، والنخعي، والزهري ... الخ ([80]).
هذا ما تيسر لي جمعه وتحريره في بيان هذه القواعد والوسائل، أرجو أن أكون قد وفقت في عرضها وتوضيحها، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
• • •
خاتمة البحث:
وفي ختام هذا البحث أحمد الله عز وجل أن هيأ لي إتمامه على هذا الوجه، وأسأله أن يكون فيه فائدة لي وللمشتغلين بعلوم السنة النبوية، وأن تكون النتائج التي توصلت إليها صائبة أو قريبة من الصواب، كما أسأله عز وجل أن ينفعني به في الدنيا والآخرة.
ويحسن بي في نهاية المطاف أن أسجل أهم نتائج هذا البحث، ومنها ما يلي:
1 - إن تمييز وتعيين الراوي المهمل أمر ليس باليسير، وقد يأخذ من الباحث وقتاً طويلاً، وقد حاولت في هذا البحث أن أبين بعض القواعد التي تعين على تيسير هذا الأمر قدر الإمكان.
2 - إن الراوي المهمل إذا ذكر فإنما ينصرف إلى الأشهر غالباً، فإذا أطلق سفيان فيراد به الثوري، وإذا أطلق حماد فيراد به ابن سلمة، وهكذا، وهذا ما يُفهم من صنيع كثير من الأئمة.
3 - إن الراوي إذا أطلق اسم شيخه مهملاً، فينصرف إلى من له به اختصاص وملازمة.
4 - إنه يمكن تعيين الراوي المهمل أحياناً بالنظر في صيغة تحديثه، حيث عرف عن بعض الأئمة ممن قد يردون مهملين أنهم يقتصرون على صيغة واحدة دون غيرها.
5 - إن الثوري إذا حدث عن الضعفاء فلا يذكرهم بأسمائهم وإنما بكناهم.
إلى غير ذلك من الوسائل والقواعد المذكورة في ثنايا البحث.
هذا والله أعلم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الحواشي والتعليقات
([1]) وقد كتب فيهما بحثاً طويلاً بعنوان «تمييز السفيانين عند ورودهما في الروايات مهملين» لعل الله أن ييسر نشره قريباً.
(2) ذكره له غير واحد من العلماء، انظر المعجم المفهرس ص156، المجمع المؤسس 2/ 308، صلة الخلف ص410.
(3) ذكر الشيخ الألباني – رحمه الله – في فهرس الظاهرية ص268، ضمن مؤلفات الخطيب: «قطعة في ما أبهم من الأسماء» ثم علق عليها بقوله: للمؤلف كتاب المكمل في بيان المهمل … فأنا أظن هذه القطعة من مختصر هذا الكتاب. والله أعلم.
قلت: ذكر الشيخ أن القطعة في ما أبهم من الأسماء، وليس ما أهمل، والخطيب له مؤلف في المبهمات، وستأتي الإشارة إليه، ولعل هذه القطعة منه، والله أعلم.
¥(35/183)
(4) وقد حقق هذا الباب بخصوصه فضيلة الشيخ د. عبدالله بن حمود التويجري في رسالته للماجستير في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
كما طبع هذا الباب مستقلاً باسم: «التعريف بشيوخ حدّث عنهم محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه وأهمل أنسابهم وذكر ما يُعرفون به من قبائلهم وبلدانهم» بتحقيق محمد السعيد زغلول.
ثم طبع هذا الباب أيضاً في المغرب، وصدر عن وزارة الأوقاف المغربية في مجلدين.
أما بقية الكتاب فقد حققه مجموعة من الباحثين في جامعة الإمام، وجامعة الملك سعود كرسائل ماجستير، ولم يطبع منها شيء حتى الآن، سوى جزء واحد، وهو المطبوع باسم: «التنبيه على الأوهام الواقعة في الصحيحين من قبل الرواة قسم البخاري»، وهو بتحقيق محمد صادق آيدن، وصدر عن دار اللواء بالرياض.
(5) وهذا الكتاب مطبوع في آخر كتاب الخطيب المتقدم، وإنما ذكرت ذلك لأني قد وجدت بعض طلبة العلم يظن أنه لا زال مخطوطاً.
(6) انظر: المحدث الفاصل (ص279)، وما بعدها، علوم الحديث لابن الصلاح (ص328)، الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 72، إرشاد طلاب الحقائق 2/ 738، التقريب والتيسير للنووي (ص99)، تهذيب الكمال 7/ 269، سير أعلام النبلاء 7/ 464، المقنع في علوم الحديث 2/ 621، فتح المغيث 3/ 255، تدريب الراوي 2/ 830.
(7) المحدث الفاصل ص 285، رقم (87).
وما ذكره أبو طالب ليس بصحيح، وقد فصلت ذلك في بحث لي بعنوان: «تمييز السفيانين عند ورودهما في الروايات مهملين» في ترجمة الوليد بن مسلم.
(8) انظر طبقات الشافعية للسبكي 10/ 406، 407.
(9) فتح الباري 1/ 246، حديث رقم (111).
(10) فتح الباري 10/ 87، حديث رقم (5617).
(11) فتح الباري 13/ 312، حديث رقم (7317).
(12) وقع في المطبوع: «على من الراوي عنه باختصاص» ولعل الصواب ما أثبته، والمطبوعة كثيرة الأخطاء.
(13) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص55.
(14) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص56.
(15) المحدث الفاصل ص284، رقم (84).
(16) تدريب الراوي 2/ 830.
(17) تهذيب الكمال 7/ 269، ونقله الذهبي في السير 7/ 465، وزاد فيه قليلاً.
(18) انظر طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 10/ 406، 408.
(19) معرفة علوم الحديث ص230، 231.
(20) التعريف بشيوخ حدّث عنهم محمد بن إسماعيل البخاري وأهمل أنسابهم (ص43).
(21) التعريف بشيوخ حدث عنهم البخاري (ص106).
(22) فتح الباري 4/ 512 (2259).
(23) فتح الباري 6/ 225، حديث رقم (3089).
(24) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص55.
(25) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص57.
(26) فتح المغيث 3/ 257.
(27) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 73، فتح المغيث 3/ 256.
(28) التعديل والتجريح 2/ 620.
(29) المحدث الفاصل ص284، رقم (85).
(30) سير أعلام النبلاء 7/ 466.
(31) الجامع لأخلاق الراوي 2/ 50، الكفاية ص284، 285.
(32) الكفاية (ص285).
(33) الكفاية (ص285).
(34) صحيح البخاري (مع الفتح) 6/ 566، كتاب أحاديث الأنبياء، باب نزول عيسى، رقم 3448.
(35) فتح الباري 6/ 566.
(36) صحيح البخاري (مع الفتح) 3/ 72، كتاب التهجد، باب صلاة النوافل جماعة، رقم 1185.
(37) فتح الباري 3/ 74.
(38) صحيح البخاري (مع الفتح) 4/ 84، كتاب جزاء الصيد، باب حج الصبيان، رقم 1857.
(39) فتح الباري 4/ 85.
(40) صحيح البخاري (مع الفتح) 13/ 46، كتاب التوحيد، باب كلام الرب مع جبريل، رقم 7485.
(41) فتح الباري 13/ 470.
(42) صحيح البخاري (مع الفتح) 13/ 370، كتاب التوحيد، رقم 7376.
(43) فتح الباري 13/ 372.
(44) انظر فتح الباري 2/ 125 (622، 623)، 4/ 255 (1974)، 4/ 572 (2312)، 13/ 283 (7290)، هدي الساري ص239، 240.
(45) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص58.
(46) سؤالات السجزي للحاكم ص88، رقم 51.
(47) المعرفة والتاريخ 3/ 146.
(48) المعرفة والتاريخ 3/ 65.
(49) التاريخ الصغير 2/ 89.
(50) التاريخ الكبير 2/ 313.
(51) الجرح والتعديل 1/ 73.
(52) انظر التقريب (5685).
(53) سؤالات الآجري 2/ 143، الضعفاء للعقيلي 2/ 210.
(54) الضعفاء الكبير للعقيلي 2/ 210.
(55) سؤالات الآجري 1/ 329 (556).
(56) الضعفاء الكبير للعقيلي 1/ 222.
(57) الضعفاء الكبير للعقيلي 2/ 258.
¥(35/184)
(58) النكت على مقدمة ابن الصلاح 2/ 99.
(59) تدريب الراوي 1/ 265.
(60) سير أعلام النبلاء 7/ 242.
(61) تاريخ ابن معين برواية الدوري 2/ 213.
(62) معرفة علوم الحديث ص210.
(63) انظر شرح علل الترمذي 1/ 356.
(64) الجرح والتعديل 1/ 47.
(65) الكفاية ص 123، 124.
(66) الضعفاء الكبير 3/ 443.
(67) انظر الكفاية في علم الرواية ص 120.
(68) تاريخ ابن أبي خيثمة ص417 – 419.
(69) العلل 1/ 452 (1026).
(70) أخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل ص352، رقم 286، وابن المقرئ في معجمه ص151، رقم 444. والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي 1/ 318، والقاضي عياض في الإلماع ص199، من طرق عن الحسن بن قتيبة به.
(71) التعريف بشيوخ حدث عنهم البخاري (ص79).
(72) المصدر السابق (ص 74).
(73) فوائد أبي القاسم الحنائي الجزئي الثالث، ص34، 35، رقم 24.
(74) هدي الساري (ص241).
(75) فتح المغيث 3/ 256، 257.
(76) والأمثلة على ذلك كثيرة جداً يصعب حصرها، فكثيراً ما يطلق أحدهم سفيان، ويتبين أنه الثوري.
انظر مثلاً: الجرح والتعديل 2/ 124، 294، 3/ 201، 239، 514، 527، 560، 475، 4/ 70، 184، 6/ 273، سنن النسائي 4/ 131، تحفة الأشراف 5/ 204، سير أعلام النبلاء 9/ 403، وغيرها كثير كما تقدم. وفي الجرح 6/ 269 (1485) ساق ابن أبي حاتم الرواة عن المترجم فقال: وسفيان، وشعبة، وابن عيينة.
وكل هذا يدل على أن إطلاق اسم سفيان على الثوري اصطلاح معروف عندهم، والله أعلم.
(77) سير أعلام النبلاء 7/ 464.
(78) فتح الباري 4/ 512 (2259).
(79) انظر طبقات الشافعية للسبكي 10/ 407.
(80) الجامع لأخلاق الراوي 2/ 72، 73.
لمصادر والمراجع
1 - الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852)، تحقيق أبي يحيى الفيشاوي، دار الصحابة. طنطا، الطبعة الأولى 1412هـ.
2 - أخبار المكيين من تاريخ ابن أبي خيثمة: أحمد بن زهير (ت279) تحقيق إسماعيل حسن حسين، دار الوطن. الرياض، الطبعة الأولى 1418هـ.
3 - إرشاد طلاب الحقائق، للإمام النووي: أبي زكريا يحيى بن شرف (ت 676)، تحقيق عبدالباري السلفي، مكتبة الإيمان، المدينة النبوية، الطبعة الأولى 1408هـ.
4 - الإلماع إلى معرفة الرواية وتقييد السماع، للقاضي عياض بن موسى اليحصبي (544)، تحقيق السيد أحمد صقر، دار التراث، القاهرة، الطبعة الأولى 1398هـ.
5 - التاريخ، للإمام يحيى بن معين (ت233)، برواية الدوري، تحقيق د. أحمد نور سيف، مركز البحث العلمي، جامعة الملك عبدالعزيز، الطبعة الأولى 1399هـ – 1979م.- تاريخ ابن أبي خيثمة: انظر: أخبار المكيين من تاريخ ابن أبي خيثمة.
6 - التاريخ الأوسط (المطبوع باسم الصغير)، للإمام البخاري: محمد بن إسماعيل (ت256)، تحقيق محمود زايد، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ.- التاريخ الصغير، للبخاري، انظر: التاريخ الأوسط.
7 - التاريخ الكبير، للإمام البخاري، محمد بن إسماعيل (ت256)، تصوير دار الكتب العلمية، بيروت.
8 - تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف، للحافظ المزي: يوسف بن عبدالرحمن (ت742)، تحقيق عبدالصمد شرف الدين، الدار القيمة، الهند، الطبعة الثانية 1403هـ.
9 - تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، للحافظ السيوطي (ت911)، تحقيق نظر الفريابي، مكتبة الكوثر، الرياض. الطبعة الثانية 1415هـ.
10 - التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح، لأبي الوليد الباجي (ت474)، تحقيق د. أبو لبابة الطاهر حسين، دار اللواء للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الأولى 1406هـ.
11 - التعريف بشيوخ حدّث عنهم محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه وأهمل أنسابهم وذكر ما يعرفون به من قبائلهم وبلدانهم، لأبي علي الحسين بن محمد الجياني الغساني (ت498)، وهو جزء من كتابه تقييد المهمل، تحقيق أبي هاجر السيد زغلول، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1418هـ.
12 - التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير، للنووي يحيى بن شرف الشافعي (ت676) تحقيق عبدالله البارودي، دار الجنان، بيروت، الطبعة الأولى 1406هـ.
13 - تقريب التهذيب، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852)، تحقيق محمد عوامة، دار الرشيد، سوريا، الطبعة الأولى 1406هـ – 1986م.
¥(35/185)
14 - تهذيب الكمال في أسماء الرجال، للمزي: يوسف بن عبدالرحمن (ت842)، تحقيق بشار عواد، مؤسسة الرسالة. بيروت، الطبعة الأولى.
15 - الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، للخطيب البغدادي: أحمد بن علي (ت463) تحقيق محمود الطحان، مكتبة المعارف، الرياض، الطبعة الأولى 1403هـ.
16 - الجرح والتعديل، للإمام عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي (ت327)، تحقيق عبدالرحمن المعلمي، مصورة عن طبعة دائرة المعارف العثمانية، الطبعة الأولى 1372هـ – 1953م.
17 - سنن النسائي الصغرى (المجتبى)، للإمام النسائي (ت303) باعتناء عبدالفتاح أبو غدة، دار البشائر الإسلامية. بيروت، الطبعة الثانية 1406هـ – 1986م.
18 - سؤالات مسعود السجزي للحاكم النيسابوري، تحقيق موفق عبدالقادر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1408هـ 1988م.
19 - سير أعلام النبلاء، للإمام الذهبي، محمد بن أحمد (ت748)، تحقيق شعيب الأرناؤوط وآخرين، مؤسسة الرسالة. بيروت، الطبعة الأولى.
20 - شرح علل الترمذي، لابن رجب الحنبلي (ت795)، تحقيق د. همام سعيد، مكتبة المنار، الأردن، الطبعة الأولى 1407هـ.
21 - صحيح البخاري، المطبوع مع فتح الباري، انظر: فتح الباري.
22 - صلة الخلف بموصول السلف، لمحمد بن سليمان الروداني (ت1094)، تحقيق د. محمد الحجي، دار الغرب الإسلامي. بيروت، الطبعة الأولى 1408هـ.
23 - طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي، عبدالوهاب بن علي (ت771)، تحقيق محمود الطناحي وعبدالفتاح الحلو، مطبعة عيسى الحلبي، الطبعة الأولى 1383هـ.
24 - الضعفاء الكبير، لأبي جعفر محمد بن عمرو العقيلي (ت322)، تحقيق عبدالمعطي قلعجي، دار الكتب العلمية. بيروت، الطبعة الأولى 1404هـ.
25 - العلل ومعرفة الرجال، للإمام أحمد بن حنبل (ت241)، تحقيق وصي الله عباس، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى 1408هـ – 1988م.
26 - علوم الحديث، للإمام ابن الصلاح: عثمان بن عبدالرحمن (ت643)، تحقيق د. نور الدين عتر، المكتبة العلمية. بيروت، الطبعة الأولى 1401هـ.
27 - الكفاية في علم الرواية، للخطيب البغدادي: أحمد بن علي (ت462)، مصورة عن الطبعة الهندية، المكتبة العلمية. المدينة النبوية.
28 - فتح الباري، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852)، تحقيق محب الدين الخطيب، المكتبة السلفية، القاهرة، الطبعة الثانية 1400هـ.
29 - فتح المغيث، شرح ألفية الحديث، للسخاوي: محمد بن عبدالرحمن (ت902) تحقيق عبدالرحمن محمد عثمان، المكتبة السلفية، المدينة النبوية، الطبعة الثانية 1388هـ.
30 - فوائد أبي القاسم الحنائي (459)، تخريج النخشبي، مصورة عن مخطوطة الظاهرية، إعداد محمود الحداد، دار تيسير السنة، الطبعة الأولى 1411هـ.
31 - المجمع المؤسس للمعجم المفهرس، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852)، تحقيق د. يوسف المرعشلي، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى 1413هـ.
32 - المحدث الفاصل بين الراوي والواعي، للرامهرمزي: الحسن بن عبدالرحمن (ت360) تحقيق محمد عجاج الخطيب. دار الفكر، الطبعة الثالثة 1404هـ.
33 - المعجم المفهرس….، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852)، تحقيق محمد شكور المياديني، مؤسسة الرسالة. بيروت، الطبعة الأولى 1418هـ.
34 - المعجم، لابن المقرئ (ت381) تحقيق أبي عبدالرحمن عادل بن سعد، مكتبة الرشد، الرياض، الطبعة الأولى 1419هـ.
35 - المعرفة والتاريخ، للفسوي، يعقوب بن سفيان (ت277)، تحقيق د. أكرم العمري، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الثانية 1401هـ – 1981م.
36 - المقنع في علوم الحديث، لابن الملقن: عمر بن علي (ت804)، تحقيق عبدالله الجديع، دار فواز للنشر والتوزيع. الأحساء، الطبعة الأولى 1413هـ.
37 - هدي الساري، مقدمة فتح الباري، للحافظ ابن حجر العسقلاني (ت852)، تحقيق محب الدين الخطيب، المكتبة السلفية، القاهرة، الطبعة الثانية 1400هـ.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) وقد كتب فيهما بحثاً طويلاً بعنوان «تمييز السفيانين عند ورودهما في الروايات مهملين» لعل الله أن ييسر نشره قريباً.
([2]) ذكره له غير واحد من العلماء، انظر المعجم المفهرس ص156، المجمع المؤسس 2/ 308، صلة الخلف ص410.
¥(35/186)
([3]) ذكر الشيخ الألباني – رحمه الله – في فهرس الظاهرية ص268، ضمن مؤلفات الخطيب: «قطعة في ما أبهم من الأسماء» ثم علق عليها بقوله: للمؤلف كتاب المكمل في بيان المهمل … فأنا أظن هذه القطعة من مختصر هذا الكتاب، والله أعلم.
قلت: ذكر الشيخ أن القطعة في ما أبهم من الأسماء، وليس ما أهمل، والخطيب له مؤلف في المبهمات، وستأتي الإشارة إليه، ولعل هذه القطعة منه، والله أعلم.
([4]) وقد حقق هذا الباب بخصوصه فضيلة الشيخ د. عبدالله بن حمود التويجري في رسالته للماجستير في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
كما طبع هذا الباب مستقلاً باسم: «التعريف بشيوخ حدّث عنهم محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه وأهمل أنسابهم وذكر ما يُعرفون به من قبائلهم وبلدانهم» بتحقيق محمد السعيد زغلول.
ثم طبع هذا الباب أيضاً في المغرب، وصدر عن وزارة الأوقاف المغربية في مجلدين.
أما بقية الكتاب فقد حققه مجموعة من الباحثين في جامعة الإمام، وجامعة الملك سعود كرسائل ماجستير، ولم يطبع منها شيء حتى الآن، سوى جزء واحد، وهو المطبوع باسم: «التنبيه على الأوهام الواقعة في الصحيحين من قبل الرواة، قسم البخاري»، وهو بتحقيق محمد صادق آيدن، وصدر عن دار اللواء بالرياض.
([5]) وهذا الكتاب مطبوع في آخر كتاب الخطيب المتقدم، وإنما ذكرت ذلك لأني قد وجدت بعض طلبة العلم يظن أنه لا زال مخطوطاً.
([6]) انظر: المحدث الفاصل (ص279)، وما بعدها، علوم الحديث لابن الصلاح (ص328)، الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 72، إرشاد طلاب الحقائق 2/ 738، التقريب والتيسير للنووي (ص99)، تهذيب الكمال 7/ 269، سير أعلام النبلاء 7/ 464، المقنع في علوم الحديث 2/ 621، فتح المغيث 3/ 255، تدريب الراوي 2/ 830.
([7]) المحدث الفاصل ص 285، رقم (87).
وما ذكره أبو طالب ليس بصحيح، وقد فصلت ذلك في بحث لي بعنوان: «تمييز السفيانين عند ورودهما في الروايات مهملين» في ترجمة الوليد بن مسلم.
([8]) انظر طبقات الشافعية للسبكي 10/ 406، 407.
([9]) فتح الباري 1/ 246، حديث رقم (111).
([10]) فتح الباري 10/ 87، حديث رقم (5617).
([11]) فتح الباري 13/ 312، حديث رقم (7317).
([12]) وقع في المطبوع: «على من الراوي عنه باختصاص» ولعل الصواب ما أثبته، والمطبوعة كثيرة الأخطاء.
([13]) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص55.
([14]) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص56.
([15]) المحدث الفاصل ص284، رقم (84).
([16]) تدريب الراوي 2/ 830.
([17]) تهذيب الكمال 7/ 269، ونقله الذهبي في السير 7/ 465، وزاد فيه قليلاً.
([18]) انظر طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 10/ 406، 408.
([19]) معرفة علوم الحديث ص230، 231.
([20]) التعريف بشيوخ حدّث عنهم محمد بن إسماعيل البخاري وأهمل أنسابهم (ص43).
([21]) التعريف بشيوخ حدث عنهم البخاري (ص106).
([22]) فتح الباري 4/ 512 (2259).
([23]) فتح الباري 6/ 225، حديث رقم (3089).
([24]) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص55.
([25]) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص57.
([26]) فتح المغيث 3/ 257.
([27]) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2/ 73، فتح المغيث 3/ 256.
([28]) التعديل والتجريح 2/ 620.
([29]) المحدث الفاصل ص284، رقم (85).
([30]) سير أعلام النبلاء 7/ 466.
([31]) الجامع لأخلاق الراوي 2/ 50، الكفاية ص284، 285.
([32]) الكفاية (ص285).
([33]) الكفاية (ص285).
([34]) صحيح البخاري (مع الفتح) 6/ 566، كتاب أحاديث الأنبياء، باب نزول عيسى، رقم 3448.
([35]) فتح الباري 6/ 566.
([36]) صحيح البخاري (مع الفتح) 3/ 72، كتاب التهجد، باب صلاة النوافل جماعة، رقم 1185.
([37]) فتح الباري 3/ 74.
([38]) صحيح البخاري (مع الفتح) 4/ 84، كتاب جزاء الصيد، باب حج الصبيان، رقم 1857.
([39]) فتح الباري 4/ 85.
([40]) صحيح البخاري (مع الفتح) 13/ 46، كتاب التوحيد، باب كلام الرب مع جبريل، رقم 7485.
([41]) فتح الباري 13/ 470.
([42]) صحيح البخاري (مع الفتح) 13/ 370، كتاب التوحيد، رقم 7376.
([43]) فتح الباري 13/ 372.
([44]) انظر فتح الباري 2/ 125 (622، 623)، 4/ 255 (1974)، 4/ 572 (2312)، 13/ 283 (7290)، هدي الساري ص239، 240.
¥(35/187)
([45]) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة ص58.
([46]) سؤالات السجزي للحاكم ص88، رقم 51.
([47]) المعرفة والتاريخ 3/ 146.
([48]) المعرفة والتاريخ 3/ 65.
([49]) التاريخ الصغير 2/ 89.
([50]) التاريخ الكبير 2/ 313.
([51]) الجرح والتعديل 1/ 73.
([52]) انظر التقريب (5685).
([53]) سؤالات الآجري 2/ 143، الضعفاء للعقيلي 2/ 210.
([54]) الضعفاء الكبير للعقيلي 2/ 210.
([55]) سؤالات الآجري 1/ 329 (556).
([56]) الضعفاء الكبير للعقيلي 1/ 222.
([57]) الضعفاء الكبير للعقيلي 2/ 258.
([58]) النكت على مقدمة ابن الصلاح 2/ 99.
([59]) تدريب الراوي 1/ 265.
([60]) سير أعلام النبلاء 7/ 242.
([61]) تاريخ ابن معين برواية الدوري 2/ 213.
([62]) معرفة علوم الحديث ص210.
([63]) انظر شرح علل الترمذي 1/ 356.
([64]) الجرح والتعديل 1/ 47.
([65]) الكفاية ص 123، 124.
([66]) الضعفاء الكبير 3/ 443.
([67]) انظر الكفاية في علم الرواية ص 120.
([68]) تاريخ ابن أبي خيثمة ص417 – 419.
([69]) العلل 1/ 452 (1026).
([70]) أخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل ص352، رقم 286، وابن المقرئ في معجمه ص151، رقم 444، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي 1/ 318، والقاضي عياض في الإلماع ص199، من طرق عن الحسن بن قتيبة به.
([71]) التعريف بشيوخ حدث عنهم البخاري (ص79).
([72]) المصدر السابق (ص 74).
([73]) فوائد أبي القاسم الحنائي الجزئي الثالث، ص34، 35، رقم 24.
([74]) هدي الساري (ص241).
([75]) فتح المغيث 3/ 256، 257.
([76]) والأمثلة على ذلك كثيرة جداً يصعب حصرها، فكثيراً ما يطلق أحدهم سفيان، ويتبين أنه الثوري.
انظر مثلاً: الجرح والتعديل 2/ 124، 294، 3/ 201، 239، 514، 527، 560، 475، 4/ 70، 184، 6/ 273، سنن النسائي 4/ 131، تحفة الأشراف 5/ 204، سير أعلام النبلاء 9/ 403، وغيرها كثير كما تقدم. وفي الجرح 6/ 269 (1485) ساق ابن أبي حاتم الرواة عن المترجم فقال: وسفيان، وشعبة، وابن عيينة.
وكل هذا يدل على أن إطلاق اسم سفيان على الثوري اصطلاح معروف عندهم، والله أعلم.
([77]) سير أعلام النبلاء 7/ 464.
([78]) فتح الباري 4/ 512 (2259).
([79]) انظر طبقات الشافعية للسبكي 10/ 407.
([80]) الجامع لأخلاق الراوي 2/ 72، 73.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[10 - 01 - 10, 08:58 ص]ـ
نهى رسول الله عن نتف الشيب. قد يكون الخبر شاذا لأنه لم يأت إلا من طريق منكر فروى عن أبي هريرة 800 شخص فأين هم ولم يروه إلا حماد وتكلم في روايته عن غير الأربعة
19 - تُكلِّم َ في رواية:حماد بن سلمة إن روى عن غير: ثابت البناني وعمار ابن عمر وحميد الطويل ومحمد ابن زياد .. فقد يكون الخبر شاذا
ما رأيكم إخواني بهذا؟!
ـ[أسامة عبد العظيم عمر]ــــــــ[26 - 04 - 10, 06:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا(35/188)
تخريج حديث فيه ذكر بياض الأسود في الجنة
ـ[المظفري]ــــــــ[08 - 09 - 02, 06:36 ص]ـ
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال جاء رجل من الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سل واستفهم فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلتم علينا بالصور والألوان والنبوة أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنت به وعلمت مثل ما عملت به إني لكائن معك في الجنة؟ قال نعم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إنه ليرى بياض الأسود في الجنة من مسيرة ألف عام ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله كان له بها عهد عند الله ومن قال سبحان الله وبحمده كتبت له مائة ألف حسنة وأربعة وعشرون [ألف] حسنة فقال رجل كيف نهلك بعد هذا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليأتي يوم القيامة بالعمل ولو وضع على جبل لأثقله، فتقوم النعمة من نعم الله فتكاد أن تستنفد ذلك كله إلا أن يتطاول الله برحمته ونزلت هذه السورة هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا إلى قوله وملكا كبيرا قال الحبشي وإن عينَيّ لتريان ما ترى عيناك في الجنة؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم، فاستبكى حتى فاضت نفسه قال بن عمر لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدليه في حفرته بيده.
الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 12/ 436 (في مسند ابن عمر منه) - وعنه أبو نعيم في الحلية 3/ 319 - من طريق أيوب بن عتبة عن عطاء عن ابن عمر، وسقط من سند المعجم الكبير ذكر عطاء، وذكره ابن حبان في المجروحين 1/ 170 ووقع عنده عن عطاء عن ابن عباس وكذا ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 7/ 320، وعطاء هو ابن أبي رباح.
وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث عطاء، تفرد به عفيف عن أيوب بن عتبة اليمامي، وكان عفيف أحد العباد والزهاد من أهل الموصل كان الثوري يسميه الياقوتة.
وعزاه إلى الطبراني كل من ابن كثير في تفسيره سورة الدهر 4/ 458 والهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 420 والمناوي في فيض القدير 2/ 435 والعجلوني في كشف الخفاء 1/ 473، وذكره القرطبي في تفسيره 19/ 148 ولم يعزه إلى أحد
وقال ابن كثير: " وقد روى الطبراني ههنا حديثا غريبا جدا .. " ثم ذكر الحديث
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: " رواه الطبراني وفيه أيوب بن عتبة وهو ضعيف "
وذكره الذهبي ثم قال " قال ابن حبان وهذا باطل "، وترجم لأيوب بن عتبة هذا في السير 8/ 236 والميزان 1/ 462، وقال في الميزان " قال ابن حبان يخطئ كثيرا فمن ذلك عن عطاء عن ابن عباس فذكر هذ الحديث ثم قال ابن حبان باطل ".
ولفظ ابن حبان في كتابه المجروحين: " كان يخطئ كثيرا ويهم شديدا حتى فحش الخطأ منه ".
وأيوب بن عتبة من رجال سنن ابن ماجه، لم يرو له غيره من أصحاب الكتب الستة، وقيل إن من تفرد بالرواية عنهم ابن ماجه يغلب أن يكونوا ضعفاء.
وقد ضعف الأئمة أيوب بن عتبة: قال فيه ابن المديني والنسائي ويعقوب بن سفيان وأحمد وابن معين: ضعيف، ولكن قال أحمد في رواية عنه ثقة إلا أنه لا يقيم حديث يحيي بن أبي كثير، وقال ابن معين في رواية عنه لا بأس به وقال ابن عدي في حديثه بعض الإنكار وهو مع ضعفه يكتب حديثه، وقال أبو زرعة حديث أهل العراق عنه ضعيف ويقال إن حديثه باليمامة أصح (تهذيب الكمال 3/ 484 - 487، وانظر تقريب التهذيب /118)
قلت: فيمكن حمل ما تقدم من تحسين القول فيه عن أحمد وابن معين على خصوص حديثه باليمامة، والله أعلم، وأما هذا الحديث فهو من رواية أهل العراق عنه لأنه من رواية عفيف بن سالم الموصلي عنه، فالخلاصة أن الحديث ضعيف الإسناد، مع ما في متنه من النكارة
ولا ننس أن الجنة دار الحسن ويعطى فيها الإنسان ما تشتهيه نفسه ولكن الشأن في ثبوت هذه الألفاظ عنه صلى الله عليه وسلم
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[12 - 07 - 07, 06:38 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك(35/189)
من قال إن الجن معمرون فقد خالف الحديث الصحيح!!!!
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[08 - 09 - 02, 01:58 م]ـ
اشتهر على ألسنة الكثيرين أن الجن لهم أعمار طويلة، قد تبلغ المائتين والثلاث والأربع وأكثر، وأكثر من روج هذه المقولة حسب علمي هم القراء، الذين يعالجون إخراج الجن، واعتمادهم في ذلك على أقوال الجن، ومن المتقرر أن الجن الأصل فيهم الكذب، كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة المتفق عليه (صدقك وهو كذوب)
ولما سئل عن الكهان قال (ليسوا بشيء)
هذا ومما لا يشك فيه مسلم أن الجن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم فهم داخلون في عموم الأحاديث، ومنه ما أخرجه الترمذي في جامعه وغيره من حديث أبي هريرة مرفوعا: (أعمار أمتي بين الستين والسبعين، وقليل منهم من يجوز ذلك).
وللفائدة فقد أفتت اللجنة الدائمة حفظها الله بذلك (2/ 184)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[08 - 09 - 02, 06:12 م]ـ
أحسن الله إليك وبارك فيك.
ووفّق أعضاء اللجنة الدائمة لكلّ خير.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 09 - 02, 07:53 م]ـ
تخريج مبدئي:
"أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك"
رواه الترمذي وقال حسن غريب من حديث محمد بن عمرو (جيد إلا عن أبي سلمة) عن أبي سلمة
ورواه الترمذي أيضا من وجه آخر عن أبي هريرة رفعه بلفظ "عمر أمتي من ستين إلى سبعين" وقال فيه أيضا حسن غريب من حديث أبي صالح (ميناء: مجهول)
وفي لفظ لأحمد والترمذي وابن ماجه وأبي يعلى وغيرهم: معترك المنايا ما بين الستين الى السبعين
ورواه الترمذي والطبراني عن ابن عمر وأنس فلفظ ابن عمر أقل أمتي من يبلغ السبعين وفي لفظ الذين يبلغون السبعين ولفظ الآخر حصاد أمتي ما بين الستين إلى السبعين.
ورواه الترمذي والطبراني عن ابن عباس مرفوعا إذا كان يوم القيامة نودي أين أبناء الستين وهو العمر الذي قال الله تعالى أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير
قال القاري وأكثر ما اطلعنا على طول العمر في هذه الأمة من المعمرين في الصحابة والأئمة سن أنس بن مالك فإنه مات وله من العمر مائة وثلاث سنين وأسماء بنت أبي بكر ماتت ولها مائة سنة ولم يقع لها سن ولم ينكر في عقلها شيء وأزيد منهما عمر حسان بن ثابت مات وله مائة وعشرون سنة عاش منها ستين في الجاهلية وستين في الإسلام وأكثر منه عمرا فقيل عاش مائتين وخمسين سنة وقيل ثلثمائة وخمسين سنة والأول أصح
وفي مجمع الزوائد 10\ 206
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم الذين يبلغون ثمانين
رواه أبو يعلى وفيه شيخ هشيم لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح
وعن حذيفة أنه قال يا رسول الله حدثنا عن أعمار أمتك قال ما بين الخمسين إلى الستين قالوا يا رسول الله فأبناء السبعين قال قل من يبلغها من أمتي رحم الله أبناء السبعين ورحم الله أبناء الثمانين
رواه البزار وفيه عثمان بن مطر وهو ضعيف
وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل أمتي الذين يبلغون السبعين
رواه الطبراني قلت (الهيثمي) لعله التسعين فإن هذا من النسخة التي كتبت منها لم تقابل والله أعلم
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[08 - 09 - 02, 09:32 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي خالد الشايع
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 09 - 03, 07:38 ص]ـ
يبدو أن الحديث غير صحيح، لكن على كل حال ليس ما يدل على أن الجن معمرون بل هو من ادعاءات الشياطين
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[23 - 09 - 03, 05:01 م]ـ
أبوهم معمر: (قال أنظرني إلى يوم يبعثون) أليس هذا دليلا
كافيا على أنهم معمرون؟؟ وإذا جاز عقلا (إلا يترتب على وقوعه
محال) وثبت شرعا، فلماذا نحيل وقوعه؟؟
فإن قيل بل هي خصوصية قيل: الخصوصية في العمير إلى يوم الدين،
أما ما هو أقل فغير متعرض له ..
وإذا كان من الإنس من ثبت جوازه المائتين، بل من صحابة النبي
صلى الله عليه وسلم من جاوز المائتين، وهو سلمان الفارسي، وانظر
ترجمته في سير أعلام النبلاء ..
أما المائة وعشرون وهو عمر مديد نسبيا فهو شائع ومنتشر في القديم،
وإذا كان المقصود بأمته صلىالله عليه وسلم أمة الدعوة وأمة الإجابة
معا من الإنس والجن فينقضه إبليس، فلزم أن يكون المقصود أمته
من الإنس، وهذا واضح ويمكن الإقرار به ...
ثم إن عنصر الجن غير عنصر الإنس، فإذا كان الستين والسبعين يوائم
حالة الإنسان في العصور المتأخرة، فهذا لأنه جنسه من عنصر لا يدوم
طويلا، بخلاف عنصر الجن، فليس هذا بمستغرب في مطرد العادات ...
أما من زعم أن الجن المعمرون من أقاويل القراء المعالجين فقد فقد
أخطأ، بل هذا مروي في كثير من كتب أهل العلم، ويمكنك مراجعة
آكام المرجان، وقد نقل السيوطي بعضا منها في كتابه الأشباه والنظائر
ويمكنم مراجعة كتب التفسير المتعلقة بالجن ستجدون بعضا من الإشارة
إلى هذا والله أعلم.
¥(35/190)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 09 - 03, 12:18 ص]ـ
الشيخ الفاضل رضا صمدي
الإمام الذهبي في السير لم يرتض القول بتعمير سلمان الفارسي، بل تراجع عما قاله في " تاريخ الإسلام ".
قال - رحمه الله -:
قال العباس بن يزيد البحراني: يقول أهل العلم: عاش سلمان ثلاث مئة وخمسين سنة، فأما مئتان وخمسون: فلا يشكون فيه .... "
فمن قول البحراني إلى هنا منقول من كتاب " الطوالات " لابي موسى الحافظ، وقد فتشت فما ظفرت في سنه بشيء سوى قول البحراني وذلك منقطع لا إسناد له!
ومجموع أمره وأحواله وغزوه وهمته وتصرفه وسفه للجريد وأشياء مما تقدم: ينبىء بأنه ليس بمعمر، ولا هرم، فقد فارق وطنه وهو حدث، ولعله قدم الحجاز وله أربعون سنة أو أقل فلم ينشب أن سمع بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم ثم هاجر.
فلعله عاش بضعا وسبعين سنة، وما أراه بلغ المئة.
فمن كان عنده علم فليفدنا.
وقد نقل طول عمره: أبو الفرج بن الجوزي وغيره.
وما علمت في ذلك شيئا يركن إليه ....
وهذا يوضح لك أنه من أبناء الثمانين.
وقد ذكرت في " تاريخي الكبير " أنه عاش مئتين وخمسين سنة، وأنا الساعة لا أرتضي ذلك ولا أصححه.
" سير أعلام النبلاء " (1/ 555، 556).
ـ[أخوكم]ــــــــ[24 - 09 - 03, 05:37 م]ـ
ليت أحدنا يستحضر حديثا يتكلم فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عن " أمته " ولا يدخل فيه الجن قطعا.
لكان إن شاء الله قياسا صحيحا يبين أن حديث:
" أعمار أمتي بين الستين والسبعين، وقليل منهم من يجوز ذلك "
إنما هو للعهد الذهني المختص بجنس البشر، ويتبين ضعف دلالة الحديث عن دخول الجن فيه.
فضلا على أن القرائن تؤيد طيلة أعمارهم
فأبو الجن الذي ما زال حيا _نعوذ بالله منه _
أطول عمرا
من أبي البشر " آدم " الذي مات _ عليه السلام _
وسواء صحت معلومة طيلة أعمارهم أو لم تصح
فإني أخالها مما لا يضر الجهل بها
والله أعلم
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[24 - 09 - 03, 06:02 م]ـ
؟؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 09 - 03, 06:20 م]ـ
إبليس والدجال هما استثناء للقاعدة حيث أمهلهم الله عز وجل إلى الوقت المعلوم. { ... وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ ... }. وإلا فقد أخبر الصادق عليه الصلاة والسلام بأنه لا يبقى على ظهر الأرض من بعده أحد بعد مئة عام. وهذا كفيل بأن يقطع حجة الدجالين الذين ظهروا في عصور متأخرة وادعوا أنهم من الصحابة!!
ثم وجدنا بعض الصوفية الدجالين يروون الأحاديث بعلو عن طريق الجن والعفاريت. ولله في خلقه شؤون.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[24 - 09 - 03, 08:39 م]ـ
ما زال البحث مستمرا حول صحة القاعدة، فكيف نستثني من قاعدة هي
محل نظر؟؟؟
ـ[نديم القلم]ــــــــ[25 - 09 - 03, 04:36 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده، وعلى آله وصحبه أمابعد:
أليس الاعتراض بعمر إبليس خارجآ عن محل النزاع فهو ليس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم أليس النص على طول عمر إبليس مفيد بدلالة مفهوم المخالفة أن غيره من الجن ليسوا كذلك.
والله أعلم.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[26 - 09 - 03, 04:44 ص]ـ
في الاستدلال بالحديث نظر.
ففي قوله قليل من يجوز ذلك احتمال ان يكون أولئك الجن من القليل، هذا إن صح دخولهم في الحديث.
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[09 - 10 - 08, 01:14 ص]ـ
يبدو أن الحديث غير صحيح، لكن على كل حال ليس ما يدل على أن الجن معمرون بل هو من ادعاءات الشياطين
26197 - عن عبدالله بن عمر بن العاص؛ قال: إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان. يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنا.
الراوي: طاوس المحدث: مسلم - المصدر: مقدمة الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7
خلاصة الدرجة: صحيح
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[10 - 10 - 08, 01:22 ص]ـ
26197 - عن عبدالله بن عمر بن العاص؛ قال: إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان. يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنا.
الراوي: طاوس المحدث: مسلم - المصدر: مقدمة الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7
خلاصة الدرجة: صحيح
أحسنت ... جواب موفق
الجن أمة من عالم الغيب , ولا يعلم الغيب إلا الله عز وجل
ـ[حسين سيد]ــــــــ[10 - 10 - 08, 07:33 م]ـ
انا اري ان الجن اعمارهم اطول من اعمارنا بل ليس هناك وجه مقارنه بين اعمارنا و اعمارهم
و مما يدل علي ذلك
ان ابليس اللعين سيبقي حيا الي يوم يبعثون
وهم من ذريته
و لا شك ان الاقرب ان اعمارهم طويله مثله حتي و ان قلنا انهم يموتون
و مما يدل علي ذلك
ان خالد بن الوليد قتل شيطانه العزي
و ان كنت لا اعرف مدي صحه هذا الخبر
الا ان اصحاب السير تتابعوا علي ذكره
و مما يدل علي ذلك
ان ماهيه الجن غير ماهيه الانسان
فقد قال وتحمل اثقالكم الي بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الانفس
اما الجن فلا ينكر قدراتهم علي التحرك السريع
و اكمل فيما بعد
لاجل الصلاه
السلام عليكم
¥(35/191)
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[10 - 10 - 08, 10:35 م]ـ
النكتة الأخرى والعلم عند علاّم الغيوب:
أن الإنس كانوا معمّرون لسنين عديدة كما فى قصة نبى الله نوح عليه السلام، فلا لايمنع نقص أعمار الإنس كما هو واقع مشاهد وبقاء الجن على أصل أعمارهم، لاسيما أن هذا تواتر عنهم تواتر لايمكن دفعه والله أعلم بحال عباده منا!
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 01:40 ص]ـ
شيخي ناصر , التواتر الذي لايمكن دفعه كما لايخفاكم , هو الذي تحيل العادة تواطؤ المخبرين فيه على الكذب , وتحقيق ذلك في هذه المسألة يحتاج نوع من التأمل!
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[12 - 10 - 08, 02:43 ص]ـ
التواتر الذي لايمكن دفعه كما لايخفاكم , هو الذي تحيل العادة تواطؤ المخبرين فيه على الكذب ,!
شرط التواتر مع ما ذكرت
أن يكون مستنده الحس أي المشاهدة , وهذا لا يمكن تحقيقه في الغيبيات وعالم الجن منها.
وإنما الغيب سبيل الايمان به ثبوت النص من المعصوم.
ـ[أبو همام ناصر القطعانى]ــــــــ[24 - 07 - 09, 09:47 ص]ـ
لادليل على نطق الجنى على لسان المريض ومع ذلك تواتر ذلك على السنة الناس وومنهم علماء ومعالجين وهذا من الغيبيات والله أعلم.
ـ[أبويحيى السلفي]ــــــــ[24 - 07 - 09, 12:09 م]ـ
صراحة أختلفت الآراء ولا طائل منها فسواء كانت أعمارهم كبيرة أو صغيرة فلن يهمنا في شيء
الجن عالم غيب والغيب لا يثبت إلا بدليل إذ لا مجال للعقل فيه
فمن قال بطول أعمارهم له إستدلالات ومن قال بأعمارهم العادية له إستدلالات
وصراحة إن كنت ما أرجحه لنفسي لا ألزم به غيري هو طول أعمارهم ولن يضرنا في شيء طوله أم قصره
فلنا عالمنا ولهم عالمهم ولا يجوز أن يتجاوز أحد حده ومكانه ليخوض في مكان غيره لأن هذا من الظلم
جزاكم الله خيرا وحفظكم الباري
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - 07 - 09, 07:00 م]ـ
قال الإمام مسلم في صحيحه
حدثني حجاج بن الشاعر حدثنا عبدالله بن عمرو أبو معمر حدثنا عبدالوارث حدثنا الحسين حدثني ابن بريدة عن يحيى بن يعمر عن ابن عباس
: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[26 - 07 - 09, 07:11 م]ـ
أبا محمد الغامدي استشهادك في غير محله الإخوة يتكلمون عن ما إذا كان الجن معمرون ولا يسألون عما إذا كانوا لا يموتون
ـ[ابو ثابت التويجري]ــــــــ[01 - 11 - 09, 09:46 م]ـ
وفقكم الباري ورزقنا الله واياكم العلم الصالح والعلم النافع وجمعنا واياكم في دار كرامته
واتوقع ورايي القاصر ان هذا مما لادعي له التوسع فيه اكثر من حقه فلعنا نبحثفي مسالة لنا فيها اهمية اكبر
ـ[أبو عمر الصيداوي]ــــــــ[02 - 11 - 09, 12:22 ص]ـ
بارك الله بكم
ـ[أحمد داود]ــــــــ[03 - 11 - 09, 12:42 ص]ـ
واتوقع ورايي القاصر ان هذا مما لادعي له التوسع فيه اكثر من حقه فلعنا نبحثفي مسالة لنا فيها اهمية اكبر
صدقت أخى و أحسنت
قال تعالى:
و لا تقف ما ليس لك به علم
و قال الحبيب صلى الله عليه و سلم:
من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
ـ[عمرو عبدالكريم]ــــــــ[07 - 11 - 09, 12:03 ص]ـ
بارك الله فى جهودكم(35/192)
زيادة (قبل أن تجيء) في حديث: "فصلّ ركعتين وتجوز فيهما"
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[10 - 09 - 02, 12:33 ص]ـ
عن أبي هريرة وجابر (رضي الله عنهما) قالا: جاء سليك الغطفاني ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) يخطب، فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): "أصليت ركعتين (((قبل أن تجيء)))؟ قَال: لا، قَال: "فصلّ ركعتين وتجوز فيهما".
تكلّم الدكتور إبراهيم العبيد حول هذه الزيادة في بحثه: (الأحاديث والآثار الواردة في سنة الجمعة القبلية وأقوال العلماء فيها)، والموجود بصيغة وورد في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=15226
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[10 - 09 - 02, 01:22 ص]ـ
بارك الله في أخوي هيثم،، ولعلّك تسمح لي بنقل كلام الشيخ إبراهيم العبيد.
أخرجه ابن ماجه ([52]) وأبو يعلى ([53]) كلاهما من طريق داود بن رشيد ([54]) عن حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وعن سفيان عن جابر ورجال إسناده ثقات كما قَاله ابن القيم ([55]).
وهذا الحديث في الصحيحين وغيرهما ([56]) دون قوله ((قبل أن تجيء)) ويحتمل فيها أحد أمور هي:
الأمر الأول: أنها غير محفوظة فقد أخرج أبو داود ([57]) عن محمد بن محبوب ([58]) وإسماعيل بن إبراهيم ([59]) قَالا: حدثنا حفص بن غياث به، ولفظه ((جاء سليك الغطفاني و رسول الله r يخطب فقال له: أصليت شيئا؟ قَال: لا. قَال: صل ركعتين تجوز فيهما))
فداود بن رشيد تفرد بذكر هذه اللفظة ((قبل أن تجيء)) وخالفه محمد بن محبوب وإسماعيل بن إبراهيم.
ورواه ابن حبان ([60]) من طريق داود بن رشيد به، ولم يذكر هذه اللفظة، وهذا يؤيد الاحتمال الثاني كما سيأتي.
ثم إن هذا الحديث رواه جماعة عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا فلم يذكروا هذه اللفظة في المتن ولا في السند أبو صالح عن أبي هريرة ... وهم عيسى بن يونس وأبو معاوية وسفيان الثوري ومعمر وحفص بن غياث وداود الطائي.
أخرجه مسلم ([61]) وأحمد ([62]) وعبد الرزاق ([63]) والطحاوي ([64]) وابن خزيمة ([65]) وابن حبان ([66]) والدارقطني ([67]) والبيهقي ([68]).
ورواه أيضا الوليد أبو بشر عن أبي سفيان عن جابر مرفوعا بدون ذكر هذه اللفظة أخرجه أبو داود ([69]) وأحمد ([70]).
ورواه أيضا عمرو بن دينار وأبو الزبير عن جابر مرفوعا بدون هذه اللفظة.
أخرجه البخاري ([71]) ومسلم ([72]) وأبو داود ([73]) والترمذي ([74]) والنسائي ([75]) وابن ماجة ([76]).
وقد غلَّط شيخ الإسلام ابن تيمية هذه اللفظة كما ذكره عنه تلميذه ابن القيم ([77]) فقال: ومنهم من احتج بما رواه ابن ماجة ثم ذكر الحديث، وقال: قَال أبو البركات: وقوله ((قبل أن تجيء)) يدل على أن هاتين الركعتين سنة الجمعة وليستا تحية للمسجد قَال شيخنا حفيده أبو العباس: وهذا غلط و الحديث المعروف في الصحيحين عن جابر قَال: دخل رجل يوم الجمعة و رسول الله r يخطب فقال: أصليت؟ قَال: لا. قَال: فصل ركعتين. و قَال: ((إذا جاء أحدكم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين، وليتجوز فيهما)) فهذا هو المحفوظ في هذا الحديث، وأفراد ابن ماجة في الغالب غير صحيحة هذا معنى كلامه. ا. هـ.
الأمر الثاني: أن هذه اللفظة ((قبل أن تجيء)) تصحفت من بعض الرواة أو النساخ، وأصلها ((قبل أن تجلس)).
قَال ابن القيم ([78]): قَال شيخنا أبو الحجاج المزي: هذا تصحيف من الرواة إنما هو: أصليت قبل أن تجلس. فغلط فيه الناسخ وقال: وكتاب ابن ماجة إنما تداولته شيوخ لم يعتنوا به بخلاف صحيح البخاري ومسلم فإن الحفاظ تداولوهما واعتنوا بضبطهما وتصحيحهما، قَال: ولذلك وقع فيه أغلاط وتصحيف.
و قَال ابن القيم قلت: ويدل على صحة هذا إن الَّذِين اعتنوا بضبط سنن الصلاة قبلها وبعدها وصنفوا في ذلك من أهل الأحكام والسنن وغيرها لم يذكر واحد منهم هذا الحديث في سنة الجمعة قبلها، وإنما ذكروه في استحباب فعل تحية المسجد والإمام على المنبر واحتجوا به على من منع فعلها في هذه الحال فلو كانت هي سنة الجمعة لكان ذكرها هناك والترجمة عليها وحفظها وشهرتها أولى من تحية المسجد، ويدل عليه أيضا أن النبي r لم يأمر بهاتين الركعتين إلا الداخل لأجل أنها تحية المسجد ولو كانت سنة الجمعة لأمر بها القاعدين أيضا ولم يخص بها الداخل وحده. ا. هـ.
¥(35/193)
ومما يؤيد أنها تصحيف أن ابن حبان أخرج هذا الحديث عن داود بن رشيد بدون هذه اللفظة كرواية الجماعة كما تقدم والله أعلم.
الأمر الثالث: أنه على فرض ثبوتها المعنى: قبل تقرب مني لسماع الخطبة.
قَال أبو شامة ([79]): فقوله فيما أخرجه ابن ماجه ((قبل أن تجيء)) يحتمل أن يكون معناه قبل أن تقرب مني لسماع الخطبة وليس المراد قبل أن تدخل المسجد فإن صلاته قبل دخول المسجد غير مشروعة فكيف يسأل عنها وذلك أن المأمور به بعد دخول وقت الجمعة إنما هو السعي إلى مكان الصلاة فلا يشتغل بغير ذلك وقبل دخول الوقت لايصح فعل السنة على تقدير أن تكون مشروعة)).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
([52]) في سننه (1/ 353 رقم 1114) كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء فيمن دخل المسجد والإمام يخطب.
([53]) في مسنده (3/ 449 رقم 1946).
([54]) داود بن رشيد الهاشمي مولاهم الخوارزمي نزيل بغداد، ثقة، من العاشرة، مات سنة تسع وثلاثين ومائتين خ. م. د. س. ق. الكاشف (1/ 221) التَّقْرِيب (198)
([55]) زاد المعاد (1/ 434).
([56]) سيأتي تخريجه.
([57]) في سننه (1/ 667 رقم 116) كتاب الصلاة، باب إذا دخل الرجل والإمام يخطب ..
([58]) محمد بن محبوب البناني البصري، ثقة، من العاشرة، مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين. خ. د. س. و قَال الذهبي: ثقة. الكاشف (3/ 82) التَّقْرِيب (505) ..
([59]) إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن الهذلي أبو معمر القطيعي، أصله هروي، ثقة، مأمون، من العاشرة، مات سنة ست وثلاثين ومائتين خ. م. د. س. الكاشف (1/ 69) التَّقْرِيب (105).
([60]) في صحيحه - الاحسان - (6/ 246 رقم 1116) كتاب الصلاة، باب الأمر للداخل المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب أن يركع ركعتين.
([61]) في صحيحه (2/ 596 رقم 875) كتاب الجمعة، باب التحية والإما يخطب عن عيسى ابن يونس.
([62]) في مسنده (3/ 316، 317، 389) عن أبي معاوية وسفيان.
([63]) في مصنفه (3/ 244 رقم 5514) كتاب الصلاة، باب الرجل يجيء والإمام يخطب عن معمر والثوري.
([64]) في شرح معاني الآثار (1/ 365) كتاب الصلاة، باب الرجل يدخل المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب هل ينبغي له أن يركع أم لا.
([65]) في صحيحه (3/ 167 رقم 1835) كتاب الصلاة، باب أمر الإمام في خطبته الجالس قبل أن يصليها بالقيام ليصليها.
([66]) في صحيحه - الاحسان (6/ 247 رقم 2501) كتاب الصلاة، باب ذكر البيان بأن الداخل المسجد والإمام يخطب.
([67]) في سننه (2/ 13) كتاب الصلاة، باب في الركعتين إذا جاء الرجل والإمام يخطب ..
([68]) في سننه (3/ 194) كتاب الجمعة، باب من دخل المسجد يوم الجمعة والإمام على المنبر ولم يركع ركعتين ..
([69]) في سننه (1/ 667 رقم 1117) كتاب الصلاة، باب إذا دخل الرجل والإمام يخطب.
([70]) في مسنده (3/ 297).
([71]) في صحيحه (1/ 315 رقم 888) كتاب الجمعة، باب إذا رأى الإمام رجلا جاء وهو يخطب أمره أن يصلي ركعتين. وانظر (رقم 889، 1113).
([72]) في صحيحه وتقدم العزو إليه ..
([73]) في سننه (1/ 667 رقم 1115) كتاب الصلاة، باب إذا دخل الرجل والإمام يخطب.
([74]) في سننه (2/ 384 رقم 510) كتاب الصلاة، باب ما جاء في الركعتين إذا جاء الرجل والإمام يخطب.
([75]) في سننه (3/ 103 رقم 1400) كتاب الجمعة، باب الصلاة يوم الجمعة لمن جاء والإمام يخطب، وفي الكبرى (1/ 528 رقم 1703).
([76]) في سننه (1/ 353 رقم 1112) كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء فيمن دخل =المسجد والإمام يخطب كلهم عن عمرو بن دينار عن جابر إلا عند مسلم وابن ماجة والنسائي في الكبرى عن عمرو بن دينار وأبي الزبير عن جابر به.
([77]) زاد المعاد (1/ 434، 435).
([78]) زاد المعاد (1/ 435) ونقل الحافظ نحو هذا الكلام عن المزني في التلخيص (2/ 74).
([79]) الباعث على انكار البدع والحوادث (124).
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[10 - 09 - 02, 04:35 م]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ خليل.(35/194)
ترجيح ما في الصحيحين على ما في غير الصحيحين ليس على إطلاقه!!!
ـ[المتتبع بإحسان]ــــــــ[10 - 09 - 02, 10:58 ص]ـ
قد يعتقد بعض طلبة العلم أن كل حديث موجود في الصحيحين و هناك ما يخالف نفس الحديث أو يزيد عليه في بعض الالفاظ يكون الترجيح للألفظ الموجود في الصحيحين, و هذا غير صحيح على إطلاقه!!
و إليك المثال:
قال عليه السلام" للعبد المملوك الصالح أجران"
أخرجه البخاري و مسلم و كذلك البخاري في الادب الذي أفرده, و أخرجه أحمد من طريق يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً به.
و زاد أحمد و البخاري في الادب
" و الذي نفس أبو هريرة بيده لولا الجهاد في سبيل الله و الحج و برُّ أمي لأحببت أن أموت و أنا مملوك"
قال الامام الالباني-رحمه الله:
لكن الزيادة المذكورة مدرجة في الحديث عند الصحيحين لأنه وقع عندهما بلفظ "و الذي نفسي بيده"
و الصواب أنه من قول أبي هريرة كما وقع في الرواية الاولى لأحمد و البخاري في الادب.
و المعنى يشهد لذلك لأن أم النبي ماتت و هو صغير كما هو معلوم!!
و هذا يدل على أن ترجيح ما في الصحيحين على ما كان ليس عند غيرهما ليس على اطلاقه .... فتأمل!!!!
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[10 - 09 - 02, 05:13 م]ـ
أحسن الله إليك أخي المتتبع بإحسان.
ولعلّ الإخوة يدلون بما لديهم.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[10 - 09 - 02, 06:15 م]ـ
الأخ الكريم المتتبع بإحسان ..
كون هذا المثال إن صح يخالف هذه القاعدة؛؛ لا يلزم منه أن القاعدة غير صحيحة!! أو أن القاعدة تحتاج لتفصيل؛؛
لأن أكثر القواعد الشرعية عموماً هي على الأغلب، ولذلك لا ينص عند ذكر القاعدة أنها قاعدة أغلبية ..
ولذلك أرى أن استدراك القواعد بمثل هذا إنما هو تحصيل حاصل معلوم بداهةً؟؟!!
ومع ذلك لا بأس بذكر ما شذ عن القاعدة للتنبيه عليه ..
الحاصل أن القواعد أو أكثرها ليست على إطلاقها، والله أعلم.
وجزاك الله خيراً أخي المتتبع بإحسان على هذه الفائدة اللطيفة،
وعلى رحابة صدرك.
والسلام عليكم.
ـ[المتتبع بإحسان]ــــــــ[12 - 09 - 02, 09:41 م]ـ
بسم الله و كفى و الصلاة و السلام على عباده الذين اصطفى
أما بعد:
أخي الفاضل أبو الوليد-حفظه الله-
تعليقي على القاعدة السابق ذكرها لم يكن على سبيل التخطئه-حاشا و الله- أن نخطئ الكتابين اللذين أجمعت الامة عليهما بالقبول.
و لكن, كما هو واضح من كلامي أنه ليس هناك قواعد ثابته في علم الحديث على العموم و علم التصحيح و التضعيف على الخصوص!!
و هذا من كان يلهج به دائماً الامام الالباني- رحمه الله- أن علم الحديث لا يعرف الجمود!!!
هذا و صلى الله على محمد و على آله الطيبين الطاهرين
و جزاك الله خيراً على تعليقكم السابق
ـ[بو الوليد]ــــــــ[12 - 09 - 02, 10:26 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم، وبارك فيك ..
أنا لم أتهمك بذلك!!
أبداً والله؛ بل أحسن الظن بإخواني ما استطعت ..
فقلت لا بأس بالتنبيه على ما شذ عن القاعدة، ولكن دون أسلوب التعقيب!!
فيكون العنوان "تنبيه"
لا استدراك أو تعقيب
وأرجو المعذرة إن أخطأت في ذلك، بل أفرح بتنبيهي على ذلك ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[13 - 09 - 02, 01:43 ص]ـ
الحمد لله ..
أحسن الله إليكما
وأضم صوتي إلى أبي الوليد في تعقيبه الأول موافقا.(35/195)
سؤالين: موسوعة حديث .. وصحة حديث؟؟؟
ـ[نابغة]ــــــــ[11 - 09 - 02, 04:09 ص]ـ
.
السلام عليكم ...
أرجو قبولي ضيفاً جديداً عليكم ...
عندي سؤالين ...
الأول: هل أجد موقع مهتم بتخريج الأحاديث ... (موسوعة تخريج) .. ؟؟
الثاني (للمختصين): ما صحة هذا الحديث ... ونصه:
(قال أبو محمد) عبدالله بن محمد بن جعفر بن حبان الأصبهاني المعروف بابي الشيخ في الجزء الثاني عشرمن كتاب " العظمة" وذكر بابا في الجن وخلقهم حدثنا محمد بن أحمد بن معدان حدثنا ابراهيم الجوهري حدثنا عبدالله بن كثير حدثنا كثير ابن عبدالله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده عن بلال بن الحارث قال" نزلنا مع رسول الله عليه السلام في بعض اسفاره فخرج لحاجته وكان إذا خرج لحاجته يبعد فأتيته بأداوة من ماء فانطلق فسمعت عنده خصومة رجال ولغطاماسمعت أحدمن ألسنتهم قال اختصم الجن المسلمون والجن المشركون فسألوني أن أسكنهم فاسكنت المسلمين الجلس وأسكنت الجن المشركين الغور قال الراوي عبدالله ابن كثير قلت لكثير مالجلس وما الغور قال الجلس القرى والجبال , والغور مابين الجبال والبحار وهي يقال لها الجنوب , قال كثيرومارأيت أحدأصيب بالجلس إلا اسلم ولا أصيب بالغور الا لم يكد يسلم. ورواه الحافظ أبونعيم عن ابي محمد بن حبان عن محمد بن أحمد بن معدان وعن سليمان بن أحمد ثنا خالد بن النضر عن ابراهيم بن سعد الجوهري عن عبدالله بن كثير فذكره.
ولكم جزيل الشكر سلفاً ..
إن أمكن سرعة الرد
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[11 - 09 - 02, 05:06 ص]ـ
أما [الموسوعة] فلعلّك تستفيد من هذا الموقع:
www.dorar.net
فستجد موسوعة الألباني رحمه الله.
كذلك
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp
أما الحديث
أخرجه ــ أيضاً ــ الطبراني في ((الكبير)) برقم (1143)، من طريق إبراهيم الجوهري حدثنا عبدالله بن كثير حدثنا كثير بن عبدالله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده عن بلال بن الحارث، به.
وكثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف [ضعيف].
ـ[ماهر]ــــــــ[11 - 09 - 02, 09:55 ص]ـ
بل كثير متروك، كما قال النسائي والدارقطني، وقال أبو داود والشافعي: أحد الكذابين، وقال أحمد: منكر الحديث. وقال ابن حبان: روى عن أبيه، عن جده نسخةً موضوعةً لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على وجه التعجب. وضعّفه الآخرون.
ووالده عبد الله بن عمرو مجهول تفرد بالرواية عنه ابنه كثير قال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (263) .. ((لا تعرف حاله ولا يعلم روى عنه غير ابنه كثير وكثير عندهم متروك)).
ـ[بو الوليد]ــــــــ[12 - 09 - 02, 12:59 ص]ـ
أحسنتما أخويّ الكريمين ..
وبارك الله فيكما ..
ـ[ماهر]ــــــــ[12 - 09 - 02, 09:49 ص]ـ
وفيك يا باالوليد(35/196)
أحاديث ضعيفة أو موضوعة باتفاق أهل المعرفة
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[12 - 09 - 02, 12:28 ص]ـ
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى من أوسع الناس معرفة بالسنة كما وصفه عارفوه، و هذا يظهر لك بأدنى التأمل في كتبه و فتاواه، فقد كانت الأحاديث على قلبه و على طرف لسانه يستحضرها بلا تكلف كما يستحضر أحدكم قل هو الله أحد!
وهو رحمه الله من أعرف الناس بنقد متون السنة بشهادة الحافظ البرزالي، قال رحمه الله:
الذي ينقد الاحاديث الباطلة و المصنفات الموضوعة و المجموعات المكذوبة و يبين زيفها و يعرف صحيحيها من سقيمها هو الشيخ الامام شيخ الاسلام تقي الدين .. و له في ذلك نقد و تمييز و معرفة و اطلاع و ذوق يختص به دون غيره ... فإنه الغاية فيه " من كتاب أجوبة العلماء عن حكم النظر في كتب البكري و هو تحت الطبع بدار ابن حزم بتحقيقي و لم يسبق أن طبع.
و من العبارات الدالة على سعة اطلافه في فن الحديث: استعماله لعبارة قل من يستعملها من الحفاظ، و هي: كذب أو موضوع أو ضعيف أو صحيح باتفاق أهل المعرفة بالحديث ..
تجدها في كتبه في عشرات المواضع منه ..
لو قام أحد بجمعها و دراستها لأخرج مصنفا بديعا، و للفريوائي كتاب في جهود ابن تيمية في الحديث و علومه لعله جمع أكثرها، لكني لاحظت أن مادته المجموعه فيها نقص كبير عما ذكر حقيقة في كتب شيخ الاسلام، فقد فاتت عشرات الأحاديث التي حكم عليها ابن تيمية صحة و ضعفا، و لا تجدها في كتابه ...
مثال على الاحاديث المذكورة: أحاديث العقل كذب بالاتفاق
حديث ابن عمر في قراءة الجنب للقرآن ضعيف بالاتفاق ... و الامثلة كثيرة.
ـ[صلاح]ــــــــ[12 - 09 - 02, 04:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 09 - 02, 08:09 ص]ـ
ما معنى باتفاق أهل المعرفة؟
فقد يقول عن حديث أنه باطل باتفاق أهل المعرفة ويكون قد صححه أحد من قبله!
وأين أجد كلام الحافظ البرزالي؟
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:35 م]ـ
بالتوفيق إن شاء الله تعالى ..
أسأله تعالى أن يكون أحد الإخوة قد انبرى لهذا العمل المتميز وأنجزه إن شاء الله تعالى ..(35/197)
تخريج حديث ((إصلاح النبي صلى الله عليه وسلم لحيته ورأسه بالنظر في الماء))
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[12 - 09 - 02, 05:24 ص]ـ
تخريج حديث ((إصلاح النبي صلى الله عليه وسلم لحيته ورأسه بالنظر في الماء))
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقد كان بعض مشايخنا يحتج بحديث: "إصلاح النبي -صلى الله عليه وسلم- لحيته ورأسه بالنظر في المرآة" على جواز التصوير، فخرجت له هذا الحديث وبينت بطلانه؛ هذا من جهة.
والجهة الأخرى أنه لا دلالة فيه على جواز تصوير ما فيه روح لأن النظر في المرآة لا يحجز الصورة ولا يحفظها، ولا يخشى منه تعظيم الناظر فيها؛ لأنه بسبب عدم بقائها في المرآة ينعدم سبب التعظيم الموصل إلى الشرك.
وهذا جواب كنت قد كتبته في حكم التصوير بالكاميرا ونحوها فانظر هنا:
http://www.al-muntada.com/forums/showthread.php?threadid=32606
فإلى تخريج الحديث والحكم عليه:
###### لفظ الحديث ######
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان نفر من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينتظرونه على الباب فخرج يريدهم، وفي الدار ركوة فيها ماء، فجعل ينظر في الماء ويسوي شعره ولحيته، فقلت: يا رسول الله، وأنت تفعل هذا؟ قال: ((إذا خرج أحدكم إلى إخوانه فليهيىء من نفسه فإن الله يحب الجمال)).
###### تخريجه: ######
رواه أبو سعد السمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (ص/32) من طريق أبي سهل بنان بن سليمان الدقاق ثنا عبد الرحمن بن هانئ النخعي عن العلاء بن كثير عن مكحول عن عائشة رضي الله عنها به.
ورواه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (1/ 347) وابن لال-كما في ذيل اللآلئ (ص/143) - وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 687رقم114) كلهم من طريق أيوب بن مدرك عن مكحول عن عائشة رضي الله عنها به وفيه جواباً لسؤال عائشة -رضي الله عنها-: ((ينبغي للرجل إذا خرج إلى أصحابه أن يهيء من لحيته ومن رأسه، فإن الله جميل يحب الجمال)).
###### الحكم عليه: ######
الحديث ضعيف جداً أو موضوع.
مدار الطريقين عن مكحول عن عائشة رضي الله عنها وهو لم يسمع منها.
ورواه عن مكحول رجلان متروكان:
الأول: العلاء بن كثير الليثي: قال الحافظ في التقريب (ص/372): متروك رماه ابن حبان بالوضع.
الثاني: أيوب بن مدرك الحنف: كذبه ابن معين وتركه غير واحد من المحدثين. انظر: ميزان الاعتدال (1/ 293) ولسان الميزان (1/ 756).
قال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 687 - 688): قال ابن عدي هذا حديث منكر عن مكحول قال ابن معين ايوب بن مدرك كذاب وقال ابو حاتم والدارقطني متروك.
وذكره ابن عراق في تنْزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة (2/ 288).
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
أبو عمر أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي الفلسطيني.
انظر هنا:
http://alsaha.fares.net/sahat?14@85.WbqyciOhnKt^0@.ef3215e
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[12 - 09 - 02, 08:58 ص]ـ
الحمد لله، وردت أحاديث أخرى فيها ذكر المرآة أكثرها ضعيف، بالإضافة إلى الإجماع على جواز النظر فيها، وإن كان هذا لا يلزم منه إباحة التصوير، وهذه بعض الأحاديث نقلتها عن موقع الدرر السنية:
1 - كان لا يفارقه في الحضر ولا في السفر خمسة: المرآة، والمكحلة، والمشط، والسواك، والمدرى ضعيف السلسلة الضعيفة 4249
2 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر [وجهه] في المرآة قال: الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله، وكرم صورة وجهي فحسنها، وجعلني من المسلمين ضعيف الكلم الطيب 232
3 أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا نظر [وجهه] في المرآة قال: الحمد لله، اللهم! كما حسنت خلقي فحسن خلقي ضعيف الكلم الطيب 233
4 عرضت الجمعة على رسول الله، جاءه بها جبرائيل عليه السلام في كفه كالمرآة البيضاء في وسطها كالنكتة السوداء، فقال: ما هذه يا جبرائيل. قال: هذه الجمعة، يعرضها عليك ربك، لتكون لك عيدا، ولقومك من بعدك، و لكم فيها خير، تكون أنت الأول، وتكون اليهود و النصارى من بعدك، و فيها ساعة لا يدعو أحد ربه فيها بخير هو له قسم، إلا أعطاه، أو يتعوذ من شر إلا دفع عنه ما هو أعظم منه، و نحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد ... الحديث حسن صحيح صحيح الترغيب 694
5 - في قوله (كأنهن الياقوت والمرجان) قال: ينظر إلى وجهه في خدها أصفى من المرآة، وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب، وإنه ليكون عليها سبعون حلة ينفذها بصره؛ حتى مخ ساقها من وراء ذلك ضعيف ضعيف الترغيب 2223
6 إن الرجل ليتكئ في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول، ثم تأتيه امرأة فتضرب منكبه، فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة، وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيء ما بين المشرق والمغرب، فتسلم عليه، فيرد السلام، ويسألها: من أنت؟ فتقول: أنا من المزيد، وإنه ليكون عليها سبعون ثوبا؛ أدناها مثل النعمان من طوبى، فينفذها بصره، حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك، وإن عليها من التيجان أن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب ضعيف ضعيف الترغيب 2213
7 كان إذا نظر في المرآة قال: الحمد لله الذي حسن خلقي وخلقي، وزان مني ما شان من غيري. وإذا اكتحل جعل في عين اثنتين، وواحدة بينهما. وكان إذا لبس نعليه بدأ باليمنى، وإذا خلع خلع اليسرى. وكان إذا دخل المسجد أدخل رجله اليمنى، وكان يحب التيمن في كل شيء أخذاً وعطاءً ضعيف ضعيف الجامع 4458
8 كان لا يفارقه في الحضر و لا في السفر خمس: المرآة، و المكحلة، و المشط، و السواك، و المدرى ضعيف ضعيف الجامع 4501
9 كان إذا نظر وجهه في المرآة قال: الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله، و كرم صورة وجهى فحسنها، و جعلني من المسلمين ضعيف ضعيف الجامع 4459
¥(35/198)
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[13 - 09 - 02, 03:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
وأنا كان همي قضية تسوية اللحية والرأس في الماء.
أما النظر في الماء والمرآة فهو جائز بالإجماع وليس دليلاً على جواز التصوير كما بينته في محله.
والله الموفق.(35/199)
رسالة الإمام أحمد لمسدد بن مسرهد؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[15 - 09 - 02, 01:03 م]ـ
في سندها عند ابن أبي يعلى وابن الجوزي من لا أعرفه وهو أبو بكر أحمد بن محمد (التميمي البردعي الزرندي)؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[15 - 09 - 02, 04:25 م]ـ
تكلم ابن منده وغيره على هذه الرسالة
قال ابن تيمية رحمه الله كما في المجموع ج: 5 ص: 131
(وقد صنف أبو القاسم عبدالرحمن بن مندة فى ذلك مصنفا وزيف قول من قال ينزل ولا يخلو منه العرش وضعف ما قيل فى ذلك عن أحمد بن حنبل فى رسالته الى مسدد وطعن فى هذه الرسالة وقال انها مكذوبة على أحمد وتكلم على راويها البردعى أحمد بن محمد وقال انه مجهول لا يعرف فى أصحاب أحمد) انتهى
وكذلك (5/ 242)
وقال كما في مجموع الفتاوى ج: 5 ص: 396
(وأما رسالة أحمد بن حنبل الى مسدد بن مسرهد فهى مشهورة عند أهل الحديث والسنة وأصحاب أحمد وغيرهم تلقوها بالقبول وقد ذكرها أبو عبدالله بن بطة فى كتاب الإبانة واعتمد عليها غير واحد كالقاضى أبى يعلى وكتبها بخطه) انتهى
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[16 - 09 - 02, 01:28 م]ـ
الشهرة لا تعني صحة ما فيها فإذا تعارض قول صحيح عن الإمام مع ما في الرسالة فبأيهما نأخذ؟؟؟؟؟(35/200)
لماذا علق الإمام البخاري حديث المعازف؟
ـ[ماهر]ــــــــ[16 - 09 - 02, 10:59 ص]ـ
حديث المعازف ذكره الإمام البخاري فِي صحيحه 7/ 138 (5590) قَالَ: قَالَ
هشام بْنِ عَمَّار، حَدَّثَنَا صَدَقَة بْن خالد.
هَكَذَا ذكره هَذَا الإمام الجليل والذي يبدو لِي ان هَذَا الصنيع تعليق من الإمام البخاري وإليه ذهب المزي فِي تحفة الأشراف 8/ 573 (12161) إذ رقم لَهُ برقم التعليق (خت) ومن خلال ممارسة صنيع هَذَا الإمام الجليل فِي صحيحه بان لِي واتضح أَنَّهُ يعلق عَلَى موطن
العلة، فعلة هَذَا الحديث هُوَ تفرد هشام بْنِ عَمَّار بهذا الحديث إذ إنه لايحتمل تفرده فِي مثل هَذَا لاسيما وقد قَالَ الإمام أبو دَاوُدَ: ((حدث هشام بأرجح من أربعة مِئَة حديث ليس لَهَا أصل مسندة كلها، كَانَ فَضلك يدور عَلَى أحاديث أَبِي مسهر وغيره، يلقنها هشام بْنِ عَمَّار. قَالَ هشام بْنِ عَمَّار: حَدَّثَنِي، قَدْ روي فلا أبالي من حمل الخطأ.))
تهذيب الكمال 7/ 413.
وابن حزم – رحمه الله – حينما أعل هَذَا الحديث كأنه أشار إِلَى ان علته تفرد هشام بْنِ عَمَّار إذ قَالَ ابْنَ حزم فِي المحلى 9/ 59: ((هَذَا منقطع لم يتصل مَا بَيْنَ البخاري
وصدقة بْنِ خالد)).
وهذا من ابْنَ حزم نظر عميق إذ إن الواسطة بَيْنَ البخاري وبين صَدَقَة هُوَ هشام بْنِ عَمَّار وهشام هُوَ موطن الخلل فِي هَذَا الحديث إذ ان الحديث معلول بتفرده بِهِ فالرابط بَيْنَ البخاري وبين صَدَقَة هُوَ موطن العلة وموضع الخلل لذا فلم يتصل الحديث. بَيْنَ البخاري وبين صَدَقَة لوجود علة فِي الطَّرِيق إليه.
والحافظ ابْنَ الصلاح لما نقل عَنْ ابْنَ حزم قَالَ: ((فزعم ابْنَ حزم أَنَّهُ منقطع فيما بَيْنَ البخاري وهشام)) معرفة أنواع علم الحديث: 146.
لذا ناقشه الحافظ العراقي فِي التقييد: 90 فَقَالَ: ((إِنَّمَا قَالَ ابْنَ حزم فِي المحلى: هَذَا حديث منقطع لم يتصل فيما بَيْنَ البخاري وصدقة بْنِ خالد.انتهى.
وصدقة ابن خالد هُوَ شيخ هشام بْنِ عَمَّار فِي هَذَا الحديث، وَهُوَ قريب إلاَّ ان المصنف لا يجوز تغيير الألفاظ فِي التصانيف وان اتفق المعنى)).
أما زكريا الأَنْصَارِيِّ فَقَدْ قَالَ فِي فتح الباقي 1/ 137: {حقه ان يَقُولُ ((هشام)) بدل
((صَدَقَة))}.
والذي يبدو لِي أَنَّهُ فاتهم جميعاً أن يدركوا مُرَاد ابْنَ حزم فِي هَذَا. والله أعلم.
وأنا إذ أكتب هذا إنما أتكلم عن الصنعة الحديثية بعيداً عن الحكم الفقهي.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[16 - 09 - 02, 01:31 م]ـ
جزاك الله خيرا
ورحم الله ابن حزم
ـ[ماهر]ــــــــ[16 - 09 - 02, 02:06 م]ـ
وحزاك يا أخي أبا نايف
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 09 - 02, 05:30 م]ـ
هذا الحديث لم ينفرد به هشاماً أيضاً بل أخرجه الإسماعيلي في صحيحه، و ابن حجر في تغليق التعليق (5\ 19): عن الحسن بن سفيان ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم هو دحيم ثنا بشر هو ابن بكر (التنيسي) ثنا (هنا يلتقي هذا الإسناد مع إسناد البخاري) (عبد الرحمن بن يزيد) ابن جابر عن عطية بن قيس قال: قام ربيعة الجرشي في الناس، فذكر حديثاً فيه طول. قال: فإذا عبد الرحمن بن غنم الأشعري، فقال يمين حلفت عليها، حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري، و الله يميناً أخرى حدثني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم سارحتهم فيأتيهم طالب حاجة فيقولون ارجع إلينا غدا فيبيتهم فيضع عليهم العلم ويمسخ أخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة».
لكن آفة الحديث هو عطية بن قيس. فهو رجل صالح من فقهاء جند الشام، لكنه لم يأت له توثيق معتبر. ومعلومٌ أن الصلاح وحده لا يفيد التوثيق. والتردد في إسم الصحابي منه، لأنه لم يأت في الطرق التي ليس فيها عطية.
لذلك فقد ذهب البخاري في "التاريخ" إلى ترجيح أنه عن أبي مالك. فقد قال: «وإنما يعرف هذا عن أبي مالك الأشعري. وهي رواية مالك بن أبي مريم عن ابن غَمْ عن أبي مالك بغير شك».
والطريق الذي ليس فيه عطية (على ضعفه) ليس فيه ذكر المعازف. مما يرجّح أنها من أوهام عطية، والله أعلم.
ـ[ماهر]ــــــــ[16 - 09 - 02, 06:55 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أخي على هذه الإفادة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 09 - 02, 07:10 م]ـ
أنكر ابن حجر أن يكون سبب تعليق الحديث هو الاختلاف في إسم الصحابي، لأن البخاري أخرج في صحيحه أحاديث من هذا النمط (لا أعرف ما هي)
والاختلاف في إسم الصحابي لا يضر لأن الصحابة كلهم عدول
قال الذهبي في الموقظة: ومن أمثلة اختلاف الحافِظَينِ: أن يُسمَيَ أحدُهما في الإسناد ثقةً، ويُبدِله الآخرُ بثقةٍ آخر أو يقولَ أحدُهما: عن رجل، ويقولَ الآخرُ: عن فلان، فيُسميَّ ذلك المبهَمَ، فهذا لا يَضُرُّ في الصحة.
أما أن هشاماً دون شرط الصحيح، فقد كان ثقة قبل اختلاطه. والراجح عندي أن البخاري سمع منه قبل الاختلاط أثناء رحلته للشام بدليل أنه احتج به في حديث في مناقب أبي بكر الصديق
والله أعلم
¥(35/201)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[16 - 09 - 02, 08:32 م]ـ
الأخ الأمين ..
#حذف#
هل سبقك أحد من النقاد إلى تضعيف الحديث بعطية؟
فقد وثقه أبو حاتم وابن حبان، وروى عنه جمع من الثقات ..
وهو من الطبقات العليا في الإسناد، وأخرج الشيخان الكثير من الأحاديث لرواة هم مثله، أو أقل شأناً منه ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 09 - 02, 08:46 م]ـ
الدكتور الفاضل ماهر
وإياكم
على أية حال فمتابعة الإسماعيلي لم يطلع عليها ابن حزم، ومن الوارد أنه يقصد تضعيف الحديث بهشام وليس بالانقطاع بين البخاري وبين هشام.
ومشاركتي الأخيرة كانت رداً على تعقيب الفاضل ابن وهب المحذوفة.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[17 - 09 - 02, 04:02 م]ـ
في هذه الصفحة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=3193&pagenumber=2
تجد من يعل الحديث بتفرد هشام.
وتجد من قال بمتابعة دحيم، والطريق الأخرى عند البخاري في التاريخ الكبير.
(حُرّر ... أخي بو الوليد أرجوك أن تحسن الظنّ بإخوانك).
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[18 - 09 - 02, 12:33 م]ـ
إلى الوليد عطية بن قيس ذكره ابن حبان في الثقات ولكن لم يوثقه أبو حاتم الرازي بل قال عنه صالح الحديث وهذا عنده لا يحتج به بل يعتبر به .....
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 09 - 02, 01:09 م]ـ
ولكن ابوحاتم يصنفونه ضمن المتشددين هكذا
فعبارة صالح الحديث من مثل ابي حاتم تقوية للرواي اذا لم يخالفه احد
والله اعلم
وهناك امر اخر
ان عبارة صالح الحديث
وان كان ابوحاتم يطلقها فيمن يكتب حديثه ولايحتج به كما صرح به
فقد استعملها في كتابه الجرح والتعديل فيمن يحتج به
والانسان قد يخالف الاصطلاح الذي اصطلح عليه
ولك ان تبحث عن الرواة الذين قال فيهم ابوحاتم (صالح الحديث
فكلمة صالح الحديث لوحدها اقوى
من عبارته صالح لايحتج به
اعني اذا صرح بذلك
والله اعلم
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[18 - 09 - 02, 01:19 م]ـ
ماشي ولكن يبقى الراوي الأصل فيه عند أبو حاتم أنه ليس بحجة وهو حجة عند ابن حبان فكيف نرجح هنا وهناك طرق أخرى للحديث ضعيفة أيضا وليس فيها موضع الشاهد .. ؟؟
ـ[أبو عبدالله الريان]ــــــــ[19 - 09 - 02, 02:06 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة و السلام على رسول الله.
وبعد.
فإن ما أبداه الأخ الدكتور (ماهر) وفقه الله تعالى، هو محل نظر، وذلك لما يلي:
أولا:
أن ابن حزم لم يعل الحديث إلا بالانقطاع فقط، كما هو الواضح من كلامه، ولم يُشر إلى أن هناك علة أخرى والتي ذكر الدكتور أنها (تفرد هشام بن عمار).
الثاني:
أن الحديث لو كانت علته كما ذكر ابن حزم، أو كما ذكر الدكتور (ماهر) لنبه لذلك الحافظ (الدارقطني) في كتابه (التببع) على الصحيحين.
الثالث:
أنه لم يعل هذا الحديث أحد من النقاد الكبار أئمة الحديث، ولم يتكلم فيه إلا ابن حزم كما هو مشهور، وكلامه (مردود) من عدة أوجه بينها العلماء رحمهم الله تعالى.
قال الإمام العلامة أبو بكر ابن القيم رحمه الله تعالى:
((ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا، كابن حزم، نُصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع، لأن البخاري لم يصل سنده به، وجواب هذا (الوهم) من وجوه:
أحدها:
أن البخاري قد لقي هشام بن عمار وسمع منه، فإذا قال: ((قال هشام)) فهذا بمنزلة قوله: ((عن هشام)).
الثاني:
أنه لو لم يسمع منه فهو لم يستجز الجزم به عنه إلا وقد (صَحَّ) عنه أنه حدَّث به، وهذا كثيراً ما يكون لكثرة الرواة عنه عن ذللك الشيخ وشهرته، فالبخاري أبعد الناس عن التدليس.
الثالث:
أنه أدخله في كتابه المسمى (بالصحيح) محتجا به، فلولا صحته عنده لما فعل ذلك.
الرابع:
أنه علقه بصيغة (الجزم) دون صيغة (التمريض) فإنه إذا توقفَ في الحديث أو لم يكن على شرطه يقول: ((ويُروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويُذكرُ عنه)) فإذا قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد جزمَ وقطعَ بإضافته إليه.
الخامس:
أنَّا لو أضربنا عن هذا كله صفحا فالحديث صحيح متصل عند غيره:
قال أبو داود في (كتاب اللباس):
حدثنا عبدالوهاب بن نجده قال: حدثنا بشر بن بكر، عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثنا عطية بن قيس قال: سمعت عبدالرحمن بن غنم الأشعري قال: أبو عامر - أو أبو مالك - فذكره مختصرا
رواه أبو بكر الإسماعيلي في كتابه الصحيح مُسندا، فقال: أبو عامر. ولم يشُك.)) أهـ
انظر كتاب (إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان) للإمام العلامة أبي بكر ابن القيم (ص 262) تحقيق مجدي السيد.
والله الموفق.
.
ـ[ماهر]ــــــــ[19 - 09 - 02, 03:27 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا عبد الله الريان على هذا التحقيق.
ـ[أبو عبدالله الريان]ــــــــ[20 - 09 - 02, 01:19 ص]ـ
وجزاك الله خيرا أيها الشيخ الفاضل الدكتور (ماهر) على جهودك القيمة.
¥(35/202)
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[23 - 09 - 02, 03:15 م]ـ
إلى الريان البخاري جزم به عن هشام بن عمار ونحن نريد جزمه عن الرسول صلى الله عليه وسلم ...
وبالنسبة للسند المعتمد عندك ففيه عطية بن قيس وقد تقدم كلام أبو حاتم الرازي عليه ولا أحد بعلم أبو حاتم وثقه فتنبه ...
ـ[أبو محمد الكناني]ــــــــ[23 - 09 - 02, 09:25 م]ـ
جزى الله الجميع خيرا.
و أما بالنسبة لدعوى ابن حزم بأن حديث المعازف الذي رواه البخاري في صحيحه منقطع. فهذه زلة منه، لأن هشام بن عمار من شيوخ البخاري، و قد روى البخاري عنه في صحيحه و في كتبه الأخرى بصيغة حدثنا و سمعت. بل، أخرج البخاري في صحيحه حديثين أو ثلاثة مسندة قال فيها: حدثنا هشام بن عمار. بل، روى في صحيحه حديثا قال فيه: حدثنا هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد، أي كإسناد حديث المعازف. و هذه الأحاديث أخرجها البخاري في صحيحه مسندة، و لم يطعن فيها أحد. فمن أين لابن حزم أن يجزم بأن هذا الحديث منقطع. ثم إن البخاري من أبعد الناس عن التدليس، فلا نعلم أحدا و صفه بالتدليس، فإذا قال (عن) أو (قال) عن شيوخه، فهذا الأقرب أنه متصل. و العجب كل العجب أن ابن حزم نفسه قال في كتابه ((الإحكام في أصول الأحكام)) (1/ 151): ((اعلم أن العدل إذا روى عمن أدركه من العدول، فهو على اللقاء و السماع، سواء قال: أخبرنا أو حدثنا أو عن فلان أو قال فلان، فكل ذلك محمول على السماع منه)). و لذا قال الحافظ ابن حجر في نكته على مقدمة ابن الصلاح (2/ 603): ((فيتعجب منه مع هذا في رده حديث المعازف، و دعواه عدم الاتصال فيه. و الله الموفق)).
فإن قال قائل: فلما عدل البخاري عن لفظ التحديث و قال: ((و قال هشام بن عمار))؟ فالجواب على هذا، هو ما ذكره الحافظ ابن رجب في كتابه ((نزهة الأسماع في مسألة السماع)) ص40 بعد أن ذكر حديث المعازف: ((هكذا ذكره البخاري في ((صحيحيه)) بصيغة التعليق المجزوم به، و الأقرب أنه مسند، فإن هشام بن عمار أحد شيوخ البخاري، و قد قيل: إن البخاري إذا قال في ((صحيحه)): قال فلان، و لم يصرح بروايته عنه، و كان قد سمع منه، فإنه يكون قد أخذه عنه عرضا، أو مناولة، أو مذاكرة، و هذا كله لا يخرجه عن أن يكون مسندا، والله أعلم)). و هناك وجه آخر ذكره النووي رحمه الله في كتابه ((إرشاد طلاب الحقائق)) ((1/ 196)) حيث قال: ((و الحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح، و البخاري قد يفعل ذلك لكون الحديث معروفا من جهة الثقات عن من علقه عنه…)).
و لقد رد جماعة من أهل العلم على ابن حزم دعواه الانقطاع في حديث المعازف، ولا نعلم أحدا وافقه على هذه الدعوى. ثم لو سلمنا تنزلا مع ابن حزم، من أن هذا الحديث معلق، فنقول: قد علقه البخاري بصيغة الجزم محتجا به. و معلوم عند أهل العلم أن البخاري لا يجزم بشيء، إلا و هو صحيح عنده. كيف و قد رواه البخاري محتجا به. و صنيع البخاري رحمه الله أنه لا يبوب بابا في ((صحيحه))، إلا و يذكر تحته آية أو حديثا مسندا. و إنما يذكر المعلقات و المتابعات و الشواهد بعد ذكر الأحاديث المسندة. و أحيانا يذكر تحت الباب حديثا معلقا، ثم يصله في صحيحه في موضع آخر، فيعلقه اختصار مكتفيا بذكره في الموضع الآخر. و حديث المعازف ذكره البخاري تحت باب ((باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه))، و لم يذكر معه حديثا آخر، فدل هذا على أن حديث المعازف من شرط الصحيح عنده. و هذا هو معنى قولهم رواه البخاري محتجا به. و هناك وجه آخر على كون هذا الحديث من شرط الصحيح عنده. و هو أن أصحاب المستخرجات على صحيح البخاري كأبي نعيم و أبي بكر الإسماعيلي، أخرجوا هذا الحديث من طريق هشام بن عمار. و معلوم أن أصحاب المستخرجات غالبا لا يذكرون في مستخرجاتهم إلا ما رواه البخاري في صحيحه على شرطه، على أن يلتقوا مع البخاري في شيخه أو شيخ شيخه، أو أعلى من ذلك إن لم يجدوا، وهذا يقع نادرا. و الله أعلم.
و للفائدة فقد روى أصحاب هذه المستخرجات حديث المعازف عن شيوخهم عن هشام بن عمار موصولا، أي قالوا: حدثنا هشام بن عمار. و قد ذكر الحافظ ابن حجر الهيتمي، أن هذا الحديث قد جاء موصولا عن عشرة من أصحاب هشام بن عمار، كما في رسالته في تحريم السماع.
أخوكم: أبو محمد الكناني
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[24 - 09 - 02, 10:11 م]ـ
¥(35/203)
لقد أبعد النجعة من ضعف حديث الأشعري عند البخاري، ورام مرتقى صعبا، وقد صحح الحديث جماعة من أئمة هذا الفن، والأخ محمد الأمين مسبوق بإعلال الحديث بعطية بن قيس من قبل حسان عبد المنان!!
وهذا إعلال لا وجه له، لأن قول أبي حاتم الرازي في الراوي (صالح الحديث)، لا يفيد دائما انه يعتبر به، وأنه ليس في مرتبة الاحتجاج، فقد يكون ثقة أو صدوقا أو مقلا، وغير ذلك، وقد فهم الحافظ رحمه الله من عبارة أبي حاتم الرازي التقوية، فقد قال في الفتح (10/ 54): "تابعي قواه أبو حاتم وغيره"، وليس هذا مجال ضرب الأمثلة من كتاب ابن أبي حاتم لأنها كثيرة جدا.
وعطية بن قيس الكلابي من كبار التابعين وصالحيهم، وقد احتج به مسلم في صحيحه، وصحح له الترمذي وابن حبان والحافظ ابن حجر وغيرهم.
أما قول محمد الأمين: (والطريق الذي ليس فيه عطية (على ضعفه) ليس فيه ذكر المعازف. مما يرجّح أنها من أوهام عطية).
فمردود لأن عطية بن قيس الكلابي قد توبع على ذكر لفظة (المعازف) في الحديث؛ فقد رواه أبو داود في سننه (3688) وابن ماجه في سننه (4020) والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 304) و (7/ 221) وابن أبي شيبة في المصنف (5/رقم23758) والطبراني في الكبير (3/رقم3419) –وعنه أبو نعيم في معرفة الصحابة (6/ص3011) - والمحاملي في الأمالي (رقم61) وابن حبان في صحيحه (15/رقم6758) والسهمي في تاريخ جرجان (ص115 - 116) والبيهقي في الكبرى (8/ 295) و (10/ 221) وفي شعب الإيمان (4/رقم5114) وجماعة من طرق عن معاوية بن صالح عن حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم الحكمي قال: كنا عند عبد الرحمن بن غنم ومعنا ربيعة الجرشي فذكروا الشراب، فقال عبد الرحمن بن غنم: حدثني أبو مالك الأشعري أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "لتشربن طائفة من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها تغدو عليهم القيان وتروح عليهم المعازف يمسخ آخرهم قردة أو قال: طائفة منهم قردة أو خنازير". (اللفظ لزيد بن الحباب).
رواه عن معاوية بن صالح: زيد بن الحُباب، وعبد الله بن صالح، وعبد الله بن وهب المصري، ومعن بن عيسى القزاز.
ولا يضر جهالة مالك بن أبي مريم الحكمي لأنه قد توبع كما تقدم.
ويلاحظ أن في هذه الطريق أيضا ذكر (المعازف) خلافا لدعوى محمد الأمين، ودعوى أن عطية بن قيس وهم في تسمية الصحابي دعوى غريبة لأنه لم يجزم برواية أحدهما بل شك فقط، والرواية السابقة تبين أن الحديث حديث أبي مالك الأشعري وليس أبا عامر.
ومما يدل على أن القصة واحدة ما رواه أبو بكر الإسماعيلي في مستخرجه على البخاري ومن طريقه البيهقي في الكبرى (3/ 372) والحافظ في التغليق (5/ 19) من طريق دحيم ثنا بشر -يعني بن بكر- ثنا ابن جابر عن عطية بن قيس قال: قام ربيعة الجرشي في الناس فذكر حديثا فيه طول قال فإذا عبد الرحمن بن غنم الأشعري، قلت: يمين حلفت عليها قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك، والله يمين أخرى، حدثني أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الخز والحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم تروح عليهم سارحة لهم، فيأتيهم طالب حاجة فيقولون: ارجع إلينا غدا فيبيتهم، فيضع عليهم العلم ويمسخ منهم آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة".
وقد رد الشيخ الألباني رحمه الله على حسان عبد المنّان تضعيفه لحديث الأشعري في تحريم آلات الطرب والمعازف (ص43 وما بعدها) وفي النصيحة (ص170وما بعدها) بما لا مزيد عليه، فليرجع فإنه مهم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[25 - 09 - 02, 01:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا ... كثيرا.
وكنت قد قرأت رد الشيخ على ابن عبدالمنان في التحريم ..
وفي اليد نسخته التي طبعها من رياض الصالحين وفي آخرها عقد فصلا للأحاديث التي حذفها من أصل الكتاب بدعمى الضعف.
وفيها من الصحيحين الشيء الكثير.
هدانا الله وإياه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 09 - 02, 06:47 ص]ـ
لقد وقع الفاضل "أبو إسحاق التطواني" بأخطاء عديدة في تخريجه لذلك الحديث، كنت سأسكت عنها لولا أني وجدت إسمي في التخريج مع مقارنتي بحسان عبد المنان (رغم أني لم أقرأ له أي كتاب، ولا أعرفه أصلاً).
أما عن مقولة أبي حاتم الرازي، فقد أفصح ابنه عنه، وبيَّنَ مُراده من قوله "صالح الحديث". ولا أدَلّ ولا أفصحَ من تفسير صاحب المصطلَح لما اصطَلح عليه.
¥(35/204)
قال في كتابه النافع "الجرح والتعديل" (2\ 37): إذا قيل للواحد انه ثقة أو متقن ثبت: فهو ممن يحتج بحديثه. وإذا قيل له انه صدوق أو محله الصدق أو لا بأس به: فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه، وهي المنزلة الثانية. وإذا قيل شيخ فهو بالمنزلة الثالثة: يكتب حديثه وينظر فيه إلا أنه دون الثانية. وإذا قيل صالح الحديث: فإنه يكتب حديثه للاعتبار. انتهى.
وقال في نفس الصفحة: حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي: وربما جرى ذكر رجل صدوق في حديثه ضعف فيقول رجل صالح الحديث يغلبه. يعنى أن شهوة الحديث تغلبه.
قال التطواني: <<وعطية بن قيس الكلابي من كبار التابعين>>. قلت إن قصد الطبقة، فإن ميناء الكذاب (مولى ابن مسعود) كان من كبار التابعين كذلك.
قال التطواني: <<وصالحيهم>>. قلت: أخرج مسلم في مقدمة صحيحه أن يحيى بن سعيد قال: لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث.
قال التطواني: <<وقد احتج به مسلم في صحيحه>>. قلت: تتبعت أحاديثه فلم أجده قد تفرد بأي حديث منها.
قال التطواني: <<وصحح له الترمذي وابن حبان والحافظ ابن حجر وغيرهم>>. قلت: هذا لا يفيده كثيراً خاصة إن لم يكن الحديث غريباً. فكثيراً ما يصححون الحديث بطرقه. وإدراج ابن حبان فيه ما فيه، لأن ابن حبان قد ذكره في ثقاته، فلا فائدة من ذكره هنا. ومعلوم تساهل ابن حبان. أما ابن حجر فهو متأخر.
ثم ذكر الأخ التطواني حديثاً لا يشهد له إلا بضعف حديث عطية (إن اعتبرناه شاهداً أصلاً). ونقول:
1 - والحديث فيه اضطراب في متنه. وقد اكتفى بلفظ زيد بن الحباب رغم أن ابن وهب ومعن بن عيسى أثبت منه. وقد تغاير لفظهما أيضاً، ومعن أوثق والله أعلم.
2 - الحديث ضعيف جداً لا يصلح كشاهد. ففيه حاتم بن حريث وهو مستور الحال. و لذلك لم يزد الذهبي في الكاشف أن قال عنه شيخ. و هذه كلمة ليس في توثيق كما لا يخفى على أحد. بل هي تضعيف!
و مالك بن أبي مريم مجهول! قال ابن حزم: لا يدرى من هو. و قال الذهبى: لا يعرف. فاجتماع مجهولين في حديث يسقطه. خاصه مع اضطراب متنه ومخالفته لغيره.
3 - راوي الحديث يخالف ما فيه، وكأن الحديث لم يصح عنده أصلاً. فقد قال أحمد بن سعد بن أبى مريم، عن عمه سعيد بن أبى مريم: سمعت خالى موسى بن سلمة، قال: أتيت معاوية بن صالح لأكتب عنه، فرأيت أراه قال: الملاهى!!! فقلت: ما هذا؟ قال: شىء نهديه إلى ابن مسعود صاحب الأندلس. قال: فتركته و لم أكتب عنه.
4 - هذا الشاهد هو حجة لنا لا لهم. فإن الوعيد ليس على المعازف كما في حديث قيس. والحديث في الواقع ينعي علي أخلاق طائفة من الناس انغمسوا في الترف والليالي الحمراء وشرب الخمور. فهم بين خمر ونساء، ولهو وغناء، وخز وحرير. قال الإمام أبو محمد: "ليس فيه أن الوعيد المذكور إنما هو على المعازف. كما أنه ليس على اتخاذ القينات. والظاهر أنه على استحلالهم الخمر بغير عدا (الخطأ من تراث). والديانة لا تؤخذ بالظن".
5 - صرح عدد من حفاظ الحديث بأن كل حديث صريح جاء في تحريم المعازف فهو موضوع. قال القاضي المالكي أبو بكر بن العربي في كتاب "الأحكام": "لم يصح في التحريم شيء". وقال ابن حزم في المحلي: "ولا يصح في هذا الباب شيء أبداً. وكل ما فيه موضوع".
قال الأخ التطواني: <<ودعوى أن عطية بن قيس وهم في تسمية الصحابي دعوى غريبة لأنه لم يجزم برواية أحدهما بل شك فقط>>. قلت: نعم، قد شك في اسم الصحابي، وهو دليل اضطرابه في هذا الحديث وعدم حفظه له.
ـ[أبو محمد الكناني]ــــــــ[25 - 09 - 02, 03:28 م]ـ
الأخ الفاضل: ماهر وفقك الله للحق و الهدى.
قلت في كلامك السابق ما نصه: ((وابن حزم – رحمه الله – حينما أعل هَذَا الحديث كأنه أشار إِلَى ان علته تفرد هشام بْنِ عَمَّار إذ قَالَ ابْنَ حزم فِي المحلى 9/ 59: ((هَذَا منقطع لم يتصل مَا بَيْنَ البخاري وصدقة بْنِ خالد)). وهذا من ابْنَ حزم نظر عميق إذ إن الواسطة بَيْنَ البخاري وبين صَدَقَة هُوَ هشام بْنِ عَمَّار وهشام هُوَ موطن الخلل فِي هَذَا الحديث إذ ان الحديث معلول بتفرده بِهِ فالرابط بَيْنَ البخاري وبين صَدَقَة هُوَ موطن العلة وموضع الخلل لذا فلم يتصل الحديث بَيْنَ البخاري وبين صَدَقَة لوجود علة فِي الطَّرِيق إليه)).
¥(35/205)
قلت (الكناني): هذا الاستنتاج فيه نظر من وجوه كثيرة. وهي كالآتي:
أولا: ابن حزم لم يقصد أن الحديث منقطع بين البخاري و صدقة بن خالد، و إنما أراد أن يقول: منقطع بين البخاري و هشام بن عمار، و لكن سبق قلمه فقال صدقة بن خالد. و الدليل على هذا، ما جاء في رسالة ابن حزم نفسه المعنونة ب ((رسالة في الغناء الملهي أمباح هو أم محظور))، حيث قال: ((و لم يورده البخاري مسندا، وإنما قال فيه: قال هشام بن عمار)) ص97 (راجع كتاب تحريم آلات الطرب للشيخ الألباني رحمه الله ص82). و هذا نص صريح في مراده، و على هذا فالنظر العميق الذي ظننته، ليس هو مراده، وإنما كانت زلة قلم منه رحمه الله تعالى.
ثانيا: لو كانت العلة عند ابن حزم هي تفرد هشام بن عمار، لما تردد في ذكر ذلك، و لرأيته يتكلم فيه تضعيفا و تجريحا، و مع ذلك لم ينطق بحرف واحد في ((المحلى)) و ((رسالته)) بالطعن فيه، لا إشارة و لا تصريحا. و هذا لوحده يكفي دليلا في أن مراده هو الانقطاع بين البخاري و هشام، كيف و قد انضم إلى هذا أدلة أخرى. هذا مع أن ابن حزم لا يرى سلامة الحديث من الشذوذ شرط من شروط الحديث الصحيح، كما ذكر ذلك ابن القيم. فمن باب أولى، أن لا يرى التفرد علة من علل الحديث القادحة.
ثالثا: أن غالب من رد على ابن حزم -إن لم يكن كلهم-، وهم كثير، فهموا مراد ابن حزم على الانقطاع بين البخاري و هشام بن عمار، بل قد صرح بعضهم أن هذا سبق قلم منه. و الذي يظهر لي، أنك فهمت كلام الحافظ العراقي على غير مراده، و لكن تأمل قوله في آخر كلامه: ((وَهُوَ قريب، إلاَّ ان المصنف لا يجوز تغيير الألفاظ فِي التصانيف وان اتفق المعنى)). انتهى. و الحافظ العراقي لم يقل أن ابن الصلاح فهم مراد ابن حزم على غير ما أراد، و إنما أنكر عليه تغيير ألفاظه، فتأمل هذا. و قد صحح الحافظ العراقي هذا الحديث في ((المغني عن حمل الأسفار))، و رد على شبهة الانقطاع بين البخاري و هشام لكون الحديث جاء في صورة التعليق، وهذا يعني أنه فهم مراد ابن حزم على ذلك.
رابعا: هشام بن عمار لم ينفرد بهذا الحديث، بل قد تابعه على ذلك بشر بن بكر. و كذلك لم ينفرد به عطية بن قيس عن عبد الرحمن بن غنم، بل قد تابعه على ذلك مالك بن أبي مريم. و هناك أيضا متابعة أخرى لهما جميعا، وهي متابعة إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية عمن أخبره عن أبي مالك الأشعري أو أبي عامر. و الذي يظهر أن المبهم في هذا الإسناد هو عبد الرحمن بن غنم، لأن إبراهيم من طبقة عطية و مالك، و قد جاءت الرواية على الشك في اسم الصحابي. راجع كتاب ((تحريم آلات الطرب)) للشيخ الألباني رحمه الله، فقد ذكر هذه الطرق كلها. و المقصود أن دعوى تفرد هشام بن عمار بهذا الحديث، قول لا خطام له و لا زمام، و لا أعلم أحدا من الحفاظ ادعى ذلك.
و من تأمل في هذه الوجوه كلها، علم أن كل واحد منها يكفي في رد فهم الأخ الفاضل ماهر فحل، فكيف بمجموعها، ولله الحمد من قبل و من بعد. و على هذا، يكون قول الأخ المذكور في آخر كلامه: ((والذي يبدو لِي أَنَّهُ فاتهم جميعاً أن يدركوا مُرَاد ابْنَ حزم فِي هَذَا))، خطأ منه، جانب فيه الحق و الصواب. والله أعلم، وهو الموفق و الهادي إلى سواء السبيل.
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على سيد المرسلين.
أخوكم: أبو محمد الكناني.
ـ[ماهر]ــــــــ[25 - 09 - 02, 06:32 م]ـ
الأخ العزيز، أبو محمد الكناني بارك الله فيك على هذا المقال، ونشكرك على حرصك على السنة النبوية، وأسأل الله أن يحشرنا جميعاً مع المتحابين فيه، وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[25 - 09 - 02, 07:05 م]ـ
لرفع رد محمد الأمين
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[25 - 09 - 02, 08:36 م]ـ
في رد محمد الأمين مغالطات شتى سأبيتها غدا بإذن الله بتفصيل، ومن أوضحها اتهام عطية بن قيس الكلابي بأنه اضطرب في الحديث لأنه شك في اسم الصحابي!!!!! وللحديث صلة ..
ـ[أبو محمد الكناني]ــــــــ[26 - 09 - 02, 06:33 ص]ـ
الأخ الفاضل: ماهر حفظك الله و بارك فيك.
¥(35/206)
إنما كتبت هذا التعقيب، خشية أن يتأثر القراء بكلامك، فيروا أن الحق مع ابن حزم في طعنه على حديث المعازف الذي رواه البخاري. خاصة، و أنت من الأعضاء المميزين في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله تعالى. و إلا، فمكانتك معروفة عند الجميع، و أنت عزيز علينا. أسأل الله عزوجل أن يوفقك في مشاريعك العلمية القادمة، و أن يبارك فيك و في أهلك و ذريتك، و أن يكتب لنا و لكم الحسنى في الدنيا و الآخرة.
و جزاك الله خيرا.
أخوك الراجي عفو ربه: أبو محمد الكناني.
ـ[ماهر]ــــــــ[26 - 09 - 02, 02:40 م]ـ
جزاك الله خيراً، وأشكرك على حسن ظنك.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[29 - 09 - 02, 11:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أما بعد،
فلقد وقع الأخ (محمد الأمين) في أخطاء فاحشة في رده علي فلا بأس ببيانها، وقد قال: (كنت سأسكت عنها لولا أني وجدت اسمي في التخريج مع مقارنتي بحسان عبد المنان)!!!
أولا: قول أبي حاتم الرازي في الراوي (صالح الحديث) لا يعني دائما أن الراوي يصلح للاعتبار كما أشرت سابقا في مقالتي، فقط أطلق أبو حاتم الرازي هذه العبارة في أئمة ثقات ومستورين وغيرهم، ولا بأس بذكر بعض الأمثلة من أجل التوضيح:
-1 - إبراهيم بن زياد سبلان؛ قال عنه: (صالح الحديث ثقة) [الجرح والتعديل2/ 100].
-2 - أحمد بن المقدام أبو الأشعث العجلي؛ قال عنه: (صالح الحديث محله الصدق) [الجرح2/ 78]
-3 - إسماعيل بن محمد بن جحادة الكوفي؛ قال عنه: (صدوق صالح الحديث) [الجرح 2/ 195].
-4 - بسام الصيرفي؛ قال فيه: (لا بأس به صالح الحديث) [الجرح 2/ 433]
-5 - يزيد بن طهمان البصري؛ قال فيه: (مستقيم الحديث صالح الحديث لا بأس به) [الجرح 9/ 273]
والأمثلة كثيرة جدا، فكم من راوي ثقة أو صدوق، قال فيه أبو حاتم الرازي: (صالح الحديث)، فإطلاق هذه العبارة لا يكون دائما على وتيرة واحدة، وقول عبد الرحمن بن مهدي حجة عليك لا لك، لأنه الراوي الصدوق الذي في حديثه ضعف لا ينزل عن مرتبة الاحتجاج، بل هو وسط يحتج به، ويلاحظ أن الراوي لم يقل: (صدوق ضعيف الحديث) بل قال: (في حديثه ضعف)، وهذا يدل على أن ضعف الراوي خفيف، لا ينزله عن مرتبته الاحتجاج، والله أعلم.
ثانيا: أما قوله بأنه لا يلزم من كون الراوي صالحا ومن كبار التابعين أن يكون ثقة، فبالنسبة لعطية بن قيس الكلابي فيه بعد، لأنهم ذكروا أن لوالده صحبة، وأنه ولد على عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وروى عنه أئمة أهل الشام وجلتهم كسعيد بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وربيعة بن يزيد الدمشقي ومكحول الشامي وعبد الله بن العلاء بن زبر وجماعة، ووثقه ابن حبان وقال فيه ابن سعد (7/ 460): "وكان معروفا له أحاديث"، فمن كانت هذه حاله حاشاه أن يكذب، وهو صدوق إن شاء الله.
ثالثا: دعوى أن مسلم لم يحتج بعطية بن قيس الكلابي غريبة، فكيف وقد روى (رقم477) من طريق مروان بن محمد الدمشقي حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس عن قزعة عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رفع رأسه من الركوع قال: "ربنا لك الحمد ملء السماوات، والأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
وهذا الحديث لم يتابع عليه -فيما أعلم- عطية بن قيس، وقد ساق مسلم أولا حديث أبي سعيد الخدري، ثم عقبه بحديث ابن عباس.
رابعا: أما رد احتجاج الأئمة بحديثه كمسلم وابن حبان والترمذي، فلا أدري وجهه، فلعل عند محمد الأمين ما يؤهله أن يجاريهم، أما قوله عن الحافظ ابن حجر رحمه الله: (فهو متأخر)، فلا تحتاج تعقيبا!!!، وهذه موضة العصر، فمتى احتججت بقول الحافظ أو العراقي؛ قالوا: قوله مردود لأنه متأخر!!!!، نسأل الله السلامة.
خامسا: أنا لم أذكر شاهدا للحديث، بل ذكرت متابعا، وهو واضح لكل ذي عينين، والغريب أن محمد الأمين ضعفه جدا، ولا أدر لم؟؟!!
ودعوى أن الحديث في متنه اضطراب غريبة!!، فالحديث واحد، ولا شك أن حديث عطية بن قيس أتم وأجود، وقد قدمت لفظ زيد بن الحُباب عمدا لفائدة لم يفطن لها (محمد الأمين)، ألا وهي اتحاد القصة وبيان أنها واحدة، ويستفاد ذلك من قول مالك بن أبي مريم: (كنا عند عبد الرحمن بن غنم ومعنا ربيعة الجرشي .. )، ولذلك عقبته بما رواه الإسماعيلي في المستخرج من أجل تأكيدا أن القصة واحدة.
وقد قال الإمام أحمد (كما في سؤالات أبي داودص319): "زيد بن الحباب كان صدوقا، وكان يضبط الألفاظ عن معاوية بن صالح، ولكن كان كثير الخطأ".
قلت: خاصة عن سفيان الثوري، فإنه له عنه أخطاء معروفة.
وقال: (فيه حاتم بن حريث وهو مستور الحال. ولذل لم يزد الذهبي في الكاشف أن قال عنه: شيخ. وهذه كلمة ليس في توثيق كما لا يخفى على أحد. بل هي تضعيف!).
كذا قال!!!، وحاتم بن حريث الطائي، وإن قال ابن معين فيه: (لا أعرفه) فقد عرفه غيره، فقد قال عثمان بن سعيد الدارمي (كما في سؤالاته ص101) عقب قول ابن معين: (هو شامي ثقة)، وقال ابن عدي في الكامل (2/ 439): " .. ولعزة حديثه لم يعرفه يحيى، وأرجو أنه لا بأس به".
فدعوى أن حاتم بن حريث مجهول غريبة، وهو مسبوق بهذه الدعوى من قبل حسان بن عبد المنان!!!!!!
ومالك بن أبي مريم الحكمي مجهول نعم، ولكن قد تابعه عطية بن قيس الكلابي كما تقدم فلا يضر، أما دعوى أن معاوية بن صالح خالف الحديث فغريبة، فكم من راو يخالف ما روى، هذا بالإضافة إلى أن موسى بن سلمة المصري خال سعيد بن أبي مريم لم يوثقه معتبر، وعلى فرض صحته لا يضر مخالفة معاوية بن صالح لما روى، لأن العبرة بالحديث لا باجتهاد الراوي.
أما جزم أبي بكر بن العربي وابن حزم بأنه لا يصح في تحريم المعازف شيء فمردود، وقد رد العلماء ذلك، قديما وحديثا، وقد صحت ولله الحمد أحاديث في تحريمها، ولحديث أبي مالك الأشعري شواهد كثيرة تراجع في مظانها من: كتاب ذم الملاهي لابن أبي الدنيا وإغاثة اللفان لابن القيم (ص261 - 265) كتاب (تحريم آلات الطرب والمعازف) للشيخ الألباني رحمه الله، وكتاب (أحاديث ذم الغناء والمعازف في الميزان) لعبد الله بن يوسف الجديع.
¥(35/207)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[30 - 09 - 02, 03:38 ص]ـ
.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 09 - 02, 06:25 ص]ـ
للأسف فإن الأخ الفاضل التطواني قد وقع في نفس المغالطات السابقة، وكأن موضوعه هذا الجديد، هو إعادة للقديم، مع تأخير وتقديم.
قال: <<قول أبي حاتم الرازي في الراوي (صالح الحديث) لا يعني دائما أن الراوي يصلح للاعتبار>>
قلت: جيد أنه قال "لا يعني دائماً". نعم، ولكنه يعني غالباً. والأصل في المصطلح هو كما عرّفه صاحبه.
فقد أفصح ابنه عنه، وبيَّنَ مُراده من قوله "صالح الحديث". ولا أدَلّ ولا أفصحَ من تفسير صاحب المصطلَح لما اصطَلح عليه.
قال في كتابه النافع "الجرح والتعديل" (2\ 37): إذا قيل للواحد انه ثقة أو متقن ثبت: فهو ممن يحتج بحديثه. وإذا قيل له انه صدوق أو محله الصدق أو لا بأس به: فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه، وهي المنزلة الثانية. وإذا قيل شيخ فهو بالمنزلة الثالثة: يكتب حديثه وينظر فيه إلا أنه دون الثانية. وإذا قيل صالح الحديث: فإنه يكتب حديثه للاعتبار. انتهى.
ملاحظة: إسماعيل بن محمد بن جحادة، ليس بذاك. وهو دون الثقة. وليس في كلام أبي حاتم توثيق له أصلاً لأن مرتبة الصدوق لا يُحتج بها عنده على إطلاقها، فكيف إذا اقترنت بأنه صالح الحديث؟!
هذا مع العلم أن إطلاق أبي حاتم لكلمة "صالح الحديث" على بعض الرواة الثقات لا تفيد بأن هذه المرتبة يحتجّ بها، بل هو نصّ صراحة على أنه لا يحتج بها. لكن قد يختلف الأئمة في توثيق الشخص وتضعيفه. وهذا من البداهة.
وقال ابن أبي حاتم نفس الصفحة: حدثنا عبد الرحمن نا احمد بن سنان الواسطي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي: وربما جرى ذكر رجل صدوق في حديثه ضعف فيقول رجل صالح الحديث يغلبه. يعنى أن شهوة الحديث تغلبه.
قال التطواني: الراوي الصدوق الذي في حديثه ضعف لا ينزل عن مرتبة الاحتجاج، بل هو وسط يحتج به.
قلت: هذا باطل. فالصدوق لا يُحتجّ بها إذا تفرّد ولا كرامة. فكيف إذا جمع إلى ذلك ضعفاً؟
وتأمل قوله: "شهوة الحديث تغلبه". يعني أنه ليس من أهل الحفظ لكنه يشتهي الحديث شهوة وليس هو من أهله. فهاذا لا يحتج بها عندنا. وحاشى الله أن نحتج في دين الله بغير الثقات.
ثم أطال الأخ التطواني ليخرج بنتيجة عجيبة وهي: "وهو صدوق إن شاء الله". قلت: لم نخالفك في أنه صدوق. والصدوق لا يحتج به عندنا. ولا بد أن يجمع الإتقان والحفظ والضبط مع الصدق. فالصدق وحده لا يكفي.
قال يحيى بن سعيد: «لم نر الصالحين في شيءٍ أكْذَبَ منهم في الحديث». قال مسلم: يعني أنه يَجْري الكذبُ على لسانهم، ولا يتعمدونه». قال النووي: «لكونهم لا يعانون صناعة أهل الحديث، فيقع الخطأ في رواياتهم ولا يعرفونه. ويُروون الكذب، ولا يعلمون أنه كذب».
أما أن مسلماً قد احتجّ بعطية هذا، فليس بسديد.
قال مسلم: #478 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا هشيم بن بشير أخبرنا هشام بن حسان عن قيس بن سعد عن عطاء عن بن عباس ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
فهذه متابعة قوية جداً. وبذلك لم يخرج له إلا مقروناً لنفس المتن، وإن كان السند مغايراً. فإن البخاري ومسلم يخرجان للمليّن حديثه ما علموا بالقرائن أنه ضبطه. والقرينة هنا واضحة أنه وافق الثقات من طريق آخر بنفس المتن، فأخرج له مسلم متابعته.
قال الأخ التطواني: <<وهذه موضة العصر، فمتى احتججت بقول الحافظ أو العراقي؛ قالوا: قوله مردود لأنه متأخر>>.
قلت: الأصل أن نعود لمنهج السلف في الحديث ونترك المتأخرين والأصوليين والأشاعرة وأضرابهم. ونكتب حديثهم لكن لا نحتج بهم. خذ ما صفا ودع عنك ما كدر.
قال الأخ التطواني: <<والغريب أن محمد الأمين ضعفه جدا>>.
قلت: لأن في إسناده مجهول يروي عنه شيخ! والأطم في ذلك أن الحديث نفسه متنه مضطربٌ، ومخالف كذلك لحديث عطية فيكون شاذاً.
قال الأخ: <<ودعوى أن الحديث في متنه اضطراب غريبة!!، فالحديث واحد>>.
قلت: لو لم يكن الحديث واحداً لما قلنا أنه مضطرب بل كان حديثاً آخر. وهذه غفلة من الأخ.
قال الأخ: <<ولا شك أن حديث عطية بن قيس أتم وأجود>>.
قلت: إما أن تثبت الحديث المتابع فيكون متن عطية مضطرباً، وإما أن تعترف بضعفه، فلا فائدة كبيرة منه إلا أثبات أن للقصة أصلاً. ونحن لم ننازع بهذا أصلاً. لكن المتابع الذي تأتي به ليس فيه لفظة المعازف على النحو الذي يحملها على التحريم بعكس حديث عطية.
قال الأخ: <<فدعوى أن حاتم بن حريث مجهول غريبة>>.
قلت: لم أقل أنه مجهول وإنما مستور الحال، معتمداً على قول الذهبي عنه "شيخ". إلا إذا قلت أن الذهبي متأخر، ولا أخالك تفعل. وقد اطلع قطعاً على قول ابن عدي لأنه لخص كتابه إلى الميزان. ولا يبدو أنه اعتد به في التوثيق.
قال الأخ: <<ومالك بن أبي مريم الحكمي مجهول نعم، ولكن قد تابعه عطية بن قيس الكلابي كما تقدم فلا يضر>>.
قلت: هذا باطل. فإن كلامنا على المتابع وليس على حديث عطية. فأنت تأتينا بمتابعات عن مجاهيل، وهنا المشكلة. فأنت تصحح حديث عطية بناءً على متابعة شاذة للحكمي هذا. فإن قيل لك أنه مجهول، قلت لكن تابعه قيس!! وفسّر الماء بعد الجهد بالماء.
قال التطواني: <<وقد صحت ولله الحمد أحاديث في تحريمها>>.
قلت: قال القاضي المالكي أبو بكر بن العربي في كتاب "الأحكام": "لم يصح في التحريم شيء". وقال ابن حزم في المحلي: "ولا يصح في هذا الباب شيء أبداً. وكل ما فيه موضوع".
قال الأخ: <<ولحديث أبي مالك الأشعري شواهد كثيرة>>
قلت: رد عليها ابن حزم وبين بطلانها، وبالله تعالى التوفيق.
¥(35/208)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[30 - 09 - 02, 09:18 م]ـ
بدون تعليق ...
ـ[أبو خزيمة]ــــــــ[01 - 10 - 02, 02:38 م]ـ
لرفع رد محمد الآمين
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 10 - 02, 07:16 م]ـ
ولو تأمّلنا إسم الباب الذي علق البخاري به الحديث، لعلمنا أن البخاري لم يكن يصحح لفظ "المعازف" إنما استعمل الحديث لغرض آخر وهو الذين يستحلون الخمر بتسميته بإسم آخر.
أما لفظة المعازف فهي شاذة كما يظهر بالتأمل بطرق الحديث.
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[25 - 05 - 05, 04:35 ص]ـ
السلام عليكم
شيوخنا الأفاضل
هل هذا الحديث في البخاري للاحتجاج أم للاستشهاد؟؟؟؟؟؟؟
وفي أي باب أخرج البخاري هذا الحديث؟؟؟؟؟؟؟
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[25 - 05 - 05, 04:37 ص]ـ
السلام عليكم
شيوخنا الأفاضل
هل هذا الحديث في البخاري للاحتجاج أم للاستشهاد؟؟؟؟؟؟؟
وفي أي باب أخرج البخاري هذا الحديث؟؟؟؟؟؟؟
وماذا أخرج البخاري رحمه الله تعالي في قول الله تعالي (ومن الناس من يشتري لهو الحديث)؟؟؟
ـ[هشام المصري]ــــــــ[27 - 05 - 05, 02:56 ص]ـ
السلام عليكم
شيوخنا الأفاضل
هل هذا الحديث في البخاري للاحتجاج أم للاستشهاد؟؟؟؟؟؟؟
وفي أي باب أخرج البخاري هذا الحديث؟؟؟؟؟؟؟
وماذا أخرج البخاري رحمه الله تعالي في قول الله تعالي (ومن الناس من يشتري لهو الحديث)؟؟؟
ننتظر إجابة المشايخ الكرام
ـ[هشام المصري]ــــــــ[28 - 05 - 05, 03:41 ص]ـ
الألباني يقول (عبارة صالح الحديث من ألفاظ التجريح لا التعديل عند أبي حاتم).
قال ذلك فى السلسلة الضعيفة (3/ 112):
(هذا و إن كان توثيقا في إعتبار أكثر المحدثين و لكنه ليس كذلك بالنظر إلي اصطلاح أبي حاتم نفسه فقد ذكر ابنه في مقدمة الجزء الأول من الجرح و التعديل (ص27) ما نصه: ((ووجدت الألفاظ في الجرح و التعديل علي مراتب شتي فإذا قيل للواحد: إنه ثقة أو متقن أو ثبت فهو ممن يحتج بحديثه و إذا قيل إنه صدوق أو محله الصدق أو لا بأس به فهو ممن يكتب حديثه و ينظر فيه. و هي المنزلة الثانية و إذا قيل: شيخ فهو بالمنزلة الثالثة يكتب حديثه و ينظر فيه إلا أنه دون الثانية و إذا قيل صالح الحديث فإنه يكتب حديثه للاعتبار و إذا أجابوا في الرجل بلين الحديث فهو ممن يكتب حديثه و ينظر فيه اعتبارا .... )).
فهذا نص منه علي أن كلمة (صالح الحديث) مثل قولهم (لين الحديث) يكتب حديثه للاعتبار و الشواهد و معني ذلك أنه لا يحتج به فهذه العبارة من ألفاظ التجريح لا التعديل عند أبي حاتم خلافا لما يدل عليه كلام السيوطي في التدريب (233 - 234))
انتهي كلام الألباني رحمه الله و نقلته للفائدة فما رأي الشيوخ الكرام.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 05 - 05, 09:36 ص]ـ
صدق الشيخ الألباني في ذلك
ـ[هشام المصري]ــــــــ[29 - 05 - 05, 12:00 ص]ـ
شيخنا الفاضل محمد الأمين جزاك الله خيرا فقول الألباني هذا يؤيد ما ذكرته أنت من قبل و يحسم الخلاف و يظهر لي أيضا أن الصواب هو ما قلته أنت سابقا أن سبب تعليق البخاري للحديث بسبب نزوله عن شرطه و هو ما ذكره الشيخ عبد العزيز الطريفي حيث قال في لقاءه بملتقي أهل الحديث (وإذا قال البخاري: قال فلان وهو من شيوخه كما حكاه عن هشام بن عمار وعلي بن المديني وعبدالله بن صالح وغيرهم فيظهر أنه أراد أنه دون شرطه في الصحيح مع ثبوت الاتصال في هذا الخبر لأن البخاري ليس من أهل التدليس، والله أعلم)
و أن السبب الذي ذكرته و هو جهالة حال عطية بن قيس يعتبر مقبولا جدا حيث أنه لا يوجد لدينا توثيق معتبر له كما تفضلت بشرح ذلك سابقا.
حيث أن قول أبو حاتم صالح الحديث هو تجريحا و تضعيفا له.
أما ذكر ابن حبان له في الثقات فلا يعتبر لما هو معلوم من تساهل ابن حبان في توثيق المجاهيل
وقول البزار كما في " كشف الأستار " (1/ 106): لا بأس به
فكما قلت أنت من قبل البزار كابن حبان يوثق المجاهيل كما ذكر السخاوي في فتح المغيث. بل إن كلمة لا بأس به تنزله عن درجة الثقة.
نستخلص من كل هذا عدم وجود أي توثيق يعتد به لعطية بن قيس.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 05 - 05, 04:48 ص]ـ
الأخ الحبيب الفاضل هشام المصري وفقه الله
¥(35/209)
أجدت في تلخيص نتيجة الحوار. وأحب أن أضيف ما قاله ابن حجر في الفتح (1|188): «وقد ادعى ابن مندة أن كل ما يقول البخاري فيه "قال لي" فهي إجازة، وهي دعوى مردودة. بدليل أني استقريت كثيراً من المواقع التي يقول فيها في "الجامع": "قال لي" فوجدته في غير الجامع يقول فيها: "حدثنا". والبخاري لا يستجيز في الإجازة إطلاق التحديث، فدل على أنها عنده من المسموع. لكن سبب استعماله لهذه الصيغة: ليفرق بين ما بلغ شرطه وما لا يبلغ».
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 05 - 05, 12:27 م]ـ
حديث المعازف صحيح على شرط البخاري رحمه الله
وكلام ابن منده الذي نقله الحافظ ابن حجر عن قول البخاري (قال لي) وليس عن قوله (قال) وبينهما فرق لايخفى، وكذلك قوله (قال لنا) تختلف أيضا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=16891#post16891
وأما قول البخاري (قال) فلان وهو من شيوخه فله فيها مقاصد متعددة فلا يعني أن كل ما قال البخاري قال عن شيخه أنه ليس على شرطه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18596
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13464
وفي كتاب (التدليس وأحكامه، وآثاره النقدية) لصالح بن سعيد عومار الجزائري ص 239 - 253 تفصيل مفيد مطول حول هذه المسألة بالأمثلة.
وهذا ما ذكره عومار في كتابه السابق ذكره مختصرا حول قول البخاري (قال)
- ما علقه البخاري عن شيوخه لم يسمعه كله منهم، بل كثير منه سمعه منهم بالواسطة.
2 - يعلق بعض الأحاديث من أجل فائدة إسنادية أو زيادة يحتاجها كالتصريح بالسماع من مدلس.
3 - ويستعمل صيغة ((قال)) عن شيوخه وعمن فوقهم بهدف بيان الاختلاف الواقع في ألفاظ الحديث أو في إسناده، وهو كثير في الجامع الصحيح.
4 - ويعلق بعض الأحاديث بسبب قصور في أسانيدها حيث لم تبلغ شرطه في الأصول، فيأتي بهذا الحديث ومتنه لفائدة يحتاجها لكنه يعلقه لهذا القصور.
5 - وأحيانا يعلق الحديث لأنه أتى به مختصرا في ذلك الموضوع بينما يورده كاملا في موضع آخر بسنده.
6 - يأتي بصيغة (قال) عند تكثير الطرق للمتابعة والاستشهاد، وبخاصة إذا ذكر الحديث في موضع آخر كاملا.
7 - ويعلق الخبر إذا كان موقوفا أحيانا، فلا يسوقه مساق الأصل.
8 - يعلق الاسناد عند وقوع الخلاف بين الرواة، إشارة منه إلى صحة الطريقين أو تعليل المعلقة منها، أو تنبيها على وجود الخلاف دون ترجيح أو حكم على الطريق المعلق، وله أمثلة كثيرة في صحيحه.
9 - من الدوافع على التعليق أيضا، كونه أخذ الحديث عن شيخه في المذاكرة، وهذا في بعض ما علقه لاكله.
10 - ومما يلاحظ هنا أن البخاري -رحمه الله- قد أكثر من التعليق أو الرواية بصيغة ((قال)) عن شيوخ معينين من شيوخه، وهم:
سعيد بن أبي مريم، أحمد بن شبيب، عبدان وهو عبدالله بن عثمان، محمد بن يوسف الفريابي.
فالله أعلم بمقصوده في هذا.
11 - كذلك فإن عددا كبيرا من معلقاته عن شيوخه في صحيحه قد وقع فيها اختلاف في نسخ الصحيح، ففي بعض النسخ رويت بصيغة ((قال))، وفي البعض الآخر بصيغة التحديث.
فتبين من هذا أن البخاري يعلق عن شيوخه بصيغة (قال) لأهداف متعددة تعرف بالقرائن
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=143902#post143902
وأما عن حال عطية بن قيس فإن البخاري لايخرج لراو إلا إذا عرف صحيح حديثه من سقيمه كما ذكر ذلك عن نفسه
قال الترمذي في العلل الكبير (2/ 978 حمزة ديب، ص 394 السامرائي) (وسألت محمدا عن داود بن أبي عبد الله الذي روى عن ابن جدعان فقال هو مقارب الحديث، قال محمد: عبد الكريم أبو أمية مقارب الحديث،وأبو معشر المديني نجيح مولى بني هاشم ضعيف لا أروي عنه شيئا ولا أكتب حديثه (((وكل رجل لا أعرف صحيح حديثه من سقيمه لا أروي عنه ولا أكتب حديثه))) انتهى.
ويقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله في التنكيل (1/ 123)
أقول في باب الإمام ينهض بالركعتين من (جامع الترمذي): ((قال محمد بن إسماعيل [البخاري]: ابن أبي ليلى هو صدوق، ولا أروي عنه لأنه لا يدري صحيح حديثه من سقيمه، وكل من كان مثل هذا فلا أروي عنه شيئاً))
¥(35/210)
والبخاري لم يدرك ابن أبي ليلى، فقوله ((لا أروي عنه)) أي بواسطة،وقوله ((وكل من كان مثل هذا فلا أروي عنه شيئاً)) يتناول الرواية بواسطة وبلا واسطة، وإذا لم يرو عمن كان كذلك بواسطة فلأن لا يروي عنه بلا واسطة أولى، لأن المعروف عن أكثر المتحفظين أنهم إنما يتقون الرواية عن الضعفاء بلا واسطة، وكثيراً ما يروون عن متقدمي الضعفاء بواسطة.
وهذه الحكاية تقتضي أن يكون البخاري لم يرو عن أحد إلا وهو يرى أنه يمكنه تمييز صحيح حديثه من سقيمه وهذا يقتضي أن يكون الراوي على الأقل صدوقاً في الأصل فإن الكذاب لا يمكن أن يعرف صحيح حديثه.
فإن قيل قد يعرف بموافقته الثقات لروى عن ابن أبي ليلى ولم يقل فيه تلك الكلمة فإن ابن ليلى عند البخاري وغيره صدوق وقد وافق عليه الثقات في كثير من أحاديثه ولكنه عند البخاري كثير الغلط بحيث لا يؤمن غلطه حتى فبما وافق عليه الثقات، وقريب منه من عرف بقبول التلقين فأنه قد يلقن من أحاديث شيوخه ما حد ثوابه ولكنه لم يسمعه منهم، وهكذا من يحدث على التوهم فأنه قد يسمع من أقرأنه عن شيوخه ثم يتوهم أنه سمعها من شيوخه فيرويها عنهم.
فمقصود البخاري من معرفة صحيح حديث الرواي من شيوخه بمجرد موافقة الثقات، وإنما يحصل بأحد أمرين:
1) إما أن يكون الراوي ثقة ثبتا فيعرف صحيح حديثه بتحديثه
2) وإما أن يكون صدوقاً يغلط ولكن يمكن معرفة ما لم يغلط فيه بطريق أخرى كأن يكون له أصول جيدة، وكأن يكون غلطه خاصاً بجهة كيحيى بن عبد الله بكير روى عنه البخاري وقال في (التاريخ الصغير): ما روى يحيى [ابن عبد الله] بن بكير عن أهل الحجاز في التاريخ فإني اتقيه)) ونحو ذلك.
فإن قيل قضية الحكاية المذكورة أن يكون البخاري التزم أن لا يروي إلا ما هو عنده صحيح فأنه إن كان يروي مالا يرى صحته فأي فائدة في تركه الرواية عمن لا يدري صحيح حديثه من سقيمه؟ لكن كيف تصح هذه القضية مع أن كتب البخاري غير الصحيح أحاديث غير صحيحة، وكثير منها يحكم هو نفسه بعدم صحتها؟
قلت: أما ما نبه على عدم صحته فالخطب فيه سهل وذلك بأن يحمل كونه لا يروي ما لا يصح على الرواية بقصد التحديث أو الاحتجاج فلا يشمل ذلك ما يذكره ليبين عدم صحته، ويبقى النظر فيما عدا ذلك، وقد يقال أنه إذا رأى أن الراوي لا يعرف صحيح حديثه من سقيمه تركه البتة ليعرف الناس ضعفه مطلقاً، وإذ رأى أنه يمكن معرفة صحيح حديثه من سقيمه في باب دون باب ترك الرواية عنه في الباب الذي لا يعرف فيه كما في يحيى بن بكير، وأما غير ذلك فأنه يروي ما عرف صحته وما قاربه أو أشبهه مبيناً الواقع بالقول أو الحال. والله أعلم. انتهى.
فتبين لنا بهذا ولله الحمد صحة الحديث وأن الإمام البخاري رحمه الله لايروي عن راو فيه ضعف إلا إذا كان يميز أحاديثه فينتقى منها الصحيح ويدع الضعيف.
فلامطعن بعد ذلك في عطية بن قيس مع أن البزار قال (لابأس به) وخرج له البخاري في صحيحه وانتقى حديثه هذا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=24516#post24516
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=154466#post154466
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 05 - 05, 12:33 م]ـ
ومما يوضح المسالة اكثر أن العلماء المتقدمين ما كانوا يعلون الحديث بعطية بن قيس وإنما تكلم في الحديث ابن حزم بدعوى الانقطاع فقط ولم يتكلم في حال عطية بن قيس
وقد رد العلماء على ابن حزم وبينوا خطأه في حكمه بالانقطاع على الحديث (لاتصغ لابن حزم المخالف)
فإعلال هذا الحديث بعطية بن قيس محدث لم يذكره العلماء السابقين، وقد سبق بيان طريقة الإمام البخاري رحمه الله في روايته عن الضعفاء إن ثبت أن عطية بن قيس ضعيفا.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[30 - 05 - 05, 03:05 ص]ـ
شيخنا الفاضل الحبيب محمد الأمين جزاك الله خيرا علي هذا الثناء و هذه الإضافة التي أضفتها.
شيخنا الفاضل الحبيب عبد الرحمن الفقيه بارك الله فيك و لكن لي بعض التعقيبات و الأسئلة علي كلامك إذا سمحت لي فلقد قلت أن قول ابن حجر في الفتح هو حول (قال لي) و لكن إذا كان ذلك في جملة (قال لي) ألم يكن من باب أولي أن يكون في (قال) أيضا أن يعني بها أنه ليس علي شرطه؟
¥(35/211)
و علي العموم نحن متفقون جميعا علي أن (قال) يحتمل علي الأقل أن تكون فيما ليس علي شرطه و يظل ذلك الإحتمال الأقرب و الأظهر كما قال الشيخ عبد العزيز الطريفي و في حالتنا يظل هو الأقرب لأنه لم يثبت لدينا إحتمال آخر. أما نقلك الذي تفضلت بنقله عن البخاري (وكل رجل لا أعرف صحيح حديثه من سقيمه لا أروي عنه ولا أكتب حديثه) فلقد قلت معقبا (أما ما نبه على عدم صحته فالخطب فيه سهل وذلك بأن يحمل كونه لا يروي ما لا يصح على الرواية بقصد التحديث أو الاحتجاج فلا يشمل ذلك ما يذكره ليبين عدم صحته، ويبقى النظر فيما عدا ذلك) فإذا كان البخاري رحمه الله يورد ما هو غير صحيح منبها علي ذلك فهل يمكن أن نقيس ذلك علي مسألتنا و يكون البخاري أورد تلك الرواية علي غير شرطه لقصورأو ضعف في أحد رواتها معتمدا علي أنه نبه علي ذلك باستعماله لفظ (قال) بدلا من حدثنا.
و قد قال ابن حجر في الفتح ما يفيد إمكانية ذلك عند البخاري أن يورد مما هو ليس علي شرطه بسبب قصور في أحد الرواة حيث قال (10/ 53):
(قلت الذي يورده البخاري من ذلك على أنحاء منها ما يصرح فيه بالسماع عن ذلك الشيخ بعينه إما في نفس الصحيح وإما خارجة والسبب في الأول إما أن يكون أعاده في عدة أبواب وضاق عليه مخرجه فتصرف فيه حتى لا يعيده على صورة واحدة في مكانين وفي الثاني أن لا يكون على شرطه إما لقصور في بعض رواته وإما لكونه موقوفا ومنها ما يورده بواسطة عن ذلك الشيخ والسبب فيه كالأول لكنه في غالب هذا لا يكون مكثرا عن ذلك الشيخ ومنها ما لا يورده في مكان آخر من الصحيح مثل حديث الباب فهذا مما كان أشكل أمره علي) و كذلك جاء في النقل الذي تفضلت بنقله من كتاب (التدليس وأحكامه، وآثاره النقدية) لصالح بن سعيد عومار الجزائري ص 239 - 253): (ويعلق بعض الأحاديث بسبب قصور في أسانيدها حيث لم تبلغ شرطه في الأصول، فيأتي بهذا الحديث ومتنه لفائدة يحتاجها لكنه يعلقه لهذا القصور (.
و هناك احتمالا آخرفلهذا الحديث رواية آخري جاء بها البخاري في كتابه التاريخ موصولة بلفظ (حدثنا) حيث قال: (حدثنا عبد لله بن صالح قال حدثني معاوية بن صالح عن حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن غنم أنه سمع أبا مالك الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير) و قد يكون البخاري قد رأي أن كل رواية بمفردها لا ترقي إلا مرتبة الصحيح الذي يرويه في كتابه بلفظ (حدثنا) و لكن مجموع طرق الروايات يصل بهم إلي درجة الحسن أو الصحة فمالك بن أبي مريم متابع لعطية بن قيس و قد تابعهما إبراهيم بن سعد كما أورد البخاري أيضا في كتابه التاريخ حيث قال (إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية عمن أخبره عن أبي مالك الأشعري أو أبي عامر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في الخمر والمعازف قاله لي سليمان بن عبد الرحمن قال حدثنا الجراح بن مليح الحمصي قال ثنا إبراهيم قال أبو عبد الله وإنما يعرف هذا عن أبي مالك الأشعري حديثه في الشاميين)
و هناك اختلاف واضح بين روايتي مالك بن أبي مريم في (التاريخ) و عطية بن قيس في (الصحيح) و هما من نفس الطبقة فرواية مالك بن أبي مريم لا تتضمن لفظ (يستحلون) الذي يفيد تحريم المعازف لذا وجب الترجيح بين الروايتين فرجح البخاري رواية مالك لضعف أو قصور في عطية بن قيس و كذلك قصور في سياق روايته حيث تردد في اسم الصحابي و هذا يدل علي سوء حفظه للحديث و يدل علي ذلك الترجيح روايته لرواية عطية معلقة بلفظ (قال) و كذلك ترجيحه لاسم الصحابي أنه (أبو مالك الأشعري) و هوما جاء في رواية (مالك بن أبي مريم) فدل ذلك علي قبوله و ترجيحه لرواية مالك التي أرودها بصيغة (حدثنا) فيكون الخلاصة من كل ذلك أن البخاري أورد رواية عطية بن قيس معلقة في الصحيح بلفظ (قال) لمتابعة رواية مالك بن أبي مريم في (التاريخ) مع بيان إعلال رواية عطية و نزولها عن شرطه و أنها مرجوحة و ذلك باستعماله لفظ (قال) و ترجيح رواية مالك بن أبي مريم التي جاءت بلفظ (حدثنا) مع عدم ارتقاء كل منهما علي حدة إلي مرتبة الصحة التامة و لكن مجموع الروايتين يرقي إلي درجة الحسن أو الصحة مع تقديم رواية مالك و لربما يقوي ذلك الإحتمال الذي ذكرته ما تفضلت بنقله من كتاب (التدليس وأحكامه، وآثاره النقدية) لصالح بن سعيد عومار الجزائري ص 239 - 253: (يعلق الاسناد عند وقوع الخلاف بين الرواة، إشارة منه إلى صحة الطريقين أو تعليل المعلقة منها، أو تنبيها على وجود الخلاف دون ترجيح أو حكم على الطريق المعلق، وله أمثلة كثيرة في صحيحه.)
و كذلك يتوافق ما قلته مع ذكر الشيخ الألباني لذلك الترجيح الذي ذكرته في كتابه (تحريم آلات الطرب) حيث قال:
(قلت: ففيه إشعار لطيف بأن (مالك بن أبي مريم) معروف عنده؛ لأنه قدم روايته التي فيها الجزم بأن الصحابي هو (أبي مالك الأشعري) على رواية شيخه هشام بن عمار التي أخرجها في " صحيحه " كما تقدم، وراية إبراهيم المذكورة آنفا، وفي كلٍّ منهما الشك في اسم الصحابي، فلولا أن البخاري يرى أن مالك بن أبي مريم ثقة عنده لما قدم روايته على روايتي هشام وإبراهيم، فلعل هذا هو الذي لاحظه ابن القيم رحمه الله؛ حين قال في حديث مالك هذا: " إسناده صحيح "، والله أعلم.)
و قال الألباني أيضا في موضع آخر:
(فحديث المعازف هذا صالح لو لا جهالة مالك بن أبي مريم، لكنه في المتابعة مقبول، لا سيما وقد رجح البخاري روايته على رواية هشام بن عمار كما تقدم (ص 51))
هذا و الله أعلم.
¥(35/212)
ـ[هشام المصري]ــــــــ[30 - 05 - 05, 03:28 ص]ـ
وربما يدل على ما ذكرت أيضا هو اسم الباب الذي جاء فيه الحديث في صحيح البخاري (باب ما جاء فيمن يستحل الخمر و يسميه بغير اسمه) ففي اسم الباب إشارة لطيفة لرواية مالك بن أبي مريم في كتابه (التاريخ) التي جاء فيها (ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها) و كذلك عدم ذكره استحلال المعازف في اسم الباب فدل ذلك عدم احتجاجه بهذه الرواية علي تحريم المعازف. و الله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 - 05 - 05, 06:12 ص]ـ
أخي هشام كلامك فيه نظر
وقولك ورجح البخاري) الخ فيه نظر
وكلام الشيخ الألباني - رحمه الله - أقصد الكلام الأخير الذي نقلته فيه نظر
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 05 - 05, 01:35 ص]ـ
بارك الله فيكم
أولا أخي الكريم حفظك الله فالتعليق بقال عن شيخ المصنف يختلف عن التعليق بقال عن غيره، ولعلك تراجع الكلام السابق وأنواع المعلقات في الصحيح
فهنا علق الحديث عن شيخه بصيغة الجزم (وقال) وهو محمولة على الاتصال مالم يكن هناك قرينة تدل على غير ذلك وإلا لنسبنا التدليس للبخاري وحاشاه من ذلك
فأرجو حفظك الله أن تفرق بين التعليق عن شيخه وعن غير شيخه بصيغة الجزم ولاتخلط بينها، ففرق بين تعليقه عن شيوخه وبين تعليقه عن غيرهم، وكلام ابن حجر الذي نقلته ليس في التعليق عن شيوخ البخاري
وقد ذكر الحافظ في الفتح (9/ 590 - 591) و (10/ 52) و (13/ 334) أن البخاري إذا قال عن شيخه وقال تحمل على الاتصال خلافا لابن حزم.
وأمر آخر حفظك الله أن البخاري قد يقول (قال) عن شيخه ثم يرويه مرة أخرى بصيغة (حدثنا) كما سبق وقد لايفعل، فهذا من الأدلة على أنه يروي الأحاديث التي يقول فيها (قال) عن شيخه وتكون على شرطه
وأما احتجك بما رواه في التاريخ الكبير وتقديمه على رواية الصحيح ففيه نظر
قال الشيخ العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله في حاشية الفوائد المجموعة ص 168
((إخراج البخاري الخبر في التاريخ لايفيد الخبر شيئا بل يضره فإن من شأن البخاري أن لايخرج الخبر في التاريخ إلا ليدل على وهن راويه) انتهى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=67773#post67773
وأما كون الإمام البخاري خرجه في غير بابه المعازف فهذا لايدل على أنه ليس على شرط البخاري، فقد ذكره في (باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه) وليس فيه إي إشارة إلى كونه ليس على شرطه، بل قد احتج في التبويب بجزء من الحديث وهو استحلال شرب الخمر.
فتبين لنا أن هذا الحديث صحيح على شرط البخاري رحمه الله وأنه قد احتج به في صحيحه على استحلال الخمر، وقوله عن شيخه (وقال) محمولة على الاتصال، وأن الكلام في عطية بن قيس متعقب بإخراج البخاري له وتوثيق من وثقه، وأن البخاري رحمه الله ينتقى من أحاديث من تكلم فيه ما صح منها.
وأما إعلال رواية الصحيح بما جاء في التاريخ الكبير ففيه نظر كما سبق في كلام الشيخ المعلمي رحمه الله.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[31 - 05 - 05, 03:35 ص]ـ
شيخنا الفاضل عبد الرحمن الفقيه بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا واختلافنا في الرأي لن يفسد للود قضية إن شاء الله مع كامل الإحترام و التقدير لكم و أحب إذا سمحت لي أن أعقب علي بعض كلامكم مرة آخري.
أولا جزاك الله خيرا علي هذا التنبيه الذي ذكرته و لكني أعرف بالفعل أن إذا قال البخاري (قال) عن شيخ من شيوخه فهو محمول علي الإتصال لأن البخاري ليس من أهل التدليس و أن هناك فرقا بين ما يقوله من (قال) عن شيخه و عن غير شيخه و أنه عندما يستخدم صيغة الجزم (قال) عن شيخ من شيوخه فهي تفيد أن الخبر صحيح إلي من جزم له به أما كلام ابن حجر الذي ذكرته فأعتقد أنه كان في التعليق عن شيوخ البخاري لأنه جاء في تعقيبه علي حديث المعازف و سأنقل لكم الكلام من أوله لعلي لم أفهمه قال ابن حجر (وحكى بن الصلاح في موضع آخر أن الذي يقول البخاري فيه قال فلان ويسمى شيخا من شيوخه يكون من قبيل الإسناد المعنعن وحكى عن بعض الحفاظ أنه يفعل ذلك فيما يتحمله عن شيخه مذاكرة وعن بعضهم أنه فيما يرويه مناولة وقد تعقب شيخنا الحافظ أبو الفضل كلام بن الصلاح بأنه وجد في الصحيح عدة أحاديث يرويها البخاري عن بعض شيوخه قائلا قال فلان ويوردها في موضع آخر بواسطة بينه وبين ذلك الشيخ قلت الذي
¥(35/213)
يورده البخاري من ذلك على أنحاء منها ما يصرح فيه بالسماع عن ذلك الشيخ بعينه إما في نفس الصحيح وإما خارجة والسبب في الأول إما أن يكون أعاده في عدة أبواب وضاق عليه مخرجه فتصرف فيه حتى لا يعيده على صورة واحدة في مكانين وفي الثاني أن لا يكون على شرطه إما لقصور في بعض رواته وإما لكونه موقوفا ومنها ما يورده بواسطة عن ذلك الشيخ والسبب فيه كالأول لكنه في غالب هذا لا يكون مكثرا عن ذلك الشيخ ومنها ما لا يورده في مكان آخر من الصحيح مثل حديث الباب فهذا مما كان أشكل أمره علي والذي يظهر لي الآن أنه لقصور في سياقه وهو هنا تردد هشام في اسم الصحابي وسيأتي من كلامه ما يشير إلى ذلك حيث يقول أن المحفوظ أنه عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك وساقه في التاريخ من رواية مالك بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن غنم كذلك) انتهي.
و بصرف النظر فأنا نقلت هذا الكلام فقط لأبرهن أن البخاري قد يأتي بما هو ليس علي شرطه بسبب قصور في بعض رواته.
و كما قلتم سابقا (وأما قول البخاري (قال) فلان وهو من شيوخه فله فيها مقاصد متعددة فلا يعني أن كل ما قال البخاري قال عن شيخه أنه ليس على شرطه) فهذا يعني أنكم ترون أن استخدام البخاري لصيغة (قال) عن شيخ من شيوخه له احتمالات متعددة و من بينها أن يكون ليس علي شرطه أي أن هذا السبب غير منتفي عندكم و ذكر الشيخ عبد العزيز الطريفى أن ذلك هو الأظهر و كلام ابن حجر يدل علي أن ما يأتي به البخاري و هو ليس علي شرطه قد يكون سبب ذلك هو قصور أحد رواته.
و أعتقد أن تجريح و تضعيف أبو حاتم له سبب قوي ليبرهن علي ذلك و كلام الألباني دل علي أن استعمال ابو حاتم لهذا اللفظ (صالح الحديث) هو تجريح و تضعيف حيث قال الألباني في السلسلة الضعيفة (فهذه العبارة من ألفاظ التجريح لا التعديل عند أبي حاتم , خلافا لما يدل عليه كلام السيوطي في " التدريب " (233 - 234) , و على هذا فيرفع اسم أبي حاتم أيضا من قائمة الموثقين إلى قائمة المضعفين).
أما قول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله في حاشية الفوائد المجموعة ص 168
(إخراج البخاري الخبر في التاريخ لايفيد الخبر شيئا بل يضره فإن من شأن البخاري أن لايخرج الخبر في التاريخ إلا ليدل على وهن راويه) انتهى.)
فلعل المسألة خلافية لأن الشيخ الألباني قال ما يفيد غير ذلك كما ذكرت سابقا من أن البخاري رجح و قدم رواية (التاريخ) علي رواية الصحيح المعلقة.
و لكن ألا يتنافي قول العلامة عبد الرحمن المعلمي مع ما ذكرتم من قول البخاري (وكل رجل لا أعرف صحيح حديثه من سقيمه لا أروي عنه ولا أكتب حديثه) و خصوصا أن البخاري لم ينبه علي وهن رواية مالك بن أبي مريم أو وهن أحد من رواتها؟ و لذلك فأنا مع احترامي لكلامكم إلا أنني أميل لرأي الألباني في تلك النقطة.
أما قولكم (بل قد احتج في التبويب بجزء من الحديث وهو استحلال شرب الخمر.)
و لكنه لم يحتج باستحلال المعازف و خصوصا مع عدم وجود متابعة لعطية بن قيس لهذا اللفظ الذي قد يعطي حكما غير مسبوق بتحريم المعازف.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 05 - 05, 04:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وحفظكم
قد ذكر الحافظ ابن الصلاح رحمه الله أن هذا الحديث على شرط الصحيح وذكر جوابا عما ذكرته وفقك الله
قال الحافظ (10/ 52 - 53)
وأما دعوى بن حزم التي أشار إليها فقد سبقه إليها ابن الصلاح في علوم الحديث فقال التعليق في أحاديث من صحيح البخاري قطع إسنادها وصورته صورة الانقطاع وليس حكمة حكمة ولا خارجا ما وجد ذلك فيه من قبيل الصحيح إلى قبيل الضعيف ولا التفات إلى أبي محمد بن حزم الظاهري الحافظ في رد ما أخرجه البخاري من حديث أبي عامر وأبي مالك الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرير والخمر والمعازف الحديث
من جهة أن البخاري أورده قائلا قال هشام بن عمار وساقه بإسناده فزعم ابن حزم أنه منقطع فيما بين البخاري وهشام وجعله جوابا عن الاحتجاج به على تحريم المعازف وأخطأ في ذلك من وجوه والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح والبخاري قد يفعل مثل ذلك لكونه قد ذكر ذلك الحديث في موضع آخر من كتابه مسندا متصلا وقد يفعل ذلك لغير ذلك من الأسباب التي لا يصحبها خلل الانقطاع اه
¥(35/214)
ولفظ ابن حزم في المحلى ولم يتصل ما بين البخاري وصدقة بن خالد وحكى بن الصلاح في موضع آخر أن الذي يقول البخاري فيه قال فلان ويسمى شيخا من شيوخه يكون من قبيل الإسناد المعنعن وحكى عن بعض الحفاظ أنه يفعل ذلك فيما يتحمله عن شيخه مذاكرة وعن بعضهم أنه فيما يرويه مناولة وقد تعقب شيخنا الحافظ أبو الفضل كلام بن الصلاح بأنه وجد في الصحيح عدة أحاديث يرويها البخاري عن بعض شيوخه قائلا قال فلان ويوردها في موضع آخر بواسطة بينه وبين ذلك الشيخ
قلت الذي يورده البخاري من ذلك على أنحاء منها ما يصرح فيه بالسماع عن ذلك الشيخ بعينه إما في نفس الصحيح وإما خارجة والسبب في الأول إما أن يكون أعاده في عدة أبواب وضاق عليه مخرجه فتصرف فيه حتى لا يعيده على صورة واحدة في مكانين
وفي الثاني أن لا يكون على شرطه إما لقصور في بعض رواته وإما لكونه موقوفا
ومنها ما يورده بواسطة عن ذلك الشيخ والسبب فيه كالأول لكنه في غالب هذا لا يكون مكثرا عن ذلك الشيخ ومنها ما لا يورده في مكان آخر من الصحيح مثل حديث الباب فهذا مما كان أشكل أمره علي والذي يظهر لي الآن أنه لقصور في سياقه وهو هنا تردد هشام في اسم الصحابي وسيأتي من كلامه ما يشير إلى ذلك حيث يقول أن المحفوظ أنه عن عبد الرحمن بن غنم عن أبي مالك وساقه في التاريخ من رواية مالك بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن غنم كذلك وقد أشار المهلب إلى شيء من ذلك وأما كونه سمعه من هشام بلا واسطة وبواسطة فلا أثر له لأنه لا يجزم إلا بما يصلح للقبول ولا سيما حيث يسوقه مساق الاحتجاج
وأما قول بن الصلاح أن الذي يورده بصيغة قال حكمة حكم الإسناد المعنعن والعنعنة من غير المدلس محمولة على الاتصال وليس البخاري مدلسا فيكون متصلا فهو بحث وافقه عليه ابن منده والتزمه فقال أخرج البخاري قال وهو تدليس
وتعقبه شيخنا بأن أحدا لم يصف البخاري بالتدليس
والذي يظهر لي أن مراد بن منده أن صورته صورة التدليس لأنه يورده بالصيغة المحتملة ويوجد بينه وبينه واسطة وهذا هو التدليس بعينه لكن الشأن في تسليم أن هذه الصيغة من غير المدلس لها حكم العنعنة فقد قال الخطيب وهو المرجوع إليه في الفن أن (قال) لا تحمل على السماع إلا ممن عرف من عادته أنه يأتي بها في موضع السماع مثل حجاج بن محمد الأعور فعلى هذا ففارقت العنعنة فلا تعطى حكمها ولا يترتب عليه أثرها من التدليس ولا سيما ممن عرف من عادته أن يوردها لغرض غير التدليس
وقد تقرر عند الحفاظ أن الذي يأتي به البخاري من التعاليق كلها بصيغة الجزم يكون صحيحا إلى من علق عنه ولو لم يكن من شيوخه لكن إذا وجد الحديث المعلق من رواية بعض الحفاظ موصولا إلى من علقه بشرط الصحة أزال الاشكال ولهذا عنيت في ابتداء الأمر بهذا النوع وصنفت كتاب تعليق التعليق .. ) انتهى.
وأما كونه يحتج به على الخمر ولايحتج به على المعازف فهذا تحكم، فما الذي يدل على ذلك، فكونه أورده في كتاب الأشربة واستدل به على استحلال الخمر فلا ينفي عنه احتجاجه ببقية الحديث
ولهذا لم يذكر أحد من أهل العلم المعروفين هذا القول لظهور فساده بأدنى تأمل
فهذا التحكم في الحديث بجعل الإمام البخاري يحتج بجزء من الحديث ولايحتج بالجزء الآخر فيه نظر ولايدل عليه دليل ولم ار أحدا من أهل العلم ذكره، والله أعلم.
وإذا ثبت أن الحديث متصل بين البخاري وشيخه هشام بن عمار فيكون الحديث مثله مثل الحديث الذي يقول فيه حدثنا
ولذلك ذكر الحافظ ابن الصلاح رحمه الله أن هذا الحديث على شرط البخاري
وأما عطية بن قيس فقد سبق توضيح حاله وبيان توثيقه، وقول أبي حاتم رحمه الله في عطية بن قيس (صالح الحديث) فلا يدل على كون هذا الرواي شديد الضعف على رأيه، وأيضا فقد ذكر العلماء تشدده في الكلام على الرواة، فيقابله إخراج البخاري وغيره له وغير ذلك من كلام العلماء كما سبق
(((قال ابن تيمية فى مجموع الفتاوى (24/ 350) (وأاما قول أبى حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به فأبو حاتم يقول مثل هذا فى كثير من رجال الصحيحين وذلك أن شرطه فى التعديل صعب والحجة فى اصطلاحه ليس هو الحجة فى اصطلاح جمهور أهل العلم)
ونقل الزيلعى فى نصب الراية (2/ 439) عن ابن عبدالهادى (قول أبى حاتم لايحتج به غير قادح فإنه لم يذكر السبب وقد تكررت منه فى رجال كثيرين من أصحاب الصحيح الثقات الاثبات من غير بيان السبب 00000000)
وقال الذهبى فى تذكرة الحفاظ (2/ 420) (قد علم تعنت ابى حاتم فى الرجال) وقال فى السير (13/ 81) (يعجبنى كثيرا كلام أبى زرعة فى الجرح والتعديل يبين عليه الورع والمخبرة بخلاف رفيقه أبى حاتم فإنه جراح)
وانظر الميزان للذهبى (2/ 43) و (2/ 354))
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=103&postcount=32
فالبخاري رحمه الله لايروي عن راو حتى يعرف صحيح حديثه من سقيمه، وهذا ينطبق على عطية بن قيس وغيره
فيكون هذا الحديث على شرط البخاري رحمه الله كما قال ابن الصلاح.
¥(35/215)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[31 - 05 - 05, 10:11 ص]ـ
أخي الحبيب هشام و-فقه الله
كأنك مقرر من الأصل حل المعازف
بيان ذلك
قولك
(و لكنه لم يحتج باستحلال المعازف و خصوصا مع عدم وجود متابعة لعطية بن قيس لهذا اللفظ الذي قد يعطي حكما غير مسبوق بتحريم المعازف)
فأنت كأنك تريد تقول هذا اللفظ غريب
فإذا سقط هذا الحرف
صح قول من أجاز المعازف
وهذا شيء جديد من المعاصرين لم نسمع بأن أحدا أعل هذا بهذه الطريقة
والحديث الذي أورده البخاري في الصحيح أصح مما ورد في التاريخ الكبير
وهذا واضح
والبخاري لايضع الضعيف والشاذ في الصحيح ثم يأتي ويضع الصحيح خارج الصحيح
فليس هذا من شأن البخاري
البخاري احتج بهذا الحديث بلا شك وكونه وضعه في باب كذا ولم يضعه في باب كذا
فهذا لايدل على تضعيف حرف من الحديث
ولا اشارة خفية الى الحديث الآخر
ولو افترضنا هذا الأمر لاسقطنا احاديث كثيرة وأحرف وردت في الأحاديث
لان البخاري لم يخرجه في جميع المواضع
وكأن الواجب على البخاري أن يخرج الحديث في كل موطن
والا لايجوز الاحتجاج بالحرف الوارد في الحديث
ومحاولة تضعيف هذا الحرف (يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) بهذه الطريقة أمر غريب
عموما البخاري من أئمة النقد وقد أورد هذا الحديث واحتج به
وأما القول بأن
البخاري يشير الى تضعيف هذا الحرف ونحو ذلك
فهذا خطأ محض
وهنا مسائل أخرى
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 06 - 05, 12:36 ص]ـ
عموما البخاري من أئمة النقد وقد أورد هذا الحديث واحتج به
الأخ الحبيب ابن وهب نفعنا الله بعلمه
قولكم هذا خالفه علماء وحفاظ أجلة، فرؤوا أن البخاري قد خالف عادته في تخريج الحديث فبدأه بقوله "وقال هشام" بدلاً من "حدثنا هشام"، فهذه حوالة بلا شك. وهذا يعني أن البخاري لم يحتج به كما ذهبتم إليه وكما ذهب إليه بعض العلماء، لكنه استشهد باللفظ المشترك الذي لم يخطئ به عطية.
وقد أجمع كل من روى الحديث أن الوعيد ليس على المعازف، إلا عطية بن قيس فإنه غلط في تقديم لفظ المعازف لأول الحديث. ومن هنا نعلم دقة الإمام البخاري وعلمه، فإنه قد استشهد بهذا الحديث في "باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه"، ولم يذكره البتة في باب المعازف. لأن الشيء الذي اتفق عليه كل رواة الحديث بلا خلاف منهم، هو إنزال الوعيد على من استحل شرب الخمر بتسميتها بغير اسمها، وهو أمر تشهد له قواعد الشريعة. وهذا من فقه الإمام البخاري.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[01 - 06 - 05, 01:16 ص]ـ
شيخنا الحبيب عبد الرحمن الفقيه جزاك الله خيرا و معلوم أن ابن الصلاح رأي أن الحديث علي شرط البخاري و لكن كل يؤخذ من كلامه و يرد و لكن المشكلة أن استعمال البخاري للفظ (قال) بدلا من (حدثنا) لم يقدم له أحد تفسيرا آخر معقول فمن غير المعقول أن يستخدم هذا اللفظ هكذا بدون سبب فالبخاري رحمه الله دقيق في استخدام ألفاظه و مع كامل احترامي لرأيكم و سأبحث فيه مرة آخري و لكن يظل احتمال نزول الحديث عن شرط البخاري هو الإحتمال الأظهر و الأقرب كما قال الشيخ عبد العزيز الطريفي و كما ذكر ابن حجر فقد ينزل الحديث عن شرط البخاري بسبب قصور في أحد رواته و بالنسبة لتشدد أبو حاتم فمعلوم و لكن البزار كان متساهلا أيضا و هو ما ذكره الشيخ مقبل الوادعي حيث قال: (أما البزار فقد عرف تساهله).
أما بالنسبة لعنوان الباب فلفظ (يستحل الخمر) الذي في الحديث له متابعة قريبة في رواية مالك بن أبي مريم و هي تسمية الخمر بغير اسمها فمعلوم أن الشيطان يغوي الإنسان بتغيير المسميات ليقنعه بأن الحرام حلال فيستحله و مثاله (شجرة الخلد).
و لكن استحلال المعازف لم يرد له متابعة في رواية مالك بن أبي مريم و ربما يكون من الصعب قبول تفرد عطية بن قيس عن غيره من الرواة المتابعين مثل مالك بن ابي مريم بهذا اللفظ و خصوصا و أن عطية فيه كلام كما أن عدم تمام حفظه و ضبطه ظاهرين بقوة في الحديث حيث شك في اسم الصحابي.
أخي الحبيب (ابن وهب) بارك الله فيك بالنسبة لقولك (والبخاري لايضع الضعيف والشاذ في الصحيح ثم يأتي ويضع الصحيح خارج الصحيح فليس هذا من شأن البخاري)
فأنا قصدت أن كلتا الروايتين بهما قصور أو ضعف و لكن مجموع الروايتين ربما يصل بهما إلي درجة الحسن أو الصحيح فلذلك فربما يكون لو فعل العكس ووضع رواية مالك بن أبي مريم (الأكثر قبولا عنده) في الصحيح بلفظ (حدثنا) فسيعني ذلك أنها صحيحة تامة الصحة لا قصور بها و لا ضعف و لكن فعل ذلك و وضعها خارج الصحيح لعدم بلوغ درجة الصحة التامة و لم تحقق شرطه في الصحيح مع وضع الآخري المعلقة بهذه الصيغة في الصحيح للإشعار أنها أقل قبولا عنده من الآخري ووضعها للمتابعة فقط و أشار للثانية في العنوان و الله أعلم. و يشهد لهذا الكلام ما ذكره الألباني حيث قال في كتابه (تحريم آلات الطرب): (قلت: ففيه إشعار لطيف بأن (مالك بن أبي مريم) معروف عنده؛ لأنه قدم روايته التي فيها الجزم بأن الصحابي هو (أبي مالك الأشعري) على رواية شيخه هشام بن عمار التي أخرجها في " صحيحه " كما تقدم، وراية إبراهيم المذكورة آنفا، وفي كلٍّ منهما الشك في اسم الصحابي، فلولا أن البخاري يرى أن مالك بن أبي مريم ثقة عنده لما قدم روايته على روايتي هشام وإبراهيم، فلعل هذا هو الذي لاحظه ابن القيم رحمه الله؛ حين قال في حديث مالك هذا: " إسناده صحيح "، والله أعلم). و قال في موضع آخر في نفس الكتاب: (فحديث المعازف هذا صالح لو لا جهالة مالك بن أبي مريم، لكنه في المتابعة مقبول، لا سيما وقد رجح البخاري روايته على رواية هشام بن عمار كما تقدم (ص 51)).
أما قولك: (كأنك مقرر من الأصل حل المعازف) فأنا و الله لست متبعا لهوي و لكني أبحث عن الحق و لو كنت كذلك لأخذت فتوي الشيخ عبدالله بن يوسف الجديع مثلا (و هو عالم كبير في الحديث) بالجواز و لم أكلف نفسي عناء البحث.
شيخنا الحبيب محمد الأمين جزاك الله خيرا.
¥(35/216)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 06 - 05, 02:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
فرق بين أن نقول أن الحديث ليس من شرط البخاري في الصحيح وبين أن نقول لم يحتج به البخاري
أنا مع من يقول الحديث ليس من شرط البخاري في الصحيح
ولكني في الوقت نفسه أقول ان الحديث احتج به البخاري
اذن
الحديث ليس من شرط البخاري في الصحيح والحديث احتج به البخاري
هذا هو رايي في الحديث
وتفصيل هذا الأمر يحتاج إلى بسط
وأما كون البخاري لم يحتج بالجزء الأخير من الحديث فهذا غير صحيح
وهو قول غريب
ولادليل على ان البخاري ذكر الحديث لان مالكا قد تابع عطية
بل مالك دون عطية
وأيضا لادليل على أن متابعة مالك هي التي رفعت من درجة الحديث
و لادليل على أن البخاري رجح رواية مالك على رواية عطية
وأما عبارة (حدثنا) (في التاريخ) فهذه تحتاج مراجعة
لانه قد يحصل خلل في هذا الأمر
والموضوع يحتاج الى أكثر من هذا
لكن المقصود ان الحديث احتج به البخاري بكل الفاظه ولم يشر الى نكارة متنه أو مخالفته للثقات
ولاشيء من هذا
فقط هو دون شرط البخاري في الصحيح
هذا كل ما في الأمر
وكون الحديث دون شرطه في الصحيح لايعني انه معلول
عموما العلماء لم يقولوا أن عطية هو السبب ولا قالوا ان حرف (المعازف)
السبب في التعليق أو في في قوله
(وقال)
فلم يقل العلماء هذا وذاك
واكرر واقول مالك دون عطية
ورواية عطية مقدمة على رواية مالك
وللموضوع تتمة
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[01 - 06 - 05, 03:10 ص]ـ
السلام عليكم
شيخنا عبد الرحمان الفقيه حفظه الله تعالي
أكرر السؤال لأتعلم والله لا لإتعالم: هل هذا الحديث في البخاري للاحتجاج أم للاستشهاد؟؟؟؟؟؟؟
وفي أي باب أخرج البخاري هذا الحديث؟؟؟؟؟؟؟
وماذا أخرج البخاري رحمه الله تعالي في قول الله تعالي (ومن الناس من يشتري لهو الحديث)؟؟؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 06 - 05, 03:16 ص]ـ
يا أخ محمد أحمد جلمد
غفر الله لك
وهل يلزم البخاري أن يخرج الحديث في كل المواضع
هذا امر
الأمر الآخر من دلك على ان البخاري يرى أن تفسير لهو الحديث هو المعازف
حتى يورد الحديث فيه
سبحان الله وهل يلزم من يصحح الحديث ان يورد الحديث في الباب المذكور
سبحان الله
وكأن الواجب على البخاري ان يورد الحديث في جميع الابواب
حتى نتقين بان البخاري أورده للاحتجاج وانه احتج بكل حرف وارد في الحديث
سبحان الله
على هذا لايجوز لنا ان نحتج بحرف في حديث لم يورده البخاري في الباب الذي نرى انه يجب ان يضعه فيه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 06 - 05, 03:23 ص]ـ
بارك الله فيكم ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى
يجاب عن قولك بأن البخاري قال (قال) ولم يقل (حدثنا) بما ذكرته لك سابقا أن البخاري ربما قال في حديث (قال) في موضع ثم وصله في موضع آخر، فهل يقال إنه في الموضع الأول على غير شرطه مثلا
وقد ذكر الإمام النووي رحمه الله أن الحديث على شرط البخاري في كتابه ((إرشاد طلاب الحقائق)) ((1/ 196)) حيث قال: ((و الحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح، و البخاري قد يفعل ذلك لكون الحديث معروفا من جهة الثقات عن من علقه عنه…)).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " الاستقامة " (1/ 294):
" والآلات الملهية قد صح فيها ما رواه البخاري في " صحيحه " تعليقاً مجزوماً به، داخلاً في شرطه ".
فهذا الأمر واضح إن شاء الله، مع احتجاج البخاري به في استحلال الخمر في تبويبه
ونحن كلامنا هنا فيما يختص بشيخ البخاري الذي قال عنه (قال) فهو صحيح عن شيخه ويحمل على الاتصال
وأما بقية الإسناد فهم ثقات، وقد احتج به البخاري
وأما قولك (أما بالنسبة لعنوان الباب فلفظ (يستحل الخمر) الذي في الحديث له متابعة قريبة في رواية مالك بن أبي مريم و هي تسمية الخمر بغير اسمها فمعلوم أن الشيطان يغوي الإنسان بتغيير المسميات ليقنعه بأن الحرام حلال فيستحله و مثاله (شجرة الخلد).
و لكن استحلال المعازف لم يرد له متابعة في رواية مالك بن أبي مريم و ربما يكون من الصعب قبول تفرد عطية بن قيس عن غيره من الرواة المتابعين مثل مالك بن ابي مريم بهذا اللفظ و خصوصا و أن عطية فيه كلام كما أن عدم تمام حفظه و ضبطه ظاهرين بقوة في الحديث حيث شك في اسم الصحابي).
ففيه نظر وبعد
فتسمية الخمر بغير اسمها غير استحلالها ولذلك قال الإمام البخاري رحمه الله (باب ما جاء فيمن يستحل الخمر و يسميه بغير اسمه)
فاستحلال الخمر شي آخر وفقك الله
ولو أن رجلا سمى الربا (فوائد) فلا يقال إنه كفر بذلك واستحل الربا، فهذا كذلك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 06 - 05, 03:27 ص]ـ
وأما عطية بن قيس فقد سبق الكلام عليه كثيرا، وقد قال عنه البزار (لابأس به) وقال ابن سعد (كان معروفا)
وقد ذكر الإمام الذهبي رحمه الله الإمام البزار في رسالته (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل)
وكون البخاري احتج بحديثه هذا فهو تقوية له كما سبق
¥(35/217)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 06 - 05, 03:47 ص]ـ
وأما البخاري رحمه الله في التاريخ الكبير فكلامه يحتاج إلى توضيح وليس فيه متعلق لما ذكره بعض الإخوة من كونه رجح رواية صحابي على آخر
قال الإمام البخاري رحمه الله في التاريخ الكبير ج1/ص304
إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية عمن أخبره عن أبي مالك الأشعري أو أبي عامر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في الخمر والمعازف
قاله لي سليمان بن عبد الرحمن قال حدثنا الجراح بن مليح الحمصي قال ثنا إبراهيم
قال أبو عبد الله وإنما يعرف هذا عن أبي مالك الأشعري
حديثه في الشاميين حدثنا عبد لله بن صالح قال حدثني معاوية بن صالح عن حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن غنم أنه سمع أبا مالك الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير) انتهى.
وقال كذلك في التاريخ الكبير ج7/ص221
كعب بن عاصم الأشعري قال بن أبي أويس كنيته أبو مالك ويقال اسم أبي مالك عمرو أيضا له صحبة وقال لي أبو صالح عن معاوية بن صالح عن حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم الحكمي سمع عبد الرحمن بن غنم سمع أبا مالك الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها
فعند تأمل هذه الروايات وترجيح البخاري رحمه الله يتبين أن الإمام البخاري رحمه الله لم يعل رواية الصحيح كما فهم بعض الإخوة ولم يتطرق لها
وكان قصده رحمه الله أن هناك لفظان للحديث
لفظ عطية بن قيس
ولفظ مالك بن أبي مريم
فرواية مالك بن أبي مريم عن أبي مالك الأشعري بدون شك ولها لفظ يختلف
ورواية قيس بن عطية عن أبي مالك الأشعري أو أبي عامر بالشك ولها لفظ يختلف
فهذا الراوي الذي ترجم له البخاري في تاريخه وهو إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية خلط في الرواية
فروى الحديث عن أبي مالك الأشعري أو أبي عامر بالشك وذكر لفظ حديث مالك بن أبي مريم
فبين الإمام البخاري رحمه الله خطأه بقوله (إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية عمن أخبره عن أبي مالك الأشعري أو أبي عامر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في الخمر والمعازف
قاله لي سليمان بن عبد الرحمن قال حدثنا الجراح بن مليح الحمصي قال ثنا إبراهيم
قال أبو عبد الله وإنما يعرف هذا عن أبي مالك الأشعري
حديثه في الشاميين حدثنا عبد لله بن صالح قال حدثني معاوية بن صالح عن حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن غنم أنه سمع أبا مالك الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير) انتهى.
فتبين لنا مما سبق أن الإمام البخاري رحمه الله إنما وهم الراوي في خلطه لحديث في حديث آخر
ولم يقصد ترجيح الرواية التي ليس فيها شك
ولم يقصد كذلك توهيم عطية بن قيس كما فهم بعض الإخوة
فيبقى أصح إسناد وأقواه ما علّقه البخاري في " صحيحه " بصيغة الجزم محتجاً به قائلاً في " كتاب الأشربة "، (10/ 51 / 5590 - فتح): " وقال هشام بن عمار: حدثنا صدقة بن خالد: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: حدثنا عطية بن قيس الكلابي: حدثني عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال: حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري - والله ما كذبني - سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم يعني الفقير لحاجة فيقولوا ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة.
فهذا حديث صحيح على شرط الإمام البخاري رحمه الله، وهو حجة في تحريم المعازف.
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[01 - 06 - 05, 04:01 ص]ـ
السلام عليكم
شيخنا الكريم حفظه الله تعالي
الحديث أخرجه البخاري رحمه الله في تحريم الخمر كما تفضلتم وذكرتم
السؤال الآن: هل أورده البخاري رحمه الله تعالي أصلا في الباب أم شاهدا؟؟
وبوب رضي الله عنه علي قول الله تعالي0 (ومن الناش مب يشتري لهو الحديث) قال لو أسعفتني الذاكرة: فكل لهو باطل إذا شغل عن ذكر الله
والحديث الذي ليس فيه مطعن ولا شبهة ولا علة ولا انقطاع ولا هشام بن عمار ولا عطية بن قيس أخرجه أحمد والنسائي والطبراني رضي الله عنهم من حديث السائب بن يزيد رضي الله عنه (أن النبي صلي الله عليه وسلم كان عند عائشة، فدخلت امرأة، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يا عائشة أتعرفين من هذه؟؟؟، قالت: لا يا نبي الله، قال: هذه قينة بني فلان أتحبين أن تغنيك؟؟، قالت: نعم، فأعطاها طبقا فغنتها، قال: قد نفخ الشيطان في منخريها)
وقال الله تعالي (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)
¥(35/218)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 06 - 05, 04:23 ص]ـ
(والحديث الذي ليس فيه مطعن ولا شبهة ولا علة ولا انقطاع)
وهذا الحديث رواه أحمد عن مكي عن الجعيد عن يزيد عن السائب
ويزيد تكلم فيه بعض السلف
وان كان وثقه الجمهور
عموما الحديث ليس كما ذكرت (ليس فيه مطعن ولا شبهة ولا علة ولا انقطاع)
اعتذر لشيخنا الفقيه عن التقدم بين يديه
ـ[هشام المصري]ــــــــ[02 - 06 - 05, 01:01 ص]ـ
شيخنا الحبيب عبد الرحمن الفقيه وفقك الله و جزاك الله خيرا علي سعة صدرك.
بالنسبة لقولكم (يجاب عن قولك بأن البخاري قال (قال) ولم يقل (حدثنا) بما ذكرته لك سابقا أن البخاري ربما قال في حديث (قال) في موضع ثم وصله في موضع آخر، فهل يقال إنه في الموضع الأول على غير شرطه مثلا) أقول و لكن الحالة عندنا تختلف فلقد جاءت الرواية معلقة فقط و لم يوصلها في موضع آخر بينما ما ذكرت جاءت معلقة في موضع و موصولة في موضع آخر و هذه يستفاد منها الصحة علي حسب فهمي لكلام ابن حجر أما مالم يوصلها في موضع آخر فهذه إذا كانت بصيغة الجزم فيستفاد منها الصحة إلي من علق عنه و لكن يبقي النظر فيمن أبرز من رجال هذا الحديث و بناءا عليه سنحدد إذا كان سيلتحق بشرطه أم لا و هذا ما ذكره ابن حجر في الفتح حيث قال (1/ 17): (فأما المعلق من المرفوعات فعلى قسمين أحدهما ما يوجد في موضع آخر من كتابه هذا موصولا وثانيهما ما لا يوجد فيه إلا معلقا فالأول قد بينا السبب فيه في الفصل الذي قبل هذا وأنه يورده معلقا حيث يضيق مخرج الحديث إذ من قاعدته أنه لا يكرر إلا لفائدة فمتى ضاق المخرج واشتمل المتن على أحكام فاحتاج إلى تكريره فإنه يتصرف في الإسناد بالاختصار خشية التطويل والثاني وهو ما لا يوجد فيه إلا معلقا فإنه على صورتين إما أن يورده بصيغة الجزم وإما أن يورده بصيغة التمريض فالصيغة الأولى يستفاد منها الصحة إلى من علق عنه لكن يبقى النظر فيمن أبرز من رجال ذلك الحديث فمنه ما يلتحق بشرطه ومنه ما لا يلتحق)
إذن الواجب علينا في حالتنا هذه لكي نعرف إذا كان علي شرطه أم لا أن ننظر إلي رجال الحديث و بالنظر لحال عطية بن قيس فسنجد أن ابن حبان ذكره (الثقات) و كما هو معلوم فابن حبان متساهل في توثيق المجاهيل أما أبو حاتم مع علمنا بتشدده و لكنه ضعفه أما البزار فإذا كان الإمام الذهبي رحمه الله قد ذكره في رسالته (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل) فنحن لا ننكر هذا أنه يؤخذ بقوله و لكن كما يراعي تشدد أبو حاتم يراعي تساهل البزار فقد ذكر الشيخ مقبل الوادعي أنه معروف بتساهله أما قول ابن سعد (كان معروفا) فهو معروف بصلاحه و لا ينكر ذلك أحد و لكن المشكلة في ضبطه و دليله واضح في الحديث.
أما عنوان الباب فأنا أعتقد انه لو كان الحديث سيدل على تحريم المعازف لذكر البخاري ذلك في عنوان الباب و لذلك فحتي إذا فرضنا ان البخاري احتج به فهو ربما لم يكن يري أن الحديث يدل علي تحريم المعازف و قد جاء أنه قد يقصد ب يستحلون أن تكون مجازا عن الإسترسال في هذه الأشياء و الله أعلم.
أما تسمية الخمر بغير اسمها و استحلالها فبينهما ارتباط وثيق أكرمك الله فقد قال رسول الله صلي الله عليه و سلم في حديث آخر (إن أول ما يكفأ قال زيد يعني الإسلام كما يكفأ الإناء يعني الخمر فقيل فكيف يا رسول الله وقد بين الله فيها ما بين قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسمونها بغير اسمها فيستحلونها) فدل ذلك أن التسمية بغير اسمها بالنسبة للخمر ستؤدي أو تقترن دائما مع استحلالها.
أما رواية البخاري في التاريخ الكبير فالصراحة لا أخفي عليكم أن ما ذكرتموه جديدا بالنسبة لي و ما فهمته من الكلام و كذلك ما ذكره الألباني فلقد ذكر الألباني أن رواية ابراهيم بن عبد الحميد (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في الخمر والمعازف).
و لم يتطرق الألباني إلا أن ابراهيم ذكر لفظ رواية مالك بن أبي مريم.
أما قول البخاري (وإنما يعرف هذا عن أبي مالك الأشعري) ففهمنا أن هذا تعود علي الحديث ككل أنه من رواية أبو مالك الأشعري و هو ما جاء في رواية مالك بن أبي مريم. فقد قال الألباني (على أن الإمام البخاري قد رجح - كما قدمناه في (ص 50) أنه أبو مالك الأشعري - وهو صحابي معروف - وإليه مال الحافظ (10/ 55) فقال بعد أن ذكر ترجيح الإمام:
" على أن التردد في اسم الصحابي لا يضر كما تقرر في " علوم الحديث "، فلا التفات إلى من أعلَّ الحديث بسبب التردد، وقد ترجح أنه عن أبي مالك الأشعري، وهو صحابي مشهور ".).
أما قوله (حديثه في الشاميين) فلا أدري الصراحة علي من تعود الهاء في كلمة (حديثه) و لعلنا نستفيد منكم في هذه.
أخي الحبيب (ابن وهب) جزاك الله خيرا و لكني لم أعلم بوجود علة في الحديث الذي ذكره أخونا (محمد أحمد جلمد) (عن السائب بن يزيد رضي الله عنه (أن النبي صلي الله عليه وسلم كان عند عائشة، فدخلت امرأة، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يا عائشة أتعرفين من هذه؟؟؟، قالت: لا يا نبي الله، قال: هذه قينة بني فلان أتحبين أن تغنيك؟؟، قالت: نعم، فأعطاها طبقا فغنتها، قال: قد نفخ الشيطان في منخريها) فلقد صححه الشيخ الوادعي و الألباني و الأرناؤوط و هو صحيح علي شرط الشيخين و لم يذكر أحد منهم وجود علة فيه.
¥(35/219)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 06 - 05, 02:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وأنصحك أخي الكريم أن تأخذ بقول العلماء الراسخين في العلم وتترك النقاش فيما لاتحسنه
ونسال الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[02 - 06 - 05, 12:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 06 - 05, 01:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ووفقنا وإياكم لما يحب ويرضى
السلام عليكم
والحديث الذي ليس فيه مطعن ولا شبهة ولا علة ولا انقطاع ولا هشام بن عمار ولا عطية بن قيس أخرجه أحمد والنسائي والطبراني رضي الله عنهم من حديث السائب بن يزيد رضي الله عنه (أن النبي صلي الله عليه وسلم كان عند عائشة، فدخلت امرأة، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يا عائشة أتعرفين من هذه؟؟؟، قالت: لا يا نبي الله، قال: هذه قينة بني فلان أتحبين أن تغنيك؟؟، قالت: نعم، فأعطاها طبقا فغنتها، قال: قد نفخ الشيطان في منخريها)
على القول بصحة الحديث فلفظة (الطبق) وردت في بعض الروايات دون بعض
وليس في هذا الحديث أي حجة في إباحة المعازف، بل هو مثل الأحاديث الأخرى التي وردت في الضرب بالدف والغناء، مثل حديث الجواري يوم العيد،والمرأة التي نذرت ونحوها
فهذه الأحاديث يستفاد منها إباحة الضرب بالدف والغناء المباح للنساء في المناسبات ونحوها، وليس في الحديث أكثر من ذلك.
فالأصل في المعازف المنع إلا ما استثناه الشرع مثل الدف للنساء، وبعض أنواع الطبول (الكَبَر) في الحرب والأعياد ونحوها.
كما في سنن سعيد بن منصور عن ربيعة قال: سمع عمر بن الخطاب صوت كبر فقال: ما هذا؟ قالوا: نكاح فقال: أفشوا النكاح
وله شاهد من مرسل محمد بن سيرين عن عمر (كما في مسند الفاروق لابن كثير (1/ 396)
وفي لسان العرب (5/ 130) الكَبَر، طبل له وجه واحد.
وفي قوله تعالى (وإذا رأو تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما)
فاللهو هنا كما قال مجاهد هو الطبل، أي أنهم كانوا يضربوب به للإعلان عن وصول قوافل التجارة
وعن عياض الأشعري أنه شهد عيدا بالأنبار فقال: ما لي لا أراكم تقلسون كانوا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلونه
قال يوسف بن عدي التقليس أن تقعد الجواري والصبيان على أفواه الطرق يلعبون بالطبل وغير ذلك
والطبل نوعان، طبل له وجهان وطبل له وجه واحد، والذي له وجه واحد يسمى (الكَبَر)، وهو طبل حربي غليظ ذو وجه واحد يضرب بالعصى وهو ثابت على الأرض، وهو يحث على الشجاعة والخشونة، ويضرب لجمع الغزو والهجوم على العدو في ساحة الحرب، ولايقبل المجون ولا الإطراب، وأما الطبل الذي له وجهان فهو شديد الإطراب وهو ذو وجهين ولا يضرب إلا محمولا والضارب يضربه بأنامله تارة وبالقضيب أخرى، فذلك للإطراب والرعونة، وليس هو المقصود فيما سبق.
فالمعازف الأصل فيها المنع إلا ما ورد في النصوص الشرعية فيستثنى من ذلك، والله اعلم.
ـ[هشام المصري]ــــــــ[02 - 06 - 05, 02:22 م]ـ
على القول بصحة الحديث فلفظة (الطبق) وردت في بعض الروايات دون بعض
جزاكم الله خيرا و لكن لفظ استحلال المعازف جاء في بعض الروايات دون بعض أيضا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 06 - 05, 03:09 م]ـ
الأخ الكريم: الرجاء عدم الدخول في النقاش بدون فهم وعلم
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[04 - 06 - 05, 02:20 ص]ـ
السلام عليكم
شيخنا ابن وهب حفظه الله تعالي ونفع به
أسألك أن تعذرني بقلة علمي _ بل قل: بجهلي
لكني ما أرد إلا ليرد علي العلما فأتعلم منهم
البخاري رحمه الله تعال تكلم فيه بعض السلف
وعلي بن المديني تكلم فيه بعض السلف
والجوزجاني تكلم فيه بعض السلف
ويحيي بن معين تكلم فيه بعض السلف
والسلمي تكلم فيه بعض السلف
وعبد الرزاق تكلم فيه بعض السلف
ومئات تكلم فيهم بعض السلف
فهل كل من تكلم فيه بعض السلف سنرد حديثه بلا نظر ولا بحث متوقفين عند نقدهم؟؟
أم إن الأمر يحتاج إلي مزيد بحث؟؟؟
بوركتم
ونفع الله بكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 06 - 05, 07:17 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب محمد بن أحمد بن جلمد - وفقه الله
أخي الحبيب
ذكرت - وفقك الله ورعاك
(فهل كل من تكلم فيه بعض السلف سنرد حديثه بلا نظر ولا بحث متوقفين عند نقدهم؟؟)
أخي الحبيب أنا لم أرد ولم أصحح ولم أضعف
وانما اعترضت على عبارة
((والحديث الذي ليس فيه مطعن ولا شبهة ولا علة ولا انقطاع))
فقلت
ان يزيد قد تكلم فيه بعض اهل الحديث
وقال عنه منكر الحديث
فقولكم (ولاشبهة) مع هذا لايستقيم
اضف الى ذلك ان الحديث رجاله رجال البخاري ومع هذا فلم يخرجه في الصحيح
وعوامل أخرى
عموما انا لم ارد التحدث عن حديث السائب
وانما دفعت قول من قال (ولاشبهة)
هذا كل ما في الأمر
وشيخنا الفقيه - وفقه الله - قد بين وجه الحديث
تنبيه: لست بشيخ
وجزاكم الله خيرا
¥(35/220)
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[06 - 06 - 05, 02:58 ص]ـ
السلام عليكم
شيخنا ابن وهب حفظه الله تعالي
لا يزيدك جوابك إلا محبة واحتراما في نفسي بارك الله فيك
نقطة أثقل فيها عليكم مرة أخري فاحتسب الأجر عند الله
قولكم (اضف الى ذلك ان الحديث رجاله رجال البخاري ومع هذا فلم يخرجه في الصحيح)
هل هذا القول دلالة علي أن البخاري رحمه الله ترك هذا السند لسبب ما أم ماذا؟؟
وكذا قولكم أن بعض السلف قال عن يزيد بن خصيفة رحمه الله تعالي أنه منكر الحديث، فلعلك شيخنا الكريم تقصد ما رواه الآجري عن أبي داود عن أحمد رضي الله عنهم جميعا،
والثابت عن أحمد رضي الله عنه أنه وثقه
ورواية الآجري عن أبي داود عن أحمد متكلم فيها من البعض، وكلامهم له وجهة حيث أن الآجري رحمه الله تعالي يخالف في روايته ثوابت كثيرة من روايات أحمد الأخري،
فما قولكم في هذا غفر الله ذنبكم
والسلام عليكم
ـ[المعلمي]ــــــــ[06 - 06 - 05, 03:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شيوخنا الأفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
لقد كان هذا الحوار الماتع من خيرة ما قرأته في هذا الملتقى، وقد طرق بعض الشك رأسي منذ
زمن حول هذا الحديث لأسباب تتعلق بالمتن:
الأول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار في صدر الحديث أنهم من أمته، فهل شارب
الخمر مستحلا لها يدخل في أمته؟
نعم قد ورد في بعض الروايات بأنهم يسمونها بغير اسمها لكن في (الحرير، والحر ... ) لم يرد
ذلك!!
ولو قيل بأن المقصود أمة الدعوة لكان في لفظ (يستحلون) إشكال آخر؟
ثانيا: هل الاستحلال ينصرف إلى كل مسألة على حدة أم على الكل من حيث هو كل؟
ـ[عبد]ــــــــ[06 - 06 - 05, 05:47 ص]ـ
الاستحلال نوعان:
- استحلال اعتقادي.
- استحلال عملي.
فالكافر (من أمة الدعوة) يستحلها اعتقاداً وعملاً. أي لا يعتقد حرمتها ويشربها كما يشرب الماء.
أما المسلم (من أمة الإجابة) فيستحلها عملياً. أي يعتقد حرمتها لكنه يستحلها بفعله وإمّا أن يجهل حرمتها فيستحلّها جهلاً وعملاً، ومعنى الاستحلال (على وزن استفعال) بالألف والسين والتاء معاقرتها كأنها حلال أو تصيير الخمر حلالاً بالقول أو الاعتقاد أو الفعل أو بأحدهما أو باثنين منهما أو بها جميعاً.
ـ[المعلمي]ــــــــ[07 - 06 - 05, 01:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم عبد:
هذا كلام غريب، هل قرأته لأحد من أهل العلم؟!!!
ـ[هشام المصري]ــــــــ[07 - 06 - 05, 01:27 ص]ـ
الأخ الكريم: الرجاء عدم الدخول في النقاش بدون فهم وعلم
أعتقد أنني لم أصل إلي هذا الحد من الغباء و الجهل و ما كتبت مستمد من أقوال شيوخ و علماء. علي العموم جزاك الله خيرا.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 06 - 05, 12:22 م]ـ
--
ـ[عبد]ــــــــ[08 - 06 - 05, 08:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم عبد:
هذا كلام غريب، هل قرأته لأحد من أهل العلم؟!!!
السلام عليكم أخي المعلّمي، هلاّ بيّنت وجه الغرابة؟
ـ[المعلمي]ــــــــ[09 - 06 - 05, 03:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم عبد:
السلام عليكم ورحمة الله،،،
قلت " هلاّ بيّنت وجه الغرابة "
أقول: وجه الغرابة تقسيم الإستحلال إلى:
استحلال اعتقادي.
استحلال عملي.
ـ[عبد]ــــــــ[09 - 06 - 05, 05:15 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، في الحقيقة هذا تقسيم معروف. فمثلاً من محاضرة مفرّغة للشيخ صالح آل الشيخ:
(( ... كما في قوله «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف» لو استحلوا فكفروا لم يكونوا من أمة الإجابة، فقال «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون» فهذا الاستحلال عملي لا يخرجهم يعني ظاهرهم من استمرائهم له واستخفافهم به على أنه حلال، هؤلاء لا يكفرون ... ))
وهذا التقسيم معروف للكفر والفسق ففيهما الاستحلال العملي وكذا الاعتقادي. قال الألباني رحمه الله في كلمة له عن التكفير:
(( ... وخلاصة الكلام: لا بد من معرفة أن الكفر – كالفسق والظلم –، ينقسم إلى قسمين:
· كفر وفسق وظلم يخرج من الملة، وكل ذلك يعود إلى الاستحلال القلبي [اعتقادي].
· وآخر لا يخرج من الملة؛ يعود إلى الاستحلال العملي.
فكل المعاصي – وبخاصة ما فشا في هذا الزمان من استحلال عملي للرّبا، والزنى، وشرب الخمر، وغيرها، – هي من الكفر العملي، فلا يجوز أن نكفر العصاة المتلبسين بشيء من المعاصي لمجرد ارتكابهم لها، واستحلالهم إياها عملياً ... )).
الشاهد أنك لو راجعت كتب أهل العلم وأشرطتهم الصوتية في الشروح العقدية ستجد لذلك أمثلة أخرى، ولقد جلبت ما ترى على عجالة والتقسيم وإن كان غريباً (بالنسبة لك) فإنه نافع للتفريق الاصطلاحي كما ترى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 06 - 05, 10:37 ص]ـ
الأخ الفاضل هشام المصري حفظه الله:
الكلام على أحاديث صحيح البخاري ينبغي أن نتريث فيها كثيرا وخاصة فيما لم نسبق إليه
فإعلال الحديث بعطية بن قيس لم يذكره أحد من العلماء فيما أعلم، فلماذا نعل الحديث بهذا الراوي مع كل ما سبق من كلام أهل العلم ومع نص البخاري على أنه لايروي عن راو حتى يعرف صحيح حديثه من سقيمه
وكلام الإمام البخاري في التاريخ يحتاج إلى فهم دقيق وممارسة لعلم علل الحديث
ولا نريد تكرار الكلام على ما سبق، لكن الغضب لله ممن يخوض في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بدون بصيرة من الأمور المحمودة
جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت
: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها
فأنا غضبت لحديث نبيي صلى الله عليه وسلم ولا أحتمل أن يتكلم أحد على الحديث بهذه الطريقة
وأستغفر الله ربي لاشريك له.
¥(35/221)
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[18 - 06 - 05, 06:59 ص]ـ
السلام عليكم
شيخنا عبد الرحمن نفع الله به
قلتم:
ومع نص البخاري على أنه لايروي عن راو حتى يعرف صحيح حديثه من سقيمه.
أقول:
هذا يا شيخنا بالنسبة للرواية
أما الاحتجاج بحديث راو فهذا أمر آخر
وهذا اللفظ الذي ذكرتموه قد ذكره البخاري رحمه الله تعالي في علل الترمذي الكبير_باب (ويل للأعقاب من النار) في شأن أيوب بن عتبة رحمه الله.
فليس كل من روي عنه المحدثون يحتجون بحديثه،
وبالقطع فإن كل من يحتجون بحديثه يروون عنه
بوركتم
والسلام عليكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 06 - 05, 11:03 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
سبق نقل كلام الشيخ المعلمي في المشاركات السابقة وفيه توضيح لهذه المسألة، ولعلي انقله مرة أخرى للفائدة
ويقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي رحمه الله في التنكيل (1/ 123)
أقول في باب الإمام ينهض بالركعتين من (جامع الترمذي): ((قال محمد بن إسماعيل [البخاري]: ابن أبي ليلى هو صدوق، ولا أروي عنه لأنه لا يدري صحيح حديثه من سقيمه، وكل من كان مثل هذا فلا أروي عنه شيئاً))
والبخاري لم يدرك ابن أبي ليلى، فقوله ((لا أروي عنه)) أي بواسطة،وقوله ((وكل من كان مثل هذا فلا أروي عنه شيئاً)) يتناول الرواية بواسطة وبلا واسطة، وإذا لم يرو عمن كان كذلك بواسطة فلأن لا يروي عنه بلا واسطة أولى، لأن المعروف عن أكثر المتحفظين أنهم إنما يتقون الرواية عن الضعفاء بلا واسطة، وكثيراً ما يروون عن متقدمي الضعفاء بواسطة.
وهذه الحكاية تقتضي أن يكون البخاري لم يرو عن أحد إلا وهو يرى أنه يمكنه تمييز صحيح حديثه من سقيمه وهذا يقتضي أن يكون الراوي على الأقل صدوقاً في الأصل فإن الكذاب لا يمكن أن يعرف صحيح حديثه.
فإن قيل قد يعرف بموافقته الثقات لروى عن ابن أبي ليلى ولم يقل فيه تلك الكلمة فإن ابن ليلى عند البخاري وغيره صدوق وقد وافق عليه الثقات في كثير من أحاديثه ولكنه عند البخاري كثير الغلط بحيث لا يؤمن غلطه حتى فبما وافق عليه الثقات، وقريب منه من عرف بقبول التلقين فأنه قد يلقن من أحاديث شيوخه ما حد ثوابه ولكنه لم يسمعه منهم، وهكذا من يحدث على التوهم فأنه قد يسمع من أقرأنه عن شيوخه ثم يتوهم أنه سمعها من شيوخه فيرويها عنهم.
فمقصود البخاري من معرفة صحيح حديث الرواي من شيوخه بمجرد موافقة الثقات، وإنما يحصل بأحد أمرين:
1) إما أن يكون الراوي ثقة ثبتا فيعرف صحيح حديثه بتحديثه
2) وإما أن يكون صدوقاً يغلط ولكن يمكن معرفة ما لم يغلط فيه بطريق أخرى كأن يكون له أصول جيدة، وكأن يكون غلطه خاصاً بجهة كيحيى بن عبد الله بكير روى عنه البخاري وقال في (التاريخ الصغير): ما روى يحيى [ابن عبد الله] بن بكير عن أهل الحجاز في التاريخ فإني اتقيه)) ونحو ذلك.
فإن قيل قضية الحكاية المذكورة أن يكون البخاري التزم أن لا يروي إلا ما هو عنده صحيح فأنه إن كان يروي مالا يرى صحته فأي فائدة في تركه الرواية عمن لا يدري صحيح حديثه من سقيمه؟ لكن كيف تصح هذه القضية مع أن كتب البخاري غير الصحيح أحاديث غير صحيحة، وكثير منها يحكم هو نفسه بعدم صحتها؟
قلت: أما ما نبه على عدم صحته فالخطب فيه سهل وذلك بأن يحمل كونه لا يروي ما لا يصح على الرواية بقصد التحديث أو الاحتجاج فلا يشمل ذلك ما يذكره ليبين عدم صحته، ويبقى النظر فيما عدا ذلك، وقد يقال أنه إذا رأى أن الراوي لا يعرف صحيح حديثه من سقيمه تركه البتة ليعرف الناس ضعفه مطلقاً، وإذ رأى أنه يمكن معرفة صحيح حديثه من سقيمه في باب دون باب ترك الرواية عنه في الباب الذي لا يعرف فيه كما في يحيى بن بكير، وأما غير ذلك فأنه يروي ما عرف صحته وما قاربه أو أشبهه مبيناً الواقع بالقول أو الحال. والله أعلم. انتهى.
فتبين لنا بهذا ولله الحمد صحة الحديث وأن الإمام البخاري رحمه الله لايروي عن راو فيه ضعف إلا إذا كان يميز أحاديثه فينتقى منها الصحيح ويدع الضعيف.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=24516#post24516
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=154466#post154466
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 06 - 05, 05:56 م]ـ
وفي علل الترمذي الكبير ص35
وقال أيوب بن عتبة عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن معيقيب عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
فسألت محمدا عن هذا الحديث فقال حديث أبي سلمة عن عائشة حديث حسن وحديث سالم مولى دوس عن عائشة حديث حسن وحديث أبي سلمة عن معيقيب ليس بشيء
كان أيوب لا يُعرف صحيح حديثه من سقيمه فلا أحدث عنه
وضعف أيوب بن عتبه جدا
قال محمد وحديث أبي عبد الله الأشعري ويل للأعقاب من النار هو حديث حسن.
ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[25 - 06 - 05, 08:36 م]ـ
إخوتى الكرام لقد قرأت وبتأمل ما كتب حول الموضوع
وكطالب علم متواضع ليس لدى ما أضيف سوى هذه الأبيات
للإمام العراقى:
وإن يكن أول الإسناد حذف ***** مع صيغة الجزم فتعليقا عرف
ولو إلى ءاخره أم الذى *********** لشيخه عزا بقال فكذى
عنعنة كخبر المعازف ***********لا تصغ لإبن حزم المخالف
كما أتمنى على الشيخ محمد الأمين - حفظه الله - أن يكون لطيفا
ولينا مع إخوانه(35/222)
تخريج نادر لحديث النهي عن أخذ شئٍ ... ؟؟
ـ[بو الوليد]ــــــــ[16 - 09 - 02, 08:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد ...
فهذا ما تم اختصاره من تخريج حديث أم سلمة رضي الله عنها في النهي عن أخذ شئٍ من الشعر أو الظفر إذا دخلت العشر لمن أراد أن يضحّي .. الحديث.
فمن وجد صواباً فليحمد أو يسكت، ومن رأى خللاً فليسدَّ بالحسنى.
نص الحديث:
قال صلى الله عليه وسلم: (إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من ظفره) الحديث ..
هذا الحديث أخرجه مسلم (5073) عن ابن أبي عمر المكي (صدوق) ثنا سفيان (هو ابن عيينة) عن عبدالرحمن (ثقة من رجال التسعة) بن حميد بن عبدالرحمن بن عوف سمع سعيد بن المسيّب يحدث عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فذكر الحديث بنحوه) قيل لسفيان فإن بعضهم لا يرفعه، قال: لكني أرفعه.
- وأخرجه كذلك (5074) عن إسحاق (ابن راهويه) بن إبراهيم عن سفيان به نحوه.
- وأخرجه (5075) من طريق يحيى بن كثير (العنبري، ثقة من رجال الستة) ثنا شعبة عن مالك بن أنس عن عمر بن مسلم (وقيل عمر ليثي صدوق من رجال الستة إلا البخاري) عن سعيد بن المسيب به نحوه.
- وأخرجه (5076) من طريق محمد بن جعفر (غندر) عن شعبة به.
- وأخرجه النسائي (4342) من طريق النضر بن شميل (ثقة ثبت، روى له الستة) عن شعبة به.
- وأخرجه مسلم (5077) من طريق معاذ العنبري (ثقة متقن، روى له الستة) عن محمد (صدوق يهم، أخرج له أصحاب السنن) بن عمرو الليثي عن عمر بن مسلم بن أكيمة فذكره بنحوه.
- وأخرجه (5078) من طريق أبي أسامة (هو حماد بن سلمة) عن محمد بن عمرو به، وفيه ذكر المناسبة لرواية ابن المسيب للحديث.
- وأخرجه (5079) من طريق ابن وهب عن حيوة عن سعيد بن أبي هلال (صدوق، أخرج حديثه الستة) عن عمر بن مسلم الجندعي أن ابن المسيب أخبره أن أم سلمة أخبرته، وذكر النبي بمعنى حديثهم.
وقد جاء هذا الحديث موقوفاً ..
أخرجه الطحاوي من طرق (ج 3 ص 438):
- الأولى (1955): ثنا إبراهيم بن مرزوق (ثقة عمي، فكان ربما أخطأ فلا يرجع) ثنا عثمان بن عمر بن فارس (ثقة، أخرج له الستة) أخبرنا مالك عن عمر بن مسلم عن سعيد عنها قال: ولم ترفعه، قالت: من رأى هلال .. (فذكر الحديث بنحوه).
- الثاني (1954): من طريق ابن وهب عن مالك به .. موقوفاً.
- الثالث (1959): من طريق أنس بن عياض عن عبد الرحمن بن حميد قال سمعت سعيد بن المسيب يقول: قالت أم سلمة .. ثم ذكر مثله ولم يرفعه، وإسناده صحيح جداً.
- الرابع (1977): من طريق ابن أبي عروبة عن قتادة عن كثير أن يحيى بن يعمر كان يفتي بخراسان أن الرجل إذا اشترى أضحيته وسمّاها ودخل العشر أن يكف عن شعره وأظفاره حتى يضحّي. قال قتادة: فذكرت ذلك لسعيد بن المسيب، فقال: نعم، قلت عمن يا أبا محمد؟ قال: عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.انتهى.
قلت: هذه الرواية تدل على أن الصحيح في رواية ابن المسيب للحديث الوقف، فإنه لو كان الحديث عنده عن أم سلمة أو غيرها مرفوعاً لصاح به، أو قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
- وقال ابن عبدالبر في التمهيد (17/ 219) قال الخلال:
قال الإمام أحمد: وقد رواه يحيى بن سعيد القطان عن عبد الرحمن بن حميد هكذا ولكنه وقفه على أم سلمة. وقد رواه الطحّاوي في مشكله (1957) عن عبد الغني (ثقة فقيه، روى له أبو داود) بن أبي عقيل عن سفيان ابن عيينة عن عبد الرحمن عن سعيد عن أم سلمة موقوفاً عليها؛؛ ولكن هذه الرواية لا أظنها تثبت عن سفيان؛ فقد رواه عنه جمع من الثقات به مرفوعاً؛ فهذا هو الصحيح من حديث ابن عيينة.
- أخرج الحاكم (7594) من طريق ابن أبي ذئب عن خاله الحارث (صدوق، روى له الأربعة) بن عبد الرحمن القرشي عن أبي سلمة (بن عبد الرحمن بن عوف، ثقة فقيه روى له الستة) عن أم سلمة به موقوفاً عليها.
قال الحاكم: وهذا شاهد صحيحٌ لحديث مالكٍ، وإن كان موقوفاً.
الخلاصة:
روى الحديث عن أم سلمة راويان:
* أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف كما عند الحاكم.
* ابن المسيب (وقد اختلف عليه، وهذا تفصيل الروايات عنه):
¥(35/223)
1. عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف المدني، وثقه ابن معين والنسائي وابن سعد وابن حبان والعجلي وغيرهم.
وقد اختلف عليه كذلك: فرواه عنه موقوفاً على أم سلمة يحيى بنُ سعيد كما ذكر ذلك الإمام أحمد، وتابعه أنسُ بن عياض كما عند الطحاوي.
ورواه سفيانُ بن عيينة عن عبدِ الرحمنِ بنِ حميدٍ به مرفوعاً كما عند مسلم وغيره، وقيل له: فإن بعضهم لا يرفعه، قال: لكني أرفعه.
2. عمروُ بن مسلم بن عمارة بن أكيمة الليثي: وثقه ابن معين وروى عنه الإمام مالكٌ، وهو لا يروي إلا عن ثقة.
وقد اختلف أيضاً على عمرو بن مسلم في وقف الحديث ورفعه:
فقد رواه عنه موقوفاً الإمام مالك كما عند الطحاوي من طريق عثمانَ بنِ عمر بن فارس وابنِ وهب (منفصلين) كلاهما عن مالكٍ به موقوفاً.وعثمان ثقة.
وخالفهما شعبةُ فرفع الحديث عن مالك.
وقد روى الحديث عن عمروِ بن مسلم غيرُ الإمام مالك محمدُ بن عمرو الليثي، وسعيد بن أبي هلال عن عمرو مسلم. كما نقلته من صحيح مسلم.
** وقد نقل ابن حجر في التلخيص الحبير تحت هذا الحديث (رقم 1485) عن الدارقطني أنه أعله بالوقف. فائدة من الأخ خليل محمد عفا الله عنه.
الحكم على الحديث:
الظاهر من مجموع الروايات أن الصواب في الحديث الوقف؛؛
وذلك لأمرين:
الأوّل: أن الحديث جاء من وجهين عن أم سلمة؛ أحدهما ليس فيه خلاف على وقفه (رواية أبي سلمة) والثاني حصل فيه الاختلاف على ابن المسيّب، حيث رواه عنه راويان اختلف على كلٍّ منهما، وعدد الطرفين متساوي، ولو كان عدد الواقفين أقل من ذلك لرجحنا روايتهم حيث إن الوقف خلاف الجادة المسلوكة (الرفع) وفيه دِلالة على إتقان الراوي لما روى، وأكثر الوهم يقع في الرفع؛ بل لا تكاد تجد شيئاً من الموقوفات إلا وتجد من يرفعها!!؛ بعكس المرفوعات فتقل فيها المخالفة بالوقف.
وفي تصريح ابن المسيّب بأنه أخذ ذلك عن الصحابة تأكيدٌ لذلك.
الثاني: أنه مخالف لحديث عائشة في الصحيحين أنها كانت تفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقلده، ثم يبعث به، ثم يقيم، ولا يجتنب شيئاً ممّا يجتنب المحرم.وله ألفاظ متعددة.
والله أعلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[17 - 09 - 02, 10:06 م]ـ
أرجو من الإخوة البحث عن الراوي التالي:
عبدان بن يزيد الدقاق، أظنه همداني.
يروي عنه الحاكم.
يروي عن إبراهيم بن الحسين وغيره.
وجزى الله خيراً من دلني على ترجمته، ومن بحث عنها.
ـ[مبارك]ــــــــ[18 - 09 - 02, 07:08 ص]ـ
* أخي الفاضل الحديث المرفوع في صحيح مسلم، والموقوف لا يعل المرفوع. لأن الراوي قد يوقف الحديث أحيانا فإذا رواه مرفوعا ـ وهو ثقة ـ فهو زيادة يجب قبولها منه؛ وقد يفتي الراوي بمقتضى مايرويه من الحديث فيكون المحفوظ عنه المرفوع والموقوف وهذا قوة للخبر وليس توهينا له.
أم عن الا ستدلال بخبر عائشة في توهين خبر أم سلمة المرفوع فقد أجاب عن ذلك الإمام ابن قيم الجوزية في " تهذيب السنن " (4/ 96ـ 99) فارجع أليه أن شئت، فإنه مهم جدا. وانظر كتاب " تنوير العينين بأحكام الأضاحي والعيدين " للشيخ الفاضل مصطفى بن إسماعيل السليماني (ص/457 ـ459).
ـ[بو الوليد]ــــــــ[19 - 09 - 02, 04:41 م]ـ
أحسنت أخي الحبيب مبارك ..
لكن كون الحديث مختلف فيه من حيث الرفع والوقف؛ لا يصح أن نقول أن من رفع عنده زيادة يجب قبولها؟؟!!
بل رواية الوقف تعل رواية الرفع لأنها تدل على أن الراوي الواقف حفظ الحديث وضبط مدخله ومخرجه ..
وأما تقوية المرفوع بالموقوف فيصلح ذلك عند اختلاف المخرج ..
عندما يروى الحديث عن صحابي آخر موقوفاً يمكن أن نقوي المرفوع به ..
وأما كلام ابن القيم؛ فسأرجع إليه إن شاء الله.
ـ[مبارك]ــــــــ[19 - 09 - 02, 06:39 م]ـ
* الحديث المرفوع في صحيح مسلم وقد تلقت الأمة هذا الكتاب بالقبول سوى أحرف يسيرة، انتقدها بعض الحفاظ، وأظن أن هذا الحديث ليس منه، والله أعلم.
* قول الإمام سفيان: (لكني ارفعه)، يفيد أنه هكذا تلقاه مرفوعا
وأنه متثبت فيما يروي، وهذا يدل على صحة ضبطه، وعدم غفلته.
* يرجحه ـ أيضا ـ فتوى جمهور أهل الحديث بمقتضاه الفقهي.
* ترجيح إمام أهل المغرب ابن عبدالبر له على الموقوف كماتقدم في
بحثك.
* الراوي الثقة حينما يروي الحديث مرة: مرفوعا، ومرة: موقوفا،
ينبغي التسائل وهو: أن الراوي قد ينشط أحيانا فيأتي بالحديث على
وجهه، وقد يعرض له أحيانا مايدعوه إلى وقفه.
السؤال: عندما نشط الراوي فرفع الحديث كان مصيبا أم مخطئا،
الجواب: كان مصيبا.
وعندما كسل فأوقف الحديث كان مصيبا أم مخطئا، الجواب: كان
مخطئا.
فحينئذ يقال: لا يقدح النقص في الزيادة. وتخطئة الواحد أولى من
تخطئة الجماعة؛ بل أقول: كلا المرفوع والموقوف محفوظ، لأن الراوي
قد يفتي بمقتضى مايروي، وهذا تقوية للخبر لا توهينا له , والله أعلم.
¥(35/224)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[19 - 09 - 02, 08:32 م]ـ
أخي الحبيب مبارك ..
أسأل الله أن يغفر لي ولك ..
وأن يهدينا إلى سواء السبيل ..
قلت أخي الكريم:
* الحديث المرفوع في صحيح مسلم وقد تلقت الأمة هذا الكتاب بالقبول سوى أحرف يسيرة، انتقدها بعض الحفاظ، وأظن أن هذا الحديث ليس منه، والله أعلم.
أقول:
هذا صحيح، ولكن لا يعني هذا ألا يوجد في الصحيح حديث فيه ضعف كما تعلم!! وقولك سوى أحرف يسيرة ليس بمضبوط (وأنا أعلم أنك مسبوق بهذه الكلمة) بل هناك أحاديث كثيرة انتقدها الحفاظ، ولايعني هذا عدم تصحيح ما في الكتاب جملة، فماذا يكون لو كانت الأحاديث المنتقدة تبلغ المائة أو أكثر من الأحاديث والأسانيد؛ في جنب ما لم ينتقد وهو بالآلاف؟!!
فهل أفهم من قولك هذا بأن تفقّد أسانيد مسلم في هذا الوقت من فضول علم الحديث، وليس له فائدة؟؟!!
قلت أخي الكريم:
* قول الإمام سفيان: (لكني ارفعه)، يفيد أنه هكذا تلقاه مرفوعا
وأنه متثبت فيما يروي، وهذا يدل على صحة ضبطه، وعدم غفلته.
أقول:
لا يعني هذا بالضرورة أنه هكذا تلقاه؛ بل هكذا يذكره، وكل راوٍ يؤدي ما يذكر ويحفظ، ولو راجعت من وقفه؛ لقال: لكني أقفه.
ثم إن يحيى القطان وقفه؛؛ فهل في حفظه شئ؟؟!!
بل تعلم أنه إمام حافظ ناقد، لايرفع الموقوفات ولا يصل المراسيل، ووصل إلى الذروة في التثبت ودقة الأداء.
قلت أخي الكريم:
* يرجحه ـ أيضا ـ فتوى جمهور أهل الحديث بمقتضاه الفقهي.
أقول:
إن صح قولك هذا فإنه لا يعني صحة الحديث عندهم كلهم، وكثير منهم يرى أن الحديث في الصحيح فيكتفي بذلك عن التفتيش في إسناده؟!!
ولا لوم عليهم في ذلك.
ثم تصحيح الحديث أمر والعمل بمقتضاه أمر آخر!!
كما ترى الترمذي وغيره من المحدثين يورد الحديث الضعيف في الباب ثم يقول والعمل على هذا عند أهل العلم، أو غير ذلك من عباراته.
قلت أخي الكريم:
* ترجيح إمام أهل المغرب ابن عبدالبر له على الموقوف كماتقدم في
بحثك.
أقول:
لم يرجح إمام أهل المغرب الرفع؛ فقد تداخل كلام لي مع كلامه، وينتهي كلامه عند قولي وقد رواه الطحاوي ... .
ثم أنا رجحت رواية الرفع من حديث سفيان فقط لأن الروايات عنه تواترت برفعه للحديث.
قلت أخي الكريم:
* الراوي الثقة حينما يروي الحديث مرة: مرفوعا، ومرة: موقوفا،
ينبغي التسائل وهو: أن الراوي قد ينشط أحيانا فيأتي بالحديث على
وجهه، وقد يعرض له أحيانا مايدعوه إلى وقفه.
أقول:
هذا الاحتمال قليل الورود، وليس هذا محله؛؛
حيث إن الراوي بالوقف ليس واحداً، بل هو اختلاف من رواة متعددين على حسب ضبطهم للحديث ..
ولا أظن أن هذا يقع في باب التحديث بل ربما يقع في المذاكرة وغير ذلك.
قلت أخي الكريم:
فحينئذ يقال: لا يقدح النقص في الزيادة. وتخطئة الواحد أولى من
تخطئة الجماعة؛ بل أقول: كلا المرفوع والموقوف محفوظ، لأن الراوي
قد يفتي بمقتضى مايروي، وهذا تقوية للخبر لا توهينا له , والله أعلم.
أقول:
على عمل المتأخرين نعم، وأما على عمل المتقدمين وأقوالهم فلا؛ النقص عندهم يدل على الضبط؛؛
كما ترى في الصحيحين أحاديث كثر لها زيادات خارج الصحيحين أكثرها لا تصح؟!!
وقولك بأن تخطئة الواحد أولى من تخطئة الجماعة لا يقع على حديثنا هذا؛؛ بل إن التفرد هنا إنما حصل في بعض روايات الرفع؟!!
وقولك كلا المرفوع والموقوف محفوظ ليس هذا بابه!!
بل بابه عند اختلاف المخارج أو عندما يختلف جماعة من ثقات التابعين على أحد الصحابة بالرفع والوقف، ولا يظهر ترجيح أحد القولين؛؛ حينها يقال كلا الروايتين محفوظ ...
ولو يتأمل المتأمل في طريقة تعليل الأئمة للأخبار يدرك هذا جلياً ..
مثل العلل لابن أبي حاتم، والعلل للدارقطني، والعلل للإمام أحمد وغيرها من المسانيد والسنن التي لا تخلو من تعليل الأخبار.
وأنا ربما أخطئ لكن لم يتبين لي ذلك ..
وبالله التوفيق.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[20 - 09 - 02, 02:26 ص]ـ
شكر الله لك [بو الوليد]
وللفائدة فإن الإمام الدارقطني ــ رحمه الله ــ قد أعلّ الحديث بالوقف أيضا.
كما في [تلخيص الحبير].
ـ[بو الوليد]ــــــــ[20 - 09 - 02, 03:15 م]ـ
بارك الله فيك أخي خليل ..
فائدة عزيزة في ليلٍ عاصف!!
¥(35/225)
فإذا سمحت لي أريد وضعها في البحث بعد نقلها من هناك؟؟
وجزاك الله خيراً ..
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[20 - 09 - 02, 04:21 م]ـ
وفيك بارك
ولك ما تريد
ـ[مبارك]ــــــــ[20 - 09 - 02, 08:11 م]ـ
* وقد أجاب أستاذنا الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ عن ترجيح الإمام
الكبير الدارقطني ـ رحمه الله ـ رواية الموقوف على رواية المرفوع في كتابه الماتع " إرواء الغليل " (4/ 377 ـ 378) بقوله:
" ثم روى (يعني: الحاكم) من طريق قتادة قال: جاء رجل من العتيك، فحدث سعيد بن المسيب أن يحيى بن يعمر يقول:
" من اشترى أضحية في العشر، فلا يأخذ من شعره وأظفاره ".
قال سعيد: نعم، فقلت عمن ياأبامحمد؟ قال: " عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ". قلت: وسكت عليه هو والذهبي، وإسناده صحيح رجاله رجال الشيخين، غير أبي الحسين أحمد بن عثمان الآدمي ثنا محمد بن ماهان. وهما ثقتان مترجمان في " تاريخ بغداد " (4/ 299 ـ 300، 3/ 293 ـ 294).
قلت: وفي هذا دليل على أن هذا الحديث كان مشهورا بين الصحابة رضي الله عنهم، حتى رواه ابن المسيب عن جماعة منهم، وهو إن لم يصرح بالرفع عنهم فله حكم الرفع لأنه لا يقال بالاجتهاد واراي، وبمثل هذا يجاب عن بعض الروايات التي وقع الحديث فيها موقوفا حتى أعله الدارقطني بالوقف كما في " التلخيص " (رفم 1954 ـ طبع مصر) ولم يجب الحافظ عنه بشىء، تبعا للحافظ عبد الحق الاشبيلي في " الأحكام الكبرى " .. فإنه قال:
" هذا الحديث قد روي موقوفا، قال الدارقطني: " وهو الصحيح عندي أنه موقوف " وذكر ه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح ".
ولكن عبدالحق أشار في " الأحكام الصغرى " .. إلى رده لاعلال الدارقطني إياه بالوقف بإيراده للحديث فيه، وقد التزم أن لا يذكر فيه إلا ماصح عنده.
قال مبارك: ما أشار إليه شيخنا في " الأحكام الكبرى " هو موجود
في " الأحكام الوسطى " (4/ 125). وما أشار إليه في " الأحكام الصغرى " هو (2/ 775 ـ 776).
والأثر الذي تكلم عليه شيخنا موجود في " مسند إسحاق بن إبراهيم " (4/ 57) رقم (1817).
ـ[مبارك]ــــــــ[20 - 09 - 02, 08:14 م]ـ
* واراي، صوابها: (والراي).
ـ[أبو نايف]ــــــــ[20 - 09 - 02, 08:16 م]ـ
من صحح حديث أم سلمة رضي الله عنها مرفوعاً هم:
1) الإمام مسلم رحمه الله. (حيث أدخله في صحيحه مرفوعاً).
2) الإمام الترمذي رحمه الله. (قال: هذا حديث حسن صحيح).
3) الإمام ابن حبان رحمه الله. (حيث خرجه في صحيحه).
4) الإمام البيهقي رحمه الله. (قال: هذا حديث قد ثبت مرفوعاً من أوجه لا يكون مثلها غلطاً، وأودعه مسلم في كتابه) (نقلاً من تهذيب السنن لابن القيم)
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في (تهذيب السنن): وصححه غير هؤلاء، وقد رفعه سفيان بن عيينة عن عبد الرحمن بن حميد عن سعيد عن أم سلمة عن النبي صلي الله عليه وسلم
ورفعه شعبة عن مالك عن عمرو بن مسلم عن سعيد عن أم سلمة عن النبي صلي الله عليه وسلم.
وليس شعبة وسفيان بدون هؤلاء الذين وقفوه.
ولا مثل هذا اللفظ من ألفاظ الصحابة، بل هو المعتاد من خطاب النبي صلي الله عليه وسلم في قوله (لا يؤمن أحدكم)، (أيعجز أحدكم)، (أيحب أحدكم)، (إذا أتي أحدكم الغائط)، (إذا جاء خادمه بطعامه) ونحو ذلك.
قلت: صدق رحمه الله فليس هذا من ألفاظ الصحابة رضي الله عنهم وحاشا أم المؤمنين ام سلمة رضي الله عنها أن تقول هذا من رأيها وأجتهادها.
والله تعالي أعلم
ـ[مبارك]ــــــــ[20 - 09 - 02, 08:28 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء يا أبانايف ما أكثر ما تأتي به من فوائد، ولك وحشة، فلا تغيب عنا كثيرا، دعنا نراك با استمرار في هذا الملتقى
الطيب المبارك، وأتمنى أن يكون بينن تواصل عبر المسنجر، ولك مني خالص الشكر والتقدير
ـ[أبو نايف]ــــــــ[20 - 09 - 02, 09:46 م]ـ
وأنت يا أخي مبارك
جزاك الله خير الجزاء
وبارك الله فيك يا أخي وفي علمك
ـ[بو الوليد]ــــــــ[20 - 09 - 02, 10:44 م]ـ
كل ما ذكرتموه أحبتنا الكرام جيد وجميل ..
إلا أنه غير مقنع أمام الروايات القوية والكثيرة التي فيها الوقف!!
ولعلي ألخصها لكم:
1 - رواية يحيى بن سعيد القطان وتابعه أنس بن عياض وهو ثقة؛
وخالفهما ابن عيينة.
2 - رواية ابن وهب وتابعه عمر بن عثمان بن فارس وهو ثقة كلاهما عن مالك عن عمرو بن مسلم به موقوفاً؛
وخالفهما شعبة عن مالك.
3 - أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة مباشرةً كما عند الحاكم وصححه، ولم يتعقبه الذهبي.بل إسناده صحيح بمرة رواته ثقات حفاظ عدا الحارث بن عبد الرحمن القرشي وهو ثقة. وهذه الرواية لم يختلف فيها فإذا انضمت إلى الصحيح من رواية عبد الرحمن بن حميد (وهو الوقف) عن ابن سيرين، مع الاختلاف على الإمام مالك ورواية ثقتين عنه بالوقف؛؛ يزيد العلم بصحة الوقف، مع الاختلاف على الإمام مالك ورواية ثقتين عنه بالوقف والله أعلم.
وأما القول بأن له حكم الرفع ..
ففيه نظر ..
حيث إن الاجتهاد داخل فيه، وقد قال بعض العلماء أن الباعث على استحبابه عندهم هو التشبه بالمحرم في أقل الأشياء كلفة؛؛ وهو عدم الأخذ من الشعر والظفر حتى يقع الهدي محلّه.
** ثم هل تقيد السنة الصحيحة بأقوال الصحابة وموقوفاتهم أو تنسخ أو تعارض؟؟
يرجع فيه لكتب أصول الفقه.
وأما الترجيح باللفظ فليس هذا محله!!
بل يمكن القول به إذا وجدنا لفظاً لا يشبه لفظ النبوة، وأما أن نقول إن هذا أشبه بكلام النبوة؛؛ فعجيب؟!! حيث يكثر الكلام المشابه لكلام النبوة، من كلام الصحابة والتابعين وحكماء الأمة!!
وألفاظ النبوة مستخدمة كثيراً عند الصحابة والتابعين ومن بعدهم من العلماء؛؛ ولولا الإطالة وضيق وقتي لسقت أمثلة كثيرة على ذلك.
وتكفيني موافقة إمام العلل الدارقطني؟!!
فهو عندي مقدم على كل من ذكرتم في هذا الفن؟!!
ومن قرأ في كتبه علم علو كعبه في علم العلل، وسعة حفظه للطرق، واستحضاره العجيب لها،، والله المستعان.
¥(35/226)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 09 - 02, 08:07 ص]ـ
أخي ابن وهب
تفضيلك للبخاري وابن المديني على الدراقطني لا نزاع فيه
أما تفضيل مسلم على الدراقطني فبعيد عندي، والله أعلم
بل إن الرازيان والنسائي أعلم من مسلم بالعلل، فما بالك بالدارقطني صاحب كتاب "الإلزامات والتتبع"؟
ـ[أبو نايف]ــــــــ[21 - 09 - 02, 09:07 ص]ـ
بل الإمام مسلم مقدم علي الدار قطني في معرفة الصحيح والمعلل
ولا أعرف أحداً من أهل العلم قدم الدار قطني علي الإمام مسلم
بل العكس هو الصحيح
قال الإمام النووي رحمه الله في (مقدمة صحيح مسلم): قال الحاكم أبو عبد الله: حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن سلمة يقول: رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح علي مشايخ عصرهما وفي رواية معرفة الحديث.
قال الإمام النووي: ومن حقق نظره في صحيح مسلم رحمه الله واطلع علي ما أودعه في أسانيده وترتيبه وحسن سياقته، وبديع طريقته، من نفائس التحقيق، وجواهر التدقيق، وأنواع الورع والاحتياط والتحري في الرواية وتلخيص الطرق واختصارها، وضبط مفترقها وانتشارها، وكثرة اطلاعه واتساع روايته، وغير ذلك.
علم أنه إمام لا يلحقه من بعد عصره.
وقل من يساويه بل يدانيه من أهل وقته ودهره. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في هدي الساري (ص 364): لا ريب في تقديم البخاري ثم مسلم علي أهل عصرهما ومن بعده من أئمة هذا الفن في معرفة الصحيح والمعلل.
فرحم الله تعالي الجميع
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 09 - 02, 09:18 ص]ـ
كلام ابن حجر مردود
فقد كان في عصر مسلم من هم أعلم منه
والأحاديث الضعيفة في صحيح مسلم ليست بالقليلة
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[21 - 09 - 02, 09:50 ص]ـ
أخي الامين رعاه الله كيف لاتكون الاحاديث الضعيفه عند مسلم قليلة وقد عرضه على ابو زرعة الرازي وكل حديث ذكر علته طرحه .....
كما في سوؤلات البرذعي ..
فوجود الاحاديث الضعيفه في صحيح مسلم قادح في نفس المقام في ابو زرعه رحمهما الله.
وقولك اخي ليست بالقليلة تحكم خطير ... وعليك الاثبات رعاك الله أحاديث ضعيفه نعم يوجد ... لكنها قليلة جدا ... روايات ضعيفه قليلة جدا ..... أحاديث مختلف فيها منتقدة ايضا قليلة بالنسبة لمجموع الكتاب ...... وراجع مشكورا كتاب بين الامامين مسلم والدارقطني للشيخ ربيع المدخلي .......
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 09 - 02, 10:34 ص]ـ
باختصار القصة لم تصح:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=16918
ولا يعقل أن يوافق أبو زرعة على تلك الأحاديث الضعيفة
أما مدخلي فليس عالماً أبداً. كيف وهو القائل قال في كتابه "بين الإمامين مسلم والدارقطني" (ص58): «ولو درس أبو حاتم وغيره من الأئمة –حتى البخاري– دراسةً وافية، لما تجاوزا –في نظري– النتائج التي وصلتُ إليها. لأنني –بحمد الله– طبّقتُ قواعد المحدثين بكلِّ دقّة، ولم آل في ذلك جهداً».
ـ[أبو نايف]ــــــــ[21 - 09 - 02, 02:17 م]ـ
عدم ذكر الدار قطني رحمه الله حديث أم سلمة رضي الله عنها في كتاب التتبع يدل علي رجوعه في أعلال الحديث بالوقف إلا إن كان كتاب العلل بعد التتبع.
والظاهر والله تعالي أعلم أن كتابه التتبع بعد العلل
وإلا لماذا لم يذكر حديث أم سلمة رضي الله عنها في كتابه التتبع
ومن قال خلاف هذا فعليه
أولاً: أن يثبت أن كتاب العلل بعد التتبع؟؟
وثانياً: عليه أن يذكر سبب ترك الدار قطني استدراكه في كتابه التتبع لحديث أم سلمة علي الإمام مسلم؟؟
ـ[بو الوليد]ــــــــ[21 - 09 - 02, 04:34 م]ـ
الأخ الكريم أبو نايف .. حفظه الله ..
ما ذكرته ليس بدليل على رجوعه!!
بل ربما لا يذكر كل ما يراه معللاً في صحيح مسلم!!
ولذلك تجد أحاديث في صحيح مسلم معللة، ومع ذلك لم يذكرها في التتبع ..
ثم أستطيع أن أقول قد كان يرى أنه صحيح ثم تبين له ضعفه؛؛ فأعله!!
ومن قال خلاف هذا فعليه
أولاً: أن يثبت أن كتاب التتبع بعد العلل؟؟
وثانياً: عليه أن يذكر سبب ترك الدار قطني استدراكه علي الإمام مسلم في هذا الحديث؟؟
والله أعلم.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[21 - 09 - 02, 06:48 م]ـ
الأخ بو الوليد حفظه الله
إن كان كتاب الدار قطني العلل بعد التتبع لذكر حديث أم سلمة الذي هو معلول عنده ولما أهمله (لأن أصل كتابه التتبع ذكر جميع الأحاديث المعلولة عنده علي صحيح مسلم بخلاف العلل).
قال الدار قطني رحمه الله في (التتبع): ابتداء ذكر أحاديث معلولة اشتمل عليها كتاب البخاري ومسلم أو أحدهما بينت عللها والصواب منها.
قلت: معنا كلامه رحمه الله ان الأحاديث التي لم يذكرها في كتابه التتبع ليست بمعلولة عنده.
ومن قال أن الدار قطني رحمه الله عنده أحاديث معلولة في صحيح مسلم ولم يذكرها في كتابه التتبع علي الإمام مسلم فعليه الدليل؟؟
الأخ: محمد الأمين
علي أي حديث ذكر الشيخ المدخلي هذا الكلام الذي ذكرته في كتابه
¥(35/227)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[21 - 09 - 02, 08:14 م]ـ
أخي الكريم أبو نايف رعاه الله ..
أرجو ألا تنزعج مني!!
ثم يا أخي مقالة الدراقطني رحمه الله التي ذكرتها ترد عليك؟!!.
حيث إن ظاهرها أنه لم يستوعب كل الأحاديث المعلولة عنده في الصحيحين؛؛ بقرينة تنكيره لكلمة "أحاديث"، فتقدير الكلام (أحاديث كثيرة أو أحاديث يسيرة أوأو .. )
لكن لو قال: "الأحاديث" لكان تقدير العبارة كل الأحاديث، أو كل ما أراه من الأحاديث أو غير ذلك، مع أن هذا لا ينفي إعلاله أحاديث أخر في الصحيحين أو أحدهما في كتاب آخر!!
فتأمل ..
ـ[مبارك]ــــــــ[21 - 09 - 02, 08:33 م]ـ
* قال محقق كتاب " فوائد أبي محمد الفاكهي " (ص/ 248ـ249)
الأستاذ محمد بن عبد الله بن عايض الغباني بعد تخريجه للحديث المرفوع والموقوف: وهذا في رأي (يعني: الموقوف) لا يُعل به المرفوع
للأسباب التالية:
1 ـ لأنه من الجائز أن أم سلمة روته عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ثم كانت تفتي به.
2 ـ أن شعبة أتقن ممن خالفه.
3 ـ أن محمد بن عمرو بن علقمة، وسعيد بن أبي هلال روياه عن عمرو بن مسلم به.
4 ـ أنه لو ثبت موقوفا من طريق عمر، وهذا فإن حميد بن عبدالرحمن قد خالفه، وهو أوثق منه.
5 ـ أن مسلم خرجه في صحيحه.
وقال ـ أي المحقق ـ عن رواية سعيد التي هي من قوله: لا ينافي روايته له مرفوعا، لأنه كان يفتي به، ورواية الحاكم شاهدة على ذلك.
* وقد ورد موقوفا أيضا عن علي رضي الله عنه عند إسحاق بن إبراهيم في " مسنده " (4/ 58).
ـ[أبو نايف]ــــــــ[21 - 09 - 02, 10:10 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي مبارك
قال العلامة المباركفوري رحمه الله تعالي في (تحفة الأحوذي): لا شك في أن بعض الرواة روي حديث أم سلمة موقوفاً، لكن أكثرهم رووه بأسانيد صحيحة موفوعاً:
1) ما رواه الطحاوي في شرح الآثار من طريق شعبة عن مالك بن أنس عن عمرو بن مسلم عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: من رأي منكم هلال ذي الحجة الحديث.
2) ما رواه الطحاوي أيضاً من طريق الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عمرو بن مسلم أنه قال: أخبرني سعيد بن المسيب أن أم سلمة زوج النبي صلي الله عليه وسلم فذكر مثله.
3) ما رواه مسلم في صحيحه من طريق سفيان عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف سمع سعيد بن المسيب يحدث عن أم سلمة أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: إذا دخلت العشر الحديث.
قيل لسفيان قال بعضهم لا يرفعه، فقال: لكني أرفعه.
4) ما رواه مسلم من طريق محمد بن عمرو الليثي عن عمر بن مسلم عن عمار بن أكيمة الليثي قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول سمعت أم سلمة زوج النبي صلي الله عليه وسلم تقول: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من كان له ذبح الحديث.
وقد أخرج مسلم أيضاً في صحيحه من الطريقين الذين ذكرناهما عن شرح الآثار.
قال العلامة المباركفوري رحمه الله: وهذه الطرق المرفوعة كلها صحيحة فكيف يصح القول بأن حديث أم سلمة الموقوف هو أصل الحديث، بل الظاهر أن أصل الحديث هو المرفوع.
وقد أفتت أم سلمة علي وفق حديثها المرفوع، فروي بعضهم عنها موقوفاً عليها من قولها.
قلت: ولم ينفرد شعبة رحمه الله في الرواية عن مالك في رفع الحديث بل تابعه علي الرفع القعنبي وعبد الله بن يوسف.
قال الشيخ أبو الحسن السليماني في (تنوير العينين) (ص 330 - 331): وقد اختلف علي مالك في رفعه ووقفه:
فرواه شعبة مرفوعاً كما سبق، وتابعه علي الرفع القعنبي وعبد الله بن يوسف قالا: ثنا مالك عن عمرو بن مسلم عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم الحديث. أخرجه الطبراني في الكبير (23 / برقم 562).
قلت: ومن رفعه سفيان بن عيينة رحمه الله شيخ يحيي بن سعيد القطان وهو أجل وأتقن ممن وقفه إذ أن سفيان كما يقول الشافعي رحمه الله هو ومالك قرينان.
جزاك الله خيرا يا أخي بو الوليد
أين الأحاديث الذي أعلها الدار قطني وهي في الصحيحين ولم يذكرها في كتابه التتبع؟؟
هذا وجزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 09 - 02, 10:22 م]ـ
اخي الحبيب (ابو نايف)
انظر هدي الساري 360
ـ[بو الوليد]ــــــــ[21 - 09 - 02, 11:45 م]ـ
أخي العزيز أبو نايف، وفقه الله لكل خير ..
*لا تعارض كلام المتقدمين بأصول الحديث (المصطلح) وقواعده التي لم توضع إلا لتقريب علومهم وعملهم لنا!!
**لا تعارض أحكام المتقدمين وأقوالهم بكلام المتأخرين؛ ويا ليت بعضهم متأخرون فقط، بل إنهم مع هذا يخطئون الأئمة وهم لم يبلغوا في علم الحديث عشر علم أحد المتقدمين ... ؟؟!!
ثم بالنسبة للمثال الذي تريده على أن الدارقطني أعل في كتابه العلل ما لم يعله في التتبع من أحاديث الصحيحين، فالكتاب كبير يحتاج لوقت؛؛ عندي مثال قريب؛ وهو حديث أبي صالح عن أبي هريرة في انحسار الفرات عن جبل من ذهب، فإني لم أجده في التتبع.
وأما قول من نقلت عنه (نسيت اسمه) قوله إن طرق المرفوع أكثر؟؟!!
فغير صحيح البتة!! بل طرق الموقوف أكثر، إذا كان الترجيح بالعدد!!
ولا أراه كذلك بل كل حديث بحسبه؟؟
والإجابة على رواية ابن المسيب التي قال فيها: عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، بما ذكرت .. ساقط مع الروايات القوية للوقف، وهذا الجواب يقال عندما تكون الرواية صحيحة لا مطعن فيها؛؛ عندها نجيب عن هذا الإشكال بذلك، وأما هنا فلا.
وقولك بأن سفيان بن عيينة رفع الحديث وهو شيخ القطان!!
فصحيح، ولكن ليس في درجته؛؛ بل القطان أعلى منه في الحديث – وهذا معلوم – وليس بشيخه في هذا الحديث؛؛ فكلاهما روياه عن عبد الرحمن بن حميد ..
وبارك الله فيك ..
¥(35/228)
ـ[أبو نايف]ــــــــ[22 - 09 - 02, 01:25 ص]ـ
الأخ بو الوليد حفظه الله
أولاً: أنا يا أخي لم أعارض أحكام المتقدمين في تصحيح الحديث مرفوعاً مثل:
1) الإمام مسلم رحمه الله.
2) الإمام الترمذي رحمه الله.
3) الإمام ابن حبان رحمه الله
4) الإمام البيهقي رحمه الله.
بل انني يا أخي اتبعتهم في تصحيح الحديث مرفوعاً إلي النبي صلي الله عليه وسلم.
ـ[مبارك]ــــــــ[22 - 09 - 02, 02:15 ص]ـ
صحح الحديث المرفوع الإمام ابن عساكر في " معجم الشيوخ "
(1/ 533).
وصححه أيضا الحافظ جمال الدين أحمد بن محمد بن عبدالله الظاهري الحنفي في " مشيخة ابن الخاري " (1/ 335).
* رجعت إلى كتاب العلل للإمام الكبير الدارقطني في الفصل المتعلق بحديث أم سلمة رضي الله عنها ولم أجد له فيه كلام، فلعل هناك سقط في نسختي المصورة؛ أو ذكره في موضع آخر من العلل.
ـ (4/ 45 /2, 123/ 1).
ـ (5/ 166/ 2 ـ 181/ 1).
ـ (5/ 219 /2).
* ورجعت إلى الجزء الثاني والثالث من كتابه " الأفراد " ولم أجده.
* وهو في كتابه " السنن " (4/ 278)، ولم يتكلم فيه بشيء.
ونقل الحافظ العسقلاني حجة مالم يقم دليل على خلاف ذلك، ومن علم حجة على من لا يعلم. واحترام العلماء سواء من المتقدمين أو المتأخرين أمر واجب على طلبة العلم.
* وقد ذكر الحديث المرفوع جمهرة من أهل العلم الكبار في كتبهم
وعزوه إلى صحيح مسلم ولم يطعنوا فيه، بل ساقوه مساق التسليم؛
كيف ذاك وهو في " صحيح مسلم " بل حتى من لم يعمل بمقتضاه الفقهي، فإنهم اتفقوا على تأويله , وليس يخفى على أحد أن التأويل
فرع التصحيح.
* قال بعض أهل العلم: الحكمة في النهي أن يبقى كامل الأجزاء
ليعتق من النار، وقيل: للتشبه بالمحرم.
والأول أقرب، والله اعلم.
* أيهما أرجح مسلم ومعه الجمهور، أو الدارقطني ومعه أقل من القليل؟!.
* وكون الإمام الكبير الجليل الدارقطني ألف كتاب " العلل " لا يعني
أنه أعلم من الإمام الكبير الجليل مسلم بن الحجاج القشيري. بل هما من أعلام الدين وأئمة المسلمين، وتفضيل أحدهما يعني النيل من الآخر ,لأن المقارنة لا تكون إلا بذلك. فمن كان معه الحق فنحن معه اتباعا للحق سواء كان مسلم أم الدارقطني، ومن خالف اعتذرنا له واتبعنا الحق.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[22 - 09 - 02, 03:21 ص]ـ
الأخ أبو نايف سدده الله ..
أعني ردك على تعليل الحديث بكلام المباركفوري عفا الله عنا وعنه ..
واتباعك لكلام هؤلاء الأئمة هو عين الصواب؛؛ ما لم تتبين لك العلة.
المثال: العلل الجزء العاشر رقم الحديث (1967).
الأخ مبارك حماه الله ..
أرجو ألا تفهم عباراتي بأكثر مما قصدت بها!! وأنت أخي العزيز ..
الحق لا يعرف بالأكثر؛؛ أبداً ..
بل الأقل هم أهل الحق ..
حتى في علم الحديث؛؛ العالمون بعلل الحديث هم الأقل بين العلماء!!
فلا تستوحش من قلة السالك؟!!
وما دمت ترى أن الحديث صحيح لمجرد وجوده في الصحيح!!
فأنت وذاك، ولا أجبرك على اتباع قولي.
أما وقد بانت لي علة الحديث فلن أتراجع عن ذلك حتى يبين لي خلافه.
فكلامي صواب يحتمل الخطأ ..
والمعذرة يا شيخنا مبارك ..
بارك الله فيك ..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 09 - 02, 09:20 ص]ـ
الشيخ ابن وهب جزاك الله خيراً في ردك على بن الوليد
ولي تعليق على موضوعك في أني لا أظن أن الدراقطني قد اعتمد على رواية الحاكم، فإن في إسنادها الحارث (خال ابن أبي ذئب) وقد قال عنه ابن المديني: مجهول، لم يرو عنه غير ابن أبى ذئب.
فإذا كان الدارقطني تبعاً لابن المديني في الحكم على هذا الحديث، فقد اعتمد على رواية سعيد بن المسيب. وفي كل حال فلا أستبعد أن تكون أمنا أم سلمة قد حدّثت به على الوجهين. وكثير من الصحابة كانوا يحدّثون بالحديث المرفوع أحياناُ من رأيهم لأنه أخف عليهم من رواية الحديث المرفوع.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[22 - 09 - 02, 09:51 ص]ـ
الأخ مبارك حفظه الله تعالي
جزاك الله يا أخي خير الجزاء
انني يا أخي والله لم أقصد النيل من الإمام الدار قطني حيث فضلت عليه الإمام مسلم والله يعلم.
نعم يا أخي احترام العلماء سواء المتقدمين أو المتأخرين أمر واجب علي طلبة العلم
قال لي بعض أخوتي في الله:
ذهب صديق لي إلي المكتبة لشراء بعض الكتب ويقول وهو يناظر الكتب التي في المكتبة دخل المكتبة أحد طلبة العلم وقال لصاحب المكتبة: (أريد صحيح البخاري)
فقال له صاحب المكتبة: (تريده مع الشرح لابن حجر)
فقال هذا طالب العلم: (لا لا أريد صحيح البخاري مجرداً من شروح هؤلاء المتأخرين).
فقلنا: (إنا لله وإنا إليه راجعون)
أخي مبارك جزاك الله خيرا يا أخي علي كل حال وبارك فيك
أما بخصوص التواصل عبر (المسنجر) فانني يا أخي لا أعرف (المسنجر) فأخوك عليمي لا يعرف كثيرا في الكنبيوتر
وأريد أن أقول لك (اني أحبك في الله) فعسي الله تعالي يا أخي أن يجمعنا في مستقر رحمته.
وسامحني يا أخي
الأخ بو الوليد حفظه الله تعالي
جزاك الله خيرا يا أخي
الأخ ابن وهب حفظه الله تعالي
جزاك الله خيرا يا أخي علي هذا الكلام
أعلم يا أخي أن سفيان كما يقول الشافعي هو ومالك قرينان.
وأعلم يا أخي أن سفيان كما يقول عبد الرحمن بن مهدي من أعلم الناس بحديث الحجاز.
جزاك الله خيرا يا أخي ابن وهب علي هذه النصيحه
وسأعمل بها إن شاء الله تعالي
فجزاك الله خيرا
¥(35/229)
ـ[مبارك]ــــــــ[22 - 09 - 02, 07:09 م]ـ
* أخي المفضال (أبو نايف) سلمك الله من كل شر وبارك الله في عمرك ووقتك، أعلم أخي العزيز أنني لم اقصدك بما قلت، وحتى
كتابة هذا المقال لم أعرف أنك أنت القائل بترجيح الدارقطني على مسلم، إنما قرأت كلاما فأحببت التعليق عليه فقط، فمعذرة إذا خطر في بالك أنك أنت المقصود في كلامي، بل أنت لك موقع كبير في قلبي فاعرف ذلك، وكذلك الإخوة الفضلاء كأبي وليد وابن وهب وأبي إسحاق التطواني والغالي (السيف المجلى) والشيخ المفضال عبد الرحمن الفقيه وخليل بن محمد و (أبوسهل السهيلي وغيرهم الكثير،
وإن كان هناك ـ مع الأسف الشديد ـ في هذا الملتقى الطيب من يتقصد تخطئة شيخنا الإمام حسنة الأيام محدث بلاد الشام الألباني رحمه الله لكأنه الإمام، وكأن الألباني من صغار تلاميذه.
* أما عن عدم معرفتك يا أبانايف كيفية الدخول والتحدث عبر المسنجر فالأمر سهل إن شاء الله فأنا كذلك لا أعرف فيه شيئا حتى
تفضل علي أحد الزملاء وعلمني كيفية التعامل مع (المسنجر) وأنت
أفعل كذلك ياغالي.
ـ[مبارك]ــــــــ[22 - 09 - 02, 07:25 م]ـ
* أخي المفضال (أبو نايف) سلمك الله ورعاك، بعد الرجوع إلى
المقال تبين لي أن المقصود بكلامي هو أخ آخر وليس أنت أيها الغالي.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[22 - 09 - 02, 08:02 م]ـ
الأخ العزيز ابن وهب بارك الله فيه ...
لقد شفيت نفوساً بردك ..
فأسأل الله أن يعفو عنك ..
قلت أخي الكبير ابن وهب:
اخي الحبيب
انت لم تتبع الروايات
بل وحتى اقوال اهل الشان وحكمت
أقول:
ربما أنت أخي لم تتمعن في الروايات، بدليل خلطك في الكلام على رواية سفيان ومالك !!
وأما الحكم فأرى أنه يوافق طريقة المتقدمين والحمد لله، وإن لم يوافق قول مسلم والترمذي، والسبب في بحثي عن الحديث أني قرأت قول ابن عبدالهادي في المحرر وروي موقوفاً، حينها بدأت بالبحث، ومع ذلك لم أنقل قوله لألا يظن أني أحاول الانتصار لقولي بأي قرينة ...
وأما المعجم الكبير فليس عندي، ولذلك لم أرجع إليه، وكنت أنوي مراجعته لكني ذهلت عنه، والله المستعان.
وأما غيره من الكتب، فمثل ماذا؟؟
قلت:
وهل ياخذ الناس احكامك مثلا
اذا قلت انك توافق المتقدمين.
أقول:
أنا أوفق المتقدمين في المنهج، ولا أخالفهم فيما اتفقوا عليه، فأرجو عدم الخلط !!
قلت:
هذا الفن لايتكلم فيه الا الحفاظ الكبار فهل انت منهم
تعلل حديث عند مسلم لانك اطلعت على كتاب الطحاوي
أقول:
هذا سد لباب عظيم!! فتنبه أخي الكريم ..
أنا أعتمد على روايات الحفاظ في كتبهم وعلى طريقتهم ..
قلت:
ثم عباراتك تدل انك الوحيد الذي اكتشفت هذه العلة
مع ان هذا الامر معروف لدى المحدثين
وانت لم ترجع حتى الى كتاب تخريج ابن حجر
ثم تحكم على الحديث
أقول:
أي عبارة تقصد؟؟ إذا كان العنوان؛ فأقول لا تحمل كلامي ما لا يحتمل.
ثم مادام معروفاً عندهم لم تلومني في تعليل الحديث؟!!
وأما بالنسبة لتخريج ابن حجر فهو من أول الكتب التي رجعت لها؛؛ لكن كنت أريد معرفة الطرق أولاً؛ ثم نسيت قول الدارقطني.
قلت:
ثم انك اهملت كلام الطحاوي
(وحديث ام سلمة رضي الله عنه فلم يجىء كذلك بل قد طعن في اسناد حديث مالك فقيل انه موقوف على ام سلمة رضي الله عنه
ثم ساق الحديث من طريق مالك
ثم قال فهذا اصل الحديث عن ام سلمة)
أقول:
والله إنه مكتوب لدي في التخريج لكن بحثت عنه سريعاً حال كتابتي للتخريج على الجهاز فلم أجده، ثم سهوت عنه إلى يومك ..
قلت:
ومن باب نسبة الفضل الى اهله
كان يجب عليك لزاما ان تنسب هذا الى الطحاوي
أقول:
أنا أخذت من الطحاوي بعض الروايات، ويكفي أن أحيل عليه!!
أم ترى أنه لا بد من الثناء العطر على كل من أخذت منه معلومة من العلماء؟؟!!!
قلت:
لاان تظهر انك انت الذي وقفت على هذه العلة
ثم وجدت الدارقطني وافقك فيها
اخي الحبيب
هذا من مداخل الشيطان.
أقول:
سبحانك ربي هذا بهتان عظيم!!
والله يا أخي لم أصل لهذه الدرجة المشينة؛؛ سامحك الله سامحك الله سامحك الله.
بل إن قوله يخدمني؛ لكن حصل ما ذكرت لك قبل.
قلت:
فان من الخطا ان يظهر الانسان انه متبع منهج المتقدمين
ثم يهمل النظر في الطرق ويحكم
فالذي يعلل حديث عند مسلم
لابد ان يطلع على كتب الحديث المسندة
أقول:
أعطني أمثلة يا أخي ابن وهب على الكتب المسندة والطرق.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 09 - 02, 01:31 م]ـ
طلب مني الأخ الفاضل (بو الوليد) وفقه الله المشاركة في هذا الموضوع (فأجبته إلى ذلك رجاء الاندراج في تلك المسالك)
ولعل مشاركتي تقتصر على موضع كلام الدارقطني وفوائد يسيرة
ولعل للإمام الدارقطني رحمه الله كتابا خاصا أفرده للكلام على ما علل في صحيح مسلم غير التتبع وهذا يظهر بتتبع الأحاديث التي ذكرها الدمشقي في الأجوبة
وله كتاب حول أحاديث البخاري غير التتبع (ولعله يطبع قريبا بإذن الله)
وقد نقل كلامه الحافظ أبو مسعود الدمشقي في كتابه (الإجوبة) ص 256 حيث قال (17 - قال (أي الدارقطني في كتابه) وأخرج (أي مسلم) عن عمرو بن مسلم عن ابن المسيب عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر
وصوابه موقوف وقد تركه البخاري
قال أبو مسعود (وهذا قد أخرجه من حديث غندر ويحيى بن أبي كثير عن شعبة عن مالك مسندا مجودا، وإنما كان مالك بآخره لايسنده
وأخرجه أيضا منه حديث سعيد بن أبي هلال ومحمد بن عمرو عن عمرو بن مسلم عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم
وكذلك أخرجه من حديث ابن عيينة، عن عبدالرحمن بن حميد ابن عوف عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال أبو مسعود: وهذا حديث قد أسنده جماعة غير من ذكرهم مسلم ((ووثقة)) (كذا في المطبوع والصواب ووقفه) جماعة) انتهى
¥(35/230)
ـ[أبو نايف]ــــــــ[26 - 09 - 02, 05:31 م]ـ
ومن صحح حديث أم سلمة مرفوعاً إلي النبي صلي الله عليه وسلم غير:
1) الإمام مسلم رحمه الله.
2) الإمام الترمذي رحمه الله.
3) الإمام ابن حبان رحمه الله.
4) الإمام البيهقي رحمه الله.
الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالي.
قال العلامة ابن عبد البر رحمه الله في التمهيد (8/ 145): وذكر الأثرم: أن أحمد بن حنبل كان يأخذ بحديث أم سلمة هذا.
فقيل له: فإن أراد غيره أن يضحي وهو لا يريد أن يضحي؟
فقال: إذا لم يرد أن يضحي لم يمسك عن شيء. إنما قال: (إذا أراد أحدكم أن يضحي).
وقال: ذكرت لبعد الرحمن بن مهدي حديث عائشة: (كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا بعث بالهدي .. ) وحديث أم سلمة: (إذا دخل العشر)
فبقي عبد الرحمن، ولم يأت بجواب.
فذكرته ليحيي بن سعيد، فقال يحيي: ذاك له وجه، وهذا له وجه، حديث عائشة: (إذا بعث بالهدي وأقام) - وحديث أم سلمة: (إذا أراد أن يضحي بالمصر).
قال أحمد: وهكذا أقول.
قيل له: فيمسك عن شعره وأظفاره؟
قال: نعم، كل من أراد أن يضحي.
فقيل له: هذا علي الذي بمكة؟
فقال: لا، بل علي المقيم.
وقال: هذا الحديث رواه شعبة عن مالك عن عمرو بن مسلم عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة عن النبي صلي الله عليه وسلم.
ورواه ابن عيينة عن عبد الرحمن بن حميد عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة رفعه إلي النبي صلي الله عليه وسلم.
قال: وقد رواه يحيي بن سعيد القطان عن عبد الرحمن بن حميد هكذا، ولكنه وقفه علي أم سلمة.
قال: وقد رواه محمد بن عمرو عن شيخ مالك.
قيل له: إن قتادة يروي عن سعيد بن المسيب: (أن أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم كانوا إذا اشتروا ضحاياهم، أمسكوا عن شعورهم وأظفارهم إلي يوم النحر).
فقال: هذا يقوي هذا، ولم يره خلافا، ولا ضعفه.
والخلاصة أقول: هذا الإمام الكبير الحافظ سفيان بن عيينة رحمه الله يجزم برفع حديث أم سلمة إلي النبي صلي الله عليه وسلم وهو كما يقول الشافعي رحمه الله هو ومالك قرينان، وقال عنه عبد الرحمن بن مهدي: كان ابن عيينة من أعلم الناس بحديث الحجاز.
وهذا الإمام يحيي بن سعيد رحمه الله الذي روي الحديث موقوفاُ لا يضعف الرواية المرفوعه بل يجمع بين الحديثين حديث عائشة وحديث أم سلمة كما تقدم من كلام الإمام أحمد.
ولو كانت رواية أم سلمة عند يحيي ضعيفه مرفوعه لما أحتاج إلي الجمع بين الحديثين رحمه الله تعالي.
ولا يتوقف أحد في اتباع هؤلاء الائمة في تصحيح المرفوع مثل:
1) الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله.
2) الإمام يحيي بن سعيد رحمه الله.
3) الإمام أحمد رحمه الله.
4) الإمام مسلم رحمه الله.
5) الإمام الترمذي رحمه الله.
6) الإمام ابن حبان رحمه الله.
7) الإمام البيهقي رحمه الله.
بل الواجب التوقف عن اتباع من شذ عنهم ووقفه.
هذا والحمد لله رب العالمين
فائدة بخصوص الصحيحين: قال العلامة ابن القيم رحمه الله في (شرح سنن ابي داود) (7/ 91 العون):
وههنا دقيقة ينبغي التفطن لها، وهي أن الحديث الذي روياه أو أحدهما واحتجا برجاله أقوي من حديث احتجا برجاله ولم يخرجاه، فتصحيح الحديث أقوي من تصحيح السند.
رحم الله تعالي العلامة ابن القيم
ـ[مبارك]ــــــــ[27 - 09 - 02, 03:59 ص]ـ
* قال محقق كتاب الأجوبة لشيخ أبي مسعود بعد تخريجه للحديث مرفوعا وموقوفا:
" مما مضى يظهر أن الحديث بهذا الاسناد صحيح.
وقد استدرك الدار قطني على مسلم بأن الصواب وقفه، وأن البخاري قد ترك ذكره في صحيحه من أجل ذلك.
وأجاب أبو مسعود بأنه روى عن مالك نفسه مسندا مجودا، وأنه إنما كان بآخره لا يسنده، كما أنه أسنده جماعة غيره.
ولو لم يسنده غير مالك بل أسنده بعض أصحابه دون بعض والمسند له ثقة كان رفعه زيادة من ثقة يعمل بها، فكيف وجماعة من الثقات يروونه مرفوعا.
وبهذا يتبين أن انتقاد الدار قطني على مسلم لا صحة له.
أما أن البخاري ترك ذكره في صحيحه فلا حجة فيه على مسلم؛ لأمرين:
الأول: أن البخاري لم يذكره أيضا موقوفا والدار قطني قد صحح وقفه، وعلى فرض صحة وقفه فله حكم الرفع؛ لأن المنع من أخذ الشعر في أيام العشر مع الحث على ذلك في الاصل من شأن الشارع صلى الله عليه وسلم.
الثاني: أن البخاري لم يلتزم بإخراج كل حديث صحيح حتى يكون تركه لرواية حديث دليلا على عدم صحته، وذلك مقرر في كتب المصطلح."
وممن صححه أيضا الإمام الجليل ابن حزم الظاهري رحمه الله تعالى فقد احتج به في كتابه القيم " المحلى " (7/ 355ــ368ــ370) وقد اشترط أن لا يحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسندة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 09 - 02, 05:19 ص]ـ
قول الحافظ أبو مسعود عن مالك "إنما كان بآخره لا يسنده" ليس بسديد. فقد رواه عنه ابن وهب موقوفاً، وابن وهب هو أقدم من روى الموطأ عن مالك.
والدراقطني في أي حال أعلم الناس بمالك. وله عدة كتب عن مالك، يتتبع فيها اختلاف الموطأت، ويبين فيها الأحاديث التي خولفه فيها مالك، وكذلك الأحاديث التي رواها مالك في غير الموطأ.
أيضاً غالباً فإن البخاري لا يترك حديثاً إلا لأنه ليس على شرطه.
كذلك فإن ابن حبان والبيهقي وابن حزم من المتأخرين. وهم ممن لا يعبؤون كثيراً بعلل الحديث خاصة ابن حزم.
والحديث ليس له حكم الرفع لأنه قد يكون اجتهاداً.
على أني أرجّح أن أم سلمة رضي الله عنها قد حدّثت به موقوفاً ومرفوعاً. وسبب ترجيحي هو قول الإمام أحمد في ذلك. والله أعلم.
¥(35/231)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[27 - 09 - 02, 03:00 م]ـ
أعيد ما قلته سابقاً ..
أن إعلال الحديث من أحد الأئمة (خصوصاً الإمام أحمد) لا يعارض أخذه بمقتضاه الفقهي؟!! لابد من التنبه لهذا ..
ولذلك يحيى القطان روى الحديث موقوفاً، ومع ذلك لم يرد مقتضاه الفقهي!!
خصوصاً وأن الأمر مشتهر بين الصحابة كما يدل عليه قول ابن المسيب عند الطحاوي (عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم)؛؛ فهذا مما يدل على أن الحديث له أصل، وإن لم يصح عندنا فيه شئ مرفوع.
وأما قاعدة (الرفع زيادة يجب قبولها) فهذا غير صحيح!!
وانظر إلى تعليل الأئمة تجد الصحيح أن الرفع زيادة يجب الحذر منها!!
قول أن البخاري يترك الحديث الذي على شرطه دون سبب؟!! ليس بصحيح فانظر بارك الله فيك الأحاديث التي رواها مسلم متفرداً بها عن البخاري تجد لأكثرها -إن لم أقل كلها- عللاً ربما يكون أكثرها غير قادح!!
بل إن البخاري ذكر أنه لم يخرج إلا ما اتفقوا عليه.
ومازال الأئمة يقوون تعليلهم لبعض الأحاديث بعدم وجودها في الصحيحين أو أحدهما، والله أعلم.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[27 - 09 - 02, 07:39 م]ـ
الأخ بو الوليد
جزاك الله خيرا
هل ممكن أن تفسر لي هذه النقاط:
((الأولي)): الإمام أحمد رحمه الله (يحرم) الأخذ من الشعر والأظفار للذي يريد أن يضحي.
فهل تري ان الإمام أحمد حرم شيء في الدين أحله الله بحديث يعلم علته وأنه عنده غير صحيح مرفوع إلي النبي صلي الله عليه وسلم؟!
وهل أخذ الإمام أحمد بمقتضاه الفقهي وهو عنده ضعيف مرفوع إلي النبي صلي الله عليه وسلم يجعله ((يحرم)) الأخذ من الشعر والأظافر؟!!
الإمام أحمد رحمه الله تعالي ورضي عنه يا أخي في هذه القصة يبحث عن من يوفق له بين حديث (عائشة) وحديث (أم سلمة).
ولو كان حديث أم سلمة ضعيف عنده مرفوع إلي النبي صلي الله عليه وسلم لما أحتاج إلي السؤال والبحث. (فتفكر)
وأيضاً اين النقل عن الإمام أحمد رحمه الله تعالي في اعلاله للحديث وقوله بأنه الصحيح موقوف؟؟؟
((الثانية)): كيف يتكلف الإمام يحيي بن سعيد القطان رحمه الله تعالي بتوفيق بين حديث ثابت مرفوع عن النبي صلي الله عليه وسلم (حديث عائشة) وحديث يعارضه وهو الصحيح عنده موقوف علي أم سلمة رضي الله عنها ولا يصح عن النبي صلي الله عليه وسلم.
أتراه يقول بجواز التوفيق بين قول صحابي وحديث يعارضه من المصطفي صلي الله عليه وسلم؟!!
((الثالثة)): لماذا سكت الإمام الحجة عبد الرحمن بن مهدي ولم ياتي بجواب عند سؤال الإمام أحمد له عن حديث (عائشة) وحديث (أم سلمة) الذي يعارضه.
أتراه لا يعرف أن حديث أم سلمة الصحيح أنه موقوف والموقوف لا يجوز أن يعارض به المرفوع؟!
أم أنه لا يعرف العلل التي في حديث أم سلمة حتي يسكت ولا يأتي بجواب.
((الرابعة)): هل تدعوا يا أخي بو الوليد إلي من يقرأ في صحيح مسلم أن ينظر أولاً قبل الأخذ بالحديث والعمل به إن كان قد رواه البخاري أم لا.
هذا وجزاك الله خيرا
والرجاء منك الأجابة نقطه نقطه حتي نفهم ونعلم
ـ[بو الوليد]ــــــــ[28 - 09 - 02, 10:09 م]ـ
أخي الحبيب أبا نايف .. وفقه الله ..
تلبية لرغبتك ..
قلت أخي الكريم:
((الأولي)): الإمام أحمد رحمه الله (يحرم) الأخذ من الشعر والأظفار للذي يريد أن يضحي.
فهل تري ان الإمام أحمد حرم شيء في الدين أحله الله بحديث يعلم علته وأنه عنده غير صحيح مرفوع إلي النبي صلي الله عليه وسلم؟!
وهل أخذ الإمام أحمد بمقتضاه الفقهي وهو عنده ضعيف مرفوع إلي النبي صلي الله عليه وسلم يجعله ((يحرم)) الأخذ من الشعر والأظافر؟!!
الإمام أحمد رحمه الله تعالي ورضي عنه يا أخي في هذه القصة يبحث عن من يوفق له بين حديث (عائشة) وحديث (أم سلمة).
ولو كان حديث أم سلمة ضعيف عنده مرفوع إلي النبي صلي الله عليه وسلم لما أحتاج إلي السؤال والبحث. (فتفكر)
وأيضاً اين النقل عن الإمام أحمد رحمه الله تعالي في اعلاله للحديث وقوله بأنه الصحيح موقوف؟؟؟
أقول:
¥(35/232)
أخي الحبيب، أنا لم أقل أن الإمام أحمد صحح الحديث؛ ولكن أجيب عن الإشكال الذي وضعته الإمام أحمد رحمه الله ربما أخذ بمقتضى الحديث الضعيف عنده؛ إذا لم يجد في الباب غيره، وفي مسألتنا هذه أخذ بمقتضى الحديث مع تصحيحه له؛، فالإمام أحمد ومالك وجمهور الأئمة يأخذون بفتوى الصحابة إذا لم تكن شاذة، بل إنهم يعتبرون الفتوى المشتهرة أو التي لا يعلم لها مخالف مجمع عليها، وهذا يقتضيه النظر الصحيح. وارجع إن شئت للجزء الرابع من إعلام الموقعين؛ فقد تكلم في المسألة. فالنهي الوارد في حديث أم سلمة مشتهر بين الصحابة، كما تبينه رواية ابن المسيب، وورد عن علي وابن عمر وأم سلمة ولم يعلم لهم مخالف، فلذلك أخذ يحيى القطان بمقتضاه الفقهي وجمع بينه وبين حديث عائشة مع أنه رواه موقوفاً، وأما الإمام أحمد فالحديث عنده صحيح أصلاً.
قلت أخي الكريم:
((الثانية)): كيف يتكلف الإمام يحيي بن سعيد القطان رحمه الله تعالي بتوفيق بين حديث ثابت مرفوع عن النبي صلي الله عليه وسلم (حديث عائشة) وحديث يعارضه وهو الصحيح عنده موقوف علي أم سلمة رضي الله عنها ولا يصح عن النبي صلي الله عليه وسلم.
أتراه يقول بجواز التوفيق بين قول صحابي وحديث يعارضه من المصطفي صلي الله عليه وسلم؟!!
أقول:
أجبت عن هذا الإشكال في الفقرة السابقة.
قلت أخي العزيز:
((الثالثة)): لماذا سكت الإمام الحجة عبد الرحمن بن مهدي ولم ياتي بجواب عند سؤال الإمام أحمد له عن حديث (عائشة) وحديث (أم سلمة) الذي يعارضه.
أتراه لا يعرف أن حديث أم سلمة الصحيح أنه موقوف والموقوف لا يجوز أن يعارض به المرفوع؟!
أم أنه لا يعرف العلل التي في حديث أم سلمة حتي يسكت ولا يأتي بجواب.
أقول:
أجبت عليه في الفقرة الأولى، فهذه واللتان قبلها بمعنى واحد، وهو كيف يأخذون بالحديث الموقوف مع علمهم بوقفه؟؟ أو لماذا يجمعون بين موقوف ومرفوع، والمرفوع هو الحجة؟!
وكون ابن مهدي لم يأت بجواب لا يدل على أنه لا يعل الحديث بالوقف!! كما يفهم من جوابي السابق.
قلت أخي الحبيب:
((الرابعة)): هل تدعوا يا أخي بو الوليد إلي من يقرأ في صحيح مسلم أن ينظر أولاً قبل الأخذ بالحديث والعمل به إن كان قد رواه البخاري أم لا.
أقول:
إن فعلت ذلك فلا بأس لمزيد التثبت من صحة الحديث!!
وأرجو ألا تفهم من كلامي أن كل حديث لا يخرجه البخاري ويخرجه مسلم ضعيف أو فيه علة قادحة!! لا؛ أنا أقول لا يعدل البخاري غالباً عن الحديث إلا لعلة يراها فيه ربما تكون قادحة وربما لا تكون قادحة!! وهذا من دقته رحمه الله، فربما يجتنب الحديث لأدنى كلام فيه.
ولا بد أخي لطالب العلم من النظر في كل حديث يعمل به، حتى يكون على بينة؛ حتى إن كان في الصحيحن، لا أعني أن أحاديث الصحيحين فيها الضعيف؛؛ لكن ذلك أدعى للطمأنينة والتثبت وراحة النفس، وبل وإقبالها على هذه العبادة، والله أعلم.
وبارك الله فيك أبا نايف ..
ـ[أبو نايف]ــــــــ[28 - 09 - 02, 10:35 م]ـ
جزاك الله خيرا
لم أفهم شيء
الرجاء منك أخي الحبيب أن تقول لي:
أولاً: هل الإمام أحمد صحح الحديث مرفوع إلي النبي صلي الله عليه وسلم ام لا؟؟؟
ـ[بو الوليد]ــــــــ[28 - 09 - 02, 11:23 م]ـ
أخي الحبيب ..
أضحك الله سنك، والله لقد أضحكتني!!
لِم لَم تفهم؟؟!!
كلامي واضح جداً، ولعل أحد الإخوة يطمئنني بذلك ..
أما الإمام أحمد فالظاهر أنه يرى صحة الحديث مرفوعاً وموقوفاً ..
والله أعلم.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[28 - 09 - 02, 11:42 م]ـ
جزاك الله خيرا
بقولك: أن الإمام أحمد يصحح الحديث مرفوع إلي النبي صلي الله عليه وسلم.
جزاك الله خير
ـ[بو الوليد]ــــــــ[29 - 09 - 02, 12:17 ص]ـ
أخي الكريم، وإياك خيراً ..
حديث عائشة يمكن أن يقال فيه كما قال يحيى القطان، وبعض العلماء لم يرتضِ إلا الترجيح حيث لم يختلف في حديث عائشة فرجحه على حديث أم سلمة، وبعضهم حمل مقتضى حديث أم سلمة على الكراهة كالشافعي وغيره.
والذي أراه من خلال أقوال العلماء في الباب قول الشافعي، وهو موافق لما أثر عن بعض الصحابة كابن عمر وغيره، وكذلك عن بعض التابعين.
والله أعلم.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[29 - 09 - 02, 01:25 ص]ـ
هذا ما كنت أراه ..
ولكن تبين لي أنه لا تعارض بينهما؛؛ والله أعلم.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[02 - 10 - 02, 06:00 م]ـ
الأخ أبو نايف .. بارك الله فيه ..
باختصار:
عدم جواب ابن مهدي للإمام أحمد في المسألة لا يدل على أنه يرى صحة رفع الحديث!!
بل كما ذكرت لك سابقاً أن الإمام القطان أجاب عن الإشكال مع وقفه للحديث، فهم يرون حجية ما اشتهر بين الصحابة من الآراء الفقهية؛؛؛
وإن لم يكن لها أصل صحيح مرفوع، والله أعلم.
وأما عن سبب رجوعي عن السبب الثاني؟؟!!
أني لم أبحث جيداً في المسألة من الناحية الفقهية إلا فيما بعد، وإنما قلدت ابن عبد البر والطحاوي وغيرهم من العلماء ممن رأوا أن هذا علة في الحديث.
¥(35/233)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[02 - 10 - 02, 08:03 م]ـ
الأخ أبو نايف حفظه الله ..
لقد عرفت قصدك من السؤال قبل أن أجيب!!
ولذلك أجبت عن الإشكال الذي ستطرحه قبل ذلك ..
وإن كنت لا تعلم منهج الأئمة في ذلك، فإنه هذا ..
وانظر إعلام الموقعين الجزء الرابع فقد تكلم عن المسألة، ويوافقه ما نراه من صنيعهم ..
وأما مسألتنا هذه:
فالقول فيها قول عامة الصحابة وليس قول صحابي واحد؟!!
وهذا أقوى في الاعتبار.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[03 - 10 - 02, 01:47 ص]ـ
صحة اشتهار الأمر بين الصحابة من دون مخالف إجماع ...
هذا ما أراه ..
وأنا أتكلم عن مسألتنا هذه؟!!
وأما سؤالك:
إن وجد ما قلته فيجب الجمع بينهما قدر الإمكان، وإلا أخذ بما أجمع عليه الصجابة. وإن لم يصل الاشتهار لأن يكون إجماعاً، ووجد احتمال خفاء الأمر على بعضهم أخذ بما نص عليه الشارع ..
أنا أعرف أنك ستقول لم أفهم!!
ولكن يعلم الله أني بذلت جهدي في ذلك.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[03 - 10 - 02, 08:30 ص]ـ
أخي الفاضل أبا الوليد وفقه الله ..
قلت:
(إن وجد ما قلته فيجب الجمع بينهما قدر الإمكان، وإلا أخذ بما أجمع عليه الصجابة. وإن لم يصل الاشتهار لأن يكون إجماعاً، ووجد احتمال خفاء الأمر على بعضهم أخذ بما نص عليه الشارع .. )
هلا أفدتني أين أجد: (وإلا أخذ بما أجمع عليه الصجابة).
في كتب الأصول.
أو: من أين لنا هذه الفائدة؟
للأهمية وجزاك اله خيرا.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[04 - 10 - 02, 12:12 ص]ـ
ا×ي الفاضل بو الوليد وفقه المولى
قلت:
(إن وجد ما قلته فيجب الجمع بينهما قدر الإمكان، وإلا أخذ بما أجمع عليه الصجابة. وإن لم يصل الاشتهار لأن يكون إجماعاً، ووجد احتمال خفاء الأمر على بعضهم أخذ بما نص عليه الشارع .. )
من أين لنا هذه الفائدة ومن القائل بها؟
وجزاك الله خيرا.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[04 - 10 - 02, 06:28 ص]ـ
الأخ الفاضل أبا الوليد وفقه الله.
قلت:
(إن وجد ما قلته فيجب الجمع بينهما قدر الإمكان، وإلا أخذ بما أجمع عليه الصجابة. وإن لم يصل الاشتهار لأن يكون إجماعاً، ووجد احتمال خفاء الأمر على بعضهم أخذ بما نص عليه الشارع .. )
من أين لنا أنه:
إذا تعارض إجماع الصحابة مع نص في الكتاب أو السنة أخذنا بما أجمعوا عليه إذا لم يمكن الجمع؟
أعني أين نجد هذه الفائدة؟
وهل قال أحد بجواز أن لا يمكن الجمع؟
جزاك الله خيرا.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - 10 - 02, 01:06 ص]ـ
أخي الفاضل أبا الوليد.
؟؟
للأهمية.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 02 - 03, 12:34 ص]ـ
كتاب التتبع للدارقطني أملاه بعد كتاب العلل
لكن ترك الدارقطني استدراكه لحديث عند البخاري أو مسلم لا يعني أبداً رجوعه عنه، كما أن تركه استدراك حديث لا يعني أنه يصححه. فهو لم يستوعب أبداً. وهذا واضحٌ جداً لمن قرأ كتابه. وعندما أقول كتابه لا أعني أنه كتبه، وإنما أملاه على تلامذته من حافظته في إحدى المجالس. لذلك كان يكرر ذكر بعض الأحاديث في عدة مواضع دون ترتيب، ويترك الكثير من الأحاديث.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[08 - 03 - 04, 07:13 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
ولعل للإمام الدارقطني رحمه الله كتابا خاصا أفرده للكلام على ما علل في صحيح مسلم غير التتبع وهذا يظهر بتتبع الأحاديث التي ذكرها الدمشقي في الأجوبة
- الأخوة الأفاضل .. بارك الله فيكم جميعاً
بل المتيقَّن أنَّ كلام الدارقطني موجود في علله؛ لكن إما أنه سقط من المخطوط أو يحتاج لبحث أكثر.
- فقد نقله منه الإمام ابن القيم رحمه الله في حاشيته على سنن أبي داود (7/ 346) ط دار الكتب العلمية، قال: " وقد اختلف الناس في هذا الحديث، وفي حكمه.
- فقالت طائفة لا يصح رفعه، وإنما هو موقوف.
- قال الدارقطني في كتاب العلل: " ووقفه عبد الله بن عامر الأسلمي، ويحيى القطان، وأبو ضمرة عن عبدالرحمن بن حميد، عن سعيد.
ووقفه عقيل على سعيد؛ قوله.
ووقفه يزيد بن عبد الله بن قسيط عن سعيد عن أم سلمة؛ قولها.
ووقفه ابن أبي ذئب عن الحرث بن عبدالرحمن عن أبي سلمة عن أم سلمة؛ قولها.
ووقفه عبدالرحمن بن حرملة، وقتادة، وصالح بن حسان عن سعيد؛ قوله.
- والمحفوظ عن مالك موقوف.
¥(35/234)
- قال الدارقطني: والصحيح عندي قول من وقفه ". انتهى المقصود منه، وبالله تعالى التوفيق.
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
قول الحافظ أبو مسعود عن مالك "إنما كان بآخره لا يسنده" ليس بسديد. فقد رواه عنه ابن وهب موقوفاً، وابن وهب هو أقدم من روى الموطأ عن مالك.
والدراقطني في أي حال أعلم الناس بمالك. وله عدة كتب عن مالك، يتتبع فيها اختلاف الموطأت، ويبين فيها الأحاديث التي خولفه فيها مالك، وكذلك الأحاديث التي رواها مالك في غير الموطأ.
- ما العلاقة بين كون ابن وهب أقدم رواة الموطأ عن مالك، وبين قول أبي مسعود عن تحديث مالك بالحديث: (وكان بآخره لا يسنده)؟!
لعل هذا الكلام يحتاج لشيء من إعادة النظر.
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
والدراقطني في أي حال أعلم الناس بمالك. وله عدة كتب عن مالك، يتتبع فيها اختلاف الموطأت، ويبين فيها الأحاديث التي خولفه فيها مالك، وكذلك الأحاديث التي رواها مالك في غير الموطأ.
- وههنا لفتات أخرى:
1 - إن كان الأمر تقليداً دون نظر في دليل فمما يقوي وجه الوقف أنَّ الدارقطني قد طالع كتاب مسلم ومحَّصه وقلَّبه، وقد وقف على ترجيح سفيان رفع الحديث على وقفه، وارتضاء مسلم رفع الحديث.
فترجيح الوقف على الرفع أو العكس لا يصلح فيه الترجيح بكثرة المرجِّحين لأحد الوجهين على غيره.
بمعنى: لا نستفيد كثيراً في معرفة أي الوجهين أقوى (من جهة الحجة والبرهان)، فترجيح الرفع أو الوقف بحشد من قال بهذا ومن رجَح هذا لا تنفعنا كثيراً ههنا.
إذ القضية هي النظر في حجة كل فريق على مقتضى قوانين أهل الحديث.
2 - الخلاف في الأمر قديم؛ بدليل ما نقله مسلم؛ مما قيل لسفيان: فإن هناك من يقفه؟! قال: لكني أرفعه.
3 - بالنسبة لقول أحمد في مسألة (ترجيح أحد الوجهين على الآخر) فليس فيه ما يدلّ عليه.
وكونه عمل بمقتضاه ليس دليلاً يستنبط منه ترجيحه الرفع.
4 - يبقى لكلام الدارقطني مهابة في النفوس؛ إذ حكم ورجَّح ما ارتضاه بعد وقوفه على ما تقدَّم مما ذكر الأخوة وجهه.
مع بقاء الأمر محلَّ اجتهاد بين الحفاظ.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[10 - 03 - 04, 10:47 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة محمد الأمين
أما تفضيل مسلم على الدراقطني فبعيد عندي، والله أعلم
بل إن الرازيان والنسائي أعلم من مسلم بالعلل، فما بالك بالدارقطني صاحب كتاب "الإلزامات والتتبع"؟
الحقيقة أني أطمح في التفصيلات الغزيرة التي أجملها الأخ محمد الأمين في ثلاثة أسطر.
هلاَّ تفضَّلت لنا بذكر من وافقك على تقديم الدارقطني على الإمام مسلم في المعرفة بالعلل.
وإن كنت قد جدت بما لم يأت به الأوائل فهلاَّ عرضت لنا بحثك الكبير وجهدك الغزير = اللذان أوصلاك لهذه النتيجة الضخمة.
وأقدِّم بين يدي ذلك بفائدة عابرة للتذكرة:
قد يفهم من صنيع (بعض الناس) أنَّ مسلماً كان ساذجاً في علل الحديث؛ بكلامه المستطيل عليه وعلى كتابه في غيرما موضوع وتعقيب.
وكتابه (الصحيح) إنما هو كتاب علل؟!
وكون الدارقطني استدرك عليه أشياء ووافقه في الأكثر = ليس دليلاً على رجحانه عليه في المعرفة بالعلل.
ومن أعجب الأدلة على الترجيح أن يقال: إنه ألَّف الإلزامات والتتبع فهو أعلم منه به!
إذن فلنقس عليه كل من ألَّف على مسلم تتبعاً أو إلزاماً.
- ثم إنَّ (الترجيح) في الوقف والإرسال بين (الأئمة) يلزم منه (وجود خلاف)، والخلاف يلزم منه الاجتهاد، واجتهاد أهل الحديث والعلل يختلف، ولا يلزم أحد آخر بالاجتهاد؛ ما دام أنه في حيِّز الاجتهاد.
واجتهاد المتقدمين أحبُّ إلينا من كلام المتأخرين (حيث لم يسبقوا لذاك الاجتهاد).
ولا شكَّ أنَّ ما يقوم به بعض الناس من الطعن في أحاديث في صحيح مسلم من جهة العلل (ولم يوافقه عليها أحد من المتقدمين) = أنَّ اجتهاده فيها يكون ضعيفاً (إن لم يكن مخرقةً وتخليطاً).
لأنَّ الكلام كلامٌ في العلل! وليس شرحاً لتدريب الراوي أو نقلاً من تقريب الحافظ ابن حجر!
وهذا ليس قاصراً على الاختلاف بين الوصل والإرسال، والرفع والوقف ونحوها فحسب.
بل هو عام حتى في مسائل احتمال حديث المختلطين والمدلسين و ... الخ
طبعاً ... فهذا الكلام كله (بصرف النظر تماماً) عن قضية ترجيح أحد وجهي حديث أم سلمة.
¥(35/235)
وأنا أنتظر جواباً شافياً (علمياً) من الأخ محمد الأمين فيما أجمله في الأسطر الأربعة المتقدم ذكرها حتى تعمَّ الفائدة ويكثر النفع.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[11 - 03 - 04, 03:37 ص]ـ
- فائدة:
- قال الشيخ حمزة المليباري حفظه الله: ((وجدير بالذكر أن الإمام مسلماً لا يورد في صحيحه حديثاً معلولاً؛ إلاَّ على سبيل الاحتياط أو الاستئناس.
أو التتبع وبيان العلة.
أو الاستشهاد من الحديث بما لم تؤثر فيه علته.
ولا يذكر - رحمه الله - ذلك النوع المعلول من الأحاديث في أصل الموضوع، ولا في أول الباب ثم يعتمد عليه.
- وقال أيضاً: ((وطبيعي جداً أن يطرح هنا سؤال: إن كان الإمام مسلم يبين العلل على سبيل الاستطراد حسب ما أعلنه في مقدمة كتابه فما وجه الانتقادات الموجهة نحوه من قبل الإمام أبي مسعود الدمشقي والإمام الدارقطني وغيرهما من الأئمة؟ حيث إن الانتقاد لن يكون منهم إلا على أساس خرق الإمام مسلم لمنهجه إذ اشترط فيه صحة الأحاديث في كتابه كله، ولو كانت تلك الأحاديث المنتقدة لم يذكرها مسلم إلا لشرح عللها لما وجد وجه للانتقاد والطعن إذن.
أقول: هذا سؤال وجيه وجدير بالإجابة، وقد ألف الإمام الدارقطني كتاباً أسماه "التتبع" وأوضح فيه موضوعه ومضمونه، يقول الدارقطني في مستهل كتابه التتبع:
"ابتداء ذكر أحاديث معلولة اشتمل عليها كتاب البخاري ومسلم أو أحدهما بينت عللها والصواب منها" (الإلزامات والتتبع للإمام الدارقطني (ص/120).
وهذا النص واضح جداً في موضوع هذا الكتاب هو ذكر أحاديث معلولة اشتمل عليها كتاب البخاري ومسلم أو أحدهما مع بيان عللها والصواب منها، وأنه لم يلمح فيه إلى أن الانتقاد سوف يوجه صوب صنيع الشيخين في صحيحيهما على أساس أن كلاً منهما قد أخلا بشروط كتابيهما، لأنه قال: "اشتمل عليها" ولم يوضح على أي وجه اشتمل عليها، وهو شامل لجميع أنواع الأحاديث، سواء اشتمل عليها على وجه الاحتجاج أم على وجه الاستئناس والاحتياط والاستشهاد أم على وجه التتبع وشرح العلل، ولم يقل – رحمه الله – "ذكر أحاديث معلولة احتج بها كل منهما في أصولهما".
والذي يبدو بوضوح من محتوى كتاب التتبع وإمعان النظر في عمل الدارقطني فيه أن الأحاديث التي بين عللها تصنف على أنواع:
منها: الأحاديث التي احتج بها البخاري ومسلم.
ومنها: ما أورده كل منهما في المتابعات.
ومنها: ما أورده كل منهما على سبيل الاحتياط أو الاستئناس.
ومنها: ما أورده كل منهما على سبيل التتبع وبيان العلل.
ومنها: ما ذكره مسلم في المقدمة.
أما النوع الأول فعدده قليل جداً بالنسبة إلى الأنواع الأخرى إلا النوع الأخير، والذي يصلح فيه القول أن الشيخين قد أخلا فيه بشروطهما والتزامهما بها هو النوع الأول دون سواه، فإن الأنواع الأخرى كلها تكون خارج الأصول، ولم يذكرا شيئاً منها إلا على سبيل الاعتضاد أو الاحتياط أو الاستئناس أو التتبع وشرح العلة، وغاية ما يقال بالنسبة إلى هذه الأنواع أن الإمام الدارقطني أوضح السبب الذي كان يدفع كلاً من البخاري ومسلم إلى أن يذكرا الأحاديث على ذلك النحو هو وجود علة فيها، وفي نفس الوقت فإن الإمام الدارقطني يفيدنا أيضاً من خلال تتبعه لأحاديث الصحيحين دقة الشيخين في تصحيح الأحاديث وتعليلها ووضعها في مواضعها اللائقة من الصحيح. أما البخاري فكثيراً ما يرويها معلقة بينما يوردها مسلم في أواخر الباب.
وعندما نلفي الإمام الدارقطني يؤيد أحياناً صنيع الشيخين في التصحيح أو التعليل أثناء التتبع.
أو نلفي الإمام أبا مسعود الدمشقي يصرِّح في بعض المواضع من التتبع أن الإمام مسلماً إنما أراد تبيين الخلاف لا أنه يثبت الحديث = يمكننا أن نقول:
إنَّ هؤلاء الأئمة لم يقصدوا بتتبعهم لأحاديث الشيخين توجيه الطعن نحوهما لسبب إخلالهما بشروط الصحيح وعدم التزامهما بها، وإنما أرادوا أن يبرزوا الفوائد النقدية التي تكمن في صنيعهما والتي تحتاج إلى توضيحها.
كما أرادوا أن يؤكدوا بأنَّ الكتابين من أصحَّ ما صنفه البشر على الإطلاق.
حيث إنهم لم يتحصلوا من خلال تتبعهم على جانب الإخلال إلا في عدد قليل جداً من جملة الأحاديث التي تربو على سبعة آلاف حديث.
وهو أمر طبيعي جداً لا غرابة فيه.
ونستخلص من هذه اللفتة الاستدراكية أن النتائج التي أسفر عنها تتبع الأئمة لأحاديث الشيخين هي الفوائد النقدية والمسائل الإسنادية التي يضمها الصحيحان؛ لا أنهما قد أخلا بشروطهما في أحاديثهما.
ومن هنا نجد شرَّاح الصحيحين ممن تولى الإجابة على الدارقطني في انتقاداته يقولون: هذا الانتقاد لا يضرُّ في أصل الحديث، وإنما ذكره الشيخان في المتابعة، ويسع فيها ما لا يسع في الأصول، أو لم يذكره الشيخان إلا لبيان الاختلاف.
وليس بخاف على أحد أن الإمام الدارقطني على علم تام بأن الشيخين لم يذكرا معظم الأحاديث المعلَّلة على سبيل الاحتجاج)).
- وقال أيضاً: " والإمام مسلم لا يختلف عن النقاد في مسألة زيادة الثقة، ومذهبهم فيه واحد، وهو أن يتوقف القبول والرد على دلالة القرائن التي تحف بالحديث، أما قبولها مطلقاً أو ردها مطلقاً فليس من مذهبهم بشيء.
ولهذا قال الحافظ ابن رجب الحنبلي:
"وليس ذلك – يعني قبول زيادة الثقة – قول مسلم ولا قول أئمة الحافظ".
وقال الحافظ ابن حجر: "والتحقيق أن الشيخين ليس لهما في تقديم الوصل عمل مطرد بل هو دائر مع القرائن مهما ترجح بها اعتمداه". الفتح 12/ 312
قال الحافظ ابن حجر: " والذي يجري على قواعد المحدثين أنهم لا يحكمون عليه – أي ما زاده الثقة – بحكم مستقل من القبول والرد بل يرجحون بالقرائن ". النكت 2/ 687.
وبهذا نستطيع الجزم بأن الإمام مسلماً لا يقبل زيادة الثقة مطلقاً ")).
¥(35/236)
ـ[أبو نايف]ــــــــ[12 - 03 - 04, 01:41 ص]ـ
أخي العزيز الفاضل أبو عمر حفظه الله تعالي
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالي: ذكرت لعبد الرحمن بن مهدي حديث عائشة: كان النبي صلي الله عليه وسلم إذا بعث بالهدي، .... وحديث أم سلمة: إذا دخل العشر:فبقي عبد الرحمن ولم يأت بجواب
فذكرته ليحيي بن سعيد فقال يحيي: ذاك له وجه، وهذا له وجه
حديث عائشة: إذا بعث بالهدي وأقام - وحديث أم سلمة: إذا أراد أن يضحي بالمصر
قال أحمد: وهكذا أقول. (التمهيد)
أليس يا أخي الفاضل أن الإمام أحمد يري صحة الحديثين وفي هذه القصة يبحث عن من يوفق له بين حديث (عائشة) وحديث (أم سلمة)
سكوت الإمام عبدالرحمن بن مهدي ألا يدل علي أنه يري صحة الحديثين ولهذا لم يات بجواب
وكذلك توفيق الإمام يحيي القطان بين حديث (عائشة) وحديث (أم سلمة) ألا يدل علي أنه يري صحة الحديثين
هذا وجزاك الله خيرا
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[12 - 03 - 04, 03:42 ص]ـ
- الأخ الفاضل .. أبو نايف .. وفقه الله
ما ذكرته - وفقك الله - من أخذ أحمد وغيره بحديث أم سلمة رضي الله عنها؛ بدلالة الجمع بينه وبين حديث عائشة في تقليد الهدي = ليس فيه دلالة نص من أحمد ويحيى القطان على تصحيح رفعه.
@ وبيان ذلك أنَّ أهل الحديث - وفقهاؤهم بالخصوص - إنما يوردون الجمع بين الحديثين وإن كان في أحدهما مقالاً.
- وإليكم هذا المثال ليتضح به المقال:
@ قال الإمام أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في كتابه الصحيح المسند: " باب ما يذكر في الفخذ:
ويُرْوَى عن ابن عباس، وجرهد، ومحمد بن جحش عن النبي صلى الله عليه وسلم: (الفخذ عورة)، وقال أنس: (حسر النبي صلى الله عليه وسلم عن فخذه).
وحديث أنس أسند وحديث جرهد أحوط؛ حتى يخرج من اختلافهم.
وقال أبو موسى: (غطى النبي صلى الله عليه وسلم ركبتيه حين دخل عثمان).
وقال زيد بن ثابت: (أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي).
حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا إسماعيل بن علية قال حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر، فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب نبي الله صلى الله عليه وسلم، وركب أبو طلحة وأنا رديف أبي طلحة؛ فأجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر، وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم، ثم حسر الإزار عن فخذه حتى إني أنظر إلى بياض فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم ". انتهى نقل مقصود منه.
- قال أبو عمر: فانظر إلى صنيع البخاري رحمه الله (وهو من فقهاء المحدثين المتقدمين)؛ حين ذكر حديثين في كتابه الصحيح؛ أحدهما على شرطه والآخر ليس كذلك؛ في مسألة الفخذ هل هي من عورة الرجل أم لا؟
@ ثم بيّن أنَّ الأحوط هو الأخذ بنصِّ حديث جرهد، مع كون حديث أنس أسند منه وأرجح.
@ وانظر كذلك ما يعمله أبو جعفر الطحاوي في كتابه مشكل الآثار، أو ابو قتيبة في تأويل مختلف الحديث من محاولة الجمع بين حديثين أو خبرين، وقد يكون أحدهما ضعيفاً.
@ وهذا الصنيع قد استنَّ به الفقهاء المتأخرون عامة فصاروا يجمعون بين كل متعارضين ولو كان في أحدهما نكارةً أو ضعفاً.
- فالحاصل أنَّ الجمع بين خبرين ليس دليلاً على إثبات صحة أحدهما؛ فضلاً عن ترجيح رفعه أو وقف مخالفه.
@ هذا كله أولاً ...
@ أما ثانياً (وإن كان بعيداً شيئاً ما) .. فقد يكون أحمد أو يحيى القطان أو ابن مهدي قد توقَّفوا في ترجيح أحد الوجهين فسكتوا أو أجاب بما تقدم على الاحتياط باحتمال صحة رفعه.
- وبالله تعالى التوفيق ...
ـ[أبو نايف]ــــــــ[12 - 03 - 04, 07:21 ص]ـ
أخي الفاضل أبو عمر بارك الله فيك
هل سبقك أحد من أهل العلم بهذا القول (أن أهل الحديث إنما يوردون الجمع بين الحديثين وإن كان في أحدهما مقالا)
بمعني أن المحدثين يحاولون الجمع بين قول النبي صلي الله عليه وسلم وقول أحد من الناس يعارضه؟!
وأما عن المثال فالإمام البخاري رحمه الله تعالي أخذ بحديث (الفخذ عورة) لأنه روي عن جماعة من الصحابة بأسانيد بعضها يقوي بعضا
ولهذا قال رحمه الله تعالي: ويروي عن ابن عباس وجرهد ومحمد بن جحش
ـ[أبو نايف]ــــــــ[12 - 03 - 04, 08:51 ص]ـ
¥(35/237)
وهذا الإمام الطحاوي رحمه الله تعالي يقول في مقدمة (مشكل الآثار): فإني نظرت في الآثار المروية عنه صلي الله عليه وسلم بالأسانيد المقبولة التي نقلها ذوو التثبت فيها والأمانة عليها وحسن الأداء لها فوجدت فيها أشياء مما سقطت معرفتها والعلم بما فيها عن أكثر الناس
فمال قلبي إلي تأملها وتبيان ما قدرت عليه من مشكلها ومن استخراج الأحكام التي فيها ومن نفي الإحالات عنها ..
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[12 - 03 - 04, 08:29 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو نايف
أخي الفاضل أبو عمر بارك الله فيك
هل سبقك أحد من أهل العلم بهذا القول (أن أهل الحديث إنما يوردون الجمع بين الحديثين وإن كان في أحدهما مقالا)
بمعني أن المحدثين يحاولون الجمع بين قول النبي صلي الله عليه وسلم وقول أحد من الناس يعارضه؟!
- الأخ الفاضل ... بارك الله فيك
- ههنا نقطتان حول ذا التعقيب:
الاولى: أنَّ من منهج (الفقهاء)؛ سواءٌ أكانوا محدثين أم لا = أن يجمعوا بين حديثين ولو كان أحدهما فيه نظراً على افتراض صحة أحدهما، جواباً لمن يتمسَّك بالتصحيح.
- وقد تقدَّم الجواب عليه بالتفصيل.
وهذا أمرٌ معلومٌ ظاهرٌ جداً لا يحتاج لتمثيل.
@ وبالنسبة لمثال حديث أم سلمة، فإن المخالف يرى أن حديثها موقوف عليها من قولها، ولكنه قد يجيب عنه مع كونه يرى وقفه جواباً لمن يتمسك برجحان رفعه.
النقطة الثانية، وهي أهم من الأولى: أنك فهمت - بارك الله فيك - أنني
أقلو بأنَّ المحدثين يحاولون الجمع بين سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقول (أي أحدٍ من الناس!).
@ وهذا ما لم ولن ولا أتحدث عنه.
إنما كان الكلام في أنَّ الإمام أحمد لو كان يعتقد برجحان رفع حديث أم سلمة لكنه ومع ذلك جمع بينه وبين حديث عائشة المرفوع حكماً.
فالقضية المجموع بينها ليست بين حديث أم سلمة الموقوف وبين حدي عائشة؛ لكنها بين حديث أم سلمة - على فرض رفعه - وبين حديث عائشة.
@ لذا فقولك: هل سبقك أحد من أهل العلم إلى هذا؟ وتقصد به (الجمع بين حديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبين قول أي أحد [بهذا التعميم]!).
فالجواب: لم يسبقني به أحدٌ من اهل العلم - على قصور علمي - وأنا لم أقله أصلاً ولا نقلته عن أحدٍ منهم!
لكنك فهمت هذا من كلامي فذكرته.
@ لكن .. وللفائدة فقد يكون ثمة محاولة جمع بين سنة النبي صلى الله عليه وسلم وبين آثار الصحابة التي قد يفهم منها الرفع أو خلافه.
وهذا تجد أمثلته في كتب الفقه المشتغلة بنقل الأدلة والجواب عنها.
وأقرب شيء في ذلك كتاب المحلى لأبي محمد ابن حزم رحمه الله.
______________________________
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو نايف
وأما عن المثال فالإمام البخاري رحمه الله تعالي أخذ بحديث (الفخذ عورة) لأنه روي عن جماعة من الصحابة بأسانيد بعضها يقوي بعضا
ولهذا قال رحمه الله تعالي: ويروي عن ابن عباس وجرهد ومحمد بن جحش.
- الأخ الفاضل ... بارك الله فيك
ههنا نقطتان أيضاً:
الأولى: أنَّ حديث جرهد ضعيف، وقد أعلَّ بالاضطراب والإرسال وغير ذلك.
وتجد الكلام عليه في كتب التخريج؛ وممن أعلَّه البخاري نفسه في تأريخه الكبير.
بل حتى بعض المتأخرين ذهبوا إلى ذا الحكم:
@ قال الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق (2/ 209): " وأما حديث جرهد فإنه حديث مضطرب جداً ".
@ وقال العلاَّمة الألباني رحمه الله في الإرواء (1/ 298): " ولا يشك الباحث العارف بعلم المصطلح أن مفردات هذه الأحاديث كلها معللة، وأن تصحيح أسانيدها من الطحاوي والبيهقي فيه تساهل ظاهر، غير أن مجموع هذه الأسانيد تعطي للحديث قوة فيرقى بها إلى درجة الصحيح، لاسيما وفي الباب شواهد أخرى بنحوها تأتي بعده).
ولعلك تلاحظ أنَّ الكلام على حديث جرهد وأنه أحوط لا على المجموع الذي فسَّرت به صنيع البخاري.
@ هذا كله أولاً ..
وأما أنَّ البخاري يرى صحة الأحاديث الدالة على كون الفخذ عورة فليس هناك ما يدلُّ على تصحيحه لحديث جرهد أو ابن عباس أو ابن جحش؛ فقد أشار لضعفها بتعليقها بصيغة التمريض (يُرْوى).
سواء صحَّحها بمجموع الطرق كما ذكرتَ، أو حتى بانفرادها وهو بعيد جداً على مثله كإمام.
وقد أشار لاضطراب حديث جرهد في التأريخ ومع ذلك قال عنه (أحوط)، وقال عن حديث أنس (أسند).
لكنه جمع بينها حال الخلاف الفقهي والخروج منه بأنه أحوط خروجاً من الخلاف.
وهذا ما ندور حوله من أن الفقيه يجيب بجوابٍ عن حديث قد يرى ضعفه.
__________________________
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو نايف
وهذا الإمام الطحاوي رحمه الله تعالي يقول في مقدمة (مشكل الآثار): فإني نظرت في الآثار المروية عنه صلي الله عليه وسلم بالأسانيد المقبولة التي نقلها ذوو التثبت فيها والأمانة عليها وحسن الأداء لها فوجدت فيها أشياء مما سقطت معرفتها والعلم بما فيها عن أكثر الناس فمال قلبي إلي تأملها وتبيان ما قدرت عليه من مشكلها ومن استخراج الأحكام التي فيها ومن نفي الإحالات عنها
- أما هذا النقل منك فموفق جداً.
فقد أستفدنا أنَّ من شرط الطحاوي (لنفسه) في كتابه أن لا يخرج إلاَّ حديثاً يرتضيه.
@ وإنما قلت ما قلت في تعقيبي الأول لأني كنت أحسب أنه لا يرى صحة كل أحاديث كتابه حتى رأيت مقدمته التي تفضلت بنقلها.
ومنها حديث جرهد إذ ذكره في كتابه ذاك مع كونه ضعيفاً عند التحقيق.
وعلى كلٍّ فهي صحيحةٌ عنده وعند من يقلّده، وقد لا تكون كذلك في نفس الأمر.
- هذا ما تبيَّن لي، وبالله تعالى التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
¥(35/238)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[12 - 03 - 04, 08:44 م]ـ
يرفع لعدم قابلية الرفع.
ملاحظة ..
الأخوة المشرفون .. صرت كلما كتبت تعقيباً لم يرتفع الموضوع ولم يظهر اسم آخر معقب على الموضوع وهو أبو عمر السمرقندي؛ إلا بعد أن أعمل تعقيباً أؤكد فيه رفع الموضوع كما هو الأمر ههنا.
أرجو تدارك هذا الخلل إن كان ثمة خلل ما.
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو نايف]ــــــــ[13 - 03 - 04, 12:53 ص]ـ
من قال أن الإمام أحمد رحمه الله ذهب يبحث عن من يوفق له بين حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم وبين قول صحابي يعارضه
فقد غلط عليه ولا شك
ونصوص رسول الله صلي الله عليه وسلم أجل عند الإمام أحمد وسائر أئمة الحديث من أن يقدموا عليها قول صاحب
قال العلامة الإمام ابن القيم رحمه الله تعالي في (اعلام الموقعين 1:24): أصول فتاوي أحمد بن حنبل
أحدها:
النصوص، فإذا وجد النص أفتي بموجبه ولم يلتفت إلي ما خالفه ولا من خالفه كائناً من كان ....
ولم يكن يقدم علي الحديث الصحيح عملاً ولا رأياً ولا قياساً ولا قول صاحب.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 03 - 04, 02:58 ص]ـ
- الحقيقة أنَّ بعض الأخوة يلجؤون غيرهم بالتعقيب الذي لا داعي له غير التكرار والإعادة.
@ ولأجل غلبة احتمال عدم حصول الفهم المطلوب من تعقيبيَّ السابقين من بعض الأخوة = فها أنا أعيد شرح ما استشكل وصعب فهمه جداً على بعض الأخوة.
لعل الله أن يفتح عليه بفهم كلامي فيترك التعقيب بما لا جدوى منه، من اتهامي بالغلط لما لم اقل به يوماً ولا يفهم أصالة من كلامي حتى الآن.
وما انبني على باطل فو باطل!
- عندنا مسألتان:
1 - الأولى: أنَّ حديث أم سلمة رضي الله عنها قد وقع فيه خلاف بين الرفع والوقف.
@ فمن قال بالرفع فحديث أم سلمة يصلح حجة عنده بلا خلاف، إذ هو قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فيحتاج أن يجيب عن حديث عائشة المتقدم الذي ظاهره التعارض مع ذا الحديث.
@ ومن قال بالوقف فحديث أم سلمة لا يصلح أن كون حجةً صالحة فلا يقوى على معارضة حديث عائشة رضي الله عنها.
2 - المسألة الثانية: إن قيل: بل الصحيح أنَّ حديث أم سلمة صحيح رفعه لا وقفه، وعليه فقد حصل التعارض (الظاهر بينهما) من جهة القوة والدلالة، ولا بد من الجواب عنه.
فتأتي إجابة الإمام أحمد ((على افتراض كون حديث أم سلمة مرفوعاً)) ليدفع ويزيل شبهة التعارض بينهما.
- بمعنى: أنه ((على سبيل التنزُّل)) لو كان حديث أم سلمة مرفوعاً فالجواب أنّض لكل منهما وجهه ولا تعارض والحمدلله.
هذا كله لو سلَّمنا أنَّ حديث أم سلمة مرفوعٌ أصلاً.
وإلاَّ .. فالجواب القاطع للنزاع لمن أراده إثبات أنّه موقوف.
لكن يبقى الجواب عن التعارض ((بين مرفوعين احتمالاً)) على سبيل التنزُّل ليس إلاَّ.
- فإذن ... الجواب عن التعارض ((الظاهر)) لأجل ((احتمال)) رفع حديث أم سلمة لا علاقة له بترجيح رفع الحديث أو وقفه ألبتة.
- وأرجو أن يكون الكلام بعد هذا التعقيب واضحاً جداً بما فيه الكفاية!
ـ[أبو نايف]ــــــــ[13 - 03 - 04, 06:38 ص]ـ
المعني بكلامي بارك الله فيك
هو من قال ((أن الإمام أحمد يري وقف حديث أم سلمة))
ولهذا ذهب يبحث عن من يوفق له بين حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم وبين قول صحابي يعارضه
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 03 - 04, 07:03 ص]ـ
- وأنت .. بارك الله فيك
لم يقل بهذا الكلام الذي نقلته ههنا بـ (نصه) غيرك.
_______
وعلى كلٍّ ... فأستسمحك عن كل ما ساءك مني في تعقيباتي السابقة دونما استثناء.
فغفر الله لي ولك ووفقنا لمحابه دوماً.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[13 - 03 - 04, 07:03 ص]ـ
أطلب من المشرف حذف جميع مشاركاتي في هذا الموضوع
ـ[أبو نايف]ــــــــ[13 - 03 - 04, 07:20 ص]ـ
وأطلب من أخي الفاضل الكريم أبو عمر حفظه الله تعالي
أن يسامحني ان بدر مني ما يزعجه
فجزاه الله خير الجزاء
وبارك الله فيه وفي علمه
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[19 - 04 - 04, 08:53 م]ـ
- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في هدي الساري (ص/364 - 365) ط/ الريان: ((لا ريب في تقديم البخاري ثم مسلم؛ على أهل عصرهما، ومن بعده من أئمة هذا الفن = في معرفة الصحيح والمعلَّل.
فإنهم لا يختلفون في أن علي بن المديني كان أعلم أقرانه بعلل الحديث، وعنه أخذ البخاري ذلك.
حتى كان يقول: (ما استصغرت نفسي عند أحد إلاَّ عند علي بن المديني).
ومع ذلك فكان علي بن المديني إذا بلغه ذلك عن البخاري يقول: (دعوا قوله؛ فإنه ما رأى مثل نفسه)!
وكان محمد بن يحيى الذهلي أعلم أهل عصره بعلل حديث الزهري، وقد استفاد منه ذلك الشيخان جميعاً.
وروى الفربري عن البخاري قال: (ما أدخلت في الصحيح حديثاً إلا بعد أن استخرت الله تعالى وتيقنت صحته.
وقال مكي بن عبد الله: سمعت مسلم بن الحجاج يقول: عرضت كتابي هذا على أبي زرعة الرازي فكل ما أشار أن له علة تركته.
فإذا عرف وتقرر أنهما لا يخرجان من الحديث إلاَّ ما لا علة له، أو له علة؛ إلاَّ أنها غير مؤثرة عندهما.
فبتقدير توجيه كلام من انتقد عليهما يكون قوله معارضاً لتصحيحهما.
ولا ريب في تقديمهما في ذلك على غيرهما فيندفع الاعتراض من حيث الجملة)).
¥(35/239)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[31 - 10 - 04, 12:18 ص]ـ
أخي ابن وهب
تفضيلك للبخاري وابن المديني على الدراقطني لا نزاع فيه
أما تفضيل مسلم على الدراقطني فبعيد عندي، والله أعلم
بل إن الرازيان والنسائي أعلم من مسلم بالعلل، فما بالك بالدارقطني صاحب كتاب "الإلزامات والتتبع"؟
- نرجو من الأخ محمد الأمين أن يبيِّن لنا بكلام علميٍّ مفيد كيف توصَّل إلى هذه النتيجة الكبيرة، وهي أنَّ الدارقطني (صاحب الإلزامات والتتبُّع!) أعلم من مسلم بالعلل.
وما وجهُ بُعد كون مسلم أعلم من الدارقطني بالعلل.
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 01 - 05, 03:55 م]ـ
للفائدة، ولقرب دخول عشر ذي الحجة.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[27 - 12 - 06, 08:28 م]ـ
قد يكون خلاصة هذا الحوار المفيد:
أن الحديث ورد من طرق صحيحة بعضها موقوف على أم سلمة وبعضها مرفوع ...
وأن إعلال الدارقطني للحديث لم يتابع عليه ...
والله أعلم.
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[27 - 12 - 06, 10:06 م]ـ
لعله عند الكلام عن الإمام مسلم وكلامه في العلل، لا بد للمتكلم من مطالعة كتاب التمييز أولا.
وأقتطف منه مقدمته:
أما بعد: فإنك يرحمك الله ذكرت أن قبلك قوماً، ينكرون قول القائل من أهل العلم إذا قال: هذا حديث خطأ، و هذا حديث صحيح، و فلان يخطئ في روايته حديث كذا، و صواب ما روى فلان بخلافه. و ذكرت أنهم استعظموا ذلك من قول من قاله. و نسبوه إلى اغتياب الصالحين من السلف الماضين، و حتى قالوا: إن من ادعى تمييز خطأ روايتهم من صوابها متخرص بما لا علم له به، و مدع علم غيب لا يوصل إليه.
و اعلم وفقنا الله و إياك أن لو لا كثرة جهلة العوام مستنكري الحق و رواية بالجهالة لما بان فضل عالم على جاهل، و لا تبين علم من جهل. و لكن الجاهل ينكر العلم لتركيب الجهل فيه. و ضد العلم هو الجهل. فكل ضد ناف لضده، دافع له لا محالة، فلا يهولنك استنكار الجهال و كثرة الرعاع لما خص به قوم و حرموه فإن اعتداد العلم دائر إلى معدنه، و الجهل واقف على أهله
وسألت أن أذكر لك في كتابي رواية أحاديث مما وهم قوم في روايتها. فصارت تلك الأحاديث عند أهل العلم في عداد الغلط و الخطأ، بيان شاف أبينها لك حتى يتضح لك و لغيرك - ممن سبيله طلب الصواب، سبيلك - غلط من غلط و صواب من أصاب منهم فيها، و سأذكر لك إن شاء الله من ذلك ما يرشدك الله و تهجم على أكثر مما أذكره لك في كتابي، و بالله التوفيق
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[21 - 11 - 07, 03:17 م]ـ
للرفع .. لعلنا نستفيد من الفضلاء أكثر.
ـ[حسين ابو يحي]ــــــــ[21 - 11 - 07, 06:43 م]ـ
طيب يا اخوان اذا صح الحديث مرفوعا .. هل يبطله وقفه من طريق اخر
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[21 - 11 - 07, 06:49 م]ـ
بارك الله فيك
الإخوة -جزاهم الله خيراً- يتكلمون في العلل، لا في مجرد صحة الإسناد.
فقد يكون الحديث مروياً بإسناد صحيح ولكنَّ له علة تخفى على من ليسوا من أهل الفن مثلي، وهذه العلة تجعل الناقد يجزم أو يغلب على ظنه أن الموقوف هو الصواب وأن الرفع خطأ. والله أعلم.(35/240)
هدية لأخوتي برنامج تخريج الأحاديث للشيخ الألباني
ـ[أبو الجود]ــــــــ[17 - 09 - 02, 01:00 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته يسعدني أن اقدم لكم هذا البرنامج المفيد جدا و هو بصيغة الأكسس و ما عليك إلا تحميله بالضغط على أيقونة البرنامج ثم تجد أمامك تخريج أي حديث خرجه الشيخ رحمه الله تعالى
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 09 - 02, 07:35 ص]ـ
لم يفتح معي بعد التنزيل.
لا ادري ما المشكلة.
لعلّ احد الإخوة يخبرني إن كان الملف فتح معه عن طريق فك الضغط.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[17 - 09 - 02, 09:05 ص]ـ
أنا أيضا لم يفتح معي بعد التنزيل.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[17 - 09 - 02, 12:02 م]ـ
وأنا كذلك لم يفتح معي.
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[17 - 09 - 02, 02:03 م]ـ
بورك فيكم، هذا البرنامج مهم جدا حبذا الاستعانة بعد الله بأهل الخبره فلعل الرابط فيه خلل.
ـ[عبد المهيمن]ــــــــ[17 - 09 - 02, 04:59 م]ـ
أحبابي الأفاضل
الموسوعة ضخمة لا يحتملها الموقع في تبلغ تقريبا 3 ميغا إذا ضغطت من يريدها فليتصل بي عن طريق الماسنجر
aliahmed30@hotmail.com
الساعة 10 ليلا بتوقيت مكة اليوم إن شاء الله
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 09 - 02, 05:13 م]ـ
قد لا أستطيع الدخول للماسنجر في ذلك الوقت أخي عبدالمهيمن.
فكيف بالإمكان أن أحصل على نسخة؟
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[17 - 09 - 02, 08:05 م]ـ
السلام عليكم
لا أظن أن باستطاعتك إرسالها عن طريق الماسنجر فحجمها
تقريباً 8 ميغا
وقد حملتُها قبل سنة تقريباً
ولا أذكر من أين فلعلي أبحث وأوافيكم بها
وللأهمية فهي غير معتمدة وإنما تحت التصحيح
ـ[أبو يوسف المكي]ــــــــ[08 - 12 - 07, 02:23 م]ـ
http://img182.imageshack.us/img182/6756/bismellah46kast7rv9jr0.gif
برنامج للتأكد من صحة الأحاديث للشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ((الاصدار الاول)) & ((الاصدار الثاني)) وبروابط جديدة
الاصدار الاول
بحيث لديه خاصية البحث سواء البحث المتقدم أو السريع
في جميع كتب الشيخ الألباني رحمه الله
اليكم بعض صور البرنامج
http://img141.imageshack.us/img141/3029/100uw5.png
http://img89.imageshack.us/img89/5756/101os8.png
http://img180.imageshack.us/img180/2317/102gd7.png
http://img132.imageshack.us/img132/742/103de2.png
http://img132.imageshack.us/img132/7777/105wl1.png
للتحميل
http://www.egoshare.com/912f7b4521c1ab82241740377fd83e20/maktabat_alalbany_v2_mrar.html
أو الرابط التالي
http://www.alalbany.biz/alalbany/maktabat_alalbany/maktabat_alalbany_v2_m.exe
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[08 - 12 - 07, 04:45 م]ـ
والبرامج لا يفتح عندي أيضا
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[09 - 12 - 07, 08:48 ص]ـ
والبرنامج لا يفتح عندي أيضاً
ـ[عبد العزيز الأثري]ــــــــ[13 - 12 - 07, 07:41 م]ـ
وأنا كذلك لا يفتح عندي البرنامج
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[14 - 12 - 07, 05:21 م]ـ
كنت نزلته قبل ذلك ولم يفتح معي أيضاً، ولكن عند تغيير خيارات scree rosolusion إلى 600 * 800 فتح معي
properties-setting-screen rosolusion
أسأل الله تعالى أن يفلح هذا معكم
ـ[أبو مالك الأثري]ــــــــ[31 - 12 - 09, 08:22 ص]ـ
هل من الممكن بارك الله فيك شرح طريقة التحميل
ألأن هذه الرسلة تطلع عند الضغط على الرابط الأول
Please wait 12 seconds. Loading...
ويقف عند الرقم: 12
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[05 - 05 - 10, 08:21 م]ـ
الموقع
http://www.alalbany.net/albany_programs.php
البرنامج تحميل مباشر
http://www.alalbany.info/alalbany/maktabat_alalbany/maktabat_alalbany_v2_m.exe (http://www.alalbany.net/albany_programs.php)
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[06 - 05 - 10, 09:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الجواد ابن مختار]ــــــــ[22 - 06 - 10, 10:38 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب الرابط الأول فيه صور خليعة جدا أرجو أن تحذفها أو تغيرها
ـ[أبو مزني]ــــــــ[27 - 06 - 10, 10:36 م]ـ
جزاك الله خيرا(35/241)
الكلام على حديث (إن الله حيي ستير)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 09 - 02, 01:08 م]ـ
هذا تخريج قديم كتبته لهذا الحديث يعوزه شيء من التحرير
فلعلي أنشره كما هو ثم بعد ذلك يضاف له ما يفتح الله به
هذا الحديث اخرجه احمد (4/ 224) وابوداود (4013) والنسائى (1/ 200) والطبرانى فى الكبير (22/ (670)) والبيهقى (1/ 198) من طريق ابى بكر بن عياش عن عبدالملك بن ابى سليمان عن عطاء عن صفوان بن يعلىعن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الله حيي ستير فاذا اراد احدكم ان يغتسل فليتوارى بشئ)
واخرجه ابوداود (4012) والنسائى (1/ 200) والبيهقى (1/ 198) من طريق زهير بن معاويةعن عبدالملك بن ابى سليمان عن عطاء عن يعلى
واخرجه عبد الرزاق (1111) عن ابن جريج عن عطاء مرسلا وكذلك هناد فى الزهد (2/ 629) عن عبدة عن عبدالملك عن عطاء مرسلا
فاذا تاملت هذه الطرق تبين لك ان الصواب زهير بدون ذكر صفوان فيكون على هذا منقطعا وهو ما قاله الامام احمد وابوزرعة كما فى فتح البارى لابن رجب (1/ 334) والعلل لابن ابى حاتم (2/ 392) قال ابو زرعة (لم يصنع فيه ابوبكر بن عياش شيئاوكان ابوبكر فى حفظه شئ والحديث حديث الذى رواه زهير واسباطبن محمدعن عبد الملك عن عطاء عن يعلى بن امية عن النبى صلى الله عليه وسلم) اه
هذا بالنسنة لرواية عبد الملك وفيها امر آخر وهو الارسال حيث قا ل ابن ابى حاتم فى العلل (1/ 19) سالت ابى عن حديث رواه شاذان عن ابىبكربن عياش عبد الملك عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن ابيه النبى صلى الله عليه وسلم قال (ان الله حيي ستير فاذا اغتسل احدكم فليستتر) قلت لابى وقد رايت عن احمدبن يونس عن ابى بكر عن عبد الملك عن عطاء عن النبى صلى الله عليه وسلم مرسل قلت لابى هذا المتصل محفوظ قال ليس بذاك)
ورواية عبد الرزاق عن ابن جريج تؤيد الارسال
وقال ابوداود بعد اخراج الروايتين (الاول اتم)
يعنى الرواية بدون ذكر صفوان
ورواه احمد (4/ 224) وهناد (2/ 628) عن وكيع عن ابن ابى ليلى عن عطاء عن يعلى ابن امية
وابن ابى ليلىضعيف مع الانقطاع بين عطاء ويعلى كما سبق
*وللحديث شاهد عن ابن عباس موقوفا
اخرجه ابن ابى حاتم فى التفسير (8/ 2632) حدثنا الربيع بن سليمان ثناابن وهبانبا سليمانابن بلال عن عمروبنابىعمروعن عكرمةعن ابن عباس موقوفا وكذلك اخرجه ابوداود (5192) والبيهقى (7/ 97) ,وقد صححه ابن كثير فى التفسير (3/ 315) واحافظ ابن حجر فى الفتح (11/ 31) وذكره السيوطى فى الاكليل ص 164ولكن ابوداود والمنذرى ضعفوه وذلك لوجودعمرو ابن ابى عمرو فى اسنادوهو ابن ميسرةوروايته عن عكرمة فيها نظر حيث انكر عليه العلماءحديث البهيمة وكذلك انكر عليه ابوداودهذا الحديث عن عكرمة
*وللحديث شاهد عن بهز بن حكيم عن ابيه عن جده اخرجهاالسهمى فى تاريخ جرجان ص374وابن عساكر كما فى الكنز (5/ 92) وفى اسناده جهالة
فتبين بهذاان الحيث لايصح من كل طرقه وان حديث يعلى هواقواها على مافيه من الانقطاع والارسال
واما حديث ابن عباس الموقوف فقال ابو داودبعد الحديث (حديث عبيد الله وعطاء يفسد هذا الحديث)
فهو منكر
واما حديث بهز ففيه جهالة
فعلى هذا لايكون الحديث صحيحا
ونستفيد من هذا دقة علم المتقدمين بعلم الحديث بخلاف بعض المتاخرين
والله تعالى اعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 09 - 02, 01:09 م]ـ
قال الأخ المدهش
شكرا لك يا عبدالرحمن الفقيه على هذا البحث القيم
ولكن؟ ألم يصحح الشيخ الألباني رحمه الله هذا
الحديث، بل ذكر تلميذه سمير الزهيري في ترجمته
أن الشيخ كان متوجها من المدينة الى جدة فحصل
له حادث وانقلبت السيارة فذهب الناس لاسعافه
وهم يقولون ياساتر فماكان من الشيخ الا أن نهاهم
وبين لهم أن الساتر ليس من أسماء الله، وأن
الثابت هو (ستير).
فأرجو من طلبة العلم وخصوصا الشيخ الفاضل
ابوطارق أن يدلوا بدلوهم في هذه المسألة ..
والله أعلم
عبدالرحمن الفقيه:
الاخ الفاضل لقد اطلعت على كلام الالبانى رحمه الله فى تصحيحه لهذا الحديث وكتبت هذا الموضوع تعقيبا عليه وكل يؤخذ من قوله ويرد واود ان تطلع على كلام الشيخ الالبانى على هذا الحديث وتقارن وكلام الشيخ الالبانى فى ارواء الغليل (7/ 367) رقم (2335) واذا كان عندي شئ من الخطا فبينه لي وجزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 09 - 02, 01:11 م]ـ
نقاش من بعض الإخوة حول الحديث
¥(35/242)
قال الكاتب إبن عدي
إلى الشيخ عبدالرحمن الفقيه، حديث (ستير)
إلى الشيخ عبدالرحمن وفقه الله:
كنتم قد كتبتم في مقال سابق بحثا بخصوص حديث ستير:
فأشكر لكم هذا الجهد الرائع، والبذل المتواصل، ويعلم الله أنني كنت قلقا بسبب شحكم بالمشاركات في الآونة الخيرة، لكنني تنفست الصعداء، وعلمت أنكم بإذن الله معينا لا ينضب وشمسا لن تغيب.
وبعد:
فإنكم قد تطرقتم لبحث حديث ستير وانفصلتم إلى تضعيفه، ولي على ذلك البحث ملاحظتان:
الأولى: للحديث شاهد من طريق عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة وقلتم بشأنه:
عمرو ابن ابى عمرو فى اسناده وهو ابن ميسرة وروايته عن عكرمة فيها نظر حيث انكر عليه العلماء حديث البهيمة.
قلت: نعم حفظك الله أنكر العلماء عليه حديث البهيمة، وباقي روايته عن عكرمة مستقيمة لا مطعن فيها ولا مغمز، ومثله كثير من الرواة يستنكر عليه حديث أو إثنان وتبقى روايته الأصل فيها الصحة، كمثل العلاء بن عبد الرحمن الذي إستنكرت عليه روايته لحديث: إذا انتصف شعبان فهذا خطأ وباقي حديثه مستقيم، وكذلك عمرو بن شعيب أنكرت عليه زيادة أو نقص في حديث الوضوء وباقي روايته تقبل ولا يطعن فيها، وعندي من هذا كثير ومثله لا يخفى عليكم، ولو عدنا إلى عمرو بن أبي عمرو وروايته لهذا الحديث (ستير) لا نجد هذا الحديث إستنكره الحفاظ عليه إن لن تخني الذاكرة كالعقيلي أو ابن عدي أو الذهبي، فكان ماذا ومن ذا الذي يسلم من الخطأ والخطايا، كما أن حديث عمرو بن أبي عمرو هذا قد صححه موقوفا الحافظ ابن كثير في تفسيره (304:3) والحافظ ابن حجر في الفتح (31:11).
الثانية: قال الأخ راية التوحيد معقبا:
ألا يكون من الأدلة القوية في تقديم رواية المُرسِل (ابن جريج) على رواية عبد الملك بن أبي سليمان الذي وصل الحديث = كون ابن جريج أوثق من عبد الملك في عطاء، فنقدم رواية ابن جريج المرسلة على رواية عبد الملك الموصولة، ويكون الصحيح في هذا الحديث أنه مرسلاً.
جاء في ((مسائل الإمام أحمد بن حنبل)) برواية ابنه أبي الفضل صالح (ص 258):
((قال أبي: كان عبد الملك بن أبي سليمان من الحفاظ، إلا أنه يخالف ابن جريج في إسناد أحاديث.
وقال: ابن جريج أثبت عندنا منه.
قال أبي: عمرو بن دينار وابن جريج أثبت الناس في عطاء.)) [دار الوطن].
قلت: نعم لو كان كذلك لكن ابن جريج رواه على الجادة عند عبد الرزاق (1111) عن ابن جريج عن عطاء مرسلا، فتبين أن الوهم ممن رواه عنه.
لذلك نرى أن الحافظ أبا زرعة فيما نقلتموه عنه عصّب الجناية على أبي بكر بن عياش.
لذا والعلم عند الله أرى أن الحديث مرسلا عن عطاء، وموقوفا على ابن عباس يرتفع لدرجة القبول.
تنبيه:
وجدت الألباني رحمه الله قد صحح هذا الحديث في الإرواء (2335)، لكنه قوى رواية عطاء المسندة بروايته المنقطعة، جريا على قواعد المتأخرين في زيادة الثقة.
إثراء للبحث العلمي المتجرد، أنا بإنتظار مشركاتكم حفظكم الله.
قال عبدالرحمن الفقيه
أحسنت اخي الكريم بارك الله فيك وزادنا واياك علما
وكلنا راد ومردود عليه وهدفنا هو الوصول الى الصواب باذن الله
اذكر لك أولا ما كنت قد كتبته حول هذا الموضوع
(هذا الحديث اخرجه احمد (4/ 224) وابوداود (4013) والنسائى (1/ 200) والطبرانى فى الكبير (22/ (670)) والبيهقى (1/ 198) من طريق ابى بكر بن عياش عن عبدالملك بن ابى سليمان عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الله حيي ستير فاذا اراد احدكم ان يغتسل فليتوارى بشئ)
واخرجه ابوداود (4012) والنسائى (1/ 200) والبيهقى (1/ 198) من طريق زهير بن معاويةعن عبدالملك بن ابى سليمان عن عطاء عن يعلى
واخرجه عبد الرزاق (1111) عن ابن جريج عن عطاء مرسلا وكذلك هناد فى الزهد (2/ 629) عن عبدة عن عبدالملك عن عطاء مرسلا
فاذا تاملت هذه الطرق تبين لك ان الصواب زهير بدون ذكر صفوان فيكون على هذا منقطعا
وهو ما قاله الامام احمد وابوزرعة كما فى فتح البارى لابن رجب (1/ 334) والعلل لابن ابى حاتم (2/ 392) قال ابو زرعة (لم يصنع فيه ابوبكر بن عياش شيئاوكان ابوبكر فى حفظه شئ والحديث حديث الذى رواه زهير واسباطبن محمدعن عبد الملك عن عطاء عن يعلى بن امية عن النبى صلى الله عليه وسلم) اه
هذا بالنسنة لرواية عبد الملك
¥(35/243)
وفيها امر آخر وهو الارسال حيث قا ل ابن ابى حاتم فى العلل (1/ 19) سالت ابى عن حديث رواه شاذان عن ابىبكربن عياش عبد الملك عن عطاء عن صفوان بن يعلى عن ابيه النبى صلى الله عليه وسلم قال (ان الله حيي ستير فاذا اغتسل احدكم فليستتر) قلت لابى وقد رايت عن احمدبن يونس عن ابى بكر عن عبد الملك عن عطاء عن النبى صلى الله عليه وسلم مرسل قلت لابى هذا المتصل محفوظ قال ليس بذاك)
ورواية عبد الرزاق عن ابن جريج تؤيد الارسال
وقال ابوداود بعد اخراج الروايتين (الاول اتم)
يعنى الرواية بدون ذكر صفوان
ورواه احمد (4/ 224) وهناد (2/ 628) عن وكيع عن ابن ابى ليلى عن عطاء عن يعلى ابن امية
وابن ابى ليلى ضعيف مع الانقطاع بين عطاء ويعلى كما سبق
*وللحديث شاهد عن ابن عباس موقوفا
اخرجه ابن ابى حاتم فى التفسير (8/ 2632) حدثنا الربيع بن سليمان ثناابن وهبانبا سليمانابن بلال عن عمروبنابىعمروعن عكرمةعن ابن عباس موقوفا وكذلك اخرجه ابوداود (5192) والبيهقى (7/ 97) ,وقد صححه ابن كثير فى التفسير (3/ 315) والحافظ ابن حجر فى الفتح (11/ 31) وذكره السيوطى فى الاكليل ص
164ولكن ابوداود والمنذرى ضعفوه وذلك لوجودعمرو ابن ابى عمرو فى اسنادوهو ابن ميسرة
وروايته عن عكرمة فيها نظر حيث انكر عليه العلماءحديث البهيمة
وكذلك انكر عليه ابوداودهذا الحديث عن عكرمة
*وللحديث شاهد عن بهز بن حكيم عن ابيه عن جده اخرجهاالسهمى فى تاريخ جرجان ص374وابن عساكر كما فى الكنز (5/ 92) وفى اسناده جهالة
فتبين بهذاان الحيث لايصح من كل طرقه وان حديث يعلى هواقواها على مافيه من الانقطاع والارسال
واما حديث ابن عباس الموقوف فقال ابو داودبعد الحديث (حديث عبيد الله وعطاء يفسد هذا الحديث)
فهو منكر
واما حديث بهز ففيه جهالة
فعلى هذا لايكون الحديث صحيحا
فلا يجوز ان نثبت به صفة لله سبحانه
ونستفيد من هذا دقة علم المتقدمين بعلم الحديث بخلاف بعض المتاخرين
والله تعالى اعلم)
انتهى ما كنت قد كتبته سابقا
فلعلك تتأمله جيدا
الاجابة عن الاشكالات التي اوردها الأخ الفاضل بارك الله فيه
قال الأخ الفاضل (ولو عدنا إلى عمرو بن أبي عمرو وروايته لهذا الحديث (ستير) لا نجد هذا الحديث إستنكره الحفاظ عليه إن لن تخني الذاكرة كالعقيلي أو ابن عدي أو الذهبي، فكان ماذا ومن ذا الذي يسلم من الخطأ والخطايا، كما أن حديث عمرو بن أبي عمرو هذا قد صححه موقوفا الحافظ ابن كثير في تفسيره (304:3) والحافظ ابن حجر في الفتح (31:11).)
فبالنسبة لما ذكرت فقد كتبت في تخريج الحديث (وكذلك انكر عليه ابوداودهذا الحديث عن عكرمة)
فأبوداود رحمه الله أنكر هذا الحديث على عمرو ابن أبي عمرو حيث قال في سننه (باب الاستئذان في العورات الثلاث
5191 حدثنا بن السرح قال ثنا ح وثنا بن سفيان وابن عبدة وهذا حديثه قالا أخبرنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد سمع بن عباس يقول لم يؤمر بها أكثر الناس آية الإذن وإني لآمر جاريتي هذه تستأذن علي قال أبو داود وكذلك رواه عطاء عن بن عباس يأمر به
5192 حدثنا عبد الله بن مسلمة ثنا عبد العزيز يعني بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة أن نفرا من أهل العراق قالوا يا ابن عباس كيف ترى في هذه الآية التي أمرنا فيها بما أمرنا ولا يعمل بها أحد قول الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم إلى عليم حكيم
قال بن عباس (إن الله حليم رحيم بالمؤمنين يحب الستر) (في رواية غير ابي داود ستير كما عند البيهقي (7/ 97)) وكان الناس ليس لبيوتهم ستور ولا حجال فربما دخل الخادم أو الولد أو يتيمة الرجل والرجل على أهله فأمرهم الله بالاستئذان في تلك العورات فجاءهم الله بالستور والخير فلم أر أحدا يعمل بذلك بعد
((((قال أبو داود حديث عبيد الله وعطاء يفسد هذا))))
وقال البيهقي (حديث عبيدالله ابن ابي يزيد وعطاء يضعف هذه الرواية)
ومعنى كلامه رحمه الله (أن الرواية الأولى عن ابن عباس يامر بالستر
والثانية فيها التصريح بالنسخ (وهذه هي التي فيها لفظ ستير عند غير أبي داود)
¥(35/244)
فأنكر أبوداود رحمه الله الرواية الثانية بقوله (قال أبو داود حديث عبيد الله وعطاء يفسد هذا)
ومعنى هذا أن رواية عبيدالله وعطاء عن ابن عباس ليس فيها التصريح بالنسخ بينما هذه فيها التصريح فلم يقبلها أبوداود رحمه الله واعتبرها طريقا فاسدة
ولو تأملت اسنادها لتبين لك أن أقرب من يلصق به الغلط هو عمرو
وقد استنكر له العلماء عن عكرمة غير هذا الحديث فالصاق الغلط به أولى
فتبين لنا انكار أن أبا داود والبيهقي قد استنكرا هذه الرواية
والله أعلم
قال الأخ الفاضل (الثانية: قال الأخ خليل بن محمد معقبا:
ألا يكون من الأدلة القوية في تقديم رواية المُرسِل (ابن جريج) على رواية عبد الملك بن أبي سليمان الذي وصل الحديث = كون ابن جريج أوثق من عبد الملك في عطاء، فنقدم رواية ابن جريج المرسلة على رواية عبد الملك الموصولة، ويكون الصحيح في هذا الحديث أنه مرسلاً.
جاء في ((مسائل الإمام أحمد بن حنبل)) برواية ابنه أبي الفضل صالح (ص 258):
((قال أبي: كان عبد الملك بن أبي سليمان من الحفاظ، إلا أنه يخالف ابن جريج في إسناد أحاديث.
وقال: ابن جريج أثبت عندنا منه.
قال أبي: عمرو بن دينار وابن جريج أثبت الناس في عطاء.)) [دار الوطن].
قلت: نعم لو كان كذلك لكن ابن جريج رواه على الجادة عند عبد الرزاق (1111) عن ابن جريج عن عطاء مرسلا، فتبين أن الوهم ممن رواه عنه.
لذلك نرى أن الحافظ أبا زرعة فيما نقلتموه عنه عصّب الجناية على أبي بكر بن عياش.
لذا والعلم عند الله أرى أن الحديث مرسلا عن عطاء، وموقوفا على ابن عباس يرتفع لدرجة القبول.
تنبيه:
وجدت الألباني رحمه الله قد صحح هذا الحديث في الإرواء (2335)، لكنه قوى رواية عطاء المسندة بروايته المنقطعة، جريا على قواعد المتأخرين في زيادة الثقة.
إثراء للبحث العلمي المتجرد، أنا بإنتظار مشركاتكم حفظكم الله.)
فبالنسبة لما ذكر فالحديث الصحيح فيه الارسال كما سبق
وكلام الحفاظ على نقده موصولا
فيبقى على ارساله
ولا يتقوى بالرواية الموقوفة عن ابن عباس لما تقدم من كلام العلماء عليها
والله أعلم
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 09 - 02, 05:47 م]ـ
أحسن الله للشيخ أبي عمر وبارك فيه.
فائدة جانبيّة:
(سَتِير) على وزن (فَعِيل).
كذا في (النهاية) و (لسان العرب) و (القاموس المحيط).
والله أعلم.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[17 - 09 - 02, 09:56 م]ـ
بارك الله في شيخنا الكريم عبدالرحمن الفقيه ..
فطالما استفدنا منه .. وطالما صبر على (ثقالتنا) ولكن لن ننساها له بإذن الله ..
وبالنسبة للأخ هيثم بارك الله فيه ..
فائدة عزيزة، وكلك فوائد ..
ـ[المنهال]ــــــــ[26 - 09 - 02, 02:27 م]ـ
أخي الفاضل عبدالرحمن الفقيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
قرأت كلامك على حديث إن الله ستير وهو بحث نافع ومفيد وقلت في آخر البحث فعلى هذا لايكون الحديث صحيحا فلايجوز ان نثبت به صفة لله سبحانه.
ووجه التعقيب وفقك الله ما يلي
انك قلت لايجوز ان نثبت به صفة لله والصحيح ان يقال الا نثبت به اسما لأن الصفة ثابتة لله سواء صح الحديث اولا
ويدل على ذلك ما يلي
روى البخاري (2661) ومسلم (2768) من طريق قتادة عن صفوان بن محرز قال رجل لابن عمر كيف سمعت رسول الله يقول في النجوى 00000حتى قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا 00الحديث
وروى البخاري (2254) ومسلم (2291) من حديث ابى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (كل أمتي معافاة إلا المجاهرين 0000الىقوله ثم يصبح وقد ستره ربه فيقول يافلان قد عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه 0
والمتأمل في هذين الحدثين يعلم أن من صفات الله الستر يقينا، سواء صح الحديث بلفظ ستير أوغيره فإن الصفة ثابتة وهي الستر 0
أعلم أن الأخ يعلم ذلك ولكن حتى لايقرأ المسلم خلاصة البحث فيظن أن الصفة لاتثبت والكلام على اثبات الاسم 0 والله أعلم
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[26 - 09 - 02, 05:24 م]ـ
أحسنت أخي المنهال:
ولقد كان في العزيمة تعقيب ذلك، وقد قمت به فلك من الله التوفيق لكل خير.
علما أني أجزم أن ذلك من الشيخ الفقيه حفظه الله سبق قلم.
ورحم الله امرءا قوم أخاه حتى يبلغ الكمال.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 09 - 02, 10:21 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنت أخي المنهل بارك الله فيك ووفقك وسددك
والأمر كما ذكر الأخ الفاضل خالد الشايع
وأستغفر الله وأتوب إليه
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[28 - 09 - 02, 12:01 ص]ـ
ما كنا نشك في ذلك أخي عبد الرحمن
نسأل الله أن يعلي قدرك على تواضعك الجم
وأن يرزقنا وأياكم العلم النافع والعمل الصالح
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 01 - 04, 07:48 ص]ـ
وفي الجامع لابن أبي زيد القيرواني ص 215
قال ابن وهب وأخبرني ابن جريج عن عطاء بالحديث مرسلا.
¥(35/245)
ـ[المقرئ]ــــــــ[18 - 01 - 04, 07:38 م]ـ
بعد الإذن منكم هناك فائدتان:
الأولى: استدل شيخنا ابن عثيمين رحمه الله لإثبات صفة الستر بحديث ابن عمر المتفق عليه: من ستر مسلما ستره الله "
الثانية: قولكم بارك الله فيكم {عمرو بن أبي عمرو وروايته عن عكرمة فيها نظر} كلام متين وأما اعتراض بعض الإخوة عليكم بأن هذه السلسلة ليست كلها منكرة فعندي أن في هذا نظرا ومن خلال تأمل بعض ما تفردت به هذه السلسلة يتبين للباحث صحة كلامك وفقك الله وقد قال الإمام أحمد: كل أحاديثه عن عكرمة مضطربة.} وهذا تعميم
والجدل القائم هل الاضطراب من عكرمة أم من عمرو خلاف بين الأئمة
محبك: المقرئ = القرافي
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 08 - 04, 07:37 ص]ـ
شيخنا عبدالرحمن الفقيه
فهمت منكم أن اسم (ستير) لم يصح الحديث الذي ورد فيه.
فهل ينهى قائل هذا الاسم كما ينهى من قال (ياساتر)؟.
اعتذار:
الجواب ظاهر، لكن اريد مزيد ايضاح منكم.
ـ[حارث همام]ــــــــ[17 - 08 - 04, 05:52 م]ـ
الأخ الفاضل المسيطر إن لم يصح الحديث نعم فينهى عن الدعاء به فالدعاء إنما يكون بالأسماء الحسنى، ولكن يراعي أن المسألة اجتهادية مبنية على منهج قد يراه المرء في التصحيح أو التضعيف وقد يكون تبعاً لإمام فيه، ومعلوم أن المسائل الاجتهادية لاإنكار فيها.
وأذكر بأن من قواعد أهل السنة المقررة:
أن باب الإخبار أوسع من باب الأفعال، وباب الأفعال أوسع من باب الصفات، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء.
ولابن القيم كلمة في المدارج حول ما سألتم عنه إذ يقول عليه رحمة الله (3/ 415): "وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسماً وبلغ بأسمائه زيادة عن الألف، فسماه الماكر والمخادع والفاتن والكائد ونحو ذلك، وكذلك باب الإخبار عنه باسم أوسع من تسميته به، فإنه يخبر عنه بأنه شيء وموجود ومذكور ومعلوم ومراد، ولايسمى بذلك". أهـ المراد.
وعليه فإن أخبر مخبر عن الله باسم مشتق من فعل وارد كأن قال الله ميسر الله ستير الله ساتر ... صح إخباره لكن ليس كل فعل يشتق منه اسم ولهذا قالوا باب الإخبار أوسع من باب الأفعال ومن ذلك الإخبار عن الله بأنه موجود كأن يقول الله موجود أو الله مذكور الله معلوم لا غضاضة فيه، وقد أطلق الله على نفسه أفعالاً لم يتسمى بها كأراد وشاء وأحدث فلم يتسمى بالمريد والشائي والمحدث كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن وغير ذلك من الأسماء التي أطلق أفعالها على نفسه، ولهذا فإن إطلاق الاسم له ودعاؤه به كأن تقول ياساتر ياميسر يامذكور يامعلوم ياستير فلا إلاّ أن يثبت ما يدل على التسمي إلاّ أن يكون ذكر الاسم في معرض إخباراً لا إنشاء وطلب.
والله أعلم.
للاستزادة ينظر مدارج السالكين للإمام ابن القيم 3/ 415، مع ماقبيلها وبعيدها، وكذلك شرح قصيدته 2/ 217، وكذلك بدائع الفوائد 1/ 169 فإن فيه كلاماً قيماً، وقد نشر هذا الكلام في عامة كتبه رحمه الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 08 - 04, 10:45 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم حارث همام، وجزاك الله خيرا على ما أفدتنا به.
ـ[حارث همام]ــــــــ[18 - 08 - 04, 08:24 م]ـ
بل أنتم بارك الله فيكم، فما يمضى زمان إلاّ وفوائدكم علينا سابغة، ولئن شُكر بعضنا على نقله فوائد في مسائل علمية يجدها طالب العلم في أي كتاب، فحري بنا أن نشكر من يعلمنا خلق التواضع والدور في فلك قصد الحق، ولعل من أمثلة ذلك ما أشار إليه الفاضل خالد الشايع في تعقيبكم عليه وعلى الأخ المسدد المنهال، ولو كان غيركم ممن ينصبون من ذواتهم أشخاصاً مقدسة تطيش في ميزان نفوسهم بكل حق فلربما قال: لم أقل أنا لانثبت الصفة بل كانت عبارتي دقيقة: "فلا يجوز أن نثبت به صفة لله سبحانه"، والعبارة تحتمله ولكنا نحسب أن الحق كان أحب إليكم من أعراض مثلكم لايلتفت إليها.
ولو لا ذلك بالإضافة إلى اعتقادي أن تلكم فائدة ثمينة ينبغي التنبيه عليها إذ قد لايُلتفت إليها بين هذا الزخم من اللأليء والدرر العلمية لما قلت هذا الكلام في وجهكم، ولاقتصرت على الدعاء لكم.
فجزاكم الله خيراً.
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 09 - 04, 12:10 ص]ـ
مشايخنا الفضلاء:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية:
وهو الحيي فليس يفضح عبده ..... عند التجاهر منه بالعصيان
لكنه يلقي عليه بستره ..... فهو السّتّير وصاحب الغفران
قلت - والله أعلم -: لعل ابن القيم يرى صحة حديث صفوان بن يعلى عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الله حيي ستير فاذا اراد احدكم ان يغتسل فليتوارى بشئ).
ـ[أحمد فاطمي]ــــــــ[27 - 07 - 05, 09:50 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن الفقيه حفظكم الله
لدي إشكال
في حالة صحة حديث: " إن الله حيي ستير ... "
هل نستنتج أن من أسماء الله الحيي و الستير
في لغة العرب إذا قال مثلا: فلان صادق أمين
فهذا يكون قد وصفه بالصدق و الأمانة و لكن اسمه ليس صالق أو أمين
و لله المثل الأعلى فإذا قال النبي صلى الله عليه و سلم: " إن الله حيي ستير أو إن الله رفيق ... "
فهذا ليس كقول الله مثلا: " إن الله هو الرزاق "
ففي الحديث الخبر
و في الآية الإخبار الصريح بأن الله اسمه الرزاق
كما لو قيل فلان الورع هو أمين أي اسمه أمين و قد يحتمل أن وصفه أمين
فما هو رأيكم بارك الله فيكم
¥(35/246)
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[29 - 07 - 05, 07:58 ص]ـ
أخي الفاضل عبدالرحمن الفقيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
قرأت كلامك على حديث إن الله ستير وهو بحث نافع ومفيد وقلت في آخر البحث فعلى هذا لايكون الحديث صحيحا فلايجوز ان نثبت به صفة لله سبحانه.
ووجه التعقيب وفقك الله ما يلي
انك قلت لايجوز ان نثبت به صفة لله والصحيح ان يقال الا نثبت به اسما لأن الصفة ثابتة لله سواء صح الحديث اولا
ويدل على ذلك ما يلي
روى البخاري (2661) ومسلم (2768) من طريق قتادة عن صفوان بن محرز قال رجل لابن عمر كيف سمعت رسول الله يقول في النجوى 00000حتى قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا 00الحديث
وروى البخاري (2254) ومسلم (2291) من حديث ابى هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (كل أمتي معافاة إلا المجاهرين 0000الىقوله ثم يصبح وقد ستره ربه فيقول يافلان قد عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه 0
والمتأمل في هذين الحدثين يعلم أن من صفات الله الستر يقينا، سواء صح الحديث بلفظ ستير أوغيره فإن الصفة ثابتة وهي الستر 0
أعلم أن الأخ يعلم ذلك ولكن حتى لايقرأ المسلم خلاصة البحث فيظن أن الصفة لاتثبت والكلام على اثبات الاسم 0 والله أعلم
جزاك الله خيرا اخي وبارك فيك ......... وبارك في الشيخ عبد الرحمن
ولكن ما زال اثبات صفة الستر لله تحتاج الى اعادة نظر في أصل الاستدلال
وهو: ان الوارد في الحديث فعل الله ((ستره)) ((يستره))
ولابد من معرفة قاعدة في هذا وهي::هل يشتق من الفعل صفة لله؟؟
فهل نثبت لله صفة اللعن وصفة التدمير وصفة القتل؟؟ لانها قد وردت في نصوص
ولكن على وجه الفعل ,,,
والامر الاخر انا لو اثبتنا صفة عن طريق الفعل لم نحتج الى نصوص
لان كل ما نراه هو من فعل الله_وارجو ان يفهم المراد_فمثلا اخي الكري
صفة الستر لا نحتاج الى ان نبحث عن نص لاثباتها اذا كان اثباتها عن
طريق الفعل جائز ,,,,لانا نرى في حياتنا اثر هذه الصفة فكم من انسان
قد ستره الله ... فهذا فعل الله ولا ينكره احد
ولو اثبتنا صفة من الفعل لكثرت الصفات فنقول مثلا:
لله صفة التغريق ((اغرقناهم)) وله صفة التبديل ((بدلناهم جلودا)) وله صفة الفتنة ((فتنا))
وله صفة التكثير ((فكثركم)) ................... الخ فهل هناك من نص على انه يشتق من الفعل صفة كما يشتق من الاسماء؟؟
فالمعروف من اقوالهم انه يشتق من الاسماء صفات فكونهم لم يذكروا الفعل
لابد له من فائدة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 02:52 م]ـ
" ستير " من الستر، وهو لستر العيب والذنب
ولا علاقة لهذا الاسم بالمعنى العرفي عند الناس
والأليق هنا " يا لطيف " والأفضل " يا الله "
وهنا - أيضاً - وقفة أخرى:
هل يكفي أن يقول المسلم " يا الله " أو " يا لطيف " دون أن يكون طلب من الله أو دعاء؟
يعني: هل يكفي الإضمار وما في النفس في هذا المقام؟
فالياء هنا ياء النداء فما تريد من ربك؟
ويا الله هي أصل كلمة " اللهم " فهل تكفي؟
تحتاج لتأمل!
والقصة عن شيخنا الألباني رحمه الله لا أثبتها ولا أنكرها
والشيخ علي خشان ثقة وقريب من الشيخ وبينه وبين الشيخ مصاهرة
فيمكنه سماع مثل هذا من الشيخ أو أهل بيته
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 04:24 م]ـ
وسمعت من ينكر القصة عن شيخنا رحمه الله
لكن لا أتذكر أين سمعت ذلك
ـ[أنس طاهر]ــــــــ[20 - 05 - 07, 07:55 م]ـ
جزاك الله خيراً(35/247)
بحث في اعلال ذكر هلال في حديث اللعان لفضيلة الشيخ عادل الزرقي
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[18 - 09 - 02, 10:40 ص]ـ
هذا بحث في حديث معل للشيخ الفاضل عادل بن عبدالشكور الزرقي وبأذن الله سوف نستل من الشيخ ما ينتفع به الاخوة في هذا المنتدى المبارك من بحوثه الحديثية ومؤلفاته.
بين هلال وعويمر في حديث القذف
ورد ذكر هلال في قصَّة اللعان عن أنس وابن عباس.
1 - حديث أنس، تفرد به هشان بن حسان عن ابن سيرين عنه. كذا رواه عنه جماعة منهم:- عبد الأعلى (1) ووهب بن جرير (2) ومخلد (3) و محمد بن عبد الله الأنصاري (4)، وخالفه واحد رواه عن هشام بن حسان عن عكرمة عن ابن عباس، كما سيأتي.
ويظهر وهم هشام هنا لأمرين:-
أ- أنه روى الحديث بوجهين، وهذا يشعر بالوهم في أحدهما , من حيث إنَّ الأصل في روايات المحدثين عدم تعدد مروياتهم للحديث الواحد عن أكثر من شيخ، إلا ممن عرف بالإكثار والتوسع في الشيوخ والرواية، فيحتمل هذا منه كالزهري ونحوه من المكثرين. قال ابن رجب: «قاعدة: إذا روى الحفَّاظ الأثبات حديثاً بإسناد واحد، وانفرد واحد منهم بإسناد آخر، فإن كان المنفرد ثقة حافظاً فحكمه قريب من حكم زيادة الثِّقات في الأسانيد والمتون ... »، قال: «ويقوى قبول قوله إن كان المرويُّ عنه واسع الحديث يمكن أن يحمل الحديث من طرق عديدة كالزُّهري والثَّوري وشعبة والأعمش» (5)، وهشام بن حسان ليس بواسع الرواية، والحديث له طرق عن عكرمة كما سيأتي، فكلام ابن رجب منطبق هنا.
ب- أنه قد خالفه في ابن سيرين أيوبُ السَّختياني، حيث رواه عن ابن سيرين مرسلاً (6)، وأيوب أثبت أصحاب ابن سيرين. قال ابن المديني: «ليس أحد أثبت في ابن سيرين من أيوب وابن عون إذا اتفقا، وإذا اختلفا فأيوب أثبت. وليس في القوم مثل أيوب وابن عون» (7). وقال البرديجي: «هشام بن حسان دون أيوب وابن عون وسلمة بن علقمة وعوف عَن مُحَمَّد بن سيرين عَن أبي هريرة» (8). وهشام وإن كان من كبار أصحاب ابن سيرين فإن شعبة كان يتقي حديثه عن عطاء ومحمد والحسن (9)، فتقديم أيوب عليه هنا واضح مما تقدم.
2 - حديث ابن عباس رواه عنه جماعة منهم:-
أ- القاسم بن محمد (10)، ولم يذكر هلالاً.
ب- كليب - والد عاصم – الجَرمي (11)، ولم يذكر هلالاً.
ج- عكرمة، واختلف عليه في سنده وفي ذكر هلال. على أوجه:-
· الأول رواه ابن جريج عنه مرسلاً بذكر هلال (12). وابن جريج لم يسمع من عكرمة كما قال ابن المديني (13)، وقد صرح عند أحمد في حديث!
· الثاني رواه داود بن الحصين عنه عن ابن عباس بدون ذكر هلال (14). وداود منكر الحديث عن عكرمة كما قال ابن المديني (15) وأبو داود (16).
· الثالث رواه جماعة عنه عن ابن عباس بذكر هلال وهم:-
أ- عباد بن منصور (17). وهو ضعيف في عكرمة كما قال ابن رجب (18).
ب- هشام بن حسان (19)، وروايته مرجوحة لأنه تفرد بها عنه ابن أبي عدي، وقد خالفه أربعة جعلوه عن هشام عن ابن سيرين عن أنس كما سبق.
ج- أيوب، واختلف عليه في وصله وإرساله.
فوصله عنه:-
1 - حماد بن زيد (20).
2 - جرير بن حازم (21).
وأرسله عنه اثنان أيضاً:-
1 - ابن عليَّة (22).
2 - معمر (23).
فهذا اضطراب من أيوب لأنَّ كلَّ أصحابه هنا ثقات حفاظ، وحماد وابن عليَّة من كبار أصحابه (24)، فوهمهما مع وجود متابع لكل واحد منهما بعيد عادة، ولعل هذا الاضطراب على أيوب جاء من عكرمة في مرة، للاختلاف عليه، ومخالفة اثنين له عن ابن عباس كما سبق، وهذا يشعر بعدم إتقان عكرمة للحديث خلافاً لترجيح البخاري لروايته كما حكاه عنه الترمذي (25). وكلام الترمذي للبخاري يشعر بأن الرَّاجح عن أيوب هو الإرسال، حيث قال له بعد ذكر رواية عباد: «وروى أيوب عن عكرمة أنَّ هلال بن أمية مرسلاً، فأيُّ الروايات أصح؟ فقال: حديث عكرمة عن ابن عباس هو محفوظ، ورآه حديثاً صحيحاً». فلم يشر هو ولا البخاري إلى ذلك، ومجيء روايات مرسلة وموصولة عن راوٍ في حديث واحد يعطي ريبة في روايته تقتضي – كقرينة – التوقف في أصل روايته لا التوقف في ثبوتها عنه، وفرق بين الأمرين واضح، وهذا منطبق على أيوب وعكرمة.
وإيراد البخاري ومسلم لرواية هشام بن حسان بطريقيه – إذا ثبت إعلالهما هنا – لا يقدح في الحديث أو في الكتابين لأنهما قد أخرجا ما يغني عنه من رواية القاسم عن ابن عباس. ولعل البخاري أعرض عن رواية أنس كإعراض مسلم عن رواية هشام بن حسان عن عكرمة، وكلاهما أخرج حديث سهل بن سعد (26)، وهو بذكر عويمر العجلاني فهو أصل وما عداه شاهد. فأصل القصة جملة ثابت، إلا أنَّ بعض التفاصيل معلٌّ بالقرائن، والله أعلم
كتبه: عادل بن عبد الشكور الزرقي
الحاشية:
(1) أخرجه مسلم.
(2) أخرجه أحمد.
(3) أخرجه النسائي.
(4) أخرجه البيهقي.
(5) شرح العلل (2/ 719)
(6) أخرجه الحاكم (2/ 202) ومن طريقه البيهقي (7/ 395).
(7) العلل لابن المديني (ص64) شرح العلل (2/ 497).
(8) شرح العلل (2/ 498).
(9) شرح العلل (2/ 498) والتهذيب (4/ 269).
(10) أخرجه البخاري ومسلم، وعند أحمد ذكر العجلاني.
(11) أخرجه أبو داود.
(12) أخرجه ابن جرير (18/ 85).
(13) جامع التحصيل (ص229).
(14) أخرجه عبد الرزاق (7/ 115).
(15) شرح العلل (2/ 344).
(16) التهذيب لابن حجر.
(17) أخرجه أبو داود.
(18) شرح العلل (2/ 776).
(19) أخرجه البخاري.
(20) أخرجه ابن أبي حاتم (14165) والنسائي في الكبرى (5/ 63).
(21) أخرجه البيهقي (7/ 395).
(22) أخرجه ابن جرير (18/ 82).
(23) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (2/ 45) ومصنفه (7/ 114).
(24) شرح العلل لابن رجب (2/ 510).
(25) العلل الكبير (182 - ترتيبه).
(26) جامع البخاري (4745) وصحيح مسلم (192).
¥(35/248)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[19 - 09 - 02, 05:11 م]ـ
لكن اليس من منهج مسلم التنبيه على الروايات المعلولة؟؟
ـ[سابق1]ــــــــ[18 - 10 - 02, 05:53 م]ـ
جزى الله الباحث خير الجزاء، وليته بيّن على كتابه، ولم يقتصر على تسميته بتاريخ البخاري، فقد ظننتُه تاريخ البخاري الصَّغير أوّل ما رأيتُه.
فائدة:
ليس من منهج الإمام مسلم التصريح بالتنبيه على الروايات المعلولة.
لكن قال جمع منهم المعلّمي، وألّف فيه المليباري، إنَّ الإمام مسلمًا رحمه الله، ينبِّه على قصور الحديث عن غيره من أحاديث الباب بتأخيره، وقد يكون القصور عن شرطه مع الصحِّة، وقد يكون ضعفًا، أو زيادة شاذّة في الحديث، أو مخالفة، استشهد بها مسلم رحمه الله، لبيان شهرة الحديث، واستفاضته في الجملة.
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[01 - 02 - 03, 11:40 ص]ـ
للرفع ............ وبيان ترجيح الروايات في الصحيحين ....
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[07 - 02 - 03, 05:50 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل المتمسك بالحق على هذا البحث القيم للشيخ عادل الزرقي حفظه الله
وقد طلبنا من الشيخ عادل عددا من كتاباته وبحوثه لنشرها في الملتقى فوافق جزاه الله خيرا، وأخبرنا أن عندك بعضها فلعلك ترسلنا لنا حفظك الله
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[30 - 04 - 03, 03:01 م]ـ
أخي الفاضل أهل الحديث لم انتبه الى هذا الرد الا اليوم ..... واعتذر بشدة فيما يتعلق ببحوث الشيخ فهناك جملة من الكتب في طريقها الى النشر قريبا جدا ... وسوف تنشر هنا بأذن الله بصيغ الوورد ...
حفظ الله شيخنا ابا عبدالله ورفع قدره.
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[01 - 05 - 03, 02:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل المتمسك بالحق
هل لى ان اسالك عن ترجمة للشيخ حفظه الله ورعاه ونفع به.(35/249)
درجة حديث
ـ[عصام البشير]ــــــــ[19 - 09 - 02, 02:12 م]ـ
السلام عليكم
من يفيدني بتخريج الحديث رقم 69 من بلوغ المرام: عن عمر موقوفا وعن أنس مرفوعا إذا توضأ أحدكم ولبس خفيه .. الحديث.
قال الحافظ: أخرجه الدارقطني والحاكم وصححه.
ـ[مبارك]ــــــــ[19 - 09 - 02, 03:45 م]ـ
* الدارقطني (1/ 203 ـ 204)، والحاكم (1/ 181).
ـ[مبارك]ــــــــ[19 - 09 - 02, 03:54 م]ـ
والبيهقي (1/ 279).
انظر الكلام عليه في كتاب " البيان في تخريج وتبويب أحاديث بلوغ المرام " (2/ 40 ـ 44) للشيخ خالد بن ضيف الله الشلاحي
ـ[بو الوليد]ــــــــ[19 - 09 - 02, 10:16 م]ـ
أخرجه الحاكم والدارقطني (769) من طريق عبد الغفار بن داوود عن حماد بن سلمة عن عبيد الله بن أبي بكر وثابت عن أنس به مرفوعاً، وتابع عبد الغفار عليه أسد بن موسى عن حماد كما عند الدارقطني (768)
فمدار الحديث على حماد، وهذا الإسناد (حماد عن ثابت عن أنس) هو على شرط مسلم، والله أعلم.
ورواية عمر الموقوفة أخرجها الدارقطني كذلك من طريق أسد بن موسى وهو صدوق فيه كلام عن حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن زبيد بن الصلت عن عمر به؛ وزبيد لم أجد من ترجمه فيما بين يدي من المصادر إلا في تعجيل المنفعة قال:
ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وقال عنه: معروف.
وذكره ابن حبان في الثقات، وذكر أنه روى عنه هشام بن عروة وقتادة.
قلت وروى عنه عروة بن الزبير محمد بن زياد وموسى بن أبي سهل والزهري وابنه الصلت.
فهو من كبار التابعين كما ذكر، وروى عنه الأئمة، وأخرج حديثه مالك في الموطأ؛ فهو ثقة والله أعلم؛ فأثره هذا يقوي حديث أنس المرفوع ..
والله أعلم.(35/250)
هل هذا الحديث صحيح
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[20 - 09 - 02, 04:41 ص]ـ
القى خطبة يوم الجمعة أحصل عليها من موقع الخطب المنبرية جزاهم الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتهم ولكن فى بعض الخطب اجد احاديث احب ان اتاكد من صحتها عن طريق كتب تخريج الحديث النبوي الشريف للشيخ ناصر الدين الألباني الموجودة فى الشبكة الإسلامية-بارك الله فيهم- أو الدرر السنية -جزاهم الله خيرا - ولكن احيانا اجد العلامة الألبانى يضعف الحديث بشدة مثل هذا الحديث:
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=4047
( جاءت امرأة إلى النبي عليه الصلاة والسلام تقول: يا رسول الله إن أبي يريد أن يزوجني من ابن أخيه ليرفع بي خسيسته، (فهو أدنى منها حالا ومكانا) فجعل النبي عليه الصلاة والسلام الأمر إليها فقالت: أجزت ما فعل أبي، ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء) رواه أحمد وابو داود
فماذا على ان أفعل هل ألقى الخطبة وأذكر الحديث خاصة اذا كان مهم فى صلب الخطبة أم ماذا
http://alminbar.net/alkhutab/khutbaa.asp?mediaURL=1330#_ftn5
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[20 - 09 - 02, 04:45 ص]ـ
وهل يوجد موقع آخر استطيع التأكد من صحة الأحاديث
أرجو ان تتكرموا بسرعة الرد لأن هذا أمر أسبوعى واعتذر عن الألحاح
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[20 - 09 - 02, 05:10 ص]ـ
وهذا أيضا: من ذات الخطبة
http://alminbar.net/alkhutab/khutba...aURL=1330#_ftn5
( جاء رجل إلى النبي يسأله عن عمل يدخله الجنة، قال: ألك أم؟ قال: نعم، قال: الزمها فإن الجنة عند قدمها تكتب لمن ذل لأمه وبر بها) رواه الطبرانى
ـ[عبد المهيمن]ــــــــ[20 - 09 - 02, 06:55 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل، هذا الحديث يغني عنه ما رواه ابن ماجة في سننه 1/ 603/1875 عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن جارية بكرا أتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له أن أباها زوجها وهي كارهة فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم.
وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة برقم 1520
والله أعلم
ـ[عبد المهيمن]ــــــــ[20 - 09 - 02, 07:04 ص]ـ
وأما حديث الطبراني الذي ذكرته فيغي عنه حديث معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك فقال هل لك من أم قال نعم قال فالزمها فإن الجنة عند رجليها.
السنن الكبرى للنسائي 3/ 8/4312 - ط 1991 -
وقال الألباني رحمه الله: حديث حسن صحيح.
صحيح النسائي 2908
ورواه ابن ماجة في سننه بلفظ:
عن معاوية بن جاهمة السلمي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة قال ويحك أحية أمك قلت نعم قال ارجع فبرها ثم أتيته من الجانب الآخر فقلت يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة قال ويحك أحية أمك قلت نعم يا رسول الله قال فارجع إليها فبرها ثم أتيته من أمامه فقلت يا رسول الله إني كنت أردت الجهاد معك أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة قال ويحك أحية أمك قلت نعم يا رسول الله قال ويحك الزم رجلها فثم الجنة.
2/ 929/2781
وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة 2241
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[20 - 09 - 02, 07:07 ص]ـ
فتح الله عليك وجزاك الله عنى خيرا(35/251)
الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[20 - 09 - 02, 05:35 م]ـ
أخرجه الحاكم والبيهقي وابن حبان وغيرهم.
ما صحته نفع الله بكم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 09 - 02, 05:45 م]ـ
الركن والمقام من ياقوت الجنة، ولولا ما مسه من خطايا بني آدم لأضاء ما بين المشرق والمغرب، ومامسهما من ذوي عاهة ولا سقيم إلا شفي حسن صحيح صحيح الترغيب 1147
3 الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة، ولولا أن الله طمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب صحيح لغيره صحيح الترغيب 1147
4 إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله سبحانه نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب لم يحكم عليه صحيح الترمذي
وفي شرح العمدة لشيخ الاسلام ابن تيمية
(وعن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله نورهما ولو لم يطمس نورهما لاضأتا ما بين المشرق والمغرب رواه أحمد في المناسك والترمذي وقال حديث غريب قال ويروى موقوفا عن عبد الله بن عمرو قوله
وقد رواه الأزرقي وغيره باسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو وروي باسناد صحيح عن ابن عباس قال ليس في الأرض من الجنة إلا الركن الأسود والمقام فإنهما جوهرتان من جواهر الجنة ولولا ما مسهما من أهل الشرك ما مسهما ذو عاهة إلا شفاه الله عز وجل
)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[21 - 09 - 02, 02:06 ص]ـ
الأخ أبا إبراهيم .. أحسن الله إليه ..
هذا الحديث لا يصح، ولعلي أذكر التفصيل فيه لاحقاً إن شاء الله.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[25 - 09 - 02, 07:58 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
أنتظر تخريجك أخي بو الوليد
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 09 - 02, 08:06 م]ـ
تخريج الاخ الفاضل بوالوليد
http://www.baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=3707
ـ[محمد بن سيف]ــــــــ[26 - 09 - 02, 03:12 ص]ـ
.
وإضافة لما ذكره أخونا (بو الوليد) أقول:
قد أشار الترمذي إلى تعليل الحديث، فذكر أنه يروى عن عبدالله بن عمرو موقوفاً عليه.
وقد رجح أبوحاتم الرازي وقفه كما في علل ابنه (1/ 299).
فيبقى النظر في صحته موقوفاً.
فهو عند الترمذي وغيره من رواية مسافع بن شيبة، عن عبدالله بن عمرو.
و مسافع ثقة، لكن لم أر من ذكر له سماعاً من عبدالله بن عمرو.
وثمة ما يقوي احتمال الانقطاع، وهو أن مصعب بن شيبة، وكلثوم بن جبر، قد روياه عنه، فأدخلا رجلاً بينهما.
فأما رواية مصعب، فهي عند ابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 711).
وأما رواية كلثوم، فقد ذكرها أبو حاتم في الجرح والتعديل (8/ 432).
وكذا رواه ابن جريج عن الزهري، عن مسافع، كما أخرجه عبدالرزاق (5/ 39).
فالذي يظهر أن مسافعاً لم يسمع هذا من عبدالله بن عمرو.
==================
لكن معنى الحديث ثابت عن عبدالله بن عمرو من طرق صحاح.
فقد أخرجه الفاكهي (1/ 61)، والأزرقي (1/ 325) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة، عن يوسف بن ماهك، عن عبدالله بن عمرو قال: "نزل جبريل بالحجر من الجنة، فوضعه حيث رأيتهم، و إنكم لن تزالوا بخير مابقي بين ظهرانيكم، فاستمتعوا به ما استطعتم، فإنه يوشك أن يجيء فيرجع به من حيث جاء" لفظ الفاكهي.
ورجال هذا الإسناد رجال الشيخين.
وقد عزاه الهيثمي (3/ 245) بهذا اللفظ لمعجم الطبراني الكبير، وقال: "رجاله رجال الصحيح". لكن لم أعثر على سند الرواية في الجزء المتبقي من مسند عبدالله بن عمرو من المعجم الكبير.
==================
و روى ابن أبي شيبة في مصنفه (3/ 275) عن محمد بن فضيل، عن حصين بن عبدالرحمن، عن مجاهد، عن عبدالله بن عمرو قال: "لقد نزل الحجر من الجنة، وإنه أشد بياضاً من الثلج، فما سوده إلا خطايا بني آدم
.
وهذا إسناد حسن.
==================
و روى عبدالرزاق (5/ 38)، والفاكهي (1/ 89 ـ 92) من طرق عن ابن جريج، قال: حدثني عطاء، عن عبدالله بن عمرو، وكعب الأحبار أنهما قالا: لولا ما يمسح به بذو الأنجاس من الجاهلية، ما مسه ذو عاهة إلا شفي، و ما من الجنةشيء في الأرض إلا هو".
لكن في سماع عطاء من عبدالله نظر.
وقد رواه حماد بن زيد، فخالف الجماعة، ورفعه عن عبدالله بن عمرو.
==================
و ذكر المنذري (الترغيب 2/ 195) أن الطبراني روى في المعجم الكبير بإسناد صحيح عن عبدالله بن عمرو قال: "نزل الركن الأسود من الجنة، فوضع على أبي قبيس، كأنه مهاة بيضاء، فمكث أربعين سنة، ثم وضع على قواعد إبراهيم".
وعزاه المحب الطبري في كتابه (القرى لقاصد أم القرى ص292) و الحافظ العراقي في شرح الترمذي (3/ل130/ب) إلى سعيد بن منصور بلفظ: "الحجر الأسود من الجنة، لولا ما تعلق به من الأيدي الفاجرة، ما مسه أكمه، ولا أبرص، ولا ذو داء إلا برأ".
ولم أقف على إسناد هذين اللفظين، وفيما تقدم كفاية.
.
¥(35/252)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[26 - 09 - 02, 03:53 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد بن سيف ..
فقد ذكرت زياداتٍ مهمة، فاتني بعضها ..
جزاك الله خيراً ..
ـ[عبد الله عبد الفتاح الشامي]ــــــــ[12 - 03 - 10, 10:56 م]ـ
المعذرة، أعرف أن الرد جاء متأخرًا، ولكنني لم أطلع على البحث إلا الآن:
أخي (محمد بن سيف) في قولك: (فهو عند الترمذي وغيره من رواية مسافع بن شيبة، عن عبدالله بن عمرو. ومسافع ثقة، لكن لم أر من ذكر له سماعاً من عبدالله بن عمرو)!!!!!! - بعض الغرائب؛
فأولاً لا أظنك لم تبحث عن ترجمة مسافع حتى (لم تر من ذكر له سماعاً من عبدالله بن عمرو) مع أن المزي ذكر سماعه له في ترجمته؛ قال في - (تهذيب الكمال) (27/ 422) -: 5887) م د ت مسافع بن عبد الله الأكبر بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة القرشي العبدري الحجبي أبو سليمان، المكي بن أخي صفية بنت شيبة وقد ينسب إلى جده روى عن الحسين بن علي بن أبي طالب وجده شيبة بن عثمان وأبيه عبد الله بن شيبة بن عثمان وعبد الله بن عمرو بن العاص ت .... )
والأعجب أن الموضع الذي أشرت إليه -وروى فيه الترمذي الحديث- صرح فيه بسماع مسافع منه!!؛ قال الترمذي: (حدثنا قتيبة حدثنا يزيد بن زريع عن رجاء أبي يحيى قال: سمعت مسافعًا الحاجب قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الركن والمقام ياقوتتان ... )
وأنت قد حكمت على مسافع هذا بأنه ثقة، وقد صرح هنا بالسماع!؛ فلا أدري إن كنت ستقف على هذا الرد وترد عليه مشكورًا.(35/253)
بطلان حديث أم معبد
ـ[أبو عبدالله 69]ــــــــ[21 - 09 - 02, 02:17 ص]ـ
بطلان حديث أم معبد
قال ابن أبي حاتم في العلل: سَمِعْتُ () أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثَ أُمِّ مَعْبَدٍ فِي الصِّفَةِ، الذِّي رَوَاهُ بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ وَهْبٍ المَذْحِجِيِّ، عَنْ الحُرِّ بنِ الصَّيَّاحِ ()، فَقَالَ: قِيلَ لِي: إِنَّهُ يُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بنِ عَمْرِوٍ النَّخَعِيِّ لأَنَّ سُلَيْمَانَ بنَ عَمْرِوٍ هُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ النَّخَعِيُّ، فَتُرِكَ سُلَيْمَانُ وَجُعِلَ عَبْدُ المَلِكِ لأَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ عَبِيدُ اللهِ وَنُسِبَ إِلَى جَدِّهِ وَهْبٍ وَالمَذْحِجُ قَبِيلَةٌ مِنْ نَخَعٍ (). قَالَ أَبِي: يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا لأَنَّ الحُرَّ بنَ الصَّيَّاحِ ثِقَةٌ رَوَى عَنْهُ شُعْبَةُ وَالثَّورِيُّ وَالحَسَنُ بنُ عُبَيدِ اللهِ النَّخَعِيُّ وَشَرِيكٌ فَلَوْ أَنَّ هَذَا الحَدِيثَ عَنِ الحُرِّ كَانَ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ،فَأَيْنَ كَانَ هَؤُلاءِ الحُفَّاظُ عَنْهُ. ()
() في الأصل و في المطبوع زيادة (قال أبو زرعة) قبل قوله (سمعت أبي) وهو خطأ ظاهر، وباقي النسخ على الصواب.
() في نسخة أحمد الثالث وفي المطبوع (الصباح) بالموحدة وهو خطأ.
() الصواب أ ن يقال أن النخع قبيلة من مذحج، انظر: الاشتقاق لابن دريد (ص397)، جمهرة أنساب العرب (405 - 414)، اللباب لابن الأثير (2/ 393).
() أولاً: تراجم رجال الإسناد:
1 - بشر بن محمد السكري:
هو بشر بن محمد بن أبان بن مسلم السكري البصري، أبو أحمد الواسطي.
روى عن: عمر بن أبي زائدة، وعبد الملك بن وهب المذحجي.
روى عنه: أبو حاتم الرازي، وعباد بن الوليد.
أشار إلى ضعفه البخاري في التاريخ الكبير وأنكر عليه روايته لحديث أم معبد.
قال أبو حاتم: هو شيخ.
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
في حين أنه قال في ترجمة خالد بن محدوج بعد أن روى له حديثاً منكراً: لا أدري البلاء فيه من خالد أو من بشر بن محمد السكري.
وقال الذهبي: صدوق يغرب، وقال في ميزان الاعتدال: صدوق إن شاء الله.
وقال في ترجمة خالد بن محدوج: بشر بن محمد السكري أحد الواهين (ميزان الاعتدال 1/ 642).
مما سبق يتبين أن الرجل ضعيف له منكرات فلا يقبل منه ما انفرد به من الحديث.
مصادر ترجمته: التاريخ الكبير (2/ 84)، تاريخ واسط (60، 181) الجرح والتعديل (2/ 364)، الثقات لابن حبان (8/ 139)، الكامل (2/ 450)، تاريخ بغداد (7/ 54 - 55)، ميزان الاعتدال للذهبي (1/ 324)، المغني له (ت921)، ديوان الضعفاء له (ت604)، لسان الميزان لابن حجر (2/ 40).
2 - عبد الملك بن وهب المذحجي:
ترجم له البخاري في التاريخ الكبير (5/ 435) وذكر أنه روى عن الحر بن الصياح عن أبي معبد، سمع منه بشر بن محمد بن أبان.
وكذا ترجم له ابن حبان في الثقات (7/ 108).
وأما ابن أبي حاتم فقد ترجم له في الجرح والتعديل (5/ 373) بمثل ما قال البخاري ثم قال: سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول: قال بعض أصحابنا إن عبد الملك بن وهب هذا معدول عن اسمه وهو سليمان بن عمرو بن عبد الله بن وهب النخعي نسبة إلى جده وهب وسماه عبد الملك والناس معبدون عبيد الله.
وسليمان بن عمرو النخعي: هو أبو داود سليمان بن عمرو بن عبد الله بن وهب النخعي، كما قال أبو حاتم فقد نسبه بشر بن محمد السكري بهذه النسبة لأن النخع قبيلة من مذحج، وسماه عبد الملك لأن الناس كلهم عبيد لله ووهب اسم جده الثاني، وكل هذا لكي يعمي على الناس اسمه الحقيقي فدلس اسمه تدليس الشيوخ، وهو سليمان ابن عمرو بن عبد الله النخعي وهو كذاب مشهور بالكذب.
روى عن أبي حازم وأبي الحوثرة.
روى عنه: عمار بن أبي مالك الحبني، وبشر بن محمد بن أبان السكري.
قال ابن معين: وأبو داود النخعي، اسمه سليمان بن عمرو كان رجل سوء كذاب خبيث قدري. ولم يكن ببغداد رجل إلا وهو خير من أبي داود النخعي، كان يضع الحديث.
¥(35/254)
وقال أيضاً: وكان أكذب الناس. قال: وأخبرني رجل كان صدوقاًًًًًًًًً أنه نزل عليه باب الكرخ فقال كان عنده أصحاب الحديث يوماًًً وهو يملي عليهم قال فاطلعت فإذا في حجره كتاب من كتب أبي حنيفة، وهو يملي عليهم خصيف عن سعيد بن جبير، وسالم عن سعيد – يعني معناه أنه يضع لكل مسألة إسناداً.
قال علي بن المديني: كان يضع الحديث.وقال أيضاً: كان من الدجالين.
وقال إسحاق بن راهويه: جلست إلى سليمان بن عمرو فقلت: ما تقول في الراهن والمرتهن يختلفان؟ فقال: القول قول الراهن. فقلت: لا أرى في الدنيا أكذب من هذا.
وقال أحمد بن حنبل: كان كذاباً، سئل شريك بن عبد الله عنه فقال: ذلك كذاب النخع.
وسئل أبو زرعة عنه فقال: كان آية. وذكر عنه أشياء منكرة وغلظ القول فيه جداً.
وقال البخاري: معروف بالكذب قاله قتيبة وإسحاق. (يقصد قتيبة ابن سعيد الثقفي وإسحاق بن راهويه)
وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال ابن حبان: كان رجلاً صالحاً في الظاهر إلا أنه كان يضع الحديث وضعاً وكان قدرياً لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة الاختبار ولا ذكره إلا من طريق الاعتبار.
وقال يزيد بن هارون: لا يحل لأحد أن يروي عن سليمان بن عمرو النخعي الكوفي.
وقال ابن عدي: وسليمان بن عمرو اجتمعوا على أنه يضع الحديث.
وقال الحاكم: لست أشك في وضعه الحديث على تقشفه وكثرة عبادته.
قال ابن حجر: الكلام فيه لا يحصر، فقد كذبه ونسبه إلى الوضع من المتقدمين والمتأخرين، ممن نقل كلامهم في الجرح والعدالة فوق الثلاثين نفساً.
مصادر ترجمته:
تاريخ الدوري (3/ 554)، (4/ 398)، العلل ومعرفة الرجال (2/ 542)، التاريخ الكبير للبخاري (4/ 28) التاريخ الأوسط للبخاري (2/ 205)، أحوال الرجال للجوزجاني (م354) الجرح والتعديل (4/ 132)، الضعفاء والمتروكون للنسائي (ت260)، الضعفاء للعقيلي (2/ 499 - 500) المجروحين (1/ 333)،الكامل لابن عدي (3/ 1096 - 1100)، تاريخ بغداد (9/ 15 - 21)، ميزان الاعتدال للذهبي (2/ 216 - 218)، لسان الميزان لابن حجر (3/ 215 - 218).
3 - الحر بن الصياح:
هو الحر بن الصياح النخعي الكوفي. من الطبقة الثالثة عند ابن حجر.
روى عن: أنس بن مالك، وأبي معبد الخزاعي زوج أم معبد، مرسل.
روى عنه: سفيان الثوري وعبد الملك بن وهب المذحجي.
قال إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين: كوفي ثقة.
قال ابن هانئ: سمعت أبا عبد الله (وهو أحمد بن حنبل) يقول: حديث وكيع عن شريك عن الحر ابن الصياح: رأيت ابن عمر يصوم عاشوراء، ورأيت ابن عمر يصوم العشر بمكة، حديث الحر بن الصياح، حديث منكر، نافع أعلم بحديث ابن عمر منه.
وقال أبو حاتم: ثقة صالح الحديث.
وذكره ابن شاهين في الثقات.
وحكى مغلطاي أيضاً عن الدارقطني أنه قال: ثقة.
وقال الحافظ أبو موسى المديني في (عوالي التابعين): ثقة. (انظر: إكمال مغلطاي 4/ 19)
وذكره ابن خلفون في الثقات.
ووثقه الذهبي، وابن حجر، والخزرجي.
عده ابن حجر في الطبقة الثالثة وهم الطبقة الوسطى من التابعين مثل الحسن البصري وابن سيرين.
مصادر ترجمته:
طبقات ابن سعد (6/ 322)، العلل ومعرفة الرجال لأحمد (ت1012)،سؤالات أبي داود له (ت91)، سؤالات ابن هانئ له (ت670)، التاريخ الكبير للبخاري (3/ 81)،الجرح والتعديل (3/ 277)، الثقات لابن حبان (4/ 180)، الثقات لابن شاهين (ت310)، الإكمال لابن ماكولا (2/ 93)، تهذيب الكمال (5/ 514)، إكمال تهذيب الكمال (4/ 19)، الكاشف (1/ 211)، تهذيب التهذيب (2/ 194)، خلاصة تذهيب الكمال (1/ 201)، تقريب التهذيب (ت1168)، (تحرير تقريب التهذيب (1/ 257).
4 - أبو معبد:
صحابي وهو زوج أم معبد جزم ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل أن اسمه أكثم بن أبي الجون الخزاعي، وقال ابن حبان في الثقات: الأكثم بن الجون الخزاعي له صحبة، حديثه عند أهل المدينة، كنيته أبو معبد.
وذكر البخاري في التاريخ الكبير أن أبا معبد الخزاعي قتل في عهد النبي ?.
قال مسلم في الكنى: حديثه مرسل.
ولم يذكر ابن عبد البر ولا ابن حجر اسمه، وذكر ابن الأثير أن اسمه حبيش بن خالد وهذا خطأ لأن هذا اسم أخي أم معبد وليس اسم زوجها وقد ترجم ابن الأثير في أسد الغابة لحبيش بن خالد وذكر أنه أخو أم معبد.
مصادر ترجمته:
¥(35/255)
التاريخ الكبير للبخاري (2/ 84)، الكنى لمسلم (1/ 797)، الجرح والتعديل (2/ 339، 349)، الثقات لابن حبان (3/ 21)، أسماء من يعرف بكنيته لأبي الفتح الأزدي (1/ 61)، الاستيعاب لابن عبد البر (في هامش الإصابة 4/ 187)، أسد الغابة لابن الأثير (5/ 100)، تهذيب الأسماء واللغات للنووي (2/ 268) المقتنى في سرد الكنى للذهبي (2/ 87)، الإصابة لابن حجر (4/ 180).
ثانياً: تخريج الحديث:
روى هذا الحديث من هذا الوجه الذي ذكره ابن أبي حاتم ابن سعد في الطبقات (1/ 177) فقال: أخبرنا الحارث قال حدثني غير واحد من أصحابنا منهم محمد بن المثنى البزاروغيره قالوا: أخبرنا محمد بن بشر بن محمد الواسطي، ويكنى أبا أحمد السكري، أخبرنا عبد الملك بن وهب المذحجي عن الحر بن الصياح عن أبي معبد الخزاعي أن رسول الله ? لما هاجر من مكة إلى المدينة هو وأبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر، ودليلهم عبد الله بن أريقط الليثي، فمروا بخيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة جلدة برزة تحتبي وتقعد بفناء الخيمة ثم تسقي وتطعم فسألوها تمراً أو لحماً يشترون، فلم يصيبوا عندها شيئاً من ذلك وإذا القوم مرملون مسنتون فقالت: والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القرى، فنظر رسول الله ? إلى شاة في كسر الخيمة فقال: ((ما هذه الشاة يا أم معبد؟)) قالت: هذه شاة خلفها الجهد عن الغنم، فقال: ((هل بها من لبن؟)) قالت: هي أجهد من ذلك.قال: ((أتأذنين لي أن أحلبها؟)) قالت: نعم بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلباً! فدعى رسول الله ? بالشاة فمسح ضرعها وذكر الله وقال: ((اللهم بارك لها في شاتها!)) قال: فتفاجت ودرت واجترت فدعا بإناء لها يربض الرهط فحلب فيه ثجاً حتى غلبه الثمال فسقاها فشربت حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا وشرب ? آخرهم وقال: ((ساقي القوم آخرهم)) فشربوا جميعاً عللاً بعد نهل حتى أراضوا ثم حلب فيه ثانياً عوداً على بدء فغادره عندها ثم ارتحلوا عنها فما لبثت أن جاء زوجها أبو معبد يسوق أعنزاً حيلاً عجافاًهزلى ما تساوق مخهن قليل لا نقي بهن فلما رأى اللبن عجب وقال: من أين لكم هذا والشاة عزبة ولا حلوبة في البيت؟ قالت: لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك كان من حديثه كيت وكيت، قال: والله لأراه صاحب قريش الذي يطلب، صفيه لي يا أم معبد، قالت: رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، متبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثلجة، ولم تزر به صعلة، وسيم قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف، وفي صوته صحل، أحور أكحل أزج، شديد سواد الشعر، في عنقه سطع، وفي لحيته كثافة، إذا صمت فعليه الوقار، وإذا تكلم سما وعلاه البهاء وكأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، حلو المنطق، فصل، لا نزر ولا هذر، أجهر الناس وأجمله من بعيد، وأحلاه وأحسنه من قريب، ربعة لا تشنؤه من طول ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظراً، وأحسنهم قدراً، له رفقاء يحفون به، إذا قال استمعوا لقوله، وإذا أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابث ولا مفند، قال: هذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر، ولو كنت وافقته يا أم معبد لالتمست أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلاً، وأصبح صوت بمكة عالياً بين السماء والأرض يسمعونه ولا يرون من يقول وهو يقول:
جزى الله رب الناس خير جزائه
رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به
فأفلح من أمسى رفيق محمد
فيال قصي ما زوى الله عنكم
به من فعال لا يجازى وسودد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها
فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت
له بصريح ضرة الشاة مزبد
فغادره رهناً لديها لحالب
تدر بها في مصدر ثم مورد
وأصبح القوم قد فقدوا نبيهم، وأخذوا على خيمتي أم معبد حتى لقوا النبي ? قال: فأجابه حسان بن ثابت فقال:
لقد خاب قوم غاب عنهم نبيهم
وقدس من يسري إليهم ويغتدي
ترحل عن قوم فزالت عقولهم
وحل على قوم بنور مجدد
وهل يستوي ضلال قوم تسلعوا
عمى وهداة يهتدون بمهتد
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله
ويتلوا كتاب الله في كل مشهد
فإن قال في يوم مقالة غائب
فتصديقها في ضحوة اليوم أو غد
لتهن أبا بكر سعادة جده
بصحبته من يسعد الله يسعد
ويهن بني كعب مكان فتاتهم
ومقعدها للمسلمين بمرصد
¥(35/256)
الحارث: هو الحارث بن أبي أسامة التميمي، كما هو مصرحاً به عند ابن عساكر.
محمد بن المثنى البزار: الظاهر أنه محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران بن المثنى القرشي مولاهم.
قوله (أخبرنا محمد بن بشر بن محمد الواسطي) هذا خطأ من الحارث أو ممن رواه عنه، كما قال ابن عساكر (3/ 322) والصواب بشر بن محمد.
تابع محمد بن المثنى في رواية هذا الحديث على هذا الوجه:
1 - عمرو بن زرارة، وأخرج حديثه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 84) معلقاً بصيغة الجزم، به مختصراً.
2 - الحسن بن مكرم، وأخرج حديثه الحاكم في المستدرك (3/ 11) وابن عساكر في تاريخ دمشق (3/ 319) بنحوه.
3 - الحسن بن داود الأزدي المؤدب، وأخرج روايته الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 306) بنحوه.
4 - عبد الرحمن بن عيسى السوسي، وأخرج حديثه ابن عساكر في تاريخه (3/ 323) بنحوه.
5 - محمد بن الحسن بن محمد، وأخرج حديثه ابن عساكر في تاريخه (3/ 322) بنحوه.
وخالفهم عباد بن الوليد فرواه عن بشر بن محمد بن أبان السكري، قال حدثنا عبد الملك بن وهب المذحجي، عن الحر بن الصياح، عن أبي معبد الخزاعي، عن امرأته أم معبد الخزاعية أن رسول الله ? سقاها وسقى أصحابه حتى رووا فشرب آخرهم، وقال: ((ساقي القوم آخرهم))، وأخرج روايته ابن عدي في الكامل (2/ 450).
والراجح الوجه الأول لأن الذي رواه أوثق وأكثر فعمرو بن زرارة والحسن بن مكرم ثقتان، و محمد بن المثنى صدوق حسن الحديث وكذا بقية رواة الوجه الأول، أما صاحب الوجه الثاني فهو عباد بن الوليد وهو شيخ كما قال أبو حاتم ثم هو قد انفرد بهذا الوجه دون الثقات الذين ذكروا قبل قليل.
ثالثاً: خلاصة المسألة:
رجح أبو حاتم رحمه الله أن يكون هذا الحديث من رواية سليمان بن عمرو النخعي عن الحر بن الصياح عن أبي معبد الخزاعي زوج أم معبد عاتكة بنت خالد، وإنما سماه بشر بن محمد السكري عبد الملك بن وهب المذحجي كي يخفي اسمه الحقيقي المشهور به لأن سليمان بن عمرو النخعي مجمع على أنه كذاب، وهذا يسمى تدليس الشيوخ.
رابعاً: الحكم على الحديث:
الحديث موضوع لوجود راو كذاب في إسناده، لكن للحديث شواهد وهي:
الشاهد الأول من حديث حبيش بن خالد أخي أم معبد عاتكة بنت خالد:
وأخرج حديثه: الطبراني في الكبير (4/ 48) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز (ح)، وحدثنا موسى بن هارون الحمال وعلي بن سعيد الرازي وزكريا بن يحيى الساجي قالوا حدثنا مكرم بن محرز بن مهدي بن عبد الرحمن بن عمرو بن خويلد بن حليف بن منقذ بن ربيعة بن منبش بن حرام بن حبشية ابن كعب بن عمرو بن حارثة بن ثعلبة بن الأزد أبو القاسم الخزاعي ثم الربعي حدثني أبي محرز بن مهدي عن حزام بن هشام بن حبيش بن خالد عن أبيه هشام بن حبيش عن أبيه حبيش بن خالد صاحب رسول الله ? حين خرج من مكة ... الحديث. بنحو حديث أبي معبد.
وقد تابع الثلاثة (موسى بن هارون الحمال وعلي بن سعيد الرازي وزكريا بن يحيى الساجي) في رواية هذا الوجه عن مكرم بن محرز:
1 - هارون بن يوسف، وأخرج روايته الآجري في الشريعة (1020) بنحوه.
2 - محمد بن هارون، وأخرج روايته اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1433) وابن عساكر في تاريخ دمشق (3/ 327،330) بنحوه.
3 - محمد بن إسحاق السراج، وأخرج روايته أبو نعيم في دلائل النبوة (2/ 337) بنحوه.
4 - محمد بن موسى الحلواني، وأخرج روايته البيهقي في دلائل النبوة (1/ 277) بنحوه.
5 - أحمد بن الحسن بن نصر وعبيد الله بن جعفر بن أعين، وأخرج حديثهما البغوي في شرح السنة (3704) بنحوه.
وتابع أيوبُ بنُ الحكم محرزَ بنَ مهدي في رواية هذا الوجه عن حزام بن هشام بن حبيش، وأخرج روايته الحاكم في المستدرك (3/ 9) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة (1434، 1435) و البيهقي في الدلائل
(1/ 276) وابن عساكر في تاريخه (3/ 324، 332) أربعتهم من طريق سليمان بن الحكم عن أخيه أيوب بن الحكم به بنحوه، زاد الحاكم عن أيوب بن الحكم وسالم ابن محمد الخزاعي.
¥(35/257)
وتابع محمدُ بنُ سليمان بن الحكم والدَهُ سليمانَ بنَ الحكم في رواية هذا الوجه عن عمه أيوب بن الحكم، وأخرج روايته ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 466) عن محمد بن سليمان، و اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1436، 1437) و البيهقي في الدلائل (1/ 277) وابن عساكر في تاريخه (3/ 323، 327، 333) ثلاثتهم (اللالكائي والبيهقي وابن عساكر) من طريق محمد بن سليمان به بنحوه.
تراجم رجال الإسناد:
1 - موسى بن هارون بن عبد الله بن مروان، ابو عمران الحمال، ثقة توفي في سنة 294 هـ. (تذكرة الحفاظ2/ 270) (تهذيب التهذيب 10/ 376)
2 - علي بن سعيد بن بشير الرازي، قال حمزة بن يوسف السهمي: سألت الدارقطني عنه فقال: ليس في حديثه بذاك، وسمعت بمصر أنه كان والي القرية، وكان يطالبهم بالخراج، فما يعطونه، فيجمع الخنازير في المسجد، فقلت: كيف هو في الحديث؟ قال: حدث بأحاديث لم يتابع عليها. ثم قال: في نفسي منه، وقد تكلم فيه أصحابنا بمصر، وأشار بيده وقال: هو كذا وكذا، ونفض بيده يقول: ليس بثقة.والخلاصة أنه ضعيف. انظر: (سؤلات السهمي ت348)، (ميزان الاعتدال ت5850)، (المغني في الضعفاء ت4269)، (لسان الميزان ت5823).
3 - زكريا بن يحيى الساجي البصري، ثقة فقيه توفي في سنة 307 هـ (تقريب التهذيب ت2029).
4 - مكرم بن محرز الكعبي الخزاعي، وهو ابن محرز بن مهدي بن عبد الرحمن بن عمرو بن خويلد، روى عن أبيه حزام بن هشام، روى عنه أبو حاتم وابو زرعة. ذكره ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل 8/ 433) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
5 - محرز بن مهدي، والد مكرم بن محرز، ذكره البخاري ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً (التاريخ الكبير 7/ 433)
6 - حزام بن هشام بن حبيش الخزاعي من أهل قديد قال أبو حاتم: شيخ محله الصدق (الجرح والتعديل3/ 298)
7 - هشام بن حبيش بن خالد بن الأشعر الخزاعي، والد حزام، روى عن عمر وسراقة بن مالك وعائشة، روى عنه ابنه حزام، قاله ابن أبي حاتم عن أبيه (الجرح والتعديل9/ 53) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره البخاري في التاريخ الكبير (8/ 192) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً
8 - حبيش بن خالد بن منقذ الخزاعي الكعبي أبو صخر، وهو أخو أم معبد، صحابي قاتل مع خالد بن الوليد عام الفتح و استشهد حين دخل مكة مع خالد. انظر الاستيعاب بهامش الإصابة (1/ 391)
مما سبق يتبين أن هذا الشاهد ضعيف جداً لأن فيه عدد من المجاهيل وهم مكرم بن محرز و محرز بن مهدي وهشام بن حبيش.
الشاهد الثاني من حديث أبي بكر، رواه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 491) قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، قال: أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار، قال: أنبأنا أحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن الفضل بن جابر، قالا: حدثنا محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة (ح)
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد، واللفظ له، قال: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد المصري، قال حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي مريم، قال: حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: حدثنا عبد الرحمن ابن الأصفهاني، قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى، يحدث عن أبي بكر الصديق ? قال: خرجت مع رسول الله ? من مكة فانتهينا إلى حي من أحياء العرب ... الحديث بنحو حديث أبي معبد إلا أنه لم يذكر الأبيات الشعرية.
تراجم رجال الإسناد:
1 - عبد الله بن محمد بن أبي مريم، قال عنه ابن عدي: مصري يحدث عن الفريابي وغيره بالأباطيل. وقال أيضاً: وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم هذا إما أن يكون مغفلاً لا يدري ما يخرج من رأسه أو متعمداً فإني رأيت له غير حديث مما لم أذكره أيضاً ههنا غير محفوظ. (الكامل 4/ 1568)
¥(35/258)
2 - أسد بن موسى: هو أسد بن موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم القرشي الأموي المصري، والد سعيد بن أسد بن موسى، ويقال له: أسد السنة روى عن جماعة منهم: يحيى بن زكريا بن أبي زائدة وإسرائيل بن يونس وعنه جماعة منهم: أحمد بن صالح المصري والربيع بن سليمان، قال البخاري: مشهور الحديث، وقال النسائي: ثقة. (تهذيب الكمال 2/ 512)
3 - يحيى بن زكريا بن أبي زائدة: ثقة وثقه ابن معين وابن المديني وأحمد والنسائي. (تهذيب الكمال 31/ 305 - 312).
4 - ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: قال ابن معين: ليس بذاك، وقال أحمد بن حنبل: سيء الحفظ مضطرب الحديث، وقال الجوزجاني: كان زائدة لا يروي عن ابن أبي ليلى، وكان قد ترك حديثه، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وابن أبي ليلى والحجاج بن أرطاة ما أقربهما. (تهذيب الكمال 25/ 626)
5 - عبد الرحمن بن الأصفهاني: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن الأصفهاني الكوفي، الجهني الجدلي مولى جديلة قيس، روى عن أنس بن مالك وعبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهما، روى عنه: إسماعيل بن أبي خالد وشعبة وغيرهما، وثقه ابن معين وأبو زرعة والنسائي وقال أبو حاتم: لا بأس به، روى له الجماعة. (تهذيب الكمال 17/ 242)
6 - عبد الرحمن بن أبي ليلى ثقة لكنه لم يدرك أبا بكر الصديق لأنه ولد لست بقين من خلافة عمر (جامع التحصيل (ص275) تهذيب التهذيب (6/ 260).
مما سبق يتبين أن هذا الشاهد ضعيف جداً لأن فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ضعيف جداً وفيه أيضاً انقطاع لأن عبد الرحمن بن أبي ليلى لم يدرك أبا بكر الصديق ?.
الشاهد الثالث من حديث جابر بن عبد الله، أخرجه البزار من وجه آخر مختصراً قال: حدثنا محمد ابن معمر، قال: حدثنا يعقوب بن محمد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن جابر (هو عبد الرحمن بن عقبة بن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله)، قال: حدثني أبي عن أبيه عن جابر قال: لما خرج رسول الله ? وأبو بكر ? مهاجرين فدخلا الغار فإذا في الغار جحر فألقمه أبو بكر ? عقبه حتى أصبح، مخافة أن يخرج على رسول الله ? منه شيء فأقاما في الغار ثلاث ليال، ثم خرجا، حتى نزلا بخيمات أم معبد فأرسلت إليه أم معبد، أني أرى وجوهاً حساناً وإن الحي أقوى على كرامتكم مني فلما أمسوا عندها بعثت ابناً لها صغيراً بشفرة وشاة فقال رسول الله ?: اردد الشفرة وهات فرقاً – يعني القدح – فأرسلت إليه ألا لبن فيها ولا ولد قال: هات لي فرقاً، فجاءته بفرق، فضرب ظهرها فاجترت ودرت، فحلب فملأ القدح، فشرب وسقى أبا بكر ?، ثم حلب فبعث به إلى أم معبد.
قال البزار: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، وعبد الرحمن بن عقبة لا نعلم حدث عنه إلا يعقوب وإن كان معروفاً في النسب. (كشف الأستار بزوائد البزار 2/ 300)
تراجم رجال الإسناد:
1 - محمد بن معمر بن ربعي القيس البصري البحراني: ثقة توفي في سنة 260 هـ (تهذيب التهذيب 9/ 466).
2 - يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري: قال يحيى بن معين: ما حدثكم عن الثقات فاكتبوه وما لا يعرف من الشيوخ فدعوه، وقال صالح بن محمد الأسدي: سمعت يحيى بن معين سئل عن يعقوب بن محمد فقال: أحاديثه تشبه أحاديث الواقدي، يعني تركوا حديثه. وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال أبو حاتم: هو على يدي عدل أدركته فلم أكتب عنه. توفي في سنة 213هـ (تهذيب الكمال 32/ 367 - 372)، (نهذيب التهذيب 11/ 396)، (الجرح والتعديل 9/ 214).مما سبق يتبين أن يعقوب بن محمد هذا متروك الحديث وخاصة إذا روى عمن لا يعرف من الشيوخ.
3 - عبد الرحمن بن عقبة بن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام السلمي الأنصاري سمع أباه عن جابر، سمع منه يعقوب بن محمد، ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. (التاريخ الكبير 5/ 329)، (الجرح والتعديل 5/ 268)، (تهذيب التهذيب 6/ 232).
4 - عقبة بن عبد الرحمن بن جابر والد المتقدم، روى عن جابر، روى عنه عبد الحميد بن فريد حديثه عن أهل المدينة ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. (التاريخ الكبير 6/ 435)، (الجرح والتعديل 6/ 314).
5 - عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله بن حرام والد عقبة، ثقة. (تهذيب التهذيب 6/ 153)
6 - جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري ثم السَلَمِي، بفتحتين، صحابي ابن صحابي، غزا تسع عشرة غزوة، ومات بالمدينة بعد السبعين، وهو ابن أربع وتسعين. (تقريب التهذيب ت879)
مما سبق يتبين أن هذا الشاهد ضعيف جداً لأن فيه يعقوب بن محمد الزهري وهو متروك الحديث خاصة إذا روى عمن لا يعرف من الشيوخ وهنا قد روى عن مجهول وهو عبد الرحمن بن عقبة فقد جهله البزار كما سبق نقله قبل قليل وشيخه مجهول أيضاً وهوعقبة بن عبد الرحمن، وقد ذكرهما كل من البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيهما جرحاً ولا تعديلاً ولم أجد فيهما كلاماً لأحد من أهل العلم غير من ذكرت فيغلب على الظن أنهما مجهولان والله أعلم.
الشاهد الرابع من حديث أبي سليط رواه العقيلي في الضعفاء (4/ 1234) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا عبد العزيز بن يحيى، حدثنا محمد بن سليمان بن سليط الأنصاري السالمي، عن أبيه عن جده سليط قال لما خرج رسول الله ? في الهجرة ومعه أبو بكر الصديق ? وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر وابن أريقط يدلهم على الطريق، فمروا بأم معبد الخزاعية، وذكر الحديث. ثم قال: وليس بمحفوظ هذا الطريق في حديث أم معبد.
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (3/ 314) من طريق محمد بن سليمان بن سليط الأنصاري السالمي بنحوه، ومحمد بن سليمان بن سليط الأنصاري السالمي: قال عنه أبو حاتم: مجهول (الجرح والتعديل 7/ 269) وقال العقيلي (الضعفاء 4/ 1234): مجهول بالنقل روى عنه عبد العزيز بن يحيى، وعبد العزيز متروك. وانظر ميزان الاعتدال (3/ 573) ولسان الميزان (5/ 215).
وعلى هذا فيكون هذا الحديث غير ثابت وليس في شواهده ما يصلح للاستشهاد به والله أعلم.
¥(35/259)
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[21 - 09 - 02, 03:51 ص]ـ
شكر الله لك، ونفع بك اخي الموفق ابو عبدالله على هذا البحث المفيد
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[21 - 09 - 02, 04:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[11 - 02 - 06, 12:57 ص]ـ
للشيخ (الدارقطني) جزء أسماه: القول الأحمد، بصحة الرواية المختصرة لحديث أم معبد.
أرسل لي نسخة منه، فجزاه الله خيرا.(35/260)
تخريج حديث سعد (رجعنا من الحجة ومنا من رمى بست ومنا من رمى بسبع….)
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[21 - 09 - 02, 09:49 م]ـ
3027 أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مُوسَى الْبَلْخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ قَالَ مُجَاهِدٌ قَالَ سَعْدٌ رَجَعْنَا فِي الْحَجَّةِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعْضُنَا يَقُولُ رَمَيْتُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ وَبَعْضُنَا يَقُولُ رَمَيْتُ بِسِتٍّ فَلَمْ يَعِبْ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ *
أخرجه النسائي 5/ 275
1362 حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ سَأَلْتُ طَاوُسًا عَنْ رَجُلٍ رَمَى الْجَمْرَةَ بِسِتِّ حَصَيَاتٍ فَقَالَ لِيُطْعِمْ قَبْضَةً مِنْ طَعَامٍ قَالَ فَلَقِيتُ مُجَاهِدًا فَسَأَلْتُهُ وَذَكَرْتُ لَهُ قَوْلَ طَاوُسٍ فَقَالَ رَحِمَ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمَا بَلَغَهُ قَوْلُ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ رَمَيْنَا الْجِمَارَ أَوِ الْجَمْرَةَ فِي حَجَّتِنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسْنَا نَتَذَاكَرُ فَمِنَّا مَنْ قَالَ رَمَيْتُ بِسِتٍّ وَمِنَّا مَنْ قَالَ رَمَيْتُ بِسَبْعٍ وَمِنَّا مَنْ قَالَ رَمَيْتُ بِثَمَانٍ وَمِنَّا مَنْ قَالَ رَمَيْتُ بِتِسْعٍ فَلَمْ يَرَوْا بِذَلِكَ بَأْسًا *
ومداره على محاهد عن سعد وقد اختلف في سماعه من سعد.
قال في التهذيب 10/ 42: قال ابو حاتم لم يسمع من عائشة سمعت ابن معين يقول ذلك.
وقال ابو حاتم: مجاهد عن سعد ومعاوية وكعب بن عجرة مرسل.
وقال ابن المديني: لا أنكر أن يكون مجاهد لقي جماعة من الصحابة وقد سمع من عائشة.
قال ابن حجر: وقع التصريح بسماعه منها عند أبي عبدالله البخاري في صحيحه.
وقال الذهبي في السير (4/ 451): سمع منها شيئاً يسيراً.
وقال ابن أبي حاتم في المراسيل ص205:
سمعت أبي يقول مجاهد لم يدرك سعدا إنما يروي عن مصعب بن سعد عن سعد.
3342 حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ إِنِّي رَمَيْتُ بِسِتٍّ أَوْ سَبْعٍ قَالَ مَا أَدْرِي أَرَمَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَمْرَةَ بِسِتٍّ أَوْ سَبْعٍ *
وقال الحافظ في الفتح 3/ 679: تحت باب رمي الجمار بسبع حصيات
أشار في الترجمة إلي رد ما رواه قتادة عن ابن عمر قال (ما أبالي رميت الجمار بست أو سبع) وأن ابن عباس أنكر ذلك وقتادة لم يسمع من ابن عمر أخرجه ابن أبي شيبة من طريق قتادة وروى من طريق مجاهد من رمى بست فلا شيء عليه.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 09 - 02, 10:07 م]ـ
الاخ الفاضل خالد الشابع
جزاك الله خيرا
روى الطحاوي
من طريق خالد بن الحارث قال حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت ابا مجلز يقول سالت ابن عباس عن شيء من امر الجمار
فقال لاادري بما رماها رسول الله صلى الله عليه وسلم بست او بسبع
ورى من طريق امية بن بسطام عن يزيد بن زريع عن شعبة عن قتادة عن ابي مجلز مثله
قال وقد روى عن جابر بن عبدالله مثل هذا ايضا كما قد حدثنا فهد بن سليمان قال حدثنا عثمان بن الهيثم قال حدثنا ابن جريج قال اخبرني ابو الزبير انه سمع جابر يقول لاادري بكم رمى النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 09 - 02, 10:11 م]ـ
قال الطحاوي (وخالفهم في ذلك اهل العلم سواهم فقالوا بل ترمى كل جمرة من الجمار الثلاث بسبع حصيات لاينقص منهن ولايزاد عليهن وقالوا ما احتج به علينا اهل المقالة الاولى من حديث سعد بن ابي وقاص فلاحجة فيه علينا لانه حديث منقطع لايثبت اهل الاسناد مثله)
قال (واما ما رويتموه عن جابر بن عبدالله من قوله (لاادري بكم رماها رسول الله صلى الله عليه وسلم بست او بسبع وقد روى عن جابر بن عبدالله خلاف ذلك ايضا فذكروا
ما قد حدثنا الربيع بن سليمان المرادي قال حدثنا اسد بن موسى قال حدثنا حاتم بن اسماعيل قال حدثنا جعفر بن محمد عن ابيه سمع جابر بن عبدالله يحدث عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه لما رمى الجمرة التي عند الشجرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة مثل حصى الخذف رماها من بطن الوادي ثم انصرف
)
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[22 - 09 - 02, 06:58 ص]ـ
أحسنت أخي ابن وهب وبورك فيك(35/261)
تخريج حديث سعد (رجعنا من الحجة ومنا من رمى بست ومنا من رمى بسبع….)
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[21 - 09 - 02, 09:49 م]ـ
3027 أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ مُوسَى الْبَلْخِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ قَالَ مُجَاهِدٌ قَالَ سَعْدٌ رَجَعْنَا فِي الْحَجَّةِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعْضُنَا يَقُولُ رَمَيْتُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ وَبَعْضُنَا يَقُولُ رَمَيْتُ بِسِتٍّ فَلَمْ يَعِبْ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ *
أخرجه النسائي 5/ 275
1362 حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ سَأَلْتُ طَاوُسًا عَنْ رَجُلٍ رَمَى الْجَمْرَةَ بِسِتِّ حَصَيَاتٍ فَقَالَ لِيُطْعِمْ قَبْضَةً مِنْ طَعَامٍ قَالَ فَلَقِيتُ مُجَاهِدًا فَسَأَلْتُهُ وَذَكَرْتُ لَهُ قَوْلَ طَاوُسٍ فَقَالَ رَحِمَ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمَا بَلَغَهُ قَوْلُ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ رَمَيْنَا الْجِمَارَ أَوِ الْجَمْرَةَ فِي حَجَّتِنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسْنَا نَتَذَاكَرُ فَمِنَّا مَنْ قَالَ رَمَيْتُ بِسِتٍّ وَمِنَّا مَنْ قَالَ رَمَيْتُ بِسَبْعٍ وَمِنَّا مَنْ قَالَ رَمَيْتُ بِثَمَانٍ وَمِنَّا مَنْ قَالَ رَمَيْتُ بِتِسْعٍ فَلَمْ يَرَوْا بِذَلِكَ بَأْسًا *
ومداره على محاهد عن سعد وقد اختلف في سماعه من سعد.
قال في التهذيب 10/ 42: قال ابو حاتم لم يسمع من عائشة سمعت ابن معين يقول ذلك.
وقال ابو حاتم: مجاهد عن سعد ومعاوية وكعب بن عجرة مرسل.
وقال ابن المديني: لا أنكر أن يكون مجاهد لقي جماعة من الصحابة وقد سمع من عائشة.
قال ابن حجر: وقع التصريح بسماعه منها عند أبي عبدالله البخاري في صحيحه.
وقال الذهبي في السير (4/ 451): سمع منها شيئاً يسيراً.
وقال ابن أبي حاتم في المراسيل ص205:
سمعت أبي يقول مجاهد لم يدرك سعدا إنما يروي عن مصعب بن سعد عن سعد.
3342 حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ إِنِّي رَمَيْتُ بِسِتٍّ أَوْ سَبْعٍ قَالَ مَا أَدْرِي أَرَمَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجَمْرَةَ بِسِتٍّ أَوْ سَبْعٍ *
وقال الحافظ في الفتح 3/ 679: تحت باب رمي الجمار بسبع حصيات
أشار في الترجمة إلي رد ما رواه قتادة عن ابن عمر قال (ما أبالي رميت الجمار بست أو سبع) وأن ابن عباس أنكر ذلك وقتادة لم يسمع من ابن عمر أخرجه ابن أبي شيبة من طريق قتادة وروى من طريق مجاهد من رمى بست فلا شيء عليه.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 09 - 02, 10:07 م]ـ
الاخ الفاضل خالد الشابع
جزاك الله خيرا
روى الطحاوي
من طريق خالد بن الحارث قال حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت ابا مجلز يقول سالت ابن عباس عن شيء من امر الجمار
فقال لاادري بما رماها رسول الله صلى الله عليه وسلم بست او بسبع
ورى من طريق امية بن بسطام عن يزيد بن زريع عن شعبة عن قتادة عن ابي مجلز مثله
قال وقد روى عن جابر بن عبدالله مثل هذا ايضا كما قد حدثنا فهد بن سليمان قال حدثنا عثمان بن الهيثم قال حدثنا ابن جريج قال اخبرني ابو الزبير انه سمع جابر يقول لاادري بكم رمى النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 09 - 02, 10:11 م]ـ
قال الطحاوي (وخالفهم في ذلك اهل العلم سواهم فقالوا بل ترمى كل جمرة من الجمار الثلاث بسبع حصيات لاينقص منهن ولايزاد عليهن وقالوا ما احتج به علينا اهل المقالة الاولى من حديث سعد بن ابي وقاص فلاحجة فيه علينا لانه حديث منقطع لايثبت اهل الاسناد مثله)
قال (واما ما رويتموه عن جابر بن عبدالله من قوله (لاادري بكم رماها رسول الله صلى الله عليه وسلم بست او بسبع وقد روى عن جابر بن عبدالله خلاف ذلك ايضا فذكروا
ما قد حدثنا الربيع بن سليمان المرادي قال حدثنا اسد بن موسى قال حدثنا حاتم بن اسماعيل قال حدثنا جعفر بن محمد عن ابيه سمع جابر بن عبدالله يحدث عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه لما رمى الجمرة التي عند الشجرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة مثل حصى الخذف رماها من بطن الوادي ثم انصرف
)
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[22 - 09 - 02, 06:58 ص]ـ
أحسنت أخي ابن وهب وبورك فيك
ـ[أبو العباس الشمري]ــــــــ[29 - 05 - 10, 02:03 ص]ـ
سمعت الشيخ ابن باز رحمه الله في شريط التعقيب على الندوة في بر الوالدين
قال في من رمى ست لا حرج ........(35/262)
سورة {الأنعام} هل صح فيها شيء .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[23 - 09 - 02, 03:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هل صح حديث في فضل سورة {الأنعام} ..
وأنها السورة الوحيدة من الطوال ..
التي نزلت جملة واحدة في مكة إلا ثلاث آيات نزلت في المدينة .. ؟
جزاكم الله خيراً .. آمين ..
ـ[المضري]ــــــــ[23 - 09 - 02, 10:15 م]ـ
وهل يصح شي من الاثار المروية حول تشييع سبعين الفاً من الملائكة لها عند نزولها؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 09 - 02, 08:46 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حديث التشييع لسورة الأنعام لايصح
والكلام على علل حديثها يطول
ولعلي أنقل هنا ما ذكره السيوطي في الإتقان (1/ 82) (447 وقال ابن الصلاح في فتاويه الحديث الوارد في أنها نزلت جملة رويناه من طريق أبي بن كعب وفي إسناده ضعف ولم نر له إسنادا صحيحا وقد روي ما يخالفه فروي أنها لم تنزل جملة واحدة بل نزلت آيات منها بالمدينة اختلفوا في عددها فقيل ثلاث وقيل ست وقيل غير ذلك انتهى والله أعلم) انتهى
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[24 - 09 - 02, 10:11 ص]ـ
شيخ عبدالرحمن رعاه الله .......
اولا: هل يصح الاثر المروى عن ابن عباس في نزول القران جملة الى بيت العزة ... وما رأيكم بهذا القول.
ثانيا: ذكر لي الشيخ عبدالله السعد انكم تزمعون اخراج كتاب التمييز لمسلم مع جمع متفرق الزيادات والشارد من الروايات في بطون الكتب ...... فهل عثرتم على مخطوطة غير التى اخرجها الشيخ الاعظمي ..... ومتى يخرج هذا الكتاب ان شاء الله ....
وجزاك الله عن اخوانك الف خير واتم جزاء.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 09 - 02, 10:39 ص]ـ
لعلي أذكر هنا حديث جابر رضي الله عنه والكلام عليه
قال الحاكم في المستدرك (2/ 314) (أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ وأبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل قالا حدثنا محمد بن عبد الوهاب العبدي أنبأ جعفر بن عون أنبأ إسماعيل بن عبد الرحمن حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال ثم لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لقد شيع هذه السورة من الملائكة ما سد الأفق هذا حديث صحيح على شرط مسلم فإن إسماعيل هذا هو السدي ولم يخرجه البخاري)
قال الذهبي في التلخيص (قال صحيح على شرط مسلم، فإن إسماعيل هو السدي (قلت أي الذهبي) لاوالله ولم يدرك جعفر السدي وأظن هذا موضوعا) انتهى
وقال الحافظ ابن حجر في اتحاف المهرة (3/ 561) (في صحته نظر، فإن المحفوظ في هذا ما أخرجه عبد بن حميد عن جعفر بن عون عن موسى بن عبيدة عن محمد بن المنكدر ليس فيه جابر) انتهى
وهذا الإسناد الذي عند الحاكم غريب جدا ولايصح
وبالنسبة لأثر ابن عباس في نزول القرآن لبيت العزة جملة فهو صحيح وقد حكى السيوطي في الإتقان الإجماع عليه
وأما كتاب التمييز فنسأل الله التيسير
ـ[مبارك]ــــــــ[24 - 09 - 02, 07:51 م]ـ
* أنظر " موسوعة فضائل سور وأيات القرآن " (القسم الصحيح)
(1/ 255ــ 263) للعلامة الشيخ المفضال أبي الأرقم محمد بن رزق بن طرهوني ــ حفظه الله ــ
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 12 - 03, 12:10 ص]ـ
ما ذكره الشيخ محمد رزق طلرهوني من تصحيحه للحديث لايوافق عليه
فحديث جابر حكم عليه الذهبي بالوضع وفيه علة لم ينتبه لها الشيخ رزق طرهوني وهي ما ذكره ابن حجر في اتحاف المهرة (3/ 561) حيث قال (في صحته نظر، فإن المحفوظ في هذا ما أخرجه عبد بن حميد عن جعفر بن عون عن موسى بن عبيدة عن محمد بن المنكدر ليس فيه جابر) انتهى
فرجع الحديث إلى أنه مرسل وإسناد الحاكم غريب جدا لايجيء
وبقية الآثار التي أوردها كشواهد فيها كلام، والله أعلم
فائدة
قال الإمام النووي رحمه الله كما في الفتاوى له ص 47 - 48) (ولم يثبت نزول الأنعام دفعة واحدة) انتهى.(35/263)
حول زيادة (ومغفرته) في رد السلام
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[24 - 09 - 02, 05:47 م]ـ
قال هيثم حمدان
ضعف زيادة "ومغفرته" في ردّ السلام
روى البخاري (التاريخ الكبير)، وابن عدي، واليهقي (شعب الإيمان) بأسانيد إلى إبراهيم بن المختار عن شعبة بن الحجاج عن هارون بن سعد عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم قال: "كنّا إذا سلّم النبي (صلى الله عليه وسلم) علينا قُلنا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ".
هذا إسناد فيه علل، أقتصر على ذكر ثلاث منها:
1) ضعف إبراهيم بن المختار، قال عنه البخاري: "فيه نظر"، وابن معين: "ليس بذاك"، وأبو حاتم: "صالح الحديث"، وأبو داود: "لا بأس به"، الذهبي: "ضعّف"، وابن حجر: "صدوق ضعيف الحفظ"، ووثقه ابن شاهين، وكذلك فعل ابن حبّان في غير رواية محمد بن حميد عنه.
2) تفرّد إبراهيم بن المختار بهذا الحديث، وهو ليس أهلاً لأن يُقبل تفرّده لما سبق بيانه.
3) وقع إشكال حول الراوي عن إبراهيم بن المختار في (التاريخ الكبير)، فقد صرح ابن عدي والبيهقي بأنّه محمّد بن حميد الرازي، أمّا البخاري فلم يذكر أباه ولا نسبه، ولكنّ البخاري قد روى عن محمّد بن حميد؛ فيُصار إلى ترجيح كونه هو.
ومحمّد بن حميد هذا اتهمه أبو زرعة بالكذب، وضعفه الإمام أحمد، وقال عنه البخاري: "حديثه فيه نظر"، ويعقوب بن شيبة: "كثير المناكير"، والنسائي: "ليس بثقة"، وابن حبان: "كان ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات"، والذهبي: "منكر الحديث"، وصالح جزرة: "كنا نتهمه"، ابن حجر: "حافظ ضعيف".
وقد سبق ذكر قول ابن حبّان عن ابن المختار: "يتقى حديثه من رواية ابن حميد عنه".
4) بعض من ضعّف الحديث:
-) قال ابن حجر: "وأخرج البيهقي في الشعب بسند ضعيف أيضاً من حديث زيد بن أرقم ... " (فتح الباري).
-) وقال البيهقي: "وهذا إن صحّ قلنا أنّ في إسناده إلى شعبة من لا يحتج به" (شعب الإيمان).
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[24 - 09 - 02, 05:48 م]ـ
قال عبدالرحمن الفقيه
احسنت أخي الفاضل على هذا المبحث الجيد
ويتبين لنا من خلال البحث عدة أمور
أولا ترجيح تسمية الراوي بمحمد بن حميد الرازي وهو الصواب
والثاني الكلام في تفرد ابراهيم بن المختار بالحديث عن شعبة بن الحجاج وهذا تفرد ضار بالرواية فأين أصحاب شعبة عنه وقد ذكر الإمام الذهبي رحمه الله تعالى في الموقظة ص 42 (المنكر وهو ما انفرد الراوي الضعيف به وقد يعد مفرد الصدوق منكرا)
وما ذكره الإمام الذهبي رحمه الله هو الذي كان عليه أهل الحديث من المتقدمين
فبارك الله فيك على هذا الجهد الطيب
والحديث له روايات أخرى مرفوعة وموقوفة
فمن ذلك مارواه أبو داود في سننه (5196)
حدثنا إسحاق بن سويد الرملي ثنا بن أبي مريم قال أظن أني سمعت نافع بن يزيد قال أخبرني أبو مرحوم عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم زاد ثم أتى آخر فقال السلام الله وبركاته (((ومغفرته))) فقال أربعون قال هكذا تكون الفضائل
وهذا اسناد ضعيف فسهل بن معاذ فيه كلام قال ابن معين ضعيف وقال ابن حبان (منكر الحديث جدا) وذكره في الثقات وقال (لايعتبر حديثه ما ما كان من رواية زبان بن فائد عنه وقال العجلي (ثقة) وذكره ابن خلفون في الثقات وذكره ابن الجوزي في الضعفاء
وأبو مرحوم وهو عبدالرحيم بن ميمون فيه كلام أيضا قال ابن معين ضعيف وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به وقال النسائي لابأس به وذكره ابن حبان في الثقات
وفيه أيضا الشك في قول ابن أبي مريم (أظن أني سمعت نافع بن يزيد قال
وكذلك البيهقي في شعب الإيمان (6/ 455)
طريق آخر
وأخرج ابن السني في كتابه عمل اليوم والليلة (235) أخبرني أبو عروبة ثنا سليمان بن سلمة ثنا بقية ثنا يوسف بن أبي كثير عن نوح بن ذكوان عن الحسن عن أنس رضي الله عنه أ قال كان رجل يمر فيقول السلام عليك يا رسول الله فيقول له وعليك الله وبركاته ومغفرته ورضوانه
وهذا سند واه جدا فيوسف بن أبي كثير وشيخه اتهموا بالوضع
طلريق آخر
مسند أبي يعلى
(912) حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثني يحيى بن عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني عن أبيه عن جده عن أبيه ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب الى قيس بن مالك الأرحبي باسمك اللهم من محمد رسول الله الى قيس بن مالك سلام الله وبركاته ((ومغفرته)) أما بعد فذاكم أني استعملتك على قومك عربهم وخمورهم ومواليهم وحاشيتهم وأقطعتك من ذرة يسار مئتي صاع ومن زبيب خيوان مئتي صاع جار ذلك لك ولعقبك من بعدك أبدا أبدا قال قيس وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا أبدا أحب إلي إني لأرجو أن يبقى لي عقبي أبدا
وأخرجه كذلك أبو نعيم في معرفة الصحابة (4/ 2321) رقم (5715) من طريق ابن منده وهو عند ابن منده كما ذكر الحافظ في الإصابة
قال ابن حجر عن الحديث (حديث منكر وأنكر ما فيه قوله باسمك اللهم) انتهى من المطالب العاليةالمجلد التاسع (18/ 492)
ويحيى بن عمرو الهذلي مجهول الحال وأبوه وجده لايعرف لهم ترجمة
وله شاهد من فعل عمربن الخطاب رضي الله عنه موقوفا عند ابن سعد في الطبقات (6/ 158)
دحية بن عمرو روى عن عمر قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عطية بن عقبة الأسدي قال حدثني دحية بن عمرو قال أتيت عمر بن الخطاب فقلت السلام عليك يا أمير الله وبركاته فقال وعليك الله وبركاته ومغفراته أو قال ومغفرته
وفي اسناده عطية بن عقبة لايعرف
والله تعالى أعلم
¥(35/264)
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[24 - 09 - 02, 07:53 م]ـ
لقد تكلمت على هذه المسألة في مصنف مفرد قبل سنوات سنة 1417 هـ، و قد طبع بدار ابن الأثير بالكويت.
و لي على الكتاب زيادات على طبعته الأولى، أنزلتها على بروفة قديمة، و جعلت الزيادات في آخرها، و هي معكم الآن.
على الرابط أسفل
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[24 - 09 - 02, 07:57 م]ـ
و الكتاب كان أصله تعليقات على زاد المعاد لما كنت أقرأه على بعض مشايخنا بالشام و قد انتهينا منه بفضل الله و، ايضا في قراءاتي له فكنت أعلق عليه، ثم زدت فيه أشياء و أفردته بالطبع.
و الكتاب موجود بدار طيبة بالرياض، ممكن سعره خمس ريالات.
لكن ما أنزلته لكم فيه بآخره (صفحة الإضافات على الطبعة الأولى)
مع أني غيرت قليلا فيه لا سيما حكمي على حديث سلمان و أنه صالح، فالذي أراه أخيرا: أنه موقوف أشبه لا سيما مع الرواية المرسلة عن سلمان.
و الله تعالى أعلم.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[24 - 09 - 02, 10:09 م]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?14@47.kDCvc9cIu4c^0@.ef33f99
ـ[التلميذ]ــــــــ[25 - 09 - 02, 12:11 ص]ـ
أرجو من صاحب الفضيلة أن يأذن لي في هذه الإضافة التي لا تعارض ما تفضّل به، لكنها زيادة في بيان ما أشار إليه فضيلته:
بخصوص محمد بن حميد الرازي لي إضافات مختصرة هي:
1/ يُشبه أن يكون البخاري إذا قال في تاريخه (محمد) أنه يعني ابن حميد الرازي.
2/ محمد بن حميد وثّقه ثلاثة من الأئمة هم: أحمد، وابن معين، والبخاري. لكن ثبت - حسب ما تحقق لي - أنهم جميعاً رجعوا عن توثيقه، فكان ابن معين يُضعّفه بعدُ، وكان أحمد - بعد أن حدثه أبو زرعة وابن واره - إذا ذُكِر عنده نفض يده. وأما البخاري فقد نقل الترمذي في جامعه عنه أنه صار إلى تضعيفه بعد أن كان حسن الرأي فيه.
3/ اتهمه جمع غير أبي زرعة بأنه يكذب، وقد كشف أبو حاتم الرازي عن مستندين له جعلته يتهمه بالكذب، فكان هذا الجرح المفسّر من هؤلاء الأئمة - وهم من أهل بلده - قاضياً على قول من عداهم من الأئمة، فكيف وقد ثبت رجوعهم عن توثيقه؟!
4/ يتلخص مما سبق أن مَن يقوي حديث محمد بن حميد الرازي، أو يجعله قابلاً للتقوي قد جانب الصواب بحسب ما يظهر لي، والله تعالى أعلم.(35/265)
حول زيادة (ومغفرته) في رد السلام
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 09 - 02, 05:47 م]ـ
قال هيثم حمدان
ضعف زيادة "ومغفرته" في ردّ السلام
روى البخاري (التاريخ الكبير)، وابن عدي، واليهقي (شعب الإيمان) بأسانيد إلى إبراهيم بن المختار عن شعبة بن الحجاج عن هارون بن سعد عن ثمامة بن عقبة عن زيد بن أرقم قال: "كنّا إذا سلّم النبي (صلى الله عليه وسلم) علينا قُلنا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ".
هذا إسناد فيه علل، أقتصر على ذكر ثلاث منها:
1) ضعف إبراهيم بن المختار، قال عنه البخاري: "فيه نظر"، وابن معين: "ليس بذاك"، وأبو حاتم: "صالح الحديث"، وأبو داود: "لا بأس به"، الذهبي: "ضعّف"، وابن حجر: "صدوق ضعيف الحفظ"، ووثقه ابن شاهين، وكذلك فعل ابن حبّان في غير رواية محمد بن حميد عنه.
2) تفرّد إبراهيم بن المختار بهذا الحديث، وهو ليس أهلاً لأن يُقبل تفرّده لما سبق بيانه.
3) وقع إشكال حول الراوي عن إبراهيم بن المختار في (التاريخ الكبير)، فقد صرح ابن عدي والبيهقي بأنّه محمّد بن حميد الرازي، أمّا البخاري فلم يذكر أباه ولا نسبه، ولكنّ البخاري قد روى عن محمّد بن حميد؛ فيُصار إلى ترجيح كونه هو.
ومحمّد بن حميد هذا اتهمه أبو زرعة بالكذب، وضعفه الإمام أحمد، وقال عنه البخاري: "حديثه فيه نظر"، ويعقوب بن شيبة: "كثير المناكير"، والنسائي: "ليس بثقة"، وابن حبان: "كان ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات"، والذهبي: "منكر الحديث"، وصالح جزرة: "كنا نتهمه"، ابن حجر: "حافظ ضعيف".
وقد سبق ذكر قول ابن حبّان عن ابن المختار: "يتقى حديثه من رواية ابن حميد عنه".
4) بعض من ضعّف الحديث:
-) قال ابن حجر: "وأخرج البيهقي في الشعب بسند ضعيف أيضاً من حديث زيد بن أرقم ... " (فتح الباري).
-) وقال البيهقي: "وهذا إن صحّ قلنا أنّ في إسناده إلى شعبة من لا يحتج به" (شعب الإيمان).
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 09 - 02, 05:48 م]ـ
قال عبدالرحمن الفقيه
احسنت أخي الفاضل على هذا المبحث الجيد
ويتبين لنا من خلال البحث عدة أمور
أولا ترجيح تسمية الراوي بمحمد بن حميد الرازي وهو الصواب
والثاني الكلام في تفرد ابراهيم بن المختار بالحديث عن شعبة بن الحجاج وهذا تفرد ضار بالرواية فأين أصحاب شعبة عنه وقد ذكر الإمام الذهبي رحمه الله تعالى في الموقظة ص 42 (المنكر وهو ما انفرد الراوي الضعيف به وقد يعد مفرد الصدوق منكرا)
وما ذكره الإمام الذهبي رحمه الله هو الذي كان عليه أهل الحديث من المتقدمين
فبارك الله فيك على هذا الجهد الطيب
والحديث له روايات أخرى مرفوعة وموقوفة
فمن ذلك مارواه أبو داود في سننه (5196)
حدثنا إسحاق بن سويد الرملي ثنا بن أبي مريم قال أظن أني سمعت نافع بن يزيد قال أخبرني أبو مرحوم عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم زاد ثم أتى آخر فقال السلام الله وبركاته (((ومغفرته))) فقال أربعون قال هكذا تكون الفضائل
وهذا اسناد ضعيف فسهل بن معاذ فيه كلام قال ابن معين ضعيف وقال ابن حبان (منكر الحديث جدا) وذكره في الثقات وقال (لايعتبر حديثه ما ما كان من رواية زبان بن فائد عنه وقال العجلي (ثقة) وذكره ابن خلفون في الثقات وذكره ابن الجوزي في الضعفاء
وأبو مرحوم وهو عبدالرحيم بن ميمون فيه كلام أيضا قال ابن معين ضعيف وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به وقال النسائي لابأس به وذكره ابن حبان في الثقات
وفيه أيضا الشك في قول ابن أبي مريم (أظن أني سمعت نافع بن يزيد قال
وكذلك البيهقي في شعب الإيمان (6/ 455)
طريق آخر
وأخرج ابن السني في كتابه عمل اليوم والليلة (235) أخبرني أبو عروبة ثنا سليمان بن سلمة ثنا بقية ثنا يوسف بن أبي كثير عن نوح بن ذكوان عن الحسن عن أنس رضي الله عنه أ قال كان رجل يمر فيقول السلام عليك يا رسول الله فيقول له وعليك الله وبركاته ومغفرته ورضوانه
وهذا سند واه جدا فيوسف بن أبي كثير وشيخه اتهموا بالوضع
طلريق آخر
مسند أبي يعلى
(912) حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثني يحيى بن عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني عن أبيه عن جده عن أبيه ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب الى قيس بن مالك الأرحبي باسمك اللهم من محمد رسول الله الى قيس بن مالك سلام الله وبركاته ((ومغفرته)) أما بعد فذاكم أني استعملتك على قومك عربهم وخمورهم ومواليهم وحاشيتهم وأقطعتك من ذرة يسار مئتي صاع ومن زبيب خيوان مئتي صاع جار ذلك لك ولعقبك من بعدك أبدا أبدا قال قيس وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا أبدا أحب إلي إني لأرجو أن يبقى لي عقبي أبدا
وأخرجه كذلك أبو نعيم في معرفة الصحابة (4/ 2321) رقم (5715) من طريق ابن منده وهو عند ابن منده كما ذكر الحافظ في الإصابة
قال ابن حجر عن الحديث (حديث منكر وأنكر ما فيه قوله باسمك اللهم) انتهى من المطالب العاليةالمجلد التاسع (18/ 492)
ويحيى بن عمرو الهذلي مجهول الحال وأبوه وجده لايعرف لهم ترجمة
وله شاهد من فعل عمربن الخطاب رضي الله عنه موقوفا عند ابن سعد في الطبقات (6/ 158)
دحية بن عمرو روى عن عمر قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا عطية بن عقبة الأسدي قال حدثني دحية بن عمرو قال أتيت عمر بن الخطاب فقلت السلام عليك يا أمير الله وبركاته فقال وعليك الله وبركاته ومغفراته أو قال ومغفرته
وفي اسناده عطية بن عقبة لايعرف
والله تعالى أعلم
¥(35/266)
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[24 - 09 - 02, 07:53 م]ـ
لقد تكلمت على هذه المسألة في مصنف مفرد قبل سنوات سنة 1417 هـ، و قد طبع بدار ابن الأثير بالكويت.
و لي على الكتاب زيادات على طبعته الأولى، أنزلتها على بروفة قديمة، و جعلت الزيادات في آخرها، و هي معكم الآن.
على الرابط أسفل
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[24 - 09 - 02, 07:57 م]ـ
و الكتاب كان أصله تعليقات على زاد المعاد لما كنت أقرأه على بعض مشايخنا بالشام و قد انتهينا منه بفضل الله و، ايضا في قراءاتي له فكنت أعلق عليه، ثم زدت فيه أشياء و أفردته بالطبع.
و الكتاب موجود بدار طيبة بالرياض، ممكن سعره خمس ريالات.
لكن ما أنزلته لكم فيه بآخره (صفحة الإضافات على الطبعة الأولى)
مع أني غيرت قليلا فيه لا سيما حكمي على حديث سلمان و أنه صالح، فالذي أراه أخيرا: أنه موقوف أشبه لا سيما مع الرواية المرسلة عن سلمان.
و الله تعالى أعلم.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[24 - 09 - 02, 10:09 م]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?14@47.kDCvc9cIu4c^0@.ef33f99
ـ[التلميذ]ــــــــ[25 - 09 - 02, 12:11 ص]ـ
أرجو من صاحب الفضيلة أن يأذن لي في هذه الإضافة التي لا تعارض ما تفضّل به، لكنها زيادة في بيان ما أشار إليه فضيلته:
بخصوص محمد بن حميد الرازي لي إضافات مختصرة هي:
1/ يُشبه أن يكون البخاري إذا قال في تاريخه (محمد) أنه يعني ابن حميد الرازي.
2/ محمد بن حميد وثّقه ثلاثة من الأئمة هم: أحمد، وابن معين، والبخاري. لكن ثبت - حسب ما تحقق لي - أنهم جميعاً رجعوا عن توثيقه، فكان ابن معين يُضعّفه بعدُ، وكان أحمد - بعد أن حدثه أبو زرعة وابن واره - إذا ذُكِر عنده نفض يده. وأما البخاري فقد نقل الترمذي في جامعه عنه أنه صار إلى تضعيفه بعد أن كان حسن الرأي فيه.
3/ اتهمه جمع غير أبي زرعة بأنه يكذب، وقد كشف أبو حاتم الرازي عن مستندين له جعلته يتهمه بالكذب، فكان هذا الجرح المفسّر من هؤلاء الأئمة - وهم من أهل بلده - قاضياً على قول من عداهم من الأئمة، فكيف وقد ثبت رجوعهم عن توثيقه؟!
4/ يتلخص مما سبق أن مَن يقوي حديث محمد بن حميد الرازي، أو يجعله قابلاً للتقوي قد جانب الصواب بحسب ما يظهر لي، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[15 - 05 - 05, 01:45 م]ـ
الشيخ الألبانى -رحمه الله- صحح الحديث فى السلسله الصحيحه المجلد الثالث برقم 1449
ثم تراجع الشيخ بعد ذلك عن تصحيح الحديث .... و قال الشيخ الألبانى -رحمه الله-:- أنا أرجع عن الرواية و لكن أبقى مع عموم الآيه .... فلتصحيح الشيخ و تراجعه بعد ذلك قصة جيده ...
و لسماع القصة كامله من الشيخ أبو إسحاق الحويني -حفظه الله- أرجو سماع الشريط التالى بدئا من الدقيقه 41:50:00 ....
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=28443
ـ[أبو المنذر الأثري]ــــــــ[16 - 05 - 05, 01:01 ص]ـ
للفائده: نقل ابن عبدالبر كراهية ابن عباس وابن عمر الزيادة في رد السلام بلفظ ومغفرته.
ـ[سلمان 1]ــــــــ[16 - 05 - 05, 02:46 ص]ـ
الأخ أبو المنذر الأثري حفظه الله
سلام عليك ...
أين ذكر ابن عبدالبر هذا؟؟؟!!!
ثم هل يثبت هذا عن ابن عباس و ابن عمر رضي الله عنهما؟؟؟!!!
ـ[خالد النرويجي]ــــــــ[16 - 05 - 05, 06:01 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ......
اخواني في الله ? ارجوا منكم ان تساعدوني في الاجابة عن هدا السؤال
ما هي المسائل التي رجع عنها الشيخ الالباني رحمه الله في الحديث و الفقه? ..... و جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[17 - 05 - 05, 01:32 ص]ـ
أرسلت إلى أحد العلماء أسأله عن زيادة ومغفرته ورغبت منه الجواب بالتفصيل وسألته عن تصحيح الألباني رحمه الله لها فأجابني:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ المكرم حفظه الله
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحبكم الله الذي أحببتموني فيه وجزاكم الله خيرا جعلنا الله وإياكم من المصلحين الأخيار.
زيادة ومغفرته في رد السلام شاذة ولا تصح بأسانيد ثابتة، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم ينتهون
بالسلام ورده إلى وبركاته ولا يزيدون ثبت هذا في الموطأ أن رجلا سلم على ابن عباس فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم زاد شيئا على ذلك أيضا فقال ابن عباس إن السلام انتهى إلى البركة.
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله هذه المسألة وأشار إلى ضعف هذه الزيادة ومغفرته. وانظر زاد المعاد المجلد الثاني. وقد قرأت تصحيح بعض العلماء المتأخرين ولا أراه صوابا فإن هذه الزيادة منكرة ومخالفة للأحاديث الصحيحة والحديث عن ذلك يطول، وأنا في شغل عن تحقيق هذه المسألة
بطول فمعذرة
أخوك
..............................
======================================
ملاحظة لم أكتب اسم الشيخ ومن الأسلوب لعله يتضح لكم ولمن يعرفه فله عندي جائزة:)
¥(35/267)
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[17 - 05 - 05, 01:50 ص]ـ
الشيخ سعد الحميد.
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 05 - 05, 01:55 ص]ـ
الشيخ سليمان العلوان حفظه الله.
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[17 - 05 - 05, 02:39 ص]ـ
ملاحظة لم أكتب اسم الشيخ ومن الأسلوب لعله يتضح لكم ولمن يعرفه فله عندي جائزة:)
أخي الحبيب عبدالله , أخبرني بالجائزة أولاً , أخبرك من هو العالم؟
محبكم / خالد الأنصاري.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[17 - 05 - 05, 04:10 م]ـ
مشايخنا الكرام ...
الشيخ الألباني -رحمه الله- تراجع عن تصحيح الرواية ....
و قال الشيخ الألبانى -رحمه الله-:- أنا أرجع عن الرواية و لكن أبقى مع عموم الآيه .... فلتصحيح الشيخ و تراجعه بعد ذلك قصة جيده ...
و لسماع القصة كامله من الشيخ أبو إسحاق الحويني -حفظه الله- أرجو سماع الشريط التالى بدئا من الدقيقه 41:50:00 ....
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesso...lesson_id=28443
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[18 - 05 - 05, 12:36 ص]ـ
ماشاء الله يا مسيطير والجائزة بإذن الله في طريقها إليك ..
المشايخ الكرام: الحنبلي السلفي
خالد الأنصاري
جزاكم الله خيرا على المشاركة وقد سبقكم بها أبو محمد والجائزة مهما عظُمت فلن توفي قدركما
أسأل الله أن يظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله، اللهم آمين
الأخ الكريم أبو شعبة الرابط لايعمل أخي
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[18 - 05 - 05, 01:22 ص]ـ
إن أخذها المسيطير فكأني أخذتها وزيادة وأهل الرياض أدرى بعلمائها.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[18 - 05 - 05, 03:06 ص]ـ
شيخنا الفاضل عبد الله المحمد ... جزاك الله خيرا على التنبيه ..
فقد كان خطئا مني فى نقل الرابط ...
و هاهو الرابط الصحيح تجده أيضا فى المشاركه رقم 7 ...
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=28443
السماع بدئا من الدقيقه 41:50:00 ....
و جزاكم الله خيرا ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 08 - 05, 11:01 م]ـ
ماشاء الله يا مسيطير والجائزة بإذن الله في طريقها إليك ..
أخي المبارك / عبدالله المحمد
جائزة لها ثلاثة أشهر ولم تصل!!.
لكن، الشكوى إلى الله، نصبر:).
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[15 - 08 - 05, 01:04 ص]ـ
للتو رأيت موضوعك يا بومحمد ويظهر ان المواضيع من إقبال الناس بحمد الله على الملتقى ذهب للصفحات الداخلية
بالنسبة للجائزة أبشر بالخير يا بومحمد قرّب الفرج بقي شهر من الآن والله يعينك على الصبر(35/268)
تخريج [الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة، طمس الله نورهما، ولولا ذلك لأضاءا]
ـ[بو الوليد]ــــــــ[24 - 09 - 02, 08:01 م]ـ
كنت قد أجبت الأخ أبا إبراهيم وفقه الله، ووعدت بالتفصيل في الحكم بعدم صحة الحديث ..
الحديث هو:
(الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة، طمس الله نورهما، ولولا ذلك لأضاءا ما بين المشرق والمغرب).
*****************************************
حديث الركن والمقام ياقوتتان ..
من حديث ابن عمرو، ومن حديث أنس:
أولاً حديث عبد الله بن عمرو، جاء من حديث مسافع بن شيبة عنه:
- له طريقان، الأولى عن أبي يحيى رجاء الحرشي عنه:
1.أخرجه أحمد (6981) وابن خزيمة (2732) والحاكم (1722) من طريق عفان، والترمذي (873) من طريق يزيد بن زريع، وابن حبان (3661) من طريق هدبة بن خالد؛ كلهم عن أبي يحيى رجاء بن صبيح الحرشي عن عن مسافع بن شيبة الحَجَبِيّ عن عبد الله بن عمرو به مرفوعاً.
- الطريق الثانية عن الزهري عن مسافع:
2.أخرجها ابن خزيمة (2731) والحاكم (1720) والبيهقي (9234) من طريق أيوب بن سويد الرملي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن مسافع الحجبي عن ابن عمرو به نحوه.
3.وقد توبع أيوب عليه عن يونس كما رواه البيهقي (9235) من طريق أحمد بن شبيب الحبطي عن أبيه عن يونس به.
ثانياً، حديث أنس:
4.أخرجه الحاكم (1721) من طريق داود بن الزبرقان عن أيوب السختياني عن قتادة عن أنس به مرفوعاً نحوه.
5.وعند الطبراني في الأوسط (2686) رواية عن ابن عباس لكنها شديدة الضعف، فهي من طريق الحارث بن غسان عن ابن جريج عن عطاء به؛ والحارث هذا مجهول، وكذلك ليس فيها موضع الشاهد أنهما من الجنة، وفيها زيادة.
الكلام على الحديث:
- بالنسبة للرواية الأولى عن ابن عمرو والتي جاءت من طريق رجاء عن مسافع عنه به؛ فهذه ضعيفة لضعف أبي يحيى رجاء الحرشي.
ثم لنترك الرواية الثانية وننتقل إلى الرواية الثالثة، وهي رواية أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس عن الزهري عن مسافعٍ به؛ فأحمد وأبوه صدوقان؛ لكن هذا الإسناد غريب من حديث يونس عن الزهري؛؛ فتفردهما بهذا الإسناد غير مقبول.
هذا أمر والأمر الآخر أن الحديث يعرف برجاء بن صبيح الحرشي؛؛ فالحديث حديثه، ولذلك أخرجه أحمد والترمذي وغيرهما من هذه الطريق التي فيها رجاء، ولم يخرجوه من طريق الزهري مع جودة إسناده!!
- الرواية الثانية هي رواية أيوب بن سويد الرملي وهو ضعيف جداً، لا كما قال ابن حجر صدوق يخطئ!! فقد اتهمه ابن معين بسرقة الحديث، وقال ابن المبارك: إرمِ به، وقال البخاري يتكلمون فيه، ولم أر من وثقه إلا أن أبا حاتم البستي ذكره في الثقات وقال: وكان ردئ الحفظ؛؛ ولذلك لا يفرح بمتابعته لشبيب بن سعيد!! حيث يخشى من سرقته للحديث، فقد يكون سرقه من أحمد بن شبيب أو أبيه، ومن تأمل ترجمته في التهذيب والكامل عرف شدة ضعفه، ونكارة حديثه، والله أعلم.
فأصل الحديث إنما هو لرجاء بن صبيح عن مسافع، ولا يستقيم كون الحديث يثبت عن الزهري عن مسافع بهذا الإسناد الغريب؟!!، والله أعلم.
وأما حديثا أنس وابن عباس فقد رأيت شدة ضعفهما فلا يعتبر بهما.
** وللحديث علة قوية غير ما ذكرت، وهي مخالفته للحديث الذي جاء من طرق عن بعض الصحابة، وهو: الحجر الأسود من الجنة.
رواه عن ابن عباس:
أ) سعيد بن جبير:
له طريقان:
1. عطاء بن السائب عنه:
أخرج الإمام أحمد (22796) عن يونس، و (3047) عن عفان، و (3537) عن روح، والنسائي (2935) من طريق موسى بن داود، وابن عدي (2/ 263 ولم يذكره منكراً له كما يتبين من ترجمته) من طريق عبيد الله العيشي؛؛ كلهم عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعاً:
الحجر الأسود من الجنة، وكان أشد بياضاً من الثلج، حتى سودته خطايا أهل الشرك.
*وقد تابع حماداً عليه جرير كما هو عند الترمذي (877) وقال عنه حسن صحيح، وابن خزيمة (2733) من طريق جرير وزياد بن عبد الله به نحوه (إلا أنه قال خطايا بني آدم).
عطاء بن السائب ثقة اختلط، وقد عدّ عدد من الأئمة رواية حماد بن سلمة عنه قبل الاختلاط، وكذلك رواية شعبة والسفيانين وحماد بن زيد.
فروايته هذه إسنادها صحيح والله أعلم، وقد صححها الترمذي كما ذكرت.
¥(35/269)
2. عبد الله بن عثمان بن خثيم:
أخرجه ابن خزيمة (2734) من طريق أبي الجنيد عن حماد عبد الله بن عثمان عن سعيد به نحوه، وزاد أشياء، واسم أبي الجنيد الحسين بن خالد الضرير قال عنه ابن معين ليس بثقة، فلا قيمة لروايته.
ب) عطاء بن أبي رباح:
أخرج الطبراني (5669) من طريق ابن أبي ليلى عن عطاء -هو ابن أبي رباح- عن ابن عباس مرفوعاً:
الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيض كالماء، فلولا ما مسه من دنس الجاهلية ما مسّه من ذي عاهةٍ إلا بَرَأ. ثم قال: لا يروي هذا الحديث عن عطاء إلا ابن أبي ليلى، تفرد به محمد بن عمران عن أبيه.
وابن أبي ليلى هو محمد وهو ضعيف الحفظ بمرة؛ لا يحتج به، وقد ذكر بعضهم كثرة خطئه عن عطاء خاصة، وأن عامة أحاديثه مقلوبة.
...
وقد جاء هذا الحديث عن أنس أخرجه العقيلي في الضعفاء، وابن عدي (ترجمة عمر بن إبراهيم البصري)، والبيهقي (9237) والطبراني في الأوسط (4951) من طريق شاذّ بن الفياض عن عمر بن إبراهيم عن قتادة عن أنس به مرفوعاً: الحجر الأسود من حجارة الجنة.
قال الطبراني:
لم يروي هذا الحديث عن قتادة إلا عمر بن إبراهيم تفرد به شاذ.
وعمر هذا ضعّف في حديثه عن قتادة خاصة، وقال ابن حبان في المجروحين في ترجمته: كان ممن ينفرد عن قتادة بما لا يشبه حديثه فلا يعجبني الإحتجاج به إذا انفرد فأما فيما وافق الثقات فإن اعتبر به معتبر لم أر بذلك بأساً، وقد أنكر عليه هذا الحديث ابن عدي كما هو ظاهر من روايته له في كتابه، والعقيلي في ترجمته له وقال: وهذا يروى عن أنس موقوفاً، وكذلك ذكر ابن عدي أن شعبة وغيره أوقفوه على أنس، أخرجه هكذا الإمام عبد الله بن أحمد في زوائده (13654) عن يحيى بن سعيد عن شعبة به موقوفاً، وقد ذكر العقيلي في المسند الضعيف هذا الحديث عن أنس بن مالك مرفوعاً.
** لكن له شاهداً عند البيهقي (7839) من طريق حماد بن زيد عن ابن جريج عن عطاء عن عبد الله بن عمرو يرفعه: لولا ما مسه من أنجاس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا شفي وما على الأرض شئ من الجنة غيره.
فإن صح هذا السند – فهو غريب من حديث مسدد عن حماد- فهو شاهد قويّ لحديث ابن عباس، والله أعلم وأحكم.(35/270)
هل يصح في التصدق بقيمة شعر المولود شيء
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 09 - 02, 07:26 ص]ـ
هذا جواب كتبته قديما لبعض من سأل
وأما التصدق بوزن شعره فضة فقد جاء في الموطأ (الإستذكار 15/ 369) مالك عن ربيعة بن أبي عبدالرحمن عن محمد بن علي بن الحسين أنه قال (وزنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شعر حسن وحسين فتصدقت بزنته فضة)
وهو منقطع فمحمد بن علي بن الحسين لم يسمع من فاطمة رضي الله عنها وجاء من عدة طرق عن محمد بن علي عن فاطمة وهو الصواب
أما رواية يحيى بن بكير عن ابن لهيعة عن عمارة بن غزية عن ربيعة ابن أبي عبدالرحمن عن أنس به مرفوعا كما عند الطبراني في الكبير والأوسط
فهي خطا قال ابن عبدالبر في الإستذكار (وهذا الحديث قد روي عن ربيعة عن أنس وهو خطأ والصواب عن ربيعة ما في الموطا) انتهى
وقد جاء كذلك في حديث ابن عباس كما عند ابن الأعرابي في المعجم كما في الإرواء (4/ 380) من طريق مسلمة بن محمد عن يونس بن عبيد عن عكرمة عن ابن عباس بلفظ (عق عن الحسن والحسين كبشا، وأمر برأسه فحلق، وتصدق بوزن شعره فضة، وكذلك الحسين أيضا)
وهذه الرواية فها عدة علل
أولا: أن هذا الحديث قد رواه عن عكرمة كل من أيوب وقتادة فلم يذكرا فيه التصدق بالفضة
ثانيا: مسلمة بن محمد الثقفي
قال يحيى ليس حديثه بشيء وقد اتهمه أبو داود بحديث كما في سؤالات الآجري
وجاء عن أبي رافع رضي الله عنه قال ثم لما ولدت فاطمة حسنا قالت الا أعق عن ابني بدم قال لا ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره من فضة على المساكين والأوفاض وكان الأوفاض ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاجين في المسجد أو في الصفة قال أبو النضر من الورق يعنى أهل الصفة أو على المساكين ففعلت ذلك قالت فلما ولدت حسينا فعلت مثل ذلك
أخرجه أحمد (6/ 390) وغيره من طريق شريك عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن علي بن حسين عن أبي رافع به
و وقد توبع شريك عند أحمد (6/ 392) ولكن هذا الإسناد فيه علة وهو عبدالله بن محمد بن عقيل وهو ضعيف وقد تفرد بهذا المتن كما ذكر البيهقي (9/ 304) وفي المتن ما يستنكر من حيث انه نهاها عن العقيقة وأحالها على الصدقة
قال الشيخ الألباني في الإرواء (4/ 404) (وظاهر حديثه مخالف لما استفاض عنه صلى الله عليه وسلم أنه عق عن الحسن والحسين رضي الله عنهما) انتهى ثم ذكر اجوبة للحافظ ابن حجر وللبيهقي حول الجمع بين الأحاديث
ولكن ما دام أن الإسناد ضعيف فقد لا يحتاج لها كثيرا
فالأحاديث في هذا الباب لم يصح فيها شيء والله أعلم
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[25 - 09 - 02, 12:29 م]ـ
جزاك الله خيرا وافرا شيخنا الكريم على الفائدة.
وقد رجعنا مرة اخرى الى دار الغربة اعادنا الله لكم
ـ[حارث همام]ــــــــ[25 - 09 - 02, 10:39 م]ـ
للتميم الفائدة (1) ..
يظهر أن الأخ الفاضل أراد ما عنون له (التصدق بزنته) دون الحلق فهو ثابت كا في مسند أحمد ومنتقى ابن الجاورود والسنن.
ففي مسند الإمام أحمد: عن الحسن عن سمرة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويماط عنه الأذى ويسمى.
وفي سنن النسائي ما يجبر عنعنة الحسن قال:
عن سمرة بن جندب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل غلام رهين بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق رأسه ويسمى أخبرنا هارون بن عبد الله قال حدثنا قريش بن أنس عن حبيب بن الشهيد قال لي محمد بن سيرين سل الحسن ممن سمع حديثه في العقيقة فسألته عن ذلك فقال سمعته من سمرة.
ـ[حارث همام]ــــــــ[25 - 09 - 02, 10:52 م]ـ
لتتميم الفائدة (2) ..
يظهر كذلك أن الحلق في حق الغلام دون الجارية، إذ لم يرد في حلقها شيء ثابت.
كما أن الأصل في حق الإناث عدم جواز ذلك.
قال الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز -عليه رحمة الله-:
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخت المكرمة: ن. س. ر. خ. سلمها الله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. . وبعد:
فأشير إلى استفتائك المقيد في إدارة البحوث العلمية والإفتاء برقم 4312 وتاريخ 23/ 11 / 1407 هـ الذي تسألين فيه عن: ختان البنات وحلق شعر البنت بعد ولادتها. .؟
ج: وأفيدك: أن السنة حلق رأس الطفل الذكر عند تسميته في اليوم السابع فقط، أما الأنثى فلا يحلق رأسها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عند يوم سابعه ويحلق ويسمى خرجه الإمام أحمد، وأصحاب السنن الأربع بإسناد حسن. وأما الختان للنساء فهو مستحب وليس بواجب؛ لعموم الأحاديث الواردة في ذلك، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: خمس من الفطرة الختان وإلاستحداد وقص الشارب ونتف الإبط وحلق العانة متفق على صحته. وفق الله الجميع لما فيه رضاه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[30 - 09 - 02, 02:10 م]ـ
للفائدة
¥(35/271)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 09 - 02, 02:20 م]ـ
لعلي أنقل السؤال والجواب كاملا للفائدة
ارجوا الاجابة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ... وبعد
سؤالي عن العقيقة او ما يسمى بالكبارة ما هي السنة في ذلك منذ قدوم المولود وهل يكون الاذان في الاذن اليسرى والاقامة في اليمنى ام العكس وماذا عن حلق شعر المولود في يومة السابع والصدقة بوزنة؟
ارجوا اعلامي عما يجب تجاة المولود بالتفصيل ...
ولكم جزيل الشكر
الإجابة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بالنسبة للعقيقة فتذبح عن الغلام والجارية ويكون ذلك يوم السابع
فقد جاء عند أهل السنن عن الحسن عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل غلام مرتهن بعقيقته، تذبح عنه يوم سابعه، ويسمى فيه، ويحلق رأسه)
وهو حديث ثابت وقد سمعه الحسن من سمرة كما جاء في صحيح البخاري (5472) وغيره
وإذا فات اليوم السابع فله فعلها في أي يوم آخر ولو فعلها في يوم الرابع عشر أو الحادي والعشرون فلا بأس فقد جاء عن عائشة وغيرها.
ويذبح عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة واحدة
كما جاء عن عائشة رضي الله عنها عند أحمد (6/ 31) والترمذي (1513) وأبو داود (2833) وابن ماجه (3163) (قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((عن الغلام شاتان متكافئتان، وعن الجارية شاة))
وقد جاء عن عدد من الصحابة وهو حديث ثابت
وكذلك التسمية للمولود تكون يوم السابع ويجوز تسميته قبلها كما جاء في الصحيحين البخاري (1301) ومسلم (2144)
عن أنس بن مالك قال ذهبت بعبد الله بن أبي طلحة الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ((حين ولد)) ورسول الله صلى الله عليه وسلم في عباءة يهنأ بعيرا له فقال هل معك تمر فقلت نعم فناولته تمرات فألقاهن في فيه فلاكهن ثم فغرفا الصبي فمجه في فيه فجعل الصبي يتلمظه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب الأنصار التمر ((وسماه عبد الله))
وكذلك في الصحيحين من حديث سهل بن سعد الساعدي قال أتى بالمنذر بن أبي أسيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ((حين ولد)) فوضعه على فخذه وأبو أسيد جالس فلها النبي صلى الله عليه وسلم بشيء بين يديه فأمر أبو أسيد بابنه فاحتمل من فخذ النبي صلى الله عليه وسلم فاستفاق النبي صلى الله عليه وسلم فقال أين الصبي فقال أبو أسيد قلبناه يا رسول الله قال ما اسمه قال فلان قال ولكن اسمه المنذر ((فسماه يومئذ المنذر))
وجاء في صحيح مسلم (2315) عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولد لي الليلة غلام، فسميته باسم أبي إبراهيم)
فقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم ولده إبراهيم في ليلة ولادته
فهذا يدل على جواز تسمية المولد من وقت ولادته أو في اليوم السابع فالأمر فيه سعة
وبالنسبة للأذان في أذنه اليمنى والإقامة في أذنه اليسرى فلا يصح فيها حديث
فقد جا ء من حديث أبي رافع رضي الله عنه وفيه عاصم بن عبيدالله وهو شديد الضعف
وله شاهد عند البيهقي في شعب الإيمان (8620) من حديث ابن عباس وفي اسناده الحسن بن عمرو السدوسي وهو متروك
وجاء عن حسين بن علي عند أبي يعلى في المسند (6780) وابن السني (623) وفي اسناده متهمون بالوضع وضعفاء ينظر السلسة الضعيفة (321) ومسند أحمد (39/ 297 - 298)
ولذلك لا يشرع العمل بهذا الحديث فهو شديد الضعف
وأما حلق رأس المولود فقد دلت عليه الأحاديث كما سبق في حديث سمرة (ويحلق رأسه) وهذا عام في الغلام والجارية ولا دليل على تخصيص الغلام به
وأما التصدق بوزن شعره فضة فقد جاء في الموطأ (الإستذكار 15/ 369) مالك عن ربيعة بن أبي عبدالرحمن عن محمد بن علي بن الحسين أنه قال (وزنت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شعر حسن وحسين فتصدقت بزنته فضة)
وهو منقطع فمحمد بن علي بن الحسين لم يسمع من فاطمة رضي الله عنها وجاء من عدة طرق عن محمد بن علي عن فاطمة وهو الصواب
أما رواية يحيى بن بكير عن ابن لهيعة عن عمارة بن غزية عن ربيعة ابن أبي عبدالرحمن عن أنس به مرفوعا كما عند الطبراني في الكبير والأوسط
فهي خطا قال ابن عبدالبر في الإستذكار (وهذا الحديث قد روي عن ربيعة عن أنس وهو خطأ والصواب عن ربيعة ما في الموطا) انتهى
¥(35/272)
وقد جاء كذلك في حديث ابن عباس كما عند ابن الأعرابي في المعجم كما في الإرواء (4/ 380) من طريق مسلمة بن محمد عن يونس بن عبيد عن عكلرمة عن ابن عباس بلفظ (عق عن الحسن والحسين كبشا، وأمر برأسه فحلق، وتصدق بوزن شعره فضة، وكذلك الحسين أيضا)
وهذه الرواية فها عدة علل
أولا: أن هذا الحديث قد رواه عن عكرمة كل من أيوب وقتادة فلم يذكرا فيه التصدق بالفضة
ثانيا: مسلمة بن محمد الثقفي
قال يحيى ليس حديثه بشيء وقد اتهمه أبو داود بحديث كما في سؤالات الآجري
وجاء عن أبي رافع رضي الله عنه قال لما ولدت فاطمة حسنا قالت الا أعق عن ابني بدم قال لا ولكن احلقي رأسه وتصدقي بوزن شعره من فضة على المساكين والأوفاض وكان الأوفاض ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاجين في المسجد أو في الصفة قال أبو النضر من الورق يعنى أهل الصفة أو على المساكين ففعلت ذلك قالت فلما ولدت حسينا فعلت مثل ذلك
أخرجه أحمد (6/ 390) وغيره من طريق شريك عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن علي بن حسين عن أبي رافع به
و وقد توبع شريك عند أحمد (6/ 392) ولكن هذا الإسناد فيه علة وهو عبدالله بن محمد بن عقيل وهو ضعيف وقد تفرد بهذا المتن كما ذكر البيهقي (9/ 304) وفي المتن ما يستنكر من حيث انه نهاها عن العقيقة وأحالها على الصدقة
قال الشيخ الألباني في الإرواء (4/ 404) (وظاهر حديثه مخالف لما استفاض عنه صلى الله عليه وسلم أنه عق عن الحسن والحسين رضي الله عنهما) انتهى ثم ذكر اجوبة للحافظ ابن حجر وللبيهقي حول الجمع بين الأحاديث
ولكن ما دام أن الإسناد ضعيف فقد لا يحتاج لها كثيرا
فالأحاديث في هذا الباب لم يصح فيها شيء والله أعلم
وكذلك يختن المولود سواء كان غلاما ام جارية لعموم الأدلة
فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (الفطرة خمس: الختان والاستحداد ونتف الإبط وقص الشارب وتقليم الأظافر) وهو في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه
ومما يدل على العموم قوله صلى الله عليه وسلم (إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان فقد وجب الغسل) رواه مسلم (349) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
وأما حديث (إذا خفضت فأشمي ولا تنهكي) فضعيف
والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 12 - 03, 02:04 ص]ـ
فائدة:
قال في مغني المحتاج ج: 4 ص: 295
و يسن في سابع ولادة المولود أن يحلق رأسه كلها لما مر ويكون ذلك بعد ذبحها أي العقيقة كما في الحاج
ولا فرق في ذلك بين كون المولود ذكرا أم أنثى خلافا لبعضهم في كراهته فيها.
وفي الموسوعة الفقهية
حلق رأس المولود:
5 - ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه يستحب حلق رأس المولود في اليوم السابع، ويتصدق بوزن الشعر ورقا (فضة)
ثم اختلفوا في حلق شعر المولود الأنثى، فذهب المالكية والشافعية إلى أنه لا فرق في ذلك بين الذكر والأنثى، لما روي، أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وزنت شعر الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم، وتصدقت بزنة ذلك فضة. ولأن هذا حلق فيه مصلحة من حيث التصدق، ومن حيث حسن الشعر بعده، وعلة الكراهة من تشويه الخلق غير موجودة هنا.
وأما الحنابلة فيرون عدم حلق شعر المولود الأنثى لحديث سمرة بن جندب مرفوعا: {كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم السابع، ويحلق رأسه} وعن أبي هريرة مثله. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة لما ولدت الحسن: {احلقي رأسه، وتصدقي بوزن شعره فضة على المساكين والأوفاض} يعني أهل الصفة.
أما الحنفية فذهبوا إلى أن حلق شعر المولود في سابع الولادة مباح لا سنة ولا واجب.
ـ[حارث همام]ــــــــ[10 - 12 - 03, 03:29 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
لعلي أنقل السؤال والجواب كاملا للفائدة
وأما حلق رأس المولود فقد دلت عليه الأحاديث كما سبق في حديث سمرة (ويحلق رأسه) وهذا عام في الغلام والجارية ولا دليل على تخصيص الغلام به
أحسن الله إليكم، الحديث ثبت بلفظ "كل غلام ... " والغلام لايطلق على الجارية، فأين العموم؟
ـ[إسماعيل_العمري]ــــــــ[10 - 12 - 03, 08:59 ص]ـ
السلام عليكم
الذي فرّق بين حلق الشعر للذكور دون الإناث، يلزمه أن يثبت أن ذبح عقيقة الأنثى تكون بعد أسبوع من ولادتها أيضاً!
لأن الحديث الذي يستدل به العلماء على وقت ذبح العقيقة هو حديث حلق الشعر المذكور سابقاً ...
فإن قال بذبح عقيقة الأنثى يوم سابعها مستدلاً بالحديث يلزمه أن يشملها في حلق الرأس كذلك، بل هذا أولى لأن إماطة الأذى عن الرأس يشترك فيه الذكر و الأنثى!
و إلاّ فليأتي بدليل يخص عقيقة الأنثى يوم سابعها ... !
و الله تعالى أعلم
ـ[حارث همام]ــــــــ[10 - 12 - 03, 09:06 م]ـ
الذي يظهر أن وقت عقيقة الغلام هو يوم السابع، والأصل في الجارية أنها مثله، وإنما احتيج في الحلق إلى دليل لكون مسألة الحلق ينزعها أصل آخر وهو المنع في حق الأنثى.
ثم إن جمهور أهل العلم اتفقوا على أن العقيقة تكون يوم السابع ولم يفرقوا بين الذكر والأنثى، ومن قال بجوازها قبله وبعده -كابن سيرين ينقل- لم يفرق بين الجارية والغلام، غير أن الحسن وقتادة ذهبا إلى أنه لايعق عنها أصلاً.
فالقول بأنه يعق عنها ولكن ليس في يوم السابع لعله لم يقل به أحد، ولعل الناس أجمعوا على تركه.
¥(35/273)
ـ[إسماعيل_العمري]ــــــــ[11 - 12 - 03, 02:41 ص]ـ
السلام عليكم
أولاً: أستغفر الله على الخطأ الذي وقعت فيه من ذكر أن العقيقة بعد أسبوع من الولادة لأن ذلك يجعلها في اليوم الثامن و الصواب أنها في اليوم السابع. فقد أخطأت و اعتذر عن الزلة.
ثانياً: الأخ حارث -وفقه المولى-
ما هو دليل الجمهور في جعل العقيقة يوم السابع؟ عمدتهم هو هذا الحديث.
و الله الموفق.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 12 - 03, 05:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وأما العموم فهو من فهم العلماء للحديث على أنه لم يختص بالغلام في تحديد اليوم السابع بل هو للغلام والجارية، وكذلك الاستلال بهذا الحديث (مرتهن) على الوجوب عند البعض، وكذلك الاستلال به على التسمية يوم السابع للغلام والجارية (وإن كان يجوز التسمية قبل ذلك)
ففهم العلماء لهذا الحديث واستدلالهم به على العموم يدل على عمومه، والله أعلم.
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[17 - 12 - 10, 10:25 ص]ـ
قال العلامة الألباني في الإرواء (4/ 403):
أخرجه الترمذى (1/ 286 ـ 287) وقال: " حديث حسن غريب , وإسناده ليس بمتصل , وأبو جعفر محمد بن على بن الحسين لم
يدرك على بن أبى طالب "
قلت: قد وصله الحاكم فقال (4/ز 237): حدثنا أبو الطيب محمد بن على بن الحسن الحيرى ـ من أصل كتابه ـ حدثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبى بكر عن محمد بن على بن الحسين عن أبيه عن جده عن على بن أبى طالب به.
وسكت عليه هو والذهبى , ورجاله ثقات معروفون غير أبى الطيب هذا , فلم أجد له ترجمة.
وقد ذكره البيهقى من الطريق الأولى معلقا ثم قال (9/ 304): " وهذا منقطع ".
ثم ذكره من الطريق الأخرى الموصولة ثم قال: " ولا أدرى محفوظ هو أم لا ".
قلت: ومداره من الطريقين على محمد بن إسحاق وهو ابن يسار صاحب السيرة , وهو مدلس وقد عنعنه. ولعل تحسين الترمذى إياه من أجل ما له من الشواهد مثل حديث ابن عباس المتقدم من الطريق الثالثة , والله أعلم.
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[17 - 12 - 10, 10:31 ص]ـ
..............................
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[17 - 12 - 10, 10:31 ص]ـ
......................................(35/274)
سؤال عن حديث ..
ـ[عصام البشير]ــــــــ[25 - 09 - 02, 01:19 م]ـ
الحديث الأول من سنن ابن ماجه من طريق شريك عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أمرتكم به فخذوه، وما نهيتكم عنه فانتهوا).
1 - هل تعلمون لشريك متابعا على هذا اللفظ المخالف لما في الصحيح، وهو: (إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم)؟
2 - أبو صالح المذكور في السند هل هو السمان؟
بارك الله فيكم.
ـ[حارث همام]ــــــــ[25 - 09 - 02, 11:02 م]ـ
أما هذه اللفظة فلا أعرف لها متابعاً في السنة، غير أنها توافق القرآن: (وما آتاكم الرسول فخذوه)
أما أبو صالح فالذي يظهر أنه ذكوان السمان، فقد سمع الأعمش منه كثيراً، وهو من جملة من يرون عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وقد صرح زيد بن أسلم كما عند ابن حبان 5/ 466 بأنه السمان.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[26 - 09 - 02, 04:04 ص]ـ
اللفظ الذي ذكرته أخي عصام عند ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن شريك به، ورواية ابن أبي شيبة عن شريك من أصح الروايات عنه؛؛ حيث إنه واسطي، وقد صحح بعض العلماء حديث الواسطيين عن شريك، وأظن أن شريك اختصر الحديث ورواه بالمعنى، بدليل أن الإمام أحمد أخرجه (8649) عن أسود بن عامر عن شريك بلفظ ما نهيتكم عنه فانتهوا وما أمرتكم به فخذوا منه ما استطعتم. فاختصره أيضا لكن أتى بلفظ الاستطاعة.
وهذا اللفظ لا يخالف اللفظ الآخر المشهور عن الأعمش، وعن أبي هريرة، فهذا من باب الرواية بالمعنى ولا يخالف أصل الحديث، وجاء مثله في القرآن، قال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه .. ) الآية.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[26 - 09 - 02, 01:22 م]ـ
أحسن الله إليكم ..
1 - كأن المسألة أخي بو الوليد ليست اختصارا مقبولا، وأخشى أن يكون وهما.
بدليل أن شراح الحديث (الأربعين النووية، والصحيحين .. ) تطرقوا إلى هذه المسألة، وتكلموا عن الفرق بين الأمر والنهي في لفظ الحديث، وسبب هذا الفرق. بل استنبط منه الأصوليون أمورا كما تجده في فتح الباري مثلا!!
2 - أخي حارث هل بإمكانك أن تورد رواية ابن حبان، إذ ليس الكتاب بين يدي الآن ...
ـ[حارث همام]ــــــــ[26 - 09 - 02, 08:00 م]ـ
خيراً أخي الكريم ولكنني أنبه أن النقل عن المكتبة الألفية للسنة النبوية الإصدار 1.5، وعليه ربما كان ثمت تصحيف ولابد من مقابلة المنقول:
قال ابن حبان في صحيحه 5/ 466:
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد قال حدثني أبي عن جدي عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فما أمرتم فأتوا منه ما استطعتم وما نهيت عنه فانتهوا قال بن عجلان حدثني زيد بن أسلم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزاد فيه وما أخبرتكم أنه من ثم الله فهو الذي لا شك .. "
أهـ المراد
ـ[بو الوليد]ــــــــ[27 - 09 - 02, 03:41 م]ـ
أخي الكريم عصام
لا أظن أن هذا وهم، بل هو رواية بالمعنى العام للحديث والذي تسنده الآية المذكورة؛ بدليل رواية شريك للحديث على الوجه الصحيح عند أحمد، كما ذكرت ذلك سابقاً.
ولا شك أنه من حيث الرواية؛؛ فالرواية التي فيها ذكر الاستطاعة هي الرواية المعتمدة لإطباق من روى الحديث على ذكرها.
وإن احتجنا أن نقول:
رواية شريك بالمعنى المجمل للحديث تفسرها الروايات الأخرى .. فلا بأس، وكذلك الآية الكريمة تقيد بهذا.
والأمر واسع ..
والحمد لله.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[27 - 09 - 02, 04:21 م]ـ
وأيضا فقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم) يفسر بما فسر به قوله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم) و بما فسرت به أحاديث البيعة وفيها البيعة على السمع والطاعة (ما استطعت)(35/275)
(نعيمان الأنصاري-رضي الله عنه) هل صح من دعاباته شيء؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[26 - 09 - 02, 02:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل صح شيء من الدعابات المنسوبة ...
للصحابي نعيمان بن عمرو بن رفاعة الأنصاري - رضي الله عنه -؟
جزاكم الله عنا خيراً .. آمين.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[28 - 09 - 02, 03:03 م]ـ
تنسب لهذا الصحابي الجليل دعابات هل تصح عنه .. ؟
ـ[ناصر السنة]ــــــــ[28 - 09 - 02, 05:24 م]ـ
هذا تخريج الحديث
كنز العمال الإصدار 1.43 - للمتقي الهندي
المجلد الحادي عشر >> نعيمان رضي الله عنه من الإكمال
نعيمان رضي الله عنه من الإكمال
33662 - لا تقولوا لنعيمان إلا خيرا، فإنه يحب الله ورسوله.
(ابن سعد - عن أيوب بن محمد مرسلا) (النعيمان بن عمرو بن رفاعة وتوفي في خلافة معاوية وذكر ابن سعد في الطبقات (3/ 494) الحديث. ص).
سنن ابن ماجه. الإصدار 1,12 - للإمام ابن ماجه
الجزء الثاني >> 33 - كتاب الأدب >> (24) باب المزاح
3719 - حدّثنا أَبُو بَكْرٍ. حدّثنا وَكِيعٌ عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ وَهْبِ ابْنِ عَبْدِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. ح وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ. حدّثنا وَكِيعٌ. حدّثنا زَمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبِ بْنِ زَمْعَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ؛ قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ فِي تِجَارَةٍ إِلَى بُصْرَى. قَبْلَ مَوْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِعَامٍ. وَمَعَهُ نُعَيْمَانُ وَسُوَيْبِطُ بْنُ حَرْمَلَةَ، وَكَانَا شَهِدَا بَدْراً. وَكَانَ نُعَيْمَانُ عَلَى الزَّادِ. وَكَانَ سُوَيْبِطٌ رَجُلاً مَزَّاحاً. فَقَالَ لِنُعَيْمَانَ: أَطْعِمْني. قَالَ: حَتَّى يَجِيءَ أَبُو بَكْرٍ. قَالَ: فَلأُغِيظَنَّكَ. قَالَ، فَمَرُّوا بِقَوْمٍ. فَقَالَ لَهُمْ سُوَيْبِطٌ: تَشْتَرُونَ مِنِّي عَبْداً لِي؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: إِنَّهُ عَبْدٌ لَهُ كَلاَمٌ. وَهُوَ قَائِلٌ لَكُمْ: إِنِّي حُرٌّ. فَإِنْ كُنْتُمْ، إِذَا قَالَ لَكُمْ هذِهِ الْمَقَالَةَ، تَرَكْتُمُوهُ، فَلاَ تُفْسِدُوا عَلَيَّ عَبْدِي. قَالُوا: لاَ. بَلْ نَشْتَرِيهِ مِنْكَ. فَاشْتَرَوْهُ مِنْهُ بِعَشْرِ قَلاَئِصَ. ثُمَّ أَتَوْهُ فَوَضَعُوا فِي عثنُقِهِ عِمَامَةً، أَوْ جَبْلاً. فَقَالَ نُعَيْمَانُ: إِنَّ هذَا يَسْتَهْزِئُ بِكُمْ. وَإِنِّي حُرٌ، لَسْتُ بِعَبْدٍ. فَقَالُوا: قَدْ أَخْبَرَنَا خَبَرَكَ. فَانْطَلَقُوا بِهِ. فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ. فَأَخْبَرُوهُ بِذلِكَ. قَالَ، فَاتَّسَعَ الْقَوْمَ. وَرَدَّ عَلَيْهِمُ الْقَلائِصَ. وَأَخَذَ نُعَيْمَانَ. قَالَ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَخْبَرُوهُ. قَالَ، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَأَصْحَابُهُ مِنْهُ، حَوْلاً.
في الزوائد: في إسناده زمعة بن صالح، وهو وإن أخرج له مسلم، فإنما روى له مقرونا بغيره. وقد ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما.
[3719 - ش - (مزّاحا) أي كثير المزح.
مسند الإمام أحمد. الإصدار 2.04 - للإمام أحمد ابن حنبل
المجلد السادس. >> (أحاديث فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم) >> (حديث أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم)
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا روح حدثنا زمعة بن صالح قال سمعت ابن شهاب يحدث عن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أم سلمة أن أبا بكر خرج تاجرا إلى بصرى ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة وكلاهما بدري وكان سويبط على الزاد فجاءه نعيمان فقال أطعمني فقال لا حتى يأتي أبو بكر وكان نعيمان رجلا مضحاكا مزاحا فقال لأغيظنك فذهب إلى أناس جلبوا ظهرا فقال ابتاعوا مني غلاما عربيا فارها وهو ذو لسان ولعله يقول أنا حر فإن كنتم تاركيه لذلك فدعوني لا تفسدوا عليَّ غلامي فقالوا بل نبتاعه منك بعشر قلائص فأقبل بها يسوقها وأقبل بالقوم حتى عقلها ثم قال للقوم دونكم هو هذا فجاء القوم فقالوا قد اشتريناك قال سويبط هو كاذب أنا رجل حر فقالوا قد أخبرنا خبرك وطرحوا الحبل في رقبته فذهبوا به فجاء أبو بكر فأخبر فذهب هو وأصحاب له فردوا القلائص وأخذوه
-فضحك منها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا.
مجمع الزوائد. الإصدار 2.05 - للحافظ الهيثمي
المجلد الخامس. >> 21. كتاب الطب. >> 36. (أبواب في العين ونحوها). >> 4. باب ما جاء في الرقى للعين والمرض وغير ذلك.
8464 - وعن رافع بن خديج قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابن نعيمان فقال:
"أذهب الباس رب الناس إله الناس".
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
تخريج أحاديث الإحياء، الإصدار 2.07 - للحافظ العراقي
المجلد الثالث >> الآفة العاشرة: المزاح
1 - حديث: كان نعيمان رجلا مزاحا فكان يشرب الخمر في المدينة فيؤتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيضربه بنعله ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم، فلما أكثر ذلك منه قال له رجل من الصحابة: لعنك الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لا تفعل فإنه يحب الله ورسوله" وكان لا يدخل المدينة رسل ولا طرفة إلا اشترى منها ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول: يا رسول الله هذا قد اشتريته لك وأهديته لك فإذا جاء صاحبها يتقاضاه بالثمن جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله أعطه ثمن متاعه، فيقول له صلى الله عليه وسلم "أو لم تهده لنا" فيقول: يا رسول الله إنه لم يكن عندي ثمنه وأحببت أن تأكل منه، فيضحك النبي صلى الله عليه وسلم ويأمر لصاحبه بثمنه.
أخرجه الزبير بن بكار في الفكاهة ومن طريقه ابن عبد البر من رواية محمد بن حزم مرسلا وقد تقدم أوله.
ناصر السنة
http://www.honaweb.com/free/noor/dsunnah2.JPG
¥(35/276)
ـ[ناصر السنة]ــــــــ[28 - 09 - 02, 05:27 م]ـ
فتح الباري، شرح صحيح البخاري، الإصدار 2.05 - للإمام ابن حجر العسقلاني
المجلد الثاني عشر >> كِتَاب الْحُدُودِ >> باب مَا يُكْرَهُ مِنْ لَعْنِ شَارِبِ الْخَمْرِ وَإِنَّهُ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْ الْمِلَّةِ
الحديث: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ اللَّهُمَّ الْعَنْهُ مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَلْعَنُوهُ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
الشرح: قوله (إن رجلا كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا) ذكر الواقدي في غزوة خيبر من مغازيه عن عبد الحميد بن جعفر عن أبيه قال ووجد في حصن الصعب بن معاذ فذكر ما وجد من الثياب وغيرها إلى أن قال " وزقاق خمر فأريقت، وشرب يومئذ من تلك الخمر رجل يقال له عبد الله الحمار " وهو باسم الحيوان المشهور، وقد وقع في حديث الباب أن الأول اسمه والثاني لقبه، وجوز ابن عبد البر أنه ابن النعيمان المبهم في حديث عقبة بن الحارث فقال في ترجمة النعمان " كان رجلا صالحا وكان لم ابن انهمك في الشراب فجلده النبي صلى الله عليه وسلم " فعلى هذا يكون كل من النعيمان وولده عبد الله جلد في الشرب، وقوى هذا عنده بما أخرجه الزبير بن بكار في الفاكهة من حديث محمد بن عمرو بن حزم قال: كان بالمدينة رجل يصيب الشراب فكان يؤتى به النبي صلى الله عليه وسلم فيضربه بنعله ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم ويحثون عليه التراب، فلما كثر ذلك منه قال له رجل لعنك الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تفعل فإنه يحب الله ورسوله " وحديث عقبة اختلف ألفاظ ناقليه هل الشارب النعيمان أو ابن النعيمان والراجح النعيمان فهو غير المذكور هنا لأن قصة عبد الله كانت في خيبر فهي سابقة على قصة النعيمان فإن عقبة بن الحارث من مسلمة الفتح والفتح كان بعد خيبر بنحو من عشرين شهرا، والأشبه أنه المذكور في حديث عبد الرحمن بن أزهر لأن عقبة بن الحارث ممن شهدها من مسلمة الفتح لكن في حديثه أن النعيمان ضرب في البيت وفي حديث عبد الرحمن بن أزهر أنه أتى به والنبي صلى الله عليه وسلم عند رحل خالد بن الوليد، ويمكن الجمع بأنه أطلق على رحل خالد بيتا فكأنه كان بيتا من شعر فإن كان كذلك فهو الذي في حديث أبي هريرة لأن في كل منهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه " بكتوه " كما تقدم.
قوله (وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي يقول بحضرته أو يفعل ما يضحك منه، وقد أخرج أبو يعلى من طريق هشام بن سعد عن زيد بن أسلم بسند الباب " أن رجلا كان يلقب حمارا وكان يهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم العكة من السمن والعسل فإذا جاء صاحبه يتقاضاه جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أعط هذا متاعه، فما يزيد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبتسم ويأمر به فيعطى " ووقع في حديث محمد بن عمرو بن حزم بعد قوله " يحب الله ورسوله " قال " وكان لا يدخل إلى المدينة طرفة إلا اشترى منها ثم جاء فقال: يا رسول الله هذا أهديت لك، فإذا جاء صاحبه طلب ثمنه جاء به فقال: أعط هذا الثمن، فيقول ألم تهده إلي؟ فيقول: ليس عندي، فيضحك ويأمر لصاحبه بثمنه " وهذا مما يقوى أن صاحب الترجمة والنعيمان واحد والله أعلم.
قوله (قد جلده في الشراب) أي بسبب شربه الشراب المسكر وكان فيه مضمرة أي كان قد جلده، ووقع في رواية معمر عن زيد بن أسلم بسنده هذا عند عبد الرزاق " أتى برجل قد شرب الخمر فحد، ثم أتى به فحد، ثم أتى به فحد، ثم أتى به فحد أربع مرات".
¥(35/277)
قوله (فأتى به يوما) فذكر سفيان اليوم الذي أتى به فيه والشراب الذي شربه من عند الواقدي، ووقع في روايته " وكان قد أتى به في الخمر مرارا".
قوله (فأمر به فجلد) في رواية الواقدي " فأمر به فخفق بالنعال، وعلى هذا فقوله " فجلد " أي ضرب ضربا أصاب جلده، وقد يؤخذ منه أنه المذكور في حديث أنس في الباب الأول.
قوله (قال رجل من القوم) لم أر هذا الرجل مسمى، وقد وقع في رواية معمر المذكورة " فقال رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم " ثم رأيته مسمى في رواية الواقدي فعنده " فقال عمر".
قوله (ما أكثر ما يؤتى به) في رواية الواقدي " ما يضرب " وفي رواية معمر " ما أكثر ما يشرب وما أكثر ما يجلد".
قوله (لا تلعنوه) في رواية الواقدي " لا تفعل يا عمر " وهذا قد يتمسك به من يدعي اتحاد القصتين، وهو بعيد لما بينته من اختلاف الوقتين، ويمكن الجمع بأن ذلك وقع للنعيمان ولابن النعيمان وأنه اسمه عبد الله ولقبه حمار، والله أعلم.
قوله (فوالله ما علمت إنه يحب الله ورسوله) كذا للأكثر بكسر الهمزة ويجوز على رواية ابن السكن الفتح والكسر.
وقال بعضهم الرواية بفتح الهمزة، على أن " ما " نافية يحيل المعنى إلى ضده، وأغرب بعض شراح المصابيح فقال ما موصولة وإن مع اسمها وخبرها سدت مسد مفعولي علمت لكونه مشتملا على المنسوب والمنسوب إليه والضمير في أنه يعود إلى الموصول والموصول مع صلته خبر مبتدأ محذوف تقديره هو الذي علمت والجملة في جواب القسم، قال الطيبي: وفيه تعسف.
وقال صاحب " المطالع ": ما موصولة وإنه بكسر الهمزة مبتدأ، وقيل بفتحها وهو مفعول علمت.
قال الطيبي: فعلى هذا علمت بمعنى عرفت وأنه خبر الموصول: وقال أبو البقاء في إعراب الجمع: ما زائدة أي فوالله علمت أنه والهمزة على هذا مفتوحة.
قال: ويحتمل أن يكون المفعول محذوفا أي ما علمت عليه أو فيه سوءا، ثم استأنف فقال: إنه يحب الله ورسوله.
ونقل عن رواية ابن السكن أن التاء بالفتح للخطاب تقريرا، ويصح على هذا كسر الهمزة وفتحها، والكسر على جواب القسم والفتح معمول علمت، وقيل ما زائدة للتأكيد والتقدير لقد علمت.
قلت: وقد حكى في " المطالع " أن في بعض الروايات " فوالله لقد علمت " وعلى هذا فالهمزة مفتوحة، ويحتمل أن تكون ما مصدرية وكسرت إن لأنها جواب القسم.
قال الطيبي: وجعل ما نافية أظهر لاقتضاء القسم أن يلتقي بحرف النفي وبإن وباللام خلاف الموصولة، ولأن الجملة القسمية جيء بها مؤكدة لمعنى النفي مقررة للإنكار، ويؤيده أنه وقع في شرح السنة " فوالله ما علمت إلا أنه قال " فمعنى الحصر في هذه الرواية بمنزلة تاء الخطاب في الرواية الأخرى لإرادة مزيد الإنكار على الخاطب.
قلت: وقد وقع في رواية أبي ذر: عن الكشميهني مثل ما عزاه لشرح السنة، ووقع في رواية الإسماعيلي من طريق أبي زرعة الرازي عن يحيى بن بكير شيخ البخاري فيه " فوالله ما علمت إنه ليحب الله ورسوله " ويصح معه أن تكون ما زائدة وأن تكون ظرفية أي مدة علي، ووقع في رواية معمر والواقدي " فإنه يحب الله ورسوله " وكذا في رواية محمد بن عمرو بن حزم، ولا إشكال فيها لأنها جاءت تعليلا لقوله " لا تفعل يا عمر " والله أعلم.
وفي هذا الحديث من الفوائد جواز التلقيب وقد تقدم القول فيه في كتاب الأدب، وهو محمود هنا على أنه كان لا يكرهه، أو أنه ذكر به على سبيل التعريف لكثرة من كان يسمى بعبد الله، أو أنه لما تكرر منه الإقدام على الفعل المذكور نسب إلى البلادة فأطلق عليه اسم من يتصف بها ليرتدع بذلك.
وفيه الرد على من زعم أن مرتكب الكبيرة كافر لثبوت النهي عن لعنه والأمر بالدعاء له.
وفيه أن لا تنافي بين ارتكاب النهي وثبوت محبة الله ورسوله في قلب المرتكب لأنه صلى الله عليه وسلم أخبر بأن المذكور يحب الله ورسوله مع وجود ما صدر منه.
وأن من تكررت منه المعصية لا تنزع منه محبة الله ورسوله، ويؤخذ منه تأكيد ما تقدم أن نفي الإيمان عن شارب الخمر لا يراد به زواله بالكلية بل نفي كماله كما تقدم، ويحتمل أن يكون استمرار ثبوت محبة الله ورسوله في قلب العاصي مقيدا بما إذا ندم على وقوع المعصية وأقيم عليه الحد فكفر عنه الذنب المذكور، بخلاف من لم يقع منه ذلك فإنه يخشى عليه بتكرار الذنب أن يطبع على قلبه شيء حتى يسلب منه ذلك نسأل الله العفو والعافية.
¥(35/278)
وفيه ما يدل على نسخ الأمر الوارد بقتل شارب الخمر إذا تكرر منه إلى الرابعة أو الخامسة، فقد ذكر ابن عبد البر أنه أتى به أكثر من خمسين مرة، والأمر المنسوخ أخرجه الشافعي في رواية حرملة عنه وأبو داود وأحمد والنسائي والدارمي وابن المنذر وصححه ابن حبان كلهم من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رفعه " إذا سكر فاجلدوه، ثم إذا سكر فاجلدوه، ثم إذا سكر فاجلده، ثم إذا سكر فاقتلوه " ولبعضهم " فاضربوا عنقه " وله من طريق أخرى عن أبي هريرة أخرجها عبد الرزاق وأحمد والترمذي تعليقا والنسائي كلهم من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عنه بلفظ " إذا شربوا فاجلدوهم ثلاثا، فإذا شربوا الرابعة فاقتلوهم " وروي عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح فقال أبو بكر بن عياش عنه عن أبي صالح عن أبي سعيد كذا أخرجه ابن حبان من رواية عثمان بن أبي شيبة عن أبي بكر، وأخرجه الترمذي عن أبي كريب عنه فقال " عن معاوية " بدل " أبي سعيد " وهو المحفوظ، وكذا أخرجه أبو داود من رواية أبان العطار عنه، وتابعه الثوري وشيبان بن عبد الرحمن وغيرهما عن عاصم، ولفظ الثوري عن عاصم " ثم إن شرب الرابعة فاضربوا عنقه " ووقع في رواية أبان عند أبي داود " ثم إن شربوا فاجلدوهم " ثلاث مرات بعد الأولى ثم قال " إن شربوا فاقتلوهم " ثم ساقه أبو داود من طريق حميد بن يزيد عن نافع عن ابن عمر قال " وأحسبه قال في الخامسة ثم إن شربها فاقتلوه " قال وكذا في حديث عطيف في الخامسة، قال أبو داود " وفي رواية عمر بن أبي سلمة عن أبيه وسهيل بن أبي صالح عن أبيه كلاهما عن أبي هريرة في الرابعة " وكذا في رواية ابن أبي نعيم عن ابن عمر، وكذا في رواية عبد الله بن عمرو بن العاص والشريد.
وفي رواية معاوية: " فإن عاد في الثالثة أو الرابعة فاقتلوه " وقال الترمذي بعد تخريجه: وفي الباب عن أبي هريرة والشريد وشرحبيل بن أوس وأبي الرمداء وجرير وعبد الله بن عمرو.
قلت: وقد ذكرت حديث أبي هريرة، وأما حديث الشريد وهو ابن أوس الثقفي فأخرجه أحمد والدارمي والطبراني وصححه الحاكم بلفظ " إذا شرب فاضربوه " وقال في آخره " ثم إن عاد الرابعة فاقتلوه " وأما حديث شرحبيل وهو الكندي فأخرجه أحمد والحاكم والطبراني وابن منده في " المعرفة " ورواته ثقات نحو رواية الذي قبله، وصححه الحاكم من وجه آخر.
وأما حديث أبي الرمداء وهو بفتح الراء وسكون الميم بعدها دال مهملة وبالمد وقيل بموحدة ثم ذال معجمة وهو بدوي نزل مصر فأخرجه الطبراني وابن منده وفي سنده ابن لهيعة وفي سياق حديثه " أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالذي شرب الخمر في الرابعة أن تضرب عنقه فضربت " فأفاد أن ذلك عمل به قبل النسخ، فإن ثبت كان فيه رد على من زعم أنه لم بعمل به.
وأما حديث جرير فأخرجه الطبراني والحاكم ولفظه " من شرب الخمر فاجلدوه " وقال فيه " فإن عاد في الرابعة فاقتلوه " وأما حديث عبد الله بن عمرو بن العاص فأخرجه أحمد والحاكم من وجهين عنه وفي كل منهما مقال، ففي رواية شهر بن حوشب عنه " فإن شربها الرابعة فاقتلوه".
قلت: ورويناه عن أبي سعيد أيضا كما تقدم وعن ابن عمر، وأخرجه النسائي والحاكم من رواية عبد الرحمن بن أبي نعيم عن ابن عمر ونفر من الصحابة بنحوه، وأخرجه الطبراني موصولا من طريق عياض بن عطيف عن أبيه وفيه " في الخامسة " كما أشار إليه أبو داود، وأخرجه الترمذي تعليقا والبزار والشافعي والنسائي والحاكم موصولا من رواية محمد بن المنكدر عن جابر، وأخرجه البيهقي والخطيب في " المبهمات " من وجهين آخرين عن ابن المنكدر.
وفي رواية الخطيب " جلد".
وللحاكم من طريق يزيد بن أبي كبشة سمعت رجلا من الصحابة يحدث عبد الملك بن مروان رفعه بنحوه " ثم إن عاد في الرابعة فاقتلوه " وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن ابن المنكدر مرسلا وفيه " أتى بابن النعيمان بعد الرابعة فجلده " وأخرجه الطحاوي من رواية عمرو بن الحارث عن ابن المنكدر أنه بلغه، وأخرجه الشافعي وعبد الرزاق وأبو داود من رواية الزهري عن قبيصة بن ذؤيب قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شرب الخمر فاجلدوه - إلى أن قال - ثم إذا شرب في الرابعة فاقتلوه، قال فأتى برجل قد شرب فجلده ثم أتى به قد شرب فجلده ثم أتى به وقد شرب فجلده، ثم أتى به في الرابعة قد شرب فجلده فرفع القتل عن الناس
¥(35/279)
وكانت رخصة " وعلقه الترمذي فقال روى الزهري وأخرجه الخطيب في " المبهمات " من طريق محمد بن إسحاق عن الزهري وقال فيه " فأتى برجل من الأنصار يقال له نعيمان فضربه أربع مرات، فرأى المسلمون أن القتل قد أخر وأن الضرب قد وجب " وقبيصة بن ذؤيب من أولاد الصحابة وولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه، ورجال هذا الحديث ثقات مع إرساله، لكنه أعل بما أخرجه الطحاوي من طريق الأوزاعي عن الزهري قال: " بلغني عن قبيصة " ويعارض ذلك رواية ابن وهب عن يونس عن الزهري أن قبيصة حدثه أنه بلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أصح لأن يونس أحفظ لرواية الزهري من الأوزاعي، والظاهر أن الذي بلغ قبيصة ذلك صحابي فيكون الحديث على شرط الصحيح لأن إبهام الصحابي لا يضر، وله شاهد أخرجه عبد الرزاق عن معمر قال حدثت به ابن المنكدر فقال: ترك ذلك، قد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن نعيمان فجلده ثلاثا ثم أتى به في الرابعة فجلده ولم يزده ووقع عند النسائي من طريق محمد بن إسحاق عن ابن المنكدر " عن جابر فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل منا قد شرب في الرابعة فلم يقتله " وأخرجه من وجه آخر عن محمد بن إسحاق بلفظ " فإن عاد الرابعة فاضربوا عنقه فضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع مرات، فرأى المسلمون أن الحد قد وقع وأن القتل قد رفع " قال الشافعي بعد تخريجه: هذا ما لا اختلاف فيه بين أهل العلم علمته.
وذكره أيضا عن أبي الزبير مرسلا.
وقال: أحاديث القتل منسوخة، وأخرجه أيضا من رواية ابن أبي ذئب حدثني ابن شهاب " أتى النبي صلى الله عليه وسلم بشارب فجلده ولم يضرب عنقه.
وقال الترمذي: لا نعلم بين أهل العلم في هذا اختلافا في القديم والحديث.
قال وسمعت محمدا يقول: حديث معاوية في هذا أصح، وإنما كان هذا في أول الأمر ثم نسخ بعد.
وقال في " العلل " آخر الكتاب: جميع ما في هذا الكتاب قد عمل به أهل العلم إلا هذا الحديث وحديث الجمع بين الصلاتين في الحضر، وتعقبه النووي فسلم قوله في حديث الباب دون الآخر، ومال الخطابي إلى تأويل الحديث في الأمر بالقتل فقال: قد يرد الأمر بالوعيد ولا يراد به وقوع الفعل وإنما قصد به الردع والتحذير، ثم قال: ويحتمل أن يكون القتل في الخامسة كان واجبا ثم تسخ بحصول الإجماع من الأمة على أنه لا يقتل، وأما ابن المنذر فقال: كان العمل فيمن شرب الخمر أن يضرب وينكل به، ثم نسخ بالأمر بجلده فإن تكرر ذلك أربعا قتل، ثم نسخ ذلك بالأخبار الثابتة وبإجماع أهل العلم إلا من شذ ممن لا يعد [خلافه] خلافا.
قلت: وكأنه أشار إلى بعض أهل الظاهر، فقد نقل عن بعضهم واستمر عليه ابن حزم منهم واحتج له وادعى أن لا إجماع وأورد من مسند الحارث بن أبي أسامة ما أخرجه هو والإمام أحمد من طريق الحسن البصري عن عبد الله بن عمرو أنه قال: ائتوني برجل أقيم عليه الحد يعني ثلاثا ثم سكر فإن لم أقتله فأنا كذاب، وهذا منقطع لأن الحسن لم يسمع من عبد الله بن عمرو كما جزم به بن المديني وغيره فلا حجة فيه، وإذا لم يصح هذا عن عبد الله في عمرو لم يبق لمن رد الإجماع على ترك القتل متمسك حتى ولو ثبت عن عبد الله بن عمرو لكان عذره أنه لم يبلغه النسخ وعد ذلك من نزره المخالف، وقد جاء عن عبد الله بن عمرو أشد من الأول فأخرج سعيد بن منصور عنه بسند لين قال: لو رأيت أحدا يشرب الخمر واستطعت أن أقتله لقتلته.
وأما قول بعض من انتصر لابن حزم فطعن في النسخ بأن معاوية إنما أسلم بعد الفتح وليس في شيء من أحاديث غيره الدالة على نسخه التصريح بأن ذلك متأخر عنه، وجوابه أن معاوية أسلم قبل الفتح وقيل في الفتح، وقصة ابن النعيمان كانت بعد ذلك لأن عقبة بن الحارث حضرها إما بحنين وإما بالمدينة، وهو إنما أسلم في الفتح وحنين، وحضور عقبة إلى المدينة كان بعد الفتح جزما فثبت ما نفاه هذا القائل، وقد عمل بالناسخ بعض الصحابة فأخرج عبد الرزاق في مصنفه بسند لين عن عمر بن الخطاب أنه جلد أبا محجن الثقفي في الخمر ثمان مرار، وأورد نحو ذلك عن سعد بن أبي وقاص.
وأخرج حماد بن سلمة في مصنفه من طريق أخرى رجالها ثقات أن عمر جلد أبا محجن في الخمر أربع مرار ثم قال له: أنت خليع، فقال: أما إذ خلعتني فلا أشربها أبدا.
ناصر السنة
http://www.honaweb.com/free/noor/dsunnah2.JPG
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[28 - 09 - 02, 06:12 م]ـ
حياك الله اخي ناصر السنة ...
ولا يزال السؤال قائماً ..
ـ[ناصر السنة]ــــــــ[29 - 09 - 02, 09:54 م]ـ
للرفع
ـ[ناصر السنة]ــــــــ[30 - 09 - 02, 06:11 م]ـ
للرفع
ـ[ناصر السنة]ــــــــ[02 - 10 - 02, 10:08 م]ـ
للرفع
ـ[العملاق]ــــــــ[23 - 04 - 04, 05:05 م]ـ
لل1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رفع
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[24 - 04 - 04, 12:14 ص]ـ
تمت الإجابة عليه - بحمد الله - على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=8816&highlight=%E4%DA%ED%E3%C7%E4+%C7%E1%C3%E4%D5%C7%D1 %ED(35/280)
الأحاديث والآثار المشتهرة في الميزان.
ـ[المهذب]ــــــــ[28 - 09 - 02, 12:30 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين ... أمابعد:
فإن إنتشار السنة بين الناس أمر محمود بل مطلوب، ولكن ينبغي على طالب العلم أن يعرف هذه الأحاديث والآثار المنتشرة.
ومن هذا المنطلق جاء طرح موضوع (الأحاديث والآثار المنتشرة في الميزان).
وقبل أبدا بذكر أحد الاحاديث أحب أن انبه على أمور:
1 - قد اعتنى العلماء بجمع الاحاديث المشتهرةكـ (الزركشي، السخاوي، العجلوني، .. وغيرهم) ومن الكتب الاخيرة التي صدرت
أحاديث مشتهرة مقبولة للغامدي وله كتاب آخر بعكس الاول.
2 - ساذكر الأحاديث والاُثار بين فترة واخرى قد تطول وقد تقصر.
3 - اذا وجدت حديثاً او اثراً قد خرج ساكتفي بمن خرجه واحيل الى ذلك.
4 - وأخيراً أرجو من الأخوة الا يحرمونا من مشاركتهم.
واول حديث أذكره انقسام الناس الى فسطاطين ... والحديث بنصه كما عند الامام أحمد:
* (1)
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أبو المغيرة حدثنا عبد الله بن سالم حدثني العلاء بن عتبة الحمصي أو اليحصبي عن عمير بن هانئ العنسي سمعت عبد الله بن عمر يقول كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قعودا فذكر الفتن فأكثر ذكرها حتى ذكر فتنة الاحلاس فقال قائل
(يا رسول الله وما فتنة الاحلاس قال هي فتنة هرب وحرب ثم فتنة السراء دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني إنما وليي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الامة إلا لمامته لطمة فإذا قيل انقطعت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسى كافرا حتى يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه إذا كان ذاكم فانتظروا والدجال من اليوم أو غد)
قال محققو المسند: (رجاله ثقات رجال الصحيح، غير العلاء بن عتبة، فقد روى له ابو داودهذا الحديث،ووثقه ابن معين، والعجلي، وقال ابو حاتم شيخ صالح، وذكره ابن حبان وابن شاهين في (الثقات).
ابو المغيرة: هو عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي، وعبدالله بن سالم: هو الأشعري الحمصي.
واخرجه ابو داود (4242) والحاكم (4/ 466 - 467) وابو نعيم في الحلية (5/ 158) والبغوي في شرح السنة (4226) من طريق أبي المغيرة بهذا الاسناد.
وقال الحاكم: هذا الحديث صحيح الاسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
وقال أبو نعيم: غريب من حديث عمير والعلاء، لم نكتبه مرفوعاً الا من حديث عبدالله بن سالم.
وقال أبو حاتم فيما نقله عنه ابنه في العلل (2/ 417) روى هذا الحديث ابن جابر عن عمير بن هانىْ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، والحديث عندي ليس بصحيح كأنه موضوع).المسند (10/ 309 - 310) حقق الجزء (10) الشيخ شعيب، والعرقسوسي، والزيبق.
ـ[المهذب]ــــــــ[05 - 10 - 02, 03:24 م]ـ
تصحيح لفظة في الحديث السابق: (إلا لطمته لطمة .... ).
والحديث صححه الالباني في السلسلة الصحيحة رقم 974.
*الحديث الثاني: (رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً)
قال ابن حجر: (رواه ابو داود والترمذي وحسنه وابن حبان وصححه،وكذا شيخه ابن خزيمة من حديث ابن عمر وفيه-محمد بن مهران- وفيه مقال،لكن وثقه ابن حبان وابن عدي). التلخيص (2/ 492).
والحديث حسن إسناده الالباني في هداية الرواة الى تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة (2/ 25) وكذا أصحاب المسند (10/ 188).
وضعفه الشيخ العلوان،وذكر فائدة نفيسة أن (ابو زرعة الرازي) أنكره.
ولكن بحثت عن هذه الفائدة فلم أجدها. فهل من خريت يمسك بيدي؟!.
وضعف الحديث كذلك الشيخ الطريفي.
ـ[المهذب]ــــــــ[09 - 10 - 02, 12:16 ص]ـ
[3]
(اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلّغنا رمضان))
أخرجه عبدالله الحمادي تخريجًا جيدًا وحكم عليه بأنه ضعيف جداً ومما قال في تخريجه: ((أخرجه الإمام أحمد في مسنده (3/ 70 –71 زوائد عبدالله) وابن ابي الدنيا والطبراني في الأوسط (4/ 189)
قال الحافظ الطبراني: لايروى هذا الحديث إلا بهذا الإسناد تفرد به:زائدة بن أبي الرقاد.
قلت (الحمادي):- هو آفة هذا الحديث وهو زائدة بن أبي الرقاد الباهلي
قال الإمام البخاري:منكر الحديث ………………… .. )) ا هـ. تحذير الخلان من رواية الأحاديث الضعيفةحول رمضان (72/ 73).
قال ابن رجب:- ((وروي عن أبي اسماعيل الأنصاري انه قال:لم يصح في فضل رجب غير هذا الحديث.وفي قوله نظر فإن هذا الإسناد فيه ضعف)) لطائف المعارف (234) دار ابن كثير.
قال ابن حجر: ((زائدة ضعيف)). مختصر زوائد مسند البزار رقم (662).
ـ[المهذب]ــــــــ[15 - 10 - 02, 12:21 ص]ـ
{4}
(في كل عام ترذلون)
لايعرف هذا الكلام إلا من كلام الحسن البصري في رسالته. التذكرة (215).
ويغني عنه حديث الزبير بن عدي قال: ((أتينا انس بن مالك فشكونا اليه
اليه مايلقون من الحجاج، فقال اصبروا، فإنه لايأتي عليكم زمان الا والذي بعده أشر منه حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم)) البخاري (7068).
[5]
((إن في معارض الكلام مندوحة عن الكذب))
أخرجه البخاري في الادب المفرد من طريق قتادة عن مطرف بن عبدالله،قال صحبت عمران بن حصين من الكوفة الى البصرة، فما أتي عليه يوم إلا انشد فيه شعراً وقال: (إن في ............ ) وذكره.
واخرجه الطبراني في التهذيب والبيهقي مرفوعاً (وغيرهم) وقال البيهقي: والموقوف هو الصحيح.
المقاصد الحسنة (123).الكتاب العربي.
وصححه الالباني موقوفاً على عمران رضي الله عنه في صحيح الادب المفرد (319).
وقال الالباني في الضعيفة (ورواه البيهقي بسند صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقوفاً عليه) رقم الحديث (1094).
وصحح شعيب في الآداب الشرعية وقفه على عمر رضي الله عنه.
¥(35/281)
ـ[صلاح]ــــــــ[10 - 04 - 03, 01:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
ـ[الحمادي]ــــــــ[10 - 04 - 03, 01:19 م]ـ
أخي المهذب ...
كلام أبي زرعة على حديث: (رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً)
موجودٌ في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 78) في ترجمة:
محمد بن مسلم بن المثنى.
قال ابن أبي حاتم:
(سئل أبو زرعة عن محمد بن مسلم بن المثنى الذي يروي عن جده عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من صلى قبل العصر "
فقال: هو واهي الحديث).
وينظر / الكامل لابن عدي (6/ 243) ترجمة محمد بن مسلم.(35/282)
ما قد يستدرك على كتاب: ما صح من آثار الصحابة.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[28 - 09 - 02, 10:16 م]ـ
• هذان مثالان حاضران مما وقفت عليه عرضاً، أثناء بحثٍ لي، وعندي غيره لم أفرغ للبحث عنه بين أكوام الأوراق المكوَّمة!:
1 - أخرج الطبري (2/ 233) ط/ دار الكتب العلمية؛ عن ابن بشار عن عبدالوهاب عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن القاسم أن عائشة رضي الله عنها قالت: (لا أعلم المحرم يحل بشيء دون البيت).
• وأخرجه البيهقي في الكبرى (5/ 220) من طريق عمرو بن الحارث عن عبدالرحمن بن القاسم ومحمد بن عبدالرحمن بن القاسم عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها؛ بلفظ: (ما نعلم حراماً يحلُّه إلاَّ الطواف بالبيت).
• وأخرجه بلاغاً: مالك في موطئه (1/ 361)، ومن طريقه الشافعي في الأم (3/ 410) عن يحيى بن سعيد: أنه بلغه عن عائشة رضي الله عنها؛ أنها كانت تقول: (المحرم لا يحلُّه الاَّ البيت).
• وصحَّح إسناد الطبري الحافظ في الفتح (4/ 6)؛ فقال: " بإسناد صحيح ".
==================================
2 - وأخرج البخاري في صحيحه معلَّقاً عن عطاء قال: (الإحصار من كل شيءٍ يحصره).
• وقد وصله سفيان الثوري في تفسيره (ص/61) ط/ دار الكتب العلمية؛ عن ابن جريج عن عطاء في قوله جل وعز: (فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ?) قال: الإحصار من كل شيء يحبسه).
• وأخرجه من طريقه عبد بن حميد في تفسيره؛ كما في الفتح (4/ 5)، والحافظ ابن حجر في تغليق التعليق (3/ 122)، والطبري في تفسيره (1/ 220) ط: دار الكتب العلمية، عنه به.
• وقد علمتُ تدليس ابن جريج القبيح عن المجروحين؛ كابن أبي يحيى وغيره.
• ولكن ... قد نقل الحافظ في التهذيب (6/ 359) عن أبي بكر ابن أبي خيثمة حدثنا إبراهيم بن عرعرة عن يحيى بن سعيد عن ابن جريج قال: (إذا قلت: قال عطاء فأنا سمعت منه، وإن لم أقل سمعت).
• ودعوة للأخوة الأفاضل، طلاب الحديث النبلاء: إن كان فيما سقت من الخبرين علة فأفيدونا أفادكم الله، فإنما نحن في طور التعلُُّم!
• وأعيد ما تقدم ذكره عن كتاب الأخ: زكريا؛ فأقول: إنَّ كتابه كبير النفع جداً؛ لكنه ليس مغنياً عن البحث للباحث الهمام، كشأن أي كتاب، سواء اشترط مؤلفه الحصر أم لم يشترط.
ـ[شيرويه بن شهردار]ــــــــ[28 - 09 - 02, 10:47 م]ـ
أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (ص/206) ط/ العمروي: حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج عن عطاء قال: (لا إحصار إلاَّ من مرض أو عدو أو أمر حابس).
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[02 - 01 - 03, 10:36 م]ـ
• وهذا مثال حاضر مما وقفت عليه عرضاً، أثناء بحثٍ لي:
أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه، باب في رجل أحصر بالحج فبعث بهدي فلم ينحر حتى حل (ص/280) ط: العمروي؛ من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة: (قال عليه دم).
قال الأعمش: فذكرت ذلك لإبراهيم؛ فقال: حدثني سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما بمثله.
• وهذا أثرٌ ظاهر إسناده الصحة.
--------------------------------
• وأعيد ما تقدم ذكره عن كتاب الأخ: زكريا غلام؛ فأقول: إنَّ كتابه كبير النفع جداً؛ لكنه ليس مغنياً عن البحث للباحث الهمام ... الخ.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 01 - 03, 10:54 م]ـ
بارك الله بك فقد كنت أنوي الاستدراك على هذا الكتاب النافع، ولكن ضيق الوقت منعني. ولعلي أذكر بعض الآثار أيضاً مما قد غفل المصنِّف عنها (سهواً إن شاء الله).
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[03 - 01 - 03, 12:11 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك.
ومما يؤخِّر الاستدراك على الكتاب صعوبة البحث فيه؛ لعدم وجود فهرست لأحاديثه، وإن كان مبوباً على أبواب الفقه.
لكن قد يكون الأثر في غير مظنته، فيظنُّ أن المؤلف قد أغفله؛ كما وقع ذلك لى أحياناً.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 01 - 03, 08:56 ص]ـ
أخرج عبد الرزاق (1\ 159): عن ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب عن عمر بن الخطاب قال: «إني لأجد المذي على فخذي ينحدر –وأنا على المنبر– ما أبالي ذلك».
عبد الرزاق (1\ 160): عن ابن عيينة عن ابن عجلان قال: سمعت عبد الرحمن الأعرج يقول: قال عمر –وهو على المنبر–: «إنه لينحدر شيء مثل الجمان أو مثل الخرزة، فما أباليه».
ـ[بو الوليد]ــــــــ[03 - 01 - 03, 02:30 م]ـ
الأخ أبو عمر وفقه الله ..
كأن إسناد الطبري الأول يرجع لإسناد البيهقي الذي بعده مباشرة، وكأن الراوي عن عائشة هو القاسم بن محمد كما في رواية عمرو بن الحارث عند البيهقي ..
فالظاهر أن في إسناد الطبري سقط وانقطاع، والله أعلم.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[03 - 01 - 03, 02:50 م]ـ
أخي الفاضل: أبو الوليد .. أحسنت .. بارك الله فيك
وقد كنت منتبهاً لهذا أوان تخريجي للأثر، لكني هكذا وجدته في نسخة الطبري ط دار الكتب العلمية؛ لذا أوردت الإثنين متواليين دون قرن.
ولعل من حصل على الطبعة الجديدة لتفسير الطبري، ت: التركي = أن يراجع الأثر فيه عند أواخر تفسير قوله تعالى: (فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي).
ولو قلتَ - بارك الله فيك -: سقط في الطباعة (أو) انقطاع؛ لكان اولى حتى نتأكد من الطبعة الجديدة.
¥(35/283)
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[03 - 01 - 03, 03:18 م]ـ
* من باب الأمانة والتراجع عن الخطأ والسهو الذي وقعتُ فيه ..
فالاستدراك الأول (فقط) الذي أوردته قد ذكره الأخ: زكريا غلام في كتابه (ص/868).
* قال: ((عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما نعلم حراماً يحلُّه إلاَّ الطواف بالبيت.
صحيح:
أخرجه البيهقي (5/ 220) أخبرنا زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن ثنا أبو العباس بن يعقوب ثنا محمد بن عبدالله بن الحكم ان ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبدالرحمن بن القاسم ومحمد بن عبدالرحمن عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها به.
وأبو العباس محمد بن يعقوب بن الأصم)).
--------------------------------
* فيستدرك على المستدرك، ويضاف تخريج الطبري له، مع حكم الحافظ عليه بالصحة؛ كما تقدم.
* وجلَّ من لا يسهو؟ !
والحمدلله على كل حال.
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[03 - 01 - 03, 07:34 م]ـ
في نظري أن هذه الاستدراكات قد لا تجدي كثيراً،
لأن عنوان الموضوع أصلاً فيه وقفة!! وذلك أنه قد يصح عندي ما لا يصح عند غيري، وقد يصح عند غيري ما لا يصح عندي ..... وهكذا.
ثم إن هذا الأمثلة لتلك الأحاديث قد يكون المؤلف قد اطلع عليها، ورأى باجتهاده (وهو لم يخالف منهجه في ذلك) أنها ضعيفة، فلا تثريب عليه حينئذٍ.
وقد كنت أتمنى أن يكون المؤلف قد التزم بإخراج كل ما ورد عن الصحابة ثم يقوم هو بتخريجٍ مختصرٍ لأحاديثه، وبيان درجتها ... لكان ذلك أجدى وأنجع ..
وعلى العموم فعمله يشكر عليه، فالذي يعمل خير من الذي لا يعمل.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[04 - 01 - 03, 01:09 ص]ـ
أخي الفاضل: ابن المنذر ... وفقه الله وبارك فيه وفي علمه
في كلامك بعض الملاحظات التي ينقض بعضها بعضاً .. واسمح لي.
ذلك أنك - يا أخي الفاضل - قلت: ((هذه الاستدراكات قد لا تجدي كثيراً، لأن عنوان الموضوع أصلاً فيه وقفة!! وذلك أنه قد يصح عندي ما لا يصح عند غيري، وقد يصح عند غيري ما لا يصح عندي ..... وهكذا)).
* فكان ماذا؟!
قد استدرك الحاكم على الشيخين ما لم يلتزماه؛ فاستفاد الناس من كتابه كثيراً من الأحاديث الصحيحة، مع الفارق الشاسع بين المشبه والمشبَّه به.
وكون أحد الباحثين يقف على حديث يفوت المؤلف سهواً أو حتى يتركه عمداً لا يسوِّغ ترك الاستدراك عليه بما قد يقنع المؤلف فيما بعد، أو على الأقل غيره.
وبيان هذا: أنَّ الكتاب لم يؤلِّفه المؤلِّف لنفسه بل للناس، حتى ينتفعوا به.
والناس - خاصتهم وعامتهم - ليسوا ملزمين بتقليد المؤلِّف أياً كان، ولم يدعِ هو نفسه الحصر، ولا العصمة = فلماذا نقفل باب الاستدراك بمثل هذه الدعوات.
وقد ذيَّلتُ عقب كل تعقيب لي - ولك أن تراجع - ما يشير إلى فضل الؤلِّف وكتابه؛ فلماذا تعلِّق بقولك: (فلا تثريب عليه حينئذٍ)؟! وهل ثرَّبتُ عليه بالتعقيب عليه أو الاستدراك.
وللإنصاف وللعلم فإني أوافقك - جملة وتفصيلاً - بل قد سبقتك إليه في رابط قد تبحث عنه فيما بعد = في قولك: ((أتمنى أن يكون المؤلف قد التزم بإخراج كل ما ورد عن الصحابة ثم يقوم هو بتخريجٍ مختصرٍ لأحاديثه، وبيان درجتها ... لكان ذلك أجدى وأنجع .. وعلى العموم فعمله يشكر عليه)).
وأما الجهد الذي يبذله من يستدرك على المؤلف - وتراه غير مجدٍ - فهو من باب قولك: (الذي يعمل خير من الذي لا يعمل).
فإن كنتَ لا تعمل - يا حبيبي - فاترك غيرك يعمل.
ومَعْلَيش على هذه الشدة البسيطة!
ـ[ابن المنذر]ــــــــ[05 - 01 - 03, 12:42 ص]ـ
أخي أبو عمر السمرقندي بارك الله فيك:
تأمَّل ما أقول، فلي مع تعليقك وقفات:
الوقفة الأولى = هالني قولك في بداية التعليق [في كلامك بعض الملاحظات التي ينقض بعضها بعضاً .. ]!!!
فلمَ يا أخي هذا التهويل؟!! وأنت – على التسليم بما قلتَ – لم تذكر إلا تناقضاً واحداً.
الوقفة الثانية = في رأيي أنَّ الباحث إذا كان مقصده في الاستدراك حسناً، ويريد النصح لعامة المسلمين وخاصتهم، فإنه يمكن له ذلك عن طريق جمع هذه الاستدراكات في رسالة خاصةٍ وإرسالها للمؤلف نفسه، ليعيد النظر فيها، ويُظْهِرَ تراجعه عمَّا كتب.
وللمستدرك أن يعطي المؤلف موعداً للجواب عن تلك الاستدراكات، والرد عليها. فإن أبى أو انقضت المدة فلينشر المستدرك تلك الاستدراكات (ولعل هذا أقرب إلى الإخلاص، وأدعى لإتلاف القلوب).
وأما إذا كان المؤلف متوفَّى أو قد رفض الجواب عن تلك الاستدراكات، أو رفض الرجوع عمَّا ذكره في كتابه، فإنه يسع للباحث حينئذٍ نشر تلك الاستدراكات على الملأ حتى لا يغتر أحد بما ذكره، والله أعلم.
الوقفة الثالثة = قولك [فاستفاد الناس من كتابه كثيراً من الأحاديث الصحيحة ..... ]!!!
هل قلتُ: إنَّ الفائدة من هذه الاستدراكات معدومة النفع مطلقاً؟!!
وتأملي كلامي – بارك الله فيك، ورزقك التأني وعدم العجلة -، فإني قلت: " هذه الاستدراكات قد لا تجدي كثيراً " أعني عند المؤلف – لا عند المستدرِك أو القارِئ -، فإنه قد يكون المؤلف قد وقف على هذه الأحاديث المذكورة وترجَّح عنده ضعفها.
الوقفة الرابعة = قولك [ولم يدع هو نفسه الحصر، ولا العصمة] فيه غرابة!!!
ومفهومه – من كلامك - أنه إذا ادعى الحصر أو العصمة فيُقْفَل باب التعليق أو الاستدراك عليه حينئذٍ.
ولا أظن بأخي – السمرقندي – أنه يقصد هذا المفهوم.
وأخيراً؛ أرجو من الله تعالى أن يبصرنا بالحق، ويرزقنا اتباعه، إنه ولي ذلك سبحانه والقادر عليه.
¥(35/284)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 01 - 03, 05:05 ص]ـ
هذه استدراكات وليست هجوماً على المؤلف حتى تطلب أن تكون في السر!
بل يجب أن تكون على الملئ حتى يستفيد منها المسلمون سواء قرروا شراء الطبعة الثانية أم لا.
أما أن المؤلف قد وقف على هذه الأحاديث المذكورة وترجَّح عنده ضعفها، فلا.
فإن أسانيد تلك الأحاديث الموقوفة غاية في الصحة. وقد اطلع عليها حتماً لأنها من المراجع المشهورة. لكن يبدو أنه قد غفل عنها سهواً. وإلا فهو متساهل في التحسين.
وفي كل الأحوال فإن القارئ سيستفيد من تلك الاستدراكات.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[05 - 01 - 03, 08:47 ص]ـ
أخي سامحك الله ... لا أدري حقيقةً من الذي هوَّل الأمر بعقد وقفات، فيها ... ؟!
عموماً ما تقدَّم كافٍ.
وأما ماذكرته من الاقتراح وتعليق الأمر بالإخلاص , .. , ... فإلزام بما لا يلزم، وأما قضية ائتلاف القلوب فإنه ليس هناك ما يدعو إلى تنافرها أو تخالفها حتى نعمل باقتراحك الواجب تنفيذه على كل مستدرك على كل مؤلف.
وأما إن كان مثل هذا الاستدراك قد يزعج المؤلف؟! فعندي حلٌ وسط، وهو تغيير عنوان هذا الموضوع إلى: (ما صحَّ من آثار الصحابة (عند: أبو عمر السمرقندي، ومحمد الأمين، وعند غيرنا من الأخوة) مما لم يذكره أحدٌ من المؤلِّفين).
أو عنوان آخر ... يدلُّ على أنَّ القصد من الاستدراك ليس إلاَّ نفع الناس عامة من جهة، وعلى صيانة شعور المؤلف أو من يحامي عن حق ليس له.
و ... سأعرض عما لا يفيد من كلامك.
وما ذكره الأخ محمد الأمين قد كفاني فيه عناء البيان عما هو ضروري.
ـ[القعنبي]ــــــــ[05 - 01 - 03, 12:16 م]ـ
اولا: الشكر موصول الى الأخ ابي عمر السمرقندي جزاه الله خيرا على فتحه هذا الموضوع النافع.
ثانيا: ادعو الاخوان الى التأمل قبل الاستدراك .. فأحيانا تبحث في اثار الباب فلا تجد الا بضعة آثار .. فإذا بحثت في نظان اخرى من الكتاب نفسه وجدت فيه ما ظننته فات على المؤلف ..
مثال ذلك: كنت على وشك الاستدراك على المؤلف في باب الطهارة بفضل طهور المرأة حيث قرأت آثار الباب فلم اجد آثارا مهمة عن ابن عمر وابن عباس وهي صحيحة بل اثر ابن عمر مسلسل بسلسلة الذهب مالك عن نافع عن ابن عمر وفي الموطأ .. ولكن لما بحثت في كتاب الطهارة ككل وجدته قد اورد اثر ابن عمر وابن عباس في كتاب الغسل في باب سؤر الحائض والجنب وباب الاغتسال او الوضوء بفضل الحائض او الجنب!
وليت المؤلف جزاه الله خيرا وضه هذه الاثار كلها في الباب الذي عقده في كتاب المياه والانية في باب الوضوء بفضل طهور المرأة او انه الغى احد البابين .. او اشار على الاقل في الهامش.
واخيرا: جزى الله المؤلف خير الجزاء على هذا المؤلف النافع
وشكرا لك اخي ابا عمر على فتح هذا الموضوع .. وان شاء الله سابحث في الكتاب وآثاره فإذا وجدت آثارا صحيحة لم يذكرها فسأذكرها .. لعل الاستدراكات تصل الى مؤلفها فيضعها في الذيل الذي سيخرجه او على الاقل يستفيد منها رواد هذا الملتقى المبارك
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[07 - 01 - 03, 09:29 م]ـ
.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 09 - 03, 09:06 ص]ـ
للمزيد من الآثار
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[26 - 09 - 03, 10:49 ص]ـ
المؤلف حفظه الله يمشي عنعنة الأعمش مطلقا أخذا بقول ابن حجر في طبقات المدلسين انظر ما صح من آثار الصحابة (1/ 12 - 27)
وهو في سائر كتبه اذا ضعف حديثا وكان قد عنعنه الاعمش لا يذكر عنعنته كاحد العلل التي يعلل بها الحديث
ـ[عبيد الله بن عبد الكريم]ــــــــ[25 - 03 - 04, 03:47 م]ـ
روى مالك في الموطأ 787 (1/ 392 - تنوير الحوالك-وهو برواية يحيي بن يحيي) قال: عن هشام بن عروة عن أبيه أن الزبير بن العوام كان يتزود صفيف الظباء وهو محرم
قال مالك: والصفيف القديد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 03 - 04, 04:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
والاستدراك على الكتب والتذييل عليها دأب أهل العلم
ومما يستدرك كذلك على هذا الكتاب
أثر ابن مسعود رضي الله عنه في إيجاب زكاة الحلي
اخرجه الدارقطني في سننه (2/ 109) وغيره من طريق عبدالوهاب (وهو ابن عطاء)، ثنا سعيد، عن أبي معشر، عن إبراهيم أن امرأة ابن مسعود سألته عن طوق لها فيه عشرون مثقالاً من الذهب، فقالت أزكيه؟ قال: نعم، قالت كم؟ قال: خمسة دراهم، قالت: أعطيها فلاناً ابن أخ لها يتيم في حجرها؟ قال: نعم إن شئت.
وهو من فوائد الأخ مبارك حفظه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=4451&perpage=40&pagenumber=2
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[26 - 03 - 04, 02:16 م]ـ
- جزاكم الله خيراً ..(35/285)
أثر مجاهد في جلوس النبي على العرش يوم القيامة!!!!
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[30 - 09 - 02, 06:42 ص]ـ
- قال الذهبي وأما قعود نبينا على العرش فلم يثبت في ذلك نص بل في الباب حديث واه وما فسر به مجاهد الآية فقد أنكره بعض أهل أهل الكلام فقام المروذي وقعد وبالغ في الانتصار لذلك وجمع فيه كتابا وطرق قول مجاهد منه رواية ليث ابن ابي سليم وعطاء بن السائب وأبي يحيى القتات وجابر بن يزيد فممن افتى في ذلك العصر بأن هذا الأثر يسلم ولا يعارض أبو داود السجستاني وابراهيم الحربي وخلق بحيث ان ابن الامام احمد قال عقيب قول مجاهد أنا منكر على كل من رد هذا الحديث وهو عندي رجل سوء متهم سمعته من جماعة وما رأيت محدثا ينكره وعندنا إنما تنكره الجهمية.
شرح النونية 1/ 233.
قلت: فالأثر ضعيف لا تثبت به حجة، وإنكار عبد الله بن الإمام أحمد إنما هو من باب الإنكار على أهل البدع الذين ينكرون الصفات، لإن الأثر فيه صفة الإستواء والعلو، وفيه كذلك إثبات الرؤية وغير ذلك، فكأن ابن الإمام أحمد لم يقصد قضية الجلوس على العرش.
ولو قصد ذلك فلا يثبت مثل هذا بهذه الموقوفات الواهيات، خصوصا أنه مخالف لما في الصحيحين من أن المقام المحمود هو الشفاعة العظمى. والله تعالى أعلم(35/286)
الرايات السود في أحاديث الفتن بقلم حاتم الشريف
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[01 - 10 - 02, 10:41 ص]ـ
سؤال:
ما تحقيق القول في مرويات الرايات السود الواردة في أحاديث الفتن المرفوعة والموقوفة، وكذا الأحاديث التي ورد فيها ذكر السفياني؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن أحاديث وروايات ظهور (الرايات السود) و (السفياني) من الأحاديث التي تعددت طرقها وألفاظها في كتب الملاحم وأشراط الساعة، حتى إن طرقها لتكاد تملأ مصنفاً كاملاً، وقد فرح بها فرق وطوائف، فزادوا فيها، وما زالوا!!
ومن طالع تلك الأحاديث تذكر قول الإمام أحمد:"ثلاثة كتب ليس لها أصول: المغازي، والملاحم، والتفسير" (الجامع) للخطيب رقم (1536)، وهو يعني بذلك: كثرة الكذب والروايات المردودة في هذه الأبواب الثلاثة، وقلة ما يصح فيها من الأحاديث.
فحديث (الرايات السود) له طرق وألفاظ بالغة الكثرة، وقد امتلأ بها كتاب (الفتن) لنعيم بن حماد.
لكني لم أجد فيها حديثاً صالحاً للاحتجاج، لا مرفوعاً، ولا موقوفاً على أحد الصحابة.
وأقوى ما ورد فيها من المرفوع –وليس فيها قوي-، الأحاديث التالية:
أولاً: حديث ثوبان –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من خراسان فأتوها، فإن فيها خليفة الله المهدي"، وله ألفاظ أخرى مطولة.
وهذا الحديث أخرجه الإمام أحمد (5/ 277) من طريق شريك بن عبد الله، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي قلابة، عن ثوبان به.
وهذا إسناد منقطع، حيث إن أبا قلابة لم يسمع من ثوبان شيئاً، كما قال العجلي رقم (888).
وقد ذكره ابن الجوزي من هذا الوجه في (العلل المتناهية رقم 1445)، وأعله بعلي بن زيد بن جدعان.
وأخرجه ابن ماجة رقم (4084)، والبزار في مسنده (المخطوط –النسخة الكتانية- 223)، من طرق صحيحة عن عبد الرزاق الصنعاني، عن الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، بنحوه مطولاً مرفوعاً.
وقال البزار عقبه:"إسناده إسناد صحيح".
وقال البيهقي عقبه في (الدلائل 6/ 515):"تفرد به عبد الرزاق عن الثوري".
قلت: إسناده أقل أحواله الحُسن في الظاهر، وحتى التفرد الذي ذكره البيهقي منتقض بما أخرجه الحاكم في (المستدرك 4/ 463 - 464)، قال:"أخبرنا أبو عبد الله الصفار: حدثنا محمد بن إبراهيم بن أورمة: حدثنا الحسين بن حفص: حدثنا سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان ... "، وقال الحاكم عقبه:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين".
وقد نقل هذا الإسناد –كما ذكرته- الحافظ ابن حجر في (إتحاف المهرة 3/ 53 رقم 2513)، مما يُبعد احتمال وقوع خطأ مطبعي فيه.
وإسناد الحاكم رجاله ثقات، إلا محمد بن إبراهيم بن أورمة، فلم أجد له ذكراً، إلا في هذا الإسناد الذي صححه الحاكم.
لكن للحديث وجه آخر أخرجه الحاكم (4/ 502)، وعنه البيهقي في (الدلائل 6/ 516)، من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان موقوفاً عليه غير مرفوع إلى النبي –صلى الله عليه وسلم-.
قلت: فمع هذا الاضطراب في إسناده، مع نكارة متنه، وعدم قيام إسناد من أسانيده، بتحمل هذا الحد من التفرد لا أستطيع أن أطمئن إلى قبول هذا الحديث، خاصة مع عبارات لبعض أئمة النقد، تدل على تضعيف الحديث من جميع وجوهه.
بل قد وقفت على إعلالٍ خاصّ واستنكار خاص لهذا الحديث على خالد الحذاء (مع ثقته) فقد جاء في العلل للإمام أحمد برواية ابنه عبد الله رقم (2443): "حدثني أبي، قال: قيل لابن عُليّة في هذا الحديث: كان خالد يرويه، فلم يلتفت إليه، ضعف ابن عليّه أمره. يعني حديث خالد عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في الرايات" وانظر الضعفاء للعقيلي – ترجمة خالد بن مهران الحذاء – (2/ 351 رقم 403) والمنتخب من علل الخلال لابن قدامة (رقم 170).
¥(35/287)
ثانياً: حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريداً وتطريداً، حتى يأتي قوم من قبل المشرق، معهم رايات سود، فيسألون الخير، فلا يُعطونه، فيقاتلون فيُنصرون، فيُعطون ما سألوا، فلا يقبلونه، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي، فيملؤها قسطاً، كما ملؤوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم، فليأتهم ولو حبواً على الثلج".
أخرجه ابن ماجة (رقم 4082)، والبزار في مسنده (رقم 1556 - 1557)، والعقيلي في (الضعفاء) ترجمة يزيد بن أبي زياد (4/ 1494)، وابن عدي، ترجمة يزيد بن أبي زياد (7/ 276)، من طريق يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس النخعي، عن عبد الله بن مسعود به مرفوعاً.
وقال عنه ابن كثير في (البداية والنهاية 9/ 278):"إسناده حسن"، وحسنه الألباني أيضاً في (سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم 85).
قلت: وهو كما قالا عن إسناده، في الظاهر قابل للتحسين.
لكن أول ما يلفت الانتباه إلى ما في هذا الإسناد من النكارة هو ما قاله البزار عقب الحديث، حيث قال:"وهذا الحديث رواه غير واحد عن يزيد بن أبي زياد، ولا نعلم روى يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود إلا هذا الحديث".
ومع هذا التفرد الذي صرح به ابن عدي أيضاً عقب الحديث، فإن المتفرد به –وهو يزيد بن أبي زياد- لئن رجحنا حسن حديثه، فإن مثله لا يحتمل التفرد بمثل هذا الإسناد والمتن.
ولذلك ضعف هذا الحديث جماعة، وعدوه في مناكير يزيد بن أبي زياد.
فقد قال وكيع بن الجراح –وذكر هذا الحديث-:"ليس بشيء".
وقال الإمام أحمد:"ليس بشيء" أيضاً.
وبلغ إنكار أبي أسامة حماد بن أسامة لهذا الحديث أن قال عن يزيد بن أبي زياد بخصوص روايته لهذا الحديث:"لو حلف عندي خمسين يميناً قسامة ما صدقته!! أهذا مذهب إبراهيم؟! أهذا مذهب علقمة؟! أهذا مذهب عبد الله؟! " (الضعفاء) للعقيلي (4/ 1493 - 1495).
ولما أنكر الإمام الذهبي هذا الحديث في (السير 6/ 131 - 132)، قال بعد كلام أبي أسامة:"قلت: معذور والله أبو أسامة! وأنا قائل كذلك، فإن من قبله ومن بعده أئمة أثبات، فالآفة منه: عمداً، أو خطأ".
لذلك فإن الراجح ضعف هذا الحديث بل إنه منكر.
ومع هذه الأحكام من هؤلاء النقاد، لا يصح الاعتماد على المتابعة التي أوردها الدارقطني في (العلل) معلقة (5/ 185 رقم 808)، وأنه قد رواه، عمارة بن القعقاع عن إبراهيم، موافقاً يزيد بن أبي زياد.
وللحديث أوجه أخرى عن ابن مسعود –رضي الله عنه-، كلها ضعيفة، ومرجعها إلى حديث يزيد بن أبي زياد، كما يدل عليه كلام الدارقطني في العلل –الموطن السابق-.
وانظر: الأحاديث الواردة في المهدي للدكتور: عبد العليم البستوي (قسم الصحيحة: 158 - 162، وقسم الضعيفة: 30 - 39).
ثالثاً: حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"تخرج من خراسان رايات سود لا يردها شيء، حتى تنصب بإيلياء" أخرجه الإمام أحمد (رقم 8775) والترمذي (رقم 2269) والطبراني في (الأوسط رقم 3560)، والبيهقي في (الدلائل 6/ 516)، كلهم من طريق رشدين بن سعد، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن قبيصة بن ذؤيب، عن أبي هريرة به.
وأشار الترمذي إلى ضعفه بقوله عقبه:"غريب".
وقال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا يونس، تفرد به رشدين".
قلت: ورشدين بن سعد اختلف فيه بين الضعف والترك، وانفراده بهذا الحديث يقتضي نكارة حديثه.
ولذلك تعقبه البيهقي بقوله:"ويروى قريب من هذا اللفظ عن كعب الأحبار، ولعله أشبه" ثم أسند رواية كعب الأحبار موقوفة عليه.
وبهذا تبين أن أصل هذا الحديث من الإسرائيليات.
وللحديث بعد ذلك روايات أشد ضعفاً من التي سبقت فإني اخترت أمثل الروايات، ليقاس عليها ما هو دونها.
وبذلك يُعلم أنه لم يصح في الرايات السود حديث مرفوع، ولا حديث موقوف على الصحابة –رضي الله عنهم-.
وأما أحاديث السفياني:
فلم أجد فيه حديثاً ظاهر إسناده القبول، إلا حديثاً واحداً، أخرجه الحاكم في (المستدرك 4/ 520) من طريق الوليد بن مسلم الدمشقي، قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيي بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:" يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق، وعامة من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء، ويقتل الصبيان، فتجمع لهم قيس، فيقتلها، حتى لا يمنع ذنب تلعة، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة، فيبلغ السفياني، فيبعث إليه جنداً من جنده، فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه، حتى إذا صار ببيداء من الأرض، خُسف بهم، حتى لا ينجو منهم إلا المخبر عنهم".
وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ولم يتعقبه الذهبي.
ولكن تدليس الوليد بن مسلم تدليس التسوية، مع نكارة حديثه هذا الذي لم أجده إلا من طريقه، يجعلني أتوقف في حديثه، إذ لعله أسقط ضعيفاً بين الأوزاعي ويحيي بن أبي كثير، وهذا هو تدليس التسوية.
وهناك حديثان آخران فيهما ذكر السفياني، أخرجهما الحاكم وصححهما (4/ 468 - 469 - 501 - 502)، لكن تعقبه الذهبي فيهما، فانظر: مختصر استدراك الذهبي لابن الملقن، مع حاشية تحقيقه (7/ 3325 - 3326 رقم 1109) (7/ 3387 رقم 1127).
هذه أقوى أحاديث السفياني، وأنت ترى أنه لم يصح منها شيء، والله أعلم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
¥(35/288)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 10 - 02, 06:35 م]ـ
أحاديث الرايات السود
بسم الله الرحمان الرحيم
أولاً لا بد من الإشارة و التنبيه إلى أن المنهج الحديثي المتبع في أحاديث الفتن و أشراط الساعة يختلف –بلا ريب– عن المنهج المتبع في الأحاديث التي فيها حلال وحرام والتي نرتكز عليها في العقائد والأصول. فقد ضمنا وأمنا أن لا يكون حديث فيه حلال أو حرام إلا و سيصلنا بطريق متصل صحيح عبر رجال كلهم ثقات ضابطين، يقيم الله بهم الحجة علينا. و أما في أحاديث الفتن فهذا غير محقق بأي حال.
و قد أخبر الرسول r حذيفة t بالفتن التي ستحصل إلى يوم القيامة، فلم يخبر حذيفة الناس بذلك. فدل على أن هذا مما لم يتكفل الله بنقله لنا، وأنه ليس من العلم الذي يأثم حامله بكتمانه. فمن هنا نقول أنه لا بد من التساهل في أحاديث الفتن والأمور المستقبلية خاصة أن غالب أهل الحديث لم يولوها أهمية بنفس المقدار الذي أعطوه للأحاديث الفقهية والعقائدية. حتى أن الإمام أحمد بن حنبل كان يرى أن هناك ثلاثة أمور لم يصح فيهن شيء: التفسير و الفتن و الملاحم. فهذا يعني أن الإمام أحمد يرى أن كل حديث في الفتن معلول (وهو تشدد). لكن البخاري ومسلم أخرجا في صحيحيهما شيء من تلك الأحاديث!
أخرج إبن ماجة و الحاكم و غيرهما عن طرق عن سفيان الثوري عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان t قال: قال رسول الله r: « يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم. ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم». ثم ذكر شيئاً لا أحفظه، فقال: «فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي». رواه ابن ماجة (2\ 4084: #1367).
قلت لعل المقصود بالكنز هو جبل الذهب الذي ينحسر عنه نهر الفرات و يقتتل عليه الناس، و الله أعلم. وقد ثبت بالحديث الصحيح أن المهدي يخرج عند اختلاف الناس على الخلافة.
قال الحافظ ابن كثير الدمشقي عن حديث الرايات: «تفرد به ابن ماجة، وهذا إسناد قوي صحيح». قلت: لم يتفرد به إبن ماجة بل أخرجه الحاكم كذلك في مستدركه (4\ 510:#8480)، وكذلك (4\ 547) مختصراً بلفظ: «إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان، فأتوها ولو حبواً، فإن فيها خليفة الله المهدي». و صحّحه على شرطي البخاري ومسلم، وفي ذلك نظر.
وقال البوصيري في المصباح (3\ 263): «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات: رواه الحاكم في المستدرك من طريق الحسين بن حفص عن سفيان به، وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. ورواه أحمد بن حنبل في مسنده ولفظه: إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي». قلت أخرجه أحمد في مسنده (5\ 277) بإسناد آخر عن وكيع عن شريك عن علي بن زيد عن أبي قلابة عن ثوبان. و شريك القاضي ضعف حفظه، و علي بن زيد الراجح ضعفه، و قد سقط أبو أسماء من الإسناد وهو موجود، لأن أبا قلابة لم يسمع من ثوبان. لكن هذا الإسناد ينفي تفرّد خالد الحذاء بالحديث السابق.
وقد حكم الألباني في الضعيفة (85) على حديث خالد الحذاء بالنكارة وقال: «وقد ذهل من صححه عن علته، وهي عنعنة أبي قلابة، فإنه من المدلسين ... لكن الحديث صحيح المعنى دون قوله: فإن فيها خليفة الله المهدي. فقد أخرجه ابن ماجة من طريق علقمة عن ابن مسعود مرفوعاً نحو رواية ثوبان الثانية، وإسناده حسن. وليس فيه: خليفة الله. وهذه الزيادة "خليفة الله" ليس لها طريق ثابت» ا. هـ.
قلت بل قد غفل من ضعّفه عن أن أبا قلابة قد ذكره الحافظ إبن حجر في الطبقة الأولى من المدلّسين الذين لا يضر تدليسهم. طبقات المدلسين (1\ 21). وفي تلك الطبقة أيضاً البخاري ومسلم، فهل نرد أحاديث هؤلاء أيضاً؟! و ليس الأمر كما ذكر بل الحديث إسناده متصل.
أما حديث إبن مسعود ففي تحسينه نظر، إذ إن فيه يزيد بن أبي زياد، وهو شيعي كوفي ضعيف. كما أن تفرّده بهذا الإسناد يزيد الحديث ضعفاً. قال أبو أسامة: «حديث يزيد عن إبراهيم في الرايات، لو حلف عندي خمسين يمينا قسامة ما صدقته». سير أعلام النبلاء (6\ 132). وقد توبع من إسناد وضعه حنّان بن سدير الرافضي، كما نص الذهبي في تلخيص المستدرك (4\ 511)، و لا تصح هذه المتابعة. ولذلك اتفق الحفاظ على ترك إسناد يزيد بن أبي زياد كوكيع وأحمد والذهبي. ميزان الاعتدال (7\ 241).
و قد ردّه إسماعيل بن علية دون أن يبين عِلّةً له، كما ذكر عبد الله بن أحمد: «حدثني أبي قال قيل لابن علية في هذا الحديث، فقال كان خالد يرويه فلم يلتفت إليه. ضعّف ابن علية أمره. يعني حديث خالد عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان عن النبي r في الرايات». العلل ومعرفة الرجال (2\ 325: 2443).
و ظاهر كلامه أنه يضعّف خالد الحذاء، وليس كذلك. فهو ثقة احتج به مسلم عن أبي قلابة في باب الأمر بشفع الأذان (1\ 286)، و إسماعيل نفسه هو راوي الحديث عن خالد! ولم يبق تفسير لكلام إبن علية إلا أن خالد قد اختلط في آخر عمره أو أن هناك حكاية لهذا الحديث بالذات، لكنّه لم يتفرد به كما أشرنا سابقاً. و قد اتفق الأئمة (بما فيهم أحمد) على توثيق خالد إلا شعبة سراً و أبي حاتم الذي قال يكتب حديثه ولا يحتج به. وأبو حاتم فيه عَنَت!
و إذاً فالحديث إسناده متصل ورجاله ثقات، و قد توبع راويه، فالراجح عندنا أن الحديث حسن، و الله أعلم.
بقي حديث أخير أخرجه الترمذي (4\ 531): حدثنا قتيبة حدثنا رشدين بن سعد عن يونس عن ابن شهاب عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله r: « تخرج من خراسان رايات سود لا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء». رجاله ثقات إلا رشدين بن سعد فهو ضعيف، وكذلك الحديث و إن كان معناه صحيحاً.
¥(35/289)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 10 - 02, 06:45 م]ـ
الرواية الصضحيحة عن الامام احمد
(قول الميموني سمعت احمد بن حنبل يقول ثلاث كتب ليس لها اصول المغازي والملاحم والتفسير
قال الخطيب في جامعه
وهذا محمول على كتب مخصصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها لعدم عدالة نافيلها وزيادات القصاص فيها
)
نقلا عن الاحاديث الموضوعة
ـ[شيرويه بن شهردار]ــــــــ[01 - 10 - 02, 06:46 م]ـ
؟!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 10 - 02, 06:49 م]ـ
(ظاهر كلامه أنه يضعّف خالد الحذاء، وليس كذلك. فهو ثقة احتج به مسلم عن أبي قلابة في باب الأمر بشفع الأذان (1\ 286)،)
بل تابعه ايوب عن ابي قلابة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 10 - 02, 06:55 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=716&highlight=%C7%C8%E4+%E3%C7%CC%C9
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 10 - 02, 07:00 م]ـ
والحديث ضعفه الامام احمد وحسبك به
ولم يخرجه اصحاب السنن
بل ولا ابن خزيمة وابن حبان
وتفرد الحاكم بتصحيحه
والحاكم متهم بالتشيع
فاذا جمع تساهل الحاكم مع ما قيل في تشيعه
مع ما صرح به الحاكم بانه يتساهل في احاديث الفتن
ومع النكارة الواضحة في المتن
فمتن الحديث منكر
ومع هذه الامور يجزم المحدث بضعف هذا الحديث ونكارته
والله اعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 10 - 02, 07:06 م]ـ
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?catid=38&artid=196
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 10 - 02, 07:13 م]ـ
سؤال عن حديث: (إذا أقبلت الرايات السود من قبل المشرق) هل هو صحيح، فإن بعض الشباب اليوم يوردونه لغرض أو لآخر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث رواه أحمد قال: حدثنا وكيع، عن شريك، عن علي بن زيد، عن أبي قلابة عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من خراسان فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي).
الحديث إسناده ضعيف.
فيه شريك بن عبد الله القاضي سيئ الحفظ.
وفيه علي بن زيد بن جدعان ضعيف.
وأبو قلابة لم يسمع من ثوبان.
وأخرجه ابن ماجه (4084) والحاكم (8432) من طريق خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان.
فزاد خالد أبا أسماء في إسناده فصار ظاهره الاتصال.
والحديث رجاله ثقات إلا أن له علة، ولذلك ضعفه إسماعيل بن إبراهيم بن علية من طريق خالد الحذاء، وأقره الإمام أحمد كما في المنتخب من العلل للخلال (170) والعلل لعبد الله بن أحمد (2443): قال عبد الله: حدثني أبي قال: قيل لإسماعيل بن علية في هذا الحديث.
فقال: كان خالد يرويه، فلم يلتفت إليه، ضعف إسماعيل أمره.
يعني: حديث خالد عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرايات.
اهـ نقلاً من كتابي العلل المتقدم ذكرهما.
وقد اعتبر الألباني علته عنعنة أبي قلابة فإنه مدلس.
هذا في ما يتعلق برواية ثوبان.
وله شاهد من حديث ابن مسعود.
أخرجه ابن أبي شيبة (15/ 235)، وابن ماجه (4082) وابن عدي في الكامل (7/ 275) من طريق يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله: قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه قال: فقلت: ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه فقال: (إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءً وتشريدا وتطريداً حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطاً كما ملئوها جوراً فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج).
قال ابن عدي في ترجمة يزيد بن أبي زياد: لا أعلم يرويه بهذا الإسناد عن إبراهيم غير يزيد بن أبي زياد.
وهذا إسناد ضعيف جداً، في إسناده يزيد بن أبي زياد قال فيه أبو زرعة: لين يكتب حديثه ولا يحتج به.
وقال أبو حاتم الرازي: ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: يكتب حديثه مع ضعفه.
وقد ضعفه الإمام أحمد رحمه الله، فقال في العلل رواية ابنه عبد الله (5985): حديث إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ليس بشيء – يعني: حديث يزيد بن أبي زياد.
¥(35/290)
اهـ وقال وكيع كما في تهذيب التهذيب (11/ 329): يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله: حديث الرايات السود، ليس بشيء.
وروى هذا العقيلي في الضعفاء (4/ 381) عن عبد الله بن أحمد، وقال: قلت لعبد الله: الرايات السود؟ قال: نعم. ثم روى بإسناده إلى أبي أسامة أنه قال: " لو حلف- يعني: يزيد بن أبي زياد –عندي خمسين يميناً قسامة ما صدقته، أهذا مذهب إبراهيم؟ أهذا مذهب علقمة؟ أهذا مذهب عبد الله؟ وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه (4/ 203): " لم ينفرد به يزيد بن أبي زياد، فقد رواه الحاكم في المستدرك من طريق عمرو بن قيس عن الحكم عن إبراهيم.
قلت: هذا الطريق أشد ضعفاً من سابقه.
والحق أن الحاكم لم يخرجه من هذا الطريق، وإنما أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 464) من طريق حنان بن سدير عن عمرو بن قيس الملائي عن علقمة بن قيس وعبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إلينا مستبشراً يعرف السرور في وجهه فما سألناه عن شيء إلا أخبرنا به ولا سكتنا إلا إبتدأنا حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه.
فقلنا: يا رسول الله ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه فقال: (إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وأنه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد حتى ترتفع رايات سود من المشرق، فيسألون الحق فلا يعطونه ثم يسألونه فلا يعطونه، ثم يسألونه فلا يعطونه، فيقاتلون، فينصرون، فمن أدركه منكم أو من أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبواً على الثلج؛ فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي فيملك الأرض فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً).
قال الذهبي: موضوع .. اهـ
في إسناده: حنان بن سدير قال الدارقطني في المؤتلف والمختلف: من شيوخ الشيعة كما في اللسان (2/ 367 - 368).
فلعل الذهبي رأى أن هذا الشيعي سرقه من حديث يزيد بن أبي زياد.
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 288) رقم 854 من طريق حنان بن سدير عن عمرو بن قيس عن الحسن عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود.
ثم قال: وهذا حديث لا أصل له، ولا يعلم أن الحسن سمع من عبيدة، ولا أن عمراً سمع من الحسن.
قال يحيى: عمرو: لا شيء. اهـ فجعل حنان شيخه هنا الحسن، بدلاً من علقمة وأبي عبيدة السلماني كما في إسناد الحاكم، وهذا من تخليطه، والله أعلم.
فالحديث لا يثبت لا من طريق ثوبان، ولا من طريق ابن مسعود، والله أعلم.
وبهذا يعلم أن التعلق بمثل هذا من التعلق بالأباطيل، ولا ينبغي لمن يحرص على دينه وذمته أن يندفع بغير بصيرة والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه سلمان بن فهد العودة
1/ 1/1422هـ
http://www.muslm.net/cgi-bin/archprint.pl?Cat=&Board=islam&Number=23585&Search=true&Forum=islam&Words= الرايات%20السود& Match=Entire%20Phrase&Searchpage=1&Limit=50&Old=allposts
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******.cfm?id=3363
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 10 - 02, 07:25 م]ـ
ليس في مقال الشيخ سلمان أي جديد. قال: <<وقد اعتبر الألباني علته عنعنة أبي قلابة فإنه مدلس>>. وقد رددت على هذا أعلاه فانظره.
فهو لم يستطع أن يجد علة للحديث. أما كلام أحمد فهو مبهم غير واضح في التضعيف.
أما النكارة فلا أجد الحديث منكراً. وأما عن تشيع الحاكم فلا أرى له أثراً في هذا الحديث. إذ ليس فيه ذكر الشيعة بأي حال. نعم الشاهد من حديث ابن مسعود فيه ذكر الشيعة، وليس حديث ثوبان هذا.
وكون أصحاب السنن لم يخرجوه (باستثناء ابن ماجة) فهو لأن كتبهم في غالبها هي كتب أحكام، ولم يهتموا كثيراً بأحاديث الفتن.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[21 - 12 - 02, 07:29 م]ـ
قال إبراهيم بن أبي ثابت في حديثه: نا علي بن داود القنطري، نا ابن أبي مريم، نا عبد الله بن سويد ورشدين بن سعد، عن يونس، عن ابن شهاب، عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "تخرج رايات سود من قبل المشرق فلا يردّها شيء حتى تنصب بإيلياء".
ومن طريقه رواه ابن الظاهري في مشيخة ابن البخاري (2/ص1099 - 1100).
فهذه متابعة تامة من عبد الله بن سويد المصري لرشدين:
علي بن داود القنطري وثقه ابن حبان في ثقاته (8/ 473) والخطيب في تاريخه (11/ 424)، وقال الذهبي في الميزان (5/ 154): "صالح الحديث روى عن سعيد بن أبي مريم، ولكنه روى خبرا منكرا فتكلم فيه لذلك".
وابن أبي مريم؛ هو سعيد بن محمد بن الحكم بن أبي مريم المصري ثقة إمام متفق عليه.
وعبد الله بن سويد بن حيان المصري، قال فيه أبو زرعة الرازي –كما في الجرح والتعديل (5/ 66): "لا بأس به"، ووثقه ابن حبان (8/ 343).
فهل هذا الحديث هو (الخبر المنكر) الذي ذكره الذهبي؟؟؟!! ما رأي الإخوة؟؟
¥(35/291)
ـ[ابن أبي شيبة]ــــــــ[22 - 12 - 02, 06:52 ص]ـ
مسألة شكلية ولكن للفائدة
إلى الأخ محمد الأمين:
بارك الله فيك، لما يقول الحافظ ابن كثير لحديث أخرجه ابن ماجه مثلا أو الترمذي أو غيره، تفرد به، لا يقصد به أنه تفرد به عن جميع أصحاب الكتب حتى يستدرك عليه بقولك: لم يتفرد به ولكن اخرجه الحاكم في المستدرك.
ولكن يقصد الحافظ ابن كثير بقوله: أي تفرد به عن أصحاب الكتب الستة الآخرين، وهذا بين واضح / ما أظنه يخفى عليكم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 12 - 02, 07:37 ص]ـ
هو كذلك أخي الفاضل لكنه سبق قلم
لكن الذي جاء به الأخ الفاضل التطواني هو متابعة جيدة لولا ما قاله الذهبي، وأنا أرجحه لأنه من غير المعقول أن يفوت هذا الإسناد الصحيح كل الكتب المشهورة، والله أعلم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[22 - 12 - 02, 03:23 م]ـ
محمد بن إبراهيم بن أرومة، صوابه محمد بن إبراهيم بن أّرُومة، وقد روى الحاكم من طريقه جامع سفيان الثوري في مواضع من المستدرك.
وهو محمد بن إبراهيم بن أبان، أبو عبد الله الجيراني الأصبهاني المؤدّب، توفي سنة 278هـ، ولعل (أرومة) لقب جده أبان، وهو مترجم في طبقات المحدثين بأصبهان لأبي الشيخ (3/ 300) وذكر أخبار أصبهان (2/ 210) والإكمال لابن ماكولا (2/ 248 - 249) وتاريخ الإسلام للذهبي (ص427 - 428).
قال ابن منده: "مشهور ثقة".
وقال أبو نعيم: "أحد الثقات".(35/292)
النهج السوي في تخريج أحاديث سنن الترمذي
ـ[أحمد جعنيني]ــــــــ[01 - 10 - 02, 08:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين،
وبعد: فقد كنت كتبت منذ فترة طويلة تخريجا علميا لبعض أحاديث سنن الترمذي لأسباب شرحتها في مقدمة التخريج وكنت آملاً بطبعها ليتسنى لي تكملة التخريج الذي كنت أتمناه ولكن ولقلة علمي بأمور الطباعة والمطابع فلم أفلح في طباعة هذا التخريج ولهذا فقد قررت أن أضعه هنا في هذا المنتدى ليستفيد منه الأخوة أولا وليسدوا لي النصيحة ثانيا ونصلح معا الأخطاء التي قد أكون وقعت فيها ولهذا فإنني أضع النص بين أيديكم كاملا بما فيه المقدمات التي وضعتها للكتاب من غير تغيير في شيء أبدا وقد كنت سميت الكتاب "النهج السوي في تخريج أحاديث سنن الترمذي".
والله من وراء القصد
ولنبدأ بإذن الله وفضله:
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،
"يا أبها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون"
"يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا"
"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما"
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله "صلى الله عليه وسلم"، وشر الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار،
وبعد:
فإن الإمام الترمذي "أحد الأئمة الذين يُقتدى بهم في علم الحديث" (1) وكتابه "أنفع كتب الحديث لعلماء هذا العلم ومتعلّميه، إذ جعله مؤلفه – رحمه الله – معلِّماً لتعليل الأحاديث تعليماً عمليَّاً، فيكشف للقارئ عن درجة الحديث من الصحة والضعف، مبيِّناً ما قيل في رجاله ممَّن تُكلِّم فيهم، مرجحا بين الروايات إذا اختلفت" (2) ولهذا كثر اهتمام العلماء وطلابه بهذا الكتاب فمن شارح له ومن مختصر ومحقق ... الخ، ومن هؤلاء العلماء الذين اهتموا بكتاب الترمذي الشيخ أحمد شاكر – رحمه الله -، فأنجز منه الجزأيْن الأوَّل والثاني فقط.
ثم جاء بعده الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي – رحمه الله – فعمل على تحقيق الجزء الثالث من الكتاب.
ثم جاء بعدهما الشيخ محمد إبراهيم عطوة فعمل على تحقيق باقي الكتاب في جزأيْن الرابع والخامس.
ولكن عمل الشيْخيْن عبد الباقي وعطوة لم يكن بذلك المستوى الذي كان فيه عمل الشيخ أحمد شاكر
-رحمه الله -، ولا عجب فالشيخ أحمد شاكر من العلماء المشهورين في علم الحديث ومن الذين لهم باع طويل فيه، ولا ضير أن أقول أنَّ عمل الشيخين ليس فيه شيء من التحقيق، خاصة عمل الشيخ محمد عطوة، فإنه ليس فيه سوى ذكر معاني الكلمات مع كثرة التصحيف والتحريف، لذا كانت الحاجة إلى تحقيق الجزأيْن الرابع والخامس كبيرة، فجاء رجل يدعى "كمال يوسف الحوت" بطبعة جديدة للمجلدين الرابع والخامس، والناظر في هذه الطبعة يعلم أنَّه ليس فيها شيء جديد سوى تعلُّم فن السرقة من الآخرين ثم وضع اسم المحقق الجديد على الغلاف!!! ولمَّا رأيت هذا اتَّجه عزمي –ولأوَّل مرة- إلى العمل على تحقيق وتخريج هذيْن الجزأيْن على قلَّة علمي وبضاعتي، وفكرتي في إخراج الكتاب أن أقوم بتصحيح الأخطاء الواقعة فيه خاصة في أسماء الرجال ثمَّ تخريج الأحاديث تخريجا علميّاً، وكلَّما أنهيت خمسة وعشرين حديثاً طبعتها ليتسنى لأهل العلم والفضل أن ينظروا فيها ويصحّحوا ما فيها من أخطاء –إن وجدت- ثمَّ أجعل هذه التصحيحات في الأجزاء التي تصدر بعد الجزء المصحَّح على شكل استدراكات.
هذا ولا أدَّعي العصمة فيما كتبت، فما أصبت فبفضل الله ونعمته، وما أخطأت فمني ومن الشيطان، غفرها الله لي.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
--- منهجي في تحقيق الكتاب:
1 - ذكر رقم الباب وعنوانه من السنن.
2 - ذكر رقم الحديث في السنن وفي الكتاب.
¥(35/293)
3 - ذكر الحديث بسنده ومتنه من السنن وأحيانا أختصر من المتن إذا كان طويلاً.
4 - ذكر كلام الإمام الترمذي على الحديث من السنن ولم أذكر ما ذكره من اختلافات العلماء الفقهية.
5 - ترجمت لرواة إسناد الإمام الترمذي وفق المنهج التالي:
أذكر اسم الراوي إذا ذكره الإمام الترمذي بكنيته، ثم أذكر الحكم على الراوي وأذكر من روى عنه من أصحاب الكتب الستة وكلُّ ذلك من كتاب "التقريب" للحافظ ابن حجر، وإذا كان عندي ما يخالف حكم الحافظ على الراوي فإنني أذكر حكم الحافظ في الأصل ثم أبين ما أراه صواباً في الهامش وأحيانا أذكر الراجح في الأصل.
6 - أذكر مرتبة الحديث من الصحة والضعف وذلك من خلال دراسة الحديث بطرقه وشواهده لا من خلال إسناد الترمذي فقط.
7 - أذكر من أخرج الحديث وفق المنهج التالي:
- إذا كان الحديث عند الإمام الترمذي في مكان آخر أو كتاب آخر فإنني أبدأ بالعزو إليه.
- إذا كان الحديث في الصحيحيْن أو في أحدهما فإنني أكتفي بالعزو إليهما إلا إذا كان هناك حاجة لغير ذلك أبيّن أسبابها في تخريج الحديث.
- أقدم ذكر الإمام أحمد ومسنده في التخريج على غيره حتى على الصحيحيْن إذا خرجت من غيرهما معهما.
- ثم أذكر من أخرج الحديث من أصحاب الكتب الأربعة غير الترمذي وفق الترتيب التالي: أبو داود، النسائي، وابن ماجة.
- أما إذا ذكرت غير هؤلاء فإنني لا ألتزم ترتيبا معيّناً في ذكرهم فأحيانا أعزو الحديث إلى الدارقطني قبل البيهقي وأحياناً أعزو الحديث إلى البيهقي قبل الدارقطني وهكذا.
8 - بعد ذكر من أخرج الحديث أتكلم على الحديث من حيث الصحة والضعف –إذا لم يكن في الصحيحيْن أو أحدهما- وأتكلَّم على علله وأذكر طرقه وشواهده إن كان هناك حاجة لذلك مستنيراً بكلام العلماء من قبلي –أئمَّة هذا الشأن- وأخلص في نهاية البحث إلى مرتبة الحديث التي ذكرتها في بدايته ثم أذكر من وافقته أو خالفته في الحكم على الحديث –إن وجدتُّ ذلك- مع بيان سبب المخالفة.
9 - أحيانا –وهو نادر- أذكر فائدة تخصُّ الحديث أو نكتة علميَّة فيه أو إشكالاً يحتاج إلى توضيح.
10 - قام الأخ جلال عبد الكريم بصناعة فهارس تفصيليَّة للكتاب فجزاه الله خيرا.
هذا هو منهجي في الكتاب.
والله الموفق لا رب سواه.
ملاحظتان:
الأولى: قام شيخنا الفاضل الشيخ إحسان بن عايش العتيبي –حفظه الله- بمراجعة الكتاب مراجعة سريعة، والحق يقال: أنَّ الكتاب ما كان ليخرج بهذه الصورة لولا مراجعنه –حفظه الله- فجزاه الله خيراً.
الثانية: نظراً لكثرة اعتمادي في الكلام على رجال إسناد الترمذي على "التقريب" للحافظ ابن حجر فقد اقترح عليَّ شيخنا أبو طارق –حفظه الله- أن أذكر رموز الحافظ في "التقريب" وها أنا ألبي اقتراحه:
"فالبخاري في "صحيحه" خ، فإن كان حديثه عنده معلقا خت، وللبخاري في "الأدب المفرد" بخ، وفي "خلق أفعال العباد" عخ، وفي "جزء القراءة" ر، وفي "رفع اليدين" ي، ولمسلم م، ولأبي داود د، وفي "المراسيل" له مد، وفي "فضائل الأنصار" صد، وفي "الناسخ" خد، وفي "القدر" قد، وفي "التفرد" ف، وفي "المسائل" ل، وفي "مسند مالك" كد، وللترمذي ت، وفي "الشمائل" له تم، وللنسائي س، وفي "مسند علي" له عس، وفي "مسند مالك" كن، ولابن ماجه ق، وفي "التفسير" له فق، فإن كان حديث الرجل في أحد الأصول الستة أكتفي برقمه، ولو أخرج له في غيرها، وإذا اجتمعت فالرقم ع، وأما علامة 4، فهي لهم سوى الشيخيْن، ومن ليست له عندهم رواية مرقوم عليه: تمييز، إشارة إلى أنه ذكر ليتميَّز عن غيره، ومن ليست له علامة نُبّه عليه، وتُرجم قبلُ أو بعدُ." هذا ما ذكره الحافظ "واستعمل أحيانا رمز مق لمقدمة مسلم، واستعمل أحيانا رمز سي "لعمل اليوم والليلة"، ورمز ص "لخصائص عليّ"، كلاهما للنسائي." كما ذكر محقق "التقريب" في طبعة مؤسسة الرسالة. والله أعلم.
(1) – كما قال السمعاني فيما نقله عنه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه "سنن الترمذي" (1/ 85).
(2) – كما قال الشيخ أحمد شاكر –رحمه الله- (1/ 6).
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 10 - 02, 01:30 ص]ـ
السلام عليكم
نعم الاختيار يا أخ أحمد
الإخوة هنا لن يقصروا في النصيحة والتوجيه
فعلى بركة الله
ـ[أحمد جعنيني]ــــــــ[02 - 10 - 02, 06:49 م]ـ
كتاب الديات
الباب الأوّل
ما جاء في الدية كم هي من الإبل
الحديث الأوّل
¥(35/294)
قال الإمام الترمذي:
(1386) حدثنا علي بن سعيد الكندي الكوفي، أخبرنا بن أبي زائدة، عن الحجاج عن زيد بن جبير عن خشف بن مالك قال: سمعت ابن مسعود قال: "قضى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في دية الخطأ: عشرين بنت مخاض وعشرين بني مخاض ذكوراً وعشرين بنت لبون وعشرين جذعة وعشرين حقة".
------------
إسناده:
- علي بن سعيد الكندي الكوفي: صدوق. ت س.
- ابن أبي زائدة: وهو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني: ثقة متقن. ع.
- الحجاج: وهو الحجاج بن أرطأة: صدوق كثير الخطأ والتدليس. بخ م 4.
- زيد بن جبير: وهو الطائي: ثقة. ع.
- خشف بن مالك: وهو الطائي الكوفي: لم يرو عنه سوى زيد بن جبير، وقال الدارقطني "مجهول"، وقال الأزدي "ليس بذاك"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال النسائي: "ثقة"، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. أنظر: "ميزان الإعتدال" (2/ 440)، "الجرح والتعديل" (3/ 401)، "تهذيب التهذيب" (1/ 542)، "تقريب التهذيب" (ص133).
- ابن مسعود: وهو عبد الله بن مسعود: الصحابي الجليل المعروف.
--------------
ضعيف:
أخرجه أحمد (7/ 328 - 4303 - الرسالة)، وأبو داود (3/ 188 - 4545)، والنسائي (8/ 413 - 4816)، وابن ماجة (3/ 270 - 2613)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (5/ 346 - 26739)، والدارقطني (2/ 121 - 3332)، والبيهقي (8/ 75) من طرق عن الحجاج به.
وأخرجه أحمد (6/ 144 - 3635 - الرسالة)، والدارمي (2/ 637 - 2278)، وابن أبي عاصم في "الديات" (ص68)، والدارقطني (2/ 123 - 3335)، والبيهقي (8/ 75) بدون ذكر تفسير الأخماس. (أي من دون قوله: عشرين بنت مخاض ... الخ).
والحديث ضعيف مردود بسبب تدليس الحجاج وقد عنعنه، والاختلاف في خشف بن مالك، وانظر كلام الإمام الدارقطني على الحديث في "سننه" وفي "العلل" (5/ 48)، فإنه جاء بدرر نادرة –رحمه الله رحمة واسعة- وانظر تلخيص كلامه عند البيهقي.
والحديث ضعفه الشيخ الألباني –رحمه الله- في "ضعيف ابن ماجة" (ح524) وذكر أنه مخرج في "الضعيفة" برقم (4020)، وهذا المجلد لا يزال مخطوطاً. والله أعلم.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[02 - 10 - 02, 08:16 م]ـ
ذكره الشيخ الألباني في المجلد التاسع برقم 4020، ونقل قول الترمذي:
لا نعرفه مرفوعاً إلا من هذا الوجه، وقد روي عن عبد الله موقوفاً.
وقول الدارقطني:
هذا حديث ضعيف غير ثابت .. إلخ.
وقول البيهقي:
لا يصح رفعه، والحجاج غير محتجٍ به، وخشف بن مالك مجهول، والصحيح أنه موقوف على عبد الله بن مسعود.
إنتهى النقل من الضعيفة ..
وللحديث صلة إن شاء الله.
وبارك الله فيك أخانا الجعنيني على هذا الجهد المشكور المبارك إن شاء الله تعالى.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 10 - 02, 09:04 م]ـ
نلاحظ أن البيهقي والدراقطني لم يهتما بقول النسائي عن خشف بن مالك أنه ثقة. بل اعتبراه مجهولاً. وقد قرن الذهبيُّ في الموقظة النسائيَّ بابن حبان في قاعدة توثيق المجاهيل. وهو أمرٌ مشاهد لمن يتتبع الرجال الذين وثقهم النسائي.
ـ[أحمد جعنيني]ــــــــ[06 - 10 - 02, 01:23 م]ـ
الحديث الثاني:
قال الإمام الترمذي:
(1387) حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي، أخبرنا ابن حبان –وهو ابن هلال-، حدثنا محمد بن راشد، أخبرنا سليمان بن موسى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قتل مؤمناً متعمّداً دُفع إلى أولياء المقتول، فإن شاءوا قتلوا وإن شاءوا أخذوا الدية وهي: ثلاثون حقّة، وثلاثون جذعة، وأربعون خلفة، وما صالحوا عليه فهو لهم".
قال أبو عيسى: حديث عبد الله بن عمرو حديث حسن غريب.
--------------
إسناده:
- أحمد بن سعيد الدارمي: ثقة حافظ. خ م د ت ق.
- حبّان بن هلال: ثقة ثبت. ع.
- محمد بن راشد: صدوق يهم، ورميَ بالقدر. 4.
- سليمان بن موسى الدمشقي الأشدق: صدوق فقيه، في حديثه بعض لين، وخولط قبل موته بقليل. م (1) 4.
- عمرو بن شعيب: صدوق. ر ع.
- أبوه: وهو شعيب بن محمد بن عبد الله بن العاص: صدوق ثبت سماعه من جدّه. ر 4.
- جدّه: وهو عبد الله بن عمرو بن العاص: الصحابي الجليل المعروف.
--------------
حسن:
رواه أحمد في "المسند" (12/ 8 - 6717)، وأبو داود (3/ 176 - 4506)، وابن ماجة (3/ 267 - 2626)، والدارقطني (2/ 125 - 3342)، والبيهقي (8/ 53 و 70) من طرق عن محمد بن راشد به.
وهو حديث حسن، حسّنه الشيخ الألباني –رحمه الله- في "الإرواء" (7/ 259 - 2199)، وقال بعد ذكره كلام الإمام الترمذي السابق في تحسين الحديث: "وهو كما قال، وإنما لم يصحّحه –والله أعلم- للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه".
قلت: وكلام الشيخ الألباني –رحمه الله- فيه نظر، فإنّ في الحديث سليمان بن موسى في حديثه بعض لين، فتحسين الحديث من أجله أولى. والله أعلم.
"وقد تابعه (سليمان بن موسى) ابن إسحاق عن عمرو بن شعيب، عند أحمد (2/ 217) فإن صحّ أنه سمعه منه فهو يقوّي تحسين هذا الحديث" (2)
وتخيير أولياء المقتول يشهد له حديث أبي هريرة عند البخاري ومسلم بلفظ: "من قتل له قتيل فهو بخير النظرين، إمّا أن يودي، وإمّا أن يقاد له". وهو عند الترمذي برقم (1405)، وسيأتي تخريجه في الحديث العشرين ‘ن شاء الله تعالى.
(تنبيه) لمعرفة كلام العلماء في رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه، أنظر "الباعث الحثيث" (2/ 553 - العاصمة)، وكلام الشيخ أحمد شاكر –رحمه الله-.
------------------
(1) إنّما روى له مسلم في مقدّمة كتابه، فكان حقّه أن يرمز له "مق" كما قال محقق "التقريب".
(2) قاله محقق "بيان الوهم والإيهام" (3/ 562) لابن القطّان.
¥(35/295)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[06 - 10 - 02, 10:27 م]ـ
بارك الله في سعيك أخانا الكريم ..
وعندي تعليق إذا تكرمت ..
بالبنسبة لابن إسحاق فروايته عن عمرو بن شعيب محمولة على الاتصال فإنه من الرواة عنه ..
ثم إنه لم يوصف بكثرة التدليس بل كل ما في الأمر أن ابن حبان ذكر أن سبب المنكرات في حديثه بسبب التدليس، والله أعلم بالصواب.
فأخشى أن ابن حبان يصف بالتدليس كل من رأى في حديثه منكرات من الثقاة حتى يبرأه من عهدتها؛؛ فإنه كثيراً ما يتفرد بذكر التدليس عن الرواة، إلا أن يكون له مزيد عناية بالتدليس عن غيره من النقاد!!
الله أعلم.
ـ[أحمد جعنيني]ــــــــ[20 - 10 - 02, 11:38 ص]ـ
الأخوة الأفاضل وخاصة الأخ بو الوليد:
أعتذر عن التأخر في الكتابة وعدم التحاور معك يا أخ بو الوليد وذلك لظرف أصابني والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والحمد لله على كل حال ولنبدأ بإتمام ما بدأنا به بإذن الله سبحانه وتعالى.
ـ[أحمد جعنيني]ــــــــ[20 - 10 - 02, 11:39 ص]ـ
الباب الثاني
ما جاء في الدية كم هي من الدراهم
الحديثان الثالث والرابع
قال الإمام الترمذي:
(1388) حدثنا محمد بن بشار، حدثنا معاذ بن هانئ، حدثنا محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه جعل الدية اثنيْ عشر ألفاً).
قال الإمام الترمذي:
(1389) حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، ولم يذكر فيه عن ابن عباس، وفي حديث بن عيينة كلام أكثر من هذا.
قال أبو عيسى: ولا نعلم أحداً يذكر في هذا الحديث عن ابن عباس غير محمد بن مسلم.
----------------
إسنادهما:
· محمد بن بشَّار: ثقة. ع.
· محمد بن هانئ: ثقة. خ 4.
· محمد بن مسلم الطائفي: صدوق يخطئ من حفظه. خت ت م 4.
· عمرو بن دينار: ثقة ثبت. ع.
· عكرمة: ثقة ثبت عالم بالتفسير. ع (1).
· ابن عباس: الصحابي الجليل المعروف. ع.
· سعيد بن عبد الرحمن المخزومي: ثقة. ت س.
· سفيان بن عيينة: ثقة حافظ نقي إمام حجّة، إلا أنه تغير حفظه بآخرة، وكان ربما دلس عن الثقات، وكان أثبت الناس في عمرو بن دينار. ع.
-------------
ضعيف:
أخرجه المصنّف في "العلل الكبير" (2/ 577)، وأبو داود (3/ 189 - 4546)، والنسائي (8/ 413 - 4817)، وابن ماجة (3/ 268 - 2629) و (3/ 270 - 2632)، والدارمي في "سننه" (2/ 636 - 4227)، وابن أبي عاصم في "الديّات" (ص68)، والدارقطني في "سننه" (2/ 98 - 3219)، والبيهقي في "الكبرى" (8/ 78) من طرق عن محمد الطائفي به.
والحديث ضعيف معلول، فقد أخرجه المصنّف في الحديث الذي بعده (1389) من طريق سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وابن أبي شيبة في "المصنّف" (5/ 344 - 26716)، وعبد الرزاق في "مصنّفه" (9/ 296 - 17273) ثلاثتهم (المخزومي وابن أبي شيبة وعبد الرزاق) عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم به نحوه لم يذكر فيه ابن عباس، وقد أشار إلى الرواية المرسلة أبو داود في "سننه".
وهذه الرواية هي الصحيحة، فإن سفيان بن عيينة أثبت وأوثق من محمد بن مسلم الطائفي، بل قال الحافظ ابن حجر في "التقريب" عن سفيان: "كان أثبت الناس في عمرو بن دينار".
وقد صحّح الرواية المرسلة: الإمام البخاري كما في "العلل الكبير" للترمذي، وأبو حاتم كما في "العلل" لابنه (1/ 463)، والشيخ الألباني في "الإرواء" (7/ 304).
· ثمّ قال الإمام الترمذي –رحمه الله-: "وفي حديث ابن عيينة كلام أكثر من هذا".
قلت: لعلّه يشير –رحمه الله- إلى الرواية التي أخرجها الإمام النسائي في "سننه" (8/ 414 - 4818)، وابن أبي عاصم (ص69)، والدارقطني في "سننه" (2/ 98 - 3218)، والبيهقي (8/ 78 - 79)، موصولاً من طريق محمد بن ميمون الخيّاط المكي: قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس (وعند النسائي: سمعناه مرة يقول عن بن عباس): أن النبي صلى الله عليه وسلم "قضى باثنيْ عشر ألفا في الدية".
قال محمد بن ميمون: وإنما قال لنا فيه "عن ابن عباس" مرة واحدة، وأكثر من ذلك كان يقول: "عن عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم".
قلت: هذه الرواية قد رواها عن سفيان: محمد بن ميمون الخياط المكي، وللعلماء فيه أقوال:
· فقد وثقّه ابن حبان وقال: ربما وهم.
¥(35/296)
· وقال مسلمة والنسائي: لا بأس به.
· وضعّفه النسائي في رواية أخرى.
· وقال أبو حاتم: أمّي مغفّل، روى حديثاً باطلاً.
· وخلص الحافظ في "التقريب" إلى القول فيه: "صدوق ربّما أخطأ".
أنظر: "التهذيب" (3/ 715)، "الميزان" (6/ 356)، "التقريب" (ص443)، "الجرح والتعديل" (8/ 81).
فمثل هذه الرواية لا تصلح أن تكون معارضة لرواية الثقات الذين رووْه عن سفيان مرسلاً مثل سعيد المخزومي وابن أبي شيبة.
وعلى هذا فإني أرجّح الرواية المرسلة كما رجّح هذا الأئمة –رحمهم الله- من قبلي.
وقد ضعّف هذا الحديث الشيخ الألباني –رحمه الله- في "الإرواء".
تنبيهات:
1. قال الشيخ الألباني –رحمه الله- في "الإرواء" بعد ذكره لكلام الحافظ ابن حجر في محمد بن ميمون، قال: "فإنْ كان حفظه (محمد بن ميمون) عن سفيان فهو دليل على أن سفيان كان يضطّرب فيه فتارة يوصله وتارة يرسله".
قلت: وكلام الشيخ –رحمه الله- فيه نظر من وجهين:
الأول: أن سفيان بن عيينة كان أثبت الناس في عمرو بن دينار.
الثاني: أن الثقات الذين رووْه عن سفيان مثل المخزومي وابن أبي شيبة وعبد الرزاق لم يذكروا مثل هذا الاضطراب.
وعليه: تنحصر العلّة في محمد بن ميمون وليس للقول باضطراب سفيان فيه وجه. والله أعلم.
2. أن الشيخ الألباني –رحمه الله- قال في تخريجه للحديث أن الإمام البيهقي أخرج رواية الطائفي عن عمرو بن دينار من طريق الإمام الدارقطني.
وهذا خطأ، فإن الإمام البيهقي روى من طريق الدارقطني عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار به. والله أعلم.
3. أنه قد وقع خطأ في "الإرواء"، فقد قال الشيخ الألباني –رحمه الله- بعد تصويبه لرواية سفيان المرسلة: "والطائفي الذي رواه مرسلاً عنه (عمرو بن دينار) ضعيف الحفظ. والله أعلم"
قلت: والخطأ أن الطائفي رواه موصولاً وليس مرسلاً. والله أعلم.
4. أنه وقع في الإرواء أيضاً خلط عجيب، حيث كتب بعد تخريج الشيخ للحديث: "قلت: وهذا ضعيف أيضا، الحجاج مدلس وقد عنعنه. قلت: وهذا سند ضعيف أيضا، الحجاج مدلس وقد عنعنه".
ولا أدري ما وجه ذكر الحجاج هنا، وهذا لعلّه من خلط الطابع، وإلا فلا أدري ما وجهه. والله أعلم.
--------------
(1) قلت: عكرمة لم يرو عنه مسلم إلا مقرونا كما قال محقق "التقريب". والله أعلم.
ـ[محمد المراكشي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 03:08 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هدا عمل مشكور أخي أحمد و لكن أنا ليس بحوزتي المجلدين الدين حقق أحمد شاكر وأريدهما
كيف يمكن أن أحصل عليهما
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 08:44 ص]ـ
للرفع(35/297)
من يدلني على تخريج موسع لحديث (خذ الحديقة وطلقها تطليقة)
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[02 - 10 - 02, 12:54 م]ـ
الأخوة في هذا المنتدى المبارك ...
أرجو أن تدلوني على تخريج موسع لحديث ابن عباس الذي أخرجه البخاري برقم (5273) أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتردين عليه حديقته قالت نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقبل الحديقة وطلقها تطليقة قال أبو عبد الله لا يتابع فيه عن ابن عباس.
والله يحفظكم.
ـ[الضاحي]ــــــــ[03 - 10 - 02, 12:05 ص]ـ
انظر المسند، طبعة الرسالة (رقم 16095) و (27444) فلعلها تنفع
و لو أوضحت المراد
ـ[بو الوليد]ــــــــ[03 - 10 - 02, 06:20 م]ـ
قد أوسع الكلام عليه الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء برقم (2036) وذهب إلى تصحيحه ..
لكن قد رجح وقفه الدارقطني والبيهقي وغيرهما، وذكر الدارقطني في التتبع أن ممن أرسله في رواية الحذاء أصحاب الثقفي غير أزهر وخالد الطحان وإبراهيم بن طهمان، وأرسله كذلك حماد عن أيوب.
ولو رجحنا رواية الوقف، فالحديث ثابت من غير هذه الطريق، والله أعلم.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[03 - 10 - 02, 07:47 م]ـ
خرجه الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء برقم (2036) وصححه وذكر شواهده وزياداته ..
ولم أطلع عليه لأنني على عجل ..
لكن أعل الحديث الدارقطني والبيهقي بالإرسال، وقد أخرجه البخاري من طريق خالد الحذاء وغيره عن أزهر عن الثقفي عنه، ثم قال: لا يتابع فيه عن ابن عباس!!
ثم أخرجه من طريق جرير بن حازم عن أيوب به موصولاً،،
ثم أخرجه من طريق حماد عن أيوب به مرسلاً،،
قلت: وأرسله كذلك عبد الرزاق عن معمر عن عمرو بن مسلم عن عكرمة به.
وخالفه هشام بن يوسف الصنعاني القاضي وهو قرين عبد الرزاق بل قدمه أبو حاتم أو ابن معين عليه، وقال الإمام أحمد: عبد الرزاق أوسع حفظاً، وهشام أكثر إنصافاً!!.
والحديث ثابت من غير هذه الطرق، عن غير ابن عباس، والله أعلم.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[04 - 10 - 02, 03:19 ص]ـ
خرجه الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء برقم (2036) وصححه وذكر شواهده وزياداته ..
ولم أطلع عليه لأنني على عجل ..
لكن أعل الحديث الدارقطني والبيهقي بالإرسال، وذكر الأخير ممن أرسله قتادة عن عكرمة كما في رواية ابن أبي عدي وعبد الوهاب بن عطاء عن ابن أبي عروبة عنه، وخالفهما عبد الأعلى فوصله.
وقد أخرجه البخاري من طريق خالد الحذاء وغيره عن أزهر عن الثقفي عنه، ثم قال: لا يتابع فيه عن ابن عباس!!
ثم أخرجه من طريق جرير بن حازم عن أيوب به موصولاً،،
ثم أخرجه من طريق حماد عن أيوب به مرسلاً،،
قلت: وأرسله كذلك عبد الرزاق عن معمر عن عمرو بن مسلم عن عكرمة به.
وخالفه هشام بن يوسف الصنعاني القاضي وهو قرين عبد الرزاق بل قدمه أبو حاتم أو ابن معين عليه، وقال الإمام أحمد: عبد الرزاق أوسع حفظاً، وهشام أكثر إنصافاً!!.
والحديث ثابت من غير هذه الطرق، عن غير ابن عباس، والله أعلم.
ـ[الضاحي]ــــــــ[04 - 10 - 02, 05:43 م]ـ
ينظر تخريج الشيخ "عمرو عبد المنعم " للحديث في كتابه "الجامع في أحكام الطلاق " ص (184) فقد أجاد وأفاد
والله من وراء القصد
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[05 - 10 - 02, 09:32 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
لكن كنت أريد من أعل لفظ (طلقها تطليقة) ورجح لفظ (فارقها)(35/298)
تخريج مختصر لحديث: (شر قبيلتين في العرب .. )
ـ[بو الوليد]ــــــــ[02 - 10 - 02, 05:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أما بعد ..
فهذا تخريج مختصر لحديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه:
قال: كان رسول الله e يعرض يوما خيلا وعنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري فقال له رسول الله e انا أفرس بالخيل منك فقال عيينة وأنا أفرس بالرجال منك فقال له النبي e وكيف ذاك قال خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم لابسو البرود من أهل نجد فقال رسول الله e كذبت بل خير الرجال رجال أهل اليمن والإيمان يمان إلى لخم وجذام وعاملة ومأكول حمير خير من آكلها وحضرموت خير من بنى الحرث وقبيلة خير من قبيلة وقبيلة شر من قبيلة والله ما أبالي ان يهلك الحارثان كلاهما لعن الله الملوك الأربعة جمداء ومخوساء ومشرخاء وأبضعة وأختهم العمردة ثم قال أمرني ربي عز وجل ان العن قريشا مرتين فلعنتهم وأمرني ان أصلي عليهم فصليت عليهم مرتين ثم قال عصية عصت الله ورسوله غير قيس وجعدة وعصية ثم قال لأسلم وغفار ومزينة وأخلاطهم من جهينة خير من بنى أسد وتميم وغطفان وهوازن عند الله عز وجل يوم القيامة ثم قال شر قبيلتين في العرب نجران وبنو تغلب وأكثر القبائل في الجنة مذحج ومأكول.
فأقول مستعيناً بالله:
أخرجه أحمد (19460) من طريق عثمان بن عبيد مختصراً،
وفي (19468) من طريق يزيد بن يزيد بن جابر عن رجل عن عمرو بن عبسة به مطولاً.
وأخرجه كذلك في (19463) والطبراني في مسند الشاميين (969) كلاهما من طريق شريح بن عبيد،
والحاكم (6979) من طريق معاوية بن صالح،
كلهم عن عبد الرحمن بن عائذ عن عمرو بن عبسة به.
هذا الحديث تفرد به عبد الرحمن بن عائذ الأزدي الشامي اليحصبي الكندي ... وهو صدوق في نفسه إلا أن له ما يستنكر، وسئل عنه أحمد فقال: لا أعرفه؟!! مع أنه روى له هذا الحديث!!
ولكن وثقه النسائي وابن حبان وروى له مسلم، ووصف بحمل العلم والفضل.
وذكروا عنه أنه يرسل كثيراً.
وحديثه هذا والله أعلم لا يصح، وذلك لأمور:
1.نكارة متنه؛ وقد قال عنه الحاكم عقب إخراجه: هذا حديث غريب المتن صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
2.أنه لم يدرك الرواية عن عمرو بن عبسة وهو من قيل إنه رابع أربعة في الإسلام أو خامسهم، وقصة إسلامه في صحيح مسلم، وقد قال الحافظ في الإصابة:
وأظنه مات في أواخر خلافة عثمان فإنني لم أر له ذكرا في الفتنة ولا في خلافة معاوية.
قلت: عثمان رضي الله عنه قتل عام 35، وابن عائذ مات بعد انتهاء حركة ابن الأشعث، أي أنه مات بعد 85 تقريباً؛ فيكون بين موتهما ستون سنةً تقريباً، هذا على أقل تقدير؛؛ فإنهم ذكروا في ترجمته أنه روى عن علي مرسل وعن عقبة بن عامر بينهما رجل، كما قال ذلك أبو حاتم والبخاري، هذا مع كثرة إرساله.
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (192) من طريق ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل مثله أو نحوه.
وهذه الطريق مع غرابتها منقطعة بين خالد بن معدان ومعاذ!! وما أظنها إلا وهماً.
فهذا حديث منكر، والله أعلم.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 10 - 02, 08:36 م]ـ
لقد تسرع الأخ الفاضل أبو الوليد في حكمه على الحديث بالضعف، وللحديث طريق آخر غفل عنها ولم يذكرها.
فقد رواه روى البخاري في تاريخه (4/ 248) والفسوي في المعرفة (1/ 327 - 329) وابن أبي خيثمة في تاريخه (ق10 وق267) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (2/ 273 - 274/رقم802) والطبراني في المعجم الكبير، وأبو يعلى في مسنده الكبير -كما في جامع المسانيد (10/ 19 - 20) - وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 261و266)، وعمر بن شبة في تاريخ المدينة (2/ 548)، من طريقين عن يحيى بن حمزة عن أبي حمزة العنسي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير وراشد بن سعد وشبيب الكلاعي عن جبير بن نفير عن عمرو بن عبسة به نحوه مرفوعا.
رواه عن يحيى بن حمزة: عبد الله بن يوسف التنيسي، ومنصور بن أبي مزاحم.
هذا سند صحيح رجاله رجال مسلم؛ أبو حمزة العنسي هو: عيسى بن سُليم الرَّستني الحمصي، قال فيه أبو حاتم الرازي: ((ثقة صدوق)).
رواه بعضهم مختصرا ورواه الفسوي مطولا.
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[09 - 10 - 02, 01:16 ص]ـ
هكذا جاء الحديث في طبعة المسند القديمة: " مذحج ومأكول "
ولقد روى الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم " أكثر قبائل الجنة عددا مذحج "
ولقد استغربت من ذكر مأكول فإنني لا أعرف قبيلة من قبائل العرب بهذا الإسم فضلا عن أن يكونوا كثيري العدد.
ثم لما اطلعت عل طبعة الرسالة من المسند 32/ 196 فإذا فيها بعد مذحج ما يلي: (قال: قال أبو المغيرة: قال صفوان: " ومأكول حمير خير من آكلها " قال من مضى خير ممن بقي.) وانظر حاشية التحقيق.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[08 - 01 - 03, 05:43 م]ـ
أخي الفاضل أبو إسحاق التطواني .. لا عدمناك ..
المعذرة على التأخر في الرد، فإني لم أر ردك إلا اليوم، وأسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك ..
وبالنسبة للطريق التي ذكرتها أخي الكريم فظاهرها الصحة أيضاً؛؛ ولو أني تمنيت منك وضع نص الحديث عند بعض المذكورين،، لكن مع ذلك قل في هذا السند نفس الكلام الذي قلته أنا في السند الأول فإنه قرينه، ونفير بن جبير في سماعه من عمرو بن عبسة نظر!!
ناهيك عن نكارة المتن، وهي بيت القصيد ..
وقد أنكره الحاكم رحمه الله (مع قلة صنيعه هذا)!! أفلا تنكره أنت؟؟!!
وبارك الله فيك ..
¥(35/299)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[08 - 01 - 03, 11:42 م]ـ
وبعد البحث وجدت اثنين يكنيان بأبي حمزة؛؛
الأول: اسمه سليم، ففي الجرح والتعديل:
ج 4 /ص 214
سليم أبو حمزة الحمصي روى عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير روى عنه عمرو بن الحارث ومعاوية بن صالح وعيسى بن يونس حدثنا عبد الرحمن قال سألت أبى عن أبى حمزة الحمصي فقال اسمه سليم وهو صدوق ثقة.
والآخر: مشهور بكنيته وهو ابن سليم، وقد يكون هو عيسى؛ قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل:
الجرح والتعديل ج 9 /ص 362
أبو حمزة بن سليم العنسى روى عن سقط روى عنه معاوية بن صالح وعمرو بن الحارث وعيسى بن يونس سمعت أبى يقول لا يسمى وهو حمصي ثقة.
فالظاهر أن الذي معنا هنا هو الأول (سليم) فإنه هو الذي روى عن عبد الرحمن بن جبير، كما ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه.
فليتنبه لهذا؛؛ فإني لم أجد من نبه على ذلك، بل تتابع المزي والذهبي وابن حجر على الخلط بينهما، فجعلوهما واحداً، فوضعوا ترجمة الأول (سليم) باسم الثاني (عيسى بن سليم)، وكذلك أبو جعفر الطحاوي قال: ... عن أبي حمزة العنسي من أهل حمص قال: وهو عيسى بن سليم الرستني قد حدث عنه عمرو بن الحارث وعيسى بن يونس وغيرهما .. انتهى.
وقد عرفت من الذي حدث عن ابن جبير منهما.
وقد أشكل علي قول الإمام أحمد حينما سئل عن عيسى بن يونس:
لا أعرفه، كما عند العقيلي!!
فالظاهر أن هذا تأكيد لقول أبي حاتم أن أبا حمزة بن سليم لا يسمى ..
والله أعلم ..
ولا أنسى أن أشير إلى تفرده عن ثلاثة من الرواة بهذا الحديث:
فرواه عن عبد الرحمن بن جبير وعن راشد بن سعد وعن شبيب الكلاعي
ولم يشاركه أحد في الرواية عن أحد من هؤلاء لهذا الحديث!!
وقد قال عنه ابن حجر صدوق له أوهام، فلا أدري ما مستنده!!
ـ[العيد alayd] ــــــــ[09 - 01 - 03, 02:12 ص]ـ
الالباني رحمه الله يصحح الحديث
وحمزة الزين في تحقيقه لمسند احمد رحمه الله
يقول عنه انه حسن
والله اعلم
ومتنه عجيب جدا وعند التمعن فيه ترى انه يصعب وضعه بهذه الطريقة
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[13 - 01 - 03, 08:37 م]ـ
هذا لفظ الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 327327 - 329): عن عمرو بن عبسة قال: عُرضَت على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يومٌ الخيلَ عيينة بن بدر، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لعيينة: ((أنا أفرسُ بالخيل منك))، فقال عيينة: "إن تكُ أفرس بالخيل مني، فأنا أفرس بالرجال منكَ"، قال: ((كيف؟)). قال: "إن خير الرِّجال رجالٌ لبِسوا البرُد إذا وضعُوا السيوفَ على عواتقِهم، وعرضوا الرِّماح على مناسج خيولهم: رجالُ نجدٍ"، فقال: رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((كذبتَ، بل هُم أهل اليمن، والإيمانُ يمانٍ إلى لخمٍ وجُذامَ وعاملةَ، ومأكولُ حِميَر خيرٌ من آكلها، وحضرموتُ خيرٌ من بني الحارث))، وسمّى الأقيال والأنفال.
وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((لا قائلَ، ولا كاهنَ، ولا مُلكَ إلا لله)).
قال: فبعث السّمط إلى عمرو بن عبسة يقول: "سمعتَ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول: ((حضرموتُ خيرٌ من بني الحارث؟)) "، قال: نعَم. قال السمط: "آمنتُ بالله ورسولِه".
ولعنَ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الملوكَ الأربعة: جمَداً، ومخوساً، وأبضَعة، ومشرفَاء، وأختهم العمرَّدَة. قال: وكانت تأتي بالمؤمنين [إذا سجدوا]، فتنكّل بهم [صوابه: فتركلهم]، وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((إن الله أمَرني أن ألعنَ قُريشاً مرتين، فلعنتُهم مرتين، ثم أمرني أن أصلِّيَ عليهم مرتين، فصليت عليهم مرَّتين.
أكثر القبائلِ في الجنة: مُذحِج. وأسلَم، وغِفار، ومُزينة، وأخلاطهم من جُهينة خيرٌ من بني أسد، وتميم، وهوازن وغطفانَ عند الله يوم القيامة، وما أُبالي أن تهلِك الحيَّان كلاهما.
وأمرني أن ألعنَ قبيلتين: تميم بن مُرّ سبعاً، فلعنتُهم سبعاً. وبكر بن وائل خمساً، فلعنتُهم خمساً، وبنو عُصيَّة عصتِ الله ورسولَه إلا عصية (كذا في الأصل: وهو تصحيف صوابه: [عِصمة]) وقيس جعدةَ.
قبيلتان لا يدخلُ الجنة أبداً: معاطس، وملامس، وشر القبائل نجران، وبنو تَغلب)).
¥(35/300)
قال يحيى (وهو ابن حمزة): وأخبرني هذا الحديث ثور بن يزيد، وقال: معادس، وملادس، وزعم أنهما قبيلتان ابتغتا البرقَ في عام جدبٍ، فانقطعتا في أخبية الأرض لا يُوصلُ إليهما، وذلك في الجاهلية.
وقع عند الفسوي والطبراني في إسناد الحديث: (عن أبي حمزة العنسي من أهل حمص).
وقول الحاكم في المستدرك: "هذا حديث غريب المتن صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" صريحُ في تصحيحه للحديث، وإن استغرب متنه، وللمتن شواهد كثيرة ذكر بعضها الشيخ الألباني رحمه الله، والذي يظهر أن هذه القصة أثناء وقعت عام الوفود، والله أعلم.
أما دعوى أن جبير بن نفير (وقال الأخ بو الوليد: نفير بن جبير، وهو سبق قلم منه) في سماعه من عمرو بن عبسة نظر، فدعوى غريبة، فكما تقدم عن الحافظ أن عمرو بن عبسة توفي في أواخر خلافة عثمان رضي الله عنه، وقد قُتل هذا الأخير سنة 35هـ، أي أن عمرو بن عبسة توفي في هذه السنة، أو قبلها بقليل.
ومن المعلوم لدى الإخوة أن جبير بن نفير الحضرمي الحمصي من كبار التابعين، قد أدرك زمن النبي –صلى الله عليه وسلم-، وأسلم في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فكيف يقال أن جبير بن نفير لم يدرك عمرو بن عبسة، و هما متعاصران وفي بلد واحد!!!!
ولا شك أن الطرق التي ذكر الأخ أبو الوليد ولو أنها منقطعة، فإنها تعطي الحديث قوة، وكذلك حديث معاذ بن جبل الذي رواه الطبراني في الكبير (20/رقم192)، ليس فيه إلا الانقطاع، فخالد بن معدان سمع من جماعة من الصحابة الذين نزلوا الشام، فلا يبعد أن يكون قد سمعه من بعضهم أو من بعض التابعين كجبير بن نفير عن معاذ بن جبل.
وأبو حمزة العنسي الحمصي: هو أبو حمزة بن سليم الحمصي الرّستني.
وقد روى له مسلم (963) من طريق عيسى بن يونس عن أبي حمزة الحمصي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير حديثا ..
ورواه من طريق عمرو بن الحارث عن أبي حمزة بن سليم عن عبد الرحمن ..
فتبين مما عند مسلم أنه هو: أبو حمزة بن سليم العنسي الذي ترجمه ابن أبي حاتم الرازي في الجرح والتعديل (9/ 362)، ونقل عن أبيه قوله: ((لا يُسمى، وهو حمصي ثقة)).
وقد جزم بذلك الطحاوي كما نقل الأخ أبو الوليد عنه، وهو ليس وهماً منه.
أما دعوى أن أبا حمزة بن سليم الحمصي تفرد به فدعوى غريبة أيضا، فقد سبق أن ذكر الأخ أبو الوليد طرق أخرى (فيها انقطاع وضعف) لهذا الحديث، وطريق أبي حمزة العنسي سنده صحيح غاية، ولا يضر تفرد الثقة، وقد رواه عن جبير بن نفير ثلاثة:
1 - ابنه عبد الرحمن بن جبير الحضرمي، وهو ثقة.
2 - راشد بن سعد المقرائي، وهو ثقة أيضا.
3 - شبيب بن نعيم –وقيل ابن أبي روح- الكلاعي، روى عنه جمع من أهل الشام.
وقد روى هذا الحديث عن أبي حمزة العنسي: يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي الدمشقي، وهو ثقة متفق عليه، والله الموفق، ولعلي أوافي بالإخوة بشرح مبسط لهذا الحديث قريبا بإذن الله ..
وللفائدة فقد وهم الأخ أبو الوليد في نقله عن العقيلي، وهو بدوره عن الإمام أحمد أنه سئل عن عيسى بن سليم (عند أبي الوليد: يونس!، وهو سبق قلم)، فقال: (لا أعرفه).
وعيسى بن سليم هذا مجهول، وهو غير العنسي الحمصي قطعاً، ففي العلل ومعرفة الرجال (2/ 381) سئل الإمام أحمد عن حديث أبي بكر بن عياش عن عيسى بن سليم، فقال: "لا أعرفه"، وقد رواه من طريقه العقيلي في الضعفاء (3/ 382) في ترجمة عيسى بن سليم هذا، وهو يروي عن أبي وائل شقيق بن سلمة، وعنه أبو بكر بن عياش.
والله الموفق ..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 10 - 03, 02:45 م]ـ
الإسناد فيه شبيب بن نعيم، قال ابن القطان: شبيب رجل لا تعرف له عدالة.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[29 - 10 - 03, 08:03 م]ـ
لعل الأخ (محمد الأمين) لم يتنبه إلى أن شبيب بن نعيم الكلاعي لم يتفرد بالحديث، بل قد تابعه عليه ثقتان، وهما:
1 - راشد بن سعد المقرائي. و 2 - عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 10 - 03, 03:50 ص]ـ
صحيح قد تابعاه. وربما كان إسناداً جمعياً، فيكون بعض الحديث عن الثقتين وبعضه عن مستور. ولا أقول ذلك إلا لوجود النكارة في المتن، إضافة لعدم وجود الحديث في مظانه. فحديث إسناده على شرط مسلم وله شواهد كما تقول، ثم لا يخرجه الشيخان ولا تجده بهذا الإسناد إلا عند الفسوي في المعرفة والتاريخ؟!!
ولا يعني هذا تضعيف أي حديث خارج الصحيحين والسنن. وحتى لا يُساء فهم كلامي، فالناقد من المتقدمين إما أن يحكم على الحديث بالصحة أو بالضعف أو يتوقف فيه. والخيار الثالث هو ما أختاره، والله أعلم بالصواب.
فصيغة المتن الطويلة تبدو كأنها مركبة من عدة أحاديث. لا أقول هذا جزماً لكن الناقد الحديثي يجب أن ينتبه إلى هذه الأمور ولا يستعجل بالحكم على الحديث لمجرد مشاهدة الإسناد كما يفعل المتأخرون.
وتأمل قول الحاكم (على فرط تساهله): "هذا حديث غريب المتن صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"
أي أن الحديث:
1 - إسناده صحيح
2 - لكن متنه غريب
3 - أعرض عنه الشيخان
ومما يستنكر فيه هو لعن قريش مرتين. مع أن رسول الله صلى الله عليه و سلَّم كان يدعو بالهداية لأهل الغواية، فيقول كما روى أحمد و الترمذي بإسناد قال عنه: حسن صحيح غريب (اللهم اهدِ ثَقِيْفاً) رغم أن سهام ثقيف كانت تنهل من دماء المسلمين، فيقول الصحابة: يا رسول الله! أحرقتنا نبال ثقيف فادع الله عليهم، فلا يزيد عليه الصلاة و السلام على الدعاء لهم بالهداية كما روى ابن أبي شيبة و أصحاب المغازي!
و في الصحيحين و غيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ دَوْسًا قَدْ هَلَكَتْ عَصَتْ وَ أَبَتْ فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَ أْتِ بِهِمْ.
¥(35/301)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[30 - 10 - 03, 04:58 ص]ـ
الشيخ الفاضل محمد الأمين _ حفظه الله _
لا أرى وجهاً لقولكم: " ومما يستنكر فيه هو لعن قريش مرتين. مع أن رسول الله صلى الله عليه و سلَّم كان يدعو بالهداية لأهل الغواية " اهـ
حيث إن لعن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أقواماً معينين ثابتٌ، ودعاءه على قريش خصوصاً ثابتٌ، وقد يراد باللعن مطلق السب، وقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لحسّان بن ثابت: (اهجهم وروح القدس يؤيدك) ومن هجاء حسان لقريش ما كان دعاءً عليهم، وهذا اللعن لا يضر المسلمين من قريش أو من القبائل التي لعنها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد شارط ربه على أنه ما من مسلم يلعنه إلا جعله الله له زكاة وأجراً، ودليل ما ذكرنا الأحاديث التالية وأمثالها:
في صحيح مسلم:
حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح و حدثناه علي بن حجر السعدي وإسحق بن إبراهيم وعلي بن خشرم جميعا عن عيسى بن يونس كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد نحو حديث جرير و قال في حديث عيسى فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما
وفي صحيح البخاري:
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن سعد حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع فربما قال إذا قال سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر اللهم العن فلانا وفلانا لأحياء من العرب حتى أنزل الله ليس لك من الأمر شيء الآية
وفي صحيح مسلم:
حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح المصري قال حدثنا ابن وهب عن الليث عن عمران بن أبي أنس عن حنظلة بن علي عن خفاف بن إيماء الغفاري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصوا الله ورسوله غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله
وفي مسند أحمد:
حدثنا أبو النضر حدثنا أبو عقيل قال أبي وهو عبد الله بن عقيل صالح الحديث ثقة حدثنا عمر بن حمزة عن سالم عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم العن فلانا اللهم العن الحارث بن هشام اللهم العن سهيل بن عمرو اللهم العن صفوان بن أمية قال فنزلت هذه الآية ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون قال فتيب عليهم كلهم
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[30 - 10 - 03, 06:38 ص]ـ
المراد بمذحج تلك القبائل العربية المتفرعة من مذحج، وهو مذحج بن مالك بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ
وهو جد من أجداد العرب ومن ذريته جميع قبائل قحطان وعنس ومراد وسعد العشيرة وغيرهم
وإذا عرفنا كثرة القبائل المتفرعة من قحطان وأنهم يستوطنون حالياً حضرموت واليمن وأجزاء كبيرة من باقي دول الخليج بالإضافة إلى كثير من عرب العراق والشام ومصر وغيرها كما أفاده معجم القبائل العربية لرضا كحالة، بالإضافة إلى عشرات الملايين من مسلمي أندونيسيا وماليزيا الذين ترجع أصولهم إلى التجار اليمنيين الذين استقروا بتلك البلاد، فإذا عرفنا ذلك لم نستغرب أن تكون مذحج أكثر أهل الجنة.
ويمكن الاستفادة من هذا الرابط:
http://kotob.hypermart.net/ibnkatheer1.htm
وهذا أيضاً:
http://www.angelfire.com/yt/alhawmah/gahtan.html
ـ[ support] ــــــــ[14 - 08 - 04, 08:26 م]ـ
أطعلت على الحديث لحاجة لي بذلك واستفدت من الحوار الجميل بارك الله فيكم جميعا .. فقط لي ملاحظة بسيطة على الاخ أبو خالد السلمي جزاه الله خير الجزاء في مسعاه ..
لقد جاء في تعقيبك:
المراد بمذحج تلك القبائل العربية المتفرعة من مذحج، وهو مذحج بن مالك بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ
وهو جد من أجداد العرب ومن ذريته جميع قبائل قحطان وعنس ومراد وسعد العشيرة وغيرهم.
اخي اني أحبك في الله وارغب بابداء رايي حول ما ذكرت ..
اخي العزيز ان قحطان لدى الجمهور هو قحطان بن عابر (الاسم السريالي لهود عليه السلام) اي ان قحطان هو ابن هود عليه السلام .. وهذا مثبوت لدى الطبري وفي سبائك الذهب للبغدادي وكتب عدة وكثيرة من كتب أهل السنة.
وانما:
مذحج بن مالك بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ
والنسب صحيح على ما يبدو .. ولكن الخطا في جعل قبائل قحطان تتفرع من مذحج ..
حيث ان سبأ هو ابن حفيد قحطان فسبأ هو ابن يشجب ابن يعرب ابن قحطان ابن عابر عليه السلام.
ولا يصح ان تكون قبائل قحطان متفرعه من سبا او مذحج بل ان قحطان هي الأصل وهم الفروع بارك الله لنا ولك في علمك.
للأسف المراجع ليست موجودة لدي الان فهي في المكتبة ببيتي وانا بعيد عن البيت الان والا لوثقت اقوالي بالمراجع الموثقة .. وانما هو تعقيب في عجالة حول معلومة قرأتها والله ورسوله أعلم بها.
¥(35/302)
ـ[ابوبنان]ــــــــ[15 - 08 - 04, 02:26 م]ـ
ماشاء الله يكفي مثلي ان يقرأ زادكم الله علما وعملا ................. آمين
ـ[خالد السبهان]ــــــــ[20 - 09 - 06, 07:53 ص]ـ
أخونا support بارك الله فيكم
شيخنا الحبيب أبوخالد يقصد أن "قبيلة" قحطان تتفرع من مذحج.
وليس قحطان بن هود "الأصل".
فقحطان القبيلة المذحجية تعود في أصلها إلى قحطان بن هود عليه السلام
والله تعالى أعلم
ـ[السلفي الأكاديري]ــــــــ[20 - 09 - 06, 05:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[06 - 11 - 06, 12:49 م]ـ
اخي العزيز ان قحطان لدى الجمهور هو قحطان بن عابر (الاسم السريالي لهود عليه السلام) اي ان قحطان هو ابن هود عليه السلام .. وهذا مثبوت لدى الطبري وفي سبائك الذهب للبغدادي وكتب عدة وكثيرة من كتب أهل السنة.
وانما:
مذحج بن مالك بن أدد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ
والنسب صحيح على ما يبدو .. ولكن الخطا في جعل قبائل قحطان تتفرع من مذحج ..
حيث ان سبأ هو ابن حفيد قحطان فسبأ هو ابن يشجب ابن يعرب ابن قحطان ابن عابر عليه السلام.
ولا يصح ان تكون قبائل قحطان متفرعه من سبا او مذحج بل ان قحطان هي الأصل وهم الفروع بارك الله لنا ولك في علمك.
.
أخي الكريم /
الشيخ خالد السلمي يقصد قبيلة قحطان الموجودة في جزيرة العرب في الوقت الحاضر والتي بقت على مسماها وهي تعود بكل فروعها إلى سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.وهذا معلوم ومتواتر عند أهل النسب في القبيلة.
ولا يقصد عموم القبائل القحطانية
وقبيلة قحطان الحالية تعود إلى مذحج وإن كان فيها من غير مذحج إلا أنها لا تخرج من قحطان.
ـ[أبو عبد الله العلي]ــــــــ[08 - 04 - 07, 02:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو الحسين الياس عبد الكريم]ــــــــ[10 - 04 - 07, 09:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 04 - 07, 11:09 ص]ـ
بالنسبة لقول الشيخ التطواني: "وقول الحاكم في المستدرك: "هذا حديث غريب المتن صحيح الإسناد، ولم يخرجاه" صريحُ في تصحيحه للحديث، وإن استغرب متنه، "
هذا غلط، فالحاكم صحح الإسناد فقط ولم يصحح الحديث. والفرق بين الأمرين مشروح في كتب مصطلح الحديث، وهو لا يخفى على الشيخ. ثم الحاكم مخطئ في تصحيح الإسناد لأنه منقطع.
ثم علة أبي الوليد ما تزال في مكانها. فقد قال عن أبي حمزة العنسي:
ولا أنسى أن أشير إلى تفرده عن ثلاثة من الرواة بهذا الحديث: فرواه عن عبد الرحمن بن جبير وعن راشد بن سعد وعن شبيب الكلاعي. ولم يشاركه أحد في الرواية عن أحد من هؤلاء لهذا الحديث!! وقد قال عنه ابن حجر صدوق له أوهام، فلا أدري ما مستنده!!
وهو قول وجيه جداً فالرجل لا يتحمل مثل هذا التفرد. نعم، بعض ما جاء في المتن له شواهد، لكن بعضه منكر. ويحتمل أن يكون دخل حديث في حديث.(35/303)
حديث (ما نزل بلاء إلا بذنب). للشيخ العوني.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[03 - 10 - 02, 12:14 ص]ـ
العنوان حديث (ما نزل بلاء إلا بذنب)
المجيب د. الشريف حاتم بن عارف العوني.
المصدر:
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=11693
السؤال
هناك أثر يقول:"ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة"، فهل هذا الأثر حديث أم قول لأحد السلف؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه والتابعين، أما بعد:
فجواباً على سؤالك أقول – وبالله التوفيق–: الحكمة القائلة "ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة "، لم أجده من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وإنما وجدته مروياً عن العباس بن عبد المطلب عم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رضي الله عنه – فأخرج الدينوري في (المجالسة رقم 727)، وابن عساكر في (تاريخ دمشق – مجلد ترجمة العباس - رضي الله عنه - 184 - 185)، بأسانيد واهية شديدة الضعف، أنه كان من ضمن دعاء العباس في استسقائه: "اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة".
إلا أن هذه الحكمة حق لا مرية فيها، وتواترت نصوص الكتاب والسنة في الدلالة عليها، فكل عقوبات الله –تعالى- العامة للأمم المذكورة في كتاب الله –تعالى- كانت بسبب الكفر والمعاصي، وفي ذلك يقول الله –تعالى-:"كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ" [آل عمران:11]، وقال –تعالى-:"أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ" [الأنعام:6]، وقال –تعالى-:"أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ" [الأعراف:100]، وبين الله –تعالى- أثر الإيمان والتقوى والاستغفار في حصول الخير لأهل الأرض، فقال –تعالى-:"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ" [لأعراف:96]، وفي دعوة نوح -عليه السلام- يقول –تعالى-:"فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً" [نوح: 10 - 12]، وقال –تعالى-: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ" [الطلاق: 2 – 3]. إلى غير ذلك من آيات كثيرة جداً، وفي الصحيحين (صحيح البخاري رقم (7507)، وصحيح مسلم (2758)، في الحديث القدسي، أن الله –تعالى- يقول:"أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب ... ".
وعن ثوبان – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: " إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ... " أخرجه ابن ماجة (رقم 90، 4022)، وابن حبان في صحيحه (872)، والحاكم وصححه (1/ 493) قال البوصيري في (مصباح الزجاجة رقم 33):"سألت شيخنا أبا الفضل العراقي – رحمه الله – عن هذا الحديث، فقال: هذا حديث حسن".
وهو كما قال العراقي، فأقل أحواله الحسن.
وفي حديث بعض أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم" أخرجه الإمام أحمد (4/ 260) (5/ 293) وأبو داود رقم (4347) بإسناد صحيح، وفي تفسير قوله –صلى الله عليه وسلم-:"حتى يعذروا" قال أبو عبيد في غريب الحديث (1/ 131) يقول:"حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم".
وعن جبير بن نفير – رضي الله عنه – قال: لما فتحت مدائن قبرس وقع الناس يقتسمون السبي ويفرقون بينهم ويبكي بعضهم على بعض فتنحى أبو الدرداء ثم احتبى بخمائل سيفه، فجعل يبكي فأتيته، فقلت: ما يبكيك يا أبا الدرداء؟! أتبكي في يوم أعزَّ الله فيه الإسلام وأهله وأذل فيه الكفر وأهله؟!! فضرب على منكبيه، ثم قال: ثكلتك أمُّك يا جبير ابن نفير!! ما أهون الخلق على الله إذا تركوا أمره!!! بينما هي أمّةُ قاهرة ظاهرة على الناس، لهم الملك، حتى تركوا أمر الله، فصاروا إلى ما ترى، وإنه إذا سلط السباء على قوم فقد خرجوا من عين الله، وليست لله بهم حاجة" أخرجه الإمام أحمد في (الزهد رقم 762)، وسعيد بن منصور في سننه – واللفظ له – (2/ 290 – 291 رقم 2660)، وابن أبي الدنيا في (العقوبات رقم 2) بإسناد صحيح.
أسأل الله –تعالى- أن يوفقنا لما رضيه، وأن يجعل أعمالنا خالصة له، والله أعلم.
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
¥(35/304)
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[03 - 10 - 02, 12:20 ص]ـ
جزيت خيرا اخي الكريم على افادتك بالنقل
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 10 - 02, 02:12 ص]ـ
حسب ما أذكر فإني وجدت من ينسبه موقوفاً عن علي بن أبي طالب. ولم أبحث عن إسناده.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[03 - 10 - 02, 03:09 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي المحرر.
وحبّذا لو تواصل إتحافنا بالمباحث الحديثيّة والفقهيّة من موقع إسلامنا اليوم ... بين الفينة والأخرى.
ـ[السيف المجلى]ــــــــ[03 - 10 - 02, 03:45 ص]ـ
< FONT FACE="ACS Akeek Extra Bold"><FONT SIZE="7"><FONT COLOR="#00FF00"> ج</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ز</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ا</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> </FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ا</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ل</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ل</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ه</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> </FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ا</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ل</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ش</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ي</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> خ</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> </FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ح</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ا</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ت</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> م</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> </FONT><FONT COLOR="#00FF00"> خ</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ي</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ر</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> </FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ا</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ل</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ج</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ز</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ا</ FONT><FONT COLOR="#00FF00"> ء</ FONT></FONT></FONT>
ـ[بو الوليد]ــــــــ[04 - 10 - 02, 03:14 ص]ـ
** تعقيب على الحديث المذكور عن ثوبان، وقد لخصته في الآتي:
حديث:
(لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه). الحديث.
أخرجه أحمد (22440) و (22491) عن وكيع، وكذلك ابن ماجه (4022) من طريق وكيع، وأحمد أيضاً (22466) عن عبد الرزاق، وابن حبان (872) من طريق وكيع أيضاً، والحاكم (1814) من طريق قبيصة بن عقبة وأبي حذيفة، والطبراني في الكبير من طريق أبي نعيم (1442)، والقضاعي في مسند الشهاب (1001) من طريق عبد الله بن المبارك ..
كلهم عن سفيان الثوري عن عبد الله بن عيسى عن عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان به مرفوعاً.
وعبد الله بن أبي الجعد: مجهول، وهو أخو سالم، لا يعرف حاله، ولذلك قال في التقريب:
مقبول. أي عند المتابعة، وإلا ردّ حديثه.
وقال الذهبي في الميزان: وثق وفيه جهالة.
قلت: يشير إلى توثيق ابن حبان.
وقد روى الحديث الحاكم (6038) من علي بن قرين عن سعيد بن راشد عن الخليل بن مرة عن حميد الأعرج عن مجاهد عن ابن عباس عن ثوبان به نحوه.
وهذا إسناد موضوع، وهو مما عملته يد علي بن قرين فإنه كذاب يسرق الحديث ويركب الأسانيد، فلا يفرح بمتابعته.
فحديث: إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه؛ لا يصح من الناحية الحديثية، والله أعلم.
وقد ضعفها الشيخ الألباني في ضعيف ابن ماجه، وحسن الجملتين الأوليين.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[04 - 10 - 02, 03:16 ص]ـ
فتح الباري ج 2 ص 497
وقد بين الزبير بن بكار في الأنساب صفة ما دعا به العباس في هذه الواقعة والوقت الذي وقع فيه ذلك فأخرج بإسناد له أن العباس لما استسقى به عمر قال اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة وقد توجه القوم بي إليك لمكانى من نبيك وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض وعاش الناس وأخرج أيضا من طريق داود عن عطاء عن زيد بن أسلم عن بن عمر قال استسقى عمر بن الخطاب عام الرمادة بالعباس بن عبد المطلب فذكر الحديث
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[21 - 01 - 10, 01:01 م]ـ
بارك الله في شيخنا العوني على هذا العلم الجزيل الجميل الجليل ..
وبارك الله في أخينا عبد الله المزروع على نقله الكريم المبارك ..
وجزاكم ربي خيرات وحنات ..
ـ[أبو طه الجزائري]ــــــــ[24 - 09 - 10, 01:42 م]ـ
للفائدة: المصدر الدرر السنية
1 - إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: المنذري
- المصدر: الترغيب والترهيب - لصفحة أو الرقم: 3/ 289
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
ــــــــ
2 - إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: المنذري
- المصدر: الترغيب والترهيب - لصفحة أو الرقم: 3/ 294
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
ــــــــــــــ
3 - إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه وإنه لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: ابن مفلح
- المصدر: الآداب الشرعية - لصفحة أو الرقم: 1/ 409
خلاصة حكم المحدث: [رواته] كلهم ثقات
ــــــــــــــ
4 - إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه.
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: الألباني
- المصدر: ضعيف الترغيب - لصفحة أو الرقم: 1473
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
ــــــــــــــ
5 - إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. . . . . . . .
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: الألباني
- المصدر: ضعيف الترغيب - لصفحة أو الرقم: 1478
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
ـــــــــــــ
6 - إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، و لا يرد القدر إلا الدعاء، و لا يزيد في العمر إلا البر
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: الألباني
- المصدر: ضعيف الجامع - لصفحة أو الرقم: 1452
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
ــــــــــــــــــ
7 - لا يزيد في العمر إلا البر، و لا يرد القدر إلا الدعاء، و إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: الألباني
- المصدر: ضعيف الجامع - لصفحة أو الرقم: 6349
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
ـــــــــــــــ
¥(35/305)
ـ[كايد قاسم]ــــــــ[23 - 10 - 10, 12:08 م]ـ
جذاكم الله كل خير
ـ[آمنة طويلبة علم]ــــــــ[29 - 10 - 10, 08:49 م]ـ
استغفر الله العظيم من كل ذنب أتوب إليك
بارك الله فيكم ونفع بكم(35/306)
الأقربون أولى بالمعروف، هل هو حديث؟
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[03 - 10 - 02, 01:02 ص]ـ
قال في كشف الخفاء ج: 1 ص: 183
الأقربون أولى بالمعروف قال السخاوي ما علمته بهذا ولكن قال صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة أرى أن تجعلها في الأقربين كما رواه البخاري في باب إذا وقف أو وصى لأقاربه عن أنس قال وقال ثابت عن أنس قال صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة اجعلها لفقراء قرابتك
وفي التنزيل (قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين كتب عليكم اذا حضر أحدكم ان ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف)
وفي أسنى المطالب اشتهر على الألسنة الأقربون أولى بالمعروف وليس بحديث خلافا لمن زعمه لكن يشهد له قصة أبي طلحة وقوله تعالى (ويسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين الآية).(35/307)
من يخرج هذا الحديث
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 10 - 02, 05:40 م]ـ
قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: رأيت السد مثل البرد المحبر، قال: (رأيته).
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[17 - 01 - 10, 05:32 ص]ـ
- رواه البخاري في صحيحه معلقاً عن قتادة و وصله الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق باسانيد ضعيفة إلا واحد فهو إسناد صحيح عن رجل من اهل المدينة (من الصحابة) لكن الحافظ قال انه اختلف على قتادة فيه , ثم قال ان البزار قد رواه بإسناد حسن.
- ورواه ابن جرير الطبري في جامع البيان باسناد صحيح.
- و الطبراني في مسند الشاميين عن قتادة عن رجلين , عن ابي بكرة. وهو اسناد واهٍ.
- و البزار في مسنده مطولا.
و الله أعلم.(35/308)
حديث خذ الحديقة في صحيح البخاري،، لا تخريج!!
ـ[بو الوليد]ــــــــ[03 - 10 - 02, 06:40 م]ـ
خرجه الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء برقم (2036) وصححه وذكر شواهده وزياداته ..
لكن أعل الحديث الدارقطني والبيهقي بالإرسال، وقد أخرجه البخاري من طريق خالد الحذاء وغيره عن أزهر عن الثقفي عنه، ثم قال: لا يتابع فيه عن ابن عباس!!
ثم أخرجه من طريق جرير بن حازم عن أيوب به موصولاً،،
ثم أخرجه من طريق حماد عن أيوب به مرسلاً،،
قلت: وأرسله كذلك عبد الرزاق عن معمر عن عمرو بن مسلم عن عكرمة به.
وخالفه هشام بن يوسف الصنعاني القاضي وهو قرين عبد الرزاق بل قدمه أبو حاتم أو ابن معين عليه، وقال الإمام أحمد: عبد الرزاق أوسع حفظاً، وهشام أكثر إنصافاً!!.
والحديث ثابت من غير هذه الطرق، عن غير ابن عباس، والله أعلم.(35/309)
هل صح شيء في كفارة الغيبة .. ؟؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[04 - 10 - 02, 03:14 ص]ـ
السلاك عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل صح شيء في كفارة الغيبة .. ؟
جزاكم الله خيرا
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[10 - 02 - 03, 05:25 م]ـ
وهل الغيبة .... من الكبائر .... على القول المختار .... ؟
أسأل الله ... أن ينفعنا بعلومكم ... أجمعين ... آمين
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[18 - 02 - 03, 08:04 م]ـ
اللهم يسر لنا ... من أهل العلم من يجيب على سؤالينا ... آمين
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 02 - 03, 08:17 م]ـ
قال ابن القيم
(وإن كانت المظلمة بقدم فيه بغيبة أو قدف: فهل يشترط في توبته منها إعلامه بذلك بعينه والتحلل منه أو إعلامه قد نال من عرضه ولا يشترط تعيينه أو لا يشترط لا هذا ولا هذا بل يكفي في توبته أن يتوب بينه وبين الله تعالى من غير إعلام من قذفه واعتابه على ثلاثة أقوال وعن أحمد روايتان منصوصتان في حد القذف هل يشترط في توبة القاذف: إعلام المقذوف والتحلل منه أم لا ويخرج عليهما توبة المغتاب والشاتم والمعروف في مذهب الشافعي وأبي حنيفة ومالك اشتراط الإعلام والتحلل هكذا ذكره أصحابهم في كتبهم والذين اشترطوا ذلك احتجوا بأن الذنب حق آدمي: فلا يسقط إلا بإحلاله منه وإبرائه ثم من لم يصحح البراءة من الحق المجهول شرط إعلامه بعينه لا سيما إذا كان من عليه الحق عارفا بقدره فلا بد من إعلام مستحقه به لأنه قد لا تسمح نفسه بالإبراء منه إذا عرف قدره واحتجوا بالحديث المذكور وهو قوله: من كان لأخيه عنده مظلمة من مال أو عرض فليتحلله اليوم قالوا: ولأن فى هذه الجناية حقين: حقا لله وحقا للآدمي فالتوبة منها بتحلل الآدمي لأجل حقه والندم فيما بينه وبين الله لأجل حقه قالوا: ولهذا كانت توبة القاتل لا تتم إلا بتمكين ولي الدم من نفسه إن شاء اقتص وإن شاء عفا وكذلك توبة قاطع الطريق والقول الآخر: أنه لا يشترط الإعلام بما نال من عرضه وقذفه واغتيابه بل يكفي توبته بينه وبين الله وأن يذكر المغتاب والمقذوف في مواضع غيبته وقذفه
بضد ما ذكره به من الغيبة فيبدل غيبته بمدحه والثناء عليه وذكر محاسنه وقذفه بذكر عفته وإحصانه ويستغفر له بقدر ما اغتابه وهذا اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية قدس الله روحه واحتج أصحاب هذه المقالة بأن إعلامه مفسدة محضة لا تتضمن مصلحة فإنه لا يزيده إلا أذى وحنقا وغما وقد كان مستريحا قبل سماعه فإذا سمعه ربما لم يصبر على حمله وأورثته ضررا في نفسه أو بدنه كما قال الشاعر:
فإن الذي يؤذيك منه سماعه % وإن الذي قالوا وراءك لم يقل وما كان هكذا فإن الشارع لا يبيحه فضلا عن أن يوجبه ويأمر به قالوا: وربما كان إعلامه به سببا للعداوة والحرب بينه وبين القائل فلا يصفو له أبدا ويورثه علمه به عداوة وبغضاء مولدة لشر أكبر من شر الغيبة والقذف وهذا ضد مقصود الشارع من تأليف القلوب والتراحم والتعاطف والتحابب قالوا: والفرق بين ذلك وبين الحقوق المالية وجنايات الأبدان من وجهين أحدهما: أنه قد ينتفع بها إذا رجعت إليه فلا يجوز إخفاؤها عنه فإنه محض حقه فيجب عليه أداؤه إليه بخلاف الغيبة والقذف فإنه ليس هناك شيء ينفعه يؤديه إليه إلا إضراره وتهييجه فقط فقياس أحدهما على الآخر من أفسد القياس والثاني: أنه إذا أعلمه بها لم تؤذه ولم تهج منه غضبا ولا عداوة بل ربما سره ذلك وفرح به بخلاف إعلامه بما مزق به عرضه طول عمره ليلا ونهارا من أنواع القذف والغيبة والهجو فاعتبار أحدهما بالآخر اعتبار فاسد وهذا هو الصحيح في القولين كما رأيت والله أعلم
)
وقال ابن القيم
(الفصل الخامس والستون فيما يقول من اغتاب اخاه المسلم
يذكر عن النبي ان كفارة الغيبة ان تستغفر لمن اغتبته تقول اللهم اغفر لنا وله ذكره البيهقي في الدعوات الكبير وقال في اسناده ضعف وهذه المسالة فيها قولان للعلماء هما روايتان عن الامام احمد وهما هل يكفي في التوبة من الغيبة الاستغفار للمغتاب ام لابد من اعلامه وتحليله والصحيح انه لايحتاج الى اعلامه بل يكفيه الاستغفار وذكره بمحاسن ما فيه في المواطن التي اغتابه فيها وهذا اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره والذين قالوا لا بد من اعلامه جعلوا الغيبة كالحقوق المالية والفرق بينهما ظاهر فان الحقوق المالية ينتفع المظلوم بعود نظير مظلمته اليه فان شاء اخذها وان شاء تصدق
¥(35/310)
بها واما في الغيبة فلا يمكن ذلك و لا يحصل له باعلامه الا عكس مقصود الشارع فانه يوغر صدره ويؤذيه اذا سمع ما رمى به ولعله يهيج عداوته ولا يصفوا له ابدا وما كان هذا سبيله فان الشارع الحكيم لا يبيحه ولا يجوزه فضلا عن ان يوجبه ويامر به ومدار الشريعة على تعطيل المفاسد وتقليلها لا على تحصيلها وتكميلها والله تعالى اعلم
)
=================
وفي مجموع الفتاوى
(ومن ظلم إنسانا فقذفه أو اغتابه أو شتمه ثم تاب قبل الله توبته لكن إن عرف المظلوم مكنه من أخذ حقه وإن قذفه أو اغتابه ولم يبلغه ففيه قولان للعملاء هما روايتان عن أحمد أصحهما أنه لا يعلمه أني اغتبتك وقد قيل بل يحسن إليه في غيبته كما أساء إليه في غيبته كما قال الحسن البصري كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته فإذا كان الرجل قد سب الصحابة أو غير الصحابة وتاب فإنه يحسن إليهم بالدعاء لهم والثناء عليهم بقدر
ما أساء إليهم والحسنات يذهبن السيئات كما أن الكافر الذي كان يسب النبي ويقول أنه كذاب إذا تاب وشهد أن محمدا رسول الله الصادق المصدوق وصار يحبه ويثني عليه ويصلي عيه كانت حسناته ماحية لسيئاته والله تعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون وقد قال تعالى حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير وصلى الله على محمد وصحبه وسلم
)
===================
(بسم الله الرحمن الرحيم
مسألة - رجل اغتاب رجلا بسب أو نحوه أو قذفه أو خانه في أهله ثم إنه
تاب بعد ذلك فهل يكفي في ذلك توبته ورجوعه إلى الله وكثرة ذكره وعبادته أم لا بد من تحلله من ذلك وذكره له ما ظلمه به إذا لم يكن علمه.
الجواب - لا بد من تحلله من ذلك وذكره له ما ظلمه به لأن ذلك من شروط التوبة وما لم تصح التوبة لم يكفر الذنب المتعلق بالآدمي شيء، وإنما لا يحتاج إلى ذلك حيث تعذر الوقوف على صاحب الحق لموت أو نحوه - هذا الذي جزمت به هو الموافق لنقل العلماء من أصحابنا وللآثار: أما النقل فقال الشيخ محي الدين النووي في الأذكار في باب كفارة الغيبة والتوبة منها أعلم أن كل من ارتكب معصية لزمه المبادرة إلى التوبة منها والتوبة من حقوق الله يشترط فيها ثلاثة أشياء أن يقلع عن المعصية في الحال وأن يندم على فعلها وأن يعزم أن لا يعود إليها، والتوبة من حقوق الآدميين يشترط فيها هذه الثلاثة ورابع وهو رد الظلامة إلى صاحبها وطلب عفوه عنها والإبراء منها فيجب على المغتاب التوبة بهذه الأمور الأربعة لأن الغيبة حق آدمي ولا بد من استحلاله من اغتابه وهل يكفيه أن يقول قد اغتبتك فاجعلني في حل أم لا بد أن يبين ما اغتابه به فيه وجهان لأصحابنا أحدهما يشترط بيانه فإن أبرأه من غير بيانه لم يصح كما لو أبرأه من مال مجهول، والثاني لا يشترط لأن هذا مما لا يتسامح فيه ولا يشترط علمه بخلاف المال والأول أظهر لأن الإنسان قد يسمح بالعفو عن غيبة دون غيبة فإن كان صاحب الغيبة ميتا أو غائبا فقد تعذر تحصيل البراءة منها لكن قال العلماء ينبغي أن يكثر الاستغفار له والدعاء ويكثر من الحسنات - هذا كلام النووي بحروفه، وقال الشيخ تقي الدين السبكي في تفسيره قد ورد في الغيبة تشديدات كثيرة حتى قيل إنها أشد من الزنا من جهة أن الزاني يتوب فيتوب الله عليه والغائب لا يتاب عليه حتى يستحل من المغيب روى ذلك في حديث لكن سنده ضعيف قال وهذا وإن كان في حقوق الآدميين كلها ففي الغيبة شيء آخر وهو هتك الأعراض وانتقاص المسلمين وإبطال الحقوق بما قد يترتب عليها وإيقاع الشحناء والعداوات ثم قال فإن قلت ما تقول في حديث كفارة الاغتياب أن تستغفر لمن
اغتبته قلت: في سنده من لا يحتج به وقواعد الفقه تأباه لأنه حق آدمي فلا يسقط إلا بالإبراء فلا بد أن يتحلل منه فإن مات وتعذر ذلك قال بعض الفقهاء يستغفر له فإما أن يكون أخذه من هذا الحديث وإما أن يكون المقصود أن يصل إليه من جهته حسنات عسى أن يعدل ما احتمل من سيئاته وأن يكون سببا لعفوه عنه في عرصات القيامة وإلا فالقياس أن لا يسقط أيضا نعم بالنسبة إلى الإحكام الدنيوية كقبول الشهادة ونحوها إذا تحققت منه التوبة وعجز عن التحلل منه بموت ونحوه يكفي ذلك انتهى، وأما الآثار فأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت والطبراني في
¥(35/311)
الأوسط والأصبهاني في الترغيب عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغيبة أشد من الزنا قيل وكيف قال الرجل يزني ثم يتوب فيتوب الله عليه وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه، وأخرج ابن أبي الدنيا عن عطاء بن أبي رباح أنه سئل عن التوبة من الفرية فقال تمشى إلى صاحبك فتقول كذبت بما قلت لك وظلمت وأسأت فإن شئت أخذت بحقك وإن شئت عفوت، وأخرج الأصبهاني عن عائشة بنت طلحة قالت كنت عند عائشة أم المؤمنين وعندها أعرابية فخرجت الأعرابية تجر ذيلها فقالت بنت طلحة ما أطول ذيلها فقالت عائشة اغتبتها أدركيها تستغفر لك، وأما مسألة خيانة الرجل في أهله فقد روى مسلم وأبو داود والنسائي عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من رجل يخلف رجلا في أهله فيخونه فيهم إلا نصب له يوم القيام فقيل له هذا قد خانك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت فيأخذ من حسناته ما شاء حتى يرضى أترون يدع له من حسناته شيئا) هذا لفظ الحديث فمن خان رجلا في أهله بزنا أو غيره فقط ظلم الزوج وتعلق له به حق يطالبه به في الآخرة، لا محالة بنص هذا الحديث وهذا حق آدمي لا تصح التوبة منه إلا بالشروط الأربعة ومنها استحلاله من ذلك بعد أن يعرفه به بعينه على ما تقدم في كلام النووي ثم أقول له حالان أحدهما أن لا يكون على المرأة في ذلك تبعة ولا ضرر بأن يكون أكرهها
على ذلك فهذا كما وصفنا لا شك فيه، والثاني أن يكون عليها في ذلك ضرر بأن تكون مطاوعة فهذا قد يتوقف فيه من حيث أنه ساع في إزالة ضرره في الآخرة بضرر المرأة في الدنيا والضرر لا يزال بالضرر فيحتمل أن لا يسوغ له في هذه الحالة أخباره به وأن أدى إلى بقاء ضرره في الآخرة، ويحتمل أن يكون ذلك عذرا ويحكم بصحة توبته إذا علم الله منه حسن النية ويحتمل أن يكلف الأخبار به في هذه الحالة ولكن يذكر معه ما ينفي الضرر عنها بأن يذكر أنه أكرهها ويجوز الكذب بمثل ذلك وهذا فيه جمع بين المصلحتين لكن الاحتمال الأول أظهر عندي، ولو خاف من ذكر ذلك الضرر على نفسه دون غيره فالظاهر أن ذلك لا يكون عذرا لأن التخلص من عذاب الآخرة بضرر الدنيا مطلوب وقد أقر جماعة من السلف على أنفسهم بالزنا ليقام الحد عليهم فيطهروا مع أن ذلك محض حق الله والستر فيه على أنفسهم أولى فكيف في حق الآدمي، ويحتمل أن يقال إنه يعذر بذلك ويرجى من فضل الله أن يرضى عنه خصمه إذا علم حسن نيته، ولو لم يرض صاحب الحق في الغيبة والزنا ونحوهما أن يعفو إلا ببذل مال فله بذله سعيا في خلاص ذمته والغبطة في ذلك له ثم رأيت الغزالي قال في منهاج العابدين في فضل التوبة من حقوق الآدميين: وأما الحرمة بأن خنته في أهله أو ولده أو نحوه فلا وجه للاستحلال والإظهار فإنه يولد فتنة وغيظا بل يفزع إلى الله سبحانه ليرضيه عنك ويجعل له خيرا كثيرا في مقابلته فإن أمنت الفتنة والهيج وهو نادر فتستحل منه ثم قال في آخر كلامه وجملة الأمر أن ما أمكنك من إرضاء الخصوم عملت وما لم يمكنك راجعت الله بالتضرع والصدق ليرضيه عنك فيكون ذلك في مشيئة الله يوم القيام والرجاء منه بفضله العظيم وإحسانه العميم إنه إذا علم الصدق من قلب العبد فإنه يرضى خصماءه من جزيل فضله يوم القيام
((الحاوي للفتاوي))
للسيوطي
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 02 - 03, 08:22 م]ـ
قال الغزالي
(بيان كفارة الغيبة
اعلم أن الواجب على المغتاب أن يندم ويتوب ويتأسف على ما فعله ليخرج به من حق الله سبحانه ثم يستحل المغتاب ليحله فيخرج من مظلمته! وينبغي أن يستحله وهو حزين متأسف نادم على فعله إذ المرائي قد يستحل ليظهر من نفسه الورع وفي الباطن لا يكون نادماً فيكون قد قارف معصية أخرى وقال الحسن.
يكفيه الاستغفار دون الاستحلال.
وربما استدل في ذلك بما روى أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفارة من اغتبته أن تستغفر له وقال مجاهد كفارة أكلك لحم أخيك: أن تثني عليه وتدعو له بخير.
وسئل عطاء بن أبي رباح عن التوبة من الغيبة قال: أن تمشي إلى صاحبك فتقول له كذبت فيما قلت وظلمتك وأسأت فإن شئت أخذت بحقك وإن شئت عفوت وهذا هو الأصح وقول القائل: العرض لا عوض له فلا يجب الاستحلال منه بخلاف المال كلام ضعيف إذ قد وجب في العرض حد القذف وتثبت المطالبة به.
¥(35/312)
بل في الحديث الصحيح ما روي أنه صلى الله عليه وسلم قال " من كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال فليستحللها منه من قبل أن يأتي يوم ليس هناك دينار ولا درهم إنما يؤخذ من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فزيدت على سيئاته وقالت عائشة رضي الله عنها لامرأة قالت لأخرى أنها طويلة الذيل: قد اغتبتيها فاستحليها.
فإذن لا بد من الاستحلال إن قدر عليه فإن كان غائباً أو ميتاً فينبغي أن يكثر له الاستغفار والدعاء ويكثر من الحسنات.
فإن قلت: فالتحليل هل يجب فأقول: لا لأنه تبرع والتبرع فضل وليس بواجب ولكنه مستحسن وسبيل المعتذر أن يبالغ في الثناء عليه والتودد إليه ويلازم ذلك حتى يطيب قلبه فإن لم يطب قلبه كان اعتذاره وتودده حسنة محسوبة له يقابل بها سيئة الغيبة في القيامة.
وكان بعض السلف لا يحلل.
قال سعيد بن المسيب: لا أحلل من ظلمني.
وقال ابن سيرين: إني لم أحرمها عليه فأحللها له عن الله حرم الغيبة عليه وما كنت لأحلل ما حرم الله أبداً.
فإن قلت: فما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي أن يستحلها وتحليل ما حرمه الله تعالى غير ممكن فنقول: المراد به العفو عن المظلمة لا أن ينقلب الحرام حلالاً وما قاله ابن سيرين حسن في التحليل قبل الغيبة فإنه لا يجوز له أن يحلل لغيره الغيبة.
فإن قلت: فما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم " أيعجز أحدكم أن يكون كابي ضمضم كان إذا خرج من بيته قال اللهم إني قد تصدقت بعرضي على الناس فكيف يتصدق بالعرض ومن تصدق به فهل يباح تناوله فإن كان لا تنفيذ صدقته فما معنى الحث عليه فنقول: معناه أني لا أطلب مظلمة في القيامة منه ولا أخاصمه وإلا فلا تصير الغيبة حلالاً به ولا تسقط المظلمة عنه لأنه عفو قبل الوجوب إلا أنه وعد وله العزم على الوفاء بأن لا يخاصم فإن رجع وخاصم كان القياس كسائر الحقوق أن له ذلك.
بل صرح الفقهاء أن من أباح القذف لم يسقط حقه من حد القاذف ومظلمة الآخرة مثل مظلمة الدنيا وعلى الجملة فالعفو أفضل.
قال الحسن إذا جثت الأمم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة نودوا ليقم من كان له أجر على الله فلا يقوم إلا العافون عن الناس في الدنيا.
وقد قال الله تعالى " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " فقال النبي صلى الله عليه وسلم " يا جبريل ما هذا العفو قال: إن الله تعالى يأمرك أن تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتعطي من حرمك.
وروي عن الحسن أن رجلاً قال له: إن فلاناً قد اغتباك فبعث إليه رطباً على طبق وقال: قد بلغني أنك أهديت إلي من حسناتك فأردت أن أكافئك عليها فاعذرني فإني لا أقدر أن أكافئك على التمام.
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 02 - 03, 08:28 م]ـ
كفارة من اغتبت أن تستغفر له. (ضعيف) _
الكتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة المجلد الرابع
ورمز له السيوطي بالصحة
وقال في موضع اخر
(ابن أبي الدنيا) في الصمت حدثنا أبو عبيد بن عبدالوارث ابن عبدالصمد حدثنا أبي حدثنا عنبسة بن عبدالرحمن القرشي عن خالد بن يزيد اليماني عن أنس مرفوعاً كفارة من اغتبت أن تستغفر له: عنبسة متروك. (قلت) أخرجه البهيقي في الشعب من طريق عنبسة به وقال هذا الإسناد ضعيف وكذا اقتصر العراقي في تخريج الإحياء على تضعيفه واللّه أعلم.
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 02 - 03, 08:32 م]ـ
قال القرطبي
(لا خلاف أن الغيبة من الكبائر، وأن من اغتاب أحدا عليه أن يتوب إلى الله عز وجل. وهل يستحل المغتاب؟ اختلف فيه، فقالت فرقة: ليس عليه استحلاله، وإنما هي خطيئة بينه وبين ربه. واحتجت بأنه لم يأخذ من ماله ولا أصاب من بدنه ما ينقصه، فليس ذلك بمظلمة يستحلها منه، وإنما المظلمة ما يكون منه البدل والعوض في المال والبدن. وقال فرقة: هي مظلمة، وكفارتها الاستغفار لصاحبها الذي اغتابه. واحتجت بحديث يروي عن الحسن قال: كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته. وقالت فرقة: هي مظلمة وعليه الاستحلال منها. واحتجت بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال فليتحلله منه من قبل أن يأتي يوم ليس هناك دينار ولا درهم يؤخذ من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فزيد على سيئاته). خرجه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال وسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كانت له مظلمة
¥(35/313)
لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون له دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه). وقد تقدم هذا المعنى في سورة "آل عمران" عند قوله تعالى: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء" [آل عمران: 169]. وقد روي من حديث عائشة أن امرأة دخلت عليها فلما قامت قالت امرأة: ما أطول ذيلها فقالت لها عائشة: لقد اغتبتيها فاستحليها. فدلت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظلمة يجب على المغتاب استحلالها. وأما قول من قال: إنما الغيبة في المال والبدن، فقد أجمعت العلماء على أن على القاذف للمقذوف مظلمة يأخذه بالحد حتى يقيمه عليه، وذلك ليس في البدن ولا في المال، ففي ذلك دليل على أن الظلم في العرض والبدن والمال، وقد قال الله تعالى في القاذف: "فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون" [النور: 13]. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [من بهت مؤمنا بما ليس فيه حبسه الله في طينة الخبال]. وذلك كله في غير المال والبدن. وأما من قال: إنها مظلمة، وكفارة المظلمة أن يستغفر لصاحبها، فقد ناقض إذ سماها مظلمة ثم قال: كفارتها أن يستغفر لصاحبها، لأن قول مظلمة تثبت ظلامة المظلوم، فإذا ثبتت الظلامة لم يزلها عن الظالم إلا إحلال المظلوم له. وأما قول الحسن فليس بحجة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: [من كانت له عند أخيه مظلمة في عرض أو مال فليتحللها منه]. وقد ذهب بعضهم إلى ترك التحليل لمن سأله، ورأى أنه لا يحل ما حرم الله عليه، منهم سعيد بن المسيب قال: لا أحلل من ظلمني. وقيل لابن سيرين: يا أبا بكر، هذا رجل سألك أن تحلله من مظلمة هي لك عنده، فقال: إني لم أحرمها عليه فأحلها، إن الله حرم الغيبة عليه، وماكنت لأحل ما حرم الله عليه أبدا. وخبر النبي صلى الله عليه وسلم يدل على التحليل، وهو الحجة والمبين. والتحليل يدل على الرحمة وهو من وجه العفو، وقد قال تعالى: "فمن عفا وأصلح فأجره على الله" [الشوري: 40].
)
=============
وفي فتح الباري
(وأما حكمها فقال النووي في " الأذكار ": الغيبة والنميمة محرمتان بإجماع المسلمين، وقد تظاهرت الأدلة على ذلك.
ونقل أبو عبد الله القرطبي في تفسيره الإجماع على أنها من الكبائر لأن حد الكبيرة صادق عليها لأنها مما ثبت الوعيد الشديد فيه.
وقال الأذرعي لم أر من صرح بأنها من الصغائر إلا صاحب العدة والغزالي.
وصرح بعضهم بأنها من الكبائر.
وإذا لم يثبت الإجماع فلا أقل من التفصيل، فمن اغتاب وليا لله أو عالما ليس كمن اغتاب مجهول الحالة مثلا.
وقد قالوا: ضابطها ذكر الشخص بما يكره، وهذا يختلف باختلاف ما يقال فيه، وقد يشتد تأذيه بذلك وأذى المسلم محرم.
وذكر النووي من الأحاديث الدالة على تحريم الغيبة حديث أنس رفعه " لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم.
قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم " أخرجه أبو داود وله شاهد عن ابن عباس عند أحمد وحديث سعيد بن زيد رفعه " إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق " أخرجه أبو داود، وله شاهد عند البزار وابن أبي الدنيا من حديث أبي هريرة، وعند أبي يعلى من حديث عائشة، ومن حديث أبي هريرة رفعه " من أكل لحم أخيه في الدنيا قرب له يوم القيامة فيقال له كله ميتا كما أكلته حيا، فيأكله ويكلح ويصيح " سنده حسن.
وفي " الأدب المفرد " عن ابن مسعود قال: " ما التقم أحد لقمة شرا من اغتياب مؤمن " الحديث، وفيه أيضا وصححه ابن حبان من حديث أبي هريرة في قصة ماعز ورجمه في الزنا " وإن رجلا قال لصاحبه انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم يدع نفسه حتى رجم رجم الكلب، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم كلا من جيفة هذا الحمار - لحمار ميت - فما نلتما من عرض هذا الرجل أشد من أكل هذه الجيفة " وأخرج أحمد والبخاري في " الأدب المفرد " بسند حسن عن جابر قال: " كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فهاجت ريح منتنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين " وهذا الوعيد في هذه الأحاديث يدل على أن الغيبة من الكبائر، لكن تقييده في بعضها بغير حق قد يخرج الغيبة بحق لما تقرر أنها ذكر المرء بما فيه)
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[18 - 02 - 03, 11:09 م]ـ
جواب كاف شاف
أسأل الله أن يبارك في علمك وعمرك ... يا شيخنا ابن وهب .. اللهم آمين
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 06 - 08, 10:49 م]ـ
أسأل الله أن يبارك في علمك وعمرك ... شيخنا ابن وهب ..
وجزى الله الأخ خالد الوائلي على أسئلته الوجيهة المفيدة البديعة.(35/314)
{رحم الله امرءاً كف الغيبة عن نفسه} .. هل يصح موقوفاً او مرفوعاً .. ؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[04 - 10 - 02, 03:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
{رحم الله امرءاً كف الغيبة عن نفسه} .. هل يصح موقوفاً او مرفوعاً .. ؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 10 - 02, 05:58 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شهدت مجلسا لشيخنا الألباني في منطقتنا (شمال الأردن - إربد -)
وسئل عن هذا الحديث ولفظه المشهور " جبَّ " بدلا من " كفَّ "
فقال: لا أصل له.
وقال: يغني عنه:
الحديث المشهور: .... " إنها صفية ".
ثم تكلم عن قاعدة " سد الذرائع ".
رحمه الله
ـ[ناصر السنة]ــــــــ[05 - 10 - 02, 11:04 م]ـ
اخي الفاضل خالد اهل السنة بارك الله فيك وفي علمك اخي الحبيب ستكون الفائده كبيره لنا لو ذكرت اسم الكتاب وسند الحديث فقد بحثت عنه في كتب السنة فلم اجد له اصلا ووجدت احاديث قريبه من معناه واليك هذه الاحاديث
المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي ج 7 ص 257:
رحم الله امرءا أغني نفسه وكف يده وأمسك لسانه وجلس في بيته، له ما احتسب، وهو مع من أحب.
- كنز العمال - المتقي الهندي ج 3 ص 352:
رحم الله امرءا قال حقا أو سكت، رحم الله رجلا قام من الليل فصلى، ثم قال لامرأته: قومي فصلي. (ابن أبي الدنيا في الصمت عن الحسن) مرسلا.
- كنز العمال - المتقي الهندي ج 3 ص 550:
رحم الله امرءا أصلح من لسانه. (ابن الانباري في الوقف والمرهبي في العلم عد خط في الجامع عن عمران) (ابن عساكر هب عن أنس).
7848 رحم الله امرءا تكلم فغنم، أو سكت فسلم. (هب عن أنس وعن الحسن) مرسلا.
7849 رحم الله عبدا قال خيرا فغنم، أو سكت فسلم. (أبو الشيخ عن أبي أمامة).
- كنز العمال - المتقي الهندي ج 4 ص 6:
رحم الله امرءا اكتسب طيبا، وانفق قصدا، وقدم فضلا ليوم فقره وحاجته (ابن النجار عن عائشة)
- فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي ج 4 ص 31:
رحم الله امرءا أصلح من لسانه)
- فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي ج 4 ص 32:
رحم الله امرءا تكلم فغنم) بسبب
ناصر السنة
http://www.honaweb.com/free/noor/dsunnah2.JPG
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[26 - 05 - 09, 08:45 م]ـ
الأخ ناصر السنة
الآثار التي ذكرت لا تعطي نفس المعنى الذي سأل عنه الأخ خالد.
وجزاك الله خيرا(35/315)
هل يصح حديث ينص على (صيام الأيام البيض)
ـ[النسائي]ــــــــ[04 - 10 - 02, 12:07 م]ـ
الإخوة الأعزاء:هل صح في صيام الأيام البيض حديث صحيح؟
أرجو المشاركة
ـ[راشد]ــــــــ[04 - 10 - 02, 05:45 م]ـ
عن أَبِي ذَرٍّ قَال (َ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صُمْتَ شَيْئًا مِنْ الشَّهْرِ فَصُمْ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ) النسائي 2424 ابن ماجه 1707 أحمد 210 وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير 673.
ـ[المهذب]ــــــــ[05 - 10 - 02, 12:45 ص]ـ
أخي الكريم: النسائي
الحديث تكلم فيه بعض أهل العلم
واذكر ان البخاري بوب باب في صيام أيام البيض ولم يخرج حديثه
وانما خرج تحته حديث: ( ......... وان أصوم ثلاثة أيام من كل شهر .. ).
ـ[الضاحي]ــــــــ[05 - 10 - 02, 01:42 ص]ـ
كنت بحثت في هذا منذ زمن ولم يثبت ـ فيما ظهر لي ـ إلا حديث وأثران؛ أما الحديث فقد أخرجه النسائي (2420) وإسناده حسن ـ إن شاء الله.
وثبت عن عمر و ابن مسعود من فعلهما كما أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار
وأما حديثا أبي هريرة وأبي ذر ففيهما كلام كثير، و لا يثبتان. والله أعلم
وفوق كل ذي علم عليم
والله من وراء القصد
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[05 - 10 - 02, 01:55 ص]ـ
اخي المسدد الضاحي: لو ذكرت هذه الاثار للفائدة
ـ[النسائي]ــــــــ[05 - 10 - 02, 02:17 ص]ـ
أخي الحبيب راشد
قال الدارقطني في العلل بعد ما نقل الاختلاف في سند الحديث
والصواب عن الحكم عن موسى بن طلحة عن ابن الحوتكية عن عمر
((وروى هذا الحديث طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة مرسلا قال ذلك يحيى القطان عنه))
ورواه يحيى بن أبي بكير فقال عن أبي الأحوص عن طلحة بن يحيى عن موسى بن طلحة عن أبيه ووهم فيه
وقول القطان أصح.اهـ
2/ 226 ـ231 سؤال رقم239
مع الشكر للأخ الحبيب المهذب طلبي هو حديث صحيح
والله يحفظ الجميع
ـ[بو الوليد]ــــــــ[05 - 10 - 02, 08:41 ص]ـ
الأخ النسائي بارك الله فيه ..
سمعت الشيخ السعد حفظه الله سئل عن هذا؟؟
فقال:
لم يثبت تخصيص الأيام الثلاثة بالبيض، وثبت صيام ثلاثة أيام من كل شهر.
انتهى بتصرف
ـ[الضاحي]ــــــــ[05 - 10 - 02, 10:12 ص]ـ
روى ابن جرير في تهذيب الآثار (السفر الثاني من مسند عمر ص 856 رقم 1210) عن شعبة عن قتادة عن موسى ابن سلمة عن ابن عباس أن عمر صامها
وبرقم (1213) عن شعبة عن عاصم عن زر أن ابن مسعود صامها
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[05 - 10 - 02, 12:41 م]ـ
بارك الله في الجميع و بارك أيضا في الاخ الموفق ضاحي فكلامه صحيح ..
و هذه المسألة بحثتها لسؤال رفع إلي و قد دونت مختصره في مذكراتي الحديثية، هذا نصها:
صيام أيام البيض:
أصح ما ورد فيها ما أخرجه النسائي و أبو يعلى و الطبراني في الصغير و الكبير و ابن المنذر في الاوسط و البيهقي و غيرهم من طريق ابن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن جرير مرفوعا.
قلت و إسناده صحيح، و كذا صححه ابن حجر في الفتح، و جود إسناده المنذري في الترغيب، لكن أخشى أن يكون الحديث موقوفا على جرير.
فقد رواه المغيرة بن مسلم عن أبي إسحاق موقوفا، قال أبو زرعة: حديث أبي اسحاق عن جرير مرفوع أصح من موقوف، لأن زيد بن أبي انيسة احفظ من مغيرة بن مسلم (العلل 1/ 266 - 267) لابن أبي حاتم.
ثم فيه ما أخرجه الحارث في مسنده (340و83) بسند صحيح عن ابن عباس أنه سئل عن صوم ثلاثة أيام البيض فقال: كان عمر يصومهن هذا ما كتب وقتئذ.
قلت: وقولي أخشى أن يكون موقوفا، ذلك أن المرفوع لم يثبت إلا من جهته، و هذا ابن عباس لما سئل قال ما قال و لم يحتج بمرفوع، و لأن الحديث فرد، فلو جاء ثقة فأوقفه لكان أشبه قليلا لأنه معه ما ذكرنا من قرائن، لا سيما و أن الوقف رواه ثقة متقن و هو المغيرة بن مسلم، و الإعلال بالحفظ ليس قاعدة مطردة كما هو معلوم، فقد يكون الراوي أحفظ من غيره لكن حديث غيره أشبه بالصواب، و هذا كثير في كلامهم.
و مثاله قول النسائي: قتادة أثبت و أحفظ من أشعث و لكن حديث أشعث أشبه بالصواب (السنن 6/ 59) و غيره كثير جدا.
و عندي و الله تعالى أعلم وجه آخر في الاعلال، و هو أن بعضه مرفوع و هو صوم ثلاثة أيام و باقيه مما يتعلق بالايام البيض موقوف على جرير.
¥(35/316)
و حديث جرير له سند آخر عند الطبراني لكنه واه.
و أما ما رواه يعقوب القمي عن جعفر بن أبي مغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس كان لا يفطر ايام البيض في سفر و لا حضر.
فيعقوب و جعفر صدوقان في الاصل صاحبا أوهام و قد خالفا من هو أوثق منهما فرواه بلفظ آخر مغاير و تفردهما بمثل هذا دليل على وهم ما أتيا به أو أحدهما.
و هذا ابن عباس لما سئل عنه لم يحتج بما روياه عنه.و الله تعالى أعلم
ـ[بن روضه الجنوبي]ــــــــ[22 - 02 - 08, 11:41 م]ـ
بارك الله في الجميع و بارك أيضا في الاخ الموفق ضاحي فكلامه صحيح ..
و هذه المسألة بحثتها لسؤال رفع إلي و قد دونت مختصره في مذكراتي الحديثية، هذا نصها:
صيام أيام البيض:
أصح ما ورد فيها ما أخرجه النسائي و أبو يعلى و الطبراني في الصغير و الكبير و ابن المنذر في الاوسط و البيهقي و غيرهم من طريق ابن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن جرير مرفوعا.
قلت و إسناده صحيح، و كذا صححه ابن حجر في الفتح، و جود إسناده المنذري في الترغيب، لكن أخشى أن يكون الحديث موقوفا على جرير.
فقد رواه المغيرة بن مسلم عن أبي إسحاق موقوفا، قال أبو زرعة: حديث أبي اسحاق عن جرير مرفوع أصح من موقوف، لأن زيد بن أبي انيسة احفظ من مغيرة بن مسلم (العلل 1/ 266 - 267) لابن أبي حاتم.
ثم فيه ما أخرجه الحارث في مسنده (340و83) بسند صحيح عن ابن عباس أنه سئل عن صوم ثلاثة أيام البيض فقال: كان عمر يصومهن هذا ما كتب وقتئذ.
قلت: وقولي أخشى أن يكون موقوفا، ذلك أن المرفوع لم يثبت إلا من جهته، و هذا ابن عباس لما سئل قال ما قال و لم يحتج بمرفوع، و لأن الحديث فرد، فلو جاء ثقة فأوقفه لكان أشبه قليلا لأنه معه ما ذكرنا من قرائن، لا سيما و أن الوقف رواه ثقة متقن و هو المغيرة بن مسلم، و الإعلال بالحفظ ليس قاعدة مطردة كما هو معلوم، فقد يكون الراوي أحفظ من غيره لكن حديث غيره أشبه بالصواب، و هذا كثير في كلامهم.
و مثاله قول النسائي: قتادة أثبت و أحفظ من أشعث و لكن حديث أشعث أشبه بالصواب (السنن 6/ 59) و غيره كثير جدا.
و عندي و الله تعالى أعلم وجه آخر في الاعلال، و هو أن بعضه مرفوع و هو صوم ثلاثة أيام و باقيه مما يتعلق بالايام البيض موقوف على جرير.
و حديث جرير له سند آخر عند الطبراني لكنه واه.
و أما ما رواه يعقوب القمي عن جعفر بن أبي مغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس كان لا يفطر ايام البيض في سفر و لا حضر.
فيعقوب و جعفر صدوقان في الاصل صاحبا أوهام و قد خالفا من هو أوثق منهما فرواه بلفظ آخر مغاير و تفردهما بمثل هذا دليل على وهم ما أتيا به أو أحدهما.
و هذا ابن عباس لما سئل عنه لم يحتج بما روياه عنه.و الله تعالى أعلم
يا ابن تيمية
السلام عليكم
جميل منك ان تبحث في سند الحديث
لكن لو اوضحت لنا نحن العوام امثالي عن كل سند متصل مع متنه يعني هذا السند الذي ذكرته مثلا (أصح ما ورد فيها ما أخرجه النسائي و أبو يعلى و الطبراني في الصغير و الكبير و ابن المنذر في الاوسط و البيهقي و غيرهم من طريق ابن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن جرير مرفوعا). ماو متن الحديث
والبقية تباعا
سدد الله خطاك(35/317)
يستدل بعض (العلمانيين) بهذا الحديث ... فكيف يرد عليهم .. ؟؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[04 - 10 - 02, 01:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
يستدل بعض (العلمانيين) بهذا الرواية ...
- (انتم أعلم بأمر دنياكم)
صحيح الجامع 1488
- (إذا كان شيء من أمر دنياكم فأنتم أعلم به،
و إذا كان شيء من أمر دينكم فإلي)
صحيح الجامع 767
فكيف يرد عليهم استدلالهم هذا ... ؟
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[04 - 10 - 02, 02:07 م]ـ
أولاً: أين وجه الاستشهاد، وما وجه الإشكال فيه؟
إن كان المقصود من ذلك أنَّه (دع ما لقيصر لقيصر، وما لله لله)، بمعنى أنَّ ما كان من أمور الدنيا فإنه راجع لأهل الدنيا، وليس من شأن أهل العلم = فهذا صحيح؛ بشرط أن لا يكون ثَمَّة تعلُّقٌ شرعي به.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[04 - 10 - 02, 08:00 م]ـ
هذه شبهة مشهورة لأهل العلمنة حين (يتنزلون) مع خصومهم من المتمسكين بشرع الله سبحانه ...
وإلا فالعلمانية لا تؤمن بالدين أصلا .....
فيقولون: إن الدين لا علاقة له بسائر شؤون الدنيا، السياسية منها والاجتماعية وغيرها، وإنما هو شأن فردي، بين العبد وبين ربه، فإذا احتج عليهم بقطعيات الشريعة المتواترة، الدالة على أن الإسلام نظام للحياة البشرية بأكملها، جاءوا بمتشابهات، وردوا بها تلك المحكمات والثوابت ...
ومن ذلك استدلالهم بهذا الحديث الشريف ...
ومن تأمل هذا النص النبوي، ووقف على مناسبته، ووضعه في سياقه الصحيح لم تنقدح في ذهنه أدنى شبهة ...
فهذا الحديث جاء جوابا لإيراد وقع للأصحاب في قصة تلقيح النخيل، حين رآهم يلقحون النخل، فقال: ما أظن ذلك يغني شيئا ...
فتركوا التلقيح ظنا منهم أن هذا أمر شرعي ...
فلما جاء الموسم لم يطلع النخل ... فأخبروه، فقال: (إن كان ينفعهم فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظنا، فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا أخبرتكم عن الله ـ عز وجل ـ بشيء فخذوه، فإني لن أكذب على الله شيئا) ا هـ
و الحديث صريح في أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بين لهم أن كلامه مجرد ظن، في قوله (ما أظن ذلك يغني شيئا) ...
فلم يأمر ولم ينه، فأما إذا جاء الأمر على لسانه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فالسمع والطاعة ـ في أمور الدين والدنيا على حد سواء ...
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على المسند (2/ 364 - 365) برقم (1395):
وهذا الحديث مما طنطن به ملحدو مصر، وصنائع أوربا فيها، من عبيد المستشرقين، وتلامذة المبشرين، فجعلوه أصلا يحاجون به أهل السنة.الخ ...
إلى أن قال: والحديث صريح، لا يعارض نصا، و لا يدل على عدم الاحتجاج بالسنة في كل شأن، لأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا ينطق عن الهوى، فكل ما جاء عنه فهو شرع و تشريع: (وإن تطيعوه تهتدوا)، وإنما كان في قصة تلقيح النخل، أن قال لهم (ما أظن ذلك يغني شيئا)، فهو لم يأمر ولم ينه، ولم يخبر عن الله، ولم يسن في ذلك سنة ....... الخ
قلت ولابن القيم رحمه الله كلام على هذا الحديث، أنظره في الزاد (5/ 375) ...
والله تعالى أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 10 - 02, 09:12 م]ـ
نرد عليهم أن الحديث موضوعٌ ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم أبداً
وكذلك الحديث الثاني موضوعٌ مثله
(### حُذف ###)
ـ[راشد]ــــــــ[05 - 10 - 02, 12:36 ص]ـ
من قال بوضعه من العلماء؟؟؟
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[05 - 10 - 02, 12:41 ص]ـ
بل الحديث صحيح ......
فقد رواه الإمام مسلم بن الحجاج ـ رحمه الله تعالى ـ في صحيحه، في كتاب الفضائل، باب وجوب امتثال ما قاله شرعا، دون ما ذكره ـ صلى الله عليه وسلم ـ من معايش الدنيا على سبيل الرأي، برقم (2361، 2362، 2363) (4/ 1835).
ـ[عبد اللطيف سالم]ــــــــ[05 - 10 - 02, 03:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
السلام عليكم ورخمة الله وبركاته.
الرد على مثل ذلك: أن الحديث جاء في موضوع تأبير النخل فما كان من نوعه كشؤون الزراعة وشق الطرق وبناء المصانع فانتم أعلم بشؤون دنياكم
وأما إن كان الأمر في الأحكام والمعاملات وضبط العلاقة بين الحاكم والمحكوم أو بين الناس أو بين الدولة والدول الأخرى فهذا من صميم الدين والأشياء التي يسمونها شؤون قيصر لقيصر هي شؤون لله وليست لقيصر لأن كل تعامل بين شرطي وفرد أو بين فرد وقاض أو إصدار أي حكم تنظيمي كأحكام المرور و أحكام البلدية وأحكام التمليك وأحكام الخقوق المدنية والتجارية كلها أمور من الدين ولكن تجهبل الناس بالإسلام أصبح المسؤولون عن هذه الأنظمة يعرفون التنظيم الفرنسي والتنظيم الأمريكي أكثر مما يعلمون من أحكام هذه الأمور في الإسلام ......... وجهل الرعية جعلهم يستغربون أن يكون لهذه الأمور أحكاما في الإسلام
ولقد رأيت مرجعا كبيرا يرجع إليه في الدراسات الجامعية في الإقتصاد الإسلامي وليس له من الإقتصادي الإسلامي إلا اسمه وإنما هو كتاب في الإقتصاد الكلي والجزئي على النظم والمصطلحات الكافرة
هذا والله وصلى الله على نبينا محمد
¥(35/318)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 10 - 02, 03:50 ص]ـ
تخريج الحديث الموضوع «أنتم أعلم بأمور دنياكم»
أخرج مسلم في صحيحه في الأصول: حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي وأبو كامل الجحدري –وتقاربا في اللفظ وهذا حديث قتيبة– قالا حدثنا أبو عوانة عن سماك عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: مررت مع رسول الله ? بقوم على رءوس النخل، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟». فقالوا: يلقحونه، يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح. فقال رسول الله ?: «ما أظن يُغني ذلك شيئاً». قال فأُخبروا بذلك فتركوه. فأُخبر رسول الله ? بذلك، فقال: «إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه. فإني إنما ظننت ظناً. فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به، فإني لن أكذب على الله عز وجل».
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم (15\ 116): «قال العلماء: ولم يكن هذا القول خبراً، وإنما كان ظناً كما بيّنه في هذه الروايات».
وأخرج مسلم في الشواهد:
حدثنا عبد الله بن الرومي اليمامي وعباس بن عبد العظيم العنبري وأحمد بن جعفر المعقري قالوا حدثنا النضر بن محمد (حسن الحديث) حدثنا عكرمة وهو ابن عمار (مدلّسٌ فيه كلام) حدثنا أبو النجاشي حدثني رافع بن خديج قال: قدم نبي الله ? المدينة وهم يأبرون النخل –يقولون يلقحون النخل– فقال: «ما تصنعون؟». قالوا كنا نصنعه. قال: «لعلكم لو لم تفعلوا كان خيراً». فتركوه فنفضت أو فنقصت. قال فذكروا ذلك له، فقال: «إنما أنا بشر. إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به. وإذا أمرتكم بشيء من رأي، فإنما أنا بشر». قال عكرمة: «أو نحو هذا» (قلت هذا دلالة على عدم حفظه). قال المعقري: «فنفضت»، ولم يشك.
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد كلاهما عن الأسود بن عامر، قال أبو بكر حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سلمة (له أوهام كثيرة): عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وعن ثابت عن أنس: أن النبي ? مَرَّ بقوم يلقحون. فقال: «لو لم تفعلوا لصلح». قال فخرج شيصا. فمر بهم، فقال: «ما لنخلكم؟». قالوا: قلت كذا وكذا. قال: «أنتم أعلم بأمر دنياكم».
يتبين من الرواية الصحيحة أن النبي ? لم يقل «أنتم أعلم بأمر دنياكم» وحاشاه أن يقول ذلك. كما بيّن النبي ? أن ذلك مجرد ظنٌّ منه. وبهذا يُعلم أن ذلك ليس نهياً أو أمراً أو سنة أو ندباً، وهذا ضابط مهم في الفقه. فقال منذ البداية «ما أظن»، ولم ينههم. ثم أكد على هذا البيان مرة أخرى حين بلغه ما بلغه، فقال: «فإني إنما ظننت ظناً فلا تؤاخذوني بالظن». فالله الذي رضي لنا الإسلام دينا إلى يوم القيامة، أعلم بأمور دنيانا منا.
ونلاحظ كذلك أنه لم يكن يخاطبهم أصلاً، ولم يسمعوه هم يتكلم بل نقل هذا الكلام عنه أحد أصحابه. فلم علم بذلك أخبرهم أن ذلك كان من الظن (كما صرح أول مرة) ولم يكن خبراً من الله. فلم يتركوا تلقيح النخل كما في الروايتين الضعيفتين اللتين في الشواهد. ففي إسناد الشاهد الأول عكرمة بن عمار، وفيه كلام. وبالغ ابن حزم فاتهمه بالكذب ووضع الحديث كما في كتابه الإحكام (6\ 199). وهو غير عكرمة أبو عبد الله مولى ابن عباس، فلا تخلط بينهما. والراوي عنه هو النضر بن محمد، فيه جهالة لم يوثقه إلا العجلي وذكره ابن حبان في الثقات، وتوثيقهما أضعف أنواع التوثيق. وإخراج مسلم له ليس بتوثيق، لأنه في الشواهد لا في الأصول.
كما أن في إسناد تلك الرواية الموضوعة حماد بن سلمة. وهو وإن كان من أئمة أهل السنة فهو كثير الأوهام خاصة لما كبر. نقل الذهبي في السير (7\ 446 و 452) والزيلعي في نصب الراية (1\ 285)، عن البيهقي في الخلافيات أنه قال في حماد بن سلمة: « .. لما طعن في السن ساء حفظه. فلذلك لم يحتج به البخاري. وأما مسلم فاجتهد فيه وأخرج من حديثه عن ثابت مما سُمِعَ منه قبل تغيّره. وأما سوى حديثه عن ثابت فأخرج نحو اثني عشر حديثاً في الشواهد دون الاحتجاج. فالاحتياط أن لا يُحتج به فيما يخالف الثقات». قلت وهو هنا قد أخطأ وخالف بروايته رواية الثقات، والكتاب والسنة وأمراً معلوماً من الدِّين بالضرورة، وهو أن الله أعلم من جميع خلقه بكل شيء، بما في ذلك أمور دنياهم.
وهذه الزيادة الباطلة صارت مفتاحاً لبني علمان ضدنا. حتى أن أحد العلمانيين كتب كتاباً بعنوان «أنتم أعلم بأمور دنياكم»، يدعو به للفصل بين الدين والسياسة، وهذا كفرٌ وردة بلا خلاف.
¥(35/319)
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[05 - 10 - 02, 02:16 م]ـ
عجبت كثيرا كما عجب غيري مما قاله محمد الأمين غفر الله له، و سامحه - في بيان حال ما أخرجه مسلم في قصة تأبير النخل و قول النبي: أنتم أعلم بأمر دنياكم
حيث ذهب إلى أن الحديث موضوع مع أمور أخرى تعليلية خالف بها طريقة العلماء جميعا لفظا و معنى!
و الحقيقة أن الأخ المشار إليه كثيرا ما يبحث الحديث بحسب ما يقع له سائرا على منهج (###) النظر في رجال السند معطيا لكل راو درجة ثم يصدر تلك الاحكام، و لعمر الله لو طبق منهجه هذا على صحيح البخاري نفسه لدمر كثيرا منه ..
و هذا المنهج (###) خالفه فيه إماما أهل الظاهر في زمانه الحافظ ابن حزم و في نفس الكتاب الذي ينقل عنه حال عكرمة، و هو كتاب الأحكام فقال رحمه الله: (وأما أمور الدنيا ومكايد الحروب ما لم يتقدم نهي عن شيء من ذلك وأباح صلى الله عليه وسلم تعالى له التصرف فيه كيف شاء فلسنا ننكر أن يدبر عليه السلام كل ذلك على حسب ما يراه صلاحا فإن شاء الله تعالى إقراره عليه أقره وإن شاء إحداث منع له من ذلك في المستأنف منع إلا أن كل ذلك مما تقدم الوحي إليه بإباحته إياه ولا بد.
و أما في التحريم والإيجاب فلا سبيل إلى ذلك البتة وذلك مثل ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصالح غطفان على ثلث ثمار المدينة فهذا مباح لأن لهم أن يهبوا من أموالهم ما أحبوا ما لم ينهوا على ذلك ولهم أن يمنعوه ما لم يؤمروا بإعطائه وكذلك منازله صلى الله عليه وسلم في حروبه له أن ينزل من الأرض حيث شاء ما لم ينه عن مكان بعينه أو يؤمر بمكان بعينه وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في تلقيح ثمار أهل المدينة لأنه مباح للمرء أن يلقح نخله ويذكر تينه ومباح أن يترك فلا يفعل شيئا من ذلك) (الإحكام لابن حزم5/ 128 - ط دار الحديث)
و قال بعده: (وهذا كله ليس من أمور الدين الواجبة والمحرمة في شيء إنما هي أشياء مباحة من أمور المعاش من شاء فعل ومن شاء ترك وإنما الاجتهاد الممنوع منه ما كان في التحريم والإيجاب فقط بغير نص وقد نص النبي صلى الله عليه وسلم في حديث التلقيح على قولنا وقال صلى الله عليه وسلم أنتم أعلم بأمور دنياكم وقد حدثنا بهذا الحديث عبد الله بن يوسف بن ناهي عن أحمد بن فتح عن عبد الوهاب بن عيسى عن أحمد بن محمد عن أحمد بن علي عن مسلم حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمر والناقد وكلاهما عن أسود بن عامر ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة وثابت وهشام عن أبيه عن عائشة وثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون النخل فقال لو لم تفعلوا لصلح قال فخرج شيصا فمر بهم فقال ما لنخلكم فقالوا قلت كذا وكذا قال أنتم أعلم بأمور دنياكم قال أبو محمد فهذا بيان جلي مع صحة سنده في الفرق بين الرأي في أمر الدنيا والدين وأنه صلى الله عليه وسلم لا يقول الدين إلا من عند الله تعالى وأن سائر ما يقول فيه برأيه ممكن فيه أن يشار عليه بغيره فيأخذ عليه السلام به لأن كل ذلك مباح مطلق له وإننا أبصر منه بأمور الدنيا التي لا خير معها إلا في الأقل وهو أعلم منا بأمر الله تعالى وبأمر الدين المؤدي إلى الخير الحقيقي وهذا نص قولنا وبالله تعالى التوفيق وفي هذا كفاية والحمد رب العالمين) اهـ
و قال أيضا رحمه الله: (وقد بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقع فيه المشورة منه وفرق بينه وبين الدين كما حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الطلمنكي نا أبو بكر بن مفرج القاضي نا محمد بن أيوب الصموت الرقي نا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار نا عمرو بن علي نا عفان بن مسلم نا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أصواتا فقال ما هذه الأصوات قالوا النخل يؤبرونه فقال لو لم يفعلوا لصلح فأمسكوا عنه فصار شيصا فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا كان شيئا من أمر دنياكم فشأنكم وإن كان شيئا من أمر دينكم فإلي.
وبه إلى البزاز نا هدبة بن خالد نا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع صوتا في النخل فقال ما هذا قال يؤبرون النخل قال لو تركوها أصلحت فتركوها فصارت شيصا فأخبروه بذلك فقال أنتم أعلم بما يصلحكم في دنياكم وأما آخرتكم فإلي قال أبو محمد فهذه عائشة وأنس لم يدعا في روايتها إشكالا وأخبرا أنه صلى الله عليه وسلم أعلمنا أننا أعلم بما يصلحنا في دنيانا منه ففي هذا كان يشاور أصحابه وأخبرا أنه صلى الله عليه وسلم جعل أمر آخرتنا إليه لا إلى غيره وأمر الآخرة هو الدين والشريعة فقط فلم يجعل ذلك صلى الله عليه وسلم إلى أحد سواه وبطل بذلك رأي كل أحد وحرم القول بالرأي جملة في الدين وبالله تعالى التوفيق وهذا يبين معنى قول الله عز وجل وما ينطق عن لهوى إن هو إلا وحي يوحى إنما هو في أمر الدين فكل ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من تحريم أو تحليل أو إيجاب فهو عن الله تعالى بيقين ... ) الإحكام 6/ 209 - 210.
فهذا ابن حزم يصححه و يحتج به و يقعد منه، فالظاهرية نفسها بريئة مما فعله الأخ محمد الأمين.
و أزيدك أخي الكريم:
أنت اقتصرت على ما في مسلم مع ضعف في التعليل، و فيه ما فيه:
يتبع ...
¥(35/320)
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[05 - 10 - 02, 02:33 م]ـ
الحديث صححه أئمة العلم و لم يعله أحد قبلك:
صححه ابن حبان و أخرجه في صحيحه (22)
و كذلك ابن خزيمة في كتاب التوكل - كما في الاتحاف لابن حجر 1/ 485.
و كذا أخرجه أبو عوانه كما في الاتحاف لابن حجر - و ليس في المطبوع -.
فهذا تصحيح له منهما، و كيف لا يكون كذلك و هو في أعلى درجات الصحة:
حماد بن سلمة ليس في الدنيا أثبت و لا أعرف منه بحديث ثابت و قد كان يمتحن و يقلب الحديث على ثابت يمتحن حفظه، فهو فيه غاية.
و هذا الحديث رواه عنه ثقات أصحابه عفان و عبد الصمد و أسود بن عامر و عبد الاعلى بن حماد.
و حديث عفان عنه موصى به.
قال ابن معين: من أراد حديث حماد بن سلمة فعليه بعفان بن مسلم.
و و قد أخرج روايته عن ثابت فقط جماعة منهم الأمام أحمد (3/ 152)
و أخرجه مع حديث هشام أيضا في (6/ 123).
و الحديث عند أبي يعلى (3480) و (3531)
يتبع ....
ـ[شيرويه بن شهردار]ــــــــ[05 - 10 - 02, 02:49 م]ـ
قد نصحت الأخ / محمد الأمين من بثِّ أقواله الغريبة هذه لكنه ما زال على ما هو عليه!!
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[05 - 10 - 02, 02:57 م]ـ
و حديث طلحة نفسه فيه هذه الجملة، فقد أخرجه البزار في مسنده 937 من طريق أبي عوانة عن سماك و فيه: أنتم أعلم بما يصلحكم في دنياكم.
يتبع
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[05 - 10 - 02, 03:31 م]ـ
بل أخرج ابن خزيمة (410) والامام أحمد 5/ 298 من طريق حماد بن سلمة عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة في قصة طويلة قول النبي
صلى الله عليه وسلم ما تقولون إن كان أمر دنياكم فشأنكم وإن كان أمر دينكم فإلي قلنا يا رسول الله فرطنا في صلاتنا فقال لا تفريط في النوم إنما التفريط في اليقظة. رواه عن حماد: بهز بن أسد و يزيد بن هارون.
و من عناية حماد به قوله عقبه:وثنا حميد الطويل عن بكر بن عبد الله المزني عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله وزاد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عرس وعليه ليل توسد يمينه وإذا عرس الصبح وضع رأسه على كفه اليمنى وأقام ساعده.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 10 - 02, 08:52 م]ـ
وقال أحد #الإخوة# أن الأحاديث الثلاثة كلها صحيحة اعتماداً على منهجه ### في قصر النظر على كل سندٍ بمفرده. وهذا معارضٌ لمنهج جهابذة المحدثين المتقدمين.
بل هو باطلٌ عقلاً ونظراً كذلك! فإن القصة واحدة لهذه الأحاديث الثلاثة. واختلاف الأقوال والأفعال واضح. فلا بد أن يكون واحداً من هذه الأحاديث صحيحاً، والآخرين باطلين بلا شك.
إلا إن قال أن لكل حديث حادثة مستقلة. ولو أمعن ونظر للحادثة لاستحى أن يقول مثل هذا. لأنه في الحديث الثاني والثالث "فتركوه فنفضت". فعلى فرض صحة هذين الحديثين (ولا يصحان البتة) فقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تأبير النخل ضروري. فكيف تتكرر القصة بعد ذلك؟!
(حرّره المشرف).(35/321)
من يزدني تخريجاً وحكماً لهذا الحديث؟
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[05 - 10 - 02, 12:41 ص]ـ
أخرج ابن ماجه في سننه قال: حدثنا محمد بن يحيى والحسن بن علي الخلال. قالا: ثنا عبد الله بن صالح، ثنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أذن ثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة، وكتب له، بتأذينه، في كل يوم ستون حسنة، ولكل إقامة ثلاثون حسنة).
وعبد الله بن صالح ضعيف. وقد أخرج هذا الحديث الحاكم في المستدرك، والبيهقي في سننه، وذكره في العلل المتناهية.
فمن يزيدني حكما وتخريجاً لهذا الحديث، نفع الله بكم الأمة؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 10 - 02, 10:39 م]ـ
قال أبو حاتم هذا الإسناد منكر والحديث صحيح (القرطبي 6/ 231).
وقد رواه الطبراني في الأوسط من طريق عبدالله بن صالح، وكذلك الدارقطني في سننه، والبيهقي في الشعب كذلك، وكذلك الحكم في المستدرك 1/ 322 وقال: "هذا حديث صحيح على شرط البخاري وله شاهد من حديث عبد الله بن لهيعة وقد استشهد به مسلم رحمه الله"!
قال البيهقي في السنن الكبرى 1/ 433: "قال أبو عبد الله هذا حديث صحيح وله شاهد من حديث عبد الله بن لهيعة قال الشيخ وقد رواه يحيى بن المتوكل عن بن جريج عمن حدثه عن نافع قال البخاري وهذا أشبه وما حديث بن لهيعة فأخبرناه أبو عبد الله أنبأ محمد بن صالح بن هاني ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران ثنا أبو طاهر وأبو الربيع قالا ثنا بن وهب أخبرني بن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة وكتب له بكل أذان ستون حسنة وبكل إقامة ثلاثون حسنة"
قال المنذري في الترغيب والترهيب 1/ 113: "رواه ابن ماجه والدارقطني والحاكم وقال صحيح على شرط البخاري قال الحافظ وهو كما قال فإن عبد الله بن صالح كاتب الليث وإن كان فيه كلام فقد روى عنه البخاري في الصحيح"
والذي يظهر أن الشاهد يقويه.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[05 - 10 - 02, 10:49 م]ـ
إذاً مداره على عبد الله بن صالح وابن لهيعة، أليس كذلك؟
ـ[ناصر السنة]ــــــــ[05 - 10 - 02, 11:16 م]ـ
- المستدرك - الحاكم النيسابوري ج 1 ص 204:
اخبرنا) أبو الحسين احمد بن عثمان بن يحيى الاودى ببغداد ثنا أبو اسمعيل محمد بن اسمعيل السلمى ثنا عبد الله بن صالح / صفحة 205 / المصرى حدثنى يحيى بن ايوب عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وآله قال من اذن اثنتى عشرة سنة وجبت له الجنة وكتب له بتاذينه في كل مرة ستون حسنة وباقامته ثلاثون حسنة * هذا حديث صحيح على شرط البخاري * (وله شاهد) من حديث عبد الله بن لهيعة وقد استشهد به مسلم رحمه الله (حدثنا) محمد بن صالح بن هاني ثنا محمد ابن اسمعيل بن مهران ثنا أبو الطاهر (و) أبو الربيع (قالا) ثنا ابن وهب اخبرني ابن لهيعة عن عبيدالله بن ابى جعفر عن نافع عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وآله قال من اذن اثنتى عشرة سنة وجبت له الجنة وكتب له بكل اذان ستون حسنة وبكل اقامة ثلاثون حسنة *
- السنن الكبرى - البيهقي ج 1 ص 433:
أخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد انا أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا خير بن عرفة ثنا عبد الله بن صالح (وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ انبأ أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الادمى ببغداد انبأ أبو إسمعيل محمد بن اسمعيل السلمي ثنا عبد الله بن صالح المصري حدثني يحيى بن أيوب ثنا علي بن جريج عن نافع عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة وكتب له بتأذينه في كل مرة ستون حسنة وباقامته ثلاثون حسنة. قال أبو عبد الله هذا حديث صحيح وله شاهد من حديث عبد الله بن لهيعة (قال الشيخ) وقد رواه يحيى ابن المتوكل عن ابن جريج عمن حدثه عن نافع قال البخاري وهذا أشبه (وأما حديث) ابن لهيعة (فأخبرناه) أبو عبد الله انبأ محمد بن صالح بن هاني ثنا محمد بن اسمعيل بن مهران ثنا أبو طاهر وأبو الربيع قالا ثنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن عبيدالله بن أبي جعفر عن نافع عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اذن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة وكتب له بكل اذان ستون حسنة وبكل اقامة ثلاثون حسنة.
ناصر السنة
http://www.honaweb.com/free/noor/dsunnah2.JPG
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 10 - 02, 11:23 م]ـ
نعم يا أبا إبراهيم وأحب أن أسمع تعليقكم في مثل هذا.
ـ[مبارك]ــــــــ[06 - 10 - 02, 12:32 ص]ـ
* انظر الحديث في " سلسلة الحديث الصحيحة " للإمام الألباني رحمه الله تعالى (1/ 1 / 102ـ 104) رقم (42).
ـ[بو الوليد]ــــــــ[06 - 10 - 02, 05:08 م]ـ
إلى مشايخنا الكرام ..
الشيخ عبد الرحمن الفقيه.
الشيخ أبو تيمية.
وغيرهما من مشرفينا الكرام وطلبة العلم.
هل الرواية المنقطعة تقوي حديث ابن لهيعة؟؟!!
وابن لهيعة ضعيف حتى في رواية العبادلة عنه لكنها أقل ضعفاً ..
وكيف عرفنا أن الذي حدث ابن جريج مقبول؟!! وهو لم يسمه ..
وهل للحديث طرق أخرى؟!!
¥(35/322)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[10 - 10 - 02, 01:45 ص]ـ
إذاً الحديث له إسنادان عن نافع:
1 - من طريق ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن نافع به.
وهذا الإسناد معلل بعلتين:
الأولى: ابن لهيعة وهو ضعيف حتى في رواية العبادلة على الصحيح، لكنها أقل ضعفاً.
الثانية: عبيد الله بن أبي جعفر وإن كان ثقة إلا أنه تفرد بالحديث عن نافع!!
ونافع له أصحاب كثر قسمهم الإمام النسائي إلى عشرة طبقات منهم الإمام مالك وعبيد الله العمري وأبو الزناد وغيرهم كثير من الحفاظ والمشاهير والثقات والضعفاء والمتركين؛ لم أره ذكر منهم عبيد الله بن جعفر، والذي يزيد هذا قوة أن عبيد الله مصري والإمام نافع مدني!! وهذا تفرد عن أهل بلده.
2 - من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح عن يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن نافع به.
وهذا الإسناد منكر لأمور:
الأول: عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف ترك حديثه جماعة، وقد تفرد بهذا الإسناد إلى ابن جريج.
الثاني: أن البخاري ذكر الحديث في تاريخه (2/ 4/306) رقم الترجمة (3108) يحيى بن المتوكل عن ابن جريج عمن حدثه عن نافع عن ابن عمر (فذكر الحديث) ثم قال: رواه أبو صالح عن يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، والأول أشبه.
فرجح البخاري كون رواية ابن المتوكل المنقطعة بين ابن جريج ونافع هي الرواية المعتمدة عن نافع.
فيصير الإسناد بهذا منقطعاً من طريق ابن جريج.
الثالث: قال ابن أبي حاتم في العلل (366):
وسمعت أبي يقول: روى يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أذن ... ) كذا سنة (1).
قال أبي: هذا منكر جداً.
ومن هنا نعلم وهم القرطبي في نقله عن أبي حاتم قوله في هذا: هذا إسناد منكر والحديث صحيح!!
فمن أين له الصحة؟!!
فيبقى الحديث لابن لهيعة. والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1) هكذا ذكر الحديث في العلل.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[10 - 10 - 02, 03:12 م]ـ
أحسن الله إليك أخي بو الوليد ونفع الله بعلمك.
وهذا ما جلعني أقول للأخ الفاضل حارث همام أن الحديث مداره على ابن لهيعة وعبد الله بن صالح، وهما ضعيفان كما أعلم.
وأقول كما قلت من أين له الصحة؟؟(35/323)
الكلام على حديث علاج عرق النسا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 10 - 02, 10:55 ص]ـ
الحديث روي عن أنس بن مالك وعبدالله بن عباس وعبدالله بن عمرو رضي الله عنهم
أما حديث أنس فقد رواه أنس بن سيرين واختلف عليه
1) فرواه هشام بن حسان عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك به مرفوعا
أخرجه ابن ماجة (3646) وأحمد (3/ 219) والحاكم (4/ 320و206و229و452) وأبو نعيم في الحلية (6/ 276) والخطيب في التاريخ (13/ 129) والضياء في المختارة (4/ 385) وابن أبي شيبة في المسند وأبو يعلى كما في مصباح الزجاجة (4/ 60)
وتابعه حبيب بن الشهيد عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (6/ 126) والحاكم (4/ 229) والطبراني في الأوسط (2/ 308) والضياء في المختارة (4/ 385) والجرحاني في تاريخ جرجان (229) والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 129)
ولكن في اسناده عبدالخالق بن أبي المخارق ذكره البخاري في التاريخ (6/ 126) وابن حبان في الثقات (8/ 422) وفيه جهالة والله أعلم
2) ورواه حماد بن سلمة عن أنس بن سيرين عن أخيه معبد بن سيرين عن رجل من الأنصار عن أبيه
أخرجه لأحمد (5/ 78) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 348) والحاكم (4/ 229) وعلقه الضياء (4/ 385)
وقال الحاكم في المستدرك كما في إتحاف المهرة (1/ 427) (رواه حماد بن سلمة عن أنس بن سيرين عن أخيه معبد عن رجل من الأنصار عن أبيه والقول عندنا فيه (قول) بن سليمان والوليد بن مسلم (يعني رواية هشام بن حسان عن أنس) انتهى
وذكره الدارقطني في العلل المجلد الرابع المخطوط (10/ب) وذكر الطرق بدون ترجيح
وحماد بن سلمة أوثق من هشام بن حسان وروايته هي الراجحة كما نص على ذلك أبو زرعة وأبو حاتم
والله أعلم
جاء في علل ابن أبي حاتم 2/ 256
2264 سألت أبي عن حديث الانصارى محمد بن عبدالله عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في عرق النساء قال أبي هذا وهم
رواه الوليد بن مسلم عن هشام بن حسان عن أنس بن سيرين عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبي هذا خطا بهذا الاسناد
والحديث ما رواه حماد بن سلمة عن أنس بن سيرين عن أخيه معبد بن سيرين عن رجل من الانصار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبي وهذا أصح) انتهى
وجاء كذلكفي علل ابن أبي حاتم (2/ 338)
(2536 وسألت ابي وأبا زرعة عن حديث رواه هشام بن حسان عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في عرق النساء قلت ورواه حماد بن سلمة عن أنس بن سيرين عن أخيه معبد ابن سيرين عن رجل من الانصار عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالا الصحيح حديث حماد بن سلمة) انتهى
وله شاهد من حديث ابن عباس
رواه عبد المجيد بن عبد العزيز ابن ابي رواد عن ابن جريج عن عبدالله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بنجبير
أخرجه الطبراني في الكبير (12481) والأوسط (3/ 362) والصغير (344) والضياء في المختارة (10/ 226)
وفي اسناده مهدي بن جعفر الرملي
وفيه خلاف بين أهل العلم
قال يحيى بن معين (ثقة لابأس به) وقال وقال صالح بن محمد (لابأس به)
وقال ابن عدي (يروي عن الثقات أشياء لايتابعه عليها أحد) ذكرها ابن عساكر في تاريخ دمشق (61/ 279) ولا توجد في المطبوع من الكامل
وقال البخاري (حديثه منكر)
وله شاهد من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه
ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 88) وقال رواه الطبراني و رجاله ثقات
والهيثمي عنده تساهل
وهذا الحديث ليس في المطبوع من الجزء الثالث عشر الذي فيه أحاديث العبادلة من المعجم الكبير للطبراني وتتبعته في مسند الشاميين فلم أجد اسناده
والله تعالى أعلم
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[06 - 10 - 02, 06:03 م]ـ
وفقك الله لكلّ خير.
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[07 - 10 - 02, 09:31 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبدالرحمن فقد سبقتني إلى ماكنت أهم بطرحه في هذه الزيارة للمنتدى ففوجئت بما كتبته فسبحان الله العظيم وأثابك الله وحفظك وبارك فيك 0
ـ[بو الوليد]ــــــــ[08 - 10 - 02, 05:08 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخنا الفاضل ..
ولكن هل الحديث يعد منقطعاً؟
وهل تقويه الشواهد المذكورة؟
بارك الله فيك وأحسن إليك ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 10 - 02, 03:25 ص]ـ
الأخ الفاضل بن غانم وفقه الله
وددت لو أنك سبقتني لنشره حتى نستفيد منه بارك الله فيك
وأصل هذا التخريج كان لسؤال الأخ بو الوليد قبل نحو عام فكتبت له هذا التخريج، ثم أعد ت فيه النظر قليلا
الأخ الفاضل بو الوليد
الله أعلم
يحتاج هذا الحديث إلى تحرير أكثر
ـ[البدر المنير]ــــــــ[06 - 11 - 02, 12:30 ص]ـ
الشيخ أبو عمر، ليتك اوضحت لنا حكمك على الحديث.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 11 - 02, 05:30 م]ـ
الله أعلم، ولعل الإخوة الكرام يفيدونا حول درجة الحديث0
أما حديث أنس فرواية معبد بن سيرين عن رجل من الأنصار، ولا يدرى هل هو صحابي أم تابعي، وقد يقال إنه تابعي، لأنه يروي عن أبيه، فيكون مجهولا0
وحديث ابن عباس ضعيف لايستشهد به0
وحديث عبدالله بن عمرو لم يوقف على إسناده، فلا يستطاع الحكم عليه0
¥(35/324)
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[02 - 07 - 04, 11:46 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ابن غانم
جزاك الله خيرا ياشيخ عبدالرحمن فقد سبقتني إلى ماكنت أهم بطرحه في هذه الزيارة للمنتدى ففوجئت بما كتبته فسبحان الله العظيم وأثابك الله وحفظك وبارك فيك 0
فيما يخص رواية هشام بن حسان
فقد رواه يزيد بن هارون عنه عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك موقوفا!
وهدا اختلاف اخر
ـ[الرايه]ــــــــ[03 - 07 - 04, 09:18 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 07 - 04, 09:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
الظاهر أن الحديث الذي ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد من حديث عبدالله بن عمر وليس عبدالله بن عمرو فقد يكون في المطبوع خطأ أو تصحيف
وهذا ما ذكره السيوطي في الجامع الكبير
ففي كنز العمال (10/ 1954)
28224 - من اشترى أو أهدى إليه كبشا فليقمه ثلاثة أجزاء فيطعم كل يوم جزءا على الريق إن شاء أغلاه وإن شاء أكله أكلا
يعني إلية الكبش يتداوى به من عرق النسا.
(طب) عن ابن عمر.
وفي سبل الهدى والرشاد للصالحي ج 12 ص 187:
وروى الطبراني في الكبير عن عبد الله بن عمر - رضي الله تعالى عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من اشترى أو أهدي له كبش فليقسمه على ثلاثة أجزاء، كل يوم جزءا على الريق، إن شاء أسلاه، وإن شاء أكله أكلا، يعني: ألية كبش يتداوي به من عرق النسا)
وموضع الشاهد من الحديث هو ما جاء في آخره يعني: ألية كبش يتداوي به من عرق النسا) وإلا فأول الحديث لايدل على التداوي بها، وقد يكون هذا الكلام في الآخر من قول بعض الرواة.
وهذا الحديث لايوجد في المجلد الثاني عشر من المعجم الكبير للطبراني المطبوع الذي فيه بعض مسند ابن عمر، والجزء الثالث عشر لم يطبع منه إلا قطعة بتحقيق طارق عوض الله وقطعة بتحقيق حمدي السلفي فيهما بعض مانيد العبادلة وليس فيهما تتمة مسند ابن عمر رضي الله عنهما
وقد سمعت أن بعض الباحثين وقفوا على قطعة معجم الطبراني فيها مسند العبادلة في بعض مكتبات تركيا.
وكذلك ذكر أن الشيخ حمدي السلفي وقف على بعض الأجزاء الناقصة وأنه يريد طباعة المعجم كاملا.
.
ـ[محمد بن يوسف]ــــــــ[04 - 07 - 04, 03:50 م]ـ
شيخنا الكريم (أبا عمر) -حفظه الله-
جزاكم الله خيرًا.
لعل هذا الرابط يفيدك حول الأجزاء المتبقية من «المعجم الكبير»:
المعجم الكبير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17521&highlight=%CD%E3%CF%ED+%C7%E1%D3%E1%DD%ED)
--------------------
الشيخ الكريم (الراية) -حفظه الله-:
من فضلك تفضل بمطالعة صندوق رسائلك الخاصة.
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو نعيم الظبياني]ــــــــ[04 - 07 - 04, 05:02 م]ـ
فللفائدة هذه دراسة للاختلاف الوارد في الحديث والذي نبه عليه الأخ (أبو مسهر).
الحديث يرويه هشام بن حسان واختلف عنه من وجهين:
الأول: يروى عنه، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك t ، موقفاً.
الثاني: يروى عنه، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك t ، عن النبي r ، مرفوعاً.
تخريج الوجه الأول:
(هشام بن حسان، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك t).
تفرد به يزيد بن هارون من هذا الوجه عن هشام بن حسان.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 6/ 276.
تخريج الوجه الثاني:
(هشام بن حسان، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك t ، عن النبي r ).
يرويه من هذا الوجه عن هشام بن حسان ستة:-
1 - أبو أسامة: حماد بن أسامة.
رواه أبو نعيم في حلية الأولياء 6/ 276، وفي أخبار أصبهان 2/ 284، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة 4/ 386 ح (1555).
2 - حماد بن زيد.
رواه الحاكم في المستدرك 4/ 408.
3 - محمد بن عبد الله الأنصاري.
رواه الإمام أحمد في المسند 21/ 21 ح (13295)، ومن طريقه: رواه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة 4/ 385 ح (1554).
4 - الوليد بن مسلم الدمشقي.
رواه ابن ماجه في سننه، كتاب: الطب، باب (14): دواء عرق النسا 4/ 101 ح (3463)، وأوله: شفاء عرق النسا، إلية شاة إعرابية، والحاكم في المستدرك 4/ 206، وابن عساكر في تاريخ دمشق 52/ 322.
5 - روح بن عبادة.
رواه الحاكم في المستدرك 2/ 292.
6 - معتمر بن سليمان.
رواه الحاكم في المستدرك، 4/ 206، وسقط من النسخة المطبوعة أنس بن سيرين، والاستدراك من إتحاف المهرة لابن حجر 1/ 427 ح (368)، ولعل الناسخ انتقل بصره من أنس إلى أنس.
وتابع أنسَ بن سيرين على هذا الوجه:
حبيب بن الشهيد.
رواه الطبراني في المعجم الأوسط 2/ 308، وقال:"لم يرو هذا الحديث عن حبيب الشهيد إلا عبدُالخالق "، ومن طريقه: رواه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة 4/ 386 ح (1556)، ورواه الحاكم في المستدرك 4/ 206،والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 13/ 129 والسهمي في تاريخ جرجان 199 –200، وعلقه البخاري في التاريخ الكبير 6/ 126.
((دراسة الاختلاف))
يتبين من تخريج الحديث أنه قد اختلف عن هشام بن حسان من وجهين:
الأول: يرويه يزيد بن هارون، عن هشام بن حسان، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك،موقوفاً
الثاني: يرويه حمادبن أسامة، وحماد بن زيد، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، والوليد بن مسلم، وروح بن عبادة، والمعتمر بن سليمان، ستتهم عن هشام بن حسان، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك،عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرفوعاً.
وبعد النظر في حال المدار، وأحوال الرواة المختلفين يكون الوجه الثاني هو الراجح، وقرائن ترجيحه:
1 - أن هذا الوجه من رواية الأرجح عدداً، فقد رواه من هذا الوجه ستة، والمخالف لهم في الوجه الأول راوٍ واحد.
2 - أن أربعة من رواة الحديث بالوجه الثاني – روح بن عبادة و حماد بن زيد و المعتمر بن سليمان ومحمد بن عبد الله الأنصاري - بصريون، ومدار الحديث بصري، والمخالف لهم في الوجه الأول واسطي.
3 - المتابعة لمن فوق المدار بروايته مرفوعاً تؤيد رجحان هذا الوجه.
ويبقى النظر بعد ذلك في الاختلاف الوارد عن أنس بن سيرين، بين رواية هشام هذه ورواية حماد بن سلمة التي أوردها الشيخ عبد الرحمن الفقيه في اول التخريج
¥(35/325)
ـ[أبو مروة]ــــــــ[05 - 07 - 04, 02:47 ص]ـ
جزى الله الجميع خيرا.
يبدو أن هناك اضطرابا كبيرا بين روايات الحديث، وأن هناك اختلافا يصعب الحسم فيه.
أما فيما يخص الاختلاف الوارد عن أنس بن سيرين، بين رواية هشام ورواية حماد بن سلمة، فقد رجح الحاكم الرواية الثانية. قال: "أعضله حماد بن سلمة، والقول عندنا فيه قول المعتمر بن سليمان والوليد بن مسلم".
أيا كان فإن صح الحديث فيجب النظر في معناه. هل التداوي بما ذكر حكم شرعي عام؟ أم هو من باب أنتم أعلم بأمور دنياكم؟ أم هو من المتعارف عليه عند العرب وفي عصر النبوة فأوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم من باب "أنه كان بأرض قوم النبي فأوصى به"؟ أم غير ذلك.
وقد رأيت ابن القيم أورد معنى للحديث هو أنه خطاب خاص "للعرب وأهل الحجاز ومن جاورهم" (زاد المعاد 4/ 72). والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 07 - 04, 06:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على ما تفضلتم به
وجزى الله الشيخ سعيدالرقيب خيرا على على هذا التخريج وبيان الاختلاف
وكما سبق أن أباحاتم وأبا زرعة وهما أئمة هذا الشأن رجحوا رواية حماد بن سلمة المرسلة، وحماد بن سلمة أوثق من يزيد بن هارون وروايته مقدمة عليه عند الاختلاف.
وما تفضل به الشيخ أبو مروة من نقله للموجود في المطبوع من المستدرك (أعضله حماد بن سلمة، والقول عندنا فيه قول المعتمر بن سليمان والوليد بن مسلم)
فالذي في إتحاف المهرة ((1/ 427) (رواه حماد بن سلمة عن أنس بن سيرين عن أخيه معبد عن رجل من الأنصار عن أبيه والقول عندنا فيه (قول) بن سليمان والوليد بن مسلم (يعني رواية هشام بن حسان عن أنس) انتهى.
وما ذكره الحاكم رحمه الله يخالف ما ذكره أبو حاتم وأبو زرعة من تقديم رواية حماد بن سلمة، وتقديم رواية حماد بن سلمة هو المتمشي مع طريقة المحدثين.
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[13 - 07 - 04, 02:10 م]ـ
لم اشر الى الاختلاف في رواية هشام الا من باب ان
اختلاف الحفاظ على الثفة مما يوهن روايته وانا معك اخي في ان الراجح من وهم هشام هو ما ذكرته
فانه بروايته عن انس عن انس لزم الطريق ومن عدل عنها دل على مزيد حفظه
ولذلك قال الشيخ عبد الرحمن الفقيه وتقديم رواية حماد بن سلمة هو المتمشي مع طريقة المحدثين.
والقول ماقال الرازيان بلا ريب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 07 - 04, 12:44 ص]ـ
(أم هو من باب أنتم أعلم بأمور دنياكم؟) هذا من باب التوسع في هذا الحرف الذي قد قال عنه المعلمي
(
وذكر قصة التأبير، فدونك تحقيقها: أخرج مسلم في صحيحه من حديث طلحة قال ((مررت مع رسول الله صلى الله عل يوسلم بقوم على رءوس النخل فقال: ما يصنع هؤلاء؟ فقالوا: يلقحونه، يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أظن يغني ذلك شيئاً. قال فأخبروا بذلك فتركوه، فأخبر رسول الله صلى ا لله عليه وسلم بذلك، فقال: إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه، فإني إنما ظننت ظناً فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به فإني لن أكذب على الله عز وجل)).
ثم أخرجه عن رافع بن خديج وفيه ((فقال لعلكم لولم تفعلوا كان خيراً. فتركوه فنقضت .. فقال: إنما أنا بشر، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر. قال عكرمة: أو نحو هذا))
ثم أخرجه عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وعن ثابت عن أنس .. .)) وفيه ((فقال: لو لم تفلعوا لصلح)) وقال في آخره ((أنتم أعلم بأمر دنياكم)) عادة مسلم أن يرتب روايات الحديث بحسب قوتها: يقدم الأصح فالأصح. قوله صلى الله عليه وسلم في حديث طلحة ((ما أظن يغني ذلك شيئاً، إخبار عن ظنه، وكذلك كان ظنه، فالخبر صدق قطعاً، وخطأ الظن ليس كذباً، وفي معناه قوله في حديث رافع ((لعلكم .. .)) وذلك كما أشار إليه مسلم أصح مما في رواية حماد، لأن حماداً كان يخطئ.
) انتهى
فالتوسع في هذا الباب وجعل كل حديث ورد في الطب لايعترف به علماء الطب الحديث من هذا الباب هو امر غير سديد
فانظر الى الحجامة طائفة من جهال الأطباء كانوا يقولون الحجامة ليس لها اي فائدة
هكذا
والآن عندهم في الغرب طب يسمونه الطب البديل
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 03 - 05, 01:17 ص]ـ
¥(35/326)
الظاهر أن الحديث الذي ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد من حديث عبدالله بن عمر وليس عبدالله بن عمرو فقد يكون في المطبوع خطأ أو تصحيف
وهذا ما ذكره السيوطي في الجامع الكبير
ففي كنز العمال (10/ 1954)
28224 - من اشترى أو أهدى إليه كبشا فليقمه ثلاثة أجزاء فيطعم كل يوم جزءا على الريق إن شاء أغلاه وإن شاء أكله أكلا
يعني إلية الكبش يتداوى به من عرق النسا.
(طب) عن ابن عمر.
وفي سبل الهدى والرشاد للصالحي ج 12 ص 187:
وروى الطبراني في الكبير عن عبد الله بن عمر - رضي الله تعالى عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من اشترى أو أهدي له كبش فليقسمه على ثلاثة أجزاء، كل يوم جزءا على الريق، إن شاء أسلاه، وإن شاء أكله أكلا، يعني: ألية كبش يتداوي به من عرق النسا)
وموضع الشاهد من الحديث هو ما جاء في آخره يعني: ألية كبش يتداوي به من عرق النسا) وإلا فأول الحديث لايدل على التداوي بها، وقد يكون هذا الكلام في الآخر من قول بعض الرواة.
وهذا الحديث لايوجد في المجلد الثاني عشر من المعجم الكبير للطبراني المطبوع الذي فيه بعض مسند ابن عمر، والجزء الثالث عشر لم يطبع منه إلا قطعة بتحقيق طارق عوض الله وقطعة بتحقيق حمدي السلفي فيهما بعض مانيد العبادلة وليس فيهما تتمة مسند ابن عمر رضي الله عنهما
وقد سمعت أن بعض الباحثين وقفوا على قطعة معجم الطبراني فيها مسند العبادلة في بعض مكتبات تركيا.
وكذلك ذكر أن الشيخ حمدي السلفي وقف على بعض الأجزاء الناقصة وأنه يريد طباعة المعجم كاملا.
.
ثم وقفت عليه بحمد الله تعالى وفضله وتبين أنه من مسند ابن عمر رضي الله عنه وليس من مسند عبدالله بن عمرو كما في مطبوع مجمع الزوائد، والله المستعان على ما حصل من هذا الخطأ من جهد كبير في البحث فنسأل الله أن يكتب الأجر والثواب
وقد ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله في جامع المسانيد (المجلد الثالث عشر (28 - 29) ص 7641)
قال الطبراني: حدثنا محمد بن عثمان بن ابي شيبة قال أبي قال: وجدت في كتاب أبي بخطه، حدثنا مسلم بن سعيد عن منصور بن زازان عن أنس بن سيرين عن عبدالله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالك ((من اشترى أو أهدي غليه شاة كبش فليقسمه على ثلاثة أجزاء، فليطعم كل يوم جزءا على الريق إن شاء أسلاه وإن شاء أكله أكلا)) يعني إلية الكبش يتداوى به من عرق النساء، قال الطبراني: أسلاه: أذابه.
ويأتي الكلام عليه فيما بعد بإذن الله تعالى.(35/327)
متى يكون الحديث المنقطع صحيحاً؟!
ـ[المهذب]ــــــــ[08 - 10 - 02, 12:09 ص]ـ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..... ثم أما بعد:
فإن إنقطاع السند في الحديث دليل على ضعفه عند أهل الشأن من أهل الحديث، ولكن قد يحكم في صحته في حالات:
1 - إذا كان الراوي لايروي إلا عن ثقة،وبالذات اذا كان من الائمة الكبار كـ
الشعبي.
مثال على ذلك حديث من أحاديث الخروج من المنزل: (اللهم إني اعوذ بك أن أضل او اضل او أزل او ازل ....................... ).
أخرجه ابو داود والنسائي والترمذي وأحمد وابن أبي شيبة والطبراني
وغيرهم .. كلهم خرجوه من حديث منصور بن المعتمر عن الشعبي عن أم سلمة رضي الله عنها.
والحديث فيه علة حيث أن الشعبي لم يثبت له سماع عن أم سلمة
رضي الله عنها كما قال علي بن المديني.
والحديث عندي لابأس به (السعد)،لان الشعبي لايروي إلا عن ثقة.
2 - اذا سقط راوي في الاسناد وعرفنا أنه ثقة، كرواية حميد الطويل عن أنس فإنه يسقط أحياناً ثابت البناني وهو ثقة ثبت.
فتكون رواية حميد عن أنس صحيحة.
3 - رواية أبي عبيدة بن عبدالله بن مسعود عن ابيه، رواية مقبولة لانها مستقيمة.
قال يعقوب بن أبي شيبة: (إنما استجاز أصحابنا علي بن المديني وغيره
ادخال رواية ابي عبيدة في المسند لاستقامتها).
تنبيه: الدرر السابقة من الشيخ المحدث عبد الله السعد،ولكن بتهذيب المهذب.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 10 - 02, 12:43 ص]ـ
أخي الفاضل المهذب -أبقاه الله إسماً على مسمّى-
1 - ما ذكرته (خاصة في المثالين الأول والثالث) ليس محل اتفاقٍ بين العلماء. بل هو رأي <<<<بعضهم>>>>.
2 - المثال الأول عليه استدراك. فحتى العجلي لم يعتبر كل مراسيل الشعبي صحيحة، رغم أن الغالب عليها ذلك. والشعبي وإن قال البعض بأنه لا يحدث إلا عن ثقة، فهذا على الأغلب. وإلا فانظر شيوخه في تهذيب الكمال وانظر دراجتهم.
ثم هو نفسه يقول "حدثنا الحارث وكان كذاباً". فقد روى عن كذاب (بتصريحه)، وليس عن مجرد ضعيف!
والصواب عندي أن لا يقبل مرسل الشعبي لا عن علي ولا عن غيره.
ولعل من الأمثلة على الحديث المنقطع الذي حكمه الانقطاع هو مرسل سعيد بن المسيب عن عمر، ومرسل النخعي عن ابن مسعود. ومع ذلك لا أزعم الإجماع على قبول تلك المراسيل، وإن كان الصواب عندي كذلك.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[08 - 10 - 02, 04:23 م]ـ
لشعبي إذا روى عن مثل الحارث بينه!!
فلا يصح الاستدراك بروايته عن الحارث وقد بين أنه سمعه منه!!
بل وجرحه كذلك!!.
فروايته هنا من باب الإنكار عليه أو ما أشبه.
لكن إذا روى ما كان من حديثه ثم أبهمه أو أرسل عنه ..
هنا يقال يرسل عن الضعفاء ..
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[08 - 10 - 02, 05:37 م]ـ
فيما يتعلق برواية الشعبي عن أم سلمة.
حتى لو سلم أنه لا يروي إلاّ عن ثقة، فإنّه لا يجزم بسماع شيخه لأمِّ سلمة، وقد يروي التابعي عن تابعي فأكثر، كما هو معروف.
والقاعدة في المنقطع المقبول:
أنّه متى علمت الواسطة، وكان الحديث يصح بها، صحّ.
لا أنّه إذا علم أن شيخ المرسل ثقة، لاحتمال الانقطاع فيما بعده
ـ[المهذب]ــــــــ[09 - 10 - 02, 12:05 ص]ـ
أخي الكريم: محمد الامين
قضية تضعيف الانقطاع مرتبطة بقول الائمة السابقين كـ أحمد وغيره
والشعبي رحمه الله ممن حمل بعض الائمة إنقطاعه خاصة عن علي رضي الله عنه.
ومارأيك ياشيخ:محمد في قول الذهبي: (أن الشعبي رأى علياً وصلى خلفه). السير (4/ 296).
وأما قول الشعبي: ("حدثنا الحارث وكان كذاباً) دليل على ثقته فيما يحدث. ولعل في رد (ابو الوليد) مايكفي.
أخي الكريم: ابو الوليد
جزاك الله خيراً.
أخي الكريم:
قولك: (أنّه متى علمت الواسطة، وكان الحديث يصح بها، صحّ) هل يمكن أن نطبق هذا على المثال الاول؟
وفقنا الله واياكم للخير.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 10 - 02, 09:13 ص]ـ
أخي المهذب
قول بو الوليد <<لشعبي إذا روى عن مثل الحارث بينه>> ليس بشيء لأن الشعبي كما نص ابن حجر كثيراً ما روى عن الحارث دون أن يبين أنه كذاب.
بل لا نحتاج لنص ابن حجر فالأمثلة كثيرة جداً لا تخفى على طالب علم. انظر سنن البيهقي الكبرى ومصنف ابن أبي شيبة.
أما سماعه من علي بن أبي طالب فلم يسمع منه إلا حديثاً أو حديثين، والباقي أرسله. وجزء كبير من روايته عن علي، الواسطة فيه الحارث الكذاب!
قال القاضي أبو بكر بن الباقلاني: من المعلوم المشاهد أن المحدثين لم يتطابقوا على أن لا يحدثوا إلا عن عدل بل نجد الكثير منهم يحدثون عن رجال فإذا سئل الواحد منهم عن ذلك الرجل قال لا أعرفه هل هو ثقة أم لا بل ربما جزم بكذبه كما قال الشعبي حدثني الحارث الأعور وكان كذابا فمن أين يصح القطع على الراوي أنه لم يرسل الحديث إلا عن عدل عنده؟!
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[11 - 10 - 02, 07:57 م]ـ
أخي المهذب ..
لا يمكن ذلك، وقد سبق أن قلته
والقاعدة في المنقطع المقبول:
أنّه متى علمت الواسطة، وكان الحديث يصح بها، صحّ.
لا أنّه إذا علم أن شيخ المرسل ثقة، لاحتمال الانقطاع فيما بعده
والمثال الذي ذكرته فيه احتمال الإرسال المذكور
¥(35/328)
ـ[صلاح]ــــــــ[27 - 10 - 02, 01:49 م]ـ
اخي المهذب: كلامك سديد ووجيه،
وكلام الاخ هو قاعدة مهمة(35/329)
ماذا تقولون في حكم هذا الحديث [دعاء الخروج من الخلاء]
ـ[ابن ابي حاتم]ــــــــ[08 - 10 - 02, 01:58 ص]ـ
ذهب بعض اهل العلم الى تضعيف حديث دعاء الخروج من الخلاء
الذي اخرجة احمد والبخاري في الادب المفرد وجماعة00 من طريق اسرائيل بن يونس عن يوسف بن أبي بردة عن ابية عن عائشة رضي الله عنها قالت (كان النبي صلى الله علية وسلم اذا خرج من الخلاء قال: غفرانك)
وقد قال ابو حاتم (اصح حديث في هذا الباب حديث عائشة)
فهذا قول ابو حاتم 00
فلماذا يضعف 00؟
وفقكم الله ونفع بكم00
ـ[بو الوليد]ــــــــ[08 - 10 - 02, 04:57 م]ـ
أخي الحبيب ابن أبي حاتم ..
أنا لم أنظر في إسناد الحديث، لكن مقولة أبي حاتم هذه لا تدل على تصحيح الحديث، بل الغالب أنهم لا يطلقونها إلا على الأحاديث الواردة في الباب الذي لم يصح فيه شئ!!
قال الشيخ أبو معاذ طارق عوض الله في منظومته الرائعة:
وقولهم هذا أصح متنِ ... أو سندٍ في الباب ليس يعني
صحتَه وللقبول يطلقُ ... محفوظٌ أو معروفٌ أو متفَقٌ
والله أعلم.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[08 - 10 - 02, 10:29 م]ـ
أخي ابن ابي حاتم حفظك الله تعالي
من صحح حديث ((غفرانك)) عند الخروج من الخلاء هم:
1) الإمام أبو حاتم رحمه الله تعالي. (العلل 1: 43).
2) الإمام ابن خزيمة رحمه الله تعالي. (في صحيحه 1: 48).
3) الإمام ابن حبان رحمه الله تعالي. (في صحيحه 4: 291).
4) الإمام الحاكم رحمه الله تعالي. (المستدرك 1: 248).
5) الإمام النووي رحمه الله تعالي. (الأذكار 1: 109).
6) الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالي. (نتائج الأفكار 1: 215).
7) الحافظ السخاوي رحمه الله تعالي. (فتح المغيث 1: 188 (حسنه).
8) العلامة أحمد شاكر رحمه الله تعالي. (شرح الترمذي 1: 12).
9) العلامة الألباني رحمه الله تعالي. (الإرواء 1: 91).
فمن يا أخي حفظك الله تعالي بعد هؤلاء الأئمة يلتفت إلي قوله.
وأما قول الإمام أبو حاتم رحمه الله تعالي (أصح حديث في هذا الباب حديث عائشة).
فكلامه واضح في تصحيح الحديث، ولو كان الحديث عنده رحمه الله تعالي غير صحيح لما قال (أصح حديث .. ) ولقال بدل ذلك (لا يصح فيه حديث .. ).
وقوله يا أخي حفظك الله تعالي هذا (أصح حديث في الباب حديث عائشة) فهمه العلماء الإجلاء رحمهم الله تعالي بتصحيحه للحديث كما فهمته أنت بارك الله فيك وهم:
1) الحافظ ابن حجر رحمه الله. قال في (بلوغ المرام 86): وصححه أبو حاتم.
2) الإمام الصنعاني رحمه الله. قال في (سبل السلام 1: 80): وصححه أبو حاتم.
3) الإمام الشوكاني رحمه الله. قال في (نيل الأوطار 1: 98): وصححه أبو حاتم.
4) الإمام أحمد شاكر رحمه الله. قال في (شرحه لجامع الترمذي 1: 12): وصححه أبو حاتم.
5) الإمام الألباني رحمه الله. قال في (الإرواء 1: 91): وصححه أبو حاتم.
وأما تفرد إسرائيل به عن يوسف بن أبي برده.
إسرائيل ثقة حجة.
ويوسف بن أبي برده وثقة كل من:
1) ابن حبان رحمه الله تعالي.
2) والعجلي رحمه الله تعالي.
3) والحاكم رحمه الله تعالي.
4) والذهبي رحمه الله تعالي.
قال الشيخ سليم الهلالي في (عجالة الراغب المتمني) (1/ 63): ووثقه ضمناً كل من صحح له، فرجل حاله هكذا لا يشك أبداً في ثقته والله أعلم.
قال: وقد خالف هؤلاء الحفاظ جميعاً (هدام السنة) المدعو حسان عبد المنان في تسويده علي كتاب الإمام الهمام ابن قيم الجوزية (إغاثة اللهفان)، وقد أبدع شيخنا أسد السنة العلامة الألباني رحمه الله في قمعه ورد فريته وبيان مخالفته، بكلام علمي قوي رصين، فانظره غير مأمور في (النصيحة).
وقال الشيخ أبو الحسن مصطفي إسماعيل السليماني في (إتحاف النبيل) (1/ 270): ولم أعلم أحداً من أهل العلم ضعف هذا الحديث
فالنفس تطمئن إلي قبول هذا الحديث، لأن تصحيح إمام من الأئمة لحديث ما، يكون تقوية منه لحال رواته في الجملة، فلماذا لا يقال: إن هؤلاء الأئمة الذين صححوا هذا الحديث، قد حسنوا من حال يوسف بن أبي بردة في هذا الحديث، ولا سيما وأن الحديث يدور عليه.
ومن قال: لعلهم صححوه لمتابعات له، قلنا: هذا أقوي، فإن وقف الأئمة علي متابعات له، ونحن لم نقف عليها، وصححوا الحديث، أخذنا بقولهم والله أعلم
هذا والحمد لله رب العالمين
ـ[ابن ابي حاتم]ــــــــ[09 - 10 - 02, 02:22 ص]ـ
جزى الله الاخوة الفضلاء على هذه الفوائد القيمة00
قلت: فقد ناقش الشيخ عمروبن عبد المنعم في كتابة الماتع (تحصيل ما فات التحديث بما قيل لا يصح فية حديث ص 35) وهو ضمن كتابة (قواعد حديثية) هذا الحديث فاليراجع0
وفقكم الله في الدنيا والاخرة 0
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 02, 03:17 ص]ـ
أخي أبا نايف وفقه الله ..
قلت:
(وأما قول الإمام أبو حاتم رحمه الله تعالي (أصح حديث في هذا الباب حديث عائشة).
فكلامه واضح في تصحيح الحديث، ولو كان الحديث عنده رحمه الله تعالي غير صحيح لما قال (أصح حديث .. ) ولقال بدل ذلك (لا يصح فيه حديث .. )).
فيه نظر.
فإنهم يقولون أصح ما ورد في الباب ولا يريدون تصحيح الحديث
بل يريدون أخفه ضعفا ً.
و الله أعلم.
¥(35/330)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[10 - 10 - 02, 03:08 ص]ـ
ليس في الصحيحين شيء في هذا الباب.
وهذه القرينة إذا أضيفت إلى: 1) تفرّد إسرائيل، 2) كون يوسف بن أبي بردة لم يوثّقه كبير أحد، 3) قول الترمذي: هذا حديث حسن غريب ...
فإنّ القول بضعف الحديث لا يصير مستنكراً. بل قد يكون هو الصواب.
وقد ذكر الأخ أحمد أمارة أنّ الشيخ محمد عمرو عبداللطيف ذهب إلى عدم صحّة الحديث.
والله أعلم.
ـ[ابن ابي حاتم]ــــــــ[10 - 10 - 02, 04:03 ص]ـ
أخي الحبيب:هيثم
أود أن اعرف00
من هم المشايخ الذين احتجيت باقوالهم؟
وفقك الله
ـ[أبو نايف]ــــــــ[10 - 10 - 02, 07:29 ص]ـ
قال العلامة الألباني رحمه الله تعالي في (النصيحة) (ص 71 - 72): حديث ((كان صلي الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال (غفرانك))).
جزم ابن القيم بنسبته إلي النبي صلي الله عليه وسلم وهو مما لا خلاف فيه بين الحفاظ، وأما (الهدام) فقد أعله لجهله بهذا العلم وتجاهله لعلمائه.
فقد خرجه من رواية ثلاثة عشر حافظاً، وما ضعفه أحد منهم، بل منهم جماعة من ملتزمي الصحة، كابن خزيمة، وابن حبان، وابن الجارود، ومنهم من صرح بتقويته - كالترمذي، فإنه حسنه - وأقره النووي في (الأذكار)، والحافظ المزي في (التهذيب)، وصححه الحاكم، والذهبي، والنووي في (شرح المهذب)، والحافظ العسقلاني في (نتائج الأفكار) (1/ 216)، ونقل في (بلوغ المرام) تصحيحه عن أبي حاتم الرازي، وأخيراً: أحمد شاكر في (التعليق علي سنن الترمذي) وغيرهم.
أقول: مع كل هذه الجمهرة من المصححين، فقد خالفهم (الهدام) قائلاً عقب التخريج:
(وهذا إسناد فيه ضعف، فإن يوسف بن أبي بردة مجهول الحال، وتوثيق ابن حبان والعجلي له ليس بشيء لأن ذلك من قاعدتهما المعروفة).
والجواب من وجوه:
الأول: أن التعليل المذكور ليس علي إطلاقه، فكثيراً ما رأينا الحفاظ النقاد من المتأخرين يوثقون من تفرد بتوثيقه ابن حبان، كالإمام الذهبي، والحافظ العسقلاني، وما أظن أن الغرور وصل بك إلي أن تدعي أنك أعلم منهم! أو أن تحشرهم في زمرة المتساهلين!!
وقد ضربت علي ما ذكر أمثلةً كثيرة في بعض مؤلفاتي، ويحضرني الأن منها - المجلد السادس من (الصحيحة) وهو مطبوع - بحمد الله تعالي.
الثاني: أنه جهل - أو تجاهل - تصريح الحاكم بتوثيقه، فقال عقب الحديث:
(هذا حديث صحيح، فإن يوسف بن أبي بردة من ثقات آل أبي موسي) ووافقه الذهبي.
الثالث: ومن ذلك أن توثيقه مقبول إذا وافقه أحد من الحفاظ النقاد الموثوق بتوثيقهم، كالحافظ المزي، والذهبي، والعسقلاني، وأمثالهم، وهذا قد وثقه الذهبي فقال في (الكاشف): (يوسف بن أبي بردة سمع أباه، وعنه إسرائيل وسعيد بن مسروق، ثقة).
رابعاً: تصحيح حديثه من الجمع المذكور، يدل علي أنه ثقة عندهم، وبخاصة أنه لا مخالف لهم، فيا أيها (الوبر)! هل هؤلاء الأئمة الفضلاء - وفيهم من لم تلد مثلهم النساء - متساهلون عندك! وأنت وحدك المتوسط غير المتشدد؟! أم أنت (الهدام) المخرب؟! فـ (يا عجباً لوبر تدلي علينا من قدوم ضأن!)، والله المستعان.
أنتهي كلام العلامة الألباني رحمه الله تعالي
ـ[ابن معين]ــــــــ[10 - 10 - 02, 01:44 م]ـ
إخوتي الأفاضل:
الأصل في أحكام أئمة الحديث أنها معتبرة، وخاصة مع اتفاقهم وعدم المخالف، ودعوى التساهل بإطلاق مردودة، وخاصة في مثل العجلي كما بينه الشيخ الشريف حاتم في بحثه المنشور في مجلة المشكاة وفيه نقض القول بدعوى تساهله.
وتوارد الأئمة على تصحيح هذا الحديث يقتضي ضمناً توثيق يوسف بن أبي بردة، ودلالة التصحيح على التوثيق معمول بها عند المحدثين، والأمثلة على ذلك كثيرة.
قال الذهبي في الموقظة (78): (فصل: الثقة: من وثقه كثير ولم يُضعّف.
ودونه: من لم يوثق ولا ضعِّف. فإن خرِّج حديث هذا في الصحيحين فهو موثق بذلك، وإن صحّح له مثل الترمذي وابن خزيمة فجيد أيضاً، وإن صحّح له كالدارقطني فأقل أحوله: حسن حديثه).
ـ[بو الوليد]ــــــــ[11 - 10 - 02, 02:33 ص]ـ
القول الصحيح لا يثبت بكثرة القائلين به؟!!
وعبارة الإمام أبي حاتم ليس فيها دليل لمن صححه ..
وقد بحث هذا سابقاً في الملتقى؛؛ ولعل أحد الإخوة يضع لنا رابطه مشكوراً.
أما قول الأخ أبي نايف بارك الله فيه:
(((وقوله يا أخي حفظك الله تعالي هذا (أصح حديث في الباب حديث عائشة) فهمه العلماء الإجلاء رحمهم الله تعالي بتصحيحه للحديث كما فهمته أنت بارك الله فيك وهم:
1) الحافظ ابن حجر رحمه الله. قال في (بلوغ المرام 86): وصححه أبو حاتم.
2) الإمام الصنعاني رحمه الله. قال في (سبل السلام 1: 80): وصححه أبو حاتم.
3) الإمام الشوكاني رحمه الله. قال في (نيل الأوطار 1: 98): وصححه أبو حاتم.
4) الإمام أحمد شاكر رحمه الله. قال في (شرحه لجامع الترمذي 1: 12): وصححه أبو حاتم.
5) الإمام الألباني رحمه الله. قال في (الإرواء 1: 91): وصححه أبو حاتم.)))
أقول:
كل من ذكرتهم تابعوا ابن حجر في ذلك؟!!
فالصنعاني يتابع ابن حجر دائماً ولا يحرر أقواله، وكذلك الشوكاني!!
وكثيراً ما ينبه الشيخ الألباني على ما يقع لهما من جراء ذلك ..
ويبدو أن الشيخ الألباني رحمه الله تابع ابن حجر على هذا.
¥(35/331)
ـ[النسائي]ــــــــ[11 - 10 - 02, 04:08 م]ـ
وفي كون الشوكاني يتابع الحافظ ابن حجر دون تحرير (لعل من ذلك ما نقله الشوكاني في الكلام على حديث جرير في صيام البيض ورقمه في العلل لابن ابي حاتم 758 قال الحافظ في تلخيص الحبير
وهو يتحدث عن صيام البيض (ورواه ابن أبي حاتم في العلل عن جرير مرفوعا ((وصحح عن ابي زرعة وقفه))
قال الشوكاني في نيل الأوطار قال الحافظ: ثم نقل كلام الحافظ)
قال ابو زرعة في علل ابن ابي حاتم (( ... فقال أبو زرعة حديث أبي اسحاق عن جرير مرفوع أصح من موقوف ولأن زيد بن أبي أنيسة أحفظ من مغيرة بن مسلم))
وبعد الرجوع الى المخطوط بواسطة الشيخ ابراهيم اللاحم تبين أنه يوافق ما في المطبوع
والله اعلم بالصواب
ـ[بو الوليد]ــــــــ[12 - 10 - 02, 04:19 م]ـ
أخي النسائي ..
بارك الله فيك ..
وجزاك الله خيراً ..
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[01 - 11 - 07, 10:45 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد:
((يوسف بن أبي بردة))
وهو أحد أسباب الضعف في هذا الحديث.
وثقه العجلي , وابن حبان , سكت عنه أبو حاتم , وكذا البخاري في تاريخه.
ووثقه الذهبي , وقال عنه الحافظ (مقبول).
قلت: ولم يروي عن أحد غير أبيه.
وروى عنه إسرائيل بن يونس , سعيد بن مسروق.
روى عنه إسرائيل حديث الخلاء.
وروى عنه سعيد بن منصور حديث الفأل الحسن.
وهو عند أحمد قال:
حدثنا عفان قال حدثنا الكرماني حسان بن إبراهيم قال حدثنا سعيد بن مسروق عن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبي بردة قال أتيت عائشة فقلت يا أمتاه حدثيني شيئا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطير تجري بقدر وكان يعجبه الفأل الحسن
ورواه أيضاً الحاكم وابن حبان وغيرهما.
ثم قال الحاكم عقب هذا الحديث.
و قد احتج الشيخان برواة هذا الحديث عن آخرهم غير يوسف بن أبي بردة و الذي عندي أنهما لم يهملاه بجرح و لا بضعف بل لقلة حديثه فإنه عزيز الحديث جدا.
قلت: هذا السند فيه نظر لتفرد حسان بن إبراهيم به.
حسان بن إبراهيم: قال أبو زرعة: لا بأس به , و قال النسائى: ليس بالقوى , وقال ابن معين لا بأس به ,
قال أبو أحمد بن عدى: قد حدث بأفرادات كثيرة، و هو عندى من أهل الصدق،
إلا أنه يغلط فى الشىء، و ليس ممن يظن به أنه يتعمد فى باب الرواية إسناد أو متنا. و إنما هو وهم منه، و هو عندى لا بأس به. وقال ابن حجر: صدوق يخطئ.
قلت: فهذا الراوي لا تقبل روايته المتفرد بها ولا بد أن يتابع.
وهذا السند من أخطائه ووهمه.
الدليل على ذلك:
عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن، ويكره الطيرة.
- وفي رواية: كان النبي يعجبه الفأل الحسن، ويكره الطيرة.
أخرجه ابن أبي شيبة قال: حدثنا ابن مسهر.
و"أحمد" قال: حدثنا محمد بن بشر.
و"ابن ماجة"قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا عبدة بن سليمان
و"ابن حبان" قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبدة بن سليمان.
ثلاثتهم (علي بن مسهر، ومحمد بن بشر، وعبدة بن سليمان) عن محمد بن عمرو، حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة.
قلت: وهذا هو الصحيح , وأما ما تفرد به (حسان بن ابراهيم) فهو خطأ ووهم.
إذاً فالحديث الثاني ضعيف ولا يصح لتفرد (حسان بن إبراهيم) بهذا السند.
فلا يوجد عندنا من آحاديث (يوسف بن أبي بردة) سوى حديث الخلاء.وهو من رواية (إسرائيل بن يونس) وهو مختلف فيه.
فلا يوجد لهذا الراوي إلا حديثاً واحداً مختلف في سنده , وليس له من الشيوخ غير أبيه , وليس له تلاميذ غير راوى مختلف فيه.
وليس له توثيق معتبر , وقد قال عنه الحافظ مقبول وهذه تعني كما قال أنه لابد أن يتابع وإلا فهو لين الحديث.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 11 - 07, 12:04 ص]ـ
يوسف بن أبي بردة من سلالة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وهو ثقة، وثقه الحاكم في المستدرك وصحح له ابن خزيمة ووثقه العجلي.
جاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم - (2/ 61 دار الكتب العلمية)
حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق، أنبأ محمد بن أحمد بن النضر، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا إسرائيل، عن يوسف بن أبي بردة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الغائط قال: «غفرانك». «هذا حديث صحيح، فإن يوسف بن أبي بردة من ثقات آل أبي موسى ولم نجد أحدا يطعن فيه، وقد ذكر سماع أبيه من عائشة رضي الله عنها» انتهى.
ثم إن هذا الحديث في الفضائل وهو قصير جدا فيسهل حفظه ونقله ولايحتاج له إلى حفاظ كبار لنقله.
فالقصد أن هذا الحديث صحيح ثابت إن شاء الله تعالى.
فائدة:
في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه للأصبهاني 369 - (ج 3 / ص 109)
حدثنا أبو القاسم البغوي نا أبو نصر التمار نا أبو جزي نصر بن طريف عن الوليد بن أبي رهم عن يوسف بن أبي بردة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغسل رأسه بالسدر ويدهن بالكادي.
قال المحقق:
بعد دراسة إسناد هذا الحديث تبين أنه بهذا الإسناد ضعيف لأن فيه أبو جزي ضعفه العلماء ولجهالة حال الوليد بن أبي رهم.
أخلاق النبي وآدابه للأصبهاني 369 - (ج 2 / ص 68)
حدثنا البغوي نا أبو نصر التمار نا أبو جزي نصر بن طريف عن الوليد بن أبي رهم عن يوسف بن أبي بردة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان أحب الطيب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العود
قال المحقق:
بعد دراسة إسناد هذا الحديث تبين أنه ضعيف بهذا الإسناد لأنه لم يثبت سماع يوسف بن أبي بردة من عائشة وكذلك لجهالة حال الوليد بن أبي رهم ولأن نصر بن طريف ضعيف.
¥(35/332)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[02 - 11 - 07, 02:27 م]ـ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى. وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى رَسُولِهِ تَتَوالَى.
يُطَالَعُ هَذَا الرَّابِطُ:
الآرَاءُ الْعَجَائِبُ فِي حُكْمِ الْحِسَانِ الْغَرائِبِ!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82573
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[02 - 11 - 07, 02:37 م]ـ
الشيخ الكريم سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
(للمدارسة)
هناك قرائن أخرى تثبت ضعف هذه الرواية.
أولاً: التفرد!
أبي بردة بن أبى موسى الأشعرى وهو عامر بن عبد الله بن قيس
من الثقات لكنه لم يسمع من مُعاذ بن جبل , وواثلة بن السقع, وأبي عُبَيْدة رضي الله عنهم. وهذا ليس محل بحثنا.
المقصود أنه من الثقات الأثبات وله من التلاميذ الكثير الثقات الأثبات فعلى سبيل المثال:
أبي إسحاق السبيعي , محمد بن المنكدر , مكحول , عمر بن عبد العزيز , غيلان بن جرير , حميد بن هلال , ثابت بن أسلم , ثابت بن الحجاج , إسماعيل بن أبي خالد. وغيرهم كثير ..
قلت: ثم يأتي ابنه (يوسف بن أبي بردة) بتفرده هذا عنه فهذا يحتاج لكثير من التوقف ..
ثانياً: ليس في الصحيحين شيء عن هذا الباب.
وهذه قرينة أخرى تضاف إلى سابقتها.
ثالثاً: يوسف بن أبي بردة لم يوثّقه معتبر ,وأقل ما يقال (مختلف فيه).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 11 - 07, 02:41 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
التفرد ليس بضار في مثل هذه الحالة على منهج المحدثين، وليس كل تفرد يرد به الحديث.
وتوثيق الحاكم معتبر حيث قال عنه الحاكم (فإن يوسف بن أبي بردة من ثقات آل أبي موسى ولم نجد أحدا يطعن فيه)، وتصحيح ابن خزيمة له كذلك مما يقوي حاله وغيرذلك.
والتصريح بالسماع مثبت في الرواية.
ولوكان معلولا بالتفرد وغير ذلك لما اعتبره أبو حاتم أصح حديث في الباب.
فالحديث ثابت ولايعلل بما سبق.
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[02 - 11 - 07, 03:52 م]ـ
الشيخ الكريم بارك الله فيك
يوسف بن أبي بردة إن كان صدوقاً , أو ثقة فتفرده هنا يحتاج إلى كثير من التوقف.
قال الشيخ عمرو عبد المنعم: ومدار هذا الحديث على يوسف بن ابي بردة وقد تفرد بهذه السنة , ولايعلم أن احدا رواه غيره.
وقال أيضاً: وقد تحايد البخاري ومسلم حديثه مع أنه حجة في الباب , وليس في الباب أحسن منه , وتحايدهما للحديث ـ مع كونه الحجة في باب من الابواب ـ يدل على أنه ليس شرطهما , ولاعلى شرط أحدهما , وهذا ظاهر جدا على أن ثمة علة فيه تقتضي عدم احتجاجهما به , وهذا ظاهر من التفر البين.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 11 - 07, 05:00 م]ـ
بارك الله فيك
كون هذا الحديث مما تفرد به يوسف بين أبي بردة عن أبيه فلا يضره ذلك فقد تكون ملازمته لوالده أكثر من غيره، وليس كل حديث أعرض عنه البخاري ومسلم يكون معلولا، وهذا الحديث ليس حجة في الباب لأنه في باب الفضائل وليس في الأحكام، ولايضر الحديث ألا يكون على شرط الشيخين أو على شرط أحدهما.
وهذا الباب _أي الدعاء بعد الخروج من الخلاء_ وردت فيه أحاديث متعددة وإن لم تكن صحيحة، فلم يتفرد يوسف بن أبي بردة بهذه السنة بل رواها غيره في الجملة.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 11 - 07, 08:44 ص]ـ
الشيخ الكريم بارك الله فيك
** يوسف بن أبي بردة إن كان صدوقاً , أو ثقة، فتفرده هنا يحتاج إلى كثير من التوقف.
ومدار هذا الحديث على يوسف بن أبي بردة، وقد تفرد بهذه السنة , ولايعلم أن احدا رواه غيره.
وقد تحايد البخاري ومسلم حديثه مع أنه حجة في الباب , وليس في الباب أحسن منه , وتحايدهما للحديث ـ مع كونه الحجة في باب من الابواب ـ يدل على أنه ليس شرطهما , ولا على شرط أحدهما , وهذا ظاهر جدا على أن ثمة علة فيه تقتضي عدم احتجاجهما به , وهذا ظاهر من التفر البين.
هَذَا كَلامٌ غَرِيبٌ عَجِيبٌ، لا يَجْرِي عَلَى قَوَاعِدِ وَأُصُولِ الْمُحَدِّثِينَ، مُتَقَدِّمِيهِمْ وَمُتَأَخِرِيهِمْ، وَهُوَ أَشْبَهُ بِقَوْلِ مَنْ أَنْكَرَ الاحْتِجَاجَ بِأَخْبَارِ الآحَادِ، وَالْعَمَلِ بِمُقْتَضَاهَا.
وَهَذِهِ الصِّحَاحُ وَالسُّنَنُ زَاخِرَةٌ بِأَفْرَادِ وَغَرَائِبِ الثِّقَاتِ وَالْمَقْبُولِينَ مِنَ الرُّوَاةِ، وَلا سَبِيلَ لِحَصْرِ أَعْدَادِهَا، وَبَيَانِ أَوْجَهِ الْغَرَابَةِ وَالتَّفَرُّدِ فِيهَا.
وَمَا تَحَايَدَ الشَّيْخَانِ قَطُّ عَنْ هَذِهِ السَّبِيلِ، وَلا خَالَفَاهَا إِلَى غَيْرِهَا مِنَ الْمَذَاهِبِ الشَّاذَّةِ.
وَالْمُبْتَدِئ فِي عِلْمِ الاصْطَلاحِ يَعْلَمُ أَنَّهُ: لَيْسَ مِنْ شُرُوطِ قَبُولِ الْخَبَرِ تَعَدُّدُ الرُّوَاةِ فِي كُلِّ طَيَقَةٍ مِنْ طَبَقَاتِ الرِّوَايَةِ، وَيَحْفَظُ عَنْ ظَهْرِ فَلْبٍ: حَدُّ الصَّحِيحِ مُسْنَدٌ بِوَصْلِهِ ... يَرْوِيهِ عَدْلٌ ضَابِطٌ عَنْ مِثْلِهِ وَلَوْ اشْتَرَطُوا غَيْرَ مَا جَرَى عَلَيْهِ الْعَمْلُ عِنْدَهُمْ، لَقَالُوا: يَرْوِيهِ عَدْلانِ أَوْ أَكْثَرُ.
وَاللهُ الْهَادِي إِلَى سُلُوكِ سَبِيلِ الرَّشَادِ.
¥(35/333)
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[06 - 11 - 07, 12:12 م]ـ
الأخ الفاضل أبو رحمة السلفي
هناك فرق بين تساهل الحاكم في التصحيح و توثيقه , فتوثيقه معتبر كما قال الشيخ عبد الرحمن الفقيه.
أما التفرد فإن كنت تقصد إعلاله بسبب تفرده عن أحد الثقات الأثبات وله تلاميذ كثير من الثقات الأثبات فهذا قد يكون سبب للتعليل و لكنه ليس بلازم له , و عندك حديث الاستخارة في صحيح البخاري تفرد به عبد الرحمن بن أبي الموال عن محمد بن المنكدر و له الكثير من الأصحاب الأثبات مثل: (مالك بن أنس و سفيان بن عيينة و شعبة و سفيان الثوري) و غيرهم و مع ذلك صحح البخاري الحديث و احتج به في صحيحه بسبب القرائن و الشواهد التي دلت على صحة هذا التفرد , و كذلك الحديث الذي معنا لا يضر تفرد يوسف بن أبي بردة
عن أبيه لأنه ثقة و احتمال ملازمته لأبيه أكثر من غيره كما قال الشيخ عبد الرحمن.
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[06 - 11 - 07, 02:39 م]ـ
وهذا الحديث ليس حجة في الباب لأنه في باب الفضائل وليس في الأحكام.
شيخنا الحبيب جزاك الله خيراً
أريد توضيحاً لهذه الكلمة بارك الله فيك.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 11 - 07, 04:04 م]ـ
العلماء يفرقون بين أحاديث الأحكام وأحاديث الفضائل والسير ونحوها، فأحاديث الأحكام تحتاج إلى راو ثقة يحتج به، وأما في الفضائل والسير فقد يقبل من هو دونه ممن لايحتج به في الأحكام.
قال القاسمي في قواعد التحديث:
قال ابن عبد البر ((وأحاديث الفضائل لا يحتاج فيها إلى ما يحتج به))
وقال الحاكم ((سمعت أبا زكريا العنبري يقول الخبر إذا ورد لم يحرم حلالاً ولم يوجب حكما وكان في ترغيب أو ترهيب أغمض عنه وتسوهل في رواته))
ولفظ ابن مهدي فيما أخرجه البهقي في المدخل ((إذا روينا عن النبي في الحلال والحرام والأحكام شددنا في الأسانيد وانتقدنا في الرجال وإذا روينا في الفضائل والثواب والعقاب سهلنا في الأسانيد وتسامحنا في الرجال)) ولفظ أحمد في رواية الميموني عنه ((الأحاديث الرقائق يحتمل أن يتساهل فيها حتى يجيء شيء فيها حكم)) وقال في رواية عباس الدوري عنه ((ابن إسحاق رجل تكتب عنه هذه الأحاديث)) - يعني المغازي ونحوها - وإذا جاء الحلال والحرام أردنا قوماً هكذا - وقبض أصابع يده الأربع. انتهى.
وهذه بعض نقولات للفائدة:
(*) وقال أبو زرعة الدمشقي: قلت لأحمد: من أي شيء ثبت (يعني حديث أبي سلمة، عن جابر في الشفعة)؟ قال: رواه صالح بن أبي الأخضر، يعني مثل رواية معمر. قلت: وصالح يحتج به؟ قال: يستدل به، يعتبر به. ((تاريخه)) (1188).
(*) وقال عبد الله بن أحمد، وسأله رجل عن محمد بن إسحاق، فقال: كان أبي يتتبع حديثه وكتبه كثيرًا بالعلو والنزول، ويخرجه في ((المسند)) وما رأيته أنفي حديثه قط، قيل له: يحتج به؟ قال: لم يكن يحتج به في السنن. ((تاريخ بغداد)) 1/ 230.
الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين في تصحيح الأحاديث وتعليلها - (ج 1 / ص 49)
وقد صرح أبو الحسن ابن القطان أحد الحفاظ النقاد من أهل المغرب في كتابه (بيان الوهم والإيهام) بأن هذا القسم (يعني ما يحسنه الترمذي) لا يحتج به كله، بل يعمل به في فضائل الأعمال،ويتوقف العمل به في الأحكام، إلا إذا كثرت طرقه أو عضده باتصال عمل أو موافقة شاهد صحيح أو ظاهر القرآن
قال النسائي: ليس في هذا الباب شيء يُحتج به السنن الكبرى 4/ 298.
فقد ضعّف الإمام أحمد رشدين بن سعد المصري، وقدّم ابن لهيعة عليه، وقد كان موصوفاً بالغفلة فقال الإمام أحمد فيه: "ليس به بأس في الأحاديث الرقاق".
قال الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (3/ 979: (الحافظ أعلى من المفيد في العرف، كما أن الحجة فوق الثقة).
وقال الذهبي في (الموقظة): (فمثل يحيى القطان يقال فيه: إمام وحجة وثبت وجهبذ وثقة ثقة).
جاء في (علل أحمد بن حنبل) للمروذي (ص 46) (42): (وسئل أبو عبدالله عن شعيب فقال: ما فيهم إلا ثقة؛ وجعل يقول: تدري من الثقة؟ إنما الثقة يحيى القطان؟ تدري من الحجة؟ شعبة، وسفيان حجة، ومالك حجة، قلت: ويحيى؟ قال: ويحيى، وعبد الرحمن، وأبو نعيم، الحجة الثبت، كان أبو نعيم ثبتاً).
قال السخاوي في (فتح المغيث) (2/ 112 - 113): (فكلام أبي داود يقتضي أن الحجة أقوى من الثقة، وذلك أن الآجري سأله عن سليمان بن بنت شرحبيل، فقال: ثقة يخطئ كما يخطئ الناس؛ قال الآجري: فقلت: هو حجة؟ قال: الحجة أحمد بن حنبل؛ وكذا قال عثمان بن أبي شيبة في أحمد بن عبد الله بن يونس: ثقة وليس بحجة، وقال ابن معين في محمد بن إسحاق: ثقة وليس بحجة، وفي أبي أويس: صدوق وليس بحجة).
قال الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (1/ 173) في محمد بن إسحاق: (وكان أحد أوعية العلم، حَبراً في معرفة المغازي والسير، وليس بذاك المتقن فانحط حديثه عن رتبة الصحة، وهو صدوق في نفسه مرضي، قال يحيى بن معين: قد سمع من أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبان بن عثمان، وقال: هو ثقة وليس بحجة----)؛
وقال في (من تُكلم فيه وهو موثق) (ص159) (293): (محمد بن إسحاق بن يسار على صدوق قال ابن معين ثقة وليس بحجة).
قال أبو زرعة الدمشقي في (تاريخه) (1/ 460 - 461) - وأخرجه عنه الخطيب في (تاريخه) (1/ 232) -: (قلت ليحيى بن معين، وذكرت له الحجة، فقلت له: محمد بن إسحاق منهم؟ فقال: كان ثقة، إنما الحجة عبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز).
وقال أبو زرعة أيضاً (1/ 462): (فقلت ليحيى بن معين: فلو قال رجل: إن محمد بن إسحاق كان حجة، كان مصيباً؟ قال: (لا، ولكنه كان ثقة).
¥(35/334)
ـ[محمد الجيزي]ــــــــ[07 - 11 - 07, 09:40 م]ـ
الشيخ الكريم بارك الله فيك
يوسف بن أبي بردة إن كان صدوقاً , أو ثقة فتفرده هنا يحتاج إلى كثير من التوقف.
قال الشيخ عمرو عبد المنعم: ومدار هذا الحديث على يوسف بن ابي بردة وقد تفرد بهذه السنة , ولايعلم أن احدا رواه غيره.
وقال أيضاً: وقد تحايد البخاري ومسلم حديثه مع أنه حجة في الباب , وليس في الباب أحسن منه , وتحايدهما للحديث ـ مع كونه الحجة في باب من الابواب ـ يدل على أنه ليس شرطهما , ولاعلى شرط أحدهما , وهذا ظاهر جدا على أن ثمة علة فيه تقتضي عدم احتجاجهما به , وهذا ظاهر من التفر البين.
هَذَا كَلامٌ غَرِيبٌ عَجِيبٌ، لا يَجْرِي عَلَى قَوَاعِدِ وَأُصُولِ الْمُحَدِّثِينَ، مُتَقَدِّمِيهِمْ وَمُتَأَخِرِيهِمْ، وَهُوَ أَشْبَهُ بِقَوْلِ مَنْ أَنْكَرَ الاحْتِجَاجَ بِأَخْبَارِ الآحَادِ، وَالْعَمَلِ بِمُقْتَضَاهَا.
وَهَذِهِ الصِّحَاحُ وَالسُّنَنُ زَاخِرَةٌ بِأَفْرَادِ وَغَرَائِبِ الثِّقَاتِ وَالْمَقْبُولِينَ مِنَ الرُّوَاةِ، وَلا سَبِيلَ لِحَصْرِ أَعْدَادِهَا، وَبَيَانِ أَوْجَهِ الْغَرَابَةِ وَالتَّفَرُّدِ فِيهَا.
وَمَا تَحَايَدَ الشَّيْخَانِ قَطُّ عَنْ هَذِهِ السَّبِيلِ، وَلا خَالَفَاهَا إِلَى غَيْرِهَا مِنَ الْمَذَاهِبِ الشَّاذَّةِ.
وَالْمُبْتَدِئ فِي عِلْمِ الاصْطَلاحِ يَعْلَمُ أَنَّهُ: لَيْسَ مِنْ شُرُوطِ قَبُولِ الْخَبَرِ تَعَدُّدُ الرُّوَاةِ فِي كُلِّ طَيَقَةٍ مِنْ طَبَقَاتِ الرِّوَايَةِ، وَيَحْفَظُ عَنْ ظَهْرِ فَلْبٍ: حَدُّ الصَّحِيحِ مُسْنَدٌ بِوَصْلِهِ ... يَرْوِيهِ عَدْلٌ ضَابِطٌ عَنْ مِثْلِهِ
وَلَوْ اشْتَرَطُوا غَيْرَ مَا جَرَى عَلَيْهِ الْعَمْلُ عِنْدَهُمْ، لَقَالُوا: يَرْوِيهِ عَدْلانِ أَوْ أَكْثَرُ.
وَاللهُ الْهَادِي إِلَى سُلُوكِ سَبِيلِ الرَّشَادِ.
ليت الأخ أبو رحمة السلفي يتعظ بهذا الكلام لا عيب أن تكون مبتدأ في هذا العلم الشريف وتخطىء وتصيب ولكن العيب أن تكابر ولا ترجع عن أخطاءك وأنا أنصح الأخ أبو رحمة السلفي أن يتعلم جيدا ما وضحه لنا شيخنا أبو محمد الألفي لأنه من الواضح أنه مازال مبتدأ في هذا العلم ويحتاج لكثرة الممارسة حتى يتحصل على ملكة الحكم على الأحاديث والرواة والله الموفق
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 02:39 م]ـ
العلماء يفرقون بين أحاديث الأحكام وأحاديث الفضائل والسير ونحوها، فأحاديث الأحكام تحتاج إلى راو ثقة يحتج به، وأما في الفضائل والسير فقد يقبل من هو دونه ممن لايحتج به في الأحكام.
.
الشيخ الحبيب جزاك الله خيراً , ورجاء أن تصبر على أخيك لآنه دوماً يتعلم منكم الكثير.
كيف الجمع بين هذا الكلام وبين كلام الشيخ الألباني رحمه الله معلقاً على النووي رحمه الله فقال: ثم عن ما ذكره من الاتفاق على العمل بالحديث الضعيف في فضائل
الأعمال ليس كذلك فإن من العلماء من لا يعمل بالحديث الضعيف مطلقا لا في الأحكام
ولا في الفضائل
وقد حكى ذلك ابن سيد الناس في (عيون الأثر) عن يحيى بن معين
ونسبه في (فتح المغيب) لأبي بكر بن العربي.
قال العلامة جمال الدين القاسمي في (قواعد التحديث في مصطلح الحديث):
(والظاهر أن مذهب البخاري ومسلم ذلك أيضا يدل عليه شرط البخاري في (صحيحه)
وتشنيع الإمام مسلم على رواة الضعيف المتفق على ضعفه كما أسلفنا.
وهذا مذهب ابن حزم رحمه الله أيضا حيث قال في (الملل والنحل).انتهى
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[08 - 11 - 07, 03:08 م]ـ
ليت الأخ أبو رحمة السلفي يتعظ بهذا الكلام لا عيب أن تكون مبتدأ في هذا العلم الشريف وتخطىء وتصيب ولكن العيب أن تكابر ولا ترجع عن أخطاءك وأنا أنصح الأخ أبو رحمة السلفي أن يتعلم جيدا ما وضحه لنا شيخنا أبو محمد الألفي لأنه من الواضح أنه مازال مبتدأ في هذا العلم ويحتاج لكثرة الممارسة حتى يتحصل على ملكة الحكم على الأحاديث والرواة والله الموفق
أخي الفاضل لا داعي لهذه اللهجة الحادة , فالأخ أبو رحمة إنما استشكل التفرد عن أحد الثقات الأثبات و له تلاميذ كثير من الثقات الأثبات و هذا بالفعل قد يكون سبب للتعليل و لكنه ليس بلازم كما أوضحت في ردي السابق , و أظن أنه لا يرد التفرد مطلقا لمجرد التفرد كما فهم الشيخ الألفي , و الله أعلم.
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 03:15 م]ـ
وَالْمُبْتَدِئ فِي عِلْمِ الاصْطَلاحِ يَعْلَمُ أَنَّهُ: لَيْسَ مِنْ شُرُوطِ قَبُولِ الْخَبَرِ تَعَدُّدُ الرُّوَاةِ فِي كُلِّ طَيَقَةٍ مِنْ طَبَقَاتِ الرِّوَايَةِ، وَيَحْفَظُ عَنْ ظَهْرِ فَلْبٍ
.
الشيخ الكريم أبا محمد جزاك الله خيراً
من الذي اشترط تعدد الرواة في كل طبقة لكي يصبح الحديث صحيحاً؟؟
فالذي أقصده بارك الله فيك أن الراوي قد يكون ثقة ويحكم على حديثه بالشذوذ كما تعلم وقد يكون صدوقاً ويحكم عليه بالنكارة كما قال الذهبي رحمه الله (وقد يعد مفرد الصدوق منكر).
وجزاكم الله خيراً.
¥(35/335)
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 08:54 م]ـ
وقال النووي في الأذكار ذكر الفقهاء والمحدثون أنه يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف مالم يكن موضوعا وأما الأحكام كالحلال والحرام والمعاملات فلا يعمل فيها إلا بالحديث الصحيح والحسن إلا أن يكون في احتياط في شيء من ذلك كما إذا ورد حديث ضعيف بكراهة بعض البيوع أو الأنكحة فإن المستحب أن يتنزه عن ذلك ولكن لا يجب وخالف ابن العربي المالكي في ذلك فقال إن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقا
(الحطة في الصحاح الستة ص 133)
قال الشيخ تقي الدين القشيري في شرح الإلمام يعمل به فيما ذكر من الفضائل ونحوها إذا كان ثم أصل شاهد لذلك كاندراجه في عموم أو قاعدة كلية وأما في غير ذلك فلا يحتج به
المقنع ص 22)
وذلك كالقصص وفضائل الأعمال والمواعظ وغيرها (مما لا تعلق له بالعقائد والأحكام) ومن نقل عنه ذلك: ابن حنبل وابن مهدي وابن المبارك، قالوا: إذا روينا في الحلال والحرام شددنا وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا.
(تدريب الراوي (1\ 231))
والله أعلم(35/336)
حديث: من أكل طعاماً فقال الحمد لله ..
ـ[بو الوليد]ــــــــ[10 - 10 - 02, 03:00 م]ـ
عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أكل طعاما ثم قال الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن لبس ثوبا فقال الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر).
أخرجه أبو داود (4023)
والترمذي (3458)
وابن ماجه (3285)
والإمام أحمد (15670)
والحاكم (7409)
وأبو يعلى في مسنده (1488)
والطبراني في الكبير (389)
كلهم من طريق أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ عن أبيه به.
وهذا إسناد ضعيف؛ للين أبي مرحوم، وضعف سهل بن معاذ؛ قال عنه يحيى بن معين: ضعيف.
وقال ابن حبان في المجروحين: منكر الحديث جداً فلست أدري أوقع التخليط في حديثه منه أو من زبان بن فايد فإن كان من أحدهما فالأخبار التي رواها أحدهما ساقطة وإنما اشتبه هذا لأن راويها عن سهل بن معاذ زبان بن فائد إلا الشيء بعد الشيء. انتهى.
وقال الذهبي في الكاشف: ضُعِّف.
قلت: هذه العبارة يقولها الذهبي فيمن لم يجد له توثيقاً معتبراً.
وقول ابن حبان إلا الشئ بعد الشئ يدل على وجود النكارة في حديثه حتى من غير طريق زبان، وقد حاولت أن أتتبع رواية سهل من غير طريق زبان فما وجدت من أحاديثه إلا الشئ اليسير مع التفرد به، والله أعلم.
وقال المزي في التهذيب: لين الحديث.
وضعفه المنذري.
والزيلعي في نصب الراية.
وقد روى هذا الحديث السري بن خزيمة كما عند الحاكم عن ابن يزيد المقرئ عن يحيى بن أيوب عن أبي مرحوم به!!
إلا أن هذا وهم؛ فقد رواه الإمام أحمد والبخاري وغيرهما عن المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب، فقد يكون تصحف الإسم على السري، والله أعلم.
وقد توبع أبو مرحوم عليه عن سهل؛ أخرجه الطبراني في مسند الشاميين من طريق الوليد بن الوليد العنسي عن ابن ثوبان به عن سهل.
وابن ثوبان هذا أظنه الحسن بن ثوبان المصري، وهو صدوق.
وهذه متابعة غريبة؛ في صحتها نظر!!
ومع ذلك يبقى الحديث ضعيفاً لتفرد سهل به، وحاله كما علمت،،،
وقال عنه الترمذي: حسن غريب.
والله اعلم.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[10 - 10 - 02, 06:08 م]ـ
أخي بو الوليد هداك الله إلي كل خير
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالي في (معرفة الخصال المكفرة) (ص 74 - 75): هذا إسناد حسن، سهل بن معاذ بن أنس الجهني المصري تابعي مشهور صدوق، وأبو مرحوم، اسمه عبد الرحيم بن ميمون المصري، قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال النسائي: أرجو أنه لا بأس به.
قلت: وقال عنه ابن حبان رحمه الله في (مشاهير علماء الأمصار) (1/ 189): عبد الرحيم بن ميمون أبو مرحوم من جلة أهل مصر وكان يهم في الأحايين.
وسهل بن معاذ بن أنس الجهني:
قال عنه ابن حبان رحمه الله في (مشاهير علماء الأمصار) (1/ 120): سهل بن معاذ بن أنس الجهني من خيار أهل مصر وكان ثبتاً وإنما وقعت المناكير في أخباره من جهة زبان بن فائد.
وقال العجلي في (الثقات) (1/ 440): مصري تابعي ثقة.
ـ[النسائي]ــــــــ[10 - 10 - 02, 10:08 م]ـ
لفظ (وما تأخر) ليست عند أحمد ولا الترمذي ولا ابن ماجه ولا مسند الشاميين ولا عندالبخاري في التاريخ ولاعند ابي يعلى.
قال ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار (كان يهم في الأحايين)
ولعل من قبل الحديث كونه في الرقائق والأذكار
قال الحافظ ابن رجب في شرح علل الترمذي: رخص كثير من الأئمة في رواية الأحاديث الرقاق ونحوها عن الضعفاء منهم ابن مهدي وأحمد بن حنبل. قال ابن معين في موسى بن عبيدة: يكتب حديثه في الرقائق اهـ
والله اعلم
ـ[بو الوليد]ــــــــ[11 - 10 - 02, 12:02 ص]ـ
الأخ أبو نايف ..
جزاك الله خيراً، فقد زلت يدي بقولي مجهول، والصحيح أن فيه لين.
وأنا أتراجع عن قولي، ولعلي أحرره من هناك.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[11 - 10 - 02, 12:30 ص]ـ
بالنسبة لسهل بن معاذ فالذي يتبين لي أنه ضعيف، وقد ضعفه إمام الجرح والتعديل ابن معين، وقال الذهبي في الكاشف: ضعف.
وجرحه ابن حبان في المجروحين، فقال:
منكر الحديث جداً .. ثم كر التفصيل السابق عنه.
وقال في المغني: ضعفه ابن معين، ولم يترك.
فهذا شبه تصريح من الذهبي بضعفه.
وضعفه المنذري.
وقال المزي في التهذيب: لين الحديث.
ولا تعارض أقوال هؤلاء؛ وخصوصاً ابن معين، بقول لابن حبان له ما يخالفه، وبتوثيق العجلي؟!!.
ومن تتبع حديثه علم أنه لا يشبه حديث الثقات.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[12 - 10 - 02, 07:27 م]ـ
وكذلك وجدت الزيلعي في نصب الراية ضعفه.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[12 - 01 - 09, 06:22 م]ـ
هل الحديث بالزيادة ضعيف و بغيرها يصح
¥(35/337)
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[03 - 05 - 09, 01:01 ص]ـ
وقد روى هذا الحديث السري بن خزيمة كما عند الحاكم عن ابن يزيد المقرئ عن يحيى بن أيوب عن أبي مرحوم به!!
إلا أن هذا وهم؛ فقد رواه الإمام أحمد والبخاري وغيرهما عن المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب، فقد يكون تصحف الإسم على السري، والله أعلم.
أقول: بل هو يحيى بن أيوب.
قال البيهقي في الآداب:
(522 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا بكر بن محمد بن حمزان الصيرفي، حدثنا عبد الصمد بن الفضل، حدثنا عبد الله بن يزيد المقري، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني أبو مرحوم، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: من أكل طعاما ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن لبس ثوبا، فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
وأخبرنا به شيخنا أبو عبد الله في موضع آخر دون قوله: وما تأخر) اه.
وعبد الصمد بن الفضل تلميذ ابن المقرئ لم أهتد إلى ترجمة واضحة له.
فقول بو الوليد: (إلا أن هذا وهم) فغير صحيح؛ فإن يحيى بن أيوب مصري من الرواة عن أبي مرحوم، انظر (تهذيب الكمال 31/ 234).
ولا يفرح بهذه المتابعة أيضًا فمدارها على أبي مرحوم.
وقد توبع أبو مرحوم عليه عن سهل؛ أخرجه الطبراني في مسند الشاميين من طريق الوليد بن الوليد العنسي عن ابن ثوبان به عن سهل.
إنما المتابعة المُشار إليها من الأخ بو الوليد هي في لفظة: (من لبس ثوبا فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر الله له ما تقدم من ذنبه)، وليست في اللفظة التي قبلها: (من أكل طعاما ثم قال: الحمد لله ... ).
وابن ثوبان هذا أظنه الحسن بن ثوبان المصري، وهو صدوق.
وهذه متابعة غريبة؛ في صحتها نظر!!
إنما كان فيها نظر؛ لأن ابن ثوبان ليس كما ظنه الأخ بو الوليد، فإن الوليد بن الوليد العنسي دمشقي قدِم الرقة، وابن ثوبان هذا هو مصري الذي ظنه الأخ بو الوليد وقد أشار إلى أنه مصري، قال ابن يونس: توفي في شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة (145ه)، والصواب أن شيخ الوليد هو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي الدمشقي:
لأمور: 1 - قال ابن أبي حاتم: الوليد بن الوليد العنسي القلانسي الدمشقي. قدمَ الرقةَ. روى عن: ابن ثوبان، وسعيد بن بشير.
2 - سعيد بن بشير هذا هو الأزدي الدمشقي. قال في تهذيب الكمال (10/ 349): (روى عنه: ... والوليد بن الوليد القلانسي ... ).
3 - عند الرجوع إلى ترجمة عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي الدمشقي في تهذيب الكمال (17/ 14) نرى: (روى عنه: ... والوليد بن الوليد القلانسي ... ). فهو يروي عن الشاميين ولا رواية له عن مصري، وهل له رواياتٌ عن البَصْريينَ؟ لا أَدري.
قالَ أبو بكرٍ المكي:
وله شاهد عند الدارقطني في " غرائب مالك "، فقد قال فيه:
{«من طبخ طعاماً أو شرب شراباً فقال: " الحمد لله الذي أطعمني وسقاني وكساني ولا حول مني ولا قوة " لا يستقر ذلك الطعام والشراب في جوفه ولا ذلك الثوب حتى يبلغ كعبيه حين يلبسه حتى يغفر الله له».
أخبرني علي بن إبراهيم العزيزي، ثنا أحمد بن موسى بن معقل الرازي، ثنا سليمان بن سلمة، ثنا سعيد بن موسى، ثنا مالك (ح).
وحدثني عمر بن محمد بن أحمد المالكي، ثنا الحسن بن أحمد بن المبارك الطوسي، ثنا أحمد بن عمار بن خالد الواسطي، ثنا سعيد بن داود الزنبري، ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر رَفَعَهُ.
هذا باطل ولا يصح عن سعيد الزنبري، والحسن بن أحمد الطوسي ضعيف، وسليمان وسعيد بن موسى ضعيفان} اه.
بواسطة (لسان الميزان 2/ 193ط. الهندية، أو 3/ 24 - 25 ط. مكتبة المطبوعات الإسلامية - حلب، بتحقيق الشيخ عبد الفتاح).
ولا يُفرح بهذا الشاهد، وفيه ما فيه.
جزاك الله خير يا أخي (بو الوليد).
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[03 - 05 - 09, 09:52 م]ـ
أود أن أنبه إلى خطأ في الكتابة:
قال البيهقي في الآداب:
(522 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا بكر بن محمد بن حمزان الصيرفي، حدثنا عبد الصمد بن الفضل، حدثنا عبد الله بن يزيد المقري، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني أبو مرحوم، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: من أكل طعاما ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن لبس ثوبا، فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
وأخبرنا به شيخنا أبو عبد الله في موضع آخر دون قوله: وما تأخر) اه.
هذا لا علاقة له بما تكلمتُ عنه في الفقرة الأولى.
وأنما كنت أريد نقله في النهاية من باب الفائدة.
¥(35/338)
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[19 - 12 - 09, 05:00 م]ـ
ثم وقفت على كلام الشيخ الألباني - رحمه الله - فقال:
1989 - (حديث معاذ بن أنس الجهني مرفوعا: "من أكل طعاما فقال: الحمد لله
الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من
ذنبه" رواه ابن ماجه.
حسن.
أخرجه ابن ماجه (3285)
وكذا أبو داود (4523)
والترمذي (2/ 257)
والبخاري في (التاريخ الكبير) (4/ 1 / 360/ 1557)
والحاكم (1/ 507 و 4/ 192)
وابن السنى (461)
وأحمد (3/ 439)
من طريق أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه به.
وقال الترمذي: (حديث حسن غريب).
وقال الحاكم: (صحيح الإسناد).
وتعقبه الذهبي بقوله: (أبو مرحوم ضعيف).
وأورده في (الضعفاء) وقال: (ضعفه يحيى بن معين).
قلت: قد ضعفه أيضا أبو حاتم فقال: (يكتب حديثه ولا يحتج به).
وقال النسائي: أرجو أنه لا بأس به.
وذكره ابن حبان في (الثقات) (2/ 184).
وقال الحافظ في (التقريب): (صدوق، زاهد).
قلت: فمثله يتردد النظر بين تحسين حديثه، وتضعيفه، ولعل الأول أقرب إلى الصواب، لأن الذين ضعفوه، لم يفسروه، ولم يبنوا سبب ضعفه.
والله أعلم.
من إرواء الغليل
وقال الإمام أبو يعلى - رحمه الله - في (المفاريد):
حدثنا أبو الربيع الزهراني وأبو عبد الله بن الدورقي قالا حدثنا عبد الله بن يزيد قال ثنا سعيد بن أبي أيوب قال حدثني أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه. ومن لبس ثوبا فقال الحمد لله الذي أكساني كل هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه)
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[19 - 12 - 09, 05:26 م]ـ
وقول الترمذي: (حسن غريب) موجود في نسخة الكروخي (ص236).
وقال د. محمد بن عبد الكريم بن عبيد في كتابه (تخريج الأحاديث المرفوعة المسندة في كتاب التاريخ الكبير 3/ 1258): درجة الحديث: إسناده حسن.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[19 - 12 - 09, 05:48 م]ـ
وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق [17/ 191]: ([2063]- داود بن الوسيم بن أيوب بن سليمان أبو سليمان البوشنجي ... ).
ثم قال [17/ 192 - 193] (أخبرنا أبو سعد منصور بن علي بن عبد الرحمن الحجري ببوشنج أنبأ أبو منصور أسعد بن عبد المجيد البوشنجي أنا الخطيب أبو الحسين أحمد بن محمد بن منصور العالي أنا أبو عبد الله محمد بن النيرجاني وأبو القاسم منصور بن العباس الفقيه قالا نا أبو سليمان داود بن الوسيم بن أيوب بن سليمان ... ).
( ... قال: ونا داود بن الوسيم نا أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد الدمشقي نا الوليد بن الوليد نا ابن ثوبان عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي رزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه ومن لبس ثوبا فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه).
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[19 - 12 - 09, 05:49 م]ـ
وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق [17/ 191]: ([2063]- داود بن الوسيم بن أيوب بن سليمان أبو سليمان البوشنجي ... ).
ثم قال [17/ 192 - 193] (أخبرنا أبو سعد منصور بن علي بن عبد الرحمن الحجري ببوشنج أنبأ أبو منصور أسعد بن عبد المجيد البوشنجي أنا الخطيب أبو الحسين أحمد بن محمد بن منصور العالي أنا أبو عبد الله محمد بن النيرجاني وأبو القاسم منصور بن العباس الفقيه قالا نا أبو سليمان داود بن الوسيم بن أيوب بن سليمان ... ).
( ... قال: ونا داود بن الوسيم نا أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد الدمشقي نا الوليد بن الوليد نا ابن ثوبان عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي رزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه ومن لبس ثوبا فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه).
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[19 - 12 - 09, 05:51 م]ـ
وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق [17/ 191]: ([2063]- داود بن الوسيم بن أيوب بن سليمان أبو سليمان البوشنجي ... ).
ثم قال [17/ 192 - 193] (أخبرنا أبو سعد منصور بن علي بن عبد الرحمن الحجري ببوشنج أنبأ أبو منصور أسعد بن عبد المجيد البوشنجي أنا الخطيب أبو الحسين أحمد بن محمد بن منصور العالي أنا أبو عبد الله محمد بن النيرجاني وأبو القاسم منصور بن العباس الفقيه قالا نا أبو سليمان داود بن الوسيم بن أيوب بن سليمان ... ).
( ... قال: ونا داود بن الوسيم نا أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد الدمشقي نا الوليد بن الوليد نا ابن ثوبان عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قال: من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي رزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه ومن لبس ثوبا فقال الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه).(35/339)
الأثر المروي عن عمر رضي الله عنه أنه كان يلعن من سأل عما لم يكن
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[12 - 10 - 02, 09:24 ص]ـ
جائني هذا السؤال
((ممكن .. هل هذا صحيح أم باطل؟؟؟
* في سنن الدارمي:1/ 50:
(أخبرنا) مسلم بن ابراهيم ثنا حماد بن زيد المنقري حدثنى ابي قال:
جاء رجل يوما إلى ابن عمر فسأله عن شئ لا أدري ما هو؟
فقال له ابن عمر: لا تسأل عما لم يكن،
فإني سمعت عمر بن الخطاب يلعن من سأل عما لم يكن)) انتهى
الجواب:
هذا الأثر لايصح والله أعلم
وقد وقع تحريف في هذا الإسناد في اسم والد حماد حيث جاء في المطبوعة (حماد بن زيد) والصواب حماد بن يزيد بن مسلم كما جاء في مطبوعة مسند الدارمي (1/ 242) بتحقيق الداراني وحماد ووالده لايوجد فيهم توثيق معتبر
وجاء من طريق آخر عن جرير عن ليث عن مجاهدعن عمر رضي الله عنه عند أبي خيثمة في العلم (144) والخطيب في الفقيه والمتفقه و ابن عبدالبر في جامع بيان العلم (2/ 1067) وإسناده ضعيف ليث بن أبي سليم ضعيف، وفيه انقطاع بين مجاهد وعمر
وقد رواه شريك عن ليث عن نافع عن ابن عمر كما عند الخطيب في الفقيه والمتفقه وهو وهم من شريك
فلا يصح هذا الأثر عن عمر رضي الله عنه
والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 10 - 02, 09:28 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ويبدو أن الأخت الفاضلة قد أرسلت السؤال إلى أكثر من واحد. ولو طرحت هذا كسؤال هنا، لوفر علينا تكرار التخريج.
بالمناسبة حتى لو فرضنا جدلاً عدم حصول التحريف، يبقى زيد بن درهم مجهولاً، لم يرو عنه إلا ابنه حماد. عدى أنه لا يعرف له سماعٌ من عمر.(35/340)
هل وقف أحدكم على تخريج حديث (لا شفعة في فناء ..
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[13 - 10 - 02, 09:26 ص]ـ
السلام عليكم
هل وقف أحدكم على تخريج حديث (لا شفعة في فناء ولا طريق ولا منقبة)؟ والحديث أورده البهاء المقدسي في العدة وقال: رواه أبو الخطاب في رؤوس المسائل. انتهى،وليست عندي الطبعة المخرجة الأحاديث من العدة، وبحثت عنه فلم أجده
فجزى الله خيرا من أفادني بسنده أو بتخريجه
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 10 - 02, 05:30 م]ـ
قال أبو عمر: عندي الطبعة المنسوب تحقيقها إلى الشيخ: عبدالله بن عبدالمحسن التركي، في جزئين.
وقد عزا هذا الحديث في الحاشية إلى أبي عبيد في غريبه (3/ 121).
ـ[النسائي]ــــــــ[13 - 10 - 02, 06:37 م]ـ
ذكر ه ابن الجوزي قال: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن أنبأ أبو علي بن شاذان ثنا دعلج ثنا محمد بن علي بن زيد قال ثنا سعيد بن منصور حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد حدثني محمد بن عمارة أن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال خطب عمر الناس فقال لا شفعة في بئر ولا نخل
وقد روى أصحابنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا شفعة في فناء لا طريق ولا منقبة.
قال صحب تنقيح التحقيق ــ ابن عبدالهادي ــ لكن هذا الأثر منقطع وهو مشهور عن عثمان قال الإمام أحمد: ثنا ادريس عن محمد بن عمارة عن أبي بكر بن عمر بن حزم عن أبان بن عثمان عن عثمان
قال: لا شفعة في بئر ولا نخل. اهـ
تنقيح التحقيق 3/ 60
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[13 - 10 - 02, 07:32 م]ـ
الأخوين الكريمين السمرقندي والنسائي جزاكما الله خيرا
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 10 - 02, 07:55 م]ـ
تنبيه: الأثر الذي قال عنه اين عبدالهادي: إنه منقطع هو خبر عثمان بن عفَّان، لا ما سأل عنه الأخ: أبو خالد.
وهذا ظاهر؛ إنما أردت التنبيه.
وقد ذكره أيضاً: ابن قدامة في المغني وابن مفلح في المبدع وغيرهما من مصنفي الحنابلة، وكلهم يعزوه إلى أبي الخطاب في رؤوس المسائل؛ كفعل أبي الخطاب.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[13 - 10 - 02, 09:13 م]ـ
أخي السمرقندي
جزاك الله خيرا، فبالفعل أثر عثمان قد وقفت عليه أيضا عند البيهقي وفي سنده ضعف، ولكني كنت أسأل عن الحديث المرفوع، ولا سيما أنه معارض بحديث آخر وهو (الشفعة في كل شيء) وهو حديث يمكن تحسينه بطرقه، رواه البيهقي والطحاوي، وقال في الفتح لا بأس به(35/341)
هل وقف أحدكم على تخريج حديث (لا شفعة في فناء ..
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[13 - 10 - 02, 09:26 ص]ـ
السلام عليكم
هل وقف أحدكم على تخريج حديث (لا شفعة في فناء ولا طريق ولا منقبة)؟ والحديث أورده البهاء المقدسي في العدة وقال: رواه أبو الخطاب في رؤوس المسائل. انتهى،وليست عندي الطبعة المخرجة الأحاديث من العدة، وبحثت عنه فلم أجده
فجزى الله خيرا من أفادني بسنده أو بتخريجه
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 10 - 02, 05:30 م]ـ
قال أبو عمر: عندي الطبعة المنسوب تحقيقها إلى الشيخ: عبدالله بن عبدالمحسن التركي، في جزئين.
وقد عزا هذا الحديث في الحاشية إلى أبي عبيد في غريبه (3/ 121).
ـ[النسائي]ــــــــ[13 - 10 - 02, 06:37 م]ـ
ذكر ه ابن الجوزي قال: أنبأنا عبد الوهاب الحافظ أنبأ أبو طاهر أحمد بن الحسن أنبأ أبو علي بن شاذان ثنا دعلج ثنا محمد بن علي بن زيد قال ثنا سعيد بن منصور حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد حدثني محمد بن عمارة أن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال خطب عمر الناس فقال لا شفعة في بئر ولا نخل
وقد روى أصحابنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا شفعة في فناء لا طريق ولا منقبة.
قال صحب تنقيح التحقيق ــ ابن عبدالهادي ــ لكن هذا الأثر منقطع وهو مشهور عن عثمان قال الإمام أحمد: ثنا ادريس عن محمد بن عمارة عن أبي بكر بن عمر بن حزم عن أبان بن عثمان عن عثمان
قال: لا شفعة في بئر ولا نخل. اهـ
تنقيح التحقيق 3/ 60
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[13 - 10 - 02, 07:32 م]ـ
الأخوين الكريمين السمرقندي والنسائي جزاكما الله خيرا
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[13 - 10 - 02, 07:55 م]ـ
تنبيه: الأثر الذي قال عنه اين عبدالهادي: إنه منقطع هو خبر عثمان بن عفَّان، لا ما سأل عنه الأخ: أبو خالد.
وهذا ظاهر؛ إنما أردت التنبيه.
وقد ذكره أيضاً: ابن قدامة في المغني وابن مفلح في المبدع وغيرهما من مصنفي الحنابلة، وكلهم يعزوه إلى أبي الخطاب في رؤوس المسائل؛ كفعل أبي الخطاب.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[13 - 10 - 02, 09:13 م]ـ
أخي السمرقندي
جزاك الله خيرا، فبالفعل أثر عثمان قد وقفت عليه أيضا عند البيهقي وفي سنده ضعف، ولكني كنت أسأل عن الحديث المرفوع، ولا سيما أنه معارض بحديث آخر وهو (الشفعة في كل شيء) وهو حديث يمكن تحسينه بطرقه، رواه البيهقي والطحاوي، وقال في الفتح لا بأس به(35/342)
تخريج حديث لا نكاح إلا بولي
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 10 - 02, 07:44 ص]ـ
أخرج أبو داود والترمذي وأبو حنيفة وغيرهم بإسنادٍ صحيحٍ متصل عن أبي موسى الأشعري ? أن رسول الله ? قال: «لا نكاح إلا بولي». وهذا صححه البخاري، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، والذّهلي، وابن حبان، والحاكم، وغيرهم. وهو على شرط البخاري ومسلم.
وروى ابن جريج عن سليمان بن موسى الأموي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله ?: «أيما امرأة نكحت بغير إذن مواليها فنكاحها باطل. ثلاث مرات. فإن دخل بها فالمهر لها بما أصاب منها. فإن تشاجروا، فالسلطان ولي من لا ولي له». سليمان بن موسى: وثقه بعضهم، ووثقه ابن معين عن الزهري. لكن قال عنه أبو حاتم: «في حديثه بعض الاضطراب». وقال البخاري: «عنده مناكير». وقال النسائي: «ليس بالقوي في الحديث». وقال ابن حجر: «فيه لين». فتفرد هذا بالرواية عن الزهري غير مقبول أبداً. فأين ذهب أصحاب الزهري الثقات في حديثٍ من أهمّ الأحاديث التي تُروى في النكاح والتي يحتاج إليها الناس؟ عدا أن سماعه من الزهري –لهذا الحديث– فيه خلاف.
قال أبو حاتم كما في العلل لإبنه (1\ 408): سألت احمد بن حنبل عن حديث سليمان ابن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي ? قال: "لا نكاح إلا بولي". وذكرت له حكاية ابن عليّة، فقال: «كتب ابن جريج مدونة فيها أحاديثه من حدث عنهم: "ثم لقيت عطاءً، ثم لقيت فلاناً". فلو كان محفوظاً عنه، لكان هذا في كتبه ومراجعاته». انتهى. وقيل أنه لم يتفرد، بل تابعه حجاج بن أرطأة، لكنه ضعيف مدلس ولم ير الزهري أصلاً باعترافه، كما في التهذيب. وتابعه جعفر بن ربيعة، لكن قال عنه أبو داود: «لم يسمع من الزهري». فرجع الحديث إلى ابن موسى! ولذلك اكتفى الترمذي بتحسينه، وهذا دلالة ضعف سنده.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 10 - 02, 09:03 ص]ـ
(صححه البخاري،)
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يخرجه في كتابه في الصحيح؟
وهذا سؤال منطفي جدا
ولم يخرجه مسلم
؟
ولايقال ان البخاري ما شترط ايراد كل صحيح عنده الخ ذلك الكلام
لان البخاري بوب باب كامل في هذا الشان ولو كان هذا الحديث على شرطه في الصحيح لاورده
وكذا مسلم وكما هو معروف فشرط مسلم اقل من شرط البخاري ومع ذلك لم يورده
وهذا امر مشكل لدي
ودائما اتذكر كلام الحاكم في علوم الحديث
وهذه مسائل مهمة
ومسالة اخرى وهي الفرق بين الحديث الذي صححه البخاري في الصحيح وبين الحديث الذي صححه خارج الصحيح
فالذي اورده في الصحيح موصولا مسندا فهو صحيح على شرطه
والذي صححه خارج الصحيح فان ذلك ليس من شرطه في الصحيح
ومعلوم ان شرطه في الصحيح من اقوى الشروط واكثرها قوة
ولهذا اعتمد المسلمون كتابه
فكتابه يعبر عن راي جمهور المحدثين
فهو لايصحح الاحاديث التي وقع فيها الاختلاف
غالبا
والله اعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 10 - 02, 09:20 ص]ـ
لعله لم يخرجه في صحيحه لأنه متفق على معناه بين الفقهاء. لا تقل لي الأحناف، فقد رواه أبو حنيفة عن أبي إسحاق موصولاً. فهو عندهم حديث صحيح. لكن الخلاف هو حول فهم النصوص. إنظر كلام الطحاوي عن معنى الحديث.
هذا والله أعلم. لكن ألم يترك البخاري ومسلم أحاديث من صحيفة همام بن منبه رغم أنهما أخرجا بعضها؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 10 - 02, 09:23 ص]ـ
اخي احاديث صحيفة همام ليست التي في الاحكام
اما هذا فحديث في الاحكام
وترك البخاري اياه يدل على انه ليس على شرطه في الصحيح
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 10 - 02, 09:32 ص]ـ
قال الطحاوي
(واحتج أهل المقالة الأولى أيضا لقولهم , بما حدثنا إبراهيم بن مرزوق , قال: ثنا عثمان بن عمر , وحدثنا أبو بكرة ومحمد بن خزيمة , قالا: ثنا عبد الله بن رجاء , قال: أخبرنا إسرائيل , عن أبي إسحاق , عن أبي بردة , عن أبيه , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {لا نكاح إلا بولي} (أي إلا بإذنه). فكان من الحجة عليهم في ذلك أن هذا الحديث , على أصلهم أيضا , لا تقوم به حجة وذلك أن من هو أثبت من إسرائيل , وأحفظ منه , مثل سفيان وشعبة , قد رواه عن أبي إسحاق منقطعا. حدثنا إبراهيم بن مرزوق , قال: ثنا وهب بن جرير , قال: ثنا شعبة , عن أبي إسحاق , عن أبي بردة , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {لا نكاح إلا بولي}. حدثنا
¥(35/343)
ابن مرزوق قال: ثنا أبو عامر قال: ثنا سفيان الثوري , عن أبي إسحاق , عن أبي بردة , عن النبي صلى الله عليه وسلم , مثله. فصار أصل هذا الحديث عن أبي بردة , عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم , برواية شعبة وسفيان , وكل واحد منهما - عندهم - حجة على إسرائيل , فكيف إذا اجتمعا جميعا. فإن قالوا: فإن أبا عوانة قد رواه مرفوعا , كما رواه إسرائيل. وذكروا في ذلك , ما حدثنا فهد قال: ثنا أبو غسان قال: ثنا إسرائيل وأبو عوانة. ح. وحدثنا صالح بن عبد الرحمن قال: ثنا سعيد بن منصور قال: ثنا أبو عوانة. ح. وحدثنا أحمد بن داود قال: ثنا أبو الوليد قال: ثنا أبو عوانة , عن أبي إسحاق , عن أبي بردة , عن أبي موسى , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {لا نكاح إلا بولي}. قيل لهم: قد روي عن أبي عوانة هذا كما ذكرتم , ولكنا نظرنا في أصل ذلك , فإذا هو عن أبي عوانة , عن إسرائيل , عن أبي إسحاق , فرجع حديث أبي عوانة أيضا إلى حديث إسرائيل. حدثنا بذلك أبو أمية قال: ثنا المعلى بن منصور الرازي قال: ثنا أبو عوانة , عن إسرائيل , عن أبي إسحاق فذكر بإسناده مثله. فانتفى بذلك أن يكون , عند أبي عوانة في هذا , عن أبي إسحاق , شيء. فإن قالوا: فإنه قد رواه قيس بن الربيع , عن أبي إسحاق أيضا , كما رواه إسرائيل وذكروا في ذلك ما حدثنا فهد قال: ثنا محمد بن الصلت الكوفي. ح. وحدثنا أحمد بن داود قال: ثنا أبو الوليد قالا: ثنا قيس بن الربيع , عن أبي إسحاق , عن أبي بردة , عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {لا نكاح إلا بولي} قيل لهم: صدقتم , قد رواه قيس كما ذكرتم , وقيس - عندهم - دون إسرائيل , فإذا انتفى أن يكون إسرائيل مضادا لسفيان ولشعبة , كان قيس أحرى أن لا يكون مضادا لهما فإن قالوا: فإن بعض أصحاب سفيان قد رواه عن سفيان مرفوعا , كما رواه إسرائيل وقيس , وذكروا في ذلك ما حدثنا يزيد بن سنان قال: ثنا أبو كامل قال: ثنا بشر بن منصور , عن سفيان , عن أبي إسحاق , عن أبي بردة , عن أبي موسى , عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال {لا نكاح إلا بولي} قيل لهم: قد صدقتم , قد روى هذا بشر بن منصور , عن سفيان كما ذكرتم , ولكنكم لا ترضون من خصمكم بمثل هذا إن احتجوا عليه بما رواه أصحاب سفيان أو أكثرهم عنه , على معنى , ويحتج هو عليكم بما رواه بشر بن منصور , عن سفيان , بما يخالف ذلك المعنى , وتعدون المحتج عليكم بمثل هذا جاهلا بالحديث , فكيف تسوغون أنفسكم على مخالفكم ما لا يسوغونه عليكم؟ إن هذا لجور بين وما كلامي في هذا إرادة منى الإزراء على أحد ممن ذكرت , ولا أعد مثل هذا طعنا. ولكني أردت بيان ظلم هذا المحتج , وإلزامه من حجة نفسه ما ذكرت , ولكني أقول: إنه لو ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال {لا نكاح إلا بولي} لم يكن فيه حجة لما قال الذين احتجوا به لقولهم في هذا الباب ; لأنه قد يحتمل معاني. فيحتمل ما قال هذا المخالف لنا إن ذلك الولي هو أقرب العصبة إلى المرأة. ويحتمل أن يكون ذلك الولي , من توليه المرأة من الرجال , قريبا كان منها أو بعيدا. وهذا المذهب يصح به قول من يقول: لا يجوز للمرأة أن تتولى عقد نكاح نفسها , وإن أمرها وليها بذلك , ولا عقد نكاح غيرها , ولا يجوز أن يتولى ذلك إلا الرجال. وقد روي عن عائشة رضي الله تعالى عنها مثل ذلك. حدثنا محمد بن خزيمة قال: ثنا يوسف بن عدي قال: ثنا عبد الله بن إدريس , عن ابن جريج , عن عبد الرحمن بن القاسم , عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها أنكحت رجلا من بني أخيها جارية من بني أخيها فضربت بينهما بستر ثم تكلمت , حتى إذا لم يبق إلا النكاح , أمرت رجلا فأنكح , ثم قالت: (ليس إلى النساء النكاح). ويحتمل أيضا قوله {لا نكاح إلا بولي} أن يكون الولي هو الذي إليه ولاية البضع من والد الصغيرة , أو مولى الأمة أو بالغة حرة لنفسها. فيكون ذلك على أنه ليس لأحد أن يعقد نكاحا على بضع الأولى , ذلك البضع , وهذا جائز في اللغة , قال الله تعالى {فليملل وليه بالعدل}. فقال قوم: ولي الحق , هو الذي له الحق , فإذا كان من له الحق يسمى وليا , كان من له البضع أيضا يسمى وليا له. فلما احتمل ما روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله {لا
¥(35/344)
نكاح إلا بولي} هذه التأويلات , انتفى أن يصرف إلى بعضها دون بعض , إلا بدلالة تدل على ذلك , إما من كتاب وإما من سنة , وإما من إجماع واحتج الذين قالوا " لا نكاح إلا بولي " لقولهم أيضا , بما حدثنا فهد , قال: ثنا محمد بن سعيد , قال: أخبرنا شريك. ح وحدثنا فهد , قال: ثنا الحماني , قال: ثنا شريك , عن سماك بن حرب , عن ابن أخي معقل , {عن معقل بن يسار أن أخته كانت تحت رجل , فطلقها , ثم أراد أن يراجعها , فأبى عليه معقل , فنزلت هذه الآية {فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف}}. قالوا: فلما أمر الله تعالى وليها بترك عضلها دل ذلك أن إليه عقد نكاحها وكان ذلك - عندنا - قد يحتمل ما قالوا , ويحتمل غير ذلك. يحتمل أن يكون عضل معقل كان تزهيده لأخته في المراجعة , فتقف عند ذلك , فأمر بترك ذلك. فلما لم يكن في هذه الآثار دليل على ما ذهب إليه أهل المقالة الأولى , نظرنا فيما سواها , هل نجد فيه شيئا يدل على الحكم في هذا الباب , كيف هو؟. فإذا يونس قد حدثنا قال: أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه , عن عبد الله بن الفضل , عن نافع بن جبير بن مطعم , عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {الأيم أحق بنفسها من وليها , والبكر تستأذن في نفسها , وإذنها صماتها}. حدثنا ابن مرزوق , قال: ثنا القعنبي , قال: ثنا مالك , فذكر بإسناده مثله. حدثنا حسين بن نصر , قال: ثنا يوسف بن عدي , قال: ثنا حفص بن غياث , عن عبد الله بن عبد الله بن موهب , عن نافع بن جبير , فذكر بإسناده مثله. فبين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الحديث بقوله {الأيم أحق بنفسها من وليها} أن أمرها في تزويج نفسها إليها لا إلى وليها , وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الباب ما يدل على هذا المعنى أيضا. حدثنا علي بن شيبة , قال: ثنا يزيد بن هارون , قال: أخبرنا حماد بن سلمة. ح. وحدثنا ابن أبي داود , قال: ثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل , قال: ثنا حماد بن سلمة. ح. وحدثنا ابن أبي داود أيضا , قال: ثنا آدم بن أبي إياس , قال: ثنا سليمان بن المغيرة , قالا: ثنا ثابت , عن عمر بن أبي سلمة , عن أم سلمة قالت {دخل علي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم , بعد وفاة أبي سلمة , فخطبني إلى نفسي. فقلت: يا رسول الله , إنه ليس أحد من أوليائي شاهدا , فقال إنه ليس منهم شاهد ولا غائب يكره ذلك. قالت: قم يا عمر , فزوج النبي صلى الله عليه وسلم , فتزوجها}. فكان في هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خطبها إلى نفسها , ففي ذلك دليل أن الأمر في التزويج إليها دون أوليائها. فإنما {قالت له إنه ليس أحد من أوليائي شاهدا قال إنه ليس منهم شاهد ولا غائب يكره ذلك فقالت قم يا عمر , فزوج النبي عليه السلام}. وعمر هذا ابنها , وهو يومئذ طفل صغير غير بالغ , لأنها قد قالت للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذا الحديث (إني امرأة ذات أيتام) (يعني عمر ابنها , وزينب بنتها) والطفل لا ولاية له , فولته هي أن يعقد النكاح عليها , ففعل. فرآه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جائزا , وكان عمر بتلك الوكالة , قام مقام من وكله. فصارت أم سلمة رضي الله عنها , كأنها هي عقدت النكاح على نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم. ولما لم ينتظر النبي صلى الله عليه وسلم حضور أوليائها , دل ذلك أن بضعها إليها دونهم. ولو كان لهم في ذلك حق , أو أمر , لما أقدم النبي صلى الله عليه وسلم على حق هو لهم قبل إباحتهم ذلك له. فإن قال قائل: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان أولى بكل مؤمن من نفسه. قيل له: صدقت , هو أولى به من نفسه , يطيعه في أكثر مما يطيع فيه نفسه , فأما أن يكون هو أولى به من نفسه في أن يعقد عليه عقدا بغير أمره , من بيع , أو نكاح , أو غير ذلك فلا , وإنما كان سبيله في ذلك صلى الله عليه وعلى آله وسلم , كسبيل الحكام من بعده , ولو كان ذلك كذلك , لكانت وكالة عمر , إنما تكون من قبل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم , لا من قبل أم سلمة , لأنه هو وليها. ولما لم يكن ذلك كذلك , وكانت الوكالة إنما كانت من قبل أم سلمة , فعقد بها النكاح , فقبله رسول الله
¥(35/345)
صلى الله عليه وعلى آله وسلم , دل ذلك أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم , إنما كان ملك ذلك البضع , بتمليك أم سلمة إياه , لا بحق ولاية كانت له في بضعها. أو لا ترى أنها قد {قالت إنه ليس أحد من أوليائي شاهدا فقال لها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إنه ليس أحد منهم شاهد ولا غائب , يكره ذلك}. ولو كان هو أولى بها منهم لم يقل لها ذلك , ولقال لها " أنا وليك دونهم " ولكنه لم ينكر ما قالت وقال لها " إنهم لا يكرهون ذلك ". فهذا وجه هذا الباب من طريق تصحيح معاني الآثار. ولما ثبت أن عقد أم سلمة رضي الله عنها النكاح على بضعها كان جائزا دون أوليائها , وجب أن يحمل معاني الآثار التي قدمنا ذكرها في هذا الباب على هذا المعنى أيضا , حتى لا يتضاد شيء منها ولا يتنافى ولا يختلف. وأما النظر في ذلك , فإنا قد رأينا المرأة قبل بلوغها , يجوز أمر والدها عليها في بضعها ومالها , فيكون العقد في ذلك كله إليه لا إليها , وحكمه في ذلك كله , حكم واحد غير مختلف , فإذا بلغت فكل قد أجمع أن ولايته على مالها قد ارتفعت. وأن ما كان إليه من العقد عليها في مالها في صغرها , قد عاد إليها , فالنظر على ذلك أن يكون كذلك العقد على بضعها يخرج ذلك من يد أبيها ببلوغها. فيكون ما كان إليه من ذلك قبل بلوغها , قد عاد إليها , ويستوي حكمها في مالها وفي بضعها بعد بلوغها , فيكون ذلك إليها دون أبيها , ويكون حكمها مستويا بعد بلوغها , كما كان مستويا قبل بلوغها. فهذا حكم النظر في هذا الباب , وهذا قول أبي حنيفة رحمه الله أيضا , إلا أنه كان يقول: إن زوجت المرأة نفسها من غير كفء فلوليها فسخ ذلك عليها , وكذلك إن قصرت في مهرها , فتزوجت بدون مهر مثلها , فلوليها أن يخاصم في ذلك , حتى يلحق بمهر مثل نسائها. وقد كان أبو يوسف رحمة الله عليه كان يقول: إن بضع المرأة إليها الولاء في عقد النكاح عليه لنفسها , دون وليها. يقول: إنه ليس للولي أن يعترض عليها في نقصان ما تزوجت عليه , عن مهر مثلها , ثم رجع عن قوله هذا كله إلى قول من قال (لا نكاح إلا بولي). وقوله الثاني هذا , قول محمد بن الحسن رحمة الله تعالى عليه , والله أعلم بالصواب.
)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[14 - 10 - 02, 09:32 ص]ـ
هذا محتمل
لكن من الممكن أن نطرح سؤالاً آخر: طالما أنه يصححه لكنه دون شرطه، فلم لم يعلقه كما يفعل عادةً؟
ملاحظة: عندما تنقل نقولاً طويلة (مثل نقلك أعلاه) فليتك تفصل الفقرات الطويلة ولا تجعلها كالمخوطات القديمة. فهذا يسهّل كثيراً القراءة.
على فكرة العلماء استدركوا على الطحاوي أن شعبة وسفيان أخذا الحديث مذاكرة عن أبي إسحاق. أظن الترمذي ذكر ذلك أو الحاكم. ثم إن أبا حنيفة قد رواه متصلاً!
أيضاً فتعليل الطحاوي للحديث بالإرسال يوحي أن المرسل عندهم ليس بحجة. وإلا فلم يفعل ذلك؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 10 - 02, 09:34 ص]ـ
وكمثال على حديث صححه البخاري خارج الصحيح
حديث
صلاة الليل والنهار مثنى مثنى
فقد صحح هذه الزيادة
ولم يوده في الصحيح
وكما هو معروف فان هذه الزيادة ضعفها بعض ائمة الحديث
والله اعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 10 - 02, 09:37 ص]ـ
سؤالك (سؤالاً آخر: طالما أنه يصححه لكنه دون شرطه، فلم لم يعلقه كما يفعل عادةً؟
__________________
)
وهذا السؤال هو الاخر سؤال منطقي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 10 - 02, 09:40 ص]ـ
ثم امر اخر في قضية احاديث صحيفة همام نبه عليها الشيخ حمزة المليباري
وهو ان هذه اللصحيفة مما تفرد بروايتها معمر
ورواها عنه عبدالرزاق وقد يقال ان عبدالرزاق تفرد به عن معمر اعني الصحيفة
او ان ابن المبارك شاركه فيها الله اعلم
هذا او نحو منه لااذكر كلامه بالضبط
نقلت كلامه بالمعنى وزدت عليه
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 12 - 02, 05:02 ص]ـ
تفرد بها معمر فكان ماذا؟
همام لم يكن كالزهري في الشهرة، والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 05 - 07, 08:11 م]ـ
سؤالك (سؤالاً آخر: طالما أنه يصححه لكنه دون شرطه، فلم لم يعلقه كما يفعل عادةً؟
__________________
)
وهذا السؤال هو الاخر سؤال منطقي
هو فعلا كذلك.
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[12 - 05 - 07, 12:18 ص]ـ
الاخوة الكرام،
اذكركم باسم صحيح البخاري الذي سماه البخاري بنفسه كما قال
ابن الصلاح في علوم الحديث:
الجامع المسند الصحيح، المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسننه وأيامه "
فلفظ " المختصر " تؤكد ما قيل عن وجود صحاح خارج صحيحه،
فلا يجب أن نستبعد وجود أحاديث خارج البخاري وعلى شرطه،
ومن الدلائل أيضا، ظهور صحيح مسلم بعده وتلقي الأمة له بالقبول، ناهيك عن قول الحاكم أنه أصح من البخاري.
وأيضا لما ثبت عن الترمذي في سننه، أنه كان يسأل البخاري عن أحاديث فيقول له " صحيح ".
وفقكم الله.
ـ[أبو محمد الجعلى]ــــــــ[24 - 07 - 07, 10:34 م]ـ
نقل البخاري أكثر أحاديث صحيفة همام في صحيحه، ولم يدع منها إلا القليل جدا، وما نقله منها في غير الأحكام أكثر ..
ولكنه لم يسند كل أحاديث الصحيفة من طريق همام عن أبي هريرة، فروى العديد منها من طرق أخرى عن أبي هريرة نفسه، وهذا موافق لقوله – أي البخاري– عن كتابه: (وتركت من الصحاح لحال الطول) وقول الإسماعيلي: (لأنه لو أخرج كل صحيح عنده لجمع في الباب الواحد حديث جماعة من الصحابة، ولذكر طريق كل واحد منهم إذا صحت، فيصير كتابا كبيرا جدا) ..
ومما يقوي القول بأن ليس كل اسناد احتج به البخاري يكون على شرطه، اعراضه عن حديث أبي هريرة مرفوعا: (إذا نودي للصلاة: صلاة الصبح وأحدكم جنب فلا يصوم يومئذ) وهو في نفس الصحيفة، كما أنه من أحاديث الأحكام، لمعارضته لما أخرجه هو في صحيحه باسناده إلى عائشة وأم سلمة من جواز ذلك، ثم قال البخاري: (وقال همام وابن عبد الله بن عمر عن أبي هريرة كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالفطر والأول أسند).
¥(35/346)
ـ[محمود العماري]ــــــــ[25 - 07 - 07, 12:51 م]ـ
السلام عليكم
لقد حسّن الألباني رحمه الله هذا الحديث
حيث قال في الإرواء (246/ 6): إن الحديث رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، إلا أن سليمان بن موسى مع جلالته في الفقه، فقد قال الذهبي في " الضعفاء ": " صدوق، قالت البخاري: عنده مناكير ". وقال الحافظ في " التقريب ": " صدوق فقيه، قي حديثه بعض لين، وخلط قبل موته بقليل ". وعلى هذا فالحديث حسن الاسناد، وأما الصحة فهي بعيدة عنه، وإن كان صححه جماعة منهم ابن معين كما رواه ابن عدي عنه. ومنهم الحاكم فقال: " صحيح على شرط الشيخين "! كذا قال، وسليمان لم يخرج له البخاري. وقال ابن الجوزي في " التحقيق " (3/ 71 / 2): " هذا الحديث صحيح، ورجاله رجال الصحيح ". ورده الحافظ ابن عبد الهادي في " التنقيح " (3/ 261)، بأن سليمان صدوق، وليس من رجال الصحيحين. نعم لم يتفرد به سليمان بن موسى بل تابعه عليه جماعة فهو بهذا الاعتبار صحيح. فتابعه جعفر بن ربيعة عن ابن شهاب به. أخرجه أبو داود (2084) والطحاوي والبيهقي وأحمد (6/ 66)، وقال أبو داود: " جعفر لم يسمع من الزهري، كتب إليه ". وتابعه عبيد الله بن أبي جعفر عن ابن شهاب به مثله. أخرجه الطحاوي من طريق ابن لهيعة عنه. قلت: ورجاله ثقات غير ابن لهيعة، فإنه سيئ الحفظ. وهو الذي روى المتابعة التي قبل هذه. وتابعه الحجاج بن أرطاة عن الزهري بإسناده بلفظ: " لا نكاح الا بولي، والسلطان ولي من لا ولي له ". أخرجه ابن ماجه (1880) وابن أبي شيبة (7/ 2 / 2) والطحاوي والبيهقي وأحمد (6/ 260). وقال ابن عدي: " وهذا حديث جليل في هذا الباب، وعلى هذا الاعتماد في إبطال نكاح بغير ولي، وقد رواه ابن جريج الكبار، ورواه عن الزهري مع سليمان بن موسى حجاج ابن أرطاة، ويزيد بن أبي حبيب، ومرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل وأيوب بن موسى وابن عيينة، وإبراهيم بن سعيد، وكل هؤلاء طرقهم غريبة، إلا حجاج بن أرطاة، فإنه مشهور، رواه عنه جماعة ". وللحديث شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا. أخرجه الطبراني في " الأوسط " (1/ 164 / 1) من طريق أبي يعقوب عن ابن أبي نجيح عن عطاء عنه. وقال: " لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الاسناد ". قال الهيثمي في " المجمع " (4/ 285): " وفيه (أبو) يعقوب غير مسمى، فإن كان هو التوأم، فقد وثقه ابن حبان، وضعفه ابن معين، وإن كان غيره فلم أعرفه، وبقية رجاله ثقات ".
--------------------------------------
وقد قلت أخي الكريم وفقنا الله واياك أن أبو داود قال عن جعفر بأنه لم يسمع من الزهري.
ولكن الزيادة التي نقلها الألباني تقول بأنه لم يسمع منه ولكن كتب اليه
هذا الذي فهمته
وهذا لا يرجع الحديث الى سليمان بن موسى
أرجوا ان توضح لي أخي الكريم
لديّ سؤال آخر سأله بعد ان أتحصل على اجابة هذا السؤال
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 07 - 07, 01:07 ص]ـ
السلام عليكم
حتى لو كتب إليه فهو ليس من تلاميذ الزهري، الفقيه المشهور ... فأين ذهب أصحاب الزهري الثقات في حديثٍ من أهمّ الأحاديث التي تُروى في النكاح والتي يحتاج إليها الناس؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 07 - 07, 02:01 ص]ـ
قلت بتاريخ
(14 - 10 - 02, 05:34
ابن وهب وكمثال على حديث صححه البخاري خارج الصحيح
حديث
صلاة الليل والنهار مثنى مثنى
فقد صحح هذه الزيادة)
وهنا بحث للشيخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه حفظه الله ونفع به
حول
نسبة التصحيح إلى الإمام البخاري
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=586323#post586323
ـ[محمود العماري]ــــــــ[26 - 07 - 07, 12:23 م]ـ
هل نفهم من هذا الكلام .... أنه يستلزم أن يروي الحديث أصحاب الزهري الثقات حتى يُستدل به؟
ـ[أبو محمد الجعلى]ــــــــ[27 - 07 - 07, 01:23 ص]ـ
قال أبو حاتم كما في العلل لإبنه (1\ 408): سألت احمد بن حنبل عن حديث سليمان ابن موسى عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي ? قال: "لا نكاح إلا بولي". وذكرت له حكاية ابن عليّة، فقال: «كتب ابن جريج مدونة فيها أحاديثه من حدث عنهم: "ثم لقيت عطاءً، ثم لقيت فلاناً". فلو كان محفوظاً عنه، لكان هذا في كتبه ومراجعاته». انتهى.
أبو حاتم يتلكم عن حكاية ابن علية أنها غير محفوظة، وليس الحديث ..
ويقصد أنها لو كانت كذلك لحفظ عن ابن جريج في مراجعاته "ثم لقيت فلانا، ثم لقيت فلانا" قوله "ثم لقيت الزهري" ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 07 - 07, 05:37 ص]ـ
صدقت. والنص أخرجه الحاكمُ في المستدرك (2|169) -ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (7|105) - قَالَ: ((أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب حدثنا أبو حَاتِم محمد بن إدريس الرازي قَالَ: سمعتُ أحمدَ بنَ حنبل يقولُ وذكر عنده أنّ ابنَ عُلَيّة يذكر حَدِيث ابن جُرَيج في "لا نكاح إلا بولي" قَالَ ابن جُرَيج: فلقيتُ الزُّهريَّّ فسألته عنه فلم يعرفه، وأثنى على سليمان بن موسى قَالَ أحمد بن حنبل: إنَّ ابن جُرَيج له كتب مدونة وليس هذا في كتبه يعني حكاية ابن عُلَيّة عَنْ ابن جُرَيج)).
قال العباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول في حديث لا نكاح إلا بولي الذي يرويه ابن جريج فقلت له: إن ابن علية يقول: قال ابن جريج: فسألت عنه الزهري فقال: لست أحفظه. فقال يحيى بن معين: ليس يقول هذا إلا ابن علية و إنما عرض ابن علية كتب ابن جريج على عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد فأصلحها له و لكن لم يبذل نفسه للحديث
¥(35/347)
ـ[أبو محمد الجعلى]ــــــــ[28 - 07 - 07, 01:39 ص]ـ
ذكر الترمذي متابعة هشام بن عروة للزهري، ولكنه أوهنها بقوله (وروي عن هشام بن عروة عن أبيه)، واسند ذلك في علله الكبير من طريق زمعة بن صالح عن هشام بن عروة عن أبيه به. ثم قال: (سألت محمدا عن هذا الحديث، فضعف زمعة بن صالح، وقال: (هو منكر الحديث كثير الغلط)، وذكر أحاديثه عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس، وجعل يتعجب منه. قال محمد: (ولا أروي عنه شيئا، وما أراه يكذب ولكنه كثير الغلط))
قال الساجي في زمعة: (ليس بحجة فى الأحكام).
قال أبو يعلى الخليلي في الإرشاد: (وفي هذا الحديث اختلاف كثير من حديث عروة، فقد رواه زمعة بن صالح، وصدقة، وغيرهما، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، ولم يتابعهم الأئمة من أصحاب هشام)
أخرجه من طريق صدقة ابن المقرئ في معجمه ..
وصدقة بن عبد الله قال عنه أحمد: (ما كان من حديثه مرفوعا فهو منكر، وما كان من حديثه مرسلا عن مكحول فهو أسهل، و هو ضعيف جدا)، وقال فى موضع آخر: (ضعيف، ليس يسوى حديثه شيئا، أحاديثه مناكير)
ـ[أبو محمد الجعلى]ــــــــ[28 - 07 - 07, 01:42 ص]ـ
فتابعه جعفر بن ربيعة عن ابن شهاب به. أخرجه أبو داود (2084) والطحاوي والبيهقي وأحمد (6/ 66)، وقال أبو داود: " جعفر لم يسمع من الزهري، كتب إليه ". وتابعه عبيد الله بن أبي جعفر عن ابن شهاب به مثله. أخرجه الطحاوي من طريق ابن لهيعة عنه. قلت: ورجاله ثقات غير ابن لهيعة، فإنه سيئ الحفظ. وهو الذي روى المتابعة التي قبل هذه.
ابن لهيعة هو من روى الحديث عن جعفر بن ربيعة عن الزهري، وهو نفسه من رواه عن عبيد الله بن أبي جعفر عن الزهري ..
وابن لهيعة حاله معروف لديك، أليس هذا اضطراب منه ..
قال أبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى: (روى هذا الحديث عن جعفر بن ربيعة وقرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل ويزيد بن أبي حبيب والحجاج بن أرطاة عن الزهري بنحو ما رواه سليمان بن موسى عن عروة، وروى أيضا من حديث ابن الأسود عن عروة لكنها واهنة كلها ليست مما يقوم بن الحجة) ..
ثم رجح ضعف الحديث .. لما روى عن أحمد بن صالح قوله في حديث ابن موسى: (أخبرني من رأى هذا الحديث في كتاب ذاك الخبيث محمد بن سعيد عن الزهري وأنا أظن أنه ألقاه إلى سليمان بن موسى وألقاه سليمان إلى ابن جريج)
ـ[أبو محمد الجعلى]ــــــــ[28 - 07 - 07, 01:43 ص]ـ
أخرج عبد الرزاق هذا الحديث من طريق سليمان بن موسى ثم قال: (فذكرته لمعمر فقال: (سألت الزهري عن الرجل يتزوج بغير ولي؟، قال: (إن كان كفوا لم يفرق بينهما))).
وكأن معمر استنكر أن يكون عند الزهري مثل هذا الحديث ولا يحدثه به، بل ويفتيه بخلافه ..
ـ[المعلمي]ــــــــ[30 - 07 - 07, 04:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا حديث أشكل علي!!!
فأبو إسحاق مدلس واختلط بآخره والمفروض تقديم رواية قدامى أصحابه كسفيان وشعبة!
و يذكرون أن مذهب الزهري خلاف روايته!!!
مصنف ابن أبي شيبة - (ج 3 / ص 275)
حدثنا عبد الاعلى عن معمر قال: سألت الزهري عن امرأة تزوج بغير ولي فقال: إن كان كفؤا جاز.
فكيف تسالم أهل العلم بالحديث على تصحيحه؟!!!(35/348)
من يتفضل و يفيدنا بمن حقق و خرج هذين الكتابين
ـ[أبو حاتم المقري]ــــــــ[14 - 10 - 02, 02:35 م]ـ
باسم و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و آله
من يتفضل و يفيدنا بمن حقق و خرج هذين الكتابين
1 - الكتاب الأول: " كتاب الأموال " للإمام أبي عبيد القاسم بن سلام: نسختي حققها محمد خليل الهراس، فهل من تحقيق جديد أو تخريج لأحاديث الكتاب و آثاره؟
2 - الكتاب الثاني: " إصلاح المال " للإمام أبي بكر بن أبي الدنيا، و قد علمت أن الشيخ محمد عمرو عبد الطيف قام بتخريج أحاديثه، لكن ليس على الجزم فالله أعلم. و قد قطعت في تخريج أحاديث الكتاب و آثاره شوطا، أحسبني انتهيت من المجلد الأول منه و جزءا من المجلد الثاني نسأل الله أن ييسر إتمامه بعافية و خير.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[14 - 10 - 02, 03:42 م]ـ
ليس لدي جديد عن أبي عبيد غير (هراس) رحمه الله.
لكن أشير الى كتاب الأموال لابن زنجويه، تلميذ أبي عبيد، فهو يكاد أن يكون نسخة عن أبي عبيد، وربما زاد على أحاديثه، وقد حققه شاكر ذيب فياض، وطبعه مركز الملك فيصل، والتحقيق المذكور ليس بالقوي، ولكن أحببت الإشارة أليه.
والسلام
ـ[أبو حاتم المقري]ــــــــ[15 - 10 - 02, 01:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا و بارك فيك
ـ[أبوتميم]ــــــــ[15 - 10 - 02, 02:21 م]ـ
حسب كتاب "معجم ما طبع من كتب السنة" لـ مصطفى عمار منلا (دار البخاري - بريدة):
- تخريج الأحاديث والآثار الواردة في كتاب الأموال لأبي عبيد، إعداد: عبدالصمد بكر عابد، مكة المكرمة، جامعة أم القرى، رسالة دكتوراه 1404.
ـ[أبو حاتم المقري]ــــــــ[15 - 10 - 02, 04:58 م]ـ
باسم و الحمد لله و الصلاة و لاسلام على رسول الله و آله
السلام عيلكم و رحمة الله
بارك الله فيك أخي أبا تميم على هذه المعلموة القيمة.
إن كان عندك، أخي، مزيد حول هذا الكتاب و صاحبه و منهجه في تخريج الأحاديث و الآثار أو كلام أهل العلم عنه، فلتفدنا به مشكورا
و جزاك الله خير الجزاء.
أخوك أبو حاتم المقري.(35/349)
التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " (1)
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[16 - 10 - 02, 01:06 ص]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?14@165.DsTmc6y2FxT^0@.ef37895
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[17 - 10 - 02, 03:31 ص]ـ
الأخ (ابن زقيل): السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبعد:
لقد ذهبت لهذا الموقع ولَم أجد شيئا وتعبت جدا في البحث في الشبكة كلها، ودائما مداخلاتك عن طريق الروابط لا أستطيع الاستفادة منها، فأرجو أن تسهل الأمر عليَّ، وتشرح طريقة طريقة هذه الروابط التِي توردها في مداخلاتك ...
ولو كان السبب سوء استخدام منِّي فأرجو أيضا التسهيل ...
سهَّل اللهُ عليك في الدنيا والآخرة .. آمين
و (صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ على عبدِه ورسوله مُحمدٍ وسلَّم تسليمًا كثيرا)، وكتبَ أبو عبد الرَّحْمَنِ الشُّوْكِيُّ nsm@islamway.net
ـ[مسدد2]ــــــــ[17 - 10 - 02, 08:34 ص]ـ
لا، الرابط يعمل .. انسخه كله ثم ضعه في المتصفح اعلاه تراه يفتح ..
الوصلة التي وضعها الاخ لا تعمل بالشكل الذي كتبها مباشرة، وانما هي بحاجة الى نسخ اولاً ..
لاحظ ان عنوان الوصلة طويل لكن الخط تحتها غير كامل .. انسخ العنوان كله وليس فقط الجزء الذي تحته خط ..
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[18 - 10 - 02, 04:38 ص]ـ
الأخ (ابن زقيل) و الأخ (مسدد2): السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وبعد:
لقد فعلت ما ينبغي، وايضا ما أشار إليه الأخ (مسدد)، فأرجو منكما أن يعيد أحدكما الرابط بصورة صحيحة، والدال على الخير ...
و (صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ على عبدِه ورسوله مُحمدٍ وسلَّم تسليمًا كثيرا)، وكتبَ أبو عبد الرَّحْمَنِ الشُّوْكِيُّ nsm@islamway.net
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[18 - 10 - 02, 04:43 ص]ـ
أخي مركز السنة
لقد دخلت إلى الموقع المشار إليه أعلى.
وحاولت أن أعيد نسخ الرابط بصورة صحيحة لكنه ظهر مثلما ظهر مع الأخ عبدالله
لا أدري لماذا , فقمت بحذف تلك المحاولة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 10 - 02, 07:59 ص]ـ
هذا نص الموضوع للفائدة
الحمد لله وبعد؛
كما هو معلوم أن أكذب الطوائف المبتدعة على الإطلاق هم الرافضة، ولهذا يقال في المثل " أكذب من رافضي "، وقد دأب الرافضة على الكذب سواء على الله أو على رسوله.
قال شيخ الإسلام في " المنهاج " (1/ 59): وقد اتفق أهل العلم بالنقل، والرواية، والإسناد، أن الرافضة من أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم.ا. هـ.
وقال في الفتاوى: وَلِهَذَا كَانُوا أَكْذَبَ الطَّوَائِفِ، وَالْخَوَارِجُ صَادِقُونَ فَحَدِيثُهُمْ مِنْ أَصَحِّ الْحَدِيثِ، وَحَدِيثُ الشِّيعَةِ مِنْ أَكْذَبِ الْحَدِيثِ.ا. هـ.
وبسبب الكذب الذي تربى عليه الرافضة انبرى أهل السنة والجماعة من العلماء وطلبة العلم لبيان كذبهم على الرسول صلى الله عليه وسلم فيما نسبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم زورا وبهتانا.
ومن كتبهم التي امتلأت بالكذب على النبي صلى الله عليه وسلم كتاب " المراجعات " لمؤلفه عبد الحسين بن يوسف شرف الدين العاملي الموسوي – عامله الله بما يستحق -، وقد خرج العلامة محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله بعضا من أحاديث الكتاب المذكور، وخاصة فيما يتعلق بفضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
قال الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني في الضعيفة (2/ 297):
وكتاب " المراجعات " للشيعي المذكور محشو بالأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضل علي رضي الله عنه، مع كثير من الجهل بهذا العلم الشريف، والتدليس على القراء والتضليل عن الحق الواقع، بل والكذب الصريح، مما لا يكاد القارئ الكريم يخطر في باله أن أحدا من المؤلفين يحترم نفسه يقع في مثله.ا. هـ.
وسيأتي مزيد كلام للشيخ الألباني – رحمه الله – في ثنايا الأحاديث التي خرجها.
من هو مؤلف كتاب " الْمُرَاجَعَات "؟
لا أريد التوسع في ترجمة الموسوي وإنما أكتفي بما نقله الزركلي في كتابه " الأعلام " (3/ 279) فقال:
¥(35/350)
عبد الحسين بن يوسف شرف الدين العاملي الموسوي (1290 – 1377 هـ): فقيه إمامي، له اشتغال بالحديث ومشاركة في الحركات السياسية الوطنية ببلاد الشام. ولد في شحور (بجبل عامل) وتعلم بالنجف. وأقام في صور. وناوأ الفرنسين لما احتلوا لبنان، فآذوه، فرحل إلى سورية ففلسطين. ثم عاد إلى صور (1339) وزار العراق وإيران (1355 – 56) وتوفي بصور ودفن في النجف. له عشرة تآليف مطبوعة، منها " المراجعات " تُرجم إلى الفارسية والأردية، و " الفصول المهمة في تأليف الأمة " و " ثبت الأثبات في سلسلة الرواة " ... وكان يؤخذ عليه إباحته للعوام ضرب أجسامهم بالسيوف والسلاسل في ذكرى سيد الشهداء الحسين.ا. هـ.
وكلام الزركلي عليه بعض المآخذ منها:
أولا: وصفه للموسوي بأنه اشتغل بالحديث! ومنذ متى والرافضة لهم اهتمام بالحديث؟!
يقول السبيتي في " تحت راية الحق " (ص 146): إن الشيعة لا تعول على تلك الأسانيد، بل لا تعتبرها ولا تعرج في مقام الاستدلال عليها فلا تبالي بها وافقت مذهبها أو خالفته.ا. هـ.
ثانيا: لم يذكر الزركلي من ضمن مؤلفات الموسوي كتاب " أبو هريرة "، وهو من أنتن الكتب لهذا الشيعي المعبد لغير الله، وفي كتابه هذا غمز ولمز في أبي هريرة رضي الله عنه، ومن أراد الاستزادة لمعرفة ما في الكتاب، فليرجع إلى كتاب " كُتب حذر منها العلماء " (1/ 362 – 368).
كتاب " الْمُرَاجَعَات " وأمارات الكذب والوضع فيه:
طار الرافضة بهذا الكتاب في الآفاق، وخدعوا به أتباعهم، وزعموا أن هذا الكتاب طبع أكثر من مئة مرة، وقصة الكتاب عبارة عن مراسلات - كما زعم المؤلف - بينه وبين شيخ الأزهر سليم بن أبي الفرج البشري (ت 1335)، وزعم أن المراسلات انتهت بأن صحح شيخ الأزهر مذهب الرافضة، بل شيخ الأزهر أبطل مذهب أهل السنة!!!
والوضع والكذب على أهل السنة ليس مستغربا منهم فقد نسبوا كتاب " سر العالمين " إلى أبي حامد محمد الغزالي وهو كتاب موضوع عليه. فهم يبيحون لأنفسهم الوضع على أهل السنة ما دام أن لهم أهداف، وعلى طريقة: " الغاية تبرر الوسيلة "، ولكن نقول: " لقد أجازوا لأنفسهم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وأهل بيته الأطهار، فكيف لا ينسبون مثل هذه الكذب إلى أهل السنة؟
ولنقف مع أمارات الوضع والكذب في هذا الكتاب:
- أولا: زعم الموسوي أن الكتاب مراسلات خطية حصلت بينه وبين شيخ الأزهر سليم البشري، ولم يوثق كتابة ولا بصورة واحدة من تلك الرسائل الخطية. ورسائل الكتاب بلغت 112 رسالة، منها 56 رسالة لشيخ الأزهر. وهذا يدل على كذب الموسوي، ويطعن في صحة الرسائل.
- ثانيا: لم ينشر الكتاب إلا بعد عشرين سنة من وفاة شيخ الأزهر البشري، فالبشري توفي سنة 1335 هـ، وأول طبعة للكتاب في سنة 1355 هـ في صيد.
- ثالثا: كيف تكون المراسلات بين شيخ الأزهر البشري ولا يعلمها - على أقل تقدير – المقربون من شيخ الأزهر، وخاصة من يعملون معه في الأزهر؟ ولذلك بادر كثير من أهل العلم إلى تكذيب هذه الرسائل، ونفي نسبتها لشيخ الأزهر البشري.
- رابعا: أسلوب الرسائل واحد لا يختلف، أي أن الموسوي هو الواضع للأسئلة وهو الذي أجاب عنها، ومن دقق عرف ذلك.
- خامسا: يشعرك الموسوي أن شيخ الأزهر البشري رجل لا يعرف شيئا، وليس صاحب تلك المكانة في العالم الإسلامي من جهة منصبه العلمي، وكأن شيخ الأزهر يسلم بكل ما يطرحه الموسوي، والأمثلة في هذا الباب كثيرة جدا.
وبعد هذه الأمارات نجزم أن الموسوي هو من ألف وحبك الأسئلة، وأجاب عليها ليوهم أهل السنة أن مثل هذه الحيل تمر عليهم ولكن هيهات هيهات.
ولأهمية تخريج العلامة الألباني – رحمه الله - لأحاديث " المراجعات " المتعلقة بفضائل علي رضي الله عنه أحببت نشرها في " الشبكة العنكبوتية " لأسباب وهي:
- أولا: أن كتاب المراجعات من الكتب التي يحيل إليها الرافضة في كتبهم وحوارتهم، بل يتبجح بعض الرافضة أن الموسوي مؤلف الكتاب قد أحرج الشيخ سليم البشري، إلى جانب أنه أحرج أهل السنة لأنهم لم يردوا على ذلك الكتاب.
¥(35/351)
- ثانيا: تخريج الأحاديث جاء من عالم شهد له القاصي والداني برسوخه في علم الحديث في هذا العصر وهو العلامة محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله -، وقد خرج هذه الأحاديث في المجلد العاشر – القسم الثاني – من السلسلة الضعيفة وأفرد عنوانا لهذه الأحاديث:
أحاديث في فضل علي رضي الله عنه من كتاب " المراجعات ".
ولم اقتصر على ما في المجلد العاشر فقط، بل هناك تخريجات أخرى في مواطن من الضعيفة وغيرها أضفتها أيضا، وستجدونها في ثنايا البحث.
- ثالثا: حاجة أهل السنة من طلبة العلم وغيرهم لمثل هذا التخريج، وخصوصا بعض المواقع في " الشبكة العنكبوتية "، والتي كان الهدف منها فضح ما عند الرافضة من الزور والكذب.
- رابعا: ابتغاء الأجر من الله في نشر هذه الأحاديث لكي يكون المسلم السني على بينة من تدليس الرافضة، وأن لا يغتر بما ينسبونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
- خامسا: سأضع بعض التعليقات إذا وجدت إلى ذلك سبيلا مما تحقق الفائدة.
- سادسا: سأضع رقما متسلسلا لهذه الأحاديث، وبجانبه رقم الحديث في السلسلة الضعيفة.
وأسأل الله أن يتقبل منا هذا العمل، وأن يجعله خالصا لوجهه. آمين.
التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكِتَابِ " الْمُرَاجَعَات "
1/ 893 - من سره أن يحيا حياتي، و يموت ميتتي، و يتمسك بالقصبة الياقوته التي خلقها الله بيده، ثم قال لها: " كوني فكانت " فَلْيَتَولَّ علي بن أبي طالب من بعدي.
موضوع. رواه أبو نعيم (1/ 86، 4/ 174) من طريق محمد بن زكريا الغلابي: ثنا بشر بن مهران: ثنا شريك عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة موقوفا. وقال: " تفرد به بشر عن شريك ".
قلت: هو ابن عبد الله القاضي وهو ضعيف لسوء حفظه.
وبشر بن مهران قال ابن أبي حاتم: " ترك أبي حديثه ". قال الذهبي: " قد روى عنه محمد بن زكريا الغلابي، لكن الغلابي متهم ".
قلت: ثم ساق هذا الحديث. والغلابي قال فيه الدارقطني: " يضع الحديث ". فهو آفته.
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (1/ 387) من طرق أخرى، وأقره السيوطي في " اللآلي " (1/ 368 - 369)، وزاد عليه طريقين آخرين أعلهما، هذا أحدهما وقال: " الغلابي متهم ". وقد روي بلفظ أتم منه وهو
2/ 894 - من سره أن يحيا حياتي، و يموت مماتي، و يسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي، و ليوال وليه، و ليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهما وعلما، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنا لهم الله شفاعتي.
موضوع. أخرجه أبو نعيم (1/ 86) من طريق محمد بن جعفر بن عبد الرحيم: ثنا أحمد ابن محمد بن يزيد بن سليم: ثنا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلى – أخو محمد بن عمران -: ثنا يعقوب بن موسى الهاشمي عن أبي رواد عن إسماعيل بن أمية عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. وقال: " وهو غريب ".
قلت: وهذا إسناد مظلم، كل من دون ابن أبي رواد مجهولون، لم أجد من ذكرهم، غير أنه يترجح عندي أن أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم إنما هو ابن مسلم الأنصاري الأطرابلسي المعروف بابن أبي الحناجر، قال ابن أبي خاتم (1/ 1/73): " كتبنا عنه وهو صدوق ". وله ترجمة في " تاريخ ابن عساكر " (2/ق 113 - 114).
وأما سائرهم فلم أعرفهم فأحدهم هو الذي اختلق هذا الحديث الظاهر البطلان والتركيب، وفضل علي رضي الله عنه أشهر من أن يستدل عليه بمثل هذه الموضوعات، التي يتشبث الشيعة بها، ويسودون كتبهم بالعشرات من أمثالها، مجادلين بها في إثبات حقيقة لم يبق اليوم أحد يجحدها، وهي فضيلة علي رضي الله عنه.
ثم الحديث عزاه في " الجامع الكبير " (2/ 253/1) للرافعي أيضا عن ابن عباس. ثم رأيت ابن عساكر أخرجه في " تاريخ دمشق " (12/ 120/2) من طريق أبي نعيم ثم قال عقبه: " هذا حديث منكر، وفيه غير واحد من المجهولين ".
قلت: وكيف لا يكون منكرا وفيه مثل ذاك الدعاء! " لا أنا لهم الله شفاعتي " الذي لا يعهد مثله عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يناسب مع خلقه صلى الله عليه وسلم ورأفته ورحمته بأمته.
¥(35/352)
وهذا الحديث من الأحاديث التي أوردها صاحب " المراجعات " عبد الحسين الموسوي نقلا عن كنز العمال (6/ 155 و 217 - 218) موهما أنه في مسند الإمام أحمد، معرضا عن تضعيف صاحب الكنز إياه تبعا للسيوطي!
وكم في هذا الكتاب " المراجعات " من أحاديث موضوعات، يحاول الشيعي أن يوهم القراء صحتها، وهو في ذلك لا يكاد يراعي قواعد علم الحديث حتى التي هي على مذهبهم! إذ ليست الغاية عنده التثبت مما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في فضل علي رضي الله عنه، بل حشر كل ما روي فيه! وعلي رضي الله عنه كغيره من الخلفاء الراشدين والصحابة الكاملين أسمى مقاما من أن يمدحوا بما لم يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولو أن أهل السنة والشيعة اتفقوا على وضع القواعد في " مصطلح الحديث " يكون التحاكم إليها عند الاختلاف في مفردات الروايات، ثم اعتمدوا جميعا على ما صح منها، لو أنهم فعلوا ذلك لكان هناك أمل في التقارب والتفاهم في أمهات المسائل المختلف فيها بينهم، أما والخلاف لا يزال قائما في القواعد والأصول على أشده فهيهات هيهات أن يمكن التقارب والتفاهم معهم، بل كل محاولة في سبيل ذلك فاشلة. والله المستعان.
3/ 895 - لاتسبوا عليا؛ فإنه ممسوس في ذات الله تعالى.
ضعيف جدا. رواه أبو نعيم في " الحلية " (1/ 68): حدثنا سليمان بن أحمد: ثنا هارون بن سليمان المصري: ثنا سعد بن بشر الكوفي: ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد عن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه مرفوعا.
قلت: وهذا سند واه جدا، مسلسل بعلل عدة:
الأولى: إسحاق بن كعب فإنه " مجهول الحال " كما قال ابن القطان والحافظ.
الثانية: يزيد بن أبي زياد وهو الدمشقي، قال الحافظ: " متروك ".
الثالثة: سعد بن بشر الكوفي لم أعرفه، وأخشى أن يكون وقع في اسمه تحريف، فقد أورد الحديث الهيثمي في " مجمع الزوائد " (9/ 130) وقال: " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "، وفيه سفيان بن بشر أو بشير، متأخر، ليس هو الذي روى عن أبي عبد الرحمن الحبلي، ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا، وفي بعضهم ضعيف ".
الرابعة: هارون بن سليمان المصري لم أجد من ذكره.
ومما سبق تعلم تقصير الهيثمي في الكلام عليه، والإفصاح عن علله التي تقضي على الحديث بالضعف الشديد، إن سلم من الوضع الذي يشهد به القلب، والله أعلم.
4/ 4881 – " هَذا عليٌّ قَدْ أَقْبلَ في السَّحابِ ".
موضوع. أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " (ص124) عن مَسعدَةَ ابن اليَسَعِ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال:
كسا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا عِمامةً – يقال لها: السَّحَاب -؛ فأقبل علي رضي الله عنه وهي عليه فقال صلى الله عليه وسلم: ... فذكره. فحرَّقها هؤلاء فقالوا: عليٌّ في السحاب!
قلت: وآفته مسعدة هذا؛ قال البخاري في " التاريخ " (4/ 2/26):
" قال أحمد: ليس بشيء، خرقنا حديثه، وتركنا حديثه منذ دهر ". وقال الذهبي: " هالك. كذبه أبو داود ".
ثم ساق له حديثين مما أُنكر عليه؛ هذا أحدهما، لكنه ذكر فيه أن قوله في آخره: فحرَّفها هؤلاء ... ؛ هو من قول جعفر عن أبيه.
وقد أورد الحديث الشيخ أبو الحسين المَلَطِيُّ الشافعي في كتابه: " التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع " في " باب ذكر الرافضة وأصنافهم واعتقادتهم " (ص 19 – 20) فقال عقبه:
" فتأولوه – هؤلاء – على غير تأويله ".
5/ 4882 – " أُوصِي مَنْ آمَنَ بي وصَدَّقَني بِوَلايَةِ عَلِيَّ، فَمَنْ تَوَلاهُ تَوَلانِي، ومن تَوَلانِي فَقَدْ تَولَّى الله ".
ضعيف جدا. أخرجه ابن عساكر في " التاريخ " (12/ 120/1) من طريق الطبراني: نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة: نا أحمد بن طارق الوابِشِي: نا عمرو بن ثابت عن محمد بن أبي عُبَيْدةَ بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه أبي عبيدة عن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه مرفوعا.
ثم روى من طريق آخر عن عبد الوهاب بن الضحاك: نا ابن عَيَّاش عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي عبيدة به.
ومن طريق ابن لهعية: حدثني محمد بن عبيد الله به.
ثم أخرجه من طريقين آخرين عن أبي رافع به. ولفظ الترجمة لهذه الطرق.
وأما لفظ الطبراني؛ فهو:
¥(35/353)
" ومن آمن بي وصدقني فليتول علي بن أبي طالب؛ فإن ولايته ولايتي، وولايتي ولاية الله ".
وبهذا اللفظ أورده السيوطي في الجامع الكبير (2/ 207/2) من رواية الطبراني. وكذلك نقله صاحب " الكنز " (6/ 155/2576)؛ إلا أنه زاد في أوله:
" اللهم ... " وهي سهو منه.
ولم يذكر الهيثمي في " المجمع " (9/ 108 – 109) هذا الحديث إلا باللفظ الأول؛ لفظ الترجمة، ولكنه أشار إلى اللفظ الآخر بقوله:
" رواه الطبراني بإسنادين، أحسب فيهما جماعة ضعفاء؛ وقد وُثَّقوا "!
وأقول: مدار الإسنادين على محمد بن عمار بن ياسر، وهو مجهول؛؛ أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/43) من رواية ابنه أبي عبيدة عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
وأما ابن حبان؛ فذكره في " الثقات "؛ على قاعدته في توثيق المجهولين. ولذلك لم يعتد بتوثيقه الحافظ؛ فقال في " التقريب ":
" مقبول "؛ أي: عند المتابعة؛ وإلا فلين الحديث، كما نص عليه في المقدمة.
وحفيده محمد بن أبي عبيدة؛ لم أجد له ترجمة.
ومحمد بن أبي شيبة؛ فيه ضعف.
فهذا الإسناد ضعيف جدا.
ومدار الإسناد الآخر على محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، وهو ضعيف جدا، وهو من شيعة الكوفة؛ فهو آفته، وهو صاحب حديث:
" إذا طنت أذن أحدكم ... الموضوع؛ الذي حسنه تلميذ الكوثري، لجهله بهذا العلم وتراجم الرجال، كما تقدم بيانه برقم (2631).
وعبد الوهاب بن الضحاك؛ قال أبو حاتم:
" كذاب "
لكن لم يتفرد به؛ كما يتبين من التخريج السابق، فآفة الإسنادين عمرو بن ثابت وابن أبي رافع؛ لأن مدارهما عليهما مع شدة ضعفهما وتشيعهما.
ومع ذلك؛ استروح إلى حديثهما هذا: ابن مذهبهما الشيخ عبد الحسين، المتعصب جدا لتشيعه في كتابه الدال عليه " المراجعات " (ص 27)، فساقه في مساق المسلَّمات، بل نص في المقدمة (ص 5) بما يوهم أنه لا يورد فيه إلا ما صح؛ فقال: " وعُنِيتُ بالسنن الصحيحة "!!
ثم روى ابن عساكر من طريق أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن: نا يعقوب بن يوسف بن زياد الضَّبِّي: نا أحمد بن حماد الهَمْدَاني: نا مختار التَّمَّار عن أبي حَيَّان التيمي عن أبيه عن علي بن أبي طالب مرفوعا بلفظ:
" من تولى عليا؛ فقد تولاني، ومن تولاني؛ فقد تولى الله عز وجل ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالعلل، وشرُّها المختار هذا – وهو ابن نافع التيمي التمار الكوفي –؛ قال البخاري: " منكر الحديث ". وكذا قال النسائي وأبو حاتم. وقال ابن حبان: " كان يأتي بالمناكير عن المشاهير؛ حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لذلك ".
وأحمد بن حماد الهمداني؛ قال الذهبي: " ضعفه الدارقطني. لا أعرف ذا ". وكذا قال في " اللسان ".
ويعقوب بن يوسف؛ الظاهر أنه ضعفه الدارقطني؛ انظره في " اللسان ".
وللموضوع تتمة ...
--------------------------------------------------------------------------------
أخي في الله: طلب بسيط زُر صفحتي وارسل لي ملحوظاتك وأكون لك من الشاكرين http://www.saaid.net/Doat/Zugail/index.htm
تبيان 16 - 10 - 2002 01:53 1.
بارك الله فيك 0000
ونحن ننتظر البقيه في الموضوع
--------------------------------------------------------------------------------
ومن يتهيب صعود الجبال 000 يعش أبد الدهر بين الحفر
عبد الله زقيل 16 - 10 - 2002 11:41 2.
الأخ تبيان.
وفيك بارك.
ونسأل الله الإعانة والسداد.
--------------------------------------------------------------------------------
أخي في الله: طلب بسيط زُر صفحتي وارسل لي ملحوظاتك وأكون لك من الشاكرين http://www.saaid.net/Doat/Zugail/index.htm
الحراني 16 - 10 - 2002 13:16 3.
أخي الغالي: الشيخ عبدالله بارك الله فيك على هذا المشروع الرائع الذي سيدحض الرافضة ويبين كذب هذا الأفاك الدجال الرافضي (عبد) الحسين.
* أسأل الله أن يفتح عليك وأن يسددك.
--------------------------------------------------------------------------------
أيها الشيعي ... وفقك الله اقرأ ما نكتب بتأمل، لعل الله أن يفتح على قلبك فتلحق بالركب!!!
العوشز 16 - 10 - 2002 15:39 4.
الأخ عبدالله
بارك الله فيك
¥(35/354)
ورفع قدرك على هذا الجهد المبارك الذي يكشف زيف أولاد المتعة
--------------------------------------------------------------------------------
اتق الله حيثما كنت
عبد الله زقيل 16 - 10 - 2002 21:31 5.
= الأخ الحراني.
وفيك بارك.
ونسأل الله القبول.
= العوشز.
وفيك بارك أخي.
--------------------------------------------------------------------------------
أخي في الله: طلب بسيط زُر صفحتي وارسل لي ملحوظاتك وأكون لك من الشاكرين http://www.saaid.net/Doat/Zugail/index.htm
موحد3 17 - 10 - 2002 00:44 6.
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم على بيان هذه الحقيقة.
--------------------------------------------------------------------------------
أخوكم (الموحد 2) وعلى خطى الشيخ (السعدي 2) نسير. شبكة الدفاع عن السنة، شوكه في عيون الروافض www.d-sunnah.net
محب السلف 17 - 10 - 2002 05:21 7.
الحمد لله وبعد ...
الشيخ الفاضل (عبدالله زقيل) -حفظكم الله-
جزاكم الله خيراً على هذا الجهد الطيب ... وبارك فيكم وسدد خطاكم ...
جعل الله هذا العمل المبارك شوكة في حلوق الرافضة ....
رحم الله الامام العلامة محمد ناصر الدين الألباني وجزاه عن الأمة خير الجزاء ...
وفقكم الله للتتمة ...
مع خالص تحياتي
أخوكم/محب السلف
--------------------------------------------------------------------------------
فكل خير في اتباع من سلف ... وكل شر في ابتداع من خلف ... فتابع الصالح ممن سلفا ... وجانب البدعة ممن خلفا
ابو محمد2 17 - 10 - 2002 11:47 8.
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك يا أخانا عبد الله بن الزقيل و أجزل الله لك المثوبة و الأجر.
و أرجو أن تتحفنا بالمزيد فإنني بحاجة إليه.
الموسوعة 17 - 10 - 2002 16:45 9.
الله يعطيك العافية على هذا المجهود يا شيخ عبدالله، نحن معك نتابع الموضوع
--------------------------------------------------------------------------------
قل لمن لا يخلص: لا تتعب!
السعدي 2 17 - 10 - 2002 17:56 10.
للرفع ...
السعدي 2 "المرجع الرافضي الكبير جواد التبريزي يحذر من الشيعي حسين الفهيد" 17/ 10/02 11:38\
المرجع الرافضي الكبير جواد التبريزي يحذر من الشيعي حسين الفهيد
--------------------------------------------------------------------------------
شبكة الدفاع عن السنة، شوكه في عيون الروافض www.d-sunnah.net
النعمان السلفي 17 - 10 - 2002 19:30 11.
بارك الله فيك اخي ابو محمد ..
لا شلت يمينك
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:57 م]ـ
لا يأتينا عن الرافضة إلا الوضع، والخفض لا الرفع ..
ألا قاتلهم الله كم دلسوا على السنة .. وكم زيفوا الحقائق ..
واختلقوا الأكاذيب .. وزينوا الأباطيل .. وسوّقوها على أنها الحق المبين ..(35/355)
(ما من مؤمن إلا و له ذنب، يعتاده ... )
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[16 - 10 - 02, 11:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
- (ما من مؤمن إلا و له ذنب، يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه، حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتنا، توابا، نسيا، إذا ذكر ذكر)
صحيح
صحيح الجامع 5735
- (ما من عبد مؤمن إلا و له ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتنا توابا نسَّاء، إذا ذكر ذكر)
إسناده صحيح رجاله ثقات
السلسلة الصحيحة 2276
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[27 - 10 - 02, 02:50 م]ـ
هل هذا عام في سائر الذنوب صغيرها وكبيرها .. ؟
جزاكم الله خيراً ..
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[27 - 10 - 02, 08:57 م]ـ
لعل الإخوة من المشايخ وطلاب العلم يفيدوننا أولا في تخريج الحديث، ثم ثانيا - إن صح - في معناه،
فهو مهم، ويبدو لي أن الخطأ في فهمه يؤدي إلى أمور خطيرة.
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[18 - 02 - 03, 07:59 م]ـ
اللهم ارزقنا ... مجيباً ... على سؤالنا .. آمين
ـ[العزيز بالله]ــــــــ[19 - 02 - 03, 02:34 ص]ـ
لا أجد في الحديث ما يمكن أن يكون خطيراً، وأقول تفسيراً لهذا:
من الأخطاء الّتي تسرّبت إلينا من ثقافة الصّوفيّة المأخوذة أصلاً من رهبانيّة النّصارى ورياضات البوذيّين وغيرهم، طلب الوصول إلى حالة السّلامة الكاملة من الذّنوب، وهذا محال.
لأنّ جنس الذّنب لا يسلم منه بشر، وكون المؤمن يجعل هذا غايته فهو يطلب المستحيل، إلاّ أن يجعلها غاية مطلوب منه تحقيق أقرب النّتائج إليها.
غير أنّ ذلك لا يكون على حساب نسبة التّقصير في ذلك إلى النّفس ومن ثمّ فقدان الثّقة بها.
إنّ الله تعالى خلق الإنسان في هذه الحياة وجعل له أجلاً يكتسب فيه الصّالحات، فمن قدم على الله بميزان حسنات راجح فهو النّاجي إن شاء الله تعالى، بغضّ النّظر عمّا وقع فيه من السّيّئات إذا كان موحّداً.
وإنّ النّاظر إلى النّصوص يدرك بجلاء أنّ مراد الله تعالى من العبد ليس مجرّد السّلامة من المخالفة، بل المراد بقاء العلاقة بين العبد وربّه بمعنى: أن يطيعه العبد فيُؤجر، ويذنب فيستغفر، وينعم عليه فيشكر، ويقتّر عليه فيدعوه ويطلب منه، ويضيّق أكثر فيلجأ ويضطر، وهكذا.
ولذلك ورد في بعض الآثار أنّ العبد الصّالح يغفل أو ينسى فيضيّق الله عليه ببلاء، حتّى يسمع صوته بالدّعاء والالتجاء.
وورد أنّ العبد المؤمن يكثر من الذّكر ولا يستغفر فيقدّر الله عليه الذّنب ليسمع صوته في الاستغفار.
وورد أيضاً قوله e :
( لولا أنّكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون فيغفر الله لهم) (1).
ولهذا كان النّبيّ e مع سلامته من الذّنوب يكثر من أن يستغفر، إمّا لرؤيته تقصيراً من نفسه في حقّ ما يرى من نعمة الله عليه، أو لأنّه يرى من نفسه تقصيراً في الذّكر خصوصاً عندما يدخل الخلاء أو نحو ذلك.
والمهم أنّه e يحقّق الإرادة القدسيّة في أن يستمرّ العبد في طلب المغفرة من الله تعالى، كبيان أنّه لا يسلم عبد ما من جنس التّقصير الّذي يوجب طلب المغفرة، إمّا تقصيراً عن الأكمل في نظرهم كما في حقّ الأنبياء، أو وقوعاً في الذّنب كما في حقّ غيرهم.
ومن الحماقة أن يشغل العبد نفسه بالتّخلّص من ذنب معيّن حتّى يفوته من القربات ما يمحو أثر ذلك الذّنب ولا يكون له معها أيّ تأثير على العبد.
أو حتّى يقع فيما هو أعظم منه من الذّنوب الّتي تؤثّر فعلاً في النّفس وترجّح كفّة ميزان الخسارة على الفلاح، بسبب غفلته عنها ورؤيته لذنب معيّن يكبر في نفسه.
وكلّ ذلك بسبب التّفكير العاطفي والخيالي، والسّعي لبلوغ ما لم يُطلب من العبد بلوغه.
فإنّ البعض يُبتلى بعمل قد يكون شبهة ولم يرتق لأن يكون ذنباً صريحاً، لكنّ هذا العمل يُعتبر في مجتمعه علامة لغير المتديّن وشعاراً للفسقة، فيشغله هذا الفعل ويعظم في نفسه طلباً للتّمظهر والشّعاريّة مع أنّه يقع في كبائر صريحة غير أنّها ليست شعاراً ومظهراً كالغيبة والنّميمة.
أو بسبب الحرص على الكمال والسّلامة من الذّنوب وهو شيء محال، ينبغي أن لا يشغل العبد نفسه به فيقع في الفتور واليأس، إذا ظنّ أنّ هذا غاية التّديّن وهدف الالتزام بالدّين.
¥(35/356)
وتأمّل معي قوله e : ( سدّدوا وقاربوا وأبشروا) (2) فإنّ فيه معنىً لطيفاً يقطع الطّمع على المؤمن أن يبلغ حقيقة التّديّن والقيام بحقوق الله تعالى، بل المطالبة أن يسدّد العبد وأن يقارب فكأنّ الإصابة غير ممكنة، ولكن كلّما كان سهم العبد أقرب إلى الإصابة فهو أقرب للسّلامة، وهذا هو معنى ما ذكرناه فلله الحمد.
فإذا وطّن العبد نفسه على التّوبة من الذّنب كلّما وقع فيه سكنت نفسه عن التّطلّع للوقوع في الخطأ.
أو على الأقل أضعفت أثر الذّنب في النّفس، فالتّوبة لا يقوم بوجهها شيء من الذّنوب والخطايا بالغاً ما بلغ، إذا صدق العبد فيها، وذاق قلبه حرقة النّدم وألم الحسرة من زلّة الذّنب.
وإذا عرف ربّك منك تكرار التّوبة وتعاهدها فلا أثر لذنبك بعد ذلك أبداً.
وإذا عرف إبليس منك كثرة التّوبة وتعاهدها قنط وأيس منك.
فأهلِك إبليس بتعاهد التّوبة في كلّ وقت وإن كثرت، فإنّ الله لا يملّ منها كما يملّ ابن آدم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله e :
( أنّ رجلاً أذنب ذنباً فقال: أي ربّ أذنبت ذنباً فاغفر لي،فقال: عبدي أذنب ذنباً فعلم أنّ له ربّاً يغفر الذّنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي، ثمّ أذنب ذنباً آخر، فقال: ربّ إنّي عملت ذنباً فاغفر لي، فقال: علم عبدي أنّ له ربّاً يغفر الذّنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي، ثمّ عمل ذنباً آخر فقال: ربّ إنّي عملت ذنباً آخر فاغفر لي، فقال الله تبارك وتعالى: علم عبدي أنّ له ربّاً يغفر الذّنب ويأخذ به، أشهدكم أنّي قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء) (3).
قال ابن القيّم رحمه الله تعالى: (شرط بعض النّاس عدم معاودة الذّنب، وقال: متى عاد إليه تبيّنّا أنّ التّوبة كانت باطلة غير صحيحة.
والأكثرون على أنّ ذلك ليس بشرط وإنّما صحّة التّوبة موقوفة على الإقلاع عن الذّنب والنّدم عليه والعزم الجازم على ترك معاودته) (4).
وفي المستدرك أنّ النّبيّ e جاءه رجل فقال:
(يا رسول الله أحدنا يذنب، قال: يُكتب عليه، قال: ثمّ يستغفر منه، قال: يُغفر له ويُتاب عليه، قال: فيعود فيذنب، قال: يُكتب عليه، قال: ثمّ يستغفر منه ويتوب، قال: يُغفر له ويُتاب عليه،ولا يملّ الله حتّى تملّوا) (5).
وعن عليّ قال: (خياركم كلّ مفتّن توّاب، قيل: فإن عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: فإن عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: فإن عاد؟ قال: يستغفر الله ويتوب، قيل: حتّى متى؟ قال: حتّى يكون الشّيطان هو المحسور.
وقيل للحسن: ألا يستحي أحدنا من ربّه يستغفر من ذنوبه ثمّ يعود ثمّ يستغفر ثمّ يعود، فقال: ودّ الشّيطان لو ظفر منكم بهذه، فلا تملّوا من الاستغفار) (6).
كما أنّ كثرة التّوبة يزيل أثر الذّنب في الدّنيا والآخرة، وهو ارتباط وثيق بين الله وبين العبد امتدح الله به نبيّ الله إبراهيم فقال:
} نعم العبد إنّه أوّاب {[ص: 44].
فليس من شرط الولاية السّلامة من الذّنوب، ولكن عدم الإصرار عليها والتّوبة منها، كما قال تعالى:
} وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم وجنّة عرضها السّماوات والأرض أُعدّت للمتّقين الّذين ينفقون في السّرّاء والضّرّاء والكاظمين الغيظ والعافين عن النّاس والله يحبّ المحسنين والّذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذّنوب إلاّ الله ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون {[آل عمران: 135]، ولا أصرح من هذه الآية على أنّ الرّجل قد يكون من المتّقين بل والمحسنين ومع ذلك فقد يقع منه الذّنب بل الفاحشة ولا يمنع ذلك من بلوغه مرتبة المتّقين أهل الجنّة، بشرط أنّه إذا فعل الفاحشة تذكّر وأقلع وتاب، فهو إذاً لا يصرّ على المعصية مع أنّه قد يقع فيها المرّة بعد المرّة لكنّه يتوب منها أيضاً كلّ ما وقع فيها.
قال ابن رجب: (وظاهر النّصوص تدلّ على أنّ من تاب إلى الله توبة نصوحاً واجتمعت شروط التّوبة في حقّه فإنّه يُقطع بقبول الله توبته، كما يُقطع بقبول إسلام الكافر إذا أسلم إسلاماً صحيحاً وهذا قول الجمهور، وكلام ابن عبدالبر يدلّ على أنّه إجماع) (7).
¥(35/357)
قال ابن الجوزي: (من هفا هفوة لم يقصدها ولم يعزم عليها قبل الفعل، ولا عزم على العودة بعده، ثمّ انتبه فاستغفر الله كان فعله وإن دخله عمداً في مقام خطأ، مثل أن يعرض له مستحسن (8) فيغلبه الطّبع فيطلق النّظر، فإذا انتبه لنفسه ندم على فعله، فقام النّدم بغسل الأوساخ الّتي كأنّها غلطة لم تُقصد، فهذا معنى قوله تعالى:} إنّ الّذين اتّقوا إذا مسّهم طائف من الشّيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون {[الأعراف: 201].
فأمّا المداوم على تلك النّظرة المردّد لها، المصرّ عليها، فكأنّه في مقام متعمّدٍ للنّهي مبارزٍ بالخلاف، فالعفو يبعد عنه بمقدار إصراره) (9).
أكثر من الاستغفار
قد يضعف إيمان المؤمن عن التّوبة من ذنب معيّن، أو لربّما لا تساعده ظروف حياته على الإقلاع عن هذا الذّنب.
وإذا كان الحال هكذا فلا ينبغي للمؤمن أن يعجز عن الاستغفار، فالاستغفار من أسباب المغفرة، ومن وسائل تخفيف أثر الذّنب، وهذا ليس بمستنكر.
فالاستغفار المقرون بالتّوبة له شأن آخر، لأنّ من تاب من الذّنب توبة مكتملة الشّرائط وجبت له من الله المغفرة.
وأمّا الاستغفار دون إقلاع عن الذّنب فإنّه وإن كان أقلّ درجة لكن لا يُعدم العبد منه فائدة، لأنّه تعرّض بالدّعاء لنيل رحمة الله تعالى ومغفرته للذّنب.
والسّلف رحمهم الله قرّروا ونبّهوا أنّ مجرّد الاستغفار دون الإقلاع عن الذّنب أو العزم عليه ليس التّوبة الّتي وعد الله عليها بالمغفرة.
وبيانه أنّ الاستغفار درجات:
أولاها: الاستغفار المقرون بالتّوبة وهي أعلاها، ومذهب أهل السّنّة الجزم بترتّب المغفرة على الاستغفار المقرون بالتّوبة للنّصوص المتوافرة على ذلك، ومنها قوله e :
( التّائب من الذّنب كمن لا ذنب له) (10).
قال ابن رجب: (فالاستغفار التّامّ الموجب للمغفرة هو ما قارن عدم الإصرار كما مدح الله أهله ووعدهم المغفرة .. وهو حينئذ توبة نصوح) (11).
الثّانية: الاستغفار بالقلب واللّسان من الذّنب لكن دون أن يقترن به توبة أو عزم على الإقلاع، وهذه أدنى من الّتي قبلها لكنّها محمودة.
وهي واقعة يقع فيها كثير من النّاس، فهو إذا واقع ذنباً لامته نفسه فيستغفر ويدعو الله أن يغفر له لكن لا يقارن ذلك عزمه على الإقلاع لضعف إيمانه وشدّة تعلّق قلبه بالذّنب، أو لغفلته عن التّوبة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: (فإن الإستغفار هو طلب المغفرة وهو من جنس الدّعاء والسؤال، وهو مقرون بالتوبة في الغالب ومأمور به، لكن قد يتوب الإنسان ولا يدعو، وقد يدعوا ولا يتوب) وساق حديث أبي هريرة المتقدّم ( ... علم عبدي أنّ له ربّاً يغفر الذّنب ويأخذ به، أشهدكم أنّي قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء) (12) ثمّ قال: (والتّوبة تمحو جميع السّيئات، ... وأمّا الاستغفار بدون التّوبة فهذا لا يستلزم المغفرة، ولكن هو سبب من الأسباب) (13).
الثّالثة: الاستغفار العام باللّسان دون القلب، لكن بدون توبة من ذنب معيّن أو إقلاع عنه، قال ابن رجب: (وإن قال بلسانه: أستغفر الله وهو غير مقلع بقلبه فهو داعٍ لله بالمغفرة كما يقول: اللّهمّ اغفر لي، وهو حسنٌ وقد يُرجى له الإجابة، وأمّا من قال: توبة الكذّابين فمراده أنّه ليس بتوبة كما يعتقده بعض النّاس، وهذا حق، فإنّ التّوبة لا تكون مع الإصرار) (14).
وقال: (ومجرّد قول القائل: اللّهمّ اغفر لي طلب للمغفرة ودعاء بها، فيكون حكمه حكم سائر الدّعاء إن شاء أجابه وغفر لصاحبه، لا سيّما إذا خرج من قلب منكسر بالذّنب وصادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصّلوات.
ويُروى عن لقمان عليه السّلام أنّه قال لابنه: يا بنيّ عوّد لسانك: اللّهمّ اغفر لي فإنّ لله ساعات لا يردّ فيها سائلاً.
وقال الحسن: أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي اسواقكم وفي مجالسكم وأينما كنتم فإنّكم لا تدرون متى تنزل المغفرة) (15).
لقد تعهّد إبليس أن يكسر نفس ابن آدم ويذلّها بالمعصية، وإذا كان كذلك فما من شيء اشدّ عليه في حال المعصية من أن يستغفر العاصي، قال الحسن رحمه الله تعالى: بلغنا أنّ إبليس قال: سوّلت لأمّة محمّد e المعاصي، فقصموا ظهري بالاستغفار. (16)
والله أعلم، وأعتذر عن الإطالة.
=====================
1. أخرجه مسلم في التّوبة ح 2748.
2. رواه البخاري في صحيحه في كتاب الرّقاق باب قول النّبيّ e ( لو تعلمون ما أعلم) عن أبي هريرة وأنس tما.
3. أخرجه البخاري في التّوحيد 7507 ومسلم في التّوبة ح2758.
4. مدارج السّالكين 1/ 301.
5. المستدرك 1/ 59 وصحّحه ووافقه الذّهبي.
6. جامع العلوم والحكم 1/ 414 ـ415.
7. جامع العلوم والحكم 1/ 418.
8. يقصد امرأة حسناء.
9. صيد الخاطر ص168.
10. أخرجه ابن ماجة برقم 4250 والطّبراني في الكبير 1028 وأبو نعيم في الحلية 4/ 210 وغيرهم، وفي سنده ضعف، وحسّنه الحافظ بشواهده كما في المقاصد للسّخاوي ص 152.
11. شرح الأربعين 2/ 410.
12. تقدّم.
13. منهاج السّنّة 6/ 210ـ212.
14. جامع العلوم والحكم 2/ 410.
15. جامع العلوم والحكم 2/ 408.
16. الإحياء للغزالي 1/ 153.
¥(35/358)
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[19 - 02 - 03, 12:35 م]ـ
الشيخ المفضال العزيز بالله .. جوابك أثلج صدري ولله الحمد والفضل
أسأل الله أن يمد في عمرك على عمل صالح وينفعنا بعلمك .. آمين
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[03 - 10 - 05, 12:47 ص]ـ
قال تعالى: (ولم يصروا على ما
فعلوا وهم يعلمون)(35/359)
التكبير في سور الختم
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[17 - 10 - 02, 08:01 ص]ـ
السلام عليكم
اقتبست لكم هذه النقول من بحيث لي، بغرض طرحها عليكم للمناقشة والاستفادة مما عندكم.
التكبير في سور الختم
و هو أن يقول القارئ (الله أكبر) أو (الله أكبر و لله الحمد) أو (لا إله إلا الله و الله أكبر و لله الحمد) في أول كل سورة أو آخرها ابتداء من سورة الضحى إلى سورة الناس، و يتعلق بالتكبير مسائل: 1 - حكمه: التكبير سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يفعله أحيانا، جاء ذلك في الحديث الذي رواه الحاكم في مستدركه بسنده إلى البزي أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة المقرئ قال قرأت على عكرمة بن سليمان و أخبرني أنه قرأ على إسماعيل بن قسطنطين و شبل بن عباد فلما بلغت و الضحى قالا لي كبر حتى تختم كل سورة فإنا قرأنا على ابن كثير فأمرنا بذلك و أخبرنا أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك، و أخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك و أخبره أبي أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمره بذلك (1) وثبت ذلك موقوفا على ابن عباس رضي الله عنهما فيما رواه الحافظان أبو عمرو الداني و أبو العلاء الهمداني و الإمام أبو بكر بن مجاهد عن أبي بكر الحميدي قال حدثني إبراهيم بن أبي حية التميمي قال حدثني حميد الأعرج عن مجاهد قال ختمت على عبد الله بن عباس تسع عشرة ختمة كلها يأمرني أن أكبر فيها من (ألم نشرح) (2)، و ثبت ذلك أيضا عن جماعات من التابعين منهم مجاهد و الأعرج و ابن محيصن و ابن كثير (3)، و قد ترك جماعة من العلماء العمل بهذه السنة لأنه تفرد بها البزي و هو ضعيف في الحديث، قال الحافظ ابن كثير:فهذه سنة تفرد بها أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله البزي و كان إماما في القراءة، أما في الحديث فقد ضعفه أبو حاتم الرازي، و قال في الجرح لا أحدث عنه (4) و كذا أبو جعفر العقيلي قال هو منكر الحديث (5) لكن حكى الشيخ شهاب الدين أبو شامة في
_____________________
(1) مستدرك الحاكم 3/ 344 و قال صحيح على شرط الشيخين و تعقبه الذهبي في التلخيص بقوله (البزي قد تكلم فيه)
(2) النشر 2/ 310
(3) النشر 2/ 311
(4) الجرح و التعديل 2/ 71
(5) الضعفاء 1/ 127، و انظر أيضا لسان الميزان 1/ 283
شرح الشاطبية عن الشافعي أنه سمع رجلا يكبر هذا التكبير في الصلاة فقال أحسنت و أصبت السنة و هذا يقتضي تصحيحه لهذا الحديث (1) و هذا الأثر عن الشافعي رواه الحافظ أبو عمرو الداني بسنده إلى البزي قال: قال لي الشافعي: إن تركت التكبير تركت سنة من سنن نبيك صلى الله عليه وسلم (2) و الجواب على من ترك العمل بسنة التكبير أو وصفها بأنها بدعة من وجوه: 1 - البزي إمام في القراءة حجة فيما يرويه من القراءات بإجماع العلماء، و التكبير مما يلتحق بالقراءة فينبغي أن يقبل تفرده به. 2 - ذكر بعض الحفاظ أن البزي لم يتفرد به بل وافقه الشافعي فقد روي السخاوي * في مسلسلاته بسنده إلى الإمام محمد بن إدريس الشافعي أنه قال قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين قال قرأت على ابن كثير و ذكر حديث التكبير،وقد روى الحاكم بسنده إلى الشافعي أنه قرأ على إسماعيل قال قرأت على ابن كثير قرأ على مجاهد قرأ على ابن عباس قرأ على أبي بن كعب الذي قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، و لكن لم يذكر فيه التكبير (3) 3 - على فرض عدم صحة رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت و قفه من فعل ابن عباس رضي الله عنهما و أمره به، وقال الحافظ ابن الجزري: اعلم أن التكبير صح عن أهل مكة قرائهم و علمائهم و أئمتهم و من روى عنهم صحة استفاضت و اشتهرت و ذاعت و انتشرت حتى بلغت حد التواتر (4)، و حيث إن التكبير في هذه السور مما لا يقال من قبل الرأي فالموقوف فيه له حكم الرفع، و الله أعلم.
____________________
(1) تفسير ابن كثير 4/ 522، شرح الشاطبية لأبي شامة 735
(2) النشر 2/ 310
(3) المناهل السلسة 252، المستدرك للحاكم 2/ 250 رقم 2905
(4) النشر 2/ 310
* محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي حافظ فقيه مقرئ مؤرخ ولد بالقاهرة سنة 831 و توفي بالمدينة 907 شذرات 8/ 15 البدر الطالع 2/ 184
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[17 - 10 - 02, 10:12 م]ـ
من اجوبة الشيخ الطريفي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2560&highlight=%C7%E1%C8%D2%ED
السؤال العاشر: فضيلة الشيخ أحسن الله إليكم ما مدى صحة حديث التكبير بعد سورة الضحى إلى سورة الناس عند ختم القرآن و الذي من طريق البزي عن ابن كثير؟
الجواب: هذا الحديث منكر، فقد تفرد به أبو الحسن البزي المقريء كما أخرجه الحاكم في مستدركه والبيهقي في الشعب والفاكهي. وابو الحسن المقريء البزي إمام في القراءة إلا أنه ضعيف في الحديث ضعفه أبوحاتم، وقال: لا أحدث عنه، وقال العقيلي: منكر الحديث، وقد أنكر حديثه هذا أبوحاتم وغيره
¥(35/360)
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[17 - 10 - 02, 11:07 م]ـ
الحمد لله وبعد؛
كثيرا ما نسمعُ من بعضِ القراءِ في بعضِ إذاعاتِ القرآنِ الكريِم وغيرِها ترديدهم للتكبير والتهليل عقب سورة الأضحى.
فما هو الأصل في هذا الترديد؟
1 – الأصل الذي بناه القراء لهذا الترديد:
لقد بنى القراء هذا الترديد على حديث رواه الحاكم في المستدرك (3/ 304) فقال:
حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يزيد المقري الإمام بمكة في المسجد الحرام، ثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن زيد الصائغ، ثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي بزة قال: سمعت عكرمة بن سليمان يقول: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فلما بلغت " وَالضُّحَى " قال لي: كبر كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم وأخبره عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك، واخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك، وأخبره ابن عباس أن أبي بن كعب أمره بذلك، وأخبره أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بذلك.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وتعقبه الذهبي بقوله: البزي قد تكلم فيه.
وأورده الحافظ ابن كثير في تفسير سورة الضحى (8/ 423) فقال:
روينا من طريق أبي الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة المقرئ قال: قرأت على عكرمة بن سليمان، وأخبرني أنه قرأ على إسماعيل بن قسطنطين، وشبل بن عباد فلما بلغت " وَالضُّحَى " قالا لي: كبر حتى تختم مع خاتمة كل سورة فإنا قرأنا على ابن كثير فأمرنا بذلك، وأخبرنا أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك، وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك، وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك، وأخبره أبي أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره بذلك.
2 - بيان علة الحديث:
وهذا الحديث في إسناده أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة المقرئ، وهذه أقوال علماء الجرح والتعديل في الرجل:
ذكره الذهبي في الميزان (1/ 144 – 145) وقال: قال العقيلي: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، لا أُحَدِّث عنه.
وأورد له الذهبي هذا الحديث وقال: هذا حديث غريب، وهو مما أنكر على البزي. قال أبو حاتم: هذا حديث منكر.
وقال أيضا في السير (12/ 51): وصحح له الحاكم حديث التكبير، وهو منكر.
وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (1/ 310): وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: ابن أبي بزة ضعيف الحديث؟ قال: نعم، ولست أحدث عنه.
وقال العقيلي: يوصل الأحاديث.
وقال ابن كثير في التفسير (8/ 423): فهذه سنة تفرد بها أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله البزي، من ولد القاسم بن أبي بزة.ا. هـ.
وبعد هذه النقولات يتبين أن ابن أبي بزة ضعيف في الحديث، وأن الحديث قد تفرد به، وأنكر حديثه الأئمة.
3 - كلام العلماء على التكبير:
تكلم العلماء على هذا التكبير الذي أحدثه القراء بناء على الحديث الضعيف الذي بينا ضعفه آنفا، ومن هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – فقد سئل كما في الفتاوى (13/ 417 – 419):
وسئل رحمه الله عن جماعة اجتمعوا في ختمة وهم يقرؤون لعاصم وأبى عمرو، فإذا وصلوا إلى سورة الضحى لم يهللوا ولم يكبروا إلى آخر الختمة، ففعلهم ذلك هو الأفضل أم لا؟ وهل الحديث الذي ورد في التهليل والتكبير صحيح بالتواتر أم لا؟
فأجاب: الحمد لله. نعم إذا قرؤوا بغير حرف ابن كثير كان تركهم لذلك هو الأفضل؛ بل المشروع المسنون، فإن هؤلاء الأئمة من القراء لم يكونوا يكبرون لا في أوائل السور ولا في أواخرها.
فإن جاز لقائل أن يقول: إن ابن كثير نقل التكبير عن رسول الله جاز لغيره أن يقول: إن هؤلاء نقلوا تركه عن رسول الله، إذ من الممتنع أن تكون قراءة الجمهور التي نقلها أكثر من قراءة ابن كثير قد أضاعوا فيها ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن أهل التواتر لا يجوز عليهم كتمان ما تتوفر الهمم والدواعي إلى نقله، فمن جوز على جماهير القراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأهم بتكبير زائد فعصوا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتركوا ما أمرهم به استحق العقوبة البليغة التي تردعه وأمثاله عن مثل ذلك.
¥(35/361)
وأبلغ من ذلك البسملة؛ فإن من القراء من يفصل بها، ومنهم من لا يفصل بها وهى مكتوبة في المصاحف، ثم الذين يقرؤون بحرف من لا يبسمل لا يبسملون، ولهذا لا ينكر عليهم ترك البسملة إخوانهم من القراء الذين يبسملون، فكيف ينكر ترك التكبير على من يقرأ قراءة الجمهور؟ وليس التكبير مكتوبا في المصاحف وليس هو في القرآن باتفاق المسلمين. ومن ظن أن التكبير من القرآن فإنه يستتاب فان تاب وإلا قتل.
بخلاف البسملة فإنها من القرآن حيث كُتبت في مذهب الشافعي، وهو مذهب أحمد المنصوص عنه في غير موضع، وهو مذهب أبي حنيفة عند المحققين من أصحابه وغيرهم من الأئمة؛ لكن مذهب أبى حنيفة وأحمد وغيرهما أنها من القرآن، حيث كتبت البسملة، وليست من السورة. ومذهب مالك ليست من القرآن إلا في سورة النمل، وهو قول في مذهب أبي حنيفة وأحمد.
ومع هذا فالنزاع فيها من مسائل الاجتهاد فمن قال: هي من القرآن حيث كتبت، أو قال: ليست هي من القرآن إلا في سورة النمل كان قوله من الأقوال التي ساغ فيها الاجتهاد
وأما التكبير: فمن قال أنه من القرآن فإنه ضال باتفاق الأئمة، والواجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فكيف مع هذا ينكر على من تركه؟! ومن جعل تارك التكبير مبتدعا أو مخالفا للسنة أو عاصيا فانه إلى الكفر أقرب منه إلى الإسلام، والواجب عقوبته؛ بل إن أصر على ذلك بعد وضوح الحجة وجب قتله.
ولو قدر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتكبير لبعض من أقرأه كان غاية ذلك يدل على جوازه، أو استحبابه، فإنه لو كان واجبا لما أهمله جمهور القراء، ولم يتفق أئمة المسلمين على عدم وجوبه، ولم ينقل أحد من أئمة الدين أن التكبير واجب، وإنما غاية من يقرأ بحرف ابن كثير أن يقول: إنه مستحب، وهذا خلاف البسملة، فإن قراءتها واجبة عند من يجعلها من القرآن ومع هذا فالقراء يسوغون ترك قراءتها لمن لم ير الفصل بها، فكيف لا يسوغ ترك التكبير لمن ليس داخلا في قراءته؟
وأما ما يدعيه بعض القراء من التواتر في جزئيات الأمور فليس هذا موضع تفصيله.ا. هـ.
وقال أيضا في الفتاوى (17/ 130):
والتكبير المأثور عن ابن كثير ليس هو مسندا عن النبي صلى الله عليه و سلم، ولم يسنده أحد إلى ا لنبي صلى الله عليه و سلم إلا البزي، و خالف بذلك سائر من نقله فإنهم إنما نقلوه اختيارا ممن هو دون ا لنبي صلى الله عليه و سلم، وانفرد هو برفعه، وضعفه نقلة أهل العلم بالحديث و الرجال من علماء القراءة، و علماء الحديث كما ذكر ذلك غير واحد من العلماء.ا. هـ.
وذكر ابن مفلح في الآداب الشرعية (2/ 295) الخلاف في المسألة فقال:
واستحب أحمد التكبير من أول سورة الضحى إلى أن يختم. ذكره ابن تميم وغيره، وهو قراءة أهل مكة أخذها البزي عن ابن كثير، وأخذها ابن كثير عن مجاهد، وأخذها مجاهد عن ابن عباس، وأخذها ابن عباس عن أبيِّ بن كعب، وأخذها أبيٌّ عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى ذلك جماعة منهم البغويُّ في تفسيره … وهذا حديث غريب من رواية أحمد بن محمد بن عبد الله البزي، وهو ثبت في القراءة، ضعيف في الحديث. وقال أبو حاتم الرازي: هذا حديث منكر.
وقال في " الشرح ": استحسن أبو عبد الله التكبير عند آخر كل سورة من الضحى إلى أن يختم، لأنه روي عن أبيِّ بن كعب " أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم فأمره بذلك " رواه القاضي. وعن البزي أيضا مثل هذا، وعن قُنبل هكذا والذي قبله. وعنه أيضا: لا تكبير، كما هو قول سائر القُراء … وقال الآمدي: يُهللُ ويكبر، وهو قول عن البزي، وسائر القراء على خلافه.ا. هـ.
وقال الشيخ بكر أبو زيد في مرويات دعاء ختم القرآن (ص 5 – 6):
وأما وقت الختم: بمعنى ختمه في مساء الشتاء، وصباح الصيف ووصل ختمة بأخرى؛ بقراءة الفاتحة وخمس آيات من سورة البقرة قبل الشروع في دعاء الختم، وتكرار سورة الإخلاص ثلاثا، والتكبير في آخر سورة الضحى إلى آخر سورة الناس داخل الصلاة أو خارجها، وصيام يوم الختم.
فهذه الأبحاث الستة لا يصح فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضي الله عنهم، وعامة ما يروى فيها مما لا تقوم به الحجة.
¥(35/362)
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: تكلم شديدا في التكبير المذكور وأنه لم يرد إلا في رواية البزي عن ابن كثير.ا. هـ.
وذكر أيضا في " بدع القراء " (ص 27) سبعة أمور تتعلق بالختم منها:
هـ – التكبير في آخر سورة الضحى إلى آخر سورة الناس داخل الصلاة أو خارجها.
ثم قال:
فهذه الأمور السبعة، لا يصح فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته، رضي الله عنهم، وعامة ما يُروى في بعضها مما لا تقوم به الحجة فالصحيح عدم شرعية شيء منها.ا. هـ.
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – في " فتاوى إسلامية " (4/ 48) سؤالا نصه:
بعض قراء القرآن يفصلون بين السورة والأخرى بقول " الله أكبر " دون بسملة، هل يجوز ذلك، وهل له دليل؟
جواب: هذا خلاف ما فعل الصحابة رضي الله عنهم من فصلهم بين كل سورة وأخرى ببسم الله الرحمن الرحيم وخلاف ما كان عليه أهل العلم من أنه لا يفصل بالتكبير في جميع سور القرآن. غاية ما هناك أن بعض القراء استحب أن يكبر الإنسان عند ختم كل سورة من الضحى إلى آخر القرآن مع البسملة بين كل سورتين. والصواب أنه ليس بسنة: لعدم ورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فالمشروع أن تفصل بين كل سورة وأخرى بالبسملة " بسم الله الرحمن الرحيم " إلا في سورة " براءة " فإنه ليس بينا وبين الأنفال بسملة.ا. هـ.
4 - تقرير غريب من الحافظ ابن كثير في المسألة:
ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره (8/ 423) كلام أبي حاتم، والعقيلي في البزي وقال:
لكن حكى الشيخ شهاب الدين أبو شامة في شرح الشاطبية عن الشافعي أنه سمع رجلا يكبر هذا التكبير في الصلاة، فقال له: أحسنت وأصبت السنة. وهذا يقتضي صحة هذا الحديث.ا. هـ.
وهذا كلام غريب من ابن كثير – رحمه الله – فقد ذكر تفرد ابن أبي بزة بهذه السنة، ونقل كلام العلماء في الرجل، ثم يأتي على إقرار الشافعي لذلك الرجل الذي كبر في الصلاة، ويبني على كلام الشافعي تصحيح الحديث!!
5 - موضع وكيفية التكبير:
قال ابن كثير في تفسيره (8/ 423):
ثم اختلف القراء في موضع هذا التكبير وكيفيته، فقال بعضهم: يكبر من آخر " وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ". وقال آخرون: من آخر " وَالضُّحَى ". وكيفية التكبير عند بعضهم أن يقول: الله أكبر ويقتصر، ومنهم من يقول: الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر.
وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية (2/ 296):
وقال أبو البركات: يُستحبُّ ذلك من سورة ألم نشرح.ا. هـ.
6 - سببُ التكبير:
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية (2/ 296) في سبب التكبير:
والسبب في ذلك انقطاع الوحي.
وقال ابن كثير في التفسير (8/ 423):
وذكر الفراء في مناسبة التكبير من أول سورة الضحى: أنه لما تأخر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتر تلك المدة ثم جاءه الملك فأوحى إليه: وَالضُّحَى. وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى " السورة بتمامها، كبر فرحا وسرورا. ولم يرو ذلك بإسناد يحكم عليه بصحة أو ضعف، فالله أعلم. ا. هـ.
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/33.htm
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[18 - 10 - 02, 03:40 ص]ـ
الحمد لله ...
أخي الشيخ عبدالله زقيل جزاك الله خيرا
كنت قد اختلفت مع بعض القراء حول التكبير قديماً
والشبهة عندهم أن التكبير داخل في القراءات يقينا.
فكيف نقبل من البَزِّيّ روايته عن ابن كثير في سائر القرآن ولا نقبلها في التكبير.
وبعد بحيث متواضع خلصت إلى:
1 - غاية التكبير أن يكون من مستحبات القراءة عندهم , فهي بهذا الإعتبار خارجة من القرآن يقيناً داخلة في اثبات مستحب أو نفيه
فيجب أن نرد الحديث إلى أهله.
فهم الذين لم يقبلوه.
2 - إذا أردنا أن نجري قواعد المحدثين على البزي فلن نعدم ذلك.
إذ أكثر المحدثون أن يضعفوا أقواما على غير إطلاق فيقولون:
ضعيف إلا في روايته عن فلان , أو نحو ذلك.
وقد نصوا على أن البزي إمام في القراءات إلا أنه في الحديث ضعيف أو يزيد , فهذه كتلك.
3 - لو أجرينا المسألة على علم القراءات واعتبرنا من باب التنزل أن التكبير بالقراءات ألصق
وان البزي ثقة في القرآن.
فإننا لن نثبت التكبير أيضاً , لأن البزي (الثقة) تفرد بـ (قراءة) التكبير
فهي (قراءة) (صحيحة السند) , لم تبلغ التواتر
فهي قراءة شاذة , لا يجوز القراءة بها.
وهذا معروف عند أهل الصنعة , على نحو ما يفعلون مع قراءة الأعمش وهو ثقة في الحديث والقرآن
إذ يعتبرونها من القراءات الشاذة.
هذا ما كنت توصلت إليه في آخر البحيث , فإن كان ثم خطأ فأستغفر الله تعالى
ملحوظتان:
1 - كل ما كان بين قوسين من باب التنزل مع المخالف وإلا فلا يسلم لهم شيء من ذلك.
2 - أنكر التكبير أيضا العلامة الشيخ بكر أبو زيد , وعده من بدع الختم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[18 - 10 - 02, 03:46 ص]ـ
وللفائدة ..
شروط القراءة الصحيحة المقبولة ثلاثة:
1 - أن يكون لها وجه في النحو.
2 - أن توافق الرسم العثماني.
3 - أن تبلغ حد التواتر.
¥(35/363)
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[18 - 10 - 02, 05:48 ص]ـ
أخي الكريم الأزهري السلفي
بالنسبة للشرط الأخير وهو التواتر فإن إمام القراء ابن الجزري يرى أنه يكفي صحة الإسناد، ولا يشترط التواتر، وعامة القراءات السبعة تواترت أسانيدها إلى القراء السبعة أو رواتهم، ولكن أسانيدهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم آحادية، وإلا فأين الإسناد المتواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم سكت على (من راق) و (بل ران)؟ لم يسكت عليها من القراء العشرة ورواتهم إلا حفص عن عاصم، فكذلك التكبير، ولا يسمى ذلك شاذا عند القراء اتفاقا، وأمثلة ذلك لا تحصى
وقد قلت في بحيثي المشار إليه ما يلي:
الركن الثالث:
صحة الإسناد، وهي شرط إجماعا، ولكن هل يشترط التواتر لثبوت القراءة؟ الصحيح الذي عليه المحققون أنه لايشترط التواتر لأنه لادليل على اشتراطه، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث آحاد الصحابة لتعليم القرآن، وكانوا يسمعون الآية من الصحابي فيعملون بها ويقرؤون بها في صلواتهم، قال ابن الجزري: وقد شرط بعض المتأخرين التواتر في هذا الركن، وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر، وأن ما جاء مجيء الآحاد لايثبت به قرآن، وهذا مما لايخفى ما فيه، وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم، ولقد كنت قبل أجنح إلى هذا ثم ظهر فساده (2). وقال الشوكاني *: وقد ادعي تواتر كل واحدة من القراءات السبع، وهي قراءة أبي عمرو ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وابن عامر، وادعي أيضا تواتر القراءات العشر، وهي هذه مع قراءة يعقوب وأبي جعفر وخلف، وليس على ذلك أثارة من علم فإن هذه القراءات كل واحدة منها منقولة نقلا آحاديا، كما يعرف ذلك من يعرف أسانيد هؤلاء القراء لقراءاتهم، وقد نقل جماعة من القراء الإجماع على أن في هذه القراءات ما هو متواتر وفيها ما هو آحاد، ولم يقل أحد منهم بتواتر كل واحدة من السبع فضلا عن العشر، وإنما هو قول قاله بعض أهل الأصول، وأهل الفن أخبر بفنهم. (3)، ولكن يمكن أن يقال إن أسانيد القراءات العشر وإن كانت آحادية فإن كل واحد من القراء العشرة لم يكن منفردا بما يقرأ به بل شاركه فيه أهل بلده، ولكن انقطعت أسانيدهم ولم يعتن بنقلها، اكتفاء بالبعض عن الكل، فابن عامر مثلا قرأ على أبي الدرداء رضي الله عنه الذي قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لم ينفرد ابن عامر برواية قراءة أبي الدرداء، فقد قرأ على أبي الدرداء رضي الله عنه ألف وخمسمائة شخص، ولكن لم تصلنا أسانيدهم، وكذلك أبو الدرداء رضي الله عنه لم ينفرد بالقراءة التي رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم بل شاركه غيره من الصحابة، فإذا قصد بالتواتر هذا المعنى فقد يكون له وجه، وأما إذا قصد بالتواتر أن كل كلمة في القراءات السبع أو العشر قد رواها جمع غفير عن جمع غفير حتى ينتهي الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا ما لا دليل عليه، والله أعلم.
_________________________________
(2) النشر 1/ 18
(3) إرشاد الفحول 63
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[18 - 10 - 02, 06:21 ص]ـ
أيضا يا إخوتاه
يجاب عن كلام شيخ الإسلام - قدس الله روحه ونوّر ضريحه -: (فإن جاز لقائل أن يقول: إن ابن كثير نقل التكبير عن رسول الله جاز لغيره أن يقول: إن هؤلاء نقلوا تركه عن رسول الله، إذ من الممتنع أن تكون قراءة الجمهور التي نقلها أكثر من قراءة ابن كثير قد أضاعوا فيها ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم)
بأن كون التكبير لم يروه قراء آخرون لا يعني بالضرورة أنهم أضاعوا ما أمرهم به المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإنما غايته أنه شيء فعله النبي صلى الله مرة، وخيّر فيه، فلا حرج على من سمعه ورواه ولا حرج على من لم يسمعه أو لم يروه لأنه اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد
ثانيا:
لم ينفرد البزي برواية التكبير عن ابن كثير بل رواه عنه أيضا الإمام الشافعي كما سبق
ثالثا:
لم ينفرد ابن كثير بالتكبير بل كبّر في سور الختم جماعة من التابعين من شيوخ ابن كثير وأقرانه كمجاهد والأعرج وابن محيصن كما سبق فلا بد أن يكون له أصل
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[18 - 10 - 02, 08:28 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو خالد السلمي وفقه الله ..
جزاك الله خيرا
بالنسبة لاشتراط التواتر فقد أجبت بنفسك عن ذلك , إذ العبرة فيه لا بالأسانيد.
أما فائدة اشتراط التواتر , فذلك لإخراج نحو المصاحف مثلا ً
وأنا - على ضعفٍ في اطلاعي على كتب القوم - لا أعلم منهم من يجيز
قراءة الأعمش مثلا على الرغم من صحة سندها
هذا غير كثير من الألفاظ التي ترد صحيحة الإسناد.
فما القول فيها بما أنك مطلع على كتبهم؟
وأما في جوابك عن شيخ الإسلام , فالذي أراه أن الجوابين الأخيرين غير مسلمين.
لأنه ينبغي التحقق من صحة الإسناد إليهم أولا ً.
وفي الحقيقة كانت قد هالتني كمية الآثار التي قرأتها في (النشر)
عن الصحابة والتابعين في إثبات التكبير.
لكن لاحظت أن أكثرها من رواية البزي.
وابن الجزري نفسه صرح بأنه تفرد بذلك.
فلعلك نشطت للتحقق من الآثار المذكورة هناك , وإلا سقطت المسألة من أسها.
وفقك الله لما يرضاه
¥(35/364)
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[18 - 10 - 02, 01:56 م]ـ
أخي الأزهري
1 - لم أفهم عبارتك (لإخراج نحو المصاحف مثلا) فليتك توضح مرادك
إذا كان المقصود القراءة بما يوافق رسم المصحف وليس له إسناد، فهو مردود اتفاقا لم يبحه إلا ابن مقسم، وقد قام الناس عليه بسبب مقالته قومة عظيمة وبالغوا في الإنكار عليه وكادوا يكفرونه، وعلى كل فكلامي عما له إسناد صحيح غير متواتر وليس عما ليس له إسناد
2 - قراءة الأعمش شاذة في مصطلح القراء باتفاق، ولكن السبب ليس عدم تواترها، وإنما لمخالفتها رسم المصحف في مواضع، ولوجود ألفاظ فيها لا يجزم بصحة سندها اضطرب فيها الرواة عنه، وإلا فقد قدمت عن ابن الجزري أن القراءات السبع أسانيدها آحادية صحيحة وليست متواترة
3 - لم يقل ابن الجزري إن البزي انفرد برواية التكبير عن ابن كثير أو عن غيره من التابعين بل كلامه عكس ذلك، وإنما انفرد البزي بالتصريح برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
4 - تحقيق الآثار يحتاج إلى كتب ليست عندي الآن وهي كتب حافظ المغرب في زمانه أبي عمرو الداني، وحافظ المشرق في زمانه أبي العلاء الهمداني، وإلى كتاب الإمام ابن مجاهد، حيث إنهم رووا التكبير بأسانيدهم إلى جماعة من التابعين من شيوخ ابن كثير وأقرانه من غير طريق البزي، لكن الأسانيد المرفوعة انفرد بها البزي، وإثبات التكبير كإثبات المدود والإمالات والإدغامات، لايحتاج إلى إسناد مرفوع وإلا لأبطلنا القراءات كلها بما فيها رواية حفص الذي كان ضعيفا في الحديث وانفرد بمواضع كثيرة في القراءة التي يقرأ بها عامة الناس اليوم، والله أعلم
ـ[الوضاح]ــــــــ[18 - 10 - 02, 03:58 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4102
بحثكم جد ممتع
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[28 - 10 - 02, 04:43 ص]ـ
مسألة: تنزيل قواعد تصحيح الأحاديث وتضعيفها على قراءات القرآن الكريم مسألة بحاجة إلى مزيد بحث وتفصيل.
وأخشى أن تكون من باب تنزيل قواعد علم على علم آخر مختلف.
وإلا فكيف نتعامل مع كون حفص بن سليمان الراوي عن عاصم: متروك الحديث؟
وأمثلة ذلك كثيرة.
وأذكر أنّ للأخ ابن وهب بحثاً حول هذه المسألة لا أذكر مكانه الآن.
ـ[البخاري]ــــــــ[26 - 12 - 02, 04:28 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[حارث همام]ــــــــ[26 - 12 - 02, 06:41 م]ـ
أرجو من الأخ ابن وهب أو أي من الفضلاء أن يشير لموضع البحث الذي ذكره الشيخ هيثم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[26 - 12 - 02, 07:42 م]ـ
الحمد لله ...
جزى الله الأخ حارث خيرا على تذكيرنا بالموضوع , لنكمله ونستفيد من الشيخ السلمي حفظه الله.
ـ[الوضاح]ــــــــ[05 - 01 - 03, 08:24 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4102
تجديد الرابط المقصود
الوضاح بن خريم الأزدي
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[13 - 03 - 03, 09:20 م]ـ
قال شيخنا المحدث المقرئ الرحالة عبدالله بن صالح بن محمد العبيد حفظه الله في كتابه المُحرَّر ”الإتقان في تجويد القرآن” (هامش ص109 - 110):
(وأما التكبير من الضحى إلى آخر القرآن فهو لحفصٍ من طريق الطيِّبة.
وجعله بعض أفاضل علمائنا ومعاصرينا من البدع، لأن الحديث فيه لم يثبت عندهم، وهو اجتهادٌ منهم، حملهم عليه الغيرة على تحرير كتاب الله من البدع.
والتحقيق أنه سنة صحت عن النبي صلى اله عليه وسلم من غير وجه، وعن جماعة من الصحابة والتابعين وتابعيهم لكن لما كانت هذه الأخبار عنهم مروية في كتب قدماء أئمة الأداء غير المطبوعة – ككتب الداني والهذلي وأبي العلاء والهمذاني والأهوازي وابن الباذش – ولم يكن لهم معرفة بها قطعوا بعدم صحته.
وقد أفردتُ لذلك جزءً نفيساً تكلمت فيه على الآثار المرفوعة والموقوفة والمقطوعة، واتصال التكبير للكاتب مسلسلاً من غير وجه. فلله الحمد والمنة) أ. هـ
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[21 - 10 - 04, 01:37 م]ـ
حديث التكبير الذي قيل أن البزي تفرد به ليس كذلك، بل ورد بسند جيد رواه الخليلي في الإرشاد، ونقله العلامة الحويني في تنبيه الهاجد - الجزء الرابع وصححه الشيخ هناك، فعل بعض الإخوة ينقل لنا نص كلامه.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[21 - 10 - 04, 01:39 م]ـ
¥(35/365)
حديث التكبير الذي قيل إن البزي تفرد به ليس كذلك، بل ورد بسند جيد رواه الخليلي في الإرشاد، ونقله العلامة الحويني في تنبيه الهاجد - الجزء الرابع وصححه الشيخ هناك، فلعل بعض الإخوة ينقل لنا نص كلامه.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 10 - 04, 06:02 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
جزاك الله خيرا على رفع مثل هذا الموضوع فهو من الزمن الجميل.
ثم جزاك الله خيرا على إضافتك، وليت من يتيسر له تنبيه الهاجد أن ينقل كلام الشيخ الحويني.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[22 - 10 - 04, 11:21 ص]ـ
رجعت لنتبيه الهاجد فكان فيه ما يلي (ص349 رقم 355) ط.1 مكتبة البلاغ - دبي:
وأخرج الحاكم في المستدرك (3/ 304) من طريق أحمد بم محمد بن القاسم بن أبي بزة قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فلما بلغت (والضخى) قال لي: كبر كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم، وأخبرني عن عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك، وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك وأخبره ابن عباس أن أبي بن كعب أمر بذلك، وأخبره أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بذلك.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي بقوله: البزي قد تكلم فيه.
وأخرجه المخلص في الفوائد ومن طريقه الذهبي في الميزان (1/ 145) من طريق ابن صاعد ثنا البزي أحمد بن محمد بن القاسم به.
قال الذهبي: هذا حديث غريب، وهو مما أنكر على البزي، قال أبو حاتم: هذا حديث منكر.
ومعنى كلام الذهبي أن البزي تفرد به.
وقد صرح بذلك ابن كثير في تفسيره (8/ 445) فقال: فهذه سنة تفرد بها أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله البزي من ولد القاسم بن أبي بزة، وكان إمام في القراءات، فأما في الحيث فقد ضعفه أبو حاتم الرازي وقال: لا أحدث عنه، وكذلك أبو جعفر العقيلي قال: هو منكر الحديث.
قلت - والكلام للحويني -: رضي الله عنكما
فلم يتفرد به البزي فقد تابعه الإمام الشافعي رحمه الله قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فذكر مثله.
أخرجه أبو يعلى الخليلي في الإرشاد (ص427 - 428) قال: حدثنا جدي حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا الشافعي به.وهذا سند جيد
وقال ابن كثير أيضا: حكى الشيخ شهاب الدين أبو شامة في شرح الشاطبية عن الشافعي أنه سمع رجلا يكبر هذا التكبير في الصلاة فقال له: أحسنت وأصبت السنة، وهذا يقتضي صحة هذا الحديث.
قلت - والكلام للحويني -: فواضح أن ابن كثير لم يقف على رواية الشافعي المسندة في ذلك، وإنما صحح الحديث بناء على قول الشافعي " أصبت السنة " وتصحيح الحديث بمثل هذا القول فيه نظر لا يخفى على من تأمله والله أعلم
انتهى كلام الحويني بنصه.
ـ[الرايه]ــــــــ[22 - 10 - 04, 02:31 م]ـ
من باب الفائدة كنت قد طرحت هذا الموضوع في ملتقى أهل التفسير
سؤال لأهل التخصص في القراءات؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=620)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[23 - 10 - 04, 02:45 ص]ـ
الذي يتضح من كلام المصححين والمضعفين أن مناط المسألة هو: قبول رواية البزي فيما هو إمامُ به كقبولها من غيره، فمن قال بذلك فالختم سنة ثابتة عنده، ومن لا فلا.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[23 - 10 - 04, 09:07 ص]ـ
أخي الكريم أبا إبراهيم _ وفقه الله _
كلا، ليس مناط المسألة قبول رواية البزي أو عدم قبولها، لأن البزي لم ينفرد به كما أفاد الفضلاء في المشاركات السابقة، فقد أخرجه أبو يعلى الخليلي في الإرشاد (ص427 - 428) قال: حدثنا جدّي حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا الشافعي قال قرأت على إسماعيل بن قسطنطين فلما بلغت سورة الضحى قال: " كبر حتى تختم " ... وساق الحديث بمثل ما رواه البزي.
كذلك أيضاً أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (2/ 56) ومن طريقه أخرجه المزي في تهذيب الكمال (24/ 366) بإسناد الخطيب إلى محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال أخبرنا الشافعي قال حدثنا إسماعيل بن قسطنطين به.
فاتضح بذلك أن البزي لم ينفرد به!
فالبزي يرويه عن عكرمة عن إسماعيل بن قسطنطين
وابن أبي حاتم يرويه عن ابن عبد الحكم عن الشافعي عن إسماعيل بن قسطنطين به.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[23 - 10 - 04, 07:58 م]ـ
فضيلة الشيخ أبو خالد السلمي:
قرأت ذلك حفظك الله، وقولي هو على فرض التسليم بأنه تفرد بها البزي كما نُقل.
وجزاك الله خيرا ..
ـ[أحمد الشبلي]ــــــــ[24 - 10 - 04, 08:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي أسئلة عما تقدم من الإخوة الأفاضل جزاهم الله خيراً
1 - قال الشيخ الفاضل أبو خالد السلمي في جوابه عن اعتراض ابن تيمية: "ثانيا: لم ينفرد البزي برواية التكبير عن ابن كثير بل رواه عنه أيضا الإمام الشافعي كما سبق"
لكن الذي سبق هو قوله حفظه الله:
"ذكر بعض الحفاظ أن البزي لم يتفرد به بل وافقه الشافعي فقد روي السخاوي * في مسلسلاته بسنده إلى الإمام محمد بن إدريس الشافعي أنه قال قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين قال قرأت على ابن كثير و ذكر حديث التكبير،وقد روى الحاكم بسنده إلى الشافعي أنه قرأ على إسماعيل قال قرأت على ابن كثير قرأ على مجاهد قرأ على ابن عباس قرأ على أبي بن كعب الذي قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، و لكن لم يذكر فيه التكبير"
فهذا يظهر منه تأكيد تفرد البزي بالتكبير، إلا إذا كانت الإحالة على "ذكر بعض الحفاظ" لا على ما أسنده السخاوي، فهل من مزيد توضيح لهذه المتابعة؟
2 - إذا نظرنا إلى ما ورد سوى الخبر المرفوع عن المسألة، فهل يمكن لأحد الفضلاء أن يسرد الآثار التي ورد فيها التكبير من غير طريق البزي؟
3 - هل ورد عن أحد من السلف إنكار التكبير في سور الختم؟
أعجبني هذا القول "وإثبات التكبير كإثبات المدود والإمالات والإدغامات، لايحتاج إلى إسناد مرفوع وإلا لأبطلنا القراءات كلها بما فيها رواية حفص الذي كان ضعيفا في الحديث وانفرد بمواضع كثيرة في القراءة التي يقرأ بها عامة الناس اليوم، والله أعلم"
وهو قوي بشرط ثبوت التكبير عن ابن كثير أو عن الصحابة رضي الله عنهم، والله أعلم.
¥(35/366)
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[29 - 01 - 05, 04:56 م]ـ
الأخ أحمد الشبلي (ومن الطريف أن أكون مشاركا لك في النسبة) ليس الأمر كما فهمت، فلو رجعت قليلا لوجدت في مشاركتي ومشاركة الشيخ أبي خالد أن الخليلي أسندها من طريق الشافعي ... الخ فارجوك مراجعة ما ذكر أعلاه وقراءته بتمعن.
محبك ابو عبد الباري (الشبلي) ابتسامة.
ـ[الحارثي]ــــــــ[29 - 01 - 05, 09:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيراً جميعاً على هذا الموضوع الماتع حقاً.
ولي ملاحظة ثم اقتراح بناءً عليها:
أما الملاحظة فهي تأكيد لما قاله الإخوة الأفاضل الذين بينوا أنه لا بد أن نسلم للمختصين في كل فن بفنهم وإلا فإن العلم سوف يضيع بين الجهلة وأنصاف المتعلمين!
فكل أهل فن أدرى بفنهم وربما يتواتر عند أهل الفن ما لم يتواتر عند غيرهم كما أكد على ذلك شيخ الإسلام الثاني ابن القيم رحمة الله عليه. وهذا أمر مشاهد لا يستطيع أحد إنكاره! فإنك تجد من يهتمون بالعربية مثلاً مجمعين على تلقي اخبار ومعاني تواترت لديهم لم تتواتر عند غيرهم! وكذلك اهل التفسير وأهل الحديث وأهل الأنساب وأهل السير وغيرهم. وحتى أهل الشعر والأدب.
ولذلك فلا بد من الرجوع إلى أهل الاختصاص من القراء وقد سألت أكثر من عالم من علماء القراءة فأكد لي تواتر التكبير (عملياً) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أن هناك إجماع عملي على التكبير، والإجماع العملي أقوى في تقرير أية مسألة من الرواية الخبرية المجردة التي يمكن أن يتطرق إليها احتمال الضعف أو احتمال النسخ!
وقد أجمع القراء على تلقي قراءة ابن كثير إمام أهل مكة في القراءة بالقبول بما فيها التكبير من الضحى إلى آخر القرآن، كما أن التكبير ثابت من وجه عندنا في رواية حفص.
ويكفي هنا ما نقله أحد الإخوة جزاهم الله خيراً عن إمام القراءات ابن الجزري رحمه الله وهو قوله: "اعلم أن التكبير صح عن أهل مكة قرائهم و علمائهم و أئمتهم و من روى عنهم صحة استفاضت و اشتهرت و ذاعت و انتشرت حتى بلغت حد التواتر" ولا شك أن المقصود بالتواتر هنا التواتر العملي. وتواتر أسانيد القراء فهي لا تحصى. هذا مالدي على ضعف عندي وقلة بضاعة.
أما الاقتراح الذي أقترحه فهو أن نصنف العلوم الشرعية والعلوم التابعة لها والمتعلقة بها كاللغة والتاريخ وغيرهما ونستقرئ ما أجمع عليه أهل كل اختصاص من الناحية العملية أو العرفية وذلك بالاستعانة بأهل الاختصاص أنفسهم. وإذا وافق الإخوة الكرام من المشرفين وغيرهم على ذلك فأرجو أن يوجهوا الدعوة للمختصين للمساهمة في هذا الموضوع وجزاهم الله خيرا.
واضرب مثالاً على ما قلت: فأهل الأنساب مثلاً أجمعوا على نسب رسول الله صلى الله عليه وسل إلى عدنان. ومثلهم أهل السيرة، الذين أجمعوا على تلقي اخبار بعينها عن الرسول صلى الله عليه وسلم. ومثلهم أهل الحديث كذلك. وأيضاً أهل القراءة أجمعوا على القراءات المتواترة واعتنوا بها وبكيفيات القراءات.
فلماذا لا تصنف العلوم ثم يبحث عن الإجماعات العملية عند أصحابها حتى لا نرى مثل هذه الاستشكالات التي لا يجوز أن نراها أصلاً!
وأذكر أخيراً بأن علم المصطلح قام ليبحث فيما اختلف فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته وسيرته من حيث القبول أو الرد أما ما أجمع عليه وتواتر علماً أو عملاً فلا يجوز ان يخضع لهذا العلم. وإلا فكم من حديث كان ضعف إسناده واضحاً ولكن الأمة تلقته بالقبول وعملت به منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يدون بهذا الإسناد في دواوين الحديث!
ومن أمثلة ذلك تعليق حافظ المغرب ابن عبد البر -رحمه الله- على حديث: "هو الطهور ماؤه الحل ميتته" فقال في "التمهيد" (16/ 218 - 219): "وهذا الحديث لا يحتج أهل الحديث بمثل إسناده وهو عندي صحيح لأن العلماء تلقوه بالقبول له والعمل به ولا يخالف في جملته أحد من الفقهاء وإنما الخلاف في بعض معانيه"اهـ.
وقد ذكر كثير من الإخوة جزاهم الله خيراً بإمامنا في القراءة صاحب الرواية التي أطبقت فيما بين الخافقين وهو الإمام حفص -رحمه الله-! أشهر رواة عاصم وأصحهم رواية عند القراء ومع ذلك فهو ضعيف عند المحدثين فهل ترد روايته عن عاصم لأجل ذلك؟!
والحمد لله أولاً وآخراً.(35/367)
التكبير في سور الختم
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[17 - 10 - 02, 08:01 ص]ـ
السلام عليكم
اقتبست لكم هذه النقول من بحيث لي، بغرض طرحها عليكم للمناقشة والاستفادة مما عندكم.
التكبير في سور الختم
و هو أن يقول القارئ (الله أكبر) أو (الله أكبر و لله الحمد) أو (لا إله إلا الله و الله أكبر و لله الحمد) في أول كل سورة أو آخرها ابتداء من سورة الضحى إلى سورة الناس، و يتعلق بالتكبير مسائل: 1 - حكمه: التكبير سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يفعله أحيانا، جاء ذلك في الحديث الذي رواه الحاكم في مستدركه بسنده إلى البزي أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة المقرئ قال قرأت على عكرمة بن سليمان و أخبرني أنه قرأ على إسماعيل بن قسطنطين و شبل بن عباد فلما بلغت و الضحى قالا لي كبر حتى تختم كل سورة فإنا قرأنا على ابن كثير فأمرنا بذلك و أخبرنا أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك، و أخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك و أخبره أبي أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمره بذلك (1) وثبت ذلك موقوفا على ابن عباس رضي الله عنهما فيما رواه الحافظان أبو عمرو الداني و أبو العلاء الهمداني و الإمام أبو بكر بن مجاهد عن أبي بكر الحميدي قال حدثني إبراهيم بن أبي حية التميمي قال حدثني حميد الأعرج عن مجاهد قال ختمت على عبد الله بن عباس تسع عشرة ختمة كلها يأمرني أن أكبر فيها من (ألم نشرح) (2)، و ثبت ذلك أيضا عن جماعات من التابعين منهم مجاهد و الأعرج و ابن محيصن و ابن كثير (3)، و قد ترك جماعة من العلماء العمل بهذه السنة لأنه تفرد بها البزي و هو ضعيف في الحديث، قال الحافظ ابن كثير:فهذه سنة تفرد بها أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله البزي و كان إماما في القراءة، أما في الحديث فقد ضعفه أبو حاتم الرازي، و قال في الجرح لا أحدث عنه (4) و كذا أبو جعفر العقيلي قال هو منكر الحديث (5) لكن حكى الشيخ شهاب الدين أبو شامة في
_____________________
(1) مستدرك الحاكم 3/ 344 و قال صحيح على شرط الشيخين و تعقبه الذهبي في التلخيص بقوله (البزي قد تكلم فيه)
(2) النشر 2/ 310
(3) النشر 2/ 311
(4) الجرح و التعديل 2/ 71
(5) الضعفاء 1/ 127، و انظر أيضا لسان الميزان 1/ 283
شرح الشاطبية عن الشافعي أنه سمع رجلا يكبر هذا التكبير في الصلاة فقال أحسنت و أصبت السنة و هذا يقتضي تصحيحه لهذا الحديث (1) و هذا الأثر عن الشافعي رواه الحافظ أبو عمرو الداني بسنده إلى البزي قال: قال لي الشافعي: إن تركت التكبير تركت سنة من سنن نبيك صلى الله عليه وسلم (2) و الجواب على من ترك العمل بسنة التكبير أو وصفها بأنها بدعة من وجوه: 1 - البزي إمام في القراءة حجة فيما يرويه من القراءات بإجماع العلماء، و التكبير مما يلتحق بالقراءة فينبغي أن يقبل تفرده به. 2 - ذكر بعض الحفاظ أن البزي لم يتفرد به بل وافقه الشافعي فقد روي السخاوي * في مسلسلاته بسنده إلى الإمام محمد بن إدريس الشافعي أنه قال قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين قال قرأت على ابن كثير و ذكر حديث التكبير،وقد روى الحاكم بسنده إلى الشافعي أنه قرأ على إسماعيل قال قرأت على ابن كثير قرأ على مجاهد قرأ على ابن عباس قرأ على أبي بن كعب الذي قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، و لكن لم يذكر فيه التكبير (3) 3 - على فرض عدم صحة رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقد ثبت و قفه من فعل ابن عباس رضي الله عنهما و أمره به، وقال الحافظ ابن الجزري: اعلم أن التكبير صح عن أهل مكة قرائهم و علمائهم و أئمتهم و من روى عنهم صحة استفاضت و اشتهرت و ذاعت و انتشرت حتى بلغت حد التواتر (4)، و حيث إن التكبير في هذه السور مما لا يقال من قبل الرأي فالموقوف فيه له حكم الرفع، و الله أعلم.
____________________
(1) تفسير ابن كثير 4/ 522، شرح الشاطبية لأبي شامة 735
(2) النشر 2/ 310
(3) المناهل السلسة 252، المستدرك للحاكم 2/ 250 رقم 2905
(4) النشر 2/ 310
* محمد بن عبد الرحمن السخاوي الشافعي حافظ فقيه مقرئ مؤرخ ولد بالقاهرة سنة 831 و توفي بالمدينة 907 شذرات 8/ 15 البدر الطالع 2/ 184
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[17 - 10 - 02, 10:12 م]ـ
من اجوبة الشيخ الطريفي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2560&highlight=%C7%E1%C8%D2%ED
السؤال العاشر: فضيلة الشيخ أحسن الله إليكم ما مدى صحة حديث التكبير بعد سورة الضحى إلى سورة الناس عند ختم القرآن و الذي من طريق البزي عن ابن كثير؟
الجواب: هذا الحديث منكر، فقد تفرد به أبو الحسن البزي المقريء كما أخرجه الحاكم في مستدركه والبيهقي في الشعب والفاكهي. وابو الحسن المقريء البزي إمام في القراءة إلا أنه ضعيف في الحديث ضعفه أبوحاتم، وقال: لا أحدث عنه، وقال العقيلي: منكر الحديث، وقد أنكر حديثه هذا أبوحاتم وغيره
¥(35/368)
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[17 - 10 - 02, 11:07 م]ـ
الحمد لله وبعد؛
كثيرا ما نسمعُ من بعضِ القراءِ في بعضِ إذاعاتِ القرآنِ الكريِم وغيرِها ترديدهم للتكبير والتهليل عقب سورة الأضحى.
فما هو الأصل في هذا الترديد؟
1 – الأصل الذي بناه القراء لهذا الترديد:
لقد بنى القراء هذا الترديد على حديث رواه الحاكم في المستدرك (3/ 304) فقال:
حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يزيد المقري الإمام بمكة في المسجد الحرام، ثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن زيد الصائغ، ثنا أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي بزة قال: سمعت عكرمة بن سليمان يقول: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فلما بلغت " وَالضُّحَى " قال لي: كبر كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم وأخبره عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك، واخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك، وأخبره ابن عباس أن أبي بن كعب أمره بذلك، وأخبره أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بذلك.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وتعقبه الذهبي بقوله: البزي قد تكلم فيه.
وأورده الحافظ ابن كثير في تفسير سورة الضحى (8/ 423) فقال:
روينا من طريق أبي الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة المقرئ قال: قرأت على عكرمة بن سليمان، وأخبرني أنه قرأ على إسماعيل بن قسطنطين، وشبل بن عباد فلما بلغت " وَالضُّحَى " قالا لي: كبر حتى تختم مع خاتمة كل سورة فإنا قرأنا على ابن كثير فأمرنا بذلك، وأخبرنا أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك، وأخبره مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك، وأخبره ابن عباس أنه قرأ على أبي بن كعب فأمره بذلك، وأخبره أبي أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره بذلك.
2 - بيان علة الحديث:
وهذا الحديث في إسناده أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بزة المقرئ، وهذه أقوال علماء الجرح والتعديل في الرجل:
ذكره الذهبي في الميزان (1/ 144 – 145) وقال: قال العقيلي: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، لا أُحَدِّث عنه.
وأورد له الذهبي هذا الحديث وقال: هذا حديث غريب، وهو مما أنكر على البزي. قال أبو حاتم: هذا حديث منكر.
وقال أيضا في السير (12/ 51): وصحح له الحاكم حديث التكبير، وهو منكر.
وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (1/ 310): وقال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: ابن أبي بزة ضعيف الحديث؟ قال: نعم، ولست أحدث عنه.
وقال العقيلي: يوصل الأحاديث.
وقال ابن كثير في التفسير (8/ 423): فهذه سنة تفرد بها أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله البزي، من ولد القاسم بن أبي بزة.ا. هـ.
وبعد هذه النقولات يتبين أن ابن أبي بزة ضعيف في الحديث، وأن الحديث قد تفرد به، وأنكر حديثه الأئمة.
3 - كلام العلماء على التكبير:
تكلم العلماء على هذا التكبير الذي أحدثه القراء بناء على الحديث الضعيف الذي بينا ضعفه آنفا، ومن هؤلاء شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – فقد سئل كما في الفتاوى (13/ 417 – 419):
وسئل رحمه الله عن جماعة اجتمعوا في ختمة وهم يقرؤون لعاصم وأبى عمرو، فإذا وصلوا إلى سورة الضحى لم يهللوا ولم يكبروا إلى آخر الختمة، ففعلهم ذلك هو الأفضل أم لا؟ وهل الحديث الذي ورد في التهليل والتكبير صحيح بالتواتر أم لا؟
فأجاب: الحمد لله. نعم إذا قرؤوا بغير حرف ابن كثير كان تركهم لذلك هو الأفضل؛ بل المشروع المسنون، فإن هؤلاء الأئمة من القراء لم يكونوا يكبرون لا في أوائل السور ولا في أواخرها.
فإن جاز لقائل أن يقول: إن ابن كثير نقل التكبير عن رسول الله جاز لغيره أن يقول: إن هؤلاء نقلوا تركه عن رسول الله، إذ من الممتنع أن تكون قراءة الجمهور التي نقلها أكثر من قراءة ابن كثير قد أضاعوا فيها ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن أهل التواتر لا يجوز عليهم كتمان ما تتوفر الهمم والدواعي إلى نقله، فمن جوز على جماهير القراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأهم بتكبير زائد فعصوا لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتركوا ما أمرهم به استحق العقوبة البليغة التي تردعه وأمثاله عن مثل ذلك.
¥(35/369)
وأبلغ من ذلك البسملة؛ فإن من القراء من يفصل بها، ومنهم من لا يفصل بها وهى مكتوبة في المصاحف، ثم الذين يقرؤون بحرف من لا يبسمل لا يبسملون، ولهذا لا ينكر عليهم ترك البسملة إخوانهم من القراء الذين يبسملون، فكيف ينكر ترك التكبير على من يقرأ قراءة الجمهور؟ وليس التكبير مكتوبا في المصاحف وليس هو في القرآن باتفاق المسلمين. ومن ظن أن التكبير من القرآن فإنه يستتاب فان تاب وإلا قتل.
بخلاف البسملة فإنها من القرآن حيث كُتبت في مذهب الشافعي، وهو مذهب أحمد المنصوص عنه في غير موضع، وهو مذهب أبي حنيفة عند المحققين من أصحابه وغيرهم من الأئمة؛ لكن مذهب أبى حنيفة وأحمد وغيرهما أنها من القرآن، حيث كتبت البسملة، وليست من السورة. ومذهب مالك ليست من القرآن إلا في سورة النمل، وهو قول في مذهب أبي حنيفة وأحمد.
ومع هذا فالنزاع فيها من مسائل الاجتهاد فمن قال: هي من القرآن حيث كتبت، أو قال: ليست هي من القرآن إلا في سورة النمل كان قوله من الأقوال التي ساغ فيها الاجتهاد
وأما التكبير: فمن قال أنه من القرآن فإنه ضال باتفاق الأئمة، والواجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فكيف مع هذا ينكر على من تركه؟! ومن جعل تارك التكبير مبتدعا أو مخالفا للسنة أو عاصيا فانه إلى الكفر أقرب منه إلى الإسلام، والواجب عقوبته؛ بل إن أصر على ذلك بعد وضوح الحجة وجب قتله.
ولو قدر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتكبير لبعض من أقرأه كان غاية ذلك يدل على جوازه، أو استحبابه، فإنه لو كان واجبا لما أهمله جمهور القراء، ولم يتفق أئمة المسلمين على عدم وجوبه، ولم ينقل أحد من أئمة الدين أن التكبير واجب، وإنما غاية من يقرأ بحرف ابن كثير أن يقول: إنه مستحب، وهذا خلاف البسملة، فإن قراءتها واجبة عند من يجعلها من القرآن ومع هذا فالقراء يسوغون ترك قراءتها لمن لم ير الفصل بها، فكيف لا يسوغ ترك التكبير لمن ليس داخلا في قراءته؟
وأما ما يدعيه بعض القراء من التواتر في جزئيات الأمور فليس هذا موضع تفصيله.ا. هـ.
وقال أيضا في الفتاوى (17/ 130):
والتكبير المأثور عن ابن كثير ليس هو مسندا عن النبي صلى الله عليه و سلم، ولم يسنده أحد إلى ا لنبي صلى الله عليه و سلم إلا البزي، و خالف بذلك سائر من نقله فإنهم إنما نقلوه اختيارا ممن هو دون ا لنبي صلى الله عليه و سلم، وانفرد هو برفعه، وضعفه نقلة أهل العلم بالحديث و الرجال من علماء القراءة، و علماء الحديث كما ذكر ذلك غير واحد من العلماء.ا. هـ.
وذكر ابن مفلح في الآداب الشرعية (2/ 295) الخلاف في المسألة فقال:
واستحب أحمد التكبير من أول سورة الضحى إلى أن يختم. ذكره ابن تميم وغيره، وهو قراءة أهل مكة أخذها البزي عن ابن كثير، وأخذها ابن كثير عن مجاهد، وأخذها مجاهد عن ابن عباس، وأخذها ابن عباس عن أبيِّ بن كعب، وأخذها أبيٌّ عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى ذلك جماعة منهم البغويُّ في تفسيره … وهذا حديث غريب من رواية أحمد بن محمد بن عبد الله البزي، وهو ثبت في القراءة، ضعيف في الحديث. وقال أبو حاتم الرازي: هذا حديث منكر.
وقال في " الشرح ": استحسن أبو عبد الله التكبير عند آخر كل سورة من الضحى إلى أن يختم، لأنه روي عن أبيِّ بن كعب " أنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم فأمره بذلك " رواه القاضي. وعن البزي أيضا مثل هذا، وعن قُنبل هكذا والذي قبله. وعنه أيضا: لا تكبير، كما هو قول سائر القُراء … وقال الآمدي: يُهللُ ويكبر، وهو قول عن البزي، وسائر القراء على خلافه.ا. هـ.
وقال الشيخ بكر أبو زيد في مرويات دعاء ختم القرآن (ص 5 – 6):
وأما وقت الختم: بمعنى ختمه في مساء الشتاء، وصباح الصيف ووصل ختمة بأخرى؛ بقراءة الفاتحة وخمس آيات من سورة البقرة قبل الشروع في دعاء الختم، وتكرار سورة الإخلاص ثلاثا، والتكبير في آخر سورة الضحى إلى آخر سورة الناس داخل الصلاة أو خارجها، وصيام يوم الختم.
فهذه الأبحاث الستة لا يصح فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته رضي الله عنهم، وعامة ما يروى فيها مما لا تقوم به الحجة.
¥(35/370)
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: تكلم شديدا في التكبير المذكور وأنه لم يرد إلا في رواية البزي عن ابن كثير.ا. هـ.
وذكر أيضا في " بدع القراء " (ص 27) سبعة أمور تتعلق بالختم منها:
هـ – التكبير في آخر سورة الضحى إلى آخر سورة الناس داخل الصلاة أو خارجها.
ثم قال:
فهذه الأمور السبعة، لا يصح فيها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته، رضي الله عنهم، وعامة ما يُروى في بعضها مما لا تقوم به الحجة فالصحيح عدم شرعية شيء منها.ا. هـ.
وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – في " فتاوى إسلامية " (4/ 48) سؤالا نصه:
بعض قراء القرآن يفصلون بين السورة والأخرى بقول " الله أكبر " دون بسملة، هل يجوز ذلك، وهل له دليل؟
جواب: هذا خلاف ما فعل الصحابة رضي الله عنهم من فصلهم بين كل سورة وأخرى ببسم الله الرحمن الرحيم وخلاف ما كان عليه أهل العلم من أنه لا يفصل بالتكبير في جميع سور القرآن. غاية ما هناك أن بعض القراء استحب أن يكبر الإنسان عند ختم كل سورة من الضحى إلى آخر القرآن مع البسملة بين كل سورتين. والصواب أنه ليس بسنة: لعدم ورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فالمشروع أن تفصل بين كل سورة وأخرى بالبسملة " بسم الله الرحمن الرحيم " إلا في سورة " براءة " فإنه ليس بينا وبين الأنفال بسملة.ا. هـ.
4 - تقرير غريب من الحافظ ابن كثير في المسألة:
ذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره (8/ 423) كلام أبي حاتم، والعقيلي في البزي وقال:
لكن حكى الشيخ شهاب الدين أبو شامة في شرح الشاطبية عن الشافعي أنه سمع رجلا يكبر هذا التكبير في الصلاة، فقال له: أحسنت وأصبت السنة. وهذا يقتضي صحة هذا الحديث.ا. هـ.
وهذا كلام غريب من ابن كثير – رحمه الله – فقد ذكر تفرد ابن أبي بزة بهذه السنة، ونقل كلام العلماء في الرجل، ثم يأتي على إقرار الشافعي لذلك الرجل الذي كبر في الصلاة، ويبني على كلام الشافعي تصحيح الحديث!!
5 - موضع وكيفية التكبير:
قال ابن كثير في تفسيره (8/ 423):
ثم اختلف القراء في موضع هذا التكبير وكيفيته، فقال بعضهم: يكبر من آخر " وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ". وقال آخرون: من آخر " وَالضُّحَى ". وكيفية التكبير عند بعضهم أن يقول: الله أكبر ويقتصر، ومنهم من يقول: الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر.
وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية (2/ 296):
وقال أبو البركات: يُستحبُّ ذلك من سورة ألم نشرح.ا. هـ.
6 - سببُ التكبير:
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية (2/ 296) في سبب التكبير:
والسبب في ذلك انقطاع الوحي.
وقال ابن كثير في التفسير (8/ 423):
وذكر الفراء في مناسبة التكبير من أول سورة الضحى: أنه لما تأخر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتر تلك المدة ثم جاءه الملك فأوحى إليه: وَالضُّحَى. وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى " السورة بتمامها، كبر فرحا وسرورا. ولم يرو ذلك بإسناد يحكم عليه بصحة أو ضعف، فالله أعلم. ا. هـ.
http://www.saaid.net/Doat/Zugail/33.htm
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[18 - 10 - 02, 03:40 ص]ـ
الحمد لله ...
أخي الشيخ عبدالله زقيل جزاك الله خيرا
كنت قد اختلفت مع بعض القراء حول التكبير قديماً
والشبهة عندهم أن التكبير داخل في القراءات يقينا.
فكيف نقبل من البَزِّيّ روايته عن ابن كثير في سائر القرآن ولا نقبلها في التكبير.
وبعد بحيث متواضع خلصت إلى:
1 - غاية التكبير أن يكون من مستحبات القراءة عندهم , فهي بهذا الإعتبار خارجة من القرآن يقيناً داخلة في اثبات مستحب أو نفيه
فيجب أن نرد الحديث إلى أهله.
فهم الذين لم يقبلوه.
2 - إذا أردنا أن نجري قواعد المحدثين على البزي فلن نعدم ذلك.
إذ أكثر المحدثون أن يضعفوا أقواما على غير إطلاق فيقولون:
ضعيف إلا في روايته عن فلان , أو نحو ذلك.
وقد نصوا على أن البزي إمام في القراءات إلا أنه في الحديث ضعيف أو يزيد , فهذه كتلك.
3 - لو أجرينا المسألة على علم القراءات واعتبرنا من باب التنزل أن التكبير بالقراءات ألصق
وان البزي ثقة في القرآن.
فإننا لن نثبت التكبير أيضاً , لأن البزي (الثقة) تفرد بـ (قراءة) التكبير
فهي (قراءة) (صحيحة السند) , لم تبلغ التواتر
فهي قراءة شاذة , لا يجوز القراءة بها.
وهذا معروف عند أهل الصنعة , على نحو ما يفعلون مع قراءة الأعمش وهو ثقة في الحديث والقرآن
إذ يعتبرونها من القراءات الشاذة.
هذا ما كنت توصلت إليه في آخر البحيث , فإن كان ثم خطأ فأستغفر الله تعالى
ملحوظتان:
1 - كل ما كان بين قوسين من باب التنزل مع المخالف وإلا فلا يسلم لهم شيء من ذلك.
2 - أنكر التكبير أيضا العلامة الشيخ بكر أبو زيد , وعده من بدع الختم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[18 - 10 - 02, 03:46 ص]ـ
وللفائدة ..
شروط القراءة الصحيحة المقبولة ثلاثة:
1 - أن يكون لها وجه في النحو.
2 - أن توافق الرسم العثماني.
3 - أن تبلغ حد التواتر.
¥(35/371)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[18 - 10 - 02, 05:48 ص]ـ
أخي الكريم الأزهري السلفي
بالنسبة للشرط الأخير وهو التواتر فإن إمام القراء ابن الجزري يرى أنه يكفي صحة الإسناد، ولا يشترط التواتر، وعامة القراءات السبعة تواترت أسانيدها إلى القراء السبعة أو رواتهم، ولكن أسانيدهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم آحادية، وإلا فأين الإسناد المتواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم سكت على (من راق) و (بل ران)؟ لم يسكت عليها من القراء العشرة ورواتهم إلا حفص عن عاصم، فكذلك التكبير، ولا يسمى ذلك شاذا عند القراء اتفاقا، وأمثلة ذلك لا تحصى
وقد قلت في بحيثي المشار إليه ما يلي:
الركن الثالث:
صحة الإسناد، وهي شرط إجماعا، ولكن هل يشترط التواتر لثبوت القراءة؟ الصحيح الذي عليه المحققون أنه لايشترط التواتر لأنه لادليل على اشتراطه، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبعث آحاد الصحابة لتعليم القرآن، وكانوا يسمعون الآية من الصحابي فيعملون بها ويقرؤون بها في صلواتهم، قال ابن الجزري: وقد شرط بعض المتأخرين التواتر في هذا الركن، وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر، وأن ما جاء مجيء الآحاد لايثبت به قرآن، وهذا مما لايخفى ما فيه، وإذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفى كثير من أحرف الخلاف الثابت عن هؤلاء الأئمة السبعة وغيرهم، ولقد كنت قبل أجنح إلى هذا ثم ظهر فساده (2). وقال الشوكاني *: وقد ادعي تواتر كل واحدة من القراءات السبع، وهي قراءة أبي عمرو ونافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن كثير وابن عامر، وادعي أيضا تواتر القراءات العشر، وهي هذه مع قراءة يعقوب وأبي جعفر وخلف، وليس على ذلك أثارة من علم فإن هذه القراءات كل واحدة منها منقولة نقلا آحاديا، كما يعرف ذلك من يعرف أسانيد هؤلاء القراء لقراءاتهم، وقد نقل جماعة من القراء الإجماع على أن في هذه القراءات ما هو متواتر وفيها ما هو آحاد، ولم يقل أحد منهم بتواتر كل واحدة من السبع فضلا عن العشر، وإنما هو قول قاله بعض أهل الأصول، وأهل الفن أخبر بفنهم. (3)، ولكن يمكن أن يقال إن أسانيد القراءات العشر وإن كانت آحادية فإن كل واحد من القراء العشرة لم يكن منفردا بما يقرأ به بل شاركه فيه أهل بلده، ولكن انقطعت أسانيدهم ولم يعتن بنقلها، اكتفاء بالبعض عن الكل، فابن عامر مثلا قرأ على أبي الدرداء رضي الله عنه الذي قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لم ينفرد ابن عامر برواية قراءة أبي الدرداء، فقد قرأ على أبي الدرداء رضي الله عنه ألف وخمسمائة شخص، ولكن لم تصلنا أسانيدهم، وكذلك أبو الدرداء رضي الله عنه لم ينفرد بالقراءة التي رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم بل شاركه غيره من الصحابة، فإذا قصد بالتواتر هذا المعنى فقد يكون له وجه، وأما إذا قصد بالتواتر أن كل كلمة في القراءات السبع أو العشر قد رواها جمع غفير عن جمع غفير حتى ينتهي الإسناد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا ما لا دليل عليه، والله أعلم.
_________________________________
(2) النشر 1/ 18
(3) إرشاد الفحول 63
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[18 - 10 - 02, 06:21 ص]ـ
أيضا يا إخوتاه
يجاب عن كلام شيخ الإسلام - قدس الله روحه ونوّر ضريحه -: (فإن جاز لقائل أن يقول: إن ابن كثير نقل التكبير عن رسول الله جاز لغيره أن يقول: إن هؤلاء نقلوا تركه عن رسول الله، إذ من الممتنع أن تكون قراءة الجمهور التي نقلها أكثر من قراءة ابن كثير قد أضاعوا فيها ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم)
بأن كون التكبير لم يروه قراء آخرون لا يعني بالضرورة أنهم أضاعوا ما أمرهم به المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإنما غايته أنه شيء فعله النبي صلى الله مرة، وخيّر فيه، فلا حرج على من سمعه ورواه ولا حرج على من لم يسمعه أو لم يروه لأنه اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد
ثانيا:
لم ينفرد البزي برواية التكبير عن ابن كثير بل رواه عنه أيضا الإمام الشافعي كما سبق
ثالثا:
لم ينفرد ابن كثير بالتكبير بل كبّر في سور الختم جماعة من التابعين من شيوخ ابن كثير وأقرانه كمجاهد والأعرج وابن محيصن كما سبق فلا بد أن يكون له أصل
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[18 - 10 - 02, 08:28 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو خالد السلمي وفقه الله ..
جزاك الله خيرا
بالنسبة لاشتراط التواتر فقد أجبت بنفسك عن ذلك , إذ العبرة فيه لا بالأسانيد.
أما فائدة اشتراط التواتر , فذلك لإخراج نحو المصاحف مثلا ً
وأنا - على ضعفٍ في اطلاعي على كتب القوم - لا أعلم منهم من يجيز
قراءة الأعمش مثلا على الرغم من صحة سندها
هذا غير كثير من الألفاظ التي ترد صحيحة الإسناد.
فما القول فيها بما أنك مطلع على كتبهم؟
وأما في جوابك عن شيخ الإسلام , فالذي أراه أن الجوابين الأخيرين غير مسلمين.
لأنه ينبغي التحقق من صحة الإسناد إليهم أولا ً.
وفي الحقيقة كانت قد هالتني كمية الآثار التي قرأتها في (النشر)
عن الصحابة والتابعين في إثبات التكبير.
لكن لاحظت أن أكثرها من رواية البزي.
وابن الجزري نفسه صرح بأنه تفرد بذلك.
فلعلك نشطت للتحقق من الآثار المذكورة هناك , وإلا سقطت المسألة من أسها.
وفقك الله لما يرضاه
¥(35/372)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[18 - 10 - 02, 01:56 م]ـ
أخي الأزهري
1 - لم أفهم عبارتك (لإخراج نحو المصاحف مثلا) فليتك توضح مرادك
إذا كان المقصود القراءة بما يوافق رسم المصحف وليس له إسناد، فهو مردود اتفاقا لم يبحه إلا ابن مقسم، وقد قام الناس عليه بسبب مقالته قومة عظيمة وبالغوا في الإنكار عليه وكادوا يكفرونه، وعلى كل فكلامي عما له إسناد صحيح غير متواتر وليس عما ليس له إسناد
2 - قراءة الأعمش شاذة في مصطلح القراء باتفاق، ولكن السبب ليس عدم تواترها، وإنما لمخالفتها رسم المصحف في مواضع، ولوجود ألفاظ فيها لا يجزم بصحة سندها اضطرب فيها الرواة عنه، وإلا فقد قدمت عن ابن الجزري أن القراءات السبع أسانيدها آحادية صحيحة وليست متواترة
3 - لم يقل ابن الجزري إن البزي انفرد برواية التكبير عن ابن كثير أو عن غيره من التابعين بل كلامه عكس ذلك، وإنما انفرد البزي بالتصريح برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم
4 - تحقيق الآثار يحتاج إلى كتب ليست عندي الآن وهي كتب حافظ المغرب في زمانه أبي عمرو الداني، وحافظ المشرق في زمانه أبي العلاء الهمداني، وإلى كتاب الإمام ابن مجاهد، حيث إنهم رووا التكبير بأسانيدهم إلى جماعة من التابعين من شيوخ ابن كثير وأقرانه من غير طريق البزي، لكن الأسانيد المرفوعة انفرد بها البزي، وإثبات التكبير كإثبات المدود والإمالات والإدغامات، لايحتاج إلى إسناد مرفوع وإلا لأبطلنا القراءات كلها بما فيها رواية حفص الذي كان ضعيفا في الحديث وانفرد بمواضع كثيرة في القراءة التي يقرأ بها عامة الناس اليوم، والله أعلم
ـ[الوضاح]ــــــــ[18 - 10 - 02, 03:58 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4102
بحثكم جد ممتع
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[28 - 10 - 02, 04:43 ص]ـ
مسألة: تنزيل قواعد تصحيح الأحاديث وتضعيفها على قراءات القرآن الكريم مسألة بحاجة إلى مزيد بحث وتفصيل.
وأخشى أن تكون من باب تنزيل قواعد علم على علم آخر مختلف.
وإلا فكيف نتعامل مع كون حفص بن سليمان الراوي عن عاصم: متروك الحديث؟
وأمثلة ذلك كثيرة.
وأذكر أنّ للأخ ابن وهب بحثاً حول هذه المسألة لا أذكر مكانه الآن.
ـ[البخاري]ــــــــ[26 - 12 - 02, 04:28 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[حارث همام]ــــــــ[26 - 12 - 02, 06:41 م]ـ
أرجو من الأخ ابن وهب أو أي من الفضلاء أن يشير لموضع البحث الذي ذكره الشيخ هيثم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[26 - 12 - 02, 07:42 م]ـ
الحمد لله ...
جزى الله الأخ حارث خيرا على تذكيرنا بالموضوع , لنكمله ونستفيد من الشيخ السلمي حفظه الله.
ـ[الوضاح]ــــــــ[05 - 01 - 03, 08:24 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=4102
تجديد الرابط المقصود
الوضاح بن خريم الأزدي
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[13 - 03 - 03, 09:20 م]ـ
قال شيخنا المحدث المقرئ الرحالة عبدالله بن صالح بن محمد العبيد حفظه الله في كتابه المُحرَّر ”الإتقان في تجويد القرآن” (هامش ص109 - 110):
(وأما التكبير من الضحى إلى آخر القرآن فهو لحفصٍ من طريق الطيِّبة.
وجعله بعض أفاضل علمائنا ومعاصرينا من البدع، لأن الحديث فيه لم يثبت عندهم، وهو اجتهادٌ منهم، حملهم عليه الغيرة على تحرير كتاب الله من البدع.
والتحقيق أنه سنة صحت عن النبي صلى اله عليه وسلم من غير وجه، وعن جماعة من الصحابة والتابعين وتابعيهم لكن لما كانت هذه الأخبار عنهم مروية في كتب قدماء أئمة الأداء غير المطبوعة – ككتب الداني والهذلي وأبي العلاء والهمذاني والأهوازي وابن الباذش – ولم يكن لهم معرفة بها قطعوا بعدم صحته.
وقد أفردتُ لذلك جزءً نفيساً تكلمت فيه على الآثار المرفوعة والموقوفة والمقطوعة، واتصال التكبير للكاتب مسلسلاً من غير وجه. فلله الحمد والمنة) أ. هـ
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[21 - 10 - 04, 01:37 م]ـ
حديث التكبير الذي قيل أن البزي تفرد به ليس كذلك، بل ورد بسند جيد رواه الخليلي في الإرشاد، ونقله العلامة الحويني في تنبيه الهاجد - الجزء الرابع وصححه الشيخ هناك، فعل بعض الإخوة ينقل لنا نص كلامه.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[21 - 10 - 04, 01:39 م]ـ
¥(35/373)
حديث التكبير الذي قيل إن البزي تفرد به ليس كذلك، بل ورد بسند جيد رواه الخليلي في الإرشاد، ونقله العلامة الحويني في تنبيه الهاجد - الجزء الرابع وصححه الشيخ هناك، فلعل بعض الإخوة ينقل لنا نص كلامه.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 10 - 04, 06:02 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
جزاك الله خيرا على رفع مثل هذا الموضوع فهو من الزمن الجميل.
ثم جزاك الله خيرا على إضافتك، وليت من يتيسر له تنبيه الهاجد أن ينقل كلام الشيخ الحويني.
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[22 - 10 - 04, 11:21 ص]ـ
رجعت لنتبيه الهاجد فكان فيه ما يلي (ص349 رقم 355) ط.1 مكتبة البلاغ - دبي:
وأخرج الحاكم في المستدرك (3/ 304) من طريق أحمد بم محمد بن القاسم بن أبي بزة قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فلما بلغت (والضخى) قال لي: كبر كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم، وأخبرني عن عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك، وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك وأخبره ابن عباس أن أبي بن كعب أمر بذلك، وأخبره أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره بذلك.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي بقوله: البزي قد تكلم فيه.
وأخرجه المخلص في الفوائد ومن طريقه الذهبي في الميزان (1/ 145) من طريق ابن صاعد ثنا البزي أحمد بن محمد بن القاسم به.
قال الذهبي: هذا حديث غريب، وهو مما أنكر على البزي، قال أبو حاتم: هذا حديث منكر.
ومعنى كلام الذهبي أن البزي تفرد به.
وقد صرح بذلك ابن كثير في تفسيره (8/ 445) فقال: فهذه سنة تفرد بها أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله البزي من ولد القاسم بن أبي بزة، وكان إمام في القراءات، فأما في الحيث فقد ضعفه أبو حاتم الرازي وقال: لا أحدث عنه، وكذلك أبو جعفر العقيلي قال: هو منكر الحديث.
قلت - والكلام للحويني -: رضي الله عنكما
فلم يتفرد به البزي فقد تابعه الإمام الشافعي رحمه الله قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين فذكر مثله.
أخرجه أبو يعلى الخليلي في الإرشاد (ص427 - 428) قال: حدثنا جدي حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا الشافعي به.وهذا سند جيد
وقال ابن كثير أيضا: حكى الشيخ شهاب الدين أبو شامة في شرح الشاطبية عن الشافعي أنه سمع رجلا يكبر هذا التكبير في الصلاة فقال له: أحسنت وأصبت السنة، وهذا يقتضي صحة هذا الحديث.
قلت - والكلام للحويني -: فواضح أن ابن كثير لم يقف على رواية الشافعي المسندة في ذلك، وإنما صحح الحديث بناء على قول الشافعي " أصبت السنة " وتصحيح الحديث بمثل هذا القول فيه نظر لا يخفى على من تأمله والله أعلم
انتهى كلام الحويني بنصه.
ـ[الرايه]ــــــــ[22 - 10 - 04, 02:31 م]ـ
من باب الفائدة كنت قد طرحت هذا الموضوع في ملتقى أهل التفسير
سؤال لأهل التخصص في القراءات؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=620)
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[23 - 10 - 04, 02:45 ص]ـ
الذي يتضح من كلام المصححين والمضعفين أن مناط المسألة هو: قبول رواية البزي فيما هو إمامُ به كقبولها من غيره، فمن قال بذلك فالختم سنة ثابتة عنده، ومن لا فلا.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[23 - 10 - 04, 09:07 ص]ـ
أخي الكريم أبا إبراهيم _ وفقه الله _
كلا، ليس مناط المسألة قبول رواية البزي أو عدم قبولها، لأن البزي لم ينفرد به كما أفاد الفضلاء في المشاركات السابقة، فقد أخرجه أبو يعلى الخليلي في الإرشاد (ص427 - 428) قال: حدثنا جدّي حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا الشافعي قال قرأت على إسماعيل بن قسطنطين فلما بلغت سورة الضحى قال: " كبر حتى تختم " ... وساق الحديث بمثل ما رواه البزي.
كذلك أيضاً أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (2/ 56) ومن طريقه أخرجه المزي في تهذيب الكمال (24/ 366) بإسناد الخطيب إلى محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال أخبرنا الشافعي قال حدثنا إسماعيل بن قسطنطين به.
فاتضح بذلك أن البزي لم ينفرد به!
فالبزي يرويه عن عكرمة عن إسماعيل بن قسطنطين
وابن أبي حاتم يرويه عن ابن عبد الحكم عن الشافعي عن إسماعيل بن قسطنطين به.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[23 - 10 - 04, 07:58 م]ـ
فضيلة الشيخ أبو خالد السلمي:
قرأت ذلك حفظك الله، وقولي هو على فرض التسليم بأنه تفرد بها البزي كما نُقل.
وجزاك الله خيرا ..
ـ[أحمد الشبلي]ــــــــ[24 - 10 - 04, 08:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي أسئلة عما تقدم من الإخوة الأفاضل جزاهم الله خيراً
1 - قال الشيخ الفاضل أبو خالد السلمي في جوابه عن اعتراض ابن تيمية: "ثانيا: لم ينفرد البزي برواية التكبير عن ابن كثير بل رواه عنه أيضا الإمام الشافعي كما سبق"
لكن الذي سبق هو قوله حفظه الله:
"ذكر بعض الحفاظ أن البزي لم يتفرد به بل وافقه الشافعي فقد روي السخاوي * في مسلسلاته بسنده إلى الإمام محمد بن إدريس الشافعي أنه قال قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين قال قرأت على ابن كثير و ذكر حديث التكبير،وقد روى الحاكم بسنده إلى الشافعي أنه قرأ على إسماعيل قال قرأت على ابن كثير قرأ على مجاهد قرأ على ابن عباس قرأ على أبي بن كعب الذي قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، و لكن لم يذكر فيه التكبير"
فهذا يظهر منه تأكيد تفرد البزي بالتكبير، إلا إذا كانت الإحالة على "ذكر بعض الحفاظ" لا على ما أسنده السخاوي، فهل من مزيد توضيح لهذه المتابعة؟
2 - إذا نظرنا إلى ما ورد سوى الخبر المرفوع عن المسألة، فهل يمكن لأحد الفضلاء أن يسرد الآثار التي ورد فيها التكبير من غير طريق البزي؟
3 - هل ورد عن أحد من السلف إنكار التكبير في سور الختم؟
أعجبني هذا القول "وإثبات التكبير كإثبات المدود والإمالات والإدغامات، لايحتاج إلى إسناد مرفوع وإلا لأبطلنا القراءات كلها بما فيها رواية حفص الذي كان ضعيفا في الحديث وانفرد بمواضع كثيرة في القراءة التي يقرأ بها عامة الناس اليوم، والله أعلم"
وهو قوي بشرط ثبوت التكبير عن ابن كثير أو عن الصحابة رضي الله عنهم، والله أعلم.
¥(35/374)
ـ[أبو عبد الباري]ــــــــ[29 - 01 - 05, 04:56 م]ـ
الأخ أحمد الشبلي (ومن الطريف أن أكون مشاركا لك في النسبة) ليس الأمر كما فهمت، فلو رجعت قليلا لوجدت في مشاركتي ومشاركة الشيخ أبي خالد أن الخليلي أسندها من طريق الشافعي ... الخ فارجوك مراجعة ما ذكر أعلاه وقراءته بتمعن.
محبك ابو عبد الباري (الشبلي) ابتسامة.
ـ[الحارثي]ــــــــ[29 - 01 - 05, 09:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيراً جميعاً على هذا الموضوع الماتع حقاً.
ولي ملاحظة ثم اقتراح بناءً عليها:
أما الملاحظة فهي تأكيد لما قاله الإخوة الأفاضل الذين بينوا أنه لا بد أن نسلم للمختصين في كل فن بفنهم وإلا فإن العلم سوف يضيع بين الجهلة وأنصاف المتعلمين!
فكل أهل فن أدرى بفنهم وربما يتواتر عند أهل الفن ما لم يتواتر عند غيرهم كما أكد على ذلك شيخ الإسلام الثاني ابن القيم رحمة الله عليه. وهذا أمر مشاهد لا يستطيع أحد إنكاره! فإنك تجد من يهتمون بالعربية مثلاً مجمعين على تلقي اخبار ومعاني تواترت لديهم لم تتواتر عند غيرهم! وكذلك اهل التفسير وأهل الحديث وأهل الأنساب وأهل السير وغيرهم. وحتى أهل الشعر والأدب.
ولذلك فلا بد من الرجوع إلى أهل الاختصاص من القراء وقد سألت أكثر من عالم من علماء القراءة فأكد لي تواتر التكبير (عملياً) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أن هناك إجماع عملي على التكبير، والإجماع العملي أقوى في تقرير أية مسألة من الرواية الخبرية المجردة التي يمكن أن يتطرق إليها احتمال الضعف أو احتمال النسخ!
وقد أجمع القراء على تلقي قراءة ابن كثير إمام أهل مكة في القراءة بالقبول بما فيها التكبير من الضحى إلى آخر القرآن، كما أن التكبير ثابت من وجه عندنا في رواية حفص.
ويكفي هنا ما نقله أحد الإخوة جزاهم الله خيراً عن إمام القراءات ابن الجزري رحمه الله وهو قوله: "اعلم أن التكبير صح عن أهل مكة قرائهم و علمائهم و أئمتهم و من روى عنهم صحة استفاضت و اشتهرت و ذاعت و انتشرت حتى بلغت حد التواتر" ولا شك أن المقصود بالتواتر هنا التواتر العملي. وتواتر أسانيد القراء فهي لا تحصى. هذا مالدي على ضعف عندي وقلة بضاعة.
أما الاقتراح الذي أقترحه فهو أن نصنف العلوم الشرعية والعلوم التابعة لها والمتعلقة بها كاللغة والتاريخ وغيرهما ونستقرئ ما أجمع عليه أهل كل اختصاص من الناحية العملية أو العرفية وذلك بالاستعانة بأهل الاختصاص أنفسهم. وإذا وافق الإخوة الكرام من المشرفين وغيرهم على ذلك فأرجو أن يوجهوا الدعوة للمختصين للمساهمة في هذا الموضوع وجزاهم الله خيرا.
واضرب مثالاً على ما قلت: فأهل الأنساب مثلاً أجمعوا على نسب رسول الله صلى الله عليه وسل إلى عدنان. ومثلهم أهل السيرة، الذين أجمعوا على تلقي اخبار بعينها عن الرسول صلى الله عليه وسلم. ومثلهم أهل الحديث كذلك. وأيضاً أهل القراءة أجمعوا على القراءات المتواترة واعتنوا بها وبكيفيات القراءات.
فلماذا لا تصنف العلوم ثم يبحث عن الإجماعات العملية عند أصحابها حتى لا نرى مثل هذه الاستشكالات التي لا يجوز أن نراها أصلاً!
وأذكر أخيراً بأن علم المصطلح قام ليبحث فيما اختلف فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته وسيرته من حيث القبول أو الرد أما ما أجمع عليه وتواتر علماً أو عملاً فلا يجوز ان يخضع لهذا العلم. وإلا فكم من حديث كان ضعف إسناده واضحاً ولكن الأمة تلقته بالقبول وعملت به منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يدون بهذا الإسناد في دواوين الحديث!
ومن أمثلة ذلك تعليق حافظ المغرب ابن عبد البر -رحمه الله- على حديث: "هو الطهور ماؤه الحل ميتته" فقال في "التمهيد" (16/ 218 - 219): "وهذا الحديث لا يحتج أهل الحديث بمثل إسناده وهو عندي صحيح لأن العلماء تلقوه بالقبول له والعمل به ولا يخالف في جملته أحد من الفقهاء وإنما الخلاف في بعض معانيه"اهـ.
وقد ذكر كثير من الإخوة جزاهم الله خيراً بإمامنا في القراءة صاحب الرواية التي أطبقت فيما بين الخافقين وهو الإمام حفص -رحمه الله-! أشهر رواة عاصم وأصحهم رواية عند القراء ومع ذلك فهو ضعيف عند المحدثين فهل ترد روايته عن عاصم لأجل ذلك؟!
والحمد لله أولاً وآخراً.
ـ[محمد أحمد جلمد]ــــــــ[26 - 05 - 05, 04:53 ص]ـ
السلام عليكم
إخواني الكرام نفع الله بكم
أئمة الحديث رضي الله عنهم كانوا يقتلون الراوي بحثا من كل جوانبه، فيقولون عن راوي مثلا هو أثبت الناس في فلان، وعن نفس الراوي روايته عن فلان ضعيفة.
فهذا يدل علي أنهم اعتبروا كل ما نتحدث فيه هاهنا من خلاف في راوٍ قبل الحكم علي هذا الراوي.
وقد نص نقاد الحديث علي أن فلانا من القراء مرتبته في الحديث دون الثقة، لكنهم أيضاً قالوا: هو أمام حجة في القراءة.
فدل هذا علي أنهم رضي الله عنهم إنما فتشوا في حديثه وقرائته جميعا ولم يجعلوا مناط الحكم هو الرواية الحديثية فقط.
وعلماء الحديث المتقدمين من أعلم الناس بالأحرف والأوجه، وخير دليل علي هذا هو الداراقطني رحمه الله تعالي ورضي عنه.
بوركتم
والسلام عليكم
¥(35/375)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[12 - 09 - 07, 04:47 ص]ـ
السلام عليكم
أرى أن إنكار أبي حاتم الرازي لهذا الحديث كاف لرده. والبزي مع كونه إماماً في القراءة وحسن الأداء، فهو ضعيف في الحديث. وأهل كل فن أدرى بأهله. فإن قيل كيف نقبل قراءته ولا نقبل روايته؟ فيقال إنه لم ينفرد بقراءة ابن كثير بل روى معه جمع يستحيل تواطؤهم على الكذب في قراءة ابن كثير. لكن البزي كان أشهرهم، ولذلك اشتهر بالرواية عن ابن كثير.
والتكبير قد فعله غيره من التابعين لكن البزي تفرد برفعه، ولا يعرف له أصل. وأياً كان فقد اتفق أهل الأثر على نكارته، وأهل كل فن أدرى بفنهم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=662010&postcount=23
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[12 - 09 - 07, 08:23 ص]ـ
قال شيخنا المحدث المقرئ الرحالة عبدالله بن صالح بن محمد العبيد حفظه الله في كتابه المُحرَّر ”الإتقان في تجويد القرآن” (هامش ص109 - 110):
(وأما التكبير من الضحى إلى آخر القرآن فهو لحفصٍ من طريق الطيِّبة.
وجعله بعض أفاضل علمائنا ومعاصرينا من البدع، لأن الحديث فيه لم يثبت عندهم، وهو اجتهادٌ منهم، حملهم عليه الغيرة على تحرير كتاب الله من البدع.
والتحقيق أنه سنة صحت عن النبي صلى اله عليه وسلم من غير وجه، وعن جماعة من الصحابة والتابعين وتابعيهم لكن لما كانت هذه الأخبار عنهم مروية في كتب قدماء أئمة الأداء غير المطبوعة – ككتب الداني والهذلي وأبي العلاء والهمذاني والأهوازي وابن الباذش – ولم يكن لهم معرفة بها قطعوا بعدم صحته.
وقد أفردتُ لذلك جزءً نفيساً تكلمت فيه على الآثار المرفوعة والموقوفة والمقطوعة، واتصال التكبير للكاتب مسلسلاً من غير وجه. فلله الحمد والمنة) أ. هـ
الحمد لله وحده ...
ما اسم هذا الجزء؟
وهل هو مطبوع؟
وأين؟
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[12 - 09 - 07, 11:22 م]ـ
الحد لله وحده ...
والصحيح أن البزّيّ تفرّد به كما قال أهل العلم، ولعلي أذكر وجه ذلك إن شاء الله.
أقول هذا بناء على ما ذكره فضيلة الشيخ أبو خالد السلمي حفظه الله، ولا أدري إن كان فضيلة الشيخ العبيد قد ذكر طرقًا مرفوعة أخرى في جزئه.
فالله أعلم
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[30 - 04 - 09, 11:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[30 - 04 - 09, 01:06 م]ـ
الأخ الفاضل أبو خالد السلمي، السَّلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته:
حديث التكبير كنت قد خرَّجته في هذا الموقع المبارك سابقاً، وإليك إعادته:
تخريجُ حديثِ التَّكبيرِ منْ سُورَةِ الضُّحى
وَرَدَ في التَّكبيرِ حديثٌ واحدٌ مرفوعٌ للرسولِ ?، وعددٌ من الآثارِ عنِ الصَّحابةِ والتَّابعين، وإليكَ تفصيلها:
أوَّلاً: الحديثُ المرفوعُ الواردُ في التَّكبيرِ:
هذا الحديثُ مدارُهُ على أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ أبي بزَّةَ، وقدِ اخْتُلِفَ عليه فيه:
فأخرجه الفاكهيُّ في " أخبارِ مكَّةَ " (رقم:1684) قال: حدَّثنا أحمدُ بن محمَّد بن أبي بَزَّةَ؛ قال: حدَّثنا عكرمة بن سليمان _ مولى بني شَيْبَةَ _؛ قال: قرأتُ على إسماعيل بن عبد اللَّه بن قسطنطين _ مولى بني ميسرة _ فلمَّا بلغتُ: ? وَالضُّحَى ? قال: كَبِّرْ حتَّى تختمَ، فإنِّي قرأتُ على عبد اللَّه بن كثيرٍ الدَّاريِّ _ مولى بني علقمة الكنانيِّين _، فأمرني بذلك، وأخبرني أنَّه قرأَ على مجاهدِ بنِ جبرٍ أبي الحجَّاج _ مولى عبد اللَّه بن السَّائب _، فأمره بذلك، وأخبره أنَّه قرأ على عبد اللَّه بن عبَّاسٍ، فأمره بذلك، وأخبره ابنُ عبَّاسٍ _ رضي اللَّه عنهما _ أنَّه قرأَ على أُبيِّ بنِ كعبٍ ?، فأمره بذلك، وأخبره أُبيٌّ ? أنَّه قرأَ على رسولِ اللَّهِ ?، فأمره بذلك.
¥(35/376)
أقولُ: هذا حديثٌ مُنْكرٌ؛ فأحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ أبي بَزَّةَ هو: أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ القاسمِ بنِ أبي بزَّةَ، نُسِبَ إلى جدِّهِ الأعلى، وهو إمامٌ في القراءةِ، ثَبْتٌ فيها، لكنَّه ضعيفٌ مُنكرُ الحديثِ، قال أبو حاتمٍ: " ضعيفُ الحديثِ، لا أُحدِّثُ عنه "، وقال العُقَيْليُّ: " مُنْكرُ الحديثِ، يُوصِلُ الأحاديثَ "، أي: أنَّه يصِلُ الأحاديثَ المرسلةَ، وفيه إشارة إلى قلِّةِ ضبطِهِ، أمَّا عكرمةُ بنُ سليمانَ فهو: ابنُ كثيرٍ مولى بني شَيْبَةَ، وهو شيخُ الإقراءِ بمكَّةَ، وقد ذكره ابنُ أبي حاتمٍ في " الجرحِ والتَّعديل " ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال عنه الذَّهبيُّ في " معرفة القُرَّاءِ الكبار " (1/ 147): " وقد تفرَّدَ عنه البَزِّيُّ بحديثِ التَّكبيرِ من: ? وَالضُّحَى ?، وعكرمةُ شيخٌ مستورٌ ما علمتُ أحداً تكلَّم فيه ".
وقد حَكَمَ أبو حاتمٍ على الحديثِ بالنَّكارةِ، فقد قال الذَّهبيُّ في " ميزان الاعتدال " (1/ 145): " هذا حديثٌ غريبٌ، وهو ممَّا أُنْكِرَ على البَزِّيِّ، قال أبو حاتمٍ: هذا حديثٌ مُنكرٌ "، وكذا حَكَمَ عليه الذَّهبيُّ فقال في " تاريخ الإسلام " (ص: 1888): " وقد تفرَّدَ بحديثٍ مُسَلْسَلٍ في التَّكبيرِ من: ? وَالضُّحَى ?، ... ، وقع لي عالياً، وهو حديثٌ منكرٌ ".
وقد تابعَ الفاكهيَّ عليه جماعةٌ؛ منهم:
أبو عبد اللَّه محمَّد بن علي بن زيد الصَّائغ _ وثَّقه الدَّارقطنيُّ في " سؤالات حمزة ابن يوسف السَّهميِّ عنه " _: أخرجه الحاكمُ في " المستدرك " (3/ 344 _ رقم:5325) _ ومن طريقِهِ: البيهقيُّ في " شُعَب الإيمان " (2/ 371 _ رقم:2079) _.
قال الحاكمُ: " هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ، ولم يُخرِّجاه "، وقد تعَقَّبهُ الذَّهبيُّ بقولِهِ: " البزِّيُّ قد تُكلِّمَ فيه "، وقال في " سير أعلام النُّبلاء " (12/ 51): " وصحَّحَ له الحاكمُ حديثَ التَّكبيرِ وهو مُنْكرٌ ".
وأبو بكرٍ أحمد بن عمرٍو النَّبيلُ _ وهو صدوقٌ كما قال ابنُ أبي حاتمٍ _: أخرجه ابنُ الجَزَريِّ في " النَّشرِ في القراءاتِ العشر " (2/ 308).
والحسن بن الحباب _ وكان ثقةً، وهو الَّذي انفرد بزيادةِ: (لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ) مع التَّكبيرِ عنِ البَزِّيِّ؛ كما قال الذَّهبيُّ في " معرفة القرَّاء الكبار " (1/ 229) _: أخرجه عبد الباقي بن حسن المقرىءُ _ كما في " معرفة القرَّاء الكبار " (1/ 177) _.
والحسن بن مخلد _ لم أقف على ترجمته _: أخرجه أبو الفيض الفادانيُّ في " العُجالة في الأحاديث المُسَلْسَلةِ " (ص:42).
ويحيى بن عبد الرَّحمن السَّاجيُّ _ هو والد زكريا السَّاجيِّ، ولم أَرَ من ترجم له _: أخرجه البيهقيُّ في " شُعَب الإيمان " (2/ 371 _ رقم:2080).
ويحيى بن محمَّد بن صاعدٍ _ وهو ثقةٌ ثبتٌ _: أخرجه أبو الفيض الفادانيُّ في " العجالة في الأحاديث المُسَلْسَلةِ " (ص: 42)، والبيهقيُّ في " شعب الإيمان " (2/ 371 _ رقم:2081) _ ومن طريقه: ابنُ الجَزَريِّ في " النَّشر " (2/ 308 _ 309) _، وابنُ عساكر في " تاريخ دمشق " (57/ 27)، والذَّهبيُّ في " ميزان الاعتدال " (1/ 144 _ 145)، و" معرفة القرَّاء الكِبار " (1/ 175).
وأبو بكرٍ أحمدُ بن بكرٍ الخيزرانيُّ _ لم أقف على ترجمته _: أخرجه ابنُ عساكر في " تاريخ دمشق " (14/ 319).
وزادَ الخيزرانيُّ في روايته صفةَ التَّكبيرِ، فَذَكَرَ عن عكرمة بن سليمان أنَّه قال: قرأتُ على إسماعيل بن عبد اللَّه بن قسطنطين، فلمَّا بلغتُ: ? وَالضُّحَى ? قال لي: كَبِّرْ عند خاتمةِ كلِّ سورةٍ، قلتُ: كيف أُكبِّرُ؟، قال: إذا بلغتَ: ? وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ? فَقُلْ: اللَّهُ أكبرُ، وافْتَتِحْ بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ، ثمَّ كبِّرْ عند خاتمةِ كلِّ سورةٍ.
¥(35/377)
وخَالَفَ أبو ربيعة محمَّد بن إسحاق الربعيُّ _ وهو أجلُّ أصحابِ البَزِّيِّ في زمانِهِ كما قال الذَّهبيُّ _ فرواه عن ابنِ أبي بَزَّةَ قال: قرأت على عكرمة بن سليمان، وأخبرني أنَّه قرأ على إسماعيل بن قسطنطين، وشبل بن عبَّاد؛ قال: فلمَّا بلغتُ: ? وَالضُّحى ? قالا لي: كَبِّرْ حتَّى تختمَ مع خاتمةِ كلِّ سورةٍ، فإنَّا قرأنا على ابنِ كثيرٍ فأمرنا بذلك، وأخبرنا أنَّه قرأ على مجاهدٍ فأمره بذلك، ... فذكر نحوه: أخرجه البغويُّ في " معالم التَّنزيل " (ص:458) _ واللَّفظ له _، وابنُ الجَزَريِّ في " النَّشر في القراءات العشر " (2/ 307 _ 308)، فزاد في إسناده شبل بن عبَّاد، وهذه الزِّيادةُ لا تضرُّ؛ لأنَّ عكرمة بن سليمان قد سمع من شبل بن عبَّاد أيضاً، كما جاء في ترجمته.
وقد تابع أبا ربيعة عليه موسى بن هارون _ وهو مكِّيٌّ مُقرىءٌ غير معروفٍ كما جاء في " معرفة القرَّاء الكبار" للذَّهبيِّ (1/ 176) _: أخرجه أبو عمرٍو الدَّانيُّ _ كما في " معرفة القرَّاء الكبار " (1/ 176)، و " النَّشر في القراءات العشر " (2/ 309 و 310) لابنِ الجَزَريِّ _.
زادَ موسى بن هارون في روايته: قال لي ابنُ أبي بَزَّةَ: حدَّثْتُ محمَّد بن إدريس الشَّافعيَّ؛ فقال لي: إنْ تركتَ التَّكبيرَ؛ فقد تركت سُنَّةً من سُنَنِ نبيِّكَ ?.
أقولُ: وهذا لايثبتُ عنِ الشَّافعيِّ؛ لأنَّ موسى بن هارون غير معروفٍ كما ذكرنا.
وخَالَفَ يحيى بنُ محمَّدِ بنِ صاعدٍ _ تقدَّم الكلام عليه _ في طريقٍ أُخرى عنه، فرواه عن أحمد بن محمَّد بن عبد اللَّه بن أبي بزَّة، سمعت عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر مولى بني شيبة المكِّيَّ قال: قرأتُ على إسماعيل بن عبد اللَّه بن قسطنطين مولى بني ميسرة من موالي العاص بن هشام المخزومي، فلمَّا بلغتُ: ? وَالضُّحَى ? قال لي: كَبِّرْ مع خاتمةِ كلِّ سورةٍ حتَّى تختمَ القرآنَ، فإنِّي قرأتُ على شبل بن عبَّاد مولى عبد اللَّه بن عامر الأمويِّ، وعلى عبد اللَّه بن كثير مولى بني علقمة الكناني، وأخبرني عبد اللَّه بن كثير أنَّه قرأَ على مجاهدِ بنِ جبرٍ أبي الحجَّاج مولى عبد اللَّه بن السَّائب المخزوميِّ فأمره بذلك، وأخبره مجاهدٌ أنَّه قرأ على ابنِ عبَّاسٍ فأمره بذلك، به نحوه: أخرجه الواحديُّ في " الوسيط " (4/ 514)، وابنُ عساكر في " تاريخ دمشق " (57/ 27).
وتابعه على ذلك كلٌّ من:
الحسين بن أحمد العطارديِّ _ لم أقف على ترجمته _: أخرجه ابنُ عساكر في " تاريخ دمشق " (57/ 26) من طريقه عن البَزِّيِّ، به، نحوه، غير أنَّ إسماعيل بن عبد اللَّه بن قسطنطين قال: فإنِّي قرأتُ على شبل بن عبَّاد مولى عبد اللَّه بن عامر الأمويِّ، وعلى عبد اللَّه بن كثير مولى بني علقمة الكناني فأمراني بذلك.
والوليد بن أبان: أخرجه الواحديُّ في " الوسيط " (4/ 514).
ومحمَّد بن يونس الكديميِّ _ وهو ضعيفٌ _: كما ذَكَرَ البيهقيُّ في " الشُعَب " (2/ 370 _ رقم:2078)، وابنُ الجَزَريِّ في " النَّشر " (2/ 310).
وخَالَفَ الحافظُ ابنُ خُزيمةَ أصحابَ البَزِّيِّ _ كلَّهم _ فرواه موقوفاً على أُبيِّ بنِ كعبٍ، ولم يرفعْهُ للنَّبيِّ ?: أخرجه البيهقيُّ في " شُعبِ الإيمان " (2/ 370 _ رقم:2077) _ ومن طريقه: ابنُ الجَزَريِّ في " النَّشر في القراءات العشر " (2/ 309 _ 310) _ قال: أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظُ، أخبرني عبد اللَّه بن محمَّد بن زياد العدل، حدَّثنا محمَّد بن إسحاق بن خُزيمة؛ قال: سمعتُ أحمد بن محمَّد بن القاسم بن أبي بَزَّةَ يقولُ: سمعتُ عكرمة بن سليمان _ مولى بني شيبةَ _ يقولُ: قرأتُ على إسماعيل بن عبد اللَّه المكِّيِّ، فلمَّا بلغتُ: الضُّحَى؛ قال لي: كَبِّرْ حتَّى تختمَ؛ فإنَّي قرأتُ على عبد اللَّه بن كثيرٍ فأمرني بذلك، [و] قال: قرأتُ على مجاهد فأمرني بذلك؛ وقال: إنَّه قرأ على ابنِ عبَّاسٍ فأمره بذلك، فأخبرَ ابنُ عبَّاسٍ أنَّه قرأ أُبي بن كعبٍ فأمره بذلك.
¥(35/378)
قال الإمامُ ابنُ خُزيمةَ _ رحمه اللَّه _: " أنا خائفٌ أنْ يكونَ قد أسقطَ ابنُ أبي بَزَّةَ، أو عكرمة بن سليمان من هذا الإسنادِ شبلاً، يعني: بينَ إسماعيل وابنِ كثيرٍ "، وقد تعقَّبهُ السَّخاويُّ _ كما في " العجالة في الأحاديث المُسَلْسَلةِ " (ص:43) _ بقولِهِ: " وهو مُنْتقدٌ، فقد صرَّحَ الشَّافعيُّ بقراءةِ إسماعيل على ابنِ كثيرٍ، وأثبتها الذَّهبيُّ [فـ]ـقال: إنَّه آخرُ من قرأ عليه ".
أقولُ: عبد اللَّه بن محمَّد بن زياد العدل _ الرَّاوي عنِ ابنِ خُزيمةَ _ كنيته: أبو محمَّدٍ،لم أقف له على ترجمةٍ، وقد روى عنه الحاكمُ في عدَّةِ مواضعَ من" المُسْتدركِ "، وصحَّحَ حديثَهُ، وهو غير عبد اللَّه بن محمَّد بن زياد الفقيه النَّيْسابوريِّ، فهذا كنيته: أبو بكرٍ.
وخالَفَ أحمد بن فرح بن جبريل المقرىء _ وهو ثقةٌ _ فأعْضَلَهُ، وذكر فيه سببَ التَّكبيرِ، فرواه عن ابنِ أبي بَزَّةَ _ بإسنادِهِ _؛ أنَّ النَّبيَّ ? أُهْدِيَ إليه قطف عنبٍ جاءَ قبلَ أوانِهِ، فَهَمَّ أنْ يأكلَ منه، فجاءهُ سائلٌ؛ فقال: أطعموني ممَّا رزقكُمُ اللَّهُ، قال: فَسَلَّمَ إليه العنقودَ، فلقيه بعضُ أصحابِهِ، فاشتراهُ منه، وأهداهُ للنَّبيِّ ?، فعادَ السَّائلُ فسألَهُ، فأعطاهُ إيَّاهُ، فلقيهُ رجلٌ آخر منَ الصَّحابةِ، فاشتراهُ منه، وأهداهُ للنَّبيِّ ?، فعَادَ السَّائلُ فسألهُ، فانْتَهَرَهُ؛ وقال: " إنَّكَ مُلِحٌّ "، فانْقَطَعَ الوحيُ عنِ النَّبيِّ ? أربعينَ صباحاً، فقال المنافقونَ: قَلَى محمَّداً ربُّهُ، فجاءَ جبريلُ ? فقال: اقرأْ يا محمَّد، قال: " وما أَقْرَأُ؟ "، فقال: اقرأْ ? وَالضُّحَى ?، فَلَقَّنَهُ السُّورةَ، فأمرَ النَّبيُّ ? أُبَيّاً لمَّا بلغَ: ? وَالضُّحَى ? أنْ يُكبِّرَ مع خاتمةِ كلِّ سورةٍ حتَّى يختمَ.
ذكره ابنُ الجَزَريِّ مُعلَّقاً في " النَّشر " (2/ 304)، وقال: " هذا سِيَاقٌ غريبٌ جدّاً، وهو ممَّا انْفَرَدَ به ابنُ أبي بَزَّةَ _ أيضاً _، وهو مُعْضلٌ ".
أمَّا قولُ الذَّهبيِّ _ السَّابق _: من أنَّ ابنَ أبي بَزَّةَ قد تفرَّدَ به عن عكرمة بن سليمان، وكذلك قولُ الحافظِ ابنِ كثيرٍ في " تفسيره " (6/ 479): " فهذه سُنَّةٌ تفرَّدَ بها أبو الحسن أحمد بن محمَّد بن عبد اللَّه البَزِّيُّ "، فَيَرِدُ عليه أنَّ الشَّافعيَّ _ رحمه اللَّه _ قد تابعه عند أبي يَعْلى الخليليِّ في " الإرشاد " (1/ 427) حيثُ قال: حدَّثنا جدِّي، حدَّثنا عبد الرَّحمن بن أبي حاتمٍ، حدَّثنا محمَّد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم، حدَّثنا الشَّافعيُّ؛ قال: قرأتُ على إسماعيل بن عبد اللَّه بن قسطنطين؛ قال: قرأتُ على عبد اللَّه بن كثيرٍ، وقرأَ عبد اللَّه بن كثير على مُجاهدٍ، وقرأَ مُجاهدٌ على عبدِ اللَّهِ بن عبَّاسٍ، وقال عبدُ اللَّهِ بنُ عبَّاسٍ: قرأتُ على أُبيِّ بن كعبٍ، فلمَّا بلغتُ: ? وَالضُّحَى ? قال لي: يا ابنَ عبَّاسٍ، كَبِّرْ فيها؛ فإنِّي قرأتُ على رسولِ اللَّهِ ?، فأمرني أنْ أُكبِّرَ فيها إلى أنْ أَخْتِمَ.
أقولُ: هذه مُتابعةٌ غير محفوظةٍ؛ فأحمد بن إبراهيم بن الخليل جدُّ أبي يَعْلى الخليليِّ ذَكَرَهُ الذَّهبيُّ في " تاريخ الإسلام " (ص:2473)، وترجم له ترجمةً مختصرةً، ولم يُورِدْ فيه قولاً لأحدٍ، فهو مجهولُ الحالِ، وباقي رجال الإسنادِ إلى الشَّافعيِّ ثقاتٌ، وأرى أنَّه لم يحفظه؛ فقد خالفه أبو عليٍّ الحسن بن مدرك، فزادَ في إسنادِهِ شبلاً، ولم يذكر التَّكبير _ أيضاً _: أخرجه ابنُ عساكر في " تاريخ دمشق " (57/ 25) من طريقه، أخبرنا عبد الرَّحمن بن أبي حاتمٍ، أخبرني محمَّد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم _قراءةً _، أخبرنا الشَّافعيُّ، حدَّثنا إسماعيل بن قسطنطين؛ قال: قرأتُ على شبلٍ _ يعنى: ابنَ عبَّاد _، وأخبرَ شبلٌ أنَّه قرأَ على عبد اللَّه بن كثيرٍ، وأخبرَ عبد اللَّه ابن كثير أنَّه قرأَ على مُجاهدٍ، وأخبرَ مُجاهدٌ أنَّه قرأَ على ابنِ عبَّاسٍ، وأخبرَ ابنُ عبَّاسٍ أنَّه قرأَ على أُبيِّ بنِ كعبٍ، وقرأَ أُبيُّ بنُ كعبٍ على رسولِ اللَّهِ ?.
¥(35/379)
والحسنُ بن مدرك لا بأسَ بِهِ من رجالِ البُخاريِّ، وإنْ كان أبو داود قد كذَّبه، فإنَّ الحافظَ ابنَ حَجَرٍ قد نَافَحَ عنه في " مقدِّمةِ الفتحِ "، وذَكَرَ أنَّ أبا زُرْعةَ وأبا حاتمٍ قد كتبا عنه، ولم يَذْكُرَا فيه جرحاً، وهُمَا مَا هُمَا في النَّقدِ!!.
فتبيَّنَ _ من ذلك _ أنَّ ابنَ أبي بَزَّةَ ما زالَ مُتفرِّداً بالتَّكبيرِ، ولا مُتابعَ له على ذلك.
ثانياً: الآثارُ الموقوفةُ الواردةُ في التَّكبيرِ:
1 _ أثرُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ ?: أخرج أبو القاسمِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بكرٍ الصَّقَلِّيُّ المعروف بابنِ الفحَّامِ _ ومن طريقه: الذَّهبيُّ في " معرفة القُرَّاءِ الكِبَار " (1/ 177) _، وأبو بكرٍ بنُ مجاهدٍ، والحافظُ أبو عمرٍو الدَّانيُّ، والحافظُ أبو العَلاء الهَمَذَانيُّ _ كما في " النَّشر في القراءات العشر " لابنِ الجَزَريِّ (2/ 310 _ 311) _ من طريقِ الحُميديِّ قال: حدَّثني إبراهيم بن أبي حيَّة التَّمِيميُّ؛ قال: حدَّثني حُميدٌ الأعرجُ، عن مُجاهدٍ؛ قال: ختمتُ على عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ تسعَ عشرة ختمةً كلّها يأمرني أنْ أُكبِّرَ فيها من: ? أَلَمْ نَشْرَحْ ?.
وأخرجه الذَّهبيُّ في " معرفة القرَّاء " (1/ 177)، وأبو بكرٍ الدَّانيُّ _ كما في " النَّشر " (2/ 311) _ من طريقِ أحمد بن زكريا بن أبي مَسَرَّةَ، قال: حدَّثنا إبراهيمُ بنُ أبي يحيى أبي حيَّةَ [جاء في الأصل في الموضعين: إبراهيم بن يحيى بن أبي حيَّة، وهو خطأٌ صوَّبناه من " موضِّح أوهام الجمع والتَّفريق " (1/ 380)]؛ قال: قرأتُ على حُميدٍ الأعرجِ، فلمَّا بلغتُ إلى: ? وَالضُّحَى ? قال: كَبِّرْ إذا ختمتَ كلَّ سورةٍ حتَّى تختمُ؛ فإنِّي قرأتُ على مُجاهدِ بنِ جبرٍ فأمرني بذلك، قال مُجاهدٌ: وقرأتُ على ابنِ عبَّاسٍ فأمرني بذلك.
وأخرجه أبو بكرٍ بن مُجاهدٍ _ كما في " النَّشر " (2/ 311) _ عنِ الحُميديِّ، عن سفيان، عن إبراهيم بن أبي حيَّة.
فأدخلَ بينَ الحُميديِّ وإبراهيمَ سفيانَ، قال أبو عمرٍو الدَّانيُّ: " وهو غلطٌ، والصَّوابُ عدمُ ذكرِ سفيانَ، كما رواهُ غيرُ واحدٍ عنِ الحُميديِّ، عن إبراهيمَ ".
وأخرجه الواحديُّ في " الوسيط " (4/ 513) من طريق أحمد بن زكريا بن أبي مَسَرَّةَ [جاء في الأصل: ميسرة، وهو تحريفٌ] والحُميديِّ؛ قالا: حدَّثنا إبراهيم بن أبي حيَّةَ، عن مُجاهدٍ، قال: قرأتُ على ابنِ عبَّاسٍ فلمَّا بلغتُ: ? وَالضُّحَى ? قال: كَبِّرْ إذا ختمتَ كلَّ سورةٍ حتَّى تختمَ. فأسقطَ حميداً الأعرجَ من الإسنادِ.
أقولُ: هذا أثرٌ منكرٌ؛ آفته إبراهيم بن أبي حيَّة التَّميميُّ، ويُقال في اسمِهِ _ أيضاً _: إبراهيم بن أبي يحيى، واسمُ أبي يحيى: اليسعُ بن أسعد [أو أشعث]، ولقبه: أبو حيَّة، قاله أبو أحمد الحاكمُ _ كما في " موضح أوهام الجمع والتَّفريق " للخطيبِ (1/ 380) _، وهو متروكٌ منكرُ الحديثِ.
وأخرج الحافظُ أبو عمرٍو الدَّانيُّ، والحافظُ أبو العَلاء الهَمَذَانيُّ _كما في " النَّشرِ " (2/ 311) _ من طريق شبل بن عبَّاد؛ قال: رأيتُ ابنَ مُحَيْصن وابنَ كثيرٍ الدَّاريَّ إذا بلغا: ? أَلَمْ نَشْرَحْ ? كَبَّرَا حتَّى يختما؛ ويقولانِ: رأينا مُجاهداً فعلَ ذلك، وذَكَرَ مُجاهدٌ أنَّ ابنَ عبَّاسٍ كان يأمرُهُ بذلك.
أقولُ: هذا الأثرُ أوردهُ ابنُ الجَزَريِّ مُعلَّقاً عن شبل بن عبَّاد، فحذفَ الإسنادَ مَا بين الحافظين وشبلٍ، لذا فأنا مُتوقِّفٌ عن الحُكْمِ عليه حتَّى أَقِفَ على إسنادِهِ.
وأخرجَ الحافظُ أبو عمرٍو الدَّانيُّ، وأبو القاسمِ بنُ الفحَّامِ، والحافظُ أبو العَلاء الهَمَذَانيُّ _ كما في النَّشرِ " (2/ 311) _ من طريق حنظلةَ بنِ أبي سفيان؛ قال: قرأتُ على عكرمةَ بنِ خالدٍ المخزوميِّ، فلمَّا بلغتُ: ? وَالضُّحَى ? قال: هيها، قلتُ: ومَا تُريدُ بهيها؟، قال: كَبِّرْ؛ فإنِّي رأيتُ مشايخنا ممَّنْ قرأَ على ابنِ عبَّاسٍ يأمرهم بالتَّكبيرِ إذا بلغوا: ? وَالضُّحَى ?.
أقولُ: وهذا _ أيضاً _ ذكره ابنُ الجَزَريِّ مُعلَّقاً.
¥(35/380)
2 _ أثرُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ ?: ذكَرَ ابنُ الجَزَريِّ في " النَّشرِ " (2/ 311) أنَّ الحافظَ أبا العلاء الهَمَذَانيَّ روى عن عليِّ بن أبي طالبٍ ? أنَّه كان يقولُ: إذا قرأتَ القُرآنَ فبلغْتَ بين المُفصَّلِ؛ فاحْمَدِ اللَّهَ، وكَبِّرْ بينَ كلِّ سورتينِ. وفي روايةٍ: فَتَابعْ بينَ المُفَصَّلِ في السُّورِ القِصَارِ، واحْمَدِ اللَّهَ، وكَبِّرْ بين كلِّ سورتينِ.
أقولُ: هكذا ذكره ابنُ الجَزَريِّ مُعلَقَّاً، ولم أقفْ على إسنادِهِ لأَحْكُمَ عليه.
ثالثاً: الآثارُ المقطوعةُ الواردةُ في التَّكبيرِ:
1 _ أثرُ مُجاهدِ بنِ جبرٍ المكِّيِّ: أخرجَ يعقوبُ بنُ سفيانَ الفَسَويُّ _ كما في " معرفة القُرَّاء " (1/ 178) _، ومن طريقه: أبو بكرٍ بنُ مُجاهدٍ _ كما في " النَّشر " (2/ 311) _ قال: حدَّثنا الحُميديُّ، حدَّثنا غيرُ واحدٍ، عنِ ابنِ جُريجٍ، عن حُميدٍ، عن مُجاهدٍ أنَّهُ كان يُكبِّرُ من خاتمَةِ: ? وَالضُّحَى ?، إلى خاتمَةِ: ? قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ?، وإذا خَتَمَهَا قَطَعَ التَّكْبيرَ.
أقولُ: هذا إسنادٌ ضعيفٌ لسببينِ:
الأوَّلُ: جهالةُ شيوخِ الحُميديِّ المُبهمين.
الثَّاني: ابنُ جُريجٍ مُدلِّسٌ، وهو لا يُدلِّسُ إلاَّ عن مجروحٍ، ولم يُصرِّحْ بالسَّماعِ فيه.
وأخرجَ الحافظُ أبو عمرٍو الدَّانيُّ، والحافظُ أبو العلاءِ الهَمَذَانيُّ، وأبو القاسمِ بنُ الفحَّامِ _ كما في " النَّشر " (2/ 311) _ من طريقِ أحمد بن عون القواس، حدَّثنا عبد المجيد، عنِ ابنِ جُريجٍ [جاء في الأصلِ: عبد الحميد بن جُريج، وهو تحريفٌ]، عن مُجاهدٍ أنَّهُ كان يُكبِّرُ من: ? وَالضُّحَى ? إلى: ? الحَمْدُ ?.
أقولُ: وهذا ضعيفٌ _ أيضاً _؛ أحمد بن عون القواس هو: أحمد بن محمَّد بن عون، صدوقٌ له أوهامٌ، وعبد المجيد هو: ابنُ عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، صدوقٌ يُخْطىءُ، وابنُ جُريجٍ ذكرنا أنَّه مدُلِّسٌ، لا يُدلِّسُ إلاَّ عن مجروحٍ، وقد عنْعَنَهُ.
2 _ أثرُ حُميدِ بنِ قيسٍ الأعرجِ المكِّيِّ: أخرجهُ يعقوبُ بنُ سفيانَ الفَسَويُّ _ كما في " معرفة القُرَّاءِ الكبار " (1/ 177 _ 178) _ قال: حدَّثنا الحُميديُّ، حدَّثنا سفيانُ بنُ عُيَيْنَةَ؛ قال: رأيتُ حُميداً الأعرجَ يقرأُ والنَّاسُ حولَهُ، فإذا بَلَغَ: ? وَالضُّحَى ?؛ كبَّرَ إذا خَتَمَ كلَّ سورةٍ حتَّى يختمَ.
وأخرجه أبو عمرٍو الدَّانيُّ، وابنُ مُجَاهدٍ _ كما في " النَّشر " (2/ 311) _ من طريقِ سفيان بن عُيَيْنَةَ، به.
أقولُ: وهذا إسنادٌ صحيحٌ.
وأخرجَ الفاكهيُّ في " أخبارِ مكَّةَ " (رقم:1685) قال: حدَّثنا أبو عمرٍو الزَّيَّاتُ سعيد بن عثمان _ مولى ابنِ بحر المكِّيّ _؛ قال: حدَّثنا ابنُ خُنَيْسٍ؛ قال: حدَّثنا وُهَيْبُ بنُ الوَرْدِ؛ قال: قيلَ لعطاءٍ: إنَّ حُميدَ بنَ قيسٍ يختمُ في المسجدِ، فقال عطاءٌ: لو عَلِمْتُ اليومَ الَّذي يختمُ فيه لأَتَيْتُهُ حتَّى أحضرَ الختمةَ، قال وُهيبٌ: فذكرتُ لحُمَيدٍ قولَ عطاءٍ؛ فقال: أنا آتيه حتَّى أختمَ عنده، فذكرتُ ذلك لعطاءٍ؛ فقال عطاءٌ: لاَ هَا اللَّهِ إِذاً، نحنُ أحقُّ أنْ نمشي إلى القُرآنِ، قال: فأتاهُ عطاءٌ، فَحَضَرَهُ، فجعلَ حُمَيْدٌ يقرأُ حتَّى بَلَغَ آخرَ القُرآنِ، يُكَبِّرُ، كلَّما خَتَمَ سورةً كَبَّرَ حتَّى خَتَمَ.
أقولُ: هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لكنَّه يتقوَّى بسابقِهِ فيكونُ حَسَناً لغيرِهِ؛ فأبو عمرٍو الزَّيَّاتُ _ شيخُ الفاكهيِّ _ لم أجِدْ منْ ترجمه، وابنُ خُنَيْسٍ هو: محمَّدُ بنُ يزيدِ بنِ خُنَيْسٍ، قال فيه أبو حاتمٍ: " كان شيخاً صالحاً، كتبنا عنه بمكَّةَ "، وذكره ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " وقال: " كان من خِيَارِ النَّاسِ، ربَّما أخطأ، يجبُ أنْ يُعْتَبَرَ حديثُهُ إذا بَيَّنَ السَّماعَ في خَبَرِهِ،ولم يَرْوِ عنه إلاَّ ثقةٌ "، وقال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في" التَّقريبِ ": " مقبولٌ "، أي: حيثُ يتابع، وإلاَّ فهو ليِّنٌ، أمَّا وُهَيْبُ بنُ الوَرْدِ فهو ثقةٌ، لكنْ قيل: إنَّ روايته عن عطاءِ بنِ أبي رباحٍ مُرْسلةٌ.
وقد تابعَ أبا عمرٍو الزَّيَّاتَ عليه كلٌّ من: أبي يحيى عبد اللَّه بن أحمد بن أبي مَسَرَّةَ، ومحمَّدِ بنِ سعدٍ.
أمَّا متابعةُ أبي يحيى عبد اللَّه بن أحمد بن أبي مَسَرَّة _ قال ابنُ أبي حاتمٍ: " محلُّهُ الصِّدقُ "، وذكره ابن حِبَّانَ في " الثِّقات " _: فأخرجها الفاكهيُّ _ أيضاً _ عَقِبَ الرِّوايةِ السَّابقةِ، وزادَ فيها: فلمَّا بَلَغَ حُميدٌ: ? وَالضُّحَى ? كَبَّرَ كلَّما خَتَمَ سورةً، فقال لي عطاءٌ: إنَّ هذا لبدعة.
وأمَّا متابعةُ محمَّدِ بنِ سعدٍ _ وهو صدوقٌ _: فأخرجها ابنُ سعدٍ _ نفسه _ في كتابه " الطَّبقات الكبرى " (5/ 486) قال: أخبرنا محمَّد بن يزيد بن خُنَيْسٍ؛ قال سمعتُ وُهَيْبَ بنَ الوَرْدِ؛ قال: كان الأعرجُ يقرأُ في المسجدِ، ويجتمعُ النَّاسُ عليه حين يختمُ القُرآنَ، وأتاهُ عطاءٌ ليلةَ ختمِ القُرآنِ.
أقولُ: هكذا رواها من غيرِ ذكرِ التَّكبيرِ من أوَّلِ: ? وَالضُّحَى ? حتَّى يختمَ.
3 _ أثرُ صدقة بن عبد اللَّه بن كثيرٍ الدَّاريِّ المكِّيِّ: أخرجه يعقوب بن سفيان الفَسَويُّ _ كما في " معرفةِ القرَّاءِ " (1/ 178) _ قال: حدَّثنا الحُميديُّ؛ قال: سألتُ ابنَ عُيَيْنَةَ؛ قلتُ: يا أبا محمَّد، رأيتُ شيئاً ربَّما فَعَلَهُ النَّاسُ عندنا، يُكَبِّرُ القَارىءُ في شهرِ رمضانَ إذا خَتَمَ؟، فقال: رأيتُ صدقةَ بنَ عبدِ اللَّه بن كثيرٍ يؤمُّ النَّاسَ منذُ أكثر من سبعينَ سنةٍ؛ فكانَ إذا خَتَمَ القُرآنَ كَبَّرَ.
أقولُ: وهذا سندٌ صحيحٌ _ أيضاً _.
حاصلُ الأمرِ؛ أنَّ التَّكبيرَ أمرٌ اشْتُهِرَ في أهلِ مَكَّةَ _ قُرَّائهم وعلمائهم وأئمَّتهم _، ولم يثبتْ فعلُهُ عن رسولِ اللَّهِ ?، ولاَ عن صحابتِهِ الكرامِ، وإنَّما ثَبَتَ عمَّن دونهم.
¥(35/381)
ـ[نادر بن وهبي النَّاطور]ــــــــ[30 - 04 - 09, 01:16 م]ـ
الأخ الفاضل أبو خالد السلمي، السَّلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته:
حديث التكبير كنت قد خرَّجته في هذا الموقع المبارك سابقاً، وإليك إعادته:
تخريجُ حديثِ التَّكبيرِ منْ سُورَةِ الضُّحى
وَرَدَ في التَّكبيرِ حديثٌ واحدٌ مرفوعٌ للرسولِ صلى اللَّه عليه وسلم، و عددٌ من الآثارِ عنِ الصَّحابةِ والتَّابعين، وإليكَ تفصيلها:
أوَّلاً: الحديثُ المرفوعُ الواردُ في التَّكبيرِ:
هذا الحديثُ مدارُهُ على أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ أبي بزَّةَ، وقدِ اخْتُلِفَ عليه فيه:
فأخرجه الفاكهيُّ في " أخبارِ مكَّةَ " (رقم:1684) قال: حدَّثنا أحمدُ بن محمَّد بن أبي بَزَّةَ؛ قال: حدَّثنا عكرمة بن سليمان _ مولى بني شَيْبَةَ _؛ قال: قرأتُ على إسماعيل بن عبد اللَّه بن قسطنطين _ مولى بني ميسرة _ فلمَّا بلغتُ: (وَالضُّحَى) قال: كَبِّرْ حتَّى تختمَ، فإنِّي قرأتُ على عبد اللَّه بن كثيرٍ الدَّاريِّ _ مولى بني علقمة الكنانيِّين _، فأمرني بذلك، وأخبرني أنَّه قرأَ على مجاهدِ بنِ جبرٍ أبي الحجَّاج _ مولى عبد اللَّه بن السَّائب _، فأمره بذلك، وأخبره أنَّه قرأ على عبد اللَّه بن عبَّاسٍ، فأمره بذلك، وأخبره ابنُ عبَّاسٍ _ رضي اللَّه عنهما _ أنَّه قرأَ على أُبيِّ بنِ كعبٍ _ رضي اللَّه عنهُ _، فأمره بذلك، وأخبره أُبيٌّ _ رضي اللَّهُ عنهُ _ أنَّه قرأَ على رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وسلم، فأمره بذلك.
أقولُ: هذا حديثٌ مُنْكرٌ؛ فأحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ أبي بَزَّةَ هو: أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ القاسمِ بنِ أبي بزَّةَ، نُسِبَ إلى جدِّهِ الأعلى، وهو إمامٌ في القراءةِ، ثَبْتٌ فيها، لكنَّه ضعيفٌ مُنكرُ الحديثِ، قال أبو حاتمٍ: " ضعيفُ الحديثِ، لا أُحدِّثُ عنه "، وقال العُقَيْليُّ: " مُنْكرُ الحديثِ، يُوصِلُ الأحاديثَ "، أي: أنَّه يصِلُ الأحاديثَ المرسلةَ، وفيه إشارة إلى قلِّةِ ضبطِهِ، أمَّا عكرمةُ بنُ سليمانَ فهو: ابنُ كثيرٍ مولى بني شَيْبَةَ، وهو شيخُ الإقراءِ بمكَّةَ، وقد ذكره ابنُ أبي حاتمٍ في " الجرحِ والتَّعديل " ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال عنه الذَّهبيُّ في " معرفة القُرَّاءِ الكبار " (1/ 147): " وقد تفرَّدَ عنه البَزِّيُّ بحديثِ التَّكبيرِ من: (وَالضُّحَى)، وعكرمةُ شيخٌ مستورٌ ما علمتُ أحداً تكلَّم فيه ".
وقد حَكَمَ أبو حاتمٍ على الحديثِ بالنَّكارةِ، فقد قال الذَّهبيُّ في " ميزان الاعتدال " (1/ 145): " هذا حديثٌ غريبٌ، وهو ممَّا أُنْكِرَ على البَزِّيِّ، قال أبو حاتمٍ: هذا حديثٌ مُنكرٌ "، وكذا حَكَمَ عليه الذَّهبيُّ فقال في " تاريخ الإسلام " (ص: 1888): " وقد تفرَّدَ بحديثٍ مُسَلْسَلٍ في التَّكبيرِ من: (وَالضُّحَى)، ... ، وقع لي عالياً، وهو حديثٌ منكرٌ ".
وقد تابعَ الفاكهيَّ عليه جماعةٌ؛ منهم:
أبو عبد اللَّه محمَّد بن علي بن زيد الصَّائغ _ وثَّقه الدَّارقطنيُّ في " سؤالات حمزة ابن يوسف السَّهميِّ عنه " _: أخرجه الحاكمُ في " المستدرك " (3/ 344 _ رقم:5325) _ ومن طريقِهِ: البيهقيُّ في " شُعَب الإيمان " (2/ 371 _ رقم:2079) _.
قال الحاكمُ: " هذا حديثٌ صحيحُ الإسنادِ، ولم يُخرِّجاه "، وقد تعَقَّبهُ الذَّهبيُّ بقولِهِ: " البزِّيُّ قد تُكلِّمَ فيه "، وقال في " سير أعلام النُّبلاء " (12/ 51): " وصحَّحَ له الحاكمُ حديثَ التَّكبيرِ وهو مُنْكرٌ ".
وأبو بكرٍ أحمد بن عمرٍو النَّبيلُ _ وهو صدوقٌ كما قال ابنُ أبي حاتمٍ _: أخرجه ابنُ الجَزَريِّ في " النَّشرِ في القراءاتِ العشر " (2/ 308).
والحسن بن الحباب _ وكان ثقةً، وهو الَّذي انفرد بزيادةِ: (لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ) مع التَّكبيرِ عنِ البَزِّيِّ؛ كما قال الذَّهبيُّ في " معرفة القرَّاء الكبار " (1/ 229) _: أخرجه عبد الباقي بن حسن المقرىءُ _ كما في " معرفة القرَّاء الكبار " (1/ 177) _.
والحسن بن مخلد _ لم أقف على ترجمته _: أخرجه أبو الفيض الفادانيُّ في " العُجالة في الأحاديث المُسَلْسَلةِ " (ص:42).
¥(35/382)
ويحيى بن عبد الرَّحمن السَّاجيُّ _ هو والد زكريا السَّاجيِّ، ولم أَرَ من ترجم له _: أخرجه البيهقيُّ في " شُعَب الإيمان " (2/ 371 _ رقم:2080).
ويحيى بن محمَّد بن صاعدٍ _ وهو ثقةٌ ثبتٌ _: أخرجه أبو الفيض الفادانيُّ في " العجالة في الأحاديث المُسَلْسَلةِ " (ص: 42)، والبيهقيُّ في " شعب الإيمان " (2/ 371 _ رقم:2081) _ ومن طريقه: ابنُ الجَزَريِّ في " النَّشر " (2/ 308 _ 309) _، وابنُ عساكر في " تاريخ دمشق " (57/ 27)، والذَّهبيُّ في " ميزان الاعتدال " (1/ 144 _ 145)، و" معرفة القرَّاء الكِبار " (1/ 175).
وأبو بكرٍ أحمدُ بن بكرٍ الخيزرانيُّ _ لم أقف على ترجمته _: أخرجه ابنُ عساكر في " تاريخ دمشق " (14/ 319).
وزادَ الخيزرانيُّ في روايته صفةَ التَّكبيرِ، فَذَكَرَ عن عكرمة بن سليمان أنَّه قال: قرأتُ على إسماعيل بن عبد اللَّه بن قسطنطين، فلمَّا بلغتُ: (وَالضُّحَى) قال لي: كَبِّرْ عند خاتمةِ كلِّ سورةٍ، قلتُ: كيف أُكبِّرُ؟، قال: إذا بلغتَ: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) فَقُلْ: اللَّهُ أكبرُ، وافْتَتِحْ بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ، ثمَّ كبِّرْ عند خاتمةِ كلِّ سورةٍ.
وخَالَفَ أبو ربيعة محمَّد بن إسحاق الربعيُّ _ وهو أجلُّ أصحابِ البَزِّيِّ في زمانِهِ كما قال الذَّهبيُّ _ فرواه عن ابنِ أبي بَزَّةَ قال: قرأت على عكرمة بن سليمان، وأخبرني أنَّه قرأ على إسماعيل بن قسطنطين، وشبل بن عبَّاد؛ قال: فلمَّا بلغتُ: (وَالضُّحى) قالا لي: كَبِّرْ حتَّى تختمَ مع خاتمةِ كلِّ سورةٍ، فإنَّا قرأنا على ابنِ كثيرٍ فأمرنا بذلك، وأخبرنا أنَّه قرأ على مجاهدٍ فأمره بذلك، ... فذكر نحوه: أخرجه البغويُّ في " معالم التَّنزيل " (ص:458) _ واللَّفظ له _، وابنُ الجَزَريِّ في " النَّشر في القراءات العشر " (2/ 307 _ 308)، فزاد في إسناده شبل بن عبَّاد، وهذه الزِّيادةُ لا تضرُّ؛ لأنَّ عكرمة بن سليمان قد سمع من شبل بن عبَّاد أيضاً، كما جاء في ترجمته.
وقد تابع أبا ربيعة عليه موسى بن هارون _ وهو مكِّيٌّ مُقرىءٌ غير معروفٍ كما جاء في " معرفة القرَّاء الكبار" للذَّهبيِّ (1/ 176) _: أخرجه أبو عمرٍو الدَّانيُّ _ كما في " معرفة القرَّاء الكبار " (1/ 176)، و " النَّشر في القراءات العشر " (2/ 309 و 310) لابنِ الجَزَريِّ _.
زادَ موسى بن هارون في روايته: قال لي ابنُ أبي بَزَّةَ: حدَّثْتُ محمَّد بن إدريس الشَّافعيَّ؛ فقال لي: إنْ تركتَ التَّكبيرَ؛ فقد تركت سُنَّةً من سُنَنِ نبيِّكَ صلى اللَّه عليه وسلَّم.
أقولُ: وهذا لايثبتُ عنِ الشَّافعيِّ؛ لأنَّ موسى بن هارون غير معروفٍ كما ذكرنا.
وخَالَفَ يحيى بنُ محمَّدِ بنِ صاعدٍ _ تقدَّم الكلام عليه _ في طريقٍ أُخرى عنه، فرواه عن أحمد بن محمَّد بن عبد اللَّه بن أبي بزَّة، سمعت عكرمة بن سليمان بن كثير بن عامر مولى بني شيبة المكِّيَّ قال: قرأتُ على إسماعيل بن عبد اللَّه بن قسطنطين مولى بني ميسرة من موالي العاص بن هشام المخزومي، فلمَّا بلغتُ: (وَالضُّحَى) قال لي: كَبِّرْ مع خاتمةِ كلِّ سورةٍ حتَّى تختمَ القرآنَ، فإنِّي قرأتُ على شبل بن عبَّاد مولى عبد اللَّه بن عامر الأمويِّ، وعلى عبد اللَّه بن كثير مولى بني علقمة الكناني، وأخبرني عبد اللَّه بن كثير أنَّه قرأَ على مجاهدِ بنِ جبرٍ أبي الحجَّاج مولى عبد اللَّه بن السَّائب المخزوميِّ فأمره بذلك، وأخبره مجاهدٌ أنَّه قرأ على ابنِ عبَّاسٍ فأمره بذلك، به نحوه: أخرجه الواحديُّ في " الوسيط " (4/ 514)، وابنُ عساكر في " تاريخ دمشق " (57/ 27).
وتابعه على ذلك كلٌّ من:
الحسين بن أحمد العطارديِّ _ لم أقف على ترجمته _: أخرجه ابنُ عساكر في " تاريخ دمشق " (57/ 26) من طريقه عن البَزِّيِّ، به، نحوه، غير أنَّ إسماعيل بن عبد اللَّه بن قسطنطين قال: فإنِّي قرأتُ على شبل بن عبَّاد مولى عبد اللَّه بن عامر الأمويِّ، وعلى عبد اللَّه بن كثير مولى بني علقمة الكناني فأمراني بذلك.
والوليد بن أبان: أخرجه الواحديُّ في " الوسيط " (4/ 514).
¥(35/383)
ومحمَّد بن يونس الكديميِّ _ وهو ضعيفٌ _: كما ذَكَرَ البيهقيُّ في " الشُعَب " (2/ 370 _ رقم:2078)، وابنُ الجَزَريِّ في " النَّشر " (2/ 310).
وخَالَفَ الحافظُ ابنُ خُزيمةَ أصحابَ البَزِّيِّ _ كلَّهم _ فرواه موقوفاً على أُبيِّ بنِ كعبٍ، ولم يرفعْهُ للنَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: أخرجه البيهقيُّ في " شُعبِ الإيمان " (2/ 370 _ رقم:2077) _ ومن طريقه: ابنُ الجَزَريِّ في " النَّشر في القراءات العشر " (2/ 309 _ 310) _ قال: أخبرنا أبو عبد اللَّه الحافظُ، أخبرني عبد اللَّه بن محمَّد بن زياد العدل، حدَّثنا محمَّد بن إسحاق بن خُزيمة؛ قال: سمعتُ أحمد بن محمَّد بن القاسم بن أبي بَزَّةَ يقولُ: سمعتُ عكرمة بن سليمان _ مولى بني شيبةَ _ يقولُ: قرأتُ على إسماعيل بن عبد اللَّه المكِّيِّ، فلمَّا بلغتُ: الضُّحَى؛ قال لي: كَبِّرْ حتَّى تختمَ؛ فإنَّي قرأتُ على عبد اللَّه بن كثيرٍ فأمرني بذلك، [و] قال: قرأتُ على مجاهد فأمرني بذلك؛ وقال: إنَّه قرأ على ابنِ عبَّاسٍ فأمره بذلك، فأخبرَ ابنُ عبَّاسٍ أنَّه قرأ أُبي بن كعبٍ فأمره بذلك.
قال الإمامُ ابنُ خُزيمةَ _ رحمه اللَّه _: " أنا خائفٌ أنْ يكونَ قد أسقطَ ابنُ أبي بَزَّةَ، أو عكرمة بن سليمان من هذا الإسنادِ شبلاً، يعني: بينَ إسماعيل وابنِ كثيرٍ "، وقد تعقَّبهُ السَّخاويُّ _ كما في " العجالة في الأحاديث المُسَلْسَلةِ " (ص:43) _ بقولِهِ: " وهو مُنْتقدٌ، فقد صرَّحَ الشَّافعيُّ بقراءةِ إسماعيل على ابنِ كثيرٍ، وأثبتها الذَّهبيُّ [فـ]ـقال: إنَّه آخرُ من قرأ عليه ".
أقولُ: عبد اللَّه بن محمَّد بن زياد العدل _ الرَّاوي عنِ ابنِ خُزيمةَ _ كنيته: أبو محمَّدٍ،لم أقف له على ترجمةٍ، وقد روى عنه الحاكمُ في عدَّةِ مواضعَ من" المُسْتدركِ "، وصحَّحَ حديثَهُ، وهو غير عبد اللَّه بن محمَّد بن زياد الفقيه النَّيْسابوريِّ، فهذا كنيته: أبو بكرٍ.
وخالَفَ أحمد بن فرح بن جبريل المقرىء _ وهو ثقةٌ _ فأعْضَلَهُ، وذكر فيه سببَ التَّكبيرِ، فرواه عن ابنِ أبي بَزَّةَ _ بإسنادِهِ _؛ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم أُهْدِيَ إليه قطف عنبٍ جاءَ قبلَ أوانِهِ، فَهَمَّ أنْ يأكلَ منه، فجاءهُ سائلٌ؛ فقال: أطعموني ممَّا رزقكُمُ اللَّهُ، قال: فَسَلَّمَ إليه العنقودَ، فلقيه بعضُ أصحابِهِ، فاشتراهُ منه، وأهداهُ للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، فعادَ السَّائلُ فسألَهُ، فأعطاهُ إيَّاهُ، فلقيهُ رجلٌ آخر منَ الصَّحابةِ، فاشتراهُ منه، وأهداهُ للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، فعَادَ السَّائلُ فسألهُ، فانْتَهَرَهُ؛ وقال: " إنَّكَ مُلِحٌّ "، فانْقَطَعَ الوحيُ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم أربعينَ صباحاً، فقال المنافقونَ: قَلَى محمَّداً ربُّهُ، فجاءَ جبريلُ عليه السَّلام فقال: اقرأْ يا محمَّد، قال: " وما أَقْرَأُ؟ "، فقال: اقرأْ (وَالضُّحَى)، فَلَقَّنَهُ السُّورةَ، فأمرَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمأُبَيّاً لمَّا بلغَ: (وَالضُّحَى) أنْ يُكبِّرَ مع خاتمةِ كلِّ سورةٍ حتَّى يختمَ.
ذكره ابنُ الجَزَريِّ مُعلَّقاً في " النَّشر " (2/ 304)، وقال: " هذا سِيَاقٌ غريبٌ جدّاً، وهو ممَّا انْفَرَدَ به ابنُ أبي بَزَّةَ _ أيضاً _، وهو مُعْضلٌ ".
أمَّا قولُ الذَّهبيِّ _ السَّابق _: من أنَّ ابنَ أبي بَزَّةَ قد تفرَّدَ به عن عكرمة بن سليمان، وكذلك قولُ الحافظِ ابنِ كثيرٍ في " تفسيره " (6/ 479): " فهذه سُنَّةٌ تفرَّدَ بها أبو الحسن أحمد بن محمَّد بن عبد اللَّه البَزِّيُّ "، فَيَرِدُ عليه أنَّ الشَّافعيَّ _ رحمه اللَّه _ قد تابعه عند أبي يَعْلى الخليليِّ في " الإرشاد " (1/ 427) حيثُ قال: حدَّثنا جدِّي، حدَّثنا عبد الرَّحمن بن أبي حاتمٍ، حدَّثنا محمَّد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم، حدَّثنا الشَّافعيُّ؛ قال: قرأتُ على إسماعيل بن عبد اللَّه بن قسطنطين؛ قال: قرأتُ على عبد اللَّه بن كثيرٍ، وقرأَ عبد اللَّه بن كثير على مُجاهدٍ، وقرأَ مُجاهدٌ على عبدِ اللَّهِ بن عبَّاسٍ، وقال عبدُ اللَّهِ بنُ عبَّاسٍ: قرأتُ على أُبيِّ بن كعبٍ، فلمَّا بلغتُ: (وَالضُّحَى) قال لي:
¥(35/384)
يا ابنَ عبَّاسٍ، كَبِّرْ فيها؛ فإنِّي قرأتُ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، فأمرني أنْ أُكبِّرَ فيها إلى أنْ أَخْتِمَ.
أقولُ: هذه مُتابعةٌ غير محفوظةٍ؛ فأحمد بن إبراهيم بن الخليل جدُّ أبي يَعْلى الخليليِّ ذَكَرَهُ الذَّهبيُّ في " تاريخ الإسلام " (ص:2473)، وترجم له ترجمةً مختصرةً، ولم يُورِدْ فيه قولاً لأحدٍ، فهو مجهولُ الحالِ، وباقي رجال الإسنادِ إلى الشَّافعيِّ ثقاتٌ، وأرى أنَّه لم يحفظه؛ فقد خالفه أبو عليٍّ الحسن بن مدرك، فزادَ في إسنادِهِ شبلاً، ولم يذكر التَّكبير _ أيضاً _: أخرجه ابنُ عساكر في " تاريخ دمشق " (57/ 25) من طريقه، أخبرنا عبد الرَّحمن بن أبي حاتمٍ، أخبرني محمَّد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم _قراءةً _، أخبرنا الشَّافعيُّ، حدَّثنا إسماعيل بن قسطنطين؛ قال: قرأتُ على شبلٍ _ يعنى: ابنَ عبَّاد _، وأخبرَ شبلٌ أنَّه قرأَ على عبد اللَّه بن كثيرٍ، وأخبرَ عبد اللَّه ابن كثير أنَّه قرأَ على مُجاهدٍ، وأخبرَ مُجاهدٌ أنَّه قرأَ على ابنِ عبَّاسٍ، وأخبرَ ابنُ عبَّاسٍ أنَّه قرأَ على أُبيِّ بنِ كعبٍ، وقرأَ أُبيُّ بنُ كعبٍ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم.
والحسنُ بن مدرك لا بأسَ بِهِ من رجالِ البُخاريِّ، وإنْ كان أبو داود قد كذَّبه، فإنَّ الحافظَ ابنَ حَجَرٍ قد نَافَحَ عنه في " مقدِّمةِ الفتحِ "، وذَكَرَ أنَّ أبا زُرْعةَ وأبا حاتمٍ قد كتبا عنه، ولم يَذْكُرَا فيه جرحاً، وهُمَا مَا هُمَا في النَّقدِ!!.
فتبيَّنَ _ من ذلك _ أنَّ ابنَ أبي بَزَّةَ ما زالَ مُتفرِّداً بالتَّكبيرِ، ولا مُتابعَ له على ذلك.
ثانياً: الآثارُ الموقوفةُ الواردةُ في التَّكبيرِ:
1 _ أثرُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنه: أخرج أبو القاسمِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بكرٍ الصَّقَلِّيُّ المعروف بابنِ الفحَّامِ _ ومن طريقه: الذَّهبيُّ في " معرفة القُرَّاءِ الكِبَار " (1/ 177) _، وأبو بكرٍ بنُ مجاهدٍ، والحافظُ أبو عمرٍو الدَّانيُّ، والحافظُ أبو العَلاء الهَمَذَانيُّ _ كما في " النَّشر في القراءات العشر " لابنِ الجَزَريِّ (2/ 310 _ 311) _ من طريقِ الحُميديِّ قال: حدَّثني إبراهيم بن أبي حيَّة التَّمِيميُّ؛ قال: حدَّثني حُميدٌ الأعرجُ، عن مُجاهدٍ؛ قال: ختمتُ على عبدِ اللَّهِ بنِ عبَّاسٍ تسعَ عشرة ختمةً كلّها يأمرني أنْ أُكبِّرَ فيها من: (أَلَمْ نَشْرَحْ).
وأخرجه الذَّهبيُّ في " معرفة القرَّاء " (1/ 177)، وأبو بكرٍ الدَّانيُّ _ كما في " النَّشر " (2/ 311) _ من طريقِ أحمد بن زكريا بن أبي مَسَرَّةَ، قال: حدَّثنا إبراهيمُ بنُ أبي يحيى أبي حيَّةَ [جاء في الأصل في الموضعين: إبراهيم بن يحيى بن أبي حيَّة، وهو خطأٌ صوَّبناه من " موضِّح أوهام الجمع والتَّفريق " (1/ 380)]؛ قال: قرأتُ على حُميدٍ الأعرجِ، فلمَّا بلغتُ إلى: (وَالضُّحَى) قال: كَبِّرْ إذا ختمتَ كلَّ سورةٍ حتَّى تختمُ؛ فإنِّي قرأتُ على مُجاهدِ بنِ جبرٍ فأمرني بذلك، قال مُجاهدٌ: وقرأتُ على ابنِ عبَّاسٍ فأمرني بذلك.
وأخرجه أبو بكرٍ بن مُجاهدٍ _ كما في " النَّشر " (2/ 311) _ عنِ الحُميديِّ، عن سفيان، عن إبراهيم بن أبي حيَّة.
فأدخلَ بينَ الحُميديِّ وإبراهيمَ سفيانَ، قال أبو عمرٍو الدَّانيُّ: " وهو غلطٌ، والصَّوابُ عدمُ ذكرِ سفيانَ، كما رواهُ غيرُ واحدٍ عنِ الحُميديِّ، عن إبراهيمَ ".
وأخرجه الواحديُّ في " الوسيط " (4/ 513) من طريق أحمد بن زكريا بن أبي مَسَرَّةَ [جاء في الأصل: ميسرة، وهو تحريفٌ] والحُميديِّ؛ قالا: حدَّثنا إبراهيم بن أبي حيَّةَ، عن مُجاهدٍ، قال: قرأتُ على ابنِ عبَّاسٍ فلمَّا بلغتُ: (وَالضُّحَى) قال: كَبِّرْ إذا ختمتَ كلَّ سورةٍ حتَّى تختمَ. فأسقطَ حميداً الأعرجَ من الإسنادِ.
أقولُ: هذا أثرٌ منكرٌ؛ آفته إبراهيم بن أبي حيَّة التَّميميُّ، ويُقال في اسمِهِ _ أيضاً _: إبراهيم بن أبي يحيى، واسمُ أبي يحيى: اليسعُ بن أسعد [أو أشعث]، ولقبه: أبو حيَّة، قاله أبو أحمد الحاكمُ _ كما في " موضح أوهام الجمع والتَّفريق " للخطيبِ (1/ 380) _، وهو متروكٌ منكرُ الحديثِ.
¥(35/385)
وأخرج الحافظُ أبو عمرٍو الدَّانيُّ، والحافظُ أبو العَلاء الهَمَذَانيُّ _كما في " النَّشرِ " (2/ 311) _ من طريق شبل بن عبَّاد؛ قال: رأيتُ ابنَ مُحَيْصن وابنَ كثيرٍ الدَّاريَّ إذا بلغا: (أَلَمْ نَشْرَحْ) كَبَّرَا حتَّى يختما؛ ويقولانِ: رأينا مُجاهداً فعلَ ذلك، وذَكَرَ مُجاهدٌ أنَّ ابنَ عبَّاسٍ كان يأمرُهُ بذلك.
أقولُ: هذا الأثرُ أوردهُ ابنُ الجَزَريِّ مُعلَّقاً عن شبل بن عبَّاد، فحذفَ الإسنادَ مَا بين الحافظين وشبلٍ، لذا فأنا مُتوقِّفٌ عن الحُكْمِ عليه حتَّى أَقِفَ على إسنادِهِ.
وأخرجَ الحافظُ أبو عمرٍو الدَّانيُّ، وأبو القاسمِ بنُ الفحَّامِ، والحافظُ أبو العَلاء الهَمَذَانيُّ _ كما في النَّشرِ " (2/ 311) _ من طريق حنظلةَ بنِ أبي سفيان؛ قال: قرأتُ على عكرمةَ بنِ خالدٍ المخزوميِّ، فلمَّا بلغتُ: (وَالضُّحَى) قال: هيها، قلتُ: ومَا تُريدُ بهيها؟، قال: كَبِّرْ؛ فإنِّي رأيتُ مشايخنا ممَّنْ قرأَ على ابنِ عبَّاسٍ يأمرهم بالتَّكبيرِ إذا بلغوا: (وَالضُّحَى).
أقولُ: وهذا _ أيضاً _ ذكره ابنُ الجَزَريِّ مُعلَّقاً.
2 _ أثرُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللَّه عنه: ذكَرَ ابنُ الجَزَريِّ في " النَّشرِ " (2/ 311) أنَّ الحافظَ أبا العلاء الهَمَذَانيَّ روى عن عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه أنَّه كان يقولُ: إذا قرأتَ القُرآنَ فبلغْتَ بين المُفصَّلِ؛ فاحْمَدِ اللَّهَ، وكَبِّرْ بينَ كلِّ سورتينِ. وفي روايةٍ: فَتَابعْ بينَ المُفَصَّلِ في السُّورِ القِصَارِ، واحْمَدِ اللَّهَ، وكَبِّرْ بين كلِّ سورتينِ.
أقولُ: هكذا ذكره ابنُ الجَزَريِّ مُعلَقَّاً، ولم أقفْ على إسنادِهِ لأَحْكُمَ عليه.
ثالثاً: الآثارُ المقطوعةُ الواردةُ في التَّكبيرِ:
1 _ أثرُ مُجاهدِ بنِ جبرٍ المكِّيِّ: أخرجَ يعقوبُ بنُ سفيانَ الفَسَويُّ _ كما في " معرفة القُرَّاء " (1/ 178) _، ومن طريقه: أبو بكرٍ بنُ مُجاهدٍ _ كما في " النَّشر " (2/ 311) _ قال: حدَّثنا الحُميديُّ، حدَّثنا غيرُ واحدٍ، عنِ ابنِ جُريجٍ، عن حُميدٍ، عن مُجاهدٍ أنَّهُ كان يُكبِّرُ من خاتمَةِ: (وَالضُّحَى)، إلى خاتمَةِ: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)، وإذا خَتَمَهَا قَطَعَ التَّكْبيرَ.
أقولُ: هذا إسنادٌ ضعيفٌ لسببينِ:
الأوَّلُ: جهالةُ شيوخِ الحُميديِّ المُبهمين.
الثَّاني: ابنُ جُريجٍ مُدلِّسٌ، وهو لا يُدلِّسُ إلاَّ عن مجروحٍ، ولم يُصرِّحْ بالسَّماعِ فيه.
وأخرجَ الحافظُ أبو عمرٍو الدَّانيُّ، والحافظُ أبو العلاءِ الهَمَذَانيُّ، وأبو القاسمِ بنُ الفحَّامِ _ كما في " النَّشر " (2/ 311) _ من طريقِ أحمد بن عون القواس، حدَّثنا عبد المجيد، عنِ ابنِ جُريجٍ [جاء في الأصلِ: عبد الحميد بن جُريج، وهو تحريفٌ]، عن مُجاهدٍ أنَّهُ كان يُكبِّرُ من: (وَالضُّحَى) إلى: (الحَمْدُ).
أقولُ: وهذا ضعيفٌ _ أيضاً _؛ أحمد بن عون القواس هو: أحمد بن محمَّد بن عون، صدوقٌ له أوهامٌ، وعبد المجيد هو: ابنُ عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، صدوقٌ يُخْطىءُ، وابنُ جُريجٍ ذكرنا أنَّه مدُلِّسٌ، لا يُدلِّسُ إلاَّ عن مجروحٍ، وقد عنْعَنَهُ.
2 _ أثرُ حُميدِ بنِ قيسٍ الأعرجِ المكِّيِّ: أخرجهُ يعقوبُ بنُ سفيانَ الفَسَويُّ _ كما في " معرفة القُرَّاءِ الكبار " (1/ 177 _ 178) _ قال: حدَّثنا الحُميديُّ، حدَّثنا سفيانُ بنُ عُيَيْنَةَ؛ قال: رأيتُ حُميداً الأعرجَ يقرأُ والنَّاسُ حولَهُ، فإذا بَلَغَ: (وَالضُّحَى)؛ كبَّرَ إذا خَتَمَ كلَّ سورةٍ حتَّى يختمَ.
وأخرجه أبو عمرٍو الدَّانيُّ، وابنُ مُجَاهدٍ _ كما في " النَّشر " (2/ 311) _ من طريقِ سفيان بن عُيَيْنَةَ، به.
أقولُ: وهذا إسنادٌ صحيحٌ.
¥(35/386)
وأخرجَ الفاكهيُّ في " أخبارِ مكَّةَ " (رقم:1685) قال: حدَّثنا أبو عمرٍو الزَّيَّاتُ سعيد بن عثمان _ مولى ابنِ بحر المكِّيّ _؛ قال: حدَّثنا ابنُ خُنَيْسٍ؛ قال: حدَّثنا وُهَيْبُ بنُ الوَرْدِ؛ قال: قيلَ لعطاءٍ: إنَّ حُميدَ بنَ قيسٍ يختمُ في المسجدِ، فقال عطاءٌ: لو عَلِمْتُ اليومَ الَّذي يختمُ فيه لأَتَيْتُهُ حتَّى أحضرَ الختمةَ، قال وُهيبٌ: فذكرتُ لحُمَيدٍ قولَ عطاءٍ؛ فقال: أنا آتيه حتَّى أختمَ عنده، فذكرتُ ذلك لعطاءٍ؛ فقال عطاءٌ: لاَ هَا اللَّهِ إِذاً، نحنُ أحقُّ أنْ نمشي إلى القُرآنِ، قال: فأتاهُ عطاءٌ، فَحَضَرَهُ، فجعلَ حُمَيْدٌ يقرأُ حتَّى بَلَغَ آخرَ القُرآنِ، يُكَبِّرُ، كلَّما خَتَمَ سورةً كَبَّرَ حتَّى خَتَمَ.
أقولُ: هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لكنَّه يتقوَّى بسابقِهِ فيكونُ حَسَناً لغيرِهِ؛ فأبو عمرٍو الزَّيَّاتُ _ شيخُ الفاكهيِّ _ لم أجِدْ منْ ترجمه، وابنُ خُنَيْسٍ هو: محمَّدُ بنُ يزيدِ بنِ خُنَيْسٍ، قال فيه أبو حاتمٍ: " كان شيخاً صالحاً، كتبنا عنه بمكَّةَ "، وذكره ابنُ حِبَّانَ في " الثِّقاتِ " وقال: " كان من خِيَارِ النَّاسِ، ربَّما أخطأ، يجبُ أنْ يُعْتَبَرَ حديثُهُ إذا بَيَّنَ السَّماعَ في خَبَرِهِ،ولم يَرْوِ عنه إلاَّ ثقةٌ "، وقال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في" التَّقريبِ ": " مقبولٌ "، أي: حيثُ يتابع، وإلاَّ فهو ليِّنٌ، أمَّا وُهَيْبُ بنُ الوَرْدِ فهو ثقةٌ، لكنْ قيل: إنَّ روايته عن عطاءِ بنِ أبي رباحٍ مُرْسلةٌ.
وقد تابعَ أبا عمرٍو الزَّيَّاتَ عليه كلٌّ من: أبي يحيى عبد اللَّه بن أحمد بن أبي مَسَرَّةَ، ومحمَّدِ بنِ سعدٍ.
أمَّا متابعةُ أبي يحيى عبد اللَّه بن أحمد بن أبي مَسَرَّة _ قال ابنُ أبي حاتمٍ: " محلُّهُ الصِّدقُ "، وذكره ابن حِبَّانَ في " الثِّقات " _: فأخرجها الفاكهيُّ _ أيضاً _ عَقِبَ الرِّوايةِ السَّابقةِ، وزادَ فيها: فلمَّا بَلَغَ حُميدٌ: (وَالضُّحَى) كَبَّرَ كلَّما خَتَمَ سورةً، فقال لي عطاءٌ: إنَّ هذا لبدعة.
وأمَّا متابعةُ محمَّدِ بنِ سعدٍ _ وهو صدوقٌ _: فأخرجها ابنُ سعدٍ _ نفسه _ في كتابه " الطَّبقات الكبرى " (5/ 486) قال: أخبرنا محمَّد بن يزيد بن خُنَيْسٍ؛ قال سمعتُ وُهَيْبَ بنَ الوَرْدِ؛ قال: كان الأعرجُ يقرأُ في المسجدِ، ويجتمعُ النَّاسُ عليه حين يختمُ القُرآنَ، وأتاهُ عطاءٌ ليلةَ ختمِ القُرآنِ.
أقولُ: هكذا رواها من غيرِ ذكرِ التَّكبيرِ من أوَّلِ: (وَالضُّحَى) حتَّى يختمَ.
3 _ أثرُ صدقة بن عبد اللَّه بن كثيرٍ الدَّاريِّ المكِّيِّ: أخرجه يعقوب بن سفيان الفَسَويُّ _ كما في " معرفةِ القرَّاءِ " (1/ 178) _ قال: حدَّثنا الحُميديُّ؛ قال: سألتُ ابنَ عُيَيْنَةَ؛ قلتُ: يا أبا محمَّد، رأيتُ شيئاً ربَّما فَعَلَهُ النَّاسُ عندنا، يُكَبِّرُ القَارىءُ في شهرِ رمضانَ إذا خَتَمَ؟، فقال: رأيتُ صدقةَ بنَ عبدِ اللَّه بن كثيرٍ يؤمُّ النَّاسَ منذُ أكثر من سبعينَ سنةٍ؛ فكانَ إذا خَتَمَ القُرآنَ كَبَّرَ.
أقولُ: وهذا سندٌ صحيحٌ _ أيضاً _.
حاصلُ الأمرِ؛ أنَّ التَّكبيرَ أمرٌ اشْتُهِرَ في أهلِ مَكَّةَ _ قُرَّائهم وعلمائهم وأئمَّتهم _، ولم يثبتْ فعلُهُ عن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، ولاَ عن صحابتِهِ الكرامِ، وإنَّما ثَبَتَ عمَّن دونهم.(35/387)
علة عدم إخراج البخاري لحديث مسلم .. (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[17 - 10 - 02, 04:19 م]ـ
الحديث رواه حميد بن عبد الرحمن الحميري (وليس ابن عوف كما في سنن النسائي) عن أبي هريرة به مرفوعاً إلى النبي عليه الصلاة والسلام.
رواه عنه راويان:
1 - أبو بشر جعفر بن أبي وحشية.
2 - محمد بن المنتشر.
وكلاهما ثقة من رجال الصحيحين.
وتفصيل الروايات عنهما كالآتي:
الأول: أبو بشر؛ والرواة عنه كالآتي:
- أبو عوانة، كما عند مسلم وأحمد والترمذي وأبي داود وابن خزيمة والبيهقي والدارمي والبغوي وعبد بن حميد ومسند ابن راهويه من طرق عنه به مرفوعاً مسنداً.
- شعبة، أخرجه عنه النسائي (1614) أخبرنا سويد بن نصر عن عبد الله –وهو ابن المبارك- عن شعبة عن أبي بشر عن حميد مرسلاً.
الثاني: محمد بن المنتشر؛ رواه عنه عبد الملك بن عمير:
- جرير بن عبد الحميد، كما عند مسلم والنسائي في السنن الكبرى وابن خزيمة والحاكم ومسند ابن راهويه وأبي يعلى في مسنده كلهم من طريق جرير عن عبد الملك به مرفوعاً.
- شيبان بن عبد الرحمن، كما عند أبي يعلى به مرفوعاً ولم يذكر إلا الصلاة.
- زائدة بن قدامة، كما عند مسلم وأحمد والنسائي في الكبرى وابن حبان والبيهقي.
- أبو عوانة، كما عند أحمد والدارمي والبيهقي من طريق مسدد وغيره عنه.
الكلام على الحديث:
أعله الدارقطني بإرسال شعبة كما في التتبع صـ 151، وذكر المزي في التحفة أن مسلماً رواه من طريق جرير وزائدة به موقوفاً!!
وليس بشئ، بل الرواية عنهما في صحيحه وغيره مرفوعة لم يختلف عليهم في ذلك. والله أعلم.
وقد صحح الحديث مرفوعاً مسنداً أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، كما نقل ذلك أبو محمد في علل الحديث عن أبيه (2/ 56) وعن أبي زرعة (2/ 64).
فالحديث صحيح لا يضره إرسال شعبة له؛ لأنه قد خالفه في أبي بشر أبو عوانة فرفعه، مع أن الحديث له طريق أخرى عن حميد غير طريق أبي بشر، وهي طريق عبد الملك بن عمير عن محمد بن المنتشر فقد رواه جرير وزائدة وأبو عوانة عنه بالرفع لم يختلفوا ولم يختلف عنهم فيه.
وصححه الترمذي، فقال: حسن صحيح.
وصححه البغوي في شرح السنة (1788).
ويلاحظ أن أبا عوانة له فيه شيخان، ولا يستغرب هذا فإنه حافظ واسع الرواية، وقد روى كلا الروايتين عنه جمع من الثقات، وتوبع على ذلك كله.
وهذا الاختلاف والله أعلم؛ هو سبب عدم إيراد البخاري له في الصحيح، لأنه اختلاف قوي، وسبب قوته أنه من الممكن القول: بأن أبا عوانة حينما خالف شعبة في روايته عن أبي بشر خلط بينها وبين رواية عبد الملك عن ابن المنتشر، وأن الصحيح في حديث حميد ما رواه عنه أبو بشر وهو الإرسال؛ لأنه أوثق بكثير من ابن المنتشر. والله اعلم.
وقد تتبعت الأحاديث التي روياها له في الصحيحين فلم أجد له ما انفرد به بل لم يخرجا له إلا في المتابعات؛ سوى حديث واحد عند البخاري قد يتوهم أنه احتج به لوحده؛؛ وهو حديث شكاية أهل الكوفة سعداً إلى عمر أخرجه في الصلاة –باب (95) وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلاة .. - من طريق عبد الملك عن جابر بن سمرة به، لكن أخرجه في باب (103) يطوّل في الأوليين، ويحذف في الأخريين؛؛ من طريق أبي عون عن جابر به نحوه، فهذه متابعة لحديث عبد الملك.
وعبد الملك فيه كلام؛؛ تكلم فيه أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم ووثقه البعض، والله أعلم.
فإذا سلمنا بأن البخاري لا يحتج بعبد الملك وحده؛ فإنه لهذا لم يخرج حديث "أفضل الصيام .. " الذي رواه مسلم؛؛ حيث إن عبد الملك تفرد بالحديث عن محمد بن المنتشر عن حميد به مرفوعا، والطريق الأخرى فيها إرسال شعبة، ولذلك لم يعتبر البخاري والله أعلم هذه المتابعة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 10 - 02, 10:48 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[بو الوليد]ــــــــ[18 - 10 - 02, 06:14 م]ـ
وإياك أخي محمد الأمين ..
بارك الله فيك.
ليطلع أخي الكبير، فإني لم أستطع إرسال الموضوع إليه.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[19 - 10 - 02, 07:27 م]ـ
..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 10 - 02, 11:29 م]ـ
اخي الحبيب بوالوليد
جزاك الله خيرا
واحسن الله اليك
زادك الله علما وفقها ورزقك خيري الدنيا والاخرة
ونفع الله بك الاسلام واهله
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 11 - 02, 10:11 م]ـ
طالت غيبة الأخ ابن وهب
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 03 - 03, 12:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا أبا الوليد
ـ[بو الوليد]ــــــــ[19 - 03 - 03, 12:42 ص]ـ
وإياك أخي الحبيب خالد الفقيه ..
وأسأل الله أن يجمعنا بك في الفردوس الأعلى.
ـ[القاسمي]ــــــــ[20 - 03 - 03, 07:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
واتماما للفائدة انظر في الرابط أدناه ففيه فقه الحديث وبعض الفوائد
واللطائف ... تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال امين.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=6716(35/388)
نظرات في كتاب (النقد البناء لحديث أسماء) لطارق عوض الله
ـ[ابن معين]ــــــــ[18 - 10 - 02, 09:35 م]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، وبعد:
صدر منذ فترة يسيرة كتاب (النقد البناء لحديث أسماء في كشف الوجه والكفين للنساء) لفضيلة الشيخ أبي معاذ طارق بن عوض الله.
وهذا الكتاب جدير بالقراءة لكثرة فوائده وحسن عرض المؤلف لها، وقد أصل فيه المؤلف _ وفقه الله _ بعض المباحث الحديثية المهمة والتي يغفل عنها بعض المشتغلين في علم الحديث، ولما كان هذا الكتاب قد تضمن عدة مباحث حديثية مفيدة _ وبعضها لم أر من سبق المؤلف إليه! _ أحببت إطلاع أخواني على بعض فوائد هذا الكتاب.
وقبل بيان هذه الفوائد أذكر باختصار لمحة عامة عن الكتاب.
قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: نقد روايات الحديث.
الفصل الثاني: بيان عدم صلاحية هذه الطرق لأن تتقوى ببعضها.
الفصل الثالث: نقد مواضع من كتاب " تنوير العينين في طرق حديث أسماء في كشف الوجه والكفين ".
أما أبرز الفوائد التي بينها المؤلف وأطال في إيضاحها فهي مسألة (شرائط المرسل الصالح للإعتضاد به في نفسه) (129_147) و (عواضد المرسل: أنواعها وشرائطها) (148_ 183).
ومن الفوائد أيضاً:
_ بيان حال عبدالله بن لهيعة في الحديث وترجيح ضعفه مطلقاً (42_59).
_معنى قولهم (ما رواه العبادلة عن ابن لهيعة صحيح) (44).
_بيان بعض أخطاء ابن لهيعة في الأحاديث (85_ 96).
_متى يعتبر بالإسناد الضعيف (60_84)، و (96_103).
_إطلاق لفظة (صدوق) بمعنى عدل (189_196).
_ لا يلزم من قولهم (حافظ) أن يكون ضابطاً! (197_200).
_ منهج البخاري في كتابه الضعفاء، ومعنى إنكار أبي حاتم الرازي لإدخال الراوي في كتاب الضعفاء للبخاري (201،204).
_ الحديث الحسن عند المتقدمين عامة وعند الدارقطني خاصة (208_240).
هذا ما تيسر إيراده، ولعل في هذا حافزاً لقراءة الكتاب، فإنه جدير بالقراءة كما ذكرت، وبعض ما ذكره المؤلف يحتاج في نظري لزيادة بحث وتأمل.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 10 - 02, 11:44 م]ـ
العجب ممن يؤلف كتاباً كاملاً لمجرد تخريج حديث واحد
على أية حال فكتب الشيخ طارق نادرة الوجود والباحث عنها يرجع غالباً بخفي حنين
فلو أن الأخ الفاضل ابن معين نقل لنا ما يراه فوائد لكان أفضل
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[18 - 10 - 02, 11:48 م]ـ
###########
حرره صاحبه!
طالبا ترك الكلام فيما لا يفيد.
بيدي لا بيد شيخنا (هيثم حمدان): p
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 10 - 02, 11:57 م]ـ
الأخ الأزهري
لا أراك فهمت كلامي أبداً. فأرجو إعادة قراءته بتمعن (مع إبقاء حسن النية).
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[19 - 10 - 02, 12:07 ص]ـ
على أي حال أعدت القراءة بتمعن
فظهر لي:
قسوة عبارتك (العجب ممن يؤلف كتاباً كاملاً لمجرد تخريج حديث واحد)
ـ[المنهال]ــــــــ[19 - 10 - 02, 01:14 ص]ـ
اخي الفاضل محمد الامين
ان البحث المذكور ليس مجرد كلام على حديث واحد فقط بل الكلام فيه يعد اصلا في مسالة كشف الوجه وعدمه
فكون الباحث يجتهد فيه هذا الاجتهاد يدل على فقهه وسعة علمه خاصة انه يتكلم عن المسائل الحديثية وينقدها نقدا يفيد طالب العلم ويقرب اليه الفهم والتطبيق، ويبعد التقليد والجمود في تصحيح الحديث وتضعيفه فضلا عما توصل اليه من نتائج قد ترضي اناس وتسخط آخرين 0
فالله نسأل ان يجزيه خير الجزاء على هذا المؤلف الرائع لآن هذا هو الذي ينفع الناس لاالأراء الخالية من الدليل اومخالفة اهلم العلم المحقيقين0
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 10 - 02, 01:20 ص]ـ
الحمد لله
اعتراضي الوحيد هو صعوبة الحصول على كتب الشيخ طارق رغم ما فيها من فوائد. ربما بسبب دار النشر لا تهتم بتوزيع الكتاب داخل مصر أو أنها لا تطبع إلا العدد القليل منها. وقد أجهدني الحصول على كتاب تقوية الحديث بالشواهد. فلذلك رجوت لو الأخ ابن معين نقل هذه الفوائد لهنا.
أما عبارتي (العجب ممن يؤلف كتاباً كاملاً لمجرد تخريج حديث واحد) فلم تراها قاسية؟ هو مجرد تعجب وليس فيه هجوم على أحد حتى يكون هناك قسوة. وقد ألف الحلبي عدة كتب على هذا النمط. الحديث يكفيه أنه منقطع ليكون ضعيفاً. أما مسألة كشف الوجه فلا نستدل بهذا الحديث على مشروعيته بل بالأحاديث الصحيحة في الصحيح وغيره.
ـ[ابن معين]ــــــــ[19 - 10 - 02, 02:25 م]ـ
أخي الفاضل (محمد الأمين): حق لك أن تستغرب إفراد حديث واحد بكتاب كامل، لكن إذا علمتَ أن المؤلف _ وفقه الله _ لم يرد تخريج الحديث وبيان ضعفه فقط، وإنما أراد تأصيل بعض المباحث الحديثية التي غفل عنها بعض المشتغلين بعلم الحديث، وكيف كان لها أثر في وقوع الخلل على بعض من صحح الحديث وقواه = كان هذا كله مفيداً وخاصة إذا كان من رجل له تمكن وإفادة في علوم الحديث.
ولهذا ذكر المؤلف في عنوان كتابه بين قوسين (يتضمن مباحث موسعة لمهمات أصول علم الحديث ومصطلحه).
والكتاب من منشورات مكتبة ابن تيمية، وهو موجود في بعض مكتبات الرياض.
وقد تعمدت الإشارة إلى هذه الفوائد وعدم ذكرها حتى يكون هذا داعياً لقراءة الكتاب، والله الموفق.
¥(35/389)
ـ[أبو الفاروق الفاسي]ــــــــ[19 - 10 - 02, 03:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
حياكم الله معشر العلماء وطلبة العلم.
كيف يمكنني الحصول على الكتاب المذكور؟
وجزاكم الله خيرا.
أخوكم:
أبو الفاروق الفاسي
ـ[أبوالهيثم]ــــــــ[26 - 10 - 02, 10:16 ص]ـ
.
اخي ابن معين.
قلت: " ولما كان هذا الكتاب قد تضمن عدة مباحث حديثية مفيدة _ وبعضها لم أر من سبق المؤلف إليه! _ ".
لقد قرات الكتاب ابان خروجه ولم ار هذه المباحث التي لم تر من سبق المؤلف إليها!
فهل بالامكان ان تدلني عليها.
وانا لك شاكر.
ـ[ابن معين]ــــــــ[27 - 10 - 02, 04:59 م]ـ
أخي: أبوالهيثم ..
من الفوائد الحديثية التي لم أر من سبق المؤلف إليها:
قوله (ص 189): (لفظ صدوق يطلقه المتقدمون بكثرة _ وكذلك جماعة من المتأخرين _ بمعنى عدل، أي: لا يتعمد الكذب، وإن كان يقع منه خطأ ووهماً ... ).
ثم ذكر المؤلف أمثلة على ذلك، إلى أن قال (ص 195):
(وبهذا يسهل علينا فهم قول الحافظ ابن حجر في التقريب في كثير من التراجم (صدوق، سئ الحفظ) أو (صدوق، كثير الخطأ) أو (صدوق، يهم كثيراً) أو (صدوق، كثير الوهم) أو نحو ذلك.
وقد تتبعت هذه التراجم، فتبين لي أن الحافظ ابن حجر _ عليه رحمة الله _ إذا قال: (صدوق) وقرنها بما يدل على الضعف، لا يقصد حينئذ من (صدوق) أكثر من إثبات عدالة الراوي، وأنه ليس ممن يتعمد الكذب، أو أنه برئ من البدعة التي اتهم بها، أو أنه _ على ما فيه من بدعة _ صدوق لا يكذب انتصاراً لبدعته.
وقد أودعت نتيجة هذا التتبع في كتابي " ردع الجاني " فليرجع إليه من شاء). انتهى
فإطلاق صدوق بمعنى عدل موجود عند المتقدمين، لكن القول بأن ذلك كثيراً لم أر من قال به. وأما فهم قول الحافظ ابن حجر الذي ذكره فلم أر من فهم ذلك منه قبله!
ـ[أبوالهيثم]ــــــــ[29 - 10 - 02, 08:40 م]ـ
الأخ (" ابن معين ") ..
اطلاق صدوق على العدل موجود في كلام الائمة المتقدمين وقد نص على هذا جماعة.
وكون هذا كثير او قليل او بينهما هذا امر يحتاج الى دراسة واسعة.
وكذلك تفسير مراد ابن حجر بالصدوق في السياقات المذكورة ايضا يحتاج الى دراسة استقرائية موازنة.
فما ذكره الشيخ طارق حفظه الله وعددته انت " من الفوائد الحديثية التي لم تر من سبق المؤلف إليها " (ولامؤاخذة) دعوى مجردة عن البرهان الذي هو في مثل هذا المقام: الدراسة الاستقرائية بالمعنى الدقيق وهذا ما لا اظن الشيخ طارق قام به ولا هو ادعاه في كتابه هذا.
وقد اكثر الناس في تفسير مراد ابن حجر باصطلاحاته في التقريب وغالب كلامهم دعاوى او استقراءات ناقصة.
هل لديك اقوال اخرى:)
اعني هل هناك فوائد حديثية ذكرها الشيخ ولم تر من ذكرها قبله.
بارك الله فيك
ـ[ابن معين]ــــــــ[29 - 10 - 02, 11:29 م]ـ
أخي (أبو الهيثم):
أحب أن ألفت نظرك إلى أمر قد غاب عن ناظرك!
وهو أني حين قلت (ولما كان هذا الكتاب قد تضمن عدة مباحث حديثية مفيدة _ وبعضها لم أر من سبق المؤلف إليه! _)
قد أعقبته في آخر كلامي بقولي: (وبعض ما ذكره المؤلف يحتاج في نظري إلى زيادة وبحث وتأمل).
فليس ذكري لهذه الفوائد إقرارٌ للمؤلف عليها، بل حين ذكرت قوله في أن المحدثين المتقدمين يطلقون كثيراً لفظ (الثقة) ويريدون بها العدالة، أشرت إلى استغرابي لقوله هذا، وعندي من الأدلة ما يخالف كلامه هذا _ وليس هذا موضع بسطها _.
وإنما المقصود الإشارة إلى وجود فوائد في هذا الكتاب، ومن هذه الفوائد _ وليس بالضرورة أن تكون صحيحة _ ما لم أر من سبق المؤلف إليها.
وأما قولك (إطلاق صدوق على العدل موجود في كلام الأئمة المتقدمين، وقد نص على هذا جماعة)! فأحب أن تفيدني بمن نص على هذا من أهل العلم قديماً أو حديثاً _ سوى المعلمي فإن كلامه مشهور _.
والله يوفقك.
ـ[أبوالهيثم]ــــــــ[30 - 10 - 02, 12:15 ص]ـ
بسم الله.
اولا: يا اخي انا لم اقل بانك توافق المؤلف على ما ذهب اليه مما ذكره في كتابه او انك تصحح اقواله حتى تذكر ما ذكرت.
فلم اقحام هذا الكلام هنا وعلام مصارعة الللأشيء: confused:
ثانيا: يا حبيبي انا سالتك سؤالا واضحا محددا وهو ان تذكر لي (بعض فقط) تلك المباحث التي قلت (ولا اقول زعمت) انه لم يذكرها احد قبل المؤلف فذكرت نقطتين فبينت لك عدم صلاحيتهما لقولك.
ثم ها انت توافقني الآن (ولا ادري اشعرت بذلك ام لا) على ذلك.
ثالثا: يا عزيزي هل لديك اقوال اخرى: mad:
اعني هل هناك امثلة غير التي ذكرت واتفقنا على عدم صلاحيتها.
رابعا: " أحب أن ألفت نظرك إلى أمر قد غاب عن ناظرك! "
حلوة هذي. كيف ركبت معاك:)
خامسا: اضحك الله سنك.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[30 - 10 - 02, 12:49 ص]ـ
فضيلة الشيخ المسدد ابن معين:
وفقك الله ونفع بك، وجزيت خيرا على هذه النقول، وبانتظار المزيد من المفيد
¥(35/390)
ـ[ابن معين]ــــــــ[30 - 10 - 02, 04:29 م]ـ
أخي (أبوالهيثم) ..
لقد ذكرتُ لك أن هذه الفائدة _ أعني إطلاق المحدثين للفظ (ثقة) وإرادة العدالة _ لم أر من سبق المؤلف إليها _.
وقد ذكرت أنت أن هناك جماعة نصوا على ذلك!!، فأثبت لي واحداً منهم فقط! سواء كان متقدماً أو متأخراً! أو معاصراً!!
وأما كلام المعلمي فإليك هو كما في التنكيل (1/ 69)، وقد أشار إليه مؤلف الكتاب، قال المعلمي: (ابن معين كان ربما يطلق كلمة ثقة لا يريد بها أكثر من أن الراوي لا يتعمد الكذب).
فالمعلمي أثبت هذا المعنى لابن معين (ولم يعمم جميع أئمة الحديث المتقدمين)، ثم هو لا يرى أن هذا الإطلاق كثير في كلام ابن معين، وإنما هو قليل في كلامه حيث قال (ربما)، بخلاف كلام الشيخ طارق عوض الله فإنه يرى أن هذا المعنى موجود في كلام المتقدمين كثيراً!
وأما قولك بأن الشيخ طارق عوض الله لم يدع الاستقراء في هذه الفائدة فهذا ليس بصحيح، بل ادعى ذلك!
فإنه لما ذكر أن الأئمة المتقدمين يطلقون كثيراً لفظ الثقة على العدالة ذكر شاهداً على ذلك خمسة أمثلة، ثم قال: (والأمثلة على ذلك كثيرة) ..
ثم قال: (وبهذا يسهل علينا فهم قول الحافظ ابن حجر ... إلى أن قال: وقد تتبعت هذه التراجم فتبين لي ... الخ).
وختاماً: أنا في انتظار إفادتك بأن هذه الفائدة قد نص عليها جماعة كما تقول!
وفقك الله لكل خير.
ـ[أبوالهيثم]ــــــــ[30 - 10 - 02, 11:48 م]ـ
اهلا وسهلا.
يبدو ان الفائدة قد تحولت بسبب عوامل الرياح والتعرية من ان " لفظ صدوق يطلقه المتقدمون بكثرة _ وكذلك جماعة من المتأخرين _ بمعنى عدل، أي: لا يتعمد الكذب، وإن كان يقع منه خطأ ووهماً ".
الى "إطلاق المحدثين للفظ (ثقة) وإرادة العدالة ".: confused:
ومع ان بينهما فرقا لايخفى اذ هما مصطلحان وليسا مصطلحا واحدا.
لكن يبدو ان التوسع في مفهوم الشواهد والمتابعات لم ينج منه حتى تحرير المصطلحات.
فلا باس اذا اردتُ بيان مدلول مصطلح " صدوق " ان آتي بكلام للمعلمي في مصطلح " ثقة ".: confused:
وايا ما كان فقد اثبت بنفسك اخي الحبيب ان هذه الفائدة قد سبق العلامةُ المعلمي الشيخ طارقا الى التنبيه عليها.
وهذا ما قلت لك من قبل انك وافقتني من حيث تشعر او لا تشعر.
مسالة ان الشيخ طارق قال كثير والمعلمي انت فهمت من كلامه انه يريد قليل فهذه كما تعلم اخي امور نسبية وبدون الدراسة الاستقرائية تبقى خواطر نفسية اقرب منها حقائق علمية.
وهذا الشيخ المعلمي تمر به تراجم هي في نظره كثيرة كما قال يستنبط منها تساهل العجلي في التوثيق فهل تقبل هذا منه ولاّ حلال لطارق حرام على المعلمي ;)
وهذا الكلام نقوله في الامثلة (الكثيرة) اللي وقف عليها الشيخ طارق لابن حجر في مراده ب (صدوق).
وانه بدون دراسة استقرائية موازنة لايمكن ان نقبل مثل هذه الاحكام. نعم هي ممكن تكون مقنعة للشيخ لانه صار عنده غلبة ظن اما نحن فلا. واظنك ما تخالف في هذا ان شاء الله. الست (ابن معين)؟ اجل انت منصف ان شاء الله.
وحتى اريحك من طول الانتظار للجواب الذي طلبته اقول لك:
هذه القضية الامام ابن حبان الله يرحمه اشار اليها في " المجروحين "
شوف (يعني: انظر): 2/ 135 و 147 وغيرها.
وذكرها ايضا ابو الحسن المصري في " شفاء العليل " ص136.
وترى هذا تبرع مني والا انا يكفيني ان المعلمي قد ذكر هذه الفائدة قبل الشيخ طارق. يعني لا هو اول من ذكرها ولا يحزنون ,
والحمد لله رب العالمين.
انتهت الخطبة.: o
ـ[أبوالهيثم]ــــــــ[31 - 10 - 02, 12:00 ص]ـ
بالمناسبة
هناك شيء نسيت ان اقوله.
قلتُ انا: ان الشيخ طارق لم يدع الاستقراء في هذه المسالة.
وقلت انت (فهذا ليس بصحيح، بل ادعى ذلك!
فإنه لما ذكر أن الأئمة المتقدمين يطلقون كثيراً لفظ الثقة على العدالة ذكر شاهداً على ذلك خمسة أمثلة، ثم قال: (والأمثلة على ذلك كثيرة) ..
سين سؤال / هل (الامثلة على ذلك كثيرة) = الاستقراء التام الذي تحرر به المصطلحات؟!!
الجواب اتركك تفكر به الليلة.
تصبح على خير مرة ثانية: o
ـ[أبوالهيثم]ــــــــ[31 - 10 - 02, 06:41 م]ـ
يبدو ان الليلة قد طالت هذه المرة اكثر من المعتاد:)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[31 - 10 - 02, 08:47 م]ـ
أخي الفاضل ابن معين
أثابك الله، ونفع بعلمك.
أطلب من الإخوة المشرفين إغلاق الموضوع لئلا يتحول (ملتقى أهل الحديث) إلى منتدى للبطالة والتراشق بالسفاهات.
ـ[أبوالهيثم]ــــــــ[31 - 10 - 02, 11:28 م]ـ
غفر الله لك ايها الشيخ الجليل.
كنت اظنك اكبر من هذا.
ولكن هكذا اخطاء الكبار كبار.
لا ادري ما الذي ساءك من هذا النقاش الذي بيننا؟
واحد يدعي ان مؤلفا اتى بفوائد لم يذكرها احد من قبل
فطلب منه واحد آخر ان يبينها له
فذكر الاول مثالا
فاعترض الثاني عليه
وما زال النقاش في تحرير هذه المسالة العلمية. هل سبق الائمة الى ذكرها ام ان اول من ذكرها هو ذاك المؤلف الفاضل.
فماذا في هذا: confused:
ولعل الذي اثار حفيظتك هو لغة الحوار. ربما.
ولو فرضنا ان فيها اساءة لاحد لكان الحق معك
لكن الواقع انه ليس فيها من ذلك شيء
ألأجل بعض المزاح المباح الذي يخفف من حدة النقاش تقول مثل هذا؟
غفر الله لك
ولكن اذا كان الاخ الفاضل ابن معين قد ساءه اسلوبي فليعلم انه ما جراني عليه الا علمي من خلال مشاركاته النافعة انه ذو خلق وحلم وعلم
فاردت استثارة علمه بمثل هذا النقاش
مع انني لا ارى انني قد تجاوزت حدود الموضوع
اما التهمة ب " البطالة والتراشق بالسفاهات" فلو اطعت هواي لقلت في قائلها ما يسوءه
لكن اذا كان هو قد عصى الله في بمثل هذه التهمة التي لا يرضى هو ان يوصف بها فانني ساطيع الله فيه
واقول له
غفر الله لك
غفر الله لك
غفر الله لك
وانا بانتظار اخينا ابن معين ومعرفة رايه
¥(35/391)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[01 - 11 - 02, 01:36 م]ـ
أخبرني - بارك الله فيك - عن الكلمات التالية هل هي من النقاش العلمي في شيء:
1 - (لجواب اتركك تفكر به الليلة. تصبح على خير مرة ثانية) مع وجه معبر عن النعاس.
2 - (الفائدة قد تحولت بسبب عوامل الرياح والتعرية ... )
3 - (ولاّ حلال لطارق حرام على المعلمي) مع وجه معبر.
4 - شوف (يعني: انظر)
5 - (يعني لا هو اول من ذكرها ولا يحزنون)
6 - (انتهت الخطبة) مع وجه معبر
7 - " أحب أن ألفت نظرك إلى أمر قد غاب عن ناظرك! " حلوة هذي. كيف ركبت معاك ..
وأنبه - خصوصا - على النقل الخامس، وبعده على الثالث.
أما أنا فما عهدت مثل هذا في المناقشات العلمية، كما أنني لا أستجيز مثل النقلين الخامس والثالث في مزاح ولا غيره.
ومن باب أولى، لست أرى هذا المنتدى يصلح لمثل هذا.
وفي جميع الأحوال، فأنا راض بحكم المشرفين.
والله أعلم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[01 - 11 - 02, 02:55 م]ـ
.
ـ[أبوالهيثم]ــــــــ[01 - 11 - 02, 04:35 م]ـ
الأخ الفاضل ,, عصام البشير
لا ادري اخي من اي تعليقيك اعجب.
يا اخي لسنا والله في الروضة الشريفة ولا في يوم عرفة فهون على نفسك.
نحن في منتدى (منتدى لا حلقة علم يتلى فيها القرآن ويروى الحديث وتغشانا السكينة وتطرق الرؤوس) نتجاذب فيه اطراف الحديث ونتذاكر فيه مسائل العلم (مذاكرة لا درس علمي).
ولو شئت ان اذكر لك مما جاء عن السلف في تبسطهم في هذه المجالس (وهم من هم .. ائمة لا امثالنا) لكتبت كراريس.
فهون على نفسك , واعلم ان خلق محمد صلى الله عليه وسلم (وقد كان يمزح مع اصحابه ولا يقول الا حقا , وما اراني قد قلت هجرا او باطلا)
خير من نسك اعجمي ووقار في غير موضعه.
ولا ادري احقا تعتقد ان ما نقلته انت من كلامي يعتبر تراشقا بالسفاهات وبطالة؟ وانك لاتستجيز مثله في مزاح ولا غيره؟
ان كنت تعتبره كذلك فلا اقول لك الا انني لا املك ان نزع الله من قلبك رقة الطبع وابدلك به غلظ الطبع.
وما عساني ان اصنع لك.
الاخ الفاضل الحبيب الازهري السلفي
ياااه ... لسه فاكر:)
ربنا لا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا
ارجو ان نلتقي قريبا باذن الله ويزول ما في صدرك على اخيك
(ارجو من اهل الانصاف من مشرفين وغيرهم ان يفتونا في مسالتنا هذه).
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[01 - 11 - 02, 07:25 م]ـ
اخي المسدد ابو الهيثم: شكر الله لك جهدك ونقاشك.
إلا أنني آمل منك أن تجتنب النقاش بتهكم وتحد، فهذا -والله يشهد- ما ألحظه من نقاشك.
والفائدة في كلامك موجودة لولا ما ذكرت لك.
سددك ربي دوما.
فضيلة الشيخ ابن معين:
أنتم من خيرة من في المنتدى خلقاً وعلماً، ونحن نعرفك من خلال ما نقرأه لك من تصنيف، أو كتابة في المنتدى، والاسماء المستعارة له ضريبة وهي ان جميع من في الشبكة يستوون في الظاهر مع الفارق في الباطن.
سددك الله
ـ[ابن معين]ــــــــ[02 - 11 - 02, 02:27 ص]ـ
(تعقيب أخير):
أخي (أبوالهيثم) ..
لقد تركت النقاش معك لأن أسلوبه تغير، ولست أقول وحدي ذلك، بل لاحظ ذلك غيري،كما رأيت ورأى غيرك.
و (خيرُ الكلامِ ماقلَّ ودلَّ، ولم يَطُلْ فيُمَلْ) ..
ولذا فإنني أبين لك أنني قلت سابقاً: (فإطلاق صدوق بمعنى عدل موجود عند المتقدمين، لكن القول بأن ذلك كثيراً لم أر من قال به.
وأما فهم قول الحافظ ابن حجر الذي ذكره فلم أر من فهم ذلك منه قبله!).
فأنا أقول بصريح عبارتي وواضح لفظي: أن إطلاق صدوق بمعنى عدل موجود عند المتقدمين، ولم أخالف في ذلك حتى تنقل لي عن أبي الحسن في كتابه (شفاء العليل)، وما نقله هو عن ابن حبان في المجروحين، فأين وجه مخالفته لكلامي؟
فليس في كلامهما أن هذا الإطلاق موجود بكثرة حتى يكون مخالفاً لكلامي فتنبه لذلك.
وأما إطالتك بأن أمر القلة والكثرة نسبي، وهل هذا الاستقراء صحيح أو غير صحيح ... إلى آخر ما قلت فلا علاقة له بكلامي، لأنني لم أتعرض لتقويم هذه الفائدة حتى تذكر لي هذا الكلام.
وإنما الذي تعرضت له (فقط) هو أن القول بوجود هذا الاطلاق بقيد (الكثرة) لم أر من قال به قبل المؤلف وفقه الله، فهذه هي الفائدة التي عنيتها وقصدتها فقط!.
وهناك فرق بين وجود هذا الإطلاق بقلة وبين وجوده بكثرة، وهذا له تأثير في عدة مسائل من الحديث من أهمها مسألة تعارض الجرح والتعديل.
ولذا مازلت مطالباً لك بأن تأتي بواحد من أهل العلم يقول بوجود هذا الإطلاق (كثيراً) في كلام الأئمة المتقدمين.
وأن تثبت لي أنك لم ترم الكلام على عواهنه حين قلت (وقد نص على ذلك جماعة)!
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[02 - 11 - 02, 02:36 ص]ـ
جزيتم خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 11 - 02, 10:10 م]ـ
الأخ الفاضل ابن معين
هل من الممكن أن تذكر دليل الشيخ على قوله:
_ لا يلزم من قولهم (حافظ) أن يكون ضابطاً!(35/392)
التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " (2)
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[18 - 10 - 02, 11:07 م]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?14@86.vZFicFxpGjl^19@.ef37fc1
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[19 - 10 - 02, 01:28 ص]ـ
نقلته للفائدة
********************
التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكِتَابِ " الْمُرَاجَعَات "
6/ 4883 - علي أقضى أمتي بكتاب الله، فمن أحبني فليحبه؛ فإن العبد لا ينال ولايتي إلا بحب علي عليه السلام.
منكر بهذا التمام. أخرجه ابن عساكر (12/ 120/2) عن العباس – يعني: ابن علي بن العباس -: أنا الفضل المعروف بـ (النسائي): نا محمد بن علي بن خلف العطار: نا أبو حذيفة، عن عبد الرحمن بن قَبِيصة عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا.
قلت: وهذا إسناد مظلم؛ لم أعرف منه غير أبي حذيفة – واسمه موسى بن مسعود النهدي البصري -؛ قال الحافظ: " ضدوق سيئ الحفظ، وكان يصحِّف ... وحديثه عند البخاري في المتابعات ".
ومحمد بن علي بن خلف العطار؛ وثقه الخطيب في " التاريخ " (3/ 57) تبعا لمحمد بن منصور! وخفي عليهما – كما قال الحافظ في " اللسان " – تجريح ابن عدي إياه، والسبب أنه لم يُفرد له ترجمة، وإنما جرحه في ترجمة حسين الأشقر، فقد ساق له حديثا آخر من رواية العطار هذا عنه بإسناده؛ فيه:
أن عمارا قال لأبي موسى: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لعنك ليلة الجمل! فقال ابن عدي: " عند محمد بن علي هذا من هذا الضرب عجائب، وهو منكر الحديث، والبلاء فيه عندي منه لا من حسين ".
قلت: فلعله هو البلاء في هذا الحديث أيضا؛ إن لم يسلم ممن فوقه ودونه.
وإنما أوردته من أجل الطرف الثاني منه؛ وإلا فطرفه الأول فله شاهد من حديث ابن عمر من طريقين عنه؛ أخرجتهما في " الصحيحة " (1224).
وشاهد آخر من حديث ابن عمر موقوفا عليه: أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1/ 65).
وثالث عن ابن مسعود موقوفا: أخرجه الحاكم (3/ 135). وقال: " صحيح على شرط الشيخين ". ووافقه الذهبي.
وأخرجهما ابن عساكر (12/ 166/2).
وأخرج له شاهدا رابعا عن ابن عباس موقوفا.
7/ 4884 - يا عبد الله! أتاني ملك فقال: يا محمد! " وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا " [الزخرف: 45] على ما بعثوا؟ قال: قلت: على ما بعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب.
موضوع. أخرجه ابن عساكر (12/ 120/2) من طريق الحاكم – ولم أره في " مستدركه " – بسنده عن علي بن جابر: نا محمد بن خالد بن عبد الله: نا محمد بن فُضَيْل: نا محمد بن سُوقَةَ عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله مرفوعا. وقال الحاكم: " تفرد به علي بن جابر عن محمد بن خالد ".
قلت: والأول؛ لم أعرفه. وأما الآخر؛ فهو الواسطي الطحان، وهو ضعيف اتفاقا؛ بل قال ابن معين: " رجل سوء، كذاب ". وسئل عنه أبو حاتم فقال: " هو على يَدَي عَدْلٍ ". قال الحافظ: " معناه: قَرُب مِن الهلاك. وهذا مثل للعرب، كان لبعض الملوك شرطي اسمه (عدل)، فإذا دفع إليه من جَنى جنايةً؛ جزموا بهلاكه غالبا. ذكره ابن قتيبة وغيره ".
ثم رأيت الحديث عند الحاكم في " معرفة علوم الحديث " (ص 96) بإسناده المتقدم.
إضافة:
ماذا قال علماء التفسير عند قوله تعالى: " وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا ".
قال الإمام الطبري عند تفسير هذه الآية:
اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى قَوْله: " وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رُسُلنَا " وَمَنْ الَّذِينَ أُمِرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَسْأَلَتِهِمْ ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضهمْ الَّذِينَ أُمِرَ بِمَسْأَلَتِهِمْ ذَلِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مُؤْمِنُو أَهْل الْكِتَابَيْنِ: التَّوْرَاة , وَالْإِنْجِيل ... وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ الَّذِي أُمِرَ بِمَسْأَلَتِهِمْ ذَلِكَ الْأَنْبِيَاء الَّذِينَ جُمِعُوا لَهُ لَيْلَة أُسْرِيَ بِهِ بِبَيْتِ الْمَقْدِس ... وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ بِالصَّوَابِ فِي تَأْوِيل ذَلِكَ , قَوْل مَنْ قَالَ: عَنَى بِهِ: سَلْ مُؤْمِنِي أَهْل الْكِتَابَيْنِ.
¥(35/393)
فَإِنْ قَالَ قَائِل: وَكَيْفَ يَجُوز أَنْ يُقَال: سَلْ الرُّسُل , فَيَكُون مَعْنَاهُ: سَلْ الْمُؤْمِنِينَ بِهِمْ وَبِكِتَابِهِمْ؟
قِيلَ: جَازَ ذَلِكَ مِنْ أَجْل أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ بِهِمْ وَبِكُتُبِهِمْ أَهْل بَلَاغ عَنْهُمْ مَا أَتَوْهُمْ بِهِ عَنْ رَبّهمْ , فَالْخَبَر عَنْهُمْ وَعَمَّا جَاءُوا بِهِ مِنْ رَبّهمْ إِذَا صَحَّ بِمَعْنَى خَبَرهمْ , وَالْمَسْأَلَة عَمَّا جَاءُوا بِهِ بِمَعْنَى مَسْأَلَتهمْ إِذَا كَانَ الْمَسْئُول مِنْ أَهْل الْعِلْم بِهِمْ وَالصِّدْق عَلَيْهِمْ , وَذَلِكَ نَظِير أَمْر اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ إِيَّانَا بِرَدِّ مَا تَنَازَعْنَا فِيهِ إِلَى اللَّه وَإِلَى الرَّسُول , يَقُول: " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّه وَالرَّسُول " وَمَعْلُوم أَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ: فَرُدُّوهُ إِلَى كِتَاب اللَّه وَسُنَّة رَسُوله ; لِأَنَّ الرَّدّ إِلَى ذَلِكَ رَدّ إِلَى اللَّه وَالرَّسُول , وَكَذَلِكَ قَوْله: " وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رُسُلنَا " إِنَّمَا مَعْنَاهُ: فَاسْأَلْ كُتُب الَّذِينَ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ الرُّسُل , فَإِنَّك تَعْلَم صِحَّة ذَلِكَ مِنْ قَبْلنَا , فَاسْتَغْنَى بِذِكْرِ الرُّسُل مِنْ ذِكْر الْكُتُب , إِذْ كَانَ مَعْلُومًا مَا مَعْنَاهُ.ا. هـ.
واكتفي بهذا النقل لنعلم مدى تلاعب أولئك القوم بكتاب الله.
8/ 4885 - مرحباً بسيد المسلمين، وإمام المتقين.
موضوع. أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1/ 66)، وعنه ابن عساكر في " التاريخ " (12/ 157/1): حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي القَصَبَانِي: ثنا علي بن العباس البَجَلي: ثنا أحمد بن يحيى: ثنا الحسن بن الحسين: ثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه عن الشعبي قال: قال علي: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره وزاد:
فقيل لعلي: فأي شيء كان مِن شُكْرِك؟ قال: حمدت الله تعالى على ما أتاني، وسألته الشكر على ما أولاني، وأن يزيدني مما أعطاني.
قلت: وهذا إسناد مظلم ضعيف جدا؛ آفته الحسن بن الحسين – وهو العُرني الكوفي الشيعي – متهم؛ قال أبو حاتم: " لم يكن بصدوق عندهم، وكان من رؤساء الشيعة ". وقال ابن عدي: " ولا يشبه حديثه حديث الثقات ". وقال ابن حبان: " يأتي عن الأثبات بالمُلْزَقات، ويروي المقلوبات ".
ومن فوقه ثقات رجال الشيخين. لكن من دونه؛ لم أجد ترجمتهم الآن.
ومما يؤكد وضع هذا الحديث: المبالغة التي فيه؛ فإن سيد المسلمين وإمام المتقين؛ إنما يصح أن يوصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده فقط. ولذلك حكم على هذا الحديث – وأمثاله مما في معناه – العلماء المحققون بالوضع، كما تقدم في الحديث (353)؛ فراجعه.
9/ 353 - إن الله تعالى أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي: أنه سيد المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين.
موضوع. أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " (ص 210) عن مجاشع بن عمرو: ثنا عيسى بن سوادة النخعي: حدثنا هلال بن أبي حميد الوزان عن عبد الله بن عكيم الجهني مرفوعا. وقال: " تفرد به مجاشع ".
قلت: وهو كذاب، وكذا شيخه عيسى بن سوادة، وبه وحده أعله الهيثمي في " المجمع " (9/ 121) فقصر. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:
" وهذا حديث موضوع عند من له أدنى معرفة بالحديث، ولا تحل نسبته إلى الرسول المعصوم، ولا نعلم أحدا هو " سيد المرسلين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين " غير نبينا صلى الله عليه وسلم، واللفظ مطلق، ما قال فيه مِن بعدي ". وأقره الذهبي في " مختصر المنهاج " (ص 473).
10/ 350 – من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية.
لا أصل له بهذا اللفظ. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
" والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا، وإنما المعروف ما روى مسلم أن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ".
وأقره الذهبي في " مختصر منهاج السنة " (ص 38) وكفى بهما حجة.
¥(35/394)
وهذا الحديث رأيته في بعض كتب الشيعة، ثم في بعض كتب القاديانية يستدلون به على وجوب الإيمان بدجالهم ميرزا غلام أحمد المتنبي، ولو صح هذا الحديث لما كان فيه أدنى إشارة إلى ما زعموا، وغاية ما فيه وجوب اتخاذ المسلمين إماما يبايعونه، وهذا حق كما دل عليه حديث مسلم وغيره.
ثم رأيت الحديث في كتاب " الأصول من الكافي " للكليني من علماء الشيعة رواه (1/ 377) عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن الفضيل عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله مرفوعا. وأبو عبد الله هو الحسين بن علي رضي الله عنهما. لكن الفضيل هذا وهو الأعور أورده الطوسي الشيعي في " الفهرست " (ص 126) ثم أبو جعفر السروي في " معالم العلماء " (ص 81) ولم يذكرا في ترجمته غير أن له كتابا! وأما محمد بن عبد الجبار فلم يورداه مطلقا، وكذلك ليس له ذكر في شيء من كتبنا، فهذا حال الإسناد الوارد في كتابهم " الكافي " الذي هو أحسن كتبهم كما في المقدمة (ص 33).
11/ 351 – يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة.
موضوع. أخرجه الترمذي (4/ 328) وابن عدي (59/ 1، 69/ 1) والحاكم (3/ 14) من طريق حكيم بن جبير عن جميع بن عمير عن ابن عمر قال:
" لما ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة آخى بين أصحابه، فجاء علي رضي الله عنه تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك، ولم تواخ بيني وبين أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " الحديث. وقال الترمذي: " هذا حديث حسن غريب ". وتعقبه الشارح المباركفوري فقال: " حكيم بن جبير ضعيف، ورمي بالتشيع ".
قلت: تعصيب الجناية برأس حكيم هذا وحده ليس من الإنصاف في شيء، وذلك لأمرين:
الأول: أن شيخه جميع بن عمير متهم، قال الذهبي: " قال ابن حبان: رافضي يضع الحديث. وقال ابن نمير: " كان من أكذب الناس " ثم ساق له هذا الحديث.
الثاني: إن ابن جبير لم يتفرد به عن جميع، فقد تابعه سالم بن أبي حفصة وهو ثقة، لكن في الطريق إليه إسحاق بن بشر الكاهلي وقد كذبه ابن أبي شيبة، وموسى بن هارون، وقال الدارقطني: " هو في عداد من يضع الحديث ". أخرجه من طريقه الحاكم أيضا، فتعقبه الذهبي بقوله: " جميع اتهم، والكاهلي هالك ".
وتابعه أيضا كثير النواء، رواه ابن عدي، فآفة الحديث جميع هذا، وقد قال ابن عدي: " عامة ما يرويه لا يتابعه غيره عليه ". ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
" وحديث مواخاة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي من الأكاذيب ". وأقره الحافظ الذهبي في " مختصر منهاج السنة " (ص 317).
12/ 352 – يا علي أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة.
موضوع. أخرجه الخطيب (12/ 268) من طريق عثمان بن عد الرحمن، حدثنا محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن علي مرفوعا.
قلت: وهذا سند موضوع، عثمان بن عبد الرحمن هو القرشي وهو كذاب كما تقدم مرارا. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
" وأحاديث المواخاة كلها كذب ". وأقره الذهبي في " مختصر المنهاج " (ص460).
13/ 355 - الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل (يس) الذي قال: (يَا قَوْم اِتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) [يس: 20]، وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال: (أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ) [غافر: 28]، وعلي بن أبي طالب هو أفضلهم.
موضوع. ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم في " المعرفة " وابن عساكر عن أبي يعلى. ولم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء، غير أنه قال: " رواه ابن مردوية والديلمي ". لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية ": " هذا حديث كذب ". وأقره الذهبي في " مختصر المنهاج " (ص309) وكفى بهما حجة.
¥(35/395)
ولما عزاه ابن المطهر الشيعي لرواية أحمد، أنكره عليه شيخ الإسلام في رده عليه فقال: " لم يروه أحمد لا في " المسند " ولا في " الفضائل "، ولا رواه أبدا، وإنما زاده القطيعي [قال العلامة الألباني في الحاشية: يعني على كتاب أحمد في " فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم " انظر ص 431 – 432 من " المختصر "] عن الكديمي حدثنا الحسن بن محمد الأنصاري، حدثنا عمرو بن جميع، حدثنا ابن أبي ليلى عن أخيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه مرفوعا. فعمرو هذا قال فيه ابن عدي الحافظ: " يتهم بالوضع ". والكديمي معروف بالكذب، فسقط الحديث، ثم قد ثبت في الصحيح تسمية غير علي صديقا، ففي " الصحيحين " أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اثبت أحد فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان ... " وأقره الذهبي في " مختصره " (ص452 - 453).
ثم وجدت الحديث رواه أبو نعيم أيضا في " جزء حديث الكديمي " (31/ 2) وسنده هكذا: حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الأنصاري، ثنا عمرو بن جميع عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى، عن أبيه مرفوعا.
14/ 357 – علي إمام البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، ومخذول من خذله.
موضوع. أخرجه الحاكم (3/ 129)، والخطيب (4/ 219) من طريق أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني، ثنا عبد الرزاق، ثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن عبد الرحمن بن عثمان قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... فذكره وقال: " صحيح الإسناد ". وتعقبه الذهبي بقوله: " قلت: " بل والله موضوع، وأحمد كذاب، فما أجهلك على سعة معرفتك "!
قلت: وفي " الميزان ": قال ابن عدي: " يضع الحديث ". ثم ساق له هذا الحديث، وقال الخطيب: " هو أنكر ما روى ".
15/ 358 – السُّبَّق ثلاثة: فالسابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين، والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب.
ضعيف جدا. رواه الطبراني (3/ 111/2) عن الحسين بن أبي السري العسقلاني، نا حسين الأشقر، نا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس مرفوعا.
قلت: هذا سند ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا فإن حسين الأشقر وهو ابن الحسن الكوفي شيعي غالٍ، ضعفه البخاري فقال في " التاريخ الصغير " (230): " عنده مناكير "، وروى العقيلي في " الضعفاء " (90) عن البخاري أنه قال فيه: " فيه نظر ". وفي " الكامل " لابن عدي (97/ 1): " قال السعدي: كان غالياً، من الشاتمين للخيرة " ووثقه بعضهم ثم قال ابن عدي: " وليس كل ما يروى عنه من الحديث الإنكار فيه من قبله، فربما كان من قبل من يروي عنه، لأن جماعة من ضعفاء الكوفيين يحيلون بالروايات على حسين الأشقر، على أن حسينا في حديثه بعض ما فيه ".
قلت: وكأن ابن عدي يشير بهذا الكلام إلى مثل هذا الحديث فإنه من رواية الحسين بن أبي السري، فإنه مثله بل أشد منه ضعفا، قال الذهبي: " ضعفه أبو داود، وقال أخوه محمد: لا تكتبوا عن أخي فإنه كذاب، وقال أبو عروبة الحراني: هو خال أبي وهو كذاب، ثم ساق له هذا الحديث من طريق الطبراني.
وقال الحافظ ابن كثير في " التفسير " (3/ 570): " وهذا حديث منكر، لا يعرف إلا من طريق حسين الأشقر، وهو شيعي متروك "، ونقل نحوه المناوي عن العقيلي، ونقل عنه الحافظ في " تهذيب التهذيب " أنه قال: " لا أصل له عن ابن عيينة ".
وليس هذا في نسختنا من " الضعفاء " للعقيلي، والله أعلم.
وللموضوع تتمة ...
عبد الله زقيل "التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " (1) " 18/ 10/02 13:29 التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " (1)
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:59 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع الله بكم.
موضوع رائع وثريّ .. وهو مفيد في باب الدفاع عن سنتنا الغرّاء ضد أباطيل و (دواخيل) الروافض ..
والله تعالى أعلم(35/396)
الأدعية التي تقال لصاحب الطعام بعد الأكل وهل يصح فيها شيء؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 10 - 02, 04:39 م]ـ
ولعلي أذكر الأحاديث الواردة في الباب مع التنبيه عليها
فبالنسبة لقول (اللهم أطعم من أطعمنى واسق من سقاني) فكما هو واضح في نص الحديث في صحيح مسلم (2055) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة بن سوار حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن المقداد قال أقبلت أنا وصاحبان لي وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس أحد منهم يقبلنا فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاثة أعنز فقال النبي صلى الله عليه وسلم احتلبوا هذا اللبن بيننا قال فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان منا نصيبه ونرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه قال فيجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان قال ثم يأتي المسجد فيصلي ثم يأتي شرابه فيشرب فأتاني الشيطان ذات ليلة وقد شربت نصيبي فقال محمد يأتي الأنصار فيتحفونه ويصيب عندهم ما به حاجة إلى هذه الجرعة فأتيتها فشربتها فلما أن وغلت في بطني وعلمت أنه ليس إليها سبيل قال ندمني الشيطان فقال ويحك ما صنعت أشربت شراب محمد فيجيء فلا يجده فيدعو عليك فتهلك فتذهب دنياك وأخرتك وعلي شملة إذا وضعتها على قدمي خرج رأسي وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي وجعل لا يجيئني النوم وأما صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت قال فجاء النبي كما كان يسلم ثم أتى المسجد فصلى ثم أتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا فرفع رأسه إلى السماء فقلت الآن يدعو علي فأهلك فقال ((اللهم أطعم من أطعمني وأسق من أسقاني)) قال فعمدت إلى الشملة فشددتها علي وأخذت الشفرة فانطلقت إلى الأعنز أيها أسمن فأذبحها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هي حافلة وإذا هن حفل كلهن فعمدت إلى إناء لآل محمد صلى الله عليه وسلم ما كانوا يطعمون أن يحتلبوا فيه قال فحلبت فيه حتى علته رغوة فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أشربتم شرابكم الليلة قال قلت يا رسول الله اشرب فشرب ثم ناولني فقلت يا رسول الله اشرب فشرب ثم ناولني فلما عرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد روى وأصبت دعوته ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم إحدى سوآتك يا مقداد فقلت يا رسول الله كان من أمري كذا وكذا وفعلت كذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذه إلا رحمة من الله أفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها قال فقلت والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها معك من أصابها من الناس)
فهذا الدعاء يكون لمن أراد الإستطعام
وأما الحديث الذي يقوله بعضهم (اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم) فهو في صحيح مسلم ولا حجة فيه للدعاء بعد الطعام للمضيف
ونصه كما في صحيح مسلم (2042) حدثني محمد بن المثنى العنزي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير عن عبد الله بن بسر قال ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي قال فقربنا إليه طعاما ووطبة فأكل منها ثم أتي بتمر فكان يأكله ويلقي النوى بين إصبعيه ويجمع السبابة والوسطى قال شعبة هو ظني وهو فيه إن شاء الله إلقاء النوى بين الإصبعين ثم أتي بشراب فشربه ثم ناوله الذي عن يمينه قال فقال أبي وأخذ بلجام دابته ادع الله لنا فقال اللهم بارك لهم في ما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم
فالذي يتبن من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما دعا بهذا الدعاء وهو منصرف وبطلب من بسر رضي الله عنه وليس لأجل الطعام
والحديث الثالث (أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة)
فهذا الحديث فيه كلام من ناحية الإسناد والمتن
فأما الإسناد فقد روى من طريق معمر عن ثابت عن أنس رضي الله عنه وصححه العراقي في تخريج الإحياء واعترض عليه تلميذه ابن حجر لأن رواية معمر عن ثابت فيها كلام قال في الفتوحات الربانية (4/ 343) (وصحح النووي اسناده في الأذكار وتعقبه ابن حجر بأن معمرا في روايته عن ثابت مقدوح فيها وقال ابن المديني في رواية معمر عن ثابت غرائب منكرة وقال ابن معين معمر عن ثابت لاتساوى شيئا وساق العقيلي في الضعفاء عدة أحاديث من رواية معمر عن ثابت منها هذا الحديث وقال كل هذه الأحاديث لايتابع عليها وليست محفوظة وكلها مقلوبة)
وجاء من طريق يحي بن أبي كثير عن أنس وهو منقطع وبينهما مجهول
وجاء عن عائشة رضي الله عنها عند الطبراني في الدعاء وهو معلول كما ذكر الحافظ ابن حجر في النكت الظراف (1/ 431)
وجاء عن ابن الزبير عند ابن ماجه وهو ضعيف منقطع ينظر العلل للدارقطني (4/ 310)
وجاء عن أبي سلمة عن أبي هريرة وهو معلول ينظر العلل للدارقطني (8/ 37)
وأما متن الحديث فقد ذهب بعض أهل العلم الى أن من باب الخبر وليس من باب الدعاء وهذا ما ذهب اليه ابن تيمية رحمه الله كما ذكره عنه ابن مفلح في الآداب والفروع وكما في مستدرك مجموع الفتاوى لابن تيمية جمع ابن قاسم المجلد الرابع ص 214
فصورة الحديث أنه قال لهم (أفطر عندكم الصائمون) لأن في لفط الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابة أفطروا عند رجل فقال له ذلك ليبين له الخير الذي حصل له بهذا الأمر
وأخبره أن الأبرار أكلوا طعامه وهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه
وقد زكاهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم أبرار
وأخبره أن الملائكة صلت عليه ودعت له
فتبين لنا أنه ليس هناك دعاء خاص بعد أكل الطعام عند المضيف
وأنما يدعوا بماشاء من الأدعية
والله تعالى أعلم
¥(35/397)
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[19 - 10 - 02, 04:44 م]ـ
رفع الله مقامك شيخنا الكريم
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[19 - 10 - 02, 05:52 م]ـ
أحسن الله إليك وجزاك خيراً.
ـ[حارث همام]ــــــــ[20 - 10 - 02, 12:39 م]ـ
أحسن الله إليكم هناك بعض الإشكالات أرجو أن يتسع لها صدركم:
- ذكر الدارمي في سننه 2/ 130 "باب الدعاء لصاحب الطعام إذا أطعم"
وكذلك أبوداود في سننه 3/ 367: "باب ما جاء في الدعاء لرب الطعام"
وكذلك البيهقي 5/ 125: "الدعاء لرب الطعام"
ومن قبله ابن حبان في صحيحه 12/ 109: (ذكر مايدعو الضيف لمن أكل من طعامهم)
أما الدارمي فقد أورد حديث عبدالله بن بسر مستشهداً به.
ألا يدل ذلك على أنهم فهموا ذلك إقراراً من النبي صلى الله عليه وسلم لما أنشأه بسر؟ لماذا لا يقال أن الدعاء لصاحب الطعام مشروع في الأصل بإقرار بسر، وهو من مجازاة صانع المعروف، والدعاء بالمأثور أولى.
=================
سؤال آخر يتعلق بالكلام في رواية معمر عن ثابت، أليس الأصوب أن يقال الأصل فيها الصحة مالم يعلم له مخالف فيها؟ نعم لكلام الأئمة فيها وما أثر من لأخطاء يقال ليست كسائر روايته في الصحة بل هي دون.
وقد دلت على ذلك أمور منها:
-روى البخاري لمعمر عن ثابت في كتاب المناقب من صحيحه، منقبة أسيد بن الحضير.
- احتج بهذه الرواية (معمر عن ثابت) مسلم في كتاب الإيمان باب ذهاب الإيمان آخر الزمان، وكذلك روى له عنه في كتاب الأشربة باب جواز أكل المرق.
- ومما يدل كذلك على أن الأصل قبول روايته عنه تصحيح الترمذي له في السنن غير حديث عن ثابت.
وتعلمون تعليق الذهبي على ما نعت به من أوهام عن البغادذة سواءً أكانوا كوفيين أو بصريين ومنهم ثابت، " قال في ميزان الاعتدال معلقاً على ما له من أوهام 6/ 480: " له أوهام معروفة احتملت له في سعة ما أتقن".
وقد أطلق عدد من الأئمة توثيقه.
ثم ألا يشهد لهذا الحديث ماجاء عند ابن حبان وابن ماجة والهيثمي عن ابن الزبير من طريق مصعب بن ثابت على ضعفه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 10 - 02, 12:23 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذا التعقيب
بوالنسبة لما أشرت إليه بارك الله فيك من تبويب بعض الأئمة للحديث فنعم، فأنت ذكرت الدارمي وأبو داود والبيهقي وابن حبان
فأما أبو داود فلم يذكر حديث عبدالله بن بسر في الباب الذي ذكرته وإنما رواه في باب (باب النفخ في الطعام والشراب والتنفس فيه (3729)
فقد يفهم منه عدم اعتباره لهذا الدعاء في هذا المكان، والعبرة بارك الله فيك بما ورد في لفظ الحديث عند مسلم وغيره من التفصيل في وقت الدعاء فلفظه عن مسلم (قال فقال أبي وأخذ بلجام دابته ادع الله لنا فقال اللهم بارك لهم في ما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم)، فكان هذا الدعاء بعد طلب بسر رضي الله عنه من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو له، وكان كذلك والنبي صلى الله عليه وسلم منصرفا على دابته0
وأما ما ذكرته عن رواية معمر عن ثابت فهذه الرواية التي في هذا الحديث استنكرها العقيلي في الضعفاء، ومن المعلوم أن معمر بن راشد ثقة في الحديث، وروايته عن ثابت فيها غرائب ومنكرات، وإخراج البخاري أو مسلم لمعمر عن ثابت فيحمل صنيعهم على اختيار الروايات الصحيحة له والإعراض عن غرائبه0
والشواهد المذكورة لاتقوي الحديث لعدم صلاحيتها للتقوي، وحديث ابن الزبير الصواب فيه الإرسال كما قال الدارقطني في العلل0
ـ[وهج البراهين]ــــــــ[25 - 10 - 02, 11:25 م]ـ
بارك الله فيك
فضيلة الأخ الفقيه وجزاك الله خير الجزاء
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 11 - 02, 01:13 م]ـ
ولكن مازالت عندي إشكالات:
ماهو الأصل في رواية معمر عن ثابت؟ الذي يظهر لي لمجموع ما سبق ذكره (احتجاج البخاري ومسلم -وأعلم أنهما قد ينتقيان- وتصحيح الترمذي وكلام الذهبي وإطلاق تصحيح بعض الأئمة) أن الأصل فيها القبول، ولا نحكم بضعفها إلاّ إذا خولف فيها.
فهل أصبت في هذا؟
ومسألة أخرى- وهي مسألة متعلم- هل أورد فعلاً العقيلي هذا الأثر في الضعفاء كما ذكر في الفتوحات؟ وأين؟
وهل إيراده له مع عدم وجود مخالف له يصحح الاحتجاج به على ضعفه؟
¥(35/398)
وأخيراً، ماذا ترون -بارك الله فيكم- في ما يرويه ابن الشجري في أماليه على وجه العموم وفيما أورده من حديث أبوطاهر محمد بن أحمد عن عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان عن أبوبكر أحمد بن عمرو بن عبدالخالق عن إبراهيم ابن المسمر عن شعيب عن عمران عن قتادة عن أنس: (أفطر عندكم الصائمون الحديث .. ).
ـ[النقّاد]ــــــــ[05 - 11 - 02, 03:16 م]ـ
الأخ الفاضل .. عبد الرحمن الفقيه ..
جزاكم الله خيرا على حرصكم على الإفادة وتنقيح المسائل , وأسأل الله أن يكتب ذلك في موازينكم.
بالنسبة لحديث أنس رضي الله عنه ..
ذكرتم حفظكم الله رواية معمر عن ثابت , ونقلتم ما يدل عى ضعفها.
وهو كذلك من حيث النظر إليها مفردة.
لكنّ معمرا قد توبع على روايته عن ثابت , مما يدل على أنه قد حفظ هذا الحديث.
فتابعه:
1 - قتادة عن ثابت عن أنس.
أخرجه الطبراني في " الدعاء " (925) , وابن السني (483) , وابن الشجري في " الأمالي " (1/ 189).
وإسناده يحتمل التحسين بمفرده.
وقال ابن حجر: " ورجال إسناده من نوع الحسن ".
2 - يحيى ابن أبي كثير عن أنس.
أخرجه جماعة.
وهو وإن كان منقطعاً , إلا أنه يصلح لتقوية رواية معمر , وما الذي يمنع من ذلك؟
3 - جعفر بن سليمان الضبعي عن ثابت عن أنس.
أخرجه البزار (2007 - كشف الأستار) , والبيهقي (7/ 287) , والطحاوي في " كشف المشكل " (1/ 498 - 499).
وإسناده حسن لولا ما قيل في رواية جعفر عن ثابت.
ومع ذلك فإن روايته ورواية معمر كل منهما مقوية للأخرى , ومرجحة لحفظهما للحديث.
وقال البزار: " رواه جعفر بن سليمان ومعمر عن ثابت عن أنس ".
وتقوية الحديث بهذه الطرق هو ما مال إليه الحافظ ابن حجر في " نتائج الأفكار " - كما نقله ابن علان في " شرح الأذكار " (4/ 343) -.
قال ابن حجر: " ولو وصف الشيخ (يعني النووي) المتن بالصحة لكان أولى؛ لأن له طرقا يقوي بعضها بعضا ".
اما من جهة متنه .. :
فإن ظاهر الحديث إرادة الدعاء , وهو المتبادر لكل منصف , فلا ينتقل عنه إلا بحجة.
وإليه ذهب جمهور أهل العلم , وشراح الحديث.
حتى شيخ الإسلام ..
فإنه ذكره في " الكلم الطيب " (193) في الأذكار في الضيف ونحوه , متابعة للنووي في " الأذكار ".
وابن القيم في " زاد المعاد " (2/ 403).
وغيرهم.
أما ما نقله ابن مفلح عن شيخ الإسلام فيبدو لي أنه في غير مسألتنا.
فتأملوا معي ..
يقول ابن مفلح في " الآداب " (3/ 218):
" وكلامه في الترغيب يقتضي أنه جعل هذا الكلام دعاء , واستحب الدعاء به لكل من أكل طعامه.
وعلى قول الشيخ عبد القادر: إنما يقال هذا إذا أفطر عنده فيكون خبراً.
قال الشيخ تقي الدين: وهو الأظهر. انتهى كلامه ".
فابن مفلح يحكي في وقت ذكر هذا الدعاء قولين.
الأول: بعد كل طعام. وهو ما في الترغيب.
الثاني: بعد الإفطار , للصائم خاصة؛ ليكون خبراً (أي: مطابقاً للواقع , وليس في هذا نفي لأن يكون دعاء). وهو قول الشيخ عبد القادر , واستظهره شيخ الإسلام.
فهو على القولين دعاء , وإنما الخلاف في عمومه لكل طعام.
وعلى القولين - أيضا ً - فإنه يقال بعد الإفطار للصائم.
وفيما ذكرته سابقاً من ذكر شيخ الإسلام لهذا الذكر في الأذكار التي تقال (في الضيف ونحوه) = ما يرجح القول بالتعميم , حملاً لكلامه على ما عليه الأكثرون.
والله أعلم ,,
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 11 - 02, 03:59 م]ـ
أما كلام العقيلي، فلا يوجد في المطبوع من الضعفاء للعقيلي، والله أعلم، وهذا الكلام الذي نقله ابن علان في الفتوحات هو كلام ابن حجر في نتائج الأفكار كما هو معلوم0
وهذا النقل من ابن حجر رحمه الله يكفينا في إثبات النقل عن العقيلي0
فققول ابن علان (وتعقبه ابن حجر بأن معمرا في روايته عن ثابت مقدوح فيها وقال ابن المديني في رواية معمر عن ثابت غرائب منكرة وقال ابن معين معمر عن ثابت لاتساوى شيئا وساق العقيلي في الضعفاء عدة أحاديث من رواية معمر عن ثابت منها هذا الحديث وقال كل هذه الأحاديث لايتابع عليها وليست محفوظة وكلها مقلوبة) انتهى
وفي ميزان الاعتدال (4\ 154) (وروى الغلابي عن يحيى بن معين، قال معمر عن ثابت ضعيف) انتهى
وقد قال الحافظ ابن حجر في هدي الساري (ولم يخرج له من روايته عن قتادة ولاثابت البناني إلا تعليقا) انتهى
وأما ما نقلته وفقك الله من الأمالي للشجري فلا يصح، وكتاب الشجري الأمالي فيه نظر، وهو إلى كونه جمع للكتب المذكورة على الصفحة الأولى من مطبوعته أقرب 0
والأثر الذي نقلته هو عنده (1\ 289) (من طريق البزار (ولم يطبع مسند أنس،) عن إبراهيم المستمر عن شعيب بن بيان (وتصحف في المطبوع من الأمالي إلى بنان) قال حدثنا عمران القطان، عن قتادة عن أنس)
ولا يصح شعيب يحدث عن الثقات بالمناكير كما ذكر العقيلي والجوزجاني،0
وللحديث شاهد عن عمر رضي الله عنه عند البزار (1\ 318) ولايصح أيضا وهو من زيادة إسماعيل بن مسلم المكي وهو منكر الحديث، وقد رواه أبو يعلى وغيره، ولم يذكروا هذه الزيادة التي عند البزار0
¥(35/399)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 11 - 02, 04:55 م]ـ
المعذرة كتبت هذا الرد قبل أن أطلع على كلام الأخ الفاضل النقاد سدده الله0
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 11 - 02, 06:08 م]ـ
بالنسبة لما ذكره الأخ الفاضل النقاد، فرواية قتادة عن أنس سبق الكلام عليها وأنها من رواية شعيب بيان وهو يروي عن الثقات منكرات، وكذلك عمران القطان ضعيف، ضعفه أكثر أهل العلم 0
وأما رواية يحيى بن أبي كثير المنقطعة فلا يتقوى بها، فقد يكون الساقط كذابا أو نحوه، ومراسيل يحيى بن أبي كثير فيها كلام يراجع في ترجمته0
وأما رواية جعفر عن ثابت فهي من طريق محمد بن عبدالملك بن أبي الشوارب، وقد روى هذا الحديث قتيبة بن سعيد عن جعفر كما عند النسائي وغيره ولم يذكر هذه اللفظة0
وأما كلام ابن تيمية رحمه الله:
فكلام عبدالقادر على أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله مخبرا لصاحب الطعام، وقال ابن تيمية وهو الأظهر0
فإذا كان من باب الإخبار فكيف يقوله غير الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن فيه تزكية للآكلين بقوله (أكل طعامكم الأبرار)، وما الذي يدريه أن الملائكة صلت عليه، وما الذي يدريه أن الله ذكره فيمن عنده 0
وتأمل النقل عن ابن تيمية (يقول ابن مفلح في " الآداب " (3/ 218):
" وكلامه في الترغيب يقتضي أنه جعل هذا الكلام دعاء , واستحب الدعاء به لكل من أكل طعامه.
وعلى قول الشيخ عبد القادر: إنما يقال هذا إذا أفطر عنده فيكون خبراً.
قال الشيخ تقي الدين: وهو الأظهر. انتهى كلامه ".)
فهو إنما يقال إذا أفطر عند أحد، ويخبره بما حصل له من الأجر 0
والله أعلم
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 11 - 02, 07:03 م]ـ
الشيخ الكريم ..
لنقل الآن أن رواية معمر عن ثابت قالوا فيها:
1 - ابن المديني: فيها غرائب منكرة.
2 - ابن معين: لا تساوي شيئاً وضعفها.
3 - ابن حجر: مقدروح فيها.
4 - العقيلي: كل هذه الأحاديث لايتابع عليها وليست محفوظة وكلها مقلوبة.
أما ما نقل عن العقيلي فلا يسلم له بل كما قال الذهبي في ميزان الاعتدال معلقاً على ما له من أوهام 6/ 480: " له أوهام معروفة احتملت له في سعة ما أتقن". ولا أدل على ذلك من احتجاج مسلم به وغير مسلم كذلك.
وأما قول ابن معين فهذا رأيه في روايته عن العراقيين مطلقاً بصريين وكوفيين ففي التعديل والتجريح 2/ 742: " قال أبو بكر بن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه، إلا عن الزهري وابن طاوس، فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا ... " ونقل نحوه غيره عنه. وجل من تكلم في روايته عنهم من البغادذة احتج في الصحيحين بروايته عنهم وصحح غيرهم أحاديثه عنهم.
أما عبارة بن حجر ومن قبله ابن المديني فلا يقطع بها على تضعيف روايته عن ثابت مطلقاً.
وبالمقابل:
1 - دعم بها البخاري روايته عن قتادة وهي متكلم فيها (من جملة العراقيين).
2 - احتج بها مسلم في غير موضع من الصحيح.
3 - صححها الترمذي في غير موضع من السنن.
4 - وكذلك احتج بها ابن خزيمة في صحيحه وفي كتاب التوحيد والأصل صحة ما أورده فيهما (أو فيه) عنده.
5 - ملأ بها ابن حبان صحيحه.
6 - واحتج بها الحاكم.
ومرة أخرى أطلق جمع من الأئمة توثيقه بغير تقييد ومن هؤلاء من يعد متعنتاً في نقد الرجال:
قال في المغني في الضعفاء 2/ 671: " ثقة إمام وله أوهام احتملت له قال أبو حاتم صالح الحديث وما حدث به بالبصرة ففيه أغاليط وقد قال فيه أحمد بن حنبل ليس تضم معمرا إلى أحد إلا وجدته فوقه وقال أبو أسامة كان يتشيع" وله أغاليط لا يشير إلى تضعيف مطلق عنهم كما لايخفاكم وكذلك هذا حكم أبوحاتم مع مافيه من شدة في نقد الرجال.
قال العجلي (ثقاته 2/ 290): ثقة رجل صالح، وقال ابن حبان (الثقات 7/ 484): " وكان فقيهاً متقناً حافظاً ورعاً"
وقال الحافظ في لسان الميزان 7/ 394: " قال النسائي ثقة"
والذي يظهر لي في رواية معمر أنها على أقسام:
- مارواه عن الزهري وهمام بن منبه فهو أثبت حديثه وهو مقدم فيهما.
- ما حدث به عن بعض العراقيين فيه أوهام ومن حدث عنهم من العراقين وتكلموا في روايته عنهم:
o عاصم بن أبي النجود الكوفي، والذي يظهر أن الإشكال من شيخ القراء عليه رحمة الله.
o هشام بن عروة، وقد احتج بروايته عنه في الصحيحين.
o ثابت البناني، وقد احتج به في الصحيحين.
o قتادة بن دعامة وهو بصري وهي أيضاً في الصحيحين.
وقد مضى قول الذهبي في أوهامه: احتملت له في سعة ما أتقن. فالصواب أن الأصل قبول روايته عن العراقيين مالم يثبت خطؤه. وهي دون سائر روايته. وإذا خولف فيها فضعيف.
- مارواه عن غير هؤلاء فهو ثقة فيه.
وأرجو من الشيخ أن يتأمل كذلك كلام النقاد السابق.
والله أعلم وأحكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 11 - 02, 10:28 م]ـ
الخاص مقدم على العام، والجرح المفسر مقدم على التعديل المجمل0
ولعلك تراجع كلام ابن حجر في هدي الساري عن معمر بن راشد0
وتأمل كلام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد ج: 1 ص: 363
وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله لم يسجد في المفصل منذ تحول إلى المدينة رواه أبو داود فهو حديث ضعيف في إسناده أبو قدامة الحارث بن عبيد لا يحتج بحديثه قال الإمام أحمد أبو قدامة مضطرب الحديث وقال يحيى بن معين ضعيف وقال النسائي صدوق عنده مناكير وقال أبو حاتم البستي كان شيخا صالحا ممن كثر
وهمه وعلله ابن القطان بمطر الوراق وقال كان يشبهه في سوء الحفظ محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى
وعيب على مسلم إخراج حديثه انتهى كلامه
((ولا عيب على مسلم في إخراج حديثه لأنه ينتقي من أحاديث هذا الضرب ما يعلم أنه حفظه كما يطرح من أحاديث الثقة ما يعلم أنه غلط فيه))
فغلط في هذا المقام من استدرك عليه إخراج جميع حديث الثقة ومن ضعف جميع حديث سيىء الحفظ
فالأولى طريقة الحاكم وأمثاله
والثانية طريقة أبي محمد بن حزم وأشكاله
وطريقة مسلم هي طريقة أئمة هذا الشأن والله المستعان) انتهى
¥(35/400)
ـ[النقّاد]ــــــــ[05 - 11 - 02, 11:02 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الرحمن وفقه الله ..
لي على تعليقك ملاحظات .. :
أما ما قلته في رواية جعفر بن سليمان , وأن قتيبة بن سعيد قد روى الحديث عن جعفر ولم يذكر هذه اللفظة.
فالجواب هو ان عبد الملك شيخ جليل صدوق لم يمس بضعف.
وأما رواية قتيبة , فإن قتيبة اختصر الحديث جداً , فاقتصر على قوله:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار فيسلم على صبيانهم , ويمسح على رؤوسهم , ويدعو لهم ".
ولم يذكر القصة أصلاً , فهل تقول بأن القصة غير ثابتة؟
ثم إن عبد الملك لم ينفرد بشيء لا يحتمل , فالقصة والدعاء قد وردا من حديث غيره عن ثابت - شيخ شيخه - , وعن أنس صحابي الحديث , من وجوه أخرى.
وهذه أمارة حفظه. فتأمل.
وأما إعلال رواية قتادة بشعيب وعمران:
فشعيب بن بيان يكفيه أن يحتج به مثل النسائي , ويخرج له في
" المجتبى " (465) , وفيه أن علي بن المديني - على جلالته وتحريه - كتب عنه.
ولعل هذا هو مستند الذهبي حين قال عنه: " صدوق " , في
" المغني " , و" الميزان " , و " الكاشف ".
ومستند ابن حجر حين قال عنه: " صدوق يخطئ " , في " التقريب ".
والذي يظهر أنه في آخر مراتب الحسن , فلا يحتمل منه التفرد , بله المخالفة.
إلا أنه هنا لم يتفرد ولا خولف , فالحديث مروي من غير طريقه عن ثابت , وعن أنس.
وأما تضعيف عمران القطان ففيه نظر.
فإن الرجل صدوق , وقد قال ابن شاهين: إنه من أخص الناس بقتادة.
فمثل هذا لا ينبغي رد حديثه ما لم يتبين خطؤه , وعن قتادة خاصة.
وأما عدم التفاتك إلى حديث يحيى بن أبي كثير , فظاهر كلامك واستدلالك أن المنقطع عندك شديد الضعف , لا ينفع في باب الشواهد والمتابعات!!
فهل تلتزم بهذا؟
ثم لا بد من ملاحظة أن تقوية هذا الحديث - كما أشار إليه ابن حجر , وسبق نقل عبارته - بسبب تعدد طرقه وتعاضدها.
فالاعتراض على أفرادها ليس بجيد؛ لأن من يقوي الحديث إنما يقويه بمجموعها لا بإسناد واحد منها.
وليس فيها إسناد شديد الضعف.
وأما تعليقك على كلام شيخ الإسلام وما نقله عنه ابن مفلح:
فليتك تبين لي ماذا يفهم من قول عبد القادر - الذي استظهره شيخ الإسلام -:
" إنما يقال هذا إذا أفطر عنده ".
هل فيه أن هذا الذكر يقال أو لا يقال؟
ثم ماذا عن ما نقلتُه عن شيخ الإسلام من " الكلم الطيب "؟
ثم أليس الأولى البقاء على ظاهر الحديث الذي لم يأت ما يدل على خلافه , وقد قالت به العلماء؟
والله أعلم.
ـ[حارث همام]ــــــــ[06 - 11 - 02, 12:02 ص]ـ
الشيخ الكريم .. شهركم مبارك.
لدي بعض الملاحظات حول نقاشكم مع الأخ الفاضل النقاد ولعلي احتفظ بها وأتابع ما يدور لأستفيد منكم.
وأقصر الكلام حول رواية معمر عن ثابت. وأفيدكم بأني لم أراجع ما أحلتم عليه ولعلي أرجع إليه قريباً. ولا أظن أن هذا يمنع المدارسة.
نعم الخاص مقدم على العام، ولكن بشرط أن لا يتعارض مع خاص مثله.
فإذا تعارض خاص وخاص تكون النصوص العامة مرجحة.
وهذا ما أراه في رواية معمر عن ثابت فابن حبان وثقه قائلاً: "وكان فقيهاً متقناً حافظاً ورعاً" ومثل هذا التوثسق كما لا يخفاكم من ابن حبان له وزنه، ثم جاء في صحيحه فروى له عن ثابت في ما يزيد عن أربعة عشر موضعاً.
فدل ذلك على أنه يرى معمراً ثبت في ثابت أو أن هذا هو الأصل فيه.
ولم أرى جرحاً مفسراً بيناً يفيد تضعيف روايته عن ثابت مطلقاً. بل ما نقل يؤيد ما ذهب إليه الذهبي من كونها أخطاء احتملت في سعة ما يروي.
وكذلك ما ذكرتموه -أحسن الله إليكم- من أن البخاري ومسلم ينتقيان، هو خلاف الأصل في من يرون عنهم، فالأصل احتجاجهما بمن رويا عنهما فإذا ثبت جرح في الراوي يفيد تضعيفه ورأينا الشيخين قد احتجا به علمنا بعد ذلك أنهم انتقيا بعض حديثه.
أما إذا أشكل وتساوى جرح وتعديل كانت روايتهما له ترجيحاً لجانب توثيقه.
الشيخ الفاضل هذا ما جال بخاطري فبحت لكم به، ولعلي أراجع ما أحلتم عليه فأجد ما غفلت عنه.
وجزاكم الله خيراً لسعة صدركم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 11 - 02, 03:48 م]ـ
الأخ الكريم الفاضل (حارث همام) حفظه الله وسدده، جزاك الله خيرا على هذه المداخلات المفيدة 0
أما بخصوص رواية معمر عن ثابت فهذا موقفالبخاري منها
قال ابن حجر رحمه الله في هدي الساري في ترجمة معمر بن راشدص 444 (معمر بن راشد صاحب الزهري كان من أثبت الناس فيه قال بن معين وغيره ثقة إلا أنه حدث من حفظه بالبصرة بأحاديث غلط فيها قاله أبو حاتم وغيره
وقال العلائي عن يحيى بن معين حديث معمر عن ثابت البناني ضعيف وقال بن أبي خيثمة عن بن معين إذا حدثك معمر عن الزهري وابن طاوس فحديثه مستقيم وما عمل في حديث الأعمش شيئا وإذا حدث عن العراقيين خالفه أهل الكوفة وأهل البصرة
وقال عمرو بن علي كان معمر من أصدق الناس وقال النسائي ثقة مأمون
قلت أخرج له البخاري من روايته عن الزهري وابن طاوس وهمام بن منبه ويحيى بن أبي كثير وهشام بن عروة وأيوب وثمامة بن أنس وعبد الكريم الجزري وغيرهم
) ولم يخرج له من روايته عن قتادة ولا ثابت البناني إلا تعليقا ولا من روايته عن الأعمش شيئا ولم يخرج له من رواية أهل البصرة عنه إلا ما توبعوا عليه عنه واحتج به الأئمة كلهم
) انتهى
فلعلك عرفت كيفية تخريج البخاري لرواية معمر عن ثابت
وقال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري (3\ 386) وهاتان الروايتان المعلقتان ليستا على شرط البخاري، لأن رواية معمر عن ثابت رديئة، قاله ابن معين، وابن المديني، وغيرهما، فلذلك لايخرج البخاري منها شيئا) انتهى
وأما تخريج مسلم لها فسبق أن نقلت لك كلام ابن القيم رحمه الله
((ولا عيب على مسلم في إخراج حديثه لأنه ينتقي من أحاديث هذا الضرب ما يعلم أنه حفظه كما يطرح من أحاديث الثقة ما يعلم أنه غلط فيه))
فغلط في هذا المقام من استدرك عليه إخراج جميع حديث الثقة ومن ضعف جميع حديث سيىء الحفظ
فالأولى طريقة الحاكم وأمثاله
والثانية طريقة أبي محمد بن حزم وأشكاله
وطريقة مسلم هي طريقة أئمة هذا الشأن والله المستعان) انتهى0
¥(35/401)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 11 - 02, 04:01 م]ـ
الأخ الفاضل النقاد سلمه الله ووفقه، هذا الحديث قدرواه عن ثابت عدد من الرواة كما قال الترمذي (2695)، وهذا الحديث قد رواه الشيخان وغيرهما) (البخاري (8\ 68) باب التسليم على الصبيان، ومسلم (2168) وأبو داود (5202) عن ثابت من غير طريق جعفر ولم يذكروا فيه هذه اللفظة، فكون محمد بن عبدالملك يتفرد عن جعفر بهذا اللفظ مع عدم ذكر من أحد من الرواة عن ثابت وكذلك عدم ذكرقتيبة لهذه الفظة تدل على نكارة ذكرها، وأيضا يتجه الكلام إلى جعفر في روايته عن ثابت، ولعلك تراجع عنها علل الأحاديث لابن عمار الشهيد ص 86 - 87
فهذه الرواية منكرة 0
وأما عمران القطان فضعفه ظاهر لمن رأى كلام الأئمة عليه0، وحتى الإمام أحمد روي عنه تضعيفه في رواية0
وأما مراسيل يحيى بن أبي كثير فقال يحيى بن سعيد (مرسلات يحيى بن أبي كثير شبه الريح)
فطرق الحديث لاتتقوى
والله أعلم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[07 - 11 - 02, 11:45 م]ـ
لقد تكلم على حديث أنس الدارقطني في العلل (ج4/ل30/ب)، والنسخة التي عندي سقطت منها أوراق من مسند أنس، ولا يوجد فيها هذا الحديث، فحبذا لو ينقل لنا ببعض الإخوة أن كلام الدارقطني من كتاب العلل في هذا الحديث.
ـ[النقّاد]ــــــــ[08 - 11 - 02, 12:42 ص]ـ
الأخ الحبيب .. أبو إسحاق ..
جزاك الله خيراً على هذا التنبيه , فقد غاب عن ذهني مراجعة " علل الدارقطني ".
" علل الدارقطني " (4 / ق31 / أ):
" وسئل عن حديث قتادة عن أنس: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر عند قوم قال:
أفطر عنكم الصائمون , وأكل طعامكم الأبرار.
فقال: حدّث به محمد بن ماهان (لفظة لم أستطع قراءتها بسبب رداءة التصوير) على وجهين:
حدث به مرة عن قطن ويوسف بن يعقوب عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.وحدث به مرة أخرى على الصواب , عن يوسف بن يعقوب عن هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أنس.
وهو الصواب.
وكذلك رواه حماد بن زيد عن هشام.
وقال ابن المبارك: عن هشام عن يحيى , قال: حُدِّثتُ عن أنس. وهو الصحيح ".
وهاهنا وقفات:
1 - أن الإمام الدارقطني لم يستوعب وجوه الاختلاف في حديث أنس.
وإنما تعرض لطرفٍ من الاختلاف في رواية قتادة , حين أخطأ أحد الرواة فروى الحديث عن شيخه عن شيخه عنه , وإنما هو من حديث شيخه عن شيخه عن يحيى.
(ولم يتعرض لباقي رواته عن هشام , فقد رواه عن هشام عن يحيى عن أنس ثمانية من الثقات , ويوسف بن يعقوب – على ما صوبه الدارقطني – تاسعهم).
2 - أن ابن المبارك قد زاد عليهم جميعاً , حين رواه عن هشام مبيناً انقطاعه ما بين يحيى وأنس.
وصوب روايته – بالإضافة إلى الدارقطني هنا - , النسائي والبهقي.
3 - أن الدارقطني لم يتعرض لرواية قتادة من حيث هي , والرواة عنه.
وأخيراً .. فهل رواية يحيى المنقطعة لا تنفع في تقوية الطريقين المذكورين – سابقاً – عن قتادة؟
وهل المنقطع شديد الضعف , بحيث لا ينفع في باب الشواهد والمتابعات؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 11 - 02, 02:30 م]ـ
الأخ الفاضل (حارث همام) بودي بارك الله فيك لو تحرص على الإطلاع على كتاب الشيخ الفاضل صالح الرفاعي (الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم) فقد درس هذه المسائل وسرد أسماء من ضعفوا في بعض شيوخهم، وكلام ابن رجب في شرح العلل، فجزاه الله خيرا (ولي عليه استداركات لعلي أنشرها في موضوع مستقل)
الأخ الفاضل طارق التطواني سدده الله؛ جزاك الله خيرا على هذه الفائدة القيمة، والشيء من معدنه لايستغرب0
الأخ الفاضل الموفق النقاد سلمه الله، جزاك الله خيرا نقلك لنا لكلام الإما الجهبذ من المخطوط، وجزاك الله خيرا على مواصلتك في البحث في هذا الحديث فقد استفدت من مداخلاتك فوائد متعددة، وأرشدتني لطرق لم أكن وقفت عليها0
وما ذكرته في وقفاتك حول كلام الدارقطني في غاية الجودة، وقد تكلم الدارقطني كذلك على بعض طرق الحديث وخطأ بعض الرواة، في المجلد الرابع المخطوط، ص 43 0
وأما مسألة تقوي الطرق المذكورة، فقد تأملت فيها مريدا للحق فيها، فظهر أنها لاتتقوى، ولعل أقوى طرقه مرسل يحيى بن أبي كثير، ومراسيله شبه الريح كما قال ابن القطان0
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[19 - 04 - 03, 10:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخونا الشيخ عبدالرحمن والاخ النقاد ....
أخى عبدالرحمن هل طالعتم كلام الشيخ الالباني حول لفظة افطر والحديث اجمالا كما في حاشية ادب الزفاف.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 04 - 03, 02:00 ص]ـ
حفظك الله أخي الفاضل، رجعت إليها بعد أن ذكرت لي الموضع ولم أجد فيها جديدا، فالحديث لايثبت، وعلى فرض ثبوته فيكون خبرا من النبي صلى الله عليه وسلم لصاحب الطعام وبشارة لهم بالخير الذي حصل له.
ـ[أبو عبد الرحمن المقدسى]ــــــــ[07 - 02 - 04, 10:31 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن الفقية زادك الله علما وعملا
أخوكم أبو عبد الرحمن المقدسى.
¥(35/402)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 06 - 05, 08:46 م]ـ
فتبين لنا أنه ليس هناك دعاء خاص بعد أكل الطعام عند المضيف
وأنما يدعوا بماشاء من الأدعية
والله تعالى أعلم
جزاكم الله خير الجزاء شيخنا / عبدالرحمن الفقيه.
قال الشيخ / بكر أبو زيد حفظه الله في كتاب تصحيح الدعاء (الطعام) ص350:
المبحث الأول في المشروع:
7 - إذا أكل عند قوم دعا لهم، وهو على أنواع:
منها:" اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم ".
ومنها:" أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلّت عليكم الملائكة ".
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 06 - 05, 04:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
حديث:" اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم ".
وأما الحديث الذي يقوله بعضهم (اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم) فهو في صحيح مسلم ولا حجة فيه للدعاء بعد الطعام للمضيف
ونصه كما في صحيح مسلم (2042) حدثني محمد بن المثنى العنزي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن يزيد بن خمير عن عبد الله بن بسر قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي قال فقربنا إليه طعاما ووطبة فأكل منها ثم أتي بتمر فكان يأكله ويلقي النوى بين إصبعيه ويجمع السبابة والوسطى
قال شعبة هو ظني وهو فيه إن شاء الله إلقاء النوى بين الإصبعين ثم أتي بشراب فشربه ثم ناوله الذي عن يمينه
قال فقال أبي وأخذ بلجام دابته ادع الله لنا فقال اللهم بارك لهم في ما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم
فالذي يتبن من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما دعا بهذا الدعاء وهو منصرف وبطلب من بسر رضي الله عنه وليس لأجل الطعام.
فلا يعد هذا من باب الدعاء بعد الطعام، والله أعلم.
وأما:" أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلّت عليكم الملائكة ".
فقد سبق الكلام عليه وعلى طرقه وأنها ضعيفة لاتتقوى، والله أعلم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 06 - 05, 05:37 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء شيخنا الفقيه / عبدالرحمن الفقيه وبارك فيكم
أردت من النقل المشار أعلاه أن الشيخ بكر أبوزيد ذكر ذلك في المشروع من الدعاء.
وقد اقتنعتُ بما تميلون إليه وفقكم الله، وزادكم من فضله.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - 06 - 05, 01:39 ص]ـ
ما شاء الله، فوائد [قد] لا نجدها في غير هذا المكان، وهذه فائدة على طريق الخير:
يقول العلامة النحرير: بكر بن عبد الله أبو زيد:
(وقد غلط الكبار في فهم بعض السنن. ولا لَوْمَ ولا عتاب.
ولهذا حرّرَ المحققون: أنّ " تراجم المحدِّثين " على السنن ليست حجة عليها، بل الحجة في الحديث والسُنّة.
إذ المترجم قد يصيب وقد يخطيء، وإن كان خطؤهم قليلاً جداً، وهذا كالشأن في فقهيات المذاهب، فالدليل حجة عليها لا العكس) اهـ لا جديد في أحكام الصلاة ص7 - 8.
ونخلص مما سبق أيضاً، أنّ رواية الإمام مسلم رحمه الله، فيها زيادة علم، ينبغي أنْ يُصار إليها في فهم النص، ومن ثم الترجمة للحديث،
وعليه فلو كانت الترجمة هكذا لكان أحسن:
استحباب طلب المُضيف، الدعاء من الضيف الصالح بعد الفراغ من الطعام.
والله أعلم.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[19 - 06 - 05, 03:38 ص]ـ
وعليه فلو كانت الترجمة هكذا لكان أحسن:
استحباب طلب المُضيف، الدعاء من الضيف الصالح بعد الفراغ من الطعام.
والله أعلم.
سبحان الله، حتى هذه الترجمة أيضاً محل نظر!
فالظاهر استحباب طلب الدعاء من الصالح (مطلقاً) غير مقيد بما ذكرتُ.
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 06 - 10, 05:27 م]ـ
186 - حديث " أطعم الله من أطعمنا وسقا الله من سقانا " رواه مسلم من حديث المقداد ويقال قبل الأكل فلما لم يجد نصيبه قالها .. فأراد المقداد أن تنطبق عليه الدعوة فحلب للنبي صلى الله عليه وسلم , فتقال كما لو تأخر مثلا ً في الإتيان بالطعام.
ألفُ فتوى وفتوى للشَّيخ ِ المحدِّث / عبد الله بن عبد الرحمن السعد -جديد-!
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1283030&postcount=19)(35/403)
نحتاج تخريج لهذه الرواية [ما يجلسكم قالوا قد قتل محمد رسول الله]
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[19 - 10 - 02, 09:33 م]ـ
قال الطبري: حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة قال ثني ابن إسحاق قال ثني القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخو بني عبد النجار قال انتهى أنس بن النضر عم أنس بن مالك إلى عمر وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار وقد ألقوا بأيديهم فقال ما يجلسكم قالوا قد قتل محمد رسول الله قال فما تصنعون بالحياة بعده قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله واستقبل القوم فقاتل حتى قتل
المصدر تفسير الطبري 4/ 113
ـ[بو الوليد]ــــــــ[20 - 10 - 02, 02:17 ص]ـ
أخي الكريم ..
بحثت في الإسناد على عجالة، وفيه أمران:
1 - ابن حميد: هو يعقوب بن حميد بن كاسب؛ ضعفه أبو حاتم وغيره، ووثقه بعضهم، وأمره لا يخلو من الضعف.
وسلمة: هو ابن رجاء التميمي، وفيه ضعف أيضاً مقارب لسابقه.
2 - القاسم بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج لا يعرف وروايته هذه منقطعة.
وقد أخرجه ابن هشام في السيرة (615) عن ابن إسحاق عن القاسم به.
وأصل الحديث عن أنس بن النضر في الصحيح من طريق ابن إسحاق (وفي السيرة لابن هشام (616)) عن حميد الطويل عن أنس قال:
لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذٍ سبعين ضربة، فما عرفه إلا أخته؛ عرفته ببنانه.
والله أعلم.
ـ[ناصر السنة]ــــــــ[25 - 10 - 02, 03:03 م]ـ
للرفع(35/404)
حديث في صحيح البخاري ليس من صحيح البخاري!
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[25 - 10 - 02, 07:40 ص]ـ
قال البخاري (رحمه الله):
حدثنا علي بن عبدالله أخبرنا سفيان حدثنا شبيب بن غرقدة قال: سمعت الحيّ يحدّثون عن عروة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أعطاه ديناراً يشتري له به شاة فاشترى له به شاتين فباع إحداهما بدينار وجاءه بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه، وكان لو اشترى التراب لربح فيه.
قال سفيان: كان الحسن بن عمارة جاءنا بهذا الحديث عنه، قال: سمعه شبيب من عروة، فأتيته، فقال شبيب: إني لم أسمعه من عروة، قال: سمعت الحي يخبرونه عنه، ولكن سمعته يقول: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة، قال: وقد رأيت في داره سبعين فرساً. قال سفيان يشتري له شاة كأنها أضحية (3643).
قال الحافظ ابن حجر: "وزعم ابن القطان أن البخاري لم يرد بسياق هذا الحديث إلا حديث الخيل، ولم يرد حديث الشاة، وبالغ في الرد على من زعم أن البخاري أخرج حديث الشاة محتجاً به لأنه ليس على شرطه لإبهام الواسطة فيه بين شبيب وعروة, وهو كما قال، لكن ليس بذلك ما يمنع تخريجه ولا ما يحطّه عن شرطه, لأنّ الحيّ يمتنع في العادة تواطؤهم على الكذب ... ولأن المقصود منه الذي يدخل في علامات النبوة دعاء النبي (صلى الله عليه وسلم) لعروة فاستجيب له حتى كان لو اشترى التراب لربح فيه. وأما مسألة بيع الفضولي فلم يردها إذ لو أرادها لأوردها في البيوع, كذا قرره المنذري, وفيه نظر لأنه لم يطرد له في ذلك عمل, فقد يكون الحديث على شرطه ويعارضه عنده ما هو أولى بالعمل به من حديث آخر فلا يخرج ذلك الحديث في بابه ويخرجه في باب آخر أخفى لينبه بذلك على أنه صحيح، إلا أن ما دل ظاهره عليه غير معمول به عنده والله أعلم" اهـ.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[27 - 10 - 02, 02:16 م]ـ
بورك فيك اخي الشيخ هيثم ونفع بك
ـ[ابن وهب]ــــــــ[31 - 10 - 02, 11:57 ص]ـ
بورك فيك اخي الشيخ هيثم ونفع بك
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[02 - 11 - 02, 06:49 م]ـ
أخي الشيخ هيثم: لم يظهر لي ما يدل على ما جزمت به من كون الحديث ليس من أحاديث الصحيح!
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[02 - 11 - 02, 07:09 م]ـ
أخي خالد بارك الله فيك وأحسن إليك.
هذا رأي ابن القطّان والحافظ ابن حجر وافقه عليه، وهو: أنّ حديث شراء الشاتين لم يقصد البخاري إيراده كأحد الأحاديث الصحيحة، وإنّما كجزء من قصّة روايته لحديث الخيل.
ويدلّ على ذلك أنّ البخاري وضع هذا الحديث بين أحاديث في فضائل الخيل، ولم يضعه في أبواب البيوع.
هذا بالإضافة إلى جهالة (الحي) ممّا يؤكّد أنّ الحديث ليس على شرطه.
والله أعلم.
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[03 - 11 - 02, 06:30 ص]ـ
اخي الشيخ هيثم نفع الله بك
فيما ذكرت قوة ولكن تأمل قول الحافظ: "وزعم ابن القطان "
وكذلك في قوله: "لكن ليس بذلك ما يمنع تخريجه ولا ما يحطّه عن شرطه, لأنّ الحيّ يمتنع في العادة تواطؤهم على الكذب"
يظهر لك أن الحافظ لايوافق ابن القطان.
أما قوله وهو كما قال: فمقصوده والله أعلم: هو كما قال في إبهام الواسطة بين شبيب و عروة.
هذا الذي ظهر لي بعد تأمل والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 11 - 02, 10:08 ص]ـ
ما قاله الأخ الفاضل هيثم، لعله هو الأقرب فلم يقصد البخاري تخريج هذا الحديث والاحتجاج به، وإنما روى الحديث كما سمعه، وكانت فيه هذه الحكاية، فذكرها، ولذلك نظائر عند أهل العلم
منها ما رواه مسلم (399 حدثنا محمد بن مهران الرازي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن عبدة أن عمر بن الخطاب كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك وعن قتادة أنه كتب إليه يخبره عن أنس بن مالك أنه حدثه قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها)
فمسلم رحمه الله لم يقصد تخريج حديث عمر رضي الله عنه، فهو منقطع، وإنما أراد تخريج حديث أنس، كما هو ظاهر من الأحاديث السابقة واللاحقة، وقد نص على هذا عدد من أهل العلم 0
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[03 - 11 - 02, 10:43 ص]ـ
بل وقع -تبعًا- ما هو أظهر من ذلك خروجًا عن شرطهما ..
فقد روى الشيخان -أو أحدهما-، شيئًا من كلام الحجّاج بن يوسف الثقفي -الظالم المبير الذي اختلف السلف في كفره- لمّا جاء في قصّة حديث، راجع ترجمة الحجّاج بن يوسف الثقفي من التهذيب، وللذهبي كلام على هذا الموضع، أظن الحافظ نقله في التهذيب، أو هو في الكاشف.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[03 - 11 - 02, 03:14 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي هيثم .......
أما قول الحافظ (وزعم ابن القطان أن البخاري ... ) الخ؛ فلا يلزم منه تضعيف ما بعده، لأن الزعم يطلق على القول المحقق، كما يطلق على ما يضعف، وقد أكثر سيبويه في الكتاب من قول " وزعم يونس " و " زعم الخليل "، فيما يوافقهما فيه، وقد حكاه من أهل اللغة ثعلب والجوهري، وغيرهما. ولهذا شواهد لا يتسع المجال لذكرها.
و ليراجع في هذا شرح الحافظ لحديث أبي سفيان في بدء الوحي.
ومن نظر في تصرف الحافظ علم أنه لا يلتزم أحد المعنيين باطّراد، بل يطلقه على المحقق تارة، وعلى المرجوح أخرى.
¥(35/405)
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[12 - 11 - 02, 12:16 ص]ـ
الإخوة الفضلاء: سلمهم الله
من باب الفائدة، لا من باب الإلزام، فلكل اجتهاده.
سألت شيخنا سليمان العلوان حفظه الله عن هذا الحديث ونقلت له
بعض ما أدليتم به فقال ما معناه:
بل الصواب أن هذا الحديث من أحاديث البخاري المحتج بها، وكون
الواسطة مجهولة فلا يضر، لإنهم جمع، وبهذا رد ابن حجر علىمن زعم
الانقطاع، وقد تكلم على الحديث ابن القيم في الهدي وأطال.
والخلاصة أن الحديث من أحاديث البخاري ولا يصح القول بكونه ليس من
أحاديث البخاري.
والله تعالى أعلم
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[14 - 11 - 02, 03:23 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي خالد.
وحبّذا لو تواصل إتحافنا بفوائد من الشيخ العلوان (حفظه الله).
لماذ أورد البخاري هذا الحديث في هذا الباب ولو يورده في أبواب البيوع؟
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:45 م]ـ
بارك الله مشرفنا الكريم هيثم على هذا المعلومة
وجزاك ربي خيرات وجنات ..
ـ[عدنان الميداني]ــــــــ[21 - 01 - 10, 08:35 م]ـ
بارك الله فيك على هذه الفائدة القيمة
ـ[همام النجدي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 10:16 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[22 - 01 - 10, 12:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
قال الحافظ مغلطاي:
هذا السند كل من سد أشياء (1) من علم الحديث يعلم أنه ليس من شرط البخاري مطلقا؛ للجهالة بالحي، وإنما أورده البخاري لأن بعضه حديث: "الخيل معقود في نواصيها الخير". والمزي ذكر حديث الخيل أولا، ثم ذكر -بعدُ- حديث الدينار، وذكر أن البخاري أخرجه في علامات النبوة عن ابن المديني عن سفيان عن شبيب عن عروة، وذكر أن (م ت س ق) أخرجوه.
قال الحافظ ابن العراقي: لا يمكنه الجمع بينهما لأنهما حديثان، وأسانيدهما عند أصحاب الكتب مختلفة، وكون البخاري لم يورد هذا الحديث للاحتجاج؛ لا يمنع من إيراده في الأطراف، وعزوه للبخاري، وجمعه مع حديث الخيل؛ لا يمنع توهم من يتوهم احتجاج البخاري به، فلا فائدة لجمعه معه، مع أن للبخاري طرقا في ذلك الحديث ليست في هذا. والله أعلم. اهـ
"الإطراف بأوهام الأطراف" للحافظ ابن العراقي (ص 149).
ـــــــــــــــ
(1) كذا في المطبوع، وأظن الصواب: من شدا شيئا من علم الحديث ...
http://wadod.org/uber/uploads/Wallaho_A3lam.JPG
ـ[أبو طه الجزائري]ــــــــ[24 - 01 - 10, 01:05 ص]ـ
{و قل رب زدني علما}
جزاكم الله خيرا على ما افدتم ...
أسعدكم الله تعالى في طاعته و مرضاته(35/406)
تخريج حديث ((افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله ... ))
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[25 - 10 - 02, 05:51 م]ـ
بسم اله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين
فأثناء قرأتي لبحث الأخ (البراق) عن قيام ليلة النصف من شعبان، مرت رواية لحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعزاها إلى الصحيحة للألباني رحمه الله فرجعت إلى الموضع المشار إليه منها، فوجدت الشيخ رحمه الله تعالى قد خرج الرواية من طريق واحد واشتشهد لها برواية أخرى فيها مجاهيل ثم صححها بها مع
أن الرواية لهذا الحديث التي ساقها فيها راو ضعيف وفيها انقطاع.
فحاولت جمع طرق هذه الرواية والتحقق من عللها، وها أنا أعرض ما وصلت إليه من حكم عليكم، فإن كان صوابا فالحمد لله وإن كان خطأ فلينبهني الاخوة وليسددوا ما وقعت فيه من خطأ ((بحلم وعلم وفهم))
وقد يظن بعض المتعصبين أني أحاول التقليل من قيمة الشيخ رحمه الله أو من علمه عندما أقوم بتخريج بعض الأحاديث وأخالفه في الحكم وهذا والله ليس غايتي مما أقوم به وإنما هدفي الوصول للحق والخطأ يرد على صاحبه كائنا من كان والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
*******************************
• متن الحديث ((افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمن روعاتكم))
جاء هذا الحديث مرفوعا وموقوفا
فالمرفوع جاء من طرق:
الأولى: عن أنس
الثانية: عن أبي هريرة
الثالثة: عن محمد بن مسلمة
الرابعة: عبد الله بن جراد (والشاهد منه أول الحديث (اطلبوا الخير دهركم)
والموقوف:
عن أبي الدرداء رضي الله عنه
أولا: المرفوع
عن أنس:
• يحيى بن أيوب عن عيسى بن موسى بن محمد بن إياس بن البكير عن صفوان بن سليم عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخرجه من هذا الطريق:
1 - الطبراني في الكبير (1/ 250) وهذه الطريق الوحيدة التي ساقها الألباني رحمه الله لهذا الحديث
2 - الطبراني في الدعاء (1/ 29)
3 - أبو نعيم في الحلية (3/ 162) وعدها من غرائب صفوان بن سليم
4 - ابن عبد البر في التمهيد (5/ 339)
5 - ابن عساكر في تاريخ دمشق (24/ 123)، (25/ 5)
6 - القضاعي في مسند الشهاب (1/ 407)
7 - الحكيم الترمذي في نوادر الأصول المسند (المخطوط) (2 / ق 218 / أ)
8 - الرافعي في التدوين في أخبار قزوين (3/ 192)
• عبد الله بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن عيسى بن موسى عن صفوان بن سليم عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 - البيهقي في شعب الإيمان (2/ 42)
2 - ابن عساكر في تاريخ دمشق (24/ 123)
عن أبي هريرة:
• الليث بن سعد حدثني عيسى بن موسى عن صفوان بن سليم عن رجل من أشجع عن أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 - البيهقي في شعب الإيمان (2/ 42) من طريق يحيى بن بكير عن الليث
2 - الطبراني في الدعاء (1/ 30) من طريق عبد الله بن صالح عن الليث
• اعبد الله بن وهب عن عيسى بن موسى عن صفوان بن سليم عن رجل عن أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
1 - ابن عساكر في تاريخ دمشق (24/ 123)
عن محمد بن مسلمة:
• لما مات محمد بن مسلمة الأنصاري وجدنا في ذؤابة سيفه كتابا بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن لربكم في بقية أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل دعوة أن توافق رحمة فيسعد بها صاحبها سعادة لا يخسر بعدها أبدا
إسناد الرواية:
نائل بن نجيح ثني عائذ بن حبيب عن محمد بن سعيد
1 - الرامهرمزي في المحدث الفاصل (1/ 497)
من طريق: همام بن محمد العبدي ثنا إبراهيم بن حسين (الحسن بدل حسين، كما في تهذيب الكمال وتفسير ابن كثير) العلاف ثنا نائل بن نجيح ...
2 - الحكيم الترمذي في نوادر الاصول المسند (المخطوط) (2 / ق 218/ أ)
من طريق: الفضل بن محمد قال أحمد بن محمد بن سعيد الأنطاكي عن يعقوب بن كعب عن نائل بن نجيح (البصري) عن عائذ بن حبيب عن محمد بن سعيد (الأنصاري)
3 - الطبراني في الكبير (19/ 233)
¥(35/407)
إبراهيم بن هاشم البغوي و محمد بن عبد الله الحضرمي وأحمد بن زيد بن الحريش الأهوازي قالوا ثنا أحمد بن عبدة الضبي ثنا الحسن بن صالح بن أبي الأسود ثنا شيخ يكنى أبا محمد ثنا شيخ يقال له المهاجر عن محمد بن مسلمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ) واللفظ لإبراهيم بن هاشم
4 - الطبراني في الأوسط (3/ 408) ط الطحان
حدثني إبراهيم ثنا أحمد بن عبدة الضبي ثنا الحسن ين صالح بن أبي الأسود ابن أخي منصور بن أبي الأسود ثني شيخ يكنى أبا محمد وحدثني شيخ يقال له المهاجر في زمن خلف عن محمد بن مسلمة ...
5 - الطبراني في الأوسط (7/ 134)
ثني محمد بن على الصائغ ثنا أحمد بن عبدة الضبي ثنا الحسن بن صالح بن أبي الأسود ثنا عمي منصور بن أبي الأسود ثني شيخ يكنى أبا محمد ثني شيخ يقال له المهاجر عن محمد بن مسلمة
عن عبد الله بن جراد:
• البيهقي في الزهد الكبير:
740 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ بهمذان ثنا إبراهيم بن الحسين بنينوي ثنا عمرو بن الحباب ثنا يعلى بن الأشدق ثنا عبد الله بن جراد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اطلبوا الخير دهركم واهربوا من النار جهدكم ...
وقال المتقي الهندي بعد أن ساقه في كنز العمال رقم (43597) ط الأفكار الدولية المضغوطة (ابن صصري في أماليه عن يعلى بن الأشدق عن عبد الله بن جراد)
*******************
ثانيا: الموقوف
* حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا شيخ منا يقال له الحكم بن الفضيل عن زيد بن أسلم قال قال أبو الدرداء التمسوا الخير دهركم كله وتعرضوا لنفحات رحمة الله فان لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده واسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم
ورواه من طريق ابن أبي شيبة
أبو نعيم في الحلية (1/ 221)
حدثنا عبدالله بن محمد ثنا محمد بن شبل ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ... به
***********************
الحكم على الحديث
أولا: رواية عيسى بن موسى بن محمد بن إياد بن البكير عن صفوان بن سليم ...
رواية ضعيفة لا تصح وذلك للآتي:
• ضعف عيسى بن موسى بن البكير
فقد ضعفه أبو حاتم وذكره ابن حبان في الثقات وتوثيقه لا يعتبر مع تضعيف أبي حاتم لأنه معروف بالتساهل
• أضطراب عيسى في هذا الحديث
حيث جعله مرة عن صفوان بن سليم عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نص أبو حاتم على عدم سماع صفوان من أنس.
ومرة جعله عن صفوان عن رجل من أشجع عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
وهذا الكلام من باب التنزل لمن يحاول تمشية رواية عيسى بن موسى كما فعل الشيخ رحمه الله تعالى
• وتقوية الشيخ لهذه الرواية عن أنس _ وعمدته في ذلك مجمع الزوائد لأنه لم يعرف غيرها من الطرق والروايات _ غير صحيح فكيف يكون الاسناد منقطعا ثم نذهب نقويه برواية محمد بن مسلمة التي عند الطبراني، وقد علمنا من الطريق الأخرى التي جعلها عيسى عن صفوان عن رجل عن أبي هريرة ضعف عيسى بن موسى واضطرابه، فكيف يصح بعد ذلك تقوية رواية الضعيف المضطرب برواية فيها اثنين من المجاهيل الذين لا يعرفان؟!!
ثانيا: الحكم على رواية محمد بن مسلمة
هذه الرواية جاءت من طريقين:
الأولى: عن الطبراني في الكبير والأوسط وفيها عدة علل:
• الاضطراب في الاسناد حيث جاء
مرة: عن أحمد بن عبدة الضبي ثنا الحسن ين صالح بن أبي الأسود ثنا شيخ يكنى أبا محمد ثنا المهاجر ...
ومرة: عن أحمد بن عبدة الضبي ثنا الحسن ين صالح بن أبي الأسود ثني شيخ يقال له أبو محمد وحدثني شيخ يقال له المهاجر ...
ومرة: عن أحمد بن عبدة الضبي ثنا الحسن ين صالح بن أبي الأسود ثنا عمي منصور بن أبي الأسود ثني شيخ يكنى أبا محمد ثني شيخ يقال له المهاجر ...
• جهالة أبو محمد هذا فلا يدرى من هو
• جهالة المهاجر هذا فلا يدرى من هو
فلا أدري كيف يقوم الشيخ رحمه الله تعالى بجعل هذا الإسناد الهالك شاهدا يقوي به الرواية السابقة المنقطعة والمضطربة والضعيفة
الثانية: عند الرامهرمزي و الحكيم الترمذي
وهذه الطريق فيها علتين:
• نائل بن نجيح الحنفي البصري
قال أو حاتم: مجهول (8/ 512) وفي التهذيب لابن حجر: (شيخ) وهو خطأ
وقال البرقاني قال الدارقطني: نائل بغدادي. قلت: ثقة؟ قال: لا
وقال ابن عدي: أحاديثه مظلمة جدا، وخاصة إذا روى عن الثوري
وذكره العقيلي في الضعفاء وابن حبان في المجروحين وغيرهم وقال ابن حجر في التقريب: ضعيف
• تفرد هذا الضعيف بهذه الرواية حيث لم يتابعه عليها أحد
: الحكم على رواية عبد الله بن جراد
هذه طريق باطلة هالكة فيها يعلى بن الأشدق الوضاع الكذاب الضعيف
رابعا: الرواية الموقوفة من كلام أبي الدرداء رضي الله عنه
• هذه الطريق كل رواتها ثقات ولكن فيها انقطاع بين زيد بن أسلم وبين أبي الدرداء رضي الله عنه
فتبين بهذا أن هذه المتن لا يصح عن رسول الله ولا عن أبي الدرداء رضي الله عنه
والله أعلم وأحكم
وكتب
خالد بن عمر الفقيه الغامدي
14/ 8/1423
بعدما انتهيت من هذا البحث
وجدت الشيخ رحمه الله تعالى قد ضعف هذا الحديث في الضعيفة (6/ 314) رقم 2798
فالحمد لله على تنبهه ورجوعه للصواب
وغفر الله لي وله ولسائر المسلمين
أخوكم
خالد بن عمر الفقيه الغامدي
16/ 8/ 1423
¥(35/408)
ـ[بو الوليد]ــــــــ[25 - 10 - 02, 06:08 م]ـ
أخي العزيز خالد .. وفقه الله ..
أحسنت في النقل والإفادة، جزاك الله خيراً.
ورحم الله الشيخ الألباني فقد كان يبتغي الحق ويعود إليه.
ـ[أبو حاتم المقري]ــــــــ[27 - 10 - 02, 11:58 م]ـ
باسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أخي خالد، بارك الله فيك على هذا البحث، و قد كنت كتبت بحتا في هذا الموضوع منذ مدة، بطلب من أحد إخواننا ممن كان يحسب أن الحديث صحيح.
و سأكتفي بذكر خلاصة القول فقط و أقوال بعض أهل العلم و منهم العلامة الألباني رحمه الله للفائدة،ولا أرى نقل البحث كله لأنك قد استوعبت الطرق كما فعلت و الحمد الله فلا داعي للإعادة.
" الحديث في نقدنا لا يثبت، إذ لم تسلم طريق من طرقه من علة قادحة، و لا نسلم بتقويته بمجموع الطرق للإختلاف في الألفاظ من جهة، و لضعف السند من جهة أخرى:
فحديث أنس و أبي هريرة رضي الله عنهما مخرجهما واحد، و فيه دليل على الإضطراب في السند، و ضعفه بين لا شك فيه.
أما حديث محمد بن مسلمة رضي الله عنه، فسنده مظلم فيه رجال لم يعرفوا.
و طريق الرامهرزي لا يفرح بها، إذ لا تقوم بها حجة لضعف سندها و جهالة بعض رواته.
و أما أثر أبي الدرداء رضي الله عنه فهو على وقفه ضعيف السند لا يحتج به.
لذلك نخلص إلى أن الحديث في حدود هذه الطرق لا يثبت في نقدنا و لا نستسيغ أن ننسبه إلى قول النبي صلى الله عليه و سلم و الله تعالى أعلم.
أقوال أهل العلم:
حديث محمد بن مسلمة:
قال الهيثمي في المجمع 10/ 231: رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه من لم أعرفهم ومن عرفتهم وثقوا.و تابعه المناوي 2/ 505.
قال الألباني في ضعيف الجامع الصغير (276) رقم (1917): ضعيف.
حديث أنس:
قال الهيثمي في المجمع (10/ 231): رواه الطبراني وإسناده رجاله رجال الصحيح غير عيسى بن موسى بن إياس بن البكير وهو ثقة. انتهى.
قلت: كلا و قد عرفت أن عيسى بن موسى قد تكلم فيه أبو حاتم، و لعل الهيثمي تبع بن حبان كما في الثقات.
قال الأباني في ضعيف الجامع الصغير (128) رقم (902): ضعيف.
حديث أبي هريرة:
قال الألباني في ضعيف الجامع الصغير (128) رقم (902): ضعيف.
استدراك:
ثم من الله علي – و نعمه لا تحصى – باقتناء المجلدين السادس و السابع من السلسلة لمحدث الزمان العلامة الألباني رحمه الله تعالى.
أما عن حديث أنس و أبي هريرة فقد حكم عليهما و ساق من العلل نحوا مما سقناه أعلاه فلله الحمد و المنة ". انتهى.
هذا و أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا و يعلمنا ما ينفعنا و يزيدنا علما
و السلام عليكم و رحمة الله
أخوكم: أبو حاتم المقري.
ـ[أبو حاتم المقري]ــــــــ[31 - 10 - 02, 01:38 ص]ـ
وقع مني سهوا خطأ فاحش لم أتفطن له:
يصحح " و السلام " بدل ما خطته يميني في بداية كلامي سهوا
و أستغفر الله العظيم.
و بارك الله في أخي أبي عبد الرحمن و جزاه خيرا على دلالته إياي على هذا الخطأ الفاحش.
و أطلب من إخواني أن لا يتوانوا في تصحيح هذه الأخطاء دون رجوع إلى أصحابها و أنا أولهم.
و السلام عليكم
أخوكم أبو حاتم المقري.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[31 - 10 - 02, 10:23 ص]ـ
إخواني جزاكم الله خيرا أجمعين
أخي المقري: يمكنك الضغط على أيقونة (تحرير) الموجودة أسفل كل مشاركة، وتصحيح أي أخطاء مطبعية، ثم إعادة إرسال الرسالة بعد تصحيحها.
ـ[أبو حاتم المقري]ــــــــ[31 - 10 - 02, 01:04 م]ـ
أخي أبو خالد، بارك الله فيك و نفع بك، و قد سارعت إلى تصحيح الخطأ، بحمد الله و فضله.
و بارك الله في أخي أبي عبد الرحمن الشوكي على حرصه.
و أدعو إخواني أن لا يبخلوا علينا بالنصح و إهداء العيوب و الأخطاء
و السلام عليكم.
أخوكم: أبو حاتم المقري.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[10 - 08 - 07, 08:12 ص]ـ
للفائدة(35/409)
من فضلكم اريد تخريج علمي للرجال لهذا الحديث يثبت انه لا اصل له
ـ[ناصر السنة]ــــــــ[25 - 10 - 02, 11:16 م]ـ
من فضلكم اريد تخريج علمي للرجال لهذا الحديث يثبت انه لا اصل له
(من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)
قال فيه العلماء
سلسلة الضعيفة 1
من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية. (لا أصل له بهذا اللفظ) _ وقد قال الشيخ ابن تيمية: والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا، وإنما المعروف ما روى مسلم أن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية.
خرجه الألباني وقال فيه حديث لا أصل له
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[26 - 10 - 02, 04:57 ص]ـ
كيف يخرَّج، ولا أصل له؟
تخريجه أن يُقال لا أصل له.
أي لا يعرف في شيء من الكتب المسندة.
وإن كان المقام مقام مناظرة، فعلى المحتجِّ به إثباته.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[26 - 10 - 02, 08:58 ص]ـ
نعم ..
الظاهر من كلام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى أن هذا الكلام ليس له إسناد، فهذا الأصل في قوله لا أصل له.
فمن يحتج بمثل هذا يقال له أين الإسناد؟!!
وهذا واضح أنه من أحاديث الرافضة قبحهم الله ..
فكيف تحاج من يثبت مثل هذا الكلام؟!!
أعانك الله عليهم.
ـ[ناصر السنة]ــــــــ[26 - 10 - 02, 07:16 م]ـ
الأخوة الكرام انا اعرف ما ذكرتم ولذلك اختصرت الطريق لكم ولكن لايوجد معي السلسلة للاحاديث الضعيفة اريد ان اعرف اسماء هؤلاء الرجال
انا في الأنتظار
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[26 - 10 - 02, 08:18 م]ـ
أخي ناصر السنة غفر الله لنا ولك ..
إذا كان الحديث بغير رجال , أعني لا إسناد له , فإنهم يقولون لا أصل له
كما تعرف وكما أخبرك الأخوة الكرام.
فعن أي رجال تبحث؟
ـ[محمد المراكشي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 02:46 ص]ـ
السلام علكم و رحمة الله و بركاته
أخي هاك هدا الرابط ستجد فيه بعض كتب الشيخ الألباني رحمه الله
http://www.alalbany.net/albany_books.php
ـ[محب السلف]ــــــــ[18 - 08 - 07, 08:44 م]ـ
الحمد لله وبعد،،،
ذكر العلامة الألباني رحمه الله تعالى هذا الحديث في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وذلك في موضعين هما: (350) و (2069)، وإليك نص ما قاله:
(350) " من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ".
$ لا أصل له بهذا اللفظ.
و قد قال الشيخ ابن تيمية: والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا ,
و إنما المعروف ما روى مسلم أن # ابن عمر # قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: " من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة و لا حجة له , و من مات
و ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية " , و أقره الذهبي في " مختصر منهاج
السنة " (ص 28) و كفى بهما حجة , و هذا الحديث رأيته في بعض كتب الشيعة , ثم
في بعض كتب القاديانية يستدلون به على وجوب الإيمان بدجالهم ميرزا غلام أحمد
المتنبي , و لو صح هذا الحديث لما كان فيه أدنى إشارة إلى ما زعموا , و غاية ما
فيه وجوب اتخاذ المسلمين إماما يبايعونه , و هذا حق كما دل عليه حديث مسلم
و غيره.
ثم رأيت الحديث في كتاب " الأصول من الكافي " للكليني من علماء الشيعة رواه
(1/ 377) عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن الفضيل عن الحارث بن المغيرة عن
أبي عبد الله مرفوعا , و أبو عبد الله هو الحسين بن علي رضي الله عنهما.
لكن الفضيل هذا و هو الأعور أورده الطوسي الشيعي في " الفهرست " (ص 126) ثم
أبو جعفر السروي في " معالم العلماء " (ص 81) , و لم يذكرا في ترجمته غير أن
له كتابا! و أما محمد بن عبد الجبار فلم يورداه مطلقا , و كذلك ليس له ذكر في
شيء من كتبنا , فهذا حال هذا الإسناد الوارد في كتابهم " الكافي " الذي هو أحسن
كتبهم كما جاء في المقدمة (ص 33) , و من أكاذيب الشيعة التي لا يمكن حصرها
قول الخميني في " كشف الأسرار " (ص 197): و هناك حديث معروف لدى الشيعة
و أهل السنة منقول عن النبي: ... ثم ذكره دون أن يقرنه بالصلاة عليه صلى الله
عليه وسلم , و هذه عادته في هذا الكتاب! فقوله: و أهل السنة كذب ظاهر عليه
لأنه غير معروف لديهم كما تقدم بل هو بظاهره باطل إن لم يفسر بحديث مسلم كما هو
محقق في " المنهاج " و " مختصره " و حينئذ فالحديث حجة عليهم فراجعهما.
...
(2069) " من مات و لم يعرف إمام زمانه , مات ميتة جاهلية ".
$ لا أصل له بهذا اللفظ $
كما أفاده شيخ الإسلام ابن تيمية في رده على ابن المطهر الحلي في " منهاج السنة
" (1/ 26 - 27) , و قال الحافظ الذهبي في مختصره: " المنتقى " (ص 28) تبعا
لأصله: " المنهاج ":
" والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا ". كما تقدم (1/ 525).
قلت: و الشيعة في كتبهم يتناقلون هذا الحديث تقليدا منهم لـ (الحلي) , لكن
بعضهم يدلس , بل يكذب على المسلمين ليضلوهم , فهذا هو المدعو: روح الله
الخميني يقول في كتابه: " كشف الأسرار " (ص 197):
" و هناك حديث معروف لدى الشيعة و أهل السنة منقول عن النبي يقول: .. " فذكره
.
و هذا الذي عزاه لأهل السنة من اختلاقه , و له من مثله الشيء الكثير , كما ترى
في المجلد العاشر من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " ابتداء من (4881 - 4975) ,
فقد رأيت الذهبي و من قبله ابن تيمية يجزمان بأنه لا أصل له.
و يشير بقوله: " هكذا " إلى أن له أصلا بلفظ:
" من مات و ليس في عنقه بيعة , مات ميتة جاهلية ".
رواه مسلم و غيره , و هو مخرج في " الصحيحة " (984).
والله تعالى أعلم.
¥(35/410)
ـ[الشريف الحسيني الحنبلي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 08:48 م]ـ
رد رادع وجميل بارك الله بكم وزادكم من فضله وتوفيقه
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[18 - 08 - 07, 08:52 م]ـ
نعم وجزاك الله خيرا ورحم الله الشيخ الألباني رحمة واسعة(35/411)
بيان حال حديث (من استغفر للمؤمنين والمؤمنات)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[26 - 10 - 02, 04:53 م]ـ
سؤال للشيخ الازدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل ما صحة هذا الحديث
عن عبادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة"
رواه الهيثمي في مجمع الزوائد10/ 210 بإسناد جيد
عبدالرحمن الفقيه:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (10/ 210) وكذلك في مسند الشاميين ((3/ 234) رقم (2155) واسناده ضعيف وان قال الهيثمي (اسناده جيد) فان فيه بكر بن خنيس وعتبة بن حميد وعيسى بن سنان وفيهم ضعف
وله شاهد من حديث أم سلمة رضي الله عنها رواه الطبراني في الكبير (23/ 370) رقم (877) وفي اسناده أبو أمية بن يعلى وهو متروك
فتبين أن الحديث لايصح
والله تعالى أعلم
تنبيه:
هذا الحديث ذكر الشيخ العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (6026) وقال عنه حسن وذكر في الحاشية (2/ 1042) وقال (اي الهيثمي) اسناده جيد) قلت والعهدة عليه0 انتهى كلامه رحمه الله
وهذا لأن الشيخ الألباني رحمه الله لم يقف على سند الحديث
وقد تنبين لنا أن قول الهيثمي غير جيد وأن اسناد الحديث ذكره الطبراني في مسند الشاميين (3/ 234) وتبين أن فيه ضعفا
فبهذا لاينبغي نسبة تحسينه للشيخ رحمه الله لأنه ذكر اعتماده على قول الهيثمي
والله تعالى أعلم
عبدالرحمن بن عمر الفقيه الغامدي
ـ[أبوالمنهال الآبيضى]ــــــــ[01 - 11 - 03, 04:11 م]ـ
وأيضا أخرجه البخاري في ((التاريخ الكبير)) (4/ 219)،
و العقيلي في ((الضعفاء)) (2/ 558).
من طريق إسحاق بن راهويه، أنا عمر بن عبيد الطنافسي،
عن شعيب بن كيسان، عن أنس بن مالك، قال: قال النبي
– صلى الله عليه وسلم – ((من استغفر للمؤمنين، رد الله
عليه من آدم فمن دونه)).
قال البخاري في شعيب بن كيسان: لا يعرف له سماع من
أنس، ولا يتابع عليه.
وقال أبوحاتم: حديثه عن أنس مرسل.
قلت: ولكن العهدة على عمر بن عبيد.
فقد قال الذهبي في ((الميزان)) (3/ 381): والعجب،
أن البخاري روى هذا في ((الضعفاء)) عن أحمد بن عبد الله
بن حكيم، عن عمر. وأحمد متهم.
فقال ابن حجر في ((السان)) (4/ 152): ولعل البخاري
خفي عليه حاله؛ لأنه كان حينئذ في ابتداء أمره؛ لأنه أصغر
من البخاري.
ـ[أبوالمنهال الآبيضى]ــــــــ[01 - 11 - 03, 04:23 م]ـ
قال الأخ عبد الرحمن الفقيه: فبهذا لاينبغي نسبة
تحسينه للشيخ رحمه الله لأنه ذكر اعتماده على
قول الهيثمي. أهـ.
قلت - أبوالمنهال -: الذي يظهر لى أنه يصح نسبة
تحسين الحديث للشيخ؛ لأنه اعتمد قول الهيثمي،
فهو أخذ به، وهو الذي قال: (حسن)، وليس الهيثمي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[01 - 11 - 03, 04:42 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا
ولكن لو تتأمل في لفظ حديث أنس الذي ذكرته
(من استغفر للمؤمنين، رد الله عليه من آدم فمن دونه)
هل لفظ الحديث مثل حديثنا هذا أو بمعناه
وأما تحسين الألباني رحمه الله فالأمر يسير وإنما ذكرته من باب الاعتذار للشيخ رحمه الله.
ـ[أبوالمنهال الآبيضى]ــــــــ[01 - 11 - 03, 05:09 م]ـ
اعلم أنه ليس بلفظه، ولذلك ذكرت اللفظ هنا، وجزاك الله خيرا أخي الفاضل.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[16 - 09 - 07, 03:15 م]ـ
حديث (مَن استغفر للمؤمنين كتب له بكل مؤمن حسنة)
سؤال:
جاء في الحديث (مَن استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب له بكل مؤمن حسنة) ما المقصود بالحديث؟ وهل هو على ظاهره؟
الجواب:
الحمد لله
أولا:
لم يصح حديث في تعيين فضل معين للاستغفار للمؤمنين والمؤمنات، وما ورد في ذلك لا يثبت، وفي أسانيدها ضعف وفي متونها نكارة، إذ فيها مبالغة في الأجر لا تتناسب مع العمل، وهذه هي الأحاديث الواردة في ذلك:
1 - عن عبادة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة) رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (3/ 234) من طريق بكر بن خنيس عن عتبة بن حميد عن عيسى بن سنان عن يعلى بن شداد بن أوس عن عبادة بن الصامت.
¥(35/412)
وعيسى بن سنان: ضعفه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن معين في رواية. انظر "تهذيب التهذيب" (8/ 212)
وعتبة بن حميد: قال فيه أحمد: ضعيف ليس بالقوي. وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
وأما بكر بن خنيس فأكثر كلمة المحدثين على تضعيفه ونكارة حديثه. انظر "تهذيب التهذيب" (1/ 428)
فلا وجه لقول الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 210): إسناده جيد. وعليه اعتمد الشيخ الألباني في تحسينه في "صحيح الجامع" (6026) لأنه لم يطلع على سنده في "مسند الشاميين" إذ لم يكن قد طبع بعد.
2 - عن أم سلمة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(من قال كل يوم اللهم اغفر لى وللمؤمنين والمؤمنات ألحق به من كل مؤمن حسنة)
رواه الطبراني في الكبير (23/ 370) وفي إسناده أبو أمية إسماعيل بن يعلى الثقفي، جاء في ترجمته في "ميزان الاعتدال" (1/ 255): " قال يحيى: ضعيف، ليس حديثه بشيء، وقال مرة: متروك الحديث.
وقال النسائي والدارقطني: متروك. وقد مشاه شعبة، وقال: اكتبوا عنه، فإنه شريف. وقال البخاري: سكتوا عنه. وذكره ابن عدى وساق له بضعة عشر حديثا معروفة، لكنها منكرة الاسناد " انتهى.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 210): " فيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف " انتهى.
3 - عن أنس رضي الله عنه، جاء عنه من طريقين:
- من طريق عمر بن عبيد الطنافسي عن شعيب بن كيسان عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ:
(من استغفر للمؤمنين والمؤمنات رد الله عز و جل عليه من آدم فما دونه).
رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/ 219) والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 182) وابن بشران في "الأمالي" (برقم/244) وغيرهم.
قلت: فيه علتان: الأولى: ضعف شعيب بن كيسان، والثاني: الانقطاع بينه وبين أنس، فقد قال البخاري عقب إخراجه له: " لا يعرف له سماع من أنس، ولا يتابع عليه "
لذلك ذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/ 277) في منكراته، وقال العراقي في "تخريج الإحياء" (1/ 321): وسنده ضعيف.
وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (5976): " منكر " انتهى.
- من طريق معمر عن أبان عن أنس مرفوعا بلفظ:
(ما من عبد يدعو للمؤمنين والمؤمنات إلا رد الله عليه عن كل مؤمن ومؤمنة مضى أو هو كائن إلى يوم القيامة بمثل ما دعا به)
رواه عبد الرزاق في "المصنف" (2/ 217)
قلت: وأبان الذي يروي عنه معمر بن راشد هو ابن أبي عياش اتفقت كلمة المحدثين على تضعيفه وتركه. انظر "تهذيب التهذيب" (1/ 99)
4 - عن أبى الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كل يوم سبعا وعشرين مرة أو خمسا وعشرين مرة أحد العددين كان من الذين يستجاب لهم ويرزق بهم أهل الأرض)
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 210):
" رواه الطبراني وفيه عثمان بن أبى العاتكة، وقال فيه حدثت عن أم الدرداء، وعثمان هذا وثقه غير واحد وضعفه الجمهور، وبقية رجاله المسمين ثقات " انتهى.
5 - عن أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من لم يكن عنده مال يتصدق به فليستغفر للمؤمنين والمؤمنات فانها صدقة)
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/ 128) قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 210): " فيه من لم أعرفهم " انتهى.
6 - عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:
(أيما رجل مسلم لم يكن عنده صدقة فليقل في دعائه: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، وصل على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، فإنها زكاة)
رواه ابن حبان (3/ 185) في صحيحه، وإسناده ضعيف؛ لأنه من رواية دراج عن أبي الهيثم، وقد ضعفها أحمد وأبو داود وغيرهما، انظر "تهذيب التهذيب" (3/ 209)
ثانيا:
الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات من دعاء الرسل والأنبياء الكرام، فقد دعا به نوح عليه السلام: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) نوح/28
ودعا به إبراهيم عليه السلام فقال: (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) إبراهيم/41
¥(35/413)
وأمر الله سبحانه وتعالى نبيه أن يدعو به فقال: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) محمد/19
وحكاه الله عن المؤمنين الصادقين المخلصين فقال: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) الحشر/10
فيستحب لجميع المسلمين الدعاء بالمغفر لإخوانهم المسلمين، الأحياء منهم والميتين، ولا شك أن الملائكة ستؤمن على دعائه وسيأتيه مثل ما دعا به.
روى عبد الرزاق في "المصنف" (2/ 217):
" عن ابن جريج قال: قلتُ لعطاء: أَستَغفرُ للمؤمنين والمؤمنات؟
قال: نعم، قد أُمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بذلك، فإنَّ ذلك الواجبَ على الناس، قال الله لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: (اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ)
قلتُ: أفتدع ذلك في المكتوبة أبداً؟ قال: لا.
قلت: فبِمَن تبدأ، بنفسك أم بالمؤمنين؟
قال: بل بنفسي، كما قال الله: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ) " انتهى.
يقول ابن القيم في "مفتاح دار السعادة" (1/ 298 - 299):
" والجميعُ مشتركون في الحاجة بل في الضرورة إلى مغفرةِ الله وعفوِه ورحمتِه، فكما يُحبُّ - أي المسلم - أن يَستغفرَ له أخوه المسلمُ، كذلك هو أيضاً ينبغي أن يستغفرَ لأخيه المسلم، فيصير هِجِّيراه: ربِّ اغفر لي ولوالديَّ وللمسلمين والمسلمات وللمؤمنين والمؤمنات، وقد كان بعضُ السلف يستحبُّ لكلِّ أحدٍ أن يُداوم على هذا الدعاء كلَّ يوم سبعين مرَّة، فيجعل له منه وِرداً لا يُخلُّ به.
وسمعتُ شيخَنا - أي ابن تيمية – يذكرُه، وذكر فيه فضلاً عظيماً لا أحفظه، وربَّما كان مِن جملة أوراده التي لا يُخلُّ بها، وسمعتُه يقول: إنَّ جعلَه بين السجدتين جائزٌ، فإذا شهدَ العبدُ أنَّ إخوانه مصابون بمثل ما أُصيب به، محتاجون إلى ما هو محتاجٌ إليه لَم يمتنع من مساعدتهم إلاَّ لفرطِ جهله بمغفرة الله وفضلِه، وحقيقٌ بهذا أن لا يُساعَد، فإنَّ الجزاءَ من جنس العمل " انتهى.
فتضعيف الأحاديث السابقة هو تضعيف لأن تكون من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ولخصوص الأجور المذكورة فيها، وذلك لا يعني عدم استحباب الاستغفار لجميع المسلمين والمسلمات.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=104460&ln=ara (http://www.islam-qa.com/index.php?ref=104460&ln=ara)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 09 - 07, 03:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
فائدة:
حديث عبادة في المعجم الكبير للطبراني لأن الهيثمي خرج زوائد المعاجم الثلاثة
وهو في الجزء المفقود من المعجم - والله أعلم -
وأظن كتاب البدر المنير في زوائد المعجم الكبير للهيثمي مفقود أيضا
ولكن عرف الاسناد من كتاب مسند الشاميين للطبراني - والحمد لله
ذكرت هذا للفائدة حتى لا يظن ظان أن مسند الشاميين من موارد الهيثمي في كتابه في الزوائد
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[16 - 09 - 07, 06:32 م]ـ
قد كنت واضعا إياه كتوقيع لي بتخريجه وتحسينه اعتمادا على تحسين الشيخ الألباني عليه رحمة الله تعالى له - اعتمادا على تقوية الحافظ الهيثمي له - وقام بتنبيهي بعض الأفاضل بالملتقى إلى أن الشيخ الألباني ذكر - في هامش صحيح الجامع الصغير - أنه اعتمد على الهيثمي، ولم يرَ الشيخ الألباني الإسناد ليحكم عليه.
فلما وقفت على هذه الجملة من كلام الشيخ قمت من فوري بمحو التخريج والتحسين من التوقيع واقتصرت على ما ترونه من طلبي أن يغفر الله للمؤمنين والمؤمنات.
جزى الله من علمنا " خيرا " خيرا.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[17 - 09 - 07, 01:17 ص]ـ
جزاكما الله خيراً(35/414)
حديث: [ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم]
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[27 - 10 - 02, 02:08 ص]ـ
أخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والدارمي والروياني في المسند والطبراني من طرق عن بهز بن حكيم حدثني أبي عن جدي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ويل له ويل له.
وهو حديث حسن الاسناد،
قال الترمذي: [هذا حديث حسن]
وفي المعنى قال صاحب عون المعبود: (13/ 235):
[وفي الحديث أن ما يتفوه به الناس للأطفال عند البكاء مثلا بكلمات هزلا أو كذبا بإعطاء شيء أو بتخويف من شيء حرام داخل في الكذب كذا في اللمعات]
قال في فيض القدير شرح الجامع الصغير: (6/ 368):
[ويل للذي يحدث فيكذب في حديثه ليضحك به القوم ويل له ويل له كرره إيذانا بشدة هلكته وذلك لأن الكذب وحده رأس كل مذموم وجماع كل فضيحة فإذا انضم إليه استجلاب الضحك الذي يميت القلب ويجلب النسيان ويورث الرعونة كان أقبح القبائح ومن ثم قال الحكماء إيراد المضحكات على سبيل السخف نهاية القباحة]
قال الذهبي بعد ايراد الخبر في تذكرة الحفاظ: (4/ 1384):
[وهو نص في تحريم الكذب فان حدث القوم مما يضحكهم كذب فلا بأس بالقليل منه].
هل يقع هذا على على ما يسميه البعض طرفه أو نكته؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[27 - 10 - 02, 05:14 م]ـ
وفقك الله يا شيخ عبدالله.
النكت هل هي كذب؟ حيث أنّ المستمع يعلم بأنّها مجرّد قصّة مصطنعة.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[28 - 10 - 02, 12:30 ص]ـ
الأخ عبد الله وفقه الله ..
لا شك أنها داخلة في معنى الحديث، حيث إنه ينطبق عليها كونها كذب، ومن أجل إضحاك القوم، ويا لسخافة قائلها والمقولة له إن عجب منها؟!!!
يضحك لأمر يعلم أنه كذب؟! سبحان الله ..
هذا والله مما ابتلي به كثير ممن سيماهم الصلاح والتدين .. عافانا الله وإياهم.
بل إن من المفارقات؛؛ أن أحدهم يحرم الأناشيد ويتضايق ممن يسمعها بدعوى أنها من ابتداع الصوفية أو ما أشبه هذا!! وهو لا يترك النكت الكذب؟!!
بل إنه يستمع إلى أناشيد الرافضة من باب الضحك عليهم، وهذا فيه مخالفات:
الأولى: لا يجوز الشماتة بهم، بل تؤخذ منهم العبرة والعظة.
الثانية: أنه يرى حرمة الأناشيد، وقد استمع لها.
الثالثة: أنها أناشيد تحمل الكثير من الأبيات الشركية والكفرية!! فأين هي من الأناشيد الحماسية التي يحرمها.
والله أعلم.
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[04 - 01 - 03, 09:44 ص]ـ
أخي العتيبي
كان الشيخ ابن باز رحمه الله يرى حرمة النكت مستدلاً بالحديث الذي ذكرته آنفاً
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 01 - 03, 09:45 ص]ـ
الدليل على ضعف الحديث تحسين الترمذي له
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[04 - 01 - 03, 10:05 ص]ـ
أخي الأمين
ما هو قصدك؟ هل لا يعتد بتصحيح الترمذي رحمه الله؟
ثم اذكر أن شيخ الإسلام رحمه الله قد شرح شرحاً مختصراً واحتج به ولم يذكر فيه ضعفاً
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 01 - 03, 10:16 ص]ـ
الكلام عن تحسين الترمذي وليس تصحيحه!
والترمذي اصطلاحه في الحديث الحسن غير اصطلاح ابن الصلاح
أما ابن تيمية فليس معصوماً بل هو كغيره من علماء المسلمين يؤخذ من قوله ويرد
لكن الحديث يحتمل الصحة فأنه من رواية بهز بن حكيم عن أبيه عن جده والخلاف فيها شهير
ـ[صلاح]ــــــــ[04 - 01 - 03, 10:25 ص]ـ
الاخ الناصر بالنسبة لقول الترمذي (حسن) على الحديث.
سمعت الشيخ عبدالعزيز الطريفي يقول: بالاستقراء يظهر ان قول الترمذي على حديث ما حسن مجردة من غير اضافة يعني انه ضعيف عنده في الاغلب.
والله اعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 01 - 03, 10:32 ص]ـ
كلام الطريفي صحيح على الغالب وإلا فقد حسن الترمذي أحاديث متفق عليها.
وإجمالاً فما قال عنه حسن غريب هو أضعف من حسن وحده.
ـ[صلاح]ــــــــ[04 - 01 - 03, 11:05 ص]ـ
هل هناك امثله لما قال فيه الترمذي حسن وهو في الصحيحين.؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[04 - 01 - 03, 03:47 م]ـ
وكذلك قال الشيخ عبدالله السعد (حفظه الله).
أنّ وصف الترمذي للحديث بأنّه "حسن" يعني أنّه لم يبلغ أدنى درجات الصحة عنده.
وقال (وفقه الله) أنّ الترمذي لا يدّخر جهداً في وصف الحديث بأنّه "صحيح" ولو لم يتجاوز أدنى درجات الصحّة.
والله أعلم.
¥(35/415)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 01 - 03, 05:59 م]ـ
للحافظ ابن حجر رحمه الله كلام نفيس حول تحسين الترمذي وأنه لايلزم منه الاحتجاج به، ذكره في النكت على ابن الصلاح (1/ 385 - 402) ولعلي أنقله للفائدة
قال الحافظ رحمه الله:
(النوع الثاني: الحسن
32 - قوله (ص): (قال الخطابي ... الخ).
نازعه الشيخ تقي الدين ابن تيمية فقال:
(إنما هذا اصطلاح: للترمذي. وغير الترمذي من أهل الحديث ليس عندهم إلا صحيح وضعيف، والضعيف عندهم ما انحط عن درجة الصحيح، ثم قد يكون متروكاً وهو أن يكون راويه متهماً أو كثير الغلط، وقد يكون حسناً بأن لا يتهم بالكذب، قال: وهذا معنى قول أحمد العمل بالضعيف أولى من القياس.
قال: وهذا كضعف المريض فقد يكون ضعفه قاطعاً فيكون صاحب فراش عطاياه من الثلث، وقد يكون ضعف غير قاطع له فيكون عطاؤه من رأس المال كوجع الضرس والعين. ونحو ذلك ... ) انتهى.
ويؤيده قول البيهقي ـ في رسالته إلى أبي محمد الجويني: ((الأحاديث المروية ثلاثة أنواع:
1 - نوع اتفق أهل العلم على صحته.
2 - ونوع اتفقوا على ضعفه.
3 - ونوع اختلفوا في ثبوته فبعضهم صححه وبعضهم يضعفه لعلة تظهر له بها أما أن يكون خفيت العلة على من صححه، وأما أن يكون لا يراها معتبرة قادحة)).
قلت: وأبو الحسن بن القطان في الوهم والإيهام يقصر نوع الحسن على هذا كما سيأتي البحث في قول المصنف أن الحسن يجتج به.
23 - قوله (ص): ((وكأن الترمذي ذكر أحد نوعي الحسن وذكر الخطابي النوع الآخر مقتصراً كل واحد منهما على ما رأى أن يشكل ... الخ)).
أقول: بين الخطابي والترمذي في ذلك فرق، وذلك أن الخطابي قصد تعريف الأنواع الثلاثة عند أهل الحديث، فذكر الصححي ثم الحسن ثم الضعيف. وأما الذي سكت عنه وهو: حديث المستور إذا أتى من غير وجه فإنما سكت عنه لأنه ليس عنده من قبيل الحسن. فقد صرح بأن رواية المجهول من قسم الضعيف وأطلق ذلك ولم يفصل، والمستور قسم من المجهول.
وأما الترمذي: فلم يقصد التعريف بالأنواع المذكورة عند أهل الحديث بدليل أنه لم يعرف بالصحيح ولا بالضعيف بل ولا بالحسن المتفق على كونه حسناً بل المعرف به عنده وهو حديث المستور على ما فهمه المصنف ـ لا يعده كثير من أهل الحديث من قبيل الحسن وليس هو في التحقيق عند الترمذي مقصوراً على رواية المستور، بل يشترك معه الضعيف بسبب سوء الحفظ والموصوف بالغلط والخطأ وحديث المختلط بعد اختلاطه والمدلس إذا عنعن وما في إسناده انقطاع خفيف. فكل ذلك عنده من قبيل الحسن بالشروط الثلاثة وهي:
1 - أن يكون فيهم من يتهم بالكذب.
2 - ولا يكون الإسناد شاذاً.
3 - وأن يروى مثل ذلك الحديث أو نحوه من وجه آخر فصاعداً وليس كلها في المرتبة على حد سواء بل بعضها أقوى من بعض.
ومما يقوي هذا ويعضده أنه لم يتعرض لمشروطية اتصال الإسناد أصلاً، بل أطلق ذلك، فلهذا وصف كثيراً من الأحاديث المنقطعة بكونها حساناً.
[أمثلة لما يحسنه الترمذي:]
ولنذكر لكل نوع من ذلك مثلاً من كلامه، يؤيد ما قلناه فأما أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية المستور فكثيرة لا نحتاج إلى الإطالة بها، وإنما نذكر أمثلة لما زدناه على ما عند المصنف ـ رحمه الله.
1 - فمن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية الضعيف السيئ الحفظ ما رواه من طريق شعبة عن
عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال:
((إن امرأة بني فزارة تزوجت على نعلين، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ: أرضيت من نفسك ومالك بنعلين؟ قالت: نعم. قال: فأجازه النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قال الترمذي: هذا حديث حسن.
وفي الباب عن عمر وأبي هريرة وعائشة وأبي حدرد ـ رضي الله عنهم ـ. وذكر جماعة غيرهم. وعاصم بن عبيد الله قد ضعفه الجمهور ووصفوه بسوء الحفظ وغاب ابن عيينة على شعبة الرواية عنه
وقد حسن الترمذي حديثه هذا لمجيئه من غير وجه كما شرط ـ والله ـ أعلم.
¥(35/416)
2 - ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية الضعيف الموصوف بالغلط والخطأ ما أخرجه من طريق عيسى بن يونس عن مجالد عن أب الوداك، عن أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ قال: كان عندنا خمر ليتيم، فلما نزلت المائدة سألت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: فقلت: ((إنه ليتيم))، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((أهريقوه)).
قال: هذا حديث حسن.
قلت: ومجالد ضعفه جماعة ووصفوه بالغلط والخطأ وإنما وصفه بالحسن لمجيئه من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من حديث أنس وغيره رضي الله تعالى عنهم. وأشد من هذا مار واه من طريق الأعمش عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه في الأمر بقتل الكلاب وغيره ذلك قال: ((هذا حديث حسن)).
قلت: وإسماعيل اتفقوا على تضعيفه ووصفه بالغلط وكثرة الخطأ لكنه عضده بأن قال: ((روى هذا الحديث من غير وجه عن الحسن مثله)). يعني لمتابعة إسماعيل بن مسلم عن الحسن.
ومثله مارواه من طريق علي بن مسهر، عن عبيدة بن معتب عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة ـ رضي الله عنها قالت: ((كنا نحيض عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم نطهر فيأمرنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقضاء الصيام، ولا يأمرنا بقضاء الصلاة)).
قال: ((هذا حديث حسن)).
قلت: وعبيدة ضعيف جداً قد اتفق أئمة النقل على تضعيفه إلا أنهم لم يتهموه بالكذب. ولحديثه أصل من حديث معاذة، عن عائشة ـ رضي الله تعالى عنها مخرج في الصحيح، فلهذا وصفه بالحسن. ويؤيد هذا ما رويناه عن أبي زرعة أنه سئل عن أبي صالح كاتب الليث، فقال: لم يكن ممن يتعمد الكذب، ولكنه كان يغلط وهو عندي حسن الحديث.
3 - ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو من رواية من سمع من مختلط بعد اختلاطه، ما رواه من طريق يزيد بن هارون عن المسعودي عن زياد بن علافة قال:
صلى بنا المغيرة بن شعبة رضي الله تعالى عنه فلما صلى ركعتين قام فلم يجلس فسبح به من
خلفه، فأشار إليهم أن قوموا، فلما فرغ من صلاته سلم وسجد سجدتي السهو وسلم.
وقال: هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
قال: هذا حديث حسن.
قلت: والمسعودي اسمه: عبد الرحمن وهو ممن وصف بالاختلاط وكان سماع يزيد منه بعد أن اختلط.
وإنما وصفه بالحسن لمجيئه من أوجه أخر بعضها عند المصنف أيضاً رحمه الله تعالى والله أعلم.
4 - ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو رواية مدلس قد عنعن ما رواه من طريق يحيى بن سعيد عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: المؤمن يموت بعرق الجبين.
قال: هذا حديث حسن.
وقد قال بعض أهل العلم: لم يسمع قتادة من عبد الله بن بريدة رضي الله تعالى عنه قلت: وهو عصرية وبلدية كلاهما من أهل البصرة ولو صح أنه سمع منه فقتاد مدلس معروف بالتدليس وقد روى هذا بصيغة العنعنة، وإنما وصفه بالحسن لأنه له شواهد من حديث عبد الله بن مسعود وغيره رضي الله عنهم.
ومن ذلك ما رواه من طريق هشيم عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إن حقاً على المسلمين أن يغتسلوا يوم الجمعة وليمس أحدهم من طيب أهله فإن لم يجد فالماء له طيب.
قال: ((هذا حديث حسن)).
قلت: وهشيم موصوف بالتدليس، لكن تابعه عنده أبو يحيى التيمي. وللمتن شواهد من حديث أبي سعيد الخدري وغيره رضي الله تعالى عنهم.
5 - ومن أمثلة ما وصفه بالحسن وهو منقطع الإسناد ما رواه من طريق عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي رضي الله تعالى عنه قال: ((إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لعمر في العباس رضي الله تعالى عنه: ((إن عم الرجل صنوا أبيه)). وكان عمر رضي الله عنه تكلم في صدقته وقال: هذا حديث حسن.
قلت: أبو البختري: اسمه سعيد بن فيروز ولم يسمع من علي رضي الله تعالى عنه. فالإسناد منقطع ووصفه بالحسن لأنه له شواهد مشهورة من حديث أبي هريرة وغيره وأمثلة ذلك عنده كثيرة. وقد صرح هو ببعضها.
فمن ذلك ما رواه من طريق الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن إسحاق بن عمر
¥(35/417)
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: ((ما صلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة
لوقتها الآخر مرتين حتى قبضه الله عز وجل)).
قال: هذا حديث حسن وليس إسناده بمتصل.
وإنما وصفه بالحسن لما عضده من الشواهد من حديث أبي برزة الأسلمي وغيره. وقد حسن عدة أحاديث من رواية أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه وهو لم يسمع منه عند الجمهور. وحديثاً من رواية أبي قلابة الجرمي عن عائشة رضي الله تعالى عنها.
ورأيت لأبي عبد الرحمن النسائي نحو ذلك، فإنه روى حديثاً من رواية أبي عبيدة عن أبيه ثم قال: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه إلا أن هذا الحديث جيد.
وكذا قال في حديث رواه من رواية عبد الجبار بن وائل بن حجر: عبد الجبار لم يسمع من أبيه لكن الحديث في نفسه جيد. إلى غير ذلك من الأمثلة. وذلك مصير منهم إلى أن الصورة الاجتماعية لها تأثر في التقوية.
وإذا تقرر ذلك كان من رأيه أي الترمذي أن جميع ذلك إذا اعتضد لمجيئه من وجه آخر أو أكثر نزل منزلة الحسن احتمل أن لا يوافقه غيره على هذا الرأي أو يبادر للإنكار عليه إذا وصف حديث الراوي الضعيف أو ما إسناده منقطع بكونه حسناً فاحتاج إلى التنبيه على اجتهاده في ذلك وأفصح عن مقصده فيه ولهذا أطلق الحسن لما عرف به فلم يقيده بغرابة ولا غيرها ونسبه إلى نفسه وإلى من يرى رأيه قال: ((عندنا كل حديث إلى آخر كلامه الذي ساقه شيخنا بلفظه.
وإذا تقر ذلك بقي وراءه أمر آخر. وذلك أن المصنف وغير واحد نقلوا الاتفاق على أن الحديث الحسن يحتج به كما يحتج بالصحيح، وإن كان دونه في المرتبة. فما المراد على هذا بالحديث الحسن الذي اتفقوا فيه على ذلك هل هو القسم الذي حرره المصنف وقال: إن كلام الخطابي ينزل عليه. وهو رواية الصدوق المشهور بالأمانة ... إلى آخر كلامه أو القسم الذي ذكرناه آنفاً عن الترمذي مع مجموع أنواعه التي ذكرنا أمثلتها، أو ا هو أعم من ذلك؟
لم أر من تعرض لتحرير هذا، والذي يظهر لي أن دعوى الاتفاق إنما نصح على الأول دون الثاني وعيه أيضاً يتنزل قول المصنف أن كثيراً من أهل الحديث لا يفرق بين الصحيح والحسن كالحاكم كما سيأتي وكذا قول المصنف: ((إن الحسن إذا جاء ارتقى إلى الصحة، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
فأما ما حررناه عن الترمذي أنه يطلق عليه اسم الحسن من الضعيف والمنقطع إذا اعتضد، فلا يتجه إطلاق الاتفاق على الاحتجاج به جميعه ولا دعوى الصحة فيه إذا أتى من طرق. ويؤيد هذا قول الخطيب: ((أجمع أهل العلم أن الخبر لا يجب قبوله إلا من العاقل الصدوق المأمون على ما يخبر به))
وقد صرح أبو الحسن ابن القطان أحد الحفاظ النقاد من أهل المغرب في كتابه ((بيان الوهم والإيهام)) بأن هذا القسم لا يحتج به كله بل يعمل به في فضائل الأعمال ويتوقف عن العمل به في الأحكام إلا إذا كثرت طرقه أو عضده اتصال عمل أو موافقة شاهد صحيح أو ظاهر القرآن.
وهذا حسن قوي رايق ما أظن منصفا يأباه والله الموفق.
((((ويدل على أن الحديث إذا وصفه الترمذي بالحسن لا يلزم [عنده] أن يحتج به)))) أنه أخرج حديثاً من طريق خيثمة البصري عن الحسن عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه وقال بعده حديث حسن وليس إسناده بذاك.
وقال في كتاب العلم بعده: أن أخرج حديثاً في فضل العلم: ((هذا حديث حسن قال: وإنما لم نقل لهذا الحديث: صحيح، لأنه يقال: إن الأعمش دلس فيه فرواه بعضهم عنه، قال: حدثت عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه)) انتهى.
فحكم له بالحسن المتردد الواقع فيه وامتنع عن الحكم عليه بالصحة لذلك، لكن في كل المثالين نظر، لاحتمال أن يكون سبب تحسينه لهعما كونهما جاءا من وجه آخر كما تقدم تقريره. لكن محل بحثنا هنا هل يلزم من الوصف بالحسن الحكم له بالحجة أم لا؟.
(هذا الذي يتوقف فيه والقلب إلى ما حرره ابن القطان أميل) والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 01 - 03, 06:09 م]ـ
وقال الشيخ صالح بن عبدالله العصيمي في كتابه الدر النضيد في تخريج كتاب التوحيد ص 12 - 22 (وبالسبر لما يقول فيه الترمذي حسن، فإنه إشارة غالبا إلى ضعفه، أو على الأقل توقفه عن الجزم بثبوته لاضطراب فيه، ونحو ذلك مما ليس هذا محل بسطه) انتهى
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 01 - 03, 05:18 ص]ـ
قال الشيخ المليباري عن مصطلح الترمذي "حسن غريب":
إني أرى - في ضوء تتبعي وحدود فهمي - أن الإمام الترمذي يقصد بهذا المصطلح أن متن الحديث سليم من الشذوذ والغرابة، لكن السند فيه غرابة وإشكال.
ومما يزول به شذوذ المتن أن يكون قد عمل به بعض الصحابة مثلا، وربما تضر غرابة السند بصحة الرواية وثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم.
لذا لا يلزم من تحسين الترمذي لحديث ما أن يكون صالحا للاحتجاج به كما بين ذلك الحافظ ابن حجر في كتابه (النكت).
انتهى.
قال العبد الضعيف: الترمذي يطلق حسن غريب على الأحاديث الضعيفة جداً إسناداً وربما تكون موضوعة باعترافه. لكن ماذا عن الأحاديث المتفق عليها والتي قال عنها "حديث حسن"؟ أليس معنى ذلك أنه يضعّفها؟ أو على الأقل يراها دون مرتبة الصحيح؟ نعم، له الحق في ذلك لو شاء، لكنه غالباً (وليس دائماً) يتبع شيخه البخاري في العلل. وقد اطلع على صحيح البخاري قبل أن يكتب سننه.
¥(35/418)
ـ[الوضاح]ــــــــ[05 - 01 - 03, 03:19 م]ـ
الطرائف والمزاح وما يسمى اليوم نكت وأظن اصلها من قول أهل العلم هنا نكتة لطيفة ثم درج استخدامها عند العوام في الطرائف
لا يجكم عليها إجمالا بل يفصل في المسألة
فقد كان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا فغذا كان المزاح أو النكتة كذبا فيحرم ويتعلق بها الوعيد المذكور
والحديث السابق قال عنه الألباني في غاية المرام ص 216رقم376
حديث حسن
قال الوضاح بن خريم:قوى إسناد الحديث الإمام الحاكم والصنعاني في سبل السلام فدونك ما قالا:
-----
قال الحاكم:
في
المستدرك على الصحيحين ج: 1 ص: 108
142 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أبو عاصم وأخبرنا أحمد بن سليمان الفقيه ثنا الحسن بن مكرم البزار ومحمد بن مسلمة الواسطي قالا ثنا يزيد بن هارون قالا ثنا بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول ثم ويل للذي يحدث فيكذب ويضحك به القوم ويل له ويل له هذا حديث رواه سفيان بن سعيد الحمادان وعبد الوارث بن سعيد وإسرائيل بن يونس وغيرهم من الأئمة عن بهز بن حكيم ولا أعلم خلافا بين أكثر أئمة أهل النقل في عدالة بهز بن حكيم وأنه يجمع حديثه وقد ذكره البخاري في الجامع الصحيح وهذا الحديث شاهد لحديث بلال بن الحارث المزني
وقال الصنعاني في سبل السلام ج: 4 ص: 202
وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له أخرجه الثلاثة وإسناده قوي وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنهم معاوية بن حيدة رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له أخرجه الثلاثة وإسناده قوي وحسنه الترمذي وأخرجه البيهقي
بقي أن اذكر ان الحديث ذكره العجلوني في كشف الخفاء ومزيل الإلتباس مشيرا لمن خرجه.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[05 - 01 - 03, 04:12 م]ـ
هل توجد أحاديث رواها الترمذي، هي في الصحيحين وقال عنها: حسن ... ؟
السؤال لأخ محمد الأمين ....
ـ[يعقوب بن مطر العتيبي]ــــــــ[05 - 01 - 03, 04:53 م]ـ
أمّا إذا اشتملت هذه (الطرائفُ والنكتُ) على أمرٍ محرّمٍ كالاستهزاء بالدّينِ أو شيءٍ من شعائرِهِ، و السخريةِ بقبيلةٍ أو أهلِ بلدٍ من المسلمين، و رميِ البَريءِ بما يقدحُ في عَدالتِهِ .. ونحو ذلك فهذهِ ينبغي أن تكون خارج محلِّ النزاع إذ لايُشَكُّ في حُرمةِ ذلك ...
أمّا كونُ ذلك مِن الكذِبِ .. فقد يُورَدُ على ذلك أنّهُ من قَبيلِ ضربِ المثلِ، أو مِن قَبيلِ (حديثِ خُرافة) .. وقد أَورَدوا في ذلك حديثاً لا أصلَ له.
و يُلحَق بذلك ما تَضمّنته المقامات الأدبيةُ من قَصَصِ كما في مقامات الحريري وبديع الزمان الهمذاني والزمخشري والسيوطي وغيرهم .. فإنّ تلك القَصَص ليست واقعيّةً بل هي داخلةٌ في تعريف الكذب الذي حَدّهُ العلماءُ بأنّه (الإخبارُ بِخلافِ الواقعِ) ... أوردتُ هذا مُباحَثَةً لا تقريراً ..
ـ[البخاري]ــــــــ[05 - 01 - 03, 04:58 م]ـ
بما ان الترمذي اشار لضعف الحديث.
واذا كان معنى الحديث يشمل حتى النكت التي لا تمس الاشخاص والقبائل والبلاد، ألا يضعف الحديث بسبب نكارة متنه، حيث يتضمن وعيدا شديدا، في موطن يهون الشارع من نظائره في الشرع
ـ[أمة الله النجدية]ــــــــ[05 - 01 - 03, 05:04 م]ـ
ما قاله محمد الامين قول غير صحيح، من ان الترمذي حكم على أحاديث بـ (حسن) وهي في الصحيحين تامة باسنادها ومتنها .. ولا اعلم في سنن الترمذي شيء من هذا .. !
والله الموفق
ـ[الشافعي]ــــــــ[05 - 01 - 03, 05:15 م]ـ
قال البخاري: حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال: حدثنا
وهيب قال: حدثنا موسى بن عقبة، عن سالم أبي
النضر عن بسر بن سعيد، عن زيد بن ثابت: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة، قال: حسبت أنه قال
من حصير، في رمضان، فصلى فيها ليالي، فصلى بصلاته
ناس من أصحابه، فلما علم بهم جعل يقعد، فخرج إليهم
فقال: ((قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم، فصلوا أيها الناس
في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة))
قال عفان: حدثنا وهيب: حدثنا موسى: سمعت أبا النضر، عن
بسر، عن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال مسلم: حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر
حدثنا عبدالله بن سعيد حدثنا سالم أبو النضر مولى عمر بن
عبيدالله عن بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت قال: احتجر
رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة بخصفة أو حصير
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها قال فتتبع
إليه رجال وجاءوا يصلون بصلاته قال ثم جاءوا ليلة فحضروا وأبطأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم قال فلم يخرج إليهم
فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب فخرج إليهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم مغضبا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
((مازال بكم صنيعكم حتى ظننت أنه سيكتب عليكم فعليكم
بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة
المكتوبة))
قال الترمذي: حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا
عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن سالم أبي النضر عن بسر بن
سعيد عن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
((أفضل صلاتكم في بيوتكم إلا المكتوبة))
قال: وفي الباب عن عمر بن الخطاب وجابر بن عبد الله وأبي سعيد
وأبي هريرة وابن عمر وعائشة وعبد الله بن سعد وزيد بن خالد
الجهني قال أبو عيسى: حديث زيد بن ثابت حديث
حسن وقد اختلف الناس في رواية هذا الحديث فروى
موسى بن عقبة وإبراهيم بن أبي النضر عن أبي النضر مرفوعا
ورواه مالك بن أنس عن أبي النضر ولم يرفعه وأوقفه بعضهم
والحديث المرفوع أصح.
¥(35/419)
ـ[الشافعي]ــــــــ[05 - 01 - 03, 05:17 م]ـ
الأخ الحبيب أبو عبد الله الروقي
هل يلتحق به أيضاً الحوارات والمناظرات التي ذكرها الإمام
ابن القيم بين سني ومبتدع؟
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[05 - 01 - 03, 11:14 م]ـ
كما قال أخي الروقي
وبما أنها ليست كذبا فلا تدخل تحت الوعيد في الحديث.
و قد قرأت للشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنه لا يعد ما يعرف السامع ان المتكلم لا يقصد أنه حقيقة كذبا، وذلك في مسألة التمثيل.
ويدخل في ذلك القصص الأدبية والمقامات، والحوارات الإفتراضية، كالتي أنشأها ابن القيم والسعدي.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 01 - 03, 11:44 م]ـ
الأخ الحبيب الشافعي جزاك الله خيراً في استداركك على الأخ الروقي، والقول قولك إن شاء الله.
الأخت الفاضلة أمة الله
تقولين في أول كلامك: <<ما قاله محمد الامين قول غير صحيح>>
وهكذا تجزمين بما تذهبين إليه.
ثم تقولين: <<ولا اعلم في سنن الترمذي شيء من هذا .. ! >> وإشارة التعجب منك، والأولى أن تكون مني!
فإنك بنيت جزمك على عدم صحة قولي، بأنك لا تعلمين هذا الأمر من قبل. فهل من لم يعرف حجة يكون "عدم معرفته" حجة على من عرف الحجة؟!
والأعجب أن الأمر مشهور وقد سبق وناقشته في هذا المنتدى، ولست بأي حال أول من أشار إليه.
والمثال الذي ذكره أخي الشافعي قوي. وإليك آخر:
أخرج مسلم (#2384): حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا خالد بن عبد الله عن خالد عن أبي عثمان أخبرني عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت من الرجال قال أبوها قلت ثم من قال عمر فعد رجالا.
أخرج البخاري (#3462): حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن المختار قال خالد الحذاء حدثنا عن أبي عثمان قال حدثني عمرو بن العاص رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة فقلت من الرجال فقال أبوها قلت ثم من قال عمر بن الخطاب فعد رجالا.
وأخرج البخاري كذلك (#4100): حدثنا إسحاق أخبرنا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن أبي عثمان: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل قال فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت من الرجال قال أبوها قلت ثم من قال عمر فعد رجالا فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم.
وأخرج الترمذي في سننه (5\ 706 #3885): حدثنا إبراهيم بن يعقوب ومحمد بن بشار واللفظ لابن يعقوب قالا حدثنا يحيى بن حماد حدثنا عبد العزيز بن المختار حدثنا خالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي عن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على جيش ذات السلاسل قال فأتيته فقلت يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال عائشة قال من الرجال قال أبوها.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.
قال الذهبي: قال الترمذي هذا حديث حسن. قلت (أي الذهبي): قد أخرجه البخاري ومسلم.
وأخرج الترمذي (#3886): حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عمرو بن العاص أنه قال: يا رسول الله من أحب الناس إليك قال عائشة قال من الرجال قال أبوها.
هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث إسماعيل عن قيس.
قلت: هذا ليس في الصحيحين لكن قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (2\ 148): هذا حديث صحيح أخرجه النسائي والترمذي وحسنه وغربه.
أخرج الترمذي: (#3887): حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.
قال الترمذي: وفي الباب عن عائشة وأبي موسى. وهذا حديث حسن. وعبد الله عبد الرحمن بن معمر هو أبو طوالة الأنصاري المدني ثقة، وقد روى عنه مالك بن أنس.
قلت: الحديث أخرجه مسلم (#2446) بنفس الإسناد. وأخرجه البخاري (#3559) عن عبد الله بن عبد الرحمن، وهو متفق على توثيقه.
ـ[أمة الله النجدية]ــــــــ[06 - 01 - 03, 01:28 ص]ـ
بارك الله فيك كاتب هذا المقال، وفي ولده وأهله.
وفق الله الجميع
ـ[يعقوب بن مطر العتيبي]ــــــــ[06 - 01 - 03, 06:45 ص]ـ
أخي الحبيب الشافعي:
أنا لم أذكر هذه الحوارات الافتراضيّة التي يذكرها ابنُ القيّم وابنُ عقيل والسعدي .. في آخرين .. لم أذكرها في سياقِ ما مثّلْتُ به لآنّه يظهرُ ـ والله تعالى أعلم ـ أنّ بينهما فرقاً (أعني هي والمقامات) من حيثُ إنّ التفاصيل التي تُوحي بأنّ القصّةَ حقيقيّة ـ هذه التفاصيل ـ موجودةٌ في المقامات دونَ المناظرات التي هي بِمثابةِ قولِ القائلِ: (فلو قال فلانٌ كذا .. فالجوابُ عليهِ كذا .. )!
أخي الحبيب ابن سفران:
بارَك اللهُ فيك .. أمّا التمثيلُ فهو مِن هذا الباب .. لَكِن رُبّما لِتَعلّقِهِ بمسائلَ أخرى لَم يورِدْه الإخوة .. !!
¥(35/420)
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[12 - 01 - 03, 06:52 ص]ـ
سبق طرح الموضوع هنا ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2722
ـ[أمة الله النجدية]ــــــــ[13 - 01 - 03, 11:29 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[30 - 03 - 03, 09:26 م]ـ
-
ـ[المهذب]ــــــــ[14 - 04 - 03, 12:40 ص]ـ
بارك الله فيك ياشيخ عبدالله وفي الاخوة جميعاً.
وراجع بريدك غير مأمور.
ـ[المهذب]ــــــــ[18 - 04 - 03, 07:28 م]ـ
ـــــ
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[19 - 04 - 03, 01:23 ص]ـ
تم الرد.
بارك الله فيك يا شيخ المهذب وبشرت بالخير
ـ[المهذب]ــــــــ[20 - 04 - 03, 01:30 ص]ـ
وفيك بارك ياشيخ عبدالله.
وراجع بريدك للاهمية.
ـ[المهذب]ــــــــ[22 - 04 - 03, 07:58 م]ـ
ــــ
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[02 - 01 - 04, 11:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(35/421)
هل يصح شيء من الأدعية عند إفطار الصائم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 10 - 02, 05:44 م]ـ
بودي لو تبحث هذه المسألة للفائدة
قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد ج: 2 ص: 51
(ويذكر عنه أنه كان يقول عند فطره اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت فتقبل منا إنك أنت السميع العليم ولا يثبت
وروى عنه أيضا أنه كان يقول اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ذكره أبو داود عن معاذ بن زهرة أنه بلغه أن النبي كان يقول ذلك
وروي عنه انه كان يقول إذا أفطرذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إنشاء الله تعالى ذكره أبو داود من حديث الحسين بن واقد عن مروان بن سالم المقفع عن ابن عمر
ويذكر عنه إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد رواه ابن ماجه) انتهى
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 10 - 02, 02:20 م]ـ
لعل من أصح الأحاديث ما رواه أبو داود والنسائي في الكبرى وغيرهم من حديث الحسين بن واقد، عن مروان بن سالم المقفع عن ابن عمر رضي الله عنهماقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال ((ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إنشاء الله تعالى))
وفي إسناده مروان بن سالم المقفع (ووقع في المستدرك (المفقع) واتحاف المهرة (8\ 677) ورجحه ابن حجر في التهذيب) وخالفه بشار (27\ 390) 0
وقد ذكره ابن حبان في الثقات، ووهم الحاكم في قوله إن البخاري احتج به كما نبه عليه ابن حجر، وذكره الذهبي في الميزان0
وقال الدارقطني في السنن بعد إخراج هذا الحديث (2\ 185) (إسناده حسن) كذا في المطبوع وفي إتحاف المهرة (8\ 677) (تفرد به الحسين، وإسناده حسن لابأس به) 0
وقال الحافظ ابن منده (هذا حديث غريب لم نكتبه إلا من حديث الحسين بن واقد) تهذيب الكمال (27\ 391) 0
وقال الشيخ مقبل رحمه الله في تعليقه على المستدرك (1\ 583) (الحديث ضعيف، لأنه يدور على مجهول الحال) 0
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[30 - 10 - 02, 01:51 ص]ـ
نفع الله بك شيخنا عبدالرحمن
ـ[البدر المنير]ــــــــ[07 - 11 - 02, 05:17 م]ـ
حديث (ذهب الظمأ) عرفنا درجته ألا وهو الضعف.
لكن ما صحت حديث (اللهم لك صت وعلى رزقك أفطرت)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[07 - 11 - 02, 11:41 م]ـ
لقد سبق الجواب على هذا الحديث، وهاك الجواب أخي الفاضل:
-حديث: (اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت).
ورد من حديث أنس بن مالك وعبد الله بن عباس، ومعاذ بن زهرة مرسلا.
حديث أنس بن مالك:
أخرجه الطبراني في الأوسط (7549) والصغير (912) وفي الدعاء (رقم918) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي عن داود بن الزبرقان عن شعبة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: "بسم الله، اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت".
وقال الطبراني: "لم يروه عن شعبة إلا داود بن الزبرقان، تفرد به إسماعيل بن عمرو، ولا كتبناه إلا عن محمد بن إبراهيم".
قلت: وفي إسناده داود بن الزبرقان متروك.
حديث عبد الله بن عباس:
رواه الطبراني في الكبير (12/رقم12720) وابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم480) والدارقطني في السنن (2/ 185) من طريق يوسف بن موسى البغدادي عن عبدالملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: "اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا، فتقبل منا إنك أنت السميع العليم".
سنده باطل، عبد الملك بن هارون بن عنترة تالف، ووقع عند الطبراني (يوسف بن قيس) وصوابه (يوسف بن موسى) فليصحح.
مرسل معاذ بن زهرة:
رواه أبو داود في سننه (2358) وفي المراسيل (99) –ومن طريقه البيهقي في الكبرى (4/ 239) وفي فضائل الأوقات (ص301 - 302) - من طريق هشيم
ومحمد بن فضيل في كتاب الدعاء (رقم66) وعنه ابن أبي شيبة (2/ 344/9744).
وابن صاعد في زوائد الزهد (1411) من طريق عبثر بن القاسم.
وابن المبارك في الزهد (1410) ومن طريقه البغوي في شرح السنة (1410) عن سفيان الثوري، (وسقط: سفيان من كتاب الزهد، وهو ثابت عند البغوي، فليصحح).
والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 227) من طريق عبد العزيز بن مسلم، خمستهم (هشيم ومحمد بن فضيل، وعبثر بن القاسم، وسفيان الثوري، وعبد العزيز بن مسلم) عن حصين عن معاذ بن زهرة أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال: "الله لك صمتُ وعلى رزقك أفطرت".
ووقع عند البخاري بدل معاذ بن زهرة: (محمد بن معاذ)، وهو مجهول لا يعرف، وانفرد ابن حبان بتوثيقه.
ورواه عبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي عن الثوري عن حصين بن عبد الرحمن عن رجل عن معاذ مرفوعا بنحوه، أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (479) والبيهقي في الشعب (3/رقم3902) وفي الدعوات الكبير (2/رقم450).
قلت: ورواية ابن المبارك عن الثوري أرجح، لأنه من أثبت الناس فيه بخلاف الأشجعي فإنه له أخطاء عن الثوري.
خلاصة:
الحديث ضعيف، ولا يثبت وأقوى ما في الباب حديث معاذ بن زهرة، وهو كما علمت تابعي لا يعرف.
¥(35/422)
ـ[أبو نايف]ــــــــ[08 - 11 - 02, 12:58 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
لعل من أصح الأحاديث كما قال الشيخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه حفظه الله تعالي حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا أفطر قال ((ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله)).
فقد أخرجه أبو داود (6/ 482 عون) وسكت عنه، وسكت عنه كذلك المنذري رحمهم الله تعالي.
هذا وقد صحح حديث ابن عمر هذا وحسنه كل من:
1) الإمام الدار قطني رحمه الله تعالي. قال: (إسناده حسن).
2) الإمام الحاكم رحمه الله تعالي. قال: (هذا حديث صحيح).
3) الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالي. قال: (هذا حديث حسن).
4) العلامة الألباني رحمه الله تعالي. قال: (حسن).
هذا وجزاكم الله تعالي خير الجزاء
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[09 - 11 - 02, 12:32 ص]ـ
في سند حديث أنس بن مالك المتقدم إضفة إلى داود بن الزبرقان: إسماعيل بن عمرو بن نجيح البجلي الكوفي ضعيف، تراجع ترجمته في لسان الميزان للحافظ (1/ 425).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 10 - 03, 03:55 م]ـ
- ميزان الاعتدال - الذهبي ج 4 ص 91:
- مروان بن سالم [د، س] المقفع. عن ابن عمر - مرفوعا: يقول: إذا أفطر ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الاجر إن شاء الله. رواه عنه الحسين ابن واقد، وحدث عنه عزرة بن ثابت.
.................................................. ..........
- الكشف الحثيث- سبط ابن العجمي ص 255:
مروان بن سالم د س المقفع عن بن عمر رضي الله عنهما مرفوعا يقول إذا أفطر ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله رواه عنه الحسين بن حكيم حدث عنه عزرة بن ثابت انتهى
لم يذكر فيه الذهبي توثيقا لكنه ذكره في حكيم للتمييز واستنكر عليه هذا الحديث الذي ساقه في ترجمته فيما يظهر وقد ذكره في تذهيبه وذكر له هذا الحديث وذكر توثيقه عن ابن حبان وفي الكاشف قال فيه وثق وقد رأيته في ثقات بن حبان
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 - 10 - 03, 07:13 ص]ـ
حسب بحثي في رسالتي الماجستير (زوائد السنن الأربع على الصحيحين في أحاديث الصيام) لم يثبت في الباب شيء في المرفوع عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،والأسانيد فيها ضعف ليس بالشديد.
لكن الذي يظهر لي أن الأمر مشهور عند السلف جداً، وقد روى ابن فضيل في كتاب " الدعاء " بسند جيد عن الربيع بن خثيم أنه كان يدعو عند إفطاره.
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[29 - 10 - 03, 08:50 ص]ـ
ومن اللطائف التي استنطها بعض أهل العلم من القرآن بخصوص مشروعية الدعاء عند الفطر، قوله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني .. ) فإن الله تعالى ذكر هذه االآية بعد آيات الصيام، وقبل قوله تعالى (أحل لكم ليلة الصيام الرفث .. ) ففيها الإشارة إلى استحباب الدعاء قبيل الليل.
وهذا ذكره ابن كثير، وهو لطيف مليح، فنسأل الله تعالى أن يعيننا على الدعاء، وعلى استحضار الفرحة التي ذكرها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقوله: (للصائم فرحتان،فرحة عند فطره) لكي نعيش عبودية الفطر كما عشنا عبودية الصيام.
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[06 - 11 - 03, 12:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
@@حديث الدعاء عند الإفطار@@
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: " اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ".
وفي رواية: " الحمد لله الذي أعانني فصمت ورزقني فأفطرت ".
اعلم - بارك الله فيك - أن هذا الدعاء جاء بعدة ألفاظ كلها ضعيفة لا تقوم بها حجة، ولا تصلح في باب العبادات، ولا يجوز التعبد بها لضعف أسانيدها.
واللفظ الأول منها هو هذا الذي ذكرته مُصَدِّراً به هذا التخريج، وسيأتي ذكر بقية الألفاظ عند التعرض لشواهد الحديث أثناء تخريجه.
أما اللفظ الأول فقد أخرجه أبو داود في سننة (2/ 316) (358) وقال: حدثنا مسدد، حدثنا هشيم عن حصين، عن معاذ بن زهرة أنه بلغه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال: " اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ".
¥(35/423)
وبهذا اللفظ ومن طريق معاذ بن زهرة، أخرجه أيضاً: أبو داود في المراسيل (ص124) (99) والبغوي في شرح السنة (6/ 265) (1741)، والبيهقي في الكبرى (4/ 239) وابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 511)، وعلقه ابن المبارك في الزهد له (2/ 828) (1098) عن حصين عن معاذ مرسلاً. ولم يذكر أحدٌ منهم عن معاذ قوله: أنه بلغه، سوى أبي داود، فإنه ذكر ذلك.
ومعاذ هذا، لم يوثقه أحد غير أن ابن حبان ذكره في الثقات وفي التابعين من الرواة كما قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (8/ 224).
وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 248) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال عنه الحافظ في التقريب (ص951): "مقبول"، ومقبول عند الحافظ أي حيث يُتابَع كما قال الحافظ نفسه في مقدمة التقريب (ص81) حيث قال عن المرتبة السادسة:
" من ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله، وإليه الإشارة بلفظ مقبول، حيث يتابع، وإلا فليّن الحديث ".
وحيث لم يتابعه أحد فروايته هذه إذن ليَّنة لا حجة فيها.
ومعاذ بن زهرة، ويقال له: أبو زهرة، هو تابعي إذن، وهذا يعني أن الحديث السابق معلول بالإرسال، والمرسل من القسم الضعيف؛ لأنه لا يعرف الساقط من هو؟
قال الحافظ المزي - رحمه الله - في ترجمة معاذ بن زهرة: " روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً في القول عند الإفطار ".
وقال الإمام البخاري - رحمه الله -: " معاذ أبو زهرة: قال حصين مرسل، قاله يحيى بن معين ".
وقال ابن أبي حاتم: " معاذ بن زهرة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً روى عن الحصين بن عبد الرحمن سمعت أبي يقول ذلك ".
وقال ابن حبان - رحمه الله -: " يروى المراسيل، روى عن حصين بن عبد الرحمن ".
قال الحافظ بن حجر - رحمه الله -: " مقبول أرسل حديثاً فوهم من ذكره في الصحابة " (1).
وقال ابن الملقن - رحمه الله - عن هذا السند الذي فيه معاذ قال في خلاصة البدر المنير (1/ 327): " رواه أبو داود بإسناد حسن لكنه مرسل ".
وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 802) بعد أن ذكر أن أبا داود أخرجه من حديث معاذ قال: " وهو مرسل ".
وأورد الحديث المتقي الهندي في كنز العمال (7/ 81) (18056) وعزاه لأبي داود فقال: " عن معاذ بن زهرة مرسلاً ".
وأورد الحديث النووي في الأذكار (ص275) وعزاه لأبي داود أيضاً عن معاذ بن زهرة ثم ذكر الحديث وقال بعده: " هكذا رواه مرسلاً ".
وأخرج ابن السني الحديث في عمل اليوم واللية (ص169) (479) بلفظ آخر من طريق حصين بن عبد الرحمن عن رجل عن معاذ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: " الحمد لله الذي أعانني فصمت ورزقني فأفطرت ".
وفيه راوٍ مبهم كما هو واضح في السند، وهو هكذا عند ابن السني (2) عن معاذ رضي الله عنه يوهم أنه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، وليس كذلك وهو تصحيف لا أدري ممن هو؟ فالحديث لا يعرف أنه من مسند معاذ بن جبل بل هو من مراسيل معاذ بن زهرة، كما نص على ذلك الحفاظ من هذا الفن.
ومن الأدلة أيضاً على ذلك أن الحافظ ابن حجر - رحمه الله - قال في تهذيبه (8/ 224) في ترجمة معاذ بن زهرة لما ذكر رواية أبي داود عن معاذ هذا قال: " وقد أخرجه ابن السني الحديث من وجه آخر عن حصين بلفظ آخر ولم يقل في سياقه أنه بلغه ".
وقول الحافظ: " عن حصين بلفظ آخر " هو اللفظ الذي أوردته قبل قليل، وذلك لأن ابن السني - رحمه الله - ذكر الحديث بلفظين أحدهما عن حصين عن معاذ مرسلاً كما سبق ذكره، والآخر عن ابن عباس وسيأتي ذكره.
وبهذا يتبين أن ما ورد في عمل اليوم واللية لابن السني تصحيف ظاهر، والله أعلم. ثم وقفت على طبعة أخرى جاء فيها السند من طريق حصين عن رجل عن معاذ بن زهرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر .. فذكره، والإرسال هنا ظاهر (3).
تنبيه آخر وهو: أن السند جاء في مصنف ابن أبي شيبة (2/ 511) (4) هكذا: حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن أبي هريرة مرفوعاً بمثله.
وهذا تحصيف لا شك فيه ويدل على ذلك ما يلي:
1 - أن الحديث لا يعرف أنه من مسند أبي هريرة رضي الله عنه، بل رواه معاذ بن زهرة، وابن عباس وأنس رضي الله عنهم.
¥(35/424)
2 - أن حصين بن عبد الرحمن وهو السلمي لم أجد من ذكر أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه، وهو كوفي من أهل واسط، وأبو هريرة في المدينة، وذكر أسلم الواسطي المعروف ببحشل في كتابه تاريخ واسط (98 - 99) أن حصين هذا روى عن ثمانية من الصحابة ثم ذكرهم بإسناده ولم يذكر منهم أبا هريرة - رضي الله عنه -.
3 - أن العلامة الألباني لما خرَّج هذا الحديث في كتابه العُجاب إرواء الغليل (4/ 38) ذكر ابن أبي شيبة مع الذين رووا هذا الحديث من طريق حصين عن معاذ بن زهرة، وهذا يعني أن النسخة التي عنده بهذا السند.
4 - أن معاذ هذا يقال له: أبو زهرة، فالذي يغلب على الظن: أن أبا زهرة تَحَرَّفت أو تصحفت إلى أبي هريرة والله أعلم، هذا وفي الحديث علة أخرى وهي: الاختلاف على حصين كما هو واضح في السند حيث: رواه سفيان عن حصين عن رجل عن معاذ بن زهرة ورواه هشيم عن حصين عن معاذ بن زهرة، وسفيان هذا هو الثوري، وهشيم هو ابن بشير السُلمي، وحصين هو ابن عبد الرحمن السلمي. وحصين بن عبد الرحمن هو الذي اضطرب في الرواية فحدث به لسفيان بواسطة رجل عن معاذ، وحدث به تارةً لهشيم دون واسطة الرجل عن معاذ؛ لأن حصيناً هذا وإن كان ثقة إلا أنه تغيَّر حفظه.
قال أبن حاتم: " صدوق، ثقه في الحديث، وفي آخر عمره ساء حفظه "، وقال يزيد بن هارون: " قد نسي "، وقال النسائي: " تغيَّر "، وقال الحافظ: " ثقة تغير في الآخر ".
انظر تهذيب التهذيب (2/ 347 - 348) والتقريب (ص253) فالحمل عليه إذن لأن الرواة عنه ثقات، وهو مجروح في حفظه وضبطه، نعم لو لم يتغيّر لترجحت رواية هشيم؛ لأنه أثبت في حصين من سفيان والله أعلم.
وللحديث شاهد بلفظه السابق وهو حديثنا التالي:
" بسم الله، اللهمَّ لك صمت، وعلى رزقك أفطرت " - ضعيف جدا.
أخرجه الطبري في الأوسط (7/ 298) (549) والأصبهاني في تاريخ أصبهان (2/ 217 - 218)، والدارقطني في الأفراد [كما في أطراف الغرائب للمقدسي [2/ 36) (699)].
من طريق: إسماعيل بن عمرو حدثنا داود بن الزِّبْرِقان حدثنا شعبة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: ... فذكره.
قال الدراقطني في الأفراد [كما في الطرائف الغرائب (2/ 36)] قال: " غريب من حديث شعبة عن ثابت، تفرد به داود بن الزبرقان عنه، وتفرد به عنه إسماعيل بن عمرو البجلي ".
وبمثل هذا قال أيضاً في المعجم الأوسط (7/ 298). أي: انفرد به داود بن الزبرقان عن شعبة من بين أصحابه، فتفرد به ولم يتابعه عليه أحد.
وهذا إسناد معلول بعلتين:
الأولى: إسماعيل بن عمرو البجلي المتفرد بالحديث عن داود هذا، وإسماعيل ضعيف الحديث.
قال أبو حاتم: هو ضعيف الحديث، وقال ابن عدي: هو ضعيف وله عن مسعر غير حديث منكر، لا يتابع عليه، وقال الدراقطني: ضعيف، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: " ضعفه ابن عدي وجماعة " (5).
العلة الثانية: داود بن الزبرقان شيخ إسماعيل بن عمرو.
وهو داود بن الزبرقان الرقاشي بصري نزل بغداد.
قال عنه ابن معين: ليس بثقه.
وقال عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه ابن المديني: " كتبت عنه شيئاً يسيراً، ورميت به وضعفه جداً ".
وقال البخاري: مقارب الحديث. وقال أبو داود: ضعيف، وقال في موضع آخر: ليس بشيء، وفي موضع آخر: ليس بثقة.
وقال النسائي: ليس بثقة. وقال أبو زرعة: متروك. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، ذاهب الحديث. وقال الجوزجاني: كذَّاب.
وقال ابن عدي - بعد أن ساق له عدة أحاديث قال عنه: " ولداود بن الزبرقان حديث كثير غير ما ذكرته، وعامة ما يرويه عن كل من روى عنه مما لا يتابعه أحد عليه، وهو في جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم ".
وقال سعيد بن عمرو الرذعي: قلت لأبي زرعة: داود بن الزبرقان؟
قال: متروك الحديث، قلت: ترى نذاكر عنه أو نكتب حديثه؟ قال: لا.
وقال الحافظ ابن حجر: " متروك وكذبه الأزدي " (6).
وبداود هذا أعل الحافظ ابن حجر الحديث وضعفه، حيث قال في كتابه القيم التلخيص الحبير (2/ 802) " وإسناده ضعيف، فيه داود بن الزبرقان وهو متروك " أ. هـ
وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 159): " رواه الطبراني في الأوسط وفيه داود بن الزبرقان وهو ضعيف ".
وأعله الألباني أيضا بداود في إرواء الغليل (4/ 38).
¥(35/425)
وبهذا يتبين لنا أن هذا الشاهد لا يصلح في باب الشواهد والمتابعات، ولا ينهض لتقوية غيره؛ لأنه بذاته شديد الضعف فكيف يقوى هذا على تقوية المعلول؟!
فإن إسناداً بهذا الوصف: أي: فيه مثل داود بن الزبرقان لا عبرة به في باب الاعتبار، لأنه من قيل فيه: متروك، أو: ليس بثقة، لا يصلح في باب الشواهد، ناهيك إن كان فيه من قيل فيه: كذَّاب. والحديث أورده المتقي الهندي في الكنزر (8/ 509) (23873) وعزاه للدراقطني في الأفراد عن أنس.
وللحديث شاهد آخر ضعيف نُبين حاله في البحث الذي يلي هذا:
" لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ".
وفي رواية أخرى، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
" اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا، فتقبل منَّا إنك أنت السميع العليم " - ضعيف جداً أو موضوع.
أخرجه الطبراني بلفظه الأول في المعجم الكبير (12/ 146) (12720) وبلفظه الثاني أخرجه الدراقطني في سننه (2/ 185) (26)، وابن السني في عمل اليوم واللية (ص169) (480).
كلهم من طريق: عبدالملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال ... فذكره.
وهذا إسناد معلول بعبد الملك وأبيه هارون مع اختلافٍ فيه.
أقول: هارون والد عبد الملك هو: هارون بن عنترة اختلفوا فيه.
وثقه الإمام أحمد ويحيى بن معين.
واختلفت الرواية فيه عن الدراقطني، نقل عنه ذلك الذهبي في الميزان وضعفه هو وابنه عبد الملك في الضعفاء له وقال: " هما ضعيفان ".
وقال ابن حبان في هارون هذا: " منكر الحديث جداً يروي المناكير الكثيرة، حتى يسبق إلى قلب المستمع لها أنه المتعمد لذلك من كثرة ما روى مما لا أصل له، لا يجوز الاحتجاج به بحال ".
وذهب بعض العلماء إلى أن البلية من ابنه عبد الملك لا منه هو، لأن ابنه قد رمي بالكذب فالحمل عليه.
قال الذهبي في هارون هذا: " الظاهر أن النكارة في الراوي عنه ". وكذا قال الألباني في الإرواء: " وآفة هذا الإسناد من ابنه عبد الملك " (7).
وأما الابن فهو: عبد الملك بن هارون بن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني.
قال عنه الإمام أحمد: ضعيف الحديث. وقال يحيى بن معين: كذاب. وقال أبو حاتم: متروك الحديث، ذاهب الحديث.
وقال ابن حبان: " كان ممن يضع الحديث لا يحل كتابة حديثه إلا على وجه الاعتبار، وهو الذي يقال له: عبد الملك بن أبي عمرو حتى لا يعرف، كان كنية هارون أبو عمرو ".
وقال البخاري: منكر الحديث.
قلت: ومعنى منكر الحديث عند البخاري؛ أي: لا تحل الرواية عنه، نقل ذلك عنه ابن القطان. قال الذهبي في الميزان (1/ 119): [ونقل ابن القطان أن البخاري: قال: " كل من، قلت فيه منكر الحديث فلا تحلُّ الرواية عنه "].
وقال عنه النسائي: متروك الحديث. وقال السعدي: دجَّال كذَّاب.
وقال ابن عدي: " وعبد الملك بن هارون له أحاديث غرائب عن أبيه عن جده، عن الصحابة مما لا يتابعه عليه أحد ".
وضعفه الدراقطني في الضعفاء له (8).
قلت: إذن تعصيب الجناية برأس الابن عبد الملك أصح لأنه رُمي بالكذب، ولو قلنا: أن هذا الإسناد والمتن موضوعان، لما أبعدنا النجعة ولما بالغنا لأن عبد الملك هذا ممن يضع فهو الذي اصطنعه فصار في الظاهر شاهداً وليس كذلك.
وأعلَّ الهيثمي هذا الحديث بعبد الملك، فقال في المجمع (3/ 159).
" رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الملك بن هارون، وهو ضعيف ".
وقال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير (1/ 327) عن حديث ابن عباس: " وفي إسناده عبد الملك بن هارون بن عنترة، وقد تركوه، وقال السعدي: دجَّال كذَّاب ".
وقال الحافظ في التلخيص (2/ 802) بعد أن ذكر من أخرجه قال: " بسند ضعيف " وتعقب العلامة الألباني الحافظ الهيثمي وابن حجر في قولهما عن الحديث " ضعيف " فقط فقال في إرواء الغليل (4/ 37): [وفي ذلك تساهل منه ومن الذين قبلهن فإن حقهم أن يقولوا: " ضعيف جداً ". وذلك خشية أن يغتر أحد بظاهر كلامهم فيقوي الحديث (9) بحديث أنس معتمداً على قاعدة " يتقوى الحديث الضعيفة بكثرة الطرق، ومن شرطها أن تكون مفردات هذه الطرق غير شديدة الضعف، وهذا مما لم يتوفر في هذه الطريق عند التحقيق "] ا. هـ
¥(35/426)
قلت: وقد حصل ذلك حيث قال محقق كتاب الأذكار للنووي (10) معلقاً على المحقق في حاشية كتاب الأذكار (ص275): " ولكن له شواهد يتقوى بها ".
قلت: وأين هذه الشواهد التي تصلح أن يتقوى بها هذا الحديث فكلها طرق واهية لا تصلح في باب الاعتبار فوجودها كعدمها، فلا يخلو حال رواتها من الضعف الشديد.
وبفضل الله - سبحانه وتعالى - أن هناك حديثاً آخر إسناده حسن، يقال عند الفطر، وهو ما رواه أبو داود في سننه (2357) عن عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - قال: [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال: " ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله "].
وهذا الحديث إسناده حسن، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 802): " قال الدارقطني: إسناده حسن "].
وكذلك حسنه العلامة الألباني في صحيح سنن أبي داود (2/ 59) وفي إرواء الغليل (4/ 39) وانظر تخريجه مطولاً في التلخيص الحبير (2/ 802) وإرواء الغليل (4/ 39).
فإذا وجد مثل هذا الإسناد الحسن، والحسن حجة في الأحكام والعبادات، فلا حاجة للعمل بالحديث الضعيف الذي مضى تخريجه، فعليك أيها المسلم بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو الذي يترتب عليه الأجر والثواب، أما الضعيف فاهجره فلا فائدة منه.
والله أعلم
نقلاً من كتاب تحذير الخلان من رواية الأحاديث الضعيفة حول رمضان للشيخ عبد الله الحمادي حفظه الله ص 74 - 82.
--------------------------------------------------------------------------------
1) انظر ما سبق من الأقول في: التهذيب [28/ 122]، والتاريخ الكبير للبخاري [7/ 364]، والجرح والتعديل [8/ 248]، ثقات ابن حبان [7/ 482]، تقريب التهذيب [ص951].
2) طبعة مؤسسة الكتاب الثقافية، تحقيق: أبي محمد سالم بن أحمد السلفي.
3) طبعة مكتبة دار البيان، تحقيق بشير محمد عيَّون [ص226] [479].
4) طبعة دار الفكر، تحقيق: سعيد اللحام.
5) الجرح والتعديل [2/ 190]، الكامل [1/ 525]، المغني في الضعفاء [1/ 128].
6) انظر: تهذيب الكمال [8/ 392]، الجرح والتعديل [3/ 412]، ميزان الاعتدال [3/ 11]، الكامل لابن عدي [3/ 564]، أحوال الرجل للجوزجاني [ص111]، تاريخ بغداد [8/ 353]، تقريب التهذيب [ص305].
7) انظر ما قبل في هارون بن عنترة في: المجروحين [3/ 93] الميزان [7/ 62]، ضعفاء الدراقطني [ص289].
8) انظر ما قبل في عبد الملك بن هارون في: المجروحين [2/ 133]، والجرح والتعديل [5/ 374] وضعفاء الدراقطني [ص289]، والكامل لابن عدي [6/ 529]، والميزان للذهبي [4/ 414]، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي [2/ 153].
9) أي حديث ابن عباس الذي نحن بصدد تخريجه.
10) طبعة دار الهدى، تحقيق وتعليق فضيلة الشيخ/ عبد القادر الأرنؤوط حفظه الله ووفقه، وليته تأمل طرق وشواهد هذا الحديث قبل أن يطلق تلك العبارة، نسأل الله لنا وله التوفيق والسداد.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[06 - 11 - 03, 04:49 م]ـ
http://www.sonnh.com/
بعض محاولات البحث في البرنامج أعلاه
فضائل الأوقات للبيهقي
بَابُ اسْتِحْبَابِ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْفِطْرِ
140 أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّبَّاسُ، بِمَكَّةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيِّ بْنِ مُلَيْكَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ دَعْوَةٌ مَا تُرَدُّ "
قَالَ: وَسَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ عِنْدَ فِطْرِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رَحْمَتَكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي
ثم قال
وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ إِفْطَارِهِ: يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ اغْفِرْ لِي *
وفي الدعوات الكبير
بَابُ مَا يَقُولُ الصَّائِمُ إِذَا أَفْطَرَ
وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ إِفْطَارِهِ: يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ، اغْفِرْ لِي،
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ قَالَ عِنْدَ فِطْرِهِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[06 - 11 - 03, 09:04 م]ـ
وفي شعب الإيمان ج: 3 ص: 407
قال ابن عمر كان يقال إن لكل مؤمن دعوة مستجابة عند إفطاره إما ان يعجل له في دنياه او يدخر له في آخرته قال فكان ابن عمر يقول عند افطاره يا واسع المغفرة اغفر لي
وعن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله ص إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد قال وسمعت عبد الله يقول عند فطره اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء ان تغفر لي ذنوبي
عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة
فكان عبد الله بن عمرو إذا افطر دعى أهله وولده ودعا
وفي المستدرك وابن ماجه:
عن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن للصائم عند فطره دعوة اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي ذنوبي
قال الحاكم عن سنده: إسحاق إن كان بن عبد الله مولى زائدة فقد خرج عنه مسلم وإن كان بن أبي فروة فإنهما لم يخرجاه
ج: 1 ص: 583
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة وتفتح لها أبواب السماء ويقول بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين
عزاه ابن كثير في تفسيره لمسند الإمام أحمد وسنن الترمذي والنسائي وابن ماجه
¥(35/427)
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[07 - 11 - 03, 01:36 ص]ـ
باختصار ماذا نقول إن أفطرنا؟
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[07 - 11 - 03, 02:43 ص]ـ
قل ما تيسر مما سبق مع عدم اعتقاد ثبوته عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل عن السلف.
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[08 - 10 - 06, 04:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الناصح]ــــــــ[23 - 10 - 06, 11:39 م]ـ
قول الدارقطني وإسناده حسن هل هو من باب التصحيح مع أنه قال تفرد به الحسين وهذه علّة ثم قال
وإسناده حسن لابأس به
وهل ارتضى هذا التفرد فألمح إلى قبوله؟
ويضاف إلى من حسن الحديث ابن قدامة في المغني
وحسنه العلوان حفظه الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 07, 02:30 ص]ـ
قول الدارقطني وإسناده حسن هل هو من باب التصحيح مع أنه قال تفرد به الحسين وهذه علّة ثم قال
وإسناده حسن لابأس به
وهل ارتضى هذا التفرد فألمح إلى قبوله؟
معنى قول الدارقطني (إسناده حسن) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=65427#post65427)
ـ[السيد زكي]ــــــــ[08 - 09 - 08, 05:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[25 - 08 - 09, 11:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وزادكم علما وفقها ..(35/428)