قال البيهقي هذا مرسل جيد ويحتمل أن يكون العلا بن الحارث أخذه من مكحول والله أعلم
قلت وأقره المنذري في الترغيب
وفي شعب الإيمان أيضا ج: 3 ص: 381
عن مكحول عن كثير بن مرة الحضرمي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة النصف من شعبان يغفر الله عز وجل لأهل الأرض إلا المشرك والمشاحن
قال البيهيق هذا مرسل جيد وروي من وجه آخر عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني عن النبي ص وهو أيضا بين مكحول وأبي ثعلبة مرسل جيد كما
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي ج: 3 ص: 365
اعلم أنه قد ورد في فضيلة ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث مجموعها يدل على أن لها أصلا فمنه ...
وساق عدة أحاديث
ثم قال:
فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء والله تعالى أعلم
قلت وكل ما سبق من الأحاديث المنقطعة حجة بمفردها في الفضائل فكيف وفيها ما صححه جمع من العلماء بل وبمجموعها وينضاف عليها عدة أحاديث أخرى كحديث أبي بكر الصديق ورجاله ثقات إلا واحد لم يعرف بجرح أو تعديل
وحديث أبي هريرة ورجاله ثقات إلا واحد لم يعرف
وكذا حديث عوف بن مالك وأبي ثعلبة وفي إسنادهما ضعف
وللمزيد أنظر مجمع الزوائد ج: 8 ص: 65 والترغيب والترهيب ج: 2 ص: 73
وأثناء البحث وقعت على ما يلي
نقل الذهبي عن ابن الحافظ ابن عساكر أنه رحمه الله كان مواظبا على الجماعة والتلاوة يختم كل جمعة ويختم في رمضان كل يوم ويعتكف في المنارة الشرقية وكان كثير النوافل والأذكار ويحيى ليلة النصف والعيدين بالصلاة والذكر وكان يحاسب نفسه على لحظة تذهب
تذكرة الحفاظ ج: 4 ص: 1331
وفي ذلك تقوية للحديث بعمل هذا المحدث الإمام.
وفي أخبار مكة ج: 3 ص: 84 للفاكهي المتوفى سنة 275 هـ
ذكر عمل أهل مكة ليلة النصف من شعبان واجتهادهم فيها لفضلها
وأهل مكة فيما مضى إلى اليوم إذا كان ليلة النصف من شعبان خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد فصلوا وطافوا وأحيوا ليلتهم حتى الصباح بالقراءة في المسجد الحرام حتى يختموا القرآن كله ويصلوا ومن صلى منهم تلك الليلة مائة ركعة يقرأ في كل ركعة ب الحمد و قل هو الله أحد عشر مرات وأخذوا من ماء زمزم تلك الليلة فشربوه واغتسلوا به عندهم للمرضى يبتغون بذلك البركة في هذه الليلة ويرى فيه أحاديث كثيرة
ثم ساق عدة أحاديث
والله أعلم
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[29 - 09 - 03, 06:34 م]ـ
فائدة
روى البزار حديث أبي بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيغفر لعباده إلا ما كان من مشرك أو مشاحن لأخيه
ثم قال وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي بكر إلا من هذا الوجه وقد روي عن غير أبي بكر وأعلى من رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وإن كان في إسناده شيء فجلالة أبي بكر تحسنه وعبدالملك بن عبدالملك ليس بمعروف وقد روى هذا الحديث أهل العلم ونقلوه واحتملوه فذكرنا لذلك
مسند البزار ج: 1 ص: 207
ولم يتبين لي قوله (فجلالة أبي بكر تحسنه)
وهل هو تحسين منه للحديث.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[30 - 09 - 03, 06:37 ص]ـ
من ناحية صحة الحديث فطرقه لاتصلح للتقوي لشدة ضعفها
وقد قال العقيلي في الضعفاء (3/ 29) (وفي النزول في ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين، والرواية في النزول كل ليلة أحاديث ثابتة صحيحة، فليلة النصف من شعبان داخلة فيها ان شاء الله) انتهى.
ويقول الدارقطني في العلل (6/ 50) (والحديث غير ثابت)
فمن يقول إنها تتقوى بالطرق فكلامه غير صحيح
فالتقوي بالطرق له شروط منها ألا تكون الطرق شديدة الضعف كحال حديثنا هذا
قال الشيخ حاتم الشريف حفظه الله
وقال ابن رجب: " وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اختُلف فيها، فضعّفها الأكثرون، وصحّح ابن حبان بعضها ". (لطائف المعارف: 261) بل صحّ عن جمع من السلف إنكار فضلها.
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (وهو من أتباع التابعين من أهل المدينة): " لم أدرك أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان، ولم ندرك أحداً منهم يذكر حديث مكحول ولا يرى لها فضلاً على سواها من الليالي "، أخرجه ابن وضاح بإسناد صحيح في ما جاء في البدع (رقم 119)، وقال ابن أبي مُليكة (وهو من جِلّة التابعين وفقهائهم بالمدينة)، وقيل له: إن زياداً النميري يقول: إن ليلة النصف من شعبان أجْرُها كأجر ليلة القدر، فقال: لو سمعته يقول ذلك وفي يدي عصاً لضربته بها " أخرجه عبد الرزاق في المصنف (رقم 7928)، وابن وضاح في ما جاء في البدع (رقم 120) بإسناد صحيح.
ولما سئل عبد الله بن المبارك عن النزول الإلهي ليلة النصف من شعبان قال للسائل: " يا ضعيف! ليلة النصف؟! ينزل في كل ليلة " أخرجه أبو عثمان الصابوني في اعتقاد أهل السنة (رقم 92).
وأما من نقل عن عمل أهل مكة بهذا فلا يصح كذلك الاستدلال به ففعلهم ليس بدليل شرعي يحتج به فهو يحتمل الصواب والخطا فإيراد هذا الكلام ليس له حاجة
وأما من ناحية المقصود بالمشرك في الحديث
فالمشاحن هو المبتدع (كما في النهاية عن الأوزاعي)
واللفظ في الحديث) ((يطلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن).
فقوله في الحديث خلقه يشمل الناس كلهم المسلم والمشرك
فاستثنى منهم المشرك وهذا ظاهر في أن المقصود به المشرك الشرك الأكبر، لأنه استثنى من خلقه ولم يستثن من المسلمين، فلو استثنى من المسلمين لكان يحتمل أنه الشرك الأصغر، وعلى القول بحمل المشترك على معانيه فيحتمل الجمع بين الشركين الأصغر والأكبر، ولكن هنا قرينة تدل على أنه الأكبر وهي ذكر الخلق.
وعلى كل حال فالحديث لا يصح ولا يتقوى بالطرق، والله أعلم.
¥(34/353)
ـ[جمال الدين مجدى]ــــــــ[30 - 09 - 03, 07:33 ص]ـ
ما رأيك يا شيخنا فى طبع رسالة فى هذا الموضوع
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 10:30 ص]ـ
حديث عثمان بن أبي العاص-رضي الله عنه-
لفظه:
عن عثمان بن أبي العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان ليلة النصف من شعبان فإذا مناد هل من مستغفر فاغفر له هل من سائل فأعطيه فلا يسأل أحد إلا أعطي إلا زانية بفرجها او مشرك)).
تخريجه:
رواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص/226رقم496)، والخلال في أماليه (ص/19رقم4)، والبيهقي في شعب الإيمان (3/ 383رقم3836)، وفي فضائل الأوقات (ص/124 - 126رقم25)، وابن الدبيثي في جزئه (ص/122 - 124رقم6) من طريقين عن مرحوم بن عبد العزيز عن داود بن عبد الرحمن عن هشام بن حسان عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- به.
يقول أبو عمر العتيبي: وقد روي هذا الحديث من طرق أخرى دون ذكر ليلة النصف من شعبان، وهي:
ما رواه الطبراني في المعجم الكبير (9/ 59رقم8391)، وفي المعجم الأوسط (2/ 154رقم2769) حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي قال حدثنا عبد الرحمن بن سلام حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عثمان بن أبي العاص الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تفتح أبواب السماء نصف اليل فينادي مناد: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من مكروب فيفرج عنه؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز وجل له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشار)).
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا داود تفرد به عبد الرحمن.
# وما رواه أحمد في المسند (4/ 22، 217، 218)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 222رقم508)، وفي الآحاد والمثاني (3/ 197 - 198رقم1544)، والبزار في مسنده (6/ 308رقم2320)،وأبو يعلى في مسنده –كما في الإصابة (5/ 615) -، والطبراني في المعجم الكبير (9/ 54، 55رقم8373، 8374)، وفي الدعاء (ص/60 - 61رقم137)، وابن خزيمة في التوحيد (1/ 321رقم44، 45) والدارقطني في النُّزول (ص/150رقم72) بعضهم رواه من طريق حماد بن زيد، وبعضهم من طريق حماد بن سلمة كلاهما
عن علي بن زيد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة فيقول: هل من داع فاستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟)).
واللفظ للبزار والطبراني.
ولفظ رواية عند أحمد وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني وأبو يعلى والطبراني في رواية: ((أنَّ نبي الله داود -صلى الله عليه وسلم- كان يوقظ أهله ساعة من الليل، فيقول: يا آل داود، قوموا فصلوا، فإن هذه الساعة يستجيب الله تعالى فيها الدعاء إلا لساحر أو عشار)) وللحديث قصة.
وفي لفظ: ((إن في الليل ساعة تفتح فيها أبواب السماء، ينادي مناد: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فاستجيب له؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ وانَّ داود خرج ذات ليلة فقال: لا يسأل الله عز وجل أحد شيئاً إلا أعطاه إلا أن يكون ساحراً أو عشاراً))
ورواه الطبراني في المعجم الكبير (9/ 54رقم8371)، وفي الدعاء (ص/60رقم138) حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا إبراهيم بن الحجاج الشامي ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن عبد الله بن عامر استعمل كلاب بن أمية على الأبلة فمر به عثمان بن أبي العاص فقال له ما شأنك فقال استعملت على ألابلة فقال: سمعت رسول الله يقول: ((إن في الليل ساعة تفتح فيها أبواب السماء فيقول الله عز وجل هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟)) قال: ((وإن داود عليه السلام خرج ذات ليلة فقال: لا يسأل الله عز وجل الليلة أحد شيئا إلا أعطاه إياه إلا ساحرا أو عشاراً)) فركب في قرقور فأتى عبد الله بن عامر، فقال: اقبل عملك، فإن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه حدثني كذا و كذا.
قال البزار: ولا نعلم أن أحداً يحدثه بهذا الحديث عن عثمان بن أبي العاص إلا من
هذا الوجه بهذا الإسناد
¥(34/354)
#ورواه الطبراني في الدعاء (ص/61رقم140) من طريق عدي بن الفضل عن علي بن زيد عن الحسن عن كلاب بن امية عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول: ((ينْزل الله عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا، ثم يأمر منادياً ينادي: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من داع فأستجيب له؟)) ثم قال رسول الله: ((إنَّ داود عليه السلام خرج ذات ليلة على أهله في ثلث الليل فقال: يا أهلي، قوموا فصلوا، فإن هذه ساعة يستجاب فيها الدعاء إلا لعشار أو ساحر)).
وروى الطبراني في المعجم الكبير (9/ 54)، وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 388) وابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق خليد بن دعلج عن سعيد بن عبد الرحمن عن كلاب بن أمية أنه لقي عثمان بن أبي العاص فقال ما جاء بك؟ فقال: استعملت على عشر الأبلة فقال عثمان: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله يدنو من خلقه فيغفر لمن استغفر إلا لبغي بفرجها أو لعشار)) هذا لفظ الطبراني.
ولفظ ابن قانع-ومن طريقه ابن عساكر-: عن كلاب بن أمية: أنه لقي عثمان بن أبي العاص فقال له: ما جاء بك؟ قال: استعملت على عشور الأبلة. فقال له كلاب بن أمية سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن الله يدنو من خلقة فيغفر لمن استغفر الا البغي بفرجها والعشار)). فجعله من مسند كلاب بن أمية، ولذلك أورده في الصحابة.
الحكم عليه:
الحديث إسناده صحيح ورجاله ثقات.
مرحوم بن عبد العزيز: ثقة من رجال الجماعة.
وداود بن عبد الرحمن العطار: ثقة من رجال الجماعة.
هشام بن حسان: ثقة إمام من رجال الجماعة، وقد تكلم بعض العلماء في روايته عن الحسن استصغاراً له أو يرون أنه أخذها من حوشب وهو من ثقات أصحاب الحسن، ولكن الذي استقر عليه عمل الأئمة وأصحاب الصحاح هو تصحيح رواية هشام عن الحسن حتى قال ابن عدي في الكامل (7/ 113): [وهشام بن حسان أشهر من ذاك، وأكثر حديثاً فمن احتاج أن اذكر له شيئاً من حديثه فإن حديثه عمن يرويه مستقيم، ولم أرَ في حديثه منكراً إذا حدث عنه ثقة، وهو صدوق لا بأس به].
الحسن: هو ابن أبي الحسن يسار البصري الإمام الحافظ الفقيه المعروف، وهو قليل التدليس وكثير الإرسال.
قال الحاكم في المستدرك (1/ 283): الحسن لم يسمع من عثمان بن أبي العاص
وقال المزي: يقال: لم يسمع منه.
وجزم الحافظ بذلك.
وقال ابن معين -رحمَهُ اللهُ- -كما في سؤالات الدوري (4/ 260): ويقال إنه رأى عثمان بن أبي العاص.
ولكن أشار الإمام أحمد والبخاري -رحمَهُما اللهُ- إلى سماعه منه.
فقد روى عبد الله في العلل (2/ 211) عن أبيه حدثنا أبو داود قال حدثنا أبو عامر عن الحسن قال: كنا ندخل على عثمان بن أبي العاص وكان له بيت.
وكذا أورد هذه الرواية البخاري في التاريخ الكبير (6/ 212) في ترجمة عثمان بن أبي العاص حيث روى عن الحسن -رحمَهُ اللهُ- أنه قال: كنا ندخل على عثمان بن أبي العاص وقد أخلى بيتا للحديث.
وقد صحح الترمذي وابن خزيمة روايات للحسن عن عثمان بن أبي العاص وهذا يقتضي أنهما يقولان بسماعه منه.
وقال ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 342): حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا حميد الطويل قال: ذُكر عند الحسن أن صيام عرفة يعدل صيام سنة فقال الحسن: ما أعلم ليوم فضلاً على يوم، ولا لليلة على ليلة إلا ليلة القدر، فإنها خير من ألف شهر، ولقد رأيت عثمان بن أبي العاص صام يوم عرفة يرش عليه الماء من إداوة معه يتبرد به.
فالصحيح أن الحسن البصري -رحمَهُ اللهُ- سمع من عثمان بن ابي العاص -رضي الله عنه- لاسيما وأنه قد روي تصريحه بالسماع منه بسند ضعيف.
وعنعنة الحسن البصري محمولة على السماع لقلة تدليسه.
فالسند صحيح -إنْ شَاءَ اللهُ تَعالَى-.
فإن قيل: إنه قد اختلف في الحديث سنداً ومتناً على ثلاثة أوجه كلها واهية:
الوجه الأول: ما رواه عبد الرحمن بن سلام حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عثمان بن أبي العاص الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تفتح أبواب السماء نصف اليل فينادي مناد: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من مكروب فيفرج عنه؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز وجل له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشار)).
¥(34/355)
فخالف عبد الرحمن بن سلام الجمحي مرحومَ بن عبد العزيز العطار في السند والمتن:
في السند حيث جعل شيخ هشام: ابنَ سيرين، وليس الحسن.
وفي المتن لم يذكر ليلة النصف من شعبان.
فالجواب على هذا: أن مرحوم بن عبد العزيز العطار أوثق وأثبت من عبد الرحمن بن سلام الجمحي.
فمرحوم العطار ثقة من رجال الجماعة.
وعبد الرحمن بن سلام الجمحي: صدوق من رجال مسلم
ثم إن رواية هشام بن حسان عن ابن سيرين أشهر وهي الجادة فمن سلك الجادة مع المخالفة أولى بالوهم ممن لم يسلك الجادة والله أعلم.
فتبين أن رواية عبد الرحمن بن سلام الجمحي شاذة.
الوجه الثاني من الاختلاف: ما رواه الحمادان عن علي بن زيد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة فيقول: هل من داع فاستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟)).
وما رواه إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن عبد الله بن عامر استعمل كلاب بن امية على الأبلة فمر به عثمان بن أبي العاص فقال له ما شأنك؟ الحديث.
وما رواه عدي بن الفضل عن علي بن زيد عن الحسن عن كلاب بن أمية عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول: ((ينْزل الله عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا، ثم يأمر منادياً ينادي: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من داع فأستجيب له؟)) ثم قال رسول الله: ((إنَّ داود عليه السلام خرج ذات ليلة على أهله في ثلث الليل فقال: يا أهلي، قوموا فصلوا، فإن هذه ساعة يستجاب فيها الدعاء إلا لعشار أو ساحر)).
فالجواب: أن علي بن زيد سيء الحفظ ومخالفته تعد منكرة وقد اضطرب فيه، وفي الرواية الثالثة عدي بن الفضل وهو متروك.
الوجه الثالث: ما رواه خليد بن دعلج عن سعيد بن عبد الرحمن عن كلاب بن أمية أنه لقي عثمان بن أبي العاص فقال ما جاء بك؟ ..
وخليد بن دعلج ضعفه ابن معين وغيره وال النسائي: ليس بثقة، وتركه الدارقطني، وقال الساجي: مجمع على ضعفه.
وقد خلط فيه فتارة يجعله من مسند عثمان بن أبي العاص ويرويه مطولاً، وتارة يجعله من مسند كلاب بن أمية ويختصر متنه.
وقد ضعف ابن حجر سند حديث كلاب في الإصابة (5/ 615)
فظهر بما سبق أن المحفوظ هو رواية مرحوم بن عبد العزيز عن داود بن عبد الرحمن عن هشام بن حسان عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- به. وأن سندها صحيح -إنْ شَاءَ اللهُ تَعالَى-.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[30 - 09 - 03, 10:53 ص]ـ
هذا الشاهد الذي ذكرته لايفرح به لأنه ليس في لفظ الحديث الذي ذكرته موضع الشاهد فلفظه (إذا كان ليلة النصف من شعبان فإذا مناد هل من مستغفر فاغفر له هل من سائل فأعطيه فلا يسأل أحد إلا أعطي إلا زانية بفرجها او مشرك)
فأين ما ورد في الحديث من المغفرة لكل مشرك ومشاحن!
فليس في لفظ الحديث شاهد فغاية ما يفيده مثل ما يفيد حديث النزول الإلهي كل ليلة وليس فيه زيادة البتة.
وهناك عدة أمور في بحثك لعلي أبينها بإذن الله تعالى.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 11:11 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فلم أورد حديث عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- الصحيح من أجل لفظة المشرك.
وإنما ردا على من ينكر صحة حديث النزول الإلهي ليلة النصف من شعبان.
والحديث صحيح على قواعد المتقدمين والمتأخرين.
إلا إذا كنت ترى رد حديث الحسن بتهمة التدليس فهات من صنيع الأئمة ما يثبت ذلك في الحسن البصري رحمه الله.
وأمامك إمامان يذهبان إلى سماعه أحمد والبخاري ..
وهو حديث صحيح بلا شك.
ومرحبا بالنقد العلمي المبني على أصول السلف.
والله الموفق.
ـ[الشافعي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 11:14 ص]ـ
لا يوجد أحد هنا ينكر النزول الإلهي ليلة النصف من شعبان فإن النزول
ثابت في كل ليلة وليلة النصف منها.
وإنما الذي لا يثبت هو ما ورد في خصوص تلك الليلة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[30 - 09 - 03, 11:19 ص]ـ
لاأحد ينكر النزول الإلهي في النصف من شعبان أو غيره من الأيام وكلها سواسية إلا المبتدعة
أما الحديث الذي ذكرته فسواء صح أم لا، فلا يفيدنا في مسألتنا هذه فهو أجنبي عنها
اللهم إلا في زيادة إثبات نزول الله تعالى في كل ليلة، وهذا والحمد لله ثابت في أحاديث كثيرة
ونحن كلامنا حول نزول الله في النصف من شعبان ومغفرته للناس كلهم إلا لمشرك أو مشاحن.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 11:20 ص]ـ
النزول كل ليلة يكون في الثلث الأخير من الليل.
أما ليلة النصف فلعله يشمل كل الليلة.
وكذلك شمولية المغفرة إلا من استثني وهم: المشرك والمخاصم (المشاحن) والعاق وقاطع الرحم والزانية وقاتل النفس.
والله أعلم
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 11:26 ص]ـ
ثم إن لفظ حديث عثمان رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان ليلة النصف من شعبان فإذا مناد هل من مستغفر فاغفر له هل من سائل فأعطيه فلا يسأل أحد إلا أعطي إلا زانية بفرجها او مشرك)).
ففيه النص على المشرك.
والله أعلم
¥(34/356)
ـ[أبوالخيرالحنبلي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 02:07 م]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[30 - 09 - 03, 06:51 م]ـ
تحية وإعجاب بتخريج أبي عمر العتيبي وما قام به من تحر لرواية لم تعط حقها وقد أثرت البحث وجعلت فيه حجة وأي حجة على صحة خصوصية ليلة النصف من شعبان
وهي تكفي إن انفردت فكيف بها مع ما سبق من الطرق المتعاضدة.
جعل الله ذلك في ميزان حسناته.
ـ[أحمد الشبلي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 07:08 م]ـ
إتماماً للفائدة سأذكر بعون الله زيادة في تخريج طرق الحديث سوى ما تقدم:
- حديث علي بن أبي طالب:
- رواه ابن ماجه (1388) والشجري في الأمالي الخميسية (1/ص2180) والبيهقي في فضائل الأوقات (24) وفي شعب الإيمان (3542) والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1833) -ومن طريقه السخاوي في الفتاوى الحديثية (ص366) - وابن الجوزي في العلل المتناهية (923) من طريق الحسن بن علي الحلواني، ثنا عبد الرزاق، أبنا ابن أبي سبرة، عن إبراهيم بن محمد، عن معاوية بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله تبارك وتعالى يقول: ألا مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألاسائل فأعطيه، ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر).
قال البوصيري في مصباح الزجاجة: ابن أبي سبرة -واسمه أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة- قال أحمد وابن معين: يضع الحديث اهـ
- ورواه الأصبهاني في الترغيب (1831) من طريق أخرى وفيها عمر بن موسى الوجيهي، قال أبو حاتم: كان يضع الحديث اهـ
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[01 - 10 - 03, 12:26 ص]ـ
توضيح حول رواية هشام بن حسان عن الحسن البصري
سبق أن بينا أن لفظ الحديث الذي ذكره أبو عمر ليس له علاقة بموضوعنا هذا وليس فيما ذكره من الكلام حجة
ولعلي أذكر الآن مسألة أخرى ويتبعها كذلك عدد من الأمور بإذن الله تعالى حتى يتضح حال هذه الرواية
وهذا الحديث الذي ذكره أبو عمر هو من طريق هشام بن حسان عن الحسن
وقد اغتر بظاهر إسناده فصححه دون أن ينتبه لقيمة رواية هشام عن الحسن
توضيح حول رواية هشام بن حسان عن الحسن البصري
قال علي بن المديني (أحاديث هشام عن الحسن عامتها تدور على حوشب، وأما أحاديثه عن محمد فصحاح) العلل ص 131 (دار غراس)
سير أعلام النبلاء ج: 6 ص: 356
نعيم بن حماد سمعت سفيان يقول لقد أتى هشام أمرا عظيما براويته عن الحسن قيل لنعيم لم قال لأنه كان صغيرا
قلت هذا فيه نظر بل كان كبيرا وقد جاء أيضا عن نعيم بن حماد عن سفيان بن عيينة قال كان هشام أعلم الناس بحديث الحسن فهذا أصح قال سعيد بن عامر الضبعي سمع هشاما يقول جاورت الحسن عشر سنين وروى أبو بكر بن أبي شيبة عن ابن علية قال كنا لا نعد هشام بن حسان في الحسن شيئا
مخلد بن الحسين عن هشام أنه كان إذا حدث عن ابن سيرين سرده سردا كما سمعه فإن كان ابن سيرين يرسل فيه أرسل فيه في حديث ابن سيرين خاصة
قال علي بن المديني أما حديث هشام عن محمد فصحاح وحديثه عن الحسن عامتها تدور على حوشب وهشام أثبت من خالد الحذاء في ابن سيرين هشام ثبت
وروى الحسن بن علي الخلال عن علي بن المديني قال كان يحيى بن سعيد وكبار أصحابنا يثبتون هشام بن حسان وكان يحيى يضعف حديثه عن عطاء وكان أنه أخذ حديث الحسن عن حوشب
علي بن المديني عن عرعرة بن البرند سألت عباد بن منصور أتعرف أشعث مولى آل حمران قال نعم قلت كان يقاعد الحسن قال نعم كثيرا قلت هشام بن حسان قال ما رأيته عند الحسن قط قال عرعرة فأخبرت بذلك جرير بن حازم فقال قاعدت الحسن سبع سنين ما رأيت هشاما عنده قط قلت فأشعث قال ما أتيت الحسن إلا رأيته عنده
طبقات المدلسين ص: 47
هشام بن حسان البصري وصفه بذلك علي بن المديني وأبو حاتم
قال جرير بن حازم قاعدت الحسن سبع سنين ما رأيت هشاما عنده قيل له قد حدث عن الحسن بأشياء فمن تراه أخذها قال من حوشب وقال ابن المديني كان أصحابنا يثبتون حديثه ويحيى بن سعيد يضعفه ويرون أنه أرسل حديث الحسن عن حوشب
تهذيب التهذيب ج: 11 ص: 33
¥(34/357)
وقال نعيم بن حماد سمعت بن عيينة يقول لقد أتى هشام أمرا عظيما بروايته عن الحسن قيل لنعيم لم قال أنه كان صغيرا قال نعيم قال ابن عيينة وكان هشام أعلم الناس بحديث الحسن
وقال أبو بكر بن أبي شيبة عن ابن علية ما كنا نعد هشام بن حسان في الحسن شيئا
وقال علي عن يحيى بن سعيد هشام بن حسان في بن سيرين أحب إلي من عاصم الأحول وخالد الحذاء وهو عندي في الحسن دون محمد بن عمرو يعني الأنصاري
وقال ابن المديني كان يحيى بن سعيد وكبار أصحابنا يثبتون هشام بن حسان وكان يحيى يضعف حديثه عن عطاء وكان أنه أخذ حديثه عن حوشب وقال بن المديني أيضا أما حديث هشام عن محمد فصحاح وحديثه عن الحسن عامتها يدور على حوشب
وقال جرير بن حازم قاعدت الحسن سبع سنين ما رأيت هشاما عند الحسن قط قال فقلت له حدثنا عن الحسن بأشياء فمن من تراه أخذها قال عن حوشب
وقال أبو داود إنما تكلموا في حديثه عن الحسن وعطاء لأنه كان يرسل أنه أخذ كتب حوشب
تهذيب الكمال ج: 30 ص: 187
وقال الحسن بن علي الخلال عن علي بن المديني كان يحيى بن سعيد وكبار أصحابنا يثبتون هشام بن حسان وكان يحيى يضعف حديثه عن عطاء وكان أنه أخذ حديث الحسن عن حوشب
وقال أبو الحسن بن البراء عن علي بن المديني أما حديث هشام عن محمد فصحاح وحديثه عن الحسن عامتها تدور على حوشب
وقال صالح بن أحمد بن حنبل عن علي بن المديني عن عرعرة بن البرند سألت عباد بن منصور قلت يا أبا سلمة تعرف أشعث مولى آل حمران قال نعم قلت كان يقاعد الحسن قال نعم كثيرا قلت هشام بن حسان القردوسي قال ما رأيته عند الحسن قط قال عرعرة فأخبرت بذلك جرير بن حازم بعد موت عباد فقال لي جرير قاعدت الحسن سبع سنين ما رأيت هشاما عنده قط فقلت يا أبا النضر قد حدثنا عن الحسن بأشياء ورويناها عنه فعن من تراه أخذها أخذها عن حوشب
وقال إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند عن جده ذكرت لجرير بن حازم هشام بن حسان قال ما رأيته عند الحسن قط قلت فأشعث قال ما أتيت الحسن قط إلا رأيته عنده
وقال وهب بن جرير بن حازم عن أبيه جلست إلى الحسن سبع سنين لم أخرم منها يوما واحدا أصوم وأذهب إليه ما رأيت هشاما عنده قط وقال شعيب بن حرب عن شعبة لو حابيت أحدا لحابيت هشام بن حسان كان خشبيا ولم يكن يحفظ
سؤالات أبي عبيد الآجري ج: 1 ص: 284
405 سألت أبا داود عن هشام بن حسان فقال إنما تكلموا في حديثه عن الحسن وعطاء لأنه كان يرسل أنه أخذ كتب حوشب
وقال أبو داود إنما تكلموا في حديثه عن الحسن وعطاء لأنه كان يرسل، وكانوا يرون أنه أخذ كتب حوشب (الجامع في الجرح والتعديل (3/ 235))
وفي حاشية تهذيب الكمال (30/ 194)
وقال الآجري أيضا سمعت أبا داود يقول: أربعة كانوا لايرون الرواية عن هشام عن الحسن: يحيى بن سعيد وابن علية ويزيد بن زريع ووهيب لايرون الرواية عن هشام عن الحسن (سؤالاته 4/الورقة 7)
وقال ابن حجر في التقريب (وفي روايته عن الحسن وعطاء مقالا لأنه قيل كان يرسل عنهما)
وقال أبو حاتم كما في العلل لابنه (2275) (كان يدلس)
وقال يعقوب بن سفيان (2/ 53) (قال علي بن المديني كتب هشام بن حسان أخذها من حوشب)
وأما إخراج البخاري ومسلم له فلم يخرجا له إلا في المتابعات والشواهد
وهذه الأحاديث التي جاءت في الصحيحين من رواية هشام عن الحسن
صحيح مسلم ج: 1 ص: 126
142 وحدثني القاسم بن زكريا حدثنا حسين يعني الجعفي عن زائدة عن هشام قال قال الحسن كنا عند معقل بن يسار نعوده فجاء عبيد الله بن زياد فقال له معقل إني سأحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر بمعنى حديثهما
صحيح مسلم ج: 3 ص: 1268
1648 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الأعلى عن هشام عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحلفوا بالطواغي ولا بآبائكم
صحيح مسلم ج: 3 ص: 1481
1854 وحدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن بشار جميعا عن معاذ واللفظ لأبي غسان حدثنا معاذ وهو بن هشام الدستوائي حدثني أبي عن قتادة حدثنا الحسن عن ضبة بن محصن العنزي عن أم سلمةزوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم قال لا ما صلوا أي من كره بقلبه وأنكر بقلبه
1854 وحدثني أبو الربيع العتكي حدثنا حماد يعني بن زيد حدثنا المعلى بن زياد وهشام عن الحسن عن ضبة بن محصن عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بنحو أنه قال فمن أنكر فقد برئ ومن كره فقد سلم
1854 وحدثناه حسن بن الربيع البجلي حدثنا بن المبارك عن هشام عن الحسن عن ضبة بن محصن عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله إلا قوله ولكن من رضي وتابع لم يذكره
صحيح البخاري ج: 6 ص: 2614 (البغا)
6731 حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو الأشهب عن الحسن أن عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه فقال له معقل إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة
6732 حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا حسين الجعفي قال زائدة ذكره عن هشام عن الحسن قال أتينا معقل بن يسار نعوده فدخل علينا عبيد الله فقال له معقل أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة
فتبين لنا بهذا عدم صحة الاحتجاج برواية هشام بن حسان عن الحسن وأنه كان يدلسها عن حوشب وهو مدلس كما ذكر أبو حاتم وغيره ولم يصرح بالسماع
وحوشب هو ابن مسلم الثقفي ذكره المزي تمميزا (تهذيب الكمال (7/ 464)
قال الذهبي لايدرى من هو وقال الأزدي ليس بذاك.
فهذا الحديث لايصلح في الموضوع لاسندا ولا متنا
والحمد لله رب العالمين.
¥(34/358)
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[01 - 10 - 03, 10:59 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فلقد صعقت لما قرأت كلام عبد الرحمن الفقيه.
ولكن ..
الحمد لله على كل حال ..
وكلامك مردود وغلط.
وقبل إيراد ما ينقضه من المتقدمين أنقل لك كلاك الشريف حاتم العوني في كتابه المرسل الخفي (2/ 560): [وهذا هو القول الفصل في المسألة: أن هشام بن حسان ليس فقط سمع من الحسن بل من أخص تلامذة الحسن، وأوثقهم فيه، للزومه إياه عشر سنين].
ثم قال (ص/561) مخطأ الحافظ ابن حجر: [فهشام بن حسان من أوثق تلامذة الحسن].
وقال قبل ذلك (ص/559): [وصحح أحاديث هشام بن حسان عن الحسن: الإمام البخاري ومسلم والترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم].
وكلام الشريف حاتم صحيح ويشهد له كلام الأئمة وإليك البيان:
1/ قال هشام بن حسان –نفسه-: جاورت الحسن عشر سنين.
رواه عنه: ابن معين والبخاري بسند صحيح.
وقال الإمام أحمد: جالس الحسن عشر سنين.
وقال أبو نعيم في الحلية: أكثر ما أسنده عن أستاذه الحسن بن أبي الحسن، لزمه عشر سنين.
2/ قال نعيم بن حماد: قال سفيان بن عيينة: وكان هشام أعلم الناس بحديث الحسن.
3/ قال الإمام البخاري -رحمَهُ اللهُ-: وحدثني عمرو قال كان يحيى وعبد الرحمن يحدثان عن هشام عن الحسن.
4/ صحح أحاديث هشام بن حسان عن الحسن: الإمام البخاري ومسلم والترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
وهذا هو الذي استقر عليه أهل الحديث.
ورواية مسلم له بعضها متابعات وبعضها ليس كذلك فحديث عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تحلفوا بالطواغيت ولا بآبائكم)) سنده فرد عند مسلم.
أما حوشب الذي اكتفيت في حكاية حاله بالنقل عن الذهبي والأزدي الضعيف فإنه ثقة.
فقد روى عنه جماعة منهم شعبة.
وقال أبو داود: كان من كبار أصحاب الحسن.
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: صدوق واعتمد كلامه الشريف حاتم العوني.
أفبعد هذا يضره عدم معرفة الذهبي، أو تضعيف الأزدي الضعيف؟!!
فتبين أن حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه صحيح وهو حجة في الموضوع سندا ومتناً.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[02 - 10 - 03, 03:04 ص]ـ
الكلام الذي ذكرته في الرد عليك هو كلام الأئمة وقد نقلته لك فقط! فلماذا تصعق منه!
لعلك تعيد قراءة النقولات التي ذكرتها لك عن الأئمة الذي تخالفهم وصعقت من كلامهم! فهي واضحة مثل الشمس في كون هشام بن حسان (مدلس) وأخذ أحاديث هشام بن حسان عن حوشب
وحوشب لم يوثقه إلا ابن حبان وقال الأزدي ليس بذاك وقال الذهبي لايعرف ورواية شعبة لاتعد ثوثيقا له
وكلام الأئمة واضح في عدم قبولهم لأحاديث هشام عن الحسن
فراجع الكلام جيدا
ولعلي أنقلك لك هنا بعضه وراجع الباقي هناك
في تهذيب الكمال (30/ 185)
(وقال أبو بكر بن أبي شيبة عن إسماعيل بن علية (كنا لانعد هشام بن حسان في الحسن شيئا)
وأبو عمر يخالف الأئمة ويعده شيئا!!!!!
قال علي بن المديني (أحاديث هشام عن الحسن عامتها تدور على حوشب، وأما أحاديثه عن محمد فصحاح) العلل ص 131 (دار غراس)
فعلي بن المديني يصحح أحاديثه عن محمد بن سيرين وأما أحاديثه عن الحسن فلا يرضاها
طبقات المدلسين ص: 47
هشام بن حسان البصري وصفه بذلك علي بن المديني وأبو حاتم
تهذيب التهذيب ج: 11 ص: 33
وقال ابن المديني كان يحيى بن سعيد وكبار أصحابنا يثبتون هشام بن حسان وكان يحيى ((يضعف)) حديثه عن عطاء وكان أنه أخذ حديثه عن حوشب
وقال بن المديني أيضا أما حديث هشام عن محمد فصحاح وحديثه عن الحسن عامتها يدور على حوشب
وفي حاشية تهذيب الكمال (30/ 194)
وقال الآجري أيضا سمعت أبا داود يقول: أربعة كانوا لايرون الرواية عن هشام عن الحسن: يحيى بن سعيد وابن علية ويزيد بن زريع ووهيب لايرون الرواية عن هشام عن الحسن (سؤالاته 4/الورقة 7)
وقال أبو حاتم كما في العلل لابنه (2275) (كان يدلس)
وقال ابن حجر في التقريب (وفي روايته عن الحسن وعطاء مقالا لأنه قيل كان يرسل عنهما)
فتبين بهذا أن رواية هشام عن الحسن غير مقبولة ولم يرضها الأئمة
والحمد لله.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[02 - 10 - 03, 12:10 م]ـ
أصلحك الله يا عبد الرحمن.
هل هؤلاء مخالفون للأئمة:
سفيان بن عيينة
يحيى القطان
عبد الرحمن بن مهدي
عمرو بن علي الفلاس
الإمام أحمد.
الإمام يحيى بن معين
الإمام البخاري.
الإمام مسلم.
الإمام الترمذي.
أبو نعيم الأصبهاني.
ابن خزيمة.
ابن حبان.
الحاكم.
وغيرهم.
وأخيراً: شيخك الشريف حاتم العوني.
فهل كل هؤلاء -عندك- مخالفون للأئمة؟!!
سبحان الله.
وبهذا أكتفي لأن الأمر -فيما يظهر لي- أصبح فيه انتصار للنفس.
فمعذرة.
والله الموفق.
وحديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه حديث صحيح بلا ريب.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
¥(34/359)
ـ[الشافعي]ــــــــ[02 - 10 - 03, 12:27 م]ـ
حسب ما تقدم من بحث فالذي يظهر أن حديث عثمان بن أبي العاص
ضعيف لعلتين:
1 - الانقطاع بين الحسن وعثمان بن أبي العاص.
ولا ينسب للإمام القول بإثبات السماع لمجرد روايته رواية فيها ذكر اللقاء
وهناك الكثير من الأمثلة التي يذهب فيها إمام من الأئمة إلى الانقطاع
مع روايته لما يفيد السماع.
2 - ضعف رواية هشام عن الحسن.
والله أعلم
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[02 - 10 - 03, 12:42 م]ـ
بل حديث عثمان بن أبي العاص صحيح.
أما العلة الأولى وهي تدليس الحسن فليست بعلة إلا بشرطين: إذا لم يثبت السماع (وهذا هو المرسل الخفي ويسميه بعض الأئمة تدليساً).
والشرط الثاني أن يكون مكثرا من التدليس بالمعنى الاصطلاحي.
والحسن البصري كثير الإرسال قليل التدليس وعنعنته محتج بها في الصحيحين وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم.
وهو قد ثبت لقاؤه لعثمان بن أبي العاص وإليه ذهب الإمام أحمد والبخاري وابن خزيمة والرتمذي وغيرهم.
وهو الصحيح الذي لا يجوز العدول عنه.
أما العلة الثانية وهي تضعيف رواية هشام بن حسان عن الحسن فهي لا شيء لوجهين:
الوجه الأول: الذي عليه أكثر الأئمة واستقر عليه أرباب الصحاح وغيرهم أن رواية هشام بن حسان عن الحسن صحيحة.
بل رجح البخاري ومسلم برواية ابن حسان عن الحسن اتصال سند خالفه غيره.
وليس متابعة كما ظنه عبد الرحمن الفقيه.
صحيح البخاري ج: 6 ص: 2614 (البغا)
6731 حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو الأشهب عن الحسن أن عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه فقال له معقل إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة
6732 حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا حسين الجعفي قال زائدة ذكره عن هشام عن الحسن قال أتينا معقل بن يسار نعوده فدخل علينا عبيد الله فقال له معقل أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة
الوجه الثاني: أنه لو قيل -من باب التنزل- أن هشام بن حسان دلسها، فقد عرفت الواسطة وهو حوشب بن مسلم الثقة.
وقد روى عنه جماعة من الثقات منهم شعبة، وقال عنه أبو داود من كبار أصحاب الحسن، وذكره ابن حبان في الثقات وقال الحافظ: صدوق.
واعتمده الشريف حاتم العوني.
والعجيب أن يتشبث عبد الرحمن الفقيه بكلام الأزدي وهو مجروح، وبكلام الذهبي وهو لم يعرفه وقد عرفه غيره.
وهل يقال عن راو روى عنه جماعة من الثقات منهم شعبة: لا يدرى من ذا؟!!
والله المستعان.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 10 - 03, 06:35 م]ـ
حصل أمس نقاش مطول مع مشايخ أفاضل حول هذا الموضوع
وقد طرحت عليهم سؤالا
وهو
ما رأيكم فيمن مات في ليلة النصف من شعبان ولم يتب من الشحناء
هل يمكن أن يغفر الله له في الآخرة ذنبه هذا
أم يلحق بالشرك فلا يغفر؟
وقبل أن أكتب لكم ما جرى أود سماع الرد من الإخوة الأفاضل
وشكر الله لك يا شيخ عبد الرحمن
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[14 - 10 - 03, 09:41 م]ـ
الشيخ المبجل إحسان العتيبي ... كرمه الله ...
المغفرة في ليلة النصف (إن صح الحديث وهو عندي حسن) مغفرة خاصة،
أي بتلك الليلة، ولا دخل لها بالمغفرة العامة التي قد ينالها
العبد يوم القيامة، بل ولا بالمغفرة الخاصة بيوم القيامة التي قد
يخص الله بها بعض المؤمنين ...
والدليل على ذلك ما ورد في نص الحديث ( ... فيغفر ... ) فرتب المغفرة
على الاطلاع، ثم استثنى المشرك والمشاحن، والترتيب بالفاء مشعر
بالعلية فيكون الغفران مخصوصا بليلة الاطلاع والله أعلم ...
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[14 - 10 - 03, 10:29 م]ـ
جهد مبارك وبحث قيم جزاك الله خيرا(34/360)
بيان ضعف حديث النزول الإلهي في النصف من شعبان
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 06 - 02, 04:13 م]ـ
هذا موضوع كتبته منذ مدة
قال أحد الإخوة في أحد المنتديات:
قال الإمام حسنة الأيام محدث العصر والشام العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى في سلسلة الأحاديث الصحيحة (م3/صـ135،ح1144):
" ما صح في ليلة النصف: 1144 - (يطلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن).
حديث صحيح، رُوي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضاً، وهم معاذ بن جبل، وأبو ثعلبة الخشني، وعبدالله بن عمرو، وأبي موسى الأشعري، وأبي هريرة، وأبي بكر الصديق، وعوف بن مالك، وعائشة.
1 - أما حديث معاذ
فيرويه مكحول عن مالك بن يخامر عنه مرفوعاً به. أخرجه ابن أبي عاصم في السنة رقم (512 - بتحقيقي): ثنا هشام بن خالد: ثنا أبو خليد عتبة بن حماد عن الأوزاعي وابن ثوبان [عن أبيه] عن مكحول به. ومن هذا الوجه أخرجه ابن حبان (1980) وأبو الحسن القزويني في الأمالي (4/ 2) وأبو محمد الجوهري في المجلس السابع (3/ 2) ومحمد بن سليمان الربعي في جزء من حديثه (217/ 1و218/ 1) وأبو قاسم الحسيني في الأمالي (ق12/ 1) والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 288/2) وابن عساكر في التاريخ (15/ 302/2) والحافظ عبدالغني المقدسي في الثالث والتسعين من تخريجه (ق44/ 2) وابن المحب في صفات رب العالمين (7/ 2و129/ 2) وقال: (قال الذهبي: مكحول لم يلق مالك بن يخامر). قلت: ولولا ذلك لكان الإسناد حسناً، فإن رجاله موثوقون، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 65): (رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات).
2 - وأما حديث أبي ثعلبة
فيرويه الأحوص بن حكيم عن مهاصر بن حبيب عنه. أخرجه ابن أبي عاصم (ق42 - 43) ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في العرش (118/ 2) وأبو القاسم الأزَجي في حديثه (67/ 1) واللالكائي في السنة (1/ 99 - 100) وكذا الطبراني كما في المجمع وقال: (والأحوص بن حكيم ضعيف). وذكر المنذري في الترغيب (3/ 283) أن الطبراني والبيهقي أيضاً أخرجه عن مكحول عن أبي ثعلبة، وقال البيهقي: (وهو بين مكحول وأبي ثعلبة مرسل جيد).
3 - وأما حديث عبدالله بن عمرو
فيرويه ابن لهيعة: حدثنا حُيي بن عبدالله عن أبي عبدالرحمن الحبلي عنه. أخرجه أحمد (رقم6642). قلت: وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات والشواهد، قال الهيثمي: (وابن لهيعة لين الحديث، وبقية رجاله وثقوا). وقال الحافظ المنذري (3/ 283): (وإسناده لين). قلت: لكن تابعه رشدين بن سعد بن حيي به. أخرجه ابن حيويه في حديثه (3/ 10/1) فالحديث حسن.
4 - وأما حديث أبي موسى
فيرويه ابن لهيعة أيضاً عن الزبير بن سليم عن الضحاك بن عبدالرحمن عن أبيه قال: سمعت أبا موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحوه. أخرجه ابن ماجه (1390) وابن أبي عاصم واللالكائي. قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة. وعبدالرحمن وهو ابن عزرب والد الضحاك مجهول. وأسقطه ابن ماجه في رواية له عن ابن لهيعة.
5 - وأما حديث أبي هريرة
فيرويه هشام بن عبدالرحمن عن الأعمش عن أبي صالح عنه مرفوعاً بلفظ: (إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله لعباده إلا لمشرك أو مشاحن). أخرجه البزار في مسنده (ص245 - زوائده). قال الهيثمي: (وهشام بن عبدالرحمن لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات).
6 - وأما حديث أبي بكر الصديق
فيرويه عبدالملك بن عبدالملك عن مصعب بن أبي ذئب عن القاسم بن محمد عن أبيه أو عمه عنه. أخرجه البزار أيضاً وابن خزيمة في التوحيد (ص90) وابن أبي عاصم واللالكائي في السنة (1/ 99/1) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 2) والبيهقي كما في الترغيب (3/ 283) وقال: (لابأس بإسناده)! وقال الهيثمي: (وعبدالملك بن عبدالملك ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يضعفه وبقية رجاله ثقات)! كذا قالا، وعبدالملك هذا قال البخاري في حديثه نظر). يريد هذا الحديث كما في الميزان.
7 - وأما حديث عوف بن مالك
¥(34/361)
فيرويه ابن لهيعة عن عبدالرحمن ابن أنعم عن عبادة بن نسي عن كثير بن مرة عنه. أخرجه أبو محمد الجوهري في المجلس السابع والبزار في مسنده (ص245) وقال: (إسناده ضعيف). قلت: وعلته عبدالرحمن هذا، وبه أعله الهيثمي فقال: (وثقه أحمد بن صالح، وضعفه جمهور الأئمة، وابن لهيعة لين، وبقية رجاله ثقات). قلت: وخالفه مكحول فرواه عن كثير بن مرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلاً. رواه البيهقي وقال: (وهذا مرسل جيد). كما قال المنذري. وأخرجه اللالكائي (1/ 102/1) عن عطاء بن يسار ومكحول والفضل بن فضالة بأسانيد مختلفة عنهم موقوفاً عليهم، ومثل ذلك في حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال بمجرد الرأي. وقد قال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف (ص143): (وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اختلف فيها، فضعفها الأكثرون وصحح ابن حبان بعضها، وخرجه في صحيحه، ومن أمثلها حديث عائشة قالت: فقدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ... ) الحديث.
8 - وأما حديث عائشة
فيرويه حجاج عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عنها مرفوعاً بلفظ: (إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب). أخرجه الترمذي (1/ 143) وابن ماجه (1389) واللالكائي (1/ 101/2) وأحمد (6/ 238) وعبد بن حميد في المنتخب من المسند (194/ 1 - مصورة المكتب) وفيه قصة عائشة في فقدها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة. ورجاله ثقات، لكن حجاج وهو ابن أرطأة مدلس وقد عنعنه، وقال الترمذي: (وسمعت محمداً (يعني البخاري): يضعف هذا الحديث).
وجملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب، والصحة تثبت بأقل منها عدداً، ما دامت سالمة من الضعف الشديد كما هو الشأن في هذا الحديث، فما نقله الشيخ القاسمي رحمه الله تعالى في إصلاح المساجد (ص170) عن أهل التعديل والتجريح أنه ليس في فضل ليلة النصف من شعبان حديث يصح،فليس مما ينبغي الإعتماد عليه، ولئن كان أحد منهم أطلق مثل هذا القول فإنما أُوتي من قبل التسرع وعدم وسع الجهد لتتبع الطرق على هذا النحو الذي بين يديك. والله تعالى هو الموفق. " انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
----------------------------------------------
التنبيه على كلام الشيخ الألباني المذكور في المقال السابق
1) حديث معاذ رضي الله عنه:
ذكره الدارقطني في العلل (6/ 50) وبين أوجه الاختلاف فيه فقال:
يروى عن مكحول واختلف عنه فرواه أبو خليد عتبة بن حماد القاري عن الأوزاعي عن مكحول وعن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال ذلك هشام بن خالد عن أبي خليد حدثناه ابن أبي داود قال ثنا هشام بن خالد بذلك وخالفه سليمان بن أحمد الواسطي فرواه عن أبي خليد عن ابن ثوبان عن أبيه عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل ((كلاهما غير محفوظ))
وقد روي عن مكحول في هذا روايات
وقال هشام بن الغاز عن مكحول عن عائشة رضي الله عنها
وقيل عن الأحوص بن حكيم عن مكحول عن أبي ثعلبة
وقيل عن حبيب بن صهيب عن أبي ثعلبة وقيل عن مكحول عن أبي إدريس مرسلا
وقال الحجاج بن أرطأة عن مكحول عن كثير بن مرة مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
وقيل عن مكحول من قوله
((والحديث غير ثابت))
انتهى كلام الدارقطني رحمه الله.
ويبدوا أن مكحولا قد اختلف عليه في هذا الحديث كثيرا كما سبق في كلام الدارقطني وأشار إلى هذا الاختلاف البيهقي في فضائل الأعمال ص 119 - 122 حيث ذكره
عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ رضي الله عنه
وعن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني
وعن مكحول عن كثير بن مرة الحضرمي
وعن مكحول موقوفا عليه.
2) حديث أبي ثعلبة رضي الله عنه
ذكره الدارقطني في العلل 6/ 323 فقال (يرويه الأحوص بن حكيم واختلف عنه فرواه عيسى بن يونس عن الأحوص عن حبيب بن صهيب عن أبي ثعلبة وخالفه مخلد بن يزيد فرواه عن الأحوص عن مهاصر بن حبيب عن أبي ثعلبة (((والحديث مضطرب غير ثابت) انتهى كلام الدارقطني رحمه الله.
وهناك من ذكر بين المهاصر بن حبيب وبين أبي ثعلبة (مكحولا) كما عند الطبراني في الكبير (22/ 224) والبيهقي في الفضائل ص 121 وفي الشعب كذلك
فيكون هذا لون من الاختلاف على مكحول
والأحوص فيه كلام من ناحية حفظه ومن ناحية رفعه للأحاديث
¥(34/362)
قال البخارى: قال علي: كان ابن عيينة يفضل الأحوص على ثور في الحديث، و أما يحيى بن سعيد فلم يرو عن الأحوص و هو يحتمل.
و قال إسماعيل بن إسحاق القاضى عن على ابن المدينى عن سفيان: قلت للأحوص إن ثورا يحدثنا عن خالد بن معدان فقال: أو يعقل؟ قال على: فكأنه غمزه.
قال على: و سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان ثور عندى ثقة.
قال على: هو عندى أكبر من الأحوص و الأحوص صالح.
و قال في موضع آخر: و الأحوص ثقة.
و قال في رواية: لا يكتب حديثه.
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: أبو بكر بن أبى مريم أمثل من الأحوص ابن حكيم.
و كذلك قال عباس الدوري عن يحيى بن معين.
وقال إبراهيم بن هانىء النيسابوري عن أحمد بن حنبل: لايسوى حديثه شيئا.
وقال إسحاق بن منصور و إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد و معاوية بن صالح و محمد ابن عثمان بن أبى شيبة عن يحيى بن معين: ليس بشيء.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: لا بأس به.
وقال يعقوب بن سفيان: كان ـ زعموا ـ رجلا عابدا مجتهدا و حديثه ليس بالقوى.
وقال الجوزجاني: ليس بالقوى في الحديث.
و قال النسائي: ضعيف. وقال في موضع آخر: ليس بثقة.
وقال عبد الرحمن بن أبى حاتم: سمعت أبى يقول: الأحوص بن حكيم ليس بقوى، منكر الحديث و كان ابن عيينة يقدم الأحوص على ثور في الحديث و غلط ابن عيينة في تقديم الأحوص على ثور، ثور صدوق و الأحوص منكر الحديث.
وقال الحافظ أبو القاسم: بلغني أن محمد بن عوف سئل عنه فقال: ضعيف الحديث.
و قال الدارقطني: يعتبر به إذا حدث عنه ثقة.
وقال أبو أحمد بن عدى: له روايات و هو ممن يكتب حديثه و قد حدث عنه جماعة من الثقات و ليس فيما يرويه شىء منكر إلا أنه يأتي بأسانيد لا يتابع عليها.
وقال أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي في " تاريخ الحمصيين ": و الأحوص بن حكيم وفد على حمص أيضا.
و قال ابن عمار: صالح.
و قال ابن حبان: لا يعتبر بروايته.
وحكى عن أبى بكر ابن عباس قيل للأحوص: ما هذه الأحاديث التى تحدث بها عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم؟ قال: أوليس الحديث كله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال الساجي: ضعيف عنده مناكير. اهـ.
وكلام أحمد فيه شديد:
قال ابن هانئ سألت أبا عبد الله عن الأحوص بن حكيم فقال (ضعيف لايسوى حديثه شيئا قال أبو عبدالله كان له عندي شيء فخرقته)
وقال الميموني عن أحمد (واه)
وقال عنه صالح (قال أبي الأحوص بن حكيم لايروى حديثه يرفع الأحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم)
فهذه الطريق شديدة الضعف.
3) حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه:
وفي إسناده ابن لهيعة وحيي بن عبدالله
وحيي بن عبدالله قال عنه أحمد (أحاديثه مناكير)
وقال البخاري (في حديثه نظر وقال أيضا فيه نظر)
فلا يستشهد بهذه الرواية
وقد ذكر الشيخ الألباني كذلك متابعة رشدين بن سعد له
ورشدين شديد الضعف فلا تنفعه هذه المتابعة.
4) حديث أبي موسى رضي الله عنه:
فالضحاك مجهول فلا يستشهد به
وقد اختلف على ابن لهيعة في هذا الإسناد
فرواه أبو الأسود بن عبدالجبار وسعيد بن كثير بن عفير عن ابن لهيعة عن الضحاك عن أبيه عن أبي موسى به
وخالفهما الوليد بن مسلم فقال عن ابن لهيعة عن الضحاك بن أيمن عن الضحاك بن عبدالرحمن عن أبي موسى ولم يقل عن أبيه، وجعل الضحاك بن أيمن بدل الزبير بن سليم ينظر تهذيب الكمال (9/ 308) وتاريخ ابن عساكر (18/ 326)
5) حديث أبي هريرة رضي الله عنه
فيه هشام بن عبدالرحمن لايعرف وروايته هذه منكرة جدا حيث إنه تفرد بها عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة فأين أصحاب الأعمش عن هَذَا!
فلا يستشهد بهذه الرواية والله أعلم.
6) حديث أبي بكر رضي الله عنه:
ففيه عدة علل منها:
عبدالملك بن عبد الملك قال عنه الدارقطني متروك كما في سؤالات البرقاني (304)
وقال البخاري (فيه نظر) كما في الكبير
ومسألة سماع محمد عن أبيه فيها نظر تكلم عنها البزار في مسنده (1/ 158).
7) حديث عوف بن مالك رضي الله عنه:
ففيه ابن لهيعة وفيه عبدالرحمن بن زياد بن أنعم وهو معلول بالإرسال كما ذكر الشيخ فيرجع إلى الاختلاف على مكحول كما سبق.
8) عائشة رضي الله عنها:
¥(34/363)
ففي اسناده الحجاج وقد اختلف عليه فذكره كما هنا عن عروة وعن عائشة وجاء عنه عن يحي مرسلا وهو الصواب كما ذكر البيهقي في الشعب (3826)
وجاء من طريق آخر عن عائشة عن سليمان بن أبي كريمة
ضعفه أبو حاتم وقال ابن عدي عامة أحاديثه منا كير.
فلا يستشهد بهذه الطريق
فتبين بهذا أن كل الطرق معلولة ولا تتقوى لشدة ضعفها
وقد قال العقيلي في الضعفاء (3/ 29) (وفي النزول في ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين، والرواية في النزول كل ليلة أحاديث ثابتة صحيحة، فليلة النصف من شعبان داخلة فيها ان شاء الله) انتهى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 06 - 02, 04:16 م]ـ
ثم بعد ذلك وجدت كلاما للأخ الشيخ حاتم بن عارف العوني حفظه الله حول الحديث ولعلي أنقله للفائدة
هذا كلام الشيخ حاتم الشريف حول المسألة من موقع الإسلام اليوم:
السؤال: هل ورد فضل خاص في ليلة النصف من شعبان؟ وهل ورد لها عبادة خاصة بها؟ نرجو الإفادة ببيان صحة ما ورد في ذلك.
أجاب عن السؤال الشيخ / الشريف حاتم بن عارف العوني (عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى)
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه والتابعين.
أما بعد: فجواباً عن سؤالكم عن ليلة النصف من شعبان، وعن مدى صحة ما ورد في فضلها، أقول (وبالله التوفيق):
لقد رُويت أحاديث متعددة في فضيلة ليلة النصف من شعبان، وأحاديث في فضل تخصيصها بصلاة أو عبادة معينة.
أما الثاني: (وهو ما ورد في تخصيصها بصلاة أو عبادة) فلم يصحّ فيها شيء، بل كلها أحاديث موضوعة وباطلة، وحَكَمَ ببطلانها جمعٌ من أهل العلم، منهم ابن الجوزي في كتابه الموضوعات (2/ 440 – 440 - 445 رقم 1010 - 1014)، والبيهقي في الشعب (رقم 3841)، وأبو الخطاب ابن دحية في أداء ما وجب (79 - 80)، وابن قيم الجوزية في المنار المنيف (رقم 174 - 177) وأبو شامة الشافعي في الباعث على إنكار البدع والحوادث (124 - 137) والعراقي في تخريج إحياء علوم الدين (رقم 582)، حتى نقل شيخُ الإسلام الاتفاق على بطلانها في اقتضاء الصراط المستقيم (28/ 138).
وهذا أمرٌ لا يخفى على أحدٍ من أهل العلم: أن تخصيص ليلة النصف من شعبان بصلاة لم يرد فيه حديثٌ صحيح ولا حسنٌ ولا ضعيف خفيفُ الضعف، بل ما ورد فيه كله موضوع مكذوب على نبينا - صلى الله عليه وسلم -.
أمّا ما ورد في فضلها مطلقاً، فقد ورد فيه أحاديث اختلف فيها أهلُ العلم قديماً وحديثاً، وجَمَع كثيرٌ من الحفاظ طُرُقها، وخصها بعضهم بالتصنيف كأبي عبد الله ابن الدُّبَيْثي (ت637هـ).
فقد ورد فيها الحديث من حديث معاذ بن جبل، وعائشة، وأبي ثعلبة الخشني وعثمان بن أبي العاص، وأبي موسى الأشعري، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر، وأبي هريرة، وعبد الله بن عَمرو، وعوف بن مالك، وأُبيّ بن كعب، وأبيّ أمامة، وأبي بكر الصديق – رضي الله عنهم أجمعين -، ومراسيل لغيرهم.
واستيعاب الكلام عن طرقها وعللها لا يُناسبُ هذا المقام، وتَرْكُ ذلك بالكلية لا يُوضَّح الحق ولا يُقربُ إلى الصواب، لذلك رأيت أن أكتفي بالكلام عن أشهر طرقها باختصار، ثم يُقاسُ عليها ما هو أشد ضعفاً منها.
أولاً: حديث معاذ بن جبل – رضي الله عنه -، عن النبي – صلى الله عليه وسلم -،قال: " يطّلعُ اللهُ ليلة النصف من شعبان إلى خلقه، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن ". أخرجه ابن حبان في صحيحه (رقم 5665)، وغيره فانظر تخريجه في حاشية تحقيقه، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة (رقم 1144).
لكن الحديث وقع فيه اضطراب كثير في إسناده، جعله من حديث أبي ثعلبة الخشني مَرّة (وانظر السلسة الصحيحة)، ومن حديث أبي إدريس الخولاني مرسلاً،، وعن كثير بن مُرّة مرسلاً، وعن مكحول مرسلاً.
وكلها مرجعها إلى إسناد واحد اضطُرب فيه هذا الاضطراب.
بيَّن ذلك ووضّحه غاية الوضوح الدارقطني في العلل (6/ 50 - 51 رقم 970)، وقال أثناء ذلك عن روايتيه من حديث معاذ بن جبل: " وكلاهما غير محفوظ ".
وقال عن الحديث بعد إيراده لطرقه السابقة:" والحديث غير ثابت ".
وخصَّ الدارقطني في موطن آخر من علله (6/ 323 - 324 رقم 1169) حديث أبي ثعلبة بالذكر، ثم قال بعد عرْضِ طُرُقه: " والحديث مضطرب غير ثابت ".
¥(34/364)
بل لقد قال أبو حاتم الرازي - وحسبك به- عن حديث معاذ بن جبل: " هذا حديث منكر بهذا الإسناد " العلل لابن أبي حاتم (رقم 2012).
وبذلك ظهر أن حديث معاذ وأبي ثعلبة حديثان شديدا الضعف، لا ينفعان في باب الاعتبار، أي لا يرتقيان بالمتابعات والشواهد.
ثانياً: حديث عائشة – رضي الله عنها – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال لها حين افتقدته فوجدته في البقيع – في حديث -: " إن الله – عز وجل – ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شَعْرِ غنم كَلْب ". أخرجه الإمام أحمد (6/ 238)، والترمذي (رقم 739)، وابن ماجة (رقم 1389) من طريق الحجاج بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة .. به
ثم قال الترمذي عقبه: " حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج وسمعتُ محمداً (يعني: البخاري) يُضعّفُ هذا الحديث، وقال: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج لم يسمع من يحيى " فهو إسنادٌ ضعيفٌ، بل ظاهر كلام البخاري أنه يُضعّف الحديث من كل وجوهه؛ لأنه ضعّف الحديث لا الإسناد وحده.
ولمّا عَرَضَ الدارقطني لعلل حديث عائشة هذا في العلل – المخطوط – (5/ 51/أ-ب)، وبيّن الاضطراب فيه، وأنه رُوي من وجه آخر عن حجاج بن أرطاة عن كثير بن مُرّة الحضرمي مرسلاً، ثم قال: " وإسناد الحديث مضطرب غير ثابت ".
لذلك فقد صرح أبو عبد الله الحاكم النيسابوري بالصواب في هذا الحديث بقوله: " إنما المحفوظ هذا الحديث من حديث الحجاج بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً " شعب الإيمان للبيهقي (رقم 3824،3825، 3830،3831) وللحديث عللٌ أخرى أبانها عَمرو عبد المنعم سليم في تحقيقه لكتاب ابن الدُّبَيْثي (54 - 66).
بل لقد أشار الدارقطني إلى أن مرجع حديث عائشة إلى حديث مكحول الشامي السابق ذكره في حديث معاذ، وهذا ما مال إليه البيهقي في الشعب (3/ 382،383 رقم 3383، 3835) وقد نقل ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 561 رقم 921) عن الدارقطني أنه قال: " وقد رُوي من حديث معاذ ومن حديث عائشة، وقيل إنه من قول مكحول، والحديث غير ثابت ".
فعادت أحاديث معاذ وأبي ثعلبة وعائشة إلى أنها حديث واحد، مآله إلى أنه كلام لمكحول الشامي!!!. وبذلك تعرفُ الخطأ الجسيم لمن اعتبر هذه الروايات روايات متعددة يَتَقَّوى بها الحديث.
ثالثاً: حديث عبد الله بن عمرو، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-قال: " يطّلع الله عز وجل إلى خَلْقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحنٍ وقاتل نفس " أخرجه الإمام أحمد (رقم 6642)، قال: " حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا حُيَي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِيّ، عن عبد الله بن عَمرو .. به.
ذكر هذا الإسناد الألباني – رحمه الله – في السلسة الصحيحة (3/ 136)، وقال: " هذا إسنادٌ لا بأس به في المتابعات والشواهد ".
ولعل هذا من الألباني – رحمه الله – لاعتماده على أن الحافظ بن حجر قال عن حُيَيّ بن عبد الله: " صدوق ..... "
ومع أن حُييّ هذا ممن اختُلف فيه، كما تجده في التهذيب (3/ 72)، فالأهم من ذلك أن أحاديث ابن لهيعة عنه بالإسناد المذكور آنفاً مناكير، كما بيّن ذلك ابنُ عدي في ترجمة حيي بن عبد الله في الكامل (2/ 450)، حيث ذكر بضعة أحاديث لابن لهيعة عن حُيَيّ عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عَمرو، ثم قال: " وبهذا الإسناد حدثناه الحسن عن يحيى عن ابن لهيعة بضعة عشر حديثاً عامتها مناكير ".
وابن عدي يُعلّق نكارة هذه الأحاديث بابن لهيعة، لإحسانه الظن بحُيي بن عبد الله.
وقد ذكر الألباني لابن لهيعة متابعاً، هو رشدين بن سعد، فلو سلم الإسناد إليه، فهو ضعيف، ولا يحتمل ضَعْفُهُ مثل هذا الحديث؛ هذا إن لم تكن نكارةُ الحديث من قِبَلِ شيخهما حُيي بن عبدالله! ثم إن ابن لهيعة قد اضطرب في هذا الحديث، فمرةً يرويه كما سبق، ومَرّةً يرويه من حديث أبي موسى الأشعري (سنن ابن ماجه رقم 1390، 1391) ومرّة يرويه عن عوف بن مالك (مسند البزار 7/ 186 رقم 2754) وقد ذكر الألباني – رحمه الله – اضطراب ابن لهيعة هذا، في السلسة الصحيحة (رقم 1563) والغريب أن حديث ابن لهيعة المشار إليه أخيراً مرويٌّ من طريق كثير بن مُرّة الحضرمي، وقد
¥(34/365)
سبق بيانُ أنّ أحدَ طرق حديث مكحول ترجع إلى أنه من حديثه عن كثير بن مُرّة فهل نعود إلى أن حديث ابن لهيعة يعود إلى حديث مكحول أيضاً؟! (وانظر السلسلة الصحيحة 3/ 137 - 138) هذا مع ما في حديث أبي موسى وعوف بن مالك من العلل الأخرى الإسنادية سوى اضطرابه المشار إليه.
وبهذا كله يتضح أنّ هذه الطرق شديدة الضعف غير صالحةٍ للتقوَّي.
رابعاً: حديث أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " ينزل الله – عز وجل – ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لكل شيء إلا الإنسان في قلبه شحناء، أو مشرك بالله " أخرجه البزار (1/ 157 - 158، 206 - 207 ورقم 80)، وابن خزيمة في التوحيد (1/ 325 - 327 رقم 200)، من طريق ضعّفها جمعٌ من أهل العلم، منهم البخاري، وأبو حاتم الرازي، والعقيلي، وابن عدي، والبزار، وغيرهم – انظر التاريخ الكبير للبخاري (5/ 424 - 425) والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 306 - 307) والضعفاء للعقيلي (3/ 788 - 789)، والكامل لابن عدي (5/ 309).
ولا يظنّنّ أحدٌ أن ابن خزيمة قد صححه بإخراجه في (التوحيد) الذي اشترط فيه الصحة، فإن ابن خزيمة قد أشار إلى ضعفه بتعليقه الإسناد أوّلاً ثم بتأخير ذكر إسناده عقب إيراده للمتن، وهذا اصطلاحٌ له في كتابه الصحيح والتوحيد ذكره هو عن نفسه في التوحيد (2/ 637)، ونص عليه الحافظ ابن حجر في مواضع من إتحاف المهرة (2/ 365 رقم 1905) ومن بين أحكام العلماء على هذا الإسناد حُكْمُ ابن عدي عليه بأنه منكر، والمنكر من أقسام الحديث الشديد الضعف الذي لا يصلح للتَّقوَّي.
هذه أشهر أسانيد أحاديث فضل ليلة النصف من شعبان الواردة في مشاهير كتب السنّة، ويبقى سواها أحاديث أخرى سبقت الإشارة إليها مقدمة هذا الجواب، وبالإطلاع عليها لم أجد فيها ما ينفع للتقوَّي فضْلاً عن أن يوجد إسناد مقبول أو خفيف الضعف، فهي بين إسناد منكر تفرد به ضعيف، وإسناد شديد الضعف فيه متهم، وحديث موضوع مختلق، لذلك فالراجح عندي أنه لم يصح في فضل ليلة النصف من شعبان حديث، ولم يُصب – عندي – من صحّحه بمجموع الطرق، فإن شرط التقوية ألا تكون الطرق أوهاماً أو مناكير أو بواطيل.
أما أحكام العلماء على أحاديث فضل ليلة النصف من شعبان، فقد سبق ذكر أحكامهم على أفرادِها؛ ولكن سأذكر هنا مَنْ قَوَّى الحديث ومن ضعّفه على وجه العموم.
فممن قَوَّى الحديث: ابن حبان، والمنذري في الترغيب والترهيب، وللبيهقي كلامٌ ليس صريحاً في التصحيح، ذكره أبو شامة في الباعث (132)، ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلامٌ يدل على تصحيح أو قبول ما ورد في فضائلها، وذكر أنه نصُّ الإمام أحمد وأكثر الحنابلة (اقتضاء الصراط المستقيم 2/ 136 - 137، واختيارات البعلي 65) ولشيخ الإسلام كلامٌ آخر يدل على توقفه عن تصحيح حديثها (مجموع الفتاوى 3/ 388).
وصحح الحديث أخيراً: العلامة الألباني – رحمه الله – كما سبق.
أمّا الذين ضعفوا الحديث من جميع وجوهه، فسبق منهم الدارقطني والعقيلي في الضعفاء (ترجمة: عبدالملك بن عبدالملك 3/ 789)، وابن الجوزي كما في العلل المتناهية (رقم 915 - 924)، وأبو الخطاب ابن دحية (أداء ما وجب 80)، وأبو بكر ابن العربي (أحكام القرآن 4/ 1690) وأقره القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (16/ 128).
بل قال أبو الخطاب ابن دحية: " قال أهل التعديل والتجريح: ليس في حديث النصف من شعبان حديث يصح ". (الباعث لأبي شامة: 127).
وقال ابن رجب: " وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اختُلف فيها، فضعّفها الأكثرون، وصحّح ابن حبان بعضها ". (لطائف المعارف: 261) بل صحّ عن جمع من السلف إنكار فضلها.
¥(34/366)
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (وهو من أتباع التابعين من أهل المدينة): " لم أدرك أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان، ولم ندرك أحداً منهم يذكر حديث مكحول ولا يرى لها فضلاً على سواها من الليالي "، أخرجه ابن وضاح بإسناد صحيح في ما جاء في البدع (رقم 119)، وقال ابن أبي مُليكة (وهو من جِلّة التابعين وفقهائهم بالمدينة)، وقيل له: إن زياداً النميري يقول: إن ليلة النصف من شعبان أجْرُها كأجر ليلة القدر، فقال: لو سمعته يقول ذلك وفي يدي عصاً لضربته بها " أخرجه عبد الرزاق في المصنف (رقم 7928)، وابن وضاح في ما جاء في البدع (رقم 120) بإسناد صحيح.
ولما سئل عبد الله بن المبارك عن النزول الإلهي ليلة النصف من شعبان قال للسائل: " يا ضعيف! ليلة النصف؟! ينزل في كل ليلة " أخرجه أبو عثمان الصابوني في اعتقاد أهل السنة (رقم 92).
وقال ابن رجب في لطائف المعارف (263): " وليلةُ النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام، كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر وغيرهم يُعظّمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم يأخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك، فمنهم من قبله منهم ووافقهم على تعظيمها منهم طائفة من عُبّاد أهل البصرة وغيرهم، وأنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز منهم عطاء وابن أبي مُليكة، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كلّه بدعة ".
وأما قول ابن رجب من أن مرجع تعظيم هذه الليلة إلى الإسرائليات فقد وجدتُ ما يشهد له، من أن مكحولاً الشامي (وهو مرجع أكثر طرق الحديث كما سبق) قد رُوي هذا الحديث عنه في بعض الوجوه عن كعب الأحبار!! كما تراه في كتاب النزول للدارقطني (162 - 164، 168 رقم 88)، وانظر لطائف المعارف أيضاً (264).
ومما نقله ابن رجب في لطائف المعارف (264) ويخالف ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وهو قول ابن رجب:" ولا يُعرف للإمام أحمد كلام في ليلة النصف من شعبان ".
وأما تعظيم أهل الشام لهذه الليلة، فقد خالفهم في ذلك فقيه الشام الإمام الأوزاعي، فيما ذكره السبكي، ونقله عنه الزبيدي في تخريج إحياء علوم الدين (1/ 521)، وفيما ذكره ابن رجب أيضاً في لطائف المعارف (263).
وأخيراً، فعلى فرَض صحة حديث فضل ليلة النصف من شعبان، فإن الذي أخبرنا بفضلها وهو النبي – صلى الله عليه وسلم -لم يخصها بعبادة معينة، فلو كان ذلك مشروعاً لكان هو - صلى الله عليه وسلم - أحرص على فعله وبيانه للناس، بل لو قيل: إن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد شرع ما يتقرب به تلك الليلة (على فرض الصحة) لكان هذا وجيهاً، وهو أن تنام تلك الليلة خالصاً قلبك من الشرك والشحناء على المسلمين!!.
وفي كتاب الورع للمَرُّوذي (رقم 545): " قلت لأبي عبد الله [يعني الإمام أحمد بن حنبل]: إن رجلاً من أهل الخير قد تركتُ كلامه، لأنه قذف رجلاً بما ليس فيه، ولي قرابة يشربون المسكر ويسكرون؟ وكان هذا قبل ليلة النصف من شعبان فقال: اذهب إلى ذلك الرجل حتى تكلمه، فتخوّف عليَّ من أمر قرابتي أن آثم، وإنما تركت كلامهم أني غضبت لنفسي، قال: اذهب كلَّم ذلك الرجل، ودع هؤلاء، ثم قال: أليس يسكرون؟ وكان الرجل قد ندم؟ " وتنبه أن الإمام أحمد لم يكن هو الذي ذكر ليلة النصف من شعبان، ولا ذكر المروذي أنه ذكرها له أيضاً، وإنما هو خبر ذكره المروذي، ومراعاة ذلك (ولو لم يصح فيه شيء) مما لا يرى فيه بعض العلماء بأساً فهو عمل مشروع في كل ليلة، ولم يخصه المروذي بليلة النصف.
أما ما يفعله كثير من الناس من الاجتماع ليلة النصف من شعبان على صلوات معينة وعبادات خاصة في كل عام فهذا من البدع التي اتفق على إنكارها من عامة العلماء، وذكر ذلك جماعة من أهل العلم. فانظر الحوادث والبدع لأبي بكر الطرطوشي (266 - 267)، والباعث على إنكار البدع والحوادث لأبي شامة (142)، واقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية (2/ 138، 256 - 257)، ولطائف المعارف لابن رجب (263) ولم يخالف في تبديع هذا الفعل إلا قلة من أهل العلم، منهم من ذكرهم ابن رجب من أهل الشام، وإسحاق بن راهويه. أما الشافعي فاستحب إحياءَها، كما في الأم (1/ 231)، لكن لم يذكر أن ذلك يكون بالاجتماع لها، ولم يذكر الشافعي دليل ذلك الاستحباب.
وما دامت المسألة متنازعاً فيها فالمرجع فيها إلى الكتاب والسنة، كما قال –تعالى-: "فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا" [النساء: 59].
وقد صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ " أخرجه مسلم (1718) وليلة النصف من شعبان لم يثبت في فضلها حديث، وكل ما ورد في فضل تخصيصها بعبادة باطلٌ موضوعٌ، فليس في تعمُّد القيام فيها بعبادة ما، على وجه التعيين لها وتخصيصها بتلك العبادة إلا ابتداعاً في الدين، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -:" كل بدعة ضلالة " أخرجه مسلم (867).
فنسأل الله تعالى السلامة من كل بدعة، وأن يُنْعِشَ قلوب العباد بسنة النبي – صلى الله عليه وسلم -.
والله أعلم.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
انظر
http://www.islamtoday.net/*******.cfm?id=379&menu=23#qab
¥(34/367)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[01 - 07 - 02, 04:31 ص]ـ
لرفع هذه المباحث القيمة ... المتعوب عليها.
ـ[السيف المجلى]ــــــــ[08 - 09 - 02, 01:36 م]ـ
للرفع
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 10 - 02, 07:28 ص]ـ
يرفع بمناسبة قرب النصف من شعبان
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[11 - 10 - 02, 03:06 ص]ـ
الى الأخ الكريم الشيخ عبدالرحمن الفقيه
حفظه الله ورعاه
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[13 - 10 - 02, 05:45 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبدالرحمن وبارك فيك وحفظك من كل سوء 0
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[15 - 10 - 02, 11:06 ص]ـ
http://www.muslm.net/cgi-bin/archprint.pl?Cat=&Board=islam&Number=24429&Search=true&Forum=islam&Words= إرواء%20الظمآن& Match=Entire%20Phrase&Searchpage=0&Limit=25&Old=allposts
http://www.muslm.net/cgi-bin/archprint.pl?Cat=&Board=islam&Number=25424&Search=true&Forum=islam&Words= إرواء%20الظمآن& Match=Entire%20Phrase&Searchpage=0&Limit=25&Old=allposts
ـ[العبد الضعيف]ــــــــ[17 - 10 - 02, 02:24 م]ـ
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان له كتاب عن ليلة النصف من شعبان عنوانه: (حسن البيان فيما ورد في ليلة النصف من شعبان) نشرته مكتبة التوحيد في البحرين.
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=3699
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 10 - 02, 05:27 م]ـ
قد أطلعت على رسالة الشيخ مشهور سلمان هذه وما ذكره لايخرج عن تخريج الشيخ في الصحيحة في الجملة، ولعلي أبين ما فيها إن يسر الله فيما بعد والحديث لايصح وطرقه شديدة الضعف فلا تتقوى، والله أعلم
ـ[راشد]ــــــــ[18 - 10 - 02, 11:18 م]ـ
حسب ما فهمت من قراءة الموضوع أن الصحيح لفظ (يطلع) وليس لفظ (ينزل) .. فهل ما فهمته صحيح؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 10 - 02, 12:02 ص]ـ
ما فهمته أخي الكريم وفقك الله غير صحيح
فالحديث لايصح بكل ألفاظه، فلا نصحح هذا الحديث
والله سبحانه وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل كل ليلة، كما ثبت في السنة.
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[28 - 09 - 03, 05:17 م]ـ
أخي القارئ الكريم: هنا فائدة تتعلق بهذا الموضوع (اضغط هنا) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&postid=61410#post61410)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 09 - 03, 06:16 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن حفظه الله
كيف تفسر جملة عدم مغفرة الله للمشرك في ذلك اليوم عند من يصححه؟.
وفقك الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 09 - 03, 07:15 م]ـ
مرحبابالشيخ إحسان بارك الله فيه وحفظه
لعل قوله (لمشرك) يحمل على الشرك الأكبر، والمشرك لايغفر له كما قال تعالى (إن الله لايغفر أن يشرك به)
فالناس كلهم قد تشملهم المغفرة إلا المشرك كما قال تعالى (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فهو لايستحق المغفرة
فالمشرك عنده مانع من المغفرة وهو الشرك -عافانا الله وإياكم منه -
والمسلم عنده سبب يستحق به المغفرة وهو التوحيد،وأما المشرك فليس له عند الله ما يستحق به المغفرة
والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 09 - 03, 07:27 م]ـ
حياك الله شيخ الملتقى
الآية {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} هي في الآخر بلا نزاع أعلمه بين أهل السنة.
والدنيا محل مغفرة للشرك وما دونه كما في آيات القرآن وأحاديث السنة.
فماذا سيكون معنى هذه اللفظة إذن؟.
نرجو من الجميع المشاركة وإنما خصصت الشيخ عبد الرحمن لأنه صاحب الموضوع ولأنه أدرى به ولأخصه بالسلام.
ـ[الشافعي]ــــــــ[28 - 09 - 03, 08:41 م]ـ
الأخ إحسان لم أفهم محل الاستشكال؟؟؟؟؟ فالحديث يذكر المغفرة
لكل الخلق خلا المشرك والمشاحن. . . وواضح أن المقصود بالمشرك
المقيم على شركه. . . أما إذا انتهى عنه فمشمول بعموم المغفرة
ومثله المشاحن إذا انتهى.
فما الذي يحتاج إلى تفسير؟
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[28 - 09 - 03, 09:23 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
الذنوب ثلاثة أقسام:
1/ الكفر والشرك. وهذا لا يغفر إلا بالتوبة وأدلته كثير منها: فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين}.
2/ الكبائر دون الشرك. فالعلماء مختلفون في اشتراط التوبة منها.
¥(34/368)
فمنهم من يقول: لا تغفر الكبائر إلا بتوبة خاصة.
ومنهم من يقول: هناك أعمال تغفر الكبائر كالحج والشهادة ونحو ذلك.
3/ الصغائر.
ففي ليلة النصف يغفر الله لكل مسلم خلا المشرك ومن استثني من أصحاب الكبائر دون غيرها.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[28 - 09 - 03, 09:27 م]ـ
فضيلة الشيخ إحسان _ حفظه الله _
الذي فهمته أن استشكال فضيلتكم هو أن الشرك قابل للمغفرة في الدنيا فلماذا لا يغفر ليلة النصف من شعبان؟
إذا كان هذا هو الإشكال فحلّه هو أن الشرك قابل للمغفرة في الدنيا بشرط التوبة منه، وأما من لم يتب منه فهو ليس قابلا للمغفرة، فآية {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} هي في حق غير التائبين.
وأما آية {إن الله يغفر الذنوب جميعاً}، وآية {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر .... إلى قوله إلا من تاب} ونحوها من النصوص التي تفيد أن الشرك قابل للمغفرة، هي في حق التائبين.
والتعبير بأن هذه في حق غير التائبين وهذه في حق التائبين أدق وأصوب من أن يقال هذه في الآخرة وهذه في الدنيا.
وبناءً على هذا فالحديث على الجادة في أن الله تعالى لا يغفر ليلة النصف للمشرك المقيم على شركه الذي لم يتب، وأما التائب من الشرك فهذا قد زال عنه اسم المشرك وصار مسلماً، ولذا فهو مشمول بالمغفرة ليلة النصف من شعبان.
فائدة:
قد يستشكل البعض استشكالا آخر _ على فرض صحة الحديث _ وهو أن الحديث أفاد حصول المغفرة لجميع الخلق عدا المشرك والمشاحن، ولو كانوا مصرّين على ذنوبهم ولم يتوبوا، حيث إن التوبة سبب مستقل للمغفرة في أي وقت من السنة، بينما أفادت الآية أن غير التائبين هم تحت المشيئة قد يغفر لهم وقد لا يغفر، فكيف التوفيق بين الآية والحديث؟ والجواب: يجمع بينهما بأوجه الجمع المعروفة بين نصوص الوعد والوعيد، فهناك احاديث كثيرة في فضل الوضوء والصلاة والحج وغيرها من الأعمال الصالحة فيها أنها سبب لمغفرة ما تقدم من الذنوب وهذا لا يمنع أن تلك الذنوب تظل تحت المشيئة لاحتمال عدم قبول العمل، أو يقال هي سبب للمغفرة بشرط ألا يأتي صاحبها بسبب للعذاب، فإن أتى بسبب المغفرة وسبب العذاب فهو تحت المشيئة، وكل بني آدم خطّاء، فلا يخلو مسلم من سبب للعذاب مع ما يأتي به من أسباب المغفرة، فيكون في نهاية الأمر تحت مشيئة رب العالمين، نسأله سبحانه العفو والمغفرة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 09 - 03, 12:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[29 - 09 - 03, 01:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
ولا شك أن الحديث لا يثبت ..
=====================
ولكن: مازال الإشكال الذي عناه الأخ (العتيبي) قائما؟!
ولعل الرجوع لقراءته مرة أخرى يؤكد ذلك ..
وعلى فرض الصحة؛ أخشى أن يكون هذا الإشكال (أي هذا الحرف) من النكارة بمكان .. مما يزيد في علله!
وكأن الأخ المستشكل يلمح لذلك ..
فلينظر من تعرض للحديث بشرح، لاسيما هذا الحرف على وجه الخصوص ..
والله أعلم
----------------------------------------
وقع في المطبوع من الصحيحة (الموطن السابق):
(( .. وأبي موسى وأبي، وأبي .. ))، ويبدو أنه خطأ مطبعي، والصواب في المواطن الثلاثة: ((أبو)).
ـ[جمال الدين مجدى]ــــــــ[29 - 09 - 03, 02:29 ص]ـ
ما رأيك يا شيخنا فى ان تطبع كتابا حول ذلك الموضوع حيث أنى لا أعلم كتابا اهتم بالوضوع غير كتاب الشيخ مشهور و جزاكم الله خيرا
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[29 - 09 - 03, 12:58 م]ـ
إلا لمشرك أو مشاحن ...
المشرك اسم فاعل، وقد ورد منكرا، فيطلق على أي شخص فعل
شركا، أو فعل ما يطلق في الشرع أنه شرك، فيتحقق بالشرك
الأكبر والشرك الأصغر ...
وقد علم أن الشرك الأكبر لا يغفر، لا في الدنيا (إلا بالتوبة)
ولا في الآخرة ...
فلم يبق إلا الشرك الأصغر، فمن فعل شركا أصغر كمن تعلق تميمة
أو راآى بعمله أو حلف بغير الله، أو تعلق قلبه بغير الله
أو نحو ذلك من الشركيات الصغيرة، فهو مستثنى من المغفرة
العامة، وهذا يتناسب مع الاطلاع العام من الله تعالى على عباده،
فهذا الاطلاع أخص من النزول في كل ليلة (والحديث بمجموع طرقه
حسن عندي لأنني من أتباع طريقة المتأخرين في نقد الحديث)،
فالاطلاع العام لمعرفة من خلص توحيده وإيمانه عن التلبس بأي
نوع من أنواع الشرك حتى الصغير منه، كما أن هذه المغفرة
العامة تتناسب مع ذاك المخلص من كل شرك، وذاك الصافي مع أخوانه
من كل شحناء، وعند التمحيص يتبين أن تحقق هذين الشرطين عسير،
وهو الخلو من الشرك والخلو من الشحناء .. والله أعلم ...
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[29 - 09 - 03, 01:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا ..
وكلام الشيخ (رضا) هو الأظهر والأدق والأوفق - والله أعلم - إلى الآن ..
والدلالة ظاهرة على كونه شركا أصغر؛ لأنه وقع كذلك في عرف الشرع،
كما أنه لا يعقل أن يكون (الأكبر) هو المعطوف أو المساوي للشحناء، والله أعلم.
لكني مازلت ألتمس جلب شرح للأئمة إن وجد لهذا الإشكال ..
¥(34/369)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 09 - 03, 04:21 م]ـ
الأخ الشافعي:
الإشكال موجود ولعلك أن تعيد النظر فيه.
الشيخ الفاضل السلمي:
إذا كان الشرك إذا تيب منه تاب الله عليه فيه، فما الفائدة من ذكره؟ ولا أظن أنه يُمنع المشرك من الإسلام ليلة النصف من شعبان أو يومها!
والمشاحن إذا تاب تاب الله عليه، فما الفائدة من ذكره؟
يمكن أن نقول إن المشاحن لا يتعرض لمغفرة الله في هذا اليوم؛ لأنه ذنب، والذنوب قد يغفرها الله بالطاعات وقد يغفرها بالمصائب، وقد يغفرها بمجرد الفضل.
فأين محل الشرك من هذا كله؟؟؟
فهو ليس من الذنوب التي يتعرض صاحبها للمغفرة بشيء مما سبق إلا أن يدخل في الإسلام، والآية {إن الله لا يغفر أن يشرك به ... } هي في الآخرة بيقين، وتتمتها قد تكون في الدنيا - لنصوص أخرى - وقد تكون في الآخرة - وهي فيها أصالة -.
فأين وجه المشابهة بين الشرك والذنوب الأخرى؟؟؟
هذا هو الإشكال ولا زال قائماً.
الشيخ عبد الرحمن
أرجو أن تتأمل مرة أخرى
الشيخ " مركز السنة "
أحسنت وأنا أريد هذا، وأرجو أن تشارك في رفع الإشكال.
الأخ جمال
لعلك كلامه موجه للشيخ عبد الرحمن وليس لي
أرجو هذا فهو أهل له إن شاء الله.
الشيخ رضا
وقع في قلبي أن اللفظة إن صحت فهي في الشرك الأصغر، فجزاك الله خيراً
وأرجو من الإخوة الأفاضل تأمل هذه الروايات:
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا ...
غير أن في حديث الدراوردي " إلا المتهاجرين " من رواية ابن عبدة و قال قتيبة: " إلا المهتجرين ".
عن أبي هريرة قال: " تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اركوا هذين حتى يصطلحا، اركوا هذين حتى يصطلحا ".
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدا بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اتركوا - أو اركوا - هذين حتى يفيئا ".
وبوَّب عليها النووي بقوله:
باب النهي عن الشحناء والتهاجر
والمقصود:
أن الكلام عن المسلمين وذنوبهم لا عن المسلمين والمشركين، وما في هذه الروايات لو كان في رواية النصف من شعبان لما كان ثمة إشكال.
وفقكم الله جميعا
وفي الانتظار
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[29 - 09 - 03, 05:54 م]ـ
أنا مع تصحيح الحديث خاصة أنه في الفضائل والتساهل فيها أشد، هذا لو كانت من طريق أو طريقين، فكيف وهي من هذه الطرق المتكاثرة، بل ويستحيل تواطؤ الرواة فيها على الكذب.
والمنصف يكفيه حديث معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن
قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج: 8 ص: 65
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات
قلت وصححه ابن حبان كما في الإحسان
ج: 12 ص: 481
والحافظ المنذري على طريقته في الترغيب والترهيب ج: 2 ص: 73
وعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين مشاحن وقاتل نفس
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو لين الحديث وبقية رجاله وثقوا
قلت وقال الحافظ المنذري إسناده لين.
وفي شعب الإيمان ج: 3 ص: 382
عن العلاء بن الحارث أن عائشة قالت قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الليل يصلي فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت فلما رفع الي رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال يا عائشه أو يا حميراء أظننت أن النبي قد خاس بك قلت لا والله يا رسول الله ولكنني ظننت أنك قبضت لطول سجودك فقال أتدرين أي ليلة هذه قلت الله ورسول أعلم قال هذه ليلة النصف من شعبان إن الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم
¥(34/370)
قال البيهقي هذا مرسل جيد ويحتمل أن يكون العلا بن الحارث أخذه من مكحول والله أعلم
قلت وأقره المنذري في الترغيب
وفي شعب الإيمان أيضا ج: 3 ص: 381
عن مكحول عن كثير بن مرة الحضرمي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة النصف من شعبان يغفر الله عز وجل لأهل الأرض إلا المشرك والمشاحن
قال البيهيق هذا مرسل جيد وروي من وجه آخر عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني عن النبي ص وهو أيضا بين مكحول وأبي ثعلبة مرسل جيد كما
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي ج: 3 ص: 365
اعلم أنه قد ورد في فضيلة ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث مجموعها يدل على أن لها أصلا فمنه ...
وساق عدة أحاديث
ثم قال:
فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء والله تعالى أعلم
قلت وكل ما سبق من الأحاديث المنقطعة حجة بمفردها في الفضائل فكيف وفيها ما صححه جمع من العلماء بل وبمجموعها وينضاف عليها عدة أحاديث أخرى كحديث أبي بكر الصديق ورجاله ثقات إلا واحد لم يعرف بجرح أو تعديل
وحديث أبي هريرة ورجاله ثقات إلا واحد لم يعرف
وكذا حديث عوف بن مالك وأبي ثعلبة وفي إسنادهما ضعف
وللمزيد أنظر مجمع الزوائد ج: 8 ص: 65 والترغيب والترهيب ج: 2 ص: 73
وأثناء البحث وقعت على ما يلي
نقل الذهبي عن ابن الحافظ ابن عساكر أنه رحمه الله كان مواظبا على الجماعة والتلاوة يختم كل جمعة ويختم في رمضان كل يوم ويعتكف في المنارة الشرقية وكان كثير النوافل والأذكار ويحيى ليلة النصف والعيدين بالصلاة والذكر وكان يحاسب نفسه على لحظة تذهب
تذكرة الحفاظ ج: 4 ص: 1331
وفي ذلك تقوية للحديث بعمل هذا المحدث الإمام.
وفي أخبار مكة ج: 3 ص: 84 للفاكهي المتوفى سنة 275 هـ
ذكر عمل أهل مكة ليلة النصف من شعبان واجتهادهم فيها لفضلها
وأهل مكة فيما مضى إلى اليوم إذا كان ليلة النصف من شعبان خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد فصلوا وطافوا وأحيوا ليلتهم حتى الصباح بالقراءة في المسجد الحرام حتى يختموا القرآن كله ويصلوا ومن صلى منهم تلك الليلة مائة ركعة يقرأ في كل ركعة ب الحمد و قل هو الله أحد عشر مرات وأخذوا من ماء زمزم تلك الليلة فشربوه واغتسلوا به عندهم للمرضى يبتغون بذلك البركة في هذه الليلة ويرى فيه أحاديث كثيرة
ثم ساق عدة أحاديث
والله أعلم
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[29 - 09 - 03, 06:34 م]ـ
فائدة
روى البزار حديث أبي بكر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيغفر لعباده إلا ما كان من مشرك أو مشاحن لأخيه
ثم قال وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي بكر إلا من هذا الوجه وقد روي عن غير أبي بكر وأعلى من رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر وإن كان في إسناده شيء فجلالة أبي بكر تحسنه وعبدالملك بن عبدالملك ليس بمعروف وقد روى هذا الحديث أهل العلم ونقلوه واحتملوه فذكرنا لذلك
مسند البزار ج: 1 ص: 207
ولم يتبين لي قوله (فجلالة أبي بكر تحسنه)
وهل هو تحسين منه للحديث.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 09 - 03, 06:37 ص]ـ
من ناحية صحة الحديث فطرقه لاتصلح للتقوي لشدة ضعفها
وقد قال العقيلي في الضعفاء (3/ 29) (وفي النزول في ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين، والرواية في النزول كل ليلة أحاديث ثابتة صحيحة، فليلة النصف من شعبان داخلة فيها ان شاء الله) انتهى.
ويقول الدارقطني في العلل (6/ 50) (والحديث غير ثابت)
فمن يقول إنها تتقوى بالطرق فكلامه غير صحيح
فالتقوي بالطرق له شروط منها ألا تكون الطرق شديدة الضعف كحال حديثنا هذا
قال الشيخ حاتم الشريف حفظه الله
وقال ابن رجب: " وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اختُلف فيها، فضعّفها الأكثرون، وصحّح ابن حبان بعضها ". (لطائف المعارف: 261) بل صحّ عن جمع من السلف إنكار فضلها.
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (وهو من أتباع التابعين من أهل المدينة): " لم أدرك أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان، ولم ندرك أحداً منهم يذكر حديث مكحول ولا يرى لها فضلاً على سواها من الليالي "، أخرجه ابن وضاح بإسناد صحيح في ما جاء في البدع (رقم 119)، وقال ابن أبي مُليكة (وهو من جِلّة التابعين وفقهائهم بالمدينة)، وقيل له: إن زياداً النميري يقول: إن ليلة النصف من شعبان أجْرُها كأجر ليلة القدر، فقال: لو سمعته يقول ذلك وفي يدي عصاً لضربته بها " أخرجه عبد الرزاق في المصنف (رقم 7928)، وابن وضاح في ما جاء في البدع (رقم 120) بإسناد صحيح.
ولما سئل عبد الله بن المبارك عن النزول الإلهي ليلة النصف من شعبان قال للسائل: " يا ضعيف! ليلة النصف؟! ينزل في كل ليلة " أخرجه أبو عثمان الصابوني في اعتقاد أهل السنة (رقم 92).
وأما من نقل عن عمل أهل مكة بهذا فلا يصح كذلك الاستدلال به ففعلهم ليس بدليل شرعي يحتج به فهو يحتمل الصواب والخطا فإيراد هذا الكلام ليس له حاجة
وأما من ناحية المقصود بالمشرك في الحديث
فالمشاحن هو المبتدع (كما في النهاية عن الأوزاعي)
واللفظ في الحديث) ((يطلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن).
فقوله في الحديث خلقه يشمل الناس كلهم المسلم والمشرك
فاستثنى منهم المشرك وهذا ظاهر في أن المقصود به المشرك الشرك الأكبر، لأنه استثنى من خلقه ولم يستثن من المسلمين، فلو استثنى من المسلمين لكان يحتمل أنه الشرك الأصغر، وعلى القول بحمل المشترك على معانيه فيحتمل الجمع بين الشركين الأصغر والأكبر، ولكن هنا قرينة تدل على أنه الأكبر وهي ذكر الخلق.
وعلى كل حال فالحديث لا يصح ولا يتقوى بالطرق، والله أعلم.
¥(34/371)
ـ[جمال الدين مجدى]ــــــــ[30 - 09 - 03, 07:33 ص]ـ
ما رأيك يا شيخنا فى طبع رسالة فى هذا الموضوع
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 10:30 ص]ـ
حديث عثمان بن أبي العاص-رضي الله عنه-
لفظه:
عن عثمان بن أبي العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان ليلة النصف من شعبان فإذا مناد هل من مستغفر فاغفر له هل من سائل فأعطيه فلا يسأل أحد إلا أعطي إلا زانية بفرجها او مشرك)).
تخريجه:
رواه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص/226رقم496)، والخلال في أماليه (ص/19رقم4)، والبيهقي في شعب الإيمان (3/ 383رقم3836)، وفي فضائل الأوقات (ص/124 - 126رقم25)، وابن الدبيثي في جزئه (ص/122 - 124رقم6) من طريقين عن مرحوم بن عبد العزيز عن داود بن عبد الرحمن عن هشام بن حسان عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- به.
يقول أبو عمر العتيبي: وقد روي هذا الحديث من طرق أخرى دون ذكر ليلة النصف من شعبان، وهي:
ما رواه الطبراني في المعجم الكبير (9/ 59رقم8391)، وفي المعجم الأوسط (2/ 154رقم2769) حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي قال حدثنا عبد الرحمن بن سلام حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عثمان بن أبي العاص الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تفتح أبواب السماء نصف اليل فينادي مناد: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من مكروب فيفرج عنه؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز وجل له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشار)).
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا داود تفرد به عبد الرحمن.
# وما رواه أحمد في المسند (4/ 22، 217، 218)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 222رقم508)، وفي الآحاد والمثاني (3/ 197 - 198رقم1544)، والبزار في مسنده (6/ 308رقم2320)،وأبو يعلى في مسنده –كما في الإصابة (5/ 615) -، والطبراني في المعجم الكبير (9/ 54، 55رقم8373، 8374)، وفي الدعاء (ص/60 - 61رقم137)، وابن خزيمة في التوحيد (1/ 321رقم44، 45) والدارقطني في النُّزول (ص/150رقم72) بعضهم رواه من طريق حماد بن زيد، وبعضهم من طريق حماد بن سلمة كلاهما
عن علي بن زيد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة فيقول: هل من داع فاستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟)).
واللفظ للبزار والطبراني.
ولفظ رواية عند أحمد وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني وأبو يعلى والطبراني في رواية: ((أنَّ نبي الله داود -صلى الله عليه وسلم- كان يوقظ أهله ساعة من الليل، فيقول: يا آل داود، قوموا فصلوا، فإن هذه الساعة يستجيب الله تعالى فيها الدعاء إلا لساحر أو عشار)) وللحديث قصة.
وفي لفظ: ((إن في الليل ساعة تفتح فيها أبواب السماء، ينادي مناد: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فاستجيب له؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ وانَّ داود خرج ذات ليلة فقال: لا يسأل الله عز وجل أحد شيئاً إلا أعطاه إلا أن يكون ساحراً أو عشاراً))
ورواه الطبراني في المعجم الكبير (9/ 54رقم8371)، وفي الدعاء (ص/60رقم138) حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا إبراهيم بن الحجاج الشامي ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن عبد الله بن عامر استعمل كلاب بن أمية على الأبلة فمر به عثمان بن أبي العاص فقال له ما شأنك فقال استعملت على ألابلة فقال: سمعت رسول الله يقول: ((إن في الليل ساعة تفتح فيها أبواب السماء فيقول الله عز وجل هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟)) قال: ((وإن داود عليه السلام خرج ذات ليلة فقال: لا يسأل الله عز وجل الليلة أحد شيئا إلا أعطاه إياه إلا ساحرا أو عشاراً)) فركب في قرقور فأتى عبد الله بن عامر، فقال: اقبل عملك، فإن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه حدثني كذا و كذا.
قال البزار: ولا نعلم أن أحداً يحدثه بهذا الحديث عن عثمان بن أبي العاص إلا من
هذا الوجه بهذا الإسناد
¥(34/372)
#ورواه الطبراني في الدعاء (ص/61رقم140) من طريق عدي بن الفضل عن علي بن زيد عن الحسن عن كلاب بن امية عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول: ((ينْزل الله عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا، ثم يأمر منادياً ينادي: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من داع فأستجيب له؟)) ثم قال رسول الله: ((إنَّ داود عليه السلام خرج ذات ليلة على أهله في ثلث الليل فقال: يا أهلي، قوموا فصلوا، فإن هذه ساعة يستجاب فيها الدعاء إلا لعشار أو ساحر)).
وروى الطبراني في المعجم الكبير (9/ 54)، وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 388) وابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق خليد بن دعلج عن سعيد بن عبد الرحمن عن كلاب بن أمية أنه لقي عثمان بن أبي العاص فقال ما جاء بك؟ فقال: استعملت على عشر الأبلة فقال عثمان: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله يدنو من خلقه فيغفر لمن استغفر إلا لبغي بفرجها أو لعشار)) هذا لفظ الطبراني.
ولفظ ابن قانع-ومن طريقه ابن عساكر-: عن كلاب بن أمية: أنه لقي عثمان بن أبي العاص فقال له: ما جاء بك؟ قال: استعملت على عشور الأبلة. فقال له كلاب بن أمية سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن الله يدنو من خلقة فيغفر لمن استغفر الا البغي بفرجها والعشار)). فجعله من مسند كلاب بن أمية، ولذلك أورده في الصحابة.
الحكم عليه:
الحديث إسناده صحيح ورجاله ثقات.
مرحوم بن عبد العزيز: ثقة من رجال الجماعة.
وداود بن عبد الرحمن العطار: ثقة من رجال الجماعة.
هشام بن حسان: ثقة إمام من رجال الجماعة، وقد تكلم بعض العلماء في روايته عن الحسن استصغاراً له أو يرون أنه أخذها من حوشب وهو من ثقات أصحاب الحسن، ولكن الذي استقر عليه عمل الأئمة وأصحاب الصحاح هو تصحيح رواية هشام عن الحسن حتى قال ابن عدي في الكامل (7/ 113): [وهشام بن حسان أشهر من ذاك، وأكثر حديثاً فمن احتاج أن اذكر له شيئاً من حديثه فإن حديثه عمن يرويه مستقيم، ولم أرَ في حديثه منكراً إذا حدث عنه ثقة، وهو صدوق لا بأس به].
الحسن: هو ابن أبي الحسن يسار البصري الإمام الحافظ الفقيه المعروف، وهو قليل التدليس وكثير الإرسال.
قال الحاكم في المستدرك (1/ 283): الحسن لم يسمع من عثمان بن أبي العاص
وقال المزي: يقال: لم يسمع منه.
وجزم الحافظ بذلك.
وقال ابن معين -رحمَهُ اللهُ- -كما في سؤالات الدوري (4/ 260): ويقال إنه رأى عثمان بن أبي العاص.
ولكن أشار الإمام أحمد والبخاري -رحمَهُما اللهُ- إلى سماعه منه.
فقد روى عبد الله في العلل (2/ 211) عن أبيه حدثنا أبو داود قال حدثنا أبو عامر عن الحسن قال: كنا ندخل على عثمان بن أبي العاص وكان له بيت.
وكذا أورد هذه الرواية البخاري في التاريخ الكبير (6/ 212) في ترجمة عثمان بن أبي العاص حيث روى عن الحسن -رحمَهُ اللهُ- أنه قال: كنا ندخل على عثمان بن أبي العاص وقد أخلى بيتا للحديث.
وقد صحح الترمذي وابن خزيمة روايات للحسن عن عثمان بن أبي العاص وهذا يقتضي أنهما يقولان بسماعه منه.
وقال ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 342): حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا حميد الطويل قال: ذُكر عند الحسن أن صيام عرفة يعدل صيام سنة فقال الحسن: ما أعلم ليوم فضلاً على يوم، ولا لليلة على ليلة إلا ليلة القدر، فإنها خير من ألف شهر، ولقد رأيت عثمان بن أبي العاص صام يوم عرفة يرش عليه الماء من إداوة معه يتبرد به.
فالصحيح أن الحسن البصري -رحمَهُ اللهُ- سمع من عثمان بن ابي العاص -رضي الله عنه- لاسيما وأنه قد روي تصريحه بالسماع منه بسند ضعيف.
وعنعنة الحسن البصري محمولة على السماع لقلة تدليسه.
فالسند صحيح -إنْ شَاءَ اللهُ تَعالَى-.
فإن قيل: إنه قد اختلف في الحديث سنداً ومتناً على ثلاثة أوجه كلها واهية:
الوجه الأول: ما رواه عبد الرحمن بن سلام حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عثمان بن أبي العاص الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تفتح أبواب السماء نصف اليل فينادي مناد: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من مكروب فيفرج عنه؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز وجل له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشار)).
¥(34/373)
فخالف عبد الرحمن بن سلام الجمحي مرحومَ بن عبد العزيز العطار في السند والمتن:
في السند حيث جعل شيخ هشام: ابنَ سيرين، وليس الحسن.
وفي المتن لم يذكر ليلة النصف من شعبان.
فالجواب على هذا: أن مرحوم بن عبد العزيز العطار أوثق وأثبت من عبد الرحمن بن سلام الجمحي.
فمرحوم العطار ثقة من رجال الجماعة.
وعبد الرحمن بن سلام الجمحي: صدوق من رجال مسلم
ثم إن رواية هشام بن حسان عن ابن سيرين أشهر وهي الجادة فمن سلك الجادة مع المخالفة أولى بالوهم ممن لم يسلك الجادة والله أعلم.
فتبين أن رواية عبد الرحمن بن سلام الجمحي شاذة.
الوجه الثاني من الاختلاف: ما رواه الحمادان عن علي بن زيد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة فيقول: هل من داع فاستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟)).
وما رواه إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن عبد الله بن عامر استعمل كلاب بن امية على الأبلة فمر به عثمان بن أبي العاص فقال له ما شأنك؟ الحديث.
وما رواه عدي بن الفضل عن علي بن زيد عن الحسن عن كلاب بن أمية عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول: ((ينْزل الله عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا، ثم يأمر منادياً ينادي: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من داع فأستجيب له؟)) ثم قال رسول الله: ((إنَّ داود عليه السلام خرج ذات ليلة على أهله في ثلث الليل فقال: يا أهلي، قوموا فصلوا، فإن هذه ساعة يستجاب فيها الدعاء إلا لعشار أو ساحر)).
فالجواب: أن علي بن زيد سيء الحفظ ومخالفته تعد منكرة وقد اضطرب فيه، وفي الرواية الثالثة عدي بن الفضل وهو متروك.
الوجه الثالث: ما رواه خليد بن دعلج عن سعيد بن عبد الرحمن عن كلاب بن أمية أنه لقي عثمان بن أبي العاص فقال ما جاء بك؟ ..
وخليد بن دعلج ضعفه ابن معين وغيره وال النسائي: ليس بثقة، وتركه الدارقطني، وقال الساجي: مجمع على ضعفه.
وقد خلط فيه فتارة يجعله من مسند عثمان بن أبي العاص ويرويه مطولاً، وتارة يجعله من مسند كلاب بن أمية ويختصر متنه.
وقد ضعف ابن حجر سند حديث كلاب في الإصابة (5/ 615)
فظهر بما سبق أن المحفوظ هو رواية مرحوم بن عبد العزيز عن داود بن عبد الرحمن عن هشام بن حسان عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- به. وأن سندها صحيح -إنْ شَاءَ اللهُ تَعالَى-.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 09 - 03, 10:53 ص]ـ
هذا الشاهد الذي ذكرته لايفرح به لأنه ليس في لفظ الحديث الذي ذكرته موضع الشاهد فلفظه (إذا كان ليلة النصف من شعبان فإذا مناد هل من مستغفر فاغفر له هل من سائل فأعطيه فلا يسأل أحد إلا أعطي إلا زانية بفرجها او مشرك)
فأين ما ورد في الحديث من المغفرة لكل مشرك ومشاحن!
فليس في لفظ الحديث شاهد فغاية ما يفيده مثل ما يفيد حديث النزول الإلهي كل ليلة وليس فيه زيادة البتة.
وهناك عدة أمور في بحثك لعلي أبينها بإذن الله تعالى.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 11:11 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فلم أورد حديث عثمان بن أبي العاص -رضي الله عنه- الصحيح من أجل لفظة المشرك.
وإنما ردا على من ينكر صحة حديث النزول الإلهي ليلة النصف من شعبان.
والحديث صحيح على قواعد المتقدمين والمتأخرين.
إلا إذا كنت ترى رد حديث الحسن بتهمة التدليس فهات من صنيع الأئمة ما يثبت ذلك في الحسن البصري رحمه الله.
وأمامك إمامان يذهبان إلى سماعه أحمد والبخاري ..
وهو حديث صحيح بلا شك.
ومرحبا بالنقد العلمي المبني على أصول السلف.
والله الموفق.
ـ[الشافعي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 11:14 ص]ـ
لا يوجد أحد هنا ينكر النزول الإلهي ليلة النصف من شعبان فإن النزول
ثابت في كل ليلة وليلة النصف منها.
وإنما الذي لا يثبت هو ما ورد في خصوص تلك الليلة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 09 - 03, 11:19 ص]ـ
لاأحد ينكر النزول الإلهي في النصف من شعبان أو غيره من الأيام وكلها سواسية إلا المبتدعة
أما الحديث الذي ذكرته فسواء صح أم لا، فلا يفيدنا في مسألتنا هذه فهو أجنبي عنها
اللهم إلا في زيادة إثبات نزول الله تعالى في كل ليلة، وهذا والحمد لله ثابت في أحاديث كثيرة
ونحن كلامنا حول نزول الله في النصف من شعبان ومغفرته للناس كلهم إلا لمشرك أو مشاحن.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 11:20 ص]ـ
النزول كل ليلة يكون في الثلث الأخير من الليل.
أما ليلة النصف فلعله يشمل كل الليلة.
وكذلك شمولية المغفرة إلا من استثني وهم: المشرك والمخاصم (المشاحن) والعاق وقاطع الرحم والزانية وقاتل النفس.
والله أعلم
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 11:26 ص]ـ
ثم إن لفظ حديث عثمان رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا كان ليلة النصف من شعبان فإذا مناد هل من مستغفر فاغفر له هل من سائل فأعطيه فلا يسأل أحد إلا أعطي إلا زانية بفرجها او مشرك)).
ففيه النص على المشرك.
والله أعلم
¥(34/374)
ـ[أبوالخيرالحنبلي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 02:07 م]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[30 - 09 - 03, 06:51 م]ـ
تحية وإعجاب بتخريج أبي عمر العتيبي وما قام به من تحر لرواية لم تعط حقها وقد أثرت البحث وجعلت فيه حجة وأي حجة على صحة خصوصية ليلة النصف من شعبان
وهي تكفي إن انفردت فكيف بها مع ما سبق من الطرق المتعاضدة.
جعل الله ذلك في ميزان حسناته.
ـ[أحمد الشبلي]ــــــــ[30 - 09 - 03, 07:08 م]ـ
إتماماً للفائدة سأذكر بعون الله زيادة في تخريج طرق الحديث سوى ما تقدم:
- حديث علي بن أبي طالب:
- رواه ابن ماجه (1388) والشجري في الأمالي الخميسية (1/ص2180) والبيهقي في فضائل الأوقات (24) وفي شعب الإيمان (3542) والأصبهاني في الترغيب والترهيب (1833) -ومن طريقه السخاوي في الفتاوى الحديثية (ص366) - وابن الجوزي في العلل المتناهية (923) من طريق الحسن بن علي الحلواني، ثنا عبد الرزاق، أبنا ابن أبي سبرة، عن إبراهيم بن محمد، عن معاوية بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله تبارك وتعالى يقول: ألا مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألاسائل فأعطيه، ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر).
قال البوصيري في مصباح الزجاجة: ابن أبي سبرة -واسمه أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة- قال أحمد وابن معين: يضع الحديث اهـ
- ورواه الأصبهاني في الترغيب (1831) من طريق أخرى وفيها عمر بن موسى الوجيهي، قال أبو حاتم: كان يضع الحديث اهـ
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 10 - 03, 12:26 ص]ـ
توضيح حول رواية هشام بن حسان عن الحسن البصري
سبق أن بينا أن لفظ الحديث الذي ذكره أبو عمر ليس له علاقة بموضوعنا هذا وليس فيما ذكره من الكلام حجة
ولعلي أذكر الآن مسألة أخرى ويتبعها كذلك عدد من الأمور بإذن الله تعالى حتى يتضح حال هذه الرواية
وهذا الحديث الذي ذكره أبو عمر هو من طريق هشام بن حسان عن الحسن
وقد اغتر بظاهر إسناده فصححه دون أن ينتبه لقيمة رواية هشام عن الحسن
توضيح حول رواية هشام بن حسان عن الحسن البصري
قال علي بن المديني (أحاديث هشام عن الحسن عامتها تدور على حوشب، وأما أحاديثه عن محمد فصحاح) العلل ص 131 (دار غراس)
سير أعلام النبلاء ج: 6 ص: 356
نعيم بن حماد سمعت سفيان يقول لقد أتى هشام أمرا عظيما براويته عن الحسن قيل لنعيم لم قال لأنه كان صغيرا
قلت هذا فيه نظر بل كان كبيرا وقد جاء أيضا عن نعيم بن حماد عن سفيان بن عيينة قال كان هشام أعلم الناس بحديث الحسن فهذا أصح قال سعيد بن عامر الضبعي سمع هشاما يقول جاورت الحسن عشر سنين وروى أبو بكر بن أبي شيبة عن ابن علية قال كنا لا نعد هشام بن حسان في الحسن شيئا
مخلد بن الحسين عن هشام أنه كان إذا حدث عن ابن سيرين سرده سردا كما سمعه فإن كان ابن سيرين يرسل فيه أرسل فيه في حديث ابن سيرين خاصة
قال علي بن المديني أما حديث هشام عن محمد فصحاح وحديثه عن الحسن عامتها تدور على حوشب وهشام أثبت من خالد الحذاء في ابن سيرين هشام ثبت
وروى الحسن بن علي الخلال عن علي بن المديني قال كان يحيى بن سعيد وكبار أصحابنا يثبتون هشام بن حسان وكان يحيى يضعف حديثه عن عطاء وكان أنه أخذ حديث الحسن عن حوشب
علي بن المديني عن عرعرة بن البرند سألت عباد بن منصور أتعرف أشعث مولى آل حمران قال نعم قلت كان يقاعد الحسن قال نعم كثيرا قلت هشام بن حسان قال ما رأيته عند الحسن قط قال عرعرة فأخبرت بذلك جرير بن حازم فقال قاعدت الحسن سبع سنين ما رأيت هشاما عنده قط قلت فأشعث قال ما أتيت الحسن إلا رأيته عنده
طبقات المدلسين ص: 47
هشام بن حسان البصري وصفه بذلك علي بن المديني وأبو حاتم
قال جرير بن حازم قاعدت الحسن سبع سنين ما رأيت هشاما عنده قيل له قد حدث عن الحسن بأشياء فمن تراه أخذها قال من حوشب وقال ابن المديني كان أصحابنا يثبتون حديثه ويحيى بن سعيد يضعفه ويرون أنه أرسل حديث الحسن عن حوشب
تهذيب التهذيب ج: 11 ص: 33
¥(34/375)
وقال نعيم بن حماد سمعت بن عيينة يقول لقد أتى هشام أمرا عظيما بروايته عن الحسن قيل لنعيم لم قال أنه كان صغيرا قال نعيم قال ابن عيينة وكان هشام أعلم الناس بحديث الحسن
وقال أبو بكر بن أبي شيبة عن ابن علية ما كنا نعد هشام بن حسان في الحسن شيئا
وقال علي عن يحيى بن سعيد هشام بن حسان في بن سيرين أحب إلي من عاصم الأحول وخالد الحذاء وهو عندي في الحسن دون محمد بن عمرو يعني الأنصاري
وقال ابن المديني كان يحيى بن سعيد وكبار أصحابنا يثبتون هشام بن حسان وكان يحيى يضعف حديثه عن عطاء وكان أنه أخذ حديثه عن حوشب وقال بن المديني أيضا أما حديث هشام عن محمد فصحاح وحديثه عن الحسن عامتها يدور على حوشب
وقال جرير بن حازم قاعدت الحسن سبع سنين ما رأيت هشاما عند الحسن قط قال فقلت له حدثنا عن الحسن بأشياء فمن من تراه أخذها قال عن حوشب
وقال أبو داود إنما تكلموا في حديثه عن الحسن وعطاء لأنه كان يرسل أنه أخذ كتب حوشب
تهذيب الكمال ج: 30 ص: 187
وقال الحسن بن علي الخلال عن علي بن المديني كان يحيى بن سعيد وكبار أصحابنا يثبتون هشام بن حسان وكان يحيى يضعف حديثه عن عطاء وكان أنه أخذ حديث الحسن عن حوشب
وقال أبو الحسن بن البراء عن علي بن المديني أما حديث هشام عن محمد فصحاح وحديثه عن الحسن عامتها تدور على حوشب
وقال صالح بن أحمد بن حنبل عن علي بن المديني عن عرعرة بن البرند سألت عباد بن منصور قلت يا أبا سلمة تعرف أشعث مولى آل حمران قال نعم قلت كان يقاعد الحسن قال نعم كثيرا قلت هشام بن حسان القردوسي قال ما رأيته عند الحسن قط قال عرعرة فأخبرت بذلك جرير بن حازم بعد موت عباد فقال لي جرير قاعدت الحسن سبع سنين ما رأيت هشاما عنده قط فقلت يا أبا النضر قد حدثنا عن الحسن بأشياء ورويناها عنه فعن من تراه أخذها أخذها عن حوشب
وقال إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند عن جده ذكرت لجرير بن حازم هشام بن حسان قال ما رأيته عند الحسن قط قلت فأشعث قال ما أتيت الحسن قط إلا رأيته عنده
وقال وهب بن جرير بن حازم عن أبيه جلست إلى الحسن سبع سنين لم أخرم منها يوما واحدا أصوم وأذهب إليه ما رأيت هشاما عنده قط وقال شعيب بن حرب عن شعبة لو حابيت أحدا لحابيت هشام بن حسان كان خشبيا ولم يكن يحفظ
سؤالات أبي عبيد الآجري ج: 1 ص: 284
405 سألت أبا داود عن هشام بن حسان فقال إنما تكلموا في حديثه عن الحسن وعطاء لأنه كان يرسل أنه أخذ كتب حوشب
وقال أبو داود إنما تكلموا في حديثه عن الحسن وعطاء لأنه كان يرسل، وكانوا يرون أنه أخذ كتب حوشب (الجامع في الجرح والتعديل (3/ 235))
وفي حاشية تهذيب الكمال (30/ 194)
وقال الآجري أيضا سمعت أبا داود يقول: أربعة كانوا لايرون الرواية عن هشام عن الحسن: يحيى بن سعيد وابن علية ويزيد بن زريع ووهيب لايرون الرواية عن هشام عن الحسن (سؤالاته 4/الورقة 7)
وقال ابن حجر في التقريب (وفي روايته عن الحسن وعطاء مقالا لأنه قيل كان يرسل عنهما)
وقال أبو حاتم كما في العلل لابنه (2275) (كان يدلس)
وقال يعقوب بن سفيان (2/ 53) (قال علي بن المديني كتب هشام بن حسان أخذها من حوشب)
وأما إخراج البخاري ومسلم له فلم يخرجا له إلا في المتابعات والشواهد
وهذه الأحاديث التي جاءت في الصحيحين من رواية هشام عن الحسن
صحيح مسلم ج: 1 ص: 126
142 وحدثني القاسم بن زكريا حدثنا حسين يعني الجعفي عن زائدة عن هشام قال قال الحسن كنا عند معقل بن يسار نعوده فجاء عبيد الله بن زياد فقال له معقل إني سأحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر بمعنى حديثهما
صحيح مسلم ج: 3 ص: 1268
1648 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الأعلى عن هشام عن الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحلفوا بالطواغي ولا بآبائكم
صحيح مسلم ج: 3 ص: 1481
1854 وحدثني أبو غسان المسمعي ومحمد بن بشار جميعا عن معاذ واللفظ لأبي غسان حدثنا معاذ وهو بن هشام الدستوائي حدثني أبي عن قتادة حدثنا الحسن عن ضبة بن محصن العنزي عن أم سلمةزوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم قال لا ما صلوا أي من كره بقلبه وأنكر بقلبه
1854 وحدثني أبو الربيع العتكي حدثنا حماد يعني بن زيد حدثنا المعلى بن زياد وهشام عن الحسن عن ضبة بن محصن عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بنحو أنه قال فمن أنكر فقد برئ ومن كره فقد سلم
1854 وحدثناه حسن بن الربيع البجلي حدثنا بن المبارك عن هشام عن الحسن عن ضبة بن محصن عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله إلا قوله ولكن من رضي وتابع لم يذكره
صحيح البخاري ج: 6 ص: 2614 (البغا)
6731 حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو الأشهب عن الحسن أن عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه فقال له معقل إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة
6732 حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا حسين الجعفي قال زائدة ذكره عن هشام عن الحسن قال أتينا معقل بن يسار نعوده فدخل علينا عبيد الله فقال له معقل أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة
فتبين لنا بهذا عدم صحة الاحتجاج برواية هشام بن حسان عن الحسن وأنه كان يدلسها عن حوشب وهو مدلس كما ذكر أبو حاتم وغيره ولم يصرح بالسماع
وحوشب هو ابن مسلم الثقفي ذكره المزي تمميزا (تهذيب الكمال (7/ 464)
قال الذهبي لايدرى من هو وقال الأزدي ليس بذاك.
فهذا الحديث لايصلح في الموضوع لاسندا ولا متنا
والحمد لله رب العالمين.
¥(34/376)
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[01 - 10 - 03, 10:59 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فلقد صعقت لما قرأت كلام عبد الرحمن الفقيه.
ولكن ..
الحمد لله على كل حال ..
وكلامك مردود وغلط.
وقبل إيراد ما ينقضه من المتقدمين أنقل لك كلاك الشريف حاتم العوني في كتابه المرسل الخفي (2/ 560): [وهذا هو القول الفصل في المسألة: أن هشام بن حسان ليس فقط سمع من الحسن بل من أخص تلامذة الحسن، وأوثقهم فيه، للزومه إياه عشر سنين].
ثم قال (ص/561) مخطأ الحافظ ابن حجر: [فهشام بن حسان من أوثق تلامذة الحسن].
وقال قبل ذلك (ص/559): [وصحح أحاديث هشام بن حسان عن الحسن: الإمام البخاري ومسلم والترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم].
وكلام الشريف حاتم صحيح ويشهد له كلام الأئمة وإليك البيان:
1/ قال هشام بن حسان –نفسه-: جاورت الحسن عشر سنين.
رواه عنه: ابن معين والبخاري بسند صحيح.
وقال الإمام أحمد: جالس الحسن عشر سنين.
وقال أبو نعيم في الحلية: أكثر ما أسنده عن أستاذه الحسن بن أبي الحسن، لزمه عشر سنين.
2/ قال نعيم بن حماد: قال سفيان بن عيينة: وكان هشام أعلم الناس بحديث الحسن.
3/ قال الإمام البخاري -رحمَهُ اللهُ-: وحدثني عمرو قال كان يحيى وعبد الرحمن يحدثان عن هشام عن الحسن.
4/ صحح أحاديث هشام بن حسان عن الحسن: الإمام البخاري ومسلم والترمذي وابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
وهذا هو الذي استقر عليه أهل الحديث.
ورواية مسلم له بعضها متابعات وبعضها ليس كذلك فحديث عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تحلفوا بالطواغيت ولا بآبائكم)) سنده فرد عند مسلم.
أما حوشب الذي اكتفيت في حكاية حاله بالنقل عن الذهبي والأزدي الضعيف فإنه ثقة.
فقد روى عنه جماعة منهم شعبة.
وقال أبو داود: كان من كبار أصحاب الحسن.
وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال الحافظ ابن حجر في التقريب: صدوق واعتمد كلامه الشريف حاتم العوني.
أفبعد هذا يضره عدم معرفة الذهبي، أو تضعيف الأزدي الضعيف؟!!
فتبين أن حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه صحيح وهو حجة في الموضوع سندا ومتناً.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 10 - 03, 03:04 ص]ـ
الكلام الذي ذكرته في الرد عليك هو كلام الأئمة وقد نقلته لك فقط! فلماذا تصعق منه!
لعلك تعيد قراءة النقولات التي ذكرتها لك عن الأئمة الذي تخالفهم وصعقت من كلامهم! فهي واضحة مثل الشمس في كون هشام بن حسان (مدلس) وأخذ أحاديث هشام بن حسان عن حوشب
وحوشب لم يوثقه إلا ابن حبان وقال الأزدي ليس بذاك وقال الذهبي لايعرف ورواية شعبة لاتعد ثوثيقا له
وكلام الأئمة واضح في عدم قبولهم لأحاديث هشام عن الحسن
فراجع الكلام جيدا
ولعلي أنقلك لك هنا بعضه وراجع الباقي هناك
في تهذيب الكمال (30/ 185)
(وقال أبو بكر بن أبي شيبة عن إسماعيل بن علية (كنا لانعد هشام بن حسان في الحسن شيئا)
وأبو عمر يخالف الأئمة ويعده شيئا!!!!!
قال علي بن المديني (أحاديث هشام عن الحسن عامتها تدور على حوشب، وأما أحاديثه عن محمد فصحاح) العلل ص 131 (دار غراس)
فعلي بن المديني يصحح أحاديثه عن محمد بن سيرين وأما أحاديثه عن الحسن فلا يرضاها
طبقات المدلسين ص: 47
هشام بن حسان البصري وصفه بذلك علي بن المديني وأبو حاتم
تهذيب التهذيب ج: 11 ص: 33
وقال ابن المديني كان يحيى بن سعيد وكبار أصحابنا يثبتون هشام بن حسان وكان يحيى ((يضعف)) حديثه عن عطاء وكان أنه أخذ حديثه عن حوشب
وقال بن المديني أيضا أما حديث هشام عن محمد فصحاح وحديثه عن الحسن عامتها يدور على حوشب
وفي حاشية تهذيب الكمال (30/ 194)
وقال الآجري أيضا سمعت أبا داود يقول: أربعة كانوا لايرون الرواية عن هشام عن الحسن: يحيى بن سعيد وابن علية ويزيد بن زريع ووهيب لايرون الرواية عن هشام عن الحسن (سؤالاته 4/الورقة 7)
وقال أبو حاتم كما في العلل لابنه (2275) (كان يدلس)
وقال ابن حجر في التقريب (وفي روايته عن الحسن وعطاء مقالا لأنه قيل كان يرسل عنهما)
فتبين بهذا أن رواية هشام عن الحسن غير مقبولة ولم يرضها الأئمة
والحمد لله.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[02 - 10 - 03, 12:10 م]ـ
أصلحك الله يا عبد الرحمن.
هل هؤلاء مخالفون للأئمة:
سفيان بن عيينة
يحيى القطان
عبد الرحمن بن مهدي
عمرو بن علي الفلاس
الإمام أحمد.
الإمام يحيى بن معين
الإمام البخاري.
الإمام مسلم.
الإمام الترمذي.
أبو نعيم الأصبهاني.
ابن خزيمة.
ابن حبان.
الحاكم.
وغيرهم.
وأخيراً: شيخك الشريف حاتم العوني.
فهل كل هؤلاء -عندك- مخالفون للأئمة؟!!
سبحان الله.
وبهذا أكتفي لأن الأمر -فيما يظهر لي- أصبح فيه انتصار للنفس.
فمعذرة.
والله الموفق.
وحديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه حديث صحيح بلا ريب.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
¥(34/377)
ـ[الشافعي]ــــــــ[02 - 10 - 03, 12:27 م]ـ
حسب ما تقدم من بحث فالذي يظهر أن حديث عثمان بن أبي العاص
ضعيف لعلتين:
1 - الانقطاع بين الحسن وعثمان بن أبي العاص.
ولا ينسب للإمام القول بإثبات السماع لمجرد روايته رواية فيها ذكر اللقاء
وهناك الكثير من الأمثلة التي يذهب فيها إمام من الأئمة إلى الانقطاع
مع روايته لما يفيد السماع.
2 - ضعف رواية هشام عن الحسن.
والله أعلم
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[02 - 10 - 03, 12:42 م]ـ
بل حديث عثمان بن أبي العاص صحيح.
أما العلة الأولى وهي تدليس الحسن فليست بعلة إلا بشرطين: إذا لم يثبت السماع (وهذا هو المرسل الخفي ويسميه بعض الأئمة تدليساً).
والشرط الثاني أن يكون مكثرا من التدليس بالمعنى الاصطلاحي.
والحسن البصري كثير الإرسال قليل التدليس وعنعنته محتج بها في الصحيحين وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم.
وهو قد ثبت لقاؤه لعثمان بن أبي العاص وإليه ذهب الإمام أحمد والبخاري وابن خزيمة والرتمذي وغيرهم.
وهو الصحيح الذي لا يجوز العدول عنه.
أما العلة الثانية وهي تضعيف رواية هشام بن حسان عن الحسن فهي لا شيء لوجهين:
الوجه الأول: الذي عليه أكثر الأئمة واستقر عليه أرباب الصحاح وغيرهم أن رواية هشام بن حسان عن الحسن صحيحة.
بل رجح البخاري ومسلم برواية ابن حسان عن الحسن اتصال سند خالفه غيره.
وليس متابعة كما ظنه عبد الرحمن الفقيه.
صحيح البخاري ج: 6 ص: 2614 (البغا)
6731 حدثنا أبو نعيم حدثنا أبو الأشهب عن الحسن أن عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه فقال له معقل إني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يحطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة
6732 حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا حسين الجعفي قال زائدة ذكره عن هشام عن الحسن قال أتينا معقل بن يسار نعوده فدخل علينا عبيد الله فقال له معقل أحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما من وال يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم إلا حرم الله عليه الجنة
الوجه الثاني: أنه لو قيل -من باب التنزل- أن هشام بن حسان دلسها، فقد عرفت الواسطة وهو حوشب بن مسلم الثقة.
وقد روى عنه جماعة من الثقات منهم شعبة، وقال عنه أبو داود من كبار أصحاب الحسن، وذكره ابن حبان في الثقات وقال الحافظ: صدوق.
واعتمده الشريف حاتم العوني.
والعجيب أن يتشبث عبد الرحمن الفقيه بكلام الأزدي وهو مجروح، وبكلام الذهبي وهو لم يعرفه وقد عرفه غيره.
وهل يقال عن راو روى عنه جماعة من الثقات منهم شعبة: لا يدرى من ذا؟!!
والله المستعان.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 10 - 03, 06:35 م]ـ
حصل أمس نقاش مطول مع مشايخ أفاضل حول هذا الموضوع
وقد طرحت عليهم سؤالا
وهو
ما رأيكم فيمن مات في ليلة النصف من شعبان ولم يتب من الشحناء
هل يمكن أن يغفر الله له في الآخرة ذنبه هذا
أم يلحق بالشرك فلا يغفر؟
وقبل أن أكتب لكم ما جرى أود سماع الرد من الإخوة الأفاضل
وشكر الله لك يا شيخ عبد الرحمن
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[14 - 10 - 03, 09:41 م]ـ
الشيخ المبجل إحسان العتيبي ... كرمه الله ...
المغفرة في ليلة النصف (إن صح الحديث وهو عندي حسن) مغفرة خاصة،
أي بتلك الليلة، ولا دخل لها بالمغفرة العامة التي قد ينالها
العبد يوم القيامة، بل ولا بالمغفرة الخاصة بيوم القيامة التي قد
يخص الله بها بعض المؤمنين ...
والدليل على ذلك ما ورد في نص الحديث ( ... فيغفر ... ) فرتب المغفرة
على الاطلاع، ثم استثنى المشرك والمشاحن، والترتيب بالفاء مشعر
بالعلية فيكون الغفران مخصوصا بليلة الاطلاع والله أعلم ...
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[14 - 10 - 03, 10:29 م]ـ
جهد مبارك وبحث قيم جزاك الله خيرا
ـ[الرايه]ــــــــ[11 - 09 - 05, 07:03 م]ـ
أسامه عطايا الفلسطيني (ابو عمر العتيبي)
الملتقى ليس من مواقع التعصب والتشنج او الصعق فهذه احوال تنتاب اصحاب التصوف المتعصبة لمقلديهم.
وبغض النظر هل صح الحديث أو لا.
فليس الحديث من اصول الاسلام ومبانيه العظام وليس الحديث الوحيد الذي اختلف العلماء فيه.
وليس في دين الاسلام الزام برأي أحد من العلماء وانه لايجوز العدول عنه وهو الصحيح الذي لا يجوز العدول عنه الى غيرها من عبارات مقلدة المذاهب والتي انتقلت مؤخراً الى مقلدة بعض طلبة العلم.
وليس من الادب بين المسلمين فضلا عمن ينسب نفسه للعلم أن تقول في جدالك
(وأخيراً شيخك الشريف حاتم)!
أتريد الوقيعة بين الناس وضرب بعضهم ببعض.
اما كلامك (وبهذا أكتفي لأن الأمر -فيما يظهر لي- أصبح فيه انتصار للنفس)
فلا يعدو ان يكون من باب رمتني بدائها وانسلت.
وقد استفاد القراء والمشاركون من أدب الأخ الكريم أبي عمر عبدالرحمن الفقيه في هذا الموضوع وفي غيره، وهكذا فليكن أثر العلم على حملته - نحسبه كذلك ولانزكي على الله أحدا-
¥(34/378)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 05, 08:12 م]ـ
الشيخ الفاضل الراية حفظه الله، جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به، ولاشك مثل ما تفضلت أن الحديث قد يختلف الناس فيه والأمر واسع
وقد وقع في كلامه السابق بعض الأوهام، ومنها قولك (شيخك حاتم الشريف)، فالأخ الشريف حاتم العوني ليس شيخا لي ولا أدري من أين أتى بهذا القول؟
وفي الجملة فحديثه الذي احتج به ليس فيه لفظة (فيغفر لكل مشرك ومشاحن) فلا يعتبر شاهدا للحديث حتى على القول بصحته كما ذهب إليه.
ـ[أبو بكر الهاشمي]ــــــــ[11 - 09 - 05, 09:35 م]ـ
جزاك الله خيرا
هذا كتاب نافع لأحد الأخوة في تضعيف النزول في ليلة النصف من شعبان ...
ـ[أبو بكر الهاشمي]ــــــــ[11 - 09 - 05, 09:36 م]ـ
آسف هذا هو
عنوان الكتاب اللآلئ الحسان في تخريج حديث النزول والمغفرة في ليلة النصف من شعبان
المؤلف ناصر السليطي
ـ[أبو أحمد الهمام]ــــــــ[11 - 09 - 05, 11:01 م]ـ
الاخوة الافاضل
مانصنع بقول شيخ الاسلام في الاقتضاء ان اكثر العلماء على ان لليلة النصف من شعبان فضل
ـ[الرايه]ــــــــ[11 - 09 - 05, 11:54 م]ـ
الاخوة الافاضل
مانصنع بقول شيخ الاسلام في الاقتضاء ان اكثر العلماء على ان لليلة النصف من شعبان فضل
الاخ الكريم جهاد قنديل
اصنع به كما تصنع مع اي قول يعتمد على حديث ضعيف.
والله اعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 06:36 ص]ـ
من النصوص التي فاتت العتيبي: ما في ((العلل ومعرفة الجال)) [1480] قال عبد الله بن أحمد: ((سئل أبي عن مبارك، والربيع بن صبيح، فقال: ما أقربهما، مبارك وهشام جالسا الحسن جميعا عشر سنين، وكان المبارك يدلس)) وهو نص مهم جدا في إثبات صحة سماع هشام من الحسن مدة طويلة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 06:40 ص]ـ
الشيخ الفقيه، قولك: ((أ بو عمر يخالف الأئمة)) ماتعودناها منك فأنت ترى أن له سلف بل أسلاف،ومن علم حجة على من لم يعلم
ودمت موصولا بالخير
أخوك/أبو فهر
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 06:45 ص]ـ
يبقى أمر مهم لم ينتبه إليه أبو عمر العتيبي وهو:
أن الذي في حديث عثمان هو الوعد بالاستجابة، وليس المغفرة وهو فرق كبير، فإذا أضفنا إليه الفرق الذي ذكره الشيخ الفقيه لم تبق في الحديث فائدة إلا إثبات فضل ليلة النصف من حيث أن النزول يشملها كلها، ومن باب أولى فالحديث شاهد قاصر لا يصلح لتقوية أي من الروايات الأخرى
ودمت موصولا بالخير
أخوك/أبو فهر
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 09 - 05, 07:08 ص]ـ
ِإيْضَاحٌ وَتَنْبِيهٌ يَتَعَلَّقُ بِتَرْجِيحِ رِوَايَةِ مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
لحديث عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ
ـــــــ
حَيَّاكَ اللهُ بِكُلِّ خَيْرٍ أَبَا عُمَرَ، فَهُوَ إِيْضَاحٌ فَائِقُ الرَّوْعَةِ لِطُرُقِ حَدِيثِ عُثْمَانَ بْنِ أبِي الْعَاصِ.
فَقَدْ جَاءَ الْجَمْعُ لِلرِّوَايَاتِ وَالطُّرُقِ سَدِيدَاً مُوَفَّقَاً، وَإِنْ فَاتَكَ ذِكْرُ ((كِتَابِ النُّزُولِ)) لِلدَّارَقُطْنِيِّ فِي مَوَاضِعَ مِنْ التَّخْرِيْجِ.
وَلَكِنْ جَاءَ التَّرْجِيحُ بِخِلافِ الْمُتَوَقَّعِ عَلَى التَّحْقِيقِ، وَالْمُوَافِقِ لِلصَّوَابِ.
وَإِنَّمَا أُوتِي أبُو عُمَرَ مِنْ جِهْةِ أَنَّهُ اقْتَصَرَ بِالإِسْنَادِ الرَّاجِحِ لَدَيْهِ عَلَى مَنْ رَضِيَ حَالَهُمْ، وَظَهْرَتْ ثِقَتُهُمْ وَضَبْطُهُمْ عِنْدَهُ، وَلَوْ أَنَّهُ ذَكَرَ الإِسْنَادَ بِتَمَامِهِ لَبَانَتْ حَقِيقَةُ الْحَدِيثِ، وَظَهَرَ عَدَمَ أَرْجَحِيتِهِ عَلَى مُقَابِلِهِ الَّذِي لَمْ يَرْضَاهُ.
وَلِذَا وَجَبَ ذِكْرُ إِسْنَادِ وَمَتْنِ الْحَدِيثِ الرَّاجِحِ عِنْدَ الشَّيْخِ أَبِي عُمَرَ حَفِظَهُ اللهُ وَزَكَّى عَمَلَهُ.
¥(34/379)
قَالَ أبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ ((شُعُبُ الإِيْمَانِ)) (3/ 383/3836) و ((فَضَائِلُ الأَوْقَاتِ)) (25): أَخْبَرَنَا أبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بَشْرَانَ أنَا أبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرِّيَاحِيُّ نَا جَامِعُ بْنُ صَبِيحٍ الرَّمْلِيُّ نَا مَرْحُومُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النَّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِذَا مُنَادٍ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَاغْفَرَ لَهُ .. هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ .. فَلا يَسْأَلُ أَحَدٌ إِلا أُعْطِيَ إِلا زَانِيَةٌ بِفَرْجِهَا، أَوْ مُشْرِكٌ)).
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ الدُّبَيْثِِيِّ ((جُزْءُ أَحَادِيثِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ)) (6) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانِ بْنِ عِيسَى الْوَرَّاقِ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرِّيَاحِيُّ بِهِ مِثْلَهُ.
[إِيْضَاحٌ] بَانَ بَعْدَ الذِّكْرِ التَّامِّ للْحَدِيثِ عِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ، أَنَّ أََبَا عُمَرَ زَكَّي اللهُ عَمَلَهُ:
[1] سَاقَ الْمَتْنَ كَامِلاً، وَفِيهِ ((إِذَا كَانَ لَيْلَةُ النَّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِذَا مُنَادٍ .. )) الحديث.
[2] وَاقْتَصَرَ بِالإِسْنَادِ عَلَى مَرْحُومِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مِهْرَانَ الْعَطَّارِ فَمَنْ فَوْقَهُ، وَكُلُّهُمْ ثِقَاتٌ، وَسَنَدُهُمْ مُتَّصِلٌ، فِى نَظَرِ مَنْ أَثْبَتَ سَمَاعَ الْحَسَنِ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ. وَلَكِنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ مَنْ دُونَهُمْ مِنْ الرِّجَالِ، وَهُمَا: جَامِعُ بْنُ صَبِيحٍ الرَّمْلِيُّ، ومُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الرِّيَاحِيُّ؟!.
وَالَّذِي أَظُنُّهُ مَعْ التَّوَثُّقِ مِنْ تَحْرِي أَبِي عُمَرَ لِلْحَقِّ وَوُلُوعِهِ بِهِ، أَنَّهُ لَوْ أَمْعَنَ النَّظَرَ فِي السَّنَدِ بِتَمَامِهِ، لَكَانَ لَهُ مَعْهُ أَمْرٌ آخَرُ.
فأما الرِّيَاحِيُّ فهو مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ دِينَارٍ أبُو بَكْرٍ التَّمِيمِيُّ الرِّيَاحِيُّ الْمُسْتَمْلِي الْبَغْدَادِيُّ. قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلَ: صَدُوقٌ مَا عَلِمْتُ إِلا خَيْرَاً. وَقَالَ الدَّارَقُطْنِي: صَدُوقٌ.
وَأَمَّا جَامِعُ بْنُ صَبِيحٍ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ الرَّمْلِيُّ، فَقَدْ ذَكَرَهُ الْحَافِظُ فِي ((لِسَانِ الْمِيزَانِ)) (2/ 93) فَقَالَ: ((جَامِعُ بْنُ صَبِيحٍ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَةِ. ذَكَرَهُ عَبْدُ الْغَنِي بْنُ سَعِيدٍ فِي ((الْمُشْتَبه))، وَقَالَ: ضَعِيفٌ)).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 07:46 ص]ـ
لا يا شيخنا لم تفت تلك أبا عمر، فقد ذكر أن أصحاب الكتب أخرجوه من طريقين
وأقول:أما الأول فهو طريق جامع وهو ضعيف كما تفضلتم
والثاني الذي فاتكم هو عند الخرائطي في ((مساويء الأخلاق)) [490] (وهو من مراجع أبي عمر)
وقد تابع فيه محمد بن بكار بن الزبير جامعا، فزالت العلة، وسلم أبو عمر من التقصير
ودمت موصولا بالخير
أخوك /أبو فهر
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 09 - 05, 08:13 ص]ـ
لا يا شيخنا لم تفت تلك أبا عمر، فقد ذكر أن أصحاب الكتب أخرجوه من طريقين
وأقول:أما الأول فهو طريق جامع وهو ضعيف كما تفضلتم
والثاني الذي فاتكم هو عند الخرائطي في ((مساويء الأخلاق)) [490] (وهو من مراجع أبي عمر)
وقد تابع فيه محمد بن بكار بن الزبير جامعا، فزالت العلة، وسلم أبو عمر من التقصير
ودمت موصولا بالخير
أخوك /أبو فهر
إِذَنْ، فَاذْكُرْ لِي إِسْنَادَ الْخَرَائِطِيِّ، الَّذِي - زَعَمْتَ - أنَّهُ فَاتَنِي.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 09 - 05, 09:01 ص]ـ
قال الخرائطي: حدثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا محمد بن بكار،حدثنا مرحوم العطار .... به
ودمتم للمحب/أبو فهر
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 09 - 05, 09:56 ص]ـ
قال الخرائطي: حدثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي،حدثنا محمد بن بكار،حدثنا مرحوم العطار .... به
ودمتم للمحب/أبو فهر
إِذَنْ أَلَيْسَ عَجِيبَاً أَنْ يُرَجَّحَ هَذَا الإِسْنَادُ وَمَتْنُهُ عَلَى مُقَابِلِهِ:
قال الطبرانِيُّ ((الكبير)) (9/ 59/8391) و ((الأوسط)) (2769): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَغَوِيُّ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ ثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيُّ عَنْ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((تُفَتَّحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ نِصْفَ اللَّيْلِ، فَيُنَادِي مُنَادٍ: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى، هَلْ مِنْ مَكْرُوبٍ فَيُفَرَّجُ عَنْهُ، فَلا يَبْقَى مُسْلِمٌ يَدعُو بِدَعْوَةٍ، إِلا اسْتَجَابَ اللهُ لَهُ، إِلا زَانِيَةٌ تَسْعَى بِفَرْجِهَا، أَوْ عَشَّارٌ)).
يَبْدُو أَنَّ الْمُنَاقَشَةَ سَتَطُولُ يَا أَبَا فِهْرٍ، فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ .... .
¥(34/380)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[13 - 09 - 05, 10:19 ص]ـ
يَا أَبَا فِهْرٍ: أَأَنْتَ عَلَى ثَلَجٍ مِنْ مَقَالِ أَبِِي عُمَرَ زكَّى اللهُ عَمَلَهُ:
((ثم إن رواية هشام بن حسان عن ابن سيرين أشهر وهي الجادة فمن سلك الجادة مع المخالفة أولى بالوهم ممن لم يسلك الجادة والله أعلم.
فتبين أن رواية عبد الرحمن بن سلام الجمحي شاذة.))؟!.
فما معناه؟!.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - 09 - 05, 05:10 ص]ـ
أما حديث أبي عمر عن الجادة فهو خطأ محض،لأن هشام هو الراوي عن ابن سيرين، والحديث عن الجادة إنما يكون إذا اختلف الرواة على هشام، فأما هذه فقد أصبت فيها شيخنا،وأما رواية الطبراني فذرني يسيرا ريثما أستريح من عناء السفر
ودمت موصولا بالخير
أخوك المحب/أبو فهر
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[14 - 09 - 05, 01:58 م]ـ
حَيَّاكَ اللهُ أَبَا فِهْرٍ بِكُلِّ خَيْرٍ، وَبَارَكَ فِيكَ، وَزَكَّاكَ وَأَبَا عُمَرَ الْعتِيبِيَّ
وَالْحَمْدُ لله أَنَّكَ فَهِمْتَ مَا أَعْنِيهُ مِنْ سُؤَالِي عَمَّا زَعَمَهُ أبُو عَمَرَ مِنْ وِفَاقِ الْجَادَّةِ أَوْ مُخَالَفَتِهَا، وَجَعْلِهِ ذَلِكَ وَجْهَاً فِى تَصْحِيحِ رِوَايَةِ الْخَرَائِطِيِّ، وَإِلا لَوْ كَانَ الْجَوَابُ بِتَصْوِيبِ أَبِي عُمَرَ فِيمَا زَعَمَ مِنْ وُضُوحِ دِلالَةِ هَذَا الْوَجْهِ عَلَى صِحَّةِ الرِّوَايَةِ الْمَذْكُورَةِ، لِجِئْتُكَ بِمَا يُبْطِلُ حُجَّةَ أَبِي عُمَرَ بِمَرَّةٍ.
وَأَمَّا تَرْكُكَ حَتَّي تَسْتَرِيحَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَتُطَالِعَ رِوَايَةَ الطَّبَرَانِيِّ عَلَى مَهَلٍ، فَقَدْ أَمْهَلْتُكَ طَوِيلاً، وَانْظُرْ غَيْرَ مَأْمُورٍ كِِتَابَنَا ((التَّعْلِيقُ الْمَأْمُولُ عَلَى كِتَابِ النُّزُولِ)) (1) لِلإمَامِ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ، فَقَدْ رَأَيْتُ أَنَّ أَكْثَرَ مَنْ تَكَلَّمَ فِي أَحَادِيثِ الْبَابِ لَمْ يَعْزَو إِلَيْهِ فِي مَوَاضِعَ كَثِيرَةٍ، قَدْ أَجَادَ فِيهَا أبُو الْحَسَنِ إِمَامُ الْمَعْرِفَةِ بِالْعِلَلِ.
ــــ هامش ـــ
(1) قُلْتُ فِى ((التَّعْلِيقِ الْمَأْمُولِ عَلَى كِتَابِ النُّزُولِ)) (ص230) تَعْلِيقَاً عَلَى أَحَادِيثِ النُّزُولِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ:
((وَأَمَّا قَوْلِ الشَّيْخِ الأَلْبَانِيُّ ـ طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ ـ فِي ((السِّلِسْلَةِ الصَّحِيحَةِ)) (رقم 1144): ((فَمَا نَقَلَهُ الشَّيْخُ القَاسِمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي ((إِصْلاحِ الْمَسَاجِدِ)) عَنْ أَهْلِ التَّعْدِيلِ وَالتَّجْرِيحِ: أنَّهُ لَيْسَ فِى فَضْلِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ حَدِيثٌ يَصِحُّ، فَلَيْسَ مِمَّا يَنْبَغِى الاعْتِمَادُ عَلَيْهِ!. وَلَئِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَطْلَقَ هَذَا الْقَوْلَ، فَإِنَّمَا أُوتِى مِنْ قِبَلَ التَّسَرُّعِ، وَعَدْمِ وَسْعِ الْجُهْدِ لِتَتَبُّعِ الطُّرُقِ عَلَى هَذَا النَّحْوِ الَّذِي بَيْنَ يَدِيْكَ)) اهـ.
وَأَقُولُ: أَهَذَا مَقَامُ أئِمَّةِ التَّعْدِيلِ وَالتَّجْرِيحِ عِنْدَ الشَّيْخِ - عَفَا اللهُ عَنْهُ -: لا يَنْبَغِى الاعْتِمَادُ عَلَى نُقُولِهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ، وَقَدْ أُوتُوا مِنْ قِبَلِ التَّسَرُّعِ فِى الأَحْكَامِ، وَعَدَمِ الاجْتِهَادِ فِى سَبْرِ الطُّرُقِ وَالرِّوَايَاتِ!!. فَإِلَي مَنْ يَفْزَعُ طَلَبَةُ الْعِلْمِ إِذَنْ، وَعَلَى قَوْلِ مَنْ يَعْتَمِدُونَ، وَبِحُكْمِ مَنْ يَمْتَثِلُونَ، وَيُوقِنُونَ، وَيَدِينُونَ؟!.
أهَذَا حَقُّ جَهَابِذَةِ نُقَادِ الأَخْبَارِ مِنْ الْمُحَدِّثين، وَأَئمَِّةِ الْجَرْحِ والتَّعْدِيلِ، أَعَلَى اللهُ فِي الْعَالَمِينَ مَنَارَهُمْ، وَجَعَلَ جِنَانَ الْخُلْدِ قَرَارَهُمْ!.
¥(34/381)
والشَّيْخُ الألبانِيُّ إذ يصِفُهم - أَعَلَى اللهُ دَرَجَاتِهِمْ - بِذَا الْوَصْفِ، لَمْ يَقِفْ عَلَى هَذَا الْكِتَابِ الْفَذِّ فِي بَابِهِ، لإِمَامِ الْمُحَدِّثينَ وأُسْتَاذِ عِلْمِ الْعِلَلِ، أبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ. لِهَذَا لَمْ يَعْزُو إِلَيْهِ حَدِيثَاً وَاحِدَاً عِنْدَ تَخْرِيْجِهِ أَحَادِيثَ النُّزُول فِي ((ظلال الْجَنَّة))، مَعَ إِحَاطَةِ عِلْمِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالتَّخْرِيجِ أنَّه مِنْ أَهْمِّ مَصَادِرِ أَحَادِيثِ هَذَا الْبَابِ، بَلْ أَهْمُّهَا عَلَى الإِطْلاقِ.
وَأَمَّا التَّصْحِيحُ بِالشَّوَاهِدِ وَالْمُتَابِعَاتِ، فذَاكَ مُعْتَرَكٌ صَعْبٌ، زَلَّتْ فِيهِ أَقْدَامٌ، وضَلَّتْ عَنْهُ أَفْهَامٌ، وتَعَاسَفَتُهُ مَفَاوِزُ ومِهَادٌ، وتَنَاطَحَتْ فِيهِ الْفُحُولُ الشِّدَادُ)) اهـ.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[14 - 09 - 05, 03:55 م]ـ
((طهور يا شيخ أبا محمد))
فقد قرأت أنك كنت مريضا فأسأل الله أن يجعله كفارة لك ورفعا لدرجاتك
===
السؤال:
هل ينزل الله إلى سماء الدنيا في نصف شعبان ويغفر لجميع الناس ما عدا اثنين وهما الكافر، والآخر المشاحن؟.
الجواب:
الحمد لله
هذا في بعض الأحاديث، لكن في صحة الحديث كلام لأهل العلم، ولا يصح في فضل ليلة النصف من شعبان أي حديث.
عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ". رواه ابن ماجه (1390).
والمشاحن هو الذي بينه وبين أخيه عداوة.
وفي " الزوائد ": إسناده ضعيف؛ لضعف عبد الله بن لهيعة، وتدليس الوليد بن مسلم.
وفي الحديث اضطراب بينه الدار قطني في " العلل " (6/ 50، 51) وقال عنه: " والحديث غير ثابت ".
وروي من حديث معاذ بن جبل وعائشة وأبي هريرة وأبي ثعلبة الخشني وغيرهم، ولا تخلو طريق من ضعف، وبعضها شديد الضعف.
قال ابن رجب الحنبلي:
" وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اختُلف فيها، فضعّفها الأكثرون، وصحّح ابن حبان بعضها ". " لطائف المعارف " (261).
ونزول الله تعالى إلى السماء الدنيا ليس خاصاً بليلة النصف من شعبان، بل ثبت في الصحيحين وغيرهما نزوله تعالى إلى السماء الدنيا في كل ليلة في الثلث الآخر من الليل، وليلة النصف من شعبان داخلة في هذا العموم.
ولهذا لما سئل عبد الله بن المبارك عن نزول الله تعالى ليلة النصف من شعبان قال للسائل: " يا ضعيف! ليلة النصف!؟ ينزل في كل ليلة ".
رواه أبو عثمان الصابوني في " اعتقاد أهل السنة " (رقم 92).
وقال العقيلي – رحمه الله -:
وفي النزول في ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين، والرواية في النزول كل ليلة أحاديث ثابتة صحيحة، فليلة النصف من شعبان داخلة فيها إن شاء الله.
" الضعفاء " (3/ 29).
http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&QR=49678
من موقع " الشيخ المنجد "
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 09 - 05, 03:55 ص]ـ
الشَّيْخَ الْحَبِيبَ الْمُسَدَّدَ / إِحْسَانَ الْعتيبِيَّ
شَكَرَ اللهُ لَكُمْ. وَنَفَعَ بِكُمْ.
عَلَيْكَ تَحِيَّةُ الرَّحْمَنِ تَتْرَى ... تَحَايَا رَائِحَاتٍ غَادِيَاتِ
الْمَنْقُولُ بِعَالِيهِ جَوَابَاً عَلَى السُّؤالِ الْمَذْكُورِ وَاضِحُ الدِّلالَةِ عَلَى تَصْحِيحِ أَحَادِيثِ النُّزُولِ كُلَّ لَيْلَةٍ، وَضَعْفِ أَحَادِيثِ النُّزُولِ لَيْلَةِ النِّصْفِ، لَكِنَّهُ مُقْتَضَبٌ، وَسَبِيلُ اسْتِيفَاءِ الْجَوَابِ الْمَبْسُوطَاتُ، سِيَّمَا الَّتِي اعْتَنَتْ بِذِكْرِ كُلُّ الرِّوَايَاتِ الْوَارِدَةِ فِي الْبَابِ.
وَمِنْ الْوَاجِبِ إِضَافَتُهُ هَاهُنَا: أَنَّ الرِّوَايَاتِ عَنْ مَالِكٍ لِحَدِيثِ النُّزُولِ هِىَ أَصَحُّ مَا فِى هَذَا الْمَعْنَى، وَلِذَا أَخْرَجَاهُ فِي ((الصَّحِيحَيْنِ)).
¥(34/382)
قَالَ الْبُخَارِيُّ (1/ 100. سندى): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ، وَمُسْلِمٌ (758): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ ـ ثُمُّ اتَّفَقَا ـ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)).
وَقَدْ رَوَاهُ أَكْثَرُ رُوَاةِ الْمُوَطَّأ بِهَذَا الإِسْنَادِ ((عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ الزُّهْرِىُّ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ وَأَبِى عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنُ أَبِى هُرَيْرَةَ)):
[1] عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ الْمِصْرِيُّ.
[2] عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ.
[3] عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ الْقضاسِمِ بْنِ خَالِدٍ الْعَتَقِيُّ.
[4] مَعْنُ بْنُ عِيسَى بْنِ يَحْيَى الْقَزَّازُ.
[5] يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ.
[6] يَحْيَى بْنُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ.
[7] يَحْيَى بْنُ يحيى النيسابورى.
[8] إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ نَجِيحٍ الطَّبَّاعُ.
[9] إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأًوَيْسِيُّ.
[10] جُويْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءَ الضُّبَعِيُّ.
[11] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ.
[12] عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأًوَيْسِيُّ.
[13] قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْقَعْنَبِيُّ.
[14] مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِيُّ.
[15] أبُو مُصْعَبٍ الزُّهْرِيُّ.
وَمِنْ رُوَاةِ الْمُوَطَّأ مَنْ يَرْوِيهِ ((عَنْ مَالِكٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ))، فلا يذكر أبَا سَلَمَةَ، وهُمْ: رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِيسِيُّ، وعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَويُّ.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 07:57 ص]ـ
وفقك الله وزادك من فضله
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 09 - 05, 09:21 ص]ـ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى. وَالصَّلاةُ الزَّاكِيَةُ عَلَى مُحَمَّدٍ تَتَوَالَى. وَبَعْدُ
الشَّيْخَ الْحَبِيبَ الْمُسَدَّدَ / إِحْسَانَ الْعتيبِيَّ
شَكَرَ اللهُ لَكُمْ. وَنَفَعَ بِكُمْ.
عَلَيْكَ تَحِيَّةُ الرَّحْمَنِ تَتْرَى ... تَحَايَا رَائِحَاتٍ غَادِيَاتِ
ـــ تَنْبِيهٌ بِخَطَأ ـــ
[3] عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقْاسِمِ بْنِ خَالِدٍ الْعَتَقِيُّ.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 09:34 ص]ـ
شيخنا الألفي
جزاك الله خيرا على إمهالك لي،فجهازي معطل وأنا أكتب من خارج بيتي
عموما عبد الرحمن ومرحوم متقاربا الحال، وإن جاز لمرجح أن ير جح رواية مرحوم لكثرة من وثقه بالنسبة لعبد الرحمن كان له وجه.
إلأأ نني لا أطمئن لذلك وأحتاج لقرينة خارجية
ملحوظة (1) أنا أصلا متوقف في هذه الرواية وإنما كنت أعلق بما أراه مفيدا
ملحوظة (2) ليس لدي من تعليقكم على كتاب النزول سوى مقدمته فعذرا
ودمت شيخنا موصولا بالخير لأخيك /أبو فهر
ـ[العاصمي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 01:17 م]ـ
[ CENTER][ 3 ] عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ الْقضاسِمِ بْنِ خَالِدٍ الْعَتَقِيُّ.
[6] يَحْيَى بْنُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ.
[13] قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْقَعْنَبِيُّ.
وَمِنْ رُوَاةِ الْمُوَطَّأ مَنْ يَرْوِيهِ ((عَنْ مَالِكٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ))، فلا يذكر أبَا سَلَمَةَ، وهُمْ: [ COLOR=blue] رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، وعَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِيسِيُّ، وعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَويُّ.
أعتذر عن التطفل ...
عبد الرحمن بن القاسم ... قد زيدت الضاد خطأ ...
قتيبة بن سعيد ثقفي، و ليس قعنبيا، و لم يذكروا من أجداده من اسمه قعنب ... و هذا لا يخفى عليكم ...
¥(34/383)
أرجو أن تفيدني بمن ذكر رواية يحيى بن مالك بن أنس ... على أني أخشى أن يكون أصلها: يحيى، عن مالك ...
نعم؛ لمالك ابن اسمه يحيى، ذكر العقيلي أنه حدث عن أبيه بمناكير، لكن هل وجد من روى الموطأ من طريقه؟
و علي بن عبد العزيز البغوي لم يدرك مالكا، بل هو من أشهر من روى الموطأ عن القعنبي، عن مالك ...
بارك الله فيكم، و جزاكم خيرا.
ـ[الرايه]ــــــــ[15 - 09 - 05, 02:54 م]ـ
وهذا تضعيف للحديث من قِبَلِ
د. محمد بن عبد الله القناص
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلاة على رسول الله، وبعد:
حديث: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَبلغنا رَمَضَانَ". وفي رواية: "وبَارِكْ لَنَا فِي رَمَضَانَ".
أخرجه: عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (2346)، والبزار في مسنده، -كما في كشف الأستار (616) -، وابن السني في عمل اليوم والليلة (658)، والطبراني في الأوسط (3939)، وفي الدعاء (911)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 269)، والبيهقي في الشعب (3534)، وفي فضائل الأوقات (14)، والخطيب البغدادي في الموضح (2/ 473)، وابن عساكر في تاريخه (40/ 57).
من طريق زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري عن أنس.
وهذا إسنادٌ ضعيف:
زائدة بن أبي الرقاد:
قال البخاري والنسائي: منكر الحديث،
وقال أبو داود: لا أعرف خبره،
وقال أبو حاتم: يحدث عن زياد النميري عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة، ولا ندري منه أو من زياد،
وقال الذهبي: ضعيف،
وقال الحافظ ابن حجر: منكر الحديث
[ينظر: التاريخ الكبير (3/ 433)، الجرح (3/ 613)، المجروحين (1/ 308)، الميزان (2/ 65)، التهذيب (3/ 305)، التقريب (1/ 256)].
وزياد بن عبد الله النميري البصري:
قال ابن معين: ليس بشيء،
وضعفه أبو داود،
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به،
وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطئ، ثم ذكره في المجروحين، وقال: منكر الحديث يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديث الثقات، لا يجوز الاحتجاج به،
وقال الذهبي: ضعيف،
وقال الحافظ: ضعيف
[ينظر: تاريخ ابن معين (2/ 179)، الجرح (3/ 536)، الكامل (3/ 1044)، الميزان (2/ 65)، التهذيب (3/ 378)].
وقد تفرد زائدة بن أبي الرقاد بهذا الحديث عن زياد النميري،
قال الطبراني في الأوسط: "لا يروى هذا الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا بهذا الإسناد، تفرد به زائدة بن أبي الرقاد".
وقال البيهقي: " تفرد به النميري وعنه زائدة بن أبي الرقاد، قال البخاري: زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري منكر الحديث".
وقد أشار غير واحد من العلماء إلى ضعف إسناد هذا الحديث منهم:
النووي في الأذكار (547)، وابن رجب في لطائف المعارف (ص143)، والهيثمي في المجمع (2/ 165)، والذهبي في الميزان (2/ 65)، وابن حجر في تبيين العجب (38).
ويحسن الإشارة بمناسبة تخريج هذا الحديث إلى أنه لم يثبت في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا قيام ليلة مخصوصة منه حديث صحيح.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=83311
ـ[العاصمي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 03:54 م]ـ
جزاك الله خيرا ... لكن لا صلة لما نقلته بحديث النزول ليلة النصف ...
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[15 - 09 - 05, 05:04 م]ـ
الأخ النَّصُوحَ الْوَدُودَ / الْعَاصِمِِيَّ
بَارَكَ اللهُ فِيكَ. وَيَسَّركَ لِلْخَيْرِ. وَيَسَّر لَكَ الْخَيْرَ حَيْثُ تَوَجَّهْتَ.
ــــــ
((أعتذر عن التطفل ... ))
لا تَعْتَذِر عَنْ شَيْءٍ وَجَبَ عَلَيْكَ، فَواللهِ أَنَا أَوَّلُ الْمُسْتَفِيدِينَ مِنْ مُلاحَظَاتِكَ، ثُمَّ جَمِيعُ الأَحْبَابِ، مَا دَامَ الْوُدَادُ بَاقِيَا، وَالتَّوْقِيرُ لِلْكِبَارِ وَافِيَا.
((عبد الرحمن بن القاسم ... قد زيدت الضاد خطأ ... ))
قَدْ تَمَّ الاسْتِدَرَاكُ بِعَالِيهِ، وَالْخَطَأ لَطِيفٌ غَرِيبٌ، وَلُمْ إِنْ شِئْتَ لَوْحَةَ الْمَفَاتِيحِ الـ keyboard ، فَلَسْتُ مِمَّنْ يُحْسِنُونَ الْكِتَابَةَ عَلَيْهَا. أَرَأَيْتَ أَعْمَىً يَتَلَمَّسُ بِعَصَاهُ فِي الظَّلامِ!، وَلَوْ رَأَيْتَ خَطِّي عَلَى أَوْرَاقِي فَهَلْ رَأَيْتَ خَطَّ ابْنِ مُقْلَةَ!.
¥(34/384)
((أرجو أن تفيدنِي بمن ذكر رواية يحيى بن مالك بن أنس ... على أني أخشى أن يكون أصلها: يحيى، عن مالك ...
نعم؛ لمالك ابن اسمه يحيى، ذكر العقيلي أنه حدث عن أبيه بمناكير، لكن هل وجد من روى الموطأ من طريقه؟))
أَقُولُ: قَالَ أبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطنِيُّ ((كِتَابُ النُّزُولِ)) (41:32. بترقيمِي):
(32) حَدَّثَنَا أبُو بَكْرٍ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: ثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ (ح)
(33) وَحَدَّثَنَا أبُو رَوْقٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ بِالْبَصْرَةِ قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلادٍ قَالَ: ثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى ثَنَا مَالِكٌ (ح)
(34) وَأَخْبَرَنَا أبُو مُحَمَّدٍ بْنُ صَاعِدٍ عَنْ مُوسَى بْنُ أَبِي خُزَيْمَةَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ (ح)
(35) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَوْزِيُّ قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ السَّرَّاجُ (ح)
(36) وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللهِ قَالَ: ثنا علِيُّ ابْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مِهْرَانَ النَّيْسَابُورِىُّ قَالَ: ثنا يَحْيى بن يَحْيَى قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ (ح)
(37) وَأَخْبَرَنَا أبُو مُحَمَّدٍ بْنُ صَاعِدٍ ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجَوَيْهِ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالا: ثَنَا الْقَعْنَبِىُّ عَنْ مَالِكٍ (ح)
(38) وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ الدَّقَّاقُ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالا: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ (ح)
(39) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَيْلِيُّ ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: أَنْبَأَ مَسْلَمَةُ أبُو قُدَامَةَ ثَنَا يَحْيَى بْنُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي (ح)
(40) وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ رَشَيقٍ بِمِصْرَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا مَالِكٌ (ح)
(41) وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ الطَّرَّازُ بِمِصْرَ ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى ابْنِ جَرِيرٍ ثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ ثَنَا مَالِكٌ، ثُمَّ قَالُوا: عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ وَأَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَقَالَ ابْنُ الطَّبَّاعِ وَالْقَعْنَبِىُّ وَيَحْيَى بْنُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَنْزِلُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ)).
هَذَا لَفْظُ ابْنِ وَهْبٍ، وَقَالَ الْبَاقُونَ ((مَنْ مَنْ)) بِغَيْرِ وَاوٍ.
وَرَاجِعْ غَيْرَ مَأْمُورٍ: شَذَرَاتٌ مِنْ ((التَّعْلِيقُ الْمَأْمُول عَلَى كِتَابِ النُّزُول)) عَلَى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30675
أما ((ذكر العقيلي أن يحيى حدث عن أبيه بمناكير، لكن هل وجد من روى الموطأ من طريقه؟))
فَأَقُولُ: إِنَّمَا ذَكَرْتُهُ فِي جُمْلَةِ مَنْ رَوَى الْحَدِيثَ مَغْمُورَاً وَسْطَ الرُّفَعَاءِ الْكُبَرَاءِ، وَلا يَخْفَاكَهُمْ، وَلَمْ أَتَعَرَّضُ لِحَالِهِ. وَأَمَّا رِوَايَتُهُ لِلْمُوَطَّأ عَنْ أَبِيهِ، فَكَمَا هِي فِي سَنْدِ الدَّارَقُطْنِيِّ.
ـ[العاصمي]ــــــــ[15 - 09 - 05, 05:50 م]ـ
جزاك ربي أفضل الجزاء و أجزله، و نفعني بعلمك، و رزقني نظير حلمك، و دمت للناس معلما، و للمستفيدين مفهما.
¥(34/385)
ـ[المحقق]ــــــــ[18 - 09 - 05, 11:23 م]ـ
أولا قبل الخوض في بيان بطلان اللفظ المروي عن ابن أبي العاص، لا بد لي من إسداء النصح والبيان للأخ أبي عمر العتيبي في تطاوله على مقام أخينا الشيخ المحدّث عبد الرحمن الفقيه الذي عرفناه في هذا الملتقى بعلمه وفضله و خلقه، كما عرفناه من خلال اجتماعنا به باطلاعه الواسع على السنة ومصادرها، وعلى الأحاديث وعللها، وهو يعد من القلة القليلة من المشايخ المشهود لهم بمعرفتهم بفن العلل في المملكة، و ليس الخبر كالمعاينة.
كما أن هذا الملتقى المبارك هو حسنة من حسناته الكثيرة، التي لو عددنا آثارها وثمارها علينا وعلى طلبة العلم بل على المسلمين جميعا = لما تمَّ لنا ذلك و لا قدرنا على تعداد بعضٍ منها.
ثم أقول – معتمدا على الله مستعينا به، متوكلا عليه -:
بخصوص الرواية عن عثمان بن أبي العاص، فلا شك في بطلانها باللفظ المذكور، لأمور:
أولا: أن الرواية باللفظ المذكور: «إذا كان ليلة النصف من شعبان فإذا مناد هل من مستغفر فاغفر له هل من سائل فأعطيه فلا يسأل أحد إلا أعطي إلا زانية بفرجهاأو مشرك» = لم تأت بهذا اللفظ إلا بالإسناد الغريب الشاذ المنكر الذي رواه مرحوم بن عبد العزيز عن داود بن عبد الرحمن عن هشام بن حسان عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص.
و قد خالفه عبد الرحمن بن سلام حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عثمان بن أبي العاص الثقفي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تفتح أبواب السماء نصف اليل فينادي مناد .. )).
وهذا اللفظ أصح؛ لأن عبد الرحمن بن سلام ثقة، ودعوى أبي عمر العتيبي في الترجيح بينهما بقوله: فالجواب على هذا: أن مرحوم بن عبد العزيز العطار أوثق وأثبت من عبد الرحمن بن سلام الجمحي.
فمرحوم العطار ثقة من رجال الجماعة.
وعبد الرحمن بن سلام الجمحي: صدوق من رجال مسلم = هي دعوى غريبة دالة على قلة معرفة بطرق الأئمة في الترجيح والتعليل.
ومن مِن الأئمة يرجح بين راويين بطريقة النظر في كلام ابن حجر في التقريب، بل إنه قال: أوثق وأثبت!!
لماذا؟!!
لأمرين: الأول: مرحوم ثقة و الآخر صدوق عند ابن حجر.
و الآخر: مرحوم روى له الجماعة و الآخر روى له مسلم فقط.
هكذا التحقيق و العلم عند أخينا الفاضل!!
و لبيان الخطأ الذي وقع فيه الأخ الفاضل، أقول:
أولا: اعتمادك على التقريب في الترجيح بين الرواة = ليس جاريا على مسلك التحقيق في الرواية، فقد ثبت لكل حديثي = أن الحافظ رحمه الله خالف نفسه كثيرا في أحكامه على الرواة في تقريبه، و قد صنع كثير من الباحثين جداول فيها المقارنة بين أحكامه على الرواة في التقريب و في غيره من مصنفاته
؛ بل إن كثيرا من الرواة قد علم وهْمُ الحافظ رحمه الله في الحكم عليه؛ بل خروجه في كثير منهم عن حكم الأئمة، وقد وقفت بنفسي على جمع وثقهم الأئمة فقال الحافظ فيهم: صدوق، و نحوها من العبارات الدالة على نزوله عن درجة الثقة عنده، و لا تجد في ترجمته بعد البحث شيئا يدل على ما قاله الحافظ، بل في كتابه التهذيب بيان اتفاق الأئمة على توثيقه.
وانظر في كتاب «تحرير التقريب» تجد نماذج كثيرة من ذلك.
ثانيا: هل تعلم يا أخيّ ما قاله الأئمة في عبد الرحمن بن سلام الذي ادعيت فيه باطلا: أن مرحوما أوثق و أثبت منه = قال فيه أبو حاتم: صدوق، وهذه العبارة يطلقها أبو حاتم في جماعة من الأئمة ممن تأخرت طبقتهم، ولا يريد بها أن في حديثه وهما أو غلطا، فقد أطلقها في جمع من الأئمة: مسلم، وابن أبي الدنيا، وجماعة آخرين، معدودين في الأئمة الحفاظ؛ ولهذا كانت عبارة الحافظ الذهبي: «عبد الرحمن بن سلام بن عبيد الله الجمحي مولاهم البصري الإمام الثقة» = منصفةً لهذا الإمام.
¥(34/386)
وعبارة أبي حاتم يريد بها – و الله أعلم – أن هؤلاء الأئمة بعد استقرار الرواية في المصنفات ليس لواحد منهم أن يتفرد بالحديث دون أهل طبقته؛ إذ الإغراب بالحديث منعدم أو يكاد، و قد جالس أبو حاتم جماعة من أهل الحديث، و طلب منهم الإغراب عليه بالحديث مقابل درهم فلم يقدر على ذلك أحد، قال ابنه الإمام عبد الرحمن: سمعت أبي يقول: «قلت على باب أبي الوليد الطيالسي: من أغرب علي حديثا غريبا مسندا صحيحا لم أسمع به فله علي درهم يتصدق به وقد حضر على باب أبي الوليد خلق من الحلق؛ أبو زرعة فمن دونه، وإنما كان مرادي أن يلقي علي ما لم أسمع به ليقولوا هو عند فلان فأذهب فأسمع وكان مرادي أن أستخرج منهم ما ليس عندي فما تهيأ لأحد منهم أن يغرب علي حديثا».
فالأحاديث قد شاعت، و الأئمة المكثرون من الرواية صار لهم من التلاميذ ما لا يكاد يحصره أحد، ويندر أن يوجد عند إمام حديث أصلٌ في بابه لا يوجد عند غيره.
علما أن ابن سلام هذا – وهو أخو محمد بن سلام صاحب طبقات الشعراء – من شيوخ الرازيين، و قد علم أن أبا زرعة لا يروي إلا عن ثقة عنده.
فضلا عن كونه من شيوخ مسلم.
وقد كان يحيى بن معين يختلف إليه، وأكرم به من اختلاف و زيارة، أن يكون المختلفُ إليك إمامَ الجرح والتعديل يحيى بن معين،أبا زكريا رحمه الله.
مع وجوب العلم بأن كلمة «صدوق» التي يطلقها ابن حجر = ليست هي بالمعنى التي يطلقه فيه أبو حاتم و غيره؛ فلابن حجر فيها اصطلاح خاص ذكره في مقدمة «التقريب».
ثانيا: الطريقة التي سلكتها في الترجيح بين رواة تأخرت طبقاتهم = ليست موفقة، فلو كانت العبارتان صادرتين من نفس الإمام الناقد أو كان الحكم كذلك في نفس الأمر = لأمكن الترجيح عند خلو الحديث من القرائن المرجحة؛ فكيف ولم يصدر في مرحوم عبارة من أبي حاتم للموازنة بينهما.
ولا يشفع لك كونك قارنت بين حكم ابن حجر عن الراويين؛ لأن عمل ابن حجر في التقريب هو الحكم على الراوي بناء على ما قيل فيه، بعبارة مختصرة، بخلاف النقاد فأحكامهم بناء على النظر في مروياته أو بناء على المعرفة والنقل إذا كان الأمر متعلقا بعدالته.
مع أني بينت درجة عبارته فيمن تأخرت طبقته، ومراده في هذا.
ثم الأصل في الأحكام الصادرة عن الأئمة أنها حكم كلي عام، والواقع المبحوث هو حديثٌ معيّن، اختلف فيه راويان، فلا ينبغي اللُّجوء إلى الأحكام العامة المجملة و بين أيدينا حديثٌ معيَّن له قرائنه المحتفة به و ملابساته الخاصة، لا سيما فيمن تقارب رتبة: ثقةً أو ضعفًا، اللهم إلا أن يكون الاختلاف بين راويين متباعدي الرتبة والمنزلة، كأن يكون أحدهما متروكا أو كذابا و الآخر ثقة حجة أو إماما من أئمة الحديث.
مع أنَّ الدارقطني رجح في موضع من علله رواية متروك على رواية ثقة لاستقامتها، فافهم هذا فإنه مهم جارٍ على منهج الأئمة الفحول.
فكم من راو ثقة حدث بما هو وهم، وكم من راو ضعيف حفظ ما رواه و حدث بما وافق الثقات.
وقد رجح أبو حاتم روايات أشبه بأحاديث الثقات، مع أن المخالف لرواتها أوثق،
الأمر الثاني: إن رواية مرحوم باللفظ المذكور مرجوحة شاذة، فقد خالف فيها ثلاث طبقات من الرواة:
الأولى: مخالفته للإمام الثقة عبد الرحمن بن سلام الجمحي – كما سبق بيانه -.
الثانية: مخالفته لرواية الحمادين عن علي بن زيد عن الحسن عن عثمان و لفظه فيه: «إن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة فيقول: هل من داع فاستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له» و ليس فيه اللفظ المذكور.
وهذا السند أحسن من سابقه، فرواية حماد بن سلمة عن علي بن زيد فيها بعض القوة، و قد كان حماد بن سلمة أثبت الناس في علي بن زيد، و له عناية بحديثه، ولولا أن حديث علي بن زيد على درجات لما قال الإمام أحمد و غيره في حماد بن سلمة إنه أثبت الناس و أعرفهم بحديث ابن جدعان.
و قد تتبعت روايته عن ابن جدعان فوجدتها مستقيمة في الغالب، وقد يحصل الوهم من علي كما يحصل من غيره لكنه قليل جدا جدا.
وهذه الرواية دالة على حفظه لها فلفظها مستقيم.
وهذه الرواية تعضد من لفظ ابن سلام، وأن تقييد النزول بكونه ليلةَ النصف من شعبان =منكرٌ، لا يصح.
¥(34/387)
الثالثة: مخالفتها لأحاديث الصحابة المتضافرة الثابتة في الصحاح و المسانيد وغيرها = أن الله ينزل كل ليلة فيعم بالمغفرة جميع من يستغفره.
قال ابن كثير: «وثبت في الصحيحين وغيرهما من المسانيد والسنن من غير وجه عن جماعة من الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل الله تبارك وتعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول هل من سائل فأعطيه هل من داع فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له الحديث وقد أفرد الحافظ أبو الحسن الدارقطني في ذلك جزءا على حدة فرواه من طرق متعددة
» تفسيره 1/ 354.
وهذه الرواية تقول: «إذا كان ليلة النصف من شعبان فإذا مناد هل من مستغفر فاغفر له هل من سائل فأعطيه فلا يسأل أحد إلا أعطي إلا زانية بفرجهاأو مشرك»
و هذا الاستثناء مخالف لتلك العمومات، و وجه ذلك أن يقال:
أَرأَيت ليلةَ النصف من شعبان، أهي داخلة في قوله صلى الله عليه وسلم: «ينزل الله تبارك وتعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا» أَأرادها رسول الله بهذا العموم أم لا؟
لا شك بأن الجواب هو: نعم هي داخلة في هذا العموم، لا نعلم في هذا خلافا بين أهل السنة، فيقال: فإن هذه الرواية تخالف مقول الرب في تلك الليلة، فإن في الصحاح قوله: هل من سائل فأعطيه، هل من داع فأستجيب له، هل من مستغفر فأغفر له، و في هذه الرواية الغريبة قوله: فإذا مناد هل من مستغفر فاغفر له هل من سائل فأعطيه فلا يسأل أحد إلا أعطي إلا زانية بفرجهاأو مشرك.
فإذا علمت هذا تبين لك نكارة هذه الجملة و بطلانها، فهي تخالف رواية جميع الطبقات، بدءا من طبقة الصحابة.
الأمر الثالث: لو أردنا أن ندقق النظر في مكمن الخطأ فيها، لرأينا أن الرواية بهذا الإسناد غير مستقيمة، وهذا بيان ذلك:
هذا الإسناد المزعوم: مرحوم بن عبد العزيز عن داود بن عبد الرحمن عن هشام بن حسان عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص فيه:
أولا: رواية داود بن عبد الرحمن عن هشام بن حسان لم يذكرها – حسب اطلاعي وبحثي الشديد- أحد من أئمة السنة؛ بل لعلها لم تقع إلا في هذه الرواية، وما أظنها وقعت في غيرها، ومن كان لديه غيرها فليتحفنا بها.
والمذكور رواية داود العطار عن هشام بن عروة، و هي المعروفة في دواوين السنة.
ثم رواية داود المكي عن هشام البصري محل نظر، وعامة شيوخ داود مكيون أو ممن نزلها وكان مستوطنا قريبا منها؛ كمن سكن المدينة أو استقر باليمن كمعمر بن راشد.
وهذه قرينة استعملها أهل الحديث في الترجيح والإعلال؛ فمجيء المكي عن البصري في إسناد غريب لا نظير له، ولا يعرفه فيذكره من صنف في الرجال من أئمة الحديث المتقدمين منهم والمتأخرين = دال على أن فيه شيئا.
و الذي يطمئن إليه الناظر المتفحص أن في الإسناد إرسالا، فداود لم يسمعه من هشام، وما ذكرته من القرينة دال عليه!
وروايته عن هشام بالعنعنة يشهد لهذا.
ثم قولك عن داود العطار: (ثقة من رجال الجماعة).
فيه متابعة الحافظ ابن حجر في تقريبه – وهو مسبوق بحكمه فيه -، و قد فاته كما فات غيره = قول البخاري فيه: «صدوقٌ إلا أنه ربما يهم في الشيء» (سنن البيهقي 5/ 12)، و لعله نقله عن كتاب «القراءة خلف الإمام» للبخاري و لم أجده في المطبوع؛ فإن لداود العطار حديثا وهم فيه بالوصل، والصواب كونه مرسلا.
أو لعله نقله عن علل الترمذي الكبير،وليس في المطبوعة وانظر العلل رقم 319 ففيه وهم لداود بيَّنه البخاري.
وهذا النص عُضَّ عليه بالنواجد فقد خلت منه عامة كتب التراجم، ولم أقف على من نبه عليه مع أهميته البالغة، وقد وقفت على صدق قول البخاري –وهو الإمام الجبل الصدوق – في أحاديث أخطأ فيها داود العطار على عمرو بن دينار وابن جريج وهشام بن عروة ومعمر.
ولاجل هذا كانت عبارة أبي حاتم دقيقة: لا بأس به صالح.
ملخص حال هذا الإسناد الغريب!! فهذا الإسناد المروي به هذا الحديث قد جمعَ من الأدلة والقرائن: المتنية و الإسنادية الدالة على نكارته ما يقل وجوده في حديث غيره، ففيه:
1 - المخالفة التامة لجميع من روى الحديث في لفظه بزيادة باطلة في موضعين منه، خالف به من رواه من رواية داود العطار نفسه – وهو ابن سلام الجمحي الثقة -، ومن رواية من رواه متابعا لشيخه فيه –على القول بأنه سمعه منه – وهو علي بن زيد برواية الحمادين عنه وغيرهما – و خالف الجمع الغفير ممن رواه عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وببعض هذا يعل الحديث، فكيف باجتماع كل هذا؟!
2 - الاختلاف على روايه داود في شيخ هشام، وهو دال على عدم الضبط في الجملة
3 - عدم استقامة إسناده و غرابته، ففيه ما يدعو للحيرة:
أ - انتقاله من حديث مكي إلى بصري
ب - بعض سنده لا يجيء في دواوين السنة، فداود عن هشام بن حسان لا وجود له في روايات الأئمة.
ت - كون سنده معنعنا في طبقات عرف فيها الإرسال والتدليس
و الذي أراه فيه – والعلم عند الله – أن هذا الإسناد لا يخرج عن حالين:
أحدهما: إرسال داود الحديث عن هشام، والعلة من الساقط من سنده
و الثاني: انتقال بصر الراوي لإسناد حديث آخر، فلعل أصله كان هكذا: داود بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة أو هشام غير منسوب بمتن حديث آخر، فانتقل بصر الراوي لإسناد آخر فيه هشام عن الحسن عن عثمان بمتن الحديث المذكور، فساق ذاك السند لهذا المتن، وهذا يقع كثيرا، وهذا الظن عندي قوي، والله الموفق
و على كل، فلا شك عندي في كون الحديث باطلا باللفظ المذكور، وفيما ذكرته كفاية و الله أعلم.
¥(34/388)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[19 - 09 - 05, 04:05 ص]ـ
((قول البخاري فيه: «صدوقٌ إلا أنه ربما يهم في الشيء» (سنن البيهقي 5/ 12)، و لعله نقله عن كتاب «القراءة خلف الإمام» للبخاري و لم أجده في المطبوع؛ فإن لداود العطار حديثا وهم فيه بالوصل، والصواب كونه مرسلا.
أو لعله نقله عن علل الترمذي الكبير،وليس في المطبوعة وانظر العلل رقم 319 ففيه وهم لداود بيَّنه البخاري.))
جزاك الله خيرا فقد جئتني بالقرينة التي كنت أحتاجها.
أخوك/أبو فهر
ـ[المحقق]ــــــــ[19 - 09 - 05, 10:08 ص]ـ
وجزاكم كذلك خير الجزاء
ـ[الكاتب عبدالله]ــــــــ[23 - 08 - 07, 02:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم.
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[23 - 08 - 07, 07:57 ص]ـ
أنا مع الشيخ عبدالرحمن في كل ماذكره فقد أصاب وأجاد وأفاد جزاه الله خيرا، وأنا أيضا مع الإخوة الذين أشاروا إلى الإشكال في المتن، فالذي يظهر أن في المتن نكارة، فالحديث ينص على مغفرة الله لجميع خلقه في تلك الليلة ولم يشترط توبة ولاعملا معينا، فمدمن الخمر والمخدرات والمرابي والزاني واللوطي والسارق وقاطع الطريق وقاتل النفس بغير حق كل هؤلاء وغيرهم من أصحاب الكبائر لايحتاجون إلى توبة فكلما جاءت ليلة النصف من شعبان غفر لهم ولوكانوا مقيمين على معاصيهم وكبائرهم، ولو كانوا في تلك الليلة يمارسون معاصيهم فالمغفرة ستعمهم، وهذا لايستقيم مع نصوص الكتاب والسنة فالله تعالى يقول بعد أن ذكر الشرك وقتل النفس والزنى: {ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا}
وأيها أعظم: الشحناء أم الربا وشرب الخمر والزنا واللواط وقتل النفس وغيرها من كبائر الذنوب؟
وفي بعض الروايات استثناء القاتل أو الزاني لكنها روايات ضعيفة ولم تتعدد، فالقدر المشترك بين أكثر الروايات هو مغفرة الله لجميع خلقه واستثناء المشرك والمشاحن، فمن يقوي الحديث بطرقه لاحجة له في أن يقوي استثناء غير المشرك والمشاحن لعدم تعدد طرقه.
ومع الأسف الشديد والأسى المديد أن هذا المفهوم يعمل به بعض أهل الضلال في بعض البلاد التي تتوسع في الاحتفالات المبتدعة ففي ليلة النصف أو ليلة المولد يرتكبون الكبائر كالزنا وتناول المسكر ويقولون: هذه ليلة مغفرة فلابأس أن نفعل هذا فسيغفر لنا ببركة ليلة النصف أو بركة المولد.
ـ[العدناني]ــــــــ[23 - 08 - 07, 12:09 م]ـ
أنا مع الشيخ عبدالرحمن في كل ماذكره فقد أصاب وأجاد وأفاد جزاه الله خيرا، وأنا أيضا مع الإخوة الذين أشاروا إلى الإشكال في المتن، فالذي يظهر أن في المتن نكارة، فالحديث ينص على مغفرة الله لجميع خلقه في تلك الليلة ولم يشترط توبة ولاعملا معينا، فمدمن الخمر والمخدرات والمرابي والزاني واللوطي والسارق وقاطع الطريق وقاتل النفس بغير حق كل هؤلاء وغيرهم من أصحاب الكبائر لايحتاجون إلى توبة فكلما جاءت ليلة النصف من شعبان غفر لهم ولوكانوا مقيمين على معاصيهم وكبائرهم، ولو كانوا في تلك الليلة يمارسون معاصيهم فالمغفرة ستعمهم، وهذا لايستقيم مع نصوص الكتاب والسنة فالله تعالى يقول بعد أن ذكر الشرك وقتل النفس والزنى: {ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا}
وأيها أعظم: الشحناء أم الربا وشرب الخمر والزنا واللواط وقتل النفس وغيرها من كبائر الذنوب؟
وفي بعض الروايات استثناء القاتل أو الزاني لكنها روايات ضعيفة ولم تتعدد، فالقدر المشترك بين أكثر الروايات هو مغفرة الله لجميع خلقه واستثناء المشرك والمشاحن، فمن يقوي الحديث بطرقه لاحجة له في أن يقوي استثناء غير المشرك والمشاحن لعدم تعدد طرقه.
ومع الأسف الشديد والأسى المديد أن هذا المفهوم يعمل به بعض أهل الضلال في بعض البلاد التي تتوسع في الاحتفالات المبتدعة ففي ليلة النصف أو ليلة المولد يرتكبون الكبائر كالزنا وتناول المسكر ويقولون: هذه ليلة مغفرة فلابأس أن نفعل هذا فسيغفر لنا ببركة ليلة النصف أو بركة المولد.
د/بسام
لعلك لم تقرأ كامل الموضوع فقد ذكر الشيخ أن المشاحن هو المبتدع كما في النهاية
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[27 - 08 - 07, 10:21 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قال شيخ الحفاظ ابن حجر العسقلاني في حكم الأخذ بالحديث الضعيف ما يلي:
يؤخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال بشروط ثلاثة هي:
1 أن لا يكون الحديث شديد الضعف.
2 - أن تندرج أحكام الحديث في أصل عام من أصول الشريعة.
3 - أن يعتقد الآخذ بالحديث ضعف نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم. أو كما قال.
هل أحاديث النصف من شعبان لها أهلية الأخذ بها وفق شروط ابن حجر؟
جزاكم الله كل خير
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 08 - 07, 12:03 م]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة إبراهيم الجزائري
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قال شيخ الحفاظ ابن حجر العسقلاني في حكم الأخذ بالحديث الضعيف ما يلي:
يؤخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال بشروط ثلاثة هي:
1 أن لا يكون الحديث شديد الضعف.
2 - أن تندرج أحكام الحديث في أصل عام من أصول الشريعة.
3 - أن يعتقد الآخذ بالحديث ضعف نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم. أو كما قال.
هل أحاديث النصف من شعبان لها أهلية الأخذ بها وفق شروط ابن حجر؟
جزاكم الله كل خير
هذه الشروط التي ذكرها الحافظ قد لايوافق عليها تماما وليس هذا محل بسطها، وعلى الشروط التي ذكرها فإن روايات النصف من شعبان لاتدخل في هذا الباب لأنها تخصص ليلة معينة بعبادات وبمغفرة من الله تعالى لجميع الناس من أصحاب الكبائر وغيرهم_حتى لو استثنينا المبتدعة_ بدون توبة، فهذه الليلة مثل سائر الليلي ليس لها خصوصية ولايعمل فيها بعبادات مخصصة.
¥(34/389)
ـ[مبارك مسعود]ــــــــ[27 - 08 - 07, 09:19 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[29 - 08 - 07, 06:20 م]ـ
أخي جزاك الله خيرا أنا قرأت الموضوع بسرعة وكنت قد خرجت هذا الحديث فيما سبق وحسنته بناء على تعدد طرقه
لكن سؤالي للأخ الفاضل ما هو الضابط عندك فيما يستشهد به من الطرق الضعيفة وما لا يستشهد به
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 08 - 07, 07:43 م]ـ
أخي جزاك الله خيرا أنا قرأت الموضوع بسرعة وكنت قد خرجت هذا الحديث فيما سبق وحسنته بناء على تعدد طرقه
لكن سؤالي للأخ الفاضل ما هو الضابط عندك فيما يستشهد به من الطرق الضعيفة وما لا يستشهد به
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
يمكنك قراءة الرد السابق على الشيخ الألباني رحمه الله وتجد فيه تفصيل الطرق التي ذكرها وحالها من الضعف، وكذلك بيان تضعيف العقيلي والدارقطني وغيرهم لها.
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[29 - 08 - 07, 08:49 م]ـ
أخي الفاضل أرجوا أن أعرف الضابط عندك في الحديث الضعيف الذي يستشهد به حتى أدخل معك في حوار علمي أخوي
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 08 - 07, 11:16 م]ـ
راجع الكتب وفقك الله حتى تعرف منهج العلماء في ذلك ثم اذكر ما أشكل عليك منه حتى يمكن توضيحه لك.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[30 - 08 - 07, 01:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا النقاش العلمي
بالنسبة للإشكال في الحديث على فرض صحته
فالشطر الأول من الحديث " لمشرك " لا إشكال فيه
فالله لا يغفر لأهل الشرك لأن القرآن يدل عليه {إن الله لا يغفر أن يشرك به} إلا أن يتوب.
وأما الشطر الثاني:" مشاحن " لو فسر بالشحناء فله شاهد عند مسلم (2565) عن أبي هريرة
: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا.
وهذا الحديث فيه تعقب للشيخ الفاضل الدكتور: بسام الغانم في قوله:وأيها أعظم: الشحناء أم الربا وشرب الخمر والزنا واللواط وقتل النفس وغيرها من كبائر الذنوب؟
فحديث أبي هريرة يشهد لهذه اللفظة.
وأما لو فسر " مشاحن " بالبدعة كما فسرها الأوزاعي فلها شاهد أيضا
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة حتى يدع بدعته.
رواه الطبراني وإسناده حسن كما في صحيح الترغيب.
وأما أنه يلزم من الحديث: مغفرة الله لجميع خلقه في تلك الليلة ولم يشترط توبة ولاعملا معينا، فمدمن الخمر والمخدرات والمرابي والزاني واللوطي والسارق وقاطع الطريق وقاتل النفس بغير حق كل هؤلاء وغيرهم من أصحاب الكبائر لايحتاجون إلى توبة فكلما جاءت ليلة النصف من شعبان غفر لهم ولوكانوا مقيمين على معاصيهم وكبائرهم، ولو كانوا في تلك الليلة يمارسون معاصيهم فالمغفرة ستعمهم.
فهذا لا يلزم لأن الحديث لا يفهم بمفرده بل يجمع بينه وبين الأدلة الأخرى التي فيها شرط التوبة من كبائر الذنوب.
كما هي عادة أهل العلم عندما يجمعون بين الأحاديث التي يفهم منه التعارض مع نصوص أخرى.
هذا ما بدا لي فإن أصبت فمن فضل الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان.والله أعلم
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[30 - 08 - 07, 10:01 ص]ـ
إليكم هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69831
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[30 - 08 - 07, 10:22 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخ عبد الباسط
هذا هو ديدن العلماء الربانيين والراسخين في العلم، لايحكمون على الحديث الواحد من خلال متنه إلا إذا ردوه إلى أحاديث أخرى في الباب تبين فيه مواطن العموم والخصوص والإطلاق والتقييد، أما الحكم على السند فالخلاف فيه اختلاف اجتهاد لا تشهي والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 08 - 07, 02:27 م]ـ
بارك الله فيك يا أخ عبد الباسط
هذا هو ديدن العلماء الربانيين والراسخين في العلم، لايحكمون على الحديث الواحد من خلال متنه إلا إذا ردوه إلى أحاديث أخرى في الباب تبين فيه مواطن العموم والخصوص والإطلاق والتقييد، أما الحكم على السند فالخلاف فيه اختلاف اجتهاد لا تشهي والله أعلم
بارك الله فيكم
إذا تبين أن طرق الحديث شديدة الضعف لاتتقوى وقد ضعفها الإمام العقيلي وغيره من الحفاظ، فالكلام في المتن تابع لذلك من حيث أنه قد يفهم منه المغفرة لكل أحد من أصحاب الكبائر وغيرهم بدون توبة، فلو صح الحديث لأمكن الجمع, أما والحديث شديد الضعف فيمكن الكلام على متنه كذلك تبعا لضعفه.
ونص الحديث (إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن) ففي هذا الحديث تخصيص اطلاع لله تعالى خاص بهذه الليلة وهي صفة خاصة ومثل هذا يحتاج إلى سند قوي.
فالقصد أن الحديث شديد الضعف وقد أخطا الشيخ الألباني رحمه الله عندما صححه من طرق واهية ومعلله بدون تنقيب عن علله كما يتضح من الرد السابق، وتابعه البعض على تصحيح الحديث اقتداء بالشيخ رحمه الله، و على طالب العلم البحث والتقصي حتى لايقع في متابعة الأخطاء العلمية للعلماء السابقين قدر استطاعته.
¥(34/390)
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[30 - 08 - 07, 05:06 م]ـ
راجع الكتب وفقك الله حتى تعرف منهج العلماء في ذلك ثم اذكر ما أشكل عليك منه حتى يمكن توضيحه لك.
أهكذا أسلوب الحوار!!
سأنسحب
ولتعلم أخي أن الإمام الدارقطني يرى أن حديث مجهول العين يصلح للإستشهاد به
فطرق هذا الحديث قابلة للاعتضاد بلفظ النزول
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 08 - 07, 05:10 م]ـ
وفقك الله أخي الفاضل أنت تقول (أخي الفاضل أرجوا أن أعرف الضابط عندك في الحديث الضعيف الذي يستشهد به حتى أدخل معك في حوار علمي أخوي) فأحلتك على الكتب فاي إشكال في هذا، فإذا كان عندك قول خلاف ما في كتب العلم فلعلك تذكره حتى نستفيد جميعا.
وذكرت وفقك الله ان مجهول العين يستشهد به عند الدارقطني رحمه الله فجزاك الله خيرا على ذلك
ولكن لعلك أولا تفيدنا حول إثبات وجود مجهول عين ومجهول حال ومن أول من قال بذلك وما دليله؟
ـ[أبو حاتم المدني]ــــــــ[30 - 08 - 07, 06:26 م]ـ
أخانا أنت الآن تضعف وتصحح فطلبت منك ما هي القاعدة عندك فيما يستشهد به وما لا يستهد وكما لا يخفى عليك أنها ليست مسألة مجمع عليها
أما عن المجهول فيقول الإمام الذهلي كما في شرح العلل وهو من الأئمة المتقدمين انه لا يخرج الرجل من الجهالة إلا برواية رجلين فصاعدا عنه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 08 - 07, 06:31 م]ـ
بارك الله فيك، وأنت كذلك تصحح وتضعف لأنك ذكرت أنك توصلت لتحسين الحديث، فمعنى هذا مقدرتك على مراجعة الكتب ومعرفة التقوي للطرق
وأنت الآن لم تجب عن سؤالي
وهو أنك ترى تقسيم المجهول إلى مجهول حال ومجهول عين، فما الدليل على ذلك؟ ومن أول من قال به؟ وهل ذلك إجماع من أهل الحديث أم أنها مسألة خلافية؟
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[02 - 09 - 07, 03:27 ص]ـ
الملاحظ أن بعض المضعفين لهذا الحديث يصفون بعض الطرق بشدة الضعف ولم يبينوا وجه الشدة في ضعفها وأظنهم لن يستطيعوا هذا البيان. والله اعلم
ـ[البارقي]ــــــــ[05 - 09 - 07, 04:49 ص]ـ
الملاحظ أن بعض المضعفين لهذا الحديث يصفون بعض الطرق بشدة الضعف ولم يبينوا وجه الشدة في ضعفها وأظنهم لن يستطيعوا هذا البيان. والله اعلم
إن أُجيب على ما ذكرتَ فهذا ما يدور عليه كلام الشيخين عبدالرحمن الفقيه وأبو حاتم المدني ولا إخالك تجد إجابة
لأن هذا مما يصعب تبيينه!
وستذكر كلامي هذا لا دليل على شدة الضعف والضعف
والفرق بينهما وإلا لتبين من الأسئلة السابقة
اللهم احفظ علماء المسلمين من الزلل والشحناء ووفقهم للصواب والعمل به
ـ[أبوعبدالله الحميدي]ــــــــ[05 - 09 - 07, 04:54 م]ـ
مثل هذا الفضل لا يتم التواصي به ولا الاهتمام به عند سلفنا الصالح ولا ينقل بإسناد نظيف،
هل يقال بحسنه فضلاً عن صحته؟!
سؤال ..
من يصحح أو يحسن الحديث بمجموع طرقه، فكيف يجيب عن اضطراب متنه؟!
أتمنى الإجابة بجواب يشفي العليل ...
وفق الأحبة وبورك فيهم
ـ[ابو العابد]ــــــــ[08 - 09 - 07, 01:59 م]ـ
جزاك الله خيرا
أخي عبدالرحمن الفقيه
على هذا البحث
ـ[الكاتب عبدالله]ــــــــ[08 - 08 - 08, 03:56 ص]ـ
للفائدة.
ـ[المجاهدة الى سبيل ربها]ــــــــ[05 - 10 - 09, 07:27 ص]ـ
جزيتم خيراً ... تابعت الموضوع وتعمقت فيه لكن لم أجد إجابتي .. !
الخلاصة ماحكم من قاله في بعض المحاضرات ويتم الإستشهاد به رغم انه قيل في البداية صحيح
(يطلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن).حديث صحيح، رُوي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضاً،
وهل أنا آثمة لإستدلالي به؟؟؟
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[27 - 04 - 10, 03:23 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا(34/391)
تخريج حديث الطبراني الذي يستدل به الصوفية على جواز التوسل بالأموات
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 06 - 02, 09:48 ص]ـ
أخرج الطبراني في في المعجم الكبير (9\ 30): «حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرس المصري المقرىء ثنا أصبغ بن الفرج ثنا بن وهب عن أبي سعيد المكي (شبيب بن سعيد، صدوق يغرب) عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي المدني (عمير بن يزيد) عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف» ... ثم سرد قصة طويلة في جواز التوسل برسول الله (ص) بعد موته.
ثم قال الطبراني: «حدثنا إدريس بن جعفر العطار ثنا عثمان بن عمر بن فارس ثنا شعبة عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف عن النبي (ص)، نحوه».
وسرد هذا في المعجم الصغير (1\ 306) (وهو كتاب مخصص أصلاً لبيان التفرد في الحديث)، ثم قال: «لم يروه عن روح بن القاسم إلا شبيب بن سعيد أبو سعيد المكي وهو ثقة. وهو الذي يحدث عن بن أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأبلي. وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر الخطمي واسمه عمير بن يزيد وهو ثقة. تفرد به عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة. والحديث صحيح. وروى هذا الحديث عون بن عمارة عن روح بن القاسم عن محمد بن النكدر عن جابر رضي الله عنه. وَهِمَ فيه عون بن عمارة. والصواب حديث شبيب بن سعيد». قلت: عون بن عمارة، كان ضعيفاً. ذكره ابن حبان في المجروحين (2\ 197) ثم ذكر له هذا الحديث.
هذا حديثٌ باطلٌ بلا ريب (أي بهذه الصيغة مع القصة). فأول علامات بطلانه أن لا تجده في الصحيحين ولا تجده في السنن ولا في تجده في مسند أحمد. فهذه علامة نكارة شديدة فيه. ثم تنظر فتجده مروياً في معجم الطبراني الصغير وهو المخصص لبيان الروايات التي فيها تفرد. وهذا الحديث له طريقين: الطريق الأول لم يروه إلا ابن وهب عن شبيب بن سعيد عن روح عن الخطمي عن أبي أمامة عن ابن حنيف.
شبيب بن سعيد هذا قال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال (3\ 361): «صدوقٌ يُغرِب». وقال عنه ابن عدي في الكامل (4\ 31): «يُحَدّث عنه ابن وهب بالمناكير». وقال ابن المديني قريباً من هذا. ثم قال ابن عدي: «ولعل شبيب بمصر في تجارته إليها كتب عنه ابن وهب من حفظه، فيغلط ويهِم. وأرجو أن لا يتعمد شبيب هذا الكذب». وكانت رواية ابنه عنه من كتابه لا من حفظه، فإنه سيئ الحفظ. ولذلك قال ابن حجر في تقريب التهذيب (1\ 263): «لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه، لا من رواية ابن وهب».
الطريق الثاني: تفرد به عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة عن الخطمي عن أبي أمامة عن ابن حنيف. فهل يُعقل أن حديثاً عند قتادة لا يروه أحدٌ من أصحابه إلا عثمان، ثم لا يسمع أحدٌ من الأئمة (الحريصين على جمع حديث شعبة) هذا الحديث إلا الطبراني نقلاً عن شيخ متهم؟ فهذا من أعظم الأدلة على وضعه. والحديث طبعاً موجود عندهم لكن القصة التي معه غير موجودة. وهذا دليلٌ على وضعها. ولكن الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن شعبة كان فيه عمارة بن خزيمة بن ثابت بدلاً من أبي أمامة. فهذا دليلٌ على أن السند تمت سرقته. ثم ننظر لحال إدريس بن جعفر العطار، فإذا هو ضعيف متهمٌ بالكذب. قال عنه الدراقطني (كما في سؤالات الحاكم ص106): «متروك»! وذكر له الذهبي في ميزان الاعتدال (1\ 317)، حديثاً وَضَعَه. وتبعه ابن حجر في لسان الميزان (1\ 332).
سنن الترمذي (5\ 569): حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عثمان بن عمر حدثنا شعبة عن أبي جعفر عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي (ص) فقال: «ادع الله أن يعافيني». قال: «إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهو خير لك». قال: «فادعه». قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن الدفع، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة. إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي. اللهم فشفعه في». قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو الخطمي. وعثمان بن حنيف هو أخو سهل بن حنيف».
وهذا حديثٌ فيه بعض الاضطراب. وقد أشار البخاري في تاريخه الكبير (6\ 209) إلى بعض الاختلاف على هذا الحديث. ورجح النسائي في السنن الكبرى (6\ 169) رواية هشام الدستوائي وروح بن القاسم، على رواية شعبة.
وإجمالاً فالحديث صححه بعض الحفاظ. ولذلك فإن الطبراني في معجمه الصغير، بعد أن أعلّ سندي القصة بالتفرد، قال: «والحديث صحيح». أي وأصل الحديث صحيح، وقد أخرجه الترمذي وغيره من أسانيد مختلفة. ولذلك فإن الحديث المرفوع صحيح، ولكن القصة التي أخرجها الطبراني موضوعة لا تصح. ولا يصح أي دليل على جواز التوسل بالرسول (ص) بعد وفاته. ويكفيك أن الصحابة –كما في صحيح البخاري– لما أجدبوا توسّلوا بالعباس (ر) ولم يتوسلوا برسول الله (ص). فهذا إجماعٌ من الصحابة كلهم على بطلان التوسل بغير الأحياء.
¥(34/392)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 06 - 02, 09:49 ص]ـ
فائدة:
الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه وأصحابه كانوا متشددين في تحريم التوسل بكل أنواعه.
قال الإمام أبو حنيفة: (لا ينبغي لاحد أن يدعو الله إلا به، والدعاء المأذون فيه، المأمور به، ما استفيد من قوله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) [الدر المختار من حاشية المختار 6/ 396 - 397].
وقال كذلك: (لا ينبغي لأحد أن يدعوا الله إلا به، وأكره أن يقول بمقاعد العز من عرشك، أو بحق خلقك). و الكراهية عند الأحناف تحريمية كما هو معروف.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[30 - 06 - 02, 01:00 م]ـ
الكراهية ليست تحريمية عند الحنفية بإطلاق كما هو معروف، فمنها الكراهية التنزيهية، ومبناها
على قطعية أو ظنية الدليل ثبوتا ودلالة ...
أما الدعاء بمعاقد العز (وليس مقاعد) فقد ورد فيه حديث حسن رواه الطبراني حسن إسناده الهيثمي.
والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 07 - 02, 10:45 م]ـ
نعم هناك كراهة تحريمية وكراهة تنزيهية كما هو معلوم
وإطلاق الكراهة عند الأحناف الأوائل معناها الكراهة التحريمية
أما حديث معاقد العز فلا يصح
وأرفع هذا الموضوع استجابة لطلب أحد الإخوة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 08 - 02, 10:26 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 08 - 02, 08:49 م]ـ
التوسل له أنواع ـ كما قسمها صاحب رسالة التوسل المشروع والمحرم ـ الشيخ على بن عبد العزيز الشبل:
1 - التقرب إلى الله بطاعته فهذا جائز لقوله " واتبغوا إليه الوسيلة "
2 - طلب الدعاء والشفاعة للمتوسل به، كفعل الصحابة مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهذا والأول متفق على مشروعيته ..
3 - ومن أنواع التوسل قولك [اللهم بوليك فلان اغفر لي] وهذا إقسام على الله بالمتوسل به وهذا محرم ..
4 - سؤال الله بمخلوق من المخلوقين بجاهه أو بحقه ولو كان نبيا أو ملكا مقربا فهذا محرم ممنوع لا يجوز ..
أنواع التوسل المحرم:
1 - الإقسام على الله بالمتوسل به (مثل اللهم بنبيك انصرنا)
2 - التوسل إلى الله بذات ا لمتوسل سواءً كان حيا أو ميتا حاضرا أو غائبا (مثل اللهم بذات نبيك ارحمنا)
3 - التوسل إلى الله بجاه المتوسل به أو شرقه أو حقه أو قدره (مثل اللهم بجاه نبيك أو بحق فلان اقض حاجتي)
أنواع التوسل المشروع:
1 - التوسل إلى الله به أو بأسمائه وصفاته ...
2 - التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة التي فعلها المتوسل كما في قصة النفر أصحاب الغار الذين انطبقت عليهم صخرة ..
3 - التوسل إلى الله بدعاء الصالح في حياته فقط لا بعد موته، كما كان الصحابة يفعلونه مع النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ من التوسل إلى الله بدعائه لينصرهم أو غيرها .. وكما فعل عمر عندما توسل إلى الله بدعاء العباس رضي الله عنهما
شرح حديث الأعمى
جاء في الحديث أنَّ رجلاً ضريرَ البصرِ أتى النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقَالَ: ادعُ اللَّهَ أنْ يُعافيني، قَالَ صلى الله عليه وسلم للأعمي: إنْ شِئتَ دَعوتُ (يعني الرسول صلى الله عليه وسلم)، وإنْ شِئتَ صبرتَ فهوَ خيرٌ لكَ، قَالَ الاعمى للرسول صلى الله عليه وسلم: فادعُه (يعني اختار أن يدعو له الرسول صلى الله عليه وسلم)، قَالَ فأمرَهُ أنْ يتوضَّأ فيُحسنَ وُضُوءَهُ ويدعو بهَذَا الدُّعاءِ: الَّلهُمَّ إنِّي أسألكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ مُحَمَّد نبيِّ الرَّحمةِ إنِّي توجَّهتُ بكَ إِلى رَبِّي في حاجتي هذِهِ لتُقْضَى لي، الَّلهُمَّ فَشَفِّعْهُ فيَّ".
فهذا الحديث صريح في جواز التوسل بدعاء الرجل الصالح وليس بذاته. وهو ليس خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو عام. فيجوز أن تسأل الرجل الصالح أن يدعو لك ثم تسأل الله تعالى <<اللهم شفعه في>> أي <<استجب دعاءه برد بصري>>. فهذا هو التوسل الشرعي بالدعاء، وليس هو التوسل بالذات. ولا يصح إلا في حياة الذي تتوسل به لأن الميت لن يدعو لك!
ويكفيك أن الصحابة –كما في صحيح البخاري– لما أجدبوا –في خلافة عمر (رضي الله عنه) – توسّلوا بدعاء العباس (رضي الله عنه) ولم يتوسلوا برسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ولا أنكر واحدٌ منهم ذلك. فهذا إجماعٌ من الصحابة كلهم على بطلان التوسل بغير دعاء الأحياء.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 09 - 04, 03:33 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22721
ـ[أبو عمر الدوسري]ــــــــ[20 - 08 - 05, 03:19 م]ـ
بورك فيك ..
ـ[أبو صلاح]ــــــــ[21 - 08 - 05, 09:56 م]ـ
موضوع رائع, بارك الله فيكم يا أخي محمد.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[21 - 08 - 05, 10:45 م]ـ
الأخ محمد الأمين كان ينبغي عليك أن تستفرغ الجهد في البحث قبل أن تصدر أحكاما على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
فعثمان بن عمر لم يتفرد فقد تابعه روح بن عبادة عند أحمد في المسند وروح هذا شيخ أحمد
وتابعه أيضا غندر محمد بن جعفر عند الحاكم في المستدرك فقد رواه الحاكم من طريق عبدالله بن أحمد عن أبيه ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة به
ولم تشر إلى رواية حماد بن سلمة التي أخرجها ابن أبي خيثمة من طريق مسلم بن إبراهيم حدثنا حماد بن سلمة وهذه الرواية فيها زيادة شاذة وهي قوله ((فافعل ذلك في أمرك كله)) ومما يقوي القول بشذوذ هذه الزيادة رواية أحمد لهذا الحديث من طريق مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة بدون هذه الزيادة
ورواية النسائي لهذا الحديث من طريق محمد بن معمر حدثنا حبان بن هلال عن حماد بن سلمة بدون هذه الزيادة
ولم يذكر محمد الأمين هذه الروايات والله المسعان
¥(34/393)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[22 - 08 - 05, 12:46 ص]ـ
هذا نص نفيس من مخطوط لا يكاد يكون معروفاً عند كثير من أهل الحديث وهو كتاب رجال ابن وهب - بمعنى شيوخه- الذين سأل عنهم محمد بن وضاح الأندلسي الإمام أحمد بن سعد بن أبي مريم ترتيب الحافظ ابن بشكوال صاحب الصلة -على ترتيب المغاربة للحروف-، والنص هو (ق65):"شبيب بن سعد، له منكرات مطروح البتة، هو أحد الثلاثة الذين طرحهم الحارث بن مسكين من موطأ ابن وهب وجامعه ". وهذا الكلام في الراوي لأحمد بن سعد بن أبي مريم رواه عنه ابن وضاح القرطبي، والله الموفق.
ـ[العاصمي]ــــــــ[22 - 08 - 05, 03:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا، و بارك الله فيك.
أرجو أن تتفضل بانزال هذا الكتاب النفيس في ملتقانا المبارك.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[22 - 08 - 05, 07:39 ص]ـ
إسمح لي يا أخي المكرم فأنا لا أعرف كيفية التنزيل لكن أنا أعرف من يملك هذا المخطوط وهو من مشرفي الملتقى فإذا قرأ كلامي أرجو أن ينزله وإلا فإني إن شاء الله تعالى سأفاتحه في الموضوع، والله الموفق.
ـ[العاصمي]ــــــــ[22 - 08 - 05, 10:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا، أخي الكريم، و بارك فيك.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[24 - 08 - 05, 06:11 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة النفيسة ولكن الراوي الذي عليه الكلام اسمه شبيب بن سعيد
ـ[الدارقطني]ــــــــ[25 - 08 - 05, 09:34 ص]ـ
البشرى لقد وعدني الأخ الذي عنده مخطوط رجال ابن وهب بتنزيله في المنتدى إن شاء الكريم الرحمن الرحيم، والله الموفق.
ـ[العاصمي]ــــــــ[25 - 08 - 05, 10:29 ص]ـ
بشرك الله بالحسنى و زيادة، و زادك من فضله، و يسر لك سبل الخيرات.
ـ[رمضان محمد رمضان]ــــــــ[25 - 08 - 05, 11:52 ص]ـ
أنواع التوسل المحرم:
1 - الإقسام على الله بالمتوسل به (مثل اللهم بنبيك انصرنا)
2 - التوسل إلى الله بذات ا لمتوسل سواءً كان حيا أو ميتا حاضرا أو غائبا (مثل اللهم بذات نبيك ارحمنا)
3 - التوسل إلى الله بجاه المتوسل به أو شرقه أو حقه أو قدره (مثل اللهم بجاه نبيك أو بحق فلان اقض حاجتي)
نريد من الاخ الكريم سوق التحريم بالدليل القطعى كما هو مقرر فى علم الاصول وراى ائمة المذاهب المالكية والشافعية والاحناف والحنابلة ونقل نصوصهم والمعتمد منها من مضانها وما كتب المتقدمون من اهل العلم والمتاخرون بموضوعية ملتزما الامانة العلمية فى النقل
ـ[حسين البرزنجى]ــــــــ[30 - 08 - 05, 10:21 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[30 - 08 - 05, 05:45 م]ـ
قدر الله وما شاء فعل .. كتبت ردًا مطولاً جدًا .. جمعت فيه طرق الحديث -وليس القصة- عند الترمذي وابن ماجة والنسائي وابن خزيمة وأحمد والحاكم .. وغيرهم .. لكن المستعرض فشل في إرساله .. نجح فقط في إضاعته (ابتسامة متحسر) ..
وخلاصة الرد:
أن الأخ الفاضل عبد الله الخليفي لم يفهم كلام أخينا الأمين جيدًا .. فهو عندما تحدث عن تفرد عثمان بن عمر كان يتكلم عن القصة وليس الحديث .. أما الحديث فطرقه كثيرة .. وأما القصة فلها إسنادان فقط .. وكلاهما معلول ..
ولعلي أن أكتب ذلك الرد مرة أخرى ..
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[30 - 08 - 05, 06:19 م]ـ
بل فهمته جيدا وقد أطلق القول بتفرد عثمان بن عمر فرددت ذلك
ثم إني قد حاولت الإعتذار له بأنه تحدث عن القصة الموقوفة فقط
ولكن هذا الظن تبدد عندما رأيته يتحدث عن رواية شعبة(34/394)
حديث أم معبد في حادثة الهجرة ..... ماذا عنه؟
ـ[الدارقطني]ــــــــ[01 - 07 - 02, 02:20 م]ـ
حديث أم معبد في حادثة الهجرة الشريفة خبرٌ مشهور عند أهل السيرة وقد
صحَّحَه ُ الحاكم في المستدرك (3/ 11) ولكن يا اخوتي الكرام فيه رواة مجاهيل
حسب اطلاعي على اسناد هذا الأثر، والمطلوب هو مشاركتكم الكريمة لاستجلاء
حال هذا الأثر، والله الموفق.
ـ[ابو محمد 99]ــــــــ[02 - 07 - 02, 12:51 ص]ـ
انظر كتاب السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية لمهدي رزق الله صفحة 281
ـ[الدارقطني]ــــــــ[02 - 07 - 02, 10:56 ص]ـ
الأخ المكرم أبو محمد 99 أيّدك الله أرجو أن تعلمني أين يباع هذا الكتاب فأنا لا أملكه، فأعلمني بمكان وجوده مشكورا، والله الموفق.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 07 - 02, 05:21 ص]ـ
الذي أذكره أن القصة فيها ضعف لكن لطرفها شاهد. والله أعلم.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[03 - 07 - 02, 01:28 م]ـ
الأخ الدارقطني.
قصة أم معبد وردت من عدة طرق، وقد جمعها الدكتور سليمان بن علي السعود في كتاب " أحاديث الهجرة. جمع وتحقيق ودراسة " (ص 152 - 163)، وملخص ما وصل إليه الباحث ما قاله:
أقول قصة أم معبد هذه تتقوى إلى درجة الحسن بأمرين:
الأول: أنها رويت بطرق كثيرة كما تقدم، وهذه الطرق يشد بعضها بعضا.
الثاني: شهرة هذه القصة واستفاضتها عند علماء السيرة وغيرهم.
وقال ابن كثير رحمه الله بعد ما ساق بعض طرقها: وقصتها مشهورة مروية من طرق يشد بعضها بعضا. انظر البداية والنهاية 3/ 190.ا. هـ.
وممن حسن طرقها أيضا العلامة الألباني رحمه كما في تعليقه على فقه السيرة (ص 168) فقال: ثم وجدت الحديث موصولا أخرجه الحاكم (3/ 9 - 10) من حديث هشام بن حبيش وقال: " صحيح الإسناد "، ووافقه الذهبي وفيما قالاه نظر، وقال الهيثمي (6/ 58): رواه الطبراني وفي إسناده جماعة لم أعرفهم. لكن للحديث طريقين آخرين أوردهما الحافظ ابن كثير في البداية (3/ 192 - 194) فالحديث بهذه الطرق لا ينزل عن رتبة الحسن.ا. هـ.
وممن جمع طرقها ورسم شجرةً الدكتور أكرم ضياء العمري في كتاب " السيرة النبوية الصحيحة. محاولة تطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية " (1/ 212 - 215)، وإليك ما قاله الدكتور العمري:
وقد اشتهر في كتب السيرة والحديث خبر نزول الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بخيمة أم معبد بقديد طالبين القِرى، فاعتذرت لهم لعدم وجود طعام عندها إلا شاة هزيلة لا تدر لبنا. فأخذ الشاة فمسح ضرعها بيده، ودعا الله، وحلب في إناء، حتى علت الرغوة وشرب الجميع، ولكن طرقها ما بين ضعيفة وواهية إلا طريقا واحدة يرويها الصحابي قيس بن النعمان السكوني ونصها: " لما انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر يستخفيان نزلا بأبي معبد فقال: والله ما لنا شاة، وإن شاءنا لحوامل فما بقي لنا لبن ... .ا. هـ.
وذكر في الحاشية (1/ 213) طرق الحديث، وقبل ذلك رسم شجرة لطرق الحديث، وسأذكر ما سطره الدكتور من طرق لهذا الحديث وخلاصة بحثه:
أخرجها ابن إسحاق بإسناد معضل كما في " دلائل النبوة " للبيهقي (2/ 493) من رواية يونس بن بكير عنه.
- وابن حزيمة كما ذكر ابن حجر في الإصابة. ولم أقف على سنده.
- والطبراني: المعجم الكبير (4/ 56) بإسناد فيه مكرم بن محرز انفرد ابن حبان بتوثيقه (الثقات 9/ 207)، ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحا ولا تعديلا (الجرح والتعديل 8/ 443) وفيه محرز بن مهدي مجهول، وهشام بن خنيس مجهول الحال. وقال الهيثمي: وفي إسناده جماعة لم أعرفهم (مجمع الزوائد 6/ 58).
- وأخرجه الطبراني من طريق آخر فيه عبد العزيز بن يحيى المديني نسبه البخاري وغيره إلى الكذب وفيه مجاهيل أيضا كما يقول الهيثمي (مجمع الزوائد 8/ 279، وانظر ميزان الاعتدال 3/ 573، والضعفاء للعقيلي 4/ 74).
- وأخرجه ابن سعد: الطبقات 1/ 230 بإسناد واهٍ فيه سليمان بن عمرو النخعي، وقد دلس اشمه عبد الملك بن وهب المذحجي وهو كذاب (الكامل لابن عدي 3/ 1096).
- وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير 2/ 1/84 وفي إسناده عبد الملك بن وهب الدحجي كذاب (التاريخ الكبير 2/ 2/28) وشك البخاري في انقطاع السند.
¥(34/395)
- وأخرجه البزار بإسنادين أحدهما فيه عبد الركمن بن عقبة مجهول الحال ويعقوب بن محمد الزهري صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء (كشف الأستار 2/ 301) ومن اختلاف متنه قوله " نزلا بأبي معبد " وذكره إسلام أبي معبد آنذاك.
وهذه الرواية من حديث قيس بن النعمان أخرجها الطبراني بسند صحيح وسياق أتم فيما ذكر ابن حجر (الإصابة 5/ 506).
وساقها الحاكم في المستدرك 3/ 9 من حديث هشام بن حبيش مجهول الحال. وساقها من طريق قيس بن النعمان 3/ 8 - 9، ولم يصرح باسم الراعي.
وأخرجه البغوي وابن شاهين وابن مندة من طريق حزام بن هشام بن حبيش بن خالد عن أبيه (السيوطي: الخصائص الكبرى 1/ 309)
وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني بسنده من حديث هشام بن حبيش (دلائل 282).
وأخرجه ابن سيد الناس من طريق أبي بكر الشافعي بإسناد فيه الكديمي وعبد العزيز بن يحيى متهمان (عيون الأثر 1/ 188).
وبإسناد فيه ابن إسحاق عن أسماء بنت أبي بكر معضلاً.
وبإسناد فيه هشام بن حبيش مجهول الحال، وأضاف ابن سيد الناس إلى أسانيد أبي بكر الشافعي سندا فيه سيف بن عمر التميمي وهو متروك.
وساق ابن كثير الخبر من طريق ابن أبي ليلى، وليس فيه التصريح بأم معبد أو بأبي معبد، فسنده منقطع. كما ساقها من رواية البزار بالسند الذي فيه عبد الرحمن بن عقبة (البداية والنهاية 3/ 189). ثم ساقها ابن كثير بواسطة البيهقي وفي إسناده عبد الملك بن وهب المذحجي كذاب (البداية والنهاية 3/ 190) ويرى ابن كثير أن قصة أم معبد مشهورة مروية من طرق يشد بعضها بعضا (البداية والنهاية 3/ 188).
ثم إن الحافظ ابن حجر ذكر أن ابن مندة ساقها من طريق عبد الرحمن بن عقبة (الإصابة 6/ 169) وقد سبق أنه مجهول الحال.
وذكر الحافظ ابن حجر أيضا (الإصابة 8/ 306 - 307) أن ابن السكن أخرجها من طريقين:
طريق ابن الأشعث حفص بن يحيى التيمي ولم أقف على ترجمته، ومن طريق آخر بسند لم يذكر ابن حجر سائر رجاله لكن متن روايتي ابن السكن مخالف لمتون الروايات الأخرى.
كذلك أخرج القصة ابن عبد البر في الإستيعاب (1958) بإسناد فيه الحكم بن أيوب الخزاعي انفرد ابن حبان بتوثيقه (لسان الميزان 1/ 478) وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 245) فلم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وفيه محمد بن سليمان بن الحكم الخزاعي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7/ 269 ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولكنه كتب عنه فيبدو أنه - على الأقل - يُعتبر بحديثه. وفيه عبد الله بن محمد بن عيسى بن حكيم لم أقف على ترجمته.
وكذا لا يخلو من طريق من طرقها من العلل القادحة، وهي بمجموع طرقها لا تصلح للاحتجاج بها في موضوعات المعجزات. ولكن حديثي التابعي الكبير عبد الرحمن بن أبي ليلى والصحابي جابر بن عبد الله هما أمثل طرق قصة أم معبد يعتضدان إلى الحسن لغيره. لكنهما لا يقويان على مناهضة حديث قيس بن النعمان من طريق الطيالسي فإنه حسن لذاته بل يرى ابن حجر أنه صحيح.ا. هـ.
وأظن أخي الدارقطني في هذا البيان كفاية. والله أعلم.
ـ[ابن معين]ــــــــ[04 - 07 - 02, 12:34 ص]ـ
أخي الفاضل (الدارقطني) سلمه الله ورعاه.
إضافة لما سبق ذكره، فهناك من أفرد هذا البحث بالتأليف، وإليك ذكرهم بواسطة كتاب (التعريف بما أفرد من الأحاديث بالتصنيف)، وفيه:
1_ شرح حديث أم معبد في صفة النبي صلى الله عليه وسلم. لأحمد محمود بن بداة الحسني. بلاد شنقيط (ص544) وعنه: تراث المغاربة (ص178رقم651).
2_ الرسول كأنك تراه، حديث أم معبد. لعبدالعزيز الرفاعي. دار الرفاعي للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى (1403هـ).
3_ التعليق الأحمد على قصة أم معبد. لعلي حسن عبدالحميد الحلبي، كتب بذلك إلى مؤلف (التعريف ... ).
ـ[الدارقطني]ــــــــ[04 - 07 - 02, 08:32 ص]ـ
الأخوة الكرام انّ في نيّتي ان شاء الله تعالى اخراج رسالة في الكلام على حديث أم معبد مع بحوث أخرى لكني أردت أن أستكشف ما عند شيوخ هذا المنتدى من فوائد ولا شك أنّ ماقدّمه الأخوة الكرام من اجابات على سؤالي هذا ليعدّ مفخرة لي أن أجد في هذا المنتدى من يهتم بي أنا العبد الضعيف، والذي
ذكره الأخوة بحمد الله قد وقفت عليه لكن الزيادة على ما ذكر الأخوة هو مطمحي كما أنني لا أخفي عن مدى استفادتي مما ذكره الشيخ عبدالله زقيل من فوائد ودرر جزاه الله خيرا وجعله من أهل التقوى، والله الموفق.(34/396)
سؤال: القرآن مأدبة الله .. هل هو صحيح.؟
ـ[راشد]ــــــــ[07 - 07 - 02, 09:56 م]ـ
أخرجه البزار بسند في حديث طويل رجاله ثقات عن ابن مسعود مرفوعا، أنه كان يقول: "فعليكم بهذا القرآن، فإنه مأدبة الله، فمن استطاع منكم أن يأخذ من مأدبة الله فليفعل، فإنما العلم بالتعلم"
هل هو صحيح .. ؟
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 07 - 02, 05:08 ص]ـ
الذي أعلم أن هذا الأثر موقوف على ابن مسعود -رضي الله عنه- وهو صحيح عنه، والرفع شاذ أو منكر، فلينظر في سنده ....
وللموضوع صلة ..
ـ[راشد]ــــــــ[08 - 07 - 02, 10:31 م]ـ
شكراً
وبانتظار الصلة:)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 07 - 02, 10:53 م]ـ
روى الحديث إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود مرفوعا، ورواه عنه جمع موقوفا كشعبة ومسعر وجماعة، وتوبع الهجري على الرواية الموقوفة علي بن الأقمر وغيره.
ورواه محمد بن عجلان عن أبي إسحاق وهو إبراهيم الهجري بسنده سواء مرفوعا، وقد خولف فيه كما سبق، ورواه جمع عن الهجري موقوفا ..
وإن شاء الله صلة الموضوع غدا بإذن الله ..
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[09 - 07 - 02, 02:19 م]ـ
نص الحديث:
إن هذا القرآن مأدبة الله، فاقبلوا مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، والنور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة الرد، اتلوه؛ فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول لكم: (ألم) حرف، ولكن ألف ولام وميم.
الحديث روي مرفوعا وموقوفا.
أما المرفوع فلا يصح في شيء من طرقه.
وقد أورده العلامة الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (867) وقال في الحاشية تعليقا على كلام المنذري عند قوله:
" رواه الحاكم من رواية صالح بن عمر بن إبراهيم عن أبي الأحوص عنه. وقال: تفرد به صالح بن عمر عنه، وهو صحيح ".
قال العلامة الألباني:
قلت: تعقبه الذهبي بقوله: " لكن إبراهيم بن مسلم الهجري ضعيف ".
قلت: وروي موقوفا، وهو الصحيح، لكن الجملة الأخيرة قد توبع عليها كما حققته في الصحيحة (3327)، وهو في الصحيح في أول الباب.ا. هـ.
وممن صححه موقوفا الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع في " المقدمات الأساسية في علوم القرآن " (ص 460) فقال: ولم يثبت مرفوعا.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[09 - 07 - 02, 09:35 م]ـ
جزى الله خيرا الأخ عبد الله زقيل ..
تخريج حديث ابن مسعود
رواه سعيد بن منصور في سننه (7) وأبو عبيد في فضائل القرآن (**) وابن أبي شيبة في المصنف (6/ 125/30008) وأبو الشيخ في طبقات المحدثبن بأصبهان (4/ 252) وعنه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان (*/*) وابن حبان في المجروحين (1/ 100) والبيهقي في السنن الصغرى (1/رقم983) وفي شعب الإيمان (2/رقم1933 و1986) والرازي في فضائل القرآن وتلاوته (**) والحاكم في المستدرك (1/ 555) والخطيب في الجامع (1/ 107) والشجري في أماليه (*/*) من طرق عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن مسعود مرفوعا به.
رواه عن الهجري مرفوعا جمع وهم: محمد بن عجلان وجرير بن عبد الحميد وعمار بن محمد الثوري وأبو معاوية الضرير وصالح بن عمر ويحيى بن عثمان ومحمد بن فضيل وابن الأجلح وأبو شهاب الحناط وغيرهم.
وخالفهم سفيان بن عيينة [عند عبد الرزاق في المصنف (3/رقم6017)] وإبراهيم بن طهمان [عند البيهقي في الشعب (2/رقم1985)] وجعفر بن عون [عند الدارمي في سننه (3315)] وأبو سنان الشيباني [عند الدارمي أيضا (3307)] أربعتهم عن الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفا.
والاضطراب في رفعه ووقفه من الهجري لا شك وهو ضعيف، ورواية الوقف تابعه عليها جماعة عن أبي الأحوص، وهم:
1 - أبو الزعراء عبد الله بن هانئ: عند البزار في مسنده (5/رقم2055).
2 - علي بن الأقمر: عنده أيضا في المسند (5/رقم2056).
3 - عطاء بن السائب: عند الطبراني في الكبير (9/رقم8648 و8649).
4 - عبد الملك بن ميسرة: عند ابن المبارك في الزهد (787).
5 - عاصم بن بهدلة: عند الطبراني في الكبير (9/رقم8643 و8644)، واختصر متنه.
6 - أبو إسحاق السبيعي: عند الطبراني أيضا (9/رقم8645)، واختصر متنه أيضا.
فعلم أن رواية الهجري الموافقة لمن رواه عن أبي الأحوص موقوفا هي الصواب، وقد وهم في رفع الحديث، والله أعلم(34/397)
حال نعيم بن حمادالمروزي صاحب كتاب الفتن
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[09 - 07 - 02, 05:24 ص]ـ
الجرح والتعديل ج: 8 ص: 463
2125 نعيم بن حماد وكنيته أبو عبد الله المروزي الخزاعي الأعور المعروف بالفارض سكن مصر روى عن عبد المؤمن بن خالد ونصف بن عبيد وأبى حمزة السكري وسمع من إبراهيم بن طهمان حديثا واحدا ويحيى بن حمزة وابن المبارك وابن عيينة مات سنة ثمان وعشرين روى عنه أبى نا عبد الرحمن قال سمعت أبى يقول ذلك وسألته عنه فقال محله الصدق قلت له نعيم بن حماد وعبدة بن سليمان أيهما أحب إليك قال ما أقربهما
تذكرة الحفاظ ج: 2 ص: 418
424 د ت ق نعيم بن حماد الامام الشهير أبو عبد الله الخزاعي المروزي الفرضي الأعور نزيل مصر سمع إبراهيم بن طهمان ورأى الحسين بن واقد وكأنه ما سمع منه وسمع أيضا من أبي حمزة السكري ونصف بن عبيد سنان وخارجة بن مصعب وابن المبارك وهشيم وخلق كثير فهو شيخ قديم ينبغي تحويله إلى طبقة التبوذكي وروى عنه البخاري مقرونا بآخر والدارمي وأبو حاتم وبكر بن سهل الدمياطي وخلق خاتمتهم حمزة بن محمد الكاتب قرأت على محمد بن قايماز وعلي بن محمد وسليمان بن قدامة والحسين بن علي أخبركم عبد الله بن عمر انا عبد الأول بن عيسى انا أبو إسماعيل عبد الله بن محمد انا عبد الجبار بن محمد انا محمد بن احمد بن محبوب نا أبو عيسى نا أبو إسحاق الجوزجاني نا نعيم بن حماد عن بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم اليوم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك وسيأتي على الناس أو على أمتي زمان شك نعيم من عمل منهم بعشر ما أمر به فقد نجا هذا حديث منكر لا أصل له من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شاهد ((ولم يأت به عن سفيان سوى نعيم))!!
((وهو مع إمامته منكر)) الحديث
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن طبرزد انا القاضي أبو بكر انا أبو محمد الجوهري انا علي بن لؤلؤ انا حمزة بن محمد نا نعيم بن حماد نا أبو حمزة السكري عن عبد الكريم أبي أمية عمن حدثه قال سألت أبا هريرة قلت اني ربما شككت في الحدث وانا في صلاتي فقال يا بن أخي لا تقطع صلاتك حتى تجد ريح فسوة أو ضرطة قرئ على القاضي سليمان بن قدامة أخبركم محمد بن عبد الواحد الحافظ انا محمد بن احمد ان فاطمة بنت عبد الله اخبرتهم انا محمد بن ربذة انا سليمان بن احمد نا عبد الله بن احمد بن حنبل نا محمد الدولابي ثنا إسماعيل بن زكريا عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى ان رجلا مدح رجلا ثم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تسمعه فتهلكه لو سمعك لم يفلح غريب فرد أخرجه احمد في المسند وابنه والبخاري ومسلم بنحوه عن الدولابي وكان شديد الرد على الجهمية وكان يقول كنت جهميا فلذلك عرفت كلامهم فلما طلبت الحديث علمت ان مآلهم الى التعطيل
قال الخطيب يقال انه أول من جمع المسند
وقال بن معين كان نعيم صديقي وهو صدوق كتب بالبصرة عن روح خمسين ألف حديث
وقال احمد بن حنبل والعجلي ثقة وقال أبو زرعة الدمشقي وصل أحاديث يوقفها الناس وقال أبو حاتم محله الصدق وقال النسائي ضعيف وقال أبو سعيد بن يونس روى أحاديث مناكير عن الثقات
قلت حمل من مصر مع الفقيه أبي يعقوب البويطي الى بغداد في محنة القرآن مقيدين فحبسا بسامرا حتى مات نعيم في جمادي الأولى سنة ثمان وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى وقيل سنة تسع والأول أصح ((وكان من أوعية العلم ولا يحتج به))
من تكلم فيهوهو موثق للذهبي ص: 184
351 نعيم بن حماد خ مقرونا د ت ق حافظ وثقه أحمد وجماعة واحتج به البخاري وهو من المدلسة ولكنه يأتي بعجائب قال النسائي ليس بثقة وقال أبو الفتح الأزدي قالوا كان يضع الحديث وكذا أبو أحمد بن عدي وقال أبو داود وعنده نحو عشرين حديثا لا أصل له
سير أعلام النبلاء ج: 10 ص: 595
209 نعيم بن حماد بن معاوية ابن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك الإمام العلامة الحافظ أبو عبد الله الخزاعي المروزي الفرضي الأعور صاحب التصانيف
¥(34/398)
رأى الحسين بن واقد المروزي وحدث عن أبي حمزة السكري وهو أكبر شيخ له وهشيم وأبي بكر بن عياش وإبراهيم بن طهمان له عنه حديث واحد وخارجة بن مصعب وعبد الله بن المبارك ونصف ابن عبيد سنان وهو من كبار مشيخته وعبد المؤمن بن خالد الحنفي ونوح بن أبي مريم ويحيى بن حمزة القاضي وعبد السلام بن حرب وعبد العزيز الدراوردي وفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة وإبراهيم ابن سعد وجرير بن عبد الحميد وبقية بن الوليد ومعتمر بن سليمان وأبي معاوية ورشدين بن سعد وحفص بن غياث وابن وهب ويحيى القطان والوليد بن مسلم ووكيع وابن إدريس ونوح بن قيس وعبد الرزاق وأبي داود الطيالسي وخلق كثير بخراسان والحرمين والعراق والشام واليمن ومصر وفي قوة روايته نزاع
روى عنه البخاري مقرونا باخر وأبو داود والترمذي وابن ماجة بواسطة ويحيى بن معين والحسن بن علي الحلواني وأحمد ابن يوسف السلمي ومحمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن عوف والرمادي وأبو محمد الدارمي وسمويه وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب وعبيد بن شريك البزار وأبو حاتم ومحمد بن إسماعيل الترمذي ويعقوب الفسوي وأبو الأحوص العكبري وبكر بن سهل الدمياطي وخلق اخرهم موتا شاب كاتب كان معه في السجن اتفاقا وهو حمزة بن محمد بن عيسى البغدادي
قال المروذي سمعت أبا عبد الله يقول جاءنا نعيم بن حماد ونحن على باب هشيم نتذاكر المقطعات قال جمعتم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فعنينا بها من يومئذ
وروى الميموني عن أحمد قال أول من عرفناه يكتب المسند نعيم ابن حماد قال أبو بكر الخطيب يقال إن أول من جمع المسند وصنفه نعيم وقال أحمد كان نعيم كاتبا لأبي عصمة يعني نوحا وكان شديد الرد على الجهمية وأهل الأهواء ومنه تعلم نعيم قال صالح بن مسمار سمعت نعيم بن حماد يقول أنا كنت جهميا فلذلك عرفت كلامهم فلما طلبت الحديث عرفت أن أمرهم يرجع إلى التعطيل
يوسف بن عبد الله الخوارزمي سألت أحمد بن حنبل عن نعيم بن حماد فقال لقد كان من الثقات
ابن عدي حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد العزيز بن سلام حدثني أحمد بن ثابت ابو يحيى سمعت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان نعيم بن حماد معروف بالطلب ثم ذمه يحيى وقال يروي الثقات
إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد سمعت يحيى بن معين وسئل عن نعيم فقال ثقة فقلت إن قوما يزعمون أنه صحح كتبه من علي الخراساني العسقلاني فقال يحيى أنا سألته فقلت أخذت كتب علي الصيدلاني فصححت منها فأنكر وقال إنما كان قد رث فنظرت فما عرفت ووافق كتبي غيرت علي بن الحسين بن حبان وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريا نعيم ثقة صدوق رجل صدق أنا أعرف الناس به كان رفيقي بالبصرة كتب عن روح خمسين ألف حديث فقلت له قبل خروجي من مصر هذه الأحاديث التي أخذتها من العسقلاني أي شيء هذه فقال يا أبا زكريا مثلك يستقبلني بهذا فقلت إنما قلت شفقة عليك قال إنما كانت معي نسخ أصابها الماء فدرس بعض الكتاب فكنت أنظر في كتاب هذا في الكلمة التي تشكل علي فإذا كان مثل كتابي عرفته فأما أن أكون كتبت منه شيئا قط فلا والله الذي لا إله إلا هو
((قال أبو زكريا ثم قدم علينا ابن أخيه وجاءه بأصول كتبه من خراسان إلا أنه كان يتوهم الشيء كذا يخطىء فيه فأما هو فكان من أهل الصدق))
وعن عباس بن محمد عن ابن معين قال حضرنا نعيم بن حماد بمصر فجعل يقرأ كتابا من تصنيفه فقرأ ساعة ثم قال حدثنا ابن المبارك عن ابن عون بأحاديث فقلت ليس ذا عن ابن المبارك فغضب وقال ترد علي قلت إي والله أرد عليك أريد زينك فأبى أن يرجع فقلت لا والله ما سمعت أنت هذا من ابن المبارك قط ولا هو من ابن عون فغضب وغضب من كان عنده من أصحاب الحديث وقام فأخرج صحائف فجعل يقول أين الذين يزعمون أن يحيى بن معين ليس أمير المؤمنين في الحديث نعم يا أبا زكريا غلطت وكانت صحائف فغلطت فجعلت أكتب من حديث ابن المبارك عن ابن عون وإنما رواها عن ابن ابن المبارك هذه الحكاية أوردها شيخنا أبو الحجاج منقطعة فقال روى الحافظ أبو نصر اليونارتي بإسناده عن عباس
قال أحمد العجلي نعيم بن حماد ثقة مروزي
وقال أبو زرعة الدمشقي يصل أحاديث يوقفها الناس
وقال أبو حاتم محله الصدق
¥(34/399)
العباس بن مصعب قال وضع نعيم بن حماد الفارضي كتبا في الرد على أبي حنيفة وناقض محمد بن الحسن ووضع ثلاثة عشر كتابا في الرد على الجهمية وكان من أعلم الناس بالفرائض فقال ابن المبارك نعيم هذا قد جاء بأمر كبير يريد أن يبطل نكاحا قد عقد ويبطل بيوعا قد تقدمت وقوم توالدوا على هذا ثم خرج إلى مصر فأقام بها نحو نيف وأربعين سنة وكتبوا عنه بها وحمل إلى العراق في امتحان القران مخلوق مع البويطي مقيدين فمات نعيم بالعسكر سنة تسع وعشرين
((قلت نعيم من كبار أوعية العلم لكنه لا تركن النفس إلى رواياته))
قال أبو زرعة الدمشقي قلت لدحيم حدثنا نعيم بن حماد عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحلون الحرام ويحرمون الحلال فقال هذا حديث صفوان بن عمرو حديث معاوية
قال أبو زرعة وقلت لابن معين في حديث نعيم هذا فأنكره قلت من أين يؤتى قال شبه له
وقال محمد بن علي بن حمزة سألت يحيى بن معين عن هذا فقال ليس له أصل ونعيم ثقة قلت كيف يحدث ثقة بباطل قال شبه له
قال الخطيب وافق نعيما عليه عبد الله بن جعفر الرقي وسويد بن سعيد ويروى عن عمرو بن عيسى بن يونس كلهم عن عيسى
وقال ابن عدي في حديث سويد إنما يعرف هذا بنعيم وتكلم الناس فيه من أجله ثم رواه رجل خراساني يقال له الحكم بن المبارك أبو صالح الخواستي ويقال إنه لا بأس به ثم سرقه قوم ضعفاء يعرفون بسرقة الحديث منهم عبد الوهاب بن الضحاك والنضر بن طاهر وثالثهم سويد
قال الخطيب وروي عن ابن وهب ومحمد بن سلام المنبجي جميعا عن ابن يونس ثم ساقه من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمه ومن حديث المنبجي ثم قال أبو بكر الخطيب حدثني الصوري
قال قال لي عبد الغني الحافظ كان من حدث به عن عيسى غيلر نعيم فإنما أخذه من نعيم
((((وبهذا الحديث سقط نعيم ثم كثير من الحفاظ)))
إلا أن يحيى بن معين لم يكن ينسبه إلى الكذب فأما حديث ابن وهب فبليته من ابن أخيه لأن الله رفعه عن أدعاء مثل هذا ولأن حمزة بن محمد حدثني عن عليك الرازي أنه رأى هذا الحديث ملحقا بخط طري في قنداق ابن وهب لما أخرجه إليه بحشل ابن أخي ابن وهب وأما المنبجي فليس بحجة
قال ابن عدي قال لنا جعفر الفريابي لما أردت الخروج إلى سويد بن سعيد قال لي أبو بكر الأعين سل سويدا عن هذا الحديث قال فأملاه علي عن عيسى بن عيسى ووقفته فأبى
قال ابن عدي ورواه ابن اخي ابن وهب عن عمه عن عيسى لكن قال عن صفوان بن عمرو بدل حريز بن عثمان ورواه هلال بن العلاء حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا عيسى حدثنا حريز وروي من وجه غريب عن عمرو عن أبيه عيسى بن يونس وزعم ابن عدي وغيره أن هؤلاء سرقوه من نعيم
قال عبد الخالق بن منصور رأيت يحيى بن معين كأنه يهجن نعيم بن حماد في خبر أم الطفيل في الرؤية ويقول ما كان ينبغي له أن يحدث بمثل هذا
وقال أبو زرعة النصري عرضت على دحيم ما حدثناه نعيم بن حماد عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر عن ابن أبي زكريا عن رجاء بن حيوة عن النواس إذا تكلم الله بالوحي الحديث فقال لا أصل له
فأما خبر أم الطفيل فرواه محمد بن إسماعيل الترمذي وغيره حدثنا نعيم حدثنا ابن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن مروان بن عثمان حدثه عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أنه رأى ربه في صورة كذا فهذا خبر منكر جدا أحسن النسائي حيث يقول ومن مروان بن عثمان حتى يصدق على الله
وهذا لم ينفرد به نعيم فقد رواه أحمد بن صالح المصري الحافظ وأحمد بن عيسى التستري وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن ابن وهب قال أبو زرعة النصري رجاله معروفون قلت بلا ريب قد حدث به ابن وهب وشيخه وابن أبي هلال وهم معروفون عدول فأما مروان وما أدراك ما مروان فهو حفيد أبي سعيد بن المعلى الأنصاري وشيخه هو عمارة بن عامر بن عمرو بن حزم الأنصاري
¥(34/400)
ولئن جوزنا أن النبي صلى الله عليه وسلم فهو أدرى بما قال ولرؤياه في المنام تعبير لم يذكره عليه السلام ولا نحن نحسن أن نعبره فأما أن نحمله على ظاهره الحسي فمعاذ الله أن نعتقد الخوض في ذلك بحيث إن بعض الفضلاء قال تصحف الحديث وإنما هو رأى رئية بباء مشددة وقد قال علي رضي الله عنه حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون
وقد صح أن أبا هريرة كتم حديثا كثيرا مما لا يحتاجه المسلم في دينه وكان يقول لو لقطع هذا البلعوم وليس هذا من باب كتمان العلم في شيء فإن العلم الواجب يجب بثه ونشره ويجب على الأمة حفظه والعلم الذي في فضائل الأعمال مما يصح إسناده يتعين نقله ويتأكد نشره وينبغي للأمة نقله والعلم المباح لا يجب بثه ولا ينبغي أن يدخل فيه إلا خواص العلماء والعلم الذي يحرم تعلمه ونشره علم الأوائل وإلهيات الفلاسفة وبعض رياضتهم بل أكثره وعلم السحر والسيمياء والكيمياء والشعبذة والحيل ونشر الأحاديث الموضوعة وكثير من القصص الباطلة أو المنكرة وسيرة البطال المختلفة وأمثال ذلك ورسائل إخوان الصفا وشعر بعرض فيه إلى الجناب النبوي فالعلوم الباطلة كثيرة جدا فلتحذر ومن فيها للفرحة والمعرفة من الأذكياء فليقلل من ذلك وليطالعه وحده وليستغفر الله تعالى وليلتجىء إلى التوحيد والدعاء بالعافية في الدين وكذلك أحاديث كثيرة مكذوبة وردت لا يحل بثها إلا التحذير من اعتقادها وإن أمكن إعدامها فحسن اللهم فاحفظ علينا إيماننا ولا قوة إلا بالله
حديث اخر أنكر على نعيم بن حماد فقال حدثنا ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن محمد بن جبير سمع عمرو بن العاص يقول لا تنقضي الدنيا حتى يملكها رجل من قحطان فقال معاوية ما هذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال هذا الأمر في قريش لا يناوئهم فيه أحد إلا أكبه الله على وجهه
ورواه شعبة عن الزهري فقال كان محمد بن جبير يحدث عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمراء فقال صالح جزرة والزهري إذا قال كان فلان يحدث فليس هو بسماع
ثم قال وقد رواه نعيم عن ابن المبارك عن معمر عن الزهري قال وليس لهذا الحديث أصل ولا يعرف من حديث ابن المبارك ((قال ولا أدري من أين جاء به نعيم وكان يحدث من حفظه وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها سمعت ابن معين سئل عنه فقال ليس في الحديث بشيء ولكنه صاحب سنة))!
قلت خبر الأمراء غريب منكر والأمر اليوم ليس في قريش والنبي صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا حقا فإن كان المراد بالحديث الأمر لا الخبر فلعل والحديث فله أصل من حديث الزهري ولعل نعيما حفظه عن ابن المبارك وحدث نعيم بن حماد عن ابن المبارك أيضا عن معمر عن الزهري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء شهر رمضان قال قد جاءكم شهر مطهر الحديث قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في ترجمة نعيم وجودها كعادته هذا رواه أصحاب الزهري عن الزهري عن ابن أبي أنس عن أبيه عن أبي هريرة قلت فهذا غلط نعيم في إسناده
وتفرد نعيم بذاك الخبر المنكر حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا إنكم في زمان من ترك فيه عشر ما أمر به فقد هلك وسيأتي على أمتي زمان من عمل بعشر ما أمر به فقد نجا فهذا ما أدري من أين أتى به نعيم وقد قال نعيم هذا حديث ينكرونه وإنما كنت مع سفيان فمر شيء فأنكره ثم حدثني بهذا الحديث قلت هو صادق في سماع لفظ الخبر من سفيان والظاهر والله أعلم أن سفيان قاله من عنده بلا إسناد وإنما الإسناد قاله لحديث كان يريد أن يرويه فلما رأى المنكر تعجب وقال ما قال عقيب ذلك الإسناد فاعتقد نعيم أن ذاك الإسناد لهذا القول والله أعلم
وقال نعيم بن حماد حدثنا ابن المبارك وعبدة بن سليمان عن عبيد الله عن نافع عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر في العيدين سبعا في الركعة الأولى وخمس تكبيرات في الثانية كلهن قبل القراءة وهذا صوابه موقوف ولم يرفعه أحد سوى نعيم فوهم
حديثه عن معتمر عن أبيه عن أنس عن أبي بكر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خمس من الإبل شاة فذكر صدقة الإبل وصوابه من قول الصديق واختلف في رفعه أيضا على نعيم
¥(34/401)
وحديثه عن رشدين بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا لو كان ينبغي لأحد أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها وهذا لم يأت به عن رشدين سوى نعيم
وحديثه عن بقية بن الوليد عن ثور عن خالد بن معدان عن واثلة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المتعبد بلا فقه كالحمار في الطاحونه
وبه قال صلى الله عليه وسلم تغطية الرأس بالنهار رفعة وبالليل ريبة قال ابن عدي لا أعلم أتى به عنبقية غير نعيم
وحديثه عن الدراوردي عن سهل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا لا تقل أهريق الماء ولكن قل أبول رواه عنه أبو الأحوص العكبري ثم قال أبو الأحوص وضع نعيم هذا الحديث فقلت له لا ترفعه فإنما هو من قول أبي هريرة فأوقفه قال ابن عدي وهذا رفعه منكر قلت فقد رجع المسكين إلى وقفه
حديثه عن الفضل بن موسى عن أبي بكر الهذلي عن شهر بن حوشب عن ابن عباس قال خير النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه فاخترنه ولم يكن ذلك طلاقا قال ابن عديوهذا غير محفوظ
حديثه عن بقية عن عبد الله مولى عثمان عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أنه ذكر عندهم قول يقاتلون في العصبية الحديث
ولنعيم غير ما ما ذكرت
وقال ابن حماد يعني الدولابي نعيم ضعيف قاله أحمد بن شعيب ثم قال ابن حماد وقال غيره كان يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات عن العلماء في ثلب أبي فلان كذب
ثم قال ابن عدي ((ابن حماد متهم فيما يقول)) لصلابته في أهل الرأي وقال لي ابن حماد وضع نعيم حديثا عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان يعني في الرأي وقال أبو عبيد الأجري عن أبي داود عن نعيم بن حماد نحو عشرين حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها أصل
وقال النسائي ليس بثقة وقال مرة ضعيف
قال الحافظ أبو علي النيسابوري سمعت أبا عبد الله النسائي يذكر فضل نعيم بن حماد وتقدمه في العلم والمعرفة والسنن ثم قيل له في قبول حديثه فقال قد كثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة فصار في حد من لا يحتج به وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أخطأ ووهم
(((((((قلت لا يجوز لأحد أن يحتج به وقد صنف كتاب الفتن فأتى فيه بعجائب ومناكير)))))))
وقد قال ابن عدي عقيب ما ساق له من المناكير وقد كان أحد من يتصلب في السنة ومات في محنة القران في الحبس وعامة ما أنكر عليه هو ما ذكرته وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيما
قال أحمد بن محمد بن سهل الخالدي سمعت أبا بكر الطرسوسي يقول أخذ نعيم بن حماد في أيام المحنة سنة ثلاث أو أربع وعشرين ومئتين وألقوه في السجن ومات في سنة تسع وعشرين ومئتين وأوصى أن يدفن في قيوده وقال إني مخاصم أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن المعدل سنة ثلاث وتسعين وست مئة أخبرنا الإمام أبو محمد بن قدامة أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبو الفضل أحمد بن خيرون وأبو الحسن بن أيوب البزاز قالا أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد أخبرنا أبو سهل بن زياد القطان أخبرنا محمد بن إسماعيل الترمذي سمعت نعيم بن حماد يقول من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن أنكر ما وصف به نفسه فقد كفر وليس في وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه قلت هذا الكلام حق نعوذ بالله من التشبيه ومن إنكار فما ينكر الثابت منها من فقه وإنما بعد الإيمان بها هنا مقامان مذمومان تأويلها وصرفها عن موضوع الخطاب فما أولها السلف ولا حرفوا ألفاظها عن مواضعها بل امنوا بها وأمروها كما جاءت المقام الثاني المبالغة في إثباتها وتصورها من جنس صفات البشر وتشكلها في الذهن فهذا جهل وضلال وإنما الصفة تابعة للموصوف فإذا كان الموصوف عز وجل لم نره ولا أخبرنا أحد أنه عاينه مع قوله لنا في تنزيله ليس كمثله شيء الشورى فكيف بقي لأذهاننا مجال في إثبات كيفية البارىء تعالى الله عن ذلك فكذلك صفاته المقدسة نقر بها ونعتقد أنها حق ولا نمثلها أصلا ولا نتشكلها قال محمد بن مخلد العطار حدثنا الرمادي سألت نعيم بن حماد عن قوله تعالى وهو معكم الحديد قال معناه أنه لا يخفى عليه خافية بعلمه ألا ترى قوله ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم الآية المجادلة قال محمد بن سعد طلب نعيم الحديث كثيرا بالعراق والحجاز ثم نزل مصر فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافة أبي إسحاق يعني المعتصم فسئل عن القران فأبى أن يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه فحبس بسامراء فلم يزل محبوسا بها حتى مات في السجن سنة ثمان وعشرين ومئتين وكذاك أرخ مطين وأبو سعيد بن يونس وابن حبان وقال العباس بن مصعب سنة تسع قال ابن يونس حمل فامتنع أن يجيبهم فسجن فمات ببغداد غداة يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من جمادى الأولى وكان يفهم الحديث وروى مناكير عن الثقات بخلق القران فجر بأقياده فألقي في حفرة ولم يكفن ولم يصل عليه فعل به ذلك صاحب ابن أبي دواد أنبأنا المسلم بن محمد القيسي أخبرنا أبو اليمن سنان وأخبرنا عمر بن عبد المنعم عن سنان أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أخبرنا الحسن بن علي إملاء أخبرنا الحسين بن محمد بن عبيد حدثنا حمزة بن محمد الكاتب حدثنا نعيم بن حماد حدثنا ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء شهر رمضان قال للناس قد جاءكم مطهر شهر رمضان فيه تفتح أبواب الجنة وتغل فيه الشياطين يعد فيه المؤمن القوى للصوم والصلاة وهو نقمة للفاجر يغتنم فيه غفلات الناس من حرم خيره فقد حرم)
وللحديث صلة:)
¥(34/402)
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[09 - 07 - 02, 05:36 ص]ـ
معرفة الثقات للعجلي ج: 2 ص: 316
1858 نعيم بن حماد مروزي ثقة
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال قال لي نعيم وضعت ثلاثة كتب على الجهيمة اكتبها قلت لا قال لم قلت أخاف أن يقع في قلبي منها شيء قال تركها والله خير لك قلت فلم تدعونى إلى شيء تركه أحب إليك فأبيت ان اكتبها حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال سألت نعيم بن حماد قلت جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه لم يشبع في يوم من خبز بر مرتين وجاء أنه كان يعد لأهله قوت سنة فكيف هذا قال كان يعد لأهله قوت سنة فتنزل به النازلة فيقسمه فيبقى بلا شيء صلى الله عليه وسلم حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال وسألت نعيما قلت يسرك أنك شهدت صفين قال لا قلت فقالوا لك لابد أن تكون مع أحد صليت قال فان كان لا بد فمع علي
الثقات لابن حبان ج: 9 ص: 219
نعيم بن حماد المروزي أبو عبد الله الفارض سكن مصر يروى عن بن المبارك والفضل بن موسى روى عنه أبو حاتم الرازي ربما أخطأ ووهم مات سنة ثمان وعشرين
الضعفاء والمتروكين للنسائي ص: 101
589 نعيم بن حماد ضعيف مروزي
الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج: 3 ص: 164
3543 نعيم بن حماد يروي عن ابن المبارك وثقه أحمد ووثقه يحيى في رواية وقال مرة يشبه له فيروي ما ليس له أصل وقال النسائي ليس بثقة وقال الدراقطني كثير الوهم وقال أبو الفتح الأزدي قالوا كان يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات مزورة في ثلب أبي حنيفة كلها كذب وكذلك ذكر ابن عدي
ميزان الإعتدال في نقد الرجال ج: 7 ص: 41
9109 ت نعيم بن حماد الخزاعي خ مقرونا د ت ق أحد الأئمة الأعلام على لين في حديثه كنيته أبو عبد الله الفرضي الأعور الحافظ سكن مصر وحدث في مصنفاته عن ابراهيم بن طهمان وأبي حمزة السكري ونصف بن عبيد سنان وابن المبارك وهشيم والدراوردي وخلق ورأي الحسين بن واقد ويقال انه أقام بمصر نحوا من أربعين سنة خرج له البخاري مقرونا بغيره وروى عنه يحيى بن معين والذهلي والدارمي وأبو زرعة وخلق آخرهم حمزة بن محمد الكاتب وكان شديدا على الجهمية أخذ ذلك عن نوح الجامع وكان كاتبه قال صالح بن مسمار سمعت نعيما يقول أنا كنت جهميا فلذلك عرفت كلامهم فلما طلبت الحديث عرفت أن أمرهم يرجع إلى التعطيل قال الخطيب يقال إن نعيم بن حماد أول من جمع المسند وقال الحسين بن حبان سمعت يحيى بن معين يقول نعيم بن حماد أول من سمع صدوق وأنا أعرف الناس به وكان رفيقي بالبصرة كتب عن روح بن عبادة خمسين ألف حديث وكذا وثقه أحمد وروى إبراهيم بن الجنيد عن ابن معين ثقة وقال أحمد العجلي ثقة صدوق وقال العباس بن مصعب في تاريخه نعيم بن حماد وضع كتبا في الرد على الجهمية وكان من أعلم الناس بالفرائض ثم خرج إلى مصر فأقام بها نيفا وأربعين سنة ثم حمل إلى العراق في امتحان القرآن مع البويطي مقيدين فمات نعيم بن حماد بسر من رأى نعيم عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك مرفوعا تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحلون الحرام ويحرمون الحلال قال محمد بن علي بن حمزة المروزي سألت يحيى بن معين عن هذا فقال ليس له أصل قلت فنعيم قال ثقة قلت كيف يحدث ثقة بباطل قال شبه له قال الخطيب وافقه على روايته سويد وعبد الله بن جعفر عن عيسى وقال ابن عدي رواه الحكم بن المبارك الخواستي ويقال لا بأس به عن عيسى قلت هؤلاء أربعة لا يجوز في العادة أن يتفقوا على باطل فإن كان خطأ فمن عيسى بن يونس قال أبو داود كان ثم نعيم بن حماد نحو عشرين حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها أصل وقال النسائي هو ضعيف وقال الحافظ أبو علي النيسابوري سمعت النسائي يذكر فضل نعيم بن حماد وتقدمه في العلم والمعرفة والسنن فقيل له في قبول حديثه فقال قد كثر تفرده على الأئمة فصار في حد من لا يحتج به وقال أبو زرعة الدمشقي عرضت على دحيم حديثا حدثناه نعيم بن حماد عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر عن ابن أبي زكريا عن رجاء بن حيوة عن النواس بن سمعان إذ تكلم الله بالوحي فقال دحيم لا أصل له نعيم بن حماد حدثنا ابن وهب حدثنا عمرو بن الحارث عن سعد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن عمار بن عامرة عن أم العربي أنها سمعت النبي صلى الله عليه
¥(34/403)
وسلم يقول رأيت أبي في أحسن صورة شابا موقرا رجلاه في خضر عليه نعلان من ذهب قال أبو عبد الرحمان النسائي ومن مروان حتى يصدق على الله تعالى وقد سرد ابن عدي في الكامل جملة أحاديث انفرد بها نعيم منها حديثه عن سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رفعه أنتم في زمان من ترك عشر ما أمر به فقد هلك وذكر الحديث ومنها حديثه عن ابن المبارك وعبدة عن عبيد الله عن نافع عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر في العيد سبعا في الأولى وخمسا في الثانية والمحفوظ أنه موقوف ومنها بقية عن ثور عن خالد بن معدان عن واثلة بن الأسقع مرفوعا المتعبد بلا فقه كالحمار في الطاحونة وبه قال تغطية الرأس بالنهار فقه وبالليل ريبة لم يروهما عن بقية سواه
نعيم عن الدراوردي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا قال لا تقل أهريق الماء ولكن قل أبول والصواب أنه موقوف قال الأزدي كان نعيم ممن يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات مزورة في ثلب النعمان كلها كذب وقال ابن سعد أشخص نعيم من مصر في خلافة المعتصم فسئل عن القرآن فأبى أن يجيب فحبس بسامرا فلم يزل محبوسا حتى مات في السجن قال ابن يونس مات في جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين و مائتين قال وكان يفهم الحديث وروى أحاديث مناكير عن الثقات وأرخه آخر سنة تسع وآخر سنة سبع والأول أصح
لسان الميزان ج: 7 ص: 412
5047 نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي أبو عبد الله المروزي الحافظ نزيل مصر صاحب التصانيف عن أبي حمزة السكري وإبراهيم بن طهمان وابن المبارك وخلق وعنه البخاري تعليقا وابن معين الذهلي وطائفة وثقه احمد ويحيى العجلي 5048 نعيم بن حنظلة ويقال النعمان بن حنظلة ويقال النعمان بن سبرة ويقال بن قبيصة وقلبه بعضهم عن عمار بن ياسر وعنه الدكين بن الربيع وثقه بن حبان والعجلي
الكامل في ضعفاء الرجال ج: 7 ص: 16
1959 نعيم بن حماد المروزي خزاعى يعرف بالفارض سكن مصر حمل الى العراق ومات في الحبس قال لنا بن حماد يروى عن بن المبارك ضعيف قاله احمد بن شعيب قال بن حماد قال غيره كان يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات عن العلماء في ثلب أبى حنيفة مزورة كذب أخبرنا الحسن بن سفيان حدثني عبد العزيز بن سلام حدثني احمد بن ثابت أبو يحيى قال سمعت احمد ويحيى يقولان نعيم بن حماد معروف بالطلب ثم ذمه يحيى فقال انه يروى الثقات سمعت أبا عروبة يقول كان نعيم بن حماد مظلم الأمر سمعت زكريا بن يحيى البستي يقول ثنا يوسف بن عبد الله الخوارزمي قال سألت احمد بن حنبل عن نعيم بن حماد فقال لقد كان من الثقات ثنا يحيى بن زكريا بن حيوة حدثني على بن كيسان ثنا محمد بن إدريس المكى قال وأخبرني رجل من إخواننا من أهل بغداد قال قال احمد بن حنبل قدم علينا نعيم بن حماد فصحبنا على طلب المسند سمعت احمد بن محمد بن بالإجماع الطحاوي يقول سمعت زكريا بن أبان يقول سمعت نعيم بن حماد يقول وأخبرني بن دريج العكبري ثنا احمد بن يحيى العكبري سمعت نعيم بن حماد يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا نعيم أنت الذي تقطع حديثي قلت يا رسول الله إنما اجعله في كل باب قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بن بالإجماع قلت يا رسول الله يأتينا عنك الحديث فيه أشياء مختلفة فأضع كل شيء منها في باب قال فأمسك عنى ثنا احمد بن عيسى بن محمد المروزي إجازة مشافهة ثنا بن أبى مصعب قال نعيم بن حماد الفارض منزله على الماء جار في السكة التي تنسب الى أبى حمزة السكري وضع كتب الرد على أبى حنيفة وناقض محمد بن الحسن ووضع ثلاثة عشر كتابا في الرد على الجهمية وكان من اعلم الناس بالفرائض وقال بن المبارك نعيم هذا جاء لأمر كبير يريد ان يبطل النكاح نكاحا قد عقد ويبطل بيوعا تقدمت وقوم توارثوا على هذا ثم خرج الى مصر فأقام بها نحو نيف وأربعين سنة وكتبوا عنه بها وحمل الى العراق في امتحان القرآن مخلوق مع البويطى مقيدين فمات نعيم بالعسكر بسر من رأى سنة سبع وعشرين كذا قال سبع وعشرين وانما مات سنة تسع وعشرين ثنا عبد الرحمن بن محمد بن على بن زهير ثنا محمد بن حيوة ثنا نعيم بن حماد ثنا بقية عن عبد الله مولى عثمان قال كنت ثم بن جريج إذ اقبل سفيان الثوري فقال له يا أبا الوليد حدثني حديث اوه فقال بن جريج حدثني عطاء عن بن عباس انه ذكر ثم
¥(34/404)
قوم يقاتلون في العصبية من مكة على ستة أميال فقال رجل من الحلقة قتل فلان فقال رجل في الحلقة اوه فقال بن عباس وجبت فسألنا عن قوله وجبت فقال ان كان قال أوه توجعا أو قال تفجعا على صليت جميعا فقد وجبت نجاته وان كان قال تفجعا أو توجعا على المقتول وجبت له النار لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ثنا بن حماد ثنا عصام بن رواد ثنا نعيم بن حماد ثنا عيسى بن يونس عن جرير بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال افترقت بنو إسرائيل على سبعين فرقة وتزيد امتى عليها فرقة ليس فيها أضر على امتى من قوم يقيسون الدين برأيهم فيحلون به ما حرم الله ويحرمون به ما أحل الله قال لنا بن حماد هذا وضعه نعيم بن حماد وثنا بن حماد ثناه أبو عبيد الله بن أخي بن وهب ثنا عمي ثنا عيسى بن يونس نحوه قال الشيخ وهذا الحديث كان يعرف بنعيم بن حماد بهذا الإسناد حتى رواه عبد الوهاب بن الضحاك وسويد الدفع وشيخ خراساني يقال له أبو صالح الخراساني عن عيسى بن يونس وأبو عبيد الله اتهم بهذا الحديث أيضا حيث حدث ورواه عن عمه عن عيسى وقال لنا الفريابي لما أردت الخروج الى سويد قال لي أبى بكر الاعين سل سويد عن هذا الحديث فوقفه عليه فجئت إلى سويد فأملى على عيسى بن يونس ووقفه عليه فأبى ورواه عبد الوهاب بن الضحاك عن عيسى بن يونس كذلك وأبو صالح الخراساني وكان من قدماء أصحاب الحديث رواه عن عيسى بن يونس وعبد الوهاب بن الضحاك اتهم أيضا فيه وذاك لأن هذا الحديث معروف بنعيم عن عيسى بن يونس ثنا محمد بن ثنا محمد بن عوف ثنا نعيم بن حماد سمعت بن عيينة يذكر عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة قال قال رسول الله أنتم اليوم في زمان من ترك عشر ما أمر به هلك وسيأتي على الناس زمان من عمل منهم عشر ما أمر به نجا قال نعيم هذا حديث ينكرونه وانما كنت مع بن عيينة فمر بشيء فأنكره ثم حدثني بهذا الحديث قال الشيخ وهذا الحديث أيضا معروف لا اعلم رواه عن بن عيينة غيره ثنا حمزة بن محمد الكاتب ثنا نعيم بن حماد ثنا بن المبارك عن معمر عن الزهرى عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء شهر رمضان قال للناس قد جاءكم شهر مطهر تفتح به أبواب الجنة وتغل فيه الشياطين يعد المؤمن فيه العدة للصوم والصلاة وهو نعمة للفاجر يغتنم فيها غفلات الناس من حرم خيره فقد حرم قال الشيخ وهذا لم يقل فيه الزهرى عن نعيم وانما يرويه معمر عن الزهرى عن بن أبى أنس عن أبيه عن أبى هريرة ثنا حمزة ثنا نعيم بن حماد ثنا عبد الله بن المبارك عن عبدة بن سليمان عن عبيد الله الغمرى عن نافع عن أبى هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكبر في العيدين سبع تكبيرات في الأولى وخمس تكبيرات في الركعة الثانية كلهن قبل القراءة قال نعيم وهذا قول أهل الحجاز وهذا لم يرفعه عن عبيد الله عن نافع عن أبى نعيم هذا عن بن المبارك وعبدة والحديث موقوف ثنا عبد الرحمن بن عبد المؤمن وأخبرنا احمد بن آدم ثنا نعيم بن حماد ثنا الفاء عن أبيه عن أنس عن أبى بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خمسة من الإبل شاة فذكر صدقة الإبل وقال الشيخ وهذا الحديث منهم من رفعه عن نعيم ومنهم من اوقفه على أبى بكر وغندر هذا رفعه رواه البخاري وغيره عن نعيم موقوفا ثنا حمزة الكاتب عن نعيم موقوفا ثنا احمد بن حمدون ثنا أبو نشيط محمد بن هارون ثنا نعيم بن حماد ثنا رشدين بن سعد عن عقيل عن بن شهاب عن أبيه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان ينبغي لأحد ان يسجد لاحد دون الله عز وجل لامرت المراة ان تسجد لزوجها وقال الشيخ وهذا بهذا الإسناد عن رشدين لم يروه نعيم ثنا محمد بن الحسين بن شهريار حدثني محمد بن رزق الله الكلواذانى ثنا نعيم بن حماد ثنا بقية عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن واثلة بن الأسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المتعبد بلا فقه كالحمار في الطاحونة وبإسناده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تغطية الراس بالنهار رفقة وبالليل زينة وهذان الحديثان عن بقية بهذا الإسناد لا اعلم رواهما عن نعيم ثنا عبد الملك ثنا أبو الأحوص ثنا نعيم بن حماد ثنا الدراوردي عن سهيل عن أبيه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقل اهريق الماء ولكن قل أبول قال أبو الاحوس رفع نعيم هذا الحديث فقلت له لا ترفعه فانما هو من قول أبى هريرة فاوقفه على أبى هريرة قال الشيخ وهذا أيضا منه منكر تزوجها بهذا الإسناد ثنا عبد الملك ثنا أبو الأحوص ثنا نعيم ثنا الفضل بن موسى ثنا أبو بكر الهذلى عن شهر بن حوشب عن بن عباس قال خير النبي صلى الله عليه وسلم بين أزواجه فاخترنه ولم يكن ذاك طلاقا قال الشيخ وهذا محفوظ ولنعيم بن ما ذكرت وقد اثنى عليه قوم وضعفه قوم وكان ممن يتصلب في السنة ومات في محنة القرآن في الحبس وعامة ما انكر عليه هو هذا الذي ذكرته وارجوا ان يكون باقي حديثه مستقيما
وللحديث صلة بإذن الله
¥(34/405)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[09 - 07 - 02, 05:58 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي نصب الراية.
قليلاً ما تتجه أنظار الباحثين نحو التنقيب عن أحوال المصنّفين.
فأرجو من الإخوة التفاعل والمشاركة.
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[09 - 07 - 02, 06:26 ص]ـ
الكشف الحثيث ج: 1 ص: 268
808 نعيم بن حماد الخزاعي المروزي أحد الأئمة الأعلام علي لين في حديثه كنيته أبو عبد الله الفرضي الأعور الحافظ الأعور سكن مصر وقد ذكر الذهبي ثناء الناس عليه وكلام الناس فيه إلى أن قال وقال الأزدي كان ممن يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات مزورة في ثلب النعمان كلها كذب انتهى ونقل بن الجوزي في الموضوعات عن بن عدي أنه كان يضع الحديث
((((((((((((وقد ذكر الحاكم لنعيم بن حماد في المستدرك في الفتن والملاحم فيه ذكر السفياني قال الحاكم صحيح قال الذهبي في تلخيصه قلت هذا من أوابد نعيم انتهى)))))))
فهذا يقتضي أنه من وضعه والله أعلم
المغني في الضعفاء ج: 2 ص: 700
6658 خ د ت ق نعيم بن حماد الخزاعي أحد الأئمة وثقه أحمد بن حنبل وغيره وابن معين في رواية وقال في رواية أخرى يُشَبَّه له فيروي مالا أصل لها وقال النسائي ليس بثقة وقال الدارقطني كثير الوهم وقال أبو حاتم محله الصدق وقال أبو زرعة الدمشقي وصل أحاديث يوقفها الناس وقال العباس بن مصعب وضع كتباً في الرد على أبي حنيفة وكان من أعلم الناس بالفرائض وقال أبو داود عن نعيم نحو عشرين حديثاً ليس لها أصل وقال النسائي وذكر فضل نعيم بن حماد وتقدمه في العلم ثم قال كثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيره فصار في حَدِّ من لا يحتج به وأما الأزدي فقال كان يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات مزورة في ثلبءي أبي حنيفة رحمه الله كلها كذب قلت ما أظنه يضع
تهذيب التهذيب ج: 10 ص: 409
833 خ مق د ت ق البخاري ومسلم في المقدمة وأبي داود والترمذي وابن ماجة نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك الخزاعي أبو عبد الله المروزي الفارض سكن مصر رأى الحسين بن واقد وروى عن إبراهيم بن طهمان يقال حديثا واحدا وعن أبي عصمة نوح بن أبي مريم وكان كاتبه وأبي حمزة السكري وهشيم وأبي بكر بن عياش وحفص بن غياث وابن عيينة والفضل بن موسى السيناني وابن المبارك وعبد الوهاب الثقفي وفضيل بن عياض وأبي داود الطيالسي وزبيد بن سعد والداروردي ومعتمر بن سليمان وبقية بن الوليد وجرير بن عبد الحميد وخلق روى عنه البخاري مقرونا وروى له الباقون سوى النسائي بواسطة الحسن بن علي الحلواني وعبد الله بن قريش البخاري وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ومحمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن يوسف السلمي وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وحدث عنه أيضا يحيى بن معين وأبو حاتم الرازي وأبو بكر الصغاني وأحمد بن منصور الرمادي وأبو زرعة الدمشقي وأبو إسماعيل الترمذي ومحمد بن عوف الطائي ويعقوب بن سفيان وأبو الأحوص العكبري وعصام بن رواد بن الجراح وإسماعيل سمويه وبكر بن سهل الدمياطي وحمزة بن محمد بن عيسى الكاتب البغدادي خاتمة أصحابه وآخرون وقال المروذي عن أحمد سمعنا نعيم بن حماد ونحن نتذاكر على باب هشيم المقطعات فقال جمعتم المسند فغنينا به من يومئذ وقال الميموني عن أحمد أول من عرفناه بكتب المسند نعيم وقال الخطيب يقال أنه أول من جمع المسند وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه كان نعيم كاتبا لأبي عصمة وهو شديد الرد على الجهمية وأهل الأهواء ومنه تعلم نعيم بن حماد
وقال بن عدي ثنا زكريا بن يحيى البستي سمعت يوسف بن عبد الله الخوارزمي يقول سألت أحمد عنه فقال لقد كان من الثقات وقال أيضا ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبد العزيز بن سلام حدثني أحمد بن ثابت أبو يحيى سمعت أحمد ويحيى بن معين يقولان نعيم معروف بالطلب ثم ذمه بأنه يروي الثقات
¥(34/406)
وقال إبراهيم بن الجنيد عن بن معين ثقة قال فقلت له إن قوما يزعمون أنه صحح كتبه من على العسقلاني فقال يحيى أنا سألته فأنكر وقال إنما كان قد رث فنظرت فما عرفت ووافق كتبي غيره وقال علي بن حسين بن حبان قال أبو زكريا نعيم بن حماد صدوق ثقة رجل صدق أنا أعرف الناس به كان رفيقي بالبصرة وقد قلت له قبل خروجي من مصر هذه الأحاديث التي أخذتها من العسقلاني فقال إنما كانت معي نسخ أصابها الماء فدرس بعضها فكنت انظر في كتابه في الكلمة تشكل علي فأما أن أكون كتبت منه شيئا قط فلا قال بن معين ثم قدم عليه بن أخيه بأصول كتبه إلا أنه كان يتوهم الشيء فيخطيء فيه وأما هو فكان من أهل الصدق
روى الحافظ أبو نصر اليونارتي بسنده إلى الدوري عن بن معين أنه حضر نعيم بن حماد بمصر فجعل يقرأ كتابا من تصنيفه فمر له حديث عن بن المبارك عن بن عون قال فقلت له ليس هذا عن بن المبارك فغضب وقام ثم أخرج صحائف فجعل يقول أين الذين يزعمون أن يحيى ليس بأمير المؤمنين في الحديث نعم يا أبا زكريا غلطت قال اليونارتي فهذا يدل على ديانة نعيم وأمانته لرجوعه إلى الحق
وقال العجلي نعيم بن حماد مروزي ثقة وقال بن أبي حاتم محله الصدق وقال العباس بن مصعب جمع كتبا على محمد بن الحسن وشيخه وكتبا في الرد على الجهمية وكان من أعلم الناس بالفرائض فقال بن المبارك قد جاء نعيم هذا بأمر كبير قال ثم خرج إلى مصر فأقام بها إلى أن حمل في المحنة هو والبويطي فمات نعيم سنة سبع وعشرين وقال أبو زرعة الدمشقي قلت لدحيم حدثنا نعيم بن حماد عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة الحديث فقال هذا حديث صفوان بن عمرو حديث معاوية يعني أن إسناده مقلوب قال أبو زرعة رجاء لابن معين في هذا الحديث فأنكره قلت فمن أين يؤتى قال شبة له وقال محمد بن علي المروزي سألت يحيى بن معين عنه فقال له أصل قلت فنعيم قال ثقة قلت كيف يحدث ثقة بباطل قال شبة له وقال بن عدي بعد أن أورد هذا الحديث من رواية سويد بن سعيد عن عيسى هذا إنما يعرف بنعيم بن حماد رواه عن عيسى بن يونس فتكلم الناس فيه ثم رواه رجل من أهل خراسان يقال له الحكم بن المبارك ثم سرقه قوم ضعفاء من يعرفون بسرقة الحديث وقال عبد الغني بن سعيد المصري كل من حدث به عن عيسى بن نعيم بن حماد فإنما أخذه من نعيم وبهذا الحديث سقط نعيم ثم كثير من أهل العلم بالحديث إلا أن يحيى بن معين لم يكن ينسبه إلى الكذب بل كان ينسبه إلى الوهم وقال صالح بن محمد الأسدي في حديث شعيب عن الزهري كان محمد بن جبير يحدث عن معاوية في الأمراء من قريش والزهري إذا قال كان فلان يحدث فليس هو سماع قال وقد روى هذا الحديث نعيم بن حماد عن بن المبارك عن معمر عن الزهري عن محمد بن جبير عن معاوية نحوه وليس لهذا الحديث أصل من بن المبارك ولا أدري من أين جاء به نعيم وكان نعيم يحدث من حفظه وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليه قال وسمعت يحيى بن معين سئل عنه فقال ليس في الحديث بشيء ولكنه صاحب سنة وقال الآجري عن أبي داود ثم نعيم نحو عشرين حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها أصل وقال النسائي نعيم ضعيف وقال في موضع آخر ليس بثقة وقال أبو علي النيسابوري سمعت النسائي يذكر فضل نعيم بن حماد وتقدمه في العلم والمعرفة والسنن ثم قيل له في قبول حديثه فقال قد كثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة فصار في حد من لا يحتج به وذكره بن حبان في الثقات وقال ربما أخطأ ووهم وقال له بن عدي قال لنا بن حماد يعني الدولابي نعيم يروي عن بن المبارك قال النسائي ضعيف
وقال غيره كا يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات في ثلب أبي حنيفة كلها كذب قال بن عدي وابن حماد متهم فيما يقوله عن نعيم لصلابته في أهل الرأي وأورد له بن عدي أحاديث مناكير
وقال ما ذكرت وقد أثنى عليه قوم وضعفه قوم وكان أحد أحد من يتصلب في السنة ومات في محنة القرآن في الحبس وعامة ما أنكر عليه هو الذي ذكرته وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيما
¥(34/407)
وقال محمد بن سعد طلب الحديث كثيرا بالعراق والحجاز ثم نزل مصر فلم يزل بها حتى اشخص منها في خلافة المعتصم فسئل عن القرآن فأبى أن يجيب فلم يزل محبوسا بها حتى مات في السجن سنة ثمان وعشرين ومائتين وقال أبو سعيد بن يونس حمل من مصر إلى العراق في المحنة فأبى أن يجيبهم فسجن فمات في السجن ببغداد غداة يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثمان وكان يفهم الحديث وروى أحاديث مناكير عن الثقات وقال أبو القاسم البغوي وابن عدي مات سنة تسع وعشرين قلت وممن ذكر وفاته سنة ثمان أبو محمد بن أبي حاتم عن أبيه وهو الصواب
(((((((((وقال مسلمة بن قاسم كان صدوقا وهو كثير الخطأ وله أحاديث منكرة في الملاحم انفرد بها))))))))))) وله مذهب سوء في القرآن كان يجعل القرآن قرآنين فالذي في اللوح المحفوظ كلام الله تعالى والذي بأيدي الناس مخلوق انتهى
كأنه يريد الذي في أيدي الناس ما يتلونه بألسنتهم ويكتبونه بأيديهم ولا شك أن المداد والورق والكتب والتالي وصوته كل مخلوق وأما كلام الله سبحانه وتعالى مخلوق قطعا
وقال أبو الفتح الأزدي قالوا كان يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات مزورة في ثلب أبي حنيفة كلها كذب انتهى وقد تقدم نحو ذلك عن الدولابي واتهمه بن عدي في ذلك وحاشى الدولابي أن يتهم وإنما الشأن في شيخه الذي نقل ذلك عنه فإنه مجهول متهم وكذلك من نقل عنه الأزدي بقوله قالوا فلا حجة في شيء من ذلك لعدم معرفة قائله وأما نعيم فقد ثبتت عدالته وصدقه ولكن في حديثه أوهام معروفة وقد قال فيه الدارقطني إمام في السنة كثير الوهم وقال أبو أحمد الحاكم ربما يخالف في بعض حديثه وقد مضى أن بن عدي يتتبع ما وهم فيه فهذا فصل القول فيه
تقريب التهذيب ج: 1 ص: 564
7166 نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي أبو عبد الله المروزي نزيل مصر صدوق يخطىء كثيرا فقيه عارف بالفرائض من العاشرة مات سنة ثمان وعشرين على الصحيح وقد تتبع بن عدي ما أخطأ فيه وقال باقي حديثه مستقيم
الكاشف ج: 2 ص: 324
5856 نعيم بن حماد الخزاعي الحافظ أبو عبد الله المروزي الأعور عن أبي حمزة السكري وإبراهيم بن سعد وعنه البخاري مقرونا والدارمي وحمزة الكاتب مختلف فيه امتحن فمات محبوسا بسامراء
التعديل والتجريح ج: 2 ص: 779
باب نعيم 738 نعيم بن حماد أبو عبد الله الرفاء الفارض المروزي سكن مصر أخرج البخاري في الصلاة برواية أبي إسحاق عنه عن بن المبارك وهشيم وأخرج البخاري في الأحكام والمغازي عن محمود عن عبد الرزاق عن معمر وعنه عن بن المبارك عن معمر وأخرج في القسامة عنه عن هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم قال أبو بكر بن حماد حمل نعيم بن حماد في خلافة أبي إسحاق محمد المعتصم بن هارون الرشيد فحبس في سر من رأى حتى مات في السجن سنة ثمان وعشرين ومائتين قال أبو حاتم محله الصدق وما أقربه من عبدة بن سليمان قال بن الجنيد سمعت يحيى وسئل عن نعيم بن حماد فقال ثقة كان نعيم بن حماد رفيقي بالبصرة وقال النسائي هو ضعيف الحديث قال عبد الله أخرج له البخاري حديثين وقد ضعفة أبو عبد الرحمن وغيره
رجال صحيح البخاري ج: 2 ص: 753
1262 نعيم بن حماد أبو عبد الله الرفاء الفارضي المروزي من قرية تدعى جيخ سكن مصر سمع ابن المبارك وهشيما روى البخاري وذكر أبو داود انه مات سنة
تاريخ بغداد ج: 13 ص: 306
7285 نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك أبو عبد الله الخزاعي الأعور الفارض المروزي سمع من إبراهيم بن طهمان حديثا واحدا وسمع الكثير من إبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة وأبي حمزة السكري ونصف بن عبيد وعبد الله بن المبارك والفضل بن موسى السيناني روى عنه يحيى بن معين وأحمد بن منصور الرمادي ومحمد بن إسماعيل البخاري ومحمد بن إسحاق الصاغاني وعلي بن داود القنطري وعبيد بن شريك البزار وأبو إسماعيل الترمذي وجماعة آخرهم حمزة بن محمد بن عيسى الكاتب وكان نعيم قد سكن مصر ولم يزل مقيما بها حتى أشخص للمحنة في القرآن إلى سر من رأى في أيام المعتصم فسئل عن القرآن فأبى أن يجيبهم إلى القول بخلقه فسجن ولم يزل في السجن إلى أن مات وفي السجن سمع منه حمزة بن محمد الكاتب وذكر الدارقطني فقال إمام في السنة كثير الوهم حدثت عن
¥(34/408)
عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق قال أخبرنا الحسن بن يوسف الصيرفي أخبرنا احمد بن محمد بن هارون الخلال أخبرنا أبو بكر المروذي قال سمعت أبا عبد الله يقول جاءنا نعيم بن حماد ونحن على باب هشيم نتذاكر المقطعات فقال جمعتم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فعنينا بها منذ يومئذ قلت ويقال إن أول من جمع المسند وصنفه نعيم بن حماد أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري أخبرنا جعفر بن محمد بن احمد بن الحكم المؤدب حدثنا عبد الله بن احمد بن حنبل وذكر حديثا لشعبة عن أبي عصمة قال أبو عبد الرحمن سألت أبي من أبو عصمة هذا قال رجل روى عنه شعبة وليس هو أبو عصمة صاحب نعيم بن حماد وكان أبو عصمة صاحب نعيم خراسانيا وكان نعيم كاتبا لأبي عصمة وكان أبو عصمة شديد الرد على الجهمية وأهل الأهواء ومنه تعلم نعيم بن حماد قال أبي وكنا نسميه نعيما الفارض كان من أعلم الناس بالفرائض أنبانا محمد بن جعفر بن علان أخبرنا مخلد بن جعفر حدثنا محمد بن جرير الطبري قال سمعت صالح بن مسمار يقول سمعت نعيم بن حماد يقول أنا كنت جهميا فلذلك عرفت كلامه فلما طلبت الحديث عرفت أن أمرهم يرجع إلى التعطيل كتب إلى عبد الرحمن بن عمر الدمشقي ليذكروا أن أبا الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر البجلي أخبرهم وأخبرنا البرقاني قراءة أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان النصيبي حدثنا أبو ميمون البجلي بدمشق حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري قال قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا نعيم بن حماد عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحلون الحرام ويحرمون الحلال فرده وقال هذا حديث صفوان بن عمرو وحديث معاوية قال أبو زرعة قلت ليحيى بن معين في حديث نعيم هذا وسألته عن صحته فأنكره قلت من أين يؤتى قال شبه له حدثني علي بن احمد الهاشمي قال هذا كتاب جدي أبي الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على الله فقرأت فيه حدثني محمد بن داود النيسابوري قال سمعت أبا بكر محمد بن نعيم يقول سمعت محمد بن علي بن حمزة المروزي يقول سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث يعني حديث عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم تفترق أمتي قال ليس له أصل قلت فنعيم بن حماد قال نعيم ثقة قلت كيف يحدث ثقة بباطل قال شبه له أبو الحسن علي بن احمد بن محمد بن بكران الفوي بالبصرة حدثنا الحسن بن محمد بن عثمان النسوي حدثنا يعقوب بن سفيان حدثنا نعيم بن حماد حدثنا عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحلون الحرام ويحرمون الحلال وافق نعيما على روايته هكذا عبد الله بن جعفر الرقي وسويد بن سعيد الحدثاني وقيل عن عمرو بن عيسى بن يونس كلهم عن عيسى أما حديث عبد الله بن جعفر فأخبرناه علي بن احمد الرزاز حدثنا احمد بن سلمان النجاد املاء حدثنا هلال بن العلاء حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا عيسى بن يونس حدثنا حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيستحلون الحرام ويحرمون الحلال وأما حديث سويد بن سعيد فحدثنيه أبو الفتح بن محمد بن احمد بن محمد المصري الصواف حدثنا محمد بن احمد بن جميع الغساني حدثنا أبو الحسن موسى بن عيسى بن موسى بن يزيد بدير العاقول حدثنا عبد الكريم بن الهيثم القطان قال قال لي سويد أرو هذا الحديث عني عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله عز وجل أخبرني أبو سعد الماليني إجازة وحدثنيه أبو عبد الله محمد بن يحيى الكرماني عنه قال حدثنا عبد الله بن عدي الحافظ قال سمعت جعفر الفريابي يقول أفادني أبو بكر الأعين في قطيعة الربيع
¥(34/409)
سنة إحدى وثلاثين بحضرة أبي زرعة وجمع كثير من رؤساء أصحاب الحديث حين أردت أن أخرج إلى سويد وقال لي وقفه وثبت منه هذا الحديث هل سمع عيسى بن يونس فقدمت على سويد فينبغي فقال حدثنا عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تفترق هذه الأمة بضع وسبعين فرقة شرها فرقة قوم يقيسون الرأي يستحلون به الحرام ويحرمون به الحلال قال الفريابي وقفت سويدا عليه بعد أن حدثني ودار بيني وبينه كلام كثير قال بن عدي وهذا إنما يعرف بنعيم بن حماد رواه عن عيسى بن يونس فتكلم الناس فيه بجراه ثم رواه رجل من أهل خراسان يقال له الحكم بن المبارك الغرماء أبا صالح يقال له الخواشتي ويقال أنه لا بأس به ثم سرقه قوم ضعفاء ممن يعرفون بسرقة الحديث منهم عبد الوهاب بن الضحاك والنضر بن طاهر وثالثهم سويد الدفع وأما حديث عمرو بن عيسى بن يونس فأخبرناه محمد بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن همام حدثنا أبو بكر محمد بن معاذ بن عبد الكبير الجشمي بالحدث حدثنا جدي لامي احمد بن الفضل بن دهقان القاضي الحدثي حدثنا عمرو بن عيسى بن يونس السبيعي حدثني أبي قال حدثني حريز بن عثمان الرحبي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة شر فرقة منها قوم يقيسون الدين بالرأي فيحلون به الحرام ويحرمون به الحلال قلت وقد وقع إلينا حديث بن علي بن محمد بن الحسن الحدثي حدثنا عمر بن احمد بن عثمان الواعظ إملاء حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك الفرضي حدثنا عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة وأعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم فيخطئون فيحلون الحرام ويحرمون الحلال وروى عن عبد الله بن وهب وعن محمد بن سلام المنبجي جميعا عن عيسى أما حديث بن وهب فأنبأناه أبو سعد الماليني أخبرنا عبد الله بن عدي أخبرنا عيسى بن أحمد العدني حدثنا أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثنا عمي حدثنا عيسى بن يونس عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر الزمان قوم يحلون الحرام ويحرمون الحلال ويقيسون الأمور برأيهم كذا قال عن صفوان بن عمرو لا عن حريز بن عثمان وساقه على هذا اللفظ وأما حديث محمد بن سلام المنبجي فأخبرناه يوسف بن رباح البصري أخبرنا علي بن الحسين بن بندار الأذني بمصر حدثنا يعقوب بن إسحاق العطار البصري بأنطاكية حدثنا محمد بن سلام حدثنا عيسى بن يونس حدثنا حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقتاسون الأمور برأيهم فيحلون الحرام ويحرمون الحلال حدثني محمد بن علي الصوري قال قال لي عبد الغني بن سعيد الحافظ وذكر حديث عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة من حديث نعيم بن حماد ومن حديث احمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمه ومن حديث محمد بن سلام المنبجي جميعا عن عيسى فقال كل من حدث به عن عيسى بن نعيم بن حماد فانما أخذه من نعيم وبهذا الحديث سقط نعيم بن حماد ثم كثير من أهل العلم بالحديث إلا أن يحيى بن معين لم يكن ينسبه إلى الكذب بل كان ينسبه إلى الوهم فأما حديث بن وهب فبليته من بن أخيه لا منه لأن الله قد رفعه عن ادعاء مثل هذا ولأن حمزة بن محمد حدثني عن عليك الرازي أنه رأى هذا الحديث ملحقا بخط طري في قنداق من قنادق بن وهب لما أخرجه اليه بحشل بن أخي بن وهب وأما محمد بن سلام فليس بحجة أخبرنا علي بن الحسين صاحب العباسي أخبرنا عبد الرحمن بن عمر الخلال حدثنا محمد بن حدثنا بكر بن سهل حدثنا عبد الخالق بن منصور قال ورأيت يحيى بن معين كأنه يهجن نعيم بن حماد في حديث أم الطفيل حديث الرؤية ويقول ما
¥(34/410)
كان ينبغي له أن يحدث بمثل هذ الحديث قلت وأنا أذكر حديث أم الطفيل ليعرف أخبرنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمد بن يوسف العلاف قالا أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا محمد بن إسماعيل هو الترمذي حدثنا نعيم بن حماد حدثنا بن وهب حدثنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم الطفيل امرأة أبي أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر أنه رأى ربه تعالى في المنام في أحسن صورة شابا موفرا رجلاه في خف عليه نعلان من ذهب على وجهه فراش من ذهب حدثني الصوري حدثني عبد الغني بن سعيد الحافظ وأخبرنا علي بن إبراهيم بن سعيد النحوي جميعا بمصر قالا حدثنا أبو إسحاق بن إبراهيم بن محمد الرعيني قال سمعت أبا بكر محمد بن احمد بن الحداد يقول سمعت أبا عبد الرحمن النسوي يقول ومن مروان بن عثمان حتى صدق على الله عز وجل أخبرنا البرقاني قال قال محمد بن العباس العصمي حدثنا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه الحافظ أخبرنا أبو علي صالح بن محمد الأسدي قال حديث شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمراء والزهري إذا قال كان فلان يحدث فليس هو سماع وقد روى هذا الحديث نعيم بن حماد عن بن المبارك عن معمر عن الزهري عن محمد بن جبير عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وليس لهذا الحديث أصل ولا يعرف من حديث بن المبارك ولا أدري من أين جاء به نعيم وكان نعيم يحدث من حفظه وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليها وسمعت يحيى بن معين سئل عنه فقال ليس في الحديث بشيء ولكنه كان صاحب سنة وقد أخبرنا بحديث محمد بن جبير محمد بن احمد بن رزق حدثنا أبو القاسم عمر بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي حدثنا عمر بن فيروز التوزي حدثنا نعيم بن حماد المروزي حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا معمر حدثنا الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم أنه سمع عمرو بن العاص يقول لا تنقضي الدنيا حتى يملكها رجل من قحطان فقال معاوية ما هذا الحديث سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال هذا الأمر في قريش لا يناوئهم فيه أحد ألا كبه الله على وجهه أخبرنا البرقاني أخبرنا احمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن احمد بن شعيب النسائي حدثنا أبي قال نعيم بن حماد ضعيف مروزي حدثني محمد بن يوسف القطان النيسابوري أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي بمصر أنبأنا عبد الكريم بن احمد بن شعيب النسائي أخبرني أبي قال أبو عبد الله نعيم بن حماد مروي سكن مصر ليس بثقة أخبرنا الجوهري أخبرنا محمد بن العباس حدثنا محمد بن القاسم الكوكبي حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال سمعت يحيى بن معين وسئل عن نعيم بن حماد فقال ثقة كان نعيم بن حماد رفيقي بالبصرة أنبأنا احمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أنبانا محمد بن حميد المخرمي حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريا حدثنا نعيم بن حماد ثقة صدوق رجل صدق أنا أعرف الناس به كان رفيقي بالبصرة كتب عن روح بن عبادة خمسين ألف حديث قال أبو زكريا أنا قلت له قبل خروجي من مصر هذه الأحاديث التي أخذتها من العسقلاني أي شيء هذه فقال يا أبا زكريا مثلك يستقبلني بهذا فقلت له إنما قلت هذا من الشفقة عليك قال إنما كان معي نسخ أصابها الماء فدرس بعض الكتاب فكنت أنظر في كتاب هذا في الكلمة التي تشكل علي فإذا كان مثل كتابي عرفته فاما أن أكون كتبت منه شيئا قط فلا والله الذي لا إله إلا هو قال أبو زكريا ثم قدم عليه بن أخته وجاء بأصول كتبه من خراسان إلا أنه كان يتوهم الشيء كذا يخطئ فيه فاما هو فكان من أهل الصدق أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي حدثنا علي بن احمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن احمد بن عبد الله العجلي حدثني أبي قال نعيم بن حماد المروزي ثقة أخبرنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حموية بن أبزك الهمذاني بها أخبرنا احمد بن عبد الرحمن الشيرازي قال سمعت أبا العباس احمد بن سعيد بن معدان يقول سمعت احمد بن محمد بن سهل الخالدي يقول سمعت أبا بكر الطرسوسي يقول أخذ نعيم بن حماد في أيام المحنة سنة ثلاث وعشرين أو أربع وعشرين وألقوه في السجن ومات في سنة سبع وعشرين وأوصى أن
¥(34/411)
يدفن في قيوده وقال إني مخاصم أخبرني الأزهري حدثنا محمد بن العباس أخبرنا احمد بن معروف الخشاب حدثنا الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد قال نعيم بن حماد كان من أهل مرو وطلب الحديث طلبا كثيرا بالعراق والحجاز ثم نزل مصر فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافة أبي إسحاق بن هارون فسئل عن القرآن فأبى ان يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه فحبس بسامرا فلم يزل محبوسا بها حتى مات في السجن في سنة ثمان وعشرين ومائتين أخبرنا بن الفضل أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي قال حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال سنة ثمان وعشرين ومائتين فيه مات نعيم بن حماد حدثنا الصوري أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي حدثنا عبد الواحد بن محمد بن مسرور حدثنا أبو سعيد بن يونس قال نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك الخزاعي الغرماء أبا عبد الله حمل من مصر إلى العراق في المحنة فامتنع أن يجيبهم فسجن فمات في السجن ببغداد غداة يوم الأحد لثلاث عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين ومائتين وكان يفهم الحديث روى أحاديث مناكير عن الثقات أخبرنا العتيقي أخبرنا محمد بن المظفر قال قال عبد الله بن محمد البغوي مات نعيم بن حماد بسر من رأى في السجن سنة تسع وعشرين ومائتين أخبرني الأزهري أخبرنا احمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال سنة تسع وعشرين ومائتين فيها مات نعيم بن حماد وكان مقيدا محبوسا لامتناعه من القول بخلق القرآن فجر باقياده فالقي في حفرة ولم يكفن ولم يصل عليه فعل ذلك به صاحب بن أبي داود
الطبقات الكبرى ج: 7 ص: 519
نعيم بن حماد وكان من أهل خراسان من أهل مرو وطلب الحديث طلبا كثيرا بالعراق والحجاز ثم نزل مصر فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافة أبي إسحاق بن هارون فسئل عن القرآن فأبى أن يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه فحبس بسامرا فلم يزل محبوسا بها حتى مات في السجن في سنة ثمان وعشرين
ـ[بو الوليد]ــــــــ[09 - 07 - 02, 09:37 م]ـ
أحسنت أخي الكريم نصب الراية وبارك الله في عملك ووقتك ...
هذا عمل ضخم وجدير بالتحقيق، وفي الحقيق ما ذكرته أظنه كاف لإعطائنا الأسس في دراسة حال الراوي نعيم، وأذكر أن شيخاً من مشايخة الحديث في الإذاعة قال: فنرجو من أحد طلاب العلم أن ينبري لدراسة حال نعيم بن حماد حيث كثر الاختلاف فيه. انتهى. بتصرف.
وحبذا أخي الكريم إن توصلت في حاله لشئ أن تفيدنا به، وفقك الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[09 - 07 - 02, 10:12 م]ـ
لي كلام حول نعيم بن حماد المروزي في هذا الرابط، وإن شاء الله سأزيد عليه قريبا هنا .. http://www.ahlalhdeethi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2457&perpage=15&pagenumber=2
وللموضوع صلة ..
ـ[الرايه]ــــــــ[16 - 09 - 08, 12:30 ص]ـ
سمعت من مدة ليست بالقريبة
أن الشيخ الكريم سعد السعدان رسالته للماجستير او الدكتوراه
عن نعيم بن حماد
والله اعلم(34/412)
النفث أثناء القراءة على المريض .... هل صح فيه شيء
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[10 - 07 - 02, 05:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هل صح في النفث أثناء القراءة على المريض شيء ...
بارك الله في علمكم ونفع بكم المسلمين ... آمين ..
ـ[أبو نايف]ــــــــ[10 - 07 - 02, 05:33 م]ـ
وهل صح أيضاً النفث في الماء والتنفس فيه أثناء قراءة القرآن؟
دلونا جزاكم الله خيراً
ـ[طالب الحقيقة]ــــــــ[10 - 07 - 02, 06:56 م]ـ
جاءت الأدلة حفظكما الله تعالى بالنفث والتفل وبدونهما
1= أما التفل
ففي قصة أبي سعيد الخدري رضى الله عنه عندما لدغ سيد الحي
وفيها ((فانطلق وجعل يتفل ويقرأ ((الحمدلله رب العالمين))
أخرجه البخاري 5749 ومسلم وفي رواية له 2201 ((فجعل يقرأ أم القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ الرجل))
2= ودليل النفث
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسل كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ..... الحديث)) رواه البخاري
5016ومسلم2192
وكذلك حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه ب قل هو الله أحد) وبالمعوذتين جميعا .... الحديث)) أخرجه البخاري وترجم له (باب النفث في الرقية)) 5748 ومسلم 2192
3= وأما بدونهما فهي كثيرة
ومنها ((رقيته عليه السلام بقوله اللهم رب الناس أذهب الباس ...... إلخ
لكن هنا تنبيه:
ليس المراد بالنفث التبرك بالريق
وأما سؤال الأخ أبي نايف حفظه الله
فلا أعلم في المرفوع حديثا لكن فعله بعض السلف ولا تحضرني الآن الآثار
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[10 - 07 - 02, 11:06 م]ـ
الاخ الفاضل المبارك ... طالب الحقيقة ...
لقد أجبت فأحسنت ... زادك الله توفيقاً ... وعلماً ..(34/413)
وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان: هل هو صحيح.؟
ـ[راشد]ــــــــ[10 - 07 - 02, 08:44 م]ـ
ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[10 - 07 - 02, 10:54 م]ـ
الحديث صحيح
رواه أبو نعيم في الحلية (*/*) وغيره من طريق أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان مرفوعا ضمن حديث طويل وفيه: " ... ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ... "
وللحديث صلة ...
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[10 - 07 - 02, 10:56 م]ـ
عذار فقد قصرت في تخريج الحديث وهو عند مسلم ي صحيحه وأبي داود والترمذي وابن ماجه من طريق عن أبي قلابة بسنده سواء ضمن حديث طويل، وقال الترمذي: حسن صحيح.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[10 - 07 - 02, 11:30 م]ـ
أخي الفاضل [التطواني] وفقه الله
هل هو بهذا اللفظ في صحيح مسلم.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[10 - 07 - 02, 11:51 م]ـ
لا أدري ولكن الحديث عند مسلم، ومسلم لا تطوله اليدي الآن، وللموضوع صلة، والحديث صحي ولا شك ..
ـ[راشد]ــــــــ[11 - 07 - 02, 01:02 ص]ـ
حديث مسلم ليس فيه هذا ..
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد:
ولمسلم عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة، وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال: يا محمد إذا قضيت قضاءً فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة بعامة وألا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ويسبي بعضهم بعضًا)،
ورواه البرقاني في صحيحه، وزاد: (وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئة من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذَّابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي. ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى)
وأنا سألت عن الزيادة ..
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[11 - 07 - 02, 09:53 م]ـ
الحديث الذي تقدم هو عينه الذي رواه مسلم، ولكن شيخه قتيبة بن سعيد أحيانا كان يختصر متنه عن حماد بن زيد، وإلا فقد رواه مرة أخرى عن حماد عند ابن حبان (16/رقم7232) وغيره، وزاد: "إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى يلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد الأوثان، وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابا كلهم يزعم أنه نبي، وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي، ولن تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من يخذلهم حتى يأتي أمر الله".، وكذلك زاد أبو الربيع الزهراني -ولم يسق مسلم لفظه، إنما ساق لفظ قتيبة- هذه الزيادة عن حماد بن زيد كما عند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/رقم456).
ورواه عن حماد بن زيد جماعة كذلك، تقدم منهم اثنان، وهما قتيبة بن سعيد المصري، وأبو الربيع الزهراني، ويضاف إليهما:
1 - عفان بن مسلم: عند أحمد في مسنده (5/ 284).
2 - سليمان بن حرب: عند أحمد في مسنده (5/ 278) وغيره.
3 - أبو داود الطيالسي: في مسنده (991).
4 - محمد بن عبيد بن حساب: عند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/رقم457).
5 - محمد بن عيسى: عند أبي داود في سننه (4252).
6 - مسدد بن مسرهد: عند الحربي في غريب الحديث (3/ 956).
7 - عبيد الله بن عمر القواريري: عند الحربي أيضا (3/ 956).
وغيرهم.
وحماد بن زيد إليه نهاية الثبت في البصرة، ومع هذا فقد توبع على الزيادة بعباد بن منصور: وهو مما قرأه في كتاب أبي قلابة، وعرضه على أيوب السختياني فأقر كما في غريب الحديث للحربي (3/ 957) ومسند الروياني (1/رقم635) بسند صحيح عن عباد.
وتوبع أيوب السختياني على الزيادة أيضا بيحيى بن أبي كثير عند الحاكم في المستدرك (4/ 496).
وكذلك رواه مسلم من طريق معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مرفوعا، ولم يسق لفظه.
ورواه الروياني في مسنده (1/رقم629) وابن حبان في صحيحه (15/رقم6714) والبيهقي في الكبرى (9/ 181) من طريق معاذ بن هشام، وزادوا فيه الزيادة المتقدمة.
والزيادة صحيحة أخي راشد.
ـ[راشد]ــــــــ[12 - 07 - 02, 08:19 ص]ـ
جزاك الله خيراً
وما تفسير قوله صلى الله عليه وسلم:
- وحتى تعبد فئة من أمتي الأوثان،
وقوله:
- وإنه سيكون في أمتي كذَّابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي،
هل تحققت هاتان العلامتان .. ؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 07 - 02, 02:58 م]ـ
الاخ الفاضل المحدث (ابو اسحاق التطواني وفقه الله
ولكن هل يصح ان نقول لحديث ساق مسلم سنده ولم يسق لفظه
اخرجه مسلم
ام ان المسالة فيها تفصيل
ارى ان مرجع ذلك الى القرائن
فلو كان السؤال حديثي بحت صح
والا لم يصح
¥(34/414)
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[12 - 07 - 02, 03:04 م]ـ
احسنت اخي الكريم ابن وهب على ما ذكرته.
وشكر الله للاخوه عموما السائل والمجيب
ـ[راشد]ــــــــ[12 - 07 - 02, 05:21 م]ـ
بقي السؤال على تأويل الحديث
- حتى تعبد فئة من أمتي الأوثان،
- وإنه سيكون في أمتي كذَّابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي،
هل تحققت هاتان العلامتان .. ؟
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[13 - 07 - 02, 12:37 ص]ـ
بالنسبة لسؤال الأخ ابن وهب، فالحديث يقال أخرجه مسلم مع التنبيه على أن الزيادة ليست له، لأن طريق الحديث واحد، وهذا معلوم ..
أما عن سؤال الأخ راشد هل تحققت العلامتان، فالأولى تحققت، ونحن نشاهدها بأم أعيننا، اما الكذابون فلا أدري هل وصلوا الثلاين أم لا ....
والله أعلم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[05 - 01 - 06, 12:32 ص]ـ
بقي السؤال على تأويل الحديث
- حتى تعبد فئة من أمتي الأوثان،
- وإنه سيكون في أمتي كذَّابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي،
هل تحققت هاتان العلامتان .. ؟
العلامة الأولى لا يشك أحد في أنها تحققت فهذه القبور التي تعبد من دون الله هنا وهناك ينطبق عليها تعريف الأوثان
ـ[عبد]ــــــــ[26 - 01 - 08, 01:07 ص]ـ
... وقيل أن الوثن أعم من الصنم، فيكون كل معبود من دون الله، ومظاهر هذا كثيرة جداً في زماننا، الشرك ألوان وأنواع، نسأل الله العافية.(34/415)
هل صح شيء من هذا ..... في الحرب .. ؟؟
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[17 - 07 - 02, 01:38 ص]ـ
قال ابن كثير في السيرة: 3/ 39، ناقلاً عن ابن هشام:
* (لما اشتد القتال يوم أحد، جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت راية الأنصار، وأرسل إلى علي أن قدم الراية، فقدم علي وهو يقول: أنا أبو القصم، فناداه أبو سعيد بن أبي طلحة، وهو صاحب لواء المشركين: هل لك يا أبا القصم في البراز من حاجة؟ قال: نعم.
فبرزا بين الصفين، فاختلفا ضربتين، فضربه علي فصرعه، ثم انصرف ولم يجهز عليه! فقال له بعض أصحابه: أفلا أجهزت عليه؟
فقال: إنه استقبلني بعورته فعطفتني عليه الرحم، وعرفت أن الله قد قتله.
* وقد فعل ذلك علي رضي الله عنه يوم صفين مع بسر بن أبي أرطاة، لما حمل عليه ليقتله أبدى له عورته، فرجع عنه.
* وكذلك فعل عمرو بن العاص حين حمل عليه علي في بعض أيام صفين، أبدى عن عورته، فرجع علي أيضاً. ففي ذلك يقول الحارث بن النضر:
أفي كل يوم فارسٌ غير منتهٍ .......... وعورته وسط العجاجة باديه
يكفُّ لها عنه عليٌّ سنانه ......... ويضحك منها في الخلاء معاويه!)
هل صح من هذا شيء .. ؟؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 07 - 02, 08:09 ص]ـ
انظر السيرة لابن هشام
(2/ 73)
قال ابن هشام وحدثني مسلمة بن علقمة المازني قال لما اشتد القتال
فذكره
واما قصة علي مع بسر فلم اجدها في الاصل
بل ذكره المحقق في الحاشية
وكذا قصة عمرو مع علي
وانا استبعد قصة عمرو مع علي
فهذه القصة منكرة وغاية في النكارة
ويظهر انه من وضع الرافضة
ومما يقوي الوضع ان مثل عمرو وهو قائد من كبار القادة
اذا كان علي قد تمكن منه في الحرب
لكان اسره
الخلاصة هذه القصة منكرة مكذوبة
والله اعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 07 - 02, 08:29 ص]ـ
ثم وجدت في الروض الانف
(وقد فعل علي مرة اخرى في صفين حمل على بشر بن ابي ارطاة
فلما راى انه مقتول كشف عن عورته
فانصرف عنه
ويروى ايضا مثل ذلك عن عمرو بن العاص مع علي رضي الله عنه
يوم صفين
وفي ذلك يقول الحارث بن النضر السهمي
رواه ابن الكلبي وغيره
ثم ذكر الابيات
انتهى
وابن الكلبي رافضي كذبوه
والله اعلم
ـ[عصام البشير]ــــــــ[17 - 07 - 02, 12:19 م]ـ
جاء في الاستيعاب: 1/ 163
(وكان بسر بن ارطأة من الأبطال الطغاة وكان معاوية بصفين فأمره أن يلقى عليا في القتال وقال له: سمعتك تتمنى لقاءه فلو أظفرك الله به وصرعته حصلت على دنيا وآخرة. ولم يزل به يشجعه ويمنيه حتى رآه فقصده فالتقيا فصرعه علي رضوان الله عليه وعرض له معه مثل ما عرض فيما ذكروا لعلي رضى الله عنه مع عمرو بن العاص:
ذكر ابن الكلبي في كتابه في أخبار صفين ان بسر بن ارطأة بارز عليا رضى الله عنه يوم صفين فطعنه علي رضى الله عنه فصرعه فانكشف له فكف عنه كما عرض له فيما ذكروا مع عمرو بن العاص ولهم فيها أشعار مذكورة في موضعها من ذلك الكتاب منها فيما ذكر ابن الكلبي والمدائني قول الحارث بن النضر السهمي
في كل يوم فارس ليس ينتهي وعورته وسط العجاجة بادية يكف لها عنه على سنانه ويضحك منه الخلاء معاوية
بدت أمس من عمرو فقنع راسه وعورة بسر مثلها حذو حاذية فقولا لعمرو ثم بسر ألا انظرا سبيلكما لا تلقيا الليث ثانية
ولا تحجمدا إلا الحيا وخصاكما هما كانتا والله للنفس واقيه
وللا هما لم ينجوا من سنانه وتلك بما فيها عن العود ناهية من تلقيا الخيل المشيحة صبحة وفيها على فاتر كالخيل ناحية وكونا بعيدا حيث لا تبلغ القنا نحوركما إن التجارب كافية) اهـ
والقصة من حكايات الأخباريين، فلا يشتغل بها ..
ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[17 - 07 - 02, 05:53 م]ـ
الحمد لله ...
إذاً ... لايصح من هذا شيء .... بارك الله لكما ... وجزاكما عني خيراً ..
ـ[الاسدودى]ــــــــ[26 - 08 - 06, 06:35 م]ـ
قصة كشف عمرو بن العاص عورته امام علي رضي الله عنهما قصة واهية
جائت بطريقين احدهما عن نصر بن مزاحم الكوفي الرافضي و الطريق الآخر عن ابن الكلبي و الاثنان كذابان كبيران
وقد قام الشيخ علي حشيش في مجلة التوحيد التابعة لجماعة أنصار السنة في مصر في العدد رقم 55 الصادر في غرة شعبان-الذي نحن فيه الآن-بتمحيص هذه الروايات و اثبات انها روايات واهية وضعها الرافضة فراجعه للفائدة(34/416)
حديث (مصر كنانة الله في ارضه)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 07 - 02, 06:26 م]ـ
وجدت في كتاب الموضوعات لعلي القاري
((مصر كنانة الله في ارضه ما طلبها عدو الا اهلكه الله)
وكنانة السهم بالكسر جعبة من جلد لاخشب فيها او بالعكس على ما القاموس
قال السخاوي لم ار هذا الحديث بهذ ا اللفظ وورد بمعناه احاديث لايصح منها شيء
ولكن في صحيح مسلم عن ابي ذر مرفوعا انكم ستفتحون ارضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا باهلها خيرا فان لهم ذمة ورحما
قال الزهري الرحم باعتبار هاجر والذمة باعتبار ابراهيم اي ابن النبي عليه الصلاة والسلام
وقال العسقلاني اراد بالذمة العهد الذي دخلوا به في الاسلام ابام عمر فان مصر فتحت صلحا وفي هذا الحديث من اعلام نبوته عليه الصلاة والسلام فتح مصر واعطاء اهلها العهد
وكذا قال الزركشي لااصل له لكن في الطبراني من حديث كعب بن مالك (اذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فان لهم ذمة)
واصله في مسلم
وقال السيوطي (وفي كتاب الخطط يقال ان في بعض الكتب الالهية (مصر خزائن الارض كلها فمن ارادها بسوء قصمه الله)
وعن كعب الاحبار مصر بلد معافاة من الفتن من ارادها بسوء كبه الله على وجهه
وعن ابي موسى الاشعري (اهل مصر الجند الضعاف ما كادهم احد الا كفاهم الله مؤونته)
قال تبيع بن عامر الكلاعي فاخبرت بذلك معاذ بن جبل فاخبرني ان بذلك اخبره رسول الله عليه الصلاة والسلام
وقد ورد لفظ الكنانة في الشام اخرجه ابن عساكر عن عبدالله بن عتبة قال قرات فيما انزل الله على بعض الانبياء ان الله يقول الشام كنانتي فاذا غضبت على قوم رميتهم منها بسهم)
انتهى
قال المحقق الشيخ الصباغ انتهى كلام السيوطي المنقول من الدرر وحديث الشام كنانتي لااصل له كما قال الالباني في الضعيفة رقم 15
انتهى
ومن اراد المزيد فليرجع الى فتوى ابن حجر
فهل يصح ان نلحق عبارة (مصر كنانة الله في ارضه)
او ارض الكنانة
بمعجم المناهي اللفظية
اذ لم يثبت فيه حديث مرفوع ولاموقوف ولا حتى اثر عن تابعي
والله اعلم
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[17 - 07 - 02, 06:55 م]ـ
وهل عدم ورود أثر كاف في جعلها من المناهي اللفظية، حسبنا
أن نقول لم ترد هذه اللفظة فلا ننسبها للرسول صلى الله عليه وسلم،
أما لفظ الكنانة فهي مجاز أو كناية عن أن جند الله من أرض مصر،
وهذا قد يصح تاريخيا، فقد كان للجنود الذين خرجوا من هذه الأرض
دور كبير في دفع حملات الصليبيين والتتار، كما كان لجنودها دور
ايضا في ردع عدوان اليهود، لولا خيانات الحكام ...
ومن رأى أحوال الجنود في مصر علم حقيقة هذا الأمر، إذ لا يوجد
جندي على مستوى العالم الإسلامي له مواصفات الجندي المصري ...
وأتمنى من كل أعماق قلبي ألا تعتبر هذا عصبية يا ابن وهب ...
ـ[أحمد أماره]ــــــــ[17 - 07 - 02, 11:35 م]ـ
وايضًا هناك حديث على ألسنة الناس: خير أجناد اهل الأرض
وهذا حديث لا أصل له ولا إسناد!
ولكن صحح شيخنا الألباني رحمه الله حديثًا في السلسلة الصحيحة -أظنه في الجزء السابع - ما معناه أنكم ستفتحون بلاد القبط، فاتخذوا منهم جندًا
لا أذكره، ولكن لعل أحد الإخوة الاكارم يأتي بالنص من الجزء السابع أكرمكم الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 07 - 02, 12:21 ص]ـ
الاخ الفاضل احمد امارة وفقه الله
لعلك تقصد حديث
(الله الله في قبط مصر؛ فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدة وأعواناً في سبيل الله)
السلسلة الصحيحة 3113
نقلا عن الفهارس
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 07 - 02, 12:37 ص]ـ
ولكني رايت ابن حجر يضعف هذه الاحاديث
والله اعلم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[21 - 07 - 02, 06:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
الحديث الذي ذكره الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في الصحيحة (7/ 1/307)
(3113)
(الله الله في قبط مصر، فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله)
قال الشيخ رحمه الله
هذا إسناد صحيح ولا اعلم له علة ...
أقول: هذا كلام غير صحيح
ولعل الشيخ رحمه الله تعالى اقتصر على بعض الكتب المختصرة في الرجال ولم يراجع المطولات
علته:
أن هذا الحديث ليس من حديث جرير بن حازم عن يحيى بن أيوب
بل هو من حديث جرير بن حازم عن ابن لهيعة
¥(34/417)
وابنه وهب قد اشتبهت عليه نسخة ابيه عن ابن لهيعة بنسخته عن يحيى بن أيوب فرواها عن يحيى
وقد نص على ذلك إمامان هما:
1 - أبو داود:
وقال أبو عبيد الآجري سمعت أبا داود يحدث عن وهب بن جرير بن حازم عن أبيه سمع يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي وهب الجيشاني
قال أبو داود:
جرير بن حازم روى هذا عن بن لهيعة طلبتها بمصر فما وجدت منها حديثا واحدا عند يحيى بن أيوب وما فقدت منها حديثا واحدا من حديث ابن لهيعة أراها صحيفة اشتبهت على وهب بن جرير
2 - أبو سعيد بن يونس:
في ترجمة يحيى بن إيوب من تهذيب الكمال
... وأحاديث جرير بن حازم عن يحيى بن أيوب ليس عند المصريين منها حديث وهي تشبه عندي أن تكون من حديث بن لهيعة والله أعلم ...
وقد ذكر ابن حجر في هدي الساري (ص 450)
بعد أن ذكر كلام أبي داود وابن يونس
قلت (ابن حجر): ما أخرج له البخاري من هذه النسخة شيئا ا. هـ
وهذا على سبيل الاختصار
وإلا فإن بعض الرواة فيهم كلام مثل يحيى بن أيوب الغافقي
وجرير بن حازم وخاصة حديثه عن قتادة، وحديثه بمصر
والله أعلم وأحكم
==============
وهناك خطأ ثان وقع فيه الشيخ رحمه الله تعالى في هذا الحديث هو
أن الحديث جاء عند الطبراني بهذا الشكل (23/ 265)
560 حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ثنا بندار ح وحدثنا محمد بن صالح النرسي ثنا محمد بن المثنى قالا ثنا وهب بن جرير ثنا أبي عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي سلمة عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أخرجوا اليهود من جزيرة العرب
561 وبإسناده عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أوصى ثم وفاته فقال الله الله في قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله
ومعنى قوله: وبإسناده عنها
أي بإسناد النرسى إلى أم سلمة
(حدثنا محمد بن صالح النرسي ثنا محمد بن المثنى ثنا وهب بن جرير ثنا أبي عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي سلمة عن أم سلمة)
وزكريا بن يحيى الساجي عن بندار ليس له دخل في هذا الحديث
والشيخ فهم من قول الطبراني: (وبإسناده عنها) أن ذلك بالإسنادين وهذا فهم غير صحيح
والصواب أن معناه باسناد النرسي عن ابن المثنى أي بعد تحويل الإسناد وليس كما فهم الشيخ أنه (بإسناد الحديث السابق)
وهذا ما فهمه الهيثمي
حيث قال بعد الحديث الأول (5/ 325) رواه الطبراني من طريقين رجال إحدهما رجال الصحيح.
وأما حديث (قبط مصر) فقال عنه (10/ 63) ورجاله رجال الصحيح.
والشيخ قال عن الإسناد الثاني (إسناد حديث: الله الله في قبط مصر)
لكن الراوي محمد بن صالح النرسي لم اجد له ترحمة ...
هذا ما توصلت إليه
ومن كان عنده تعقيب فليفدنا ولكن (بعلم وأدب)
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[22 - 07 - 02, 11:05 م]ـ
جزى الأخ الفاضل خالد بن عمر خيرا ..
وأضيف أن للحديث علة، وهي الإرسال، والصواب أنه من مرسل أبي سلمة بن عبد الرحمن.
ولعل الوهم فيه من وهب بن جرير أو أبيه، فقد رواه ابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص52) من طريق الليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة وعمرو بن الحارث ثلاثتهم عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلا.
فعلى هذا رواية الوصل عن أم سلمة -رضي الله عنها- شاذة، أو منكرة.
لكن الحديث صحيح بلفظ قريب من اللفظ السابق، فقد رواه أبو يعلى في مسنده (3/رقم1473) وعنه ابن حبان في صحيحه (15/رقم6677) وابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص53) من طرق عن أبي هانئ الخولاني عن أبي عبد الرحمن الحبلي وعمرو بن حريث وغيرهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنكم ستقدمون على قوم جُعد رؤوسهم، فاستوصوا بهم خيرا، فإنهم قوة لكم، وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله عز وجل -يعني قبط مصر-.
وسنده صحيح على شرط مسلم.
رواه عن أبي هانئ، واسمه حميد بن هانئ الخولاني: عبد الله بن يزيد المقرئ وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن لهيعة.
ورواه مسلم في صحيحه (2543) وابن حبان في صحيحه (15/رقم6676) وأحمد في مسنده (5/ 173) والبيهقي في الكبرى (9/ 206) من حديث أبي ذر الغفاري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما، فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فاخرج منها". قال: فمر بربيعة وعبدالرحمن ابني شرحبيل بن حسنة يتنازعان في موضع لبنة فخرج منها.
ورواه عبد الرزاق في المصنف (10/رقم19375) وابن عبد الحكم في فتوح مصر (ص49 - 51) من طرق عن ابن شهاب الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك مرسلا بفظ: (إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة ورحما"، قال ابن شهاب: وكان يقال أن أم إسماعيل بن إبراهيم -عليهما السلام- منهم.
ورواه مرسلا عن الزهري: سفيان بن عيينة والليث بن سعد ومالك بن أنس ومعمر بن راشد ومحمد بن إسحاق، وقد روي موصولا عن كعب بن مالك، ولا يصح.
وقد وردت أحاديث وآثار في فضائل مصر، لعلي أبسط الكلام عليها بإذن الله، وقد عقد الإمام أبو سعيد بن يونس المصري في مقدمة كتابه تاريخ مصر فصلا في ذكر فضائلها وقبله ابن عبد الحكم في فتوح مصر، وقد بسط الكلام عليها السخاوي في بعض أجوبته (ولعله في الأجوبة الرضية، ولا تطوله يدي الآن) كما في المقاصد الحسنة (ص455)، وذكر بعضها مختصرة السيوطي في أوائل كتابه حسن المحاضرة.
¥(34/418)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 07 - 02, 06:00 ص]ـ
أحسنت أخي الفاضل التطواني
هكذا تكون الردود العلمية أو لا ...
قال أحدهم أعلاه: <<لا يوجد جندي على مستوى العالم الإسلامي له مواصفات الجندي المصري ... وأتمنى من كل أعماق قلبي ألا تعتبر هذا عصبية يا ابن وهب>>.
قلت: هي عصبية شديدة والله المستعان.
إذا كان الكلام على الشجاعة فالجندي الشيشاني والشركسي والأفغاني واليمني والتركي يتفوق.
وإذا كان الكلام على التسليح فالجندي الباكستاني يتفوق بمرات.
وإذا كان الكلام على الخبرة الحربية فالجندي الأفغاني والشيشاني والعراقي يتفوق بلا شك.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[23 - 07 - 02, 05:14 م]ـ
سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم ...
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[24 - 07 - 02, 12:14 ص]ـ
جزى الله أخي الفاضل رضا أحمد صمدي خيرا ....
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 07 - 02, 02:51 م]ـ
الاخ الكريم المحدث خالد بن عمر جزاك الله خيرا
وبارك الله في علمك
الاخ الكريم المحدث (من دون زعل) (ابواسحاق التطواني)
جزاك الله خيرا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[26 - 07 - 02, 03:46 م]ـ
أخي الكريم ابن وهب وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سامحك الله تعالى أنا لست محدثا ولا طالب علم
بل أنا اقل من طويلب علم ووالله إن هذه حقيقة وليست من باب ...
اللهم اغفر لي ما لايعلمون واجعلني خيرا مما يقولون
اللهم اغفر للشيخ الألباني ولكل من دعا الأمة للرجوع إلى الحق دون تقليد أو تعصب
وما قمت به هو البحث في كتب الحديث وكتب الرجال والعلل حسب جهدي وبضاعتي المزجاة في علم الحديث
وهذا هو ما يدعوا إليه كل من يريد للأمة الخير
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 07 - 02, 09:52 م]ـ
أخي الكريم ابن وهب، لقد غضبت فعلا، فأرجو منكم ألا تنادوني بأي ألقب بل بكنيتي فقط، وأنا أعلم بحالي، وأقول لكم لقد استسمنتم ذا ورم ......
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 07 - 02, 01:18 ص]ـ
اخي الكريم (ابو اسحاق التطواني)
اعتذر اليك
وجدت في تدريب الرواي
(وقال الشيخ فتح الدين بن سيد الناس واما المحدث في عصرنا فهو من اشتغل بالحديث رواية ودراية وترجمه رواة واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره
وتميز في ذلك حتى عرف فيه خطه واشتهر فيه ضبطه)
واما ما يحكى عن بعض المتقدمين من قولهم كنا لانعد صاحب حديث من لم يكتب عشرين الف حديث في الاملاء فذلك بحسب ازمنتهم)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[28 - 07 - 02, 11:23 م]ـ
أين نحن من هذا الشرط أخي الفاضل ابن وهب؟؟؟!!!!
ـ[المنتفض]ــــــــ[29 - 07 - 02, 03:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدنى أن أشارككم فى هذا البحث
سمعت الشيخ أبا إسحاق الحوينى ... المصري!!! يقول:
لم يصح فى فضل مصر شيىء فيما أعلم
شفاه الله وعافاه
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 07 - 02, 03:51 م]ـ
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[29 - 07 - 02, 10:08 م]ـ
أسأل الله العظيم أن يشفي الشيخ أبا إسحاق الحويني ..
أرجو من الإخوة المصريين أن يخبرونا عن حالة الشيخ الصحية، بين الفينة والأخرى .....
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[30 - 07 - 02, 01:11 ص]ـ
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه
اللهم بارك فى عمره وانفع بعلمه
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 10 - 04, 03:59 م]ـ
روى الحاكم في تاريخ نيسابور (في أول التاريخ فيما احسب)
(عن محمد بن صالح بن هانىء عن ابراهيم بن اسحاق القسملي عن منصور بن ابي مزاحم
قال (سمعت شريكا يقول (خراسان كنانة الله في أرضه فإذا غضب على قوم رمامهم بكنانته
)
انتهى
تنبيه
عن = لااقصد به صيغ الاداء الواردة في كتاب تاريخ نيسابور للحاكم فليعلم
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[24 - 10 - 04, 06:33 م]ـ
- أما وأنه لم يصحَّ في فضلها شيءٌ فلعلَّ المحذور الشرعي أو (اللفظ المنهي عنه فيها) هو ما يفهم من تخصيصها بهذا الفضل واللقب، وهي: كونها كنانة الله في أرضه.
فمن أدراك أنها كذلك في علم الله؟
قد يقال - كما تقدَّم- إنَّ التأريخ والأحداث يثبتان ذلك.
- فالجواب: أنَّ التأريخ يثبت لغيرها ما يثبته لها، كبقية البلدان والجند في هذا الزمان والذين أشار إليهم الأخ محمد الأمين في تعقيبه.
ومن ذلك: جند الأتراك في أوائل أوج الدولة العثمانية، وحفظهم لبلاد المسلمين، وتأديبهم لعبَّاد الصليب زمناً قبل تآكل دولتهم وسقوطها.
- فالتخصيص في الفضل يحتاج لدليل.
وأما الأحداث التأريخية فالأيام دولٌ ...
والملحمة الكبرى - مع جند الصليب - من الشام وفيها ..
ونفس الرحمن من قبل اليمن ..
والله ناصرٌ جنده (المؤمنين).
¥(34/419)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[25 - 10 - 04, 12:34 ص]ـ
قال أبو يعلى الموصلي:ثنا زهير بن حرب ثنا عبدالله بن يزيد ثنا حيوة قال أخبرني أبو هانئ حميد
ابن هانئ الخولاني: أنه سمع أبا عبدالرحمن الحبلي وعمرو بن حريث وغيرهما يقولون:"إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال:" إنكم ستقدمون على قوم جعدة رؤوسهم، فاستوصوا بهم خيراً
فإنهم قوة لكم وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله "- يعني قبط مصر - قال ابن حجر العسقلاني:" رواه ابن
حبان في صحيحه عن أبي يعلى، وأبو عبدالرحمن -يعني الحبلي- تابعي بلا ريب، وعمرو بن
حريث ليس هو المخزومي، بل هو آخر مختلف في صحبته ". انتهى من المطالب العالية -النسخة
المسندة - كتاب المناقب، باب فضائل البلدان، باب أهل مصر.
وفي الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني أن البخاري أنكر أن يكون لعمرو المذكور في
هذا الحديث صحبة وقال:" عمرو بن حريث روى عنه حميد بن هانئ مرسلاً "، وقال ابن
صاعد:"عمرو هذا من أهل مصر ليست له صحبة، وهو غير المخزومي " انتهى، والله الموفق.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 10 - 04, 07:58 ص]ـ
تنبيه
(القسملي)
الصواب
العسيلي
والله أعلم
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[27 - 10 - 04, 09:55 ص]ـ
ياشيخ رضا السلام عليكم ورحمة الله أما بعد
لا أدري كيف قلت (لا يوجد
جندي على مستوى العالم الإسلامي له مواصفات الجندي المصري ...
والله إن العجب يجعلني عاجزا عن الكلام يا شيخ أنا مصري ومن السويس وأبي وأعمامي وأخوالي شاركوا في حرب رمضان والمقاومة الشعبية لكني لا أقول هذا
ياشيخ إن المواصفات التي يتفوق بها الجندي هي التقوى
إن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الجيل الفريد الذين قام على دمائهم الدين فمن أين هم؟
يا شيخ هل تقصد بالمواصفات حلق اللحية؟
أم ترك الصلاة إلا من رحم ربك؟
أم أيش؟ إن شئت رفعت الأستار وهتكت الأسرار
يا شيخ راجع نفسك
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أحمد نادر العسقلاني]ــــــــ[10 - 09 - 05, 11:08 م]ـ
يا أخواني أرجو عدم دخول نزعة لبلد و أيضا عدم الرد بمثلها(34/420)
تخريج حديث من صلى على نبي الله عشرا أدركته شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[17 - 07 - 02, 09:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
فقد تناقشنا مع بعض الإخوة حول موضوع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وما فيه من الفضائل وما لصاحبه من الأجر عند الله تعالى
ودار في نقاشنا الكلام حول حديث يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى علىّ حين يصبح عشرا وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي)
وذكر شيخي أن تحديد عدد معين في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وترتيب أجر عليه لا يصح فيه حديث، فثار بعض الإخوة وقالوا إن الشيخ الألباني رحمه الله يصحح الحديث
فقال: كل واحد يخرج الحديث ثم نتناقش بعد ذلك، ولكن كعادتهم لا يفقهون إلا الصياح والجعجعة بدون علم
وسأقوم بتخريج الحديث معتمدا على الله تعالى متستمدا منه العون طالبا للحق.
ورد في المجمع (10/ 120)
(وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى عليَّ حين يصبح عشرا وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة) رواه الطبراني بإسنادين وإسناد أحدهما جيد ورجاله وثقوا.
وجاء عند ابن القيم في (جلاء الأفهام) ص 81، إسناد الطبراني في الكبير حيث إنه غير موجود في المطبوع (والله أعلم)
قال: وأما حديث أبي الدرداء رضي الله عنه
فقال الطبراني في المعجم الكبير حدثنا محمد بن علي بن حبيب الطرائفي حدثنا محمد بن علي بن ميمون حدثنا سليمان بن عبد الله الرقِّي حدثنا بقية بن الوليد عن إبراهيم بن محمد بن زياد قال سمعت خالد بن معدان يحدث عن أبي الدرداء قال قال رسول الله من صلى عليَّ حين يصبح عشرا وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي)
وعند السخاوي في (القول البديع) ص 181
(وعن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى علي حين يصبح عشرا وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة) رواه الطبراني بإسنادين وإسناد أحدهما جيد، لكن فيه انقطاع، لأن خالدا لم يسمع من أبي الدرداء، وأخرجه ابن أبي عاصم أيضا وفيه ضعف.
## محمد بن علي بن ميمون العطار الرقي: وثقه النسائي والحاكم وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن حجر في التقريب ثقة.
## سليمان بن عبد الله الرقي (قال المزي فيمن روى عن بقية بن الوليد (أبو أيوب)):
قال ابن معين سليمان بن عبد الله أبو الوليد الرقي ليس بشيء (الميزان 2/ 212)،
قال ابن حجر في اللسان (سليمان بن عبد الله أبو الوليد الرقى قال بن معين ليس بشيء انتهى وما أعلم أن أبي أيوب أم لا بل لعله هو فقد ذكر المؤلف في ترجمته قول بن معين هذا وأبو أيوب اخرج له ت ق)
، وابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (2/ 22)
## بقية بن الوليد:
ثقة إذا روى عن الثقات، وصرح بالتحديث، وكانوا من أهل الشام،
وهو يدلس عن الضعفاء، ويكنيهم.
## إبراهيم بن محمد بن بن زياد (الألهاني) الحمصي ذكره البخاري في التاريخ (1/ 1/322)
## خالد بن معدان: ثقة تابعي شامي من الثالثة
إلا أنه كان يرسل عن الصحابة
@@ وهذا الحديث لم يسمعه من ابي الدرداء، بل هو لم يسمع شيئًا من أبي الدرداء كما نص على ذلك الإمام احمد رحمه الله تعالى (المراسيل لابن ابي حاتم)
وبهذا يتبين أن الحديث لا يصح مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن لديه إضافة فالباب مفتوح
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو نايف]ــــــــ[17 - 07 - 02, 11:35 م]ـ
قال المناوي رحمه الله في فيض القدير (6/ 220): قال الحافظ العراقي وفيه انقطاع.
وقال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد لكن فيه انقطاع لأن خالداً لم يسمع من أبي الدرداء.
(ملاحظة): الحديث حسنه الألباني رحمه الله في الترغيب والترهيب فقط وكذلك في صحيح الجامع (6357) ولم يصححه.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 07 - 02, 02:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابو نايف
أنا رأيت كلام الشيخ رحمه الله
وقصدي أنه صححه: أي العمل به
والشيخ يورد الأحاديث الحسنة في أقسام صحيح الترغيب وغيره من الكتب التي قسمها إلى صحيح وضعيف
فهذا هو مرادي بارك الله فيك
والله أعلم وأحكم
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[18 - 07 - 02, 02:31 ص]ـ
جُزيت خيراً يا شيخ [خالد الفقيه]
قال الحافظ في ((مختصر الترغيب والترهيب)) (142):
[أخرجه الطبراني بإسنادين أحدهما جيّد]
ـ[النقّاد]ــــــــ[18 - 07 - 02, 04:31 ص]ـ
حديث أبي الدرداء هذا .. مرويّ بثلاثة أسانيد ..
ولكنها تلتقي جميعا في " بقية بن الوليد عن محمد بن إبراهيم بن زياد عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء رضي الله عنه ".
والإسنادان الأولان عند الطبراني في " الكبير " , ومسند أبي الدرداء مما
لم يطبع منه.
لكن ابن القيم رحمة الله عليه قد ذكر هذين الإسنادين في كتابه " جلاء
الأفهام ".
الأول: ص (127).
والثاني: ص (418).
والإسناد الثالث عند ان أبي عاصم في " فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " (ص: 48 برقم 61).
وخالد بن معدان لم يسمع من أبي الدرداء كما تراه في كتب المراسيل.
وقد أعل روايته هذه بالانقطاع العراقي , والسخاوي , والشيخ الفاضل محمد عمرو عبد اللطيف في " تبييض الصحيفة ".
فالحكم الذي انتهى إليه الأخ الفاضل / خالد بن عمر صحيح ولاريب.
والشيخ الألباني رحمه الله تعالى - على جلالته - لايدقق أحياناً في مسألة الاتصال ما بين التابعي والصحابي.
ولهذا أمثلة وتراجم معروفة عند المشتغلين بهذا الفن.
وأما تحسين السيوطي للحديث في رسالته في " الأذكار " فيَرِد عليه ما ورد على حكم الشيخ ناصر.
وأما عبارة الحافظ ابن حجر فإنها نفس عبارة الأصل (الترغيب) الذي اختصره.
ولايلزم أن يكون ذلك رأيا للحافظ , ولو لزم فيرد عليه ما تقدم آنفاً.
والله أعلم.
¥(34/421)
ـ[مبارك]ــــــــ[19 - 07 - 02, 03:41 ص]ـ
ضعفه الإمام الألباني كما في ضعيف الترغيب والترهيب رقم 396
ـ[أبو نايف]ــــــــ[20 - 07 - 02, 12:24 ص]ـ
نعم أخي مبارك جزاك الله خيراً
الحديث ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله تعالي في ضعيف الترغيب والترهيب.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[20 - 07 - 02, 12:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الأخ مبارك وفقه الله
(ضعفه الإمام الألباني كما في ضعيف الترغيب والترهيب رقم 396)
إن كان هذا في الطبعة الأخيرة للشيخ التي فيها الصحيح ثلاثة مجلدات والضعيف مجلدين فلا أعلم لأنها ليست لدي
وإن كان الشيخ رحمه الله تعالى قد ضعفه فيها فهذا تراجع منه عن تحسين هذا الحديث وبيان ضعفه وهذا ما بينته وبينه الإخوة والحمد لله وهذا هو الواجب على طالب الحق وهو الرجوع إلى الصواب والشيخ عرف عنه مثل ذلك رحمه الله
والشيخ قد حكم بحسن الحديث سابقا في:
1 - صحيح الجامع تحت رقم 6357
2 - صحيح الترغيب (رقم 232) ط1 (كما في صحيح الجامع)
3 - صحيح الترغيب (رقم 659) ط2 المكتب الإسلامي
4 - صحيح الترغيب (رقم 656) ط 3 مكتبة المعارف
وهذا للتنبيه حتى لا يفهم أحد من كلام الأخ مبارك وفقه الله أني نسبت إلى الشيخ رحمه الله تعالى ما لم يقله
والله أعلم واحكم
ـ[أبو نايف]ــــــــ[20 - 07 - 02, 02:34 ص]ـ
نعم أخي خالد جزاك الله خيراً
ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في الطبعة الأخيرة التي فيها الصحيح ثلاث مجلدات والضعيف مجلدين.
انظر (الضعيفة 5788).
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[10 - 08 - 07, 08:19 ص]ـ
للفائدة
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[10 - 08 - 07, 05:28 م]ـ
محمد بن علي بن حبيب الطرائفي
قال الشيخ الألباني - رحمه الله - في "السلسلة الضعيفة" (13/ 639):
[وأما شيخ الطبراني محمد بن علي بن حبيب - وهو: الطرائفي الرقي - فلم أجد له ترجمة، وقد ساق له الطبراني في المجلد المذكور من "أوسطه" عشرين حديثاً، أحدهما في "معجمه الصغير" أيضاً، وهو في "الروض النضير" برقم (308)]. انتهى.
سليمان بن عبد الله الرقي (قال المزي فيمن روى عن بقية بن الوليد (أبو أيوب)):
قال ابن معين سليمان بن عبد الله أبو الوليد الرقي ليس بشيء (الميزان 2/ 212)،
قال ابن حجر في اللسان (سليمان بن عبد الله أبو الوليد الرقى قال بن معين ليس بشيء انتهى وما أعلم أن أبي أيوب أم لا بل لعله هو فقد ذكر المؤلف في ترجمته قول بن معين هذا وأبو أيوب اخرج له ت ق)
قلتُ: هو " سليمان بن عُبيد الله الأنصاري، أبو أيوب الحطاب الرقي.
قال أبو حاتم الرازي: [ما رأينا إلا خيراً، صدوق].
وقال محمد بن علي بن ميمون: [ثقة].
وذكره ابن حبان في "الثقات".
وقال يحيى بن معين: [ليس بشيء].
وقال النسائي: [ليس بالقوي].
انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (4/ 127/551)، و"تهذيب الكمال" (3/ 291/2532 - ط2.مؤسسة الرسالة).(34/422)
تَخْرِيجُ حَدِيثِ: " أَفَعَمْيَاوَانِ أَنْتُمَا "
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[20 - 07 - 02, 10:13 ص]ـ
http://alsaha.fares.net/sahat?14@30.WCyBbtSb1ue^0@.ef2850d
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[20 - 07 - 02, 10:09 م]ـ
جزاك الله خيراً على مبحثك حول هذا الحديث المنتشر بين الناس.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[21 - 07 - 02, 12:15 ص]ـ
الأخ هيثم حمدان.
وإياك أخي. وليتك تعدل الرابط.(34/423)
[دراسة حديثية] لحديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[21 - 07 - 02, 09:39 ص]ـ
للشيخ الفاضل [سلمان العودة] حفظه الله.
ومن كتابه المفيد [صفة الغرباء]
قال:
وقد ورد الحديث الذي يبشر بها عن جمع من الصحابة، وهم: أبو هريرة، ومعاوية، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعوف بن مالك، وأنس بن مالك، وأبو أُمامة، وابن مسعود، وجابر بن عبد الله، وسعد بن أبي وقَّاص، وأبو الدَّرداء، وواثلة بن الأسقع، وعمرو بن عوف المزني، وعلي بن أبي طالب، وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهم جميعًا.
وفي معظم الأحاديث ذُكرت الفرقة الناجية بعد ذكر الاختلاف، وفي بعضها ذُكر الاختلاف دون إشارة للفرقة الناجية.
وسأسوق هذه الأحاديث كلها مساقًا واحدًا؛ حتى يتبين بوضوح ثبوت الخبر في اختلاف الأمَّة ثبوتًا لا شكَّ فيه، إذ إن بعض هذه الأحاديث يشهد لبعضها الآخر.
ويكفي في ثبوت وجود الفرقة الناجية أن تكون معظم هذه الروايات ذَكَرَتْها.
ويؤكِّده تأكيدًا لا يقبل الشك، ما سيأتي -بعد- من ذكر الطائفة
المنصورة (3).
وهذه أحاديث الفرقة الناجية:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "افترقَت اليهودُ على إحدى -أو ثنْتَيْن- وسبعين فرقةً، وتفرَّقَت النَّصارى على إحدى -أو ثنْتَيْن- وسبعين فرقةً، وتفتَرقُ أُمَّتي على ثلاث وسبعينَ فرقةً" (4).
وعن أبي عامر عبد الله بن لُحَيّ قال: حَجَجْنا مع معاوية بن أبي سفيان، فلما قدمنا مكَّة؛ قام حين صلَّى صلاة الظهر، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن أهل الكتابين افتَرقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملَّة، وإنَّ هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملَّة -يعني: الأهواء- كلُّها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة، وإنه سيخرج في أمتي أقوام تَجَارى بهم تلك الأهواءُ كما يَتَجارى الكَلَب (5) بصاحبه؛ لا يبقى منهُ عرقٌ ولا مِفْصَلٌ إلا دخله". والله - يا معشر العرب - لئن لم تقوموا بما جاء به نبيُّكم صلى الله عليه وسلم؛ لَغَيْرُكم من الناس أحرى أن لا يقومَ به (6).
وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "افترقتُ اليهود على إحدى وسبعينَ فرقةً، فواحدةٌ في الجنَّة وسبعون في النار، وافترقت النَّصارى على ثنتين وسبعين فرقةً، فإحدى وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده؛ لتفترقنَّ أُمَّتي على ثلاث وسبعين فرقةً، واحدةٌ في الجنة، وثنتان وسبعون في النار". قيل: يا رسول الله! مَن هُم؟ قال: "الجماعة" (7).
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستفترقُ أُمَّتي على بضع وسبعين فرقةً: أعظمُها فتنةً على أمَّتي قومٌ يقيسون الأمورَ برأيهم؛ يُحرِّمون الحلال، ويُحُّلون الحرام" (8).
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنت -يا عوف- إذا افترقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة: واحدة في الجنة، وسائرهن في النار؟ ". قلت: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: "إذا كَثُرَت الشُّرط، وَمَلَكَت الإِماءُ، وَقَعَدَت الحملانُ على المنابر، واتُّخِذَ القرآن مزامير، وزُخْرِفَتِ المساجد، ورُفِعَتِ المنابر ... "الحديث (9).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليأتيَنَّ على أُمَّتي ما أتى على بني إسرائيلَ حَذْوَ النعل بالنعل، حتى إن كان منهُم مَن أتى أُمَّه علانية؛ لكان في أُمَّتي مَن يصنع ذلك، وإنَّ بني إسرائيل تفرَّقت على ثنتين وسبعين ملَّة، وتفترق أُمَّتي على ثلاث وسبعين ملة؛ كلهم في النار؛ إلا ملة واحدة". قالوا: ومَن هي يا رسول الله؟ قال: "ما أنا عليه وأصحابي" (10).
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن بني إسرائيل افتَرَقَتْ على إحدى وسبعين فرقةً، وإن أمَّتي ستفترق على ثنتين وسبعينَ فرقةً؛ كلًّها في النار؛ إلا واحدة، وهي الجماعة" (11).
¥(34/424)
وعن أبي أُمامة رضي الله عنه قال: "افترقت بنو إسرائيلَ على إحدى وسبعين فرقةً - أو قالَ: اثنتين وسبعينَ فرقةً -، وتزيدُ هذه الأمَّةُ فرقةً واحدةً؛ كلها في النار؛ إلا السواد الأعظم"، فقال له رجلٌ: يا أبا أُمامة! مِن رأيك أو سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إنِّي إذًا لجريءٌ؛ بل سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة، ولا مرتين، ولا ثلاث (12).
وعن سعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "افترقتْ بنو إسرائيلَ على إحدى وسبعين ملَّةً، ولن تذهبَ الليالي والأيامُ حتى تفتَرِقَ أُمَّتي على مِثلها" (13).
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ... يا ابن مسعود! هل علمتَ أنَّ بني إسرائيل افترقوا على اثنتين وسبعين فرقةً لم ينجُ منها إلا ثلاثُ فرق: فرقةٌ أقامت في الملوك والجبابرة، فدعت إلى دين عيسى، فأُخذَتْ، فقُتلَت بالمناشير، وحُرِّقت بالنيران، فصبرت حتى لحقت بالله، ثم قامت طائفةٌ أخرى لم تكن لهم قوة، ولم تطق القيام بالقسط، فلحقت بالجبال، فتعبَّدت وترهَّبت، وهم الذين ذكرهم الله فقال: (ورَهْبانيَّةً ابْتَدَعُوها مَا كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إلاَّ ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللهِ ... وكَثيرٌ مِنْهُم فاسِقونَ) (14)، وفرقةٌ منهم آمنت، فهُم الذين آمنوا وصدَّقوني، وهم الذين رعَوْها حقَّ رعايتِها، وكثيرٌ منهم فاسقون، وهم الذين لم يؤمنوا بي، ولم يصدِّقونى، ولم يرعَوْها حق رعايتها، وهم الذين فسَّقُهم الله" (15).
وعن أبي الدرداء وأبي أُمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ... ذروا المِراء؛ فإن بني إسرائيل افتَرقوا على إحدى وسبعين فرقةً، والنَّصارى على ثنتين وسبعين فرقةً؛ كلُّهم في الضَّلالة إلا السواد الأعظم"، قالوا: يا رسول الله! ومَن السواد الأعظم؟ قال: "مَن كان على ما أنا عليه وأصحابي، مَن لم يمارِ في دين الله، ومَن لم يكفِّر أحدًا من أهل التوحيد بذنب غفر له" (16).
وعن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد عن أبيه عن جده؛ قال: كنا قعودًا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده، فقال: "لَتَسْلُكُنَّ سَنَن مَن قبلكم حَذْوَ النَّعل بالنَّعل، ولَتَأْخُذُنَّ مثل أخذهم، إن شبرًا فشبر، وإن ذراعًا فذراع، وإن باعًا فباع، حتى لو دخلوا جُحر ضَبٍّ دَخَلْتُم فيه، ألا إن بني إسرائيل افترقت على موسى على إحدى وسبعين فرقةً؛ كلها ضالةٌ؛ إلا فرقةً واحدةً: الإسلام وجماعتُهم، وإنها افترقتْ على عيسى بن مريمَ على إحدى وسبعينَ فرقةً؛ كلها ضالة؛ إلا فرقةً واحدةً: الإسلام وجماعتُهم، ثم إنَّهم يكونون (17) على اثنتين وسبعين فرقة؛ كلها ضالة؛ إلا فرقة واحدة: الإسلام وجماعتهم" (18).
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه دعا رأس الجالوت (19) وأسقُف النَّصارى (20)، فقال: إنِّي سائلِكُم عن أمر -وأنا أعلم به منكما-؛ فلا تكتماني، يا رأس الجالوت! أنشدتُك الله الذي أنزل التوراةَ على موسى، وأطعمكم المنَّ والسلوى، وضرب لكم في البحر طريقًا، وأخرج لكم من الحجر اثنتي عشرة عينًا، لكل سِبْط من بني إسرائيل عينٌ؛ إلا ما أخبرتَني: على كَم افترقت بنو إسرائيل بعد موسى؟ فقال له: ولا فرقة واحدة! فقال له عليٌّ -ثلاث مرار-: كذبتَ، والله الذي لا إله إلا هو؛ لقد افترقت على إحدى وسبعين فرقةً؛ كلها في النار إلا فرقة.
ثم دعا الأسقف، فقال: أنشدك الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى، وجَعَل على رَحْلِه البركة، وأراكم العِبرة، فأبرأ الأكمه، وأحيى الموتى، وصنع لكم من الطين طيورًا، وأنبأكم بما تأكلون وما تدَّخرون في بيوتكُم، فقال: دون هذا أصدقك يا أمير المؤمنين. فقال: على كم افترقت النَّصارى بعد عيسى من فرقة؟ فقال: لا والله ولا فرقة. فقال -ثلاث مرار-: كذبتَ، والله الذي لا إله إلا هو؛ لقد افترقت على ثنتين وسبعين فرقةً؛ كلها في النار إلاَّ فرقةً.
فأما أنت -يا يهوديُّ-؛ فإن الله يقول: (وَمنْ قَوْم مُوسى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بالحَقِّ وَبه يَعْدلُونَ) (21)، فهي التي تنجو.
وأما أنت -يا نصرانيُّ-؛ فإن الله يقول: (منْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصدَةٌ وَكَثيرٌ منْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ) (22)، فهي التي تنجو.
وأما نحن؛ فيقول: (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (23)، وهي التى تنجو من هذه الأمة (24).
وعن عبد الله بن قيس رضي الله عنه قال: اجتمعَ عند عليٍّ رضي الله عنه جاثليتو (25) النصارى ورأس الجالوت.
فقال الرأس: تُجادلون على كم افترقت اليهود؟ قال: على إحدى وسبعين فرقة.
فقال علي رضي الله عنه: لتفترقَنَّ هذه الأمة على مثل ذلك، وأضلُّها فرقةً وشَرُّها: الدَّاعية إلينا -أهل البيت-، آية ذلك أنهم يشتمون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما (26).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تفرَّقَت اليهود على واحدة وسبعين فرقةً؛ كلها في النار، وتفرَّقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقةً؛ كلها في النار، وإن أُمَّتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقةً؛ كلها في النار؛ إلا واحدة"، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله! أخبرْنا مَن هُم؟ قال: "السواد الأعظم" (27).
هذه هي الأحاديث التي أمكن الوقوف عليها في خبر الاختلاف والفرقة الناجية، وهي خمسة عشر حديثًا.
وهذه الأحاديث عن هذا الجمع من الصحابة تَجْعَل من المُتَيَقَّن -عند مَن اطَّلع عليها وعلى طرقها- صدورَ هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيه بيانُ حتميَّة افتراق الأمَّة، واختلافها هذا الاختلاف الواسع العريض؛ كما افترقت واختلفت الأمم الكتابية قبلها؛ بل أشدُّ من ذلك. وهذا تخويفٌ وتحذيرٌ لها من ذلك.
وأن هذه الفرق كلها مذمومة متوعَّدة بالنار؛ إلا فرقة واحدة، وهي الفرقة الناجية الغريبة بين هذه الأهواء المختلفة. وهذا تبشيرٌ وتبصيرٌ.
وفيه بيان أن الحق لا يزال الله يقيِّض له مَن يحمله، ويصبر عليه.
وفيه حثُّ للمسلم على معرفة سبيل الناجين، وسلوكها.
¥(34/425)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 07 - 02, 09:55 ص]ـ
عندي بحث طويل خرجت فيه طرق كثيرة جداً لهذا الحديث، وأثبت صحة الحديث خلافاً للقرضاوي الذي رده. ولعلي أنقل هذا البحث (إن رغب الأخوة) لكنه طويل.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[21 - 07 - 02, 10:00 ص]ـ
(3) وذلك في الفصل الثاني من هذا الكتاب.
(4) رواه: أبو داود في: 34 - كتاب السنة، 1 - باب شرح السنة، (رقم 4596)، (5/ 4)، وهذا لفظه.
- والترمذي في: 41 - كتاب الإيمان، 18 - باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، (رقم 2640)، (5/ 25)، وقال: " ... حديث حسن صحيح".
- وابن ماجه في: 36 - كتاب الفتن، 17 - باب افتراق الأمم، (رقم 3991)، (2/ 1321).
- والإمام أحمد في "المسند": (2/ 332)؛ دون ذكر النصارى.
- والحاكم في "مستدركه" في: كتاب الإيمان، (1/ 61)، وقال: "هذا حديث كثر في الأصول ... ".
وفي: كتاب العلم، (1/ 128)، وقال: " هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
- وابن حبان؛ كما في "الموارد": 31 - كتاب الفتن، 4 - باب افتراق الأمم، (رقم 1834)، (ص 454).
- وأبو يعلى الموصلي في "المسند": مسند أبي هريرة (ل: 541 - 542).
- وابن أبي عاصم في كتاب "السنة": 19 - باب فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق، (رقم 66)، (1/ 33).
- والمروزي في "السنة": (ص 17).
- وابن بطة في "الإبانة الكبرى": باب ذكر افتراق الأمم في دينها، وعلى كم تفترق الأمة؟ (رقم 252)، (1/ 228).
- والآجُري في "الشريعة": باب ذكر افتراق الأمم، (ص 15).
ومدارهم جميعًا على: محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
ومحمد بن عمرو: هو ابن علقمة بن وقاص الليثي: قال أبو حاتم: "صالح الحديث، يكتب حديثه، وهو شيخ"، وقال النسائي: "ليس به بأس"، وقال مرة: "ثقة"، وتكلم فيه ابن معين، والجوزجاني، وقال الذهبي: "شيخ مشهور حسن الحديث"، وقال ابن حجر: "صدوق، له أوهام".
انظر: "التهذيب" (9/ 375)، "الجرح والتعديل" (8/ 31)، "الميزان" (3/ 673)، "التقريب" (2/ 196).
أما أبو سلمة؛ فهو ابن عبد الرحمن بن عوف، ثقة مكثر.
انظر: "التهذيب" (12/ 115)، "التقريب" (2/ 430).
فالحديث -بهذا الإسناد- حسن؛ لحال محمد بن عمرو، ولكنه صحيح لشواهده، وقد صحَّحه: الترمذي، والحاكم، وابن حبان -وسبقوا-، وصحَّحه أيضًا: الشاطبي في "الاعتصام" (2/ 189)، والسيوطي في "الجامع الصغير" (2/ 20 - المطبوع مع فيض القدير).
(5) الكَلَب -بالتحريك- هو داء يعرض للإنسان من عض الكَلْب الكََِلِب، فيصيبه شبه الجنون، وتعرض له أعراض رديئة، ولا يشرب الماء حتى يموت عطشًا.
هكذا ذكر صاحب "النهاية" (4/ 195)، وغيره.
(6) رواه: أبو داود في: 34 - كتاب السنة، 1 - باب شرح السنة، (رقم 4597)، (5/ 5).
- والدارمي في: 16 - كتاب الجهاد، 75 - باب في افتراق هذه الأمة، (رقم 2521)، (2/ 158).
- والإمام أحمد في "المسند": (4/ 102)، وهذا لفظه.
- والحاكم في "مستدركه" في: كتاب العلم، وقال بعد سياقه وسياق حديث أبي هريرة: "هذه أسانيد تقام بها الحجة في تصحيح هذا الحديث"، ووافقه الذهبي (1/ 128).
- والآجري في"الشريعة": باب ذكر افتراق الأمم، (ص 18).
- وابن أبي عاصم في "السنة": 1 - ذكر الأهواء المذمومة، (رقم 1و2)، (1/ 7).
وفي: 19 - باب فيما أخبر به النبي عليه السلام أن أمته ستفترق، (رقم 65)، (1/ 33).
- والمروزي في "السنة": (ص 14و15)، بإسنادين، في أولهما زيادة بعد قوله: "وهي الجماعة"؛ قال: "فاعتصموا بها، فاعتصموا بها"، وليس فيها ذكر الأهواء.
- واللالكائي في" شرح أصول الاعتقاد": سياق ما روي عن النبى صلى الله عليه وسلم في الحث على اتباع الجماعة، (رقم 150)، (1/ 101).
- وابن بطة في "الإبانة الكبرى": باب ذكر افتراق الأمم في دينهم، (رقم 245)، (1/ 221)، و (رقم 247)، (1/ 223).
- وقوَّام السنة الأصبهاني في كتاب "الحجة في بيان المحجة": فصل في ذكر الأهواء المذمومة، القسم الأول، (رقم 107)، (ص 177).
- ومدارهم جميعاً على صفوان بن عمرو، قال: حدثني أزهر بن عبد الله الحرازي، عن أبي عامر الهوزني، عن معاوية.
- وصفوان بن عمرو: هو ابن هرم السكسكي، وثَّقه العجلي، ودحيم، وأبو حاتم، والنسائي، وابن سعد، وابن المبارك، وغيرهم، وقال الذهبي: "وثقوه"، وقال ابن حجر:"ثقة".
¥(34/426)
- انظر: "تهذيب التهذيب" (4/ 428)، "الجرح والتعديل" (4/ 422)، "التقريب" (1/ 368)، "الكاشف" (2/ 27).
- وأزهر بن عبد الله الحرازي: وثقه العجلي، وابن حبان، وقال الذهبي:"تابعي حسن الحديث، لكنه ناصبيٌّ ينال من علي –رضي الله عنه-"، وقال في "المغني":"صدوق"، وقال ابن حجر:"صدوق تكلَّموا فيه للنصب".
- انظر: "الميزان" (1/ 173)، "التقريب" (1/ 52)، "ثقات العجلي" (ص59)، "الثقات" لابن حبان (4/ 38)، "المغني" (1/ 65).
- وأبو عامر الهوزني: هو عبد الله بن لُحيّ-بضم اللام وفتح الحاء-: قال أبو زرعة والدارقطني:"لا بأس به"، ووثقه العجلي، وابن حبان، وغيرهم، وقال الذهبي:"ثقة"، وقال ابن حجر:"ثقة مخضرم".
- انظر: "الجرح والتعديل" (5/ 145)، "تهذيب التهذيب" (5/ 373)، "التقريب" (1/ 444)، "الكاشف" (2/ 109).
- فالحديث –بهذا الإسناد- حسنٌ؛ لحال أزهر بن عبد الله، لكنه صحيح بشواهده.
- وقد صححه الحاكم، ووافقه الذهبي –وسبقا-.
- وجوَّده العراقي في "تخريج الإحياء" حيث قال:"ولأبي داود من حديث معاوية، وابن ماجه من حديث أنس وعوف بن مالك:"وهي الجماعة"، وأسانيدها جياد".
"المغني عن حمل الأسفار في الأسفار" (3/ 230).
وحسنه ابن حجر، حيث قال: "وإسناده حسن".
"الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف" (ص 63).
وقال ابن تيمية: "هذا حديث محفوظ من حديث صفوان بن عمرو، عن الأزهر بن عبد الله الحرازي، عن أبي عامر عبد الله بن لحي، عن معاوية؛ رواه عنه غير واحد؛ منهم: أبو اليمان، وبقية، وأبو المغيرة ... ".
"اقتضاء الصراط المستقيم" (1/ 118).
(7) رواه: ابن ماجه في: 36 - كتاب الفتن، 17 - باب افتراق الأمم، (رقم 3992)، (2/ 1322).
- وابن أبي عاصم في: 19 - باب فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق، (رقم 63)، (1/ 32).
- واللالكائي في: سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحث على اتباع الجماعة، (رقم 149)، (1/ 101).
وعلَّقه الحاكم في: كتاب الإيمان، (1/ 6).
- ورواه قوَّام السنة الأصبهاني في كتاب "الحجة في بيان المحجة": فصل في ذكر الفرقة الناجية، القسم الأول، (رقم 19 - 20) (ص 26).
- كلهم من طريق عمرو بن عثمان، حدثنا عباد بن يوسف، حدثني صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، عن عوف، به.
وعمرو بن عثمان: هو ابن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي: ثقة.
انظر: "التهذيب" (8/ 76).
وعباد بن يوسف: لم يرو عنه من الستة إلا ابن ماجه، روى عنه هذا الحديث فحسب، وقد عدَّه ابن حبان في الثقات، ووثقه ابن ماجه، وابن أبي عاصم، وقال عثمان بن صالح: "حدثنا إبراهيم بن العلاء، حدثنا عباد بن يوسف؛ صاحب الكرابيسي، ثقة"، وقال ابن عدي: "روى عن صفوان وغيره أحاديث ينفرد بها".
والذي يترجَّح - والله أعلم - أنه صدوق، حسن الحديث.
انظر: "التهذيب" (5/ 110)، "الميزان" (2/ 380)، "المغني" (1/ 328)، "التقريب" (1/ 395)، "الكاشف" (2/ 7)، "الكامل" (4/ 1652).
وصفوان بن عمرو: ثقة.
وراشد بن سعد: ثقة.
انظر: "التهذيب" (3/ 225)، "التقريب" (1/ 240)، "الكاشف" (1/ 231).
فالحديث -بهذا الإسناد- حسن؛ لحال عباد بن يوسف.
وقد سبق ما يشهد للزيادة التي فيه -وهي: "الجماعة"- في رواية المروزي لحديث معاوية.
(8) رواه البزار؛ كما في"كشف الأستار": كتاب العلم، باب التحذير من علماء السوء، (رقم 172)، (1/ 98).
وعزاه الهيثمي له وللطبراني في "الكبير"؛ قال: "ورجاله رجال الصحيح".
"المجمع": كتاب العلم، باب في القياس والتقليد، (1/ 179).
ورواه ابن عدي في "الكامل": في ترجمة نعيم بن حماد الخزاعي، (7/ 2483).
والبيهقي في "المدخل": باب ما يذكر من ذم الرأي، (رقم 207)، (ص 188).
وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" في: (فقرة رقم 1783)، (1/ 622).
وابن بطة في "الإبانة الكبرى": باب ذكر افتراق الأمم في دينها، رقم (251)، (1/ 227).
والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد": في ترجمة نعيم بن حماد، رقمها (7285)، (13/ 307و308).
والحاكم في "المستدرك": كتاب الفتن والملاحم، (4/ 430)، وقال:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله": باب ما جاء في ذم القول في دين الله بالرأي والقياس، (2/ 133و134).
ومداره على نعيم بن حماد، عن عيسى بن يونس.
¥(34/427)
ونعيم بن حماد: وثقه أحمد، وابن معين، وغيرهم، وقال ابن حجر:"صدوق يخطئ كثيراً ... "، وقد تتبَّع ابن عدي ما أخطأ فيه، وقال:"وعامة ما أنكر عليه هو هذا الذي ذكرته، وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيماً".
انظر: "التهذيب" (10/ 458)، "التقريب" (2/ 305)، "الكامل" (7/ 2485).
وقال عبد الغني بن سعيد: "وبهذا الحديث سقط نعيم بن حماد عند كثير من أهل العلم بالحديث، إلا أن يحيى بن معين لم يكن ينسبه إلى الكذب، بل كان ينسبه إلى الوهم". "التهذيب" (10/ 461).
وقد تابع نعيماً في روايته عدد؛ منهم: عبد الوهاب بن الضحاك، وسويد الأنباري، وأبو صالح الخراساني، والحكم بن المبارك، والنضر ابن طاهر.
وانظرها في:"تاريخ بغداد" (13/ 310 - 311)، و"الكامل" (3/ 1264و 7/ 2483)، وغيرهما.
وقال عبد الغني: "كل من حدَّث به عن عيسى بن يونس غير نعيم ابن حماد؛ فإنما أخذه من نعيم".
وقال ابن عدي: "وهذا إنما يُعرف بنعيم بن حماد، ورواه عن عيسى ابن يونس، فتكلَّم الناس فيه بجرَّاه".
قال: " ... ثم سرقه قومٌ ضعفاء ممَّن يعرفون بسرقة الحديث ... ".
"تاريخ بغداد" (13/ 311)، "الكامل" (3/ 1265)، "التهذيب" (10/ 461).
والحديث - بهذا الإسناد - منكر.
قال أبو زرعة الدمشقي: "قلت ليحيى بن معين في حديث نعيم هذا، وسألته عن صحَّته؟ فأنكره. قلتُ: من أين يؤتى؟ قال: شُبِّه له".
وقال البيهقي: "تفرَّد به نعيم بن حماد، وسرقه عنه جماعة من الضعفاء، وهو منكر، وفي غيره من أحاديث الصحاح الواردة في معناه كفاية".
وقد سبق ذكر كلام عبد الغني.
أما تصحيح الحاكم له؛ فمدفوعٌ بأقوال هؤلاء الجهابذة، وقد عُرف تساهله الشديد في التصحيح.
- لكنَّ صدر الحديث صحيح -كما سبق وسيأتي-.
(9) ذكره الهيثمي في "المجمع"، وقال: "رواه الطبراني، وفيه عبد الحميد ابن إبراهيم، وثَّقه ابن حبان، وهو ضعيف، وفيه جماعة لم أعرفهم".
" المجمع": كتاب الفتن، باب ثان في أمارات الساعة، (7/ 323).
وعبد الحميد؛ قال الذهبي: "ضُعِّف". وقال ابن حجر: "صدوق؛ إلا أنه ذهبت كتبه، فساء حفظه".
"التهذيب" (6/ 108)، "الميزان" (2/ 537)، "الكاشف" (2/ 132)، "التقريب" (1/ 16).
(10) رواه الترمذي في: 41 - كتاب الإيمان، 18 - باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، رقم (2641)، (5/ 26)، وقال: "هذا حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه".
- وابن وضَّاح في "البدع والنهي عنها": باب فيما يُدال الناس بعضهم من بعض، (ص 85).
- والآجري في "الشريعة": باب ذكر افتراق الأمم في دينهم، (ص 15 و16).
- والمروزي في "السنة": (ص 18).
- واللالكائي في: سياق ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحث على اتِّباع الجماعة، (رقم 145 - 147)، (1/ 99).
- والعقيلي في "الضعفاء الكبير" في: ترجمة عبد الله بن سفيان الخزاعي، رقمها (815)، (2/ 262).
- والحاكم في: كتاب العلم، (1/ 128)، وأشار إلى أن إسناده لا تقوم به الحجة.
- وابن بطة في "الإبانة الكبرى": باب ذكر افتراق الأمم في دينهم، (رقم 443 - 244)، (1/ 219 - 221).
- وقوَّام السنة الأصبهاني في كتاب "الحجة في بيان المحجة": فصل في ذكر الفرقة الناجية، القسم الأول، (رقم 16 - 17)، (ص 24و25).
ومداره على عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، عن عبد الله ابن يزيد، عن عبد الله بن عمرو.
وعبد الرحمن: وثقه يحيى القطان مرة، وضعَّفه أخرى، ووثَّقه أحمد ابن صالح المصري، وقال البخاري: "مقارب الحديث"، وقال في "الضعفاء الصغير": "في حديثه بعض المناكير"، وضعفه يحيى بن معين، والإمام أحمد، والنسائي، وغيرهم، وقال الذهبي: "ضعفوه"، وقال ابن حجر: "ضعيف في حفظه".
انظر: "التهذيب" (6/ 173)، " الضعفاء الصغير" (ص 142)، "الكاشف" (2/ 146)، " التقريب" (1/ 480).
وعبد الله بن يزيد: هو المعافري: ثقة.
انظر:"التهذيب" (6/ 81)، "التقريب" (1/ 462).
فالحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف عبد الرحمن في حفظه وروايته للمناكير.
- وقد حسنه الترمذي؛ كما في طبعة "السنن" مع "تحفة الأحوذي" (3/ 368)، طبعة دار الفكر، بمراجعة عبد الرحمن محمد عثمان (7/ 400)، وكما نقله العراقي في "تخريج الإحياء" (3/ 230).
¥(34/428)
ولعل الترمذي حسَّنه لشواهده الكثيرة، وليس لتقويته للإفريقي، إذ إنه لم يحسّن حديث: "من أذَّن فهو يقيم" عن زيادة بن الحارث الصدائي، وقال عقبه: "وحديث زياد إنما نعرفه من حديث الإفريقي، والإفريقي ضعيف عند أهل الحديث، ضعَّفه يحيى ابن سعيد القطان وغيره، وقال أحمد: لا أكتب حديث الإفريقي". قال: "ورأيت محمد بن إسماعيل يقوّي أمره، ويقول: هو مقارب الحديث".
"سنن الترمذي" (1/ 384).
(11) رواه ابن ماجه في: 36 - كتاب الفتن، 17 - باب افتراق الأمم، (رقم 3993)، (2/ 1322).
وابن أبي عاصم في "السنة": 19 - باب فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق، (رقم 64)، (1/ 32).
من طريق هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا أبو عمرو، حدثنا قتادة، عن أنس.
وهشام: روى له الستة إلا مسلمًا، ووثقه ابن معين وغيره، وقال العجلي: "صدوق"، وقال أبو حاتم: "لما كبر هشام تغيَّر، فكل ما دُفع إليه قرأه، وكل ما لُقِّن تلقَّن"، وقال ابن حجر: "صدوق".
"التهذيب" (11/ 51)، "التقريب" (2/ 32).
والوليد بن مسلم: هو القرشي، أبو العباس الدمشقي: ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية، وذكر أبو مسهر والدارقطني أن أكثر تدليسه عن الأوزاعي - وهو شيخه هنا-.
وأبو عمرو: هو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي: ثقة جليل.
"التقريب" (1/ 493).
وقتادة: هو ابن دعامة السدوسي: ثقة، ثبت، لكنه مدلِّس، من الطبقة الثالثة.
انظر: "الميزان" (3/ 385)، "التقريب" (2/ 123)، "تعريف أهل التقديس" (ص 102).
- فهذا الحديث -بهذا الإسناد- ضعيف؛ لأن الوليد بن مسلم يدلّس تدليس التسوية، وهو أن يسقط ضعيفاً بين ثقتين، وهو شر أنواع التدليس، فلا يقطع باتصال السند إلا إذا صرح هو ومن فوقه من الرواة بالتحديث، وها هنا لم يصرِّح قتادة، مع أن قتادة نفسه مدلس.
- ولكنه حسنٌ بشواهده:
- ورواه الخطيب من طريق أخرى عن الوليد في "شرف أصحاب الحديث": 7 - قوله:"ستفترق أمتي"، رقم (41)، ص (24).
- وذكره الجورقاني في "الأباطيل": 4 - كتاب الفتن، 1 - باب افتراق هذه الأمة، برقم (284)، (1/ 303) معلقاً إلى الوليد.
- والحديث جاء عن أنس من طرق أخرى كثيرة:
- أ- فرواه اللالكائي في: سياق ما روي عن النبي –صلى الله عليه وسلم- في الحث على اتباع الجماعة، برقم (148)، (1/ 100)، وهو من طريق الأوزاعي، أن يزيد الرقاشي حدَّثه، أنه سمع أنس بن مالك: (فذكره نحوه).
- وكذلك أخرجه قوَّام السنة الأصبهاني في كتاب "الحجة في بيان المحجة":فصل في ذكر الفرقة الناجية، القسم الأول، رقم (18)، ص (26).
- ويزيد: هو ابن أبان الرقاشي، وهو ضعيف.
- انظر: "التهذيب" (11/ 309)، "التقريب" (2/ 361).
- ب- ورواه الإمام أحمد في "المسند" (3/ 120) من طريق وكيع، حدثنا عبد العزيز –يعني: الماجشون-، عن صدقة بن يسار، عن العميري، عن أنس، بنحوه.
- ورواته ثقات، عدا العميري.
- قال الشيخ الألباني:"والعميري هذا لم أعرفه، وغالب الظن أنه محرَّف من (النميري)، واسمه زياد بن عبد الله، فقد روى عن أنس، وعنه صدقة بن يسار، وهو الذي روى هذا الحديث عنه، فالنميري ضعيف، وبقية رجاله ثقات".
"سلسلة الأحاديث الصحيحة" رقم (204) (1/ 3/16).
وانظر في ترجمة النميري هذا: "التهذيب" (3/ 378)، "الكامل" (3/ 1044).
فإن كان هو؛ فالإسناد –أيضاً- ضعيف.
جـ-ورواه الإمام أحمد أيضاً من حديث حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أنس بنحوه: (3/ 145).
وحسن: هو ابن موسى الأشيب، ثقة.
انظر:"التهذيب" (2/ 323)، "التقريب" (1/ 171).
وابن لهيعة: سبق الكلام فيه في الرسالة الأولى، وأن رواية العبادلة عنه مقبولة –حسب-.
وخالد بن يزيد: هو الجمحي، وهو ثقة.
انظر: "التهذيب" (2/ 139)، "التقريب" (1/ 220).
وسعيد بن أبي هلال: وثقه ابن سعد، والعجلي، والدارقطني، وغيرهم، وضعفه ابن حزم بغير حجة، وذكر الساجي عن الإمام أحمد أنه اختلط، وقال ابن حجر: "صدوق"، وقال الذهبي:"ثقة، معروف، حديثه في الكتب الستة".
انظر: "التهذيب" (4/ 94)، "التقريب" (1/ 307)، "الميزان" (2/ 162).
ولكن روايته عن أنس مرسلة؛ كما في "التهذيب"، وروايته هنا عن أنس.
فهذا مرسل ضعيف؛ لحال ابن لهيعة.
¥(34/429)
د- ورواه أسلم بن سهل الواسطي في "تاريخ واسط": تسمية القرن الرابع من أهل واسط، ص (196): من طريق وهب بن بقية، قال: أخبرني عبد الله بن سفيان الواسطي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس ... وقال:"تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ... "، وفيه:"ما كان على ما أنا عليه اليوم وأصحابي".
ومن طريقه أخرجه العقيلي في "الضعفاء"، في: ترجمة عبد الله ابن سفيان الخزاعي، رقم الترجمة (815)، (2/ 262).
والطبراني في "معجمه الصغير": فيمن اسمه عيسى، (1/ 256).
والجورقاني في "الأباطيل": 4 - كتاب الفتن، 1 - باب افتراق هذه الأمة، برقم (283)، وقال:"هذا حديث عزيز حسن مشهور، ورواته كلهم ثقات أثبات، كأنهم بدور وأقمار"!
وأسلم بن سهل، وإن لينه الدارقطني؛ فقد وثقه غيره، وقال خميس الحوزي:"ثقة ثبت، إمام جامع، يصلح للصحيح، وكان لا مزيد عليه في الحفظ والإتقان"، وقال الذهبي:"هو الحافظ الصدوق".
انظر: "سؤالات السلفي للحوزي"، ترجمة رقم (98)، ص (111)، "تذكرة الحفاظ" للذهبي (2/ 664)، لسان الميزان (1/ 388).
ووهب بن بقية: ثقة.
انظر: "التهذيب" (11/ 159)، "التقريب" (2/ 337).
وعبد الله بن سفيان الواسطي: قال العقيلي:"لا يُتابع على حديثه"، ثم ذكر حديث الافتراق، ثم قال:"ليس له من حديث يحيى بن سعيد أصل، وإنما يُعرف هذا الحديث من حديث الإفريقي".
"الضعفاء الكبير" ترجمة (815)، (2/ 262)، ونقله كله الذهبي في "الميزان" (2/ 430).
ويحيى بن سعيد الأنصاري: ثقة، ثبت.
انظر: "التهذيب" (11/ 321)، "التقريب" ص (591) تحقيق محمد عوامة، وقد سقطت عبارة التوثيق من الطبعة المصرية.
فالإسناد ضعيف لحال عبد الله بن سفيان الواسطي.
هـ- ورواه الآجرِّي في "الشريعة": باب ذكر افتراق الأمم في دينهم، ص (16): عن يعقوب بن زيد بن طلحة، عن زيد بن أسلم، عن أنس، وذكر حديثاً طويلاً فيه اختلاف اليهود ثم النصارى، ثم قال:"وتعلو أمتي على الفريقين جميعاً بملة واحدة".
ورواه أيضاً ابن مردويه؛ كما في "تفسير ابن كثير": سورة المائدة، (2/ 76 - 77)، وقال ابن كثير:"هذا حديث غريب جداً من هذا الوجه بهذا السياق ... ".
ورواه أبو يعلى؛ كما في "المطالب العالية": كتاب الإيمان، باب افتراق الأمة، (ل:202 - المسندة).
وابن بطة في "الإبانة الكبرى": باب ذكر افتراق الأمم في دينهم، رقم (248)، (1/ 224).
وأبو معشر: هو نجيح بن عبد الرحمن السندي: ضعيف، مختلط.
وانظر: "التهذيب" (10/ 419)، "التقريب" (2/ 298).
ويعقوب بن زيد بن طلحة: ثقة.
"التهذيب" (11/ 385).
وزيد بن أسلم: ثقة، فقيه، عالم، وكان يرسل.
"التهذيب" (3/ 395)، "التقريب" (1/ 272).
فهذا الإسناد ضعيف لضعف أبي معشر.
و- ورواه الآجري –أيضاً-: من طريق شبابة بن سوار، قال: أخبرنا سليمان بن طريف، عن أنس، بمعناه، ص (17).
وابن بطة في "الإبانة الكبرى": باب ذكر افتراق الأمم، رقم (249)، (1/ 225).
وشبابة بن سوار: ثقة، حافظ.
"التقريب" (1/ 345).
أما سليمان بن طريف –أو طريف بن سليمان-؛ فهو مشهور بكنيته: أبي عاتكة، ولذلك قال الشيخ الألباني في "سلسلته الصحيحة" (1/ 3/16):" لم أجد له ترجمة"، وهو مترجم في "التهذيب" وغيره: قال البخاري:"منكر الحديث"، وقال أبو حاتم:"ضعيف الحديث ذاهب الحديث"، وقال ابن حبان:"منكر الحديث جداً"، وقالد الدارقطني:"ضعيف".
"التاريخ الكبير" (4/ 357)، "الجرح والتعديل" (4/ 494)، "المجروحين" (1/ 382)، "التهذيب" (12/ 141).
ز- ورواه –أيضاً- من طريق سويد بن سعيد، قال: حدثنا مبارك بن سحيم، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، وفيه:"وإن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا السواد الأعظم".
ورواه ابن بطة في "الإبانة الكبرى": باب ذكر افتراق الأمم في دينهم، رقم (250)، (1/ 226).
والجورقاني في الأباطيل: 4 - كتاب الفتن، 1 - باب افتراق هذه الأمة، برقم (285)، (1/ 303).
وسويد: مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب.
انظر: "الكامل" (3/ 1263)، "التهذيب" (4/ 272).
ومبارك بن سحيم مولى عبد العزيز بن صهيب: متروك.
انظر: "التهذيب" (10/ 27)، "التقريب" (2/ 227).
فهذا إسناد ضعيف جداً لحال مبارك.
¥(34/430)
ح-ورواه ابن عدي في: ترجمة خلف بن ياسين الزيات، (3/ 934): من طريق خلف، حدثنا الأبرد بن الأشرس، عن يحيى ابن سعيد، عن أنس، وفي متنه اضطراب، حيث قال:"تفترق أمتي على إحدى وسبعين فرقة؛ كلها في النار؛ إلا واحدة" قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال:"الزنادقة وهم أهل القدر".
وبنحوه رواه الجورقاني في "الأباطيل": 4 - كتاب الفتن، 1 - باب افتراق هذه الأمة، برقم (277 - 280)، (1/ 96).
والحديث بهذا الإسناد موضوع؛ فإن خلفاً عدَّه العقيلي في المجهولين، وقال ابن عدي:"لم أر لخلف غير هذا الحديث ... ورواياته عن مجهولين".
"الضعفاء" للعقيلي (2/ 23)، "الكامل" (3/ 4).
والأبرد بن الأشرس: قال ابن خزيمة:"كذاب وضَّاع".
"المغني" (1/ 32).
وقال ابن حجر بعد سياقه الحديث كما سقته:"هذا موضوع، وهو –كما ترى- متناقض".
"لسان الميزان" (2/ 405).
- وقال الجورقاني: "هذا حديث لا يُرجع منه إلى صحة، وليس لهذا الحديث أصل من حديث يحيى بن سعيد، ولا من حديث سعد بن سعيد ... ".
ط- ورواه الخطيب البغدادي في "شرف أصحاب الحديث": 7 - قوله صلى الله عليه وسلم: "ستفترق أمتي على نيف وسبعين فرقة" (رقم 40)، (ص 24): من طريق الحجاج بن يوسف بن قتيبة ابن مسلم الأصبهاني، قال: حدثنا بشر بن الحسن، قال: حدثنا الزبير ابن عدي، عن أنس.
والحجاج بن يوسف بن قتيبة هو: أبو محمد الأزرق: له ترجمة في "تاريخ أصبهان" (1/ 301).
وبشر بن الحسين: قال البخاري: "فيه نظر"، وقال الدارقطني: "متروك"، وقال أبو حاتم الوازي حين سئل عن أحاديثه عن الزبير عن أنس؛ قال: "هي أحاديث موضوعة"، وقال ابن حبان: "يروى عن الزبير بن عدي نسخة موضوعة، ما لكثير حديث منها أصل ... روى عنه حجاج بن يوسف بن قتيبة تلك النسخة"، وقال الدارقطني: "يروي عن الزبير بواطيل".
"الجرح والتعديل" (2/ 355)، كتاب "المجروحين" (1/ 190)، "الميزان" (1/ 315)، "التهذييب" (3/ 317).
فقد حكم الأئمة على هذه النسخة -ومنها هذا الحديث- بأنها باطلة موضوعة.
- فإذا استبعدنا الطرق الأربع الأخيرة؛ بقي لدينا ست طرق كلها ضعيفة ضعفًا منجبرًا، وهي تؤكد ثبوت الحديث عن أنس رضي الله عنه.
(12) رواه ابن أبي عاصم في "السنة": 19 - باب فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق، (رقم 68) (1/ 34).
ومحمد بن نصر المروزي في "السنة": (ص 16و17).
- والطبراني في "الكبير": برقم (8035 و8051 و 8054)، (8/ 321 و327 و328).
- واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد": سياق ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحث على اتباع الجماعة، (رقم 151 و152)، (1/ 102 - 104).
- وابن أبي زمنين في " أصول السنة": باب النهي عن مجالسة أهل الأهواء، (ل:36 - 37).
- والحارث بن أبي أسامة؛ كما في "المطالب العالية": كتاب الإيمان والتوحيد، باب افتراق الأمة (ل: 202 - المسندة).
- وأبو نعيم الأصبهاني في"ذكر أخبار أصبهان"، في: ترجمة حزور الأصبهاني أبي غالب، (1/ 286).
- ورواه البيهقي في "السنن": كتاب قتال أهل البغي، باب الخلاف في قتال أهل البغي، (8/ 188).
- ورواه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن": باب ما جاء في ظهور البدع والأهواء، (ل:24 /ب).
ومدار أسانيدهم جميعًا على أبي غالب، عن أبي أمامة.
- فرواه ابن أبي عاصم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا قطن بن عبد الله، عن أبي غالب.
- وأبو بكر بن أبي شيبة: هو الإمام عبد الله بن محمد بن إبراهيم: ثقة، حافظ.
"التهذيب" (6/ 2)، "التقريب" (1/ 445).
أما قطن بن عبد الله، أبو مُرّي -بضم الميم، وتشديد الراء-؛ فذكره البخاري، ثم ابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً، وكذلك مسلم، والدولابي في "الكنى"، وقد روى عنه اثنان، فهو مستور.
"التاريخ الكبير" (7/ 189)، "الجرح والتعديل" (7/ 137)، "الكنى" لمسلم (2/ 833) –ووقع فيه مطبوعًا ومخطوطًا: "قطري"-، "الكنى" للدولابي، (1/ 112).
أما أبو غالب؛ فهو حزور؛ كما سماه مسلم، ويحيى بن معين، وابن عدي، والطبراني، والدولابي، وابن عبد البر، وغيرهم: قال يحيى بن معين:"ثقة"، وفي رواية: "صالح الحديث"، وقال الدارقطني: "ثقة"، ووثقه موسى ابن هارون، وضعَّفه أبو حاتم، والنسائي، وابن حبان، وقال ابن عدي: " ... ولم أر في حديثه حديثًا منكرًا جدًّا، وأرجو أنه لا بأس به"، وقال ابن حجر: "صدوق يخطئ"، وقال الذهبي: "صالح الحديث".
¥(34/431)
"تاريخ الدارامي عن يحيى بن معين" (ص 236)، "الجرح والتعديل" (3/ 316)، "الكنى" للدولابي (2/ 79)، "الكنى" لمسلم (2/ 665)، "الاستغناء" لابن عبد البر (2/ 871)، "الكامل" (2/ 860)، "التهذيب" (12/ 197)، "التقريب" (2/ 460)، "الكاشف" (3/ 322).
فالحديث بهذا الاسناد ضعيف؛ لجهالة قطن بن عبد الله.
لكنه لم ينفرد به؛ بل تابعه عدد من الرواة؛ منهم:
حماد بن زيد عند: البيهقي، وابن أبي زمنين، والطبراني، والداني.
وحماد: ثقة، ثبت، فقيه.
انظر: "التهذيب" (3/ 9)، "التقريب" (1/ 197).
وقريش بن حبان عند الطبراني.
وسلم بن زرير عند: الطبراني، واللالكائي.
وداود بن السليك عندهما.
وداود بن أبي الفرات عند المروزي.
فالحديث - بهذا - إسناده حسن.
وقد قال فيه الهيثمي: "رواه الطبراني، ورجاله ثقات".
"المجمع" (6/ 234).
وقال في موضع آخر: "رواه الطبراني في "الأوسط" و"الكبير" بنحوه، وفيه أبو غالب، وثَّقه ابن معين وغيره، وبقية رجال "الأوسط" ثقات، وكذلك أحد إسنادي (الكبير) ".
"المجمع" (7/ 258).
(13) رواه الآجري في "الشريعة": باب ذكر افتراق الأمم، (ص17).
والمروزي في "السنة" (ص17).
والبزار؛ كما في "كشف الأستار": كتاب الفتن، باب افتراق الأمم، (رقم 284)، (4/ 97)، وقال: "لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم روى (عبد الله) ابن عبيدة [كذا، والذي في السند المطبوع: موسى بن عبيدة، وقد عدَّه المحقق الشيخ الأعظمي خطأ، ونبه عليه، وفي تخطئته نظرٌ؛ لما ذكرتُه في إسناد هذا الحديث] عن عائشة عن أبيها إلا هذا".
وابن بطة في "الإبانة الكبرى": باب ذكر افتراق الأمم في دينهم، (رقم 242 و245 - 246)، (1/ 218 و221 - 222).
كلهم من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن أبي بكر بن عياش، عن موسى ابن عبيدة، عن عائشة بنت سعد.
وأحمد بن عبد الله بن يونس: ثقة، حافظ.
"التقريب" (1/ 19).
وأبو بكر بن عياش: هو ابن سالم الأسدي الكوفي المقرئ: ثقة، عابد، إلا أنه لما كبر ساء حفظه.
انظر: "تهذيب الكمال" (3/ 1586)، "التقريب" (2/ 399).
- وموسى بن عبيدة: هو الربذي، ضعيف.
"التقريب" (2/ 286).
وعائشة بنت سعد: ذكرها ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: "تابعية، ثقة، مدنية".
"الثقات" لابن حبان (5/ 288)، "ثقات" العجلي (ص 521)، وانظر: "تهذيب التهذيب" (12/ 36).
فالإسناد ضعيف لضعف موسى بن عبيدة الربذي.
وفي إسناد المروزي وإحدى طرق ابن بطة دخل بين موسى وعائشة: عبد الله ابن عبيدة، وهو الربذي، أخو موسى بن عبيدة.
وهذا الصنيع يفسر قول البزار السابق، ويضيف إلى الحديث علة أخرى؛ فإن عبد الله هذا وثَّقه يعقوب بن شيبة، والدارقطني، وقال النسائي: "ليس به بأس"، وقال أحمد عنه وعن أخيه: "لا يشتغل بهما"، وقال ابن معين: "حديثهما ضعيف"، وقال عن عبد الله: "ليس بشيء"، وقال ابن عدي: "تبين على حديثه الضعف"، وقال ابن حجر: "ثقة"، وقال الذهبي: "صدوق، فيه شيء".
"التهذيب" (5/ 309)، "الكاشف" (2/ 95)، "التقريب" (1/ 431).
مع دلالته على اضطراب موسى أو غيره في روايته للحديث، فمرة يرويه عن عبد الله ومرة عن عائشة.
(14) الحديد: 27.
(15) رواه الطبراني في "الكبير": برقم (10357)، (10/ 211).
وابن أبي حاتم في "تفسيره"؛ كما ساقه ابن كثير في "التفسير": تفسير سورة الحديد، (4/ 315).
وابن أبي عاصم في "السنة": 19 - باب فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق، (رقم 71)، (1/ 35).
كلهم من طريق هشام بن عمار، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن القاسم بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن جده.
وهشام: صدوق.
والوليد: ثقة يدلس تدليس التسوية، فيلزم للحكم باتصال السند أن يصرّح هو وجميع مَن فوقه بالتحديث.
وبكير بن معروف: هو الأسدي: قال أحمد وأبو حاتم والنسائي وابن عدي: "لا بأس به"، ووثقة ابن حبان وغيره، وتكلَّم فيه ابن المبارك، وأحمد في رواية، وقال ابن حجر: "صدوق، فيه لين".
"التهذيب" (1/ 495)، "التقريب" (1/ 108)، "الميزان" (1/ 351).
ومقاتل بن حيان: ثقة.
انظر: "التهذيب" (10/ 277)، "التقريب" (2/ 272).
والقاسم بن عبد الرحمن: ثقة.
انظر: "التهذيب" (8/ 321)، "التقريب" (2/ 118).
- وأبوه عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود: ثقة.
- انظر: "التهذيب" (6/ 15)، "التقريب" (1/ 448).
¥(34/432)
- فالإسناد ضعيف؛ لما سبق من تدليس الوليد.
- لكنه جاء من طريق أخرى:
- عند الطبراني في "الكبير" برقم (10531)، (10/ 271).
- وفي "الصغير": من اسمه عبد الله، (1/ 223).
- والمروزي في "السنة": (1)، ص (16).
- وابن أبي عاصم في: 19 - باب فيما أخبر به –عليه الصلاة والسلام-، رقم (70)، (1/ 35).
- والطبري في "التفسير": تفسير سورة الحديد (27/ 239).
- وأبي يعلى؛ كما ذكره ابن كثير في: تفسير سورة الحديد، (4/ 316).
- والحاكم في: كتاب التفسير، تفسير سورة الحديد، (2/ 480)، وقال:"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، وتعقبه الذهبي بقوله:"ليس بصحيح؛ فإنه الصعق وإن كان موثقاً؛ فإن شيخه منكر الحديث. قاله البخاري".
- كلهم من طريق الصعق بن حزن، حدثنا عقيل الجعدي، عن أبي إسحاق الهمداني، عن سويد بن غفلة.
- والصعق: صدوق، يهم؛ كما في "التقريب" (1/ 367)، وسبق قول الذهبي فيه.
- أما عقيل؛ فقال البخاري: "منكر الحديث"، وقال ابن حبان:"منكر الحديث، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، فبطل الاحتجاج بما روى، وإن وافق فيه الثقات".
- "التاريخ الكبير" (7/ 53)، "كتاب المجروحين" (2/ 192).
- وبهذا يتبين أن قول ابن كثير في "التفسير" (4/ 316) عقب سياقه للطريق الثانية:"فقوي الحديث من هذا الوجه" فيه نظر؛ فإن رواية عقيل وأضرابه لا يكتسب الحديث بها قوة.
- وقد قال السيوطي في "الدر": "أخرج عبد بن حميد والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" ... وابن المندز ... وابن مردويه، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وابن عساكر من طرق عن ابن مسعود (فذكره) " (8/ 64).
(16) رواه الطبراني في "الكبير": برقم (7659)، (8/ 178).
- وابن حبان في "المجروحين": في ترجمة كثير بن مروان الشامي (2/ 225).
والحديث - بهذا الإسناد - باطل؛ لأنه من طريق كثير بن مروان الشامي، وهو ضعيف جدًّا -كما سبق في الرسالة الأولى- عن عبد الله بن يزيد الدمشقي، وهو أشد ضعفًا منه؛ بل قد قال الإمام أحمد: " أحاديثه موضوعة"، وسئل أبو حاتم عنه وعن حديث رواه، فقال: "لا أعرفه، وهذا حديث باطل".
وانظر طرف الحديث المتعلّق بغربة الإسلام في الرسالة الأولى من هذه السلسلة.
(17) كذا في "المستدرك"، ولعلها: "ثم إنكم تكونون".
(18) رواه الحاكم في "مستدركه" في آخر كتاب العلم، (1/ 129)، وقال قبل روايته: "وقد رُويَ هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وعمرو بن عوف المزني بإسنادين، تفرد بأحدهما عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، والآخر كثير بن عبد الله المزني، ولا تقوم بهما الحجة.
- وهذا الإسناد ضعيف جدًّا؛ لحال كثير بن عبد الله، وقد سبق بيان حاله في تخريج حديث الغربة في الرسالة الأولى.
(19) الجالوت: اسم أعجمي؛ كما في "القاموس" (1/ 151).
ولم أقف على تعريف برأس الجالوت، لكن من الواضح في سياق الرواية أنه من كبار زعماء اليهود في بلاد الإسلام.
(20) الأسقف: بضم الهمزة والقاف وتشديد الفاء أو تخفيفها، رئيس النصارى، وقيل: هو فوق القسيس، ودون المطران.
"القاموس" (3/ 157).
ولعله المعبَّر عنه في الحديث الآتي بالجاثليق.
(21) الأعراف:159.
(22) المائدة: 66.
(23) الأعراف:181.
(24) رواه الإمام المروزي في كتاب "السنة": (ص 18 - 19): من طريق يونس ابن عبد الأعلى، أنبأ ابن وهب، أخبرني أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن أبي الصهباء البكري، قال: سمعت علي بن أبي طالب: (فذكره).
ويونس بن عبد الأعلى: ثقة، ثبت.
انظر: "التهذيب" (11/ 440)، "التقريب" (2/ 385).
وابن وهب: هو عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي: ثقة، حافظ، عابد.
وأبو صخر: هو حميد بن زياد المدني، أبو صخر الخراط، صاحب العباء: قال أحمد وابن معين: "ليس به بأس"، وضعفه النسائي، وابن معين في رواية، وذكر ابن عدي بعض مناكيره، ثم قال: "وسائر حديثه أرجو أن يكون مستقيمًا"، وقال ابن حجر: "صدوق يهم".
" تهذيب الكمال" (7/ 366 - المطبوع)، "التقريب" (1/ 202).
وأبو معاوية البجلي اختلفوا فيه: من هو؟ قال ابن حجر في "التقريب": "هو عمار الدُّهني، وإلا فمجهول الحال"، والذي يظهر أنه هو، روى عمار عن سعيد بن جبير، وروى عنه أبو صخر حميد بن زياد، ووثقه أحمد، ويحيى بن معين، وأبو حاتم، وقد قيل: إنه لم يسمع من سعيد.
¥(34/433)
انظر: "الجرح والتعديل" (6/ 390)، "تهذيب التهذيب" (7/ 406)، "التقريب" (2/ 474)، وانظر: "التاريخ الكبير" (7/ 28)، "الكنى" لمسلم (2/ 758)، "الاستغناء" (2/ 683).
وسعيد بن جبير: ثقة، ثبت.
"تهذيب التهذيب" (4/ 11)، "التقريب" (1/ 292).
وأبو الصهباء البكري: هو صهيب مولى ابن عباس: وثَّقه أبو زرعة، وابن حبان، والعجلي، وضعفه النسائي.
انظر: "الجرح والتعديل" (4/ 444)، "تهذيب التهذيب" (4/ 439)، "الاستغناء" (2/ 781)، (3/ 1362)، "ثقات العجلي" (ص 230).
- فالإسناد ضعيف؛ لحال أبي صخر، واحتمال الانقطاع بين عمار وسعيد.
- وقد رواه ابن وهب في "جامعه"؛ كما ذكر الشاطبي في "الاعتصام" (2/ 242).
- وقد روى ابن وضَّاح في "البدع والنهي عنها" عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – أنه قال: "لا تقوم الساعة حتى تكون هذه الأمة على بضع وسبعين ملَّة، كلها في الهاوية، وواحدة في الناجية" (ص85).
- رواه عن أبي مروان عبد الملك بن حبيب البزار، أخبرنا إبراهيم ابن محمد الفزاري، عن العلاء بن المسيب، عن معاوية العبسي، عن زاذان، عن علي.
- ورواه ابن بطة في "الإبانة الكبرى": باب ذكر افتراق الأمم في دينها، (رقم 253)، (1/ 228).
- وعبد الملك بن حبيب: هو أحد الأئمة، كثير الوهم، اشتدَّ ابن حزم عليه، وجهَّله بعضهم، قال الذهبي: "الرجل أجَلُّ من ذلك، لكنه يغلط".
والذي يظهر أن الرجل كانت له عناية بالفقه والأدب ومجالسة الكبراء، ولم يكن مشتغلاً بالحديث، أما اتهامه بالكذب فمطَّرح مردود.
انظر: "ميزان الاعتدال" (2/ 652)، "تهذيب التهذيب" (6/ 38)، وانظر ترجمة مطولة له في "ترتيب المدارك" للقاضي عياض (4/ 122 - 142).
- أما إبراهيم بن محمد الفزاري؛ فهو ثقة إمام حافظ، يكنى أبا إسحاق.
انظر: "تهذيب التهذيب" (1/ 151)، "التقريب" (1/ 41).
والعلاء بن المسيب: ثقة.
انظر: "التهذيب" (8/ 192)، "التقريب" (2/ 94).
- أما معاوية العبسي أو القيسي؛ كما في "الإبانة الكبرى" لابن بطة، فإنني لم أجده في كتب التراجم المطبوعة التي وقفتُ عليها.
- وزاذان: ثقة.
"تهذيب التهذيب" (3/ 302)، "الكاشف" (1/ 246)
- وروى المروزي في "السنة" (ص19) عن إسحاق بن إبراهيم، أنبأ عطاء بن مسلم الحلبي، قال: سمعتُ العلاء بن المسيب، يحدث عن شريك البرجمي، قال: حدثني زاذان أبو عمر، قال: قال علي: يا أبا عمر: أتدري كم افترقت اليهود؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم. فقال: افترقت على إحدى وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة، وهي الناجية. والنصارى على ثنتين وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة، وهي الناجية ... ياأبا عمر! أتدري على كم تفترق هذه الأمة؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: تفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في الهاوية إلا واحدة، وهي الناجية ...
- وإسحاق بن إبراهيم: هو ابن راهويه، الإمام، الثقة، الحافظ، المجتهد.
انظر: "التهذيب" (1/ 216)، "التقريب" (1/ 54).
- وعطاء بن مسلم الحلبي هو الخفَّاف، رجل صالح في أحاديثه بعض النكارة، وقال ابن حجر: "صدوق، يخطىء كثيراً".
"تهذيب التهذيب" (7/ 11)، "التقريب" (2/ 22).
- وشريك البرجمي ذكره البخاري ثم ابن أبي حاتم دون جرح ولا تعديل، روى عنه العلاء بن المسيب، فهو على هذا مجهول.
انظر: "التاريخ الكبير" (4/ 240)، "الجرح والتعديل" (4/ 365).
- والعلاء بن المسيب وزاذان: سبقا قبل قليل.
- فالإسناد ضعيف لحال شريك، وعطاءٌ – وإن كان يخطىء كثيراً – إلا أنه قد توبع في الطريق السابقة.
- فهذه ثلاث طرق عن علي – رضي الله عنه – ولكنها ضعيفة لا تثبت.
- وقد جاء في رواية حديث أنس – رضي الله عنه – في الافتراق قول يعقوب بن زيد – أحد رجال السند -: وكان علي بن أبي طالب إذا حدث بهذا الحديث عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تلا منه قرآناً: (وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (الأعراف:159)، ثم ذكر أمة عيسى، فقال: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) (المائدة:65) ثم ذكر أمتنا، فقال: (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) (الأعراف:181).
وسبق تخريج الحديث.
¥(34/434)
- ويعقوب بن زيد، وإن كان ثقة -كما سبق-؛ إلا أنه لم تذكر له رواية عن الصحابة، فحديثه عن عليّ مرسل.
(25) كذا، ولعلها: الجاثليق - بفتح المثلَّثة، وآخره قاف، وهو رئيس النصارى في بلاد الإسلام.
"القاموس" (3/ 224).
(26) رواه ابن بطة في "الإبانة الكبرى": باب ذكر افتراق الأمم في دينهم، وعلى كم تفترق الأمة؟ (رقم 254)، (1/ 1229)، قال: حدثنا أبو علي إسماعيل بن العباس الوراق، قال: حدثنا الحسن بن محمد الصباح الزعفراني، قال: حدثنا شبابة، قال: حدثنا سوادة بن سلمة أن عبد الله بن قيس قال: (فذكره).
وأبو علي إسماعيل بن العباس الورَّاق: روى عنه الدارقطني ووثقه، وقال الذهبي: "المحدث الإمام الحجة"، وذكره يوسف بن عمر القوَّاس في جملة شيوخه الثقات.
انظر: "تاريخ بغداد" (6/ 300)، "المنتظم" لابن الجوزي (6/ 278)، "سير أعلام النبلاء" (15/ 74).
- والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، ثقة.
"تهذيب التهذيب" (2/ 318)، "التقريب" (1/ 170).
- وشبابة هو ابن سوار الفزاري: ثقة، مرجئ.
انظر: "تهذيب التهذيب" (2/ 318)، "التقريب" (1/ 170).
أما سوادة بن سلمة؛ فلم أقف له على أثر بعد البحث.
وعبد الله بن قيس: هو أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.
فرجال الإسناد ثقات، عدا سوادة هذا، وهو يشبه حديث عليّ رضي الله عنه وقصته مع رأس الجالوت وأسقف النصارى.
- ورواه في "الشرح والإبانة" تعليقًا بلفظ: "تفترق هذه الأمة على نيِّف وسبعين فرقة، شرها فرقة تنتحل حبَّنا، وتخالف أمرنا"، (رقم 229) (ص 169).
(27) رواه أسلم بن سهل الواسطي في "تاريخ واسط"، في ترجمة محمد بن الهيثم السمسار، (ص 235)، قال: حدثنا محمد بن الهيثم، قال: حدثنا شجاع بن الوليد، عن عمرو بن قيس، عن جدته، عن جابر.
ومحمد بن الهيثم السمسار: ثقة حافظ.
"تهذيب التهذيب" (9/ 498)، "الكاشف" (3/ 92)، "التقريب" (2/ 215).
- وشجاع بن الوليد: أبو بدر الكوفي: قال أحمد: "كان شيخًا صالحًا صدوقًا"، وقال أبو زُرعة: "لا بأس به، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو حاتم"، وقال الذهبي: "الحافظ الصالح".
"الضعفاء الكبير" (2/ 184)، "تاريخ بغداد" (9/ 247)، "تهذيب التهذيب" (4/ 313)، "الكاشف" (2/ 5)، وانظر: "التقريب" (1/ 347).
- وعمرو بن قيس: لم أقف عليه، وكذا جدته، وقد ذكروا ممَّن يسمى بهذا الاسم: عمرو بن قيس بن يسير بن عمرو الكوفي سمع أباه.
وانظر: "التاريخ الكبير" (6/ 364)، "الجرح والتعديل" (6/ 254).
- وقد ذكر الحافظ ابن حجر رواية جابر، ثم قال: "وفي إسناده راو لم يُسَمَّ".
"الكافي الشاف" (ص 63)، (حديث رقم 17).
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 07 - 02, 04:21 م]ـ
الاخ الفاضل الشيخ محمد الامين
الكوثري سبق القرضاوي في رده لهذا الحديث
ولكني وجدت في منهاج السنة النبوية لشيخ الاسلام ابن تيمية
ما يقتضي ان الحديث ليس بالمجمع على صحته
وان الخلاف في تصحيحه وتضعيفه حاصل
والله اعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 07 - 02, 04:25 م]ـ
(/3/ 456) منهاج السنة
فإن هذا الحديث إنما يرويه أهل السنة بأسانيد أهل السنة والحديث نفسه ليس في الصحيحين بل قد طعن فيه بعض أهل الحديث كابن حزم وغيره ولكن قد رواه أهل السنن كأبي داود والترمذي وابن ماجه ورواه أهل الأسانيد كالإمام أحمد وغيره)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 07 - 02, 07:25 ص]ـ
أخي الفاضل ابن وهب وفقه الله
لا عبرة بمخالفة ابن حزم إذا انفرد لأنه ليس من أهل هذا الشأن.
قال ابن حجر عن ابن حزم في لسان الميزان (4\ 198): «كان واسع الحفظ جداً. إلا أنه لثقته بحافظته كان يَهجُمُ على القول في التعديل والتجريح وتبيين أسماء الراوة، فيقع له من ذلك أوهام شنيعة».
وعلماء الإسلام متفقين على قبول هذا الحديث.
أما الكوثري فليس منهم، وليس بحجة علينا. إنما يُحتج علينا بأقول علماء ملتنا!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 07 - 02, 07:41 ص]ـ
الاخ لفاضل الشيخ محمد الامين
انا لم استدل بحكم الكوثري
وانما ذكرت ان ربما يكون هو سلف القرضاوي
هذا شيء
واما الشيء الاخر
فانا نقلت كلام شيخ الاسلام ابن تيمية
في منهاج السنة
(بل قد طعن فيه بعض أهل الحديث كابن حزم وغيره)
وكلمة (غيره) تعني ان هناك من تكلم فيه غير ابن حزم
انا
نقلت اقوال اهل العلم فقط لااقل واكثر
ـ[ابن رواحه]ــــــــ[24 - 07 - 02, 12:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الشيخ الفاضل/ راية التوحيد -حفظه الله-,
جزاك الله خيرا على هذا النقل الماتع الرائع ..
وحفظ الله لنا الشيخ العلامة ..
رابط الكتاب الذي ذكرت, مع روابط متعلقة:
1 - صفة الغرباء
2 - منْ وَسَائِل دَفْع الغرْبة
3 - الغرباء الأولون
http://www.islamtoday.net/pen/books_*******.cfm
الشيخ الفاضل/ محمد الأمين -حفظه الله-,
إذا كان البحث في متناول يدك وليس هناك تكليف, فأرجو تكرما لا أمرا ان تتحفنا به, خاصة ان هذا الموضوع يهم كل مسلم ..
جزاكم الله خيرا جميعا, وبارك الله فيكم.
¥(34/435)
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[24 - 07 - 02, 12:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا راية التوحيد وبارك فيك
أخي الفاضل محمد الأمين
هل تظن أن أحدا سيقول (لا)؟؟!!!
إذا لم يتعبك ..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 10 - 08, 03:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الشيخ الفاضل/ محمد الأمين -حفظه الله-,
إذا كان البحث في متناول يدك وليس هناك تكليف, فأرجو تكرما لا أمرا ان تتحفنا به, خاصة ان هذا الموضوع يهم كل مسلم ..
جزاكم الله خيرا جميعا, وبارك الله فيكم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا هو البحث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2775
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[28 - 10 - 08, 09:31 م]ـ
الشيخ الفاضل محمد الامين
السلام عليكم و رحنة الله و بركاته
بارك الله فيك و جازاك الله كل خير على هذا البحث(34/436)
حديث ((بدأ الإسلام غريبًا)) [تخريج ودراسة]
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[24 - 07 - 02, 02:58 ص]ـ
للشيخ الفاضل [سلمان العودة] حفظه الله
ومن كتابه [الغرباء الأولون]
قد ورد هذا الحديث - باختلاف سياقاته وعباراته - من طرق كثيرة جدًا، موصولاً ومرسلاً، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم عدد كبير من الصحابة يربو على العشرين، وهذا تفصيل أحاديثهم:
1 - عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا، كما بدأ، وهو يأرز (1) بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها" (2).
2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود -كما بدأ- غريبًا، فطوبى (3) للغرباء" (4).
3 - وعن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة (5) عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها، وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأُرْوِيَّة (6) من رأس الجبل، إن الدين بدأ غريبًا، ويرجع غريبًا، فطوبى للغرباء الذين يُصلِحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي" (7).
4 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء" (8).
5، 6، 7، 8 - وعن أبي الدرداء، وأبي أمامة، وواثلة بن الأسقع، وأنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا، قالوا: يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس، ولا يمارون (9) في دين الله، ولا يكفرون أحدًا من أهل التوحيد بذنب" (10).
9 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا، فطوبى للغرباء" (11).
10 - وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الإيمان بدأ غريبًا، وسيعود كما بدأ، فطوبى يومئذ للغرباء إذا فسد الناس، والذي نفس أبي القاسم بيده ليأرزن الإيمان بين هذين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها" (12).
11 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: "إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا، فطوبى للغرباء، قال: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس" (13).
12 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن عنده: "طوبى للغرباء، فقيل: من الغرباء يا رسول الله؟ قال: أناس صالحون، في أناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم" (14).
13 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما -أيضًا- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحب شيء إلى الله الغرباء، قيل: ومن الغرباء؟ قال: الفرّارون بدينهم، يبعثهم الله عز وجل يوم القيامة مع عيسى بن مريم عليه السلام" (15).
14 - وعن عبد الرحمن بن سنة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "بدأ الإسلام غريبًا، ثم يعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء، قيل: يا رسول الله، ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس. والذي نفسي بيده لَيَنحازَنَّ الإيمان إلى المدينة كما يحوز السيل (16)، والذي نفسي بيده ليأرزن الإسلام إلى ما بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها" (17).
15 - وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود كما بدأ، فطوبى للغرباء، فقالوا: يا رسول الله من الغرباء؟ قال: الذين يصلحون عند فساد الناس" (18).
16 - وعن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا" (19).
17 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء" (20).
18 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء" (21).
19 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى تروى الأرض دمًا، ويكون الإسلام غريبًا" (22).
20 - وعن بلال بن مرداس الفزاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الإسلام بدأ غريبًا" (23).
21 - وعن بكر بن عمرو المعافري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طوبى للغرباء، الذين يمسكون بكتاب الله حين يترك، ويعلمون (24) بالسنة حين تطفأ" (25).
22 - عن شريح بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا، فطوبى للغرباء، ألا إنه لا غربة على مؤمن، ما مات مؤمن في أرض غربة غابت عنه فيها بواكيه إلا بكت عليه السماء والأرض، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ) (26)، ثم قال: إنهما لا يبكيان على كافر" (27).
23 - وعن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا، فطوبى للغرباء، قالوا: يا رسول الله، كيف يكون غريبًا؟ قال: كما يقال للرجل في حي كذا وكذا: إنه لغريب" (28).
فالحديث ورد من طرق كثيرة - موصولاً ومرسلاً- تجعله عند عدد من العلماء في عداد المشهور أو المتواتر، وإن كان ثمت ألفاظ في بعض رواياته لم تثبت (29).
¥(34/437)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[24 - 07 - 02, 02:59 ص]ـ
(1) أصل الأرز: الاجتماع والانقباض، غريب الحديث للخطابي: (2/ 521)، والمعنى أنه يرجع إليها، ويجتمع بعضه إلى بعض فيها، النهاية: (1/ 37)، وضبطه بكسر الراء المهملة - على المشهور- في المضارع، وقيده بعضهم بالفتح، انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار: للقاضي عياض: (1/ 27)، وشرح النووي على مسلم: (2/ 177).
(2) رواه مسلم في: 1 - كتاب الإيمان، 65 - باب بيان أن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا وأنه يأرز بين المسجدين، حديث رقم (146)، (1/ 131).
وابن منده في الإيمان: 80 - ذكر ابتداء الإسلام والإيمان وتغربه .. ، برقم (421)، (2/ 520).
ورواه البيهقي في الزهد الكبير برقم (202) ص (147)، وفيه زيادة.
ورواه من وجه آخر بلفظ مسلم إلا أحرفًا يسيرة جدًا، رقم (203) ص (147 - 148).
ورواه البزار في مسنده دون ذكر المسجدين، وزاد: "فطوبى للغرباء"، كما في كشف الأستار للهيثمي - كتاب الفتن، باب بدأ الإسلام غريبًا وسيعود كما بدأ، رقم الحديث (3288)، (4/ 99)، وفي إسناده: ليث، وهو ابن أبي سليم روى عنه مسلم مقرونًا بغيره، وضعفه يحيى والنسائي والقطان وأبو حاتم، وقال أحمد: مضطرب الحديث، ورواه عيسى بن يونس وابن حبان بالاختلاط. الميزان: (3/ 420)، التهذيب: (8/ 465).
وقد وردت هذه الزيادة عن ابن عمر من طريق أخرى عند البيهقي في الزهد الكبير، وهي السابقة برقم (202)، ولكن فيها يحيى بن المتوكل وهو شديد الضعف جدًا، انظر: التهذيب: (11/ 270)، الميزان: (4/ 404).
ورواه أبو يعلى في مسنده وفي أوله قصة، وزاد: "فطوبي للغرباء يوم القيامة" قيل له: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: "الذين إذا فسد الناس صلحوا" ذكره في: المطالب العالية لابن حجر - كتاب الزهد والرقائق- باب الوصايا النافعة: (3/ 148).
ولكن في إسناده: كوثر بن حكيم، وهو متروك الحديث، وانظر في ترجمته: الكامل لابن عدي: (6/ 209)، والضعفاء الصغير للبخاري ص (98)، والضعفاء والمتروكون للنسائي: ص (89)، ولكنها -بفقرتيها- صحيحة عن غيره رضي الله عنه كما سيأتي تفصيل ذلك في موضعه - إن شاء الله-.
والحديث ورد في كتاب البدع والنهي عنها لابن وضاح عن سالم ابن عبد الله قال: سمعت رسول الله…، والراوي عنده هو الراوي عند البيهقي: يحيى بن المتوكل عن أمه أنها سمعت سالم بن عبد الله بن عمر - قال يحيى: وقد رأيت سالمًا يحدث عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الزهد الكبير، برقم (202) ص: (147).
ومن هنا يظهر السقط من إسناد ابن وضاح حيث جاء في المطبوع هكذا: "سمعت سالم بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ".
البدع والنهي عنها: باب في نقض عرى الإسلام: ص (65).
(3) طوبى: فُعلى من الطيب، قاله الفراء، قال: وإنما جاءت الواو لضمة الطاء .. واختلف المفسرون في معناها، فقيل: الخير والفرح والنعيم، وقيل: الجنة، وقيل: شجرة في الجنة. انظر: شرح النووي: (2/ 176)، النهاية: (3/ 141).
(4) رواه مسلم في: 1 - كتاب الإيمان، 6 - باب بيان أن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا، وأنه يأرز بين المسجدين، رقم (145)، (1/ 130).
ورواه ابن ماجه في سننه: 36 - كتاب الفتن، 15 - باب بدأ الإسلام غريبًا، رقم الحديث (3986)، (2/ 1319 - 1320).
والإمام أحمد في مسنده: (2/ 389).
وابن منده في الإيمان: 80 - ذكر ابتداء الإسلام والإيمان وتغربه ... ، برقم (422، 423)، (2/ 520 - 521).
والإمام اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد، في سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، في الحث على اتباع الجماعة والسواد الأعظم ... ، رقم الحديث (174)، (1/ 112).
والآجري في كتاب: صفة الغرباء: ص (20)، رقم الحديث (4).
والطحاوي في مشكل الآثار، باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله: "إن الإسلام بدأ غريبًا"، (1/ 298).
ورواه أبو عوانة في صحيحه، بيان أن الساعة لا تقوم ما دام في الأرض من يوحد الله ... (1/ 101).
ورواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" في ترجمة عثمان بن الحسن بن علي بن محمد، رقمها (6102)، (11/ 307).
ورواه أيضًا في شرف أصحاب الحديث، قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريبًا .. "، ص (23)، رقم (37).
ورواه ابن عدي في الكامل، في ترجمة بكر بن سليم الصواف (2/ 462).
¥(34/438)
وقد رواه هؤلاء الأئمة من طريق أبي حازم عن أبي هريرة - خلا الطحاوي وأحمد وابن منده - في إحدى روايتيه فقد رووه من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، عن أبي هريرة.
وقد ورد عن أبي هريرة من طريق ثالثة، ولكنها معلّة، أشار إليها ابن أبي حاتم في كتاب "العلل" فقال:
"سألت أبي عن حديث رواه ابن أبي أويس قال: حدثني أبي عن عمر بن شيبة بن أبي كثير، مولى أشجع، وثور بن يزيد، وخاله موسى بن ميسرة الديليين، وغيره عن نعيم المجمر، وعن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، (رفعوا الحديث)، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يعود الإسلام كما بدأ - أي: أنه بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا - فطوبى للغرباء، فقيل: يا رسول الله من الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس". قال أبي: "عمر بن شيبة مجهول، وهذا حديث موضوع" ا. هـ.
(5) في مطبوعة الترمذي بتعليق عطوة عوض جاء الإسناد هكذا: ... كثير بن عبد الله عن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة عن أبيه عن جده (وفي الترمذي المطبوع مع العارضة لابن العربي؛ كذلك، وقد جاء في بعض الأصول عندهم على الصواب، فحرفوه، وسموا التحريف، تصويبًا!، (10/ 96)، وهو تحريف فاحش، وسبق مثله في الحديث رقم (4) والتصويب هنا من المتن المطبوع مع تحفة الأحوذي: (7/ 382)، ومن المصادر التي أخرجت الحديث، ومن كتب التراجم، وانظرها بعد.
وقد جاء في مطبوعة التاريخ الصغير للبخاري: ابن طلحة - بالطاء لا بالميم -، والصواب: ملحة أو مليحة، انظر: التاريخ الصغير (2/ 152).
وانظر للتصويب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر: (8/ 347)، رقم الترجمة (1943)، والإصابة في تمييز الصحابة (7/ 132) رقم الترجمة (5919)، وأسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير: (4/ 259)، رقم الترجمة (3994).
وانظر: مصادر ترجمة كثير بن عبد الله فيما يأتي.
(6) الأُرْوِيَّة: هي الأنثى من الوُعول، وهي شياه الجبل، وقيل غير ذلك وتجمع جمع قلة على أَرَاويَّ، فإذا كثرت فهي الأروى، انظر: غريب الحديث للخطابي: (2/ 65)، والنهاية: (2/ 280).
(7) رواه الترمذي في: 41 - كتاب الإيمان، 13 - باب ما جاء أن الإسلام بدأ غريبًا .. ، برقم (2630)، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وفي بعض النسخ: حسن، كما في المطبوع مع تحفة الأحوذي: (7/ 383)، وكما في تحفة الأشراف: (8/ 167)، واللفظ للترمذي.
ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ، فضل المدينة المنورة: (1/ 350).
والبزار مقتصرًا على قوله: "إن الدين ... فطوبى للغرباء" كشف الأستار (4/ 98 - 99).
وأبو نعيم في الحلية، في ترجمة عمرو بن عوف المزني، ولم يذكر أوله، رقم الترجمة (98)، (2/ 10).
والخطيب في شرف أصحاب الحديث، قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريبًا ... "، دون ذكره أوله، وفي آخره: "الذين يحيون سنتي من بعدي، ويعلمونها عباد الله". ص (23). والبيهقي في الزهد الكبير، بنحو لفظ الخطيب، برقم (207) ص: (150).
ورواه البغوي في شرح السنة تعليقًا بلفظ الترمذي، في كتاب الإيمان باب: الإسلام بدأ غريبًا .. ، بدون رقم، (1/ 120 - 121).
وهذا الإسناد ضعيف جدًا؛ لأن مداره على كثير بن عبد الله المزني ضعفه ابن المديني والساجي ويعقوب بن سفيان، وقال النسائي والدارقطني: متروك الحديث، وقال ابن حبان: روى عن أبيه عن جده نسخة موضوعة، لا يحل ذكرها في الكتب، ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب، وانظر مواضع ترجمته في: تهذيب التهذيب (8/ 421)، الجرح والتعديل: (7/ 154)، تاريخ يحيى بن معين: (2/ 394) وغيرها ...
وقال الذهبي في الميزان: "وأما الترمذي فروى من حديثه: "الصلح جائز بين المسلمين" وصححه، فلهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي" (3/ 406 - 407).
لكن الحديث صح من طرق أخرى - سبق بعضها، ويأتي باقيها إن شاء الله خلا قوله: "وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل"، فقد انفرد بهذه الزيادة كثير بن عبد الله، وحاله كما عرفت.
¥(34/439)
(8) رواه الترمذي في سننه: 41 - كتاب الإيمان، 13 - باب ما جاء أن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا، رقم الحديث (2629)، (5/ 18) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن مسعود إنما نعرفه من حديث حفص بن غياث عن الأعمش، وأبو الأحوص اسمه: عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، تفرد به حفص (في المطبوعة جاء الإسناد هكذا: "حدثنا أبو حفص بن غياث"، والصواب حفص ابن غياث، كما جاء بعد، وهو كذلك في المصادر الأخرى التي أخرجت الحديث، وفي كتب التراجم، انظر: التهذيب (2/ 415)، وفي المتن المطبوع مع تحفة الأحوذي: (7/ 380)).
ورواه ابن ماجه في: 36 - كتاب الفتن، 15 - باب بدأ الإسلام غريبًا، حديث (3988) بنحوه، وزاد: قال: قيل: ومن الغرباء؟ قال: النزاع من القبائل: (2/ 1320). والدارمي بنحو رواية ابن ماجه في: 20 - كتاب الرقاق، 42 - باب إن الإسلام بدأ غريبًا. حديث (2758)، (2/ 220).
ورواه الطحاوي في مشكل الآثار - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله: إن الإسلام بدأ غريبًا .. ، (1/ 297 - 298)، بإسنادين، وفي روايته الأولى: الرعاع من القبائل، وفي الثانية: رعاع الناس.
ورواه ابن وضاح القرطبي في البدع والنهي عنها - باب في نقض عرى الإسلام ودفن الدين .. ، ص (65)، كرواية ابن ماجه.
ورواه البيهقي في الزهد الكبير كذلك، برقم (208)، ص (150).
ورواه الآجري في صفة الغرباء، برقم (2) ص (17 - 18).
وعنه البغوي في شرح السنة - كتاب الإيمان - باب: الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود كما بدأ، برقم (64)، (1/ 118)، وقال: هذا حديث صحيح غريب.
وأخرجه - أيضًا- الإمام أحمد في مسنده: (1/ 398).
والخطابي في غريب الحديث، في مادة "نزع": (1/ 174 - 175).
والخطيب البغدادي في: شرف أصحاب الحديث - قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريبًا"، برقم (39)، ص (23).
ورواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال، ترجمة سليمان بن حيان أبي خالد الأحمر (3/ 1130) وفيه "نوازع الناس".
ورواه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (ل: 25ب).
ومدار هذا الحديث على: الأعمش عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله.
والأعمش هو سليمان بن مهران الأعمش: ثقة حافظ مدلس، من الطبقة الثانية، وقد روى عن أبي إسحق، وروى عنه أبو إسحق، انظر: التقريب: (1/ 331)، تهذيب الكمال: (1/ 546)، تعريف أهل التقديس لابن حجر: ص (67).
وأبو إسحق هو: عمرو بن عبد الله الهمذاني السبيعي - بفتح السين المهملة - ثقة عابد اختلط بآخره، وهو مدلس من الطبقة الثالثة، انظر: التقريب (2/ 73)، والتهذيب: (8/ 63)، وتعريف أهل التقديس: ص (101).
وأبو الأحوص: عوف بن مالك بن نضلة الجشمي: ثقة، تهذيب: (8/ 169)، والتقريب: (2/ 90).
فهذا الإسناد: ضعيف، لاختلاط أبي إسحق السبيعي وتدليسه فالزيادة التي فيه لا تصح، وهي: "النزاع من القبائل". أما بقية الحديث، فهو ثابت كما سبق، وسيأتي. أما قول الترمذي رحمه الله: "إنما نعرفه من حديث حفص بن غياث عن الأعمش .. تفرد به حفص"، فينقيه أنه رواه عن الأعمش - غير حفص بن غياث: سليمان بن حبان، أبو خالد الأحمر، وروايته عند الطحاوي في المشكل وعند ابن عدي في الكامل- كما تقدم في تخريج-، ثبت عدم تفرد حفص به. والله أعلم.
وفي مطبوعة الزهد الكبير للبيهقي: " .. حفص بن غياث عن أبي إسحق عن أبي الأحوص"، وفي سائر المصادر أن بين حفص، وأبي إسحق: الأعمش.
(9) في الطبراني المطبوع: "ولا يمارسون"، والتصويب من مجمع الزوائد حيث ذكر الحديث في ثلاثة مواضع وعزاه للطبراني في الكبير، وهي: (1/ 156)، كتاب العلم - باب ما جاء في المراء، (1/ 106) كتاب الإيمان - باب لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب، (7/ 259) كتاب الفتن - باب افتراق الأمم.
ومن المصادر الأخرى التي أخرجت الحديث.
والمراء هو: الجدال والمخاصمة؛ لأن كل واحد من المتماريين يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه، كما يمتري الحالب اللبن من الضرع. انظر: النهاية (4/ 322).
(10) رواه الطبراني في معجمه الكبير، في ترجمة أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي، رواية عبد الله بن يزيد بن آدم عنه، وفي أوله سياق طويل في التحذير من المراء وبيان اختلاف الأمة – وسيأتي- رقم الحديث (7659)، (8/ 178 - 179).
والآجري في صفة الغرباء بفلظ: "إن الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء"، رقم (5) ص 21.
¥(34/440)
وابن حبان في المجروحين، في ترجمة كثير بن مروان السلمي (2/ 225) وساقه بتمامه. والخطيب في تاريخ بغداد في ترجمة كثير - أيضًا-، كرواية الآجري سواء، رقم الترجمة (6954)، (12/ 481).
والبيهقي في الزهد الكبير، دون ذكر السياق الأول، برقم (201)، ص (147). ومدار الحديث عند جميعهم على كثير بن مروان الشامي (في نسخة المجروحين المطبوعة: "السلمي"، والتصويب من المصادر التي أخرجت الحديث، ومن كتب التراجم) عن عبد الله بن يزيد (وفي نسخة المجروحين أيضًا: "عبد الله بن بريد"، في موضعين، والتصويب من مصادر الحديث، وكتب التراجم) الدمشقي.
وقد أعله الهيثمي بالأول، قال مرة: ضعيف جدًا، وقال مرة: كذبه يحيى والدارقطني. وكثير قال فيه يحيى والدارقطني: ضعيف، وقال يحيى -مرة-: كذاب، وقال يعقوب بن سفيان الفسوي: ليس حديثه بشيء، انظر: الميزان: (3/ 409)، والمعرفة والتاريخ: (2/ 450)، والمجروحين لابن حبان: (2/ 225).
ولكن في الحديث علة أخرى؛ فإن عبد الله بن يزيد: هو ابن آدم الدمشقي، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وذكر عنه حديثًا، وقال: سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه وهذا حديث باطل.
وقال الإمام أحمد: أحاديثه موضوعة، انظر: الجرح والتعديل: (5/ 197)، والمغني في الضعفاء: (1/ 363)، والديوان ص (180).
فالحديث على هذا باطل، ولكن المتن المتعلق بالغربة صحيح عدا وصف الغرباء بترك المراء وترك التكفير.
(11) رواه ابن ماجه في: 36 - كتاب الفتن، 15 - باب بدأ الإسلام غريبًا حديث رقم (3987)، (2/ 1320).
والطحاوي في المشكل: باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله: "إن الإسلام بدأ غريبًا" .. (1/ 298).
كلاهما من طريق يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، أو سعد ابن سنان، عن أنس. ويزيد: ثقة فقيه. انظر: التهذيب (11/ 318)، والتقريب: (2/ 363).
وسنان بن سعد، أو سعد بن سنان، مختلف في اسمه: صدوق له أفراد. انظر: التهذيب (3/ 471)، التقريب (1/ 287).
فالحديث - بهذا الإسناد - حسن.
وقد تابع سعدًا:
مالك بن دينار عند الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: ترجمة عمار ابن محمد بن مخلد التميمي، ورقمها (6704)، (12/ 257).
ومالك: ثقة زاهد. انظر: التهذيب (10/ 14)، التقريب (2/ 224).
والحسن البصري عند أبي نعيم في أخبار أصبهان: ترجمة إسماعيل ابن زياد بن عبيد الخزاعي، (1/ 212).
والحسن: ثقة فقيه إمام مشهور، ولكنه يرسل ويدلس، وقد لقي أنسًا، وأخذ عنه، وسبق.
فالحديث عن أنس صحيح، وله طرق أخرى ستأتي - إن شاء الله-.
(12) رواه الإمام أحمد عن أبي حازم عن ابن سعد بن أبي وقاص: سمعت أبي .. ، (1/ 184)، وكذلك رواه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند في الموضع ذاته. والبزار عنه عن ابن لسعد - وأحسبه عامرًا- عن أبيه، إلى قوله: "فطوبى للغرباء"، كتاب الفتن، باب بدأ الإسلام غريبًا .. ، حديث رقم (3286)، كشف الأستار (4/ 98). ونسبه الهيثمي في المجمع لأبي يعلى، كتاب الفتن، باب بدأ الإسلام غريبًا .. (7/ 277). وابن منده في الإيمان: 80 - ذكر ابتداء الإيمان والإسلام وتغربه .. ، برقم (424)، (2/ 521) وسمى ابن سعد: عامرًا.
ورواه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (ل 26/أ).
وعامر بن سعد: إمام ثقة مكثر، انظر ترجمته في التهذيب: (5/ 64)، وسير أعلام النبلاء: (4/ 349)، وطبقات ابن سعد (5/ 167) وغيرها فالحديث صحيح.
وقد قال فيه الهيثمي في المجمع: "ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح".
وقال الشيخ أحمد شاكر: (3/ 95)، رقم الحديث (1604).
"إسناده صحيح على إبهام ابن سعد بن أبي وقاص، فإن أبناءه كلهم ثقات معروفون".
وصحح الشيخ الألباني إسناد أبي عمرو الداني، كما في حاشية المشكاة: (1/ 60).
أما قول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله إن أبناء سعد كلهم ثقات معرفون، فما يسلم له ذلك - وكانوا عشرة- بل إن فيهم من لم يذكر بجرح ولا تعديل - فيما وقفت عليه من المصادر- كعمر وعمير وإسماعيل ويحيى وعبد الرحمن.
وانظر أسماءهم وتراجمهم في: طبقات ابن سعد: (5/ 167 - 170) وسير أعلام النبلاء: (4/ 348 - 351)، والمعارف لابن قتيبة ص (106)، وطبقات خليفة بن خياط، ص (243) وغيرها ..
بل إن من العلماء من نال من عمر بن سعد لأنه اشترك في قتل الحسين، انظر: التهذيب، ومختصر سنن أبي داود للمنذري: (2/ 142).
¥(34/441)
ولكن تصريح ابن منده باسم ابن سعد، وأنه عامر وإشارة البزار إليه قد كفت المؤونة في ذلك.
(13) الحديث رواه الطبراني في مجمعه الأوسط، كما في مجمع الزوائد، كتاب الفتن، باب بدأ الإسلام غريبًا، (7/ 278).
ورواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد، وفيه: "قلنا: من هم؟ " برقم (173)، (1/ 112).
ورواه الطبراني في مشكل الآثار، بيان مشكل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله: "إن الإسلام بدأ غريبًا .. " (1/ 298).
ورواه البيهقي في الزهد الكبير، برقم (200)، ص (146).
وفي إسناده عندهم: عبد الله بن صالح كاتب الليث، اضطربت فيه أقوالهم، ولعل أعدل الأقوال فيه أنه صدوق كثير الغلط، مناكيره قليلة في سعة ما روى، ويظهر -والله أعلم- أن روايته عن الليث أقوى من غيرها لمزيد اختصاصه به، وملازمته له في السفر والحضر .. انظر: تهذيب التهذيب: (5/ 256)، سير أعلام النبلاء: (10/ 405) مقدمة فتح الباري: (413 - 415)، التقريب (1/ 422).
وهذا الحديث رواه عن الليث.
وفيه - أيضًا- أبو عياش، ذكره ابن عبد البر ضمن المشهورين من حملة العلم بالكنى، في كتابه: "الاستغناء": (3/ 1476).
وذكره مسلم في الكنى والأسماء: (1/ 636)، وهو أبو عياش بن النعمان المعافري المصري.
وحسَّن المعلق على الزهد الكبير إسناد الحديث لوجود عبد الله بن صالح، أما أبو عياش فقال فيه: ثقة، وأحال إلى الكاشف، وما في الكاشف شيء من ذلك!.
والحديث ضعيف بهذا الإسناد، لجهالة حال أبي عياش، ولكنه صح من طرق أخرى عن عدد من الصحابة - كما مرَّ-، وبها يرتقي الحديث إلى الحسن.
(14) رواه الإمام أحمد في مسنده في موضعين: (2/ 177)، (2/ 222).
والإمام عبد الله بن المبارك في الزهد، باب ما جاء في (ذنب) التنعم بالدنيا، برقم (775)، ص (267).
ويعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ، في ذكر ثقات التابعين من أهل مصر - ترجمة سفيان بن عوف القاري - بتشديد الراء المهملة - (2/ 517).
ورواه الطبراني في الكبير كما في المجمع، كتاب الزهد، باب فضل الفقراء: (10/ 259) ولم أجده في الطبراني المطبوع.
ورواه في الأوسط أيضًا، كما في المجمع كتاب الفتن، باب بدأ الإسلام غريبًا: (7/ 278).
ورواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها، وفي المطبوع: "من يبغضهم" وأظنه تحريفًا، باب في نقض عرى الإسلام .. ، ص (64).
ورواه الآجري في صفة الغرباء برقم (6)، ص (22 - 23).
ورواه البيهقي في الزهد الكبير وفي آخره اختلاف في اللفظ، برقم (205) ص (148). وفي رواية أحمد الثانية، وإحدى نسخ الزهد لابن المبارك، ورواية الطبراني في الكبير، والبيهقي في الزهد، كرر قوله: "طوبى للغرباء" مرتين أو ثلاثًا.
وفي أسانيدهم: عبد الله بن لهيعة، عدا إسناد الطبراني في الكبير فلم أقف عليه، وقد قال فيه الهيثمي: "وله في الكبير أسانيد، ورجال أحدها رجال الصحيح".
وابن لهيعة ضعيف عند أكثرهم إلا أن ما رواه عنه العبادلة فهو أصح، وهم عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وذلك لأنهم سمعوا منه قبل احتراق كتبه، قاله ابن حبان وغيره.
ولعل قريبًا منهم قتيبة بن سعيد، فإنه كان يكتب من كتاب ابن وهب، ثم يسمعه بعد من ابن لهيعة، وقد قال له الإمام أحمد: أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح.
اللهم إلا أن يكون في بعض ذلك تخليط فيطرح.
وانظر: تهذيب التهذيب: (5/ 373 - 379)، الجرح والتعديل: (5/ 145 - 148)، والسير: (8/ 11 - 31) وغيرها.
وهذا الحديث رواه عن ابن لهيعة:
عبد الله بن المبارك في الزهد - كما مر في التخريج - ومن طريقه الآجري في الغرباء.
2 - أبو عبد الرحمن -كما في رواية البيهقي-، ولعله أبو عبد الرحمن المقرئ، عبد الله بن يزيد، إذ الراوي عنه عند البيهقي بشر بن موسى الأسدي، وقد أخذ عنه.
وانظر: تهذيب التهذيب: (6/ 83)، وسير أعلام النبلاء: (9/ 12).
3 - قتيبة بن سعيد - في إحدى روايتي الإمام أحمد:
والحديث - بعد هذا - ليس فيه ما ينكر من مخالفة أو غيرها.
فالحديث حسن - إن شاء الله-.
هذا دون النظر إلى أسانيد الطبراني في الكبير، والتي من المرجح أن يخلو أحدها من ابن لهيعة نظرًا لقول الهيثمي السابق فيها، مع إعلاله لإسناد الأوسط بابن لهيعة حيث قال: "رواه أحمد والطبراني في الأوسط ... وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف".
¥(34/442)
(15) رواه عبد الله بن الإمام أحمد، في زوائده على الزهد، زهد عمران ابن الحصين رضي الله عنه، واللفظ له. ص (149).
ومن طريقه رواه أبو نعيم في الحلية: المقدمة، (1/ 25).
ورواه البيهقي في الزهد الكبير، برقم (206)، ص (149).
ووهم من نسبه للإمام أحمد، كمحقق الزهد الكبير، ومحقق كتاب الغربة للآجري؛ بل هو من زوائد عبد الله.
ورواه - موقوفًا على عبد الله من قوله-:
الإمام أحمد فى الزهد، حكمة عيسى - عليه السلام - ص (77).
وابن المبارك في الزهد، برقم (1513)، ص (531 - 532).
والآجري في الغرباء، باب صفة الغريب الذي لو أقسم على الله لأبر قسمه، برقم (37)، ص (49).
والبخاري في التاريخ الكبير، في ترجمة (سليم بن هرمز)، (4/ 130).
وفي الموقوف "يجتمعون إلى عيسى بن مريم - عليه السلام- يوم القيام"، بدلاً من قوله: "يبعثهم الله ... ".
وإسناد المرفوع فيه: "سفيان بن وكيع بن الجراح"، وقد وقع في مطبوعة الزهد الكبير للبيهقي "سفيان عن وكيع بن الجراح"، وهو تحريف.
وسفيان ابتلي بوراق غير أمين، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، ونصحه أبو حاتم وغيره فلم ينتصح فترك الناس حديثه.
انظر: تهذيب الكمال: (1/ 516)، تهذيب التهذيب (4/ 123).
وفيه علة أخرى، وهي تدليس ابن جريج، وهو عبد الملك بن عبد العزيز ابن جريج، ثقة، ولكنه يدلس عن المجروحين - قاله الدارقطني وغيره- وقد عنعن في جميع الطرق المذكورة.
فالحديث ضعيف جدًّا.
أما الموقوف فمداره على محمد بن مسلم الطائفي، عن عثمان بن عبد الله بن أوس، عن سليمان بن هرمز.
ومحمد بن مسلم صدوق له غرائب، انظر: تهذيب التهذيب (9/ 444)، والتقريب: (2/ 207).
وعثمان بن عبد الله بن أوس، ترجم له البخاري في التاريخ الكبير، وابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً، وعدَّه ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر في التقريب: مقبول: (2/ 11).
وانظر: التاريخ الكبير: (6/ 231)، الجرح والتعديل: (6/ 155)، والثقات: (7/ 198). أما سليمان بن هرمز فهكذا جاء اسمه في جميع مصادر الحديث - عدا تاريخ البخاري - وكذلك جاء في تهذيب التهذيب (ضمن ترجمة) (7/ 129)، أما البخاري فسماه (سليم بن هرمز)، ولم يذكره بجرح ولا تعديل، وعده ابن حبان في الثقات. انظر التاريخ الكبير: (4/ 130)، الثقات: (4/ 331).
وبناء عليه، فالموقوف ضعيف - أيضًا -.
(16) الحوز: الجمع، وكل من ضم شيئًا إليه فقد حازه، والمعنى: يجتمع فيها، وينضم ويتحيز، انظر: النهاية: (1/ 459)، واللسان: (5/ 339).
(17) الحديث رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند، في مسند عبد الرحمن: (4/ 37 - 74).
ورواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها، باب في نقض عرى الإسلام .. ، مقتصرًا على ما يتعلق منه بالغربة، ص (65 - 66).
وعزاه الهيثمي في المجمع للطبراني دون تحديد، في كتاب الفتن، باب بدأ الإسلام غريبًا .. ، كرواية ابن وضاح (7/ 278).
ورواه ابن عدي في الكامل، في ترجمة عبد الرحمن بن سنة (تصرف الطابعون فحرفوا (سنة) إلى (شيبة)، وكتبوا: (في الأصل: سنة)! وياليتهم ما خالفوا الأصل!.) كرواية ابن وضاح: (4/ 1615).
ورواه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان، في ترجمة عبد الله بن محمد بن إسحق، إلى قوله "فطوبى يومئذ للغرباء": (2/ 83).
والحديث ورد من طريقين:
الأولى: عند عبد الله والطبراني وابن وضاح وابن عدي، وهي طريق إسحق بن عبد الله ابن أبي فروة، عن يوسف بن سليمان، عن جدته ميمونة، عن عبد الرحمن بن سنة. قال ابن عدي بعد سياقه لهذه الطريق: "ولا أعرف لعبد الرحمن بن سنة غير هذا الحديث، ولا يعرف إلا من هذه الرواية التى ذكرتها".
وأعله الهيثمي بإسحق فقال: "وفيه إسحق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو متروك". ويوسف بن سليمان وجدته ميمونة، لم أقف على من وثقهما، وانظر في ترجمة يوسف: التاريخ الكبير: (8/ 381)، وفي ذكر جدته: تعجيل المنفعة ص (560)، وفي ترجمة إسحق: تهذيب التهذيب: (1/ 240).
فالحديث بهذا الإسناد ضعيف جدًّا، وإن كان المتن كله صحيحًا باعتبار وروده من طرق أخرى.
الثانية: وهي عند أبي نعيم حيث رواه بإسناد آخر يبين ما في كلام ابن عدي من النظر، قال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد بن مندويه، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق البزاز، حدثنا أبو سيار، حدثنا أحمد بن شبيب، حدثنا أبي عن يونس، عن ابن شهاب، حدثني ابن سنة.
¥(34/443)
وعبد الله بن محمد بن مندويه بن الحجاج الشروطي: كثير الحديث، ثقة، عارف بحديثه، أمين، أخبار أصبهان: (2/ 95).
وعبد الله بن محمد بن إسحق البزاز: شيخ ثقة كتب الكثير، أيضًا: (2/ 82).
وأبو سيار، لا أدري من هو؟ إلا أن يكون عبيد الله بن سهل بن بشر أبو سيار المدائني ذكره الخطيب في تاريخه (10/ 348).
وهذه الكنية قليلة عند المحدثين وحملة الآثار - حتى إني لم أجد من يكنى بها غير هذا ممن هو في طبقة من يروي عن البزاز، على رغم مراجعة كتب الرجال المطبوعة، وكتب الكنى، وتواريخ المدن، وما شاكلها.
وأحمد بن شبيب، وهو ابن سعيد الجحدري الحبطي المصري، وثقه أبو حاتم الرازي، وعده ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: صدوق، انظر: الجرح والتعديل: (2/ 54 - 55)، التاريخ الكبير: (2/ 4)، الثقات: لابن حبان (8/ 11)، والميزان: (1/ 103). أما والده فصدوق يغرب، وثقه ابن المديني، وذكر ابن عدي أن روايته عن يونس عن الزهري أحاديث مستقيمة، وأن كتابه كتاب صحيح، وقد كتبها عنه ابنه أحمد، انظر: الكامل: (4/ 1348)، والميزان: (2/ 262).
وهذا الحديث منها حيث رواه عنه ابنه أحمد، ورواه هو عن يونس عن ابن شهاب الزهري. أما يونس فهو ابن يزيد، كان ابن المبارك يقول: كتاب صحيح، وكذا ابن مهدي ونحوه عن أحمد، وهو ثقة، انظر: تهذيب التهذيب: (11/ 450).
أما ابن شهاب الزهري فمعروف.
فهذا الإسناد أمثل بكثير من الذي قبله.
ويشهد لصحة المتن ما سبق وما سيأتي من الروايات.
(18) رواه الدولابي في الكنى والأسماء، من كنيته أبو سالم، وأبو سليم، وأبو سلامة (1/ 193).
والطبراني في الكبير، في ترجمة سهل بن سعد الساعدي، رواية بكر ابن سليم الصواف المدني عن أبي حازم عنه: (6/ 202).
وفي الصغير، في باب من اسمه أسامة (1/ 104).
وفي الأوسط، كما ذكره في المجتمع، في كتاب الفتن، باب بدأ الإسلام غريبًا .. (7/ 278).
وابن عدي في الكامل، في ترجمة بكر بن سليم الصواف: (2/ 462).
وفي أسانيدهم: بكر بن سليم الصواف.
قال الطبراني: "لم يروه عن أبي حازم، عن سهل بن سعد إلا بكر ابن سليم الصواف". وقال ابن عدي: "يحدث عن أبي حازم عن سهل بن سعد وغيره؛ ما لا يوافقه أحد عليه" - يعني بكرًا هذا -.
وقال فيه أبو حاتم الرازي: شيخ يكتب حديثه، وذكره ابن حبان، في الثقات، وقال ابن عدي: "وعامة ما يرويه غير محفوظ، ولا يتابع عليه، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم".
انظر: الجرح والتعديل: (2/ 386)، والكامل: (2/ 462)، تهذيب التهذيب: (1/ 483)، الميزان: (1/ 345).
ولذلك ففي قول الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح، غير بكر بن سليم وهو ثقة"، نظر، ومثل هذا لا يحتمل تفرده، فالحديث بهذا الإسناد ضعيف، ولكنه يرتقي بما تقدم.
(19) رواه الطبراني في الكبير في ما أسند سلمان، ترجمة: عون بن أبي شداد عن أبي عثمان عن سلمان رضي الله عنه: (6/ 314)، رقم (6147).
ورواه الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق، في ذكر إبراهيم بن فهد البصري: (1/ 392)، وزاد: "فطوبى للغرباء".
وإسنادهما فيه عبيس بن ميمون وهو متروك، انظر: الميزان (3/ 26 - 27) فالحديث ضعيف جدًّا.
(20) ذكره الهيثمي في المجمع وقال: "رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار أوله، وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس"، المجمع، كتاب الفتن، باب ما يكون من الفتن: (7/ 309).
وليث سبق بيان حاله في حديث ابن عمر، وأن أكثرهم ضعفوه، ورمي بالاختلاط، والحديث بهذا الإسناد ضعيف، وينجبر ضعفه بالروايات السابقة واللاحقة.
(21) ذكر الهيثمي في المجمع، في كتاب الفتن، باب بدأ الإسلام غريبًا .. (7/ 278). وقال: "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عطية، وهو ضعيف".
ومع ضعفه ذكر ابن حبان أنه يدلس تدليس الشيوخ، حيث روى عن أبي سعيد الخدري أحاديث، فلما مات رضي الله عنه جعل يجالس الكلبي ويحضر قصصه وكناه أبا سعيد، فيوهم أنه أبو سعيد الخدري، وإنما هو الكلبي.
قال ابن حبان: "فلا يحل الاحتجاج به، ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب".
وقال الذهبي: ضعفوه. المجروحين: (2/ 176)، والكاشف: (2/ 269)، وانظر التهذيب (7/ 224 - 225). فالحديث بهذا الإسناد ضعيف، والمتن صحيح بما سبق وما سيأتي.
¥(34/444)
(22) ذكره الهيثمي في المجمع، كتاب الفتن، باب بدأ الإسلام غريبًا ... ، (7/ 279)، ولم يذكر من خرجه؛ بل قال: "فذكر الحديث، وفيه سليمان بن أحمد الواسطي وهو ضعيف" كذا في المطبوع.
وانظر ترجمته في الميزان: (2/ 194)، وقال: كذَّبه يحيى، وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي وأحمد ويحيى ثم تغير، وأخذ في الشرب والمعازف فترك، انظر: الجرح والتعديل: (4/ 101).
(23) رواه البخاري في التاريخ الكبير، في ترجمة بلال بن مرداس، رقم الترجمة: (1864)، (2/ 109 - 110)، وقال: مرسل.
ورواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، في ترجمة بلال الفزاري، رقم الترجمة (1563)، (2/ 398)، قال: سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: هو مجهول. فالحديث ضعيف.
(24) كذا في المطبوع، وكأنها: ويعملون - بتقديم الميم على اللام.
(25) رواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها، باب في نقض عرى الإسلام .. ، ص (65). وبكر بن عمرو المعافري لم تذكر له رواية عن أحد من الصحابة، وقد مات بعد سنة أربعين ومئة، وقال الذهبي: مات شابًّا ما أحسبه تكهل، وكان ذا فضل وتعبد، محله الصدق.
انظر: تهذيب الكمال: (1/ 158)، الميزان: (1/ 347). فالحديث على هذا مرسل.
(26) جزء من الآية رقم /29/ من سورة الدخان.
(27) رواه الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره المسمى: جامع البيان، تفسير سورة الدخان: (25/ 125). ونسبه السيوطي في الدر المنثور له ولابن أبي الدنيا: (7/ 412).
وعزاه في المقاصد الحسنة للبيهقي في الشعب: ص (235). والحديث مرسل؛ لأن شريحًا تابعي.
انظر: المراسيل لابن أبي حاتم: ص (90)، وتهذيب التهذيب: (4/ 328)، وجامع التحصيل للعلائي: ص (237)، وانظر ما سيأتي في التعليق على مرسل الحسن البصري. وشريح بن عبيد هو الحضرمي الشامي أبو الصلت، تابعي ثقة، انظر: التهذيب، والجرح والتعديل: (4/ 334) وغيرهما.
(28) رواه ابن وضاح في البدع والنهي عنها، باب في نقض عرى الإسلام عروة عروة ص (66).
وأبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن: (ل 25 ب).
وهو من مراسيل الحسن، وقد قال الدارقطني في سننه: "وقد روى عاصم الأحول عن محمد بن سيرين - وكان عالمًا بأبي العالية، وبالحسن- فقال: لا تأخذوا بمراسيل الحسن ولا أبي العالية، فإنهما لا يباليان عمن أخذا".
سنن الدارقطني، كتاب الطهارة، باب أحاديث القهقهة في الصلاة وعللها، عقب حديث (44)، (1/ 171).
وجاء نحو هذا عن الإمام أحمد رحمه الله.
وفي طبقات ابن سعد ما يشير إلى أنه المشهور عند العلماء.
وجاء عن يحيى القطان أنه وجد لمراسيل الحسن أصولاً إلا حديثًا أو حديثين، ونحو هذا قول أبي زرعة الرازي، وقال علي بن المديني مرسلات الحسن البصري التي رواها عنه الثقات صحاح، ما أقل ما يسقط منها وقد جاء عن الحسن من طرق أن الحديث إذا كان عنده عن أكثر من صحابي، فإنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وانظر: طبقات ابن سعد: (7/ 157)، وسير أعلام النبلاء: (4/ 563)، وتهذيب التهذيب: (2/ 263)، وشرح علل الترمذي لابن رجب: (1/ 275،285 - 291).
فلو سلمنا بأن مراسيل الحسن من صحاح المراسيل، فإن من المعلوم أن جمهور المحدثين لا يرون صحة الحديث المرسل لانقطاع إسناده. انظر: مقدمة صحيح مسلم: (1/ 132)، المراسيل لابن أبي حاتم ص (7)، جامع التحصيل في أحكام المراسيل للعلائي: ص (30 - 31).
والحسن هو ابن أبي الحسن بن يسار البصري أبو سعيد، من زهاد التابعين وثقاتهم وحكمائهم، انظر: التهذيب، والسير، وطبقات ابن سعد وغيرها، وسبق.
(29) انظر في موضوع تواتر الحديث أو شهرته: الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة: للسيوطي، ص (84)، رقم (148).
نظم المتناثر من الحديث المتواتر للشيخ جعفر الحسني الإدريسي الشهير بالكتاني ص (34 - 35)، رقم الحديث (20) قال: " ... وفي شرح التقريب للسيوطي .. عده من الأحاديث المتواترة.".
كشف الخفاء ومزيل الإلباس للعجلوني: (1/ 282 - 283).
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[24 - 07 - 02, 10:57 ص]ـ
اخي الكريم الشيخ الراية:
هناك تخريج موسع جدا لهذا الحديث في جزء اسمه (كشف اللثام بتخريج حديث غربة الاسلام) للجديع
ـ[ابن العيد]ــــــــ[27 - 04 - 09, 05:53 ص]ـ
بارك الله فيك وزادك علما وعملا
ـ[أبو طه الجزائري]ــــــــ[10 - 07 - 09, 02:33 م]ـ
جزاك الله خيرا و نفع بكم
حفظكم الله تعالى و سدد خطاكم(34/445)
سوال عن صحة حديث ......
ـ[الصارم المنكي]ــــــــ[26 - 07 - 02, 12:05 ص]ـ
سوال:
ماصحة حديث من غسل ميتا واغتسل كفر الله عنه اربعين كبيره ..... )
نريد تفصيل الاجابه وجزاكم الله خيرا ,,,,,
ـ[مبارك]ــــــــ[26 - 07 - 02, 06:12 ص]ـ
* حديث (من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة، ... )
صححه الإمام الألباني في (أحكام الجنائز وبدعها) (ص/69) وفي
(صحيح الترغيب والترهيب) (3/ 368).
* حديث (من غسل ميتا فكتم عليه، غفر الله له أربعين كبيرة، ... )
حكم الألباني رحمه الله تعالى على لفظة (أربعين كبيرة) بالشذوذ
لذا أودعه بهذا اللفظ في (ضعيف الترغيب والترهيب) (2/ 393).
ـ[الصارم المنكي]ــــــــ[26 - 07 - 02, 04:28 م]ـ
جزاك الله خير ياخي مبارك ......... وجعلك الله مباركا ً
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 07 - 02, 10:51 م]ـ
روى الطبراني في الكبير (1/رقم929) والحاكم في المستدرك (1/ 505 و516) والبيهقي في الكبرى (3/ 395) والشعب (7/رقم9265) ومعرفة السنن والآثار (*/*) من طرق عن عبدالله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني شرحبيل بن شريك عن عُلَيّ بن رباح اللخمي قال: سمعت أبا رافع يحدث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من غسّل مسلما فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة، ومن حفر له فأجنه أجرى عليه كأجر مسكن أسكنه إياه إلى يوم القيامة، ومن كفّنه كساه الله يوم القيامة من سندس وإستبرق الجنة".
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه".
وقال المنذري في الترغيب (4/ 174): "رواه الطبراني في الكبير، ورواته محتج بهم في الصحيح".
وقال الهيثمي في المجمع (3/ 21): "رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح".
وقال ابن حجر في الدراية (1/ 230): "إسناده قوي".
وله شاهد قاصر عن أبي أمامة الباهلي:
رواه الطبراني في الكبير (8/رقم8078) والبيهقي في الشعب (7/رقم6267) من طريق أبي الربيع الزهراني عن المعتمر بن سليمان عن أبي عبد الله الشامي عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعا بلفظ: (من غسل ميتا فكتم عليه طهره الله من ذنوبه، فإن كفّنه كساه الله من السندس).
وهذا سند جيد؛ أبو عبد الله الشامي اسمه مرزوق، معروف بكنيته، وقد سكن البصرة وروى عنه أهلها، وهو مذكور في شيوخ المعتمر بن سليمان، قال فيه ابن معين -كما في تهذيب الكمال (27/ 376) -: "لا بأس به"، ووثقه ابن حبان.
وأبو غالب البصري الراوي عن أبي أمامة اسمه حزوّر، وهو صدوق.
ـ[الصارم المنكي]ــــــــ[27 - 07 - 02, 04:57 ص]ـ
جزاك الله خير اخي ابو اسحاق ونفع الله بعلمك المسلمون ....
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[27 - 07 - 02, 09:32 م]ـ
وحزاكم خيرا أخي الفاضل (الصارم المنكي)، حفظكم الله وسدد خطاكم ...
ـ[أبو جابر الجزائري]ــــــــ[04 - 10 - 08, 12:14 ص]ـ
هل هناك من تكلم في صحة هذا الحديث فقد جاء في فتوى قرأتها في موقع الشيخ محمد صالح المنجد، أنه لم يثبت أي أجر في تجهيز الميت،
هل هناك أجر محدد لتجهيز الميت
ما الأجر الذي يحصل عليه من يجهز جسد الميت ويعده للدفن؟.
الحمد لله
لا نعلم دليلا صحيحا يدل على مقدار الأجر الذي يحصل عليه من يجهز الميت ويعدّه للدفن، وفضل الله واسع. فالذي يصلي على جنازة له قيراط من الأجر (القيراط: مثل جبل أُحُد)، والذي يتبعها إلى الدفن له قيراطان، فالذي يحتسب في تجهيزها نأمل أن يكون أجره أكثر.
سعد الحميد.
تغسيل الميت فرض كفاية فليس له أجر محدد، فإذا قام به من يكفي كان سنة على الباقين، فلم يأت شيء بخصوصه محدد. فعليه أجر لأنه من الواجبات وتركه إذا تم ففيه إثم.
الشيخ عبد الكريم الخضير.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
رقم الفتوى 12193الفقه وأصوله» الفقه» عبادات» الجنائز وأحكام المقابر
أفيدونا بارك الله فيكم(34/446)
هل صح عن النبى - صلى الله عليه و سلم- أثر .... فى أنه رفع التوارة من على الأرض؟
ـ[طالبة]ــــــــ[26 - 07 - 02, 09:42 ص]ـ
هل صح مثل هذا الأثر؟ ......... و هل يستدل به على ..... عدم جواز وضع المصحف على الأرض ... ؟
و إن لم يصح، فهل هناك أى دليل على عدم جواز وضع المصحف على الأرض؟
http://www.muslm.net/cgi-bin/showflat.pl?Cat=&Board=islam&Number=64632&page=0&view=collapsed&sb=5
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 07 - 02, 09:48 ص]ـ
يجوز وضع القرآن على الأرض ما لم تكن فيه إهانة له.
فمثلاً المساجد أيام الصحابة والتابعين لم يكن بها مكتبات ورفوف. وإذا كان هناك كتب فإنها ستوضع على الأرض في موضع لا يدوسه الناس. هذا والله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 07 - 02, 11:43 ص]ـ
المسالة مبسوطة في كتب الحنابلة
وقد اختار الشيخ الشنقيطي (صاحب اضواء البيان) الكراهة
واباحه بعض العلماء
والامر كما قال الاخ محمد الامين مالم يكن فيه اهانة
وشيخ الاسلام لما اجاب على مسالة القيام للقادم
اباح القيام للمصاحف ان كان من عادة الناس القيام للرجل
والله اعلم بالصواب
على ان توقير المصحف واجب
وما يفعل في الحج وغيره
من وضع المصاحف على الارض
فهذا اهانة للمصاحف
كما يحصل في مسجد الخيف او مسجد نمرة
او حتى في المسجد الحرام
فمع كثرة الزحام
الخ
فهذا فيه اهانة للمصاحف
والله اعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 07 - 02, 02:47 م]ـ
وَسُئِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ الْقِيَامِ لِلْمُصْحَفِ وَتَقْبِيلِهِ؟ وَهَلْ يُكْرَهُ أَيْضًا أَنْ يُفْتَحَ فِيهِ الْفَأْلُ؟.
شرح: 1
فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. الْقِيَامُ لِلْمُصْحَفِ وَتَقْبِيلُهُ لَا نَعْلَمُ فِيهِ شَيْئًا مَأْثُورًا عَنْ السَّلَفِ وَقَدْ سُئِلَ الْإِمَامُ أَحْمَد عَنْ تَقْبِيلِ الْمُصْحَفِ. فَقَالَ: مَا سَمِعْت فِيهِ شَيْئًا. وَلَكِنْ رُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ أَبِي جَهْلٍ: أَنَّهُ كَانَ يَفْتَحُ الْمُصْحَفَ وَيَضَعُ وَجْهَهُ عَلَيْهِ وَيَقُولُ: " كَلَامُ رَبِّي. كَلَامُ رَبِّي " وَلَكِنْ السَّلَفُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ عَادَتِهِمْ الْقِيَامُ لَهُ فَلَمْ يَكُنْ مِنْ عَادَتِهِمْ قِيَامُ بَعْضِهِمْ لِبَعْضِ اللَّهُمَّ إلَّا لِمِثْلِ الْقَادِمِ مِنْ مَغِيبِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَلِهَذَا قَالَ أَنَسٌ: " لَمْ يَكُنْ شَخْصٌ أَحَبَّ إلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانُوا إذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهَتِهِ لِذَلِكَ " وَالْأَفْضَلُ لِلنَّاسِ أَنْ يَتَّبِعُوا طَرِيقَ السَّلَفِ فِي كُلِّ شَيْءٍ فَلَا يَقُومُونَ إلَّا حَيْثُ كَانُوا يَقُومُونَ. فَأَمَّا إذَا اعْتَادَ النَّاسُ قِيَامَ بَعْضِهِمْ لِبَعْضِ. فَقَدْ يُقَالُ: لَوْ تَرَكُوا الْقِيَامَ لِلْمُصْحَفِ مَعَ هَذِهِ الْعَادَةِ لَمْ يَكُونُوا مُحْسِنِينَ فِي ذَلِكَ وَلَا مَحْمُودِينَ بَلْ هُمْ إلَى الذَّمِّ أَقْرَبُ حَيْثُ يَقُومُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ وَلَا يَقُومُونَ لِلْمُصْحَفِ الَّذِي هُوَ أَحَقُّ بِالْقِيَامِ. حَيْثُ يَجِبُ مِنْ احْتِرَامِهِ وَتَعْظِيمِهِ مَا لَا يَجِبُ لِغَيْرِهِ. حَتَّى يُنْهَى أَنْ يَمَسَّ الْقُرْآنَ إلَّا طَاهِرٌ وَالنَّاسُ يَمَسُّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مَعَ الْحَدَثِ لَا سِيَّمَا وَفِي ذَلِكَ مِنْ تَعْظِيمِ حُرُمَاتِ اللَّهِ وَشَعَائِرِهِ مَا لَيْسَ فِي غَيْرِ ذَلِكَ وَقَدْ ذَكَرَ مَنْ ذَكَرَ مِنْ الْفُقَهَاءِ الْكِبَارِ قِيَامَ النَّاسِ لِلْمُصْحَفِ ذِكْرٌ مُقَرَّرٌ لَهُ غَيْرُ مُنْكَرٍ لَهُ. وَأَمَّا اسْتِفْتَاحُ الْفَأْلِ فِي الْمُصْحَفِ: فَلَمْ يُنْقَلْ عَنْ السَّلَفِ فِيهِ شَيْءٌ وَقَدْ تَنَازَعَ فِيهِ الْمُتَأَخِّرُونَ. وَذَكَرَ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى فِيهِ نِزَاعًا: ذَكَرَ عَنْ ابْنِ بَطَّةَ أَنَّهُ فَعَلَهُ وَذَكَرَ عَنْ غَيْرِهِ أَنَّهُ كَرِهَهُ فَإِنَّ هَذَا لَيْسَ الْفَأْلُ الَّذِي يُحِبُّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ الْفَأْلَ وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ. وَالْفَأْلُ الَّذِي يُحِبُّهُ هُوَ أَنْ يَفْعَلَ أَمْرًا أَوْ يَعْزِمَ عَلَيْهِ
¥(34/447)
مُتَوَكِّلًا عَلَى اللَّهِ فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ الْحَسَنَةَ الَّتِي تَسُرُّهُ: مِثْلَ أَنْ يَسْمَعَ يَا نَجِيحُ يَا مُفْلِحُ يَا سَعِيدُ يَا مَنْصُورُ وَنَحْوِ ذَلِكَ. كَمَا {لَقِيَ فِي سَفَرِ الْهِجْرَةِ رَجُلًا فَقَالَ: مَا اسْمُك؟ قَالَ: يَزِيدُ. قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ يَزِيدُ أَمْرُنَا} وَأَمَّا الطِّيَرَةُ بِأَنْ يَكُونَ قَدْ فَعَلَ أَمْرًا مُتَوَكِّلًا عَلَى اللَّهِ أَوْ يَعْزِمُ عَلَيْهِ فَيَسْمَعُ كَلِمَةً مَكْرُوهَةً: مِثْلَ مَا يَتِمُّ أَوْ مَا يَفْلَحُ وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَيَتَطَيَّرُ وَيَتْرُكُ الْأَمْرَ فَهَذَا مَنْهِيٌّ عَنْهُ. كَمَا فِي الصَّحِيحِ عَنْ {مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السلمي قَالَ: قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنَّا قَوْمٌ يَتَطَيَّرُونَ قَالَ: ذَلِكَ شَيْءٌ يَجِدُهُ أَحَدُكُمْ فِي نَفْسِهِ فَلَا يَصُدَّنكُمْ} فَنَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَصُدَّ الطِّيَرَةُ الْعَبْدَ عَمَّا أَرَادَ فَهُوَ فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ مَحَبَّتِهِ لِلْفَأْلِ وَكَرَاهَتِهِ لِلطِّيَرَةِ إنَّمَا يَسْلُكُ مَسْلَكَ الِاسْتِخَارَةِ لِلَّهِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ وَالْعَمَلِ بِمَا شُرِعَ لَهُ مِنْ الْأَسْبَابِ لَمْ يَجْعَلْ الْفَأْلَ آمِرًا لَهُ وَبَاعِثًا لَهُ عَلَى الْفِعْلِ وَلَا الطِّيَرَةَ نَاهِيَةً لَهُ عَنْ الْفِعْلِ وَإِنَّمَا يَأْتَمِرُ وَيَنْتَهِي عَنْ مِثْلِ ذَلِكَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ الَّذِينَ يَسْتَقْسِمُونَ بِالْأَزْلَامِ وَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ الِاسْتِقْسَامَ بِالْأَزْلَامِ فِي آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِهِ وَكَانُوا إذَا أَرَادُوا أَمْرًا مِنْ الْأُمُورِ أَحَالُوا بِهِ قَدَّاحًا مِثْلَ السِّهَامِ أَوْ الْحَصَى أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ وَقَدْ عَلَّمُوا عَلَى هَذَا عَلَامَةَ الْخَيْرِ وَعَلَى هَذَا عَلَامَةَ الشَّرِّ وَآخَرُ غُفْلٌ. فَإِذَا خَرَجَ هَذَا فَعَلُوا وَإِذَا خَرَجَ هَذَا تَرَكُوا وَإِذَا خَرَجَ الْغُفْلُ أَعَادُوا الِاسْتِقْسَامَ. فَهَذِهِ الْأَنْوَاعُ الَّتِي تَدْخُلُ فِي ذَلِكَ: مِثْلَ الضَّرْبِ بِالْحَصَى وَالشَّعِيرِ وَاللَّوْحِ وَالْخَشَبِ وَالْوَرَقِ الْمَكْتُوبِ عَلَيْهِ حُرُوفُ أَبْجَد أَوْ أَبْيَاتٌ مِنْ الشِّعْرِ أَوْ نَحْوُ ذَلِكَ مِمَّا يَطْلُبُ بِهِ الْخِيَرَةَ فَمَا يَفْعَلُهُ الرَّجُلُ وَيَتْرُكُهُ يُنْهَى عَنْهَا لِأَنَّهَا مِنْ بَابِ الِاسْتِقْسَامِ بِالْأَزْلَامِ وَإِنَّمَا يُسَنُّ لَهُ اسْتِخَارَةُ الْخَالِقِ وَاسْتِشَارَةُ الْمَخْلُوقِ وَالِاسْتِدْلَالُ بِالْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي تُبَيِّنُ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَيَرْضَاهُ وَمَا يَكْرَهُهُ وَيَنْهَى عَنْهُ. وَهَذِهِ الْأُمُورُ تَارَةً يُقْصَدُ بِهَا الِاسْتِدْلَالُ عَلَى مَا يَفْعَلُهُ الْعَبْدُ: هَلْ هُوَ خَيْرٌ أَمْ شَرٌّ؟ وَتَارَةً الِاسْتِدْلَالُ عَلَى مَا يَكُونُ فِيهِ نَفْعٌ فِي الْمَاضِي وَالْمُسْتَقْبَلِ. وَكُلًّا غَيْرُ مَشْرُوعٍ وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 07 - 02, 02:53 م]ـ
اقول
فاذا كان من عادة الناس اليوم وضع كتب العلم وغيره على الرفوف
فكتاب الله اولى
ثم الذي يضع المصحف على الارض
ان كان في الصلاة
فهو في الغالب اما ان يضعه بجوار رجله وهذا فيه اهانة للمصحف
واما ان يضعه في مكان سجوده
وهنا يعرضه للدوس
وخصوصا في المسجد الحرام والمسجد النبوي
وايضا يظهر وكانه يسجد للمصحف
والله اعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 07 - 02, 02:59 م]ـ
وهنا قصة سمعتها من الشيخ عطية سالم رحمه الله
عن شيخه الشيخ الشنقيطي (صاحب اضواء البيان)
انه صلى بجواره رجل
فوضع حذاءه فوق المصحف فلما راى الشيخ الشنقيطي ذلك
رفع المصحف وحمله
وبعد الانتهاء من الصلاة
قال الرجل للشيخ الشنقيطي لماذا حملت المصحف
وهل لديك دليل على حرمة هذا الفعل
فما كان من الشيخ الشنقيطي الا ان وضع الحذاء فوق راس ذاك الرجل
فغضب الرجل
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 07 - 02, 06:52 م]ـ
وفي الرابط اعلاه
فوائد
نقلها الاخ الحارث 1 وفقه الله
http://www.muslm.net/cgi-bin/showflat.pl?Cat=&Board=islam&Number=64632&page=0&view=collapsed&sb=5
ـ[مبارك]ــــــــ[26 - 07 - 02, 07:31 م]ـ
حول مسألة تقبيل المصحف انظر:
*كيف يجب علينا أن نفسر القرآن الكريم؟ للإمام الالباني رحمه
الله تعالى (ص/28 _34)، فقد أجاب إجابة تثلج الصدر وتحصل برد
اليقين.
* من فتاوى الأئمة الأعلام حول القرآن (ص/200) جمع وترتيب
عبد الكريم بن عبد المجيد الدرويش.
ـ[المظفري]ــــــــ[18 - 08 - 02, 02:23 ص]ـ
وهو في إحدى روايات حديث اليهوديين اللذين زنيا وأصله في البخاري والزيادة سكت عليها الحافظ في شرحه فهي على قاعدته لا تنزل عن الحسن وهو كذلك فقد أخرجها أبو داود بإسناد رجاله ثقات غير واحد مختلف فيه فالذهبي في الكاشف وثقه وابن حجر في التقريب قال صدوق
¥(34/448)
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[22 - 02 - 04, 03:13 ص]ـ
؟؟
للفائدة .. والتعليق.
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[22 - 02 - 04, 03:31 ص]ـ
وما هو نص الرواية؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 02 - 04, 07:53 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ابن وهب
وهنا قصة سمعتها من الشيخ عطية سالم رحمه الله
عن شيخه الشيخ الشنقيطي (صاحب اضواء البيان)
انه صلى بجواره رجل
فوضع حذاءه فوق المصحف فلما راى الشيخ الشنقيطي ذلك
رفع المصحف وحمله
وبعد الانتهاء من الصلاة
قال الرجل للشيخ الشنقيطي لماذا حملت المصحف
وهل لديك دليل على حرمة هذا الفعل
فما كان من الشيخ الشنقيطي الا ان وضع الحذاء فوق راس ذاك الرجل
فغضب الرجل
يستحق هذا الرجل أن يداس بالأقدام كما أنه وضع كلام الله تحت حذاءه
ـ[ yousef] ــــــــ[02 - 05 - 04, 03:02 ص]ـ
لعل الأخت طالبة تقصد حديث أبي داود في سننه:
حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، ثنا ابن وهب، حدثني هشام بن سعد، أن زيد بن أسلم حدّثه، عن ابن عمر قال:
(((أتى نفرٌ من يهود فدعوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى القُف فأتاهم في بيت المدارس فقالوا: يا أبا القاسم، إن رجلاً منَّا زنى بامرأة فاحكم بينهم، فوضعوا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسادةً فجلس عليها ثم قال: "ائتوني بالتوراة" فأتي بها.
فنزع الوسادة من تحته ووضع التوراة عليها ثم قال: "آمنت بك وبمن أنزلك ".
ثم قال: "ائتوني بأعلمكم" فأتي بفتى شابٍّ، ثم ذكر قصة الرجم نحو حديث مالك عن نافع))).
فلقد كنت سألت عن تخريجه سابقاً وأجاب الشيخ أحمد بن سالم المصري، وهذا نص كلامه:
تخريج حديث أبي داود:
قلت: هذا إسناد ضعيف؛ وإليك تراجم رجاله:
** أحمد بن سعيد الهمداني: هو أحمد بن سعيد بن بشر بن عبيد الله الهمداني أبو جعفر المصري.
قال زكريا الساجي: ((ثبت)).
وقال العجلي: ((ثقة)).
وقال أحمد بن صالح: ((ما زلت أعرفه بالخير مذ عرفته)).
وذكره بن حبان في "الثقات".
قال النسائي: ((ليس بالقوي لو رجع عن حديث بكير بن الأشج في الغار لحدثت عنه)).
قلت: والراجح أنه ((ثقة))، وقول النسائي هذا لخطأه في حديث واحد، فلا يضعف بمثل هذا، ومن الذي لا يخطئ.
وانظر ترجمته: تهذيب التهذيب (1/ 31 - طبع الهند).
ــــــــــــــ
** ابن وهب: هو عبد الله بن وهب بن مسلم القرشى الفهرى، أبو محمد المصرى
الفقيه.
قال الحافظ في "تقريب التهذيب" (3694): ((ثقة حافظ عابد)).
ــــــــــــــ
هشام بن سعد: هشام بن سعد المدنى، أبو عباد.
اختلف النقاد في حاله، وإليك البيان:
** أقوال من ضعفه:
1 - قال يحيى بن معين: ((ضعيف)).
2 - وقال أحمد بن حنبل: ((ليس بمحكم للحديث))، ولم يرضه.
3 - وقال أبو حاتم: ((يكتب حديثه، ولا يحتج به)).
4 - وقال النسائى: ((ضعيف الحديث)).
5 - وقال ابن عدي: ((ولهشام غير ما ذكرت، ومع ضعفه يكتب حديثه)).
6 - وقال ابن سعد: ((كان كثير الحديث يستضعف، و كان متشيعا)).
7 - وقال ابن أبى شيبة عن على ابن المدينى: ((صالح، و ليس بالقوى)).
8 - وذكره يعقوب بن سفيان في "الضعفاء".
9 - وقال أبو عبد الله الحاكم -كما في "من تكلم فيه"للذهبي-: ((لينته)).
10 - وكان يحيى بن سعيد لا يروي عنه.
11 - وذكره العقيلي في "الضعفاء" (4/ 341).
12 - وقال ابن حبان في "المجروحين" (3/ 89): ((كان ممن يقلب الأسانيد، وهو لا يفهم، ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم فلما كثر مخالفته الأثبات فيما يروي عن الثقات بطل الاحتجاج به وان اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير)).
13 - قال أبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" (1/ 344/156): ((قالوا: إنه واهي الحديث)).
** أقوال من قوى أمره:
1 - وقال أبو زرعة: ((شيخ محله الصدق)).
2 - وقال الساجى: ((صدوق)).
3 - وقال أبو داود: ((هشام بن سعد أثبت الناس في زيد بن أسلم)).
4 - وقال العجلي: ((جائز الحديث، حسن الحديث)).
**الراجح: أنه ضعيف مطلقاً، وهو قول الجمهور، والله أعلم.
ــــــــــــــ
زيد بن أسلم: هو زيد بن أسلم القرشى، العدوى، أبو أسامة.
قال الحافظ (2117): ((ثقة عالم، وكان يرسل)).
ــــــــــــــ
ابن عمر: هو عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى العدوى، أبو عبد الرحمن.
وهو الصحابي الجليل، وهو مشهور.
ــــــــــــــ
** خلاصة البحث: هذه الزيادة ضعيفة، والله أعلم.
وهذا موجود في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12729(34/449)
ما مدى صحة ((10 تمنع 10))
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[27 - 07 - 02, 09:43 م]ـ
ارجو التأكد من هذه الكلمات 10 تمنع 10
والله الموفق
والسلام عليكم ورحمة وبركاته
عشرة تمنع عشرة
... ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ...
سورة الفاتحة ... تمنع غضب الله
سورة يس ... تمنع عطش يوم القيامة
سورة الدخان ... تمنع أهوال يوم القيامة
سورة الواقعة ... تمنع الفقر
سورة الملك ... تمنع عذاب القبر
سورة الكوثر ... تمنع الخصومة
سورة الكافرون ... تمنع الكفر عند الموت
سورة الاخلاص ... تمنع النفاق
سورة الفلق ... تمنع الحسد
سورة الناس ... تمنع الوسواس
... ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ...
ارسلها الى عشره من اصحابك امانه في ذمتك و ستسأل عليها يوم القيامه
لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين"
"لم يدع بها مسلم فى شئ الا قد استجاب الله له
وزعها على كل من عندك ولك الاجر والثواب
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[28 - 07 - 02, 06:33 م]ـ
للرفع
ـ[السيف المجلى]ــــــــ[28 - 07 - 02, 08:38 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ الحبيب الفاضل بارك الله فيك
هذا الحديث الذي ذكرته لايصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولذلك ينبغى لنا أن نتثبت في نسبتها الأحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم
ونسأل عن صحتها
وفقك الله وسددك
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[28 - 07 - 02, 08:41 م]ـ
جزاك الله خيرا
هل تستطيع بارك الله فيك ان تبحث لي مدى ضعفه او وضعه ومن تكلم في ذلك
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو حميد الفلاسي]ــــــــ[30 - 07 - 02, 05:44 م]ـ
للرفع
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[31 - 12 - 04, 11:29 م]ـ
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
زعم هذا الكاذب:
((عشرة تمنع عشرة الفاتحة تمنع غضب الرب ... )) الى آخره ..
وهذا أيضا حديث مكذوب على الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
http://www.binothaimeen.com/modules...article&sid=288
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[31 - 12 - 04, 11:30 م]ـ
للرفع
ـ[محمد محمود كيكي]ــــــــ[26 - 04 - 05, 09:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[26 - 04 - 05, 02:07 م]ـ
السؤال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عشرة تمنع عشراً وهي: سورة الفاتحة تمنع غضب الرب، وسورة يس تمنع عطش القيامة، وسورة الدخان تمنع أهوال يوم القيامة، وسورة الواقعة تمنع الفقر، وسورة الملك تمنع عذاب القبر، وسورة الكوثر تمنع خصومات الخصماء، وسورة الكافرون تمنع الكفر عند الموت، وسورة الإخلاص تمنع النفاق، وسورة الفلق تمنع الحسد، وسورة الناس تمنع الوسواس.
أجاب عن السؤال: الشيخ / الشريف حاتم بن عارف العوني
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فالحديث الذي ذكره السائل في فضل عشر سورٍ من القرآن الكريم حديث موضوع مكذوب على النبي – صلى الله عليه وسلم – تحرم نسبته إليه – صلى الله عليه وسلم – لقوله - صلى الله عليه وسلم -:" من حدّث عني بحديث يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ". فقد ذكر ابن قيم الجوزية – رحمه الله – ما صح فيه فضل من سور القرآن ولم يذكر هذا الحديث الذي سأل عنه السائل، ثم قال ابن القيم بعد ذلك: " ثم سائر الأحاديث بعدُ كقوله: من قرأ سورةَ كذا أُعطِيَ ثواب كذا فموضوعة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (المنار المنيف: رقم 225 – 238). وكذلك فعل عمر بن بدر الموصلي في كتابه (المغني عن الحفظ والكتاب)، حيث قال: " فلم يصح في هذا الباب شيء غير قوله في .. " فذكر ما يصح ولم يذكر الحديث المسؤول عنه وتعقبه محققه، وهو الشيخ أبو إسحاق الحويني، بزيادة أحاديث صححها، فلم يذكر أيضاً هذا الحديث (جُنّة المرتاب: 121 - 145). وكذلك فعل السيوطي (على توسُّعِه في التصحيح) فأورد ما ليس بموضوع في فضائل القرآن، فلم يذكر هذا الحديث، فيكون عنده موضوعاً (الإتقان للسيوطي: 2/ 1113 - 11130). وتابعهم ابن هِمّات في كتابه (التنكيت والإفادة: 30 - 40)، وفضيلة الشيخ بكر أبو زيد في (التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث: 122 - 123 رقم 191 - 193). ومع ذلك: فقد صحت أحاديث أخرى في فضل السور الواردة في الحديث الذي سأل عنه سائل، فقد صح في سورة الفاتحة، وسورة الإخلاص، والمعوذتين، والكافرون، والملك أحاديث في فضلها على وجه الخصوص أما سورة: يس، والدخان، والواقعة، والكوثر، فلم يصح في تخصيصها بالفضل حديث. هذا مع ما ثبت في فضل قراءة جميع سور القرآن، وما جاء في الحث على تلاوته وتدبره وتعلمه وتعليمه والعمل بما فيه كتاب الله – تعالى- وفي صحيح أحاديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم – والله أعلم. والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه والتابعين.
¥(34/450)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 01 - 06, 02:00 ص]ـ
رابط آخر للشيخ العثيمين:
http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_271.shtml
ـ[ابراهيم اسد]ــــــــ[03 - 12 - 09, 03:16 ص]ـ
بارك الله فيك اخي محمود شعبان
وننبه الاخ ابو فيصل على ان رابطه لا يعمل(34/451)
تخريج حديث حرمة وادي وج
ـ[أبو أنس]ــــــــ[27 - 07 - 02, 10:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أهل الحديث
يسرني أن أشارك إخواني في هذا المنتدى العامر
تخريج حديث حرمة وادي وج
عن عروة بن الزبير عن الزبير رضي الله تعالى عنه قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من ليلة حتى إذا كنا عند السدرة وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في طرف القرن الأسود حذرها فاستقبل نخبا ببصره يعنى واديا ووقف حتى اتفق الناس كلهم ثم قال إن صيد وج وعضاه حرم محرم لله وذلك قبل نزوله الطائف وحصاره ثقيف.
رواه الإمام أحمد 1/ 165 وأبو داود 2/ 215 والحميدي 1/ 34 ومن طريقه البيهقي 5/ 200
كلهم من طريق عبد الله بن الحارث بن عبد الملك المخزومي عن محمد بن عبد الله بن إنسان عن أبيه عن عروة بن الزبير عن الزبير به
والمخزومي ثقة
*أما محمد بن عبد الله بن إنسان فقد قال بن معين ليس به بأس وقال أبو حاتم ليس بالقوي في حديثه نظر وذكره بن حبان في الثقات تقدم حديثه في أبيه قلت وقال البخاري لما ذكر حديثه في صيد وج لم يتابع عليه
وأما أبوه عبد الله فقد قال فيه البخاري لم يصح حديثه وذكره بن حبان في الثقات وقال كان يخطىء وقد تعقب الذهبي قول بن حبان فقال هذا لا يقوله الحافظ إلا فيمن روى عدة أحاديث وعبد الله ما عنده غير هذا الحديث فإن كان أخطأ فيه فما هو الذي ضبطه وقال فيه الحافظ في التقريب لين.وقال البخاري لا يصح حديثه
? فثبت أن هذا الحديث ضعيف وذلك لعلتين
? الأولى / ضعف عبد الله بن إنسان
? الثانية / تفرد محمد بن عبد الله وأبوه بهذا الحديث وعدم المتابعة لهما ولا يصح تفردهما به كما قال البخاري.
قال شيخ الإسلام بن تيمية ج: 27 ص: 15
وليس ببيت المقدس مكان يسمى حرما ولا بتربة الخليل ولا بغير ذلك من البقاع إلا ثلاثة أماكن أحدها هو حرم بإتفاق المسلمين وهو حرم مكة شرفها الله تعالى والثانى حرم ثم جمهور العلماء وهو حرم النبى من عير إلى ثور بريد فى بريد فإن هذا حرم ثم جمهور العلماء كمالك والشافعى وأحمد وفيه أحاديث صحيحة مستفيضة عن النبى والثالث وج وهو واد بالطائف فإن هذا روى فيه حديث رواه أحمد فى المسند وليس فى الصحاح وهذا حرم ثم الشافعى لاعتقاده صحة الحديث وليس حرما ثم أكثر العلماء وأحمد ضعف الحديث المروى فيه فلم يأخذ به وأما ما سوى هذه الأماكن الثلاثة فليس حرما ثم أحد من علماء المسلمين فإن الحرم ما حرم الله صيده ونباته ولم يحرم الله صيد مكان ونباته خارجا عن هذه الأماكن الثلاثة
قال في المغني ج: 3 ص: 172
فصل صيد وج وشجره مباح وهو واد بالطائف وقال أصحاب الشافعي هو محرم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال صيد وجد وعضاها محرم رواه أحمد في المسند ولنا الأصل الإباحة والحديث ضعيف ضعفه أحمد ذكره أبو بكر الخلال في كتاب العلل
قال في الإنصاف للمرداوي ج: 3 ص: 563
الرابعة لايحرم صيد وج وشجره وهو واد بالطائف وفيه حديث رواه أحمد وأبو داود عن الزبير مرفوعا إن صيد وج وعضاهه حرم محرم لله لكن الحديث ضعفه الإمام أحمد وغيره من النقاد
قال الطحاوي مختصر اختلاف العلماء ج: 3 ص: 192
قال الشافعي أكره صيد وج بالطائف وقطع شجرها لأن النبي صلى الله عليه وسلم حرمها قال أبو جعفر ما سمعنا في ذلك رواية ولا هو قول أحد من العلماء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أبو أنس / إبراهيم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 07 - 02, 12:33 ص]ـ
فائدة
في المجموع
(الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ) قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي الْإِمْلَاءِ: أَكْرَهُ صَيْدَ وَجٍّ وَلِلْأَصْحَابِ فِيهِ طَرِيقَانِ: (أَصَحُّهُمَا) عِنْدَهُمْ الْقَطْعُ بِتَحْرِيمِهِ , وَبِهَذَا قَطَعَ الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ وَالْمَاوَرْدِيُّ وَالْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ وَالْمَحَامِلِيُّ وَالْمُصَنِّفُ وَالْبَغَوِيُّ وَالْمُتَوَلِّي وَالْجُمْهُورُ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي الطَّرِيقَتَيْنِ. قَالُوا: وَمُرَادُ الشَّافِعِيِّ بِالْكَرَاهَةِ كَرَاهَةُ تَحْرِيمٍ , (الطَّرِيقُ الثَّانِي) حَكَاهُ الشَّيْخُ أَبُو عَلِيٍّ السِّنْجِيُّ وَإِمَامُ الْحَرَمَيْنِ وَالْغَزَالِيُّ وَمَنْ تَابَعَهُمْ فِيهِ وَجْهَانِ: (أَصَحُّهُمَا) يَحْرُمُ , (وَالثَّانِي) يُكْرَهُ , وَيَجْرِي الْخِلَافُ فِي شَجَرِهِ وَخَلَاهُ , صَرَّحَ بِهِ الْأَصْحَابُ وَنَقَلَ أَبُو عَلِيٍّ الْبَنْدَنِيجِيُّ عَنْ نَصِّهِ فِي الْإِمْلَاءِ أَنَّ الشَّجَرَ كَالصَّيْدِ , (فَإِذَا قُلْنَا) بِالْمَذْهَبِ وَهُوَ تَحْرِيمُهُ فَاصْطَادَ فِيهِ أَوْ احْتَطَبَ أَوْ احْتَشَّ فَطَرِيقَانِ: (أَصَحُّهُمَا) وَبِهِ قَطَعَ صَاحِبُ التَّلْخِيصِ وَجَمَاهِيرُ الْأَصْحَابِ فِي الطَّرِيقَتَيْنِ أَنَّهُ يَأْثَمُ وَلَا ضَمَانَ , وَنَقَلَ الْقَاضِي أَبُو الطَّيِّبِ فِي تَعْلِيقِهِ اتِّفَاقَ الْأَصْحَابِ عَلَى هَذَا ; لِأَنَّ الْأَصْلَ أَنْ لَا ضَمَانَ إلَّا فِيمَا وَرَدَ فِيهِ الشَّرْعُ , وَلَمْ يَرِدْ فِي هَذَا شَيْءٌ , (وَالطَّرِيقُ الثَّانِي) حَكَاهُ إمَامُ الْحَرَمَيْنِ وَالْبَغَوِيُّ وَغَيْرُهُمَا فِيهِ خِلَافٌ: (الصَّحِيحُ) لَا ضَمَانَ , (وَالثَّانِي) أَنَّهُ كَصَيْدِ الْمَدِينَةِ وَشَجَرِهَا وَخَلَاهَا , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
)
¥(34/452)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 07 - 02, 12:36 ص]ـ
وفي تخريج ابن حجر
(حَدِيثُ: رُوِيَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {صَيْدُ وَجٍّ مُحَرَّمٌ لِلَّهِ تَعَالَى}. أَبُو دَاوُد مِنْ حَدِيثِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ وَسَكَتَ عَلَيْهِ وَحَسَّنَهُ الْمُنْذِرِيُّ , وَسَكَتَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْحَقِّ , فَتَعَقَّبَهُ ابْنُ الْقَطَّانِ بِمَا نَقَلَ عَنْ الْبُخَارِيِّ: إنَّهُ لَمْ يَصِحَّ , وَكَذَا قَالَ الْأَزْدِيُّ , وَذَكَرَ الذَّهَبِيُّ , أَنَّ الشَّافِعِيَّ صَحَّحَهُ , وَذَكَرَ الْخَلَّالُ أَنَّ أَحْمَدَ ضَعَّفَهُ , وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ فِي رَاوِيهِ الْمُنْفَرِدِ بِهِ: وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إنْسَانٍ الطَّائِفِيُّ كَانَ يُخْطِئُ , وَمُقْتَضَاهُ تَضْعِيفُ الْحَدِيثِ , فَإِنَّهُ لَيْسَ لَهُ غَيْرُهُ , فَإِنْ كَانَ أَخْطَأَ فِيهِ فَهُوَ ضَعِيفٌ , وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: لَا يُتَابَعُ إلَّا مِنْ جِهَةِ تَقَارُبِهِ فِي الضَّعْفِ , وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ الْمُهَذَّبِ: إسْنَادُهُ ضَعِيفٌ , قَالَ: وَقَالَ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ: لَا يَصِحُّ كَذَا قَالَ , وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ أَرَادَ فِي تَارِيخِهِ , فَإِنَّهُ قَالَ ذَلِكَ فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إنْسَانٍ وَإِلَّا فَالْبُخَارِيُّ لَمْ يَتَعَرَّضْ لِهَذَا فِي صَحِيحِهِ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. (تَنْبِيهٌ): وَجٌّ , بِفَتْحِ الْوَاوِ وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ , أَرْضٌ بِالطَّائِفِ , وَقِيلَ: وَادٍ بِهَا , وَقِيلَ كُلُّ الطَّائِفِ.
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 07 - 02, 12:38 ص]ـ
الاخ الفاضل أبو انس
جزاك الله خيرا
ـ[أبو أنس]ــــــــ[28 - 07 - 02, 02:39 م]ـ
وإياك اخي بن وهب
وشكر الله لك هذه الفوائد الجليلة.(34/453)
حديث تفرق الأمة رواية ودراية
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 07 - 02, 01:19 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
أما بعد
فهذا هو الموضوع الذي قد وعدتكم به. والنص مأخوذ من كتابي "حوار هادي مع الشيخ القرضاوي".
الحديث الأول
أخرج الترمذي (2640) وأبو داود (4596) وابن ماجه (3991) كل منهم في السنن له، وأحمد في المستدرك (2\ 332) وابن أبي عاصم (1\ 33) وابن نصر (58) كل منهما في السنة له، وأبو يعلى (5910، 5978، 6117) وابن حبان في الصحيح (6247، 6731) والآجري في الشريعة (21، 22) والحاكم في المستدرك على شرط مسلم (1\ 128) وابن بطة في الإبانة (273) والبيهقي في السنن الكبرى (10\ 208) والاعتقاد (ص307) وعبد القاهر في الفرق (ص5) وابن الجوزي في التلبيس (18) من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة (حسن الحديث)، عن أبي سلمة (ثقة) [1]، عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r:
« تَفَرَّقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ أَوْ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً. وَالنَّصَارَى مِثْلَ ذَلِكَ. وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً».
و صحّحه الترمذي و ابن حبان (14\ 140) و الحاكم و الذهبي والمنذري، و الشاطبي في الاعتصام (2\ 189) و السيوطي في الجامع الصغير (2\ 20)، وجوّده الزين العراقي في تخريج أحاديث الإحياء.
أقوال العلماء في محمد بن عمرو بن علقمة:
* الإمام ابن المبارك: قال: لم يكن به بأس.
* الإمام أحمد بن حنبل: قال ابنه عبد الله: سألته عن سهيل بن أبي صالح ومحمد بن عمرو بن علقمة أيهما أحب إليك؟ فقال: ما أقربهما! ثم قال: سهيل –يعني أحب إلي-. وسهيل هذا أقل ما يقال عنه إنه حسن الحديث.
* يحيى بن سعيد القطان (متعنّت) [2]: قال ابن المديني: قلت ليحيى: محمد بن عمرو كيف هو؟ قال: تريد العفو أو تشدد؟ قلت: بل أشدد، قال: ليس هو ممن تريد ... وسألت مالكاً عن محمد بن عمرو فقال فيه نحواً مما قلت لك. اهـ.
وهذا القول من الإمام يحيى يدل على أن محمد بن عمرو ليس هو ممن يذكر في الدرجة العليا من الحفظ والذين يقتصر عليهم عند التشدد، أما في حال الاعتدال فلا يدلنا على رأيه فيه إلا كلامه هو. فقد قال: وأما محمد بن عمرو فرجل صالح ليس بأحفظ الناس للحديث.
وسئل عن سهيل بن أبي صالح ومحمد بن عمرو بن علقمة فقال: محمد بن عمرو أعلى منه. وقال ابن المديني: سمعت يحيى بن سعيد يقول: محمد بن عمرو أحب إلي من ابن حرملة.
ونجد هنا أن يحيى بن سعيد القطان قد فضله على ابن إسحاق وابن حرملة وكل منهما حسن الحديث، فماذا يكون قول الإمام يحيى في من هو أفضل منهما؟ لا بد أنه لا ينزل عن رتبة الحسن.
* يحيى بن معين (متشدد): قال ابن أبي خيثمة: سئل يحيى بن معين عن محمد بن عمرو، فقال: ما زال الناس يتقون حديثه، قيل له: وما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء من رأيه ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
وهذا مفاده أن مأخذ الإمام ابن معين على محمد بن عمرو يتناول جزئية تتعلق ببعض رواياته لفتاوى أبي سلمة ونسبتها خطأ إلى أبي هريرة رضي الله عنه، وقبل أن يتهمنا أحد بالتعنت ولي أعناق النصوص، ليجبنا عن قول ابن معين في محمد بن عمرو: ثقة، كما رواه عنه كل من ابن طهمان وابن محرز وابن أبي مريم وابن أبي خيثمة؟
وقد قدمه على ابن إسحاق أيضاً كما رواه الكوسج عنه، وابن إسحاق (صاحب السّيَر) حسن الحديث كما مر.
وقال عبد الله بن أحمد عنه: سهيل والعلاء وابن عقيل حديثهم ليس بحجة ومحمد بن عمرو فوقهم.
وجدير بالانتباه أن حديث افتراق الأمة ليس مما يقال بالرأي بل هو من النبوءات، فلا يرد عليه أن يكون من رأي أبي سلمة أصلاً فزال ما يخشى من خطئه في أسوأ الأحوال.
* الإمام علي بن المديني (متشدد): قال: ثقة.
* أبو حاتم الرازي (متشدد جداً): قال: «صالح الحديث يكتب حديثه، وهو شيخ». وقد قال الذهبي في السير (13\ 260): «إذا وَثَّقَ أبو حاتم رجلاً فتمسّك بقوله. فإنه لا يوثِّق إلا رجلاً صحيح الحديث».
* النسائي (متعنّت): قال: ليس به بأس. وقال: ثقة.
* ابن عدي: «له حديث صالح. وقد حدث عنه جماعة من الثقات، كل واحد منهم ينفرد عنه بنسخة ويغرب بعضهم على بعض. ويروي عنه مالك غير حديث في الموطأ. وأرجو أنه لا بأس به».
* ابن حبان: ذكره في الثقات وقال: «كان يخطئ». وقال في مشاهير علماء الأمصار: «من جلة أهل المدينة ومتقنيهم».
* ابن شاهين: ثقة.
* محمد بن يحيى الذهلي: وثقه كما ذكر الحاكم عنه.
* الحافظ البيهقي: «كان لا يبلغ درجة يحيى – يعني ابن أبي كثير من كبار الأئمة-. قَبِلَ أهلُ العلم بالحديث حديثه فيما لا يخالف فيه أهل الحفظ».
وهذا كله يوجب اعتبار حديثه مما لا ينزل عن رتبة الحسن، ويكون إسناد هذا الحديث في أقل الأحوال حسناً لذاته. أما متن الحديث فهو صحيح متواتر كما نص الإمام السيوطي.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] أبو سلمة بن عبد الرحمان من الطبقة الثانية من التابعين، و هو ثقة بلا خلاف (سير أعلام النبلاء 4\ 287).
[2] قال الذهبي في الميزان (3\ 247): «يحيى بن سعيد القطان متعنِّتٌ جداً في الرجال». وقال الذهبي في سير الأعلام (9\ 183): «كان يحيى بن سعيد متعنّتاً في نقد الرجال. فإذا رأيتَهُ قد وثّق شيخاً، فاعتمد عليه. أما إذا لَيَّن أحَداً، فتأنّ في أمره، حتى ترى قول غيره فيه. فقد لَيَّن مثل: إسرائيل وهمّام وجماعة احتج بهم الشيخان». وقال الحافظ في مقدمة فتح الباري (ص424): «يحيى بن سعيد شديد التعنت في الرجال، لا سيما من كان من أقرانه».
¥(34/454)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 07 - 02, 07:07 ص]ـ
الحديث الثاني
أخرج أبو داود (4597) والدارمي (2560) كل منهما في السنن له، وأحمد في المسند (4\ 102) وابن أبي عاصم (1، 2، 65، 69) والمروزي (50، 51) كل منهما في السنة له، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2\ص331) والآجري في الشريعة (18) والطبراني في المعجم الكبير (19\ 376) –ومن طريقه أبي العلاء العطار في فتيا له (12) – والطبراني في الكبير أيضاً (19\ 377) وفي مسند الشاميين (1005، 1006) واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (1\ 150) والحاكم في المستدرك (1\ص128) وابن بطة العكبري في الإبانة (1\ 266، 268) والبيهقي في دلائل النبوة (6\ص541) و الأصبهاني في الحجة (#107) من طرق عن صفوان بن عمرو، حدثنا أزهر بن عبد الله (ثقة)، عن أبي عامر عبد الله بن لحي الهوزني (ثقة) [3]، عن معاوية بن أبي سفيان t، أن رسول الله r قام فينا، فقال:
«إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابَ افْتَرَقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى اثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً –يَعْنِي الْأَهْوَاءَ–، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلا وَاحِدَةً، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ. وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَجَارَي بِهِمْ تِلْكَ الْأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلْبُ بِصَاحِبِهِ، فلا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلا مَفْصِلٌ إِلا دَخَلَهُ». قال معاوية t: « والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم r، لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به».
و قد صحّحه الحاكم أبو عبد الله في المستدرك و الإمام الذهبي في التلخيص، و جوّده الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (3\ 230) و حسّنه أمير المؤمنين في الحديث ابن حجر العسقلاني في تخريج الكشاف (63)، و صحّحه شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط (1\ 118).
هذا إسناد قوي: صفوان وأبو عامر ثقتان ثبتان. وأزهر بن عبد الله الحمصي (وجزم البخاري أنه أزهر بن سعيد) هذا، ناصبي ثقة. وقد تكلم فيه ابن الجارود والأزدي وأبو داود لأجل بدعة النصب كما نص الحافظ ابن حجر في التهذيب (1\ 178)، أما في الرواية فهو حجة. ولذلك احتج به أبو داود في سننه. وقد وثقه كذلك ابن خلفون وابن وضاح والعجلي وابن حبان، وقال الذهبي في الميزان: تابعيٌّ حسن الحديث.
وقد علم من طريقة الحفاظ أن المبتدع له بدعته ولنا روايته. وقد نصوا على أن في الصحيحين جملة من غلاة المبتدعة لم يتوقف أهل الصحيحين عن الاحتجاج بهما. فالناصبي يكره علياً t بينما الخوارج تكفره. و مع ذلك فالبخاري احتج في صحيحه بعمران بن حطان و هو من زعماء الخوارج و كان داعي إلى بدعته، وله قصيدة في مديح قاتل علي t. و كذلك مذهب جمهور علماء الحديث أن يأخذوا بالحديث عن صاحب البدعة إن كان ثقة، اللهم إلا الروافض لأنهم كانوا يستحلون الكذب. وإنما ذكر بعض الحفاظ كالجوزجاني أنه يتوقف في رواية المبتدع الغالي إذا روى ما يؤيد بدعته، وليس هذا على تسليمه مما نحن فيه. إذ ليس هذا الحديث بأي حال متعلق ببدعة النصب و خاصة أنه روي من وجوه كثيرة عن طريق رواة كانوا معادين للدولة الأموية و بعضهم شيعة (و ليس رافضة) كما سنرى.
وكتطبيق عملي نرى الحفاظ تتابعوا على تقوية هذه الطريق وتثبيتها: كالذهبي وابن تيمية والعراقي وابن حجر. فما الذي تريد أن تُعَلّمه لهؤلاء الحفاظ يا دكتور، دون أن يكون معك نصير من مثلهم؟!
--------------------------------------------------------------------------------
[3] قال العجلوني في معرفة الثقات (2\ 53): عبد الله بن لحي أبو عامر الهوزني، شامي تابعي ثقة من كبار التابعين. و أقره العسقلاني في لسان الميزان (7\ 254).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 07 - 02, 07:22 ص]ـ
أحاديث مرفوعة أخرى
¥(34/455)
وقد روي هذا الحديث عن عدد من الصحابة. فقد روي عن أبي أمامة [4] وعن أنس بن مالك [5]، وفيه أن الفرقة الناجية هي «السواد الأعظم». وقد روي بلفظ فيه أن الفرقة الناجية هي «ما أنا عليه اليوم وأصحابي»، وذلك عن عبد الله بن عمرو بن العاص [6] وأنس بن مالك [7]. وروي بلفظ فيه أن الفرقة الناجية هي «الجماعة» من طريق سعد بن أبي وقاص [8] وعوف بن مالك [9] وأنس بن مالك [10]. وقد روي عن عوف بن مالك مرفوعاً بلفظ: «ستفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة. أعظمها فرقة قومٌ يقيسون الأمور برأيهم، فيحرمون الحلال ويحللون الحرام» [11]. وعن عبد الله بن مسعود في حديث طويل [12]، وعن عبد الله بن سلّام [13]، وعن جابر بن عبد الله [14].
وهذه الطرق –وإن كان في بعضها مقال– إلا أنها تقوّي الحديثين المحفوظين الذين تقدما آنفاً، وترفعهما بكل هذه الطرق الكثيرة إلى درجة التواتر المعنوي. والحديث ثبت عند أهل السنة كما أسلفنا، وثبت عند الأباضية في مسند الربيع (ص36)، وثبت عند الرافضة أيضاً لكن بزيادة موضوعة هي "ما أنا عليه وأهل بيتي"!
--------------------------------------------------------------------------------
[4] أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (7\ 175) و المعجم الكبير (8\ 273) و (8\ 268)، وابن نصر المروزي في كتاب السنة (ص22)، والبيهقي في سننه الكبرى (8\ 188)، وابن أبي شيبة في مصنفه سنن البيهقي الكبرى (8\ 188)، من طرق عن طريق أبي غالب (حسن الحديث) عن أبي أمامة.
[5] أخرجه أبو يعلى في مسنده (7\ 32) من طريق أبو سحيم مبارك بن سحم.
[6] أخرجه الترمذي في سننه (2641) وقال حسن غريب، والحاكم في المستدرك (1\ 218) استشهاداً، وابن نصر المروزي في السنة (ص23)، من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، وقد حسّنه العراقي في تخريج الإحياء (3\ 230).
[7] أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (2\ 29) وفي الأوسط (8\ 22) من طريق عبد الله بن سفيان الخزاعي الوسطي.
[8] أخرجه ابن نصر المروزي في السنة (ص22) من طريق موسى بن عبيدة الربذي.
[9] أخرجه ابن ماجة (2\ 1322) وفيه عباد بن يوسف (جيد الحديث، وثقه ابن ماجة وابن أبي عاصم وعثمان بن صالح وابن حبان، ولم يضعّفه أحد. وقال عنه الذهبي: صدوق يغرب. قلت: كأن قلة الرواية عنه لأنه من أصحاب الكرابيسي).
[10] أخرجه المروزي في السنة (1\ 21)، وأبو يعلى في مسنده (7\ 154)، و عبد الرزاق في مصنفه (10\ 155)، من طريق يزيد بن أبان الرقاشي. وأخرجه ابن ماجة من طريق هشام بن عمار، وصححه البوصيري مصباح الزجاجة (4\ 179). وقال الشيخ الألباني عنه في هامش كتاب السنة لابن أبي عاصم (1\ 32): «حديث صحيح ورجاله ثقات، على ضعف في هشام بن عمار، لكنه قد توبع كما يأتي. والحديث أخرجه ابن ماجه بإسناد المصنف هذا وصححه البوصيري. والحديث (((صحيحٌ قطعاً))) لأن له ست طرق أخرى عن أنس وشواهد عن جمع من الصحابة. وقد استقصى المصنِّف –رحمه الله– الكثير منها –كما يأتي ومضى قبله– من حديث عوف بن مالك، وقد خرجته في الصحيحة من حديث أبي هريرة من حديث معاوية وسيذكرهما المصنف. وقد (((ضل بعض الهلكى))) من متعصبة الحنفية في ميله إلى تضعيف هذا الحديث مع كثرة الإشارة لمخالفته (((هوى في نفسه)))، وقد رددت عليه المذكور آنفا فليراجعه من شاء». وصححه صاحب الأحاديث المختارة (7\ 89) مع قصة طويلة له من غير رواية هشام بن عمار، لكن لم يصرح قتادة بالتحديث من أنس. وقد رواه أحمد في مسنده (3\ 120) دون لفظ الجماعة، وفي إسناده زياد بن عبد الله النميري. وللحديث شواهد أكثر من هذه ترجح ثبات الحديث عن أنس.
[11] أخرجه البزار في كشف الأستار (1\ 98) و الطبراني في الكبير و البيهقي في المدخل (ص188) و ابن بطة في الإبانة الكبرى (1\ 227)، و الحاكم في المستدرك على الصحيحين (4\ 477) و صححه على شرط البخاري، و أخرجه أيضاً في (3\ 631) وقال هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. وهو كما قال، إلا أن البخاري لم يحتج بنُعَيم بن حماد بل أخرج له بالشواهد. ونعيم –وإن كان ثقة من أئمة أهل السنة– فإن له أوهاماً، وهذا الحديث انتقده جماعة لتفرّده به. وقد توبع بمجموعة من الضعفاء كما أشار إلى ذلك الخطيب البغدادي والمزي وابن عدي وغيرهم، لكنهم لم يصحّحوا حديثه رغم ذلك. وقد قوّاه ابن حزم في إنكاره للقياس كما سنرى. قال محمد بن علي بن حمزة المروزي: «سألت يحيى بن معين عن هذا فقال: ليس له أصل. قلت: فنعيم؟ قال: ثقة. قلت: كيف يحدث ثقة بباطل؟ قال: شبه له». قال الخطيب: «وافقه على روايته سويد (الأنباري) وعبد الله بن جعفر عن عيسى». وقال: ابن عدي: «رواه الحكم بن المبارك الخواستي –ويقال لا بأس به– عن عيسى». قال الذهبي في ميزان الإعتدال (7\ 42): «هؤلاء أربعة لا يجوز في العادة أن يتفقوا على باطل. فإن كان خطأ فمن عيسى بن يونس». قلت عيسى بن يونس ثقة، وليس من دليلٍ واضحٍ على خطأه. ومع ذلك فأنا أتوقف عن تصحيح مثل هذا الحديث.
[12] أخرجه الحاكم في مستدركه (2\ 522)، والطبراني في الكبير (10\ 220) وفيه عقيل بن يحيى الجعدي. ولكن أخرجه الطبراني في الكبير (10\ 171) من طريق الوليد بن مسلم وكان يدلّس ويسوّي. ومرسل عبد الرحمان عن أبيه ابن مسعود مقبول.
[13] مرسل أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن قتادة، ورجاله ثقات أثبات.
[14] أخرجه الواسطي في تاريخ واسط (ص235)، قال عنه ابن حجر في الكافي الشاف (63): «و في إسناده راو لم يسمّ»، يقصد جدة عمرو بن قيس.
¥(34/456)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 07 - 02, 12:17 ص]ـ
أحاديث موقوفة
أخرج أبو النعيم من طرق في حلية الأولياء (5\ 8) والدَّارَقطني في عِلَلِه (4\ 188) عن محمد بن سوقة (ثقة) [15] عن أبي الطفيل (صحابي) [16] t عن علي بن أبي طالب t موقوفاًً: «تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، شرها فرقة تنتحل حبنا وتفارق أمرنا».
وقال ابن نصر المروزي في كتابه السنة (1\ 23): حدثنا يونس بن عبد الأعلى [17] أنبأ ابن وهب [18] أخبرني أبو صخر [19] عن أبي معاوية البجلي [20] عن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء البكري [21] قال: سمعت علي بن أبي طالب، وقد دعا رأس الجالوت وأسقف النصارى. فقال: «إني سائلكم عن أمرٍ، وأنا أعلم به منكما، فلا تكتماني. يا رأس الجالوت، أنشدتك الله –الذي أنزل التوراة على موسى، وأطعمكم المن والسلوى، وضرب لكم في البحر طريقاً، وأخرج لكم من الحجر اثنتي عشرة عيناً، لكل سبط من بني إسرائيل عين– إلا ما أخبرتني على كم افترقت بنو إسرائيل بعد موسى؟ فقال له: ولا فرقة واحدة. فقال له –على ثلاث مرار–: «كذبت. والله الذي لا إله إلا هو لقد افترقت على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة». ثم دعا الأسقف فقال: «أنشدك الله الذي أنزل الإنجيل على عيسى، وجعل على رحله البركة، وأراكم العبرة، فأبرأ الأكمه، وأحيا الموتى، وصنع لكم من الطين طيوراً، وأنبأكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم». فقال: «دون هذا أصدقك يا أمير المؤمنين». فقال: «على كم افترقت النصارى بعد عيسى من فرقة»؟ فقال: لا والله ولا فرقة. فقال –ثلاث مرار–: «كذبت. والله الذي لا إله إلا هو لقد افترقت على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة. فأما أنت يا زفر فإن الله يقول] ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون [فهي التي تنجو. وأما أنت يا نصراني فإن الله يقول] منهم أمةٌ مقتصدةٌ وكثير منهم ساء ما يعملون [فهي التي تنجو. وأما نحن فيقول] وممن خلقنا أمةٌ يهدون بالحق وبه يعدلون [وهي التي تنجو من هذه الأمة».
قلت هذا إسنادٌ رجاله ثقات من رجال مسلم. ويشهد لذلك ما أخرجه ابن بطة في الإبانة عن عبد الله بن قيس (هو أبو موسى الأشعري t) قال: اجتمع عند علي t جاثليتو [22] النصارى و رأس الجالوت كبير علماء اليهود. فقال الرأس: «تجادلون على كم افترقت اليهود»؟ قال: «على إحدى و سبعين فرقة». فقال علي t: « لتفترقن هذه الأمة على مثل ذلك، و أضلها فرقة و شرها: الداعية إلينا (أهل البيت)! آية ذلك أنهم يشتمون أبا بكر و عمر رضي الله عنهما» [23].
ويشهد له كذلك ما أخرجه ابن نصر المروزي في "السنة" (ص24): حدثنا إسحاق بن إبراهيم (هو الإمام الشهير ابن راهويه) أنبأ عطاء بن مسلم [24]، قال سمعت العلاء بن المسيب (ثقة) يحدث عن شريك البرجمي (مستور ذكره ابن حبان في الثقات)، قال حدثني زاذان أبو عمر (ثقة)، قال: قال علي: «يا أبو عمر. أتدري على كم افترقت اليهود؟».قلت: «الله ورسوله أعلم». فقال: «افترقت على إحدى وسبعين فرقة، كلها في الهاوية إلا واحدة وهي الناجية. والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، كلها في الهاوية إلا واحدة هي الناجية. يا أبا عمر. أتدري على كم تفترق هذه الأمة؟». قلت: «الله ورسوله أعلم». قال: «تفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في الهاوية إلا واحدة وهي الناجية». ثم قال علي: «أتدري كم تفترق فيَّ؟». قلت: «وإنه يفترق فيك يا أمير المؤمنين؟!». قال: «نعم. اثنتا عشرة فرقة، كلها في الهاوية إلا واحدة فيّ الناجية وهي تلك الواحدة –يعني الفرقة التي هي من الثلاث والسبعين– وأنت منهم يا أبا عمر».
واعلم أن هذه الأحاديث –وإن كانت موقوفة على علي بن أبي طالب t– فإن حكمها بحكم الحديث المرفوع إلى رسول الله r. لأن هذا لا يعلمه أحد إلا بإخبارٍ من الوحي.
--------------------------------------------------------------------------------
[15] قال عنه النسائي وابن حجر: «ثقة مرضي».
[16] عامر بن واثلة بن الطفيل صحابي جليل كما أثبت مسلم. و قيل بل من كبار التابعين و هو ثقة.
[17] أبو موسى يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري الحافظ المقرئ الفقيه. روى عنه مسلم. تذكرة الحفاظ (2\ 527).
[18] عبد الله بن وهب: ثقة من رجال البخاري و مسلم. تهذيب التهذيب (6\ 65).
[19] حميد بن زياد الخراط مدني مشهور مختلف فيه، و الصواب أنه صدوق لكن له حديثين لا يتابع عليهما، ذكرهما ابن عدي. و قد أخرج له البخاري في الأدب المفرد ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي في مسند علي وابن ماجة. تهذيب التهذيب (3\ 36).
[20] أبو معاوية عمار بن معاوية الدهني البجلي الكوفي. من رجال مسلم. وهو ثقة يتشيع كما في التهذيب (7\ 355). وقد قيل أنه لم يسمع من سعيد.
[21] صهيب البصري. وثقه أبو زرعة (معتدل) و ابن حبان (متساهل) وضعفه النسائي (متشدد)، و أخرج له مسلم و أبو داود و النسائي. تقريب التهذيب (4\ 386). ووثقه الذهبي في الكاشف (2\ 436).
[22] الجاثَليقُ: هو رَئيسٌ للنَّصارَى في بِلادِ الإسْلامِ.
[23] رواه ابن بطة في "الإبانة الكبرى": باب ذكر افتراق الأمم في دينهم، و على كم تفترق الأمة (1\ 1229 #254) قال: حدثنا أبو علي إسماعيل بن العباس الورّاق، قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، قال حدثنا شبابة، قال حدثنا سوادة بن سلمة، أن عبد الله بن قيس قال (فذكر الحديث). و أبو علي ابن العباس الوراق روى عنه الدارقطني و وثقه، و قال الذهبي عنه: المحدث الإمام الحجة، و ذكره يوسف بن عمر القواس في جملة شيوخه الثقات. انظر تاريخ بغداد (6\ 300)، و المنتظم لابن الجوزي (6\ 278)، و سير أعلام النبلاء (15\ 74). و الحسن بن محمد بن صالح الزعفراني، ثقة كما في التقريب (1\ 163) والكاشف (1\ 329). وشبابة بن سوار (ت204): ثقة ثبت احتج به الشيخان، كما نص الذهبي في "الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب" (1\ 107). أي رجاله ثقات، لكني لم أعثر على ترجمة سوادة بن سلمة. وأظن بوجود تصحيف في اسمه، والله أعلم. على أية حال يصلح هذا كشاهد قويٍَ للحديثين قبله.
[24] وصفه ابن حجر بأنه «صدوق يخطئ كثيراً». ولكنه قد توبع عند ابن وضَّاح في "البدع والنهي عنها" (ص85).
¥(34/457)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 07 - 02, 04:48 ص]ـ
من فقه الحديث
نلاحظ من الجمع بين تلك الأحاديث النبوية الشريفة أن الفرقة الناجية: هي الجماعة، وهي السواد الأعظم من المسلمين، وهي الباقية على ما كان عليه رسول الله r وأصحابه رضوان الله عليهم. وأما باقي الفرق فكلها فرقٌ صغيرةٌ لا تبلغ الواحدة منها حجم الفرقة الناجية. وأعظم هذه الفرق الضالة عدداً وحجماً، قومٌ يقيسون الأمور برأيهم (أي وفق هواهم الشخصي)، فيحرمون الحلال ويحللون الحرام. وسبحان الله، ما أكثر ما نشاهد هؤلاء! أما أخبث هذه الفرق وأضلها، فهي الفرقة التي تدعي حب أهل البيت، لكنها تعصيهم وتفارق أمرهم.
وهذا التفرق هو في أصول العقيدة، وليس في المسائل الفرعية الفقهية. فإن الخلاف في مسائل الاعتقاد يسمى فرقة، بعكس الخلاف في مسائل الفقه الذي يسمى مذهباً. ومن هنا نعلم مقدار تخبط الجهلة الذين يقولون طالما أن المذاهب أربعة (حنفي، شافعي، مالكي، حنبلي)، فلم لا تكون خمسة بإضافة المذهب الإمامي؟ فهذا سؤال فاسد. لأنه لا يوجد شيء اسمه مذهب شيعي، إنما هي فرقة الشيعة. وهي في الواقع مقسمة لفرق كثيرة: منها من بقي في حظيرة الإسلام رغم انحرافهم كالزيدية، ومنهم من خرج من الإسلام كلية كالإمامية وبخاصة أتباع الخميني. والخلاف بيننا وبينهم هو في أصول العقيدة لا في الأمور الفقهية!
قال الإمام القرطبي في تفسيره (12\ 130): «هذا بين أن الافتراق المحذر منه في الآية والحديث، إنما هو في أصول الدين وقواعده. لأنه قد أطلق عليها مِللاً، وأخبر أن التمسك بشيء من تلك الملل موجبٌ لدخول النار. ومثل هذا لا يقال في الفروع، فإنه لا يوجب تعديل الملل ولا عذاب النار». وقال الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي: «قد علم أصحاب المقالات أنه r لم يُرِد بالفرق المذمومة: المختلفين في فروع الفقه من أبواب الحلال والحرام، وإنما قصد بالذم: من خالف أهل الحق في أصول التوحيد وفي تقدير الخير والشر، وفي شروط النبوة والرسالة وفي موالاة الصحابة، وما جرى مجرى هذه الأبواب. لأن المختلفين فيها قد كفَّر بعضهم بعضاً، بخلاف النوع الأول، فإنهم اختلفوا فيه من غير تكفير ولا تفسيق للمخالف فيه. فيرجع تأويل الحديث في افتراق الأمة إلى هذا النوع من الاختلاف».
والحديث يعتبر من أهم الأصول التي تدعو لتوحيد الأمة تحت عقيدة واحدة، وهو مثالٌ واضحٌ للأمر بالالتزام بالجماعة. وقد فهم بعض الحمقى الحديث بعكس ذلك. فظنوا أن الحديث يسبب تفريق الأمة. فقاموا –لا زادهم الله خيراً– بتحريف زيادة "كلها في النار إلا واحدة"، إلى "كلها في الجنة إلا واحدة، وهي الزنادقة" أو إلى "تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة، إني أعلم أهداها الجماعة". وهذه كلها زيادات موضوعة باتفاق علماء الحديث. ومعناها باطلٌ لا ريب في ذلك، فإن الحقّ واحدٌ والصراط المستقيم واحد، لا طريق سواه.
وقد شرح شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الحديث في مجموع الفتاوى (3\ 345 - 358)، فكان مما قاله: «ولهذا وصف الفرقة الناجية بأنها أهل السنة والجماعة و هم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم. و أما الفرق الباقية فإنهم أهل الشذوذ والتفرق و البدع و الأهواء. و لا تبلغ الفرقة من هؤلاء قريباً من مبلغ الفرقة الناجية، فضلاً عن أن تكون بقدرها. بل قد تكون الفرقة منها في غاية القلة. وشعار هذه الفرق مفارقة الكتاب والسنة والإجماع، فمن قال بالكتاب والسنة والإجماع كان من أهل السنة والجماعة».
أقول: من الملاحظ هنا أن جميع الفرق الضالة -تقريباً- تشترك في أمر واحد و هو زعمهم أن أغلب المسلمين على ضلال. بل يريد بعضهم أن يقنعنا بأن فرقتهم –التي لا تتجاوز نسبة صغيرة جداً من المسلمين– هي على الصواب و باقي المسلمين على ضلال! وكل الفرق تدعي اتباع القرآن، لكن بعضها يحاول إنكار السنة جزئياً. أما من أنكرها كليةً فقد كفر، ولا يعتبر من هذه الفرق أصلاً. إذ أن هذه الفرق هي من المسلمين الضالين العصاة، وليست من الكفار. ولذلك لا يدخل الجهمية وغلاة الرافضة (الشيعة الإمامية) في هذه الفرق. ويبقى مخالفة إجماع السلف هو الذي يثبت به التفرق من الجماعة.
¥(34/458)
ثم قال شيخ الإسلام: «وبهذا يتبين أن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية: أهل الحديث والسنة، الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله. وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله، و أعظمهم تمييزاً بين صحيحها وسقيمها. وأئمتهم فقهاء فيها، وأهل معرفة بمعانيها واتباعاً لها تصديقاً وعملاً، وحباً وموالاة لمن والاها ومعاداةً لمن عاداها. الذين يروون المقالات المجملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة، فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم و جمل كلامهم، إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول. بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب و الحكمة (أي السنة) هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه. وما تنازع فيه الناس من مسائل الصفات والقدر والوعيد والأسماء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك، يردونه إلى الله ورسوله. ويفسرون الألفاظ المجملة التي تنازع فيها أهل التفرق والاختلاف. فما كان من معانيها موافقاً للكتاب والسنة أثبتوه، وما كان منها مخالفاً للكتاب والسنة أبطلوه. و لا يتبعون الظن وما تهوى الأنفس، فإن اتباع الظن جهلٌ. واتباع هوى النفس بغير هدى من الله، ظلمٌ. وجماع الشر: الجهل والظلم. قال الله تعالى] وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا [إلى آخر السورة».
ثم قال مستدركاً: «ومما ينبغي أيضاً أن يعرف أن الطوائف المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدين والكلام على درجات: منهم من يكون قد خالف السنة في أصول عظيمة. ومنهم (الكلام هنا عن الأشاعرة) من يكون إنما خالف السنة في أمورٍ دقيقة، ومن يكون قد رد على غيره من الطوائف الذين هم أبعد عن السنة منه، فيكون محموداً فيما رده من الباطل وقاله من الحق، لكن يكون قد جاوز العدل في رده بحيث جحد بعض الحق وقال بعض الباطل. فيكون قد رد بدعة كبيرة ببدعةٍ أخف منها. ورد بالباطل باطلاً بباطلٍ أخف منه. وهذه حال أكثر أهل الكلام المنتسبين إلى السنة والجماعة (أهل الكلام من أهل السنة و الجماعة هم الأشاعرة الذين ردوا على المعتزلة). ومثل هؤلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولا يفارقون به جماعة المسلمين، يوالون عليه ويعادون كان من نوع الخطأ. والله –سبحانه وتعالى– يغفر للمؤمنين خطأهم في مثل ذلك. ولهذا وقع في مثل هذا كثير من سلف الأمة وأئمتها: لهم مقالات قالوها باجتهاد، وهي تخالف ما ثبت في الكتاب والسنة. بخلاف من والى موافقه، وعادى مخالفه، وفرّق بين جماعة المسلمين، وكفّر وفسّق مخالفه دون موافقه في مسائل الآراء والاجتهادات، واستحل قتال مخالفه دون موافقه، فهؤلاء من أهل التفرق والاختلافات».
قلت: فخلاصة الأمر أن الأشاعرة نوعان: من رد على الرافضة و المعتزلة لكنه لم يضلل متبعي مذهب السلف و هؤلاء من أهل السنة و الجماعة و إن كانوا على خطأ. وأمثال هؤلاء الكثير من فقهاء أهل السنة كالعز بن عبد السلام. و نوع ممن ضلل متبعي السلف و فرق جماعة المسلمين، فهؤلاء أهل بدعة و لا شك. ومثال على ذلك الكوثري الهالك [25].
--------------------------------------------------------------------------------
[25] مثال ذلك قوله في كتابه "تبديد الظلام المخيم من نونية ابن القيم"، في وصف الإمام ابن القيم الجوزية: «ضالٌّ مضل زائغ مبتدع وقح كذاب حشوي بليد غبي جاهل مهاتر خارجي تيس حمار ملعون، من إخوان اليهود والنصارى، منحل من الدين والعقل. بلغ في الكفر مبلغاً لا يجوز السكوت عليه ... إلخ».
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 07 - 02, 09:02 ص]ـ
مناقشة تضعيف الشيخ للحديث
لقد قام الشيخ القرضاوي –هداه الله– في كتابه "الصحوة الإسلامية" بمحاولة للتشكيك بهذا الحديث العظيم القدر الذي يدعو المسلمين للوحدة في جماعة واحدة. وهو الحديث الذي تلقته الأمة على مر العصور بالقبول، واستشهد به العلماء في كتب العقائد والأحاديث. وبدأ بالطعن بحديث أبي هريرة بطعنه براويه محمد بن عمرو بن علقمة، فقال عنه: «ومن قرأ ترجمته في (تهذيب الكمال) للمزي وفي (تهذيب التهذيب) لابن حجر: عَلِمَ أن الرجل مُتَكلّمٌ فيه من قِبَلِ حِفظه، وأن أحدًا لم يوثقه بإطلاق، وكل ما ذكروه أنهم رجحوه على من هو أضعف منه؛ ولهذا لم يزد الحافظ في التقريب على أن قال: صدوق له أوهام. والصدق وحده في هذا المقام لا يكفي، ما لم ينضم إليه الضبط، فكيف إذا كان معه أوهام؟؟».
¥(34/459)
قلت بل وثقه بإطلاق علي بن المديني (متشدد) و النسائي (متشدد جداً) وابن معين (متشدد) و ابن شاهين و محمد بن يحيى الذهلي. وذلك تجده في ترجمته بتهذيب التهذيب لابن حجر (1\ 179)، بالخط العربي الواضح. فما بال الشيخ القرضاوي لم ير ذلك، أم أنها العجلة وعدم التأني؟ وبعض هذا التوثيق في ترجمته في تهذيب الكمال (26\ 212) كذلك. وأخشى أن نظارات الشيخ صارت بحاجة إلى تغيير! أما أنهم رجحوه على غيره، فقد وضّحنا رجحوه على رجالٍ أقل ما يقال عنهم أن حديثهم حسن، فماذا يكون حاله إذاً؟ لا بد أنه لا ينزل عن رتبة الحسن، إن لم يكن في مرتبة الصحيح. وهذا يُفترض أن يكون من البداهة!
أما عن وصف ابن حجر له بأنه صدوقٌ له أوهام، فلا يفيد تضعيفه مطلقاً كما ظن الشيخ القرضاوي. فهذا اللفظ أولاً مأخوذٌ من كتاب "تقريب التقريب" الذي يعطي فكرة مختصرة جداً عن الراوي، ولا يمكن أبداً الاقتصار عليه. بل لا بد من العودة لكتب التراجم الطويلة مثل تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب، عدا الكتب المتخصصة في مواضيع معينة مثل: "طبقات المدلسين"، و " كتاب المختلطين"، و "الاغتباط لمعرفة من رمي بالاختلاط"، و"جامع التحصيل في أحكام المراسيل"، و"ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق"، وكتب العلل والسؤالات. فقراءة عناوين ليس بكافٍ أبداً.
وعلماء الحديث يعلمون أن ابن حجر له اصطلاح خاص بكلمة صدوق في كتابه تهذيب التهذيب [26]. فهو يطلق كلمة صدوق على الثقة، فتراه يقول: «الطبقة الثالثة: ومنهم الصدوق، الثبت الذي يهم أحياناً - وقد قبله الجهابذة النقاد، وهذا يحتج بحديثه». وكم من ثقةٍ يُصحّح ابن حجر حديثه، وقد وصفه في التهذيب بأنه صدوق. أما أنّ له أوهاماً، فهذا عنوان مختصر (كما يسميه ابن حجر) يدلك على وجوب قراءة تراجمه جيداً وأن تعرف أين هذه الأوهام، كما تجده في التفصيل في "تهذيب التهذيب" لإبن حجر، و "ميزان الاعتدال" للذهبي، و "الكامل" لإبن عدي وغيره، فنتجنب عندها هذه الأوهام. وقد سبق وأوضحنا هذه الأوهام وأنها لا تؤثر في هذا الحديث. وإذا كان رأي الحافظ ابن حجر مقبول عند الشيخ القرضاوي، فلماذا لم يأخذ بقبوله للحديث مع زيادة «كلها في النار إلا واحدة»؟ أم أنه لا يأخذ إلا ما وافق هواه؟
ثم قال الشيخ القرضاوي عن زيادة "كلها في النار إلا واحدة": «وقد روي الحديث بهذه الزيادة من طريق عدد من الصحابة: عبد الله بن عمرو، ومعاوية، وعوف بن مالك، وأنس، وكلها ضعيفة الإسناد، وإنما قووها بانضمام بعضها إلى بعض». أقول هذه دعوى باطلة و على المدعي البينة. فليس من أسهل أن تقول عن رواية –لا توافق مزاجك الشخصي– أنها ضعيفة. لكن هذا القول ليس له وزن حتى تثبت ذلك. بل ثبت كثير من تلك الروايات أنها صحيحة بنفسها، كما سبق وأوضحنا بعون الله. وباعتبار أن الشيخ القرضاوي لم يجد مطعناً حقيقياً في حديث معاوية، فإنه استعان ليطعن في الحديث برأي ابن حزم الظاهري وابن الوزير الزيدي الشيعي!
هناك الكثير من علماء الشيعة الزيدية في اليمن ممن نبذوا التقليد واجتهدوا فتحولوا إلى المذهب السني. ومن هؤلاء: محمد بن إبراهيم الوزير (ت 840هـ)، و صالح بن مهدي المقبلي صاحب كتاب "العلم الشامخ"، و محمد بن إسماعيل الصنعاني (ت 852هـ) صاحب كتاب "سبل السلام"، و محمد ابن علي الشوكاني (ت 1250هـ) صاحب كتاب "نيل الأوطار" [27]، و مقبل الوادعي (ت 1422هـ) صاحب كتاب "إسكات ... يوسف القرضاوي". لكن أكثر هؤلاء لم يتحول للمذهب السني بشكل كامل، بل بقيت عنده آثار من فلسفة المعتزلة وتأثيرات من تشيع الزيدية. وقد أشار الشيخ مقبل الوادعي إلى أن صالح بن مهدي المقبلي [28] قد بقي في مذهب وسط بين السنة من جهة، وبين المعتزلة والشيعة من جهة أخرى. علماً بأن هذا الأخير قد شنّع كثيراً على ابن الوزير وأشار إلى أنه باقٍ على اعتزاله. فماذا يكون ابن الوزير إن شنع عليه من كان متأثراً بالمعتزلة؟
¥(34/460)
ومن المعروف أن الزيدية قد أخذوا عقيدتهم من المعتزلة. وفي كتاب "العلم الشامخ في تفضيل الحق على الآباء و المشايخ" للمقبلي اليمني: «قال السيد الهادي بن إبراهيم الوزير [29] –و هو من أشد الناس شكيمة في نصرة مذهب الزيدية و التعصب لهم، و الرد على مخالفيهم–، فقال فيهم و في المعتزلة: "و إنهما فرقة واحدة في التحقيق إذا لم يختلفوا فيما يوجب الإكفار و التفسيق". ذكر هذا في خطبة منظومته التي سماها "رياض الأبصار" عدد فيها أئمة الزيدية و علماءها و علماء المعتزلة متوسلاً بهم. فذكر الأئمة الدعاة من الزيدية، ثم علماء المعتزلة، ثم علماء الزيدية من أهل البيت، ثم من شيعهم. و اعتذر عن تقديم المعتزلة على الزيدية بما لفظه: "و أما المعتزلة فقد ذكرت بعض أكابرهم، و كراسي منابرهم (قلت: يقال للعلماء، الكراسي) إذ هم الأعداد الكثيرة، و الطبقات الشهيرة. و رأيت تقديمهم على الزيدية لأنهم سادتها و علمائها. فألحقت سمطهم بسمط الأئمة و ذلك لتقدمهم في الرتبات، و لأنهم مشايخ سادتنا و علمائنا القادات"».
فإذا علمت هذا، لما استغربت دفاع ابن الوزير الشديد عن المعتزلة والشيعة، وإنكاره لحديث تفرق الأمم الصحيح الذي تلقته الأمة بالقبول، لأنه يطعن بقوة بالمعتزلة والشيعة. ولا يختلف أحد بأن ابن الوزير ليس من علماء الحديث باعترافه نفسه [30]، ولذلك لم يطعن بالحديث من جهة سنده بل طعن فيه برأيه ومزاجه الشخصي. ولهذا نقول أن شهادة ابن الوزير مردودة غير مقبولة: لأنه شيعي متعزلي، ولأنه ليس من علماء الحديث، ولأنه ليس له سلف من المتقدمين. وقد حاول الطعن حديث معاوية t الذي فيه «وواحدة في الجنة وهي الجماعة»، لأنها تدل على ضلال قومه. فزعم أن الحديث لم يصح لأن في إسناده ناصبي، يقصد أزهر بن سعيد. وقد سبق وتكلمنا عن هذا في تخريج الحديث، وقلنا أن الرجل كان ثقة في الحديث. فكيف نرد حديثه؟ و أئمة الحديث متفقين على جواز النقل عن صاحب البدعة إلا إن كانت مكفرة (كحال الرافضة). قال العراقي في "شرح مقدمة ابن الصلاح": «فاحتج البخاري بعمران بن حِطّان، و هو من الدعاة –أي دعاة الخوارج-. و احتجّا (أي البخاري ومسلم) بعد الحميد بن عبد الرحمان الحماني، و كان داعية إلى الإرجاء». وقد سبق وتكلمنا عن هذا بالتفصيل، فراجعه إن شئت.
ثم إن ابن الوزير (لما زاد ميله للسنة) قد صحح حديث معاوية هذا في كتابه "الروض الباسم في الذَّبِّ عن سُنة أبي القاسم" عندما تكلم في فصل خاص عن الصحابة الذين طعن فيهم الشيعة و منهم معاوية t. فسرد ما له من أحاديث و منها هذا الحديث! و بيّن الشيخ صالح المقبلي اليمني معنى الحديث، و تكلم عليه بكلام مطوّل رد فيه استشكال ابن الوزير معنى الحديث و وجهه التوجيه الصحيح. و قد نقل كلامه الإمام الألباني -رحمه الله- كاملاً في السلسلة عند الكلام عن الحديث المذكور [31].
هذا كله مع العلم أن مطاعن ابن حزم وابن الوزير كانت في زيادة «كلها في النار إلا واحدة»، وليس في أصل الحديث. فقد روى ابن حزم حديث: «ستفترق أمتي على بضعٍ وسبعين فرقة، أعظمها فرقة قوم يقيسون الأمور برأيهم فيحرمون الحلال ويحللون الحرام». و احتج به في المحلى (1\ 62) –وهو لا يحتج إلا بصحيح كما اشترط ذلك في مقدمة المحلى– وكذلك في الإحكام (8\ 506) ثم قال: «حريز بن عثمان ثقة، وقد رُوينا عنه أنه تبرأ مما أنسب إليه من الانحراف عن علي t. ونُعَيم بن حماد قد روى عنه البخاري في الصحيح».
وابن حزم الأندلسي لم تصله الكثير من السنن و كتب الحديث (مثل سنن الترمذي وسنن ابن ماجة)، ففاته الكثير من الطرق. و بالتالي فتضعيفه لتلك الزيادة هي لإحدى تلك الروايات، و لم يطلع قطعاً على كل تلك الروايات المتواترة. ثم إن ابن حزم الظاهري، على الرغم من ذكاءه و علمه، فقد كان له منهجاً شاذاً في الفقه و العقيدة و الحديث خالف به الجمهور. و لشدة تشدده في الحديث فقد ضعّفَ أحاديث في صحيحي البخاري ومسلم ونسب إحداها للوضع. لكنه كذلك كان يصحّح أحاديث موضوعة اتفق العلماء المتقدمون على ضعفها. و الرجل له أوهام كثيرة لأنه كان يعتمد في بحوثه على حافظته الواسعة. قال مؤرّخ الأندلس أبو مروان بن حَيّان: «كان ابن حزم حاملَ فنون ... وكان لا يخلو في فنونه من غلطٍ، لجرأته في الصِّيال على كل فن. ولم يكن سالماً من
¥(34/461)
اضطرابٍ في رأيه». وقال ابن حجر عنه في لسان الميزان (4\ 198): «كان يَهجُمُ على القول في التعديل والتجريح وتبيين أسماء الراوة، فيقع له من ذلك أوهام شنيعة». ولأبي إسحاق الحويني الأثري كتاب بعنوان "الجزم في شذوذ ابن حزم" أعطى أمثلةً على شذوذاته.
وابن حزم ليس من علماء الحديث، ولا يقارن بالجهابذة الحفاظ أمثال الحافظ العراقي والحافظ الإمام الذهبي والحافظ ابن حجر ومن هم في طبقتهم. لكن ابن حزم –على أية حال– لم يقل عن الحديث أنه موضوع، كما زعم الشيخ القرضاوي. بل إنه توقف في تصحيحه فقال عن الزيادة أنها «لا تصح». وقولُه: "لا تصح"، لا ينفي كونَها حسنة. بينما نسب له الشوكاني عبارة: «إنها موضوعة»!!! وللأسف فإن الشيخ القرضاوي –كعادته– نقل كلام هذا الزَّيدي، بلا تدقيقٍ ولا مُراجعة. أما قول الشوكاني عن الزيادة: «فقد ضعفها جماعة من المحدثين»، فمن هم هؤلاء الجماعة؟ فإنه لم يُعلم أن أحداً من المحدثين قد ضعّفها من قبل! إلا إذا قصد قومه الشيعة، وهم طائفةٌ لا يُعتدُّ بها.
أما تضعيف الشيخ القرضاوي للحديث لمجرد أنه بظن القرضاوي سيسبب تمزق الأمة، فهذا فهم عجيب غريب. فالحديث يحذر الأمة من التفرق و يدعوهم للالتفاف حول الجماعة و حول السواد الأعظم، و أن يكونوا على ما كان عليه رسول r و أصحابه. فأين المشكلة في هذا يا دكتور؟! هل المشكلة في قول رسول الله –عليه الصلاة و السلام– أم في فهمكم لقوله؟!
و كم من عائبٍ قولاً صحيحاً و آفته من الفهم السقيم
و لسنا أكثر غيرة على هذه الأمة من رسول الله عليه أتم الصلاة و السلام، و هو الذي قال الله تعالى عنه في القرآن:] لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم بالمؤمنين رؤوف رحيم [.
فهل عندما ادعى أبو حنيفة و الشافعي و مالك و أحمد بن حنبل و البخاري و غيرهم من الأئمة أنهم من أنصار الفرقة الناجية و على منهاجها و ردوا على المخالفين من أهل البدع و ضللوهم و نسبوهم للفرق الهالكة، هل عندما ادعى هؤلاء الأعلام ذلك، مزّقوا الأمّة و طعنوا فيها و ضعّفوا من شوكتها و وقووا عدوّها عليها و أغروه بها؟! كلا و الله. بل أن الأمة حفظها الله بحفظ أولئك لدينه و لسنة نبيه r و على منهاج القرون المفضلة. فهم جمعوا الأمة و وحدوها و رفعوا من شأنها و قووها و جعلوها الأعلى قدرا من بين الأمم و حفظوا أصول دينها و جعلوا أعداءها يهابونها. و قد عاشت الأمة أيام عزها و مجدها في تلك العصور. فرحمهم الله رحمة واسعة و أسكنهم فسيح جنانه بما خدموا الأمة و بذلوا لأجلها الغالي و النفيس.
وباعتبار أن الشيخ القرضاوي قد اعتمد على نقول من إمامٍ زيدي تسنن، فنحن نرد عليه من رجل كان من أئمة الزيدية قبل أن ينتقل لمذهب السنة والجماعة، وهو الإمام محمد بن إسماعيل الأمير الصَّنْعاني –رحمه الله– [32]. يقول الإمام الصنعاني في كتابه "افتراق الأمة إلى نيِّفٍ وسبعين فِرقة" (ص66): «هذه الفرق المحكوم عليها بالهلاك قليلة العدد، لا يكون مجموعها أكثر من الفرقة الناجية. فلا يتم أكثرية الهلاك، فلا يرد الإشكال. و إن قيل يمنع عن هذا أنه خلاف الظاهر من ذكر كثرة عدد فرق الهلاك، فإن الظاهر انهم أكثر عدداً. قلت: ليس ذكر العدد في الحديث لبيان كثرة الهالكين، وإنما هو لبيان اتساع طرق الظلال وشعبها ووحدة طريق الحق نظير ذلك. ذلك ما ذكره أئمة التفسير في قوله] ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله [أنه جمع السبل المنهي عن اتباعها، لبيان شعب طرق الضلال وكثرتها وسعتها وأفرد سبيل الهدى والحق لوحدته وعدم تعدده.
وبالجملة فكلٌّ يَدعي وصلاً لليلى، وليلى لا تُقِرُّ لهم بذاكا. وكان الأحسن بالناظر في الحديث، أن يكتفي بالتفسير النبوي لتلك الفرقة، فقد كفاه r – معلِّم الشرائع الهادي إلى كل خير r– المؤنة، وعين له الفرقة الناجية: بأنها من كان على ما هو r وأصحابه. وقد عَرَف بحمد الله –من له أدنى همة في الدين– ما كان عليه النبي r وأصحابه. ونُقِلَ إلينا أقوالهم وأفعالهم –حتى أكلهم وشربهم ونومهم ويقظتهم– حتى كأنا رأيناهم رأي عين. وبعد ذلك فمن رزقه الله إنصافاً من نفسه وجعله من أولي الألباب، لا يخفاه حال نفسه أولاً: هل هو متبع لما كان عليه النبي r وأصحابه، أو غير متبع؟ ثم لا يخفى حال غيره من كل طائفة: هل هي متبعة أو مبتدعة؟». أهـ.
¥(34/462)
ثم إن القرضاوي قد رد على نفسه بنفسه عندما بيّن أن المقصود بعبارة «كلها في النار»، أي: ابتداءً، و أنهم لا يخلدون فيها. فهذا يدل على أن الحديث لا يتعارض مع أصول الدين البتة. فلم إنكاره إذاً؟ أما قوله في بعض من قد يكون من بين تلك الفرق الضالة « ... ولا سيّما إذا كانوا قد بذلوا وسعهم في معرفة الحق، ولكنهم لم يوفقوا وأخطئوا الطريق، وقد وضع الله عن هذه الأمة الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه». فتناقضٌ صريحٌ مع ما قبله، ودليلٌ على أنه لم يفهم الحديث بعد. فهؤلاء لا يشملهم الحديث أصلاً! بل إن كانوا قد أخطئوا باجتهادهم في معرفة الحق –و هذا علمه عند الله– فهؤلاء مأجورون بإذن الله تعالى. لكن الكلام على من سلك غير سبيل المؤمنين و عاند أهل السنة و الجماعة، أو من تعالَمَ و ظن أنه أهل للاجتهاد في اختيار الطريق التي سلكها فيما ظن فيه اتباع النبي r. فهذا جاهلٌ مركبٌ أصر على جهله.
ثم حاول الشيخ القرضاوي الإيهام بأن الحافظ ابن كثير يوافقه في تضعيف الحديث! فقال أن ابن كثير قد سرد الحديث في تفسيره «ولم يزد على ذلك فلم يصفه بصحة ولا حسن». قلت وهذا أيضاً من تسرعه في إطلاق الأحكام. فمن المعروف أنه لا يُنسبُ لساكتٍ قول. وابن كثير إن سكت عن حديث فليس ذلك دلالة ضعف، لأنه لم يلتزم الإشارة إلى صحة الحديث كلما ذكره. فكيف لو أنه قد أثبته في موضوع آخر؟ فالحديث أثبته ابن كثير في تفسيره (2\ 466) بزيادة "ما أنا عليه وأصحابي". وقاتل الله التسرع والعَجَلة.
الأخطاء في مقال الشيخ القرضاوي –على صغر حجمه– كثيرةٌ يصعب إحصائها. وهي أخطاءٌ واضحةٌ لا تُقبل من طالبٍ في كلية الشريعة، فما بالك بدكتور يزعم أنه فقيه العصر؟! وكم كنت أتمنى لو أن الشيخ القرضاوي عرض مقاله على عالم بالحديث، أو حتى طالب علم يدرس الحديث، قبل أن ينشر تلك الأخطاء ويسيء إلى نفسه بها. أما عِلْمُ الحديث فلا يمكن الوصول إليه بقراءة كتابٍ أو كتابين. وإنما يصل إليه المُجِدُّ بإدمان النظر في كتب الأحاديث والرجال والعِلل، وبسؤال أهل المعرفة بالحديث، وبالاطلاع على أقوال جهابذة علماء الحديث من المتقدمين. مع تصحيح النية، والبعد عن التلاعب في تخريج الحديث بسبب الهوى والعصبية. وإلا، فعليه أن يعرف قدر نفسه، ويعتمد على تخريجات الحُفّاظ الكبار الذين أفنوا عمرهم في هذا العلم، ويُسلّم لهم بما يقولون.
قال إمام الرجال العلامة الذهبي –رحمه الله– في تذكرة الحفاظ (1\ 4): «حقٌ على المحدّث أن يتورّع في ما يؤديه، وأن يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على إيضاح مَروياته. ولا سبيل إلى أن يصير العارف –الذي يُزكّي نقَلَة الأخبار ويجرحُهم– جِهْبِذاً، إلا بإدمان الطلب والفحص عن هذا الشأن، وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم، مع التقوى والدين المتين والإنصاف والتردد إلى مجالس العلماء، والتحري والإتقان. وإلا تفعل:
فدَع عنك الكتابة، لستَ منها * ولو سوَّدت وجهك بالمِداد
قال الله تعالى –عز وجل–:] فاسألوا أهلَ الذكر إن كنتم لا تعلمون [. فإن آنستَ –يا هذا– من نفسِك فهماً وصدقاً وديناً وورعاً، وإلا فلا تَتَعنَّ. وإن غَلَب عليك الهوى والعصبية للرأي والمذهب، فبالله لا تَتعب. وإن عرفتَ أنك مخلِّطٌ مخبِّطٌ مهمِلٌ لحدود الله، فأرحنا منك. فبعد قليل ينكشف البَهْرَج، ويَنكَبُّ الزّغَل،] ولا يَحيقُ المكرُ السيّئ إلا بأهله [، فقد نصحتك. فعِلمُ الحديث صَلِفٌ. فأين علمُ الحديث؟ وأين أهله؟! كدت أن لا أراهم إلا في كتابٍ أو تحت تًراب».
وأنصح الدكتور أن لا يكتب إلا في علم أتقنه، و تمرس فيه مدة من الزمان، و أن يكون رائده في ذلك النصح للمسلمين و الإخلاص لرب العالمين، بعيداً عن التأثر بخلق الحقد و الحسد، فذلك أجدى له و أنفع في الدنيا و الآخرة، قال الإمام النووي –رحمه الله تعالى– في "التقريب" (ص232) ما مختصره: «علم الحديث شريف، يناسب مكارم الأخلاق، و محاسن الشيم. و هو من علوم الآخرة، من حُرمه حُرِم خيراً عظيماً، و من رُزِقَه نال فضلاً جزيلاً، فعلى صاحبه تصحيح النية، و يطهر قلبه من أغراض الدنيا. و ليستعمل الأخلاق الجميلة و الآداب، ثم ليفرّغ جهده في تحصيله. و لا يحملنه الشره على التساهل في التحمّل، فيخلّ بشيء من شروطه. و ينبغي أن يستعمل ما يسمعه من أحاديث العبادات و
¥(34/463)
الآداب، فذلك زكاة الحديث و سبب حفظه. و ليحذر كل الحذر من أن يمنعه الكبر من السعي التام في التحصيل و أخذ العلم ممن دونه في نسب أو سن أو غيره. و لا ينبغي أن يقتصر على سماعه و كَتبه، دون معرفته و فهمه. فليتعرف صحته و ضعفه، و معانيه و لغته و إعرابه، و أسماء رجاله، محققاً كل ذلك. و ليشتغل بالتخريج و التصنيف (((إذا تأهل له))). و ليحذر إخراج تصنيفه إلا بعد تهذيبه و تحريره، و تكريره النظر فيه. (((وليحذر من تصنيف ما لم يتأهل له)))».
--------------------------------------------------------------------------------
[26] وإن كانت في الأصل لفظ تجريح لقوة الحفظ.
[27] انظر رسالته أدب الطلب ومنتهى الأرب، والتي ينصح بها بتعلم الأصول من المعتزلة والزيدية. فهذا دليلٌ على أن معتقده خليطٌ بين السنة والزيدية.
[28] قال العلامة المعلمي في "الأنوار الكاشفة" (ص279): «والمقبلي نشأ في بيئة اعتزالية المعتقد، هادوية الفقه، شيعية تشيعاً مختلفاً، يغلظ في أناس ويخف في آخرين. فحاول التحرر فنجح تقريباً في الفقه، وقارب التوسط في التشيع. أما الاعتزال فلم يكد يتخلص إلا من تكفير أهل السنة مطلقاً».
[29] هو الأخ الأكبر لمحمد بن الوزير، توفي سنة 822هـ. وذكرنا هذا لنبيّن البيئة التي نشأ بها محمد بن الوزير.
[30] قال في مقدمة كتابه "العواصم والقواصم": «وقد قصدت وجه الله تعالى في الذب عن السنة النبوية. وليس يضرني وقوف أهل المعرفة على مالي من التقصير، ومعرفتهم أن باعي في هذا الميدان قصير، لاعترافي أني لست من نقاد هذا الشأن، وإقراري أني لست من فرسان هذا الميدان. لكني لم أجد من الأصحاب من يتصدى لجواب هذه الرسالة، لما يجر إليه ذلك من القالة. فتصيدت لذلك في غير إحسان ولا إعجاب، ومن عدم الماء يتمم التراب ... إلخ».
[31] راجع السلسلة الصحيحة برقم 204، المجلد الأول، (ص 409 - 414).
[32] وهو إجمالاً أفضل وأقرب لأهل السنة من ابن الوزير.
ـ[ابن رواحه]ــــــــ[29 - 07 - 02, 06:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الشيخ الفاضل/ محمد الأمين -حفظه الله-,
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك, وعدت فأوفيت ..
لعلي أحتفظ به لأقرأه في وقت لاحق ..
هذا رابط متعلق:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=2710
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 09 - 03, 10:54 ص]ـ
للرفع بمناسبة كلمة الشيخ سليمان الجديدة، التي ليته لم يقلها
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[29 - 09 - 03, 11:29 م]ـ
قال العلامة الشيخ سلمان العودة عن الحديث:
ومذهب الأكثرين في ثبوت الحديث أقوى؛ فإن الحديث بمجموع طرقه ثابت، لكن لا يجب أن ينظر إليه وكأنه لم يرد في باب الاختلاف غيره.
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?catid=38&artid=2874
هل هذا هو قوله المقصود؟
ـ[الشيخ رضوان]ــــــــ[12 - 07 - 05, 01:13 ص]ـ
الأخ الحبيب 0 أطلت الرد
ولو علمت أنك كتبت في الموضوع 0 ما كنت لأجرأ عليك أو أتقدم بين يديك فأين الثرى من الثريا
ولو قرأت أمام اسمي لعلمت أني على الملتقى جديد0 والجديد أو المبتدئ معذور0 أليس كذلك يامبرور؟ إن شاء الله 0 لكني استسمحك أن أخرج حديث ذكرته واعتمد عليه زنادقة العصر وما أطلت عليه الوقوف
وهو حديث كلها في الجنة إلا واحدة
ـ[د. مصعب الخير]ــــــــ[23 - 12 - 05, 08:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
وبعد؛ فأنا أضم صوتي إلى ما نقله الأخ أبو حسن الشامي عن الشيخ سلمان العودة: ومذهب الأكثرين في ثبوت الحديث أقوى؛ فإن الحديث بمجموع طرقه ثابت، لكن لا يجب أن ينظر إليه وكأنه لم يرد في باب الاختلاف غيره.
ولقد طالعت كلام الشيخ سلمان عبر الرابط المضاف في المشاركة، وودت لو أن الأخ صاحب الموضوع تطامن أكثر في رده على الشيخ القرضاوي؛ فللشيخ مكانته وفضله عند كثير من المسلمين، وأنا واحد من هؤلاء المقدرين له في ساحة الفقه الإسلامي المعاصر، ولكل عالم زلة أو أخطاء إذا بررت مراجعته والاختلاف معه فيها؛ فلا تبرر التهجم عليه ولا إيغار صدور محبيه الذين لا يخالفون الأخ صاحب الموضوع في أصل موضوع رده.
¥(34/464)
وقد اشتغلت قبل سنوات بتخريج حديث افتراق الأمة خلال زمان إعدادي لرسالة الدكتوراه، وقد يكون في ذلك التخريج شيء من الفائدة لأصل موضوع الرد، وفي ختامه ما يتعلق بمراد الشيخ رضوان من تخريج زيادة (كلها في الجنة إلا واحدة).
والله الموفق لكل خير وبر
ـ[د. مصعب الخير]ــــــــ[23 - 12 - 05, 08:47 ص]ـ
حديث افتراق الأمة:
قال رسول الله ــ صلى الله عليه وآله وسلم ــ: «تفرقت اليهود على إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى مثل ذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة».
أخرجه الإمام أحمد في مسنده من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعا بدون ذكر النصارى ــ 2/ 332. وأخرجه أبو داود في سننه وسكت عنه، في كتاب السنة، باب شرح السنة ــ 4/ 197. وأخرجه الترمذي في جامعه، في كتاب الإيمان، باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، واللفظ له، وقال: حديث حسن صحيح ــ 5/ 25. وأخرجه ابن ماجه في سننه بنحو لفظ الإمام أحمد، في كتاب الفتن، باب افتراق الأمم ــ 2/ 1321. وقال الشيخ الألباني في مواضع حديث أبي داود والترمذي وابن ماجه جميعا: حسن صحيح. وأخرجه ابن حبان في صحيحه ــ 14/ 140 من ترتيب ابن بلبان. وأخرجه الحاكم في المستدرك ــ 1/ 47، 217 وقد صححه في الموضع الثاني على شرط مسلم، ووافقه الذهبي على ذلك في التلخيص؛ على حين أنه قال في الموضع الأول معلقا على كلام الحاكم: ما احتج مسلم بمحمد بن عمرو منفردا؛ بل بانضمامه لغيره. وأخرجه أبو يعلى في مسنده ــ 10/ 381، 502. وقال في الموضع الأول: محمد ابن عمرو يشك.
والحديث مروي بعد ذلك بزيادة تبين حكم الفرق، وهي على وجهين:
الوجه الأول، وهو المشهور: «تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة». قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي».
أخرجه الترمذي من طريق سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، عن عبد الله ابن يزيد، عن عبد الله بن عمرو مرفوعا، وقال: حديث مفسر غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه .. وقال الشيخ الألباني: حسن ــ 5/ 26. وأخرجه الحاكم شاهدا للحديث السابق في المستدرك ــ 1/ 218، وبين أن إسناده قد تفرد به عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وهو لا تقوم به حجة.
وأخرجه الطبراني في معجمه الأوسط ــ 8/ 22. قال: حدثنا محمود، ثنا وهب بن بقية، نا عبد الله بن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ «تفترق هذه الأمة ثلاثا وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة». قالوا: وما تلك الفرقة؟ قال: «من كان على ما أنا عليه اليوم وأصحابي». وأخرجه الطبراني أيضا في المعجم الصغير ــ 2/ 29 من طريق عيسى بن محمد السمسمار الواسطي، قال: حدثنا وهب بن بقية، بمثل إسناده السابق، ولفظه «تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة». قالوا: وما هي تلك الفرقة؟ قال: «ما أنا عليه اليوم وأصحابي». وقال الطبراني: لم يروه عن يحيى إلا عبد الله بن سفيان. وأخرجه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي في الأحاديث المختارة ــ 7/ 277. بإسناد له عن سليمان ابن أحمد الطبراني بمثل روايته في المعجم الصغير إسنادا ولفظا. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ــ 1/ 189. من طريق أنس بن مالك، وقال: رواه الطبراني في الصغير وفيه عبد الله بن سفيان، قال: إنه لا يتابع على حديثه هذا، وقد ذكره ابن حبان في الثقات. وفي ترجمة عبد الله بن سفيان بميزان الاعتدال ــ 4/ 109 قال الحافظ الذهبي: عبد الله بن سفيان الخزاعي الواسطي عن يحيى بن سعيد الأنصاري. قال العقيلي: لا يتابع على حديثه. حدثنا أسلم بن سهل، حدثنا جدي وهب بن بقية، حدثنا عبد الله بن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن أنس مرفوعا: «تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة: ما أنا عليه اليوم وأصحابي». وإنما يعرف هذا بابن أنعم الإفريقي عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو.
أقول: إذا جمعنا بين كلام الهيثمي وكلام الذهبي؛ علمنا أن عبد الله بن سفيان ليس منتقدا على الإطلاق، وإنما تكلموا فيما انفرد بروايته عن يحيى بن سعيد الأنصاري خاصة؛ فقد ترجم له البخاري في التاريخ الكبير ــ 5/ 101 ولم يذكر فيه نقدا لأحد. وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ــ 5/ 66: ليس به بأس.
¥(34/465)
وقد ذكر الهيثمي في موضع آخر من مجمع الزوائد ــ 7/ 259 لفظ «ما أنا عليه أنا وأصحابي» في حديث طويل من رواية أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك في النهي عن المراء في الدين، وقال: رواه الطبراني وفيه كثير بن مروان وهو ضعيف جدا.
وروي في بيان الفرقة الناجية أنها: «هي الجماعة». أخرجه أبو داود في سننه ــ 4/ 198 من طريق معاوية بن أبي سفيان. وقال الشيخ الألباني: حسن. وهذه الرواية أخرجها الحاكم في المستدرك ــ 1/ 218. وأخرجه ابن ماجه في سننه ــ 2/ 1322 من طريق عوف بن مالك. وقال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل الكناني (ت840هـ) في مصباح الزجاجة ــ 4/ 179: هذا إسناد فيه مقال، راشد بن سعد قال فيه أبو حاتم: صدوق. وعباد بن يوسف لم يخرج له أحد سوى ابن ماجه وليس له عنده سوى هذا الحديث. قال ابن عدي: روى أحاديث تفرد بها. وذكره ابن حبان في الثقات. وباقي رجال الإسناد ثقات انظره بتحقيق محمد المنتقي الكشناوي. ط2، دار العربية ــ بيروت، لبنان 1403هـ. وقال الشيخ الألباني: صحيح. وأخرجه ابن ماجه في الموضع نفسه من طريق قتادة عن أنس بن مالك بلفظ: «وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهى الجماعة». وقال الكناني في مصباح الزجاجة 4/ 180: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث أنس أيضا، ورواه أبو يعلى الموصلي. ورواية الإمام أحمد في مسنده ــ 3/ 145 وهي من طريق سعيد بن أبي هلال عن أنس. أما أبو يعلى فأخرجه بلفظ السواد الأعظم الآتي.
وروي أنها: «الإسلام وجماعتهم». أخرجه الطبراني في معجمه الكبير ــ 17/ 13 من طريق عمرو بن عوف المزني. وكذلك أخرجه الحاكم في المستدرك ــ 1/ 219 شاهدا لحديث معاوية بن أبي سفيان ــ رضي الله عنهما ــ ومبينا أن في إسناده كثير بن عبد الله، وهو لا تقوم به الحجة. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ــ 7/ 260 وقال: رواه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله وهو ضعيف، وقد حسن الترمذي له حديثا، وبقية رجاله ثقات.
وروي أنها: «الجماعات». أخرجه أبو يعلى في مسنده ــ 6/ 342 من طريق زيد بن أسلم عن أنس بن مالك، في حديث طويل فيه ذكر الرجل الذي أمر الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ أبا بكر ثم عمر ــ رضي الله عنهما ــ بقتله فوجداه يصلي، فأمر علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ أن يقتله إن وجده، فلما لم يجده قال ــ صلى الله عليه وسلم ــ: «لو قتل اليوم ما اختلف رجلان من أمتي حتى يخرج الدجال». ثم ذكر افتراقَ أمتي موسى وعيسى ــ عليهما السلام ــ وافتراقَ أمته ــ صلى الله عليه وسلم. وقد ذكر الهيثمي الحديث بطوله في مجمع الزوائد ــ 7/ 257، 258 وقال: رواه أبو يعلى وفيه أبو معشر نجيح وفيه ضعف، وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في قتال الخوارج.
وروي أنها: «السواد الأعظم». أخرجه أبو يعلى من طريق عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك في موضعين من مسنده ــ 7/ 32، 36. وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير ــ 8/ 273 من طريق أبي أمامة.
وأسانيد هذه الزيادة، وإن كان في بعضها الضعيف الذي لا يحتج به منفردا، يتقوى بعضها ببعض بعد الاعتبار ليكون ضعيفها الذي لا يتهم راويه بتعمد الكذب حسنا، وحسنها صحيحا لغيره على أقل تقدير.
وقد بالغ ابن الوزير اليماني ــ رحمه الله ــ فصرح بأن الزيادة القائلة بأن جميع الفرق هلكى في النار إلا واحدة ــ غير ثابتة؛ بل موضوعة لا يؤمن أن تكون من دسيس الملاحدة .. انظره: العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم ــ 1/ 186. وقد ذكر في هذا الموضع عن ابن حزم أنها موضوعة غير موقوفة ولا مرفوعة، وعزا نقل كلام ابن حزم إلى الحافظ زين الدين عمر ابن بدر الموصلي في كتابه: المغني عن الحفظ من الكتاب بقولهم لم يصح شيء في هذا الباب؛ وقد نقل ابن الوزير ذلك عن الحافظ ابن النحوي الشافعي في كتاب له اختصر فيه كتاب الحافظ زين الدين .. قال: وفي كليهما نقل عن المحدثين حيث قالا بقولهم: لم يصح شيء في هذا الباب. فالضمير في قولهم راجع إلى أهل الفن بغير شك، وهما من أئمة هذا الشأن وفرسان هذا الميدان.
¥(34/466)
وفي موضع آخر من كتابه: العواصم والقواصم ــ 3/ 170: 172 ذكر حديث افتراق الأمة مع هذه الزيادة وقال: في سنده ناصبي فلم يصح عنه (لعله يقصد أزهر بن عبد الله الحرازي في رواية أبي داود والحاكم لحديث معاوية بن أبي سفيان). وذكر رواية الترمذي عن عبد الله بن عمرو، وروايتي ابن ماجه عن عوف بن مالك، وعن أنس، ثم قال: وليس فيها شيء على شرط الصحيح ولذلك لم يخرج الشيخان شيئا منها، وصحح الترمذي منها حديث أبي هريرة من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، وليس فيه «كلها في النار إلا فرقة واحدة». وعن ابن حزم أن هذه الزيادة موضوعة. ذكر ذلك صاحب البدر المنير.
أقول: الذي عزاه ابن الوزير لابن حزم أصله ما صرح به في كتاب الإيمان من الفصل في الملل والأهواء والنحل ــ 3/ 138 .. حيث قال: ذكروا حديثا عن رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ أن «القدرية والمرجئة مجوس هذه الأمة». وحديثا آخر: «تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة كلها في النار حاشا واحدة فهي في الجنة». قال أبو محمد: هذان حديثان لا يصحان أصلا من طريق الإسناد، وما كان كذلك فليس بحجة عند من يقول بخبر الواحد، فكيف من لا يقول به.
وقد عَرَّضَ الشيخ محمد زاهد الكوثري بانتقاد موقف ابن حزم الذي يستدل لرأيه في إبطال القياس بإحدى روايات حديث افتراق الأمة على بضع وسبعين فرقة « ... أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم ... »، مع أنها رواية ساقطة من وجوه عند جماعة أهل العلم بالحديث من المشارقة والمغاربة؛ على حين لا يتوقف في الحكم بعدم صحة رواية أبي داود والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة بدون زيادة «ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة»، ورواية أبي داود والحاكم بهذه الزيادة. ثم عمد الكوثري إلى بيان وجه ابن حزم في حكمه على روايات الحديث بتلك الزيادة وبدونها، بأن رواية أبي هريرة عند الترمذي وغيره من طريق محمد ابن عمرو بن علقمة الليثي، وهو لا يحتج بحديثه إذا لم يتابع، وقد أخرج له الشيخان في المتابعات فقط. وأما الحديث المشتمل على الزيادة؛ فقال الكوثري: «في بعض أسانيده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وفي بعضها كثير بن عبد الله، وفي بعضها عباد بن يوسف، وراشد بن سعد، وفي بعضها الوليد بن مسلم، وفي بعضها مجاهيل، كما يظهر من كتب الحديث، ومن تخريج الحافظ الزيلعي لأحاديث الكشاف، وهو أوسع من تكلم في طرق هذا الحديث ــ فيما أعلم. وابن حزم لا يرى جبر الضعيف بتعدد الطرق». عن تقديم الكوثري لكتاب التبصير في الدين لأبي المظفر الإسفراييني. وانظر: مقدمات الشيخ الكوثري ــ ص 114.
وأما كتاب الحافظ زين الدين أبي حفص عمر بن بدر الموصلي (المطبوع بتعليق الشيخ محمد الخضر حسين ــ القاهرة 1342هـ) الذي عظَّم ابن الوزير شأنه وشأن اختصاره لابن النحوي الشافعي؛ فهو مُلخصٌ من موضوعات ابن الجوزي. وللعلماء عليه وعلى أصله مؤاخذات وتنقيدات، وقد تعقبه السيد حسام الدين القدسي فيما جمعه في كتابه: انتقاد المغني عن الحفظ والكتاب بقولهم: لم يصح شيء من الأحاديث في هذا الباب (المطبوع بتقديم من مجموع أجوبة للشيخ الكوثري. ط مطبعة الترقي ــ دمشق، سوريا 1343هـ ــ 1925م). وقد نقد الشيخ الكوثري في أجوبته للسيد حسام الدين منهج الحافظ زين الدين بن بدر في فحصه لكتب السنن، وتصفحه لما كتبه النقاد في الضعفاء والكذابين، وما دُوّنَ في الموضوع من الأحاديث؛ بغرض انتقاء ما قيل فيه: لم يرد في هذا الباب شيء ونحوه، ووَصفَهُ بأنه سعي غير منتج، وعناء بلا غناء. ثم قال: «ولقد يغتر بفعله البسطاء؛ فينفون أحاديث ثابتة، فيكون الوبال عليه فيضر وهو يريد نفعا، بل ربما يُحَسِّنُ الظنَّ به بعضُ الخاصّة فيثق بقوله، فيكون الحال عندهم أطم ... ، وقد وقع ذلك فعلا لجماعة منهم؛ فهذا المجد صاحب القاموس قد قَلَّد ابنَ بدر في خاتمة كتابه سفر السعادة، إن لم نقل: سلك موطئ قدمه حذوَ النعل بالنعل، والحافظُ زينُ الدين العراقي مع جلالته وإمامته، وكذلك العلامة عزُّ الدين محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ علي المرتضى اليماني في العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم».
¥(34/467)
وقال الشيخ الكوثري عن زين الدين بن بدر الموصلي: «والرجل وإن كان يعد في الحفاظ، كما ذكره جماعة من المحدثين، لكن دعوى كونه ناقدا باطلة لا يظاهرها دليل. قال ابن حجر في القول المسدد (ص 20) عند قول الزين العراقي: أورده عمر بن بدر الموصلي: لا اعتداد بذلك؛ فإنه لم يكن من النقاد، وإنما أخرجه من كتاب ابن الجوزي، فلخصه ولم يزد من قِبَلِهِ شيئا. اهـ. وبالغ السيوطي في الحط من مقداره حتى قال في شرح التقريب: وليس هو من الحفاظ، وعليه في كثير مما قاله انتقاد» .. انظر: مقدمات الكوثري ــ ص 260، 261، 264.
وأما قول ابن الوزير عن الروايات المشتملة على الزيادة القائلة بهلاك جميع الفرق إلا واحدة: وليس فيها شيء على شرط الصحيح ولذلك لم يخرج الشيخان شيئا منها، وصحح الترمذي منها حديث أبي هريرة من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، وليس فيه «كلها في النار إلا فرقة واحدة»؛ فهذا كلام محرر على أصل أخذه عن ابن حزم أيضا، وقد بينه ابن الوزير نفسه فيما نقله عنه محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني (ت1182هـ) في رسالة له بعنوان «افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة» وكان قد بنى كلامه فيها على صحة رواية «كلها في النار إلا فرقة» مخالفا ما ذهب إليه ابن الوزير. وذلك الأصل أن من زاد على نقل الثقات في الحديث المشهور، كانت زيادته عند المحدثين مُعَلَّةً غير صحيحة، وإن كان الراوي ثقة؛ فمخالفة الثقات فيما شاركوه في حديثه تقوي الظن على أنه وَهِمَ فيما زاده، أو أدرج في الحديث كلام بعض الرواة. ومما قاله عن ابن حزم أيضا: على أن أصل الحديث الذي حكموا بصحته ليس مما اتفقوا على صحته وقد تجنبه البخاري ومسلم مع شهرته لعدم اجتماع شرائطهما فيه. انظر ابن الأمير الصنعاني: افتراق الأمة ــ ص 97، 99.
والكلام عن حكم زيادة الثقة وأنواعها فيه تفصيل ذكره ابن الصلاح في مقدمته، وبين أن منها الزيادة المخالفة المنافية لما رواه سائر الثقات، وحكمها الرد. ومنها زيادة ليس فيها منافاة ومخالفة أصلا لما رواه الثقات وهي مقبولة .. قال ابن الصلاح: وقد ادَّعَى الخطيب فيه (أي في هذا النوع) اتفاق العلماء. انظر مقدمة ابن الصلاح ــ ص 251 من تحقيق الدكتورة عائشة عبد الرحمن ــ رحمها الله تعالى. والزيادة في هذا الحديث من ذلك النوع الثاني فيما سلم من أسانيده مجردا أو بعد الاعتبار، وهي مروية من طرق عن عدد من الصحابة. وأما الطعن في حديث الترمذي وأبي داود الأصل فيؤدي إلى إسقاط هذا الكلام كله؛ فلم يعد معه زيادة على رواية ثقة أصلا، وبذلك يرجع الكلام إلى ترك حديث افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة سواء في ذلك الرواية الأصل من طريق محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، أو الروايات المشتملة على زيادة الحكم بهلاك جميع الفرق إلا واحدة، ولم يقل أحد من أهل العلم: إن البخاري ومسلما ــ رحمهما الله ــ قد استوعبا الصحيح المجرد؛ بله أن يقال: إنهما قد استوعبا المصحح أو المحسن بعد الاعتبار والنظر في تعدد طرقه.
وقد قال ابن الوزير عن تلك الزيادة في مبدأ كلامه: إنها زيادة فاسدة غير صحيحة القاعدة لا يؤمن أن تكون من دسيس الملاحدة. وأشار بعد ذلك إلى أنها غير ملائمة للكتاب والسنة في الحكم بهلكة أكثر الأمة في النار، على حين تتضافر آي الكتاب وصحاح السنة على بيان أن الله تعالى قد تجاوز لهذه الأمة عن النسيان والخطأ، وأنها خير الأمم ... وهذا الإشكال لا يتعلق بالنظر في أسانيد رواية الحديث؛ لكن بدرايته، وقد دفعه ابن الأمير الصنعاني بأربعة وجوه: أولها: القول بجواز أن هذه الفرق المحكوم عليها بالهلاك قليلة العدد، لا يكون مجموعها أكثر من الفرقة الناجية؛ فلا يتم أكثرية الهلاك ولا يَرِدُ الإشكال. ولا يكون ذكر العدد في الحديث لبيان كثرة الهالكين، وإنما هو لبيان اتساع طرق الضلال وشعبها، ووحدة طريق الحق. ونظير ذلك ما ذكره أئمة التفسير في قوله تعالى: ?وأنَّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرَّق بكم عن سبيله? (الأنعام/ 153) من أنه جمع السبل المنهي عن اتباعها لبيان شعب طرق الضلال وكثرتها وسعتها، وأفرد سبيل الهدى والحق لوحدته وعدم تعدده.
¥(34/468)
وذلك الوجه ــ وإن لم يكن أول ما يتبادر إلى ذهن الناظر في الخبر ــ يناسب فيما أرى ما جاء في روايات الزيادة من بيان الفرقة الناجية بأنها السواد الأعظم، والجماعة، والجماعات.
وثانيها: أن الحكم على تلك الفرق بالهلاك والكون في النار حكم عليها باعتبار ظاهر أعمالها وتفريطها، كأنه قيل: كلها هالكة باعتبار ظاهر أعمالها محكوم عليها بالهلاك وكونها في النار، ولا ينافي ذلك كونها مرحومة باعتبار آخر من رحمة الله لها وشفاعة نبيها وشفاعة صالحيها لطالحيها. والفرقة الناجية وإن كانت مفتقرة إلى رحمة الله لكنها باعتبار ظاهر أعمالها يحكم لها بالنجاة لإتيانها بما أمرت به وانتهائها عما نهيت عنه.
وثالثها: أن ذلك الحكم مشروط بعدم عقابها في الدنيا، وقد دل على عقابها في الدنيا حديث «أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة إنما عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل والبلايا» .. قال: أخرجه الطبراني في الكبير، والبيهقي في شعب الإيمان، عن أبي موسى؛ فيكون حديث الافتراق مقيدا بهذا الحديث في قوله: «كلها هالكة» ما لم تعاقب في الدنيا، لكنها تعاقب في الدنيا فليست بهالكة.
أقول: وحديث أبي موسى الأشعري ــ رضي الله عنه ــ الذي ذكره ابن الأمير صحيح .. أخرجه الإمام أحمد في مسنده ــ 4/ 410 بلفظ «إنما عذابها في الدنيا القتل والبلابل والزلازل». وقال: قال أبو النضر: «بالزلازل والقتل والفتن». وكرره ص 418. وأخرجه أبو داود في سننه ــ 4/ 105 بلفظ مقارب ليس فيه ذكر البلايا في آخره. وقال الألباني: صحيح. وأخرجه الحاكم في المستدرك ــ 4/ 283، 491 فذكر عذابها في الدنيا بالقتل والزلازل والفتن. وقال في الموضعين: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الحافظ الذهبي في الموضعين وقال في التلخيص: صحيح.
ورابعها: أن الإشكال في حديث الافتراق إنما نشأ من جعل القضية الحاكمة به وبالهلاك دائمة، بمعنى أن الافتراق في هذه الأمة وهلاك من يهلك منها، دائم مستمر من زمن تكلمه ــ صلى الله عليه وسلم ــ بهذه الجملة إلى قيام الساعة، وبذلك تتحقق أكثرية الهالكين وأقلية الناجين؛ فيتم الإشكال. والحق أن القضية حينية، بمعنى أن ثبوت الافتراق للأمة والهلاك لمن يهلك ثبت في حين من الأحيان، وزمن من الأزمان فحسب. والدليل على ذلك من وجوه منها: قوله: «ستفترق» الدال على الاستقبال لتحلية المضارع بالسين. ومنها: قوله: «ما أنا عليه وأصحابي». فإن أصحابه من مسمى أمته بلا خلاف، وقد حكم عليهم بأنهم أمة واحدة، وأنهم الناجون، وأن من كان على ما هم عليه هم الناجون، فلو جعلنا القضية دائمة من حين التكلم بها؛ للزم أن تكون تلك الفرق كائنة في أصحابه ــ صلى الله عليه وسلم ــ وهلم جرا، وقد صرح الحديث نفسه بخلاف ذلك. فإذا ظهر لك أن الحكم بالافتراق والهلاك إنما هو في حين من الأحيان وزمن من الأزمان؛ لم يلزم أكثرية الهلاك وأقلية الناجين.
وابن الأمير الصنعاني يرى أن ذلك الحين والزمان هو آخر الدهر الذي وردت الأحاديث بفساده وفشو الباطل فيه وخفاء الحق، وأن القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر؛ فهو الزمان الذي يصبح فيه الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، وهو زمان غربة الدين، وفي الأحاديث الواردة بهذا المعنى في كتب السنة قرائن دالة على أنه زمان كثرة الهالكين وزمان التفرق والتدابر .. راجع ابن الأمير: افتراق الأمة ــ ص 66: 76.
وإنني لأحسب أن ما تقدم كاف في إبطال كلام ابن الوزير على زيادة «كلها في النار إلا واحدة» من جهتي الرواية والدراية .. والله أعلى وأعلم.
والوجه الثاني لرواية حديث افتراق الأمة: «ستفترق أمتي على كذا وسبعين ملة كلها في الجنة إلا ملة واحدة». قيل: أي ملة؟ قال: «الزنادقة».
وهذا الحديث أخرجه القزويني عبد الكريم بن محمد الرافعي من طريق ياسين الزيات، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك مرفوعا .. انظر كتابه: التدوين في أخبار قزوين 2/ 79. وذكره أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي (ت509هـ): الفردوس بمأثور الخطاب ــ 2/ 63. وإسناده كما نقله الشيخ الكوثري ــ في تقديمه لكتاب التبصير في الدين للإسفراييني ــ من مسند الفردوس، من طريق ياسين الزيات، عن سعد بن سعيد أخي يحيى، عن أنس بن مالك. انظر مقدمات الكوثري ــ ص 114.
¥(34/469)
وبلفظ: «تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة إني أعلم أهداها الجماعة» رواه الديلمي: السابق ــ 2/ 64. وإسناده كما نقله الشيخ الكوثري ــ في تقديمه لكتاب التبصير في الدين للإسفراييني ــ من مسند الفردوس، من طريق أبي إسماعيل حفص بن عبد الله الأيلي، عن مسعر، عن سعد بن سعيد، عن أنس. انظر مقدمات الكوثري ــ ص 115. وأحسب أن في اسم والد حفص الأيلي تصحيفا أو خطأ من الطابع، فالصواب: أبو إسماعيل حفص بن عمر بن دينار الأيلي .. حدث عن مسعر بن كدام، وشعبة، وثور بن يزيد، وهم من الحفاظ الكبار؛ لكنه متهم بالكذب والتلفيق .. قال ابن حبان في ترجمته بكتاب المجروحين ــ 1/ 258: يقلب الأخبار، ويلزق بالأسانيد الصحيحة المتونَ الواهية، ويعمد إلى خبر يعرف من طريق واحد فيأتي به من طريق آخر لا يعرف. وانظر ترجمته في الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ــ ص 223. وفي لسان الميزان لابن حجر 2/ 324.
وقال المحدث الشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي (ت1162هـ): ورواه الشعراني في الميزان من حديث ابن النجار وصححه الحاكم بلفظ غريب وهو: «ستفترق أمتي على نيف وسبعين فرقة كلها في الجنة إلا واحدة». وفي رواية عند الديلمي: «الهالك منها واحدة قال العلماء هي الزنادقة» .. انظره: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس ــ 1/ 150. ط مؤسسة مناهل العرفان ببيروت، ومكتبة الغزالي بدمشق (ب ــ ت). ولم أجد هذه الرواية عند الشيخ أبي المواهب الشعراني وقد راجعت كتابه الميزان في نسختيه المطبوعتين بمصر: الموجزة بعنوان «ميزان الخضرية» المطبوعة بهامش كتاب «رحمة الأمة في اختلاف الأئمة» للعلامة صدر الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الدمشقي العثماني. ط1،المطبعة الميرية ببولاق مصر المحمية 1300هـ، وهي التي يحكي فيها تفصيلَ تلقيه الميزان عن الخضر ــ عليه السلام ــ مناما. والنسخة المطولة المبسوطة بعنوان «الميزان الكبرى» بتصحيح الشيخ حسن العدوي الحمزاوي، والمطبوعة بمحروسة مصر المحمية بالمطبعة الكستلية 1279 من الهجرة النبوية. وهي التي ألفها الشعراني استجابة لرغبة عدد من علماء المذاهب الأربعة بمصر، حينما سألوه إيضاح الميزان المذكورة في مؤلفه الأول بعبارة أوسع، وإيصال معرفتها إلى قلوبهم ذوقا من غير سلوك في طريق الرياضة على قواعد أهل الطريق، كما اشترط الشعراني على من أراد أن يدرك صحة ميزانه في تصحيح أقوال المجتهدين وبيان استمدادها جميعا من عين الشريعة .. راجع مطبوعة النسخة الثانية ــ 1/ 9، 10. وقد طبعت «الميزان الكبرى» للمرة الثانية وبهامشها كتاب «رحمة الأمة في اختلاف الأئمة» بتصحيح الشيخ إبراهيم بن الشيخ حسن الفيومي، على نفقة الشيخ أحمد علي المليجي الكتبي. ط المطبعة العامرة الشرفية بشارع الخرنفش من مصر العزيزية 1318هـ.
وإذا كان الشيخ العجلوني قد طالع نسخة خطية غير ما رجعت إليه، ورأى بمتنها وهامشها ما ذكر؛ فبإمكاننا أن نتصور أن الشعراني أورد الروايتين: رواية «كلها في النار إلا واحدة»، ورواية «كلها في الجنة إلا واحدة»، ثمَّ وَفَّقَ بينهما وَفْقَ ميزانه في الجمع بين الأحاديث وتصحيح أقوال المجتهدين، بأن الرواية الأولى من باب التشديد باعتبار مبدأ المصير، والثانية من باب التخفيف باعتبار المآل وختام المصير للموحدين من أمة محمد ــ صلى الله عليه وآله وسلم. وإذا أبعدنا النجعة فسنقول: نحسب أنه أورد رواية «كلها في الجنة إلا واحدة» منفردة للتدليل على قوله بصحة جميع أقوال المجتهدين التي تصدر في رأيه عن عين الشريعة الواحدة.
والحق أننا في صنعة علم الحديث لا نستطيع أن نقبل في يسر رفع رواية «كلها في الجنة إلا واحدة وهي الزنادقة» من طريق أنس بن مالك، وأحسب أنه هو ابن النجار فيما عزاه العجلوني للحاكم ولم أجده أيضا مع استفراغ الجهد والاستعانة ببرامج الحاسب الآلي الحديثية؛ فلعله يقصد رواية للحاكم في غير المستدرك. وقد روي عن أنس من طرق خلاف ذلك كما تقدم. وقال الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في ترجمة معاذ بن ياسين الزيات في لسان الميزان ــ 6/ 65، 66: أخرج العقيلي حديثه (في كتابه: الضعفاء ــ 4/ 201، 202 في ترجمة معاذ أيضا) من رواية موسى بن إسماعيل الحلي، عنه، عن أبرد بن أشرس، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن
¥(34/470)
مالك ــ رضي الله عنه. ثم أخرجه من طريق يحيى بن يمان، عن ياسين الزيات، عن سعد بن سعيد، عن أنس ــ رضي الله عنه ــ ولفظه: «تفترق أمتي على سبعين أو إحدى وسبعين فرقة، كلهم في الجنة إلا فرقة واحدة». قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: «الزنادقة، وهم القدرية». وقال: لا يرجح منه إلى صحة، ونقل الحديث لياسين بن معاذ، وليس له أصل عن يحيى وسعد ابني سعيد ...
قال ابن حجر: وقد رويناه في جزء الحسن بن عرفة، عن ياسين بن معاذ الزيات، عن يحيى بن سعيد. وله طريق أخرى عن ياسين فقال تارة عن: يحيى وسعيد. وتارة: عن سعد بن سعيد. وهذا اضطراب شديد سندا ومتنا. والمحفوظ في المتن: «تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة». قالوا: وما تلك الفرقة؟ قال: «ما أنا عليه اليوم وأصحابي». وهذا (يعني رواية: «كلهم في الجنة») من أمثلة مقلوب المتن، والله أعلم.
أقول: وهذا يعني أن مدار هذه الرواية على أبرد بن أشرس، وياسين الزيات. وهما معا متهمان: أبرد بن أشرس قال فيه ابن خزيمة: كذاب وضاع. وقال الأزدي: لا يصح حديثه. انظر ترجمته في الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ــ 1/ 62. وفي لسان الميزان لابن حجر ــ 1/ 128. وأما ياسين بن معاذ الزيات؛ فقال فيه الإمام البخاري في التاريخ الكبير ــ 8/ 429: يتكلمون فيه، منكر الحديث. وكذلك قال الإمام مسلم في الكنى والأسماء ــ 1/ 285. وقال ابن حبان في المجروحين ــ 3/ 142: يروي الموضوعات عن الثقات وينفرد بالمعضلات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
ومن ثَمَّ فتعدد طرق إسناد هذا اللفظ في حديث أنس لا يفيد بمثل هذين الراويين؛ فإنما يرفع الحديث إلى مرتبة الحسن لغيره إذا كان الضعف في الرواة من جهة الحفظ والضبط فقط، لا من ناحية تهمة الكذب؛ فإن كثرة الطرق لا تفيد شيئا إذ ذاك .. راجع هذه الفائدة في «مقالات الكوثري» في مقاله: حول حديثين ــ ص 39.
والإسناد الآخر مما ساقه الديلمي في مسند الفردوس من طريق أبي إسماعيل حفص الأيلي، عن مسعر بن كدام، لا تقوم به حجة، ولا يعول عليه في الاعتبار؛ فتهمة حفص الأيلي لا تتعلق بسوء الحفظ أو قلة الضبط أيضا؛ فهو متهم بالكذب والتلفيق ــ كما تقدم ــ والكاذب لا يجبر. وفوق ذلك ليس في لفظه «كلها في الجنة إلا فرقة»؛ بل يثبت لكل فرقة نصيبا من الهدى الذي تنال الجماعة أكثره؛ بلفظ «إني أعلم أهداها الجماعة» .. وانظر الموضوعات لابن الجوزي ــ 1/ 267، 268.
وقد سبق الكلام عما تفرد به عبد الله بن سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن أنس بن مالك مرفوعا بلفظ «تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة». قالوا: وما هي تلك الفرقة؟ قال: «ما أنا عليه اليوم وأصحابي». وهذه الرواية ــ على ما فيها من نقد الطبراني (ت360هـ) والعقيلي (ت322هـ) والهيثمي (ت807هـ) ــ أقوى على التحقيق من رواية يذكر في إسنادها أبرد بن أشرس أو ياسين الزيات. ولقائل أن يقول: إنَّ ردَّ الحديث بسبب انفراد راو غير مجروح ــ مثل عبد الله بن سفيان ــ ليس من مذهب أهل السنة، ولا من أصول أهل الحق. كما قال الشيخ الكوثري في مقال له عن حديث معاذ بن جبل ــ رضي الله عنه ــ في اجتهاد الرأي .. انظر مقالات الكوثري ــ ص 61.
ولهذا فإن الشيخ محمد جعفر الكتاني في كتابه «نظم المتناثر من الحديث المتواتر» ــ ص 47 بعد أن أورد روايات الوجه الأول «كلها في النار إلا فرقة واحدة»، قال: «فهذا حديث كما ترى وارد من عدة طرق بألفاظ مختلفة، وله ألفا ظ أخر. وقد أخرجه الحاكم من عدة طرق، وقال: هذه أسانيد تقوم بها الحجة. وقال الزين العراقي: أسانيده جياد. وفي فيض القدير أن السيوطي عده من المتواتر، ولم أره في الأزهار. وفي شرح عقيدة السفاريني ما نصه: وأما الحديث الذي أخبر النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ أن أمته ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار؛ فروي من حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقا ص، وابن عمر، وأبي الدرداء، ومعاوية، وابن عباس، وجابر، وأبي أمامة، وواثلة، وعوف بن مالك، وعمرو بن عوف المزني؛ فكل هؤلاء قالوا: «واحدة في الجنة وهي الجماعة». ولفظ حديث معاوية ما تقدم، فهو الذي ينبغي أن يُعوَّل عليه دون الحديث المكذوب على النبي ــ صلى الله عليه وسلم. انتهى. يريد به حديث العقيلي وابن عدي عن أنس «تفترق أمتي على سبعين أو إحدى وسبعين فرقة، كلهم في الجنة إلا فرقة واحدة». قيل: يا رسول الله، من هم؟ قال: «الزنادقة وهم القدرية». وفي لفظ «تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة كلها في الجنة إلا فرقة واحدة وهي الزنادقة». وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات في كتاب السنة، وتبعه في اللألئ، وقال ابن تيمية: لا أصل له؛ بل هو موضوع كذب باتفاق أهل العلم بالحديث».
ـ[عبدالناصرعبداللطيف]ــــــــ[04 - 12 - 07, 04:11 م]ـ
الحياء خير كله ولا يأتي الحياء إلا بخير
وضح لنا الخير الأخير
¥(34/471)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 10 - 08, 03:31 ص]ـ
للفائدة
ـ[رغيد الأثري]ــــــــ[23 - 02 - 09, 07:02 م]ـ
جزاك الله خيراً
بحث طيب نافع(34/472)
تخريج حديث أنت أنت وأنا أنا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 07 - 02, 09:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين ففي إحدى الجلسات كرر أحد طلبة العلم الأفاضل حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن في هذا الحديث غرابة، فقررت البحث عنه وتتبع طرقه لأتبين درجته وأتعرف على قوته من ضعفه، وهو عموما من أحاديث الترغيب
المتن هو (مر رجل ممن كان قبلكم في بني إسرائيل بجمجمة فنظر إليها فقال أي رب أنت أنت وأنا أنا أنت العواد بالمغفرة وأنا العواد بالذنوب ثم خر ساجدا فقيل له ارفع رأسك فأنا العواد بالمغفرة وأنت العواد بالذنوب فرفع رأسه فغفر له)
وهذا الحديث أخرجه جماعة من المصنفين فمنهم من أورده مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من وقفه على جابر رضي الله عنه)
والذين أخرجوه هم:
1 - ابن أبي شيبة (8/ 198) ___ موقوفا
2 - البزار كشف (1/ 361) ___ مرفوعا
3 - ابن عدي (2/ 384) ___ مرفوعا
4 - تاريخ بغداد (9/ 92) ___ مرفوعا وموقوفا ورجح الوقف
5 - ابن عساكر (تاريخ دمشق) (5/ 149) تهذيب التاريخ (1/ 434) ___ مرفوعا
6 - الفردوس للديلمي (4/ 172) رقم 6535 ___ مرفوعا
7 - المتقي الهندي في الكنز رقم 10276
وطريق هذه الرواية هو جعفر بن سليمان الضبعي حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه
وقد رواه عنه مرفوعا:
1 - سيار بن حاتم عند ابن عدي في الكامل، تاريخ دمشق، الفردوس للديلمي، تاريخ بغداد
2 - حبان بن هلال عند البزار
ورواه موقوفا:
1 - عفان بن مسلم (مصنف ابن أبي شيبة)
2 - العباس بن الوليد النرسي (تاريخ بغداد)
وبعد تتبع الطرق والروايات تبين لي أن الموقوف هو الصحيح وأما الرفع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يصح
وقد قال الخطيب عقب رواية سيار بن حاتم (لفظ أبي نعيم تفرد بروايته هكذا مرفوعا سيار بن حاتم عن جعفر بن سليمان ورواه العباس بن الوليد النرسي عن جعفر عن بن المنكدر عن جابر موقوفا من قوله وذاك أصح)
وقال ابن عدي بعد الرواية (وهذا الحديث لا أعرفه إلا من هذا الطريق)
قال البزار بعد إخراج الرواية (ولا نعلمه عن جابر إلا من هذا الوجه، ولا أحسب جعفر بن سليمان سمع ابن المنكدر ولا روى عنه إلا هذا)
وعند التأمل في ما سبق ودراسة طرق الحديث تبين لي الآتي
أن هذه الرواية صحيحة موقوفة على جابر بن عبد الله رضي الله رضي الله عنه ولا تصح مرفوعة
وذلك لأسباب:
1 - أن سيار بن حاتم وإن كان راوية جعفر بن سليمان الضبعي إلا أنه متكلم فيه وعنده مناكير
2 - أن متابعة حبّان بن هلال أتت من طريق الوليد بن عمرو بن سُكين وهو لا بأس به كما قال النسائي وقد وثقه الذهبي، وابن حبان وقال ربما وهم، وقال ابن حجر صدوق ـ وهذه متابعة جيدة لو لم يرو الحديث غير سيار عن جعفر، ولكن قد خالف هؤلاء إثنان من الأئمة الثقات الأثبات وهما عفان بن مسلم و العباس بن الوليد النرسي، فرووه عن جعفر موقوفا، وخاصة رواية عفان بن مسلم التي فاتت على الشيخ الألباني رحمه الله تعالى حيث إنها عند ابن أبي شيبة في المصنف ولا يمكن الطعن فيها بشيء لقرب إسنادها ولثقة رجالها
والشيخ الألباني رحمه الله تعالى قد ذكر الحديث في الصحيحة (7/ 2 / 703) رقم 3231
وصحح المرفوع بناء على متابعة حبّان بن هلال، وقد عرفتَ أن الذين وقفاها ثقتان وأن الراوي عن حبان ليس من أهل الإتقان
وفي نظري القاصر أن سبب عدم تنبه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى لرواية ابن أبي شيبة أن الرواية بدأت هكذا (رأى رجل جمجمة ... )
فلو بحثت في الأطراف فلن تجد هذه الرواية لأن رواية الباب (مر رجل ممن ... ) والله أعلم
والله أعلم وأحكم
وكتب
خالد بن عمر الفقيه
19/ 5/1423
والموضوع مفتوح للنقاش العلمي
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[29 - 07 - 02, 02:35 م]ـ
الشيخ خالد بن عمر الفقيه
جزاك الله خيرا على هذا البحث.
ورأيك هو الصواب.
ولكن هناك سؤال يطرح نفسه:
إذا كان الحديث موقوفا على جابر رضي الله عنه فهل يكون له حكم الرفع بحكم أن جابر رضي الله عنه لا يُعرف برواية الإسرائيليات؟؟؟؟؟؟؟؟
بالمناسبة:
¥(34/473)
عندي موضوع سأضعه قريبا بخصوص أحاديث حكم عليها الألباني بالصحة، وتتبعه بعض طلبة العلم في كتبهم، أو عن طريق أشرطة مسموعة وحكموا عليها بخلاف حكم الشيخ - رحمه الله -.
نسأل الله أن ييسر ذلك.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[29 - 07 - 02, 05:16 م]ـ
جزى الله خيراً الشيخ خالد بن عمر على بحثه الطيّب.
وأعان الله الشيخ عبدالله زقيل على مشروعه.
ـ[مبارك]ــــــــ[30 - 07 - 02, 05:02 ص]ـ
حديث جابربن عبدالله الأنصاري.
القسم المرفوع.
أخرجه ابن عدي في (الكامل) (2/ 570)،والخطيب في (تاريخ
بغداد) (9/ 92)، وابن عساكر في (تاريخ دمشق) (5/ 149 و37/ 313) جميعا من طريق سعيد بن نصير البغدادي، حدثنا سيار بن حاتم،
حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، قال سمعت محمد بن المنكدر يحدث
عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مرّ رجلٌ ممن كان قبلكم بجمجمة، فنظر إليها، فحدث نفسه بشيء ثم قال:
يارب! أنت أنت، وأناوأنا،أنت العودُ بالمغفرة، وأنا بالذنوب! وخر لله ساجد، فقيل له: ارفع رأسك، فأنت العود بالذنوب، وأنا العود بالمغفرة
،فرفع رأسه، فغفر له).
قلت: وهذا إسناد لا بأس به،رجاله رجال مسلم، غير سيار بن
حاتم، قال ابن معين:
(كان صدوقا، ثقة، ليس به بأس)، وقال أبو أحمد الحاكم:
(في حديثه بعض المناكير).
قلت: وهذا أمرا لا يعرى منه أحد من الثقات، بخلاف من يكون
منكر الحديث جله أو كله.
وقال الأزدي:
(عنده مناكير).
وهذا لا يقدح، لأن رواية المناكير لاتقدح في الثقة أو الصدوق.
وسئل علي بن المديني عن سيار الذي يروي أحاديث جعفر بن
سليمان في الزهد.فقال: ليس كل أحد يؤخذ عنه ماكنت ُ أظن أحد ا يحدث يحدث عن ذا.
قلت: إذا لم يحدث عنه علي ابن المديني، فقد حدث عنه إمام
السنة أحمد بن حنبل، قال الحاكم في (مستدركه) (1/ 122): كان زاهدا عابد قد أكثر أحمد ين حنبل الرواية عنه.
وللبحث بقية.
ـ[مبارك]ــــــــ[30 - 07 - 02, 05:53 ص]ـ
تابع
قال العقيلي:
(أحاديثه مناكير، وضعفه ابن المديني).
قوله: (أحاديثه مناكير) يقتضي أن جميع احاديثه مناكير، وهذا
مبالغة، ينبغي أن يفسر كلامه رحمه الله على بعض أحاديثه وليس كلها
ذكره ابن حبان، وابن خلفون في (الثقات) وقال الأخير: (روىعنه
جماعة من الأئمة، وهو حسن الحديث).
وقال الذهبي:
(صالحٌ،صالحٌ، الحديث،فيه خفةُ، ولم يضعفه أحد،بل قالالأزدي:
عنده مناكير).
وقال الحافظ ابن حجر:
(صدوق له اوهام).
* نرجمة (سيار) في:
* ثقات ابن حبان (8/ 298).
* المعرفة والتاريخ (2/ 145) للبسوي.
* تهذيب الكمال (12/ 307).
* إكمال تهذيب الكمال (6/ 184).
* ميزان الإعتدال (2/ 253).
* المغني في الضعفاء (1/ 418) رقم (2711)
* تهذيب التهذيب (4/ 290).
* تقريب التهذيب (1/ 343)
استدراك: سعيد بن نصير البغدادي ليس من رجال مسلم.
ـ[مبارك]ــــــــ[30 - 07 - 02, 06:45 ص]ـ
تابع
وقد توبع سيار بن حاتم، تابعه: حبّان بن هلال: ثنا جعفر بن سليمان, عن محمد بن المنكدر عن جابر رفعه.
أخرجه البزار (1/ 361_كشف الأ ستار) رقم (755):حدثنا الوليد بن
عمرو بن سكين به.
وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال مسلم، غير الوليد بن عمرو، روع عنه جماعة، وقال النسائي:
(لا بأس به)، وقال الذهبي:
(ثقة) , وقال الحافظ:
(صدوق).
وذكره ابن حبان في (الثقات)، وقال:
(ربما وهم).
قلت:وهذا دليل صريح أن وهمه قليل، ومن ثبتت عدالته وثقته، فلا يسقط حديثه لمجرد أن وهم في أحاديث.
استدراك: سيار بن حانم صحح حديثه ابن خزيمة والحاكم ,أخرج له ضياء الدين المقدسي في (الأحاديث المختارة).
* الوقف
أخرج ابن أبي شيبة في (المصنف) (7/ 151) رقم (34780):
حدثنا عفان، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثنا محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: رأى رجل جمجمة فحدّث
نفسه بشء، قال: فخر ساجدا تائبا مكانه، قال: فقيل له:ارفع رأسك
فإنك أنت أنت وانا أنا.
وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط مسلم.
وقد توبع عفان (وهو ابن مسلم)، تابعه:العباس بن الوليد
النرسي، عن جعفر، عن ابن المنكدر عن جابر موقوفا.
ذكره الخطيب في (تاريخه) (9/ 92_93).
¥(34/474)
قلت: والعباس هذا وثقه ابن حبان والدارقطني وابن قانع وابن معين والذهبي وابن حجر.
وقال السمعاني:
(كان متقنا صدوقا).
وقال أبو حاتم:
(شيخ يكتب حديثه، وكان علي بن المديني يتكلم فيه).
من أجل ذلك ذكره الذهبي في كتابه القيم (معرفة الرواة المتكلمفيهم بما لا يوجب الرد) (124 رقم174).
ـ[مبارك]ــــــــ[30 - 07 - 02, 07:44 ص]ـ
تابع
قال مبارك: بقي إشكال في روايةالعباس بن الوليد وهي أننالاندري
السند إلى العباس بن الوليد هو نفس السند المذكور إلى ساير بن حاتم، أم يختلف.
من هنا نبدء، لأننانقول: إن كان هو ففيه أبو طاهر الحسن بن أحمدبن أبراهيم بن فيل البالسي الأنطاكي قال عنه الذهبي في (سير
أعلام النبلاء) (14/ 526): (وماعلمتُ فيه جرحا، وله جزءٌ مشهور فيه
غرائب).قلت: لعل الوقف من غرائبه.
وإن كان (أي السند) غيره فهو بحاجة إلى بحث حتى ننظر في
صحة السند إلى العباس بن الوليد.
* أما نحن فلا يردهذا الإشكال علينا لمجيئه من غير هذا الطريق
قلت: سيار بن حاتم من المكثرين الرواية عن شيخه جعفر بن سليمان، لذا نجد سياقه أتم من غيره
.وليس من اللازم الحتمي أن لا تقبل الزيادة إلا إذا جاءت من أوثق على ثقة، أو إذا جاءت من أحد راويين متساويين، بل تقبل من ثقة على من هو أوثق منه، ومن صدوق على من هو ثقة بشرط عدم المخالفة، قال ابن حبان وهو أحد المتقدمين في كتاب (الثقات) (8/ 1):
(وزيادة الألفاظ عندنا مقبولة عن الثقات إذ جائز أن يحضر جماعة شيخا في سماع شيءثم يخفى على أحدهم بعض الشيء ويحفظه من هو مثله أو دونه في الإتقان ... )
وبعد مجيء الحديث مرفوعا وموقوفا، فالحكم للرفع، لأنه زيادة،
والزيادة من الثقة مقبولة.
قلت: وهذه الطريقة أسلم من رد الحديث (وقد يكون صحيح)
لأنه يجوز أن يسمع الرجل حديثا، فيفتي به في وقت أو يخبر به، ويرفعه في وقت آخر. وهذا أولى من تغليط الراوي.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[01 - 08 - 02, 04:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
وممن روى هذه الرواية أيضا غير من سبق
-ابن أبي شيبة (8/ 198) ___ موقوفا
2 - البزار كشف (1/ 361) ___ مرفوعا
3 - ابن عدي (2/ 384) ___ مرفوعا
4 - تاريخ بغداد (9/ 92) ___ مرفوعا وموقوفا ورجح الوقف
5 - ابن عساكر (تاريخ دمشق) (5/ 149) تهذيب التاريخ (1/ 434) ___ مرفوعا
6 - الفردوس للديلمي (4/ 172) رقم 6535 ___ مرفوعا
7 - المتقي الهندي في الكنز رقم 10276
======
8 - تمام الرازي في فوائده (1/ 269) رقم 659 - ------ وهو عندي
9 - أبو طاهر بن فيل في جزئه (21 _ 22) ------- ليس عندي
10 - أبو القاسم الحنائي في فوائده (112/ب) -------- ليس عندي
11 - أبو القاسم التيمي في الترغيب والترهيب (1388) ------ ليس عندي
12 - أحاديث الشيوخ الثقات، الشهير بالمشيخة الكبرى (لأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري -------- وهو عندي
وهو الذي استفدت منه هذه المراجع الزائدة (3/ 1347) رقم 714
وهو بتحقيق الشيخ الفاضل الشريف حاتم بن عارف العوني وفقه الله
========
وإلى مدارسة الأخ مبارك وفقه الله فيما أفادنا به زاده الله علما وفهما
========
قال الأخ مبارك:
حدثنا عفان، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثنا محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: رأى رجل جمجمة فحدّث
نفسه بشء، قال: فخر ساجدا تائبا مكانه، قال: فقيل له:ارفع رأسك
فإنك أنت أنت وانا أنا.
وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط مسلم
أقول:
هل أخرج مسلم بهذا الإسناد بعينه حديثا في صحيحه؟!!! حتى تقول على شرطه
========
قال الأخ مبارك:
قال مبارك: بقي إشكال في رواية العباس بن الوليد وهي أننا لا ندري السند إلى العباس بن الوليد هو نفس السند المذكور إلى (سيار) بن حاتم، أم يختلف.
من هنا نبدء،
لأننا نقول: إن كان هو ففيه أبو طاهر الحسن بن أحمد بن أبراهيم بن فيل البالسي الأنطاكي قال عنه الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (14/ 526): (وما علمتُ فيه جرحا، وله جزءٌ مشهور فيه غرائب).قلت: لعل الوقف من غرائبه.
وإن كان (أي السند) غيره فهو بحاجة إلى بحث حتى ننظر في صحة السند إلى العباس بن الوليد)
أقول:
¥(34/475)
العادة أن تكون الزيادة هي التي من الغرائب وليس الوقف والله أعلم
=======
قال الأخ مبارك:
إما نحن فلا يرد ذلك الاشكال علينا لمجيئه من غير هذا الطريق
أقول:
بيان حال الروايتين المرفوعتين:
######## رواية سيار ########
الذين رووا هذا الحديث عن سعيد بن نصير عن سيار من الروايات التي تتشبث بها هما:
1 - أبو عمر أحمد بن الغمر بن أبي حماد الحمصي
وهو مجهول كما قال ابن حزم لسان الميزان (8/ 39)
وقد ترجم له ابن عساكر ولم يذكر عن حاله شيء (5/ 147)
وهذا روى من طريقه عن سيار بن حاتم عن جعفر:
تمام الرازي (659)، ومن طريق تمام أخرجه الحنائي في فوائده (112/ب)، ومن طريق الحنائي أخرجه ابن عساكر (5/ 149)
2 - أحمد بن الوليد الأمي أبو بكر البغدادي نزيل الرملة
وهو مجهول الحال أيضا
ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد (5/ 187_188)
وابن نقطة في تكملة الاكمال، رقم (202) ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا
وقد أخرجه من هذا الطريق (أحمد بن الوليد عن سعيد بن نصير عن سيار عن جعفر)
ابن عدي في الكامل (2/ 384)، و محمد بن عبدالباقي الأنصاري في المشيخة الكبرى (3/ 1374)، وابن عساكر (37/ 313)
فإن اسقطنا هذه الروايات (روايات سيار) كلها لما فيها من مجاهيل في رواياتك أنت ومن معك
وأسقطت أنت رواية ابن فيل عن العباس النرسي
يبقى عندنا روايتان:
رواية ابن أبي شيبة عن عفان بن مسلم عن جعفر الموقوفة
ورواية الوليد بن سكين عن حبان المرفوعة
======
######### روايةالبزار ###########
فيها كلام من ناحية:
1 - الوليد بن عمرو بن سكين وهو ليس من أهل الاتقان متكلم فيه
2 - أبو بكر البزار صاحب المسند
قال الدارقطني:
ثقة يخطيء ويتكل على حفظه
وقال أبو أحمد الحاكم:
يخطيء في الاسناد والمتن
وقال الحاكم سألت الدارقطني عن أبي بكر البزار فقال (يخطيء في الاسناد والمتن، حدث بالمسند بمصر حفظا، ينظر في كتب الناس ويحدث من حفظه، ولم يكن معه كتب، فأخطأ في أحاديث كثيرة)
وقد جرحه النسائي
وقال الذهبي: ثقة يخطيء كثيرا
راجع:
سير أعلام النبلاء (13/ 556)
الميزان (1/ 124)
موسوعة أقوال الدارقطني (2/ 76) رقم 286
والراوي لمسنده عنه هو
محمد بن أيوب بن حبيب الصموت الرقي، نزيل مصر
وإسناد الهيثمي صاحب كشف الاستار من طريقه (الصموت) عن البزار، وكذلك ابن حزم يروي مسند البزار من طريقه
فهنا يتأكد فيه كلام الدارقطني حيث إن روايته عنه كانت بمصر، ورواه البزار من غير كتاب،
فعملنا هو عرض روايته على رواية الثقات
وعفان بن مسلم الثقة قد رواه موقوفا، فوجب تخطئة رواية الرفع التي عند البزار
بعد ما سبق:
يتبين لنا:
1 - أن رواية سعيد بن نصير عن سيار:
يرويها إثنان من مجاهيل الحال
2 - أن رواية البزار
لا تصلح شاهدة لرواية سيار، لما سبق بيانه من حال رواية البزار
3 - أن الرواية الصحيحة التي ليس فيها أدنى شبهة هي
رواية عفان بن مسلم الموقوفة
وعندما أقف على إسناد ابن فيل قريبا إن شاء الله سأبيه أكثر
ووجوده أو عدمه لا يضر مع وجود رواية عفان ولكن للفائدة إن شاء الله
=================================
فائدة:
قال الإمام أحمد رحمه الله (أهل المدينة إذا كان الحديث غلطا يقولون ابن المنكدر عن جابر وأهل البصرة يقولون ثابت عن أنس، يحيلون عليهما)
قال ابن رجب رحمه الله تعالى:
ومراد أحمد بهذه الكثرة من يروي عن ابن المنكدر من ضعفاء أهل المدينة، وكثرة من يروي عن ثابت من ضعفاء أهل البصرة، وسيء الحفظ والمجهولين منهم، فإنه كثرت الرواية عن ثابت من هذا الضرب، فوقعت المنكرات في حديثه، وإنما أتي من جهة من روى عنه من هؤلاء، ذكر هذا المعنى ابن عدى وغيره
ولما اشتهرت رواية ابن المنكدر عن جابر ورواية ثابت عن أنس، صار كل ضعيف وسيء الحفظ إذا روى حديثا عن ابن المنكدر يجعله عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن رواه عن ثابت جعله عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا معنى كلام الإمام أحمد رضي الله عنه وأرضاه. ا. هـ من شرح علل الترمذي عند الكلام عن أصحاب ثابت البناني
===========================
وهاك فائدة أخرى:
قال يحيى بن سعيد القطان رحمه الله تعالى (وهو من المتشددين)
إذا وافقني عفان (ابن مسلم) فلا يضرني من خالف بعد
وعفان هذا هو الذي رواه موقوفا
والله يغفر لنا وللإخوة في هذا المنتدى وللمسلمين الأحياء منهم والميتين
والله أعلم وأحكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 08 - 02, 06:42 ص]ـ
اخي الكريم مبارك جزاك الله خيرا
اخي الكريم خالد بن عمر جزاك الله خيرا
اما اعلالك للحديث من جهة الامام البزار رحمه الله فهو اعلال فيه نظر
والبزار من ائمة الحديث الثقات
وكل ماذكر عنه يمكن ان يعلل به حديث ليس في مسنده
اما ما كان في مسنده فالاصل ان لايعلل
فهو من كتاب
والبزار من الحفاظ الكبار
وكونه اخطا في كذا حديث
فان ذلك لايضعفه
فعمرو بن الحارث
و ابوامية الطرسوسي
في اخرين قد قيل فيهم مثل هذا
والله اعلم
¥(34/476)
ـ[مبارك]ــــــــ[04 - 08 - 02, 05:58 ص]ـ
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد:
* (على شرط مسلم)، تأتي على تفسيرين للعلماء:
الأول:رجاله رجال مسلم، وأن يكون التلميذ روى عن هذا الشيخ بعينه.
الثاني: رجاله رجال مسلم، من غير اشتراط أن يروي التلميذ عن
الشيخ بعينه كما في الصورة الأولى، بشرط أن لا يكون فيه هناك شبه
انقطاع، أو تدليس، أوغير ذلك من الشبه، حتى يستطيع المتأخر أن يقول هذا الحديث على شرط مسلم.
ولا ريب أن الصورة الأولى أقوى ولاشك، وهي أن تكون السلسلة
نفسها جاءت خارج مسلم كما هي في مسلم، لكن ليس هذا با لأمر
اللازم،فإذا ما اختل راو أو أكثر وحل أحدهما محل الآخر وكان مثله في
الثقة والضبط والخلو من سوء الحفظ ونحو ذلك من العلل، فلا مانع حينئذ من إطلاق القول أنه على شرط مسلم، وعلى هذا جرى الإمام
الحاكم وغيره.
حينما يقلون على شرط مسلم، لا يلتزمون الصورة الأولىأبدا، بل
نجد الحاكم (رحمه الله) يتساهل في التعبير وذلك عندما يكون مثلا
الحديث في سنده محمد بن إسحاق المدني صاحب السيرة، أو شريك
بن عبدالله النخعي القاضي، أو مطر الوراق يقول: صحيح على شرط مسلم وهذا غير دقيق، لإن مسلم لم يحتج بهم في الأصول إنما احتج
بهم مسلم في المتابعات أو مقرونين بغيرهم، فإذا لم يكن في الرواة
الذين يقال إن إسناده على سرط مسلم مثل هذا أو ذاك، وإنما احتج
به مسلم على انفراد فلا مانع حينئذأن يقال: أنه صحيح على شرط مسلم ولو كانت هيئة التسلسل اختلفت في بعض الطبقات عن ماهو
موجود في صحيح مسلم في بعض الأحاديث.
يتبع
ـ[مبارك]ــــــــ[04 - 08 - 02, 07:10 ص]ـ
فإن قال قائل: الهيئة تختلف إذا كان مسلم قد احتج به مطلقا،لأن
هناك رواة يحتج بهم (مسلم) مطلقا دون تقيد بسلسة معينة، وهناك رواة يحتج بهم (مسلم) بهيئة الاجتماع، فيصح في الأولى دون
الثا نية.
الجواب: من أين لنا أنه يحتج به مطلقا، إنما من خلال دراسة صحيح
مسلم نستطيع القول: فلان من رجال مسلم، وهذا من غير نص أن مسلم يحتج به مطلقا أو مقيدا، بل تحصل لدينا ذلك من خلال سبرنا
لرجال مسلم ووجودنا احتجاجه بأمثال هولاء، عند ذلك نقول: نحن
نحتج أيضا بهم، فإذا كان سلسلة السند كلهم من هذا الوزن عند مسلم، فلنا أن نقول: علىشرط مسلم، لكن ليس من اللازم والضروري
أن تكون الهيئة، هيئة السندمن أوله إلى آخره هو الذي وجد في صحيح مسلم.
فإن قال قائل: ماذكرته آنفا هو الذي قرره الحافظ في (النكت)
(1/ 314)، وفصل في صورة الاجتماع وصورةالانفراد، ربما الثقات المتفق
عليهم فهولاء يفترض أن مسلما قد احتج بهم مطلقا، أو إذا كان مسلما قد وثق هذا الراوي أو نحو ذلك، أما من كان مثل ابن إسحاق وغيره فقد أخرج له ماتوبع عليه، فلعله من هذا الوجه.
الجواب: قد يوثق مسلم الرجل ولا يخرج له.
فإن قيل: توثيقه المطلق الذي الذي هو دون التقييد، يدل على
الاحتجاج المطلف الذي هو دون تقييد، يعني: إذا وثق الرجل ولم يقيده
في الشاميين أو في كذا أو في كذا، هذا التقييد إذا وثقه مطلقا يكون
محتجا به مطلقا عنده.
الجواب: من أين عرفنا أنه وثقه مطلقا؟ أمن داخل الصحيح أم من
خارج الصحيح.
يعني لا بد أن يكون التوثيق إما من داخل الصحيح التزاما وليس نصا،
وإما من خارج الصحيح نصا وليس التزاما.
إذا كان الأمر كذلك، فإما أن نقول: عرفنا توثيقه من داخل الصحيح
،قلنا هذا على شرطه وليس عندنا أنه وثقه مطلقا.
أو قلنا أنه وثقه خارج الصحيح _يرد الإعتراض السابق أنه قد يوثق الرجل خارج الصحيح _ لكنه لا يحتج به في الصحيح؛ إذن توثيقه خارج
الصحيح لا تلازم بينه وبين احتجاجه به في الصحيح.
ـ[مبارك]ــــــــ[04 - 08 - 02, 07:32 ص]ـ
فأن قيل: هناك تلازم لأنه لم يشترط أن يجمع كل حديث صحيح في صحيحه؛ فلا مانع أن يكون هذا الرجل الذي وثقه فيخارج الصحيح هو يحتج به، ولكن ما أورده بسبب أنه أورد من هو أعلى منه في بابه.
الجواب: ليس هذا موضع خلاف، إنما السؤال: من أين لنا أن نقول:
إن هذا الراوي الذي روى له في الصحيح وثقه مطلقا (من أين؟!!).
بل المعروف الذين يوثقهم مسلم قسمان:
* قسم يحتج بهم في الصحيح.
* وقسم لا يحتج بهم في الصحيح.
وهناك من رواة مسلم من لا نجد لهم توثيقا ليس من مسلم، بل
ولا من غير مسلم.
يقول العلماء حين ذلك: احتجاج مسلم له في صحيحه توثيقاله.
إذن من احتج به مسلم فهذا لازمه أنه ثقة عنده، لكن هذا لا يعني أن كل رواة مسلم لم يوثقهم خارج الصحيح؛ كما أن العكس لا يعنيأن كل من وثقه مسلم خارج الصحيح قد روى له في الصحيح، فليس
هناك تلازم بين الأمرين.
ـ[مبارك]ــــــــ[04 - 08 - 02, 08:15 ص]ـ
طريق سعيد بن نضير يقول: سمعت سيار بن حاتم يقول:سمعت
جعفر بن سليمان الضبعي يقول: سمعت محمد بن المنكدر يقول:
سمعت جابر بن عبدالله رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: فذكره.
رواه عن سعيد: أحمد بن الوليد الأمي، وأحمد بن الغمربن أبي حماد، والحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي.
* أحمد بن الوليد الأمي أبوبكرالغدادي، نزيل الرملة.
روى عنه جماعة وهم:
- محمد بن عبد الله بن أعين الحمصي.
_ عبدالله بن محمد بن مسلم الاسفرييني.
_خيثمة بن سليمان الأطرابلسي.
_ إسماعيل بن أحمد بن حمدون، أبو بكر البزَّار.
- عبد الملك بن محمد بن عدي، أبو نعيم الجرجاني.
_ أحمد بن الحسين بن طلاب المشعراني.
_محمد بن الحسن النابلسي.
_ محمد بن الحسن بن قتيبه بن زياد اللخمي العسقلاني.
مصادر ترجمته:
_كتاب الأسامي والكنى (1/ 193) رقم (616) لأبي أحمد الحاكم
_تاريخ بغداد (5/ 188).
_تاريخ دمشق (37/ 313 و56/ 204 و61/ 317).
_ الكامل (2/ 570).لابن عدي.
_تكملة الإكمال لابن نقطة (1/ 202) رقم (202).
_نزهة الألباب في الالقاب (2/ 280) لابن حجر.
_الكامل (2/ 570).
_ تكملة الإكمال (1/ 193) رقم (616).
¥(34/477)
ـ[مبارك]ــــــــ[04 - 08 - 02, 09:16 ص]ـ
* أحمد بن الغمر بن أبي حماد، أبو عمر، ويقال: أبو عمر الحمصي
روى عنه جماعة:
_ محمد بن جعفر بن ملاس النميري.
_ الوليد بن محمحد الدرفس.
_ عبدالرحمن بن محمد الدرفس.
_ أبو الحسن بن جوصا.
_ وريزة بن محمد.
_ إسحاق بن إبراهيم بن زامل، أبو يعقوب الأذرعي.
_ خيثمة بن سليمان الأطرابلسي.
_ عبد الصمد بن سعيد القاضي.
_ علي بن حاتم القومسي الحدادي.
_ أبو الطيب محمد بن أحمد بن حمدان الرسعني.
_ عون إبراهيم بن الصلت.
_ الحسن بن عبد الرحمن الثقفي.
قلت: وحسن حديثه الحافظ عبد العزيز بن محمد النخشبي عند تخريجه فوائد الحنائي (ق112/ ب).
مصادر ترجمته:
_ حلية الأولياء (10/ 132).
_ تاريخ دمشق (5/ 147 _149 و 43/ 156).
_ الإكمال لا بن ماكولا (7/ 34).
_ تاريخ الإسلام حوادث ووفيات (281 _290) (ص/80).
يتبع
ـ[مبارك]ــــــــ[04 - 08 - 02, 10:01 ص]ـ
* أبو طاهر، الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي الإمام
بمدينة أنطاكية.
روى عنه جماعة، ووثقه الدار قطني، وقال الذهبي: الشيخ
الإمام المحدث الرَّ حّل ... وقال أيضا: وماعلمت فيه جرحا، وله جزء مشهور فيه غرائب.
قال مبارك: وبعد البحث في مخطوطة جزء ابن فيل وجدت الحديث فيه (ق20/ب_أ) وهو المرفوع يرويه من طريق شيخه سعيد
ابن نضير البغدادي، ثنا يسار بن حاتم به. ولم أجد فيه الموقوف الذي هو من طريق العباس بن الوليد النرسي، والله اعلم.
مصادر ترجمته:
_ سؤالات حمزه بن يوسف السهمي للدارقطني (202 رقم 259)
_ سير أعلام النبلاء (14/ 526).
_ تاريخ الإسلام حوادث ووفيات (281_ 290) (ص/48).
_ الإكمال لا بن ماكولا (7/ 78).
_ الأنساب (1/ 268 و4/ 419).
يتبع
ـ[مبارك]ــــــــ[04 - 08 - 02, 08:35 م]ـ
قال مبارك: ولا يخفى أن رواية الجماعة الثقات عن الشيخ تعد
تقوية له، لا سيما في باب المتابعات والشواهد؛ قال الإمام الذهبي
_ وهو من أهل الا ستقراء التام _ في كتابه (الميزان) (3/ 426):
(والجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة،ولم يأت
بما ينكر عليه: أن حديثه صحيح).
ويفهم من عبارة الناقد الذهبي أنه ليس ينقل ذلك عن الجمهور
قولا، وإنما يعني: جريان عملهم على ذلك.
جاء في كتاب (الجرح والتعديل) (2/ 36) لابن أبي حاتم، قال:
سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة مما يقويه؟ قال: إذا كان معروفا لم يقوه روايته عنه، وإذا كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه.
وجاء فيه أيضا، قال: سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما يقوي حديثه؟ قال: أي لعمري ...
قلت: فالسند إلى سيار بن حاتم صح، فقد جاء من طريقين: طريق أحمد بن الوليد، وطريق أحمد بن الغمر ,وكل منهما يقوي الآخر،فقامت شواهد الصحة، وارتفع الضعف عن روايتهما (إن كان فيهما ضعف) هذه،وبقي الضعف في الراوي نفسه (إن كان فيهما ضعف)
بحسبه في رواياته الأخرى
ويؤكد ذلك ويقويه متابعة ابن فيل لهما، فدل ذلك على صحة السندإلى سيار بن حاتم، وسياقهم للمتن متفق،والله أعلم
وسيار بن حاتم تقدم قول الذهبي فيه أنه صالح الحديث، فمثله
يحسن حديثه، لاسيما في المتابعات ولله أعلم
ـ[مبارك]ــــــــ[04 - 08 - 02, 09:05 م]ـ
* الوليد بن عمرو بن سكين، تقدم الكلام فيه وأنه ثقة؛ أما قول
الإمام الجليل ابن حبان فيه: (ربما وهم)، قلت: عبارته هذه تدل على ندرة خطأه بجانب ماروى على الصحة والسلامة، فإذا كان كذلك
فلا نلتفت إلى دعوى الخطأ في رواية الثقة إلا ببيان لا يشك فيه؟
ولا يخفى أن الثقات متفاوتون، وإذا كان الأمر كذلك، فإن الوليد في نفسه ثقة صدوق والأصل في مثله أن يحتج بحديثه، إلا ماثبت وهمه فيه فيرد.
ـ[مبارك]ــــــــ[05 - 08 - 02, 04:16 ص]ـ
* أبو بكر أحمد بن عمر و بن عبدالخالق البصري، البزار، صاحب
المسند الكبير،كان حافظا حجة، نبيلا،جم العلم، كثير المحفوظ، من
أعلام الدين وأئمة المسلمين، تكلم على الأحاديث وبين عللها، وكان
يجمع إلىسعة الحفظ المعرفة والفهم رحمه الله تعالى.
المآخذ علىأبي نعيم وردها
أولا: يخطىء، ويتكل على حفظه.
ليس من شرط الثقة أن لا يخطىء ولا يهم، فما من ثقة إلا وقد
أخطأ،وإنما شرط الثقةأن يكون صدوقا الغالب عليه الصواب،فإذا كان
كذلك، فما تبين أنه أخطأ فيه أطرح وقبل ماعداه.قال الإمام الذهبي في (سير أعلام النبلاء) (6/ 36) في ترجمة هشام بن عروة ردا على
ابن القطان الفاسي:فأرني إماما من الكبار سلم من الخطأ والوهم).
قال ابن المبارك: من ذا يسلم من الوهم؟
وقال ابن معين: لستُ أعجب ممن يحدث فيخطىء، إنما أعجب
ممن يحدثُ فيصيب. (مقدمة لسان الميزان:1/ 25).
قال أحمد بن حنبل: وكان مالك من أثبت الناس،وقد كان يخطىء. (رواية المروذي وغيره: 204 رقم 371).
قلت: إذا كان شيخ الإسلام، حجة الأمة، أمام دار الهجرة
أبا عبد الله مالك بن أنس يخطىء فغيره من باب أولى.
قال الشيخ العلامة النقاد ذهبي العصر المعلمي اليماني رحمه
الله تعالى في كتابه القيم (التنكيل) (ص/741): وأما الوهم، فإذا كان
يسيرا يقع مثله لمالك وشعبة وكبار الثقات فلا يستحق أن يسمى خللا
في الضبط، ولا ينبغي أن يسمى تغيرا، غاية الأمر أنه رجع عن الكمال الفائق المعروف لمالك وشعبة وكبار الثقات.
¥(34/478)
ـ[مبارك]ــــــــ[05 - 08 - 02, 04:57 ص]ـ
قال مبارك (كان الله له):من المعلوم بداهة إن الذي لا يُحدثُ إلا من حفظه يجري عليه الوهم في بعض حديثه في جانب ماروى على الصحة والسلامة، قال الإمام الحافظ ابن حبان وما اجمل ماقال في كتابه
(الثقات) (7/ 97،98): والغالب على من يحدث من حفظه أن يهم وليس من الإنصاف ترك حديث شيخ ثبت صحّت عدالته بأوهام يهم في
روايته،ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك حديث الزهري وابن جريج والثوري وشعبة، لأنهم أهل حفظ وإتقان وكانوا يُحدثون من حفظهم، ولم يكونوا معصومين حتى لا يهموا في الروايات. بل الاحتياط والأولى في مثل هذا قبول مايروي الثبت من الروايات وترك ماصحَّ أنَّه وهم فيه
مالم يفحش ذلك منه حتى يغلب على صوابه، فإن (كان) كذلك استحق
الترك حينئذٍ.
ثانيا: يخطىء في الإسناد والمتن.
قوله: (يخطىء): ليس بمعنى (كثير الخطأ) فإن الأول معناه أنه يقع أحيانافي حديثه خطأ، والأخر معناه أن الغالب علىحديثه الخطأ
وهذا لا يحتج به، بخلاف الأول فهو حجة عند عدم المخالفة.قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى في (القول المسدد) (ص/67): ثم لو
كان كل من وهم في حديث سري في جميع حديثه حتى يحكم على
أحاديثه كلها بالوهم لم يسلم أحد.
ـ[مبارك]ــــــــ[05 - 08 - 02, 06:10 ص]ـ
ثالثا: أخطأ في أحاديث كثيرة.
وهذا لايضره إلا ذا كثر الخطأ، وكان الغالب على حديثه. أما الخطأ
القليل فمن ذا سلم منه؟ أضف إلى ذلك أن (المسألة اجتهاديه وترجع
إلى حالكل راوٍ علىحده فقد يخطىء أحدهم في خمسين حديثا _وهي
كثيرة _ ولا يضره، لأنه معه الآلاف من الأحاديث المستقيمة، وقد يخطىء أحدهم في حديث واحدفيضره، لأنه ليس معه إلاهذا الحديث)
قال الإمام ابن حبان رحمه الله تعالى في (الثقات) (1/ 115_شاكر)
: (إن الكثرة اسم يشتمل على معان شتى، ولا يستحق الإنسان ترك
روايته حتى يكون منه الخطأ مايغلب صوابه، فإذا فحش ذلك منه، وغلب عاى صوابه، استحق مجانبة روايته، وأما من كثر خطاؤه ولم يغلب على صوابه فهو مقبول فيما لم يخطىء فيه، واستحق مجانبة ما
أخطأ فيه فقط).
قلت: والبزار من المكثرين للرواية جدا , والمكثر يقع منه بعض مايتفرد به أو ينكر عليه، ولم يشترطوا العصمة من الخطأ حتىيكون الراوي ثقة، من أجل ذلك نجد الإمام الذهبي رحمه الله تعالىصدر ترجمنه في (الميزان) ب (صح) إشارة إلى أن العمل على توثيق ذلك الرجل.
رابعا: جرحه النسائي.
إن كان كلام النسائي الإمام يعتبر صريحا في التجريح فمثله لا يقبل، لأنه جرح غير مفسر، يقابل ذلك توثيق من وثقه وهم الجمهور،وإن كان قصده أنه يخطىء فقد أجبنا عن ذلك بما فيه الكفاية.
ـ[مبارك]ــــــــ[05 - 08 - 02, 07:21 ص]ـ
من خلال ماتقدم يتضح لنا أن روايةالوليدبن عمرو عن حبان بن هلال المرفوعة عند البزار صحيحة، وتزداد قوة بروايةسيار بن حاتم.
* رواية ابن أبي شيبة الموقوفة ظاهره الصحة وهي لا تنافي المرفوع، لأن الراوي قد ينشط أحيانا، فيرفع الحديث، وأحيانا يوقفه،فإذا
زواه مرفوعا _ وهو ثقة _ فهو زيادة يجب قبولها منه.
* عفان بن مسلم بن عبدالله الصفار الذي جاء من طريقه الحديث
الموقوف وهو مع كونه ثقة ثبت فقد أورده ابن عدي في كتابه (الكامل)
(5/ 2021) تمشيا مع عادة المصنفين في الجرح والتعديل أنهم يذكرون الر جل في كتبهم _ وإن كان ثقة _ لأدنى كلام فيه، قال ابن عدي رحمه الله تعالى في تقدمة كتاب (الكامل في الضعفاء) (1/ 15):
(وذاكر في كتابي هذا كل من ذكر بضربمن الضعف، ومن اختلف
فيهم فجرحه البعض وعدله البعض الآخر ومرجح قول أحدهما مبلغ علمي من غير محاباة،فلعل أمره أو حسنه تحامل عليه أو مال إليه .. )
قال ابن عدي في آخر ترجمة عفان بن مسلم: وعفان أشهر وأوثق وأصدق وأوثق من أن يقال فيه شيءمما ينسب إلى الضعف.قال
أحمد بن حنبل: كان يرىأنه يكتب عنه ببغدادمن أيام الإملاء فقيل له:
يا أباعبدالله فقال:ومن يصبر على ألفاظ عفان وأحمد أروى الناس عن عفان مسندا، وحكايات وكلاما في الرجال مما حفظه عن عفان، ولا أعلم لعفان إلا أحاديث عن حماد بن سلمة وعن حماد بن زيد وعن غيرهما أحاديثمراسيل فوصلها وأحاديث موقوفة فرفعها هذا مما لا ينقصه، لأن الثقة وإن كان ثقة فلا بدَّ فإنه يهم في الشي بعد الشيء،
وعفان لا بأس به صدوق وأحمد بن صالح المصري رحل إلى عفان من مصر فلحقه ببغدادفي سنة اثني عشر وكتب عنه ببغداد وكانت رحلته إليه خاصة دون غيره.
ـ[مبارك]ــــــــ[05 - 08 - 02, 07:45 ص]ـ
(فائدة):
قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى في (الميزان) (3/ 141):
(ولا من شرط الثقة أن يكون معصوما من الخطا يا والخطأ، ولكن فائدة ذكرنا كثيرا من الثقات الذين فيهم أدنى بدعة أو لهم أوهام يسيرةفي سعة علمهم أن يعرف أن غيرهم أرجح منهم وأوثق إذا عارضهم أو خالفهم، فزن الاشياء بالعدل والورع)
¥(34/479)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[28 - 03 - 03, 09:30 م]ـ
قال الدارقطني رحمه الله تعالى في العلل المخطوط (4/ ل 42 / ب)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كيف تجدك عند الموت ... ))
قال الدارقطني:
الصواب أنه عن أبي الربيع الزهراني عن جعفر بن سليمان عن ثابت مرسلا وهو المحفوظ.
أي أن سيار بن حاتم وهم في رفعه، ولم يعتبر الدارقطني اختصاصه بجعفر قرينة على صحة المرفوع لمَّا خالفه الثقة أبو الربيع الزهراني
وقال: (أحدهم)
فإن سيارا هذا حاله مثل حال قطن تماما، وقد أورده الذهبي في الضعفاء، وقال: (قال القواريري: كان معي في الدكان، لم يكن له عقل، قيل: أتتهمه؟ قال: لا. وقال غيره: صدوق سليم الباطن))
فهو من الضعفاء الذين لا يحفظون، فيقعون في الخطأ، ولا يتعمدونه
...
وقال الحافظ ابن حجر في زوائده: (وإسناده حسن)
قلت ( ........ )
وفيما قاله نظر من وجهين
الأول: مخالفته للذين أرسلوه ...
والآخر: أن سيارا فيه ضعف كما تقدم عن القواريري، وقد أشار إلى ذلك الحافظ نفسه بقوله في التقريب (صدوق له أوهام)
فمن كان مثله في الوهم، لا يرجح وصله على إرسال من أرسله من الثقات، كما لا يخفى على عارف بعلم مصطلح الحديث، بل لو قيل فيه: إنه لا يحتج به مطلقا ولو لم يخالف لم يكن بعيدا عن الصواب ...
فما الرأي في قول هذا القائل
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[27 - 04 - 03, 07:03 م]ـ
القائل
الذي أشرت إليه بأحدهم
هو الشيخ الألباني رحمه الله تعالى
ـ[أبو نايف]ــــــــ[02 - 04 - 04, 03:06 م]ـ
قال الشيخ الفاضل عبد الله زقيل: ولكن هناك سؤال يطرح نفسه
إذا كان الحديث موقوفا علي جابر رضي الله عنه فهل يكون له حكم الرفع بحكم أن جابر رضي الله عنه لا يُعرف برواية الإسرائيليات؟؟؟؟
الجواب:
قال الشيخ الفاضل أبي الحسن مصطفي بن إسماعيل السليماني في (إتحاف النبيل 1: 144):
الصحابة - رضي الله تعالي عنهم وأرضاهم جميعاً - هم أخوف الناس من القول علي الله بغير علم
وهم أول الناس التزاما بمثل هذه الآية: {ولا تقف ما ليس لك به علم .. }
وقوله تعالي: {وأن تقولوا علي الله ما لا تعلمون}
فالصحابي إذا روي خبراً في أمور الآخرة فقال مثلاً: يؤتي بالرجل يوم القيامة فيقال له: كذا، فيقول: كذا، فيقال له كذا؟
هل يليق بنا أن نقول: إن هذا الصحابي يتهجم علي الغيب، ويذكر هذه المسألة، دون أن يكون معه من نبيه صلي الله عليه وسلم إذن بهذا؟
هذا أمر مستبعد، ولذلك فكثير من أهل العلم يقولون: إن هذا ليس من قبيل الرأي، أو ليس من قبيل الاجتهاد، أو ليس للاجتهاد فيه مسرح أو مدخل
فمن هنا يرجحون أن يكون له حكم الرفع، وأن يكون موقوفاً لفظاً مرفوعاً حكماً
واشترطوا مع هذا الأمر أن لا يكون هذا الصحابي من المعروفين برواية الإسرائيليات، مثل: عبد الله بن عمرو بن العاص ومثل أبي هريرة الذي كان يأخذ عن كعب الأحبار ومثل ابن عباس - علي بحث في ذلك - وعبد الله بن سلام - رضي الله عنهم - فلا يقبل منهم الكلام في الأمور الغيبية، لأنهم ربما أخذوه عن بني إسرائيل
أما إذا كان الراوي لا يحدث عن بني إسرائيل، ويتكلم في المسائل الغيبية، فلا نقول: إنه من اليقيني أنه قد سمعه من النبي صلي الله عليه وسلم
ولكن نقول إنه من الراجح أن يكون أخذه عن النبي صلي الله عليه وسلم
وغلبة الظن يُعمل بها، وبهذا يترجح لدينا أن يكون من قبيل المرفوع حكماً، وأن يحتج بمثل هذا، والله أعلم
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالي في (نزهة النظر ص 141): ومثال المرفوع من القول حكماً لا تصريحاً أن يقول الصحابي الذي لم يأخذ عن الإسرائيليات ما لا مجال للاجتهاد فيه ولا له تعلق ببيان لغة أو شرح غريب كالأخبار عن الأمور الماضية، وبدء الخلق، وأخبار الأنبياء، أو الآتية كالملاحم والفتن وأحوال يوم القيامة، وكذا الأخبار عما يحصل بفعله ثواب مخصوص أو عقاب مخصوص.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 01 - 08, 11:30 م]ـ
الحمد لله وحده ...
جزاكما الله كل خير
أخي خالد بن عمر
خبر جديد , قديم
كنت كلما حدثت نفسي بإخبارك خفت عليك منك
ولكن قد لا أستطيع أن أخبرك بعد ذلك لظروف خاصة قد تطرأ علي في أي لحظة
كان الشيخ محمد عمرو قد اطلع في الملتقى على تخريج لك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2791
فأثنى عليك وعلى عملك
ووصفك بالقوي
فقال بالمصرية: (الأخ دا قوي أوي) أي: جدا
في بيتي منذ فترة طويلة
نحسبك على خير ,ولا نزكيك على الله
فاتق الله واجتهد في الطلب
ولا تقعدن ولا تتباطأ
عسى أن يكون من ورائك خير
هذه شهادة أفخر بها، وإن كنت دونها بمراحل بعيدة جدا
لكن حسبي من مثل الشيخ رحمه الله أن يطالع ما سوَّدت به هذا التخريج
فرحم الله الشيخ وأعلى منزلته وألحقنا به في الصالحين
فقد فجعنا بموته ليلة أمس، لكنا لا نملك له إلا الدعاء بالرحمة والمغفرة وعلو المنزلة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=86640#post86640
¥(34/480)
ـ[عبدالرزاق العنزي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 10:57 ص]ـ
السلام عليكم
البزار رحمه الله زوائد مسنده اربع مجلدات فكم يكون كله؟؟
ليس هنا الكلام لكن نريد بعض أو حتى حديثا واحدا مما اخطا فيه البزار
واتصور المسالة سهلة حسابيا وذلك لكثرة احاديث مسند البزار
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[29 - 01 - 08, 04:47 م]ـ
جزاكم الله خيراً أجمعين:ناقلين ومحققين ومثنين ...
وأسأل الله أن يغفر لنا أجمعين كما غفر لذلك العبد الصالح آمين(34/481)
تخريج حديث الخلق عيال الله
ـ[أبو أنس]ــــــــ[29 - 07 - 02, 12:45 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
تخريج حديث الخلق عيال الله
عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلق عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله.
رواه أبو يعلى 65/ 6 و الطبراني في المعجم الكبير 86/ 10 و القضاعي في مسند الشهاب 255/ 2
ورواه الحارث في مسنده أيضاً 857/ 2
كلهم من طريق يوسف بن عطية عن ثابت عن أنس به
فمداره على يوسف بن عطية وهو الصفار قال أبو زرعة وأبو حاتم والدارقطني ضعيف الحديث وقال البخاري منكر الحديث وقال أبو داود ليس بشيء وقال النسائي متروك الحديث وليس بثقة وقال أبو بشر الدولابي متروك الحديث وقال أبو أحمد بن عدي وله غير ما ذكرت وكلها غير محفوظة وعامة حديثه مما لا يتابع عليه وقال بن حبان يقلب الأخبار ويلزق المتون الموضوعة بالأسانيد الصحيحة لا يجوز الاحتجاج به
وروي من طريق عبد الله بن مسعود عند الطبراني في المعجم الكبير 86/ 10
وفيها موسى بن عمير وهو القرشي قال عباس عن يحيى ليس بشيء وقال محمد بن عبد الله بن نمير وأبو زرعة والدارقطني ضعيف وقال أبو حاتم ذاهب الحديث كذاب وقال النسائي ليس بثقة
فثبت أن الحديث منكر ولا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[29 - 07 - 02, 02:06 م]ـ
يا أبا أنس.
جزاك الله خيرا على هذا البحث.
وأضيف:
الحديث ذكره العلامة الألباني في الضعيفة (1900) عن أنس - كما ذكرت -، وعبد الله بن مسعود، وأبي هريرة.
وأيضا ذكره في الضعيفة (3590)، وأضاف تعليقا في رده على عبد الله الغماري.
ـ[أبو أنس]ــــــــ[29 - 07 - 02, 09:28 م]ـ
وإياك يا شيخ عبد الله
ـ[أحمد الشبلي]ــــــــ[11 - 10 - 03, 05:48 م]ـ
جزاك الله خيراً
وللحديث طريق أخرى عن ابن مسعود.
وروي أيضاً نحوه من حديث جابر وابن عمر ومن مرسل الحسن.
ـ[السدوسي]ــــــــ[28 - 08 - 05, 12:00 م]ـ
ولفظة (عيال الله) لاإشكال فيها لورودها عن عمر باسناد صحيح عند سعيد بن منصور في سننه:
حدثنا سعيد قال: نا أبو عوانة، عن هلال بن أبي حميد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أن رجلا أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أهل المغرب، فقال: والله يا أمير المؤمنين لتحملني، فنظر عمر إلى أدناهم إليه، فقال: " والله إن كان بك ما إن تنبئني حاجتك دون أن تقسم علي، وأنا أحلف بالله لا أحملك " فأظنه قد رددها ثلاثين، أو قريبا من ثلاثين مرة، فقال رجل يقال له عتيك بن بلال الأنصاري: أي شيء تريد؟ ألا ترى أمير المؤمنين قد حلف أيمانا لا أحصيها أن لا يحملك، والله إن تريد إلا الشر، فقال الرجل: والله إنه لمال الله، والله إني لمن عيال الله، والله إنك لأمير المؤمنين، ولقد أدت بي راحلتي، والله إني لابن السبيل أقطع بي، والله لتحملني، فقال له عمر: " كيف قلت؟ " فأعادها عليه، فقال عمر: " والله إن المال لمال الله، وإنك لمن عيال الله، وإني لأمير المؤمنين، وإن كانت راحلتك أدت بك لا أتركك للتهلكة، والله لأحملنك "، فأعادها حتى حلف ثلاثين يمينا، أو يمينين، ثم قال: " لا أحلف على يمين أبدا، فأرى غيرها خيرا منها إلا اتبعت خير اليمينين.
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[28 - 08 - 05, 01:34 م]ـ
أسنى المطالب ج:1 ص:137
636 - حديث الخلق عيال الله وأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله
سنده ضعيف
للإمام محمد بن درويش بن محمد الحوت البيروتي الشافعي
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[22 - 09 - 05, 11:15 ص]ـ
((الخلق عيال الله، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله)).
حديث ضعيف جدا.
ورد من حديث عبدالله بن مسعود، وأنس بن مالك رضي الله عنهما.
أولا: حديث بن مسعود:
أخرجه الطبراني في "الكبير" (10/ 86)،
وفي " الأوسط " (5541)،
وأبونعيم في " الحلية " (2/ 102) و (4/ 273)،
والشاشي في " مسنده " (435)،
وابن عدي في "الكبير" (6/ 341)،
والخطيب في " تاريخه " (6/ 333)،
والبيهقي في" شعب الإيمان " (7448)،
وابن الجوزي في " العلل المتناهية " (2/ 28).
من طرق عن موسى بن عمير، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد، عنه، مرفوعا، مثله.
قال أبو نعيم:" غريب من حديث الحكم، لم يروه عنه إلا موسي بن عمير ".
¥(34/482)
وقال ابن عدي - بعد ذكرة حديثين آخرين -:" هذه الأحاديث عن الحكم بهذا الإسناد، لا أعلم يرويها عن الحكم غير موسي بن عمير ".
وقال ابن الجوزي: " حديث لا يصح ".
قلت: إسناده ضعيف جدا؛ من أجل موسي بن عمير،
قال ابن معين: " ليس بثقة ".
وضعفه ابن نمير، وأبوزرعة، والدارقطني.
وقال أبونعيم: " روي عن الحكم بن عتبة مناكير ".
وقال أبوحاتم:" ذاهب الحديث، كذاب ".
ولكن له عن ابن مسعود طريق أخر.
فقد أخرجه أبن عدي في "الكامل " (5/ 162).
من طريق عامر بن سيار، ثنا أبوعمروالقرشي، عن حصاد بن أبي سليمان، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" الخلق عيال الله، فأحب عياله ألطفهم بأهله ".
وهذا الإسناد ضعيف جدا؛
عامر بن سيار، قال: أبوحاتم، والذهبي: " مجهول ".
وأبوعمرو القرشي هو عثمان بن محمد،
قال ابن حبان في " المجروحين " (2/ 282):" منكر الحديث، ,يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم، لا يجوز الاحتجاج به ".
ثانيا: حديث أنس:
أخرجه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " (2/ 857 - بغية الباحث)،
والبزار في " مسنده " (1949 - كشف)،
وأبويعلي في" مسنده " (3315، 3370، 3478)،
والطبراني في " مكارم الأخلاق " (87)،
وابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " (24)،
والبيهقي في " شعب الإيمان " (7445، 7446)،
وابن عدي في " الكامل " (7/ 153)،
والقضاعي في " مسند الشهاب " (1306).
من طرق عن يوسف بن عطية الصغار، عن ثابت، عنه، مرفوعا، مثله.
وإسناده ضعيف جدا؛ يوسف بن عطية الصغار،
قال ابن معين: " ليس بشيء ".
وقال البخاري:" منكر الحديث ".
وتركه النسائي، والدارقطني.
وقال الحاكم: " يروي عن ثابت أحاديث مناكير ".
وقال الذهبي: " من مناكيره: عن ثابت، عن أنس، مرفوعا .... (فنكره) ".
وضعف إسناده ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (3/ 260).
فنبين مما سبق أن طرق الحديث ضعيف لا تصح للاستشهاد.
قال النووي في "الفتاوى" - كما في " كشف الخفاء " -: " حديث ضعيف ".
وضعفه العراقي في " الأربعين العشارية " (ص181) بتصديره له بقوله: " الحديث الذي روي أن ....... "
وقال ابن حجر في " الفتاوى " - كما في " كشف الخفاء" -: " ورد من طرق كلها ضعيفة ".
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[22 - 09 - 05, 11:16 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16653&highlight=%DA%ED%C7%E1+%C7%E1%E1%E5
ـ[صالح العقل]ــــــــ[03 - 10 - 05, 04:50 م]ـ
حديث:
((الخلق عيال الله، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله)).
لا يصح من جميع طرقه.
حديث منكر.(34/483)
((تخريج حديث ماء زمزم لما شرب له))
ـ[أبو أنس]ــــــــ[29 - 07 - 02, 07:27 م]ـ
((تخريج حديث ماء زمزم لما شرب له))
ورد هذا الحديث من طرق عدة
الطريق الأولى:
في المسند 3/ 372
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الله بن الوليد ثنا عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب منه
وفيه أيضاً 3/ 357
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا علي بن ثابت حدثني عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له
وقال بن ماجه 2/ 1018
حدثنا هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم قال قال عبد الله بن المؤمل إنه سمع أبا الزبير يقول سمعت جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ماء زمزم لما شرب له.
وقال البيهقي 5/ 148
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الباغندي وأحمد بن حاتم المروزي قالا ثنا سعيد بن سليمان ثنا عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له تفرد به عبد الله بن المؤمل
وقال الطبراني 1/ 469
حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال حدثنا سعيد بن سليمان عن عبد الله بن المؤمل قال حدثنا أبو الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا عبد الله بن المؤمل
فأنت كما ترى مدار هذا الحديث على عبد الله بن المؤمل كما قال البيهقي والطبراني
وعبد الله بن المؤمل ضعيف الحديث لا يحتج به وإليك ما قاله الأئمة فيه
((قال صالح بن أحمد عن أبيه كان قاضيا بمكة وليس بذاك قال عبد الله بن أحمد عن أبيه أحاديثه مناكير وقال عباس الدوري عن بن معين صالح الحديث وقال بن أبي مريم عن بن معين ليس به بأس وقال بن أبي خيثمة وغير واحد عن بن معين ضعيف وقال النسائي ضعيف وقال أبو داود منكر الحديث قال أبو زرعة وأبو حاتم ليس بقوي وقال بن سعد مات بمكة سنة خمسين بفتح أو بعدها بسنة وكان ثقة قليل الحديث وقال بن عدي أحاديثه عليها الضعف بين وقال الخليلي مات قبل السنين ومائة وذكره بن حبان في الثقات وقال يخطئ قلت وقد ذكره بن حبان في الضعفاء وقال لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفردوا ما في الثقات فلم أر ما نقله المؤلف عنه بل فيه عبد الله بن المؤمل المخزومي يروي عن عطاء وعنه منصور بن سقير وليس مر بصاحب أبي الزبير الذي روى عنه بن المبارك ذاك ضعيف فهذا بن حبان إنما وثق هذا لأنه ظنه غيره والحق أنه هو ولفظه يخطئ لم أرها فيه وقال بن وضاح سمعت بن نمير يقول عبد الله بن المؤمل ثقة وقال علي بن الجنيد شبة المتروك وقال العقيلي لا يتابع على كثير من حديثه وقال الدارقطني ضعيف وقال أبو عبد الله هو سيء الحفظ ما علمنا له جرحة تسقط عدالته))
فثبت ضعفه
ولكن هل فعلاً تفرد به بن المؤمل أم تابعه أحد والحق أنه أخرج البيهقي 5/ 202 من طريقين عن أبي محمد أحمد بن إسحاق بن شيبان البغدادي بـ هراة أنا معاذ بن نجدة ثنا خلاد بن يحي ثنا إبراهيم بن طهمان ثنا أبو الزبير قال: وذكره
ولكن أحمد بن إسحاق لا يعرف ومعاذ بن نجدة متكلم فيه فلا تصلح هذه الطريق للمتابعة
بل قال الحافظ ((ولا يصح عن إبراهيم إنما سمعه من ابن المؤمل))
الطريق الثانية:
عن سويد بن سعيد قال: رأيت عبد الله بن المبارك بمكة فاستقى منه شربة ثم استقبل الكعبة ثم قال اللهم إن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ماء زمزم لما شرب له)) وهذا أشربه لعطش القيامة ثم شربه.
رواه البيهقي في شعب الإيمان والخطيب في تاريخ بغداد 10/ 116 قال البيهقي غريب تفرد به سويد
¥(34/484)
قال الحافظ في التلخيص ((قلت وهو ضعيف جدا وإن كان مسلم قد أخرج له في المتابعات وأيضا فكان أخذه عنه قبل أن يعمى ويفسد حديثه وكذلك أمر أحمد بن حنبل ابنه بالأخذ عنه كان قبل عماه ولما أن عمي صار يلقن فيتلقن حتى قال يحيى بن معين لو كان لي فرس ورمح لغزوت سويدا من شدة ما كان يذكر له عنه من المناكير قلت وقد خلط في هذا الإسناد وأخطأ فيه عن بن المبارك وإنما رواه بن المبارك عن بن المؤمل عن أبي الزبير كذلك رويناه في فوائد أبي بكر بن المقري من طريق صحيحة فجعله سويد عن أبي الموال عن بن المنكدر واغتر الحافظ شرف الدين الدمياطي بظاهر هذا الإسناد فحكم بأنه على رسم الصحيح لأن بن أبي الموال انفرد به البخاري وسويدا انفرد به مسلم وغفل عن أن مسلما إنما أخرج لسويد ما توبع عليه لا ما انفرد به فضلا عما خولف فيه)) فثبت أن هذه الطريق منكرة ولا تصلح للاحتجاج ورجعت هذه الطريق للتي قبلها
الطريق الثالثة
من طريق بن عباس ى لكنها شاذة
بل قال الشيخ الألباني رحمه الله باطل موضوع يعني عن ابن عباس التي سيذكرها الحافظ الآن
قال الحافظ ((وله طريق أخرى من غير حديث جابر رواه الدارقطني والحاكم من طريق محمد بن حبيب الجارودي عن سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ماء زمزم لما شرب له فإن شربته تستشفى به شفاك الله الحديث قلت والجارودي صدوق إلا أن روايته شاذة فقد رواه حفاظ أصحاب بن عيينة والحميدي وابن أبي عمر وغيرهما عن بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد قوله ومما يقوي رواية بن عيينة ما أخرجه الدينوري في المجالسة من طريق الحميدي قال كنا عند بن عيينة فجاء رجل فقال يا أبا محمد الحديث الذي حدثتنا عن ماء زمزم صحيح قال نعم قال فإني شربته الآن لتحدثني مائة حديث فقال اجلس فحدثه مائة حديث))
الخلاصة:
أن الحديث بهذه الطرق ضعيف لذلك ضعفهما السخاوي في المقاصد الحسنة (928)
ولكن الحديث له شواهد
فورد عن معاوية رضي الله عنه موقوفاً بلفظ زمزم شفاء وهي لما شرب له وحسن إسناده الحافظ
ويشهد له كذلك حديث أبي ذر رضي الله عنه ((إنها طعام طعم وشفاء سقم)) وأصله في مسلم وهذ اللفظ عند الطيالسي
قال الحافظ ((ومرتبة هذا الحديث أنه باجتماع الطرق يصلح للاحتجاج به وقد جربه جماعة من الكبار فذكروا أنه صح بل صححه من المتقدمين ابن عيينة ومن المتأخرين الدمياطي في جزء جمعه فيه والمنذري وضعفه النووي)) انتهى من المقاصد الحسنة 928
قال ابن القيم في زاد المعاد 4/ 393
((فالحديث إذاً حسن وقد صححه بعضهم وجعله بعضهم موضوعا وكلا القولين فيه مجازفة وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمور عجيبة واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله وشاهدت من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبا من نصف الشهر أو أكثر ولا يجد جوعا ويطوف مع الناس كأحدهم وأخبرني أنه ربما بقي عليه أربعين يوما وكان له قوة بجامع بها أهله ويصوم ويطوف مرارا))
والحديث صححه الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء برقم ((1123))
ولكن الحديث لا يبلغ درجة الصحة والله أعلم
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[07 - 08 - 02, 09:56 ص]ـ
من الفتاوى العلمية لفضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان
ما درجة حديث (ماء زمزم لما شرب له)؟
الجواب:
هذا الحديث رواه أحمد في مسنده وابن ماجة من طريق عبد الله بن المؤمل عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيه ضعف فإن عبد الله بن المؤمل ضعيف الحديث قال الإمام أحمد رحمه الله. أحاديثه مناكير.
وقال أبو داود. منكر الحديث.
وقال ابن عدي. أحاديثه عليها الضعف بيّن.
وقال العقيلي في الضعفاء حين ذكر له هذا الخبر. لا يتابع عليه.
وروى الفاكهي في أخبار مكة عن معاوية رضي الله عنه قال. زمزم شفاء هي لما شرب له وقد حسنه الحافظ ابن حجر في جزء جمعه حول هذا الحديث.
وفي إسناده عند الفاكهي محمد بن إسحاق الصيني شيخ الفاكهي وهو كذاب قاله ابن أبي حاتم.
وقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمزم. إنها مباركة إنها طعام طُعم.
¥(34/485)
وروى عبد الرزاق في المصنف عن الثوري عن ابن خُثَيم أو عن العلاء شك أبو بكر عن أبي الطفيل عن ابن عباس قال كنا نسميها شُباعة يعني زمزم.
وكنا نجدها نعم العون على العيال.
ورواه ابن أبي شيبة والأزرقي والفاكهي في أخبار مكة.
وروى عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن عبد الله بن طاووس عن أبيه قال: زمزم طعام طعم وشفاء سقم.
وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن خُثَيم أن مجاهداً كان يقول. هي لما شربت له يقول تنفع لما شربت له.
ـ[محمد بن سيف]ــــــــ[08 - 08 - 02, 03:54 ص]ـ
.
أخي الفاضل (عبدالله زقيل):
جزاك الله خيراً على مانقلته عن الشيخ سليمان العلوان.
ولي ملحظ أريد رأيك فيه.
قال الشيخ:
"روى الفاكهي في أخبار مكة عن معاوية رضي الله عنه قال. زمزم شفاء هي لما شرب له وقد حسنه الحافظ ابن حجر في جزء جمعه حول هذا الحديث.
وفي إسناده عند الفاكهي محمد بن إسحاق الصيني شيخ الفاكهي وهو كذاب قاله ابن أبي حاتم"اهـ.
هذا ما ذكره الشيخ، وفي ظني أن المذكور في السند ليس هو محمد بن إسحاق الصيني الكذاب، وإنما هو الإمام الحافظ محمد بن إسحاق الصغاني.
ومنشأ الوهم هو تصرف محققي كتاب (أخبار مكة) للفاكهي، فهو قد روى هذا الأثر (2/ 37)، فقال فيه: "حدثنا محمد بن إسحاق (الصيني)، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد .... ".
وكنت قد توقفت عند تحسين الحافظ ابن حجر لهذا الإسناد، فعجبت كيف يحسنه وفي سنده راوٍ كذاب!!!
وبعد التأمل ظهر لي احتمال أن يكون في السند تحريفاً.
فلقد كتب محققو الكتاب عبارة (الصيني) بين قوسين، وعلقوا في الحاشية: "في الأصل (الضبي)، وهو تصحيف".
ـ وفي هذا أن الكلمة لم تكن واضحة في الأصل الخطي.
ـ فإذا تذكرنا أن الحافظ ابن حجر حسن هذا الإسناد.
ـ وأضفنا إلى ذلك أن الصاغاني من شيوخ الفاكهي.
ـ وأن محمد بن إسحاق الصيني لم يذكر فيمن أخذ عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، خلافاً للصاغاني، فهو ممن أخذ عن يعقوب.
إذا جمعنا ذلك كله، فإن احتمال كون المقصود الصاغاني أقرب من كونه الصيني الكذاب.
والله أعلم.
.
ـ[النقّاد]ــــــــ[08 - 08 - 02, 09:34 ص]ـ
الأخ الشيخ .. محمد بن سيف .. زاده الله توفيقاً ..
أهنّئك على هذا التحقيق!
فهو حريٌّ ألاّ يصدر إلاّ عن طالب علم متمرّس ..
ولقد قرأتُ مشاركتك في موضوع تجهيل أبي محمد بن حزم للترمذي فرأيتُ فيها لفتاتٍ تشير إلى علمٍ وفهم ..
فأنفق - أخي - ولا تخش من ذي العرش إقلالاً ..
وكتب محبّك .. النقّاد ..
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[08 - 08 - 02, 02:33 م]ـ
أخي بن سيف.
بداية أسأل الله أن ينفع بك، وأن يزيدك علما وفقها في دينه.
أما ما يتعلق بما ذكرت فهذا احتمال قوي جدا، ويكون مما يستدرك على الشيخ سليمان حفظه الله.
وأقترح عليك لو يصور تعليقك في هذه النكتة، ثم يعرضها أحد الشباب على الشيخ سليمان، ونرى رأيه فيها ونستفيد منكم بارك الله فيكم.
ـ[محمد بن سيف]ــــــــ[09 - 08 - 02, 03:42 ص]ـ
.
أخي (النقاد):
أسأل الله أن يثيبك على تشجيعك لأخيك.
=======================
و أزيد على ماسبق أن السخاوي نقل في (المقاصد الحسنة ص586) تحسين الحافظ لهذا الإسناد ولم يعترض عليه.
وكنت قد أخذت تحسين ابن حجر للحديث بواسطة السخاوي، ثم وقفت على نص كلام ابن حجر في جزئه الذي أفرده لتخريج هذا الحديث، فقال بعد أن ذكر إسناد الفاكهي:
"هذا إسٍناد حسن مع كونه موقوفاً، وهو أحسن من كل إٍسناد وقفت عليه لهذا الحديث".
ومع هذه العبارة القوية، فإنه يبعد أن يكون في السند راوٍ كذاب.
والله أعلم.
.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[09 - 08 - 02, 10:49 م]ـ
استظهار الأخ الفاضل (محمد بن سيف) حفظه الله من أن محمد بن إسحاق هو الصغاني بعيد، وذلك أن شيخ الفاكهي وردت نسبته في الأصل المخطوط هكذا: (الضبي)، وهو الصواب، و (الصيني) الذي أثبت المحقق يحتمل التصحيف، وهو محمد بن إسحاق بن يزيد أبو عبد الله الضبّي متروك، مترجم في الجرح والتعديل (7/ 196)، وعنده (الصيني)، وفي الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 41) وميزان الاعتدال (6/ 64) ولسانه (5/ 67) ونقلوا عن ابن أبي حاتم وعندهم (الضبّي)، وقد رأيت ابن طاهر المقدسي في المؤتلف (ص92 - 93) ذكر في رسم (الصيني) جمع، ولم يذكر محمد بن إسحاق، فالذي يظهر أن الصواب في نسبته
¥(34/486)
(الضبّي)،
ثم وجدت السمعاني ذكره في رسم الصيني من كتابه الأنساب، فالله أعلم بالصواب ...
ـ[محمد بن سيف]ــــــــ[10 - 08 - 02, 06:12 ص]ـ
.أخي الفاضل (أبا إسحاق التطواني) ـ سلمه الله ـ:
أما (محمد بن إسحاق بن يزيد)، فإني أزعم أن الصواب في نسبته: (الصيني)، وليس (الضبي) كما تفضلت.
وليس يخفى على فضلكم وعلمكم، أن الكلمتين متقاربتان في الرسم، و عليه فلا يمكن التعويل في تحرير الصواب منهما على طبعات رديئة كطبعة (الميزان)، أو (اللسان)، أو (ضعفاء ابن الجوزي).
وقد جاءت النسبة على الصواب: (الصيني) في طبعات أدق وأتقن لكتب أخرى، فمن ذلك ما نقلته ـ بورك فيك ـ عن كتابي (الجرح والتعديل)، و (الأنساب).
أضف إلى ذلك:
ـ كتاب (تاريخ بغداد)، فلقد ترجم لهذا الراوي، ونسبه على الصواب (الصيني) كما تراه في (1/ 239).
ـ وفي كتاب (تاريخ الإسلام) للذهبي، في وفيات سنة (321هـ) ترجم لـ (محمد بن الغمر)، و عد من شيوخه محمد بن إسحاق هذا، ونسبه: (الصيني).
على أن المعول في مثل هذا الاختلاف يكون على كتب الأنساب والمشتبه.
ـ ولقد ذكرت ـ بورك فيك ـ أن أنساب السمعاني فيها: (الصيني)، وليس (الضبي).
ـ زد على هذا أن الذهبي ـ وهو صاحب (الميزان) الذي اعتمدت عليه ـ، قد ذكر هذا الراوي في كتابه (المشتبه) ص413، في رسم (الصيني).
ـ وتابعه ابن حجر ـ وهو صاحب اللسان ـ، فذكر هذا الراوي في (التبصير) في رسم (الصيني)، وزاد فصرح بكون هذا الراوي منسوباً إلى الصين البلاد المعروفة، وبهذا (قطعت جهيزة قول كل خطيب).
ـ وكذلك فعل ابن ناصر الدين في (توضيح المشتبه) ص5/ 446، فقد ترجم لمحمد بن إسحاق هذا في رسم (الصيني).
وفي ظني أن اعتماد ما أجمعت عليه هذه المصادر، أولى من الأخذ بما في طبعتي (الميزان)، و (اللسان).
========================
هذا فيما يتعلق بالصواب في نسبة (محمد بن إسحاق بن يزيد).
وأما هل هو المذكور في سند الفاكهي، أو أنه (محمد بن إسحاق الصغاني)، فالمسألة موضع بحث، وليس لدي ما يشجع على الجزم بشيء، لكن يقوى كونه الصغاني، ما ذكرته أعلاه:
ـ من تحسين ابن حجر للإسناد.
ـ وكون الصغاني هو المذكور في أصحاب يعقوب بن إبراهيم، خلافاً للصيني.
و الله أعلم بالصواب من ذلك.
.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[10 - 08 - 02, 09:43 م]ـ
جزى الله خيرا الأ خ الفاضل محمد بن سيف على هذه المعلومات المهمة ..
الفاكهي يروي عن محمد بن إسحاق الصغاني والصيني كليهما، وهما يرويان بدورها عن يعقوب بن إبراهيم، فلقد رأيت حديثا يرويه الصيني عن يعقوب في تاريخ مكة غير هذا، ولم يذكروا في نسية الصغاني أنه ضبّي، مما يرجح كونه هو الصيني، والله أعلم ...
ـ[محمد بن سيف]ــــــــ[10 - 08 - 02, 10:16 م]ـ
.
جزاك الله خيراً أخانا الكريم أبا إسحاق.
فهل تتكرم علي أخيك بالحديث الذي رواه الصيني عن يعقوب بن إبراهيم، فمثل هذه المعلومة لها أثر كبير في الترجيح.
ولك جزيل الشكر.
.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[10 - 08 - 02, 10:53 م]ـ
بإذن الله سآتي بها، أنا الآن بعيد عن الكتاب، غدا بإذن الله أوافيك بالمعلومات أخي الفاضل ...
بارك الله فيكم، وأثابكم الجنة.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[11 - 08 - 02, 10:40 م]ـ
عذرا للأخ الفاضل محمد بن سيف –حفظه الله- ..
فقد وقع لي سهو، فلم أجد رواية لمحمد بن إسحاق بن يزيد الصّيني عن يعقوب بن إبراهيم في تاريخ مكة للفاكهي.
أما ما قال الأخ الفاضل الأزهري السلفي حفظه الله فبعيد، لأمور منها أن الفاكهي يروي في أخبار مكة عن محمد بن إسحاق بن يزيد في مواضع، وروى فيها عن جمع:
1 - عثمان بن عمر، وهو ابن فارس البصري (رقم289).
2 - محمد بن عبيد: وهو ابن أبي أمية الطنّافسي (رقم1011 و1286).
3 - يزيد بن هارون الواسطي؛ (رقم1015).
ومحمد بن إسحاق بن يزيد هو الصيني يقينا، فتبين أن الفاكهي يروي عن الصغاني وعن الصيني جميعا، وقد روى عن محمد بن إسحاق بن شبّويه البيكندي، ومحمد بن إسحاق السجستاني أيضا.
والصيني ذكروا في ترجمته أنه روى عن عبد الله بن نافع وروح بن عبادة وغيرهم، والمزي رحمه الله في تهذيب الكمال لا يستوعب شيوخ وتلاميذ الراوي، فعدم ذكر الصيني في تلاميذ يعقوب بن إبراهيم لا ينفي سماعه منه، وخير دليل على ما قلت أن المزي لم يذكر عاصم بن علي وشبابة بن سوار ضمن شيوخ الصغاني، ولا ذكر هذا الأخير في تلاميذهما في ترجمتهما.
وهما من شيوخه؛ رواية الصغاني عن شبابة عند أبي عوانة في مسنده (5/رقم7653)، وروايته عن عاصم بن علي عند أبي عوانة أيضا (5/رقم5145) [ط - دار المعرفة].
ويعلى بن عبيد وشبابة بن سوار، وعاصم بن علي، وقبيصة بن عقبة، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وإن كانوا من شيوخ الصغاني فلا يمنع أن يكونوا من شيوخ الصيني أيضا، فقد روى عن جماعة كما في ترجمته في تاريخ بغداد (1/ 329) كروح بن عبادة، وعبد الله بن داود الخريبي، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وعبد الله بن نافع الصائغ، وغيرهم.
وعبد الله بن نافع الصائغ المخزومي مدني، بلدي يعقوب بن إبراهيم بن سعد، وهما من طبقة واحدة، فلا يبعد رواية الصيني عن يعقوب إذا الأول من شيوخه، والصيني أقدم من الصغاني، وأعلى شيوخا منه.
ولعل في نسخة الحافظ ابن حجر من تاريخ مكة للفاكهي، إلحاق لنسبة (الصيني) بالطرة أو الهامش، فلم يتنبه لذلك، وظنه الصغاني، وبنى تحسين الأثر على ذلك.
ويصعب تحريف الصغاني بـ (الصيني)، خاصة وأن الفاكهي يروي عن الصيني كما تقدم، واحتمال تصحيف الصيني بالضبي قوي جدا، والله تعالى أعلم.
¥(34/487)
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[17 - 03 - 04, 06:32 م]ـ
قال أخونا في الله أبوإسحاق:
" وفي الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 41) وميزان الاعتدال (6/ 64) ولسانه (5/ 67) ونقلوا عن ابن أبي حاتم وعندهم (الضبّي) ". أهـ.
قلت: في " لسان الميزان " (6/ 142 – ط: الفاروق): (الصيني).
وهذه النسخة ضبطت على خمس مخطوطات.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[08 - 01 - 05, 09:56 م]ـ
حسنه العلامة محمد بن صالح العثيمين في ((الشرح الممتع)) (7/ 378).
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[09 - 01 - 05, 02:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعذروني اني تدخلت في موضوع ليس من هو في قدري له ان يدخل فيه
المتابعات على حديث عبدالله بن الم} مل:
1 - الحديث اللذي ذكره البيهقي (كتاب الحج - باب الرخصة في الخروج بماء زمزم)
وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو نصر بن قتادة قالا ثنا أبو محمد أحمد بن إسحاق بن شيبان البغدادي بهراة أنا معاذ بن نجدة ثنا خلاد بن يحيى ثنا إبراهيم بن طهمان ثنا أبو الزبير قال كنا عند جابر بن عبد الله فتحدثنا فحضرت صلاة العصر فقام فصلى بنا في ثوب واحد قد تلبب به ورداؤه موضوع ثم أتى بماء من ماء زمزم فشرب ثم شرب فقالوا ما هذا قال هذا ماء زمزم وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له قال ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالمدينة قبل أن تفتح مكة إلى سهيل بن عمرو أن أهد لنا من ماء زمزم ولا يترك قال فبعث إليه بمزادتين
2 - الحديث اللذي ذكره الطبراني في المعجم الاوسط (باب العين - من اسمه علي)
حدثنا علي بن سعيد الرازي قال: نا ابراهيم بن ابي داود البراسي قال: نا عبدالرحمن بن المغيرة قال: نا حمزة الزيات عن ابي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شرب له ". لم يرو هذا الحديث عن حمزة الزيات إلا عبدالرحمن بن المغيرة
وهذا هو الطريق اللذي قال عنه الالباني في الارواء: (ثم قال الحافظ:" وله طرق اخرى من حديث ابي الزبير عن جابر أخرجها الطبراني في الاوسط في ترجمة علي بن سعيد الرازي)
قلت (أي الالباني): لم أره في (زوائد المعجمين) لشيخه الحافظ الهيثمي، وقد ساق فيه (1/ 118 / 1 - 2) من رواية أوسط الطبراني بإسناد آخر له عن ابن عباس مرفوعا بلفظ (خير ماء على وجه الارض ماء زمزم. . .) ومن رواية فيه قال: حدثنا على بن سعيد الرازي ثنا الحسن بن أحمد نحوه. فهذا هو حديث على بن سعيد الرازي في (الاوسط): (خير ماء. . .) وليس هو (ماء زمزم لما شرب له) فهل اختلط علي الحافظ أحدهما بالاخر، أم فات شيخه الهيثمي ما عناه الحافظ فلم يورده في (الزوائد)؟ كل محتمل، والاقرب الاول. والله أعلم
وفي السن الصغير للبيهقي (بقية كتاب المناسك - باب دخول الكعبة والصلاة فيها) حديث لعبدالله بن عمرو:
واخبرنا علي انا احمد انا ابوعلي بن سنجويه نا سعدويه عن عبدالله بن المؤمل عن ابن جريبج عن عطاء عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ماء زمزم لما شرب له "
* التخريج منقول من جامع الحديث
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[14 - 01 - 05, 08:00 ص]ـ
ضعف هذا الحديث الشيخ ابن باز.
قال علي أبو لوز في ((بدع الناس في القرآن)) (ص 68):
" سمعت سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله يقول عن هذا الحديث: ((ماء زمزم لما شرب له))، في برنامج نور على الدرب، حلقة يوم الجمعة الموافق 24/ 4 / 1424 هـ، يقول: في سنده ضعف ". اهـ.
وصححه أبو الفضل الغماري في ((سمير الصالحين)) (ص 9).
وقد كنت كتبت فيه جزء منذ فترة، وهو عند أحد إخواني الآن، ولعلي بعد مراجعته أنشره في هذا المنتدى - إن شاء الله -.
ـ[الرايه]ــــــــ[10 - 02 - 06, 09:30 م]ـ
يقول الدكتور علي الصياح عن هذا الحديث:
من حيث مجرد النظر إلى أسانيد الحديث ومخارج الطرق فلا يمكن تقوية الحديث بذلك فهي تدور على ضعفاء ومن لا يقبل تفرده، وبعض الأسانيد غرائب تجنبها أصحاب الكتب المشهورة،
ولكن بالنظر إلى القرائن الأخرى المحتفة بالحديث من المحتمل أن يقوى، ومن القرائن:
ــ النصوص الصحيحة في فضل ماء زمزم
ــ موضوع الحديث ليس في العقائد والأحكام الفقهية الكبرى
ــ قد عمل به جمع كبير من العلماء، وقوّاه عدد من الحفاظ والمحدثين.
وانظر في الكلام على الحديث:
البدر المنير 6/ 299، التلخيص الحبير 2/ 511، الارواء 4/ 320، "ازالة الدهش والوله عن المتحير في صحة ماء زمزم لما شرب له" للقادري، ولابن حجر جزء في حديث "ماء زمزم لما شرب له" وقد حسن الحديث.
انتهى كلام الدكتور علي الصياح، نقلته من كتابه "هكذا حج الصالحون والصالحات" صفحة 68، هامش 3
*فائدة:
ذكر الدكتور في صفحة 72
الحديث الذي رواه ابن ماجه (3061)، وعبد الرزاق (9111)، والطبراني في الكبير (11246)، والدارقطني (2736 تحقيق التركي)
" إن آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم"
قال: هذا الحديث لا يصح لما فيه من الاضطراب والاختلاف، ولم يصب من صححه بتعدد طرقه، والله اعلم.
انتهى كلام الدكتور علي الصياح
وقد تكلم على حديث التضلع من زمزم
الدكتور محمد الغبان في كتابه "فضائل مكة الواردة في السنة جمعا ودراسة" 2/ 863 - 869
وانتهى بتضعيفه،
وذكر من قوّى الحديث:البوصيري مصباح الزجاجة3/ 34 والسخاوي في المقاصد الحسنة رقم928
وضعفه الألباني ورد على البوصيري
إرواء الغليل رقم 1125، ضعيف الجامع رقم22
ماصحة حديث (ماء زمزم لما شرب له) وما هو معناه؟؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=17756&highlight=%22%D2%E3%D2%E3%22
¥(34/488)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 12 - 08, 07:37 ص]ـ
للفائدة(34/489)
قصة الصحابي الشاب الذي فعل معصية وهرب
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[30 - 07 - 02, 09:52 ص]ـ
هذه القصة ذكرها بعض الوعاظ في شريط له منتشر بين الشباب
وهي قصة ضعيفة جدا وفيها نكارة كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله
قال أبو نعيم في حلية الأولياء ج: 9 ص: 329
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البغدادي بن المفيد ثنا موسى بن هارون ومحمد بن الليث الجوهري قالا ثنا سليمان بن منصور بن عمار ثنا أبي عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبدالله أن فتى من الأنصار يقال له ثعلبة بن عبدالرحمن أسلم فكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم بعثه في حاجة فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأة الأنصاري تغتسل فكرر النظر إليها وخاف أن ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج هاربا على وجهه فأتى جبالا بين مكة والمدينة فولجها ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يوما وهي الأيام التي قالوا ودعه ربه وقلى ثم إن جبريل عليه السلام نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول إن الهارب من أمتك بين هذه الجبال يتعوذ بي من ناري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر ويا سلمان انطلقا فأتياني بثعلبة بن عبدالرحمن فخرجا في أنقاب المدينة فلقيهما راع من رعاء المدينة يقال له رفاقة فقال له عمر يا رفاقة هل لك علم بشاب بين هذه الجبال فقال له رفاقة لعلك تريد الهارب من جهنم فقال له عمر وما علمك أنه هارب من جهنم قال لأنه إذا كان جوف الليل خرج علينا من هذه الجبال واضعا يده على رأسه وهو يقول يا ليتك قبضت روحي في الأرواح وجسدي في الأجساد ولم تجردني في فصل القضاء قال عمر إياه نريد قال فانطلق بهم رفاقة فلما كان في جوف الليل خرج عليهم من بين تلك الجبال واضعا يده على أم رأسه وهو يقول يا ليتك قبضت روحي في الأرواح وجسدي في الأجساد ولم تجردني لفصل القضاء قال فعدا عليه عمر فاحتضنه فقال الأمان الخلاص من النار فقال له عمر أنا عمر بن الخطاب فقال يا عمر هل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبي قال لا علم لي إلا أنه ذكرك بالأمس فبكي رسول الله ص يا عمر لا تدخلني عليه إلا وهو يصلي وبلال يقول قد قامت الصلاة قال أفعل فأقبلا به إلى المدينة فوافقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في صلاة الغداة فبدر عمر وسلمان الصف فما سمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خر مغشيا عليه فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا عمر ويا سلمان ما فعل ثعلبة بن عبدالرحمن قالا هو ذا يا رسول الله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما فقال ثعلبة قال لبيك يا رسول الله فنظر إليه فقال ما غيبك عني قال ذنبي يا رسول الله قال أفلا أدلك على آية تكفر الذنوب والخطايا قال بلى يا رسول الله قال قل اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار قال قال ذنبي أعظم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل كلام الله أعظم ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالانصراف الى منزله فمرض ثمانية أيام فجاء سلمان الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل لك في ثعلبة نأته لما به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا بنا إليه فلما دخل عليه أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه فوضعه في حجره فأزال رأسه عن حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أزلت رأسك عن حجري قال إنه من الذنوب ملان قال ما تجد قال أجد مثل دبيب النمل بين جلدي وعظمي قال فما تشتهي قال مغفرة ربي قال فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن ربك يقرىء عليك السلام ويقول لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطيئة لقيته بقرابها مغفرة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا أعلمه ذلك قال بلى فأعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فصاح صيحة فمات فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بغسله وكفنه وصلى عليه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي على أطراف أنامله فقالوا يا رسول الله رأيناك تمشي على أطراف أناملك قال والذي بعثني بالحق نبيا ما قدرت أن أضع رجلي على الأرض من كثرة أجنحة من نزل لتشييعه من الملائكة)
انتهى
وقال ابن حجر في الإصابة ج: 1 ص: 405
945 ثعلبة بن عبد الرحمن الأنصاري يقال إنه كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم روى بن شاهين وأبو نعيم مطولا من جهة سليم بن منصور بن عمار عن أبيه عن المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر أن فتى من الأنصار يقال له ثعلبة بن عبد الرحمن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فبعثه في حاجة فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأته تغتسل فكرر النظر إليها ثم خاف أن ينزل الوحي فهرب على وجهه حتى أتي جبالا بين مكة المدينة فقطنها ففقده النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يوما وهي الأيام التي قالوا ودعه ربه وقلاه ثم إن جبريل نزل عليه فقال يا محمد أن الهارب بين الجبال يتعوذ بي من النار فأرسل إليه عمر فقال انطلق أنت وسلمان فائتياني به فلقيها راع يقال له دفافة فقال لعلكما تريدان الهارب من جهنم فذكر الحديث بطوله في اتيانهما به وقصة مرضه وموته من خوفه من ذنبه
قال بن منده بعد أن رواه مختصرا تفرد به منصور
قلت وفيه ضعف وشيخه أضعف منه وفي السياق ما يدل على وهن الخبر لأن نزول ما ودعك ربك وما قلى كان قبل الهجرة بلا خلاف) انتهى
والله المستعان
من كان عنده اضافة او استدراك فليفدنا به
¥(34/490)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[30 - 07 - 02, 06:23 م]ـ
أحسن اله إليك وجزاك خيراً.
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[12 - 06 - 03, 04:54 ص]ـ
جزاك الله عنا خير وزادك الله علما(34/491)
التتمّات المليحة لما فات ترجمته في السلسلتين الضعيفة والصحيحة
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[30 - 07 - 02, 02:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فقد كان يمر بي أثناء قراءتي لكتب الشيخ [ناصر الدين الألباني]ــ رحمه الله تعالى ــ بعض الرواة مما لم يقف الشيخ على ترجهتهم، فمثلاً تجده يقول ــ أحيانا ــ (لم أجد له ترجمه) أو (لم أعرفه) أو (لا أعرفه) أو غيرها من العبارات التي توحي بعدم العثور على ترجمة ذلك الراوي.
وبما أني قد وقفتُ على تراجم بعض هؤلاء الرواة = أحببتُ أضعها بين يدي القارى الكريم لتتم الفائدة، وللتعقف لمن لديه أي ملاحظة.
والله من وراء القصد.
أخوكم
خليل بن محمد الشاعري
20/ 5/1423 هـ
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[30 - 07 - 02, 03:29 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك وزادك علما وعملا.
بانتظارك نفع الله بك
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[30 - 07 - 02, 03:31 م]ـ
وفيك بارك أخي [الكاشف]
[1] معاوية بن ميسرة بن شريح.
ذكره مع أحد الرواة وقال: (فلم أعرفهم) ((الصحيحة)) (2/ 427).
أقول: ترجم له ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (8/ 386).
[2] محمد بن عبيد بن [عبد].
ذكره الشيخ مع غيره وقال: (لم أجد من ترجمهم) ((الصحيحة)) (2/ 434).
أقول: ما بين المعكوفين خطأ، والصواب [عتبة]، ولهذا لم يجد له ترجمه، وقد نبه على هذا الخطأ الشيخ مقبل الوادعي ــ رحمه الله ــ في ((تراجم رجال الدرقطني)) ص/ 296، الحاشية.
ومحمد بن عبيد بن عتبة له ترجمة في ((التهذيب)) (9/ 331).
[3] عصمة بن عبد الله.
ذكره الشيخ مع غيره وقال: (لم أجد من ترجمهم) ((الصحيحة)) (2/ 434).
أقول: له ترجمة في ((تراجم رجال الدارقطني)) ص/296.
[4] بهية عن عائشة.
قال الشيخ: (لا تعرف) ((الصحيحة)) (2/ 520).
أقول: لها ترجمة في ((الكامل)) (2/ 258) [طبعة دار الكتب العلمية]، وفي ((الميزان)) (1/ 356).
[5] أبو المعلى.
قال الشيخ: (لم أعرفه) ((الصحيحة)) (2/ 674).
ثم ذكر الشيخ ما عند الدولابي في ((الكنى)) (2/ 124) وفيه (أبو زيد بن أبي المعلى السعدي) وقال: (ولكني لم أجد له ترجمة أيضاً).
أقول: هو زيد بن مرّة مولى بني العدوي البصري.
ترجمه ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (3/ 573).
[وللحديث تبع .. ]
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[02 - 08 - 02, 10:49 م]ـ
أحسن الله إليك وجزاك خيراً أخي راية التوحيد.
واصل أحسن الله إليك.
ولو تبدأ من الآن تنسيق الموضوع على الوورد (وفقك الله) لكي يتسنى لمن لديه السلسلتين إرفاقه معهما ... يكون حسناً.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 08 - 02, 10:57 م]ـ
أرى -والله أعلم- حتى تكمل الفائدة، أن لا يكون الرد مجرد له ترجمة. والأفضل أن يكون مع الرد كذلك ذكر درجة الراوي. بمعنى إذا كانت له فعلاً ترجمة عن ابن أبي حاتم ولم يذكر من حاله شيئاً، يبقى الرجل مجهولاً.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[02 - 08 - 02, 11:05 م]ـ
وإياك أخي هيثم وبارك فيك
وأحسنت أخي [محمد الأمين]
لكني طلبت الإختصار، ومعرفة إن كانت للراوي ترجمة أو لا.
أما إذا تُرجم للراوي، ولم تُذكر درجته فإني لا أذكره.
فأنا مقصودي (درجة الراوي) حتى ولو بكلمة واحدة.
والله الوفق.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[02 - 08 - 02, 11:13 م]ـ
أرجو من الأخ المشرف (راية التوحيد) أن يأذن لللإخوة بالمشاركة في هذا الموضوع الجيد ...
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[03 - 08 - 02, 01:46 ص]ـ
لا مانع أخي الفاضل،، بل ذلك من دواعي سروري.
لكن الرجاء الإلتزام بالترقيم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[03 - 08 - 02, 04:42 ص]ـ
الحمدلله ...
[6] أحمد بن محمد بن المغلس ..... (كذاب).
قال الشيخ الألباني رحمه الله تحت الحديث رقم (944) من (الصحيحة)
وهو حديث:-
(ازهد في الدنيا يحبك الله , وازهد فيما عند الناس يحبك الناس).
بعد أن ساق إسناد ابن عساكر في تاريخ دمشق لطريق أخرى للحديث:
(وهذا إسناد رجاله رجال الشيخين , غير [ابن العلس]
هذا فلم أعرفه) أهـ.
قال الشيخ أبو إسحق الحويني في مجلة التوحيد حين سئل عن هذا الحديث بعد أن نقل بعض كلام الشيخ:
(قلت: رضي الله عنك! إنما هو أحمد بن محمد بن المغلس الكذاب!
قال الحافظ في اللسان: ومن مناكيره روايته عن بشر الحافي عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك عن نافع عن ابن عمر_ رضي الله عنهما _رفعه (ازهد في الدنيا يحبك الله .... )) ...... الخ
ملحوظة: انتهى الشيخ أبو اسحق إلى ضعف هذا الحديث.
والحمدلله ..
ـ[الدارقطني]ــــــــ[03 - 08 - 02, 02:35 م]ـ
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
7 - قال في السلسلة الضعيفة (4\حديث 1979 ص447): " زاجر بن الصلت لم أجد له ترجمة ".
قال أخوكم الدارقطني: " هذا الراوي له ترجمة في الجرح والتعديل (3\
620 - 621) قال أبو زرعة الرازي: " لا بأس به "، ولهذا الراوي ترجمة في كتاب التذييل على كتب الجرح والتعديل ص38، والله الموفق.
¥(34/492)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[03 - 08 - 02, 02:57 م]ـ
أحسنت أيها [الأزهري] و [الدارقطني]
[8] أحمد بن حمدون الموصلي.
قال الشيخ ـ رحمه الله ـ: (لم أجد له ترجمه) ((الصحيحة)) (3/ 89).
أقول: له ترجمه في ((تاريخ الإسلام)) للذهبي 281هـ ــ 290هـ ص/55.
انظر ((بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني)) للشيخ حمّاد الأنصاري ص/37
[9] إبراهيم بن حبيب بن سلام المكي.
قال الشيخ: (لم أجد من ترجمه) ((الضعيفة)) (1/ 258).
أقول: ترجمه الشيخ حاتم الشريف في ((ذيل لسان الميزان)) ص/15.
[10] أم كثير الأنصارية.
قال الشيخ: (لم أعرفها) ((الضعيفة)) (1/ 472).
أقول: صحابية.
لها ترجمه في ((الإصابة)) (8/ 283)، وانظر ((تاريخ واسط)) ص/70 لبحشل.
[11] يعقوب بن عيسى، شيخ الخرائطي.
قال الشيخ: (لم أجد له ترجمه) ((الضعيفة)) (1/ 590).
أقول: هو يعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك، أبو يوسف الزهري.
وقد نسبه الخرائطي لجده.
ترجم له ابن الجوزي في ((الضعفاء والمتروكين)) (3/ 216).
[12] علي بن الحسين بن بندار.
هو بن عبد الله بن خير الأذني.
ذكره الشيخ مع غيره وقال: (فلم أجد من ترجمهما) ((الضعيفة)) (1/ 595).
أقول: ترجمه الذهبي في ((السير)) (16/ 464).
للحديث بقية ..
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[03 - 08 - 02, 09:42 م]ـ
13 - أحمد بن محمد بن نافع الطحان المصري:
قال الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (1/ 234/رقم 116):
وكذلك أنا لم أعرفه –أي أحمد بن محمد بن نافع الطحان المصري-؛ كما في معجم الطبراني الصغير (ص10)، وروى له في المعجم الأوسط نحو خمسين حديثا. اهـ
قلت: أحمد بن محمد بنا نافع أبو بكر الطحان المصري، روى عنه جماعة غير الطبراني كأبي جعفر النحاس وحمزة بن علي الكناني وأبي سعيد بن يونس المصري، وتوفي سنة 296هـ (كما في وفيات العلماء لابن زبر2/ 624، ولقّبه الأصمّ)، ويظهر من رواياته أنه كان واسع الرحلة فقد روى عن أهل بلده، وروى كذلك عن المدنيين وأهل واسط وجماعة.
فالذي يظهر أنه صدوق ما لم يخالف، والله أعلم.
14 - بكر بن فرقد أبو أمية التميمي:
وقال رحمه الله في السلسلة الضعيفة (4/ 348/رقم1868): "وفي سند الموقوف قبله بكر بن فرقد أبو أمية التميمي، ولم أجد له ترجمة" ..
قلت: هو بكر بن محمد بن فرقد أبو أمية التميمي، نُسب لجده فرقد في رواية ابن الأعرابي معجمه، وهو مترجم في ثقات ابن حبان (8/ 150) وتاريخ بغداد (7/ 94) ولسان الميزان (2/ 58).
وقد ثقه ابن حبان، وقال فيه الدارقطني: "ليس بالقوي"، وقال محمد بن مخلد: "كان أبو أمية هذا الشيخ حافظا"، وقال مسلمة بن قاسم: "ثقة ... ".
ـ[الدارقطني]ــــــــ[04 - 08 - 02, 02:12 م]ـ
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
15 - قال في السلسلة الضعيفة (4\ ص190 حديث رقم 1695):
" شفام ومعلل لم أعرفهما ".
قال أخوكم الدارقطني: " معلل بن بُقيل، هكذا رَسْمُهُ في كتاب
السلسلة الضعيفة، والصواب: " معلل بن نفيل "، قال الطبراني عنه:
" ثقة "، وذكره ابن حبان في الثقات، وله ترجمة في كتاب التذييل على كتب الجرح والتعديل ص 114 "، والله الموفق.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[04 - 08 - 02, 07:21 م]ـ
[16] عبد الرحمن بن دلهم.
قال الشيخ ــ رحمه الله ــ: (لم أجد له ترجمة فيما عندي من كتب الرجال) ((الضعيفة)) (2/ 7).
أقول: له ترجمه في ((الإصابة)) (4/ 302).
ثم وجدته ــ أيضاً ــ في ((ذيل لسان الميزان)) ص/ 109 للشيخ حاتم الشريف.
[17] إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي.
قال الشيخ: (لم أجد له ترجمة تُذكر ... ) ((الضعيفة)) (3/ 81).
أقول: له ترجمة في ((تعجيل المنفعة)) (1/ 265) برقم (13) للحافظ.
[18] أبو مسعود.
قال الشيخ: (لم أعرفه) ((الضعيفة)) (3/ 180).
أقول: هو سعيد بن إياس الجُريري.
له ترجمه في ((تهذيب الكمال)) (10/ 338) و ((تهذيب التهذيب)) (4/ 5) وغيرهما.
وانظر ((تبييض الصحيفة1)) ص/17 للشيخ العالم (محمد عمرو عبد اللطيف).
[19] محمد بن [فضيل] بن جابر.
ذكره الشيخ مع جاعة وقال: (لم أجد لأحد منهم ذكراً في شي من كتب التراجم] ((الضعيفة)) (2/ 82).
¥(34/493)
أقول: ما بين المعكوفين مصحّف من [الفضل]، ولهذا لم يعرفه الشيخ رحمه الله.
وهو محمد بن الفضل بن جعفر بن شاذان، أبو جعفر السقطي.
له ترجمه في ((تاريخ بغداد)) (3/ 153)، وله ذكرٌ في ((سؤالات الحاكم)) برقم 197.
وانظر ــ للفائدة ــ ((تبييض الصحيفة1)) ص/60،، و ((بلغة القاصي والداني)) ص/305 ــ306 للشيخ حمّاد الأنصاري.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[04 - 08 - 02, 09:47 م]ـ
قال الشيخ الألباني –رحمه الله- في الضعيفة (4/ 366/رقم1891): "وأما الشاهد فأخرجه ابن عساكر (8/ 521/1) من طريق تمام: حدثني أبو القاسم الفضل بن جعفر التميمي –من حفظه: نا أبو قصي إسماعيل بن محمد العذري: حدثني أبي وعمي قالا: نا معروف الخياط عن واثقلة بن الأسقع مرفوعا به.
قلت: وهذا سند مظلم، ما بين واثلة وتمام لم أعرف أحدا منهم؛ غير معروف الخياط……
والفضل بن جعفر التميمي يحتمل أنه أبو القاسم بن أبي المنادي أبو أبي الحسين أحمد، فإن يكن هو فقد ترجمه الخطيب (12/ 374) ولكنه لم ينسبه تميميا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا".اهـ
قلت: رضي الله عنك،
20 - أبو القاسم الفضل بن جعفر بن محمد بن أبي عاصم المؤذن التميمي الطرائفي الدمشقي، ليس هو أخو أبي الحسين بن المنادي بل هو آخر روى عنه تمام الرازي وعبد الغني بن سعيد الحافظ وجماعة، وتوفي سنة 373هـ، وهو راوي نسخة أبي مسهر المشهورة عن ابن الرواس عنه، وهو مترجم في ذيل مولد العلماء لعبد العزيز الكتاني (ص108) وتاريخ دمشق لابن عساكر (ج48/ 309) وسير أعلام النبلاء (16/ 338) وتاريخ الإسلام (وفيات351 - 380هـ/ص545)، قال فيه الكتاني: (وكان ثقة نبيلا مأمونا)، وقال فيه الذهبي: (الشيخ المسند الصادق).
21 - أبو قصي إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن إسماعيل بن مسروق العذري الدمشقي الأصم، روى عنه جماعة كالطبراني وابن الأعرابي وابن عدي وغيرهم، توفي عام 302هـ بدمشق، وهو مترجم في سير أعلام النبلاء (14/ 185) وفي تاريخ الإسلام (وفيات301 - 320هـ/ص86)، ولم أجده في تاريخ دمشق، وهو على شرطه.
وحلاه الذهبي في السير بـ"المحدث العالم".
22 - محمد بن إسحاق بن إسماعيل العذري والد أبي قصي، ترجمه ابن عساكر في تاريخه (ج52/ 20) برواية ابنه عنه، ولم يزد على ذلك.
23 - عبد الله بن إسحاق بن إسماعيل العذري عم أبي قصي، ترجمه ابن عساكر أيضا في تاريخ دمشق (ج27/ 81) برواية ابن أخيه أبي قصي عنه، ولم يزد.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[04 - 08 - 02, 09:49 م]ـ
24 - الحارث بن محمد المكفوف:
وقال الشيخ الألباني –رحمه الله- في الضعيفة (4/ 3950/رقم1922): "والحارث بن مكفوف لم أجد له ترجمة".
قلت:
هو مترجم في لسان الميزان (2/ 159)، وقال فيه الحافظ: (أتى بخبر باطل .. ).
25 - خلف بن عبد الحميد السرخسي:
قال الشيخ الألباني –رحمه الله- في الضعيفة (4/ 409/رقم1935): "وخلف بن عبد الحميد، لم أعرفه، وليس هو خلف بن عبد الحميد السرخسي الذي في الميزان، فإن السرخسي أعلى طبقة منه"
قلت: خلف بن عبد الحميد هو عينه السرخسي المترجم في الميزان، بدليل روايته عن عبد الغفور بن سعيد أبو الصباح الواسطي الأنصاري –وهو كذاب-، فقد ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 321) بروايته عن عبد الغفور هذا، وروى عن الإمام أحمد قوله في خلف: (لا أعرفه).
وعبد الغفور يروي عن أبي هاشم الرماني، كما في تاريخ بغداد (8/ 321).
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[05 - 08 - 02, 05:44 م]ـ
أحسنتَ أخي [التطواني].
ـ[طالب النصح]ــــــــ[05 - 08 - 02, 10:42 م]ـ
جزاك الله خيراً يا راية التوحيد .. ونفع بك ورفع درجتك في عليين ...
معلومات وفوائد شيء يبهر ... وفوائد ودرر غوالي ...
أسأل الله أن يجعل جهدك وجهد بقية المشايخ في موازين حسناتكم ..
وأنت (يا راية التوحيد) بسبق حائز التفضيلاً ....
والله شيء يبهر .. جزاكم الله خيراً ...
هذه الفوائد لو وجدت عند بعضهم لأفردها برسالة ولتبجح بها .. ولكنها عند أهل العلم وطلابه فوائد تنثر في ساحات العلم والمعرفة .. لأن العلم يبذل و لا يتبجح به .. وليت ما عندي من العلم مبثوثاً بين الناس يعلموه و يعملوا به و لا ينسب إليّ منه شيء ..
وفقكم الله ورفع درجتكم وجزاكم الله خيراً ..
يا راية التوحيد.ز أنت نسيج وحدك سبحان الله تبارك الله موضوعات وأطروحات وأبحاث ... شيء والله لا يتسير إلا للأفذاذ من الرجال.ز ولعلك أنت منهم و لا أزكيك على الله ...
و لا تحثي التراب عليّ .. فهذا عاجل بشرى المؤمكن إن شاء الله تعالى
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[05 - 08 - 02, 10:44 م]ـ
26 - محمد بن عبد ربه أبو تميلة:
قال الشيخ –رحمه الله- في الضعيفة (4/ 36/رقم1528): "ولم أر أحدا ترجمه –أي ابن عبد ربه-، ولعله نُسب إلى جده .. ".
قلت:
هو محمد بن عبد ربه بن سليمان أبو تُميلة المروزي، ترجمه ابن حبان في الثقات (9/ 107)، وقال: (يخطئ ويخالف)، والحافظ في لسان الميزان (5/ 244)، وقال: (وروىله البيهقي في الشعب حديثا منكرا من روايته عن الفضل بن موسى السيناني، وعنه صالح بن كامل وضعفه).
¥(34/494)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[05 - 08 - 02, 10:54 م]ـ
وقال رحمه الله في الضعيفة (4/ 58/رقم1552): "وما بين خلف وغنجار لم أجد من ترجمهم .. ".
قلت، والذين بين غنجار وخلف هم:
27 - أبو هارون سهل بن شاذويه بن الوزير بن حذلم البُخاري الباهلي، روى عن أحمد بن نصر العتكي وسعيد بن هاشم العتكي وسالم بن غالب السمرقندي وجماعة، توفي عام 299هـ، ترجمه ابن ماكولا في الإكمال (7/ 313) ونجم الدين النسفي في القند (ص99/رقم149) والذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات291 - 300هـ/ص157 - 158)، ذكره السليماني فوصفه بالحفظ والتصنيف، وقال النجم النسفي: صاحب غرائب.
28 - جَلْوَان (وقيل بكسر الجيم، والأول أصح) بن سمُرة بن ماهان بن خاقان أبو الطيب البانَبِي [1] الأُموي البخاري، سمع القعنبي وسعيد بن منصور وأبو عبد الرحمن المقرئ وجماعة، ترجمه ابن ماكولا في الإكمال (1/ 413) و (2/ 117) وتهذيب مستمر الأوهام (ص152)، والسمعاني في الأنساب رسم (البانَبي) والذهبي في السير (12/ 519) وتاريخ الإسلام (وفيات261 - 280هـ/ص75)، وحلاه الذهبي بـ (المحدث).
29 - عصام أبو مقاتل النحوي؛ هو عصام بن النضر النحوي البخاري، ترجمه ابن ماكولا في الإكمال (7/ 270) بروايته عن عيسى غنجار، ورواية جلوان بن سمرة عنه، ولم يزد على ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] وتصحفت بـ (البابني) في الضعيفة، وبَانَب قرية من قرى بُخارى.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[05 - 08 - 02, 10:58 م]ـ
30 - أبو طلحة أحمد بن محمد بن عبد الكريم البصري الفزاري المعروف بالوساوسي:
وقال رحمه الله في الضعيفة (4/ 101/رقم1596): "أبو طلحة الوساوسي، لم أعرفه".اهـ
قلت: ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد (5/ 57) وروى من طريق السهمي في سؤالاته (ص163) عن الدارقطني قوله في الوساوسي: (تكلموا فيه)، وقال أبو بكر البرقاني: (ثقة).اهـ
والوساوسي لقبه، وتوفي سنة 322هـ.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[06 - 08 - 02, 02:26 م]ـ
27 مكرر - أبو هارون سهل بن شاذويه بن الوزير بن حذلم، ذكره أيضاً
ابن نقطة في تكملة الاكمال (3\ 115 رقم 2887) وقال: " ثقة "، والله
الموفق.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[06 - 08 - 02, 07:36 م]ـ
[31] [بسام] بن خالد.
قال الشيخ: (غير معروف)،، ثم ذكر ما قال (المعلمي اليماني): (صوابه: هشام)، واستبعده الشيخ الألباني ((الضعيفة)) (3/ 206).
أقول: ما ذكره (ذهبيّ العصر) هو الصواب، فما بين المعكوفين مُحرّف من (هشام).
وهو: هشام بن خالد بن زيد بن مروان الأزرق، أبو مروان الدمشقي.
له ترجمة في ((تهذيب الكمال)) (30/ 198) و ((تهذيب التهذيب)) (11/ 38) وغيرها.
[32] مخلد بن عبد الرحمن الأندلسي.
قال الشيخ: (لم أجد له ترجمة) ((الضعيفة)) (3/ 213).
أقول: له ترجمة في ((لسان الميزان)) (7/ 69).
[33] أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمّان.
ذكره الشيخ مع جماعة وقال (لم أعرفهم) ((الضعيفة)) (3/ 339).
أقول: له ترجمة في ((الميزان)) (1/ 239) و ((اللسان)) (2/ 115) و ((السير)) (18/ 55 ــ 56)، وغيرها.
[34] سعيد بن مسعود.
قال الشيخ: (لم أعرفه) ((الضعيفة)) (3/ 344).
أقول: هو الكِنْدي التُجيبي الصدفي الزُميْلي، أبو مسعود الحمصي، نزيل مصر وإفريقية.
ترجمه الشيخ حاتم الشريف في كتابه ((ذيل لسان الميزان)) ص/71.
[35] سعيد بن زنبور.
قال الشيخ: (لم أجد من ترجمه) ((الضعيفة)) (4/ 411).
أقول: قد عرفه الشيخ في ((الصحيحة)) (1/ 671) كما أفاده الشيخ محمد عمرو في ((تبييض الصحيفة1)) ص/117.
فإنه يقال في ــ أيضاً ــ[سعد بن زنبور].
وله ترجم في ((الجرح والتعديل)) (4/ 83) و ((الميزان)) (2/ 120)، وتعقبه الحافظ في ((اللسان)) (4/ 18).
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[06 - 08 - 02, 08:16 م]ـ
الأخ راية التوحيد والتطواني.
جزاكما الله خيرا على هذا الجهد الطيب.
واقترح لماذا لا يخرج هذا الموضوع في مؤلف ولكما الأجر؟؟؟؟؟
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[06 - 08 - 02, 08:55 م]ـ
الأخ الشيخ [عبد الله زقيل] وفقه الله
بإذن الله تعالى سيكون هذا العمل المتواضع من نصيب [خزانة الملتقى].
وأنا الآن أعمله على وورد، أسأل الله أن ييسر ذلك.
وفقنا الله وإياكم لكل ما يحبه ويرضاه.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[06 - 08 - 02, 10:26 م]ـ
الأخ راية التوحيد.
راجع بريدك الخاص لو تكرمت.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[06 - 08 - 02, 11:14 م]ـ
36 - محمد بن هارون بن منحمد بن بكار الدمشقي العاملي:
وقال رحمه الله في الضعيفة (4/ 102/رقم1597): "ومحمد هذا هو ابن هارون بن محمد بن بكار بن بلال الدمشقي، لم أجد له ترجمة، وهو على شرط ابن عساكر في تاريخ دمشق فليراجع، ويبدو لي أنه ثقة لكثرة ما روى له الطبراني في الأوسط (6925 - 6965)، أي نحو أربعين حديثا .. ".
قلت:
محمد بن هارون بن محمد بن بكار بن بلال أبو عمر العاملي الدمشقي، لم أجد له ترجمة في تاريخ دمشق المطبوع، وترجمه ابن حبان (9/ 151) وقال: (روى عنه أهل الشام)، والذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات281 - 290هـ/ص293).
وقد روى عنه جماعة كالطبراني وعلي بن هارون وأبو عبد الله بن مروان، وتوفي سنة 289هـ.
37 - حَبُّوش بن رزق الله بن بيَان الكلوذاني المصري:
وقال رحمه الله في الضعيفة (4/ 113/رقم1610): "حبوش -أي ابن رزق الله- لم أعرفه".
قلت: هو حَبُّوش بن رزق الله بن بيَان الكلوذاني الأصل أبو محمد المصري، ترجمه ابن ماكولا في الإكمال (2/ 370)، وقال: (ثقة)، والذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات281 - 290هـ/ص149)، وقال: (وكان من عدولي مصر). اهـ
روى عنه الطبراني وعلي بن أحمد بن إسحاق البغدادي ومحمد بن إسماعيل الفارسي وجماعة، وتوفي سنة 282هـ.
38 - سعد بن محمد الأشهلي الأنصاري أبو سعد المدني:
وقال رحمه الله في الضعيفة (4/ 156/رقم1657): "وأبو سعد –أي الأشهلي- لم أعرفه".
قلت: هو سعد بن محمد الأشهلي الأنصاري أبو سعد المدني ثقة من رجال التهذيب (9/ 162).
¥(34/495)
ـ[طالب النصح]ــــــــ[07 - 08 - 02, 08:21 ص]ـ
إيه يا أبا إسحاق .. إيه ... زدنا .. زدنا
زادك الله علما وفضلاً ... وغفر الله لك ولوالديك ...
وأضم صوتي إلى صوت فضيلة الشيخ عبدالله زقيل .. في أهمية جمع هذه الفوائد وجعلها في كتاب أو ملف .. لتعم به الفائدة ...
وجزاكم جميعاً كل خير ..
وأخص راية التوحيد ..
وفضيلة الشيخ .. أبا إسحاق التطواني ..
زادكما الله علماً وفضلاً .. آمين
ـ[الدارقطني]ــــــــ[07 - 08 - 02, 03:10 م]ـ
ما سأذكره قد يكون خارجاً عن عنوان الموضوع لكن عموم الفائدة يُغَلّب
المصلحة في ذكره:
39 - العلاء بن المنهال: قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة
(5\حديث رقم 2311): " العلاء ذكره ابن حبان في الثقات ".
قال أخوكم الدارقطني: " هذا الراوي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6\ 361) ونقل عن أبي زرعة الرازي قوله: " ثقة "، والله الموفق.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[07 - 08 - 02, 11:04 م]ـ
جزى الله خيرا الإخوة الدارقطني وراية التوحيد وباقي المشاركين ..
وقال رحمه الله في الضعيفة (3/ 360/رقم1215): " .. أورده ابن عساكر في ترجمة المستهل هذا، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، والراويان فوقه لم أجد من ذكرهما .. ".
يقصد الشيخ: عبد السلام بن مكلبة، وعثمان بن عقال.
40 - أما الأول، فهو عبد السلام بن مَكْلَبة الثعلبي البيروتي؛ ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 47) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج36/ 221)، قال مروان الطاطري: "أعلم الناس بالأوزاعي وبحديثه وفتياه عشرة أنفس؛ أولهم: هقل، والثاني: يزيد بن السمط، والثالث: عبد السلام بن مكلبة".
وعثمان بن عقال، لم أجد له ترجمة.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[07 - 08 - 02, 11:05 م]ـ
وقال رحمه الله في الضعيفة (3/ 368/رقم1223): "وفي السند جماعة آخرون لم أعرفهم: محمد بن صالح بن هانئ شيخ الحاكم، وشيخه السري بن خزيمة ... وعبد الرحمن بن خالد المديني لم أعرفه أيضا .. ".
قلت: وقد وجدت تراجمهم:
41 - محمد بن صالح بن هانئ بن زيد أبو جعفر الورّاق النيسابوري: ترجمه ابن الجوزي في المنتظم (6/ 370) وابن كثير في البداية والنهاية (11/ 239)، وقال ابن الجوزي (لعله نقل هذا الكلام من الحاكم): "سمع الحديث الكثير، وكان له فهم وحفظ، وكان من الثقات الزهاد لا يأكل إلا من كسب يده"، وقال الحاكم –كما في لسان الميزان (5/ 239) -: "وسمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ الثقة المأمون يقول .. " فذكر قصة، وغالب ظني أن هذا النقل من تاريخ نيسابور للحاكم، والله أعلم.
وتوفي سنة 340هـ، وهو من شيوخ الحاكم الذين أكثر عنهم في المستدرك وغيره.
42 - والسري بن خزيمة بن معاوية أبو محمد الأبيوردي النيسابوري، ترجمه ابن حبان في الثقات (8/ 302) والذهبي في السير (13/ 245) وتاريخ الإسلام (وفيات261 - 2800ـ/ص352)، ونقل ترجمته من تاريخ نيسابور للحاكم النيسابوري، وقال فيه ابن حبان: "مستقيم الحديث"، وقال الحاكم: "هو شيخ فوق الثقة"، وقال الذهبي: "الحافظ أبو محمد الأبيوردي الثّقة".
وقال في السير: "توفي –أظنه- سنة خمس وسبعين ومائتين".
43 - عبد الرحمن بن خالد المديني مجهول، تفرد عنه مسلم بن خالد الزنجي، واضطرب في تسميته على أشكال، فمرة قال: "عبد الرحيم بن يحيى المديني"، ومرة قال: "عبد الرحيم بن عمر"، ومرة قال: "عبد الرحمن بن عمر"، ومرة قال: "عبد الرحمن بن محمد المديني"، وترجمه العقيلي في الضعفاء (3/ 79)، فقال: "عبد الرحيم بن عمر عن الزهري، روى عنه مسلم بن خالد الزنجي، حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به".
ـ[الدارقطني]ــــــــ[07 - 08 - 02, 11:47 م]ـ
42 - عمرو بن عبدالله الحضرمي:
قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (1\ حديث رقم 35):
" أما الحضرمي هذا فوثّقه العجلي وابن حبان ".
قال أخوكم الدارقطني: " هذا الراوي قال فيه يعقوب بن سفيان
الفسوي: " شامي ثقة "، المعرفة والتاريخ (2\ 437)، والله الموفق.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[08 - 08 - 02, 02:22 ص]ـ
[43] يزيد بن معقل، أبو معقل.
قال الشيخ: (لم أجد له ترجمة) ((الضعيفة)) (7/ 33).
أقول: قد جهّله ابن الجوزي في ((العلل المتناهية)) (1/ 250).
[44] عبد الله بن حمّاد.
قال الشيخ: (لم أعرفه) ((الضعيفة)) (7/ 136).
أقول: هو بن أيوب بن موسى الآملي.
له ترجمة في ((تهذيب التهذيب)) (5/ 190 ــ 191) وغيره.
[45] الحسن بن الخليل بن مُرّة.
قال الشيخ: (لم أجد له ترجمة) ((الضعيفة)) (7/ 147).
أقول: ترجمه ابن الجوزي في ((صفة الصفوة)) برقم (840).
[46] رقاد بن إبراهيم.
قال الشيخ: (لم أعرفه) ((الضعيفة)) (7/ 173).
أقول: رقاد له ذِكرٌ في ((سؤلات حمزة السهمي)) برقم (392).
ثمّ وجدته في كتاب أخينا الفاضل طارق آل بن ناجي ((التذييل على كتب الجرح والتعديل)) ص/ 37. فالحمد لله.
¥(34/496)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 08 - 02, 09:41 م]ـ
47 - سلم بن سعيد الخولاني:
وقال رحمه الله في الضعيفة (4/ 160/رقم1662): "وسلم بن سعيد الخولاني لم أجد له ترجمة…".
قلت: الظاهر أنه بصري؛ ذكره مسلم في الكنى والأسماء (1/ 394) برواية اليمان بن نصر الكعبي عنه.
وروى عنه أيضا محمد بن أبي بكر المقدمي (كما في السنة لابن أبي عاصم).
48 - الحسن بن زُريق أبو علي الكوفي الطهوي:
وقال رحمه الله في الصحيحة (رقم4002/ص1732): " .. لكن الحسين بن زُريق الكوفي لم أجد له ترجمة".
قلت: تصحف من الحسن بن زُريق (بتقديم الزاي على الراء) أبي علي الطهري الكوفي، مترجم في الجرح والتعديل (3/ 15) وضعفاء العقيلي (1/ 226) والكامل لابن عدي (2/ 336) وبان حبان في المجروحين (1/ 240) وميزان الاعتدال (2/ 238) ولسانه (7/ 84)، ووقع عند الحافظ في اللسان بتقديم الراء، وهو خطأ.
قال العقيلي: "كوفي عن بن عيينة بحديث ليس له أصل من حديث الزهري، وليس بمحفوظ عن ابن عيينة".
وقال ابن عدي: " كوفي حدث عن بن عيينة وأبي بكر بن عياش وغيرهما بأشياء لا يأتي بها غيره"، وقال أيضا: "والحسن بن زريق هذا له أحاديث غير ما ذكرته، ولم أر له أنكر من حديث ابن عيينة عن الزهري عن أنس الذي ذكرته، فلا أدري وهم فيه أو أخطأ أو تعمد، وسائر أحاديثه مقدار ما رواه مستقيمة".
وقال ابن المنادي: "واهي الحديث".
وقال ابن حبان: "شيخ يروي عن بن عيينة المقلوبات، تجب مجانبة حديثه على الأحوال".
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 08 - 02, 10:21 م]ـ
49 - يحيى بن الحسين:
وقال رحمه الله في الصحيحة (رقم3988/ص1716): " .. غير يحيى بن الحسين، فلم أعرفه".
قلت: هذا تصحيف، ولعله من بعض الرواة أو من الناسخ؛ صوابه الحسين بن علي الجعفي وهو ثقة جليل، أفاده الإمام أحمد في العلل برواية المرّوذي (ص109) والدارقطني في العلل (بواسطة تاريخ بغداد 6/ 196)، والله أعلم.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[09 - 08 - 02, 11:15 م]ـ
50 - هشام بن علي بن هشام السّدوسي الصيرفي:
وقال رحمه الله في الضعيفة (3/ 432/رقم1273): "وعلة إسناد الحاكم: هشام بن علي، وهو شيخ شيخه علي بن حمشاذ العدل، ولم أجد له ترجمة في شيء من المصادر التي عندي .. ".
قلت:
هو هشام بن علي بن هشام أبو علي الصيرفي السدوسي نزيل البصرة؛ ترجمه ابن حبان في الثقات (9/ 234)، وقال: "مستقيم الحديث كتب عنه أصحابنا"، وقال الدارقطني –كما في سؤالات الحاكم ص158 - : "ثقة"، وترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات281 - 290هـ/ص320).
وتوفي سنة 284هـ.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[10 - 08 - 02, 03:34 ص]ـ
[51] القاسم بن يحيى.
ذكره مع غيره وقال: (لم أعرفهما) ((الضعيفة)) (7/ 189).
أقول: هو ابن عطاء بن مقدم.
له ترجمة في ((تهذيب الكمال)) (23/ 459) و ((تهذيب التهذيب)) (8/ 306).
[52] أحمد بن يحيى الحلواني.
قال الشيخ: (لم أعرفة) ((الضعيفة)) (7/ 215).
أقول: ترجم له الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (5/ 212).
[53] أبو علاثة، محمد بن عمرو بن خالد.
قال الشيخ: (لم أعرفه، وأخشى أن يكون وقع فيه تحريف) ((الضعيفة)) (7/ 319).
أقول: ترجم له أخينا الفاضل طارق آل بن ناجي في كتابه ((التذييل)) ص/ 104.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[10 - 08 - 02, 11:03 م]ـ
[54]- عبد الملك بن سفيان الثقفي:
وقال رحمه الله في الضعيفة (3/ 476/رقم1309): "عبد الملك بن سفيان الثقفي لم أجد له ترجمة، ولا في ثقات ابن حبان".
قلت: اسمه عبد الملك بن سفيان، وقيل يسار أو سيّار الثقفي، مترجم في: المنفردات والوحدان لمسلم (ص196) والإكمال لابن ماكولا (1/ 315) وتاريخ دمشق لابن عساكر (ج37/ 19) والإكمال للحسيني (ص275) وتعجيل المنفعة (ص265)، وكان قد أدرك الجاهلية، وروى عنه: أبو عمرو البجلي، ومطر بن العلاء الفزاري، وعاصم بن كليب الجرمي.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[10 - 08 - 02, 11:04 م]ـ
[55]- محمد بن معاذ بن سفيان أبو بكر الحلبي:
وقال رحمه الله في الضعيفة (3/ 426/رقم1265): "فالسند صحيح إلا محمد بن معاذ الحلبي، فإني لم أجد له ترجمة، لكنه من شيوخ الطبراني الذين يكثر عنهم .. ".
قلت: هو محمد بن معاذ بن سفيان بن المستهل بن أبي جامع أبو بكر العنَزِي البصري، ثم الحلبي، لقبه دَرّان.
روى عنه: أبو بكر النجاد، والطبراني ومحمد بن أحمد الرافقي، وجماعة.
ترجمه ابن حبان في الثقات (9/ 153) والذهبي في السير (13/ 536) وتاريخ الإسلام (وفيات291 - 300هـ/ص294) وقال: "وكان أسند من بقي بحلب، عمّر دهرا".
وتوفي سنة 294، وهو في عشر المائة، فالظاهر أنه صدوق، والله أعلم.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[11 - 08 - 02, 03:23 ص]ـ
[56] كثير بن أبي صابر.
قال الشيخ: (لم أعرفه) ((الضعيفة)) (7/ 409).
أقول: هو كثير بن يزيد بن أبي صابر التنوخي القِنّسريني.
ترجم له ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (7/ 159).
[57] بكر بن عبد الرحمن.
ذكره الشيخ مع ولده محمود وقال: (لم أجد لهما ترجمة) ((الضعيفة)) (7/ 456).
أقول: هو بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، أبو عبد الرحمن الكوفي القاضي.
ترجم له المِزّيّ في ((تهذيب الكمال)) (4/ 219) وغيره.
[58] علي بن أبي طاهر.
لم يعرفه الشيخ، ((الضعيفة)) (7/ 467).
أقول: هو أبو الحسن القزويني.
ترجم له الذهبيّ في ((السير)) (14/ 87).
[59] خداش بن مخلد.
ذكره الشيخ مع غيره وقال: (لم أعرفه) ((الضعيفة)) (7/ 477 ــ 478).
أقول: ترجم له ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (3/ 390).
¥(34/497)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[11 - 08 - 02, 10:36 م]ـ
وقال رحمه الله في الضعيفة (3/ 614/رقم1422): "وهذا إسناد مظلم، من دون طاوس لم أعرف أحدا منهم! .. ".
قلت، وهم:
60 - الحسن بن علي بن الوليد: وهو أبو جعفر الفارسي الكرابيسي الفسوي؛ مترجم في سؤالات الحاكم للدارقطني (رقم81) وتاريخ بغداد للخطيب (7/ 372)، وتاريخ الإسلام للذهبي (وفيات291 - 300هـ/ص128)، وتوفي سنة 296هـ.
قال الدارقطني: "لا بأس به".
61 - عبد الرحمن بن نافع: هو أبو زياد المخرّمي –وقيل المخزومي- الرقي مولى بني هاشم، يلقب دُرُخت؛ ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (5/ 294)، وابن حبان في الثقات (8/ 381)، والخطيب في تاريخ بغداد (10/ 263)، وتهذيب التهذيب (6/ 256).
قال أبو زرعة الرازي: "صدوق"، وقال عبد الله بن أحمد الدورقي: "ثقة".
وموسى بن رشيد وأبو عبيد الشامي، لم أجد لهما ترجمة.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[12 - 08 - 02, 10:33 م]ـ
62 - محمد بن جعفر أبو بكر النّجّار:
وقال رحمه الله في الصحيحة (رقم2485/ص635): " .. أخرجه الخطيب في الموضح (2/ 225 - مصورة حلب) عن أبي بكر محمد بن جعفر البخاري: حدثنا هلال بن أبي هلال القسملي ... واللفظ له.
قلت: والقسملي ضعيف، والراوي عنه لم أعرفه"اهـ.
قلت: أبو بكر محمد بن جعفر هو النجار، وتصحفت في مخطوطة حلب من موضح أوهام الجمع والتفريق بـ (البخاري)، وهي على الصواب في المطبوع (2/ 522 - 523)، وهو محمد بن جعفر بن العباس بن جعفر أبو بكر النجّار لقبه غُندر، يروي عن ابن صاعد وطبقته، ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد (2/ 157)، ونقل توثيقه عن شيخه الحسن بن محمد الخلال، توفي سنة 379هـ.
فائدة:
توفي أبو ظلال هلال القسملي تقريبا سنة بضع وأربعين ومائة، وتوفي أبو بكر النجار سنة 379هـ، فبينهما مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي، فلا شك أنه سقط من سند الخطيب ثلاثة رواة أو أكثر، والله أعلم.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[13 - 08 - 02, 01:37 ص]ـ
[63] عبد الله بن يعمر الكلاعي.
قال الشيخ: (فلم أجد له ترجمة) ((الضعيفة)) (6/ 43).
أقول: ترجم له الإمام البخاري في ((التاريخ الكبير)) (5/ 230).
[64] سعيد بن عبد الله بن دينار.
قال الشيخ: (لم أجد له ترجمة) ((الضعيفة)) (6/ 82).
أقول: قال الحافظ في ترجمة < عبد الواحد بن زيد البصري > من ((اللسان)) (5/ 48):
[ويُجتنب ما كان من حديثه من رواية سعيد بن عبد الله بن دينار، فإن سعيداً يأتي بما لا أصل له عن الأثبات].
[65] محمد بن النضر.
ذكره مع غيره وقال: (لم أعرفهما) ((الضعيفة)) (6/ 105).
أقول: هو محمد بن النضر بن شريح الحارثي، أبو عبد الرحمن الكوفي.
قد ترجم له الشيخ حاتم الشريف في كتابه ((ذيل لسان الميزان)) ص/ 162.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[13 - 08 - 02, 07:23 م]ـ
الأخ المكرم راية التوحيد:
بالنسبة للراوي سعيد بن عبدالله بن دينار والفائدة التي ذكرتها برقم 64
موجودة في كتاب الثقات لابن حبان (7\ 124) في ترجمة عبدالواحد ابن زيد البصري إذن الكلام الذي ذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان هو لابن حبان افادنا ذلك الدكتور مبارك الهاجري في كتاب الذي ألفه في الرواة المذكورين في الثقات والمجروحين لابن حبان ص182، والله الموفق.
ـ[علي الكناني]ــــــــ[13 - 08 - 02, 09:02 م]ـ
أخي الكريم: راية التوحيد
الاستفادة الكاملة من تتبعك القيم لاتتم إلا إذا توفر مستقلاً مجموعاً.
فهل بإمكانك جمعه في ملف word وتنزيله لتعم الاستفادة وتنتشر في باقي المنتديات.
أثابك الله ونفع بك.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[13 - 08 - 02, 10:11 م]ـ
[66] عبد الرحمن بن مسعود العبدي:
وقال رحمه الله في الصحيحة (5/رقم2440/ص568): " .. عبد الرحمن بن مسعود، لم أعرفه، ووقع في المستدرك أنه العبدي، فلم أجد من ترجمه هكذا، ويحتمل أنه عبد الرحمن بن مسعود بن نيار الأنصاري ... ".
وجزم في (5/ص512) من الصحيحة بأنه ابن نيار الأنصاري.
قلت: عبد الرحمن بن مسعود هو العبدي -لا الأنصاري-، كنيته أبو جويرية، وهو أحد أصحاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- نزل المدائن، وسمع من علي بن أبي طالب وسلمان الفارسي –رضي الله عنهما-، وهو مترجم في تاريخ بغداد (10/ 205) والإكمال لابن ماكولا (2/ 569)، وروى عنه: حسين بن الرماس، وبختري بن المختار العبدي، والصلت بن بهرام، وجيفر بن الحكم العبدي، والهذيل بن هلال، والمنذر بن سلهب.
[67]- الحسين بن الرمّاس العبدي:
وقال أيضا رحمه الله (ص569): "والحسين بن الرماس، قال ابن أبي حاتم (1/ 2/52):
روى عن عبد الرحمن بن مسعود، روى عنه الحسين بن محمد المروذي.
ولم يذكر فيه غير ذلك، فهو مجهول، ولذلك قال الذهبي في (التلخيص): "قلت: سنده لين"."اهـ
قلت: والحسين بن الرَّمَّاس العبدي (وقيل: الهمداني)، ترجمه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 45)، وأسند من طريق مهنا قال: سألت أحمد عن الحسين بن الرماح؛ فقال: إنما هو الحسين بن الرماس، قلت: من أين هو؟ قال: من أهل المدائن. قلت: كيف هو؟، قال: ما أرى به بأسا.
¥(34/498)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[13 - 08 - 02, 10:19 م]ـ
أخي الدارقطني،، بارك الله فيك.
أخي المثابر،، نعم أفعل بإذن الله،، لكن أنا في انتظار الإنتهاء.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[13 - 08 - 02, 10:29 م]ـ
[67] مرزوق أبو عبد الله الشامي:
وقال رحمه الله في الصحيحة (5/رقم2353/ص468): "وهذا إسناد رجاله ثقات، غير أبي عبد الله الشامي، وقد عرفت قول الهيثمي فيه آنفا (أي لم يجد له ترجمة)، وأنا أظن أنه الذي في كنى البخاري (49/ 427): (أبو عبد الله الشامي، روى عنه جعفر بن سليمان).
وذلك لأن جعفر بن سليمان من طبقة معتمر بن سليمان.
قلت: أبو عبد الله الشامي اسمه مرزوق، معروف بكنيته، وقد سكن البصرة وروى عنه أهلها، وهو مذكور في شيوخ المعتمر بن سليمان، قال فيه ابن معين -كما في تهذيب الكمال (27/ 376) -: "لا بأس به"، ووثقه ابن حبان (7/ 487).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[13 - 08 - 02, 10:33 م]ـ
[67] مرزوق أبو عبد الله الشامي:
وقال رحمه الله في الصحيحة (5/رقم2353/ص468): "وهذا إسناد رجاله ثقات، غير أبي عبد الله الشامي، وقد عرفت قول الهيثمي فيه آنفا (أي لم يجد له ترجمة)، وأنا أظن أنه الذي في كنى البخاري (49/ 427): (أبو عبد الله الشامي، روى عنه جعفر بن سليمان).
وذلك لأن جعفر بن سليمان من طبقة معتمر بن سليمان.
قلت: أبو عبد الله الشامي اسمه مرزوق، معروف بكنيته، وقد سكن البصرة وروى عنه أهلها، وهو مذكور في شيوخ المعتمر بن سليمان، قال فيه ابن معين -كما في تهذيب الكمال (27/ 376) -: "لا بأس به"، ووثقه ابن حبان (7/ 487).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[14 - 08 - 02, 10:10 م]ـ
[68] الحسن بن محمد بن أعين الحراني:
وقال رحمه الله في الصحيحة (5/ 62/رقم2036): " .. لكن شيخه [1] الحسين بن محمد بن أعين لم أعرفه".
قلت:
تصحفت الحسين من (الحسن) وهو ابن محمد بن أعين الحراني أبو علي القرشي، من رجال التهذيب، توفي سنة 210هـ، وثقه ابن حبان، وقال الحافظ: "صدوق"، وقال الذهبي: "ثقة".
ينظر تهذيب التهذيب (2/ 274).
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الضمير يعود على سلمة بن شبيب.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[14 - 08 - 02, 10:19 م]ـ
[69]-سليم أبو سلمة مولى الشعبي:
وقال رحمه الله في الصحيحة (5/ 160/رقم2125): " .. أخرجه ابن سعد أيضا عن مسلم مولى الشعبي عن الشعبي مرسلا.
ومسلم هذا لا أعرفه"اهـ.
قلت: تصحف الاسم من سليم؛ وهو أبو سلمة مولى الشعبي، وهو مجمع على ضعفه، مترجم في لسان الميزان (3/ 112).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[15 - 08 - 02, 10:35 م]ـ
70 - أبو المسيب سلام بن سلم الواسطي:
وقال رحمه الله في الصحيحة (5/ 227/رقم2194): "وهذا إسناد رجاله ثقات، غير سلام بن مسلم فلم أعرفه…".
قلت: وقع عند الطبراني (أبو المسيب سلام بن مسلم)، وفيه تصحيف وقلب؛ صوابه: (أبو المسيب سلم بن سلام)؛ وهو: أبو المسيب سلم بن سلام بن نصر الواسطي أبو المسيب، مترجم في تاريخ واسط لبحشل (ص173) وتهذيب التهذيب (4/ 115)، روى عنه أهل واسط وجماعة.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[16 - 08 - 02, 09:34 م]ـ
[71] الحسين بن حفص.
قال الشيخ: (لم أعرفه) ((الضعيفة)) (6/ 271).
أقول: هو الحسين بن حفص بن الفضل بن يحيى بن ذكوان الهمذاني، أبو محمد الأصبهاني.
له ترجمة في ((تهذيب الكمال)) (6/ 369) و ((تهذيب التهذيب)) (2/ 292) وغيرهم.
[72] أبو معن، ثابت بن نعيم.
قال الشيخ: (لم أعرفه) ((الضعيفة)) (6/ 347).
أقول: له ترجمة في ((اللسان)) (2/ 276).
[73] [عبيد الله] بن محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير.
قال الشيخ: (ولم أجد له ترجمة) ((الضعيفة)) (6/ 365).
أقول: ما بين المعكوفين خطأ، والصواب [عبد الله].
وله ترجمة في ((الجرح والتعديل)) (5/ 158)، و ((الميزان)) و ((اللسان)) وغيرهم.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[16 - 08 - 02, 11:01 م]ـ
[74]- سهل بن عبد ربه الرازي:
قال رحمه في الصحيحة (5/ 394/رقم2311): "وسهل بن عبد ربه لم أجد له ترجمة".
قلت:
هو سهل بن عبد الرحمن –ولقبه عبدويه- أبو الهيثم الكلبي الرازي يلقب بالسّندي، ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 318)، قال أبو الوليد الطيالسي: "لم أر بالري أعلم بالحديث من رجلين؛ من قاضيكم يحيى بن الضريس، ومن الزائد الأصبع السندي بن عبدويه".
ـ[الدارقطني]ــــــــ[17 - 08 - 02, 09:33 ص]ـ
قال الشيخ في الصحيحة (5 / ح 2420): " شعيب بن زرعة أورده
ابن أبي حاتم (4/ 346)، ....... ، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، ... ،
وقد ذكره ابن حبان في الثقات (4/ 356) " انتهى مختصراً
75 - قال أخوكم الدارقطني: " هذا الراوي من رجال تعجيل المنفعة،
وقال فيه العجلي: " ثقة "، وذكره يعقوب بن سفيان في ثقات التابعين
من أهل مصر، وله ترجمة في كتاب التذييل على كتب الجرح والتعديل،
والله الموفق.
¥(34/499)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[18 - 08 - 02, 11:07 م]ـ
-[76] أحمد بن عمرو الخلال المكي:
وقال رحمه الله في الصحيحة (7/ 707/رقم3232): " .. شيخ الطبراني: (أحمد بن عمرو الخلال)؛ لم أجد له ترجمة".
قلت: هو أبو بكر أحمد بن عمرو بن مسلم الخلاّل المكي، مترجم في تاريخ الإسلام للذهبي (وفيات291 - 300هـ/ص59)، روى عن ابن أبي عمر العدني، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وغيرهما، وعنه الطبراني وأكثر عنه، وأحمد بن خالد الجبّاب القرطبي وجماعة، وتوفي سنة 291هـ.
وروى ابن حزم في الإحكام (2/ 210) من طريق أحمد بن خالد ثنا أحمد بن عمرو المكّي وكان ثقة .. فذكر حديثا.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[20 - 08 - 02, 12:12 ص]ـ
-[77] أحمد بن عمرو بن عبيدة أبو العباس العصفري:
وقال رحمه الله في الصحيحة (7/ 1291/رقم3438): " .. وكلهم رجال التهذيب؛ غير أحمد بن عمرو بن عبيدة العصفري؛ فإني لم أجد له ترجمة ولا ذكرا في شيء من كتب التراجم ولا ذكروه في الرواة عن عبيد الله الحنفي، ولا فيمن نسبته (العصفري) .. ".اهـ
قلت: هو أبو العباس القِلَّوْرِي جار علي بن المديني، اختلف في تسميته على أوجه تراجع في ترجمته من تهذيب التهذيب (12/ 163)، وهذا أحدها. روى عنه أبو داود وجماعة، وتوفي سنة 253هـ، وقال الحافظ في التقريب: "ثقة".
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[20 - 08 - 02, 10:59 م]ـ
[78] أحمد بن محمد بن عون أبو الحسن القوّاس المكي:
وقال رحمه في الصحيحة (6/ 73/رقم2532): "ولم أعرفه". اهـ، أي: أحمد بن محمد القواس شيخ الطبراني.
قلت: هو أحمد بن محمد بن عون القواس أبو الحسن المقرئ المكي، روى عنه جماعة، وروى عن قنبل، ومسلم بن خالد الزنجي، وغيرهما، توفي سنة 245هـ. ترجمه ابن حبان في الثقات (8/ 10) وقال: "ربما خالف"، والحافظ في تهذيب التهذيب (1/ 69) تمييزا، وقال في التقريب: "صدوق له أوهام".
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[22 - 08 - 02, 10:46 م]ـ
أين مشاركات الإخوة؟!
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 08 - 02, 04:28 ص]ـ
يتبع عمّا قريب
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 08 - 02, 05:32 ص]ـ
[79] جمهور بن منصور.
قال الشيخ: (لم أجد له ترجمة) ((الضعيفة)) (6/ 542).
أقول: قال ابن نُمير: [أكتبُ عنه] ((الضعفاء)) (4/ 324) للعُقيلي.
[80] عمر بن أبي خليفة العبدي.
قال الشيخ: (لم أجد له ترجمة) ((الضعيفة)) (6/ 571).
أقول: له ترجمو في ((تهذيب الكمال)) (21/ 330) و ((تهذيب التهذيب)) (7/ 389).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 08 - 02, 10:09 م]ـ
[81]- أبو العباس الوليد بن حماد الرملي:
قال الشيخ رحمه الله في الصحيحة (3/ 208/رقم1205): "وهذا إسناد مظلم لم أعرف أحداً منهم، ولا ترجموا لهم سوى أبي راشد فترجموا له في الصحابة".
قلت: ومن ضمن من لم يعرفهم الشيخ: (أبو العباس الوليد بن حماد بن جابر)؛ وهو الرّملي الزيات؛ مترجم في تاريخ دمشق لابن عساكر (ج63/ 121) وسير أعلام النبلاء (14/ 78) برواية جمع من الثقات عنه كالطبراني وأبي أحمد بن عدي وأبي بشر الدولابي.
ووصفه الذهبي بالحافظ، وقال: "ذكره ابن عساكر مختصرا ولا أعلم فيه مغمزًا وله أسوة غيره في رواية الواهيات، بقي إلى قريب الثلاث مائة".
قلت: بل فيه مغمز؛ فقد قال الخليلي في الإرشاد (1/ 407): "فأخذه الوليد بن حماد الرملي وأحمد بن أبي موسى الأنطاكي فروياه عن ابن سهم وجعلا مالك بن أنس بدل معاوية بن يحيى عن الزهري، وهما ضعيفان" اهـ. أي: ابن حماد الرملي والأنطاكي.
وهذا تضعيف مجمل وغير معارض بتوثيق، فهو مقبول، والله أعلم.
وقال رحمه في الصحيحة (3/ 198/رقم1200): "قلت: وعثمان وسليمان لم أجد من ترجمهما".
قلت: يقصد الشيخ عثمان بن سعيد الصيداوي وسليمان بن صُلح (كذا، وصوابه: صالح).
[82]- الأول هو: عثمان بن سعيد بن محمد بن بشير أبو بكر الصيداوي ترجمه أبو أحمد بن الحاكم في الكنى (*/*) وابن عساكر في تاريخه (ج38/ 367)، برواية جمع من الثقات عنه.
[83]- والثاني هو: سَلِيم بن صالح العنسي؛ ترجمه الذهبي في المغني (ص285) الميزان (3/ 325) وقال: "سَلِيم بن صالح عن ابن ثوبان لا يعرف"، وتبعه الحافظ في لسان الميزان (3/ 113)، وضبط سين سَليم بالفتح.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 08 - 02, 10:18 م]ـ
وزيادة في الفائدة فسَليم بن صالح العنسي كنيته أبو سفيان، وهو مترجم في مختصر تاريخ دمشق لابن منظور، وسقط ترجمته من الأصل المطبوع من تاريخ دمشق، والله الموفق.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[27 - 08 - 02, 09:50 م]ـ
[84] مزاحم بن العوان القيسي:
وقال رحمه الله في الصحيحة (3/ 206/رقم1205) عن مزاحم بن العوام بن مزاحم: "لم أجد له ترجمة"، وكذلك لم يعرفه في تحقيقه لكتاب السنة لابن أبي عاصم (رقم109 و118).
[85] زكرياء بن يحيى المنقري:
وقال رحمه الله في الصحيحة (3/ 224/رقم1224): "وفيه زكرياء بن يحيى المنقري ولم أعرفه".
قلت: هو زكرياء بن يحيى بن خلاد أبو يعلى المنقري البصري، مترجم في ثقات ابن حبان (8/ 255)، وقال: "وكان من جلساء الأصمعي"اهـ.
وروى عنه: أحمد بن حمدان التستري وأحمد بن محمد بن راشد الهروي وعبيد الله بن عبد الرحمن السكري وأحمد بن عبد العزيز الجوهري وجماعة.
¥(34/500)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[27 - 08 - 02, 09:56 م]ـ
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: "وهو مكثر عن الأصمعي".
قلت: لا يكاد يروي إلا عنه، فله كان من المختصين به، والله أعلم.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[28 - 08 - 02, 09:28 ص]ـ
[86] إسحاق بن إبراهيم الرازي.
قال الشيخ: (فلم أجد له ترجمة) ((الضعيفة)) (5/ 111).
له ترجمة في ((الجرح والتعديل)) (2/ 108) و ((تعجيل المنفعة)) (1/ 288).
[87] الحسن بن ندبة.
قال الشيخ: (لم أعرفه) ((الضعيفة)) (5/ 191).
هو الحسن بن حبيب بن حميد بن ندبة.
له ترجمة في ((العلل ومعرفة الرجال)) (3/ 149) و (تهذيب الكمال)) (6/ 78) و ((تهذيب التهذيب)) (2/ 288) و ((الجرح والتعديل)) (1/ 8).
[89] أبو سعيد بن رميح.
قال الشيخ: (لم أجد له ترجمة) ((الضعيفة)) (5/ 203).
هو أحمد بن محمد بن رميح النسوي.
له ترجمة في ((سؤلات السهمي)) ص / 151 ــ 152 و ((الميزان)) (1/ 135) و ((اللسان)) (1/ 362).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[28 - 08 - 02, 10:02 م]ـ
[84] بالنسبة لمزحم بن العوام، هو مزاحم بن العوام بن مزاحم القيسي مترجم في الثقات لابن حبان (9/ 188) برواية إبراهيم بن الحجاج وعمرو بن عاصم عنه، وروى عنه أيضا: محمد بن معاذ القشيري ومحمد بن الحصين.
[90] بشر بن آدم البصري:
وقال في الصحيحة (3/ 255/رقم1255): "وقيس بن آدم لم أجد له ترجمة .. ".
قلت: ما وقع في كشف الأستار تصحيف، صوابه بشر بن آدم بن يزيد أبو عبد الرحمن البصري؛ وهو ابن بنت أزهر بن سعد السمان، وبشر من رجال التهذيب، وهو مترجم في تهذيب التهذيب (1/ 387).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[30 - 08 - 02, 09:17 م]ـ
[91] أحمد بن رشَد بن خثيم الهلالي:
وقال رحمه الله في الصحيحة (3/ 234/رقم1233) عن أحمد بن رَشَد بن خُثيم: " .. غير احمد هذا فلم أعرفه".
قلت: هو أحمد بن رَشَد (بفتح الراء والشين) بن خُثيم بن رَشَد الهلالي الكوفي؛ مترجم في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 51) وثقات ابن حبان (8/ 40) وتكملة الإكمال لابن نقطة (2/ 708) والمغني في الضعفاء (ص39) وميزان الاعتدال (1/ 233) ولسانه (1/ 171)، ووقع عند ابن حبان والذهبي في الميزان، (وهو على الصواب في المغني) وابن حجر: (أحمد بن راشد بن خثيم)، وهو تصحيف، والله أعلم، وذكر له الذهبي في الميزان حديثا، واتهمه بوضعه، وأقره الحافظ في اللسان، وقال في التلخيص الحبير (1/ 235): " .. وأحمد ضعيف جدا".
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[31 - 08 - 02, 09:36 م]ـ
-[92] المعلى بن رؤبة التميمي الشامي:
وقال رحمه الله في الصحيحة (4/ 55/رقم1540): "والمعلى بن رؤبة لم أجد له ترجمة، ولعله في ثقات ابن حبان".
قلت: هو المعلى بن رؤبة التميمي الحمصي؛ ترجمه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 396) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 443) والفسوي في المعرفة والتاريخ (/)، روى عنه: الزهري وأرطأة بن المنذر وغيرهما.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[03 - 09 - 02, 01:40 ص]ـ
[ص:93]حبان بن جزء السلمي:
وقال رحمه الله في الصحيحة (4/ 151/رقم1615): "وهذا إسناد غريب، ومن دون أبي هريرة لم أعرفهما".
قلت: وهما:
1 - زينب بن أبي طليق أم الحُصين.
2 - حيان بن حية.
زينب لم أجد لها ترجمة، وقد روى عنها أبو عاصم الضحاك بن مخلد.
وحيان بن حية، مصحف من حِبّان بن جَزِيّ (كذا ضبطها الحافظ في الإصابة2/ 280)، وقيل جزء السلمي، فقد رواه ابن سعد في الطبقات (1/ 400) وغيره عن أبي عاصم الشيباني على الصواب، وحِبَّان مترجم في تهذيب التهذيب (2/ 150) برواية جمع عنه، ووثقه ابن حبان (4/ 181)، وقال الحافظ في التقريب (ص149): "صدوق".
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[03 - 09 - 02, 12:41 م]ـ
[94] أبو علاثة، محمد بن عمرو بن خالد.
قال الشيخ: (لم أعرفه) ((الضعيفة)) (5/ 260).
انظر ((التذييل على كتب الجرح والتعديل)) ص/ 104.
[95] عمرو بن خالد.
قال الشيخ: (لم أجد له ترجمة) ((الضعيفة)) (5/ 260).
هو عمرو بن خالد بن فرّوخ بن سعيد التميمي الحنظلي، أبو الحسن الحراني الجزري، نزيل مصر.
له ترجمة في ((تهذيب الكمال)) (21/ 601) و ((تهذيب التهذيب)) (8/ 25) وغيرهم.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[03 - 09 - 02, 10:52 م]ـ
وقال رحمه الله في الصحيحة (4/ 168/رقم1627): "ورجاله ثقات غير هؤلاء المحمدين الذين هم على نسق واحد، فلم أجد لهم ترجمة غير محمد بن الخطاب .. ".
يقصد الشيخ رحمه الله: أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح، ومحمد بن زهير.
[96]- الأول هو: أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهري التميمي المالكي؛ وهو مترجم في تاريخ بغداد (5/ 462) وسير أعلام النبلاء (16/ 332) وغيرها، وهو ثقة إمام من مالكية بغداد، له مصنفات في شرح المذهب، توفي سنة 375هـ وله بضع وثمانون سنة.
[97]- والثاني هو: محمد بن زهير بن الفضل أبو يعلى الأبلّي: مترجم في سؤالات السهمي للدارقطني (ص115/رقم83) وميزان الاعتدال (6/ 152) ولسانه (5/ 170).
قال الدارقطني: "ما به بأس أخطأ في أحاديث"، وقال ابن غلام الزهري: "اختلط في آخره عمره قبل موته بسنتين، ومات في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وأدخل عليه فتى من أهل حران يفهم يقال له: (ابن علوان) حديث ابن الرداد".
¥(35/1)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[05 - 09 - 02, 10:16 م]ـ
[98]- سيار أبو الحكم الواسطي:
وقال رحمه الله في الصحيحة (4/ 203/رقم1647): "لكن سيار الواسطي لم أعرفه".
قلت: هو سيار بن وردان، وقيل دينار أبو الحكم العنزي الواسطي، وهو ثقة من رجال التهذيب، تراجع ترجمته في تهذيب التهذيب للحافظ (4/ 256).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[07 - 09 - 02, 10:23 م]ـ
[99]- هارون بن كامل المصري:
وقال رحمه الله في الصحيحة (4/ 186/رقم1640): " .. غير هارون بن كامل وهو المصري كما في المعجم الصغير ص (232)، ولم أجد له ترجمة .. ".
قلت: هو هارون بن كامل بن يزيد أبو موسى السراج المصري من موالي بني فهر ثم الأسود بن عقبة بن نافع الفهري، روى عن سعيد بن أبي مريم المصري ويحيى بن بكير، وعبد الله بن صالح كاتب الليث، وعبد الغفار بن داود أبو صالح الحراني وغيرهم، وروى عنه أهل بلده كعبد الله بن جعفر بن الورد المصري وأبو جعفر الطحاوي وأحمد بن إبراهيم بن جامع المصري، وروى عنه من الغرباء الطبراني (وأخرج له في المعجم الأوسط ثلاثة عشر حديثا) وأبو موسى العقيلي وأحمد بن مسعود الزبيري وغيرهم، توفي يوم السبت ليومين خليا من ذي القعدة سنة 283هـ، فالذي يظهر أنه مستقيم الحديث، والله أعلم.
انظر ترجمته في تاريخ الإسلام للذهبي (وفيات سنة 281 - 290هـ/ص318) ومغاني الأخيار للعيني (3/ 1031).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 09 - 02, 10:39 م]ـ
-[100] جعفر بن نجيح بن عبد السلام السعدي المديني جد علي بن المديني:
وقال رحمه الله في الصحيحة (4/ 473/رقم1858): "وعبد الله بن جعفر ضعيف، وأبوه لم أعرفه".
يقصد الشيخ رحمه الله: جعفر بن نجيح بن عبد السلام السعدي المديني جد علي بن المديني.
قلت: هو مترجم في التاريخ الكبير للبخاري (2/ 101) والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (2/ 491)، وثقات ابن حبان (6/ 140)، وقال الإمام أحمد (كما في سؤالات أي داود ص212 و315): "قد روي عنه، ليس به بأس".
ـ[النقّاد]ــــــــ[09 - 09 - 02, 03:16 ص]ـ
- {101} أبو رفاعة , عبد الله بن محمد بن عمر بن حبيب العدوي:
قال الشيخ رحمه الله في " الصحيحة " (5/ 368 رقم 2292):
" وهذا إسناد رجاله ثقات معروفون , غير أبي رفاعة , فلم أجد له ترجمة ".
له ترجمة متكاملة في " تاريخ بغداد " (10/ 83 - 84) , وقال الخطيب: " وكان ثقة ".
وأورده ابن حبان في " الثقات " (8/ 369) وقال: " وكان يخطئ ".
ومن أجل عبارة ابن حبان أورده الحافظ ابن حجر في " اللسان " (3/ 341) , وفاته توثيق الخطيب.
وانظر: " تاريخ الإسلام " (ص 377 - 378 وفيات 271) , و " المعجم " لابن الأعرابي (3/ 914) , و " الروض البسام " (5/ 164).
تنبيه: هذا ما وقع من الشيخ رحمه الله في " الصحيحة " , وقد وقف الشيخ على ترجمته في " تاريخ بغداد " , ونقل توثيقه في كتابه الآخر:
" إرواء الغليل " (1/ 216).
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[20 - 09 - 02, 09:42 م]ـ
[102] داود مولى بني محمد الزهري.
قال الشيخ: (فإن داود لم أعرفه، ووقع عند ابن عبد الهادي <الجارود>، وما أظنه إلا محرّفاً، فقد قال المناوي بعد أن عزاه تبعاً لأصله للبيهقي في ((الشعب)):
((وفيه داود مولى أبي مكمل؛ قال في ((الميزان)): قال البخاري: منكر الحديث. ثم ساق هذا الخبر)).
ومن الغريب أننا لم نجد هذه الترجمة فيمن يسمى بـ <داود> من ((الميزان))، ولا رأيت فيهم هذا الحديث، فغالب الظن أن <داود> نفسه محرّف من الناسخين أو الطابعين للمناوي. والله أعلم) انتهي كلام الشيخ الألباني رحمه الله. ((الضعيفة)) (9/ 9).
أقول: الصواب [أبو داود]،، وله ترجمه في ((الميزان)) (4/ 521)، و ((اللسان)) (8/ 48).
[103] موسى بن جابان.
ذكره الشيخ مع مجموعة وقال: (لم أجدهم) ((الضعيفة)) (9/ 11).
أقول: له ترجه في ((الضعفاء والمتروكين)) لإبن الجوزي (1/ 163)، و ((اللسان)) (2/ 285).
[104] عبد الله بن [سندل].
ذكره الشيخ مع أحدهم وقال: (لم أعرفهم) ((الضعيفة)) (9/ 33).
أقول: ما بين المعكوفين خطأ، والصواب [صندل] بالصاد.
وله ترجمة في ((تعجيل المنفعة)) للحافظ (1/ 744).
[105] نوفل بن الفرات.
ذكره الشيخ مع مجموعة وقال: (لا أعرفهم) ((الضعيفة)) (9/ 49).
أقول: ترجم له ابن حبان في ((الثقات)) (7/ 540 ــ 541).
[106] بهية.
قال الشيخ: (لا تعرف) ((الضعيفة)) (9/ 49).
أقول: سبق وأن عرفناها، فانظر رقم [4].
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[22 - 09 - 02, 02:34 ص]ـ
[107] أبو يحيى زكريا بن الحارث البزار.
ذكره الشيخ مع مجموعة من الرواة وقال: (لم أجد من ترجمهم) ((الضعيفة)) (9/ 61).
أقول: له ترجمة في ((تاريخ بغداد)) (8/ 459).
[108] أحمد بن يحيى بن زهير.
قال الشيخ: (لم أعرفه) ((الضعيفة)) (9/ 88).
أقول: له ترجمة في ((تذكرة الحفاظ)) للذهبي (2/ 757).
[109] هارون بن يوسف بن زياد.
ذكره الشيخ مع أحدهم وقال: (لم أعرفهم) ((الضعيفة)) (9/ 94).
أقول: هو: هارون بن يوسف بن هارون بن زياد، أبو أحمد الشطوي، المعروف بـ ابن مقراض.
له ترجمة في ((تاريخ بغداد)) (14/ 29)، و ((سير أعلام النبلاء)) (14/ 262).
¥(35/2)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[24 - 09 - 02, 04:57 ص]ـ
[110] إبراهيم بن أحمد بن عمرو بن [الضحاك].
ذكره الشيخ مع غيره وقال: (لم أعرفهما) ((الضعيفة)) (9/ 201).
أقول: ما بين المعكوفين خطأ، وصوابه الصحاف.
له ترجمة في ((سؤالات الحاكم)) برقم (39)، وانظر ((التذييل على كتب الجرح والتعديل)) ص/ 2.
[111] عبد الرحمن بن أبي الجون.
قال الشيخ: (لم أعرفه) ((الضعيفة)) (9/ 220).
أقول: هو: عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون.
له ترجمة في ((تهذيب التهذيب)) (2/ 171)، و ((تهذيب الكمال)) (17/ 152).
[112] [عقبة] بن رويم.
قال الشيخ: (لم أجد من ذكره) ((الضعيفة)) (9/ 247).
أقول: ما بين المعكوفين خطأ، وصوابه عروة.
وهو: عروة بن رويم اللخمي، أبو القاسم الأردني.
له ترجمة في ((تهذيب التهذيب)) (7/ 179)، و ((تهذيب الكمال)) (20/ 8).
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 09 - 02, 03:40 ص]ـ
[113] [سلمة] بن عثمان البرّي.
قال الشيخ: (لم أجد له ترجمة) ((الضعيفة)) (9/ 261).
أقول: ما بين المعكوفين خطأ، وصوابه: مسلمة.
وهو: مسلمة بن عثمان بن مقسم البرّي.
له ترجمة في ((الجرح والتعديل)) (8/ 280)، و ((الميزان)) (4/ 109)، و ((اللسان)) (7/ 94) وغيرهم.
[114] محمد بن عمر بن سلم.
قال الشيخ: (لم أجد له ترجمة) ((الضعيفة)) (9/ 298).
أقول: هو الحافظ أبو بكر الجِعَابي.
له ترجمة في ((الميزان)) (3/ 670) و ((اللسان)) (6/ 379) وغيرها.
[115] عبد الله بن سلمة.
قال الشيخ: (لم أعرفه) ((الضعيفة)) (9/ 342 ــ 343).
أقول: له ترجمة في ((الجرح والتعديل)) (5/ 70).
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 09 - 02, 03:40 ص]ـ
[113] [سلمة] بن عثمان البرّي.
قال الشيخ: (لم أجد له ترجمة) ((الضعيفة)) (9/ 261).
أقول: ما بين المعكوفين خطأ، وصوابه: مسلمة.
وهو: مسلمة بن عثمان بن مقسم البرّي.
له ترجمة في ((الجرح والتعديل)) (8/ 280)، و ((الميزان)) (4/ 109)، و ((اللسان)) (7/ 94) وغيرهم.
[114] محمد بن عمر بن سلم.
قال الشيخ: (لم أجد له ترجمة) ((الضعيفة)) (9/ 298).
أقول: هو الحافظ أبو بكر الجِعَابي.
له ترجمة في ((الميزان)) (3/ 670) و ((اللسان)) (6/ 379) وغيرها.
[115] عبد الله بن سلمة.
قال الشيخ: (لم أعرفه) ((الضعيفة)) (9/ 342 ــ 343).
أقول: له ترجمة في ((الجرح والتعديل)) (5/ 70).
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[27 - 09 - 02, 11:24 م]ـ
[116] أبو بشر صاحب البصري.
قال الشيخ: (لم أعرفه) ((الضعيفة)) (9/ 403).
أقول: هو: بكر بن الحكم بن المزلق، أبو بشر التميمي اليربوعي.
له ترجمة في ((الجرح والتعديل)) (2/ 383) و ((تهذيب الكمال)) (4/ 204) و ((الميزان)) (1/ 344).
[117] بريد بن وهب بن جرير.
قال الشيخ: (لم أجد له ترجمة) ((الضعيفة)) (9/ 433).
أقول: له ذكر في ((الميزان)) (1/ 306).
[118] عبد الرحمن بن حمدان الجلاب.
ذكره الشيخ مع غيره وقال: (لم أعرفهما) ((الضعيفة)) (9/ 438).
أقول: هو: عبد الرحمن بن حمدان بن المرزبان، أبو محمد الهمذاني الجلاّب الجزار.
له ترجمه في ((السير)) (15/ 477).
ـ[بشير أحمد بركات]ــــــــ[28 - 09 - 02, 12:36 ص]ـ
أرجو منك أن تجمع الموضوع في صيغة وورد عند الانتهاء منه لأهميته
وجزاك الله خيرا
أخوك
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[28 - 09 - 02, 05:30 ص]ـ
الأخ الفاضل: بشير أحمد بركات
وهو كذلك.
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[20 - 11 - 02, 01:14 ص]ـ
وقال رحمه الله في الصحيحة (4/ 467/رقم1876): "وشقران لم أعرفه، وكذا محمد بن كعب الحمصي".
118 - قلت: هو لقب أبي عبد الله هاشم بن عمرو الحمصي كما في نزهة الألقاب للحافظ (1/ 402)، وقد روى عنه عيسى بن يونس، ومحمد بن عوف الحمصي، وعمران بن بكار الكلاعي، وذكره ابن حبان في الثقات (9/ 242).
119 - ومحمد بن كعب الحمصي، الذي يظهر أنه تصحيف من محمد بن عوف الحمصي، وهو ثقة من شيوخ النسائي، تراجع ترجمته في تهذيب الكمال (26/ 238)، والله أعلم.
محمد بن كعب الحمصي أبي عبد الله هاشم بن عمرو الحمصي
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[06 - 12 - 02, 07:45 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
علمت في بداية العشر الأواخر من رمضان أن شيخنا أبا عبد الرحمن يعمل في هذا الموضوع
وقد جمع ما بين 250 إلى 300 ترجمة مما فات الشيخ الألباني رحمه الله تعالى.
فطبعت له ما قام به الإخوة هنا بارك الله فيهم
وفي زيارتي له أمس , يوم العيد , وجدته قد تعقب الأخوة في بعض ما كتبوه.
ومنها تعقبات عجيبة جدا قد أنشرها لكم هنا قريبا إن شاء الله.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[06 - 12 - 02, 09:46 ص]ـ
بارك الله فيك أخي [الأزهري السلفي]، يا حبّذا لو اتحفتنا بتلك التعقبات.
ولعلك تقصد الشيخ [محمد عمرو عبد اللطيف]، فقد بلغني أنه يعمل في مثل هذا الموضوع.
¥(35/3)
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[06 - 12 - 02, 05:10 م]ـ
الحمد لله وحده ...
نعم أخي خليل هو من أقصد.
وإن شاء الله سأستأذن الشيخ في نشر تعقباته هنا.
وقد رأيت أنه وصل إلى الترجمة رقم 89 ولفت نظره عدم وجود الرقم 88
فهو خطأ في التسلسل.
ـ[ابن الريان]ــــــــ[07 - 12 - 02, 07:00 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً ونفع بعلمكم.
ـ[الذهبي]ــــــــ[18 - 05 - 03, 04:31 ص]ـ
جزى الله تعالى جميع الإخوة الكرام الذين ساهموا في هذا الموضوع الطيب، وأخص الشكر أخي الكريم الشيخ خليل الشاعري.
وأحب أن أنبه إخواني الأحبة أن الأخ خليل بن محمد العربي يقوم بتصنيف كتاب: ((نيل الأماني بترجمة من لم يعرفهم الألباني))، وهو في ضمن سلسلة يقوم بها الأخ في تراجم من لم يعرفهم أصحاب الحديث سواء المتقدمين منهم أو المعاصرين، وقد انهى أول كتاب في مشروعه هذا، وهو كتاب: ((الفرائد على مجمع الزوائد))، قام فيه الأخ خليل العربي بترجمة ما يقرب من ألف راو لم يعرفهم الحافظ الهيثمي في كتابه المجمع. وتم بفضل الله تعالى طباعته، وسوف يعاد في القريب بإذن الله تعالى إعادة طباعته طبعة ثانية.
وأما بخصوص كتاب ((نيل الأماني)) المشار إليه هاهنا فهو يشمل كل مصنفات الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى -، وتم ترجمة مائة وخمسين راويًا حتى الأن، ولكن الأخ العربي منصرف في هذه الإيام بإخراج سلسلة موسوعة الإمام الذهبي الحديثية، وقد تم إخراج أول إصدار منها وهو كتاب: ((الجرح والتعديل))، يسر الله تعالى في إخراج الباقي. ثم بعد ذلك يكون التفرغ بإذن الله تعالى لكتب الشيخ الألباني - رحمه الله تعالى -.
ونرجو من جميع الإخوة الدعاء بالتيسير والقبول من رب العالمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[18 - 05 - 03, 04:50 ص]ـ
جزى اللهُ الجميعَ خيرًا، لاسيما أهلَ الهمّة الخليلين:
الخليلِ بنِ محمدٍ وهو صاحب هذه التعقبات.
والخليل العربي، صاحب ((الفرائد على مجمع الزوائد))، فجزاكما اللهُ خيرًا على هذه التعقبات الموفقة، وأيضا على هذا الأدب الجَمِّ، فرحمكما اللهُ (آمين).
وأتمنّى على الأخ (الأزهري) أن يعجّل بتعقبات الشيخ ابن عبد اللطيف.
كما أخبرُ إخواني بأنّ هناكَ مشروعا يُسمَّى:
(فتح رب البرية جمع الأحكام الألبانية) هو في الطريق إلى التمام إن شاء اللهُ تعالَى قد تُعرِّض فيه إلى مثل ذلك من التنبيه على هذه الملاحظات العلمية مما وقع في تراث الشيخ رحمه الله تعالى، فاللهَ أسأل التمام.
ـ[أبو مسلم]ــــــــ[30 - 08 - 03, 03:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاكم الله خيرا جميعا على ما قدمتوه وبارك الله فيكم ونفع بكم وبوقتكم .....
هل من أحد قام بتحميل جميع ما ورد على ملف وورد؟، أرجو إضافته إن وجد ....
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[07 - 01 - 07, 11:05 م]ـ
جهد موفق
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[08 - 01 - 07, 12:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
من المشاركات التي وضعتها هنا، وأظنها فقدت في آخر عطل أصاب الملتقى
120 _ في السلسلة الضعيفة
3219 - (إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد، وأشرب كما يشرب العبد).
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 7/ 203:
/ منكر بذكر الشرب/
رواه الديلمي (1/ 2/ 320) من طريق زكريا الساجي: حدثنا سهل بن بحر: حدثنا عبدالله بن رشيد: حدثنا أبو عبيدة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم:
أنه أتي بهدية فلم يجد شيئاً يضعها عليه فقال: ضعها على الحصي - يعني: الأرض -، ثم نزل فأكل، ثم قال: ... فذكره
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أبو عبيدة هذا لم أعرفه .... .
أقول أنا خالد بن عمر
أبو عبيدة هذا هو: مُجَّاعة بن الزبير
وقد ذكره الشيخ رحمه الله في مواضع من السلسلة الصحيحة ومواضع من الضعيفة وفي الإرواء
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[08 - 01 - 07, 01:59 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
فائدة:
كتاب الشيخ محمد عمرو الذي ذكرتُه آنفا بعنوان: (فضل ذي الجلال بدَرْك ما فات العلامة الألباني من الرجال) ..
يعمل الشيخ في مختصره، أي: (مختصر فضل ذي الجلال ... )
والجزء الأول من المختصر يحوي 300 من الرواة ..
يسر الله تبييضه والانتهاء منه.(35/4)
تخريج الأحاديث الواردة في تعطر المرأة وتبرجها خارج المنزل
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 08 - 02, 09:18 ص]ـ
تعطر المرأة
أخرج مسلم في صحيحه عن بسر بن سعيد أن زينب الثقفية كانت تحدث عن رسول الله ? أنه قال: «إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تطيب تلك الليلة». وأخرج من طريق محمد بن عجلان (فيه كلام) حدثني بكير بن عبد الله بن وعثمان عن بسر بن سعيد عن زينب امرأة عبد الله قالت: قال لنا رسول الله ?: «إذا شهدت إحداكن المسجد، فلا تمس طيباً». وأخرج عن بسر بن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله ?: «أيما امرأةٍ أصابت بَخُوراً، فلا تشهد معنا العِشاء الآخِرة».
قلت الحديث الأول أقوى من الثاني. فكل الرواة يتفقون على اللفظ الأول، إلى محمد بن عجلان فقد روى عن بكير وعثمان عن بسر بن سعيد اللفظ الثاني. لكن غيره قد روى عن بكير وعثمان وعن غيرهما اللفظ الأول. إنظر علل الدارقطني (9\ 75–86). ولم يوافق محمد بن عجلان إلا حجاج بن أرطأة عند علل أبي حاتم (1\ 79) وابن لهيعة، وكلاهما ضعيفان لا يحتج بهما. ومحمد بن عجلان نفسه تلكم عليه العلماء في أحاديث أبي هريرة، وهو ليس بقوي الحفظ. فثبت أن محمد بن عجلان إنما كان يروي بالمعنى، وقد خالفه الحفاظ. فالنهي إذاً خاصٌ بصلاة العشاء، وهو المروي كذلك عن أبي هريرة ?.
قال ابن مالك: «والأظهر أنها (أي العشاء الآخرة) خُصَّت بالنهي، لأنها وقت الظلمة وخلوّ الطريق. والعِطر يهيّج الشهوة، فلا تأمن المرأة في ذلك الوقت من كمال الفتنة. بخلاف الصبح والمغرب، فإنهما وقتان فاضحان». نقل ذلك الشيخ القاري في المرقاة (2\ 71).
وأخرج أحمد (4\ 418) (4\ 400) (4\ 413) والنسائي (8\ 153) وأبو داود (4\ 79) والترمذي (5\ 106)، وصححه ابن خزيمة (3\ 91) و ابن حبان (10\ 270) والحاكم (2\ 430)، من طرق عن ثابت بن عمارة (جيد الحديث) قال سمعت غنيم بن قيس (ثقة مخضرم) يقول سمعت أبا موسى الأشعري ? يقول قال رسول الله ?: «أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها، فهي زانية. وكلُّ عينٍ زانية». وإسناد الحديث يدور على ثابت بن عمارة الحنفي، وفيه خلاف. ولعله جيّد الحديث، والله أعلم.
قال إمام الأئمة ابن خزيمة عن هذا الحديث: «المتعطرة التي تخرج ليوجد ريحها قد سماها النبي ? زانية. وهذا الفعل لا يوجب جلداً ولا رجماً. ولو كان التشبيه بكون الاسم على الاسم، لكانت الزانية بالتعطر يجب عليها ما يجب على الزانية بالفرْج. ولكن لما كانت العِلة الموجبة للحد في الزنا الوطء بالفرج، لم يجز أن يحكم لمن يقع عليه اسم زان وزانية بغير جماع بالفرج في الفرج بجلدٍ ولا رجم».
قلت: المقصود أن زنا العينين النظر وزنا اليد اللمس وأمثال ذلك. وليس التعطر زنا بالمعنى الذي يوجب الرجم أو الجلد بلا ريب. ومن ينادي المتعطرة بالزانية، فهو قاذِفٌ يجب جلده حدّ الفِرية (وهي ثمانين جلدة). قال المناوي في فيض القدير (5\ 27): «والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فقد هيجت شهوة الرجال بعطرها وحملتهم على النظر إليها، فكل من ينظر إليها فقد زنى بعينه. ويحصل لها إثمٌ لأنها حملته على النظر إليها وشوشت قلبه. فإذن هي سببُ زناه بالعين. فهي أيضاً زانية».
ومقصود ابن خزيمة والمناوي هو ما دل عليه الحديث الذي أخرجه البخاري (#5889) ومسلم (#2657) عن ابن عباس قال: ما رأيتُ شيئاً أشبه بِاللَّمَمِ (أي صغائر الذنوب) مما قال أبو هريرة أن النبي ? قال: «إن الله كتب على بن آدم حظّه من الزنى، أدرك ذلك لا محالة. فزنى العينين النظر. وزنى اللسان النطق. والنفس تَمنّى وتَشتهي. والفَرج يُصدِّق ذلك أو يكذبه». قال الخطابي: «المراد بِاللَّمَمِ، ما ذكره الله في قوله تعالى: {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللَّمَمَ} وهو المعفوُّ عنه. وقال في الآية الأخرى: {إن تجتنبوا كبائر ما تُنهَونَ عنه نُكفّر عنكم سيئاتكم}. فيؤخذ من الآيتين أن اللمَم من الصغائر وأنه يُكَفّر باجتناب الكبائر».
¥(35/5)
واختلف العلماء في معنى الحديث. فقال بعضهم أن للام في الحديث هي "لام التعليل". أي إن كانت نيتها أن تفتن الرجال بريحها فهي آثمة، وإلا فلا. وقال البعض: بل هي "لام العاقبة"، كاللام في قوله تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواً وحزنا} [القصص: 8]. فالتقاط فرعون موسى ? كان عاقبة له. واحتجوا كذلك بما رواه الدارمي في سننه (2\ 362): أخبرنا أبو عاصم عن ثابت بن عمار عن غنيم بن قيس عن أبي موسى: «أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فيوجد ريحها فهي زانية وكل عين زان». فلم يأت هنا الحديث مع اللام. وأجيب على هذا بأن هذا الحديث موقوف غير مرفوع، لا حجة فيه. فلو صح إسناده لكان عِلّةً قادحة للحديث المرفوع!
وأحتج من أجاز للمرأة بأن تتطيب بما أخرج أبو داود في سننه (2\ 166): حدثنا الحسين بن الجنيد الدامغاني (ثقة) حدثنا أبو أسامة (حماد بن أسامة، ثقة ثبت) قال أخبرني عمر بن سويد الثقفي (جيد) قال حدثتني عائشة بنت طلحة (ثقة حُجة) أن عائشة أم المؤمنين ? حدثتها قالت: «كنا نخرج مع النبي ? إلى مكة، فنضمد جباهنا بِالسُّكِّ الْمُطَيَّبِ عند الإحرام. فإذا عرقت إحدانا، سال على وجهها. فيراه النبي ? فلا ينهاها».
وأجاب عنه من يرى تحريم تطيب المرأة لغير زوجها بأحاديث ضعيفة منها: ما أخرجه الترمذي (5\ 107) عن رجلٍ مجهولٍ من الطُفَاوَةَ لم يُسَمّ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ?: «طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه. وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه». وهذا ضعيف لا أصل له. وأخرج كذلك من طريق قتادة عن الحسن عن عمران بن حصين قال: قال لي النبي ?: «إن خير طيب الرجل ما ظهر ريحه وخفي لونه. وخير طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه. ونهى عن ميثرة الأرجوان». وهذا الحديث منقطع ضعيف. ودلالة ضعف هذا الحديث قول الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه». وقال المنذري: «الحسن لم يسمع من عمران بن حصين». وفي لفظ آخر أخرجه أبو داود (4\ 48) بنفس الإسناد الضعيف: «لا أركب الأرجوان، ولا ألبس المعصفر، ولا ألبس القميص المكفف بالحرير. ألا وطيب الرجال ريح لا لون له. ألا وطيب النساء لون لا ريح له».
وأخرج ابن خزيمة في صحيحه (3\ 92) والبيهقي في سننه (#5158) من طريق الأوزاعي، قال حدثني موسى بن يسار (مرسلاً) عن أبي هريرة قال: مرّت بأبي هريرة امرأة وريحها تعصف، فقال لها: «إلى أين تريدين يا أمَةَ الجبار؟» قالت: «إلى المسجد». قال: «تطيّبْتِ؟». قالت: «نعم». قال: «فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله ? يقول: "لا يقبل الله من امرأة صلاة خرجت إلى المسجد وريحها تعصف حتى ترجع فتغتسل"». قال أبو حاتم عن حديث ابن يسار هذا: «مرسَل، ولم يدرك أبا هريرة».
وأخرج النسائي في مجتباه (8\ 153) عن أبي هريرة مرفوعاً: «إذا خرجت المرأة إلى المسجد، فلتغتسل من الطيب كما تغتسل من الجنابة». وفيه رجلٌ مجهولٌ لم يُسمّ. ورُوِيَ مثله عند أحمد (2\ 444) وأبي داود (4\ 79) والبيهقي (3\ 133) من طريق عبيد بن أبي عبيد مولى لأبي رهم عن أبي هريرة مرفوعاً. وقد رجّح الدارقطني في علله (9\ 87) أن الحديث عائدٌ إلى عاصم بن عبيد الله، وهو مُنكَر الحديث. فالحديث إذاً ضعيفٌ بكل طرقه.
وبقي حديث جيّد الإسناد أخرجه أبو داود في سننه (1\ 155): عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله ? قال: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، ولكن ليخرجن وهُنّ تَفِلات». محمد بن عمرو جيّد الحديث، إلا عن أبي سلمة ففيه مقال. إلا أنه توبع في تاريخ البخاري (4\ 79). تفلات أي غير متعطّرات. وفرّق كثير من الفقهاء بين المرأة الشابة وغيرها.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 08 - 02, 09:18 ص]ـ
التبرج
الله يقول في حق القواعد من النساء {غير متبرجات بزينة} [النور 60]. فإذا كان هذا في حق اللاتي لا يرجون نكاحاً –لكبر سنهن- فهو أولى بالتحريم على اللواتي يردن النكاح (أي اللاتي لم يبلغن سن اليأس). والتبرج هو أن تخرج المرأة زينتها ومحاسنها أمام الرجال. وقيل أنه في هذا الموضع هو التبختر والتكسر.
وأخرج ابن جرير الطبري في تفسيره (22\ 4) والحاكم في مستدركه (2\ 598) بإسنادٍ قوّاه ابن حجر في الفتح (8\ 520): عن عكرمة عن بن عباس ? أنه قال: «كانت فيما بين نوح وإدريس ألف سنة. وإن بَطنَين من ولد آدم، كان أحدهما يسكن السهل والآخر يسكن الجبل. وكان رجال الجبل صِباحاً، وفي النساء دَمامة. وكانت نساء السهل صِباحاً، وفي الرجال دمامة. وإن إبليس أتى رجُلاً من أهل السهل في صورة غلام. فأجر نفسه منه، فكان يخدمه. فاتخذ إبليس شيئاً من مثل الذي يزمر فيه الرُّعاء، فجاء فيه بصوتٍ لم يسمع الناس مثله. فبلغ ذلك من حَوله فانتابوهُم يسمعون إليه. واتخذوا عيداً يجتمعون إليه في السنة، فتتبرّج النساء للرجال، ويتزين الرجال لهن. وإن رجلاً من أهل الجبل هجم عليهم وهم في عيدهم ذلك، فرأى النساء وصَباحتهن. فأتى أصحابه فأخبرهم بذلك. فتحولوا إليهن ونزلوا معهن، فظهرت الفاحشة فيهن. فذلك قول الله عز وجل: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}».
قال مجاهد: «كانت المرأة تخرج تمشي بين يدي الرجال، فذلك تبرج الجاهلية». وقال قتادة: «إذا خرجتن من بيوتكن، وكانت لهن مشية وتكسّرٌُ وتغنّج، فنهى الله تعالى عن ذلك». فكل ذلك دلّ أنه لا يحل للمرأة التبرج ولا التزين للخروج. وأما للزوج داخل البيت فمستحب.
¥(35/6)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 09 - 03, 06:15 ص]ـ
خطر ببالي أن القصة الأخيرة قد يكون ابن عباس رضي الله عنه قد أخذها من الإسرائيلات فقد أكثر من ذلك في تفسيره والله أعلم
ـ[شريف سالم]ــــــــ[09 - 04 - 06, 02:07 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محم الأمين
ـ[سيف 1]ــــــــ[09 - 04 - 06, 09:15 م]ـ
نعم وينبغي أيضا لمن يستدل بهذا الحديث ان يذكر أن أمهات المؤمنين كن يطفن حجرات وليس مخالطات للرجال , وحالهن طوال السفر من مكة الى المدينة كما تشير اليه قصة الافك في الهودج وليس مخالطات الرجال على ظهور الدواب و يتكلمن معهم
وينبغي أيضا ان يشار انه ليس في الحديث المذكور انهن كن يخرج هكذا حين أداء المناسك في مكة.والاحرام من مسافة بعيدة وهناك منازل تقف فيها القافلة وتبيت وتصلى وتأكل وينامون وللمرأة في هودجها وفي معزلها أن تتطيب وتغتسل ولعل عائشة رحمها الله ذكرت ذلك لبيان اباحته للمحرم وهي لم تقل ان المحرمة تفعل هذا وتخرج تزاحم الرجال حين المناسك.(35/7)
من فوائد التخريج وتتبع الطرق
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[01 - 08 - 02, 09:43 ص]ـ
المصدر:- طرق تخريج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
المؤلف:- الشيخ الدكتور عبدالمهدي بن عبدالقادر بن عبدالهادي
أستاذ الحديث وعلومه بكلية أصول الدين.جامعة الأزهر
قال شيخنا حفظه الله (إختصرت بعض اختصار, وكل الأقواس من وضعي):-
فوائد التخريج كثيرة , وكيف لا وبه يمكن الوصول إلى كنوز السنة وبدونه يحرم المرء من ذلك؟ وسأذكر هنا بمشيئة الله تعالى أشهرها. وهي:-
1 - معرفة مصدر أو مصادر الحدبث, أي من أخرج الحديث من الأئمة , ومكانها في كتب السنة الأصلية.
2 - جمع أكبر عدد من أسانيد الحديث.
3 - معرفة حال الإسناد بتتبع الطرق (يعني الإتصال أو عدمه).
4 - معرفة حال الحديث بجمع الطرق (يعني القبول أوعدمه).
5 - إرتقاء الحديث بكثرة طرقه
6 - معرفة حكم أو أحكام الأئمة على الحديث وأقوالهم فيه من حيث الصحة وغيرها.
7 - تمييز المهمل من رواة الإسناد (بذكره في بعض الطرق مميزاً).
8 - تعيين المبهم في الحديث (بتعيينه في بعض الطرق).
9 - زوال عنعنة المدلس.
10 - زوال ما نخشاه بالرواية عمن اختلط (بأن يصرح في بعض الطرق أن الرواية قبل الإختلاط أو في مكان عدم الإختلاط .. الخ).
يتبع .. ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[01 - 08 - 02, 10:14 ص]ـ
........
11 - تحديد من لم يحدد من الرواة (كما لو ذكر الراوي بكنيته أو بلقبه الذي يشترك معه فيه غيره ثم تحدد في بعض الطرق)
12 - معرفة زيادة الروايات.
13 - بيان معنى الغريب.
14 - زوال الحكم بالشذوذ (أو الحكم به).
15 - بيان المدرج.
16 - بيان النقص (الناشئ عن اختصار الرواة أو نسيانهم)
17 - كشف أوهام وأخطاء الرواة.
18 - معرفة الرواية باللفظ (أوبالمعنى).
19 - بيان أمكنة وأزمنة الأحداث.
20 - بيان أعلام الحديث (يعني من ورد الحديث بسببه).
21 - معرفة أخطاء النساخ. أه والله تعالى أعلى وأعلم
.. وهل من مزيد؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 08 - 02, 10:32 ص]ـ
الأخ العزيز الازهري السلفي
جزاك الله خيرا
وهلا اتخفتنا بترجمة ولو مختصرة للشيخ الدكتور عبدالمهدي عبدالهادي
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[01 - 08 - 02, 04:17 م]ـ
أخي الحبيب ابن وهب .. السلام عليكم ...
أذكر أن بين أوراقي ترجمة للشيخ كان قد سمح بطباعتها في مقدمات بعض كتبه ..
أرجو أن تمهلني حتى أجدها فبالطبع هي أولى من غيرها ..
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[01 - 08 - 02, 04:59 م]ـ
بارك الله فيك أخي الأزهري.
ـ[محمود الأسيوطي]ــــــــ[29 - 02 - 08, 02:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخانا الأزهرى السلفى
وحفظ شيخنا الدكتور عبد المهدى وأمتعنا بعلمه
ـ[أبو عبيد السلفي]ــــــــ[07 - 08 - 08, 02:04 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[منير الجزائري]ــــــــ[08 - 08 - 08, 04:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك.
ـ[أبو المهند المقدسي]ــــــــ[15 - 03 - 09, 07:18 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
في ميزان حسناتك
والى الامام ان شاء الله
ولكن لي نقطة أرجو منك توضيح المزيد عنهااا
11 - تحديد من لم يحدد من الرواة (كما لو ذكر الراوي بكنيته أو بلقبه الذي يشترك معه فيه غيره ثم تحدد في بعض الطرق)
ـ[ايهاب اسماعيل]ــــــــ[10 - 02 - 10, 11:08 ص]ـ
للرفع
ـ[عمرو جمال حسن أبوشاهين]ــــــــ[10 - 02 - 10, 02:25 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:-
أظن يا أبا المهند أن مراده
أن هناك أحد الرواة ذكر في إسناد بكنيته غير المشهور بها، ثم في إسناد آخر لنفس الحديث ذكر باسمه صريحا،
أو ذكر راو مشترك في اسمه مع غيره فيذكر هذا الراوي في إسناد آخر لنفس الحديث باسمه واسم ابيه واسم جده الذي يخرجه عن كونه مشتركا مع غيره في الاسم.
والله أعلم
ـ[أبو المنذر سراج الدين]ــــــــ[17 - 02 - 10, 05:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(35/8)
نعم .. لقد فتح الدارقطني باب شر في نقده للصحيحين
ـ[برغش بن طواله]ــــــــ[02 - 08 - 02, 02:54 ص]ـ
هكذا قال شيخي ..
قلت له:
الم ينتقد احمد ويحي وابن المديني اربعة احاديث كما ذكر ذلك بن حجر في اول الهدي عن العقيلي؟
قال:
نعم .. لكن هاتها لي ..
قلت له:
.. نقل المروذي في سؤالاته تضعيف احمد لحديث (احتجم وهو صائم) فقال احمد: بل وهو محرم ..
قال:
نعم .. لكنه لم يقصد طريق البخاري ..
ثم قال:
بل الدارقطني ينقل خطأ ..
قلت كيف:
قال احيانا ينقل السند عن البخاري وهو لمسلم .. واحيانا يذكر روايات ليست في البخاري ولا في مسلم ..
قلت له:
لكنه يقول روى البخاري وروى مسلم ..
قال:
نعم وإن قال ذلك ..
ثم قلت له:
وهل في سنن الدارقطني ضعيف؟
قال:
بل فيها الموضوع , فكيف ينتقد على الشيخين وسننه فيها ذلك؟
ثم قال:
اتحدى ان يأت لي احد بلفظة لاحد السلف ينتقد فيها لحديث في الصحيحين باللفظ , كأن يقول: روى البخاري او مسلم ذلك الحديث وفيه كذا وكذا .. فالدار قطني فتح باب شر جعل فلانا وفلانا يقول:
هذا حديث رواه البخاري او مسلم وفيه ضعف ....
ثم قال:
ولا اعرف احدا غير ابو عيسى الترمذي انتقد حديثا واحدا في البخاري وهو حديث (التمس لي حجرين .. ) مع انه لم يقصد الحديث بل السند ..
الى اخر حديث الشيخ ..
فما رأي الاخوة؟
هل انتقد احد السلف نصا في الصحيحين بالطريقة التي ذكرنا؟
شيخنا يتحدى ..
مع تحيات ###
برغش بن طواله
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[02 - 08 - 02, 03:12 ص]ـ
أرجو أن تحدد ما مقصودك بـ (احد السلف).
ـ[برغش بن طواله]ــــــــ[02 - 08 - 02, 03:16 ص]ـ
ممن هم قبل الدار قطني ..
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[02 - 08 - 02, 03:18 ص]ـ
الأخ برغش بن طوالة حفظه الله ...
هل قرأت كتاب: بين الإمامين مسلم والدارقطني؟
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[02 - 08 - 02, 03:19 ص]ـ
اخي المسدد برغش:
الدارقطني عليه رحمة الله لم ياتي بعد البخاري ومسلم وشيوخهم من هو مثله والمدة الزمنيه التي بين الشيخين والدارقطني ليست بالطويلة وليست هي حقبة زمنية طويلة حتى يحتج بانه لم يسبقه احد.
والدارقطني الف سننه لبيان الضعيف والواهي فهو لم يصنفها كالسنن الاربع بل اراد به جمع المعلول ولذا قال الذهبي: (سنن الدارقطني بيت المنكرات).
فهو تعمد جمع المعلول من احاديث السنة، فيظهر ان مناظرك -اخي برغش- لم يدرك هذا.
ـ[برغش بن طواله]ــــــــ[02 - 08 - 02, 03:26 ص]ـ
الاخ الازهري:
لا لم اقرأه ..
الاخ عبدالله العتيبي:
لكن الست معي انه خلال تلك المدة التي هي بين البخاري والدارقطني هاشها جمع من اهل العلم .. على الاقل اهل السنن والصحاح ..
الامر الاخر:
هل اشترط الدارقطني في سننه ما ذكرت؟
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[02 - 08 - 02, 03:30 ص]ـ
نعم اخي الموفق الاكرم: امر سنن الدارقطني لا خلاف عند اهل العلم ان هذا مراده.
اما قولك ان في تلك الفترة اهل السنن ففي هذا نظر فاهل السنن ابو داود والترمذي وابن ماجه هم من اقران الشيخين في الزمن الا النسائي فتاخر قليلا.
وما هي الصحاح التي تقصد؟
ـ[برغش بن طواله]ــــــــ[02 - 08 - 02, 04:16 ص]ـ
نحن تفرعنا في النقاش اخي عبدالله ..
لكن اين اجد ما قلته عن هذا الاجماع .. مع انه لا دخل له بكلام الشيخ في البحث عمن سبق الدارقطني في نقد الصحيحين ..
اما الاقران فابو داود قد يكون اما الترمذي وابن ماجه فلا .. ثم اين باقي اصحاب الصحاح؟ اين النقاد؟
على العموم انا اريد ان استفيد فياليت لو جئتني ولو بواحد انتقد شيئا مما في الصحيحين ..
عفى الله عنا وعنك؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[02 - 08 - 02, 05:03 ص]ـ
لماذا لا ننظر لعمل الدارقطني على أنّه تتبّع، وليس نقداً بمعنى التخطئة؟
قال الشيخ حمزة المليباري (وفقه الله):
وعندما نلفي الإمام الدارقطني يؤيد أحياناً صنيع الشيخين في التصحيح أو التعليل أثناء التتبع، أو نلفي الإمام أبا مسعود الدمشقي يصرح في بعض المواضع من التتبع أنّ الإمام مسلماً إنّما أراد تبيين الخلاف لا أنه يثبت الحديث، يمكننا أن نقول:
أن هؤلاء الأئمة لم يقصدوا بتتبعهم لأحاديث الشيخين توجيه الطعن نحوهما لسبب إخلالهما بشروط الصحيح وعدم التزامهما بها، وإنما أرادوا أن يبرزوا الفوائد النقدية التي تكمن في صنيعهما والتي تحتاج الى توضيحها، كما أرادوا أن يؤكدوا أن الكتابين من أصحّ ما صنفه البشر على الأطلاق، حيث أنهم لم يتحصلوا من خلال تتبعهم على جانب الإخلال إلا في عدد قليل جداً من جملة الأحاديث التي تربو سبعة آلاف حديث، وهو أمر طبيعي جداً، لا غرابة فيه.
ونستخلص من هذه اللفتة الاستدراكية أن النتائج التي أسفر عنها تتبع الأئمة لأحاديث الشيخين هي: الفوائد النقدية والمسائل الأسنادية التي يضمها الصحيحان لا أنهما قد أخلا بشروطهما في أحاديثهما، ومن هنا نجد شرّاح الصحيحين مما تولى الأجابة على الدار قطني في انتقاداتها يقولون هذا الأنتقاد لا يضر في أصل الحديث، وإنما ذكر ه الشيخين ويسع فيها ما لا يسع في الأصول، أو لم يذكره الشيخان إلا لبيان الأختلاف. وليس بخاف على أحد أن الأمام الدار قطني على علم تام بأن الشيخين لم يذكرا معظم الأحاديث المعللة على سبيل الأحتجاج. اهـ.
عبقريّة الإمام مسلم (49).
¥(35/9)
ـ[السيف المجلى]ــــــــ[02 - 08 - 02, 07:11 ص]ـ
مما يلفت الانتباه كون العلماء بعد الدارقطني لم يشنعوا عليه ولم ينتقدوه في فعله
بل تابعه بعض تلاميذه
فكيف نفسر عدم انكار العلماء على الامام الناقد الدارقطني
ـ[أحمد الشبلي]ــــــــ[02 - 08 - 02, 09:06 ص]ـ
جزى الله الإخوة خيراً على مشاركاتهم القيمة
وأحب أن أتوجه للأخ (برغش بن طوالة) بهذه المشاركة الموجزة:
1 - ماذا يترتب على جواب هذا التحدي؟
فلو ذكرنا أحد الحفاظ الذين سبقوا الدارقطني في نقد الصحيحين هل ستتغير عبارة مناقشك إلى: لقد فتح الحافظ. . . باب شر في نقده للصحيحين؟
2 - أي شر في نقد الصحيحين من أئمة الحفظ والعارفين بالعلل؟
أليس كلام أهل العلم على استثناء ما وقع فيه الكلام من القدر المتلقى بالقبول من أحاديث الصحيحين؟
وهل حصل الاتفاق على هذا القبول قبل زمن الإمام الدارقطني رحمه الله؟
3 - من الأئمة السابقين للدارقطني والمنتقدين للصحيحين أو أحدهما: الإمام أبو حاتم محمد بن حبان البستي، ويمكن أن تطالع انتقاده لصحيح البخاري في مقدمة صحيحه (وهي موجودة بنصها في أول ترتيبه المعروف بالإحسان)، أقول هذا بناء على تقدم وفاة ابن حبان وتقدم طبقة معظم شيوخه على شيوخ الدارقطني.
ـ[برغش بن طواله]ــــــــ[02 - 08 - 02, 04:52 م]ـ
الاخ هيثم الحمدان:
قال الدارقطني في اول كتابه الالزامات:
ابتداء ذكر احاديث معلولة اشتمل عليها كتاب البخاري ومسلم او احدهما بينت عللها والصواب منها.
فهذا يدل على ما قول من ان منهج الدارقطني ما ذكره شيخنا من انه يعل احاديثهما.
الاخ السيف:
يعني هل تقول ان العلماء اجمعوا على عدم التشنيع على الدارقطني؟ فقد رأيت ابن حجر رحمه الله لم يتركه في فتح الباري.
الاخ احمد الشلبي:
1 - المسألة ليس المقصود منها التحدي او عدمه .. لكنها الاثبات انه لم يسبق الدارقطني فيما فعله .. والشيخ اراد ان يثبت انه بفعله هذا فتح الباب بنقد الصحيحين حتى جعل من اراد ان يفرد عضلاته على احد الصحيحين قال ان الدارقطني قال كذا وكذا ..
2 - نعم اخي الكريم .. اين هؤلاء الحفاظ العارفين بالعلل؟ ثم ان عدم سبق الدارقطني لنقد ما في الصحيحين يدل على الاتفاق.
3 - هل من الممكن ان تذكر لي ما قاله بن حبان بالصفحة والمجلد , او ان تنقل ما ذكره هنا ان لم يكن هناك مشقة؟
نريد الفائدة بارك الله فيكم ...
اخوكم برغش
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 08 - 02, 05:32 م]ـ
1
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 08 - 02, 05:39 م]ـ
أخي برغش
أنصحك بترك هذا الشيخ
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[02 - 08 - 02, 05:59 م]ـ
اخي الكريم برغش:
بين وفاة الشيخين ونبوغ الدارقطني اكثر من ستين سنه قليلا، وهذه المدة تعد قليله نسبة الى ذيوع كتاب في زمن كزمنهم يصعب فيه جوب البلاد، ومعلوم ان الصحيحين لم يشتهرا في حياة الشيخين شهرة في الافاق كما يظن ان اهل الافاق طاروا بها وقبلوها كما هو الحال بعد وفاتهما، أم البحث في هذه العشرات الست من السنوات والنظر فيها هل من ناقد قبل الدارقطني فيها، فيه شيء من التكلف.
فالكتب التي هي من دون الصحيحين لم تنقد الا بعد المائة سنة من تصنيفها.
فالاحتجاج ان الدارقطني لم يسبق باعلال احتجاج فيه تعسف وتنطع.
والعلة التي يقصدها الدارقطني: ليست العلة التي يعنيها كثير من المتاخرين بل هي العلة الاوسع التي تعل الحديث لكنها لا تضعفه، فهو معلول من وجه صحيح من اخر.
ـ[الطارق بخير]ــــــــ[02 - 08 - 02, 06:30 م]ـ
جزى الله الإخوة خيرا على هذا النقاش المفيد،
ولدي نقاط حول الموضوع:
(أولا): يبدو لي أن الدارقطني انتقد الأحاديث التي انتقدها إما سندا أو متنا أو كلاهما، وهو بذلك يستدرك على الشيخين في صنيعهما،
أي أنه يرى أن تلك الأحاديث ليست على شرطهما، هذا ما فهمه العلماء، ولذلك استثنوا من إفادة القطع ما انتقد كما أشار إليه بعض الإخوة.
(ثانيا): ما ذكره المليباري لا أظنه مقصودا للدراقطني أصالة، ولكنه يدل بالمفهوم (إن صح التعبير) على جلالة قدر الصحيحين، على حد قول القائل: " كفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه ".
(ثالثا): لدي استشكال قديم أرجو من الإخوة بيانه:
وهو أني سمعت الشيخ الألباني يقول: " إن انتقاد أحاديث الصحيحين لم يغلق بابه، فكما أنه جاز للدارقطني أن ينتقد، وكذلك يجوز لمن تأهل بعده أن ينتقد "
أقول: فإذا كان الأمر على ما ذكر الشيخ ناصر - رحمه الله - فكيف يقال: إن أحاديث الصحيحين تفيد القطع؟، لأن ما هو عرضة للانتقاد لا يفيد القطع كما هو واضح!!.
وقد انتقد الشيخ ناصر - رحمه الله - أحاديث لم يسبق إليها.
وإن قيل: لا لا يحق لأحد أن ينتقد على الصحيحين فكيف يخرج صنيع الأئمة الذين انتقدوا، ولم يعب الأئمة فعلهم،
بل جعلوا المنتقَد لا يفيد اليقين.
وإن كان ثمة إجماع وقع في عصر معين فأين هو ذلك الإجماع؟،
وهل هو قطعي أم ظني؟، وما هو الجواب عن مقولة الإمام أحمد في تكذيب من ادعى الإجماع؟
هذا الإشكال لدي قديم، ولو توسع أحد الإخوة في بيان الأمر فله الأجر العظيم من الله عز وجل،
وليعلم أني ناقشت مبتدعا في هذا الموضوع فلم يمكنني إلا أن أقول:
" يجوز الانتقاد عليهما، لكن في واقع الأمر لا يكون انتقاد صحيح ".
وقلت له أيضا: " لا ينتج من كون ما فيهما لا يفيد اليقين أي خلل عقدي لأن الصحيح أن الظن الراجح معمول به في باب الاعتقاد، كما هو معمول به في غيره "
ولكن يبقى الإشكار قائما.
¥(35/10)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 08 - 02, 07:13 م]ـ
أخي الفاضل الطارق بخير
كلام المليباري صحيح. معظم الأحاديث التي انتقدها الدارقطني لم تكن بعلل قادحة، ولم يكن قصده تضعيفها، اللهم إلا الشيء القليل مما ضعفه واضح.
ولم يستوف الدراقطني كل الأحاديث المعلولة قطعاً، بل ترك كثيراً منها لغيره. فتراه ينتقد حديثاً ثم يترك أحاديث أخرى لها نفس العلة (غالباً غير قادحة).
كما أنه كثيراً عندما يوضح الخلاف حول حديث، ينتصر في النهاية لرأي البخاري ومسلم ويرجح ترجيحما. فهذا تقوية للصحيحين ولا ريب.
ثم إن الدراقطني أعلم من مسلم بالعلل، بلا ريب. والبعض فضله على البخاري كذلك. فمن كانت هذه حاله، جاز له انتقاد الصحيحين. وفي كل حال هو ليس أول من فعل ذلك. بل أخرج البخاري ومسلم أحاديثاً يعلمون مخالفة غيرهم من الأئمة (كأحمد وغيره) لهما في ذلك. وإن كان هذا نادراً.
كلام الألباني فيه صحة، وفيه نظر أيضاً. هو صحيح نظرياً، لكن انتقادات الألباني للبخاري ومسلم غالبها لم يكن صحيحاً. وأرى بذلك أن كلام ابن الصلاح وجيهٌ جداً بالنسبة لمنهج المتأخرين في الحديث.
على فكرة لم أجد في الصحيحين حديثاً ضعيفاً في العقائد. وغالب الضعيف هو في الرقائق وأشباهها مما يتساهل به الشيخان أصلاً.
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[02 - 08 - 02, 08:17 م]ـ
بارك الله في الجميع ..
الدارقطني سبقه علماء كثير نقدوا أحاديث في الصحيحين ..
- إمّا بنقد نفس الحديث من طبقة من قبل البخاري.
- وإمَّا بنقد الحديث ممن بعد البخاري دون إشارة لتخريجه له، بل الحديث مشهور من روايته ورواية غيره.
- وإمَّا بنقد تخريج البخاري له، وأوَّل من أفرد ذلك بالتصنيف الدارقطني، ولا ينفي هذا أنَّ غيره ممن قبله انتقد غير مفرِدٍ ذلك بالتصنيف، وأدلُّ دليل عليه انتقاد الترمذي أحاديث أخرجها شيخه في الجامع وهو كثير، وربَّما خالفه في العلل الكبير، ويكون الحديث مما خرَّجه البخاري في صحيحه.
وأمَّا الانتشار فقد انتشر صحيح البخاري وقرأ عليه من لا يحصى كتابه مرات كثيرة، فراجع ترجمته من السِّير.
ملحوظة:
قول الأخ الكريم محمد الامين .. ليس في الصحيحين حديث معلول في الاعتقاد .. معارض بضعف زيادة بيمينه في الحديث المشهور وخرّجها مسلم .. إلاَّ أن يريد أصل الحديث، فالله أعلم.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[02 - 08 - 02, 10:52 م]ـ
بالنسبة لمن قال أن الدارقطني لم يسبق بانتقاد الصحيحين، ففيه شطط وبعد، فها هو كتاب علل أبي حاتم الرازي فيه انتقادات لأحاديث في الصحيحين، وكذلك يحيى بن معين وأحمد بن صالح المصري، وأحمد بن حنبل وماعة يطول ذكرهم.
ولو جمعت أقوال الأئمة في تعليل الأحاديث التي في الصحيحين لجاء في مجلد ضخم، ولكن ليست كل التعليلات مسلمة، والله أعلم.
ـ[أبو عبدالله الريان]ــــــــ[03 - 08 - 02, 01:08 ص]ـ
جزاكم الله كل خير على الحوار النافع.
وأبى الله تعالى أن يكون العصمة إلا لكتابه العظيم.
ثم إن هناك قبل الحافظ الدارقطني من انتقد بعضامن الأحاديث خاصة في صحيح مسلم.
مثل كتاب الحافظ (ابن عمار الشهيد) رحمه الله تعالى.
وهذا لا يحط من قدر الصحيحين.
بل يدل على اهتمام العلماء بالحديث غاية الاهتمام، فرحمهم الله جميعا.
ـ[برغش بن طواله]ــــــــ[03 - 08 - 02, 02:28 م]ـ
الاخوة لم يفهموا مقصودي:
هل من انتقد الصحيحين ممن ذكرهم الاخوة نصوا على انه رواه البخاري مثلا وهو ضعيف ..
بمعنى ان يقول:
هذا الحديث رواه (البخاري _ مسلم) وهو ضعيف؟
لا ان يضعف احد طرق الاحاديث التي هي منصوصة في احد الصحيحين لكن من طريق اخر؟
هل فهم قصدي؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 08 - 02, 08:23 م]ـ
الترمذي فعل. وهو تلميذ البخاري.
ـ[السيف المجلى]ــــــــ[03 - 08 - 02, 08:39 م]ـ
الأخ الفاضل برغش بن طواله
أتمنى أن تجيب عن سؤالي
كيف يغفل العلماء عن خطر الباب الذي فتحه الدارقطني ويتتابعون في كل العصور على عدم التشنيع عليه
ويأتي شيخك ويكتشف هذا الأمر الذي غفل عنه العلماء
وإن كنت تقول إن شيخك مسبوق بهذا التشنيع على الدارقطني فاعطنا من سبقه بالنقل من كتبهم
فقد قرأنا كلام العلماء حول الأحاديث التي انتقدها الدارقطني وترجمة الدارقطني في كتب التراجم فلم نجد من سبق شيخك
فلعلك تفيدنا
بارك الله في الجميع
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 09 - 03, 07:01 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو إسحاق التطواني
بالنسبة لمن قال أن الدارقطني لم يسبق بانتقاد الصحيحين، ففيه شطط وبعد، فها هو كتاب علل أبي حاتم الرازي فيه انتقادات لأحاديث في الصحيحين، وكذلك يحيى بن معين وأحمد بن صالح المصري، وأحمد بن حنبل وماعة يطول ذكرهم.
ولو جمعت أقوال الأئمة في تعليل الأحاديث التي في الصحيحين لجاء في مجلد ضخم، ولكن ليست كل التعليلات مسلمة، والله أعلم.
هل أحمد بن صالح المصري فعلاً انتقد أحاديث في الصحيحين؟ أستغرب لأنه متساهل، فكيف ينتقد ما في الصحيحين؟!
¥(35/11)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[23 - 09 - 03, 09:43 م]ـ
لي وقفة مع (محمد الأمين)، فمن رمى أحمد بن صالح المصري بالتساهل!! ولأحمد بن صالح تعليلات في غاية الدقة ينظر بعضها في تاريخ أبي زرعة الدمشقي، وقد كنت وجدت له قديما تعليلا لحديث في صحبح مسلم -شاركه فيه غيره-، وهو حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- مرفوعا: "نعم الإدام الخل" في علل ابن عمَار الشهيد، وللحديث بقية ..
ـ[المتبصر]ــــــــ[24 - 09 - 03, 06:07 ص]ـ
من هذا البعض الذي فضل الدارقطني على البخاري في معرفة العلل؟؟
إن كان إماما في الفن فهلا سميته أخي الأمين؟؟
و إن لم يكن إماما في الفن، فمن أين علم فضل هذا على ذاك، أبعلم قال هذا؟؟؟
إن البخاري أعلم بمراحل و طبقات من الدارقطني!!
و لا وجه للمقارنة، و الدارقطني في تعليلاته ظاهرية و جمود على القواعد، و ميل مع المذهب أحيانا كما قرر هذا ابن تيمية في مواضع من كتبه، و نظرة إلى العلل و التتبع و الإلزامات يظهر لك أن أعظم ما أوتيه الدارقطني هو التوسع في الحفظ، مع المعرفة أيضا بقواعد الحديث وعلل الأخبار، و كثير من تعليلاته إن لم نقل أغلبها مأخوذ و مستفاد عمن تقدم، كما أن فيها أيضا في بعض ما اجتهد فيه جمود مع القاعدة الحديثية، بخلاف تعليلات غيره كالبخاري و أبي حاتم و أبي زرعة و غيرهم ممن تقدم ..
و لو اتسع الوقت لدي لبينت ذلك بوضوح و جلاء مع ضرب الأمثلة، فإن لي بكتب الدارقطني عناية كبيرة ..
فأنصح جدا هذا المفضل غير المذكور أن يترك الأمر لأهله و الله الهادي سواء السبيل.
و بخصوص موضوع النقاش فأرجئ النقاش إلى وقت لاحق بإذن الله
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 09 - 03, 02:45 م]ـ
الأخ الحبيب طارق
الحمد لله على سلامتك. وأشكر لك تذكيري بكلام أحمد المصري الذي كنت قد نقلته ولكني نسيته: http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&threadid=5702
على أية حال تساهل أحمد بن صالح لا يعارض معرفته بالعلل. وهذا الترمذي متساهل لكنه من علماء العلل الكبار. ثم هذا الحافظ ابن وهب قد وصف الفلاس والذهلي وغيرهما بالتساهل، مع إقراره لهم بكمال المعرفة بالعلل.
الأخ الفاضل المتبصر
الذي قدّم الدارقطني على البخاري معاصر. ولعل هذا يريحك:)
وللعلم فأنا لا أوافقه على هذا، وإن كنت أوافقه على تقديم الدارقطني على مسلم. لكن أرجو شرح قولك "الدارقطني في تعليلاته ظاهرية و جمود على القواعد، و ميل مع المذهب أحيانا كما قرر هذا ابن تيمية في مواضع من كتبه". كيف هذا؟! أين تلك الظاهرية والجمود؟ وأين ذكر شيخ الإسلام جموده على المذهب الشافعي؟
نعم، الدراقطني أكثر تعليلاته مأخوذة من علل ابن المديني وغيره، لكن لا يعني هذا أنه مجرد ناقل. والله أعلم.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[24 - 09 - 03, 03:42 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالي في (هدي الساري) (ص364): لا ريب في تقديم البخاري ثم مسلم علي أهل عصرهما ومن بعده من أئمة هذا الفن في معرفة الصحيح والمعلل.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 09 - 03, 06:14 م]ـ
كلام ابن حجر مردود. بل لا شك أن النسائي والرازيان أعلم من مسلم في العلل.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله في كتابه القيم سير أعلام النبلاء (14\ 133): <<ولم يكن أحد في رأس الثلاث مئة أحفظ من النسائي. هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم ومن أبي داود ومن أبي عيسى (الترمذي). وهو جار في مضمار البخاري وأبي زرعة إلا أن فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الإمام علي كمعاوية وعمرو، والله يسامحه>>.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[25 - 09 - 03, 02:23 ص]ـ
قال الإمام النووي رحمه الله تعالي في (مقدمة صحيح مسلم): قال الحاكم أبو عبد الله حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم قال: سمعت أحمد بن سلمة يقول: رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح علي مشايخ عصرهما وفي رواية معرفة الحديث.
ورحم الله الجميع رحمه واسعة وغفر لهم مغفرة جامعة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 09 - 03, 05:34 ص]ـ
هذا قد يُفهم منه تفضيل مسلم على أبي داود مثلاً، أما النسائي والدراقطني فقد جاءا بعد مسلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 09 - 03, 08:07 ص]ـ
أين جواب الأخ المتبصر؟! أين تكلم شيخ الإسلام على الدراقطني؟
ـ[جمال الدين مجدى]ــــــــ[27 - 09 - 03, 10:05 ص]ـ
قال المحدث الشيخ سعد الحميد كما فى (فتاوى المحدثين): س / هل انتقادات الدارقطني لمسلم مُسلمة؟. وهل رد عليه أحد من أهل العلم قديماً وحديثاً؟
ج / أما بالنسبة لقديماً: ففي بعض أجوبة ابن حجر عن الأحاديث التي انتقدت على البخاري () أجوبة على تلك الأحاديث التي أخرجها مسلم؛ لأن هناك أحاديث انتقدها الدارقطني على البخاري ومسلم مما اتفقا على إخراجه، فجواب ابن حجر عنها يعتبر جواباً عليها، وعددها مائة وعشرة أحاديث.
وأما البقية فلا أعرف أن أحداً تولي مناقشتها والرد عليها، اللهم إلا الشيخ ربيع في كتابه (بين الإمامين مسلم والدارقطني) فيمكن أن يراجع الكتاب ويعتبر بحسب ما أطلعت عليه كتاباً جيد ومنصفاً في وقوفة مع الأحاديث التي أعلها الدارقطني، فإنه أحياناً يرجح رأي الدارقطني على ما ذهب إليه مسلم(35/12)
تضحية خالد القسري بالجعد بن درهم لا تصح سندا وشهرتها تغني عن ذلك.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[02 - 08 - 02, 03:04 ص]ـ
لقد سبق ان طرحت موضوعا للنقاش حول منهج العلماء في تطبيق قواعد المحدثين على التاريخ والقصص. هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=907&highlight=%C7%E1%CA%C7%D1%ED%CE
وقد اطلعت على كلام لاحد المعاصرين يضعف فيه تضحية خالد القسري بالجعد بن درهم في عيد الاضحى، وكثير من القصص لشهرتها وظهورها يكتفى اهل العلم بذلك عن روايتها فالشهرة احيانا تفوق في القبول كثيرا من اسانيد الرجال
والقصة اخرجها البيهقي في سننه والبخاري في التاريخ الكبير والدارمي في الرد على الجهمية وفي الرد على بشر المريسي والاجري في الشريعة واللا لكائي في شرح اصول اعتقاد اهل السنة الاسماء والصفات وابن عساكر في تاريخ دمشق وغيرهم جماعة كلهم من طريق القاسم بن محمد عن عبدالرحمن بن محمد بن حبيب عن ابيه عن جده حبيب قال خطبنا خالد بن عبدالله القسري بواسط يوم الاضحى فقال ايها الناس ارجعوا فضحوا تقبل الله منا ومنكم فاني مضح بالجعد بن درهم انه زعم ان الله لم يتخذ ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما وتعالى الله عما يقول الجعد بن درهم علوا كبيرا ثم نزل فذبحه.
وفي اسناد القصة القاسم بن محمد كذبه يحي بن معين وبالغ في ذلك قال عثمان الدارمي ليس هو كما قال يحي وانا ادركته ببغداد وفيه عبدالرحمن وابوه مجهولان
وارخجها من طريق اخر عبدالرحمن بن ابي حاتم في الرد على الجهمية الرازي قال حدثنا عيسى بن ابي عمران الرملي حدثنا ايوب بن سويد عن السري بن يحي قال خطبنا خالد القسري وقال:اصرفوا الى ضحاياكم تقبل الله منكم فاني مضح بالجعد
وفيه ايوب وعيسى فيهما ضعف.
ولكن من تامل طريقة العلماء وجد ان هذه القصة من المسلمات المتلقات بالقبول عندهم ويحكونها في كتبه مقررين ومحتجين بها على اهل البدع بلا نكير ومنهم:
1 - كالدارمي. فقد اوردها في كتبه في الرد على اهل الضلال والزيغ
2 - اللا لكائي كما في كتابه اصول الاعتقاد.
3 - وابن عساكر كما في تاريخه تاريخ دمشق
4 - وابن تيمية فقد قال في درء التعارض:الجعد بن درهم ضحى به خالد بن عبد الله القسري يوم الأضحى بواسط وقال أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا ثم نزل فذبحه)
5 - وابن القيم فقد قال في الصواعق المرسلة رحمه الله: فلما اشتهر أمره في المسلمين طلبه خالد بن عبدالله القسري وكان أميرا على العراق حتى ظفر به فخطب الناس في يوم الأضحى وكان آخر ما قال في خطبته أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم فإنه زعم أن الله لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ إبراهيم خليلا تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا ثم نزل فذبحه في أصل المنبر فكان ضحية).
6 - والذهبي بل قال الذهبي مقررا لهذه القصة مادحا القسري: (وهذه من حسناته)
7 - وابن كثير فقد امتدح في تاريخه البداية والنهاية القسري بهذه القصة
8 - وابن حجر في مواطن من كتبه كالفتح وغيره
وغيرهم من ائمة الاسلام
والله اعلم
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[02 - 08 - 02, 05:27 ص]ـ
أحسنت أحسن الله إليك أخي عبدالله.
وأدعو الإخوة لقراءة كلام الشيخ الشريف حاتم حول كيفية التعامل مع الأخبار التاريخية وتنزيله بصيغة وورد بالنقر هنا:
http://www.baljurashi.com/books/Tareekh.zip
ـ[عصام البشير]ــــــــ[02 - 08 - 02, 12:38 م]ـ
أخي عبد الله
وقد ذكر الشيخ الألباني رحمه الله كلاما قريبا مما ذكرت في مختصر العلو ..
فلينظر، فأنا الآن بعيد عن كتبي ..
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[02 - 08 - 02, 05:59 م]ـ
الشيخ هيثم:
والشيخ عصام: شكرا لكما وجزيتم خيرا
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[19 - 09 - 08, 09:59 م]ـ
السلام عليكم
في سندها ربما كذاب وإثنان مجهولان لكن شهرتها تغني عن سندها وا فرحتاه بعلم الحديث!!!!!!!!!!!
كلام لا يحتاج إلى ابطاله أحد
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 09 - 08, 10:07 م]ـ
هذا تاريخ وليس حديث
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 12:19 ص]ـ
وهل يعرف التاريخ بالمجهولين والكذابين يا أخ الأمين راجع معارفك أخي لو أخذنا بتاريخ كل من هب وذب لكان الشيعة أول الهاتكين لأستار أهل السنة أنت تعرف ماذا أعني
ـ[عصام البشير]ــــــــ[20 - 09 - 08, 05:02 م]ـ
وهل يعرف التاريخ بالمجهولين والكذابين يا أخ الأمين راجع معارفك أخي لو أخذنا بتاريخ كل من هب وذب لكان الشيعة أول الهاتكين لأستار أهل السنة أنت تعرف ماذا أعني
خفف قليلا من حدتك بارك الله فيك، فالأمر فيه سعة.
والفرق بين قصتنا هذه وبين ما ينقله أهل البدع من التزيد فيما شجر بين الصحابة، ظاهر بين.
هذه القصة كغيرها من قصص التاريخ التي لا يبنى عليها حكم شرعي، ولا يتعلق بها تكفير ولا تفسيق ولا تبديع، وليست متعلقة بتاريخ الصحابة رضوان الله عليهم. وبعد ذلك فقد نقلها جمع من الأئمة وشكروا القسري على فعله، مع ما يعرفون عنه من الجرح.
وليس من منهج العلماء الأئمة أن يطبقوا علم الجرح والتعديل على مثل هذه القصص، وإنما هذا شيء أحدثه بعض الناس في هذا الزمان ليردوا على خرافات المبتدعة، لكنهم غلوا فيه كثيرا، وجاوزوا الحد المطلوب.
¥(35/13)
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[20 - 09 - 08, 06:38 م]ـ
بارك الله فيك أخي عصام واستغفر الله
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[01 - 10 - 08, 07:26 م]ـ
نفلها الأئمة فكان ماذا؟؟؟ وشكروه على ماذا؟؟؟ أين السند؟؟؟
ـ[رائد محمد]ــــــــ[08 - 10 - 08, 04:05 ص]ـ
فائدة: هناك رد مفصل على من ضعف هذه القصة من أمثال الشيخ مشهور حسن سلمان في كتابه (قصص لا تثبت)، وهذا الرد للشيخ محمد خليفة التميمي في كتابه (مقالة التعطيل والجعد بن درهم) في 18 صفحة تقريبا، فلعل الأخ المكرم ربيع المغربي يعيد النظر في هذا الأمر.
والألباني رحمه الله يقول عن سند القصة في (مختصر العلو) ص133: (لكنه يتقوى بالذي بعده فإن إسناده خير منه،ولعله لذلك جزم العلماء بهذه القصة .... )!
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[08 - 10 - 08, 04:49 ص]ـ
والألباني رحمه الله يقول عن سند القصة في (مختصر العلو) ص133: (لكنه يتقوى بالذي بعده فإن إسناده خير منه،ولعله لذلك جزم العلماء بهذه القصة .... )!
فالشيخ الألباني إذا اعتمد الإسناد في النهاية، ولم يعتمد مجرد الشهرة. فجزم العلماء بها مع ما لها من إسناد تتقوى، ولكنَّ الأصل كان الإسناد ثم جَزْمِ العلماء. وهذا من منهج أهل الحديث.
هكذا فهمت، هداني الله وإياكم إلى الحق.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[08 - 10 - 08, 04:57 م]ـ
السلام عليكم.
لايمكن تصديق أي حدث تاريخي بلا إسناد.
وذلك لأن جميع الحوادث التاريخية هي دعاوي لوقوع أمور ممكنة لذاتها , وقعت في زمن ماضي , لم ندركها بحسنا , وعلى ذلك لايمكن قبول الدعوى , لمجرد أن بعضهم إدعاها , ولذك قال بعضهم , بإستحالة تصديق كل مانسمع , لأنه ينقل لنا الشيء وينقل لنا نقيضة أو ضده , وصدقهم كلهم محال عقلا , وكل الناقلين على نفس الرتبة , فليس بعضهم أولى بالصدق من بعض , وبهذا يميز العقلا بين الحدث التاريخي , سواء كان علمنا به يقيني أو ظني , وبين الأساطير والخزعبلات.
فالإسناد هو كل شي!!.
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[09 - 10 - 08, 10:09 م]ـ
السلام عليكم
أخي الفاضل رائد محمد هل بإمكانك نقل الرد المفصل وكذلك نقل تقوية الشيخ الألباني لنتدارس الأسانيد إذا كان بالإمكان أو أي أخ آخر
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[28 - 11 - 09, 07:23 ص]ـ
أحسنت أحسن الله إليك أخي عبدالله.
وأدعو الإخوة لقراءة كلام الشيخ الشريف حاتم حول كيفية التعامل مع الأخبار التاريخية وتنزيله بصيغة وورد بالنقر هنا:
http://www.baljurashi.com/books/Tareekh.zip
الرابط لا يعمل
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[28 - 11 - 09, 02:18 م]ـ
ذكر الامام الطحاوي هذه القصة في العقيدة الطحاوية ...
ـ[أحمد بن عبد المنعم السكندرى]ــــــــ[28 - 11 - 09, 04:23 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[01 - 12 - 09, 04:50 م]ـ
بارك الله فيك القصة تكلم عليها الشيخ مشهور حسن سلمان في كتابه قصص لاتثبت(35/14)
حديث حول الأذان في أذن المولود
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[02 - 08 - 02, 07:33 م]ـ
وقفت على حديث قلما يذكره العلماء عندما يطرقون مسألة الأذان في أذن المولود، وهو الحديث الآتي:
عن عبد الله بن عباس قال: حدثتني أم الفضل بنت الحارث الهلالية قالت: "مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس بالحجر فقال يا أم الفضل قلت لبيك يا رسول الله قال إنك حامل بغلام قلت يا رسول الله وكيف وقد تحالفت قريش أن لا يأتوا النساء قال هو ما أقول لك فإذا وضعتيه فأتني به قالت فلما وضعته أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى وألبأه من ريقه وسماه عبد الله ثم قال اذهبي بأبي الخلفاء قالت فأتيت العباس فأعلمته وكان رجلا لباسا جميلا موتئد القامة فتلبس ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قام إليه فقبل ما بين عينيه ثم أقعده عن يمينه قم قال هذا عمي فمن شاء فليباه بعمه فقال العباس بعض القول يا رسول الله قال ولم لا أقول هذا يا عم وأنت عمي وصنوا أبي وبقية آبائي وراثي وخير من أخلف من بعدي من أهلي قلت يا رسول الله قالت أم الفضل كذا وكذا قال هي لك يا عباس بعد ثنتين وثلاثين ومائة ثم منكم السفاح والمنصور والمهدي [ثم هي في أولادهم حتى يكون آخرهم الذي يصلي بالمسيح عيسى ابن مريم] ".
رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (9250) وأبو نعيم في "دلائل النبوة" مختصرا والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (1/ 63) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/ 351 - 352) من طريق أحمد بن رشد بن خثيم عن عمه سعيد بن خثيم عن حنظلة عن طاوس عن ابن عباس.
(والزيادة المذكورة في آخر الحديث ليست عند الخطيب وابن عساكر).
وقد ظهر لي أن علة هذا الحديث هي أحمد بن رَشَد (بفتح الراء والشين) بن خثيم الهلالي فهو مجهول الحال كما يظهر من تتبع رواياته.
فهل ما وصلت إليه صواب أم خطأ؟
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[03 - 08 - 02, 12:51 ص]ـ
الصواب معكم -إن شاء الله- أخي الفاضل محمد فضيل ...
فلم أجد جرحا ولا تعديلا في أحمد بن رشَد بن خثيم الهلالي، وقد روى منكرات، وانا في شك من أمره ...
فمن وجد فيه كلاما لأهل العلم فليفدنا مشكورا.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[03 - 08 - 02, 12:53 ص]ـ
وقد روى عنه أبو حاتم الرازي -كما في ترجمته من الجرح والتعديل- أحاديث أربعة في عهد عبيد الله بن موسى، فهل رواية أبي حاتم الرازي عنه تعديل له؟؟؟!
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 08 - 02, 09:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
أخي الحبيب محمد الأمين فضيل
ما توصلت إليه هو الصواب
وهذا الحديث ظاهره النكارة
وقد تكلم عليه الذهبي والهيثمي وابن حجر (أقر كلام الذهبي)
ولكنهم ذكروا اسمه
أحمد بن راشد
1 - الذهبي في الميزان (1/ 97) واتهمه بوضع هذا الخبر
2 - الذهبي في المغني (1/ 39)
3 - الهيثمي في المجمع (5/ 187) وقال اتهم بهذا الحديث
4 - ابن حجر في اللسان (1/ 271) وأقر كلام الذهبي
وللزيادة
قال الزيلعي في نصب الراية (1/ 347) بعدكلامه على حديث في البسملة
هذا أيضا لا يصح وسعيد بن خيثم تكلم فيه ابن عدي وغيره
والحمل فيه على ابن أخيه احمدبن رشد بن خيثم فإنه متهم وله أحاديث اباطيل ذكرها الطبراني وغيره
وروى له الخطيب في أول تاريخه حديثا موضوعا هو الذي صنعه
بسنده الى العباس انه عليه السلام قال له أنت عمي وصنو أبي وابنك هذا أبو الخلفاء من بعدي منهم السفاح ومنهم المنصور ومنهم المهدي مختصر
وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 40)
والذين ذكروه باسم أحمد بن رشد هما أبن أبي حاتم، ابن عبد الغني البغدادي كما في تكملة الاكمال (2/ 708)
وأنا الآن بعيد عن كتبي
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[04 - 08 - 02, 09:53 م]ـ
جزى الله الأخ خالد بن عمر خيرا ....
ثم استدركت فقلت:
قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (1/ 235): "وأحمد –أي ابن رشد بن خثيم الهلالي الكوفي- ضعيف جدا".
والعجب أنه لم يترجمه في اللسان.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[05 - 08 - 02, 11:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الحديث أخرجه الطبراني أيضا في الكبير (10/ 289) رقم 10580
باختلاف يسيرفي آخره
من طريق الحسين بن محمد الحنَّاط الرامهرمزي حدثنا أحمد بن رشد بن خثيم ...
قال في آخره
... فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قام إليه فقبل ما بين عينيه ثم أقعده عن يمينه قم قال هذا عمي فمن شاء فليباه بعمه فقال العباس بعض القول يا رسول الله قال ولم لا أقول هذا يا عم وأنت عمي وبقية آبائي والعم والد)
وفيه فوائد:
1 - أن الهيثمي بين علته في (5/ 187) ثم تناقض وحسنه (9/ 275)
2 - نقل الألباني رحمه الله هذا المقدار (أنت عمي وبقية آبائي والعم والد) وأخرجه في الصحيحة (3/ 34) رقم 1041
وقال هذا إسناد فيه ضعف وذكر كلام ابن أبي حاتم الذي نقله الأخ أبو إسحاق سابقا
وحاول أن يأتي لكل مقطع بما يشهد له!!! وهذا منهج غير صحيح
ثم قال الحديث حسن لغيره وجاء للكلمتين الأخيرتين (العم والد) بشاهدين لا ينفعان بشيء وقواها بهما!!!!!
والحديث هو هذا الذي استنكره الأئمة وقال الذهبي إن أحمد بن رشد اختلقه من عند نفسه كما سبق
وهو ضعيف جدا (الراوي) كما قال ابن حجر
3 - أن الألباني رحمه الله
قال عند هذا الحديث (1041) فيه أحمد بن رشد قال ابن أبي حاتم (1/ 1/51) ...
ثم جاء في نفس الجزء ص 234
وقال بعد أن ساق شاهدا عند ابن عساكر عن أحمد بن رشد نا حميد بن عبد الرحمن ...
قال الألباني رحمه الله:
ورجاله ثقات رجال مسلم غير أحمد هذا فلم أعرفه!!!
فسبحان من لا يعتريه الخطأ ولا النسيان
يراجع المعجم الأوسط تحقيق الشيخ طارق بن عوض الله و الحسيني
والله أعلم وأحكم
¥(35/15)
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[05 - 08 - 02, 12:10 م]ـ
جزاكما الله خيرا أيها الأخوان الفاضلان
ثم أود أن أنبه الأخ أبا إسحاق إلى أن ابن حجر ذكره في اللسان كما ذكره أخونا خالد.
ثم عندي سؤال إلى الأخوين: هل هناك منافاة بين وصف الراوي بالجهالة ووصفه بالضعف. وبعبارة أخرى إذا ثبت لدينا أن الراوي مجهول ثم بعد تتبع رواياته نجد فيها نكارة فنحكم عليها بالضعف؟
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[05 - 08 - 02, 10:22 م]ـ
جزى الله خيرا الأخ محمد الأمين فضيل، فلم أقرأ جيدا ما كتب الأخ خالد بن عمر ..
وبالنسبة لسؤالك أخي الفاضل، فلا منافاة بين وصف الراوي بالجهالة ووصفه بالضعف، لأنه قد يكون مقلا، فيحكم عليه بالجهالة من هذا الوجه، وقد يخالف فيما روى أو يأتي بمنكر، فيحكم عليه بالضعف، وهذا كثير جدا، ولعلي أفتح موضوعا لسبر أحاديث بعض الرواة من هذا القبيل ....
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[02 - 08 - 04, 01:24 ص]ـ
الحديث رواه ابن الجوزي في ((العلل المتناهية)) (1/ 291، 292/ 471) من هذا الوجه، وقال:
((هذا الحديث لا يصح، في إسناده حنظلة، قال يحيى بن سعيد: كان قد اختلط، وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال أحمد: منكر الحديث يحدث بأعاجيب)).
ولنا فيه جزء يُطبع قريباً إن شاء الله.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[03 - 08 - 04, 03:06 ص]ـ
الذي أعلمه أن حنظلة هو ابن أبي سفيان، وهو ثقة، قال أحمد: ((ثقة ثقة))، وقال ابن معين: ((ثقة حجة))، ووثقه أبوزرعة والنسائي وأبودود، واحتج به الشيخان.
فأتمنى من الأخوة تبين من حنظلة الذي قصده ابن الجوزي.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[03 - 08 - 04, 03:15 ص]ـ
والذين ذكروه باسم أحمد بن رشد هما أبن أبي حاتم، ابن عبد الغني البغدادي كما في تكملة الاكمال (2/ 708)
ويضاف إليهم ابن ناصر الدين في " توضيح المشتبه " (4/ 191).
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[03 - 08 - 04, 03:56 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الشيخ الدكتور خلدون الاحدب
في كتابه زوائد تاريخ بغداد ج1 ص 170 و ما بعدها:
أقول إعلال ابن الجوزي له بحنظلة خطأ من وجهين:
الأول: أن حنظلة في أسناد الخطيب ليس هو (حنظلة السدوسي) الذي نقل ابن الجوزي تضعيفة عن يحيى بن سعيد و يحيى بن معين و أحمد فإنه لم يرو عن طاووس كما أن سعيد بن خثيم لم يرو عنه
والذي في أسناد الخطيب هو حنظلة بن أبي سفيان القرشي الجمحي المكي) كما قاله الامام الذهبي
الثاني: أن علة الحديث هو أحمد بن راشد بن خثيم الهلالي و لم يتنبه محقق العلل المتناهية لذلك كله
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[04 - 08 - 04, 11:56 ص]ـ
قال شمس الحق العظيم آبادي في التعليق المغني ج 1 / ص 304: " أحمد بن رشد ضعيف، أتى بخبر باطل ".
ـ[اابو عبدالرحمن النجدي]ــــــــ[16 - 09 - 10, 12:13 ص]ـ
جزى الله الأخ خالد بن عمر خيرا ....
ثم استدركت فقلت:
قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (1/ 235): "وأحمد –أي ابن رشد بن خثيم الهلالي الكوفي- ضعيف جدا".
والعجب أنه لم يترجمه في اللسان.
ابن حجر ذكر في التلخيص أنه أحمد بن رشيد وليس راشد.
ولست أقصد بهذا الموافقة لهذا الاسم أو عدمه , لكن قصدي تصحيح النقل.
والله أعلم
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[16 - 09 - 10, 02:44 ص]ـ
قال الالبانى رحمه الله فى الضعيفه 24\ 339:
(تنبيهان):
الأول: وقع في "التاريخ " - كما تقدم -: (راشد) ... وزن فاعل، وكذا في غيره
- مثل "الميزان " و "اللسان " و "المجمع" -. وفي "الطبراني الكبير" - كما رأيت -:
(رَشَد) ... وزن بلد، وكذا هو في "الأوسط " (2/ 292/2/ 9404) من طريق أخرى
عنه، وهو الصواب؛ كما في "المؤتلف والمختلف" للدارقطني (2/ 907) وغيره - كالمصادر
المذكورة في التعليق عليه -؛ فراجع إن شئت.
.......
فى تعليقه رحمه الله على الحديث رقم 6145 ....
والله اعلم
ـ[ابن الصايغ]ــــــــ[01 - 12 - 10, 02:58 م]ـ
قال شيخنا عبدالعزيز الخضير في حديث
الأذان في أذن المولود:
الحمد لله وبه نستعين:
حديث: عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، قال:" رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ r أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلاَةِ ". قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
هذا الحديث أخرجه أبو داود (4441) , و الترمذي (1436) , من طريق سفيان عن عاصم بن عبيدالله عن عبيدالله ابن أبي رافع عن أبيه. وفي إسناده عاصم بن عبيدالله غمزه مالك وضعفه ابن معين ,وقال البخاري منكر الحديث, وقال أبو حاتم منكر الحديث ليس له حديث يعتمد عليه. انظر: الكاشف للذهبي (2530).
قلت: والحديث ضعيف ولا يحتج به.
وفي رواية: لأبي يعلى الموصلي, والبيهقي عن طلحة بن عبيدالله عن حسين قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r :" مَنْ وُلِدَ لَهُ فَأَذَّنَ فِي أُذُنِهِ الْيُمْنَى وَأَقَامَ فِي أُذُنِهِ ليسرى، لَمْ تَضُرَّهُ أُمُّ الصِّبْيَانِ ". وقد أخرجه أبو يعلى (6780) , والبيهقي في الشعب (8619) , من حديث يحيى بن العلاء عن مروان بن سالم, عن طلحة بن عبيدالله, عن حسين به. وآفت الحديث يحيى بن العلاء ومروان بن سالم. أما يحيى بن العلاء فقد قال عنه الإمام أحمد كذاب يضع الحديث, وقال ابن معين ليس بثقة, وقال عنه الحافظ رومي بالوضع. وأما مروان بن سالم الغفاري فقد قال عنه أحمد ليس بثقة, وقال النسائي متروك الحديث, وقال البخاري ومسلم منكر الحديث, وقال أبو حاتم منكر الحديث جداً, انظر: تهذيب التهذيب 10/ 48. وقال الدارقطني متروك الحديث, انظر: العلل رقم (1385) , فالحديث موضوع ولا يعمل به مطلقاً.
(*) أم الصبيان: وَهِيَ التَّابِعَةُ مِنْ الْجِنِّ وَقِيلَ مَرَضٌ يَلْحَقُهُمْ فِي الصِّغَرِ.
والله تعالى أعلم,,,
¥(35/16)
ـ[محمد شكرى]ــــــــ[09 - 12 - 10, 01:01 ص]ـ
افدتم وبينتم جزاكم الله خيرا(35/17)
سؤال حول ما استثنى الشيخان إيراده في الصحيحين
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[04 - 08 - 02, 12:04 ص]ـ
الإخوة الكرام:
هل هناك دليل واضح على أنّ البخاري استثنى من صحيحه أحاديث يرى صحّتها ولكنها لم تبلغ شرطه في الصحيح؟
فالذي وصلتُ إليه بعد البحث المتواضع هو أنّ ما يستثنيه البخاري من صحيحه:
1) إمّا أنّه ضعيف عنده.
2) أو صحيح ولكنّه لم يورده لأنّه لم يقصد استيعاب الصحيح.
أمّا القسم الثالث وهو:
3) أحاديث صحيحة لكن لم تبلغ شرطه في الصحيح، فهل عليه من دليل؟
وكذلك الإمام مسلم.
وفقكم الله لكلّ خير.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 08 - 02, 12:19 ص]ـ
قال مسلم في صحيحه:
وفي حديث جرير عن سليمان عن قتادة من الزيادة وإذا قرأ فأنصتوا وليس في حديث أحد منهم فإن الله قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم سمع الله لمن حمده إلا في رواية أبي كامل وحده عن أبي عوانة قال أبو إسحق قال أبو بكر ابن أخت أبي النضر في هذا الحديث فقال مسلم تريد أحفظ من سليمان فقال له أبو بكر فحديث أبي هريرة فقال هو صحيح يعني وإذا قرأ فأنصتوا فقال هو عندي صحيح فقال لم لم تضعه ها هنا قال (((ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ها هنا)))) إنما وضعت ها هنا ما أجمعوا عليه
يعني قال أبو بكر: لم لم تضعه هاهنا في صحيحك؟ فقال مسلم: ليس هذا مجمعا على صحته , ولكن هو صحيح عندي , وليس كل صحيح عندي وضعته في هذا الكتاب , إنما وضعت فيه ما أجمعوا عليه ثم قد ينكر هذا الكلام ويقال: قد وضع أحاديث كثيرة غير مجمع عليها , وجوابه أنها عند مسلم بصفة المجمع عليه , ولا يلزم تقليد غيره في ذلك.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[04 - 08 - 02, 03:02 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمّد.
نعم أخي هذه أحاديث صحّت عند مسلم لم يوردها في صحيحه لأنّه لم يستوعب الصحيح (انظر رقم 2 أعلاه).
لكن سؤالي هو:
هل هناك دليل على وجود أحاديث صحّت عند الإمام مسلم ولم يوردها في صحيحه لأنّها (((لم تبلغ شرطه في صحيحه)))؟
وكذلك البخاري (رحمه الله).
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[04 - 08 - 02, 03:27 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
الأمر يحتاج جمعا للأحاديث التي حكم البخاري (مسلم) بصحتها ولم يوردها في الصحيح ......
ثم يبقى النظر هل هي على شرط الصحيح أم لا ....
لعل شيخنا الهيثم قد فعل ..
ـ[أحمد الشبلي]ــــــــ[04 - 08 - 02, 05:20 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
أخي العزيز هيثم وفقه الله تعالى
أظن ما أورده الأخ محمد الأمين موافق لما سألت عنه لأن كلام الإمام مسلم المنقول يتضمن شرطاً من شروط كتابه وأعني بذلك (ما اجتمع على صحته)، ويكون استثناؤه لهذا الحديث لا لمجرد أنه لم يلتزم تخريج كل الصحيح، بل لأن الحديث لم يجمع عليه كما هو مفهوم جوابه.
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 08 - 02, 07:15 ص]ـ
وفي سؤالات البرذي
شهدت أبا زرعة ذكر كتاب الصحيح الذي ألفه مسلم بن الحجاج (عند)
الفضل الصائغ على مثاله فقال لي أبو زرعة هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه فعملوا شيئا يتشوفون به ألفوا كتابا لم يسبقوا إليه ليقيموا لأنفسهم رياسة قبل وقتها وأتاه ذات يوم وأنا شاهد رجل بكتاب الصحيح من رواية مسلم فجعل ينظر فيه فإذا حديث عن أسباط بن نصر فقال لي أبو زرعة ما أبعد هذا من الصحيح يدخل في كتابه أسباط بن نصر ثم رأى في الكتاب قطن بن نسير فقال لي وهذا أطم من الأول قطن بن نسير وصل أحاديث عن ثابت جعلها عن أنس ثم نظر فقال يروي عن
حمد بن عيسى المصري في كتابه الصحيح قال لي أبو زرعة ما رأيت أهل مصر يشكون في أن أحمد بن عيسى وأشار أبو زرعة بيده إلى لسانه كأنه يقول الكذب ثم قال لي يحدث عن أمثال هؤلاء ويترك عن محمد بن عجلان ونظرائه ويطرق لأهل البدع علينا فيجدون السبيل بأن يقولوا لحديث إذا احتج عليهم به ليس هذا في كتاب الصحيح ورأيته يذم وضع هذا الكتاب ويؤنبه فلما رجعت إلى نيسابور في المرة الثانية ذكرت لمسلم بن الحجاج إنكار أبي زرعة عليه روايته في هذا الكتاب عن أسباط في المرة الثانية ذكرت لمسلم بن الحجاج إنكار أبي زرعة عليه روايته في هذا الكتاب عن أسباط بن نصر وقطن بن نسير وأحمد بن عيسى فقال لي مسلم إنما قلت صحيح وإنما أدخلت من حديث أسباط وقطن وأحمد ما قد رواه الثقات عن شيوخهم إلا أنه ربما وقع إلي عنهم بارتفاع ويكون عندي من رواية من هو أوثق منهم بنزول فاقتصر على أولئك وأصل الحديث معروف من رواية الثقات وقدم مسلم بعد ذلك إلى الري فبلغني أنه خرج إلى أبي عبد الله محمد بن مسلم بن وارة فجفاه وعاتبه على هذا الكتاب وقال له نحوا مما قاله أبو زرعة إن هذا يطرق
لأهل البدع علينا
فاعتذر إليه مسلم وقال إنما أخرجت هذا الكتاب رجاء هو صحاح ولم أقل إن مالم أخرجه من الحديث في هذا الكتاب ضعيف ولكني إنما أخرجت هذا من الحديث الصحيح ليكون مجموعا عندي وعند من يكتبه عني فلا يرتاب في صحتها ولم أقل إن ما سواه ضعيف ونحو ذلك مما اعتذر به مسلم إلى محمد بن مسلم فقبل عذره وحدثه
¥(35/18)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 08 - 02, 07:17 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1406
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[04 - 08 - 02, 07:30 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي أحمد. وقع في نفسي أنّ ذاك هو مقصود الأخ محمّد، لكنّني لم أجزم به.
الذي قصدتُ (أخي) هو شرطهما في الأسانيد والرجال ... إلخ.
مثلاً:
ذكر بعض أهل العلم أنّ سبب تعليق البخاري لبعض الأحاديث بصيغة الجزم وعدم إيراده لها مسندة في الصحيح هو: أنّها صحّت عنده دون أن تبلغ شرطه.
فما الدليل على وجود أحاديث صحّت عند البخاري ولم تبلغ شرطه في الصحيح؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[04 - 08 - 02, 07:42 ص]ـ
أخي ابن وهب:
سؤالي يدور في دائرة النقاش الذي تفضّلت بوضع رابطه.
من الممكن أن يرد على كلام الحاكم: أنّه ليس هناك داع للبحث عن علّة حديث لم يرو الشيخان شيئاً في معناه ولا بابه؛ لانّه من الممكن أن يكون صحّ لديهما الحديث لكنّهما لم يروياه لأنّه لم يبلغ شرطهما في الصحيحين.
فهل هناك دليل على ذلك؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 08 - 02, 04:15 م]ـ
اخي الكريم الشيخ هيثم حمدان
(من الممكن أن يرد على كلام الحاكم: أنّه ليس هناك داع للبحث عن علّة حديث لم يرو الشيخان شيئاً في معناه ولا بابه؛ لانّه من الممكن أن يكون صحّ لديهما الحديث لكنّهما لم يروياه لأنّه لم يبلغ شرطهما في الصحيحين.
فهل هناك دليل على ذلك؟
)
انا لم افهم السؤال جيدا
ولكني ساعلق بحسب ما فهمت
اخي الكريم غالب الاحاديث التي لم يخرجها البخاري في صحيحه
فهي ليست على شرطه في الصحيح
وقول الحاكم هو من باب المذاكرة والبحث
فان المحدث يفرح كثيرا ان هو عرف علة حديث
وحبذا لو يقوم احد ببحث في احاديث المسند مثلا
زوائد المسند على الصحيحين
ثم يبين العلة التي منعت البخاري وسلم من اخراج ذا الحديث او ذاك
وللموضوع صلة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 08 - 02, 09:21 م]ـ
قال اخي الشيخ هيثم حمدان
(ذكر بعض أهل العلم أنّ سبب تعليق البخاري لبعض الأحاديث بصيغة الجزم وعدم إيراده لها مسندة في الصحيح هو: أنّها صحّت عنده دون أن تبلغ شرطه.
فما الدليل على وجود أحاديث صحّت عند البخاري ولم تبلغ شرطه في الصحيح؟
)
اما نص عن الامام البخاري فلا اعلم
ولكني رايت الاسماعيلي وهو من المتقدمين ينص على هذا الكلام
فاما انه قد وقف على نص للبخاري في هذا الباب
او قاله بحثا
وفي كلا الحالتين فهو حجة
لان الاسماعيلي لان ياتي بكلام من كيسه
بل هو كلام العلماء في زمانه
وبينهم وبين البخاري زمن يسير
وهذا الامر لااعلم فيه مخالفا
تجد الحاكم مثلا ينص على هذا
وكذا البيهقي
فاذا معلقات البخاري التي جزم بها ولم يوردها مسنداا قل شانا عند العلماء
بل قد نصوا على ذلك
فمثلا هناك احاديث صححها البخاري ولكنه لم يوردها في الصحيح
فمثلا الترمذي ينقل عنه ان ذا الحديث صحيح
وهذا الحديث ليس في الصحيح
فهنا نقول ان هذا الحديث ليس من شرط البخاري في الصحيح
طبعا هذه الامور معروفة لدى الشيخ هيثم حمدان
ولكني ذكرتها لتعلقها بالموضوع
وللموضوع صلة
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[10 - 08 - 02, 11:48 م]ـ
بارك الله فيك أخي ابن وهب.
وجزى الله بقيّة الإخوة خيراً.
لا زلتُ أبحث عن دليل (عملي) على أنّ الشيخان لم يدرجا في الصحيحين أحاديث صحّت عندهما لأنّها لم تبلغ درجة ما يوردانه في الصحيحين.
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[07 - 02 - 08, 05:21 م]ـ
أنزل المرفق
بارك الله فيك(35/19)
لماذا اختار جمهور السلف البروك بالركب تصحيح حديث شريك
ـ[منهاج السنة]ــــــــ[04 - 08 - 02, 10:52 م]ـ
سلسلة الاختيارات الفقهية:
العدد الثاني:
الدّر المفقود في كيفية الإهواء إلى السجود
لماذا اختار جمهور السلف البروك بالركب؟
الحلقة الأولى
المؤلف
الشيخ مختار الطيباوي
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ونتوب إليه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهديه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
أما بعد؛
فقد كنا نظن زمنا، ونحن ببلد سكانه على مذهب الإمام مالك ـ رحمه الله ـ أن الإهواء إلى السجود على اليدين من المسائل التي لا دليل لهم عليها، حتى قرأنا للعلامة محدث الشام: فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ كتابه " صفة الصلاة" وغيره، فعرفنا حينئذ أن لأهل بلدنا مستندا من السنة في هذه المسألة، فالحمد لله على فضله.
ولكن قد بدا لي فيها رأي آخر إتباعا لأكثر أئمتنا من المحدثين والفقهاء،أحببت عرضه على إخواني للإفادة والاستفادة، فهذا هو:
فعن وائل بن حجر ـ رضي الله عنه ـ قال:" رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، و إذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه."
أخرجه أحمد في" المسند" {381/ 2}، والدار مي في" السنن" {303/ 1}، وأبو داود في"كتاب الصلاة" {222/ 1}، والترمذي في" السنن" {56/ 2}، والنسائي في" كتاب التطبيق" {206/ 2}، وابن ماجة في" السنن" {286/ 1}،وابن خزيمة في" صحيحه" {318/ 1}،و ابن حبان في"صحيحه" {191/ 3}، والطبراني {97/ 22}، والدار قطني في"السنن" {345/ 1}، والطحاوي في" شرح معاني الآثار" {255/ 1}، والبيهقي في" السنن" {98/ 2}، والحاكم في" المستدرك" {226/ 1} وصحّحه ووافقه الذهبي، والبغوي في"شرح السنة" {133/ 3}، والحازمي في" الاعتبار" {222}،وقال:" هذا حديث حسن على شرط أبي داود، وأبي عيسى الترمذي، و أبي عبد الرحمن النسائي."
وذكره كذلك الصنعاني في" سبل السلام" {366/ 1}، والمناوي في" فيض القدير" {373/ 1}،والقاري في" مرقاة المفاتيح" {552/ 1}.
قال الشيخ ناصر الألباني ـ رحمه الله ـ:" هذا سند ضعيف، وقد اختلفوا فيه"،ثم نقل كلام الدار قطني:" تفرد به يزيد [ابن هارون] عن شريك، ولم يحدث به عن عاصم بن كليب غير شريك، وشريك ليس بالقوي فيما تفرد به."" الضعيفة:329/ 2".
قلت: قولهم عن راو ما:"ليس بالقوي"، ليس كقولهم عنه:" ليس بقوي"،فإنّ الأول يقتضي نفي القوة عنه نسبيا، بينما يقتضي الثاني نفيها عنه بالكلية، فإنّ النّكرة في سياق النفي تفيد العموم.
وعليه، يجب تنزيل كلام الدار قطني السابق على هذا الأصل.
كما أن قولهم:" سند ضعيف" لا يستلزم ضعف متنه، فإنه من المقرر أن صحة السند ظاهرا لا تستلزم صحة المتن، فقد روى الثقات أحاديث صحيحة السند ظاهرا، جزم المحدثون بأنهم غلطوا فيها.
لذلك فإن كلام الدار قطني الذي نقله الشيخ الألباني ليس تصريحا منه بضعف حديث شريك، و إنما الذي فعله هو وصف الضبط عنده، ويبقى على البحث و التحقيق تبيان إن كان شريك قد غلط فيه أم لا؟، كونه نفى عنه القوة معرفة بالألف واللام.
ووصف الضبط من المحدث ـ في حديث ما ـ ليس حكما منه على الراوي حكما عاما، فقد قال الدار قطني عن شريك في"علله" {225/ 2}:" ثقة".
كما يجب التنبيه على أن أئمة الحديث يردون أحاديث الثقات التي تبين لهم خطؤهم فيها، ويقبلون أحاديث الضعفاء ما عرفوا حفظهم وضبطهم لها، ولا يكتفون بمجرد معرفة أحوال الرواة في الجرح و التعديل.
وعليه، فإن حديث شريك يجب النظر فيه،في ضوء الملابسات الفقهية، والتي لا يتسنى فيها فصل المرفوعات عن الموقوفات، أو فصلها عن فتاوي الأئمة،وقواعد التعليل و الاستنباط، كما هو صنيع الحفاظ و النقاد الذين صححوه، وعملوا بموجبه.
ورجل مثل شريك، قال عنه الذهبي في" ميزان الاعتدال" {670/ 2}:" كان من أوعية العلم"
ولابد أنه حمل كثيرا من الأحاديث، ومثله لا يستغرب منه الانفراد، فإنه من المعلوم أن المكثرين من الرواية قد ينفردوا، والانفراد منهم غير مستبعد، وإنما يضر الانفراد المقلين.
¥(35/20)
ومما يؤيد أن شريكا كان من المكثرين ما نقله الذهبي عن ابن أبي حاتم أنه سأل أبو زرعة عن شريك: يحتج به؟ فقال:" كثير الحديث، صاحب وهم، يغلط أحيانا" {ميزان الاعتدال:274/ 2}،و {الجرح و التعديل} لابن أبي حاتم {367/ 4}.
قال العجلي في" معرفة الثقات" {453/ 1}:" كان أروى الناس عنه إسحاق بن يوسف الأزرق الو اسطي، سمع منه تسعة ألاف حديث".
وقال ابن سعد في" الطبقات الكبرى" {379/ 6}:" ثقة مأمون كثير الحديث، ويغلط كثيرا."
قال الإمام أحمد:" قديم السماع من أبي إسحاق"
و التفرد قد يكون لأسباب منها: الضبط والإتقان،إذا كان المنفرد يفوق من خالفهم في الضبط والإتقان،وجودة الأداء، وقد يكون لكثرة الحفظ و المشايخ، وقدم السماع.
وتفرد شريك من القسم الثاني، فمن سمع أكثر من أقرانه و كان أقدم سماعا منهم، فلا بد وانه قد سمع مالم يسمعوه.
وعليه، و باعتبار المتابعات و الشواهد، وفتاوى الصحابة و التابعين يظهر أن سبب تفرد شريك كثرة الحفظ، وقدم السماع.
فهذا التحليل مما لا يجب إهماله عند التعرض لأحاديث المنفردين،و بخاصة إذا علمنا أن في تلك العصور القديمة كان الانفراد دليل قدم الطلب وسعته.
ثم إن التفرد يصير علة قادحة إذا خالف المنفرد من هو أو ثق منه، وهذا الذي حاول الشيخ ناصر تقريره عندما نقل قول يزيد بن هارون:" إن شريكا لم يرو عن عاصم غير هذا الحديث".
و أيده بقوله في" الإرواء" {76/ 3}:"إن شريكا خالف غيره من الثقات و الحفاظ مثل زائدة بن قدامة".
قلت: لكن الثقات الضباط قد خالفوا هم ـأيضاـ زائدة، فرووا الحديث بخلاف روايته، بألفاظ متقاربة و أحيانا متباينة، كما يظهر من مجموع طرق الحديث عن وائل ـ رضي الله عنه ـ
و لا يمكن الطعن فيهم كلهم، وفيهم رجال الصحيح: سفيان الثوري، و عبد الله بن المبارك، وهمام بن يحي، وهشام الدستوائي و غيرهم، فلزم أن شريكا لم يخالف زائدة لوحده.
فإن قيل: إن مجموع روايات الحديث المتفرقة ضمها حديث زائدة إلا رواية شريك؟
قلنا: أولا: زائدة روى ما رووا على انفراد، فروى بالنسبة لكل واحد منهم مالم يرو، وأصل الحديث عن وائل بن حجر واحد، إلا انه قطع فروي كل واحد منهم جزءا.
و الذي يظهر من مجموع طرق الحديث، أن الحديث عن وائل ـ رضي الله عنه ـ قسمه الرواة عنه بحسب الموضوع الفقهي، لذلك يعد كل قسم أو قطعة منه حديثا بحد ذاته.
وهذا العمل قد فعله جمهور المحدثين، وذكره الإمام مسلم في "مقدمة صحيحه" {124/ 1}.
فالتعارض يكون إذا كان المجلس واحدا، و إلا فتعد الوجوه المختلفة طرقا مستقلة.
ذكر ابن رجب في " شرح علل الترمذي" {ص:292} عن يحي بن معين أنه قال:" شريك أحب إلي في أبي إسحاق من إسرائيل وهو أقدم"
وقرن مرة أخرى بينه و بين أبي عوانة في أبي إسحاق.
ونقل جماعة عن الإمام أحمد تقديم شريك على إسرائيل في أبي إسحاق، وقال:" إنه أضبط عنه،و أقدم سماعا".
و عبد الرحمان بن مهدي:" رجح إسرائيل على الثوري و شعبة ".
قال العجلي:" و يقال: إن شريكا أقدم سماعا منهم".
قال يحي بن معين:" وهو يروي عن قوم لم يرو عنهم سفيان [يعني الثوري] "نفس المصدر السابق و الصفحة".
فتبين من هذه النقول أن سماع هؤلاء الأئمة من أبي إسحاق السبيعي لم يكن واحدا، و أبو إسحاق السبيعي هو الذي ذكر فيما رواه عنه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح أنه رأي أصحاب عبد الله بن مسعود يهوون على الركب، ولفظه:" كان أصحاب عبد الله إذا انحطوا للسجود وقعت ركبهم قبل أيديهم""المصنف" {624/ 1}.
و عليه يمكن القول: إن سماع شعبة، وسفيان، وهشام، وهمام، وإسرائيل، وزائدة وغيرهم لم يكن في وقت واحد، و شريك أقدم سماعا منهم في أبي إسحاق، وأعلمهم برواياته كما شهد له بذلك الأئمة الفحول في الحديث.
ولذلك نقول: وصف الرواة وصفا عاما جائز فيمن اتفقوا على تركه، أما من ضعفوه ولم يتركوه، واعتبروا بحديثه فيلزم ترجمته بالتقيّد بمشيخته، فمن الرواة من تكلموا فيه عموما، وهو من أثبت الناس في شيخه، أو في أهل بلده، ومنهم من وثقوه وهو ضعيف في بعض الشيوخ، أو قد يكون مقبولا في المغازي أو التفسير ضعيفا في غيرها.
¥(35/21)
فتقسيم المحدثين للرواة إلى طبقات باعتبار الشيوخ له فائدة معرفة التفرد و المخالفة، لأن ملابسات الرواية والسماع قد تظهر من صيغ التحمل و الأداء، ولكنها في الغالب تظهر بمقابلة الطرق وجمعها إلى بعضها البعض.
ذلك أنه قد ثبت عند المحدثين أن يعضا من الصحابة رووا أجزاء من أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم رواها آخرون كاملة، وذلك كأن يحضر في آخر المجلس، أو يشغله أمر من طلب طهارة أو دابة فلتت منه ـ كما حصل لعمران بن حصين ـ أو لإجابة سائل أو متسول وغيرها من أمور تدفع بالسامع إلى التشاغل عن الراوي.
و كذلك الرواة الثقات قد ينسوا زيادة في حديث و يحفظها من هو دونهم في الإتقان ويرويها، وهذا راجع للأسباب المذكورة.
و قد لا يعرف السامع أن الشيخ في مجلس فتوى أو مذاكرة، وان الحديث الذي أرسله متصل السند، فيأخذ هذا السامع الحديث على أن الشيخ أرسله.
ولذلك فإن عرض سند مثل هذا الحديث على بقية الطرق، ومعرفة أحوال المجلس إن كان واحدا أو متعددا، وعرض المتن على النقد الفقهي و الأصولي كفيل بتبيان هذه الأوجه.
ومن جهة أخرى: يمكن أن نقول: كلام يزيد بن هارون قد يفسر لصالح شريك لا عليه،.
فإن من وصف بالوهم و الخطأ من الرواة العدول، قد يكون وهمهم في السند، كما قد يكون في المتن،والوهم في السند يقتضي أن يصحف أو يقلب، ومقولة يزيد مما ينفي عن شريك هذا الضرب من الوهم، فلم يبق إلا الوهم في المتن، وهو الذي قصد الشيخ الألباني.
فنقول: ما يمنع أن تكون رواية شريك حديثا آخر غير حديث زائدة، وقد علمت أن الثقات من رجال الصحيح قد خالفوا زائدة،ولم يكن ذلك طعنا في رواياتهم،ذلك انه كثيرا ما يحصل أن يروي الشيخ لرجل مالا يرويه لآخر، للاختلاف طرق التحمل ومدته.
مثل ذلك رواية الموطأ عن مالك بلغت إلى عشرين رواية، تختلف فيما بينها إلى حوالي مائتي حديث،وقد سبق و أن أوضحنا أن الرواة في طبقة شريك سماعهم من أبي إسحاق لم يكن في مجلس واحد.
فلو أننا علمنا أن زائدة استوعب أحاديث عاصم ـ كما هو الشأن في رواة آخرين عن شيوخ آخرين ـ لسلم للشيخ الأمر، ولقلنا معه: إن شريكا قد خالف من هو أو ثق منه.
يوضحه: أن زائدة قد ذكر الحديث بأتم من شريك ـ كما قال الشيخ ـ ولم يذكر الإهواء سواء على اليدين أو على الركب، فلو أنه ذكر مثلا الإهواء على اليدين، وقد ذكر شريك الإهواء على الركب، لقلنا: قد خالف شريك من هو أوثق منه.
وعليه، يجب التفريق بين أنواع الزيادات، فمنها الزيادة المخالفة المعارضة للمزيد عليه، ومنها الزيادة التي لا تعارض المزيد عليه، بل هي من قبيل زيادة البيان حسب المقتضى،:"فإذا انفرد العدل الصادق عن سائر الثقات بزيادة لا تنافي المزيد عليه قبلت، وهو قول الشافعي و جماعة من الفقهاء، و قيّد ذلك الإمام أحمد بأن لا يترك الجمهور هذه الزيادة " المسودة" {ص:299}.
و في مسألتنا هذه، زيادة شريك لا تعارض روايات باقي الرواة، فتثبت ما نفوا، أو تنفي ما أثبتوا،فإنه لا ينسب لساكت قول كما قال الشافعي.
كما أنها زيادة لم يردها جمهور المحدثين و الفقهاء، و أكثر أصحاب الكتب في الحديث قبلوها، وقد تبين أن مجلس سماع الرواة في طبقة شريك كان مختلفا متعددا في الزمان والمكان.
وهنا ملاحظة يجب ذكرها: وهي إن ما انفرد به الراوي الصادق إذا كان معمولا به في عهد الصحابة وكبار التابعين، أو مرويا من جهات أخرى بما يوافقه أو يشهد عليه، قبل من انفرد به هذا الراوي وعلم أن له أصلا قويا.
ووصف مثل هذا الحديث بالشذوذ أو النكارة لا يضره بل لا يصح،لأن بتداوله عملا و قولا عند الصحابة والتابعين لا يكون إلا محكما أو منسوخا، لا يحتمل احتمالا آخر، فلا يعقل أن نقول عما صح عن الصحابة والتابعين أنه شاذ أو منكر.
والحديث بتداوله عند الصحابة و التابعين كعمل يصبح مشهورا، ولأسباب خفية وملابسات الرواية اعترضت سنده علل بالنظر فيما قلناه سابقا يتبين أنها علل إضافية ليست أصلية فيه، ولذلك فإن أحاديث المنفردين يشترط فيها أن لا تخالف الأحاديث المشهورة،أو الإجماع، أو عمل جمهور الصحابة.
كما أن فقه الراوي و علمه بالخلاف عامل قوي في قبول ما انفرد به.
¥(35/22)
و يمكن الجواب من وجه آخر يدل على أن شريكا قد ضبط الحديث عن عاصم، وهو ما نقله البغدادي في" تاريخ بغداد" {682/ 9}، والذهبي في " ميزان الاعتدال" {270/ 2}:" قال سعدوية:إنه سمع عبد الله بن المبارك يقول: "شريك أعلم بحديث الكوفيين من سفيان [الثوري] "
وفي " تهذيب الكمال" {470/ 12} عن وكيع أنه قال:" لم يكن أحد أروى عن الكوفيين من شريك".
وهذه شهادة من إمامين عظيمين لا يخرج الكلام منهما إلا مخرج الحكم، لانهما في سياق المقارنة،وهما أعلم بهذه الطبقة ممن جاء بعدهم.
ومثل شريك في هذا الباب إسماعيل بن عياش، عن أهل الشام وثقوه وفي غيرهم ضعفوه.
ولذلك يجب أن نقول: إن ترجمة أمثال شريك يجب أن تكون على ضوء شيوخهم و بمتابعة طرق حديثهم.
قال ابن رجب في" شرح العلل" {ص:92}:" اعلم أن الرواة أقسام: فمنهم من يتهم بالكذب، ومنهم من غلب على حديثه المناكير لغفلته و سوء حفظه، وقسم ثالث: أهل صدق و حفظ و يندر الخطأ والوهم في حديثهم أو يقل، هؤلاء هم الثقات المتفق على الاحتجاج بهم، وقسم رابع: هم أيضا أهل صدق و حفظ ولكن يقع الوهم في حديثهم كثيرا، لكن ليس هو الغالب عليهم، وهذا القسم الذي ذكره الترمذي هاهنا".
فهذه الطبقة و إن كان ترك الحديث عنهم مثل: يحي القطان، فقد حدث عنهم ابن المبارك،وابن مهدي، ووكيع بن الجراح، و أحمد بن حنبل، و البخاري، ومسلم، و أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، و ابن خزيمة، وابن حبان، والبيهقي و أكثر أهل الحديث على أمور ضبطوها وقرائن اشترطوها."
ووجه آخر للجواب يمكن التعويل عليه:
إن الأحاديث الكثيرة التي رواها وائل بن حجر ـ رضي الله عنه ـ واصفا فيها صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بدقة متناهية، وفي بعضها أنه كان يترقب صلاته، تستلزم ضرورة و صفه لكيفية الإهواء إلى السجود، وهي من أكبر حركات الصلاة للانتقال المصلي من حالة القيام إلى حالة القعود، وقد نقل رضي الله عنه من صلاة النبي صلى الله عليه وسلم أمورا هي أدق و أخفى من الإهواء، وجاء من طريقه عدة أحاديث في الباب، و إن كان المعارض يدعي تعليلها إلا أن ذلك قرينة أخرى على ضرورة وصفه الإهواء إلى السجود، فكان دليلا آخر على أن شريكا لم يخالف من هو أوثق منه.
الوهم ليس قادحا في جميع الأحوال:
إن راوي الحديث ممن وصف بالوهم إذا روى حديثا حكمه متعلق بفقهه، لم يضر الرواية وهمه العام، فإن العادة تغلب على الذاكرة، لكن إذا كان الحديث يتعلق بخبر لا يتعلق بفقهه، فالوهم هنا يصير جرحا مضعفا للحديث.
وهذا أمر معهود في غالب الناس يتعبد أحدهم بعبادة ينسى كيف تعلمها، ويحافظ عليها طول عمره، حتى إذا سئل عن دليلها بهت عنه، لبعد عهده به، و إنما طول التكرار جعله لا ينسى كيفية أدائها كما هو الحال في كثير من الشيوخ و العجائز.
والرواة الذين اختلطوا بأخرة لم نعلم عنهم أنهم اختلطوا في وضوئهم و صلاتهم، وغير ذلك مما هو من فقههم وعادتهم مع العلم أن الاختلاط أشد من الوهم.
وحديث شريك هذا مما يتعلق بفقهه، وهو مسلم يؤدي خمس صلوات في اليوم ناهيك عن النوافل،ولابد له من الإهواء إلى السجود.
فإن قيل: وما الدليل على أن هذا الحديث من فقهه؟
قلنا: نقل الحازمي في" الاعتبار" عن ابن المنذر أن الإهواء على الركب ذهب إليه أهل الكوفة،وشريك كوفي مثله مثل سفيان الثوري، وعبد الرحمان بن أبي ليلى، و أبي حنيفة وغيرهم.
وقد سكن الكوفة من الصحابة عبد الله بن مسعود،ووائل بن حجر و ثبت عنهم الإهواء على الركب، وسكنها علي، وصح عنه النهوض على صدور القدمين.
قال الدار مي في" السنن":" أهل الكوفة يختارون الأول [أي: الإهواء على الركب].
إن الرواي إذا وصف بأنه يهم أو يغلط، كان ذلك وصفا لبعض مرويا ته، وليس لجميعها و إلا أسقطوه بالكلية.
و إنما بتتبع أحاديثه يعلم في أيّها وهم، وبما مر عليك من تحقيق فإن شريكا لم يهم في هذا الحديث، فليكن الوهم في أحاديث أخر.
ومما يؤيد هذه القاعدة وهو مثال صالح عليها أن الثقات رووا حديث ترك الجمعة و اتفقوا في رواياتهم على أن من ترك ثلاث جمعات فقد جعل الإسلام وراء ظهره، بينما روى شريك أربع جمعات.
¥(35/23)
فهذا الخطأ من شريك في أمر لا يتعلق بفقهه العملي لأنه من باب الأخبار التي يحفظها الراوي ثم لا يعود إليها بالتحديث إلا حينا بعد حين، بينما ما يتعلق بفقهه العملي كالصلاة والصيام و الطهارة وغيرها يرجع إليه على الدوام.
ومع ذلك فإننا قد وجدنا لشريك كثيرا من الأحاديث التي هي من قسم الأخبار وقد ضبطها و أداها بألفاظها، منها:
1 ـ حديث أبي هريرة:" إذا استهل المولود ورّث"
رواه أبو داود من طريق محمد بن إسحاق، وعنه رواه البيهقي، ورواه ابن ماجة عن جابر من طريق أبي الزبير، ومن طريق سعيد بن المسيب.
و أخرجه ابن عدي من طريق شريك عن أبي إسحاق عن عطاء عنه به، و فيه زيادة" صلى عليه وورث" التي جاءت كذلك في طريق أبي الزبير.
فهذا الحديث قد ضبطه شريك ولم يخالف فيه الثقات.
2 ـ حديث" أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك"
أخرجه أبو داود و الترمذي و الدار مي و الخرائطي في " مكارم الأخلاق"، و الدار قطني والحاكم من طريق طلق بن غنام عن شريك.
فهذا الحديث قرن فيه شريك وقيس بن الربيع فهو صحيح.
ثم أخرجه أبو داود من طريق يوسف بن ماهك المكي، وورد من طريق أخرى عند أحمد و الدار قطني، والطبراني و الحاكم و ابن السكن صحح بعض طرقه.
3 ـ حديث:" من ولاه الله عز وجل شيئا من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره".
أخرجه أحمد و الطبراني في " الكبير"، قال عنه المنذري:" جيد"، و قال الهيثمي في" الجمع":"رواه أحمد و الطبراني، ورجال أحمد ثقات".
فهذا الحديث ورد من عدة طرق تبين من خلالها أن شريكا ضبطه، وتوبع عليه،و أشهرها طريق علي بن الحكم عند الترمذي و الحاكم و أحمد.
وجاء كذلك من طريق القاسم بن مخيمرة أخرجه أبو داود و الترمذي، وابن سعد في " الطبقات"، و الحاكم والبيهقي و ابن عساكر في " تاريخ دمشق".
4 ـ حديث:" إن من أشراط الساعة إذا كانت التحية على المعرفة "، وفي رواية:" أن يسلم الرجل على الرجل لا يسلم عليه إلا للمعرفة"
جاء من طريق شريك عن عياش العامري عن الأسود بن يزيد، أخرجه أحمد و الطبراني في"الكبير"، فهذه متابعة لشريك.
5 ـ ومنها حديث:" خير التابعين رجل يقال له: أويس".
هذا الحديث رواه مسلم،عن وابن مسعود، و العقيلي في " الضعفاء" والحاكم عن سعيد الحريري عن أبي نضرة عن أسيد بن جابر.
ورواه الحاكم من طريق شريك عن يزيد بن أبي زياد.
6 ـ حديث:" بادروا بالأعمال فصالا ستا: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وقطيعة الرحم، وبيع الحكم، واستخفافا بالدم، ونشوا يتخذون القرآن مزامير،يقدمون الرجل ليس بأفقههم ولا أعلمهم ما يقدمونه إلا ليغنيهم."
أخرجه أحمد، و أبو عبيد في " فضائل القرآن"، و أبو عزرة الحافظ في" مسند عباس" و ابن أبي الدنيا في" العقوبات"، والطبراني في" الكبير" عن شريك عن أبي اليقظان عن زاذان عن عليم.
و أخرجه أبو عمر الداني في " الفتن" و الطبراني، و أخرجه البخاري في" التاريخ الكبير" معلقا من وجهين، ورواه الطبراني و ابن شاهين من طريق موسى الجهني.
و للحديث طرق أخرى يعتضد بعضها ببعض، وقد صححها الحافظ في ترجمة الحكم من " الإصابة".
7 ـ حديث:" أول ما يحاسب به العبد الصلاة وأول ما يقضى بين الناس في الدماء".
أخرجه النسائي، وابن نصر في" الصلاة" و ابن أبي عاصم في" الأوائل"، و الطبراني في " الكبير"،والقضاعي في" مسند الشهاب" عن شريك عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله.
وشطر الحديث الثاني في الصحيحين، و النسائي، وابن أبي عاصم وغيرهم من طرق أخرى، وكذلك رواه ابن أبي الدنيا في" الأهوال"، والبيهقي في"شعب الإيمان" و احمد وغيرهم.
و الشطر الأول له شواهد من حديث أبي هريرة وتميم الداري عند أبي داود، والطبراني للشطر للثاني.
فهذه الأحاديث التي رواها شريك ثبت منها أنه لم يهم فيها ولم يخطىء، ولذلك قال عنه الأوائل:" ثقة، وصدوق"
ولما قال فضل الصائغ:" إن شريكا حدث بواسط بأحاديث بواطيل" قال له أبو زرعة:" لا تقل بواطيل"" الجرح والتعديل" لا بن أبي حاتم {4/ 367}.
قال عيسى بن يونس:" ما رأيت أحد قط أورع في علمه من شريك" {المصدر السابق}.
فمن كانت هذه صفته، وكان فقيها، قاضيا، ثبتا عاقلا شديدا على أهل البدع، قديم السماع من شيوخه، لا يهم في حديث هو من فقهه.
¥(35/24)
ذكر ابن رجب في "شرح العلل" {ص:373}:" أن الفقهاء المعتنون بالرأي [فقه لقياس و التفريع و استخراج العلل] لا يكادون يحفظون الحديث كما ينبغي، ويروون المتون بالمعنى."
روى شريك حديث أنس " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بالمد"، فرواه:"أنه كان يتوضأ برطلين من ماء".
قال ابن رجب: "و المد عند أهل الكوفة رطلان".
فهذا الحديث الذي رواه شريك بالمعنى لم يخرجه عن القصد الشرعي، لأنه كان من الفقهاء، الذين ربما لم يتقيدوا بالألفاظ ولكنهم يتقيدون بالمعاني و المقاصد.
وشريك ـ رحمه الله ـ كان ممن جمع بين الفقه و الحديث.
وبهذا التفصيل و بالذي سيليه نقول: إن ما كان من غالب أئمة الحديث [سأذكر قائمتهم فيما بعد] من قبول هذا الحديث و الاحتجاج به، لم يكن عن قلة دراية بأحوال رواته، وإنما التحقيق العلمي الدقيق، و البحث الطويل هو الذي أوجب عليهم اعتماده كدليل.
وهاهنا قاعدة هامة يجب ملاحظتها و قد ذكرها الحافظ في " النكت" عندما قال:" إن الترمذي ذكر في " الجامع" كتاب الحكام أنه سأل البخاري عن حديث شريك القاضي عن أبي إسحاق عن عطاء بن أبي رباح عن رافع بن خديج ـ رضي الله عنه ـ قال: إن النبي صلى الله عليه و سلم قال:" من زرع في أرض قوم بغير إذنهم فليس له من الزرع شيء وله نفقته".
وهو من أفراد شريك عن أبي إسحاق، فقال البخاري:" هو حديث حسن".
قال ابن حجر:" وتفرد شريك بمثل هذا الأصل عن أبي إسحاق مع كثرة الرواة عن أبي إسحاق مما يوجب التوقف عن الاحتجاج به، لكنه اعتضد بما رواه الترمذي من طريق عقبة بن الأصم عن عطاء عن رافع ـ رضي الله عنه ـ فوصفه بالحسن لهذا."" النكت" {429/ 1}
فهاهنا ثلاثة أمور نبهنا إليها الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ:
الأول: التفريق بين أصول الحديث بقوله:" بمثل هذا الأصل"، فقد ينفرد الراوي بحديث يوافق أصلا معروفا عند المسلمين،أو العمل عليه وهذا لا يضر، وقد يكون ما انفرد به يخالف الأصول المعروفة أو الأحاديث الثابتة، وهاهنا يجب التوقف عن الاحتجاج به.
الثاني: النظر في حال المنفرد و المنفرد عنه إن كان الرواة عنه كثرة، فهذا مسلك للشك في تفرده، وبالتالي التوقف فيه {انظر معتمد الشيخ ناصر في المسألة}.
الثالث: إن الانفراد من شريك في رواية هذا الحديث الذي حسنه البخاري لم يضره، وهذا يوافق ما قلناه عنه سابقا عند قول الدار قطني عن شريك:" إنه ليس بالقوي فيما انفرد به"، وأن ذلك نسبي، وخير دليل على ذلك هذا الحديث.
و قد يقال: إن مقصود البخاري من قوله:"هو حديث حسن" أن الحديث غريب، أي: إنهم يطلقون كلمة"حسن" على الحديث الغريب.
فأقول: لقد فهم الترمذي من شيخه البخاري ـ وهو الذي باشر الكلام معه ـ أنه قصد الحسن المعروف وليس الغرابة، كما فهم الفهم نفسه ابن رجب في" شرح العلل" والحافظ ابن حجر في "النكت"
وجواب الترمذي للبخاري لا يفهم منه ما ذهب إليه الأفاضل، فإن الترمذي قال:" هو من أفراد شريك" ومعروف عند المحدثين معنى التفرد، فكان جواب البخاري:" هو حديث حسن" على الترمذي بأنه رغم تفرده فهو حسن، هذا ما يحتمله سياق الكلام، هذا أولا.
ثانيا: قال الذهبي في " الموقضة" {ص:32}:" ويلزم على ذلك أن يكون كل صحيح حسن، وعليه عبارات المتقدمين، فإنهم يقولون فيما صح:" هذا حديث حسن"".
قال ابن حجر:" قد وجد التعبير بالحسن في كلام من هو أقدم من الشافعي، لكن منهم من يريد بإطلاق ذلك المعنى الاصطلاحي ومنهم من لا يريده" {النكت} {ص397/ 1}.
قال ابن رجب في " شرح العلل" {ص:229}:" فالحسن قد أطلقه قوم على الحديث الضعيف الذي لم يكن مردودا ولا منكرا، وماكان يوافق فقه المحدث"
ومما تجدر الإشارة إليه ونحن بهذا الصدد ما قاله الأخ الكريم صاحب رسالة " نهي الصحبة"فإنه ترجم لشريك بن عبد الله النخعي بقوله:"سيء الحفظ، قال عنه إبراهيم بن سعد الجوهري: أخطأ شريك في أربعمائة حديث"، وقال النسائي: ليس بالقوي وضعفه يحي بن سعيد جدا".
فإن قوله هذا، مكتفيا بهذا القدر من ترجمة شريك مما يوهم الناس مالا يحسن من مثله، فإن قول إبراهيم بن سعد الجوهري لم يثبته أحد من الحفاظ المترجمين لشريك، ومثله ما قيل في سفيان بن داود {أبو داود الطيالسي} صاحب المسند: من أنه أخطأ في ألف حديث!
¥(35/25)
و المحدثون لهم أغراض في مثل هذا الكلام، فقد نقل ابن رجب في"شرح العلل":" عن عبد الرحمان بن مهدي أنه قال:" إن الرجل إذا أخطأ في خمسين حديث لا يترك حديثه، وعن شعبة، قيل له مثل ذلك فلما وصلوا إلى مائة، قال: كثير."
فهذا شعبة من أشد الناس في الحديث وصل إلى حوالي مائة، فما بالك ببقية المحدثين من المعتدلين؟
فما يستفاد من هذا، أن الاعتبار في خطأ الراوي بالأغلب عليه.
والأربعمائة حديث التي ذكرها الجوهري هي جزء قليل من جملة الأحاديث التي كان يحفظها شريك، والتي دون أدنى شك كانت أكثر من ذلك بكثير.
قال الذهبي في الكتاب نفسه الذي أخذ منه صاحب الرسالة ترجمته:" إن شريكا حمل عنه إسحاق الأزرق تسعة ألاف حديث" {274/ 2}.
قال أبو زرعة عن شريك:" كثير الحديث" {الجرح والتعديل} {367/ 4} لابن أبي حاتم.
فكلما زاد حفظ الرجل زاد خطؤه، والأمر نسبي.
كما يجب مراعاة أمر هام، وهو أن رجلا مثل شريك اتفقوا على عدالته وصدقه، واختلفوا في ضبطه و إتقانه للرواية، فذكر غالبيتهم أنه ساء حفظه منذ ولي القضاء، قال صالح جزرة {تهذيب الكمال} {332/ 4}:" صدوق ولما ولي القضاء اضطرب حفظه".
و قال أبو علي صالح بن حمد {تاريخ بغداد} {285/ 9}:"صدوق ولما ولي القضاء اضطرب حفظه".
قال ابن حجر في " تقريب التهذيب":" صدوق يخطأ كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلا فاضلا عابدا شديدا على أهل البدع".
و عليه يجب النظر في أحاديثه أحدث بها قبل توليه القضاء أم بعد ذلك؟
كما ذكر آخرون فرقا آخر بحيث صححوا الأحاديث التي حدث بها من كتابه وتوقفوا في الأخرى، قال يعقوب بن شيبة {شرح العلل} {589/ 2}:" كتبه صحاح وحفظه فيه اضطراب".
قال محمد بن عمار الموصلي {شرح العلل:589/ 1}:" كتبه صحاح فمن سمع منه من كتبه فهو صحيح، ولم يسمع منه إلا إسحاق الأزرق".
وعليه يجب النظر في أحاديثه، أحدث بها من كتبه أم من حفظه؟
وهناك فرق آخر ذكره المحدثون بحيث قبلوا أحاديثه بمدينة واسط، فقال ابن حبان في {الثقات} {444/ 6}:" بعد أن وثقه: كان في آخر أمره يخطيء، تغير عليه حفظه، فسماع المتقدمين عنه الذين سمعوا منه بواسط ليس فيه تخليط مثل يزيد بن هارون، وسماع المتأخرين منه بالكوفة فيه أوهام كثيرة".
وعليه نقول: حديث شريك هذا رواه عنه يزيد بن هارون بواسط، وسماعه منه قديم قبل أن يتولى القضاء، فسلم من العلل التي ذكرناها قبل هذا، فلزم حينئذ ملاحظة هذه الفروق عند التعرض لأحاديث شريك، أو من هو مثله.
فإن الحكم العام لا يصلح إلا على قلة من الرواة فقط.
أما جرح النسائي له فإنه يقابله تعديله هو نفسه، فقد قال عن شريك ـ دائما في الكتاب نفسه {ميزان الاعتدال}:" ليس به بأس".
والحقيقة: النسائي لم يتناقض فيما يخص شريك،و إنما قال في الرواية الأولى:" ليس بالقوي"،فإذا جمعنا الروايتين:" ليس به بأس" و" ليس بالقوي" أمكن حملهما على معنى واحد، وهو أنه ثقة يخطيء إذا خالف غيره، كما فصلناه في أول الرسالة عند ذكرنا قول الدار قطني:" ليس بالقوي فيما تفرد به"
أما تضعيف يحي بن سعيد القطان فمعروف ابن القطان بتشدده، وفي هذه الترجمة المستوفاة ما يغني عن كلامه.
كما أن تعديل عبد الرحمان بن مهدي لشريك يعارض تجريح ابن القطان، وقد قال الذهبي في رسالته في"الجرح والتعديل" {ص:167}:" إن من اختلف فيه يحي بن سعيد القطان وعبد الرحمان بن مهدي فإنه ينزل عن درجة الصحيح إلى الحسن"
والحقيقة أن موقف يحي بن سعيد القطان من شريك قد رد عليه تلميذه يحي بن معين ـ وهو اعلم بمنهج شيخه وطريقته في الرجال و أعلم بالرجال ـ عندما قيل له:" روى يحي بن سعيد عن شريك؟ قال: لم يكن شريك عند يحي بشيء وهو ثقة ثقة" {سؤالات ابن الهيثم للابن معين} {36}.
ومثل ابن القطان قول الجوزجاني في "أحوال الرجال" {92}:" سيء الحفظ مضطرب الحديث مائل".
قلت: معلومة وضعية الجوزجاني العقدية، خاصة في رجل مثل شريك من أئمة أهل السنة المحضة، أقصد أهل السنة في المعتقد و المنهج،كان شديدا على المبتدعة،فمن الطبيعي أن يكون محل انتقاداتهم خاصة من الناصبة إذا رأوا أنه كان متشيعا.
¥(35/26)
بقي اتهام شريك بالتدليس من قبل عبد الحق الإشبيلي و الدار قطني وغيرهم، فأقول: الجرح بالتهمة بالتدليس غير الجرح بالتدليس، ففرق بين من ثبت عليه التدليس ومن اتهم به فقط،وقيل:" إنه كان يتبرأ منه" {طبقات المدلسين للحافظ} {23}.
ونحن من خلال هذه الترجمة لشريك لم نرد أن نجعله من الضباط المتقنين للرواية، و إنما غرضنا تبيان أن هذا الصنف من الرواة الصادقين يجب سبر أحاديثهم على انفراد، وعدم الحكم عليهم بأحكام عامة، كلما وجدناه في سند ضعفناه، فإن هذا الصنيع غير معروف عند الأوائل، ولا يصح إلا على نوع معين من الرواة، فقد روى مسلم لشريك مقرونا بغيره، وبعضهم يقول: إن ذلك متابعة، قال المزي {تهذيب الكمال} {475/ 12}:" استشهد به البخاري في الجامع وروى له مسلم متابعة و احتج به الباقون"
فكان إذن الأليق بصاحب الرسالة الاكتفاء بمثل قول ابن حجر في" التقريب" فإنه جامع، فإن مجموع قول صاحب الرسالة يوهم أن الرجل ساقط.
فائدة جليلة:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " المسودة" {ص:271}:"و ابن القيم في " بدائع الفوائد" {5/ 1}، ولفظ شيخ الإسلام:" و يفرق فيه {الجرح والتعديل} بين الأئمة الذين هم في الحديث بمنزلة القضاة في الشهود، وبين من هو شاهد محض"
ذلك أن الجرح إما يكون بالاجتهاد و إما يكون بالرواية، والجرح بالاجتهاد يشترط فيه ما يشترط في الاجتهاد من السبر و التحقيق و التحليل و التقسيم و الاستقراء و القياس.
أما الجرح بالرواية فيشترط فيه ما يشترط في الرواية من صحة السند، و نقل الجرح والتعديل معا.
أما نقل الجرح دون التعديل، والتعديل أضعافه و أقوى منه، فهذا مخالف لما عليه أهل الحديث قاطبة، فإن الذين عدلوا شريكا أكثر من الذين جرحوه وهم: يحي بن معين،عبد الله بن المبارك، عبد الرحمان بن مهدي، أحمد بن حنبل، أبو حاتم،أبو زرعة، العجلي، ابن شاهين، ابن خزيمة، الترمذي، ابن حبان، أبو داود، إبراهيم الحربي، ابن سعد، يعقوب بن شيبة، ابن عدي المزي، النسائي، الدار قطني، البيهقي، وكيع بن الجراح، وابن حجر،وغيرهم.
وهؤلاء أكثر من يحي بن معين في رواية أخرى، والجوزجاني، و النسائي في الرواية الثانية، و ابن أبي داود، وعبد الحق الإشبيلي، وسعيد الجوهري، وهؤلاء غالبيتهم له رواية أخرى توثقه.
ـ[الفارسكوري]ــــــــ[18 - 05 - 07, 12:14 م]ـ
السلام عليكم
لأبي إسحاق الحويني رسالة في ها أرفقها هنا للإفادة(35/27)
ما حكم حديث "ليخرجن وهن تفلات"؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 08 - 02, 11:39 م]ـ
أبو داود في سننه (1\ 155): عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، ولكن ليخرجن وهُنّ تَفِلات». محمد بن عمرو جيّد الحديث، إلا عن أبي سلمة ففيه مقال. إلا أنه توبع في تاريخ البخاري (4\ 79) بإسناد ضعيف.
تفلات أي غير متعطّرات.
هل للحديث طرق أخرى؟
ـ[ابن رواحه]ــــــــ[05 - 08 - 02, 12:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الشيخ الفاضل/ محمد الأمين -حفظه الله-,
هذا ماوجدته على عجالة ..
1 - لا تمنعوا إماء الله مساجد الله و بيوتهن خير لهن و ليخرجن تفلات صحيح إرواء الغليل 515
2 - لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات حسن صحيح صحيح أبي داود 529
3 - لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، و لكن ليخرجن و هن تفلات صحيح صحيح الجامع 7457
تنبيه:
إن في ذكر (ص) بدلا من صلى الله عليه وسلم يوجد في النفس عليها شيء, وإن كانت المسألة خلافية ولكنها احوط, وأظنها سقطت سهوا ..
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - 08 - 02, 07:53 ص]ـ
هذا الحديث ورد عن أربعة من الصحابة _ بحسب استقرائي_ فقد ورد عن أبي هريرة , وابن عمر, وزيد بن خالد الجهني , وعائشة رضي الله عنهم جميعا ......
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - 08 - 02, 09:09 ص]ـ
أما أبو هريرة ..
فحديثه عند أحمد (في ثلاثة مواضع) وأبوداود والدارمي ...
وابن حبان وابن خزيمة وأبي يعلى ...
وعبدالرزاق في المصنف, والبيهقي في الكبرى.
كلهم يروونه من حديث محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
وتابع محمدا اثنان:-
الأول:- سلمة بن صفوان كما عند البخاري كما قال (الأمين) في التاريخ برقم (2018).
قال الإمام البخاري: (سلمة بن صفوان بن سلمة الزرقي المدني الأنصاري.
حدثني محمد بن سنان نا فليح نا سلمة بن صفوان عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات
روى عنه محمد بن إسحاق ومالك بن أنس) أه،.
والثاني:- عند الطبراني في الأوسط.
وللأسف خرجت من المكتبة من غير نقل الإسناد أو حتى اسم المتابع.
لكنني رأيته بعيني وأظن كان اسمه المغيرة وهو شيخ الطبراني في هذا الحديث.
فلعل أحد الإخوة يأتينا به.
وهاكم مواضع حديث أبي هريرة .......
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - 08 - 02, 10:26 ص]ـ
.........
سنن أبي داود كتاب: الصلاة
باب: ما جاء في خروج النساء إلى المسجد
ورقمه: 565 (عبد الباقي).
سنن الدارمي كتاب: الصلاة
باب: النهي عن منع النساء عن المساجد وكيف يخرجن إذا خرجن
رقم الحديث: 1256
صحيح ابن حبان كتاب: الصلاة
باب: فرض متابعة الإمام
ورقمه: 2214. من الإحسان
صحيح ابن خزيمة كتاب: الصلاة
باب: الأمر بخروج النساء إلى المساجد تفلات
رقم الحديث: 1679 (ترقيمات مكتبة المصطفى).
مسند أحمد (من زوائد عبدالله).
تتمة مسند أبي هريرة رضي الله تعالى عنه 3/ 180
رقمه: 9362.ط إحياء التراث.
الجزء:3
الصفحة:180
مسند أحمد (من زوائد عبدالله).
تتمة مسند أبي هريرة رضي الله تعالى عنه 3/ 246
رقمه:9794
مسند أحمد (من زوائد عبدالله).
تتمة مسند أبي هريرة رضي الله تعالى عنه 3/ 341
رقمه:10454
مسند أبي يعلى مسند أبي هريرة
رقم الحديث:5915
مصنف عبدالرزاق كتاب: الصلاة
باب: شهود النساء الجماعة ورقمه:5121
سنن البيهقي الكبرى كتاب: الصلاة
باب: المرأة تشهد المسجد للصلاة لا تمس طيبا
ورقمه: 5478.
والله أعلم.
ثم حديث عائشة .....
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[05 - 08 - 02, 04:36 م]ـ
استدراك:
1 - ممن روى الحديث عن أبي هريرة ولم أذكره فيمن سبق:-
ابن أبي شيبة في المصنف ..
كتاب: صلاة التطوع و الإمامة
باب: من رخص للنساء في الخروج إلى المسجد 2/ 276
قال رحمه الله: حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو به
ولفظه: ( .... وليخرجن إذا خرجن تفلات).
2 - المواضع السابقة من المسند ليست من زيادات عبدالله. فهو خلط أوراق مني.
....................... أما حديث عائشة .....................
ففي مسند أحمد رقم 23885 (7/ 103)
قال الإمام أحمد:-
(حدثنا الحكم ثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال فقال أبي يذكره عن أمه عن عائشة: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:
(لا تمنعوا إماء الله مساجد الله و ليخرجن تفلات).
قالت عائشة: و لو رأى حالهن اليوم منعهن.)!!
..... ويتبع ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 08 - 02, 06:59 م]ـ
الحمد لله
حديث زيد بن خالد ضعيف أنكره ابن عدي في الكامل
وحديث عائشة ضعيف كذلك
وحديث ابن عمر ما يزال يحتاج لبحث
وبقي حديث أبي هريرة، فإذا تفرد به محمد بن عمرو بن علقمة، ففيه نظر.
وإن توبع عليه، يصح إن شاء الله. وقد توبع عند البخاري ولكن من طريق فليح وهو ضعيف. وأخشى أن يكون فليح قد قلب محمد بن عمرو إلى سلمة بن صفوان. فيكون الحديث قد عاد إلى ابن عمرو، وفيه مقال.
¥(35/28)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[06 - 08 - 02, 11:06 م]ـ
1) حديث أبي هريرة:
تفرد به محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي عن أبي سلمة موصولا، ورواه عنه جمع، وقد صحح هذا الحديث جماعة كابن خزيمة وابن حبان وابن السكن وابن حجر وغيرهم.
ومحمد بن عمرو الليثي مختلف فيه، والذي يظهر أنه صدوق وسط، وقد روى عنه هذا الحديث يحيى بن سعيد القطان (وهو من المتشددين)، وروى عنه مالك في الموطأ، ونقم عليه أنه كان يرفع أحيانا بعض الموقوفات كما قال أحمد، وأحيانا يصل أحاديث هي من قول أبي سلمة يجعها عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ولكن هذا قليل، ولا يسقط حديثه بالمرة بدليل رواية يحيى القطان عنه ومالك، فقد كانا متشددين، ويتركان الراوي لأندى جرح فيه، وقد احتج بحديثه جماعة كالترمذي (حسن له) وابن خزيمة وابن حبان وابن السكن والحاكم والضياء المقدسي وابن عبدالبر والذهبي وابن حجر وجماعة يطول ذكرهم والله أعلم.
وقد رواه محمد بن عمرو مرة أخرى عن أبي سلمة مرسلا، كما في نسخة إسماعيل بن جعفر (رقم220)، والوصل أقوى ولا شك لكثرة من رواه عن محمد بن عمرو، وعلى افتراض رجحان المرسل، فهو مرسل قوي، ويقويه ما يأتي.
واحتمال تصحيف محمد بن عمرو الليثي بـ (سلمة بن صفوان الزرقي) ضعيف في الرواية التي أخرجها البخاري في التاريخ الكبير (4/ 79) من طريق فليح، خاصة وأنهم لم يذكروا رواية لفليح عن محمد بن عمرو بن علقمة الليثي، ولا شك أن طريق فليح تعطي قوة لما قبلها، وإن كان فليح سيء الحفظ، والله أعلم.
ومتابعة المغيرة بن قيس لمحمد بن عمرو الليثي التي أخرجها الطبراني في الأوسط (568) لا تصح لأن في سندها سويد بن عبد العزيز، وهو متروك.
2) حديث أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها-:
وهو أقوى حديث في الباب؛ أخرجه أحمد في مسنده (6/ 69) قال: حدثنا الحكم –هو ابن موسى- حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، فقال أبي يذكره عن أمه عن عائشة عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وليخرجن تفلات"، قالت عائشة: ولو رأى حالهن اليوم منعهن.
وهذا سند جيد، عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي الرجال الأنصاري صدوق، ووالده ثقة، وجدته هي عمرة بنت عبد الرحمن تابعية جليلة ثقة أكثرت عن عائشة.
1) حديث زينب زوج عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما:
رواه مسلم في صحيحه (443 و444) والنسائي (5130 و5260 و5262) وأحمد (6/ 363) من طرق عن بكير بن عبد الله الأشج عن بسر بن سعيد عن زينب امرأة عبد الله قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تمس طيبا".
ورواه عن بكير الأشج: محمد بن عجلان ومخرمة بن بكير وعبد الله بن لهيعة، وعبيد الله بن أبي جعفر، وهو شاهد قوي كما لا يخفى، والنهي ليس خاصا بصلاة العشاء، بل يتناولها وغيرها من الصلوات.
2) حديث زيد بن خالد الجهني:
حديث منكر، أخطأ فيه عبد الرحمن بن إسحاق وصحف فيه (زينب) بـ (زيد)، فقد رواه إبراهيم بن سعد (أو صالح بن كيسان، وكلاهما ثقة) عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام فخالف فيه عبد الرحمن بن إسحاق في متنه وإسناده، فرواه عنه عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زينب الثقفية زوج ابن مسعود أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال لها: "إذا خرجت إلى العشاء الآخرة فلا تمسي طيبا"؛ أخرجه أحمد (6/ 363) وغيره.
4) حديث ابن عمر:
منكر أيضا، تفرد بذكر لفظة (تفلات) ليث بن أبي سليم عند أحمد في مسنده (2/ 98 و145) وغيره، وخالفه الأعمش عند مسلم (442) وإبراهيم بن المهاجر عند أحمد (2/ 98)، فلم يذكرا لفظة (تفلات)، ورواه نافع وسالم وبلال ابنا عبد الله بن عمر وغيرهم عن ابن عمر بدونها، وهي زيادة منكرة من حديث ابن عمر.
ورواه الطبراني في الأوسط (3411) من طريق عمرو بن الربيع بن طارق عن يحيى بن أيوب عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر مرفوعا بذكر الزيادة (تفلات)، وهذه اللفظة منكرة من حديث ابن عمر، ولعل الوهم فيها من يحيى بن أيوب فقد تكلم في حفظه، وقد رواه كل أصحاب نافع فلم يذكروها.
خلاصة:
الحديث صحيح بمجموع طرقه، والله أعلم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[07 - 08 - 02, 01:13 ص]ـ
الحمد لله ...
الشيخ الحبيب التطواني ..
جزاك الله خيرا ونفعنا بك ..
وإنما هو: (عبدالرحمن بن محمد بن عبدالرحمن بن حارثه بن النعمان)
أو هو: (عبد الرحمن بن أبي الرجال)
وليس: (عبدالرحمن بن محمد بن عبدالرحمن بن أبي الرجال).
فـ (أبو الرجال) لقب لمحمد بن عبد الرحمن بن حارثة وليس اسما
ولعله سبق قلم منكم.
نور الله قلبي وقلبك , وغفر ذنبي وذنبك
ووالله إني لأحبك.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 08 - 02, 09:26 ص]ـ
أخي الفاضل أبو إسحاق
جهد طيب في التخريج، لكن في أحكامك تساهل.
محمد بن عمرو بن علقمة، جيد الحديث، إلا عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
فإنه كان يرفع أحيانا بعض الموقوفات كما قال أحمد.
وسئل يحيى بن معين عن محمد بن عمرو، فقال: ما زال الناس يتقون حديثه. قيل له، و ما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبى سلمة بالشىء من رأيه ثم يحدث به مرة أخرى عن أبى سلمة، عن أبى هريرة.
فقد بان أن علة هذا الرجل أنه يروي الموقوف على أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً. فقد تكون زيادة تفلات مدرجة.
أما أن مالك روى عنه في الموطأ، فليس بهذا الإسناد.
عبد الرحمن بن أبي الرجال: جيد الحديث، إلا عن أبيه عن جدته عمرة عن أمنا عائشة.
قال عنه أبو زرعة: <<يرفع أشياء لا يرفعها غيره>>.
وقال عنه أبو داود: <<أحاديث عمرة يجعلها كلها عن عائشة>>.
فقد تكون الزيادة هي موقوفة على عمرة، فوصل الحديث ورفعه.
ملاحظة: الحديث الذي في صحيح مسلم هو خاص بصلاة العشاء وهذا الحديث عام.
¥(35/29)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[07 - 08 - 02, 11:11 م]ـ
جزى الله خيرا الأخ الفاضل الأزهري السفي (أحبك الله الذي أحببتني من أجله) والأخ الفاضل محمد الأمين ...
1 - أما بخصوص ابن أبي الرجال، فقد اختصرت نسبه.
2 - وأما ما ذكر الأخ محمد الأمين: فلا يمنع الاستشهاد بروايته، وهي لا شك تقوي رواية أبي هريرة، وكذلك لا ننس المتعبة المذكورة عند البخاري فتصلح للتقوية ...
فالحديث ثابت، والله أعلم
وللموضوع صلة.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 08 - 02, 09:53 م]ـ
يلزم الأخ محمد الأمين القول بجواو تعطر المرأة في غير صلاة العشاء!!!!
خرج ذكر (العشاء) مخرج الغالب، فلا مفهوم له في الحديث.
وقد ورد في بعض الروايات: (إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تمس طيبا)، ليس خاصا بالعشاء كم فهم الأخ محمد الأمين!!!
قال المناوي في فيض القدير (1/ 387): "وتخصيص العشاء ليس لإخراج غيرها بل لأن تطيب النساء إنما يكون غالبا في أول الليل".
وبوب ابن خزيمة على حديث زينب الأسدية –رضي الله عنها-: (باب الزجر عن شهود المسجد المرأة متعطرة).
وحديث أبي هريرة قوي بمجموع الطريقين والشواهد، والله أعلم.
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[09 - 08 - 02, 01:35 ص]ـ
الحمد لله ...
الأخ الشيخ الفاضل: التطواني.
لا أرى في كلام أخينا محمد الأمين ما يلزمه بما تقول.
فالأمر لا يتعدى أنه يرى أن حديث مسلم لا يرتقي أن يكون شاهدا لحديث الترجمة.
أما الحكم الشرعي فقد يستفاد من نصوص أخرى , وهو الحاصل فعلا ً
وليس كوني أرى أن خروج المرأة متعطرة محرم شرعاً بمدعاة لأصحح كل حديث يؤدي هذا المعنى كما هو غير خاف على أمثالكم.
أما كونه يرى أن هذه الشواهد والمتابعات لا ترتقي لتصحيح الحديث فليس بغريب
فلا يزال العلماء يختلفون في التصحيح والتضعيف على مر الأزمان.
ومنشأ ذلك أنهم اختلفوا في حد الحديث الحسن (أعنى الحسن لغيره) حتى أنني سمعت الشيخ أبا إسحق الحويني ينقل عن الذهبي شمس الدين قوله: (أنا على إياس من أن أجد حدا للحديث الحسن).
والحمد لله أولا وآخرا.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 08 - 02, 03:56 ص]ـ
أخي أبو إسحاق
الرواية التي تستشهد بها علي منكرة لا تصح، لأنها مروية بالمعنى. وأما اللفظ الأصلي فهو خاص بالعشاء.
وأما حديث التفلات فهو على أقل تقدير حسن. ولكني أمشي على منهج المتقدمين في اعتبار الحديث الحسن من أقسام الحديث الضعيف. وأنا لا أحتج إلا بحديث صحيح.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 08 - 02, 03:59 ص]ـ
أخرج مسلم في صحيحه عن بسر بن سعيد أن زينب الثقفية كانت تحدث عن رسول الله ? أنه قال: «إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تطيب تلك الليلة». وأخرج من طريق محمد بن عجلان (فيه كلام) حدثني بكير بن عبد الله بن وعثمان عن بسر بن سعيد عن زينب امرأة عبد الله قالت: قال لنا رسول الله ?: «إذا شهدت إحداكن المسجد، فلا تمس طيباً». وأخرج عن بسر بن سعيد عن أبي هريرة قال قال رسول الله ?: «أيما امرأةٍ أصابت بَخُوراً، فلا تشهد معنا العِشاء الآخِرة».
قلت الحديث الأول أقوى من الثاني. فكل الرواة يتفقون على اللفظ الأول، إلى محمد بن عجلان فقد روى عن بكير وعثمان عن بسر بن سعيد اللفظ الثاني. لكن غيره قد روى عن بكير وعثمان وعن غيرهما اللفظ الأول. إنظر علل الدارقطني (9\ 75–86). ولم يوافق محمد بن عجلان إلا حجاج بن أرطأة عند علل أبي حاتم (1\ 79) وابن لهيعة، وكلاهما ضعيفان لا يحتج بهما. ومحمد بن عجلان نفسه تلكم عليه العلماء في أحاديث أبي هريرة، وهو ليس بقوي الحفظ. فثبت أن محمد بن عجلان إنما كان يروي بالمعنى، وقد خالفه الحفاظ. فالنهي إذاً خاصٌ بصلاة العشاء، وهو المروي كذلك عن أبي هريرة ?.
قال ابن مالك: «والأظهر أنها (أي العشاء الآخرة) خُصَّت بالنهي، لأنها وقت الظلمة وخلوّ الطريق. والعِطر يهيّج الشهوة، فلا تأمن المرأة في ذلك الوقت من كمال الفتنة. بخلاف الصبح والمغرب، فإنهما وقتان فاضحان». نقل ذلك الشيخ القاري في المرقاة (2\ 71).
¥(35/30)
واحتج من أجاز للمرأة بأن تتطيب بما أخرج أبو داود في سننه (2\ 166): حدثنا الحسين بن الجنيد الدامغاني (ثقة) حدثنا أبو أسامة (حماد بن أسامة، ثقة ثبت) قال أخبرني عمر بن سويد الثقفي (جيد) قال حدثتني عائشة بنت طلحة (ثقة حسناء) أن عائشة أم المؤمنين ? حدثتها قالت: «كنا نخرج مع النبي ? إلى مكة، فنضمد جباهنا بِالسُّكِّ الْمُطَيَّبِ عند الإحرام. فإذا عرقت إحدانا، سال على وجهها. فيراه النبي ? فلا ينهاها».
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[10 - 08 - 02, 10:58 م]ـ
قول الأخ الفاضل الأزهري السلفي: (لا أرى في كلام أخينا محمد الأمين ما يلزمه بما تقول .. )، فقد صرح بنفسه أن حديث زينب الثقفية خاص بالعشاء.
وقال الأخ الفاضل محمد الأمين: (الرواية التي تستشهد بها علي منكرة لا تصح، لأنها مروية بالمعنى، وأما اللفظ الأصلي فهو خاص بالعشاء)، ثم أعلها بعدُ بتفرد محمد بن عجلان وابن لهيعة وحجاج بن أرطأة بدعوى أنهم تفردوا بلفظة (إذا شهدت إحداكن المسجد .. ).
قلت: وليس كذلك، فقد توبع ابن عجلان وابن لهيعة بعبيد الله بن أبي جعفر القرشي (وهو ثقة)، فرواه بلفظ (أيتكن خرجت إلى المسجد فلا تقربن طيبا)، أخرجه النسائي في المجتبى (5262) والطبراني في الكبير (24/رقم723) والأوسط (8727) من طرق عن الليث بن سعد عنه.
فدعوى أن هذه الرواية منكرة فيه بعد، ولعل بكير بن الأشج كان يرويه بالمعنى أحيانا عن بسر، ورواية (العشاء) راجحة ولا شك.
وما ورد في العلل لابن أبي حاتم (1/ 79) من أن حجاج رواه عن ابن جريج ... ، فليس هو حجاج بن أرطأة كما ظن الأخ محمد الأمين، بل هو حجّاج بن محمد المصّيصي، وهو معروف بالرواية عن ابن جريج، ولو كلف نفسه قراءة ما ورد في العلل لعلم أنه المصّيصي، فقد كتبه ابن معين من كتاب الحجاج (وهو من شيوخ يحيى)، وينظر التمهيد لابن عبد البر (24/ 172 - 173).
وأهيب بالأخ محمد الأمين ألا يتسرع، وأن يراجع ما يكتب قبل نشره في المنتدى.
أما دعوى أن الحديث خاص بالعشاء فمردود بنصوص أخرى، فالحديث خرج مخرج الغالب لأن أغلب النساء يتعطرن لأزواجهن في أول الليل كما سبق، فلا مفهوم للعشاء، والخصوصية تحتاج إلى دليل، لا الدعاوى المجردة.
وقد ورد عن أبي هريرة أحاديث في تحريم تعطر المرأة خارج بيتها، وليس هذا محل التفصيل.
أما الحديث الذي رواه أبو داود فليس فيه حجة، واستدل به أهل العلم على جواز التطيب قبل الإحرام، وهو محمول على أن الطيب الذي كان يضمد النساء به لا رائحة له، وهذا الطيب المأذون فيه للنساء فقط، لا الطيب العاصف الذي يأخذ كل مأخذ بقلوب الرجال.
وقال ابن دقيق العيد في شرح عمدة الأحكام (1/ 168): " ... والحديث عام في النساء، ولكن الفقهاء قد خصصوه بشروط وحالات؛ منها أن لا يتطيبن، وهذا الشرط مذكور في الحديث، ففي بعض الروايات (وليخرجن تفلات)، وفي بعضها (إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا)، وفي بعضها (إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تطيب تلك الليلة)، فيلحق بالطيب ما في معناه؛ فإن الطيب إنما منع منه لما فيه من تحريك داعية الرجال وشهوتهم، وربما يكون سببا لتحريك شهوة المرأة أيضا، فما أوجب هذا المعنى التحق به وقد صح أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: (أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة)، ويلحق به أيضا حسن الملابس ولبس الحلي الذي يظهر أثره في الزينة".
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 08 - 02, 04:41 ص]ـ
أخرج مسلم في صحيحه عن بسر بن سعيد أن زينب الثقفية كانت تحدث عن رسول الله ? أنه قال: «إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تطيب تلك الليلة». وأخرج في الشواهد من طريق محمد بن عجلان حدثني بكير بن عبد الله بن وعثمان عن بسر بن سعيد عن زينب امرأة عبد الله قالت: قال لنا رسول الله ?: «إذا شهدت إحداكن المسجد، فلا تمس طيباً».
¥(35/31)
رواه باللفظ الأول مخرمة (عند مسلم) عن كتاب أبيه بكير عن بسر بن سعيد، وتابعه محمد بن عبد الله بن عمرو بن هشام (مستور). وأخرجه بلفظه الأول أيضاً يحيى بن سعيد القطان (ثقة ثبت) وجرير بن عبد الحميد (ثقة) وسفيان بن عيينة (ثقة ثبت) عن ابن عجلان (ثقة)، عن بكير بن عبد الله بن وعثمان. أما اللفظ الثاني الذي أخرجه مسلم في الشواهد من طريق يحيى عن ابن عجلان، فهو خطأ حتماً. فقد رواه الجماعة عن يحيى بن سعيد كما في علل الدراقطني (9\ 85) باللفظ الأول. وقد رواه عبيد الله بن أبي جعفر عن بكير بن عبد الله وعثمان، كما في السنن الكبرى (5\ 432)، وهو مروي بالمعنى، وقد خالفه الحفاظ. ومتابعة ابن لهيعة ضعيفة لا وزن لها. أما الحديث الذي جاء عن الزهري فقد قال عنه النسائي: «وهذا غير محفوظ من حديث الزهري». فالنهي إذاً خاصٌ بصلاة العشاء بنص الحديث.
قال ابن مالك: «والأظهر أنها (أي العشاء الآخرة) خُصَّت بالنهي، لأنها وقت الظلمة وخلوّ الطريق. والعِطر يهيّج الشهوة، فلا تأمن المرأة في ذلك الوقت من كمال الفتنة. بخلاف الصبح والمغرب، فإنهما وقتان فاضحان». نقل ذلك الشيخ القاري في المرقاة (2\ 71).
قلت: وهذا واضحٌ ولله الحمد. وأما من زعم أنها غير خاصة بصلاة العشاء، فليس معه دليل. إنما هو رأي رآه. وزعم التحريم يحتاج إلى دليل، لا الدعاوى المجردة. إلا إن كان يصحح حديث التفلات، فذاك شأنه.
واحتج من أجاز للمرأة بأن تتطيب بما أخرج أبو داود في سننه (2\ 166): حدثنا الحسين بن الجنيد الدامغاني (ثقة) حدثنا أبو أسامة (حماد بن أسامة، ثقة ثبت) قال أخبرني عمر بن سويد الثقفي (جيد) قال حدثتني عائشة بنت طلحة (ثقة حُجة) أن عائشة أم المؤمنين ? حدثتها قالت: «كنا نخرج مع النبي ? إلى مكة، فنضمد جباهنا بِالسُّكِّ الْمُطَيَّبِ عند الإحرام. فإذا عرقت إحدانا، سال على وجهها. فيراه النبي ? فلا ينهاها».
وزعم بعض المتشدّدين بأن هذا محمولٌ على أن ذلك الطيب ليس له رائحة!! وهو قولٌ مخالفٌ للغة العرب. في المعجم "المحيط": «السُّكُّ: ضَرْبٌ من الطّيب يركَّبُ من مسكٍ ورامكٍ». في "القاموس المحيط": «طِيبٌ يُتَّخَذُ من الرامَكِ مَدْقَوقاً مَنْخولاً مَعْجوناً بالماءِ. وُيعْرَكُ شديداً، ويُمْسَحُ بدُهْنِ الخَيْرِيّ لئلاَّ يَلْصَقَ بالإِناءِ. ويُتْرَكُ ليلةً، ثم يُسْحَقُ المِسْكُ، ويُلْقَمُه، ويُعْرَكُ شديداً، ويُقَرَّصُ. ويُتْرَكُ يَومينِ، ثم يُثْقَبُ بمسَلَّةٍ، ويُنْظَمُ في خَيْطِ قِنَّبٍ، ويُتْرَكُ سَنةً. وكلما عَتُقَ، طابتْ رائحتُهُ». وقال السيوطي في الجامع الصغير (1\ 227): «سُكّة: طيب يتخذ من الرامِك. شيء أسود يخلط بمسك ويفرك ويقرص ويترك يومين، ثم ينظم في خيط. وكلما عتق عبق. كذا في القاموس». فهذا صريحٌ جداً بأن السُّكّ المطيَّب له رائحة مسكيّة عابقة!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 09 - 02, 07:11 ص]ـ
وحتى لو ثبت حديث ليخرجن وهن تفلات فليس فيه تحريم تعطر المرأة مطلقاً
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[09 - 09 - 02, 09:12 م]ـ
ومن قال بحرمة تعطر المرأة مطلقا؟؟!!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 09 - 02, 10:40 م]ـ
فما تقول إذاً؟
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[10 - 09 - 02, 11:03 م]ـ
كيف تقولي ما لم أقل!! اعطني حرفا واحدا من كلامي فيه دليل على أني أقول بحرمة تعطر المرأة مطلقا؟!(35/32)
ماهو القول الفصل في الصنابحي؟؟؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[06 - 08 - 02, 03:09 م]ـ
احبتي الكرام ما هو القول في الصنابحه ....
هل هو صحابي اسمه عبد الله الصنابحي ام هو تابعي مخضرم اسمه ابو عبدالله الصنابحي؟؟؟؟؟؟؟
هل الصحيح قول البخاري والترمذي في انه تابعي ام قول الامام مالك في انه صحابي ........ ؟؟؟؟؟؟؟
وهل هم ثلاثة مع الصنابح ابن الاعسر ام اهم اثنان الصنابح مع ابي عبدالله التابعي؟؟؟
...
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[06 - 08 - 02, 04:24 م]ـ
ألف السخاوي رسالة في ذلك أسماها
الأقوال الواضحة في أسماء الصنابحة وكأنه انتصر لقول مالك رحمه الله
ولكن الذي يدقق في الاسانيد جيدا يجد أن قول البخاري هو الأقوى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 08 - 02, 04:56 م]ـ
للبلقيني
(الطريقة الواضحة في تبين الصنابحة)
وانظر بحث الشيخ احمد شاكر في شرحه للرسالة
ص 317 - 320
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 08 - 02, 05:07 م]ـ
قال الشيخ احمد شاكر رحمه الله
(وبعد كتابة ما تقدم وجدت بحاشية الام عن السراج البلقيني قال
(حديث الصنابحي هذا في الموطأ روايتنا من طريق يحيى بن يحيى
واخرجه النسائي من حديث قتيبة كذلك واما ابن ماجه فاخرج الحديث من طريق شيخه اسحق بن منصور الكوسج عن عبدالرزاق عن معمر عن زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار عن ابي عبدالله الصنابحي
كذا وقع في كتاب ابن ماجه (عن ابي عبدالله) واعلم ان جماعة من الاقدمين نسبوا الامام مالكا الى انه وقع له خلل في هذا الحديث باعتبار اعتقادهم ان الصنابحي في هذا الحديث هو عبدالرجمن بن عسيلة ابوعبدالله وانما صحب ابابكر الصديق رضب الله عنه
وليس الأمر كما زعموا
بل هذا صحابي غير عبدالرحمن بن عسيلة وغير الصنابح بن الاعسر الاحمسي
وقد بينت ذلك بيانا شافيا في تصنيف لطيف
سميته (الطريقة الواضحة في تبين الصنابحة)
فلينظر ما فيه فانه نفيس))
قال احمد شاكر (وهذا يوافق ما رجحته فالحمدلله على التوفيق
انتهى
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[07 - 08 - 02, 01:39 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي نصب الراية .... لكن هل هي مطبوعة؟؟!!
جزيت خيرا اخي الحبيب ابن وهب لكن رسالة البلقيني مفقودة ... واكثر الرواة ذكروا ابي عبدالله ولم يذكروا عبدالله ولايوجد دليل واحد يدل على ان هناك صحابي اسمه عبدالله ولذلك لن تجد له ترجمة في كتب الصحابة وعلى هذا يكون الحديث منقطع والمشكل قول
((ابي عبدالله)) سمعت رسول الله؟؟؟؟؟؟؟
وذكرت لك ان هذا قول البخارى والترمذي؟؟!
وقد روى عن يعقوب بن شيبة السدوسي انه قال هم ستة؟؟
وهذه مسئلة مهمة لان عليها يكون الحديث منقطع او متصل صحيح.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 08 - 02, 04:58 م]ـ
أخي الكريم لو رجعت الى بحث الشيخ احمد شاكر لما قلت هذا
قال الشيخ احمد شاكر
(واقوى من هذا كله ان ابن سعد ترجم في الطبقات (تسمية من نزل الشام من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكر تراجمهم (7ق2 ص 111 - 151)
ثم ترجم
عقبهم
الطبقة الاولى من اهل الشام بعد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكر الصنابحي هذا في الصحابة الذين نزلوا الشام
فقال (7ق2 ص 142)
(عبدالله الصنابحي
اخبرنا سويد بن سعيد قال حدثنا حفص بن ميسرة عن زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار قال سمعت عبدالله الصنابحي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
ان الشمس تطلع من قرن الشيطان فذكر الحديث
)
فهذا جزم من ابن سعد بانه صحابي ورواية باسناد صحيح انه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم كرواية زهير بن محمد
انتهى كلام الشيخ احمد شاكر
ولاتقل ان سويد ضعيف فان سويد صاحب نسخة وهنا يروي نسخة حفص
ومسلم يكثر من الرواية عن سويد ان هو روى عن حفص
بل روى له مسلم حديثا انفرد به
وهو حديث
رب اشعث اغبر مدفوع الحديث
كما اطلب منك ان تراجع شرح احمد شاكر
وان تنظر في الادلة التي ساقها
والله اعلم بالصواب
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 08 - 02, 10:00 م]ـ
قال الأخ الفاضل (المتمسك بالحق): "ولايوجد دليل واحد يدل على أن هناك صحابي اسمه عبدالله، ولذلك لن تجد له ترجمة في كتب الصحابة .. ".
قلت:
بل ترجموا لعبد الله الصّنابحي في الصحابة؛ ذكره البغوي في معجم الصحابة (4/ 185) وابن السكن (كما في الإصابة 4/ 271) وابن منده (كما في الإنابة لمغلطاي 2/ ... ) كلاهما في معرفة الصحابة، وأبو نعيم معرفة الصحابة (3/ص1689) وابن الأثير في أسد الغابة والحافظ في الإصابة وغيرهم، وقد جزم ابن معين بصحبته كما في سؤالات ابن محرز (2/ 153).
وبالنسبة لكلام يعقوب بن شيبة أنهم ستة، إنما قاله إنكارا، فمن قرأ تتمة كلامه تبين له مراده، وأنه يرى أنهما اثنان فقط: الصنابح بن الأعسر الأحمسي الصحابي، وأبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي التابعي المخضرم، ومن قال غير ذلك فقد أخطأ.
ولابن القطان في بيان الوهم والإيهام (**) كلام نفيس على الصنابحي، وقد أجاد وأطال الكلام عليه الحافظ ابن رُشيد السبتي في ملء العيبة (5/ 44 - 59).
فتبين أن الصّنابحة هم:
1 - الصُّنابح أو الصُّنابحي بن الأعسر الأحمسي ثم البجلي.
2 - أبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي تابعي كبير مخضرم.
3 - عبد الله الصّنابحي، وهو الذي اختلف فيه، فقيل هو الذي قبله، وقيل بأنه صحابي، وقيل بأنه تابعي كذلك، والله أعلم.
¥(35/33)
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[08 - 08 - 02, 10:30 م]ـ
ملاحظة جانبيّة:
الذي أعرفه أنّ النطق الصحيح للاسم هو: الصُنابِحْيِيّ (بياءين وكسر الباء والياء الأولى وسكون الحاء).
والله أعلم.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 08 - 02, 10:39 م]ـ
الصواب في ضبطها، والله أعلم:
الصُّنابٍحٍي، بصاد مشددة مضمومة، وفتح النون، وكسر الباء والحاء، نسبة إلى صُنابِح بن زاهر بن عامر بن عوثبان بن زاهر بن يحابر وهو مراد ...
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[09 - 08 - 02, 01:19 ص]ـ
نسأل الله جلت قدرته ان يجعلكم جميعا من اهل رحمته والمستحقين قربه , والنعيم المستَحق لاهل الفضل من خلقه.
أسال الله ان يغفر ذنوبكم اجمعين ويرزقكم الفقه في الدين .....
اللهم امين ....
ولعلي اراجع ما ذكرتم في تحرير الامر وصدقت اخي ابن وهب انما كان عذري ضعف سويد وهذا ما ذكره ايضا الشيخ عبدالله السعد الذي يرجح انه تابعي .... لكن ما ذكرت هو امر عظيم النفع ويدل على تحقق نظر و تتالي تتبع.
أخونا الشيخ ابو اسحاق .... جزاك الله خيرا على الايضاح.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[09 - 08 - 02, 09:59 م]ـ
حفظكم الله ورعاكم اخي الفاضل المتمسك بالحق ..
بالنسبة للحديث الذي رواه سويد، فقد رواه روح بن عبادة عن مالك وزهير بن محمد كلاهما عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي، قال سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر الحديث، وهو في مسند أحمد، وقد رواه عن روح بن عبادة جمع.
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[08 - 12 - 07, 06:01 ص]ـ
جزيت خيرا اخي الحبيب ابن وهب لكن رسالة البلقيني مفقودة ....
طُبعت رسالة الحافظ سراج الدين البلقيني (الطريقة الواضحة في تمييز الصنابحة) ..
تُنْشَر لأوَّل مرة؛ بتحقيق / مشهور حسن آل سلمان.
الدار الأثريَّة .. ط 1427 هـ
تأليف يقع في 240 صفحة تقريبا.(35/34)
حماد بن سلمة
ـ[ماهر]ــــــــ[10 - 08 - 02, 10:15 ص]ـ
حماد بن سلمة بن دينار البصري، ثقة له أوهام. قال أحمد: هو أعلم الناس بحديث خاله حميد الطويل. وقال ابن معين: هو أعلم الناس بثابت – يعني: ثابت البُناني – (الميزان 1/ 590 وما بعدها، تهذيب التهذيب 3/ 11 وما بعدها). وقال الحافظ في التقريب: ((ثقة عابد، أثبت الناس في ثابت، تغير حفظه بأخرة)) (التقريب 1499).
إذن: فحمّاد بن سلمة في أول أمره ثقة له أوهام، وهذا التعبير يشير إلى خفة في الضبط، لكن خفة الضبط تنجبر بطول الملازمة للشيخ وشدة العناية بحديثه. وحماد – كما ذكرنا – كثير الملازمة لثابت البناني، شديد العناية بحديثه، إذن: فما حدّث به حماد قبل اختلاطه، عن ثابت يعدّ من الحديث الصحيح. وحديثه عن غيره من قبيل الحسن، ثم تغير حماد لما كبر فساء حفظه، فكان حديثه في هذه المرحلة ضعيفاً. إذا عرفنا هذا: لننظر ماذا فعل الشيخان بحديث حماد بن سلمة: أما البخاري: فقد أخرج له في التاريخ، لكن ترك الحديث عنه في الصحيح. وأما مسلم: فقد غربل حديثه، وميّز منه أحاديث حدّث بها قبل الاختلاط.
ثم قسم هذه الأحاديث إلى قسمين:
القسم الأول: الأحاديث التي حدّث بها حماد عن ثابت، وهذه أخرجها مسلم في الصحيح أصولاً محتجاً بها.
القسم الثاني: الأحاديث التي حدّث بها عن غير ثابت، وهذه لم يخرّجها مسلم في الأصول، وإنّما أخرجها في الشواهد.
يقول الذهبي: ((احتجَّ مسلمٌ بحمّاد بن سلمة في أحاديث عدّة في الأصول. وتحايده البخاري)).
ويوضّح ما أجمله الذهبي هنا: كلام نقله الحافظ ابن حجر عن البيهقي يتحدث فيه عن حماد بن سلمة، قال البيهقي: ((أحد أئمة المسلمين إلا أنه لما كبر ساء حفظه فلذا تركه البخاري، وأما مسلم فاجتهد وأخرج من حديثه عن ثابت ما سمع قبل تغيره، وما سوى حديثه عن ثابت – لا يبلغ اثني عشر حديثاً – أخرجها في الشواهد)). (ميزان الاعتدال 1/ 590 وما بعدها، وتهذيب التهذيب 3/ 11 والتقريب 1499، والكواكب النيرات: 460، وانظر لزاماً: أثر علل الحديث: 20 – 21).
ـ[ابن السائح]ــــــــ[24 - 10 - 06, 06:21 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك وعجل بهلاك الكفرة المجرمين
إذن: فما حدّث به حماد قبل اختلاطه، عن ثابت يعدّ من الحديث الصحيح.
أما البخاري: فقد أخرج له في التاريخ، لكن ترك الحديث عنه في الصحيح. وأما مسلم: فقد غربل حديثه، وميّز منه أحاديث حدّث بها قبل الاختلاط.
هل يوجد دليل صحيح على اختلاط حماد؟
قد وقفتُ على دعوى البيهقي أن حمادا اختلط
لكن لم أقف على من سبقه إلى إرسال تلك الدعوى المفتقرة إلى برهان صحيح
وقد قطع غير واحد أن البخاري لم يخرج لحماد في صحيحه
لكن قال البخاري في الصحيح (6440):
قال لنا أبو الوليد: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن أُبَيّ قال: كنا نرى هذا من القرآن، حتى نزلت: {ألهاكم التكاثر}.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 10 - 06, 04:05 ص]ـ
1 - دعوى البيهقي هي برهان بحد نفسه، وإلا كيف يكون البرهان؟ ولو طلبنا هذا من كل نقاد الحديث لأفسدنا علم الرجال كله.
2 - "قال لنا" من علامات الاستشهاد عن البخاري، فهذا ليس من الأصول. انظر هنا بارك الله بك: http://www.ibnamin.com/Manhaj/bukhari.htm
ـ[ماهر]ــــــــ[02 - 11 - 06, 06:12 ص]ـ
وقد نص ابن رجب الحنبلي في فتح الباري إلى أن البخاري روى عن حماد بن سلمة استشهاداً
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - 11 - 06, 06:53 ص]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بكم.
وماذا عن روايته عن قتادة، وعن عطاء بن السائب؟
حتى يكون هذا الموضوع مرجعًا في حال حماد.
ـ[أبو الحسن حليفي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 01:10 م]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بكم.
وماذا عن روايته عن قتادة،حتى يكون هذا الموضوع مرجعًا في حال حماد.
حماد بن سلمة يخطئ في حديث قتادة كثيراً.
انظر التمييز لمسلم ((صـ 195 ط ابن الجوزي)):
ـ[أبو الحسن حليفي]ــــــــ[11 - 11 - 10, 05:10 م]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بكم.
وماذا عن روايته عن عطاء بن السائب؟
حتى يكون هذا الموضوع مرجعًا في حال حماد.
¥(35/35)
قال ابن الجنيد في سؤالاته ((837)): قال رجل ليحيى وأنا اسمع روى جرير عن حبيب بن ابي عمرة والشيباني أحاديث كأنه يقول منكرة فقال يحيى حبيب بن أبي عمرة والشيباني ثقتان لعل هذا من جرير.
قال وروى عن عطاء بن السائب فقال يحيى إن جريرا وابن فضيل وهؤلاء سمعوا من عطاء بن السائب بآخره فقلت ليحيى كان عطاء بن السائب قد خلط قال نعم قال يحيى وحماد بن سلمة سمع من عطاء بن السائب قديما قبل الاختلاط.
وقال الدوري في تاريخه ((3/ 309)): سمعت يحيى يقول حديث سفيان وشعبة بن الحجاج وحماد بن سلمة عن عطاء بن السائب مستقيم وحديث جرير بن عبد الحميد وأشباه جرير ليس بذاك لتغير عطاء في آخر عمره.
قال الدارقطنى كما في سؤالات السلمي ((462)): دخل عطاء البصرة مرتين، فسماع أيوب و حماد بن سلمة فى الرحلة الأولى صحيح.
و قال العقيلى في الضعفاء له ((3/ 399)): حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا بن علية قال قدم علينا عطاء بن السائب البصرة وكنا نسأله قال فكان يتوهم قال فيقول له من فيقول أشياخنا ميسرة وزاذان وفلان وفلان قال علي قال وهيب قدم علينا عطاء بن السائب فقلت كم حملت عن عبيدة قال أربعين حديثا قال علي وليس يروي عن عبيدة حرفا واحدا فقلت فعلى ما يحمل هذا قال على الاختلاط إنه اختلط قال علي قلت ليحيى وكان أبو عوانة حمل عن عطاء بن السائب قبل أن يختلط فقال كان لا يفصل هذا من هذا وكذلك حماد بن سلمة
و قال ابن الجارود في الضعفاء: حديث سفيان و شعبة و حماد بن سلمة عنه جيد
، و حديث جرير و أشباه جرير ليس بذاك.
و قال يعقوب بن سفيان في تاريخه ((3/ 84، 362)): هو ثقة حجة، و ما روى عنه سفيان و شعبة و حماد بن سلمة
سماع هؤلاء سماع قديم، و كان عطاء تغير بآخره، و في رواية جرير و ابن فضيل
و طبقتهم ضعيفة.
قال الحافظ ابن حجر: فيحصل لنا من مجموع كلامهم أن سفيان الثورى، وشعبة و زهيرا، و زائدة، وحماد بن زيد، و أيوب عنه صحيح، و من عداهم يتوقف فيه، إلا حماد بن سلمة فاختلف قولهم، و الظاهر أنه سمع منه مرتين مرة مع أيوب ـ كما يومي إليه كلام الدارقطنى ـ و مرة بعد ذلك لما دخل إليهم البصرة و سمع منه مع جرير و ذويه، والله أعلم.
وقال في التغليق ((2/ 447)): عطاء بن السائب ثقة ضعف من قبل اختلاطه فممن سمع منه من قبل الاختلاط شعبة قيل وحماد بن سلمة.
وقال أيضاً في ((3/ 470)): وحديث حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط.
وقال في التلخيص الحبير ((1/ 382)): عطاء بن السائب سمع منه حماد بن سلمة قبل الاختلاط.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ((2/ 105)): وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة اختلط ولكنه من رواية حماد بن سلمة عن عطاء وحماد سمع منه قبل الاختلاط قاله أبو داود فيما، رواه أبو عبيد الأجري.
وقال في ((7/ 112)):حماد بن سلمة روى عن عطاء بن السائب قبل الاختلاط.
وقال في ((10/ 97)): عطاء بن السائب حدث عنه حماد بن سلمة قبل الاختلاط.
وقال في ((10/ 100)): عطاء بن السائب وقد سمع منه حماد بن سلمة قبل اختلاطه.
وقال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم والإيهام ((3/ 272)):وَحَمَّاد بن سَلمَة إِنَّمَا سمع من عَطاء بعد اخْتِلَاطه وَإِنَّمَا يقبل من حَدِيث عَطاء مَا كَانَ قبل أَن يخْتَلط.
وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ((6/ 444)): عَطَاءَ بْنَ السَّائِبِ اخْتَلَطَ بِأَخَرَةٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ إِنَّمَا رَوَى عَنْهُ بَعْدَ الاِخْتِلاَطِ كَمَا أَوْضَحْتُهُ فِي تَبْيِينِ حَالِ الْمُخْتَلِطِينَ.
وقال ابن رجب في شرح العلل ((1/ 282)): ذكر من سمع من قبل أن يتغير:سفيان وشعبة. وقد تقدم أن يحيى بن سعيد نقل عن شعبة (أنه مسع من حديثين) بعد أن تغير.
ومنهم: حماد بن زيد: كما ذكرناه عن يحيى وحكاه البخاري عن علي.
ومنهم: حماد بن سلمة، نقله ابن (الجنيد عن ابن معين)، ونقل عبد الله بن الدورقي عن ابن معين قال: ((حديث سفيان وشعبة وحماد بن سلمة عن عطاء بن السائب مستقيم)).
وقال ابن أبي خيثمة سمعت يحيى يقول: ((شعبة وسفيان وحماد بن سلمة في عطاء خير من هؤلاء الذين بعدهم)).
ونقل ابن المديني عن يحيى بن سعيد: ((أن أبا عوانة وحماد بن سلمة سمعا من قبل الاختلاط وبعده، وكانا لا يفصلان هذا من هذا)). خرجه العقيلي.
ـ[الناصح]ــــــــ[13 - 11 - 10, 09:33 ص]ـ
الثقات لابن حبان - (6/ 216)
فان زعم أن خطأه قد كثر من تغير حفظه فقد كان ذلك في أبى بكر بن عياش موجودا وأنى يبلغ أبو بكر حماد بن سلمة ولم يكن من أقران حماد مثله بالبصرة في الفضل والدين والعلم والنسك والجمع والكتبة والصلابة في السنة والقمع لأهل البدعة ولم يكن يثلبه في أيامه إلا قدرى أو مبتدع جهمى لما كان يظهر من السنن الصحيحة التي ينكرها المعتزلة
¥(35/36)
ـ[يوسف العبدالكريم]ــــــــ[17 - 11 - 10, 02:35 م]ـ
حماد بن سلمة بن دينار البصري، ثقة له أوهام. قال أحمد: هو أعلم الناس بحديث خاله حميد الطويل. وقال ابن معين: هو أعلم الناس بثابت – يعني: ثابت البُناني – (الميزان 1/ 590 وما بعدها، تهذيب التهذيب 3/ 11 وما بعدها). وقال الحافظ في التقريب: ((ثقة عابد، أثبت الناس في ثابت، تغير حفظه بأخرة)) (التقريب 1499).
إذن: فحمّاد بن سلمة في أول أمره ثقة له أوهام، وهذا التعبير يشير إلى خفة في الضبط، لكن خفة الضبط تنجبر بطول الملازمة للشيخ وشدة العناية بحديثه. وحماد – كما ذكرنا – كثير الملازمة لثابت البناني، شديد العناية بحديثه، إذن: فما حدّث به حماد قبل اختلاطه، عن ثابت يعدّ من الحديث الصحيح. وحديثه عن غيره من قبيل الحسن، ثم تغير حماد لما كبر فساء حفظه، فكان حديثه في هذه المرحلة ضعيفاً. إذا عرفنا هذا: لننظر ماذا فعل الشيخان بحديث حماد بن سلمة: أما البخاري: فقد أخرج له في التاريخ، لكن ترك الحديث عنه في الصحيح. وأما مسلم: فقد غربل حديثه، وميّز منه أحاديث حدّث بها قبل الاختلاط.
ثم قسم هذه الأحاديث إلى قسمين:
القسم الأول: الأحاديث التي حدّث بها حماد عن ثابت، وهذه أخرجها مسلم في الصحيح أصولاً محتجاً بها.
القسم الثاني: الأحاديث التي حدّث بها عن غير ثابت، وهذه لم يخرّجها مسلم في الأصول، وإنّما أخرجها في الشواهد.
يقول الذهبي: ((احتجَّ مسلمٌ بحمّاد بن سلمة في أحاديث عدّة في الأصول. وتحايده البخاري)).
ويوضّح ما أجمله الذهبي هنا: كلام نقله الحافظ ابن حجر عن البيهقي يتحدث فيه عن حماد بن سلمة، قال البيهقي: ((أحد أئمة المسلمين إلا أنه لما كبر ساء حفظه فلذا تركه البخاري، وأما مسلم فاجتهد وأخرج من حديثه عن ثابت ما سمع قبل تغيره، وما سوى حديثه عن ثابت – لا يبلغ اثني عشر حديثاً – أخرجها في الشواهد)). (ميزان الاعتدال 1/ 590 وما بعدها، وتهذيب التهذيب 3/ 11 والتقريب 1499، والكواكب النيرات: 460، وانظر لزاماً: أثر علل الحديث: 20 – 21).
جزاكم الله خيرا على هذا التفصيل
هل يقدح فعل الامام مسلم برواية حديثة عن ثابت بدرجة صحيحة؟(35/37)
رايت ابن عباس يسجد بعد وتره سجدتين
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 08 - 02, 11:37 م]ـ
في الفتح
(باب السهو في الفرض والتطوع وسجد ابن عباس رضي الله عنهما سجدتين بعد وتره
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله: (باب)
بالتنوين.
قوله: (السهو في الفرض والتطوع)
أي هل يفترق حكمه أم يتحد؟ إلى الثاني ذهب الجمهور , وخالف في ذلك ابن سيرين وقتادة ونقل عن عطاء , ووجه أخذه من حديث الباب من جهة قوله " وإذا صلى " أي الصلاة الشرعية وهو أعم من أن تكون فريضة أو نافلة. وقد اختلف في إطلاق الصلاة عليهما هل هو من الاشتراك اللفظي أو المعنوي؟ وإلى الثاني ذهب جمهور أهل الأصول لجامع ما بينهما من الشروط التي لا تنفك , ومال الفخر الرازي إلى أنه من الاشتراك اللفظي لما بينهما من التباين في بعض الشروط , ولكن طريقة الشافعي ومن تبعه في أعمال المشترك في معانيه عند التجرد تقتضي دخول النافلة أيضا في هذه العبارة , فإن قيل إن قوله في الرواية التي قبل هذه " إذا نودي للصلاة " قرينة في أن المراد الفريضة وكذا قوله " إذا ثوب " أجيب بأن ذلك لا يمنع تناول النافلة لأن الإتيان حينئذ بها مطلوب لقوله " بين كل أذانين صلاة ".
قوله: (وسجد ابن عباس سجدتين بعد وتره)
وصله ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن أبي العالية قال " رأيت ابن عباس يسجد بعد وتره سجدتين " وتعلق هذا الأثر بالترجمة من جهة أن ابن عباس كان يرى أن الوتر غير واجب ويسجد مع ذلك فيه للسهو , وقد تقدم الكلام على المتن في الباب الذي قبله.)
انتهى
قلت
ولكن المراد بالسجدتين في هذا الاثر الركعتين بعد الوتر
ولذلك اورده ابن ابي شيبة في
(الصلاة بعد الوتر)
والله اعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 08 - 02, 11:56 م]ـ
فائدة عارضة
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
(ثم يصلى ركعتين بعد الوتر وهو جالس وهذا الحديث الصحيح دليل على أنه لم يكن يداوم عليها فكيف يقال ان من لم يداوم عليها فليس من أهل السنة
والعلماء متنازعون فيها هل تشرع أم لا فقال كثير من العلماء انها لا تشرع بحال لقوله ((اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا (ومن هؤلاء من تاول الركعتين اللتين روى أنه كان يصليهما بعد الوتر على ركعتى الفجر لكن الأحاديث صحيحة صريحة بأنه كان يصلى بعد الوتر ركعتين وهو جالس غير ركعتى الفجر وروى فى بعض الألفاظ أن كان يصلى سجدتين بعد الوتر فظن بعض الشيوخ أن المراد سجدتان مجردتان فكانوا يسجدون بعد الوتر سجدتين مجردتين وهذه بدعة لم يستحبها أحد من علماء المسلمين بل ولا فعلها أحد من السلف وانما غرهم لفظ السجدتين والمراد بالسجدتين الركعتان كما قال ابن عمر حفظت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم (سجدتين قبل الظهر وسجدتين بعدها وسجدتين بعد المغرب وسجدتين بعد العشاء
وسجدتين قبل الفجر أى ركعتين
ولعل بعض الناس يقول هاتان الركعتان اللتان كان النبى ((يصليهما بعد الوتر جالسا نسبتها الى وتر الليل نسبة ركعتى المغرب الى وتر النهار فان النبى ((قال (المغرب وتر النهار فأوتروا صلاة الليل (رواه أحمد فى المسند
فاذا كانت المغرب وتر النهار فقد كان النبى ((يصلى بعد المغرب ركعتين ولم يخرج المغرب بذلك على أن يكون وترا لأن تلك الركعتين هما تكميل الفرض وجبر لما يحصل منه من سهو ونقص كما جاءت السنن عن النبى ((أنه قال (إن العبد لينصرف من صلاته ولم يكتب له منها الا نصفها الا ثلثها الا ربعها الا خمسها حتى قال الا عشرها (فشرعت السنن جبرا لنقص الفرائض فالركعتان بعد المغرب لما كانتا جبرا للفرض لم يخرجها عن كونها وترا كما لو سجد سجدتى السهو فكذلك وتر الليل جبره النبى ((بركعتين بعده ولهذا كان يجبره اذا أوتر بتسع أو سبع أو خمس لنقص عدده عن احدى عشرة فهنا نقص العدد نقص ظاهر
وان كان يصليهما اذا أوتر باحدى عشرة كان هناك جبرا لصفة
الصلاة وان كان يصليهما جالسا لأن وتر الليل دون وتر النهار فينقص عنه فى الصفة وهى مرتبة بين سجدتى السهو وبين الركعتين الكاملتين فيكون الجبر على ثلاث درجات جبر للسهو سجدتان لكن ذاك نقص فى قدر الصلاة ظاهر فهو واجب متصل بالصلاة وأما الركعتان المستقلتان فهما جبر لمعناها الباطل فلهذا كانت صلاته تامة كما فى السنن (ان اول ما يحاسب عليه العبد من عمله الصلاة فان أكملها والا قيل أنظروا هل له من تطوع (ثم يصنع بسائر أعماله كذلك والله أعلم
)
مجموع الفتاوى 23/ 97(35/38)
فضل الصلاة عند الحجر الأسود
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 08 - 02, 07:16 م]ـ
[موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود]
الحديث اخرجه ابن حبان والبيهقي في الشعب
وانظر
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=8249
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[15 - 08 - 02, 01:18 ص]ـ
أخي الفاضل ابن وهب.
يصبح هذا الحديث دليل على أن الصلاة عند الحجر الأسود لها مالها من الأفضلية.
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[16 - 08 - 02, 07:34 م]ـ
في صِحّتهِ نَظَر
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[18 - 08 - 02, 06:35 ص]ـ
وماهو أخي راية التوحيد؟؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 08 - 02, 06:39 ص]ـ
----------
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 09 - 07, 02:57 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا / ابن وهب.
استنباط لطيف.(35/39)
مسند أبي الدرداء رضي الله عنه
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[15 - 08 - 02, 10:26 م]ـ
أريد معلومات عن مسندٍ لأبي الدرداء غير مطبوع، فهل يوجد مسند أبي الدرداء من المعجم الكبير للطبراني مخطوطا؟، وهل يوجد كتاب مخطوط فيه أخبار أبي الدرداء أو حديثه؟، وهل هناك بعض الأطروحات في ذلك؟؟
وجتزاكم الله خيرا ..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 08 - 02, 10:44 م]ـ
أيضاً
ما هي المسانيد الغير مطبوعة من معجم الطبراني؟
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[16 - 08 - 02, 03:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخ أبي اسحاق أتذكر أني سمعت الشيخ السدحان في أحد أشرطته وهو يتكلم عن سيرة أبي الدرداء أنه صاحب أحاديث معدودة قليلة جدا ولكن لا أذكر كم حديث قال فلعل هذا السبب في عدم وضعه لمسند أبي الدرداء، وليتك تفدنا في الموضوع أكثر ...
من المسانيد الغير موجودة في معجم الطبراني مسند أي هريرة لأنه أفرده بمصنف لوحده، و لا أدري إن كان هناك غيره لعل الشيخ أبي اسحاق يفدنا جزاه الله خيرا.
قال الكتاني في الرسالة المستطرفة: ((كمعجم الطبراني الكبير المؤلف في أسماء الصحابة على حروف المعجم عدا مسند أبي هريرة فإنه أفرده في مصنف يقال انه اورد فيه ستين الف حيدث في اثني عشر مجلدا وفيه قال بن دحية هو أكبر معاجم الدنيا)) ص136
معذرة على الخط الصغير:)
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[16 - 08 - 02, 04:08 ص]ـ
ولقد وقفت على كلام للذهبي في السير يقول: ((وَ (المُعْجَمُ الكَبِيْرُ) وَهُوَ مُعْجَمُ أَسمَاءِ الصَّحَابةِ وَترَاجمِهِم وَمَا رَوَوْهُ، لَكنْ لَيْسَ فِيْهِ مُسْندُ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلاَ اسْتوعبَ حَدِيْثَ الصَّحَابَةِ المُكثرينَ، فِي ثَمَانِ مُجَلَّدَاتٍ،)).
وجزاكم الله خير.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 08 - 02, 05:40 ص]ـ
أنا قصدت ما أدخله الهيثمي في مجمع الزوائد إذ أنه أحياناً يذكر حديثاً ولا أجده في أحد من معاجم الطبراني المطبوعة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[16 - 08 - 02, 05:47 ص]ـ
اخي الكريم
هنا كاجزاء من المعجم الكبير مفقودة
وانظر مقدمة الشيخ حمدي بن عبدالمجيد العراقي
فقد فصل وبين الاجزاء المفقودة
والله اعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 08 - 02, 06:30 ص]ـ
للأسف فإن النسخة المطبوعة ليست بين يدي
هل من الممكن أن تتكرم بسرد هذه الأجزاء إن كانت بين يديك؟
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[16 - 08 - 02, 11:10 م]ـ
سقط من معجم الطبراني تراجم كثيرة من حرف العين، كمسند أبي الدرداء وعبد الله بن قيس أبي موسى الأشعري، وجماعة، وكذلك جزء في قسم النساء ...
وتراجع مقدمة الشيخ حمدي السلفي.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[17 - 08 - 02, 01:58 ص]ـ
بالنسبة لمسند أبي الدرداء فليس صغيرا بل لقد أسند رضي الله عنه أحاديث كثيرة، وقد جمعت بعض مسانيد الصحابة المقلين ممن أحاديثهم أقل من أحاديث أبي الدرداء رضي الله عنه بكثير، ويوجد مجموعة لا بأس بها من أحاديث أبي الدرداء في مسند الشاميين للطبراني وفي تاريخ دمشق لابن عساكر ومسند أحمد وغيرها ...(35/40)
ما صحه حديث (وكاء العين السه)؟؟
ـ[عاشق الحور]ــــــــ[17 - 08 - 02, 11:52 م]ـ
سلام عليكم
ما صحه حديث ابي هريره (وكاء العين السه، فإذا نام احدكم فليتوضأ)
ـ[مسدد2]ــــــــ[18 - 08 - 02, 12:32 ص]ـ
أرجو تصحيح السهو الواقع في المتن،
فالحديث هو:
وكاء السه العينان، أو العين، وليس (وكاء العين السه)
المهم في المتن ان المضاف والمضاف اليه هما: وكاء السه، وكلمة العين او العينان قد تتقدم او تتأخر دون تبديل المعنى،
ـ[مبارك]ــــــــ[18 - 08 - 02, 03:40 ص]ـ
* وهو مروي من طريق علي ومعاويةرضي الله عنهما.
* حول تخريج الحديث أنظر:
مسند أحمد (2/ 227 و28/ 92 _93 _ الرسالة) رقم (887 و16879)
مسند أبي يعلى (13/ 362 _حسين سليم) رقم (7372).
مسند الدارمي (1/ 562 _ حسين سليم) رقم (749).
والطريقان فيهما كلام غير أن أحدهما يقوي الآخر ,ويتعاضدان،
ويكتسبان قوة، ويرتقيان إلى رتبة الحسن لغيره، والله أعلم.
قال الإمام النووي رحمه الله في (المجموع) (2/ 13): حديث حسن، رواه أبو داود وابن ماجة، وغيرهما بأسانيد حسنة. وكذا قال
في (الخلاصة) (1/ 132).
وحسنه من قبل ابن المنذر وابن الصلاح.
و حسنه الإمام أحمد شاكر في تعليقه على (المحلى) (1/ 231_
232) وصححه في تعليقه على كتاب (المسند) (2/ 167) رقم (887).
وحسنه الإمام الألباني في كتابه المستطاب (إرواء الغليل) (1/ 148) رقم (113) وصححه في (مشكاة المصابيح) (1/ 103) رقم (316).
* وحول مسألة النوم ناقض للوضوء أم لا؟ عليك بما كتبه الإمام الجليل ابن حزم رحمه الله تعالى في كتابه الفريد (المحلى) (1/ 222_
231) حول هذه المسألة فقد اطنب في ذكر مذاهب الأئمة المجتهدين في ذلك وذكر أدلتهم مفصلة والعود عليها بالنظروالتأمل وتحقيق المقام
وإذا نظرت فيما كتبه (أي ابن حزم) تعلم أن كل من كتب في هذه المسألة هو عالة عليه ومتطفل، لأنه أشبع الكلام فيها.
وانظر أيضا سبل السلام للإمام الفذ الأمير الصنعاني في (سبل السلام) (1/ 187_190 و 212_214 _طارق بن عوض).
وعليك ماسطره يراع شيخنا فقيه البدن الإمام الألباني رحمه الله تعالى في كتابه النفيس (تمام المنة) (ص/98_103).
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[18 - 08 - 02, 08:02 ص]ـ
قال ابن أبي حاتم:
"سألت أبي عن حديث رواه بقية عن الوضين بن عطاء عن محفوظ بن علقمة عن ابن عائذ عن علي عن النبي (صلى الله عليه وسلم)،
وعن حديث أبي بكر بن أبي مريم عن عطية بن قيس عن معاوية عن النبي (صلى الله عليه وسلم): "العين وكاء السه"،
فقال: ليسا بقويين،
وسئل أبو زرعة عن حديث ابن عائذ عن علي بهذا الحديث فقال: ابن عائذ عن علي مرسل" اهـ.
العلل 1/ 47.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[18 - 08 - 02, 08:10 ص]ـ
إضافة:
الحديث رواه بقيّة بن الوليد: مرة بسند إلى علي ومرة بسند إلى معاوية (رضي الله عنهما).
وأخشى أن يكون ذلك اضطراباً منه.
أمّا رواية علي فلم يُتابع عليها، في حين توبع على رواية معاوية.
فدلّ ذلك على أن رواية علي خطأ، وأنّ الصواب فيها عن معاوية.
وأمّا رواية معاوية: فقد رجّح ابن عدي أن تكون موقوفة عليه (الكامل 2/ 38).
والله أعلم.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[18 - 08 - 02, 09:38 ص]ـ
وعليكم السلام
قال ابن عبد البر في ((التمهيد)) (18/ 247 ــ 248): [هذان حديثان ليسا بالقويين].
وقال ــ أيضاً ــ في ((الإستذكار)) (1/ 192): [هما حديثان ضعيفان، لا حُجّة فيهما من جِهَة النقل].
وأعلّهما ــ كذلك ــ الإمام الجبل ابن عبد الهادي في ((شرح علل ابن أبي حاتم)) ص / 357.
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[18 - 08 - 02, 07:20 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذا الحديث: قد روي في السنن من حديث علي بن أبي طالب ومعاوية رضي الله عنهما وقد ضعفه غير واحد 0 وعلى تقدير صحته 000 (مجموع الفتاوى21/ 394) 0
والمتأمل في طرق هذا الحديث يتبين له ضعفه 0
وأما ماذكره أبوزرعة من أن حديث ابن عائذ عن علي مرسل فقد قال ابن حجر في التلخيص: فيه نظر فإنه سمع من عمر كما جزم به البخاري 0
وقد حسن الحديث جماعة من العلماء منهم النووي في المجموع 2/ 13 والألباني في الإرواء 1/ 149، وابن باز في فتاوى الدعوة /39 وصححه أحمد شاكر في تحقيقه للمسند 2/ 166 0
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[18 - 08 - 02, 10:54 م]ـ
قال الساجي –كما في تهذيب التهذيب (11/ 106) -: "عنده –أي الوضين بن عطاء- حديث واحد منكر غير محفوظ عن علقمة عن عبد الرحمن بن عائذ عن علي؛ حديث (العينان وكاء السه"، وقال أيضا: "رأيت أبا داود أدخل هذا الحديث في كتاب السنن، ولا أراه ذكر [ه] فيه إلا وهو عنده صحيح".
قلت: لا يلزم أن يكون صحيحا عند أبي داود، فقد روى أحاديث كثيرة ساكتا عليها، وضعفها في كتب أخرى غير السنن، يراجع لهذا المبحث نكت الحافظ ابن حجر على ابن الصلاح.
وقال أبو حاتم الرازي –كما في العلل لابنه (1/ 47) - عن هذا الحديث وحدث معاوية: "ليسا بقويين".
وأعله أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان –كما في العلل (1/ 47) والجرح والتعديل (5/ 270) على التتالي- بالانقطاع بين ابن عائذ وعلي بن أبي طالب، وكذلك قال عبد الحق الإشبيلي وأبو الحسن بن القطان الفاسي.
وقال الإمام أحمد بن حنبل –كما في التلخيص الحبير (1/ 118) -: "حديث علي أثبت من حديث معاوية في هذا الباب"اهـ. وقول الإمام أحمد لا يدل على ثبوت الحديث عنده.
وحسن حديث علي: المنذري والنووي وابن الصّلاح، وقبلهما ابن السكن في السنن الصحاح المأثورة، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة.
¥(35/41)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[20 - 08 - 02, 12:01 ص]ـ
تحسين حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيه بعد، لأمور منها:
1 - بقية بن الوليد يدلس تدليس التسوية، ولم يصرح في الإسناد بالتحديث إلا من شيخه الوضين بن عطاء.
2 - الانقطاع بين عبد الرحمن بن عائذ الأزدي وبين علي بن أبي طالب، قاله أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان.
3 - كلام الأئمة في الوضين، خاصة في هذا الحديث، فقد أنكروه عليه كما قال زكرياء الساجي.
ولا يصلح حديث معاوية رضي الله عنه للتقوية، لأنه معلل، فقد خولف أبو بكر بن أبي مريم، فرواه مروان بن جناح عن عطية بن قيس عن معاوية موقوفا؛ أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 38)، وهو المحفوظ، والله أعلم.
ومعنى الحديث صحيح.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[20 - 08 - 02, 09:31 م]ـ
وللفائدة فقد ورد الحديث عن علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، ولم أجده من حديث أبي هريرة ..
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:37 م]ـ
أنصح بمراجعة الكتب العلمية الحديثة .. موقف المشايخ المعاصرين من الحديث ..
فهو داخل في باب الإعجاز العلمي .. والله تعالى أعلم ..(35/42)
على صدره: دراسة حديثية فقهية
ـ[ماهر]ــــــــ[20 - 08 - 02, 11:32 ص]ـ
الرجاء الاطلاع على المرفق(35/43)
هل سمعت أن الله يروي عن رجل؟؟؟
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[23 - 08 - 02, 02:39 م]ـ
الله المستعان،
ذلك ما حكاه أبو أحمد العسكري قال: حكى القاضي أحمد بن كامل قال: حضرت بعض مشايخ الحديث من المغفلين فقال: عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عن جبريل عن الله عن رجل، قال: فنظرت فقلت: منْ هذا الذي يصلح أن يكون شيخ الله؟؟؟؟!!!
فإذا هو قد صحفه و إذا هو عزَّ و جلَّ - و نقله الصفدي في كتابه النفيس (تصحيح التصحيف) ص:15.
و هذا الكتاب ينبغي لكل طالب علم أن يقتنيه و ينظر فيه فقد جمع فيه مؤلفه من مواد الكتب المطبوعة و المفقودة ما لم يحوه كتاب و رتبها على حروف المعجم.(35/44)
تخريج حديث: (إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)
ـ[مبارك]ــــــــ[23 - 08 - 02, 08:43 م]ـ
* أخرج ابن عدي في (الكامل) (5/ 1920 _1921) من طريق عبدالرحيم بن زيد العمي، حدثني أبي، عن سعيد بن جبير،عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: غفر لي عن أمتي الخطاءوالنسيان والاستكراه.
وهذا سند تالف، فيه علتان:
الأولى: زيد بن الحواري، أبو الحواري، العمي، البصري، قاضي
هراة، ضعيف.
الثانية: عبدالرحيم بن زيد الحواري العمي البصري، أبو زيد،وهو
متروك، بل كذبه ابن معين.
* وأخرجه الطبراني في (الكبير) (11/ 133_134) رقم (11274)
واللفظ له، والجوزجاني (انظر: جامع العلوم والحكم 351)، من طريق مسلم بن خالدالزنّجي،حدثني سعيد هو العلاف عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
وهذا سند ضعيف، وفيه علتان:
الأولى: سعيد ذا قال عنه أبوزرعة:
(هو لين الحديث لا أظنه سمع من ابن عباس) (الجرح والتعديل:
4/ 76).
* وقال ابن رجب في (جامع العلوم والحكم) (ص/351): وقد روي
عن الأوزاعي، عن عطاء عن عبيد بن عمير مرسلا، من غير ذكر ابن عباس.
ذكره بصيغة (روي) الدالة على التضعيف ولم يسق سنده إلى الأوزاعي حتى ننظر في السند وهو لا حجة فيه على تضعيف مايأتي.
* قال ابن رجب: وروى يحيى بن سليم، عن ابن جريج، قال عطاء:
بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز لأمتي عن الخطأ والنسيان ومااستكرهوا عليه. خرجه الجوزجاني وهذا بالمرسل أشبه.
قلت: ويحيى بن سليم _ هو القرشي الطائفي _ وهو مع كونه من
رجال الشيخين فقد تكلم في حفظه، قال الحافظ:
(صدوق سيء الحفظ).
فوقوع الخطأ غير مستنكر منه، والله أعلم.
* قال ابن رجب: وقد ورد من وجه آخر عن بقية بن الوليد عن علي
الهمداني، عن أبي حمزة، عن ابن عباس مرفوعا، خرّجه حرب ورواية
بقية عن مشايخه المجاهيل لا تساوي شيئا.
يتبع
ـ[مبارك]ــــــــ[23 - 08 - 02, 11:48 م]ـ
* وأخرجه ابن ماجه (2045) وابن حجر في (موافقة الخُبرالخَبر)
(1/ 510) من طريق محمد بن المصفّى، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي
،عن عطاءٍ، عن ابن عباسٍ،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
قال ابن كثير في (تحفة الطالب) (ص/ 232): إسناده جيد.
وقال ابن حجر في (الموافقة):هذا حديث حسن.
وقال البوصيري في (مصباح الزجاجة) (2/ 130_131):هذا إسناد
صحيح إن سلم من الانقطاع، والظاهرأنه منقطع، ... وليس ببعيد أن يكون السقط من صنعة الوليد بن مسلم؛ فإنه كان يدلس تدليس التسوية.
قال مبارك: وهذا سندٌ ظاهره الحسن، لأن محمد المصفى _ هو
الحمصي القرشي _ فيه كلام وهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى،
مالم يظهر خطؤه وهو مدلس، لكنه معلٌ، وعلته هي الانقطاع بين عطاء
وابن عباس كما أشار إلى ذلك البوصيري في كلامه المتقدم؛ بدليل زيادة عبيد بن نمير في الطريق الثاني كما سيأتي فقد:
أخرجه أخرجه الطحاوي في (شرح معاني الآثار) (3/ 95)،وابن المنذر
في (الإقناع) (2/ 584) رقم (196)،وابن حبان في (16/ 202_الإحسان) رقم
(7219)،والمخلص في (الفوائدالمنتقاة) (ا/ق56/ب)،والطبراني في
(المعجم الصغير) (1/ 270)، والصيداوي في (معجم الشيوخ) (ص/361_
362)،والدار قطني (4/ 170_171)،والحاكم (2/ 198)،والبيهقي في (السنن الكبرى) (7/ 356) وفي (معرفة السنن والآثار) (11/ 74) رقم (14811)، وابن حزم في (المحلى) (4/ 4،6/ 220_221،11/ 404) وفي
(الإحكام في أصول الأحكام) (5/ 149) ,وابن عساكر في (تاريخ دمشق)
(50/ 261) وعبدالحق الإشبيلي في (الاحكام الشرعية الكبرى) (1/ 127) كلهم من طريق الربيع بن سليمان المرادي، حدثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوزا عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه.
وهذا اسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات وليس فيهم مدلس.
قال الطبراني: لم يروه عن الأوزاعي إلا بشر تفرد به الربيع بن سليمان.
قلت: لم يتفرد به الربيع بن سليمان عن بشر، بل تابعه بحر بن نصر
ابن سابق الخولاني، فرواه عن بشر بن بكر عن الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير عن ابن عباس مرفوعا فذكره.
أخرجه الحاكم (2/ 198) قال: حدثنا أبو العباس بن محمد بن يعقوب (وهو الأصم)، ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، عن بشر به.
وبحر ذا ثقة.
وتابعه أيضا أيوب ابن سويد الرملي عن الأوزاعي به
أخرجه الحاكم.
وأيوب هذا صدوق، يخطىء كما في (التقريب) فهو يصلح في باب الشواهد والمتابعات.
¥(35/45)
ـ[مبارك]ــــــــ[24 - 08 - 02, 01:12 ص]ـ
قلت: ومع سلامة هذا الإسناد وثقة رجاله وخلوه من التدليس فقد
أعله أبوحاتم الإمام بالانقطاع أيضا؛ فقال ابنه في (العلل) (1/ 431): لم يسمع الأوزاعي هذا الحديث عن عطاء. أنه سمعه من رجل لم يسمه.
أتوهم أنه عبد الله بن عامر أو إسماعيل بن مسلم، ولا يصلح هذا الحديث ولا يثبت إسناده.
وقد أجاب أسد السنة الإمام الالباني رحمه الله تعالى عن هذا التعليل في كتابه المستطاب (إرواء الغليل) (1/ 124) بقوله:ولست أرى
ماذهب إليه أبو حاتم رحمه الله، فإنه لا يجوز تضعيف حديث الثقة لا سيماإذا كان إماما جليلا كالأوزاعي، بمجرد دعوىعدم السماع، ولذلك فنحن على الأصل، وهو صحة حديث الثقة حتى يتبين انقطاعه، سيما
وقد روي من طرق ثلاث أخرى عن ابن عباس ...
قال مبارك: ماقرره أبوحاتم ليس هو محل اتفاق بين العلماء النقاد
بل خالفه ابن حبان والحاكم فصححا الحديث، بل قال الإمام ابن حزم في (المحلى) (10/ 404): وهذا حديث مشهور من طريق الربيع عن بشر ابن بكرعن الأوزاعي بهذا الإسناد متصلا، وبهذا اللفظ رواه الناس هكذا.
قلت: وعند الاختلاف يجب الرجوع إلى قواعد العلماء لا إلى إمام
بعينه ونجعل كلامه حكما على غيره، وأنه المصيب وغيره المخطىء، فهذا ليس بعلم، بل هو تقليد للأشخاص بحجة أن فلان أعلم من فلان
ومن خالفك يقول في شيخه كما تقول أنت في شيخك وهكذا
لذا اقول أن العلماءإذا ذكروا شيئا أو قرروه وليس عندنا مايرده أو
يخالفه فالعمل بكلامهم هو الواجب، حتى يظهر لنا خلاف قولهم بكلام
العلماء _ أيضا _ أو بقواعد العلماء.
وهذا ما فعلته بتصحيح بعض العلماء للحديث وبالرجوع إلى قواعد العلماء التي منها أن تخطئة الثقة بمجردالدعوى لا تقبل، فكيف نترك اليقين بمجرد الظن،والظن لا يغني من الحق شيئا ,ثم أين هذه الرواية
التي فيها هذا الرجل الذي لم يسمه، ثم انظر إلى قوله بعد ذلك (اتوهم) فهذا شك وليس قطعا،ويمكن أن نعكس فنقول لعل هذا الرجل
الذي لم يسمه هو عطاء بن أبي رباح حتى يطابق الرواية المشهورة كما جاء ذلك عن ابن حزم وهذا خيرمن توهيم الثقة بمجرد الظن، والله أعلم.
يتبع.
ـ[مبارك]ــــــــ[24 - 08 - 02, 01:45 ص]ـ
وإحتج بعضهم بما جاء في كتاب (العلل ومعرفة الرجال) (1/ 561)
عن الامام أحمد: سالته عن حديث رواه محمد بن مصفى الشامي عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أن الله تجاوزا لامتي عما استكرهوا عليه وعن الخطأ والنسيان. وعن الوليد عن مالك عن نافع عن ابن عمر مثله،
فأنكرهوا جدا وقال: ليس يروا فيه إلا عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أجاب عن مقولة الامام أحمد هذه الامام ابن حزم في (المحلى) (8/ 334): فاعجبوا للعجب! إنما كذب أحمد رحمه الله من روا هذا الخبر من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر، ومن طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس وصدق أحمد في ذلك.
فهذا لم يأتي قط من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر ولا من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء ‘ن ابن عباس إنما جاء من طريق بشر بن بكر عن الأوزاعي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بدل الأسانيد فقد أخطأ أو كذب إن تعمد ذلك.
قال مبارك: وطريق الوليد بن مسلم تكلمنا فيه من قبل. ويمكن أن يجمع بينه وبين طريق بشر بن بكر بأن يقال سمعه بعلو من ابن عباس ثم سمعه بواسطة وحدث به على الوجهين وإن كان الراجح عندي رواية بشر بن بكر.
* وطربق مالك الذي أشار اليه أحمد أخرجه أبو نعيم في (الحلية)
(6/ 352) وكذا الثعلبي في (الكشف والبيان) (2/ 307) وقال أبو نعيم عقبه: غريب من حديث مالك تفرد به ابن مصفى عن الوليد.
يتبع.
ـ[مبارك]ــــــــ[24 - 08 - 02, 02:18 ص]ـ
* وللحديث شواهد عدة من حديث أبي ذر وثوبان وابن عمر وأبي بكرة
وأم درداء وعقبة بن عامر والحسن مرسلا، أنظرها في:
ــ الطبراني الكبير (2/ 97) رقم (1430)
ــ ابن ماجه (2043)
ــ ابن عساكر في (تاريخ دمشق) (35/ 387)
ــ مجمع الزوائد (6/ 250)
ــ الكامل في الضعفاء (3/ 1172)
ــ تحفة الطالب (1/ 232ــ 235) لابن كثير
ــ نصب الراية (2/ 64ــ 66)
ــ الدر المنثور (2/ 134)
ــ العواصم والقواصم (1/ 192 ــ196)
ــ التلخيص الحبير (1/ 281ــ283)
ــ المقاصد الحسنة (ص/230)
* ذكر من قوى الحديث:
ــ ابن حبان فقد أورده في صحيحه
ــ قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
ــ قال البيهقي: جود إسناده بشر بن بكر وهو من الثقات.
ــ صححه ابن حزم في المحلى (8/ 35ــ9/ 206) وفي (النبذ في أصول الفقه) (ص/89 ـتحقيق النجدي)
ــ وقال ابن حجر في (الموافقة) (1/ 510): وبمجموع هذه الطرق يظهر أن للحديث أصلا.
ــ وقال السخاوي في المقاصد (ص/230): ومجموع هذه الطرق يظهر للحديث أصلا.
ــ وحسنه النووي في (الأربعين) رقم (39)
ــ وصححه الامام أحمد شاكر في حاشية (الإحكام) (5/ 149) لابن حزم.
ــ وصححه الشيخ الألباني في (إرواء الغليل) (1/ 123)
ــ وصححه الدكتور الحسين آيت سعيد عند تعليقه على كتاب (الوهم والإيهام) (2/ 346).
ــ وصححه السيخ المفضال سمير بن أمين الزهيري عند تحقيقه كتاب (بلوغ المرام) (2/ 98ـ99).
وكتبه: أبو عبدالرحمن عفا الله عنه.
¥(35/46)
ـ[مبارك]ــــــــ[24 - 08 - 02, 03:25 ص]ـ
_ وقال الإمام النووي في (المجموع) (6/ 309): رواه البيهقي
بأسانيد صحيحة.
وقال في (الفتاوى) (ص/138): حديث حسن حجة.
_ وصححه المحقق الشيخ علي رضا بن عبدالله بن علي رضا في
(المجلى في تحقيق أحاديث المحلى) (ص/312).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 08 - 02, 04:26 ص]ـ
كلامك يا أخ مبارك بعيد جداً عن المنهج العلمي
وفيه تطاول على الإمام أبي حاتم الرازي رحمه الله الذي لو جمعت علم المتأخرين إلى علمه لفاقهم
وقواعد الحديث تؤخذ منه لا من الألباني وابن حزم فانتبه
بالمناسبة محمد بن مصفى ضعيف ويدلس تدليس تسوية!!
ـ[مبارك]ــــــــ[24 - 08 - 02, 05:04 م]ـ
* ماهو الدليل على أن قواعد مصطلح الحديث تؤخذ من أبي حاتم
ولا تؤخذ من ابن حزم والألباني؟ وهل لديك إجماع على ذلك.
* وهل تقبل كل مانقل عنه من أحكام في كتاب العلل لابنه؟ أم
الأمر أن فيه الراجح والمرجوح؟ فإن كنت تقول بالأول فأنت وشئنك ,وإن كنت تقول بالثاني فلما تحرم على غيرك ماأبحته للنفسك.
* وأبو حاتم رحمه الله تعالى مهم عظم شأنه فهو ليس بمعصوم
فهو مرة يصيب، ومرة يخطىء, ومن خالفه كذلك، فمن جاء بالدليل والبرهان على كلامه قبل؛ لأن الحق أحق أن يتبع، واعلم أخي المحب
أن الحق حق صدقه الناس أو كذبوه والباطل باطل صدقه الناس أو كذبوه.ولا يزيد الحق درجة في أنه حق اطباق الناس كلهم على تصديقه
لأن من كان معه الحق فالخالق تعالى معه.
* أبو حاتم رحمه الله تعالى معروف بتعنته وتشدده، قال ابن تيمية
في (مجموع الفتاوى) (24/ 350): وأما قول أبي حاتم (يكتب حديثه، ولا يحتج به) فأبو حاتم يقول مثل هذا كثير من رجال الصحيحين. وذلك أن شرطه صعب، والحجة في اصطلاحه ليس هو الحجة في _ (اصطلاح) _جمهور أهل العلم.
وقال الإمام الناقد الذهبي في (السير) (13/ 260): إذا وثق أبو حاتم رجلا فتمسك بقوله فإنه لا يوثق إلا رجلا صحيح الحديث، وإذا لين رجلا أو قال فيه: لا يحتج به فتوقف حتى ترىماقال غيره فيه، فإن وثقه
أحد فلا تبن على تجريح أبي حاتم فإنه متعنت في الرجال قد قال في طائفة من رجال الصحاح: ليس بحجة، ليس بقوي، أو نحو ذلك.
وقال ابن عبد الهادي كما في (نصب الراية) (2/ 439): وقول أبي حاتم: لايحتج به، غير قادح، فإنه لم يذكر السبب، وقد تكررت هذه اللفظة منه في رجال كثير ين من أصحاب الصحيح الثقات الاثبات من غير بيان السبب كخالد الحذاء، وغيره والله أعلم.
وقال الذهبي في (السير) (13/ 81): قلت: يعجبني كثيرا كلام أبي زرعة في الجرح والتعديل، يبين عليه الورع والمخبرة، بخلاف أبي حاتم، فإنه جراح.
وقال ابن حجر في (مقدمة الفتح) (ص/463):وأبو حاتم عنده عنت
قلت: فهل هولاء الأفذاذ الجهابذة الأعلام تطاولوا على الإمام الجليل أبي حاتم لما بينوا تعنته في نقده على الرجال حاشاهم وألف كلا.
* ومانقلته عن ابن حزم والالباني ماهو إلا ردا علميا لذوي العقول
السليمة، فليس هما مما يطلقا الكلام المرسل على عواهنه، بل هما أهلا الإجتهاد والتحقيق القائم على امتن البرهين والأدلة.
* وليس في كلامي والحمد لله (تطاول) على الإمام الجليل المحدث الحجة الناقد أبي حاتم رحمه الله تعالى أو غير ه من إخوانه العلماء بل نجلهم عظيم الإجلال، ونحبهم شديد الحب، ونعدهم أئمةلنا،
وقدوة حسنة، وسلفا صالحا لنا، أدوا الأماتة , ونصحوا الأمة , وقاموا بما
أوجب الله عليهم كاملا غير منقوص، وكانوا مثالا يحتذى به في الورع والتقوى والعلم والعمل والإيمان والإخلاص، فرحمهم الله جميعا على مابذلوه للإسلام والمسلمين.
* وأخيرا أقول: من يريد أن ينتقد فلينتقد بحلم وعلم وأناة وصدق
،دون جرح أو خدش أو إساءة أو ذكر أسماء لا سيما من يرد أو ينتقد
مجدد هذا الزمان وحسنة الأيام محمد ناصر الدين الالباني _رحمه الله _
وجعل الجنة مثواه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 08 - 02, 10:51 م]ـ
من المتقرر أن قواعد الحديث وضعها الأئمة المتقدمون الذين حفظوا لنا السنة وجمعوا الأحاديث وبينوا أحوال الرجال.
أما الألباني وابن حزم فمتأخرين لا يؤخذ منهم قواعد الحديث. بل لا مجال للمقارنة أصلاً.
¥(35/47)
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (11\ 82): «ونحن لا ندعي العصمة في أئمة الجرح والتعديل. لكنهم أكثر الناس صواباً وأندرهم خطأً وأشدهم إنصافاً وأبعدهم عن التحامل. وإذا اتفقوا على تعديلٍ أو جرحٍ، فتمسك به واعضض عليه بناجذيك، ولا تتجاوزه فتندم. ومن شذ منهم فلا عِبْرة به. فخَلِّ عنك العَناء، وأعط القوس باريها. فو الله لولا الحفاظ الأكابر لخطبت الزنادقة على المنابر. ولئن خطب خاطبٌ من أهل البدع، فإنما هو بسيف الإسلام وبلسان الشريعة وبجاه السنة وبإظهار متابعة ما جاء به الرسول (ص). فنعوذ بالله من الخذلان».
أما عن تعنت أبي حاتم فهو في توثيق الرجال. أما في العلل فكلامه حجة.
أما كلام ابن حزم فخالٍ من أي تحقيق علمي.
كلام أبو حاتم جزم فيه بأن الأوزاعي لم يسمع من عطاء وإنما من رجل لم يسمه. وهذا جزم به لأنه قد اطلع من الروايات على أضعاف أضعاف ما وصل إلى ابن حزم والألباني. فلا يحق لهؤلاء التعقيب عليه في شيء هو أعلم منهم به. وحسبك أن أحمد بن حنبل كان يحفظ مليون حديث. فأين هؤلاء الجهابذة من علماء زماننا؟
أما قول أبي حاتم أتوهم أنه عبد الله بن عامر أو إسماعيل بن مسلم. فهذا الظن إنما جاء على الرجل المبهم الذي لم يسمه الأوزاعي، وليس على وجود رجل مبهم فهو ثابت. ولذلك قال الإمام أسد السنة أبو حاتم: ولا يصلح هذا الحديث ولا يثبت إسناده.
واستدراكك عليه بابن حبان والحاكم لا قيمة له لأن هؤلاء من المتأخرين فلا عبرة بهم، عدا عن أنهما من المتساهلين كثيراً في التصحيح.
وتأمل ما جاء عن الامام أحمد: سالته عن حديث رواه محمد بن مصفى الشامي عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أن الله تجاوزا لامتي عما استكرهوا عليه وعن الخطأ والنسيان. وعن الوليد عن مالك عن نافع عن ابن عمر مثله، فأنكرهوا جدا وقال: ليس يروى فيه إلا عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم تأمل قول ابن حزم الظاهري الجامد: <<إنما كذّب أحمد رحمه الله من روا هذا الخبر من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر، ومن طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس>>
وهذا باطل فإن الإمام أحمد ضعف الحديث كله وأنكره إنكاراً شديداً. وقال قولة الفصل: <<ليس يروى فيه إلا عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم>>.
فهذا صريحٌ جداً في أن الحديث لم تصح روايته إلا من طريق الحسن البصري. ومراسيل الحسن من أردئ المراسيل. والحديث أجدر أن يكون موضوعاً. لذلك قال الإمام أبو حاتم: <<هذه أحاديث منكرة كأنها موضوعة>>.
وقد نقل الخلال عن أحمد قال: <<من زعم أن الخطأ والنسيان مرفوع، فقد خالف كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن الله أوجب في قتل النفس الخطأ الكفارة>>.
فهذا صريحٌ جداً في أن إمام الحديث أحمد بن حنبل يرى رد هذا الحديث وبطلانه. ولا أعرف لماذا يصر البعض على التقول عليه. إلا لأنهم عرفوا أنهم خالفوا أحد كبار الأئمة المتعمدين.
وأخيراً أهديك مقولة رائعة للإمام الذهبي تغمده الله بواسع رحمته.
قال الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ (ص726–826): «يا شيخ ارفق بنفسك والزم الإنصاف، ولا تنظر إلى هؤلاء الحفاظ النظر الشزر، ولا ترمقنهم بعين النقص، ولا تعتقد فيهم أنهم من جنس محدثي زماننا. حاشا وكلا. وليس في كبار محدثي زماننا أحدٌ يبلغ رتبة أولئك في المعرفة. فإني أحسبك لفرط هواك تقول بلسان الحال، إن أعوزك المقال: من أحمد؟ وما ابن المديني؟ وأي شئ أبو زُرعة وأبو داود؟ فاسكت بحلم أو انطق بعلم. فالعلم النافع هو ما جاء عن أمثال هؤلاء. ولكن نسبتك إلى أئمة الفقه كنسبة محدثي عصرنا إلى أئمة الحديث! فلا نحن ولا أنت، وإنما يَعرفُ الفضلَ لأهلِ الفضلِ ذوو الفضل».
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[25 - 08 - 02, 03:03 ص]ـ
أحسنت أخي [محمد الأمين] وأجدتَ
وأغرب ما رأيته في هذا التخريج جواب الإمام ابن حزم على كلام الإمام أسد السنّة أحمد بن حنبل.
وعندما سُئل الشيخ العلاّمة سليمان العلوان عن الحديث قال: [أنكره الإمام أحمد].
ـ[مبارك]ــــــــ[25 - 08 - 02, 04:03 ص]ـ
* قواعد الحديث التي وضعها الأئمة المتقدمون تنقسم إلى قسمين:
¥(35/48)
1ـ قسم منها متفق عليه بين الجميع، والخلف تبعا لهم في ذلك، فهذا يجب العمل به، ولا سبيل لنا إلا ذلك.
2ـ وقسم فيه اختلاف شديد، كالحديث المرسل يعمل به أو يرد،
وزيادة الثقة، ورواية المدلس، و المعاصرة مع إمكان اللقاء ونفي التدليس تكفي في قبول الرواية أم يضاف إليها السماع ولو مرة واحدة وغير ذلك. والمتأخرون اختلفوا بختلاف من تقدمهم.
وهذا النوع يجب فيه البحث عن الحق والصواب في المذاهب كلها
لا في مذهب واحد معين منها، فعلى من يستطيع الاجتهاد أن يستعرض آراء المذاهب المختلفة وأدلتها، ثم يأخذ بالأقوى والأرجح من حيث الدليل، لأن الحق ليس محصورا في مذهب واحد منها، بل هو مشاع ومشترك بين جميعها، فقد يكون الحق في مسألة ما مع البخاري
، وفي ثانية مع مسلم، وفي ثالثة مع أبي زرعة، وهكذا , فلو تمسكنا
بمذهب واحد، والتزمناه، لأضعنا كثيرا من الحق الموجود في المذاهب الأخرى، وهذا مما لا يجوز يفعله مسلم عاقل.
* من تأمل كلام الذهبي ودقق فيه يجده يثبت كلامي لا ينفيه.
* أبو حاتم الإمام كلامه حجة في الرجال والعلل إلا ماقام الدليل على خطئه ووهمه. ويظهر خطؤه بكلام العلماءأو بقواعد العلماء.
* قولك (أما ابن حزم فخال من أي تحقيق علمي) بل اعكس وأقول كلامك خال من أي تحقيق علمي ماهو إلا تهويل من غير دليل.
* كلام أبو حاتم بأن الأوزاعي لم يسمع من عطاء وإنما من رجل لم يسمه. ليس فيه جزم إنماهو ادعاءمنك بناء على أنه اطلع من الروايات على أضعاف ماوصل إلى ابن حزم والالباني ...
هل تجزم بأن ابا حاتم أحاط بالسنة حتى لم يفته منها حرف، لا أخال أنك تجزم بنعم، لأن الواقع يكذب ذلك فليس عندنا من تراثه إلا القليل المطبوع فكيف تدعي له هذه السعة وأنت لم تتصفح من كتبه إلا
القليل. وأخبرني هل كل ماذكره من العلل في كتاب (العلل) لابنه أصاب فيه ولم يخطىء، فإن قلت نعم فقد ادعية له العصمة وهذا خلاف
ماقرره الإمام الذهبي آنفا. وإن قلت لا (أي يخطىء) فلماذا تشنع على غيرك ماأبحته للنفسك؟
ـ[مبارك]ــــــــ[25 - 08 - 02, 05:07 ص]ـ
* أما ابن حزم رحمه الله تعالى فهو من حفاظ الحديث الكبار وهو
من الملمين بكتب السنة ـ باستثناء الترمذي وابن ماجة ـ جمع مالا يحصيه إلا الله من السنن والصحاح والمسانيد والمصنفات ... الخ (انظر السير: 18/ 202ـ 203) ورتبها في (الخصال) وهو من أحفل كتب الحديث ... ونجد في كتبه إحالة إلى كتب البعض مفقود والبعض طبع ناقص والبعض في عالم المخطوطات لم يطبع بعد. ولا يزال أهل العلم والفضل ينقلون أقواله وأحكامه ومرئياته على الأحاديث والرجال وغير ذلك
* أما شيخنا ناصر السنة وقامع البدعة ومحطم أغلال التقليد،
و كاسر أعناق التقليد، وقاطع أوراد وعروق وشريين التقليد الذي لا
يطعن فيه إلا جاهل أو حاسد، بل قال بعض أهل الفضل: الوقيعة في
الألباني من علامات أهل البدع، قال طارق بن عوض الله بن محمد: هذا العالم الفذ، الناقد البصير، أستاذ العلماء، وشيخ الفقهاء، ورأس المجتهدين في هذا الزمان، جمع الله الناس على كلمته، مع أختلاف مذاهبهم وتنوع مشاربهم، فأخذ بأيدي الناس إلى العقيدة الصافية، والمنهج القويم، القائم على الأصول العلمية، المبنية على الدليل والبرهان، بعد أن كان أخذ الدين قبل ذلك وتلقيه بطريق التقليد والعشوائية.
ولقد كان الشيخ مثلا أعلى وقدوة حسنة في الجهر بالحق، فما كان يخاف في الله لومة لائم، بل كان يصدع بالحق الذي يعتقده، ويرد الباطل مهما كان صاحبه، لا يحابي، ولا يجامل، ولو على نفسه، فكم رأيناه يرجع عن خطئه بعد أن يتبين له الصواب، ويجهر بذلك، ويبينه بأبلغ بيان وأوضحه.
لقد كان أثر الشيخ الألباني واضحا على كتابات المعاصرين له، من الموافقين والمخالفين، فأصبح يندر اليوم أن تقف على حديث في كتاب إلا وللشيخ الألباني ذكلر من تصحيح أو تضعيف، ذكر ذلك من ذكره، وأخفاه من أخفاه، ويكفي أنه هو الذي بث في قلوب الناس أهمية التحقيق من الأحاديث، والبحث عن صحتها وضعفها.
إنه إذا كانت الشمس تقي الناس البرد وتشعرهم بالدفء، وإذا كانت النجوم تهدي الناس في الظلمات، فإن الشيخ الالباني كان شمسا ونجما وهاديا إلى الطريق المستقيم. (النقد البناء لحديث أسماء) (ص/5 ـ 6).
ـ[مبارك]ــــــــ[25 - 08 - 02, 07:38 ص]ـ
* القول بأن ابن حبان متأخر قول عجيب، لأن الفرق بينه وبين أبو حاتم حوالي (77) سنة فقط فهو على هذا متقدم، لذا نتمنى أن تعطينا الحد الزمني الفاصل بين المتقدم والمتأخر حتى نميز ذلك.
* بين ابن حزم والبخاري ثلاثة أنفس، قال علي: حدثنا عبدالرحمن
ابن عبد الله الهمداني، ثنا أبو إسحاق البلخي، ثنا الفربري، ثنا البخاري
والبخاري توفي قبل أبو حاتم. والحاكم توفي قبل ابن حزم رحمهم
الله جميعا.
* ومن تأمل السؤال الذي طرح على الإمام أحمد رحمه الله مع الجواب يجد ليس فيه التصريح من قريب أو بعيد عن رواية: بشر بن بكر،
عن الأوزعي , عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس. (المشهورة). إنما أنكر رواية الوليد بن مسلم ...
فهل عندك دليل على أن الإمام أحمد اطلع على رواية بشر أثناء
إجابته على السؤال المطروح عليه، وإن إجابته تشمله أيضا؛ فإن كان عندك ذلك فسارع به، وإن لم يكن عندك فما وجه تخطئة الإمام ابن حزم رحمه الله إلا من باب الظهور وقيل قديما (حب الظهور يقصم الظهور).
* واعلم أخي أنه لا حكم للخطاء ولا للنسيان ولا للإكراه، إلا حيث أوجب له النص حكما كالكفارة في قتل الخطأ،وإلا من شرب في نهار رمضان ناسيا أو مكرها فصومه صحيح، أو من تكلم في الصلاة ناسيا فصلاته صحيحة وغير ذلك.
* وماختمت به التعقيب من كلام الذهبي فإنه ينطبق عليك غاية الإنطباق، لأنك أنت الذي تتهجم على أهل العلم والفضل وتتنقص من أقدارهم،وتسفه آراهم، فإذا تكلمت لا تتكلم بحلم وعلم، أما أنا فأستفيد من المتأخرين والمتقدمين على حد سوء، ولا أهدر كلام هذا الإمام أو ذاك.
¥(35/49)
ـ[مبارك]ــــــــ[25 - 08 - 02, 07:56 ص]ـ
* قال أسد السنة الإمام الالباني رحمه الله تعالى في (إرواء الغليل) (1/ 124): ومما يشهد له أيضا مارواه مسلم (1/ 81) رقم (200)
وغيره عن ابن عباس قال: لما نزلت (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)
قال الله تعالى: قد فعلت. الحديث ورواه أيضا من حديث أبي هريرة،
وقول ابن رجب: (وليس واحد منهما مصرحا برفعه) لا يضره فإنه لا يقال
من قبل الرأي فله حكم المرفوع كم هو ظاهر.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[25 - 08 - 02, 02:31 م]ـ
تعقيب سريع على ما ذكره الأخ محمد الأمين من أن ابن المصفى ضعيف غير صواب، فابن المصفى حافظ واسع الرواية صدوق، لكن له أوهام، و كان يدلس تدليس التسوية أحيانا، و لا يعل بها كما هو منهج المحدثين لأنه مقل منها جدا، و هذا يعرف بطرائق.
فابن مصفى صدوق حافظ، ما علمت أحدا رد أحاديثه بحجة ضعفه أو تدليسه ..
و بخصوص ما ذكره المشاركون تعليقا على الأخ الفاضل مبارك فأنا موافق لهم فالحديث منكر من ذلك الطريق و لا يصح له طريق، و إعلال أبي حاتم و غيره ممن تقدم من النقاد كأحمد و ابن معين يلزم قبوله، ما لم تكن حجة أحدهم عدم العلم، كأن يقول: لا أعلمه سمع منه، أو لا أعلم أحدا تابعه، فتوجد المتابعات الصحيحة للمتفرد، إن كان الإعلال مجرد التفرد، و في الغالب من مهجهم الاعلال بالتفرد إذا دلت القرائن على نكارة اللفظ أو نحوا منه.
فالأمم قد يعل حديثا بعلة غير قادحة عند المتاخر لكن غايته رد الحديث بتلك العلة، فلو أنك قلت فلان قد توبع لقال الامام لكن الحديث منكر، و هذا كثير في أحكامهم.
و قد بين ابن حجر في النكت أنه يلزم قبول أحكامهم في الانقطاع و التدليس و إن لم يثبت لديك ذلك، فكما يجب قبول أجكامهم على الرواة ثقة و ضعيف فكذلك أحكامهم: منكر، لم يسمعه ..
و هذا الحديث من هذا لاقبيل ففيه اطلاع الإمام الناقد على ما يعل به الحديث، و عدم اطلاع المتأخر نقص فيه لا يرد به كلام المتقدم ..
هذا ما لزم ذكره على عجل ..
و هذا الحديث له تفصيل طويل في تعليقي على العلل لابن أبي حاتم و هو يطبع الآن في دار ابن حزم، يسر الله إخراجه.
ـ[الدرع]ــــــــ[26 - 08 - 02, 12:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آسف على المداخلة!!!
هناك بعض الملاحظات ((المنهجية)) على كلام الأخ (مبارك)، وأنا أقول كما قال الأخ (محمد الأمين) بأن الحديث معلول كما أعله الأئمة النقاد؛ لأن المحدثين النقاد هم أهل التخصص.
قال الحافظ ابن حجر: (فمتى وجدنا حديثاً قد حكم إمام من الإئمة المرجوع إليهم بتعليله فالأولى إتباعه في ذلك كما نتبعه في تصحيح الحديث إذا صححه .. )
وإذا لم يكن الإمام أبوحاتم والإمام أحمد من الإئمة المرجوع إليهم فلمن نرجع إذن؟!!
الملاحظات:
*قولك يا أخ (مبارك): (وهذا ما فعلته بتصحيح بعض العلماء للحديث وبالرجوع إلى قواعد العلماء التي منها أن تخطئة الثقة بمجرد الدعوى لا تقبل، فكيف نترك اليقين بمجرد الظن،والظن لا يغني من الحق شيئا).
فنقول:
من الذي قال أنه لا يجوز تضعيف حديث الثقة بمجرد دعوى عدم السماع، فالنقاد على يحكمون على ظاهر السند فيمكن أن يروي التقة حديثا ضعيفاً، ثم إن الإمام أبو حاتم لم يدع عدم السماع بل كان متيقناً من ذلك فقد ذكره بصيغة الجزم بقوله (لم يسمع الأوزاعي هذا الحديث عن عطاء) وانظر إلى دقتهم في الحكم قال (هذا الحديث).
ولذلك يقول الإمام البيهقي رحمه الله تعالى: (معرفة صحيح الحديث من سقيمه لا يعرف بعدالة الرواة وجرحهم وإنما يعرف بكثرة السماع ومجالسة أهل العلم بالحديث ومذاكرتهم والنظر في كتبهم والوقوف على روايتهم حتى إذا شذ منها حديث عرفه)
*وقولك (فكيف نترك اليقين بمجرد الظن،والظن لا يغني من الحق شيئا)
فاليقين هو ما قاله أبو حاتم، والظن هو ما قلته أنت بعد ذلك يا أخي الكريم: (لعل هذا الرجل الذي لم يسمه هو عطاء بن أبي رباح حتى يطابق الرواية المشهورة كما جاء ذلك عن ابن حزم وهذا خيرمن توهيم الثقة بمجرد الظن) والظن أيضاً قولك (ويمكن أن يجمع بينه- أي الوليد بن مسلم- وبين طريق بشر بن بكر بأن يقال سمعه بعلو من ابن عباس ثم سمعه بواسطة وحدث به على الوجهين) فهذا كله ظن!!!
¥(35/50)
فاتباع قول الإمام أبو حاتم وعد تخطأته في حكمه على الحديث على الحديث خير من إتباع الظن فإن الظن لا يغني من الحق شيئا، قال ابن المهدي: (خصلتان لا يستقيم فيهما حسن الظن: الحكم والحديث)
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (أما كلام هؤلاء الإئمة المنتصبين لهذا الشأن فينبغي أن يؤخذ مسّلماً من غير ذكر أسباب، وذلك للعلم بمعرفتهم واطلاعهم واضطلاعهم في هذا الشأن واتصفوا بالإنصاف والديانة والخبرة والنصح .... )
فانظر ماذا قال (وذلك للعلم بمعرفتهم واطلاعهم ... ) لعلمهم وليس تقديساً لهم.
*وقولك يا أخي الحبيب (مبارك): (وللحديث شواهد عدة من حديث أبي ذر وثوبان وابن عمر وأبي بكرة وأم درداء وعقبة بن عامر والحسن مرسلا)
فإليك ما قال الحافظ ابن حجر عنها:
ورواه بن ماجة من حديث أبي ذر، وفيه شهر بن حوشب وفي الإسناد انقطاع أيضا.
ورواه الطبراني من حديث أبي الدرداء ومن حديث ثوبان وفي إسنادهما ضعف.
وأصل الباب حديث أبي هريرة في الصحيح من طريق زرارة بن أوفى عنه بلفظ ((إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم به)) إنتهى كلامه رحمه الله.
*ونقلك يا أخي الكريم (مبارك) من قوى الحديث (كابن حبان والحاكم والبيهقي .... )
فمعروف عن ابن حبان التساهل ولا أعتقد أنك تخالفني، وكونه رواه في صحيحه فلا يلزم أن يكون صحيحاً، فليس كل حديث في كتابه يكون صحيحا!! فقد توسع ابن حبان في شروط الصحيح وتساهل في الإلتزام بها، فهو متساهل في التصحيح، وهذا ليس كلامي ولكن كلام العلماء.
*وأما عن الإمام الحاكم: فمعروف أنه يعتمد على ظاهر السند، والنقاد لا ينظرون إلى ظاهر السند إبتداءً، فليس ظاهر السند هو المعوّل عليه في التصحيح والتضعيف: (ما لم يكن في السند متروكاً)، فكم من حديث صحيح رواه راو ضعيف، وكم من حديث ضعيف راويه ثقة!!
قال الحافظ ابن حجر: (صحة الحديث وحسنه ليس تابعا لحال الراوي فقط، بل لأمور تنضم لذلك من المتابعات والشواهد وعدم الشذوذ والنكارة)
فتصحيح ابن حبان والحاكم لا يلتفت إليه مع وجود حكم على الحديث من الإمام أبوحاتم والإمام أحمد.
*وأما قول البيهقي عن الحديث: (جوده بشر بن بكر) فليس مراده من (جوده) أنه جيد، بل قصده أنه (رواه موصولاً) فبشر بن بكر وصل الحديث فذكر (عبيد بن عمير) بينما هو مقطوع كما رواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي ولم يذكر (عبيد بن عمير) ولهذا قال الإمام الطبراني في الأوسط (لم يروه عن الأوزاعي - يعني موصولاً - إلا بشر ... )
*وأما ما نقلته عن الأئمة الباقين من تصحيح للحديث: فهؤلاء رحمهم الله يعتمدون على ظاهر السند وقد نقلت لك نصوص الأئمة في أن ذلك ليس من عمل المحدثين النقاد.
*وأما عن قول ابن حجر والسخاوي: (وبمجموع هذه الطرق يظهر أن للحديث أصلاً) ففرق بين أن تقول للحديث أصل وبين القول بصحة الحديث.
*وأما ما نقلته عن الشيخ الألباني رحمه الله من استشهاده للحديث بقوله: (ومما يشهد له أيضا مارواه مسلم وغيره عن ابن عباس قال: لما نزلت (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) قال الله تعالى: قد فعلت).
فهذا إستشهاد غير موفق منه رحمه الله، فهذا الحديث لا يصلح شاهداً لتصحيح الحديث الذي معنا، ولكنه يصلح شاهداً ((لمعنى)) الحديث فقط، ثم أين الإكراه في هذا الحديث، فليس هذا منهج النقاد، فهم لا يأخذون من هنا جزء لتصحيح جزء من حديث ومن آخر جزء لتصحيح الجزء الآخر ...
*************والخلاصة ************
إن ((معنى الحديث صحيح)) ولكن الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم سنداً، ولكن يمكن القول بأن الحديث حسن، وذلك للأسباب التالية:
فالحديث الحسن كما عرّفه غير واحد من الأئمة، واذكر هنا قول الخطابي رحمه الله تعالى: (الحسن ما عرف مخرجه واشتهر رجاله) قال: (وعليه مدار أكثر الحديث، وهو الذي يقبله أكثر العلماء ويستعمله عامة الفقهاء).
فالحديث الذي معنا ضعيف لأن النقاد أعلوه كما قال أبو حاتم (ولا يصح هذا الحديث ولا يثبت إسناده)
، ولكن أكثر العلماء قبلوه واستعمله عامة الفقهاء (كما في تعريف الحسن عند الخطابي) فصار حسناً كما قال الإمام النووي لأن ((معنى)) الحديث صحيح وقبله الفقهاء و يستشهدون به كثيراً في كتب الأصول كما هو معروف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 08 - 02, 02:16 ص]ـ
كلام الأخ الدرع صحيح لا مزيد عليه إلا تحسينه للحديث فهو غير صحيح. والخطابي له تعريف مختلف عن تعريف غيره بالحديث الحسن. وعلى أية حال فالحديث الحسن من أنواع الضعيف كما أثبت شيخ الإسلام ابن تيمية.
أما عن كلام الأخ أبو تيمية فلا يوافق عليه.
محمد بن مصفى لا يصح حديثه. وكونه صدوقاً لا يفيد توثيقه لأن الصدق لا يكفي وحده، فكيف إذا كانت معه أوهام، وحدث صاحبه بمناكير؟!!
وفي تهذيب الكمال:
قال أبو حاتم: صدوق
و قال النسائى: صالح!
و قال صالح بن محمد البغدادى: كان مخلطا، و أرجو أن يكون صادقا، و قد حدث بأحديث مناكير.
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات "، و قال: كان يخطىء.
وابن حبان على تساهله المفرط في التوثيق ذكر أنه يخطئ فتأمل
¥(35/51)
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[26 - 08 - 02, 05:38 ص]ـ
الأخ مبارك: أحسنت وأجدت -إجمالاً- في جوابك على محمد الأمين.
وفقك الله وأعانك.
وأنا أطالب -بهذه المناسبة- محمد الأمين وغيره بتحديد تاريخ للفصل بين المتقدمين والمتأخرين.
وأرجو أن لا يغفلوا بيان: هل البخاري ومسلم والترمذي وابن أبي شيبة ويعقوب بن شيبة والبزار والطبراني من المتقدمين أم من المتأخرين؟
والله الموفق.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 08 - 02, 09:53 م]ـ
إذا تعارضت أقوال المحدثين في حديث ما، هل ينظر في دليل كل منهما، ثم يرجح أو يحكم لأحدهم دون الأخر من غير ترجيح، فهذا الحديث جوده جمع من المتقدمين، وسنده قوي جدا، وبشر بن بكر التنيسي ثقة ثبت، ومقدم في الأوزاعي، وسيأتي الكلام على الحديث مفصلا ومن جوده من الأئمة غير ما ذكر الأخ الفاضل مبارك حفظه الله.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[27 - 08 - 02, 03:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مدارسة لبحث الأخ مبارك وفقه الله
قال مبارك
وبالرجوع إلى قواعد العلماء التي منها أن تخطئة الثقة بمجردالدعوى لا تقبل، فكيف نترك اليقين بمجرد الظن،والظن لا يغني من الحق شيئا ,
ثم أين هذه الروايةالتي فيها هذا الرجل الذي لم يسمه،
ثم انظر إلى قوله بعد ذلك (اتوهم) فهذا شك وليس قطعا،ويمكن أن نعكس فنقول لعل هذا الرجل الذي لم يسمه هو عطاء بن أبي رباح حتى يطابق الرواية المشهورة كما جاء ذلك عن ابن حزم
وهذا خيرمن توهيم الثقة بمجرد الظن، والله أعلم. ا. هـ
يا أخ مبارك
قال ابن حجر رحمه الله تعالى في التلخيص (2/ 131)
قال أبو حاتم: هذا حديث باطل، قلت (ابن حجر) إسناده ظاهره الصحة ... ثم قال وقد رواه ابن أبي داود في كتاب التفرد ... وقال بعده ليس يروى في حديث صحيح أنه كبر على جنازة أربعا إلا هذا، (قال ابن حجر) فهذا حكم منه بالصحة على هذا الحديث، ولكن أبو حاتم إمام لم يحكم عليه بالبطلان إلا بعد أن تبين له، وأظن العلة فيه عنعنة الأوزاعي وعنعنة شيخه ...
فقارن بين الردين
قال مبارك
كلهم من طريق الربيع بن سليمان المرادي، حدثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوزا عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه، وهذا اسناد صحيح رجاله كلهم ثقات وليس فيهم مدلس ..
قلت (مبارك)
ومع سلامة هذا الإسناد وثقة رجاله وخلوه من التدليس فقد
أعله أبوحاتم الإمام بالانقطاع أيضا
وقال الألباني
بقوله:ولست أرى ماذهب إليه أبو حاتم رحمه الله، فإنه لا يجوز تضعيف حديث الثقة لا سيماإذا كان إماما جليلا كالأوزاعي، بمجرد دعوىعدم السماع، ولذلك فنحن على الأصل، وهو صحة حديث الثقة حتى يتبين انقطاعه، سيما
وقلت
وهذا ما فعلته بتصحيح بعض العلماء للحديث وبالرجوع إلى قواعد العلماء التي منها أن تخطئة الثقة بمجردالدعوى لا تقبل، فكيف نترك اليقين بمجرد الظن،والظن لا يغني من الحق شيئا ,ثم أين هذه الرواية
التي فيها هذا الرجل الذي لم يسمه، ثم انظر إلى قوله بعد ذلك (اتوهم) فهذا شك وليس قطعا،ويمكن أن نعكس فنقول لعل هذا الرجل
الذي لم يسمه هو عطاء بن أبي رباح حتى يطابق الرواية المشهورة كما جاء ذلك عن ابن حزم وهذا خيرمن توهيم الثقة بمجرد الظن، والله أعلم.
أقول ا. هـ
يا أخ مبارك
كان الأجدر بك بدل أن تتكلم عن تعليل الإمام أبي حاتم رحمه الله تعالى بهذا الكلام
أن تأتي لنا برواية مصرح فيها بالسماع بين الأوزاعي وبين عطاء لهذا الحديث
والأوزاعي وإن لم يعرف بالتدليس إلا أنه يرسل عن عطاء
ووقفت على روايات له أعلت بسبب ذلك:
مصباح الزجاجة (1/ 81)
باب ما جاء في الجراحة تصيبه فيخاف على نفسه أن يغتسل
حدثنا هشام بن عمار حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين حدثنا الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح قال سمعت ابن عباس يخبر أن رجلا أصابه جرح في رأسه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أصابه احتلام فأمر بالاغتسال فاغتسل فكز فمات فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال قتلوه قتلهم الله أو لم يكن شفاء العي السؤال
قال عطاء وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو غسل جسده وترك رأسه حيث أصابه الجراح لأجزأه
قال البوصيري:
¥(35/52)
هذا إسناد منقطع قال الدارقطني الأوزاعي عن عطاء مرسل انتهى
سنن الدارقطني (1/ 191)
نا إسحاق بن إبراهيم نا عبد الرزاق نا الأوزاعي عن رجل عن عطاء عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم نحوه
نا أحمد بن عبد الوهاب نا أبو المغيرة نا الأوزاعي قال بلغني عن عطاء عن بن عباس ثم مثل حديث الوليد بن مزيد
حدثنا الحسين بن إسماعيل حدثنا عبد الله بن أبي مسلم نا يحيى بن عبد الله نا الأوزاعي قال بلغني أن عطاء بن أبي رباح سمع بن عباس يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم نحو قول الوليد بن مزيد وتابعهما إسماعيل بن يزيد بن سماعه ومحمد بن شعيب
سنن الدارقطني (3/ 233)
48 نا أبو محمد بن صاعد نا الحسن بن محمد الزعفراني وأحمد بن منصور والعباس بن محمد وأبو إبراهيم الزهري ونا بن مخلد نا العباس بن محمد الدوري وأحمد بن صالح الصوفي وغيرهم قالوا نا الحكم بن موسى نا شعيب بن إسحاق عن الأوزاعي عن عطاء عن جابر ثم أن رجلا زوج ابنته بكرا ولم يستأذنها فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فرد نكاحها لفظ أبي بكر وقال بن صاعد وهي بكر أمرها فأتت النبي صلى الله عليه وسلم ففرق بينها
نا بن مخلد نا أبو بكر بن صالح نا نعيم بن حماد أنا بن المبارك أنا الأوزاعي عن إبراهيم بن مرة عن عطاء بن أبي رباح ثم أن رجلا زوج ابنته فذكر الحديث مثله
حدثنا أبو بكر الشافعي نا محمد بن شاذان نا معلى نا عيسى بن يونس ح وثنا علي بن إبراهيم المستملي نا أحمد بن محمد الماسرجسي نا إسحاق بن راهويه أنا عيسى بن يونس نا الأوزاعي عن إبراهيم بن مرة عن عطاء بن أبي رباح ثم أن رجلا زوج ابنة له بكرا وهي كارهة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فرد نكاحها الصحيح مرسل وقول شعيب وهم
نا دعلج بن أحمد نا الخضر بن داود نا الأثرم قال ذكرت لأبي عبد الله حديث شعيب بن إسحاق عن الأوزاعي عن عطاء عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال حدثناه أبو المغيرة عن الأوزاعي عن عطاء مرسلا ثم مثل هذا عن جابر كالمنكر أن يكون
يراجع أيضا شرح معاني الآثار (4/ 464)
باب تزويج الأب ابنته البكر هل يحتاج في ذلك إلى استيمارها
فتح الباري (9/ 196)
نعم أخرج النسائي من طريق الأوزاعي عن عطاء عن جابر أن رجلا زوج ابنته وهي بكر أمرها فاتت النبي صلى الله عليه وسلم ففرق بينهما وهذا سند ظاهره الصحة ولكن له علة أخرجه النسائي من وجه آخر عن الأوزاعي فأدخل بينه وبين عطاء إبراهيم بن مرة وفيه مقال
تلخيص الحبير (1/ 147)
200 حديث جابر في المشجوج الذي احتلم واغتسل فدخل الماء شجته ومات فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يكفيه أن يتيمم ويعصب على رأسه خرقة ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده أبو داود من حديث الزبير بن خريق عن عطاء عن جابر قال خرجنا في سفر فأصاب حجر في رأسه فشجه فاحتلم فسأل أصحابه هل تجدون لي رخصة في التيمم فقالوا ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء فاغتسل فمات فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك فقال قتلوه قتلهم الله ألا سالوا إذ لم يعلموا فإنما شفاء العي السؤال إنما يكفيه أن يتيمم ويعصب على جرحه خرقة ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده وصححه بن الموطأ وقال بن أبي داود تفرد به الزبير بن خريق وكذا قال الدارقطني قال وليس بالقوي وخالفه الأوزاعي فرواه عن عطاء عن بن عباس وهو الصواب قلت رواه أبو داود أيضا من حديث الأوزاعي قال بلغني عن عطاء عن بن عباس ورواه الحاكم من حديث بشر بن بكر عن الأوزاعي حدثني عطاء عن بن عباس به وقال الدارقطني اختلف فيه على الأوزاعي والصواب أن الأوزاعي أرسل آخره عن عطاء قلت هي رواية بن ماجة وقال أبو زرعة وأبو حاتم لم يسمعه الأوزاعي من عطاء إنما سمعه من إسماعيل بن مسلم عن عطاء بين ذلك بن أبي العشرين في روايته عن الأوزاعي ونقل بن الموطأ عن بن أبي داود أن حديث الزبير بن خريق أصح من حديث الأوزاعي قال وهذا مثل ما ورد في المسح على الجبيرة
قال مبارك
هل تجزم بأن ابا حاتم أحاط بالسنة حتى لم يفته منها حرف، لا أخال أنك تجزم بنعم، لأن الواقع يكذب ذلك فليس عندنا من تراثه إلا القليل المطبوع فكيف تدعي له هذه السعة وأنت لم تتصفح من كتبه إلا القليل
ثم قال عن ابن حزم
¥(35/53)
أما ابن حزم رحمه الله تعالى فهو من حفاظ الحديث الكبار وهو من الملمين بكتب السنة ـ باستثناء الترمذي وابن ماجة ـ جمع مالا يحصيه إلا الله من السنن والصحاح والمسانيد والمصنفات ... الخ (انظر السير: 18/ 202ـ 203) ورتبها في (الخصال) وهو من أحفل كتب الحديث ... ونجد في كتبه إحالة إلى كتب البعض مفقود والبعض طبع ناقص والبعض في عالم المخطوطات لم يطبع بعد. ولا يزال أهل العلم والفضل ينقلون أقواله وأحكامه ومرئياته على الأحاديث والرجال وغير ذلك
يا أخ مبارك
أهذا العلم والعدل الذي تعلمناه
فمن تقطعت رجلاه وهو يجوب الفيافي والقفار ليأخذ الحديث من أفواه الرجال ويحكم على مروياتهم ويفحص حديثهم تلوم (محمد الأمين) أن يدعي له هذه السعة من العلم والرواية والنقد، وأما ابن حزم فتقول: هو من حفاظ الحديث الكبار ... !! عجبا من هذا الفهم وهذا الكيل هداك الله
قال الأخ مبارك
القول بأن ابن حبان متأخر قول عجيب، لأن الفرق بينه وبين أبو حاتم حوالي (77) سنة فقط فهو على هذا متقدم، لذا نتمنى أن تعطينا الحد الزمني الفاصل بين المتقدم والمتأخر حتى نميز ذلك.
يا أخ مبارك
قال الذهبي رحمه الله تعالى في ميزان الاعتدال (1/ 4)
والحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين هو رأس سنة ثلثمائة ...
وقال الشيخ حمزة المليباري
. ومعلوم أن هذه القواعد إنما تؤخذ عن المحدثين النقاد، دون غيرهم، ويجب التسليم لهم في ذلك، ولذا قال الحافظ ابن حجر:" يتبين عظم موقع كلام المتقدمين، وشدة فحصهم، وقوة بحثهم، وصحة نظرهم، وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم في ذلك والتسليم لهم فيه " النكت (2/ 726)
وقال أيضاً:" ... فمتى وجدنا حديثاً قد حكم إمام من الأئمة المرجوع إليهم بتعليله، فالأولى اتباعه في ذلك كما نتبعه في تصحيح الحديث إذا صححه " النكت (2/ 711) اختصارؤ علوم الحديث ص 64
وقال ابن كثير:" أما كلام هؤلاء الأئمة المنتصبين لهذا الشأن (أي في جرح الرواة) فينبغي أن يؤخذ مسلما من غير ذكر أسباب، وذلك للعلم بمعرفتهم، و اطلاعهم، واضطلاعهم في هذا الشأن، واتصفوا بالإنصاف والديانة، والخبرة والنصح، لا سيما إذا أطبقوا على تضعيف الرجل أو كونه متروكا أو كذاباً أو نحو ذلك فالمحدث الماهر لا يتخالجه في مثل هذا وقفه في مواقفهم، لصدقهم وأمانتهم و نصحهم " اختصار علوم الحديث ص 79
وقال السخاوي: فمتى وجدنا في كلام أحد المتقدمين الحكم به كان معتمدا لما أعطاهم الله من الحفظ الغزير وإن اختلف النقل عنهم عدل إلى الترجيح فتح المغيث (1/ 237)، توضيح الأفكار (1/ 344)، النكت (1/ 604 - 605)
وقال: (ولهذا أكرر قولي بأن من كان عمله على اعتبار ظواهر السند في التصحيح والتضعيف فهو على منهج المتأخرين حتى وإن كان في عصر الرواية، ومن كان اعتماده في ذلك على القرائن فهو على منهج المتقدمين حتى وإن كان من المعاصرين وبالتالي فالذي نصل إليه هو أن تفريقنا بين المتقدمين والمتأخرين في قسمي علوم الحديث النظري والتطبيقي تفريق منهجي لا زمني ... . الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين الطبعة الثانية ص 226
قال مبارك:
ومن تأمل السؤال الذي طرح على الإمام أحمد رحمه الله مع الجواب يجد ليس فيه التصريح من قريب أو بعيد عن رواية: بشر بن بكر،
عن الأوزعي , عن عطاء بن أبي رباح، عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس. (المشهورة. إنما أنكر رواية الوليد بن مسلم ...
فهل عندك دليل على أن الإمام أحمد اطلع على رواية بشر أثناء
إجابته على السؤال المطروح عليه، وإن إجابته تشمله أيضا؛ فإن كان عندك ذلك فسارع به، وإن لم يكن عندك فما وجه تخطئة الإمام ابن حزم رحمه الله إلا من باب الظهور وقيل قديما (حب الظهور يقصم الظهور).
يا أخ مبارك
كلام الإمام أحمد عام وادعائك ان احمد لم يكن يستحضر تلك الرواية هو افتراء على هذا الإمام الجليل الذي كان يحفظ مليون حديث (إسناد)
وابن حزم حصر كلام أحمد على الروايتين بدون دليل
وقيل قديما (ساء فهما فساء جوابا)
فأحمد قال: (ليس يروى فيه إلا عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم.)
وهذا حكم عام يدخل فيه الروايتين االمعروضتين عليه وغيرها من الروايات، وأنت قلدت ابن حزم في حصر كلام ألأحمد على هاتين الروايتين فأتنا بالدليل على كلامك
¥(35/54)
وهذه مدارسة
فنحن نبحث عن الحق ولا يثرب بعضنا على بعض لأن غايتنا هي اثبات كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفي ما لم يصح عنه
وما كان عندي من صواب فالحمد لله والخطأ نتدارسه للوصول للحق
والله اعلم وأحكم
.
ـ[ابوخالد الإماراتي]ــــــــ[27 - 08 - 02, 05:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، أما بعد ...
إن الخلاف الذي وقع فيما يتعلق بهذا الحديث خلاف يجلي لنا بوضوح مدى
التباين المنهجي بين المتقدمين والمتأخرين في تصحيح الأحاديث وتعليلها،
فالمتقدم يراعي السماع والمجالسة والفهم، كما قال الحاكم: (في معرفة
الحديث ص59) وهو بصدد تعليل بعض الأحاديث التي تداولها الثقات
، قال: ((إن الصحيح لا يعرف بروايته فقط وإنما يعرف بالفهم والحفظ
وكثرة السماع))، والمتأخر لا يراعي إلا ثقة الراوي فحسب وكأن الثقة
معصوم من الخطأ، والعجب العجاب! أن تجد أناسا بعد هذا الواقع من
التباين المنهجي أن يقول لا فرق ولا تباين بين المتقدمين والمتأخرين في
الصناعة الحديثية، وما أحسن قول الحافظ ابن رجب، حيث قال وهو بصدد
حديث اتفق أئمة الحديث من السلف على إعلاله، واغتر بعض المتأخرين
بظاهر إسناده،
قال: ((هذا حديث؛ مما اتفق أئمة الحديث من السلف على إنكاره على
أبي إسحاق ... وأما الفقهاء المتأخرون، فكثير منهم نظر إلى ثقة رجاله، فظن
صحته، وهؤلاء؛ يظنون أن كل حديث رواه ثقة فهو صحيح، ولا يتفطنون
لدقائق علم علل الحديث، ووافقهم طائفة من المحدثين المتأخرين؛ كالطحاوي والحاكم والبيهقي)) فتح الباري له (1/ 362).
فالحفاظ رحمهم الله إنما استحقوا تسليم زمام الأمر في التصحيح والتعليل لهم
لما ميزهم الله عن غيرهم من الحفظ والفهم والمعرفة، فهم يعرفون رواية
المحدث وتلاميذه ويميزون ما سمع المحدث من شيخه وما لم يسمعه، وكتب العلل تزخر بذلك.
ورحم الله الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، فقد ألف كتابا عنون له بـ
(أحاديث معلةظاهرها الصحة)، وأذكر هنا كلاما له ذكره وهو بصدد الرد على بعض
المتأخرين عندما أراد أن يصحح حديثا أعله نقاد الحديث فقال رحمه الله:
((رحم الله امرأ عرف قدر نفسه، فالحفاظ يحفظون حديث المحدث،
وحديث شيوخه، وحديث تلاميذه، فهم يعرفون وهم الشيخ، وهذا بخلاف
الباحث العصري فهو لا يحكم إلا بما عنده من السند فلا مقارنة بين باحث عصري وبين حافظ من المتقدمين. المصدر نفسه (ص: 186).
وبعد، فإن الحفاظ لا ينكر عليهم إلا من ليس من أهل الصنعة و من لم يراع دقائق علم العلل.
فهاهو الحاكم رحمه الله يبين لنا ذلك كما في كتابه العظيم (معرفة علوم
الحديث /ص:18)، بعد أن ساق إسنادا كالشمس رواته كلهم ثقات، قال:
حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني بمكة ثنا الحسن بن عبدالأعلى
الصنعاني ثنا عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن واسع عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أقال نادما ...... الحديث.
قال رحمه الله: هذا إسناد من نظر فيه من غير أهل الصنعة لم يشك في صحته وسنده وليس كذلك فإن معمر بن راشد الصنعاني ثقة مأمون ولم يسمع من محمد بن واسع، ومحمد بن واسع ثقة مأمون ولم يسمع من أبي صالح ..... الخ
فهنا يتجلى لنا أن من لم يكن من أهل الصنعة لا يحكم على الحديث إلا بظاهر إسناده، والعجب! أنه يتعقب أهل الصنعة وأهل التخصص.
وبعد هذا هل لمتأخر أن يتعقب أبا حاتم وأحمد لتعليلهم هذه الرواية بمجرد ظاهر السند؟
ولقد ذكر ابن رجب رحمه الله عن محمد بن نصر المروزي أنه قال: (ليس لهذا الحديث إسناد يحتج به) جامع العلوم والحكم
وفي الأخير أريد أن أسأل سؤالا من الذي يعرف سنة النبي صلى الله عليه وسلم من غيرها بعد الصحابة رضوان الله عليهم؟
أليسوا هم النقاد الحفاظ الأفذاذ!
أقول: لقد سبقنا بالإجابة الحافظ المتأخر السائر على منهج المتقدمين ابن رجب الحنبلي (في كتابه شرح العلل ص:808) قال: (فهؤلاء هم العارفون بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا، وهم النقاد الجهابذة الذين ينتقدون الحديث انتقاد الصيرفي الحاذق للنقد البهرج من الخالص، وانتقاد الجوهري الحاذق للجوهر مما دلس به)).
¥(35/55)
فمن الذي ينتقد الحديث من المتأخرين كانتقاد أولئك الذين عاينوا الأصول وعرفوا عللها وميزوا صحيحها من سقيمها.
ـ[الدرع]ــــــــ[27 - 08 - 02, 06:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أخي (محمد الأمين) أشكرك على هذا التعقيب، و تحسيني للحديث فهو تحسين لمعنى الحديث بقصد إزالة الغرابة عن المتن أما السند فقد قلت (لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم سنداً)
فجزاك الله خيراً على هذا التنبيه وكما قلت أخي (وعلى أية حال فالحديث الحسن من أنواع الضعيف كما أثبت شيخ الإسلام ابن تيمية) فلا مشاحة في
الاصطلاح.
**********************
وأما عن طلب الأخ (أبو عمر العتيبي) بقوله (أطالب بتحديد تاريخ للفصل بين المتقدمين والمتأخرين)
والأخ (مبارك) بقوله (القول بأن ابن حبان متأخر قول عجيب، لأن الفرق بينه وبين أبو حاتم حوالي (77) سنة فقط فهو على هذا متقدم، لذا نتمنى أن تعطينا الحد الزمني الفاصل بين المتقدم والمتأخر حتى نميز ذلك)
************ فالجواب هو **************
لقد ورد عن الأئمة المتأخرين ما يتصل بالحد الفاصل بين المتقدم والمتأخر:
يقول الحافظ الذهبي (الحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين ثلاث مائة سنه) هذا وقد أدرج الحافظ الذهبي الحافظ الإسماعيلي ضمن الحفاظ المتقدمين مع أن الإسماعيل قد توفي سنة 371هـ يعني في أواخر القرن الرابع الهجري.
يقول الحافظ الذهبي في ترجمة الإسماعيلي: (صنف الإسماعيلي مسند عمر رضي الله عنه، طالعته وعلقت منه وابتهرت بحفظ هذا الإمام، وجزمت بأن المتأخرين على إياس من أن يلحقوا المتقدمين)
وقال الحافظ ابن حجر ( ... وهاتان الحالتان مختصتان بالمتقدمين، وأما المتأخرون وهم من بعد الخمسمائة وهلم جرا ... )
وبناؤ على نصوصهم هذه وما ذكروا من أسماء للمتقدمين التي سيأتي ذكرها، يمكن القول بأن المتقدم هو من له رواية كأن يقول (حدثني فلان عن فلان ... ) وأما المتأخر فهو الذي يعتمد على رواية وكتب غيره من الحفاظ وليس له رواية.
كما اعتبر ابن الملقن ذلك حدا فاصلا بين المتقدمين والمتأخرين، حين قال:
(هذا كله كان على رأي السلف الأول، يذكرون الأحاديث بالأسانيد في هذه التصانيف إذ عليه المعول. وأما المتأخرون فاقتصروا على إيراد الأحاديث في تصانيفهم بدون الإسناد، مقتصرين على العزو إلى الأئمة الأول إلا أفرادا من ذلك وآحادا: كأحكام عبد الحق الكبرى والصغرى والوسطى)
هذا من ناحية.
أما من ناحية المنهج (وهو الأهم) فالمتقدمون ينقسمون إلى قسمين:
1 - محدث ناقد.
2 - محدث غير ناقد.
فالأول (المحدث الناقد)
وهو الذي لا يعتمد على ظاهر السند فقط في تصحيح وتضعيف الحديث، بل لأمور تنضم إلى ذلك من عدم الشذوذ والنكارة وغيرها، ثم بعد ذلك يطلق الحكم على الحديث بناء على القرائن والملابسات التي تحيط بذلك الإسناد، وهؤلاء فقط هم المقصود بالمتقدمين، وقد أطلق عليهم بالمتقدمين تجاوزا، وذلك نظرا لأن معظم النقاد من المتقدمين.
غير أنه يستثنى من النقاد بعض من عرف بالتساهل في التصحيح كابن خزيمة وابن حبان والحاكم، مع أنهم من المتقدمين، حسب كتب المصطلح، فإنجميع كتب متفقة على هذا الاستثناء، وذلك نظرا لمخالفتهم مع النقاد في منهج التصحيح، واعتمادهم على ظاهر السند، وهذا هو النوع الثاني (محدث غير ناقد) ومن سلك مسلكهم يعد متساهلا ولا بد.
وبذلك نقول كما قال الشيخ الدكتور حمزة المليباري في تحفته (الموازنة):
مَنْ كان عمله على النوع الأول (وهو إعتماد القرائن والملابسات في التصحيح والتضعيف) فهو على منهج المتقدمين.
ومَنْ كان عمله على النوع الثاني (وهو إعتبار ظواهر السند) فهو على منهج المتأخرين.
وقال ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى (إن لكل من أئمة الفقه والحديث
طريقاً غير طريق الآخر:
1 - فإن الذي تقتضيه قواعد الأصول والفقه أن العمدة في تصحيح الحديث عدالة الراوي وجزمه بالرواية، ونظرهم يميل إلى اعتبار التجويز الذي يمكن معه صدق الراوي وعدم غلطه، فمتى حصل ذلك وجاز ألا يكون غلطاً وأمكن الجمع بين روايته ورواية من خالفه بوجه من الوجوه الجائزة لم يترك حديثه.
2 - فأما أهل الحديث فإنهم قد يروون الحديث من رواية الثقات العدول ثم تقوم لهم علل تمنعهم عن الحكم بصحته) اهـ.
¥(35/56)
فالأول هو عمل المتأخرين، والثاني هو عمل المحدثين النقاد (المتقدمين).
وإليك أقوال بعض العلماء في ذكر أسماء المتقدمين:
1 - قال الحافظ العلائي (كلام الأئمة المتقدمين في هذا الفن كعبدالرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل والبخاري وأمثالهم ... )
2 - وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (والمنقول عن أئمة الحديث المتقدمين كعبدالرحمن بن مهدي ويحيى القطان وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم ... )
3 - وقال السخاوي رحمه الله (لذا كان الحكم من المتأخرين عسراً جداً، وللنظر فيه مجال، بخلاف الأئمة المتقدمين الذين منحهم الله التبحر في علم الحديث والتوسع في حفظه كشعبة والقطان وابن مهدي ونحوهم، وأصحابهم مثل أحمد وابن معين وابن راهوية وطائفة، ثم أصحابهم مثل البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي، وهكذا إلى زمن الدارقطني والبيهقي ولم يجئ بعدهم مساو لهم ولا مقارب .. )
وبهذا فيحمل كلام الأخ (محمد الأمين) بقوله (واستدراكك عليه بابن حبان والحاكم لا قيمة له لأن هؤلاء من المتأخرين فلا عبرة بهم)
أي أنهم (متأخرين) بسبب منهجهم في التصحيح والتضعيف باعتمادهم على ظاهر السند، أما من ناحية الزمن فهم متقدمون.
وإن إطلاق لفظ (المتقدمين) على النقاد، والفصل بينهم وبين المتأخرين في منهج التصحيح والتضعيف، بل بين كل من خالف النقاد في المنهج، حتى وإن كان من المتقدمين تاريخا، كل ذلك جاء في نصوص المتأخرين أنفسهم، وليس مما أحدثه اليوم شيوخنا – جزاهم الله خيرا -.
قال الإمام الذهبي رحمه الله (فإن أولئك الأئمة، كالبخاري وأبي حاتم وأبي داود عاينوا الأصول وعرفوا عللها، وأما نحن فطالت الأسانيد وفقدت العبارات المتيقنة، وبمثل هذا ونحوه دخل الدَّخَل على الحاكم في تصرفه في المستدرك)
وأما عن ابن حبان فقد قال عنه الحافظ ابن حجر رحمه الله (وهو معروف بالتساهل في باب النقد)
ويدخل معهم أيضاً ابن خزيمة، قال الحافظ ابن حجر (فكم في كتاب ابن خزيمة من حديث محكوم منه بصحته، وهو لا يرتقي عن رتبة الحسن)
ويقول ابن الصلاح فيما يتصل بالحاكم ومستدركه (وهو واسع الخطو في شرط الصحيح متساهل في القضاء به فالأولى أن نتوسط في أمره، فنقول: ما حكم بصحته ولم نجد ذلك فيه لغيره من الأئمة إن لم يكن من قبيل الصحيح فهو من قبيل الحسن يحتج به ويعمل به، إلا أن تظهر فيه علة توجب ضعفه)
وحتى هذا التوسط من ابن الصلاح لم يكن مقبولا عند الحافظ ابن حجر وغيره من المتأخرين، إذن فما بالك إذا كان الحديث قد أعله النقاد وصححه الحاكم وغيره من المتساهلين.
اقرأ أخي كلام المتأخرين بتمعن تراهم يرشدوننا إلى إحترام أهل كل علم.
وقولك يا أخ (مبارك) (القول بأن ابن حبان متأخر قول عجيب)
فأتمنى أن يكون العجب قد زال عنك بعد أن علمت ما تقدم، لأنه كما قيل (إذا عرف السبب بطل العجب)
وأتمنى أيضاً أن نكون قد وفقنا في الجواب على استفسارك يا أخي (أبو عمر العتيبي)
********************
وأما قولك يا أخي (أبو إسحاق التطواني)
** (إذا تعارضت أقوال المحدثين في حديث ما، هل ينظر في دليل كل منهما، ثم يرجح أو يحكم لأحدهم دون الأخر من غير ترجيح، فهذا الحديث جوده جمع من المتقدمين)
فإن أقوال المحدثين النقاد (أبو حاتم والإمام أحمد) لم تتعارض في هذا الحديث فقد إتفقوا على إنكاره، قال أبوحاتم ((ولا يصح هذا الحديث ولا يثبت إسناده)) وأما الإمام أحمد ((فأنكره جدا وقال: ليس يروى فيه إلا عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم))
وأما إن كنت تقصد بقولك (تعارضت أقوال المحدثين) ابن حبان والحاكم من جهة وأبو حاتم وأحمد من جهة أخرى.
فالترجيح طبعاً يكون للنقاد، فتصحيح ابن حبان والحاكم لا يلتفت إليه مع وجود حكم على الحديث من الأئمة النقاد (أبوحاتم والإمام أحمد).
فكما نقلت سابقاً، قال السخاوي رحمه الله (لذا كان الحكم من المتأخرين عسراً جدا وللنظر في مجال) فانظر يا أخي فهناك مجال للنظر في حكمهم.
أما عن حكم المتقدمين فليس هناك مجال، قال رحمه الله (بخلاف الأئمة المتقدمين الذين منحهم الله التبحر في علم الحديث .... فمتى وجدنا في كلام أحد المتقدمين الحكم به كان معتمداً)
¥(35/57)
فكلامهم المعتمد يا أخي (أبو إسحاق التطواني)
**وقولك (وسنده قوي جدا، وبشر بن بكر التنيسي ثقة ثبت، ومقدم في الأوزاعي)
فقد نقلت من الأقوال ما يكفي لبيان أن الحكم على ظاهر السند وحده ليس من منهج النقاد، فانظر إلى قول ابن دقيق العيد الذي نقلته في تعقيبي هذا، ثم انظر إلى التعقيب السابق ففيه ما يكفي من النصوص لبيان ذلك.
وأضيف هنا قول الحافظ ابن رجب رحمه الله (وربما يستنكرون – أي الحفاظ المتقدمين - بعض تفردات الثقات الكبار أيضاً ولهم في كل حديث نقد خاص، وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه) اهـ
*************وفي النهاية **************
نحن بحاجة ملحة إلى توعية الباحثين بضرورة التفريق بين المرجعية الأصيلة وبين المصادر المساعدة في علوم الحديث، كما هو الشأن في جميع العلوم، وأي خلط بينهما في بناء التصورات أو التقليد فإن ذلك يقلب الأمور رأسا على عقب. وشأن التشريع الإسلامي خير دليل لذلك التفريق.إن مصادر التشريع الأصلية معروفة لدى الجميع، وإذا خلطنا بينها وبين أصحاب المذاهب وجعلنا كلها مصادر التشريع، وجعلنا قول الشافعي مثلا شرعا يعتمد عليه دون النظر في مدى موافقته بالكتاب والسنة فماذا يكون حالنا؟
ولذلك أرى أن أول شيء يجب تأسيسه لدى الطالب هو التعريف على المرجعية الأصيلة في علوم الحديث والمصادر المساعدة، وضرورة التفريق بينها في التقليد وبناء التصورات حول مبادئ علوم الحديث وقواعد النقد.
وإذا ربينا الأجيال على هذه الأسس السليمة فإنه بدون شك يقل عدد المتجاوزين الذين يجعلون قول الشيخ الألباني رحمه الله مثل قول الإمام أحمد، أو يقدم قول ابن حزم على قول أبي حاتم.
ثم إذا نظرنا في أقوال مصححي هذا الحديث الذي نحن بصدد مناقشته نراهم دائما يركزون على ظاهر السند، ثقة الراوي، أو ضعفه أو صلاحه للمتابعة، واتصال السند عموما، وذلك أساسهم في الحكم على الحديث.
والعجب أنهم يعرفون الصحيح بما ذكر في كتب المصطلح (ما اتصل سنده بالعدول الضابطين من غير شذوذ ولا علة)، وعلى عملهم هذا يكون التعريف (ما اتصل السند بالعدول الضابطين فقط!!)
واعذروني على الإطالة
وإلى لقاء آخر بإذن الله تعالى
وأنصح هنا بقراءة كتاب الموازنة للشيخ الدكتور حمزة المليباري بدقة وتجريد النفس من الهوى عند قراءته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[مبارك]ــــــــ[27 - 08 - 02, 07:15 م]ـ
* إستدراك وملاحظات
ـ طريق محمد بن مصفى، نا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي،
عن عطاء ...
أخرجه الطبراني في (الأوسط) (9/ 128) رقم (8269)،والعقيلي في (الضعفاء) (3/ 145)،وابن عدي في (الكامل) (2/ 758).
ـ واخرجه الطبراني في (الأوسط) (9/ 128) رقم (8271): حدثنا موسىبن جمهور، قال: حدثنا محمد بن مصفى، قال:حدثنا الوليد بن
مسلم، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعا.
ـ شيخ الطبراني هو السمسار التنيسي روى عنه (48) رواية في
الأوسط. وذكره الخطيب في (تاريخه) (13/ 51 ـ 52)، والذهبي في (تاريخ الإسلام) حوادث ووفيات (281 ـ 290) (ص/311) ولم يذكرا فيه
جرحا ولا تعديلا.
ـ وطريق محمد بن المصفى، حدثنا، الوليد، حدثنا مالك، عن نافع
عن ابن عمر مرفوعا.
أخرجه الطبراني في (الأوسط) (9/ 128) رقم (8270)،والعقيلي
في (الضعفاء) (3/ 145).
يتبع
ـ[مبارك]ــــــــ[27 - 08 - 02, 08:24 م]ـ
* ومما يؤكد كلام ابن حزم من شهرة الحديث من طريق بشر بن بكر عن الأوزاعي بهذا الاسناد متصلا ما ذكره ابن عدي في (الكامل)
(2/ 757ـ759) في ترجمة الحسن بن علي أبو علي النخعي قال: يلقب أبو الأشنان رأيته ببغداد في الخلد، ولم أكتب عنه لأنه كان يكذب كذبا فاحشا، ويحدث عن قوم لم يرهم ويلزق أحاديث قوم تفردوا به على قوم ليس عندهم.
حدث عن عبدالله بن يزيد الدمشقي، وما أظنه رآه عن الأوزاعي عن عطاء عن عبيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: تجاوزا الله عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
قال الشيخ: وهذا إنما يروا عن بشر بن بكر ورواه عن بشر ثلاثة أنفس: البويطي الرييع الحسن بن أبي معاوية، وروي عن الوليد عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم:
ولم يذكر في اسناده عبيد بن عمير.
ثنا بحديث الوليدبن مسلم،عمر بن سنان، والحسن بن سفيان،
والحسين بن أبي معشر، وابن سلم، وإبراهيم بن دحيم، والحسين بن محمد السكوني الحمصي، وعبدالله بن موسى بن الصقر البغدادي، والفضل بن عبدالله بن مخلد الجرجاني، قالوا: ثنا محمد بن المصفى، حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان الله تجاوزا عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. واللفظ لابن سنان
حدثنا ابراهيم بن دحيم، ثنا اسماعيل بن عمر، ثنا محمد بن ابراهيم الزبيدي، ثنا الوليد عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان، ثنا محمد بن عبدالله بن ميمون، ثنا الوليد عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ان الله تجاوزا عن أمتي الخطأ والنيان وما استكرهوا عليه.
حدثنا أحمد بن يزيد بن ميمون الصيدنائي بمصر، ثنا محمد بن علي بن داود ابن أخت غزال، وثنا يعقوب بن اسحاق أبو عوانة الإسفرائيني حدثنا أيوب بن سافري، قالا: حدثنا أبو يعقوب البويطي يوسف بن يحي حدثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن عبيد بن عمير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تجاوزا الله عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
ـــــــــ يتبع
¥(35/58)
ـ[مبارك]ــــــــ[27 - 08 - 02, 08:46 م]ـ
قال ابن عدي: ابن أخت غزال عما حدث به (أنفسها وما استكرهوا عليه) قال، يعني البويطي: وحدثني به مرة أخرى فقال عن عطاء عن عبيد ابن عمير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، يعني مثله.
حدثنا عبدالله بن علي بن الجارود بمكة، وعبدالله بن محمد بن يوسف بالقلزم وابن جوصاء وكهمس بن معمر وابراهيم بن اسماعيل بن الفرج الغافقي، والحكم بن ابراهيم بن الحكم، وأحمد بن زنجويه، وأحمد بن علي بن الحسن المدائني، وعبدالله بن أحمد بن أبي الطاهر بن السرح، والحسن بن عياض الحميري، وعيسى بن أحمد الصدفي، كلهم بمصر ووصيف بن عبدالله الحافظ بأنطاكية الرومي، ومحمد بن زكريا الأسد بادي بها، وعبدالله بن يحيى بن موسى الرخسي بآمل، وعبدالله بن محمد بن المنهال، وعبدالملك بن محمد، وعلي بن حاتم جميعا بجرجان قالوا: ثنا الربيع بن سليمان، ثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعي عن عطاء عن عبيد بن عمير، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوزا عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
حدثنا عيسى بن أحمد الصدفي والحسين بن عياض الحميري جميعا بمصر، ومحمد بن علويه بجرجان، قال بن علويه: ثنا حسين بن أبي معاوية البزاز، قال الصدفي والحميري، ثنا حسين أبو علي الصائغ، ثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن عبيد بن عمير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تجاوزا الله عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
قال ابن عدي: والحديث هو هذا ما رويته من حديث الوليد بن مسلم، وبشر بن بكر، لا ما رواه أبو الأشنان عن عبدالله بن يزيد عن الأوزاعي، وعبدالله بن يزيد هذا أرجو أنه لا بأس به، وقد حدث عنه جماعة من الثقات مثل ابي حاتم الرازي ويزيد بن عبد الصمد الدمشقي والبلاء من ابي الأشنان لا منه. أ. ه.
ـــــــــــ يتبع
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[27 - 08 - 02, 09:43 م]ـ
قال أبو جعفر العقيلي في الضعفاء (4/ 145): "وهذا –أي حديث ابن عباس- يروى من غير هذا الوجه بإسناد جيد"، وهو يقصد يقينا حديث بشر بن بكر التنيسي عن الأوزاعي.
فأنت ترى أن جماعة من أئمة هذا الفن صححوه وهم من المتقدمين، وليسوا من المتأخرين كما زعم الأخ محمد الأمين، وأخشى أن يقال أن العقيلي من المتأخرين، أو يقال أنه لم يطلع على حديث الوليد بن مسلم، وهو قد روى الحديث من طريق ابن مصفى عنه، ثم عقب بكلامه هذا، والعقيلي إمام جهبذ، وإليه المرجع في عصره معرفة الرجال والعلل، وله تاريخ مفقود حافل بالفوائد والدرر.
وبشر بن بكر الدمشقي نزيل تنّيس ثقة، ذكره أبو زرعة الدمشقي في أصحاب الأوزاعي كما في تاريخ دمشق لابن عساكر (ج10/ 174).
ـ[مبارك]ــــــــ[27 - 08 - 02, 10:51 م]ـ
* كلام الإمام أحمد رحمه الله تعالى كان متعلقابالسؤال الذي وجه
إليه وهو: سألته عن حديث رواه محمدبن مصفى الشامي عن الوليد ...
الخ ..
ففهم منه الإمام ابن حزم أن الجو اب مخصوص بهذا الطريق لا غير،
ـ يعني طريق بشر بن بكر ـ وماقاله ابن حزم هو الظاهر المتبادر من السؤال والجواب، ومن عمم وأطلق أصل الحديث فقوله مرجوح؛ ومافهمه ابن حزم هو عين مافهمه الإمام العقيلي في كتابه (الضعفاء)
(3/ 145) فقد نقل كلام الإمام أحمد الذي تقدم وقال عقبه: وهذا يروى
من غير هذا الوجه بإسناد جيد.
فكلام هذان الإمامان الكبيران مقدم على غيرهم لا سيما من المعاصرين الذين لم يقضوا في هذا العلم إلا سنوات قليلة ومع ذلك أخذوا يستدركون على الكبار و يتكلمون على الأحاديث صحة، وضعف من
غير علم وتقوى.
* ذكرت فيما تقدم أن العلماء إذا اتفقوا على ضعف الحديث وعدم الاحتجاج به، أو قرروا شيئا فالواجب العمل بكلامهم والتسليم بما يقلون
، وإن اختلفوا في تصحيحه وإعلاله، رجحنا بينهم حسب قواعدهم،وإن
تكلم أحدهم في الحديث وطعن فيه، وأمكن حمل كلامه على سند بعينه؛ فذلك، وإن لم يمكن حمل كلامه على سند معين، وظهرت قرينة تدل على أنه يحكم بالنكارة أو البطلان على الحديث كله، فلا نستطيع أن نخالفه في ذلك، والسلامة في لزوم غرز العلماء.
يوضح ذلك ويؤيده ماقاله الأمام الكبير ابن حجر العسقلاني في معرض كلامه على معرفة علل الحديث في كتابه الماتع (النكت) (2/ 711): وهذا الفن أغمض أنواع الحديث، وأدقها مسلكا، ولا يقوم به إلا
من منحه الله ـ تعالى ـفهما غايصا، واطلاعا حاويا، وإدراكا لمراتب الرواة، ومعرفة ثاقبة، ولهذا لم يتكلم فيه إلا أفراد أئمة هذا الشأن وحذاقهم، وإليهم المرجع في ذلك؛ لما جعل الله فيهم من معرفة ذلك؛ والاطلاع على غوامضه، دون غيرهم ممن لم يمارس ذلك.
قال: وقد تقصر عبارة المعلل منهم، فلا يفصح بما استقرا في نفسه من ترجيح إحدى الروايتين على الأخرى، كما في نقد الصيرفي سواء، قال: فمتى وجدنا حديثا قد حكم امام من الأئمة المرجوع اليهم ـ بتعليله ـ، فالأولى اتباعه في ذلك، كما نتبعه في تصحيح الحديث إذا صححه.
قال: وهذا الشافعي ـ مع إمامته ـ يحيل القول على أئمة الحديث في كتبه، فيقول: وفيه حديث لا يثبته أهل العلم بالحديث.
قال الحافظ: وهذا حيث لا يوجد مخالف منهم لذلك المعلل، وحيث يصرح بإثبات العلة، فأما إن وجد غيره صححه، فينبغي ـ حينئذ ـ توجه النظر الى الترجيح بين كلامهما، وكذلك إذا أشار المعلل الى العلة إشارة، ولم يتبين منه ترجيح لإحدى الروايتين، فأن ذلك يحتاج الى الترجيح، والله أعلم، أ ه.
يتبع
¥(35/59)
ـ[مبارك]ــــــــ[28 - 08 - 02, 01:25 ص]ـ
* محمد بن مصفى الحمصي. صاحب بقية.
قال عنه الذهبي في (الميزان) (4/ 43): صدوق مشهور.
وقال (أي الذهبي): كان ابن مصفى ثقة صاحب سنة، من علماء الحديث.
وصدر ترجمته ب (صح) إشارة إلى أن العمل على توثيق ذلك الرجل.
يتبع
ـ[مبارك]ــــــــ[28 - 08 - 02, 03:45 م]ـ
* كون الإمام الكبير الناقد البصير بعلل الحديث الحجة أبو حاتم قد أطبق العلماء على الثناء عليه ليس بموجب تقليده دون غيره من أهل العلم والفضل، ولا أنه لا يخطىء في إجتهاده، لجواز الخطأ والنسيان وشرود الذهن عليه (وعلى غيره) وهذا لا يحتاج الى تدليل، كيف وقد غاب عن جلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم علم كثير وعاه غيرهم فقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرات الألوف حفظ الحديث منهم أكثر من ألف وثلاث مئة صحابي وروى الفقه والفتيا عن أكثر من مئة وأربعين صحابية. نعم لقد غاب عن علم عمر حكم الاستيذان ووعاه أبو موسى وأبو سعيد وأبي وكان حكم تحريم المتعة عند على بن أبي طالب وغيره وغاب عن ابن عباس وكان حكم الاجلاء عند ابن عباس نسيه عمر سنتين فلما ذكر فأجلى أهل الذمة، وكان حكم الجدة عند المغيرة بن شعبة ومحمد بن مسلمة ولم يعلم أبو بكر وعمر وكان حكم ميراث الجد عند معقل بن سنان وغفل عنه عمر ولم تلتفت عائشة الى رواية أبي هريرة عن النهي عن المشي في الخف الواحد حتى قالت: لأحنثته ولم تعلم الرواية وابن عمر لم يلتفت الى رواية إجارة كلب الزرع وكان ذلك عند أبي هريرة محفوظا وما علمه معاوية فلم يلتفت الى رواية عبادة بن الصامت وأبي الدرداء في النهي عن الفضة بتفاضل يدا بيد.
فإذا غاب عن هؤلاء الاطهار ـ وهم أفاضل الأمة ـ الذين شهدوا التنزيل. فمن باب أولى أن يغيب على غيرهم ممن بعدوا قريبا عن مصدر الضوء.
ويؤكد ذلك أيضا ما جاء في " تقدمة الجرح والتعديل " (1/ 31ـ32) لابن أبي حاتم الرازي، روى بسنده الى الامام عبدالله بن وهب قال: سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء؟ فقال: ليس ذلك على الناس. قال ـ ابن وهب ـ: فتركته حتى خف الناس ـ أي انصرفوا ـ فقلت له: عندنا في ذلك سنة. فقال: وما هي؟
قلت: حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن المستورد بن شداد القرشي قال: رأيت رسول صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره مابين أصابع رجليه.
قال ـ مالك ـ: إن هذا الحديث حسن وما سمعت به قد الا الساعة. نقطة ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيآمر بتخليل الأصابع. زاد ابن عبد البر في " الاستذكار ": أن مالك صار يتعهد ذلك في وضوئه.
من أجل ذلك جاء عن الامام الكبير ناصر السنة الامام الشافعي قوله: مامنا من أحد إلا وتعزب عنه سنة ـ أي تغيب ـ يتبع
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[28 - 08 - 02, 06:32 م]ـ
يا أخ مبارك
الإمام أبو حاتم رحمه الله
قال إن الأوزاعي لم يسمع من عطاء
فهو متأكد من كلامه
فلا تأت لنا بأمثلة بعيدة
وقد أتيت لك بمواضع في مشاركتي السابقة
فيها إثبات إرسال الأوزاعي عن عطاء
ومشكلتك أنك قلت لا يوجد فيهم مدلس
ونحن نقول نعم ولكن الأوزاعي أرسل عن عطاء
وأبو حاتم متأكد من أنه لم يسمع من عطاء هذه الرواية
فإن كان لديك جواب عن ما سبق وإلا لا تكثر المشاركات بما هو بعيد
عن الموضوع
وأما رواية ابن المصفى فهي بعينها أنكرها الإمام أحمد بعينها
والرجاء مناقشة الردود السابقة التي كتبها الإخوة حتى يكون البحث مفيدا
والله أعلم وأحكم
ـ[الدرع]ــــــــ[28 - 08 - 02, 07:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أخي (مبارك) النقاش معك ممتع، فجزاك الله خيراً، ولكن أتمنى أن يثمر هذا النقاش ونجني معا ثماره، لا أن يتمسك كلّ برأيه، وأنا أطالبك كما طالبك قبلي الأخ (خالد بن عمر) بمناقشة الردود السابقة لكي نتوّصل إلى نتيجة.
أما عن الأمثلة التي سقتها فهي تصلح في حالة غياب العلم عن الشخص وعدم سماعه.
أما في حالة معرفته بالواقع وعلمه فليس هذا مكان الأمثلة التي سقتها.
فأئمتنا رحمهم الله لم يكونوا يتكلمون بغير علم، فما علمه بلّغه ونشره، و ما لم يعلمه سكت عنه.
وليس كحال معظمنا اليوم نتكلم في كل شيء سواء أعلمناه أم لم نعلمه والله المستعان.
¥(35/60)
والحديث الذي معنا علم أئمتنا علته فأنكروه، وإذا لم يكن كذلك لسكتوا عنه.
قال الإمام أبو حاتم رحمه الله (إنما قلناه بعلم ومعرفة قد أوتينا)
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (أما كلام هؤلاء الإئمة المنتصبين لهذا الشأن فينبغي أن يؤخذ مسّلماً من غير ذكر أسباب، وذلك للعلم بمعرفتهم واطلاعهم واضطلاعهم في هذا الشأن واتصفوا بالإنصاف والديانة والخبرة والنصح .... )
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
ـ[مبارك]ــــــــ[28 - 08 - 02, 08:01 م]ـ
* الامام الأوزاعي ثبت قطعا سماعه من عطاء بن أبي رباح، وروايته عنه في الصحيحين. وإذا ثبت أنه أرسل في رواية عنه أو أكثر لا ينفي أصل سماعه منه وينبغي التحقق من الروايات التي ذكرت مما يستدل بها عن عدم سماعه من عطاء وإن ثبت السند الى عطاء فلا ينفي سماعه منه ولو جاء معنعنا، لان هذا هو الاصل حتى يتبين لنا خلاف ذلك.
وقد ذكرنا من قوى هذا الحديث المتنازع فيه وهم الأكثر بلا شك ولم يأتي المخالف الا بدعوى عدم السماع كما جاء في كلام الامام الجليل أبي حاتم الرازي رحمه الله تعالى. ولعله ظفر برواية فيها رجل لم يسمه عن عطاء ومع الاسف لم يسق لنا إسناده الى الأوزاعي كعادته إذا أراد أن يرجح رواية على رواية أخرى، أو طريق على طريق أخرى. حتى يتسنا لنا إجراء موازنة بينه وبين طريق بشر بن بكر ويقدم حينئذ الأحفظ والأثبت فتكون روايته هي الراجحة ومخالفه هي المرجوحة
فيأهل الإستقراء والسبر والتتبع هلا بحثتم لنا عن هذه الرواية لكي نجري عليها البحث العلمي؛ فإن صحت وليس هناك مايدفعها تركنا قول من صحح الحديث وأخذنا بقول من ضعفه بعلة الانقطاع بين الأوزاعي وعطاء، وإذ لم يتحقق ذلك فليس لنا إلا التسليم بمن صحح الحديث لأن بشر بن بكر وهو دمشقي نزيل تنيس راويه عن الأوزاعي ثقة مأمون وهكذا اشتهر السند من طريقه وليس فيه الانقطاع بين الأوزاعي وعطاء قال أبو محمد بن حزم في كتابه القيم " الاحكام " (2/ 21): وإذا علمنا أن الراوي العدل قد أدرك من روى عنه من العدول فهو على اللقاء والسماع، لان شرط العدل القبول والقبول يضاد تكذيبه في أن يسند الى غيره مالم يسمعه منه، الا أن يقوم دليل على ذلك من فعله وسواء قال: حدثنا أو أنبأنا، أو قال: عن فلان، أو قال: قال فلان: كل ذلك محمول على السماع منه. أ ـ ه.
ـ[مبارك]ــــــــ[28 - 08 - 02, 08:04 م]ـ
ومن صححه من أهل العلم والفضل صححه بعلم أيضا ولم يتكلموا جزافا وحاشاهم ذلك
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[28 - 08 - 02, 09:42 م]ـ
خير دليل أن الحديث محفوظ عن عطاء؛ ما رواه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 172/19051) قال: نا يحيى بن سليم، قال: نا بهذا الحديث ابن جريج فأنكر أن يكون عطاء يرى في النسيان شيئا. قال: وقال عطاء بلغني أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه".
وسنده جيد، وفي يحيى بن مسلم الطائفي كلام لا يضر، وابن جريج وإن كان يدلس، فإنه قال: "إذا قلت قال عطاء فأنا سمعته منه، وإن لم أقل سمعته". [كما في تهذيب التهذيب 6/ 359].
ولا تعارض بين المرسل والمتصل، فأحيانا ينشط الراوي فيسند الحديث، وأحيانا يقصر فيرسله، كما هو معلوم.
ومراسيل الحسن البصري ليست مردودة مطلقا بل اختلف الأئمة في قبولها وردها، فقد قال علي بن المديني "مرسلات الحسن إذا رواها عنه الثقات صحاح ما أقل ما يسقط منها". وقال أبو زرعة الرازي: "كل شيء يقول الحسن قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجدت له أصلا ثابتا ما خلا أربعة أحاديث". (كما في تهذيب التهذيب2/ 232 - 233).
قلت: فهذا القول من هذين الإمامين الجليلين مبني على استقراء لمراسيل الحسن واعتبارها بأحاديث الثقات، وهذا ما ذهب إليه الشيخ حاتم العوني في كتابه الماتع (المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس).
ومرسل الحسن؛ أخرجه سعيد بن منصور في سننه (1/ 317/رقم1145) من طريق خالد بن عبد الله الطحان وابن أبي شيبة في المصنف (4/ 82/18036) عن عبد الله بن إدريس وعبدالرزاق في المصنف (6/ 409/11416) ثلاثتهم عن هشام –وهو ابن حسان- عن الحسن قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تجاوز لكم عن ثلاث: الخطأ والنسيان وما أكرهتم عليه".
وهذا سند صحيح، وله طرق أخرى هذا أقواها.
واحتج بهذا الحديث الشافعي في كتاب الأم (7/ 329)، وقواه السخاوي في تخريج الأربعين وفي المقاصد الحسنة، وحسنه شيخ الإسلام ابن تيمية واحتج به في مواطن من مصنفاته.
ـ[مبارك]ــــــــ[29 - 08 - 02, 12:47 ص]ـ
* عذرا حدث خطأ في الإحالة إلى كتاب الإمام العقيلي " الضعفاء" (3/ 145)، والصواب (4/ 145).
قال مبارك: لا زلت أبحث في المخطوطات التي تضمه مكتبتي لعل أجد السند:
ـ بشر بن بكر عن الأوزاعي عن رجل عن عطاء عن ابن عباس.
ـ بشر بن بكر عن الأوزاعي قال: بلغني عن عطاء عن ابن عباس.
ـ أو من طريق آخر غير طريق بشر عن الأوزاعي عن رجل عن عطاء
عن ابن عباس.
* قلت: جزى الله الشيخ الكريم المفضال أبا إسحاق التطواني خيرا, فقد تمم ما أغفله تكاسلي فلك مني خلص الشكر والتقدير.وجزك الله كل المشاركين خيرا على هذه الفوائد الطيبة
¥(35/61)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 08 - 02, 01:49 ص]ـ
الأخ الفاضل مبارك
أنا لم أقل إن رواية الأوزاعي عن عطاء مردودة مطلقا إذا جاءت ب (عن) وهي في الصحيحين كذلك
والأوزاعي غير معروف بالتدليس فلذلك نقبل روايته عن عطاء وإن لم
يصرح بالتحديث (مع أن هناك أحاديث صرح بتحديث عطاء له فيها)
وما قلته لك سابقا
أن الأوزاعي أرسل عن عطاء هذا الحديث ولم يسمعه منه
وهناك فرق بين الإرسال والتدليس إن كنت تفهم ذلك
وأما أن لهذا الإسناد (الأوزاعي عن عطاء) حكم الاتصال فنقول نعم
هذا الغالب حتى يتضح خلافه
وخلافه في هذه الرواية بينه لنا الإمام أبو حاتم رحمه الله
وقولك:
وقد ذكرنا من قوى هذا الحديث المتنازع فيه وهم الأكثر بلا شك ولم يأتي المخالف الا بدعوى عدم السماع كما جاء في كلام الامام الجليل أبي حاتم الرازي رحمه الله تعالى. ا. هـ
أقول المخالف هذا قوله مقدم على كل من نقلت عنهم تقوية الحديث إلا بشرط واحد
وأتحداك أنت ومن صحح هذا الحديث أن تأتونا به وهو:
أن تأتينا بإسناد لهذا الحديث هكذا
بشر بن بكر حدثنا الأوزاعي حدثنا عطاء ...
وإذا أتيتنا به فأقول لك إن أبا حاتم أخطأ وكلامك أنت ومن صححه هو الصواب
وأنا في الانتظار
والله أعلم وأحكم
ـ[مبارك]ــــــــ[29 - 08 - 02, 02:57 ص]ـ
ونحن نريد منك أن تطلعنا على الرواية التي اطلع عليها أبو حاتم الرازي وفيها ذكر الرجل الذي لم يسمه
وان قلت أنا أقلد أبا حاتم في تعليله للحديث قلت لك وأنا أيضا أتبع من قواه من العلماء لا سيما مع قول الامام البيهقي رحمه الله جود اسناده بشر بن بكر وهو من الثقات، وقول الامام ابن حزم رحمه الله: وهذا حديث مشهور من طريق الربيع عن بشر بن بكر عن الأوزاعي بهذا الاسناد متصلا، وبهذا اللفظ رواه الناس هكذا.
ـ[الدرع]ــــــــ[30 - 08 - 02, 10:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الأخ (مبارك) هل من الممكن أن توضح لي ماذا تقصد بقولك (جزى الله الشيخ الكريم المفضال أبا إسحاق التطواني خيرا, فقد تمم ما أغفله تكاسلي ... )
فما الذي تممه الشيخ أبو إسحاق، فوالله لم أفهم ما تقصد.
أرجو التوضيح مع ذكر الشاهد من كلام الشيخ التطواني.
وجزاك الله خيراً،،،
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[30 - 08 - 02, 09:01 م]ـ
وللفائدة فإن ما قيل في تساهل ابن حبان رحمه الله، فمن باب تصحيحه لحديث المجاهيل، وتوثيقه إياهم، أما حديث ابن عباس، فليس فيه مجهول أو مستور، بل رجاله كلهم ثقات، وسنده صحيح.
ولأبي حاتم بن حبان البستي رحمه الله الكعب المعلى في معرفة علل الأحاديث وبيان صحيحها من سقيمها، ومن طالع كتابه التقاسيم والأنواع وكتاب المجروحين وغيرها يتبين له ذلك، وقد صنف رحمه الله: (علل أوهام أصحاب التواريخ)، و (علل حديث الزهري)، و (علل حديث مالك) وغيرها كثير تراجع في كتاب الجامع للخطيب (2/ 302).
ـ[المهذب]ــــــــ[05 - 09 - 02, 01:48 ص]ـ
أخي الكريم: مبارك
من باب الفائدة أخبرك اني سمعت الشيخ المحدث: صالح بن سعد اللحيدان يحسن حديث: (ان الله تجاوز0000000) 0
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 12:49 ص]ـ
قال أخي المبارك – بارك الله فيه –: " شيخ الطبراني هو السمسار التنيسي روى عنه (48) رواية في الأوسط. وذكره الخطيب في (تاريخه) (13/ 51 ـ 52)، والذهبي في (تاريخ الإسلام) حوادث ووفيات (281 ـ 290) (ص/311) ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. "
قلت: ولكن قال الداني: " ثقة مشهور "، وقال ابن الحزري: " المقريء مصدر ثقة "، وراجع " غاية النهاية " (2/ 318)
وحتى لو لم يرد فيه توثيق فإن الشيخ الألباني – رحمه الله – يحمل مثله – ممن أكثر الطبراني من الرواية عنهم – على التوثيق.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 12:56 ص]ـ
قال الأخ خالد: " قال البوصيري: " هذا إسناد منقطع قال الدارقطني الأوزاعي عن عطاء مرسل انتهى ".
قلت: هذا كلام أبي بكر بن أبي داود – كما يظهر من سياق البيهقي له في " الخلافيات " (2/ 490 / 835)، وأخطأ في نسبتها إلى الدارقطني الذهبي في " الميزان " (2/ 67)، والبوصيري، والألباني في " الإرواء " (1/ 142).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[09 - 06 - 04, 12:58 ص]ـ
والراجح عندي أن الحديث صحيح؛ لأن بشر هذا وإن كان يروي عن الأوزاعي أشياء تفرد بها – كما قال مسلمة بن قاسم –، ومن ذلك حديث صاحب الشجة الذي شذ بروايته؛ مما جعلني أميل إلى إعلاله في بادئ الأمر من ذلك الوجه، ولكن متابعة أيوب بن سويد له تطمئن تصحيحه من ذلك الوجه، وحتى لو قلنا أن الأوزاعي أرسله عن عطاء، فإنه يُحسن لشواهده، وقد كنت جمعت طرق هذا الحديث في جزء – فرغت من تسطيره ليلة الخميس 19 محرم 1425 هـ، الموافق 10 مارس 2004 م – قبل الإطلاع على هذه المشاركات، ثم أعدت النظر في بعض ما كتبته، واستفدت كثيراً مما ذكر أخي الفاضل الشيخ أبوعبدالرحمن مبارك – بارك الله فيه –، ولعلي أنشط وأنقله على ((الورد)) ثم أضعه بين أيديكم – حفظكم الله تعالى –.
وكتب: محمد بن عبده بن محمد.
¥(35/62)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[09 - 06 - 04, 06:09 ص]ـ
وأضف إليها ما هنا:
ـ[المقرئ]ــــــــ[09 - 06 - 04, 11:22 ص]ـ
إلى المشايخ الفضلاء: أعجبني حقيقة هذا البحث وإعمال القواعد فجزاكم الله خيرا
عندي فائدة وسؤال:
الفائدة قال محمد بن نصر المروزي: ليس لهذا الحديث إسناديحتج به
والسؤال الذي عندي للشيخ مبارك وأبي المنهال على حسب ما فهمته من مطارحاتهم النافعة:
ماذكرتم من أن المتقدمين إذا اتفقوا على تضعيف حديث فيجب قبوله وأما إذا اختلفوا فنعمل القواعد وكل يرجح ما ظهر له
وقلتم إن ابن حبان من بين هؤلاء فإذا اختلف مع أحمد أو ابن معين أو أبي حاتم فنرجح ولا نسلم بعلل لم نر إسنادها
السؤال: هل تلتزمون هذا المنهج وهذه القاعدة أم أنه بقي قيود لم ألحظها، وسبب السؤال أن هناك من يتبنى هذه القاعدة ثم تنخرم عليه ببعض الأحاديث فلا يجد جوابا
إن كان فهمي صحيحا فأرجو الإجابة وإن كانت الأخرى فأرجو التوضيح
أخوكم: المقرئ
ـ[أبو حاتم المقري]ــــــــ[10 - 06 - 04, 12:22 ص]ـ
باسم الله و الحمد لله و صل اللهم و سلم على محمد و على آله و صحبه:
إخواني الأحبة، أريد أن أثري الموضوع بهذا البحث الذي كتبنه منذ مدة أقتطعه من تخريجنا للأربعين النووية عسى اله أن ينفع به:
" الحديث 39: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه:
1 - حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه:
أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 659): (حدثنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي ثنا أيوب بن سويد ثنا أبو بكر الهذلي عن شهر بن حوشب عن أبي ذر الغفاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).
قلت: إسناده ضعيف جدا، منكر.
آفته أبو بكر الهذلي: ضعيف جدا:
قال مزاحم بن زفر الكوفى كما في الجرح لابن أبي حاتم (4/ 313): (سألت شعبة عن أبى بكر الهذلى فقال دعني لا أقيء).
قال غندر: (كان أبو بكر الهذلى امامنا وكان يكذب) كما في الجرح (4/ 313).
و قال أبو حاتم الرازي: (أبو بكر الهذلى ليس بقوي لين الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به).
و قال أبو زرعة الرازي: (بصرى ضعيف).
قال البخاري في الضعفاء (57): (ليس بالحافظ عندهم).
و قال النسائي في الضعفاء (47): (متروك الحديث).
و قال ابن حبان: (يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات).
و قال ابن عدي في الكامل: (ولأبي بكر غير ما ذكرت حديث صالح وعامة ما يرويه عن من يرويه لا يتابع عليه على أنه قد حدث عنه الثقات من الناس وعامة ما يحدث به قد شورك فيها ويحتمل ما يرويه وفي حديثه مالا يحتمل ولا يتابع عليه).
و فيه أيوب بن سويد: ضعيف:
قال ابن المبارك كما في ضعفاء العقيلي: (أيوب بن سويد ارم به).
قال ابن معين كما في الكامل لابن عدي: (ليس بشيء كان يسرق الأحاديث قال أهل الرملة حدث عن بن المبارك بأحاديث ثم قال حدثني أولئك الشيوخ الذين حدث بن المبارك عنهم).
و قال أبو حاتم الرازي: (أيوب بن سويد هو لين الحديث).
قال البخاري في التاريخ الكبير (1/ 417): (يتكلمون فيه).
قال النسائي في الضعفاء (16): (ليس بثقة).
و قال ابن حبان في الثقات (8/ 125): (وكان رديء الحفظ يتقى حديثه من رواية ابنه محمد بن أيوب عنه لأن أخباره إذا سيرت من غير رواية ابنه عنه وجد أكثرها مستقيمة).
و فيه شهر بن حوشب و قد اختلفوا فيه و قد تكلموا في حفظه.
2 - حديث أبي الدرداء:
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 325): (ثنا الفضل بن عبد الله الأنطاكي ثنا هشام بن عمار ثنا إسماعيل بن عياش عن أبي بكر الهذلي عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).
قلت: إسناده ضعيف جدا، منكر.
فيه أبو بكر الهذلي: و قد عرفت ما فيه.
و الراوي عنه إسماعيل بن عياش: ضعيف في روايته عن غير الشاميين، و هذه منها لأن الذهلي بصري.
و شهر بن حوشب عرفت ما فيه.
3 - حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
طريق الأوزاعي عن عطاء عن عبيد بن عمير عنه:
¥(35/63)
و جاء الحديث من طريق بشر بن بكر عن الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح عن عبيد بن عمير عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه):
أخرجه عنه من هذه الطريق: ابن حبان في صحيحه (12/ 202) و الحاكم في المستدرك (2/ 216)
و الطبراني في المعجم الصغير (2/ 52) و البيهقي في سننه الكبرى (7/ 356) و (10/ 60) و الدارقطني في سننه (4/ 170) و الطحاوي في شرح المعاني (3/ 95) و الصيداوي في معجم الشيوخ (362) و ابن عساكر في تاريخ دمشق (50/ 261) و ابن حزم في المحلى (4/ 4) و (6/ 221) و (10/ 404) و في الإحكام (5/ 138).
قال البيهقي: (جود إسناده بشر بن بكر وهو من الثقات ورواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي فلم يذكر في إسناده عبيد بن عمير).
و تابع بشرا، الحسن بن علي أبو علي النخعي يلقب أبو الأشنان و لا يفرح بها و هي متابعة ساقطة، و هذا فيما ذكره ابن عدي في الكامل (2/ 346) قال: (رأيته ببغداد في الخلد ولم أكتب عنه لأنه كان يكذب كذبا فاحشا ويحدث عن قوم لم يرهم ويلزق أحاديث قوم تفردوا به على قوم ليس عندهم، حدث عن عبد الله بن يزيد الدمشقي وما أظنه رآه عن الأوزاعي عن عطاء عن عبيد بن عمير عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم تجاوز الله عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
قال الشيخ: وهذا إنما يروى عن بشر بن بكر عن الأوزاعي ورواه عن بشر ثلاثة أنفس البويطي والربيع والحسين بن أبي معاوية وروي عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر في إسناده عبيد بن عمير).
قلت: و بشر قد وثقه بعض الأئمة و قال البعض الآخر ليس به يأس.
لكن قال مسلمة بن قاسم: (روى عن الأوزاعي أشياء انفرد بها وهو لا بأس به إن شاء الله) كما في التهذيب للحافظ.
و خالف بشرا، الوليدُ بن مسلم عن الأوزاعي فلم يذكر فيه عبيد بن عمير:
أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 659): (حدثنا محمد بن المصفى الحمصي ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي عن عطاء عن بن عابس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).
و أخرجه أيضا البيهقي في سننه الكبرى (7/ 356) و الطبراني في المعجم الأوسط (8/ 161) و ابن عدي في الكامل (2/ 346) و (2/ 347) و العقيلي في الضعفاء (4/ 145).
و تابع الأوزاعيَّ عن عطاء عن ابن عباس دون ذكر لعبيد بن عمير، ابنُ جريج فيما أخرج الطبراني في الأوسط (8/ 161): (حدثنا موسى بن جمهور نا محمد بن مصفي ثنا الوليد بن مسلم عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله).
لكن هذه متابعة فيها نظر لأن شيخ الطبراني لم أعرفه، و محمد ابن مصفى اضطرب فيه و هذه الطريق غير محفوظة.
و محمد بن المصفى قد اضطرب اضطرابا شديدا في هذا الحديث:
- فمرة جعله من مسند ابن عباس:
فرواه تارة عن الوليد عن الأوزاعي عن عطاء.
و مرة عن الوليد عن ابن جريج عن عطاء.
و مرة جعله من مسند ابن عمر (كما سيأتي بإذنه تعالى):
فرواه عن الوليد عن مالك عن نافع عنه.
و مرة جعله من مسند عقبة بن عامر:
فرواه عن الوليد عن بن لهيعة عن موسى بن وردان عنه.
و ابن مصفى لا يحتمل مثل هذا الإختلاف.
و الوليد مشهور بتدليسه عن الأوزاعي و لم يبين السماع.
طريق عبد الرحيم ابن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن جبير عنه:
أخرجها الطبراني في المعجم الأوسط (2/ 331): (حدثنا أحمد قال نا محمد بن موسى الحرشي قال نا عبد الرحيم ابن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل عفا لهذه الأمة عن الخطإ والنسيان وما استكرهوا عليه).
قلت: إسناده ضعيف جدا، بل باطل.
طريق مسلم بن خالد الزنجي عن سعيد العلاف عن بن عباس رضي الله عنه:
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 133): (حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا معلى بن مهدي الموصلي ثنا مسلم بن خالد الزنجي حدثني سعيد هو العلاف عن بن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل تجاوز لأمتي عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).
قلت: إسناده ضعيف منكر: لضعف بعض رواته و لانقطاعه.
- معلى بن مهدي:
¥(35/64)
قال أبو حاتم الرازي: (شيخ موصلى أدركته ولم اسمع منه يحدث أحيانا بالحديث المنكر).
و في اللسان للحافظ (6/ 65): (هو من العباد الخيرة صدوق في نفسه مات سنة خمس وثلاثين ومائتين انتهى وقد تقدم له ذكر في ترجمة إبراهيم بن ثابت من قول العقيلي انه عندهم يكذب وذكره بن حبان في الثقات وكناه أبو يعلى).
- مسلم بن خالد الزنجي: ضعيف:
قال علي بن المديني: (ليس بشيء).
قال أبو حاتم: (ليس بذاك القوى منكر الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به تعرف وتنكر).
و قال ابن معين: (ثقة).
و قال أحمد: (مسلم بن خالد كذا وكذا).
و قال البخاري: (منكر الحديث).
و قال النسائي: (وليس بالقوي في الحديث).
و قال ابن سعد: (كان الزنجي بن خالد فقيها عابدا يصوم الدهر ويكنى أبا خالد وتوفي بمكة سنة ثمانين ومائة في خلافة هارون وكان كثير الحديث كثير الغلط والخطأ في حديثه وكان في بدنه نعم الرجل ولكنه كان يغلط).
و قال ابن عدي: (وهو حسن الحديث وأرجو أنه لا بأس به).
سعيد العلاف: ضعيف:
قال أبو زرعة الرازي: (هو لين الحديث لا أظنه سمع من بن عباس).
4 - حديث ابن عمر رضي الله عنهما:
أخرج البيهقي في سننه الكبرى (6/ 84): (أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو سعيد محمد بن يعقوب الثقفي ثنا أبو العباس بن الصقر السكري ثنا محمد بن المصفى ثنا الوليد بن مسلم عن مالك بن أنس عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
وكذلك رواه عمر بن سعيد المنبجي عن محمد بن المصفى والمحفوظ عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء عن بن عباس.
وعن الوليد عن بن لهيعة عن موسى بن وردان عن عقبة بن عامر كلاهما عن النبي صلى الله عليه وسلم).
و أخرجه الطبراني في الأوسط (8/ 161): (حدثنا موسى بن جمهور نا محمد بن مصفي ثنا الوليد عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله).
و أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 145): (حدثنا أحمد حدثنا محمد حدثنا الوليد حدثنا مالك عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وهذا يروى من غير هذا الوجه بإسناد جيد)
و في الميزان للذهبي و تهذيب الحافظ: (بإسناد أصلح من هذا). و هو أشبه.
و كذا أبو نعيم في الحلية (6/ 352) و قال: (غريب من حديث مالك تفرد به ابن مصفى عن الوليد).
قلت: باطل بهذا الإسناد.
قلت: و جاء عن مالك من وجه آخر و لا يصح:
ذكر الحافظ في لسان الميزان (3/ 125): (وأخرج الدارقطني في الغرائب من طريق احمد بن عبد الله بن محمد اللجلاج حدثنا يوسف بن أبي روح ثنا سوادة بن عبد الله الأنصاري المغربي ثنا مالك عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما رفعه من حلف يمينا فاستثناه فله ثنياه وقال لا يصح وسوادة ضعيف.
ومن طريق عيسى بن احمد بن يحيى الصدفي وغيره حدثنا الفضل بن جعفر التنوخي ثنا سوادة بن عبد الله الأنصاري قال لي مالك يا سوادة قلت لبيك قال قال لي نافع سمعت بن عمر رضي الله عنهما رفعه اتاني جبرائيل فقال يا محمد ان الله يقرئك السلام ويقول لك انى قد تجاوزت عن أمتك الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ومن طريق احمد بن محمد الحسين الموقفى حدثنا العباس بن الفضل بن عون التنوخي ثنا سوادة به قلت وهذه الطريق التي عناها الذهبي وسقط عليه العباس.
وقال الدارقطني بعد تخريجه: لا يصح ومن دون مالك ضعفاء).
5 - حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه:
أخرجه البيهقي في الكبرى (7/ 357): (وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا محمد بن المصفى نا الوليد نا بن لهيعة عن موسى بن وردان قال سمعت عقبة بن عامر رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع الله عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).
و أخرجه الطيراني في الأوسط (8/ 162): (حدثنا موسى بن جمهور ثنا محمد بن مصفي ثنا الوليد عن ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله).
قلت: إسناده ضعيف منكر.
اضطرب به بن مصفى.
ابن لهيعة ضعيف.
موسى بن حمهور لم أعرفه.
و على كل فالأوزاعي لم يسمع الحديث من عطاء كما جزم به أبو حاتم الرزي:
¥(35/65)
قال ابن أبي حاتم في العلل: (سألت أبي عن حديث رواه ابن المصفى عن الوليد بن مسلم عن الاوزاعي عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله عز وجل وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه وروى ابن مصفى عن وليد بن مسلم عن الاوزاعي عن عطاء عن ابن عباس مثله وعن الوليد عن مالك عن نافع عن ابن عمر مثله وعن الوليد عن ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.
قال أبي: هذه أحاديث منكرة كأنها موضوعة وقال أبي: لم يسمع الأوزاعي هذا الحديث عن عطاء أنه سمعه من رجل لم يسمه أتوهم أنه عبد الله بن عامر أو إسماعيل بن مسلم ولا يصح هذا الحديث ولا يثبت إسناده).
قلت: أما عبد الله بن عامر فهو الأسلمي أبو عامر المدني، فضعيف:
قال أحمد بن حنبل: (عبد الله بن عامر الأسلمي ضعيف).
و قال يحيى بن معين: (عبد الله بن عامر الأسلمي ليس بشيء ضعيف).
و قال أبو حاتم الرازي: (ضعيف ليس بالمتروك).
و قال أبو زرعة الرازي: (ضعيف الحديث).
و قال البخاري: (يتكلمون في حفظه).
وقال النسائي: (ضعيف).
و قال ابن حبان في المجروحين: (كان ممن يقلب الأسانيد والمتون ويرفع المراسيل والموقوف).
و قال ابن عدي: (و عبد الله بن عامر له غير ما ذكرت وهو عزيز الحديث ولا يتابع في بعض هذه الأخبار التي ذكرتها عنه وهو ممن يكتب حديثه).
و أما خالد بن مسلم فهو الزنجي و هو ضعيف قد سبق نقل كلام الأئمة في حاله.
و مما يذكر في هذا المقام أن الإمام أبا حاتم الرازي استدل في حديث آخر بمثل هذا الإسناد على أن عدم رفع الوليد للإسناد مع كونه رفاعا للأحاديث، دليل على أن طريقه هو الصحيح و هو الأشبه:
قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 278) (سألت أبي عن حديث رواه بشر بن بكر عن الأوزاعي عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال قال على لعمر لم نهيت عن متعة الحج فقال عمر أحببت أن يكثر زوار هذا البيت فقال علي من أفرد بالحج فقد أحسن ومن تمتع بالحج فقد أخذ بكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال أبي: رواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عبد الله ابن عبيد قال قال علي قال أبي لم يذكر عبيد بن عمير.
قال أبي: تدل رواية الوليد على أن الصحيح كما رواه بلا عبيد بن عمير لأن الوليد رفاع.
قلت: ماذا لم يوصله الوليد فهو مرسل أشبه بلا عبيد بن عمير؟ قال: نعم).
قلت: و ثمة علة أخرى و هي أن الحديث جاء من مرسل عطاء و لم يرفعه:
أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 172): (نا يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان قال حلف أخي عمر بن عثمان بعتق جارية له الا يشرب من مدها إلى أجل ضربه فنسي قبل الأجل فشرب فاستفتيت له عطاء ومجاهدا وسعيد بن جبير وعليا الأزدي وكلهم رأى أنها حرة.
نا يحيى بن سليم قال نا بهذا الحديث ابن جريج فأنكر أن يكون عطاء يرى في النسيان شيئا.
قال وقال عطاء بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تجاوز لأمتي عن ثلاث عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).
قلت: لكن يحيى بن سليم سيء الحفظ.
و في العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد (1/ 561): (سألته عن حديث رواه محمد بن مصفى الشامي عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أن الله تجاوز لأمتي عما استكرهوا عليه وعن الخطأ والنسيان.
وعن الوليد عن مالك عن نافع عن بن عمر مثله فأنكره جدا.
وقال: ليس يروى فيه إلا عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم).
مرسل الحسن:
أخرجه معمر في جامعه (مع مصنف عبد الرزاق) (11/ 298) وعبد الرزاق في مصنفه (6/ 409) و سعيد بن منصور في سننه (317) من طريق هشام بن حسان عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تجوز لأمتي النسيان و الخطأ وما استكرهوا عليه).
قلت: و هذا سند صحيح.
و تابع هشاما، منصور و عوف فيما أخرجه سعيد بن منصور في سننه (317): (نا هشيم قال انا منصور و عوف عن الحسن) و ذكره.
¥(35/66)
و تابعه أيضا جعفر ابن حيان عند سعيد بن منصور (317): (نا إسماعيل بن عياش قال حدثنى جعفر ابن حبان العطاردى عن الحسن قال سمعته يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تجاوز الله عز وجل لابن آدم عما أخطأ وعما نسى وعما أكره وعما غلب عليه).
و أخرج عبد الرزاق في تفسيره (1/ 112): (سمعت هشاما يحدث عن الحسن في قوله تعالى إن نسينا أو أخطأنا قال قال رسول الله تجوز الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه).
و بهذا يتبين أن ما ذهب إليه الأئمة النقاد الجهابذة أحمد و أبو حاتم هو الصواب في هذا الحديث.
6 - حديث أبي بكرة رضي الله عنه:
أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 468): (حدثنا عمر بن عبد الله بن الحسن قال ثنا أحمد بن الخليل القومسي قال ثنا جعفر بن جسر قال ثني أبي جسر عن الحسن عن أبي بكرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رفع الله عن هذه الأمة الخطأ والنسيان والأمر يكرهون عليه. فقال الحسن: الأمر يكرهون عليه قولا باللسان فأما اليد فلا).
و أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 150): (ثنا حذيفة بن الحسن التنيسي ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم ثنا جعفر بن جسر بن فرقد حدثني أبي عن الحسن عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع الله عن هذه الأمة ثلاثا الخطأ والنسيان والأمر يكرهون عليه.
قال الحسن: قول باللسان فأما اليد فلا).
قلت: حديث منكر.
قال أبو حاتم الرازي: (شيخ).
قال ابن عدي: (ولجعفر بن جسر أحاديث مناكير غير ما ذكرت ولم أر للمتكلمين في الرجال فيه قولا ولا أدري كيف غفلوا عنه لأن عامة ما يرويه منكر وقد ذكرته لما أنكرت من الأسانيد والمتون التي يرويها ولعل ذاك إنما هو من قبل أبيه فان أباه قد تكلم فيه من تقدم ممن يتكلمون في الضعفاء لأني لم أر يروي جعفر عن غير أبيه).
و قال العقيلي في الضعفاء (1/ 187): (في حفظه اضطراب شديد كان يذهب إلى القدر وحدث بمناكير).
و قال ابن حبان في الثقات (8/ 159): (يعتبر بحديثه إذا روى عن غير أبيه).
قلت: فالرجل منكر الحديث على قلته لا سيما عن أبيه، فلا يعتبر به.
و بهذا تعرف ما في قول الحافظ ابن كثير رحمه الله رحمة واسعة من التجوز في قوله في تحفة الطالب (274): (و هذا السند وإن كان ضعيفا لحال جعفر بن جسر وأبيه إلا أنه شاهد للذي قبله).
أما والده:
قال يحيى بن معين: (جسر بن فرقد أبو جعفر لا شيء).
قال أبو حاتم الرازي: (ليس بالقوي كان رجلا صالحا).
فقال البخاري في التاريخ الكبر (2/ 246): (جسر بن فرقد أبو جعفر عن الحسن وليس بذاك).
و قال أبو داود كما في سؤالات الآجري (241): (ضعيف)
و قال النسائي في الضعفاء (28): (جسر بن فرقد أبو جعفر ضعيف).
و قال الدارقطني كما في سؤالات البرقاني (20): (متروك).
و قال ابن حبان في المجروحين (1/ 217): (كان ممن غلب عليه التقشف حتى أغضى عن تعهد الحديث فأخذ يهم إذا روى ويخطئ إذا حدث حتى خرج عن حد العدالة).
و قال ابن عدي في الكامل (2/ 169): (على أن جسر هو في الضعفاء وابنه مثله ولجسر بن فرقد هذا غير ما ذكرت من الحديث وليس بالكثير وأحاديثه عامتها غير محفوظة).
قلت: فالجمهور على توهينه و قد جاء عن بعض الأئمة ما ظاهره التوثيق لكن المراد به الصلاح لا الضبط و الله أعلم مثل ما أخرج ابن أبي حاتم في الجرح من طريق أبي عبد الله الدينارى: (سألت سعيد بن عامر عن جسر بن فرقد فقال رحمه الله الثقة الأمين كان رجلا صالحا).
7 - حديث ثوبان رضي الله عنه:
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 97): (حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ثنا إسحاق بن إبراهيم أبو النضر ثنا يزيد بن ربيعة ثنا أبو الأشعث عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تجاوز عن أمتي ثلاثة الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه).
و أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2/ 152): (حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش حدثني راشد بن داود الصنعاني عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم).
8 - حديث أبي حمزة:
¥(35/67)
أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 75): (بهذا الإسناد ثلاثة أحاديث أخر مناكير وهذه الأحاديث يشبه أن تكون بين بقية وابن جريج بعض المجهولين أو بعض الضعفاء لأن بقية كثيرا ما يدخل بين نفسه وبين بن جريج بعض الضعفاء أو بعض المجهولين الا أن هشام بن خالد قال عن بقية حدثني بن جريج ثنا عمر بن سنان وعبدان قالا ثنا هشام بن عبد الملك ثنا بقية حدثني مالك بن أنس عن عبد الكريم الهمداني عن أبي حمزة سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل نسي الأذان والإقامة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل تجاوز عن أمتي السهو في الصلاة وهذا الحديث باطل لا يرويه عن مالك غير بقية وعبد الكريم الهمداني هو عبد الكريم الجزري وأبو حمزة إنما يريد به أنس بن مالك وانما نبهت عبدان الأهوازي على هذا الحديث حتى أدخله في مسند أنس بن مالك وقد روى بقية هذا الحديث بإسناد آخر والعتبة على عبدان فقال أنا هشام بن عبد الملك عن بقية وهو مرسل فقلت له إنما هو أبو حمزة يعني به أنس فقال ما علمت ودعا بمسند أنس فكتبه فيه وعند بقية لهذا الحديث إسناد آخر عن مجهول وذاك أنه من روايته عن مالك لأن ذاك الإسناد يحتمل وعن مالك لا يحتمل ثناه عمر بن سنان ثنا الوليد بن عتبة ثنا بقية ثنا عبيد رجل من همدان عن قتادة عن أبي حمزة عن بن عباس قيل يا رسول الله الرجل منا ينسى الأذان والإقامة فقال ان الله وضع عن أمتي النسيان وعبيد رجل من همدان شيخ لبقية مجهول).
تنبيه:
جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ذكر تجاوز الله لهذه الأمة عما استكرهوا عليه:
أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 659): (حدثنا هشام بن عمار ثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما توسوس به صدورها ما لم تعمل به أو تتكلم به وما استكرهوا عليه).
قلت: و هي زبادة شادة فقد خالف فيها هشام بن عمار و قد تكلموا فيه، أئمة حفاظا كالحميدي و زائدة بن قدامة، فرووا الحديث عن مسعر و لم يذكروا هذه اللفظة.
أما الحميدي فروابته: في مسنده (2/ 494) و هي من طريقه عند البخاري في الصحيح (2/ 894): (حدثنا سفيان حدثنا مسعر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تكلم) و هي عند القضاعي أيضا في مسنده (2/ 167).
و أما زائدة بن قدامة فرواته عند الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 173) (رقم 1766).
و تابع سفيان عن مسعر، دون ذكر لهذه اللفظة جمع من الرواة منهم:
أبو بكر بن أبي شيبة: في صحيح مسلم (1/ 116).
و كيع بن الجراح: في صحيح مسلم (1/ 116) و أحمد في المسند (2/ 425) و ابن راهويه في مسنده (1/ 82).
عبد الله بن إدريس: عند النسائي في المجتبى (6/ 156) و في الكبرى (3/ 360) و م طريق الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 173) (رقم 1765).
يزيد بن هارون: عند البيهقي في الكبرى (2/ 349).
و تابع مسعرا دون ذكر لهذه اللفظة:
هشام الدستوائي: عند البخاري في الصحيح (6/ 2454) و مسلم في صحيحه (1/ 116) و أحمد في المسند (2/ 393) و أبي داود في السنن (2/ 264) و الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 172)
(رقم 1762 و 1764).
و أبو عوانة: عند مسلم في صحيحه (1/ 116) و الترمذي في جامعه (3/ 489) و البيهقي في الكبرى (2/ 349) و الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 172) (رقم 1761).
شيبان بن عبد الرحمن: عند النسائي في المجتبى (6/ 157) و في الكبرى (3/ 360).
سعيد بن أبي عروبة: عند أحمد في المسند (2/ 425) و ابن ماجه في سننه (1/ 658) و ابن راهويه في مسنده (1/ 82).
مسعود: عند الإمام أحمد في المسند (2/ 255).
همام: عند أحمد في المسند (2/ 491) و ابن حبان في صحيحه (10/ 178) و أبي يعلى في مسنده (11/ 276) و الطيالسي في مسنده (322).
المسعودي: عند الطبراني في الكبير (18/ 216).
¥(35/68)
و أخرج الدارقطني في سننه (4/ 171) و من طريقه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 61): (حدثنا أبو بكر النيسابوري نا يوسف بن سعيد بن مسلم نا حجاج بن محمد عن بن جريج عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها وما أكرهوا عليه إلا أن يتكلموا به ويعملوا به).
قال البيهقي: (كذا قال عن أبي هريرة والظاهر أن عطاء سمعه من الوجهين جميعا وهما حديثان يؤدي كل واحد منهما ما قصد به من المعنى وفيهما جميعا طرح الإكراه وقد رواه بن أبي أوفى عن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه في حديث النفس والوسوسة بمعناه وقوله إلا أن يتكلموا به أو يعملوا به يرجع إلى حديث النفس دون الإكراه والله أعلم).
و قال ابن حزم في المحلى (8/ 334): (ثم يعترض على ما رويناه من طريق الربيع بن سليمان المؤذن عن بشر بن بكر عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان ما استكرهوا عليه.
فإن قال سأل عبد الله بن أحمد بن حنبل أباه عن هذا الحديث فقال له إنه رواه شيخ عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي ومالك قال مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحمد هذا كذب وباطل ليس يروى إلا الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم فأعجبوا للعجب إنما كذب أحمد رحمه الله من روى هذا الخبر من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر ومن طريق الوليد ابن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس وصدق أحمد في ذلك فهذا لم يأت قط من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر ولا من طريق الوليد ابن مسلم عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس، إنما جاء طريق بشر ابن بكر عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن بدل الأسانيد فقد أخطأ أو كذب إن تعمد ذلك).
خلاصة البحث:
الحديث في نقدنا لا يثبت بحال و لا يتقوى بمجموع الطرق و الله أعلم.
قلت: و في المعنى حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أخرج الإمام مسلم في صحيحه (1/ 116): (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لأبي بكر قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا وكيع عن سفيان عن آدم بن سليمان مولى خالد قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن بن عباس قال لما نزلت هذه الآية وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله قال دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا قال فألقى الله الإيمان في قلوبهم فأنزل الله تعالى لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا قال قد فعلت ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا قال قد فعلت واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا قال قد فعلت). " انتهى البحث.
هذا ما تيسر الآن.
و الله أعلى و أعلم.
أخوكم أبو حاتم المقري.(35/69)
ما هي الأحاديث الصحيحة التي فيها إثبات صفة الساق؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 08 - 02, 10:25 ص]ـ
غير الذي في البخاري
ـ[العبد الضعيف]ــــــــ[25 - 08 - 02, 12:59 ص]ـ
أخي الكريم/ محمد الأمين
الحديث الذي في البخاري هو حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-. وهذا الحديث متفق عليه، فقد أخرجه مسلم أيضاً.
وكأنك -أخي الكريم- تشير بقولك في سؤالك: ما هي الأحاديث الصحيحة التي فيها إثبات صفة الساق غير الذي في البخاري؟ تشير إلى ما ذكره بعض العلماء من أن رواية (يكشف ربنا عن ساقه) بالإضافة شاذة أو منكرة، وقالوا: الصحيح (ساق) من غير إضافة، وبالتالي لايكون الحديث دليلاً على إثبات صفة الساق لله تعالى.
فجواباً على سؤالك و ردّاً على من قال بأن رواية (ساقه) بالإضافة شاذة أو منكرة أذكر هنا شواهد لحديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-:
1 - حديث عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-.
أخرجه عبدالله بن أحمد في "السنة" (1203)، ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (9763). وهو حديث طويل جداً جاء فيه: (يكشف الله عن ساقه) بالإضافة. وقد صححه ابن حجر في"المطالب العالية" (4/ 367)، وقال: (هذا إسناد صحيح، متصل، رجاله ثقات).
2 - حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
أخرجه ابن منده في "الرد على الجهمية" (ص 40)، وفي "الإيمان" (811 وَ 812)، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (29/ 26). وهو بلفظ: (يكشف الله عن ساقه). قال فيه الشيخ سليم الهلالي بعد أن أورده بإسناده: (وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات).
وأخرجه الدارمي في "سننه" (2/ 326) من طريق آخر. وهو بلفظ: (فيكشف لهم عن ساقه). وقال فيه الشيخ سليم الهلالي بعد أن أورده بإسناده: (إسناده حسن).
3 - حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-.
4 - حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-.
والحديثان الأخيران في إسنادهما كلام فلا أطيل بذكر تخريجهما، ففي ما قبلهما كفاية.
وقد استفدت ما سبق من كتاب لطيف؛ عنوانه (المنهل الرقراق في تخريج ما رُوي عن الصحابة والتابعين في تفسير "يوم يكشف عن ساق" وإبطال دعوى اختلافهم فيها). تأليف: الشيخ سليم بن عيد الهلالي. فإذا أردت الاستزادة -أخي الكريم- فبإمكانك الرجوع لهذا الكتاب. والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 09 - 02, 03:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 09 - 02, 04:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخي العبد الضعيف
وعندي مداخلة:
1 - أن رواية ابن مسعود التي عند عبد الله بن أحمد في السنة وأخرجها من طريقه الطبراني
فيها اختلاف
والصواب أن هذا اللفظ غير صحيح فيها والله أعلم
وذلك لأسباب
1 - أن اللفظ الذي عند عبد الله بن أحمد ومن طريقه الطبراني هو لفظ زيد بن أنيسة عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة عن مسروق قال حدثنا عبد الله (ابن مسعود) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعا
2 - جاء الحديث عند الحاكم في المستدرك من طريق أبي خالد الدالاني عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة عن مسروق بن الأجدع حدثنا ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بروايتين:
أ- موقوف على ابن مسعود (2/ 276)
وليس فيه هذه اللفظة (ساقه)
بل فيه ( .. قالوا يكشف عن ساق، فيكشف عند ذلك عن ساق ... )
ب- مرفوع عن ابن مسعود عن رسول الله
وليس فيه هذه اللفظة (ساقه)
وفيه (قالوا بيننا وبينه علامة إن رأيناها عرفنا. قال وماهي قالوا: الساق فيكشف عن ساق.
والطبراني ساق إسناده إلى أبي خالد الدالاني عن المنهال بن عمرو ثم حول الإسناد (ح) وساق إسناده إلى زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو به
وقال في آخر الرواية قال (واللفظ لرواية زيد بن أبي أنيسة)
واللفظ الصحيح في هاتين الروايتين هو لفظ أبي خالد الدالاني والله أعلم
وزيد بن أب أنيسة وإن أخرج له الشيخان إلا أن أحمد قد تكلم فيه:
قال عن زيد بن أبي أنيسة:
* صالح وليس بذاك
* ليس به بأس
* إن حديث لحسن مقارب وإن فيها لبعض النكارة، وهو على ذلك حسن الحديث.
ولفظ زيد بن أبي أنيسة فيه ألفاظ منكرة منها:
** (وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي، ثم ينادي مناد ... )
** (والرب عز وجل أمامهم حتى يمر في النار فيبقى أثره كحد السيف دحض مزلة)
¥(35/70)
** (بالمعنى: أن آخر رجل يمر على الصراط لا يدخل الجنة حتى يُغسل في غدير عند باب الجنة)
وغيرها لمن تأمل النص الذي ساقه عبد الله بن أحمد وعنه الطبراني (من طريق زيد بن أبي أنيسة)
... أما الشواهد المزعومة الأخرى ...
*****************************
أما حديث أبي هريرة عند الطبري (29/ 26)
الجواب:
لم تأت هذه اللفظة عند الطبري في تفسيره والله أعلم
**************************
عند ابن مندة في الايمان
رقم (812،811)
الجواب:
لم يأت فيهما أبدا لفظة (ساقه) مضافة
وجاء عنده تحت رقم (817)
بنفس إسناد البخاري ونفس روايته
****************************
وجاء عند:
ابن مندة (الرد على الجهمية ص 16)
8 أخبرنا على بن أحمد بن الأزرق بمصر ثنا أحمد بن محمد بن مروان ثنا أحمد بن محمد بن أبي عبد الله البغدادي ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم يكشف عن ساق قال يكشف الله عز وجل عن ساقه
** الجواب:**
جاء عند الطبري في تفسيره (12/ 198) = (29/ 25)
رقم 34684
وحدثني أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ((حتى إن
أحدهم ليلتف، فيكشف عن ساق فيقعون سجودا .. ))
وإسناد هذه الرواية هو نفس إسناد ابن مندة في الرد على الجهمية
يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة ثنا سليمان الأعمش ثنا أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ...
********************************
الدارمي في سننه
أخبرنا محمد بن يزيد البزاز عن يونس بن بكير قال أخبرني ابن إسحاق قال أخبرني سعيد بن يسار قال سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ... فيقول هل تعرفونه، فيقولون:إذا تعرف إلينا عرفناه، فيكشف لهم عن ساقه فيقعون سجودا، فذلك قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون) ... )
هذا فيه عدة علل:
هذا فيه عدة علل:
1 - التفرد بكل هذا الإسناد
2 - أن يونس بن بكير: وإن كان من رجال الشيخين، إلا أنه متكلم فيه
قال عنه أبو داود كما في سؤالات الآجري
ليس هو عندي حجة، يأخذ كلام ابن إسحاق فيوصله بالأحاديث، سمع من محمد بن إسحاق بالري
4 - محمد بن إسحاق متكلم فيه
5 - روى هذا الحديث عن أبي هريرة كما عند البخاري ومسلم
عطاء الليثي وابن المسيب عن أبي هريرة فلم يذكرا هذه اللفظة،
وكذلك رواه أبو صالح ذكوان السمان عن أبي هريرة فلم يذكر هذه اللفظة
***********************
المغالطات التي ذكرت في التخريج السابق (أظنها من الهلالي):
1 - قال: وفي "الإيمان" (811 وَ 812)
أقول:
لم يرد هذا اللفظ عند ابن مندة
والذي عنده تحت رقم (811) هكذا: ((فيكشف لهم عن ساق فيقعون له سجدا))
فلا أدري أين هذا الشاهد المزعوم (ساقه) مضافة؟!!!
وأما (812) فلم يسق لفظه، وإنما قال: ((عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينفخ في الصور فذكر نحوه إلى قوله فيقعون له سجدا ويجفو أصلاب المنافقين فلا يستطيعون شيئا فذلك قول الله عز وجل يوم يكشف عن ساق)).
فأين هذا الشاهد المزعوم (ساقه) مضافة؟!!!
2 - قال: وابن جرير الطبري في "تفسيره" (29/ 26). وهو بلفظ: (يكشف الله عن ساقه)
أقول: لقد بحثت عن هذه اللفظة عند الكلام على آية (يوم يكشف عن ساق) فلم أجد لها أثر أبدا أبدا أبدا
وتأمل هذا:
ابن جرير رحمه الله تعالى لما ذكر هاتين الروايتين (رواية البخاري، والرواية الأخرى)
ساق لفظ سعد بن هشام عن زيد بن أسلم، ثم بعدها ساق بعض الرواية التي عند البخاري ولم يذكر ألفاظها كاملة، فلو كان عنده أن ذلك من الصفات لما ترك هذه الألفاظ التي عند البخاري (ساقه) مضافة.
وأيضا (ابن جرير) لم يسق أي رواية من الروايات التي فيها لفظة (ساقه) مضافة
فلا أدري أين هذه الشواهد المزعومة؟!!!
**
وهذه مدراسة
فما كان فيها من صواب فالحمد لله
وما كان من خطأ فأستغفر الله
والله أعلم وأحكم
ـ[حارث همام]ــــــــ[29 - 09 - 02, 06:48 م]ـ
أخي الكريم بل اللفظة ثابتة صحيحة.
أثبتها البخاري في صحيحه ولم يقل أحد من الحفاظ أنها شاذة.
ولعلي أفصل الرد على الأخ خالد بن عمر قريباً.
ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[29 - 09 - 02, 07:47 م]ـ
أخي الفاضل: خالد بن عمر ..
ما الخلاصة التي توصلت إليها من بحثك السابق؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[29 - 09 - 02, 11:29 م]ـ
الإشكال أن هذا البحث عجيب لايسلم به من الناحية الحديثية مطلقاً. ولعلي أرد عليه في حلقات أسأل الله أن ييسر غداً خروج الحلقة الأولى.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[30 - 09 - 02, 01:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآله وصحبه ومن والاه
أنا هنا لم أتكلم عن الرواية التي في البخاري، ولم اتعرض لها نهائيا
وإنما ناقشت الأخ العبد الضعيف في الشواهد التي ساقها
وفي انتظار إفادة الأخ حارث همام وفقه الله تعالى
والله أعلم وأحكم
¥(35/71)
ـ[حارث همام]ــــــــ[30 - 09 - 02, 03:49 م]ـ
الأخ الكريم أفهم ذلك ولكن إئذن لي بهذه المقدمة، ثم انتظر ردودي إلى أن تكتمل فنظراً للطول أحتاج إلى عدة جلسات حتى أجمع المادة وأهيئها للنشر، الرد التالي فيه كلام عن رواية البخاري وإن كان ما فيه كذلك يصلح لغيره ..
ـ[حارث همام]ــــــــ[30 - 09 - 02, 03:50 م]ـ
قال الأخ الفاضل خالد بن عمر:
" أن رواية ابن مسعود التي عند عبد الله بن أحمد في السنة وأخرجها من طريقه الطبراني فيها اختلاف والصواب أن هذا اللفظ غير صحيح فيها والله أعلم”
قلت: بل الصواب أنه لفظ ثابت صحيح أثبته الحفاظ كالإمام البخاري عليه رحمة الله، ولم أر من الحفاظ من قال بشذوذها أو عللها، بل ما ينقل عن الإسماعيلي يشير إلى صحتها، غير أنه يرى اللفظة الأخرى أصح منها والذي يظهر أن هذا محل نظر.
قال ابن حجر –عليه رحمة الله- في الفتح 8/ 664: " ووقع في هذا الموضع يكشف ربنا عن ساقه وهو من رواية سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم فأخرجها الإسماعيلي كذلك ثم قال في قوله عن ساقه نكرة ثم أخرجه من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم بلفظ يكشف عن ساق قال الإسماعيلي هذه أصح لموافقتها لفظ القرآن في الجملة" فتبين أن الإسماعيلي قال في قوله تعالى يوم يكشف عن ساق) وهذا معنى عبارة ابن حجر (عن ساق نكرة)، قال هذه أصح، وأفعل التفضيل يدل على أن الرواية اللفظة الأخرى عنده صحيحة، بخلاف ما لو قال: هذا هو المحفوظ، أو شذذ الأخرى.
كما أن الذي يظهر أن الكلام الذي ذكره الحافظ بعد ذلك وهو: " لا يظن أن الله ذو أعضاء وجوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء" هو من كلام الحافظ وتعليقه على عبارة الإسماعيلي.
وذلك لسببين:
الأول: أن الإسماعيلي قال: أصح، ففهم أن الأولى صحيحة.
الثاني: أن الإسماعيلي من مثبتة أهل السنة (كما يظهر من إثباته صفة اليد) لا يقول بالأعضاء والجوارح، الذي اشتهر أهل البدع برمي أهل السنة المثبتة به.
ثم أقول: الذي يظهر لي أنه لاحاجة للقول بالشذوذ هنا، لكون الروايتين لا تتعارضان، وقد جاءت بها رجال أحوالهم متقاربة، وإعمال الجمع أولى، فتكون إحداهما مفسرة للأخرى. ورواية (ساقه) مفسرة للآية أيضاً.
وهذا ما قرره بعض أهل العلم فالصواب أن تأويل الآية بما رُوي عن ابن عباس –رضي الله عنهما- بالشدة، لا يساعده السياق، كما أن في ثبوت التأويل عن ابن عباس لهذه الآية كلام يطول ليس هذا موضعه.
قال ابن القيم في الصواعق: " حديث الشفاعة الطويل وفيه فيكشف الرب عن ساقه فيخرون له سجدا ومن حمل الآية على ذلك قال قوله تعالى يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود مطابق لقوله فيكشف عن ساقه فيخرون له سجدا وتنكيره للتعظيم والتفخيم كأنه قال يكشف عن ساق عظيمة جلت عظمتها وتعالى شأنها أن يكون لها نظير أو مثيل أو شبيه قالوا وحمل الآية على الشدة لا يصح بوجه فإن لغة القوم في مثل ذلك أن يقال كشفت الشدة عن القوم لا كشف عنها كما قال الله تعالى فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون الزخرف50 وقال ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر المؤمنون75 فالعذاب والشدة هو المكشوف لا المكشوف عنه وأيضا فهناك تحدث الشدة وتشتد ولا تزال إلا بدخول الجنة وهناك لا يدعون إلى السجود وإنما يدعون إليه أشد ما كانت الشدة" (1/ 252 - 253). أقول وإن ذكر هذا في معرض حجة القائلين بالإثبات فهو لا يخالفهم فيها بدليل تقريره ذلك في النونية:
لما قال:
وزعمت أن الله يكشف ساقه
**
فيخر ذاك الجمع للأذقان
راجع توضيح المقاصد وتصحيح القواعد والأبيات قبلها وبعدها ليتبن لك.
وقد قال في اجتماع الجيوش ص34: " قوله تعالى يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون وذكر هذه الآية في حديث الشفاعة في هذا الموضع وقوله في الحديث فيكشف عن ساقه" قال: " وبهذه الإضافة يتبين المراد بالساق المذكور في الآية"
وقال شيخ الإسلام: " وهذا اللفظ بمجرده لا يدل على أنها ساق الله، والذين جعلوا ذلك من صفات الله تعالى أثبتوه بالحديث الصحيح المفسر للقرآن، وهو حديث أبي سعيد الخدري المخرج في ((الصحيحين))، الذي قال فيه ((فيكشف الرب عن ساقه)) "
ثم قال –وهذا هو الشاهد-:
¥(35/72)
" وقد يقال: إنَّ ظاهر القرآن يدل على ذلك من جهة أنه أخبر أنه يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود، والسجود لا يصلح إلا لله، فعلم أنه هو الكاشف عن ساقه. وأيضاً فحمل ذلك على الشِّدَّة لا يصح، لأن المستعمل في الشِّدَّة أن يقال: كشف الله الشِّدَّة، أي: أزالها، كما قال: (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (، وقال: (فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ العَذَابَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ (، وقال: (وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (، وإذا كان المعروف من ذلك في اللغة أن يقال: كشف الشِّدَّة؛ أي: أزالها؛ فلفظ الآية: (يكشف عن ساق (، وهذا يراد به الإظهار والإبانة؛ كما قال: (كشفنا عنهم (وأيضاً فهناك تحدث الشِّدَّة لا يزيلها، فلا يكشف الشِّدَّة يوم القيامة، لكن هذا الظاهر ليس ظاهراً من مجرد لفظة (ساق (، بل بالتركيب والسياق وتدبر المعنى المقصود" أساس التقديس الورقة 261 نقلاً عن موقع الدرر السنية.
إذاً فالقول بالمخالفة بين المعنيين خلاف الراجح، ومع تقارب أحوال الرواة كما سيأتي يصبح القول بأن تلك اللفظة شاذة قولاً بعيداً.
تنبيه:
أثبت أهل السنة من سلف الأمة وعلمائنا المعاصرين صفة الساق ونصوصهم في ذلك كثيرة، أذكر منهم أبو يعلى، وابن حامد بل جعل قول من ينفيها تجهم وكفر، وهو ظاهر قول شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وممن قال به من معاصري أهل السنة الإمام عبدالعزيز بن باز في غير موضع من فتاواه، والعلامة ناصر الدين الألباني، وغيرهم.
ولا أعلم خلافاً بين أهل السنة من أصحاب القرون المفضلة، إلاّ في تفسير الآية، أما في نفي الصفة فلم أقف على مخالف منهم.
قال الشيخ علوي السقاف لمّا جاء لتقرير هذه الصفة: " قلتُ: ليس مقصود الإمامين الجليلين أنَّ الصحابة اختلفوا في إثبات صفة السَّاق لله عَزَّ وجَلَّ مع ورودها صراحةً في حديث أبي سعيد المتقدم،بل مقصودهما أنهم اختلفوا في تفسير الآية؛ هل المراد بها الكشف عن الشِّدَّة، أو المراد الكشف عن ساق الله؟ والله أعلم".
وبهذا يعلم أن الحديثين يقرران معنى واحداً وإن وقع الخلاف في تأويل الآية.
ـ[حارث همام]ــــــــ[30 - 09 - 02, 07:53 م]ـ
ومع ما سبق من أنه لا تعارض بين الحديثين، فإن أحاديث إثبات (ساقه) أثبت رواية، وأبدأ بما بدأ به معلقاً على حديث ابن مسعود –رضي الله عنه- عند الطبراني:
قال الأخ الفاضل خالد بن عمر في ترجيحه رواية الدالاني بلفظ (ساق):"وذلك لأسباب:
1 - أن اللفظ الذي عند عبد الله بن أحمد ومن طريقه الطبراني هو لفظ زيد بن أنيسة عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة عن مسروق قال حدثنا عبد الله (ابن مسعود) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعاً
2 - جاء الحديث عند الحاكم في المستدرك من طريق أبي خالد الدالاني عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة عن مسروق بن الأجدع حدثنا ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بروايتين:
أ- موقوف على ابن مسعود (2/ 276)
وليس فيه هذه اللفظة (ساقه)
بل فيه ( .. قالوا يكشف عن ساق، فيكشف عند ذلك عن ساق ... )
ب- مرفوع عن ابن مسعود عن رسول الله
وليس فيه هذه اللفظة (ساقه)
وفيه (قالوا بيننا وبينه علامة إن رأيناها عرفنا. قال وماهي قالوا: الساق فيكشف عن ساق).
والطبراني ساق إسناده إلى أبي خالد الدالاني عن المنهال بن عمرو ثم حول الإسناد (ح) وساق إسناده إلى زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو به
وقال في آخر الرواية قال (واللفظ لرواية زيد بن أبي أنيسة)
واللفظ الصحيح في هاتين الروايتين هو لفظ أبي خالد الدالاني، والله أعلم.
وزيد بن أبي أنيسة وإن أخرج له الشيخان إلا أن أحمد قد تكلم فيه:
قال عن زيد بن أبي أنيسة:
* صالح وليس بذاك
* ليس به بأس
* إن حديث لحسن مقارب وإن فيها لبعض النكارة، وهو على ذلك حسن الحديث." أهـ المراد من كلام ابن عمر.
ثم ذكر ألفاظاً يراها منكرة وأرها خارج موضع الحديث لذا لن أعلق عليها وسأكتفي بموضع الشاهد."
التعليق:
===================================
¥(35/73)
أولاً تنبيه بسيط لايضر: وهو أن الحديث الأول عند الحاكم 2/ 408 ليس موقوفاً كما ذكر الأخ خالد ولكنه رفعه في آخره. عند ذكر ضحك ابن مسعود رضي الله عنه. "فقال له رجل يا أبا عبدالرحمن، لقد حدثت هذا الحديث مراراً كلما بلغت هذا المكان ضحكت؟ فقال عبدالله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثه مراراً فما بلغ هذا المكان من هذا الحديث إلاّ ضحك" فالحديث مرفوع فتنبه.
وقد أشار إلى هذه الإمام الدارقطني في العلل 5/ 243 فقال: " رفعه زيد بن أبي أنيسة من أوله إلى آخره رفعه خالد الدالاني في آخره" غير أنه صحح الحديثين.
ثم أقول: قول الأخ أن حديث زيد بن أبي أنيسة الذي ذكر لفظه الطبراني وساقه من طريق الإمام أحمد بلفظ: (ساقه) مخالف للفظ الدالاني (ساق) كما يتضح ذلك من تخريج الحاكم، صحيح.
ولكن السؤال –إذا افترضنا أن الاختلاف وقع- فأيهما أثبت، حديث زيد بن أبي أنيسة أم حديث الدالاني؟
الذي يظهر لي أن لفظ زيد بن أبي أنيسة أثبت وذلك لما يلي:
أولاً: ثناء الأئمة وتوثيقهم لزيد أعظم من أبي خالد الدالاني، وإليك بعض ما قيل في كليهما:
1. زيد بن أبي أنيسة:
قال العجلي في (معرفة الثقات) قال: ثقة.
(عن طبقات الحفاظ) قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث فقيهاً راوية للعلم.
(تاريخ أسماء الثقات) قال ابن معين: ثقة.
قال الذهبي في الرواة الثقات المتكلم فيهم: ثقة حديثه في الأصول.
(ميزان الاعتدال) قال النسائي: ليس به بأس، وقال أحمد: في حديثه بعض النكارة وهو على ذلك حسن الحديث.
(تهذيب التهذيب) وثقه ابن حبان والآجري عن أبي داود، ووثقه الذهلي وابن نمير والبرقي.
(الكشاف) إمام ثقة.
2. أبوخالد الدالاني:
شريك: حدثني ذاك الأصلع المصغر المرجئ نعوذ بالله منه!
العجلي ذكره في معرفة الثقات وسكت عنه.
قال عنه ابن سعد: منكر الحديث.
قال فيه أحمد نحواً مما قال في زيد: لا بأس به.
قال ابن حبان: فاحش الوهم لا يجوز الاحتجاج به يخالف الثقات في الرواية وتكلم فيه كلاماً شديداً!
أبوحاتم: وثقه، ونحوه قال النسائي.
قال ابن عبدالبر: ليس بحجة.
يحيى بن معين (عن الكامل في الضعفاء) ليس به بأس.
قلت: ومنكراته التي تفرد بها لا يقاس به زيد بن أبي أنيسة فيها حتى قال ابن عدي (الكامل في الضعفاء): "له أحاديث صالحة، وروى الناس عنه عبدالسلام بن حرب (قلت: وهو الراوي عنه هنا) وفي حديثه لين، إلاّ أنه يكتب حديثه" أهـ.
قلت: ومع ذلك فالدالاني مرمي بالتدليس، قال ابن حجر في طبقات المدلسين: وصفه حسين الكرابيسي بالتدليس.
الشاهد: ليس الغرض من هذه النقول الطعن في أبي خالد الدالاني، ولكن معرفة أن زيد بن أبي أنيسة أثبت وأحفظ، وأقل مخالفة للثقات، فإذا اختلافا وجب تقديم حديث زيد عليه.
ثانياً: علل الحفاظ أحاديث عدة لأبي خالد الدالاني بالتفرد وأحيل على علل ابن حبان (2/ 201)، فإذا اختلف مع زيد كان هو الأقرب للتفرد والشذوذ من زيد. خاصة وأنه لا فضل للدالاني في الرواية عن المنهال على زيد، فقد بدا لي بستقراء بسيط [قد يكون غير دقيق] أن روايتهما عنه متقاربة.
ثالثاً: إذا نظرت لمن روى عن زيد بن أبي أنسية تجده: خالد بن أبي يزيد أبو عبدالرحيم الحراني، وهو ثقة من رجال الصحيح لا أريد أن أسترسل في ثناء الأئة عليه وتوثيقه.
أما من روى عن أبي خالد الدالاني، فهو عبدالسلام أبو بكر الملائي وهو وإن كان مقبولاً لكنه لا يرقى لدرجة أبوعبدالرحيم.
أقول الخلاصة: أنه إن كان لابد من القول بأن إحدى الروايتين شاذة، فالأولى أن يقال رواية الدالاني هي الشاذة لاروابة ابن أبي أنيسة، التي جاءت اللفظة فيها من حديث أبي هريرة أيضاً.
وفي المقال التالي أعلق على الشواهد الأخرى بمشيئة الله تعالى.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 09 - 02, 09:24 م]ـ
قول الحافظ الإسماعيلي عن لفظة "ساق" أنها أصح من لفظة "ساقه"، يقتضي جزماً أن الثانية شاذة، لأن الرسول عليه السلام إما قال هذا أو تلك. والراوي الثقة إن خالف من هو أوثق منه كان لفظه شاذاً.
أما الآية فلا أجدها صريحة كذلك. إذ يحتمل أن معنى "يكشف عن ساق" هو محمولٌ بكامله على الشدة. وليس الساق لوحدها على الشدة. والله أعلم. وهذا يحتاج لتحقيق أكثر. وربما في موضوع آخر حتى لا يتشعب البحث.
ـ[حارث همام]ــــــــ[30 - 09 - 02, 10:26 م]ـ
¥(35/74)
الأخ الفاضل كنت أتمنى أن تؤخر اعتراضك إلى حين اكتمال التقرير وأظنك قرأت الجزء الثاني وأرجو أن تتأمله بروية، ولعلك تقرأ الجزء الثالث غداً بمشيئة الله تعالى.
ولا مانع بعد ذلك من النقاش حول كلام الإسماعيلي عليه رحمة الله. هل هو قول بشذوذ اللفظة الأخرى؟ وإن كان كذلك فما الصواب؟
أما الرد فأرى أن يكون هنا فموضوعي الرد على الأخ ابن عمر، في تعليله الأحاديث التي تشهد لهذا اللفظ. وقد ذكرها من ذكرها إجابة لأصل سؤالكم.
ـ[حارث همام]ــــــــ[01 - 10 - 02, 10:52 م]ـ
تبين من الجزء الثاني أن حديث ابن مسعود الذي رواه زيد بن أبي أنيسة عن المنهال يصح شاهداً للفظة (ساقه) في حديث البخاري.
وفاتني أن أذكر شاهداً آخراً لحديث ابن مسعود، أورده أبوالقاسم حمزة بن يوسف القرشي السهمي الجرجاني في تاريخ جرجان -وهو شاهد صالح- قال: أخبرني أبي أخبرنا أبونعيم حدثنا محمد يعني بن عيسى بن زياد الدامغاني حدثنا أحمد بن طيبة عن أبيه عن كرز بن وبرة –رحمه الله- عن نعيم بن أبي هند عن أبي عبيدة بن عبدالله عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يقوم الناس لرب العالمين ... قال فيكشف عن ساقه فيخرون له سجداً .. ) الحديث.
قلت: حمزة إمام ثقة مجرِّح معدِّل، والده ثقة كما في تاريخ بغداد، وأبونعيم هو عبدالملك بن محمد بن عدي الجرجاني قال في طبقات الحفاظ: الحافظ الحجة كان من أئمة المسلمين، ومحمد بن عيسى بن زياد الدامغاني يبدو أنه مقبول كما قال الحافظ، وأحمد بن أبي طيبة يظهر أنه صدوق كما قال الحافظ، كرز بن وبرة ثقة، وأبوعبيدة بن عبدالله ثقة.
ونأتي الآن لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال الأخ الفاضل خالد بن عمر: " ... أما الشواهد المزعومة الأخرى ... أما حديث أبي هريرة عند الطبري (29/ 26) الجواب:لم تأت هذه اللفظة عند الطبري في تفسيره والله أعلم "
التعليق:
=========================
هذا ما يظهر لي. ولكن أحب أن أشير إلى الرواية التي أوردها من طريق يزيد بن أبي زياد عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة وفيها: " ... فيتجلى لهم من عظمته ... " 29/ 42. أقول هذا يشير إلى رواية بعضهم للأثر بمعناه، فمن ذكر ساق أو ساقه كذلك، ولا شك. وهذه الرواية وإن كان فيها مجهول، فقد جاء معناها من حديث ابن مسعود، عند الطبري أيضاً في التفسير 29/ 40 من حديث ابن مسعود: "قال فيتجلى فيخر من كان يعبده ساجداً .. ".
أما كلام الأخ الفاضل خالد بن عمر، عن شواهد ابن مندة في الإيمان، فصحيح فيما يظهر والله أعلم.
أما قوله: "وجاء عند: ابن مندة (الرد على الجهمية ص 16) أخبرنا على بن أحمد بن الأزرق بمصر ثنا أحمد بن محمد بن مروان ثنا أحمد بن محمد بن أبي عبد الله البغدادي ثنا يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم يكشف عن ساق قال يكشف الله عز وجل عن ساقه
** الجواب:**
جاء عند الطبري في تفسيره (12/ 198) = (29/ 25) رقم 34684
وحدثني أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((حتى إن أحدهم ليلتف، فيكشف عن ساق فيقعون سجودا .. ))
وإسناد هذه الرواية هو نفس إسناد ابن مندة في الرد على الجهمية
يحيى بن حماد ثنا أبو عوانة ثنا سليمان الأعمش ثنا أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ... "
=================
التعليق:
هذان السندان يفترقان قبل يحيى بن حماد من جهة المصنف، فابن مندة رواه من أحمد بن محمد بن عبدالله البغدادي، والطبري رواه عن ابن جبلة، فيلزم لتحقيق أي الروايتين أثبت أن نعلم أحوال الرواة، ولكن لايقرر أن الصواب بدون لفظة ساقه قبل ذلك. وهذا يحتاج مزيد تحرير.
وعلى كل حديث ابن منده يشهد له ما رواه الدارمي في سننه من حديث أبي هريرة.
ويشهد له أيضاً ما رواه أبو الشيخ في العظمة 3/ 822: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عبدة الضبي حدثنا داود بن حماد بن الفرفصة أو حاتم حدثنا عبدة بن سليمان الرؤاسي حدثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن يزيد عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
وهذا الحديث أورده أبو الشيخ مرة مرسلاً عن أبي هريرة 3/ 839، ومرة من حديث أبي عاصم قال وأشك في بعضه حدثنا إسماعيل بن رافع عن محمد بن أبي زياد عن محمد بن كعب القرظي عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة.
والذي يظهر لي أن حديث أبوعاصم فيه خلط وإنما هو من طريق يزيد بن أبي زياد وقد سبقت الإشارة إليه وقد خرجه الطبري 29/ 42 من طريق إسماعيل بن رافع المدني عن يزيد بن أبي زياد عن رجل من الأنصار عن أبي هريرة.
أظن –أخي الكريم- أن التقرير الذي ذكرته يثبت أن حديث ابن مسعود يصلح لأن يكون شاهداً وكذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنهما، وإن كان لازال في النفس شيء من بحث حديث أبي هريرة لم أستطع إكماله لضيق الوقت والانشغال، لعلك تكمله وتسد الخلل.
وفي الختام أقول للأخ محمد الأمين، إذا كنت تقول بشذوذ إحدى أي لفظتين جاءت متقاربتين أو إحداهما بمعنى الأخرى أو مفسرة لها، ((مع تقارب أحوال الرواة)) كما في حال من روى عن المنهال، فسترد ألفاظاً جمة، ولو تابعت روايات الصحيح وما جاء في بعض أحاديثها من تباين ألفاظ تودي معنى واحداً تقاربت أحوال رواتها لبدا ذلك جلياً.
ومن أراد أن يفد فليأت ((بنص)) -والنص عندكم معاشر طلبة العلم معلوم- يفيد القول بشذوذ اللفظ من أحد الأئمة المعتبرين غير الكوثريين والغماريين كالسقاف [وكما لا يخافكم الاستثناء هنا منقطع!]
¥(35/75)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[15 - 08 - 08, 04:57 م]ـ
جزاكم الله خيراً
وهذا كلام الشيخ الألباني رحمه الله:
583 - " يكشف ربنا عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن و مؤمنة و يبقى من كان يسجد في الدنيا
رياء و سمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2/ 124:
أخرجه البخاري (8/ 538 - فتح): حدثنا آدم حدثنا الليث عن خالد ابن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.
قلت: هكذا ساقه البخاري في " التفسير " و هو قطعة من حديث أبي سعيد الطويل في رؤية الله في الآخرة ساقه بتمامه في " التوحيد " (13/ 362 - 364): حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث به، بلفظ:" فيقول - يعني الرب تبارك و تعالى للمؤمنين - هل بينكم و بينه آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق فيكشف عن ساقه فيسجد ... " و أخرجه البيهقي في " الأسماء و الصفات " (ص 344) بسنده عن يحيى بن بكير به و قال: " رواه البخاري في " الصحيح " عن ابن بكير و رواه عن آدم ابن
أبي إياس عن الليث مختصرا و قال في هذا الحديث: يكشف ربنا عن ساقه.
و رواه مسلم عن عيسى بن حماد عن الليث كما رواه ابن بكير. و روي ذلك أيضا عن عبد الله
بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
قلت: أخرجه مسلم في " الإيمان " من " صحيحه " (1/ 114 - 117): حدثني سويد بن سعيد قال: حدثني حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم به. إلا أنه قال: " ... فيقولون نعم، فكشف عن ساق ... " ثم ساقه عن عيسى بن حماد عن الليث به نحوه لم يسق لفظه. و من طريق هشام بن سعد: حدثنا زيد بن أسلم به نحوه لم يسق لفظه أيضا و إنما أحال فيهما على لفظ حديث حفص. و قد أخرج حديث هشام ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 113) و كذا الحاكم (4/ 582 - 584) و قال: " صحيح الإسناد ". و وافقه الذهبي و فيه عنده: " نعم، الساق، فيكشف عن ساق ". و أخرجه ابن خزيمة و أحمد أيضا (3/ 16 - 17) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق حدثنا زيد بن أسلم به بلفظ " قال: فيكشف عن ساق ". و لفظ ابن بكير عند البخاري " هل بينكم و بينه آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق ". و هو لفظ مسلم عن سعيد بن سويد إلا أنه قال: " نعم " مكان " الساق ". و جمع بينهما هشام بن سعد عند الحاكم كما رأيت و هي عند مسلم و لكنه لم يسق لفظه كما سبق.
و جملة القول: أن الحديث صحيح مستفيض عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد. و قد غمزه الكوثري - كما هي عادته في أحاديث الصفات - فقال في تعليقه على " الأسماء " (ص 345): " ففي سند البخاري ابن بكير و ابن أبي هلال و في سند مسلم سويد بن سعيد ". قلت: و إذا أنت ألقيت نظرة منصفة على التخريج السابق تعلم ما في كلام الكوثري هذا من البعد عن النقد العلم النزيه، فإن ابن بكير لم يتفرد به عن الليث بل تابعه آدم عند البخاري كما رأيت في تخريجنا و في كلام البيهقي الذي تجاهله الكوثري لغاية في نفسه و تابعه أيضا عيسى ابن حماد
عند مسلم على أن ابن بكير و إن تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه، فذلك في غير روايته عن الليث، فقال ابن عدي: " كان جار الليث بن سعد و هو أثبت الناس فيه ". و أما سويد بن سعيد، فهو و إن كان فيه ضعف من قبل حفظه فلا يضره ذلك هنا لأنه متابع من طرق أخرى عن زيد كما سمعت و رأيت.
و مثل ذلك يقال عن سعيد بن أبي هلال، فقد تابعه حفص بن ميسرة و هشام بن سعد و عبد الرحمن بن إسحاق، فاتفاق هؤلاء الثلاثة على الحديث يجعله في منجاة من النقد عند من ينصف.
نعم لقد اختلف في حرف منه، فقال الأول: " عن ساقه " و قال الآخرون: " عن ساق ".
و النفس إلى رواية هؤلاء أميل و لذلك قال الحافظ في " الفتح " (8/ 539) بعد
أن ذكره باللفظ الأول: " فأخرجها الإسماعيلي كذلك. ثم قال: في قوله " عن ساقه " نكرة. ثم أخرجه من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم بلفظ: يكشف عن ساق. قال الإسماعيلي: هذه أصح لموافقتها لفظ القرآن في الجملة لا يظن أن الله ذو أعضاء و جوارح لما في ذلك من مشابهة المخلوقين، تعالى الله عن ذلك ليس كمثله شيء ".
¥(35/76)
قلت: نعم ليس كمثله شيء و لكن لا يلزم من إثبات ما أثبته الله لنفسه من الصفات شيء من التشبيه أصلا كما لا يلزم من إثبات ذاته تعالى التشبيه، فكما أن ذاته تعالى لا تشبه الذوات و هي حق ثابت، فكذلك صفاته تعالى لا تشبه الصفات و هي أيضا حقائق ثابتة تتناسب مع جلال الله و عظمته و تنزيهه، فلا محذور من نسبة الساق إلى الله تعالى إذا ثبت ذلك في الشرع و أنا و إن كنت أرى من حيث الرواية أن لفظ " ساق " أصح من لفظ " ساقه " فإنه لا فرق بينهما عندي من حيث الدراية لأن سياق الحديث يدل على أن المعنى هو ساق الله تبارك و تعالى و أصرح الروايات
في ذلك رواية هشام عند الحاكم بلفظ: " هل بينكم و بين الله من آية تعرفونها؟ فيقولون: نعم الساق، فيكشف عن ساق ... ".
قلت: فهذا صريح أو كالصريح بأن المعنى إنما هو ساق ذي الجلالة تبارك و تعالى.
فالظاهر أن سعيد بن أبي هلال كان يرويه تارة بالمعنى حين كان يقول: " عن ساقه ". و لا بأس عليه من ذلك ما دام أنه أصاب الحق. و أن مما يؤكد صحة الحديث في الجملة ذلك الشاهد عن ابن مسعود الذي ذكره البيهقي مرفوعا و إن لم أكن وقفت عليه الآن مرفوعا و قد أخرجه ابن خزيمة في " التوحيد " (ص 115) من طريق أبي الزعراء قال: " ذكروا الدجال عند عبد الله، قال: تقترفون أيها الناس عند خروجه ثلاث فرق ... فذكر الحديث بطوله: و قال: ثم يتمثل الله للخلق، فيقول:
هل تعرفون ربكم؟ فيقولون: سبحانه إذا اعترف لنا عرفناه فعند ذلك يكشف عن ساق، فلا يبقى مؤمن و لا مؤمنة إلا خر لله ساجدا ".
قلت: و رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي الزعراء و اسمه عبد الله ابن هانىء الأزدي و قد وثقه ابن سعد و ابن حبان و العجلي و لم يرو عنه غير ابن أخته سلمة ابن كهيل.
و وجدت للحديث شاهدا آخر مرفوعا و هو نص في الخلاف السابق في " الساق " و إسناده قوي، فأحببت أن أسوقه إلى القراء لعزته و صراحته و هو: " إذا جمع الله العباد بصعيد واحد نادى مناد: يلحق كل قوم بما كانوا يعبدون و يبقى الناس على حالهم، فيأتيهم فيقول: ما بال الناس ذهبوا و أنتم ههنا؟ فيقولون: ننتظر إلهنا، فيقول: هل تعرفونه؟ فيقولون: إذا تعرف إلينا عرفناه
فيكشف لهم عن ساقه، فيقعون سجدا و ذلك قول الله تعالى: * (يوم يكشف عن ساق
و يدعون إلى السجود فلا يستطيعون) * و يبقى كل منافق، فلا يستطيع أن يسجد،
ثم يقودهم إلى الجنة) ".
انتهى(35/77)
أشكل عليّ حديث ((الصورة الرأس ... ))
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[24 - 08 - 02, 03:12 م]ـ
حديث ((الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة))
أخرجه الإسماعيلي في ((المعجم)) (2/ 662) قال:
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز أبو القاسم ابن بنت أحمد بن منيع، قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم، حدثنا عدي بن الفضل، عن أيوب، عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فلا صورة)).
وهذا الإسناد شديد الضعف، من أجل (عدي بن الفضل) قال يحيى بن معين وأبو حاتم: [متروك الحديث].
وقد أورده الشيخ (الألباني) ــ رحمه الله ــ في ((الصحيحه)) (1921) وعزاه للإسماعيلي.
إلا أنه أشكل عليّ ما نقله الشيخ ــ رحمه الله ــ قال:
[وقد وقفتُ على سنده على ظهر الورقة الأولى من الحادي عشر من ((الضعفاء)) للعُقيلي، بخط بعض المحدثين، أخرجه من طريق عدي بن الفضل وابن عُلية جميعاً عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره مرفوعاً، ومن طريق عبد الوهاب عن أيوب به موقوفا عليه].
ثم رجّح الشيح ــ رحمه الله ــ المرفوع على الموقوف بحُجّة أن ابن عُلية أحفظ من عبد الوهاب.
فهل من تعليق؟
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[24 - 08 - 02, 10:13 م]ـ
الأخ الكريم خليل ...
بخصوص رواية ابن علية فالشيخ لم ينقل لنا سندها لينظر في حالها، لكن قد رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (25299) قال: حدثنا ابن علية عن أيوب عن عكرمة قال إنما الصورة الرأس فإذا قطع فلا بأس.
هكذا أوقفه على عكرمة من قوله.
فهذا اختلاف على ابن علية.
كما أنه قد توبع عبد الوهاب على وقفه على ابن عباس تابعه وهيب بن خالد و هو ثقة:
أخرجه البيهقي (7/ 270) من طريق وهيب عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الصورة الرأس فإذا قطع الرأس فليس بصورة.
فالوقف أصح و يزداد صحة إذا علم أنه قد جاء عن ابن عباس بنحوه بسند صحيح إلىشعبة مولاه في قصة بين ابن عباس و المسور بن مخرمة عند البيهقي و غيره.
وشعبة مولى ابن عباس متكلم فيه و قد حسن من حاله أحمد و ابن معين في رواية و ابن عدي و هو صالح في هذا الموضع، و أثره هذا لا بأس به.
لكن خالفهما رجل مبهم لم يسمَّ فيما أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 4/ 287 فجعله عن أبي هريرة قال الطحاوي حدثنا محمد بن النعمان قال حدثنا أبو ثابت المدني قال حدثنا حماد بن زيد عن رجل عن عكرمة عن أبي هريرة قال: الصورة الرأس فكل شيء ليس له رأس فليس بصورة.
قلت محمد بن النعمان هو ابن بشير المقدسي ثقة، و شيخه أبو ثابت هو محمد بن عبيد الله المدني ثقة، و الخطأ لعله من الرجل المبهم.
و بهذا يتبين خطأ من حكم للرفع على الوقف، و الله أعلم.
و لعل من رواه مرفوعا اشتبه الرفع عليه بالحديث الذي رواه أيوب أيضا عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا: من صور صورة فإنه يعذب حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ الروح
أخرجه البخاري و غيره و قد رواه عن أيوب كذلك جماعة من الثقات.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[24 - 08 - 02, 10:34 م]ـ
سبقتني إلى الخير أبا تيميّة.
ولقد جاء في السنّة إطلاق كلمة (الصورة) على (الوجه).
من ذلك حديث ابن عمر (رضي الله عنهما): "نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) أن تضرب الصورة أو أن تعلم" (البخاري وغيره).
فتكون إزالة الصورة بإزالة الوجه.
وذلك يفيد في فهم حديث: "خلق الله آدم على صورته".
وربّما استُدلّ به على أنّ الصورة ليست صفة مستقلّة لله (سبحانه)، وإنّما هي نفسها صفة الوجه.
والله أعلم.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[25 - 08 - 02, 02:48 م]ـ
أحسنت أخي هيثم ...
و الخير قد سبقتمونا إليه في مشاركاتكم الكثيرة، فاللهّ نسأل أن يجعل ذلك خالصا لوجهه صوابا.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[25 - 08 - 02, 03:17 م]ـ
أفدتم وأجدتم
بارك الله فيكم(35/78)
صحّة حديث " إذا سمع أحدكم النداء، والإناء على يده ... "؟؟؟
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[25 - 08 - 02, 09:25 ص]ـ
للشيخ الفاضل [عمر بن عبد الله المقبل]
رواه أبو داود ـ وغيره كما سيأتي ـ في 2/ 761، باب في الرجل يسمع النداء والإناء على يده ح (2350) فقال:حدثنا عبد الأعلى بن حماد،حدثنا حماد،عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة عن أبي هريرة – رضي الله عنه - 61556; قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- 61541;: "إذا سمع أحدكم النداء، والإناء على يده، فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه ".
تخريجه:
*أخرجه الدارقطني 2/ 128 ح (2162) من طريق أبي داود.
*وأخرجه الحاكم 1/ 426 من طريق الحسن بن سفيان،عن عبد الأعلى بن حماد به بلفظه.
*وأخرجه أحمد 2/ 510،وفي 4/ 423، والحاكم 1/ 203،205 من طرق عن حماد بن سلمة به بلفظه.
*وأخرجه أحمد 2/ 510، وابن جرير 2/ 175 عن أحمد بن إسحاق الأهوازي، والبيهقي 4/ 218 من طريق أحمد بن عبيد الله النرسي، ومحمد بن أحمد الرياحي، (أحمد، والأهوازي، والنرسي، والرياحي) عن روح بن عبادة، عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظه، لكن زاد أحمد، والأهوازي، والرياحي في حديثهم: " وكان المؤذن يؤذن إذا بزغ الفجر ".
*وعلقه ابن حزم في المحلى 6/ 233 عن حماد بن سلمة،عن حميد،عن أبي رافع أو غيره،
عن أبي هريرة موقوفاً بلفظ:" أنه سمع النداء، والإناء على يده، فقال: أحرزتها ورب الكعبة ".
*وأخرجه أحمد 2/ 423 عن غسان بن الربيع البصري،عن حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد، عن الحسن مرسلاً بلفظه.
الحكم عليه:
إسناد أبي داود متصل ورجاله ثقات،سوى محمد بن عمرو، فإنه صدوق له أوهام.
وحديث الباب صححه الحاكم، وجوّد إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة 1/ 52.
وقال أبو حاتم الرازي – كما في العلل لابنه 1/ 123 - 124، 256 - 257 عن طريق حماد عن محمد بن عمرو: " ليس بصحيح "، ولم يبين أبو حاتم سبب ذلك، وهناك أسباب يمكن أن يعزى إليها عدم تصحيحه للحديث وهي:
1 – تفرد حماد عن محمد بن عمرو بن علقمة بالحديث.
2 – رواية الحديث عن حماد على أوجه مختلفة وهي أربعة – كما تقدم في التخريج.
3 – خطأ حماد في الإسناد الآخر، وهو روايته عن عمار بن أبي عمار، قال أبو حاتم:
" أما حديث عمار فعن أبي هريرة موقوف، وعمار ثقة " ا هـ.
فهذه إشارة من أبي حاتم إلى وهم حماد في رفعه – والله أعلم – ويؤيد هذا أن حماداً قد اختلف عليه – كما تقدم – فكأنه لم يضبط هذا الحديث.
وأما قول شعبة: كان حماد يفيدني عن عمار بن أبي عمار، وقول ابن المديني: هو أعلم الناس بثابت، وعمار بن أبي عمار – كما في السير 7/ 445،446 – فلا ينافى ما ذهب إليه أبو حاتم من تعليل الوجه المرفوع، إذ يحمل ثناء شعبة وابن المديني عليه على العموم، وكلام أبي حاتم مستثنى من هذا العموم ليتم الجمع بين أقوال الأئمة ما دام ذلك ممكناً.
هذا، وقد جاء معنى هذا الحديث عن جماعة من الصحابة ومنهم:
1 – جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:
أخرجه أحمد 3/ 348 من طريق ابن لهيعة، عن أبي الزبير قال: سألت جابراً عن الرجل يريد الصيام، والإناء على يده ليشرب منه، فيسمع النداء؟ قال جابر: كنا نتحدث أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: ليشرب ".
وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن الهيعة، وقد تقدم الكلام عليه مراراً، ولم أقف على من تابعه.
2 – بلال بن رباح رضي الله عنه:
أخرجه أحمد 6/ 12 وغيره من طريق أبي إسحاق السبيعي،عن عبد الله بن معقل المزني، وفي 6/ 13 من طريق شداد مولى عياض بن عامر، كلاهما (عبد الله، وشداد) عن بلال ـ رضي الله عنه – " أنه جاء إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- يؤذنه بالصلاة، فوجده يتسحر في مسجد بيته " هذا لفظ حديث شداد.
وإسنادا الإمام أحمد فيهما ضعف، أما الطريق الأول، ففيه عنعنة أبي إسحاق وهو مدلس، ولم أقف له على طريق صرّح بالسماع، وأيضاً فلم أقف على ما يبين إداراك عبد الله بن معقل لبلال.
وأما الطريق الثاني فهو منقطع، لأن شداداً لم يدرك بلالاً، كما قال أبو داود وغيره،وهو أيضاً لا يعرف، كما نقله ابن حجر عن الذهبي في تهذيب التهذيب 4/ 291.
ولذا قال الحافظ في التقريب /264: " مقبول، يرسل ".
¥(35/79)
وقصة بلال هذه جاءت من مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، حيث قال: كان علقمة بن علاثة عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فجاء بلال يؤذنه بالصلاة، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: " رويداً يا بلال، يتسحر علقمة، وهو يتسحر برأس ".
أخرجه الطيالسي ص (258)،والطبراني في " الكبير " كما في المجمع 3/ 153 - وفي سنده قيس بن الربيع،قال عنه الحافظ في التقريب (457):"صدوق تغير لما كبر، وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدّث به ".
3 – أنس بن مالك -رضي الله عنه-:
أخرجه البزار 1/ 467 ح (983) كشف – من طريق مطيع بن راشد، عن توبة العنبري أنه سمع أنس به مالك يقول، قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: " انظر مَنْ في المسجد فادعه، فدخلت ـ يعني المسجد – فإذا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فدعوتهما، فأتيته بشيء فوضعته
بين يديه، فأكل وأكلوا، ثم خرجوا، فصلّى بهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- صلاة الغداة ".
قال البزار: " لا نعلم أسند توبة عن أنس إلاّ هذا وحديثاً آخر، ولا رواهما عنه إلاّ مطيع " ا هـ. ومطيع بن راشد لا يعرف، كما قال الذهبي في الميزان 4/ 130، وفي التقريب (535) " مقبول "، وهو على ضعفه تفرد به عن توبة العنبري.
4 – أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه:
أخرجه ابن جرير 2/ 175 من طريق الحسين بن واقد، عن أبي غالب، عن أبي أمامة قال: أقيمت الصلاة والإناء في يد عمر،قال: أشربها يا رسول الله؟ قال: نعم، فشربها ".
وفي إسناده الحسين بن واقد، وقد ترجمته في الحديث الأول، وأن الإمام أحمد قد استنكر بعض حديثه، وهو ممن يدلس كما وصفه بذلك الدارقطني والخليلي، وقد عنعن في هذا الإسناد.
و أبو غالب صاحب أبي أمامة، ضعّفه ابن سعد، وأبو حاتم، والنسائي، وابن حبان،ووثقه الدارقطني، وقال ابن معين: صالح الحديث كما في تهذيب الكمال 34/ 170،وقد لخص ابن حجر هذه الأقوال بقوله في التقريب (664): " صدوق يخطيء ".
وفي الباب آثار عن جماعة من الصحابة،ذكر جملة منها ابن أبي شيببة في المصنف 2/ 276 – 278،وابن حزم في المحلى: 6/ 232 – 233،وابن حجر في فتح الباري 4/ 161 ح (1917)، 4/ 162 ح (1918)، والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=2240
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[25 - 08 - 02, 02:40 م]ـ
قول أبي حاتم هو المقدم، فالحديث ليس بصحيح من طريقيه، و هو منكر المتن لمخالفته لنص القرآن (فكلوا و اشربوا حتى يتبين لكم .. ) الآية، و أذان المؤذن معلم بدخول الفجر بالاجماع قاله ابن تيمية في الاختيارا ت.
و مخالف للأحاديث (فكلوا و اشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم)
فأذان ابن أم مكتوم غاية للمفطر في تركه الأكل و الشرب، و لذا لم يعمل جمهور أهل العلم بمقتضاه، بل هذا الحديث جرأ كثيررا من الشباب على إكمال أكله و شربه بعد الأذان بحجة أن هذا مراد من الحديث.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[25 - 08 - 02, 07:17 م]ـ
أرى (والله أعلم) أنّ عنوان الفتوى يوهم أنّ الشيخ يقول بصحّة الحديث.
ولم أرَ ذلك في مبحثه.
وقد بلغني أنّ كثيراً من الإخوة يتشبّثون بتحسين الشيخ الألباني (رحمه الله) لهذا الحديث فيتمّون الشرب في رمضان بعد سماع الأذان.
والله أعلم.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 08 - 02, 02:27 ص]ـ
أحسنت أخي هيثم
وقد وضعت الإستفهام،، ليتبين مقصودي.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[23 - 05 - 03, 12:52 ص]ـ
للفائدة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 10 - 03, 05:57 م]ـ
الحديث معناه صحيح والصواب وقفه
وإجماع الصحابة يشهد له بأن معناه صحيح
ومحمد بن عمرو ما فيه علة سوى أنه يرفع الموقوف، وهذا هو الذي حصل هنا
ولينظر هذا الرابط:
http://feqh.al-islam.com/Display.asp?Mode=1&MaksamID=753&DocID=11&ParagraphID=768&HitNo=1&Source=0&SearchString=G%24102%23%C3%D5%C8%CD%CA%20%C3%D5%C8 %CD%CA%230%232%230%23%23%23%23%23&Diacratic=1
ـ[جنة]ــــــــ[31 - 10 - 03, 11:55 م]ـ
إجماع الصحابة على ماذا؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 11 - 03, 03:34 ص]ـ
الرابط السابق لم يعمل، فوجب مراجعة المسألة في المحلى.
¥(35/80)
756 - مسألة: ولا يلزم صوم في رمضان ولا في غيره إلا بتبين طلوع الفجر الثاني، وأما ما لم يتبين فالأكل والشرب والجماع مباح كل ذلك، كان على شك من طلوع الفجر أو على يقين من أنه لم يطلع. فمن رأى الفجر وهو يأكل فليقذف ما في فمه من طعام أو شراب، وليصم، ولا قضاء عليه؛ ومن رأى الفجر وهو يجامع فليترك من وقته، وليصم، ولا قضاء عليه؛ وسواء في كل ذلك كان طلوع الفجر بعد مدة طويلة أو قريبة، فلو توقف باهتا فلا شيء عليه، وصومه تام؛ ولو أقام عامدا فعليه الكفارة. ومن أكل شاكا في غروب الشمس أو شرب فهو عاص له تعالى، مفسد لصومه، ولا يقدر على - القضاء؛ فإن جامع شاكا في غروب الشمس فعليه الكفارة -: برهان ذلك -: قول الله عز وجل: {فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} وهذا نص ما قلنا، لأن الله تعالى أباح الوطء والأكل والشرب إلى أن يتبين لنا الفجر، ولم يقل تعالى: حتى يطلع الفجر، ولا قال: حتى تشكوا في الفجر؛ فلا يحل لأحد أن يقوله، ولا أن يوجب صوما بطلوعه ما لم يتبين للمرء، ثم أوجب الله تعالى التزام الصوم إلى الليل ...
وسرد أدلة أخرى وذكر الآثار عن الصحابة والتابعين ثم قال ابن حزم في آخر البحث:
فهؤلاء: أبو بكر، وعمر، وعلي، وابن عمر، وابن عباس، وأبو هريرة، وابن مسعود، وحذيفة، وعمه خبيب، وزيد بن ثابت، وسعد بن أبي وقاص، فهم أحد عشر من الصحابة، لا يعرف لهم مخالف من الصحابة رضي الله عنهم.- إلا رواية ضعيفة من طريق مكحول عن أبي سعيد الخدري ولم يدركه؛ ومن طريق يحيى الجزار عن ابن مسعود ولم يدركه -. ومن التابعين: محمد بن علي، وأبو مجلز، وإبراهيم، ومسلم، وأصحاب ابن مسعود، وعطاء، والحسن، والحكم بن عتيبة، ومجاهد، وعروة بن الزبير، وجابر بن زيد. ومن الفقهاء: معمر، والأعمش.
فإن ذكروا رواية سعيد بن قطن عن أبيه عن معاوية فيمن أفطر وهو يرى أنه ليل فطلعت الشمس: أن عليه القضاء، وبالرواية عن عمر بمثل ذلك -: فإنما هذا في الإفطار عند الليل، لا في الأكل شاكا في الفجر، وبين الأمرين فرق، ولا يحل الأكل إلا بعد يقين غروب الشمس، لأن الله تعالى قال: {إلى الليل} فمن أكل شاكا في مجيء الليل فقد عصى الله تعالى، وصيامه باطل، فإن جامع فعليه الكفارة، لأنه في فرض الصيام، ما لم يوقن الليل، بخلاف قوله: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض} لأن هذا في فرض الإفطار حتى يوقن بالنهار - وبالله تعالى التوفيق.
ـ[أحمد الحنبلي]ــــــــ[01 - 11 - 03, 06:16 ص]ـ
أخي ابن الأمين: هل تثبت الآثار التي ذكرها ابن حزم عن هذا الجمع من الصحابة والتابعين؟؟؟ ... ومازلت أذكر قولك الذي تردده كثيرا: من ادعى الإجماع فهو كاذب. الإمام أحمد.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 11 - 03, 12:14 م]ـ
أكثرها ثابت
ـ[أخوكم]ــــــــ[24 - 11 - 03, 05:07 م]ـ
إخواني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أعتقد أن المسألة ضخمت بسبب سند الحديث
ولكنها ضخمت بسبب الظن في أن الحديث يتعارض مع الأحاديث والآية التي ذكر فيها وقت بدء الصيامة
فما رأيكم لو تم أولا التحقق من وجود التعارض؟
ولا أخفيكم أني لا أرى فيه أي تعارض
فحديث (إذا سمع أحدكم النداء والإناء في يده ... ) إنما جاء كنص _ على القول بصحته _ليبين أن هذه الحالة من الأمور اليسيرة المعفي عنها، رحمة من الله بالمؤمنين، وتوسعة منه سبحانه على من وقع في مثل تلك الحالة الحرجة.
وتشبه هذه المسألة ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله_عن يسير النجاسات بأنها من المعفي عنها
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[31 - 12 - 03, 12:38 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بالشيخ عمر
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 12 - 03, 07:26 م]ـ
قال الإمام ابن كثير في تفسيره (1\ 223): «وقد روى عن طائفة كثيرة من السلف أنهم تسامحوا في السحور عند مقاربة الفجر. رُويَ مثل هذا عن: أبي بكر وعمر وعلي وابن مسعود وحذيفة وأبي هريرة وابن عمر وابن عباس وزيد بن ثابت. وعن طائفةٍ كثيرةٍ من التابعين، منهم: محمد بن علي بن الحسين وأبو مجلز وإبراهيم النخعي وأبو الضحى وأبو وائل وغيره من أصحاب ابن مسعود وعطاء والحسن والحاكم وابن عيينة ومجاهد وعروة بن الزبير وأبو الشعثاء جابر بن زيد، وإليه ذهب الأعمش ومعمر بن راشد».
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[16 - 04 - 04, 11:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[16 - 04 - 04, 09:51 م]ـ
أخي محمد الأمين ما نقلته عن ابن كثيير إنما هو في الرخصة في السحور قرب الفجرلا عند التحقق من طلوعه وقد نص الحنابلة على عدم كراهة السحور ولو مع الشك في طلوع الفجر انظر الروض مع حاشية ابن قاسم3/ 431
ـ[ياسر30]ــــــــ[18 - 04 - 04, 11:17 ص]ـ
قال جمهور العلماء أن هذا الحديث منسوخ
راجع الفتح الربانى للبنا الساعاتى فى شرح هذا الحديث
¥(35/81)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 04 - 04, 11:19 ص]ـ
هذه مجازفة
بل العمل على هذا الحديث
ـ[السدوسي]ــــــــ[23 - 09 - 06, 04:30 م]ـ
يرفع للمناسبة
ومما يعل الحديث أنه من رواية محمد بن عمرو عن أبي سلمة ...... وقد قال أبو بكر بن أبى خيثمة: سئل يحيى بن معين عن محمد بن عمرو، فقال:
ما زال الناس يتقون حديثه. قيل له، و ما علة ذلك؟ قال: كان يحدث مرة عن أبى سلمة بالشىء من رأيه ثم يحدث به مرة أخرى عن أبى سلمة، عن أبى هريرة.
ـ[أبواليقظان]ــــــــ[09 - 10 - 06, 04:41 م]ـ
هذا لو كان الأذان ينادى به عند طلوع الفجر الصادق والواقع غير ذلك
والمشايخ فتواهم أن ليس العبرة أن يمسك الصائم بأذان المؤذن وإنما الإمساك يكون بطلوع الفجر الصادق
ـ[ابن احمد الهندي]ــــــــ[10 - 10 - 06, 01:34 ص]ـ
يحمل هذا الحديث والله أعلم على قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في أذان بلال: إذا أذن بلال فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فأذان بلال إذا بدأ "فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه "
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[28 - 08 - 07, 11:41 م]ـ
سبحان الله هذا رمضان اتي فاحببت رفعه للفائدة.
ـ[توبة]ــــــــ[29 - 08 - 07, 12:17 ص]ـ
حديث " إذا سمع أحدكم النداء، والإناء على يده ... "
و هل يصح قولنا الإناء (على اليد) كما قولنا (في اليد)؟
هل وردت جميع طرق الحديث بهذا اللفظ؟
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[14 - 05 - 10, 07:22 م]ـ
بارك الله فيكم(35/82)
هل ثبتت لفظة (وبركاته) في التسليمة الثانية
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[27 - 08 - 02, 02:19 ص]ـ
السلام على أهل الحديث ورحمة الله وبركاته
هل ثبتت لفظة (وبركاته) عند التسليم من الصلاة في التسليمة
(الثانية)؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 08 - 02, 08:14 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم يثبت زيادة وبركاته لافي التسليمة الأولى ولا الثانية
وقد بين ذلك سعيد المري في رسالة له وقد نقلها الشيخ حمزة المليباري في كتابه الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين الطبعة الثانية من ص 257 - 273 وقد طبعت الرسالة مفردة بتقديم مصطفى العدوي
وهذه الرسالة من أحسن ما كتب في هذه المسألة فقد صنف بعض أهل العلم رسائل في تصحيح زيادة وبركاته سواء في التسليمة الأولى أو الثانية ولكن الصواب عدم صحتها في التسليمتين
والله أعلم
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[27 - 08 - 02, 09:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا المبارك
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[27 - 08 - 02, 02:41 م]ـ
هذا الصواب عدم صحة هذه الزيادة، كما تبين لنا بجمع طرق الحديث فيما كتبناه على صفة الصلاة للشيخ الألباني رحمه الله.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[19 - 09 - 02, 08:49 م]ـ
زيادة لفظة " وبركاته " في التسليم من الصلاة للشيخ سعيد المري القطري
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?s=&postid=16873
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 09 - 02, 12:00 ص]ـ
زيادة لفظة " وبركاته " في التسليم من الصلاة
منقول
من كتاب ((الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين))
للشيخ الدكتور حمز المليباري
المثال السادس (1)
زيادة لفظة " وبركاته " في التسليم من الصلاة
رويت هذه الزيادة:" وبركاته " في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، من رواية الثوري وعمر بن عبيد الطنافسي وأبي الأحوص سلام بن سليم عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود، ولفظه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".
كما وردت هذه الكلمة في حديث وائل بن حجر رضي الله عنه من رواية موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل عن علقمة بن وائل عن أبيه وائل ولفظه: " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعن شماله السلام عليكم ورحمة الله ".
قال الطبراني – بعد أن أورد الحديث في ترجمة حجر بن عنبس عن وائل -: " هكذا رواه موسى بن قيس عن سلمة قال عن علقمة بن وائل وزاد في السلام وبركاته " (2).
وقال الشيخ الألباني حول حديث وائل هذا:" وإسناده صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح. وقد صححه عبد الحق في الأحكام (ق56/ 2) والنووي في المجموع (3/ 479) والحافظ ابن حجر في بلوغ المرام، لكنهما أورداه مع الزيادة في التسليمتين، فلا أدري أذلك وهم منهما، أو هو من اختلاف النسخ، فإن الذي في نسختنا وغيرها من المطبوعات ليس فيها هذه الزيادة في التسليمة الثانية، وهو الموافق لحديث ابن مسعود في مسند الطيالسي كما تقدم،والله أعلم ".
ثم قال الشيخ: (تنبيه) احتج المؤلف رحمه الله بالحديث على أن الأولى أن لا يزيد: " وبركاته " وإذا عرفت ما سبق من التحقيق يتبين للمنصف أن الأولى الإتيان بهذه الزيادة،ولكن أحياناً، لأنها لم ترد في أحاديث السلام الأخرى، فثبت من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يداوم عليها، ولكن تارة وتارة " أهـ (3)
تفصيل الكلام حول هذه الحديثين
الحديث الأول: حديث ابن مسعود
1 - رواية الثوري:
روى حديث ابن مسعود عن الثوري تسعة من أصحابه وهم: عبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح،وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعبد الرزاق بن همام، وأبو دادود سليمان بن داود الطيالسي، ومحمد بن كثير العبدي، وعبيد الله بن موسى العبسي، ومحمد بن الحسين الشيباني، وعبد الله بن الوليد، فأما ابن مهدي (4)، وعبد الرزاق (5)، وأبو داود الطيالسي (6)، وعبيد الله بن موسى (7)، ومحمد بن الحسن (8)، وعبد الله بن الوليد (9)، فلم تختلف الروايات عنهم في عدم ذكر هذه الزيادة.
¥(35/83)
وأما وكيع وأبو نعيم ومحمد بن كثير فقد اختلف عليهم، فرواه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة زهير بن حرب عن وكيع بدون ذكر هذه الزيادة أيضاً (10)، وكذا رواه علي بن عبد العزيز البغوي وأبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي عن أبي نعيم (11)، وخالفهم عبد الله بن عمر الذي يلقبونه مشكدانة فروى الحديث عن وكيع وأبي نعيم بإثبات هذه الزيادة (12).
وأما محمد بن كثير فروى الحديث عنه أبوداود سليمان بن الأشعث السجستاني بدون هذه الزيادة (13)، وخالفه الفضل بن الحباب فذكرها (14).
2 - رواية عمر بن عبيد الطنافسي:
وروي هذا الحديث عن عمر بن عبيد الطنافسي ثمانية من أصحابه وهم:أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل ومحمد بن عبيد المحاربي وأخوه يعلى بن عبيد وزياد بن أيوب الذي يلقبونه دلويه ومحمد بن آدم المصيصي وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ومحمد بن عبد الله بن نمير.
فأما أبو بكر بن أبي شيبة وأحمد بن حنبل (15) ومحمد بن عبيد (16) ومحمد بن آدم (17) ويعلى بن عبيد (18) فلم تختلف الروايات عنهم في عدم ذكر هذه الزيادة.
وأما ابن نمير وإسحاق بن الشهيد وزياد بن أيوب فقد اختلفت نسخ الكتب التي أخرجت هذا الحديث عنهم.
فأما رواية ابن نمير عند ابن ماجه (19)، وليس في المطبوع من سنن ابن ماجه ذكر لهذه الزيادة ولذلك قال صاحب بذل المجهود: " رأيت نسخ ابن ماجه التي طبعت في الهند والتي طبعت في مصر ولم أجد لها أثراً من هذه الزيادة " (20)، وقال ابن رسلان في شرح السنن:" لم نجدها في ابن ماجه " (21)، لكن قال صاحب السبل: " راجعنا سنن ابن ماجه من نسخه صحيحة مقروءة فوجدنا فيه ما لفظه "، ثم ساق الحديث بذكر الزيادة فيه (22).
وقال مؤلف غاية المقصود: " لكن نسخة السنن لابن ماجه التي عند شيخنا نذير حسين المحدث أظنها بخط القاضي ثناء الله رحمه الله والتي بأيدينا تؤيد كلام ابن رسلان فإنها خالية عن هذه الزيادة " (23)، وتعقبه صاحب عون المعبود بقوله: " لكن الاعتماد في ذلك الباب على نسخة صحيحة مقروءة على الحفاظ كما قاله الأمير اليماني في السبل، فإنه رأى هذه الزيادة،وأيضاً قد أثبت هذه الزيادة من رواية ابن ماجه الحافظ في التلخيص وغيره من الكتب " (24).
الراجح في رواية ابن نمير عن عمر بن عبيد
قال مقيده (عفا الله عنه) (25): لم أجد من أثبت هذه الزيادة في رواية محمد بن عبد الله بن نمير عند ابن ماجه ممن خرّج الحديث، أو شرحه سوى الحافظ ابن حجر، والأمير الصنعاني. والأقرب إلى الصواب عدم إثباتها في سنن ابن ماجه، لكثرة من لم يذكرها من شرّاح ومخرجين، ولأن في عدم إثباتها من رواية ابن نمير موافقة لما رواه الجماعة عن عمر بن عبيد الطنافسي، وعن غيره ممن روى الحديث، وسيأتي بيان من رواه غير سفيان وعمر بن عبيد.
تعقيب استطرادي على قول الإمام الصنعاني
في ترجيح نسخة سنن ابن ماجه
وأما قول صاحب عون المعبود من أن الاعتماد في ذلك الباب على نسخة صحيحة مقروءة على الحفاظ كما قاله الأمير اليماني فقول بعيد عن التحقيق لا سيما في هذه الأعصار المتأجرة، لأن الناس قد توسعوا منذ زمن بعيد في السماع والقراءة، فقد قال البيهقي وهو يحكي حال بعض المحدثين في زمنة: " توسع من توسع في السماع من بعض محدثي زماننا الذين لا يحفظون حديثهم ولا يحسنون قراءة كتبهم ولا يعرفون ما يقرأ عليهم بعد أن تكون القراءة عليهم من أصل سماعهم " (26).
وقال الذهبي: " فليس طلب الحديث اليوم على الوضع المتعارف عند من حيز الطلب، بل اصطلاح وطلب أسانيد عالية، وأخذ عن شيخ لا يعي، وتسميع لطفل يلعب ولا يفهم، أو لرضيع يبكي، أو لفقيه يتحدث مع حدث، أو أخر ينسخ، وفاضلهم مشغول عن الحديث بكتابة الأسماء أو بالنعاس، والقارئ إن كان له مشاركة فليس عنده من الفضيلة أكثر من قراءة ما في الجزء، سواء تصحف عليه الاسم، أو اختلط المتن، أو كان من الموضوعات، فالعلم عن هؤلاء بمعزل، والعمل لا أكاد أراه، بل أرى أموراً سيئة، نسأل الله العفو. (27) "
¥(35/84)
ونقل الذهبي عن ابن حيويه أنه قال: " جئت إلى شيخ عنده الموطأ، فكان يُقرأ عليه وهو يتحدث، فلما فرغ قلت: أيها الشيخ يقرأ عليك وأنت تتحدث، فقال: قد كنت أٍسمع، قال: فلم أعد إليه " ثم علق الذهبي على ذلك بقوله: "قلت: كذا شيوخ الحديث اليوم إن لم ينعسوا تحدثوا، وإن عوتبوا قالوا قد كنا نسمع، وهذه مكابرة " (28).
ونقل الذهبي أيضاً:" وقد تسمح الناس في هذه الأعصار بالإسراع المذموم الذي يخفي معه بعض الألفاظ، والسماع هكذا لا ميزة له على الإجازة، بل الإجازة صدق، وقولك: سمعت، أو قرأت هذا الجزء كله، مع التمتمة ودمج بعض الكلمات كذب .. وكان الحفاظ يعقدون مجالس للإملاء وهذا قد عُدم اليوم، والسماع بالإملاء يكون محققاً ببيان الألفاظ للمسمع والسامع " (29).
هكذا هو حال الرواية في زمن البيهقي وزمن الذهبي، فما ظنك بحال الرواية في زمن الصنعاني، أيقال بعد ذلك بترجيح لفظة شاذة ليست في كل النسخ بحجة أن النسخة التي وجدت فيها تلك اللفظة نسخة صحيحة مقروءة كما يقول الصنعاني، ولم يكتف بذلك صاحب عون المعبود حتى زاد، فجعلها نسخة صحيحة مقروءة على الحفاظ، على أن من يوصف بالحفظ في ذلك العصر، أعنى عصر الصنعاني، إنما يوصف بذلك لأجل كثرة ما يحصله من الإجازات والقراءة على الشيوخ، ولا يتأتى ذلك لهم إلا بسرعة القراءة، بل كانوا يفتخرون بذلك، فيقول قائلهم قرأت البخاري في ثلاثة أيام، ومسلماً في ستة أيام، ومعجم الطبراني الصغير بين المغرب والعشاء، وأمثال ذلك، بل كان هذا النوع من القراءة في زمن يذخر بالحفاظ المحققين عند أهل هذا العصر، كالذهبي، وابن حجر، والسيوطي، وأضرابهم،ولقد رأيت بنفسي في هذا العصر أناساً يقرؤون على بعض الشيوخ قراءة لا يمكنني معها معرفة ما يقول إلا بالمتابعة في الكتاب، ولا أكاد أدرك الموضع الذي يقرؤه، ولذلك اشترط ابن الصلاح لمن أراد الاحتجاج بحديث، أو العمل به من الكتب المعتمدة مراجعة أصل قد قوبل بأصول صحيحة متعددة مروية بروايات متنوعة، ليحصل له بذلك مع شهرة هذه الكتب وبعدها على أن تقصد بالتبديل والتحريف الثقة بصحة ما أتفقت عليه تلك الأصول فجعل الثقة لا تحصل إلا بالذي اتفقت عليه تلك الأصول المتعددة (30).
الراجح في رواية ابن الشهيد وابن أيوب عن عمر بن عبيد
وأما رواية إسحاق بن الشهيد وزياد بن أيوب فأخرجها ابن خزيمة عنهما بذكر هذه الزيادة كما في النسخة المطبوعة بتحقيق د. مصطفى الأعظمي (31)، غير أن ابن حجر روى هذا الحديث بسنده من طريق ابن خزيمة فلم يذكر ثم قال: " أخرجه ابن خزيمة في صحيحة هكذا " (32).
وقال في التلخيص: " تنبيه: وقع في صحيح ابن حبان من حديث ابن مسعود زيادة (وبركاته) وهي عند ابن ماجة أيضاً،وهي عند أبي داود أيضاً في حديث وائل بن حجر فيتعجب من ابن الصلاح، حيث يقول إن هذه الزيادة ليست في شيء من كتب الحديث " (33).
وهذا دليل على أنه لم ير هذه الزيادة في حديث ابن مسعود عند ابن خزيمة، وكذا كل من خرّج الحديث فإني لم أجد من عزى هذه الزيادة لابن خزيمة سوى من اعتمد على النسخة السابقة، ثم إن أبا داود السجستاني قد روى هذا الحديث من طريق أحد شيخي ابن خزيمة في هذه الرواية، وهو زياد بن أيوب، فلم يذكر هذه اللفظة (34)،وعليه فالأقرب إلى الصواب عدم إثبات هذه الزيادة في حديث ابن مسعود عند ابن خزيمة.
3 - رواية أبي الأحوص سلام بن سليم:
روى هذا الحديث عن أبي الأحوص أربعة من أصحابه مسدد بن مسرهد (35)،وأبو الفضل عباس بن الوليد النرسي (36)، وسهل بن عثمان العسكري (37)، وهناد بن السري، فلم يذكر هذه الزياده سوى هناد بن السري وحده (38)، وقول الجماعة أولى بالصواب.
خلاصة القول في تصحيح حديث ابن مسعود
قال مقيده (عفا الله عنه): إنما قلت بأن الصواب عدم ذكر زيادة (وبركاته) فيما تقدم من الروايات عن ابن مسعود لما يلي:
¥(35/85)
أولاً: كثرة من روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بدون هذه الزيادة، فقد روى التسليمتين عن النبي صلى الله عليه وسلم غير ابن مسعود جماعة من الصحابة رضي الله عنهم منهم سعد ابن أبي وقاص (39)، وابن عمر (40)،وجابر بن سمرة (41)، والبراء (42)، وعمار بن ياسر (43)، وعقبة بن عامر (44)، وطلق بن علي (45)، وغيرهم (46)، وأصح هذه الأحاديث حديث جابر بن سمرة وحديث ابن مسعود وحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عن الجميع، والثلاثة في مسلم، وحديث سعد ليس فيه بيان كيفية التسليم.
ثانياً: كثرة من روى هذا الحديث عن ابن مسعود غير أبي الأحوص بدون هذه الزيادة، فقد رواه عن ابن مسعود أبو معمر (47)، غير أنه لم يبين كيفية التسليم، ورواه الأسود علقمة (48)، ورواه مسروق بن الأجدع (49)، لكنه من رواية جابر الجعفي عن أبي الضحى عنه وجابر ضعيف إلا أن الراوي عنه شعبة وسفيان، ومن روى حديث مسروق عن غير جابر الجعفي فقد أخطأ.
هذه أمثل روايات هذا الحديث عن ابن مسعود،وقد روي عن غير هؤلاء عنه، وليس في شيء من هذه الروايات ذكر لهذه الزيادة.
ثالثاً: كثرة من روى حديث ابن مسعود عن أبي إسحاق السبعي، بدون ذكر هذه الزيادة، فقد رواه عن أبي إسحاق أيضاً خمسة من أصحابه لم يختلف عنهم في إسناده ولا متنه متابعين في ذلك ما ذكرت أنه الصواب عن الثوري وعمر بن عبيد وأبي الأحوص: وهم: الحسن بن صالح (50)، ومعمر (51)، وزائدة (52)، وشريك (53)، وعلي بن صالح (54).
وتابعهم على المتن جماعة،واختلف عنهم في الإسناد،وهم: زهير بن معاوية وإسرائيل ويونس بن أبي إسحاق وأبو الأحوص وإبراهيم بن طهمان وأبو بكر بن عياش وأبو ملك عبد الملك بن الحسين وخالد بن ميمون ويوسف بن إسحاق وحديج بن معاوية وأبو وكيع (55).
فعدة من روى هذه الحديث عن أبي إسحاق ثمانية عشر راوياً، كلهم متفقون على عدم ذكر هذه الزيادة في المتن، وإن اختلفوا في الإسناد، سوى ثلاثة؛ اختلف على اثنين منهم أصحابهما، أعنى الثوري وأبا الأحوص،وأكثر أصحابهما وأحفظهم على عدم ذكر هذه الزيادة،واختلفت النسخ عن الثالث أعني عمر بن عبيد في إثبات هذه الزيادة وعدم إثباتها عن بعض أصحابه عنه، بينما لم تختلف النسخ في عدم إثبات هذه الزيادة عن جل أصحابه وأحفظهم عنه.
رابعاً: أن من فضَّل في روايات هذا الحديث من الأئمة كأبي داود (56)،والدارقطني (57)،والطبراني (58)، مع ما عرف عنهم من الاعتناء التام بذكر أوجه الاختلاف والزيادات في الروايات (59)، لم يذكروا هذه الزيادة عن أحد من رواة هذه الحديث مع أنهم ذكروا روايات من رويت عنهم هذه الزيادة.
خامساً: أن شعبة بن الحجاج كان ينكر هذا الحديث حديث أبي إسحاق أن يكون مرفوعاً،ولذلك لم يخرجه البخاري أصلاً ولم يخرجه مسلم عن طريق أبي إسحاق.
الحديث الثاني: حديث وائل بن حجر
روى هذا الحديث سلمة بن كهيل، وأختلف عنه فرواه سفيان (60)، و العلاء بن صالح (61)، ومحمد بن سلمة بن كهيل (62)، عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عنبس عن وائل بن حجر أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قرأ فاتحة الكتاب جهر بآمين. قال: وسلم عن يمينه وعن يساره حتى رأيت بياض خده.
وخالفهم شعبة في الإسناد والمتن؛ فقال عن سلمة عن أبي العنبس عن علقمة عن وائل بن حجر عن النبي صلى الله عليه وسلم فلما قال: " ولا الضالين" قال: " آمين " فأخفى بها صوته، ووضع يده اليمنى على يده اليسرى، وسلم عن يساره.
نصوص النقاد في بيان خطأ شعبة في هذه الرواية
وهكذا رواه جماعة عن شعبة (63)، وهو المحفوظ عنه، ولذلك خطأه الحفاظ؛ فقال الترمذي: سمعت محمد بن إسماعيل يقول حديث سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل في هذا الباب أصح من حديث شعبة، وشعبة أخطأ في هذا الحديث في مواضع؛ قال: " عن سلمة بن كهيل عن حجر أبي العنبس "، وإنما هو " حجر بن عنبس "، وكنيته: أبو السكن. وزاد فيه: " عن علقمة بن وائل "، وإنما هو: " حجر بن عنبس عن وائل بن حجر "، ليس فيه " علقمة "، وقال: " وخفض بها صوته "، والصحيح: " أنه جهر بها ".
وسألت أبا زرعة؛ فقال: حديث سفيان أصح من حديث شعبة، وقد رواه العلاء بن صالح (64)، وقال مسلم: " أخطأ شعبة في هذه الرواية، حين قال: وأخفى صوته " (65).
¥(35/86)
وقال الدراقطني: " كذا قال شعبة: وأخفى بها صوته، ويقال: إنه وهم فيه لأن سفيان الثوري ومحمد بن سلمة بن كهيل وغيرهما رووه عن سلمة، فقالوا: ورفع صوته بآمين " (66).
رواية موسى بن قيس عن سلمة بن كهيل
ورواه موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل عن علقمة بن وائل عن أبيه، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعن شماله السلام عليكم ورحمة الله " (67)؛ فخالف موسى بن قيس الجميع في هذا الإسناد، حيث أسقط حُجراً، وجعل مكانه " علقمة" وفسر السلام، وزاد فيه: لفظة " وبركاته ".
قال الطبراني – بعد أن أورد الحديث في ترجمة حجر بن عنبس عن وائل:- " هكذا رواه موسى بن قيس عن سلمة قال عن علقمة بن وائل وزاد في السلام "وبركاته (68) ".
وقد ذكر العقيلي عدداً من الأحاديث لموسى بن قيس، ليس هذا الحديث من ضمنها ثم قال:" هذه الأحاديث من أحسن ما يروي عصفور،وهو يحدث بأحاديث رديئة بواطيل " (69)، فلعل هذا من الأحاديث التي أخطأ فيها.
الراجح في حديث وائل بن حجر عدم ذكر " وبركاته "
وعلى هذا فإن كلمة " وبركاته " لا تصح من حديث وائل بن حجر أيضاً لما يأتي:
أولاً: أن موسى بن قيس أخطأ في إسناد هذا الحديث،وهذا قرينة على عدم الثقة بما ينفرد به من الزيادة في المتن، وظني أنه أختلط عليه حديث حجر بن عنبس هذا بحديث علقمة عن أبيه قال: " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قائماً في الصلاة قبض بيمينه على شماله " (70)، فلعل موسى بن قيس تداخل عليه إسناد هذا الحديث وتوهم أنه لمتن حديث حجر، وزاد على سبيل التوهم في السلام لفظة: "وبركاته".
ثانياً: أنه لم يتابع على هذه الرواية من أحد أصحاب سلمة بن كهيل، وفيهم الحفاظ المتقنون؛ كالثوري وغيره.
ثالثاً: أن الحديث قد روي من وجه أخر عن وائل بن حجر بدون هذه الزيادة؛ فقد رواه شعبة عن عمرو بن مرة قال: سمعت أبا البختري يحدث عن عبد الرحمن اليحصبي عن وائل الحضرمي قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يسلم عن يمينه وعن شماله (71).
رابعاً: أن موسى بن قيس وإن كان ثقة فليس ممن يقبل تفرده بالزيادة عن سلمة بن كهيل دون الأجلة من أصحابه ممن روى الحديث عنه.
زيادة الثقة في هذا الحديث
فإن قيل هذه زيادة من ثقة فهي مقبولة، كما قال صاحب عون المعبود؛ إذ قال: " ومع صحة إسناد حديث وائل – كما قال الحافظ في بلوغ المرام – يتعين قبول زيادته؛ إذ هي زيادة عدل، وعدم ذكرها في رواية غيره ليست رواية لعدمها،وقد عرفت أن الوارد زيادة " وبركاته "، وقد صحت، ولا عذر عن القول بها " (72). فالجواب أن يقال: أن الزيادة في حديث ما – قوانين مطردة – أشبه بالمسائل الفقهية البحتة،بينما ليس لأهل الحديث فيها حكم كلي، بل عملهم في ذلك دائر مع القرائن في كل حديث حديث (73).
ولذلك قال الترمذي: " ورب حديث إنما يستغرب لزيادة تكون في الحديث (74) "، وليست الغرابة تقدح بمجرد التفرد، بل بما يحف ذلك من القرائن أيضاً. ولذلك قال أبو داود: " فإنه لا يحتج بحديث غريب ولو كان من رواية مالك ويحيى بن سعيد والثقات من أئمة العلم " (75)، بينما يقبل تفرد مثل هؤلاء في بعض الأحيان بحسب القرائن حيث لم يقوّ جانب الرد على جانب القبول.
وأما إذا خلا المقام من المرجحات والقرائن، فإن النظر ينصب حينئذ إلى الترجيح بقوة الحفظ والإتقان، ويكون ذلك بمثابة القرينة، ولذلك قال ابن خزيمة:" لسنا ندفع أن تكون الزيادة مقبولة من الحفاظ، ولكنا نقول: إذا تكافأت الرواة في الحفظ والإتقان فروى حافظ عالم بالأخبار زيادة في خير قبلت زيادته، فإذا تواردت الأخبار، فزاد، وليس مثلهم في الحفظ، زيادة لم تكن الزيادة مقبولة " (76)
وعليه فلا يصح جعل هذه الرواية – التي تبين بالقرائن المتقدمة أن راويها خلّط في إسنادها ومتنها – من قبيل زيادة الثقة المقبولة بحال، والله تعالى أعلم. وفي ضوء ما تقدم يتبين أن من صحح حديث ابن مسعود أو حديث وائل بهذه الزيادة فقد تساهل في ذلك (77)، والله تعالى أعلم.
تنبيه:
¥(35/87)
ذكر الشيخ الألباني رحمة الله عليه زيادة " وبركاته " في صفة الصلاة له، وعزى حديثها لأبي داود وابن خزيمة ثم قال: " وصححه عبد الحق في أحكامه،وكذا النووي والحافظ ابن حجر ورواه عبد الرزاق في مصنفه (2/ 219) ".
قال مقيده عفا الله عنه: في كلامه (رحمة الله عليه) نظر من وجوه:
الأول: أنه عزى هذ ه الزيادة إلى أبي داود وابن خزيمة، فهذا العزو يوهم ورودها في حديث واحد عندهما، مع أنهما حديثان ثم رتب على ذلك ما ذكر من التصحيح عمن ذكرهم،وهذا يقتضي أنهم صححوا الحديثين معاً، وهذا خلاف الواقع، فإن حديث ابن خزيمة لم يصححه أحد من هؤلاء.
الثاني: أن النووي قد حكم برد هذه الزيادة في الأذكار، وأنها لم تجئ إلا في رواية لأبي داود، يعني رواية وائل بن حجر (78)، فلعله حصل لبس في العزو من جهة أن بعض الشافعية يرى هذه الزيادة ويصحح الحديث فيها،والله أعلم.
الثالث: أنه عزى الحديث لعبد الرزاق في المصنف، برقم (2/ 219)، وليس الحديث فيه مسنداً،والذي سبب هذا الخطأ أن عبد الرزاق ذكر حديث أبي الضحى في التسليم عن مسروق عن عبد الله مرفوعاً، دون ذكر زيادة " وبركاته"، ثم ذكر بعده حديثاً موقوفاً على ابن مسعود، فيه ذكر هذه الزيادة معقباً عليه بقوله: " أظنه لم يتابعه عليه أحد "، ثم أسند حديثاً عن معمر والثوري عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله مرفوعاً ولم يذكر لفظه بل قال: " مثل أبي الضحى "، فظن الشيخ الألباني (رحمة الله عليه) أن حديث أبي الضحى هو السابق على هذا مباشرة لأن هذا هو الكثير من صنيع أهل الحديث أنهم يحيلون لفظ بعض الروايات على ما يسبقها مباشرة إذا اتحد اللفظ أو المعنى، فعزى الشيخ الرواية مرفوعة بزيادة " وبركاته " لعبد الرزاق،والله أعلم.
...
الحواشي:
(1) هذا المثال أخذته من بحث أخينا الفاضل / سعيد المري القطري (حفظه الله) حيث قدمه لي ضمن متطلبات مادة العلل في الدراسات العليا، وزدت فيه بعض الشيء ليتسق أسلوب الموازنة على أساليب الأمثلة الأخرى.
(2) المعجم الكبير 22/ 45.
(3) إرواء الغليل 2/ 31 - 32.
(4) أخرجه أحمد 1/ 444، قال: حدثنا عبد الرحمن. والترمذي ح295 قال: حدثنا محمد بن بشار قال: أنا عبد الرحمن. والنسائي 3/ 63 قال: أخبرنا عمرو بن علي قال: أنا عبد الرحمن.
(5) أخرجه في المصنف 2/ 219،وأحمد 1/ 409، وغيره عنه.
(6) أخرجه الشاشي في مسنده 2/ 148 قال: حدثنا عباس بن محمد الدوري عن أبي داود الطيالسي.
(7) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 267 قال: حدثنا علي بن شيبة قال لنا عبيد الله بن موسى العبسي.
(8) أخرجه محمد بن الحسن الشيباني في كتاب الحجة 1/ 142 - 143.
(9) أخرجه ابن المنذر في الأوسط 3/ 219 قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا عبد الله عن سفيان ووقع في المطبوع بين عبيد الله وسفيان "بن" بدل " عن" وهو خطأ ظاهر فإن ابن المنذر كثيراً ما يروي عن علي بن الحسن عن عبد الله بن الوليد عن الثوري. انظر مثلاً الأوسط 1/ 132، 135، 145، 162، 184، وغيرها كثير، ثم إنه لا يوجد في الرواة أصلاً من اسمه عبد الله بن سفيان في طبقة من يروي عن أبي إسحاق، وقد أخطأ المحقق كهذا الخطأ في عدد من المواضع.
(10) أخرجه أحمد 1/ 390، 444 قال: حدثنا وكيع،وابو يعلى في مسنده 9/ 128 قال: حدثنا أبو خيثمة حدثنا وكيع.
(11) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار 1/ 267 قال: حدثنا أبو أمية قال: حدثنا أبو نعيم، والطبراني في الكبير 10/ 123 قال: حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو نعيم.
(12) أخرجه أبو العباس السراج قال: حدثنا عبد الله بن عمر – يعني مشكدانة – حدثنا وكيع وأبو نعيم به، رواه الحافظ ابن حجر بسنده في نتائج الأفكار 2/ 222 وقال: هكذا في أصل سماعنا من مسند السراج بخط الحافظ مجد الدين بن النجار وكذلك وجده بخط الحافظ زكي الدين البرزالي.
(13) أخرجه أبو داود في السنن عنه ح 96.
(14) أخرجه ابن حبان 5/ 333 قال: أخبرنا الفضل بن الحباب.
(15) أخرجه في المصنف 1/ 265 وأحمد بن حنبل أخرجه في المسند 1/ 448.
(16) أخرجه أبو داود ح997 قال: وحدثنا محمد بن عبيد المحاربي.
(17) أخرجه النسائي في السنن الصغرى 3/ 63 قال: أخبرني محمد بن آدم بدون تفسير لكيفية السلام.
¥(35/88)
(18) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 10/ 123 وقال: حدثنا محمد بن زهير الأيلي ثنا عبدة بن عبد الله الصفار ثنا يعلى بن عبيد.
(19) ذكر ذلك الحافظ بن حجر في نتائج الأفكار 2/ 223 إذ قال: وهكذا أخرجه ابن ماجه عن محمد بن عبد الله بن نمير عن عمر بن عبيد عن أبي إسحاق وفيه " وبركاته ".
(20) بذل المجهود 5/ 338.
(21) انظر عون المعبود 3/ 207 –208.
(22) انظر المصدر السابق.
(23) انظر المصدر السابق.
(24) انظر المصدر السابق.
(25) هذه العبارة للأخ سعيد المري، يقصد بها نفسه، وستكرر هذه الكلمة لدى تعليقه.
(26) انظر مقدمة ابن الصلاح ص 93 - 94.
(27) سير أعلام النبلاء 7/ 167.
(28) انظر سير أعلام النبلاء 16/ 160 - 161.
(29) الموقظة ص 67.
(30) مقدمة ابن الصلاح ص 31.
(31) صحيح ابن خزيمة 1/ 359.
(32) نتائج الأفكار 2/ 220.
(33) التلخيص 1/ 271.
(34) أخرجه أبو داود ح 997 قال: وحدثنا محمد بن عبيد المحاربي وزياد بن أيوب.
(35) أخرجه عنه أبو داود ح 996.
(36) أخرجه عنه أبو يعلى في مسنده 9/ 39 –40، وابن حبان 5/ 331 قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال: حدثنا العباس بن الوليد النرسي.
(37) أخرجه الطبراني في الكبير 10/ 123 قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلم الرازي ثنا سهل بن عثمان.
(38) ذكر رواية هناد الحافظ في نتائج الأفكار 2/ 221 ووقع في المطبوع تحريف " هناد بن السري " إلى " أبي هناد السلولي " وليس في الرواية أحد بهذا النعت.
(39) مسلم ح 582.
(40) أحمد 2/ 71، والنسائي 3/ 62 –63.
(41) مسلم ح 431.
(42) ابن أبي شيبة في المصنف 1/ 266.
(43) ابن ماجه ح 916.
(44) انظر المطالب العالية ح 545.
(45) ابن حبان في الثقات 7/ 590.
(46) انظر التلخيص الحبير 1/ 270 –271.
(47) مسلم 581.
(48) أخرجه أحمد 1/ 394، 418،426، 442، والترمذي ح253، والنسائي 2/ 205، 233 من طرق عن زهير بن معاوية وإسرائيل وأبي الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عنهما به،وليس في هذه الطريق مخالفة لما رواه الجماعة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود؛ لأن ابا الأحوص سلام بين سليم يروي الحديث عن أبي إسحاق على الوجهين وإن كان قد اقتصر في لفظه عن الأسود وعلقمة على ذكر التكبير دون التسليم.
(49) أحمد 1/ 390، 409، 438.
(50) أخرجه أحمد 1/ 408قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن قال: حدثنا الحسن.
(51) أخرجه عبد الرزاق عنه 2/ 219، وأحمد 1/ 409 قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر.
(52) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 1/ 265 قال: حدثنا حسين بن علي عن زائدة، وأبو داود ح996 قال: حدثنا أحمد بن يونس قال: حدثنا زائدة،والطبراني في الكبير 10/ 123 قال: حدثنا محمد بن النضر الأزدي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة.
(53) أخرجه أبو داود ح 996 قال: حدثنا تميم بن المنتصر قال: أخبرنا إسحاق يعني ابن يوسف عن شريك.
(54) أخرجه النسائي 3/ 63 قال: أخبرنا زيد بن أخزم عن ابن داود يعني عبد الله بن داود الخريبي عن علي بن صالح، والطبراني في الكبير 10/ 123 قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن سحبان الشيرازي ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا معاوية بن هشام عن علي بن صالح لكن قال الدارقطني: تفرد به عبد الله بن داود عن علي بن صالح كما في أطراف الغرائب 4/ 147.
(55) انظر العلل للدارقطني 5/ 8 - 11.
(56) السنن ح 996.
(57) العلل 5/ 4 – 11.
(58) المعجم الكبير 10/ 123 - 128.
(59) قال ابن رجب: " وأما الزيادات في المتون وألفاظ الحديث فأبو داود رحمه الله في كتاب السنن أكثر الناس اعتناء بذلك " (شرح علل الترمذي 2/ 639)
(60) أخرجه أحمد 4/ 317، قال: ثنا محمد بن عبد الله بن الزبير بن سفيان.
(61) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف 1/ 265، قال: حدثنا ابن نمير عن العلاء بن صالح،والترمذي مختصراً ح249، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أبان قال: حدثنا عبد الله بن نمير عن العلاء،والطبراني في الكبير 22/ 45، قال: حدثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا ابن نمير عن العلاء بن صالح، وحدثنا محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني حدثنا أبو كريب ثنا محمد بن بشر وعبد الله بن نمير عن العلاء بن صالح، وخالفهم مخلد بن خالد الشعيري فرواه عن ابن نمير عن علي بن صالح أخرجه أبو داود ح933 قال المزي في تهذيب الكمال 22/ 513 وهو وهم.
(62) أخرجه الطبراني في الكبير 22/ 45، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الأزرق بن علي ثنا حسان بن إبراهيم ثنا محمد بن سلمة بن كهيل.
(63) انظر مسند أبي داود الطيالسي، ص 138، ومسند أحمد 4/ 316، والتمييز لمسلم ص 180، وصحيح ابن حبان 5/ 109،والمعجم الكبير للطبراني 22/ 9، 45، والمستدرك للحاكم 2/ 253.
(64) العلل الكبير للترمذي، ص 68 - 69، وانظر التاريخ الكبير 3/ 73.
(65) التمييز، ص 180.
(66) سنن الدارقطني 1/ 334.
(67) أخرجه أبو داود ح997، قال: حدثنا عبدة بن عبد الله ثنا يحيى بن آدم ثنا موسى، والطبراني في الكبير 22/ 45، قال:حدثنا أسلم بن سهل الواسطي ثنا أبو الشعثاء علي بن الحسن يحيى بن آدم به.
(68) المعجم الكبير 22/ 45.
(69) ضعفاء العقيلي 4/ 164.
(70) أخرجه أحمد 4/ 316، والنسائي 2/ 125 من طريقين عن علقمة به.
(71) أخرجه أبو داود الطيالسي ص 137، وابن أبي شبية في المصنف 1/ 265،وأحمد 4/ 316،والدارمي ح 1252، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد، ح125، وغيرهم من طرق عن شعبة به.
(72) عون المعبود3/ 207 – 208.
(73) انظر النكت على كتاب ابن الصلاح، للحافظ ابن حجر 2/ 604،وتدريب الراوي 1/ 222.
(74) سنن الترمذي 5/ 759.
(75) رسالة أبي داود، ص 29.
(76) النكت على كتاب ابن الصلاح 2/ 689.
(77) كالشيخ الألباني – رحمه الله تعالى -، انظر صفة الصلاة، ص 187.
(78) انظر نتائج الأفكار 2/ 219(35/89)
ابن المصفى صدوق مقبول الرواية له أوهام خلافا للأخ محمد الأمين القائل بضعفه و رد حديثه
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[27 - 08 - 02, 04:48 م]ـ
قال الأخ محمد الأمين:
محمد بن مصفى ضعيف ويدلس تدليس تسوية!!
و قال أيضا:
محمد بن مصفى لا يصح حديثه. وكونه صدوقاً لا يفيد توثيقه لأن الصدق لا يكفي وحده، فكيف إذا كانت معه أوهام، وحدث صاحبه بمناكير؟!!
وفي تهذيب الكمال:
قال أبو حاتم: صدوق
و قال النسائى: صالح!
و قال صالح بن محمد البغدادى: كان مخلطا، و أرجو أن يكون صادقا، و قد حدث بأحديث مناكير.
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات "، و قال: كان يخطىء.
وابن حبان على تساهله المفرط في التوثيق ذكر أنه يخطئ فتأمل
الرد عليه:
أولا كلمة عامة: الأخ محمد الأمين الملاحظ عليك شدة التسرع في النقد ولا أقول التشدد فالتشدد المنبني على التسرع في تحرير العبارة و البحث هذا هو التساهل، فينبغي يا أخي قبل الخوض في تضعيف حديث أو راو أو حكم فقهي التريث و البحث الشديد، فإنني كثيرا ما قرأت لك من هذا نماذج، و هذا ليس هو العلم قط، و لن يكون هو العلم أبدا، و قد سبق لك غفر الله لي و لك تضعيف أحاديث في الصحيحين أو التشكيك في بعضها، مع ضعف ما أتيت به من حجة، إن كانت حجة، و ما كتب في باب العورات يكفي ...
و بخصوص تضعيفك لمحمد بن المصفى و أن لا يصح حديثه، فقد أتيت فيه كما في غيره بالعجب:
أولا محمد بن المصفى هذا شيخ أبي داود و النسائي و ابن ماجه، و الأولان شيوخهما منقون، و النسائي أشد نقاوة فيهم.
و هو شيخ أبي حاتم و بقي بن مخلد و كلاهما شيوخه منقون، و قد روى عنه جمع كبير من الرواة و روى هو عن جمع كبير و هو بلا شك واسع الرواية عالم بالحديث.
قال أبو حاتم: صدوق، و هذه العبارة تقرب من قول غير أبي حاتم ثقة، و أحيانا تكون فوق الثقة، فقد قال هذه العبارة في مسلم و الشافعي و غيرهما، و السبب في هذا ليس لا يرجع إلى الراوي نفسه، لكن أبا حاتم من منهجه أنه لا يطلق الثقة فيمن تأخرت طبقته احترازا من التفرد.
و إشارة إلى أن مثل هؤلاء في تأخر الطبقة لا ينبغي لهم التفرد .. وهذا أمر طويل الذيل يحتاج إلى وقفات.
فكلمة أبي حاتم هذه فيها ثناء كبير على ابن المصفى.
و لذا اعتمد عليه أبو حاتم في النقل كما تجده في مواضع من الجرح.
بل قال أبو حاتم:أتيت محمد بن المصفى الحمصي يوما فقال لي قد كتبت جزءا من حديثك فحدثني به فقلت أتيت محمد بن المصفى الحمصي يوما فقال لي قد كتبت جزءا من حديثك فحدثني به فقلت إنما جئنا لنسمع منك فلم يدعنى حتى قرأت عليه (الجرح 1/ 361).
ماذا يقرأ أبو حاتم جزء من حديث راو ضعيف لا يصح حديثه، لو أعلمناه حتى لا يضيع وقته، فقد علمناه يتخلف عن قراءة من هم فوقه، و يقول لابن المصفى: إنما جئنا لنسمع منك.
و ترجمه ابنه في الجرح و لم ينقل سوى كلمة أبيه صدوق.
و يثني على شيوخ لابن المصفى لم يعرف لهم راويا غيره، فكيف أثنى عليهم، إن قلت باسقامة حديثهم، فيقال لعل الاستقامة من جهة ابن المصفى، و هذا يدلك على أن حديثه مستقيم إلا ما توجب إلصاق العلة به، و مع هذا فلا يضيره كثيرا فهكذا الرواة إلا على رأي الأمين فهو لا يراهم إلا ثقة أو ضعبفا مردود الحديث.
و قال النسائي: صدوق، و في رواية: صالح.
و قال صالح البغدادي: كان مخلطا، و أرجو أن يكون صادقا، و قد حدث بأحديث مناكير.
قلت: صالح دون من قبله في المعرفة، و ليس في عبارته جرح يوجب الضعف، فالتخليط كلمة تطلق على الثقات أنفسهم، و لو أردت سرد هذا لطال الكلام.و فيها إشارة إلى ضعف خفيف في حفظه لا ينزله عن درجة القبول.
و تحديثه بمناكير أكثرها ليست منه بل ممن فوقه، و هذا يحصل لكثير من الأئمة يلصق النكارة براو تكون النكارة ممن دونه أو فوقه، و من هؤلاء ابن عدي تجده يورد الرجل في الكامل لأجل أحاديث منكرة تكون العلة من شيخه أو من انقطاع في السند ..
و وقوع المناكير في حديث الثقة لا يضر ما لم تكن من قبله.
و قول ابن حبان كان يخطئ.
فما أدري لم تشبثت بها، فمن هو الثقة الذي لا يخطئ عندك، و ليس هكذا يا أخي الأمين يفهم أهل العلم كلام النقاد في الرواة، بل يضعون كل كلمة موضعها، و لا يردون توثيقا بتضعيف أو يضعفون الراو مطلقا بمجرد وقوع الوهم في حديثه.
و قال الجياني: ثقة مشهور.
و قال مسلمة بن القاسم: ثقة شهور.
و أورده العقيلي في الضعفاء و لم يحك في ترجمته سوى نقل ما أنكر عليه و العلة ليست ظاهرة أنها منه بل الأصح أنها ممن فوقه و شرح هذا فيه طول.
و لا تتمسك بإيراد العقيلي له في الضعفاء فمعلوم أن العقيليلي قد يورد الثقة لمجرد الوهم و الاستنكار لما روى كما فعل هنا بابن المصفى
و لذا قال الذهبي في الكاشف:
الحافظ .. ثقة يغرب.
و في الميزان:
صاحب بقية صدوق مشهور .. كان ابن مصفى ثقة صاحب سنة من علماء الحديث، لحق سفيان بن عيينة وآخر أصحابه موتا عبدالغافر بن سلامة.
و قال ابن حجر صدوق له أوهام ..
فأين هؤلاء من تضعيفك له؟؟؟؟
و لا أعلم لساعتي هذه أحدا ضعف مرويات هذا الحافظ خلا محمد الأمين، فقد ضعفه و رد حديثه.
كما أن ابن المصفى إمام ناقد عالم بالحديث كما قال الذهبي و له كلام في الرواة لكنه قليل.
و قولك:كونه صدوقا لا يفيد توثيقه، المعنى منها غير ظاهر .. فهل قولهم في الراوي صدوق ليس حكما على مروياته و حفظه؟
أظنك تراه شهادة له بالصدق في دينه، و هذا خلاف الأصل المعروف عنهم إلا أن تأتي القريبة المبينة لخلافه فهاهنا شيء آخر ..
و لذا ذكرها ابن أبي حاتم في مراتب التعديل عقب من قيل فيه ثقة و هو من الطبقة الثانية، فهل عندك الثقة لو أنكر عليه أو وهم خرج عن ذلك إلى الضعف المطلق الذي يرد به حديثه كما فعلت مع ابن المصفى.
و قوله: و الصدق لا يكفي وحده .. فكيف إذا حدث ..
كلام غير علمي إطلاقا، و العبارة غير مستقيمة ..
يضعف بالوهم و رواية ما يستنكر.
ينبغي تحرير العبارة و و التحري و البحث قبل كتابتها فالحذر الحذر ...
¥(35/90)
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[27 - 08 - 02, 05:54 م]ـ
و في سؤالات السهمي للدارقطني ص: 256 - 257: 377 وسمعت أبا بكر بن المقري يقول سألت أبا عروبة قلت رجل بحمص يقال له وجيه القانعة حدث بحديث عن ابن المصفى عن بقية عن شعبة عن سماك عن عكرمة عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز شهادة أعرابي في رؤية الهلال قال أبو عروبة هذا عندي باطل كتبت كتاب شعبة عن ابن المصفى من أوله إلى آخره من أصله فما رأيت فيه من ذا مرسلا ولا مسندا وإنما يعرف هذا الحديث مرفوعا من حديث زائدة عن سماك.
لم لم يجعل العلة من قبله .. ؟ لعلك تقول لأن ما في الكتاب ينفي العلة، فيقال: لكن لا ينفي احتمال أن يكون ابن المصفى حدث به كذلك، و لعلك تقول وجيه راويه عن ابن المصفى ضعيف فيقال ضعف لأجله فقد غمزه ابو عروبة لأجل هذا و هلا قلت: لم لم يغمز ابن المصفى لأجل هذا، مع أنه ضعيف كما قلت!!!!
و الحفاظ الكبار ما تخلفوا عن سماع حديث ابن المصفى و أوردوه في الصحاح و المستخرجات.(35/91)
تحقيق حديث " كل بنى آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون "
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[28 - 08 - 02, 11:28 م]ـ
" كل بنى آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون ".
ضعيف
رواه الترمذي (2499).
وابن ماجه (4251).
والدارمي (2730).
وأحمد في (المسند) (3/ 198) وفي (الزهد) (ص96).
وعبد بن حميد في (المنتخب) (1197 تحقيقي)
وابن أبى شيبة في (المصنف) (7/ 62).
وأبو يعلى (2922).
والحاكم (4/ 244)
والروياني في (مسنده) (1366).
والبيهقى في (الشعب) (5/ 420).
وابن حبان في (المجروحين) (2/ 111).
وابن عدى في (الكامل) (5/ 1850).
والمزي في (تهذيب الكمال) (21/ 131).
والشجري في " الأمالى " (1/ 198).
من طريق على بن مسعدة حدثنا قتادة عن أنس رضى الله عنه مرفوعا.
قال الترمذي: " حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث على بن مسعدة عن قتادة " أ. هـ
وقال البيهقي: " تفرد به على بن مسعدة " أ. هـ
وقال الحاكم " صحيح الإسناد ولم يخرجاه " أ. هـ
فرده الذهبي بقوله: "علي لين " أ. هـ
قلت: ولهذا حكمت على الحديث بالضعف.
فعلي هذا اختلفوا في توثيقه وتضعيفه.
فقال ابن معين: "صالح"
وقال أبو حاتم: " لا بأس به ".
ولكن قال البخاري: " فيه نظر".
وقال أبو داود: " ضعيف "
وقال النسائي: " ليس بالقوى ".
وقال ابن عدى: " أحاديثه غير محفوظة "
وضعفه العقيلي في " الضعفاء ".
وقال ابن حبان: " كان ممن يخطئ على قلة روايته، وينفرد بما لا يتابع عليه، فاستحق ترك الاحتجاج به بما لا يوافق الثقات من الأخبار "
ثم أخرج له هذا الحديث.
ولذلك قال الحافظ " صدوق له أوهام ".
قلت: فنستخلص من ذلك أنه قد يكون في نفسه صدوقاً، ولكن لا يحتمل منه التفرد بأي حال من الأحوال.
ولذلك أشار البيهقي بقوله: " تفرد به علي بن مسعدة "
وهولم يوافق الثقات في هذا الحديث، فلا يحسن هذا الحديث بحال.
وقد ضعفه الذهبي كما مر، وكذلك العراقي كما أورده الزبيدي في (إتحاف السادة المتقين) (8/ 596) فنقل عن العراقي قوله:-
" فيه علي بن مسعدة ضعفه البخاري ".
قلت: وهذا هو الراجع عندي، وإن حسنه الفضلاء، والله أعلم، وله الحمد أولا وأخيرا.
ـ[مبارك]ــــــــ[29 - 08 - 02, 12:22 ص]ـ
* قال أبو داود الطيالسي ثنا علي بن مسعدة، وكان ثقة.
وذكره ابن خلفون في كتاب" الثقات ".
وتضعيف أبي داود له من الجرح الغير مفسر.
وقول النسائي: (ليس بالقوي) تليين هين، وقد يفسر على أنه ليس غاية في الحفظ ... وهذا إنما يظهر أثره عندما يخالف من وثقوه
مطلقا.
لذا قال إمام العصر بلا منازع شيخنا الألباني في الصحيحة (6/ 822): بعد نقله خلا صة قول الحافظ فيه: فهو حسن الحديث ـ إن شاء الله ـ، إذ لا يخلو أحد من أوهام فما لم يثبت أنه وهم فهو حجة.
* قال الإمام الناقد ابن القطان بعد ذكره حديث الباب في كتابه العظيم " بيان الوهم والإيهام " (5/ 414): وهو عندي صحيح، فان اسناده هو هذا: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا علي بن مسعدة الباهلي، حدثنا قتادة عن أنس.
وعلي بن مسعدة صالح الحديث، قاله ابن معين.
وعلق على قول الترمذي فيه: " غريب " بقوله: وغرابته هي أن علي بن مسعدة، ينفرد به عن قتادة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المرجع:
ــ تهذيب الكمال (21/ 130)
ــ إكمال تهذيب الكمال (9/ 375)
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[29 - 08 - 02, 01:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن يبقى تفرده بهذا الحديث
وأظنه لا يحتمل منه التفرد
وقال ابن حبان: " كان ممن يخطئ على قلة روايته، وينفرد بما لا يتابع عليه، فاستحق ترك الاحتجاج به بما لا يوافق الثقات من الأخبار "
ثم أخرج له هذا الحديث.
ولا ننسى قولة البخاري: " فيه نظر "
فهى جرح شديد منه - فى الجملة - كما علمنا شبخنا الألباني رحمه الله تعالى
وكيف يمكن أن نعلم أن هذا ليس من أوهامه إلا إذا لم يتابع؟
وهو لم يتابع عليه من أحد - والله أعلم -
ولذا فقد ضعفه غير واحد، حتى من المعاصرين.
وللحديث بقية -إن شاء الله - حيث أني الأن في مكان عام ولست في منزلى ووسط كتبي.
ولعل ردي يأتي بعد طول فترة كما ذكرت السبب من قبل
والله المستعان وعليه التكلان
ـ[مبارك]ــــــــ[29 - 08 - 02, 02:48 ص]ـ
¥(35/92)
* قول البخاري فيه نظر وإن كانت من صيغ الجرح إلا أنها أخف من قوله سكتوا عنه فكم من راو قد وثق ومع ذلك يقول فيه (فيه نظر) بخلاف قوله في الراوي سكتوا عنه فهي تقتضي الطعن فيه، فهي من صيغ الجرح الشديد عنده
فحينئذ فإن قوله (فيه نظر) تساوي قولهم في الراوي (ضعيف)
فتكون حينئذ من الجرح المبهم، ومن وثق فلا يقبل الجرح فيه إلا مفسرا
انظر التعليق على قواعد في علوم الحديث (ص/254ـ257)
وتفرده محتمل إذا لم يخالف لان المحدثون حينما يقولون في الراوي صدوق يهم، أو ربما أخطأ، أو صدوق يخطىء فهم يضعون قاعدة كما لا يخفى وهذا يعني أنهم سبروا حديث هذا الراوي فتبين لهم أن أكثر أحاديثه ثابته وبعضها فيها ضعف، حينئذ نقول من كان في هذه المثابة هل يهدر حديثه كله من أجل خشية أن يكون فيها بعض تلك الأحاديث من نوع الذي وهم فيها أم الأصل أن نأخذ أحاديثه حتى يتبين لنا وهمه.
يعني هناك سبيلين لا بد منهما ولا ثالث لهما:
إما أن نرد حديث الصدوق الذي يهم مطلقا حتى يتبين لنا صحته بالمتابعة.
وإما على العكس من ذلك أن نقبل حديثه حتى يتبين لنا خطئه بمخالفته لمن هو أوثق منه، ولا شك أن هذا السبيل أولى من الأول،
لأنه ــ أي الأول ــ يعني رد أحاديثه بمجرد احتمال أنه أخطأ؟!
صحيح هو أخطأ في بعض الاحاديث لكن نحن ما تبين لنا خطئه في هذا الحديث وفي ذاك ...
فإذا الفائدة من هذا القول الدقيق صدوق يهم الى أخره هو خذ حذرك أن هذا الراوي ليس صحيح الحديث فتنبه لعل حديث من أحاديثه تكون من تلك الأحاديث التي أنتقد من أجله ونزلت مرتبته من ثقة الى صدوق يهم.
أما ابن حبان رحمه الله فهو من المتشددين في الجرح، وكتابه في المجروحين يشهد على ذلك مما حمل الحافظ الذهبي على تعقبه في مواطن كثيرة من ميزانه، انظر على سبيل المثال لا الحصر (1/ 274و 2/ 148و 3/ 45ـ46و 4/ 8)
وقال أبو زرعة العراقي في (البيان والتوضيح) (ص/ 60): وهو ـ أي ابن حبان ــ يطلق لسانه في الجرح كثيرا فينبغي أن يتثبت في أمره.
وهذا ما استفدناه وتعلمناه من شيخنا أسد السنة الألباني رحمه الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
وكتبه أبو عبدالرحمن عفا الله عنه.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 08 - 02, 07:26 ص]ـ
كلام الأخ مبارك فيه مغالطات كبيرة حول قول البخاري فيه نظر
والألباني يعتبرها جرحاً شديداً مفسّراً، فلم خالفته هنا بغير دليل؟
ليس الألباني وحده بل عامة علماء الحديث
قول البخاري «فيه نظر». قال البخاري نفسه كما في السير للذهبي (12\ 441): «إذا قلت فلان في حديثه نظر، فهو مُتهَمٌ واهٍ».
قال الذهبي في الميزان في ترجمة عبد الله بن داود الواسطي (2\ 416) وقد قال البخاري فيه نظر، ولا يقول هذا إلا فيمن يتهمه غالبا
وقال ابن كثير في اختصار علوم الحديث ص 105 (أن البخاري إذا قال في الرجل سكتوا عنه أو فيه نظر فإنه يكون في أدنى المنازل وأردئها عنده)
وقال الذهبي في الموقظة ص 83 (وكذا عادته (يعني البخاري) إذاقال/فيه نظر بمعنى أنه متهم أو ليس بثقة فهو عنده أسوأ حالا من الضعيف)
وقال الشيخ المعلمي في التنكيل (1/ 278) (وكلمة فيه نظر معدودة من أشد الجرح في اصطلاح البخاري)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[29 - 08 - 02, 10:53 ص]ـ
بُورك فيك أخي [السهيلي].
قال الإمام أحمد ــ كما في ((المنتخب من العلل للخلال)) ص/92 ــ:
[هذا حديث مُنكر].
قال المُعلّق على الكتاب الشيخ (طارق عوض الله) بعد أن ذكر كلام الترمذي:
[وهذا وجه إنكار أحمد لهذا الحديث، وهو تفرّد علي بن مسعدة هذا به عن قتادة، لأنه رجل ليس بالقوي، وفي حفظه ضعف، ومثله لا يحتمل التفرد، لا سيما وأنه تفرد عن قتادة، وهو حافظ كثر، له أصحاب حفاظ قد جمعوا حديثه وحفظوه، أشهرهم وأثبتهم فيه: سعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي، وشعبة، فلو كان هذا الحديث محفوظاً عن قتادة لرواه عنه واحد من هؤلاء على الأقل، فلما لم يروه واحد من أصحاب قتادة المتثبتين فيه، وإنما تفرد به عنه علي بن مسعدة هذا على ما فيه من ضعف، دلّ ذلك على أن هذا الحديث منكر عن قتادة، ليس له أصل من حديثه.
وساق ابن عدي هذا الحديث، وحديثاً آخر في ترجمة علي بن مسعدة هذا من ((الكامل)) (5/ 207)، ثمّ قال:
(وله غير ما ذكرت عن قتادة، وكلّها غير محفوظة)] انتهى.
ولهذه المسألة نظائر كثيرة،، ومن طالع كتب العلل وجد من ذلك الكثر،، من ذلك حديث ((إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه)).
فقد تفرد به محمد بن عبد الله بن الحسن عن أبي الزناد، فمن هو هذا محمد بن عبد الله حتى يتفرد بهذا الخبر عن جميع أصحاب ابي الزناد أمثال سفيان ابن عيينة والثوري ومالك والأعمش وغيرهم.
إلا أن كثيرا من المتأخرين والمعاصرين لا يجعلون هذا التفرد علّة، والله أعلم.
¥(35/93)
ـ[مبارك]ــــــــ[29 - 08 - 02, 04:06 م]ـ
* حول قول الإمام العظيم الجليل سيد الحفاظ أبو عبدالله البخاري رحمه الله تعالى " فيه نظر " هناك رسالتان مطبوعتان للدكتور مسفر بن عزم الله الدميني بعنوان: " قوال البخاري فيه نظر " و "قول البخاري سكتوا عنه " جمع فيهما أقوال البخري من كتبه الثلاثة: (التاريخ الكبير) و (التاريخ الصغير) و (الضعفاء الصغير)، وبعد الدراسة والتمحيص
خلص في الكتاب الأول إلى " أن أكثر الرواة الذين قال فيهم البخاري (فيه نظر) ليسوا من المتروكين ولا المتهمين ـ كما قال ابن كثير والذهبي وغيرهما ـ بل إن عدد المتروكين قليل جدا إذا نسبناه إلى العددالإجمالي ممن قيل فيه ذلك. وإذن فإطلاق القول بأن من عادة البخاري أنه إذا قال في الراوي: (فيه نظر) فإنه بمعنى (متهم) وأن هذه العبارةفي أدنى المنازل وأردئها عنده، ليس دقيقا ولا صحيحا. بل فيه مجازفة، والصواب أنها بمعنى (ضعيف) عنده، ولا خصوصية له في
ذلك كما قال السخاوي في فتح المغيث (1/ 344)، بل إن جرحه للراوي بها كجرح غيره بها. والله أعلم "
وقال في الرسالة الثانية: " ومن كل ماتقدم نعلم أن قول الأئمة السابقين: (إن قول البخاري في الراوي: (سكتوا عنه) يعني: تركوا
حديثه) صحيح.
قلت: وعلي بن مسعدة خير مثال على ذلك، فقد وثقه الأكثر
ومع ذلك قال فيه البخاري: (فيه نظر)، والأمثلة التي أحلنا إليها في حاشية كتاب التهانوي توضح ذلك وتؤكده.
*لم أخالف شيخنا الألباني رحمه الله، بل هو نفسه (أي الألباني)
رحمه الله حسن حديث علي بن مسعدة،ولم يؤخذبتجريح البخاري له،
لأنه جمع ماقيل في هذا الرجل ثم انتهى بنتيجة أنه: حسن الحديث كما سبق.
* أما جعل التفرد علة في حديث الصدوق من غير قيد بمخالفة
فهو مما ليس عليه دليل،وقد كثر هذا التعليل عند بعض المعاصرين، فإذا أرادوا أن يعلوا حديثا ما وأعوزتهم الحجة ولم يجدوا مايتمسكون به
قالوا: فلان لا يتحمل التفرد وضعفوا الحديث بذالك، وهذا خلاف ماعليه كثير من المحققين من المتقدمين والمتأخرين أنهم يحسنون رواية الصدوق إذا لم يظهر في روايته مايخالف، قال الإمام ابن كثير في (مختصر
علوم الحديث) (1/ 182ـ الباعث): وأما إن كان المنفرد به غير حافظ، وهو مع ذلك عدل ضابط: فحديثه حسن ...
* وفي الختام أقول: من ثبت لنا صدقه، فالأصل قبول روايته، فمن ادعى عليه الخطأ أو الوهم فعليه إثباته.
والقول في الثقة أو الصدوق، لايحتمل التفرد مبناه على الظن
االمرجوح الذي تقوم عليه الأوهام، لا من قبيل الظن المرجوح الذي تبنى عليه الأحكام؛ولو فتح هذا الباب لرد الناس كثيرا من السنن دونما دليل بحجة أن راويه أخطأ فيه ولعله كذا وكذا ... ومما ينقض مانقل عن الشيخ طارق بن محمد محقق كتاب العلل للإمام الخلال، حديث (إنما
الأعمال بالنيات ... ) فنقول له: لما لم ينقل بسند صحيح إلا عن طريق عمر رضي الله عنه، اين أصحاب الرسول الكريم عن هذا الحديث ولما تفرد به عمر، ونقول: لما تفرد علقمة بن وقاص عن سائر طبقته من التابعين، ونقول: ولما تفرد به محمد بن إبراهيم التيمي، فأين أصحاب علقمة عن مثل هذا الحديث، ولما تفرد به يحيىبن سعيد الأنصاري، فأين أصحاب التيمي عن مثل هذا الحديث
ـ[مبارك]ــــــــ[29 - 08 - 02, 04:18 م]ـ
عذرا حصل خطأ وهو قولي: (لا من قبيل الظن المرجوح الذي تقوم عليه الأحكام) والصواب: (لا من الظن الراجح الذ ي تقوم عليه الأحكام
* والنكارة قد تطلق ويراد بها مجرد التفرد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه القيم " النكت " (2/ 674):
" قوله (يعني ابن الصلاح): وإطلاق الحكم على التفرد بالرد أو النكارة أو الشذوذ موجود في كلام كثير من أهل الحديث، قلت: وهذا مما ينبغي التيقظ له، فقد أطلق الإمام أحمد والنسائي وغير واحد من النقاد لفظ المنكر على مجرد التفرد ... "
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[29 - 08 - 02, 05:03 م]ـ
أخي [مبارك] وفقك الله
قلتَ أصلحك الله:
(أما جعل التفرد علة في حديث الصدوق من غير قيد بمخالفة فهو مما ليس عليه دليل،وقد كثر هذا التعليل عند بعض المعاصرين).
فاعلم يا أخي ــ بارك الله فيك ــ أن حكاية الكلام هذا تُغني عن الردّ،، ولكن لا بأس من ذكر ما يلي:
قال الحافظ النّقاد ابن رجب الحنبلي في ((شرح العلل)) (2/ 582):
[أكثر الحفاظ المتقدمين يقولون في الحديث إذا انفرد به واحد وإن لم يرو الثقات خلافه: ((إنه لا يتابع عليه))، ويجعلون ذلك علّة فيه، اللهم إلا أن يكون ممن كثر حفظه واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون بعض تفردات به الثقات الكبار أيضا، ولهم في كل حديث نقد خاص، وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه].
هذا وفي باقي كلامك ــ أيضاً ــ أغاليط، لعلي أنشط فيما بعد فأبين ما فيه.
¥(35/94)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[29 - 08 - 02, 09:01 م]ـ
حديث أنس هذا منكر، وقد أنكره غير واحد من الأئمة ..
وقد خولف فيه علي بن مسعدة الباهلي كما سأبينه بتفصيل بإذن الله ..
ـ[ابوخالد الإماراتي]ــــــــ[30 - 08 - 02, 07:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية فإنني أريد تسلية الذين أعلوا هذا الحديث في المنتدى بقول الإمام مسلم في التمييز عند جوابه لمن ذكر له أن أناسا ينكرون قول القائل من أهل العلم إذا قال هذا حديث خطأ .... ، قال رحمه الله: ((اعلم وفقنا الله وإياك أن لولا جملة العوام مستنكري الحق وراميه بالجهالة لما بان فضل عالم على جاهل، ولا تبين علم من جهل، ولكن الجاهل ينكر العلم لتركيب الجهل فيه، وضد العلم هو الجهل، فكل ضد ناف لضده، دافع له لا محالة، فلا يهولنك استنكار الجهال وكثرة الرعاع لما خص به قوم وحرموه، فإن تعداد العلم دائر إلى معدنه، والجهل واقف عي أهله))
ثانيا: أقول لك يا مبارك: إنك أكثرت الهرف بما لا تعرف، فانطق بعلم أو اسكت بحلم.
ثالثا: ما هو دليلك على عدم الإنكار بالتفرد، ولقد نقل لك الأخ خليل كلام الحافظ ابن رجب في تعليل المتقدمين بالتفرد، وقوله: ((وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار أيضا))، فإذا كانت بعض تفردات الثقات تستنكر من قبل الحفاظ فكيف بمن هو دونهم، قال الترمذي في العلل الصغير 1/ 72: (فكل من روي عنه حديث ممن يتهم أو يضعف لغفلته أو لكثرة خطئه ولا يعرف ذلك الحديث إلا من حديثه فلا يحتج به).
ثالثا: أين أنت من كلام ابن الصلاح رحمه الله الذي عولتم على كتبه في دراسة المصطلح أو على الكتب التي سارت على منهجه، عندما قال: ((ويستعان على إدراكها ـ أي العلة ـ بتفرد الراوي وبمخالفته غيره له مع قرائن تنظم إلى ذلك تنبه العارف بهذا الشأن ـ لا أدري أهو مبارك أم لا ـ على إرسال في الموصول أوقف في المرفوع، أو دخول حديث في حديث أو وهم واهم لغير ذلك)).
فأقول: أين أنت من هذا؟
اقرأ بارك الله فيك التفريق بين التفرد والمخالفة، فلا يلزم من التعليل بالتفرد أن تكون هناك مخالفه، ولا أدري من أين أتيت بهذا؟
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[30 - 08 - 02, 07:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أبي سهل السهيلي إلى الإخوة الأحباب
بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما كنت أتخيل أبدا أن أكون سببا لهذه المناقشات
ولكن هذا قدر الله
وأنا أرى أن بعض الأخوة لا يعجبهم ما ذكرته، وقد تكرم بعض الأخوة ببيان بعض الملاحظات على كلامه، وسوف أبين بعض الملاحظات الأخرى إن شاء الله في وقت لاحق، لأني أحب أن أنقل لكم كلام العلماء نصا بشأن بعض الملاحظات، أما الأن فلا أستطيع،حيث أني أتواصل معكم من مكان عام، ولا تحضرني كتبي.
والله المستعان، وعليه وحده التكلان
والحمد لله أولا وأخيرا
ـ[مبارك]ــــــــ[30 - 08 - 02, 05:57 م]ـ
* أما الأخ الفاضل خليل بن محمد فسوف احفظ لك جميل عطرك الذي نستنشقه مع كل إطلالة تزكيها بالشذا الفياح، الذي تتعطر به المكتبات ـ اقصد مكتبتي الخاصة ـ بما تتفضل عليهامن التتمات، فجزاك الله خير الجزاء، والرسول الكريم يقول: (من صنع إليه معروف، فقال لفاعله:
جزاك الله خير ا، فقد أبلغ الثناء).قلت: ولا ينكر صنيع المعروف إلا قليل الإحسان.
* أتمنى أن لا يفسد هذا الخلاف ـ إن كان هناك خلاف ـ التواصل العلمي بيننا
* الترفع عن سفاسف الكلمات، والبحث عن أجمل العبارات، حتى
تنمي التواصل والمحبة بينا أعضاء الملتقى المبارك،إن شاء الله.
* على طالب العلم الحق إذا بين له الحق، أن يكون متعاونا في طلب الحق ومعرفته، والانقياد والتسليم له كناشد ضالة لا يفرق بين أن تظهر الضالة على يده أو على يد من يعاونه، ويرى رفيقه وصاحبه معينا له على معرفة الحق لا خصما، ويشكره ويدعوا له إن أبان له خطئه وأظهر له الحق.
إن المسلم طالب الحق باحث عن الحقيقة ينشد الصواب ويفر من الخطأ يقول صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر، فقال رجل: يارسول الله إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا، قال: إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس ". فإنكار الحق وعدم قبوله أو خفاؤه وستره من صفات اليهود والنصارى وهو أمر خطير يهدد مصير الإنسان في الآخرة، إذ تنضم إلى اختلاف الآراء عوامل أخرى تستغل تباين الأنظار والأفكار للتنفيس عن أهواء باطنة ومن ثم ينقلب البحث عن الحقيقة إلى ضرب من العناد لا صلة به بالعلم البتة.
ولو تجردت النيات للبحث عن الحقيقة وأقبل روادها وهم بعداء عن طلب الغلبة والحسد والسمعة لصفيت المنازعات الت ملأت التاريخ بالأكدار والمآسي ولذلك كانت عناية السلف رحمهم الله تعالى منصبة
على تخليص النية من الشوائب عند المناقشات والمناظرات.
يتبع
¥(35/95)
ـ[مبارك]ــــــــ[30 - 08 - 02, 06:56 م]ـ
* ماتقدم من كلام لي يتعلق بما ذكره الأخ الكريم السهيلي فقط، فلم أتتبع طرقه وشواهده أنما أدليت بما عندي بحسب مارأيته من كلام السهيلي.
* بالنسبة لتفرد الصدوق، فأنا لم أنفي رد روايته مطلقا، إنما اتجها كلامي على من يجعل أن الأصل في رواية الصدوق الرد مطلقا حتى يأتي من يتابعه على روايته.
والصدوق هو الذي خف ضبطه وهو أدنى مرتبة مما قيل فيه (ثقة)
وكونهم ـ أي الحفاظ ـ قالوا فيه: (صدوق) يعني: أنهم سبروا حديث هذا الإنسان فتبين لهم أن أكثر أحاديثه مستقيمة ـ أي على الجادة ـ
وبعضه فيها ضعف، اليس هذا هو شرح تلك الكلمة، حينئذ نقول: من كان في هذه المثابة هل يهدر حديثه كله من أجل خشية أن يكون فيها
بعض تلك الأحاديث من نوع الذي وهم فيها أم أن الأصل أن نأخذ أحاديثه حتى يتبين لنا وهمه.
إذن هناك سبيلين لا بد منهما ولا ثالث لهما:
إما أن نرد حديث الصدوق مطلقا حتى يتبين لنا صحته بالمتابعة.
وإما على العكس من ذلك أن نقبل حديثه حتى يتبين لنا خطأه بمخالفته لمن هو أوثق منه، أو وجود نكارة في حديثه، أو تنصيص أحد العلماء المرجوع إليهم على خطئه، وهذا حيث لا يوجد مخالف منهم لذلك المعلل، وحيث يصرح بإثبات العلة، فأما إن وجد غيره قواه ـ حينئذ ـ
يتوجه النظر إلى الترجيح بين كلامهما.
ولا شك أن هذا السبيل أولى من الأول، لأنه (الأول) يعني: رد
أحاديث الصدوق بمجرد احتمالأنه أخطأ؟! صحيح هو أخطأ في بعض ألأحاديث لكن ماتبين لنا خطأه في هذا الحديث وفي ذاك الخ
فإذن الفائدة من هذا القول الدقيق صدوق هو خذ حذرك أن هذا الإنسان ليس صحيح الحديث، فتنبه لعل حديث من أحاديثه تكون من تلك الأحاديث التي أنتقد من أجله ونزلت مرتبته من ثقة إلى صدوق.
يتبع
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[30 - 08 - 02, 09:41 م]ـ
جزى الله الأخ المفضال مبارك خيرا ..
يضاف إلى من أنكر الحديث:
- ابن حبان: قال في المجروحين (2/ 111): "كان ممن يخطىء على قلة روايته، وينفرد بما لا يتابع عليه فاستحق ترك الاحتجاج به بما لا يوافق الثقات من الأخبار"، ثم روى الحديث المذكور.
- أبو أحمد الحاكم: قال في الأسامي والكنى (4/ 81) بعد أن رواه من طريقه: "هذا حديث منكر لا يتابع عليه علي بن مسعدة، وله من هذا الضرب أحاديث عن قتادة رواها عنه الثقات".
والحديث رواه عن علي بن مسعدة الباهلي: زيد بن الحُباب العكلي، ومسلم بن إبراهيم.
ولم أجد من نبه على علة هذا الحديث، وهي المخالفة.
فقد قال الإمام أحمد في الزهد (ص96): حدثنا عبد الوهاب الخفاف أنبأنا سعيد عن قتادة، قال الخفاف: وسمعت موسى الأسواري أيضا قال: أوحى الله تبارك وتعالى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام أن: (كل بني آدم خطاءون وخير الخطاءين التوابون).
وهذا سند جيد إلى قتادة، وسعيد بن أبي عروبة من أثبت الناس فيه، ولكنه اختلط ولا يضر هنا لأن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ممن روى عنه قبل الاختلاط، وهو من أثبت الناس في سعيد كما قال الإمام أحمد.
روى علي بن مسعدة هذا الحديث عن قتادة فوهم في ذكر أنس، وفي رفع الحديث.
ولعلي بن مسعدة حديث آخر عن قتادة وهم في رفعه.
ـ[مبارك]ــــــــ[30 - 08 - 02, 10:10 م]ـ
إذن قد يعل حديث الثقة ومن باب أولى الصدوق بسبب التفرد من خلال النظر في الإسناد والمتن، فقد تكون هناك علة في الإسناد كتدليس، أو انقطاع، أو إرسال خفي، أو وجود نكارة في المتن، فإذا صرح أحد العلماء المرجوع إليهم في هذا الفن بإن هذا السند وإن كان ظاهره الصحة فهو معلول، ثم ساق العلة وليس عندنا مايرده أو يخالفه
فالعمل بكلامه هو الواجب، حتى يظهر لنا خلاف قوله بكلام العلماء ـ أيضا ـ أو بقواعد العلماء.
وبالنسبة إلى نقد المتن فهذا لا يستطيع أن ينهض به أو يقوم به إلا
كبار علماء الحديث الذين جمعوا بين الرواية والدراية كأحمد بن حنبل والبخاري ومسلم، وأبي داود و الترمذي والنسائي؛ وابن خزيمة وابن جرير وابن حبان، والدارقطني والبيهقي وابن حزم، وابن عبد البر
وابن القطان، وابن تيمية وابن قيم الجوزية، والذهبي وابن حجر العسقلاني وغيرهم.
* حينما يعلون حديث ما، لا لكونه ماجاء إلا من طريق غريب فرد، إنما لا حتمال عدم السماع، لذا نجد البخاري رحمه الله يقول في (تاريخه): فلان لا يتابع عليه. ولا أدري أسمع من فلان أم لا.
تفسير ذلك أن احتمال عدم السماع قائم عند البخاري، لأنه يشترط اللقاء، وليس ذلك بشرط عند جمهور المحدثين، بل يكفي عندهم مجرد إمكان اللقاء مع أمن التدليس. فوجود المتابع مع هذا الشرط يزيل الاحتمال.
* من ثبت لنا صدقه فالأصل قبول روايته، فمن ادعى عليه الخطأ فعليه إثباته، ونحن إليه صائرون.
* والسيرة العملية لأهل العلم أنهم ينظرون إلى السند غالبا عند تعليلهم للأحاديث، وقد يلتمسون ذلك في المتن، فمن طالع كتاب العلل
(وهو جزء صغير حوى بين طياته علم غزير) لعلي بن المديني، والعلل لابن أبي حاتم، والعلل ومعرفة الرجال للإمام أحمدبن حنبل، والعلل للترمذي، والعلل للدار قطني، وكتاب السنن الكبرى للبيهقي والتمهيد والإستذكار لا بن عبدالبر والمحلى لابن حزم والتلخيص الحبير وفتح الباري لابن حجر، والأحكام للإشبيلي، والوهم والإيهام لبن القطان،والإمام في معرفة أحاديث الأحكام لبن دقيق العيد، والبدر المنير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير لابن الملقن وغيرهم، يعرف حقيقة ذلك
وهولاء الحفاظ الكبار يختلفون في تعليل بعض الأحاديث فتجد البعض يرجح في رواية الوصل والآخر الإرسل، والبعض يرجح الرفع والبعض يرجح الوقف، والبعض يرجح ذكر الواسطة والآخر بدوب ذكر الواسطة والبعض يجمع فيقول الكل صحيح،والبعض يتوقف كما يفعل ذلك كثيرا البخاري
كماهو موجود في كتاب العلل الكبير للترمذي وغير ذلك من التباين في الأحكام، وفي الرجال أكثر.
يتبع
¥(35/96)
ـ[مبارك]ــــــــ[31 - 08 - 02, 02:36 ص]ـ
* ورأيت في كتاب (المعرفة) ليعقوب بن سفيان انه يسوق بعض الأحاديث بالسند ثم يحكم عليها بالصحة وبعض من صحح لهم يكون تفرده بأصل الحديث لا بالسياق، وهذا موجود عند ابن خزيمة في صحيحه وابن حبان ويفعل ذلك الدار القطني في (سننه) والترمذي رحمه الله كم حديث يصححه أو يحسنه ثم يعقبه بقوله: لا نعرفه إلا من حديث فلان على هذا الوجه. وهكذا يفعل الحاكم وأبو نعيم والبيهقي وابن حزم وابن عبدالبر وابن تيمية وابن القيم وضياء الدين المقدسي وابن دقيق العيد والنووي وابن الملقن والذهبي لا سيما في كتابه (السير) وابن حجر العسقلاني والسخاوي والسيوطي والمناوي والشوكاني وابن الوزير والمعلمي اليماني وأحمد شاكر والألباني وغيرهم.
والبخاري رحمه الله حسن أحاديث ممن تكلم فيهم وهاأنا أذكر بعض ممن حسن له على سبيل المثال للحصر:
ــ حديث عثمان في تخليل اللحية على الرغم أن فيه عامل بن شقيق وهو مختلف فيه ومع ذلك حسنه (أنظر: علل الترمذي الكبير 1/ 115).
ــ وسئل رحمه الله عن حديث زيد بن ثابت أن عثمان توضأ ثلاثا وقال:
هكذا ... وحسنه مع وجود عثمان ابن عمرو وفليح في السند وفيهما مقال (العلل الكبير: 1/ 122).
ــ وحسن حديث حمنة بنت جحش في المستحاضة وفيه عبدالله ابن محمد بن عقيل وهو متكلم فيه ويبنى على ثبوته خلاف فقهي كبير بل احتجى بروايته أحمد بن حنبل واسحاق بن ابراهيم والحميدي. (العلل الكبير: 1/ 81، 187).
والغرض من ذكر ذلك أن بعض العلماء يصححون ويحسنون ولا يقفون عند التفرد فيجعلونه علة.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[31 - 08 - 02, 10:16 م]ـ
الأخ الكريم مبارك وفقه الله ..
قلت أنت بارك الله فيك:
والصدوق هو الذي خف ضبطه وهو أدنى مرتبة مما قيل فيه (ثقة)
وكونهم ـ أي الحفاظ ـ قالوا فيه: (صدوق) يعني: أنهم سبروا حديث هذا الإنسان فتبين لهم أن أكثر أحاديثه مستقيمة ـ أي على الجادة ـ
وبعضه فيها ضعف، اليس هذا هو شرح تلك الكلمة، حينئذ نقول: من كان في هذه المثابة هل يهدر حديثه كله من أجل خشية أن يكون فيها .... إلخ.
أقول:
أيهما أعدل في طنك؟؟
1 - أن نأخذ أحاديث هذا الراوي كلها صحيحها وغريبها؛ فنعلم بذلك يقيناً أننا أثبتنا بعض ما لم يثبت!!؟؟.
2 - أو أن نأخذ من حديث مثل هذا الراوي ما ثبتت صحته بمتابعة أو شاهد، ونترك سواه حتى نجد ما يثبته لنا؛ حتى لا نثبت ما لم يثبت، لأن الشرع لا يقوم بالاحتمال.
مع أن الحديث الذي تفرد به مثل علي ابن مسعدة الخطأ فيه أقرب من الصواب!! للتعليل الذي ذكره الأخ الكريم خليل، وقد بين الأخ التطواني وفقه الله موضع الخطأ بما لا يدع مجالاً للشك في ضعف الحديث.
تنبيه:
يجب ألا نعارض عمل الأئمة المتقدمين بما في كتب المصطلح من القواعد العامة التي وضعها المتأخرون لتقريب علم المتقدمين لنا؛ حيث إن كثيراً منها لها خصوصيات لم تذكر، يتبين ذلك بتتبع أحكام المتقدمين ومقارنتها ببعض هذه القواعد، كما قال ابن رجب رحمه الله تعالى في نقل الأخ خليل حفظه الله.
ـ[مبارك]ــــــــ[01 - 09 - 02, 01:28 ص]ـ
_ فائدة _
لو كان الراوي الثقة أو الصدوق يرد حديثه لمجرد أوهام له، لما سلم
لنا إلا القليل من جماهير الثقات من رجال الصحيحين فضلا عن غيرهم ولذلك جرى علماء الحديث سلفا وخلفا على الاحتجاج بحديثهم مالم يتبين وهمهم.قال الإمام الجليل والحافظ الناقد ابن حبان رحمه الله في
صحيحه (1/ 115 ـ شاكر):
" فإن قال: كان حماد (يعني: ابن سلمة) يخطىء؟ يقال له: وفي الدنيا أحدبعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرى من الخطأ؟ ولو جاز ترك حديث من أخطأ لجاز ترك حديث الصحابة والتابعين ومن بعدهم من المحدثين لأنهم لم يكونوا بمعصومين " ثم قال:
" فإن قال: حماد كثير خطاؤه. يقال له: إن الكثرة اسم يشتمل على معان شتى، ولا يستحق الإنسان ترك روايته حتى يكون منه الخطأ مايغلب صوابه، فإذا فحش ذلك منه، وغلب على صوابه، استحق مجانبة روايته، وأما من كثر خطاؤه، ولم يغلب على صوابه فهو
مقبول الرواية فيما يخطىء فيه، واستحق مجانبة ماأخطأ فيه فقط ".
وقال ابن حبان في ترجمة أبي بكر بن عياش من كتاب (الثقات)
(3/ 669 ـ 670):
" وكان يحيى القطان وعلي بن المديني يسيئان الرأي فيه، وذلك
أنه لما كبر سنه ساء حفظه فكان يهم إذا روى، والخطأ والوهم شيئان
لا ينفك عنهما البشر، فلو كثر خطاءه حتى كان الغالب على صوابه، لا يستحق ترك حديثه بعد تقدم عدالته وصحة سماعه " ثم قال:
" والصواب في أمره مجانبة ماعلم أنه أخطأ فيه، والاحتجاج بما يروايه، سواء وافق الثقات أو خالفهم، لأنه داخل في جملة أهل العدالة
، ومن صحت عدالته لم يستحق القدح ولا الجرح، إلا بعد زوال العدالة عنه بأحد أسباب الجرح. وهذا حكم كل محدث ثقة صحت عدالته، وتيقن خطؤه ".
¥(35/97)
ـ[مبارك]ــــــــ[01 - 09 - 02, 02:04 ص]ـ
قال الإمام الصيرفي الناقد الذهبي في (الميزان) (3/ 141):
" ولا من شرط الثقة أن يكون معصوما من الخطايا والخطأ، ولكن فائدة ذكرنا كثيرا من الثقات الذين فيهم أدنى بدعة أو لهم أوهام يسيرة في سعة علمهم أن يعرف أن غيرهم أرجح منهم وأوثق إذا عارضهم أو خالفهم ".
وقال ذهبي العصر المعلمي اليماني في كتابه النفيس (التنكيل)
(ص/ 696):
" وليس من شرط الثقة أن لا يخطىء ولا يهم، فما من ثقة إلا وقد أخطأ، وإنما شرط الثقة أن يكون صدوقا الغالب عليه الصواب، فإذا كان كذلك، فما تبين أنه أخطأ فيه اطرح وقبل ماعداه ".
قال أمير المؤمنين في الحديث ابن حجر في (القول المسدد) (67)
" ثم لو كل من وهم في حديث سري في جميع حديثه حتى يحكم
على أحاديثه كلها بالوهم لم يسلم أحد ".
* هناك بعض كتب الجرح والتعديل تفيد من حيث أنها تسرد في ترجمة الراوي ما أنكر عليه من أحاديث ككتاب (الكامل) لابن عدي،
و (الميزان) للذهبي، بل نجد الاول يقول: وعامة ما انكر عليه هو هذا الذي ذكرته وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيما.
وقد ينازع الامام الجليل ابن عدي في ما قال لاننا وجدنا أحاديث منكرة في بعض الرواة غير التي ذكرها في الترجمة.
وكذا الذهبي يذكر في ترجمة رجل من رجال الصحيح وقد تكلم فيه ويسوق ما انكر عليه وربما يكون بعض ما ذكره في أحد الصحيحين وهذا لا يسلم له. وبالله المستعان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
وكتبه أبو عبد الرحمن عفا الله عنه ...
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[01 - 09 - 02, 02:36 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
إن رد تفرد الصدوق مطلقاً باطل قطعاً.
بل تفرد الصدوق له حالات وأحكام، وخلاصة ذلك أن مرده إلى القرائن المحتفة بالحديث، وما يقوم في نفس الناقد البصير.
وكم من حديث صححه البخاري وهو من باب تفرد الصدوق، وكذا مسلم وكذا الإمام أحمد وغيرهم من أئمة السلف.
فرد تفرد الصدوق مطلقاً حتى ولو كان عن الحفاظ كقتادة والزهري -فرده مطلقاً- من الباطل والزور والمنكر الذي خالف المستقر عند المتقدمين والمتأخرين.
والله الموفق.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[01 - 09 - 02, 06:36 م]ـ
وقبول تفرد الصدوق مطلقاً باطل قطعاً ..
وكما قال ابن رجب: لهم في كل حديث نظر خاص ...
ولكن الأكثر في عملهم رد تفرد الصدوق وخصوصاً غير المكثر؛ والله أعلم.
ـ[مبارك]ــــــــ[02 - 09 - 02, 01:00 ص]ـ
دعك من هذه الإطلاقات الغير المحققة وعليك بالأمر العتيق والسيرة العملية للمتقدمين والمتأخرين ترد قولك، ولم ننكر رد رواية الثقة أو الصدوق إذا قام الدليل على وهمه وخطئه، إنما الكلام في رد روايته من غير حجة وبرهان بدعوى التفرد واحتمال الوهم ... وبالله المستعان
ـ[محمد المباركي]ــــــــ[26 - 09 - 02, 07:17 ص]ـ
أخرج ابن المبارك في الزهد (100 ح299)
والبيهقي في الشعب (2/ 47/269 ـ هنديه) بإسناد جيد
عن ابن عمر قوله: "كل ابن آدم خطاء إلا ما رحم الله "
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 02 - 03, 10:53 م]ـ
قال الأخ الفاضل مبارك: * حينما يعلون حديث ما، لا لكونه ماجاء إلا من طريق غريب فرد، إنما لا حتمال عدم السماع، لذا نجد البخاري رحمه الله يقول في (تاريخه): فلان لا يتابع عليه. ولا أدري أسمع من فلان أم لا. تفسير ذلك أن احتمال عدم السماع قائم عند البخاري، لأنه يشترط اللقاء، وليس ذلك بشرط عند جمهور المحدثين، بل يكفي عندهم مجرد إمكان اللقاء مع أمن التدليس. فوجود المتابع مع هذا الشرط يزيل الاحتمال.
وفي موضع آخر رد على الأخ بو وليد، ونقل عن حاتم العوني أن شرط البخاري هو مثل شرط مسلم، لا كما يظن المتأخرون (عياض فمن بعده)! ولا أعلم على أي الأمرين استقر الرأي عند أخينا مبارك.
ـ[أبو محمد الجبرتي]ــــــــ[20 - 05 - 03, 11:34 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم
أما بعد.
سبحان من لا يسهو، عند قرآة الحديث ورجوعي الى ماعندي من المصادر من سنن الترمذي وابن ماجه وغيرهم تبين لي هناك إنقطاع.
ومما لا اختلاف فيه عند علماء الحديث أن قتادة بن دعامة السدوسي لم يسمع عن أحد من الصحابة، قيل رآى انس بن مالك رضي الله عنه وهو يصلي وذكر وصف صلاته ولذا فهو تابعي إلا انه لم يثبت سماعه عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
ولذا أرى والعلم عند الله ان الحديث له ثلاثة علل الأول علي بن مسعدة فلا مزيد علي ماذكره الإخوة الفضلاء.
والثاني فيه بقية بن الوليد وهو يدلس تدليس التسويه فلا يقبل إلا ما ذكر جميع اسناده بالسماع.
والثالث ماذكرته من إنقطاع الإسناد لأن قتادة بن دعامة مدلس ولم يسمع من أنس بن مالك رضي الله عنه.
هذا ماطهر لي والعلم عند الله، وصلي الله وسلم علي سيدنا ممحد وعلي آله وصحبه وسلم.
¥(35/98)
ـ[العاصمي]ــــــــ[17 - 09 - 05, 11:12 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم
أما بعد.
سبحان من لا يسهو، عند قرآة الحديث ورجوعي الى ماعندي من المصادر من سنن الترمذي وابن ماجه وغيرهم تبين لي هناك إنقطاع.
ومما لا اختلاف فيه عند علماء الحديث أن قتادة بن دعامة السدوسي لم يسمع عن أحد من الصحابة، قيل رآى انس بن مالك رضي الله عنه وهو يصلي وذكر وصف صلاته ولذا فهو تابعي إلا انه لم يثبت سماعه عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
ولذا أرى والعلم عند الله ان الحديث له ثلاثة علل الأول علي بن مسعدة فلا مزيد علي ماذكره الإخوة الفضلاء.
والثاني فيه بقية بن الوليد وهو يدلس تدليس التسويه فلا يقبل إلا ما ذكر جميع اسناده بالسماع.
والثالث ماذكرته من إنقطاع الإسناد لأن قتادة بن دعامة مدلس ولم يسمع من أنس بن مالك رضي الله عنه.
هذا ماطهر لي والعلم عند الله، وصلي الله وسلم علي سيدنا ممحد وعلي آله وصحبه وسلم.
أخي الفاضل أبا محمد، حفظك الله، و سدد خطاك ...
سماع قتادة من أنس - رضي الله عنه - مما يقطع به كل حديثي، شدا طرفا من أصح أسانيد الصحيحين ... هذا مما لا يرتاب فيه ...
و قد اتفقوا و أطبقوا على سماعه منه، و انما اختلفوا في سماعه من غير أنس ... و قد ذهب غير واحد الى سماعه من عبد الله بن سرجس، رضي الله عنه.
نعم؛ يوجد غير واحد من صغار التابعين، رأوا أنسا، و لم يسمعوا منه، و قتادة ليس منهم بلا ثنيا ...
زادك الله حرصا، و بارك فيك.
ـ[أبو سهل السهيلي]ــــــــ[18 - 09 - 05, 05:42 م]ـ
من أبي سهل السهيلي إلى جميع الأحبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت قد حققت هذا الحديث منذ زمن بعيد، ثم وضعته هنا على الملتقى منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، ثم وجدت أن الحديث قد ثار حوله كثير من الجدل، فرأيت إعادة تخريجه، ليظهر لي الصواب، فظهر والحمد لله.
إليك إعادة التخريج حيث أنه وقع لي وهم نبهني عليه التطواني جزاه الله خيرا، وما كان في التخريج بلون مغاير فهو مما لم أذكره في المرة الأولى، والحمد لله وحده.
" كل بنى آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون ".
ضعيف
رواه الترمذي [2499].
وابن ماجه [4251].
والدارمي [2730].
وأحمد في (المسند) (3/ 198) ومن طريقه الخلال كما في (المنتخب من العلل) [37].
وعبد بن حميد في (المنتخب) [1197 بتحقيقي].
وابن أبى شيبة في (المصنف) (7/ 62) أو (13/ 187).
والحربي في (غريب الحديث) (2/ 719).
وأبو يعلى [2922].
والحاكم (4/ 244) أو (4/ 272).
والروياني في (مسنده) [1366].
وابن بطة في (الإبانة) [1076].
والبيهقى في (الشعب) (5/ 420) [7127].
وابن حبان في (المجروحين) (2/ 111).
وابن عدى في (الكامل) (5/ 1850) أو (5/ 207).
وأبو الشيخ في (جزء من أحاديثه بانتقاء بن مردويه) [133].
والشجري في " الأمالى " (1/ 198).
والأصبهاني في (الترغيب والترهيب) (1/ 439) [774]- من طريق ابن أبي الدنيا، ولم أجده في مطبوع التوبة -.
وابن عساكر في (جزء التوبة) [11].
والمزي في (تهذيب الكمال) (21/ 131).
من طريق على بن مسعدة حدثنا قتادة عن أنس رضى الله عنه مرفوعا.
قال الترمذي: " حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث على بن مسعدة عن قتادة " أ. هـ
وقال البيهقي: " تفرد به على بن مسعدة " أ. هـ
وقال الحاكم " صحيح الإسناد ولم يخرجاه " أ. هـ
فرده الذهبي بقوله: "علي لين " أ. هـ
قلت: ولهذا حكمت على الحديث بالضعف.
فعلي هذا اختلفوا في توثيقه وتضعيفه.
فقال ابن معين: "صالح"
وقال أبو حاتم: " لا بأس به ".
ولكن قال البخاري: " فيه نظر"، وقال أبو داود: " ضعيف "
وقال النسائي: " ليس بالقوى "،
وقال ابن عدى: " أحاديثه غير محفوظة "
وضعفه العقيلي في " الضعفاء ".
وقال ابن حبان: " كان ممن يخطئ على قلة روايته، وينفرد بما لا يتابع عليه، فاستحق ترك الاحتجاج به بما لا يوافق الثقات من الأخبار "
ثم أخرج له هذا الحديث.
ولذلك قال الحافظ " صدوق له أوهام ".
قلت: فستخلص من ذلك أنه قد يكون في نفسه صدوقاً، ولكن لا يحتمل منه التفرد بأي حال من الأحوال.
ولذلك أشار البيهقي بقوله: " تفرد به علي بن مسعدة "
¥(35/99)
وهولم يوافق الثقات في هذا الحديث، فلا يحسن هذا الحديث بحال.
وقد ضعفه الذهبي كما مر، وكذلك العراقي كما أورده الزبيدي في (إتحاف السادة المتقين) (8/ 596) فنقل عن العراقي قوله:-
" فيه علي بن مسعدة ضعفه البخاري ".
قلت: وهذا هو الراجع عندي، وإن حسنه الفضلاء، والله أعلم.
قلت: الأخ الفاضل المبارك (هل تذكر ما قلته من قبل عن اسمك؟ هذه دعابة لك)، والله إني لأحبك في الله عز وجل.
الأخ الفاضل: جزاك الله خيرا على ما قدمت، وأيضا لأنك جعلتني أعيد النظر في هذا الحديث، وظهر لي وهم فيه يأتي ذكره، ولكن لي بعض الملاحظات منها:
أولا: أما يكفيك تضعيف من سبقنا من المتقدمين في تضعيف هذا الحديث؟
فقد أورده ابن حبان في (الجروحين) في ترجمة علي بن مسعدة.
وابن عدي في (الكامل)
وكذا الذهبي في (ميزان الاعتدال)
وأيضا قوله السابق ذكره في (التلخيص) وغيرهم ممن ضعف الحديث.
وأيضا ممن ضعفه من المعاصرين كما تعلم.
ثانيا: لماذا قارنت بين قول البخاري: "فيه نظر"، وقوله: "سكتوا عنه "؟
أليس قوله: "فيه نظر" تضعيفا له؟ هل توافقني على ذلك أم لا؟
وصنيعك هذا (على قولك) يشبه من يقارن بين قول العالم "ضعيف جدا" و "ضعيف"، نعم الأول أشد، ولكن هل الثاني تضعيف أم لا؟
وقد تفضل محمد الأمين بنقل بعض التوضيح لهذه القاعدة عند العلماء من قول البخاري: "فيه نظر"، فجزاه الله خيرا.
ثالثا: وجدت الألباني قد حسن حديثا أخر له في (الصحيحة) [2841]، وكأنه يقبل حديثه، وهذا كان ظني، ولكن وجدته قد ضعف حديث "الإسلام علانية، والإيمان في القلب"، فقال في (شرح العقيدة الطحاوية) (هامش رقم 427): [إسناده ضعيف، فيه علي بن مسعدة، قال العقيلي في (الضعفاء): قال البخاري: "فيه نظر"، وقال عبد الح الأزدي في (الأحكام الصغرى) (ق 3/ 2): "حديث غير محفوظ"].
وقال [434]: [ضعيف كما سبق آنفا].
قلت: وقد وقع في (الإبانة)، وذكره الذهبي في (التاريخ) على أنه حديث واحد بإسناد واحد، فما يقال في طرفه الأول يقال في الطرف لأخر.
رابعا: قد وهمت في عزوي للحديث لزهد أحمد، والصواب ما ذكره التطواني فهو ليس مرفوعا، وراجع كلامه.
خامسا: وهم من ظن أن قتادة لم يسمع من أنس رضي الله عنه، بل روايته عنه في الصحيحين وغيرهما فقد روى البخاري وحده (200)، ومسلم (219) [بالمكرر] من الأحاديث من طريق قتادة عن أنس، وحقا والله سبحان من لا يسهو.
سادسا: قد اتهم قتادة بالتدليس، ولكن علة تفرد علي بن مسعدة أشد من القول بتضعيف الحديث بتدليس قتادة.
سابعا: أقول هنا كما يقول غيري في كثير من الأحاديث، أين أصحاب قتادة على كثرتهم من هذا الحديث؟؟؟
ثامنا: العجب من ابن الغرس حيث قال: صحيح!!
نقله العجلوني في (كشف الخفاء) [1969] حيث قال: " قال في التمييز: أخرجه الترمذي وابن ماجه وسنده قوي، وقال ابن الغرس: صحيح، وقيل: ضعيف "
وقال الزبيدي في (الإتحاف) (8/ 596): "وفي أمالي أبي زرعة: حديث فيه ضعف"
قال الزبيدي: "فكأنه تبع فيه والده "
تاسعا: لم أكن أول من يضعف الحديث، بل آخذ بقول من ضعفه، وقد ذكر لك خليل بن محمد قول الإمام أحمد عن الحديث، فقد قال: هذا حديث منكر.
أخيرا: العبد الفقير يطلب منك أن تسأل العلماء المعاصرين عن هذا الحديث، أمثال الحويني ومشهور والهلالي وغيرهم من المعاصرين المشهود لهم بالعلم والصلاح - ولا نزكي على الله أحدا - ولا أعلم قولهم في هذا الحديث، ولكن ظني أنهم سيضعفونه، والله أعلى وأعلم، وأخبرني بقولهم جزاك الله خيرا.
هذا ويسعدني دائما النقد البناء المخلص لبيان الحق، والحمد لله وحده.
¥(35/100)
تنبيه هام جدا: أنا والله أحب العلماء وأجلهم، ويعلم الله وحده أن منهم من أحبه أكثر من أهل بيتي، فلولاهم لما تعلمنا التوحيد والفقه والحديث وغير ذلك، ففضلهم علينا عظيم، وأقول ذلك لأني أثناء كلامي لا أقول الشيخ الألباني أو الحويني أو مشهور أو الهلالي وغيرهم من العلماء، وليس هذا تقليلا من شأنهم، ولكن لا أستطيع أن أقول رواه ابن ماجه وصححه الشيخ الألباني، ولا رواه النسائي وصححه الشيخ الحويني، ولا رواه أحمد وصححه الشيخ شاكر، كيف أذكر ابن ماجه، والنسائي وأحمد هكذا، وأقول عن المعاصرين والمتأخرين الشيخ؟؟
فإما أن أقول عن كل عالم: "الشيخ أو الإمام "، أو أساوي بين الجميع، وهذا ما وجدته مناسبا والله أعلى وأعلم، وهذه نصيحة لي ولغيري، ولا أظن أبدا أن أحدا من المعاصرين الذين أذكرهم بدون اللقب اللائق بهم يغضب من أجل ذلك.
[نقلا من مقدمة كتاب القدر للبيهقي، للعبد الفقير]
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[18 - 09 - 05, 08:15 م]ـ
جزى الله الأخ المفضال مبارك خيرا ..
يضاف إلى من أنكر الحديث:
- ابن حبان: قال في المجروحين (2/ 111): "كان ممن يخطىء على قلة روايته، وينفرد بما لا يتابع عليه فاستحق ترك الاحتجاج به بما لا يوافق الثقات من الأخبار"، ثم روى الحديث المذكور.
- أبو أحمد الحاكم: قال في الأسامي والكنى (4/ 81) بعد أن رواه من طريقه: "هذا حديث منكر لا يتابع عليه علي بن مسعدة، وله من هذا الضرب أحاديث عن قتادة رواها عنه الثقات".
والحديث رواه عن علي بن مسعدة الباهلي: زيد بن الحُباب العكلي، ومسلم بن إبراهيم.
ولم أجد من نبه على علة هذا الحديث، وهي المخالفة.
فقد قال الإمام أحمد في الزهد (ص96): حدثنا عبد الوهاب الخفاف أنبأنا سعيد عن قتادة، قال الخفاف: وسمعت موسى الأسواري أيضا قال: أوحى الله تبارك وتعالى إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام أن: ((كل بني آدم خطاءون وخير الخطاءين التوابون)).
وهذا سند جيد إلى قتادة، وسعيد بن أبي عروبة من أثبت الناس فيه، ولكنه اختلط، ولا يضر هنا لأن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ممن روى عنه قبل الاختلاط، وهو من أثبت الناس في سعيد كما قال الإمام أحمد.
روى علي بن مسعدة هذا الحديث عن قتادة، فوهم في ذكر أنس، وفي رفع الحديث.
ولعلي بن مسعدة حديث آخر عن قتادة وهم في رفعه.
رَعَاكَ اللهُ أَبَا إِسْحَاقَ، فَقَدْ صَدَقْتَ وَبَرَرْتَ
وَمَا عَلَيْهِ اِعْتِرَاضٌ فِي إِبَانَتِهِ ... وَهُوَ الصَّدُوقُ فَثِقْ بِالْحَقِّ وَالْتَزِمِ
ـ[السبيل]ــــــــ[20 - 09 - 05, 12:56 ص]ـ
قال الأخ مبارك " ومما ينقض مانقل عن الشيخ طارق بن محمد محقق كتاب العلل للإمام الخلال، حديث (إنما
الأعمال بالنيات ... ) فنقول له: لما لم ينقل بسند صحيح إلا عن طريق عمر رضي الله عنه، اين أصحاب الرسول الكريم عن هذا الحديث ولما تفرد به عمر، ونقول: لما تفرد علقمة بن وقاص عن سائر طبقته من التابعين، ونقول: ولما تفرد به محمد بن إبراهيم التيمي، فأين أصحاب علقمة عن مثل هذا الحديث، ولما تفرد به يحيى بن سعيد الأنصاري، فأين أصحاب التيمي عن مثل هذا الحديث"
قال علقمة سمعت عمر بن الحطاب رضي الله عنه على المنبر قال: .... ألحديث
لقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوسا في المسجد يسمعون ما يقول عمر
قال الحافظ: قال أبو جعفر الطبري: قد يكون هذا الحديث على طريقة بعض الناس مردودا لكونه فردا، ......... وهو كما قال فإنه إنما اشتهر عن يحي بن سعيد وتفرد به من فوقه ...........
وأطلق الخطابي نفي الخلاف بين أهل الحديث في أنه لا يعرف إلا بهذا الإسناد، وهو كما قال لكن بقيدين، ...... ثانيهما السياق لأنه ورد في معناه عدة أحاديث صحت في مطلق النية .................... إلى غير ذلك مما يتعسر حصره، وعرف بهذا التقرير غلط من زعم أن حديث عمر متواتر، إلا إن حمل على التواتر المعنوي فيحتمل. نعم قد تواتر عن يحي. "الفتح"
ـ[نياف]ــــــــ[20 - 09 - 05, 01:46 ص]ـ
الشيخ عبدالعزيز الطريفي حفظه الله
يضعف هذا الحديث
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[20 - 09 - 05, 02:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قول ابن حبان في المجروحين
¥(35/101)
(علي بن مسعدة الباهلي كنيته أبو حبيب من أهل البصرة يروي عن قتادة روى عنه مسلم بن إبراهيم كان ممن يخطيء على قلة روايته وينفرد بما لا يتابع عليه فاستحق ترك الاحتجاج به بما لا يوافق الثقات من الأخبار روى عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون).
لا يعني به رد حديث علي بن مسعدة بل قيده برواية ما لايوافق الثقات.
وهذا لا يعني ابدا معنى رد التفرد المطلق الذي يكون من الضعيف الذي لا يتابع على روايته بل المراد الظاهر دخوله على المخالفة لمرويات الثقات فلا يجوز له أن يزاحمهم بالمخالفة.
وأما تفرده بما لم يروه غيره فإن العود فيه إلى قبول أصل روايته بناء على أصل علم الجرح والتعديل لذلك قال فيه ابن حجر (صدوق له أوهام) أي من درجات القبول عنده ما لم يأت ما يمنع كالمخالفة لذلك جعلها في المرتبة الخامسة فقال: (الخامسة من قصر عن درجة الرابعة قليلاا وإليه الإشارة بصدوق سيء الحفظ … أو له أوهام)
ولو نظرنا إلى الدرجة السادسة (من ليس له من الحديث إلا القليل ولم يثبت فيه مايترك حديثه من أجله وإليه الإشارة بلفظ مقبول حيث لا يتابع وإلا فلين).
لذلك لما أورده الذهبي في الكاشف (فيه ضعف وأما أبو حاتم فقال لا بأس به)
قال المناوي في فيض القدير (5/ 17) (لكن انتصر ابن القطان لتصحيح الحاكم وقال ابن مسعدة صالح الحديث وغرابته إنما هي فيما انفرد به عن قتادة).
وقال الحاكم: (4/ 244) (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه) وتعقبه الذهبي (قلت: على لين).
وقال الصنعاني في سبل السلام (4/ 180) (إسناده قوي).
والحديث حسنه شيخنا الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (1/ 831) (04516) وصحيح سنن الترمذي (2/ 305) وحسنه الشخ شعيب في شرح السنة ((55/ 92) قال: (وإسناده حسن) واحتج به ابن رجب الحنبلي جامع العلوم والحكم
(226).
وللحديث متابعة غريبة أخرجها أبو نعيم في الحلية (6/ 333) بإسناده إلى مالك عن الزهري عن أنس.
وقال: (غريب من حديث مالك تفرد به سليمان بن عيسى وهو الحجازي وفيه ضعف)
هذه عجالة الراغب في بيان ما أسعف لحظ المبحث ولو يسعف الوقت لفصلت زيادة وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[02 - 02 - 08, 01:13 ص]ـ
الإخوة الكرام بارك الله فيكم على هذه التحقيقات القيمة والبناءة
الأخ مبارك نفع الله به يبدو أنه اختلط عليه الأمر بعض الشيء في مسألة تفرد الصدوق بدون مخالفة الثقات له وهو يعتبر أن هذا لا ترد به روايته بناءا على أن الأصل في الحكم عليه بأنه صدوق إنما هو بعد سبر أحاديثه والتيقن من أن الغالب على أحاديثه الصحة والإستقامة فيكون الأصل في روايته الحسن ما لم يخطئ وهذا كلام سليم
ولكن ياأخي هذا ليس على إطلاقه وإنما في الحديث الذي اشتهر وعرف مخرجه فيستدل بمتابعته للثقات وموافقته لهم على استقامة روايته فلا يمنع حينها من اعتبار روايته في المتابعات والشواهد وأما إذا تفرد عن الثقات المشهورين المعروفين بالرواية وكثرة الطلاب فترد روايته ليس لأنه صدوق لذاته وإنما لهذه القرينة التي احتفت بالرواية وهو مجرد التفرد بما لم يروه غيره وهذا هو منهج المتقدمين في التعامل مع هذا النوع من الرواية بلا ريب وإنما قد يقبل تفرد الصدوق أيضا لقرينة احتفت بالرواية كأن يكون له خصوصية في شيخه بطول ملازمة أو ظبط لحديثه وهذا في ذلك الشيخ بالذات وإن كان هو في الجملة صدوق عنده أوهام فالصحيح والله أعلم أن الأصل في تفرد الصدوق خاصة هوالنكارة ورد حديثه إلا لقرينة معتبرة تنفي ذلك كقبولها من إمام معتبر ونحو ذلك وأما الإحتجاج بأنه مستقيم الرواية فهذا أوقع كثيرا من المتأخرين في تصحيح أحاديث حكم عليها الحفاظ بالشذوذ والنكارة ولعل هذا النوع أدقها في علم الحديث ولذا نجد كثيرا ممن لا يحسنه
وأما استشهاد الأخ بحديث الأعمال بالنيات فهذا مبحث آخر ثم هو مسلسل بالأئمة الحفاظ لا بمن هم دونهم في الظبط والإتقان ثم هل وجدت من تكلم من الأئمة الحفاظ على هذا الحديث؟؟ طبعا لا إذا هو تفرد مقبول
وقد ضعف العلامة عبد الله بن عبد الرحمان السعد حفظه الله هذا الحديث في أثناء شرحه لكتاب "التمييز" للإمام مسلم
والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم
ـ[فيصل أبو ذر]ــــــــ[02 - 02 - 08, 10:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا العلم الغزير
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[03 - 02 - 08, 11:08 ص]ـ
الاخ الكريم ابواسحاق التطواني
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة القيمة فقد كفيتنا في بيان علة هذا الخبر
فاصبح له علتان التفرد والمخالفة
وها هو ثمرة قراءة كتب الأئمة المتقدمين وعدم الاعتماد على المعاصرين!!
الذين يدندن حولهم كثير من صغار الطلبة
رحم الله من سلف ووفق الله من خلف(35/102)
تخقيق حديث من أحب أن يسبق الدائب المجتهد فليكف عن الذنوب
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[28 - 08 - 02, 11:33 م]ـ
من أحب أن يسبق الدائب المجتهد فليكف عن الذنوب
ضعيف جدا.
رواه أبو يعلى في (مسنده) (8/ 361/4950)
والبيهقى في (الشعب) (5/ 467/7310،7311)
وأبو نعيم في (الحلية) (10/ 400)
وابن أبى الدنيا في (التوبة) (4) وفي (الورع) (4).
من طريق على بن مسهر عن يوسف الصباغ عن عطاء عن عائشة رضى الله عنها مرفوعاً.
قال البيهقي: "تفرد به يوسف بن ميمون وهو منكر الحديث".
وقال أبو نعيم: " غريب، تفرد به يوسف عن عطاء ".
وميمون هذا ضعيف، قال البخاري: (منكر الحديث جدا)
وقال النسائي: (ليس بثقة).
وقد ورد موقوفا بسند ضعيف.
رواه ابن المبارك في (الزهد) (67)
وهناد في (الزهد) (896)
وابن أبى الدنيا في (الورع) (5).
قال الهيثمي في المجمع (10/ 200):
" وفيه يوسف بن ميمون وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور "
قلت: فإين يذهب توثيق ابن حبان أمام تضعيف الجمهور له!!!
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[08 - 02 - 06, 12:45 ص]ـ
.
وقد ورد موقوفا بسند ضعيف.رواه ابن المبارك في (الزهد) (67)
وهناد في (الزهد) (896)
وابن أبى الدنيا في (الورع) (5).
قال الهيثمي في المجمع (10/ 200):
" وفيه يوسف بن ميمون وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور "
قلت: فإين يذهب توثيق ابن حبان أمام تضعيف الجمهور له!!!
لم أرَ يوسف بن ميمون في سند ابن المبارك في الزهد
وهذا سند ابن المبارك أخبرنا سفيان عن حماد عن إبراهيم عن عائشة
ومن هذا الطريق رواه هناد في الزهد وأبو داود في الزهد (326)
ثم إن لفظ الحديث مرفوعاً وموقوفاً ((من سره أن يسبق الدائب المجتهد)) وليس ((من أحب أن يسبق الدائب المجتهد))(35/103)
تحقيق حديث (سوداء ولود خير من حسناء لا تلد)
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[28 - 08 - 02, 11:35 م]ـ
(سوداء ولود خير من حسناء لا تلد)
ضعيف جداً:
رواه الطبراني في"الكبير" (19/ 416/1004)، وابن حبان في "المجروحين" (2/ 111)
وتمام في "الفوائد" (1463) وأبو الشيخ في "الأمثال" (58)
من طريق يحيى بن درست عن علي بن ربيع عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده مرفوعاً
ولكن بزيادة "إني مكاثر بكم الأمم حتى بالقسط يظل محبنطئا على باب الجنة يقال له ادخل الجنة فيقول يا رب وأبواي فيقال له ادخل الجنة أنت وأبواك."
قال ابن حبان (2/ 111):
"وهذا حديث منكر لا أصل له من حديث بهز بن حكيم، وعلي هذا يروي المناكير، فلما كثر في روايته المناكير بطل الاحتجاج به."
وقال الهيثمي في "المجمع" (4/ 258): "رواه الطبراني، وفيه علي بن الربيع وهو ضعيف"
وقال العراقي (2/ 24) "لا يصح" ورواه الديلمي كما أشار المناوي،وهو في الفردوس (3331)
وأورده الذهبي في "الميزان" في ترجمة علي بن الربيع ونقل كلام ابن حبان.
قلت: وقد أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/ 253/1256)
من طريق علي بن نافع عن بهز بن حكيم به وقال: "مجهول بالنقل حديثه غير محفوظ"
ثم قال بعد الحديث: "وهذان المتنان يرويان بغير هذا الإسناد بإسناد أصلح من هذا"
وقال الذهبي في الميزان (5/ 192): " علي بن نافع عن بهز بن حكيم كذا سماه العقيلي وعند ابن حبان علي بن الربيع ما حدث عنه سوى يحيى بن درست. "
وقال صاحب "لسان الميزان4/ 229": "علي بن نافع عن بهز بن حكيم كذا سماه العقيلي ما حدث عنه سوى يحيى بن درست، وأورد له العقيلي الحديث المذكور مفرقا وقال هذان المتنان يرويان بإسناد أصلح من هذا، وليسا بمحفوظين من حديث بهز."
وقد رواه تمام في الفوائد (1464) من طريق يحيى عن علي بن الهيثم عن بهز به!!
وابن عساكر في "تاريخه" (14/ 50) ولكن وقع عنده علي بن القاسم!!
قلت: وللحديث شاهد عن أم سلمة رضي الله عنها مرفوعاً،
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 144) من طريق عبد الله بن محمد بن سنان ثنا إبراهيم بن الفضل وهو ابن أبي سويد – حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن سواء الخزاعي عن أم سلمة مرفوعاً.
قلت: موضوع، فيه عبد الله بن محمد بن سنان، وضاع.
قال ابن حبان وأبي نعيم: "كان يضع الحديث"، وقال ابن عدي: "كان يسرق الحديث"
وإبراهيم بن الفضل صدوق، وقيل كان يصحف،
قال الذهبي في الميزان (1/ 177)
" إبراهيم بن الفضل بن أبي سويد عن حماد بن سلمة صدوق قيل كل كثير التصحيف واما أبو حاتم فقال كان من ثقات المسلمين رضاً"
وسواء الخزاعي مقبول، كما قال الحافظ،وقال الذهبي: "وثق"،وذكره بن حبان في "الثقات"
قلت: وللحديث شاهد عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه مرفوعاً،
أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/ 371) من طريق عمرو بن الحصين حدثنا حسان بن سياه حدثنا عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله:
"ذروا الحسناء العقيم وعليكم بالسوداء الولود فإني مكاثر بكم الأمم حتى بالسقط حبنطيا على باب الجنة فيقال له ادخل الجنة فيقول حتى يدخل والداي معي"
قلت: موضوع، هذا السند فيه علتان، الأولى: عمرو بن حصين، وهو متروك،
قال أبو حاتم الرازي: "ذاهب الحديث ليس بشيء"، وقال أبو زرعة: "واهي الحديث"
وقال الأزدي: "ضعيف جدا يتكلمون فيه"، وقال ابن عدي: "حدث عن الثقات بغير حديث منكر وهو متروك الحديث"، وقال الدارقطني: "متروك"
والثانية: حسان بن سياه الأزرق، وهو منكر الحديث،
قال بن حبان في ترجمته "منكر الحديث جدا، يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لما ظهر من خطئه في روايته على ظهور الصلاح منه "
قلت: وقد توبع عمرو بن الحصين، فقد رواه عثمان بن مخلد عن حسان بن سياه به
رواه ابن عدي (2/ 371)
ولكن عثمان بن مخلد أورده ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكره بحال، ومع ذلك أورده ابن حبان في "الثقات"!!!
قال ابن عدي: "وهذا لا يرويه عن عاصم غير حسان بن سياه."
وقد سئل الدارقطني كما في العلل (5/ 73)
¥(35/104)
عن حديث زر عن بن مسعود جاء رجل فقال يا رسول الله إن ابنة عمي 00000000 فقال يرويه عاصم، واختلف عنه فرواه أبو بكر بن عياش عن عاصم عن رجل لم يسمه عن عبد الله. ورواه حسان بن سياه عن عاصم عن زر عن عبد الله، والصحيح قول أبي بكر بن عياش.
تنبيه: الحديث عزاه المناوي في الفيض (3/ 562) للموصلي، والديلمي، وأبي يعلى
وقال العراقي (في بعض النسخ): "ولأبي يعلى بسند ضعيف ذروا 0000000"
قلت: بحثت في المطبوع أكثر من مرة ولم أجده، ولكن ابن عدي رواه من طريق أبو يعلى
فتأكدنا أنه رواه بنفس الإسناد، والله أعلم.
أما الديلمي فقد وجدته في "الفردوس" (2962)
قلت: وقد وجدت للحديث شواهد ضعيفة لا تصلح للأعتبار، منها:
ما رواه عبد الرزاق في "المصنف" (6/ 160/10343) عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعوا 0000000"
قلت: وهذا إسناد مرسل.
ثم رواه – عبد الرزاق 10344 - من طريق معمر عن عبد الملك بن عمير وعاصم ابن بهدلة
أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ابنة عم لي ذات ميسم ومال، وهي عاقر أفأتزوجها؟ فنهاه عنها مرتين أو ثلاثا ثم قال: لامرأة سوداء ولود أحب إلي منها، أما علمت أني مكاثر بكم الأمم، وأن أطفال الأمم المسلمين يقال لهم يوم القيامة ادخلوا الجنة فيتعلقون بأحقاء آبائهم وأمهاتهم فيقولون ربنا آبائنا وأمهاتنا قال فيقال لهم ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم وأمهاتكم قال ثم يجيء السقط فيقال له ادخل الجنة قال فيظل محبنطئا أي متقعسا فيقول أي رب أبي وأمي حتى يلحق به أبوه"
ورواه أبويوسف في (الآثار) (916) من طريق عبد الملك بن عمير عن رجل من اهل الشام عن النبي صلى الله عليه وسلم انه أتاه رجل فقال: أتزوج فلانة؟ فنهاه عنها، ثم أتاه أيضا فقال: أتزوج فلانة؟ فنهاه عنها، ثم قال: سوداء ولود احب الي من حسناء عاقر اما علمت اني مكاثر بكم الامم حتى انك لترى السقط محبنطأ يقال له ادخل الجنة فيقول لا حتى يدخلها ابواي
قلت: الحديث منقطع، وعبد الملك الراجح عندي أنه حسن الحديث، تغير حفظه، ربما دلس
ثم رواه كذلك عبد الرزاق برقم 10345 فقال: أُخبرتُ أن رجلا قال أخبرت أن رجلا قال يا نبي الله إن لي ابنة عم عاقرا 000000000
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أن تنكح سوءاء ولودا خير من أن تنكحها حسناء جملاء لا تلد "
والسند ضعفه واضح.
ولفظة "سوءاء" هي القبيحة، قال المناوي في الفيض (4/ 144)
"سوداء كذا في النسخ والذي رأيته في أصول صحيحة مصححة بخط الحافظ ابن حجر من الفردوس وغيره سوآء على وزن سوعاء وهي القبيحة الوجه يقال رجل أسوء وامرأة سوآء ذكره الديلمي "
قلت: ثم رأيت في مسند أبي حنيفة (ص: 107)
من طريق [علي ابن المبارك الصنعاني ثنا ابن أبي غسان ثنا الحماني عن أبي حنيفة عن زياد بن علاقة عن عبد الله بن الحارث عن أبي موسى أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أتزوج بفلانة فلم يأمره ثم أعاد عليه الثانية فلم يأمره ثم أعاد عليه الثالثة فقال:سوداء ولود أحب إلي من عاقر جهينيا إني مكاثر حتى أن السقط ليكون محتبطا على باب الجنة يقال له ادخل الجنة فيقول لا إلا ووالدي معي]
قلت: المحفوظ عندي الطرق الموصولة، وهو ضعيفة جداً، لا تصح، وأما حديث السقط هذا فله تخريج أخر.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[09 - 05 - 09, 02:30 ص]ـ
بارك الله فيك كنت ابحث عن تخريجه(35/105)
تحقيق حديث " إنى لأخاف على أمتي بعدى أعمالا ثلاثة:
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[28 - 08 - 02, 11:36 م]ـ
" إنى لأخاف على أمتي بعدى أعمالا ثلاثة:
زلة عالم، وحكم جائر، وهوى متبع "
ضعيف جدا
رواه البزار في (مسنده) (8/ 3384) أو (182 زوائد)
والمعافي بن عمران في (الزهد) (219).
والخرائطي في (اعتلال القلوب) (89).
والطبراني في (الكبير) (17/ 17 /14).
والبيهقي في (المدخل) (830)
وابن عدى في (الكامل) (6/ 58 ط الفكر)
وابن عبد البر في (جامع بيان العلم) (1865).
وأبو نعيم في (حلية الأولياء) (2/ 10)
والرافعى في (التدوين) (2/ 287)
والقضاعى في (مسند الشهاب) (1127 تحقيقي).
وغيرهم من طريق كثير بن عبد الله بن عمر بن عوف عن أبيه عن جده مرفوعا.
قلت: وسنده ضعيف جدا.
كثير بن عبد الله متروك.
وقال الهيثمي في (المجمع) (1/ 187):
(فيه كثير بن عبد الله بن عوف، وهو متروك وقد حسن له الترمذي) أ. هـ
وقال في (5/ 239) (ضعيف) أ. هـ
وقال المنذري في (الترغيب):
(رواه الزار والطبراني من طريق كثير بن عبد الله، وهو واه، وقد حسنها الترمذى في مواضع، وصححها في موضع، فأنكر عليه، واحتج بها ابن خزيمة في " صحيحه " أ. هـ(35/106)
تحقيق حديث إن للقلوب صدأ كصدأ النحاس ...
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[28 - 08 - 02, 11:50 م]ـ
إن للقلوب صدأ كصدأ النحاس وجلاؤها الاستغفار.
موضوع: -
رواه ابن عدى في الكامل (7/ 29 / 2540).
والبيهقى في الشعب (1/ 441).
والطبراني في الأوسط (7 / رقم 6894).
وفي الصغير (1/ رقم 509) وفي الدعاء (1791).
والديلمي
من طريق الوليد بن سلمة عن النضر بن محرز عن محمد بن المنكدر عن أنس بن مالك به مرفوعاً.
قلت: وهذا سند موضوع.
الوليد بن سلمة كذاب.
قال الهيثمي (10/ 207)
" وفيه الوليد بن سلمة الطبراني، وهو كذاب "
تنبيه: وقع في الميزان للذهبي " الوليد بن مسلم " والصواب بن سلمة.
والنضر بن محرز منكر الحديث
قال الذهى: مجهول وكذا قال أبو حاتم وكذا قال الرازى
وقال ابن حبان " منكر الحديث جدا لا يجوز الاحتجاج به ".
وقال العقيلي " لا يتابع على حديثه ".
وقال الحافظ " منكر الحديث جدا ".
وقال ابن ماكولا " منكر الحديث ".
تنبيه: وقع عند البيهقي (النضر بن عربى)!!
وعند الطبراني (النضر بن محمد)!!
قلت: وللحديث شاهد من حديث عمر بن الخطاب ورد من ثلاث طرق كلها لا تصح بحال.
حديث عمر ورد من طرق.
" إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء "
قالوا: يا رسول الله! وما جلاؤها؟
قال (كثرة ذكر الله).
موضوع:-
أخرجه بن عدى في الكامل (1/ 259 / 258).
ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (2/ 832).
من طريق
إبراهيم بن عبد السلام ثنا عبد العزيز بن أبى رواد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به.
قلت: وعلته إبراهيم هذا
قال ابن عدى: (وليس بمعروف، حدث بمناكير، وعندي أنه يسرق الحديث "
والعجب من ضعفه فقط، فقد قال الحافظ " ضعيف ".
وقال الدارقطني "ضعيف "
والعجب أكثر من ابن حبان فقد ذكره في الثقات!
قال ابن عدى: " وهذا الحديث رواه غير إبراهيم بن عبد السلام هذا عن عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه وهو معروف بعبد الرحيم بن هارون الغساني عن عبد العزيز بن أبي رواد وهو مشهور، وإبراهيم هذا هو مجهول ولجهله سرقه منه".
قلت: أما حديث عبد الرحيم بن هارون فقد رواه عن عبد العزيز بن أبى رواد عن نافع عن أبى عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد
قيل: فما جلاؤها يا رسول الله؟
قال تلاوة القرآن.
أخرجه بن نصر في قيام الليل (205 المنار).
ابن عدى في الكامل (5/ 283).
وأبو نعيم في (الحلية) (8/ 197) **.
والبيهقى في (الشعب) (2/ 352 – 353).
والقضاعى في (مسند الشهاب) (1179 تحقيقي).
والخطيب في (تاريخه) (11/ 85).
والخرائطي في اعتلال القلوب (50).
وأبو الفضل الرازي في (فضائل القرآن) (82).
والقرطبي في (التذكار) (74).
وابن الجوزي في ذم الهوى (101 بحيرى).
قلت: وعلته عبد الرحيم هذا.
قال الدارقطني: " متروك الحديث يكذب ".
قال أبو حاتم: " مجهول لا أعرفه ".
قال ابن عدى: " ولم أر للمتقدمين فيه كلاما، وإنما ذكرته لأحاديث رواها مناكير عن قوم ثقات " أ. هـ
قلت: والعجب بعد ذلك من ابن حبان حيث أورده في الثقات!! ولكن قال " يعتبر بحديثه إذا حدث عن الثقات عن كتابه، فإن فيما حدث من حفظه بعض المناكير ".
[** وقع في المطبوعة (هشام الغساني) قلت: والصواب أبو هشام الغساني وهو عبد الرحيم بن هارون فليحرر لفظة
(أبو).
وكتاب الثقات لأبن حبان لعلنا ننشره قريبا ببيان حال رواته إن شاء المولى عز وجل وحده.]
وقد أشار أبو نعيم لذلك فقال:
" غريب من حديث نافع وعبد العزيز، تفرد به أبو هاشم واسمه عبد الرحيم بن هارون الواسطي "
قلت: وثَمَّ طريق أخير عن عبد العزيز بن أبى رواد به فقد رواه.
البيهقي في (الشعب) (2/ 353)
والقضاعى في الشهاب (1178 تحقيقي)
من طريق عبد الله بن عبد العزيز بن أبى رواد عن نافع عن ابن عمر بلفظ
" إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد "
قيل: يا رسول الله فما جلاؤها؟
قال " ذكر الموت وتلاوة القرآن "
قلت: وعبد الله هذا ضعيف جدا.
قال ابن الجنيد: " لا يساوى فلسا يحدث بأحاديث كذب "
قال أبو حاتم: " كنا نأتي عفان، وكان بالقرب منه عبد الله بن عبد العزيز بن أبى رواد، فنظرت في بعض حديثه فرأيت أحاديثه أحاديثا منكرة، ولم اكتب عنه، ولم يكن محله عندي الصدق " أ. هـ
وذكره ابن حبان في (الثقات) وقال
" يعتبر حديثه إذا روى عن غير أبيه، وفي روايته عن إبراهيم بن طهمان بعض المناكير ".
قلت: والحديث رواه عن أبيه.
وقال العقيلي: " له أحاديث مناكير، ليس ممن يقيم الحديث ".
قلت: وعبد العزيز نفسه في هذه الاسانيد فيه كلام ولا تنزل مرتبته عن الحسن.
ولكن قال الدارقطني:
" هو متوسط في الحديث، وربما وهم في حديثه ".
وقال ابن حبان: " كان يحدث على الوهم والحسبان ".
وقال ابن عدى: " وفي بعض أحاديثه ما لا يتابع عليه ".
قلت: وهذا منها.
ولكن ليست الجناية في هذا منه، بل فيمن روى عنه هذا الحديث.
قلت: ومع هذه الطرق فالحديث يزداد ضعفا فوق ضعفه
وهو موضوع ولا يوجد طريق يقويه.
والحمد لله أولا واخيرا.
¥(35/107)
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[28 - 08 - 02, 11:59 م]ـ
أحسنت أخي أبا سهل و بارك فيك(35/108)
تحقيق حديث (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[29 - 08 - 02, 02:02 ص]ـ
(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)
أو (يحكمه)
ضعيف:
رواه الطبرانى في (الأوسط) (891)
وأبو يعلى (4386)
والبيهقى في (شعب الإيمان) (4/ 334)
وابن عدى في (الكامل) (6/ 2359)
من طريق بشر بن السرى عن مصعب بن ثابت عن هشام بن عروة عن عائشة رضى الله عنها.
قال الطبراني: " لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا مصعب، تفرد به بشر " أ. هـ
قلت: كذا قال، وقد تابعه الفضل بن موسى كما عند ابن أبى داود في المصاحف (ص152)
أما مصعب بن ثابت، فقد ضعفه الأئمة مثل أحمد وابن معين وأبو حاتم
وقد أخرجه البيهقي من وجه أخر في (الشعب)
من طريق مالك بن أنس عن هشام به
ولكن هذا لا يصح، فقد أشار البيهقى إلى ذلك بقوله عقب هذه الرواية: (وأظنه خطأ).
ثم أسند الحديث من طريق بشر بن السرى عن مصعب بن ثابت به
وقال " هذا أصح، وليس لمالك فيه أصل والله أعلم" أ. هـ
وقال الهيثمي في (المجمع) (4/ 98)
"رواه أبو يعلى عن عائشة، وفيه مصعب بن ثابت، وثقه ابن حبان، وضعفه جماعة ".
قلت: هو ضعيف كما مر بيانه.
ولكن العجب من المناوي حيث قال
" وفيه بشر بن السرى تكلم فيه من قبل تجهمه، وكان ينبغى للمصنف * الإكثار من مخرجه، إذ منهم أبو يعلى وابن عساكر وغيرهما" أ. هـ
قلت: بل علته مصعب بن ثابت كما مر بيانه.
وقال البوصيري في (إتحاف الخيرة المهرة) (3/ 382 / 2942)
" هذا إسناد ضعيف لضعف مصعب بن ثابت " أ. هـ
هامش * يعنى السيوطى في (الجامع)
تنبيه:
قلت: عند البيهقى وابن عدى الرواية بزيادة:
(أرهقوا القبلة).
وهو ضعيف لنفس العلة وهى ضعف مصعب بن ثابت.
وقد حققته في غير هذا الموضع.
قلت: وللحديث شاهد
رواه الطبراني في (الكبير) (19/ 199 / 448)
والبيهقى في (شعب الإيمان) (4/ 335 / 5315)
وابن قانع في (معجم الصحابة) (2/ 384 / 933 ترجمة)
وأبو نعيم في (معرفة الصحابة) (5867)
من طريق قطبة بن العلاء بن المنهال قال حدثنى أبى قال قال لى محمد بن سوقة: اذهب بنا إلى رجل له فضل، فانطلقت إلى عاصم بن كليب الجرمى فكان يحدثنا فيما حدثنا أن قال حدثنى أبى كليب أنه شهد مع أبيه جنازة شهدها رسول الله وأنا غلام أعقل .......
قال الهيثمي: (4/ 98)
" رواه الطبرانى في (الكبير) وفيه قطبة بن العلاء وهو ضعيف وقال ابن عدى: أرجو انه لا بأس به، وجماعة لم أعرفهم " أ. هـ
وقطبة ضعيف
قلت: والحديث مرسل
نص البخاري وأبو حاتم وغيرهما أن كليب تابعي.
وهذه الرواية التى تثبت سماعه ضعيفة فيها قطبة.
وقال المناوي: " ووالده العلاء لا يعرف " أ. هـ
قلت: بل قال أبو زرعة: ثقة، وراجع (الجرح والتعديل) (6/ 361) و (الثقات) (8/ 502)
وله شاهد من حديث أبى هريرة رضى الله عنه.
رواه ابن عدى في (الكامل) (6/ 288) قال
ثنا أحمد ثنا محمد حدثنى أبى حدثنى مالك حدثنى أبو الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، والذي نفسي بيده لا يدخل عبد الجنة إلا بعمل يتقنه،
قالوا: يا رسول الله ما يتقنه؟
قال " يحكمه "
وكذا رواه اللالكائي في (شرح أصول الاعتقاد) (1516)
قلت: وهذا سند باطل علته محمد، وهو محمد بن عبد الرحمن بن مجبر بن عبد الرحمن بن معاوية بن بحير بن ريسان.
قال ابن عدى: " روى عن الثقات بالمناكير، وعن أبيه عن مالك بالبواطيل "
وقال: " وهذه الأحاديث عن مالك بأسانيدها بواطيل وله من البواطيل غير ما ذكرت " أ. هـ
قلت: وهذا منها
وقد ورد متن الحديث في قصة دفن الرسول صلى الله عليه وسلم ولده إبراهيم.
وقد رواها ابن سعد في (الطبقات) (1/ 143) قال
أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنى عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت:
لما مات إبراهيم دمعت ..... فذكرته
ورواه كذلك ابن سعد في (الطبقات) (8/ 215)
قال: أخبرنا محمد بن عمر حدثنا أسامة بن زيد عن المنذر بن عبيد عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت عن أمه - وكانت أخت مارية يقال لها سيرين فوهبها النبي صلى الله عليه وسلم لحسان فولدت له عبد الرحمن- قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم لما حضر 000000
رواه الطبراني في (الكبير) (24/ 306 / 775) نحوه.
قلت: وكلاهما ضعيف جدا، فيهما محمد بن عمر، وهو الواقدي المشهور وهو متروك.
وقد رواه الطبراني في (الكبير) (24/ 306 - 307).
من طريق محمد بن الحسن بن زبالة المخزومى عن محمد بن طلحة التيمى عن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن حارثة بن النعمان عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت به.
قلت: وفيه محمد بن الحسن بن زبالة المتروك.
قال الهيثمي في (المجمع) (9/ 162).
" رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما الواقدي وفي الآخر محمد بن الحسن بن زبالة، وكلاهما متروك " أ. هـ
وقال (4/ 98) " وفية الواقدي وهو ضعيف، وقد وثق "!!!!
ورواه ابن سعد في (الطبقات) كذلك (1/ 141 – 142)
من طريق الفضل بن دكين عن طلحة بن عمرو بن عثمان عن عطاء مرسلا
قلت: وهو مع إرساله ضعيف جدا، فيه طلحة بن عمرو وهو متروك.
قلت: ويغنى عنه قوله تعالى:
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
¥(35/109)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[29 - 08 - 02, 05:55 م]ـ
جزاك الله خيراً على مناقشة هذا الحديث المشهور على الألسنة.
ـ[المهذب]ــــــــ[03 - 09 - 02, 12:13 ص]ـ
جزيت الجنة ياأباسهل000 وللفائدة فان الحديث صححه الشيخ الالباني في كتابه (صحيح الجامع) 0
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[03 - 09 - 02, 12:29 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد
من أبي سهيل إلى الأخ المهذب
أدخلنا الله وإياك الجنة من أول وهلة، وإلا فمن نوقش الحساب عذب
وحقا أقول المهذب مهذب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 09 - 02, 09:36 ص]ـ
الاخ (ابو سهيل السهيلي)
احسنت
بارك الله فيك
الشيخ سلمان كان يحسن اسناده فيما اذكر
واما الشيخ الالباني
http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=8294
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[03 - 09 - 02, 12:23 م]ـ
أرى أنه يغني عنه حديث شداد بن أوس الذي رواه مسلم " إن الله كتب الإحسان على كل شيء" فهو في معنى الحديث المذكور 0 والله أعلم 0
ـ[أبو الريان]ــــــــ[04 - 01 - 08, 11:00 م]ـ
أرى أنه يغني عنه حديث شداد بن أوس الذي رواه مسلم " إن الله كتب الإحسان على كل شيء" فهو في معنى الحديث المذكور 0 والله أعلم 0
يؤتي الحكمة من يشاء(35/110)
تحقيق حديث (ما تحت أديم السماء إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع)
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[29 - 08 - 02, 02:03 ص]ـ
(ما تحت أديم السماء إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع)
موضوع:
أخرجه الطبراني في (الكبير) (8/ 7502)
وابن أبى عاصم في (السنة) (3)
وابن عدى في (الكامل) (2/ 301)، (3/ 68)
وابن بطة في (الإبانة) (280)
وأبو نعيم في (الحلية) (6/ 118) ...
والخرائطي في (اعتلال القلوب) (87)
ومن طريقه ابن الجوزي في (الموضوعات) (3/ 139)
من طريق:
عيسى بن إبراهيم عن ابن دينار عن الخصيب عن راشد بن سعد عن أبى أمامه بن مرفوعا.
قلت: وهذا سند موضوع مسلسل بالمتروكين.
عيسى بن إبراهيم بن طهمان.
قال البخاري والنسائي: "منكر الحديث"
وقال يحيى بن معين: "ليس بشيء"
وقال أبو حات:م "متروك الحديث"
أما الحسن بن دينار فهو متروك.
قال البخاري: "تركه يحيى وعبد الرحمن وابن المبارك ووكيع ".
قال يحيى: "ليس بشيء"، وقال النسائي: " متروك "
وخصيب بن جحدر: فهو كذاب كذلك.
قال أبو حاتم: " له أحاديث مناكير، وهو ضعيف الحديث "
وقال ابن معين: "كذاب"
وقال يحيى القطان: "كان يكذب"
قال ابن عدى بعد أن ذكر أحاديث له:
"وللخصيب أحاديث غير ما ذكرته، وأحاديثه قلما يتابعه أحد عليها، وربما روى عنه ضعيف مثله، مثل عباد بن كثير والحسن بن دينار كما ذكرته، فلعل البلاء منهم لا منه"
قلت: بل منهم ومنه فكلهم متهمون بالكذب.
قال الهيثمي:
"رواه الطبرانى في الكبير، وفيه الحسن بن دينار وهو متروك"
قلت: وهذا تقصير، فسنده مسلسل بالمتروكين.
هامش ... وفيه سقط في السند،
قال:"عيسى بن إبراهيم عن راشد "
قلت: بل عن ابن دينار عن الخصيب عن راشد، فليصحح.(35/111)
يهودي استنكر حديث نعم الإدام الخل فماذا جرى له؟؟؟!!!
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[29 - 08 - 02, 09:15 ص]ـ
قال المقري حدثني القاضي الظريف أبو عبد الله بن عبد الرزاق الجزرلي عن الشيخ النخبة ابن قطرال انه سمعه يقول: سمع يهودي بحديث نعم الادام الخل فانكر ذلك حتى كاد يصرح بالقدح!! فبلغ ذلك بعض العلماء فاشار على الملك بقطع الخل و اسبابه عن اليهودي سنة فما تمت سنة حتى ظهر فيه الجذام (نقله التنبكتيفي كفاية المحتاج ص329)
.(35/112)
تحقيق حديث من اشتاق إلى الجنة سارع في الخيرات
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[30 - 08 - 02, 07:44 ص]ـ
من اشتاق إلى الجنة سارع في الخيرات، ومن أشفق من النار لَهِىَ عن الشهوات، ومن ترقب الموت هانت عليه اللذات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات
موضوع:-
أخرجه القضاعي في (الشهاب) (348 تحقيقي).
وأبو نعيم في الحلية (5/ 10)
والبيهقى في (الشعب) (7/ 371)
وابن حبان في (المجروحين) (2/ 64)
وتمام في (الفوائد) (5/ 1686)
والخطيب في (تاريخه) (6/ 301)
والرافعى في (أخبار قزوين) (1/ 485).
وابن الجوزي في (الموضوعات) (3/ 180).
من طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي عن محمد بن سوقة عن أبى إسحاق عن الحارث عن على بن أبى طالب رضى الله عنه مرفوعا.
قلت: فيه عبد الله بن الوليد الوصافي.
قال الفلاس والنساني: " متروك ".
وقال يحي بن معين: " ليس بشيء ".
قال ابن عدى: " هو ضعيف جدا ".
وأبو اسحق السبيعي أختلط بآخره.
والحارث هو ابن عبد الله الأعور الهمزانى، ضعفه الأئمة، ورماه الشعبي وابن المديني بالوضع وكذبه آخرون وهو اللائق بحاله.
وقد رواه تمام (5/ 1687) من طريق المسبب بن شربك عن محمد بن سوقة به ..
قلت: والمسبب بن شربك لا يجوز الاحتجاج به فهو متروك.
تركه مسلم وأحمد وغيرهما.
قلت: فالحديث موضوع لا يصح.
فالعجب من المناوي حيث قال (فيض القدير) (6/ 84)
(وزعم ابن الجوزي وضعه)
وقد أخرجه ابن عدى في (الكامل) (3/ 358)
والسهمي في (تاريخه) (218).
من طريق سعدويه عن الثوري عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن على مرفوعا.
قلت: وهذا ضعيف جدا.
سعدويه روايته من الثوري فيها مقال.
قال ابن عدى: " له عن الثوري ما لا يتابع عليه ".
وقال البخاري: " لا يصح حديثه ".
وإسماعيل بن مسلم هذا هو المكي وهو ضعيف، وفيه كذلك انقطاع، فالحسن البصري لم يسمع من على ابن أبى طالب.
قاله الترمذي وأبو زرعه.
وقد ورد الحديث مرفوعا ولكن بزيادات أخرى في (الحلية) (1/ 74) ولكن في إسناده وضاع.
فقد رواه من طريق إسحاق بن بشر أخبرنا مقاتل عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن على مرفوعا.
قلت: وعلته إسحاق بن بشر فهو كذاب.
قال الدارقطني: (كذاب متروك)
وقال الأزدي: (متروك الحديث ساقط يرمى بالكذب).
واتهمه بالوضع غيرهما وهذا من وضعه لا شك.
قلت: وقد ورد الحديث موقوفا عن على رضى الله عنه ولا يصح كذلك.
فقد رواه ابن أبى الدنيا في (الصبر) (9) وفي (ذم الدنيا) (204) والبيهقى في (الشعب) (7/ 371)
والذهبي في (الميزان) (2/ 199 - 200)
واللالكائي (شرح الأصول) (4/ 1570)
من سليمان بن الحكم عن عتبة بن حميد عمن حدثه عن قبيصة بن جابر قال: قال على بن أبى طالب نحوه موقوفا.
وسنده ضعيف جدا.
علنه سليمان بن الحكم.
قال النسائي: " متروك ".
قال الذهبي: " ضعفوه ".
وقال ابن معين: " ليس بشيء ".
وثَمَّ علة أخرى، وهى جهالة من حدث عتبة بن حميد.
فهذا الخبر لا يصح مرفوعا ولا موقوفا والله أعلم.(35/113)
تحقيق حديث من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له القصعة
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[30 - 08 - 02, 07:49 ص]ـ
من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له القصعة
ضعيف، منكر بهذا اللفظ
رواه الترمذى (1804) وابن ماجه (3271 - 3272) والدرامي (2027) وأحمد في (المسند) (5/ 76) وابنه كذلك في (الزوائد) (5/ 76) وابن سعد في (الطبقات) (7/ 50) والبغوى في (شرح السنة) (11/ رقم 2877) ونعيم بن حماد في (الفتن) (2001) والبيهقى في (الشعب) (5/ 82) وفي (الآداب) (555)
والواسطي في (تاريخ واسط) (ص 47)
وابن قانع في (معجم الصحابة) (1/ 323، 337) و (3/ 169) *
والمزي في (تهذيب الكمال) (28/ 285 - 286)
من طريق المعلى بن راشد قال حدثتني جدتي أم عاصم - وكانت أم ولد لسنان بن سلمة - قالت دخل علينا نبيشة الخير ونحن نأكل في قصعة فحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل في قصعة00000
قال الترمذي: "حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث المعلى "
قلت: يشير رحمه الله لضعفه، وقد تفرد به المذكور
قال الحافظ في الأصابة بعد أن زاد في تخريجه ابن أبي خيثمة وابن السكن ... : "وذكر الدارقطني في الأفراد أن معلى بن راشد تفرد به عن جدته أم عاصم عن نبيشة رجل من هزيل" أ. هـ
والمعلى بن راشد
قال الذهبي: "صدوق"
وقال النسائي: "ليس به بأس"
وذكره ابن حبان في (الثقات)
وقال الحافظ. (مقبول)،
قلت: أي عند المتابعة، أما إذا لم يتابع فهو ضعيف.
وقد تفرد هو بهذا الحديث
وجدته قال عنها الحافظ: "مقبولة" أي كذلك عند المتابعة،
[قلت: ولعل الصواب أنها مجهولة]
وقد تفردت به هى الأخرى
والتفرد المذكور قدح في إسناد الحديث.
هامش * فيه تخبط: كذا حكاه الحافظ في الإجابة.
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[08 - 12 - 03, 02:02 م]ـ
بسم الله، والحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسولِ اللهِ (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ)، وبعد:
جزاكم الله خيرا.
يوجدُ على هذا الرابط أيضا - (اضغط هنا) - فائدة تتعلق بهذا الحديث. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=69874#post69874)
واللهُ أعلمُ.(35/114)
تحقيق حديث خلق الله آدم من أديم الأرض كلها
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[30 - 08 - 02, 07:52 ص]ـ
خلق الله آدم من أديم الأرض كلها فخرجت ذريته على حسب ذلك منهم الأبيض والأسود والأسمر والأحمر ومنهم بين ذلك ومنهم السهل والحزن والخبيث والطيب
صحيح
رواه الترمذي (2955) وأبو داود (4693) وأحمد (4/ 400،406)
وابن حبان (6160) وابن سعد في (الطبقات) (1/ 26)
وابن خزيمة في (التوحيد) (64)
والطبري في (تفسيره) (1/ 170) وفي (تاريخه) (1/ 63)
وعبد بن حميد في (المنتخب) (549 تحقيقي)
وابن قانع في (معجم الصحابة) (2/ 124 - 125)
والحاكم (2/ 61) والروياني (547) والبزار (3025، 3026)
وأبو نعيم في (الحلية) (3/ 104) و (8/ 135)
وأبو الشيخ في (العظمة) (1017، 1018)
والبيهقي في (السنن الكبرى) (9/ 3) وفي (الأسماء والصفات) (327)
والمزي في (تهذيب الكمال) (23/ 603،604)
وغيرهم من طريق عوف بن أبي جميلة عن قسامة بن زهير عن أبي موسى
الأشعري رضى الله عنه به مرفوعاً
قلت: وسنده صحيح، رجاله رجال الشيخين عدا قسامة وهو ثقة
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[30 - 08 - 02, 11:16 ص]ـ
الحديث صححه الألباني في الصحيحة ح 1630 والحاشدي في تحقيقه للأسماء والصفات للبيهقي 2/ 149 ومحقق الإحسان لابن بلبان 14/ 30
ومعنى فجاء بنو آدم على قدر الأرض أي على قدر لونها وطبعها فخلق من الحمراء الأحمر ومن البيضاءالأبيض ومن سهلها سهل الخلق اللين الرفيق ومن حزنها ضده ومن ثم جاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك من الألوان 0 فيض القدير للمناوي 2/ 231 0
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[30 - 08 - 02, 04:37 م]ـ
وفقك الله أخي أبا سهل.
ألا ترى أنّه من الجيّد ذكر رأي الترمذي في الحديث عند العزو له؟
بارك الله فيك ونفعنا بعلمك.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[30 - 08 - 02, 06:52 م]ـ
جزيت خيرا اخي السهيل
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[31 - 08 - 02, 01:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أبي سهل السهيلي إلى أخي هيثم حمدان
كان من الأفضل ذكر حكم الإمام الترمذي وكذا الحاكم - رحمهما الله -
ولا أعلم - والله - كيف أنسيت ذلك
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:38 م]ـ
جزيت خيرا وبركة وجنة ونورا ..(35/115)
تحقيق حديثي من نظر إلى محاسن امرأة ... ، وحديث النظرة سهم مسموم .....
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[30 - 08 - 02, 07:55 ص]ـ
(من نظر إلى محاسن امرأة، فغض طرفه في أول نظرة، رزقه الله تعالى عبادة يجد حلاوتها في قلبه).
موضوع
رواه بهذا اللفظ ابن عدى في (الكامل) (5/ 151 الفكر).
من طريق عمرو بن زياد بن عبد الرحمن بن ثوبان، حدثنا ابن المبارك عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن على بن يزيد عن القاسم عن أبى أمامة رضى الله عنه مرفوعا به.
قلت: وهذا سند مظلم فيه الوضاع والمتروك.
وأولهم عمرو بن زياد.
قال ابن عدى " منكر الحديث يسرق الحديث ويحدث بالبواطيل ".
وقال الدارقطني: " يضع الحديث ".
وقال ابن عدى: " هذا بهذا الإسناد غير محفوظ ".
قلت: نعم فقد ورد بلفظ [ما من مسلم ينظر إلى ...... ].
أحمد في مسنده (5/ 264) والروياني في مسنده (1212) والبيهقى (شعب الإيمان) (5/ 60/5431)
والطبراني في الكبير (8/ 7842).
وابن الجوزي في (ذم الهوى) [250، 253 بحيري].
من طرق عن يحي بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن على بن يزيد عن القاسم به.
قلت: وهذا إسناد موضوع.
عبيد الله بن زحر: منكر الحديث جدا لا يجوز الاحتجاج به.
وعلى بن يزيد هو الالهانى
قال النسانى والدارقطى: "متروك".
قلت: والذى جعلني أحكم على الحديث بالوضع.
قول ابن حبان [2/ 62 - 63] في ترجمة عبيد الله:
" منكر الحديث جدا، يروى الموضوعات عن الأثبات، وإذا روى عن على بن يزيد أتى بالطامات، وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيد الله وعلى بن يزيد والقاسم أبو عبد الرحمن، لا يكون من ذلك الخبر الا مما عملته أيديهم " أ. هـ
قلت: وهذا الحديث بهذا الإسناد.
والعجب من الهيثمي حيث قال (8/ 63): " فيه على بن يزيد الالهانى وهو متروك ".
قلت: بل فيه كذلك عبيد الله بن زحر وهو متروك أيضا.
قلت: وللحدث شاهد أخر من حديث عائشة رضى الله عنها.
بلفظ: [ما من عبد يكف بصره عن محاسن امرأة ولو شاء أن ينظر إليها نظر إلا أدخل الله تعالى قلبه عبادة يجد حلاوتها].
رواه ابن عدى في (الكامل) (5/ 372)
وعنه أبو نعيم في (الحلية) (2/ 187)
وعنه ابن الجوزي في (ذم الهوى) (255).
من طريق ابن عفير ثا شعب ثنا عصمة ثنا موسى بن عقبة عن القاسم بن محمد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا به.
قلت: وسنده موضوع.
عصمة هذا كذاب.
قال يحي بن معين:" كذاب يضع الحديث ".
وقال العقيلي: " يحدث بالبواطيل عن الثقات، ليس ممن يكتب حديثه ".
وقال الدارقطني: " متروك ".
وشعيب هو بن سلمة: أورده ابن أبى حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه شيئا، وأورده ابن حبان في الثقات على عادته.
قلت: وللحديث لفظ مشهور بين الناس
(النظرة سهم من سهام إبليس من تركها خوفا من الله آتاه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه).
ضعيف جدا.
رواه الحاكم (4/ 313 - 314)
والقضاعى في (مسند الشهاب) (292 تحقيقي)
والأصبهانى في (الترغيب) (38)
والخرائطي في (اعتلال القلوب) (273)
وابن الجوزي في (ذم الهوى) (252).
من طريق إسحاق بن عبد الواحد عن هشيم عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محارب بن دثار عن صلة بن زفر عن حذيفة رضى الله مرفوعا.
قلت: وهذا سنده ضعيف فيه علتان
ولكن قال الحاكم " صحيح الإسناد ولم يخرجاه ".
فرده الذهبي فقال " إسحاق واه، وعبد الرحمن هو الواسطى ضعفوه " أ. هـ
وقال مرة: " لين ".
وقال أبو على الحافظ النيسابورى – فيما نقل عنه ابن الجوزى (متروك الحديث).
قلت: فالعلة الأولى هو اسحق بن عبد الواحد.
والأخرى: عبد الرحمن بن إسحاق الواسطى.
قال البخاري: " فيه نظر "
قلت: وهذا جرح شديد منه رحمه الله لهذا الراوي.
وقال أحمد بن حنبل: " ليس بشئ منكر الحديث "
وقال يحي بن معين: " ضعيف ليس بشئ ".
وضعفه أبو داود والنسانى وابن حبان وغيرهم.
وقال الساجى: " أحاديثه مناكير ".
قلت: وقد اضطرب فيه كذلك.
فقد أخرج الطبرانى في الكبير (10/ 173/10362).
عن عبد الرحمن بن اسحق عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فذكره
قال الهيثمي في المجمع (8/ 63).
" رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن اسحق الواسطى وهو ضعيف ".
¥(35/116)
قلت: ولعله حدث تصحيف أو سهو من الشيخ رحمه الله،
وإلا فهو عبد الرحمن بن اسحق الواسطى لا شك في ذلك.
قلت: واضطرب مرة أخرى.
فقد روى القضاعي في الشهاب (293 تحقيقى).
من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن محارب بن دثار عن ابن عمر به مرفوعا.
فالحاصل أنه رواه مره من حديث حذيفة، ومرة عن ابن مسعود ومرة عن ابن عمر ومرةعن على ابن أبى طالب كذلك،رضى الله عنهم أجمعين.
قلت: وقد رأيت له الرابعة عن على بن أبى طالب رضى الله عنه.
فقد أخرجه ابن الجوزي في " ذم الهوى " (254)
عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد [في الأصل سعيد، ولعل الصواب ما ذكرته والله أعلم] عن على بن أبي طالب رضى الله عنه به مرفوعا
والنعمان هذا قال الحافظ " مقبول " وقال الذهبي " وثق ".
قلت: بل لعل الصواب أنه مجهول، ولا يتسع المقام للمزيد.
[تنبيه: روى الخرائطي في (اعتلال القلوب) (274)
من طريق عنبسة بن عبد الرحمن قال حدثني أبو الحسن المدني عن عل بن أبي طالب رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نظر الرجل في محاسن المرأة سهم من سهام إبليس مسموم، فمن أعرض عن ذلك السهم أعقبه الله عبادة تسره "
قلت: فيه عنبسة، وهو متروك، ورماه البعض بالوضع.]
قلت: وله شاهد كذلك من حديث عبد الله بن عمر رضى الله عنهما.
فقد روى أبو نعيم في (الحلية) (6/ 101) ومن طريقه ابن الجوزي في (ذم الهوى) (251).
من طريق سعيد بن سنان عن أبى الزاهرية عن كثير بن مرة عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" النظرة الأولى خطأ، والثانية عمد، والثالثة تدمر، نظر الرجل إلى محاسن المرأة سهم من سهام إبليس المسموم، من تركها من خشية الله ورجاء ما عنده أثابه الله ذلك عبادة تبلغه لذتها ".
قلت: وهو موضوع.
في سنده سعيد بن سنان.
قال الذهبي: " هالك ".
وقال البخاري: " منكر الحديث "
قلت: وهذا جرح شديد جدا عنده رحمه الله.
وقال النسانى: " متروك "
وقال مسلم: " منكر الحديث ".
وقال الحافظ " متروك رماه الدارقطني وغيره بالوضع ".
قلت: فالحديث ورد من طرق كلها ضعيفة جدا أو موضوعة فلا تصلح للتقوي أبدا.
ولذلك فقد أخطأ جدا من حاول أن يجعل للحديث أصلا.
أو أنه في الفضائل فنتجاوز عن ذلك.
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
قلت: وقد ورد من قول مجاهد.
رواه بحشل في (تاريخه) (ص129).
حدثنا أسلم أنا خالد عن أبى جزء نصر بن طريف عن ليث عن مجاهد قال
[النظر في المرآة سهم مسموم من تركه ابتغاء وجه الله تعالى أعقبه الله عبادة يجد حلاوتها].
قلت: وفيه ضعف.
قلت:وقد ورد من قول عبد الملك بن عتاب.
رواه هناد في (الزهد) (1425) فراجعه هناك.
ـ[أبو إسحاق المدني]ــــــــ[21 - 02 - 10, 09:36 ص]ـ
وفقك الله(35/117)
تحقيق حديث من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[30 - 08 - 02, 07:59 ص]ـ
من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة ويأتي يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف
جيد
رواه أحمد (2/ 196) وفي السنة [782]
وعبد بن حميد في (المنتخب) [353 تحقيقي]
والدارمي [2721] والطحاوى في (مشكل الآثار) (4/ 229)
وابن حبان [1467]
والطبراني في (الكبير) (13/ 67/163) وفي (الأوسط) [1767]
وفي (مسند الشاميين) [245]
وابن نصر في (تعظيم قدر الصلاة) [53]
والبيهقي (شعب الإيمان) (3/ 46)
وابن شاهين في (الترغيب) [59] والأصبهاني [1933]
والأجري في (الشريعة) [298، 299 قرطبة]
وابن بطة في (الإبانة) [895]
من طريق كعب بن علقمة عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوما فقال: من حافظ عليها كانت ..
قلت: فيه عيسى بن هلال الصدفي وقد تفرد به، وقد وثقه ابن حبان في (الثقات) والفسوي في (التاريخ).
وذكره ابن أبى حاتم له في (الجرح والتعديل) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
وقال ابن حجر: "صدوق"
وقال الذهبي: "وثق"
وقد يفهم البعض من كلامه أنه يضعف هذا التوثيق، وظني أن هذا ليس تضعيفا له، بل هو لم يجزم بتوثيقه والله أعلم.
وقال الذهبي كذلك: "إسناده ليس بذاك"
قلت: لعله يقصد أن إسناده ليس بالإسناد الصحيح، وإلا لصرح بتضعيفه وتجرح عيسى والله أعلم.
وقد تتبعت أحاديث الحاكم في (المستدرك) التى فيها عيسى بن هلال فلم أجد الذهبي ضعف أي حديث منها لوجود عيسى بن هلال فيه، أي من أجل وجوده في السند.
وأما ذكر ابن أبى حاتم له في (الجرح والتعديل) ولم يبين حاله
وذلك لأنه أشار في (المقدمة) أنه كان يتغاضى عن ذكر حالهم ولا يبينه لقبوله لهم.
فإن قال قائل: "لم يوثقه معتبر"
قلنا: إذا قبلنا منك هذا تجاوزا، فكذلك لم يضعفه أحد أيضا، بل عندنا علم بأن البعض قبله وجود إسناده.
ولو كان مجهول كما قد يشير البعض، لقال الحافظ عنه أنه (مقبول) أي عند المتابعة كم هي عادته مع هذا الصنف لمن تأمل.
وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد) (1/ 297):
"رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، ورجال أحمد ثقات"
والحديث صححه أحمد شاكر.
قلت: وفي هذا نظر فهو لا يصل إلى تلك الدرجة والله أعلم.
وكذلك نحن لا نقبل القول بضعفه، بل نحن نقول كما قال المنذري في (الترغيب): "رواه أحمد بإسناد جيد"
وكذلك قال ابن عبد الهادي في (تنقيح التحقيق)
وكذا قال البوصيري في (إتحاف الخيرة المهرة)
ولذلك لا يسعني إلا أن أقول: "إسناده جيد" خلافا لمن ضعفه من الفضلاء. والله أعلى وأعلم.
تنبيه: ثم رأيت أن هذا القول - أي القول بأن الراوي إذا كان تابعيا ولم يذكره ابن أبي حاتم بجرح أو تعديل فهو ثقة عنده - رأيت هذا من قول شيخنا محمد عمرو عبد اللطيف وكذا الشيخ القوصي، وقد وجدت ذلك في رسالة (صفة النفاق)
للشيخ عصام مرعى - رحمه الله - ص 34
والحمد لله رب العالمين.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[30 - 08 - 02, 02:19 م]ـ
أبوسهل السهيلي
جزاك الله خيرا على هذا البحث الجيد.
ومشاركة في البحث أقول:
ذكر الحديث الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني الحديث في ضعيف الترغيب والترهيب (312) وعلق على عبارة: " رواه أحمد بإسناد جيد " فقال في الحاشية:
كذا قال، والصواب قول الذهبي: " ليس إسناده بذاك ".
وقال ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 364): " انفرد به أحمد ".
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[30 - 08 - 02, 02:23 م]ـ
أحسنت أبا سهل ..
و للفائدة أقول / الذي تبين بالتتبع أن الذهبي لا يقول: وثق إلا فيمن وثقه ابن حبان و خلا عن جرح، و أحيانا فيمن وثقه العجلي أيضا، هذا المتبين للمتتبع.و الله تعالى أعلم
ـ[الدارقطني]ــــــــ[30 - 08 - 02, 02:38 م]ـ
عيسى بن هلال ذكره يعقوب بن سفيان الفسوي في ثقات التابعين من أهل مصر، وقد نبّه على ذلك قبلي الأخ خليل بن محمد في استدراكه على الشيخ عمرو عبدالمنعم، والله الموفق.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[30 - 08 - 02, 03:12 م]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز الطريفي في اجوبته للملتقى:
¥(35/118)
http://www.baljurashi.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2560&perpage=15&highlight= الصدفي& pagenumber=2
السؤال السابع والستون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحسن الله إليكم، ونفع بعلمكم. سؤالي: ما درجة الأحاديث التالية:
- أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله.
- أما إني قد جئتكم بالذبح (لمشركي قريش).
- قول عبد الله بن عمرو: من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم.
- العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، من تركها فقد كفر.
- خمس صلوات من حافظ عليهن كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له نور يوم القيامة، ولا برهان، ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع فرعون، وقارون، وهامان، وأبي بن خلف
- قصة قدامة بن مظعون وشربه الخمر. جزاكم الله خيرا.
الجواب: أما حديث أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله: فهو ضعيف بهذا اللفظ رواه الإمام أحمد في مسنده وأبو داود في سننه من حديث يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن رجل عن أبي ذر وهو معلول بعلل: فيزيد قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي وضعفه الدارقطني وغيره. وفي إسناد الخبر جهالة.
وأخرجه البزار في مسنده من حديث جرير بن عبدالحميد عن يزيد عن مجاهد عن أبي ذر. وفيه انقطاع مع ضعف يزيد.
وروي نحوه في سنن البيهقي ومعجم الطبراني والطيالسي من حديث عقيل عن أبي اسحاق عن سويد بن غفله عن ابن مسعود. ولا يصح أنكره أبو حاتم.
وروي من حديث معاذ وابن عباس والبراء وفيها نظر.
- وأما حديث أما إني قد جئتكم بالذبح (لمشركي قريش) فرواه الامام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والبزار من طريق ابن اسحاق قال حدثني يحي بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عبدالله بن عمرو في خبر طويل قال (عليه الصلاة والسلام) لقريش قبل الهجرة وهم في الحجر: والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح.
وإسناده لا بأس به، فيه ابن اسحاق وحديثه يحمل على الاستقامه.
- وأما قول عبدالله بن عمرو: من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم: فرواه البيهقي في سننه من طريق أبي أسامة عن عوف عن أبي المغيرة عن عبدالله بن عمرو قال: من بنى في بلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة.
وأبو المغيرة مجهول لم يروي عنه غير عوف قاله ابن المديني ووثقه ابن معين وذكره ابن حبان في الثقات ولينه سليمان التيمي، وقد اورد هذا الخبر ابن تيمية في مواضع من كتبه، ولا يصح.
- وأما حديث: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، من تركها فقد كفر فرواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وغيرهم عن الحسين بن واقد عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر. وفي اسناده الحسين بن واقد قال أبو زرعة وأبو داود والنسائي: ليس به بأس، وكذا قال الإمام أحمد ووثقه ابن معين، إلا أنه في حديثه عن عبدالله ابن بريدة شيء قال أحمد: ما أنكر حسين بن واقد وأبي المنيب عن ابن بريدة. لكن حديثه يحمل على الاستقامه إلا ما خالف فيه أو انفرد به، وحديثه هذا حديث حسن، وقد روي معناه من أحاديث كثيره منها ما روى مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي الزبيرعن جابر أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: بين الرجل والشرك ترك الصلاة.
- وأما حديث: خمس صلوات من حافظ عليهن كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له نور يوم القيامة، ولا برهان، ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع فرعون، وقارون، وهامان، وأبي بن خلف فرواه احمد والدارمي وابن حبان والطبراني في الأوسط بسند حسن عن كعب بن علقمة عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبدالله بن عمرو عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، وعيسى بن هلال مقلّ الرواية وأحاديثه مستقيمه.
وأما قصة قدامة بن مظعون وشربه الخمر، فهي قصة معروفة ثابته أخرجها عبدالرزاق في مصنفه والبيهقي في سننه عن معمر عن الزهري عن عبدالله بن عامر بن ربيعة بالقصة المعروفة، وهي قصة معروفة يوردها أهل الفقه في الحدود وقد أخرج عبدالرزاق عن ابن جريج عن أيوب السختياني قال: لم يحد في الخمر أحد من أهل بدر إلا قدامة بن مظعون (رضي الله عنه).
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[31 - 08 - 02, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أبي سهل السهيلي إلى أخي عبد الله زقيل جزاك الله خيرا
نعم أعلم ذلك ولكن لا أحب أن أجرأ أحد على شيخنا الألباني حتى وإن خالفته
ولذلك تجدني قد قلت:
" خلافا لمن ضعفه من الفضلاء "
وإلا فيحلو للبعض أن يتتبع العلماء وينشر الكلمات هنا وهناك فى حقهم، بل ويجدون لذة في ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله
ولا أنسى مقولة ابن القيم - وكلامه كله قيم - رحمه الله
"شيخ الإسلام حبيب إلينا، ولكن الحق أحب إلينا منه" (أو كما قال)
ولعلى أكتب موضوعا بهذا الإسم.
والله المستعان
¥(35/119)
ـ[أبوسهل السهيلي]ــــــــ[31 - 08 - 02, 01:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أبي سهل السهيلي إلى أخي أبن تيمية - رزقنا الله وإياك علم من تكنيت بكنيته -
ما رأي حضرتك أن نبحث سويا هذه الجزئية ونفردها بالبحث والتنقيب في موضوع مستقل؟؟
وجزاك الله خيرا
والحمد لله أولا وأخيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 09 - 02, 11:27 ص]ـ
عيسى بن هلال مستور فيه جهالة كما هو واضح. ولا يصح ما يتفرد به أبداً.
أما قول الذهبي «مُوثّق». فقال الألباني في ضعيفته (1\ 637): «يشير بذلك إلى عدم الاعتداد بتوثيق ابن حبان ... لما عُرفَ من تساهله في توثيق المجاهيل».
وزعم بعض طلاب العلم أن سكوت البخاري (في تاريخه) وابن أبي حاتم (في كتابه الجرح والتعديل) عن الراوي، دليل توثيقه. وهذا غلطٌ يُخالف ما نص عليه هؤلاء الأئمة الأعلام. ففي تهذيب الكمال (18\ 265) أن البخاري «قال في التاريخ: كلّ من لم أُبيّن فيه جَرْحه، فهو على الاحتمال (أي يُحتمل أن يكون مقبولاً ويُحتمل أن يكون مردوداً). وإذا قلت: "فيه نظر"، فلا يحتمل (ليس كمن لم أتكلم فيه بجرح أو تعديل، لأني قد أبنت عن حكمٍ لي فيه، وهو الجرح)».
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2\ 38): «ولم نَحكِ عن قومٍ قد تكلموا في ذلك، لقِلة معرفتهم به. ونسبنا كل حكاية إلى حاكيها والجواب إلى صاحبه. ونظرنا في اختلاف أقوال الأئمة في المسئولين عنهم، فحذفنا تناقض قول كل واحد منهم، وألحقنا بكل مسئولٍ عنه ما لاقٍ به وأشبه من جوابهم. على أنا قد ذكرنا أسامي كثيرة مهملة من الجرح والتعديل كتبناها ليشتمل الكتاب على كل من روى عنه العلم رجاء وجود الجرح والتعديل فيهم. فنحن ملحقوها بهم من بعد».
ولذلك قال ابن القطان الفاسي كما في "الوهم والإيهام" (2\ 135): «ونبيِّن الآن أن أبا محمد بن أبي حاتم إنما أهمل هؤلاء من الجرح والتعديل، لأنه لم يعرف فيهم (حُكماً)، فهم عنده مجهولو الحال».
وقول ابن أبي حاتم: «ولم نَحكِ عن قومٍ قد تكلموا في ذلك، لقِلة معرفتهم به» دليلٌ على رفض توثيق من يوثق المجاهيل. فإذا قال أحد ابن حبان –مثلاً– عن أحد التابعين أنه ثقة، ولم يسبقه أحدٌ لذلك، حذفنا توثيقه ولم نهتم به، لأنه توثيق لمجهول، لا يعرف ابن حبان عنه شيئاً.
والله الموفق للصواب
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[30 - 10 - 02, 01:43 ص]ـ
جزيتم خيرا
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[07 - 05 - 04, 03:54 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة أبو تيمية إبراهيم
الذي تبين بالتتبع أن الذهبي لا يقول: وثق إلا فيمن وثقه ابن حبان و خلا عن جرح، و أحيانا فيمن وثقه العجلي أيضا، هذا المتبين للمتتبع.و الله تعالى أعلم
هذا الذي ظهر لي، ولكن لم يظهر لي أنه يريد توثيق العجلي بل ابن حبان فقط،
ثم وقفت على كلام للشيخ مقبل الوادعي يؤيد ذلك، فقد قال الشيخ أبوالحسن المأربي في " شفاء العليل " (ص475): " وقد ذكر لي الشيخ مقبل بن هادي الوادعي – حفظه الله تعالى – أن الذهبي إذا قال في الراوي: " وثِّق " فإنه في الغالب يعني توثيق ابن حبان للراوي، ولابد من النظر في ترجمة الراوي، والحكم عليه بما يستحق، كذا قال لي، والله أعلم ".
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 05 - 04, 03:26 م]ـ
فائدة حول قول الذهبي في الكاشف وثق
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=17827
المشاركة (15) خالد بن عمر
فائدة:
ذكر الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (6/ 2/723)
قال الذهبي في الكاشف: ((وثِّق))
قلت: [الألباني]
يشير إلى أن ابن حبان وثَّقه، وأن توثيقه هنا غير معتمد، لأنه يوثِّق من لا يعرف، وهذا اصطلاح منه لطيف، عرفته منه في هذا الكتاب، فلا ينبغي أن يفهم على أنه ثقة عنده، كما يتوهم بعض الناشئين في هذا العلم.))
(16)
الكاتب: أبو محمد الألفى
علم الجرح والتعديل من الدين، وأساس هذا العلم معرفة معانى مصطلحات القوم وأحكامهم
الحمد لله. نسترفده العون والسداد.
الأخ الكريم / خالد بن عمر
قلت: جزاك الله خيراً أبا محمد
آمين. وجزاك الله خيراً، وبارك فيك، وأنعم عليك بالعلم النافع، وبصَّرك بمواقع الصواب.
لنبدأ بالجواب عما ذكرته فى ختام المطارحة.
¥(35/120)
قلت: ((فائدة: ذكر الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (6/ 2/723): ((قال الذهبي في الكاشف: ((وثِّق)).
قلت ـ يعنى الألبانى ـ: يشير إلى أن ابن حبان وثَّقه، وأن توثيقه هنا غير معتمد، لأنه يوثِّق من لا يعرف، وهذا اصطلاح منه لطيف، عرفته منه في هذا الكتاب، فلا ينبغي أن يفهم على أنه ثقة عنده، كما يتوهم بعض الناشئين في هذا العلم)).
وأقول: يا أخى الكريم. لماذا خصصت هذا القول بقولك ((فائدة))، فإن كنت تعتقده فائدة، فاعلم أنه من الأقوال التى ردها أكثر فضلاء زماننا على الشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ ولم يذعنوا لقبوله، بل حكموا بخطئه وبعده عن واقع الأمر وحقيقته، وأنا كذلك أقول. ولا يغيبن عنك، أخى الكريم، أن ((علم الجرح والتعديل)) من الدين، وأساس هذا العلم معرفة معانى مصطلحات القوم وأحكامهم، ولا ينبغى لمن أراد التميز والنبوغ أن ينقاد فيه لكل قولٍ استناداً إلى وجاهة قائله، وكم أفسد التقليد رجالاً لولاه لكانوا أئمة يقتدى بهم.
فاعلم إن كنت لا تعلم، واشدد بكلتا يديك على هذا الإيضاح، واجعله من فوائد المطارحات الهادفة النافعة، أن الحافظ الذهبى أطلق هذا الاصطلاح ((وُثِقَ)) على جماعةٍ كثيرين من الثقات الذين خرَّج لهم الشيخان فى ((الصحيحين))، وأنا ذاكر لك منهم عشرة فقط للدلالة على صدق قولى، وكبرهانٍ بيِّنٍ على خطأ المقال الآنف نقله، والذى وصفته بالفائدة:
(1) خليفة بن كعب التميمى أبو ذبيان البصرى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 375/1410): وثق.
(2) صفوان بن يعلى بن أمية التميمى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 504/2409): وثق.
(3) صلة بن زفر العبسى أبو العلاء الكوفى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 505/2414): وثق.
(4) عباد بن موسى الختلى أبو محمد الأبناوى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 532/2576): وثق.
(5) عبيد الله بن عبد الله بن أبى ثور القرشى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (1/ 681/3560): وثق.
(6) عمرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب التيمى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 83/4194): وثق.
(7) محمد بن عمرو بن الحسن بن على بن أبى طالب الهاشمى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 206/5082): وثق.
(8) محمد بن النعمان بن بشير بن سعد أبو سعيد الأنصارى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 227/5188): وثق.
(9) ميسرة بن عمار الأشجعى الكوفى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 310/5753): وثق.
(10) هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأنصارى [خ م]. ترجمته فى ((الكاشف)) (2/ 336/5963): وثق.
فهؤلاء عشرة من ثقات رجال ((الصحيحين))، وصفهم الحافظ الذهبى بقوله عن كل واحد منهم ((وثق)). فهل بقيت، أخى الكريم، على اعتقادك وتصديقك أنه ((لا ينبغي أن يفهم على أنه ثقة عنده))، كما قال الشيخ الألبانى ـ عفا الله عنه وطيَّب ثراه ـ!!.
وأزيدك إيضاحاً بذكر أحاديث واحدٍ منهم، وليكن ميسرة الأشجعى، وله عندهما حديثان. وقبل ذا، إليك توثيقه، فقد قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (8/ 253): ((ميسرة بن عمار، ويقال ابن تمام الأشجعي كوفى. روى عن: أبى حازم، وسعيد بن المسيب، وأبى عثمان النهدي، وعكرمة. روى عنه: الثوري، وزائدة، وأسباط بن نصر، وأبو داود عيسى بن مسلم الطهوي. سئل أبو زرعة عن ميسرة بن عمار، فقال: كوفى ثقة)). وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (7/ 484). وقال الحافظ العسقلانى ((التقريب)) (1/ 555): ((ثقة)).
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[08 - 05 - 04, 01:54 ص]ـ
أبعد النجعة محقق " الترغيب " لابن شاهين، وهو صالح الوعيل، فقال: " أخرجه أحمد في المسند 2/ 192، ورجاله رجال الصحيح "!!
وله أخطاء كثيرة في تعليقه على هذا الكتاب.
ـ[أبو المنهال الأبيضي]ــــــــ[08 - 05 - 04, 01:59 ص]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الفقيه
الكاتب: أبو محمد الألفى
فاعلم أنه من الأقوال التى ردها أكثر فضلاء زماننا على الشيخ الألبانى ـ طيَّب الله ثراه ـ ولم يذعنوا لقبوله، بل حكموا بخطئه وبعده عن واقع الأمر وحقيقته، وأنا كذلك أقول.
قلت - أبوالمنهال -: من غيركم رد على الشيخ في ذلك؟(35/121)
الأحاديث التي تراجع الشيخ الألباني عن تضعيفها في السلسلة الصحيحة (7) المقدمة والحلقة ا
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[30 - 08 - 02, 09:00 م]ـ
الأحاديث التي تراجع الشيخ الألباني عن تضعيفها في السلسلة الصحيحة (7) المقدمة والحلقة الأولى.
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}.
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً}.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً}.
أما بعد:
فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي؛ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فهذا بحث أذكر فيه الأحاديث التي تراجع الشيخ الألباني عن تضعيفها، فصححها بعد أن كان حكم بضعفها.
ولتراجع الشيخ عن تضعيف حديث عدة أسباب منها:
1/ السهو والغلط مما لا يسلم منه أحد من بني البشر، وقد نص الشيخ الألباني على ذلك السبب في عدة مواطن من كتبه منها قوله في الصحيحة (7/ 121): [وقع حديث الترجمة سهواً في ضعيف الجامع (7225)، وهو من حق صحيح الجامع، فلينقل إليه، وأستغفر الله وأتوب إليه].
وقد يكون الغلط بسبب انتقال بصر الشيخ من ترجمة رجل لآخر أو سند لآخر –كما في حديث: ((اللهم أحيني مسكيناً ... )) الإرواء (861)، ونحو ذلك.
وقد يكون ذهولاً بغير سبب –بل ناتج عن الطبيعة البشرية- كأن يكون في السند انقطاع، أو جهالة راوٍ، أو اشتباه راوٍ بآخر، أو نكارة في المتن –وهذا نادر، كما في حديث "المطاهر"-، ونحو ذلك؛ فلا يتنبه له الشيخ، ثم يتنبه له بعد ذلك، أو يُنّبَّهُ إلى ذلك فيتنبه.
وانظر السبب السادس هنا.
2/ تغير اجتهاد الشيخ في حال الراوي الذي عليه مدار الحديث، ومثال ذلك رواية درَّاج أبي السمح فقد كان الشيخ الألباني يضعف روايته مطلقاً، ثم تغير اجتهاده؛ فصار يحسن حديثه في غير روايته عن أبي الهيثم.
قال الشيخ الألباني -رحمه الله- في الصحيحة (3/ 1189): [ ... فإن درَّاجاً مستقم الحديث إلا ما كان عن أبي الهيثم؛ كما قال أبو داود، وتبعه الحافظ؛ وهو الذي اطمأنت إليه النفس وانشرح له الصدر أخيراً، كما كنت بينته تحت الحديث المتقدم (3350)].
وكذلك رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة، انظر –مثلاً- الصحيحة (7/ 1367).
وكذلك توثيقه للمستور إذا روى عنه جمع من الثقات ولم يأت بما يُنْكَر.
وانظر لذلك "صحيح الترغيب والترهيب" (1/مقدمة الجديدةص3 - 8 - طبعة المعارف الجديدة الكاملة).
3/ تغير اجتهاد بالنظر إلى طرق الحديث وشواهده فيراها صالحة لتقوية الحديث بخلاف ما كان عليه سابقاً وأمثلته كثيرة سيأتي ذكر بعضها -إن شاء الله تعالى-.
4/ عدم وقوف الشيخ على إسناد حديث "ما"، فيقلد فيه الشيخ من سبقه من الحفاظ والعلماء –ولا يسعه إلا ذلك-، فلما وقف على تلك الأسانيد والطرق صحح الحديث أو حسنه.
وقد يكون الأمر على العكس من ذلك، فرُبَّ حديث حسنه أو صححه تقليداً لمن سبقه، ثم لما وقف على سند الحديث تبين له ضعفه وعلته، وخطأ من حسنه أو صححه.
مثال: قال الشيخ في الصحيحة (7/ 1413): [وبهذا التحقيق يتبين تقصير المنذري في قوله في الترغيب (2/ 25): "رواه الطبراني في الكبير والبيهقي وفيه ابن لهيعة"! ونحوه قول الهيثمي في المجمع (3/ 110): "رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وفيه كلام"
ففاتهما متابعة الحسن بن ثوبان وعمرو بن الحارث المقوية له، مما ورطني قديماً –وقبل طبع المعجم الكبير- أن أخرِّجَ الحديث في الضعيفة برقم (3021) متابعة مني لهما، ولا يسعني إلا ذلك؛ ما دام المصدر الذي عزواه إليه لا تطوله يدي؛ كما كنت بينت ذلك في مقدمة كتابي صحيح الترغيب والترهيب].
وانظر الصحيحة (7/ 1417) ومقدمة صحيح الترغيب.
¥(35/122)
5/ طبع بعض المصادر والمراجع التي لم تكن طبعت من قبل وفيها من الطرق والمتابعات والشواهد ما يبين ثبوت الحديث أو إعلاله.
مثل: طبع صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، والمعجم الكبير والأوسط، ومصنفي عبد الرزاق وابن أبي شيبة، ومسند إسحاق بن راهويه، ومسند البزار، وغيرها من الكتب.
6/ الخطأ والتقصير فلا يستفرغ الشيخ وسعه في الحكم على الحديث لأسباب عارضة يكون الشيخ -رحمه الله- معذوراً فيها -إن شاء الله تعالى-، فيقع الخلل في حكمه على الحديث بسبب ذلك.
وهذا من طبع البشر فَـ"كل بني آدم خطاء".
ومن أمثلة ذلك تعليقاته على المشكاة ففيها –مع ما فيها من تحقيق- تقصير واضح، وكذلك وقع الخلل في عدد غير يسير من أحاديث ضعيف الجامع وصحيحه.
وانظر –مثلاً-: الصحيحة (7/ 1518 - 1519رقم3559)،
إلى غير ذلك من الأسباب.
-------------------------------------------------
وبعد ذكر بعض الأسباب لتراجع الشيخ عن حكمه على حديثٍ "ما"؛ أذكر منهجي في هذه البحث فهو على النحو التالي:
1/ أذكر متن الحديث الذي تراجع الشيخ عن تضعيفه، وأذكر أمامه حكم الشيخ عليه مؤخراً.
2/ أذكر المصدر الذي كان الشيخ قد ضعفه فيه.
3/ أذكر الموضع الذي تراجع الشيخ فيه عن التضعيف مع نقل نصِ كلام الشيخ -رحمه الله- في الموضع المذكور.
4/ إذا كان عندي ملاحظة أو تعليق عقبت بعد ذكري ما سبق.
5/ أقتصر هنا على المواضع التي صرح الشيخ بتراجعه عن حكمه السابق أو أشار إلى ذلك، ولم أكلِّف نفسي تتبع جميع الأحاديث من جميع مؤلفات الشيخ فقد يكون قد تراجع عنها ولم يبين ذلك لأن هذا يحتاج إلى جهد مضاعف، ولعله يتيسر فيما بعد؛ فأجعله ملحقاً بهذا البحث -إن شاء الله تعالى-.
6/ سأبدأ من المجلد السابع -إن شاء الله تعالى-، وسأكتب هذا البحث على حلقات متتابعة -إن شاء الله تعالى- في كل حلقة خمسة أحاديث.
وأخيراً أنبه إلى أمر مهم:
هذا البحث إنما هو تقريب وتيسير لطلاب العلم، ولمعرفة آخر أقوال الشيخ -رحمه الله- في الحديث، وفيه ثمرة علمه واجتهاده وطول ممارسته.
ولا يلزمني أن أبين رأيي في الحكم الأخير الصادر عن الشيخ فقد يكون -رحمه الله- مصيباً، وقد يكون مخطئاً في تراجعه.
فبحثي إنما هو تقريب وتيسير، وليس نقداً وتتبعاً فهذا له مجال آخر والوقت-الآن- أضيق من ذلك.
فهذا البحث –في أكثره- إنما هو بيان لأقوال الشيخ الألباني -رحمه الله- وآرائه أسأل الله أن يتغمده برحمته، وأن ينور له في قبره ويفسح له فيه، وأن يجمعنا به في الفردوس.
وأسأل الله أن يجزيه خيراً على ما قدم لهذا الدين، وأسأل الله أن يوفقني لشكر الشيخ الألباني على ما كان سبباً فيه من اختياري منهج أهل الحديث في عقيدتهم وطريقتهم السلفية، ومنهجهم في البحث والاستدلال، وحب علم الحديث وفنِّ التخريج والحكم على الحديث.
وإن من تمام شكري للشيخ أن أبين ما ظهر لي من خطأ الشيخ؛ لأنه من النصيحة الواجبة لله ولرسوله ولدينه ولأئمة المسلمين وعامتهم.
وأسأل الله التوفيق والسداد، والهدى والرشاد، وأن يريني الحقَّ حقاً ويرزقني اتباعه، وأن يريني الباطل باطلاً ويرزقني اجتنابه.
وكتبه:
أبو عمر العتيبي.
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي الفلسطيني -أعانه الله ووفقه-.
الأحاديث التي تراجع الشيخ الألباني عن تضعيفها من خلال السلسلة الصحيحة (7) الحلقة الأولى.
الحديث الأول:
1/ متن الحديث: عن ابن شهاب –هو الزهري- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال: ((حضرموت خيرٌ من بني الحارث)) "صحيح لغيره".
جاء هذا الحديث بلفظه ضمن حديث طويل من رواية عمرو بن عبسة -رضي الله عنه- وهو حديث صحيح خرجه الشيخ برقم (2606) وكرره برقم (3127).
2/ الموضع الذي كان قد ضعفه فيه –أعني رواية الزهري-: ضعيف الجامع (ص/402رقم2726 - الطبعة الثالثة).
3/ الموضع الذي تراجع فيه: الصحيحة (7/ 120 - 121رقم3051).
قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: [وقع حديث الترجمة سهواً في ضعيف الجامع (7225)!، وهو من حق صحيح الجامع، فلينقل إليه، وأستغفر الله وأتوب إليه]
4/ تعليق: وقع خطأ مطبعي في رقم الحديث الذي عزاه الشيخ إلى ضعيف الجامع وهو: (7225) ولعل الرقم الذي أشار إليه الشيخ (2725)، ولكن في الطبعة التي عندي الرقم (2726) والله أعلم.
¥(35/123)
الحديث الثاني:
1/ متنه: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: ((ليس في الأرض من الجنة إلا ثلاثة أشياء: غرس العجوة، وأواق تَنْزل في الفرات كل يوم من بركة الجنة، والْحَجَر)). "حسن صحيح"
2/ كان الشيخ قد ضعفه في الضعيفة (4/ 104رقم1600)، وضعيف الجامع (ص/710رقم4927).
3/ تراجع عنه في الصحيحة (7/ 302 - 305رقم3111).
قال الشيخ -رحمه الله-: [قد كنت خرجت الحديث في الكتاب الآخر برقم (1600) لأسباب ذكرتها هناك، ولأنه لم يكن لدي "مسند إسحاق" الذي أخرجه من غير طريق الخطيب، فلما وقفت عليها بادرت لتخريجها هنا مع إعادة النظر في طريق الخطيب مع التوسع في الكلام على رواته، فأرجو أن أكون قد وفِّقت للصواب في تخريجه هنا فلينقل من هناك].
4/ التعليق: نبه الشيخ في الموضع المحال إليه في الصحيحة إلى الجمع بين هذا الحديث وما يعارضه من الأحاديث فينظر هناك.
الحديث الثالث
1/ متنه: عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا تغوَّط الرجلان، فليتوار كل واحد منهما عن صاحبه، ولا يتحدثان على طوفهما، فإن الله يمقت على ذلك)). "صحيح"
ومن حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا يناجى اثنان على غائطهما، ينظر كل واحد منهما إلى عورة صاحبه، فإن الله يمقت على ذلك)) "صحيح لغيره".
وفي لفظ: ((لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عوراتهما يتحدثان، فإن الله يمقت على ذلك)) "صحيح لغيره".
ومن حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يخرج اثنان إلى الغائط فيجلسان يتحدثان كاشفين عن عوراتهما، فإن الله يمقت على ذلك)). "صحيح لغيره"؟
2/ كان الشيخ قد ضعفه في ضعيف الجامع (ص/914رقم6336)،وتمام المنَّة (ص/58 - 59)، ضعيف سنن أبي داود رقم (3)، ضعيف سنن ابن ماجه.
3/ تراجع عن تضعيفه في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 175رقم155)، والصحيحة (7/ 321 - 324رقم3120).
قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: [والآن وقد أوقفنا ابن القطان –جزاه الله خيراً- على هذا السند الجيد من غير طريق عكرمة بن عمار، فقد وجب نقله من "ضعيف أبي داود" إلى صحيح أبي داود" ومن "ضعيف الجامع" إلى "صحيح الجامع"، وَ"ضعيف الترغيب" إلى صحيح الترغيب"، وَ"ضعيف ابن ماجه" إلى "صحيح ابن ماجه" ولفظه ولفظ أبي داود وغيرهما من طريق عكرمة نحو حديث الترجمة].
4/ التعليق: ينظر صحيح الترغيب الطبعة الجديدة، ويكتب رقم ضعيف ابن ماجه.
الحديث الرابع
1/ متنه: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أمر بحدِّ الشِفار، وأن توارى عن البهائم، وَ ((إذا ذبح أحدكم؛ فليجهز)) "صحيح".
2/ كان الشيخ -رحمه الله- قد ضعفه في غاية المرام (ص/40 - 41)، وضعيف الجامع (ص/70 - 71رقم494).
3/ تراجع عن تضعيفه فصححه في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 529رقم1076 - الطبعة القديمة للمعارف)،، وهو في الطبعة الجديدة (1/ 631رقم1091 - الطبعة الجديدة)، وفي الصحيحة (7/ 356 - 360رقم3130).
قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: [تنبيه: واعلم أن حديث ابن عمر هذا مما كان نظري قد اختلف في الحكم عليه على نوبات مختلفة، وعوامل متعدد، فلما خرجته في غاية المرام (ص/40 - 41) ضعفته لاضطراب ابن لهيعة في إسناده، كما بينته هناك، وسلفي في تضعيفه: الحافظ المنذري في ترغيبه (2/ 103 - 104)، ولذلك أودعته في "ضعيف الجامع".
ثم لما صنفت "صحيح الترغيب" لاحظت أن معناه قد جاء في عديد من أحاديث الباب، فما رأيت من المناسب أن ألحقه بِـ"ضعيف الترغيب"؛ فأوردته في صحيح الترغيب" (1/ 529/1076 - مكتبة المعارف) محسناً إياه.
ثم هتف إلي أحد الإخوان سائلاً عن هذا الاختلاف؟ فأجبته بنحو ما تقدم، ووعدته بأن أعيد النظر حينما يتيسر لي ذلك.
¥(35/124)
والآن وقد يسر الله، فقد تبين لي مجدداً صحة إسناده، على ما كان بدا لي: أن رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة ملحقة في الصحة برواية العبادلة عنه كما تقدم الإشارة إلى موضع بيان ذلك آنفاً. يضاف إلى ذلك تلك الطرق التي لم أكن وقفت عليها من قبل، على ما فيها من وهن، فاطمأنت النفس تماماً لصحة الحديث، وعليه قررت نقله من "ضعيف الجامع" إلى "صحيح الجامع" والحمد لله على توفيقه، وأسأله المزيد من فضله.
أذكر هذا بياناً للحقيقة أولاً، وتبرئة للذمة ثانياً، واعترافاً بعجز الإنسان وضعفه ثالثاً، وأنه كما قال ربنا في كتابه: {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء}، وقوله: {وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً}، ولعل في ذلك عبرة لبعض الناشئين في هذا العلم، الذين يتسرعون في النقد وإصدار الحكم، دون أي جهد أو بحث وتفكر إلا عفو الخاطر! ... ].
الحديث الخامس
1/ متنه: عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: ((لا تنتفعوا من الميتة بشيء)) "صحيح لغيره".
وجاء من حديث عبد الله بن عكيم حدثنا مشيخة لنا من جهينة أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كتب إليهم إلا تنتفعوا من الميتة بشيء. "صحيح"
2/ كان الشيخ -رحمه الله- قد ضعفه في: الضعيفة (1/ 238 - 240رقم118 - المعارف)، وفي تحذير الساجد (ص/25 - الحاشية)، والمشكاة (رقم508) من حديث جابر -رضي الله عنه-.
3/ تراجع الشيخ عن تضعيفه فصححه في: الضعيفة (1/ 240 - المعارف)، والصحيحة (7/ 366 - 369رقم3133).
قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: [واعلم أيها القارئ الكريم! أنني كنت خرجت حديث جابر هذا منذ أكثر من ثلاثين سنة في المجلد الأول من "الضعيفة" برقم (118) من رواية ابن وهب عن زمعة عن أبي الزبير عن جابر معنعناً، وفيه القصة أيضاً، فلما شرعنا في إعادة طبع هذا المجلد، ووصلت في تصحيح تجاربه إلى هذا الحديث؛ تذكرت أنني كنت خرجت في "الإرواء" ما يشبهه،وكان تأليفه بعد "الضعيفة" بنحو خمسة عشر عاماً، فوجدت فيه حديث عبد الله بن عكيم من طريقين عنه بلفظين، أحدهما بلفظ الترجمة، والآخر مثله إلا أنه قال: " .. بإهاب ولا عصب". وملت فيه إلى تصحيح إسناده، وصرحت بأن إسناد الأول صحيح، فخشيت أن يكون في هذا التصحيح شيء من الوهم، فأعدت النظر فيه بطريقة أوسع-كما ترى- مما هناك، فتأكدت من صحته، وازددت قناعة به، والحمد لله، وعليه؛ رأيت لزاماً علي أن أنبه القراء الأفاضل أن الحديث –بشاهد حديث ابن عكيم- صار صحيحاً لغيره، وأنني نقلته إلى هنا، والله ولي التوفيق، وهو الهادي إلى أقوم طريق.].
التعليق: كان الشيخ الألباني -رحمه الله- قد صحح هذا الحديث في الإرواء (1/ 76 - 79رقم38) من حديث ابن عكيم، وكان قد ضعفه قبلُ وبعدُ من حديث جابر -رضي الله عنه- ثم تنبه لتوافق اللفظين فصححه –لغيره- من حديث جابر -رضي الله عنه-.
انتهت الحلقة الأولى، والحمد لله رب العالمين.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
وانظره هنا أكثر تنسيقاً:
(انسخ العنوان ثم ألصقه)
http://alsaha.fares.net/sahat?14@254.pX6Sc3K0hQf^0@.ef2fc47
أو هنا:
http://www.muslm.net/cgi-bin/showflat.pl?Cat=&Board=islam&Number=91720&page=0&view=collapsed&sb=5
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[30 - 08 - 02, 09:22 م]ـ
جزيت خيرا ووفقك الله اخي ابا عمر.
واذكر ان هناك كتاب مطبوع في تراجعات الشيخ
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[30 - 08 - 02, 09:31 م]ـ
وجزاك خيرا أخي عبد الله.
ولا أعلم كتابا ذكر فيه تراجعات الشيخ في المجلد السابع.
أما قبله فيوجد.
والله الموفق.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[01 - 09 - 02, 02:50 ص]ـ
للرفع والفائدة
ـ[طالب الحقيقة]ــــــــ[01 - 09 - 02, 06:55 ص]ـ
عمل تشكر عليه
وأما بالنسبة للكتاب الذي يبين تراجع الشيخ ............
فهو قد بلغ السلسلة السادسة ولم يتكلم عن السابعة
واسم الكتاب:
التنبيهات المليحة على ماتراجع عنه العلامة المحدث الألباني من الأحاديث الضعيفة أو الصحيحة
جمع وترتيب: عبد الباسط بن يوسف الغريب
في مجلد واحد
طبعة دار الراوي بالدمام
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[01 - 09 - 02, 01:45 م]ـ
أيضا هناك كتب آخر في هذا الموضوع اسمه النصيحة في بيان الأحاديث التي تراجع عنها الألباني في الصحيحة لأبي عمر حاي بن سالم الحاي طبعته دار النفائس بالكويت علم 1413 0 ومما يستفاد منه في هذا الموضوع كتاب تناقضات الألباني للسقاف فهو وإن كان ألفه لغرض سيء عامله الله بما يستحق إلا أنه يمكن الاستفادة منه لمعرفة الأحاديث التي تراجع فيها الألباني 0
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[02 - 09 - 02, 01:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
كتاب الغريب لم أره ولكني سمعت عنه.
كتاب الشيخ حاي الحاي كتاب ليس بذاك على ما فيه من خير.
وكتاب السقاف ملأه خبثاً وكذباً وقد قرأته من سنوات وعلقت على كذباته واستفدت منه أشياء من باب "صدقك وهو كذوب".
وأنا مستفيد من هذا البحث -إن شاء الله- لأني أقرأ كتب الشيخ حرفاً حرفاً ثم أستخلص هذا البحث وأنا مستمر في ذلك والحمد لله.
وأسأله التوفيق والسداد.
¥(35/125)
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[02 - 09 - 02, 01:48 ص]ـ
الأحاديث التي تراجع الشيخ الألباني عن تضعيفها في السلسلة الصحيحة (7) الحلقة الثانية.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث السادس:
1/ متنه: عن أبي رمثة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
((أصاب الله بك يا بن الخطاب)) "صحيح لغيره".
وله قصة وهي:
عن الأزرق بن قيس -رحمه الله- قال: صلى بنا إمام لنا يكني أبا رمثة، فقال: صليت هذه الصلاة أو مثل هذه الصلاة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: وكان أبو بكر وعمر يقومان في الصف المقدم عن يمينه، وكان رجل قد شهد التكبيرة الأولى من الصلاة، فصلى نبي الله -صلى الله عليه وسلم- ثم سلم عن يمينه وعن يساره حتى رأينا بياض خديه، ثم انفتل كانفتال أبي رمثة -يعني نفسه-، فقام الرجل الذي أدرك معه التكبيرة الأولى من الصلاة يشفع، فوثب إليه عمر، فأخذ بمنكبه فهزه، ثم قال: اجلس، فإنَّه لم يهلك أهل الكتاب إلا أنه لم يكن بين صلواتهم فصل، فرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- بصره، فقال: ((أصاب الله بك يا بن الخطاب)).
2/ كان الشيخ -رحمه الله- قد ضعفه في: "ضعيف أبي داود"، ومشكاة المصابيح (1/ 306 - 307).
3/ تراجع عن تضعيفه فصححه في السلسلة الصحيحة (7/ 523 - 524).
قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: [ ... وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم"! ورده الذهبي بقوله: "قلت: المنهال ضعفه ابن معين،وأشعث فيه لين، والحديث منكر".
قلت: وبهما أعله المنذري في "مختصر السنن" ولذلك كنت أوردته في "ضعيف أبي داود"، فلما وقفت على متابعة شعبة وعبد الله بن سعيد الفزاري لهما على الشطر الثاني من حديثهما؛ قررت نقله إلى "صحيح أبي داود"؛ لأن الشطر الأول منه ليس فيه كبير شيء مع كونه موقوفاً، وكذلك كنت ضعفته في تعليقي على المشكاة (1/ 306 - 307)، فليصحح إذن بالطريق الأولى؛ والله ولي التوفيق، وهو الهادي لا إله إلا هو].
4/ التعليق: لفظ حديث الشاهد الذي صحح به الشيخ حديث أبي داود هو:
عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلى العصر، فقام رجل يصلي [بعدها]، فرآه عمر، [لفأخذ بردائه أو بثوبه]، فقال له: اجلس؛ فإنما هلك أهل الكتاب أنه لم يكن لصلاتهم فصل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أحسن (وفي رواية: صدق) ابن الخطاب)).
فائدة: حديث أبي داود من طريق أشعث بن شعبة عن المنهال عن الأزرق ..
وقد توبع أشعث؛ تابعه عبد الصمد بن النعمان عند الطبراني في المعجم الأوسط (2/ 316رقم2088). ولم يذكر الشيخ الألباني -رحمه الله- هذه المتابعة في الموضع المذكور.
فآفته المنهال بن خليفة.
الحديث السابع:
1/ متنه: عن الأسود بن سريع -رضي الله عنه- قال: [كنت شاعراً فـ] أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله، قد مدحت الله بمحامد ومِدَح وإياك.
فقال: ((أما إن ربك يحب الحمد - (وفي لفظ: المدح) -)). هات ما امتدحت به ربك.
قال: فجعلت أنشده، فاستأذن رجل طوال أصلعٌ، فقال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((اسكت))، فدخل، فتكلم ساعة، ثم خرج، فأنشدته، ثم جاء فسكتنى، ثم خرج، فعل ذلك مرتين أو ثلاثاً.
فقلت: من هذا الذي سكتنى له؟ قال: ((هذا رجل لا يحب الباطل، [هذا عمر بن الخطاب])). "حسن صحيح"
2/ كان الشيخ -رحمه الله- قد ضعفه بِـ"تَمَامِهِ" في: ضعيف الأدب المفرد (55/ 342)، والضعيفة (6/ 469 - 470رقم2922)، وأشار إلى ضعفه في "تحريم آلات الطرب" (ص/123).
3/ تراجع الشيخ عن تضعيفه فصححه في الصحيحة (7/ 544 - 547).
قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: [والحديث جزم شيخ الإسلام ابن تيمية في "الرد على البكري" (ص291) بنسبته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وكنت قد أشرت إلى ضعفه في "تحريم آلات الطرب" (ص123)، وجزمت في "ضعيف الأدب المفرد" (55/ 342) أنه ضعيف بهذا التمام، وأحلت على "الضعيفة" (2922)، ولم أكن وقفت –حينذاك- على متابعة الزهري لابن جدعان، فسبحان من قد أحاط بكل شيء علماً، والمعصوم من عصمه الله.].
4/ التعليق: متابعة الزهري التي ذكرها الشيخ عزاها للطبراني في المعجم الكبير فيضاف إليه: أبو نعيم في حلية الأولياء (1/ 46).
الحديث الثامن:
¥(35/126)
1/ متنه: عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((ستكون هجرة بعد هجرة، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم، ويبقى في الأرض شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم، تَقْذُرُهم نفس الله، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير)) "صحيح لغيره".
2/ كان الشيخ -رحمه الله- قد ضعفه في "الضعيفة" (3697)، و"ضعيف الجامع" (ص/479رقم3259) وضعف سنده في الطبعة المختصرة من "ضعيف أبي داود" التي طبعت قديماً.
3/ تراجع الشيخ عن تضعيفه فحسنه في تعليقه على مناقب الشام وأهله لشيخ الإسلام -رحمه الله- (ص/82 - حاشيةرقم2)، ثم صححه في الصحيحة (7/ 611 - 619رقم3203).
قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: [وهنا بعض التنبيهات التي لا بد منها:
أولاً: كنت ذكرت الحديث في الضعيفة برقم (3697) من الطريق الأولى، فلما وقفت على الطريق الأخرى والشاهد؛ لم أستجز إبقاءَه هناك، فنقلته إلى هنا، سائلاً المولى سبحانه وتعالى مزيداً من التوفيق والهداية.
ثانياً: وبناءً على ذلك نقلته أيضاً من "ضعيف الجامع" (3258) إلى "صحيح الجامع"، فالرجاء من مقتنيهما، أن يفعل ذلك].
وقال –أيضاً-: [خامساً: كنت علَّقتُ على الفصل المشار إليه آنفاً <يعني ما طبع باسم: "مناقب الشام وأهله" لشيخ الإسلام>، حين قام بطبعه صاحب المكتب الإسلامي بتعليقي عليه، ألحقه بكتابي "تخريج فضائل الشام ودمشق للربعي"، وفيه هذا الحديث كما تقدم، وكنت علقت عليه بما خلاصته أنه حديث حسن، ثم خرجته من الطريقين عن ابن عمرو مبيِّناً علتهما باختصار، وختمته بقولي: "ولكن الحديث قوي بمجموع الطريقين -إن شاء الله تعالى-" ... ].
4/ التعليق: ذكر الشيخ الألباني -رحمه الله- في الموضع المشار إليه في الصحيحة شيئاً من حياته وهجرته مع والده من ألبانيا إلى دمشق والثناء على والده بسبب ذلك، وما يسر الله له وهيأه بسبب تلك الهجرة من تعلم اللغة العربية الفصحى والعامية، والتوحيد الحق، والحديث والسنة أصولاً وفقهاً، ومحاربته للقبوريين، وسجنه بسبب ذلك مرتين، وعدم تأييده للحكم في سوريا لأنه حكم باطل،وذكر بعض جهوده -رحمه الله- في نشر التوحيد والسنة.
الحديث التاسع:
1/ متنه: عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات)) "صحيح".
2/ كان الشيخ قد ضعفه في ضعيف الجامع (ص/905رقم6268) وأحال إلى الضعيفة (4793).
3/ تراجع الشيخ -رحمه الله- عن تضعيفه فصححه في الصحيحة (7/ 627 - 628رقم3206).
قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: [وبعد كتابه هذا بنحو عشرين سنة؛ تبين لي أن رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة ملحقة –من حيث الصحة- برواية العبادلة عنه كما بينه الحافظ الذهبي في "السير"، ونقله عنه في غير ما موضع من تخريجاتي وتعليقاتي (1)، ولما كان هذا الحديث من رواية قتيبة عن ابن لهيعة؛ فقد قررت نقله من الضعيفة إلى هنا، وبخاصة أنه يشهد له مرسل عروة بن الزبير].
حاشية (1) [انظر مثلاً "الصحيحة" (1/ 595)، وَ (6/ 825)، وَ"الضعيفة" (1/ 421)]
4/ التعليق: وله شاهدان مرسلان –لم يذكرهما الشيخ-؛ أحدهما من مرسل سالم بن أبي الجعد عند المروزي في البر والصلة (ص/76رقم146) وابن أبي الدنيا في كتاب العيال (1/ 243رقم97)، وينظر شعب الإيمان للبيهقي (6/ 410) ففيه أمر يحتاج إلى بحث.
والشاهد الآخر من مرسل سعيد بن أبي هند رواه البيهقي في الشعب (6/ 410).
الحديث العاشر:
1/ متنه: عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أي الخلق أعجب إليكم إيماناً؟)) قالوا: الملائكة. قال: ((وكيف لا يؤمنون وهم عند ربهم؟)) قالوا: فالنبيون. قال: ((وما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم؟)) قالوا: فنحن.قال: ((وما لكم لا تؤمنون وأنا بين أظهركم؟)) قالوا: فمن يا رسول الله؟ قال: ((ألا إن أعجب الخلق إلي إيماناً لقوم يكونون من بعدكم يجدون صحفاً فيها كتاب يؤمنون بما فيها)) "حسن".
2/ كان الشيخ قد ضعفه في الضعيفة (2/ 102 - 103رقم647).
3/ ثم تراجع الشيخ عن تضعيفه فقواه وحسنه في الصحيحة (7/ 654 - 657رقم3215).
قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: [وقد كنت خرجت حديث الترجمة بنحوه في الضعيفة (647) من طريقين الأولى خير من الأخرى، وذكرت أن الحافظ ابن كثير جزم بنسبته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنه لعله وقف على طريق أو طرق أخرى يتقوى بها، وحينئذ ينبغي النظر فيها.
وها أنذا قد وقفت على هذا الطريق، فبادرت إلى تخريجها وفاءً بما قلت هناك، فالظاهر أنه من جملة الطرق التي ألقى مجموعها في قلب الحافظ ابن كثير ثبوت الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فجزم بنسبته إليه؛ وهذا أُلقي في صدري أيضاً حين وقفت على هذا الطريق التي عرفت مما سبق أنها حسنة لغيرها على الأقل، فهي قوية بالطريق الأولى المشار إليها آنفاً ... ].
4/ التعليق: نبه الشيخ الألباني -رحمه الله- في الموضع المشار إليه في الصحيحة إلى خطأ الشيخ السلفي محمد نسيب الرفاعي في "تيسير العلي القدير"، وكذلك الشيخ الصوفي محمد علي الصابوني في مختصره لتفسير ابن كثير؛ حيث عزوا الحديث إلى صحيح البخاري وهو لا وجود له فيه، وبيان سبب هذا الوهَم.
انتهت الحلقة الثانية، والحمد لله رب العالمين.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
http://www.muslm.net/cgi-bin/showflat.pl?Cat=&Board=islam&Number=93091&page=&view=&sb=&part=&vc=
¥(35/127)
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[06 - 09 - 02, 09:36 ص]ـ
الأحاديث التي تراجع الشيخ الألباني عن تضعيفها في السلسلة الصحيحة رقم (7) الحلقة الثالثة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الحادي عشر
1/ متنه: عن علقمة بن ناجية -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لهم عام المريسيع حين أسلموا: ((إن من تمام إسلامكم أن تؤدوا زكاة أموالكم)).
وقال لهم عام المريسيع: ((إني باعث إليكم بمن يأخذ زكاة أموالكم)).
2/كان الشيخ قد ضعفه إذ لم يورده في صحيح الترغيب والترهيب في الطبعات القديمة، وأكد هذا التضعيف فأورده في ضعيف الترغيب (1/ 236رقم457).
3/ تراجع الشيخ -رحمه الله- عن تضعيفه فحسنه في السلسلة الصحيحة (7/ 705 - 707رقم3232).
قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: [(تنبيه): كنت حينما ألفت "صحيح الترغيب والترهيب" ونشرته؛ جردت منه هذا الحديث لتضعيف المنذري إياه؛ بتصديره له بقوله: "روي ... "، وإعلال الهيثمي بقوله (3/ 62): " ... وفيه من لا يعرف".
وما كان يمكنني إلا الاعتماد عليهما يومئذٍ؛ لعدم التمكن من الوصول إلى إسناده في تلك المصادر، وبخاصة منها كتاب ابن أبي عاصم، فلما منّ الله تعالى بطبعها، ويسر لي الرجوع إليها ودراسة إسناده؛ تبينت أن ما أعل به غير وارد، وبخاصة بالنسبة لإسناد ابن أبي عاصم ... ].
4/ التعليق: أ/ لم يورد الشيخ الألباني -رحمه الله- الجملة الثانية من الحديث وهي عند ابن أبي عاصم.
ب/ والحديث رواه ابن قانع في معجم الصحابة (2/ 285) وعنده بدل الجملة الثانية من الحديث: وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يباع شيء من الصدقة حتى يقبض))، ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة رقم (5454) وعزاه الحافظ في الإصابة للبغوي في معجم الصحابة ولم أجده في المطبوع منه –والمطبوع فيه نقص كبير تبعاً لنقص المخطوطة-.
الحديث الثاني عشر
1/ متنه: عن أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّهُ نهى عن بيع المحفَّلاتِ.
2/ كان الشيخ قد ضعفه في ضعيف الجامع (ص/873رقم6062) والضعيفة (4726).
3/ تراجع الشيخ عن تضعيفه فقواه في الصحيحة (7/ 713).
قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: ["إذا باع أحدكم الشاة واللقحة؛ فلا يحفِّلْها" .. -وصحح سنده ثم قال:- وهو شاهد قوي لحديث أنس: "نهى عن بيع المحفلات"، وكنت خرجته في "الضعيفة" (4726) لضعف سنده،وبالتالي أوردته في "ضعيف الجامع"؛ فلينقل منهما].
4/ التعليق: ويشهد لحديث النهي عن بيع المحفلات حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً: ((لا تصروا الإبل والغنم)) متفق عليه.
وفي رواية للشيخين أيضاً: ((نهى عن التلقي للركبان ... وعن النجش والتصرية ... )).
الحديث الثالث عشر
1/ متنه: معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فأصبحت يوماً قريباً منه ونحن نسير، فقلت: يا نبي الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار.
قال: ((لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت))
ثم قال: ((ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنةٌ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النارَ، وصلاة الرجل في جوف الليل))، ثم قرأ: {تتجافى جنوبُهُم عن المضاجع} حتى بلغ: {يعلمون}.
ثم قال: ((ألا أخبرك برأس الأمر، وعموده، وذروة سنامه؟))
فقلت: بلى يا رسول الله.
قال: ((رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد)).
ثم قال: ((ألا أخبرك بِمَلاكِ ذلك كله؟)).
قلت: بلى يا رسول الله. فأخذ بلسانه فقال: ((كُفَّ عليك هذا)).
فقلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟
فقال: ((ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب النَّاسَ في النار على وجوههم -أو على مناخرهم- يوم القيامة إلا حصائدُ ألسنتهم)).
2/ كان الشيخ -رحمه الله- قد ضعفه مطولاً في إرواء الغليل (2/ 138 - 141) ولم يحسن منه سوى قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((وذروة سنامه الجهاد)).
وانظر التعليق.
¥(35/128)
3/ تراجع الشيخ عن تضعيفه فقواه مطولاً، وصحح منه قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((ثكلتك أمُّك يا معاذ بن جبل، وهل يكب النَّاسَ على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم)) في الصحيحة (7/ 845 - 846رقم3284)، وصححه لغيره في "صحيح الترغيب والترهيب" (رقم2866).
قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: [واعلم أن الباعث على تخريج هذا الحديث-وهو طرف من حديث طويل لمعاذ -رضي الله عنه-؛ أنني كنت خرجته من رواية الترمذي وغيره من طريق أبي وائل، وشهر بن حوشب، وميمون بن أبي شبيب <وقع في مطبوعة الصحيحة: ميمون بن أبي شيبة> مطولاً، يزيد بعضهم على بعض، وكلها معلولة بالانقطاع إلا روايةً عن شهرٍ، كما يأتي، خرجت ذلك في الإرواء (2/ 138 - 141)، وبين عللها أيضا المنذري في "الترغيب" (4/ 5 - 6)، ثم ابن رجب في "شرح الأربعين" (ص196)، وعقب عليها بقوله: "وله طرق أخرى كلها ضعيفة".
فلما وقفت على هذا الإسناد لهذا الطرف، بادرت إلى تخريجه؛ لِعِزَّتِهِ وصحته خلافاً لتلك الطرق.
ثم تابعت البحث، فوجدت له طريقاً أخرى من رواية مبارك بن سعيد –أخي سفيان بن سعيد-: ثنا سعيد بن مسروق عن أيوب بن كريز عن عبد الرحمن بن غَنْم عن معاذ بن جبل ... الحديث مطولاً، وفيه الطرف.
أخرجه الطبراني (20/ 73 - 74) من طريقين عنه.
وهذا إسناد رجاله ثقات من رجال التهذيب؛ غير أيوب بن كريز هذا؛ فإنه لا يعرف إلا في هذه الرواية، ومع ذلك ذكره ابن حبان في الثقات (6/ 54)! فهو مستور، فيقوى حديثه بمتابعة شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم به.
أخرجه أحمد (5/ 235، 236، 245) مطولاً ومختصراً].
وصحح الشيخ الألباني -رحمه الله- جزءً منه في صحيح موارد الظمآن حيث أورده فيه (1/ 105رقم20): [عن معاذ بن جبل، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قلت: حدثني بعمل يدخلني الجنة؟ قال: ((بخٍ بخٍ! سألتَ عن أمر عظيم، وهو يسير لمن يسره الله عليه: تقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، ولا تشرك بالله شيئاً)).
حسن صحيح-التعليق على "الإيمان" لابن أبي شيبة (2/ 2 - 3)، التعليق على الإحسان (1/ 218)] انتهى النقل من صحيح الموارد.
4/ التعليق:
أ/ كان الشيخ -رحمه الله- من قبلُ قد صحح حديث معاذ بطوله في تعليقه على الإيمان لابن أبي شيبة (ص/16رقم1 - 2) –وقد رواه ابن أبي شيبة من طريق عروة بن النزال ومن طريق ميمون بن أبي شبيب كلاهما عن معاذ- فقال: [حديث صحيح بالطريق التي بعده، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير عروة بن النزال، وثقه ابن حبان (1/ 158) فقط. وأخرجه الترمذي من طريق أبي وائل عن معاذ وقال: "حديث حسن صحيح"].
وأظن أن الشيخ -رحمه الله- قد صدر منه هذا التصحيح الذي في تعليقه على الإيمان قبل دراسته لطرقه بدقة؛ وذلك لأن الشيخ -رحمه الله- قد خرجه بتوسع في كتاب الإرواء –من طريق أبي وائل، وعروة بن النزال، وميمون بن أبي شبيب: وكلهم لم يسمع من معاذ كما بينه الشيخ الألباني هناك- وقال: [هذا ويتلخص مما تقدم أن جميع الطرق منقطعة في مكان واحد منها غير هذه الطريق، وأحد طريقي شهر بن حوشب فهي تقوي هذه، وأما الطرق الأخرى فلا يمكن القول فيها أنه يقوي بعضها بعضاً، لأن جميعها متحدة العلة وهي سقوط تابعيها منها ويجوز أن يكون واحداً، وعليه فهي حينئذٍ في حكم الطريق الواحد، ويجوز أن يكون التابعي مجهولاً والله أعلم.
وخلاصة القول: أنه لا يمكن القول بصحة شيء من الحديث إلا هذا القدر الذي أراده المصنف لمجيئه من طريقين متصلين يقوي أحدهما الآخر والله أعلم] انتهى.
فهذا يدل على تراجع الشيخ عما علقه على كتاب الإيمان لابن أبي شيبة.
ثم تراجع الشيخ -رحمه الله- عن تراجعه فحسنه لوقوفه على الطريق الأخرى التي عزاها للطبراني.
وصححه لغيره في صحيح الترغيب والترهيب (رقم2866).
ب/ الطريق التي ذكر الشيخ أنها عند الطبراني (20/ 73 - 74) خرجها أيضاً باختصار: البخاري في التاريخ الكبير (7/ 426)، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ 219)، وعلقها الدارقطني في العلل (6/ 78) والبيهقي في الشعب (4/ 248).
ج/ كلام الشيخ الألباني -رحمه الله- الذي ذكره في الإرواء بأن الطرق إذا كانت منقطعة في مكان واحد أنها تكون في حكم الطريق الواحد لاتحاد العلة كلام فيه نظر.
وهو منقوض بالمرسل.
¥(35/129)
وإنما يكون كلامه -رحمه الله- متجهاً إذا كان الذي أرسلوه عن معاذ متحدي الشيوخ فيحتمل أن يكون واحداً كما قالوا ذلك في المرسل.
وهذا منتفٍ هنا.
فقد أرسله عن معاذ: أبو وائل، وميمون بن أبي شبيب، وشهر –في بعض الروايات-، وعروة بن النَّزال، ومكحول.
وثمة اختلاف بينهم في الشيوخ فاحتمال أخذهم الحديث من شيخ واحد يكون مجهولاً أو ضعيفاً مما يجزم ببطلانه.
نعم قد يكون مرده هنا إلى راوٍ واحد ولكن ليس بقرينة الشيوخ، ولكن بقرينة أخرى وهي الطرق المتعددة المروية عن عبد الرحمن بن غنم؛ فيكون هو الواسطة بينه وبين من أرسله ممن روى عنه أو بواسطة عنه لمن لم يرو عنه.
لا سيما وأن شهراً صرح بأنه أخذه من عبد الرحمن بن غنم، وهذا من طريق عبد الحميد بن بهرام، وقد حسن الإمام أحمد روايته عن شهر، وتابعه أيوب بن كريز، وهو وإن كان مجهولاً إلا أنَّه صالح هنا -إن شاء الله تعالى- للمتابعة، وتابعه أيضاً عمير بن هانئ وهو ثقة ومتابعته عند ابن حبان في صحيحه.
مما يقوي القول بأنَّ حديث معاذ -رضي الله عنه- إنما حدث به صاحبه وجليسه وملازمه عبد الرحمن بن غنم وعنه اشتهر بين التابعين ومداره عليه وهو ثقة إمام لا يسأل عن مثله.
فيظهر لي أنه حديث صحيح بطوله بهذه الطرق والمتابعات –وهو ما رجحه الشيخ الألباني أخيراً-، وأن مداره –على غالب الظن- على عبد الرحمن بن غنم. والله أعلم.
الحديث الرابع عشر
1/ متنه: عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى))
2/ كان الشيخ -رحمه الله- قد ضعفه في ضعيف الجامع (ص/771رقم5340)، وأحال إلى المشكاة (5179) –ولم يعلق عليه هناك بشيء، فلعله في التحقيق الثاني للمشكاة ولم يطبع بعد- وفي الضعيفة (5650).
3/ تراجع الشيخ الألباني -رحمه الله- عن تضعيفه فحسنه في الصحيحة (7/ 850).
قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: [وله شاهد آخر مرفوع من حديث أبي موسى الأشعري بنحوه، كنت خرجته في الكتاب الآخر (5650) لانقطاعه مع ثقة رجاله، ثم وقفت على هذا الشاهد العزيز القوي، فسارعت إلى تخريجه هنا، ثم أشرت إليه هناك؛ ليكون القراء على بصيرة وعلم بما يَجِدُّ من العلمِ؛ فإنه في تقدمٍ لا يقبل الجمود، وبالله تعالى التوفيق].
4/ التعليق: كتبت بحثاً في تخريج الحديث من رواية أبي موسى التي خرجها الشيخ في الضعيفة المجلد الثاني عشر ولم يطبع بعد.
فانظره هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=15462#post15462
الحديث الخامس عشر
1/ متنه: عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مر بسعد وهو يتوضأ، فقال: ((ما هذا السرف يا سعد؟))
قال: أفي الوضوء سرف؟ قال: ((نعم، وإنْ كُنْتَ على نهر جارٍ)).
2/ كان الشيخ -رحمه الله- قد ضعفه في إرواء الغليل (1/ 171رقم140)، وفي "الرد على بليق (ص/98)، وضعيف ابن ماجه (ص/35رقم425 - القديمة)، والمشكاة (1/ 133رقم427).
3/ تراجع الشيخ -رحمه الله- عن تضعيفه فحسنه في السلسلة الصحيحة (7/ 860 - 861رقم3292).
نقل الشيخ الألباني -رحمه الله- كلام ابن عدي في "حيي بن عبد الله المعافري":"وأرجو أنه لا بأس به إذا روى عنه ثقة". قال الشيخ الألباني -رحمه الله-: [قلت: وهذا الشرط بدهي، ويبدو –لأول وهلة- أنَّه هنا غير متوفر، لسوء حفظ ابن لهيعة الذي عرف به، وإن كان صدوقاً في نفسه، وهذا هو الذي كان حملني -تبعاً لغيري- على تضعيف الحديث من أجله في "إرواء الغليل" (1/ 171رقم140) قديماً، وفي غير إحالة عليه.
ثم بدا لي ما غيَّر وجهة نظري في رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة، وأن روايته ملحقة في الصحة برواية العبادلة عنه، استفدت ذلك من ترجمة الحافظ الذهبي لقتيبة في "سير أعلام النبلاء" وقد نقلت ذلك تحدث الحديث المتقدم (2843) فلا داعي لتكراره.
وبناءً على أن هذا الحديث من رواية قتيبة عن ابن لهيعة، فقد رجعت عن تضعيف الحديث به إلى تحسينه، راجياً من الله أن يغفر لي خطئي وعمدي، وكل ذلك عندي، وأن يزيدني علماً وهدى.
وهناك أثر ذكره البيهقي (1/ 197) عن هلال بن يساف قال: "كان يقال: في كل شيء إسراف حتى الطهور؛ وإن كنت على شاطئ النهر"
وهلال هذا ثقة تابعي، فكأنه يشير إلى هذا الحديث، وإلى أنه كان مشهوراً بين السلف، والله أعلم].
4/ التعليق:
أ/ عزا الشيخ الألباني هذا الحديث في الإرواء إلى المسند وابن ماجه –كما في الصحيحة- وزاد: الحكيم الترمذي في الأكياس والمغترين (ص/27).
يقول أبو عمر العتيبي: ورواه –أيضاً- البيهقي في الشعب (3/ 20رقم2788)، وعزاه البوصيري في مصباح الزجاجة إلى أبي يعلى في مسنده.
ب/ وأثر هلال بن يساف: رواه –أيضاً- ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 67رقم718)
ج/ فائدة: روى الدقاق في مجلس إملاء في رؤية الله (ص/83رقم156) من طريق سعيد بن منصور ثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن أبي عمرو السَّيباني –وهو حمصيِّ- عن أبي سلام ممطور الحبشي -رحمه الله- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((قد يكون في الوضوء إسراف، وفي كل شيء إسراف)).
وإسناده حسن إلى أبي سلام ولكنه مرسل.
أبو سلام ثقة من أواسط التابعين جل روايته عن الصحابة مرسلة، وسمع من بعضهم.
انتهت الحلقة الثالثة، والحمد لله رب العالمين.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
¥(35/130)
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[04 - 10 - 03, 12:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[04 - 10 - 03, 09:21 ص]ـ
وجزاك وبارك فيك
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[03 - 01 - 04, 06:29 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا عمر وحفظك الله تعالى ووفقك لكل خير.
ويوجد هنا أيضا شيء من تراجعات الشيخ - رحمه الله تعالى، وأحسن إليه، وجزاه عنّا كل خير - ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=73560#post73560)(35/131)
قريباً إن شاء الله ((قطع الفلاة بتخريج حديث من قرأ آيةالكرسي دبر كل صلاة))
ـ[محمد المباركي]ــــــــ[31 - 08 - 02, 02:12 ص]ـ
الحمد لله والصلاة و السلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
فقد اطلعت على مانقله الاخوة ـ رعاهم الله ـ من الكلام على حديث
قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة،، ولعلي ان شاء الله تعالى أنقل
ماكتبته في ذلك وقرأته على شيخنا العلامة أبي عبدالله سعد الحميد
من تخريج للحديث وذلك عام 1418هـ وقد أسميته
((قطع الفلاة بتضعيف حديث من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة)) وقد
ضعف الشيخ حفظه الله الحديث بعد قرائتنا عليه في مجلسين.
وسوف أنزله في المنتدى في اليومين القادمة إن شاء الله، حتى
يستفيد منه الاخوة.
أخوكم
محمد بن عبدالله المباركي
الرياض ـ حرسها الله ـ
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[31 - 08 - 02, 02:56 ص]ـ
نفع الله بك اخي المباركي.
وبانتظارك
ـ[محمد المباركي]ــــــــ[07 - 09 - 02, 01:08 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا:
أما بعد:
فإن من نعم الله تعالى على هذه الأمة أن أنزل إليها أعظم كتاب وشرفها بأعظم رسول وأعظم دين ..
فالله أسأل أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم وأن يوفقنا للقول النافع والعمل الصالح.
الحديث (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت).
أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (رقم 100) والطبراني في الكبير (9/ 134 برقم 7532) وأخرجه في الأوسط (برقم 8069) وفي الدعاء (برقم 675) وذكره الهيثمي في مجمع البحرين: (8/ 28 - 29 برقم 4654) وابن السني في عمل اليوم والليلة (124) والروياني في مسنده برقم (1268) والمقدسي في كتاب الدعاء (برقم 80) وذكره العراقي في تخريج الأحياء (برقم 1106) وابن كثير في التفسير (1/ 454) والسيوطي في الدر المنثور (2/ 6 - 8) جميعهم من طريق محمد حمير عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة مرفوعا .... )
(ذكر من صحح الحديث من أهل العلم:
* الحافظ ابن عبد الهادي رحمه الله: قال في المحرر (ص53): لم يصب من ذكره في الموضوعات، فإنه حديث صحيح).
* الحافظ المنذري كما في الترغيب والترهيب (2/ 448) قال: رواه النسائي والطبراني بأسانيد: أحدها صحيح قال شيخنا أبو الحسن المقدسي: هو حديث على شرط البخاري)
* الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله كما في نتلئج الأفكار (2/ 279) فقد تكلم في طعن يعقوب في محمد بن حمير فقال: هو جرح غير مفسر في حق من وثقه ابن معين وأخرج له البخاري وحسن الحديث).
* الهيثمي رحمه الله كما في المجمع (10/ 102) قال رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد وأحدها جيد)
* العلامة ابن القيم رحمه الله كما في زاد المعاد (1/ 110) وصحيح الوابل الصيب (197).
* السيوطي كما في اللآلي (1/ 230) قال: والحديث صحيح على شرطه)
* الدمياطي كما في المتجر الرابح (473) قال: وإسناده على شرط الصحيح.
* الضياء المقدسي كما نقل عنه الشوكاني في الفوائد.
* الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني كما في السلسلة الصحيحة (2/ 697).
* سليم بن عيد الهلالي كما في تحقيقه لصحيح الوابل الصيب (197).
* أدلة من صحح الحديث من أهل العلم:
* أولا: أن الحديث على شرط الإمام البخاري رحمه الله وإن الراوي محمد بن حمير قد أخرج له البخاري في موضعين من الصحيح مما يدل على أنه محتج به.
* ثانيا: أن بقية رجال الحديث من الثقات، وان الراوي محمد بن حمير السليحي وهو الذي عليه مدار الحديث لم يتفرد الحديث وإنما تابعه غيره كما قال الحافظ الذهبي (2/ 331) وهم:
هارون بن داود النجار الطرسوسي، ومحمد بن العلاء بن زبريق الحمصي وغيرهم.
* ثالثا: أن الكلام في محمد بن حمير ليس في مكانه من حيث الجرح حيث قال الحافظ رحمه الله في نتائج الأفكار (2/ 279) عند طعن يعقوب وأبو حاتم فيه: وهو جرح غير مفسر في حق من وثقه ابن معين وأخرج له البخاري وحسن الحديث).
* رابعا: إن للحديث من الشواهد ما يصححه ومنها:
¥(35/132)
ما أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 221) من طريق مكي بن ابراهيم ثنا هاشم بن هاشم عن عمر بن إبراهيم عن محمد بن كعب عن المغيرة بن شعبة قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة، مابينه وبين أن يدخل الجنة إلا أن يموت، فإذا مات دخل الجنة). ومنها ما أخرجه الحاكم والبيهقي كما في اللآلي (1/ 230) من حديث علي.
وللحديث شواهد أخرى لم يذكرها من ذهب إلى تصحيح الحديث سوف نتكلم عنها في موضعها إن شاء الله.
* خامسا: أن الحديث لم يعله أحد من أهل العلم، وأن ذكر الإمام النسائي له وسكوته عنه دلالة على تصحيحه له.
* ذكر من ضعف الحديث من أهل العلم:
* الإمام الدارقطني رحمه الله كما أورد ذلك الإمام ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 244) قال: (قال الدارقطني: غريب من حديث الألهاني عن أبي أمامه تفرد به محمد بن حمير عنه.قال يعقوب بن سفيان:ليس بالقوي)،وقد عزى العراقي كلام الدارقطني على الحديث إلى الأفراد (انظر تخريج الإحياء برقم 1106).
* الإمام ابن الجوزي فقد أورد الحديث في الموضوعات (1/ 233) مع أن ايراده له والحكم عليه بالوضع فيه نوع مجازفةٍ منه رحمه الله.
* الحافظ الذهبي رحمه الله حيث قال في ترجمة محمد بن حمير في الميزان (3/ 532): (له غرائب وأفراد تفرد عن الألهاني) وعدَّ هذا الحديث من أفراده.
* شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حيث قال في الفتاوى: (22/ 508): (روي في قراءة آية الكرسي عقيب الصلاة حديث لكنه ضعيف، ولهذا لم يروه أحد من أهل الكتب المعتمد عليها، فلا يمكن أن يثبت به حكم شرعي، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وخلفاؤه يجهرون بعد الصلاة بقراءة آية الكرسي ولا غيرها .. ).
* العلامة عبدالرحمن بن يحيى المعلمي اليماني في تحقيقه للفوائد المجموعة للشوكاني (ص299): (مدار الحديث على محمد بن حمير، رواه عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة، وابن حمير موثق غمزه أبو حاتم ويعقوب بن سفيان وأخرج له البخاري في الصحيح حديثين قد ثبتا من طريق غيره، وهما من روايته عن غير الألهاني فزعم أن الحديث على شرط البخاري غفلة ... ).
* ثم تكلم العلامة المعلمي رحمه الله بكلام طويل نفيس يحسن الوقوف عليه مبينا ضعف طرق الحديث وشواهده.
* أدلة من ضعف الحديث من أهل العلم:-
1 - قولهم أن الحديث على شرط الإمام البخاري رحمه الله وأن الراوي محمد بن حمير قد أخرج له البخاري في موضعين.
قلت: أما إخراجه له في موضعين من صحيحه فهذا كلام صحيح، فقد أخرج له البخاري وما أخرجه له إنما أخرجه استشهادا لا احتجاجاً وينبغي أن يفرق في ما أخرجه الشيخان في الأصول وبين ما يخرجونه في الشواهد والمتابعات.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (ص438) عند الكلام عن الرواة المتكلم عليهم في الصحيح ومنهم محمد بن حمير: (ليس في البخاري سوى حديثين: أحدهما عن ابراهيم بن أبي عبلة عن عقبة بن وساج عن أنس في خضاب أبي بكر وذكر له متابعا، والآخر عن ثابت بن عجلان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بعنز ميتة .. ) ثم قال: وله أصل من حديث ابن عباس في الطهارة) انتهى.
ولذلك قال المعلمي اليماني: (قد أخرج له البخاري حديثين في الصحيح قد ثبتا من طريق غيره، وهما من روايته عن غير الألهاني فزعم أن هذا الحديث على شرط البخاري غفلة).
قلت: وقد علم من طريقة الإمامين البخاري ومسلم وغيرهما من أهل الحديث أن يذكرون في المتابعات من لا يحتج به للتقوية لا للاحتجاج وأنهم ينتقون من أحاديث الراوي ماتابعه عليه غيره وثبت عندهم من وجه آخر.
وهنا أنبه على ماذكره بعض أهل العلم من أن اعتماد البخاري ومسلم يكون على الإسناد الأول) أقول هذا الكلام يحتاج إلى توثيق وخصوصا أن البخاري ومسلم لم يصرحوا بذلك، نعم الإمام مسلم قد يلتزم بذلك أحيانا، أما الإمام البخاري فلا وهذا ملاحظ لمن نظر في طريقة الإمامين، (وهذه فائدة نفيسة أفادني بها شيخنا الشيخ سعد بن عبدالله الحميد حفظه الله ومتعنا بعلمه).
ومحمد بن حمير الذي عليه مدار الحديث قد أخرج له البخاري في كتاب مناقب الأنصار من طريق:
¥(35/133)
سليمان بن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن حمير حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة أن عقبة بن وساج حدثه عن أنس خادم النبي صلى الله عليه وسلم قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم وليس في أصحابه أشيمط غير أبي بكر فغلفها بالحناء والكتم).
وهذا الحديث قد أخرجه الإمام البخاري رحمه الله من طريق غيره مما يدل على أنه غير محتج بهذا الراوي وأنه أخرج له متابعة وليس في الأصول، فقد قال رحمه الله:
وقال دحيم:حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني أبو عبيدة عن عقبة بن وساج حدثني أبو عبيد عن عقبة بن وساج حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه قال:قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فكان أسن أصحابه أبو بكر فغلفها بالحناء والكتم حتى قنأ لونها) انظر (الفتح 7/ 257).
* أما ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه أيضا (الفتح9/ 658) في كتاب (الذبائح والصيد) حديث رقم 5532 قال:
حدثنا خطاب بن عثمان حدثنا محمد بن حمير عن ثابت بن عجلان قال: سمعت سعيد بن جبير قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنه يقول: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعنز ميتة فقال: ماعلى أهلها لو انتفعوا بإهابها؟).
فهو أيضا مما ثبت من طريق غيره فقد أخرج رحمه الله في الصحيح (الفتح3/ 355) في كتاب الزكاة باب الصدقة على موالي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال:
حدثنا سعيد بن عفير حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب حدثني عبيدالله بن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال:وجد النبي صلى الله عليه وسلم شاة ميتة أعطيتها مولاة لميمونة من الصدقة،قال النبي صلى الله عليه وسلم: هلا انتفعتم بجلدها؟ قالوا: إنها ميتة. قال: إنما حرم أكلها).
* الجواب عن الدليل الثاني:
(قولهم: أن رجال الإسناد كلهم ثقات)
بالنظر في إسناد ابن السني الذي أخرجه في عمل اليوم والليلة (رقم 121) فالذين يروون الحديث عن محمد بن حمير هما راويين:
الأول: اليمان بن سعيد وهو محرف من (اليمان بن يزيد) وهذه الفائدة ذكرها الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة.
وهو الراوي عن محمد حميركما ذكر ذلك الحافظ في اللسان (6/ 317) قال:
(اليمان بن محمد عن محمد بن حمير الحمصي بخبر طويل في عذاب الفساق أظنه موضوعا. وقد مضى الحديث المذكور في ترجمة محمد بن حمير وأفاد شيخنا في الذيل أن الدارقطني قال في المؤتلف والمختلف مجهول وتبعه ابن ماكولا).
الثاني أحمد بن هارون المصيصي: ذكر عنه الحافظ الذهبي في الميزان (1/ 162) قال: صاحب مناكير عن الثقات. قاله ابن عدي.
وقال ابن حبان في الثقاـ (9/ 241): من أهل البصرة سكن الثغر.
? وأما الكلام عن محمد بن حمير السليحي فهو الجواب عن الدليل الثالث، فإنهم قالوا إن الكلام فيه ليس في مكانه من حيث الجرح فيقال:
أن الإمام أبو حاتم عليه رحمة الله والإمام يعقوب بن سفيان عندما تكلموا في محمد بن حمير فإنهم يعنون مايقولون والدليل على ذلك قول الإمام الذهبي رحمة الله في الميزان (3/ 532):
وثقة ابن معين، ودحيم، وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أبو حاتم: لايحتج به. بقية أحب إلي منه وقال الفسوي: ليس بالقوي.
قلت (الكلام لذهبي):
((له غرائب وأفراد. ومات سنة مائتين. وتفرد عنه الألهاني، عن أبي أمامة – مرفوعاً من لزم آية الكرسي دبر كل صلاة لم يكن بينه وبين الجنة إلا أن يموت)).
قلت: فالحافظ الذهبي رحمه الله قد عدَّ هذا الحديث من غرائبه وأفراده وأعله بالتفرد، وكنت قد بحثت عن أصل لكلام
الإمام الدارقطني عندما ذكر ابن الجوزي رحمة الله أنه يعل الحديث بالتفرد، أو كلاماً لإمام آخر فلما وقفت على كلام الحافظ الذهبي رحمه الله ومتابعته للإمام الدارقطني حمدت الله فالحمد لله من قبل ومن بعد.
وقول الحافظ رحمه الله في الميزان (3/ 532) تفرد عنه الألهاني. أظنه قد تحرف من (عن) إلى (عنه) فإن الذي تفرد هو محمد بن حمير.
*وأما الذي روى عنه محمد بن حمير فهو:
محمد بن زياد الألهاني، أبو سفيان الحمصي.
روى عن أبي أمامة الباهلي والمقدام بن معد يكرب وأبي عنبة الخولاني وعبد الرحمن بن عمرو السلمي وعبدالله بن بسر وغيرهم. وعنه محمد بن حمير السليحي وابنه ابراهيم وعبدالله بن سالم وإسماعيل بن عياش وآخرون.
قال أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي (ثقة).
¥(35/134)
وقال عبدالله بن أحمد سألت أبي عن اسماعيل بن عياش فقال: إذا حدث عنه الثقات مثل محمد بن زياد فحديثه مستقيم.
وقال عثمان الدرامي سألته (يعني) ابن معين عن محمد بن زياد فقال (ثقة).
وقال عبدالله بن أحمد سألت أبي عن اسماعيل بن عياش فقال: إذا حدث عنه الثقات مثل محمد بن زياد فحديثه مستقيم.
وقال عثمان الدرامي سألته (يعني) ابن معين عن محمد بن زياد فقال (ثقة)
وقال أبو حاتم: لابأس به.
وذكره ابن حبان في الثقات وقال: لايعتد بروايته إلا ماكان من رواية الثقات عنه.
قلت: فنخلص من كلام أهل العلم أن محمد بن زياد الألهاني من الثقات ولكن يحترز ممن يروي عنه، فكيف بمن يأتي بالغرائب والأفراد.
وأما قولهم (أن الراوي محمد حمير لم يتفرد بالحديث وإنما تابعه غيره وهم هارون بن داود النجار الطرسوسي ومحمد بن العلاء بن زبريق الحمصي وعلي بن صدقة).
فالجواب عنه: أن هذا وهم ممن أورد هذه العبارة فالمتابعة لم تكن لمحمد بن حمير، ولكنها لمن روى عن محمد بن حمير وهو الحسين بن بشر الطرسوسي (روى عنه النسائي في عمل اليوم والليلة حديث أبي أمامة في قراءة آية الكرسي عقب الصلاة وروى الحديث المذكور معه عن محمد بن حمير، هارون بن داود النجار الطرسوسي ومحمد بن ابراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي وعلى بن صدقة) انتهى
وأما قولهم (ان الحديث لم يعله أحد من أهل العلم، وأن ذكر النسائي للحديث وسكوته عنه دلاله على تصحيحه له)
فالجواب عنه: أن قولهم هذا معارض بتضعيف جمع من الأئمة مثل الدار قطني وغيره كما ذكرنا ذلك عند ذكر من ضعف الحديث، وأما ذكر النسائي للحديث وسكوته عنه فإنه ليس فيه دلاله على تصحيحه له، وعلى افتراض تصحيحه له فهو معارض بما ذكر آنفا.
وأما دفاع السيوطي عن الحديث في الآلي فإنه لايخفي مافي كلام السيوطي من نظر فإنه لايحكم على الحديث بالوضع حتى يكون في إسناده راوي كذاب، وليس هذا بلازم لما هو معروف من أن الثقة قد يروي الحديث الموضوع يشبه عليه, واعتبار المتن أمر ضروري ــــــــــــــــــــــــــ
وللحديث شواهد منها ماذكره أبو نعيم في الحلية (3/ 221) قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد القاضي ثنا ابراهيم بن زهير ثنا مكي ابن ابراهيم ثنا هاشم بن هاشم عن عمر بن ابراهيم عن محمد بن كعب عن المغيرة ابن شعبة قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة، مابينه وبين أن يدخل الجنة إلا أن يموت، فإذا مات دخل الجنة).
قال الإمام أبو نعيم (هذا حديث غريب من حديث المغيرة تفرد به هاشم بن هاشم عن عمر عنه، ماكتبناه عاليا إلا من حديث مكي).
وعمر بن ابراهيم بن محمد بن الأسود ترجم له الحافظ الذهبي في الميزان (3/ 179) والحافظ ابن حجر في اللسان (4/ 279).
قال عنه العقيلي: لايتابع عليه. وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال المعلمي اليماني: وهو مجهول وإنما ذكره ابن حبان في الثقات على عادته في ذكر المجاهيل وذكره العقياي في الضعفاء وذكر له خبرا آخر بهذا السند نفسه لم يتابع عليه، والمجهول إذا روى خبرين لم يتابع عليها فهو تالف.
وقد تعقب العلامة المعلمي رحمه الله الدمياطي في ذكره عمب ابن ابراهيم على أنه ابو حفص العبدي البصري المترجم في التهذيب.
قلت: فهو اسناد ضعيف جداً لجهالة عمر ابن إبراهيم.
ــــــــــــــــــــــــــ
ومن الشواهد أيضاً:
ماأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 455) حديث رقم (2385) والخطيب في التاريخ (5/ 374) كليهما من طريق:
محمد الضوء بن الصلصال بن الدلهمس عن أبيه عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لم يكن بينه وبين أن يدخل الجنة إلا أن يموت، فإن مات دخل الجنة)
وفي إسناده: محمد بن الضوء ترجم له الهبي في الميزان (3/ 586) وابن حجر في اللسان (5/ 206) قال ابن حبان: لايجوز الاحتجاج به.
وقال الخطيب: ليس بمحل أن يؤخذ عنه العلم، لأنه كذاب.
وقال الجوزقاني في الموضوعات: كذاب.
ــــــــــــــــــــــــــ
ومن الشواهد أيضاً:
مأخرجه البيهقي في الشعب (2/ 458) حديث رقم (2395) قال:
¥(35/135)
اخبرنا أبو عبدالله الحافظ حدثني القاسم بن غانم بن حموبه بن الحسين بن معاذ ثنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن الصباح ثنا أبي ثنا محمد بن عمرو القرشي عن نهشل بن سعيد الضبي عن أبي إسحاق الهمداني عن حبة العرني عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة لمن يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت، ومن قرأها حين يأخذ مضجعه أمنه الله على داره ودار جاره وأهل دويرات حوله).
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً، فإن في الحديث نهشل بن سعيد.
قال ابن معين: ليس بشئ. وقال أبو حاتم: ليس بقوي متروك الحديث.
وقال الحافظ/ متروك.
وحبة العرني هو ابن جوين بن علي أبو قدامة الكوفي:
قال ابن معين: ليس بثقة. وقال الدار قطني: ضعيف.وقال ابن حبان: كان غالياً في التشيع، واهياً في الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوي.
ــــــــــــــــــــــــــ
ومن الشواهد أيضاًَ:
ماأرجه ابن عدي في الكامل (2/ 426) قال:
حدثنا عمر ان ابن بكار ثنا عبدالسلام بن محمد الحضرمي، ثنا بقية، عن الأوزاعي عن جسر بن الحسن، عن عون بن عبدالله بن عتبة، عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة فمات دخل الجنة) قال ابن عدي: وجسر بن الحسن لاأعرف له إلا ماذكرت وزيادة حديثين أو ثلاثة وليس ماذكرت بالمنكر لأن هذا الحديث مرسل (ثم قال): وهذا الحديث لاأعلم رواه عن جسر غير الأوزاعي، وغنما عرف جسر بالأوزاعي حين روى عنه، ولا أعرف لجسر هذا كثير رواية. ا.ه.
قلت: بل هو إسناد ضعيف جداً، فإن جسر هو ابن الحسن الكوفي، ويقال اليمامي ترجم له الذهبي في الميزان (1/ 398)
ضعفه النسائي، وقال الجوزجاني: واهي الحديث.
وقال ابن معين: ليس بشئ. وقال أبو حاتم: مارى به بأس.
وبقية هو ابن الوليد معروف بالتدليس وقد عنعن.
ــــــــــــــــــــــــــ
ومن الشواهد أيضاً:
ماأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 496) وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 243) وابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 286) من حديث:
إسماعيل بن يحي بن عبيد الله التيمي، حدثنا ابن جريج، عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة خرقت سبع سماوات، فلم يلتئم خرقها حتى ينظر الله إلى قائلها فيغفر له، ثم يبعث الله عز وجل ملكاً فيكتب حسناته ويمحو سيئاته إلى الغد من تلك الساعة).
قلت: وهو اسناد تالف
قال صالح جزرة: كان يضع الحديث. وقال الأزدي: ركن من أركان الكذب، لاتحل الرواية عنه.
وقال الدارقطني والحاكم: كذاب. وقال الذهبي: مجمع على تركه.
ــــــــــــــــــــــــــ
ومن الشواهد أيضاً:
ما أخرجه الطبراني في الكتبير وقال الهيثمي في المجمع (2/ 148): إسناده حسن.
حدثنا ابراهيم بن هاشم البغوي ثنا كثير بن يحي ثنا حفص بن عمر الرقاشي ثنا عبدالله بن حسن بن حسن عن أبيه عند جده قال:
(من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة كان في ذمة الله إلى الصلاة الأخرى).
وفي إسناده من لايعرف وهو حفص بن عمر الرقاشي.
وكثير بن يحي: هو البصري الشيعي، نهى العنبري عن الأخذ عنه.
وقال الأزدي: عنده مناكير. وقال أبو حاتم: محله الصدق.
وهنالك شاهدان كليهما لايخلو من متهم أو متروك عن البيهقي وابن النجار لم أذكرهما خشية الإطالة.
والحديث والله أعلم لا يرتقي لمرتبة الحسن فضلاً على أن يكون حديثاً صحيحاً.
وكتب
أبو معاذ محمد بن عبدالله المباركي
الرياض ـ حرسها الله ـ
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[27 - 03 - 06, 09:07 م]ـ
أين تخريج الحديث؟
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[27 - 03 - 06, 10:11 م]ـ
هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3401&highlight=%C7%E1%DF%D1%D3%ED+%CF%C8%D1+%D5%E1%C7%C 9
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[28 - 03 - 06, 12:37 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[10 - 03 - 08, 08:02 م]ـ
جمع موفق وجهد مبارك فتح الله عليك أخي
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[10 - 03 - 08, 08:29 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بكم ورزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[11 - 03 - 08, 04:15 م]ـ
بوركتم , فوائد جليلة
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[11 - 03 - 08, 04:27 م]ـ
جَزَاكَ اللهُ خَيْرَ الْجَزَاءِ ... ؛
¥(35/136)
ضَعَّفَ هَذَا الْحَدِيثَ:-
فضيلة الشيخ المُحَدِّثُ فقيد الأمّة / مُحَمَّد عَمْرُو بن عَبْدِ اللَطِيفِ الشّنقِيطي-رحمهُ اللهُ رحمةً واسعةً-.
فضيلة الشيخ العلامة المحدِّث / أَبُو إِسْحَاقَ الْحُوَيْنِيُّ - حفظه اللهُ، وعَامَلَهُ بِلطفهِ الخَفيِّ -.
فضيلة الشيخ المحدِّث / أبُو مُحمَّد عليّ بن إبراهيم حَشِيش السَّتَامُونيَّ الأثَريّ - حفظه الله -.
ـ[أبو إدريس الإفريقي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 11:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا الجهد المبارك ـ إن شاء الله تعالى ـ، وأضيف قال ابن كثير في تفسيره تحت تفسير آية الكرسي: أخرجه ابن حبان في ((صحيحه)) من حديث محمد بن حمير وهو الحمصي من رجال البخاري أيضاً، فهو إسناد على شرط البخاري. اهـ
وكذا عزاه المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (2/ 362) إلى ابن حبان في كتاب ((الصلاة))، وصححه.
وأورده الحافظ ابن حجر في ((بلوغ المرام)) ح (346) من باب (صفة الصلاة)، وقال: رواه النسائي وصححه ابن حبان.
وتَكْمُن الفائدة من هذه الإضافة في نقل تصحيح ابن حبان للحديث، ومعلوم أنه إذا قال أحد من أهل العلم في حديث ما صححه ابن حبان، أي أن ابن حبان ـ رحمه الله ـ قد أورده في الصحيح، إذ أنه من النادر أن يصحح ابن حبان الحديث صراحة، ومثله في هذا شيخه ابن خزيمة،
ولكن هل هذا الحديث موجود في الصحيح أم لا؟ الجواب: لا.
شاء الله سبحانه وتعالى أن أصنِّف كتاباً في تراجم شيوخ ابن حبان، وهذا بالطبع يضطرني إلى استقراء كل ماوقفت عليه من مؤلفات ابن حبان ـ رحمه الله ـ المطبوعة، وهي ((الصحيح، والمجروحين، والثقات، وتاريخ الصحابة ـ وهو جزء من الثقات ـ، ومشهاهير علماء الأمصار)).
وشاء الله سبحانه وتعالى أن أذهب إلى فضيلة الشيخ الدكتور أحمد معبد الكريم ـ حفظه الله تعالى ـ، راجياً النصح في كتابي هذا، وبعد أيام ليست بالقليلة أخبرني فضيلته أن هناك كتاباً لابن حبان اسمه ((الصلاة)) مطبوع في كتاب ((إتحاف المهرة)) للحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ، فظللت أبحث عنه الفينة بعد الفينة حتى يسَّر الله تعالى الوقوف عليه، فقمت باستقرائه كاملاً ـ ولله الحمد ولمنة ـ بحثاً عن كتاب الصلاة، فوقفت على كتابين آخرين لابن حبان هما ((الإمامة، والجهاد))، نقل عن الأول منهما في سبعة مواضع، وفي الثاني في موضع واحد.
أما عن كتاب الصلاة فقد نقل الحافظ عنه نحواً من ثلاثين وأربعمائة (430) حديث، كلها في الصحيح سوى ثلاثة وسبعون (73) حديث فقط، منها حديث آية الكرسي، لكن الإشكال عندي أننا لم نقف على مقدمة ابن حبان لهذا الكتاب فلا ندري منهجهه فيه، هل اشترط فيه الصحة أم لم يشترطها؟
وهل قول الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ صححه ابن حبان، يفيد ذلك؟ الجواب: يحتمل ـ ولايُجزم بذلك، لاحتمال أن يكو ن ابن حبان صححه صراحة ـ وهذا نادر ـ.
والذي أراه أقرب إلى الصواب ـ والله أعلم ـ كونه اشترط الصحة فيه لأن غالب أحاديث الصلاة موجودة في الصحيح، بل إن أسانيد هذه الأحاديث التي تفرد بها في كتاب ((الصلاة)) معظمها موجود في الصحيح، ولم أظفر بشيوخ كُثر خارج الصحيح سوى ستة فقط.
أما عن الذي يترتب على ذلك فهو:
1ـ صحة الثلاثة والسبعون (73) حديث تصحيحاً ضمنياً.
2ـ توثيق الشيوخ الستة الذين روى عنهم توثيقاً ضمنياً. هذا مابدا لي، والعلم عند الله تعالى. ومن عنده فائدة في هذا الموضوع فليوافني به مشكوراً.
ـ[أبو إسكينيد الليبي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:22 م]ـ
بارك الله فيك أخونا
محمد المباركي .... وسددك الله
((والله لا يُضيع أجر من أحسن عملاً))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الحافظ إبن كثير رحمه الله:
"الحديث الضعيف هو مالم يجتمع فيه صفات الصحيح ولا صفات الحسن"
[الباعث الحثيث (ص19)].
وقال الإمام إبن جماعة رحمه الله:
"الحديث الضعيف هو كل حديث لم تجتمع فيه شروط الصحيح ولا شروط الحسن"
[المنهل الروي (1/ 38)].
ـ[محمد بن سحنون]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:54 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد،لكن حبذا لو تغير العنوان
ـ[زناتي عيسى اليعقوبي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 05:56 م]ـ
وضعف الحديث فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي في تحقيقه لكتاب النكت على بن الصلاح
ـ[عادل المرشود]ــــــــ[25 - 03 - 08, 05:03 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي محمد المباركي على هذا البحث الطيب
وأود من أخي أبي مسلم العقاد إفادتي بذكر المصادر التي ضعف
فيها الشيخ أبو إسحاق الحويني هذا الحديث
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوك/ أبو إبراهيم(35/137)
تحقيق صحة لفظ في حديث ابن مسعود في التشهد علق عليه الشيخ عبدالله السعد
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[31 - 08 - 02, 12:49 م]ـ
في حديث التشهد المشهور عن ابن مسعود ورد قول ابن مسعود في التشهد قبل أن يفرض علينا و أستدُل بها بفرضيته لكن هل تصح هذه اللفظه او لاتصح وعليها يقوم الحكم.
وكان هذا البحث بطلب الشيخ عبدالله السعد حفظه المولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على أمام المتقين وقدوة المتبعين وعلى اله وصحبة أجمعين.
هذا بحث يسير في حديث ابن مسعود في التشهد وهو حديث مشهور متعدد الطرق كما قال البزار (روى من نيف وعشرين طريقا).
أولا من أخرج الحديث:
أخرجه – أحمد – البخاري – مسلم – الترمذي – أبو داود –النسائي – (الصغرى الكبرى) – الدارمي –الطيالسي – ابن خزيمة –
ابن حبان – الطحاوي (شرح معاني الاثار) – الدراقطني السنن – ابن الجارود –البيهقي (الصغرى والكبرى) – الطبراني في الكبير – أبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث – البزار – ابن حزم من طريق مسلم –أبو عوانة – ابن ابي شيبة – عبد الرزاق.
كلهم من طريق شقيق بن سلمة عن ابن مسعود و من طرق أخرى كثيرة ياتي بيانها.
من رواه عن ابن مسعود غير ابي وائل:
1 - أبو معمر (عبد الله بن سخبرة).
2 - الأسود.
3 - أبو الاحوص.
4 - علقمة بن قيس. كلهم لم يذكروا عن ابن مسعود قوله ((قبل أن يفرض علينا التشهد)).
** ورواه عن أبي وائل من غير ذكر هذه اللفظة جماعة منهم:
1 - المغيرة الضبي.
2 - حصين بن عبد الرحمن.
3 - أبو هاشم.
4 - حماد بن أبي سليمان.
** ورواه عن الأعمش من غير هذه اللفظة جماعة كثيرة منهم:
1 - أبو أسامة.
2 - ابن فضيل.
3 - عبثر.
4 - زائدة.
5 - أبو نعيم.
6 - يحي بن سعيد.
7 - حفص بن غياث.
8 - الفضيل بن عياض.
9 - يعلي بن عبيد.
01 - سفيان الثوري. وعن منصور جماعة ممن تقدم منهم: الثوري و جرير و شعبة كلهم لم يذكروا هذه الزيادة.
أما حديث ابن مسعود الذي فيه قوله ((قبل أن يفرض علينا)) فهو من طريق:
سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان بن عيينة عن الأعمش ومنصور عن أبى وائل عن ابن مسعود.
ورواه عن أبى عبيد الله المخزومي جماعة وأخرج حديثه النسائي والدراقطنى وقال إسناد صحيح ومن طريقه البيهقي وأبو أحمد في شعار أصحاب الحديث من طرق عن أبو عبيد الله. وهو أسناد صحيح قال ابن حجر في التلخيص: حديث ابن مسعود (كنا نقول قبل أن ….) الدارقطنى و البيهقي من حديثه بتمامة وصححاه وأصله في الصحيحين وغيرهما دون قوله قبل أن يفرض وأستدل به على فرضية التشهد الاخير لقوله قبل أن يفرض علينا وبوب عليه النسائي ايجاب التشهد قال اين عبد البر في الاستذكار تفرد ابن عيينه بقوله قبل أن يفرض علينا.
قال الزيلعي: وهذا الحديث وأن كان في الكتب الستة لكنه لم يذكره بلفظ يفرض إلا النسائي.
... لكن القول بشذوذ هذه اللفظة لتفرد ابن عيينة يحتاج الى نظر لان هذا الحديث يظهر ان ابن مسعود حدث به كثيرا و بالفاظ متعددة والدليل على ذلك كثرة الألفاظ المختلفة عن من رواه , في الصحيحين وغيرها وهذه بعضها:
اللفظ الأول: علمني رسول الله وكفي في كفه …… الحديث
اللفظ الثاني:كان رسول الله يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القران ……. الحديث
اللفظ الثالث: كنا لاندري ما نقول في كل ركعتين من الصلاة … .. الحديث
اللفظ الرابع: علمني رسول الله التشهد في وسط الصلاة وآخرها ……
اللفظ الخامس: كنا نصلى مع رسو الله فكان الناس يقولون السلام على الله السلام على جبريل …….
فكل هذه الألفاظ محفوظة صحيحة والله أعلم.
((قال شيخنا بل الاولى هو خلاف ما ذهب اليه الباحث فهذه اللفظة شاذه كما نص على ذلك الحفاظ)).هذا رأى الشيخ السعد حفظه الله
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[04 - 05 - 03, 03:42 م]ـ
ومن احتج بهذا الحديث هم الحنبلية والشافعيه .. أستدلوا به على فرضية التشهد ... خلاف الحنفيه .... وأضطرب قول المالكيه فيها ولا اعلم للامام مالك قول فيه ... لكن قول الحنابلة قوي جدا في ركنيته.
ويندرج تحته القول بسنية التشهد الاول وهو قول الجمهور والوجوب وهو قول الحنبلية ... وعندهم وجه بالركنيه.
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - 05 - 03, 03:02 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أخي على هذا البحث.
وعندي فيه مشاركتان:
الأولى / أن مذاهب العلماء في حكم التشهد الأول والجلوس له تختلف عن مذاهبهم في حكم التشهد الثاني والجلوس له.
فأما التشهد الأول والجلوس له:
فالجمهور على أنه لاتبطل الصلاة بترك ذلك عمداً ولاسهواً.
وهو قول النخعي وأبي حنيفة والأوزاعي ومالك والشافعي وحُكي رواية عن أحمد.
والمشهور عند الحنابلة وهو قول إسحاق وأبي ثور وداود وحُكي عن مالك أنه واجبٌ تبطل الصلاة بتركه عمداً لا سهواً.
وأما التشهد الآخر والجلوس له فقد ذهب كثيرٌ من أهل العلم إلى أنهما من فرائض الصلاة، وتركهما مبطلٌ للصلاة.
وهو قول الشافعي وأحمد - في ظاهر مذهبه - وإسحاق وأبي ثور وداود
وحُكي عن الأوزاعي وهو روايةٌ عن مالك.
وقال آخرون: هو سنةٌ كالتشهد الأول، وهو قول النخعي وقتادة وحماد وهو المشهور عن مالك.
ورأى أبوحنيفة وجوب الجلوس له بقدر التشهد، ولم يوجب التشهد، وهو روايةٌ عن الثوري.
وهناك قولٌ رابع؛ وهو أنه واجب تبطل الصلاة بتركه عمداً، فإن تركه سهواً سجد للسهو، وهو قول الزهري والثوري وروي عن أحمد.
يُنظر في نسبة هذه الأقوال (فتح الباري لابن رجب 5/ 166 - ).
الثانية / أن القول بشذوذ زيادة (قبل أن يُفرض .. ) هو الأقرب - حسب المعلومات الواردة في البحث؛ وإلا فأنا لم أبحث هذا الحديث -.
وذلك لأن عامة الرواة من تلاميذ الأعمش وأقرانه ومَنْ فوقهم لم يذكروها
وأما اختلاف الألفاظ الذي ذكرتَه يا أخي؛ فهو يختلف عن حال هذه الزيادة، وذلك أن هذه الزيادة مؤثِّرةٌ في الحكم؛ فينبغي التحري في ثبوتها بخلاف الروايات التي أشرتَ إليها.
¥(35/138)
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[05 - 05 - 03, 01:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخي الحمادي ... والقول بالشذوذ هو الاقرب لما تفضلتم به وهو قول جمع من الحفاظ واختيار شيخنا عبدالله السعد .... وهو الذي يظهر لنا. وانما كان هذا البحث قديما , فهو رأى سابق.
ـ[ساعي]ــــــــ[14 - 10 - 08, 07:30 ص]ـ
بارك الله فيك على هذه الفوائد(35/139)
تحقيق صحة لفظ في حديث ابن مسعود في التشهد علق عليه الشيخ عبدالله السعد
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[31 - 08 - 02, 12:49 م]ـ
في حديث التشهد المشهور عن ابن مسعود ورد قول ابن مسعود في التشهد قبل أن يفرض علينا و أستدُل بها بفرضيته لكن هل تصح هذه اللفظه او لاتصح وعليها يقوم الحكم.
وكان هذا البحث بطلب الشيخ عبدالله السعد حفظه المولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على أمام المتقين وقدوة المتبعين وعلى اله وصحبة أجمعين.
هذا بحث يسير في حديث ابن مسعود في التشهد وهو حديث مشهور متعدد الطرق كما قال البزار (روى من نيف وعشرين طريقا).
أولا من أخرج الحديث:
أخرجه – أحمد – البخاري – مسلم – الترمذي – أبو داود –النسائي – (الصغرى الكبرى) – الدارمي –الطيالسي – ابن خزيمة –
ابن حبان – الطحاوي (شرح معاني الاثار) – الدراقطني السنن – ابن الجارود –البيهقي (الصغرى والكبرى) – الطبراني في الكبير – أبو أحمد الحاكم في شعار أصحاب الحديث – البزار – ابن حزم من طريق مسلم –أبو عوانة – ابن ابي شيبة – عبد الرزاق.
كلهم من طريق شقيق بن سلمة عن ابن مسعود و من طرق أخرى كثيرة ياتي بيانها.
من رواه عن ابن مسعود غير ابي وائل:
1 - أبو معمر (عبد الله بن سخبرة).
2 - الأسود.
3 - أبو الاحوص.
4 - علقمة بن قيس. كلهم لم يذكروا عن ابن مسعود قوله ((قبل أن يفرض علينا التشهد)).
** ورواه عن أبي وائل من غير ذكر هذه اللفظة جماعة منهم:
1 - المغيرة الضبي.
2 - حصين بن عبد الرحمن.
3 - أبو هاشم.
4 - حماد بن أبي سليمان.
** ورواه عن الأعمش من غير هذه اللفظة جماعة كثيرة منهم:
1 - أبو أسامة.
2 - ابن فضيل.
3 - عبثر.
4 - زائدة.
5 - أبو نعيم.
6 - يحي بن سعيد.
7 - حفص بن غياث.
8 - الفضيل بن عياض.
9 - يعلي بن عبيد.
01 - سفيان الثوري. وعن منصور جماعة ممن تقدم منهم: الثوري و جرير و شعبة كلهم لم يذكروا هذه الزيادة.
أما حديث ابن مسعود الذي فيه قوله ((قبل أن يفرض علينا)) فهو من طريق:
سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان بن عيينة عن الأعمش ومنصور عن أبى وائل عن ابن مسعود.
ورواه عن أبى عبيد الله المخزومي جماعة وأخرج حديثه النسائي والدراقطنى وقال إسناد صحيح ومن طريقه البيهقي وأبو أحمد في شعار أصحاب الحديث من طرق عن أبو عبيد الله. وهو أسناد صحيح قال ابن حجر في التلخيص: حديث ابن مسعود (كنا نقول قبل أن ….) الدارقطنى و البيهقي من حديثه بتمامة وصححاه وأصله في الصحيحين وغيرهما دون قوله قبل أن يفرض وأستدل به على فرضية التشهد الاخير لقوله قبل أن يفرض علينا وبوب عليه النسائي ايجاب التشهد قال اين عبد البر في الاستذكار تفرد ابن عيينه بقوله قبل أن يفرض علينا.
قال الزيلعي: وهذا الحديث وأن كان في الكتب الستة لكنه لم يذكره بلفظ يفرض إلا النسائي.
... لكن القول بشذوذ هذه اللفظة لتفرد ابن عيينة يحتاج الى نظر لان هذا الحديث يظهر ان ابن مسعود حدث به كثيرا و بالفاظ متعددة والدليل على ذلك كثرة الألفاظ المختلفة عن من رواه , في الصحيحين وغيرها وهذه بعضها:
اللفظ الأول: علمني رسول الله وكفي في كفه …… الحديث
اللفظ الثاني:كان رسول الله يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القران ……. الحديث
اللفظ الثالث: كنا لاندري ما نقول في كل ركعتين من الصلاة … .. الحديث
اللفظ الرابع: علمني رسول الله التشهد في وسط الصلاة وآخرها ……
اللفظ الخامس: كنا نصلى مع رسو الله فكان الناس يقولون السلام على الله السلام على جبريل …….
فكل هذه الألفاظ محفوظة صحيحة والله أعلم.
((قال شيخنا بل الاولى هو خلاف ما ذهب اليه الباحث فهذه اللفظة شاذه كما نص على ذلك الحفاظ)).هذا رأى الشيخ السعد حفظه الله
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[04 - 05 - 03, 03:42 م]ـ
ومن احتج بهذا الحديث هم الحنبلية والشافعيه .. أستدلوا به على فرضية التشهد ... خلاف الحنفيه .... وأضطرب قول المالكيه فيها ولا اعلم للامام مالك قول فيه ... لكن قول الحنابلة قوي جدا في ركنيته.
ويندرج تحته القول بسنية التشهد الاول وهو قول الجمهور والوجوب وهو قول الحنبلية ... وعندهم وجه بالركنيه.
ـ[الحمادي]ــــــــ[05 - 05 - 03, 03:02 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أخي على هذا البحث.
وعندي فيه مشاركتان:
الأولى / أن مذاهب العلماء في حكم التشهد الأول والجلوس له تختلف عن مذاهبهم في حكم التشهد الثاني والجلوس له.
فأما التشهد الأول والجلوس له:
فالجمهور على أنه لاتبطل الصلاة بترك ذلك عمداً ولاسهواً.
وهو قول النخعي وأبي حنيفة والأوزاعي ومالك والشافعي وحُكي رواية عن أحمد.
والمشهور عند الحنابلة وهو قول إسحاق وأبي ثور وداود وحُكي عن مالك أنه واجبٌ تبطل الصلاة بتركه عمداً لا سهواً.
وأما التشهد الآخر والجلوس له فقد ذهب كثيرٌ من أهل العلم إلى أنهما من فرائض الصلاة، وتركهما مبطلٌ للصلاة.
وهو قول الشافعي وأحمد - في ظاهر مذهبه - وإسحاق وأبي ثور وداود
وحُكي عن الأوزاعي وهو روايةٌ عن مالك.
وقال آخرون: هو سنةٌ كالتشهد الأول، وهو قول النخعي وقتادة وحماد وهو المشهور عن مالك.
ورأى أبوحنيفة وجوب الجلوس له بقدر التشهد، ولم يوجب التشهد، وهو روايةٌ عن الثوري.
وهناك قولٌ رابع؛ وهو أنه واجب تبطل الصلاة بتركه عمداً، فإن تركه سهواً سجد للسهو، وهو قول الزهري والثوري وروي عن أحمد.
يُنظر في نسبة هذه الأقوال (فتح الباري لابن رجب 5/ 166 - ).
الثانية / أن القول بشذوذ زيادة (قبل أن يُفرض .. ) هو الأقرب - حسب المعلومات الواردة في البحث؛ وإلا فأنا لم أبحث هذا الحديث -.
وذلك لأن عامة الرواة من تلاميذ الأعمش وأقرانه ومَنْ فوقهم لم يذكروها
وأما اختلاف الألفاظ الذي ذكرتَه يا أخي؛ فهو يختلف عن حال هذه الزيادة، وذلك أن هذه الزيادة مؤثِّرةٌ في الحكم؛ فينبغي التحري في ثبوتها بخلاف الروايات التي أشرتَ إليها.
¥(35/140)