28 - أخبرنا الشيخ أبو المنجى عبد الله بن عمر بن اللتي (62) قراءة عليه و أنا أسمع وذلك بشوال سنة 633 هـ قال حدثنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي (63) قال أخبرنا أم عزى بيبي بنت عبد الصمد الهرثمية (64) قالت أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد ---- الأنصاري (65) حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسن بن الصباح البزاز حدثنا شبابة عن ورقاء عن عبد الله بن عبد الرحمن قال سمعت أنس يقول قال الرسول r لن يبرح الناس يسألون حتى يقولون: " هذا الله خلق كل شيء .. و ذكر علمه " (66)
هذا حديث صحيح أخرجه البخاري عن الحسن بن الصباح البزار هذا.
29 - و به قال أبومحمد عبدالرحمن بن أحمد حدثنا يحيى بن محمد حدثنا إسحاق بن شاهين حدثنا خالد بن عبدالله عن خالد - يعني: الحذاء - عن عكرمة عن عائشة أن النبي اعتكف و اعتكف معه بعض نسائه وهي مستحاضة ترى الدم فربما وضعت الطست معها من الدم، و زعم أن عائشة رأت مثل العصفر قالت: كان هذا شيء كانت فلانة تجده " (67).
هذا حديث صحيح أخرجه البخاري عن إسحاق بن شاهين
اهـ
فهرس الأحاديث و الآثار
أبشروا، أبشروا ……………………………………………14
أتيت الرسول و هو جالس في أصحابه ……………………24
إعتكف النبي rو اعتكف معه بعض نسائه ………………29
اكفلوا لي بست أكفل لكم الجنة …………………………… 10
إلتمسوا الرزق في خبايا الأرض ……………………………17
إن أول الآيات طلوع الشمس ………………………………12
إن الله تعالى إذا تكلم بالوحي ………………………………25
إنه يلبي من السنة إلى السنة …………………………………14
البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ……………………………………26
ثلاث من كن فيه وجد حلاوة …………………………… 11
رأيت أنس بن مالك عليه جبة ……………………………13
رأيت أنس بن مالك يخضب بالحمرة ………………………15
سئل رسول الله r أي الإيمان أفضل ………………………20
طوبى لمن رأني و آمن بي ………………………………………23
في قوله عز و جل} لم تقولون ما لا تفعلون {…………………16
كان الرجل يجيء إلى النبي ………… r ……………………16
كان النبي rإذا صلى على جنازة …………………………18
كان هذا شيء كانت فلانة تجده ………………………………29
لن يبرح الناس يسألون حتى يقولون ……………………………28
ما مسست بيدي ديباجا و لا حريرا ………………………27
من قاد أعمى أربعين خطوة …………………………………22
من كذب عليَّ متعمدا …………………………………………21
الولاء لمن أعتق …………………………………………………19
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[15 - 04 - 02, 02:55 م]ـ
شكر الله لك أخي (خادم ابن تيمية) على هذه الهدية القيمة.
ولو كانت موجودة لديك في ملف الوورد فإننا نتشرف بوضعها في مكتبة الموقع.
وذلك بعد إذن المشرف العام.
ـ[ابن معين]ــــــــ[15 - 04 - 02, 05:12 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبي محمد الميلي على هذه التحفة القيمة، وجعلها الله في ميزان حسناتك.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[27 - 04 - 02, 06:05 م]ـ
ملاحظة:
أخبرني الأخ (خادم بن تيمية) أنّه في طور وضع الكتاب بصيغة وورد بعد مقابلته مع المخطوط مرّة أخيرة.
فنرجوا منه التكرّم بالتعجيل في ذلك.
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[30 - 04 - 02, 01:03 ص]ـ
ماشاء الله تبارك الله ...
شكرا الله لك أخي خادم ابن تيمية
ورزقنا وإياك الإخلاص والقبول، ونفع بك الاسلام والمسلمين ..
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[19 - 06 - 02, 10:36 ص]ـ
فائدة نفيسة جليلة
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[24 - 06 - 02, 06:44 م]ـ
فائدة سَنِيَّة من خادم ابن تيمية جنبك الله كل شر وبلية.
ـ[محمد إقبال]ــــــــ[22 - 01 - 03, 08:43 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً عن طلبة العلم
محمد إقبال
ـ[أبو صهيب عدلان الجزائري]ــــــــ[13 - 02 - 10, 02:17 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[خالد جمال]ــــــــ[13 - 02 - 10, 02:51 م]ـ
http://www.mahaja.com/showthread.php?7624-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%86%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE-%D8%AD%D9%85%D8%B2%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D8%B9%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB%D9%8A%D8%A9(34/73)
القول المليح في من اسمه الجراح بن مليح
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[16 - 04 - 02, 07:44 ص]ـ
بهذا الاسم اثنان من طبقة واحدة:
أولهما: الجراح بن مليح الرؤاسي، والد وكيع المشهور. وعامة رواياته عند ابنه.
وقد اختلف النقاد فيه:
فقال البخاري: صدوق (1). وقال النسائي: لا بأس به. وصرح بتوثيقه أبو داود ويعقوب بن سفيان ومشاه غيرهما (2).
أما أبو حاتم فقال: يكتب حديثه ولا يُحتج به. وضعفه ابن سعد (3)، والدارقطني (4).
واختلف النقل فيه عن ابن معين.
واستقرى ابن عدي حديثه فقال: ((وكيع هذا له أحاديث صالحة وروايات مستقيمة، وحديثه لا بأس به، وهو صدوق ولم أجد في حدثه منكرًا فأذكره، وعامة ما يرويه عنه ابنه وكيع وقد حدث عنه وكيع الثقات من الناس)).
وعليه فحديثه من قبيل الحسن، وهو ما اختاره محررا (التقريب).
قلت: هذا الحكم ينسحب على ما لم يثبت له وهم فيه أو غلط.
ـــــــــــــــــــــــ
وثانيهما: الجراح بن مليح البَهْراني (بفتح الموحدة) أبو عبد الرحمن الحِمْصِيّ. خرج له النسائي، وابن ماجه.
قلت: قال الدارمي: سألت يحيى بن معين عن الجراح البهراني الحِمْصِيّ فقال: لا أعرفه (5).
عقب ابن عدي، فقال: ((كأن يحيى إذا لم يكن له علم ومعرفة بأخباره ورواياته يقول: لا أعرفه.
(ثم أشار إلى أن الجراح مشهور في أهل الشام) وهو لا بأس به وبرواياته، وله أحاديث صالحة وجياد، ونسخ نسخة، يرويها عن الزبيدي، عن الزهري وغيره لإبراهيم بن ذي حَمَاية، وأرطأة بن المنذر، مقدار عشرين حديثًا.
حدثنا بالنسخة أحمد بن عبد الله بن زياد بن زكريا الأعرج -بجبلة- ثنا يزيد بن قيس عن الجراح بذلك.
وقد روى الجراح عن شيوخ الشام جماعة منهم أحاديث صالحة مستقيمة، وهو في نفسه صالح)) (6).
قلت: لكن نقل الدوري عن ابن معين قوله في الجراح: شامي ليس به بأس (7).
وعن ابن الجُنَيْد عنه: نحوه (8)!! فظهر أن جوابه عن سؤال الدارمي متقدم.
وقال الحافظ في (التقريب) (9): صدوق. وهو كما قال.
وهنا سؤال؟ مفاده: هل هذه قاعدة مطرده في كل راو قال فيه ابن معين: لا أعرفه.
من المجيب؟؟
ــــــــــــــــــــــ
(1) ترتيب علل الترمذي (2/ 977).
(2) تهذيب الكمال (3/ 519).
(3) طبقاته (6/ 308).
(4) تهذيب الكمال (3/ 519).
(5) تاريخ الدارمي برقم (214).
(6) الكامل (2/ 162).
(7) تاريخ الدوري (2/ 78).
(8) سؤلاته (ص91).
(9) برقم (1238).
كتبه على عجل/ يحيى العدل (3/ 2/1423هـ).
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[16 - 04 - 02, 04:34 م]ـ
وفقك الله أخي يحيى العدل.
لا شكّ أنّ تشابه الأسماء يعدّ من المصاعب التي يواجهها الباحث في الأسانيد.
ـ[ابن القيم]ــــــــ[17 - 04 - 02, 03:52 ص]ـ
أحسنت أخي يحيى ...
و أنا المجيب، أقول:
انظر مقدمة د/ أحمد نور سيف لـ (تاريخ الدوري: 1/ 119 ـ 120)
وانظر سؤالات الدارمي رقم (29،600، 711،248) ففيها إضاآت.
وبالله التوفيق.
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[19 - 04 - 02, 03:47 م]ـ
بارك الله فيك أخي (ابن القيم) .. فيها غنية ..
محبك/ (ابن آدم) في 6/ 2/1423هـ.
ـ[ابولينا]ــــــــ[25 - 05 - 08, 06:51 م]ـ
الجراح بن مليح الرؤاسي الكوفي والد وكيع، وناظر بيت المال ببغداد للرشيد.
وثقه ابن معين وقال النسائي: ليس به بأس وقال ابن سعد كان ضعيف الحديث توفي سنة ست وسبعين ومائة.
وروى له مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة.
الألقاب
ابن الجراح عبد الرحمن بن عيسى ابن الجراح: علي بن عيسى ابن الجراح: عيسى بن داود ابن الجراح: عيسى بن علي بن عيسى بن داود ابن الجراح الكاتب، اسمه محمد بن داود ابن الجراح: يحيى بن منصور ابن الجرادي الكاتب أجمد بن محمد بن علي الجراوي صاحب الحماسة: أحمد بن عبد السلام الجراوي المالقي: أحمد بن الحسن الجراوي عبد الله بن محمد الجرايدي: أيوب بن بدر الجرايدي الشاعر المقرئ يعقوب بن بدران ابن عماد الدين: محمد بن يعقوب.
الكتاب: الوافي بالوفيات
المؤلف: الصفدي
وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي أبو سفيان الكوفي الحافظ.
روى عن أبيه وبقية وحماد بن سلمة والسفيانين ومالك والأوزاعي وخلق.
وعنه بنوه عبيد وفليح وسفيان وأحمد بن حنبل وإسحاق ويحيى وخلق.
قال أحمد: ما رأيت أوعى للعلم منه ولا أحفظ ولا رأيت معه كتاباً قط ولا رقعة.
¥(34/74)
وقال ابن معين: ما رأيت أفضل منه كان يستقبل القبلة ويحفظ حديثه ويقوم الليل ويسرد الصوم ويفتي بقول أبي حنيفة مات سنة ست وتسعين ومائة.
الكتاب: طبقات الحفاظ
المؤلف: السيوطي
(129 - 197 ه = 746 - 812 م) وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي، أبو سفيان: حافظ للحديث، ثبت، كان محدث العراق في عصره.
ولد بالكوفة، وأبوه ناظر على بيت المال فيها.
وتفقه وحفظ الحديث، واشتهر.
وأورد الرشيد أن يوليه قضاء الكوفة، فامتنع ورعا.
وكان يصوم الدهر.
له كتب، منها " تفسير القرآن " و " السنن " و " المعرفة والتاريخ " و " الزهد - خ " في الظاهرية، ذكره عبيد.
قال الامام ابن حنبل: ما رأيت أحد أوعى منه ولا أحفظ، وكيع إمام المسلمين.
وقال ابن المديني: كان وكيع يلحن ولو حدثت بألفاظه * (هامش 2) * (1) معجم المطبوعات 1532 وحركة الترجمة بمصر 10 وفهرس المؤلفين 317.
* لكانت عجبا.
وأحصى له البلخي هنات، منها أنه وهم في " سوار بن داود " فسماه " داود بن سوار " وأن أبا نعيم قال: خالفني وكيع في حديث سفيان، في نحو من عشرين، فرجع في عامتها إلى حفظي.
توفي بفيد راجعا من الحج.
الكتاب: الأعلام للزركلي
وهذه مراجع كل من اسمه وكيع (1) بن الجراح بن مليح الرؤاسي
(1) طبقات ابن سعد: 6/ 394، وتاريخ الدوري: 2/ 630، والدارمي: رقم 49، 91، 92، وابن محرز، الورقة 28، وابن طهمان، رقم 164، 204، 205، 402، وتاريخ خليفة: 457، 467، وطبقاته: 170، وعلل ابن المديني: 40، 69، 77، وعلل أحمد (انظر الفهرس)، وعلل أحمد برواية المروذي، رقم 29، 42، 52، 228، 248، 290، 501، 563، وتاريخ البخاري الكبير: 8 / الترجمة 2618، وتاريخه الصغير: 2/ 281، والكنى لمسلم، الورقة 47، وثقات العجلي، الورقة
56، وسؤالات الاجري: 3 / الترجمة 99، 100، 115 و 5 / الورقة 34، 41، والمعارف: 507، والمعرفة ليعقوب (انظر الفهرس)، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي: 462 - 463، (وانظر الفهرس)، وتاريخ واسط: 5119، وتاريخ واسط لبحشل: 123، 138، 209، 290، وتاريخ الطبري (انظر الفهرس)، والجرح والتعديل: 9 / الترجمة 168، وتقدمة الجرح والتعديل: 323 - 324، وثقات ابن حبان: 7/ 562، وسنن الدار قطني: 1/ 124، وسؤالات البرقاني للدار قطني: 210، والعلل للدار قطني: 4 / الورقة 18، وحلية الاولياء: 8/ 368، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه، الورقة 187، وتاريخ بغداد: 13/ 466، والسابق واللاحق: 354، والتعديل والتجريح للباجي: 3/ 1195، والجمع لابن القيسرانى: 2/ 546، وأنساب السمعاني: 6/ 174، والمنتظم لابن الجوزي: 5/ 19، 41، ومعجم البلدان: 1/ 360، 929، و 2/ 128، 139، 162، 619، 730، والكامل في التاريخ 6/ 74، 277، وتهذيب الاسماء واللغات: 2/ 144، وسير أعلام النبلاء: 9/ 140، وتذكرة الحفاظ: 1/ 306، والكاشف: 3 / الترجمة 6159، والعبر: 1/ 324، وتذهيب التهذيب: 4 / الورقة 131، وتاريخ الاسلام، الورقة 275 - 282 (أيا صوفيا 3006)، وميزان الاعتدال: 4 / الترجمة 9356، ودول الاسلام: 1/ 124، والجواهر المضيئة: 2/ 280، ونهاية السول، الورقة 417، وتهذيب التهذيب: 11/ 123، والتقريب، الترجمة 7414، وشذرات الذهب: 1/ 349، وغيرها.
ـ[أبو مهند الشمري]ــــــــ[29 - 05 - 08, 02:30 م]ـ
الجراح بن مليح البهراني - بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء - الحمصي: ثقة، وهو مشهور في أهل الشام. وهو غير"الجراح بن مليح بن عدي" والد"وكيع بن الجراح".(34/75)
[الجامع] لأحكام الشيخ المحدث [حاتم الشريف] على الأحاديث
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[16 - 04 - 02, 10:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد:
وبعد أن وفقني الله تعالى في نشر الجزء الأول من ((الجامع لأحكام بعض العلماء على الأحاديث))، وكان للشيخ سليمان العلوان حفظه الله تعالى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=646
أحببت أن أنشر الجزء الثاني وهو للشيخ حاتم بن عارف الشريف حفظه الله تعالى.
(تنبيه) غالب أحكام الشيخ حاتم على الأحاديث قد تمّ نشرها في موقع ((الإسلام اليوم)) فجزاهم الله خيراً.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[16 - 04 - 02, 10:25 م]ـ
وجدت الحديث التالي وأريد أن أعرف معناه ومدى صحته من إحدى المنتديات عن أبي هريرة رفعه قال: ((كلم الله هذا البحر الغربي، وكلم البحر الشرقي، فقال للغربي: إني حامل فيك عباداً من عبادي، فكيف أنت صانع بهم؟)) قال أغرقهم قال: بأسك في نواحيك،وحرمه الحلية والصيد وكلم هذا البحر الشرقي، فقال: إني حامل فيك عباداً من عبادي، فما أنت صانع بهم؟ ((قال: أحملهم على يدي، وأكون لهم كالوالدة لولدها، فأثابه الحلية والصيد. ثم قال لا تعلم أحداً)) جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
أولاً: الحديث موضوع مكذوبٌ على النبي -صلى الله عليه وسلم-، لا تجوز نسبته إليه -صلى الله عليه وسلم- بحالٍ من الأحوال.
وبيان ذلك أن الحديث باللفظ الذي ذكره السائل أخرجه البزار في مسنده (كما في كشف الأستار عن زوائد البزّار: 2/ 265 – 266 رقم 1669)، من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال البزّار عقبه: "تفرّد به عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة: عبدُ الرحمن، وهو منكر الحديث وقد رواه سهيل، عن النعمان بن أبي عياش، عن عبد الله بن عمرو موقوفاً)).
فهنا قد بيَّنَ البزار سببَ ردِّ الحديث:
فهو من جهة: يرويه رجلٌ متهم بالكذب هو عبد الرحمن بن عبد الله العمري حتى قال الإمام أحمد (كما في العلل ومعرفة الرجال: رقم 4364): "أحاديثه مناكير، كان كذّاباً"، وكفى بمن كذّبه الإمام أحمد – على ورعه وإنصافه – سوءاً.
ولذلك أنكر هذا الحديث عليه عامّة أهل العلم: كالعقيلي في الضعفاء (2/ 748)، وابن حبّان في المجروحين (2/ 53 - 54)، وابن عدي في الكامل في معرفة ضعفاء المحدّثين (4/ 277)، وابن
الجوزي في العلل المتناهية (رقم 33). بل إن ابن عدي لما أورده، قال بعد إيراده: "هو أفظعُ
حديثٍ أُنكر عليه".
ثم هو من جهةٍ أخرى إنما يُروى من حديث عبد الله بن عَمرو بن العاص عن كعب الأحبار، أو من حديث عبد الله بن عَمرو من كلامه لا يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-. (كما تراه في
المصادر الأتيه: السنن لسعيد بن منصور (رقم 2389)، وتاريخ بغداد للخطيب (10/ 233
235)، والعلل المتناهية لابن الجوزي (رقم 35، 36).
وهذا يعني أن الحديث من الإسرائيليات، إمّا أن عبد الله بن عَمرو بن العاص أخذه عن كعب الأحبار، وهو من علماء اليهود الذين أسلموا وحَسُنَ إسلامهم، فكانت تُنقل عنه بعضُ أخبار كُتُب أهل الكتاب.
وإما أن عبد الله بن عَمرو أخذ هذا الخبر عن كتب بني إسرائيل مباشرة، وإلى ذلك مال ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية1/ 52) وبهذا نعلم أن هذا الحديث إنما هو من الإسرائيليات، وهي الأخبار عن التوراة والإنجيل وغيرهما من كتب اليهود والنصارى. والمسلمون يؤمنون بأن الله ـ عز وجل ـ أنزل التوراة على موسى عليه السلام والإنجيل على عيسى عليه السلام وأنزل كُتباً أخرى على أنبيائه عليهم السلام، بل هذا أحد أركان الإيمان عند المسلمين، كما قال تعالى: "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلٌ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحدٍ من رسله"، وقال -صلى الله عليه وسلم- لما سأله جبريل عليه السلام عن الإيمان: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرِّه" أخرجه مسلم (8) من حديث عمر، لكن كما يؤمن المسلمون بذلك، ولا يصح إيمانهم إلا به، فإنهم يؤمنون كذلك أن هذه الكتب
¥(34/76)
قد حُرّفت وبُدِّلت، وأعظم ما حُرِّف فيها عقيدة التوحيد، كما قال تعالى: "وقد كان فريقٌ منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون" وقال سبحانه: "فويلٌ للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويلٌ لهم مما كتبت أيديهم وويلٌ لهم مما يكسبون" وقال عز وجل: " من الذين هادوا يُحرّفون الكلم عن مواضعه"
ومع ذلك كُلِّه فلأن هذا الدين دين الله عز وجل، فقد جعل الله تعالى العَدْل واحداً من أعظم خصائصه "وتمّت كلمةُ ربِّك صدقاً وعدلاً لا مُبدّل لكلماته وهو السميع العليم " وقياماً بفريضة العدل والإنصاف وبناءً على الأدلة التي جاءت في موضوع الإسرائيليات، وبملاحظة واقع هذه
الإسرائيليات فقد قسم العلماء الإسرائيليات إلى ثلاثة أقسام:
الأول: ما نؤمن بمضمونه ونصدّق به، وهو ما وافق القرآن والسنة ونحن في هذا القسم مُستغنون بما لدينا عمّا لديهم.
الثاني: ما نكذُبه ونقطع بتحريفه، وهو ما خالف الكتاب والسنة.
الثالث: ما قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- "لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم" أخرجه
البخاري (4485)، وهو مالم نجد في الكتاب والسنة دليلاً على صدقه أو على كذبه، وهذا القسم هو الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-:" حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج"أخرجه أبو داود (3662) من حديث أبي هريرة.
وغالب الإسرائيليات الثابتة عن السلف، أو المذكورة في كتب أئمة السنة (كتفسير الطبري وابن كثير) هي من القسم الأول والثالث. أمّا القسم الثاني فلا يذكرونها غالباً إلا مع بيان بطلانها، ومخالفتها للحق الوارد في الكتاب والسنة والحديث الذي يسأل عنه السائل هو من القسم الثالث، ولذلك حدّث به عبد الله بن عمرو (رضى الله عنه) فليس لدينا دليلٌ بصدقه، ولا دليل بكذبه وهو إن كان قد رُفع الحرج عن التحديث به، إلا أن الانشغال بغيره مما قد يقع الحرج بسبب الجهل به أَوْلَى وأحقّ، كفرائض الإسلام وسننه والله ينفعنا وإياكم بالعلم النافع، وييسر لنا جميعاً العمل المتقبَّل الصالح. والله أعلم.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[17 - 04 - 02, 11:03 ص]ـ
ما صحة الحديث الآتي: ما رواه أحمد - رحمه الله - عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم صلى ركعتين يتمهما أعطاه الله ما سأل معجلاً، أو مؤخراً "؟
أخرج الإمام أحمد (6/ 442)، والدارقطني، في الأفراد (كما في أطرافه رقم 4617) الحديث
المسؤول عنه، فقال الإمام أحمد: " حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا ميمون (يعني أبا محمد المرَئي التميمي) قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، قال صحبت أباالدرداء أتعلم منه، فلما حضره الموت، قال: آذِن الناس بموتي، فآذنت الناس بموته، فجئت وقد مُلئ الدار وما سواه قال: فقلت: قد آذنت الناس بموتك، وقد مُلئ الدار وما سواه، قال:
أخرجوني، فأخرجناه، قال أجلسوني،فقال: أجلسناه فقال: أيها الناس،إني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم صلى ركعتين يُتِمَّهُما،أعطاه الله ما
سأل مُعَجَّلاً أو مؤجَّلاً.
قال أبو الدرداء: يا أيها الناس، إياكم والإلتفات في الصلاة، فإنه لا صلاة لملتفت، فإن غُلبتم في التطوع، فلا تُغْلَبُنّ في الفريضة ".
وإسناده حسن، وقد حكم الدارقطني بتفرّد محمد بن بكر البُرْساني به. لكن أخرجه المحاملي في أماليه (رقم 71)، من طريق محمد بن بكر البرساني، لكن بتسمية الراوي، من يوسف بن عبد الله بن سلام، يحيى بن أبي هيثم - وهو العطار - أحدُ الثقات، وهو المعروف بالرواية عن يوسف بن عبد الله، كما في تهذيب الكمال (32/ 436).
فالحديث على أيًّ من الوجهين حسنُ الإسناد.
وللحديث وَجْهٌ آخر حسن الإسناد أيضاً، من طريق صدقة بن أبي سهل، عن كثير بن يسار، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبي الدرداء، قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: " من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قام فصلى ركعتين أو أربع ركعات [شكّ سهل] يُحسن
فيهن الركوع والسجود والخشوع، ثم استغفر الله، غفر له " أخرجه الإمام أحمد وابنه عبد الله في زوائده (6/ 220) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 2040) والطبراني في الدعاء (رقم (1448) لكن الإسناد الأول أشهرُ رجالاً، ومتنه أضبط لفظاً. والله أعلم.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[18 - 04 - 02, 01:27 م]ـ
هل مقولة: " إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل " هو حديث صحيح، أوقاعدة فقهية تتبع، أم ماذا؟ وما معناها؟.
لجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد فالمقولة المذكورة حديثٌ صحيح: باللفظ المذكور في (صحيح ابن حبّان رقم 1183)، وفي (صحيح مسلم رقم
349) بلفظ: "إذا جلس بين شعبها الأربع، ومسَّ الختانُ الختانَ، فقد وجب الغُسل". وأصل
الحديث متفق عليه بمعناه. (صحيح البخاري رقم 291).
والمعنى: أن وُجُوبَ الغُسْل من الجنابة لا يُشترط فيه إنزالُ ماء الرجل أو المرأة، وإنما يجب الغُسْل
بمجرّد الإيلاج، ويكفي في الإيلاج الموجب للغُسْل إدخال حشفة ذكر الرجل في فَرْج المرأة.
فالمقصود بالختانين: ختان الرجل وختان المرأة، أي موضع الختان من كل واحدٍ منهما، والله
أعلم، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
¥(34/77)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[21 - 04 - 02, 02:08 م]ـ
ما صحة قول النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أبي جهل "إنه فرعون هذه الأمة " عندما أخبره ابن مسعود عن قتله إياه، فإن كان صحيحاً كيف يكون أبو جهل من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وقد مات كافراً، ومن المعلوم أنه إذا أطلق لفظ "أمة محمد " قصد به المسلمون دون غيرهم؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره واتقى حده. أما بعد.
فجواباً عن سؤال القائل: " ما صحة قول النبي – صلى الله عليه وسلم – عن أبي جهل " إنه فرعون هذه الأمة .. " يعني السائل: هل ثبت ذلك عن النبي – صلى الله عليه وسلم- ثم يسأل عن وجه وصف أبي جهل بأنه فرعون هذه الأمة، مع أن أمة محمد هم المسلمون فقط دون غيرهم. فأقول وبالله التوفيق:
أولاً: الحديث المذكور أخرجه الإمام أحمد (رقم 3824، 3825، 4246، 4247) وأبو داود مختصراً ليس فيه موطن الشاهد (رقم 2716)، والنسائي في السنن الكبرى مختصراً (رقم 8617) وغيرهم من طريق أبي عبيدة عامر بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه – رضي الله عنه – بقصة مقتل أبي جهل يوم بدر، وفيه قول النبي – صلى الله عليه وسلم – " هذا فرعون هذه الأمة ". غير أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه كما عليه عامة من تكلم في هذا الإسناد من أهل العلم، وانظر البحث القوي للشيخ أبي إسحاق الحويني في هذه المسألة الإسنادية المذكورة في كتابه (النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة 1/ 26 31 رقم 6) ولذلك قال ابن حزم في المحلى (9/ 389) عن هذا الحديث " إسناده متكلم فيه " وللحديث متابعات كلها لا تصح، ومرجعها إلى أن تكون وهماً عن الرواية السابقة كما بين ذلك النسائي في الكبرى (رقم 5961) والدارقطني في العلل (5/ 294 - 295 رقم 893) والبيهقي في الكبرى (9/ 92 - 93) مع أن أصل قصة مقتل أبي جهل ثابت صحيح لكن دون ذكر الكلمة المسؤول عنها – فانظر صحيح البخاري (رقم3141،3964،3963،3962،3961) وصحيح مسلم (رقم 1800).
ومع ما ذكرناه من الكلام في إسناد هذا الخبر إلا أنه قابل للتحسين لعلم أبي عبيدة بأبيه وتقصيه لأحواله، ولذلك كان الترمذي غالباً ما يُحَسَّن أحاديث أبي عبيدة عن أبيه.
الخلاصة: أن هذه اللفظة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانياً: أما ما استشكله السائل من وصف أبي جهل بكونه من هذه الأمة، فجوابه أن الأمة في اللغة تطلق على كل جماعة يجمعها أمرٌ، ما إما دين واحد، أو زمان واحد، أو مكان واحد، أو نسب واحد، وغير ذلك. أما أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – فيقول الإمام النووي في تهذيب الأسماء واللغات (3/ 11): " لفظة الأمة تطلق على معانٍ منها: من صَدَّق النبي – صلى الله عليه وسلم – وآمن بما جاء به واتبعه فيه، وهذا هو الذي جاء مدحه في الكتاب والسنة كقوله – تعالى-: "
وكذلك جعلناكم أمة وسطاً " و " كنتم خير أمة " وكقوله - صلى الله عليه وسلم -: " شفاعتي
لأمتي " وقوله: " تأتي أمتي غُراً محجلين " وغير ذلك، ومنها من بُعِِثَ إليهم النبي – صلى الله عليه وسلم – من مسلم وكافر، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: " والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من
أصحاب النار " رواه مسلم في صحيحه (رقم 153) في كتاب الإيمان.
وهذان القسمان من أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – هما اللذان اصطلح العلماء على تسميتهما بأمة الإجابة (وهم المسلمون) وأمة الدعوة (وهم كل أهل الملل ممن أدرك بعثة النبي – صلى الله عليه وسلم – أو جاء بعدها إلى قيام الساعة).
ومن العلماء من يقسم أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – إلى ثلاثة أقسام: أمة الاتباع (وهم أهل العمل الصالح من المسلمين) وأمة الإجابة (وهم مطلق المسلمين) وأمة الدعوة (وهم من عداهم ممن بُعث النبي – صلى الله عليه وسلم – إليهم) كما تراه في فتح الباري لابن حجر (11/ 411).
وعلى هذا فإنما وصف أبو جهل بأنه فرعون هذه الأمة لأنه من أمة الدعوة أي من الأمة المطالبة
بالإيمان بدين الإسلام الذي بعث به النبي – صلى الله عليه وسلم – وليس في هذه الإضافة إلى أمة
¥(34/78)
محمد – صلى الله عليه وسلم – أي تشريف، إنما التشريف يكون لمن كان من أمة الإجابة والاتباع فقط دون أمة الدعوة. والله الهادي إلى سواء السبيل ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله أعلم. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[22 - 04 - 02, 02:45 م]ـ
ما مدى صحة الحديث الذي يستشهد بوجوده في الدارقطني: عن محمد بن علي قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – " إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خلق السموات والأرض، ينخسف القمر لأول ليلة من رمضان وتنكسف الشمس لنصف منه. وهل صحيح أن الأمر تحقق في رمضان 1984م، وما هو اعتقاد أهل السنة والجماعة فيما يخص المهدي ورفع عيسى - عليه السلام – أمات أم رفع، خصوصاً أن من يعتقد أنه توفي يستشهد بأن ذلك قول ابن مسعود – رضي الله عنه –، وشيخ الأزهر، ومحمد عبده، وابن حزم، وغيرهم؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد: أقول، وبالله التوفيق:
أولاً الأثر المنسوب إلى أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (وهو الملقب بالباقر) باطل النسبة إليه؛ لأنه من رواية عَمرو بن شِمْر عن جابر بن يزيد الجُعفي، عن أبي جعفر الباقر، كما في سنن الدارقطني (2/ 65)، وعمرو بن شِمْر رجل رافضي متروك الحديث مُتهم بالكذب كما تجده في ترجمته في (لسان الميزان) لابن حجر (4/ 366 - 367)، وجابر بن يزيد الجعفي، قال عنه الحافظ: " ضعيف رافضي " (التقريب: رقم 878)، وبذلك تبين أن هذا الأثر لا يصح عن محمد بن علي، بل هو شديد الضعف عنه، أضف إلى ذلك أنه غير منسوب في سنن الدارقطني إلى النبي – صلى الله عليه وسلم –، وإنما هو منسوب إلى أبي جعفر الباقر نفسه من كلامه هو، لا من روايته فلو كان – افتراضاً – صحيح النسبة إلى أبي جعفر الباقر فإنه لا يكون حجة، ولا يلزم تصديق خبره، ولا يصح الجزم بصحته.
ثانياً: أما سؤاله عما لو أن القمر انخسف في أول ليلة من رمضان، وأن الشمس انكسفت للنصف منه عام 1984م (وهي الموافقة لسنة 1404هـ كما ينبغي علينا أن نؤرخ)، فهذا لم يقع لا في هذا العام ولا في غيره من الأعوام؛ لأن الخسوف القمري لا يكون إلا في وقت الإبدار، وهو الليالي البيض من الشهر القمري، وهي: ليلة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة، والكسوف الشمسي لا يكون إلا وقت الاستسرار وهو آخر الشهر القمري، وهما يوما 28/ 29 من الشهر، وعلى ذلك علم الفلك قديماً وحديثاً، وقد قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية أيضاً في (مجموع الفتاوى 24/ 257)، وما ذُكر من وُقُوع خلاف ذلك في حادثتي موت إبراهيم ابن نبينا – صلى الله عليه وسلم –، وموت الحسين بن علي – رضي الله عنهما – فمما لا يصح من جهة النقل ومن جهة مخالفته للسنن الكونية.
ثالثاً: أما معتقد أهل السنة والجماعة في المهدي، فهو معتقد مبني على الأحاديث الثابتة في شأنه من النبي – صلى الله عليه وسلم – من كونه سيظهر عند امتلاء الأرض بالظلم رجل من ذرية الحسن أو الحسين ابني علي – رضي الله عنهم – (وهم عترة النبي – صلى الله عليه وسلم – وذريته) يوافق اسمه اسم النبي – صلى الله عليه وسلم- ومن صفته أنه أجْلى الجبهة (أي: أن شعر رأسه منحسر عن جبهته منكشفٌ عنها) أقنى الأنف (أي: في أنفه طول مع رقة أرنبته – وهي قمة الأنف – مع حدب وبروز في وسط الأنف)،فيبايع بالخلافة ويحكم سبع سنين أو نحوها، فيكثر الخير والمال في زمنه، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً، ويخرج الدجال في زمنه، وينزل عيسى – عليه السلام – في فترة حكمه.
هذا مجمل اعتقاد أهل السنة والجماعة في المهدي، من زمن الصحابة – رضي الله عنهم – والتابعين وأتباعهم إلى يوم الناس هذا، ولم يخالف أحد ممن يعتد بخلافه في أصل ظهور المهدي حتى لقد صنف العلماء في جمع أحاديثه مصنفات عديدة، ووصفوا أحاديث المهدي بالتواتر.
¥(34/79)
أما عيسى – عليه السلام – رسول الله وعبده، فإن الله – تعالى – قد قص علينا من شأنه أصدق القصص وأحسنها، فقال – تعالى -: " فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ربنا أمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليَّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إليَّ مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون " إلى آخر الآيات من سورة آل عمران [52 إلى 55 فما بعدها]، وقال – تعالى- في عده لمخازي اليهود وافتراءاتهم على الله ورسله: " وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبَّه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شكٍ منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً " [سورة النساء: 157 - 159] فقد بين الله – عز وجل – في هذه الآيات أوضح البيان أن عيسى – عليه السلام – لم يُسلط عليه أعداؤه من اليهود وغيرهم بالقتل أو الصلب، بل نجاه الله منهم فلم يصلوا إليه، وإنما صلبوا شبيهاً له ظنوه أنه هو، وعندها كان عيسى – عليه السلام - قد طهره الله من ذلك كله ورفعه إليه، وهذا كله مما أجمع المسلمون عليه.
وإنما وقع الخلاف بينهم في تفسير قوله – تعالى-: " إني متوفيك " هل المقصود بالتوفي هنا الموت أم النوم كما قال – تعالى-: " الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها" [الزمر: 42]، وكقوله – تعالى-: " وهو الذي يتوفاكم بالليل " [الأنعام:60]، أم أن المقصود بالتوفي الاستيفاء بمعنى أن الله – عز وجل – رفعه وافياً تاماً من غير أن يُنال بشيءٍ من السوء المراد به، ومع كون القول الأول وهو تفسير وفاته بموته قولاً مرجوحاً، وأن القولين الآخرين أقوى منه وأرجح عند عامة المحققين من المفسرين وغيرهم، كابن جريرالطبري (جامع البيان: 6/ 458)، والواحدي (الوجيز:1/ 213)، وابن كثير (تفسير القرآن العظيم: 2/ 44)، إلا أن تفسير الآية به لا يُناقض الإيمان بنزول عيسى – عليه السلام – آخر الزمان في زمن المهدي وقتاله وقتله الدجال، فالله على كل شيء قدير وما إحياؤه وإنزاله إلى الأرض بعد هذه الأزمنة البعيدة بأغرب ولا أعجب من إبقائه حياً إلى زمن نزوله!! فلا علاقة بين تفسير الآية بأي واحدٍ من الأقوال السابقة والإيمان بنزول عيسى – عليه السلام – في آخر الزمان، فقد دل على نزول عيسى – عليه السلام – ثلاث آيات في كتاب الله – تعالى –:
الأولى: قوله – تعالى- كما في الآيات السابقة: " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً" [النساء:159]، ومعنى الآية: وما من أحد من أهل الكتاب – اليهود والنصارى – إلا سيؤمن قطعاً وجزماً بعيسى نبياً ورسولاً قبل موت عيسى – عليه السلام – ويوم القيامة يكون شاهداً عليهم أنه قد بَلَّغ الرسالة وأقر بالعبودية على نفسه.
الثانية: قوله – تعالى-: - بعد ذكره عيسى – عليه السلام -: " وإنه لعلم للساعة فلا تَمْتَرُنَّ بها واتبعونِ هذا صراط مستقيم " [الزخرف: 61]، ومعنى الآية: إن عيسى – عليه السلام – شرطٌ وعلامة من علامات الساعة تُعْلم به، فسُمَّي الشرط علماً لحصول العلم به.
الثالثة: قوله – تعالى- عن عيسى – عليه السلام -:" يُكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين " [آل عمران: 46].
فالله – سبحانه وتعالى – يُعدد خصائص هذا النبي الكريم ألا وهو عيسى – عليه السلام- فذكر من عجائبه كلامه في المهد، ولا شك أنه من الخوارق أن يتكلم الوليد الذي في المهد، ثم ذكر كلامه في سن الكهولة، وسن الكهولة هو: بداية سن ظهور الشيب وقيل هو: ما بعد ثلاث وثلاثين، والكلام في سن الكهولة، لا غرابة فيه ولا يختص ذلك بعيسى – عليه السلام- فدل هذا المساق أن كلامه في الكهولة المقصود في الآية هو عند نُزُوله - عليه السلام-،كما ذهب إلى ذلك بعض السلف وأهل اللغة (تفسير الطبري 6/ 420)، و (تهذيب اللغة) للأزهري (6/ 18)، (وزاد المسير) لابن الجوزي (1/ 390)، وأحاديث نزول عيسى – عليه السلام – من أصح الأحاديث وأثبتها، منها: ما هو في صحيحي البخاري ومسلم اللذين تلقتهما الأمة بالقبول، وفي غيرهما من صحيح السنة ومشهورها حتى لقد أجمعت الأمة عليه، فلا خلاف في ذلك بين أهل السنة والجماعة بل بين عامة المسلمين.
تنبيه: ذكر السائل أن ابن مسعود – رضي الله عنه – كان يرى أن عيسى – عليه السلام- قد مات قبل رفعه، والصواب: أن الذي فسر قوله – تعالى-: " إني متوفيك " بالموت هو ابن عباس – رضي الله عنهما -، أخرجه الطبري في تفسيره (رقم 7141)،وابن حاتم (رقم 637). وأسأل الله – تعالى – لي وللمسلمين علماً نافعاً وعملاً صالحاً متقبلاً، والله أعلم، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
¥(34/80)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[23 - 04 - 02, 03:04 م]ـ
سمعت أن هناك حديثاً يقول: بأن الطفل إذا مات دون السنتين، أو دون سن البلوغ يكون في الجنة طيراً، فهل هذا صحيح؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه والتابعين، أما بعد:
أجمع أهل السنة والجماعة من علماء هذه الأمة أن أطفال المسلمين الذين ماتوا قبل البلوغ أنهم جميعهم في الجنة، هذا ما لا خلاف فيه، وقد دل على ذلك صراحة أحاديث صحيحة عن النبي – صلى الله عليه وسلم -، منها: حديث أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في أطفال المسلمين أنه قال عنهم: " صغارهم دعاميص الجنة" يتلقى أحدهم أبه، أو قال: أبويه فيأخذ بثوبه، كما آخذ أنا بِصَنِفَةِ ثوبك هذا، فلا ينتهي حتى يدخله الله وأباه الجنة " أخرجه مسلم في صحيحه (رقم 2635)، والدعموص: دُويبة لا تُفارق الماء، والمقصود أن أطفال المسلمين في الجنة لا يُفارقونها، والصَّنِفَة: طرف الثوب، وفي حديث قُرة بن إياس – رضي لله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لأحد الصحابة لما توفي ابنه: " أما يسرك أن لا تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته عنده يسعى يفتح لك؟! " فقال رجل: أله خاصة أو لكُلَّنا؟ قال – صلى الله عليه وسلم -: " بل لكلكم " أخرجه النسائي في (المجتبى رقم 2088،1870)، وابن حبان في صحيحه (رقم 2947)، والحاكم وصححه (1/ 384)، فدل هذان الحديثان وغيرهما أن أطفال المسلمين في الجنة، ولذلك أجمع علماء الأمة على ذلك.
أما أنهم يكونون من طيور الجنة، فلم أجده إلا في حديث عائشة – رضي الله عنها- فقد أخرج الإمام مسلم (رقم 2662) من طريق طلحة بن يحيى، عن عمته عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: "دعي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى جنازة صبي من الأنصار. فقلت: يا رسول الله، طوبى لهذا، عصفور من عصافير الجنة، لم يعمل السوء ولم يدركه. قال: "أو غير ذلك يا عائشة؟ إن الله خلق للجنة أهلاً، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلاً، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم" وأخرج هذا الوجه الإمام أحمد (6/ 41، 208) وأبو داود (رقم 4680)، والنسائي في المجتبى (رقم 1947)، وابن ماجة (رقم 82)، وابن حبان في صحيحه (رقم 6173).
وقد حكم الإمام أحمد بتفرُّد طلحة بن يحيى بهذا الحديث، حيث قال في العلل (138) "طلحة بن يحيى أحب إلي من بُريد بن أبي بردة، بُريد يروي أحاديث مناكير، وطلحة حدَّث بحديث عصفور من عصافير الجنة" (قال عبد الله بن أحمد) حدثني أبي قال: حدثنا ابن فضيل عن العلاء أو حبيب بن أبي عَمر، قال أبي: وما أراه سمعه إلا من طلحة يعني ابن فضيل".
ولذلك أورد العقيلي هذا الحديث في الضعفاء في ترجمة طلحة بن يحيى، ثم قال (2/ 615 – 616): " آخر الحديث فيه رواية من حديث الناس بأسانيد جياد، وأوله لا يُحفَظ إلا من هذا الوجه".
وتعقَّب ابن عبد البر هذا الحديث في التمهيد (6/ 350 – 351) بقوله: "وهذا الحديث ساقط ضعيف مردود بما ذكرنا من الآثار والإجماع، وطلحة بن يحيى ضعيف لا يحتج به، وهذا الحديث مما انفرد به، فلا يُعَرّج عليه"، وقال في موطن آخر من التمهيد (18/ 90): "حديث ضعيف، انفرد به طلحة بن يحيى، فأنكروه عليه، وضعَّفوه من أجله".
وقد صَرَّح الإمام أحمد بتضعيف هذا الحديث، كما في كتاب الجامع للخلاَّل، كتاب أهل الملل (1/ 67 – 68 رقم 16) وعنه ابن قدامة في منتخب علل الخلاَّل (53، رقم 10)، وابن قيم الجوزية في أحكام أهل الذمة (2/ 612 – 613) فقد روى الخلاَّل عن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني، أن الإمام أحمد ذكر له حديث عائشة – رضي الله عنها – هذا في أطفال المسلمين، فقال: "هذا حديث ضعيف، وذكر فيه رجلاً ضعَّفه، هو طلحة. وسمعته يقول غير مرة وأحدٌ يشك أنهم في الجنة؟! ثم أملى علينا الأحاديث فيه وسمعته يقول هو يرجى لأبويه، كيف يُشَكُّ فيه؟!! "
¥(34/81)
وعلى هذا: فتضعيف الحديث قائم على أن طلحة بن يحيى تفرَّد بالحديث، وأن مثله - في ضبطه وإتقانه – لا يحتمل التفرُّد بمثل ما تفرَّد به، ومن رجع إلى ترجمة طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبد الله التيمي سيترجح لديه أنه خفيف الضبط، فانظر تهذيب التهذيب (5/ 27 – 28) ومثله ما أقل ما يقبل منه التفرُّد خاصة إذا تفرَّد بأصل، وبالأخص إذا كان ما تفرَّد به يخالف النصوص الثابتة والثابت من الدين، بل لقد أطلق ابن عبد البر القول في مفاريد طلحة بن يحيى، ونقل الإجماع على ذلك، عندما قال في التمهيد (12/ 79): "ما انفرد به ليس بحجة عند جميعهم لضعفه".
لكن يعارض ذلك كله أن طلحة بن يحيى متابع (في الظاهر) متابعتين:
لأولى: ما أخرجه مسلم (2662) من طريق العلاء بن المسيب، عن فضيل بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: توفَّى صبي، فقلت طوبى له، عصفور من - عصافير الجنة -، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:"أولا تدرين أن الله خلق الجنة وخلق النار، فخلق لهذه أهلاً ولهذه أهلاً".
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (138)، والطبراني في الأوسط (4512)، وقال عقبة: "لم يرو هذا الحديث عن الفضيل بن عمرو إلا العلاء بن المسيب"
وهذه المتابعة ظاهرها الصحة، وقد قدمها الإمام مسلم في صحيحه على رواية طلحة بن يحيى.
وللعلماء والباحثين تجاهها ثلاثة مواقف:
الأول: قبولها وتصحيحها، باعتبارها متابعة لحديث طلحة بن يحيى. وهذا هو ظاهر موقف ابن حبان (بلا خلاف أعلمه)، وهو ظاهر موقف مسلم (على خلافٍ يأتي ذكره).
الثاني: تصحيحها وتقديمها على رواية طلحة بن يحيى، وهو ما فسر به أبو معاذ طارق بن عوض الله (محقق منتخب علل الخلال) تصرُّف مسلم، من تقديمه لرواية العلاء بن المسيب على رواية طلحة بن يحيى، مبتنياً حسب نظره الفرق في المعنى بين الروايتين، وأن رواية العلاء بن المسيب ليس فيها استدراك من النبي – صلى الله عليه وسلم - على عائشة، أي: ليس فيها ما قد يتمسك به من أن أولاد المسلمين متوقف فيهم، أو أن دخولهم النار محتمل. وعليه فليس في رواية العلاء بن المسيب النكارة التي في رواية طلحة بن يحيى.
الثالث: توهيم العلاء بن المسيب في ذكره لهذه المتابعة، اعتماداً على انفراده بها، كما نصَّ الطبراني عليه (أي على انفراده) ولعل هذا هو موقف الإمام أحمد، الذي سبق وأن ذكرنا كلامه في (العلل)، وأنه ذكر رواية محمد بن فضيل بن غزوان عن العلاء (وهو ابن المسيب) أو عن حبيب بن أبي عمرة (وهو ممن روى عن عائشة بنت طلحة)، ورأى أن هذا الحديث مرجعه إلى حديث طلحة بن يحيى.
ولعل هذا هو موقف ابن عبد البر أيضاً، فإنه مع جزمه بتفرُّد طلحة بن يحيى، ومع حكمه القاطع بضعف الحديث وردَّه في موطنين من (التمهيد) - كما سبق - إلا أنه عاد ليقول التمهيد (18/ 106)، في سياق ذكره لِحُجَج من تَوقَفَ في أطفال المسلمين: "وزعم قوم أن طلحة بن يحيى انفرد بهذا الحديث، وليس كما زعموا، وقد رواه فضيل بن عمرو ... " ثم أورده، والذي يدل على عدم اعتداده بهذه المتابعة تضعيفه الصريح وحكمه الواضح على رواية طلحة بن يحيى - كما سبق -، مع ترجيحه الأخير في هذه المسألة أيضاً (كما تراه في التمهيد) ويشهد لذلك قوله في الاستذكار (8/ 393 رقم 12066): "وهو حديث رواه طلحة بن يحيى وفضيل بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة عن عائشة، وليس ممن يعتمد عليه عند بعض أهل الحديث" ويشهد لذلك أيضاً ما نقله ابن قيم الجوزية عن ابن عبد البر في أحكام أهل الذمة (2/ 612)، حيث قال: "أما حديث عائشة – رضي الله عنها -، وإن كان مسلم رواه في صحيحه، فقد ضعَّفه الإمام أحمد وغيره، وذكر ابن عبد البر علته، بأن طلحة بن يحيى انفرد به عن عمته عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، وطلحة ضعيف، وقد قيل إن فضيل بن عمرو رواه عن عائشة بنت طلحة، كما رواه طلحة بن يحيى سواء هذا كلامه".
والمتابعة الثانية: ما أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (رقم 1679)، عن قيس بن الربيع، عن يحيى بن إسحاق، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة – رضي الله عنها - وقد تعقب هذا الإسناد محقق مسند الطيالسي، د. محمد التركي قائلاً: "في إسناد المصنف قيس بن الربيع، وهو ضعيف ويحيى بن إسحاق: لم أعرفه، وقد يكون مقلوباً من إسحاق بن يحيى بن طلحة".
قلت: بل أحسبه مقلوباً عن طلحة بن يحيى!!.
وخلاصة القول: أن الحديث مختلف فيه هذا الاختلاف الطويل، وثمرة الخلاف في قريبة! فمن صحَّح الحديث وجهه بما لا يخالف الصحيح الثابت في أولاد المسلمين، ومن قبل إحدى روايتيه قبلها؛ لأنها لا تخالف الصحيح الثابت فيهم أيضاً، ومن ردَّ الحديث وماله من متابعة ردِّه لمخالفته الظاهرة للصحيح الثابت كذلك، مع ما لاح له من علة صناعية فيه. والذي يترجح عندي إعلال الحديث.
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد. والله أعلم.
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
¥(34/82)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[29 - 04 - 02, 02:45 م]ـ
هل ورد فضل خاص في ليلة النصف من شعبان؟ وهل ورد لها عبادة خاصة بها؟ نرجو الإفادة ببيان صحة ما ورد في ذلك.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه والتابعين.
أما بعد: فجواباً عن سؤالكم عن ليلة النصف من شعبان، وعن مدى صحة ما ورد في فضلها، أقول (وبالله التوفيق):
لقد رُويت أحاديث متعددة في فضيلة ليلة النصف من شعبان، وأحاديث في فضل تخصيصها بصلاة أو عبادة معينة.
أما الثاني: (وهو ما ورد في تخصيصها بصلاة أو عبادة) فلم يصحّ فيها شيء، بل كلها أحاديث موضوعة وباطلة، وحَكَمَ ببطلانها جمعٌ من أهل العلم، منهم ابن الجوزي في كتابه الموضوعات (2/ 440 – 440 - 445 رقم 1010 - 1014)، والبيهقي في الشعب (رقم 3841)، وأبو الخطاب ابن دحية في أداء ما وجب (79 - 80)، وابن قيم الجوزية في المنار المنيف (رقم 174 - 177) وأبو شامة الشافعي في الباعث على إنكار البدع والحوادث (124 - 137) والعراقي في تخريج إحياء علوم الدين (رقم 582)، حتى نقل شيخُ الإسلام الاتفاق على بطلانها في اقتضاء الصراط المستقيم (28/ 138).
وهذا أمرٌ لا يخفى على أحدٍ من أهل العلم: أن تخصيص ليلة النصف من شعبان بصلاة لم يرد فيه حديثٌ صحيح ولا حسنٌ ولا ضعيف خفيفُ الضعف، بل ما ورد فيه كله موضوع مكذوب على نبينا - صلى الله عليه وسلم -.
أمّا ما ورد في فضلها مطلقاً، فقد ورد فيه أحاديث اختلف فيها أهلُ العلم قديماً وحديثاً، وجَمَع كثيرٌ من الحفاظ طُرُقها، وخصها بعضهم بالتصنيف كأبي عبد الله ابن الدُّبَيْثي (ت637هـ).
فقد ورد فيها الحديث من حديث معاذ بن جبل، وعائشة، وأبي ثعلبة الخشني وعثمان بن أبي العاص، وأبي موسى الأشعري، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر، وأبي هريرة، وعبد الله بن عَمرو، وعوف بن مالك، وأُبيّ بن كعب، وأبيّ أمامة، وأبي بكر الصديق – رضي الله عنهم أجمعين -، ومراسيل لغيرهم.
واستيعاب الكلام عن طرقها وعللها لا يُناسبُ هذا المقام، وتَرْكُ ذلك بالكلية لا يُوضَّح الحق ولا يُقربُ إلى الصواب، لذلك رأيت أن أكتفي بالكلام عن أشهر طرقها باختصار، ثم يُقاسُ عليها ما هو أشد ضعفاً منها.
أولاً: حديث معاذ بن جبل – رضي الله عنه -، عن النبي – صلى الله عليه وسلم -،قال: " يطّلعُ اللهُ ليلة النصف من شعبان إلى خلقه، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن ". أخرجه ابن حبان في صحيحه (رقم 5665)، وغيره فانظر تخريجه في حاشية تحقيقه، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة (رقم 1144).
لكن الحديث وقع فيه اضطراب كثير في إسناده، جعله من حديث أبي ثعلبة الخشني مَرّة (وانظر السلسة الصحيحة)، ومن حديث أبي إدريس الخولاني مرسلاً،، وعن كثير بن مُرّة مرسلاً، وعن مكحول مرسلاً.
وكلها مرجعها إلى إسناد واحد اضطُرب فيه هذا الاضطراب.
بيَّن ذلك ووضّحه غاية الوضوح الدارقطني في العلل (6/ 50 - 51 رقم 970)، وقال أثناء ذلك عن روايتيه من حديث معاذ بن جبل: " وكلاهما غير محفوظ ".
وقال عن الحديث بعد إيراده لطرقه السابقة:" والحديث غير ثابت ".
وخصَّ الدارقطني في موطن آخر من علله (6/ 323 - 324 رقم 1169) حديث أبي ثعلبة بالذكر، ثم قال بعد عرْضِ طُرُقه: " والحديث مضطرب غير ثابت ".
بل لقد قال أبو حاتم الرازي - وحسبك به- عن حديث معاذ بن جبل: " هذا حديث منكر بهذا الإسناد " العلل لابن أبي حاتم (رقم 2012).
وبذلك ظهر أن حديث معاذ وأبي ثعلبة حديثان شديدا الضعف، لا ينفعان في باب الاعتبار، أي لا يرتقيان بالمتابعات والشواهد.
ثانياً: حديث عائشة – رضي الله عنها – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال لها حين افتقدته فوجدته في البقيع – في حديث -: " إن الله – عز وجل – ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شَعْرِ غنم كَلْب ". أخرجه الإمام أحمد (6/ 238)، والترمذي (رقم 739)، وابن ماجة (رقم 1389) من طريق الحجاج بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة .. به
¥(34/83)
ثم قال الترمذي عقبه: " حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج وسمعتُ محمداً (يعني: البخاري) يُضعّفُ هذا الحديث، وقال: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج لم يسمع من يحيى " فهو إسنادٌ ضعيفٌ، بل ظاهر كلام البخاري أنه يُضعّف الحديث من كل وجوهه؛ لأنه ضعّف الحديث لا الإسناد وحده.
ولمّا عَرَضَ الدارقطني لعلل حديث عائشة هذا في العلل – المخطوط – (5/ 51/أ-ب)، وبيّن الاضطراب فيه، وأنه رُوي من وجه آخر عن حجاج بن أرطاة عن كثير بن مُرّة الحضرمي مرسلاً، ثم قال: " وإسناد الحديث مضطرب غير ثابت ".
لذلك فقد صرح أبو عبد الله الحاكم النيسابوري بالصواب في هذا الحديث بقوله: " إنما المحفوظ هذا الحديث من حديث الحجاج بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً " شعب الإيمان للبيهقي (رقم 3824،3825، 3830،3831) وللحديث عللٌ أخرى أبانها عَمرو عبد المنعم سليم في تحقيقه لكتاب ابن الدُّبَيْثي (54 - 66).
بل لقد أشار الدارقطني إلى أن مرجع حديث عائشة إلى حديث مكحول الشامي السابق ذكره في حديث معاذ، وهذا ما مال إليه البيهقي في الشعب (3/ 382،383 رقم 3383، 3835) وقد نقل ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 561 رقم 921) عن الدارقطني أنه قال: " وقد رُوي من حديث معاذ ومن حديث عائشة، وقيل إنه من قول مكحول، والحديث غير ثابت ".
فعادت أحاديث معاذ وأبي ثعلبة وعائشة إلى أنها حديث واحد، مآله إلى أنه كلام لمكحول الشامي!!!. وبذلك تعرفُ الخطأ الجسيم لمن اعتبر هذه الروايات روايات متعددة يَتَقَّوى بها الحديث.
ثالثاً: حديث عبد الله بن عمرو، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-قال: " يطّلع الله عز وجل إلى خَلْقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحنٍ وقاتل نفس " أخرجه الإمام أحمد (رقم 6642)، قال: " حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا حُيَي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِيّ، عن عبد الله بن عَمرو .. به.
ذكر هذا الإسناد الألباني – رحمه الله – في السلسة الصحيحة (3/ 136)، وقال: " هذا إسنادٌ لا بأس به في المتابعات والشواهد ".
ولعل هذا من الألباني – رحمه الله – لاعتماده على أن الحافظ بن حجر قال عن حُيَيّ بن عبد الله: " صدوق ..... "
ومع أن حُييّ هذا ممن اختُلف فيه، كما تجده في التهذيب (3/ 72)، فالأهم من ذلك أن أحاديث ابن لهيعة عنه بالإسناد المذكور آنفاً مناكير، كما بيّن ذلك ابنُ عدي في ترجمة حيي بن عبد الله في الكامل (2/ 450)، حيث ذكر بضعة أحاديث لابن لهيعة عن حُيَيّ عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عَمرو، ثم قال: " وبهذا الإسناد حدثناه الحسن عن يحيى عن ابن لهيعة بضعة عشر حديثاً عامتها مناكير ".
وابن عدي يُعلّق نكارة هذه الأحاديث بابن لهيعة، لإحسانه الظن بحُيي بن عبد الله.
وقد ذكر الألباني لابن لهيعة متابعاً، هو رشدين بن سعد، فلو سلم الإسناد إليه، فهو ضعيف، ولا يحتمل ضَعْفُهُ مثل هذا الحديث؛ هذا إن لم تكن نكارةُ الحديث من قِبَلِ شيخهما حُيي بن عبدالله! ثم إن ابن لهيعة قد اضطرب في هذا الحديث، فمرةً يرويه كما سبق، ومَرّةً يرويه من حديث أبي موسى الأشعري (سنن ابن ماجه رقم 1390، 1391) ومرّة يرويه عن عوف بن مالك (مسند البزار 7/ 186 رقم 2754) وقد ذكر الألباني – رحمه الله – اضطراب ابن لهيعة هذا، في السلسة الصحيحة (رقم 1563) والغريب أن حديث ابن لهيعة المشار إليه أخيراً مرويٌّ من طريق كثير بن مُرّة الحضرمي، وقد سبق بيانُ أنّ أحدَ طرق حديث مكحول ترجع إلى أنه من حديثه عن كثير بن مُرّة فهل نعود إلى أن حديث ابن لهيعة يعود إلى حديث مكحول أيضاً؟! (وانظر السلسلة الصحيحة 3/ 137 - 138) هذا مع ما في حديث أبي موسى وعوف بن مالك من العلل الأخرى الإسنادية سوى اضطرابه المشار إليه.
وبهذا كله يتضح أنّ هذه الطرق شديدة الضعف غير صالحةٍ للتقوَّي.
¥(34/84)
رابعاً: حديث أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " ينزل الله – عز وجل – ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لكل شيء إلا الإنسان في قلبه شحناء، أو مشرك بالله " أخرجه البزار (1/ 157 - 158، 206 - 207 ورقم 80)، وابن خزيمة في التوحيد (1/ 325 - 327 رقم 200)، من طريق ضعّفها جمعٌ من أهل العلم، منهم البخاري، وأبو حاتم الرازي، والعقيلي، وابن عدي، والبزار، وغيرهم – انظر التاريخ الكبير للبخاري (5/ 424 - 425) والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 306 - 307) والضعفاء للعقيلي (3/ 788 - 789)، والكامل لابن عدي (5/ 309).
ولا يظنّنّ أحدٌ أن ابن خزيمة قد صححه بإخراجه في (التوحيد) الذي اشترط فيه الصحة، فإن ابن خزيمة قد أشار إلى ضعفه بتعليقه الإسناد أوّلاً ثم بتأخير ذكر إسناده عقب إيراده للمتن، وهذا اصطلاحٌ له في كتابه الصحيح والتوحيد ذكره هو عن نفسه في التوحيد (2/ 637)، ونص عليه الحافظ ابن حجر في مواضع من إتحاف المهرة (2/ 365 رقم 1905) ومن بين أحكام العلماء على هذا الإسناد حُكْمُ ابن عدي عليه بأنه منكر، والمنكر من أقسام الحديث الشديد الضعف الذي لا يصلح للتَّقوَّي.
هذه أشهر أسانيد أحاديث فضل ليلة النصف من شعبان الواردة في مشاهير كتب السنّة، ويبقى سواها أحاديث أخرى سبقت الإشارة إليها مقدمة هذا الجواب، وبالإطلاع عليها لم أجد فيها ما ينفع للتقوَّي فضْلاً عن أن يوجد إسناد مقبول أو خفيف الضعف، فهي بين إسناد منكر تفرد به ضعيف، وإسناد شديد الضعف فيه متهم، وحديث موضوع مختلق، لذلك فالراجح عندي أنه لم يصح في فضل ليلة النصف من شعبان حديث، ولم يُصب – عندي – من صحّحه بمجموع الطرق، فإن شرط التقوية ألا تكون الطرق أوهاماً أو مناكير أو بواطيل.
أما أحكام العلماء على أحاديث فضل ليلة النصف من شعبان،فقد سبق ذكر أحكامهم على أفرادِها؛ ولكن سأذكر هنا مَنْ قَوَّى الحديث ومن ضعّفه على وجه العموم.
فممن قَوَّى الحديث: ابن حبان، والمنذري في الترغيب والترهيب، وللبيهقي كلامٌ ليس صريحاً في التصحيح، ذكره أبو شامة في الباعث (132)، ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلامٌ يدل على تصحيح أو قبول ما ورد في فضائلها، وذكر أنه نصُّ الإمام أحمد وأكثر الحنابلة (اقتضاء الصراط المستقيم 2/ 136 - 137، واختيارات البعلي 65) ولشيخ الإسلام كلامٌ آخر يدل على توقفه عن تصحيح حديثها (مجموع الفتاوى 3/ 388).
وصحح الحديث أخيراً: العلامة الألباني – رحمه الله – كما سبق. أمّا الذين ضعفوا الحديث من جميع وجوهه، فسبق منهم الدارقطني والعقيلي في الضعفاء (ترجمة: عبدالملك بن عبدالملك 3/ 789)، وابن الجوزي كما في العلل المتناهية (رقم 915 - 924)، وأبو الخطاب ابن دحية (أداء ما وجب 80)، وأبو بكر ابن العربي (أحكام القرآن 4/ 1690) وأقره القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (16/ 128). بل قال أبو الخطاب ابن دحية: " قال أهل التعديل والتجريح: ليس في حديث النصف من شعبان حديث يصح ". (الباعث لأبي شامة: 127).
وقال ابن رجب: " وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اختُلف فيها، فضعّفها الأكثرون، وصحّح ابن حبان بعضها ". (لطائف المعارف: 261) بل صحّ عن جمع من السلف إنكار فضلها.
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (وهو من أتباع التابعين من أهل المدينة): " لم أدرك أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان، ولم ندرك أحداً منهم يذكر حديث مكحول ولا يرى لها فضلاً على سواها من الليالي "، أخرجه ابن وضاح بإسناد صحيح في ما جاء في البدع (رقم 119)، وقال ابن أبي مُليكة (وهو من جِلّة التابعين وفقهائهم بالمدينة)، وقيل له: إن زياداً النميري يقول: إن ليلة النصف من شعبان أجْرُها كأجر ليلة القدر، فقال: لو سمعته يقول ذلك وفي يدي عصاً لضربته بها " أخرجه عبد الرزاق في المصنف (رقم 7928)، وابن وضاح في ما جاء في البدع (رقم 120) بإسناد صحيح.
ولما سئل عبد الله بن المبارك عن النزول الإلهي ليلة النصف من شعبان قال للسائل: " يا ضعيف! ليلة النصف؟! ينزل في كل ليلة " أخرجه أبو عثمان الصابوني في اعتقاد أهل السنة (رقم 92).
¥(34/85)
وقال ابن رجب في لطائف المعارف (263): " وليلةُ النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام، كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر وغيرهم يُعظّمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم يأخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك، فمنهم من قبله منهم ووافقهم على تعظيمها منهم طائفة من عُبّاد أهل البصرة وغيرهم، وأنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز منهم عطاء وابن أبي مُليكة، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كلّه بدعة ".
وأما قول ابن رجب من أن مرجع تعظيم هذه الليلة إلى الإسرائليات فقد وجدُت ما يشهد له، من أن مكحولاً الشامي (وهو مرجع أكثر طرق الحديث كما سبق) قد رُوي هذا الحديث عنه في بعض الوجوه عن كعب الأحبار!! كما تراه في كتاب النزول للدارقطني (162 - 164، 168 رقم 88)، وانظر لطائف المعارف أيضاً (264).
ومما نقله ابن رجب في لطائف المعارف (264) ويخالف ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وهو قول ابن رجب:" ولا يُعرف للإمام أحمد كلام في ليلة النصف من شعبان ".
وأما تعظيم أهل الشام لهذه الليلة، فقد خالفهم في ذلك فقيه الشام الإمام الأوزاعي، فيما ذكره السبكي، ونقله عنه الزبيدي في تخريج إحياء علوم الدين (1/ 521)، وفيما ذكره ابن رجب أيضاً في لطائف المعارف (263).
وأخيراً، فعلى فرَض صحة حديث فضل ليلة النصف من شعبان، فإن الذي أخبرنا بفضلها وهو النبي – صلى الله عليه وسلم -لم يخصها بعبادة معينة، فلو كان ذلك مشروعاً لكان هو - صلى الله عليه وسلم - أحرص على فعله وبيانه للناس، بل لو قيل: إن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد شرع ما يتقرب به تلك الليلة (على فرض الصحة) لكان هذا وجيهاً، وهو أن تنام تلك الليلة خالصاً قلبك من الشرك والشحناء على المسلمين!!.
وفي كتاب الورع للمَرُّوذي (رقم 545): " قلت لأبي عبد الله [يعني الإمام أحمد بن حنبل]: إن رجلاً من أهل الخير قد تركتُ كلامه، لأنه قذف رجلاً بما ليس فيه، ولي قرابة يشربون المسكر ويسكرون؟ وكان هذا قبل ليلة النصف من شعبان فقال: اذهب إلى ذلك الرجل حتى تكلمه، فتخوّف عليَّ من أمر قرابتي أن آثم، وإنما تركت كلامهم أني غضبت لنفسي، قال: اذهب كلَّم ذلك الرجل، ودع هؤلاء، ثم قال: أليس يسكرون؟ وكان الرجل قد ندم؟ " وتنبه أن الإمام أحمد لم يكن هو الذي ذكر ليلة النصف من شعبان، ولا ذكر المروذي أنه ذكرها له أيضاً، وإنما هو خبر ذكره المروذي، ومراعاة ذلك (ولو لم يصح فيه شيء) مما لا يرى فيه بعض العلماء بأساً فهو عمل مشروع في كل ليلة، ولم يخصه المروذي بليلة النصف.
أما ما يفعله كثير من الناس من الاجتماع ليلة النصف من شعبان على صلوات معينة وعبادات خاصة في كل عام فهذا من البدع التي اتفق على إنكارها من عامة العلماء، وذكر ذلك جماعة من أهل العلم. فانظر الحوادث والبدع لأبي بكر الطرطوشي (266 - 267)، والباعث على إنكار البدع والحوادث لأبي شامة (142)، واقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية (2/ 138، 256 - 257)، ولطائف المعارف لابن رجب (263) ولم يخالف في تبديع هذا الفعل إلا قلة من أهل العلم، منهم من ذكرهم ابن رجب من أهل الشام، وإسحاق بن راهويه. أما الشافعي فاستحب إحياءَها، كما في الأم (1/ 231)، لكن لم يذكر أن ذلك يكون بالاجتماع لها، ولم يذكر الشافعي دليل ذلك الاستحباب.
وما دامت المسألة متنازعاً فيها فالمرجع فيها إلى الكتاب والسنة، كما قال –تعالى-: "فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا" [النساء: 59].
وقد صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ " أخرجه مسلم (1718) وليلة النصف من شعبان لم يثبت في فضلها حديث، وكل ما ورد في فضل تخصيصها بعبادة باطلٌ موضوعٌ، فليس في تعمُّد القيام فيها بعبادة ما، على وجه التعيين لها وتخصيصها بتلك العبادة إلا ابتداعاً في الدين، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -:" كل بدعة ضلالة " أخرجه مسلم (867).
¥(34/86)
فنسأل الله تعالى السلامة من كل بدعة، وأن يُنْعِشَ قلوب العباد بسنة النبي – صلى الله عليه وسلم -.
والله أعلم.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[02 - 06 - 02, 11:04 ص]ـ
ما معنى حديث: "خير المجالس ما استقبل القبلة"؟ آمل الجواب بالتفصيل.
الجواب:
حديث: "خير المجالس ما استقبل به القبلة"، من الأحاديث المشتهرة على الألسنة، ولذلك أورده السخاوي في كتابه المهم في بابه: (المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة) (رقم153) بلفظ: "أكرم المجالس ... ".
وللحديث طرق متعددة وشواهد:
وأشهر رواياته حديث ابن عباس –رضي الله عنهما-، لكن الإسناد إليه شديد الضعف، وحكم عليه بالبطلان، كما تراه في أحاديث الشيوخ الثقات لأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وحاشية تحقيقه (رقم173).
وخير أسانيده ما أخرجه الطبراني في (الأوسط رقم2375)، من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "إن لكل شيء سيداً، وإن سيد المجالس قبالة القبلة".
فقد وصفه السخاوي بقوله: "سنده حسن"، وهو كما قال، فشيخ الطبراني الذي قد يتمسك من يضعف الحديث به لتضعيفه، وهو إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، الصواب فيه أنه مقبول الحديث، وباقي رجال الإسناد معروفون مقبولون.
لكن يبقى التفرد الذي في إسناده، أخشى أن يؤتى الإسناد من قِبَلِهِ.
وقد يشير إلى عدم صحة الحديث مرفوعاً من جميع وجوهه، ما نقله السخاوي عن ابن حبان أنه حكم على الحديث بالوضع، وقال: "وقد كانت أحواله –صلى الله عليه وسلم- في مواعظ الناس أن يخطب وهو مستدبر القبلة"، لكن السخاوي تعقبه بقوله: كذا قال! وما استدل به لا ينهض للحكم بالوضع، إذ استدباره –صلى الله عليه وسلم- القبله؛ ليكون مستقبلاً لمن يعلمه أو يعظه ممن بين يديه".
وإن كنت لا أجرؤ على الحكم على الحديث بالقبول، إلا أني لا أحكم بعدم صحة معناه، وأن استقبال القبلة في المجالس، وخاصة مجالس العبادة، مثل: عند الذكر والدعاء وقراءة القرآن والتعليم ونحو ذلك، أمر دلت النصوص المتفرقة على استحسانه، وجاءت آثار السلف على اتباعه.
فالقبلة هي اتجاه أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي الصلاة حتى أطراف الأصابع تستقبل بها القبلة في السجود، وإشارة الإصبع في التشهد. (صحيح البخاري رقم828)
وفي الحج: يحج البيت (وهي القبلة)، ويطوف بها، ويهل حين يهل بالحج مستقبلاً لها (صحيح البخاري رقم1553)، ويستقبل القبلة على الصفا والمروة للذكر والدعاء، وكذلك في عرفة، وعند المشعر الحرام بمزدلفة (صحيح مسلم رقم1218)، ويوجه الهدي عند النحر إلى القبلة (موطأ مالك رقم1112)، وبعد رمي الجمرة الصغرى والوسطى يتوجه البيت بالدعاء (صحيح البخاري رقم1751،1752،1753)
وفي الاستسقاء تستقبل القبلة عند الدعاء (صحيح البخاري رقم1005،1028، وصحيح مسلم رقم894).
وعند الابتهال بالدعاء، كما فعل النبي –صلى الله عليه وسلم- يوم بدر (صحيح مسلم رقم1763).
وحتى يدفن المسلم، يوجه إلى القبلة كما فُعِل بالنبي –صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه –رضي الله عنهما-، وكما هو حال جميع مقابر المسلمين قديماً وحديثاً، وهذا كله يدل على تكريم هذه الجهة حتى في غير الصلاة.
ويدل على أن تكريم هذه الجهة مقصد شرعي: النهي الصريح الصحيح عن استقبال القبلة أو استدبارها عند قضاء الحاجة (صحيح البخاري رقم 144، وصحيح مسلم رقم264،265).
ولذلك فقد جاء عن جمع من السلف استحباب الجلوس مستقبل القبلة.
ففي المصنف لابن أبي شيبة (8/ 675) بإسناد صحيح: "أن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- جلس مستقبل القبلة"، وأورده ابن أبي شيبة مع آثار أخرى، تحت باب (من كان يستحب إذا جلس أن يجلس مستقبل القبلة).
وانظر أيضاً: (الأدب المفرد للبخاري (رقم1137)، وأدب الإملاء والاستملاء للسمعاني رقم119).
ويظهر من ذلك أن المقصود من هذا الحديث مطلب شرعي صحيح، وهو تكريم جهة القبلة، والحرص على الجلوس باستقبالها في حال المجالس الفاضلة.
¥(34/87)
وقد عبر المناوي في (فيض القدير 2/ 512) عن ذلك تعبيراً حسناً، فقال: "يشير إلى أن كل حركة وسكون من العبد على نظام العبودية، بحسب نيته، في يقظته ومنامه، وقعوده وقيامه، وشرابه وطعامه، تشرف حالته بذلك، فيتحرى القبلة في مجلسه، ويستشعر هيئتها، فلا يعبث، فيسن المحافظة على استقبالها"، والله أعلم.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[16 - 07 - 02, 04:33 ص]ـ
التوجيه لمعنى حديث: "لا يدخل الجنة ولد زنية"
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
حديث " لا يدخل الجنة ولد زنية " لا أعرف له إسناداً صحيحاً سالماً من العلل أو الشذوذ. وإن كان بعض أهل العلم قد صحح الحديث كابن حبان (رقم 3384،3383) والألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: رقم (673) وبعض أهل العلم حكم عليه بالوضع كابن الجوزي (رقم 1561 - 1566) وحكم أيضاً على حديث: " ولد الزنا شر الثلاثة " بشدة الضعف فأورده في العلل المتناهية (رقم 1282 - 1283) في حين وصفه بعض أهل العلم بالاضطراب كالدارقطني، وبالضعف كالحافظ ابن حجر كما في القول المسدد له (49 - 50 رقم 10) والكلام فيه طويل جداً.
ولو صح الحديث فقد اتفق أهل العلم أنه لا يُحمل على ظاهره؛ لأن الشريعة قد قررت حُكماً قطعياً، وهو: أن أحداً لا يحمل من إثم غيره شيئاً ما دام أنه لم يكن له يدٌ في وقوع غيره فيه. فإن الله – تعالى – يقول: " ألا تزر وازرة وزر أخرى * وأن ليس للإنسان إلا ما سعى " [النجم 38 - 39ٍ] وقال – سبحانه -: " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " [البقرة: 286] وقال –عز وجل -: " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملون " [البقرة: 141،134].
ولذلك فقد صح عن عائشة – رضي الله عنها – أنها كانت تقول عن ولد الزنا: " ليس عليه من وزر أبويه، قال الله: " لا تزر وازرة وزر أخرى " أخرجه عبد الرزاق في المصنف رقم (13861،13860) وابن أبي شيبة (رقم 12543).
وصح عن علي بن أبي طلحة أن ابن عباس أنكر على من قال: إنه شرُ الثلاثة، وقال: " لو كان شرَّ الثلاثة ما استُؤْني بأمَّه أن تُرجم حتى تضعه " أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (24/ 135 - 136) وانظره في الاستذكار (23/ 175) بل كان ابن عباس يقول: " هو خير الثلاثة " أخرجه عبد الرزاق (رقم 13863).
ولذلك فإن لمن صحح الحديث تفاسير عِدة تُخرج الحديث عن معارضته الظاهرية المقرر القطعي السابق ذكره. ومن أحسن هذه التوجيهات توجيه الإمام الطحاوي في بيان مشكل الأحاديث (2/ 372 - 373) حيث فسر كلمة (ولد زنية) الواردة في الحديث بأن المقصود بها من وقع منه الزنى وغلب عليه حتى صار يُنسب إليه، وبيَّن أن هذا أسلوب عربي صحيح، كما يُقال للمشتغلين بالدنيا بنو الدنيا، وكما وُصف المسافر المنقطع ب (ابن السبيل) واستشهد الطحاوي لذلك ببيتين من الشعر تدل على هذا الاستخدام أيضاً.
هذا والله أعلم.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[31 - 10 - 02, 11:04 م]ـ
بارك الله فيك أخي خليل
وجزاك خيرا على هذا الجهد المبارك
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[31 - 01 - 03, 03:57 م]ـ
ما تحقيق القول في مرويات الرايات السود الواردة في أحاديث الفتن المرفوعة والموقوفة، وكذا الأحاديث التي ورد فيها ذكر السفياني؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن أحاديث وروايات ظهور (الرايات السود) و (السفياني) من الأحاديث التي تعددت طرقها وألفاظها في كتب الملاحم وأشراط الساعة، حتى إن طرقها لتكاد تملأ مصنفاً كاملاً، وقد فرح بها فرق وطوائف، فزادوا فيها، وما زالوا!!
ومن طالع تلك الأحاديث تذكر قول الإمام أحمد:"ثلاثة كتب ليس لها أصول: المغازي، والملاحم، والتفسير" (الجامع) للخطيب رقم (1536)، وهو يعني بذلك: كثرة الكذب والروايات المردودة في هذه الأبواب الثلاثة، وقلة ما يصح فيها من الأحاديث.
فحديث (الرايات السود) له طرق وألفاظ بالغة الكثرة، وقد امتلأ بها كتاب (الفتن) لنعيم بن حماد.
لكني لم أجد فيها حديثاً صالحاً للاحتجاج، لا مرفوعاً، ولا موقوفاً على أحد الصحابة.
¥(34/88)
وأقوى ما ورد فيها من المرفوع –وليس فيها قوي-، الأحاديث التالية:
أولاً: حديث ثوبان –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من خراسان فأتوها، فإن فيها خليفة الله المهدي"، وله ألفاظ أخرى مطولة.
وهذا الحديث أخرجه الإمام أحمد (5/ 277) من طريق شريك بن عبد الله، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي قلابة، عن ثوبان به.
وهذا إسناد منقطع، حيث إن أبا قلابة لم يسمع من ثوبان شيئاً، كما قال العجلي رقم (888).
وقد ذكره ابن الجوزي من هذا الوجه في (العلل المتناهية رقم 1445)، وأعله بعلي بن زيد بن جدعان.
وأخرجه ابن ماجة رقم (4084)، والبزار في مسنده (المخطوط –النسخة الكتانية- 223)، من طرق صحيحة عن عبد الرزاق الصنعاني، عن الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، بنحوه مطولاً مرفوعاً.
وقال البزار عقبه:"إسناده إسناد صحيح".
وقال البيهقي عقبه في (الدلائل 6/ 515):"تفرد به عبد الرزاق عن الثوري".
قلت: إسناده أقل أحواله الحُسن في الظاهر، وحتى التفرد الذي ذكره البيهقي منتقض بما أخرجه الحاكم في (المستدرك 4/ 463 - 464)، قال:"أخبرنا أبو عبد الله الصفار: حدثنا محمد بن إبراهيم بن أورمة: حدثنا الحسين بن حفص: حدثنا سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان ... "، وقال الحاكم عقبه:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين".
وقد نقل هذا الإسناد –كما ذكرته- الحافظ ابن حجر في (إتحاف المهرة 3/ 53 رقم 2513)، مما يُبعد احتمال وقوع خطأ مطبعي فيه.
وإسناد الحاكم رجاله ثقات، إلا محمد بن إبراهيم بن أورمة، فلم أجد له ذكراً، إلا في هذا الإسناد الذي صححه الحاكم.
لكن للحديث وجه آخر أخرجه الحاكم (4/ 502)، وعنه البيهقي في (الدلائل 6/ 516)، من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان موقوفاً عليه غير مرفوع إلى النبي –صلى الله عليه وسلم-.
قلت: فمع هذا الاضطراب في إسناده، مع نكارة متنه، وعدم قيام إسناد من أسانيده، بتحمل هذا الحد من التفرد لا أستطيع أن أطمئن إلى قبول هذا الحديث، خاصة مع عبارات لبعض أئمة النقد، تدل على تضعيف الحديث من جميع وجوهه.
بل قد وقفت على إعلالٍ خاصّ واستنكار خاص لهذا الحديث على خالد الحذاء (مع ثقته) فقد جاء في العلل للإمام أحمد برواية ابنه عبد الله رقم (2443): "حدثني أبي، قال: قيل لابن عُليّة في هذا الحديث: كان خالد يرويه، فلم يلتفت إليه، ضعف ابن عليّه أمره. يعني حديث خالد عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في الرايات" وانظر الضعفاء للعقيلي – ترجمة خالد بن مهران الحذاء – (2/ 351 رقم 403) والمنتخب من علل الخلال لابن قدامة (رقم 170).
ثانياً: حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريداً وتطريداً، حتى يأتي قوم من قبل المشرق، معهم رايات سود، فيسألون الخير، فلا يُعطونه، فيقاتلون فيُنصرون، فيُعطون ما سألوا، فلا يقبلونه، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي، فيملؤها قسطاً، كما ملؤوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم، فليأتهم ولو حبواً على الثلج".
أخرجه ابن ماجة (رقم 4082)، والبزار في مسنده (رقم 1556 - 1557)، والعقيلي في (الضعفاء) ترجمة يزيد بن أبي زياد (4/ 1494)، وابن عدي، ترجمة يزيد بن أبي زياد (7/ 276)، من طريق يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس النخعي، عن عبد الله بن مسعود به مرفوعاً.
وقال عنه ابن كثير في (البداية والنهاية 9/ 278):"إسناده حسن"، وحسنه الألباني أيضاً في (سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم 85).
قلت: وهو كما قالا عن إسناده، في الظاهر قابل للتحسين.
لكن أول ما يلفت الانتباه إلى ما في هذا الإسناد من النكارة هو ما قاله البزار عقب الحديث، حيث قال:"وهذا الحديث رواه غير واحد عن يزيد بن أبي زياد، ولا نعلم روى يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود إلا هذا الحديث".
ومع هذا التفرد الذي صرح به ابن عدي أيضاً عقب الحديث، فإن المتفرد به –وهو يزيد بن أبي زياد- لئن رجحنا حسن حديثه، فإن مثله لا يحتمل التفرد بمثل هذا الإسناد والمتن.
¥(34/89)
ولذلك ضعف هذا الحديث جماعة، وعدوه في مناكير يزيد بن أبي زياد.
فقد قال وكيع بن الجراح –وذكر هذا الحديث-:"ليس بشيء".
وقال الإمام أحمد:"ليس بشيء" أيضاً.
وبلغ إنكار أبي أسامة حماد بن أسامة لهذا الحديث أن قال عن يزيد بن أبي زياد بخصوص روايته لهذا الحديث:"لو حلف عندي خمسين يميناً قسامة ما صدقته!! أهذا مذهب إبراهيم؟! أهذا مذهب علقمة؟! أهذا مذهب عبد الله؟! " (الضعفاء) للعقيلي (4/ 1493 - 1495).
ولما أنكر الإمام الذهبي هذا الحديث في (السير 6/ 131 - 132)، قال بعد كلام أبي أسامة:"قلت: معذور والله أبو أسامة! وأنا قائل كذلك، فإن من قبله ومن بعده أئمة أثبات، فالآفة منه: عمداً، أو خطأ".
لذلك فإن الراجح ضعف هذا الحديث بل إنه منكر.
ومع هذه الأحكام من هؤلاء النقاد، لا يصح الاعتماد على المتابعة التي أوردها الدارقطني في (العلل) معلقة (5/ 185 رقم 808)، وأنه قد رواه، عمارة بن القعقاع عن إبراهيم، موافقاً يزيد بن أبي زياد.
وللحديث أوجه أخرى عن ابن مسعود –رضي الله عنه-، كلها ضعيفة، ومرجعها إلى حديث يزيد بن أبي زياد، كما يدل عليه كلام الدارقطني في العلل –الموطن السابق-.
وانظر: الأحاديث الواردة في المهدي للدكتور: عبد العليم البستوي (قسم الصحيحة: 158 - 162، وقسم الضعيفة: 30 - 39).
ثالثاً: حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"تخرج من خراسان رايات سود لا يردها شيء، حتى تنصب بإيلياء" أخرجه الإمام أحمد (رقم 8775) والترمذي (رقم 2269) والطبراني في (الأوسط رقم 3560)، والبيهقي في (الدلائل 6/ 516)، كلهم من طريق رشدين بن سعد، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن قبيصة بن ذؤيب، عن أبي هريرة به.
وأشار الترمذي إلى ضعفه بقوله عقبه:"غريب".
وقال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا يونس، تفرد به رشدين".
قلت: ورشدين بن سعد اختلف فيه بين الضعف والترك، وانفراده بهذا الحديث يقتضي نكارة حديثه.
ولذلك تعقبه البيهقي بقوله:"ويروى قريب من هذا اللفظ عن كعب الأحبار، ولعله أشبه" ثم أسند رواية كعب الأحبار موقوفة عليه.
وبهذا تبين أن أصل هذا الحديث من الإسرائيليات.
وللحديث بعد ذلك روايات أشد ضعفاً من التي سبقت فإني اخترت أمثل الروايات، ليقاس عليها ما هو دونها.
وبذلك يُعلم أنه لم يصح في الرايات السود حديث مرفوع، ولا حديث موقوف على الصحابة –رضي الله عنهم-.
وأما أحاديث السفياني:
فلم أجد فيه حديثاً ظاهر إسناده القبول، إلا حديثاً واحداً، أخرجه الحاكم في (المستدرك 4/ 520) من طريق الوليد بن مسلم الدمشقي، قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيي بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:" يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق، وعامة من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء، ويقتل الصبيان، فتجمع لهم قيس، فيقتلها، حتى لا يمنع ذنب تلعة، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة، فيبلغ السفياني، فيبعث إليه جنداً من جنده، فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه، حتى إذا صار ببيداء من الأرض، خُسف بهم، حتى لا ينجو منهم إلا المخبر عنهم".
وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ولم يتعقبه الذهبي.
ولكن تدليس الوليد بن مسلم تدليس التسوية، مع نكارة حديثه هذا الذي لم أجده إلا من طريقه، يجعلني أتوقف في حديثه، إذ لعله أسقط ضعيفاً بين الأوزاعي ويحيي بن أبي كثير، وهذا هو تدليس التسوية.
وهناك حديثان آخران فيهما ذكر السفياني، أخرجهما الحاكم وصححهما (4/ 468 - 469 - 501 - 502)، لكن تعقبه الذهبي فيهما، فانظر: مختصر استدراك الذهبي لابن الملقن، مع حاشية تحقيقه (7/ 3325 - 3326 رقم 1109) (7/ 3387 رقم 1127).
هذه أقوى أحاديث السفياني، وأنت ترى أنه لم يصح منها شيء، والله أعلم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[06 - 06 - 03, 09:56 م]ـ
ما صحة الحديث الآتي: ما رواه أحمد – رحمه الله – عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم صلى ركعتين يتمهما أعطاه الله ما سأل معجلاً، أو مؤخراً "؟
الجواب
¥(34/90)
أخرج الإمام أحمد (6/ 442)، والدارقطني، في الأفراد (كما في أطرافه رقم 4617) الحديث المسؤول عنه، فقال الإمام أحمد: " حدثنا محمد بن بكر، قال: حدثنا ميمون (يعني أبا محمد المرَئي التميمي) قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، قال صحبت أبا الدرداء أتعلم منه، فلما حضره الموت، قال: آذِن الناس بموتي، فآذنت الناس بموته، فجئت وقد مُلئ الدار وما سواه قال: فقلت: قد آذنت الناس بموتك، وقد مُلئ الدار وما سواه، قال: أخرجوني، فأخرجناه، قال أجلسوني،فقال: أجلسناه فقال: أيها الناس،إني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: من توضأ فأسبغ الوضوء، ثم صلى ركعتين يُتِمَّهُما،أعطاه الله ما سأل مُعَجَّلاً أو مؤجَّلاً. قال أبو الدرداء: يا أيها الناس، إياكم والإلتفات في الصلاة، فإنه لا صلاة لملتفت، فإن غُلبتم في التطوع، فلا تُغْلَبُنّ في الفريضة ".
وإسناده حسن، وقد حكم الدارقطني بتفرّد محمد بن بكر البُرْساني به. لكن أخرجه المحاملي في أماليه (رقم 71)، من طريق محمد بن بكر البرساني، لكن بتسمية الراوي، من يوسف بن عبد الله بن سلام، يحيى بن أبي هيثم - وهو العطار - أحدُ الثقات، وهو المعروف بالرواية عن يوسف بن عبد الله، كما في تهذيب الكمال (32/ 436).
فالحديث على أيًّ من الوجهين حسنُ الإسناد.
وللحديث وَجْهٌ آخر حسن الإسناد أيضاً، من طريق صدقة بن أبي سهل، عن كثير بن يسار، عن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبي الدرداء، قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: " من توضأ فأحسن الوضوء، ثم قام فصلى ركعتين أو أربع ركعات [شكّ سهل] يُحسن فيهن الركوع والسجود والخشوع، ثم استغفر الله، غفر له " أخرجه الإمام أحمد وابنه عبد الله في زوائده (6/ 420) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم 2040) والطبراني في الدعاء (رقم 1848) لكن الإسناد الأول أشهرُ رجالاً، ومتنه أضبط لفظاً. والله أعلم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=8983
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[10 - 07 - 03, 03:23 ص]ـ
هل صحيح أن من شرب خمراً وسكر لا تقبل الصلاة منه لمدة أربعين يوماً، وأنه إن مات خلال الأربعين يوماً يكون كعابد وثن، وردت تلك الأحاديث في كتاب (الكبائر) للذهبي في موقع الوراق؟.
جواباً عن سؤال من سأل عن صحة حديث فيه أن من شرب خمراً وسكر لا تقبل منه صلاة لمدة أربعين يوماً، وأنه إن مات خلال الأربعين يوماً يكون كعابد وثن، وعزاه السائل إلى كتاب (الكبائر) للذهبي، أقول وبالله التوفيق:
صح من حديث عبد الله بن عَمرو – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: " من شرب الخمر فسكر لم تُقبل له صلاة أربعين صباحاً، فإن مات دخل النار، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد فشرب فسكر، لم تُقبل له صلاة أربعين صباحاً فإن مات دخل النا ر، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد فشرب فسكر لم تُقبل له صلاة أربعين صباحاً، فإن مات دخل النار، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد الرابعة كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخَبال يوم القيامة " قالوا: يا رسول الله ما طينة الخبال؟ قال: " عُصارة أهل النار " ـ أخرجه الإمام أحمد (رقم 6644، 6659، 6773،6854)، والنسائي (رقم 5664، 5670)،وابن ماجة (رقم 3377)، وابن خزيمة (رقم 939)، وابن حبان (رقم 5357)، والحاكم وصححه (1/ 30 - 31، 257) (4/ 146)، وأما حديث:" مدمن الخمر كعابد وثن " فقد اختلف فيه تصحيحاً وتضعيفاً، والراجح ضَعْفُه من جميع وجوهه، فانظر (العلل) لابن أبي حاتم (رقم 1553، 1591)، و (التاريخ الكبير) للبخاري (1/ 129) (3/ 515)، و (شعب الإيمان) للبيهقي (5/ 12 - 13رقم 5597 – 5598)، (والعلل المتناهية) لابن الجوزي (رقم 1116 - 1121)، وأما من صححه كابن حبان (رقم 5347)، والضياء (10/ 330) فتأولوا الحديث وفسروه بأقوال:
منها: أن المشبه بعابد الوثن هو المستحل له المعتقد أنه حلال مع علمه بتحريم الله تعالى له (وهو تفسير ابن حبان له).
¥(34/91)
ومنها: أن وجه الشبه، هو: حبوط عمله كحبوط عمل الكافر، أي أنه لا يُثاب على القربات (وهو تفسير طاووس بن كيسان أحد علماء التابعين، كما في (المجتبي) للنسائي رقم 5665).
ومنها: أن المدمن والكافر سواءٌ في مطلق التعذيب بالنار، ولا يلزم استواؤهما في كل شيء، فإن الكافر مخلّد في النار، وأما عُصاة المؤمنين فلا يخلدون، ثم هم مُعرضون لعفو الله ورحمته.
ومنها: أن مدمن الخمر في اتباعه لهواه ومخالفته أمر الله –تعالى- كعابد الوثن، وقد قرن الله – تعالى- بين الخمر وعبادة الأوثان، فقال – تعالى-: " يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون " [المائدة: 90].
ومنها: أن تعلق قلب مدمن الخمر بالخمر يشبه تعلق قلب عابد الوثن بالوثن، كما قال – تعالى- عن اليهود: " وأُشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم" [البقرة: 93].
وعلى هذه المعاني يُحمل قول عبد الله بن عمر – رضي الله عنه -: " من شرب الخمر فلم يِنْتشِ لم تقبل له صلاةٌُ ما دام في جوفه أو عروقه منها شيءٌُُ، وإن مات مات كافراً، وإن انتشى لم تقبل له صلاة أربعين ليلة، وإن مات فيها مات كافراً " أخرجه النسائي (رقم 5668)، وأما عزو السائل للحديث إلى كتاب (الكبائر) للذهبي، فهذه فرصة للتنبيه على أمر مهم بخصوص هذا الكتاب، فإن كتاب (الكبائر) طبع عدة طبعات، ومنه نسخة طبعت بتحقيق الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة – رحمه الله –، وبتحقيق عبد الرحمن فاخوري، وطُبع بتحقيق غيرهما وهي طبعات لا تُمثل كتاب الذهبي في (الكبائر) ففي نسبة تلك الطبعات للإمام الذهبي شكٌ كبير، وبيَّن ذلك واستدل له الأستاذ محي الدين مستو في الطبعة التي بتحقيقه لكتاب (الكبائر) للذهبي، وطبعته هذه هي التي تمثل كتاب الذهبي فعلاً.
وقد نظرت في كتاب (الكبائر) للذهبي بتحقيق محيي الدين مستو، فلم أجد فيها الحديث المسؤول عنه!، وليس هذا بأول حديث ضعيف أو باطلٍ يوجد في الطبعة المنسوبة خطاً للذهبي، ففيها - غيره- كثير!!. والله أعلم.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[17 - 07 - 03, 10:54 م]ـ
أود أن أسأل فضيلتكم عن توجيهكم لهذا الحديث:
قال الإمام مسلم -رحمه الله-: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا حدثنا وكيع ح وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق جميعاً عن فضيل بن غزوان ح وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء واللفظ له حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض". ورواه الترمذي -رحمه الله- قال: حدثنا عبد بن حميد حدثنا يعلى بن عبيد عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة – رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل الآية، الدجال والدابة وطلوع الشمس من المغرب أو من مغربها" قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح وأبو حازم هو الأشجعي الكوفي واسمه سلمان مولى عزة الأشجعية. حيث نجد الحديث رواه أحمد بنفس إسناد مسلم، ولكن بلفظ آخر: حدثنا وكيع قال حدثنا فضيل بن غزوان الضبي عن أبي حازم عن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا؛ طلوع الشمس من مغربها والدخان ودابة الأرض" وهذا الحديث الظاهر من خلال السند أنه صحيح الإسناد وهو موافق للأحاديث الصحيحة التي تدل على أن التوبة تقبل بعد خروج الدجال، حيث يخرج المسيح -عليه السلام- بعد خروج الدجال ويقتل الدجال ولا يقبل من أهل الكتاب إلا الإيمان، فدل على أن التوبة تقبل بعد خروج الدجال، وهذا يتعارض مع رواية مسلم والترمذي أن التوبة لا تقبل بعد خروج الدجال. فما توجيهكم لهذا؟ حفظكم الله ورعاكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
أقول وبالله التوفيق:
¥(34/92)
بعد النظر في ألفاظ الحديث، وما جاء عند الإمام أحمد في مسنده من استبدال لفظ (الدخان) بـ (الدجال) ترجح عندي أن لفظ (الدجال) أصح من جهة الرواية؛ لاتفاق مصادر متعددة على ذكره، دون لفظ (الدخان)، وتوجيه هذا الاختلاف أنه ربما كان من قبل راوي المسند عن عبد الله بن الإمام أحمد، وهو القطيعي، فقد ذكرت له أخطاء في روايته للمسند لعل هذا أحدها، خاصة أن احتمال تصحيف (الدجال) إلى (الدخان) احتمال وارد، لتشابه الكلمتين في الخط.
أما الإشكال في المعنى، من جهة أن باب التوبة لا يُغلق بعد خروج الدجال، فحله يظهر من حديث صحيح آخر، وهو حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"بادروا بالأعمال ستاً: الدجال، والدخان، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، وأمر العامة، وخويصة أحدكم" أخرجه مسلم رقم (2947). والمقصود بأمر العامة: قيام الساعة، وأما خويصة أحدنا: فهو الموت، أما المراد بالمبادرة بالأعمال، أي: المسابقة بالأعمال الصالحة، والمسارعة باغتنام الوقت قبل هذه الأمور الستة التي هي دواه ومصائب عظام، تُلهي الإنسان عن العمل الصالح وتشغله، أو لا يوفق إليه من لم يسبق له قدم ثبات على الهدى والحق، فيفتن عن التوبة والعمل الصالح، لا لمانع، ولكن لضعف إيمانه الذي لا يصمد أمام هذه الدواهي، ومن هذه الأمور الستة ما لا تقبل بعدها التوبة، لو حاولها أحد من شاهدها، وهي: طلوع الشمس من مغربها، وقيام الساعة، وغرغرة الموت.
وانظر: المفهم للقرطبي (7/ 308 رقم 2842) وشرح الطيبي على المشكاة (11/ 3448 - 3449 رقم 4565).
وعليه فيكون معنى الحديث المسؤول عنه: أن تلك الأمور الثلاثة، إذا وقعت بهتت الناس وحيرتهم، فلم يقو على التوبة والثبات إلا من حسن عمله وصح توكله على الله تعالى، ولا يعارض ذلك أن من هذه الأمور الثلاثة ما ضم إلى ذلك أنه لا تقبل معه التوبة، كطلوع الشمس من مغربها، ولا يعارض ذلك أيضاً أن من هذه الأمور ما إذا زال وانتهى وجوده، لم تبق حيرته وفتنته بعد زواله، فيمكن الناس بعدها التوبة والعمل الصالح، إذا قدر لهم ألا يموتوا في زمن الفتنة والتحير، كما قد يحصل في فتنة الدجال.
هذا ما ظهر لي، والله أعلم.
والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره واتقى حده.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[27 - 08 - 03, 07:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سؤالي بالنسبة للثلاث آيات التي في آخر سورة الحشر.
سمعت أن من حافظ عليها في الصباح والمساء مات شهيداً، وقد جاء هذا الكلام عن الشيخ أبي بكر الجزائري في الراديو، وقد وجد هذا في كتاب ابن كثير، علماً أن الألباني قد ضعف الأحاديث التي وردت في ذلك، نرجو التوضيح منكم، وهل المحافظة عليها إذا كانت الأحاديث ضعيفة فيها إثم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد: أقول وبالله التوفيق:
إنه قد ورد غير ما حديث في فضل سورة الحشر على الخصوص، أو في فضل خواتمها، ولم يصح من هذه الأحاديث شيء، بل كلها ضعيفة أو واهية. وهناك أقوال لأهل العلم في العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، والقول الوسط الصحيح أنه لا يعمل بالحديث الضعيف إلا بشرطين:
الأول: أن لا يكون شديد الضعف.
الثاني: أن لا يكون الحديث الضعيف مؤسساً لحكم تكليفي (كالاستحباب أو الكراهة) غير وارد في النصوص الثابتة من الكتاب وثابت السنة.
وبهذين الشرطين يتبين أن العمل بالحديث الضعيف بتحققهما ليس عملاً بالحديث الضعيف اعتماداً عليه، بل لا يتجاوز العمل به أن يكون بمعنى الاعتبار به والاستئناس، واستحضاراً للثواب الوارد فيه أو للعقاب المتوعَّد به.
وبناءًَ على ذلك: فإن المحافظة على قراءة خواتيم سورة الحشر ستكون من باب اعتقاد سنيتها، ولم يأت دليل على هذه السنية؛ لأن الأحاديث في ذلك كلها ضعيفة كما سبق. ولهذا فلا يجوز أن يحافظ على قراءتها، ولا العمل بها باستحضار هذا الثواب المخصوص لهذه الآيات الخاصة. هذا والله أعلم.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[30 - 08 - 03, 09:59 ص]ـ
الرجاء التفضل بتعليق فضيلتكم بيان المقصود بقوله: "فصلى ركعتين" في حديث أبي أمامة الذي أخرجه الطبراني في الكبير:
¥(34/93)
عن أبي أمامة عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:"من توضأ ثم أتى المسجد فصلى ركعتين قبل الفجر ثم جلس حتى يصلي الفجر كتبت صلاته يومئذ في صلاة الأبرار وكتب في وفد الرحمن".
قوله:"فصلى ركعتين قبل الفجر" هل سنة الفجر أو قيام الليل أو تحية المسجد أو ركعتين لهما ثواب معين؟.
حديث عثمان مرفوعا "من توضأ مثل هذا الوضوء ثم أتى المسجد فركع ركعتين ثم جلس غفر له ما تقدم من ذنبه و لا تغتروا". (صحيح) انظر صحيح الجامع.
الظاهر في هذا أن المراد بقوله:"فصلى ركعتين" هي سنة الفجر.
أن أكثر الأحاديث الواردة في قوله:"ركعتين قبل الفجر" المراد بها سنة الفجر.
كما في مسند أحمد: عن عائشة –رضي الله عنها-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى ركعتين قبل الفجر ربما اضطجع.
وكما روى النسائي في سننه عن مالك بن ربيعة السلولي، قال: كنا مع رسول اللّه -صلى اللّه عليه وسلم- في سفر، فأسرينا ليلة، فلما كان في وجه الصبح، نزل رسول اللّه -صلى اللّه عليه وسلم-، فنام، ونام الناس، فلم يستيقظ إلا بالشمس قد طلعت علينا، فأمر رسول اللّه -صلى اللّه عليه وسلم- المؤذن، فأذن، ثم صلى ركعتين قبل الفجر، ثم أمره، فأقام، ثم صلى بالناس، ثم حدثنا ما هو كائن، حتى تقوم الساعة. وعند النسائي من حديث ابن عباس –رضي الله عنهما- الذي فيه "ثم أتيته فقمت عن يساره فتناولني بيده فأقامني عن يمينه فصلى ثلاث عشرة ركعة ثم اضطجع حتى جاءه بلال –رضي الله عنه- فأذن بالصلاة فقام فصلى ركعتين قبل الفجر".
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي في (باب ما جاء في الوتر بركعة 2/ 454) قوله:"أطيل في ركعتي الفجر" المراد بركعتي الفجر سنة الفجر، وفي رواية البخاري: قلت لابن عمر أرأيت الركعتين قبل صلاة الغداة أطيل فيهما القراءة.
وأما معنى قوله صلاة الأبرار: فقال المناوي في فيض القدير الجزء الرابع في حديث (صلاة الأبرار ركعتان إذا دخلت بيتك و ركعتان إذا خرجت (عن عثمان بن أبي سودة مرسلا. (ضعيف) انظر حديث رقم: 3508 في ضعيف الجامع).
(صلاة الأبرار) لفظ هذه الرواية كما حكاه المؤلف (أي السيوطي) في مختصر الموضوعات، وكذا غيره صلاة الأوابين وصلاة الأبرار (ركعتان إذا دخلت بيتك وركعتان إذا خرجت من بيتك) أي: من محل إقامتك بيتاً أو غيره، فهاتان الركعتان سنة للدخول والخروج.
على أنه صححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 240 - 241) وبيَّن أحاديث أفضلية صلاة السنة الراتبة في البيت؛ لأن لكل منهما أجراً خاصاً به.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره واتقى حدّه. أما بعد:
فجواباً على السؤال أقول وبالله التوفيق:
الحديث المسؤول عنه منكر سنداً ومتناً.
فقد أخرجه الطبراني في الكبير (رقم 7766)، ومسند الشاميين (رقم 525 - 1229) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن هود، عن محمد بن يزيد الكلاعي الواسطي، عن عاصم بن رجاء بن حيوة، عن عروة بن رُويم، عن القاسم بن عبد الرحمن الشامي، عن أبي أمامة ... به مرفوعاً.
قلت: فيه إسماعيل بن إبراهيم بن هود –وينسب إلى جده- الواسطي، مولى قريش أبو إبراهيم الضرير، (ت 243هـ) مختلف فيه، لكن الأرجح أنه ضعيف، فانظر (لسان الميزان 1/ 101 - 102 رقمه 1125).
ثم هو مخالف في إسناده: فقد أخرجه عبد الرزاق (رقم 4783) عن الأوزاعي، عن عروة بن رُويم، قال:"من صلى ركعتي الفجر، وصلى الصبح في جماعة، كُتبت صلاته يومئذ في صلاة الأوابين، وكُتب يومئذ في وفد المتقين".
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 122) من وجه آخر عن الأوزاعي بمثله، ثم تعقبه بالإشارة إلى مخالفته لحديث عاصم بن رجاء بن حيوة.
ولا شك أن الأوزاعي وحديثه أرجح وأصح إسناداً.
ثم هو يختلف في متنه عن متن الحديث المرفوع، مما يدل على نكارة متن الحديث المسؤول عنه أيضاً، حيث إن هذا الحديث يدل على أن الركعتين الأولى هي سنة الفجر، وليس فيه أنها كانت في المسجد، وأن الركعتين الثانية هي فريضة الفجر في جماعة، ولو صح الحديث المسؤول عنه، فيحمل على تحية المسجد بعد أداء راتبته في البيت.
وأما فقه المسألة: فقد رجح شيخ الإسلام ابن تيمية جواز صلاة النافلة غير راتبة الفجر قبل فريضة، بشرط ألا يتخذ ذلك سنة، كما في مجموع الفتاوى (23/ 205).
¥(34/94)
وأما ما نقله السائل من تصحيح الألباني –عليه رحمة الله- للحديث، في صحيح الترغيب والترهيب، فلم أجده فيه، بل وجدت نقيضه، فقد أورده في ضعيف الترغيب والترهيب (1/ 125 - 126 رقم 228) , مشيراً في الحاشية إلى أنه كان قد حسنه، ثم رجع عن ذلك إلى الحكم بنكارته.
هذا والله أعلم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه والتابعين.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[16 - 10 - 03, 10:46 م]ـ
ما حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان بشيء من العبادات؟ وهل ورد بفضلها حديث صحيح؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه والتابعين.
أما بعد: فجواباً عن سؤالكم عن ليلة النصف من شعبان، وعن مدى صحة ما ورد في فضلها، أقول وبالله التوفيق:
لقد رُويت أحاديث متعددة في فضيلة ليلة النصف من شعبان، وأحاديث في فضل تخصيصها بصلاة أو عبادة معينة.
أما الثاني: (وهو ما ورد في تخصيصها بصلاة أو عبادة) فلم يصحّ فيها شيء، بل كلها أحاديث موضوعة وباطلة، وحَكَمَ ببطلانها جمعٌ من أهل العلم، منهم ابن الجوزي في كتابه الموضوعات (2/ 440 – 440 - 445 رقم 1010 - 1014)، والبيهقي في الشعب (3841)، وأبو الخطاب ابن دحية في أداء ما وجب (79 - 80)، وابن قيم الجوزية في المنار المنيف (174 - 177)، وأبو شامة الشافعي في الباعث على إنكار البدع والحوادث (124 - 137)، والعراقي في تخريج إحياء علوم الدين (582)، ونقل شيخُ الإسلام الاتفاق على بطلان الصلاة المسماة بالألفية كما في اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 138).
وهذا أمرٌ لا يخفى على أحدٍ من أهل العلم: أن تخصيص ليلة النصف من شعبان بصلاة لم يرد فيه حديثٌ صحيح ولا حسنٌ ولا ضعيف خفيفُ الضعف، بل ما ورد فيه كله موضوع مكذوب على نبينا - صلى الله عليه وسلم-.
أمّا ما ورد في فضلها مطلقاً، فقد ورد فيه أحاديث اختلف فيها أهلُ العلم قديماً وحديثاً، وجَمَع كثيرٌ من الحفاظ طُرُقها، وخصها بعضهم بالتصنيف كأبي عبد الله ابن الدُّبَيْثي (ت637هـ).
فقد ورد فيها الحديث من حديث معاذ بن جبل، وعائشة، وأبي ثعلبة الخشني، وعثمان بن أبي العاص، وأبي موسى الأشعري، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر، وأبي هريرة، وعبد الله بن عَمرو، وعوف بن مالك، وأُبيّ بن كعب، وأبيّ أمامة، وأبيّ بكر الصديق – رضي الله عنهم أجمعين -، ومراسيل لغيرهم.
واستيعاب الكلام عن طرقها وعللها لا يُناسبُ هذا المقام، وتَرْكُ ذلك بالكلية لا يُوضَّح الحق ولا يُقربُ إلى الصواب، لذلك رأيت أن أكتفي بالكلام عن أشهر طرقها باختصار، ثم يُقاسُ عليها ما هو أشد ضعفاً منها.
أولاً: حديث معاذ بن جبل – رضي الله عنه -، عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، قال: يطّلعُ اللهُ ليلة النصف من شعبان إلى خلقه، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن". أخرجه ابن حبان في صحيحه (5665)، وغيره فانظر تخريجه في حاشية تحقيقه، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة (1144).
لكن الحديث وقع فيه اضطراب كثير في إسناده، جعله من حديث أبي ثعلبة الخشني مَرّة (وانظر السلسة الصحيحة)، ومن حديث أبي إدريس الخولاني مرسلاً، وعن كثير بن مُرّة مرسلاً، وعن مكحول مرسلاً.
وكلها مرجعها إلى إسناد واحد اضطُرب فيه هذا الاضطراب.
بيَّن ذلك ووضّحه غاية الوضوح الدارقطني في العلل (6/ 50 - 51 رقم 970)، وقال أثناء ذلك عن روايتيه من حديث معاذ بن جبل: "وكلاهما غير محفوظ".
وقال عن الحديث بعد إيراده لطرقه السابقة: "والحديث غير ثابت".
وخصَّ الدارقطني في موطن آخر من علله (6/ 323 - 324 رقم 1169) حديث أبي ثعلبة بالذكر، ثم قال بعد عرْضِ طُرُقه: "والحديث مضطرب غير ثابت".
بل لقد قال أبو حاتم الرازي - وحسبك به- عن حديث معاذ بن جبل: "هذا حديث منكر بهذا الإسناد " العلل لابن أبي حاتم (2012).
وبذلك ظهر أن حديث معاذ وأبي ثعلبة حديثان شديدا الضعف، لا ينفعان في باب الاعتبار، أي لا يرتقيان بالمتابعات والشواهد.
¥(34/95)
ثانياً: حديث عائشة – رضي الله عنها – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال لها حين افتقدته فوجدته في البقيع – في حديث -: "إن الله – عز وجل – ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شَعْرِ غنم كَلْب ". أخرجه الإمام أحمد (26018)، والترمذي (739)، وابن ماجة (1389) من طريق الحجاج بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة به
ثم قال الترمذي عقبه: "حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج وسمعتُ محمداً (يعني: البخاري) يُضعّفُ هذا الحديث، وقال: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج لم يسمع من يحيى "فهو إسنادٌ ضعيفٌ، ويشير كلام البخاري إلى ضعف الحديث من جميع وجوهه؛ لأنه ضعّف الحديث لا الإسناد وحده.
ولمّا عَرَضَ الدارقطني لعلل حديث عائشة هذا في العلل – المخطوط – (5/ق51/أ-ب)، وبيّن الاضطراب فيه، وأنه رُوي من وجه آخر عن حجاج بن أرطاة عن كثير بن مُرّة الحضرمي مرسلاً، ثم قال: "وإسناد الحديث مضطرب غير ثابت".
لذلك فقد صرح أبو عبد الله الحاكم النيسابوري بالصواب في هذا الحديث بقوله: "إنما المحفوظ هذا الحديث من حديث الحجاج بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً" شعب الإيمان للبيهقي (3824، 3825، 3830، 3831) وللحديث عللٌ أخرى أبانها عَمرو عبد المنعم سليم في تحقيقه لكتاب ابن الدُّبَيْثي (54 - 66).
بل لقد أشار الدارقطني إلى أن مرجع حديث عائشة إلى حديث مكحول الشامي السابق ذكره في حديث معاذ، وهذا ما مال إليه البيهقي في الشعب (3/ 382،383 رقم 3383، 3835)، وقد نقل ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 561 رقم 921) عن الدارقطني أنه قال: "وقد رُوي من حديث معاذ ومن حديث عائشة، وقيل إنه من قول مكحول، والحديث غير ثابت".
فعادت أحاديث معاذ وأبي ثعلبة وعائشة إلى أنها حديث واحد، مآله إلى أنه كلام لمكحول الشامي!!!.وبذلك تعرفُ الخطأ الجسيم لمن اعتبر هذه الروايات روايات متعددة يَتَقَّوى بها الحديث.
ثالثاً: حديث عبد الله بن عمرو، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-قال: "يطّلع الله عز وجل إلى خَلْقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحنٍ وقاتل نفس" أخرجه الإمام أحمد (6642)، قال: "حدثنا حسن: حدثنا ابن لهيعة: حدثنا حُيَي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِيّ، عن عبد الله بن عَمرو به.
ذكر هذا الإسناد الألباني – رحمه الله – في السلسة الصحيحة (3/ 136)، وقال: "هذا إسنادٌ لا بأس به في المتابعات والشواهد".
ولعل هذا من الألباني – رحمه الله – لاعتماده على أن الحافظ ابن حجر قال عن حُيَيّ بن عبد الله: "صدوق ..... ".
ومع أن حُييّ هذا ممن اختُلف فيه، كما تجده في التهذيب (3/ 72)، فالأهم من ذلك أن أحاديث ابن لهيعة عنه بالإسناد المذكور آنفاً مناكير، كما بيّن ذلك ابنُ عدي في ترجمة حيي بن عبد الله في الكامل (2/ 450)، حيث ذكر بضعة أحاديث لابن لهيعة عن حُيَيّ عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عَمرو، ثم قال: "وبهذا الإسناد حدثناه الحسن عن يحيى عن ابن لهيعة بضعة عشر حديثاً عامتها مناكير".
وابن عدي يُعلّق نكارة هذه الأحاديث بابن لهيعة، لإحسانه الظن بحُيي بن عبد الله.
وقد ذكر الألباني لابن لهيعة متابعاً، هو رشدين بن سعد، فلو سلم الإسناد إليه، فهو ضعيف، ولا يحتمل ضَعْفُهُ مثل هذا الحديث؛ هذا إن لم تكن نكارةُ الحديث من قِبَلِ شيخهما حُيي بن عبدالله! ثم إن ابن لهيعة قد اضطرب في هذا الحديث، فمرةً يرويه كما سبق، ومَرّةً يرويه من حديث أبي موسى الأشعري (سنن ابن ماجة 1390، 1391) ومرّة يرويه عن عوف بن مالك (مسند البزار 7/ 186 رقم 2754) وقد ذكر الألباني – رحمه الله – اضطراب ابن لهيعة هذا، في السلسة الصحيحة (1563) والغريب أن حديث ابن لهيعة المشار إليه أخيراً مرويٌّ من طريق كثير بن مُرّة الحضرمي، وقد سبق بيانُ أنّ أحدَ طرق حديث مكحول ترجع إلى أنه من حديثه عن كثير بن مُرّة فهل نعود إلى أن حديث ابن لهيعة يعود إلى حديث مكحول أيضاً؟! (وانظر السلسلة الصحيحة 3/ 137 - 138) هذا مع ما في حديث أبي موسى وعوف بن مالك من العلل الأخرى الإسنادية سوى اضطرابه المشار إليه.
وبهذا كله يتضح أنّ هذه الطرق شديدة الضعف غير صالحةٍ للتقوَّي.
¥(34/96)
رابعاً: حديث أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " ينزل الله – عز وجل – ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لكل شيء إلا الإنسان في قلبه شحناء، أو مشرك بالله " أخرجه البزار (1/ 157 - 158، 206 - 207 رقم 80) وابن خزيمة في التوحيد (1/ 325 - 327 رقم 200)، من طريق ضعّفها جمعٌ من أهل العلم، منهم البخاري، وأبو حاتم الرازي، والعقيلي، وابن عدي، والبزار، وغيرهم – انظر التاريخ الكبير للبخاري (5/ 424 - 425) والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 306 - 307) والضعفاء للعقيلي (3/ 788 - 789)، والكامل لابن عدي (5/ 309).
ولا يظنّنّ أحدٌ أن ابن خزيمة قد صححه بإخراجه في (التوحيد) الذي اشترط فيه الصحة، فإن ابن خزيمة قد أشار إلى ضعفه بتعليقه الإسناد أوّلاً ثم بتأخير ذكر إسناده عقب إيراده للمتن، وهذا اصطلاحٌ له في كتابه الصحيح والتوحيد ذكره هو عن نفسه في التوحيد (2/ 637)، ونص عليه الحافظ ابن حجر في مواضع من إتحاف المهرة (2/ 365 رقم 1905) ومن بين أحكام العلماء على هذا الإسناد حُكْمُ ابن عدي عليه بأنه منكر، والمنكر من أقسام الحديث الشديد الضعف الذي لا يصلح للتَّقوَّي.
هذه أشهر أسانيد أحاديث فضل ليلة النصف من شعبان الواردة في مشاهير كتب السنّة، ويبقى سواها أحاديث أخرى سبقت الإشارة إليها مقدمة هذا الجواب، وبالاطلاع عليها لم أجد فيها ما ينفع للتقوَّي فضْلاً عن أن يوجد إسناد مقبول أو خفيف الضعف، فهي بين إسناد منكر تفرد به ضعيف، وإسناد شديد الضعف فيه متهم، وحديث موضوع مختلق، لذلك فالراجح عندي أنه لم يصح في فضل ليلة النصف من شعبان حديث، ولم يُصب – عندي – من صحّحه بمجموع الطرق، فإن شرط التقوية ألا تكون الطرق أوهاماً أو مناكير أو بواطيل.
أما أحكام العلماء على أحاديث فضل ليلة النصف من شعبان، فقد سبق ذكر أحكامهم على أفرادِها؛ ولكن سأذكر هنا مَنْ قَوَّى الحديث ومن ضعّفه على وجه العموم.
فممن قَوَّى الحديث: ابن حبان، والمنذري في الترغيب والترهيب، وللبيهقي كلامٌ ليس صريحاً في التصحيح، ذكره أبو شامة في الباعث (132)، ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلامٌ يدل على تصحيح أو قبول ماورد في فضائلها، وذكر أنه نصُّ الإمام أحمد وأكثر الحنابلة (اقتضاء الصراط المستقيم 2/ 136 - 137، واختيارات البعلي 65) ولشيخ الإسلام كلامٌ آخر يدل على توقُّفه عن تصحيح حديثها (مجموع الفتاوى 3/ 388).
وصحح الحديث أخيراً: العلامة الألباني – رحمه الله – كما سبق.
أمّا الذين ضعفوا الحديث من جميع وجوهه، فسبق منهم الدارقطني والعقيلي في الضعفاء (ترجمة عبد الملك بن عبد الملك 3/ 789)، وابن الجوزي كما في العلل المتناهية (915 - 924)، وأبو الخطاب ابن دحية في أداء ما وجب (80)، وأبو بكر ابن العربي في أحكام القرآن (4/ 1690) وأقره القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (16/ 128). بل قال أبو الخطاب ابن دحية: "قال أهل التعديل والتجريح: ليس في حديث النصف من شعبان حديث يصح". الباعث لأبي شامة: (127).
وقال ابن رجب: "وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعدِّدة، وقد اختُلف فيها، فضعّفها الأكثرون، وصحّح ابن حبان بعضها". لطائف المعارف (261).
بل صحّ عن جمع من السلف إنكار فضلها.
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (وهو من أتباع التابعين من أهل المدينة): "لم أدرك أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان، ولم ندرك أحداً منهم يذكر حديث مكحول ولا يرى لها فضلاً على سواها من الليالي". أخرجه ابن وضاح بإسناد صحيح في ما جاء في البدع (119).
وقال ابن أبي مُليكة (وهو من جِلّة التابعين وفقهائهم بالمدينة)، وقيل له: إن زياداً النميري يقول: إن ليلة النصف من شعبان أجْرُها كأجر ليلة القدر، فقال: لو سمعته يقول ذلك وفي يدي عصاً لضربته بها". أخرجه عبد الرزاق في المصنف (7928)، وابن وضاح في ما جاء في البدع (120) بإسناد صحيح.
ولما سئل عبد الله بن المبارك عن النزول الإلهي ليلة النصف من شعبان قال للسائل: "يا ضعيف! ليلة النصف؟! ينزل في كل ليلة". أخرجه أبو عثمان الصابوني في اعتقاد أهل السنة (92).
¥(34/97)
وقال ابن رجب في لطائف المعارف (263): "وليلةُ النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام، كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر وغيرهم يُعظّمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم يأخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك، فمنهم من قبله منهم ووافقهم على تعظيمها منهم طائفة من عُبّاد أهل البصرة وغيرهم، وأنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز منهم عطاء وابن أبي مُليكة، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كلّه بدعة".
وأما قول ابن رجب من أن مرجع تعظيم هذه الليلة إلى الإسرائليات فقد وجدت ما يشهد له، من أن مكحولاً الشامي (وهو مرجع أكثر طرق الحديث كما سبق) قد رُوي هذا الحديث عنه في بعض الوجوه عن كعب الأحبار!! كما تراه في كتاب النزول للدارقطني (162 - 164، 168 رقم 88)، وانظر لطائف المعارف أيضاً (264).
ومما نقله ابن رجب في لطائف المعارف (264) ويخالف ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وهو قول ابن رجب:" ولا يُعرف للإمام أحمد كلام في ليلة النصف من شعبان ".
وأما تعظيم أهل الشام لهذه الليلة، فقد خالفهم في ذلك فقيه الشام الإمام الأوزاعي، فيما ذكره السبكي، ونقله عنه الزبيدي في تخريج إحياء علوم الدين (1/ 521)، وفيما ذكره ابن رجب أيضاً في لطائف المعارف (263).
وأخيراً، فعلى فرَض صحة حديث فضل ليلة النصف من شعبان، فإن الذي أخبرنا بفضلها وهو النبي – صلى الله عليه وسلم -لم يخصها بعبادة معينة، فلو كان ذلك مشروعاً لكان هو - صلى الله عليه وسلم - أحرص على فعله وبيانه للناس، بل لو قيل: إن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد شرع ما يتقرب به تلك الليلة (على فرض الصحة) لكان هذا وجيهاً، وهو أن تنام تلك الليلة خالصاً قلبك من الشرك والشحناء على المسلمين!!.
وفي كتاب الورع للمَرُّوذي (545): "قلت لأبي عبد الله [يعني الإمام أحمد بن حنبل]: إن رجلاً من أهل الخير قد تركتُ كلامه، لأنه قذف رجلاً بما ليس فيه، ولي قرابة يشربون المسكر ويسكرون؟ وكان هذا قبل ليلة النصف من شعبان. فقال: اذهب إلى ذلك الرجل حتى تكلمه، فتخوّف عليَّ من أمر قرابتي أن آثم، وإنما تركت كلامهم أني غضبت لنفسي، قال: اذهب كلَّم ذلك الرجل، ودع هؤلاء، ثم قال: أليس يسكرون؟ وكان الرجل قد ندم؟ ".
وتنبه أن الإمام أحمد لم يكن هو الذي ذكر ليلة النصف من شعبان، ولا ذكر المروذي أنه ذكرها له أيضاً، وإنما هو خبر ذكره المروذي، ومراعاة ذلك (ولو لم يصح فيه شيء) مما لا يرى فيه بعض العلماء بأساً فهو عمل مشروع في كل ليلة، ولم يخصه المروذي بليلة النصف.
أما ما يفعله كثير من الناس من الاجتماع ليلة النصف من شعبان على صلوات معيَّنة وعبادات خاصة في كل عام فهذا من البدع التي اتفق على إنكارها من عامة العلماء، وذكر ذلك جماعة من أهل العلم. فانظر الحوادث والبدع لأبي بكر الطرطوشي (266 - 267)، والباعث على إنكار البدع والحوادث لأبي شامة (142)، واقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية (2/ 138، 256 - 257)، ولطائف المعارف لابن رجب (263) ولم يخالف في تبديع هذا الفعل إلا قلة من أهل العلم، منهم من ذكرهم ابن رجب من أهل الشام، وإسحاق بن راهويه. أما الشافعي فاستحب إحياءَها، كما في الأم (1/ 231)، لكن لم يذكر أن ذلك يكون بالاجتماع لها، ولم يذكر الشافعي دليل ذلك الاستحباب.
وما دامت المسألة متنازعاً فيها فالمرجع فيها إلى الكتاب والسنة، كما قال الله –تعالى-: "فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا" [النساء: 59].
وقد صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ" أخرجه مسلم (1718) وليلة النصف من شعبان لم يثبت في فضلها حديث، وكل ما ورد في فضل تخصيصها بعبادة باطلٌ موضوعٌ، فليس في تعمُّد القيام فيها بعبادة ما، على وجه التعيين لها، وتخصيصها بتلك العبادة إلا ابتداعاً في الدين، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -:" كل بدعة ضلالة " أخرجه مسلم (867).
فنسأل الله تعالى السلامة من كل بدعة، وأن يُنْعِشَ قلوب العباد بسنة النبي – صلى الله عليه وسلم -.
¥(34/98)
والله أعلم.والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[13 - 03 - 04, 04:29 م]ـ
صرَّح إمام مسجدنا لصحيفة البلد:"نحن نؤمن أن كلنا أبناء الله". تعالى الله عما قال، ذهبت أنا وأخ للإمام ظانين أن المحرر كتب ما لم يقل، ولكن فوجئنا أنه قالها مستدلاً بحديث:"الخلق عيال الله".
ما صحة هذا الحديث؟ و ما حكم التفوه بهذا القول؟ فحديثو العهد بالإسلام والراغبون بالتعرف على الإسلام سوف يأخذون عقيدة خاطئة بمجرد هذا اللفظ، وذكرنا له قوله تعالى في سورة المائدة (آية 18) فكان الرد أن أبناءه لا تعني أبناءه معتمداً على تفسير الطبري، وكذلك أبدى عدم قبوله بالتراجع عن هذا القول " نحن نؤمن أن كلنا أبناء الله ".
أيضاً سمى اليهود والنصارى إخوة، هل يجوز ذلك مستدلاً بنية أنهم إخوة في الإنسانية؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فجواباً عن سؤال الأخ الذي ذكر أن أحد الناس يقول:"نحن نؤمن أننا كُلّنا أبناء الله"، محتجاً بحديث: " الخلق عيال الله "، ويسأل أيضاً عن قول القائل عن اليهود والنصارى: إنهم إخوة للمسلمين، يعني ما سمّاه بأخوة الإنسانية.
أقول، وبالله التوفيق:
أما العبارة المذكورة:"نحن نؤمن أننا كلنا أبناء الله". فهي عبارة باطلة لفظاً ومعنى، فلفظُها لفظٌ شنيع، يوهم معنى هو أبطل الباطل، ومعناها -بأيّ توجيه- لا يصح، بل هي دعوى كاذبة.
وصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذ يقول:"لتتبعنّ سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم" أخرجه البخاري (7320) ومسلم (2669) من حديث أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه-، فهذه المقالة هي مقالة اليهود والنصارى التي كذَّبهم الله تعالى عليها، وردَّ عليهم لهذه الدعوى الباطلة منهم، فقال تعالى:"وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممّن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير" [المائدة: 18].
قال الحافظ ابن كثير في تفسيرها (2/ 529): " قال تعالى رادّاً على اليهود والنصارى في كذبهم وافترائهم " وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه " أي نحن المنتسبون إلى أنبيائه، وهم بنوه وله بهم عناية وهو يحبّنا " وفسَّر جمعٌ من السلف وأهل العلم قوله تعالى:" ألم تر إلى الذين يزكّون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثماً مبيناً" [النساء: 49 - 50] أن هذه الآية نزلت في اليهود والنصارى، لمّا قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه، فرد الله تعالى عليهم هذا الثناء منهم لأنفسهم، ثم وصف هذه المقالة منهم بأنها افتراء للكذب على الله، وأنه كفى بمثل هذا الكذب إثماً واضحاً عظيماً.
وأما الحديث الذي احتجَّ به صاحب تلك المقالة، فهو حديث شديد الضعف، كما بين ذلك ابن عدي في الكامل (5/ 162)، (6/ 341 - 342)، (7/ 153 - 154)، وابن حبان في المجروحين (2/ 238)، والنووي في فتاويه (251) رقم (10)، والهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 191) والألباني في السلسلة الضعيفة رقم (1900).
على أن لفظ هذا الحديث –أيضاً- يختلف عن العبارة التي ذكرها ذلك القائل؛ لأن العيال في اللغة مأخوذةٌ من عال يعول، بمعنى قام بالكفاية والمؤونة، فمعنى: " الخلق عيال الله ": أي أن الله –تعالى- هو الذي يقوم بأرزاقهم وما يُصلح شأنهم. هذا هو معناها اللغوي، دون تأويل، وإن كان هذا المعنى قد يخفى على بعض الناس اليوم؛ لاستعمالهم لفظ العيال عُرفاً بمعنى الأبناء.
وأمّا إطلاق القائل عن اليهود والنصارى بأنهم إخوة لنا في الإنسانية، فهي عبارةٌ خطيرةٌ تُخالف النصوص الكثيرة الصريحة في القرآن والسنة الدالة على البراءة من الكفار، كقوله تعالى " لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم " [المجادلة: 22]، وقوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" [المائدة: 51].
أضف إلى ذلك أن لفظ الأخوة إنما يُطلق في اللغة على أخوة النسب القريب (الأخوة الأشقاء أو لأب واحد أو أم واحدة)، أو على الصديق والصاحب، وكل هذه لا تنطبق على اليهود والنصارى لمن لا يمتُّ لهم بقربى النسب (كأن يكون أحد أبويه يهودياً أو نصرانياً أو كلاهما).
ويطلق لفظ الإخوة في الشرع على أُخوّة الدين، كقوله تعالى: " إنما المؤمنون إخوة" [الحجرات: 10]، وقوله –سبحانه-: " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين " [التوبة: 11] بل جاء الإسلام بإلغاء أخوة النسب التي تعني: النصرة والولاية مع اختلاف الدين، كما في الآية السابقة في سورة المجادلة، وكما في قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون " [التوبة: 23].
وعلى هذا فلفظ الأُخوة (الشرعي) لا يجوز إطلاقه على اليهود والنصارى، ولا على جميع أصناف الكفار، ولا يصح إطلاقه عليهم لغةً أيضاً.
ومَثَلُ هذا القائل: إن اليهود والنصارى إخواننا في الإنسانية، مَثَلُه مَثَل القائل: إن القرود والخنازير إخواننا في الحيوانية!!! فهل هذا يقوله أحد، أو يقبله أحد؟!!.
والله الهادي إلى سواء السبيل، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
¥(34/99)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[13 - 03 - 04, 04:32 م]ـ
ما صحة الحديث: " رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعاً ".
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
حديث: " رحم الله امرأً صلى قبل العصر أربعاً" من الأحاديث التي اختلف فيها، والحكم عليه فيه دقة بالغة , والذي أميل إليه التوقف فيه. فقد أخرجه الإمام أحمد (5980)، وأبو داود (1265)، والترمذي (430) وقال: حديث غريب حسن (430)، وابن خزيمة في صحيحه (1193)، وابن حبان في صحيحه (2453)،كهلم من طريق أبي داود الطيالسي عن محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران بن المثنى عن جدَّه أبي المثنى مسلم بن المثنى، عن ابن عمر – رضي الله عنهما-، عن النبي – صلى الله عليه وسلم -. وسبب الخلاف هو شيخ أبي داود الطيالسي: محمد بن إبراهيم بن مسلم فإنه تفرد بأحاديث عن جدَّه، منها هذا الحديث، والتفرد يُلزم التثبت في الرواية، بل ربما في الراوي نفسه، خاصة مع قلة حديث مثل هذا الراوي، ويُنظر هل يقع في ضبطه وإتقانه ما يجبر تفرده؟ وهل طبقته تحتمل أن يتفرد بما تفرد به؟ فذهب الترمذي وابن خزيمة وابن حبان إلى قبول حديثه، وهذا يقتضي أنهم قد قبلوا روايته ورأوه أهلاً لضبط ما نقل، في حين قال الفلاس: أنه ذكر لعبد الرحمن بن مهدي حديثاً تفرد به هذا الراوي عن جده عن ابن عمر في الوتر، قال: " فأنكره، ولم يرض الشيخ " وتابعه الفلاس فقال عنه:" روى عنه أبو داود الطيالسي أحاديث منكرة في السواك وغيره ". وسُئل أبو زرعة الرازي عنه، مُعرَّفاً في السؤال بأنه الذي روى عن جده عن ابن عمر – رضي الله عنهما- عن النبي –صلى الله عليه وسلم-:" من صلى قبل العصر" فقال أبو زرعة: " واهي الحديث " ولم يرد شيء من هذه الأقوال في هذا الراوي في ترجمته في تهذيب التهذيب (9/ 16 - 17) وإنما ورد في الجرح والتعديل (8/ 78) والكامل لابن عدي (6/ 243) وقد أورد ابن عدي كلمة ابن مهدي في ترجمة هذا الراوي، وأخرج له ثلاثة أحاديث وكان منها حديثه هذا ثم قال: " ومحمد بن مسلم بن مهران " هذا ليس له من الحديث إلا اليسير، ومقدار ماله من الحديث لا يتبين صدقه من كذبه " وهذا الذي ذهب إليه ابن عدي هو ما أرجحه، وهو التوقف عن الحكم على الراوي وعلى حديثه.
والله أعلم بالصواب. والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه والتابعين.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[16 - 03 - 04, 06:15 م]ـ
السلام عليكم.
هذه شبهة يتداولها بعض الشباب؛ شبهة محاولة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الانتحار في صحيح البخاري (6982) هل هي صحيحة؟ وإذا كانت صحيحة ما الذي منعه من الانتحار؟ أرجو التفصيل في هذا مع ذكر أقوال العلماء.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فجواباً عن السؤال أقول - وبالله التوفيق -:
الحديث المذكور في صحيح البخاري (6982) هو حديث طويل في قصة بدء الوحي، من رواية الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة –رضي الله عنهما-. وقصة الانتحار جاءت في آخر متن الحديث، مقدمة بعبارة: "وفتر الوحي فترةً حتى حزن النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما بلغنا حزناً غدا منه مراراً كي يتردَّى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه، تبدَّى له جبريل، فقال: يا محمد: إنك رسول الله حقًّا. فيسكن لذلك جأشه وتقرَّ نفسه، فيرجع ... ".
فواضحٌ من قوله في أول هذا الخبر: "حزن النبي – صلى الله عليه وسلم- فيما بلغنا .. "، ومن قوله: "فيما بلغنا" خاصة أنه خبر ممن لم يسمع النبي –صلى الله عليه وسلم-، وأنه خبر بلغ هذا الذي قال هذه العبارة دون سماع أو مشاهدة. ومثل هذه العبارة لا يقولها غالباً إلا رجل من التابعين أو من جاء بعدهم، ولا يقولها الصحابة –رضي الله عنهم- غالباً.
ولذلك فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن هذا الكلام من كلام الزهري، يرويه مرسلاً. وهذا هو الذي رجحه الحافظ ابن حجر في كتابه: فتح الباري (12/ 376). وعليه فهذا الخبر مرسل، والمرسل من أقسام الضعيف، وخاصة مرسل الزهري؛ لكونه من صغار التابعين، ولغير ذلك.
¥(34/100)
وإخراج البخاري لهذه اللفظة لا يلزم منه أنه ُيحكم بصحتها؛ لأنه إذا أخرج الحديث، وأظهر علته (كما حصل هنا)، فإنه يكون قد أبرز ما يدل على عدم صحته، كما نبَّه على ذلك أهل العلم، في مواطن متعددة من صحيح البخاري. وبذلك يزول الإشكال بأن القصة لا تصح أصلاً.
والله أعلم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 04 - 04, 05:53 ص]ـ
وردت علينا هذه الشبهة من رافضي وحيث إنها تحتاج إلى متخصص في علم الحديث فأرجو التكرم بالإجابة عنها من متخصص.
يقول الرافضي:" عندما يقول الشيعة بأن رسول الله -صلى الله عليه وآله- أوصى الأمة بالتمسك بعترته مع القرآن يصر البعض دون خجل وخشية لله تعالى أن يحرف الحقائق، ويصر على الكذب والتشويه، ويتمسك بخبر غير صحيح موضوع على لسان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو: "إني تارك لكم كتاب الله وسنتي" وما ذلك إلا محاربة لله تعالى، ولرسوله –عليه الصلاة والسلام-، ولأهل بيت رسوله الأطهار.
ولنناقش تلك الكذبة المفضوحة:
أي سنة تركها رسول الله - صلى الله عليه وآله - بعد وفاته؟ هل كانت سنته مكتوبة مدونة حتى يتسنى للمسلمين التمسك بها، لاسيما وأن كتابة الحديث كان منهيا عنها حتى سنيين طويلة بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وآله-، وكان لعمر بن الخطاب مقولة شهيرة يمنع فيها تدوين السنة حتى لا تختلط بالقرآن.
أسأل الجميع سؤالاً واضحاً ومحدداً: هل ورد هذا الحديث الموضوع في واحد من الكتب الستة المشهورة عندكم؟
* ففي (الموطأ) جاء فيه ما نصه:"وحدّثني عن مالك أنه بلغه أن رسول الله -صلى الله عليه [وآله] وسلم- قال: تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما، كتاب الله وسنة نبيه" (1). (الموطأ 2: 899 حديث 3).
وها أنت ترى بأن الحديث لا سند له: وقد قال السيوطي بشرحه: «وصله ابن عبد البر من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده» (تنوير الحوالك في شرح موطأ مالك 3: 93)
وقال الحاكم: حدث عن أبيه عن جده نسخة فيها مناكير.
*وأما في المستدرك فقد أخرجه من طريق ابن أبي أويس عن عكرمة عن ابن عباس –رضي الله عنهما-، ثم قال: "وقد وجدت له شاهداً من حديث أبي هريرة" فأخرجه عنه من طريق صالح بن موسى الطلحي (المستدرك على الصحيحين 1: 93).
هكذا رأيتم أيها الإخوة حال هذا الحديث الموضوع، والذي وضع قبالة الحديث الصحيح الوارد عن رسول الله -صلى الله عليه وآله-، وهو:"ألا أيها الناس إنَّما أنا بشر يوشك أنْ يأتي رسول ربي فأُجيب، وأنا تارك فيكم الثقلين: أوَّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور، وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي".
وفي لفظ آخر: إنِّي تارك فيكم ما إنْ تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله عزَّ وجلَّ حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
(انظر: سنن الترمذي 5: 662 و 663 صحيح مسلم 4: 1873, 2408 مسند أحمد 3: 17 و5: 181، مستدرك الحاكم 3: 109، أُسد الغابة 2: 12، السيرة الحلبية 3: 336، مجمع الزوائد 9: 163 الصواعق المحرقة: 230)
وهو حديث تواتر نقله عن الصحابة والتابعين، حتى إن ابن حجر المكي مثلاً قال: «إنّ لحديث التمسّك بذلك طرقاً كثيرةً وردت عن نيف وعشرين صحابّياً".
رغم أن التتبع يظهر بأنها بلغت نيفاً وثلاثين صحابيًّا، ولكن لا يهم.
انتهى كلام الرافضي.
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره واتقى حدّه. أما بعد:
فجواباً على السؤال أقول وبالله التوفيق:
إن الحديث المذكور أورده الإمام مالك في الموطأ بلاغاً (معلقاً) غير متصل، رقم (2618)، ووصله بعض أهل العلم من طرق لا تصح، وليس في طرقه ما يُقوي بعضها، هذا ما يترجح لديّ وإن كان من أهل العلم من صحح أو قبل بعضها، بل منهم من اعتبره مستغنياً بشهرته عن الإسناد، كابن عبد البر في التمهيد (24/ 331).
لكن لي مع كلام ذلك الرافضي وقفات، لن أستوعب فيها إلا أهم ضلالاته وتلبيساته:
الأولى: اعتباره الحديث موضوعاً، هذا لا يُقبل منه ولا من غيره، بل الحديث ضعيف فقط، فبلاغات الإمام مالك، وإن كانت ضعيفة حتى نقف على إسنادها، فهي من أقوى المنقطعات.
¥(34/101)
ومع ذلك: فمعنى الحديث ثابت بالكتاب وصحيح السنة، فالآيات الآمرة بطاعة النبي –صلى الله عليه وسلم- والمحذرة من معصيته والحاثة على الاقتداء به والرجوع إلى سنته أكثر من أن تحصى، وكذلك أحاديث النبي –صلى الله عليه وسلم- الثابتة عنه.
الثانية: أن هذا الرافضي لبِس لباس المكتشف لأمر خفي على أهل السنة، وكأنه قد عرف ما لم يعرفوه!
ألم يكفِه أن الحديث لم يخرجه أحد من أصحاب أمهات كتب السنة عند أهل السنة كما ذكر هو، ليعلم أن أهل السنة كانوا أدرى بضعفه منه؟!
ولئن صحح الحاكم (وكان فيه تشيع) بعض طرقه (1/ 93)، فإن الحاكم عند أهل السنة لا يُقلد في أحكامه ما دام قد بان لنا ما يدل على خلاف حكمه، مع إمامته، هذا ما نص عليه أهل السنة في كتب علوم الحديث.
على أن ابن عدي، وهو من أئمة السنة، وقد توفي قبل هذا الرافضي بألف سنة (حيث توفي سنة 365هـ)، قد أورد إحدى طريقي الحديث عند الحاكم في كتابه (الكامل في معرفة ضعفاء المحدثين وعلل الحديث 4/ 69)، مبيناً ضعف روايته ونكارة إسناده.
ولئن خالف بعض أهل السنة في تضعيف هذا الحديث، فصححه، أو احتج به، فلم يكن ذلك منهم لأنهم يريدون رد حديث الوصية بالعترة!! بل هذه الدعوى هي الكذبة المفضوحة!!! فهذا الحاكم الذي صحح الحديث المسؤول عنه، قد صحح أيضاً حديث العترة (3/ 109 - 110)، وهذا الإمام مسلم يخرج حديث العترة في صحيحه (رقم 2408)، دون الحديث المسؤول عنه، وأخرج حديث العترة جماعة من أهل السنة وصححوه.
فلماذا يدعي هذا الرافضي ما ليس له، ويتشبع بما لم يُعطَ؟!
بل هذه بضاعتنا ردت إلينا، وهو دخيل فيها دعي عليها!
وهذا يبين أن تصحيح من صحح الحديث المسؤول عنه أو احتجاجه به من أهل السنة لم يكن بقصد تضعيف ورد حديث الوصية بالعترة، كما ادعاه ذلك الرافضي، بل هو راجع إلى أحد سببين: الأول: اختلاف الاجتهاد، حيث إن في الحديث خلافاً –كما تقدم-، وهذا أمر غير مستنكر. الثاني: أنه ناشئ عن عدم اطلاع على علم الحديث عند بعض المحتجين به، ممن ليس تخصصه الحديث ولا علم له به من أتباع السنة، ومثل هذا يوجد في كل الملل والفرق.
وإن كان الواجب –حينها- على هذا الذي لا علم عنده بالسنة من أهل السنة أن يسأل أهل العلم بها، كما فعل هذا السائل الذي طلب الإجابة لهذا الرافضي –وفقه الله تعالى-.
الثالثة: أن هذا الرافضي قد اعتاد أن يلبس ثوبي زور!! فكما حاول أن يوهم أنه عرف ما لم يعرفه أهل السنة بالنسبة للحديث المسؤول عنه، فإنه أخذ يوهم نحو ذلك في حديث الوصية بالعترة، وكأنه هو وأمثاله من الرافضة أول من عرف صحته!!!
فحديث العترة صححه وحسنه من أئمة السنة –كما سبق- عدد منهم، ومنهم الإمام مسلم (رقم 2408)، والترمذي (رقم 3786 - 3788)، وابن خزيمة (رقم 2357)، والحاكم (3/ 109 - 110 - 148) وغيرهم.
لكن الفرق بين أهل السنة والرافضة في حديث العترة، أن الرافضة يعتبرونه دليلاً على عصمة أهل بيت النبي –صلى الله عليه وسلم- (وهو معتقد باطل يصادم الكتاب والسنة والإجماع)، وأما أهل السنة فيعتبرونه دليلاً على حق آل بيت النبي –صلى الله عليه وسلم- بالإكرام والمحبة والتقدير واحتمال الخطأ منهم والعفو عن إساءتهم وعلى عدم إهانتهم أو إيذائهم أو إنكار حقوقهم، حيث إن أصح ألفاظ حديث العترة، وهو لفظ صحيح مسلم (8408)، ليس فيه أكثر من هذه المعاني الصحيحة، فلفظه:"وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به" فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال:"وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" ثم بيّن زيد بن أرقم –رضي الله عنه- وهو راوي الحديث- أن أهل بيته هم: أزواجه أمهات المؤمنين، وآل علي وآل عقيل وآل جعفر أبناء أبي طالب، وآل العباس بن عبد المطلب، -رضي الله عنهم أجمعين-.
وأهل السنة هم أعرف الناس بحق آل البيت، وأن تحقيق هذا الحق من جليل شعب الإيمان، وهذا إمام أهل السنة قاطبة، خليفة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أبو بكر الصديق –رضي الله عنه- يقول –كما في صحيح البخاري رقم (3712 - 4036 - 4241) -:"والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أحب إلي أن أصل من قرابتي"، ويقول –رضي الله عنه- كما في صحيح البخاري رقم (3713):"ارقبوا محمداً –صلى الله عليه وسلم- في أهل بيته" ويُفدي الحسن بن علي –رضي الله عنهما- بأبيه، فيقول –رضي الله عنه- كما في صحيح البخاري رقم (3542 - 3750) وهو حامل للحسن على عاتقه:"بأبي شبيه بالنبي، لا شبيه بعلي" وعلي –رضي الله عنه- يضحك.
ولا ينكر أهل السنة أن آل بيت النبي –صلى الله عليه وسلم- قد بُغي عليهم وظلموا، كما لا يجهلون أنه قد أُفرط في محبتهم، وغُلي في شأنهم، وأن الناس فيهم بين إفراط وتفريط، إلا ما كان من أهل السنة، الذين عرفوا لهم حقهم، وحققوه قولاً وعملاً –لا قولاً بغير عمل- بغير غلو ولا جفاء.
فما لهذا الرافضي أن يدخل بين آل البيت وأنصارهم حقاً من أهل السنة؟!!
فما خان آل البيت إلا أنتم!! وكما رفضكم أَوَّلوُنا يرفضكم آخِرونا!!!
والله الهادي إلى سواء السبيل. والله أعلم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن ولاه.
¥(34/102)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[22 - 04 - 04, 11:39 م]ـ
السلام عليكم.
بعض الفئات الضالة يستندون في أعمالهم الشركية على هذين الحديثين وأريد معرفة صحتهما، ورد في الموارد المواهب للزرقاني برواية ابن عمر -رضي الله عنهما-: (إن الله وضع كل الأرض أمامي فأنا أرى الأرض، وكل ما سيحدث عليها إلى يوم القيامة كأني أنظر إلى يدي).
في مسند الإمام أحمد رواية أبي ذر الغفاري – رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- "تركنا وما من طائر يضرب بجناحيه إلا وأخبرنا عنه".
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أقول وبالله التوفيق:
أما الحديث الأول: وهو الذي ذكره القسطلاني (ت923هـ) في كتابه (المواهب اللدنية)، وشرحه الزرقاني (ت 1122هـ)، فقد ذكره القسطلاني فيه (3/ 559)، ناسباً -الحديث إلى الطبراني. وهو حديث أخرجه الطبراني في المعجم الكبير- كما في مجمع الزوائد للهيثمي (8/ 287)، وعنه أبو نعيم في حلية الأولياء (6/ 101)؛ وأخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن (1/ 27رقم2)، كلهم من طريق سعيد بن سنان، عن أبي الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن ابن عمر –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "إن الله – عز وجل- قد رفع لي الدنيا، فأنا أنظر إليها، وإلى ما هو كائن فيها إلى يوم القيامة، كأنما أنظر إلى كفي هذه. جليانا من الله جلاه لنبيه، كما جلا للنبيين قبله" "وجليان" بكسر الجيم واللام المشددة المكسورة: أي إظهاراً وكشفاً، وفي إسناده سعيد بن سنان الحمصي، أبو مهدي (ت 163هـ أو 168هـ). قال عنه الحافظ بن حجر في التقريب رقم: (2333): (متروك، ورماه الدار قطني، وغيره بالموضع)، ولذلك فقد تعقب الهيثمي هذا الحديث ببيان شدة ضعف سعيد بن سنان، كما في مجمع الزوائد (8/ 287). وعليه: فهذا الحديث شديد الضعف، لا تجوز نسبته إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- فضلاً عن الاحتجاج به!.
أما الحديث الآخر: وهو قول أبي ذر – رضي الله عنه-: "لقد تركنا محمد –صلى الله عليه وسلم- وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علماً"، فأخرجه الإمام أحمد رقم: (21361 - 21439 - 21440)، والطبراني في المعجم الكبير (2/ 155 - 156رقم 1647)، وابن حبان في صحيحه رقم (65)، وغيرهم.
وفي الحديث اختلاف في إسناده، ورجح الدارقطني في كتابه العلل (6/ 290) رقم: (1148)، أنه من حديث منذر الثوري مرسلاً عن أبي ذر –رضي الله عنه- ومع كون المرسل من أقسام الحديث الضعيف، لكن للحديث شواهد لمعناه، تنهض بقبول معناه. لكن المهم ما هو معناه؟ لقد شرحه الإمام الخطابي (ت388هـ) في كتابه غريب الحديث (2/ 287) بقوله: معناه: أنه – صلى الله عليه وسلم- قد استوفى بيان الشريعة، حتى لم يغادر منها شيئاً مشكلاً، وبين لهم أحكام الطير، وما يحل ويحرم، وكيف يذبح الطير ويذكى، وما الذي يفدى إذا أصابه المحرم مما لا يفدى منها، إلى ما أشبه هذا من أمرها. ولم يرد أن في الطير علماً سوى هذا علمه إياهم ورخص لهم أن يعاطوا زجر الطير الذي كان أهل الجاهلية يعدونه علماً، سوى هذا علمه إياهم ورخص لهم أن يعاطوا زجر الطير الذي كان أهل الجاهلية يعدونه علماً ويظنونه حقاً، بل أبطله وزجر عنه).
ويقطع بأن هذا هو مقصود أبي ذر – رضي الله عنه- أن الطبراني أخرج الحديث باللفظ التالي: قال أبو ذر –رضي الله عنه-: تركنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وما طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكرنا منه علما، قال: فقال: - صلى الله عليه وسلم-: "ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بين لكم" (المعجم الكبير 2/ 155 - 156).وهذا اللفظ يدل أن العلم الذي كان عند الصحابة –رضي الله عنهم- في الطير هو ما يخص أحكامها الشرعية، كما فصله الخطابي سابقاً. وليس العلم بأنواعها فصلا، ولا ما سيقع لها، ومنها من الحوادث إلى يوم القيامة!! فهذا لا يقول به عاقل، ولا يتصور أحد أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يعلمه، ولا أنه علمه أصحابه – رضي الله عنهم- وانشغل بتعليمهم إياه، ولا أنهم –رضي الله عنهم- حفظوه عنه –صلى الله عليه وسلم-!! هذا كله لا يقول به عاقل، ولا يتصوره.
¥(34/103)
ولا شك أن الله – عز وجل- قد اختص بعلم الغيب وحده – سبحانه وتعالى-، كما قال جل ذكره: "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو" [الأنعام: 59]!! وقال –سبحانه-: "قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون" [النمل: 65] غير أن الله – عز وجل- يطلع من يشاء من عباده (كملائكته ورسله) على بعض الغيب، لا كله؛ لأنه ليس في قدرة البشر الإحاطة بالغيب كله، كيف ... والله –تعالى- أعظم الغيوب؟! فهل يحيط أحداً به – سبحانه- علماً؟!.
فالنبي – صلى الله عليه وسلم- وإن أطلعه الله –تعالى- على بعض الغيوب، فهو لا يعرف الغيب كله، كما قال –تعالى- مخاطباً نبيه – صلى الله عليه وسلم-: "قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم غيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي" [الأنعام: 50]. بل إنه – صلى الله عليه وسلم- لا يعرف كل ما سيحدث له في المستقبل، وإن عرف بعضه بتعليم الله –تعالى له إياه، ولذلك أمره الله –عز وجل- أن يبلغ أمته هذا الأمر، فقال –تعالى-: "قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون" [الأعراف: 188].
وكل سيرته – صلى الله عليه وسلم- تدل على بشريته في هذا الجانب، وأنه لم يكن يعلم من الغيب إلا ما علمه الله –تعالى- إياه، فكم أوذي – صلى الله عليه وسلم-، وكم وقع له ولأصحابه –رضي الله عنهم- مما لا يحبه، ولو كان يعلم الغيب لدفعه عن نفسه وعن أصحابه –رضي الله عنهم-. ولو أراد أحد أن يجمع شواهد ذلك من سيرته –صلى الله عليه وسلم- لوجد السيرة كلها ناطقة به، قاطعة في الدلالة عليه.
فهل يصح بعد هاتين المحكمات من الآيات البينات والأخبار القطعيات أن يحتج محتج لخلافها بالواهيات أو المشتبهات؟! هذا فعل الذين في قلوبهم زيغ "هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب" [آل عمران: 7]. والله أعلم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، ومن والاه.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[26 - 10 - 04, 11:02 م]ـ
وردت بعض الأحاديث في كتاب (هرمجدون) التي تتحدث عن موافقة يوم الجمعة للنصف من رمضان، فإنه ستحدث صيحة في رمضان، ومعمعة في شوال، وأشياء كثيرة، فما مدى صحة هذه الأحاديث؟ وما الموقف الصحيح تجاهها؟.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد:
أقول وبالله التوفيق:
لهذا الحديث ألفاظٌ متعدّدة، وروايات عِدّة، وكلّها لا يصحّ منها شيء.
1 - فمنها حديث ابن مسعود – رضي الله عنه-: أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (رقم 638)، ومن طريقه الشاشي في مسنده (رقم 837)، وأبو الشيخ في الفتن (كما في اللآلئ المصنوعة للسيوطي 2/ 386).
وفي إسنادهم محمد بن ثابت بن أسلم البناني، وهو مختلفٌ فيه بين الضعف والضعف الشديد، وفي الإسناد إليه أيضًا من لا يُعتمد.
2 - حديث فيروز الديلمي (وفي صحبته خلاف): أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 332)، وأبو عَمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (رقم 518)، والجورقاني في الأباطيل والمناكير (رقم 468، 469)، وابن الجوزي في الموضوعات (رقم 1687).
وبيّن الجورقاني وابن الجوزي شدّة ضعفه، بل حكم عليه ابن الجوزي بالوضع.
3 - حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-، وله عنه طُرق:
أ- أخرجه نعيم بن حماد (رقم 628)، ومن طريقه الحاكم في المستدرك (4/ 517 - 518)، والجورقاني في الأباطيل (رقم 470).
وفيه مسلمة بن علي، وبه ضعّفه الحاكم، وأنكره الجورقاني، وكذّبه ابن الجوزي- (3/ 461 - 462)، وتعقبه الذهبي في تلخيص المستدرك بقوله عن مسلمة: "بل هو ساقطٌ متروك".
ب- أخرجه العقيلي في الضعفاء – في ترجمعة عبد الواحد بن قيس- (3/ 807 رقم 1014)، وابن الجوزي في الموضوعات (رقم 1686)؛ من طريق عنبسة بن أبي صغيرة، عن الأوزاعي عن عبد الواحد بن قيس عن أبي هريرة.
¥(34/104)
وعنبسة اتّهمه الذهبي، ودافع عنه ابن حجر (اللسان 6/ 242)، وعبد الواحد لم يسمع من أبي هريرة، وهو مختلفٌ فيه بين تضعيف شديد وتوثيق.
ونكارة هذا الحديث لا تعدو أحدهما، وأظن المتّهم به عنبسة، كما مال إليه الذهبي.
ج- أخرجه الطبراني في الأوسط (رقم 516) من طريق نوح بن قيس عن البختري بن عبدالحميد عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة. وقال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن شهر إلا البختري، تفرّد به نوح بن قيس".
والبختري- بالخاء المعجمة، أو المهملة- مجهول، وقد قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 210): "لم أعرفه".
د- ورُوي موقوفًا على أبي هريرة: أخرجه نعيم بن حماد (رقم 645)، عن شيخ من الكوفيين عن ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة.
وعلّقه الجورقاني في الأباطيل والمناكير (رقم 471)، وابن الجوزي في الموضوعات (3/ 461)، من طريق إسماعيل بن عياش عن ليث بن أبي سليم به.
وفي الإسناد الأول إبهامُ شيخ نُعَيم بن حماد، وما في ليث من ضعف الحفظ.
وفي الإسناد الثاني: فوق التعليق، أن حديث إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ضعيف، وليثٌ ليس شاميًّا.
مع نكارة المتن في كليهما.
4 - حديث عبد الله بن عَمرو (وفيه جزء مرفوع وجزء موقوف عليه): أخرجه نعيم بن حماد (رقم 631، 632، 986، 987)، ومن طريقه الحاكم في المستدرك ساكتًا عليه دون تصحيح (4/ 502).
فتعقّبه الذهبي بقوله عن رجال أحد طريقيه: "سنده ساقط، ومحمد أظنّه المصلوب".
قلت: وفي إسناده أبو يوسف الكوفي ثم المقدسي (انظر: الفتن لنعيم بن حماد رقم 599)، لم أستطع تمييزه، ففيه جهالة عندي، مع نكارة حديثه.
وقد رُوي الحديث مرسلاً مقطوعًا على بعض التابعين، وهم:
1 - سعيد بن المسيب مقطوعاً: أخرجه نعيم بن حماد (رقم 629)، ولا يصحّ عنه.
2 - شهر بن حوشب: أخرجه نعيم بن حماد (رقم 630)، وأبو عَمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (رقم 519) مرسلاً، وفي إسناده عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة القرشي، وهو متروك متّهم بالوضع.
وأخرجه نعيم من حماد (رقم 652) مقطوعاً، ولا يصح عنه أيضاً.
3 - مكحول الشامي مرسلاً: أخرجه نعيم بن حماد (رقم 626) عن رشدين بن سعد، عن ابن لهيعة، عن عبد الوهاب بن بخت، عن مكحول. ورشدين بن سعد وابن لهيعة فيهما ضعف مشهور، مع ضعف الإرسال من مكحول أيضاً.
4 - وكثير بن مُرّة: أخرجه نعيم بن حماد (رقم 637، 647، 650، 653).
5 - وكعب الأحبار: أخرجه نعيم بن حماد (رقم 622، 643).
فيبدو أن مرجع هذا الخبر أنه من الإسرائيليّات، بدليل ذكر كعب الأحبار له. ثم أخذه عنه الكذّابون والمغفّلون وركّبوا له الأسانيد السابقة.
ولذلك فقد تتابع العلماء على الحكم على هذا الحديث بالوضع، وأنه مكذوبٌ على رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، ومن هؤلاء العلماء:
1 - العقيلي في الضعفاء، حيث قال عقب أحد طرقه السابقة:
"ليس لهذا الحديث أصل من حديث ثقة، ولا من وجه يثبت".
2 - والجورقاني في الأباطيل والمناكير.
3 - وابن الجوزي حيث أورده في الموضوعات.
4 - والذهبي (كما سبق عنه)، وكما في الميزان (2/ 675) في ترجمة عبد الواحد بن قيس.
5 - وابن القيّم في المنار المنيف (رقم 212).
6 - وعمر بن بدر الموصلي في المغني عن الحفظ والكتاب، كما في جُنّة المرتاب (رقم 95).
7 - وملا علي القاري في الأسرار المرفوعة (450).
8 - والعجلوني في كشف الخفاء (2/ 569).
أمّا السيوطي فخالف في الحكم عليه بالوضع، ولم يُصرّح بقبوله، كما في اللآلئ المصنوعة (2/ 386 - 389)، والنكت البديعات (رقم 271)، وتابعه على ذلك ابن عراق- كعادته- في تنزيه الشريعة المرفوعة (2/ 347 - 348).
والحديث واضح البطلان، ولذلك ضرب ابن القيم به وبأمثاله المثل على الأحاديث الظاهرة الكذب.
وما أحسن ما تعقِّب به الجورقاني بعض الطرق السابقة، حيث بيَّن عللها الإسناديّة، ثم أورد حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال:
"إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنّة، وغُلّقت أبواب النار، وصُفّدت الشياطين"، وهو حديث متفق على صحّته. ثم قال عقب هذا الحديث وحديثٍ آخر بمعناه: "وهذا الشهر شهر رمضان مخصوصٌ بالبركة والخير والرحمة، بَشّرَ النبيُّ –صلى الله عليه وسلم- أُمته بهذه الفضائل التي ذكرها في هذا الحديث وغيره من الأحاديث الصِّحاح. فلا يجوز الذّهاب عن الحديث الصحيح إلى حديثٍ واهٍ باطل، ليس لسنده قِوام ولا لحقيقته نظام". (الأباطيل للجورقاني 2/ 88).
وصدق (رحمه الله) وبَرَّ.
هذا والله أعلم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
ـ[صغير المحدثين]ــــــــ[28 - 10 - 04, 04:42 ص]ـ
هل للدكتور أشرطة كاسيت شروح لبعض المتون؟
إذا كان نعم فماهي وأين نجدها؟
ـ[محمد أبو عمر]ــــــــ[01 - 12 - 04, 08:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا، هذا الرابط أخي تجد فيه بعض الشروح
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=331
¥(34/105)
ـ[أبو أسامة الحنبلي]ــــــــ[02 - 12 - 04, 06:37 ص]ـ
لا تملك الصلاحيات للدخول إلى هذه الصفحة.
هذا ما يظهر لي إذا أردت الدخول لصفحة الجزء الأول من ((الجامع لأحكام بعض العلماء على الأحاديث)) التي للشيخ العلوان.
فهلا جمعتها في ملف مرفق جزاك الله خيراً
ـ[الرايه]ــــــــ[07 - 12 - 04, 09:28 م]ـ
حال المستظل بن حصين الأزدي
روى الحاكم في مستدركه أثرًا عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه- رجاله ثقات إلا المستظل بن الحصين أبو الميثا،
فما حاله؟
خصوصًا أنه ليس من رجال كتب السنة، ولا من رجال (تعجيل المنفعة) أو (لسان الميزان).
الجواب
هذا الراوي هو: المستظل بن حصين الأزدي البارقي، أبو ميثاء الكوفي، وهو تابعي قديم، حتى ذُكر في الصحابة خطأ، وعُدَّ من المخضرمين،
كما تجده في الإنابة إلى معرفة المختلف فيهم من الصاحبة لملغطاي (رقم:9506)، والإصابة لابن حجر (6/ 290)، وتذكرة الطالب المعلم بمن يقال إنه مخضرم لبرهان الدين الحلبي (26).
سمع عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وحذيفة بن اليمان، وجرير بن عبد الله البجلي، ويقال: عن أبي ذرّ أيضًا.
وروى عنه شبيب بن غردقة البارقي [وهو تابعي ثقة من رجال الجماعة] ذكره البخاري في التاريخ الكبير (8/ 62)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 429)، ولم يذكر فيه جرحًا أو تعديلاً.
لكن ترجم له ابن سعد في الطبقات (8/ 250)، وقال عنه: "كان ثقة قليل الحديث".
وقال عنه العجلي (رقم:1706): "كوفي تابعي ثقة".
وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 463 - 462).
وأخرج له الحاكم في المستدرك (4/ 428)، وصحح إسناد حديثه.
وقد قال الذهبي في الموقظة (78) عمن لم نجد فيه جرحًا أو تعديلاً: "إن صحح له كالدار قطني والحاكم، فأقل أحواله حُسن حديثه". فكيف بمن وجدنا فيه توثيقًا دون جرح؟!
وأخرج له أيضًا الضياء في المختارة مصححًا له بذلك (1/ 398رقم281).
فرجل من طبقة هذا التابعي الكبير المخضر، في جلالة هذه الطبقة وفضلها، ويوثقه أولئك الأئمة بالقول الصريح، وبالفعل المقتضي للتوثيق، ولم يجرحه أحد لا شك أنه ثقة.
وانظر لتكملة مصادر عناصر ترجمته وضبط كنيته الكتب التالية:
الجعديات لأبي قاسم البغوي (رقم:2385 - 2386)، ومسند البزار (7/ 340 - 341رقم2938)، والكنى لمسلم (110)، والمعجم الكبير للطبراني (2/ 347 - 348رقم2457، 3/ 44رقم2631)، والمعجم الوسيط (رقم371)، والمؤتلف والمختلف للدارقطني (4/ 7 - 21)، والإكمال لابن ماكولا (7/ 307)، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين (8/ 322 - 323)، وتاج العروس للزبيدي (ميث 5/ 366).
25/ 10/1425هـ
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=6224
ـ[الرايه]ــــــــ[10 - 12 - 04, 06:56 م]ـ
شبهة في تجويز البدعة
السؤال
قرأت في فتح الباري تعليقًا لابن حجر- رحمه الله- على حديث: (حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن علي بن يحيى بن خلاد الزرقي، عن أبيه، عن رفاعة بن رافع الزرقي، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلما رفع رأسه من الركعة قال: "سمع الله لمن حمده". قال رجل وراءه: (ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه).
فلما انصرف قال: "من المتكلم؟ ". قال: أنا. قال: "رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يكتبها أول". قول استدل به على جواز إحداث ذكر في الصلاة غير مأثور إذا كان غير مخالف للمأثور).
وسؤالي هو: ألا يخالف قول ابن حجر هذا- أومن نقل عنه هذا القول- حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل محدثة بدعة"؟
وعلى قوله فهل يجوز لي أن أحدث دعاءً جديدًا في الصلاة؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
أقول، وبالله التوفيق والسداد:
حديث رفاعة بن رافع، رضي الله عنه، في صحيح البخاري (799).
وأمّا قول الحافظ ابن حجر في الفتح (2/ 335): (واستدلّ به على جواز إحداث ذكر في الصلاة غير مأثور إذا كان غير مخالفٍ للمأثور).
¥(34/106)
فليس فيه مخالفةٌ لقوله صلى الله عليه وسلم: "كُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ". لأنّ الحافظ لم يُجوّز المداومة على هذا الذكر دون توقيف من النبيّ صلى الله عليه وسلم، وإنما نقل جواز الذكر بغير المأثور في الصلاة دون تعرُّضٍ لكون هذا الذكر داومَ عليه المصلّي أو لم يداوم عليه.
والذي يُرجِّحُ أن الحافظ إنما نقل الجواز بناءً على أنه كان ذكرًا عارضًا من غير مداومة عليه ولا كان بقصد المداومة عليه، أنه رجّح أن قصّة هذا الحديث قد وقعت للصحابي الذي رواه، وهو رفاعة بن رافع، رضي الله عنه، وأنه قال هذا الذكر بعد أن عطس في صلاته، كما جاء مصرّحًا به عند أبي داود (773)، والترمذي (404)، والنسائي (931)، وجمع الحافظ بين حديث البخاري وحديث هؤلاء بقوله: (والجواب أنه لا تعارض بينهما، بل يُحمل على أن عطاسه قد وقع عند رفع رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وبناءً على ذلك: فالحافظ إنما نقل جواز ذكرٍ غيرِ مأثور على وَجْه العُرُوض والندرة، لا على وجه التكرار أو المداومة.
وهذا ليس من الابتداع في شيء، وهو يتخرّج على قول من يُجيز الذكر بغير المأثور، في صلاة الفرض، إذا كان من دعاء الآخرة، وهو قول عامّة أهل العلم:
[انظر: بداية المجتهد لابن رشد (1/ 92)، والمغني لابن قدامة (2/ 237 - 239)، والشرح الكبير للحفيد مع الإنصاف في حاشيته (3/ 553 - 560، 626 - 633).
بل ظاهر الحديث يدل على أكثر من ذلك، كما قال ابن عبد البر في التمهيد (16/ 199): (وفي حديث هذا الباب لمالكٍ أيضًا دليل على أن الذكر كله والتحميد والتمجيد ليس بكلام تفسد به الصلاة، وأنه كله محمود في الصلاة المكتوبة والنافلة، مستحبٌّ مرغوب فيه).
ولذلك فليس في كلام الحافظ ابن حجر مؤاخذة عندي، لا من جهة أنه نقله عن غيره فقط، وإنما من جهة أنه لا يدل على أن ابتداعَ ذكر في الصلاة جائز؛ لأن الذكر بغير المأثور، إذا لم يكن على جهة المداومة والاعتياد عليه، ولا على وجه الحثّ عليه، وأمر الناس به حتى يتوهَم الناس أنه مأثور أو أنه مستحبٌّ على التخصيص- لا وَجْهَ للقول ببدعيّته.
والله أعلم.
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
د. الشريف حاتم بن عارف العوني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
26/ 10/1425هـ
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=52423
ـ[راشد عبدالله القحطاني]ــــــــ[12 - 10 - 05, 10:19 م]ـ
هل ثمة من يجمعها في ملف وروود
؟؟؟؟
ـ[الرايه]ــــــــ[01 - 03 - 06, 02:10 م]ـ
السؤال
هل يصح كون سبب نزول آية الكرسي الحديث الآتي: (سأل بنو إسرائيل رسولهم موسى: هل ينام ربك؟ فقال موسى: اتقوا الله، فناداه ربه عز و جل: يا موسى سألوك هل ينام ربك؟ فخذ زجاجتين في يديك فقم الليل، ففعل موسى، فلما ذهب من الليل ثلث، نعس فوقع لركبتيه، ثم انتعش فضبطهما، حتى إذا كان آخر الليل نعس، فسقطت الزجاجتان فانكسرتا. فقال الله تعالى: يا موسى لو كُنت أنام لسقطت السماوات والأرض، فهلكن كما هلكت الزجاجتان في يديك)؟. ولهذا السبب أنزلت آية الكرسي. أرجو الرد.
الجواب
الحمد لله ذي المحامد العليّهْ، والصلاة والسلام على هادي البشريّهْ، وعلى أزواجه والذريّهْ، أما بعد:
فلهذا الحديث -الذي فيه قصةٌ لموسى مع ربّه عز وجل، عن تنزيه الله تعالى عن النوم- رواياتٌ:
الأولى: رواية أبي هريرة –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم-:
أخرجها أبو يعلى في المسند (6669)، وابن جرير في تفسيره (4/ 534)، وابن أبي حاتم في التفسير (18015)، والدار قطني في الغرائب -كما في أطرافه- (5229)، والبيهقي في الأسماء والصفات (79)، والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 268)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (23،22)، كلهم من طريق أميّة بن شبل، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن أبي هريرة، به.
لكن جاء فيه أن موسى -عليه السلام- هو الذي وقع في نفسه السؤال عن الله عز وجل: هل ينام؟!!
¥(34/107)
وأميّة بن شبل اليماني لمّا ترجم له الذهبي في ميزان الاعتدال (1/ 276)، لم يذكر فيه توثيقاً، بل قال: "له حديث منكر، رواه عن الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن أبي هريرة مرفوعاً، قال: وقع في نفس موسى: هل ينام الله ... الحديث، رواه عنه هشام بن يوسف. وخالفه معمر، عن الحكم، عن عكرمة قوله، وهو أقرب، ولا يسوغ أن يكون هذا وقع في نفس موسى، وإنما رُوي أن بني إسرائيل سألوا موسى عن ذلك".
فأضاف ابن حجر في اللسان (2/ 219) أن ابن حبان ذكره في الثقات.
قلت: وفاتهما أن يحيى بن معين قال عنه: "ثقة"، كما في الجرح والتعديل (2/ 302)، والثقات لابن شاهين (109)، وتاريخ الإسلام للذهبي (4/ 583).
وفاتهما أيضاً أن علي بن المديني قال عنه في سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة له (202): "ما بحديثه بأس".
إذن فأميّة بن شبل مقبول الحديث حَسَنُه، لكن تبقى العلّتان اللتان أشار الذهبي إليهما.
- مخالفته لمعمر بن راشد، وتأتي.
- والنكارة في متنه، والتي أشار إليها البيهقي أيضاً في الأسماء والصفات، ثم ابن كثير في تفسيره.
أما رواية معمر بن راشد عن الحكم بن أبان عن عكرمة موقوفاً عليه، ليس فيه ذكر أبي هريرة ولا النبي –صلى الله عليه وسلم- فأخرجها عبد الرزاق في تفسيره (1/ 102)، ومن طريقه ابن جرير في تفسيره (4/ 533)، والخطيب في تاريخ بغداد (1/ 268 - 269).
ونبّه الخطيب إلى مخالفة رواية أميّة بن شبل لرواية معمر، وكذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق.
ولا شك أن معمر بن راشد أحفظ وأتقن بمراتب من أميّة بن شبل، فحديثه أولى، ولذلك أورد ابن الجوزي هذا الحديث في العلل المتناهية، أي أنه يعدّه من الأحاديث الشديدة الضعف.
وبذلك لا يصحّ هذا الخبر من هذا الوجه إلا عن عكرمة مولى ابن عباس موقوفاً عليه.
الثانية: رواية ابن عباس عن النبي –صلى الله عليه وسلم- مرفوعة:
أخرجها ابن مردويه في تفسيره، ومن طريقة الضياء في المختارة (10/ 113 - 114) (111)، قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم: حدثنا محمد بن الفضل بن موسى: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي: حدثني أبي، عن أبيه، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن نبيَّ الله –صلى الله عليه وسلم- قال: إن بني إسرائيل سألوا موسى –عليه السلام- هل ينام ربُّك؟ ... "الحديث.
فمحمد بن عبد الله بن إبراهيم هو أبو بكر الشافعي صاحب الفوائد الشهيرة بالغيلانيات (ت354هـ)، وهو أحد الحفَّاظ المتقنين.
ومحمد بن الفضل بن موسى الرازي القُسْطاني (توفي بين 281هـ و290هـ)، قال عنه ابن أبي حاتم: كتبت عنه وهو صدوق. الجرح والتعديل (8/ 60) وانظر له: تاريخ بغداد للخطيب (3/ 152 - 153)، وتاريخ الإسلام للذهبي (6/ 821).
وأحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن عثمان الدَّشتكي، هو وأبوه، وجدّه من رجال التهذيب، وكلّهم مقبول، وأقلّهم هو الجدّ: عبد الله بن سعد بن عثمان، فمع أن الحافظ قال عنه: "صدوق"، إلا أنه لم يذكر عنه في التهذيب، إلا أن ابن حبان ذكره في الثقات، وأنه من رجال أبي داود والترمذي والنسائي، ويضاف إليهم أنه أخرج له أبو عوانة في مستخرجه على صحيح مسلم، كما في إتحاف المهرة لابن حجر (2/ 554رقم 2236)، وهذا يرفع (مع ما سبق) من شأنه.
وأشعث بن إسحاق بن سعد القُمي: صدوق مقبول الرواية.
وجعفر بن أبي مغيرة دينار الخزاعي القُمي: صدوق مقبول الرواية، لكنه ليس من أقوى الرواة عن سعيد بن جبير، حتى قال ابن منده في الردّ على الجهمية (15): "ليس بالقوي في سعيد بن جبير"، ومع أن الإمام أحمد هو أجل، وعبارته أجل عبارة في توثيقه، إلا أنه قدَّم أسلم المنقري عليه، وقال في هذا السياق: "جعفر ليس بالمشهور" العلل (5256)، وهو يعني أنه ليس بتامّ الشهرة؛ وكذلك ابن منده: إنما يعني (فيما يظهر) أنه ليس بأقوى ما يكون في سعيد بن جبير.
قلت: فهذا إسنادٌ ظاهره الحُسن عن ابن عباس –رضي الله عنهما- لكن له علّة، فقد خولف بوجهين:
الأول: أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (2580)، قال: حدثنا أحمد بن القاسم بن عطية: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي ... بالحديث، لكنه جعله موقوفاً على ابن عباس، ليس مرفوعاً إلى النبيّ –صلى الله عليه وسلم-
وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (138)، عن ابن أبي حاتم بمثله تماماً.
¥(34/108)
وأحمد بن القاسم بن عطية الرازي أبو بكر: حافظ، وثقه ابن أبي حاتم. الجرح والتعديل (2/ 67 - 68)، وتاريخ الإسلام للذهبي (6/ 275).
فخالف أحمد بن القاسم: محمد بن الفضل بن موسى، في شيخهما أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي، فالأول رواه موقوفاً، والثاني رواه عنه مرفوعاً.
فإن لم تكن الرواية الموقوفة هي الأشبه بالصواب، فلن تكون المرفوعة إلا مساويةً لها، وعليه لا يُحكم للرفع على الوقف.
وقد رجّح ابن كثير في تفسيره الرواية الموقوفة.
الوجه الثاني من المخالفة: يجعل الحديث موقوفاً على سعيد بن جبير، ليس فيه ذكر ابن عباس أصلاً.
أخرجه عبد الله بن أحمد في كتاب السنّة (1028) من طريق يحيى بن يمان، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، موقوفاً عليه.
وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (4/ 276 - 277) من طريق جرير بن عبد الحميد عن أشعث بن إسحاق وابن عمّه يعقوب بن عبد الله، كليهما عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير موقوفاً عليه.
وبذلك يتابعُ جرير بن عبد الحميد يحيى بن يمان على رواية هذا الحديث عن أشعث بن إسحاق موقوفاً على سيعد بن جبير، خلافاً لراو واحد هو عبد الله بن سعد الدشتكي الذي ذكر فيه (ابن عباس) مرفوعاً أو موقوفاً (كما سبق). وواحدٌ من ذينك الراويين أولى بالصواب من عبد الله بن سعد، فكيف وقد اتفقا على مخالفته.
ولذلك فإن الأصوب في هذا الإسناد أن يكون من كلام سعيد بن جبير.
أما ما جاء عند أبي نعيم في الحلية (4/ 302)، والضياء في المختارة (10/ 295 - 296) من رواية بعض أطراف هذا الحديث من رواية زياد بن عبد الله البكائي، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعاً إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فهو مع ما في زياد البكائي من ضعف، فهو معدود في أفراده عن عطاء بن السائب ومن مناكيره. كما تراه في الكامل لابن عدي (3/ 192)، وميزان الاعتدال للذهبي (2/ 91 - 92). كما أن عطاءً اختلط، ولم أجد ما يدل على وقت سماع زياد البكائي منه، لا أنه قبل الاختلاط، ولا أنه بعده.
ومن ثَمَّ ليس في هذه الرواية ما يقوّي رفع الحديث.
الثالثة: رواية عبد الله بن سلام –رضي الله عنه- موقوفاً عليه.
أخرجها الآجري في الشريعة (764)، والخطابي في غريب الحديث معلقة (2/ 375 - 376)، كلاهما من طريق منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حِراش، عن خرشة بن الحرّ، قال: دخلت على عبد الله بن سلام فانقبض مني، حتى انتسبت له، فعرفني، فقال: والله لا أحدّثُ بشيءٍ إلا وهو في كتاب الله -عز وجل-: إن موسى –عليه السلام- دنا من ربه –عز وجل- حتى سمع صريف الأقلام، فقال: يا جبريل، هل ينام ربّك؟ قال جبريل: يا رب يسألك هل تنام؟ قال: يا جبريل، أعطه قارورتين، فليمسكهما الليلة لا ينام، فأعطاه، فنام، فاصطدمت القارورتان، فانكسرتا، فقال: يا ربّ، قد انكسرت القارورتان، فقال: يا جبريل، إنه لا ينبغي لي أن أنام، ولو نمت لزالت السماوات والأرض".
وإسناده صحيح، وهو نص على أن هذا الخبر من الإسرائيليات؛ لأن عبد الله بن سلام يذكر أنه في كتاب الله تعالى، وهو ليس في القرآن فهو يعني التوراة. ومن المعلوم أن عبد الله بن سلام –رضي الله عنه- كان أحد أحبار اليهود قبل إسلامه. ثم إن هذا الخبر لو كان عند عبد الله بن سلام عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أو سمعه عنه، لكان أوثق له أن يرويه عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فعُدُوله عن روايته عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- يدل على أنه لا يعرفه إلا عن كتب أهل الكتاب.
الرابعة: رواية أبي بردة بن أبي موسى (وهو تابعي) مقطوعاً:
أخرجها البيهقي في الأسماء والصفات (78) من طريق عاصم بن علي عن المسعودي، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، قال: إن موسى عليه السلام قال له قومه: أينام ربّك؟ ... الحديث.
وأخرجه أبو الشيخ في العظمة (119) من هذا الوجه، لكن وقع فيه من رواية أبي بردة عن أبيه أبي موسى الأشعري موقوفاً عليه. ولكن يبدو أنه خطأ، حيث إن السيوطي ذكر الأثر في الدر المنثور (12/ 305)، مَعْزُوًّا إلى أبي الشيخ والبيهقي، أنهما روياه عن أبي بردة موقوفاً عليه، ليس فيه ذكر أبي موسى الأشعري.
ثم إن هذا الإسناد فيه ضعف، حيث إن المسعودي (عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة) أحد المختلطين، وسماع عاصم بن علي منه بعد الاختلاط، كما تراه في تاريخ بغداد للخطيب (10/ 220).
هذا ما وقفت عليه من روايات هذا الخبر، وأصحّها وأقواها ما جاء عن عبد الله بن سلام –رضي الله عنه- موقوفاً عليه، وهو مما نقله من كتب أهل الكتاب والغالب أن من ذكره من التابعين، وصحّ عنهم، كعكرمة مولى ابن عباس، وسعيد بن جبير = قد تلقّاه عن أهل الكتاب أيضاً.
وهو من الإسرائيليّات التي ليس عندنا ما يكذّبها، ولا ما يصدّقها، فلا يجوز أن نردها ولا أن نقبلها، ويجوز أن تُروى معزوة إليهم، لقوله –صلى الله عليه وسلم-: "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج". صحيح البخاري (3461).
أمّا أن هذا الخبر هو سبب نزول آية الكرسي بالمعنى المعروف لأسباب النزول فلا وجه له، وإنما المقصود أنّ هذه الآية نزّهت الله –عز وجل- عن نقص كان قد وقع السؤال عنه في الأمم التي قبلنا، فجاء الجواب عنه في آية الكرسي: "لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوم". هذا .. والله أعلم.
والحمد لله على أفضاله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله.
http://www.islamtoday.net/questions/...t.cfm?id=81731
¥(34/109)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 09:15 ص]ـ
حديث شيبتني هود وأخواتها. هل هو حديث صحيح؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن ولاه، أما بعد:
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "شيبتني هود وأخواتها" له طرق عديدة، وأقواها إسناداً حديث عقبة بن عامر –رضي الله عنه-: أن رجلاً قال: يا رسول الله، شِبْتَ! قال: "شيبتني هودٌ وأخواتها". أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 286 - 287)، وإسناده حسن.
وأمّا قول الدارقطني في سؤالات السهمي (رقم9): "شيبتني هود والواقعة" معتلة كلها. فيُحمل على وجوه رواية الحديث المشهورة عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والتي أطال الدارقطني في ذكر اضطراب رواتها في العلل (1/ 193 - 211) (رقم 17)، (4/ 347 - 348).
وهذا الوجه المضطرب إن كان لا يصح إلا مرسلاً: كما ذهب إليه أبو حاتم الرازي في العلل (1394،1326)، فيبقى أنه نافع في المتابعات والشواهد.
وللحديث أكثر من وجه مرسل تؤيّد ثبوته (طبقات ابن سعد: 1/ 374 - 376). ولذلك حسّن الترمذي الحديث، مع كونه عرض لذكر علله والاختلاف فيه (رقم3297).
ومما يستأنس به ما صحّ عن العالم الزاهد الثقة أبي علي محمد بن عمر بن شَبُّوْيَه الشَبُّوْيِيّ (المتوفى بين 370هـ إلى 380هـ) أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام، فقال: "يا رسول الله رُوي عنك أنك قلت: "شيبتني هود"؟ قال: نعم. فقال: ما الذي شيبك منها: قصص الأنبياء، وهلاك الأمم؟ قال: "لا، ولكنه قوله تعالى: "فاستقم كما أمرت" [هود:112] شعب الإيمان للبيهقي (2215)، وتاريخ الإسلام للذهبي (8/ 497). والله أعلم. والحمد لله رب البرية والصلاة والسلام على هادي البشرية وعلى أزواجه والذريّة.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 09:18 ص]ـ
هل هناك حديثٌ معناه: سيظل المؤمن ألف سنة في الجنة قبل أن يرى كل ما أُعِدَّ له من النِعَم؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فلا أعرف حديثاً صحيحاً بهذا المعنى، ولكن في الكتاب والسنة الصحيحة ما يدل على عظم نعيم الجنّة، وأنه فوق ما يظنّه الظانون، وأجل مما يتمنّاه المتمنون، كما قال تعالى: "فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرّة أعين جزاء بما كانوا يعملون" [السجدة:17]، وقال صلى الله عليه وسلم: "قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر". أخرجه الشيخان [صحيح البخاري (3244)، وصحيح مسلم (2824)].
كما أن أهل الجنّة يُزاد في نعيمهم وفي لذتهم، كما صحّ عنه –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إن في الجنة سوقاً، يأتونها كُلَّ جمعة، فتهب ريح الشمال، فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسناً وجمالاً. فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً". أخرجه مسلم (2833).
ومع هذا النعيم المقيم الأبدي، والذي هو شاملٌ لكل نعيم معنوي وحسِّي، فعلى المسلم أن لا يخشى من سأم النعيم في الجنة، لأنّ السأم يناقض التلذّذ بالنعيم، فهو يناقض أبدّية نعيم الجنّة الثابت في آيات كثيرة وأحاديث جمّة. ولذلك كان من دعاء أهل الجنة في الجنة: "الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب" [فاطر:34 - 35]، فقد نزَّههم ربُّهم -عز وجل- عن كل صنوف الحزن، والتي منها الملل.
نسأل الله لنا وللسائل الفوز بالجنة والنجاة من النار.
والله أعلم والحمد لله على إفضاله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 09:20 ص]ـ
لماذا لا نرفع أيدينا أثناء السجود، مع أن ذلك ثابت في أحاديث صحيحة؟
منها حديث عن النضر بن كثير أنه صلى بجانب عبد الله بن طاوس في مسجد الخيف، فكان إذا رفع من السجدة الأولى رفع يديه تلقاء وجهه، قال النضر: فأنكرت أنا ذلك، وقيل له: تصنع شيئا لم نر أحدا يصنعه؟! فقال عبد الله بن طاوس: رأيت أبي يصنعه، وقال أبي: رأيت ابن عباس يصنعه. وقال عبد الله بن عباس: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه.
وقال أيوب: رأيت نافعاً وطاووساً يرفعان أيديهما بين السجدتين.
وروى يزيد بن هارون عن الأشعث أن الحسن وابن سيرين كانا يرفعان أيديهما بين السجدتين.
وروى ابن علية أنه رأى أيوب يرفع يديه بين السجدتين.
الجواب
الحمد لله على إفضاله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله، أما بعد:
فأقول وبالله التوفيق:
حديث النضر بن كثير السعدي ليس صحيحاً، تفرّد به النضر بن كثير، وفيه ضعف. ولذلك استنكر حديثه هذا جماعةٌ من أهل العلم، كالبخاري (التاريخ الكبير (8/ 91)، والضعفاء الصغير له، رقم (374)، والتاريخ الأوسط، رقم (1244).
والعقيلي في الضعفاء (4/ 292)، وابن حبان في المجروحين (3/ 49). وابن عدي في الكامل (7/ 27).
وأما حكم الرفع في هذا الموطن، فقد ذهب إليه بعض أهل العلم، وهو قول في مذهب الإمام أحمد والشافعي ومالك.
ولا بأس إذا فعل ذلك قليلاً، لحديث ابن عمر –رضي الله عنهما-: "أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه حذو منكبيه، إذا افتتح الصلاة، وإذا كبّر للركوع، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك ... وكان لا يفعل ذلك في السجود [حين يسجد، ولا حين يرفع رأسه من السجود]. أخرجه البخاري (735، 736، 738، 739) ومسلم (390). والله أعلم.
والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
¥(34/110)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 09:21 ص]ـ
روي أن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- أخبر بأنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من قرأ سورة الفاتحة في الليل لن يرى الفقر أبداً"، فما مدى صحة هذه الرواية؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذا حديث لا يصح في فضل سورة الفاتحة، مع أنه قد صحّ في فضل هذه السورة أحاديث عدة، بل صحّ عنه –صلى الله عليه وسلم- أنها أفضل سورة في القرآن.
والمرويُّ عن ابن مسعود –رضي الله عنه- بنحو هذا المعنى إنما ورد في سورة الواقعة، لا في سورة الفاتحة، وهو مع ذلك حديث لا يصح أيضاً، كما بين ذلك الإمام أحمد، حيث حكم على حديث ابن مسعود –رضي الله عنه- في سورة الواقعة أنه حديث منكر. المنتخب من العلل للخلال (ص116 - 117) رقم (49). والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
ـ[السلفي الأكاديري]ــــــــ[20 - 09 - 06, 05:26 م]ـ
بارك الله فيك أخي
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[09 - 10 - 06, 11:31 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[06 - 12 - 06, 04:04 ص]ـ
أرجو بيان صحة الحديث التالي والكلام على الراوي عيسى بن جارية هل هو ثقة؟ وهل الجرح يغلب على التعديل في حال مثل هذا الراوي الذي اختلف العلماء في توثيقه؟
"عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بنا في رمضان ثمان ركعات والوتر"
ورد الحديث في صحيح ابن خزيمة وصحيح ابن حبان.
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين.
أما بعد:
أقول (وبالله التوفيق) الراوي المسؤول عنه، وهو عيسى بن جارية الأنصاري من رجال سنن ابن ماجه، ولذلك فهو مترجمٌ (في تهذيب الكمال) للمزّي وتكميلاته وتهاذيبه ومختصراته.
وبالنظر في ترجمته وكلام أهل العلم فيه وفي مجموعة من أحاديثه التي رواها، يترجح عندي في شأنه أنه صالح الحديث، أي هو في آخر مراتب القبول، آخذاً هذا الترجيح من قول أبي زرعة عنه: "لا بأس به"، ومن النظر في أحاديثه، مع تصحيح ابن خزيمة وابن حبان له.
ولكني أُنبّه أن الراوي إذا كان في مثل هذه المنزلة، وهي أضعف منازل القبول، لا يُقبل منه أن يتفرّد بحديث تتوافر الدواعي على نقله، فضلاً عن أن يُخالف من هو أوثق منه، بل لابُد من النظر في حديثه: هل يقع في ضبط الراوي ما يجبر تفرّده به؟
ومن ثم: ليس في الحكم عليه بأنه صالح الحديث ما يلزم بقبول كل أحاديثه التي تفرد بها.
فإذا نظرنا بعد هذا التقرير في حديثه المسؤول عنه، وهو حديثه عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنهما- قال: "صلى بنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان ثمان ركعات وأوتر ... (إلى أن قال –صلى الله عليه وسلم-" إني خشيتُ. أو كرهتُ أن يُكتب عليكم الوتر".
وهو حديث أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (رقم 1070)، وابن حبان في صحيحه (رقم 2409، 2415).
نجد أنه حديثٌ فردٌ غريب، تفرّد به هذا الراوي عن جابر –رضي الله عنه- وجابر –رضي الله عنه- له تلامذة كثيرون مشهورون بالعلم والحفظ وبملازمة جابر، فأين هم عن هذا الحديث؟!! ثم الحديث في الأحكام التي تتواتر الدواعي على نقلها، وفيه مخالفة لقصة امتناع النبي –صلى الله عليه وسلم- عن التهجد جماعةً خشية أن يُفْرض، الواردة في الصحيحين (صحيح البخاري رقم 729، 730،924، 1129، 2011، 2012، 5861) وصحيح مسلم (رقم 761)
فحديث الصحيحين أن الامتناع كان عن التهجّد كله -شفعه ووتره- خشية أن يفرض، وأما حديث جابر ففيه الامتناع خشية أن يُفرض الوتر خاصة، حتى إن ابن حبان عدّهما قصتين مختلفتين، كما تراه في صحيحه (6/ 170). وفي البدر المنير لابن الملقن (4/ 351 - 352).
وهذا الذي ذهب إليه ابن حبان مستبعد، بل الظاهر أنها قصةٌ واحدة، خاصة أن راويها ليس بالمتانة الكافية التي يُمكن الاعتماد معها على تفرّده بهذا الخبر.
لذلك فإني أرجح ردَّ هذا الحديث، كما مال إليه ابن عدي في الكامل (5/ 349)، حيث ذكر هذا الحديث وأحاديث أخر لعيسى بن جارية، ثم قال: "وكلّها غير محفوظة".
هذا ... والله أعلم.
والحمد لله على جميع أفضاله، والصلاة والسلام على خير خلق الله وآله.
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[25 - 01 - 07, 11:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[آل عامر]ــــــــ[26 - 01 - 07, 04:42 م]ـ
زادك الله علماً، وتوفيقا.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[15 - 06 - 10, 01:24 ص]ـ
زادك الله علماً، وتوفيقا.
آمين
جزاكم الله خيرا وحفظ الله الشيخ حاتم الشريف ونفع الله به
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[06 - 08 - 10, 10:12 م]ـ
بوركت يا شيخنا، ليتك تجمعها في ملف ورد وترتبها حتى يتم الانتفاع بها على أكمل وجه ...(34/111)
وهم على وهم .. [وقع في ترجمة محمد بن قيس الأسدي]
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[18 - 04 - 02, 02:22 ص]ـ
من يحيى العدل إلى الاخوة الفضلاء مشاركين وزوار .. سلام عليكم أما بعد:
فهذه تحفة أهديها لكم في بيان وهم ولبس .. وإلباس وقع في ترجمة محمد بن قيس الأسدي .. ولم أر من نبه عليه .. فذكرته لكم للفائدة .. فقد بقي محررًا .. حبيس أدراجي عشر سنين ..
والرجل هو محمد بن قيس الأسدي الوالبي الكوفي ثقة، من كبار السَّابعة. بخ م د س (1).
والوهم واللبس الحاصل في ترجمته من وجهين:
الوجه الأول: أن الذهبي ذكره في رواة (الميزان) مرتين:
مرةً مقصودًا .. .. ومرةً تمييزًا.
وذلك في صفحة واحدة لا يفصل بينهما إلى أربع تراجم فحسب.
الوجه الثاني: أن ابن عدي نقل في ترجمته تضعيف ابن معين له، فأخطأ، فالمراد غيره.
فإلى بيان ذلك:
الوجه الأول: كرر الذهبي ترجمته في موضعين:
الموضوع الأول: محمد بن قيس الأسدي.
عن: سلمة بن كهيل. مختلف فيه.
وروى أيضًا: عن الشعبي، عن أبي الضُّحى.
وعنه: شعبة، وأبو نعيم.
وثق وهو إلى الاحتجاج أقرب وحديثه حسن (2). اهـ.
والموضع الثاني: محمد بن قيس (م د س) الأسدي الوالبي الكوفي عن: الحكم، والشعبي وأبي الضحى.
وعنه: شعبة، ووكيع، وأبو نعيم.
وثقه وكيع، وأحمد، ويحيى، وابن المديني، وأبو داود، والنسائي.
وقال أبو حاتم: لا بأس به صالح الحديث.
وقال ابن حبان: كان من المتقنين (3). كذا ذكره تمييزًا.
وإذا تأملت ظهر لك لاشتراك .. فهذا من قبيل الوهم .. والصواب أنهما واحد.
الوجه الثاني: قال ابن عدي في ترجمته من كتابه (الكامل) (4): محمد بن قيس الأسدي كوفي.
حدثنا ابن حماد، ثنا معاوية، عن يحيى، قال: محمد بن قيس ليس بشيء، لا يروى عنه.
حدثنا بن أبي عصمة، ثنا أبو طالب أحمد بن حميد، سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان وكيع إذا حدثنا عن محمد بن قيس الأسدي قال: وكان من الثقات ... اهـ.
قلت: هذا جرح شديد وما أراه إلا قصد غيره.
فلا يستقيم هذا الجرح مع توثيق الجمهور له.
بل مع توثيقه هو له في رواية ثلاثة من ثقات تلامذته، وهم:
إسحاق بن منصور (5).
والدقاق (6).
وابن محرز (7).
والصواب: أنه أراد غيره .. ذلك أن معاوية لم ينسبه، بل قال: (محمد بن قيس)، فيحتمل أنه هو أو غيره.
وهو غيره (جزمًا) حيث رأيت الذهبي في (الميزان) (8) نقل مقُولته هذه في (محمد بن قيس) شيخٌ لأبي معشر.
وما ذكر ابن عدي لبس به على نفسه .. وعلى من أتى بعده.
فالرجل ليس على شرط كتابه ..
ثم إن الذهبي قلده فذكره في عداد المتكلم فيهم في (الميزان) فقوله: ((مختلف فيه)).
إنما هو مأخوذ من قول ابن معين الآنف .. رآه في (الكامل).
ثم نقله ابن حجر في (التهذيب) في ترجمته ..
والحقيقة أن الرجل لم يضعفه أحد البتة.
وكتبه لكم/ يحيى العدل .. في 5/ 2/1423هـ.
حامدًا لله وشاكرًا .. (وإلى لقاء).
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) التقريب برقم (6244).
(2) (4: 16/ برقم 8089).
(3) (4: 16/ برقم 8094).
(4) (الكامل 6: 250).
(5) (الجرح 4/ 1: 62).
(6) (ص60/رقم 137).
(7) (رقم 413).
(8) (الميزان 4: 16).
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[19 - 04 - 02, 03:42 م]ـ
رفعًا .. لمزيد الاطلاع ..
ـ[خالد الفارس]ــــــــ[20 - 02 - 04, 01:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا(34/112)
ما حكم الحديث الذي لم يخرجه صاحبا الصحيح (نقل عن الحاكم)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 04 - 02, 06:56 م]ـ
قال الحاكم في معرفة علوم الحديث
(ذكر النوع التاسع عشر من علوم الحديث وهو معرفة الصحيح والسقيم وهذا النوع من هذه الجرح والتعديل الذي قدمنا ذكره فرب إسناد يسلم من مخرج في الصحيح فمن ذلك ما حدثناه عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان قال حدثنا أبو حاتم الرازي قال ثنا نصر بن علي قال حدثنا أبي عن بن عون عن محمد بن سيرين عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل والنهر مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل قال الحاكم هذا حديث ليس في إسناده إلا ثقة ثبت وذكر النهار فيه وهم والكلام عليه المطلوب
ومنه ما حدثنا الامام أبو بكر بن إسحاق قال أخبرنا محمد بن محمد بن حيان التمار قال ثنا أبو الوليد الطيالسي قال ثنا مالك بن أنس عن بن شهاب عن عروة عن عائشة قالت ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلا تركه هذا إسناد تداوله الأئمة والثقات وهو باطل من حديث مالك وإنما أريد بهذا الإسناد ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أمرأة قط وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك محارم الله فينتقم لله بها ولقد جهدت جهدي أن صليت على الواهم فيه من هو فلم صليت عليه اللهم إلا أن أكبر الظن على بن حيان البصري عل أنه صدوق مقبول ومنه ما حدثنا محمد بن صالح بن هانئ قال ثنا إبراهيم بن أبي طالب قال ثنا الحسن بن عيسى قال ثنا بن المبارك قال ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن القاسم عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر قال اللهم صيبا هنيئا قال الحاكم وهذا حديث تداوله الثقات هكذا وهو في الأصل معلول واه ففي هذه الأحاديث الثلاثة قياس على ثلاث مائة أو ثلاثة آلاف أو أكثر من ذلك إن الصحيح لا يعرف بروايته فقط وإنما يعرف بالفهم والحفظ وكثرة السماع وليس لهذا النوع من العلم عون أكثر من مذاكرة أهل الفهم والمعرفة ليظهر ما يخفى
من علة الحديث
فإذا وجد مثل هذه الأحاديث بالأسانيد الصحيحةغيرمخرجة في كتابي الإمامين البخاري ومسلم لزم صاحب الحديث التنقير عن علته ومذاكرة أهل المعرفة به لتظهر علته
من علة الحديث فإذا وجد مثل هذه الأحاديث بالأسانيد مخرجة في كتابي الإمامين البخاري ومسلم لزم صاحب الحديث التنقير عن علته ومذاكرة أهل المعرفة به لتظهر علته
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 04 - 02, 07:00 م]ـ
قال الحاكم في المدخل الى الصحيح
واخبرني فقيه من فقهائنا عن أبي علي الحسين بن محمد الماسرجسي رحمنا الله وإياه انه قال قد بلغ رواة الحديث في كتاب التأريخ لمحمد بن إسماعيل قريبا من أربعين ألف رجل وامرأة والذين يصح حديثهم من جملتهم هم الثقات الذين أخرجهم البخاري ومسلم بن الحجاج ولا يبلغ عددهم اكثر من ألفي رجل وامرأة
لم يعجبني ذلك منه رحمه الله وإيانا لأن جماعة من المبتدعة والملحدة يشعتون برواة الآثار بمثل هذا القول إذا روى عن رجل من أهل الصنعة فقلت والله الموفق إن محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم ابن الحجاج شرط كل واحد منهما لنفسه في الصحيح شرطا أحتاط فيه لدينه فأما مسلم فقد ذكر في خطبته في أول الكتاب قصيدة فيما صنفه ونحا نحوه وانه عزم على تخريج الحديث على ثلاث طبقات من الرواة فلم يقدر له رحمه الله من الطبقة الأولى منهم وأما محمد بن إسماعيل في الإجهاد فيما خرجه وصححه ومتى قصد الفارس من فرسان أهل الصنعة إن يزيد على شرطه من الأصول أمكنه ذلك لتركه كل ما لم يتعلق بالأبواب التي بنى كتابه الصحيح عليها فإذا كان الحال على ما وصفنا بان للمتأمل من أهل الصنعة إن كتابيهما لا يشتملان على كل ما يصح من الحديث وانهما لم يحكما أن من لم يخرجاه في كتابيهما مجروح صدق ومما يدلنا عليه إن محمد بن إسماعيل البخاري قد صنف أسامي المجروحين في جملة رواه الحديث في أوراق يسيرة لا يبلغ إن شاء الله عددهم إلا اقل من سبعمائة رجل فإذا أخذنا سبعمائة للجرح وألفا وخمسمائة واكثر للتعديل في كتابه بقي على ما ذكر أبو علي نيف
وثلاثون ألف رجل بين الباب والدار لا نقول هكذا بل نقول بتوفيق الله أن أئمة النقل قد فرقوا بين الحافظ والثقة والثبت والمتقن والصدوق هذا في التعديل ثم في الجرح فرقوا بين الكذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم والكذاب في حديث الناس ثم الكذاب في لقي الشيوخ ثم كثير الوهم وسيء الحفظ والمتهم في الرواية والمتهم في الدين والصدوق إذا اكثر الرواية عن الكذابين وكثر المناكير في حديثه سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول قال لي يحيى بن سعيد القطان لو لم أرو إلا عن كل من أرضى لم أرو ألا عن خمسة فيحيى بن سعيد في إتقانه وكثرة شيوخه يقول مثل هذا القول ويعني بالخمسة الشيوخ الأئمة الحفاظ الثقات الإثبات انتهى
¥(34/113)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 04 - 02, 07:10 م]ـ
وفي سؤالات البرذي
شهدت أبا زرعة ذكر كتاب الصحيح الذي ألفه مسلم بن الحجاج (عند)
الفضل الصائغ على مثاله فقال لي أبو زرعة هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه فعملوا شيئا يتشوفون به ألفوا كتابا لم يسبقوا إليه ليقيموا لأنفسهم رياسة قبل وقتها وأتاه ذات يوم وأنا شاهد رجل بكتاب الصحيح من رواية مسلم فجعل ينظر فيه فإذا حديث عن أسباط بن نصر فقال لي أبو زرعة ما أبعد هذا من الصحيح يدخل في كتابه أسباط بن نصر ثم رأى في الكتاب قطن بن نسير فقال لي وهذا أطم من الأول قطن بن نسير وصل أحاديث عن ثابت جعلها عن أنس ثم نظر فقال يروي عن
حمد بن عيسى المصري في كتابه الصحيح قال لي أبو زرعة ما رأيت أهل مصر يشكون في أن أحمد بن عيسى وأشار أبو زرعة بيده إلى لسانه كأنه يقول الكذب ثم قال لي يحدث عن أمثال هؤلاء ويترك عن محمد بن عجلان ونظرائه ويطرق لأهل البدع علينا فيجدون السبيل بأن يقولوا لحديث إذا احتج عليهم به ليس هذا في كتاب الصحيح ورأيته يذم وضع هذا الكتاب ويؤنبه فلما رجعت إلى نيسابور في المرة الثانية ذكرت لمسلم بن الحجاج إنكار أبي زرعة عليه روايته في هذا الكتاب عن أسباط في المرة الثانية ذكرت لمسلم بن الحجاج إنكار أبي زرعة عليه روايته في هذا الكتاب عن أسباط بن نصر وقطن بن نسير وأحمد بن عيسى فقال لي مسلم إنما قلت صحيح وإنما أدخلت من حديث أسباط وقطن وأحمد ما قد رواه الثقات عن شيوخهم إلا أنه ربما وقع إلي عنهم بارتفاع ويكون عندي من رواية من هو أوثق منهم بنزول فاقتصر على أولئك وأصل الحديث معروف من رواية الثقات وقدم مسلم بعد ذلك إلى الري فبلغني أنه خرج إلى أبي عبد الله محمد بن مسلم بن وارة فجفاه وعاتبه على هذا الكتاب وقال له نحوا مما قاله أبو زرعة إن هذا يطرق
لأهل البدع علينا
فاعتذر إليه مسلم وقال إنما أخرجت هذا الكتاب رجاء هو صحاح ولم أقل إن مالم أخرجه من الحديث في هذا الكتاب ضعيف ولكني إنما أخرجت هذا من الحديث الصحيح ليكون مجموعا عندي وعند من يكتبه عني فلا يرتاب في صحتها ولم أقل إن ما سواه ضعيف ونحو ذلك مما اعتذر به مسلم إلى محمد بن مسلم فقبل عذره وحدثه
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[25 - 04 - 02, 08:01 ص]ـ
أخي ابن وهب (وفقك الله):
فهمي لمقصود الحاكم هو: أنّ الحديث الذي خرّج لإسناده الشيخان، ولكن ثبت لنا بالفهم والمذاكرة والحفظ وكثرة السماع أنّه خطأ = فإنّه يلزم لنا البحث له عن علّة.
وليس كلامه متعلّقاً بحكم الحديث الذي لم يخرّجه الشيخان.
والله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 04 - 02, 03:11 ص]ـ
اخي الفاضل هثيم حمدان وفقه الله
ان كان هذا الكلام فيما وافق شرط hj البخاري ومسلم في ظاهر الامر
فما كان دون ذلك فهو اولى
وهذا الموضوع طرحته للمناقشة والبحث hl
وان كنت اعترف اني قد اخطات في العنوان
وما كان قصدي سوى ان الفت النظر الى هذا الموضوع
وللبحث
فاضيف هنا
قال ابن مندة سمعت
وسمعت محمد بن يعقوب الأخرم وذكر كلاما معناه هذا قل ما يفوت البخاري ومسلما مما يثبت من الحديث
وقال ابن حزم في الاحكام
بعد ان ذكر خبر فمن اراد بحبوبة الجنة فليزم الجماعة
(قال أبو محمد هذا الخبر لم يخرجه أحد ممن اشترط الصحيح ولكنا نتكلم فيه على علاته
واما كلام ابن عبدالبر حول الموضوع
فادعه للشيخ محمد الامين لكي ينقل نص ; bli
والله اعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 04 - 02, 07:47 ص]ـ
كل حديث لا يخرج لا البخاري ولا مسلم في صحيحيهما مثله أو قريباً منه في نفس الباب، فاعلم أنه لا يصح على شرط أحدٍ منهما. وأي حديث تجد إسناده ظاهره الصحة لكن لم يخرج الشيخان له مثيلاً، فاعلم أنه به عِلّةً خفية، يجب البحث عنها.
قال الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص60): «فإذا وجد مثل هذه الأحاديث بالأسانيد الصحيحة غير مخرجة في كتابي الإمامين البخاري ومسلم، لزم صاحب الحديث التنقير عن علته ومذاكرة أهل المعرفة به لتظهر علته».
قال ابن عبد البر في التمهيد (10\ 278): «ولم يخرج البخاري ولا مسلم بن الحجاج منها حديثاً واحداً. وحسبك بذلك ضعفاً لها».
قال محمد الأمين: ولذلك تجد أن الشيخين قد استوعبا الأحاديث الأساسية التي تدور عليها أحكام الحلال والحرام. وكل ما بقي تقريباً يمكن استنتاجه بالقياس أو القرآن. والله أعلم.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[04 - 04 - 03, 04:56 ص]ـ
قال البيهقي في (السنن الكبرى 10/ 278) عن أحاديث الرش من بول الغلام والغسل من بول الجارية:
وكأنها لم تثبت عند الشافعي (رحمه الله) حين قال: ولا يتبين لي في بول الصبي والجارية فرق من السنة الثابتة. وإلى مثل ذلك ذهب البخاري ومسلم حيث لم يودعا شيئاً منهما كتابيهما. اهـ.
ـ[الذهبي]ــــــــ[06 - 04 - 03, 03:27 ص]ـ
إذا كان مقصود الحاكم أن أي حديث كان على شرط الشيخين ولم يخرجاه، فهو معلول، فلماذا إذًا صنف الحاكم كتابه المستدرك، وهو قائم على استدراك الأحاديث التي هي على شرط الشيخين ولم يخرجاها في كتابيهما؟
ثم لماذا صنف من هو قبل الحاكم ممن أتي بعد البخاري في الصحيح كابن خزيمة، وابن حبان، ثم بعد الحاكم كالمقدسي في المختارة، وتوجد في هذه الكتب التي اشرت إليها الآن جملة كبيرة من المرويات التي هي على شرط الشيخين ولا نراها في أحد الصحيحين؟!!!
إني أخشى أن يأتي وقت يقال فيه: ((كل حديث ليس في الصحيحين فهو ضعيف)).
وبالفعل قد جائني بعض الإخوة من طلاب العلم وأخبرني أن أحدا ممن يهتم بعلم الحديث يذيع في دروسه هذا الكلام، أي أن كل حديث ليس في الصحيحين فهو ضعيف.
فالحذر الحذر إخواني في الله من سلوك هذا الطريق، فإن فيه هدم لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
¥(34/114)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[14 - 11 - 03, 04:12 ص]ـ
كثيراً ما يقول الحاكم في مستدركه: "حديث صحيح لا يحفظ له علة".
يعني أنه بحث عن علة فلم يجدها، فحكم على الحديث بالصحة.
نستنتج من ذلك أنه قصد من عبارته التي في (معرفة علوم الحديث) والتي تفضل بنقلها الشيخ ابن وهب: أنه لا بدّ من البحث عن العلة قبل الحكم على الحديث الذي على شرط الصحيحن وليس فيهما بالصحة، ولم يقصد أن العلة موجودة يقيناً.
والله اعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 04 - 04, 11:58 ص]ـ
لما رأيت الشيخ ابراهيم قد نقل فائدة في الجرح والتعديل من كتاب الباجي
احببت نقل ما يتعلق بهذا الموضوع من نفس الكتاب
قال الباجي رحمه الله
(قال الحاكم أبو عبدالله حدثونا عن محمد بن اسماعيل أنه قال كنت على باب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه بنيسابور فسمعت أصحابنا يقولون
لو جمع جامع مختصر صحيح الحديث تعرف به الآثار فأخذت في جمع الكتاب
وقال أبو أحمد بن عدي سمعت الحسن بن الحسين البزار يقول سمعت إبراهيم بن معقل النسفي يقول
سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول
ما أدخلت في هذا الكتاب يعني جامعه الصحيح الا ما صح وتركت من الصحاح حتى لايطول الكتاب
قال الباجي رحمه الله
(وإنما أدخلت هذه الحكاية لئلا يعتقد من لايحسن هذا الباب أن ما ليس في الصحيحين ليس بصحيح بل قد تصح أحاديث ليست في صحيحي البخاري ومسلم
ولذلك خرج الشيخ أبو الحسن الدارقطني والشيخ أبو ذر الهروي في كتاب الالزامات من الصحيح ما ألزمهما إخراجه وكما أنه قد وجد في الكتابين من الوهم وأخرج ذلك الشيخ أبو الحسن الدارقطني وجمعه في جزء
وانما ذلك بحسب الاجتهاد فمن كان من أهل الاجتهاد والعلم بهذا الشأن لزمه أن ينظر في صحة الحديث وسقمه بمثل ما نظرا ومن لم تكن تلك حاله لزمه تقليدهما في ما ادعيا صحته والتوقف
فيما لم يخرجاه في الصحيح وقد أخرج البخاري أحاديث اعتقد صحتها تركها مسلم لما اعتقد فيهاغير ذلك واخرج مسلم أحاديث اعتقد صحتها تركها البخاري لما اعتقد فيها غير معتقده وهو يدل
على أن الأمر طريقه الإجتهاد لمن كان من أهل العلم بهذا الشأن وقليل ما هم
انتهى
من كتاب التعديل والتجريح
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[12 - 04 - 04, 11:30 م]ـ
يرتبط في هذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&postid=88480#post88480
أخوكم أبو بكر ماهر بن عبد الوهاب علوش
ـ[أبو عمر]ــــــــ[25 - 10 - 08, 05:16 م]ـ
للفائدة. . . . .
ـ[ماهر]ــــــــ[25 - 10 - 08, 08:41 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[25 - 10 - 08, 09:34 م]ـ
المشايخ الكرام:
سؤال قد يطرح وقد طرح وهو لماذا أعرض البخاري ومسلم عن أحاديث التصريح بالمهدي؟(34/115)
سؤال ومباحثة: حول مقاصد الترمذي في تصحيحه وتحسينه وتغريبه
ـ[كشف الظنون]ــــــــ[23 - 04 - 02, 01:49 ص]ـ
للإخوة جميعا: موضوع مهم جدا، والاختلاف فيه كبير، ولو كتبت فيه
مجلدات، لكان مستحقا لها، وهو:
- مراد الترمذي من قوله:
1 - (حسن صحيح)
2 - (صحيح)
3 - (حسن)
4 - (غريب)
5 - (حسن صحيح غريب)
6 - (حسن غريب).
فهذه ست عبارات، يختم بإحداهن الترمذي الحديث الذي يرويه، فما
مراده من كل عبارة؟ وما فرق كل عبارة عن الأخرى؟
وإن كان مراده بـ (حسن صحيح) الحديث الصحيح - وهو كذلك - فما
قصده بقوله: (صحيح) دون لفظ (حسن).
وإن كان قصده بـ (غريب) الضعيف - وهو كذلك - فما قصده بقوله (حسن
صحيح غريب).
علما: أن الترمذي لا يقصد بالحسن في كلامه:
الحسن الاصطلاحي الذي عليه المتأخرون،
فلا يقول قائل: ربما كان الحديث مرويا من غير طريق! فباعتبار طريق
صحيح! وباعتبار أخرى حسن! وباعتبار ثالثة غريب!
فهذا لا يقوله إلا من أبعد النجعة، ولم يكن عارفا بكلام المتقدمين،
وما يسوغ في اللغة وعند المحدثين: فهل يعقل أن
يحكم إمام على حديث رواه، بثلاثة أحكام معا!!! أحد هذه الأحكام،
تنزَّل على الحديث الذي رواه! أما بقية الأحكام، فتنزَّل على أحاديث
أخرى، لم يروها! ولم يذكرها حتى! وربما لم يسمع بها!
أتمنى من جميع الإخوة، ممن لهم معرفة وبحث
واطلاع، المشاركة، والإسهام في إثراء هذا الموضوع المهم، أو ذكر
أقوال العلماء والأئمة في بيان ذلك، غير ابن الصلاح، فكلامه معلوم،
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
لفتة:
الترمذي حافظ كبير، تخرج بإمام الحفاظ أبي عبدالله
البخاري، فهو من مدرسة رفيعة عليّة، أحكامه على الأحاديث، مهمة،
بل غاية في الأهمية، وكتابه لذلك، مقدم عند جماعات من الأئمة
على غيره، لاشتماله على الأحاديث مسندة،ومبينا درجتها،وفقهها،
ولم يكن متساهلا قط، وما حصل منه في تصحيح حديث (الصلح جائز
بين المسلمين) فزلة لا تجعله متساهلا، ولو قلنا بتساهله لأجل تلك
الزلة، للزمنا القول بتساهل البخاري ومسلم، لما علمتَ من تصحيحهم
أحاديث نوزعوا فيها. وأحكام هذا الإمام الكبير -أعني الترمذي - على
الأحاديث، لا تحصل منفعتها للطالب، إلا إذا علم مقصده من كل عبارة
ولفظة، لهذا اقترحت هذا المبحث وهذا الموضوع، فالله الله بالتحرير
والتحبير.(34/116)
تحقيق ثبوت الزيادة (يوم الجمعة) في حديث قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[26 - 04 - 02, 05:35 م]ـ
هذا تخريج مختصر لحديث (من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق)
أقول: هذا الحديث يرويه عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد جماعة منهم: شعبة و الثوري و هشيم:
فأما رواية شعبة فقد رواها عنه مرفوعًا:
1 - يحيى بن كثير:
أخرجها كذلك النسائي في الكبرى (10788) و الطبراني في الأوسط (رقم: 1455) و الحاكم (رقم: 2072) و عنه البيهقي في الشعب (رقم: 2754) ولفظه: (1) من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة، (2) و من قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يسلط عليه، (3) ومن توضأ ثم قال سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة.
قلت: فهذا الحديث اشتمل على ثلاث جمل، و قد اقتصر بعض رواته على جملة أو جملتين، و منهم من أتى به تامًّا.
و قد يعمد بعض الحفَّاظ إلى تقطيعه حسب الباب – كما سيتضح قريبا من تخريجه -.
و لذا فإذا أردت الوقوف على طرقه و مظانه في كتب الحديث، فانظرها بجملها الثلاث.
أعود فأكمل الكلام عن طريق يحيى بن كثير:
قال الحاكم عقب إخراجها: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ورواه سفيان الثوري عن أبي هاشم فأوقفه.
2 - عبد الصمد: أخرجه البيهقي في الشعب (رقم: 2754).
3 - روح بن القاسم: أخرجه المزكي في المزكيات - تخريج الدارقطني – من طريق عيسى بن شعيب عن روح عن شعبة مرفوعا (التلخيص 1/ 102).
و خالفهم:
1 - غندر فرواها عن شعبة موقوفا بنحو من لفظه فقال: من حيث يقرؤه إلى مكة.
أخرجه النسائي في الكبرى (رقم: 10789)
2 - و معاذ بن معاذ: ذكر روايته ا البيهقي في الشعب (3/ 21).
3 - و عمرو بن مرزوق: أخرجه الطبراني في الدعاء (391) و لم يسق الجملة الشاهد.
و أما رواية سفيان الثوري:
فأخرجها عبد الرزاق (رقم: 730) – و من طريقه الطبراني في الدعاء (391) – لكن لم يسق من لفظه موضع الشاهد - عن الثوري به و لفظه: ((من قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم أدرك الدجال لم يسلط عليه ولم يكن له عليه سبيل ورفع له نور من حيث يقرأها إلى مكة)).
فأخرجها النسائي في الكبرى (رقم: 10789) عن محمد بن بشار عن ابن مهدي عن الثوري به موقوفا، و لفظه: ((من قرأ سورة الكهف كان له نورا من حيث قرأها ما بينه وبين مكة)).
فكأن النور يحصل له لما يخرج الدجال، لكن هذا الظاهر معارض بألفاظ بندار و الإمام أحمد و غيرهما، فلعل عبد الرزاق اختصره.
قلت: و هو كذلك؛ فقد أخرجه في موضع آخر من المصنف (رقم: 6023) و لفظه: ((ومن قرأ خاتمة سورة الكهف أضاء نوره من حيث قرأها ما بينه وبين مكة)).
و أخرجها أيضًا الحاكم (رقم: 2073) من طريق الإمام أحمد و من طريق موسى؛ كلاهما عن ابن مهدي عن سفيان به موقوفا.
و أخرجها أيضا الحاكم (رقم: 8562) من طريق نعيم بن حماد في الفتن (رقم:1582) عن ابن مهدي عن سفيان و لفظه: من قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم خرج إلى الدجال لم يسلط عليه أو لم يكن له عليه سبيل هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
و كذا تابعهم وكيع عن الثوري، أخرجه عنه نعيم في الفتن (رقم: 1579).
و خالفهم قبيصة بن عقبة في لفظه:
فقد أخرجه البيهقي في الشعب (رقم: 3038) من طريقه عن الثوري به؛ و لفظه: قال من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فأدرك الدجال لم يسلط عليه أو قال لم يضره ومن قرأ خاتمة سورة الكهف أضاء له نورا من حيث كان بينه وبين مكة.
و خالفهم في وقفه يوسف بن أسباط فرفعه عن الثوري: أخرجه المعمري في عمل اليوم و الليلة – كما في النكت الظراف (3/ 447) – و ابن السني في عمل اليوم (30) – و من طريقه ابن حجر في النتائج (1/ 344) - و البيهقي في الدعوات (59).
و أما رواية هشيم:فاختلف عليه:
فرواه عنه مرفوعا:
1 - نعيم بن حماد لكنه أخطأ في لفظه:
أخرجها الحاكم (رقم: 3392) و عنه البيهقي (3/ 249) من طريق نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن أبي هاشم به مرفوعا و لفظه: إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين.
¥(34/117)
و قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
و قال البيهقي: ورواه يزيد بن مخلد بن يزيد عن هشيم وقال في متنه أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق ورواه سعيد بن منصور عن هشيم فوقفه على أبي سعيد وقال ما بينه وبين البيت العتيق وبمعناه رواه الثوري عن أبي هاشم موقوفا، ورواه يحيى بن كثير عن شعبة عن أبي هاشم بإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا يوم القيامة.
4 - و تابعه يزيد بن مخلد بن يزيد ولفظه: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق.
أخرجه البيهقي في الشعب (رقم: 3039) و في فضائل الأوقات (رقم: 279).
قلت: و رواية سعيد له في سننه – كمافي (التلخيص الحبير 2/ 72) – و من طريقه: البيهقي في الشعب (رقم: 2444) و قال البيهقي عقبه:
هذا هو المحفوظ موقوف ورواه نعيم بن حماد عن هشيم فرفعه.
قلت: و قد توبع سعيد بن منصور عن هشيم على وقفه و لفظه: فقد رواه أبو النعمان عن هشيم موقوفا و لفظه:
أخرجه الدارمي (رقم: 3407) حدثنا أبو النعمان ثنا هشيم ثنا أبو هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري قال: من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق.
كذلك رواه موقوفا أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن (رقم: 38/ 2).
ورواه أيضا موقوفا: أحمد بن خلف البغدادي - و هو غير مشهور كما قال الخطيب – أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 134).
قلت: و الكلام على طرق الجملة الثالثة يطول قليلا، و من أراد الوقوف عليها فلينظر:
الدعاء للطبراني (2/ 975 - 976) و العلل للدارقطني (11/ 307 - 308) و نتائج الأفكار لابن حجر (1/ 244 - 247 – الطبعة الجديدة بدار ابن كثير).
هذا؛ و قد صحح الموقوف جماعة من أهل العلم:
· قال النسائي: وقفه أصح (التلخيص الحبير 2/ 72).
ثم رأيته في عمل اليوم و الليلة (6/ 25 - الكبرى) قال عقب رواية ابن السكن عن يحيى بن كثير: و هذا خطأ، و الصواب موقوف)).
· و قال الطبراني في الدعاء عقب رواية يحيى بن كثير عن شعبة: ((رفعه يعني – يحيى بن كثير – عن شعبة، ووقفه الناس، و كذلك رواه سفيان الثوري موقوفا)) (الدعاء 2/ 976).
· و الدارقطني في العلل (11/ 307 - 308) مقتصرًا على الجملة الثالثة من الحديث (ومن توضأ ثم قال سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة).
· و قال البيهقي في الشعب (2/ 474) عقب رواية سعيد بن منصور عن هشيم الموقوفة: ((هذا هو المحفوظ موقوف ورواه نعيم بن حماد عن هشيم فرفعه)).
· و في الدعوات (1/ 42) قال: ((المشهور موقوف)).
· الذهبي حيث قال في المهذب: و وقفه أصح. (فيض القدير 6/ 199)
· و ابن حجر حيث قال في الأمالي: ورجال الموقوف في طرقه كلها أتقن من رجال المرفوع .... وفي الباب عن علي وزيد بن خالد وعائشة وابن عباس وابن عمر وغيرهم بأسانيد ضعيفة (فيض القدير 6/ 199).
كذا هنا و لعله في موضع ذكر الحديث من الأذكار للنووي؛ لكنه في موضع الجملة الثالثة في الدعاء عقب الوضوء صحح رواية يحيى بن كثير المرفوعة عن شعبة و قال في نتائج الأفكار (1/ 246 - طبعة ابن كثير): ((قلت: و هو – يعني يحيى هذا – ثقة من رجال الصحيحين، و كذا من فوقه إلى الصحابي ... فالسند صحيح بلا ريب .. ))
ثم عقب على ترجيح النسائي للوقف بأنه على طريقته في الترجيح بالأكثر و الأحفظ، فلذلك حكم عليه بالخطأ.
أقول: و قال أبو عبيد بعد أن رواه عن هشيم: ((و كان شعبة فيما يروى عنه يزيد في هذا الحديث عن أبي هاشم بهذا الإسناد قوله / من قرأ سورة الكهف كما أنزلت قال: و قرأها أبو مجلز? و كان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة (صالحة) غصبا ? قال: و هي قراءة أبي بن كعب)) (فضائل القرآن ص: 131).
قلت: ففيه أنه اطلع على رواية شعبة و لم يعل بها رواية هشيم، ففي كلٍّ زيادةٌ لا توجد في الأخرى، و هذا يدلُّكَ على أن أبا هاشم حدّث كلاًّ في مجلسٍ غير مجلس الآخر، فأُخِذَ عنه لفظٌ في مجلس – كما في رواية هشيم 0 و آخر في مجلس آخر كما في روايتي شعبة و الثوري -.
و لذا انفرد شعبة و الثوري بجملة (كما أنزلت) و هشيم بجملة (يوم الجمعة) و اختلفا في الباقي اختلاف لفظ لا معنى.
و من نظر في لفظ هشيم و لفظ من خالفه تبين له ما ذكرنا من أنه يستبع وهم هشيم في ما رواه، و أن مجلسه مع أبي هاشم غير مجلس شعبة و الثوري.
و على كلٍّ أيضا، فإن القول بصحة ما زاده هشيم هو الصواب، لأنه حافظٌ، و زيادة الحافظ على الحافظ مقبولة ما لم تدل القرائن على خلاف هذا.
أقول: المراد بالحافظ كابن مهدي و وكيع و شعبة و الثوري وهشيم و غيرهم، فتخطئة أحد الحفاظ بغير برهان لا يجوز الإقدام عليه!!.
و هؤلاء أئمة النقد لما تكلموا على الخلاف في رفعه و وقفه لم يتعرض أحد منهم إلى نقد متنه، مع علمهم بزيادة هشيم و زيادة شعبة، كما نقلنا عن أبي عبيد و كذا البيهقي حيث صرح بخلافات المتن في السنن الكبير و لم ير ذلك من باب الخطأ في الزيادة، فلم يعل زيادة هشيم، و هذا الأصل في الحكم على ما يرويه الثقة.
و قد ورد عن بعض السلف ما يؤيد هذا، حيث يروى عن خالد بن معدان مثل ذلك، لكن لا يحضرني الآن موضعه، و لعلي إن وقفت عليه ألحقته بالبحث.
¥(34/118)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 04 - 02, 07:21 م]ـ
الاخ الفاضل الشيخ خادم ابن تيمية وفقه الله
اثلجت صدري
فبارك الله فيك
ورعاك ربي
وبالمناسبة فان زيادة الحفاظ على الرواة مقبولة عند علماء الشان
قال الدرقطني وزيادة الثقة مقبولة عندنا
وفي العلل
قال ابوزرعة
قال (1/ 317) اذا زاد حافظ على حافظ قبل
ثم ان المسلمين قد اجمعوا على العمل بمقتضى هذا الحديث
ولااعلم احدا ضعف الحديث قبل .................
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 05 - 02, 03:01 ص]ـ
الأخ الفاضل إبراهيم بن شريف وفقه الله
أولا نخبرك بمحبتنا لك في الله ولا زلت أذكر إجتماعنا معك قبل عامين في رمضان على سطح الحرم مع الشيخ حاتم الشريف وتناقشي معك في بعض المسائل
ثانيا
الذي ذهب إلى شذوذ هذه اللفظه عنده دليل على طريقة المحدثين في عدم قبول زيادة الثقة دائما بل على التفصيل
وهذه اللفظة في حديث أبي سعيد تفرد بها هشيم ولم يذكرها شعبة وسفيان (مع قصرها واهميتها) والواحد منهم أحفظ منه فكيف بهم جميعا
وأما قولك (أقول: و قال أبو عبيد بعد أن رواه عن هشيم: ((و كان شعبة فيما يروى عنه يزيد في هذا الحديث عن أبي هاشم بهذا الإسناد قوله / من قرأ سورة الكهف كما أنزلت قال: و قرأها أبو مجلز? و كان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة (صالحة) غصبا ? قال: و هي قراءة أبي بن كعب)) (فضائل القرآن ص: 131).
قلت: ففيه أنه اطلع على رواية شعبة و لم يعل بها رواية هشيم، ففي كلٍّ زيادةٌ لا توجد في الأخرى، و هذا يدلُّكَ على أن أبا هاشم حدّث كلاًّ في مجلسٍ غير مجلس الآخر، فأُخِذَ عنه لفظٌ في مجلس – كما في رواية هشيم 0 و آخر في مجلس آخر كما في روايتي شعبة و الثوري -.
و لذا انفرد شعبة و الثوري بجملة (كما أنزلت) و هشيم بجملة (يوم الجمعة) و اختلفا في الباقي اختلاف لفظ لا معنى.
و من نظر في لفظ هشيم و لفظ من خالفه تبين له ما ذكرنا من أنه يستبع وهم هشيم في ما رواه، و أن مجلسه مع أبي هاشم غير مجلس شعبة و الثوري.
و على كلٍّ أيضا، فإن القول بصحة ما زاده هشيم هو الصواب، لأنه حافظٌ، و زيادة الحافظ على الحافظ مقبولة ما لم تدل القرائن على خلاف هذا.) انتهى
فأبو عبيد يقول (وكان شعبة فيما يروى عنه) فذكرها بصيغة التمريض ولم يذكر اسنادها فكيف نبني عليها الكلام الذي بعدها
فالقول بشذوذ الزيادة في هذه الرواية متوجه على طريقة المحدثين
ولذلك ذكرت فيما سبق فقلت (لعل الأقرب صحة الحديث بقراءة سورة الكهف بدون تحديد يوم الجمعة
فزيادة يوم الجمعة شاذة والله أعلم)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=1087&highlight=%C7%E1%DF%E5%DD
وأنت عقبت بقولك حفظك الله (الأخ الفاضل / عبد الرحمن الفقيه حفظه الله
أولا: بخصوص ما ذكرته من كون جملة (يوم الجمعة) لعلها لا تصح، فهذا ظن، ينبغي أن تنزه عنه الأحاديث الصحيحة المرفوعة أو الموقوفة .. )
فهذا الظن بارك الله فيك كان مبنيا على قرائن من تفرد هشيم بها
والله الموفق.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[04 - 05 - 02, 01:47 م]ـ
بارك الله في شيخنا الفقيه على هذا التوضيح المفيد
و كنت قد كتب بعض الكلمات في الرابط الأول، هذه هي:
بيان شذوذ ذِكْر الجمعة في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
اعلم ــ وفقني الله وإياك ــ أن الحديث لا يصح إلا موقوفاً على أبي سعيد، ولهذا لن أتكلم على تعليل الرفع، فإن مكانه في موضع آخر.
ثم إن مدار الحديث على أبي هاشم عن أبي مِجْلَز عن قيس بن عُبَاد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
وقد رواه عن أبي هاشم ــ ولم يذكروا الجمعة ــ كلٌ من:
شعبة بن الحجاج وسفيان الثوري.
أما رواية شعبة فأخرجها النسائي في ((الكبرى)) (6/ 236).
وأما رواية سفيان فأخرجها النسائي في ((الكبرى)) (6/ 236) وعبد الرزاق في ((المصنّف)) (1/ 186) و (3/ 378) ونُعَيم بن حمّاد في ((الفتن)) (2/ 563 ــ 564) ومن طريقه الحاكم في ((المستدرك)) (1/ 565).
ورواه ـ أيضاً ـ عن أبي هاشم ــ وذكر الجمعة ــ هُشَيْم بن بشير الواسطي، أخرجه الدارمي (2/ 911) وسعيد بن منصور ـ كما في تفسير ابن كثير (3/ 75) ـ والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (4/ 134) من طريق هشيم عن أبي هاشم به.
¥(34/119)
وهشيم هذا وإن كان من الثقات الأثبات إلا أنه قد خالف شعبة وسفيان في أبي هاشم، وهم أحفظ منه وأتقن.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[05 - 05 - 02, 12:22 ص]ـ
الأخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه
أحبكم الله الذي أحببتنا فيه، و نحن نتذكر تلك الأيام المباركة التي جمعتنا في بيت الله الحرام مع ثلة من طلبة العلم و خيارهم، و لقد كانت جلستي مع الشيخ حاتم كل يوم من أيام العشر الأخير من بعد التراويح إلى وقت قيام الليل، و كانت جلسات كليئة بالفوائد العلمية ..
أذكر ذلك و كأنك أردت أن أرسل لك كتابي عن حكم الزيادة في السلام، فإن كان كذلك فاعلم يا أخي أني حريص على ذلك، لكن منعني منه أن أرقام الهواتف مع الأسماء اختلطت علي مع أعيانهم الذين كانت صورهم في مخيلتي، حيث لم أرهم سوى مرة في مجلس مع الشريف ..
و بخصوص زيادة يوم الجمعة، فهو كماأوضحت مفصلا، و القول أن ردها مبني على قواعد المحدثين، فالقواعد هذه غير مطردة، و نحن عندنا أصل، و هو: أن الأصل قبول رواية الثقة الحافظ، و قد نص على هذا جمع من أئمة النقد منهم أبو زرعة و أبو حاتم في العلل، و لهذه المسألة ذيل طويل ..
و لست أرى قبول الزيادة مطلقا، بل هي تدور مع القرائن، لكن الأصل هو الأصل ...
و كون شعبة و سفيان خالفا هشيما في عدم ذكرها فهذا لا يضر هشيما و هو ثقة حافظ، و هما قد زادا عليه كما أنزلت - و هذا مراد أبي عبيد و لكن زاد تفسير شعبة لها - ...
و لا يقال ما زاده الثقتان على الثقة الواحد مقدم، المسألة ليست كذلك، فهل لو خالف هشيم سفيان وحده رددنا الزيادة؟؟
فالمسألة ليست بالعدد فقط، و إن كان من القرائن في قبول الزيادة: كون الزائد أحفظ و أكثر عددا كما نص المتقدمون كثيرا على هذا ..
و الذي ينبغي ان يصار اليه أن رواية هشيم صحيحة و هي غير رواية شعبة و هو زائد عليهما و لفظهما مختلف، و هل يعقل أن يهم في لفظه هذا الحافظ، و لا ينتبه الحفاظ لذلك .. فالذي قبل زياده هشيم لم يرد رواية شعبة و سفيان ..
هذا و كما اسلفت العمل عليها عند السلف و الأئمة.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[06 - 07 - 02, 07:54 م]ـ
هذا هو جواب الشيخ (عبد الله السعد) عندما سئل في هذا [الملتقى]
س8 / ما صحة لفظة (يوم الجمعة) في حديث قراءة سورة الكهف؟
جـ / جاء حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في استحباب قراءة سورة الكهف، وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وقع فيه اختلاف في أمرين:
1 - في رفعه ووقفه، والراجح هو الوقف، لكن مثل هذا ما يقال بالرأي فيكون له حكم الرفع.
2 - أنه وقع اختلاف ما بين هُشيم، وما بين سفيان الثوري وشعبة.
ففي رواية هشيم عن حصين تقييد قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة، هذا في رواية هشيم عن حصين، وأما رواية شعبة والثوري فلم يقيدا قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة وإنما ((من قرأ سورة الكهف أضاء له نور ما بين الجمعتين)) أو كما جاء في الحديث بدون أن يقيد ذلك بيوم الجمعة، ورواية شعبة والثوري أرجح والله أعلم، وذلك لأنهما من كبار الحفاظ، ولاجتماعهما على هذه اللفظة، مع أن هشيم من أثبت الناس في حصين، وهشيم بن بشير لا شك أنه حافظ ومن كبار الحفاظ وأثبت الناس في حصين بن عبد الرحمن السلمي، ولكن اجتماع شعبة والثوري مع جلالة قدرهما ومكانتهما في العلم والحفظ والإتقان فروايتهم أرجح.
لكن لو أن الإنسان قرأ سورة الكهف يوم الجمعة يكون عمل بكلا الروايتين برواية هشيم ورواية شعبة والثوري، لأنه إن كانت رواية شعبة والثوري هي الأرجح فيكون أيضاً عمل باللفظ الذي رواه شعبة والثوري لأن رواية شعبة والثوري كما تقدم بدون أن يقيد هذا بيوم، فمن قرأ سورة الكهف ينطبق عليه الفضل الذي جاء في الحديث، وإن كانت رواية هشيم هي الراجحة يكون أيضاً قد عمل برواية هشيم فقرأها في يوم الجمعة.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 07 - 02, 08:12 م]ـ
رجح كثير من اهل العلم رواية اسرائيل على رواية شعبة والثوري معا في حديث لانكاح الابولي
وهشيم حافظ ثقة ثبت امام من اثبت الناس فيمن روى عنه
وليس في حديثه مخالفة
فالقول بصحة رواية هشيم اقرب الى الصواب والله اعلم
ـ[بو الوليد]ــــــــ[08 - 07 - 02, 12:52 ص]ـ
الشيخ أبو تيمية حفظه الله ..
¥(34/120)
قولك باختلاف المجلس الذي أخذ فيه الحديث شعبة والثوري عن الذي أخذ فيه هشيم فيه نظر، واستدلالك بكلام أبي عبيد ليس فيه دليل أبداً على تعدد المجلس، ثم لو سلمنا بذلك لما كان فيه دليل على تغير ألفاظ أبي هاشم؟؟
(ولم يذكره أحد ممن تكلم على الاختلاف في الحديث)؟؟!!!!!
فالاحتمالات كثيرة والأصل اتفاق الألفاظ من الشيخ حتى تدل الدلائل على اختلافها، كأن يتتابع الرواة على روايتين مختلفتين ولو نسبياً؛ عندها نقول بذلك، ثم لو سلمنا بأن الاختلاف من أبي هاشم؛ لم يمنع ذلك من وصفه بالاضطراب هنا، حيث إنه لا يمكن الجمع بين الروايتين، ولا بد من ترجيح إحداهما على الأخرى.
أما والحالة هذه فقد تفرد هشيم بهذه الزيادة عن شعبة والثوري فنسبة الوهم له أولى، ولا يضره ذلك؛ فليس من حد الثقة ألا يخطئ.
ولذلك إذا أخذنا بحديث هشيم فهذا يعني أننا رددنا حديث شعبة والثوري.
*واجتماع شعبة والثوري على شئ يعطي شبه اليقين بصحته، قال يحيى وابن مهدي: هشيم (في حصين) أثبت من سفيان وشعبة.ا. هـ. (أي إذا انفردا، أما إذا اجتمعا فيقدمان على العدد من الحفاظ)، كما في رواية عن ابن مهدي أنه قال:
هشيم أثبت منهما؛ إلا أن يجتمعا. التهذيب.
فانظر كيف قدمهما في حصين حتى على هشيم الذي هو أثبت الناس فيه.
* ثم إن هشيماً موصوف بالتدليس، فلا يؤمن تدليسه هنا مع مخالفته.
ولو تنزل الخصم معك لقال: رواية هشيم محتملة، والأحكام الشرعية لا تثبت بالاحتمال. والله أعلم.
أرجو من اطلع على خطأ أو له نظر ألا يبخل به، وسيجدني (إن شاء الله) له من الشاكرين.
أسأل الله أن يغفر لنا ولك، وأن يعاملنا بعفوه، وأن يرزقنا اتباع الحق حيث كان وممن كان وأياً كان.
... ولا أنسى أن أشكرك على هذا التخريج، فليس كوني قد خالفتك في مسألة لا أستفيد مما كتبت يداك، بل استفدت كثيراً مع أني قد بحثت الحديث من قبل وكتبت في ذلك شيئاً، إلا أن كثيراً مما ذكرته لم أكن أعرفه!!، وفقك الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 07 - 02, 12:56 ص]ـ
اخي الكريم بو الوليد وفقه الله
تدبر في المثال الذي ضربته لك
وهو حديث لانكاح الا بولي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 07 - 02, 12:58 ص]ـ
وقولك رعاك ربي (ولو تنزل الخصم معك لقال: رواية هشيم محتملة، والأحكام الشرعية لا تثبت بالاحتمال. والله أعلم)
مشكل لدي فهلا وضحته حفظك الله
ـ[بو الوليد]ــــــــ[08 - 07 - 02, 01:10 ص]ـ
أخي الحبيب ابن وهب وفقه الله ..
مثالك واضح وصحيح؟!!
ولكن كما تعلم حكم الأمة على حديث بأنه أخطأ فيه شعبة مثلاً والصواب رواية فلان أو فلان؛؛؛ لا يعني هذا تقديم من ذكر عند كل اختلاف بينهما!!
كما ذكر الإمام أحمد خطأ شعبة في اسم راوٍ قال: وإنما هو كما قال أبو معاوية: حصين بن عقبة.ا. هـ. العلل ومعرفة الرجال (2/ 180).فحكم هنا لأبي معاوية لقرينة عنده!! ربما تكون المتابعة أو غير ذلك.
فهل يعني هذا تقديم أبي معاوية على شعبة دائماً؟؟!!
لا أظنك تقول بهذا، وجزاك الله خيراً على تعقيبك.
ولن نعدم الفائدة منه إن شاء الله.
والسلام عليكم.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[08 - 07 - 02, 01:13 ص]ـ
ما أكثر تواضعك؟؟ يا ابن وهب ..
أقصد أن صحة رواية هشيم محتملة، وليست براجحة.
وهبنا الله وإياك الفردوس الأعلى ...
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 07 - 02, 01:58 ص]ـ
اخي الحبيب وفقك الله ورعاك
المثال الذي ضربته لك
اتفق فيه الثوري وشعبة على ارسال الحديث
ووصله اسرائيل وجماعة لعل اسرائيل اوثقهم
فرجح العلماء رواية اسرائيل لامور
منها
ان اسرائيل من اوثق الناس في ابي اسحاق
ولامور اخرى
واعتمادي على الامر الاول
فانظر رعاك ربي حديث اتفق الثوري وشعبة على ارساله
ومع هذا فان جمع من الائمة رجحوارواية من خالف الثوري وشعبة فيه
فكذا هذا الحديث
رواه شعبة والثوري واتفقا
وخالفهما هشيم
وهشيم من الحفاظ الثقات الاثبات من اوثق الناس فيمن روى عنه
ثم يا اخي ارى والله اعلم ان لا اختلاف
بل رواية هشيم موضحة
فهي زيادة لاتخالف رواية شعبة والثوري
وكثير من العلماء يقبل مثل هذه الزيادات خصوصا ان كان من ثقة حافظ
وسبق ان نقلت لك كلام ابي زرعة وغيره
وفي الصحيحين جملة من هذه الزيادات
هذا ما عندي
وفوق كل ذي علم عليم
والله اعلم بالصواب
¥(34/121)
((وهبنا الله وإياك الفردوس الأعلى ... )
آمين
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[08 - 07 - 02, 03:27 ص]ـ
تأمل معي أخي الفاضل [ابن وهب] هذا الكلام حول المثال الذي ذكرته وهو حديث ((لا نكاح إلا بولي)).
ذلك أن كون بعض الأئمة قد رجح رواية [إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي] عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري.
أقول قد رجّح بعض الأئمة ذلك على رواية شعبة والثوري، و سبب هذا التصرف لا يخلو من أمرين:
1ــ أنه قد تُوبع!.
وأقرب مثال إلى هذا زيادة الإمام مالك في حديث زكاة الفطر (من المسلمين)، فقد كان الإمام أحمد يتهيبها حتى وجد متابع لمالك.
ولهذا قال الحافظ ابن رجب على تصرّف الإمام أحمد هذا: [وهذه الرواية تدلّ على توقفه في زيادة واحد من الثقات ولو كان مثل مالك حتى يتابع على تلك الزيادة، وتدلّ على أن متابعة مثل العُمري لمالك مما يقوي رواية مالك ويزيل الشذوذو والإنكار] ((شرح العلل)) (1/ 420).
وهذا الكلام من هذا الحافظ النقاد متين ورصين.
2 ــ أن [إسرائيل] قد روى هذا الحديث عن جده [أبي إسحاق السبيعي] وهو من أحفظ الناس وأتقن لحديث جدة، بل اعترف شعبة بذلك، فحريّ لهؤلاء الأئمة أن يقدموا روايته على غير.
قال ابن مهدي: [عن عيسى بن يونس: قال لي إسرائيل: كنت أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن].
وسئل الإمام أحمد [من أحب إليك: يونس أو إسرائيل في أبي إسحاق؟ قال: إسرائيل لأنه كان صاحب كتاب].
وقال أبو حاتم: [ثقة صدوق / من أتقن أصحاب أبي إسرائيل].
ووقال عيسى بن يونس: [كان أصحابنا سفيان وشريك، وعدّ أقواماً إذا اختلفوا في حديث أبي إسحاق يجيئون إلى أبي، فيقول: اذهبوا إلى ابني إسرائيل فهو أروى عنه مني، وأتقن لحديثه، هو كان قائد جده].
وقال حجّاج الأعور: [قلنا لشعبة: حدثنا حديث أبي إسحاق قال: سلوا عنها إسرائيل، فإنه أثبت فيها مني].
وقال عبد الرحمن بن مهدي: [إسرائيل في أبي إسحاق أثبت من شعبة والثوري].
فهذه قرينة قوية نُقدم بها حديث إسرائيل على غيره، حتى على رواية شعبة والثوري، فهذا المسألة ليس لها ضابط يضبطها، بل هي تتمشى مع القرائن، فقد نقدم رواية الجمع من الثقات على رواية الثقة الثبت، وقد نعكس كذلك.
أما حديث (يوم الجمعة) فإننا نحتاج إلى داعم قوي لكي نقدم به رواية هُشيم على شعبة وسفيان، أما لكونه ثقة أو ثقة تبت ــ والحالة هذه ــ فلا.
والله تعالى أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 07 - 02, 07:18 ص]ـ
اخي الكريم (راية التوحيد) وفقه الله
مالك امام حجة ثقة
وزيادته اخذه بها المحدثون كافة
والمتابع اقل شانا من مالك
وقول الحافظ ابن رجب لايسلم له
وان سلم له
فان هذا خاص بالامام احمد
وغيره من الائمة لايلتفون الى هذا
وهذا مذهب عسير صعب
لااظن ان ابن رجب نفسه قد سار عليه
وفي قول الحافظ ابي زرعة (اذا زاد حافظ على حافظ قبل)
وهناك امثلة كثيرة
في الصحيحين وغيرهما
ولو اخذ بهذا المذهب الشديد لردت احاديث كثيرة
اخي الكريم
كل متابعات اسرائيل اضعف من غيره
بل حتى ان اسرائيل قد ضعف
حتى في جده
وفي رد ابن التركماني فيما اذكر شيء من مثل هذا
وللموضوع صلة
ـ[بو الوليد]ــــــــ[08 - 07 - 02, 08:53 ص]ـ
أخي الحبيب ابن وهب وهبه الله ووصله ..
أنا على وشك الذهاب ..
وعلى عجل من أمري ..
وكأني بدأت أقتنع بكلامك، وأعدك بأني سوف أزيد التأمل في ذلك.
وأحسن الله إليك.
أخي الحبيب راية التوحيد وفقه الله ..
كلامك صحيح، ولك الشكر الموصول من أخيك ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[08 - 07 - 02, 07:29 م]ـ
أخي الحبيب ابن وهب .. حماه الله ..
عندي نقاط أود أن أعرضها عليك، وأريد قولك فيها، ومن اطلع عليها:
1 - رواية إسرائيل التي ذكرت؛ قد توبع فيها مع أنه مقدم في جده لأنه الملازم له، وله عنه كتاب!!! فهذا مرجح كافٍ لروايته، وأما هشيم في حديثنا هذا فقد تفرد بالزيادة، مع أنه مدلس كما تعرف، والأئمة يعللون الخبر بمثل التدليس إذا استنكروا فيه شيئاً.
2 - زيادة الثقة لا تقبل إذا كانت منافية لأصل الحديث، وكيف تكون منافية، هنا يخلط البعض منا في تفسير هذه العبارة، والذي أراه أن الزيادة التي لا تفيد حكماً زائداً على أصل الحديث هي الزيادة المقبولة التي لا تحتاج إلى متابعة إذا كانت الزيادة من حافظ على حافظ، وأما زيادتنا هنا فإنها منافية حيث إنها تفيد حكماً زائداً على أصل الحديث، لو تؤملت؟!!.
3 - قبولنا لإحدى الروايتين يعني رد الأخرى؛ حيث إنهما متنافيتان، فالأولى تفيد القراءة مطلقاً دون تقييد، والأخرى تفيد القراءة ليلة الجمعة، والعمل بكلتيهما متعذر، ولا أقصد تحصيل الثواب (وهذا معنى كلام الشيخ السعد حفظه الله لا أنه أراد الجمع بين الروايتين؟؟!! كيف وقد صرح بصحة رواية شعبة والثوري!!). والله أعلم.
وإلى اللقاء بمشيئة الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
¥(34/122)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 07 - 02, 04:02 م]ـ
اخي العزيز بو الوليد وفقك الله
قلت (رواية إسرائيل التي ذكرت؛ قد توبع فيها مع أنه مقدم في جده لأنه الملازم له، وله عنه كتاب!!! فهذا مرجح كافٍ لروايته، وأما هشيم في حديثنا هذا فقد تفرد بالزيادة، مع أنه مدلس كما تعرف، والأئمة يعللون الخبر بمثل التدليس إذا استنكروا فيه شيئاً.
الجواب
الخص الاجابة وان شاء ساتي عليها مفصلا
اولا ان اسرائيل قد ضعف مطلقا في رواية
وهناك رواية في تضعيف حديثه عن ابي اسحاق خاصة
فاختصاصه بابي اسخاق وتقوية رواية اسرائيل عن ابي اسحاق بالامر المجتمع عليه
وقد اشرت الى هذا من ذي قبل
الامر الاخر
هل العبرة بزيادة اسرائيل وحده ام بمشاركة غيره له
وهل الترجيح بزيادة اسرائيل ام انها وافقت جماعة
ان رايت في الجماعة فتراهم دون اسرائيل بمراحل وبعضهم قد نسب الى ضعف الحفظ
وكل اولئك ليسوا بحجة على جبلي الحفظ شعبة والثوري
والاصل ان الحكم في مثل هذه الزيادات بالقرائن
والمسالة تحتاج مزيد بحث
فليست رواية اسرائيل تقدم على رواية شعبة والثوري في غير هذا الحديث
والمسالة تحتاج مزيد بحث
واما قولك ان هشيم مدلس
فنعم مدلس
ولكن يا اخي هذا الحديث مما يصعب تدليسه فيه
فهو حديث معروف عن من روى عنه هشيم
قلت حفظك الله
(
زيادة الثقة لا تقبل إذا كانت منافية لأصل الحديث، وكيف تكون منافية، هنا يخلط البعض منا في تفسير هذه العبارة، والذي أراه أن الزيادة التي لا تفيد حكماً زائداً على أصل الحديث هي الزيادة المقبولة التي لا تحتاج إلى متابعة إذا كانت الزيادة من حافظ على حافظ، وأما زيادتنا هنا فإنها منافية حيث إنها تفيد حكماً زائداً على أصل الحديث، لو تؤملت؟!!.)
الجواب
ان هذه مسالة مهمة وطويلة
والكلام عليه يطول
قولك (والذي أراه أن الزيادة التي لا تفيد حكماً زائداً على أصل الحديث هي الزيادة المقبولة التي لا تحتاج إلى متابعة إذا كانت الزيادة من حافظ على حافظ،)
فيه نظر فزيادة مالك فيها زيادة حكم ومع هذا فقد اجمع العلماء على تصحيح رواية مالك
وساتي على المسالة في توضيح المسالة التي اثارها الشيخ
(راية التوحيد)
قلت (قبولنا لإحدى الروايتين يعني رد الأخرى؛ حيث إنهما متنافيتان، فالأولى تفيد القراءة مطلقاً دون تقييد، والأخرى تفيد القراءة ليلة الجمعة، والعمل بكلتيهما متعذر، ولا أقصد تحصيل الثواب (وهذا معنى كلام الشيخ السعد حفظه الله لا أنه أراد الجمع بين الروايتين؟؟!! كيف وقد صرح بصحة رواية شعبة والثوري!!). والله أعلم.)
هذا الكلام مما لايسلم لك
بل اخبرني يا اخي اين المخالفة
واين التناقض
وهل هذا الا من التخصيص
ومما يقوي هذا الحديث عمل الائمة
الشافعي واحمد وغيرهما به
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 07 - 02, 04:22 م]ـ
الاخ الفاضل راية التوحيد وفقه الله
نقلت عن الحافظ ابن رجب قوله في زيادة الثقة
وهذا الكلام في كتاب شرح العلل له
ولكن يا اخي لو قرات اول الكلام واخره
والمتامل في مناهج الائمة يجزم بان ليس من مناهج اهل الحديث
ان الحافظ الامام مثل مالك يحتاج الى متابع
وكلام الامام احمد اتهيب يعني اتردد فلم يكن يجزم بالصحة
وهذا لايعني تضعيف بحال
والرواية الاخرى عنه تخالف هذا
والمتامل في صنيع الائمة يجزم بانه لم يكن من مناهج الائمة
هذه الشدة
وابن رجب لما نقل هذا المذهب عن احمد
قال في ختام البحث (وعن يحيى مثله)
ويحيى معروف انه من المتشددين
ومع هذا فان هناك امثلة على تصحيح يحيى لزيادات بعض الائمة
وخلاصة الكلام في الزيادات ان المرجع في ذلك الى القرائن
حتى ولو كان الزائد واحدا
بشرط ان يكون ثقة حافظ امام
كحال مالك وشعبة والثوري
والمسالة تحتاج بحث اطول من هذا
اكتفي بهذا القدر
فان لزم الامر فاني (ساضرب امثلة على تصحيح الامام احمد لزيادات
من هم دون مالك بدون اعتبار المتابع
والله اعلم
ـ[بو الوليد]ــــــــ[11 - 07 - 02, 04:05 ص]ـ
أخي ابن وهب، وفقك الله لكل خير ..
1 - قلت أنت:
(الخص الاجابة وان شاء (الله) ساتي عليها مفصلا
اولا ان اسرائيل قد ضعف مطلقا في رواية
وهناك رواية في تضعيف حديثه عن ابي اسحاق خاصة
فاختصاصه بابي اسخاق وتقوية رواية اسرائيل عن ابي اسحاق بالامر المجتمع عليه
وقد اشرت الى هذا من ذي قبل)
أقول:
¥(34/123)
ليس كل رواية تستدل بها، بله المعتبر منها فقط.
قال ابن رجب في شرح العلل (وقد رجحت طائفة إسرائيل في أبي إسحاق خاصةً، على الثوري وشعبة، منهم ابن مهدي، وروي عن شعبة أنه كان يقول في أحاديث أبي إسحاق (سلوا عنها إسرائيل فإنه أثبت فيها مني) انتهى. قلت:!!!
ومن الأئمة من أخره مع زهير وزائدة في أبي إسحاق خاصة، وهم الأكثر، ولا يعني هذا تضعيف إسرائيل!! بل المقصود أنه متأخر السماع هو وهؤلاء من أبي إسحاق بالنسبة لشعبة وسفيان.
وما دمت تقول بأن بعضهم ضعف إسرائيل!! فلماذا قبلوا روايته، وردوا رواية شعبة وسفيان؟؟!! إذاً هناك أمر آخر كان سبباً في ترجيح رواية إسرائيل.
وقد صحح الإمام أحمد زيادة مالك (من المسلمين) لما رأى متابعة من هو دون مالك له، كما في روايةٍ عنه. انظر شرح العلل لابن رجب.
مع العلم أن الصحيح تقديم رواية زهير ومن تابعه على رواية إسرائيل، كما فصل ذلك ابن حجر في هدي الساري.
2 - قلت أنت عفا الله عنك:
فيه نظر فزيادة مالك فيها زيادة حكم ومع هذا فقد اجمع العلماء على تصحيح رواية مالك.
أقول: زيادة مالك لم يتفرد بها بل تابعه جمع من الثقات، كما في الفتح، ولذلك قبلها الأئمة، ويدل على أنهم يتوقفون في مثلها عند عدم المتابعة قول الإمام أحمد (كنت أتهيب ... ).
وانظر لذلك شرح ابن رجب للعلل، وتأمله.
3 - قلت غفر الله لك:
(هذا الكلام مما لايسلم لك
بل اخبرني يا اخي اين المخالفة
واين التناقض
وهل هذا الا من التخصيص
ومما يقوي هذا الحديث عمل الائمة
الشافعي واحمد وغيرهما به)
أقول:
ليس هذا من باب التخصيص!!!
وإلا لم يكن بين رواية مالك وغيره اختلاف يضر. أستغرب هذا القول منك!!
وإلا لم يرد الأئمة الزيادة التي في حديث ابن مسعود (الصلاة لأول وقتها) مع أنها على قولك إنما هي تخصيص.!!
وغير ذلك كثير.
ثم لو قلنا أنها تخصيص؛ فالتخصيص زيادة يجب التثبت من صحتها، والتفرد مانع من ذلك.
أرأيت لو أن حديثاً عاماً صحيحاً، روي في معناه حديث آخر يخصصه؛ ألست تنظر في صحته أولاً؟؟!!!!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخوك المحب لك في الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 07 - 02, 03:17 م]ـ
اخي الكريم بو الوليد وفقه الله
اعلق في عجالة
اولا اخي الكريم لم تعلق على ردي على الاخ راية التوحيد
اخي الكريم
راجع شرح العلل لابن رجب واقرا البحث
صفحة 240 بتحقيق صبحي السامرائي
(وقد ذكر الترمذي ان الزيادة ان كانت من حافظ يعتمد على حفظه فانها تقبل يعني وان كان الذي زاد ثقة لايعتمد على حفظه لاتقبل زيادته
وهذا ايضا ظاهر كلام الامام احمد
قال في رواية صالح قد انكر على مالك هذا الحديث يعني زيادته من المسلمين
ومالك اذا انفرد بحديث هو ثقة
وماقال احدا بالراي اثبت منه يعني في الحديث
وقال: في رواية العمري الصغير والجمحي ومالك فذكر احمد ان مالكا
يقبل تفرده وعلل بزيادته في التثبت على غيره
وبانه قد توبع على هذه الزيادة وقد ذكرنا هذه الزيادة ومن تابع مالكا عليها في كتاب الزكاة ولايخرج بالمتابعة عن ان تكون زيادة من بعض الرواة لان عامة اصحاب نافع لم يذكرها
وقال احمد في رواية عنه: كنت اتهيب حديث مالك (من المسلمين)
يعني حتى وجده من حديث العمرين قيل له فمحفوط عندك (من المسلمين)
قال نعم
وهذه الرواية تدل على توقفه في زيادة واحدة من الثقات
ولو كان مثل مالك حتى يتابع على تللك الزيادة
تدل على ان متابعة مثل العمري لمالك مما يقوي رواية القطان ويزيل عن حديثه الشذوذ والانكار
وسياتي فيما بعد عن يحيى القطان نحو ذلك ايضا
وكلام الترمذي هنا يدل على خلاف ذلك وان العبرة برواية مالك وانه لاعبرة بمن تابعه ممن لايعتمد على حفظه)
نقلت النص كاملا
حتى اعلق عليه لاحقا (باذن الله)
لكن امل ان تتامل في النص المنقول
قوله وعن احمد في رواية لم يذكر لنا في رواية من
الاثرم او عبدالله او المروذي الخ
وبمعرفة الرواي يمكننا ان نرجح رواية على رواية
هذا امر
الامر الثاني ان الرواية المنقولة عن احمد ليست صريحة في المذهب الذي اخترته (ااخطاب لاخي بوالوليد وفقه الله)
ولم اخترت هذه الرواية وطرحت روايات احمد السابقة
والاصل الجمع بين الروايات
وايضا النظر في المنهج العملي
والمنهج العملي يبين بجلاء
ان ليس من منهج الامام احمد رد الزيادات من مثل مالك
حتى يتابع عليها من هم دون مالك بمراحل
وللموضوع صلة
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 07 - 02, 04:27 م]ـ
قال ابن رجب (ص 241)
(فالذي يدل عليه كلام الامام احمد في هذا الباب ان زيادة الثقة ل؟ فظة
في حدجيث من بين الثقات ان لم يكن مبرزا في الحفظ والتثبت على غيره ممن لم يذكر الزيادة ولم يتابع عليها فلا يقبل تفرده
وان كان ثقة مبرزا في الحفظ على من لم يذكرها ففيه عنه روايتان
لانه قال مرة في زيادة مالك (من المسلمين) كنت اتهيبه حتى وجدته من حديث العمرين
قال مرة: اذا انفرد مالك بحديث هو ثقة وما قال احد بالراي اثبت منه
وقال في حديث ايوب عن نافع عن ابن عمر المرفوع من حلف فقال ان شاء الله فلا حنث عليه خالفه الناس عبيدالله وغيره فوقفوه
انتهى
ارى والله اعلم
فالروايةالاولى غير صريحة
والصواب في المسالة هو ما ذكره ابن رجب
(وكلام احمد وغيره من الحفاظ يدور على اعتبار قول الاوثق في ذلك والاحفظ ايضا
وقد قال احمد في حديث اسنده حماد بن سلمة اي شيء ينفع وغيره يرسله)
وهذا حكم عام
فمالك اوثق من كل من روى حديث زكاة الفطر
وهكذا
ففي كل رواية يعتبر قول الاوثق والاحفظ
ما لم يخالف الجماعة
فاذا خالف
نظر في القرائن
والله اعلم
¥(34/124)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[06 - 08 - 02, 11:15 م]ـ
وممن أعلَّ زيادة [الجمعة] محدّث مصر الشيخ [محمد عمرو عبد اللطيف] شفاه الله.
قال في كتابه ((تبييض الصحيفة1)) ص/35 الحاشية:
[فرواية هُشيم شاذة كما سأبين في كتابي في ((العلل)) بمشيئة الله]
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[07 - 08 - 02, 02:45 م]ـ
بالامس كنت مع الشيخ عبدالله السعد وقد ذكرت له ان هشيم مختص بحصين فروايته اولى بالترجيح فقال لكن اجتمع سفيان مع شعبه ولو كان واحدا منهما لما ترددت في تقديم هشيم عليه ... أنتهى.
وقد ذكر عبدالرحمان بن مهدى انه اذا اجتمع سفيان وشعبه في حصين فهما مقدمان على هشيم واذا كان واحد منهما فهشيم مقدم عليه.
فلعل الاظهر تقديم سفيان وشعبه على هشيم.
والاستدلال بتقديم اسرائيل لايستقيم لاختلاف حاله مع جده والدليل ان عبدالرحمان بن مهدي الذي قدم اسرائيل في ابو اسحاق على سفيان وشعبه قدمهما على هشيم في حال اجتماعهما .....
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 08 - 02, 05:02 م]ـ
اما انا فاذهب الى قول اخينا ابي تيمية
وفعل الامام احمد يدل عليه
وقد اخذ بهذا الحديث الامام الشافعي واحمد
واستحبوا قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
والله اعلم
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[13 - 08 - 02, 07:03 ص]ـ
الأخ الفاضل [المستمسك بالحق] وفقه الله
قد ذكرتَ هذه العبارة:
[وقد ذكر عبدالرحمان بن مهدى انه اذا اجتمع سفيان وشعبه في حصين فهما مقدمان على هشيم واذا كان واحد منهما فهشيم مقدم عليه.]
فهلاّ أفدتني بمصدرها،، بارك الله فيك؟
ـ[زياد العضيلة]ــــــــ[13 - 08 - 02, 10:58 ص]ـ
اخي الحبيب المعذرة لم انتبه الى الرد الا اليوم .....
اما المصدر تهذيب التهذيب ترجمة هشيم ...
اما اصل العبارة يعنى بالاسناد فلعلي ابحث لك عنه حفظكم الله.
ـ[محمد المباركي]ــــــــ[26 - 09 - 02, 08:29 ص]ـ
فائدة عزيزة
كنت قد خرجت هذا الأثر منذ مدة وبذلت فيه جهدا وحرصا ـ والله يعلم ـ وانتهى بي البحث إلى عدم ثبوت قيد يوم الجمعة، وخلصت إلى عدم مشروعية تخصيص يوم الجمعة بقراءة تلك السورة؛ لعد صحة الدليل ـ وإن قيل بالمشروعية، لكن المسلم لايتعبد لله إلا بدليل صحيح ـ وأن الثابت قراءة تلك السورة مطلقاً.
وأضيف إلى ما أتحفنا به الأشياخ فأقول: إن الامام أحمد ـ رحمه الله ـ يعل رواية هشيم بالتدليس؛ فقد رواه عنه كما في العلل (2/ 251/2153) ثم قال: "لم يسمعه هشيم من أبي هاشم " أ. هـ
إضافة إلى مخالفة هشيم لجبلي الحفظ؛ سفيان وشعبة
وقد قدمهما يحي بن معين على هشيم كما في شرح العلل لابن رجب (1/ 177)
كما أن ما في الصحيح من قراءة آيات من سورة الكهف عند إدراك الدجال يشهد لمعنى هذا الأثر.
والله أعلم وأحكم
كما أود الاشارة ‘إلى وهم حافظ العصر الشيخ الفاضل المحدث "عبدالله السعد " حيث وهم في أن الأثر يرويه هشيم عن شيخه حصين بن عبدالرحمن؛ وليس كذلك، بل إنه يرويه عن أبي هاشم الرماني
وهنا سؤال أود من الأخوة الأفاضل المشاركة في الجواب عنه؛ وهو: هل وردت آثار عن السلف تؤيد العمل بهذا الأثر، فالنفس لا تطمئن إلى مشروعية العمل به، لعدم ثبوت القيد.
فأن آخذ بقول من يرى عد جواز العمل بالضعيف مطلقاً كما هو رأي شيخ الإسلام (الفتاوى 18/ 65) وغيره.
وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا المعصوم في التشريع صلى الله عليه وآله وسلم. (ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين)
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[26 - 09 - 02, 11:38 ص]ـ
الاخ الفاضل محمد المباركي وفقك الله
اعلال الامم أحمد له بأن هشيما لم يسمعه من أبي هاشم وقفت عليه ضمن العلل في سياق ما لم يسمعه هشيم من شيوخه،من ص244 - الى ص284 و هو مبحث مهم غاية الاهمية و ينبغي لكل طالب حديث الوقوف عليه و هذا منذ سنوات لما استقرأت العلل للإمام أحمد و قد علمت عليه لكن أنسيته فذكرني بعض الإخوان بمحله ..
الشاهد: أن مراد أحمد بما قال هو: حديث هشيم في الدعاء عقب الوضوء خاصة و هذا نص روايته، تصريحه به، حيث قال عبد الله سمعت أبي يقول: حدثنا هشيم عن أبي هاشم عن أبي مجلز فذكره.
و قد يقال الحديث واحد، فيقال: قصرُ عبارة أحمد على أن هشيما لم يسمع ما يتعلق بالوضوء هو الأولى لما سيأتي من أن هشيما سمع حديث قراءة الكهف يوم الجمعة.
فهشيم قد صرح بالسماع من أبي هاشم الرماني، في روايات سعيد بن منصور و نعيم بن حماد و أبي النعمان محمد بن الفضل عارم.
و بخصوص زيادة يوم الجمعة فالصواب قبولها، لاختلاف لفظي الحديثين و لأن غيره زاد ما لم يزد كما أسلفنا، مما يشير إلى أن المجلس مختلف، و الأصل أن حديث الثقة مقبول و زيادته مقبولة ما لم يتبين لنا خطؤه، و من تأمل ألفاظ الحديثين تبين له ما ذكرنا.
و بمثل هذا يعلل أحيانا بعض النقاد كما وقفت على عباراتهم في ذلك.
و بخصوص العمل بمقتضاه فقد وقفت على عمل خالد بم معدان بع لكن لا يحضرني الآن محله من الكتب، فلعلي إن وقفت عليه ألحقته بالبحث هنا.
و الله الموفق.
¥(34/125)
ـ[الضاحي]ــــــــ[28 - 09 - 02, 10:46 ص]ـ
الأخ الفاضل: لي تنبيه لطيف حول هذا الأثر
أولاً: الأصل عدم تعدد المجلس
ثانياً: مخرج الأثر واحد، وقد تصرف الرواة في اختصاره: فمثلاً
رواه وكيع عن سفيان عند ابن أبي شيبة (6/ 113/29893 ـحوت) مقتصراً على ذكر الوضوء، وكذا رواه عبدالله ابن المبارك أيضاً في عمل اليم والليلةللنسائي (83) عن سفيان مقتصراً على ذكر الوضوء. كما فعل الامام لأحمد في روايته عن هشيم المعلة.
وكذلك رواه ابن مهدي عن سفيان كما عند النسائي في عمل اليوم والليلة (954) مقتصراً على ذكر سورة الكهف
وقد رواه عبد الرزاق عن سفيان (730) وساق لفظه تاماً بذكر الوضوء وسورة الكهف.
وقد رواه غندر عن شعبة كما في عمل اليوم والليلة (953) مقتصراًعلى ذكر الوضوء.
و رواه يحي بن كثير عن شعبة كما عند الحاكم (1/ 564) وساق لفظه تاماً بذكر الوضوء وسورة الكهف، ووهم في رفعه.
وتابع يحي على رفعه وتمامه عبد الصمد كما في شعب الايمان (3/ 21/2754 ـزغلول)
مع العلم أن جميع من وقفت عليه ممن رواه عن هشيم (وهم:سعيد بن منصور، أبو النعمان، أحمد بن خلف، "نعيم بن حماد، يزيد بن مخلد ووهما في رفعهه ") جميعهم اقتصروا على سورة الكهف، ما عدا الامام أحمد كما مر.
فمثل هذا التصرف يحصل كثيراً عند أهل الحديث، كما أن تقطيع المتن الواحد أمر سائغ عند كثير من أهل الحديث على رأسهم أمير المؤمنين في الحديث الامام البخاري.
وبناء على ذلك يتضح لك يا أخي الفاضل أن المجلس، واحد وأن إيراد الامام أحمد لبعض المتن وإعلاله؛ يعني إعلال رواية هشيم للأثر كاملة،
وهذا أمر واضح وعليه صنيع الأئمة؛ بل أحياناً يكتفى بسياق الاسناد دون المتن وتعل الرواية كما يتضح ذلك لمن طالع علل الدارقطني وعلل ابن أبي حاتم.
كما أود أن أشير إلى أن الإما النسائي ساق الأثر في باب " ما يجير من الدجال " مما يدل على أن هذا الإمام يرى أن قراءة تلك السورة مطلقاً ـ دون تقييدها بزمن ـ ينفع المسلم إن أدرك الدجال ـ كما هي رواية سفيان وشعبة ـ
كما أن النصوص التي ساقها النسائي في الباب ـ وأخرج مسلم بعضها ـ تدل في جملتها على أن قراءة تلك السورة أو بعضها يقي ـ بإذن الله ـ من الدجال.
وبهذا يتضح للمنصف خطأ هشيم وعدم سماعه للأثر وأن الصحيح مااتفق عليه جبلا الحفظ سفيان وشعبة.
وعليه فلايشرع التعبد لله عزوجل بتخصيص قراءة تلك السورة يوم الجمعة لعدم صحة الدليل وثبوت الخطأ فيه من جهتين؛ عملاً برأي شيخ الاسلام كما في الفتاوى (1/ 250) (18/ 65) وهو الصحيح الذي لا مرية فيه، وينظر كلام الشاطبي في الاعتصام (2/ 12 ـ مشهور)
والله من وراء القصد
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[28 - 09 - 02, 02:25 م]ـ
الاخ الفاضل ضاحي وفقكم الله و أحسن إليكم
الحديث سمعه هشيم بلا ريب، صرح بالتحديث في روايات سعيد بن منصور و عارم و نعيم و خطأ نعيم في رفعه كخطأ غيره ممن رفعه عن شعبة و غيره لا يلزم منها تضعيف ما رواه، فالخطأ يقصر على موضعه و لا يتعداه ..
و مع هذا فيكفيك روايتا سعيد بن منصور و عارم ففيهما التصريح بالسماع.
و حملنا لعبارة أحمد على أنه يريد بها حديث الوضوء هو المتعين،لأمرين:
الأول: أن هذا الظاهر من السياق، فقد ساق جملة الوضوء، و لم أجدها عند هشيم مصرحة بالسماع.
و الثاني: جلالة أحمد و أنه ما قال بذلك إلا لانه لم يقف على تصريح بالسماع و هذا يتوافق مع ما ذكر من جملة الوضوء.
و لو سلمنا بأنه يريد الحديث فالواقع بخلافه.لكن الأول أرجحو أظهر.
و بخصوص المجلس فما ذكرتم ليس فيه ما يستدل به على اتحاد المجلس و قد جمعت في هذا مبحثا خاصا في كيفية معرفة اتحاد المجلس من عدمه، لعلي أنزله للإخوان إن تيسر الوقت لصفه، فهو ضمن مباحث في المصطلح و الله الموفق.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[10 - 12 - 04, 11:49 م]ـ
عندي نسخة من بحث مطول لأحد المشايخ الفضلاء في هذه المسألة،وقد مال في نهاية بحثه إلى إعلال زيادة هشيم كما ذكر الشخ عبدالرحمن الفقيه،وكما نقله الإخوة عن الشيخ عبدالله السعد.
وبالتأمل في البحث المشار إليه يظهر لي رجحان شذوذها،وعندي أن مما يقوي القول بذلك ـ غير ما ذكره الشيخ أبو عمر ـ أمران:
1 ـ أن مسلماً روى في صحيحه فضل عشر آيات من سورة الكهف ـ على اختلاف الرواة في أي العشرين هي ـ وعندي أن هذا منه رحمه الله كالإعراض عن حديث الباب برمته.
ـ أن احتمال تدليس هشيم ليس ببعيد،وإن كان هذا الوجه ليس بمحرر عندي حتى الآن؛ذلك أن الطرق التي وقفت عليها عن هشيم في ذكر سورة الكهف معنعة .. ولست ممن يعل بالعنعنة مطلقاً،لكن ثمة قرينة على هذا،وخاصة أن هشيماً من كبار المدلسين.
والله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 12 - 04, 09:51 ص]ـ
شيخنا الحبيب عمر المقبل وفقه الله
قولكم
(أن مسلماً روى في صحيحه فضل عشر آيات من سورة الكهف ـ على اختلاف الرواة في أي العشرين هي ـ وعندي أن هذا منه رحمه الله كالإعراض عن حديث الباب برمت)
كما لايخفى عليكم أن الصواب في حديث الباب هو الوقف
والموقوف ليس على شرط مسلم في كتابه فهو يخرج المرفوعات
فعدم اخراجه لهذا الحديث لاارى فيه دلالة على الاعراض
واخراجه لحديث قراءة الآيات العشر لاأحسب أنه يلزم منه (أو يُفهم) تضعيف حديث قراءة سورة الكهف
والله أعلم بالصواب
¥(34/126)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 - 12 - 04, 10:32 م]ـ
أخي الكريم الشيخ ابن وهب،جزاكم الله خيراً على هذا التنبيه الذي كان عازباً عن الذهن.
هل أفهم من ذلك أنكم لا تعارضون الاحتمال الثاني في كون هشيم يمكن أن يكون دلس هذه الكلمة؟!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 12 - 04, 11:12 م]ـ
شيخنا الحبيب
مازالت في طور البحث
ولكن هنا فائدة
ذكرها الإمام الطحاري - رحمه الله
(وكان من الحجة لهم في ذلك أن الحفاظ ممن روى هذا الحديث عن هشيم لا يذكرون فيه أنه صلى بهم من الغد فممن روى ذلك عن هشيم ولم يذكر فيه هذا يحيى بن حسان وسعيد بن منصور وهو أضبط الناس لألفاظ هشيم وهو الذي ميز للناس ما كان هشيم يدلس به من غيره)
انتهى
الشاهد قوله
(سعيد بن منصور وهو أضبط الناس لألفاظ هشيم وهو الذي ميز للناس ما كان هشيم يدلس به من غيره)
انتهى
(1/ 387) شرح معاني الآثار
باب الإمام يفوته صلاة العيد هل يصليها من الغد أم لا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 12 - 04, 11:28 م]ـ
أنقل نص عبارة الامام الطحاوي
(وكان من الحجة لهم في ذلك أن الحفاظ ممن روى هذا الحديث عن هشيم لا يذكرون فيه أنه صلى بهم من الغد فممن روى ذلك عن هشيم ولم يذكر فيه هذا يحيى بن حسان وسعيد بن منصور وهو أضبط الناس لألفاظ هشيم وهو الذي ميز للناس ما كان هشيم يدلس به من غيره
حدثنا صالح بن عبد الرحمن قال ثنا سعيد بن منصور قال ثنا هشيم قال أنا أبو بشر عن أبى عمير بن أنس قال أخبرني عمومتى من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا أغمى علينا هلال شوال فأصبحنا صياما فجاء ركب من آخر النهار فشهدوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم رأوا الهلال بالأمس فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفطروا من يومهم ثم ليخرجوا لعيدهم من الغد الى مصلاهم
حدثنا سليمان بن شعيب قال ثنا يحيى بن حسان قال ثنا هشيم عن أبى بشر فذكر بإسناده مثله فهذا هو أصل هذا الحديث لا كما رواه عبد الله بن صالح ... )
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 - 12 - 04, 11:33 م]ـ
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ .. فائدة قيمة .. جزاكم الله خيراً.
لكن هل وافق الطحاوي على هذه الكلمة أحدٌ من الحفاظ كالإمام أحمد الذي هو من أعلم الناس بحديثه،أو غيره من الحفاظ؟!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 12 - 04, 11:42 م]ـ
شيخنا الحبيب
(لكن هل وافق الطحاوي على هذه الكلمة أحدٌ من الحفاظ كالإمام أحمد الذي هو من أعلم الناس بحديثه،أو غيره من الحفاظ؟!)
لاأعلم
ولكن الطحاوي- رحمه الله كثيرا ما يأخذ كلام أئمة العلل ويسطره في كتابه
فأحيانا يكون ما قاله (هو نقل لعبارة أحد الأئمة) دون أن يشير اليه
وفي كتاب مشكل الاثار شيء كثير من هذا
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 12 - 04, 11:50 م]ـ
مثال ذلك نفيه سماع زيد بن أسلم من ابن عمر
وقد شنع عليه قوم ولكن الطحاوي قد سبق الى هذا
ينظر نكت ابن حجر على تحفة الاشراف
اكتب هذا من الذاكرة
ولهذا أمثلة
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 - 12 - 04, 11:52 م]ـ
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ .. فائدة قيمة أيضاً .. جزاكم الله خيراً ..
والذي دعاني إلى هذا التثبت هو أن الإمام الطحاوي ـ رحمه الله ـ مع إمامته وجلالته في فنه إلا أن أثر الانتساب إلى المذهب بادٍ على طريقة تناوله للمسائل،وهذا ظاهر جداً في كتابه: معاني الآثار ... والله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 12 - 04, 12:04 ص]ـ
نعم شيخنا
الطحاوي- رحمه الله يظهر العلة لما ينتصر لمذهبه
وكلامي لايعني أن كل ماذكره الطحاوي هو من كلام الأئمة
بل بعض ذلك من الطحاوي - رحمه الله يدفع بها حجج خصومه
ولذلك أمثلة
ولكن لذلك موضع آخر
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[12 - 12 - 04, 08:37 ص]ـ
أخي في الله الشيخ المفيد ابن وهب
جزاك الله خيرا على هذا النقل القيّم، و أنت - كما عهدناك من خلال الملتقى - الرجل الخرِّيت بكتب الطحاوي خاصة و الحنفية عامة.
و هذه الفائدة تدل على صحة ما حررناه أول المشاركة.
و المشاركة قديمة في الملتقى، مر عليها ما يزيد عن سنتين و نصف.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 12 - 04, 04:24 م]ـ
شيخنا الحبيب
غفر الله لك
عنايتي بكتب الطحاوي لاني أحب الكتب التي تجمع بين الفقه والحديث التي صنفت في طبقة متقدمة كطبقة الطحاوي
فانا معجب بكلام اسماعيل القاضي ولكني ابحث عن كتبه
المختصرات لاتنفع لابد من الأصول
اسماعيل القاضي فقيه مالكي امام يجمع بين معرفة الفقه والحديث والعلل
فكتبه -ان وجدت -تعتبر من أفضل الكتب
وكذا الطحاوي- وان كان دون اسماعيل القاضي في معرفة العلل لان اسماعيل درس على علي بن المديني - فهو فقيه يمثل مدرسة أهل العراق
-ولو كنت وقفت على كتب اسماعيل القاضي لكان اهتمامي بكتبه أكثر
لانه يمثل فقه أهل المدينة وفقه البصريين بالاضافة الى معرفته بالعلل فهو خريج مدرسة علي بن المديني
وجزاكم الله خيرا
¥(34/127)
ـ[ابو عاصم المصري]ــــــــ[12 - 12 - 04, 06:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة والمشايخ الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقيقة أني كنت قد بحثت في أحاديث فضل سورة الكهف فأحببت أن أعرض عليكم بعض ما كتبته رجاء ألا تبخلوا علي بتعليقاتكم وتوجيهاتكم و جزاكم الله خيراً.
أحاديث فضل سورة الكهف:
الحديث الأول:
وهو حديث أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال".
ومدار هذا الحديث على رواية قتادة عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي الدرداء.
ورواه عن قتادة:
1 - هشام الدستوائي:
رواه مسلم (باب فضل سورة الكهف و آية الكرسي برقم 809) والترمذي (في باب فضل سورة الكهف برقم 2886) من طريق معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة، إلا أنه في رواية مسلم قال" من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال، وفي رواية الترمذي قال" من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال".
2 - سعيد بن أبي عروبة:
رواه الإمام أحمد في مسنده (برقم 27580) من طريق روح بن عبادة القيسي
، و المحاملي في أماليه (برقم356) من طريق عمرو بن حمران البصري بلفظ" من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال، وابن حبان في صحيحه (باب ذكر الاعتصام من الدجال برقم 785) من طريق يزيد بن زريع بلفظ" من قرأ عشر آيات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال" جمعيهم عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة.
ويزيد وروح ممن سمعا من سعيد قبل الاختلاط ولا تعارض بين روايتيهما بل
يمكن حمل رواية يزيد على رواية روح.
3 - همام بن يحيى:
رواه مسلم في صحيحه (باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي برقم 809) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والإمام أحمد في مسنده (برقم 21760) و البيهقي في الصغرى (باب تخصيص سورة الكهف بالذكر برقم 1008) كليهما من طريق يزيد بن هارون، ورواه الإمام أحمد في مسنده أيضا (برقم 27582) و النسائي في عمل اليوم والليلة (برقم 951) من طريق عفان بن مسلم بلفظ" من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال"، ورواه الإمام أحمد كذلك في المسند (برقم27582) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث ولكنه قال فيه" من حفظ عشر آيات من سورة الكهف ... " جمعيهم (عبد الرحمن و يزيد وعفان وعبد الصمد) عن همام بن يحيى عن قتادة.
4 - شيبان النحوي في تفسيره:
رواه الإمام أحمد في مسنده (برقم 27581) من طريق حسين بن محمد بن بهرام التميمي عن شيبان بلفظ" من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال".
5 - معمر بن راشد:
رواه عبد الرزاق في مصنفه (برقم 6022) عن معمر عن قتادة موقوفاً عليه بلفظ" من قرأ عشر آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال ومن قرأ آخرها أو قال قرأها إلى آخرها كانت له نورا من قرنه إلى قدمه".
ورواية معمر عن قتادة منكرة لأنه جلس إلى قتادة وهو صغير كما ذكر ابن معين في رواية الدوري عنه (تاريخ بن معين برواية الدوري برقم 3913) " سمعت يحيى يقول قال معمر جلست إلى قتادة وأنا صغير". كذلك فقد خالف معمر بقية الرواة عن قتادة في الشطر الثاني من الحديث وليس بالمحفوظ عن قتادة، وقد ذكر الدوري عن ابن معين (تاريخ ابن معين برواية الدوري برقم 4041) قال" سمعت يحيى يقول شيبان بن عبد الرحمن أحب إلي من معمر في قتادة"، ونقل ذلك أيضاً الآجري عن أبي داود (سؤالات أبي عبيد الآجري برقم 372) قال" قيل لأبي داود شيبان أحب إليك في قتادة من معمر قال نعم"، فما بالك بالثقات من أصحاب قتادة كهشام وسعيد وشعبة.
6 - شعبة بن الحجاج:
واُختلف فيه على شعبة:
- فرواه مسلم في صحيحه (باب فضل سورة الكهف وآية الكرسي برقم 809) وابن حبان في صحيحه (في باب بيان بأن الآي التي يعتصم المرء بقراءتها من الدجال هي آخر سورة الكهف برقم 786) والإمام أحمد في مسنده (برقم 27556) بلفظ" من قرأ عشر آيات من آخر الكهف عصم من الدجال"، وقال مسلم في روايته"من حفظ"،وكذلك رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (برقم 949) بلفظ" من قرأ عشر آيات من الكهف عصم من فتنة الدجال" جمعيهم من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن قتادة.
وخالفهم الترمذي فرواه في سننه (فضل سورة الكهف برقم 2886) من طريق محمد بن جعفر عن شعبة عن قتادة بلفظ" من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال".
¥(34/128)
- ورواه الإمام أحمد في المسند (برقم 27556) والنسائي في عمل اليوم والليلة
(برقم950) وعثمان بن سعيد المقرئ في السنن الواردة في الفتن (برقم 657) من طريق حجاج بن محمد عن شعبة عن قتادة بلفظ" من قرأ العشر الأواخر من الكهف عصم من فتنة الدجال".
- و ذكر ابن حبان هذا الحديث في كتابه الثقات في ترجمة عبد الملك بن عبد الحكم (برقم 14025) وأورد له هذا الحديث عن شعبة بلفظ" من قرأ آخر سورة الكهف كان له عصمة من الدجال".
-خالد بن الحارث: رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (برقم 948) من طريق محمد بن عبد الأعلى عن خالد بلفظ" من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف فإنه عصمة له من الدجال"، ولكنه جعله في مسند ثوبان.
-آدم بن أبي إياس: رواه الروياني في مسنده (برقم 613) من طريق أبي سلمة المدني يحيى بن المغيرة بن إسماعيل عن آدم بن إياس بلفظ" من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف كانت له عصمة من الدجال" ولكنه جعله أيضاً في مسند ثوبان.
وهنا يظهر أن الاختلاف على شعبة من وجهين:
1 - هل الحديث في مسند أبي الدرداء أم في مسند ثُوبان؟
الظاهر والله أعلم أن شعبة أخطأ في هذا الحديث و أن الحديث من مسند أبي الدرداء و ذلك للأسباب الآتية:
أولاً: أن شعبة في هذه الرواية خالف الأثبات من أصحاب قتادة الذين رووا الحديث وجعلوه في مسند أبي الدرداء كسعيد بن أبي عروبة و هشام الدستوائي وهما من أثبت أصحاب قتادة كما ذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (برقم 276) " قال قلت لأبي زرعة سعيد بن أبى عروبة أحفظ أو أبان العطار فقال سعيد أحفظ واثبت أصحاب قتادة هشام وسعيد"،وقال كذلك"أخبرنا محمد بن سعيد المقرى الرازي قال سمعت عبد الرحمن يعنى بن الحكم بن بشير يذكر عن أبى داود قال كان سعيد بن أبى عروبة أحفظ أصحاب قتادة وسعيد من أحفظ الناس لحديث قتادة"، وذكر ابن معين كما في رواية الدوري عنه (برقم3992) " سمعت يحيى يقول قال يحيى بن سعيد القطان إذا سمعت من هشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة وشعبة لا تبال من أيهم سمعت كلهم ثقة"، وذكر ابن رجب في شرح علل الترمذي (ص 362) " قال عثمان بن سعيد هشام في قتادة أكبر من شعبة".
وقد نقل ابن رجب عن البرديجي قوله" أحاديث شعبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كلها صحاح، وكذلك سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي، إذا اتفق هؤلاء الثلاثة على الحديث فهو صحيح، وإذا اختلفوا في حديث واحد فإن القول فيه قول رجلين من الثلاثة، فإذا اختلف الثلاثة توقف عن الحديث، وإن انفرد واحد من الثلاثة في حديث نظر فيه، فإن كان لا يعرف متن الحديث إلا من طريق الذي رواه – كان منكراً" (شرح علل الترمذي لإبن رجب ص 364).
وهذا الحديث رواه عن سعيد بن أبي عروبة يزيد بن زريع وهو من أثبت أصحاب سعيد كما ذكر ذلك الإمام أحمد، ففي العلل ومعرفة الرجال (برقم2581) يقول"كان يزيد بن زريع يحفظ أصناف سعيد بن أبي عروبة"، وقال أيضاً لما سئل عن تفسير قتادة " قال إن كتبته عن يزيد بن زريع عن سعيد فلا تبالي أن لا تكتب أحد"، (سؤالات أبي داود برقم 532)، ونقل مثل هذا عن يحيى بن معين وأبي داود وغيرهم والمعروف كذلك أن يزيد سمع من سعيد قبل الاختلاط.
ورواه كذلك عن سعيد روح بن عبادة وقد سمع منه قبل الاختلاط أيضاً كما ذكر ذلك أبو داود فقال" فقال سماعه قبل الهزيمة كذا قال روح" (سؤالات الآجري برقم 264)، وهذا يدل على ثبوت الحديث عن سعيد.
أما رواية هشام فجاءت من طريق ابنه معاذ وقد قال فيه ابن معين"معاذ بن هشام صدوق ليس بحجة" (تاريخ ابن معين برواية الدوري برقم 4284)، ولكن روايته عن أبيه صالحة كما ذكر ابن عدي"و لمعاذ عن أبيه عن قتادة حديث كثير وله أبيه أحاديث صالحة وهو ربما يغلط في الشيء وأرجو أنه صدوق" (تهذيب التهذيب الجزء العاشر برقم 370)، ورواية معاذ بن هشام عن أبيه مخرجة في الصحيحين.
¥(34/129)
ثانياً: أن خالد بن الحارث روى الحديث عن شعبة وجعله في مسند ثوبان وخالد من أثبت الناس في شعبة، فقد ذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (برقم1460) "حدثنا عبد الرحمن أخبرنا صالح بن أحمد بن حنبل أخبرنا علي يعني بن المديني قال ذكرت ليحيى بن سعيد أصحاب شعبة فقال كان عامتهم يمليها عليهم رجل إلا خالد ومعاذ فانا كنا إذا قمنا من ثم شعبة جلس خالد ناحية ومعاذ ناحية فكتب كل واحد بحفظه" وقال كذلك"حدثني أبي أخبرنا معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله الدمشقي قال قلت ليحيى بن معين من أثبت شيوخ البصريين قال خالد بن الحارث مع جماعة سماهم" وقال كذلك" أخبرنا أبو بكر الأسدي قال سمعت احمد بن حنبل يقول خالد بن الحارث إليه المنتهى في التثبيت بالبصرة"، وذكر الحافظ في التهذيب (برقم 155) " وقال المروزي عن أحمد كان خالد بن الحارث يجيء بالحديث كما يسمع" وهذا يشير إلى أنه سمعه من شعبة هكذا.
ثالثاًً: أن خالد بن الحارث لم ينفرد بهذه الرواية بل تابعه عليها آدم بن أبي إياس وهو من المتثبتين في حديث شعبة كما ذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (برقم 970) عن أبيه عن آدم قوله" كنت سريع الخط وكنت اكتب وكان الناس يأخذون من عندي، وقدم شعبة بغداد فحدث فيها أربعين مجلسا في كل مجلس مائة حديث فحضرت أنا منها عشرين مجلسا سمعت ألفى حديث و فاتني عشرون مجلسا"، وذكر الحافظ في التهذيب (برقم 368) " وقال أحمد كان مكينا عند شعبة وقال أحمد كان من الستة أو السبعة الذين يضبطون الحديث عند شعبة".
إذاً لا نستطيع أن نقول أن الوهم من الراوي عن شعبة وذلك لأن توهيم رجلين أمراً يصعب تصوره خاصة وهما من الضابطين لحديث شعبة.
2 - الحفظ من أول السورة أم من آخرها؟
اختلفت روايات الحديث في ذكر الحفظ على ثلاث روايات:
- الحفظ من أول السورة وهذا رواه سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي وهمام بن يحيى و شيبان النحوي جمعيهم عن قتادة.
- من ذكر الحفظ ولم يقيده بأول السورة أو بآخرها وهم سعيد بن أبي عروبة في رواية يزيد بن زريع عنه (صحيح بن حبان برقم 785) وشعبة في رواية عمرو بن علي عن محمد بن جعفر عنه (النسائي في عمل اليوم والليلة برقم 949) و همام بن يحيى في رواية عبد الصمد بن عبد الوارث عنه (مسند الإمام أحمد برقم27582).
- من قيد الحفظ بالعشر الأواخر وهي المذكورة في رواية شعبة عن قتادة.
الرواية التي لم يُذكر فيها تقييد الحفظ بأول السورة أو آخرها يمكن حملها على أحد الروايتين الأخريين، ويبقى أن نعرف هل الحفظ من أول السورة أم من آخرها؟
كل الرواة عن قتادة قيدوا الحفظ من أول السورة عدا شعبة فقي روايته عن قتادة قيد الحفظ بآخر السورة.
والراجح والله أعلم أن الحفظ يكون من أول السورة للآتي:
- أن كل الرواة عن قتادة-عدا شعبة- ذكروا هذا وفيهم أثبت أصحاب قتادة وهم سعيد وهشام، وقد ذكرنا قبل ذلك أنهم إذا اجتمعوا على رواية وخالفهم شعبة ترجحت روايتهم (راجع كلام البرديجي في شرح علل الترمذي لإبن رجب ص 364).
- كذلك فإن شعبة وهو الذي ذكر رواية الحفظ من آخر السورة، خرج الترمذي حديثه من طريق محمد بن بشار عن محمد بن جعفر عن شعبة عن قتادة بلفظ" من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال" وهو نفس السند الذي خرج بن مسلم رواية محمد بن جعفر عن شعبة عن قتادة و قال فيها" قال شعبة من آخر الكهف"، وفي هذا إشارة إلى أن شعبة روى الحديث على الوجهين.
والمعروف أن مسلم يرتب الأحاديث حسب درجتها كما ذكر ذلك في مقدمة صحيحه و قد أورد رواية شعبة كمتابعة لرواية هشام الدستوائي مما يشعر أنها الأصح عنده وأن الراجح هو الحفظ من أول الكهف والله أعلم.
تنبيه:
1 - روى الدارمي في سننه (برقم 3405) هذا الحديث عن خالد بن معدان موقوفاً عليه بلفظ" من قرأ عشر آيات من الكهف لم يخف الدجال".
¥(34/130)
2 - ذكر الخطيب في تاريخ بغداد (برقم 145) في ترجمة محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف أبو بكر الوراق يعرف بابن زريق قال"حدث عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي وغيره، حدثنا عنه محمد بن عمر بن بكير النجاد ولم يحدثنا عنه أحد غيره، أخبرنا بن بكير قال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف المعروف بابن زريق قال أخبرنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول التنوخي قال أخبرنا جدي قال أخبرنا أبي قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن ثوبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال"، ثم قال بعدها "بلغني أن بن زريق هذا كان حافظا فهما وليس بمشهور عندنا لأنه تغرب وأقام ببلاد خراسان مدة طويلة ثم استوطن أذربيجان وأظنه مات بها".
الحديث الثاني:
وهو حديث أبي سعيد الخدري "من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا يوم القيامة".
ومدار هذا الحديث على رواية أبي هاشم الرماني الواسطي يحيى بن دينار عن أبي مجلز البصري عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري.
ورواه عن أبي هاشم:
1 - شعبة بن الحجاج:
واختلف فيه على شعبة، فرواه النسائي في السنن الكبرى (برقم 10788) و الحاكم في مستدركه (برقم 2072) و البيهقي في شعب الإيمان (برقم 2446) و الطبراني في الأوسط (برقم 1455) من طريق يحيى بن كثير عن شعبة عن أبي هاشم مرفوعاً بلفظ "من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يسلط عليه ومن توضأ ثم قال سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة" واختصره النسائي فذكره بلفظ" من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا من مقامه إلى مكة ومن قرأ بعشر آيات من آخرها فخرج الدجال لم يسلط عليه.
ورواه البيهقي في شعب الإيمان (برقم 2754) من طريق عبد الرحمن بن أبي البختري عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن شعبة عن أبي هاشم مرفوعاً بلفظ " من قرأ سورة الكهف كما أنزلت رفع له نور من حيث قرأها الى مكة ومن قال إذا توضأ سبحانك اللهم و بحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك طبع بطابع ثم جعلت تحت العرش حتى يؤتى بصاحبها يوم القيامة".
وكذلك ذكره الحافظ في التلخيص الحبير (الجزء الأول ص 102) فقال" ورواه أبو إسحاق المزكي في الجزء الثاني تخريج الدارقطني له من طريق روح بن القاسم عن شعبة وقال تفرد به عيسى بن شعيب عن روح بن القاسم"،
وخالفهم محمد بن جعفر فرواه عن شعبة عن أبي هاشم عن أبي مجلز البصري عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري موقوفاً عليه، وهو عند النسائي في الكبرى (برقم 10789) وكذلك رواه معاذ بن معاذ العنبري عن شعبة ولم يرفعه وهو عند البيهقي في شعب الإيمان (برقم 2754).
ويظهر من هذا أن الراجح في رواية شعبة الوقف وليس الرفع وذلك لأمور:
- أن الذي روى عن شعبة الحديث موقوفاً هم محمد بن جعفر ومعاذ بن معاذ العنبري وهما من أثبت الناس في شعبة كما ذكر ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (برقم 1223) "أخبرنا احمد بن منصور بن راشد المروزي قال سمعت سلمة بن سليمان يقول قال عبد الله يعنى بن المبارك إذا اختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر حكما فيما بينهم"، وقال كذلك"أخبرنا صالح بن احمد بن محمد بن حنبل أخبرنا على يعنى بن المديني قال قلت ليحيى يعنى بن سعيد القطان أصحاب شعبة قال كان عامتهم يمليها عليهم رجل إلا معاذ بن معاذ وخالد بن الحارث فإنا كنا إذا قمنا من عند شعبة جلس معاذ ناحية وخالد ناحية فكتب كل واحد منهما بحفظه" وقال كذلك عن معاذ"أخبرنا محمد بن إبراهيم بن شعيب أخبرنا عمرو بن على مثله وزاد فيه ما بالبصرة ولا بالكوفة ولا بالحجاز أحد اثبت من معاذ بن معاذ وكان شعبة يحلف أن لا يحدث فيستثنى معاذا وخالدا" (الجرح والتعديل برقم 1132).
- أن يحيى بن كثير روى الحديث عن شعبة ورفعه وخالف الأثبات من أصحاب شعبة، وقد تابع يحيى على ذلك:
¥(34/131)
1 - عبد الصمد بن عبد الوارث عند البيهقي في الشعب وعبد الصمد قال فيه علي بن المديني كما ذكر الحافظ في التهذيب (الجزء السادس برقم623) " ثبت في شعبة" ولكن في السند إليه عبد الرحمن بن أبي البختري وهو عبد الرحمن بن زبان ذكره الخطيب في تاريخ بغداد (برقم 5382) ولم يذكر حاله و لم أقف له على ترجمة فيما بين يدي من المصادر، كذلك فإن الإمام أحمد خالفه فروى الحديث عن عبد الصمد في المسند (برقم27582) بلفظ"من قرأ عشر آيات من سورة الكهف عُصم من الدجال" وجعله عن عبد الصمد عن همام عن قتادة.
2 - روح بن القاسم ولكن الحديث تفرد به عيسى بن شعيب عنه كما ذكر الحافظ في التلخيص (الجزء الأول ص 102) وعيسى ذكره ابن حبان في كتابه (المجروحين رقم 707) وقال فيه" كان ممن يخطئ حتى فحش خطؤه فلما غلب الأوهام على حديثه استحق الترك"، و قال فيه الحافظ في التهذيب (الجزء الثامن برقم396) " قال البخاري قال عمرو بن علي ثنا عيسى بن شعيب بصري صدوق"، وعلى أي حال فقد انفرد بهذه الرواية ولم يتابع عليها.
و قد ذكر الطبراني في الأوسط أنه لم يرو هذا الحديث مرفوعا عن شعبة إلا يحيى بن كثير (فيبدو أنه يشير إلى ضعف متابعة عبد الوارث وروح والله أعلم).
- وقد رجح بعض العلماء الرواية الموقوفة مثل النسائي و الدارقطني (انظر التلخيص الحبير الجزء الأول ص 102).
تنبيه:
وقع في رواية الحاكم في المستدرك (برقم 2072) قال"أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عثمان المقري ببغداد ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد – الرقاشي- ثنا يحيى بن كثير ثنا شعبة عن أبي هاشم عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يسلط عليه ومن توضأ ثم قال سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة" فسقط أبو مجلز البصري من الإسناد وهذا خطأ لأن كل الرواة الذين رووا الحديث ذكروا أبا مجلز في إسناده والوهم هنا- والله أعلم- من أبي قلابة لأنه كثير الخطأ، كما ذكر الحافظ في التقريب (برقم 4210) "صدوق يخطئ تغير حفظه لما سكن بغداد"،وذكر ابن رجب في شرح علل الترمذي (ص 402) " كان ابن خزيمة يقول:ثنا أبو قلابة بالبصرة قبل أن يختلط ويخرج إلى بغداد، قلت: وهو مع هذا كثير الوهم قبل اختلاطه أيضاً".
2 - سفيان الثوري:
رواه النسائي في السنن الكبرى (برقم10790) والحاكم في مستدركه برقم (2073 و 8652) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ورواه عبد الرزاق في مصنفه (برقم 730 و 6023) من طريق عبد الرزاق نفسه و رواه نُعيم بن حماد في الفتن (برقم 1579) من طريق وكيع،جمعيهم (عبد الرحمن وعبد الرزاق و وكيع) عن سفيان عن أبي هاشم الرماني الواسطي يحيى بن دينار عن أبي مجلز البصري عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري موقوفاً بلفظ" من قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم أدرك الدجال لم يسلط عليه أو لم يكن له عليه سبيل ومن قرأ سورة الكهف كان له نورا من حيث قرأها ما بينه وبين مكة"، ورواه عبد الرزاق بلفظ"من توضأ ثم فرغ من وضوئه فقال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا الله أستغفرك وأتوب إليك ختم عليها بخاتم ثم وضعت تحت العرش فلم تكسر إلى يوم القيامة ومن قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم أدرك الدجال لم يسلط عليه ولم يكن له عليه سبيل ورفع له نور من حيث يقرأها إلى مكة".
ورواه البيهقي في شعب الإيمان (برقم 3038) من طريق قُبيصة بن عقبة بلفظ" من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة فأدرك الدجال لم يسلط عليه أو قال ومن قرأ خاتمة سورة الكهف أضاء له نورا من حيث كان بينه وبين مكة"، فزاد فيه لفظ "يوم الجمعة" وهذه اللفظة منكرة للآتي:
¥(34/132)
1 - أنه لم يرويها عن سفيان إلا قبيصة بن عقبة ورغم كونه من الثقات الأثبات إلا أن حديثه عن سفيان الثوري مُتكلم فيه وقد ضعف يحيى بن معين حديثه عن الثوري خاصة، كما روى ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (برقم 722) " اخبرنا أبو بكر بن أبى خيثمة فيما كتب إلي قال سئل يحيى بن معين عن حديث قبيصة فقال ثقة إلا في حديث الثوري ليس بذلك القوى" وقال الحافظ في التهذيب (الجزء الثامن برقم631) " فقال أبو عبد الله-أي أحمد- كان كثير الغلط قلت-أي حنبل- فغير هذا قال كان صغيرا لا يضبط، وقال بن أبي خيثمة عن بن معين قبيصة ثقة في كل شيء إلا في حديث سفيان فإنه سمع منه وهو صغير".
2 - أنه خالف الأثبات من أصحاب الثوري كوكيع وعبد الرحمن بن مهدي الذين رووا هذا الحديث ولم يذكروا هذه اللفظة.
وقد ذكر ابن رجب في شرح علل الترمذي (ص 381) " قال ابن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين وسئل عن أصحاب الثوري أيهم أثبت؟ قال: هم خمسة: يحيى بن سعيد، و وكيع بن الجراح، وعبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو نعيم الفضل بن دكين.
فأما الفريابي، و أبو حذيفة، و قبيصة، وعبيد الله، وأبو أحمد الزبيري، وعبد الرزاق، وطبقتهم فهم كلهم في سفيان بعضهم قريب من بعض وهو ثقات كلهم دون أولئك في الضبط والمعرفة".
3 - هشيم بن بشير:
واُختلف فيه على هشيم:
- فرواه سعيد بن منصور في سننه (تفسير بن كثير الجزء 3 ص 71)، و البيهقي في شعب الإيمان (برقم 3039) من طريق يزيد بن مخلد، و الخطيب في تاريخ بغداد (برقم1812) من طريق أحمد بن خلف البغدادي جمعيهم (سعيد و يزيد بن مخلد و أحمد بن خلف) عن هشيم عن أبي هاشم الرماني الواسطي عن أبي مجلز البصري عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري موقوفاً بلفظ" من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق".
وخالفهم أبو النعمان محمد بن الفضل المعروف بعارم، فرواه الدارمي في سننه (برقم3407) من طريقه عن هشيم عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري موقوفاً بلفظ" من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق" فذكر "ليلة الجمعة" بدلاً من "يوم الجمعة".
والظاهر- والله أعلم- أن المحفوظ هو "يوم الجمعة" لأن سعيد بن منصور الذي روى هذا اللفظ أثبت من محمد بن الفضل، كذلك فقد تابعه يزيد بن مخلد وأحمد بن خلف.
- ورواه الحاكم في مستدركه (برقم 3392) ومن طريقه خرجه البيهقي في السنن الكبرى (برقم5792) وفي السنن الصغري (برقم 635) من طريق نُعيم بن حماد عن هشيم عن أبي هاشم الرماني الواسطي عن أبي مجلز البصري عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ" من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين"، فخالف الذين رووا هذا الحديث عن هشيم من وجهين:
1 - رفع الحديث وهم وقفوه.
2 - خالفهم في لفظ الحديث فقال" من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين" وقالوا " من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق".
ونعيم بن حماد ثقة إلا أن روايته مُتكلم فيها وعنده مناكير (راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء وميزان الاعتدال) وقد خالف من هو أوثق منه وأكثر عدداً و على هذا فالراجح في رواية هشيم لهذا الحديث أنه موقوف وأن القراءة تكون يوم الجمعة والنور يكون فيما بينه وبين البيت العتيق والله أعلم.
ومن هذا يتضح أن الرواية الثابتة عن هشيم توافق رواية شعبة وسفيان في لفظ الحديث "من قرأ سورة الكهف كان له نورا من حيث قرأها ما بينه وبين مكة"، ولكنها تخالفها في زيادة "يوم الجمعة".
وهشيم ثقة ثبت ولكن خالف هنا ثقتين اجتمعت روايتهما، وقد ذكر الحافظ في التهذيب (الجزء الحادي عشر ص 53) " وقال الحارث بن شريح البقال سمعت يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي يقولان هشيم في حصين أثبت من سفيان وشعبة وفي رواية عن بن مهدي يقولان هشيم أثبت منهما إلا أن يجتمعا"، وهذا في حصين و الذي كان هشيم من أثبت الناس فيه فما بالك بغيره ممن لم يختص هشيم بالرواية عنهم، فالراجح شذوذ هذه الزيادة والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[31 - 03 - 06, 06:18 م]ـ
اخي الحبيب ابراهيم حفظه الله تعالى انظر ما كتبته حول هذا الحديث لعله يكون مقنعا لك في خصوص هذه الزيادة وممن اعلمه ضعفها من حذاق الحديث في العصر الحالي محمد عمرو عبد اللطيف راجع تبييض الصحيفة الجزء الثاني.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68575
ـ[أبو عمر]ــــــــ[09 - 03 - 07, 02:58 ص]ـ
جزى الله جميع من شارك خيراً.
لتنبيه المسجلين الجدد إلى القوة العلمية المطلوبة، وإنزال الأعضاء منازلهم!
ـ[الرايه]ــــــــ[30 - 04 - 07, 02:27 م]ـ
الأحاديث الواردة في قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، للدكتور عبد الله الفوزان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=99190
¥(34/133)
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 01:22 ص]ـ
واسمحوا لي باضافة هذه الفتوى المفرغة من سؤال موجه لـ فضيلة الشيخ / سليمان بن ناصر العلوان فك الله أسره:
س / هل ثبت حديث في فضل قراءة سورة الكهف في الجمعة؟
الأحاديث الورادة في ذلك مختلف في صحتها وألخص هذا بأن الأحاديث المرفوعة ضعيفة , جاءت من رواية نعيم بن حماد الخزاعي ونحوه، ونعيم بن حماد الخزاعي سيء الحفظ قد قال عنه أبو داود له عشرون حديثاً ليس لها أصل، وقال النسائي كثر تفرده عن الأئمة المعروفين فصار إلى حد من لا يحتجُ بخبره.
وأصح شيئاً ورد في هذا الباب رواية قيس بن عباد عن أبي مجلز عن
أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ.
رجاله ثقات و له حكم الرفع لأنه لا مجال للإجتهاد في مثل هذا وقد قال الحافظ العراقي في ألفيته:
و ما أتى عن صاحبٍ بحيث لا ... يقال رأي الحكم والرفع على
ما قال في المحصول نحو من أتى ... فالحاكم الرفع لهذا أثبتَ
وتبتدئ قراءه سورة الكهف من غروب الشمس من ليله الجمعة ويمتد وقت قراءتها الى غروب الشمس من يوم الجمعة.أ, هـ
وقد سمعت الشيخ / عبدالعزيز الطريفي حفظه الله في أحدى دروسه يضعف لفظ (الجمعة).
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - 03 - 08, 03:14 ص]ـ
بارك الله في الجميع, فوائد نفيسة ,,,
ـ[أبوعبدالرحمن الإسماعيلي الأثري]ــــــــ[15 - 03 - 08, 10:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث أخرجه الدارمي في سننه والحاكم في المستدرك والطبراني في الأوسط و البيهقي في شعب الإيمان وفي معرفة السنن و الآثار و النسائي في السنن الكبرى و عبدالرزاق في مصنفه وغيرهم ومدار جميع طرقه على أبي هاشم الرماني (واسمه إسحاق بن عيسى القشيري "قال ابن حجر: صدوق يخطئ") وفي الحديث اضطراب واضح سندا ومتنا فتأمل!
فلقد روى عنه - أي أبو هاشم - تارة مرفوعا وتارة موقوفا وتارة يذكر شيخه أبا مجلز وفي بعض الطرق لا يذكره؟
و إن سلمنا أن الصواب فيه أنه موقوفا وسلمنا أن هذه الأخطاء ممن يلي أبا هاشم , فمن ذا الذي يستطيع الجمع بين هذه الألفاظ المتباينه المختلفة التي تكون جلية واضحه لمن يبحث في طرق الحديث و ألفاظه.
ولقد ضعف هذا الحديث شيخنا الشيخ العلامة / أبو إسحاق الحويني.
ولم أكن أعرف سبب تضعيفه للحديث حتى يسر الله لى جمع طرقه و ألفاظه فلله الحمد.
هذا وإن كنت مخطئا فأرجو من المشائخ (وهذا الجمع صحيح عندي وليس هذا مجال بسط القول فيه) الفضلاء إرشادي إلى الصواب. فأنا أعرف قدر نفسي جيدا. ففي وسط هذه الكوكبة ممن يكتبون في هذا المنتدى - والذين أسأل الله أن يجمعني بهم في الجنة آمين - لا أتخطى كوني طويلب علم.
بارك الله فيكم
ـ[أبو عثمان السبيعي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 06:36 ص]ـ
من باب المشاركة فقط,
الشيخ إبن باز لا يصحح قراءة الكهف يوم الجمعة , إنما صحت قراءتها
عن بعض الصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ـ[محمد أمجد رازق]ــــــــ[29 - 03 - 08, 11:08 م]ـ
أخي أبا تيمية جزيت خيرا على ما تفضلت، فإنه موضوع مثير كنت أتطلع في البخث فيه، وسأزودك بمعلومات وتعقبات لاحقا إن شاء ربي وبه أستعين وبه التوفيق
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 04 - 08, 03:27 م]ـ
من باب المشاركة فقط,
الشيخ إبن باز لا يصحح قراءة الكهف يوم الجمعة , إنما صحت قراءتها
عن بعض الصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
جزاك الله خيرا.
سُئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى:
س: ما حكم قراءة سورة الكهف في ليلة الجمعة ويومها؟
ج: جاء في قراءة سورة الكهف يوم الجمعة أحاديث لا تخلو من ضعف، لكن ذكر بعض أهل العلم أنه يشد بعضها بعضا وتصلح للاحتجاج، وثبت عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه كان يفعل ذلك.
فالعمل بذلك حسن؛ تأسيا بالصحابي الجليل رضي الله عنه. وعملا بالأحاديث المشار إليها. لأنه يشد بعضها بعضا ويؤيدها عمل الصحابي المذكور، أما قراءتها في ليلة الجمعة فلا أعلم له دليلا وبذلك يتضح أنه لا يشرع ذلك. والله ولي التوفيق.
¥(34/134)
من ضمن الأسئلة الموجهة إلى سماحته بعد تعليقه على ندوة في الجامع الكبير بالرياض بعنوان: (الجمعة ومكانتها في الإسلام) بتاريخ 16/ 5/ 1402 هـ
http://www.bin-baz.org.sa/Display.asp?f=Bz02795.htm
ـ[أبو عمر القويسني]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سئل الشيخ طارق بن عوض الله حفظه الله عن قراءة سورة الكهف يوم الجمعه هل صح فيها الحديث؟
فأجاب حفظه الله بأن أصح الروايات هى ماذكر موقوفا فى قراءتها ليلة الجمعة ثم قال وله حكم الرفع
بارك الله فيكم ونفع بكم وبعلمكم وسددكم
ـ[ mobrmg] ــــــــ[04 - 02 - 10, 07:12 م]ـ
وجدت ما يلي:
83 - من قرأ سورة {الكهف} في يوم الجمعة، أضاء له النور ما بين الجمعتين
الراوي: أبو سعيد الخدريالمحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6470
خلاصة حكم المحدث: صحيح
94 - من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة؛ أضاء له من النور ما بين الجمعتين
الراوي: أبو سعيد الخدريالمحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 2116
خلاصة حكم المحدث: حسن
110 - عن أبي سعيد قال: من قرأ سورة (الكهف) ليلة الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق
الراوي:-المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 736
خلاصة حكم المحدث: صحيح
57 - من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضئ له يوم القيامة وغفر له ما بين الجمعتين
الراوي: عمرالمحدث: السيوطي - المصدر: البدور السافرة - الصفحة أو الرقم: 249
خلاصة حكم المحدث: إسناده لا بأس به
18 - من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة وغفر له ما بين الجمعتين
الراوي: عبدالله بن عمرالمحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 1/ 354
خلاصة حكم المحدث: إسناده لا بأس به
24 - من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق
الراوي: أبو سعيد الخدريالمحدث: ابن الملقن - المصدر: تحفة المحتاج - الصفحة أو الرقم: 1/ 522
خلاصة حكم المحدث: صحيح أو حسن [كما اشترط على نفسه في المقدمة]
80 - من قرأ سورة (الكهف) في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين
الراوي: أبو سعيد الخدريالمحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 736
خلاصة حكم المحدث: صح
(منقول)
؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[12 - 02 - 10, 11:42 م]ـ
وممن أعلَّ زيادة [الجمعة] محدّث مصر الشيخ [محمد عمرو عبد اللطيف] شفاه الله.
قال في كتابه ((تبييض الصحيفة1)) ص/35 الحاشية:
[فرواية هُشيم شاذة كما سأبين في كتابي في ((العلل)) بمشيئة الله]
الصواب -وربي الله أعلم- شذوذها.
والعجيب الأخ عاطف بن حسن الفاروقي في رسالته المسماة (حديثان في الميزان ... في فضل قراءة سورة الكهف و ..... ) ذكر أن الشيخ محمد عمرو عبداللطيف -رحمه الله- قرأ الرسالة وراجعها ولكنه لم يذكر نصَّ تقديمه، فلعلَّ الشيخ عمرًا لم يوافقْه على تصحيحه لزيادة (الجمعة) فآثر المؤلفُ عدمَ وضع تقديمه، وقدَّم لرسالته أيضًا الشيخُ طارق عوض الله -حفظه الله- وأستغرب من أن الشيخ طارقًا لم يتكلم عنها بأي شيء. والله أعلم.
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[12 - 02 - 10, 11:54 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=203244
ـ[مصطفى الشكيري المالكي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 01:47 م]ـ
للرفع
ـ[محمد ابوعبده]ــــــــ[04 - 11 - 10, 10:40 م]ـ
وممن قال بإثبات لفظ يوم الجمعة الشيخ الألباني رحمه الله تعالى وخالفه في ذلك أبو إسحق الحويني
ومن خلال كل الأدلة السابقة لعل الصواب القول بشذوذ لفظ يوم الجمعة لقوة الأدلة ووجاهتها فهشيم لا تقوى روايته على النهوض أمام رواية جبلا الحفظ شعبة الذي لم يكن يخطئ في حفظ المتون ولا الثوري أمير المؤمنين في الحديث
والذي ينبغي التنبيه عليه أننا لو أثبتنا لفظ يوم الجمعة لقمنا بالتخصيص وتخصيص العبادات بحاجة إلى دليل قوي لا خلاف فيه.
والله تعالى أعلم(34/135)
مذكرة في التخريج للشيخ الطواري
ـ[أبو مشاري]ــــــــ[27 - 04 - 02, 12:10 ص]ـ
هذه مذكرة في علم التخريج للشيخ الدكتور طارق الطواري المدرس في كلية الشريعة في الكويت
http://www.dr-tariq.com/unibooks/unibooks1.doc
ـ[السي]ــــــــ[27 - 04 - 02, 12:33 ص]ـ
جامعة الكويت
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
قسم التفسير والحديث
مذكرة
تخريج الأحاديث
د/ طارق بن محمد الطواري
جمع وترتيب
مزنة الرشيدي
بسم الله الرحمن الرحيم
علم التخريج:
هو العلم الذي يهتم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم سنداً ومتناً، أي روايةً ودرايةً، ويعزو هذه الأحاديث إلى مصادرها الأصلية ويحكم عليها ويبين درجتها.
إذاً: فعلم التخريج يهتم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ويلحق به آثار الصحابة ... وذلك لأنّ فتاوى الصحابةإمّا متفقة وهذا مرجعه إلى السنة والإتفاق دليلٌ على وجود النص، أومختلفة وهذا يدل علىأنه يوجد نصٌ ولكن فهمه غير واضح ولذلك كلٌ فهم النص ٌ من جانب.
ثانياً: ويخرج من هذا التعريف الشعر والنثر وأقوال الفقهاء والقواعد الفقهية والأحكام والأيات القرآنية.
ثالثاً: (روايةً ودرايةً) أي يهتم بالمتن والسند واختلاف طرق الحديث.
رابعاً: عزو الحديث إلى مصادره الأصلية.
والمصادر نوعان:
*مصادر أصلية: كل كتاب خرج الحديث النبوي بإسناد متصل أو غير متصل مثل كتب السنة والمسانيد
*مصادر وسيطة: هي التي تنقل عن المصادر الأصلية.
مثل:
كتاب تفسير ابن كثير، ورياض الصالحين، كتب الألباني رحمهم الله جميعاً.
ملحوظة
عند العزو الى المصادر الأصلية نقول: أخرجه .... البخاري, مسلم، .....
وأمّا المصادر الوسيطة فنقول أورده .... (والفرق بين أخرجه وأورده: أن الراوي هو الذي حّدث بالحديث، وأما من أخرجه فهو الذي أبرزه للناس وأظهره من خلال كتابه ومؤلفه ولذلك كل من أخرج فقد روى وليس كل من روى قد أخرج.)
خامساً: الحكم عليه.
ويكون ذلك بمعرفةاسناد الحديث ومعرفة طرق الحديث وأسانيده والنظر
إلى رواته ومعرفة شيوخ كل راوي ومعرفة علل الأحاديث والأتصال والأنقطاع وغيرها ..
قضايا هامة: هل جمع اصحاب الكتب السنة بعد شتات أم أوجدوها بعد عدم؟
*أنًّ السنة كانت موجودة قبل هذه الطرق،ونقصد بالسنةأقواله وأفعاله وتقرراته وصفاته صلى الله عليه وسلم.
ولا يعني ذلك أنها كانت مهجورة ومنسية إنما كانت مشهورة ولكن (الإمام البخاري و مسلم وغيرهم) جمعوها.
*هناك فرق كبير بين تدوين السنة وتصنيف السنة وكتابة السنة ......
س: ما الفرق بين تدوين السنة و تصنيف السنة و كتابة السنة؟
تدوين السنة: يقصد به جمع الشتات في ديوان واحد.
و تصنيف السنة: يقصد به الترتيب والتقسيم والتهذيب.
وأما كتابة السنة: فهو الرقم على الأوراق و الجلود والرقاع.
إذاً: فالسنة كانت موجودة ومعمول بها فلم لم تدون؟ وقد ساهم في حفظها أموراً مهمة منها:
1ـ أنّ الأمة العربية أمة أمية لا تعرف حضارات ما قبلها وما يحيطها كما هي أمة فارس والروم،عندها مدارس ومعاهد يدرسون الفلك والطب وغيرهامن العلوم، بينما هذه الأمة برعت في شيئ واحد وهو منطق اللسان، لذلك سميَََّ العرب بأهل الفصاحة والبيان لأنهم يُُُظهرون ويعربون عما يريدون. و لذلك جاء القرآن يتحداهم بما يتعلق بأحوالهم.
فخلو أذهانهم من المعارف التي كانت عند غيرهم جعلهم مهيئين صافيةأذهانهم لإستقبال الأحاديث والآيات لذلك كان انشغالهم بها عندماجاءت.
2ـ ولأنها أمةأميّة كانت تحفظ صار اعتمادهم على الحفظ والمذاكرة فصارت وسيلة مفيدة لحفظ التراث والأنساب وتارخهم حتى صارالحفظ وسيلة للتفاخر
3ـ إنّ قضية النقل والرواية لم تكن قضية طارئة وجديدة بوجود الرسول، فلكل شاعر راويةتحفظ عنه ثمّ ينقل هذا الشعر لغيره من الناس فلما جاء الرسول حفظوا الأحاديث فصار الصحابة كلهم رواة.
4ـساعد علىانتشار الحديث النبوي و حفظه في صدور النّاس فصاحة النبيّ صلى الله عليه وسلم لأنّه من قريش وهي أفصح العرب.
5ـ كان صلى الله عليه وسلم يتكلم بالكلام الموجز ثلاثاً كما قال أنس رضي الله عنه فتكرار الأحاديث ساهم في حفظها وثباتها.
¥(34/136)
6ـ تدارس الصحابة لأقوال النبيّ صلى الله عليه وسلم على كل حال (في السفر،و الحضر، .... ) يقول ابن حجر رحمه الله: (كان سعد بن أبي وقاص يعلم بنيه الحديث كما يعلم المعلم الغلمان) وهذا كله يدل على أنّ السنة لم تدون بعد.
7ـ بقاء النبيّ صلى الله عليه وسلم مدة 23 سنة وهي مدة كافية بأن يسمع الصحابة منه ويراجعوه ويستفسروا عمّا أشكل عليهم .... كما قال جابر (كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يعلمنا الإستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن) وقال ابن عباس (كان النبيّ يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن) و هم يلتقون بالنبيّ 5مرات في اليوم و الليلة.
8 ـ كان النبي صلى الله عليه وسلمّ حريصاً على تلقين الوفود كما قال لعبد الله بن قيس (احفظوه واخبروه من وراءكم).
9 ـ شخصية النبيّ القوية المتميزة. ساهمة في شدة الأنتباه اليه والأصغاء لأجاديثه.
10 ـ حب الصحابة لرسول الله حباً شديداً كما قال عروة بن مسعود الثقفي في صلح الحديبيةيصف حال النبيّ مع أصحابه يقول:
(و الله لقد وفدت على الملوك ... و على قيصر و كسرى والنجاشي ووالله ما رأيت ملكاًقط يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمداً)
فكانوا لا يروون عنه،خوفاً من الإفتراء عليه من شدة حبهم له لذلك نجدهم يتورعون في الروايةعنه.
11 ـ من شدة حبّهم له كانوا لا يتكلمون خوف من الزيادة عليه أو الإنقاص من قوله بدليل أنّ أبابكر وعمر وعثمان رواياتهم قليلة، حتى أنّ أبو هريرة كان يقول الحديث ثم يقول لعائشة (أوليس كذلك يا صاحبة الحجرة) فتقول: بلى و لكن لم يكن يسرد الحديث كما تسردون.
12 ـمن أسباب حفظ الحديث أنّه صلى الله عليه و سلم كان يصلي بالنّاس خمس مرات في اليوم و الليلة أي 150درساً في الشهر يسمعون منه سواء كلمة أو موعظة فهو لقاء تعليمي تربوي، اضافة إلى أربع خطب في الشهر يعني 100خطبةفي السنة غير المناسبات الأخرى كصلاة الكسوف و الخسوف على مدى 23 سنة.
فصارت أحوال الدين محفوظة في نفوس الصحابة وأضحى الحديث النبوي موجود ولكن غير مدون لذلك عمدة أحكام الدين على 500 حديث كما قال الأمام ابن الحاكم وغيره ... أمّا ما زاد على ذلك فترغيب وترهيب.
13ـ ارتباط كثير من الأحاديث بوقائع معينة تعمل على رسوخ الحديث، مثل طهارة ماء البحر.
14ـ اعتماد كثير من الصحابة على الحفظ والذاكرة لأنّ النبيّ ابتعثهم ليقضوا بين النّاس وليحكموا كقضاة و معلمين مثل:
*أبو عبيدة ـــــــــــــ إلى نجران.
*علي و معاذ ـــــــــــــــ إلى اليمن.
15ـ وكما حفظ القرآن مشافهة و حفظه الألآف من النّاس في الجيل الواحد حفظت السنة مشافهة ولم يكن ذلك صعباً عليهم.
16ـ استخدام اسلوب المقابلة مقابلة النص المحفوظ عند الصحابي مع غيره من الصحابي الأخر وكذلك تلاميذهم للتأكد من حفظهم فكانوا يسمعون الحديث من ابن عباس مثلاًثم يذهبون لأبي بكر وعمر و أبي هريرة وابن عمر ليتأكدوا من الحفظ.
النتيجة:
*ان السنة كانت موجودة و محفوظة بعضها في الصدور و الآخر في السطور ولكنها لم تدون في ديوان واحد. ولذلك كان قصد العلماء هو حفظ السنة وترتيبها وجمعها من الضياع والشتات وليس المقصود ايجادها من العدم إذ أنها كانت موجودة ويحكم الناس بها.
مراحل تدوين السنة
المرحلة الأولى (1 - 73هـ) (كتابة السنة)
وتنقسم هذه المرحلة إلى قسمين:
القسم الأول: في حياته صلى الله عليه وسلم.
فجزء من هذه المرحلة أمر النبي ? بكتابة المعاهدات والوثائق (الوثيقة بين المهاجرين والأنصار) والنصائح والأحكام (كتب النبي كتاباً في الصدقات وتفصيل أحكام الزكاة) وطلب منه بعض الصحابة أن يكتب له (كأبي شاه).
والقسم الآخر: ما أستأذن فيه الصحابة بالكتابة:
ومن أشهرهم:
- عبدالله بن عمرو بن العاص وحديثه في صحيح مسلم وله صحيفة تسمى الصادقة.
- أنس بن مالك – يقال توفي في 93 هـ وهو آخر الصحابة موتاً، خدم النبي ? و عنده صحيفة ورثها أبنه ثمامة والصحيفة في صحيح مسلم.
- سعد بن عباده – يقال قتله الجن توفي في طريقه إلى الشام (15 هـ) عنده صحيفة في الترمزي.
- سمرة بن جندب (58 هـ) جمع ما عنده من حديث رسول الله ? وبعث به إلى ابنه سليمان، وقد أثنى الإمام محمد بن سيرين على هذه الرسالة فقال: (في رسالة سمرة إلى أبنه علم كثير).
¥(34/137)
- علي بن أبي طالب له صحيفة فيها أسنان الإبل وشيئ من الجراحات.
س: لماذا لم يأمر النبي ? بكتابة السنة كما أمر بكتابة القرآن؟
1 - لأن القرآن هو الأصل والسنة هي الشرح وهي بالأقوال والأفعال والتقرير فهم يعيشون الشرح فلا يحتاج أن يكتب.
2 - القرآن محصور في ستة آلاف آية يبتدأ بالفاتحة وينتهي بالناس أمَّا السنةفإنه يشق عليهم أن يحصرون أقواله وأفعاله لذلك لم يأمرهم للمشقة.
3 - لعدم توفر أدوات الكتابة.
4 - سهولة ويسر القرآن فإنه كان يقرأ في الصلوات الجهرية 90 مرة في الشهر فكثرة ترددها وسهولتها أي أكثر من ألف مرة في السنة أي ثلاث وعشرين ألف مرة وعلى مدى البعثة المحمدية.
والقسم الثاني من هذه المرحلة بعد وفاته ?:
بدأ الصحابة بكتابة السنة (الأحكام الشرعية) مثل (الزكاة – الجنايات – القصاص – أحكام الدماء وغيره مما يكثر السؤال عنه، وأرسلها للولاة كوثائق ومراجع للحكم بها في القضاء.
كذلك .... كتب أبو بكر الصديق في الزكاة وأرسلها مع أنس بن مالك رضي الله عنه إلى نجران.
وكتب عمر إلى عيينه بن فرقد في أذربيجان.
وكتب أيضاً إلى أبي عبيدة في الشام والى قضائه في العراق.
وكتب عبدالله بن الزبير أيام حكمه إلى عتبه بن مسعود وكان قاض له.
وكتبت عائشة إلى معاوية كثيراً من أحكام الشريعة.
وكانت هذه الكتب الصغيرة نواة للكتب الكبيرة، ككتاب القضاء لـ علي بن أبي طالب، وكتاب الفرائض لـ زيد بن ثابت، والتفسير لـ أبن عباس وغيرها من الكتب.
المرحلة الثانية: (70 – 120)
وهي مرحلة جمع المتفرق من السطور ومن الصدور ... وهي تشبه مرحلة جمع القرآن.
وكان أول من رغب بجمع السنة في ديوان واحد هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولكنه أمتنع حتى لاينشغل الناس عن القرآن.
- وهذه المرحلة على قسمين:
(1) جهود رسمية
(2) جهود فردية.
أولاً: الجهود الرسمية:
تتمثل هذه المرحلة بأوامر عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه وهي ما بين عام (86هـ - إلى 93 هـ)، حيث أصدر الأوامر بجمع أحاديث رسول الله ? فكتب إلى قاضيه في المدينة وكتب إلى الإمام الزهري بشكل رسمي (أن أكتب لي وأجمع) فعن بن شهاب الزهري قال (أمرنا عمر بن عبدالعزيز بجمع السنن فكتبناها دفتراً دفتراً فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفتراً).
وكان قبل ذلك الجهد، جهد عبدالعزيز بن مروان بن الحكم فكتب إلى كثير بن مرة الحضرمي (أن أكتب الينا بما سمعت من الصحابة إلا حديث أبو هريرة فإنه عندنا)، وأخرج البخاري في صحيحه عن عبدالله بن دينار قال: كتب عمر بن عبدالعزيز إلى أبي بكر بن حزم: (أنظر ما كان من حديث رسول الله ? فأكتبه، فأني خفت دروس العلم وذهاب العلماء ... الخ.
وطلب عمر بن عبدالعزيز كذلك من سالم بن عبدالله بن عمر (يا سالم أكتب لنا أحكام الزكاة والجباية برواية جدي عمر بن الخطاب).
ثانياً: الجهود الفردية:
ووجدت جهود فردية علمية من أجل جمع الحديث النبوي ومنها:
(1) سليمان بن قيس اليشكري 80 هـ لازم جابر بن عبدالله في البصرة وكتب صحيفة حتى أشتهرت بصحيفة جابر ونقلها لتلاميذه فكان ممن حدث عنه الحسن البصري، مجاهد بن جبر، ومعمربن الراشد. وقتادة السدوسي.
(2) عروة بن الزبير أخو عبدالله بن الزبيرو ولد أسماء بنت أبي بكر أخذ الحديث عن عائشة وألف كتاب المغازي ونقل هذا العلم الليث بن سعد إلى مصر وتتلمذ على يديه 300 تلميذ وشيخ.
(3) محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب ينسب لأمه وعبدالله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب ومحمد بن علي ابن أبي طالب فهؤلاء كانوا يطلبون العلم ويقيدونه.
(4) سعيد بن جبير ت 95 هـ رحل وجمع الحديث النبوي ولازم ابن عباس، قال رضي الله عنه: (ربما كنت عند أبن عباس وكتبت صحيفة).
(5) كريب مولىابن عباس 98 هـ كتب عن أبن عباس وغيره حمل بعير وعن صحابة رسول الله ? ووضعها عند موسى بن عقبة.
(6) عامر الشعبي ت 106 في الكوفة جمع أحاديث الفرائض والجراحات.
(7) ابن سيرين 110هـ لازم أنس بن مالك وأبو هريرة وجمع ما عندهم من أحاديث.
(8) الحسن البصري ت 110 هـ لازم عدداً من الصحابة و كتب عنهم.
¥(34/138)
(9) معاوية بن قرة ت 113 هـ تتلمذ على يد جابر بن عبد الله وابن عباس وكتب عنهم وله صحيفة جمع فيها تفسير ابن عباس وكان يقول (لاتعد من لم يكتب العلم علماً).
(10) مكحول الشامي ت 116هـ ألف كتاب في الفقه و الحج.
(11) قتادة بن دعامة السدوسي ت117هـ لازم بن عباس و أنس بن مالك وجابر وأخذ مما عندهم من الحديث.
(12) نافع مولى ابن عمر ت 117هـ لازم بن عمر ملازمة شديدة وكان يكتب عنه كل شيء ولذلك لم يقع في روايته عنه خطأ. قال البخاري رحمه الله: (أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر.).
(13) أبو اسحاق السبيعي ت 127هـ كتب أحاديث الحارث الأعور وهو ثقة وغيرهم كثير.
المرحلة الثالثة: (120 – 150هـ)
وهي مرحلة ترتيب وتدوين الأحاديث وجمع الشتات في ديوان واحد.
بدأ الترتيب على شكل فقهي وأبواب ومباحث فظهر التأليف في الحجاز واليمن والعراق،مصر والشام.وأشهر علماء هذه المرحلة هم:
(1) عبد الملك بن جريج (80 ـ 150) هـ وكتبه تسمى كتب الأمانة من كثرة صحتها، وكتب كتاباً سماه الجامع ـ السنن قال عبد الرزاق أول من صنف ابن جريج.
(2) سعيد بن أبي عروبة في البصرة (80 ـ 156) هـ قال الإمام الذهبي (عالم أهل البصرة أول من صنف السنن النبوية)، ألف كتاباً في الطلاق.
(3) محمد بن أبي ذئب عالم أهل المدينة وامامهم ألف كتاب الموطأ مثل موطأ مالك ويسمى بالسنن ت 158 هـ.
(4) عبد الرحمن بن عمر الأوزاعي (88 ـ 156) هـ وهو تلميذ الزهري فقيه الشام جمع الأحاديث في كتابه السنن.
(5) معمر بن راشد فقيه اليمن وتلميذ الزهري (95 ـ 153) ألف كتابه الجامع وضمنه الصنعاني في آخر كتابه.
(6) شعبة بن الحجاج (83 ـ160) في العراق، البصرة.
(7) سفيان الثوري (97 ـ 161) في الكوفة جمع 30 ألف حديث كان يحفظها، ألف كتاب الجامع الصغير و الجامع الكبير.
(8) حماد بن سلمة (90ـ 160) ألف كتابه المصنف.
(9) الليث بن سعد (94 ـ 175) بمصر، وهو إمام حجة كثير التصانيف أفقه من الإمام مالك.
(10) مالك بن أنس (93 ـ 179) بالمدينة،كتب الموطأ أصح كتاب بعد القرآن،ونزلت درجته لما فيه من البلاغات والأحاديث المقطوعة ولا يروي الإمام إلاعن ثقة.
المرحلة الرابعة: (150 –200هـ) وما بعدها ....
بدؤا في الترتيب و التصنيف،وفي هذه المرحلة وجدت المادة العلمية جاهزة وكاملة، ووجد كوم من الأحاديث النبوية سواء كانت مكتوبة أو محفوظةفي صدورهم، وهو بداية ظهور الموسوعات العلمية الحديثية. قال الإمام الذهبي: (لما كثر التأليف أيام الرشيد 170 ـ203
وكثرة التصانيف ضمنوا كتبهم كتب الجيل السابق (ابن جريج، مالك،حماد) في موسوعات علمية ضخمة وجمعوها فظهرت أنواع من الكتب والتصانيف،مثل كتب المطولات والموسعات.
أهم الكتب في هذه المرحلة:
• كتب المسانيد: وهي كتب أسندت أحاديث كل صحابي إليه، ثم أختلف في ترتيب الصحابة فمن المسانيد من بدأ بأفضلية الصحابة فبدأ بأبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم ... الخ ومنهم من رتبهم على حسب أفضلية القبائل فجعل أحاديث قريش ثم ما حولها من القبائل .. وهكذا، ومنهم من رتبها على حروف المعجم فبدأ بحرف أـ ثم ب، ت،ث، ج،ح، خ ..... الخ، ومنهم من رتبها على حسب المدن فمن كان من أهل مكة ثم المدينة ثم الحجاز ... ومثال ذلك:
مسند الإمام أحمد بن حنبل، مسند الإمام الحميدي، مسند أبو عوانة، مسند أبو يعلى الموصلي، مسند الطيالسي.
• المصنفات: وهي كتب جمعت بين أحاديث النبي ? و آثار الصحابة والتابعين وهي مرتبة على الأبواب الفقهية وهم يريدون بذلك باب العبادات ثم الأحكام ثم الأحوال الشخصية ومن ثم القضاء .. وهي مصادر أصلية. ومن أشهر المصنفات:
المصنف لأبي بكر عبدالله بن محمد بن أبي شيبة (235) هـ،المصنف لأبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني (211) هـ
• كتب السنن: وهي كتب جمعت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فقط وهي مرتبة على الأبواب الفقهية، مثاله:
سنن أبي داود ـ سنن الترمذي ـ سنن النسائي ـ سنن ابن ماجة وهي مصادر أصلية.
• الموطآت،أو الممهدات:كموطأمالك، و موطأ ابن أبي ذئب،وهي مرتبة على االأبواب الفقهيةمع أراء و فقه المؤلف.
• الجوامع:، وهي كتب جمعت الأحاديث في أبواب مختلفة، فجمعت أحاديث في العقائد و الأحكام والشمائل، والأداب وهذه الكتب رتبت على حروف عارف شامت و يعنون بها:
حرف:
¥(34/139)
ع العقائد و التوحيد.
أ: أحكام.
ر: رقائق و زهد.
ف: فتن.
ش: شمائل.
أ: آداب.
م: مناقب و مثالب.
ت: تفسير. ومثاله صحيح الإمام البخاري و الإمام مسلم.
• الصحاح: التي اشترطت إخراج الحديث الصحيح مثل صحيح البخاري،و صحيح مسلم، صحيح ابن خزيمة، صحيح ابن حبان.
•
مختلف الحديث: ويقصد بمختلف الحديث حديثان ظاهرهما التعارض والتصادم والتنافر وعدم الإتفاق مثاله: حديث (لا عدوى ولا طيرة) وحديث (فر من المجذوم فرارك من الأسد) و حديث (أفطر الحاجم والمحجوم) وحديث (احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم) ولقد برز في هذا الفن الإمام الشافعي في كتابه اختلاف الحديث.
وهناك كتاب آخر لإبن قتيبة هو تأويل مختلف الحديث.
• مشكل الحديث: المشكل حديث قائم بذاته، مصطدم مع العقل عند كثير من الفلاسفة و الماتريدية مثل أحاديث العقائد كقوله (إن الله يضع رجله في النار ... ) و كقوله: (ينزل ربنا في الثلث الأخير من الليل) والسلف مذهبهم إقرار وإمرار يقرونه على ظاهره ويمرونه على ما جاء.
وأهم الكتب التي تناولت هذا الموضوع:
كتاب مشكل الأثار لإبن فورك ــــــــــــــــ ولقد رد عليه الإمام ابن خزيمة في كتابه التوحيد و كتاب مشكل الأثار للطحاوي.
الناسخ والمنسوخ:وهي كتب تهتم بالأحاديث الناسخة والأحاديث المنسوخةوهو من أهم الفنون لأن عليها تبنى الأحكام. وأهم الكتب في هذا الفن:
كتاب الناسخ والمنسوخ ــــــــ للإمام أحمد.
تجريد الأحاديث المنسوخة ــــــــلإبن الجوزي.
وكتاب الإعتبار في الناسخ والمنسوخ من الأثار ـــــــــــلأبي بكر الحازمي.
• السنن: وهي الكتب التي تحث على التمسك بالسنة والإعتصام بالكتاب وهدي محمد صلى الله عليه وسلم ومجانبة أهل البدع والأهواء مثاله:
كتاب السنة لإبن أبي عاصم. و كتاب السنة لعبد الله ابن الإمام أحمد،.
• المراسيل: وهي كتب جمعت الأحاديث المرفوعة من التابعين إلى رسول الله مثل: كتاب المراسيل لأبي داود وكتاب المراسيل لإبن أبي حاتم.
وجامع التحصيل لأحكام المراسيل للعلائي.
• الزهد والرقائق: وهي كتب تذكر الآخرة والجنة والنارو غيرها مما يرقق القلوب مثل: كتاب الزهد لهناد و الزهد لوكيع و الزهد لإبن المبارك والزهد للإمام أحمد.
• الشمائل: وهي كتب تهتم بالأحاديث التي تتكلم عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم،وخلقه، مثل كتاب الشمائل للترمذي.
• علم الإسناد وأسماء الرجال: مثل كتاب التاريخ الكبير للبخاري و كتاب الجرح والتعديل للرازي.
• الثقات:مثل كتاب الثقات لإبن حبان، والثقات لإبن شاهين.
• الضعفاء: مثل كتاب الضعفاء للبخاري، وكتاب الضعفاء للنسائي، والكامل في الضعفاء لإبن عدي، والمجروحين لإبن حبان.
• أسماء الصحابة وأنسابهم و قبائلهم و تاريخهم: مثل كتاب الصحابة لإبي نعيم، و الإستيعاب لإبن عبد البر.
• فضائل الصحابة: مثل كتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد، و كتاب فضائل الصحابة للإمام البغوي.
• تراجم أهل كل بلد: ككتاب تاريخ بغداد للخطيب البغدادي وقد ترجم فيه ل .. 10 آلاف شخص ممن نزل بغداد، وكتاب تاريخ دمشق لإبن عساكر
• العلل: وهي كتب تجمع الأحاديث التي تحتوي على خلل ٍ غامض مع أن الظاهر السلامة منها مثل:
كتاب العلل الكبير للترمذي وهو عباره عن سؤالات للبخاري (سؤال الطالب لشيخه).
كتاب علل الحديث لأبي حاتم الرازي وهو عباره عن سؤال الولد لوالده ابو زرعه.
وكتاب العلل للإمام الدارقطني
• الأحاديث الضعيفه والموضوعه:مثل كتاب الأباطيل للجوزقاني.
• مصطلح الحديث:ككتاب معرفة الحديث للإمام الحاكم , وكتاب الكفايه للخطيب البغدادي ومقدمة بن الصلاح.
*فائدة علم التخريج:
1ــ التسهيل على الباحث بأن يعزو الحديث بشكل مبسط وميسر.
2ــ تيسير معرفة درجة الحديث (ومن ثم يبنى عليه الحكم الشرعي).
3ــ الإحاطه بأكبر قدر من الأحاديث النبويه في نفس الموضوع.
4ــ يمكن للباحث معرفة الكتب والتعامل مع تلك الكتب.
5ــ علم التخريج يطالعك على جهود الأئمة والعلماء وما بذلوه من خدمة حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
6ــ وكذالك يمكننا معرفة مذاهب العلماء في الحكم على الرجال والأحاديث.
*مكانة علم التخريج:
له مكانة كبيرة جدا ً فبه نميز ما صحت نسبته الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما لم تصح نسبته.
*لماذا ظهرعلم التخريج؟
¥(34/140)
نظرا ً لكثرة المنتسبين الى الإسلام وادعائهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبا ً وزورا ً فظهرت الفتن كما فعلت النواصب الذين يضعون الاحاديث على شيعة علي والشيعة تضع الأحاديث على النواصب. وكذالك ظهور الفتن المذهبيه فصار الأحناف يضعون الأحاديث على المالكيه , كما أن المالكيه تضع الأحاديث على الأحناف مثاله:-
(اذا كنت تريد طريق الجنه السالك فالزم مذهب الإمام مالك)
كما أصبح القصاص يكذبون للنبي صلى الله عليه وسلم ترغيبا ً للناس (وهذا لا يجوز).
*نشأة هذا العلم:-
نشأ في المرحله الرابعة مع وجود من أطل برأسهِ وأراد أن يشتهر بالروايه لحاجة العلماء لمعرفة الحديث الصحيح ودرجته مع كثرة الرواه وقلة الحفظه ومن ثم استقرت الأحاديث في مراجعها الأصليه ومن هنا بدأ علم التخريج.
كيف تخرج الحديث النبوي ... ؟
لتخريج الحيث النبوي خمسة طرق:-
الطريقة الأولى: البحث من خلال اسم الصحابي (الراوي الأعلى) في الحديث المراد تخريجه وتهتم بهذه الطريقه ثلاثة انواع من الكتب:
أولاً: المسانيد وهي مصادر أصليه ...... مثل مسند الإمام الحميدي والطيالسي ومسند الإمام أحمد ومسند ابو عوانه ومسند ابو يعلى الموصلي
ثانياً:كتب الأطراف: وهي مصادر وسيطه اقتصر مؤلفوها على ذكر طرف الحديث ثم ذكر أسانيده التي ورد من طريقها ذلك المتن ثم عزوه إلى مصادره الأصليه مثل كتاب تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للمزي.
ثالثاً: كتب المعاجم: مثل كتاب المعجم الكبير والأوسط والصغير للطبراني وهي كتب مرتبة على حروف المعجم وهذه مصادر أصليه.
الطريقة الثانية: البحث من خلال اللفظة الأولى
ومن ذلك كتب الجوامع المتأخره وجامع السيوطي وهي مصادر وسيطه.
الطريقة الثالثة: وذلك بالنظر الى موضوعه مثل كتب الجوامع المرتبه على حروف عارف شامت او المصنفات المرتبه على الأبواب الفقهيه.
الطريقة الرابعة: البحث عن طريق لفظة غريبة يقل دورانها وذلك بعد تجريدها وجعلها ثلاثية مثل كتاب المعجم المفهرس لألفاظ الحديث.
الطريقة الخامسة: التخريج بالنظر الى نوعه كأن يكون حديثاً قدسياً او ضعيفاً او موضوعاً مثل كتاب تنزيه الشريعه لإبن العراقي وغيرها من الكتب، واليك بالتفصيل ...
الطريقة الأولى:
تخريج الحديث بالنظر لإسم الصحابي (الراوي الأعلى) وتهتم بهذه الطريقة ثلاثة أنواع من الكتب.
أولاً: كتب المسانيد .....
مثل مسند الإمام الحميدي ..
• يتألف من 10 أجزاء حديثية، و 1300 حديث.
• الكتاب مرتب على مسانيد الصحابة، ولكنه ليس مرتب على حروف الهجاء، وإنما سلك المؤلف مسلك آخر،فبدأبمسند أبي بكر ثم باقي الخلفاء الراشدين على ترتيبهم التاريخي.
• عدد أسماء الصحابة الذين أسند عنهم في هذا المسند 180 صحابياً.
• والبحث فيه من خلال البحث عن اسم الصحابي المروي من طريقه ذلك الحديث ثم التفتيش عن الحديث داخل مسنده،فإن وجدته وإلا فالمصنف لم يخرجه فيه فلتلجأ إلى مصدر آخر.
ومسند الإمام أحمد ....
هو البحر من أي النواحي أتيته ...
فدرته المعروف والجود ساحله.
• كتاب كبير يحتوي على 40 ألف حديثاً.
• رتبه على مسانيد الصحابة، فروى فيه أحاديث الصحابة على حدة بغض النظر عن موضوع الحديث.
• لم يرتب أسماء الصحابة على حروف المعجم، بل راعى في ترتيب أسمائهم أموراً متعددة منها أفضليتهم،مواقع بلدانهم التي نزلوها،وقبائلهم ...... الخ.
• مسند الإمام أحمد فيه الصحيح وهو أكثره، و فيه الحسن، وفيه الضعيف.لكن ليس فيه بحمد الله موضوع. (كما قال ابن تيمية
ج / 18 الفتاوى)
• من أراد تخريج حديث عرف اسم الصحابي الذي رواه، فليراجع أولاً الفهرس الموجود في نهاية الكتاب،ليعرف موضع مسند الصحابي من الجزء والصفحة،ثم ليراجع في مسند الصحابي حتى يعثر على الحديث، إن كان قد رواه الإمام في المسند،وإلا فليبحث عنه في مصدر آخر.
ثانياً: كتب الأطراف:
وهي نوع من المصنفات الحديثة أقتصر مؤلفوها على ذكر طرق الحديث الذي يدل على بقيته، مثل
1 - أطراف الصحيحين لأبن مسعود الدمشقي ـ (401هـ)
2 - الإشراف على معرفة الأطراف لأبن عساكر الدمشقي (571هـ) وأشهرها:
تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف .... للإمام المزي ت (742هـ)
* فقد ذكر أطراف أحاديث الكتب الستة وبعض ملحقاتها، وهي:
1 ـ مقدمة صحيح مسلم.
¥(34/141)
2 ـ كتاب المراسيل لأبي داود.
3 ـ كتاب العلل الصغير للترمذي.
4 ـ كتاب الشمائل للترمذي.
5 ـ كتاب عمل اليوم والليلة للنسائي.
• ولقد رمز لكل كتاب من الكتب التي جمع أطرافها برمز خاص موجود في حاشية الكتاب من الأسفل.
• الكتاب مرتب على تراجم أسماء الصحابة
• سبب التأليف تسهيل الوصول للحديث النبوي.
وكل صحابي وضع تلامذته ورتب التلاميذ على حروف الهجاء وأعطاه اشارة فالصحابي يضع اسمه بالخط العريض ثمَّ ماروى عنه يضع له نجمة والذي روى عن التابعي يعطيه نجمتان يعني تابع تابعي، ثمَّ يضع طرف الحديث وتخريج الحديث. وهو يعتبر مصدر وسيط.
ثالثاً: المعاجم
وهي مصادر أصلية، والمعاجم جمع معجم والمعجم في إصطلاح المحدثين هو الكتاب الذي رتبت فيه الأحاديث على مسانيد الصحابة أو الشيوخ أو البلدان، والغالب في ترتيبها أن تكون الأسماء مرتبة على حروف المعجم، ومن الأمثلة عليها:
المعجم الكبير
• لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (360هـ) وهو على مسانيد الصحابة مرتبة على حروف المعجم – عدا مسند أبي هريره فأنه أفرده في مصنف – ويقال أن فيه (60) ألف حديث، وفيه يقول دحيه، هو أكبر معاجم الدنيا "، وإذا أطلق في كلامهم المعجم فهو المراد، وإذا أريد غيره قيد.
المعجم الأوسط
للطبراني أيضاً
الطريقة الثانية:
تخريج الحديث بالنظر إلى اللفظة الأولى
ويرجع في ذلك إلى
أولاً: كتب الجوامع (مصادر وسيطة)
هي الكتب التي رتبت الأحاديث فيها على ترتيب حروف المعجم بعد حذف أسانيدها مثل:
الجامع الصغير من حديث البشر النذير للسيوطي (911)
• وهو من أشهر كتب الجوامع, صنفه جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي.
• اختصر فيه كتابه جمع الجوامع, الذي جمع فيه أكثر من 30 كتاباً.
• قسم الكتاب إلى أحاديث قولية ,وأحاديث فعلية, فلمَّا فلمَّا رأهاضخمة على النَّاس ,حذف الأحاديث الفعلية واقتصر على الأحاديث القولية في كتاب سماه الجامع الصغير.
• زاد عليه 10 الآف حديث رأى أنه أغفلها فصنفها في كتاب جديد سماه الزيادة على الجامع الصغير. وهي مرتبة على حروف المعجم ترتيباً ابجدياً.
• ولقد توافد العلماء عليه لجلالة قدره وعظيم مكانته ما بين شارح ومختصر , ومحقق والسبب في ذالك هو سهولة الكتاب، وطريقته المبتكرة.
ممن شرح هذا الكتاب ابن العلقمي في كتابه الكوكب المنير، والمناوي
في كتابه فيض القدير شرح الجامع الصغير.
• ضمَّ الزيادة إلى أحاديث الجامع الصغير في كتاب الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير , ليوسف النبهاني، وظل هذا الكتاب مستخدم, ومتداول بين العلماء, وطلبة العلم ,حتى جاء الألباني رحمه الله فقسم الجامع إلى الصحيح، والضعيف, فأخرج لنَّا كتابه صحيح الجامع ,وضعيف الجامع، وهو من أكثر الكتب انتشاراً, بين العلماء وطلبة العلم,
• ويعتبر فهرس للأحاديث, وفي العزو إليه تقول أورده الألباني .... الخ.
ملاحظة: أي حديث فيه لفظةٌ غريبة يرجع إلى كتب غريب الحديث ...
مثل:
1. غريب الحديث .... للهروي.
2. اطراف الغريب .... للدارقطني.
3. غريب الحديث ..... لإبي اسحاق الحربي.
4. النهاية في غريب الحديث ... لإبن الأثير
ثانياً: كتب الأحاديث المشتهرة على الألسنة.
• و يقصد بهذه الكتب الأحاديث التي يتداولها النَّاس في كلامهم, مثل حديث: (النظافة من الإيمان) ,و (حب الوطن من الإيمان) و, (في الحركات البركات)، سواء كان الحديث
صحيحاً أو ضعيفاً, أو موضوعاً، أو حتى أحاديث لا أصل لها.
• وهذه الكتب مرتبة على حروف الهجاء ,أ, ب, ت, ث, ج .. الخ
مـ ـن أشهر هذه الكتب:
• اللآلئ المنتثرة في الأحاديث المشتهرة, للسيوطي (911 هـ).
• المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة للسخاوي (902 هـ).
• تميز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث ,للإبن الديبع الشيباني (944 هـ).
• كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس , للعجلوني (1162هـ).
• أسنى المطالب في الأحاديث مختلفة المراتب, للحوت البيروتي (1276 هـ).
المقاصد الحسنة:
• كتاب يجمع فيه السخاوي كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة.
• فيه 1356 حديثاً مرتبة على حروف المعجم.
• يذكر من خرج الحديث ان كان له أصل , وإن لم يكن للحديث أصل بين ذلك, وقال لاأصل له.
¥(34/142)
• الكتاب قيمُ في بابه نفيسُ في موضوعه , لذلك فهو لا يزال عمدة العلماء في البحث.
تميز الطيب من الخبيث ....
• وهو مختصر المقاصد الحسنة ,اختصره تلميذ السخاوي ابن الديبع الشيباني.
• وهو مرتب على ترتيب الأصل.
• علق على أحاديث الأصل, و ربما أعترض على حكم شيخه.
• الغاية من هذا الاختصار تقريبه للطلاب, لأن الهمم صارت تميل إلى الاختصار.
• الكتاب جيد مفيد يعطي زبدة ما في الأصل
كشف الخفاء ومزيل الإلباس……
• كتبه العجلوني وهو أكبر كتاب في هذا الباب ,وأجمعه للأحاديث المشتهرة على الألسنة.
• الكتاب مرتب على حروف المعجم.
• جمع فيه ثلاثة كتب, المقاصد الحسنة، اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورةلإبن حجر و كتاب الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة للسيوطي.
• ضمًّ الكتاب 3254 حديثاً.
• يعتبر مصدر وسيط, ولذلك فعند العزو إليه تقول أورده ............ الخ.
الطريقة الثالثة: تخريج الحديث النبوي بالنظر إلى لفظة يقل دورانها ويرجع في ذلك الى كتاب المعجم المفهرس لألفاظ الحديث:
* وهو كتاب ألفه مجموعة من المستشرقين في هولندا أستغرق 33 سنة نفس طويل، القصد من وراء هذا جمع المتعارض من أحاديث النبي ?.
* جمعوا الأحاديث من الكتب التسعة وهي الكتب الستة بالإضافة إلى مسند الأمام أحمد ومؤطأ مالك، وسنن الدارمي ورمزوا لتلك المصادر برموز:
خ للبخاري د لأبي داود ط للموطأ
م لمسلم ن للنسائي حم لمسند أحمد بن حنبل
ت للترمذي جه لأبن ماجه دي للدارمي
وقد وضعت هذه الرموز وما تدل عليه في أسفل الصفحتين من المعجم، طريقة ترتيبية مشابهة لطريقة المعاجم اللغوية بشكل عام.
* إذا ذكروا الحديث ذكروا مكانه من الذي خرج ذلك الحديث فيذكرون أسم الكتاب مثل كتاب التوحيد، الأيمان، النذور ... ثم يذكرون أرقام، فمسند أحمد الرقم الكبير للجزء والصغير للصفحة وهذا حسب الطبعة.
مسلم وموطأ مالك الرقم الكبير، للكتاب والصغير للأحاديث.
باقي الكتب البخاري .... الخ الرقم الكبير، للكتاب والصغير، للباب.
* وهو يعتبر مصدر وسيط.
1 - تبدأ بتجريد الفعل.
2 - ثم ذكر الأسماء.
3 - ثم ذكر المشتقات.
الطريقة الرابعة: تخريج الحديث النبوي بالنظر إلى موضوعه:
فقد يكون موضوع الحديث فقه (حنفي ـ مالكي ـ شافعي ـ حنبلي.) , أو تفسير، زهد, سيرة و تاريخ, أو شمائل و معجزات, آداب وأخلاق, فوجدت كتب اختصت بتخريج الحديث النبوي من خلال موضوعه.
• أحاديث الفقه:
• في كل مذهب يوجد فقيه ومحدث ولا غنى لأحدهما عن الآخر، وكما قال الشافعي (أنتم أطباء الحديث ونحن صيادلته).
• أفرد أصحاب كل مذهب كتاب يختص بتخريج أحاديث المذهب., لذلك انتدب في كل مذهب من يقدم المذهب من الناحية الحديثية بتخريج أحاديث المذهب أو الإستدلال في المسائل التي لم يذكر لها أحاديث.
• فقام الإمام الزيلعي ــــــــــــــــــ بتخريج أحاديث المذهب الحنفي.
• وقام الغماري ــــــــــــــــــــــ بتخريج احاديث المذهب المالكي.
• وقام البيهقي ـــــــــــــــــــــ بتخريج أحاديث المذهب الشافعي.
• وقام الألباني ــــــــــــــــــــــ بتخريج أحاديث المذهب الحنبلي.
• ولذلك قالوا):لولا البيهقي لضاع مذهب الشافعي) رحمهم الله جميعاً.
• الأحاديث قد تكون مكررة إلا أنًّ أصحاب كل مذهب خرجوا الأحاديث التي استدل بها كل مذهب, واستدلوا كذلك على مذهبهم بأقوال الصحابة وآثارهم.
• المذهب الحنفي: كتاب نصب الراية
• أعظم كتاب خرج فيه الإمام الزيلعي أحاديث كتاب الهداية للمرغياني وذكرالأحكام والمسائل.
• مرتب على الأبواب الفقهية.
• يذكر الحديث الذي استدل به صاحب الكتاب (الأصل) ثمًّ يخرج الحديث من مصادره الأصلية, ثمًّ يذكر حكم العلماء عليه جرحاً وتعديلاً.
• يذكر كذلك الأحاديث التي تسانده وتقويه وتعضده, ويأتي بأقوال الصحابة وأثار التابعين وسماها أحاديث الباب.
• إذا كان في المسألة خلاف ذكره وذكر الأدلة التي استدل بها المخالفين, وسماها أحاديث الخصوم, ثمًّ يحكم عليها ويرد عليها.
• الأصل في الرجوع إلى هذا المصدر حسب الموضوع ــــ ومن ميزة هذه الطريقة, أن تعمل عقل الطالب و تجمع الأحاديث المتقاربة في المكان الواحد. وهو مصدر وسيط.
¥(34/143)
• فتقول عند العزو إليه: أورده الزيلعي في كتابه نصب الراية ج/ ص كتاب ....... /باب ......... وقال أخرجه ...... و ....... عن ...... ورمز إليه بـ ..... ط:
• المذهب المالكي: كتاب الهداية في تخريج أحاديث البداية.
• جاء المالكية وكتبوا كتاب الهداية في تخريج أحاديث البدايةللغماري.
• جمع الغماري الأدلة التي استدل بها المذهب وخرجها من مصادرها الأصلية.
• وهو كتاب تخريج احاديث بداية المجتهد لإبن رشد.
• المذهب الشافعي: كتاب تلخيص الحبير.
• كتاب مشابه لكتاب الإمام الزيلعي .. فقد خرج أحاديث الفقه الشافعي وعلق عليها.
• وهو كتاب لخص فيه ابن حجر كتاب ابن الملقن (البدر المنير) , الذي هو في حقيقته تلخيص لكتاب الرافعي (الشرح الكبير) ,وهو شرح كتاب الغزالي الوجيز.
• فهو يذكر تخريج الحديث من مصادره الأصلية, و يبين الحكم عليه, ثمًّ يتكلم في اسناده.
• يستدرك ما غلط فيه الفقهاء في نظره, مثل قوله غلط الجوزي, فيه فلان وهو متروك.
• وهو كتاب عظيم النفع.
• كتاب: شرح السنة.
• كتاب شافعي ,جمع فيه مؤلفه أحاديث كثيرة, ورواها بإسناده إلى رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ـ
• وهو مرتب على الأبواب الفقهية.
• يعزو الحديث إلى مصادره الأصلية, ويذكر درجة الحديث صحيح, حسن, ضعيف.
• يبين المعنى الإجمالي للحديث ويشرح ما فيه من غريب.
• يذكر ما فيه من مسائل واجتهادات, مع ذكر أقوال الأئمة, والصحابة والتابعين.
• يعزو إليه بصفته مصدراً أصلياً.
• المذهب الحنبلي: كتاب إرواء الغليل. في تخريج أحاديث منار السبيل.
• كتاب عظيم القدر, جليل النفع ,نصرالمذهب بالأدلة الشرعيةوهو مصدر وسيط.
• خرج فيه أحاديث منار السبيل لإبن ضويان في الفقه الحنبلي.
• وهو مرتب على الأبواب الفقهية, فهو يعزو الأحاديث إلى من أخرجها، عزواً بالأرقام, وله ميزة فهو يعطي الطالب دراسة كاملة لسند الحديث.
• يسرد بالتفصيل تخريج الحديث وما فيه من العلل.
• قد يتعقب الشيخ رحمه الله غيره من العلماء الذين سبقوه كإبن حجر وغيره.
فيقول هذا مما فات الإمام الذهبي, أو العسقلاني فلم يورداه في كتبهما.
• كتب التفسير:
• ا لحديث إذا كان يتعلق بالتفسير إمًّا أن يكون في فضل سورة أو آية مثل فضل من قرأ خواتم سورة البقرة, و من قرأ سورة الملك , أو سبب نزول, أو تفسير لآية.
• هناك كتب متخصصة في تخريج أحاديث التفسير, ككتاب الدر المنثور في التفسير المأثور للسيوطي, وهو مصدر وسيط.
• ميزة الكتاب أنه يذكر الأحاديث التي وردت فيها سواء كانت صحيحة أو ضعيفة ويذكر من أخرجه.
• هناك كتب في أسباب النزول وفضائل القرآن, ككتاب فضائل القرآن لإبن الضريس أو يتعلق بأسباب النزول مثل الصحيح المسندمن أسباب النزول لأبي عبدالرحمن الوادعي. رحمه الله.
• فالخطوة الأولى تحديد مكان الأية وذلك بالرجوع إلى العجم الفهرس لألفاظ القرآن الكريم, وفي تخريج الآية إذا كانت جزء من آية ... نذكر اسم السورةثمًّ نقول من الآيةرقمها.
• إذا كانت الآية كاملة فإننا نقول:سورة ..... الآيةرقمها.
• ثمًّ نرجع إلى كتب التفسير (الدر المنثور ... ) وهو مصدر وسيط وتفسير الطبري وهو مصدر أصلي لكن لا يعزى إليه لأنه غيرمتخصص بأحاديث السنة, ويرجع إلى تفسير ابن كثير وهو مصدر وسيط كذالك, فعند العزو إليه تقول أورده السيوطي في ....... ج/ص .... وقال أخرجه ......... و ........
• كتب الأداب العامة و الأخلاق:
• كتاب المغني عن حمل الأسفارفي الأسفار.
• أي حديث يتعلق بالأداب العامة والأخلاق والزهد أو في الترغيب والترهيب, أو في المحشر والمنشر, وذكر الجنة والنًّار, فإننا نرجع إلى كتاب إحياء علوم الدين للغزالي.
• وهو كتاب عظيم النفع لا غنى لطالب العلم عنه, وقد قسمه إلى أربعة أقسام العبادات ـــ العادات ــــ المهلكات ــــ المنجيات. ولقد أثنى عليه كثير من العلماء لما فيه من شحذ الهمم حتى قال النووي رحمه الله (كاد الإحياء أن يكون قرآناً) لكثرة ما حوى من المواعظ, ولقد أخذ منه ابن القيم كثيرمن المواعظ والنكت.
• ونظراً لإنتشاره بين طلبة العلم مع ما يحتويه من أحاديث موضوعة قام الإمام العراقي رحمه الله بتخريج كل أحاديث الكتاب في كتاب سماه المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج مافي الإحياء من الأخبار.
¥(34/144)
• فما كان له أصل من السنة عزاه إلى أصله, وما لم يكن له أصل قال لا أصل له, وما كان ضعيفاً أو مرفوعاً أشار إليه.
• وهو مصدر وسيط , وعند العزو إليه تقول: أورده العراقي في كتابه المغني ح/ص وقال أخرجه ..... و ...... ورمز إليه بـ ...... ط: ...... .
كتب الزهدوالرقائق:
فالحديث النبوي إذا كان يتعلق بالزهد والرقائق فإننا نرجع إلى كتب متخصصة بالزهد والرقائق وهناك كتب كثيرة ,منها:
1. كتاب الزهد لإمام أحمد.
2. كتاب الزهد لهناد بن السري.
3. كتاب الزهد لوكيع.
4. كتاب الزهد والرقائق لإبن المبارك.
وهي مصادر أصلية, فأي حديث أو أثر يدور حول قضايا الزهد والرقائق نجدها في هذه الكتب, وهي مرتبة على الأبواب العلمية, و يختلف ترتيبها من كتاب إلى آخر.
كتب السير والمغازي و الشمائل.
إذا كان الحديث يتعلق بالسيرة النبوية والمغازي والشمائل وما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم من مواقف وأفعال , فيرجع إلى كتب معينة, وهذه الكتب إمًّا تتكلم عن الحادثة التي وقع فيها الحديث , أو الصفات الخلقية ,أو الخُلقية .. , ومن هذه الكتب:
1. كتاب دلائل النبوة للبيهقي.
2. دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني.
3. الخصائص الكبرى للسيوطي.
4. الدرر في اختصار المغازي والسيرلإبن عبد البر.
5. كتاب الشفا للقاضي عياض.
6. كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحبيب للسيوطي.
7. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للصالحي.
وهي مرتبة على الأحداث.
الطريقة الخامسة: تخريج الحديث النبوي بالنظر إلى نوعه ((ضعيفاً ,أوموضوعاً ,أومرسلاً أو قدسياً.))
• فقد يكون الحديث مرسلاً, وهي رواية التابعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• وإمًّا أنْ يكون الحديث ضعيفاً أو موضوعاً.
• وإمًّا أنْ يكون الحديث قدسياً, وهو الحديث الذي يرويه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل, ويُصدرالحديث بقوله قال الله تعالى ,أو يقول الله تعالىإمًّا ابتداءً , أو جزء من حديث.
• ابتداءً كقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى ((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا ....... الخ)).
• وإمًّا جزء من الحديث كحديث الشفاعة العظمى, كقوله صلى الله عليه وسلم: (ثُمًّ يقال ارفع محمد قل تسمع وسل تعطه واشفع تُشفع ...... الخ.)
• وقد أفرد العلماء الأحاديث القدسية بنوعيها كتباً مستقلة من أشهرها:
1. الأحاديث القدسية لوزارة الأوقاف المصرية.
2. الإتحافات السنية في الأحاديث القدسية للمناوي.
• وهذه الأحاديث مرتبة على مواضيعها, وليست على حروف الهجاء, فهناك أحاديث تتكلم عن سعة رحمة الله, وعن تحريم الظلم و مناجاة العبد لربه.
• وهذه الكتب مصادر وسيطة. ففي العزو إليها تقول أورده ..... ج/ص وقال أخرجه ....... ط .... .
الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة:
س: كيف نعرف الحديث الموضوع؟
1. عن طريق مصادمته للعقل: (إنًّ الله خلق خيلاً فأجراهافعرقت فخلق نفسه منها.).
2. أن يكون الحديث سخيفا: ً (لو كان الأرز رجلاً لكان كريماً).
3. أن يترتب أجور كبيرة على فعل صغير (من صلى لله ركعتين بنىالله له سبعين قصراً في كل قصرسبعين جارية .. الخ)
4. الأحاديث التي تعتني بالطب: (كان الرسول الله صلى الله عليه وسلم يكتحل كل يوم ويحتجم كل شهر ويشرب الدواء كل سنة)
5. ما ثبت من أحاديث فيها كلمات تخالف اللغة فقد عرف عنه صلى الله عليه وسلم أنه فصيحاً.
6. ما ثبت من أحاديث تخالف التايخ والوقائع مثل وضعه صلى الله عليه وسلم الجزية عن أهل خيبر, وهو لا يصح فقد وضعت في عهد عمر الفاروق رضي الله عنه.
فائدة:
حكم رواية الحديث الموضوع أوالضعيف:
ذهب العلماء إلى جواز روايته في فضائل الأعمال دون الأحكام والعقائد. قال ذلك النووي. ووضع ابن حجر له شروط:
1. أن يكون الحديث في الترغيب والترهيب.
2. ألا يكون الضعف شديداً.
3. أن يكون الحديث له أصل صحيح ثابت في الكتاب أو السنة.
4. ألا يعتقد أن النبي صلى الله عليه و سلم قاله.
5. أنْ يبين ضعفه ودرجة الضعف عند روايته.
¥(34/145)
وغالب الكتب التي ألفت في هذا العلم تعتبر مصادر وسيطة, لأنَّ التعريف بهذا العلم نشأ متأخراً ,فأول من كتب في ذلك الإمام الجوزقاني (الجرجاني) كتابه الأباطيل والصحاح والمشاهير, وأفرد الإمام ابن الجوزي الموضوعات وعليه تعقبات واستدراكات للسيوطي. ومن ثمَّ تتابع العلماء في افراد مؤلفات خاصة:
1 - الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني.
2 - -تنزيه الشريعةالمرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة
للكناني.
3 - تذكرة الموضوعات لإبن طاهر الهندي.
4المصنوع في الحديث الموضوع لملا علي القاري.
5 - الأباطيل والصحاح والمشاهير للجرجاني.
6 - الموضوعات لإبن الجوزي.
7 - الكامل في الضعفاء لإبن عدي.
8 - سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني. رحمهم الله جميعاً.
الحديث المرسل:
وهي رواية التابعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, مثل عروة ابن الزبير والحسن البصري , وعطاء و مجاهد وعكرمة وغيرهم من التابعين, ويرجع إلى كتب المراسيل ككتاب المراسيل لأبي داود.
خاتمة وفائدة
رسالة إلى طالب العلم:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه (كتاب العلم):
يتعين على طالب العلم أن يبذل الجهد في إدراك العلم والصبر عليه وأن يحتفظ به بعد تحصيله, فإنَّ العلم لا ينال براحة الجسم, فيسلك المتعلم جميع الطرق الموصلة إلى العلم وهو مثاب على ذلك لما ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ((من سلك طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة)). فليثابر طالب العلم, ويجتهد ويسهر الليالي ويدع عنه كل ما يصرفه أو يشغله عن طلب العلم.
وللسلف الصالح قضايا مشهورة في المثابرة على طلب العلم حتى أنه يروى عن ابن عباس رضي الله عنه أنه سئل بما أدركت العلم؟ قال:
بلسان سؤل, وقلب عقول, وبدن غير مئول, وعنه ـــ أيضاً ــ رضي الله عنه ـ قال: ((إن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه ـ وهو قائل ـ
فأتوسد ردائي على بابه, تسفر الريح عليَّ من التراب, فيخرج , فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك؟ ألا أرسلت إليَّ فآتيك؟ فأقول: أنا أحق أن آتيك, فأسأله عن الحديث ...... )) فابن عباس تواضع للعلم فرفعه الله به. فهكذا ينبغي لطالب العلم أن يثابر المثابرة الكبيرة ولا نيأس فإن اليأس معناه سد باب الخير , وينبغي لنا ألا نتشاءم بل نتفائل وأن نعد أنفسنا خيراً.
تم الكلام وربنا محمود .... وله المكارم والعلا الجود
وعلى النبي محمد صلواته ..... ما ناح قمري وأورق عود
وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته
والتابعين،،،،
نماذج
اختبارات
مقرر
تخريج الأحاديث
د/ طارق بن محمد الطواري
أولاً
الإختبارات
النظرية
بسم الله الرحمن الرحيم
******
جامعة الكويت الأختبار النهائي لمادة التخرج
كلية الشريعة طالبات 1421/ 2000
قسم التفسير والحديث د. طارق الطواري
الأختبار النظري 20 درجة
================================================== ====
س1:كان للصحابة صحائف كتبوا بها الحديث الشريف، أذكري أثنين من الصحائف ولمن؟
س2: ما هو العهد الثاني الذي مر به الحديث النبوي الشريف؟
س 3: ما المقصود بقول العلماء (إذا جمعت فقمش، وإذا كتبت فقتش)؟
س 4: ضمن حروف عارف شامت الفاء، التاء، الميم، فما المقصود بها؟
س 5: ما الفرق بين المسانيد والمعاجم؟
س 6: ما الفرق بين جامع الترمذي والجامع الصغير للسيوطي؟
س 7: ما هي الكتب التي أشتمل عليها كتاب تحفة الأشراف؟
س 8: ما هي الكتب التي حواها كتاب المعجم لألفاظ الحديث النبوي؟
س 9: شرح الإمام المناوي الجامع الصغير للسيوطي بكتابه (فيض القدير) فكيف رتبه؟
س 10: أذكري شرحاً آخراً لكتاب الجامع الصغير للسيوطي مع أسم مؤلفه؟
أسأل الله لكم دوام التوفيق والنجاح،،،
بسم الله الرحمن الرحيم
كلية الشريعة
قسم الحديث الشريف
جامعة الكويت المادة: تخريج أحاديث (20)
=================================================
س1: كيف يمكن تخريج الحديث من خلال اللفظة الأولى منه؟ وما هي أسماء الكتب المعينة في ذلك مع مؤلفيها؟
س2: كتاب مصنف عبدالرزاق هو من المصادر ....... وهو مرتب على ......... .
س3: ماذا يقصد العلماء بترتيب كتبه على حروف (عارف شامت)؟
س4: أذكري مثالاً واحداً على الكتب التي حوت أحاديث التفسير؟
¥(34/146)
س5: ما هو ترتيب سنن الأمام البيهيقي؟
س6: أضربي مثلاً لكتاب في مشكل الحديث مع مؤلفه وما الفرق بين المشكل والمختلف؟
س7: ما هو موضوع كتاب السنة لعبد الله بن الأمام أحمد؟
س8: ما المراد من قول العلماء أخرجه الستة.
س9: ما هو كتاب ابن الديبع الشيباني في علم الحديث المدروس؟
س10: من أسهر كتب المفاتيح؟
س11: لمن كتاب الجامع الكبير؟
بسم الله الرحمن الرحيم
كلية الشريعة
قسم الحديث الشريف
جامعة الكويت المادة: تخريج أحاديث (20)
================================================== ===
السؤال الأول: -
- ما هي كتب المعاجم مع مثال واحد؟
السؤال الثاني:
- ما الفرق بين مشكل الحديث ومختلف الحديث مع ذكر مثال واحد؟
السؤال الثالث:
- ما الفرق بين المسانيد والأطراف؟
السؤال الرابع:
- متى تستخدم الكتب الآتية وكيف يعزى اليها؟
1 - العجم المفهرس لألفاظ القرآن.
2 - الموضوعات لأبن الجوزي.
3 - اللآلي المصنوعة.
4 - كفاية الطالب اللبيب.
5 - المعجم المفهرس لألفاظ الحديث.
6 - مفتاح الصحيحين للتوقادي.
7 - المقاصد الحسنة للسخاوي.
والله أسأل لكم دوام التوفيق.
د/ طارق الطواري
بسم الله الرحمن الرحيم
إختبار تخريج الأحاديث (نظري) (20درجة)
س1: ضعي علامة (/) أمام العبارات الصحيحة وعلامة (×) امام العبارات الخاطئة على أن تكون العبارة كلها صحيحة أو كلها خاطئة: -
(1) لا فرق بين قولنا رواه وأخرجه من حيث أصالة المصدر.
(2) إذا قال المزي في كتابه التحفة (ك) فأنه يريد مستدركات أبن عساكر على الجماعة.
(3) تفسير الأمام الطبراني مصدر أصلي ولكن لايعزى اليه.
(4) إذا أطلق النسائي فأنما يراد به الكبرى أما الصغرى فهو مفقود.
(5) كتاب الكامل لأبن عدي والصحاح للجوزجاني مصادر وسيطة.
(6) المعجم المفهرس لفؤاد عبدالباقي نافع في تخريج كلمة في حديث يقل دورانها.
(7) الكوكب الميز هو شرح كتاب شرحه الأمام السيوطي.
(8) المقاصد الحسنة للسخاوي مرتب حسب الأبواب.
(9) لا يعتد بحكم الألباني على الأحاديث لأنه متأخر.
(10) يجوز العمل بالحديث الضعيف والموضوع بشرط اعتقادهم وعدم صحته وشروط
أخرى.
بسم الله الرحمن الرحيم
أختبار تخريج الأحاديث (نظري) 20 درجة
ضعي علامة (/) أمام العبارات الصحيحية وعلامة (×) أمام العبارات الخاطأة على أن تكون العبارة كلها صحيحة أو كلها خاطئة.
(1) صحيح الأحاديث القدسية لوزارة الأوقاف المصرية.
(2) يرجع لمعرفة الحديث الموضوع لكتاب أسنى المطالب.
(3) كتاب شرح المواقف للسيوطي مصدر وسيط يفيد بتخريج أحاديث المواقف والسيرة.
(4) لا فرق بين كتب الأجزاء والأبواب من حيث النوع أو الموضوع.
(5) المعجم المفهرس لألفاظ القرآن نافع في تخريج كلمة في حديث يقل دورانها.
(6) لا فرق بين قولنا رواه وأخرجه من حيث أصالة المصدر.
(7) إذا أطلق النسائي فإنما يراد به الكبرى أما الصغرى فهو مفقود.
(8) إذا قال المزي في كتابه التحفة: (ك) انما يريد مستدركات ابن عساكر على الأئمة.
(9) تفسير الأمام الطبراني مصدر أصلي ولكن لا يعزى اليه.
(10) نهج أبن حجر في كتابه التلخيص نهجاً مشابهاً لكتاب الزيلعي الهداية.
بسم الله الرحمن الرحيم
إختبار تخريج الأحاديث (نظري) 20 درجة
د/ طارق الطواري
س1: ما الفرق بين رواه وأخرجه في علم التخريج
س2: بدأت مرحلة تدوين السنة في عصرها الذهبي من ..... إلى ......
س3: ما الفرق بين المصنفات والسنن مع مثال واحد؟
س4: ما هي كتب العلل مع التمثيل؟
س5: ما هو التعريف الأصطلاحي الدقيق لعلم التخريج؟
س6: أضاف الإمام المزي إلى الكتب الستة كتاب ..... لأبي داود وكتاب .... و .... للترمزي و .... للنسائي.
س7: لمن كتاب النخبة البهية وكيف يستخدم؟
س8: ذكر السيوطي في جامعه رمز (مز) فالى ما يرمز من الكتب؟
س9: ما الفرق الدقيق بين كتابي نصب الراية وارواء الغليل؟
س10: بحاشية كتاب تحفة الأشراف كتاب آخر فما هو ومن مؤلفه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
جامعة الكويت
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
إختبار التخرج (نظري)
د/ طارق الطواري
================================================== ===
¥(34/147)
متى يرجع لهذه الكتب في علم التخريج وكيف يعزى اليها:
- أجب عن عشرة فقط:-
(1) شرح السنة للبغوي.
(2) إرواء الغليل للألباني.
(3) المقاصد الحسنة للسخاوي.
(4) مفتاح الصحيحين للتوقادي.
(5) المعجم المفهرس لألفاظ الحديث.
(6) الدر المنثور للسيوطي.
(7) الشمائل للترمذي.
(8) المغني عن حمل الأسفار في الأسفار للعراقي.
(9) الأتحافات السنية للمناوي
(10) العلل المتناهية لابن الجوزي.
(11) المراسيل لأبي داود.
(12) الأستيعاب لأبن عبد البر.
(13) الدراية في تخريج أحاديث الهداية.
(14) المعجم الأوسط للطبراني.
(15) ضعيف الجامع الصغير للألباني.
مع أطيب التمنيات بالتوفيق.
كيف يمكن البحث في الكتب التالية
1 المعجم الأوسط للطبراني من خلال اللفظة الأولى
2 المعجم المفهرس لألفاظ القرآن كلمة يفل دورتها
3 فيض القدير اسم الراوي
4 الكوكب المنير الموضوع
5 تميز الطيب من الخبيث النوع
6 الفوائد المجموعة للشوكاني
من المؤلف (أوصلي أ في ب)
1 الملا على القارى سبل الهدى والرشاد
2 ابن طاهر الهندي فضائل القرآن
3 الكنانى الدر المنثور
4 ابن عبد البر تترية الشريعة المرفوعة
5 الصالحي المصنوع في الحديث الموضوع
6 ابن الضريس تذكرة الموضوعات
7 السيوطي الدرر في اختصار المغازي والسير
كيف تستخدم الكتب الآتية وفيما تختص
1 نصب الراية إن كان الموضوع في الفقة الحنبلي
2 شرح السنة إن كان الموضوع في الفقة الشافعي
3 تلخيص الحبير إن كان الموضوع في الفقة المالكي
4 الهداية في تخريج أحاديث البداية إن كان الموضوع في الفقة الحنفي
5 الدر المنثور في علم التفسير
6 كشف الخفاء ومزيل الإلباس في الآداب والأخلاق
7 المغني عن حمل الأسفار في صفات الرسول ?
8 سبل الهدى والرشاد الأحاديث الموضوعة
9 تترية الشريعة المرفوعة في الأحاديث المشتهر على الألسنة
ثانيا: ً
الإختبارات
العملية
جامعة الكويت
بسم الله الرحمن الرحيم
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الإختبار النهائي لمادة التخرج
ب
د. طارق الطواري
================================================== ==
السؤال الأول: 10 درجات
خرج الحديث الآتي بواسطة الكتب التي تعني بأحاديث الفقهاء.
قال رسول الله ? (لايرجع الواهب في هبته إلا الواهب فيما يهب لولده)
السؤال الثاني:
خرج الحديث الآتي من أربعة مصادر أصلية بواسطة تحفة الأشراف أو المعجم المفهرس.
عن أنس بن مالك قال رسول الله ? (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولون لا إله إلا الله)
السؤال الثالث:
خرج الحديث الآتي عن مصدره الأصلي بناء على معرفة أول كلمة من الحديث
قال رسول الله ? إن الله تعالى يقول: (يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى).
السؤال الرابع:
خرج الحديث من خلال الطريقة الأولى (معرفة أسم الصحابي) 10 درجات.
عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله ? (أنتم جزء من مائة ألف جزء ممن يرد على الحوض).
************
أسأل الله لكم دوام التوفيق والهداية
بسم الله الرحمن الرحيم
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية إمتحان نهائي
جامعة الكويت ب المادة / تخريج أحاديث 412/ 2
================================================== ==
السؤال الأول: - خرج الحديث بواسطة المسانيد:-
(عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ?: ((لافرع ولا عتيرة في الإسلام)).
السؤال الثاني: -
خرج الحديث الآتي، من خمسة مصادر أصلية، بواسطة تحفة ألشراف فإن لم تف فبواسطة طريقة المعجم المفهرس:-
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أصيب رجل في عهد رسول الله ? في ثمار أبتاعها فكثر دينه فقال ? ((تصدقوا عليه، فلم يبلغ ذلك وفاء دينه فقال ? لغرمائه: خذوا ما وجدتم وليس لكم إلا ذلك)).
السؤال الثالث: - خرج الحديث من أربعة مصادر أصلية بأستخدام الطرق الثلاثة الأولى:-
عن عائشة قالت: قبل النبي ? عثمان بن مظعون وهو ميت، حتى رأيت الدموع تسيل على وجهه ".
السؤال الرابع:-
خرج الحديث الآتي بناء على معرفة أول كلمة:-
((الخير في وفي أمتى إلى يوم القيامة)).
بسم الله الرحمن الرحيم
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية إمتحان نهائي
جامعة الكويت المادة: تخريج أحاديث
د
================================================== ==
¥(34/148)
السؤال الأول: خرج الحديث بواسطة المسانيد:-
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ?: " كان يصلي ركعتي الفجر ويخففهما حتى أقول أقرأ فيهما بفاتحة الكتاب ".
السؤال الثاني: - خرج الحديث الآتي من خمسة مصادر أصلية بواسطة تحفة الأشراف فإن لم تف فبواسطة طريقة المعجم المفهرس:-
عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي ? قال:
((ثلاثة لايكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، قال: فقرأها رسول الله ? ثلاث مراراً، قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله .. قال: المسبل والمنافق والمنفق سلعته بالحلف والكذب)).
السؤال الثالث:- خرج الحديث من أربعة مصادر أصلية يأستخدام الطرق الثلاث الأولى:-
عن أبي بكر رضي الله عنه، أنه كان يخطب فقال: إن رسول الله ? خطبنا عام أول، ثم بكى أبو بكر فقال: ((سلوا الله المعافاة فإن الناس لم يعطوا بعد اليقين شيئاً هو أفضل من المعافاة " وفيه " أل عليكم بالصدق فأنه مع البر وهما في الجنة، وأياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار، ولا تدابروا ولا تقاطعوا .. الحديث)).
بسم الله الرحمن الرحيم
جامعة الكويت الأختبار النهائي لمادة التخريج
كلية الشريعة 1421/ 2000م
قسم التفسير والحديث. د / طارق الطواري
الأختبار العملي 40 درجة
س1: خرج الحديث الآتي من أي مصدر أصلي وبأي طريقة سبقت لك دراستها (6).
س2: خرج الحديث الآتي من أحد المراجع الفقهية مع ذكر حكم العلماء عليه (6).
س3: ما درجة الحديث الآتي بعد ذكر تخريجه (6).
س 4: خرج الحديث الآتي حسب كلمة يقل دورانها ثم بين مصدره الأصلي (6).
س 5: خرج الأثر التالي من كتاب المصنفات (6)
س6: خرج الحديث التالي من كتب السير والمغازي (6)
س 7: خرج الحديث التالي من كتب الزهد والرقائق (4).
بسم الله الرحم الرحيم
جامعة الكويت
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الأختبار النهائي لمادة التخريج
أ
د / طارق الطواري
السؤال الأول:
خرج الحديث الآتي بواسطة الكتب التي تعني بأحاديث الفقهاء:
قال رسول الله ? (الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحل حراماً أو حرم حلالاً).
السؤال الثاني:
خرج الحديث الآتي من أربعة مصادر بواسطة تحفة الأشراف أو المعجم المفهرس:
عن أنس بن مالك قال: نهينا أن نسأل رسول الله ? عن شئ وكان يعجبنا أن يجئ الرجل العاقل من أهل البادية فيسأله.
السؤال الثالث:
خرج الحديث الآتي من مصدره الأصلي بناء على معرفة أول كلمة من الحديث
قال رسول الله ? (من تبع جنازة حتى يفرغ من دفنها فله قيراطان).
السؤال الرابع:
خرج الحديث من خلال الطريقة الأولى (معرفة أسم الصحابي) 10 درجات.
عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله ? (من أطعم مريضاً شهوته أطعمه الله من ثمار الجنة).
أسأل الله لكم دوام التوفيق والهداية.
الفهرس
مسلسل الموضوع رقم الصفحة
1 تعريف علم التخرج 1
2 قضايا هامة 2
3 مراحل تدوين السنة 5
- المرحلة الأولى 5
- المرحلة الثانية 6
- المرحلة الثالثة 8
- المرحلة الرابعة 9
4 كتب المسانيد 14
5 كتب الأطراف 15
6 المعاجم 15
7 تخريج الحديث بالنظر إلى اللفظة الأولى 17
8 كتب الأحاديث المشهرة على الألسنة 18
9 تخريج الحديث النبوي بالنظر إلى لفظة يقل دورانها 19
10 تخريج الحديث النبوي بالنظر إلى موضوعه 20
11 كتب التفسير 21
12 كتب الآداب العامة والأخلاق 22
13 كتب الزهد والرقائق 23
14 تخريج الحديث النبوي بالنظر إلى نوعه 24
15 الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة 25
16 خاتمة وفائدة 27
17 نماذج أختبارات مقرر تخريج الحديث 28
18 أولاً:الأختبارات النظرية 29
19 ثانياً: الأختبارات العملية 38
ـ[محمود الأسيوطي]ــــــــ[29 - 02 - 08, 02:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[06 - 03 - 10, 06:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا والرابط لا يعمل(34/149)
تخريج حديث «إني تاركٌ فيكم ثَقَلَين» رواية ودراية
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 05 - 02, 05:31 ص]ـ
أخرج الإمام أحمد في مسنده: قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان التيمي (ثقة متفق عليه) قال حدثني يزيد بن حيان التيمي (مُوثّقٌ فيه جهالة) قال:
انطلقت أنا و حُصَيْنُ بن سَبْرَةَ وعمر بن مسلم إلى زيد بن أَرْقَمَ. فلما جلسنا إليه، قال له حُصين: «لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً. رأيتَ رسول الله ? وسمعت حديثه وغَزَوت معه وصليت معه. لقد رأيت يا زيد خيراً كثيراً. حدِّثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله ?». فقال: «يا ابن أخي. والله لقد كَبُرَتْ سِنِّي، وَقَدُمَ عهدي، ونسيتُ بعض الذي كنت أعي من رسول الله ?. فما حدثتكم فاقبلوه. وما لا، فلا تُكَلِّفُونِيهِ». ثم قال: قام رسول الله ? يوماً خطيباً فينا بماءٍ يُدعى خُمًّا بين مكة والمدينة. فحمِد الله تعالى وأثنى عليه، ووعظ وذَكَّرَ. ثم قال: «أما بعد. ألا يا أيها الناس إنما أنا بَشَرٌ يوشك أن يأتيني رسول ربي –عز وجل– فأُجيب. وإني تاركٌ فيكم ثَقَلَين. أولهما: كتاب الله –عز وجل– فيه الهدى والنور. فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به». فَحَثَّ على كتاب الله ورَغَّبَ فيه. قال: «وأهلُ بيتي. أُذَكِّرُكُمْ اللهَ في أهلِ بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي». فقال له حصين: «ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نِساؤهُ من أهل بيته؟». قال: «إن نساءَهُ من أهل بيته. ولكنّ أهلَ بيته مَن حُرِمَ الصدقة بعدَه». قال: «ومن هم؟». قال: «هم آل علي، وآل عَقِيل، وآل جعفر، وآل عباس». قال: «أَكُلُّ هؤلاء حُرِمَ الصدقة؟». قال: «نعم».
وهذا الحديث: «مما انفرد به مسلم ولم يروه البخاري»، كما أشار شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية (7\ 318). قلت: وفيه ضعفٌ من جهتين: أولاهما أن يزيد بن حيان مجهولٌ لم يوثقه أحدٌ قبل مسلم. وإنما وثقه النسائي فيما بعد، على عادته في توثيق مجاهيل التابعين. وليس لنا إلا حسن الظن بيزيد هذا. والجهة الثانية هي أن زيد بن أرقم ? قد نص في ذلك الحديث أنه قد ضعُف حِفظه بسبب كِبَرِ سنه. وأنه نسي بعض الحديث الذي سمعه. والصحابة عدولٌ كلهم بلا ريب، وخاصة زيد هذا لما عُرفَ عنه صدقه. ولكن الصحابي غير معصومٍ عن الغلط والنسيان. فلهذا لم يخرجه البخاري في صحيحه. ولكن الحديث الذي يُروى وليس فيه تشريعٌ ولا فيه نكارة، وقد صححه البعض ولم يطعن أحدٌ برواته، فهذا عندنا مقبول. والله أعلم.
قال شيخ الإسلام منهاج السنة النبوية (7\ 318): «والحديث الذي في مسلم –إذا كان النبي ? قد قاله– فليس فيه إلا الوصية باتباع كتاب الله. وهذا أمرٌ قد تقدمت الوصية به في حجة الوداع قبل ذلك. وهو لم يأمر باتباع العترة، لكن قال "أذكّركم الله في أهل بيتي". وتذكير الأمة بهم يقتضي أن يذكروا ما تقدم الأمر به قبل ذلك من إعطائهم حقوقهم والامتناع من ظلمهم. وهذا أمر قد تقدم بيانه قبل غدير خم. فعلم أنه لم يكن في غدير خم أمرٌ يشرع نزل إذ ذاك، لا في حق علي ولا غيره، لا إمامته ولا غيرها».
وأما قول زيد ? «أهل بيته مَن حُرِمَ الصدقة بعدَه»، فهذا اجتهادٌ محضٌ منه غير ملزمٍ لنا. قال الإمام ابن حزم الأندلسي في الإحكام (1\ 79): «والتقليد باطل. فوجب طلب مَن هُم أهل بيته –عليه السلام– في الكتاب والسنة. فوجدنا الله تعالى قال: ? يا نساء النبي لستنّ كأحدٍ من النساء. إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول، فيطمع الذي في قلبه مرض. وقلن قولاً معروفاً. وقَرنَ في بيوتكن، ولا تبرّجن تبرج الجاهلية الأُولى. وأقِمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تظهيراً. واذكرن ما يُتلى في بيوتكنّ من آيات الله والحكمة. إن الله كان لطيفاً خبيراً ?. قال علي: فرفعت هذه الآية الشك، وبيّنت أن أهل بيته –عليه السلام– هنّ نساؤه فقط. وأما بنو هاشم فإنهم آل محمد وذو القربى بنصّ القرآن والسنة. فهم في قِسمة الخمس وتحريم الصدقة».
بقيت قضية اختلافٍ وقد في مقولة زيدٍ ? في بعض ألفاظ الحديث:
¥(34/150)
1– «إن نساءه من أهل بيته». رواها إسماعيل بن إبراهيم ومحمد بن فضيل وجرير، وجعفر بن عون ويعلى، كلهم عن أبي حيان التيمي (يحيى بن سعيد بن حيان التيمي الرباب). أخرجه أحمد ومسلم والبيهقي في الاعتقاد (325).
2– «لا و أيم الله. إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده». رواها حسان بن إبراهيم الكرماني (يغلط عن سعيد) عن سعيد بن مسروق (أبو سفيان الثوري). أخرجه مسلم في الشواهد.
3– «بلى، إن نساءه من أهل بيته». رواها جرير ومحمد بن فضيل وجعفر بن عون، كلهم عن أبي حيان. أخرجه عبد بن حميد في مسنده (1\ 114) وابن خزيمة في صحيحه (4\ 62) والنسائي في فضائل الصحابة (1\ 22).
فالزيادة الشاذة هي من قبل حسان بن إبراهيم الكرماني: وثقه ابن معين وعلي بن المديني. وقال النسائي: «ليس بالقوي». وقال ابن عدي: «حدث بأفراد كثيرة، وهو عندي من أهل الصدق/ إلا أنه يغلط في الشيء ولا يتعمد. وأنكر عليه أحمد بن حنبل أحاديث». ثم ذكر أنه يَهِمُ ويغلط عن سعيد بن مسروق (أي كما هي الحال هنا). فهذه الزيادة باطلةٌ قطعاً لأن حسان خالف فيها الجمع من الثقات الأثبات. وليس هو ممن يقبل تفرده عن سعيد أصلاً. عدا أن الزيادة مخالفة لكتاب الله عز وجل، فلا ريب في بطلانها.
قال الإمام ابن كثير الدمشقي في تفسيره (3\ 487) عن الروايتين الأولى والثانية: «والأُولى أَولى. والأخذُ بها أحرى. وهذه الثانية تحتَمِل أنه أراد تفسير الأهل المذكورين في الحديث الذي رواه: إنما المراد بهم آله الذين حُرِموا الصدقة. أو أنه ليس المراد بالأهل الأزواج فقط، بل هم مع آله. وهذا الاحتمال أرجح جمعاً بينها وبين الرواية التي قبلها، وجمعاً أيضاً بين القرآن. إن صَحَّت، فإن في بعض أسانيدها نظراً، والله أعلم. (قلت: لم تصح قطعاً كما ذكرنا). ثم الذي لا يَشك فيه تدبَّرَ القرآن، أن نساء النبي ? داخلاتٍ في قوله تعالى: ? إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ?. فإن سياق الكلام معهن. ولهذا قال تعالى بعد هذا كله: ? واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ?».
قلت: والحديث لم يعجب الشيعة بهذه الصيغة لأنه ليس بحجة أخرى. فوضعوا حديثاً محرفاً عنه، وفيه أن العترة لن تفترق عن الكتاب حتى ترد على الحوض! قال شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية (7\ 394): وأما قوله: "وعترتي أهل بيتي" و "أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض"، فهذا رواه الترمذى. وقد سُئِل عنه أحمد بن حنبل فضعّفه. وضعّفه غير واحد من أهل العلم، وقالوا لا يصح».
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 05 - 02, 05:33 ص]ـ
ملاحظة: كل مواضيعي تقريباً أكون قد كتبتها على ملف وورد. فلذلك رمز (صلى الله عليه وسلم) ورمز (رضي الله عنه) ورمزي افتتاح الآية ونهايتها، لا يظهران عندما أنسخ الموضوع إلى هنا. وعلى من يقرأ موضوعي تقديرها ولفظها.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[01 - 05 - 02, 06:16 ص]ـ
الأخ محمد الأمين قلت: [والجهة الثانية هي أن زيد بن أرقم ? قد نص في ذلك الحديث أنه قد ضعُف حِفظه بسبب كِبَرِ سنه. وأنه نسي بعض الحديث الذي سمعه. والصحابة عدولٌ كلهم بلا ريب، وخاصة زيد هذا لما عُرفَ عنه صدقه. ولكن الصحابي غير معصومٍ عن الغلط والنسيان. فلهذا لم يخرجه البخاري في صحيحه.].
وهذا باطل.
فانظر إلى نص زيد ابن أرقم رضي الله عنه #وتأمّلهُ# جيدا.
قال رضي الله عنه: [فقال: «يا ابن أخي. والله لقد كَبُرَتْ سِنِّي، وَقَدُمَ عهدي، ونسيتُ بعض الذي كنت أعي من رسول الله ?. فما حدثتكم فاقبلوه. وما لا، فلا تُكَلِّفُونِيهِ».].
معناه أن محفوظه من جميع الأحاديث قد ضعف وهو إذا حدث فإنما يحدث ما هو متأكد منه لذلك أمرنا بقبوله فقال: [فما حدثتكم فاقبلوه].
فيجب علينا قبول هذا الحديث من الصحابي الجليل رضي الله عنه.
وأما تعليلك بأن البخاري لم يخرج هذا الحديث لتلك العلة الواهية #حُرّر# هو مجرد دعوى.
بل هذا سوء ظن بالبخاري رحمه الله ينزه عنه الأئمة.
#حُرّر#
والله الموفق.
(ما بين # # من تحرير المشرف)
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[01 - 05 - 02, 11:37 ص]ـ
الأخ الفاضل / محمد الأمين ..
بخصوص الكلام في يزيد بن حيان، فحقيقة حاله أنه ثقة، و قد وثقه النسائي و ابن حبان، و احتج به مسلم كما في هذا الحديث، و ترجم له البخاري و ابن أبي حاتم و يعقوب بن سفيان و غيرهم و لم يذكروا في ترجمته شيئا، و لا أشاروا إلى نكارة خبره، مع شهرة الخبر بين أهل الحديث، و هذا الإمام أحمد أخرجه في المسند، و لم يحكَ عنه القول بنكارته ..
فالواجب التريث في الحكم على من تقادم العهد بهم، لا سيما في أخبار لم يسبق الحكم فيها من أحد من أئمة النقد، بل في خبر في كتاب من أصح كتب الحديث ألا و هو صحيح مسلم.
إضافة إلى أن توثيق النسائي معتبر، و قولك أنه يوثق مجاهيل التابعين، فهل هذا بعلم بأحوالهم بالطرق العلمومة عند أهل الحديث في معرفة أحوال الرواة أم مشيا منه على قاعدة توثيق المجهول منهم إذا لم يحدث بمنكر؟
أقول: هذا أمر صعب، لم يقل أحد من الحفاظ بتساهل النسائي في النقد، و إن كان يحصل من بعض أهل العلم رد توثيقه لبعض الرواه إذا دلت القرائن على خطئه، و هذا كسائر أئمة الحديث إذا أخطؤوا في توثيق راو أو تجريحه؟؟
و لهذا تفصيل في موضع آخر ..
المهم أن يقال النسائي حين وثقه، ألم يخطر بباله هذا الخبر الضخم الكبير الذي فيه من الأحكام الشيء الكثير ..
هذا و و لينظر هذا الرابط:
http://www.baljurashi.com/vb/showthread.php?threadid=1003&highlight=%CA%D1%DF%CA+%DD%ED%DF%E3
¥(34/151)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 05 - 02, 06:32 م]ـ
1
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[01 - 05 - 02, 10:02 م]ـ
الأخ أبو عمر
نقلت عن زيد رضي الله عنه قوله "فما حدثتكم فاقبلوه"
وأنا قلت عن هذا الحديث أنه "عندنا مقبول"
فأين الإشكال في ذلك؟!
الأخ الفاضل ابن وهب
لم أضعف الحديث بل هو صحيح. ولكني عللت عدم إخراج البخاري له، إذ أنه ليس على شرطه.
أما أن الصحابي ينسى ويخطئ فهذا مما لا ريب فيه. فقد ذكر ابن عباس رضي الله عنه أن أمنا ميمونة رضي الله عنها قد تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم محرم. فيما أنكرت هي نفسها ذلك. ولا ريب أن ابن عباس قد أخطأ في حديثه.
وقد رد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، بحجة أنها عجوز قد تكون قد نسيت. مع أنها حقيقة لم تنسى الحديث. والقصة في الصحيح مشهورة جداً.
وهناك كتاب كامل للزركشي فيما استدركته أمنا عائشة رضي الله عنها على الصحابة الكرام. وقد ردت عدداً من أحاديثهم ونسبتهم للغلط أو الوهم.
وهذا أمر مشهور لا يخفى على أحد.
الأخ الفاضل خادم ابن تيمية
بالنسبة لتوثيق النسائي فهو قوي جدا إن كان الرجل مكثراً من الحديث. وكذلك توثيق ابن حبان عندما ينص على الرجل بأنه "ثقة". لكن كلاهما عرف عنهما توثيق المجاهيل من التابعين القدماء ممن لم يجدوا في حديثه نكارة. وهو أيضا مذهب ابن خزيمة والحاكم والبزار، وينسب كذلك لابن معين (والله أعلم). ونسبه السخاوي في فتح المغيث للدارقطني كذلك، وفي هذا نظر.
على أية حال فيزيد هذا لم يأت فيه أي جرح كما سبق ونقلتُ سابقاً، ولذلك يكون حديثه مقبولاً. أما البخاري فعندما صنف صحيحه، لم يكن أحد قد وثق يزيداً هذا!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 05 - 02, 11:13 م]ـ
1
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 05 - 02, 12:09 ص]ـ
أين يا أخي الفاضل تجد توثيق يزيد قبل الإمام مسلم؟
أبو زرعة وأبو حاتم الرازي قد نقل عنهم ابن أبي حاتم أقوالهم في كتابه الجرح والتعديل. فأين توثيقهم ليزيد هذا؟!
ثق بي لو وثقه أحد ممن يعتد بهم لوصلنا هذا التوثيق حتماً لأن رجال الجرح والتعديل لهم تلاميذ كثر يكتبون لهم أقوالهم، هذا إن لم يكتبوا ذلك بأنفسهم.
أما أن الرازيان يصححان كل ما في صحيح مسلم ويوثقون كل رجاله فليس ذلك بصحيح أيضاً. نعم، اطلعا عليه، وانتقد أبا زرعة بعض أحاديثه، وناقش ذلك مع مسلم. وهناك حديث انتقده أبو زرعة على مسلم، لكنه أصر وأثبته في صحيحه.
ثم لو كان الرازيان يصححان كل ما في صحيح مسلم، لكان أصح من صحيح البخاري نفسه. وهذا بلا ريب خلاف الواقع. بل في صحيح مسلم عدة أحاديث مما نجزم بأنها ضعيفة لا تصح. ولو أن جمهور ما في صحيح مسلم صحيح، فإن صحيح البخاري بلا ريب مقدم عليه. وشرط البخاري أشد.
وهذا الحديث ليس فيه أي حجة للشيعة كما أوضحنا. وتأمل كلام ابن تيمية في ذلك، وكلام ابن حزم كذلك. وكل ما فيه قد جاء في غيره.
ثم إن ربط التشيع والنصب بقضية تصحيح وتضعيف الأحاديث، فهذه دعوى مرفوضة لا أساس لها. اللهم إلا إن كان التصحيح مختصاً بأحاديث واضح جداً أنها موضوعة، فعندها يمكن النظر في هذه الدعوى. وقد غالى البعض في هذه القضية حتى اتهموا الحاكم بأنه رافضي خبيث يظهر تقديم الشيخين تقية. واتهموا شيخ الإسلام ابن تيمية بالنصب لأنه ضعف الأباطيل التي تحتج بها الرافضة. مع العلم أنه لم ينفرد بتضعيف حديث، وإنما كان نقله عن غيره وبخاصة عن أئمة المتقدمين. لكن الانتقاد يوجه لإبن تيمية وحده، والله المستعان.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[02 - 05 - 02, 07:20 ص]ـ
الأخ محمد الأمين الإشكال أنك قلت: [وفيه ضعفٌ من جهتين].
ثم ذكرت كلامك في الصحابي الجليل زيد بن أرقم رضي الله عنه.
فلا وجه لتضعيفك بهذه الطريقة الواهية.
أما كونك قبلته بعد أن ضعفته يعد تناقضا وكلاما ليس منضبطا علميا.
والله الموفق.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 05 - 02, 08:12 ص]ـ
1
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[02 - 05 - 02, 02:26 م]ـ
الأخ الفاضل / الأمين
الحقيقة تضمن كلامك العديد من القضايا التي أرى أن الحكم فيها كان عجلا، و غير دقيق ..
لكن؛ لا يمكن بحثها كلها في هذه العجالة ..
إنما الذي أود البخاري لما صنف الصحيح لم يكن أحد قد وثق يزيد بن حيان هذا.
أقول: من أين لك أن البخاري لم يقف على توثيق له؟؟
¥(34/152)
هل يلزم يا أخي الفاضل أن يكون توثيق الأئمة لكل راو نصا - أعني لفظا - يعني ينصون على ثقته؟؟؟
لا يلزم، ففيرواة الصحيح خلق ما نص على توثيقهم، كما ذكر الذهبي و غيره، و هذا الواقع.
هل يلزم أن يكون النسائي لما وثقه لم يسبق بتوثيق ... !!!
و هل يلزم أن يكون - كما ذكرت - كل من خلا عن كلام للأئمة أن الأئمة ما عرفوه بثقة أو ضعف.
هذا البخاري ما وثق و لا جرح نصا إلا خلقا قليلا مقابل غيره من النقاد الذين نقل لنا كلامهم بكثرة ..
و هذا التاريخ الكبير و غيره من مصنفاته خلا أغلب رواته عن توثيق أو تجريح و للأئمة فيهم كلام قبل البخاري، فهل تتصور أن البخاري غافل عن كلامهم؟؟
لا تقل مثل هذا يا أخي ..
الواجب الحذر في الحكم على مناهج الأئمة و على الأحاديث التي لم يسبق فيها للأئمة كلام ..
أقول: مع أن الواجب أنك تعرف أن الأئمة النقاد المتقدمين لا ينطلقون في الحكم على الراوي من أحكام غيرهم عليها، فلا ينظرون في كلام الإمام الناقد على الراوي مثلا بالضعف ثم يقولون عن الحديث: ضعيف، لا يا أخي ..
الأئمة ينظرون في حديث الراوي و يختبرونه فإن وجدوه منكرا، خطأ، باطلا، , ... قالوا بنكارته و خطئه و بطلانه و لو كان راويه من الثقة بمكان، فهم يردون من حديث الراوي ما أخطأ فيه،،
يا أخي الأمين:إعلم أن الأئمة النقاد لو أخرجوا لمن هم في ظنك مجاهيل مغمورين غير مكثرين: مصححين لحديثهم، إما بإخراجه في الصجحيح أو تصحيحه نصا: أن حكمهم هو الصواب، و لا يعترض عليهم بجهالة الراوي ..
فهؤلاء الضعفاء و من في حفظهم شيء من اللين صحح لهم محمد بن إسماعيل و مسلم و غيرهم، بل المجهول الذي قال عنه أبو حاتم في أوائل الجرح: مجهول و الحديث الذي رواه صحيح ..
ز لبسط هذا موضع آخر ..
و قد تكلمت على هذه المسألة بتفصيل في محاضرة لي في مؤتمر الحديث التخصصي الأول بالكويت، و هي أيضا مفصلة في كتابي (إحكام الدليل في تحقيق مسائل المصطلح و الجرح و التعديل)
هذا و الله أسأل لنا جميعا الإخلاص في القصد و التوفيق فيما نكتب و نقول
و الحمد لله
و كتب أبو تيمية
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[02 - 05 - 02, 04:14 م]ـ
هل سجل؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 05 - 02, 08:15 م]ـ
الأخ أبو عمر
قولي [وفيه ضعفٌ من جهتين] ليس فيه نفي لصحته إطلاقاً. فكم من راوٍ فيه ضعف لكنه يسير لا يضر، ونحكم على حديثه بالصحة. وكم من حديثٍ متفقٍ عليه، انتقده الدارقطني بعللٍ حقيقية لكنها ليست قادحة، فلم يضعف بها العلماء تلك الأحاديث. وليس كل ضعف في الحديث يوجب رده. كما أنه ليست كل الأحاديث المخرجة بالصحيحين في نفس المستوى، ولكن بعضها أصح من بعض وإن كان كلها (تقريباً) صحيح مقبول.
الأخ "خادم ابن تيمية"
إن كان له توثيق فأت به، وإلا كان رجماً بالغيب. وهذا الافتراض لو صح، لوجب القول بأن توثيق ابن حبان لمجاهيل التابعين ملزم لأنه قد يكون قد وقع له توثيق لم نقع عليه!
ـ[خالد صالح]ــــــــ[31 - 08 - 06, 09:17 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=1709(34/153)
خطأ من ضعف حديث:إني تارك فيكم ثقلين في صحيح مسلم
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[03 - 05 - 02, 12:56 ص]ـ
الحقيقة الذي أحوجني إلى كتابة هذا هو اقتحام الأخ الأمين شيئا صعب الاقتحام، و ولوغه في تضعيف أحاديث في الصحيحين، حيث ضعف في موضوع منهج البخاري في صحيحه (حديث الاستخارة) و حديث (الأولياء)
و سيقول: إني مسبوق بهذا، و لو قال فالجواب عنه فيه طول؛ لكن يقال لأخينا:
هذا الذهبي في الميزان لما ترجم لخالد القطواني و ذكر له حديث الأولياء كان لطيف العبارة، و لم يصرح بالنكارة، مع أن الذهبي في هذا غير مصيب، فالحديث صححه جماعة، و يكفي في ذلك إمام الصناعة البخاري، و من جهل المتأخر أنه ينظر لحال الراوي للحكم على الحديث - مكتفيا به – و هذا خلاف منهج النقاد جميعًا.
و حديث الأولياء للفائدة – لا بحثا فقد أفردت له جزءا خاصا بينت فيه غلط من انتهج منهج النظر في أسانيد الصحيحين من جهة الرواة غافلا عن طرائق النقاد في انتقاء الحديث و ما يحيط كل رواية من قرائن يظهر بها أن الراوي حفظ الحديث الذي رواه – أقول = الحديث لم يعده أحد قبل الذهبي في منكرات خالد كالعقيلي و ابن عدي و هو أحرى أن يذكر فيها لأهميته و لما تضمنه من الأمور التي خلا عنها غيره ..
فدل على صواب صنيع البخاري من إيراده الحديث في الصحيح، و هو الإمام الذي لا يحتاج إلى تصويب ..
و على كلٍّ:
فبعد أن كتبت مقالي للأخ محمد الأمين و هو الآتي:
((( .... الأخ الفاضل / الأمين
الحقيقة تضمن كلامك العديد من القضايا التي أرى أن الحكم فيها كان عجلا، و غير دقيق ..
لكن؛ لا يمكن بحثها كلها في هذه العجالة ..
إنما الذي أود ذكره هنا قولك (البخاري لما صنف الصحيح لم يكن أحد قد وثق يزيد بن حيان هذا).
أقول: من أين لك أن البخاري لم يقف على توثيق له؟؟
هل يلزم يا أخي الفاضل أن يكون توثيق الأئمة لكل راو نصا - أعني لفظا - يعني ينصون على ثقته؟؟؟
لا يلزم، ففي رواة الصحيح خلق ما نص على توثيقهم، كما ذكر الذهبي و غيره، و هذا الواقع.
هل يلزم أن يكون النسائي لما وثقه لم يسبق بتوثيق ... !!!
و هل يلزم أن يكون - كما ذكرت - كل من خلا عن كلام للأئمة أن الأئمة ما عرفوه بثقة أو ضعف.
هذا البخاري ما وثق و لا جرح نصا إلا خلقا قليلا مقابل غيره من النقاد الذين نقل لنا كلامهم بكثرة ..
و هذا التاريخ الكبير و غيره من مصنفاته خلا أغلب رواته عن توثيق أو تجريح و للأئمة فيهم كلام قبل البخاري، فهل تتصور أن البخاري غافل عن كلامهم؟؟
لا تقل مثل هذا يا أخي ..
الواجب الحذر في الحكم على مناهج الأئمة و على الأحاديث التي لم يسبق فيها للأئمة كلام ..
أقول: مع أن الواجب أنك تعرف أن الأئمة النقاد المتقدمين لا ينطلقون في الحكم على الراوي من أحكام غيرهم عليها، فلا ينظرون في كلام الإمام الناقد على الراوي مثلا بالضعف ثم يقولون عن الحديث: ضعيف، لا يا أخي ..
الأئمة ينظرون في حديث الراوي و يختبرونه فإن وجدوه منكرا، خطأ، باطلا، , ... قالوا بنكارته و خطئه و بطلانه و لو كان راويه من الثقة بمكان، فهم يردون من حديث الراوي ما أخطأ فيه،،
يا أخي الأمين:إعلم أن الأئمة النقاد لو أخرجوا لمن هم في ظنك مجاهيل مغمورين غير مكثرين: مصححين لحديثهم، إما بإخراجه في الصجحيح أو تصحيحه نصا: أن حكمهم هو الصواب، و لا يعترض عليهم بجهالة الراوي ..
فهؤلاء الضعفاء و من في حفظهم شيء من اللين صحح لهم محمد بن إسماعيل و مسلم و غيرهم، بل المجهول الذي قال عنه أبو حاتم في أوائل الجرح: مجهول و الحديث الذي رواه صحيح ..
ز لبسط هذا موضع آخر ..
و قد تكلمت على هذه المسألة بتفصيل في محاضرة لي في مؤتمر الحديث التخصصي الأول بالكويت، و هي أيضا مفصلة في كتابي (إحكام الدليل في تحقيق مسائل المصطلح و الجرح و التعديل)
هذا و الله أسأل لنا جميعا الإخلاص في القصد و التوفيق فيما نكتب و نقول
و الحمد لله
و كتب أبو تيمية))))) ..
كتب معقبا:
((((>>الأخ "خادم ابن تيمية" .. إن كان له توثيق فأت به، وإلا كان رجماً بالغيب. وهذا الافتراض لو صح، لوجب القول بأن توثيق ابن حبان لمجاهيل التابعين ملزم لأنه قد يكون قد وقع له توثيق لم نقع عليه!)))).
¥(34/154)
أقول: الأخ الأمين .. كأنك لم تقرأ الذي ذكرته لك جيدا، أنا قلت لك:
كيف تعرف ثقة الراوي؟ هل فقط بالتنصيص على ثقته من إمام؟
إن قلت نعم، فهذه جهالة كبرى، يلزمك إذًا أن تنظر في كتب الفن، و هذا الذهبي يقول لك في ترجمة حفص بن بُغَيل من ((الميزان)) (1/ 556) معترضاً على قول ابن القطان فيه: ((لا يعرف له حال و لا يعرف)): ((قلتُ: لم أذكر هذا النوع في كتابي هذا، فإنَّ ابنَ القطان يتكلم في كل من لم يقل فيه إمام عاصر ذاك الرجل أو أخذ عمن عاصره ما يدل على عدالته، و هذا شيءٌ كثيرٌ، ففي الصحيحين من هذا النَّمَط خلقٌ كثير مستورون ما ضعفهم أحد ولا هم بمجاهيل)) اهـ.
ثم الحديث الذي ضعفته من جهتين ثم حاولت التخلص من ذلك بقولك أنه من أدنى درجات المقبول ... ليس بشيء لمناقضته تصريحاتك، فمنها:
قولك (قلت: وفيه ضعفٌ من جهتين: أولاهما أن يزيد بن حيان مجهولٌ ... )
و اعترضت على الإيرادات التي أوردت عليك بشأن ثقة راويه و تصحيح الرازيين لما في صحيح مسلم ..
و هذا كاف في بيان أنك تضعف الحديث ..
و أزيدك بيانا:
عدك يزيد راويه من مجاهيل التابعين هذه من كيسك، لم يسبقك أحد من الأئمة إلى هذا، ثم ما هو معيارك في كون هذا الراوي مجهولا أم لا؟؟؟
كيف تحكم بجهالة راوٍ روى عنه جماعة من الثقات: سعيد الثوري والد سفيان، و الأعمش و فطر بن خليفة و ابن أخيه أبو حيان التيمي، و وثقه الأئمة و صححوا له.
و حديثه هذا صححه مسلم و ابن خزيمة و ابن حبان و أبو عوانة، فدلَّ على ثقته عندهم، و هذا يعرفه الحذاق من المشتغلين بالحديث، و من قبل كان الأئمة يوردون تصحيح الحفاظ لحديث الراوي في ترجمته مع من وثقه.
و أخرجه أبو داود أيضا و لم يعله، ساكتا عنه، و كذا الإمام أحمد في المسند و ما استنكره أحد من أئمة الشأن ..
يا أخي الأمين ... لا تجهل راويا ثم تحاول من الآخرين أن يوافقوك على ذلك هذا غير صواب = أأنت خير من البخاري و ابن أبي حاتم ترجما له و لم يحكموا بجهالته.
أأنت خير من النسائي وثقه و لم يحكم بجهالته؟؟
و قس على هذا ...
ثم دعواك العريضة أن النسائي يوثق المجاهيل، أهؤلاء الذين حكمت بجهلهم بعلم حكمت و النسائي بجهل وثق؟؟؟
يا أخي الفاضل / ما هو معيارك في الحكم على التابعي بالجهالة ... ؟؟؟
ما الفرق بين من وثقهم أحمد و ابن معين و ابن المديني و غيرهم و هم من طبقة التابعين – و من المقلين – و بين توثيق النسائي لهم؟؟؟
النصيحة لكل من يكتب في المنتدى لا يكتب لأجل أن يكتب فقط، لا يعترض لأجل أن يعترض، نحن لا نود أن نسمع منكم ما نسمعه من الأغمار ممن يعدون أنفسهم من طلبة العلم في الدواوين و المجالس!!!؟؟؟
إن أردت أن تشارك شارك بعلم و أدب، و إلا فلا تكتب ما تندم عليه دنيا و أخرى
هذا ما لزم ذكره، مع الرجاء من الأخ الأمين أن يتقبله لأن أراه – و العلم عند الله - من النصيحة لسنة رسول الله e
و كتب أبو تيمية.
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[26 - 02 - 10, 09:31 م]ـ
ورك فيك كلام محقق(34/155)
طلب مساعدة: تخريج هذا الاثر عن الإمام أحمد .. ؟؟
ـ[فيصل]ــــــــ[03 - 05 - 02, 03:52 ص]ـ
قال عبد الله بن احمد بن حنبل: قلت لأبي: إن قوماً يقولون: إن الجن لا تدخل في بدن الإنس. قال: يابني يكذبون، هو ذا يتكلم على لسانه
فتاوي ابن تيميه 24/ 277
غرائب وعجائب الجن للشبلي ص134,135
وياليت لو فيه آثار أخرى-صحيحه- عن السلف في موضوع دخول الجان لبدن الانسي .. ؟؟
ـ[فيصل]ــــــــ[03 - 05 - 02, 10:15 ص]ـ
للرفع
ـ[محمود اسماعيل]ــــــــ[08 - 06 - 08, 12:31 ص]ـ
اقرأ فى كتاب الشيخ وحيد بالى حفظه الله وقاية الانسان من الجن والشيطان تجد مايسرك إن شاء الله تعالى
ـ[ابولينا]ــــــــ[08 - 06 - 08, 06:23 ص]ـ
فقد أسلم جم غفير من الجن على يد النبي صلى الله عليه وسلم .. وقد أوضح الله ذلك في سورة الأحقاف وسورة الجن، وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي، فأمكنني الله منه فذعتّه، ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه، فذكرت قول أخي سليمان عليه السلام: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي [2]، فرده الله خاسئاً))، هذا لفظ البخاري
ولفظ مسلم: ((إن عفريتا من الجن جعل يفتك علي البارحة ليقطع علي الصلاة، وإن الله أمكنني منه فذعته، فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون أو كلكم، ثم ذكرت قول أخي سليمان: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي، فرده الله خاسئاً))
وروى النسائي على شرط البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حتى وجدت برد لسانه على يدي، ولولا دعوة سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس)
ورواه أحمد وأبو داود من حديث أبي سعيد وفيه: ((فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتى وجدت برد لعابه بين أصبعي هاتين الإبهام والتي تليها)).
وخرج البخاري في صحيحه تعليقا مجزوما به جـ 4 ص 487 من الفتح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة، قال فخليت عنه، فأصبحت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة))؟ قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، شكا حاجةً شديدة وعيالاً فرحمته فخليت سبيله. قال: ((أما إنه قد كذبك وسيعود))، فعرفت أنه سيعود؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرصدته فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال ولا أعود، فرحمته فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟))، قلت: يا رسول الله، شكا حاجةً شديدة وعيالاً فرحمته وخليت سبيله، قال: ((أما إنه قد كذبك وسيعود))، فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود .. قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هي؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [3]، حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعل أسيرك البارحة، قلت: يا رسول الله، زعم أن يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: ما هي؟ قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟ قال: لا قال: ذاك شيطان)).
¥(34/156)
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن صفية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)). وروى الإمام أحمد رحمه الله في المسند جـ 4 ص 216 بإسنادٍ صحيح أن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: (يا رسول الله، حال الشيطان بيني وبين صلاتي وبين قراءتي)، قال: ((ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أنت حسسته فتعوذ بالله منه واتفل عن يسارك ثلاثاً))، قال: ففعلت ذاك فأذهبه الله عز وجل عني).
كما ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين حتى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن الله أعانه عليه فأسلم فلا يأمره إلا بخير. وقد دل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة على جواز دخول الجني بالإنسي وصرعه إياه، وأنا أذكر لك أخي المبارك ما تيسر من كلام أهل العلم في ذلك إن شاء الله.
بيان كلام المفسرين رحمهم الله في قوله تعالى:
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ [4]، قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ، ما نصه: (يعني بذلك يخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه فيصرعه من المس يعني: من الجنون)
وقال البغوي رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه: لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ، (أي: الجنون. يقال: مُس الرجل فهو ممسوس إذا كان مجنوناً) أ هـ.
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ [5]، (أي: لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً).
وقال ابن عباس رضي الله عنه: (آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً يخنق) رواه ابن أبي حاتم.
قال: وروي عن عوف ابن مالك وسعيد بن جبير والسدي والربيع بن أنس وقتادة ومقاتل بن حيان نحو ذلك. انتهى المقصود من كلامه رحمه الله. وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره على قوله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ [6]، (في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس). أ هـ.
وكلام المفسرين في هذا المعنى كثير من أراده وجده.
وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه [إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين] الموجود في مجموع الفتاوى جـ 19 ص 9 إلى ص 65 ما نصه بعد كلام سبق. (ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجن في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول كظهور هذا وإن كانوا مخطئين في ذلك. ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون: أن الجني يدخل في بدن المصروع، كما قال تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: (قلت: لأبي إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي، فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه وهذا مبسوط في موضعه).
وقال أيضاً رحمه الله في جـ 24 من الفتاوى ص 276 - 277 ما نصه: (وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة، قال الله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)).
¥(34/157)
وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل: (قلت: لأبي إن أقواماً يقولون: إن الجني لا يدخل بدن المصروع، فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه)، وهذا الذي قاله أمر مشهور، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه، ويضرب على بدنه ضرباً عظيماً لو ضرب به جمل لأثر به أثراً عظيماً، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله، وقد يجر المصروع غير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول الآلات وينقل من مكانٍ إلى مكان، ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علماً ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان، وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب
ذلك فقد كذب على الشرع، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك. أ هـ.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه [زاد المعاد في هدي خير العباد] جـ 4 ص 66 إلى 69 ما نصه:
(الصرع صرعان: صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية، وصرع من الأخلاط الرديئة، والثاني: هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه.
وأما صرع الأرواح فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه، ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة، فتدافع آثارها، وتعارض أفعالها وتبطلها، وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه، فذكر بعض علاج الصرع وقال: (هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة، وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج.
وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلة فأولئك ينكرون صرع الأرواح، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع، وليس معهم إلا الجهل، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك، والحس والوجود شاهد به، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها).
إلى أن قال: (وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده، ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم.
وعلاج هذا النوع يكون بأمرين: أمر من جهة المصروع، وأمر من جهة المعالج، فالذي من جهة المصروع: يكون بقوة نفسه وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان، فإن هذا نوع محاربة، والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً، وأن يكون الساعد قوياً فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل، فكيف إذا عدم الأمران جميعاً! ويكون القلب خراباً من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه، ولا سلاح له.
والثاني من جهة المعالج: بأن يكون فيه هذان الأمران أيضاً، حتى أن من المعالجين من يكتفي بقوله: (اخرج منه) أو يقول: (بسم الله) أو يقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله)، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((اخرج عدو الله أنا رسول الله)).
وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه. ويقول قال لك الشيخ: اخرجي، فإن هذا لا يحل لك، فيفيق المصروع، وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح ماردةً فيخرجها بالضرب. فيفيق المصروع ولا يحس بألم، وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مراراً ... ) إلى أن قال: (وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة، وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والإيمانية، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه، وربما كان عرياناً فيؤثر فيه هذا .. ). انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
وبما ذكرناه من الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني بالإنسي، يتبين للقراء بطلان قول من أنكر ذلك،
شيخ الإسلام الأمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله
http://www.binbaz.org.sa/mat/8581
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[06 - 11 - 08, 08:35 ص]ـ
بارك الله في الأخوة الذين أثروا الموضوع بمشاركاتهم
بانتظار تخريج الأثر الذي نقله عبدالله بن أحمد عن أبيه ...(34/158)
تخريج الأحاديث الواردة في لباس الرجل والمرأة، وما تفرع عنه
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 05 - 02, 08:30 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي
أما بعد
فهذا الموضوع أكتبه وأقدمه لإخواني، حول موضوع تخريج الأحاديث الواردة في ستر العورة عند الرجل والمرأة، وما تفرع عنه. وقد بدأت الموضوع هذا، بتخريج أهم الأحاديث المشهورة التي تكثر في كتب الفقه، وتركت أكثر الغرائب والمناكير التي لا توجد في السنن.
وقد جنحت في البداية إلى ذكر الحديث وتخريجه دون التعليق عليه، ثم أكثر بالتدريج من الملاحظات الفقهية على أحاديث الباب، كما تجد في كتب الشروحات الفقهية. وقد حاولت الاختصار قدر الإمكان وتلخيص الأقوال والإتيان بالراجح منها إن شاء الله تعالى.
ولا ينسى الإخوة الدعاء لنا، والمشاركة في إثراء هذا الموضوع.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 05 - 02, 08:35 ص]ـ
الأبحاث التي اشتمل عليها البحث حتى الآن:
عروة المرأة أمام الرجل
عمل المرأة خارج منزلها
عورة المرأة أثناء الصلاة
عورة الرجل
نظر الرجل للمرأة
نظر المرأة للرجل
تعطر المرأة
الثياب الضيقة
التبرج
ختان المرأة
آية الحجاب
آية الخمار في سورة النور
عورة المسلمة أمام الكافرة
عورة المرأة أمام المرأة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 05 - 02, 08:41 ص]ـ
عروة المرأة أمام الرجل
المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان
هو حديث عبد الله بن مسعود ? عن النبي ? قال: «المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ... ». رواه الترمذي (117) وابن خزيمة (1685) وابن حبان (5598،5599). والحديث ضعيف لأن كل طرقه المرفوعة فيها قتادة وهو مدلس وقد عنعن بها. والطرق التي ليس بها قتادة، رجح الدارقطني (5\ 314) وقفها.
إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا وجهها وكفيها
أخرج أبو داود في سننه (#4104) بإسناده إلى الوليد بن مسلم (ثقة يدلس تدليس تسوية) عن سعيد بن بشير (صدوق) عن قتادة (مدلس) عن خالد بن دريك (وثقه النسائي وغيره) (مرسلاً) عن عائشة ?: أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله ? وعليها ثيابٌ رقاق، فأعرض عنها رسول الله ?، وقال: «يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض، لم تصلح أن يري منها إلا هذا وهذا». وأشار إلى وجهه وكفيه. قال أبو داود: «هذا مرسل: خالد بن دريك لم يدرك عائشة ?». قلت سعيد بن بشير ليس بالقوي. وتفرده بهذا الإسناد يضعفه، إذ قد خالفه من هو أوثق منه.
فقد أخرج أبو داود في "المراسيل" (1\ 310 #437): حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن داود حدثنا هشام (ثقة) عن قتادة أن رسول الله ? قال: «إن الجارية (أي المرأة الصغيرة السن) إذا حاضت (أي وصلت لسن البلوغ)، لم يصلح أن يرى منها إلا وجهها ويداها إلى المفصل». وهذا معضل، ولا تنطبق عليه شروط الإمام الشافعي لقبول المرسل، لأن قتادة من صغار التابعين وليس من كبارهم. فغالب مراسيله عن تابعين، لا عن صحابة. ولولا ذلك لقبلنا الحديث. وله شاهد أخرجه البيهقي بإسنادٍ ضعيفٍ فيه ابن لهيعة وهو ضعيف الحفظ يقبل التلقين.
والحق أن الحديث الثاني يضعف الأول، ولا يقويه كما ظن بعض المعاصرين. فهذا الحديث مما يحتاج إليه، فأين أصحاب قتادة الثقات عنه لو كان مُسنداً؟ إنما رووه مرسلاً، وتفرد ابن بشير بوصله إلى ابن دريك ثم مرسلاً أيضاً إلى عائشة ?. وابن بشير على ضعف حفظه المعروف، فإنه لم يحفظ هذا الحديث كذلك. أولاً بدلالة تفرده به ومخالفته لأصحاب قتادة الثقات. وثانياً أن ابن بشير قد اضطرب في الحديث فرواه مرة أخرى عن أم سلمة ?، كما ذكر ابن عدي في الكامل (3\ 373).
ثم أين ذهب الرواة عن عائشة ? وأسماء ? وباقي نساء الصحابة عن هذا الحديث الذي هو مما يحتاجون للسؤال عنه، فلا يرويه إلى قتادة منقطعاً بلا سند؟! ومراسيل قتادة ليست بشيء عند أهل الحديث. فقد جاء في جامع التحصيل (1\ 90) للحافظ المنذري: «قال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان قال: كان يحيى بن سعيد لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئاً، ويقول هو بمنزلة الريح، ويقول هؤلاء قوم حفاظ كانوا إذا سمعوا الشيء علقوه».
فهذا الحديث ضعيف، ولا أعلم أحد قواه من المتقدمين إلا البيهقي في سننه (2\ 226) –رغم ضعف سنده– بحجة موافقته لمذهب جمهور الصحابة، محاولاً نصر المذهب الشافعي. ولكن شروط الشافعي في قبول المرسل كما نص عليها في كتابه الرسالة (ص461)، لا تنطبق على هذا الحديث كما أسلفنا. نعم، قد يصلح كشاهد، ولكنه لا ينهض ليكون حجة بنفسه. وهو –على أية حال– خاصٌّ بالمرأة الحرة. أما الأمة فقد تواتر منع عمر ? للإماء من تغطية رؤوسهن (دون إنكارٍ من الصحابة)، لأن الحكمة من الحجاب –بنص القرآن– هو لتمييز المرأة الحرة من الأمة. ولا يثبت في حجاب المرأة الحرة أي حديثٍ مرفوع.
ـ[طالبة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 08:52 ص]ـ
السلام عليكم
ما معنى "ثقة يدلس تدليس تسوية"؟
¥(34/159)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:32 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
ثقة يعني عدل (السلامة من الفسق) وضابط (أي حافظ)
التدليس: التدليس له معاني كثيرة لكن التعريف الذي يهمنا هو كالتالي: لو فرضنا أني سبق لي والتقيت بصاحب لي اسمه سعيد وقد حدثني بعض الأحاديث. لكن لي صاحب آخر اسمه عمار حدثني أيضا عن سعيد. فأنا لو قلت مثلا قال سعيد كذا و كذا، وكنت أنا لم أسمع هذا الحديث من سعيد إنما سمعته من عمار و عمار سمعه من سعيد، فهذا هو التدليس المذموم لأن السامع لا يخطر بباله أن في الإسناد عمار الذي قد يكون ضعيفاً. أما لو لم تكن هناك أي صلة بيني وبين سعيد (كأن يكون كل واحد منا ببلد) ولم يحصل بيننا التقاء، لم يسمى هذا تدليساً إنما يسمى إرسال أو انقطاع في السند.
تدليس التسوية
الوليد بن مسلم كان يدلس تسوية عن شيخه الإمام الأوزاعي.
لنفرض أن الأوزاعي قال حدثنا أبو ياسر قال حدثنا الزهري كذا وكذا.
فإذا كان أبا ياسر ضعيفاً، فإن الوليد يحذفه من الإسناد بأن يدلّس عن شيخ شيخه، ثم يسوي الإسناد فيبدو متصلاً. فيصبح:
قال الوليد بن مسلم: حدثنا الأوزاعي عن الزهري كذا وكذا.
وباعتبار أننا نعرف أن الأوزاعي ثقة لا يدلّس، وقد التقى بالإمام الزهري، فإننا نظن أن الإسناد صحيح. ولكن الإسناد فيه في الحقيقة رجل ضعيف دلّسه الوليد.
والتدليس في البضاعة حرام، فكيف في الحديث؟ لا شك أنه غش للمسلمين. لذلك إذا كان الوليد في الحديث، فيجب أن يكون كل الإسناد من فوقه بصيغة حدثنا، وليس فيه "عن".
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[03 - 05 - 02, 11:56 ص]ـ
للفائدة /
للشيخ عبد الله بن يوسف، أبي محمد الجُديع كتاب كبير جدا في هذا الباب يبلغ ثلاث مجلدات على ما أخبرني به قديما ..
أسماه (أحكام العورات في الكتاب و السنة) و قد ناقش فيه كل ما يتعلق بمسائل العورة فقهيا و أصوليا و حديثيا ..
و قد وعد بطباعة كتابه قريبا .. لكن ... لمَّا بعد ..
و حديث ابن مسعود يضعفه الشيخ موقوفا و مرفوعا،،،
و هذا الحديث بحثته بتوسع في جمعي لمسألة فقهية تتتعلق بصلاة المرأة في المسجد
و الله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 05 - 02, 03:22 ص]ـ
عمل المرأة خارج منزلها
لقد ولّى عمر بن الخطاب ? مسؤولية الحسبة في أسواق المدينة للشفاء بنت عبد الله العدوية ?. وولّى سمراء بنت نهيك الأسدية على سوق مكة ?، وكانت تمر في الأسواق تمنع الغش التجاري، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتضرب على ذلك بسوطٍ كان معها من كان يغش في البيع والكيل. وهذا المنصب هو ما يسمى في الشرع قضاء الحسبة.
عن أبي بلج يحيى بن أبي سُليم قال: «رأيت سمراء بنت نهيك –وكانت قد أدركت النبي ? – عليها درع غليظ وخمار غليظ، بيدها سوط تؤدب الناس، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر». أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (9\ 264) (24\ 311 #785) بإسنادٍ جوّده الألباني، وقال الهيثمي (9\ 264): ورجاله ثقات.
وذكر الإمام ابن عبد البر في الاستيعاب (4\ 1863 #3386) في ترجمة الصحابية الجليلة سمراء بنت نهيك الأسدية ?: «أدركَت رسول الله ? وعمّرت. وكانت تمر في الأسواق وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتضرب الناس على ذلك بسوطٍ كان معها».
قال الإمام ابن حزم في المحلى (9\ 429 #1804): «وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه ولى الشفاء (أظنها بنت عبد الله العدوية، من المهاجرات الأوائل) –امرأة من قومه– السوق»، واستدل بذلك على مشروعية تولي المرأة الحكم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 05 - 03, 10:21 م]ـ
العنوهن فإنهن ملعونات
عن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله ? يقول: «سيكون في آخر أمتي رجال –يركبون على السروج– كأشباه الرجال. ينزلون على أبواب المسجد. نساؤهم كاسيات عاريات. على رؤوسهم كأسنمة البخت العجاف. العنوهن فإنهن ملعونات! لو كانت ورائكم أمة من الأمم، لخدمن نساؤكم نساءهم كما يخدمنكم نساء الأمم قبلكم».
¥(34/160)
حديثٌ ضعيفٌ رواه الإمام أحمد (2\ 223) وابن حبان (13\ 64) والطبراني في الصغير (2\ 257) والأوسط (9\ 131) والحاكم في مستدركه (4\ 483). كلهم من طريق فيه عبد الله بن عياش بن عباس القتباني، وهو ضعيف. قال الذهبي «عبد الله وإن كان قد احتج به مسلم، فقد ضعفه أبو داود والنسائي، وقال أبو حاتم: هو قريب من ابن لهيعة!». والصواب أن مسلم لم يخرج له إلا حديثاً واحداً في الشواهد لا في الأصول، كما أشار ابن حجر في التهذيب (5\ 307).
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 05 - 03, 10:27 م]ـ
عورة المرأة أثناء الصلاة
قدم المرأة
رُوِيَ عن محمد بن زيد بن قنفذ عن أمه (أم حرام) عن أم المؤمنين أم سلمة ? أنها سألت النبي ?: «أتصلي المرأة في دِرْع (أي قميص) وخمار (غطاء الرأس) ليس لها إزار؟». فقال: «لا بأس إذا كان الدرع سابغاً يغطي ظهور قدميها (أي أعلاهما وظاهرهما، وليس أسفلهما)». وهذا الحديث احتجوا به على مذهب أبي حنيفة (والثوري والمزني) الذي أجاز فيه للمرأة إظهار قدمها في الصلاة قياساً على الكف. وليس فيه إشارة إلى خارج الصلاة ولا إلى باطن القدم. والحديث أخرجه أبو داود والحاكم مرفوعاً، ولم يصح من هذا الطريق. فقد أخرجه مالك موقوفاً في موطّئِه (1\ 142) عن محمد بن زيد بن قنفذ عن أمه أنها سألت أم سلمة زوج النبي ?: «ماذا تصلي فيه المرأة من الثياب؟». فقالت: «تصلي في الخمار والدرع السابغ، إذا غيب ظهور قدميها». ورجح الحافظ الدارقطني الموقوف فقال إنه الصواب. ووافقه الحفاظ على ذلك.
وهذا واضحٌ فقد رواه مالك وابن أبي ذئب وهشام بن سعد وبكر بن مضر وحفص بن غياث وإسماعيل بن جعفر ومحمد بن إسحاق وأبو عسال محمد بن مطرف والدراوردي عن محمد بن زيد عن أمه عن أم سلمة موقوفاً. ورواه عثمان بن عمر عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن محمد بن زيد عن أمه عن أم سلمة مرفوعاً. وعبد الرحمن هذا ضعيف. ضعفه يحيى، وقال أبو حاتم الرازي لا يحتج به، وقال عنه ابن حجر صدوق يخطئ. وقد خالف الجمع الكبير ممن هم أوثق منه. فمثل هذا الحديث الموقوف ليس بحجة، لأن راوية الحديث –أم حرام– مستورة، قال عنها الذهبي في ميزان الاعتدال (7\ 477): «لا تُعرَف».
وأخرج النسائي والترمذي وصححه عن ابن عمر قال: قال رسول الله ?: «من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة». فقالت أم سلمة: «فكيف يصنع النساء بذيولهن؟». قال: «يرخين شِبراً». قالت: «إذاً ينكشف أقدامهن!». قال: «فيرخينه ذراعاً، لا يزدن عليه». قلت: أصل الحديث صحيحٌ متفقٌ عليه، ولكن زيادة "فقالت أم سلمة ... "، فما بعدها هي مدرجة من قول نافع وليس من قول ابن عمر. ولذلك لم يخرجها لا البخاري ولا ومسلم مع إخراجهم لهذا الحديث عن نافع وعن غيره عن ابن عمر ?. وهي مرسلة، فقد ذكر ابن الجوزي أنه لا يصح لنافع سماع من أم سلمة أم المؤمنين ?.
وللقصة شاهد ضعيف جداً عن أحمد (2\ 18) وأبي داود (4\ 65): من طريق زيد العَمّي (ضعيف جداً) عن أبي الصديق الناجي عن ابن عمر قال: «رخّص رسول الله ? لأمهات المؤمنين في الذيل شبراً. ثم استزدنه، فزادهن شبراً. فكنّ يرسلن إلينا، فنذرع لهن ذرعاً». وهذا الحديث أنكره ابن عدي في الكامل (3\ 201).
ولكن للحديث طرقٌ أخرى لا بأس بها، كلها عن نافع. وقد استوعب النسائي هذه الطرق في سننه الكبرى (5\ 493) مرتبة منسقة مبتدئاً بالرواية الخطأ كعادته. وذكر هذا ابن السني مختصراً في المجتبى (8\ 209). قال الحافظ ابن رجب في "شرح علل الترمذي" عن سنن النسائي: «تجد النسائي إذا استوعب طرق الحديث، بدأ بما هو غلط، ثم يذكر بعد ذلك الصواب المخالف له». وخلاصة هذه الطرق هي:
1– أيوب ويحيى بن أبي كثير عن نافع عن أم سلمة.
3– حماد بن مسعدة عن حنظلة بن أبي سفيان قال سمعت نافعا يقول حدثتنا أم سلمة.
4– الوليد بن مسلم عن حنظلة بن أبي سفيان قال سمعت نافعا يحدث قال حدثني بعض نسوتنا عن أم سلمة.
5– أبو بكر بن نافع (رواه مالك في الموطأ 2\ 915 وليس النسائي) و أيوب بن موسى ومحمد بن إسحاق عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد (امرأة ابن عمر، أخت المختار) عن أم سلمة.
6 – عبيد الله عن نافع عن سليمان بن يسار عن أم سلمة. قال النسائي: مرسل!
7– محمد بن عبد الرحمن بن غنج عن نافع عن أم سلمة. قال النسائي: مرسل.
¥(34/161)
وسماع نافع من أم سلمة ? الراجح أنه وهم، والصواب أنه لا يصح له سماعٌ منها. فبقيت روايتين: رواية نافع عن صفية عن أم سلمة، ورواية نافع عن سليمان بن يسار عن أم سلمة. وكلتا الروايتين متصلتين، ولكن ظاهر فعل النسائي أن رجح الثانية، وجعلها مرسلة. وهذا عجيب إذ لا أعلم أين الانقطاع فيه. فالحديث إذاً فيه اضطرابٌ، ولكن رجاله ثقات، ونافع ثقة ثبت يجوز عليه تعدد الأسانيد. لكن يبقى في النفس شيء بسبب ترجيح النسائي، والله أعلم.
وأحسن إسنادٍ لهذا الحديث ما رواه مالك في الموطأ برواية يحيى (2\ 915): عن أبي بكر بن نافع عن أبيه نافع مولى بن عمر عن صفية بنت أبي عبيد أنها أخبرته عن أم سلمة زوج النبي ? أنها قالت حين ذُكِر الإزار: «فالمرأة يا رسول الله؟». قال: «ترخيه شبراً». قالت أم سلمة: «إذاً ينكشف عنها!». قال: «فذراعاً لا تزيد عليه». وأخرجه أبو داود من طريق مالك بلفظه. وليس في الحديث ذِكر الرِّجْل، ولعله مرويٌّ بالمعنى، والله أعلم.
وأحسن منه ما رواه النسائي في المجتبى (8\ 209): عن محمد بن عبد الأعلى عن النضر بن سليمان قال حدثنا عبيد الله عن نافع عن سليمان بن يسار عن أم سلمة قالت: «سئل رسول الله ? كم تجر المرأة من ذيلها؟ قال: شبراً. قالت: إذاً ينكشف عنها! قال: ذراع لا تزيد عليه». وهذا الحديث ليس فيه ذكر الصلاة كما ترى.
قال شيخ الإسلام في فتاواه (22\ 114): «القدم يجوز إبداؤه عند أبي حنيفة، وهو الأقوى. فإن عائشة جعلته من الزينة الظاهرة، قالت: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} قالت: "الْفَتْخُ" حَلَقٌ من فِضةٍ تكون في أصابع الرجْلين. رواه ابن أبي حاتم. فهذا دليلٌ على أن النساء كُنّ يُظهرن أقدامهن. أوّلاً: كما يُظهِرن الوجه واليدين، كنّ يُرخين ذُيولَهُن. فهي إذا مشت، قد يظهر قدمها. ولم يكنّ يمشين في خِفافٍ وأحذية. وتغطية هذا في الصلاة فيه حرجٌ عظيم. وأم سلمة قالت: "تصلي المرأة في ثوبٍ سابِغٍ يغطي ظهر قدميها". فهي إذا سجدت، قد يبدو باطن القدم ... ».
قال الإمام المجتهد السّرخسي الحنفي في كتابه المبسوط (10\ 153): «لا شك أنه يباح النظر إلى ثيابها ولا يعتبر خوف الفتنة في ذلك، فكذلك إلى وجهها وكفها. وروى الحسن بن زياد عن أبي حنيفة أنه يباح النظر إلى قدمها أيضاً. وهكذا ذكر الطحاوي، لأنها كما تبتلى بإبداء وجهها في المعاملة مع الرجال، وبإبداء كفها في الأخذ والإعطاء، تبتلى بإبداء قدميها إذا مشت حافية أو متنعلة، وربما لا تجد الخف في كل وقت. وذكر في جامع البرامكة عن أبي يوسف أنه يباح النظر إلى ذراعيها أيضاً، لأنها في الخَبز وغسل الثياب تبتلى بإبداء ذراعيها أيضاً».
ـ[النسائي]ــــــــ[19 - 06 - 03, 10:54 م]ـ
3 - 18 - 1424
اللهم احفظ محمد الأمين واهدي قلبة وزده علما وورعا
عورة الرجل
نظر الرجل للمرأة
نظر المرأة للرجل
تعطر المرأة
الثياب الضيقة
التبرج
ختان المرأة
آية الحجاب
آية الخمار في سورة النور
عورة المسلمة أمام الكافرة
عورة المرأة أمام المرأة
ـ[النسائي]ــــــــ[19 - 06 - 03, 11:06 م]ـ
3 - 18 - 1424
اللهم احفظ محمد الأمين واهدي قلبة وزده علما وورعا
عورة الرجل
نظر الرجل للمرأة
نظر المرأة للرجل
تعطر المرأة
الثياب الضيقة
التبرج
ختان المرأة
آية الحجاب
آية الخمار في سورة النور
عورة المسلمة أمام الكافرة
عورة المرأة أمام المرأة
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[28 - 06 - 05, 02:48 م]ـ
عمل المرأة خارج منزلها
عن أبي بلج يحيى بن أبي سُليم قال: «رأيت سمراء بنت نهيك –وكانت قد أدركت النبي ? – عليها درع غليظ وخمار غليظ، بيدها سوط تؤدب الناس، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر». أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (9\ 264) (24\ 311 #785) بإسنادٍ جوّده الألباني، وقال الهيثمي (9\ 264): ورجاله ثقات.
أظن يا شيخ محمد أن ابو بلج الذي في هذا الاسناد هو ابوبلج الصغير جارية بن بلج وان الذي في الطبراني خطأ
ـ[سيف 1]ــــــــ[28 - 06 - 05, 03:58 م]ـ
السلام عليكم
أولا حديث المرأة عورة صحيح موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه من طريق شعبة عن ابي اسحاق عن ابي الأحوص عند البيهقي بسند صحيح كلهم اعلام ثقات ائمة
وعند الطبراني من نفس الطريق بسند صحيح كلهم ثقات وكذا صححه الألباني
¥(34/162)
وكذا عند ابو بكر بن ابي شيبة من طريق حميد بن هلال عن ابي الأحوص
ثانيا: وقع تخليط في قصة سمراء بنت نهيك.لم يذكر احد انها وليت الحسبة اصلا.وكل ما ذكر هو ان الراوي المذكور ذكر ان سوط كان بيدها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. وليس في الحديث قط ولا عند احد من المترجمين ان عمر ولاها شئ. ولا يعرف لها صحبة اصلا.والادراك لا يلزم منه صحبة.والراوي الذي حكى عنها ذاك قال عنه البخاري (فيه نظر) والبخاري نفسه ذكر ان من حكى عنه ذاك القول فهو متهم واه. والراوي الذي ذكر ذلك عنها من الطبقة الخامسة ويستحيل ادراكه لعمر. انتهى
ثالثا: الشفاء بنت عبد الله.أتحدى من يأتينا بسند متصل ولو ضعيف لتوليتها السوق وكل ما ذكر عنها فيه اضطراب ولو وجد لهذه القصة سند لأفحم به ابن حزم خصومه ولكنه ذكره بأضعف صيغة وهي التمريض وقال وروي عن عمر.فتأمل. وأعجب ممن ينتسب لأهل الحديث من معاصرينا ممن يجادل في رواية ابن المسيب عن عمر ويردها ويريد ان يخرق اجماع عملي من الأمة برواية (لا شئ) عن عمر. لا حول ولا قوة الا بالله.
.فما مثل عمر من يجعل امرأة تختلط بالرجال وتباشر التجار والوافدين الى السوق وهو المعروف بحزمه على النساء وامره اليهن بأن يلتزمن حافات الطرق. وما مثل عمر من يعدم كبار رجال الصحابة والتابعين فى عصره لكى يولى أحدهم قضاء السوق. ولما بحثت فى مصادر هذا القول وجدته كله كلاما سردا بدون أى اسناد فى ترجمة الشفاء سواء عند ابن عبد البر أو ابن سعد او الحافظ المزى أو الحافظ ابن حجر او ابو نعيم الأصبهانى. ووجدت القاضى أبو بكر العربى رحمه الله يقول فى أحكام القرآن عند معرض تعليقه على آية (أنى وجدت امرأة تملكهم و أوتيت من كل شئ) النمل. فقد ناقش تولى المرأة القضاء ورد على ما نسب الى ابن جرير بأطلاق القضاء لها بأنه كذب على الطبرى ولم يصح وقال وروى ان عمر ولى امرأة السوق ثم قال (ولم يصح فلا تلتفتوا اليه.انما هو من دسائس المبتدعة فى الحديث) ونقله عنه القرطبى فى تفسيره فى نفس الأية. أما أهل التراجم من ذكرتهم آنفا جلى جدا لمن طالع ما كتبوه عن الشفاء أنها أقاويل تقال بدون أى سند. فمثلا ابن سعد يقول عن الشفاء فى الجزء المتمم للطبقات (ويقال ان عمر ولاها أمر السوق ولكن ولدها ينكرون ذلك ويغضبون منه) وقال فى موضع آخر (وربما ولاها شئ من أمر السوق) وخالف ابن عبد البر فقد قال ان من تولى السوق هو ابنها سليمان بن أبى حثمة وان عمر جمع الناس عليه فى قيام رمضان (وجدت رواية رمضان هذه وهى صحيحة) ونقله عنه ابن حجر فى ترجمة سليمان. وقال ابن عبد البر في موضع آخر (-وربما-ولاها شئ من أمر السوق).وبما قاله ابن عبد البر قال الزرقانى فى شرحه .. التراجم تقول (يقال ,ربما ,ولكن ولدها ينكرون ويغضبون, سليمان هو الذى تولى السوق)
ـ[ابو مسهر]ــــــــ[29 - 06 - 05, 12:10 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
بارك الله فيك على هذه الايضاحات
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[06 - 06 - 07, 01:56 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء،،،،،
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[08 - 06 - 07, 01:12 ص]ـ
الاخوة الفضلاء لنترك الفاضل محمد الامين يتم بحثه وبعد ذلك من يرغب فى مداخله له ذلك ارجوكم المداخلات تعكر علينا الاستمتاع بالبحث الا ان يرى الفاضل الامين ذلك فهو صاحب الموضوع وبارك الله فيكم جميعا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 07 - 07, 08:58 م]ـ
أخي الفاضل
الموضوع قديم للغاية وقد أنهيت البحث على موقعي الخاص فيمكنك مراجعته هناك ومناقشته كذلك
ـ[العدناني]ــــــــ[21 - 09 - 07, 01:06 ص]ـ
أكمله هنا حتى تعم الفائدة أو أخبرنا بموقعك
ـ[الحميدي المطيري]ــــــــ[21 - 09 - 07, 02:04 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا "الأمين" ..
ـ[الحميدي المطيري]ــــــــ[21 - 09 - 07, 02:05 ص]ـ
للفائدة /
للشيخ عبد الله بن يوسف، أبي محمد الجُديع كتاب كبير جدا في هذا الباب يبلغ ثلاث مجلدات على ما أخبرني به قديما ..
أسماه (أحكام العورات في الكتاب و السنة) و قد ناقش فيه كل ما يتعلق بمسائل العورة فقهيا و أصوليا و حديثيا ..
و قد وعد بطباعة كتابه قريبا .. لكن ... لمَّا بعد ..
و حديث ابن مسعود يضعفه الشيخ موقوفا و مرفوعا،،،
و هذا الحديث بحثته بتوسع في جمعي لمسألة فقهية تتتعلق بصلاة المرأة في المسجد
و الله أعلم
الاخ الكريم ..
متى سينزل كتاب الشيخ "الجديع" الأسواق؟!
وأين نجد بحثكم حول حديث "المرأة عورة" ..
جزاكم الله خيراً
ـ[يوسف بدر]ــــــــ[28 - 09 - 07, 10:35 ص]ـ
بحث جميل وتعليقات مفيدة .. وليتك - شيخنا- تكمله لنا .. بارك الله فيك
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[29 - 04 - 08, 08:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخ سيف على هذا التعليق القيم(34/163)
تنبيه على لفظ أثر ابن عباس (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 05 - 02, 04:13 م]ـ
أشتهر لفظ أثر ابن عباس (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماءأقول لكم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر)
وقد ذكره بهذا اللفظ ابن القيم في زاد المعاد (2/ 195) وذكره الشيخ محمد بن عبدالوهاب في كتاب التوحيد باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أربابا من دون الله
وهذا اللفظ لم يوجد في كتب السنة كما سبق
وقد ورد بلفظين (أراكم ستهلكون اقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر) كما عند أحمد (1/ 337)
ولفظ 0 والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله أحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثونا عن أبي بكر وعمر) ينظر زاد المعاد (2/ 206)
وقد نبه صالح العصيمي إلى ذلك في كتابه الدر النضيد في تخريج كتاب التوحيد ص 129
ـ[ابن القيم]ــــــــ[03 - 05 - 02, 08:55 م]ـ
أحسنت أبا عمر على هذا التنبيه ...
وقد كرر ابن القيم هذا اللفظ في عدد من كتبه.
وكذلك ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية بهذا اللفظ في عدد من المواضع، فلعل ابن القيم أخذه منه ... وأخذه الشيخ محمد منهما ...
لكن؛ ربما وجدا هذا اللفظ في بعض ما لم يصل إلينا من الكتب، وما أكثرها!!
والله الموفق.
ـ[طالبة]ــــــــ[03 - 05 - 02, 09:25 م]ـ
جزاك الله خيرا على التنبيه
فقد وضعت قول ابن عباس رضي الله عنه في توقيعي ولكني لم اتأكد من اللفظ.
وقمت بالبحث بعد ان قرأت موضوعك ووجدته في مسند أحمد بهذا اللفظ:
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ أُرَاهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ تَمَتَّعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَنْ الْمُتْعَةِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ مَا يَقُولُ عُرَيَّةُ قَالَ يَقُولُ نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ عَنْ الْمُتْعَةِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أُرَاهُمْ سَيَهْلِكُونَ أَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 05 - 02, 10:19 م]ـ
الظاهر أن إسناد المقولة ضعيف: حجاج .. شريك .. وعنعنة الأعمش. إلا إن كانت له طرق أخرى، والله أعلم.
الأخت الطالبة: أرجو إصلاح الشطر الأول من البيت الثاني في توقيعك.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[04 - 05 - 02, 01:53 ص]ـ
تتميما للفائدة:
سمعت الشيخ صالح آل الشيخ منذ مدة طويلة في أحد أشرطته يقول ما معناه: هذا الأثر بهذا اللفظ موجود ونقل إسناده شيخ الإسلام في أحد المواضع من رواية الإمام أحمد، قال الشيخ: ولعله في كتاب الإمام أحمد: طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم 0
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 05 - 02, 02:20 ص]ـ
أحسنت أخي الفاضل ابن القيم على هذا التنبيه
وبالنسبة لكلام الأخ محمد الأمين فالأثر له أسانيد صحيحة غير هذا عند عبدالرزاق وغيره
وبالنسبة لكلام الأخ أبو محمد فما ذكره عن ا لشيخ صالح آل الشيخ من كون هذا الأثر ذكره ابن تيمية عن الإمام أحمد في أحد كتبه فقد يكون ولكن بغير هذا اللفظ
وقد بحثت في كتب ابن تيمية بواسطة البرامج المختلفة فلم أجد كلامه حول الحديث فليتثبت من هذا
ومما يؤيد ذلك أن صالح آل الشيخ قد راجع كتاب الدر النضيد للعصيمي كما ذكر العصيمي في مقدمة كتابه ص 9 حيث قال (في مقدمة هذا الجهد المتواضع، أسدي شكري للشيخين الفاضلين:
1 - الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السعد 0
2 - الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ 0
اللذين زوداني ببعض الملحوظات والإفادات على هذا الجهد
بعد عرضه عليهما، فجزاهما الله خيرا) انتهى
ومع ذلك لم ينبه على هذه الفائدة
والله الموفق
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 05 - 02, 11:18 ص]ـ
الشيخ أبو عمر بارك الله بك
وجدت للأثر ألفاظ جديدة أخرى: D
المحلى ج: 11 ص: 355
قال (ابن عباس) في أمر متعة الحج وفسخه بعمرة: ما أراكم إلا سيخسف الله بكم الأرض أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر
التمهيد لابن عبد البر ج: 8 ص: 208
والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله نحدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثونا عن أبي بكر وعمر
رواه معمر عن أيوب
لكني لم أجده لا في مصنف عبد الرزاق ولا جامع معمر. فهلا أرشدتني إلى لفظه هناك إن كان ذلك متوفراً عندك؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 06 - 02, 09:27 ص]ـ
أخي الشيخ الفاضل محمد الأمين بارك الله فيك
أحسنت في إيراد هذا اللفظ لهذا الأثر
واما رواية عبدالرزاق عن معمر فذكرها ابن عبدالبر في جامع البيان (2/ 1209) فقال (وذكر عبدالرزاق قال أنا معمر عن أيوب قال قال عروة 0000 (والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله)
وكذا قال ابن القيم في زاد المعاد (2/ 206)
(وقال عبدالرزاق عن معمر فذكره بمثل اللفظ السابق)
وساق اسنادها ابن حزم في حجة الوداع ص 353 فقال (حدثنا حمام حدثنا الباجي حدثنا أحمد بن خال حدثنا الكشوري حدثنا الحذاقي حدثنا عبدالرزاق عن معمر000) بنفس اللفظ
ولعل هذا ليس من رواية الدبري عن عبدالرزاق
¥(34/164)
ـ[أبو محمد]ــــــــ[04 - 06 - 02, 01:51 ص]ـ
عفوا أخي عبد الرحمن ... أنا أقصد الأثر بهذا اللفظ، والشيخ تكلم عن هذا اللفظ بالذات، وأنا متأكد مما أقول.
قال الشيخ حفظه الله في شرحه لكتاب التوحيد في باب من أطاع العلماء والأمراء ...
(هذا الحديث - يقصد الأثر - رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح، وإسناده: عن عبد الرزاق عن معمر عن طاووس عن ابن عباس أو نحو ذلك، وقد ذكر إسناده شيخ اإسلام ابن تيمية في موضع من الفتاوى بنصه، فذكر الإسناد والمتن، وغالب الذين خرجوا كتاب التوحيد قالوا إن هذا الأثر لا أصل له بهذا اللفظ، وهذه جرأة منهم؛ حيث ظنوا أن كل كتب الحديث بين أيديهم، ولو تتبعوا كتب أهل العلم لوجدوا أن إسناده والحكم عليه موجود في كتبهم) ا هـ كلام الشيخ.
وجزاكم الله خيرا، وآمل ثراء الموضوع
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 06 - 02, 02:29 ص]ـ
أحسنت أخي الفاضل أبو محمد
حاول البحث عن الجزء والصفحة من الفتاوى
وعلى حسب بحثي الكثير أنه غير موجود في كتب الشيخ
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 06 - 02, 06:44 م]ـ
ثم وقفت على ما نقله ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (26\ 50) (ولهذا كان ابن عمر و ابن عباس يأمران بالمتعة قال أحمد أخبرنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن الزهري عن سالم قال سئل ابن عمر عن متعة الحج فأمر بها فقيل له إنك تخالف أباك فقال عمر لم يقل الذي تقولون إنما قال عمر إفراد الحج من العمرة فإنها أتم للعمرة أو أن العمرة لا تتم فى أشهر الحج إلا أن يهدي و أراد أن يزار البيت في غير أشهر الحج فجعلتموها أنتم حراما و عاقبتهم الناس عليها و قد أحلها الله و عمل بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا أكثروا عليه قال أفكتاب الله أحق أن تتبعوا أم عمر ((و كان ابن عباس يأمر بها فيقولون إن أبا بكر و عمر لم يفعلاها فيقول يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول لكم قال النبى صلى الله عليه و سلم و تقولون قال أبو بكر و عمر وكان عروة بن الزبير يناظر ابن عباس فيها فقال إن أبا بكر و عمر أعلم برسول الله صلى الله عليه و سلم منك فقال له ابن عباس ياعرية سل أمك يعنى أنها تخبره أن النبى صلى الله عليه و سلم أمر أصحابه بالإحلال و كانت أسماء ممن أحلت وهذه المشاجرة إنما و قعت لأن ابن عباس كان يوجب المتعة) انتهى
فلعل الشيخ صالح آل الشيخ التبس عليه الأمر فحسب أنها بالإسناد السابق مع ان الذي بالاسناد السابق انما هو أثر ابن عمر وأما قوله كان ابن عباس يقول فلا يعنى أنها بالاسناد الذي ذكره
فلعل هذا سبب وهم آل الشيخ
والله أعلم
ـ[أبو محمد]ــــــــ[05 - 06 - 02, 06:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الرحمن على هذه الفائدة النفيسة0
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 09 - 02, 12:47 م]ـ
وجزاك خيرا أخي الفاضل
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[21 - 03 - 03, 06:58 ص]ـ
للفائدة.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[21 - 03 - 03, 11:40 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&postid=35972#post35972
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 01 - 04, 12:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبدالله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 11 - 04, 12:24 ص]ـ
فيتبين مما سبق أن لفظ (يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء) لايعرف، وإنما اللفظ الصحيح أُرَاهُمْ سَيَهْلِكُونَ أَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ نَهَى أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 12 - 04, 11:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وأقول كما قال شيخنا ابن القيم وفقه الله
(لكن؛ ربما وجدا هذا اللفظ في بعض ما لم يصل إلينا من الكتب، وما أكثرها!!
)
ابن تيمية النميري - رحمه الله اطلع على أكثر من 100 تفسير مسند
ولاشك أن هذا الحرف في بعض هذه الكتب التي اطلع عليها هذا الحبر - رحمه الله ورضي عنه
والله أعلم
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[04 - 12 - 04, 06:34 ص]ـ
لكن الغريب أن هذا الأثر مشهور بين الناس و غالب الناس يظنون أنه لابن عمر و ليس لابن عباس رضي الله عنهما.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 12 - 04, 08:35 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم ابن وهب ونفعنا بشريف علمكم
وأما كون الإمام ابن تيمية رحمه الله طالع كثيرا من الكتب وآتاه الله شدة حفظ واستحضار فلا نزاع في ذلك، ولكن قد يحصل عنده أحيانا ذكر لبعض ألفاظ قد يذكرها بالمعنى ونحو ذلك
وذلك مثل أيضا لفظ في حديث الولي (فبي يسمع وبي يبصر) فقد عجر الناس عن الوقوف عليه بهذا هذا اللفظ حتى الحافظ ابن حجر وغيره فلو قيل بأن الإمام ابن تيمية رحمه الله قد حصل له وهم في هذا اللفظ بعد البحث وشدة الفحص لكان ذلك سائغا، وكذلك قول الإمام ابن تيمية رحمه الله في كتاب النبوات ص 236 - 237
(وما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أنا نبي الله ولست بنبئ الله فما رأيت له إسنادا لا مسندا ولا مرسلا ولا رأيته في شيء من كتب الحديث ولا السير المعروفة ومثل هذا لا يعتمد عليه) انتهى.
الحديث عند الحاكم في المستدرك (2/ 231) عن أبي ذر وله شاهد عن ابن عباس عند العقيلي في الضعفاء (3/ 81) وغيره.
ومما ينبغي التنبيه عليه كذلك أن محقق الطبعة الجديدة لكتاب النبوات الدكتور عبدالعزيز بن صالح الطويان لم يشر إلى تخريج الحديث في (2/ 882) مع أنه عزا للمفردات للراغب ص 790 (تحقيق الداودي) وفي حاشيتها تخريج للحديث.
وكذلك الأثر الذي يذكره عن عمر رضي الله عنه (إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لايعرف الجاهلية)
ينظر حوله هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=88846#post88846
¥(34/165)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 12 - 04, 09:13 ص]ـ
شيخنا الحبيب الفقيه
نفع الله بعلمكم
منكم نستفيد
أقول
ماذكرتموه صحيح
ولكني أقول على سبيل المباحثة
ابن تيمية لابد أن يكون نقل هذا من كتاب مسند أو غير مسند فهو قد كرر هذا
وهذامالايمكن أن يكون أخطأ فيه من جهة الحفظ الا أن يكون ألحق لفظ أثر في أثر آخر
وهذا محتمل
ولكن الذي يغلب عليه الظن أنه اطلع على هذا الأثر بنفس هذا اللفظ
وعن عبارة ((فبي يسمع وبي يبصر) فهذا لعله نقله من بعض كتب الصوفية أو الكتب التي تنقل من كتب الصوفية
من مثل كتب النقاش وابن طاهر
أو وجد ذلك في أثثر من الاثار الاسرئيلية وأخطأ ابن تيمية في النسبة لانه يعتمد على الحفظ
كل هذه الاحتمالات واردة
وأما النفي ففبابه أوسع لان ابن تيمية يعتمد في ذلك على الحفظ
ومعروف ان الانسان مهما بلغ به الحفظ فانه يخطىء
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 12 - 04, 09:43 ص]ـ
حفظكم الله وبارك فيكم وما تفضلت به احتمال وجيه فقد يكون قرأه بهذا اللفظ في بعض الكتب التي تذكر الروايات بالمعنى فعلق في ذهنه.
وكذلك لفظ (معه) في الحديث كان الله ولم يكن شيء معه، فقد قال الحافظ ابن تيمية رحمه الله في عدد من المواضع من كتبه (وفي صحيح البخاري عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كان الله ولم يكن شيء معه
)
قال ابن حجر في فتح الباري ج6/ص289
قوله كان الله ولم يكن شيء غيره في الرواية الآتية في التوحيد ولم يكن شيء قبله وفي رواية غير البخاري ولم يكن شيء معه والقصة متحدة فاقتضى ذلك أن الرواية وقعت بالمعنى ولعل راويها أخذها من قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه في صلاة الليل كما تقدم من حديث بن عباس أنت الأول فليس قبلك شيء.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 12 - 04, 10:15 ص]ـ
وكذلك لفظة (معه) هل أحد وقف على تخريجها.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[04 - 12 - 04, 10:42 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن وفقه الله
ومشايخي الفضلاء:
قال صلاح الدين الأدلبي في رسالته: حديث: " كان الله ولم يكن شيء غيره " ص 11: أما رواية: " كان الله ولا شيء معه " فلم أقف عليها في شيءٍ من طرق الحديث، لا في " صحيح البخاري " ولا في غيره، مع أنني خرجته من أكثر من عشرين مصدراً من مصادر السنة النبوية.
ثم قال في الحاشية: قلد ابن كثير شيخ الإسلام، وزاد أن عزاه إلى مسلم! وتبعهم ابن أبي العز في شرح الطحاوية. (الحاشية مختصرة).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 12 - 04, 10:48 م]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم وقد بحث عنها كذلك عدد من أهل العلم ولم يقفوا عليها وكأن الحافظ ابن حجر هنا في الفتح نقل اللفظ السابق من كلام ابن تيمية وهذا يظهر عند التأمل.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 12 - 04, 11:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا
حول (بي يسمع)
ابن تيمية في أكثر من موضع نسب الحديث الى البخاري ولكن في مواضع أخرى بين بأن هذا الحرف ليس في البخاري
((ما في الحديث الذي رواه البخاري عن أبيي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يقول الله تعالى: من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء / أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته، ولابد له منه).
وهذا الحديث يحتج به أهل الوحدة وهو حجة عليهم من وجوه كثيرة)
(ثم قال: (فإذا أحببته كنت سمعه وبصره ويده ورجله) وفي رواية في غير الصحيح: (فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي) فقوله: / (بي يسمع وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يمشي) بين معنى قوله: (كنت سمعه وبصره ويده ورجله))
(ولهذا اتفق العارفون على أن حال البقاء أفضل من ذلك، وهو شهود الحقائق بإشهاد الحق، كما قال اللّه ـ تعالى ـ فيما روى عنه رسوله: (ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه. فبي يسمع وبي يبصر، وبي يبطش وبي يمشي " وفي رواية: " وبي ينطق، وبي يعقل). فإذا سمع بالحق ورأى به سمع الأمر على ما هو عليه وشهد الحق على ما هو عليه.
وعامة ما تجده في كتب أصحاء الصوفية مثل شيخ الإسلام ومن قبله من الفناء هو هذا، مع أنه قد يغلط بعضهم في بعض أحكامه كما تكلمت عليه في غير هذا الموضع)
انتهى
(من نسخة الكترونية)
فلابد أنه اطلع على هذه الراوية في كتاب من كتب الصوفية بيان ذلك أنه ذكر أن هذا الحديث مما يحتج به أهل الوحدة الخ
مما يقوي أنه نقله من كتب الصوفية
والله أعلم بالصواب
¥(34/166)
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[05 - 12 - 04, 12:45 ص]ـ
وكذلك مما نفاه ابن تيمية ووهم في ذلك:
لفظة " إبراهيم وآل إبراهيم " فقد نفى وجودها في حديث واحد ابن تيمية وكذلك ابن القيم - رحمهما الله تعالى - مع أنه في الصحيحين!
ومن هذا الباب: ما وهم فيه الحافظ عبد الغني في عمدة الأحكام حيث عزا حديث سهل بن سعد إلى الصحيحين بهذ اللفظ: " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر (وأخروا السحور) " مع أنَّ هذه الزيادة ليست في الصحيحين؛ بل هي عند أحمد بسند ضعيف (فائدة: الظاهر - والله أعلم -: أنه لم يصح في (الحث) على تأخير السحور حديث).
ثم توارد كثير من أهل العلم - وخاصة المعاصرين - إلى نسبة الحديث بتمامه للصحيحين مع ذكر رقم الحديث! والجزء! والصفحة!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 12 - 04, 05:25 ص]ـ
بارك الله فيكم مشايخنا الكرام
وما تفضل بنقله الشيخ ابن وهب حفظه الله يفيد وقوف ابن تيمية في بعض الكتب على لفظ (فبي يسمع) فهذا يزيل الإشكال فجزاه الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 09 - 07, 04:57 م]ـ
بارك الله فيكم مشايخنا الكرام
وما تفضل بنقله الشيخ ابن وهب حفظه الله يفيد وقوف ابن تيمية في بعض الكتب على لفظ (فبي يسمع) فهذا يزيل الإشكال فجزاه الله خيرا.
ثم وقفت على هذه اللفظة في نوادر الأصول للحكيم الترمذي، فرحم الله الإمام الحافظ شيخ الإسلام ابن تيمية.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[19 - 10 - 07, 08:56 ص]ـ
للفائدة(34/167)
بيان افتراء بعض الكذبة لحديث: "من تهاون بالصلاة عوقب بخمس عشرة خصلة
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[05 - 05 - 02, 01:45 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن أمر الصلاة عظيم، وشأنها جسيم، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وعمود الإسلام، وهي العهد الذين بين أهل الإسلام وأهل الشرك والكفران.
وهي الفاصل والفيصل بين الرجل وبين الشرك والكفر، وهي أول ما يحاسب به العبد؛ فإن صلحت صلح سائر العمل، وإن فسدت فسد سائر العمل.
وقد توعد الله تاركيها بالعذاب والنكال.
قال تعالى: {كل امرئ بما كسب رهين*إلا أصحاب اليمين* في جنات يتساءلون*عن المجرمين*ما سلككم في سقر*قالوا لم نك من المصلين* ولم نك نطعم المسكين*وكنا نخوض مع الخائضين* وكنا نكذب بيوم الدين*حتى أتانا اليقين* فما تنفعهم شفاعة الشافعين}.
وتوعد الله الساهين عن الصلاة المؤخرين لها فقال: {فويل للمصلين* الذين هم عن صلاتهم ساهون}.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر: ترك الصلاة)).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((ولا خير في دين لا ركوع فيه)) وهو حديث صحيح على الصحيح.
وقال ابن مسعود -رضي الله عنه-: من لم يصل فلا دين له.
وقال عمر -رضي الله عنه-: لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.
وغير ذلك من الآيات والأحاديث والآثار في التحذير من ترك الصلاة والترهيب من التقصير فيها.
إذا علم ذلك فلا حاجة لنا بالأحاديث المكذوبة والموضوعة للترهيب من ترك الصلاة لما لنا في الصحيح من غنية ولما في نسبة الكذب إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- من التهديد والوعيد.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)).
هذا وقد انتشر حديث بين الناس في فضل المحافظة على الصلاة والترهيب من تركها وهو حديث مكذوب موضوع.
########## لفظ الحديث الموضوع##########
((من حافظ على الصلوات المكتوبة أكرمه الله تعالى بخمس كرامات:
يرفع عنه ضيق العيش، ويرفع عنه عذاب القبر، ويعطيه كتابه بيمينه، ويمر على الصراط كالبرق الخاطف، ويدخل الجنة بغير حساب.
ومن تهاون بها عاقبه الله بخمس عشرة عقوبة؛ ستة في الدنيا، وثلاث عند الموت، وثلاث في القبر، وثلاث عند خروجه من القبر.
فأما اللاتي في الدنيا: فالأولى يرفع الله البركة من رزقه، والثانية: ينزع البركة من عمره، والثالثة: يمحي سيماء الصالحين من وجهه، والرابعة: كل عمل يعمله لا يأجره الله عليه، والخامسة: لا يرفع له دعاء إلى السماء، والسادسة: ليس له حظ في دعاء الصالحين.
وأما اللاتي تصيبه عند الموت: فإنه يموت ذليلا (وفي رواية موضوعة: يشتد نزعه)، والثانية: يموت جائعا، والثالثة: يموت عطشانا، ولو سقي بحار الدنيا ما روي من عطشه.
وأما اللاتي تصيبه في قبره: فالأولى: يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، والثانية: يوقد عليه القبر نارا يتقلب على الجمر ليلا ونهارا، والثالثة: يسلط عليه في قبره ثعبان اسمه الشجاع الأقرع عيناه من نار وأظفاره من حديد طول كل ظفر مسيرة يوم، يكلم الميت فيقول: أنا الشجاع الأقرع، وصوته مثل الرعد القاصف يقول: أمرني ربي أن أضربك على تضييع صلاة الصبح إلى طلوع الشمس، وأضربك على تضييع صلاة الظهر إلى العصر، وأضربك على تضييع صلاة العصر إلى المغرب، وأضربك على تضييع صلاة المغرب إلى العشاء، وأضربك على تضييع صلاة العشاء إلى الصبح، فكلما ضربه ضربة يغوص في الأرض سبعين ذراعا، فلا يزال في الأرض معذبا إلى يوم القيامة.
وأما اللاتي تصيبه عند خروجه من قبره في موقف القيامة: فأولها: يوكل الله به ملكاً يسحبه على حر وجهه في عرصات القيامة، والثانية: يحاسب حسابا طويلاً، والثالثة: لا ينظر الله إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم ثم تلا النبي -صلى الله عليه وسلم-: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً إلا من تاب}.)).
وفي رواية: (فإنه يأتي يوم القيامة وعلى وجهه ثلاثة أسطر مكتوبات:
السطر الأول:يا مضيع حق الله. السطر الثاني: يا مخصوصا بغضب الله. السطر الثالث: كما ضيعت في الدنيا حق الله فآيس اليوم من رحمة الله.).
########### تخريجه والحكم عليه##########
هو حديث موضوع مكذوب على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال وحكم بأنه باطل مركب -يعني موضوع- وأقره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (6/ 368 - 369) وقال: [وهو ظاهر البطلان من أحاديث الطرقية].
يعني أنه من وضع بعض الصوفية.
وذكره السيوطي في "ذيل الموضوعات لابن الجوزي وكذلك ابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 113 - 114) وقال: [رواه ابن النجار من حديث أبي هريرة قال في الميزان: حديث باطل ركبه محمد بن علي بن العباس على أبي بكر بن زياد النيسابوري وقال في اللسان هو ظاهر البطلان من أحاديث الطرقية].
والحديث ذكره أبو الليث السمرقندي في كتابه "تنبيه الغافلين" (ص/212 - 213) بصيغة التمريض فقال: [ويقال من داوم على الصلوات الخمس في الجماعة أعطاه الله خمس خصال ثم ذكره بنحوه ولكنه جعلها ثنتي عشرة خصلة بدلا من خمسة عشر خصلة]
وهذا الحديث دسه بعض الصوفية في كتاب الكبائر للذهبي.
وتنبه إلى أن كتاب الكبائر قد طبع مختصرا ومطولاً.
فالمختصر هو تأليف الذهبي وأول من حققه فيما أعلم محيي الدين مستو ثم حققه مشهور حسن سلمان.
والمطول المليء بالأحاديث الموضوعة والقصص والحكايات فهو مدسوس على الذهبي.
####والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.####
####كتبه: أبو عمر أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي الفلسطيني####
¥(34/168)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 05 - 02, 02:05 ص]ـ
وهذه إجابة كتبتبها لبعض الإخوة حول الحديث
ما رأي طلبة العلم (حفظهم الله ووفقهم)
في هذه الصورة
هل ورد فيه نص صريح؟ وهل من المستحسن نشرها بين الناس؟
هذا حديث مركب موضوع
والذي ركبه ووضعه هو (محمد بن علي بن العباس البغدادي العطار)
قال الذهبي في الميزان (3/ 653) (ركب على أبي بكر بن زياد النيسابوري حديثا باطلا في تارك الصلاة) انتهى
وقال ابن حجر في لسان الميزان ج: 5 ص: 295
1004 محمد بن علي بن العباس البغدادي العطار ركب على أبي بكر بن زياد النيسابوري حديثا باطلا في تارك الصلاة روى عنه محمد بن علي الموازيني شيخ لأبي النرسي)
زعم المذكور ان بن زياد أخذه عن الربيع عن الشافعي عن مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه ((من تهاون بصلاته عاقبه الله بخمسةعشر خصلة)) الحديث
وهو ظاهر البطلان من أحاديث الطرقية) انتهى كلام الحافظ ابن حجر
وذكر ه الكناني في تنزيه الشريعة (2/ 114) ونسبه لابن النجار ونقل كلام ابن حجر في اللسان
وقد سئلت عنه اللجنة الدائمة لللافتاء (4/ 470) رقم (8689) فقالوا هذا الحديث باطل
والله تعالى أعلم.(34/169)
حديث لم أجده .. (حرز أبي دجانة)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[27 - 05 - 02, 01:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله عز وجل أن يبارك في هذا المنتدى والقائمين عليه، وأن يجنبه التوقفات والأعطال ..
ذكر لي بعض الإخوة أنه قرأ في سنن البيهقي أثرا عن أبي دجانة أنه كان يكتب بعض الآيات القرآنية في صحيفة يجعلها تحت رأسه وقاية من السحر وغيره!!
والحق أنني لم أجد هذا الأثر - إن كان موجودا فعلا - لا في سنن البيهقي ولا غيره من كتب الحديث المتوفرة لدي، بل ولا عن غير أبي دجانة من الصحابة ..
فمن عنده زيادة علم في هذه المسألة ..
جزاكم الله خيرا ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[27 - 05 - 02, 02:41 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الأثر موضوع
وقد أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات وقال (موضوع وإسناده مقطوع وأكثر رجاله مجاهيل وليس في الصحابة من اسمه موسى أصلا) كما في اللآلىء المصنوعة للسيوطي (2/ 348)
وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 325) (قال ابن الجوزي وفي سنده انقطاع إذ ليس في الصحابة من اسمه موسى أصلا وأكثر رجاله مجهولون (تعقب) بأن البيهقي أخرجه في الدلائل (قلت) يعني من طريق آخر بمخالفة لهذا بالزيادة والنقص ثم قال البيهقي وقد روي في حرز أبي دجانة حديث طويل وهو موضوع لاتحل روايته) انتهى، ونقل القرطبي في المفهم عن ابن عبدالبر أنه قال حديث أبي دجانة في الحرز المنسوب اليهفيه ضعف وكأنه يعني رواية البيهقي والله تعالى أعلم) انتهى قال الغماري في حاشية التنزيه (بل رواية البيهقي موضوعة أيضا قطعا)
وقا ل الذهبي في سير أعلام النبلاء ج: 1 ص: 245
(وحرز أبي دجانة شيء لم يصح ما أدري من وضعه)
وبالنسبة لموضع الأثر الذي أخرجه البيهقي في الدلائل فهو (7/ 118 - 120) وهو موضوع كذلك
وقال الذهبي كذلك في الميزان (يزيد بن صالح الذي روى عنه غلام خليل حرز أبي دجانة وهو حرز مكذوب كأنه من صنعة غلام خليل يرويه عنه شعبة بقلة حياء بسند الصحيح)
وقال ابن حجر في الإصابة (
موسى الأنصاري شخص كذاب أو اختلقه بعض الكذابين قال أبو الفرج بن الجوزي في الموضوعات بعد أن ساق حرز أبي دجانة من طريق محمد بن أدهم القرشي عن إبراهيم بن موسى الأنصاري عن أبيه بطوله هذا حديث موضوع وإسناده منقطع وليس في الصحابة من اسمه موسى وأكثر رجاله مجاهيل)
ولعل هذا يكفي ان شاء الله
والله تعالى أعلم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[27 - 05 - 02, 07:27 م]ـ
بارك الله فيك يا ابا عمر على هذه الإجابة المفيدة وزادك الله من علمه
ـ[عصام البشير]ــــــــ[27 - 05 - 02, 07:57 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[العملاق]ــــــــ[29 - 05 - 02, 10:29 ص]ـ
الله المستعان على أهل البدع اللي يتشبثون بمثل الروايات المكذوبة
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[24 - 08 - 03, 04:22 م]ـ
للتحذيرمن الأحاديث الموضوعة.
ـ[طالب علم صغير]ــــــــ[25 - 08 - 03, 06:25 ص]ـ
الحديث ذكره البيهقي رحمه الله في كتابه دلائل النبوة وهو كتاب آخر غير السنن ...
وجزاكم الله خيراً جميعاً ...(34/170)
أرجو تخريج هذا الحديث للأهمية
ـ[أبو الجود]ــــــــ[27 - 05 - 02, 05:19 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا على الجهد الرائع و أرجو تخريج هذا الحديث لحاجتي الشديدة إليه
قال رسول الله r : " أنا حبيب الله، و المصلي عليَّ حبيبي، فمن أراد أن يكون حبيبا للحبيب فليكثر من الصلاة علي الحبيب ".
و فقكم الله
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[29 - 05 - 02, 03:19 ص]ـ
سئل عنه السخاوى فقال: لا أعرف لها أصلا إلا الشطر الأول ....... اهـ
يعنى أنا حبيب الله
فأنظر لزاماً الفتاوى الحديثيه للسخاوى ج 2 ص 660 سؤال رقم 174
وهناك تجد تخريج الدكتور محمد إسحاق
والله أعلم(34/171)
كتاب " إجماع المحدثين للشريف العوني " (قراءة نقدية).
ـ[النقّاد]ــــــــ[27 - 05 - 02, 06:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الخِل الوفيّ .. أبي معاذ .. أشعر الله قلبك حُبَّ الحق، وأودع صدرك برد اليقين!
فقد سألتني – أعزّك الله بطاعته – أن أنظر في كتابٍ ألّفه عصريُّنا المحدّث الناقد الشريفُ أبو محمد حاتم بن عارف العوني – حرس الله مهجته -، وسَمَه بـ (إجماع المحدّثين على عدم اشتراط العلم بالسماع في الحديث المعنعن بين المتعاصرَيْن) ورغبت إليّ أن أزيل عنك الحيرة في أمره، وأفْسِر لك وجه الصواب فيه.
فقد قرأتُ الكتاب كما قرأتَ، وأطلت النظر فيه وأنعمتُه، وأعدتُه وأبديْتُه؛ لا عجزاً منّي عن فهم دقيق مباحثه فأنت تعلم قِدْمَ اشتغالي بهذه الصناعة، وربّما بصري بها.
ولا استغلاقاً في عبارة الكتاب، فإنها في المحلّ الذي تعلم من الوضوح والبيان.
ولكنْ .. لأني قد رأيتُ فيه شيئاً لم آلفه في تآليف أهل عصرنا!
وأبصرتُ فيه أمراً تخطئه عيناي إذا ما طلبته في كتب أهل زماننا!
وشممْت منه رائحة السِّراج وظُلمة الليل وطول السَّهرِ، وكدتُ أبصر حبّاتِ العرق , وما بُذِل في سبيل هذا البحث الحُرّ من العناء والنّصَب!
وعلمتُ كم أنعم الله على هذه الأمّة حين أبقى لها – وقد تولى زمن الكبار – من يُحْسِنُ هذا العلم بهذا البيان!
ولا تعجل عليّ أيها الصديق (التلميذ) .. فما أردتُ بهذا أن أُلقي إليك حكمي مُجرَّداً عن برهانه لتتقلّده! وقد تقدم منّي إليك وإلى إخوتك – بُلِّغوا المُنَى – النَّهْيُ عن هذه الخُطة الخَسْف!
بل سأكون دليلاً لك فحسْب – لتنتفع بنعم الله عليك، فلا تنظر بغير عينيك، ولا تفكر بغير عقلك - , أُوقفك على الجادّة، وآخذ بيدك لأضعها على مواطن القوّة والإبداع – في نظري – في هذا الكتاب الذي رُمْتَ معرفة رأيي فيه، لترى أنت رأيك، وتنظر لنفسك.
وأنت بَعْدُ وما رأيتَ وما نظرتَ!
وما أُراني بهذا إلاّ قد أنصفتُ!
وقبل أنْ أَلِجَ بك إلى تفصيل ما وعدتُ به أُقدّم بين يدي ذلك بمقدّمةٍ سبق أن حدّثتك بها.
(ولولا أنك قد رغبت إليّ – أحسن الله إليك – أن أنْشُر جوابي في هذا الملتقى؛ لينظر فيه الفَوَقَة من أهل العلم وطلابه فيروا فيه رأيهم = لكان فيما قد ذكرتُ لك قبلُ غنىً عن أنْ أُسْئِمك بإعادة بعضه).
وقف الناس من هذا الكتاب مواقف مختلفة لأغراضٍ شتى، لن أجد أبلغ في وصفها وتصويرها من كلام الإمام الحجّة الثقة أبي محمد بن قتيبة (ت: 276) حين قال في فاتحة أحد كتبه:
" وسيوافق قولي هذا من الناسِ ثلاثة:
رجلاً منقاداً سمع قوماً يقولون، فقال كما قالوا، فهو لا يرعوي ولا يرجع؛ لأنه لم يعتقد الأمر بنظر فيرجع عنه بنظر!.
ورجلاً تطمح به عزّة الرياسة وطاعة الإخوان وحبُّ الشهرة، فليس يردُّ عزّته ولا يثني عنانه إلاّ الذي خلقه إن شاء!؛ لأنّ في رجوعه إقراره بالغلط واعترافُه بالجهل، وتأبى عليه الأَنَفَة!!
وفي ذلك – أيضاً – تشتُّتُ جمعٍ وانقطاعُ نظامٍ واختلافُ إخوانٍ عَقَدَتْهُم له النِّحلة، والنفوسُ لا تطيب بذلك إلا من عصمه الله ونجّاه!!
ورجلاً مسترشداً يريد الله بعمله، لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا تدخله مِنْ مُفارقٍ وحشة، ولا تلْفِتُه عن الحقِّ أنَفَة، فإلى هذا بالقول قصدنا وإياه أردنا ".
وأزيدُ أنّ هذا الكتاب لا يصلح ولا ينبغي أن يقرأه إلاّ مَنْ جمع خلالاً أربع؛ لئن كان أبو حامد الغزّالي قد ذكرها في أحد تصانيفه، إلاّ أنني أراها أصدق ما تكون في هذا الكتاب.
قال: " الشريطة الأولى: كمال آلة الدّرك، من وُفور العقل، وصفاء الذهن، وصحّة الغريزة، واتّقاد القريحة، وحدة الخاطر، وجودة الذكاء والفطنة.
الشريطة الثانية: استكداد الفهم، والاقتراح على القريحة، واستثمار العقل بتحديق بصيرته إلى صواب الغوامض = بطول التأمّل، وإمعان النظر، والمواظبة على المراجعة، والمثابرة على المطالعة، والاستعانة بالخلوة، وفراغ البال، والاعتزال عن مزدحم الأشغال.
¥(34/172)
فأمّا من سوّلت له نفسه درك البغية بمجرد المشامة والمطالعة، معتلاًّ بالنظر الأوّل، والخاطر السابق، والفكرة الأولى – مع تقسيم الخواطر، واضطراب الفكر، والتساهل في البحث والتنقير، والانفكاك عن الجد والتشمير - = فاحكم عليه بأنه مغرور مغبون!! وأخْلِق به أن يكون من أولئك الذين (لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون)!.
فصاحبُ هذه الحالة سيحكم – لا محالة – على لفظ الكتاب بالإخلال متى استغلق عليه، وعلى معناه بالاختلال متى لم يبثّ أسراره إليه.
وكم من عائب قولاً سليماً وآفته من الفهم السقيم
الشريطة الثالثة: الانفكاك عن داعية العناد، وضراوة الاعتياد، وحلاوة المألوف من الاعتقاد.
فالضراوة بالعادة مَخِيلة البلادة!
والشغف بالعناد مجلبة الفساد!
والجمود على تقليد الاعتقاد مدفعة الرشاد!
فمن ألِفَ فنّاً – علماً كان أو ظنّاً – نفر عن نقيضه، وتجافى عنه سمعه، فلا يزيدك دعاؤه إلا فراراً أو نفاراً، ولا يفيده ترغيبك إلا إصراراً واستكباراً.
ومن يك ذا فم مرّ مريض يجد مرّاً به الماء الزلالا
الشريطة الرابعة: أن يكون التعريج على هذا الكتاب مسبوقاً (بالارتياض بمناهج المحدثين، ومسالك النّقاد، مع إحاطة بأطراف هذا العلم، وكثرة الدُّربة والمران بمصنفات أهله) ".
أمّا بعد .. فإلى ما وعدتك به أيها الأخ الودود:
فَـ (مِنْ) مواطن القوّة والإبداع في هذا الكتاب:
1 - تتبّع المؤلف لمنشأ قول المخالف، والاستدلالُ له.
وهذه مهمّةٌ من مهمّات التحقيق والبحث المتجرّد، وعلامةٌ صادقةٌ على صحّة القصد، وسموّ الهمّة، ونُبلِ النفس.
إذْ ربّما قاد الباحثَ المنصفَ بحثُه في قول المخالف ودليله ومنشئِهِ = إلى الرجوع إليه، والانتصار له – بعد الإعراض عنه -، متى لاحت له حجّته، وأضاء برهانُه في قلبه!
يقول أبو المعالي الجويني بعد تنقيحه لمسألةٍ في "برهانه":
" فلينظر الناظر كيف لقطنا من كلّ مسلكٍ خياره، وقرّرنا كلَّ شيء على واجبه في محلّه، وهذه غايةٌ ينبغي أن ينتبه من يبغي البحث عن المذاهب لها؛ فإنه يبعد أن يصير أقوامٌ كثيرون إلى مذهبٍ لا منشأ له من شيء.
ومعظم الزّلل يأتي أصحاب المذاهب من سَبْقِهم إلى معنى صحيح، لكنهم لا يسبرونه حقّ سبره، ليتبيّنوا بالاستقراء أن موجبه عامّ شامل، أو مفصل.
ومن نظر عن نحيزةٍ سليمةٍ عن منشأ المذاهب = فقد يفضي به نظره إلى تَخيُّرِ طرفٍ من كل مذهب، كدأبنا في المسائل ".
قلتُ: وهذا هو الذي اجتهد المؤلِّف في سبيل تحقيقه!
فاستدلّ لقول المخالفِ حين ترك (المخالفُ) الاستدلال لنفسه!
ولقَّنَ بعضَ من تقلّد قول المخالف – على غير بيّنةٍ – حجّته (المنقوضة)؛ ليعرّفه أيَّ مهْيعِ زَلَلٍ سَلَك، وأيَّ نفسٍ ظامئةٍ ظَلََََم، وأيَّ نعمةٍ لم يحسن شكر الله عليها (العقل)!!
واجتَهدَ في درك سبب الخلاف ومَنْزَعِه حتى وقع عليه، فعلم بذلك وجه الخطأ، وتبيّن له – إذْ ذاك – كيف غَلِط في هذه المسألة من غلط!.
2 - التحرّر من مألوف مسائل العلم التي لم تثبت بنقلٍ مصدَّقٍ عن معصوم، ولا دلّ عليها دليل محقَّقٌ معلوم.
وهذه فاتحةُ الخير، وعنوان التوفيق، وبوابة التحقيق!
ومن دخل إلى المسألة يبحثها وقد استقر الحكم في ذهنه، وثبتت النَّتيجة في قلبه، فأيّ شيء يصنع هذا! فبالله قل له: لا يتعب!.
" وللاستشكال أسبابٌ، أشدُّها استعصاءً أنْ يدلّ النص على معنىً هو حق في نفس الأمر، لكنْ سبق لك أن اعتقدت اعتقاداً جازماً أنه باطل! " قاله ذهبيُّ عصره العلامة المعلميّ – طيّب الله ذكره -.
ولئن قاد ذلك المؤلف – لا زال موفّقاً لكل خير – إلى مخالفة جماهير المتأخرين في هذه المسألة، فَلْتعلم أنه ما جرّ الناس إلى الخطأ في هذه المسألة إلاّ التقليد!.
إمّا من إيثار الدَّعة والراحة – كبعض من تراهم من أهل عصرك -، أو من إحسان الظنّ بالمتقدّم – وذلك هو المظنون بأهل العلم رحمهم الله -.
يقول الإمام الحافظ أبو بكر الحازمي (ت: 584):
" وآفة العلوم التقليد!
¥(34/173)
ومنشأ ذلك إمّا من إيثار الدعة وترك الدأب، وإمّا حسن الظن بالمتقدم، ولعمري إنّ هذا القسم الثاني (يعني حُسنَ الظن) لحَسَنٌ، غير أن الاسترواح إلى هذا غير مستحسن؛ لأنه يفضي إلى سدّ باب الاجتهاد، والبحث عن مخارج الحديث وأحوال الرجال!! ".
3 - الإنصاف من النفس.
ورحم الله إمامك أبا عبدالله مالكاً حين قال – متوجّعاً من أبناء عصره، وأين أبناءُ عصره! -:
" الإنصافُ، ليس في النّاس أقلّ منه! " [ترتيب المدارك].
وقد ظهر إنصاف مؤلّف هذا الكتاب في مظاهر شتّى، منها تكلُّفه عناء إقامة الاستدلال لمذهب مخالفه، وذِكرُه ما يمكن أن يصلح دليلاً له، بل وحتى الشبه التي ربّما أمكن التعلّق بها!
فلم يكتفِ بإبراز أدلّة قوله ونقضِ ما ذكره مخالفه، حتى تكلَّفَ الاستدلال له، ثم نقضه نقضاً لا يجتمع بعده أبداً!
وتلك شِمَالةٌ تطربُ لها النفوس التي تعشق التحقيق!
4 - الجدِّيةُ في بحث مسائل العلم، واحترام عقول القرّاء.
فحين انتهى بالمؤلّف البحث إلى معنى قول المحدثين: (لا أعرف لفلان سماعاً من فلان) وقرّر بأدلّةٍ يُخضَع لها أنها تساوي (لم يسمع فلان من فلان) , وأنها تعني ترجيح عدم السماع لقرائنَ دالّةٍ عليه = سأل القارئ سؤالاً مهمّاً، ورجاه ألاّ يتجاوزه حتى يجيب عليه إن كان صادقاً في إرادته الوصول إلى الحق، ومُحِبّاً لأن يتمّ قراءته بفهم.
والسؤال – بصيغةٍ ربّما تكون أسهل (لمن أراد أن يتم القراءة بفهم!) -:
ما دام أنّ (لا أعرف له سماعاً من فلان) وهي حجة من زعم بأن البخاري يشترط السماع للاتصال = قد ثبت أنها بمعنى نفي السماع.
فكيف يستقيم إذنْ أن يُجْعل نفي العالِم للسّماع دليلاً على أنه يشترط السماع؟!
إنّما يستقيم الاستدلال بـ (لا أعلم له سماعاً) على اشتراط السماع إذا كانت هذه العبارة خبراً مجرّداً من العالِم يفيد أنه لا يعلم حصول السماع – فحسب -.
وهذا قد مرّ نقضه، وبيانُ أن هذه العبارة ليست خبراً مجرّداً يفيد عدم العلم بوقوع السماع، وإنّما هي ترجيحٌ لعدم السماع لقرائن دلت على ذلك.
يقول عبدالقاهر الجرجاني:
" ومن حقِّ المسائل الدقيقة أن تُتامَّلَ فيها العبارات التي تجري بين السائل والمجيب، وتُحقَّق؛ فإن ذلك يكشف عن الغرض، ويُبيّن جهة الغلط ".
5 - دقة الملاحظة، وعمق التحليل.
وهذه ركيزةٌ من ركائز البحث الناجح.
وكلُّ صفحةٍ في هذا الكتاب تشهد باتّصاف المؤلف بهذه الصفة الباذِخة.
أماّ جزالة الأسلوب، وصفاء الديباجة، وحُسْنُ الإبانة فأمرٌ لا أحسب أنّي بحاجةٍ إلى أن أدلّك عليه – أيها الأخ الأديب -، وليس يخفى عليك مثله إن شاء الله.
وأخيراً .. فإنّ في الكتاب مواضع تتجاذبها الأفهام، وتختلف فيها مدارك النظر، وإن كانت غير مؤثِّرةٍ على نتيجة هذا البحث المُشرق، وأنّى لها!
فمن ذلك: بيان المؤلف وتحقيقه في رأي أبي المظفر السمعاني في هذه المسألة، ومحاولتُه في التوفيق بين كلامِه في الموضعين المذكورَيْن هناك.
فإنه على وجاهة الفهم الذي ذكره فضيلته، إلا أنه قد عَنَّ لي فهمٌ آخر وطريقة أخرى في التوفيق بين كلامه، وأكاد أجزمُ بأنّ ذلك قد مرّ على خاطر المؤلف، فأنا أذكره ليَنْظُرَ فيه، فيُبيِّن لِمُحِبِّه ما الذي يُورَدُ عليه أو يدفعه.
(ولعلّ بعض الإخوة القريبين منه أن ينقلوا إليه هذا الإشكال، عسى أن يجود (وهو حاتم) على قرّائه ببيانٍ من رائق بيانه، وما أراه إلا سيفعل إن شاء الله).
الذي يظهر لي أن أبا المظفر السمعاني كان يتحدث في الموضع الأوّل (2/ 311 - 312) عن دلالة (عن) العرفية، وأنها تغني عن التصريح في كل حديث بالسماع أو التحديث، وظاهرُ كلامه - هناك – أن ذلك فيمن ثبت سماعه من شيخه، وأنه لا يُشتَرط فيه أن يصرّح في كل حديثٍ بالسماع.
ويؤيّد هذا الفهم تأمُّل قوله: (لأن الناس قد يفعلون ذلك طلباً للخفة؛ إذْ هو أسهل عليهم من أن يقولوا في كل حديث: حدثنا) , وهذا إنما يُقال فيمن يحقُّ له أن يقول: حدثنا , وهو من ثبت له السماع.
¥(34/174)
ويؤيّده – أيضاً – أنه اشترط أن يكون ذلك ممن لم يشتهر بالتدليس، فمفهومه أن المدلس لا تقبل منه (عن) , ولاتفيد - إذا صدرت منه - معناها العرفيّ المذكور آنفاً. وهذا يؤكّد أن حديثه كان عن قيام (عن) مقام التصريح بالتحديث في كل حديث.
وأمّا الموضع الثاني (2/ 456 - 457) فإنه يتحدث فيه عن الانقطاع (الإرسال)، وأنّ (عن) لا تكفي وحدها لإثبات الاتصال، وأنه لا يزول الانقطاع إلاّ بالتصريح بالسماع، أو بـ (عن) مع طول الصحبة؛ لأن الحنفية احتجوا على قبول المراسيل بقبول المحدثين للعنعنة (يعني في الموضع الأوّل على ما شرحنا)، فردّ عليهم السمعاني بأنّ العنعنة لا تكفي لإثبات الاتصال (ولا تفيد الاتصال) إلاّ مع طول الصحبة.
أمّا حقيقتها العرفية التي تفيدها، فإنّما هي في مَنْ ثبت له الاتصال، وهو ما سبق أن بيّنه.
ولا يقدح رأي السمعاني هذا في الإجماع الذي نقله مسلم (كما تخوّفه المؤلف في ص 32) لأن مسلماً توفّي قبل السمعاني بقرون.
وهو إنما حكى إجماع المحدثين الذين عاصرهم والذين تقدّموه، لا من سيأتي بعده في القرن الخامس! وليس من نقّاد الحديث!!
والسمعاني لم يقل: إنّ ما ذهب إليه هو مذهب أئمة الحديث، ولا يُسْتَبْعَد أن يكون اختياراً له، بل هو كذلك.
وما أكثر اجتهادات المتأخرين التي خالفوا بها من تقدم من نقاد الحديث. والله أعلم.
أيها الأخ الصّديق:
إن كنتُ أعجب من شيءٍ .. فمِن صَبْرِ المؤلّفِ على كبح جماح قلمه عن الإفاضة في هذا البحثِ , وإشباعِه، وتقصّي القول فيه!
وكيف استطاع أن يبني كتابه على الاختصار، والحالُ أنه رائد طريقٍ لم تُسلَك، وناهجُ منهجٍ لم يُعبَّد، وقد توافرت عنده المادة، واستمسك القلم في يده؟!
(وقد ذكر الطاهر بن عاشور في هذا المعنى كلاماً حسناً في مقدمة (التحرير والتنوير) فاكْشِفْه منه، فإن الكلالَ قد أدركني فلا أراني أنشط لنقله).
لكنّي أحسب أن المؤلّف قد استبقى عنده ما يُعِدُّه لحلائب المناظرة، وميادين النقاش!
ولقد رأيتُه وَضَع في بحثه شِراكاً , إنّي لمُشْفِقٌ على من سيقع فيها وهو يظن أنه قد ظفر بما ينصرُه!
لكنْ .. إلى متى ولمّا يبْرُز إلى الميدان أحد!!
ولستُ أزالُ أسمع من هاهنا وهاهنالك جعجعة ولكنّي لا أرى طِحناً!
واعلم أيها الأخ الموفّق أنه لا يمكن نقض هذا القول إلا بالردّ على جميع أدلّته، وإن سلامة دليلٍ واحدٍ ليعني سلامة طريقٍ موصلٍ إلى المطلوب بيقين!
فلا يستقيم القول ببطلان هذا القول مع بقاء أدلّته، بل مع بقاء دليلٍ واحدٍ له.
وآخر ما أودُّ أن أقوله لك أيُّها المُحبّ:
لا تحاول أن تقرأ ما بين السطور؛ لتستشرف أمراً مغيَّباً عنك، من مكنون النوايا والمقاصد، فِعْلَ من رقَّتْ ديانتُه، وهانت عليه نفسه – من أبناء هذا الزمان -.
فإني مُشفِقٌ – والله – عليك من التّبعة!
وعلى عينيك من النَّصَب .. فلن ترَ إلا بياضاً!! فارحم يا أخي مُقْلَتيْك.
فخذ ما ظهر، ودَعْ ما خفي لمن يعلم السرّ وأخفى!
وكتب:
أخوك النَّقّاد
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[27 - 05 - 02, 08:10 م]ـ
أحسن الله إليك أخي النقّاد.
استوقفني شيء في عنوان كتاب الشيخ الشريف الذي لم يقدّر لي أن أقرأه بعد.
هل مكمنُ الإشكال يقع في اشتراط السماع (كما يوحي عنوان الكتاب)، أم في اشتراط ثبوت السماع؟
الذي أعرفه هو أنّ الجميع يشترطون السماع، وأنّ الكلام في اشتراط ثبوته ولو بمرة واحدة.
ـ[النقّاد]ــــــــ[27 - 05 - 02, 11:40 م]ـ
أخي هيثم. . لازلت موفقاً لكل خير.
توقفك في محله , وهو يدل على قريحة متقدةٍ أرجو أن تنال من عنايتك ما هي
خليقة به.
وقد قال القرافي: " معرفة الإشكال علم قائم بنفسه "!.
ثم. . إنك قد نبهتني إلى أنني كنت قد أخطأت حين نقلت عنوان الكتاب ,
فقلتُ: " اشتراط السماع " , والصواب " اشتراط العلم بالسماع ".
ومع هذا فلايزال الإشكال قائماً!
وقد تكفل المؤلف بالجواب عنه في كتابه (ص: 27) , وبين أن في هذا التعبير
تسمحاً وتجوّزاً , دعى العلماءَ إليه الاختصارُ , وعدم خفاء المعنى المقصود (عند
ذوي الاختصاص).
ذلك أن الشيخين كليهما - في الحقيقة - يشترطان العلم بالسماع؛ لأن هذا هو
مقتضى شرط الاتصال الذي يتفق الشيخان عليه.
وإنما يظهر الفرق بين المذهب (المنسوب إلى البخاري) ومذهب مسلم = في
وسيلة العلم بالسماع , لافي العلم بالسماع المتفق عليه.
فالبخاري (في الشرط المنسوب إليه) لايعلم بالسماع حتى يقف على نص صريح
يدل عليه , ومسلم لا يعلم بالسماع إلا بالشروط الثلاثة التي ذكرها في مقدمة
صحيحه.
أسال الله أن ييسر لك قراءة هذا السِّفر الجليل , وأن ينفعك بما فيه.
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[28 - 05 - 02, 11:32 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد قرأت كتاب الشريف حاتم المذكور فألفيته كتابا قيما نفيساً في بابه.
ولقد أعجبني جداً.
جزاه الله خيرا وبارك فيه.
¥(34/175)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[28 - 05 - 02, 09:16 م]ـ
يؤكّد ما ذكرته أخي النقاد (وفقك الله): أنّ التعبير الذي استعمله الشيخ الشريف في عنوان الكتاب: (إجماع المحدّثين على عدم اشتراط العلم بالسماع في الحديث المعنعن بين المتعاصرَيْن)، هو شبيه بالتعبير الذي استعمله الإمام مسلم في مقدّمة صحيحه، حيث قال:
وزعم القائل الذي افتتحنا الكلام على الحكاية عن قوله، والإخبار عن سوء رويته أن كل إسناد لحديث فيه فلان عن فلان، وقد أحاط العلم بأنهما قد كانا في عصر واحد، وجائز أن يكون الحديث الذي روى الراوي عمن روى عنهُ قد سمعه منه وشافهه به. غير أنه لا نعلم له منه سماعاً ولم نجد في شيء من الروايات أنهما التقيا قط، أو تشافها بحديث أن الحجة لا تقوم عنده بكل خبر جاءه ذا المجيء حتى يكون عنده العلم بأنهما قد اجتمعا من دهرهما مرة فصاعداً. أو تشافها بالحديث بينهم أو يرد خبر فيه بيان اجتماعهما، وتلاقيهما، مرة من دهرهما، فما فوقها. اهـ.
والله أعلم.
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[29 - 05 - 02, 11:51 ص]ـ
لله درّك من نقّاد ..
قد أحسنت حتّى لا يقال أحسنت ..
وتقنّعت حتّى لا يعلم من انت ..
لكن كلّنا عرفك. . أنت ابن جلا وطلآع الثنايا ...
بارك الله فيك، وأسبغ نعمه عليك ...
لكن ألا ترى أنّك بالغت في إطراء المؤلف بما لا يصل إليه الذهبي، وابن حجر؟ كلاّ ولا أحمد والبخاري، فلعلّك تراجع فترجع، جزاك الله خيرًا.
ـ[النقّاد]ــــــــ[29 - 05 - 02, 06:29 م]ـ
الأخ الفاضل
أولاً. . لستُ بابن جلا وطلاع الثنايا!
ومَن لي بعلمه وعذب بيانه!
ثانياً. . لقد كنتُ أعرضتُ عن بعض الكَلِم مخافة أن يُقال: بالغتَ في الإطراء!
أما وقد قيل! فاعلم أُخيّ أنني لم أكتب ما كتبت إلا لأنّي قد فُجِئْتُ بشيء لم
أعهده في أكثر تواليف أهل هذا الزمان!
ولايهولنّك كثرة ما ترى مِما تقذفه المطابع كلّ يوم , فليس يُغني من اشتهى
أن يكون باحثاً محققاً أن يشتري قلماً بقرشٍ وورقاً بقرشين , ثم يهجم على
موائد غيره , فيدخل مغيراً ويخرج سارقاً!
ثم. . يصدّق نفسه , وينسى فِعلته , ويحسب أنه قد جاء بفتحٍ عظيم!!
ثم. . يسعى بما كتب - لاهثاً - إلى دار نشرٍ - لا تردُّ يد لامسٍ! -؛ ليُجريَ اللهُ
الخيرَ (له) على يديها!
ثم. . لا يسكنُ نَفَسُه , ولاتهدأ نَفْسُه , حتى يرى كتابه قد أخذ مكانه في
دكاكين الوِِِِِِِِراقَة!
شيءٌ غريب!!
" ولكنّ وسوسة التشهي , وطول مضاجعة الأوهام , وقلّة الورع = تغلب المرء
على مراشده! ". أوكما قال أبو فهرٍ غفر الله له.
ثالثاً. . أين في كلامي الإطراء الذي تشير إليه؟ وحديثي إنما كان عن
المعاصرين؟!
أراك قد وقعت في المبالغة التي رميتني بها!
رابعاً. . لَئن أراني الله كتاباً ينقض فيه مؤلفه كتاب " إجماع المحدثين " ,
ويكسر جيوش أدلته = لأتكلّفنّ له قولاً يُنسى معه ما قلتُه في " إجماع
المحدثين "!
أخيراً. . أشكر لك أخي كلماتك ودعواتك الرقيقة التي تدل على صفاء روحك
وجميل خلقك.
ـ[العملاق]ــــــــ[30 - 05 - 02, 08:40 م]ـ
بالنسبة لكتاب الشيخ حاتم العوني
فظاهر كتابه يخالف ما عليه اهل التحقيق من العلماء على مسألة شرط البخاري في السماع
وكيف يجيب الشيخ حاتم عن هذا الحديث
قال الترمذي في العلل الكبير سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فقال لا يصح عندي حديث خزيمة بن ثابت في المسح لأنه لا يعرف لأبي عبد الله الجدلي سماع من خزيمة بن ثابت
فالبخاري أعل الحديث بعدم معرفته للسماع فقط وححده بعدم السماع
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[30 - 05 - 02, 09:39 م]ـ
أخي العملاق: الشيخ الشريف (وفقه الله) سدّ هذا الباب على مخالفه بتقريره أنّ: "لا أعرف له سماعاً من فلان" تعني "لم يسمع من فلان" (يعني بالجزم).
عموماً هذا بعض ما خطر في البال حول هذه المسألة. أضعها بين يدي الإخوة الكرام مذكّراّ بأنّني لم أحظ بقراءة كتاب الشيخ الشريف بعد، فلعل فيه الجواب.
1) لو سلّمنا بأنّ عبارة "لا أعرف له سماعاً من فلان" تعني "لم يسمع من فلان"، فما القول في بعض العبارات الصريحة في عدم الجزم بعدم السماع، كقول البخاري (رحمه الله): "لا أدري أسمع من فلان أم لا"؟
ولماذا يعبأ البخاري بهذا البيان فيقول "لا أدري أسمع من فلان أم لا" إذا كان لا يشترط ثبوت السماع ويكتفي بالمعاصرة وإمكانية اللقاء؟
2) استعمل البخاري في تواريخه عبارة جزم فيها بعدم سماع راو من آخر، كقوله: "لم يسمع فلان من فلان"، فلماذا يلجأ إلى عبارة "لا أعرف له سماعاً من فلان" والتي تفتقر إلى الجزم الذي تقتضيه العبارة الأولى: إن كان هو يعني بهما نفس الشيء؟
3) من الملاحظ أن الإمام مسلماً عندما ضرب أمثلة على شرطه في مقدمة صحيحه، كانت كلّها لكبار التابعين والمخضرمين عن الصحابة، وقد روى البخاري لهؤلاء عن أولئك في صحيحه أيضاً. ألا يعني هذا أنّ مناط الخلاف لا يدخل فيه من هم في مثل هذه الطبقة، وأنّه يتعدّاه إلى ما دونها من الطبقات؟
4) قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه: "وزعم القائل الذي افتتحنا الكلام على الحكاية عن قوله، والإخبار عن سوء رويته أن كل إسناد لحديث فيه فلان عن فلان، وقد أحاط العلم بأنهما قد كانا في عصر واحد، وجائز أن يكون الحديث الذي روى الراوي عمن روى عنه قد سمعه منه وشافهه به؛ غير أنه لا نعلم له منه سماعاً ولم نجد في شيء من الروايات أنهما التقيا قط، أو تشافها بحديث أن الحجة لا تقوم عنده بكل خبر جاءه ذا المجيء حتى يكون عنده العلم بأنهما قد اجتمعا من دهرهما مرة فصاعداً. أو تشافها بالحديث بينهم أو يرد خبر فيه بيان اجتماعهما، وتلاقيهما، مرة من دهرهما، فما فوقها". اهـ.
أقول: هل "لا نعلم له منه سماعاً" هنا تعني "لم يسمع من فلان"؟ أم أن السياق يحكم؟
وفق الله الجميع لكلّ خير.
¥(34/176)
ـ[النقّاد]ــــــــ[31 - 05 - 02, 12:51 ص]ـ
الأخ (العملاق). .
إن كنت إنما تعرف الحق وتقبله لأنه قد جاء من فلان وفلان , أو أن عليه فلاناً
وفلاناً = فما لمثلك ألِّف هذا الكتاب!
ولو أنك قرأت مقدمة المؤلف لكتابه لعلمت ذلك.
ثم .. من هم (أهل التحقيق) في هذه المسألة الخطيرة من علوم الحديث؟!
أحمد والبخاري ومسلم وأبو حاتم. . . أم القاضي عياض والنووي ... ؟!
أما الحديث الذي تريد من الشيخ الإجابة عليه = فإحساناً للظن بك أحيلك على
كتاب الشيخ (ص: 71_75)؛ لأني أعلم أنك لم تقرأالكتاب!
ولاأدري كيف تهجم على مثل هذه المباحث الدقيقة دون نظرٍ في الكتاب الذي
تعترض عليه _على الأقل! _؟!
أم أنها (وسوسة التشهي) التي حدثتُ أخاك () بخبرها!.
الأخ الفاضل (هيثم). .
الإجابة عن إشكالاتك قد كفانا مؤونتها المؤلف في كتابه ..
فانظر (ص: 40 _71).
ولولا طول الكلام , وخشية أن يذهب تلخيصي له برونقه وبهائه لنقلتُه لك.
والكتاب موجود مبذول لمن أراده. .
وفقنا الله _ جميعاً _ إلى ما في رضاه.
ـ[كشف الظنون]ــــــــ[05 - 06 - 02, 03:00 ص]ـ
الأخ الفاضل كشف الظنون حفظك الله:
أرجو مناقشة المسألة العلميّة المطروحة بحلم، فهي مسألة مهمّة جديرة باهتمام طلاب العلم.
جزاك الله خيراً على غيرتك ونصحك.
أخوك: هيثم
ـ[النقّاد]ــــــــ[05 - 06 - 02, 04:05 م]ـ
الأخ الفاضل النقّاد، أحسن الله إليك:
أرجو أن تتفضّل بمواصلة طرحك لتلخيص كتاب الشيخ الشريف.
والرجاء التكرّم بالتفاعل مع مشاركات الإخوة بتوسّع أكثر، حيث أنّ بعضنا لم يحظ بقراءة كتاب الشيخ بعد.
بارك الله فيك.
أخوك: هيثم
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[08 - 06 - 02, 06:02 م]ـ
تكرّرت في (مجمع الزوائد) هذه العبارة من الحافظ الهيثمي: (لم أجد لفلان سماعاً من فلان).
فالظاهر أنّ الهيثمي كان يبحث في سماع الراوي من شيخه دون اكتفاء بمجرّد المعاصرة وإمكانيّة اللقاء.
فما قول الإخوة؟
ـ[ابن القيم]ــــــــ[09 - 06 - 02, 02:43 ص]ـ
الحمد لله.
أخي النقاد ــ لازال موفقا مسددا ــ
سألتني ــ سؤال صادق إن شاء الله ــ أن أنظر فيما جاد به قلمك ــ من رائق اللفظ وشريف المعنى ــ حول كتاب الشريف العوني، في وقت قلما تجود الأقلام بمثله، فكيف بأحسن منه؟!
كشف لي المقال ــ بحق ــ عن موهبة جديدة لم أكن قد عهدتها عنك ــ مع معرفتي بك وبفضلك ــ، وكشف عن كاتب قدير يطاول بأسلوبه كبار الكتاب والمتأدبين.
لقد ذكرتنا ــ حرسك الله ــ بما ذكرنا به أبو محمد العوني، بأسلوبه الناصع وبيانه المشرق، وقد كنا نظن ــ إلى عهد قريب قرب اطلاعي على أكتوبتك هذه ــ أن هذا الباب قد أغلق أو كاد، ولكنك فتحت بها أبوابا من الأمل، لعلي أول من يلجها = ليدل عليها
صدقني أيها النقاد ــ وستفعل إن شاء الله ــ أني إنما أمسكت القلم لأكتب لك ــ نزولا عند رغبتك ــ تقويما وتصحيحا، لكن جرى القلم بما رأيت، فكبحت جماحه، كي لا أرمى بما رميت به!!
فكانت ((قراءتي النقدية)) لمقالك كـ ((قراءتك النقدية)) لكتاب العوني، وعللت ذلك بما بينهما من وشائج النسب واتحاد الشكل!!
أيها القارىء الكريم ... لايسري إلى خيالك أني جبنت عن نقد هذا النقاد = خوفا من قلمه المسلول، أو عبارته المصلته، كلا!!
ولاخوفا من قاموس تهمه الجاهزه: وسوسة التشهي، والوهم ... و .. و!!
ولا رهبة من أن يتهمني بالحسد ... !!
ولا وجلا من أن يرميني بـ: صفراء أو سوداء، أو أي علة أخرى يكشفها ذاك التطبب المزعوم ــ عافانا الله وإياكم ــ!!
كلا ثم كلا؛ لأني عنده بالمحل الذي يعلمه ...
لكنه ــ صدقا ــ ما كشفت عنه في صدر حديثي.
وبالله التوفيق.
ـ[النقّاد]ــــــــ[10 - 06 - 02, 01:32 ص]ـ
لقد شققت عليّ أبا عبد الرحمن .. !
فما أنا بالذي أقدر على مجازاتك .. !
وأين منّي تصرّفك في القول , ورقة حاشية ألفاظك؟!
ولقد تمثّلتْ روحُك الرقيقة , وأخلاقك الطاهرة في عباراتك هذه ..
فجاءت كهي .. رِقيقةً رقّة الورد , طاهرةً طُهر ماء المزن!
وأشهد أنّي حين قرأتُ أوّل ما قرأتُ (لابن القيم) في هذا المنتدى = لم يخالجني شكّ في أنك صاحب ذلك القلم الرشيق , والعبارة الأنيقة , والفكرة
العميقة الواثقة!
وبعدُ .. فإنّي أعتذر إليك (ومثلك من يَعذُر) عن هلهلة نسيج كتابتي هذه؛
فإني حديث عهدٍ بمطالعة أضابير من أجوبة الطلاب في هذه الأيام الثّقال.
وأعاذك الله - أيّها الصّفيّ - من تفاصح الأعاجم!
وأخيراً .. فإنّي فاتحٌ باباً , وأعلمُ أنْ سيلج منه من يريد أن يتبحبح بالنقد , ويروّح عن نفسه من آثار ما لعلّ كتابتك قد أحدثتْ فيه!
وهو أنّك - سلمتْ براجمك من الأوخاز - قد قطعت عنق صاحبك بالثناء ..
ولستَ بأوّل سارٍ غرّه القمر .. !
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[29 - 06 - 02, 06:44 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر في (نزهة النظر 109):
وقيل: يشترط في حمل عنعنة المعاصر على السماع: ثبوت لقائهما، أي الشيخ والراوي، ولو مرة واحدة؛ ليحصل الأمن في باقي العنعنة عن كونه من المرسل الخفي، وهو المختار تبعاً لعلي بن المديني والبخاري وغيرهما من النقاد. اهـ.
¥(34/177)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[30 - 06 - 02, 09:11 ص]ـ
وقال الذهبي في (السير 12/ 573):
ووبّخ [مسلم في مقدّمة صحيحه] من اشترط ذلك [أي ثبوت اللقاء]، وإنما يقول ذلك أبو عبدالله البخاري وشيخه علي بن المديني، وهو الأصوب الأقوى، وليس هذا موضع بسط هذه المسالة. اهـ.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[25 - 10 - 02, 02:07 م]ـ
يا إخوة - بارك الله فيكم -
قد سمعت كثيرا عن هذا الكتاب، ولم أجد سبيلا للحصول عليه ..
فهل من مساعدة؟ (وأنا على استعداد لتحمل مصاريف الإرسال).
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[25 - 10 - 02, 08:34 م]ـ
وأسأل الله أن يجزي من دلني عليه خير الجزاء
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[28 - 01 - 04, 11:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله تعالى جميع الإخوة خيرا
أسأل الله أن ييسر لي أن أتكلم حول نقاط في هذا الكتاب
أخوكم أبو بكر
ـ[المقرئ]ــــــــ[29 - 01 - 04, 04:31 ص]ـ
قوة في الحجة، وسحر حلال في الطرح، وثقة في النفس، وبراعة في تسلسل الأفكار
عجيب شيخنا في نقده للمسألة، وتذوق عال للصناعة
وماذا عساي أن أناقش أمام هذا السبك وهذا النظام
قرأت الكتاب مرارا وتكرارا أبدأ من أول الكتاب وأنا غير راض عن النتيجة ثم ماإن أصل إلى نهاية الكتاب إلا وحبل أفكاري تشتت وحججي قد تخبأت فما الحيلة أمام هذا الكتاب الذي لم أبلغ شأوه بأسلوبه وقوة نقده
فعرجت إلى طريقة في القراءة أحفظ بها حججي لتكون عدتي أمام هذا الفارس الذي لا ينازل = أقول عرجت على قراءة كل فصل وكتابة مناقشة عليه قبل أن أذهب إلى الذي بعده فتحصل عندي أسئلة أحتاج من الشيخ أن يجيب عليها وهي فعلا في صميم البحث
وقد كنت كتبتها قديما وتحتاج إلى صياغة؟
فإلى مشرفينا ومشايخنا كيف الوصول إلى إيصالها نفع الله بكم، وإن كنت لا أرى عرضها قبل إجابة الشيخ عليها فإن كنتم ترون أن أطرحها فالأمر منكم مستجاب والاستشارة مطلوبة ولا خاب من استشار
محبكم: المقرئ = القرافي
ـ[ابن عبد البر]ــــــــ[14 - 04 - 04, 09:55 م]ـ
.. يا لله .. ما أجمل العلم ..
اللهم سخر هذه الأقلام في تحب وترضى .. وجنبها مزالق الخطى ..
ولا يسعني إلا أن أقول (((إن من البيان لسحرا)))
ـ[الرايه]ــــــــ[26 - 05 - 05, 10:39 ص]ـ
للرفع
ـ[سيف 1]ــــــــ[27 - 05 - 05, 03:03 ص]ـ
للرفع
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[27 - 05 - 05, 04:42 م]ـ
نشكر الإخوة الكرام (الراية , سيف) لإعادتهم الموضوع مرة أُخرى ونشكر أيضاً كاتب الموضوع
الأخ الفاضل النقاد (الأحوذي الصرنقح!!)
في الحقيقة كنت توصلت إلى نفس النتيجة التي توصل إليها الشيخ الدكتور الشريف حاتم العوني وفقه الله ورعاه ولم أكن أعلم أن للشيخ الفاضل كتاباً في هذا الموضوع (وهذا من قصوري وقلة اطلاعي)! ثم علمت بعد لك وحرصت على شراء الكتاب حتى اقتنيته فوجدته بحراً لا ساحل له لاتمل من قراءته لسهولة عباراته وحسن ألفاظه وقوة استدلالاته و سعة اطلاعه وأنا الان أشرع في قراءة الكتاب قراءة محقق مدقق
وقد كتبت كتابة مختصرة على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8246&page=4&pp=15&highlight=%E3%D3%C7%C6%E1+%E6%C3%DE%E6%C7%E1+%C7%E 1%C5%E3%C7%E3+%C3%CD%E3%CF
والناظر في بحثي المختصر يظن أن بحث العبد الفقير مأخوذ ومسروق من كتاب الشيخ حاتم العوني
والحقيقة أني عندما كتبت ما كتبت لم أكن أعلم أن للشيخ كتاباً حول هذا الموضع فضلاً عن أني قد قرأته واستفدت منه
ـ[الرايه]ــــــــ[27 - 05 - 05, 07:03 م]ـ
بارك الله فيك أبا حاتم الشريف
ـ[النقّاد]ــــــــ[28 - 05 - 05, 02:50 م]ـ
شكر الله للإخوة جميعًا .. وخصَّ منهم لين المهتصر , لدن الضريبة , الشريف أبا حاتم (عج)!
ومثل أبي حاتم في صفاء ذهنه , وتوقد خاطره , وحسن تأتيه , لا يستغرب منه الوقوع على جادة الصواب في مثل هذه المسألة الدقيقة , قبل أن أن يطلع على ما كتب فيها قبله استقلالاً ..(34/178)
حديث لم أجده ... اللهم ارحم جلدي الرقيق وعظمي الدقيق من شر أم بلدم
ـ[المشارك]ــــــــ[27 - 05 - 02, 06:38 م]ـ
حديث بحثت عنه كثيراً ولم اجده
ولفظه ((اللهم ارحم جلدي الرقيق وعظمي الدقيق من شر أم بلدم
وحولها إلى من لايؤمن بك))
من يدلني على موضعه إن كان له موضع
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[27 - 05 - 02, 08:07 م]ـ
بحثتُ عنه مليّاً أخي المشارك، فلم أجده.
لعلّ بعض الإخوة يبحث كذلك.
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[29 - 05 - 02, 03:01 ص]ـ
نعم يا أخى أخرجه البيهقى فى الدلائل جـ 6 ص 169 والسيوطى فى الخصائص
ج2 ص 175
وانظر لزماً كتاب"الاجوبه المرضيه قيما سئل عنه السخاوى من الأحاديث النبويه
ج3 ص 982 سؤال رقم 277
وهدَا التخريج من مجهود محقق الكتاب الدكتور محمد إسحاق
والله أعلم
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[21 - 01 - 06, 11:20 م]ـ
نعم يا أخى أخرجه البيهقى فى الدلائل جـ 6 ص 169 والسيوطى فى الخصائص
ج2 ص 175
وانظر لزماً كتاب"الاجوبه المرضيه قيما سئل عنه السخاوى من الأحاديث النبويه
ج3 ص 982 سؤال رقم 277
وهدَا التخريج من مجهود محقق الكتاب الدكتور محمد إسحاق
والله أعلم
وفي سنده عبد الملك بن عبد ربه
جاء في لسان الميزان ((عبد الملك بن عبد ربه الطائي عن خلف بن خليفة وغيره منكر الحديث وله عن الوليد بن مسلم خبر موضوع وله عن شعيب بن صفوان انتهى))
وقال الذهبي في المغني كما في كنز العمال ((حديثه منكر))
وفي سنده منصور بن حمزة ولم أرَ من ذكره بجرح أو تعديل بل لم أرَ له ترجمة
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[22 - 01 - 06, 02:35 ص]ـ
وفي كتاب الدعاء للطبراني: أخبرنا الشيخ الإمام العالم الحافظ شمس الدين أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بقراءتي عليه وهو يسمع في الرابع عشر من ذي الحجة من سنة سبع وثلاثين وستمائة بجامع حلب قلت له: أخبركم الشيخان أبو طاهر علي بن أبي سعد سعيد بن علي بن فاذشاه، وأبو عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد بن أبي علي الخباز الأصبهانيان بها قالا: أنبأ أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد الصيرفي قراءة عليه ونحن نسمع، أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه قراءة عليه وأنا أسمع في ذي الحجة من سنة ثلاثين وأربعمائة، ثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني رحمه الله: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، ثنا عبد الوهاب بن الضحاك، ثنا إسماعيل بن عياش، عن الوليد بن سلمة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو لا يتقار على فراشه من شدة الحمى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا علي إن أشد الناس بلوى في الدنيا النبيون والذين يلونهم، فأبشر فإنها حظك من عذاب الله عز وجل، مع ما لك فيها من الثواب، أتحب أن يكشف الله عز وجل ما بك؟ " قال علي: نعم، قال: " قل: اللهم ارحم عظمي الدقيق وجلدي الرقيق، وأعوذ بك من فورة الحريق، يا أم ملدم، إن كنت آمنت بالله واليوم الآخر فلا تأكلي اللحم ولا تشربي الدم، ولا تقوري على الفم، وانتقلي إلى من يزعم أن مع الله إلها آخر فإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله " قال علي رضي الله عنه: فقلتها فعوفيت من ساعتي، قال جعفر: نحن أهل البيت يعلم بعضنا بعضا هذا الدعاء حتى النساء والصبيان، فما يقولها أحد إلا عوفي إن كان في أجله تأخير.
المرجع:
http://204.97.230.60/Hadith.aspx?Type=S&HadithID=448662(34/179)
حديث إن للشيطان لمة وللملك لمة
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[29 - 05 - 02, 10:14 ص]ـ
أبو عبد الرحمن الطحاوي 29 - 5 - 2002 05:34
الحديث أخرجه الترمذي وقال عنه حسن غريب وهو عن ابن مسعود رضي الله عنه
((إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة: فأما لمة الشيطان فإيعاذ بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فايعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد من ذلك شيئاً فليعلم أنه من الله ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان ثم قرأ:
(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء .... الآية))
وجزاكم الله خيراً
الطحاوي
http://alsaha.fares.net/sahat?13@@.ee70557
قال عبدالرحمن الفقيه
هذا الحديث اخرجه الترمذي (2988) وأبو يعلى (4999) وابن حبان (998) وغيرهم عن أبي الأحوص عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن عبدالله بن مسعود مرفوعا
وعطاء كان قد اختلط ورواية أبي الأحوص عنه بعد الاختلاط وقد خالفه حماد بن سلمة وابن علية وجرير بن عبدالحميد وعمرو بن قيس فرووه عن عطاء عن ابن مسعود موقوفا وهو الصواب وهو الذي رجحه أبو حاتم في العلل (2224) وذكره الشيخ الألباني رحمه الله في ضعيف الترمذي (572) وكذلك ذكره في ضعيف الجامع الصغير (1963)
فيكون حكم الحديث أنه من قول عبدالله بن مسعود موقوفا عليه وإسناده صحيح وأما المرفوع من قول النبي صلى الله عليه وسلم ففيه ضعف.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[29 - 05 - 02, 04:56 م]ـ
وفقك الله وأحسن إليك.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[29 - 05 - 02, 11:44 م]ـ
شيخنا الفاضل عبدالرحمن الفقيه حباه الله بفضله ومتعنا به أخي الحبيب: اليك
هذه الفائدة وهي أن الجزء التاسع من كتاب المعجم الكبير للحافظ الطبراني
خاص بذكر أقوال الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - وآخر هذا الجزء توجد فهرسة للأقوال الموقوفة من كلام ابن مسعود كما لا يخفى على أمثالك،والله الموفق.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[27 - 12 - 04, 01:58 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبدالرحمن.
ـ[أبو خالد الناصر]ــــــــ[03 - 01 - 05, 08:45 ص]ـ
وهذا تخريج لحديث الباب، خرجته في رسالة الماجستير، أرجو الله أن ينفع الجميع به.
حدثنا أحمد، حدثنا خالد ()، عن عمرو بن ميمون، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، قال: قيل للنبي j ما بال الرجل يُسرُّ من غير أمر يعرفه، ويهتم من غير أمر يعرفه؟
فقال رسول الله j: (( هما لَمتان ()؛ إحداهما من الملك والأخرى من الشيطان، فإذا سُرَّ أحدكم من غير أمر يعرفه فهو بشرى من الملك، وإذا اهتم من غير أمر يعرفه فهو تحزين من الشيطان. فليستعذ بالله من الشيطان)). وقال: ((يأتي على الناس زمان لا يكون أقل [من] () اثنين: أخ مؤنس، ودرهم من حله)).
ــــــــــــــ
[31] ? تراجم رواة الإسناد ودرجته:
_ أحمد: هو البالسي: ضعيف يُغرب (12).
_ خالد: ابن يزيد القسري: ضعيف يتفرد بالمناكير (82).
(86) عمرو بن ميمون: ابن مهران الجزري، أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن، سبط سعيد بن جبير،
ثقة بالاتفاق؛ وثقه: ابن سعد، وابن معين، والنسائي، وابن نمير، والخطيب البغدادي. وذكره ابن حبان في الثقات. واختاره الحافظ، وزاد: فاضل.
وقال أحمد: ليس به بأس، وقال ابن خراش: شيخ صدوق.
مات سنة: (147) وقيل غير ذلك.
انظر: تاريخ بغداد (12: 184 برقم6653)، تهذيب الكمال (22: 254 برقم4457)، تهذيب التهذيب (3: 307)، تقريب التهذيب (3: 109 برقم5121).
(87) ميمون بن مهران: هو الجزري، أبو أيوب، أصله كوفي، نزل الرقة.
ثقة بالاتفاق؛ فقد وثقه أحمد، والعجلي، وابن سعد، وأبو زرعة، والنسائي. وذكره ابن حبان في الثقات. واختاره الحافظ، وزاد: فقيه.
مات سنة: (117).
انظر: تهذيب الكمال (29: 210 برقم6338)، تهذيب التهذيب (4: 198)، تقريب التهذيب (3: 446 برقم7049).
_ ابن عباس: صحابي (41).
وعليه فإسناده: ضعيف؛ البالسي، وشيخه القسري كلاهما ضعيف. والحديث لا يصح مرفوعاً إلى النبي j، وإنما الصواب وقف الشطر الأول منه على ابن مسعود رضي الله عنه (كما سيأتي).
? تخريج الحديث:
الحديث تفرد به صاحب الجزء من حديث ابن عباس؛ لكن لشطره الأول شاهد من حديث ابن مسعود؛ أخرجه:
_ الترمذي في الجامع، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة البقرة (5: 204 برقم2988).
¥(34/180)
_ والنسائي في السنن الكبرى، كتاب: التفسير، باب: قول الله ?الشيطان يعدكم الفقر? [البقرة: 268] (6: 305 برقم11050).
_ وأبو يعلى في المسند (8: 417 برقم4999). وعنه ابن حبان في الصحيح _الإحسان_ (3: 278 برقم997).
_ وابن جرير في التفسير (3: 88).
أربعتهم (الترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن جرير) عن: هناد بن السري.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو حديث أبي الأحوص لا نعلم مرفوعاً إلا من حديث أبي الأحوص.
وأخرجه:
_ البزار في المسند (5: 394 برقم2027) حدثنا يوسف بن موسى.
_ والبيهقي في شعب الإيمان (4: 120 برقم4506) من طريق أحمد بن حازم.
كلاهما (يوسف، وأحمد) عن الحسن بن الربيع البوراني.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم يروى عن عبد الله؛ عن النبي j إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد رواه غير أبي الأحوص، موقوفاً.
كلاهما (هناد، والحسن) عن أبي الأحوص (سلام بن سليم)، عن عطاء بن السائب، عن مرة (الهمداني)، عن ابن مسعود، يرفعه، قال: ((إن للملك لمة، وإن للشيطان لمة، فلمة الملك إيعاد بالخير تصديق بالحق، فمن وجدها فليحمد الله، ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق، فمن وجدها فليستعذ بالله)) وبعضهم يذكر الآية المتقدمة.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عطاء بن السائب قد اختلط وسماع أبي الأحوص منه إنما هو بعد اختلاطه. انظر: الكواكب النيرات (ص319 – 334 برقم39)، تهذيب التهذيب (3: 103).
والحديث قد اختلف على عطاء في رفعه ووقفه؛ فممن رواه موقوفاً:
_ ابن جرير في التفسير (3: 88) من طريق إسماعيل بن علية، وعمرو بن قيس الملائي، وحماد بن سلمة، وجرير بن عبد الحميد.
_ والطبراني في المعجم الكبير (9: 101برقم8532). من طريق حماد بن زيد (ضمن حديث طويل).
خمستهم (إسماعيل، وعمرو، والحمادان، ومسعر ()) عن عطاء، به، (موقوفاً على ابن مسعود).
وقد رجح البخاري، وأبو حاتم () أن الاضطراب في هذا الحديث إنما هو من عطاء نفسه.
وقد توبع مرة عليه موقوفاً، تابعه: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وعامر بن عبدة بن أبو إياس البجلي.
أما رواية: عبيد الله؛ فأخرجها:
_ ابن جرير في التفسير (3: 88) من طريق عبد الرزاق.
_ وأبو داود في الزهد (164 برقم174).
كلاهما (عبد الرزاق، وأبو داود) عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، به، (موقوفاً).
واختلف على الزهري؛ فرواه ابن مردويه في التفسير (كما في تفسير ابن كثير 1: 457) من طريق هارون الفهري، عن أبي ضمرة (أنس بن عياض)، عن الزهري، به، (مرفوعاً).
وأما رواية أبي إياس؛ فأخرجها:
_ أحمد في الزهد (196) من طريق سعيد بن مسروق.
_ وابن المبارك في الزهد (397 برقم1435) ومن طريقه: ابن جرير في التفسير (3: 84) عن فطر.
كلاهما (سعيد، وفطر) عن المسيب بن رافع، عن أبي إياس، به، (موقوفاً).
وقد ذهب أبو زرعة الرازي إلى أن الصحيح في هذا الحديث إنما هو الوقف. كما في العلل لابن أبي حاتم (2: 244 برقم2224).
والحديث ضعف الألباني رفعه - كما في ضعيف الجامع – (284 برقم1963).
أما الشطر الثاني من الحديث؛ فله شاهد من حديث ابن عمر، وحذيفة رضي الله عنهما، أما حديث ابن عمر؛ فأخرجه:
_ أبو نعيم في الحلية (4: 94)، وابن عدي في الكامل (7: 508 ترجمة: محمد بن زيد الرهاوي) والخطيب في تاريخ بغداد (12: 381 ترجمة: الفتح بن شخرف) جميعهم من طريق أبي فروة يزيد بن محمد بن يزيد، عن أبيه، عن محمد بن أيوب الرقي، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر، يرفعه: ((أقل ما يوجد في آخر الزمان في أمتي: درهم من حلال، أو أخ يوثق به)).
قال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2: 235 برقم1203):وهذا حديث لا يصح؛ قال يحيى: يزيد ليس بشيء ولا ثقة، وقال النسائي والأزدي: وهو متروك.
أما حديث حذيفة؛ فأخرجه:
_ أبو نعيم في الحلية (7: 127) ومن طريقه: ابن الجوزي في العلل المتناهية (2: 234 برقم1202) من طريق روح بن صلاح، عن الثوري، عن منصور (ابن المعتمر)، عن ربعي (ابن خراش) عن حذيفة، يرفعه: ((سيأتي عليكم زمان لا يكون فيه شيء أعز من ثلاثة: أخ يستأنس به، أو درهم من حلال، أو سنة يعمل بها)).
قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري؛ تفرد به: روح بن صلاح.
وفي الباب آثار عن بعض السلف بنحو حديث الباب؛ أخرجها:
_ ابن أبي عاصم في الزهد (172)، وأبو نعيم في الحلية (8: 355) كلاهما عن الأزاعي من قوله، بنحو حديث حذيفة.
_ والمزي في تهذيب الكمال (2: 35) عن إبراهيم بن أدهم من قوله، بنحو حديث ابن عمر وزاد فيه: (وكلمة حق عند سلطان).
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[03 - 01 - 05, 10:58 ص]ـ
شيخنا الفاضل عبدالرحمن الفقيه حفظه الله،
تفسير عبد الله لقول الله سبحانه (* الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء *) لا علاقة له باللغة العربية ولا مجال للرأي والاجتهاد فيه. فلماذا لا يكون لهذا الموقوف الصحيح حكم الرفع؟
جزاكم الله خيرا
¥(34/181)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[03 - 01 - 05, 09:58 م]ـ
الشيخ ابو خالد الناصر، جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به من الإفادة حول الرواية عن ابن عباس رضي الله عنه في هذا الجزء الذي نقلتم منه، وكذلك في تخريج الحديث والكلام عليه بالتفصيل.
وما ذكره الشيخ الأيوبي من أن هذا الموقوف له حكم الرفع لأنه لاعلاقة له باللغة العربية أو بالاجتهاد فقد ينازع في ذلك بأن هذا التفسير موافق ومستنبط من معنى الآية، فالله سبحانه وتعالى يقول (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء) فالشيطان يعد بالشر وهو الفقر ويأمر بالفحشاء وهي التكذيب بالحق، والله سبحانه وتعالى يعد بمغفرة وهي الوعد بالخير، ويعد بالفضل وهو التصديق بالحق، فهذا بيان وتوضيح لمعنى الاية فيدخل فيه الاجتهاد، على أن بعض أهل العلم يرى ان قول الصحابي في التفسير له حكم الرفع.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[24 - 02 - 05, 05:02 م]ـ
ولكن ما هو الكتاب الذي خرجه الشيخ أبو خالد الناصر والذي فيه سند رواية ابن عباس للحديث.(34/182)
حديث إن للشيطان لمة وللملك لمة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 05 - 02, 10:14 ص]ـ
أبو عبد الرحمن الطحاوي 29 - 5 - 2002 05:34
الحديث أخرجه الترمذي وقال عنه حسن غريب وهو عن ابن مسعود رضي الله عنه
((إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة: فأما لمة الشيطان فإيعاذ بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فايعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد من ذلك شيئاً فليعلم أنه من الله ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان ثم قرأ:
(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء .... الآية))
وجزاكم الله خيراً
الطحاوي
http://alsaha.fares.net/sahat?13@@.ee70557
قال عبدالرحمن الفقيه
هذا الحديث اخرجه الترمذي (2988) وأبو يعلى (4999) وابن حبان (998) وغيرهم عن أبي الأحوص عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن عبدالله بن مسعود مرفوعا
وعطاء كان قد اختلط ورواية أبي الأحوص عنه بعد الاختلاط وقد خالفه حماد بن سلمة وابن علية وجرير بن عبدالحميد وعمرو بن قيس فرووه عن عطاء عن ابن مسعود موقوفا وهو الصواب وهو الذي رجحه أبو حاتم في العلل (2224) وذكره الشيخ الألباني رحمه الله في ضعيف الترمذي (572) وكذلك ذكره في ضعيف الجامع الصغير (1963)
فيكون حكم الحديث أنه من قول عبدالله بن مسعود موقوفا عليه وإسناده صحيح وأما المرفوع من قول النبي صلى الله عليه وسلم ففيه ضعف.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[29 - 05 - 02, 04:56 م]ـ
وفقك الله وأحسن إليك.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[29 - 05 - 02, 11:44 م]ـ
شيخنا الفاضل عبدالرحمن الفقيه حباه الله بفضله ومتعنا به أخي الحبيب: اليك
هذه الفائدة وهي أن الجزء التاسع من كتاب المعجم الكبير للحافظ الطبراني
خاص بذكر أقوال الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - وآخر هذا الجزء توجد فهرسة للأقوال الموقوفة من كلام ابن مسعود كما لا يخفى على أمثالك،والله الموفق.
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[27 - 12 - 04, 01:58 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبدالرحمن.
ـ[أبو خالد الناصر]ــــــــ[03 - 01 - 05, 08:45 ص]ـ
وهذا تخريج لحديث الباب، خرجته في رسالة الماجستير، أرجو الله أن ينفع الجميع به.
حدثنا أحمد، حدثنا خالد ()، عن عمرو بن ميمون، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، قال: قيل للنبي j ما بال الرجل يُسرُّ من غير أمر يعرفه، ويهتم من غير أمر يعرفه؟
فقال رسول الله j: (( هما لَمتان ()؛ إحداهما من الملك والأخرى من الشيطان، فإذا سُرَّ أحدكم من غير أمر يعرفه فهو بشرى من الملك، وإذا اهتم من غير أمر يعرفه فهو تحزين من الشيطان. فليستعذ بالله من الشيطان)). وقال: ((يأتي على الناس زمان لا يكون أقل [من] () اثنين: أخ مؤنس، ودرهم من حله)).
ــــــــــــــ
[31] ? تراجم رواة الإسناد ودرجته:
_ أحمد: هو البالسي: ضعيف يُغرب (12).
_ خالد: ابن يزيد القسري: ضعيف يتفرد بالمناكير (82).
(86) عمرو بن ميمون: ابن مهران الجزري، أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن، سبط سعيد بن جبير،
ثقة بالاتفاق؛ وثقه: ابن سعد، وابن معين، والنسائي، وابن نمير، والخطيب البغدادي. وذكره ابن حبان في الثقات. واختاره الحافظ، وزاد: فاضل.
وقال أحمد: ليس به بأس، وقال ابن خراش: شيخ صدوق.
مات سنة: (147) وقيل غير ذلك.
انظر: تاريخ بغداد (12: 184 برقم6653)، تهذيب الكمال (22: 254 برقم4457)، تهذيب التهذيب (3: 307)، تقريب التهذيب (3: 109 برقم5121).
(87) ميمون بن مهران: هو الجزري، أبو أيوب، أصله كوفي، نزل الرقة.
ثقة بالاتفاق؛ فقد وثقه أحمد، والعجلي، وابن سعد، وأبو زرعة، والنسائي. وذكره ابن حبان في الثقات. واختاره الحافظ، وزاد: فقيه.
مات سنة: (117).
انظر: تهذيب الكمال (29: 210 برقم6338)، تهذيب التهذيب (4: 198)، تقريب التهذيب (3: 446 برقم7049).
_ ابن عباس: صحابي (41).
وعليه فإسناده: ضعيف؛ البالسي، وشيخه القسري كلاهما ضعيف. والحديث لا يصح مرفوعاً إلى النبي j، وإنما الصواب وقف الشطر الأول منه على ابن مسعود رضي الله عنه (كما سيأتي).
? تخريج الحديث:
الحديث تفرد به صاحب الجزء من حديث ابن عباس؛ لكن لشطره الأول شاهد من حديث ابن مسعود؛ أخرجه:
_ الترمذي في الجامع، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة البقرة (5: 204 برقم2988).
¥(34/183)
_ والنسائي في السنن الكبرى، كتاب: التفسير، باب: قول الله ?الشيطان يعدكم الفقر? [البقرة: 268] (6: 305 برقم11050).
_ وأبو يعلى في المسند (8: 417 برقم4999). وعنه ابن حبان في الصحيح _الإحسان_ (3: 278 برقم997).
_ وابن جرير في التفسير (3: 88).
أربعتهم (الترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن جرير) عن: هناد بن السري.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وهو حديث أبي الأحوص لا نعلم مرفوعاً إلا من حديث أبي الأحوص.
وأخرجه:
_ البزار في المسند (5: 394 برقم2027) حدثنا يوسف بن موسى.
_ والبيهقي في شعب الإيمان (4: 120 برقم4506) من طريق أحمد بن حازم.
كلاهما (يوسف، وأحمد) عن الحسن بن الربيع البوراني.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم يروى عن عبد الله؛ عن النبي j إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد رواه غير أبي الأحوص، موقوفاً.
كلاهما (هناد، والحسن) عن أبي الأحوص (سلام بن سليم)، عن عطاء بن السائب، عن مرة (الهمداني)، عن ابن مسعود، يرفعه، قال: ((إن للملك لمة، وإن للشيطان لمة، فلمة الملك إيعاد بالخير تصديق بالحق، فمن وجدها فليحمد الله، ولمة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيب بالحق، فمن وجدها فليستعذ بالله)) وبعضهم يذكر الآية المتقدمة.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ عطاء بن السائب قد اختلط وسماع أبي الأحوص منه إنما هو بعد اختلاطه. انظر: الكواكب النيرات (ص319 – 334 برقم39)، تهذيب التهذيب (3: 103).
والحديث قد اختلف على عطاء في رفعه ووقفه؛ فممن رواه موقوفاً:
_ ابن جرير في التفسير (3: 88) من طريق إسماعيل بن علية، وعمرو بن قيس الملائي، وحماد بن سلمة، وجرير بن عبد الحميد.
_ والطبراني في المعجم الكبير (9: 101برقم8532). من طريق حماد بن زيد (ضمن حديث طويل).
خمستهم (إسماعيل، وعمرو، والحمادان، ومسعر ()) عن عطاء، به، (موقوفاً على ابن مسعود).
وقد رجح البخاري، وأبو حاتم () أن الاضطراب في هذا الحديث إنما هو من عطاء نفسه.
وقد توبع مرة عليه موقوفاً، تابعه: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وعامر بن عبدة بن أبو إياس البجلي.
أما رواية: عبيد الله؛ فأخرجها:
_ ابن جرير في التفسير (3: 88) من طريق عبد الرزاق.
_ وأبو داود في الزهد (164 برقم174).
كلاهما (عبد الرزاق، وأبو داود) عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، به، (موقوفاً).
واختلف على الزهري؛ فرواه ابن مردويه في التفسير (كما في تفسير ابن كثير 1: 457) من طريق هارون الفهري، عن أبي ضمرة (أنس بن عياض)، عن الزهري، به، (مرفوعاً).
وأما رواية أبي إياس؛ فأخرجها:
_ أحمد في الزهد (196) من طريق سعيد بن مسروق.
_ وابن المبارك في الزهد (397 برقم1435) ومن طريقه: ابن جرير في التفسير (3: 84) عن فطر.
كلاهما (سعيد، وفطر) عن المسيب بن رافع، عن أبي إياس، به، (موقوفاً).
وقد ذهب أبو زرعة الرازي إلى أن الصحيح في هذا الحديث إنما هو الوقف. كما في العلل لابن أبي حاتم (2: 244 برقم2224).
والحديث ضعف الألباني رفعه - كما في ضعيف الجامع – (284 برقم1963).
أما الشطر الثاني من الحديث؛ فله شاهد من حديث ابن عمر، وحذيفة رضي الله عنهما، أما حديث ابن عمر؛ فأخرجه:
_ أبو نعيم في الحلية (4: 94)، وابن عدي في الكامل (7: 508 ترجمة: محمد بن زيد الرهاوي) والخطيب في تاريخ بغداد (12: 381 ترجمة: الفتح بن شخرف) جميعهم من طريق أبي فروة يزيد بن محمد بن يزيد، عن أبيه، عن محمد بن أيوب الرقي، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر، يرفعه: ((أقل ما يوجد في آخر الزمان في أمتي: درهم من حلال، أو أخ يوثق به)).
قال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2: 235 برقم1203):وهذا حديث لا يصح؛ قال يحيى: يزيد ليس بشيء ولا ثقة، وقال النسائي والأزدي: وهو متروك.
أما حديث حذيفة؛ فأخرجه:
_ أبو نعيم في الحلية (7: 127) ومن طريقه: ابن الجوزي في العلل المتناهية (2: 234 برقم1202) من طريق روح بن صلاح، عن الثوري، عن منصور (ابن المعتمر)، عن ربعي (ابن خراش) عن حذيفة، يرفعه: ((سيأتي عليكم زمان لا يكون فيه شيء أعز من ثلاثة: أخ يستأنس به، أو درهم من حلال، أو سنة يعمل بها)).
قال أبو نعيم: غريب من حديث الثوري؛ تفرد به: روح بن صلاح.
وفي الباب آثار عن بعض السلف بنحو حديث الباب؛ أخرجها:
_ ابن أبي عاصم في الزهد (172)، وأبو نعيم في الحلية (8: 355) كلاهما عن الأزاعي من قوله، بنحو حديث حذيفة.
_ والمزي في تهذيب الكمال (2: 35) عن إبراهيم بن أدهم من قوله، بنحو حديث ابن عمر وزاد فيه: (وكلمة حق عند سلطان).
ـ[سلمان الأيوبي]ــــــــ[03 - 01 - 05, 10:58 ص]ـ
شيخنا الفاضل عبدالرحمن الفقيه حفظه الله،
تفسير عبد الله لقول الله سبحانه (* الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء *) لا علاقة له باللغة العربية ولا مجال للرأي والاجتهاد فيه. فلماذا لا يكون لهذا الموقوف الصحيح حكم الرفع؟
جزاكم الله خيرا
¥(34/184)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[03 - 01 - 05, 09:58 م]ـ
الشيخ ابو خالد الناصر، جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به من الإفادة حول الرواية عن ابن عباس رضي الله عنه في هذا الجزء الذي نقلتم منه، وكذلك في تخريج الحديث والكلام عليه بالتفصيل.
وما ذكره الشيخ الأيوبي من أن هذا الموقوف له حكم الرفع لأنه لاعلاقة له باللغة العربية أو بالاجتهاد فقد ينازع في ذلك بأن هذا التفسير موافق ومستنبط من معنى الآية، فالله سبحانه وتعالى يقول (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء) فالشيطان يعد بالشر وهو الفقر ويأمر بالفحشاء وهي التكذيب بالحق، والله سبحانه وتعالى يعد بمغفرة وهي الوعد بالخير، ويعد بالفضل وهو التصديق بالحق، فهذا بيان وتوضيح لمعنى الاية فيدخل فيه الاجتهاد، على أن بعض أهل العلم يرى ان قول الصحابي في التفسير له حكم الرفع.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 02 - 05, 05:02 م]ـ
ولكن ما هو الكتاب الذي خرجه الشيخ أبو خالد الناصر والذي فيه سند رواية ابن عباس للحديث.
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[23 - 12 - 08, 01:36 ص]ـ
وعطاء كان قد اختلط ورواية أبي الأحوص عنه بعد الاختلاط.
شيخنا الفقيه: أوافقك على هذا القول، لكن: من باب الفائدة والمدارسة، هل هناك نص لأحد الأئمة في أبي الأحوص عن عطاء = خاصة؟!
مأ اعلمه من ناحية التنصيص؛ هو: أن ابن القطان الفاسي ذكر أن رواية أبي الأحوص عن عطاء مما يُتوقف فيه، وابن حزم جزم في محلاه بأن أبا الأحوص سمع من عطاء بعد اختلاطه.
لكني أسأل عن قول لأحد من الأئمة المتقدمين، خاص، كهذه النصوص.
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[23 - 12 - 08, 02:26 ص]ـ
الشيخ ابو خالد الناصر، جزاكم الله خيرا على ما تفضلتم به من الإفادة حول الرواية عن ابن عباس رضي الله عنه في هذا الجزء الذي نقلتم منه، وكذلك في تخريج الحديث والكلام عليه بالتفصيل.
وما ذكره الشيخ الأيوبي من أن هذا الموقوف له حكم الرفع لأنه لاعلاقة له باللغة العربية أو بالاجتهاد فقد ينازع في ذلك بأن هذا التفسير موافق ومستنبط من معنى الآية، فالله سبحانه وتعالى يقول (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء) فالشيطان يعد بالشر وهو الفقر ويأمر بالفحشاء وهي التكذيب بالحق، والله سبحانه وتعالى يعد بمغفرة وهي الوعد بالخير، ويعد بالفضل وهو التصديق بالحق، فهذا بيان وتوضيح لمعنى الاية فيدخل فيه الاجتهاد، على أن بعض أهل العلم يرى ان قول الصحابي في التفسير له حكم الرفع.
هذا الحديث تراجع الشيح الألباني عن تضعيفه فصححه في هداية الرواة (70)، (النصيحة 34)، و صحيح موارد الظمآن (38)، لأنه لا يقال بمجرد الرأي و لا سيما وهو في تفسير القرآن، الأمر الذي يؤكد أنه في حكم الرفع، ونقل قول الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على (تفسير الطبري) (5/ 572): [فإن هذا الحديث مما لا يعلم بالرأي، ولا يدخله القياس، فلا يعلم إلا بالوحي من المعصوم صلى الله عليه وسلم. فالروايات الموقوفة لفظا، هي مرفوعة حكما] ا, هـ
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 12 - 08, 02:50 ص]ـ
شيخنا الفقيه: أوافقك على هذا القول، لكن: من باب الفائدة والمدارسة، هل هناك نص لأحد الأئمة في أبي الأحوص عن عطاء = خاصة؟!
مأ اعلمه من ناحية التنصيص؛ هو: أن ابن القطان الفاسي ذكر أن رواية أبي الأحوص عن عطاء مما يُتوقف فيه، وابن حزم جزم في محلاه بأن أبا الأحوص سمع من عطاء بعد اختلاطه.
لكني أسأل عن قول لأحد من الأئمة المتقدمين، خاص، كهذه النصوص.
جزاك الله خيرا وبارك فيك
حصر العلماء من سمع منه قبل الاختلاط مثل شعبة وسفيان وحماد بن زيد وغيرهم كما في الكواكب النيرات، وذكروا أن من عداهم كان قبل الاختلاط.
ولم أقف على من نص على أبي الأحوص بالخصوص من المتقدمين، والله يحفظكم ويرعاكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 12 - 08, 02:56 ص]ـ
هذا الحديث تراجع الشيح الألباني عن تضعيفه فصححه في هداية الرواة (70)، (النصيحة 34)، و صحيح موارد الظمآن (38)، لأنه لا يقال بمجرد الرأي و لا سيما وهو في تفسير القرآن، الأمر الذي يؤكد أنه في حكم الرفع، ونقل قول الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على (تفسير الطبري) (5/ 572): [فإن هذا الحديث مما لا يعلم بالرأي، ولا يدخله القياس، فلا يعلم إلا بالوحي من المعصوم صلى الله عليه وسلم. فالروايات الموقوفة لفظا، هي مرفوعة حكما] ا, هـ
هذا الأثر قد يكون مما يقال بالرأي والاجتهاد، ولفظ الأثر ((إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة: فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فايعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد من ذلك شيئاً فليعلم أنه من الله ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان ثم قرأ:
(الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء .... الآية))
فهذا الأثر تفسير للآية ومستنبط منها، فالجزم بكونه مما لايقال بالرأي يحتاج إلى تأمل أكثر.
¥(34/185)
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[23 - 12 - 08, 10:57 ص]ـ
شيوخنا الكرام حفظكم الله ورعاكم
بمناسبة قولهم هذا له حكم الرفع لأنه مما لامجال فيه للرأي
تحاورت فيها والشيخ ابن وهب حفظه الله على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=156746
والذي يظهر لي أنها قاعدة غير صحيحة أُلحق بها كثير من الأحاديث الموقوفة إلى المرفوعة
لأسباب منها
1 - احتمال أن يكون الصحابي سمعه من أحد التابعين وهو احتمال كبير
2 - ان الصحابي لو سمع ذلك من الرسول صلى الله عليه وسلم لقال ذلك فهو أجدربالقبول وأبرأ لذمته
هذا عدى حرصهم الشديدعلى رواية أيعمل صدر منه صلى الله عليه وسلم
3 - يصعب أن يعرف هل استنبطها من عمو ميات الشرع أم لا
فما هو رأيكم
وليتكم تفتحون موضوعا خاصا بهذه القضية الهامة إن لم يكن موجودا
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[23 - 12 - 08, 02:30 م]ـ
حصر العلماء من سمع منه قبل الاختلاط مثل شعبة وسفيان وحماد بن زيد وغيرهم كما في الكواكب النيرات، وذكروا أن من عداهم كان قبل الاختلاط.
.
للتنبيه فقط: " بعد " الاختلاط.
أراه سبق قلم، غير مقصود؛ شيخنا الفقيه (ابتسامة)
وأما عن حصر العلماء للرواة، فما ذكرتموه صحيح، لكن: قسم ابن القطان الرواة عنه إلى ثلاثة أقسام، فقال:
وقد تكرر سكوتُ أبي محمد عن أحاديث هي من رواية عطاء بن السائب، لم يبين أنها من روايته:
* منها أحاديث يعرف أنها من رواية من روى عنه قديما قبل اختلاطه.
* ومنها ما هو من رواية من روى عنه بعد الاختلاط.
* ومنها ما هو من رواية من لا يعرف متى روى عنه أقبل الاختلاط أم بعده.ا. هـ
قلت: ولا يخفى أن هناك قسما لم يذكره ابن القطان، وهو: من روى عن عطاء قبل اختلاطه، وبعده.
وهذا القسم نبهني عليه الشيخ محمد عمرو - رحمه الله -. فمنذ حوالي سنتين - تقريبا - اتصلت به لأسأله عن رواية حماد بن سلمة عن عطاء، هل هي قبل اختلاطه أم بعد؟ فقال لي (لا دي، ولا دي)، فسكتُ، فتابع الشيخ قائلا (مثله كأبي عوانة، حمل عن عطاء قبل وبعد الاختلاط).ا. هـ كلامه - رحمه الله -.
ثم إننا سننظر في تعامل الأئمة مع رواية أبي الأحوص عن عطاء، فسنجد منها ما صححوه (كما فعل الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان)، ومنها ما أعلوه (كما فعل ابن أبي حاتم)، ومنها ما استنكروه (كما ذكر الذهبي في الميزان).
وعلى كل: لم أقصد الاستيعاب، أو الترجيح هنا، إنما فقط أبين أن الأمر يحتاج إلى بحث قبل الحكم. والله أعلم بالصواب.
وجزاكم الله خيرا شيخنا الفقيه على ردكم.
ـ[حسام كمال]ــــــــ[24 - 12 - 08, 02:33 م]ـ
قلت: ولا يخفى أن هناك قسما لم يذكره ابن القطان، وهو: من روى عن عطاء قبل اختلاطه، وبعده.
وهذا القسم نبهني عليه الشيخ محمد عمرو - رحمه الله -. فمنذ حوالي سنتين - تقريبا - اتصلت به لأسأله عن رواية حماد بن سلمة عن عطاء، هل هي قبل اختلاطه أم بعد؟ فقال لي (لا دي، ولا دي)، فسكتُ، فتابع الشيخ قائلا (مثله كأبي عوانة، حمل عن عطاء قبل وبعد الاختلاط).ا. هـ كلامه - رحمه الله -.
قلت: هذا ما ذهب إليه يحيى بن سعيد، والدارقطني
وللفائدة فممن ذكر أن حماد بن سلمة سمع من عطاء قبل الاختلاط: ابن معين والفسوي وأبو داود والطحاوي وابن حجر
وممن ذكر أنه سمع بعد الاختلاط فالعقيلي وعبد الحق وابن القطان
وقدمنا من ذكر أنه روى عنه قبل وبعد، والله أعلم
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[30 - 12 - 08, 10:30 م]ـ
شيوخنا الكرام حفظكم الله ورعاكم
بمناسبة قولهم هذا له حكم الرفع لأنه مما لامجال فيه للرأي
..... الخ
ماتقولون حفظكم الله
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[31 - 12 - 08, 09:43 ص]ـ
نحمده ونصلي على رسوله الكريم
أما حديث عبد الله بن مسعود.
فإنه يرويه عنه: مرة بن شراحيل الهمداني، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة.
رواية مرة بن شراحيل الهمداني عنه.
¥(34/186)
[] عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للشيطان لمة وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد من ذلك فليعلم أنه من الله فليحمد الله ومن وجد من الآخر فليتعوذ من الشيطان ثم قرأ (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا).
أخرجه الترمذي (2988) قال: حدثنا هناد حدثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني، فذكره.
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11051)، وأبو يعلى في "مسنده" (4999) وابن جرير في التفسير (3/ 88).
وابن حبان (997) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى.
جميعهم (النسائي، وأبو يعلى، وابن جرير، وأحمد بن علي بن المثنى) عن هناد.
وتابع هناد بن السري: حسن بن الربيع البوراني.
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4506) قال: أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير القاضي بالكوفة أنا أبو جعفر بن دحيم نا أحمد بن حازم نا حسن بن الربيع البوراني
كلاهما (هناد، وحسن بن الربيع البوراني) عن أبي الأحوص عن عطاء بن السائب عن مرة، فذكره.
O وأخرجه ابن جرير في التفسير (3/ 88) قال: حدثنا بن حميد قال ثنا الحكيم بن بشير بن سليمان قال ثنا عمرو.
وابن جرير في التفسير (3/ 89) قال: حدثني المثنى بن إبراهيم قال ثنا حجاج بن المنهال قال ثنا حماد بن سلمة.
وابن جرير في التفسير (3/ 89) قال: حدثنا بن حميد قال ثنا جرير.
ثلاثتهم (عمرو، وحماد، وجرير) عن عطاء عن مرة عن عبد الله بن مسعود. (موقوف).
وأخرجه ابن جرير في التفسير (3/ 88) قال: حدثني يعقوب قال ثنا بن علية قال ثنا عطاء بن السائب عن أبي الأحوص أو عن مرة قال قال عبد الله. (موقوف).
وأخرجه ابن جرير في التفسير (3/ 89) قال: حدثني المثنى قال ثنا سويد بن نصر قال أخبرنا بن المبارك عن فطر عن المسيب بن رافع عن عامر بن عبدة عن عبد الله بنحوه. (موقوف).
رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عنه.
[] عن عبيد الله بن عبد الله أن عبد الله بن مسعود كان يقول ولا نراه يأثره إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. (البيهقي).
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4507) قال: حدثنا أبو الحسن العلوي إملاء أنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ نا محمد بن يحيى الذهلي نا يعقوب بن ابراهيم بن سعد نا أبي عن صالح بن كيسان أن عبيد الله بن عبد الله أخبره، فذكره.
O قال البيهقي: غير أنه زاد في لمة الملك ورجاء صالح ثواب وزاد في لمة الشيطان وقنوط من الخير وقال فإذا وجدتم لمة الملك فاحمدوا الله واسألوه من فضله وإذا وجدتم لمة الشيطان فاستعيذوا بالله واستغفروه ولم يذكر الآية.
O وأخرجه ابن جرير في التفسير (3/ 88) قال: حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن مسعود. (موقوف).
قال الترمذي في الجامع: "هذا حديث حسن غريب، وهو حديث أبي الأحوص، لا نعلمه مرفوعاً إلا من حديث أبي الأحوص".
وقال في العلل: "سألت محمداً عن هذا الحديث؟ فقال: روى بعضهم هذا الحديث عن عطاء بن السائب وأوقفه، وأرى أنه قد رفعه غير أبي الأحوص عن عطاء بن السائب، وهو حديث أبي الأحوص".
وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد رواه غير أبي الأحوص موقوفاً".
وقال ابن أبي حاتم: "وسألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه أبو الأحوص عن عطاء بن السائب ... فذكره؟ فقال أبو زرعة: الناس يوقفونه عن عبد الله وهو الصحيح.
فقال أبي: رواه حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن مرة، عن عبد الله، موقوفاً.
قلت: فأيهما الصحيح؟
قال: هذا من عطاء بن السائب كان يرفع الحديث مرة، ويوقفه أخرى، والناس يحدثون من وجوه عن عبد الله، موقوف، ورواه الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن مسعود، موقوف، وذكر أشياء من هذا النحو موقوف" [العلل (2/ 244/2224)].
والذي أراه -والله أعلم- أن حماد بن سلمة سمع هذا الحديث من عطاء قبل الاختلاط، وحدث به على الوجه المحفوظ، ولم ينفرد حماد بذلك، فقد تابعه على وقفه عن عطاء، عن مرة، عن ابن مسعود: حماد بن زيد، وابن علية، وجرير، وغيرهم – سبق ذكرها-.
وحماد بن زيد ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط: قاله يحيى بن سعيد القطان، وعلي بن المديني، والنسائي.
ثم إن للحديث طرقاً أخرى موقوفة سبق تخريجها تؤيد ذلك.
والخلاصة: أنه لم ترجح رواية حماد بن سلمة هنا إلا لأمر خارج عنها، وهو متابعته لمن روى عن عطاء قبل الاختلاط مثل حماد بن زيد، ولموافقته في ذلك طرق الحديث الأخرى، والله أعلم.
والحاصل: أن حماد بن سلمة شأنه شأن أبي عوانة: سمع من عطاء بن السائب في حال الصحة والاختلاط، ولم يفصل هذا من هذا، كما قال الإمام الناقد يحيى بن سعيد القطان، وله عنه أحاديث مستقيمة كما قال ابن معين وغيره، والأصل في هذه الأحاديث أنه لم ينفرد بها دون من روى عن عطاء قبل الاختلاط، أو قامت القرائن على أنه حمله عنه حال الصحة دون الاختلاط.
وهذا هو الذي ذهب إليه ابن حجر في التهذيب (3/ 105)(34/187)
ما قول طلاب العلم في أحاديث النهي عن التنعّل قائماً؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[30 - 05 - 02, 04:13 ص]ـ
الحديث ورد عن خمسة من الصحابة:
1) عن أبي هريرة (رضي الله عنه): وقد ضعّفه البخاري والترمذي.
2) أنس بن مالك (رضي الله عنه): وقد ضعّفه البخاري والترمذي أيضاً.
3) عبدالله بن عباس (رضي الله عنهما): وقد رواه ابن عدي في (الكامل).
4) جابر بن عبدالله (رضي الله عنه): لم أقف له سوى على إسناد واحد: أبو داود عن محمد بن عبدالرحيم عن أبي أحمد الزبيري عن ابراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن جابر.
فهل يضرّه مثل هذا التفرّد؟
5) عبدالله بن عمر (رضي الله عنهما): لم أقف له سوى على إسناد واحد: ابن ماجه عن علي بن محمد عن وكيع عن سفيان عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر.
فهل يؤثّر فيه تفرّد هؤلاء به؟
وهل تشهد هذه الطرق لبعض؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[31 - 05 - 02, 07:34 ص]ـ
أين طلاب الحديث؟!
يبدو أنّ المسألة واضحة لكنّها غابت عن أخيكم!!(34/188)
أخبرونا ياطلبة العلم عن صحة الحديث الذي يوزع هنا وهناك
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 05 - 02, 10:14 ص]ـ
السلام عليكم
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[30 - 05 - 02, 04:56 م]ـ
الأخ مختار الديرة:
لا يظهر رابط التحميل عندي (بارك الله فيك).
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 05 - 02, 05:48 م]ـ
عفواً أخي
فالحديث في نشرة و حاولت أن أنزل النشرة كماهي عندي لكن ما أستطعت
و الحديث عندي يقين أنه كذب و لكني أريد أن أعرف أن كان في أحد الكتب قد ورد سياقه
و المصيبة أنه وزع عندنا في جدة بمناسبة المولد
نسأل الله العافية
الحديث هو
بينما رسول الله في الطواف
إذ سمع أعرابياً يقول: ياكريم
فقال النبي خلفه: ياكريم
فمضى الأعرابي إلى جهة الميزاب فقال: ياكريم
فقال النبي خلفه: يا كريم
فالتفت الأعرابي إالى النبي و قال: ياصبيح الوجه , يارشيق القد ,أتهزأ بي لكوني أعرابياً؟ و الله لولا صباحة و جهك و رشاقة قدك لشكوتك إلى حبيب محمد صلى الله عليه و سلم
فتبسم النبي و قال: أما تعرف نبيك يا أخ العرب؟
قال الأعرابي: لا
قال النبي: فما أيمانك به؟
قال: آمنت بنبوته و لم أره وصدقت برسالته و لم ألقه
قال النبي:ياأعرابي أعلم أني نبيك في الدنيا و شفيعك في الآخرة
فأقبل الأعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه و سلم
فقال النبي: مه يأخ العرب , لاتفعل بي كما تفعل الأعاجم بملوكها
فإن الله بعثني لا متكبراً و لا متجبراً بل بعثني بالحق بشيراً و نذيراً
فهبط جبريل على النبي و قال له: يا محمد السلام يقرئك السلام و يخصك بالتحية و الاكرام و يقول لك: قل للأعرابي لا يغرنه حلمنا و لا كرمنا فغداً نحاسبه على القليل و الكثير و الفتيل و القطمير
فقال الأعرابي أو يحاسبني ربي يارسول الله؟
فقال النبي: نعم يحاسبك انشاء الله
فقال الأعرابي: و عزته و جلاله لأن حاسبني لأحاسبنه
فقال النبي: و على ماذا تحاسب ربك يأخا العرب؟
فقال العرابي: إن حاسبني على ذنبي حاسبته على مغفلاته و إن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه و إن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه
فبكى النبي حتى ابتلت لحيته
فهبط جبريل على النبي و قال: يا محمد السلام يقرئك السلام ,
ويقول لك قلل من بكائك فلقد اشغلت حملة العرش عن تسبيحهم و قل لأخيك من الأعراب لا يحاسبنا و لا نحا سبه
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[31 - 05 - 02, 07:30 م]ـ
للرفع: D
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 06 - 02, 09:29 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله
هذا الحديث كذب وموضوع وقد بحثت عنه كثيرا فلم أجده
وقد نشر سابقا في عدد من المنتديات وسأل عنه بعض الإخوة فبحثت عنه كثيرا ولم أجده
وظاهره أنه مركب موضوع
والله المستعان على ما يصفون
ـ[منير الليل]ــــــــ[03 - 10 - 06, 01:39 م]ـ
منقول من موقع الإسلام اليوم
الجواب
إن الحديث المذكور يصلح مثالاً للأحاديث التي تظهر فيها علامات الوضع والكذب، وفيه من ركاكة اللفظ، وضعف التركيب، وسمج الأوصاف، ولا يَشُكُّ من له معرفة بالسنة النبوية وما لها من الجلالة والجزالة أنه لا يمكن أن يكون حديثاً صحيحاً ثابتاً عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم أجده بهذا اللفظ، وليت أن السائل يخبرنا بالمصدر الذي وجد فيه هذا الحديث ليتسنى لنا تحذير الناس منه. على أن أبا حامد الغزالي – على عادته رحمه الله – قد أورد حديثاً باطلاً في (إحياء علوم الدين 4/ 130) قريباً من مضمونه من الحديث المسؤول عنه، وفيه أن أعرابياً قال لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – يا رسول الله من يلي حساب الخلق يوم القيامة؟ فقال - صلى الله عليه وسلم-: الله - تبارك وتعالى-، قال: هو بنفسه؟ قال: نعم، فتبسم الأعرابي، فقال - صلى الله عليه وسلم-: ممَّ ضحكت يا أعرابي؟ قال: إن الكريم إذا قدر عفا، وإذا حاسب سامح .. إلى آخر الحديث.
وقد قال العراقي عن هذا الحديث:"لم أجد له أصلاً"، وذكره السبكي ضمن الأحاديث التي لم يجد لها إسناداً (تخريج أحاديث الإحياء: رقم 3466، وطبقات الشافعية الكبرى: 6/ 364)، ومع ذلك فالنصوص الدالة على سعة رحمة الله –تعالى- وعظيم عفوه -عز وجل-، وقبوله لتوبة التائبين، واستجابته لاستغفار المستغفرين كثيرة في الكتاب وصحيح السنة.
قال – تعالى-:"وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى" [طه:82]، وقال – تعالى-:"وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون" [الشورى:25]، وقال –تعالى-:"ورحمتي وسعت كل شيء " [الأعراف: 156].
وفي الصحيحين البخاري (7554) ومسلم (2751) من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم– قال:"إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق الخلق إن رحمتي سبقت غضبي"، والله أعلم.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[10 - 03 - 07, 07:48 م]ـ
السلام عليكم
حياك الله وبياك و نفع بك و سددك
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[10 - 03 - 07, 10:20 م]ـ
جاء فتوى اللجنة الدائمة للافتاء / المجموعة الثانية / ج3/ص 277:
((الحديث المذكور ليس صحيحا))
وللفائدة:
قال شيخ الاسلام:
وَمَا يَذْكُرُهُ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ مِنْ دُعَاءٍ مُعَيَّنٍ تَحْتَ الْمِيزَابِ وَنَحْوَ ذَلِكَ فَلَا أَصْلَ لَهُ.
الفتاوى 26/ 123
&
¥(34/189)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[12 - 03 - 07, 12:56 م]ـ
السلام عليكم
حياك الله وبياك و نفع بك و سددك
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[12 - 03 - 07, 02:03 م]ـ
أخي الكريم مختار بارك الله فيه , ما علاقة هذا الحديث المكذوب بالمولد ...
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[14 - 03 - 07, 11:32 م]ـ
السلام عليكم
حياك الله وبياك و نفع بك و سددك
الله أعلم
ـ[ابو حفص النفيسي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 11:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على ما اتحفتمونا به
ـ[مراد بوكريعة]ــــــــ[30 - 09 - 09, 03:35 م]ـ
شكر الله لكم إخوتي الأفاضل ...... ونصر الله بكم سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.(34/190)
الرواة الذين ترجم لهم ابن حبان في المجروحين واعادهم في الثقات
ـ[البراك]ــــــــ[01 - 06 - 02, 09:25 م]ـ
الرواة الذين ترجم لهم ابن حبان في المجروحين واعادهم في الثقات
جمع ودراسة وتحليل: الدكتور مبارك سيف الهاجري
" الإمام ابن حبان رحمه الله له كتاب حافل في الثقات .... ، وله كتاب آخر في المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين ... ، وقد وقع له – رحمه الله – أن ذكر بعض الرواة في الضعفاء وفي الثقات معاً، وهذا فيه تناقض لا سيما إذا كان ابن حبان قد عُرف – من حيث الجملة – بتساهله في التوثيق مع تشدده في الجرح .... ، فإذا كان هذا حال ابن حبان فكيف - إذاً – يقع في كتابيه المذكورين آنفاً هذا التناقض، فيتحدان في ذكر بعض الرواة.
ويستطرد الدكتور مبارك قائلاً: " هذا مما شغل بالي أيام طلب العلم، وكنت أجمع بعض المتفرقات في هذا الموضوع، فظهر لي الحاجة إلى بحثه للوقوف على الراجح في كل ترجمة، مع بيان نهج ابن حبان في هذا الصنيع، وهل كان هذا وهماً منه وخطأ أم تغيراً في الإجتهاد؟ ..... "
ويقول أيضاً: " والحاجة ماسة إلى جمع هؤلاء الرواة ودراسة أحوالهم وبيان الراجح فيهم، فكم من راوٍ ترجم له بعضهم، كالمزي – رحمه الله – مثلاً، فذكر أن ابن حبان ترجم له في الثقات ولم يشر إلى أن ابن حبان أورده أيضاً في المجروحين، والعكس كذلك وقع من بعضهم .... "
ومن ثم تكلم الدكتور عن خطة البحث " قسمت البحث إلى مقدمة، وتمهيد، ثم ذكرت التراجم على حروف المعجم، ثم الخاتمة، والفهارس "
وعن أهمية البحث ذكر ست نقاط رئيسة، وذكر بعدها منهجه في البحث فقال:
1 - قمت بسبر كتابي المجروحين والثقات لجمع من ترجم له ابن حبان في الكتابين معاً
2 - رتبت هذه التراجم على حروف الهجاء.
3 - عند عرض الترجمة أبدأ بذكرها من كتاب المجروحين ثم الثقات، وقد أخالف ذلك في تراجم قليلة لأسباب خاصة بها.
4 - أحكي أقوال أهل العلم في المترجم له.
5 - دراسة ترجمة الراوي مبيناً سبب ذكر المصنف الراوي المترجم له في الكتابين، ما أمكن ذلك، وما ترتب عليه عند بعض العلماء من خطأ في نسبة القول لابن حبان في الحكم على الراوي.
6 - قد أفصل في بعض التراجم، وقد أجمل حسب ما يقتضيه حال الترجمة، فبعضها واضح لا إشكال فيه، والآخر يحتاج إلى تحقيق وتفصيل.
7 - بيان حال الراوي في الغالب، وموافقة المصنف لذكره في أحد الكتابين دون الآخر مع التدليل.
8 - أذكر بعض التراجم منبهاً عليها في الحاشية، مبيناً عدم دخولها في مجال البحث للتمييز، احترازاً من إدراجها فيه لتشابه في الأسماء ونحو ذلك.
9 - أدخلت في البحث بعض التراجم التي غلط فيها بعض أهل العلم، وحكى فيها تناقض ابن حبان في ذكره إياها في الثقات والمجروحين معاً، والصواب خلاف ذلك.
10 - حرصت على نقل كلام ابن حبان بنصه من كتابيه المذكورين، حرصاً على الأمانة العلمية في حكاية الأقوال، فقد يظهر لغيري خلاف ما ذهبت إليه، ولذا حاولت جاهداً أن أضع جميع ما يتعلق بالترجمة أمام نظر الباحثين لعله يظهر لبعضهم خطئي في الترجيح.
وبعد هذه المقدمة أكمل الدكتور مبارك خطة البحث ودخل في التمهيد.
بلغ عدد المترجم لهم في هذا البحث 159 راوي وختم الدكتور بوصايا ومقترحات .. ينظر إليها.
الكتاب يقع في 396 صفحة من القطع المتوسطة مع الفهارس
هذا وجزى الله الدكتور كل خير على هذا البحث القيم.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[02 - 06 - 02, 02:35 ص]ـ
بارك الله فيك أخي البراك وجزاك الله خيراً.
وجعل الله مجهود الدكتور المصنّف في ميزان حسناته يوم القيامة.
كنتُ قد بدأتُ في جمع هؤلاء في أثناء جمعي لمن قال فيهم البخاري "فيه نظر"، ثم توقّفتُ. وممّن جمعتهم:
-) سعيد التمار.
-) سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبدالملك.
-) سلمة بن الفضل بن الأبرش.
-) سهل بن معاذ بن أنس.
-) عمران بن ظبيان.
والله أعلم.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[02 - 06 - 02, 08:55 ص]ـ
الأخ الحبيب هيثم حمدان المحترم رزقك الله علما نافعا:
حبذا يا أخي الكريم أن تفتح هذا الموضوع الشيّق بذكر الزيادات على كتاب الشيخ مبارك الهاجري فقد نما الى علمي أنّ هناك رواة فات ذكرهم في هذا الكتاب وهذا حتى تتمّ الفائدة ويعم النفع، والله الموفق.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[02 - 06 - 02, 01:02 م]ـ
شكر الله لك اخينا البراك.
ولو ذكرت اسمائهم هنا بالاجمال فحسن
ـ[ابن معين]ــــــــ[02 - 06 - 02, 01:49 م]ـ
جزاك الله أخي الفاضل (البراك) على هذه الفائدة القيمة حول كتاب الدكتور الهاجري. وهل بالإمكان بيان دار النشر التي طبعت الكتاب؟
ـ[الدارقطني]ــــــــ[02 - 06 - 02, 02:24 م]ـ
الأخ ابن معين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كتاب الشيخ الدكتور الفاضل مبارك بن سيف الهاجري طبعته جامعة الكويت من طريق مجلس النشر العلمي في سنة 1421 للهجرة الموافق سنة 2000 م
وهو كتاب قيّم ونسأل الله أن يسدّد مؤلفه الى كل خير، والله الموفق.
¥(34/191)
ـ[ابن معين]ــــــــ[02 - 06 - 02, 05:44 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب الدارقطني، وكعادتك سباق في إفادة إخوانك.
هل بالإمكان أن تبين لي هل هذا الكتاب يباع خارج الكويت، أو كعادة ما تطبعه الجامعات؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[02 - 06 - 02, 07:14 م]ـ
الأخ الدارقطني حفظك الله ورعاك:
ليس عندي كتاب الدكتور الهاجري مع الأسف، فلا أستطيع ذكر الزيادات عليه.
ولعلّ الأخ البراك يسرد الأسماء (ولو فيها تعب عليه) كما طلب منه ذلك الشيخ عبدالله.
وعندي فكرة لا أدري إن كانت تروق للإخوة: وهي أن نقسّم رواة (المجروحين) وهم 1300 راو تقريباً بيننا، ويبحث كلٌّ منّا عن رواته في (الثقات) ثم نتتبّع ما أورده الدكتور.
وبالإمكان بعد ذلك أن نصيغ البحث بالوورد ونضعه في مكتبة الموقع، ونقدّمه للدكتور.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[02 - 06 - 02, 10:49 م]ـ
الأخوة الكرام فضيلة الشيخ ابن معين وفضيلة الشيخ هيثم حمدان الكريمين:
هذه بعض المعلومات التي تُعرّف بكتاب الشيخ مبارك الهاجري وهي كالآتي:
1 - عدد الرواة الذين ذكرهم الشيخ مبارك الهاجري في كتابه هو: " 159 " راوي
2 - للحافظ ابن حبان -رحمه الله- كتاب ذيّل به على كتابه المجروحين ينقل منه
ابن حجر والذهبي في كتابيهما: " ميزان الاعتدال " و " لسان الميزان "،
وكما أخبرني الشيخ مبارك الهاجري أنّه أدخل في شرط كتابه من ذكره
ابن حبان في الثقات وأعاد ذكره في كتاب الذيل على المجروحين.
3 - سأستأذن الشيخ الدكتور مبارك الهاجري في ايراد أسماء الرواة الذين ذكرهم في كتابه هنا في هذا المنتدى، فان أذِن لي فقد تمّ المراد.
4 - ان لم يأذن لي فضيلة المؤلف وهو في نظري حقٌ له فقط، فانّي سأذكر ما
عندي من الزيادات التي وقفت عليها وعددها يصل الى " 25 " راوي،
بالاضافة الى الزيادات التي عثرت عليها على مادة الكتاب، فهذا مني لكم،
والله الموفق.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[20 - 06 - 02, 09:24 م]ـ
لو ذكرتوا اسمائهم فهو طيب
ـ[الدارقطني]ــــــــ[23 - 06 - 02, 02:54 م]ـ
الأخوة أعضاء هذا المنتدى قد طال انتظاركم، فقد تشرّفت بمقابلة العميد المساعد للشئون الطلابية في كلية الشريعة في جامعة الكويت د. مبارك
الهاجري وعرضت عليه نشر أسماء الرواة الذين ذكرهم ابن حبان في كتابيه
الثقات والمجروحين، فأبدى فضيلته موافقته الكريمة على هذا الطلب وأن
الكتاب مبذول لذلك وأنّه لي حقُّ ذلك فجزاه الله خيراً على أسدى من خدمة
لطلبة الحديث النبوي، ولنبدأ الآن في المقصود:
ذكر أسماء الرواة المذكورين في الثقات والمجروحين لابن حبان:
حرف الهمزة: 1 - اسحاق بن أبي يحيى الكعبي.
2 - اسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيدالله التيمي.
3 - اسماعيل بن سلمان الأزرق.
4 - اسماعيل بن محمد بن جحادة.
5 - أفلح بن سعيد الأنصاري.
حرف الباء: 6 - بشر بن شعيب بن أبي حمزة.
7 - بكير بن أبي السميط.
8 - بكير بن مسمار.
نكتفي بهذا القدر وسنكمل اليوم في وقت لاحق ذكر حرف الثاء والجيم، حيث أنّ
حرف التاء لم يُذكر فيه راوٍ، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[23 - 06 - 02, 06:54 م]ـ
االأخوة الكرام هذه تكملة أسماء الرواة الذين ذكرهم ابن حبان في الثقات
والمجروحين:
حرف الثاء: 9 - ثابت بن قيس أبو الغصن.
10 - ثبيت بن كثير الضبي.
حرف الجيم: 11 - جعفر بن الحارث أبو الأشهب الواسطي.
12 - جعفر بن زياد الأحمر.
13 - جُميع بن عمير التيمي.
14 - جنيد بن العلاء بن أبي دهرة.
ونكتفي بهذا القدر حيث نكمل ان شاء الله تعالى في وقت لاحق من هذا اليوم
حرف الحاء من الرواة الذين ذكرهم ابن حبان في الثقات والمجروحين، والله
الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[23 - 06 - 02, 11:24 م]ـ
الأخوة الكرام نستكمل أسماء الرواة الذين ذكرهم ابن حبان في الثقات والمجروحين:
حرف الحاء: 15 - الحارث بن عبدالله الهمداني الأعور.
16 - الحارث بن عبيدة الحمصي.
17 - الحارث بن النعمان الليثي.
18 - حِبَّان بن علي العنزي.
19 - حَبَّة بن جُوَين العُرَني.
20 - حُرَيث بن أبي حُرَيث.
21 - الحسن بن عطية بن سعد العوفي.
22 - الحكم بن طَهمان.
23 - الحكم بن مصعب.
24 - حماد بن قيراط.
25 - حنظلة بن عبيدالله السدوسي.
نكتفي بهذا القدر ونكمل غداً ان شاء الله تعالى حيث نذكر حروف الخاء والدال
والراء حيث أنَّ حرف الذال لم يُذكر فيه راوٍ، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[24 - 06 - 02, 07:29 م]ـ
الأخوة الكرام نكمل معكم تسمية الرواة المذكورين في الثقات والمجروحين لابن حبان:
حرف الخاء: 26 - خالد بن رباح الهذلي.
27 - خالد بن عمرو الأموي السَّعيدي.
28 - خيثمة بن أبي خيثمة البصري.
حرف الدال: 29 - دَهثَم بن قُرَّان.
حرف الراء: 30 - راشد بن معبد.
31 - رباح بن أبي معروف.
32 - رُزيق أبو عبدالله الألهاني.
33 - ركين بن عبدالأعلى الضبي.
34 - روح بن عطاء بن أبي ميمونة.
نكتفي بهذا القدر ونذكر في المشاكة القادمة ان شاء الله تعالى حرف الزاي وحرف السين من أسماء الرواة المذكورين في الثقات والمجروحين لابن حبان، والله الموفق.
¥(34/192)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[25 - 06 - 02, 10:04 ص]ـ
نكمل أيها الأخوة الكرام حرف الزاي والسين من أسماء الرواة الذين ذكرهم
ابن حبان في الثقات والمجروحين:
حرفالزاي: 35 - زكريا بن حكيم الحَبَطي البدي.
36 - زهير بن اسحاق السَّلُولي.
37 - زياد بن عبدالله النُّميري.
38 - زياد بن المنذر أبو الجارود الثقفي.
39 - زائدة مولى عثمان بن عفان.
40 - زيد بن حِبَّان الرَّقِّي.
حرف السين: 41 - سعيد التمار.
42 - سعيد بن خالد بن أبي الطويل.
43 - سعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي.
44 - سعيد بن واصل الجُرَشَِيّ.
45 - سفيان بن حسين السلمي.
46 - سَلم بن زَرِير.
47 - سلم بن عطية الفُقَيمي.
48 - سليمان بن معاذ.
49 - سليمان بن يزيد الكعبي.
50 - سهل بن معاذ بن أنس.
نكتفي بهذا القدر ونكمل في المشاركة القادمة ان شاء الله تعالى حرف الشين
وحرف الصاد حيث أنّ حرف الضاد والطاء والظاء لم يُذكر فيها رواة، والله الموفق.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 06 - 02, 10:19 ص]ـ
أخي الحبيب
كأنك نسيت سلمة بن الفضل الأبرش
ذكره ابن حبان في كتابيه
ولكن في ترجمته في التهذيب غفل ابن حجر أن يشير إلى أن له ترجمة في المجروحين
وهو ضعيف
ـ[الدارقطني]ــــــــ[25 - 06 - 02, 02:49 م]ـ
الأخ الكريم محمد الأمين أنا أنقل فقط مادة كتاب أذِن لي صاحبه بذلك،ولكن
أبشر فسوف أخبر الدكتور مبارك الهاجري بما تفضلت به من ملاحظة قيِّمة، كما أنّ
الدكتور مبارك الهاجري حريص جداً على مثل هذه التعقبات،ولنبدأ في المقصود:
حرف الشين: 51 - شعبة بن عمرو.
52 - شيبة بن نعامة.
حرف الصاد: 53 - صاعد بن مسلم اليَشكُري.
54 - صالح بن مسلم بن رومان.
55 - صالح بن مهران.
56 - صدقة بن رستم.
57 - صفوان بن أبي الصهباء.
نكتفي بهذا القدر ونورد تراجم حرف العين من الرواة وهي كثيرة تبلغ ربع الكتاب نسأل الله الاعانة على كل خير، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[25 - 06 - 02, 06:54 م]ـ
نكمل أيها الأخوة الكرام تسمية من ذكرهم ابن حبان في الثقات واعادهم في المجروحين:
حرف العين: 58 - عائذ الله المجاشعي.
59 - عاصم بن عمر العمري.
60 - عباد بن عباد أبوعتبة الخوَّاص.
61 - عباد، وقيل: عبادة، بن مسلم الفزاري.
62 - العباس بن الوليد بن بكار.
63 - عبدالله بن بَحِير أبو وائل القاص.
64 - عبدالله بن بشر الرقي.
65 - عبدالله بن شَرِيك العامري.
66 - عبدالله بن عُبيدة الرَّبَذِيّ.
67 - عبدالله بن عُصم أبو عُلوان الحنفي.
68 - عبدالله بن المؤمل المخزومي.
69 - عبدالله بن ميسرة الحارثي.
70 - عبدالخبير بن قيس بن ثابت بن قيس الأنصاري.
71 - عبدالرحمن بن ثابت بن الصامت.
72 - عبدالرحمن بن سليمان بن عبدالله بن حنظلة.
73 - عبدالرزاق بن عمر البَزِيعي.
74 - عبدالسلام بن أبي الجَنوب المدني.
75 - عبدالصمد بن جابر الضبي.
76 - عبدالواحد بنزيد البصري العابد.
77 - عبدالواحد بن قيس الشامي.
78 - عبدالواحد بن نافع الكلاعي أبو الرمّاح.
79 - عُبَيد بن اسحاق العطار.
80 - عبيدالله بن سعيد بن مسلم (قائد الأعمش).
81 - عثمان بن رشيد.
82 - عجلان بن سهل الباهلي.
83 - عِسل بن سفيان.
84 - عطاء بن مسلم الخفاف.
85 - العلاء بن خالد القرشي.
86 - العلاء بن زهير الأزدي.
87 - العلاء بن عمرو الحنفي.
88 - علي بن الحصين.
89 - علي بن علقمة الأنماري.
90 - علي بن موسى الرضا.
91 - علي بن هاشم بن البريد.
92 - عمر بن ابراهيم العبدي.
93 - عمران بن ظبيان.
94 - عمران العمّي.
95 - عمران بن مسلم القَصِير.
96 - عُمَير بن عبدالمجيد الحنفي.
97 - عَوبَد بن أبي عمران الجَوني.
98 - عيسى بن عبدالله بن محمد الهاشمي.
نكتفي بهذا القدر، وسنذكر ان شاء الله تعالى حرف الفاء والقاف والكاف،
حيث أنّ حرف الغين لم يُذكر فيه راوٍ، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[25 - 06 - 02, 11:48 م]ـ
نكمل أيها الأخوة تسمية الرواة الذين ذكرهم ابن حبان في الثقات وأعادهم في المجروحين:
حرف الفاء: 99 - الفضل بن عيسى الرَّقاشي.
100 - فُضيل بن مرزوق الرَّقاشي.
حرف القاف: 101 - القاسم بن غصن.
102 - القاسم بت فيّاض الصنعاني.
حرف الكاف: 103 - كثير بن حِميَر الأصم.
104 - كثير بن زياد البُرساني.
105 - كثير بن سليم البصري.
106 - كُلثوم بن جَوشَن.
107 - كُمَيل بن زياد النخعي.
108 - كنانة بن العباس بن مرداس السلمي.
نكتفي بهذا القدر ونكمل في المشاركة القادمة ان شاء الله تعالى ونذكر الرواة
في حرف الميم حيث أنَّ حرف اللام لم يُذكر فيه أحدٌ من الرواة، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[26 - 06 - 02, 10:26 ص]ـ
أيعها الأخوة الكرام نذكر أسماء الرواة المذكرين في الثقات والمجروحين لابن حبان:
حرف الميم: 109 - مالك بن مالك.
110 - مالك بن يحيى بن عمرو النُّكري.
111 - محمد بن الحارث الحارثي.
112 - محمد بن الحسن الأسدي المعروف بالتَّل.
113 - محمد بن الحسن المُزَني.
114 - محمد بن دينار الطاحي.
115 - محمد بن ذكوان مولى المهالبة.
116 - محمد بن أبي الزُّعَيزِعَة.
117 - محمد بن سليمان بن مسمول المخزومي.
118 - محمد بن صالح الأزرق المدني.
119 - محمد بن عامر الرملي.
120 - محمد بن عمرو الواقفي الأنصاري.
121 - محمد بن مالك الجُوزَجاني.
122 - مروان بن شجاع الجزري الحراني.
123 - مروان بن محمد السِّنجاري.
124 - مَسَرة بن معبد اللَّخمي.
125 - مسلم بن عطية =سلم بن عطية الفقيمي.
126 - مِشرَح بن هاعان.
127 - مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير.
128 - معروف بن خَرَّبوذ.
129 - مغيرة بن موسى.
130 - موسى بن أبي كثير الأنصاري.
131 - ميمون بن سياه.
132 - ميمون بن موسى المَرَئى البصري.
133 - ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف.
نكتفي بهذا القدر وسنذكر في المشاركة القادمة ان شاء الله تعالى حرف النون والهاء من الرواة، والله الموفق.
¥(34/193)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[26 - 06 - 02, 02:08 م]ـ
أيها الأخوة الكرام هذه تكملة تسمية الرواة المترجم لهم في الثقات والمجروحين لابن حبان:
حرف النون:134 - النَّضر بن معبد.
135 - النضر بن منصور الغَنَوي.
136 - نُعَيم بن مُوَرِّع.
137 - نُفَيع بن الحارث.
حرف الهاء: 138 - هارون بن سعد العجلي.
139 - هارون بن عنترة بن عبد الرحمن الشيباني.
140 - هشام بن لاحق المدائني.
141 - هلال بن خَبَّاب العبدي.
142 - هلال بن زيد أبو عقال.
143 - هلال أبو ظلال القَسمَلي.
نكتفي بهذا القدر ونكمل تسمية الرواة في حرف الواو والياء والكنى، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[26 - 06 - 02, 07:37 م]ـ
ليها الأخوة الكرام نكمل ذكر الرواة الذين ذكرهم ابن حبان في الثقات وأعادهم في المجروحين:
حرف الواو:144 - الوليد بن عبدالله بن جُمَيع.
145 - الوليد بن عمرو بن ساج.
146 - الوليد بنالقاسم الهمداني.
147 - الوليد بن الوليد العنسي.
حرف الياء:148 - يحيى بن أبي حَيَّة، أبو جناب الكلبي.
149 - يحيى بن بِسطام.
150 - يحيى بن سلمة بن كُهَيل الحضرمي.
151 - يحيى بن محمد الجاريّ.
152 - يحيى بن مسلم أبو الضحاك الهمداني.
153 - يحيى بن ميمون بن عطاء التمار.
154 - يحيى بن يزيد الرُّهاوي.
155 - يحيى بن يعقوب بن مُدرك القاص.
156 - يوسف بن ابراهيم التيمي اللآل.
157 - يونس بن الحارث الطائفي.
158 - يونس بن أبي يعفور.
الكنى: 159 - أبو الأعين العبدي.
بهذا قد انتهيت بفضل الله تعالى من تسمية وذكر الرواة الذين ذكرهم ابن حبان في الثقات وأعادهم في المجروحين من كتاب الشيخ الدكتور مبارك الهاجري
وقد أَذِن لي بذلك مشكوراً، واسم كتابه: " الرواة الذين ترجم لهم ابن حبان في
المجروحين وأعادهم في الثقات " (جمع،ودراسة، وتحليل) الدكتور مبارك بن
سيف الهاجري، والله الموفق.
ـ[البراك]ــــــــ[27 - 06 - 02, 12:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيراً أخي الدارقطني على مشاركتك الفعالة وبارك الله فيك
ولقد كنت محرجاً من طلب الإخوة .... .فهذا أول طلب يطلبه الإخوة مني ... وعندما وجدتك تصديت للموضوع قلت لعله ينفذ ما طلب الإخوة ... فكان ما توقعت فأحسنت
ووالله إن لمستحي منكم ..... فالسموحة
وجزاكم الله خيراً
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[11 - 06 - 03, 12:43 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الدارقطني وأحسن إليك.
هل القائمة لديك بصيغة وورد أخي الكريم؟
لا أقصد إحراجك بذلك أخي لكنني أردتُ أن أسأل قبل أن أضعها بصيغة وورد بنفسي.
وجزاك الله خيراً.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 06 - 03, 09:13 ص]ـ
الأخ المكرم هيثم إنتظر الليلة فقط بعون الله تعالى سأضيف ما استدركته على الدكتور مبارك حيث فاته شئ من دلك وعندها إفعل ما تراه مناسباً
فأنا أجهل من أن أكون عالماً بفقه الكمبيوتر إن صح التعبير والله الموفق
ـ[الدارقطني]ــــــــ[14 - 06 - 03, 07:33 ص]ـ
الإخوة الكرام هذا مستدرك الرواة الذين لم يذكرهم الدكتور مبارك الهاجري في كتابه:
1 - الحسن بن محمد البلخي وله ترجمة في لسان الميزان وفيه بيان ذكره في الثقات والمجروحين لابن حبان.
2 - الحسين بن عطاء بن يسار المدني وله ترجمة في لسان الميزان وفيه بيان كونه مذكوراً في الثقات والمجروحين لابن حبان.
3 - عطاء الجمال أبو محمد وله ترجمة في تهذيب ابن حجر العسقلاني لكنه لم يُنبّه على ذكر ابن حبان لهذا الراوي في المجروحين أيضاً، وقد نبّه على ذلك الشيخ بشار عوّاد في حاشيته على تهذيب المزي.
4 - فضالة بن الحصين الضبي وله ترجمة في لسان الميزان وفيها بيان ذكره في الثقات والمجروحين لابن حبان.
5 - عتاب بن حرب المزني وله ترجمة في لسان الميزان وفيه بيان ذكر ابن حبان لهذا الراوي في الثقات والمجروحين.
6 - طاهر بن الفضل الحلبي وله ترجمة في لسان الميزان وفيه أنه مذكور في الثقات والمجروحين لابن حبان.
7 - زرعة بن إبراهيم الزبيدي الدمشقي وله ترجمة في لسان الميزان وفيه أن ابن حبان ذكره في الثقات والمجروحين.
8 - عيسى بن عبدالله الأنصاري وله ترجمة في لسان الميزان وفيه أن ابن حبان ذكره في المجروحين ولم يُنبه ابن حجر أن هذا الراوي قد ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات وهو فيها (7\ 232).
9 - سهل بن عطية وهو نفسه سهل الأعرابي له ترجمة في لسان الميزان في موضعين وفيهما بمطالعة الموضعين أنه مذكورفي الثقات والمجروحين لابن حبان.
10 - سعيد بن طهمان وقد نبه الذهبي في الميزان أن ابن حبان ذكر هذا الراوي في ذيل الضعفاء وزاد ابن حجر في لسان الميزان أن هذا الراوي مذكور ايضاً في ثقات ابن حبان.
11 - خالد بن مفدوح ويقال ابن مجدوح وله ترجمة في لسان الميزان وفيه انه مذكور في الثقات والمجروحين لابن حبان.
12 - عاصم بن عبدالعزيز الأشجعي وله ترجمة في تهذيب الكمال للمزي وقد نبّه الشيخ بشار عوّاد في حاشيته على الكتاب أن هذا الراوي مذكور في الثقات والمجروحين لابن حبان.
13 - ثعلبة بن يزيد الحماني الكوفي وله ترجمة في تهذيب التهذيب لابن حجر وفيه بيان ذكره في الثقات والمجروحين لابن حبان.
14 - زيد بن معاوية العبسي أفاد الذهبي في ميزان الإعتدال أنّ ابن حبان ذكره في ذيل الضعفاء وزاد ابن حجر في اللسان أن ابن حبان ذكره في الثقات.
15 - سوار بن داود وله ترجمة في تهذيب ابن حجر وأن ابن حبان ذكره في الثقات، وقد انقلب اسمه على ابن حبان في المجروحين فسمّاه داود بن سوار والصواب أن اسمه سوار بن داود.
قد يقول قائل هناك رواة في ذيل الضعفاء لابن حبان وهم ليسوا على شرط هذا الموضوع وأرد عليه بأن هذا الأمر ضمن شرط الدكتور مبارك كما أخبرني، أسأل الله ان يرزقنا الإخلاص في كل شئ والله الموفق.
¥(34/194)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 01 - 04, 06:28 ص]ـ
للرفع والفائدة.
ـ[الرايه]ــــــــ[13 - 01 - 04, 02:22 ص]ـ
ومن باب الفائدة
فقد سألت الشيخ / عبد الله السعد .. جزاه الله خير
عن هذه المسألة وهي ايراد ابن حبان لرواة في كتاب المجروحين وفي كتاب الثقات
فكان من جوابه/
ان كتاب الثقات لابن حبان الاولى ان يسمى بالرواة المختلف فيهم - او كلاما نحو هذا -
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 01 - 04, 02:39 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل الراية، وحفظ الله الشيخ عبدالله وبارك فيه
و في هذا الرابط كلام عن ثقات ابن حبان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=13579
ـ[المتتبع بإحسان]ــــــــ[13 - 01 - 04, 08:40 ص]ـ
سلاّم أبا المنذر عدّه ابن حبّان في "الثقات"، ثم أدرجه في "المجروحين" (1/ 433)
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[21 - 01 - 06, 06:24 م]ـ
السلام عليكم بارك الله فيكم وبعد: فقد فرق ابن حبان بين بكير بن مسمارالزهري المدني اخو مهاجر وبكير بن مسمار شيخ يروي عن الزهري فحكم في كتابيه بوثاقة الاول وضعف الثاني وميز بينهما الحافظ في التقريب بينما جعلهما البخاري في تاريخه شخصا واحدا ولم يتبين لي فيه شيء فما ادري هل ذِكْر الدكتور مبارك لبكير بن مسمار هو في سياق اصل البحث ولم يتنبه لتفريق ابن حبان بينهما او ظهر له وهمه فيه؟ ام هو من جملة ماذكره في القسم الثامن او التاسع من مبحثه؟ ثم هل في الرواة المذكورين الذين ذكرهم الاخ الدالرقطني نقلا عن كتاب الدكتور او استدراكا من هم من بابة بكير بن مسمار؟ ارجو ان يحرر ذلك ولكم جزيل الشكر وبالله التوفيق.
ـ[عبد الرحمن القيرواني]ــــــــ[01 - 02 - 06, 12:07 م]ـ
أحسنت، بارك الله في هذا المجهود الطيب
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[02 - 02 - 06, 07:32 م]ـ
بارك الله في هذه الجهود والإضافات، وقد كنت قمت بعمل مشابه قبل عدد من السنين تريثت بعده لأني قرأت للدكتور عداب الحمش أنه قام بجمع هذه الأسماء، وبالرغم من مرو أكثر من عشرين عاماً على كلام عداب إلا إنه لم يخرج شيئاً من ذلك، ولقد اطلعت على كتاب الدكتور الهاجري قبل عدة سنوات فوجدت نفسي قد استوعبت أكثر مما استوعب، ولكن بعد الاطلاع على استدراك الأخ الدارقطني وإضافاته وجدته قد ذكر كثيراً مما كنت قد جمعته، وذكر بعض الأسماء مما فاتني إحصاؤه، ولكن مع ذلك بقي هناك مجال لذكر بعض ما جمعته ولم يذكره أحد من الأخوة الكرام، وهذه سنة العلم، ولعلي خلال الأيام القليلة القادمة أذكر ما تجمع عندي من هذه الأسماء، مع الإشارة إلى أنه بقي ت الدراسة التي قمت بها لمحاولة فهم صنيع ابن حبان، وهو ما خلا منه كتاب الهاجري، والله أسأل أن يثيب الجميع خير الجزاء، وأن يسر لي هذا العمل.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[14 - 02 - 06, 09:10 م]ـ
لقد استرعى هذا الموضوع انتباهي منذ أيام الدراسة، فقمت بالاعتناء بهذه الحالات التي يترجمها ابن حبان في الثقات وفي المجروحين، فجمعت عدداً لا بأس به من الرواة، وفي هذه الأثناء كنت قد قرأت كتاب عداب الحمش ((الرواة الذين سكت عنهم أئمة الجرح والتعديل)) وذكر فيه أنه جمع من ترجمه ابن حبان في الثقات وفي المجروحين في رسالته الماجستير عن منهج ابن حبان في الجرح والتعديل، ومرت السسنون فلم نرى جهد عداب قد خرج، ولا رأينا كتابه في الجرح والتعديل وقد مر عليه أكثر من عششرين سنة، في حين أنه طبع رسلته الدكتوراه ((منهج الإمام الترمذي في جامعه)) بالرغم من أنه ناقشها قبل مدة وجيزة في العراق.
وعزمت على مواصلة عملي وفعلاً قمت بهذا الأمر إلى أن وقع تحت يدي كتاب الدكتور الهاجري قبل عدة سنوات، فتوقفت عن العمل، ورأيت أن أحول جهدي إلى دراسة سبب صنيع ابن حبان هذا الأمر، أهو التناقض الصريح، أم الوهم أم أمر آخر؟ ولعلي أواصل في هذا فيما بعد إن شاء الله تعالى.
وعندما وقفت على هذا الجهد هنا وفيه سرد سريع لعمل الهاجري واستدراك الأخوة الأفاضل عليه، رأيت أن أذكر ههنا بعض التراجم التي استدركتها أثناء بحثي، والله أسأل أن ينفع بها.
¥(34/195)
1 – جنيد بن العلاء قال ابن حبان (الثقات: 6/ 150): أبو العلاء يروى عن مجاهد روى عنه أهل العراق، وقال في المجروحين: 1/ 211: جنيد بن العلاء بن أبي وهرة وقد قيل بن أبي نمرة كنيته أبو حازم يروي عن بن عمر وأبي الدرداء ولم يرهما ويرى عن جماعة من التابعين روى عنه عبد الرحيم بن سليمان وأبو أسامة كان يدلس عن محمد بن أبي قيس المسلوب ويروي ما سمع منه عن شيوخه فاستحق مجانبة حديثه على الأحول كلها لأن بن أبي آلاف كان يضع الحديث سنذكره فيما بعد في موضعه في هذا الكتاب إن شاء الله وهو الذي روى عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لجهنم سبعة أبواب منها لمن سل سيفه على أمتي.
وقال ابن حجر (لسان: 2/ 154): جنيد بن العلاء تابعي قال أبو حاتم صالح الحديث وقال بن حبان روى عن أبي الدرداء وابن عمر ولم يرهما وعنه عبد الرحيم بن سليمان وأبو أسامة ينبغي مجانبة حديثه قلت هو جنيد بن أبي وهرة له حديث في غسل منكر في ثاني حديث بن السواق انتهى وقال الأزدي لين الحديث وبقية كلام بن حبان كان يدلس وأبو وهرة كنية العلاء وذكره بن حبان في الثقات أيضا وقال البزار بن أبي وهرة كوفي ليس به بأس مات قديما روى عنه أبو أسامة وغيره.
2 – حبان بن زهير: قال ابن حبان (المجروحين: 1/ 261): حبان بن زهير يروي عن يزيد بن أبي مريم ومحمد بن واسع كنيته أبو روح الكلابي روى عنه أبو همام الخاركي والبصريون اختلط في آخره حتى كانا يدري ما يحدث ولم يميز حديثه القديم من الحديث الذي حدث في اختلاطه فبطل الاحتجاج به، وقال في (الثقات: 6/ 239): حبان بن يسار أبو روح الكلابي يروى عن العراقيين وى عنه مالك بن إسماعيل والتبوذكي.
وقد جعلهما البخاري في التاريخ واحداً فقال: 3/ 85 – 88: حبان بن يسار أبو روح الكلابي قاله موسى بن إسماعيل ومالك بن إسماعيل وقال الصلت بن محمد: حبان بن زهير.
3 - سعيد بن طهمان، ترجمه ابن حبان في الثقات 4/ 286 فقال: روى عن أنس بن مالك روى عنه يحيى بن أبى كثير، وقال ابن حجر (اللسان: 3/ 34): سعيد بن طهمان، حديثه منكر قاله بن حبان في الذيل [أي في الذيل على الضعفاء] وقد ذكره البخاري وما ذكر له شيئا بنو وقال الأزدي ليس بحجة قلت روى عن بن عباس وأنس بن مالك رضي الله عنهم وعنه يحيى بن أبي كثير وآخر معروف بالقطيعي انتهى وذكره بن حبان في الثقات وقال العجلي تابعي ثقة.
4 – سهل الأعرابي، قال ابن حبان في الثقات: 8/ 289 سهل بن عطية أعرابى يروى عن أبى الوليد مولى لقريش روى عنه مرحوم بن عبد العزيز العطار قال في المجروحين: 1/ 349: سهل الأعرابي شيخ من أهل البصرة قليل الحديث منكر الرواية وليس بالمحل الذي يقبل ما انفرد لغلبة المناكير على روايته روى عنه مرحوم بن عبد العزيز العطار وروى عن سهل الأعرابي عن بلال بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يبغي على الناس إلا بن بغية أوفيه عرق منها، والأعرابي هو ابن عطية، لاحظ الاتفاق فيمن يروي عنه، لذا قال ابن حجر (اللسان: 3/ 124): سهل الأعرابي بصرى مقل لا يقبل ما انفرد به وروى عن بلال بن بن أبي بردة عن أبيه عن أبى موسى رضي الله عنه مرفوعا لا ينبغي على الناس الا بن بغية أو فيه عرق منها رواه عنه مرحوم بن عبد العزيز العطار ساقه بن حبان وقيل هو سهل بن عطية انتهى وهو هو وقد ذكره بن حبان في الثقات أيضا وكذا قال بن أبي حاتم.
5 – فهد بن عوف، ذكره ابن حبان في الثقات: 9/ 13: فقال: فهد بن عوف أبو ربيعة من أهل البصرة يروى عن شعبة والبصريين روى عنه أهلها مات يوم الإثنين لأربع خلون من المحرم سنة تسع عشرة ومائتين. وقال في المجروحين: 1/ 311: زيد بن عوف أبو ربيعة من بني ذهل من أهل البصرة ولقبه فهد يروي عن حماد بن سلمة روى عنه العراقيون كان ممن اختلط بأخرة فما حديث قبل اختلاطه فمستقيم وما حدث بعد التخليط ففيه المناكير يجب التنكب عما انفرد به من الأخبار وكان يحيى بن معين سيء الرأي فيه ويقول اتقوا فهدين فهد بن عوف وفهد بن حيان وقال علي بن المديني ذهب الفهدان فهد بن عوف وفهد بن حيان، وقارن هذه المقولة الأخيرة بالمحروحين: 2/ 210.
¥(34/196)
6 – محمد بن عامر الرملي، قال ابن حبان في الثقات: 9/ 96: 15383 محمد بن عامر بن رشيد بن خباب الرملي أبو عبد الله شيخ يروى عن ابن عيينة ثنا عنه شيوخنا لم أر في حديثه مما في القلب منه شيء إلا حديثا واحدا حدثناه يحيى بن محمد بن عمرو بالفسطاط ثنا محمد بن عامر الرملي ثنا سفيان بن عيينة عن الزهرى عن سالم بن عبد الله عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يقرؤنها ملك يوم الدين، وقال في المجروحين: 2/ 304: محمد بن عامر أبو عبد الله شيخ من أهل الرملة يروي عن بن عيينة يقلب الأخبار ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم روى بن سفيان عن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يقرءون مالك يوم يحيى بن محمد بن عمرو والذي يقال له أبو عمروس بالفسطاس قال حدثنا محمد بن عامر الرملي قال حدثنا سفيان بن عيينة هذا هو المشهور من حديث أيوب بن سويد عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أنس بن مالك وهو مما تفدر به أيوب بن سويد ومثل هذا الإسناد ثم بن عيينة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون أمام الجنازة ليس يقرءون مالك يوم الدين.
7 – النضر بن معبد: قال ابن حبان في (الثقات: 5/ 475، 7/ 535): النضر بن معبد أبو قحذم الجرمي من أهل البصرة يروى عن أبى قلابة روى عنه ابنه قحذم بن النضر بن معبد، وقال في المجروحين: 3/ 50: النضر بن معبد أبو قحذم من أهل البصرة يروي عن أبي قلابة.
8 – يزيد بن زياد أو ابن أبي زياد، قال ابن حبان في الثقات: 7/ 622: يزيد بن زياد بن أبى زياد واسم أبى زياد ميسرة مولى بن عباس المخزومي وقد قيل مولى لبنى هاشم من أهل المدينة يروى عن أبى حمزة محمد بن كعب والمدنيين روى عنه مالك وابن إسحاق وسليمان بن بلال، وقال في المجروحين: 3/ 99: يزيد بن أبي زياد مولى بني هاشم كنيته أبو زياد وقد قيل أبو عبد الله واسم أبيه ميسرة يروي عن الزهري وعبد الرحمن بن أبي ليلى روى عنه الثوري وشعبة وأهل العراق مات سنة ست وثلاثين ومائة وكان يوم قتل الحسين بن علي بن أربع عشرة سنة والحسين بن علي قتل سنة إحدى وستين وكان مولد يزيد بن أبي زياد سنة سبع أربعين وكان يزيد صدوقا إلا أنه لما كبر ساء حفظه وتغير فكان يتلقن ما لقن فوقع المناكير في حديثه من تلقين غيره إياه وإجابته فيما ليس من حديثه لسوء حفظه فسماع من سمع منه قبل دخوله الكوفة في أول عمره سماع صحيح وسماع من سمع منه في آخر قدومه الكوفة بعد تغير حفظه وتلقنه ما يلقن سماع ليس بشيء روى عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تجوز شهادة خائن ولا خائنة ولا مجلود في حد ولا مجرب عليه شهادة زور ولا ظنين ولا ذي غمر على أخيه رواه عنه مروان بن معاوية الفزاري قال حدثنا يزيد بن زياد الدمشقي حتى لا يعرف أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة بن يحيى قال سمعت الشافعي يقول حدثنا بن عيينة قال حدثنا يزيد بن أبي زياد بمكة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه قال سفيان فلما قدم يزيد الكوفة سمعته يحدث بهذا الحديث وزاد فيه ثم لم يعد فظننت أنهم لقنوه قال أبو حاتم هذا خبر عول عليه أهل العراق في نفي رفع اليدين في الصلاة ثم الركوع وعند رفع الرأس منه وليس في الخبر ثم لم يعد وهذه الزيادة لقنها أهل الكوفة يزيد بن أبي زياد في آخر عمره فتلقن كما قال سفيان بن عيينة أنه سمعه قديما بمكة يحدث بهذا الحديث بإسقاط هذه اللفظة ومن لم يكن العلم صناعته لا يذكر له الاحتجاج بما يشبه هذا من الأخبار الواهية.
هذا ما تيسر عندي الآن، وقد يُزاد على هذه القائمة لأني لم أجد إلا مسودات البحث الذي أشرت إليه، ثم إن من التراجم ما زاده ابن حجر وأشار إلى أن ابن حبان ذكره في الثقات ولم أجده في المطبوع، وهو في المجروحين على ما ذكر ابن حجر، وهذا الأمر أي إشارة ابن حجر إلى ترجمة راوٍ وإحالته إلى الثقات ولم أجده فيها، ولسوف أستعرض هذه التراجم في مرة قادمة إن شاء الله تعالى.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[15 - 02 - 06, 08:21 ص]ـ
الشيخ الفاضل لطفي لطف الله بنا وبك:
1 - الراوي: جنيد بن العلاء، ذكره الدكتور الهاجري في كتابه، فلا استدراك عليه.
2 - النضر بن معبد، ذكره الدكتور الهاجري في كتابه، فلا استدراك عليه.
3 - الراوي محمد بن عامر الرملي، ذكره الركتور الهاجري، فلا استدراك عليه.
4 - سهل الأعرابي، ذكرته في مستدركي على الدكتور الهاجري.
5 - سعيد بن طهمان، ذكرته في مستدركي على الدكتور الهاجري، والله الموفق.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[15 - 02 - 06, 07:24 م]ـ
الأخ الفاضل الدارقطني وفقه الله تعالى.
أصبت في تعقبك علي، والسبب أني ضربت على عدد لا بأس به من الأسماء، وذهلت عن هذه الأسماء الخمسة لأني تعاملت مع مسودتي، فبارك الله في جهودكم، ولي عودة إن شاء الله تعالى مع بعض الأسماء التي أشرت إليها في آخر ما كتبت.
¥(34/197)
ـ[الرايه]ــــــــ[15 - 02 - 08, 02:22 م]ـ
للفائدة
هناك رسالة ماجستير بجامعة الملك سعود - كلية التربية - قسم الثقافة الاسلامية
((تعارض احكام الامام محمد بن حبان البستي على بعض الرواة في كتابيه الثقات و المجروحين))
أمين عبدالله سليمان الشقاوي
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 05 - 08, 01:45 ص]ـ
هل من زيادة في تلك الرسالة عما ذكر الإخوة أعلاه؟
ـ[المعلمي]ــــــــ[31 - 05 - 08, 02:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام:
لا أخفيكم أن في النفس شيئا من كتب الضعفاء المتقدمة وكأنهم يعنون شيئا آخر، فيبعد أن يوهم ابن حبان في هذا العدد ..
وكذلك البخاري والعقيلي!
فقد ذكر البخاري بعض الصحابة في كتاب الضعفاء الصغير، وذكر العقيلي بعض الأئمة في كتاب الضعفاء!
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[05 - 10 - 08, 06:59 م]ـ
ومما يُستدرك في هذا الموضوع:
- إبراهيم بن عمر بن سفينة، ذكره في المجروحين: 1/ 111، وقال: لا يحل الاحتجاج بخبره بحال.
وذكره في الثقات: 6/ 119 باسم بريه بن عمر بن سفينة، وقال: كان ممن يخطئ!!
وذكر ابن حجر في التهذيب ان بريه لقب واسمه إبراهيم.
ـ[حفيدة البخاري]ــــــــ[07 - 11 - 09, 09:28 م]ـ
بارك الله فيكم
بقي أن نعرف السبب في إيراده -رحمه الله- لهم في كتابيه؟!!
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[12 - 11 - 09, 10:41 ص]ـ
لي دراسة بهذا الصدد خلصت من خلالها إلى أن صنيع ابن حبان يرجع إلى عدة أمور
منها: التناقض الصريح.
أو تغير رأي ابن حبان من التوثيق إلى الجرح أو العكس.
أو التردد والتوقف في حال راو.
أو الغفلة والخطأ.
أو أوهام الجمع والتفريق بين راويين هما في الحقيقة واحد، أو يجمع بين متفرقين.
أو الحكم على الراوي مقترناً بآخر، وعدم تبين حاله له كأن يكون في السند أكثر من راو ضعيف رووا هذا الحديث ومنهم المترجم الذي ليس له إلا أحاديث معدودة.
وهكذا والله أعلم.
ـ[رقاء الحديث]ــــــــ[05 - 01 - 10, 11:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه ملفات كتاب الشيخ مبارك الهاجري، الرواة لاذين ذكرهم ابن حبان يف المجروحين وخرج لهم في صحيحه على أربعة أنواع، هذه ملفاتها:
الرواة الذين ترجم لهم ابن حبان في المجروحين ثم خرج لهم بعدما وثقهم:
http://www.archive.org/download/Roua...pr-mobarak.pdf
http://www.archive.org/details/Rouat...pr-mobarak.pdf
الرواة الذين ترجم لهم ابن حبان في المجروحين ثم خرّج لهم غلطا أو غفلة:
http://www.archive.org/download/RouatIbnhebban-khalatWaKhaflah-pr-mobarak/RouatIbnhebban-khalatWaKhaflah-pr-mobarak.pdf
http://www.archive.org/details/RouatIbnhebban-khalatWaKhaflah-pr-mobarak
من ترجم له ابن حبان في المجروحين ثم خرّج له في صحيحه من وجه لا يعارض:
http://www.archive.org/download/RouatIbnhebban-laMo3aredh-pr-mobarak/RouatIbnhebban-laMo3aredh-pr-mobarak.pdf
http://www.archive.org/details/RouatIbnhebban-laMo3aredh-pr-mobarak
دفع الإيهام عمّن ترجم له ابن حبان في المجروحين واشتبه بآخر:
http://www.archive.org/details/RouatIbnhebban-moshtabeh-pr-mobarak.pdf
http://www.archive.org/download/RouatIbnhebban-moshtabeh-pr-mobarak.pdf/RouatIbnhebban-moshtabeh-pr-mobarak.pdf
ـ[حميدالرحمن]ــــــــ[24 - 10 - 10, 09:44 م]ـ
هل طبع هذا الكتاب ام لا؟(34/198)
المستدرك على المطبوع من العلل الكبير للترمذي
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 06 - 02, 09:23 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين على آله وصحبه أجمعين
فقد وجدت عددا من النقولات عن العلل الكبير للترمذي لاتوجد في المطبوع منه (واقصد بالمطبوع طبعة دار الأقصى في مجلدين تحقيق حمزة ديب مصطفى) وله طبعة أخرى لا توجد لدي بتحقيق السامرائي
وغالب هذه الزيادات من السنن الكبرى للبيهقي وبعضها من فتح الباري لابن رجب
ومن المعروف أن البيهقي ليس له رواية لسنن الترمذي ولم تصله مسندة كما ذكر الذهبي في السير (18/ 165) وإن كان قد روى عددا قليلا من طريق شيخه الحاكم عن المحبوبي عن الترمذي ولكنه في أكثر المواضع يقول قال أبوعيسى - فيما بلغني عنه-
وأما العلل فيوجد فيها عدد من الزيادات لاتوجد في المطبوع بترتيب أبي طالب المكي
ولعلي أذكرها من السنن الكبرى للبيهقي ثم أنقل ما وقفت عليه عن غيره
نبيه
الأحاديث منسوخة من برنامج الألفية للتراث!
سنن البيهقي الكبرى ج: 1 ص: 74
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي أنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا محمد بن إسحاق قال حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عبيد الله الخولاني عن بن عباس قال دخل علي علي بيتي فدعا بوضوء فجئنا بقعب يأخذ المد أو المساجد حتى وضع بين يديه وقد بال فقال يا بن عباس ألا أتوضأ لك وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى فداك أبي وأمي قال فوضع له إناء فغسل يديه ثم مضمض واستنشق واستنثر ثم أخذ بيديه حفنة من ماء جميعا فصك بهما وجهه وألقم أبهاميه ما أقبل من اليسرى قال ثم عاد بمثل ذلك ثلاثا ثم أخذ كفا من ماء بيده اليمنى فأفرغها على ناصيته ثم أرسلها تسيل على وجهه ثم غسل يده اليمنى الى المرفق ثلاثا ثم يده الأخرى مثل ذلك ثم مسح رأسه وأذنيه من ظهورهما ثم أخذ بكفيه من الماء فصك بهما على قدمه وفيها النعل فبلها به ثم على الرجل الأخرى مثل ذلك قال قلت وفي النعلين قال وفي النعلين قلت وفي النعلين قال وفي النعلين قلت وفي النعلين قال وفي النعلين ((وقال أبو عيسى الترمذي سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فقال لا أدري ما هذا الحديث فكأنه رآى الحديث الأول أصح يعني حديث عطاء بن يسار))
هذا فيه نقص في المطبوع (سنن البيهقي الكبرى ج: 1 ص: 158
714 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا أبو عمر ومسدد والحجبي وأخبرنا عبد الله أخبرني أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو كامل قالوا أنا أبو عوانة عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أتوضأ من لحوم الغنم قال إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ قال أتوضأ من لحوم الإبل قال نعم فتوضأ من لحوم الإبل قال أصلي في مرابض الغنم قال نعم قال أصلي في مبارك الإبل قال لا لفظ حديث أبي كامل رواه مسلم في الصحيح عن أبي كامل وأخرجه أيضا من حديث أشعث بن أبي الشعثاء وسماك بن حرب عن جعفر بن أبي ثور وذهب علي بن المديني إلى أن جعفر بن أبي ثور هذا أبو عبد الله الحافظ ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرائيني نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال على جعفر هذا مجهول كذا قال على وقد أخبرنا محمد بن نا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو أحمد بن فارس عن محمد بن إسماعيل البخاري قال جعفر بن أبي ثور جده جابر بن سمرة قال سفيان وزكريا وزائدة عن سماك عن جعفر بن أبي ثور بن جابر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في اللحوم قال وقال أهل النسب ولد جابر بن سمرة خالد وطلحة ومسلمة وهو أبو ثور قال وقال شعبة عن سماك عن أبي ثور عكرمة بن جابر بن سمرة عن جابر بن سمرة ((قال أبو عيسى الترمذي فيما بلغني عنه حديث الثوري أصح من حديث شعبة وشعبة أخطأ فيه فقال عن أبي ثور وإنما هو جعفر بن أبي ثور)) 0
سنن البيهقي الكبرى ج: 1 ص: 391
¥(34/199)
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا عباد بن موسى الختلي وزياد بن أيوب وحديث عباد أتم قالا ثنا هشيم عن أبي بشر قال زياد أنا أبو بشر عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار قال اهتم النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة كيف يجمع الناس لها فقيل له انصب راية ثم حضور الصلاة فإذا رأوها آذن بعضهم بعضا فلم يعجبه ذلك قال فذكر له القنع يعني الشبور وقال زياد شبور اليهود فلم يعجبه ذلك وقال هو من أمر اليهود قال فذكر له الناقوس فقال هو من أمر النصارى فانصرف عبد الله بن زيد وهو مهتم لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأري الأذان في منامه قال فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال يا رسول الله إني لبين نائم ويقظان إذ أتاني آت فأراني الأذان قال وكان عمر بن الخطاب قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوما قال ثم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما منعك أن تخبرنا فقال سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال قم فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله قال فأذن بلال قال أبو بشر أخبرني أبو عمير أن الأنصار تزعم أن عبد الله بن زيد لولا أنه كان يومئذ مريضا لجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو يحيى أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي ثنا أبو عبد الله محمد بن نصر ثنا عبيد الله بن سعد الزهري ثنا عمى يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه قال حدثني أبي عبد الله بن زيد قال ثم لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس يعمل ليضرب به للناس في الجمع للصلاة أطاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده فقلت له يا عبد الله أتبيع الناقوس قال وما تصنع به فقلت ندعو به إلى الصلاة قال أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك قلت بلى قال تقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ثم بعيد قال ثم تقول إذا أقمت الصلاة الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فلما أصبحت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ما رأيت فقال إنها لرؤيا حق إن شاء الله تعالى فقم مع بلال فألق ما رأيت فليؤذن به فإنه أندى صوتا منك فقمت مع بلال فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به فسمع بذلك عمر بن الخطاب وهو في بيته فخرج يجر رداءه ويقول والذي بعثك بالحق يا رسول الله لقد رأيت مثل ما رأى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلله الحمد وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يعقوب فذكره بإسناده مثله إلا أنه ذكر التكبير في صدر الأذان مرتين وكذلك ذكر محمد بن سلمة عن بن إسحاق وأخبرنا أبو علي الروذباري ثنا أبو بكر بن داسة قال قال أبو داود وهكذا رواه الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن زيد يعني قصة الرؤيا في تثنية الأذان وانفراد الإقامة وقال فيه بن إسحاق عن الزهري الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر وقال فيه معمر ويونس عن الزهري الله أكبر الله أكبر لم يثنيا أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال سمعت الإمام أبا بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب يقول سمعت أبا بكر محمد بن يحيى المطرز يقول سمعت محمد بن يحيى يقول ليس في أخبار عبد الله بن زيد في قصة الأذان خبر أصح من هذا يعني حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد لأن محمدا سمع من أبيه وابن أبي ليلى لم يسمع من عبد الله بن زيد ((وفي كتاب العلل لأبي عيسى الترمذي قال سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث يعني حديث محمد بن إبراهيم التيمي فقال هو عندي حديث صحيح))
سنن البيهقي الكبرى ج: 1 ص: 439
¥(34/200)
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبدان ثنا محمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن علي الخزاز ثنا أبو زكريا ثنا يحيى بن معين ثنا إسحاق الأزرق ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ثنا بشر بن موسى ثنا أحمد بن حنبل ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن شريك عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة قال ثم كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر بالهاجرة فقال لنا أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم ((قال أبو عيسى الترمذي فيما بلغني عنه سألت محمدا يعني البخاري عن هذا الحديث فعده محفوظا))
سنن البيهقي الكبرى ج: 1 ص: 456
1982 أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي يقول ثنا نهيك بن يريم حدثني مغيث بن سمي قال ثم صليت مع بن الزبير صلاة الفجر فصلى بغلس وكان بسفر بها فلما سلم قلت لعبد الله بن عمر ما هذه الصلاة وهو إلى جانبي قال هذه صلاتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فلما قتل عمر أسفر بها عثمان ((وفي كتاب العلل لأبي عيسى الترمذي قال قال محمد بن إسماعيل البخاري حديث الأوزاعي عن نهيك بن يريم في التغليس بالفجر حديث حسن))
سنن البيهقي الكبرى ج: 2 ص: 240
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني يحيى بن منصور القاضي ثنا أبو بكر محمد بن محمد بن رجاء ثنا صفوان بن صالح الدمشقي ثنا الوليد بن مسلم ثنا زهير بن محمد التميمي ثنا زيد بن أسلم ثم قال رأيت بن عمر يصلي محلول أزراره فينبغي عن ذلك فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله تفرد به زهير بن محمد ((وبلغني عن أبي عيسى الترمذي أنه قال سألت محمدا يعني البخاري عن حديث زهير هذا فقال أنا أتقى هذا الشيخ كأن حديثه موضوع وليس هذا عندي بزهير بن محمد وكان أحمد بن حنبل يضعف هذا الشيخ ويقول هذا شيخ ينبغي أن يكونوا قلبوا اسمه))
سنن البيهقي الكبرى ج: 3 ص: 336
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي ثنا محمد بن إسماعيل يعني السلمي ثنا سعيد بن حفص خال النفيلي ثنا موسى بن أعين عن إسحاق بن راشد عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في كسوف الشمس أربع ركعات وأربع سجدات فقرأ في الركعة الأولى بالعنكبوت وفي الثانية بلقمان أو الروم وروينا عن حنش عن علي رضي الله عنه أنه الرجعة بالقراءة في صلاة كسوف الشمس ((وفيما حكى أبو عيسى الترمذي عن محمد بن إسماعيل البخاري أنه قال حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم الرجعة بالقراءة في صلاة الكسوف أصح عندي من حديث سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أسر القراءة فيها))
سنن البيهقي الكبرى ج: 4 ص: 11
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم العدل ببغداد ثنا عبد الله بن روح المدائني ثنا عثمان بن عمر قال وأخبرنا عبد الله بن الحسين القاضي بمرو ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة قالا حدثنا أسامة بن زيد عن الزهري عن أنس بن مالك قال لما كان يوم أحد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وقد جدع ومثل به فقال لولا أن تجد صفية تركته حتى يحشره الله من بطون الطير والسباع فكفنه في نمرة إذا خمر رأسه بدت رجلاه وإذا خمر رجلاه بدا رأسه فخمر رأسه ولم يصل على أحد من الشهداء غيره ثم قال أنا شهيد عليكم اليوم وكان يجمع الثلاثة والاثنين في قبر واحد ويسأل أيهم أكثر قرآنا فيقدمه في اللحد وكفن الرجلين والثلاثة في الثوب الواحد أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ علي بن عمر الحافظ قال هذه اللفظة ولم يصل على أحد من الشهداء غيره ليست محفوظة ((قال أبو عيسى الترمذي في كتاب العلل سألت محمدا يعني البخاري عن هذا الحديث يعني إسناده فقال حديث عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله هو حديث حسن وحديث أسامة بن زيد محفوظ غلط فيه أسامة بن زيد))
سنن البيهقي الكبرى ج: 4 ص: 88
¥(34/201)
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن يزيد الواسطي أنبأ سفيان بن حسين ثم بإسناده ومعناه قال فإن لم تكن بنت مخاض فابن لبون قال ولم يذكر كلام الزهري ((قال أبو عيسى الترمذي في كتاب العلل سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فقال أرجو أن يكون محفوظا وسفيان بن حسين صدوق))
هذا فيه نقص في المطبوع من العلل
سنن البيهقي الكبرى ج: 4 ص: 126
وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن أبي سيارة المتعي قال قلت ثم يا رسول الله إن لي نحلا قال أد العشر قلت يا رسول الله احم لي جبلها فحماه لي وهذا أصح ما روي في وجوب العشر فيه وهو منقطع ((قال أبو عيسى الترمذي سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا فقال هذا حديث مرسل وسليمان بن موسى لم يدرك أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وليس في زكاة العسل شيء يصح قال البخاري وعبد الله بن محرر متروك الحديث))
هذا كلام البخاري فيه ناقص
سنن البيهقي الكبرى ج: 4 ص: 228
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت قال سمعت عمارة بن عمير يحدث عن أبي المطوس قال حبيب وقد رأيت أبا المطوس عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أفطر يوما من رمضان رخصة رخصها الله عز وجل له لم يقض عنه وإن صام الدهر كله ((وفيما بلغني عن أبي عيسى الترمذي أنه قال سألت البخاري عن هذا الحديث فقال أبو المطوس اسمه يزيد بن المطوس وتفرد بهذا الحديث ولا أدري سمع أبوه من أبي هريرة أم لا))
هذا لايوجد في السنن ولا في العلل
سنن البيهقي الكبرى ج: 4 ص: 267
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ سمعت أبا علي الحافظ يقول قلت لعبدان الأهوازي يصح أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو صائم فقال سمعت العباس العنبري يقول سمعت علي بن المديني يقول قد صح حديث أبي رافع عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفطرالحاجم والمحجوم ((وبلغني عن أبي عيسى الترمذي قال سألت أبا زرعة عن حديث عطاء عن أبي هريرة مرفوعا فقال هو حديث حسن))
سنن البيهقي الكبرى ج: 5 ص: 12
وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ أنبأ أبو بكر بن أبي داود ومحمد بن جعفر بن رميس والقاسم بن إسماعيل أبو عبيد وعثمان بن جعفر اللبان وغيرهم قالوا ثنا أحمد بن يحيى الصوفي ثنا زيد بن الحباب ثنا سفيان الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال حج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث حجج حجتين قبل أن يهاجر وحجة قرن معها عمرة وكيف يكون هذا صحيحا وقد روي من أوجه عن جابر في إحرام النبي صلى الله عليه وسلم خلاف هذا ((وقد قال أبو عيسى الترمذي سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فقال هذا حديث خطأ وإنما روي هذا عن الثوري مرسلا قال البخاري وكان زيد بن الحباب إذا روى حفظا ربما غلط في الشيء))
سنن البيهقي الكبرى ج: 5 ص: 128
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن عبيد الله النرسي ثنا يزيد بن هارون أنبأ الحجاج بن أرطاة عن أبي يزيد مولى عبد الله بن الحارث يعني عن أم جندب قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أيها الناس لا تقتلوا أنفسكم ثم جمرة العقبة وعليكم بمثل حصى الخذف قال الحجاج وقال عطاء حصى الخذف مثل طرف الأصبع لم يثبت شيخنا أم جندب وهي أم جندب قاله أحمد بن منيع عن يزيد بن هارون ((قال أبو عيسى الترمذي سألت البخاري عن هذا الحديث فقال أمه أسمها أم جندب قلت فحديث الحجاج قال أرى أن الحجاج أخذه عن يزيد بن أبي زياد وأظنه هو حديث سليمان بن عمرو عن أمه))
سنن البيهقي الكبرى ج: 5 ص: 183
¥(34/202)
أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ سعيد بن سالم عن بن جريج عن عكرمة مولى بن عباس يقول ثم انزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ضبعا صيدا وقضى فيها كبشا قال الشافعي رواية أبي بكر وهذا حديث لا يثبت مثله لو انفرد قال الشيخ وإنما قاله لانقطاعه ثم أكده بحديث بن أبي عمار عن جابر وحديث بن أبي عمار حديث جيد تقوم به الحجة ((قال أبو عيسى الترمذي سألت عنه البخاري فقال هو حديث صحيح))
هذا فيه نقص في المطبوع
سنن البيهقي الكبرى ج: 7 ص: 212
وأما الحديث أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن يعقوب الشيباني ثنا علي بن الحسن ثنا أبو عاصم عن عثمان بن الأسود عن بن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج وهو محرم فهكذا رواه جماعة عن أبي عاصم وإنما يروى عن بن أبي مليكة مرسلا وذكر عائشة فيه وهم ((قال أبو عيسى الترمذي سألت محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله عن هذا الحديث فقال يروون هذا الحديث عن بن أبي مليكة مرسلا))
فيه نقص في المطبوع
سنن البيهقي الكبرى ج: 8 ص: 43
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد العطار ببغداد ثنا أحمد بن سلمان ثنا عبد الملك بن محمد ثنا أبو عاصم عن بن جريج عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بن عباس ثم أن عمر رضي الله عنه سأل الناس في الجنين فقام حمل بن مالك بن النابغة فقال كنت بين امرأتين لي فضربت إحداهما الأخرى بعمود جنين فقتله فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنين بغرة وقضى أن تقتل المرأة بالمرأة وهذا إسناد صحيح ((وفيما ذكر أبو عيسى الترمذي في كتاب العلل وقال سألت محمدا يعني البخاري عن هذا الحديث فقال هذا حديث صحيح رواه بن جريج عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بن عباس وابن جريج حافظ))
سنن البيهقي الكبرى ج: 9 ص: 260
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ الحسن بن يعقوب العدل ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا زيد بن الحباب عن عبد الله بن عياش المصري عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجد سعة لأن يضحي فلم يضح فلا يحضر مصلانا وكذلك رواه حيوة بن شريح ويحيى بن سعيد العطار عن عبد الله بن عياش القتباني ((بلغني عن أبي عيسى الترمذي انه قال الصحيح عن أبي هريرة موقوف قال ورواه جعفر بن ربيعة وغيره عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة موقوفا وحديث زيد بن محفوظ))
سنن البيهقي الكبرى ج: 10 ص: 258
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد ثنا عبد الله بن محمد قال قال أبو عبد الله يعني محمد بن نصر أنبأ يحيى بن يحيى أنبأ محمد بن جابر عن سماك عن تميم بن طرفة قال اختصم رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم في بعير كل واحد منهما آخذ برأسه فجاء كل واحد منهما بشاهدين فجعله بينهما نصفين هذا مرسل ((وقد بلغني عن أبي عيسى الترمذي أنه سأل محمد بن إسماعيل البخاري عن حديث سعيد بن أبي بردة عن أبيه في هذا الباب فقال يرجع هذا الحديث إلى حديث سماك بن حرب عن تميم بن طرفة قال البخاري وقد روى حماد بن سلمة قال قال سماك بن حرب أنا حدثت أبا بردة بهذا الحديث))
يتبع ان شاء الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 06 - 02, 09:24 ص]ـ
لعله في السنن
سنن البيهقي الكبرى ج: 1 ص: 158
أخبرنا محمد بن نا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو أحمد بن فارس عن محمد بن إسماعيل البخاري قال جعفر بن أبي ثور جده جابر بن سمرة قال سفيان وزكريا وزائدة عن سماك عن جعفر بن أبي ثور بن جابر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في اللحوم قال وقال أهل النسب ولد جابر بن سمرة خالد وطلحة ومسلمة وهو أبو ثور قال وقال شعبة عن سماك عن أبي ثور عكرمة بن جابر بن سمرة عن جابر بن سمرة ((قال أبو عيسى الترمذي فيما بلغني عنه حديث الثوري أصح من حديث شعبة وشعبة أخطأ فيه فقال عن أبي ثور وإنما هو جعفر بن أبي ثور وجعفر بن أبي ثور))
سنن البيهقي الكبرى ج: 1 ص: 245
¥(34/203)
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر قال قرئ على بن وهب أخبرك مالك بن أنس قال وثنا أبو العباس ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا زيد بن الحباب ثنا مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة عن كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت بن أبي قتادة أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءا فجاءت هرة تشرب منه فأصغى لها أبو قتادة الإناء حتى شربت قالت كبشة فرآني أنظر إليه فقال أتعجبين يا بنت أخي قالت فقلت نعم فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات هكذا رواه مالك بن أنس في المؤطا وقد قصر بعض الرواة بروايته فلم يقم إسناده ((قال أبو عيسى سألت محمدا يعني بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فقال جود مالك بن أنس هذا الحديث وروايته أصح من رواية غيره))
لعله في السنن
سنن البيهقي الكبرى ج: 1 ص: 158
أخبرنا محمد بن نا إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو أحمد بن فارس عن محمد بن إسماعيل البخاري قال جعفر بن أبي ثور جده جابر بن سمرة قال سفيان وزكريا وزائدة عن سماك عن جعفر بن أبي ثور بن جابر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في اللحوم قال وقال أهل النسب ولد جابر بن سمرة خالد وطلحة ومسلمة وهو أبو ثور قال وقال شعبة عن سماك عن أبي ثور عكرمة بن جابر بن سمرة عن جابر بن سمرة ((قال أبو عيسى الترمذي فيما بلغني عنه حديث الثوري أصح من حديث شعبة وشعبة أخطأ فيه فقال عن أبي ثور وإنما هو جعفر بن أبي ثور وجعفر بن أبي ثور))
سنن البيهقي الكبرى ج: 1 ص: 245
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر قال قرئ على بن وهب أخبرك مالك بن أنس قال وثنا أبو العباس ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا زيد بن الحباب ثنا مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة عن كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت بن أبي قتادة أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءا فجاءت هرة تشرب منه فأصغى لها أبو قتادة الإناء حتى شربت قالت كبشة فرآني أنظر إليه فقال أتعجبين يا بنت أخي قالت فقلت نعم فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات هكذا رواه مالك بن أنس في المؤطا وقد قصر بعض الرواة بروايته فلم يقم إسناده ((قال أبو عيسى سألت محمدا يعني بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث فقال جود مالك بن أنس هذا الحديث وروايته أصح من رواية غيره))
سنن البيهقي الكبرى ج: 4 ص: 239
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا سعيد بن عامر ثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجد تمرا فليفطر عليه ومن لا فليفطر على الماء فإنه طهور ((قال البخاري فيما روي عنه أبو عيسى حديث سعيد بن عامر وهم يهم فيه سعيد والصحيح حديث عاصم عن حفصة بنت سيرين قال الشيخ وقد روي عن أنس بن مالك من وجه آخر))
سنن البيهقي الكبرى ج: 5 ص: 43
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا محمد بن هارون الأزدي ثنا أبو نعيم ضرار بن صرد حدثنا بن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن بن المنكدر عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع عن أبيه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الحج أفضل قال العج والثج
وكذلك رواه محمد بن عمرو السواق البلخي عن بن أبي فديك ((قال أبو عيسى سألت عنه البخاري فقال هو عندي مرسل محمد بن المنكدر لم يسمع من عبد الرحمن بن يربوع قلت فمن ذكر فيه سعيدا قال هو خطأ ليس فيه عن سعيد قلت له إن ضرار بن صرد وغيره رووا عن بن أبي فديك هذا الحديث وقالوا عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه قال ليس بشيء))
يتبع ان شاء الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 06 - 02, 09:25 ص]ـ
قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على سنن الترمذي (2/ 362) (ونقل في التهذيب عن الترمذي قال: ((قلت لمحمد في حديث كثير بن عبدالله عن أبيه عن جده في الساعة التي ترجى في يوم الجمعة -: كيف هو؟ قال هو حديث حسن، إلا أن أحمد كان يحمل على كثير يضعفه، وقد روى يحيى بن سعيد الأنصاري عنه))
وانظر تهذيب الكمال (24/ 139)
قال ابن رجب في فتح الباري (6/ 453) (فخرج الترمذي من حديث علي بن زيد، عن ابن المسيب، عن أنس قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يا بني! إياك والالتفات في الصلاة؛ فإن الالتفات في الصلاة هلكة، فإن كان لابد ففي التطوع لا في الفريضة)) وقال حديث حسن، ووذكر في كتاب العلل أنه ذاكر به البخاري فلم يعرفه ولم يعرف لابن المسيب عن أنس شيئا))
قال ابن رجب في فتح الباري (5/ 84) (وروى زهير بن محمد عن يزيد بن خصيفة عن سلمة بن الأكوع قال: كنت أسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيته صلى بعد العصر ولا بعد الصبح قط خرجه الإمام أحمد ((وذكره البخاري في علله وقال سألت عنه محمدا - يعني - البخاري فقال: لاأعرف ليزيد بن خصيفة سماعا من سلمة بن الأكوع 0 قال ولم نعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه))
وما توفيقي إلا بالله
¥(34/204)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 09 - 02, 10:07 ص]ـ
أحسن الله اليكم
والنسخة المطبوعة من ترتيب كتاب العلل فيها نقص واضح
وكثير ما وجدت المحققين يقولون وهذا لم نجده في كتاب العلل فلعل المؤلف وهم وهكذا
ولكن الصواب ما ذكرتم وافدتم
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[22 - 09 - 02, 03:18 م]ـ
الإخوة الفضلاء
كتاب العلل الكبير للترمذي لي به عناية، و قد كنت اتدارسه مه مجموعة من الإخوان بعد صلاة الفجر، و كنت أقوم بشرحه مع توثيق المسائل و النصوص، كما عملنا في علل ابن أبي حاتم، فتبين أثناء عملنا عليه أن السقط الحاصل فيه، يحتمل كونها من إحدى الجهتين:
الأولى: من القاضي أبي طالب نفسه، حال ترتيب كتاب الترمذي.
و الثانية: من ناسخ الكتاب.
و أما المطبوع حاليا، فهما طبعتان: طبعة الأقصى بالاردن بتحقيق حمزة ديب في مجلدين.
و طبعة صبحي السامرائي بعالم الكتب في مجلد.
و أحسنهما طبعة السامرائي و من ساعده فيها.
و أما طبعة حمزة ديب، ففيها من السقط و التحريف و سوء التعليق ما لا يمكن ذكره الآن.
و يكفي أنه أحيانا يسقط سؤالا كاملا مع جوابه.
أما طبعة السامرائي فهي و إن خلت عن السقط الكبير ففيها هنات، لكن لم يهتم بما هو أفيد للكتاب و هو توثيق النصوص المنقولة، و ذلك أن نسخة الكتاب وحية، و هي نسخة أحمد الثالث.
و هي نسخة الحافظ مغلطاي، و عليها تعليقاته التي فاتت كل من حقق الكتاب و لم يعرفوا أنها لمغلطاي.
بل كان مغلطاي ينقل منها في شرح ابن ماجة، فيقول أحيانا: كذا في نسختي، و هي نفسها نسخته المطبوع عنها العلل.
فالأئمة رحمهم الله يحتمل أنهم ينقلون من العلل المفرد قبل الترتيب، و لذا تجد عندهم ما لا يوجد في العلل المرتب، و يحتمل أن النقل من العلل المرتب لكن ناسخ نسخة أحمد الثالث أسقط منها ما استدرك عليها.
و من السقط المهم مثلا:
يتبع ..
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[22 - 09 - 02, 03:27 م]ـ
المثال الأول للسقط: ما في العلل (5 حدثنا محمد بن بشار حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي عن محمد ابن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد عن جابر قال نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلة ببول فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها سألت محمدا عن هذا الحديث فقال رواه غير واحد عن محمد بن إسحاق)
كذا فيهما.
و وقع فيهما سقط تمامه (هذا حديث صحيح) رواه غير واحد ...
و قد استدركت هذه الزيادة المهمة من الخلافيات 2/ 68 و عنه ابن دقيق العيد في الامام 2/ 520 و مغلطاي في شرح ابن ماجة (1/ 120)، بل و عبد الحق الاشبيلي في الاحكام الوسطى 1/ 129 و الزيلعي في نصبه (2/ 105).
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[22 - 09 - 02, 03:34 م]ـ
و الذي تبين لي أن البيهقي في السنن ينقل منه، و هذا الأصل، و يمكن أن تجد التعليل في الجامع و العلل، و هو لا يدل على أنه من الجامع، فمعلوم أن كثيرا من نصوص العلل موجودة بنصها في جامع الترمذي، و يظهر أن البيهقي لم يحصل له سماع العلل، و لذا تجده يقول (بلغني عن أبي عيسى الترمذي) أو بلغني عن البخاري، و النصوص من العلل المفرد.
و من مظانه أيضا: النكت الظراف لابن حجر فانه قد أسند عن العلل و نص عليه نصوصا لا توجد في العلل الكبير.
هذا غير الكتب الأخرى التي سبق ذكرها في المثال الاول.
و قد تبين لي أن من مصادر الترمذي في كتابه العلل تاريخ البخاري و قد نقل منه نصوصا، و هذا كفعله في الجامع و الله الموفق.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[25 - 09 - 02, 11:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على التعقيب
ومما يستدرك ما ذكره ابن رجب في شرح العلل (2\ 780) (وقد بين الترمذي في علله أن ما ذكره البخاري لم يوافق عليه، وأنه ثقة عند أهل الحديث قال (ولم أسمع أن أحدا من المتقدمين تكلم فيه) انتهى
ويقصد هنا الكلام في عطاء الخراساني
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 05 - 03, 04:07 ص]ـ
لعل الله أن ييسر طبعة جيدة للعلل الكبير للترمذي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[23 - 04 - 04, 04:43 م]ـ
وكذلك حصل وهم في ترجمة أبي طالب المكي الذي رتب العلل الكبير من حمزة ديب وبيانه في هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=12960
ـ[الرايه]ــــــــ[02 - 07 - 04, 06:26 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن على هذه الفوائد النفيسة من رجل نفيس العلم والنسب!
وما رأيك في الاجود من طبعة كتاب العلل الكبير؟
فأرى الشيخ عبد الله السعد في تقديمه لبعض الكتب، يحيل على طبعة السامرائي.
ومن المعلوم ان هناك طبعة اخرى وهي طبعة الديب وهي في الاصل رسالة علمية.
ونحن في انتظار بقية المستدرك على العلل
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 07 - 04, 09:16 م]ـ
بارك الله فيك وحفظك ونفعنا بفوائدك وعلمك
وطبعة السامرائي أفضل من طبعة حمزة ديب ولكلا الطبعتين فيهما بعض النقص والخلل، وهناك أحد الإخوة يقوم بالعمل على الكتاب نسأل الله له التوفيق.
¥(34/205)
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[18 - 12 - 04, 09:25 م]ـ
جزى الله الشيخ عبد الرحمن خيرا
وبانتظار خروج الكتاب معتنى به أكثر كما ذكرتم
ـ[أم فالح]ــــــــ[19 - 12 - 04, 07:32 ص]ـ
جزاك الله خيراً
علم العلل مهم وعزيز قل من يحسنه
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[12 - 07 - 07, 08:28 م]ـ
سنن البيهقي الكبرى ج: 1 ص: 439
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبدان ثنا محمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن علي الخزاز ثنا أبو زكريا ثنا يحيى بن معين ثنا إسحاق الأزرق ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ثنا بشر بن موسى ثنا أحمد بن حنبل ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن شريك عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة قال ثم كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر بالهاجرة فقال لنا أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم ((قال أبو عيسى الترمذي فيما بلغني عنه سألت محمدا يعني البخاري عن هذا الحديث فعده محفوظا))
تكملته كما في السنن:
. .. وقال رواه غير شريك عن بيان عن قيس عن المغيرة قال كنا نصلى الظهر بالهاجرة فقيل لنا أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم رواه أبو عيسى عن عمر بن إسماعيل بن مجالد عن أبيه عن بيان كما قال البخاري ا. هـ
وفي صحة هذا عن الترمذي أو البخاري نظر عندي والله أعلم
فقد أعلّ هذا الحديث البخاري في التاريخ فقال: في ترجمة بيان بن بشر:
"قال لي صدقة أخبرنا إسحاق الأزرق عن شريك عن بيان عن قيس عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أبردوا بالظهر وقال لنا موسى عن أبي عوانة عن طارق عن قيس عن عمر قوله وقال وكيع عن بن أبي خالد عن قيس كان يقال "
فقد أعله بالموقوف وكذك أعله ابن معين بالموقوف كما في تلخيص الحبير للحافظ وأبو حاتم الرازي كما في العلل له وأبو حاتم فيى موضع آخر صحح رواية شريك عن عمارة لا هذه الرواية والله أعلم
والبيهقي في نقله عن الترمذي يقول:
_قال أبو عيسى في كتاب العلل
_وقال أبو عيسى فيما بلغني عنه
فلعلّ هذا النقل لم ينقله البيهقي من كتاب العلل ولكن سمعه سماع فيحتاج أن ينظر في الواسطة المبهمة بينهما والله أعلم
ما رأيكم؟؟
ـ[صالح العقل]ــــــــ[19 - 10 - 07, 08:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سليل الأكابر]ــــــــ[26 - 06 - 09, 06:05 م]ـ
سنن البيهقي الكبرى ج: 4 ص: 228
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت قال سمعت عمارة بن عمير يحدث عن أبي المطوس قال حبيب وقد رأيت أبا المطوس عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أفطر يوما من رمضان رخصة رخصها الله عز وجل له لم يقض عنه وإن صام الدهر كله ((وفيما بلغني عن أبي عيسى الترمذي أنه قال سألت البخاري عن هذا الحديث فقال أبو المطوس اسمه يزيد بن المطوس وتفرد بهذا الحديث ولا أدري سمع أبوه من أبي هريرة أم لا))
هذا لايوجد في السنن ولا في العلل
بارك الله فيكم شيخنا، وبخصوص الحديث السابق فهو موجود في "السنن" (3/ 101 رقم723)، وفي "العلل" (ص116 رقم199) طبعة السامرائي.
ودمتم بخير وعافية
محبكم السليل
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 11:29 م]ـ
كيف طبعة السامرائي
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[29 - 06 - 09, 11:37 م]ـ
الاستاذ أمجد ما ذكرته عن البخاري في التاريخ الكبير لا أظن أنه يعتبر تعليلاً بقدر ما هو مجرد ذكر للخلاف، والبخاري يصنع مثل ذلك في صحيحه أيضاً، فلا يصلح مثل ذلك للطعن فيما نقله البيهقي عن الترمذي، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[07 - 08 - 09, 09:00 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن الفقيه: في معرفة السنن والآثار كمٌّ من سؤالات أبي عيسى لشيخه الترمذي، وقد نبه على ذلك خالد الدريس في أطروحته عن الحديث الحسن، وبحثت في معرفة السنن والآثار فوجدت كما ذكر.
بارك الله فيكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 08 - 09, 02:29 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذه الفائدة القيمة.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[25 - 10 - 09, 07:36 ص]ـ
بارك الله فيكم.
وينظر موضوع الشيخ (العاصمي):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24207
ومن الساقط أيضًا:
ما ذكره ابن حجر -في النكت (1/ 411) - في معرض كلامه على حديث: «الأذنان من الرأس»، قال: (إلا أن له علة، فإنه من رواية سويد بن سعيد كما ترى، وقد وهم فيه. وذكر الترمذي في العلل الكبير أنه سأل البخاري عن هذا الحديث، فضعَّف سويدًا).
وكلام الترمذي هذا نقله البيهقي -في الخلافيات (1/ 431، 432) -، قال -بعد أن أسند رواية سويد-:
قال أبو عيسى الترمذي: قلت للبخاري: فإنهم يذكرون عن سويد بن سعيد عن ابن أبي زائدة عن شعبة عن حبيب بن زيد، فقال: (هو حبيب بن زيد. ودَعْ سويد)، وضعَّفه جدًّا، وقال: (كلما لقن شيئًا تلقنه)، وضعَّف أمره.
¥(34/206)
ـ[أحمد الغويري]ــــــــ[26 - 10 - 09, 08:02 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 02:10 م]ـ
نستفيد من نقل المشايخ: أن للإمام البيهقي اهتمامًا خاصًّا بسؤالات الإمام الترمذي لأمير المؤمنين في الحديث: محمد بن إسماعيل البخاري - رحمهم الله -؛ ففي السنن الكبرى، وفي معرفة السنن والآثار، والخلافيات ..
فربما تكتمل الفائدة بجرد مؤلفات الإمام البيهقي الأخرى ..
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[27 - 11 - 09, 02:41 م]ـ
فاتني وقت التعديل لهذه الإضافة:
ويستفاد من مختصر خلافيات البيهقي؛ فإن كتاب الخلافيات له لم يطبع كله، وقد وجدت الإمام ابن فرح (مختصره) لا يحذف هذه النقول، فعلى سبيل السرعة - وإن كان خارجًا عن شرط المشايخ -:
في (5: 86) حديث جابر - رضي الله عنه - في أكل الضبع مرفوعًا ..
نقل البيهقي تصحيح البخاري له، وهو موجود في العلل الكبير (1: 297) - ولذا قلت: وإن كان خارجًا عن شرط المشايخ -، فيستفاد من هذا المختصر ..(34/207)
من يدلو بدلوه في تخريج أثر ذكوان المعلق في البخاري؟؟
ـ[المتتبع بإحسان]ــــــــ[05 - 06 - 02, 12:15 م]ـ
أخرج البخاري في كتاب الاذان معلقاً أن ذكوان أمّ عائشة من المصحف في صلاة القيام, و قد ذكر البخاري هذا الاثر بصيغة الجزم
و لما كان هذا الاثر مهم بالنسبة لمن يحتج بجواز القراءة من المصحف في صلاة التراويح, أحببت أن يتوسع في تخريج هذا الاثر و إليك أخي الكريم مظان من وصل الاثر:
1 - وصله الحافظ في (التقليق) و قال عنه حسن
2 - وصله عبدالرزاق في مصنفه (باب إمامة العبد) و أشار إلى صحته
3 - ذكر إبن أبي شيبة في مصنفه
4 - وصله الشافعي في (مسنده)
5 - وصله البيهقي في (السنن الكبرى) و قال حسن
و الان أدعك أخي الكريم كي تدلو بدلوك في التوسع في تخريج الاثر و التحقق من صحته.
و الله الموفق
ـ[المتتبع بإحسان]ــــــــ[06 - 06 - 02, 01:22 م]ـ
الرفع للمشاركة
ـ[المتتبع بإحسان]ــــــــ[09 - 06 - 02, 09:07 ص]ـ
هل عجز المدلون بأن يدلو بدلوهم؟؟!!
ـ[المتتبع بإحسان]ــــــــ[11 - 06 - 02, 08:34 ص]ـ
أي تعليق مفيد؟؟
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[11 - 06 - 02, 09:00 ص]ـ
قال ابن أبي شيبة:
في الرجل يؤم القوم وهو يقرأ في المصحف
7215 حدثنا أبو بكر قال حدثنا الثقفي عن أيوب قال كان محمد لا يرى بأساً أن يؤم الرجل القوم يقرأ في المصحف.
7216 حدثنا ابن علية عن أيوب قال سمعت القاسم يقول كان يؤم عائشة عبد يقرأ في المصحف.
7217 حدثنا وكيع قال حدثنا هشام بن عروة عن أبي بكر بن أبي مليكة أن عائشة أعتقت غلاماً لها عن دبر فكان يؤمها في رمضان في المصحف.
7218 حدثنا أزهر عن ابن عون عن ابن سيرين عن عائشة ابنة طلحة انها كانت تأمر غلاماً أو إنساناً يقرأ في المصحف يؤمها في رمضان.
7219 حدثنا أبو داود عن شعبة عن الحكم في الرجل يؤم في رمضان يقرأ في المصحف رخص فيه.
7220 حدثنا أبو داود الطيالسي عن شعبة عن منصور عن الحسن ومحمد قالا لا بأس به.
7221 حدثنا أبو داود عن رباح بن أبي معروف عن عطاء قال لا بأس به.
7222 حدثنا وكيع قال حدثنا الربيع عن الحسن قال لا بأس أن يؤم في المصحف إذا لم يجد يعني من يقرأ ظاهراً.
7223 حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا عيسى بن طهمان قال حدثني ثابت البناني قال كان أنس يصلي وغلامه يمسك المصحف خلفه فإذا تعايا في آية فتح عليه. اهـ.
وقال ابن حجر في (تغليق التعليق):
أمّا خبر عائشة فقرأت على إبراهيم بن أحمد أخبركم الحافظ أبو الحجاج المزي أن علي بن أحمد السعدي أخبره أنا عمر بن محمد ابن طبرزد أنا محمد بن عبدالباقي الأنصاري أنا الحسن بن علي الشيرازي أنا إبراهيم بن أحمد بن جعفر ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه أن ذكوان أبا عمرو كان عبداً لعائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) فأعتقه عن دبر منها فكان يقوم لها فيقرأ لها في رمضان.
وقرأت على الحافظ أبي الفضل الحسين أخبركم عبدالحميد بن علي أن علي بن أحمد السعدي أخبره أنا زيد بن الحسن سنان أنا أبو الفضل الأرموي أنا أبو جعفر بن المسلمة أنا عثمان بن محمد الأدمي أنا أبو بكر بن أبي داود أنا أحمد بن سعيد بن بشر ثنا عبدالله بن وهب أخبرني جرير بن حازم عن أيوب السختياني عن ابن أبي مليكة أن عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يؤمها غلامها ذكوان في المصحف.
وبه ثنا علي بن محمد بن أبي الخصيب ثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبي بكر بن أبي مليكة عن عائشة أنها أعتقت غلاما لها من دبر فكان يؤمها في شهر رمضان في المصحف.
وبه حدثنا عبد الله بن سعيد ثنا ابن علية عن أيوب عن القاسم بن محمد قال كان يؤم عائشة عبد يقرأ في المصحف. رواه ابن أبي شيبة في مصنفه عن وكيع به فوافقناه بعلو. ورواه ابن أبي داود أيضا من طريق شعبة عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه وهو أثر صحيح. اهـ.
ـ[المتتبع بإحسان]ــــــــ[18 - 06 - 02, 01:14 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي هيثم على نقلك هذا و نفع الله بك
و لكن, هذا مما هو عندي معلوم, فكل ما نقلت لا يفيد أن الاثر صحيح, أضرب مثالاً على ذلك:
7217 حدثنا وكيع قال حدثنا هشام بن عروة عن أبي بكر بن أبي مليكة أن عائشة أعتقت غلاماً لها عن دبر فكان يؤمها في رمضان في المصحف.
* هشام بن عروة لم يسمع من (أبي بكر بن أبي مليكة)
7218 حدثنا أزهر عن ابن عون عن ابن سيرين عن عائشة ابنة طلحة انها كانت تأمر غلاماً أو إنساناً يقرأ في المصحف يؤمها في رمضان.
* لا يخفى عليك أن إبن سيرين أدرك نحو ثلاثين من الصحابة, و لكنه لم يدرك عائشة و لم يسمع منها, فالاثر مقطوع
و كذلك لو تأملت الاثر من طريق عبدالرزاق في مصنفه فهو وصله من طريق بن جريج حدثنا إبن أبي مليكة, ولكن هذا الاثر فيه علة خفية لأن إبن جريج مدلس و يرسل و هو ثقة إن صرّح, نعم إنه صرّح هنا, و لكن لم يقل أحد أن إبن جريج سمع هذا الاثر من إبن أبي مليكة, و قد صرّح إبن زنجويه بذلك
هذا و الله أعلم
¥(34/208)
ـ[المتتبع بإحسان]ــــــــ[19 - 06 - 02, 11:55 ص]ـ
للمزيد من النقاش العلمي
ـ[المتتبع بإحسان]ــــــــ[11 - 12 - 03, 06:58 م]ـ
للرفع(34/209)
أرجو الإجابة عن هذا الحديث // رواية ودراية [حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار]
ـ[أبو مقبل الأثري]ــــــــ[05 - 06 - 02, 12:29 م]ـ
عن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – قال: جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال: إن أبي كان يصل الرحم وكان وكان فأين هو؟ فقال: ((في النار)).
فكأن الأعرابي وجد من ذلك فقال: يا رسول الله فأين أبوك؟؟
قال: ((حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار)).
فأسلم الأعرابي بعد فقال: لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم تعباً ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار.
وجزاكم الله خيراً
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[06 - 06 - 02, 08:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب أبو مقبل الأثري وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الأثر له أسانيد عدة وهي ترجع الى طريقين:
الطريق الأولى:
- إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عامر بن سعد عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
ورواه عن ابراهيم بن سعد ثلاثة هم
1 - محمد بن ابي نعيم الواسطي
الطبراني في الكبير (1/ 145)
2 - يزيد بن هارون
االبحر الزخار (مسند البزار) (3/ 299)،ابن السني عمل اليوم والليلة 595، الضياء في المختارة (3/ 204)
3 - أبو نعيم الفضل بن دكين
البيهقي في دلائل النبوة (1/ 191)
وخالفهم محمد بن إسماعيل
فرواه عن يزيد بن هارون عن إبراهيم بن سعد عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه
ابن ماجة 1573 وهي رواية شاذة
الطريق الثانية:
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري مرسلا عن النبي صلى الله عليه وسلم
الجامع لمعمر _ الملحق بالمصنف _ (10/ 4549)
الحكم عليه
الصواب أن الرواية المرسلة هي الاصح لأن معمرا أوثق من إبراهيم بن سعد في الزهري وكلام الضياء في المختارة (أن المرسل يشد من المتصل) فكلام غير صحيح أبدا.
فالحديث ضعيف لايصح، والصواب أنه مرسل
وقد حكم على المرسل أنه الأصح:
1 - أبو حاتم الرازي في العلل (2/ 256)
2 - الدارقطني في العلل (4/ 334) وذكر في الأفراد (1/ 324) أن إبراهيم بن سعد تفرد به
وبهذا تعلم خطأ الشيخ الألباني رحمه الله عندما اورده في الصحيحة (1/ 25) رقم 18
والله أعلم وأحكم
ـ[أخو من طاع الله]ــــــــ[06 - 06 - 02, 11:25 م]ـ
الحديث رواية كما قلت ضعيف
وأما دراية:
فقد ذهب بعض أهل العلم إلى عدم وجود أهل فترة، ومن ذلك أن النووي حكى الإجماع على أن الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا أهل فترة (وفيه منازعة)
والمراد بذلك الفترة المطلقة التي يشكل عليها هذا الحديث، أما الفترة المقيدة بحال، فلا يشكل عليها لقلة بل ندرة من تنطبق عليه، والحديث خرج لبيان الغالب، فغالب من يمرّ عليه كافر قائمة عليه الحجة، والنادر لا حكم له.
ـ[أبو مقبل الأثري]ــــــــ[12 - 06 - 02, 05:27 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ولكن أعتقد أن ترجيح المرسل فيه مافيه؟؟؟
سوف أوضح ذلك في مشاركه آخرى أن شاء الله لأني الأن أنا في سفر أسأل الله عزوجل أن يوفقني إلى الصواب ..
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[18 - 06 - 02, 09:10 م]ـ
يا أبا مقبل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطلت الغيبة عسى المانع خير ا إن شاء الله
في إنتظار التوضيح بارك الله فيك
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[07 - 09 - 02, 01:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
فهذا تخريج للحديث الطويل الذي أخرجه الإمام أحمد (4/ 13) وأبو داود مختصرا (3266) والطبراني في الكبير (19/ 477) والحاكم في المستدرك (4/ 560) وابن أبي عاصم في السنة (524) مختصرا، و (636) تاما
**************
والذي فيه طريق آخر كما بين ذلك الأخ (أبو عبدالله التميمي) لحديث
قال الأخ التميمي:
(أما حديث: حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار)
فإن له طريقين: الأول ما ذكره الأخ الهرفي وقد صحح الدارقطني إرساله
والثاني: وهو ما يعرف بحديث وفد بني المنتفق، والحديث ذكره ابن القيم في حديث وفد بني المنتفق في الزاد وصححه وقواه.
قال شيخنا العلوان حفظه الله: قواه جمع من أهل السنة وحكم بعضهم ببدعية من رده.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3381
***************
حديث (بني المنتفق) هو:
¥(34/210)
كما في [زوائد] المسند: (لأن عبدالله رواه بالإسنادين فجمع بين رواية من رواه متصلا ومن رواه مرسلا
(قال عبد الله بن أحمد كتب إلى إبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير كتبت إليك بهذا الحديث وقد عرضته وجمعته على ما كتبت به إليك فحدث بذلك عنى قال حدثني عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي قال حدثني عبد الرحمن بن عياش السمعي الأنصاري القبائى من بنى عمرو بن عوف عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق عن أبيه عن عمه لقيط بن عامر قال دلهم وحدثنيه أبي الأسود عن عاصم بن لقيط أن لقيطا خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق قال لقيط فخرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسلاخ رجب فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافيناه حين انصرف من صلاة الغداة فقام في الناس خطيبا فقال أيها الناس ألا انى قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام ألا لأسمعنكم الا فهل من امرئ بعثه قومه فقالوا أعلم لنا ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا ثم لعله أن يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه الضلال الا انى مسؤل هل بلغت ألا اسمعوا تعيشوا ألا اجلسوا ألا اجلسوا قال والحاصل الناس وقمت أنا وصاحبي حتى إذا فرغ لنا فؤاده وبصره قلت يا رسول الله ما عندك من علم الغيب فضحك لعمر الله وهز رأسه وعلم أنى أبتغي لسقطه فقال ضن ربك عز وجل بمفاتيح خمس من الغيب لا يعلمها الا الله وأشار بيده قلت وما هي قال علم المنية قد علم منية أحدكم ولا تعلمونه وعلم المني حين يكون في الرحم قد علمه ولا تعلمون وعلم ما في غد وما أنت طاعم غدا ولا تعلمه وعلم اليوم الغيث يشرف عليكم آزلين آذلين مشفقين فيظل يضحك قد علم ان غيركم إلى قرب قال لقيط لن نعدم من رب يضحك خيرا وعلم يوم الساعة قلت يا رسول الله علمنا مما تعلم الناس وما تعلم فانا من قبيل لا يصدقون تصديقنا أحد من مذحج التي تربأ علينا وخثعم التي توالينا وعشيرتنا التي نحن منها قال تلبثون ما لبثتم ثم يتوفى نبيكم صلى الله عليه وسلم ثم تلبثون ما لبثتم ثم تبعث الصائحة لعمر الهك ما تدع على ظهرها من شيء الا مات والملائكة الذين مع ربك عز وجل فأصبح ربك عز وجل يطيف في الأرض وخلت عليه البلاد فأرسل ربك عز وجل السماء تهضب من ثم العرش فلعمر الهك ما تدع على ظهرها من مصرع قتيل ولا مدفن ميت الا شقت القبر عنه حتى تجعله من ثم رأسه فيستوي جالسا فيقول ربك مهيم لما كان فيه يقول يا رب أمس اليوم ولعهده بالحياة يحسبه حديثا بأهله فقلت يا رسول الله كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلى والسباع قال أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله الأرض أشرفت عليها وهى مدرة بالية فقلت لا تحيا أبدا ثم أرسل ربك عز وجل عليها السماء فلم تلبث عليك الا أياما حتى أشرفت عليها وهى شرية واحدة ولعمر الهك لهو أقدر على ان يجمعهم من الماء على أن يجمع نبات الأرض فيخرجون من الأضواء ومن مصارعهم فتنظرون إليه وينظر إليكم قال قلت يا رسول الله وكيف نحن ملء الأرض وهو شخص واحد ننظر إليه وينظر إلينا قال أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله عز وجل الشمس والقمر آية منه صغيرة ترونهما ويريانكم ساعة واحدة لا تضارون في رؤيتهما ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم وترونه من أن ترونهما ويريانكم لا تضارون في رؤيتهما قلت يا رسول الله فما يفعل بنا ربنا عز وجل إذا لقيناه قال تعرضون عليه بادية له صفحاتكم لا يخفى عليه منكم خافية فيأخذ ربك عز وجل بيده غرفة من الماء فينضح قبيلكم بها فلعمر الهك ما تخطئ وجه أحدكم منها قطرة فأما المسلم فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء وأما الكافر فتخطمه مثل الحميم الأسود ألا ثم ينصرف نبيكم صلى الله عليه وسلم ويفترق على رجاء الصالحون فيسلكون جسرا من النار فيطأ أحدكم الجمر فيقول حسن يقول ربك عز وجل أوانه الا فتطلعون على حوض الرسول على أظمأ والله ناهلة عليها قط ما رأيتها فلعمر الهك ما يبسط واحد منكم يده الا وضع عليها قدح يطهره من الطوف والبول والأذى وتحبس الشمس والقمر ولا ترون منهما واحدا قال قلت يا رسول الله فيما نبصر قال بمثل بصرك ساعتك هذه وذلك قبل طلوع الشمس في يوم أشرقت الأرض واجهت به الجبال قال قلت يا رسول الله فيما نجزى من سيئاتنا
¥(34/211)
وحسناتنا قال الحسنة بعشرة أمثالها والسيئة بمثلها الا ان يعفو قال قلت يا رسول أما الجنة أما النار قال لعمر الهك ان للنار لسبعة أبواب ما منهن بابان الا يسير الراكب بينهما سبعين عاما وان للجنة لثمانية أبواب ما منهما بابان الا يسير الراكب بينهما سبعين عاما قلت يا رسول الله فعلى ما نطلع من الجنة قال على أنهار من عسل مصفى وأنهار من كأس ما بها من صداع ولا ندامة وأنهار من لبن لم يتغير طعمه آسن وبفاكهة لعمر الهك ما تعلمون وخير من مثله معه وأزواج مطهرة قلت يا رسول الله ولنا فيها أزواج أو منهن مصلحات قال الصالحات للصالحين تلدونهن مثل لذاتكم في الدنيا ويلذذن ان لا توالد قال لقيط فقلت أقضي ما نحن بالغون ومنتهون إليه فلم يجبه النبي صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله ما أبايعك قال فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال على أقام الصلاة وإيتاء الزكاة وزيال المشرك وان لا تشرك بالله الها غيره قلت وان لنا ما بين المشرق والمغرب فقبض النبي صلى الله عليه وسلم يده وظن أنى مشترط شيئا لا يعطينيه قال قلت نحل منها حيث شئنا ولا يجنى امرؤ الا على نفسه فبسط يده وقال ذلك لك تحل حيث شئت ولا يجنى عليك الا نفسك قال فانصرفنا عنه ثم قال ان هذين لعمر الهك من اتقى الناس في الأولى والآخرة فقال له كعب بن الخدرية أحد بن بكر بن كلاب منهم يا رسول الله قال بنو المنتفق أهل ذلك قال فانصرفنا وأقبلت عليه فقلت يا رسول الله هل لأحد ممن مضى من خير في جاهليتهم قال قال رجل من عرض قريش والله ان أباك المنتفق لفي النار قال فلكأنه وقع حر بين جلدي ووجهى ولحمى مما قال لأبي على رؤوس الناس فهممت ان أقول وأبوك يا رسول الله ثم إذا الآخر أجهل فقلت يا رسول الله وأهلك قال وأهلي لعمر الله ما أتيت عليه من قبر عامري أو قرشي من مشرك فقل أرسلني إليك محمد فأبشرك بما يسوءك تجر على وجهك وبطنك في النار قال قلت يا رسول الله ما فعل بهم ذلك وقد كانوا على عمل لا يحسنون الا إياه وكانوا يحسبون انهم مصلحون قال ذلك لأن الله عز وجل بعث في آخر كل سبع أمم يعنى نبيا فمن عصى نبيه كان من الضالين ومن أطاع نبيه كان من المهتدين)
*****************************************
فأقول وبالله التوفيق:
هذا الحديث ضعيف لا يصح، وفيه نكارة في مواضع
فيه:
عبد الرحمن بن عايش: مجهول، لم يوثقه إلا ابن حبان
دلهم بن الأسود: مجهول، لم يوثقه إلا ابن حبان
الأسود بن عبد الله بن حاجب: مجهول، لم يوثقه إلا ابن حبان
***********
وقد ضعفه:
**ابن كثير في البداية والنهاية (5/ 63) ط الكتب العلمية: هذا حديث غريب جداً، وفي بعض ألفاظه نكارة وقد أخرجه البيهقي في البعث والنشور وعبد الحق في العاقبة والقرطبي في كتاب التذكرة ...
**وقال ابن حجر: (في ترجمة لقيط من التهذيب) ط الرسالة (2/ 260)
ورواه أبو القاسم الطبراني مطولا، وهو حديث غريب جدا
**الألباني في رياض الجنة (524)، وكذلك (636) المطول
**محققوا المسند (ط الرسالة) (26/ 128)
*******************************
وأما كلام ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد (677)، والصواعق (المختصر) ط الكتب العلمية ص 380، وقد يكون في غيرها من كتبه
فهذا كلام غير علمي وليس هو التحقيق الذي عهدناه من ابن القيم رحمه الله تعالى
**********
وقال الهيثمي في المجمع (10/ 340)
رواه عبدالله والطبراني بنحوه وأحد طريقي عبدالله إسنادها متصل ورجالها ثقات والإسناد الآخر وإسناد الطبراني مرسل عن عاصم بن لقيط إن لقيطا
**
وقد تكلم الألباني رحمه الله على هذه الرواية
وخاصة على كلام الهيثمي
(وكلهم ثقات)
قال الألباني:
فهو من تساهله الذي عرف به، فإن كلا من عبدالرحمن السمعي ودلهم بن الأسود وأبيه ثلاثتهم لا يعرفون إلا بهذا الإسناد، وقد صرح الذهبي في الميزان في ترجمة دلهم بأنه لا يعرف، وأشار فيه إلى أن الآخرين كذلك، لأنه ليس لهما إلا راو واحد ... وثلاثتهم تفرد بتوثيقهم ابن حبان ... وهو عمدة البيهقي في قوله السابق
من أجل ذلك كنت ضعفت هذا الإسناد في حديث الرؤية المشار إليه في الطريق الأولى ... . ا. هـ الصحيحة (6/ 2/735) رقم 2810
... فائدة:
وقد أخطأ الشيخ رحمه الله في تحسين حديث
(حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره قال قلت يا رسول الله أو يضحك الرب قال نعم قلت لن نعدم من رب يضحك خيرا) (2810) الصحيحة
الذي أخرجه أحمد، وابن ماجة، والطيالسي، وابن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد في السنة، والطبراني في الكبير، والآجري في الشريعة والبيهقي في الاسماء والصفات
كلهم من طرق عن حماد بن سلمة به
أخطأ في تحسينه بمجموع هذين الحديثين حديث (الضحك)، وحديث (بني المنتفق)
وذلك لأن في الطريق الثاني: وكيع بن حدس (عدس): وهو مجهول لا يعرف
وقال ابن القطان الوهم والإيهام (3/ 617):لا تعرف له حال، ولا يعرف روى عنه ألا يعلى بن عطاء
وقال ابن قتيبة في إختلاف الحديث (/): غير معروف
قال الذهبي في الميزان: لا يعرف
وقال ابن حجر في التقريب: مقبول
فهذا مجهول
ولو أخذنا بكلام ابن حجر في المقبول أن حديثه يقبل عند المتابعة لكان حسن، وأظن هذا ما فعله الشيخ رحمه الله
ولكن المشكلة أن يكون المتابعُ مجهولا مثل المتابعِ (وهو الحاصل فيما فعله الشيخ رحمه الله تعالى)
فهذا لا ينفع كمتابع، لأن رواية المجاهيل لا تقوي بعضها
هذا ما بدا لي
ومن كان عنده تعقيب فليكن بعلم وحلم
والله أعلم وأحكم
وكتب خالد بن عمر الفقيه الغامدي
28/ 6/1423
¥(34/212)
ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[08 - 08 - 05, 02:22 ص]ـ
جزيتم الخير الكثير والأجر الوفير
وحول والدي النبي صلى الله عليه وسلم فثابت بالأدلة القوية أنهما في النار
وأما الصوفية الخرافيين فيردون الأحاديث بأهوائهم
]
قال الإمام البيهقي رحمه الله في دلائل النبوة (1/ 192)
((وكيف لا يكون أبواه وجده عليه الصلاة والسلام بهذه الصفة في الآخرة وقد كانوا يعبدون الوثن، حتى ماتوا ولم يدينوا دين عيسى بن مريم عليه السلام، وكفرهم لا يقدح في نسبه عليه الصلاة والسلام لان انكحة الكفار صحيحة. ألا تراهم يسلمون مع زوجاتهم فلا يلزمهم تجديد العقد ولا مفارقتهن إذا كان مثله يجوز في الاسلام وبالله التوفيق)). انتهى كلامه.
هذا الجمع بين النصوص
وقال تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} [التوبة: 114].
فوالد إبراهيم عليه السلام مشرك وعدو لله وهو جد النبي صلى الله عليه وسلم فهذا بنص القرآن
قال الإمام مسلم في صحيحه 203 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله أين أبي قال في النار فلما قفي دعاه فقال إن أبي وأباك في النار
قال القرافي في شرح تنقيح الفصول ص 297 (حكاية الخلاف في أنه عليه الصلاة والسلام كان متعبدا قبل نبوته بشرع من قبله يجب أن يكون مخصوصا بالفروع دون الأصول، فإن قواعد العقائد كان الناس في الجاهلية مكلفين بها إجماعا، ولذلك انعقد الإجماع على أن موتاهم في النار يعذبون على كفرهم، ولولا التكليف لما عذبوا، فهو عليه الصلاة والسلام متعبد بشرع من قبله -بفتح الباء -بمعنى مكلف لامرية فيه، إنما الخلاف في الفروع خاصة، فعموم إطلاق العلماء مخصوص بالإجماع) انتهى.
قال الحافظ ابن دحية: إنَّه حديث موضوع، يرُدُّه القرآن العظيم والإجماع، قال الله تعالى {و لا الذين يموتون وهم كفَّار}، وقال {فيمت وهو كافر} ومن مات كافرا لا ينفعه الإيمان بعد الرَّجعة، بل من آمن عند المعاينة لم ينفع، فكيف بعد الإعادة. انتهى
فهذا القرآن والسنة والإجماع
تحياتي لأهل السنة
ضروري مراجعة الرابط للمسألة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35656(34/213)
مثل امتي مثل المطر تخريج الحديث
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[06 - 06 - 02, 01:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين
فهذا تخريج لطيف لحديث (مثل أمتي مثل المطر لايدرى الخير في أوله أو آخره)
روي عن عدة من الصحابة: 1 - أنس بن مالك.2 - عمار بن ياسر. 3 - عبد الله بن عمر. 4 - عبد الله بن عمرو بن العاص. 5 - عمران بن حصين. 6 - علي بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعا
أولا عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
ورد عنه من ستة طرق هي:
1 - أحمد (3/ 143،130) والترمذي 2869
من طريق حسن الأشيب عن حماد الأبح حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفيه حماد الأبح وهو متكلم فيه ويهم في الشيء بعد الشيء كما قال ابن مهدي وابن حبان
وقد خالفه حماد بن سلمة (وهو من أثبت الناس في ثابت البناني) فرواه عن ثابت وحميد ويونس عن الحسن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وقد اورد الإمام أحمد رحمه الله هذه الرواية في المسند عقب رواية حماد الأبح السابقة ليتبين من لديه علم بالحديث أنها علة لها، وقد سال عبد الله أباه عن هذه الرواية فقال: خطا إنما هو عن الحسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم راجع موسوعة أقوال الإمام أحمد (1/ 308)، (4/ 301) وهي في العلل لعبد الله وفي المنتخب من علل الخلال لابن قدامة
· ملحوظة:
الألباني رحمه الله صحح هذا الإسناد بناء على أن حماد الأبح صدوق وأنه قد تابعه اثنان، وفي ما ذهب اليه نظر من وجهين:
1 - أن حماد الأبح قد خالف حماد بن سلمة في هذا الحديث عن ثابت وحماد (بن سلمة) أوثق من ألف مثل الأبح وخاصة في ثابت كيف وقد قيل إن حماد (الأبح) يهم في الشيء بعد الشيء؟!
2 - أن الذين ذكرهم الألباني متابعين لحماد الأبح لا يصلحون لذلك والسبب:
أ- أن {المتابع الأول} عبيد بن مسلم (صاحب السابري) مجهول الحال لم يوثقه إلا ابن حبان وهو معروف بتساهله في توثيق المجاهيل، وايضا شيخ الرامهرمزي الذي أخرج هذه المتابعة مجهول أيضا.
ب- أن {المتابع الثاني} إبراهيم بن حمزة بن أنس مجهول الحال والعين والله أعلم
2 - المجروحين لابن حبان (3/ 90)، تاريخ بغداد (11/ 114)، التمهيد (20/ 254)، ميزان الاعتدال (4/ 300) أبو الشيخ في الأمثال 331
من طريق هشام بن عبيد الله الرازي عن مالك عن الزهري عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا فيه هشام بن عبيد الله الرازي تفرد به عن مالك هو ضعيف متكلم فيه، وذكر الدارقطني أنه وهم فيه هشام ودخل عليه حديث في حديث، وقال الذهبي باطل
3 - ابن عدي (3/ 918)
من طريق خليد بن دعلج عن قتادة عن أنس
وخليد بن دعلج ضعيف متفق على ضعفه، وقال أبو حاتم:حدث عن قتادة بأحاديث مناكير
4 - ابن عدي (5/ 534)
من طريق عبيد الله بن تمام الرازي حدثنا يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفيه عبيد الله بن تمام في بعض ما يرويه ما ينكر وهذا لايتابعه عليه أحد، وقد خالفه حماد بن سلمة فرواه عن يونس بن عبيد عن الحسن مرسلا كما عند احمد (3/ 143)
5 - الطبراني في الأوسط (5/ 42)
حدثنا علي حدثنا الحسن بن أبي زيد الدباغ حدثنا عمر بن حفص عن مالك بن دينار عن الحسن عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
تفرد به الحسن الدباغ عن عمر بن حفص العامري (ذكرابن أبي حاتم أنه كان مؤذن مسجد في البصرة ولم يذكر في جرحا ولا تعديلا) وتفرد به عمر بن حفص عن مالك بن دينار
وقد رواه عن الحسن مرسلا ثلاثة وهم ثابت البناني وحميد الطويل و يونس بن عبيد
6 - ابو يعلى (6/ 380،190)
من طريق يوسف بن عطية الصفار سمعت ثابتا يقول قال أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا فيه الصفار وهو متروك، وقد خالفه حماد بن سلمة فرواه عن ثابت عن الحسن مرسلا كما عند أحمد (3/ 143)
ثانيا: عن عمار بن ياسر رضي الله عنه
ورد عنه من أربعة طرق
1 - موارد الظمآن (2307)،الإحسان 7226 (16/ 209)، البحر الزخار (4/ 2449)
من طريق الفضيل بن سليمان حدثنا موسى بن عقبة عن عبيد بن سليمان الأغر عن أبيه عن عمار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
¥(34/214)
وهذا فيه الفضيل بن سليمان وهو صدوق يخطيء كثيرا ولكنه يروي عن موسى بن عقبة مناكير كما قال صالح جزرة وقد استعار منه كتابا قلم يرجعه هو والسمتي
2 - أحمد (4/ 319)
حدثنا عبد الرحمن حدثنا زياد أبو عمر عن الحسن عن عمار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعبد الرحمن لم أعرفه، وزياد ابو عمر الفراء متكلم فيه وقد وُثق، والحسن لم يسمع من عمار
3 - مسند الصحابة للروياني (2/ 255)
محمد بن اسحاق أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا موسى بن عبيدة ‘ن أخيه ‘ن عمار بن ياسر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولفظه (مثل أمتي مثل المطر يجعل الله في أوله خيرا وفي آخره خيرا)
وفيه موسى بن عبيد الربذي قال أحمد لايكتب حديثه، حديثه منكر، وضعفه ابن المديني وقال يحدث بالمناكير وقال مسلم ضعيف
4 - أبو داود الطيالسي (2/ 38) بتحقيق التركي
حدثنا عمران عن قتادة قال حدثنا صاحب لنا عن عمار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ...
وهذا ضعيف فيه جهالة الراوي عن عمار
ثالثا: عن عبد الله بن عمر بن الخطاب
الحلية (2/ 23) تاريخ جرجان 386، مسند الشهاب (1/ 110)، المعجم لابن الأعرابي (2/ 571)
عن عبيس بن ميمون أخبرنا بكر المزني عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
وهذا ضعيف فيه عبيس بن ميمون الرقاشي أبو عبيدة الخراز البصري وهو متروك مجمع على ضعفه
·
ملحوظة:
الألباني رحمه الله اغتر بالمطبوع من المصادر السابقة ففيها جميعا (عيسى بن ميمون) وهو خطأ والصواب أنه عبيس بن ميمون، فصحح الرواية ولم يتنبه للخطأ، وذلك غير جيد لأسباب:
1 - أن الهيثمي في المجمع (10/ 68) قال بعد رواية ابن عمر هذه (رواه الطبراني وفيه عبيس بن ميمون وهو متروك) والألباني رحمه الله قد أطلع على هذا الكلام لزاما فقد عزى لنفس الجزء والصفحة قبل كلامه على رواية ابن عمر بسطر واحد فقط
2 - لو رجع الى تهذيب الكمال ونظر في اسماء الرجال يروون عن عيسى بن ميمون فلن يجد أحدا من الثلاثة السابقين ولن يجد اسم بكر المزني فيمن روى عنهم عيسى بن ميمون وهم موجودون بالتمام في اسم عبيس بن ميمون الضعيف وكذلك اسم بكر المزني فيمن روى عنهم عبيس، وبعد أن توصلت إلى هذه النتيجة وجدت محققو المسند (طبعة الرسالة) قد توصلوا لهذه النتيجة) فالحمد لله على التوفيق.
رابعا: عن عمران بن حصين
وردعنه طريقان:
1 - البزار 09/ 23)
حدثنا عبيد الله بن محمد اخبرنا اسماعيل بن نصر أخبرنا عباد بن راشد عن الحسن عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم
وهذا ضعيف فيه إسماعيل بن نصر تفرد به ولم يتابعه عليه غيره.
2 - الطبراني في الأوسط (4/ 396)
حدثنا عمر بن سيف بن عمرو أبو التمام حدثنا محمد بن أبي السري العسقلاني حدثنا موسى بن طارق أبو قرة حدثنا عبد الرجمن بن زيد بن اسلم عن أبيه عن جده عن أبي نجيد (عمران بن حصين 9 صاحب رسول الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ...
وهذا ضعيف تفرد به ابن أبي السري، وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف
خامسا: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه
ابن بشران في الأمالي (2/ 15) 982
أخبرنا أبومحمد جعفر بن محمد بن أحمد الواسطي حدثنا إبراهيم بن أحمد الوكيعي (وهو شيخ الطبراني) حدثنا أبي حدثنا أبو عبد الرحمن المقريء حدثنا الإفريقي عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ....
وهذا الحديث أخرجه الطبراني في الكبير في الجزء المطبوع المفرد الملحق بالثالث عشر والله أعلم
وهو حديث ضعيف فيه عبدالرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي
سادسا: عن علي رضي الله عنه
كما ذكر الألباني رحمه الله ولم أجده في مسند ابي يعلى، ولعله في مسند أبي يعلى الكبير وهو مفقود كما قال شيخي أبوعمر الفقيه
وهذا الحديث معارض بأحاديث صحيحة أخرى فيها تفضيل أول الأمة على آخرها مطلقا وهو الذي ذهب إليه أكثر العلماء كما قال القرطبي في تفسيره (الأنعام آية 110) وأن فضيلة الصحبة لا يعدلها فضيلة والله أعلم وأحكم.
وكتب
خالد بن عمر الفقيه الغامدي
صباح يوم الخميس 25/ 3/1423
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 06 - 02, 04:24 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[21 - 08 - 02, 07:33 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي [خالد بن عمر].
ثمّ انه قد مرّ علي في كلام الحافظ النّقاد [ابن رجب الحنبلي]ــ رحمه الله ــ أنه قد تكلّم على الحديث، ولا أذكر ــ الآن ــ موضعه، فمن وقف عليه فليتحفنا به.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 08 - 02, 09:16 م]ـ
قال ابن رجب في شرح العلل
أصحاب ثابت البناني
(ومنهم حماد بن يحيى الابح له اوهام عن ثابت منها حديثه عنه عن انس مرفوعا
حديث: مثل امتي مثل المطر
والصواب عن ثابت عن الحسن مرسلا كذا رواه حماد بن سلمة عن ثابت وقد تقدم هذا الحديث في كتاب الامثال)
وانظر فتح الباري لابن حجر (7/ 6)
¥(34/215)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 08 - 02, 09:31 م]ـ
قال اخي خالد بن عمر وفقه الله
(وهذا فيه هشام بن عبيد الله الرازي تفرد به عن مالك هو ضعيف متكلم فيه، وذكر الدارقطني أنه وهم فيه هشام ودخل عليه حديث في حديث، وقال الذهبي باطل)
في تفسير القرطبي (
ورواه هشام بن عبيدالله الرازي عن مالك عن الزهري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره). ذكره الدارقطني في مسند حديث مالك. قال أبو عمر: هشام بن عبيدالله ثقة لا يختلفون في ذلك.)
ذكرت هذا للفائدة
والا فالامر كما ذكر الاخ خالد نقلا عن الدارقطني (وذكر الدارقطني أنه وهم فيه هشام ودخل عليه حديث في حديث)
فائدة
وقول الذهبي
باطل
اي بهذا الاسناد
والله اعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 08 - 02, 09:35 م]ـ
وعند السخاوي
(ولابن عساكر في تاريخه من جهة ابن أبي مليكة عن عمرو بن عثمان رفعه مرسلاً: أمتي أمة مباركة لا يدرى أولها خير أو آخرها.
-------------------
)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 08 - 02, 09:36 م]ـ
قول الأخ <<فضيلة الصحبة لا يعدلها فضيلة>> صحيح لكن لا ينقض هذا الحديث. لأن من كان في آخر الأمة فإنه يصحب عيسى بن مريم رسول الله، فيحصل له فضل صحبة نبي مرسل من أولي العزم. والله أعلم.
وعندي أن الحديث مرسل صحيح
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 02 - 03, 01:30 ص]ـ
قال الاخ الشيخ خالد بن عمر وفقه الله وحفظه
(2 - أحمد (4/ 319)
حدثنا عبد الرحمن حدثنا زياد أبو عمر عن الحسن عن عمار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعبد الرحمن لم أعرفه، وزياد ابو عمر الفراء متكلم فيه وقد وُثق، والحسن لم يسمع من عمار
)
عبدالرحمن هو ابن مهدي
انتهى
وبهذا التخريج الموسع الذي قام به الاخ الفاضل الشيخ خالد وفقه الله
يتبين ان اغلب الروايات خطأ
والخطأ لايصحح الخطأ
فاغلب الروايات خطا
فمثلا حديث انس
الصواب فيه انه مرسل من حديث الحسن
وحديث عمار
مضطرب
ولعل الصواب فيه
مرسل الحسن
وحديث
ابن عمر فيه متروك
وحديث عمران مسلسل بالضعفاء
فالخلاصة
ان الصواب في الحديث انه من مرسل الحسن
وبقية الروايات خطا من قبل الرواة
ولايمكن تقوية الرواية الغير صحيحة باخرى مثلها
واخي الفاضل خالد بن عمر فيه نفس المتقدمين
اسال الله ان ينفع به
فقد راينا كيف انه بين علة عدة احاديث
كحديث حفص بن سليمان
ـ[أبو نايف]ــــــــ[24 - 02 - 03, 12:00 ص]ـ
قال العلامة المباركفوري رحمه الله تعالي في تحفة الاحوذي (4/ 571):
أخرجه أبو يعلي في مسنده: حدثنا حوثرة بن أشرس قال أخبرنا عقبة بن أبي الصهباء الباهلي قال سمعت الحسن يقول سمعت عليا يقول قال رسول الله صلي الله عليه وسلم مثل أمتي مثل المطر الحديث.
قال السيوطي في إتحاف الفرقة بوصل الخرقة قال محمد ابن الحسن الصيرفي شيخ شيوخنا: هذا نص صريح في سماع الحسن من علي رضي الله عنه.
ورجاله ثقات حوثرة وثقة ابن حبان وعقبة وثقة أحمد وابن معين.
قلت: ترجم له الحافظ الذهبي في (السير) (10/ 668) وقال: حوثرة بن أشرس ابن عون بن مجشر بن حجين المحدث الصدوق أبو عامر العدوي البصري
روي عنه أبو زرعة وأبو حاتم وعبد الله بن أحمد والقريابي وأبو يعلي والحسن بن سفيان واخرون
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالي: ما أعلم به بأسا.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[24 - 02 - 03, 10:40 ص]ـ
وبهذا يصح الحديث مرفوع إلي النبي صلي الله عليه وسلم (مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخره).
وأما عن من توهم أن هذا الحديث مخالف لما قاله صلي الله عليه وسلم (خير أمتي القرن الذي بعثت فيه)
فقد رد عليه الإمام ابن قتيبة رحمه الله تعالي في (تأويل مختلف الحديث) (114 - 115) بقوله:
ونحن نقول إنه ليس في ذلك تناقض ولا اختلاف لأنه أراد بقوله إن الاسلام بدأ غريباً وسيعود غريبا أن أهل الاسلام حين بدأ قليل وهم في آخر الزمان قليل إلا أنهم خيار
ومما يشهد لهذا ما رواه معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن الاوزاعي عن يحيي أو عروة بن رويم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (خيار أمتي أولها وآخرها وبين ذلك ثبج أعوج ليس منك ولست منه). والثبج الوسط
وقد جاءت في هذا آثار منها أنه ذكر آخر الزمان فقال (المتمسك منهم يومئذ بدينه كالقابض علي الجمر).
ومنها حديث آخر ذكر فيه أن الشهيد منهم يومئذ كشهيد بدر
وفي حديث آخر أنه سئل عن الغرباء فقال: (الذين يحيون ما أمات الناس من سنتي).
وأما قوله (خير أمتي القرن الذي بعثت فيه)
فلسنا نشك في أن صحابته خير ممن يكون في آخر الزمان وأنه لا يكون لأحد من الناس مثل الفضل الذي أوتوه
وإنما قال مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخره علي التقريب لهم من صحابته كما يقال ما أدري أوجه هذا الثوب أحسن أم مؤخره ووجهه أفضل إلا أنك أردت تقريب منه
وكما تقول ما أدري أوجه هذه المرأة أحسن أم قفاها ووجهها أحسن إلا أنك أردتت تقريب ما بينهما في الحسن
ومثل هذا قوله في تهامة إنها كبديع العسل لا يدري أوله خير أم آخره والبديع الزق وإذا كان العسل في زق ولم يختلف اختلاف اللبن في الوطب فيكون أوله خيرا من آخره ولكنه يتقارب فلا يكون لأوله كبير فضل علي آخره.
هذا والحمد لله رب العالمين
¥(34/216)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[24 - 02 - 03, 11:00 ص]ـ
الحديث متنه ليس فيه نكارة لأن آخر هذه الأمة يدرك عيسى عليه السلام فيكون هؤلاء صحابة.
لكن الحديث فيه نظر. قال الترمذي عن الحسن: لا يعرف له سماع من علي.
قال بهز بن أسد: حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال: ما حدثنا الحسن عن أحد من أهل بدر مشافهة.
سئل أبو زرعة: هل سمع الحسن أحدا من البدريين؟ قال: رآهم رؤية، رأى عثمان و عليا. قيل: هل سمع منهما حديثا؟ قال: لا، رأى عليا بالمدينة، و خرج على إلى الكوفة و البصرة، و لم يلقه الحسن بعد ذلك، و قال الحسن: رأيت الزبير يبايع عليا.
و قال على ابن المدينى: لم ير عليا إلا أن كان بالمدينة و هو غلام.
و قال همام بن يحيى عن قتادة: و الله ما حدثنا الحسن عن بدرى واحد مشافهة.
والغلط من حوثرة فإنه لم يوثقه غير ابن حبان. وأظنك تعرف جيداً ما قاله الشيخ الألباني عن توثيق ابن حبان.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 02 - 03, 11:18 ص]ـ
الحسن لم يسمع من علي
قال ابن رجب في شرح العلل
(فإن كان الثقة يروي عمن عاصره أحياناً – ولم يثبت لقيه له – ثم يدخل أحياناً بينه وبينه واسطة فهذا يستدل به هؤلاء الأئمة على عدم السماع منه.
قال أحمد: ((البهي ما أراه سمع من عائشة، إنما يروي عن عروة عن عائشة. قال: وفي حديث زائدة عن السدي عن البهي قال: حدثتني عائشة.قال: وكان ابن مهدي سمعه من زائدة، وكان يدع منه ((حدثتني عائشة، ينكره)).
وكان أحمد يستنكر دخول التحديث في كثير من الأسانيد، ويقول: هط خطأ،يعني ذكر السماع:
قال في رواية هدبة عن حماد عن قتادة نا هلاد الجهني: ((هو خطأ، خلاد قديم، ما رأى قتادة خلاداً)).
وذكروا لأحمد قول من قال: عن عراك بن مالك سمعت عائشة فقال: ((هذا خطأ)) وأنكره، وقال: ((عراك من أين سمع من عائشة؟ إنما يروي عن عروة عن عائشة)).
وكذلك ذكر أبو حاتم الرازي: أن بقية بن الوليد كان يروي عن شيوخ ما لم يسمعه، فيظن أصحابه أنه سمعه، فيروون عنه تلك الأحاديث ويصرحون بسماعه لها من شيوخه ولا يضبطون ذلك وحينئذ فينبغي التفطن لهذه الأمور، ولا يغتر بمجرد ذكر السماع والتحديث في الأسانيد، فقد ذكر ابن المديني أن شعبة وجدوا له غير شئ يذكر فيه الإخبار عن شيوخه، ويكون منقطعاً.
وذكر أحمد أن ابن مهدي حدث بحديث عن هشيم أنا منصور بن زاذان، قال أحمد: ((ولم يسمعه هشيم من منصور)).
وقال أبو حاتم في يحيى بن أبي كثير: ((ما أراه سمع من عروة ابن الزبير لأنه يدخل بينه وبينه رجلاً ورجلين، ولا يذكر سماعاً ولا رؤية ولا يؤاله عن مسألة)).
وقال أحمد في رواية قتادة عن يحيى بن يعمر: ((لا أدري سمع منه أم لا؟ قد روى عنه، وقد روى عن رجل عنه)).
وقال أيضاً: ((قتادة لم يسمع من سليمان بن يسار، بينهما أبو الخليل، ولم يسمع من مجاهد، بينهما أبو الخليل)).
وقال في سماع الزهري من عبد الرحمن بن أزهر: ((قد رآه – يعني ولم يسمع منه – قد أدخل بينه وبينه طلحة بن عبد الله ابن وهب)).
ولم يصحح قول معمر وأسامه: ((عن الزهري سمعت عبد الرحمن ابن أزهر)).
وقال أبو حاتم: ((الزهري لم يثبت له سماع من المسور، يدخل بينه وبينه سليمان بن يسار وعروة بن الزبير)).
) الخ
هذا امر
الامر الاخر
ان عقبة خالف ثابت وحميد ويونس
وثابت وحميد ويونس اثبت من عقبة
وكل من وصل الحديث
سواء بذكر عمار او علي او انس فقد اخطا
فالصواب
ان الحديث من مرسل الحسن
ـ[أبو نايف]ــــــــ[24 - 02 - 03, 04:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أولاً:
قال النيموي اتصال الحسن بعلي ثابت بوجوه فمنها ما ذكره البخاري في تاريخه الصغير في ترجمة سليمان بن سالم القرشي العطار سمع علي بن زيد عن الحسن رأي علياً والزبير التزما ورأي عثمان وعليا التزما.
ومنها ما أخرجه المزي في تهذيب الكمال بإسناده عن يونس بن عبيد قال: سألت الحسن قلت: يا أبا سعيد إنك تقول قال رسول الله صلي الله عليه وسلم وإنك لم تدركه
قال: يا ابن أخي لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك ولولا منزلتك مني ما أخبرتك إني في زمان كما تري وكان في عمل الحجاج كل شيء سمعتني أقول قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فهو عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا.
قلت: قال أبو زرعة رحمه الله تعالي: كل شيء قال الحسن: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم، وجدت له أصلاً ثابتاً، ما خلا أربعة أحاديث.
وقال الترمذي: قد كان الحسن في زمان علي، وقد أدركه، ولكنا لا نعرف له سماعاً منه.
هذا وقد أخرج أبو يعلي في مسنده قال: حدثنا حوثرة بن أشرس قال: أخبرنا عقبة بن أبي الصهباء الباهلي قال: سمعت الحسن يقول سمعت عليا يقول: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (مثل أمتي مثل المطر .. ) الحديث
قال الإمام السيوطي رحمه الله تعالي: قال محمد ابن الحسن الصيرفي شيخ شيوخنا هذا نص صريح في سماع الحسن من علي رضي الله عنه.
قلت: نعم هذا نص صريح في سماع الحسن رحمه الله تعالي من علي رضي الله عنه
والعذر - والله - للإمام الترمذي رحمه الله تعالي وغيره من الأئمة رضي الله عنهم
أما ومن وجد تصريح الحسن بالسماع من علي رضي الله عنه فالحجة - والله - عليه.
ثانياً:
حوثرة بن أشرس أبو عامر العدوي
وثقه الإمام ابن حبان رحمه الله تعالي
والحافظ الهيثمي رحمه الله تعالي
وروي عنه كبار الأئمة ومنهم:
1) الإمام أبو زرعة رحمه الله تعالي
2) الإمام أبو حاتم رحمه الله تعالي
3) الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمه الله (((وما كان يكتب إلا عمن أذن له أبوه في الكتابة عنه))).
4) الإمام أبو يعلي رحمه الله تعالي
وغيرهم رحمهم الله تعالي
هذا والله أعلم
¥(34/217)
ـ[ابو الوفا العبدلي]ــــــــ[24 - 02 - 03, 08:26 م]ـ
روي ايضا من حديث ابي هريرة:
اخرجه ابو طاهر المخلص في فوائده (ق: 254/ب -255/أ):
حدثنا احمد ثنا حاجب ثنا انس ثنا يزيد بن عياض عن الاعرج عن ابي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
مثل امتي مثل المطر , لا يدرى اوله خير أم آخره.
احمد شيخ المخلص هو احمد بن نصر بن بجير
وحاجب هو ابن سليمان.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[28 - 02 - 03, 04:16 م]ـ
بارك الله فيكما
قوله
(ومنها ما أخرجه المزي في تهذيب الكمال بإسناده عن يونس بن عبيد قال: سألت الحسن قلت: يا أبا سعيد إنك تقول قال رسول الله صلي الله عليه وسلم وإنك لم تدركه
قال: يا ابن أخي لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك ولولا منزلتك مني ما أخبرتك إني في زمان كما تري وكان في عمل الحجاج كل شيء سمعتني أقول قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فهو عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا.
)
رواه المزي من طريق ابي نعيم
وفي اسناده ثمامة بن عبيدة
قال الذهبي في تاريخ الاسلام
(نسبه المديني الى الكذب
وقال ابو حاتم منكر الحديث)
انتهى
والقصة منكرة
واما قوله
(ذكره البخاري في تاريخه الصغير في ترجمة سليمان بن سالم القرشي العطار سمع علي بن زيد عن الحسن رأي علياً والزبير التزما ورأي عثمان وعليا التزما)
فاولا في اسناده علي بن زيد وفيه ضعف
ثانيا ليس في القصة اثبات السماع
فنحن لاننكر الرؤية وانما ننكر السماع
ثانيا
ان البخاري قال عقب ايراده هذا الاثر
لايتابع عليه
=====================
يزيد بن عياض
كذبه مالك وغيره
كذا في التقريب
-------------------
عموما الحديث صححه ابن حبان رحمه الله
والله اعلم بالصواب
ـ[أبو نايف]ــــــــ[28 - 02 - 03, 09:29 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء يا ابن وهب
وبارك الله فيك يا أخي وفي علمك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 03 - 03, 11:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه المدارسة المفيدة حول هذا الحديث
وبالنسبة لما جاء في مسند أبي يعلى (كما في إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي (4/ 78) حيث قال حدثنا حوثرة بن أشرس (وقع في المطبوع جويرية!!! وعلق المحشي على الكتاب بكلام عجيب غريب!!) عن عقبة بن أبي الصهباء قال سمعت الحسن بن أبي الحسن يقول سمعت علي بن أبي طالب يقول فذكر حديثا)
فهذا وإن كان رجاله ثقات إلا أن من رواه عن الحسن من ثقات أصحابه مثل ثابت وحميد ويونس رووه عنه مرسلا
وعقبة بن أبي الصهباء ليس من مشاهير إصحاب الحسن فرواية من سبق تقدم عليه
ولذلك لما سأل عبدالله بن أحمد أباه عن هذا الحديث من رواية الأبح قال ((((قال هذا خطأ إنما يروى عن الحسن))))
قال وحدثني أبي عن حسن بن موسى الأشيب ثنا حماد بن يحيى الأبح نا ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
قال أبي وحدثناه (يعني حسن بن موسى) عن حماد عن ثابت وحميد ويونس عن الحسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (مثل أمتي) (انظر المسند 3/ 143) فذكر نحوه) انظر منتخب العلل ص 60
فإثبات سماع الحسن من علي بن ابي طالب رضي الله عنه بمثل هذه الطريق فيه نظر
فهذا يحكم فيه بخطأ عقبة بن أبي الصهباء لأنه خالف أصحاب الحسن الثقات الذين رروه مرسلا (كما بينه الأخ الفاضل ابن وهب حفظه الله).
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[10 - 07 - 03, 11:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وفي نسبة هذا الإسناد إلى مسند أبي يعلى الكبير نظر
فقد قال ابن حجر رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (النسخة المحذوفة الأسانيد) (1/ 4) ت، الأعظمي
(( ... ثم عدلت إلى جمع الأحاديث الزائدة على الكتب المشهورات في المسندات ... وقد وقع لي منها ثمانية كاملات وهي لأبي داود الطيالسي، والحميدي، وابن أبي عمر، ومسدد، وأحمد بن منيع، وأبي بكر بن أبي شيبة، وعبد بن حميد، والحارث بن أبي أسامة.
ووقع ليس أشياء كثيرة كاملة أيضا، كمسند البزار، وأبي يعلى، والطبراني، لكن رأيت شيخنا أبا الحسن الهيثمي قد جمع ما فيها وفي مسند أحمد في كتاب مفرد محذوف الأسانيد، فلم أر أن أزاحمه عليه،
إلا أنني تتبعت ما فاته من مسند أبي يعلى لكونه اقتصر في كتابه على الرواية المختصرة ... )
وقال البوصيري في (إتحاف الخيرة) (1/ 33) ط الرشد
((فقد استخرت الله الكريم الوهاب في إفراد زوائد مسانيد الأئمة الحفاظ، الأجلاء الأيقاظ: أبي داود الطيالسي، ومسدد، والحميدي، وابن أبي عمر، وإسحاق بن راهوية، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن منيع، وعبد بن حميد، والحارث بن أبي أسامة، وأبي يعلى الموصلي الكبير ... ))
وقد سألت الشيخ حاتم بن عارف العوني وفقه الله تعالى عصر يوم الجمعة 27/ 12/1423 عن سماع الحسن من علي رضي الله تعالى عنه فقال (معنى كلامه)
(الصواب أن الحسن لم يسمع من علي، والاسناد الذي ذكره مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال لا يكفي لمعارضة أقوال الأئمة في نفي سماع الحسن من علي، والسبب في ذلك أن ابن حجر والبوصيري لم يذكرا هذه الرواية في كتابيهما (المطالب، والإتحاف) مع أن هذا من شرطهما فيه، وقال الشيخ إن ابن حجر كان يعيب على مغلطاي سوقه لأسانيد من نسخ ليست معتمدة)
وأما حديث ((الصابر له أجر خمسين)) فهو ضعيف لا يصح أيضا كما بين الأخ المقري وفقه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=6509&highlight=%CE%E3%D3%ED%E4
والله أعلم
¥(34/218)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 07 - 03, 05:21 م]ـ
أقول مما يؤيد ما ذهب اليه الشيخ العلامة حاتم الشريف وفقه الله
حول نقل الاسانيد سواء من مغلطاي او من غيره
ماجاء في الفتح
(
(الثانية) ما يقع في بعض كتب الفقه إذا حضر العشاء والعشاء فابدءوا بالعشاء لا أصل له في كتب الحديث بهذا اللفظ , كذا في شرح الترمذي لشيخنا أبي الفضل , لكن رأيت بخط الحافظ قطب الدين أن ابن أبي شيبة أخرج عن إسماعيل وهو ابن علية عن ابن إسحاق قال حدثني عبد الله ابن رافع عن أم سلمة مرفوعا " إذا حضر العشاء وحضرت العشاء فابدءوا بالعشاء " فإن كان ضبطه فذاك , وإلا فقد رواه أحمد في مسنده عن إسماعيل بلفظ " وحضرت الصلاة " ثم راجعت مصنف ابن أبي شيبة فرأيت الحديث فيه كما أخرجه أحمد , والله أعلم.
)
انتهى
ولكن ما ذكره الشيخ العلامة حول هذا الحديث يحتاج مزيد بحث وتأمل
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 07 - 03, 06:32 م]ـ
ومما يؤيد كلام الشيخ العلامة حاتم الشريف ايضا
في الفتح
(قوله: (تابعه عمرو)
أي ابن مرزوق وصرح به في رواية كريمة وقد روينا حديثه موصولا في فوائد عثمان بن أحمد السماك حدثنا عثمان بن عمر الضبي حدثنا عمرو بن مرزوق حدثنا شعبة عن قتادة فذكر مثل سياق حديث الباب لكن قال " وأجهدها " وعرف بهذا أن شعبة رواه عن قتادة عن الحسن لا عن الحسن نفسه والضمير في تابعه يعود على هشام لا على قتادة.
وقرأت بخط الشيخ مغلطاي أن رواية عمرو بن مرزوق هذه عند مسلم عن محمد بن عمرو بن جبلة عن وهب بن جرير وابن أبي عدي كلاهما عن عمرو بن مرزوق عن شعبة وتبعه بعض الشراح على ذلك وهو غلط فإن ذكر عمرو بن مرزوق في إسناد مسلم زيادة بل لم يخرج مسلم لعمرو بن مرزوق شيئا.)
(قوله: (تابعه عثمان بن عمر عن يونس)
أي تابع جرير بن حازم في روايته لهذا الحديث عن يونس ابن يزيد عن الزهري عثمان بن عمر بن فارس فرواه عن يونس بن يزيد , ورواية عثمان بن عمر موصولة في " كتاب علل حديث الزهري " جمع محمد بن يحيى الذهلي , كذا وجدته بخط بعض المصنفين ولم أقف عليه في كتاب الذهلي , وقد ضاق مخرجه على الإسماعيلي فأخرجه من طريق عبد الله بن وهب ومن طريق شبيب بن سعيد وعلقمة من طريق عنبسة بن خالد كلهم عن يونس بن يزيد , وساق رواية وهب بن جرير فقال " حدثنا أبو يعلى حدثنا زهير أبو خيثمة وقاسم بن أبي شيبة كلاهما عن وهب بن جرير " وصرح في رواية زهير عن وهب بسماع جرير له من يونس , ثم قال قاسم بن أبي شيبة: ليس من شرط هذا الكتاب. ونقل مغلطاي كلام الإسماعيلي هذا وتبعه شيخنا ابن الملقن وقال في آخره: قال الإسماعيلي أبو شيبة ليس من شرط هذا الكتاب , وهو سهو كأنه أراد أن يكتب قاسم بن أبي شيبة فقال وأبو شيبة. ثم قال مغلطاي: وقال الإسماعيلي " قال الحسن عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " فذكره وقال: يعني المدينة ا ه. وهذا نظر من لم يطلع على حقيقة الحال فيه , إذ الإسماعيلي ذكر رواية الحسن عن أنس لهذا الحديث متابعة لرواية يونس عن الزهري عن أنس , كما ذكر رواية ابن وهب وشبيب بن سعيد متابعة لجرير بن حازم عن يونس , وليس كذلك وإنما أورد الإسماعيلي طريق شبيب بن سعيد فقال: أخبرني الحسن يعني ابن سفيان حدثنا إبراهيم بن سعيد حدثنا أحمد بن شبيب بن سعيد حدثنا أبي عن يونس عن الزهري , ثم تحول الإسماعيلي إلى طريق ابن وهب , قال ابن وهب: حدثنا يونس عن ابن شهاب حدثني أنس , وساق الحديث على لفظه ثم قال بعد فراغه: وقال الحسن عن أنس , ومراده أن رواية ابن وهب فيها تصريح ابن شهاب وهو الزهري أن أنسا حدثه , بخلاف رواية شبيب بن سعيد التي أخرجها من طريق الحسن بن سفيان فإنه قال فيها: عن أنس.)
¥(34/219)
(وقرأت بخط مغلطاي وقلده شيخنا ابن الملقن أن الذهلي أخرجه في " علل حديث الزهري " عن محمد بن بكر وروح بن عبادة جميعا عن عبد الرحمن , وهذا الذي قاله لا وجود له بل ليس لروح ولا لمحمد بن بكر عن عبد الرحمن هذا رواية أصلا , وأما متابعة ابن أخي الزهري وهو محمد بن عبد الله بن مسلم فوصلها أبو عوانة في صحيحه من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن ابن أخي ابن شهاب عن عمه , وقرأت بخط مغلطاي وقلده شيخنا أيضا أن الذهلي أخرجه عن روح بن عبادة عنه. قلت: ولا وجود له أيضا , وإنما أخرجه عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد.)
انتهى
ـ[أبو نايف]ــــــــ[04 - 10 - 03, 09:19 ص]ـ
وممن صحح حديث ((مثل أمتي مثل المطر ... )):
1) الإمام الترمذي رحمه الله تعالي. قال: وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وروي عن عبد الرحمن بن مهدي أنه كان يثبت حماد بن يحيي الأبح، وكان يقول: هو من شيوخنا.
2) الإمام ابن حبان رحمه الله تعالي. ذكره في صحيحه (16/ 210).
3) الإمام البزار رحمه الله تعالي. قال (4/ 245): وهذا الحديث قد روي عن عمار وهذا الإسناد احسن من الأسانيد الاخر التي تروي عن عمار.
4) الإمام ابن عبد البر رحمه الله تعالي. قال العجلوني رحمه الله في كشف الخفاء (2/ 258): قال ابن عبد البر أن الحديث حسن.
5) الإمام ابن القيم رحمه الله تعالي. جزم بنسبته إلي النبي صلي الله عليه وسلم قال في (اعلام الموقعين) (2/ 198): وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم: ((مثل أمتي كالمطر، لا يدري أوله خير أم آخره)).
6) الحافظ الهيثمي رحمه الله تعالي. مجمع الزوائد (10/ 68): إسناد البزار حسن، وقال: لا يروي عن النبي صلي الله عليه وسلم باسناد أحسن من هذا.
7) الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالي. قال في الفتح (7/ 6): وهو حديث حسن له طرق قد يرتقي بها إلي الصحة.
وقال رحمه الله تعالي: وقد روي ابن أبي شيبة من حديث عبد الرحمن بن جبير بن نفير أحد التابعين بإسناد حسن قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ((ليدركن المسيح أقواماً إنهم لمثلكم أو خير - ثلاثاً. ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح آخرها))، وروي أبو داود والترمذي من حديث أبي ثعلبة، رفعه: ((تأتي أيام للعامل فيهن أجر خمسين، قيل: منهم أو منا يا رسول الله قال: بل منكم)) وهو شاهد لحديث ((مثل أمتي مثل المطر))، واحتج ابن عبد البر أيضاً بحديث عمر رفعه: ((أفضل الخلق إيمانا قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني)). الحديث أخرجه الطيالسي وغيره، لكن إسناده ضعيف فلا حجة فيه.
روي أحمد والدارمي والطبراني من حديث أبي جمعة قال: قال أبو عبيدة: ((يا رسول الله أحد خير منا؟ أسلمنا معك وجاهدنا معك. قال: قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني)) وإسناده حسن وقد صححه الحاكم. وأما حديث أبي جمعة فلم تتفق الرواة علي لفظ، فقد رواه بعضهم بلفظ الخيرية كما تقدم، ورواه بعضهم بلفظ ((قلنا يا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجراً؟)) الحديث أخرجه الطبراني وإسناد هذه الرواية أقوي من إسناد الرواية المتقدمة، وهي توافق حديث أبي ثعلبة.
8) العلامة الألباني رحمه الله تعالي. قال في (السلسلة الصحيحة 5: 359): هو صحيح يقيناً كما يتبين من هذا التخريج.
هذا والحمد لله رب العالمين
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 10 - 03, 02:09 م]ـ
هذا حديث الحسن، يعني أنه من مرسل الحسن البصري، وليس المقصود بأن درجة الحديث هي الحسن.
والأخ أبو نايف -غفر الله له- قد نقل تصحيحه خطأ عن عدد من الأئمة الذين لم يصححوه. فلا الترمذي ولا البزار ولا ابن عبد البر صححوه. بل هو مرسل.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[04 - 10 - 03, 03:02 م]ـ
الإمام الترمذي رحمه الله تعالي قال: وهذا حديث حسن غريب.
والإمام البزار رحمه الله تعالي قال: وهذا الاسناد أحسن من الاسانيد الاخر التي تروي عن عمار.
ولهذا قال الحافظ الهيثمي رحمه الله تعالي: إسناد البزار حسن وقال (يعني البزار): ولا يروي عن النبي صلي الله عليه وسلم أحسن من هذا.
والإمام ابن عبد البر رحمه الله تعالي قال في (التمهيد 20: 253 - 254): وأما قوله صلي الله عليه وسلم ((أمتي كالمطر لا يدري أوله خير أم آخره))
فروي من حديث أنس، وحديث عبد الله بن عمرو بن العاص.
من وجوه حسان.
وقال رحمه الله تعالي: وهذه الأحاديث تقتضي مع تواتر طرقها وحسنها التسوية بين أول هذه الأمة وآخرها، والمعني في ذلك ما قدمنا ذكره من الإيمان والعمل الصالح في الزمن الفاسد الذي يرفع فيه العلم والدين من أهله ويكثر الفسق والهرج ويذل المؤمن ويعز الفاجر ويعود الدين غريباً كما بدأ، ويكون القائم فيه بدينه كالقابض علي الجمر.
فيستوي حينئذ أول هذه الأمة بآخرها في فضل العمل، إلا أهل بدر والحديبية - والله أعلم
ومن تدبر آثار هذا الباب بان له الصواب والله يؤتي فضله من يشاء.
¥(34/220)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 10 - 03, 03:09 م]ـ
التحسين هو غير التصحيح، رزقنا الله الصواب.
ـ[خالد الشايع]ــــــــ[04 - 10 - 03, 06:58 م]ـ
أذكر أني سألت الشيخ العلوان عن هذا الحديث قبل أشهر فقال إنه جيد بمجموع طرقه.
فذكرت له قول الذهبي فقال نعم هذا الحكم على بعض اسانيده أم بالنسبة للمجموع فهو جيد.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 10 - 03, 07:18 م]ـ
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ابن وهب
وبهذا التخريج الموسع الذي قام به الاخ الفاضل الشيخ خالد وفقه الله
يتبين ان اغلب الروايات خطأ
والخطأ لايصحح الخطأ
فاغلب الروايات خطا
فمثلا حديث انس
الصواب فيه انه مرسل من حديث الحسن
وحديث عمار
مضطرب
ولعل الصواب فيه
مرسل الحسن
وحديث
ابن عمر فيه متروك
وحديث عمران مسلسل بالضعفاء
فالخلاصة
ان الصواب في الحديث انه من مرسل الحسن
وبقية الروايات خطا من قبل الرواة
ولايمكن تقوية الرواية الغير صحيحة باخرى مثلها
واخي الفاضل خالد بن عمر فيه نفس المتقدمين
اسال الله ان ينفع به
فقد راينا كيف انه بين علة عدة احاديث
كحديث حفص بن سليمان
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[05 - 10 - 03, 07:51 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا نايف.
والحديث حسن على أقل أحواله.
والله الموفق.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[06 - 10 - 03, 12:37 ص]ـ
أسانيد هذا الحديث ضعيفة ولا تتقوى
والله أعلم وأحكم
تم تحرير المشاركة بناء على طلب صاحبها
حرر من قبل ## المشرف ##
ـ[أبو نايف]ــــــــ[06 - 10 - 03, 02:16 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[06 - 10 - 03, 05:52 ص]ـ
أولا:
أقدم الاعتذار الشديد لأبي نايف وفقه الله تعالى على ما بدر مني من كلمات شديدة لا يحق أن تكون بين الإخوة من أهل السنة والجماعة وإن كان بعض الإخوة عندهم تقسيمات أخرى يصنفون المسلمين بناء عليها كالحدادية والسرورية وغيرها من المحدثات التي انتشرت بين أبناء السنة، وأصبحت حتى الردود العلمية بينهم مبنية عليها لأن كلا منهم يقدس شخصا ويرى أنه صاحب الحق وغيره هو الباطل الأكيد وليس المشكوك فيه.
ثانيا:
أبا نايف وفقك الله
أنا خرجت كل رواية مما مرَّ وعزوت إلى الكتب التي ذكرتَ أنت وبينت ما وجه اعتراضي على كلام كل منهم بكل أدب واحترام _ فيما يبدو لي _ وقد أكون أسأت الأدب دون علم فهنا يأتي واجب الإخوة في تنبيهي وردعي عن الخطأ.
ثالثا:
أما الشيخ الألباني الذي يتهم كثير من المصنفين لأهل السنة من يخالفه في مسألة أو في حكم على حديث بأنه: سروري قطبي، زعيطاني، فليتاني، فهذا لن يضر إلا قائله ولن يضر من نسبت إليه سواء عند الله أو عند الناس إلا إن كانت بحق، ولو استعملنا هذا الأسلوب مع الشيخ الألباني رحمه الله لأخرجناه من السلفية وغيرها من التصنيفات المزعومة _ حاشاه من ذلك _ لأنه انتقد الكثير من الأئمة سواء السابقين أو المعاصرين ورد أقوالهم وبين خطأهم.
وكل ما أصاب فيه الشيخ الألباني رحمه الله مقبول عندي وعند كل من له قلب أو عقل يفقه به لسبب واحد فقط: هو أن قوله ذلك وافق الدليل الصحيح _ الذي بان لي _ وليس الذي بان له هو وليس لأنه إمام كما يزعم البعض، فكل إنسان راد ومردود عليه سواء هذا الرد من (المتزببين قبل أن يتحصرموا) أو (البغاث التي تستنصر) أو غيرها مما يطلقه الشيخ رحمه الله أو مقلدوه على من يخالفه ولو كان هو المحق.
الشيخ الألباني إمام من أئمة أهل السنة سواء اعترف بذلك خالد بن عمر الفقيه الغامدي أو ملتقى أهل الحديث ومن يكتب فيه أم لم يعترفوا، ولكن هذه المكانة العلمية التي تبوأها لم يحصل عليها بالتقليد المحض _ كما يفعل كثير من المتعصبين للشيخ رحمه الله وأحكامه سواء الفقهية أو الحديثية _ إنما حصَّلها بأنه لا يأخذ أي قول إلا بالدليل، وهذا ما أفعله أنا أو أي طالب علم يريد أن ينصح لنفسه أمام الله تعالى، ولن يسألني الله لماذا خالفت حكم الشيخ الألباني رحمه الله إنما سيسألني عن مخالفتي للحق لأني أستطيع أن أتعرف عليه بما عندي من علوم الآلة اليسيرة.
وهذا الملتقى يكتب فيه الكثير من أهل الشهادات العلمية العالمية وأهل الماجستير وخريجو الجامعات وطلبة العلم ممن هم دون ذلك فنقاشنا لا بد أن يكون علميا لا تعصبا وردا للأقوال بناء على ((التصنيف المسبق للكاتب)) أو غير ذلك مما يضحك الجهال علينا.
عموما
رابعا:
الشيخ الألباني رحمه الله تعالى صحح أحاديث كثيرة لا تصل إلى درجة الحسن بناء على ما وقف عليه من مصادر أو بان له من حال الرجال، ولا لوم عليه حين حكم عليها بناء على ذلك، لكن غيره ممن وقف على علة أو طريق أو حكم على رجل يجعل تلك الرواية غير صحيحة لا يحق له متابعة الشيخ في ذلك إلا إن كان عاميا، أما طالب العلم الذي ظهرت له العلة فلا يجوز له ذلك
ومن أراد تتبع أخطأ الشيخ فسيجد الكثير وعندي أمثلة لذلك، لكني لا أنزلها لعدة أسباب من أهمها أني لا زلت في بدايات الطلب ومن اشتغل بمثل هذا في بداياته ضاعت أيام حياته ولنا في طلبة العلم الذي اشتغلوا بتصنيف الناس وتتبع سقطاتهم عبرة نسأل الله السلامة في الدنيا والآخرة
وأما ما أنزله هنا فهو للمذاكرة مع إخواني طلبة العلم، وسأبين ما ظهر لي من حكم على أي حديث ولو احمرت أنوف من لا يريد ذلك من المتعصبين للشيخ رحمه الله، ليس والله كرها للشيخ رحمه الله أو تقليلا من شأنه وإنما لبيان الحق ومناقشته مع من يفهمه فأنا لم أذهب إلى الشارع أو إلى جامع أو غيرذلك من الأماكن العامة وأصرح به، إنما قلته بين أهله الذين يفهمونه ليصوبوني إن أخطأت أو يردوني للصواب إن جهلت.
وأخيرا فأنا أكرر الاعتذار الشديد لك أخي الفاضل أمام الملأ وأسأل الله أن يغفر ذنوبنا وأن يستر عيوبنا وأن يعطينا من الخير مطلوبنا وأن يجعلنا من أهل جنة النعيم.
وأعتذر عن الإطالة
وصلى الله على نبينا محمد وآله
وكتب
طويلب العلم
خالد بن عمر الفقيه الغامدي
¥(34/221)
ـ[أبو نايف]ــــــــ[06 - 10 - 03, 06:17 ص]ـ
وأنا أعتذر لك يا أخي خالد بارك الله فيك وفي علمك
وسامحني يا أخي الفاضل
ولا يكون في قلبك شيء علي يا أخي الفاضل حفظك الله تعالي
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[07 - 10 - 03, 08:53 ص]ـ
أخرج أحمد (ج 10، ص422 رقم 12267) و (ج10،ص 464،رقم 12400) والترمذى رقم 2869
من طرق عن حماد بن يحيى الأبح عن ثابت البنانى عن أنس قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
مثل أمتى مثل المطر لا يدرى أوله خير أم أخره؟
قال الترمذى:حديث حسن غريب من هذا الوجه.
قلت فى إسناده: حماد الأبح، مختلف فيه، فوثقه ابن معين وقال احمد: صالح الحديث ما أرى به بأسا ً
وذكره ابن حبان فى الثقات وقال يخطىء ويهم وقال البخارى: يهم فى الشىء بعد الشىء ولكن قال أبو داود: يخطىء كما يخطىء الناس ..
فكأنه أحتمل أخطائه .. وقال ابن حجر: صدوق يخطىء من الثامنه. اهـ
فالسند ضعيف لكنه يصلح شاهدا ً
والحديث أخرجه ابو يعلى (3717): بسنده عن أنس،وفى إسناده يوسف بن عطيه متروك الحديث، فالسند ضعيف جدا ً ولا يصلح كشاهد
والحديث اخرجه عن أنس الطبرانى فى الأوسط (4058)
ثنا على!! نا الحسين بن أبى زيد الدباغ نا عمر بن حفص عن مالك بن دينار عن الحسن عن أنس فذكره مرفوعا ً
ولم أعرف شيخ الطبرانى ولا شيخ شيخه والله المستعان
لكن عمر بن حفص هذا له ترجمه فى الجرح والتعديل وسكت عنه وذكره ابن حبان فى الثقات وقد وقفت له على ثلاثة رواه رووا عنه فمثله يكون صدوقا ً إن شاء الله
والحسن قد سمع من انس لكن قد عنعنه هنا،لكنه قد يصلح شاهداً لو علمنا حال شيخ الطبرانى وشيخ شيخه والله اعلم
وقد أخرجه أحمد مرسلا ً عن الحسن (12401) ورجاله ثقات لولا إرساله
حديث عمار
أخرجه أحمد (18783) بسنده مرفوعا ً عن الحسن عن عمار
والحسن لم يسمع من عمار ولكنه شاهد لسند الترمذى
وأخرجه البزار (1412) بسنده وفيه الفضيل بن سليمان أخرج له السته
لكن فيه ضعف من جهه حفظه وخلاصه حاله ما قاله ابن حجر: صدوق له خطا كثير .. وهو شاهد قوى حتى قال البزار: هذا الإسناد أحسن من
الأسانيد الأخرى التى تروى عن عمار. اهـ
فالحديث حسن عن عمار
· والحديث أخرجه البزار (3527) من حديث عمران بن حصين
وقال: لا نعلمه يروى عن النبى أحسن من هذا الإسناد ولا نعلمه يروى عن عمران إلا من هذا الطريق إلا أن إسماعيل بن نصر تفرد بهذا الحديث ولم يتابعه عليه غيره اهـ
وفى إسناده عبيد بن محمد شيخ أبا بكر البزار لم أعرفه ولكن قد قوى سنده كما ترى فلا أقل من كونه شاهداً قوياً
واسماعيل بن نصر قال ابو حاتم: لا أرى بحديثه بأسا ً ..
*وذكر الشيخ مشهور أن الطبرانى قد رواه من حديث عبد الله بن عمرو بسند ضعيف (الإعتصام ج2،54)
* وجمله القول أن الحديث حسن عن عمار لما تقدم وهو بمجموع طرقه صحيح لغيره والحمد لله
والحديث ليس معارضا ً لما ثبت "خيركم قرنى .. "
وذلك لأنه أعنى حديث "خيركم .. " نص فى كون العصر الأول هم الأفضل ولكن حديث المطر إنما سيق لبيان أن الخير باق فى الأمه حتى إن الناظر لا يدرى أيهما خير ... وإن كان فى الحقيقه الأول هوالافضل بدلاله الحديث الثانى خيركم قرنى
وهذا إجتهادى وقد أجاب ابن كثير بما تراه فى تفسير الواقعه الايه 18
وكذا ابن قتيبه فى تأويل مختلف الحديث
وراجع لزاما ً الإعتصام ج 2، ص 54
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[07 - 10 - 03, 09:21 ص]ـ
لعلك أخي ((هيثم إبراهيم)) لم تقرأ التخريج في أول مشاركة
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[07 - 10 - 03, 11:25 ص]ـ
نعم لم أقرأ موضوكم بارك الله فيكم،وكذا لم أعلق عليه إنما وضعته كموضوع مستقل تماماً فالظاهر أن هذا من تصرف المشرفين
وانا لا أستحسنه والله المستعان
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 10 - 03, 01:23 م]ـ
أرى أن معنى الحديث صحيح وإن كان مرسلاً. فيكون معناه أنه كما في أول هذه الأمة صحابة، فكذلك في آخرها صحابة. فيكاد المرء لا يعرف أيهما أفضل.
ـ[أبو نايف]ــــــــ[08 - 10 - 03, 02:42 م]ـ
وهذا ما فسر به قتادة رحمه الله تعالي الحديث ((مثل أمتي مثل المطر ... )) إذ قال: أولهم قاتلوا المشركين مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وآخرهم يقاتلون المسيح الدجال. (الكامل لابن عدي 3: 48).
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[24 - 03 - 08, 01:17 ص]ـ
وقال الترمذي: قد كان الحسن في زمان علي، وقد أدركه، ولكنا لا نعرف له سماعاً منه.
هذا وقد أخرج أبو يعلي في مسنده قال: حدثنا حوثرة بن أشرس قال: أخبرنا عقبة بن أبي الصهباء الباهلي قال: سمعت الحسن يقول سمعت عليا يقول: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (مثل أمتي مثل المطر .. ) الحديث
قال الإمام السيوطي رحمه الله تعالي: قال محمد ابن الحسن الصيرفي شيخ شيوخنا هذا نص صريح في سماع الحسن من علي رضي الله عنه.
قلت: نعم هذا نص صريح في سماع الحسن رحمه الله تعالي من علي رضي الله عنه
والعذر - والله - للإمام الترمذي رحمه الله تعالي وغيره من الأئمة رضي الله عنهم
أما ومن وجد تصريح الحسن بالسماع من علي رضي الله عنه فالحجة - والله - عليه.
ثانياً:
حوثرة بن أشرس أبو عامر العدوي
وثقه الإمام ابن حبان رحمه الله تعالي
والحافظ الهيثمي رحمه الله تعالي
وروي عنه كبار الأئمة ومنهم:
1) الإمام أبو زرعة رحمه الله تعالي
2) الإمام أبو حاتم رحمه الله تعالي
3) الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمه الله (((وما كان يكتب إلا عمن أذن له أبوه في الكتابة عنه))).
4) الإمام أبو يعلي رحمه الله تعالي
وغيرهم رحمهم الله تعالي
هذا والله أعلم
تفضَّل، واقرأ هذا الكلام النفيس للحافظ ابن حجر في نفي سماع الحسن من علي رضي الله عنه، والرَّد على من استدلَّ بهذه الرِّواية، وبيان أن من يعتمد على مثل هذه الرواية في اثبات السماع مخالف لمنهج أئمة الحديث موافق لمنهج الأصوليين والفقهاء
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=784625#post784625(34/222)
عاجل جدا: إلى من لديه الأدب المفرد ولكل من يعلم ... ضروري
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[06 - 06 - 02, 06:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أرجو ممن لديه كتاب الأدب المفرد للبخاري رحمه الله
أن يراجع هذا الحديث وهو أن عمرا رضي الله عنه خدرت
رجله في أحد الأيام فقيل له اذكر أحب الناس إليك فقال
يا محمد فذهب ما به
هل هي صحيحة أم لا
وإذا كانت صحيحة فماذا قال عنها العلماء
لأن أحد الصوفية قد أجاز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه
وسلم بسبب هذا الحديث
وأنا أريد أن أفند هذه الشبهة بعنينها
وجزاكم الله خيرا
ـ[الغازي]ــــــــ[06 - 06 - 02, 09:35 م]ـ
وقفنا على الاثر ووجدناه في باب (ما يقول الرجل اذا خدرت رجله) .. فعن عبدالرحمن ابن سعد قال: خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل: اذكر احب الناس اليك .. فقال (يا محمد).
هذا الاثر في سنده ابو اسحاق السبيعي وهو مدلس وقد عنعن وهذه علة كافيه لاضعافه.
وهناك اثر اخر عن مجاهد قال: خدرت رجل رجل عند ابن عباس رضي الله عنه فقال له ابن عباس اذكر احب الناس اليك فقال: محمد صلى الله عليه وسلم .. فذهب خدره. اخرجه ابن السني وفي سنده غياث ابن ابراهيم وهو متروك ورمي بالوضع .. قال ابن معين عنه: كذاب خبيث .. فالحديث موضوع.
وهناك كلاما حول هذه الاثار في (عدة الحصن الحصين) لابن الجذري .. وشرح الكتاب تحفة الذاكرين للشوكاني .. يخالف المشروح اعلاه ولست متأكدا .. فلعلك ترجع اليه اخي الكريم وتفيدنا.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[06 - 06 - 02, 09:41 م]ـ
أخي الحبيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رواها البخاري في الأدب المفرد باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله رقم 964
وابن السني باب ما يقول إذا خدرت رجله رقم 168
وهذه الرواية صحيحة
والشيخ الألباني رحمه الله قد ضعفها في تخريج الكلم الطيب 235
ولأبي عمر الفقيه بحث سابق حولها أرجو أن يتحفنا به
وهذه من عادة العرب وليست من باب الشرك كما قرر ابو عمر الفقيه
وإن شاء الله عندما ينزل البحث سيتبين ذلك أكثر
والله أعلم وأحكم
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[06 - 06 - 02, 10:38 م]ـ
هذا مبحث قديم كنتُ قد كتبتُه حول هذا الحديث واستفدتُ في بعضه من الشيخ الفاضل: عبدالرحمن الفقيه (وفقه الله).
حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبدالرحمن بن سعد قال: "خدرت رجل ابن عمر، فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك، فقال: محمد".
رواه البخاري في (الأدب المفرد).
1) قلت: أبو إسحاق السبيعي مدلّس وقد عنعنه. قال بتدليسه: النّسائي، وابن حبان، كما أنه أُورِد في: (طبقات المدلّسين)، و (التبيين لأسماء المدلّسين)، وغيرها.
ويجبُ ملاحظة أن السبيعيّ اختلط بآخره، فليتنبّه لذلك من أراد النظر في رواية الأثر عن ابن عبّاس.
2) ضعّف العلامة الألباني -رحمه الله- الحديثَ في (ضعيف الأدب المفرد) برقم (964)، وتكلّم عليه في (تخريج الكلم والطيّب).
3) لو قلنا بأن الأثر صحيحٌ، حيث أنّ أحداً لم يصرّح بتدليس السبيعي في هذا الحديث بالذات، فإنه ليس فيه دليل على مطلب القائلين بجواز دعاء النبي الكريم بعد وفاته، لأنّ فعل ابن عمر هذا كان من قبيل العادات العربية وقتئذٍ، وليست له خلفيّة شرعيّة.
فقد كان من عادات العرب قبل الإسلام وبعده أنه إذا خدرت رِجل أحدهم أن يذكرَ اسم شخصٍ يحبّه حتى يزول الخدر، ظانّين أنّ ذلك نوع من العلاج يساعد في سريان الدم إلى الرجل المخدورة.
من ذلك قول الشاعر: رُبَّ مُحبٍ إذا ما رجله خدرت ... نادى كُبيْشة حتى يذهب الخدرُ
وقول أخر: أما تجزيَن من أيام مَرْء ... إذا خدرت له رجل دعاكَ؟
وقال ثالث: أَثيبي هائماً كَلِفاً مُعَنّى ... إذا خدرت له رجلٌ دَعاكِ
وفِعْل ابن عمر هو من هذا القبيل، من العادات المحضة، وليس من المشروع في نفسه.
فإن قال قائل: ما كان البخاري ليذكرَ الأثرَ في (الأدب المفرد) لولا دلالةً شرعيةً رآها فيه؟ (وهي من حجج الأحباش).
قلت: ليس كذلك، فإن البخاري (رحمه الله) أورد أحاديث كثيرة في (الأدب المفرد) من قبيل ذكر العادات الحسنة والآداب الرفيعة، مما ليس مشروعاً في نفسه.
من ذلك تبويبه بـ: (باب الرجل يكون في القوم فيبزق)، و (باب من أدلى رجليه إلى البئر إذا جلس وكشف عن الساقين)، و (باب الجلوس على السرير).
وهذه كلّها عادات وآداب وسلوكيّات لا أكثر.
4) ثمّ لو قلنا تجاوزاً أن فِعلَ ذلك مشروعٌ، فإنه ليس فيه الدلالة التي يرجوها الأحباش، لأنه يُحمل على أن ذكر الحبيب عند خدران الرجل هو من باب التداوي بالمشروع، أي أن النبي الكريم علّم ابن عمر وسيلةً للتداوي في حالة خدران الرجل.
فيكون المشروع حينئذٍ هو التداوي بذكر الحبيب، وليس دعاء الغائب والتوسّل به وطلب الغوث والمدد والإعانة منه.
وفي هذا ردٌّ على الروافض والأحباش والصوفية وغيرهم ممن يستدلّون بهذا الحديث على جواز قبوريّتهم.
والله أعلم.
¥(34/223)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 06 - 02, 11:59 م]ـ
بارك الله في الإخوة جميعا ونفع بهم
بالنسبة لهذا الأثر فهو صحيح وعنعنة أبي إسحاق السبيعي لاتضر لأن الأصل قبولها ما لم يتبين التدليس فليس من المكثرين من التدليس وعلى هذا مشى صاحبي الصحيحين وغيرهم من أهل العلم
وبالنسبة لعبد الرحمن بن سعد فهو القرشى العدوى مولى ابن عمر
قال النسائى (ثقة) كما فى تهذيب التهذيب (6/ 186) وذكره ابن حبان فى الثقات (5/ 97)
فان لم يعرفه ابن معين فقد عرفه غيره
فالاسناد صحيح وثابت والله اعلم
اما معنى الحديث فلا اشكال فيه
فان من عادة العرب فى الجاهلية اذا خدرت رجله ان يذكر احب الناس اليه
وهو دواء مجرب صحيح حيث ان هذا مما ينشط على حركة الدم
وقد ذكر الآلوسى فى بلوغ الارب فى احوال العرب (2/ 320)
عددا من الاشعار التى كانت تقال فى الجاهلية والاسلام عن هذا الامر
فمنها قول الشاعر
صب محب اذا ما رجله خدرت نادى كبيشة حتى يذهب الخدر
وقال الوليد بن يزيد
اثيبى هائما كلفا معنى اذا خدرت له رجل دعاك
وغيرها كثير
فهذا الامر ليس فيه استغاثة بغير الله انما هو من باب العلاج والدواء
وقد بين ذلك صالح آل الشيخ فى كتابه المفيد (هذه مفاهيمنا) ص 44 - 47
والله تعالى اعلم
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[07 - 06 - 02, 02:21 ص]ـ
هذا مقال رددت فيه على بعض الإباضية وفيه تحقيق حول تدليس أبي إسحاق السبيعي رحمه الله.
http://www.sahab.net/sahab/showflat.pl?Cat=&Board=islam&Number=264261&Search=true&Forum=islam&Words= الإباضي& Match=Or&Searchpage=1&Limit=25&Old=allposts
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[07 - 06 - 02, 03:08 ص]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فقد تكلم عن هذا الأثر الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد - شفاه الله وعافاه - في كتابه الماتع ((تصحيح الدعاء)) في صفحة (362)، وقد ذهب إلى تضعيفه.
وقد ذهب إلى تصحيحه الشيخ العلامة عبد الله ين عبد الرحمن السعد - حفظه الله -، وقد سئل عن كون هذا من الاستغاثة، فأجاب: هذا غير صحيح.
وأذكر - إن لم تخني الذاكرة - أن شيخنا الشيخ صالح بن عبد الله العصيمي - حفظه الله - يرى صحته، والله أعلم.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[07 - 06 - 02, 10:02 ص]ـ
ممّا ينبغي تأمّله أيضاً:
أنّ أبا إسحاق السبيعي ليس له كثير رواية عن عبدالرحمن بن سعد، وإن كان كوفيّاً كأغلب شيوخ السبيعي. ولم أقف له سوى على هذا الأثر له عنه.
فإذا أضيف هذا إلى احتمال تدليس السبيعي ازدادنا ريبة من صحّة السند.
ثمّ ماذا عن تفرّد من تفرّد بهذا الأثر في الطبقات المتأخّرة؟ ألا يؤثر ذلك في الحكم عليه؟
جزى الله الجميع خيراً.
ـ[كشف الظنون]ــــــــ[08 - 06 - 02, 04:05 ص]ـ
الأخ أبا مصعب، وجميع الأخوة الكرام
لا حاجة لبحث إسناد هذه الروايات، فلا دخل لها أصلا في الاستغاثة،
صحت أم لم تصح.
فإنه كانت من عادت العرب، إذا خدرت رجل أحدهم، أن يقولوا له: اذكر
حبيبك. لأنهم يزعمون: أن الشهوة الغريزية، إذا سرت في البدن، أزالت الخدر
الذي بالرجل.
فلما خدرت رجل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وقال له رجل: اذكر حبيبك!
قال: محمد! أي ليس في قلبي أحد عالق، ولا مشغوف بغيره صلى الله عليه
وسلم، لا حبيبة ولا محبوبة، لشدة حبه للنبي صلى الله عليه وسلم.
فهذه المسألة بل الباب كله: خارج عن الاستغاثة! والله الموفق
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[09 - 06 - 02, 01:16 ص]ـ
إخواني الأعزاء
قليل هي تلك المنتديات التي تخرج منها بفائدة مثمرة
ووالله إن هذه المشاركات أثلجت صدري وأسعدتني
فأسأل الله أن يسعدكم وأن يزيل ما في قلوبكم من الهم
والحزن
وجزاكم الله خيرا
ـ[ alfakeer] ــــــــ[10 - 06 - 02, 01:09 ص]ـ
الإخوة الأكارم
في ظني أن العلة الحقيقية في هذا الحديث هي اختلاط أبي إسحاق السبيعي فتارة يرويه عن عبد الرحمن بن سعد (عند البخاري في الادب المفرد) وتارة عن الهيثم بن حنش (عند ابن السني171) وتارة عن أبي سعيد (عند ابن السني 169)
وانظر كلام الألباني في الكلم الطيب ص120
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 06 - 02, 01:27 ص]ـ
الاخ الفقير وفقه الله
في طبقات الحفاظ للذهبي في ترجمة زهير بن معاوية
(قال ابوزعة سمع من أبي اسحاق بعد الاختلاط وهو ثقة
قلت (القائل الامام الشمس ابن الذهبي)
ما اختلط ابو اسحاق ابدا وانما يعني بذلك التغير ونقص الحفظ)
وفي الميزان (2/ 270)
ابو اسحاق السبيعي من ائمة التابعين بالكوفة واثباتهم الا انه شاخ ونسي ولم يختلط)
والله اعلم
ـ[ alfakeer] ــــــــ[10 - 06 - 02, 02:52 ص]ـ
الأخ المكرم ابن وهب 3 لا زال بالخير موصولا
جزاك الله تعالى خيرا على هذه الفائدة لكن المقصود وهو تعليل الحديث حاصل , سواء كان لاختلاط أبي إسحاق أو لكونه شاخ ونسي، لا سيما وقد صرح جمع من النقاد المتقدمين بالفرق بين الذين سمعوا من أبي إسحق بأخرة وبين غيرهم (انظر شرح علل الترمذي لابن رجب 2/ 711) وإلا فبماذا تفسر تعدد رواياته الآنفة الذكر؟
¥(34/224)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 06 - 02, 06:38 ص]ـ
الاخ العزيز الفقير وفقه الله
كلامك محتمل
ولكن لننظر
اولا ابو اسحاق متسع الرواية كالزهري
ثانيا لابد من اثبات ا ن هناك اضطراب
فاذا نظرنا td في الروhيات فلا شك اننا نرجح رواية البخاري في الادب المفرد لاسباب كثيرة منها
اولا عناية العلماء بكتاب الادب المفرد اكثر من عنا djil بكتاب ابن السني
وقد راينا احاديث موصولة عند ابن السني منقطعة عند غيره
بل هناك احاديث عند ابن السني عن النسائي موصولة وهي منقطعة في السنن الكبرى للنسائي
بل اني رايت بعض هولاء الغماريين قد اتهم ابن السني في حديث وهو ان كان خطا ولكنه يددل على
ان هناك خلل في بعض الروايات والله اعلم
ثانيا وهو الاهم والاول ذكرته عرضا
ان رواية البخاري من طريق ابي نعيم عن الثوري عن ابي اسحاق
ورواية ابن السني فه hf من طريق ابي بكر بن عياش عن ابي اسحاق
ولاشك ان الثوري اثبت
ثم ما من شك ان رواية سفيان الثوري عن ابي اسحاق انما هي قبل اختلاط ابي اسحاق ان صح اختلاطه
وكلام الامام احمد حول من سمع منه باخرة
واما رواية اسرائيل عن ابي اسحاق عن الهيثم فهي من رواية حاجب بن سليمان (صدوق يهم على تعبير ابن حجر)
عن محمد بن مصعب القرقسائي (صدوق كثير الغلط)
ثم ان الهيثم بن حنش هذا قد روى عنه سلمة بن كهيل وابواسحاق
وهذا يرفع عنه جهالة العين
ويبقى جهالة الحال
وهو تابعي ولا يعرف بطعن فمثل هذا يمشيه غير واحد والله اعلم
يبقىالكلام في تدليس ابي اسحاق
هذا ما عندي والله اعلم بالصواب
ـ[ alfakeer] ــــــــ[11 - 06 - 02, 02:38 ص]ـ
الأخ الباحث النبيه ابن وهب 3 لا زال بالخير موصولا
أحسنت تمام الإحسان فقد أزلت إشكالا علق بذهني منذ زمن
لكن ما الداعي لتمشية الهيثم بن حنش إذا نحن رجحنا رواية سفيان على رواية إسرائيل؟
وأزيدك فائدة _ولعلك تعرفها _ وهي أن زهير بن معاوية قد تابع سفيان على هذه الرواية عند ابن سعد في الطبقات 4/ 154 وعند المزي في تهذيب الكمال
17/ 142 نعم ذكر بعض النقاد ان رواية زهير عن أبي إسحق بأخرة إلا أنها مما تقوي رواية سفيان في الجملة
والله تعالى أعلم وجزاك الله خيرا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 06 - 02, 06:51 ص]ـ
اخي الفقير وفقه الله
لا يا اخي فاني لم اكن قد وقفت على رواية ابن سعد
الذي يظهر والله اعلم ان البخاري كان حسن الرأي في رواية زهير عن ابي اسحاق
فقد اعتمدها في غيرما حديث
كالحديث الذي رواه في الطهارة فالحديث وان كان زهيرا قد توبع عليه فانه قد خولف ايضا
ومن تدبر الصحيح يرى والله اعلم ان البخاري كان حسن الرأي في رواية زهير عن ابي اسحاق
وكذا مسلم فانه كثيرا ما يورد رواية زهير عن ابي اسحاق
ويضعها اول الباب
وعلى قول من يقول ان مسلما يرتب الاحاديث الاصح فا لاصح
والا فهناك احاديث اوردها مسلم في صحيحه من طريق زهير عن ابي اسحاق ولم يذكر لزهير فيها متابعا
والله اعلم
ـ[النقّاد]ــــــــ[04 - 01 - 05, 09:02 م]ـ
عجبت كثيرا من تصحيح الشيخ المحدث عبد الله السعد لهذا الأثر , مع أن فيه علة ظاهرة!
وهي أن أبا إسحاق لم يثبت له سماعٌ أصلاً من شيخه عبد الرحمن بن سعد ..
فعلى الشرط المنسوب للبخاري (وهو الذي ينصره الشيخ السعد) , فهو منقطع ..
وعلى شرط مسلم ومن معه , فهو كذلك منقطع , لأنه اشترط في قبول العنعنة بين المتعاصرين أن لا يكون الراوي معروفًا بالتدليس ..
وتدليس أبي إسحاق (كغيره من عامة التابعين الموصوفين بالتدليس) هو من نوع رواية الراوي عمن عاصره ولم يسمع منه مالم يسمعه منه (الذي يسميه ابن حجر: المرسل الخفي) .. فيشترط فيه ثبوت السماع ولو مرة , وتحمل باقي أحاديثه المعنعنة بعد ذلك على الاتصال .. وهذا تصرف أصحاب الصحيح معه ..
ثم إن شيخه الأقرب فيه أنه مجهول , وأنه غير من وثقه النسائي .. ولذا لم يعرفه ابن معين , وقال فيه الذهبي في الميزان: لا يعرف.
وأبو إسحاق معروف بالرواية عن المجهولين ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 01 - 05, 07:32 م]ـ
(فيشترط فيه ثبوت السماع ولو مرة , وتحمل باقي أحاديثه المعنعنة بعد ذلك على الاتصال .. وهذا تصرف أصحاب الصحيح معه ..
)
لعواد الخلف (فيما أذكر) كتاب حول مرويات المدلسين في صحيح البخاري
والبخاري يهتم كثيرا بتبيين السماع في كل حديث
او يرويه من رواية شعبة
أو يرويه من رواية يحيى القطان عن شيوخه عن الراوي
ونحو ذلك
وهذا يدل على عناية البخاري بتبيين السماع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 01 - 05, 07:41 م]ـ
(ثم إن شيخه الأقرب فيه أنه مجهول)
ابو اسحاق يروي عن المجهولين هذا انفرد بالرواية عنه اما اذا روى عنه غير واحد من الكوفيين
فالأمر مختلف وهو رجل من التابعين
فهذا يمشي حاله غير واحد
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 01 - 05, 07:44 م]ـ
وهذا راوية روى عنه ابو اسحاق السبيعي
وروي عن ابن معين انه قال لاأعرفه
(أوس بن ضمعج الكوفي الحضرمي ويقال النخعي روى عن أبي مسعود الأنصاري وسلمان الفارسي وعائشة وغيرهم وعنه ابنه عمران وأبو إسحاق السبيعي وإسماعيل بن رجاء وقال كان من القراء الأول وذكر منه فضلا وقال شبابة حدثنا شعبة وذكر عنده أوس بن ضمعج فقال والله ما أراه الا كان شيطانا يعني لجودة حديثه وروى الحسين بن الحسن الرازي عن بن معين لا أعرفه قال خليفة بن خياط كان في ولاية بشر بن مروان سنة 74 قلت وقال العجلي كوفي تابعي ثقة قال بن سعد أدرك الجاهلية وكان ثقة معروفا قليل الحديث وذكره بن حبان في الثقات)
¥(34/225)
ـ[النقّاد]ــــــــ[06 - 01 - 05, 12:26 ص]ـ
نعم أخي الحبيب (ابن وهب) ..
لكن شيخ أبي إسحاق هذا لم يحدث عنه سوى أبي إسحاق , كما قال الذهبي في «الميزان» , ولذا قال عنه في هذا الكتاب: «لا يعرف». ولم يعرفه من قبله ابن معين.
أما من وثقه النسائي , فالظاهر أنه راو آخر روى عنه أبو إسحاق وغيره.
والمسألة موضع اجتهاد .. والذي ذكرتُه هو الذي يظهر لي والله أعلم ..
أما ما ذكرتَه سلمك الله بخصوص تعامل البخاري مع أبي إسحاق .. فلم أدر ماذا قصدتَ به ..
فهل تقصد أن البخاري لا يقبل من حديث أبي إسحاق إلا ما صرح فيه بالسماع مطلقًا؟
أم تقصد أن البخاري يحتاط معه أكثر من غيره , ويخرج من حديثه ما صرح فيه بالسماع لأنه هو الذي يناسب كتابه الصحيح الذي هو في أعلى مراتب القبول , وإن كان يرى أن مالم يصرح فيه بالسماع مقبول كذلك مادام قد ثبت سماعه من شيخه ولو مرة؟
أم ماذا؟
ثم .. ماذا ينبني على تقريرك هذا في قضية صحة هذا الأثر أو ضعفه؟
واسلم لمحبك في الله ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 01 - 05, 05:36 م]ـ
شيخنا الحبيب
بارك الله فيك
عبد الرحمن بن سعد (الكوفي المدني الأصل) قد روى عنه غير واحد ولم يتفرد السبيعي بالرواية عنه
بيان ذلك
في التاريخ الكبير للبخاري
(عبد الرحمن بن سعد مولى لابن عمر القرشي وكان يكون بالكوفة سمع ابن عمر رضى الله تعالى عنهما روى عنه منصور وحماد بن أبي سليمان قاله وكيع أحسبه أخا عمرو)
ولايمكن أن نقول أن هناك عبدالرحمن بن سعد آخر روى عن ابن عمر وروى عنه أهل الكوفة
فإن هذا الاحتمال ضعيف
ولو أن عبدالرحمن بن سعد الذي روى عنه ابو اسحاق غير عبدالرحمن بن سعد الذي روى عنه منصور وحماد بن أبي سليمان وغيرهما
لكان البخاري ذكره في التاريخ الكبير
اذ أن البخاري خرج حديثه في كتاب الأدب والغالب انه لايهمل ذكر تراجم من يخرج لهم في كتبه
خصوصا من كان في طبقة التابعين
فدل هذا على أن عبدالرحمن بن سعد الذي روى عنه أبو أسحاق هو نفسه من روى عنه منصور وحماد بن أبي سليمان
وأما توثيق النسائي فقد نقله ابن حجر في التهذيب وابن حجر متيقظ
وأغلب الظن انه اعتمد في ذلك على كتاب مغلطاي (والكتاب ليس بين يدي الآن لكي أكشف منه)
ومغلطاي قد يهم ولكن ابن حجر متيقظ يتتبع أخطائه
وهذا النقل هو من كتاب التمييز للنسائي والكتاب مفقود فلا نستطيع مراجعة الكتاب للتأكد
ولكن تيقظ ابن حجر يجعلنا نرجح أنه ماقصد الا هذا الراوي
اذ ليس بين أيدينا ما يدفع ذلك
بل الذي يؤكد أنه ما وهم في ذلك أن في التهذيب تراجم
1/ عبد الرحمن بن سعد المدني مولى الأسود بن سفيان ويقال مولى آل أبي سفيان
قال النسائي:ثقة
2/ عبد الرحمن بن سعد الأعرج أبو حميد المدني المقعد مولى بني مخزوم قال النسائي: ثقة
قال المزي
(قال المزي وقد فرق غير واحد بين هذا وبين مولى الأسود بن سفيان المذكور قبله والأسود بن سفيان مخزومي فيحتمل أن يكونا واحدا والله أعلم)
والظاهر أن النسائي أيضا ممن فرق
فنقل مغلطاي أو ابن حجر توثيق النسائي لعبدالرحمن بن سعد مولى ابن عمر وهو الراوي الثالث لابد أنه أتى بعد تأمل
وخصوصا من ابن حجر المتيقظ والذي يتتبع أخطاء مغلطاي
فإن قيل ولماذا أغفل المزي ذكر عبارة النسائي
فالجواب أن مغلطاي قد تعقب المزي في هذا وقد نقل عن كتاب التمييز للنسائي فأكثر
تجد ذلك في زيادات مغلطاي على المزي
ومغلطاي قد وقف على نسخة قديمة من كتاب التمييز للنسائي
فائدة
في التهذيب
(مد أبي داود في المراسيل عذافر البصري عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدى زكاة ماله فقد أدى الحق الحديث وعنه هشيم قلت قرأت بخط الذهبي في الميزان أن هشيما تفرد بالرواية عنه وليس كما قال فقد ذكره البخاري في التاريخ فقال روى عنه بن أبي عروبة في البصريين وكذا ذكره بن حبان في الثقات)
تأمل الذهبي رأى رواية عذافر في مراسيل السجستاني من رواية هشيم عنه
فجزم بأن هشيم قد تفرد عنه ولم يراجع التاريخ الكبير
فهذا الخطأ يمكن أن يقع فيه الذهبي
والله أعلم بالصواب
ـ[النقّاد]ــــــــ[08 - 01 - 05, 11:01 ص]ـ
الأخ الحبيب .. (ابن وهب)
ماذا عن موضوع عنعنة أبي إسحاق وسماعه من شيخه وموقف البخاري من مروياته؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 03:33 ص]ـ
الأخ الحبيب .. (ابن وهب)
ماذا عن موضوع عنعنة أبي إسحاق وسماعه من شيخه وموقف البخاري من مروياته؟
بسم الله الرحمن الرحيم:
الراجح في روايات ابي اسحاق انها غير مدلسة حتى يدل دليل على أنه دلس , فإن أُعِلَّ هذا الحديث فالاولى أن يُعل بالاضطراب وليس بعنعنة ابي اسحاق , و الله أعلم.(34/226)
تخريج حديث ((تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، ... )) للشيخ (محمد عمرو عبد اللطيف)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 06 - 02, 06:08 م]ـ
من كتابه ((تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع)) الحديث 13
((تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، ومنار سبيل أهل الجنة، وهو الأنيس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاء، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخير قادة وأئمة، تقتص آثارهم، ويقتدى بأفعالهم، وينتهى إلى رأيهم، ترغب الملائكة في خلتهم، وبأجنحتها تمسحهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس، وحيتان البجر وهوامه، وسباع البر وأنعامه، لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصابيح الأبصار من الظلم. يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة. التفكر فيه بعدل الصيام، ومدارسته تعدل القيام، به توصل الأرحام، وب يعرف الحلال من الحرام، هو إمام العمل، والعمل تابعه، يلهمه السعداء ويحرمه الإشقياء)).
موضوع. رواه ابن عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (1/ 54 - 55) من طريق عبيد الله بن محمد بن خنيس الكلاعي (في الأصل – خطأ -: عبيد ابن محمد). حدثنا موسى بن محمد بن عطاء القرشي قال: حدثنا عبد الرحيم ابن زيد العمى عن أبيه عن الحسن عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعاً به (وصوبنا بعض ألفاظه من المنذري) وقال – عقبة -: ((هكذا حدثنيه أبو عبدالله بن عبيد بن محمد رحمه الله مرفوعاً بالإسناد المذكور، وهو حديث حسن جداً ولكن ليس له إسناد قوي. ورويناه من طرق شتى موقوفاً، منها ... )) الخ. فتعقبه الحافظ المنذري رحمه الله في ((الترغيب)) (1/ 96) بقوله ((كذا قال رحمه الله. ورفعه غريب جداً. والله أعلم)).
وقال شارحه – روّح الله روحه – تعليقاً على قول ابن عبد البر: ((ولكن ليس له إسناد قوي)): ((ولا ضعيف، ولا يعقل أن يكون هذا من كلام النبوة أصلاً)) اهـ.
قلت: بل هو كذب موضوع لا ريب فيه، وفي هذا الإسناد:
1 - عبيد الله بن محمد بن خنيس، تقدم ذكره في الحديث الثاني.
2 - وشيخه موسى بن محمد بن عطاء وضاع. تقدم أيضاً في نفس الحديث.
3 - وشيخه عبد الرحيم بن زيد العمى كذاب معروف. قال البخاري: تركوه. وقال أبو حاتم: يترك حديثه، منكر الحديث، كان يفسد أباه يحدث عنه بالطامات. وقال ابن معين: كذاب خبيث. وفي رواية: ليس بشئ.
4 - وأبوه زيد العمى هو ابن الحواري البصري أبو الحواري، ضعيف كما في ((التقريب)) (2131).
5 - والحسن البصري ثقة حافظ وإمام جليل، لكن روايته عن معاذ منقطعة كما يأتي. ولا شك أنه رحمه الله برئ من هذا الإفك.
وللحديث طرق أخرى مرفوعة عن أبي هريرة وأنس وعلي. أما حديث أبي هريرة، فقد قال الخطيب في ((الفقيه)) (1/ 15): ((أنا أبو القاسم على بن محمد ابن عبد الله بن الهيثم الأصبهاني نا سليمان أحمد بن أيوب الطبراني نا يحيى بن عثمان بن صالح المصري نا نعيم بن حماد نا عبد العزيز الدراوردي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً بنحوه. وهذا الإسناد لا يثبت، وفيه:
1 - أبو القاسم علي بن محمد الأصبهاني – شيخ الخطيب – لم أقف له على ترجمة ولا ذكر، وما هو في ((تاريخ بغداد)) ولا ((أخبار أصبهان)).
2 - يحيى بن عثملن بن صالح – وهو السهمي – صدوق له ما ينكر. قاله الذهبي.
3 - نعيم بن حماد، وهو ضعيف صاحب مناكير كما قدمت في ((تبييض الصحيفة)) (10).
وأزيد هنا قول محمد بن علي المروزي: ((سألت يحيى بن معين عنه – يعني حديثاً لنعيم في ذم القياس بالرأي – فقال ك ليس له أصل. قلت: فنعيم؟ قال (22): ثقة قلت: كيف يحدث ثقة بباطل؟ قال: شبه له)) كما في ((التهذيب)) (10/ 460). فلعل هذا أيضاً مما شبه له، فإن هذا المتن بهذا الإسناد طامة لا تحتمل، والبلاء منحصر في نعيم وشيخ الخطيب، والعلم عند الله تعالى.
وأما حديث أنس، فوقفت على طريقين:
¥(34/227)
الأولى: عند المرهبي في ((العلم)) من رواية يزيد الرقاشي عنه، كما في ((تخريج الإحياء)) (68) نقلاً عن التخريج الكبير للحافظ العراقي رحمه الله. ويزيد ضعيف، ضعفه الجمهور وقال النسائي وأبو أحمد الحاكم: متروك الحديث، (انظر: ((أخذ الجنة)) ص53) لكنه – على ضعفه – لا يحتمل هذا المتن، بل لا ذنب له فيه، فقد قال الشيخ بن عرّاق رحمه الله في ((تنزيه الشريعة المرفوعة)) (1/ 282): ((فيه محمد بن تميم السعدي وهو آفته)). قلت: وهو وضاع مشهور، فالبلاء منه
الثانية: عند الطوسي (501) من طريق أبي المفضل الشيباني قال: وحدثنا محمد بن علي بن شاذان بالكوفة قال: حدثني أبو أنس كثير بن محمد الحزامي قال: حدثنا حسن بن حسين العرني قال: حدثني يحيى بن يعلى عن أسباط بن نصر عن شيخ من أهل البصرة عن أنس به. وهذا إسناد قد هلهل بالمرة، لم يسلم منه سوى أنس، وفيه الآتي:
1 - أبو المفضل الشيباني، تقدم أنه متهم بسرقة الحديث والوضع للرافضة.
2 - شيخه محمد بن علي بن شاذان لم أهتد به.
3 - أبو أنس كثير بن محمد الحزامي ترجمة الخطيب (12/ 484) من رواية جماعة عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
4 - حسن بن حسين العرني رافضي واه. قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق عندهم. وانظر في ((اللسان)) (2/ 199 - 200).
5 - يحيى بن يعلى – وهو الأسلمي القطواني أبو زكرياء – كوفي شيعي ضعيف، وهاه ابن معين. وهناك كوفيان بهذا الاسم، لكنهما ثقتان: أبو زكرياء المحارني، وأبو المحياة التيمي.
6 - أسباط بن نصر وهو الهمداني – مختلف فيه، وقال الحافظ (321): ((صدوق كثير الخطأ، يغرب)).
7 - شيخه البصري مبهم لم يسم. ولا يدرى من هو.
وأما حديث علي، فرواه الطوسي (ص500) وكذلك (579 - 580) من طريق أبي المفضل بسنده المسلسل بآل البيت عنه مرفوعاً، وفي أوله: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم، فاطلبوا العلم في مظانها (كذا) واقتبسوه من أهله، في تعلمه لله خشية (في الأصل: حسنة)، وطلبه عبادة ... الحديث بطوله. وأبو المفضل تكرر الكلام عنه. والسند الذي ذكره فيه جماعة لم أهتد إليهم، وحسبه به!
(وروى) الحديث مرفوعاً على كل من معاذ وعلى أيضاً.
أما أثر معاذ، فرواه ابن عبد البر وأبو نعيم في ((الحلية)) (1/ 238 - 239) من طريق هاشم بن مخلد (وفي ((الحلية)) – خطأ هشام) قال: سمعت أبا عصمة يحدث عن رجاء بن حيوة (وعند أبي نعيم سمعته من أبي عصمة عن رجل سماه عن رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل به. وقال أبو طالب المكي في الفصل الحادي والثلاثين من ((القوت)): ((وروينا في فضل العلم بالله تعالىمن رواية رجاء بن حيوة عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قل: .. )) فذكره، كان في ((تخريج الإحياء))، وفيه: ((قال العراقي: قوله (يعني ابن عبد البر في الحديث المرفوع): حسن، أراد به الحسن اللغوي لا الحسن المصطلح عليه بين أهل الحديث، فإن موسى بن محمد البلقاوي كذبه أبو زرعة وأبو حاتم ونسبه العقيلي وابن حبان إلى وضع الحديث، وعبد الرحمن (كذا) بن زيد متروك وأبوه مختلف فيه، والحسن لم يدرك معاذاً. وأبوه عصمة المذكور في الموقوف ضعيف أيضاً، كان يقال له: نوح الجامع. قال ابن حبان: جمع كل شئ إلا الصدق. ورجاء بن حيوة أيضاً لم يسمع من معاذ. وروى الموقوف: سليم الرازي في ((الترغيب والترهيب)) من طريق آخر، وفيه كتابة بن حبلة ضعيف جداً. قلت (القائل: الزبيدي): ولكن صرح أبو طالب أن رجاء بن حيوة سمعه من عبد الرحمن بن غنم عن معاذ. هذا أشبه (كذا) والله أعلم ... )) الخ.
قلت: ومن طرق كنانة بن جبلة أيضاً رواه الطوسي عن أبي المفضل بسنده إليه عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن أبيه عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ.
¥(34/228)
أما أبو عصمة – في الطريق الأول – فليس ضعيفاً فحسب، بل هو كذاب متهم بالوضع. قال البخاري: ((قال ابن المبارك لوكيع: عندنا شيخ يقال له: أبو عصمة، كان يضع، كما يضع المعلى بن هلال)). وقال أبو حاتم ومسلم والدار قطني والدولابي والساجي: متروك الحديث. زاد الآخير: عنده أحاديث بواطيل. وذكر الحاكم أنه أقر بوضع حديث في فضائل القرآن من أوله إلى آخره. وكنانو بن جبلة كذبه ابن معين، فقال: ((كذاب خبيث)). قال تليمذه عثمان ابن سعيد الدارمي: ((هو قريب مما قال يحيى، خبيث الحديث)). وقال الجوزجاني السعدي: ((ضعيف جداً)). أما أبو حاتم الرازي رحمه الله فكأنه لم يخبر أمره فقال: ((محله الصدق، يكتب حديثه، حسن الحديث)).
(وأما) أثر علي، فرواه أبو طالب الحسنى في ((أمالية)) كما في ((تيسير المطالب)) (ص141) قال: ((أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي العبدكي (في الأصل: العبدي، والصواب الأول كما تكرر كثيراً في الكتاب) ... فذكره بسنده المسلسل بآل البيت، وفيه: قال أمير المؤمنين لأصابه، وهو بحضرته: تعلموا العلم ... )) الخ. والعبدكي، واسمه: ((محمد بن علي بن عبدك – واسمه: عبد الكريم))، قال الإمام برهان الدين الحلبي في ((الكشف الحثيث)) (712): (( ... وكان إمام أهل التشيع في ومانه، ذكر له ابن الجوزي في ((موضوعاته حديثاً في فضل علي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن جبريل: يا محمد علي خير البشر، من أبى فقد كفر. قال ابن الجوزي: والمتهم به الجرجاني الشيعي)) وهو في ((الموضوعات)) (1/ 347 - 348) من طريقه عن علي بن موسى الفقيه القمى عن محمد بن شجاع الثلجي قال: حدثنا حفص بن عمر الكوفي عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي وائل ابن مسعود به)) وقال (1/ 329): ((وأما حديث ابن مسعود، ففيه حفص بن عمر، وليس بشئ، ومحمد بن شجاع الثلجي، وقد سبق في أول الكتاب أنه كذاب، والمتهم به الجرجاني الشيعي)).
وأورده السيوطي في ((اللآلئ)) (1/ 327 - 328) وأقره، فلم يتعقبه.
وفي اتهام الجوزي له – بهذا الحديث خاصة – نظر، لوجود الثلجي وغيره في الإسناد، وإن كان اتهام بن عبدك به أليق لمكانه من الإمامة في الرفض. لكن اتهامه – عامة – في محله، فإن أبا طالب المذكور روى له بلايا في (أمالية)) وبالله التوفيق. وهو أعلى وأعلم.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 07 - 02, 04:43 م]ـ
للفائدة
ـ[محمد محمود الحنبلي]ــــــــ[22 - 06 - 05, 01:29 ص]ـ
وحفظ الله العلامة الفقيه الزاهد الشيخ محمد بن عمو بن عبد اللطيف (حفظه الله).
أخوك محمد.(34/229)
تخريج حديث ((تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، ... )) للشيخ (محمد عمرو عبد اللطيف)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 06 - 02, 06:08 م]ـ
من كتابه ((تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع)) الحديث 13
((تعلموا العلم، فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، ومنار سبيل أهل الجنة، وهو الأنيس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاء، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخير قادة وأئمة، تقتص آثارهم، ويقتدى بأفعالهم، وينتهى إلى رأيهم، ترغب الملائكة في خلتهم، وبأجنحتها تمسحهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس، وحيتان البجر وهوامه، وسباع البر وأنعامه، لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصابيح الأبصار من الظلم. يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار، والدرجات العلى في الدنيا والآخرة. التفكر فيه بعدل الصيام، ومدارسته تعدل القيام، به توصل الأرحام، وب يعرف الحلال من الحرام، هو إمام العمل، والعمل تابعه، يلهمه السعداء ويحرمه الإشقياء)).
موضوع. رواه ابن عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (1/ 54 - 55) من طريق عبيد الله بن محمد بن خنيس الكلاعي (في الأصل – خطأ -: عبيد ابن محمد). حدثنا موسى بن محمد بن عطاء القرشي قال: حدثنا عبد الرحيم ابن زيد العمى عن أبيه عن الحسن عن معاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعاً به (وصوبنا بعض ألفاظه من المنذري) وقال – عقبة -: ((هكذا حدثنيه أبو عبدالله بن عبيد بن محمد رحمه الله مرفوعاً بالإسناد المذكور، وهو حديث حسن جداً ولكن ليس له إسناد قوي. ورويناه من طرق شتى موقوفاً، منها ... )) الخ. فتعقبه الحافظ المنذري رحمه الله في ((الترغيب)) (1/ 96) بقوله ((كذا قال رحمه الله. ورفعه غريب جداً. والله أعلم)).
وقال شارحه – روّح الله روحه – تعليقاً على قول ابن عبد البر: ((ولكن ليس له إسناد قوي)): ((ولا ضعيف، ولا يعقل أن يكون هذا من كلام النبوة أصلاً)) اهـ.
قلت: بل هو كذب موضوع لا ريب فيه، وفي هذا الإسناد:
1 - عبيد الله بن محمد بن خنيس، تقدم ذكره في الحديث الثاني.
2 - وشيخه موسى بن محمد بن عطاء وضاع. تقدم أيضاً في نفس الحديث.
3 - وشيخه عبد الرحيم بن زيد العمى كذاب معروف. قال البخاري: تركوه. وقال أبو حاتم: يترك حديثه، منكر الحديث، كان يفسد أباه يحدث عنه بالطامات. وقال ابن معين: كذاب خبيث. وفي رواية: ليس بشئ.
4 - وأبوه زيد العمى هو ابن الحواري البصري أبو الحواري، ضعيف كما في ((التقريب)) (2131).
5 - والحسن البصري ثقة حافظ وإمام جليل، لكن روايته عن معاذ منقطعة كما يأتي. ولا شك أنه رحمه الله برئ من هذا الإفك.
وللحديث طرق أخرى مرفوعة عن أبي هريرة وأنس وعلي. أما حديث أبي هريرة، فقد قال الخطيب في ((الفقيه)) (1/ 15): ((أنا أبو القاسم على بن محمد ابن عبد الله بن الهيثم الأصبهاني نا سليمان أحمد بن أيوب الطبراني نا يحيى بن عثمان بن صالح المصري نا نعيم بن حماد نا عبد العزيز الدراوردي عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً بنحوه. وهذا الإسناد لا يثبت، وفيه:
1 - أبو القاسم علي بن محمد الأصبهاني – شيخ الخطيب – لم أقف له على ترجمة ولا ذكر، وما هو في ((تاريخ بغداد)) ولا ((أخبار أصبهان)).
2 - يحيى بن عثملن بن صالح – وهو السهمي – صدوق له ما ينكر. قاله الذهبي.
3 - نعيم بن حماد، وهو ضعيف صاحب مناكير كما قدمت في ((تبييض الصحيفة)) (10).
وأزيد هنا قول محمد بن علي المروزي: ((سألت يحيى بن معين عنه – يعني حديثاً لنعيم في ذم القياس بالرأي – فقال ك ليس له أصل. قلت: فنعيم؟ قال (22): ثقة قلت: كيف يحدث ثقة بباطل؟ قال: شبه له)) كما في ((التهذيب)) (10/ 460). فلعل هذا أيضاً مما شبه له، فإن هذا المتن بهذا الإسناد طامة لا تحتمل، والبلاء منحصر في نعيم وشيخ الخطيب، والعلم عند الله تعالى.
وأما حديث أنس، فوقفت على طريقين:
¥(34/230)
الأولى: عند المرهبي في ((العلم)) من رواية يزيد الرقاشي عنه، كما في ((تخريج الإحياء)) (68) نقلاً عن التخريج الكبير للحافظ العراقي رحمه الله. ويزيد ضعيف، ضعفه الجمهور وقال النسائي وأبو أحمد الحاكم: متروك الحديث، (انظر: ((أخذ الجنة)) ص53) لكنه – على ضعفه – لا يحتمل هذا المتن، بل لا ذنب له فيه، فقد قال الشيخ بن عرّاق رحمه الله في ((تنزيه الشريعة المرفوعة)) (1/ 282): ((فيه محمد بن تميم السعدي وهو آفته)). قلت: وهو وضاع مشهور، فالبلاء منه
الثانية: عند الطوسي (501) من طريق أبي المفضل الشيباني قال: وحدثنا محمد بن علي بن شاذان بالكوفة قال: حدثني أبو أنس كثير بن محمد الحزامي قال: حدثنا حسن بن حسين العرني قال: حدثني يحيى بن يعلى عن أسباط بن نصر عن شيخ من أهل البصرة عن أنس به. وهذا إسناد قد هلهل بالمرة، لم يسلم منه سوى أنس، وفيه الآتي:
1 - أبو المفضل الشيباني، تقدم أنه متهم بسرقة الحديث والوضع للرافضة.
2 - شيخه محمد بن علي بن شاذان لم أهتد به.
3 - أبو أنس كثير بن محمد الحزامي ترجمة الخطيب (12/ 484) من رواية جماعة عنه، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.
4 - حسن بن حسين العرني رافضي واه. قال أبو حاتم: لم يكن بصدوق عندهم. وانظر في ((اللسان)) (2/ 199 - 200).
5 - يحيى بن يعلى – وهو الأسلمي القطواني أبو زكرياء – كوفي شيعي ضعيف، وهاه ابن معين. وهناك كوفيان بهذا الاسم، لكنهما ثقتان: أبو زكرياء المحارني، وأبو المحياة التيمي.
6 - أسباط بن نصر وهو الهمداني – مختلف فيه، وقال الحافظ (321): ((صدوق كثير الخطأ، يغرب)).
7 - شيخه البصري مبهم لم يسم. ولا يدرى من هو.
وأما حديث علي، فرواه الطوسي (ص500) وكذلك (579 - 580) من طريق أبي المفضل بسنده المسلسل بآل البيت عنه مرفوعاً، وفي أوله: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم، فاطلبوا العلم في مظانها (كذا) واقتبسوه من أهله، في تعلمه لله خشية (في الأصل: حسنة)، وطلبه عبادة ... الحديث بطوله. وأبو المفضل تكرر الكلام عنه. والسند الذي ذكره فيه جماعة لم أهتد إليهم، وحسبه به!
(وروى) الحديث مرفوعاً على كل من معاذ وعلى أيضاً.
أما أثر معاذ، فرواه ابن عبد البر وأبو نعيم في ((الحلية)) (1/ 238 - 239) من طريق هاشم بن مخلد (وفي ((الحلية)) – خطأ هشام) قال: سمعت أبا عصمة يحدث عن رجاء بن حيوة (وعند أبي نعيم سمعته من أبي عصمة عن رجل سماه عن رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل به. وقال أبو طالب المكي في الفصل الحادي والثلاثين من ((القوت)): ((وروينا في فضل العلم بالله تعالىمن رواية رجاء بن حيوة عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قل: .. )) فذكره، كان في ((تخريج الإحياء))، وفيه: ((قال العراقي: قوله (يعني ابن عبد البر في الحديث المرفوع): حسن، أراد به الحسن اللغوي لا الحسن المصطلح عليه بين أهل الحديث، فإن موسى بن محمد البلقاوي كذبه أبو زرعة وأبو حاتم ونسبه العقيلي وابن حبان إلى وضع الحديث، وعبد الرحمن (كذا) بن زيد متروك وأبوه مختلف فيه، والحسن لم يدرك معاذاً. وأبوه عصمة المذكور في الموقوف ضعيف أيضاً، كان يقال له: نوح الجامع. قال ابن حبان: جمع كل شئ إلا الصدق. ورجاء بن حيوة أيضاً لم يسمع من معاذ. وروى الموقوف: سليم الرازي في ((الترغيب والترهيب)) من طريق آخر، وفيه كتابة بن حبلة ضعيف جداً. قلت (القائل: الزبيدي): ولكن صرح أبو طالب أن رجاء بن حيوة سمعه من عبد الرحمن بن غنم عن معاذ. هذا أشبه (كذا) والله أعلم ... )) الخ.
قلت: ومن طرق كنانة بن جبلة أيضاً رواه الطوسي عن أبي المفضل بسنده إليه عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن أبيه عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ.
¥(34/231)
أما أبو عصمة – في الطريق الأول – فليس ضعيفاً فحسب، بل هو كذاب متهم بالوضع. قال البخاري: ((قال ابن المبارك لوكيع: عندنا شيخ يقال له: أبو عصمة، كان يضع، كما يضع المعلى بن هلال)). وقال أبو حاتم ومسلم والدار قطني والدولابي والساجي: متروك الحديث. زاد الآخير: عنده أحاديث بواطيل. وذكر الحاكم أنه أقر بوضع حديث في فضائل القرآن من أوله إلى آخره. وكنانو بن جبلة كذبه ابن معين، فقال: ((كذاب خبيث)). قال تليمذه عثمان ابن سعيد الدارمي: ((هو قريب مما قال يحيى، خبيث الحديث)). وقال الجوزجاني السعدي: ((ضعيف جداً)). أما أبو حاتم الرازي رحمه الله فكأنه لم يخبر أمره فقال: ((محله الصدق، يكتب حديثه، حسن الحديث)).
(وأما) أثر علي، فرواه أبو طالب الحسنى في ((أمالية)) كما في ((تيسير المطالب)) (ص141) قال: ((أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي العبدكي (في الأصل: العبدي، والصواب الأول كما تكرر كثيراً في الكتاب) ... فذكره بسنده المسلسل بآل البيت، وفيه: قال أمير المؤمنين لأصابه، وهو بحضرته: تعلموا العلم ... )) الخ. والعبدكي، واسمه: ((محمد بن علي بن عبدك – واسمه: عبد الكريم))، قال الإمام برهان الدين الحلبي في ((الكشف الحثيث)) (712): (( ... وكان إمام أهل التشيع في ومانه، ذكر له ابن الجوزي في ((موضوعاته حديثاً في فضل علي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن جبريل: يا محمد علي خير البشر، من أبى فقد كفر. قال ابن الجوزي: والمتهم به الجرجاني الشيعي)) وهو في ((الموضوعات)) (1/ 347 - 348) من طريقه عن علي بن موسى الفقيه القمى عن محمد بن شجاع الثلجي قال: حدثنا حفص بن عمر الكوفي عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي وائل ابن مسعود به)) وقال (1/ 329): ((وأما حديث ابن مسعود، ففيه حفص بن عمر، وليس بشئ، ومحمد بن شجاع الثلجي، وقد سبق في أول الكتاب أنه كذاب، والمتهم به الجرجاني الشيعي)).
وأورده السيوطي في ((اللآلئ)) (1/ 327 - 328) وأقره، فلم يتعقبه.
وفي اتهام الجوزي له – بهذا الحديث خاصة – نظر، لوجود الثلجي وغيره في الإسناد، وإن كان اتهام بن عبدك به أليق لمكانه من الإمامة في الرفض. لكن اتهامه – عامة – في محله، فإن أبا طالب المذكور روى له بلايا في (أمالية)) وبالله التوفيق. وهو أعلى وأعلم.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 07 - 02, 04:43 م]ـ
للفائدة
ـ[محمد العفاسى]ــــــــ[02 - 02 - 08, 03:34 م]ـ
رحمه الله
ـ[أبوإبراهيم الخالدي]ــــــــ[02 - 02 - 08, 10:29 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة العظيمة. التي بينت هذا الحديث الَذي يستشهد به كثير من طلاب العلم ولم يبينوا درجته. بارك الله فيك وأكثر أمثالك ..... آمييييييييييين.
أبوإبراهيم
ـ[أبو مسلم الأثري]ــــــــ[04 - 02 - 08, 02:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة العظيمة
رحم الله شيخنا
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[05 - 02 - 08, 05:59 م]ـ
رحم الله شيخنا
ـ[عبد الله بهاء]ــــــــ[05 - 02 - 08, 06:08 م]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة
وأدخله فسيح جناته
إنه ولي ذلك والقادر عليه
ـ[إبن نوح]ــــــــ[06 - 02 - 08, 03:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات،المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات ..
جزاكم الخير جميعا.
ـ[أبو عبيد السلفي]ــــــــ[06 - 02 - 08, 07:29 ص]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة
وأدخله فسيح جناته
إنه ولي ذلك والقادر عليه
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[06 - 02 - 08, 10:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد الله الخضيري]ــــــــ[06 - 02 - 08, 02:11 م]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة و أسكنة أعلي جنان الخلد و أن يجعله رفيق النبي صلي الله علية و سلم كما ذب عن سنتة ووضح منها الطالح من الصالح(34/232)
حديث الحثو بالتراب علي القبر ثلاثاً لا يثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم
ـ[أبو نايف]ــــــــ[07 - 06 - 02, 06:42 م]ـ
أصح ما جاء في حديث الحثو ثلاثاً علي القبر ما رواه ابن ماجه (1/ 490) قال: حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي ثنا يحيي بن صالح ثنا سلمة بن كلثوم ثنا الأوزاعي عن يحيي بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة (أن رسول الله صلي الله عليه وسلم صلي علي جنازة ثم أتي قبر الميت فحثي عليه من قبل رأسه ثلاثاً).
قال الإمام أبو حاتم رحمه الله في العلل (1/ 169): هذا حديث باطل.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في تلخيص الحبير (2/ 693): وقد رواه ابن أبي داود في كتاب التفرد له من هذا الوجه وزاد في المتن: أنه كبر عليه أربعا، وقال بعده: ليس يروي في حديث صحيح أنه صلي الله عليه وسلم كبر علي جنازة أربعا إلا هذا.
فهذا حكم منه بالصحة علي هذا الحديث ولكن أبو حاتم إمام لم يحكم عليه بالبطلان إلا بعد أن تبين له، وأظن العلة فيه عنعنة الأوزاعي وعنعنة شيخه وهذا كله إن كان يحيي بن صالح هو الوحاظي شيخ البخاري والله أعلم.
هذا والله تعالي أعلم.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 06 - 02, 09:11 م]ـ
هذا الحديث له ذكرٌ في ((علل الدارقطني)) (9/ 322)
فراجعه غير مأمور.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 09:47 م]ـ
أصح ما جاء في حديث الحثو ثلاثاً علي القبر ما رواه ابن ماجه (1/ 490) قال: حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي ثنا يحيي بن صالح ثنا سلمة بن كلثوم ثنا الأوزاعي عن يحيي بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة (أن رسول الله صلي الله عليه وسلم صلي علي جنازة ثم أتي قبر الميت فحثي عليه من قبل رأسه ثلاثاً).
قال الإمام أبو حاتم رحمه الله في العلل (1/ 169): هذا حديث باطل.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في تلخيص الحبير (2/ 693): وقد رواه ابن أبي داود في كتاب التفرد له من هذا الوجه وزاد في المتن: أنه كبر عليه أربعا، وقال بعده: ليس يروي في حديث صحيح أنه صلي الله عليه وسلم كبر علي جنازة أربعا إلا هذا.
فهذا حكم منه بالصحة علي هذا الحديث ولكن أبو حاتم إمام لم يحكم عليه بالبطلان إلا بعد أن تبين له، وأظن العلة فيه عنعنة الأوزاعي وعنعنة شيخه وهذا كله إن كان يحيي بن صالح هو الوحاظي شيخ البخاري والله أعلم.
هذا والله تعالي أعلم.
نعم يحيى بن صالح هو الوحاظي كما جاء التصريح به في رواية الطبراني في المعجم الأوسط (4829)
وإعلال الحديث بعنعنة الأزاعي عجيب
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[17 - 01 - 06, 09:48 م]ـ
وإعلاله بيحي بن ابي كثير يحتاج إلى تحرير
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[17 - 01 - 06, 11:18 م]ـ
و الحديث صححه الشيخ الألباني في كتابه أحكام الجنائز و بدعها فليعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 01 - 06, 08:21 ص]ـ
وإعلال الحديث بعنعنة الأزاعي عجيب
ـ فمن القواعد التي يسير عليها النقاد أنه:
ـ إذا وجدت نكارة في المتن، أو في تركيبة الإسناد فقد يطعن في الإسناد بما لايكون قادحاً بإطلاق.
فالأئمة من مسالكهم في التعليل اعتبار المتن وتركيبة السند. فإذا استنكروا شيئاً من ذلك، فإنهم يتطلبون علة في الإسناد يعلقون الخطأ بها. و في مثل هذا قد يعلون بما لا يصلح التعليل به في كل موضع.
وقد أشار إلى هذا المعنى الشيخ المعلمي ـ رحمه الله ـ (1) فقال: "إذا استنكر الأئمة المحققون المتن، وكان ظاهر السند الصحة، فإنهم يتطلبون له علة، فإذا لم يجدوا علة قادحة مطلقاً حيث وقعت، أعلوه بعلة ليست بقادحة مطلقاً، ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذاك المنكر". ثم ذكر لذلك أمثلة، منها:
* إعلال علي بن المديني حديث (خلق الله التربة يوم السبت)، وهو حديث يرويه إسماعيل بن أبي أمية، عن أيوب بن خالد. فقال ابن المديني: "ماأرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى" (2).
* ومن ذلك إعلال أبي حاتم حديث "يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من مضر وبني تميم. فقيل: من هو يارسول الله؟ قال: أويس القرني".
فقد ذكر أبوحاتم لهذا الحديث علتين؛ إحداهما: عدم تصريح الليث بن سعد فيه بالسماع من سعيد المقبري، قال: "يحتمل أن يكون سمعه من غير ثقة، ودلسه" (3). مع أن الليث بن سعد لايعرف بالتدليس.
* ومن ذلك إشارة البخاري إلى إعلال حديث قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد في جمع التقديم، حيث قال: "قلت لقتيبة بن سعيد: مع من كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل؟ فقال: مع خالد المدائني. قال البخاري: وكان خالد المدائني هذا يدخل الأحاديث على الشيوخ" (4).
* وأعل أبوحاتم حديثاً بعنعنة سفيان بن عيينة (5).
قال المعلمي ـ رحمه الله ـ: "وحجتهم في هذا أن عدم القدح بتلك العلة مطلقاً، إنما بني على أن دخول الخلل من جهتها نادر، فإذا اتفق أن يكون المتن منكراً، يغلب على ظن الناقد بطلانه، فقد تحقق وجود الخلل، وإذا لم يوجد سبب له إلا تلك العلة، فالظاهر أنها هي السبب، وأن هذا من النادر الذي يجيء الخلل فيه من جهتها" (6).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3690
¥(34/233)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 01 - 06, 08:23 ص]ـ
والحديث المرفوع لايثبت كما سبق، وأصح ما ورد هو أثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وإسناده لابأس به.
ـ[عبدالكريم الشهري]ــــــــ[18 - 01 - 06, 09:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبعد: فهذا الحديث فيه اختلاف كثير يظهر بالرجوع الى علل الدارقطني وهذا يحتاج الى بحث مستقل لكن فيما يتعلق بهذا اللفظ المذكور من الحثو ثلاثا والتكبير اربعا فقد قال الامام الدارقطني عليه رحمة الله في العلل9\ 322:رواه سلمة بن كلثوم عن الاوزاعي عن يحيى عن ابي سلمه عن ابي هريرة وزاد فيه الفاظا لم يات بها غيره وهي قوله انه اتى القبر فحثى عليه ثلاثا وكبر على الجنازة اربعا. اه وقدرواه عن الاوزاعي محمد بن كثير ويحيى بن عبدالله وعيسى بن يونس وابو الحسن الفزاري والمعافى بن عمران والوليد بن مسلم وبقية بن الوليد والوليد بن مزيد كما ذكر ذلك الامام الدارقطني وقال ايضا كما في اطراف الغرائب والافراد5\ 322: فيه سنن تفرد بها سلمة بن كلثوم عن الاوزاعي. اه فتفرد سلمة بهذا اللفظ عن الاوزاعي دون سائر الرواة عنه كاف في اعلاله والحكم ببطلانه كما ذهب اليه ابو حاتم عليه رحمة الله وبالله التوفيق
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 01 - 06, 09:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
فائدة
قال ابن قدامة في المغني
فصل
روي عن أحمد أنه حضر جنازة فلما ألقي عليها التراب قام إلى القبر فحثى عليه ثلاث حثيات ثم رجع إلى مكانه وقال قد جاء عن علي وصح أنه حثى على قبر ابن مكفف.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 01 - 06, 07:58 م]ـ
[ QUOTE= عبدالرحمن الفقيه]ـ فمن القواعد التي يسير عليها النقاد أنه:
ـ إذا وجدت نكارة في المتن، أو في تركيبة الإسناد فقد يطعن في الإسناد بما لايكون قادحاً بإطلاق.
فالأئمة من مسالكهم في التعليل اعتبار المتن وتركيبة السند. فإذا استنكروا شيئاً من ذلك، فإنهم يتطلبون علة في الإسناد يعلقون الخطأ بها. و في مثل هذا قد يعلون بما لا يصلح التعليل به في كل موضع.
وقد أشار إلى هذا المعنى الشيخ المعلمي ـ رحمه الله ـ (1) فقال: "إذا استنكر الأئمة المحققون المتن، وكان ظاهر السند الصحة، فإنهم يتطلبون له علة، فإذا لم يجدوا علة قادحة مطلقاً حيث وقعت، أعلوه بعلة ليست بقادحة مطلقاً، ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذاك المنكر". ثم ذكر لذلك أمثلة، منها:
* إعلال علي بن المديني حديث (خلق الله التربة يوم السبت)، وهو حديث يرويه إسماعيل بن أبي أمية، عن أيوب بن خالد. فقال ابن المديني: "ماأرى إسماعيل بن أمية أخذ هذا إلا من إبراهيم بن أبي يحيى" (2).
* ومن ذلك إعلال أبي حاتم حديث "يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من مضر وبني تميم. فقيل: من هو يارسول الله؟ قال: أويس القرني".
فقد ذكر أبوحاتم لهذا الحديث علتين؛ إحداهما: عدم تصريح الليث بن سعد فيه بالسماع من سعيد المقبري، قال: "يحتمل أن يكون سمعه من غير ثقة، ودلسه" (3). مع أن الليث بن سعد لايعرف بالتدليس.
* ومن ذلك إشارة البخاري إلى إعلال حديث قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد في جمع التقديم، حيث قال: "قلت لقتيبة بن سعيد: مع من كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل؟ فقال: مع خالد المدائني. قال البخاري: وكان خالد المدائني هذا يدخل الأحاديث على الشيوخ" (4).
* وأعل أبوحاتم حديثاً بعنعنة سفيان بن عيينة (5).
قال المعلمي ـ رحمه الله ـ: "وحجتهم في هذا أن عدم القدح بتلك العلة مطلقاً، إنما بني على أن دخول الخلل من جهتها نادر، فإذا اتفق أن يكون المتن منكراً، يغلب على ظن الناقد بطلانه، فقد تحقق وجود الخلل، وإذا لم يوجد سبب له إلا تلك العلة، فالظاهر أنها هي السبب، وأن هذا من النادر الذي يجيء الخلل فيه من جهتها" (6).
الحمد لله هذا أمرٌ معلوم عندي بل إني عندما كتبت المشاركة التي عقبت عليها كان إعلال أبي حاتم لرواية سفيان بن عيينة بعنعنته بين عيني
ولكننا يجب أن نتأمل جيداً في تطبيقات الأئمة النقاد قبل أن نفرع عليها فإعلال الحديث بعنعنة الأوزاعي وهو غير معروف بالتدليس مع وجود يحيى بن أبي كثير وقد اشتهر عنه الإرسال ورمي بالتدليس (وهو محل بحث) لا معنى له
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[25 - 02 - 08, 11:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا(34/234)
تخريج [من بدأ بالكلام قبل السلام]، [اتق الله تكن أعلم الناس]
ـ[عصام البشير]ــــــــ[07 - 06 - 02, 09:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من يفيدني في تخريج هذين الحديثين (فإنني لا أجد الوقت الكافي للبحث عنهما):
- حديث: (من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه)
- حديث طويل عن خالد بن الوليد: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا والآخرة فقال: سل عما بدا لك، قال: أريد أن أكون أعلم الناس قال: اتق الله تكن أعلم الناس
الحديث ..
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبوخبيب]ــــــــ[08 - 06 - 02, 04:15 م]ـ
عجالة الراغب المتمني في تخريج كتاب
[عمل اليوم والليلة] لابن السني / بقلم: أبي أسامة سليم الهلالي: 1/ 273
77 ــ باب من بدأ بالكلام قبل السلام
215 ــ أخبرنا العباس بن أحمد الحمصي قال: حدثنا كثير بن عبيد قال: حدثنا
بقية بن الوليد قال: حدثنا ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر ـ رضي
الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم:
(من بدأ بالكلام قبل السلام، فلا تجيبوه).
215ــ إسناده حسن،
أخرجه أبو نعيم في [حلية الأولياء] 8/ 199 من طريق أبي تقي هشام بن
عبدالملك عن بقية به.
قال أبو زرعة، كما في [العلل] 2/ 331: [هذا حديث ليس له أصل، لم
يسمع بقية هذا الحديث من عبدالعزيز، إنما هو عن أهل حمص، وأهل
حمص لا يميزون هذا].
قلت:
بل سمع بقيةُ هذا الحديث من عبدالعزيز، كما عند المصنف.
قال شيخنا العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في الصحيحة 2/ 459:
[وكثير بن عبيد هذا حمصي ثقة، ومن الصعب الاقتناع بأن مجرد كونه
حمصياً ـ مع كونه ثقةـ لا يميز بين قول بقية: [عن] وبين قوله: [حدثنا]!
ولذلك، فإني أذهب إلى أن الحديث بهذا الإسناد حسن على أقل الدرجات،
والعباس بن أحمد الحمصي له ترجمة في [تاريخ ابن عساكر] 8/ 444/2
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، لكن روى عنه جمع] أ. هـ.
وأخرجه ابن عدي في [الكامل] 5/ 1929 من طريق السري بن عاصم عن
حفص بن عمر الأيلي عن عبدالعزيز به.
قلت:
وهذا إسناد موضوع، فيه علتان:
الأولى: حفص بن عمر، قال أبو حاتم: شيخاً كذاباً.
الثانية: السري بن عاصم، كذبه ابن خراش، وقال ابن عدي: يسرق الحديث.
وأخرجه الطبراني في [المعجم الأوسط] 1/ 136/429 من طريق عبدالله بن
السري الأنطاكي عن هارون أبي الطيب عن عبدالله بن عمر عن نافع به.
قال الهيثمي في [مجمع الزوائد] 8/ 32: هارون بن محمد كذاب.
وقال أبو زرعة، كما في العلل: 1/ 332:
وهذا حديث ليس له أصل.
وبالجملة، فالحديث حسن من طريق المصنف وحده.
.................................................. ........................
الرجاء من إخواني طلاب الحديث يبينوا لنا كيف أجمع بين حكم المتقدمين
والمتاخرين، فإني في بداية الطلب، فقد أشكل علي الحكم على هذا الحديث.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[08 - 06 - 02, 05:49 م]ـ
أخي أبا خبيب:
ليس بعد قول المتقدّمين قول (بارك الله فيك).
(*) سألت أبي عن حديث رواه بقية قال حدثني ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لا تبدؤوا بالكلام قبل السلام فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه. قال أبي: هذا حديث باطل ليس من حديث ابن أبي رواد (علل ابن أبي حاتم 2/ 294).
(*) سئل أبو زرعة عن حديث رواه ابو تقي قال حدثنى بقية قال حدثنى عبدالعزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): لا تبدؤوا بالكلام قبل السلام فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه. قال أبو زرعة: هذا حديث ليس له أصل لم يسمع بقية هذا الحديث من عبدالعزيز إنّما هو عن أهل حمص وأهل حمص لا يميزون هذا (الجرح والتعديل 2/ 331).
(*) قال أبو نعيم: غريب من حديث ابن أبي روّاد لم نكتبه إلا من حديث بقيّة.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[08 - 06 - 02, 06:28 م]ـ
هذا الحديث من أخطاء بقية.
وذلك لأن بقية بن الوليد كثيراً ما يخالف الثقات في روايته عن الحجازيين والعراقيين، كما نص على ذلك الأئمة، ومن ذلك روايته هذه فإنه عن عبد العزيز بن أبي رواد المكي (أي حجازي).
وقال ابن المديني ــ كما في ((التهذيب)) (1/ 478) ــ:
[صالح فيما روى عن أهل الشام، وأما عن أهل الحجاز والعراق فضعيف جداً]
وقال ابن عدي في ((الكامل)) (2/ 276):
[ففي بعض روايته يخالف الثقات،، وإذا روى عن أهل الشام فهو ثبت، وإذا روى عن غيرهم خلط، كإسماعيل بن عياش إذا روى عن أهل الشام فهو ثبت، وإذا روى عن أهل الحجاز والعراق خاف الثقات في روايته عنهم].
وانظر ((شرح علل الترمذي)) للحافظ ابن رجب (2/ 611) فقد جعل بقية ضمن (من حدّث عن أهل مصر أو إقليم فحفظ حديثم وحدّث عن غيرهم فلم يحفظ).
ولهذا جاء في ((علل ابن أبي حاتم)) (2/ 294):
[سألت أبي عن حديث رواه بقية قال: حدثني ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تبدءوا بالكلام قبل السلام فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه)
قال أبي: هذا حديث باطل ليس من حديث ابن أبي رواد].
قال أبو زرعة، كما في ((العلل)) (2/ 331 ــ 332):
[هذا حديث ليس له أصل، لم يسمع بقية هذا الحديث من عبدالعزيز، إنما هو عن أهل حمص، وأهل حمص لا يميزون هذا].
ولله درّ العلامة (المعلّمي اليماني) إذا قال في ((الأنوار الكاشفة)) ص 29:
[وتحسين المتأخرين فيه نظر]
وهذا منها.
والله أعلم.
¥(34/235)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[08 - 06 - 02, 08:44 م]ـ
أما الحديث الثاني فإليك الجواب:
كتبه الشيخ (عبد الله زقيل)
القَولُ المَسْبُوكُ في رَدِّ حَدِيثٍ مُنْتَشِرٍ مَكْذُوبٍ
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
إن مما ابتليت به الأمة في هذه الأيام كثرة انتشار الأحاديث الضعيفة والمكذوبة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه فقال: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " رواه البخاري ولم.
ومن هذه الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم حديث يتبادله كثير من الناس فيما بينهم عن طريق البريد الإلكتروني، وقد أرسل لي أحد الأحبة الحديث عن طريق البريد الإلكتروني وقال لي: ما رأيك فيه؟
قرأت الحديث ووجدتُ فيه عجباً، وعلامات الكذب ظاهرة واضحة عليه.
وهذا بحث في بيان الحديث، وعدم ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلى جانب التحذير منه ومن أمثاله من الأحاديث المكذوبة الموضوعة على النبي صلى الله.
وعلى المسلم أن يتأكد من ثبوت ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يقول صلى الله عليه وسلم: كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ. رواه مسلم.
نَصُ الحَدِيثِ:
عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا والآخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل عما بدا لك. قال: أريد أن أكون أعلم الناس. فقال: صلى الله عليه وسلم إتق الله تكن أعلم الناس. قال: أريد أن أكون أغنى الناس. فقال: صلى الله عليه وسلم: كن قانعاً تكن أغنى الناس. قال: أريد أن أكون أعدل الناس. فقال صلى الله عليه وسلم: أحب للناس ما تحب لنفسك تكن أعدل الناس. قال: أحب أن أكون خير الناس. فقال صلى الله عليه وسلم: كن نافعاً للناس تكن خير الناس. قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله. فقال صلى الله عليه وسلم: أذكر الله تكن أخص الناس إلى الله. قال: أحب أن يكمل إيماني. فقال صلى الله عليه وسلم: حسن خلقك يكمل إيمانك. قال: أحب أن أكون من المحسنين. فقال صلى الله عليه وسلم: اعبد الله كأنك تراه وإن لم تكن تراه فأنه يراك تكن من المحسنين. قال: أحب أكون من المطيعين. فقال صلى الله عليه وسلم: أد فرائض الله تكن من المطيعين. قال: أحب أن ألقى الله نقياً من الذنوب. فقال صلى الله عليه وسلم: اغتسل من الجنابة متطهراً تلقى الله نقياً من الذنوب. قال: أحب أن احشر يوم القيامة في النور. فقال صلى الله عليه وسلم: لا تظلم أحداً تحشر يوم القيامة في النور. قال: أحب أن يرحمني ربي يوم القيامة. فقال صلى الله عليه وسلم: ارحم نفسك وارحم عبادك يرحمك الله يوم القيامة. قال: أحب أن تقل ذنوبي. فقال صلى الله عليه وسلم: أكثر من الاستغفار تقل ذنوبك. قال: أحب أن أكون أكرم الناس. فقال صلى الله عليه وسلم: لا تشكو من أمرك إلى الخلق تكن أكرم الناس. قال: أحب أن أكون أقوى الناس. قال صلى الله عليه وسلم: توكل على الله تكن أقوى الناس. قال: أحب أن يوسع الله في الرزق. قال صلى الله عليه وسلم: دم على الطهارة يوسع الله عليك في الرزق. قال: أحب أن أكون من أحباب الله ورسوله. قال صلى الله عليه وسلم: أحب ما احبه الله ورسوله تكن من أحبابهم. قال: أحب أن أكون آمناً من سخط الله يوم القيامة. قال صلى الله عليه وسلم: لا تغضب على أحد من خلق الله تكن آمناً من سخط الله يوم القيامة. قال: أحب أن تستجاب دعوتي. قال صلى الله عليه وسلم: اجتنب أكل الحرام تستجاب دعوتك. قال: أحب أن يسترني الله يوم القيامة. قال صلى الله عليه وسلم: استر عيوب إخوانك يسترك الله يوم القيامة. قال: ما الذي ينجي من الذنوب؟ أو قال: من الخطايا؟ قال صلى الله عليه وسلم: الدموع والخضوع والأمراض. قال: أي حسنة أعظم عند الله تعالى؟ قال صلى الله عليه وسلم: حسن الخلق والتواضع والصبر على البلاء. قال: أي سيئة أعظم عند الله تعالى؟ قال صلى الله عليه وسلم: سوء الخلق والشح المطاع. قال: ما الذي يسكن غضب الرب في الدنيا والآخرة؟ قال صلى الله عليه وسلم:
¥(34/236)
الصدقة الخفية وصلة الرحم. قال: ما الذي يطفئ نار جهنم يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم: الصبر في الدنيا على البلاء والمصائب.
رواه أحمد بن حنبل.
قال الامام المستغفري: ما رأيت حديثا أعظم وأشمل لمحاسن الدين وأنفع من هذا الحديث اجمع فأوعى.
وقَفَاتٌ مَعَ الحَدِيثِ:
لنا مع الحديث وقفاتٌ ألا وهي:
الوَقَفَةُ الأولى:
إن علامات الوضع على الحديث واضحةٌ ظاهرةٌ، يقول الإمام ابن القيم في " المنار المنيف " (ص 102) عند ذكره الأمور التي يُعرف بها كون الحديث موضوعا:
- ومنها: 19 - ما يقترن بالحديث من القرائن التي يُعلم بها أنه باطل.
وضرب مثالا بحديث: وضع الجزية عن أهل خيبر.
ثم ذكر الأوجه في كذبه ومنها:
سادسها: أن مثل هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، فكيف يكون قد وقع، ولا يكون عِلمُه عند حملة السنة من الصحابة، ولاتابعين وأئمة الحديث، وينفرد بعلمه اليهود؟.ا. هـ.
وحديث الأعرابي الذي معنا ينطبق عليه كلام الإمام ابن القيم، فلم يذكره أحد من أهل الكتب المعتبرة مثل السنن، والمعاجم، وغيرها.
بل انفرد به من سنذكره في الوقفة الثانية.
الوَقَفَةُ الثَانِيةُ:
بعد الرجوع إلى المصادر المعتبرة للبحث عن الحديث لم نجد أحدا من أهل الكتب ذكر الحديث، وبعد بذل الوسع وجد في مصدر واحد فقط، وسأنقل نص الكلام الموجود في ذلك المصدر.
جاء في كنز العمال (رقم44154) ما نصه:
قال الشيخ جلال الدين السيوطي وجدت بخط الشيخ شمس الدين ابن القماح في مجموع له عن أبي العباس المستغفري قال: قصدت مصرا أريد طلب العلم من الإمام أبي حامد المصري والتمست منه حديث خالد بن الوليد فأمرني بصوم سنة، ثم عاودته في ذلك فأخبرني بإسناده عن مشايخه إلى خالد بن الوليد: فذكر الحديث بطوله.
وكما نرى في هذا النقل من المؤخذات ما يلي:
1 - عدم عزو صاحب كنز العمال الحديث إلى مصدر من مصادر السنة المعتبرة.
2 - الرجال المذكورون في السند بعد الرجوع إلى تراجمهم في كتب الرجال لم أجد إلا ترجمة المستغفري فقط.
قال الإمام الذهبي في السير (17/ 564):
الإمام الحافظ المُجَوِّد المصنف، أبو العباس، جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر بن الفتح بن إدريس، المستغفري النَّسَفي.
... وكان محدثَ ما وراء النهر في زمانه.
مولده بعد الخمسين وثلاث مئة بيسير.
ومات بنسف سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة عن ثمانين سنة، رحمه الله.ا. هـ.
وقال الذهبي عنه في تذكرة الحفاظ (3/ 1102):
... وكان صدوقا نفسه لكنه يروي الموضوعات في الأبواب، ولا يوهيها ... ا. هـ.
فالمستغفري متكلم فيه، فلو لم توجد إلا هذه العلة لكفى!!! ولكن هناك علل أخرى كما سيأتي.
3 - أمرُ الصيامِ للمستغفري من قِبل أبي حامد المصري لمدة سنة، وهذا أمر غريب، وأخشى أن يكون من عمل الصوفية.
4 - لم يذكر لنا المستغفري رجال السند من عند شيخه أبي حامد المصري إلى خالد بن الوليد لكي يُحكم عليهم من كلام أئمة الجرح والتعديل.
الوَقَفَةُ الثَالثةُ:
عزو الحديث إلى مسند الإمام أحمد بن حنبل لا يصح أبدا، بل لا يصح في أي كتاب من كتب الإمام أحمد الأخرى، والله أعلم.
الوَقَفَةُ الرَابِعَةُ:
قول المستغفري: ما رأيت حديثا أعظم وأشمل لمحاسن الدين وأنفع من هذا الحديث اجمع فأوعى.ا. هـ.
نعم، الحديث جمع محاسن الدين ولكن لا بد من ثبوت هذه المحاسن عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس المسألة مسألة الإعجاب بعبارات الحديث بل الأهم من ذلك كله هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟
وإلا لو كان الإعجاب بعبارات الأحاديث، هناك أحاديث موضوعة فيها من المعاني العظيمة ما يجعلنا نقبلها مباشرة، ولكن أحاديث النهي عن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم تجعلونا لا نقبلها ولا نعمل بها البتة.
الوَقَفَةُ الخَامِسَةُ:
لا يمنع أن يكون في الحديث بعض الألفاظ التي جاءت عن النبي صلى الله في أحاديث أخرى، وكذلك لا يمنع أن يكون الحديث تجميع لعدد من الأحاديث بعضها صحيح والآخر ضعيف أو موضوع، ويقوم بهذا التجميع بعض الوضاعين والقُصاص.
أرجو بعد هذه الوقفات أن أكون قد وفقت في بيان كذب الحديث على النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن كان له إضافة، أو تعليق، أو تعقيب فأكون له من الشاكرين.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 06 - 02, 09:58 م]ـ
الاخ العزيز راية التوحيد بارك الله فيك
وبارك الله في الشيخ المحدث عبدالله زقيل وفقه الله وجزاه الله خيرا
ولكني استوقفت عند عبارة الشيخ عبدالله زقيل وهو قوله فالمستغفري متكلم فيه
والعبارة الذهبي لايجعل الرجل متكلم فيه
بل هو كما يذكرون ذلك في تراجم ابنعيم وابي الشيخ بل والخطيب البغدادي
والله اعلم
واما لوائح الوضع على الحديث فظاهرة
ولعلها من وضع بعض الكرامية لانهم يجيزون وضع الاحاديث ان كانت في الترغيب والله المستعان
واكرر واقول الشكر موصول للشيخ راية التوحيد
ولللاخ البحاثة المحدث الشبخ عبدالله زقيل وفقه الله
واضافة للبحث
فان ابن القماح هو القاضي شمس الدين ابن القماح سمع منه البلقيني صحيح مسلم
وله ترجمة في وافي الوفيات للصفدي
هو القاضي شمس الدين ابن القماح محمد بن احمد بن ابراهيم بن حيدرة بن علي القرشي
المصري هو القاضي الامام المعروف بابن القماح .............
حدث وتفقه وبرع ولد سنة 656
¥(34/237)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[15 - 06 - 02, 07:07 م]ـ
بارك الله فيه فيك أخي الفاضل (ابن وهب)
فائدة من كلام الشيخ (عبد الله السعد)
= شروط حديث بقية بن الوليد:
1) أن يصرّح بالتحديث في شيخه.
2) أن يصرّح بالتحديث في شيخ شيخه.
3) أن يكون شيخه من الشاميين.
4) أن يكون شيخه ثقة.
5) أن يكون الراوي عنه ليس من أهل الشام وإنما يكون من الثقات من غيرهم ممن ينتبه إلى صيغ التحمّل.
الشريط رقم (7) من شرحه للموقظه، الوجه B(34/238)
تخريج حديثين
ـ[عصام البشير]ــــــــ[07 - 06 - 02, 09:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
من يفيدني في تخريج هذين الحديثين (فإنني لا أجد الوقت الكافي للبحث عنهما):
- حديث: (من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه)
- حديث طويل عن خالد بن الوليد: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا والآخرة فقال: سل عما بدا لك، قال: أريد أن أكون أعلم الناس قال: اتق الله تكن أعلم الناس
الحديث ..
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبوخبيب]ــــــــ[08 - 06 - 02, 04:15 م]ـ
عجالة الراغب المتمني في تخريج كتاب
[عمل اليوم والليلة] لابن السني / بقلم: أبي أسامة سليم الهلالي: 1/ 273
77 ــ باب من بدأ بالكلام قبل السلام
215 ــ أخبرنا العباس بن أحمد الحمصي قال: حدثنا كثير بن عبيد قال: حدثنا
بقية بن الوليد قال: حدثنا ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر ـ رضي
الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم:
(من بدأ بالكلام قبل السلام، فلا تجيبوه).
215ــ إسناده حسن،
أخرجه أبو نعيم في [حلية الأولياء] 8/ 199 من طريق أبي تقي هشام بن
عبدالملك عن بقية به.
قال أبو زرعة، كما في [العلل] 2/ 331: [هذا حديث ليس له أصل، لم
يسمع بقية هذا الحديث من عبدالعزيز، إنما هو عن أهل حمص، وأهل
حمص لا يميزون هذا].
قلت:
بل سمع بقيةُ هذا الحديث من عبدالعزيز، كما عند المصنف.
قال شيخنا العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في الصحيحة 2/ 459:
[وكثير بن عبيد هذا حمصي ثقة، ومن الصعب الاقتناع بأن مجرد كونه
حمصياً ـ مع كونه ثقةـ لا يميز بين قول بقية: [عن] وبين قوله: [حدثنا]!
ولذلك، فإني أذهب إلى أن الحديث بهذا الإسناد حسن على أقل الدرجات،
والعباس بن أحمد الحمصي له ترجمة في [تاريخ ابن عساكر] 8/ 444/2
ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، لكن روى عنه جمع] أ. هـ.
وأخرجه ابن عدي في [الكامل] 5/ 1929 من طريق السري بن عاصم عن
حفص بن عمر الأيلي عن عبدالعزيز به.
قلت:
وهذا إسناد موضوع، فيه علتان:
الأولى: حفص بن عمر، قال أبو حاتم: شيخاً كذاباً.
الثانية: السري بن عاصم، كذبه ابن خراش، وقال ابن عدي: يسرق الحديث.
وأخرجه الطبراني في [المعجم الأوسط] 1/ 136/429 من طريق عبدالله بن
السري الأنطاكي عن هارون أبي الطيب عن عبدالله بن عمر عن نافع به.
قال الهيثمي في [مجمع الزوائد] 8/ 32: هارون بن محمد كذاب.
وقال أبو زرعة، كما في العلل: 1/ 332:
وهذا حديث ليس له أصل.
وبالجملة، فالحديث حسن من طريق المصنف وحده.
.................................................. ........................
الرجاء من إخواني طلاب الحديث يبينوا لنا كيف أجمع بين حكم المتقدمين
والمتاخرين، فإني في بداية الطلب، فقد أشكل علي الحكم على هذا الحديث.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[08 - 06 - 02, 05:49 م]ـ
أخي أبا خبيب:
ليس بعد قول المتقدّمين قول (بارك الله فيك).
(*) سألت أبي عن حديث رواه بقية قال حدثني ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لا تبدؤوا بالكلام قبل السلام فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه. قال أبي: هذا حديث باطل ليس من حديث ابن أبي رواد (علل ابن أبي حاتم 2/ 294).
(*) سئل أبو زرعة عن حديث رواه ابو تقي قال حدثنى بقية قال حدثنى عبدالعزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): لا تبدؤوا بالكلام قبل السلام فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه. قال أبو زرعة: هذا حديث ليس له أصل لم يسمع بقية هذا الحديث من عبدالعزيز إنّما هو عن أهل حمص وأهل حمص لا يميزون هذا (الجرح والتعديل 2/ 331).
(*) قال أبو نعيم: غريب من حديث ابن أبي روّاد لم نكتبه إلا من حديث بقيّة.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[08 - 06 - 02, 06:28 م]ـ
هذا الحديث من أخطاء بقية.
وذلك لأن بقية بن الوليد كثيراً ما يخالف الثقات في روايته عن الحجازيين والعراقيين، كما نص على ذلك الأئمة، ومن ذلك روايته هذه فإنه عن عبد العزيز بن أبي رواد المكي (أي حجازي).
وقال ابن المديني ــ كما في ((التهذيب)) (1/ 478) ــ:
[صالح فيما روى عن أهل الشام، وأما عن أهل الحجاز والعراق فضعيف جداً]
وقال ابن عدي في ((الكامل)) (2/ 276):
[ففي بعض روايته يخالف الثقات،، وإذا روى عن أهل الشام فهو ثبت، وإذا روى عن غيرهم خلط، كإسماعيل بن عياش إذا روى عن أهل الشام فهو ثبت، وإذا روى عن أهل الحجاز والعراق خاف الثقات في روايته عنهم].
وانظر ((شرح علل الترمذي)) للحافظ ابن رجب (2/ 611) فقد جعل بقية ضمن (من حدّث عن أهل مصر أو إقليم فحفظ حديثم وحدّث عن غيرهم فلم يحفظ).
ولهذا جاء في ((علل ابن أبي حاتم)) (2/ 294):
[سألت أبي عن حديث رواه بقية قال: حدثني ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تبدءوا بالكلام قبل السلام فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه)
قال أبي: هذا حديث باطل ليس من حديث ابن أبي رواد].
قال أبو زرعة، كما في ((العلل)) (2/ 331 ــ 332):
[هذا حديث ليس له أصل، لم يسمع بقية هذا الحديث من عبدالعزيز، إنما هو عن أهل حمص، وأهل حمص لا يميزون هذا].
ولله درّ العلامة (المعلّمي اليماني) إذا قال في ((الأنوار الكاشفة)) ص 29:
[وتحسين المتأخرين فيه نظر]
وهذا منها.
والله أعلم.
¥(34/239)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[08 - 06 - 02, 08:44 م]ـ
أما الحديث الثاني فإليك الجواب:
كتبه الشيخ (عبد الله زقيل)
القَولُ المَسْبُوكُ في رَدِّ حَدِيثٍ مُنْتَشِرٍ مَكْذُوبٍ
الحمدُ للهِ وبعدُ؛
إن مما ابتليت به الأمة في هذه الأيام كثرة انتشار الأحاديث الضعيفة والمكذوبة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكذب عليه فقال: " مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ " رواه البخاري ولم.
ومن هذه الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم حديث يتبادله كثير من الناس فيما بينهم عن طريق البريد الإلكتروني، وقد أرسل لي أحد الأحبة الحديث عن طريق البريد الإلكتروني وقال لي: ما رأيك فيه؟
قرأت الحديث ووجدتُ فيه عجباً، وعلامات الكذب ظاهرة واضحة عليه.
وهذا بحث في بيان الحديث، وعدم ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلى جانب التحذير منه ومن أمثاله من الأحاديث المكذوبة الموضوعة على النبي صلى الله.
وعلى المسلم أن يتأكد من ثبوت ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يقول صلى الله عليه وسلم: كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ. رواه مسلم.
نَصُ الحَدِيثِ:
عن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا والآخرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل عما بدا لك. قال: أريد أن أكون أعلم الناس. فقال: صلى الله عليه وسلم إتق الله تكن أعلم الناس. قال: أريد أن أكون أغنى الناس. فقال: صلى الله عليه وسلم: كن قانعاً تكن أغنى الناس. قال: أريد أن أكون أعدل الناس. فقال صلى الله عليه وسلم: أحب للناس ما تحب لنفسك تكن أعدل الناس. قال: أحب أن أكون خير الناس. فقال صلى الله عليه وسلم: كن نافعاً للناس تكن خير الناس. قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله. فقال صلى الله عليه وسلم: أذكر الله تكن أخص الناس إلى الله. قال: أحب أن يكمل إيماني. فقال صلى الله عليه وسلم: حسن خلقك يكمل إيمانك. قال: أحب أن أكون من المحسنين. فقال صلى الله عليه وسلم: اعبد الله كأنك تراه وإن لم تكن تراه فأنه يراك تكن من المحسنين. قال: أحب أكون من المطيعين. فقال صلى الله عليه وسلم: أد فرائض الله تكن من المطيعين. قال: أحب أن ألقى الله نقياً من الذنوب. فقال صلى الله عليه وسلم: اغتسل من الجنابة متطهراً تلقى الله نقياً من الذنوب. قال: أحب أن احشر يوم القيامة في النور. فقال صلى الله عليه وسلم: لا تظلم أحداً تحشر يوم القيامة في النور. قال: أحب أن يرحمني ربي يوم القيامة. فقال صلى الله عليه وسلم: ارحم نفسك وارحم عبادك يرحمك الله يوم القيامة. قال: أحب أن تقل ذنوبي. فقال صلى الله عليه وسلم: أكثر من الاستغفار تقل ذنوبك. قال: أحب أن أكون أكرم الناس. فقال صلى الله عليه وسلم: لا تشكو من أمرك إلى الخلق تكن أكرم الناس. قال: أحب أن أكون أقوى الناس. قال صلى الله عليه وسلم: توكل على الله تكن أقوى الناس. قال: أحب أن يوسع الله في الرزق. قال صلى الله عليه وسلم: دم على الطهارة يوسع الله عليك في الرزق. قال: أحب أن أكون من أحباب الله ورسوله. قال صلى الله عليه وسلم: أحب ما احبه الله ورسوله تكن من أحبابهم. قال: أحب أن أكون آمناً من سخط الله يوم القيامة. قال صلى الله عليه وسلم: لا تغضب على أحد من خلق الله تكن آمناً من سخط الله يوم القيامة. قال: أحب أن تستجاب دعوتي. قال صلى الله عليه وسلم: اجتنب أكل الحرام تستجاب دعوتك. قال: أحب أن يسترني الله يوم القيامة. قال صلى الله عليه وسلم: استر عيوب إخوانك يسترك الله يوم القيامة. قال: ما الذي ينجي من الذنوب؟ أو قال: من الخطايا؟ قال صلى الله عليه وسلم: الدموع والخضوع والأمراض. قال: أي حسنة أعظم عند الله تعالى؟ قال صلى الله عليه وسلم: حسن الخلق والتواضع والصبر على البلاء. قال: أي سيئة أعظم عند الله تعالى؟ قال صلى الله عليه وسلم: سوء الخلق والشح المطاع. قال: ما الذي يسكن غضب الرب في الدنيا والآخرة؟ قال صلى الله عليه وسلم:
¥(34/240)
الصدقة الخفية وصلة الرحم. قال: ما الذي يطفئ نار جهنم يوم القيامة؟ قال صلى الله عليه وسلم: الصبر في الدنيا على البلاء والمصائب.
رواه أحمد بن حنبل.
قال الامام المستغفري: ما رأيت حديثا أعظم وأشمل لمحاسن الدين وأنفع من هذا الحديث اجمع فأوعى.
وقَفَاتٌ مَعَ الحَدِيثِ:
لنا مع الحديث وقفاتٌ ألا وهي:
الوَقَفَةُ الأولى:
إن علامات الوضع على الحديث واضحةٌ ظاهرةٌ، يقول الإمام ابن القيم في " المنار المنيف " (ص 102) عند ذكره الأمور التي يُعرف بها كون الحديث موضوعا:
- ومنها: 19 - ما يقترن بالحديث من القرائن التي يُعلم بها أنه باطل.
وضرب مثالا بحديث: وضع الجزية عن أهل خيبر.
ثم ذكر الأوجه في كذبه ومنها:
سادسها: أن مثل هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، فكيف يكون قد وقع، ولا يكون عِلمُه عند حملة السنة من الصحابة، ولاتابعين وأئمة الحديث، وينفرد بعلمه اليهود؟.ا. هـ.
وحديث الأعرابي الذي معنا ينطبق عليه كلام الإمام ابن القيم، فلم يذكره أحد من أهل الكتب المعتبرة مثل السنن، والمعاجم، وغيرها.
بل انفرد به من سنذكره في الوقفة الثانية.
الوَقَفَةُ الثَانِيةُ:
بعد الرجوع إلى المصادر المعتبرة للبحث عن الحديث لم نجد أحدا من أهل الكتب ذكر الحديث، وبعد بذل الوسع وجد في مصدر واحد فقط، وسأنقل نص الكلام الموجود في ذلك المصدر.
جاء في كنز العمال (رقم44154) ما نصه:
قال الشيخ جلال الدين السيوطي وجدت بخط الشيخ شمس الدين ابن القماح في مجموع له عن أبي العباس المستغفري قال: قصدت مصرا أريد طلب العلم من الإمام أبي حامد المصري والتمست منه حديث خالد بن الوليد فأمرني بصوم سنة، ثم عاودته في ذلك فأخبرني بإسناده عن مشايخه إلى خالد بن الوليد: فذكر الحديث بطوله.
وكما نرى في هذا النقل من المؤخذات ما يلي:
1 - عدم عزو صاحب كنز العمال الحديث إلى مصدر من مصادر السنة المعتبرة.
2 - الرجال المذكورون في السند بعد الرجوع إلى تراجمهم في كتب الرجال لم أجد إلا ترجمة المستغفري فقط.
قال الإمام الذهبي في السير (17/ 564):
الإمام الحافظ المُجَوِّد المصنف، أبو العباس، جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر بن الفتح بن إدريس، المستغفري النَّسَفي.
... وكان محدثَ ما وراء النهر في زمانه.
مولده بعد الخمسين وثلاث مئة بيسير.
ومات بنسف سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة عن ثمانين سنة، رحمه الله.ا. هـ.
وقال الذهبي عنه في تذكرة الحفاظ (3/ 1102):
... وكان صدوقا نفسه لكنه يروي الموضوعات في الأبواب، ولا يوهيها ... ا. هـ.
فالمستغفري متكلم فيه، فلو لم توجد إلا هذه العلة لكفى!!! ولكن هناك علل أخرى كما سيأتي.
3 - أمرُ الصيامِ للمستغفري من قِبل أبي حامد المصري لمدة سنة، وهذا أمر غريب، وأخشى أن يكون من عمل الصوفية.
4 - لم يذكر لنا المستغفري رجال السند من عند شيخه أبي حامد المصري إلى خالد بن الوليد لكي يُحكم عليهم من كلام أئمة الجرح والتعديل.
الوَقَفَةُ الثَالثةُ:
عزو الحديث إلى مسند الإمام أحمد بن حنبل لا يصح أبدا، بل لا يصح في أي كتاب من كتب الإمام أحمد الأخرى، والله أعلم.
الوَقَفَةُ الرَابِعَةُ:
قول المستغفري: ما رأيت حديثا أعظم وأشمل لمحاسن الدين وأنفع من هذا الحديث اجمع فأوعى.ا. هـ.
نعم، الحديث جمع محاسن الدين ولكن لا بد من ثبوت هذه المحاسن عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس المسألة مسألة الإعجاب بعبارات الحديث بل الأهم من ذلك كله هل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم؟؟؟
وإلا لو كان الإعجاب بعبارات الأحاديث، هناك أحاديث موضوعة فيها من المعاني العظيمة ما يجعلنا نقبلها مباشرة، ولكن أحاديث النهي عن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم تجعلونا لا نقبلها ولا نعمل بها البتة.
الوَقَفَةُ الخَامِسَةُ:
لا يمنع أن يكون في الحديث بعض الألفاظ التي جاءت عن النبي صلى الله في أحاديث أخرى، وكذلك لا يمنع أن يكون الحديث تجميع لعدد من الأحاديث بعضها صحيح والآخر ضعيف أو موضوع، ويقوم بهذا التجميع بعض الوضاعين والقُصاص.
أرجو بعد هذه الوقفات أن أكون قد وفقت في بيان كذب الحديث على النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن كان له إضافة، أو تعليق، أو تعقيب فأكون له من الشاكرين.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 06 - 02, 09:58 م]ـ
الاخ العزيز راية التوحيد بارك الله فيك
وبارك الله في الشيخ المحدث عبدالله زقيل وفقه الله وجزاه الله خيرا
ولكني استوقفت عند عبارة الشيخ عبدالله زقيل وهو قوله فالمستغفري متكلم فيه
والعبارة الذهبي لايجعل الرجل متكلم فيه
بل هو كما يذكرون ذلك في تراجم ابنعيم وابي الشيخ بل والخطيب البغدادي
والله اعلم
واما لوائح الوضع على الحديث فظاهرة
ولعلها من وضع بعض الكرامية لانهم يجيزون وضع الاحاديث ان كانت في الترغيب والله المستعان
واكرر واقول الشكر موصول للشيخ راية التوحيد
ولللاخ البحاثة المحدث الشبخ عبدالله زقيل وفقه الله
واضافة للبحث
فان ابن القماح هو القاضي شمس الدين ابن القماح سمع منه البلقيني صحيح مسلم
وله ترجمة في وافي الوفيات للصفدي
هو القاضي شمس الدين ابن القماح محمد بن احمد بن ابراهيم بن حيدرة بن علي القرشي
المصري هو القاضي الامام المعروف بابن القماح .............
حدث وتفقه وبرع ولد سنة 656
¥(34/241)
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[15 - 06 - 02, 07:07 م]ـ
بارك الله فيه فيك أخي الفاضل (ابن وهب)
فائدة من كلام الشيخ (عبد الله السعد)
= شروط حديث بقية بن الوليد:
1) أن يصرّح بالتحديث في شيخه.
2) أن يصرّح بالتحديث في شيخ شيخه.
3) أن يكون شيخه من الشاميين.
4) أن يكون شيخه ثقة.
5) أن يكون الراوي عنه ليس من أهل الشام وإنما يكون من الثقات من غيرهم ممن ينتبه إلى صيغ التحمّل.
الشريط رقم (7) من شرحه للموقظه، الوجه B(34/242)
100 حديث زائدة على سنن النسائي الكبرى من الطبعتين من زيادات حمزة الكناني)
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[12 - 06 - 02, 01:33 م]ـ
هدية ملتقى أهل الحديث لأعضاءه ورواده:
100 حديث زائدة على سنن النسائي الكبرى من الطبعتين من زيادات حمزة الكناني مستخرجه من مخطوطة مغربية لرواية حمزه، حملها من هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/library/hadeeth/zip/hadeeth-18.zip
http://www.ahlalhdeeth.com/library/hadeeth/index.html
ـ[الحمد لله]ــــــــ[20 - 06 - 04, 03:10 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي
ما المقصود بالطبعتين؟
وما هي رواية حمزة؟
أرجو التفصيل بارك الله فيك.
ـ[الحمد لله]ــــــــ[20 - 06 - 04, 12:57 م]ـ
هل من إفادة يا إخوة!(34/243)
تخريج حديث: ((من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة))
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[13 - 06 - 02, 12:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
فإن من النعم التي أنعم الله تعالى بها على هذه الأمة هي الأعمال القليلة التي رتب عليها أجورا عظيمة ولكن الكثير من الناس أخذوا بالقاعدة التي فيها أن الترغيب والترهيب لا يشدد في أسانيدها وهذا مزلق خطير ويجب على الإنسان وخاصة طالب الحديث أن يتنبه له ولا يعلّم الناس إلا ما صح من ألأذكار والأوراد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أود الإطالة هنا ولكن راجع (صحيح الجامع مع الزيادة للشيخ الألباني رحمه الله 1/ 49 - 57)
وقد تناقشت أنا وبعض الإخوة حول حديث من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة
ورجعت لكلام الشيخ الألباني رحمه الله على الحديث (الصحيحة 589) فوجدته قد جانب الصواب غفر الله لنا وله وسأبين ذلك بالأدلة هنا ومن كان لديه تعقيب أو توضيح فليكن بعلم وأدب فنحن هنا نبحث عن الصواب وإذا وجدناه أخذنا به والحق أحق أن يتبع، خاصة وان هذا أجر عظيم يجب معرفة صحته من ضعفه
جاء هذا الحديث من طرق:
الأولى
أحمد (3/ 437)
حدثنا حسن حدثني أبي ثنا حسن ثنا بن لهيعة قال (ح) وثنا يحيي بن غيلان ثنا رشدين ثنا زبان بن فائد الحبراني عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه معاذ بن أنس الجهني صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه ...
### الطبراني في الكبير (20/ 183) من طريقين:###
1 - حدثنا المقدام بن داود حدثنا أسد بن موسى ثنا ابن لهيعة حدثني زبان بن فايد ...
2 - حدثنا بكر بن سهل ثنا محمد بن أبي السري ثنا رشدين بن سعد ثنا زبان بن فايد ...
###ابن السني (693 - ) ###
اخبرنا الحسين بن يوسف ثنا علي بن عبدالرحمن بن المغيرة ثنا عثمان بن صالح ثنا ابن لهيعة ثنا زبان بن فائد ...
وهذه الطريق لها ثلاث علل:
1 - ابن لهيعة ورشدين بن سعد وكلاهما ضعيف.
2 - زبان بن فائد (الحبراني) وقد جاء في الصحيحة (الجداني) وعند البخاري في التاريخ (2/ 1/444) الحمراوي
قال أحمد: أحاديثه مناكير وقال ابن معين: شيخ ضعيف وقال أبو حاتم: صالح وضعفه العقيلي (2/ 454) تحقيق السلفي، وابن حبان وقال في المجروحين (((ينفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعة لا يحتج به))) وضعفه ابن الجوزي
3 - سهل بن معاذ بن أنس:
ضعفه ابن معين وابن الجوزي، وقال ابن حجر: لا بأس به إلا في روايات زبان
(وهذه منها)
الثانية
الطبراني في الأوسط (1/ 198)
حدثنا أحمد بن رشدين قال حدثنا هانئ بن المتوكل الإسكندراني قال حدثنا خالد بن حميد المهري عن زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي قال ثم من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بني له قصر في الجنة ومن قرأها عشرين مرة بني له قصران ومن قرأها ثلاثين مرة بني له ثلاثة لم يرو هذا الحديث عن زهرة بن معبد متصل الإسناد إلا خالد بن حميد تفرد به هانئ بن المتوكل
وهذا فيه ثلاث علل:
1 - احمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين: قال ابن عدي:كذبوه، وانكرت عليه أشياء وقال البخاري: لايتابع على حديثه
2 - هاني بن المتوكل الاسكندراني:
قال ابن حبان: كان تدخل عليه المناكير فكثرت لا يجوز الاحتجاج به بحال.
3 - ما رواه الدارمي في سننه (4/ 2156) تحقيق الداراني، (2/ 459) الأخرى
حدثنا عبد الله بن يزيد ثنا حيوة قال أخبرني أبو عقيل انه سمع سعيد بن المسيب يقول ان نبي الله قال ثم من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بني له بها قصر في الجنة ومن قرأ عشرين مرة بني له بها قصران في الجنة ومن قرأها ثلاثين مرة بني له ثلاثة قصور في الجنة فقال عمر بن الخطاب والله يا رسول الله إذن لنكثرن قصورنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أوسع من ذلك قال أبو محمد أبو عقيل زهرة بن معبد وزعموا أنه كان من الأبدال
وهذا المرسل علة للرولية السابقة لا شاهدا لها كما قال الشيخ الألباني رحمه الله
وذلك لأن ((خالد المهري)) الراوي عن زهرة بن معبد سلك الجادة وهي سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهو ليس بالقوي)
وقد تفرد بالرفع كما قال الطبراني
وأما حيوة بن شريح ا (لثقة الثقة كما قال أحمد، وابن معين وغيرهم) فقد حفظ الإسناد جيدا فوقفه على سعيد (مرسلا)
ومعلوم أن من خالف الجادة تقدم روايته، كيف ومن خالفه هنا (المهري) لم يوثقه إلا ابن حبان وقال عنه أبو حاتم لابأس به
وبهذا يتبين أن هذا الحديث له طريقان:
الأولى: (طريق معاذ بن أنس الجهني) وفيها زبان بن فائد لا تصح روايته وخاصة عن معاذ بن أنس
الثانية: (طريق أبي هريرة) والصواب فيه المرسل عن ابن المسيب
وأقوى الروايات هي المرسلة
فما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
هذا والله أعلم وأحكم
¥(34/244)
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[06 - 09 - 02, 10:20 م]ـ
جزيت خير الجزاء اخي الكريم خالد
ـ[بو الوليد]ــــــــ[06 - 09 - 02, 10:52 م]ـ
أحسنت أخي الكريم ..
وبارك الله لك في علمك ووقتك ..
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[07 - 09 - 02, 01:55 ص]ـ
بارك الله فيك أخي خالد
وقد ضعّفه ــ أيضاً ــ الشيخ [عبد الله السعد]، كما في أجوبته لأسئلة [ملتقى أهل الحديث] عند السؤال رقم [42].
ـ[بو الوليد]ــــــــ[07 - 09 - 02, 08:39 م]ـ
أخي خالد هذه إضافة لما كتبت لإذا سمحت لي:
* بحثت عن حال سهل، فوجدت ما قد يضاف:
ذكره الذهبي في المغني وقال: ضعفه ابن معين، ولم يترك.
وذكره في الكاشف له، وقال: ضعِّف.
وضعفه ابن القيم في زاد المعاد، (فصل في انتهاء السلام إلى "وبركاته" جـ 2 صـ 417) ووافقه المحقق الشيخ الأرناؤوط.
وقال عنه الهيثمي في مجمعه (52231):
وثقه ابن حبان، وفيه ضعف.انتهى.
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[08 - 09 - 02, 08:41 م]ـ
عندي تنبيه صغير:
أولا: بارك الله فيك على هذا التخريج المبارك
ثانيا: ذكر ابن رجب في شرحه على العلل صفحة (76) من نسخة السامرائي ومابعدها
الآتي: " وأما ما ذكره الترمذي أن الحديث إذا انفرد من هو متهم بالكذب أو هو ضعيف في
الحديث لغفلته وكثرة خطأه، ولم يعرف ذلك الحديث إلا من حديثه، فإنه لا يحتج به، فمراده
أنه لا يحتج به في الأحكام الشرعية والأمور العلمية.
وإن كان يروى حديث هؤلاء في الرقائق والترغيب والترهيب، فقد رخص كثير من الأئمة في
رواية الأحاديث الرقائق ونحوها عن الضعفاء منهم ابن مهدي وأحمد بن حنبل " ا. هـ
ثم ذكر بعض كلام الأئمة فراجعه فانه جيد.
فراجع تخريجك وانظر إذا طبقنا كلام أهل العلم من المتقدمين فهل يصل الحديث إلى
درجة القبول أم لا؟؟
والله الموفق
ـ[مبارك]ــــــــ[09 - 09 - 02, 01:08 م]ـ
* أحب أن أنقل ماكتبه الشيخ المفضال محمد بن رزق بن طرهوني في كتابه القيم " موسوعة فضائل سور وآيات القرآن " (2/ 399ـ405) حول
هذا الحديث فقل بعد ذكره حديث معاذ بن أنس الجهني وجديث سعيد
ابن المسيب المرسل:
" الحديث الأول في إسناده زبان بن فائد، قال الحافظ: ضعيف
الحديث مع صلاحه وعبادته اه.
وهو كما قال وذلك لأنه انفرد بأحاديث استنكروها عليه، ولكن هذا الحديث كما سيأتي لم يتفرد به، بل جاء من طرق أخرى مرسلة
ومرفوعة، وسهل بن معاذ، قال الحافظ: لا بأس به إلا في روايات زبان عنه. وذلك أيضا لما تفرد به زبان عنه من المناكير.
وقد روى الحديث عن زبان رشدين بن سعد وابن لهيعة وكلاهما فيه كلام من جهة حفظه، فرشدين قال فيه ابن يونس: كان صالحا في
دينه؛ فأدركته غفلة الصالحين فخلط في الحديث. وابن لهيعة صدوق خلط بعد احتراق كتبه بالإضافة إلى أنه مدلس كما ذكرنا غير مرة، ولكنه
صرح بالتحديث هنا، وقد تابع كل منهما الآخر؛ فارتفعت التهمة عنهما.
وأما حسن فهو ابن موسى ثقة.
ويحيى بن غيلان هو ابن عبدالله ثقة.
فالحديث ضعيف إلا أنه يصلح للشواهد والمتابعات.
فمن شواهده:
الحديث الثاني وهو مرسل إسناده في غاية الصحة , ولو أننا نستجيز
الاحتجاج بالمرسل لاكتفينا به وحده لتوفر شروط قبول المرسل التي شرطها أكثر أهل العلم، والتي ذكرناها في فضل سورة الكهف فراجعها
هناك.
قال مبارك وهي:
*صحة السند
*كون المرسل من كبار التابعين.
* كون شيوخه من الصحابة فهذا يقوي احتمال كون الساقط صحابيا.
* أنه قد اعتضد بمرفوعات وبمراسيل كثيرة تؤيده.
قال الشيخ الطرهوني: وقد نص بعض أهل العلم على قبول مراسيل سعيد بن المسيب بالذات قال أحمد: مرسلات سعيد صحاح
لانرى أصح من مرسلاته. وقال الشافعي: إرسال ابن المسيب عندنا
حسن (انظر التهذيب 4/ 85) وقد رجح البيهقي وغيره كابن أبي حاتم أن
المراد قبولها اعتبارا أيإذا وجد مايشهد لها من مرفوعات ومراسيل أخرى (انظر مقدمة المراسيل لأبي داود 33، 34، المرسيل للرازي ص14)
وأبو عقيل اسمه زهرة بن معبد وهو ثقة ويبدو أن ابن المسيب أخذ الحديث عن أبي هريرة فأرسله؛ لأنه روايته وقد أتى الحديث من نفس طريق أبي عقيل عنه موصولا يذكر أبي هريرة فيه إلا أن في الطريق إليه ضعيفا.
فالحديث بمجموع الطريقين حسن، ويشهد له مايأتي:
قال مبارك: راجع الشواهد في الموسوعة.
¥(34/245)
وقال أسد السنة الإمام الألباني: فإذا ضم إلىهذا المرسل الصحيح
الموصولان من حديث معاذ وأبي هريرة؛ تقوى الحديث وبلغ رتبة الحسن على أقل الدرجات.
قال مبارك: وتقوية الحديث بكثرة الطرق ـبشرط أن لا يشتد ضعفهاـ
أمر معروف، وسبيل مطروق عند العلماء انظر مانقله شيخنا عن شيخ الإسلام والعلائي حول تقوية الحديث بالطرق والشواهد في " الرد
المفحم " (ص/96 ـ101).
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[10 - 09 - 02, 03:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآله وصحبه ومن والاه
ما قاله الشيخ محمد رزق طرهوني وما علق به الأخ مبارك وفقه الله وسبقهما به الشيخ الألباني رحمه الله
قد بينت بعضه
ولكنا اختلفنا في النتيجة
والسبب في ذلك:
1 - أن حديث سهل بن معاذ بن أنس الجهني لا يصلح لا شاهدا ولا
مشهودا
والسبب أن زبان بن فائد يروي عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني
نسخة موضوعة وإذا أردنا أن نبرىء ساحة زبان بن فائد من هذا الحديث
ونقول إن له شاهدا، لا بد أن يكون هذا الشاهد من طريق رجل آخر
عن سهل بن معاذ بن أنس حتى لو كان ذلك المتابع ضعيفا ضعفا
يسيرا، لأنه إن وجد ذلك علمنا أن زبان لم يختلق هذا الحديث ويركب
له هذا الإسناد عن سهل بن معاذ بن أنس (من نسخته الموضوعة
عن سهل)
والإمام أحمد قال عن زبان:أحاديثه مناكير
2 - أن رواية ابن المسيب المرسلة علة للطريق الثانية الموصولة التي
أخطأ في وصلها خالد بن حميد المهري أو من دونه (مع أن هذه
الطريق لا تصح لوجود أحمد بن رشدين وهاني بن المتوكل)
وليس صوابا أن نقول إن هذه تشهد للمرسلة، فأين تقديم رواية الثقة
والترجيح عند الوصل والإرسال وغيرها من القواعد
وبهذا يتبين كما سبق أن قلته أن واية ابن المسيب هي الثابتة فقط
وأما بقية الروايات فلا تصلح بل هي معلولة
===================
وبالمناسبة فهذا الحديث قد خرجته قديما قبل تعطل المنتدى
وكان هناك شاهد آخر وهو ضعيف أيضا
ابن أبي شيبة في المصنف (7/ 131) ط الكتب العلمية،
حدثنا أبو معاوية عن ليث عن هلال قال من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بني له برج في الجنة
أبو معاوية: محمد بن خازم الضرير قال أحمد أبو معاوية في غير حديث الأعمش ضعيف وقال عنه ابن معين في غير الأعمش ثقة ولكنه يخطىء ووثقه النسائي
2 - ليث بن أبي سليم:قال أحمد يث بن أبي سليم مضطرب الحديث ولكن حدث عنه الناس، وقال أحمد ضعيف الحديث جدا كثير لخطأ، وقال اب معين ضعيف الحديث إلا أنه يكتب حديثه وكان ابن عيينة يضعف حديث ليث بن أبي سليم، واستشهد به البخاري في الصحيح وروى له مسلم مقرونا قال أبو داود وعامة شيوخ ليث لا يعرفون
3 - هلال: هو ابن عامر بن عمرو المزني الكوفي والله أعلم وثقه ابن معين ووثقه الذهبي وابن حجر وذكره ابن حبان في الثقات
وهذا اسناد معضل ضعيف لوجود ليث وأبو معاوية رويته عن غير الأعمش مضطربة
===========
فتبين مما سبق
أن الرواية الصحيحة فقط لهذا الحديث
هي رواية ابن المسيب المرسلة
وأما رواية زبان فلا تصلح لا شاهدا ولا مشهودا
وأما الرواية المرفوعة عن أبي هريرة فعلتها الرواية المرسلة عن ابن
المسيب
وأما رواية ابن أبي شيبة فهي معضلة
هذا والله أعلم وأحكم
ـ[مبارك]ــــــــ[10 - 09 - 02, 06:39 م]ـ
* زبان بن فائد لم يضعف بما يجرح عدالته وإنماكان شيخا صالحا
عابدا.
فلو عارضت روايته نصا صحيحاأو حسنا لرددناها لليقين بخطئه
فلما ورد الحديث المرسل الصحيح قامت شواهد الحسن وارتفع الضعف عن روايته هذه وبقي الضعف في الراوي نفسه بحسبه في الروايات الأخرى.
أما قول ابن حبان في زبان: ينفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها
موضوعة.
قلت: هذا تشبيه فيه مبالغة من هذا الإمام العظيم وهو موصوف بالتعنت في الجرح، وكتابه في المجروحين يشهد على تعنته البالغ، مما
حمل الذهبي على تعقبه في مواطن كثيرة من ميزانه، وقد وصفه هناك
بألفاظ شديدة تدل على تعنت ابن حبان منها: الخساف المتهور، ربما
قصب الثقة حتى كأنه لا يدري مايخرج من رأسه، حساف قصاب.
وقال فيه أبو زرعة العراقي: وهو يطلق لسانه في الجرح كثيرا فينبغي أن يتثبت في أمره
* كيف يقال فيمن وصف بالصلاح والعبادة أنه يختلق ويركب له أسناد
؟ فهذا يخدش العدالة، لذا نجد الحافظ لخص حاله وقال: ضعيف الحديث
مع صلاحه وعبادته.
*محمد بن خازم، أبو معاويةالضرير
قال الإمام الألباني في " الصحيحة " (1/ 172): ثقة حجة واحتج به الشيخان، ولا عيب منه سوى ماأشار إليه الحافظ في " التقريب ":
ثقة، أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره.
والأصل في مثله تسليك حديثه مالم يتبين خطؤه فيه.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[10 - 09 - 02, 07:26 م]ـ
ابن حبان موصوف بالتعنت في الجرح، هذا صحيح .. ليس غالباً!!
ولكن زبان ابن فائد عنده مناكير كما قال أحمد ..
ولا أدل على نكارة حديثه هذا من تفرده بالحديث على هذا النحو،،
ثم مخالفته للطريق الثابتة المرسلة ..
وعلى احتمال عدم ضعفه الشديد يبقى إسناده هذا من المنكرات، حيث إنه أتى به بالمنكرات.
وتساهل الأئمة في أسانيد الفضائل وغيرها ليس على هذا الضرب من الأحاديث، بل هو منصب على قبول رواية من قل حفظهم شيئاً، أو أعلت روايتهم بعلة محتملة كتدليس خفيف أو عدم ذكر سماع، أو نحو ذلك .. والله أعلم ..
وانظر أخي الكريم مبارك إلى عمل أسد السنة الشيخ الألباني رحمه الله في الحديث رقم 2433 من الضعيفة تجد فيه حديثاً مشابهاً لحديثنا هذا من حيث الشاهد والمتابعة وترجيح المرسل.
¥(34/246)
ـ[مبارك]ــــــــ[11 - 09 - 02, 01:28 ص]ـ
أخي الكريم أنا لم أجعل طريق زبان هو الأصل، بل الطريق المرسل
هو الأصل وعضده الطريق المسند الضعيف؛ فحينئذ يرتقي بمجموعهما
إلى درجة الحسن لغيره، لأنه يزول عنه حينئذمايخاف من سوء حفظ زبان ونكارة حديثه، ويعتضد كل منهما بالآخر.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[12 - 09 - 02, 01:21 ص]ـ
أخي الكريم مبارك، بارك الله فيه ..
رواية زبان عن سهل فيها نكارة لا تصلح للتقوّي بالمرسل لشدة ضعفها.
ولأن المرسل ((هو الصحيح في رواية هذا الحديث)) كما ذكر الأخ خالد حفظه الله.
فهل يا أخي تقول بأن المنكر يصلح للشواهد والمتابعات؟؟!!
ثم لا ينبغي التسرع في إصدار الأحكام بالمتابعة والشاهد حتى يغلب الظن أن هذه المتابعة أو هذا الشاهد ليس خطأً؛؛ فنقوّي الحديث بالخطأ!! وهذا الذي يقع فيه كثير من المخرجين ..
والله يحفظنا وإياكم ..
ـ[مبارك]ــــــــ[12 - 09 - 02, 12:26 م]ـ
* النكارة المقصود بها الوهم في الرواية وقد زالت بتعضيد المرسل والله أعلم
ـ[بو الوليد]ــــــــ[12 - 09 - 02, 09:54 م]ـ
أخي الكريم ..
قلت: (* النكارة المقصود بها الوهم في الرواية وقد زالت بتعضيد المرسل والله أعلم)
كلامك هذا مجانب للصواب تماماً!!
فالحديث المنكر أعم من ذلك؛؛ حتى إنه ربما يطلق على مجرد التفرد.
لكن بالنسبة لهذه الرواية بالذات ليس المقصود بها مجرد التفرد أو خشية الوهم، بل الخوف هنا من تركيب الإسناد على هذا الوجه خطاً أو عمداً ودخوله في حديث زبان أو نسخته.
** ولا يعني هذا أن زبان هو المتهم بل الخوف من غيره، ولذلك قال الأئمة عنده مناكير، ولو لم يعرفوا صلاحه لقالوا منكر الحديث، وبينهما فرق كما تعلم؛؛ لكن تبقى روايته بهذا الإسناد (عن سهل بن معاذ عن أبيه) أشد نكارة من روايته بغيره ..
والله أعلم ..
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[13 - 09 - 02, 03:45 ص]ـ
المنكر في إطلاق أهل الحديث له خمسة معان ولكن غالب إطلاقهم على الحديث بأنه منكر يراد به أحد أمرين:
الأول: هو الوهم والغلط وهذا هو ما ذكره الأخ مبارك ولكن حصره بذلك غلط ظاهر.
الثاني: أنه مظنة الوهم والغلط وهذا يطلق على التفرد.
ففرق بين الحكم بالوهم وبين مظنة الوهم.
والله أعلم.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[13 - 09 - 02, 02:20 م]ـ
مظنة الوهم إذا كانت أكثر من عدمها تأخذ حكم الوهم المعلوم!!
ـ[مبارك]ــــــــ[13 - 09 - 02, 04:23 م]ـ
مظنة الوهم تزول وتطيح بالشاهد الأصلي وهو مرسل سعيد بن المسيب، ويدل على أن زبان قد حفظه.
ـ[بو الوليد]ــــــــ[13 - 09 - 02, 08:24 م]ـ
هنا أتوقف لعدم قدرتي على إقناعك ..
ولكن بيننا الأيام في هذا المنتدى المبارك .. يا مبارك ..
وأسأل الله أن يبارك فيك ويهديني وإياك إلى طريق الصواب ..
ـ[مبارك]ــــــــ[14 - 09 - 02, 06:07 ص]ـ
ولك مني خالص التقدير والعطر الجزيل ياأبا الوليد
ـ[مبارك]ــــــــ[14 - 09 - 02, 06:49 م]ـ
* فائدة:
زبان بن فائد مع ضعفه ـ نتيجة سوء حفظه ـ لم يؤثر عليه الطعن في هذا الحديث خاصة، إلا إذا أخذنا بعموم كلام ابن حبان الإمام وقد تقدم الجواب عن ذلك بما فيه الكفاية؛ فلا داعي للإعادة.
على هذا فيصلح تقوية المرسل ـ وهو الأصل ـ بهذا الشاهد، والله
أعلم.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[12 - 11 - 03, 10:24 ص]ـ
*************************** ((بسم الله الرحمن الرحيم)) ***************************
الحمد لله رب العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد سبق أن تناقشت أنا وبعض طلبة العلم في هذا الملتقى حول رواية جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلَّم وهي:
((من قرأ قل هو الله أحد، عشر مرَّات، بنى الله له قصرا في الجنَّة))
وقد اختلفنا في الحكم على الرواية بسبب تفرد زبان بن فائد بهذه الرواية المرفوعة، فملت أنا وأحد الإخوة إلى عدم قبول روايته وتقويتها بالطريق التي جاءت عن سعيد بن المسيب مرسلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم لأن ((زبان بن فائد ضعيف))، قال فيه الإمام أحمد: أحاديثه مناكير، وقال ابن معين: ضعيف، وقال ابن حبان: منكر الحديث جدّاً يتفرد عن سهل بن معاذ بنسخة كأنها موضوعة، لا يحتج به.
¥(34/247)
ولكن من خالفنا اعتبروا موافقة مرسل ابن المسيب لتلك الرواية مما يشد عضدها وخاصَّة أنها في الفضائل، وقد وجدت عللا لهذه الرواية تزيل الغشاوة عن عيون الحائرين، أسأل الله الحي القيوم أن يجعلنا من المتعصبين للحق، الداعين إليه بالحكمة والموعظة الحسنة إنه جواد كريم.
****************************** ((التخريج الجديد للرواية)) ******************************
جاءت هذه الرواية من ثلاث طرق فيما وقفت عليه، إلى يوم كتابة هذا الكلام، وهي:
1 - زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلَّم
واختلف على زبان في هذا الاسناد:
_ فرواه عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلَّم:
أ _ ابن لهيعة:
[المسند (3/ 437)، الطبراني في الكبير (2/ 183)، ابن السني (رقم 693)، فتوحات مصر (ص 199)].
ب _ ور شدين بن سعد:
[المسند (3/ 437)، الطبراني في الكبير (2/ 183)].
... ((وخالفهما)) ...
_ يحيى بن أيوب الغافقي:
فقد رواها [بإسناد صحيح إليه] عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه عن كعب الأحبار من قوله.
[الحلية (6/ 29)].
** ((وهذه الرواية تبين بجلاء ضعف زبان بن فائد وتخليطه في الروايات عن سهل، وأن الأئمة لم يقولوا عنه إنه منكر الحديث هكذا جزافا، فهم أعلم ممن بعدهم، ويجب أن نحترم كلماتهم، ونقف عندها طويلا إن أردنا أن نفهم)).
2 - حيوة بن شريح عن زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب مرسلا.
رواه عنه: عبدالله بن يزيد المقرىء [الدارمي (2/ 459)]
وتابعة عليها ((عبدالله بن وهب)) حيث إنه رواها عن:
حيوة بن شريح و ((ابن لهيعة)) عن زهرة عن ابن المسيب مرسلا [الجامع لابن وهب (3/ 112).
وفي نظري _ القاصر _ أن هذه الرواية علة للروايات التي جاءت عن ابن لهيعة عن زبان بن فائد، لأن ابن وهب من أوثق الرواة عن ابن لهيعة وكان ينقل من كتبه.
فلعل ابن لهيعة دلَّس تلك الرواية عن رشدين عن زبان [وهذا لا أجزم به، ولكن المتأمل في متابعتهما لبعضهما في غالب الروايات يشك في الأمر، وخاصة أن ابن لهيعة يصرح بالتحديث في روايات لم يسمعها، وبينه وبين من صرح عنه بالتحديث وسائط، وخير من تكلم عنه فيما رأيت هو الشيخ طارق عوض الله في مقدمة كتابه (النقد البناء لحديث أسماء)].
** ((تنبيه)) **
قد وصل هذه الرواية بعض الضعفاء فسلكوا الجادة فجعلوها عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي الرواية التي أخرجها الطبراني في الأوسط (1/ 198):
حدثنا أحمد بن رشدين قال حدثنا هانئ بن المتوكل الإسكندراني قال حدثنا خالد بن حميد المهري عن زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي قال:
((من قرأ قل هو الله أحد عشر مرات بني له قصر في الجنة ومن قرأها عشرين مرة بني له قصران ومن قرأها ثلاثين مرة بني له ثلاثة))
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن زهرة بن معبد متصل الإسناد إلا خالد بن حميد تفرد به هانئ بن المتوكل.
وهذه الرواية فيها:
أ _ أحمد بن رشدين، وهاني بن المتوكل: ضعيفان
ب _ تفرد خالد بن حميد المهري برفهعا حيث إنه سلك الجادة. والثقات رووه عن سعيد مرسلا.
3 - أبو معاوية عن ليث عن هلال [مصنف ابن أبي شيبة (7/ 131)]
وهذا إسناد معضل وهلال هذا لا يدرى من هو فقد قال أبو داود: ((عامة شيوخ ليث لا يعرفون)).
وأبو معاوية في روايته اضطراب عن غير الأعمش، وكذلك ليث كلام الأئمة فيه مشهور معلوم للمشتغل بهذا الفن.
فبان أن المسلم عليه أن يتأكد من أحاديث الفضائل ولا يعمل إلا بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلَّم، ففي الصحيح غنية وكفاية عن أمثال هذه الروايات الضعيفة.
وتبين أن هذه الرواية لا تصح عن النبي صلى الله عليه وسلَّم، وأن العمل بما جاء فيها غير صحيح.
والله أعلم وأحكم
وكتب
خالد بن عمر الفقيه الغامدي
15/ 9/1424
ـ[أبو نايف]ــــــــ[07 - 04 - 04, 05:19 م]ـ
الإمام الجليل سعيد بن المسيب من كبار التابعين في المدينة
قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالي: أفضل التابعين سعيد بن المسيب.
وقال علي بن المديني: وهو عندي أجل التابعين.
وروي عن جمع من الصحابة ومنهم الخلفاء الثلاثة:
1) عمر بن الخطاب رضي الله عنه
¥(34/248)
2) عثمان بن عفان رضي الله عنه
3) علي بن ابي طالب رضي الله عنه
وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنه يرسل إلي سعيد بن المسيب يسأله عن بعض شأن عمر وأمره
وقال الليث بن سعد عن يحيي بن سعيد: إن ابن المسيب كان يُسمي رواية عمر بن الخطاب لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته.
قلت: وقد روي الإمام سعيد بن المسيب رحمه الله تعالي في فضل سورة الإخلاص
ما أخرجه الدارمي (2/ 309) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد ثنا حيوة قال أخبرني أبو عقيل أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: إن نبي الله صلي الله عليه وسلم قال: (من قرأ {قل هو الله أحد} عشر مرات بُني له بها قصر في الجنة، ومن قرأ عشرين مرةً بُني له قصران في الجنة، ومن قرأها ثلاثين مرةً بُني له بها ثلاثة قصور في الجنة) فقال عمر بن الخطاب: والله يا رسول الله إذن لنكثرن قصورنا فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (الله أوسع من ذلك).
وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالي: مرسلات سعيد بن المسيب صحاح.
وقال: مرسلات سعيد بن المسيب أصح المرسلات.
وقال الإمام ابن معين رحمه الله تعالي: أصح المراسيل مراسيل سعيد بن المسيب.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالي في (شرح العلل 1: 318): وأما مراسيل ابن المسيب فهي أصح المراسيل كما قاله أحمد وغيره
وكذا قال ابن معين: أصح المراسيل مراسيل سعيد بن المسيب.
وقال الحاكم: قد تأمل الأئمة المتقدمين مراسيله فوجدوها بأسانيد صحيحه.
وقال: وهذه الشرائط لم توجد في مراسيل غيره.
قلت: هذا وقد جاء عن التابعي الجليل محمد بن كعب القرظي رحمه الله تعالي في فضل سورة الإخلاص
ما رواه ابن ابي شيبة في (مصنفه 2: 175) قال: ثنا وكيع قال: ثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن محمد ابن كعب القرظي قال: من قرأ في سبحة الضحي بـ (قل هو الله أحد) عشر مرات بني له بيت في الجنة.
وهذا إسناد حسن
وعبيد الله بن عبد ارحمن بن موهب اختلف فيه قول ابن معين
فقال إسحاق بن منصور عن يحيي بن معين: ثقة.
وقال الدوري عن يحيي: ضعيف.
وقال ابن طهمان عنه: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
وقال ابن عدي: حسن الحديث يكتب حديثه.
ووثقه العجلي وابن حبان.
هذا والله تعالى أعلم
ـ[صالح قاسم عبد الله]ــــــــ[11 - 11 - 08, 07:55 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابو نايف
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[11 - 11 - 08, 08:09 م]ـ
الحديث ضعّفه الإمام الألباني رحمه الله في ضعيف الترغيب والترهيب (893 / ط. المعارف)، وقد راجع الشيخ رحمه الله الكتاب قبل وفاته بقليل، فحكمه بتضعيف الحديث يُعَدُّ ناسخاً لحكمه الأول بتصحيحه.
ـ[ياسر الزهراني]ــــــــ[11 - 02 - 10, 04:59 م]ـ
اعذروني يا اخواني
هل الخلاصة ان الحديث صحيح ام ضعيف؟
واعتذر على رفع الموضوع القديم ولكنه مهم جدا في حياتي
وجزاكم الله خير
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[17 - 06 - 10, 03:07 م]ـ
بعد مشاركة الأخ الكريم أبو نايف
هل نقول بصحة الرواية و العمل بالحديث؟ أفيدونا أفادكم الله حيث اني أعرف كل ما يتعلق بمجال البناء و المقاولات و اعلم التعب الذي يصيب من يريد بناء بيت واحد من بيوت الدنيا
فما بالك ببناء بيت من بيوت الجنة بلا مال و لا تعب و لا رخص هندسية ولا حديد وووووو
الأمر فقط متعلق بوقت قصير جدا لا يتجاوز الدققتين فقط!
و الله هذا بيع رابح والله بيع رابح و الله بيع رابح ... إن صح الحديث!
و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أحمد محمد بن أحمد السلفي]ــــــــ[02 - 10 - 10, 01:50 ص]ـ
وهذا الحديث أخرجه أيضا الخلال في فضائل سورة الاخلاص عن اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وفي الطريق إليه اسماعيل بن رافع واسحاق نفسه ضعيفان جدا فالاسناد ضعيف جدا
وأخرجه أيضا أبو الحسين المظفر في الفوائد بإسناد ضعيف فيه هانئ بن المتوكل وهانئ ضعيف عن سعيد بن المسيب مرسلا
وأخرجه العقيلي في الضعفاء من طريق ابن لهيعة عن زبان به بسند ضعيف جدا فيه محمد بن عمرو
وأخرجه أبو طاهر السلفي في الثاني عشر من المشيخة البغدادية بسند ساقط فيه عبد الرحمن بن عمرو يكذب عن عائشة بنت عبد الله وعنها راو مبهم لم يسم
أما بالنسبة للترجيح فإن كان يحيي بن أيوب الغافقي قد خالف ابن لهيعة ورشدين بن سعد،فهذا لا يرد رواية زبان وإنما المعول علي الترجيح
فيحيي بن أيوب وإن كان من رجال مسلم فقد قال فيه ابن سعد منكر الحديث،وقال الدارقطني في بعض حديثه اضطراب، وقال الإسماعيلي لا يحتج به،وقال فيه النسائي عنده غير حديث منكر وليس هو بذاك القوي في الحديث،وقال فيه أبو زرعة ربما خل في حفظه وقال ابن شاهين عن إبن صالح له أشياء يخالف فيها وقال أحمد يخطئ خطئا كثيرا وقال الساجي صدوق يهم وذكره العقيلي في الضعفاء وقد وثقه البخاري ويعقوب بن سفيان وابراهيم الحربي ولخص الحافظ حاله في التقريب فقال صدوق يخطئ
وقد خالفه ابن لهيعة وهو حسن الحديث اذا روي عنه العبادلة وابن وهب منهم وقد روي عنه هنا كما في الجامع له
كيف وقد أضيف إليه رشدين بن سعيد وهو ضعيف ولا شك أن روايتهما مجتمعين أرجح من رواية يحيي بن أيوب
أما الراجح من حال زبان بن فائد بالنسبة لي أنه ضعيف بل متفق علي تضعيفه وإلي هذا ذهب ابن معين والمنذري والذهبي والعسقلاني والألباني أما قول الإمام أحمد بأن أحاديثه مناكير وابن عدي قوله في متونه بعض النكاره،فقد انتفت النكارة برواية سعيد بن المسيب المرسلة الصحيحة عند الدارمي والوضع بعيد عنها لا سيما وأن الحديث مروي بسند آخر مرسل صحيح كما عند الدارمي وهذا يرد علي ابن حبان رحمه الله
أما رواية سهل بن معاذ فالراجح فيها التسليك إلا ما كان من رواية زبان عنه فإنها إلي الضعف أقرب وإلي هذا ذهب الحافظ وربما صنيع المنذري في أحاديث أخر يدل علي هذا
فخلاصة الحكم أن اسناد زبان هذا ضعيف وإذا ضم إليه مرسل سعيد الصحيح يرتقي الحديث بمجموع طريقيه إلي رتبة الجسن والله أعلم.
¥(34/249)
ـ[أبو المنذر السلفي الأثري]ــــــــ[16 - 10 - 10, 11:46 ص]ـ
اكتفي بالمشاهدة فقط وكان نفسي أشارك معكم ولكن نظري ضعيف فلو كبرتوا الخط كان ممكن يكون عندي فرصة .... بس لاحظت نقاش علمي باسلوب جيد جزاكم الله خيرا ورفع قدركم جميعا ... واذا أراد الله لي عودة لانه كان عندي ملاحظة على هذا الحديث لما قرأته في الصحيحة منذ مدة ..(34/250)
بيان نكارة حديث فضل التوسعة على العيال يوم عاشوراء
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[16 - 06 - 02, 09:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أما بعد، فهذا بحث متواضع بينت فيه نكارة حديث فضل التوسعة على العيال يوم عاشوراء، ولم أطل في تخريجه، وذكر طرقه، بل اكتفيت بذكر أمثل طرقه وبينت ما فيها من نكارة، ولي جزء صغير في تخريج هذا الحديث، لعلي أنشط لمراجعته، ونشره بالمنتدى، والله ولي التوفيق، وأرجو من الإخوة الأفاضل (مشرفين، ومشاركين) أن يدلوا بآرائهم ومشاركاتهم حول هذا الموضوع، وللتنبيه فقد قرأت في أجوبة الشيخ حاتم بن عارف العوني -حفظه الله- على أسئلة إخوة المنتدى أن له جزءا في تخريج هذا الحديث، نقله د. يحيى الشهري في كتاب زوائد ابن حبان (4/ 1909 - 1912) -ولا تطوله يدي الآن- وعزاه للشيخ حاتم، فأرجو من الإخوة الأفاضل أن ينشروا تخريج الشيخ حاتم بن عارف العوني -حفظه الله- لهذا الحديث مشكورين.
قال ابن عبد البر في الاستذكار (10/ 140) -ومن طريقه العراقي في تخريجه لحديث فضل التوسعة يوم عاشوراء (ق/29 - 30 نسخة الخزانة العامة بالرباط) -: أخبرنا أحمد بن قاسم ومحمد بن إبراهيم ومحمد بن حكم قالوا: حدثنا محمد بن معاوية حدثنا الفضل بن الحباب حدثنا هشام بن عبد الملك الطيالسي حدثني شعبة عن أبي الزبير عن جابر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من وسع على نفسه وأهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته"، قال جابر: جربناه فوجدناه كذلك، وقال أبو الزبير مثله، وقال شعبة مثله.
هذا أقوى ما في الباب، وسنده ظاهره الصحة، وقد حسن سنده أبو الحسن بن القطان الفاسي في فضائل عاشوراء (ق/16)، وكذا الحافظ العراقي في تخريجه للحديث (ق/30)، وأحمد بن الصديق الغماري في هدية الصغراء (ص10).
وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (4/ 439): "روى عنه ابن عبد البر في الاستذكار من طريقه حديثا منكرا جدا، ما أدري من الآفة فيه"، وقال أيضا:"وشيوخ ابن عبد البر الثلاثة موثقون وشيخهم محمد بن معاوية هو ابن الأحمر راوي السنن عن النسائي وثقه ابن حزم وغيره، فالظاهر أن الغلط فيه من أبي خليفة فلعل ابن الأحمر سمعه منه بعد احتراق كتبه، والله أعلم".
قلت: وكلام ابن حجر أولى بالصواب، لأن أبا الوليد الطيالسي مكثر عن شعبة، وأصحاب أبي الوليد معروفون، وكذا حديث شعبة معروف معلوم جمعه الأئمة، فلو كان هذا منه لعرفوه، وأستبعد أن يكون الوهم فيه من أبي خليفة لأن هذا الأخير ثقة إمام لم يجرحه أحد من الأئمة سوى ما قاله أبو يعلى الخليلي في الإرشاد (2/ 526) من احتراق كتبه، وقد تفرد بذلك ولم يتابع على ذلك، وبين وفاة أبي خليفة ووفاة الخليلي 141 سنة، والذي يظهر أن الوهم في هذا الحديث من ابن الأحمر، فلعله دخل عليه حديث في حديث، فأراد طريق حديث جابر الآتية، فأدخل سندا حديث آخر في متن هذا الحديث، والله أعلم.
ثم وجدت بحمد الله مرجحا قويا يؤيد حكم الحافظ على الحديث بالنكارة، فقد قال الإمام الجهبذ ابن حبان -رحمه الله- في المجروحين (1/ 151) [1/ 166 - تحقيق حمدي السلفي]: "ولم يسمع شعبة من أبي الزبير إلا حديثا واحدا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى على النجاشي، أخبرنا أبو يعلى وجماعة ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي عن شعبة عن أبي الزبير عن جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى على النجاشي".
وقال الخليلي في الإرشاد (2/ 495): "شعبة لا يروي عن أبي الزبير شيئا".
قلت: كلا، فقد روى عنه الحديث الذي ذكره ابن حبان، ونفي هذا الأخير مقدم، خاصة وأنه من المكثرين عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، فلو كان سمعه، لما نفى وجود أحاديث أخرى لشعبة عن أبي الزبير، كما هو واضح، وهذا مما يرجح أن الخطأ في هذا الحديث من ابن الأحمر، ويكون هذا من خطأ المغاربة على المشارقة، والله تعالى أعلم.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 06 - 02, 08:07 ص]ـ
وفقك الله على جهدك الطيب.
مع رجاء مواصلة طرح مثل هذه المشاركات المفيدة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 06 - 02, 09:42 ص]ـ
يرى الشيخ المحدث عبد القادر الأرنؤوط أن أحاديث التوسعة في عاشرواء وضعها النواصب شتماتةً بالحسين رضي الله عنه.
في كتاب "ما ثبت بالسنة" (ص17) نقلاً عن العراقي: «وظاهِرُ كلام البيهقي أن حديث التوسعة (في عاشوراء) حسَنٌ على رأي غير ابن حِبّان أيضاً. فإنه رواه من طرقٍ عن جماعةٍ من الصحابة مرفوعاً، ثم قال: "وهذه الأسانيد وإن كانت ضعيفة، لكن إذا ضُمَّ بعضُها إلى بعضٍ أحدثَتْ قوَّة". وإنكارُ بان تيمية بأن التوسعة لم يُروَ فيها شيء (صحيح) عنه ?، وَهَمٌ لما عَلِمت (!!). وقولُ أحمد: "إنه لا يصح"، لا ينفي كونَه حسناً لغيره (!). والحسَنُ لغيره يُحتَجُّ به كما بُيِّن في عِلم الحديث».
قلت: دوماً يقع اللوم على ابن تيمية كأنه أول من ذهب لتضعيف الحديث! وقد تطاول البعض عليه ونسبوه للنصب لأنه ضعف أحاديث وضعها الرافضة. فهل سنتهم كل من حسن أحاديث التوسعة في عاشرواء بأنه ناصبي؟!!
¥(34/251)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[17 - 06 - 02, 09:30 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[17 - 12 - 04, 07:45 م]ـ
حديث " من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته "
جاء هذا الحديث مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-
عن بعض الصحابة وهم: أبو سعيد الخدري، وَ عبد الله بن مسعود، وَ عبد الله بن عمر، وَ أبو هريرة، وَ جابر بن عبد الله رضي الله عنهم أجمعين.
وجاء مروياً عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر أنه بلغه.
فهل تم بحث هذا الحديث في هذا المنتدى، او هل وقف أحد على تخريج لهذا الحديث؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 12 - 04, 07:56 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2304&highlight=%DA%C7%D4%E6%D1%C7%C1
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[17 - 12 - 04, 08:02 م]ـ
ابن وهب
جزاك الله خيراً
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - 12 - 04, 10:18 م]ـ
ويُروى موقوفا عن عمر رضي الله عنه، وكنتُ قد توسعتُ في تخريج الحديث وتقصيت أحكام أهل العلم قدر الإمكان، وسأنزله هنا قريبا إن شاء الله، لعلي أستفيد من بحث إخواني الكرام ..
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[17 - 12 - 04, 10:29 م]ـ
من باب المشاركة مع الأخ الكريم / أبي اسحاق التطواني
في الكلام حول هذا الحديث، والذي ذكر انه بحثه جزاه الله خيرا - ونحن بانتظار البحث للاستفادة منه -
احببت المشاركة.
والله الموفق
حديث " من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته "
جاء هذا الحديث مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-
عن بعض الصحابة وهم أبو سعيد الخدري، وَ عبد الله بن مسعود، وَ عبد الله بن عمر، وَ أبو هريرة، وَ جابر بن عبد الله رضي الله عنهم أجمعين.
وجاء مروياً عن إبراهيم بن محمد بن محمد بن المنتشر أنه بلغه.
أما حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه –
فقد رواه الطبراني في الأوسط [9/ 121،برقم 9302 طبعة دار الحرمين] والبيهقي في شعب الإيمان [7/ 377 الطبعة الهندية]
وذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول [3/ 14 - الأصل الثاني عشر والمائتان في فضل يوم عاشوراء وسر التوسيع فيه] عن أبي سعيد الخدري بدون إسناد.
إسناد الطبراني
ثنا هاشم بن مرثد، نا محمد بن إسماعيل الجعفري، ثنا عبد الله بن سلمه الربعي، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (من وسع على أهله في يوم عاشوراء أوسع الله عليه سنته كلها).
قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به: محمد بن إسماعيل الجعفري.
و محمد بن إسماعيل الجعفري، قال فيه أبو حاتم في الجرح والتعديل 7/ 189
منكر الحديث يتكلمون فيه.
وضعفه ابن الجوزي في الضعفاء 3/ 42، والذهبي في ميزان الاعتدال 3/ 481 وقال ابن حجر في لسان الميزان 6/ 151 طبعة الفاروق الحديثة تحقيق: مجموعة أشخاص [قال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال أبو نعيم الأصبهاني: متروك، وذكر ابن حجر أن ابن حبان أورده في الثقات 9/ 88 وقال عنه:يُغرب]
أما إسناد البيهقي
أخبرنا علي بن احمد بن عبدان انا احمد بن عبيد الصفار نا ابن ابي الدنيا نا خالد بن خراش نا عبد الله بن نافع حدثني ايوب بن سليمان بن مينا عن رجل عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته
وأما حديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه –
فقد رواه الطبراني في الكبير [10/ 77، برقم 10007] والبيهقي في شعب الإيمان [7/ 376 - 377] والخطيب في موضح الجمع والتفريق (2/ 307).
وقد رواه الطبراني والبيهقي والخطيب من طريق
الهيصم بن الشداخ عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزل في سعة سائر سنته.
قال البيهقي:تفرد به هيصم عن الأعمش.
قال العقيلي في الضعفاء (3/ 972 طبعة الصميعي بتحقيق: حمدي السلفي،ترجمة علي بن مهاجر)
[علي بن المهاجر العيشي بصري عن هيصم بن الشداخ كلاهما مجهول، والحديث غير محفوظ – ثم ذكر الحديث مسنداً وقال- ولا يثبت في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء،إلا شيء يروى عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر مرسلا به]
وقال ابن حبان في المجروحين (2/ 446 - 447 طبعة الصميعي تحقيق:حمدي السلفي، ترجمة هيصم بن الشداخ)
¥(34/252)
[هيصم بن الشداخ شيخ يروي عن عن شعبة و الأعمش الطامات في الروايات، لا يجوز الاحتجاج به] وذكر ابن حبان هذا الحديث من روايته عن الأعمش.
وأما حديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما –
فقد رواه الدارقطني كما في العلل المتناهية لابن الجوزي [2/ 62 - 63 الطبعة الهندية] وكما في أطراف الغرائب [3/ 370 طبعة دار الكتب العلمية] وساق إسناده ابن حجر في لسان الميزان [7/ 375 - ترجمة يعقوب بن خرة]
قال الدارقطني في الأفراد: حدثنا محمد بن موسى ثنا يعقوب بن خرة الدباغ ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته.
قال الدارقطني: منكر من حديث الزهري.
وجاء في أطراف الغرائب [غريب من حديث سالم عن أبيه .... إنما يروى عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر من قوله.
ويعقوب بن خرة الدباغ ضعيف]
وقال ابن حجر في لسان الميزان [يعقوب بن خرة الدباغ عن سفيان بن عيينة،
ضعفه الدارقطني
قلت: له خبرا باطل لعله وهم انتهى.
وقال في المؤتلف والمختلف: يعقوب بن خرة بالخاء المعجمة شيخ من أهل فارس يحدث عن: أزهر بن سعد السمان، وسفيان بن عيينة وغيرهما لم يكن بالقوي في الحديث]
وأما حديث أبي هريرة – رضي الله عنه –
فقد رواه البيهقي في شعب الإيمان، وأبو نعيم في أخبار أصبهان [1/ 198]
إسناد البيهقي
أخبرنا ابو سعد الماليني انا ابو احمد بن علي نا الحسين بن علي الأهوازي نا معمر بن سهل نا حجاج بن نصير نا محمد بن ذكوان عن يعلى بن حكيم عن سليمان بن أبي عبد الله عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من وسع على عياله وأهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته
قال العقيلي: سليمان بن أبي عبد الله مجهول
وأما حديث جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما –
فقد رواه البيهقي في شعب الإيمان [7/ 375]
وإسناده
أخبرنا علي بن احمد بن عبدان، انا احمد بن عبيد، نا محمد بن يونس، نا عبد الله بن ابراهيم الغفاري، نا عبد الله بن ابي بكر ابن اخي محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله على اهله طول سنته.
قال البيهقي: هذا إسناد ضعيف.
وأما رواية إبراهيم بن محمد بن محمد بن المنتشر أنه بلغه
فقد رواها ابن معين في تاريخه رواية الدوري برقم 2223،
والبيهقي في شعب الإيمان [7/ 379]،
وأبو نعيم في أخبار أصبهان [2/ 163 الطبعة الهندية، وطبعة دار الكتب العلمية2/ 132]
إسناد ها
ثنا العباس، ثنا شاذان، ثنا جعفر الأحمر عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر قال كان يقال من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزالوا في سعة من رزقهم سائر سنتهم.
ورواها البيهقي من طريق العباس به.
مَن ضعف الحديث من أهل العلم
جاء في مسائل ابن هانئ للإمام احمد 1/ 136 - 137
[سألت أبا عبد الله قلت: هل سمعت في الحديث انه من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته؟
قال: نعم، شيء رواه سفيان عن جعفر الأحمر عن إبراهيم بن المنتشر.
قال سفيان:-وكان افضل من رأينا – انه بلغه انه من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته.
قال ابن عيينه: قد جربناه منذ خمسين أو ستين سنة فما رأينا الا خيراً.
وقال في إثره: كان ابن عيينه يطري ابن المنتشر، فقال لي: في إسناده ضعف]
وقال في نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول
[فصلٌ أحاديث عاشوراء، ومنها أحاديث الاكتحال يوم عاشوراء والتزين والتوسعة والصلاة فيه وغير ذلك من فضائله لا يصح منها شيء ولا حديث واحد ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم - فيه أحاديث صيامه وما عداها فباطل- وأمثل ما فيها حديث من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته
قال الإمام أحمد: لا يصح هذا الحديث]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 25/ 313
[قال حرب الكرماني في مسائله: سئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فلم يره شيئا ا. هـ
وأعلى ما عندهم اثر يروى عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر انه قال: بلغنا انه من من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته.
قال سفيان بن عيينه: جربناه منذ ستين عاما فوجدناه صحيحاً.
وإبراهيم بن محمد كان من أهل الكوفة ولم يذكر ممن سمع هذا ولا عمن بلغه، فلعل الذي قال هذا من أهل البدع الذين يبغضون علياً وأصحابه ويريدون أن يقابلوا الرافضة بالكذب: مقابلة الفاسد بالفاسد.
وأما قول ابن عيينه فانه لا حجة فيه فان الله سبحانه انعم عليه برزقه، وليس في إنعام الله بذلك ما يدل على أن سبب ذلك كان التوسيع يوم عاشوراء، وقد وسع الله على من هم أفضل الخلق من المهاجرين والأنصار ولم يكونوا يقصدون أن يوسعوا على أهليهم يوم عاشوراء بخصوصه]
وقال ابن القيم في المنار المنيف (تحقيق: المعلمي) ص89
[ومنها أحاديث الاكتحال يوم عاشوراء والتزين والتوسعة والصلاة فيه وغير ذلك من فضائل لا يصح منها شيء ولا حديث واحد و لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء غير أحاديث صيامه وما عداها فباطل
وأمثل ما فيها من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته، قال الإمام أحمد: لا يصح هذا الحديث]
وممن صحح الحديث
البيهقي في الشعب 7/ 379
قال بعد أن ساق أسانيد الحديث وطرقه:
[هذه الأسانيد وإن كانت ضعيفة فهي إذا ضم بعضها إلى بعض أخذت قوة.
والله اعلم]
ابن حجر في الأمالي المطلقة (27 - 30)، ومختصر الترغيب والترهيب (82)
قال: [له شواهد عن جماعة من الصحابة أشهرها حديث ابن مسعود ...
وقال: أسانيده كلها ضعيفة، ولكن إذا انضم بعضها إلى بعض أفاد قوة،
والله اعلم]
وذكر محقق كتاب الأمالي المطلقة حمدي السلفي أن للشيخ أبي إسحاق الحويني كتاب في هذا عنوانه كشف الخفاء عما ورد في فضل عاشوراء.
ولعل من عنده كتاب الشيخ الحويني أو كتاب زوائد ابن حبان للدكتور يحيى الشهري أن يذكر ما فيه لنستفيد منه وكذلك بانتظار بحث الأخ الكريم:أبي اسحاق التطواني.
والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.
¥(34/253)
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[17 - 12 - 04, 10:38 م]ـ
الشيخ الكريم / محمد زياد التكلة
جزاك الله خيرا
وبانتظار بحثكم ومشاركتكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 12 - 04, 07:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
حديث أبي هريرة
أخرجه ابن عدي في الكامل
في ترجمة محمد بن ذكوان
(حدثنا الحسن بن علي الأهوازي ثنا معمر بن سهل ثنا حجاج بن نصير ثنا محمد بن ذكوان عن يعلى بن حكيم عن سليمان بن أبي عبد الله عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أوسع على عياله وأهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر سنته قال الشيخ وهذا أيضا يرويه محمد بن ذكوان هذا أخبرنا عبد الوهاب بن أبي عصمة عن النضر بن طاهر ثنا محمد بن ذكوان)
قال ابن عدي
(محمد بن ذكوان يعد في البصريين عن مطر وحماد منكر الحديث سمعت بن حماد يذكره عن البخاري حدثنا الجنيدي ثنا البخاري قال محمد بن ذكوان مولى الجهاضم البصري خال ولد حماد بن زيد منكر الحديث وقال النسائي محمد بن ذكوان عن منصور منكر الحديث)
قال ابن عدي
(ولمحمد بن ذكوان غير ما ذكرت من الحديث وعامة ما يرويه إفرادات وغرائب ومع ضعفه يكتب حديثه)
والبيهقي أخرجه من طريق ابن عدي قوله علي تصحيف من عدي
وأما حديث أبي سعيد الخدري وحديث جابر فأخرجه البيهقي من مسند أحمد بن عبيد الصفار
ومصدر أحمد بن عبيد الصفار في حديث أبي سعيد هو كتاب ابن أبي الدنيا (كتاب العيال)
قال الذهبي في ترجمة أحمد بن عبيد الصفار
(مصنف السنن الذي يكثر أبو بكر البيهقي من التخريج منه في سننه)
ا
وإنما ذكرت هذا لأن الأخ المخرج - وفقه الله - قد تتبع المصادر كما فعل في تخريج حديث عبد الله بن عمر
وقد أجاد في ذلك
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 12 - 04, 08:47 ص]ـ
قال الشيخ أبو اسحاق التطواني
(نفي هذا الأخير مقدم، خاصة وأنه من المكثرين عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، فلو كان سمعه، لما نفى وجود أحاديث أخرى لشعبة عن أبي الزبير، كما هو واضح، وهذا مما يرجح أن الخطأ في هذا الحديث من ابن الأحمر، ويكون هذا من خطأ المغاربة على المشارقة،)
بارك الله فيك
حجة ظاهرة ودليل قوي
فابن حبان عنده مسند الفضل بن الحباب وقد أكثر من الراوية عنه فلو كان الفضل قد حدث بحديث عاشوراء لكان ذكره حين ذكره لرواية شعبة عن أبي الزبير
ولكان قد أخرج الحديث في صحيحه فظاهر الاسناد أنه على شرط ابن حبان
وقد أخرج ابن حبان حديث شعبة عن أبي الزبير في صلاة النجاشي
([3096] أخبرنا حاجب بن أركين قال حدثنا عمرو بن علي الفلاس قال حدثنا أبو داود قال سمعت شعبة يقول الساعة يخرج الساعة يخرج حدثنا أبو الزبير عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي)
فقوي بهذا ماذكره شيخنا التطواني - حفظه الله
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[18 - 12 - 04, 01:07 م]ـ
ابن وهب
جزاكم الله خيرا على هذه الاضافة المهمة.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 12 - 04, 01:06 ص]ـ
الحديث الرابع والثلاثون
جميع الأحاديث الواردة في الاغتسال يوم عاشوراء، والكحل، والخضاب، وغير ذلك مما يفعله أهل السنة يوم عاشوراء ضد الشيعة: كله موضوع ما عدا الصيام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج4 ص513) ما نصه: "وقوم من المتسننة رووا ورويت لهم أحاديث موضوعة بنوا عليها ما جعلوه شعاراً في هذا اليوم -يعني يوم عاشوراء- يعارضون به شعار ذلك القوم -يعني الرافضة، فقابلوا باطلاً بباطل، وردوا بدعة ببدعة، وإن كانت إحداهما -يعني بدعة الرافضة- أعظم في الفساد وأعون لأهل الإلحاد، مثل الحديث الطويل الذي رُوي فيه: "من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام، ومن اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد ذلك العام"، وأمثال ذلك من الخضاب يوم عاشوراء، والمصافحة فيه، ونحو ذلك، فإن هذا الحديث ونحوه كذب مختلق باتفاق من يعرف علم الحديث، وإن كان قد ذكره بعض أهل الحديث؛ وقال: إنه صحيح؛ وإسناده على شرط الصحيح، فهذا من الغلط الذي لا ريب فيه، كما هو مبين في غير هذا الموضع.
¥(34/254)
ولم يستحب أحد من الأئمة المسلمين الاغتسال يوم عاشوراء، ولا الكحل فيه، والخضاب، وأمثال ذلك، ولا ذكره أحد من علماء المسلمين الذين يقتدى بهم ويرجع إليهم في معرفة ما أمر الله به ونهى عنه، ولا فعل ذلك رسول الله ?، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي ?، ولا ذكر مثل هذا الحديث في شيء من الدواوين التي صنفها علماء الحديث، لا في المسندات: كمسند أحمد، وإسحاق، وأحمد بن منيع، والحميدي، والدالاني ()، وأبي يعلى الموصلي، وأمثالها، ولا في المصنفات على الأبواب: كالصحاح، والسنن، ولا في الكتب المصنفة الجامعة للمسند والآثار، مثل: موطأ مالك، ووكيع، وعبدالرزاق، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وأمثالها". انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه لطائف المعارف، عند الكلام على صوم عاشوراء ما نصه: "وكل ما روي في فضل الاكتحال في يوم عاشوراء والاختضاب والاغتسال فيه فموضوع لا يصح، وأما الصدقة فيه فقد رُوي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "من صام عاشوراء فكأنما صام السنة، ومن تصدق فيه كان كصدقة السنة". أخرجه أبو موسى المديني.
وأما التوسعة فيه على العيال؛ فقال حرب: سألت أحمد عن الحديث الذي جاء: "من وسع على أهله يوم عاشوراء" فلم يره شيئاً. وقال ابن منصور: قلت لأحمد: هل سمعت في الحديث "من وسع على أهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر السنة"؟ فقال: نعم، رواه سفيان بن عيينة عن جعفر الأحمر عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر -وكان من أفضل أهل زمانه- أنه بلغه أنه "من وسع على عياله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر سنته". قال ابن عيينة: جربناه منذ خمسين سنة أو ستين سنة فما رأينا إلا خيراً.
وقول حرب: إن أحمد لم يره شيئاً إنما أراد به الحديث الذي يروى مرفوعاً إلى النبي ?، فإنه لا يصح إسناده، وقد روي من وجوه متعددة لا يصح منها شيء، وممن روى ذلك محمد بن عبدالله بن عبدالحكم، وقال العقيلي: هو غير محفوظ، وقد روي عن عمر من قوله، وفي إسناده مجهول لا يعرف.
وأما اتخاذه مأتماً كما تفعله الرافضة لأجل قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما فيه فهو من عمل مَنْ ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً، فكيف بمن دونهم"؟ ا. هـ. كلامه رحمه الله.
وبذلك يعلم أن الأحاديث الواردة في تخصيص يوم عاشوراء بالاكتحال أو الاغتسال أو الاختضاب موضوعة، وهكذا أحاديث التوسعة على العيال كلها غير صحيحة، وأما عمل إبراهيم بن محمد بن المنتشر بذلك -وهو من صغار التابعين- وهكذا عمل سفيان بن عيينة الإمام المشهور فلا يجوز الاحتجاج بعملهما على شرعية التوسعة على العيال، لأن الحجة في الكتاب والسنة، لا في عمل التابعين ومَنْ بعدهم، وبذلك يُعتبر أمر التوسعة على العيال في يوم عاشوراء بدعة غير مشروعة، لقول النبي ?: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". خرجه مسلم في صحيحه، وعلقه البخاري جازماً به، ولقوله ?: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها.
وأما الصدقة فيه: ففيها حديث عبد الله بن عمرو المذكور آنفاً في كلام الحافظ ابن رجب، وهو موقوف عليه، رواه عنه أبو موسى المديني، ولم يتكلم الحافظ ابن رجب رحمه الله على سنده، والغالب على أفراد أبي موسى المديني الضعف وعدم الصحة، فلا يُشرع الأخذ به إلا بعد صحة سنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما موفوعاً إلى النبي ?، ومتى صح عنه مرفوعاً شرع العمل به.
وأما اتخاذ يوم عاشوراء مأتماً فهو من البدع المنكرة التي أحدثها الرافضة؛ وخالفوا بها أهل السنة والجماعة؛ وما درج عليه أصحاب النبي ?، فلا يجوز التشبه بهم في ذلك، والله المستعان.
حرر في 24/ 3/1408هـ
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 12 - 04, 01:13 ص]ـ
قال محمد زياد عُفي عنه:
رُوي حديث التوسعة على العيال يوم عاشوراء عن أبي سعيد، وابن مسعود، وجابر، وأبي هريرة، وابن عمر، كما روي عن عمر موقوفا، وعن ابن المنتشر بلاغا.
حديث أبي سعيد:
¥(34/255)
رواه إسحاق بن راهويه في مسنده (الأمالي المطلقة ص28 واللآلئ 2/ 112) وابن أبي الدنيا في العيال (2/ 566) والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (236/ب الأصل 214) وفي جواب كتاب من الري (ص194 وفي سنده سقط) وابن بشران (2/ 313 رقم 1584) والبيهقي في الشعب (3/ 3793) وفي فضائل الأوقات (245) والعراقي في فتوى في الكلام على حديث التوسعة يوم عاشوراء (ق6/أ كما في تخريج فضائل عاشوراء لابن ناصر الدين ص102، ومنه أنقل عن فتوى العراقي) وابن حجر في الأمالي المطلقة (ص28) من طريق عبدالله بن نافع الصائغ، ثنا أيوب بن سليمان بن مينا، عن رجل، عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.
وعند ابن بشران: أيوب بن سليمان بن مفلح، أنه حدثه الثقة عن أبي سعيد.
وهذا السند واه، فيه أكثر من علة: إبهام الرجل، وابن مينا لم يذكر فيه البخاري وابن أبي حاتم جرحا أو تعديلا، وقال البخاري: "روى عنه عبدالله بن نافع الصائغ المدني، مرسل"، وذكره ابن حبان في الثقات على قاعدته في التساهل، وابن نافع الصائغ في حفظه ضعف، ثم إنه نفسه أمر بالضرب على الحديث؛ كما رواه ابن وضاح في البدع (ص95)
ورواه ابن الأعرابي (225) والطبراني في الأوسط (9/ 121) وأبويعلى الفراء في ستة مجالس من الأمالي (76) والشجري في الأمالي (2/ 81) وابن حجر في الأمالي المطلقة (ص27) من طريق محمد بن إسماعيل الجعفري الجهني، عن عبدالله بن سلمة الربعي، عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.
ونص الطبراني على تفرد محمد بن إسماعيل الجعفري به، وهو واه، وبه أعله الهيثمي (مجمع الزوائد 3/ 189)، ثم إن شيخه متروك.
حديث ابن مسعود:
رواه العقيلي (3/ 252) ابن حبان في المجروحين (3/ 97) والطبراني في الكبير (10/ 77) وأبوالشيخ في الثواب (المقاصد الحسنة 1193) وابن عدي (5/ 211) والبيهقي في الشعب (3/ 3792) وفي فضائل الأوقات (244) والخطيب في الموضح (2/ 277) وفي المتفق والمفترق (3/ 1623) وأبوذر الهروي في فوائده (12) وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 203) والعراقي في فتوى حديث التوسعة (ق4/أ) وابن حجر في الأمالي المطلقة (ص28) من طريق الهيصم بن شداخ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود مرفوعا.
إلا أنه وقع عند العقيلي: يحيى بن وثاب بدل إبراهيم، ونص ابن حجر أنه وهم.
قال عنه أبوزرعة الرازي: باطل، وطوّل فيه. (سؤالات البرذعي 2/ 502)، وقال العقيلي: الحديث غير محفوظ، وقال ابن حبان: إن الهيصم يروي عن الأعمش طامات، وساق له هذا الحديث، وقال الذهبي: هيصم بن شداخ ساقط. (تلخيص الموضوعات 672)، وقال الهيثمي: فيه الهيصم بن شداخ، وهو ضعيف جدا. (مجمع الزوائد 3/ 189)، وقال ابن حجر: هذا حديث غريب.
ورواه ابن عساكر في فضل عاشوراء (جزء التوسعة للعراقي ق3/ب) من طريق سعد بن سعيد الجرجاني، عن أبي طيبة، عن كرز بن وبرة، عن الربيع بن خثيم، عن ابن مسعود مطولا.
وهو منكر سندا ومتنا، قال ابن عساكر: غريب جدا، وقال العراقي: وهو حديث منكر، وأحسب آفته من متأخري رواته.
حديث جابر:
رواه البيهقي في الشعب (3/ 3791) والخطيب (جزء التوسعة ق3/أ) وقوام السنة الأصبهاني في الترغيب (2/ 1874) والعراقي من طريق محمد بن يونس الكديمي، عن عبدالله بن إبراهيم الغفاري، عن عبدالله بن أبي بكر، عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعا.
والكديمي متهم، وعبدالله بن إبراهيم شديد الضعف، وقال البيهقي: وهذا إسناد ضعيف.
ورواه ابن عبدالبر في الاستذكار (10/ 140 رقم 14294) ومن طريقه العراقي (ق4/أ) من طريق محمد بن معاوية، ثنا الفضل بن الحباب، ثنا هشام بن عبدالملك، ثنا شعبة، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعا.
قال جابر: جربناه فوجدناه كذلك. وقال أبوالزبير مثله، وقال شعبة مثله.
قال ابن حجر: منكر جدا، لا أدري مَن الآفة فيه. (اللسان 4/ 439) قلت: إن لم يكن دخل سند في آخر، فيكون الوهم غالبا من الفضل بن الحباب كما قال ابن حجر، ووافقه الألباني (الضعيفة 10/ 767)، ومن دلائل نكارته أن شعبة لم يسمع من أبي الزبير إلا حديثا واحدا، وليس بهذا، والله أعلم.
حديث أبي هريرة:
¥(34/256)
رواه العقيلي (4/ 65) وابن عدي (6/ 200) وأبوالشيخ في الثواب (فضل عاشوراء لابن ناصر الدين ص101) وأبونعيم في أخبار أصبهان (1/ 198) والبيهقي في الشعب (3515) والشجري في الأمالي (2/ 86) وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 62) والعراقي (ق5/أ) من طريق حجاج بن نصير، عن محمد بن ذكوان، عن يعلى بن حكيم، عن سليمان بن عبدالله، عن أبي هريرة مرفوعا.
الحجاج وشيخه ضعيفان جدا، وسليمان مجهول، وقال العقيلي: إن الحديث غير محفوظ، وضعفه الذهبي (تاريخ الإسلام 9/ 265 وتلخيص العلل المتناهية 522)
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 200) وفي فضائل الشهور (فتوى حديث التوسعة للعراقي ق5/ب) من طريق أبي طالب العشاري، ثنا أحمد بن منصور النوشري، ثنا أبوبكر النجاد، نا إبراهيم الحربي، ثنا شريح بن النعمان، ثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعا مطولا جدا.
ونقل في فضائل الشهور تقويته عن شيخه محمد بن ناصر، ثم حكم عليه بالوضع في الموضوعات! وهو منكر المتن جدا، وابن أبي الزناد وإن كان مضعفا إلا أنه لا يَحتَمِل هذا كما قال ابن حجر، بل عدّه مُدخَلا إما على العشاري أو النجاد (اللسان 5/ 302)، وقال الذهبي في ترجمة العشاري في الميزان (3/ 656): قبح الله من وضعه، والعتب إنما هو على محدّثي بغداد، كيف تركوا العشاري يروي هذه الأباطيل؟ وقال في تلخيص الموضوعات: قبح الله من وضعه ما أجهله. (670)
وقال العراقي: رجاله ثقات، ولكنه منكر. وعده ابن ناصر الدين من وضع غلاة الناصبة (فضائل عاشوراء، ضمن مجموع رسائله ص98)، وقال: هذا حديث موضوع، قبّح الله من وضعه وافتراه، فلقد تبوأ بيتا من جهنم يصير مأواه، ولا تحل روايته إلا لهتك حاله وإظهار المتهم بين رجاله، ورجال الحديث ثقات إلا النوشري المذكور فإني أتهمه به، والله تعالى أعلم. (ص100)
حديث ابن عمر:
رواه الخطيب في الرواة عن مالك (كما في اللآلئ 2/ 113 وموضعه في تجريده ص188) من طريق خطاب بن أسلم من أهل أبيورد، ثنا هلال بن خالد، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا.
قال الخطيب: في إسناده غير واحد من المجهولين، ولا يثبت عن مالك.
وقال الذهبي: هذا باطل. (الميزان 4/ 312)، وقال ابن ناصر الدين (ص103): إن الخطيب رواه بإسناد فيه مجهولون عن خطاب.
قلت: ومما يؤكد بطلانه عن مالك ما نقله يحيى بن يحيى أنه لم يَعرف عن مالك شيئا في هذا. (البدع لابن وضاح ص52) ويأتي النقل بتمامه.
ورواه الدارقطني في الأفراد (أطرافه 3/ 370) وأبوالطاهر محمد بن سعدون الموصلي (نقل سنده الشمس ابن عبدالهادي آخر رسالة لطيفة ص88) وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 62) من طريق محمد بن موسى بن سهل، ثنا يعقوب بن خرّة الدباغ، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، مرفوعا بلفظ: "من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته".
قال الدارقطني: غريب من حديث الزهري عن سالم، وإنما يُروى هذا عن ابن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر من قوله، ويعقوب بن خرة رواه عن ابن عيينة عن الزهري عن سالم، وهو ضعيف الحديث.
وقال الذهبي: خبر باطل، لعله وهم باطل. (الميزان 4/ 452 ومختصرا في تلخيص لل المتناهية 522)، ووافقه ابن حجر. (اللسان 6/ 375)
قلت: هذا منكر ظاهر، قد خالف الضعيفُ الثقات -كابن المديني وغيره- الذين رووه عن ابن عيينة من قول ابن المنتشر كما نص الدارقطني.
حديث عمر بن الخطاب موقوفا:
قال ابن عبدالبر في الاستذكار (10/ 140 رقم 14297): حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا ابن وضاح، ثنا أبومحمد العابد، عن بهلول بن راشد، عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر بن الخطاب: "من وسع على أهله ليلة عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته".
قال يحيى بن سعيد: جرّبنا ذلك فوجدناه حقا.
قال ابن رجب: في إسناده مجهول لا يُعرف. (لطائف المعارف، وقد نقله سماحة الشيخ)
قال السخاوي: سنده جيد! (المقاصد الحسنة 1193)
¥(34/257)
قلت: في رواية سعيد بن المسيب عن عمر كلام، كما أني لم أهتد في شيوخ ابن وضاح لمن يُدعى أبا محمد العابد، ولم أتبينه، وهو المجهول الذي أشار إليه ابن رجب، فهو علة الخبر، وخبره منكر، لأنه متأخر الطبقة، وتفرد بسند عن مشاهير ذوي أصحاب، ومن مصر والمدينة! ولو كان محفوظا عن عمر لما قال أحمد والعقيلي والدارقطني وابن تيمية وغيرهم إن أعلى ما فيه بلاغ ابن المنتشر.
وعزاه السخاوي للدارقطني في الأفراد، ولم أجده في موضعه من أطرافه المطبوعة (1/ 103 - 109)
حديث ابن المنتشر بلاغا:
رواه الدوري في تاريخه (3/ 453 رقم 2223) -ومن طريقه البيهقي في الشعب (3/ 3796) - عن الأسود بن عامر شاذان، عن جعفر بن زياد، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر قال: كان يُقال: من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزالوا في سعة من رزقهم سائر سنتهم.
ورواه الدوري (3/ 452 رقم 2222) عن ابن معين، ثنا أبوأسامة، عن جعفر الأحمر به.
وسنده جيد.
ورواه الإمام أحمد في مسائل صالح (1/ 418) وابن أبي الدنيا في العيال (2/ 386) والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (236/ب الأصل 214) والسمرقندي في التنبيه (123) وأبونعيم في تاريخ أصبهان (2/ 163) وأبوجعفر بن المُسلِمة في الأول من أماليه (11 وهو في مجموع ابن الحمامي ص191) والشجري في الأمالي (2/ 87) والعراقي (ق6/ب) وابن حجر في الأمالي المطلقة (ص30) من طريق سفيان بن عيينة، عن جعفر الأحمر، عن ابن المنتشر.
قال سفيان بن عيينة: وكان من أفضل من رأينا بالكوفة، يعني ابن المنتشر، وقال: فجربنا ذلك نحوا من خمسين سنة فلم نر إلا سعة.
وجوّد بعضهم إسناده.
لكن قال الدوري: قلت ليحيى: قد رواه سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن محمد؟ قال يحيى: إنما دلّسه سفيان عن أبي أسامة. فقلت ليحيى: فلم يسمع سفيان من إبراهيم بن محمد بن المنتشر؟ فقال: بلى، قد سمع منه، ولكن لم يسمع هذا سفيان بن عيينة من إبراهيم بن محمد بن المنتشر. (التاريخ 2222 وعنه ابن عدي 2/ 141)
قلت: ورواه محمد بن عبدالله بن يزيد المقرئ في جامع سفيان بن عيينة (كما في فتوى حديث التوسعة ق7/أ) عن ابن عيينة عن ابن المنتشر، لم يذكر جعفر الأحمر، فدلس سفيان بذلك رجلين.
من أقوال العلماء فيه:
قال أحمد بن حنبل في رواية الكرماني: لا أصل له. (منهاج السنة 4/ 555 و7/ 39 و433 و8/ 149)
وقال محمد بن عبدالحكم: ليس يصح الحديث الذي جاء: "من وسع على عياله يوم عاشوراء". (نقله ابن الصلاح في طبقات الشافعية 1/ 192 من النوادر عن الشافعي لمحمد بن رمضان بن شاكر الزيات صاحب ابن عبدالحكم، ونقله الزركشي في التذكرة 18 عن ابن الصلاح)
وقال أبوزرعة: باطل.
وقال العقيلي: الحديث غير محفوظ. (3/ 252 و4/ 65) وقال: لا يثبت في هذا عن الني صلى الله عليه وسلم شيء، إلا شيء يُروى عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر مرسلا. (3/ 252)
وقال محمد بن وضاح: قال سعيد بن حسان: كنت أقرأ على ابن نافع كتبه، فلما مررتُ بحديث التوسعة ليلة عاشوراء قال لي: حوِّق عليه، قلت: ولم ذلك يا أبا محمد؟ قال: خوفا من أن يُتَّخذ سنة.
قال يحيى بن يحيى: لقد كنتُ بالمدينة أيام مالك [ودَرْبِه؟] وبمصر أبام الليث وابن القاسم وابن وهب، وأدركَتْني تلك الليلةُ معهم، فما سمعتُ لها عند واحد منهم ذكرا، ولو ثبت عندهم لأجرَوا مِنْ ذِكرها ما أجرَوا مِنْ سائر ما ثبت عندهم. (البدع ص95 - 99)
وقال الدارقطني: الحديث غير محفوظ، فلا يثبت هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث مسند. (نقله في العلل المتناهية 2/ 553 وهو معنى كلام الدارقطني في أطراف الغرائب والأفراد 3/ 370 وأقره الزركشي في التذكرة 181)
وقال ابن تيمية: وقد رُوي في التوسع فيه على العيال آثار معروفة، أعلى ما فيها حديث إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، قال: بلغنا أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته، رواه عنه ابن عيينة، وهذا بلاغ منقطع لا يُعرف قائله، والأشبه أن هذا وُضع لما ظهرت العصبية بين الناصبة والرافضة، فإن هؤلاء اتخذوا يوم عاشوراء مأتما، فوضع أولئك فيه آثارا تقتضي التوسع فيه واتخاذه عيدا، وكلاهما باطل. (اقتضاء الصراط المستقيم 2/ 132)
¥(34/258)
وقال أيضا: قال حرب الكرماني سألت أحمد بن حنبل -رحمه الله- عن الحديث يروى من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته فقال: لا أصل له، وأصله من كلام إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، قال: بلغنا، ولم نر عمن بلغه ذلك. (أحاديث القصاص 47)
قلت: هكذا في الموضعين: "ابن المنتشر عن أبيه قال"، ولعله تصحف عن: "ابن المنتشر أنه قال".
وقال ابن تيمية: ورووا في حديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه السنة، ورواية هذا كله عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب. (مجموع الفتاوى 25/ 300)، وتقدم نقل سماحة الشيخ لكلام ابن تيمية بطوله في موضع آخر منه.
وقال أيضا: الخبر بذلك كذب اتفاقا، وغلط من صحح سنده. (نقله ابن مفلح في الفروع 3/ 85)
وضعفه الشمس ابن عبد الهادي. (رسالة لطيفة ص49)، وفصّل أكثر (ص58 - 59) قائلا: وكذلك قد يروج على كثير ممن ينتسب إلى السنة أحاديث يظنونها من السنة، وهي كذب باتفاق أهل المعرفة، كالأحاديث المروية في فضل عاشوراء -غير الصوم- وفضل الكحل فيه، والاغتسال والخضاب والمصافحة، وتوسعة النفقة على العيال فيه، ونحو ذلك، وليس في عاشوراء حديث صحيح غير الصوم، وكذلك ما يُروى من فضل صلوات معينة فيه، فهذا كله كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة، ولم ينقل هذه الأحاديث أحد من أئمة أهل العلم في كتبهم، ولهذا لما سئل الإمام أحمد عن الحديث الذي يُروى: "من وسع على أهله يوم عاشوراء .. " فقال: لا أصل له. انتهى.
وقال الذهبي: الخبر موضوع. (الميزان 3/ 158)
وقال ابن القيم: ومنها أحاديث الاكتحال يوم عاشوراء والتزين والتوسعة والصلاة فيه وغير ذلك من فضائل؛ لا يصح منها شيء، ولا حديث واحد، ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء غير أحاديث صيامه، وما عداها فباطل، وأمثل ما فيها: "من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته"، قال الإمام أحمد: لا يصح هذا الحديث، وأما حديث الاكتحال والادهان والتطيب فمن وضع الكذابين، وقابلهم آخرون فاتخذوه يوم تألم وحزن، والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة، وأهل السنة يفعلون فيه ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم، ويجتنبون ما أمر به الشيطان من البدع. (المنار المنيف 111 - 112)
وقال الشاطبي: .. فمنها اعتمادهم على الأحاديث الواهية الضعيفة والمكذوب فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي لا يقبلها أهل صناعة الحديث في البناء عليها كحديث الاكتحال يوم عاشوراء .. (الاعتصام 224)
وقال ابن رجب: لا يصح إسناده، وقد روي من وجوه متعددة لا يصح منها شيء. (لطائف المعارف، وقد نقل سماحة الشيخ كلامه بطوله أعلاه)
وقال المجد اللغوي: ما يروى في فضل صوم عاشوراء والصلاة فيه والإنفاق والخضاب والادهان والاكتحال بدعة ابتدعها قتلة الحسين رضي الله عنه. (فيض القدير 6/ 236) قلت: أما الصيام فثابت.
وقال السيوطي: وقد روي في الفضل في التوسعة فيه على العيال حديث ضعيف. (الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي 189)
وقال الشوكاني إنه موضوع. (الفوائد المجموعة 99)
وتعقب المعلمي من صححه، وقال: إن طرقه يوهن بعضها بعضا. (حاشية الفوائد المجموعة 100)
وأفرد محمد الزمزمي الغماري رسالة بعنوان: إتحاف الشرفاء في إبطال حديث التوسعة يوم عاشوراء، ردّ فيها على أخيه أحمد الذي صحح الحديث.
وقال الألباني: هو حديث ضعيف من جميع طرقه، وحكم عليه شيخ الإسلام ابن تيمية بالوضع فما أبعد، والشريعة لا تثبت بالتجربة. (المشكاة 1926)، وانظر تمام المنة له (410 - 412)
وحكم عليه سماحة الشيخ ابن باز بالوضع.
وفي المقابل فقد تساهل البيهقي في قوله: أسانيده كلها ضعيفة، ولكن إذا ضُم بعضها إلى بعض أفاد قوة، والله أعلم. (شعب الإيمان 7/ 379)
وكذا حسنه العراقي في أماليه. (المقاصد الحسنة 1193 والدرر المنتثرة 427)، وهذا غير جزئه المفرد في التوسعة، كما يُفهم من نقل السخاوي والسيوطي.
وقال ابن حجر عن طريقَي أبي سعيد: لولا الرجل المبهم لكان إسناده جيدا، لكنه يقوى بالذي قبله. (الأمالي المطلقة 28)
وناقض السيوطي تضعيفه السابق ذكره؛ فقال: بل هو ثابت صحيح! (الدرر المشتهرة 427)
وتبعهم غالب من صنَّف في الأحاديث المشتهرة بعدهم، وجلُّهم حاطب ليل، ينقل ولا يحقق.
ولأحمد الغماري جزء مطبوع أسماه هدية الصغراء صحح فيه الحديث –مع أنه شيعي! - وردَّ فيه على جماعة من الأئمة بمنطق بعيد كل البعد عن الصناعة الحديثية.
وتصحيحهم متعقب كما تقدم، والتحقيق أن الحديث موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم، وكل طرقه واهية أو موضوعة، فلا تصلح للتقوية.
فإذا كان هذا حال حديث التوسعة على العيال -وهو أقوى ما ورد في الباب كما نص ابن تيمية وغيره- فأحاديث الاغتسال والاكتحال والخضاب والتطيب فيه أضعف وأضعف، والله أعلم.
كتبه محمد زياد التكلة، حامدا مصليا مسلما، الرياض 10/ 11/1425
¥(34/259)
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[26 - 12 - 04, 02:33 م]ـ
الشيخ الكريم / محمد زياد التكلة
كتبت فأحسنت وأفدت
جزاك الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم.
وبانتظار مشاركة الاخوة الكرام.
وهل مِنْ مُخبر عن كتاب كشف الخفاء عما ورد في فضل عاشوراء
للشيخ أبي إسحاق الحويني
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 12 - 04, 04:44 م]ـ
شكرا على حسن ظنك أخي الفاضل، والمؤمن قوي بإخوانه، فأفيدوني بملاحظاتكم.؟
وكتاب الحويني لا أعلم أنه طُبع، والشيخ الحويني وفقه الله أعلن كثيرا عن عناوين ومشاريع، لكن يظهر أن كثيرا منها آمال لم تتحقق!
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[09 - 01 - 05, 01:40 م]ـ
حول الكلام على هذا الحديث في كتاب "زوائد رجال صحيح ابن حبان على الكتب الستة" أحببت نقل ما فيه حول الحديث.
فقد تكلم المؤلف على الحديث في ترجمة [الفضل بن الحباب بن محمد أبو خليفة الجمحي] في 4/ 1909 - 1912
حيث قال:
[ومع إمامته وحفظه، فقد روى أحاديث استنكرت عليه وهي:
حديث جابر: (من وسع على نفسه وأهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته)
قال جابر: جربناه فوجدناه كذلك،
وقال أبو الزبير:مثله،
وقال شعبة: مثله.
رواه ابن عبد البر عن: احمد بن قاسم ومحمد بن إبراهيم ومحمد بن الحكم قالوا: حدثنا محمد بن معاوية حدثنا الفضل بن حيان حدثنا هشام بن عبد الملك الطيالسي حدثني شعبة عن أبي الزبير عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم – فذكره –.
قال ابن حجر (لسان الميزان 6/ 19)
[روى عنه ابن عبد البر في الاستذكار من طريقه حديثا منكرا جدا ما ادري ما الآفة منه فيه – وذكر الحديث –
قال: وشيوخ ابن عبد البر الثلاثة موثوقون، وشيخهم محمد بن معاوية هو: ابن الأحمر راوي السنن عن النسائي وثَّقه ابن حزم وغيره، فالظاهر أن الغلط فيه من أبي خليفة فلعل ابن الأحمر سمعه منه بعد احتراق كتبه]
كذا وجه رحمه الله علة الحديث، والاحتمال فيه وارد، فلعله: أُدخِلَ على أبي خليفة.
والحديث فمشهور من رواية علي بن أبي طالب البزّاز عن هيصم بن الشداخ حدثنا الأعمش عن يحيى بن وثاب عن علقمة عن عبد الله – فذكره -
أخرجه العقيلي (الضعفاء 3/ 252)،والطبراني (الكبير برقم 1077)،وابن عدي (الكامل 5/ 211)،والبيهقي (فضائل الأوقات برقم 244)
قال العقيلي (ولا يثبت في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء،إلا شيء يروى عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر مرسلا به)
وحديث إبراهيم هذا رواه عباس الدوري (التاريخ 3/ 453)، والبيهقي (شعب الإيمان برقم 3796)
وهو ضعيف جداً من هذا الوجه فعلي بن أبي طالب البزّاز، قال فيه ابن معين (ليس بشيء) (اللسان برقم 5923، 6017)
ولضعفه دلَّسوه، فمرة جاء بهذا، ومرة علي بن أبى طالب الدَّهان، ومرة علي بن المهاجر.
قال البرذعي في سؤالته لأبي زرعة (502: 503)
[قلت: حديث الهيصم بن الشداخ حديث الأعمش؟
قال – أي: أبوزرعة-: باطل. قد كان كتب لي عن هذا الشيخ – يعني: علي بن أبي طالب – أطراف فكنت أمرُّ به، فلم أسأله عنها ولم أسمع منه شيئا.
قلت: فمن تتهم بهذا؟
قال: الهيصم. ثم قال: ولا كل هذا بمرة (كذا)
قيل: فيخرج بابه هذا في الفوائد؟
قال: يخرج مثل ابن إسحاق،مثل: الحكم بن عبد الملك، حديث باطل مثل هذا: الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله .. ]
قال ابن عدي (الكامل 5: 211، 212)
[هذا الحديث بهذا الإسناد لا اعلم يرويه غير علي بن أبي طالب]
فمن أين يا ترى أتى أبو خليفة بحديثه هذا؟!! فهو حديث منكر بلا شك.
ويرى الشريف حاتم العوني أن الحديث (فيما يظن) أدخله عليه علي بن أبي طالب البزّاز، حيث قال (حديث جابر من طريق أبي خليفة منكر جداً (كما قال الحافظ) هذا ما ترجح لي بعد البحث، ولا ادري أي شيء علته، غير أني وجدت في ترجمة علي بن أبي طالب البزاز ما يلقي الضوء على علته، فانه جاء في ترجمته انه كان جليس أبي الوليد الطيالسي (موضح أوهام الجمع والتفريق 2: 277، 278)
وأبو خليفة يرويه عن أبي الوليد الطيالسي، ولعلَّه حدث به في مجلس أبي الوليد فظن أبو خليفة أن المحدث هو أبو الوليد، وقد وجدت كلاما لشيخ الإسلام ابن تيمية يشير إلى هذه العلة، حيث قال في تعليله لهذا الحديث (منهاج السنة 8: 150)
[لم يروه أحد من أهل العلم المعروفين في شيء من الكتب، وإنما دُلِّسَ على بعض الشيوخ المتأخرين]
انتهى ما وقفت عليه من كلام حول هذا الحديث من كتاب "زوائد رجال صحيح ابن حبان على الكتب الستة"
ـ[الرايه]ــــــــ[18 - 02 - 05, 02:47 م]ـ
للتذكير
ـ[السلاوي]ــــــــ[29 - 03 - 05, 03:14 ص]ـ
من أراد تخريجا موسعا لهذا الحديث فعليه بتعليقي على كتاب اللفظ المكرم لابن ناصر الدين الدمشقي وقد طبع حديثا في دار الضياء بمصر. والقول بوضعه بعيد كما بينت في المصدر المذكور.(34/260)
بيان نكارة حديث فضل التوسعة على العيال يوم عاشوراء
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[16 - 06 - 02, 09:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أما بعد، فهذا بحث متواضع بينت فيه نكارة حديث فضل التوسعة على العيال يوم عاشوراء، ولم أطل في تخريجه، وذكر طرقه، بل اكتفيت بذكر أمثل طرقه وبينت ما فيها من نكارة، ولي جزء صغير في تخريج هذا الحديث، لعلي أنشط لمراجعته، ونشره بالمنتدى، والله ولي التوفيق، وأرجو من الإخوة الأفاضل (مشرفين، ومشاركين) أن يدلوا بآرائهم ومشاركاتهم حول هذا الموضوع، وللتنبيه فقد قرأت في أجوبة الشيخ حاتم بن عارف العوني -حفظه الله- على أسئلة إخوة المنتدى أن له جزءا في تخريج هذا الحديث، نقله د. يحيى الشهري في كتاب زوائد ابن حبان (4/ 1909 - 1912) -ولا تطوله يدي الآن- وعزاه للشيخ حاتم، فأرجو من الإخوة الأفاضل أن ينشروا تخريج الشيخ حاتم بن عارف العوني -حفظه الله- لهذا الحديث مشكورين.
قال ابن عبد البر في الاستذكار (10/ 140) -ومن طريقه العراقي في تخريجه لحديث فضل التوسعة يوم عاشوراء (ق/29 - 30 نسخة الخزانة العامة بالرباط) -: أخبرنا أحمد بن قاسم ومحمد بن إبراهيم ومحمد بن حكم قالوا: حدثنا محمد بن معاوية حدثنا الفضل بن الحباب حدثنا هشام بن عبد الملك الطيالسي حدثني شعبة عن أبي الزبير عن جابر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من وسع على نفسه وأهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته"، قال جابر: جربناه فوجدناه كذلك، وقال أبو الزبير مثله، وقال شعبة مثله.
هذا أقوى ما في الباب، وسنده ظاهره الصحة، وقد حسن سنده أبو الحسن بن القطان الفاسي في فضائل عاشوراء (ق/16)، وكذا الحافظ العراقي في تخريجه للحديث (ق/30)، وأحمد بن الصديق الغماري في هدية الصغراء (ص10).
وقال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (4/ 439): "روى عنه ابن عبد البر في الاستذكار من طريقه حديثا منكرا جدا، ما أدري من الآفة فيه"، وقال أيضا:"وشيوخ ابن عبد البر الثلاثة موثقون وشيخهم محمد بن معاوية هو ابن الأحمر راوي السنن عن النسائي وثقه ابن حزم وغيره، فالظاهر أن الغلط فيه من أبي خليفة فلعل ابن الأحمر سمعه منه بعد احتراق كتبه، والله أعلم".
قلت: وكلام ابن حجر أولى بالصواب، لأن أبا الوليد الطيالسي مكثر عن شعبة، وأصحاب أبي الوليد معروفون، وكذا حديث شعبة معروف معلوم جمعه الأئمة، فلو كان هذا منه لعرفوه، وأستبعد أن يكون الوهم فيه من أبي خليفة لأن هذا الأخير ثقة إمام لم يجرحه أحد من الأئمة سوى ما قاله أبو يعلى الخليلي في الإرشاد (2/ 526) من احتراق كتبه، وقد تفرد بذلك ولم يتابع على ذلك، وبين وفاة أبي خليفة ووفاة الخليلي 141 سنة، والذي يظهر أن الوهم في هذا الحديث من ابن الأحمر، فلعله دخل عليه حديث في حديث، فأراد طريق حديث جابر الآتية، فأدخل سندا حديث آخر في متن هذا الحديث، والله أعلم.
ثم وجدت بحمد الله مرجحا قويا يؤيد حكم الحافظ على الحديث بالنكارة، فقد قال الإمام الجهبذ ابن حبان -رحمه الله- في المجروحين (1/ 151) [1/ 166 - تحقيق حمدي السلفي]: "ولم يسمع شعبة من أبي الزبير إلا حديثا واحدا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى على النجاشي، أخبرنا أبو يعلى وجماعة ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي عن شعبة عن أبي الزبير عن جابر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى على النجاشي".
وقال الخليلي في الإرشاد (2/ 495): "شعبة لا يروي عن أبي الزبير شيئا".
قلت: كلا، فقد روى عنه الحديث الذي ذكره ابن حبان، ونفي هذا الأخير مقدم، خاصة وأنه من المكثرين عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، فلو كان سمعه، لما نفى وجود أحاديث أخرى لشعبة عن أبي الزبير، كما هو واضح، وهذا مما يرجح أن الخطأ في هذا الحديث من ابن الأحمر، ويكون هذا من خطأ المغاربة على المشارقة، والله تعالى أعلم.
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[17 - 06 - 02, 08:07 ص]ـ
وفقك الله على جهدك الطيب.
مع رجاء مواصلة طرح مثل هذه المشاركات المفيدة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 06 - 02, 09:42 ص]ـ
يرى الشيخ المحدث عبد القادر الأرنؤوط أن أحاديث التوسعة في عاشرواء وضعها النواصب شتماتةً بالحسين رضي الله عنه.
في كتاب "ما ثبت بالسنة" (ص17) نقلاً عن العراقي: «وظاهِرُ كلام البيهقي أن حديث التوسعة (في عاشوراء) حسَنٌ على رأي غير ابن حِبّان أيضاً. فإنه رواه من طرقٍ عن جماعةٍ من الصحابة مرفوعاً، ثم قال: "وهذه الأسانيد وإن كانت ضعيفة، لكن إذا ضُمَّ بعضُها إلى بعضٍ أحدثَتْ قوَّة". وإنكارُ بان تيمية بأن التوسعة لم يُروَ فيها شيء (صحيح) عنه ?، وَهَمٌ لما عَلِمت (!!). وقولُ أحمد: "إنه لا يصح"، لا ينفي كونَه حسناً لغيره (!). والحسَنُ لغيره يُحتَجُّ به كما بُيِّن في عِلم الحديث».
قلت: دوماً يقع اللوم على ابن تيمية كأنه أول من ذهب لتضعيف الحديث! وقد تطاول البعض عليه ونسبوه للنصب لأنه ضعف أحاديث وضعها الرافضة. فهل سنتهم كل من حسن أحاديث التوسعة في عاشرواء بأنه ناصبي؟!!
¥(34/261)
ـ[عصام البشير]ــــــــ[17 - 06 - 02, 09:30 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[17 - 12 - 04, 07:45 م]ـ
حديث " من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته "
جاء هذا الحديث مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-
عن بعض الصحابة وهم: أبو سعيد الخدري، وَ عبد الله بن مسعود، وَ عبد الله بن عمر، وَ أبو هريرة، وَ جابر بن عبد الله رضي الله عنهم أجمعين.
وجاء مروياً عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر أنه بلغه.
فهل تم بحث هذا الحديث في هذا المنتدى، او هل وقف أحد على تخريج لهذا الحديث؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 12 - 04, 07:56 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2304&highlight=%DA%C7%D4%E6%D1%C7%C1
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[17 - 12 - 04, 08:02 م]ـ
ابن وهب
جزاك الله خيراً
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - 12 - 04, 10:18 م]ـ
ويُروى موقوفا عن عمر رضي الله عنه، وكنتُ قد توسعتُ في تخريج الحديث وتقصيت أحكام أهل العلم قدر الإمكان، وسأنزله هنا قريبا إن شاء الله، لعلي أستفيد من بحث إخواني الكرام ..
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[17 - 12 - 04, 10:29 م]ـ
من باب المشاركة مع الأخ الكريم / أبي اسحاق التطواني
في الكلام حول هذا الحديث، والذي ذكر انه بحثه جزاه الله خيرا - ونحن بانتظار البحث للاستفادة منه -
احببت المشاركة.
والله الموفق
حديث " من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته "
جاء هذا الحديث مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم-
عن بعض الصحابة وهم أبو سعيد الخدري، وَ عبد الله بن مسعود، وَ عبد الله بن عمر، وَ أبو هريرة، وَ جابر بن عبد الله رضي الله عنهم أجمعين.
وجاء مروياً عن إبراهيم بن محمد بن محمد بن المنتشر أنه بلغه.
أما حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه –
فقد رواه الطبراني في الأوسط [9/ 121،برقم 9302 طبعة دار الحرمين] والبيهقي في شعب الإيمان [7/ 377 الطبعة الهندية]
وذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول [3/ 14 - الأصل الثاني عشر والمائتان في فضل يوم عاشوراء وسر التوسيع فيه] عن أبي سعيد الخدري بدون إسناد.
إسناد الطبراني
ثنا هاشم بن مرثد، نا محمد بن إسماعيل الجعفري، ثنا عبد الله بن سلمه الربعي، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (من وسع على أهله في يوم عاشوراء أوسع الله عليه سنته كلها).
قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به: محمد بن إسماعيل الجعفري.
و محمد بن إسماعيل الجعفري، قال فيه أبو حاتم في الجرح والتعديل 7/ 189
منكر الحديث يتكلمون فيه.
وضعفه ابن الجوزي في الضعفاء 3/ 42، والذهبي في ميزان الاعتدال 3/ 481 وقال ابن حجر في لسان الميزان 6/ 151 طبعة الفاروق الحديثة تحقيق: مجموعة أشخاص [قال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال أبو نعيم الأصبهاني: متروك، وذكر ابن حجر أن ابن حبان أورده في الثقات 9/ 88 وقال عنه:يُغرب]
أما إسناد البيهقي
أخبرنا علي بن احمد بن عبدان انا احمد بن عبيد الصفار نا ابن ابي الدنيا نا خالد بن خراش نا عبد الله بن نافع حدثني ايوب بن سليمان بن مينا عن رجل عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته
وأما حديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه –
فقد رواه الطبراني في الكبير [10/ 77، برقم 10007] والبيهقي في شعب الإيمان [7/ 376 - 377] والخطيب في موضح الجمع والتفريق (2/ 307).
وقد رواه الطبراني والبيهقي والخطيب من طريق
الهيصم بن الشداخ عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزل في سعة سائر سنته.
قال البيهقي:تفرد به هيصم عن الأعمش.
قال العقيلي في الضعفاء (3/ 972 طبعة الصميعي بتحقيق: حمدي السلفي،ترجمة علي بن مهاجر)
[علي بن المهاجر العيشي بصري عن هيصم بن الشداخ كلاهما مجهول، والحديث غير محفوظ – ثم ذكر الحديث مسنداً وقال- ولا يثبت في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء،إلا شيء يروى عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر مرسلا به]
وقال ابن حبان في المجروحين (2/ 446 - 447 طبعة الصميعي تحقيق:حمدي السلفي، ترجمة هيصم بن الشداخ)
¥(34/262)
[هيصم بن الشداخ شيخ يروي عن عن شعبة و الأعمش الطامات في الروايات، لا يجوز الاحتجاج به] وذكر ابن حبان هذا الحديث من روايته عن الأعمش.
وأما حديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما –
فقد رواه الدارقطني كما في العلل المتناهية لابن الجوزي [2/ 62 - 63 الطبعة الهندية] وكما في أطراف الغرائب [3/ 370 طبعة دار الكتب العلمية] وساق إسناده ابن حجر في لسان الميزان [7/ 375 - ترجمة يعقوب بن خرة]
قال الدارقطني في الأفراد: حدثنا محمد بن موسى ثنا يعقوب بن خرة الدباغ ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته.
قال الدارقطني: منكر من حديث الزهري.
وجاء في أطراف الغرائب [غريب من حديث سالم عن أبيه .... إنما يروى عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر من قوله.
ويعقوب بن خرة الدباغ ضعيف]
وقال ابن حجر في لسان الميزان [يعقوب بن خرة الدباغ عن سفيان بن عيينة،
ضعفه الدارقطني
قلت: له خبرا باطل لعله وهم انتهى.
وقال في المؤتلف والمختلف: يعقوب بن خرة بالخاء المعجمة شيخ من أهل فارس يحدث عن: أزهر بن سعد السمان، وسفيان بن عيينة وغيرهما لم يكن بالقوي في الحديث]
وأما حديث أبي هريرة – رضي الله عنه –
فقد رواه البيهقي في شعب الإيمان، وأبو نعيم في أخبار أصبهان [1/ 198]
إسناد البيهقي
أخبرنا ابو سعد الماليني انا ابو احمد بن علي نا الحسين بن علي الأهوازي نا معمر بن سهل نا حجاج بن نصير نا محمد بن ذكوان عن يعلى بن حكيم عن سليمان بن أبي عبد الله عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من وسع على عياله وأهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته
قال العقيلي: سليمان بن أبي عبد الله مجهول
وأما حديث جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما –
فقد رواه البيهقي في شعب الإيمان [7/ 375]
وإسناده
أخبرنا علي بن احمد بن عبدان، انا احمد بن عبيد، نا محمد بن يونس، نا عبد الله بن ابراهيم الغفاري، نا عبد الله بن ابي بكر ابن اخي محمد بن المنكدر، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله على اهله طول سنته.
قال البيهقي: هذا إسناد ضعيف.
وأما رواية إبراهيم بن محمد بن محمد بن المنتشر أنه بلغه
فقد رواها ابن معين في تاريخه رواية الدوري برقم 2223،
والبيهقي في شعب الإيمان [7/ 379]،
وأبو نعيم في أخبار أصبهان [2/ 163 الطبعة الهندية، وطبعة دار الكتب العلمية2/ 132]
إسناد ها
ثنا العباس، ثنا شاذان، ثنا جعفر الأحمر عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر قال كان يقال من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزالوا في سعة من رزقهم سائر سنتهم.
ورواها البيهقي من طريق العباس به.
مَن ضعف الحديث من أهل العلم
جاء في مسائل ابن هانئ للإمام احمد 1/ 136 - 137
[سألت أبا عبد الله قلت: هل سمعت في الحديث انه من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته؟
قال: نعم، شيء رواه سفيان عن جعفر الأحمر عن إبراهيم بن المنتشر.
قال سفيان:-وكان افضل من رأينا – انه بلغه انه من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته.
قال ابن عيينه: قد جربناه منذ خمسين أو ستين سنة فما رأينا الا خيراً.
وقال في إثره: كان ابن عيينه يطري ابن المنتشر، فقال لي: في إسناده ضعف]
وقال في نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول
[فصلٌ أحاديث عاشوراء، ومنها أحاديث الاكتحال يوم عاشوراء والتزين والتوسعة والصلاة فيه وغير ذلك من فضائله لا يصح منها شيء ولا حديث واحد ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم - فيه أحاديث صيامه وما عداها فباطل- وأمثل ما فيها حديث من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته
قال الإمام أحمد: لا يصح هذا الحديث]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 25/ 313
[قال حرب الكرماني في مسائله: سئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فلم يره شيئا ا. هـ
وأعلى ما عندهم اثر يروى عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر انه قال: بلغنا انه من من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته.
قال سفيان بن عيينه: جربناه منذ ستين عاما فوجدناه صحيحاً.
وإبراهيم بن محمد كان من أهل الكوفة ولم يذكر ممن سمع هذا ولا عمن بلغه، فلعل الذي قال هذا من أهل البدع الذين يبغضون علياً وأصحابه ويريدون أن يقابلوا الرافضة بالكذب: مقابلة الفاسد بالفاسد.
وأما قول ابن عيينه فانه لا حجة فيه فان الله سبحانه انعم عليه برزقه، وليس في إنعام الله بذلك ما يدل على أن سبب ذلك كان التوسيع يوم عاشوراء، وقد وسع الله على من هم أفضل الخلق من المهاجرين والأنصار ولم يكونوا يقصدون أن يوسعوا على أهليهم يوم عاشوراء بخصوصه]
وقال ابن القيم في المنار المنيف (تحقيق: المعلمي) ص89
[ومنها أحاديث الاكتحال يوم عاشوراء والتزين والتوسعة والصلاة فيه وغير ذلك من فضائل لا يصح منها شيء ولا حديث واحد و لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء غير أحاديث صيامه وما عداها فباطل
وأمثل ما فيها من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته، قال الإمام أحمد: لا يصح هذا الحديث]
وممن صحح الحديث
البيهقي في الشعب 7/ 379
قال بعد أن ساق أسانيد الحديث وطرقه:
[هذه الأسانيد وإن كانت ضعيفة فهي إذا ضم بعضها إلى بعض أخذت قوة.
والله اعلم]
ابن حجر في الأمالي المطلقة (27 - 30)، ومختصر الترغيب والترهيب (82)
قال: [له شواهد عن جماعة من الصحابة أشهرها حديث ابن مسعود ...
وقال: أسانيده كلها ضعيفة، ولكن إذا انضم بعضها إلى بعض أفاد قوة،
والله اعلم]
وذكر محقق كتاب الأمالي المطلقة حمدي السلفي أن للشيخ أبي إسحاق الحويني كتاب في هذا عنوانه كشف الخفاء عما ورد في فضل عاشوراء.
ولعل من عنده كتاب الشيخ الحويني أو كتاب زوائد ابن حبان للدكتور يحيى الشهري أن يذكر ما فيه لنستفيد منه وكذلك بانتظار بحث الأخ الكريم:أبي اسحاق التطواني.
والله أعلم وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.
¥(34/263)
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[17 - 12 - 04, 10:38 م]ـ
الشيخ الكريم / محمد زياد التكلة
جزاك الله خيرا
وبانتظار بحثكم ومشاركتكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 12 - 04, 07:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
حديث أبي هريرة
أخرجه ابن عدي في الكامل
في ترجمة محمد بن ذكوان
(حدثنا الحسن بن علي الأهوازي ثنا معمر بن سهل ثنا حجاج بن نصير ثنا محمد بن ذكوان عن يعلى بن حكيم عن سليمان بن أبي عبد الله عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أوسع على عياله وأهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر سنته قال الشيخ وهذا أيضا يرويه محمد بن ذكوان هذا أخبرنا عبد الوهاب بن أبي عصمة عن النضر بن طاهر ثنا محمد بن ذكوان)
قال ابن عدي
(محمد بن ذكوان يعد في البصريين عن مطر وحماد منكر الحديث سمعت بن حماد يذكره عن البخاري حدثنا الجنيدي ثنا البخاري قال محمد بن ذكوان مولى الجهاضم البصري خال ولد حماد بن زيد منكر الحديث وقال النسائي محمد بن ذكوان عن منصور منكر الحديث)
قال ابن عدي
(ولمحمد بن ذكوان غير ما ذكرت من الحديث وعامة ما يرويه إفرادات وغرائب ومع ضعفه يكتب حديثه)
والبيهقي أخرجه من طريق ابن عدي قوله علي تصحيف من عدي
وأما حديث أبي سعيد الخدري وحديث جابر فأخرجه البيهقي من مسند أحمد بن عبيد الصفار
ومصدر أحمد بن عبيد الصفار في حديث أبي سعيد هو كتاب ابن أبي الدنيا (كتاب العيال)
قال الذهبي في ترجمة أحمد بن عبيد الصفار
(مصنف السنن الذي يكثر أبو بكر البيهقي من التخريج منه في سننه)
ا
وإنما ذكرت هذا لأن الأخ المخرج - وفقه الله - قد تتبع المصادر كما فعل في تخريج حديث عبد الله بن عمر
وقد أجاد في ذلك
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 12 - 04, 08:47 ص]ـ
قال الشيخ أبو اسحاق التطواني
(نفي هذا الأخير مقدم، خاصة وأنه من المكثرين عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، فلو كان سمعه، لما نفى وجود أحاديث أخرى لشعبة عن أبي الزبير، كما هو واضح، وهذا مما يرجح أن الخطأ في هذا الحديث من ابن الأحمر، ويكون هذا من خطأ المغاربة على المشارقة،)
بارك الله فيك
حجة ظاهرة ودليل قوي
فابن حبان عنده مسند الفضل بن الحباب وقد أكثر من الراوية عنه فلو كان الفضل قد حدث بحديث عاشوراء لكان ذكره حين ذكره لرواية شعبة عن أبي الزبير
ولكان قد أخرج الحديث في صحيحه فظاهر الاسناد أنه على شرط ابن حبان
وقد أخرج ابن حبان حديث شعبة عن أبي الزبير في صلاة النجاشي
([3096] أخبرنا حاجب بن أركين قال حدثنا عمرو بن علي الفلاس قال حدثنا أبو داود قال سمعت شعبة يقول الساعة يخرج الساعة يخرج حدثنا أبو الزبير عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي)
فقوي بهذا ماذكره شيخنا التطواني - حفظه الله
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[18 - 12 - 04, 01:07 م]ـ
ابن وهب
جزاكم الله خيرا على هذه الاضافة المهمة.
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 12 - 04, 01:06 ص]ـ
الحديث الرابع والثلاثون
جميع الأحاديث الواردة في الاغتسال يوم عاشوراء، والكحل، والخضاب، وغير ذلك مما يفعله أهل السنة يوم عاشوراء ضد الشيعة: كله موضوع ما عدا الصيام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (ج4 ص513) ما نصه: "وقوم من المتسننة رووا ورويت لهم أحاديث موضوعة بنوا عليها ما جعلوه شعاراً في هذا اليوم -يعني يوم عاشوراء- يعارضون به شعار ذلك القوم -يعني الرافضة، فقابلوا باطلاً بباطل، وردوا بدعة ببدعة، وإن كانت إحداهما -يعني بدعة الرافضة- أعظم في الفساد وأعون لأهل الإلحاد، مثل الحديث الطويل الذي رُوي فيه: "من اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض ذلك العام، ومن اكتحل يوم عاشوراء لم يرمد ذلك العام"، وأمثال ذلك من الخضاب يوم عاشوراء، والمصافحة فيه، ونحو ذلك، فإن هذا الحديث ونحوه كذب مختلق باتفاق من يعرف علم الحديث، وإن كان قد ذكره بعض أهل الحديث؛ وقال: إنه صحيح؛ وإسناده على شرط الصحيح، فهذا من الغلط الذي لا ريب فيه، كما هو مبين في غير هذا الموضع.
¥(34/264)
ولم يستحب أحد من الأئمة المسلمين الاغتسال يوم عاشوراء، ولا الكحل فيه، والخضاب، وأمثال ذلك، ولا ذكره أحد من علماء المسلمين الذين يقتدى بهم ويرجع إليهم في معرفة ما أمر الله به ونهى عنه، ولا فعل ذلك رسول الله ?، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي ?، ولا ذكر مثل هذا الحديث في شيء من الدواوين التي صنفها علماء الحديث، لا في المسندات: كمسند أحمد، وإسحاق، وأحمد بن منيع، والحميدي، والدالاني ()، وأبي يعلى الموصلي، وأمثالها، ولا في المصنفات على الأبواب: كالصحاح، والسنن، ولا في الكتب المصنفة الجامعة للمسند والآثار، مثل: موطأ مالك، ووكيع، وعبدالرزاق، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وأمثالها". انتهى المقصود من كلامه رحمه الله.
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه لطائف المعارف، عند الكلام على صوم عاشوراء ما نصه: "وكل ما روي في فضل الاكتحال في يوم عاشوراء والاختضاب والاغتسال فيه فموضوع لا يصح، وأما الصدقة فيه فقد رُوي عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "من صام عاشوراء فكأنما صام السنة، ومن تصدق فيه كان كصدقة السنة". أخرجه أبو موسى المديني.
وأما التوسعة فيه على العيال؛ فقال حرب: سألت أحمد عن الحديث الذي جاء: "من وسع على أهله يوم عاشوراء" فلم يره شيئاً. وقال ابن منصور: قلت لأحمد: هل سمعت في الحديث "من وسع على أهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر السنة"؟ فقال: نعم، رواه سفيان بن عيينة عن جعفر الأحمر عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر -وكان من أفضل أهل زمانه- أنه بلغه أنه "من وسع على عياله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر سنته". قال ابن عيينة: جربناه منذ خمسين سنة أو ستين سنة فما رأينا إلا خيراً.
وقول حرب: إن أحمد لم يره شيئاً إنما أراد به الحديث الذي يروى مرفوعاً إلى النبي ?، فإنه لا يصح إسناده، وقد روي من وجوه متعددة لا يصح منها شيء، وممن روى ذلك محمد بن عبدالله بن عبدالحكم، وقال العقيلي: هو غير محفوظ، وقد روي عن عمر من قوله، وفي إسناده مجهول لا يعرف.
وأما اتخاذه مأتماً كما تفعله الرافضة لأجل قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما فيه فهو من عمل مَنْ ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً، فكيف بمن دونهم"؟ ا. هـ. كلامه رحمه الله.
وبذلك يعلم أن الأحاديث الواردة في تخصيص يوم عاشوراء بالاكتحال أو الاغتسال أو الاختضاب موضوعة، وهكذا أحاديث التوسعة على العيال كلها غير صحيحة، وأما عمل إبراهيم بن محمد بن المنتشر بذلك -وهو من صغار التابعين- وهكذا عمل سفيان بن عيينة الإمام المشهور فلا يجوز الاحتجاج بعملهما على شرعية التوسعة على العيال، لأن الحجة في الكتاب والسنة، لا في عمل التابعين ومَنْ بعدهم، وبذلك يُعتبر أمر التوسعة على العيال في يوم عاشوراء بدعة غير مشروعة، لقول النبي ?: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". خرجه مسلم في صحيحه، وعلقه البخاري جازماً به، ولقوله ?: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها.
وأما الصدقة فيه: ففيها حديث عبد الله بن عمرو المذكور آنفاً في كلام الحافظ ابن رجب، وهو موقوف عليه، رواه عنه أبو موسى المديني، ولم يتكلم الحافظ ابن رجب رحمه الله على سنده، والغالب على أفراد أبي موسى المديني الضعف وعدم الصحة، فلا يُشرع الأخذ به إلا بعد صحة سنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما موفوعاً إلى النبي ?، ومتى صح عنه مرفوعاً شرع العمل به.
وأما اتخاذ يوم عاشوراء مأتماً فهو من البدع المنكرة التي أحدثها الرافضة؛ وخالفوا بها أهل السنة والجماعة؛ وما درج عليه أصحاب النبي ?، فلا يجوز التشبه بهم في ذلك، والله المستعان.
حرر في 24/ 3/1408هـ
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[24 - 12 - 04, 01:13 ص]ـ
قال محمد زياد عُفي عنه:
رُوي حديث التوسعة على العيال يوم عاشوراء عن أبي سعيد، وابن مسعود، وجابر، وأبي هريرة، وابن عمر، كما روي عن عمر موقوفا، وعن ابن المنتشر بلاغا.
حديث أبي سعيد:
¥(34/265)
رواه إسحاق بن راهويه في مسنده (الأمالي المطلقة ص28 واللآلئ 2/ 112) وابن أبي الدنيا في العيال (2/ 566) والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (236/ب الأصل 214) وفي جواب كتاب من الري (ص194 وفي سنده سقط) وابن بشران (2/ 313 رقم 1584) والبيهقي في الشعب (3/ 3793) وفي فضائل الأوقات (245) والعراقي في فتوى في الكلام على حديث التوسعة يوم عاشوراء (ق6/أ كما في تخريج فضائل عاشوراء لابن ناصر الدين ص102، ومنه أنقل عن فتوى العراقي) وابن حجر في الأمالي المطلقة (ص28) من طريق عبدالله بن نافع الصائغ، ثنا أيوب بن سليمان بن مينا، عن رجل، عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.
وعند ابن بشران: أيوب بن سليمان بن مفلح، أنه حدثه الثقة عن أبي سعيد.
وهذا السند واه، فيه أكثر من علة: إبهام الرجل، وابن مينا لم يذكر فيه البخاري وابن أبي حاتم جرحا أو تعديلا، وقال البخاري: "روى عنه عبدالله بن نافع الصائغ المدني، مرسل"، وذكره ابن حبان في الثقات على قاعدته في التساهل، وابن نافع الصائغ في حفظه ضعف، ثم إنه نفسه أمر بالضرب على الحديث؛ كما رواه ابن وضاح في البدع (ص95)
ورواه ابن الأعرابي (225) والطبراني في الأوسط (9/ 121) وأبويعلى الفراء في ستة مجالس من الأمالي (76) والشجري في الأمالي (2/ 81) وابن حجر في الأمالي المطلقة (ص27) من طريق محمد بن إسماعيل الجعفري الجهني، عن عبدالله بن سلمة الربعي، عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.
ونص الطبراني على تفرد محمد بن إسماعيل الجعفري به، وهو واه، وبه أعله الهيثمي (مجمع الزوائد 3/ 189)، ثم إن شيخه متروك.
حديث ابن مسعود:
رواه العقيلي (3/ 252) ابن حبان في المجروحين (3/ 97) والطبراني في الكبير (10/ 77) وأبوالشيخ في الثواب (المقاصد الحسنة 1193) وابن عدي (5/ 211) والبيهقي في الشعب (3/ 3792) وفي فضائل الأوقات (244) والخطيب في الموضح (2/ 277) وفي المتفق والمفترق (3/ 1623) وأبوذر الهروي في فوائده (12) وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 203) والعراقي في فتوى حديث التوسعة (ق4/أ) وابن حجر في الأمالي المطلقة (ص28) من طريق الهيصم بن شداخ، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود مرفوعا.
إلا أنه وقع عند العقيلي: يحيى بن وثاب بدل إبراهيم، ونص ابن حجر أنه وهم.
قال عنه أبوزرعة الرازي: باطل، وطوّل فيه. (سؤالات البرذعي 2/ 502)، وقال العقيلي: الحديث غير محفوظ، وقال ابن حبان: إن الهيصم يروي عن الأعمش طامات، وساق له هذا الحديث، وقال الذهبي: هيصم بن شداخ ساقط. (تلخيص الموضوعات 672)، وقال الهيثمي: فيه الهيصم بن شداخ، وهو ضعيف جدا. (مجمع الزوائد 3/ 189)، وقال ابن حجر: هذا حديث غريب.
ورواه ابن عساكر في فضل عاشوراء (جزء التوسعة للعراقي ق3/ب) من طريق سعد بن سعيد الجرجاني، عن أبي طيبة، عن كرز بن وبرة، عن الربيع بن خثيم، عن ابن مسعود مطولا.
وهو منكر سندا ومتنا، قال ابن عساكر: غريب جدا، وقال العراقي: وهو حديث منكر، وأحسب آفته من متأخري رواته.
حديث جابر:
رواه البيهقي في الشعب (3/ 3791) والخطيب (جزء التوسعة ق3/أ) وقوام السنة الأصبهاني في الترغيب (2/ 1874) والعراقي من طريق محمد بن يونس الكديمي، عن عبدالله بن إبراهيم الغفاري، عن عبدالله بن أبي بكر، عن محمد بن المنكدر، عن جابر مرفوعا.
والكديمي متهم، وعبدالله بن إبراهيم شديد الضعف، وقال البيهقي: وهذا إسناد ضعيف.
ورواه ابن عبدالبر في الاستذكار (10/ 140 رقم 14294) ومن طريقه العراقي (ق4/أ) من طريق محمد بن معاوية، ثنا الفضل بن الحباب، ثنا هشام بن عبدالملك، ثنا شعبة، عن أبي الزبير، عن جابر مرفوعا.
قال جابر: جربناه فوجدناه كذلك. وقال أبوالزبير مثله، وقال شعبة مثله.
قال ابن حجر: منكر جدا، لا أدري مَن الآفة فيه. (اللسان 4/ 439) قلت: إن لم يكن دخل سند في آخر، فيكون الوهم غالبا من الفضل بن الحباب كما قال ابن حجر، ووافقه الألباني (الضعيفة 10/ 767)، ومن دلائل نكارته أن شعبة لم يسمع من أبي الزبير إلا حديثا واحدا، وليس بهذا، والله أعلم.
حديث أبي هريرة:
¥(34/266)
رواه العقيلي (4/ 65) وابن عدي (6/ 200) وأبوالشيخ في الثواب (فضل عاشوراء لابن ناصر الدين ص101) وأبونعيم في أخبار أصبهان (1/ 198) والبيهقي في الشعب (3515) والشجري في الأمالي (2/ 86) وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 62) والعراقي (ق5/أ) من طريق حجاج بن نصير، عن محمد بن ذكوان، عن يعلى بن حكيم، عن سليمان بن عبدالله، عن أبي هريرة مرفوعا.
الحجاج وشيخه ضعيفان جدا، وسليمان مجهول، وقال العقيلي: إن الحديث غير محفوظ، وضعفه الذهبي (تاريخ الإسلام 9/ 265 وتلخيص العلل المتناهية 522)
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 200) وفي فضائل الشهور (فتوى حديث التوسعة للعراقي ق5/ب) من طريق أبي طالب العشاري، ثنا أحمد بن منصور النوشري، ثنا أبوبكر النجاد، نا إبراهيم الحربي، ثنا شريح بن النعمان، ثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة مرفوعا مطولا جدا.
ونقل في فضائل الشهور تقويته عن شيخه محمد بن ناصر، ثم حكم عليه بالوضع في الموضوعات! وهو منكر المتن جدا، وابن أبي الزناد وإن كان مضعفا إلا أنه لا يَحتَمِل هذا كما قال ابن حجر، بل عدّه مُدخَلا إما على العشاري أو النجاد (اللسان 5/ 302)، وقال الذهبي في ترجمة العشاري في الميزان (3/ 656): قبح الله من وضعه، والعتب إنما هو على محدّثي بغداد، كيف تركوا العشاري يروي هذه الأباطيل؟ وقال في تلخيص الموضوعات: قبح الله من وضعه ما أجهله. (670)
وقال العراقي: رجاله ثقات، ولكنه منكر. وعده ابن ناصر الدين من وضع غلاة الناصبة (فضائل عاشوراء، ضمن مجموع رسائله ص98)، وقال: هذا حديث موضوع، قبّح الله من وضعه وافتراه، فلقد تبوأ بيتا من جهنم يصير مأواه، ولا تحل روايته إلا لهتك حاله وإظهار المتهم بين رجاله، ورجال الحديث ثقات إلا النوشري المذكور فإني أتهمه به، والله تعالى أعلم. (ص100)
حديث ابن عمر:
رواه الخطيب في الرواة عن مالك (كما في اللآلئ 2/ 113 وموضعه في تجريده ص188) من طريق خطاب بن أسلم من أهل أبيورد، ثنا هلال بن خالد، عن مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا.
قال الخطيب: في إسناده غير واحد من المجهولين، ولا يثبت عن مالك.
وقال الذهبي: هذا باطل. (الميزان 4/ 312)، وقال ابن ناصر الدين (ص103): إن الخطيب رواه بإسناد فيه مجهولون عن خطاب.
قلت: ومما يؤكد بطلانه عن مالك ما نقله يحيى بن يحيى أنه لم يَعرف عن مالك شيئا في هذا. (البدع لابن وضاح ص52) ويأتي النقل بتمامه.
ورواه الدارقطني في الأفراد (أطرافه 3/ 370) وأبوالطاهر محمد بن سعدون الموصلي (نقل سنده الشمس ابن عبدالهادي آخر رسالة لطيفة ص88) وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 62) من طريق محمد بن موسى بن سهل، ثنا يعقوب بن خرّة الدباغ، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، مرفوعا بلفظ: "من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته".
قال الدارقطني: غريب من حديث الزهري عن سالم، وإنما يُروى هذا عن ابن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر من قوله، ويعقوب بن خرة رواه عن ابن عيينة عن الزهري عن سالم، وهو ضعيف الحديث.
وقال الذهبي: خبر باطل، لعله وهم باطل. (الميزان 4/ 452 ومختصرا في تلخيص لل المتناهية 522)، ووافقه ابن حجر. (اللسان 6/ 375)
قلت: هذا منكر ظاهر، قد خالف الضعيفُ الثقات -كابن المديني وغيره- الذين رووه عن ابن عيينة من قول ابن المنتشر كما نص الدارقطني.
حديث عمر بن الخطاب موقوفا:
قال ابن عبدالبر في الاستذكار (10/ 140 رقم 14297): حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا ابن وضاح، ثنا أبومحمد العابد، عن بهلول بن راشد، عن الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عمر بن الخطاب: "من وسع على أهله ليلة عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته".
قال يحيى بن سعيد: جرّبنا ذلك فوجدناه حقا.
قال ابن رجب: في إسناده مجهول لا يُعرف. (لطائف المعارف، وقد نقله سماحة الشيخ)
قال السخاوي: سنده جيد! (المقاصد الحسنة 1193)
¥(34/267)
قلت: في رواية سعيد بن المسيب عن عمر كلام، كما أني لم أهتد في شيوخ ابن وضاح لمن يُدعى أبا محمد العابد، ولم أتبينه، وهو المجهول الذي أشار إليه ابن رجب، فهو علة الخبر، وخبره منكر، لأنه متأخر الطبقة، وتفرد بسند عن مشاهير ذوي أصحاب، ومن مصر والمدينة! ولو كان محفوظا عن عمر لما قال أحمد والعقيلي والدارقطني وابن تيمية وغيرهم إن أعلى ما فيه بلاغ ابن المنتشر.
وعزاه السخاوي للدارقطني في الأفراد، ولم أجده في موضعه من أطرافه المطبوعة (1/ 103 - 109)
حديث ابن المنتشر بلاغا:
رواه الدوري في تاريخه (3/ 453 رقم 2223) -ومن طريقه البيهقي في الشعب (3/ 3796) - عن الأسود بن عامر شاذان، عن جعفر بن زياد، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر قال: كان يُقال: من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزالوا في سعة من رزقهم سائر سنتهم.
ورواه الدوري (3/ 452 رقم 2222) عن ابن معين، ثنا أبوأسامة، عن جعفر الأحمر به.
وسنده جيد.
ورواه الإمام أحمد في مسائل صالح (1/ 418) وابن أبي الدنيا في العيال (2/ 386) والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (236/ب الأصل 214) والسمرقندي في التنبيه (123) وأبونعيم في تاريخ أصبهان (2/ 163) وأبوجعفر بن المُسلِمة في الأول من أماليه (11 وهو في مجموع ابن الحمامي ص191) والشجري في الأمالي (2/ 87) والعراقي (ق6/ب) وابن حجر في الأمالي المطلقة (ص30) من طريق سفيان بن عيينة، عن جعفر الأحمر، عن ابن المنتشر.
قال سفيان بن عيينة: وكان من أفضل من رأينا بالكوفة، يعني ابن المنتشر، وقال: فجربنا ذلك نحوا من خمسين سنة فلم نر إلا سعة.
وجوّد بعضهم إسناده.
لكن قال الدوري: قلت ليحيى: قد رواه سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن محمد؟ قال يحيى: إنما دلّسه سفيان عن أبي أسامة. فقلت ليحيى: فلم يسمع سفيان من إبراهيم بن محمد بن المنتشر؟ فقال: بلى، قد سمع منه، ولكن لم يسمع هذا سفيان بن عيينة من إبراهيم بن محمد بن المنتشر. (التاريخ 2222 وعنه ابن عدي 2/ 141)
قلت: ورواه محمد بن عبدالله بن يزيد المقرئ في جامع سفيان بن عيينة (كما في فتوى حديث التوسعة ق7/أ) عن ابن عيينة عن ابن المنتشر، لم يذكر جعفر الأحمر، فدلس سفيان بذلك رجلين.
من أقوال العلماء فيه:
قال أحمد بن حنبل في رواية الكرماني: لا أصل له. (منهاج السنة 4/ 555 و7/ 39 و433 و8/ 149)
وقال محمد بن عبدالحكم: ليس يصح الحديث الذي جاء: "من وسع على عياله يوم عاشوراء". (نقله ابن الصلاح في طبقات الشافعية 1/ 192 من النوادر عن الشافعي لمحمد بن رمضان بن شاكر الزيات صاحب ابن عبدالحكم، ونقله الزركشي في التذكرة 18 عن ابن الصلاح)
وقال أبوزرعة: باطل.
وقال العقيلي: الحديث غير محفوظ. (3/ 252 و4/ 65) وقال: لا يثبت في هذا عن الني صلى الله عليه وسلم شيء، إلا شيء يُروى عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر مرسلا. (3/ 252)
وقال محمد بن وضاح: قال سعيد بن حسان: كنت أقرأ على ابن نافع كتبه، فلما مررتُ بحديث التوسعة ليلة عاشوراء قال لي: حوِّق عليه، قلت: ولم ذلك يا أبا محمد؟ قال: خوفا من أن يُتَّخذ سنة.
قال يحيى بن يحيى: لقد كنتُ بالمدينة أيام مالك [ودَرْبِه؟] وبمصر أبام الليث وابن القاسم وابن وهب، وأدركَتْني تلك الليلةُ معهم، فما سمعتُ لها عند واحد منهم ذكرا، ولو ثبت عندهم لأجرَوا مِنْ ذِكرها ما أجرَوا مِنْ سائر ما ثبت عندهم. (البدع ص95 - 99)
وقال الدارقطني: الحديث غير محفوظ، فلا يثبت هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث مسند. (نقله في العلل المتناهية 2/ 553 وهو معنى كلام الدارقطني في أطراف الغرائب والأفراد 3/ 370 وأقره الزركشي في التذكرة 181)
وقال ابن تيمية: وقد رُوي في التوسع فيه على العيال آثار معروفة، أعلى ما فيها حديث إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، قال: بلغنا أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته، رواه عنه ابن عيينة، وهذا بلاغ منقطع لا يُعرف قائله، والأشبه أن هذا وُضع لما ظهرت العصبية بين الناصبة والرافضة، فإن هؤلاء اتخذوا يوم عاشوراء مأتما، فوضع أولئك فيه آثارا تقتضي التوسع فيه واتخاذه عيدا، وكلاهما باطل. (اقتضاء الصراط المستقيم 2/ 132)
¥(34/268)
وقال أيضا: قال حرب الكرماني سألت أحمد بن حنبل -رحمه الله- عن الحديث يروى من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته فقال: لا أصل له، وأصله من كلام إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، قال: بلغنا، ولم نر عمن بلغه ذلك. (أحاديث القصاص 47)
قلت: هكذا في الموضعين: "ابن المنتشر عن أبيه قال"، ولعله تصحف عن: "ابن المنتشر أنه قال".
وقال ابن تيمية: ورووا في حديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه السنة، ورواية هذا كله عن النبي صلى الله عليه وسلم كذب. (مجموع الفتاوى 25/ 300)، وتقدم نقل سماحة الشيخ لكلام ابن تيمية بطوله في موضع آخر منه.
وقال أيضا: الخبر بذلك كذب اتفاقا، وغلط من صحح سنده. (نقله ابن مفلح في الفروع 3/ 85)
وضعفه الشمس ابن عبد الهادي. (رسالة لطيفة ص49)، وفصّل أكثر (ص58 - 59) قائلا: وكذلك قد يروج على كثير ممن ينتسب إلى السنة أحاديث يظنونها من السنة، وهي كذب باتفاق أهل المعرفة، كالأحاديث المروية في فضل عاشوراء -غير الصوم- وفضل الكحل فيه، والاغتسال والخضاب والمصافحة، وتوسعة النفقة على العيال فيه، ونحو ذلك، وليس في عاشوراء حديث صحيح غير الصوم، وكذلك ما يُروى من فضل صلوات معينة فيه، فهذا كله كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة، ولم ينقل هذه الأحاديث أحد من أئمة أهل العلم في كتبهم، ولهذا لما سئل الإمام أحمد عن الحديث الذي يُروى: "من وسع على أهله يوم عاشوراء .. " فقال: لا أصل له. انتهى.
وقال الذهبي: الخبر موضوع. (الميزان 3/ 158)
وقال ابن القيم: ومنها أحاديث الاكتحال يوم عاشوراء والتزين والتوسعة والصلاة فيه وغير ذلك من فضائل؛ لا يصح منها شيء، ولا حديث واحد، ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء غير أحاديث صيامه، وما عداها فباطل، وأمثل ما فيها: "من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته"، قال الإمام أحمد: لا يصح هذا الحديث، وأما حديث الاكتحال والادهان والتطيب فمن وضع الكذابين، وقابلهم آخرون فاتخذوه يوم تألم وحزن، والطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة، وأهل السنة يفعلون فيه ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم، ويجتنبون ما أمر به الشيطان من البدع. (المنار المنيف 111 - 112)
وقال الشاطبي: .. فمنها اعتمادهم على الأحاديث الواهية الضعيفة والمكذوب فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي لا يقبلها أهل صناعة الحديث في البناء عليها كحديث الاكتحال يوم عاشوراء .. (الاعتصام 224)
وقال ابن رجب: لا يصح إسناده، وقد روي من وجوه متعددة لا يصح منها شيء. (لطائف المعارف، وقد نقل سماحة الشيخ كلامه بطوله أعلاه)
وقال المجد اللغوي: ما يروى في فضل صوم عاشوراء والصلاة فيه والإنفاق والخضاب والادهان والاكتحال بدعة ابتدعها قتلة الحسين رضي الله عنه. (فيض القدير 6/ 236) قلت: أما الصيام فثابت.
وقال السيوطي: وقد روي في الفضل في التوسعة فيه على العيال حديث ضعيف. (الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي 189)
وقال الشوكاني إنه موضوع. (الفوائد المجموعة 99)
وتعقب المعلمي من صححه، وقال: إن طرقه يوهن بعضها بعضا. (حاشية الفوائد المجموعة 100)
وأفرد محمد الزمزمي الغماري رسالة بعنوان: إتحاف الشرفاء في إبطال حديث التوسعة يوم عاشوراء، ردّ فيها على أخيه أحمد الذي صحح الحديث.
وقال الألباني: هو حديث ضعيف من جميع طرقه، وحكم عليه شيخ الإسلام ابن تيمية بالوضع فما أبعد، والشريعة لا تثبت بالتجربة. (المشكاة 1926)، وانظر تمام المنة له (410 - 412)
وحكم عليه سماحة الشيخ ابن باز بالوضع.
وفي المقابل فقد تساهل البيهقي في قوله: أسانيده كلها ضعيفة، ولكن إذا ضُم بعضها إلى بعض أفاد قوة، والله أعلم. (شعب الإيمان 7/ 379)
وكذا حسنه العراقي في أماليه. (المقاصد الحسنة 1193 والدرر المنتثرة 427)، وهذا غير جزئه المفرد في التوسعة، كما يُفهم من نقل السخاوي والسيوطي.
وقال ابن حجر عن طريقَي أبي سعيد: لولا الرجل المبهم لكان إسناده جيدا، لكنه يقوى بالذي قبله. (الأمالي المطلقة 28)
وناقض السيوطي تضعيفه السابق ذكره؛ فقال: بل هو ثابت صحيح! (الدرر المشتهرة 427)
وتبعهم غالب من صنَّف في الأحاديث المشتهرة بعدهم، وجلُّهم حاطب ليل، ينقل ولا يحقق.
ولأحمد الغماري جزء مطبوع أسماه هدية الصغراء صحح فيه الحديث –مع أنه شيعي! - وردَّ فيه على جماعة من الأئمة بمنطق بعيد كل البعد عن الصناعة الحديثية.
وتصحيحهم متعقب كما تقدم، والتحقيق أن الحديث موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم، وكل طرقه واهية أو موضوعة، فلا تصلح للتقوية.
فإذا كان هذا حال حديث التوسعة على العيال -وهو أقوى ما ورد في الباب كما نص ابن تيمية وغيره- فأحاديث الاغتسال والاكتحال والخضاب والتطيب فيه أضعف وأضعف، والله أعلم.
كتبه محمد زياد التكلة، حامدا مصليا مسلما، الرياض 10/ 11/1425
¥(34/269)
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[26 - 12 - 04, 02:33 م]ـ
الشيخ الكريم / محمد زياد التكلة
كتبت فأحسنت وأفدت
جزاك الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم.
وبانتظار مشاركة الاخوة الكرام.
وهل مِنْ مُخبر عن كتاب كشف الخفاء عما ورد في فضل عاشوراء
للشيخ أبي إسحاق الحويني
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[26 - 12 - 04, 04:44 م]ـ
شكرا على حسن ظنك أخي الفاضل، والمؤمن قوي بإخوانه، فأفيدوني بملاحظاتكم.؟
وكتاب الحويني لا أعلم أنه طُبع، والشيخ الحويني وفقه الله أعلن كثيرا عن عناوين ومشاريع، لكن يظهر أن كثيرا منها آمال لم تتحقق!
ـ[عمر السنيدي]ــــــــ[09 - 01 - 05, 01:40 م]ـ
حول الكلام على هذا الحديث في كتاب "زوائد رجال صحيح ابن حبان على الكتب الستة" أحببت نقل ما فيه حول الحديث.
فقد تكلم المؤلف على الحديث في ترجمة [الفضل بن الحباب بن محمد أبو خليفة الجمحي] في 4/ 1909 - 1912
حيث قال:
[ومع إمامته وحفظه، فقد روى أحاديث استنكرت عليه وهي:
حديث جابر: (من وسع على نفسه وأهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته)
قال جابر: جربناه فوجدناه كذلك،
وقال أبو الزبير:مثله،
وقال شعبة: مثله.
رواه ابن عبد البر عن: احمد بن قاسم ومحمد بن إبراهيم ومحمد بن الحكم قالوا: حدثنا محمد بن معاوية حدثنا الفضل بن حيان حدثنا هشام بن عبد الملك الطيالسي حدثني شعبة عن أبي الزبير عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم – فذكره –.
قال ابن حجر (لسان الميزان 6/ 19)
[روى عنه ابن عبد البر في الاستذكار من طريقه حديثا منكرا جدا ما ادري ما الآفة منه فيه – وذكر الحديث –
قال: وشيوخ ابن عبد البر الثلاثة موثوقون، وشيخهم محمد بن معاوية هو: ابن الأحمر راوي السنن عن النسائي وثَّقه ابن حزم وغيره، فالظاهر أن الغلط فيه من أبي خليفة فلعل ابن الأحمر سمعه منه بعد احتراق كتبه]
كذا وجه رحمه الله علة الحديث، والاحتمال فيه وارد، فلعله: أُدخِلَ على أبي خليفة.
والحديث فمشهور من رواية علي بن أبي طالب البزّاز عن هيصم بن الشداخ حدثنا الأعمش عن يحيى بن وثاب عن علقمة عن عبد الله – فذكره -
أخرجه العقيلي (الضعفاء 3/ 252)،والطبراني (الكبير برقم 1077)،وابن عدي (الكامل 5/ 211)،والبيهقي (فضائل الأوقات برقم 244)
قال العقيلي (ولا يثبت في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء،إلا شيء يروى عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر مرسلا به)
وحديث إبراهيم هذا رواه عباس الدوري (التاريخ 3/ 453)، والبيهقي (شعب الإيمان برقم 3796)
وهو ضعيف جداً من هذا الوجه فعلي بن أبي طالب البزّاز، قال فيه ابن معين (ليس بشيء) (اللسان برقم 5923، 6017)
ولضعفه دلَّسوه، فمرة جاء بهذا، ومرة علي بن أبى طالب الدَّهان، ومرة علي بن المهاجر.
قال البرذعي في سؤالته لأبي زرعة (502: 503)
[قلت: حديث الهيصم بن الشداخ حديث الأعمش؟
قال – أي: أبوزرعة-: باطل. قد كان كتب لي عن هذا الشيخ – يعني: علي بن أبي طالب – أطراف فكنت أمرُّ به، فلم أسأله عنها ولم أسمع منه شيئا.
قلت: فمن تتهم بهذا؟
قال: الهيصم. ثم قال: ولا كل هذا بمرة (كذا)
قيل: فيخرج بابه هذا في الفوائد؟
قال: يخرج مثل ابن إسحاق،مثل: الحكم بن عبد الملك، حديث باطل مثل هذا: الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله .. ]
قال ابن عدي (الكامل 5: 211، 212)
[هذا الحديث بهذا الإسناد لا اعلم يرويه غير علي بن أبي طالب]
فمن أين يا ترى أتى أبو خليفة بحديثه هذا؟!! فهو حديث منكر بلا شك.
ويرى الشريف حاتم العوني أن الحديث (فيما يظن) أدخله عليه علي بن أبي طالب البزّاز، حيث قال (حديث جابر من طريق أبي خليفة منكر جداً (كما قال الحافظ) هذا ما ترجح لي بعد البحث، ولا ادري أي شيء علته، غير أني وجدت في ترجمة علي بن أبي طالب البزاز ما يلقي الضوء على علته، فانه جاء في ترجمته انه كان جليس أبي الوليد الطيالسي (موضح أوهام الجمع والتفريق 2: 277، 278)
وأبو خليفة يرويه عن أبي الوليد الطيالسي، ولعلَّه حدث به في مجلس أبي الوليد فظن أبو خليفة أن المحدث هو أبو الوليد، وقد وجدت كلاما لشيخ الإسلام ابن تيمية يشير إلى هذه العلة، حيث قال في تعليله لهذا الحديث (منهاج السنة 8: 150)
[لم يروه أحد من أهل العلم المعروفين في شيء من الكتب، وإنما دُلِّسَ على بعض الشيوخ المتأخرين]
انتهى ما وقفت عليه من كلام حول هذا الحديث من كتاب "زوائد رجال صحيح ابن حبان على الكتب الستة"
ـ[الرايه]ــــــــ[18 - 02 - 05, 02:47 م]ـ
للتذكير
ـ[الرايه]ــــــــ[27 - 07 - 09, 03:13 م]ـ
جاء في مذكرات الدكتور يوسف القرضاوي
حديثه عن المواسم الدينية في قريته التي نشأ بها
اول هذه المواسم:يوم عاشوراء
-ثم ذكر الحديث-
وتعليق المنذري بقوله: وقد قال بعض العلماء المتقدمين: جربناه فوجدناه صحيحاً!
ورد عليه بعض المحققين: ان الاحاديث لا تصحح بالتجارب!
وقد ذكر ابن تيمية ان الحديث موضوع
وفي ظني: ان الحديث وضعه بعض اهل السنة، ردا على مايصنعه الشيعة عادة في هذه المناسبة ...
----
ابن القرية ملامح سيرة ومسيرة
الجزء الاول صفحة 34
¥(34/270)
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[10 - 12 - 10, 12:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا(34/271)
يا أهل الحديث: هل يصح أن عدد الأحاديث محدود
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[17 - 06 - 02, 06:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إخواني .. لاشك أن تسجيل الفوائد التي تمر بالإنسان
في حياته العلمية من أهم الأمور
ولا يستصغرن أحد الناس تسجيل الفوائد ولو حفظها وفقهها
ويا حبذا لو كان ذاك بذكر المصدر
العلم صيد والكتابة قيده قيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة وتتركها بين الخلائق طالقة
ومن الفوائد التي أظن أنني فقهتها وقرأتها أو سمعتها
ولم أُسجلها
هي - والله أعلم - أن الذي ذكرها الذهبي رحمه الله
وهي أنه قال:
إن عدد أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم هي غشرة الآف حديث
وهي التي صحت عنه وقالها عليه الصلاة والسلام
فإن قيل: فما تقول في عدد من الأئمة كالإمام أحمد والبخاري
وأبو حاتم وغيرهم رحمهم الله ممن تجاوز حفظهم مئات الألوف
فيُقال: هذه بالشواهد والمتابعات والطرق المختلفة وصلت إلى
هذا العدد وإلا فإن أصل الأحاديث - أي معناها - هي عشرة الآف حديث
فهل هذا الكلام الذي نقلته صحيح أم لا؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[17 - 06 - 02, 07:13 ص]ـ
"وعن أبي داود قال: نظرت في الحديث المسند فإذا هو أربعة آلاف حديث ثم نظرت فإذا مدار أربعة آلاف الحديث على أربعة أحاديث ... " اهـ.
جامع العلوم والحكم ص 10.
ـ[أبو مصعب الجهني]ــــــــ[17 - 06 - 02, 09:49 ص]ـ
بارك الله فيك أخي هيثم
وشكر لك هذه الدرر
ولكن هل من المعقول أن مدار الأحاديث على 4000 حديث فقط!!!
سبحان الله .. فالعلم قصير طريقه إذن
ولكن ماذا عن الرواية الأولى
أتمنى مشاركة الإخوة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[17 - 06 - 02, 10:04 ص]ـ
قال ابن حجر في النكت:
((ذكر ابو جعفر محمد بن الحسين في كتاب التمييز له عن شعبة و الثوري و يحيى بن سعيد القطان و إبن المهدي و أحمد بن حنبل و غيرهم أن جملة الأحاديث المسندة عن النبي (ص) أربعة آلاف و أربعمئة حديث ... ))
أما القصة تلك فليست على ذلك المعنى. وأظن أن الذهبي ذكرها بالسير لما ذكر أن أحمد بن حنبل كان يحفظ مليون حديث. ثم ذكر أن كل طريق يسمى حديثاً إضافة للموقوف والمرسل. ثم قال بأن الحديث الصحيح هو أقل من عشر عشر ذلك.
يعني عدد الحديث الصحيح هو أقل من عشرة آلاف وليس عشرة آلاف. بل هو أقل بكثير. وقد حاول الحاكم قدر جهده جمع الحديث الصحيح الذي فات البخاري ومسلم فلم يجمع إلا أقل من ألف حديث صحيح كما ذكر ابن حجر. وبالتالي رجعنا إلى رقم الـ4400 حديث صحيح.
وهذا لا يشمل الحسن لأن الحسن من نوع الضعيف عند عامة السلف كما أفاد شيخ الإسلام ابن تيمية. وانظر ما كتبه الحافظ السخاوي في فتح المغيث.(34/272)
هل قام أحد بتخريج الأحاديث الواردة في كتب ابن تيمية .. ؟؟
ـ[عبد اللطيف]ــــــــ[17 - 06 - 02, 10:36 ص]ـ
وما هي الطبعات التي تحتوي مثل هذا التخريج .. ؟؟
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[17 - 06 - 02, 12:52 م]ـ
حياك الله الاخ عبداللطيف.
نعم خرجت احاديث الفتاوى بمؤلفين فيما اعلم:
1 - برسائل علمية في جامعة الامام.
2 - بمؤلف مطبوع للسقاف.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[17 - 06 - 02, 05:02 م]ـ
ألأخ عبداللطيف (سلمك الله)
خرجت أعمالٌ في تخريج أحاديث كتب شيخ الإسلام و هي على نوعين:
الأول: تخاريج في مضامين كتب الشيخ.
الثاني: تخاريج مفردة كـ (تخريج الفتاوي) لمروان كُجَك. و تخريج السبعينية، و التسعينية، له _ أيضاً _.
و الفتاوي خرجت أحاديثها في ط: العبيكان، لكنه تخريج (حواسبي) اُعتمد فيه على الحاسب.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[17 - 06 - 02, 05:28 م]ـ
((الحاوي في تخريج أحاديث مجموع الفتاوي))
خرجها مجدي بن منصور بن سيد الشورى
دار الكتب العلمية
http://www.al-ilmiyah.com/cgi-bin/display_item_details_in_in.pl?cat=&subcat=&id=796&clientID=null
ـ[محمد سالم الشامسي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 12:03 ص]ـ
الذي تعودناه يا اخ عبد اللطيف ان التخريج يكون في نفس الكتاب الذي هو لابن تيميه او اي كتاب كان , فهو اسهل للقارئ بشرط ان يختار طالب العلم الكتاب المحقق والمخرج الاحاديث لاحد المحققين البارزين في العلم كالشيخ مشهور مثلا والشيخ على الحلبي وغيرهم ممن لهم عناية بكتب ابن القيم وشيخه ابن تيميه رحمهما الله تعالى , الا ان كنت تقصد كتب مستقله في تخريج الاحاديث التي اوردها ابن تيميه في كتبه كما هو مثلا في نصب الرايه في تخريج احاديث الهدايه للزيلعي هذا شيئ اخر ليس لي فيه علم وفوق كل ذي علم عليم وشكرا.(34/273)
تخريج حديث: (إن لكل شيء شرة ولكل شرة فترة ... )
ـ[أسنج]ــــــــ[18 - 06 - 02, 06:54 م]ـ
ما صحت هذا الحديث:
" إن لكل شيء شرة ولكل شرة فترة , فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح و أنجح و من كانت فترته إلى بدعة فقد خاب و خسر"
و سمعت أحد أساتذتي مر يقول متفق عليه هو ما يتفقان الشيخين في الأسناد و لا في المتن. هل هذا صحيح؟
ـ[أسنج]ــــــــ[19 - 06 - 02, 11:42 م]ـ
يا إخوة الكرام ما أحد يستطيع أن يجيب على سؤالي. "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"
ـ[ابن معين]ــــــــ[20 - 06 - 02, 04:41 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده، وبعد:
فهذا الحديث رواه جمع من الصحابة، وإليك تخريج بعض حديثهم بإيجاز:
1_ عبدالله بن عمرو.
أخرجه أحمد (2/ 210،188) وابن أبي عاصم في السنة (رقم 51) والبزار في مسنده (6/ 337) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (رقم 1236،1237) وأبونعيم في الحلية (1/ 286) وغيرهم.
وإسناده صحيح، وقد صححه ابن خزيمة (رقم 2105) وابن حبان (11).
2_ أبوهريرة.
أخرجه الترمذي (رقم 2453) والطحاوي في شرح مشكل الآثار (رقم 1236).
وإسناده صحيح، قال الترمذي (هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه)، وصححه ابن حبان أيضاً (رقم 349).
وفي الباب أيضاً: عن ابن عباس وعائشة وجعدة بن هبيرة وعن رجل من الأنصار وغيرهم، وفيما مضى كفاية.
ـ[عبدالله العتيبي]ــــــــ[20 - 06 - 02, 04:46 م]ـ
شكر الله للاخ السائل وللشيخ المجيب.
تنبيه:
تم تعديل العنوان
ـ[أسنج]ــــــــ[20 - 06 - 02, 05:10 م]ـ
جزاكم ألله خيرا
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[21 - 01 - 10, 12:32 م]ـ
الحديث شهرة ومصطلحًا صحيح ..
والله تعالى أعلم ..
جزاكم الله خيرات وجنات ..(34/274)
تخريج حديث الرجل الذي جلد في قبره جلدة واحدة
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[19 - 06 - 02, 05:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
فهذا تخريج لحديث يُستدل به على عدم كفر تارك الصلاة وهو في الحقيقة حديث ضعيف لا يصلح الاستشهاد به
أخرج الطبراني في الكبير (12/ 267)
حدثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي ثنا أيوب بن نهيك قال سمعت عطاء بن أبي رباح يقول سمعت ابن عمر يقول ثم سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول:أدخل رجل في قبره فأتاه ملكان فقالا له إنا ضاربوك ضربة فقال لهما على ما تضرباني فضرباه ضربة امتلأ قبره منها نارا فتركاه حتى أفاق وذهب عنه الرعب فقال لهما على ما ضربتماني فقالا إنك صليت صلاة وأنت على غير طهور ومررت برجل مظلوم ولم تنصره
وفيه ضعيفان
1 - يحيى بن عبد الله البابلتي: قال أبو زرعة: لا أحدث عنه، وقال ابن حبان:يأتي عن الثقات بأشياء معضلات يهم فيها
وقال ابن عدي: أثر الضعف على حديثه بين، وضعفه الذهبي وابن حجر
2 - أيوب بن نهيك: قال أبو حاتم ضعيف الحديث
قال أبو زرعة: منكر الحديث
فالحديث ضعيف وقد ضعفة الألباني رحمه الله في الضعيفة (5/ 210) رقم 2188
وورد من طريق أخرى عند الطحاوي في معاني الآثار (4/ 231)
حدثنا فهد بن سليمان قال حدثنا عمرو بن عون الواسطي قال حدثنا جعفر بن سليمان عن عاصم عن شقيق عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أمر بعبد من عباد الله عز وجل أن يضرب في قبره مائة جلدة فلم يزل يسأل ويدعوه حتى صارت جلدة واحدة فجلد جلدة واحدة فامتلأ قبره عليه نارا فلما ارتفع عنه وأفاق قال علىما جلدتموني قالوا إنك صليت صلاة بغير طهور ومررت على مظلوم فلم تنصره
وهذا الحديث ضعيف أيضا وفيه علل:
1 - التفرد بهذا الإسناد من الطحاوي إلى ابن مسعود (وهذه علة لا يهتم بها المتأخرون)
2 - عاصم بن بهدله (وإن أخرج له الشيخان فلم يخرجا له إلا مقرونا بغيره) وهو لا يحتمل التفرد هنا لما عرف من عدم إتقانه في الحديث خاصة، أما القرآن فهو حجة.
3 - جعفر الضبعي (محدث الشيعة) وهو وإن أخرج له الشيخان وغيرهم لكن قد ُتكلم فيه
فقد قال عنه البخاري يهم في الشيء بعد الشيء
4 - أن جعفر الضبعي غير معروف بالرواية عن عاصم
ولم يصرح بالسماع هنا.
وقد ورد ما يعل هذه الرواية عن عمرو بن شرحبيل صاحب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لم يذكر فيها ابن مسعود ولم يرفعها
وقد رواه عبد الرزاق في المصنف (4/ 588) ومن طريقه أبي نعيم في الحليه (4/ 144)
عبدالرزاق عن معمر عن أبي اسحاق عن عمرو بن شرحبيل
قال مات رجل فلما أدخل قبره أتته الملائكة فقالوا إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله قال فذكر صلاته و صيامه وجهاده قال فخففوا عنه حتى انتهى الى عشرة من عذاب الله ثم سألهم حتى خففوا عنه حتى انتهى ا لى واحدة فقالوا إنا جالدوك جلدة واحدة لا بد منها فجلدوه جلدة اضطرم قبره نارا وغشى عليه فلما أفاق قال فيم جلدتموني هذه الجلدة قالوا انك بلت يوما ثم صليت ولم تتوضأ وسمعت رجلا يستغيث مظلوما فلم تغثه
وروه هناد في الزهد (1/ 219) تحقيق الفريوائي، ومن طريقه أبي نعيم في الحلية (4/ 144)
حدثنا إسحاق الرازي عن أبي سنان عن أبي إسحاق عن عمرو بن شرحبيل
قال مات رجل فأتاه ملك معه سوط من نار فقال إني جالدك بهذا مائة جلدة قال فيم علام قد كنت أتقي جهدي قال فجعل يواضعه وفي كل ذلك يقول فيم علام وقد كنت أتقي جهدي حتى بلغ فجلده جلدة التهب قبره عليه منها نارا قال إنك بلت يوما ثم صليت بغير وضوء ودعاك مظلوم فلم تجبه
فالرواية الأولى (عند الطبراني) ضعيفة والثانية (عند الطحاوي) ضعيفة أيضا
وأما هذه فهي مرسلة لا تصح عن رسول الله
وبهذا تعلم خطأ الشيخ الألباني رحمه الله عندما صحح الحديث في الصحيحة (6/ 1/640) رقم 2774
والله أعلم وأحكم
وكتب خالد بن عمر الفقيه الغامدي
صباح يوم الأربعاء 8/ 3/1423
ـ[مبارك]ــــــــ[20 - 06 - 02, 03:26 ص]ـ
ماقمت به أيها الأخ الفاضل بعيد جدا عن التحقيق العلمي، فينبغي أن تراجع نفسك وبحثك وأنت تتعقب أسد السنة الأمام الألباني رحمه الله تعالى.ودعك من قولك منهج المتقدمين والمتأخرين فهذه دعوى اوهى من بيت العنكبوت كما يقال. وارجو أن تتقبل كلامي بصدر رحب, فإن الدين النصيحة. وللبحث صلة إن شاء الله
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[20 - 06 - 02, 03:38 ص]ـ
بارك الله فيك أخي خالد على جهودك في تخريج الأحاديث.
أخي مبارك: حبّذا لو رددت على الأخ خالد ردّاً علميّاً في الكلام على الحديث.
ـ[خليل بن محمد]ــــــــ[20 - 06 - 02, 04:40 ص]ـ
شكر الله لإخينا خالد الفقيه على هذا التخريج العلمي
الأخ المبارك [مبارك] يا حبّدا لو كان الكلام منّصب حول التخريج لتكتمل الفائدة ويستفيد الجميع.
وليس هناك أي مانع من التعقب على أي أحد مهما كان ذلك الشخص، حتى لو كان (أسد السنة الأمام الألباني رحمه الله)، ما دام أنه التزم بأدب أهل العلم والعلماء.
وفقنا الله وإياك لكل ما يحبه الله ويرضاه.
¥(34/275)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[20 - 06 - 02, 06:42 ص]ـ
أخي الحبيب مبارك وفقه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا لم أتكلم على الشيخ الألباني رحمه الله تعالى
وإنما تكلمت على إسناد حديث استدل به هو وغيره وهو لم يخرجه إنما نظر في إسناده وحكم عليه حسبما يراه.
وأنا لم أنشره في هذا المنتدى هو وغيره من التخريجات إلا لأن هذا الملتقى لأهل الحديث وهم الذين يعقبون على ما قمت به بكلام ككلام أهل الحيث الذين يعرفون العلل والأسانيد
أما رد أي شيء بحجةالمخالفة (للألباني أو غيره رحمه الله) فهذا لا أعرف أحدا من أهل العلم قد قال به حتى الشيخ الألباني قد تكلم على أحاديث صححها غيره أو ضعفوها ولم يكتف بأحكامهم ولم ينتقده على مخالفة أحكامهم أحد (لمجرد أسمائهم) و أنهم أئمة إلا من لا معرفة له بهذا العلم. (وكم صحح الشيخ أحاديث أعلها الأئمة أحمد وغيره وهم أسود السنة) فماذا نقول في حقه؟!!
وأنا وددت بارك الله فيك أن تكتب كلاما يتعلق بالحديث ويصب في مصلحة البحث بدلا عن هذا الكلام الذي يستطيعه أي أحد.
ولا تظن أخي أني عندما أضعف حديثا قد صححه الشيخ الألباني رحمه الله أني أحمل في قلبي على هذا الإمام رحمه الله (أعوذ بالله) وإنما هو العلم الذي تعلمناه.وهذا الذي بدا لي فعرضته على الإخوة ليقيموه
بارك الله فيك وفي بقية الإخوة الفضلاء في هذا المنتدى
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[21 - 06 - 02, 09:10 م]ـ
السلام عليكم ..
إلى الأخ الفاضل خالد بن عمر ..
فتخريجك أخي الفاضل بعيد عن التحقيق العلمي فعلا، فكيف تعل طريقا صحيحة بطريق أخرى فيها أبو إسحاق السبيعي، وأنت تعلم أنه مختلط ويدلس، وعلى افتراض تصريحه بالتحديث وروايته للحديث قبل الاختلاط فإن روايته لا تعل روايته لا تعل الرواية الأولى لاتختلاف المخرج ..
هذا، وقد روى هذا الحديث بعينه أبو الشيخ في التوبيخ والتنببيه -كما في الترغيب للمنذري-، ولا يوجد في المطبوع منه، وهو غالبا من طريق عمرو بن عون، وليس كما قلت أن هذا الحديث مما تفرد بإخراجه الطحاوي؟؟
وللحديث بقية لأن كتبت هذا المقال مما علق بذهني فقط، فإني بعيد عن المكتبة الآن، وللحديث بقية ..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 06 - 02, 10:56 م]ـ
أخي التطواني
حسب علمي ## فإنّ بعض الإخوة لا يقولون ## بتدليس أبي إسحاق ولا باختلاطه
لذلك تحتاج لإقناعهم بذلك قبل أي شيء.
(حرره المشرف).
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[21 - 06 - 02, 11:25 م]ـ
أخي الحبيب أبو إسحاق التطواني وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا لم أورد رواية عمرو بن شراحيل علةٌ في الرواية لوحدها وإنما
استانست بها بعد بيان ضعف الرواية الثانية
وإيرادي لها خطأ مني لإختلاف مخرج الروايتين
ولكن الحديث لا يصح
وانا في إنتظار بيانك لباقي العلل التي ذكرتُها
بارك الله فيك
أخي الحبيب محمد الأمين وفقه الله
من هم الذين لايعترفون بذلك ... :)
ـ[مبارك]ــــــــ[23 - 06 - 02, 03:54 م]ـ
إلى الأخ الفاضل الكريم خالدبن عمر حفظه المولى تعالى اقول:
هذه العلل التي ذكرتها ليست بشيء ولا تؤثر في تقوية الحديث البته
أماالجواب عن الأولى أن الطحاوي الإمام ثقة ثبت كما قال ابن يونس فلا يضر تفرده كما هو مقرر في علم الحديث، بل تفرد الثقة الثبت يدل على مزيد اعتنائه بعلم الأثر كما لايخفى.لا سيما إذا كان واسع الرواية كالطحاوي ومصنفاته تدل على ذلك كما المح إلى ذلك الذهبي الإمام في السير:15/ 30
زد على ذلك أننا نجد الواحد من أصحاب السنن الأربعة يتفرد بذكر رواية لايشاركه فيها احد ولا يكون ذلك قدحا في تلك الرواية وكذلك نجد في مسند الإمام أحمد رحمه الله تعالى الكثير من ذلك _ اعني التفرد _
وقد نجد في كتب الطبراني والطبري والمخلص والشاشي وابن أبي الدنيا وأبي بكر الشافعي وأبي الشيخ وابي نعيم وابن الأعرابي وابن أبي عاصم والوياني وغيرهم أحاديث لا توجد عند غيرهم وقد تكون صحيحه وهذا كثير لمن كانت له عناية بالتخريج والتحقيق
والجواب عن العلة الثانية أن عاصم بن بهدلة:
وثقه أحمد بن حنبل وابوزرعة والعجلي وابن حبان وابن شاهين.
وقال ابن معين: ثقة , وقال مرة: ليس بالقوي.
قوله: (ليس بالقوي): تضعيف نسبي , يعني بذلك أنه ليس غاية في الإتقان، ولعله يقصد إذا قورن بغيره من الثقات الأثبات ويؤ كد هذا الفهم رواية التوثيق عنه. يتبع
ـ[مبارك]ــــــــ[23 - 06 - 02, 04:22 م]ـ
وقال يعقوب بن سفيان: في حديثه اضطراب , وهو ثقة.
قوله: (في حديثه اضطراب): إنما هذا حكم ببعض الاضطراب في حديثه بدلالة التوثيق , ولايحكم بأن كل حديثه مضطرب إذا وجدفي حديثه ماليس بمضطرب.
قال ابن سعد: كان ثقة، إلا أنه كثير الخطأ في الحديث.
قلت: لم يورد ابن سعد الإمام هذه الأخطأ الكثيرة في ترجمته حتى نتعرف عليها. لذا فلا عبرة بقوله مع توثيق أحمد بن حنبل وابن معين وأبي زرعة وغيرهم.
ومع ذلك اقول: ابن سعد رحمه الله تعالى لايعتمد عليه _لاسيما عند المخالفة _ لاعتماده على الواقدي كما ذكر ذلك ابن حجر في مقدمة الفتح (ص/438، 465، 470)
وقد أشار إلى ذلك مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال (7/ 101)
وقال أبو حاتم: محله عندي محلّ الصدق، صالح الحديث، ولم يكن بذاك القوي.
قوله: (ليس بذاك القوي): تليين هين، يشعر أنه ليس من الأثبات.
ولا يخفى أن أباحاتم رحمه الله متعنت في نقد الرجال وصفه بذلك ابن تيمية والذهبي في مواضع كثيرة من كتبه وكذلك ابن حجر في هدي الساري عند ذكره من ضعف من رجال صحيح البخاري بأمر مردود وكا لتحامل والتعنت وغيرذلك. يتبع
¥(34/276)
ـ[مبارك]ــــــــ[23 - 06 - 02, 05:13 م]ـ
لذا أقول: كلام أبو حاتم رحمه الله هذا في عاصم اعتبره اقوى من توثيق بعض المتساهلين من أئمة الجرح والتعديل.
وقال ابن خرش: في حديثه نُكْره.
ابن خراش مذكور بالرفض والبدعة فلا يلتفت إليه،لاسيما عند المخالفة. انظر مقدمة الفتح (ص /453). راجع تاريخ بغداد 10/ 280، وميزان الاعتدال2/ 600، السير 13/ 208، اللسان 3/ 444.
وقال أبو جعفر العقيلي: لم يكن فيه إلا سوء الحفظ.
قلت: إذا ضم هذا الكلام مع من وثقه كاأحمد وأبي زرعة وابن معين والعجلي وابن حبان وابن شاهين نخلص إلى أنه وسط ليس بالثقة المتقن، من أمثال شعبة ومالك والسفيانين، ولاهو بالضعيف المطروح، وإنما هو في المنزلة الوسط، وهي منزلة من خفّ ضبطه عن ضبط الثقة الحافظ، وهو الذي يقول فبه أهل العلم: (صدوق) وهذا يحسن حديثه، ويحتج به، ولا يرد من حديثه إلآ ماقام الدليل على ردّه
وقد أخرج له _أي عاصم _ أبو عوانة وابن خزيمة في صحيحيهما، ومن المعلوم بداهة أن التصحيح يستلزم التوثيق كما لا يخفى.
وقد احتج به (أي عاصم) الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى في مواضع عده من محلاه وقد استرط في مقدمة كتابه المذكور ان لا يحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات ......
ـ[مبارك]ــــــــ[23 - 06 - 02, 05:49 م]ـ
الجواب عن العلة الثا لثة أن جعفر بن سليمان الضبعي هو ثقة متقن وقد أخرج له مسلم في صحيحه، ومن تكلم فهو بسبب بدعته وهذا لايضر في الرواية، لأن العمدة فيها إنما الصدق والضبط كما حرره الحافظ في شرح النخبة (ص/136 _النكت) قال ابن حبان الإمام: وكان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنين في الروايات، غيرأنه كان ينتحل الميل إلىأهل البيت، ولم يكن بداعية إلى مذهبه، وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة، ولم يكن يدعو إليها أن الاحتجاج بأخباره جائز
قال البزار: لم نسمع أحدا يطعن في حديثه ولا في خطأ إنما ذكرت عنه شيعته، وأما حديثه فمستقيم.
أماقول البخاري: يخالف في بعض حديثه
وهذا الكلام من هذا الإمام معارض بإطباقالجمهور على توثيقه،وهذا التوثيق لا ينافي كلام الخاري، لأن توثيق من وثقه شهادة بملكة الحفظ والإتقان، وكلام البخاري الإمام فيما يعتري هذه الملكة من خطأ.
وظاهر كلامه رحمه الله أن خطأه قليل ومن كان في الثقة والضبط كا جعفر ابن سليمان، فلايسقط حديثه لمجرد أن اخطأ في أحاديث.
أما كون يحيى بن سعيد القطان الإمام الكبير لا يكتب عنه فهو بسبب بدعته وهذا لا يضر.
ويحي بن سعيد متعنت في نقد الرجال كما صرح بذلك الذهبي في السير 9/ 183، وفي الميزان 2/ 171،255
ـ[مبارك]ــــــــ[23 - 06 - 02, 06:26 م]ـ
بل قال ابن عبد الهادي كما في نصب الراية (2/ 439): وكون يحي بن سعيد لايرضاه غير قادح، فأن يحي شرطه شديد في الرجال، وكذلك قال: لو لم أرو إلا عمن أرضى مارويت إلا عن خمسة.
وقال الحافظ في مقدمة فتح الباري (ص445): يحي بن سعيد شديد التعنت في الرجال لاسيما من كان من اقرانه.
أما عن الجواب عن العلة الرابعة تكون مقبولة لمن لا يكتفي بالمعاصرة وإمكان اللقاءمع السلامة من التدليس، بل لابد من السماع والجمهور خلاف ذلك وهو الذي عليه كثير من المحققين أنهم يكتفون بالمعاصرة مع إمكان اللقاء والسلامة من التدليس وجعفر لمّ ينسب إليه التدليس فعنعنته محمولة على الاتصال، بل روى له مسلم عن ثابت البناني وهو اقدم في الوفاةمن عاصم، توفي سنة 123 وقيل 127 وعاصم توفي سنة 127
حول مسألة اشتراط السماع أو عدمه انظر ماسطره يراع إمام الحديث في هذا العصر الألباني رحمه الله فيمقدمة كتابه القيم النصيحة
وفي الختام اشكر الأخ الفا ضل الكريم خالد بن عمر على اسلوبه الرقيق عند رده عليّ الذي ينم عن ادب رفيع وخلق كريم فجزاك الله خير الجزاء.
رحم الله شيخنا الإمامام الألباني رحمة واسعة،وأسكنه فسيح جنته، والله نسأل أن يلحقنا بالصالحين.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[24 - 06 - 02, 10:41 م]ـ
صلة الحديث:
تراجم رواة الحديث:
1 - فهد بن سليمان: هو هو فهد بن سليمان بن يحيى أبو محمد الكوفي الدلاّل النّحاس، نزيل مصر، سمع أبا مسهر الغساني ويحيى بن عبد الله البابلُتّي وأبا نعيم وجماعة كثيرة. وعنه أبو جعفر الطحاوي، وعلي بن سراج المصري، والحسن بن حبيب الحصائري، وابن جوصا، وأبوالفوارس الصّابوني. قال ابن يونس: كان دلاّلا في البزّ وكان ثقة ثبتاً. توفي في صفر سنة 275هـ، انظر تاريخ دمشق (ج459/ 48) وتاريخ الاسلام للذهبي (ص416).
2 - عمرو بن عون الواسطي ثقة ثبت، ليس فيه أدنى مغمز.
3 - جعفر بن سليمان الضبعي، صدوق أخرج له مسلم، عيب عليه التشيع، وإن تكلم بعض الأئمة في حفظه فهذا لا يعني طرح حديثه، بل يحتج به، وعبارة البخاري صريحة في ذلكن ودعوى أن جعفر بن سليمان لا تعرف له رواية عن عاصم فدعوى متهافتة، فجعفر من المكثرين عن ثابت البناني، وقد توفي هذا الأخير سنة 127هـ، وتوفي عاصم بن بهدلة سنة 128هـ، فلا شك أنهما متعاصران، والبناني كوفي والثاني بصري، وكلا المحلتين في العراق، فعنعنة جعفر محمولة على الاتصال، ولم يرم أحد من الأئمة جعفرا بتدليس قط.
4 - عاصم بن بهدلة، فيه كلام طويل أورده الأخ الفاضل، وهو صدوق وسط يحتج به، وللحديث بقية.
وللفائدة، فكما سبق فقد روى هذا الحديث أبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ والتنبيه كما في الترغيب للمنذري (132/ 3) عن ابن مسعود، ولفظه قريب من لفظ الطحاوي، وغالبا قد رواه عن شيخ آخر غير فهد بن سليمان عن عمرو بن عون بسنده سواء.
والطريق المذكورة لا تعل الموصولة، بالعكس فهي شاهدة لها، كما هو معلوم.
¥(34/277)
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[25 - 06 - 02, 03:45 م]ـ
إن ثبتت رواية ابن مسعود الموقوفه
أفلا تكن فى حكم المرفوع؟ فمن أين يعرف ابن مسعود دَلك
أما بالنسبه لتضعيف السند الدَى صححه الالبانى فتضعيفك له يا أخى راجع إلى إختلاف المنهج فكيف يحكم على الشيخ أنه أخطأ؟
وبالطبع منهج الشيخ الدَى هو منهج الحفاظ مثل ابن حجر وابن تيميه والدَهبى والمزى وغير هؤلاء هو الصواب ولا يخالف منهج المتقدمين بالقدر الدَى نسمع عنه الأن فى ظل هدَه البدعه الجديده وإلى الله المشتكى
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[26 - 06 - 02, 03:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الحبيب مبارك وفقه الله تعالى
أشكرك على حسن أدبك وعلى هذه التراجم الطيبة فبارك الله فيك
وبعد أن ينتهي الأخ أبو إسحاق من تعقيبه سأرد إن شاء الله
تنبيه:
# قلتَ (أماالجواب عن الأولى أن الطحاوي الإمام ثقة ثبت كما قال ابن يونس) #
أقول:لعلك ظننت هذا الكلام ـ الذي نقله الشيخ الألباني رحمه الله ـ ذكره ابن يونس عن الطحاوي رحمه الله وهو في الحقيقة عن فهد بن سليمان الدلال النحاس المصري.
وأما الطحاوي فهو ثقة
# قلت (أماقول البخاري: يخالف في بعض حديثه وهذا الكلام من هذا الإمام معارض بإطباق الجمهور على توثيقه،وهذا التوثيق لا ينافي كلام الخاري، لأن توثيق من وثقه شهادة بملكة الحفظ والإتقان، وكلام البخاري الإمام فيما يعتري هذه الملكة من خطأ) #
أقول: لم ينفرد بالكلام عنه
قال الجوزجاني: روى أحاديث منكرة وهو ثقة
وقال السعدي: روى مناكير وهو متماسك لا يكذب
وقال الذهبي: وينفرد بأحاديث عدت مما ينكر، واختلف بالاحتجاج بها ... وغالب ذلك في مسلم.
أقول اذا أُنكر عليه أحاديث في مسلم هل يستغرب أن ينكر عليه ما تفرد به عن راوٍ لم يعرف بالرواية عنه، فاين اصحاب عاصم عن مثل هذا الحديث
وأين اصحاب الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم عن هذه الرواية التي لا توجد إلا عند الطحاوي وأبي الشيخ؟!!
==============================================
الأخ الفاضل أبو إسحاق التطواني وفقه الله
# قلت (ودعوى أن جعفر بن سليمان لا تعرف له رواية عن عاصم فدعوى متهافتة، فجعفر من المكثرين عن ثابت البناني، وقد توفي هذا الأخير سنة 127هـ، وتوفي عاصم بن بهدلة سنة 128هـ، فلا شك أنهما متعاصران، والبناني كوفي والثاني بصري، وكلا المحلتين في العراق، فعنعنة جعفر محمولة على الاتصال، ولم يرم أحد من الأئمة جعفرا بتدليس قط)
أقول: اذا أُنكر عليه أحاديث في مسلم هل يستغرب أن ينكر عليه ما تفرد به عن راوٍ لم يعرف بالرواية عنه، فاين اصحاب عاصم عن مثل هذا الحديث.
# قلتَ (للفائدة، فكما سبق فقد روى هذا الحديث أبو الشيخ الأصبهاني في التوبيخ والتنبيه كما في الترغيب للمنذري (132/ 3) عن ابن مسعود، ولفظه قريب من لفظ الطحاوي، وغالبا قد رواه عن شيخ آخر غير فهد بن سليمان عن عمرو بن عون بسنده سواء) #
اقول تامل هذا الكلام
قال المنذري في تقدمة كتابه
(وإذا كان في الإسناد من قيل فيه كذاب أو وضاع أو متهم أو مجمع على تركه أو ضعفه أو ذاهب الحديث أو هالك أو ساقط أو ليس بشيء أو ضعيف جدا أو ضعيف أو لم أر فيه توثيقا بحيث لا يتطرق إليه احتمال التحسين صدَّرته بلفظ (روي) ولا أذكر ذلك الراوي ولا ما قيل فيه البتة فيكون للإسناد الضعيف دلالتان:1 - تصديره بلفظ روي، 2 - إهمال الكلام عليه في آخره ا. ه (1/ 37)
وهذا الحديث صدره بلفظ روي و أهمل الكلام عليه في آخره
فلا بد ان تكون فيه واحدة من العلل السابقة وأي واحدة منها لا يصلح الحديث شاهدا إن كانت فيه
=======================================
أخي الحبيب هيثم إبراهيم وفقه الله
الرواية المرسلة لم تثبت عن ابن مسعود إنما جاءت الى عمرو بن شرحبيل تلميذ ابن مسعود
عندما ينتهي الأخ ابو إسحاق من تعقيباته سأرد إن شاء الله
ـ[مبارك]ــــــــ[26 - 06 - 02, 06:00 ص]ـ
ملاحظات على تعقيب الأخ الفاضل خالد بن عمر حفظه الله
* قال الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء (15/ 29) في ترجمة الطحاوي ..... ذكره أبو سعيد بن يونس، فقال: عداده في حجر الأزد: وكان ثقة ثبتا فقيها عاقلا،لم يخلف مثله ..
فنقلي من السير وليس من كتاب شيخنا الإمام الألباني رحمه الله تعالى،فتنبه
* الجوزجاني هو السعدي كما لايخفى على من له عناية بعلم الرجال وهاك ترجمة جعفر بن سليمان الضبعي من كتاب أحوال الرجال للجوزجاني السعدي رقم الترجمة (173):روىأحاديث منكرة، وهوثقة متماسك كان لا يكتب
وقول الجوزجاني في المتشيع لايقبل، قال الحافظ في مقدمة هدي الساري (ص/410): والجوزجاني كان ناصبيا منحرفا عن علي رضي الله عنه، فهو ضد الشيعي المنحرف عن عثمان والصواب موالاتهما جميعا ولا ينبغي أن يسمع قول مبتدع في مبتدع
وذكر ذلك ايضا في موضع آخر (ص/469) وكذا في تهذيب التهذيب (1/ 93_94)
ومع ذلك اقول: عبارته تقتضي أنه وقع له في حين لا دائما،ولعلها (أي النكارة) من غيره،إذ لايلزم من هذه الصيغة تضعيف من أضيفت إليه.
¥(34/278)
ـ[مبارك]ــــــــ[26 - 06 - 02, 06:53 ص]ـ
أما الذهبي رحمه الله فقد قال عنه في المغني (1/ 202): صدوق صالح. ثقة مشهور،ضعفه يحي القطان وغيره، فيه تشيع، وله ماينكر،وكان لايكتب
قوله: (وله ماينكر): وهذا لا يقدح،لأن رواية المناكير لاتقدح في الثقة، بخلاف من يكون منكر الحديث جله أو كله. من اجل ذلك أودعه كتابه القيم معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد (ص81)
أما بالنسبة للأحاديث التي ذكرها الذهبي في ترجمته في الميزان مما انكرةعليه وهي في صحيح مسلم فهذا مما لا يسلم له والمسألة ليست بالسهولة بمكان، والمقام لا يحتمل مثل هذه المناقشة
من ثبت لنا صدقه فالأصل قبول روايته، فمن ادعى عليه الخطأ أو الوهم فعليه إثباته
أما القول في الثقة لايحتمل التفرد، مبناه على الظن، والظن لا يغني من الحق شياء. ولو فتح هذا الباب لرد الناس كثير ا من السنن دونما دليل بحجة أن راويه أخطأ فيه ولعله كذا .....
حديث (إنما الأعمال بالنيات ........ ) لما لم ينقل إلينا بسند صحيح إلا عن طريق عمر رضي الله عنه أين بقية الصحابة عنه، ولما تفرد به علقمة بن وقاص عن سائر طبقته من التابعين،ولما تفرد به محمد بن أبراهيم التيمي، فأين اصحاب علقمة عن مثل هذا الحديث،ولما تفردبه يحي بن سعيد الأنصاري، فاين أصحاب التيمي عن مثل هذا الحديث
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 06 - 02, 10:12 م]ـ
جعفر بن سليمان البصري عيب عليه التشيع كما سبق، وكلام الأئمة فيه، لا يسقطع عن حد الاحتجاج به، وإن تفرد بهذا الحديث عن عاصم فلا يضره، وهذا الحديث حسب علمي، لم يستنكره أحد من أئمة هذا الشأن، ولم ينكروه على جعفر.
وقولك أن المنذري يصدر الروايات الضعيفة عنده بروي، فليس دائما، فكثيرا ما يصدر بعض الأحاديث التي لم يعرف أحد رواة سندها بصيغة التمريض، وليراجع صحيح الترغيبو ضعيفه للشيخ الألباني -رحمه الله-
وحديث عمر بن شرحبيل، شاهد قوي لحديث عبد الله بن مسعود كما لا يخفى لأنه هذا لا يقال من قبل الرأي، إلا أن يكون من الإسرائيليات -وهو بعيد-.
وللحديث صلة ...
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 06 - 02, 10:27 م]ـ
الاخ الفاضل خالد بن عمر وفقه الله
الطحاوي ثقة ثبت حافظ
وليس ثقة فحسب
واما اختلاط ابي اسحاق
في طبقات الحفاظ للذهبي في ترجمة زهير بن معاوية
(قال ابوزعة سمع من أبي اسحاق بعد الاختلاط وهو ثقة
قلت (القائل الامام الشمس ابن الذهبي)
ما اختلط ابو اسحاق ابدا وانما يعني بذلك التغير ونقص الحفظ)
وفي الميزان (2/ 270)
ابو اسحاق السبيعي من ائمة التابعين بالكوفة واثباتهم الا انه شاخ ونسي ولم يختلط)
والله اعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 06 - 02, 12:20 ص]ـ
طيب سؤال للأخ مبارك
هذا الحديث إن كان صحيحاً، فلماذا لم يخرجه الإمام أحمد في مسنده -وهو الذي أمر بأن ننظر إلى الحديث فإن لم يكن في مسنده فلا أصل له-؟ ولماذا لم يخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة؟ وأنت تعرف أنهم أخرجوا أحاديث ضعيفة. فهذا كان أولى بأن يخرجوه. ولماذا لم يخرجه الطبراني في معجمه الكبير الذي شمل آلاف الأحاديث؟
أرجو أن لا يكون الجواب هو سؤال آخر: D
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[27 - 06 - 02, 03:24 ص]ـ
تعقب غريب منك يا أخ أمين
والسؤال الدَى لا تريد من أحد أن يطرحه عليك ظاهر جداً وهو هل كل حديث ليس فى مسند أحمد لا نعتد به حتى ولو كان إسناده صحيحاً؟ فاللهم هداك ...
والله المستعان
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[27 - 06 - 02, 03:29 ص]ـ
الأخ خالد وفقه الله
قد أشار العلامه الألبانى رحمه الله الىأن المندَرى قد فاته هدَا المصدر العزيز
أو كما قال. ومن علم حجه على من لم يعلم
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[27 - 06 - 02, 03:39 ص]ـ
الأخ خالد وفقه الله
مسأله النظر فى تفرد الثقه هدَه اعنى أنه ينظر فى حاله هل يعتبر ما ينفرد به ام لا، مسأله بابها واسع جداً فالدَى تراه أنت لا يحتمل أراه أنا يحتمل والعكس
وبالتالى فلا أعلم ضابطاً لهدَه المسأله إلا ان الدَى يفول بأن فلاناً لا يحتمل حاله التفرد لابد أن يكون معه نص من إمام
فهل معك دَلك؟
تنبيه: أنا لم أقرأ كل تعقيباتك فإن كنت دَكرت هدَا من قبل فأرشدنى إليه
وفقك الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 06 - 02, 03:33 م]ـ
الاخ الفاضل
محمد الامين وفقه الله
التفرد علة
ولكن ومن يدري لعلهاورد في كتب اخرى لما تصلنا
ولعل هذا الحديث في كتب عمرو بن عون
والذي رايته وتوصلت اليه ان فهد بن سليمان را وية
كتب فهو يروي مسند ومصنف ابن ابي شيبة
ويروي كتب الكوفيين كع بيدالله بن موسى
وقد اكثر الطحاوي من الرواية عنه
واما تفرد الطحاوي فهو امام حافظ
وانا لااظن ان الطحاوي تفرد به
ولو وقفنا على كتب المصريين ممن هم في طبقة الطحاوي
لو وجدنا ل ?متابعا
واما خلو المسند فهناك احاديث في الصحيح وليس
ت في المسند
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 06 - 02, 07:33 م]ـ
يا أخي ابن وهب
هذا الحديث يستدلون به على مسألة عقائدية مهمة فيها نزاع مشهور بين الفقهاء. فهل من المعقول أن يختفي هذا السند تلك القرون كلها، حتى يظهر فجأة ليس في كتاب من الأمهات، بل في كتاب الطحاوي وحده. ولا يعرف بهذا الحديث أحدٌ من أصحاب المسانيد ولا السنن ولا المعاجم. ولا نعلم أحداً من المتقدمين صححه بل ولا حتى ذكره. ثم نظرنا إلى الإسناد فوجدنا فيه كلام. فمن أين تأتي الصحة لمثل هذا؟!
¥(34/279)
ـ[هيثم إبراهيم]ــــــــ[28 - 06 - 02, 11:55 م]ـ
لا أدرى من أين علم الأخ أمين أن الحديث كان خافياً طيله هدَه القرون، فإن عدم العلم بالشىء ليس علماً، ويا أخى قد كنت نصحت أحد الأخوه بأن يكون كلامه منصباً على الحديث ولا يخرج بعيداً وهدَا كلام صحيح ومقتضاه أن يكون قائله ملتزم به فلا يكون كلامه دائماً لمادَا لم يفعل فلان؟،لمادَا لم يخرج الحديث فلان؟ بل يتكلم على السند بلا تهويل وفقك الله
ولا يفوتنى أن أقول أنه رغم صحه الحديث فإن الإستدلال به على عدم كفر تارك الصلاه فيه نظر ولا يسلم لمن إستدل به ومن دَلك تعلم أنه قد يكون بعض العلماء لم يستدل به لا لضعفه فحسب بل لعدم حجيته عنده
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[29 - 06 - 02, 01:03 ص]ـ
الأخ الفاضل خالد بن عمر كلامك في تضعيف الحديث في غاية الجودة فجزاك الله خيرا
وبالنسبة للإخوة الذين خالفوا فقد لايكون متضحا لهم معنى تفرد الثقة
لأن غالب المتأخرين لايعرفون هذه المسألة وقد كانت مشهورة جدا عند السلف
فهم لايتبعون منهج السلف في الحديث
فليتك تعطيهم بعض المعلومات عن منهج السلف في التعامل مع تفرد الثقة
ـ[ alfakeer] ــــــــ[29 - 06 - 02, 04:35 ص]ـ
نعم أخي الكريم كلام الأخ خالد بن عمر حفظه الله تعالى متجه
لا سيما إن علمنا أن في سند الطحاوي إشكالات لا بد من بيانها:
1ـ أن عمرو بن عون الواسطي لا توجد له أي رواية في الكتب الستة بل ولا في مسند أحمد عن جعفر الضبعي مع كونهما بصريين.
2ـ أن جعفر الضبعي لا توجد له أي رواية عن عاصم بن بهدلة في الكتب الستة ولا في مسند أحمد كذلك مع كونهما بصريين.
3ـ وجدت الإمام الدارقطني قد خطأ فهد بن سليمان في روايتين رفعهما ولا تصحان بالرفع انظر: سنن الدارقطني 3/ 86 والعلل 7/ 66
فقد يقال بعد هذا إن فهد بن سليمان الكوفي نزيل مصر قد أخطأ في روايته هذا الحديث عن البصريين ولم يتقنه لا سيما وقد وجدت له أخطاء
وقرينة ذلك كله تفرده بهذا الحديث
والله تعالى أعلم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[29 - 06 - 02, 09:28 م]ـ
لعل الصواب في هذا الحديث أنه موقوف عن ابن مسعود (لكن له حكم الرفع0، وأخطأ بعض رواته في رفعه، هذا ما ظهر، وإن كان ينقصني الدليل على هذا الكلام ...
وللحديث صلة ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 - 06 - 02, 07:53 م]ـ
الاخ الفاضل نصب الراية وفقه الله
اذا كل منخالفك فهو لايعرف منهج المتقدمين
في الاعلال بالتفرد
اخي الكريم اثبت العرش ثم انقش
نعم يحق لك ان تتوقففي تصحيح حديث تفرد برواياته
ثقة
ولكن لايحق لك اتهام مخالفك بالجهالة
اخي رعاك ربي
كم منكتاب مفقود
وكممن كتاب لم تطلع عليه
هناك مسانيد مفقودة
اذا معجم الطبراني ناقص
فما بالك بمسند بقي
ومسند اسماعيل القاضي
الخ
وللموضوع صلة
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[01 - 07 - 02, 01:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
في الحقيقة أن الإخوة الذين دافعوا عن صحة هذا الحديث لم يأتو بجديد فأنا لم أضعف أحدا من رواة الحديث
والذي ضعفت به الحديث هو مسألة التفرد
والتفرد علة كان يعل بها المتقدمون كأحمد وأبي زرعة وأبي حاتم وابن معين وغيرهم من الأئمة المتقدمين
أما غالب المتأخرين فلا يوجد لها تأثير عندهم إما بالكليّة أو في أكثر أحكامهم
والأخ مبارك والأخ أبو اسحاق التطواني وفقهما الله ردا علي من هذا الباب وقالا إن الرواة ثقات ولا يضر تفردهم
وأنا توقفت عن الرد على الموضوع حتى أنقل ذلك البحث عن تفرد الثقة حتى أحيل الإخوة عليه ليقرؤوه ثم نكمل النقاش أو ننهى الموضوع عن هذا الحديث
الرجاء من الإخوة قراءة هذا الموضوع كاملا بتأن وتفهم ( http://www.baljurashi.com/vb/showthread.php?threadid=2447)
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[01 - 07 - 02, 11:19 م]ـ
بالنسبة لتفرد الثقة فلا يضر، وأشهر مثال على ذلك حديث (إنما الأعمال بالنيات)، وقد تفرد به يحيى بن سعيد الأنصاري، ورواه عنه جماعة.
وكما سبق أن قلت، فهذا الحديث لعل الصواب فيه الوقف، وللأسف لا أستطيع إثبات هذا الحكم، ولكن هذا ما ظهر لي، وأرجو من عثر على هذا الحديث موقوفا على ابن مسعود فليفدنا ..
وللحديث صلة
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[02 - 07 - 02, 01:00 ص]ـ
# أخي الحبيب نصب الراية:
موضوعاتك مفيدة جداً ولك على الملتقى الفضل الكثير. فأرجو ألا تعكّر ذلك بمثل هذا.
وفقك الله وجزاك خيراً.
أخوك: هيثم #
ـ[ابن القيم]ــــــــ[02 - 07 - 02, 09:03 ص]ـ
أرجو ألا يخرج النقاش عن مساره العلمي
كما عودنا رواد هذا الملتقى
وفق الله الجميع.
ـ[يحيى العدل]ــــــــ[02 - 07 - 02, 09:33 ص]ـ
أثني على كلام الأخ ابن القيم (سلمه الله) .. الألتزام بأدب الحوار .. مطلوب من الجميع .. فهذا مجال للتعلم والتذاكر .. والخطأ وارد من الكل ..
فينبغي الاعتراف بالصواب .. وشكر المُحسن .. ولا يُثرب على المُخطئ .. ويُعرف ذلك بحكمة ..
وفق الله الجميع لكل خير.
وكتب / محبكم يحيى العدل.
¥(34/280)
ـ[ابن القيم]ــــــــ[02 - 07 - 02, 10:39 ص]ـ
وأنا أرى أن الكلام في هذا الحديث مما يقبل الاجتهاد ــ صحة وضعفا ــ
لكني أنبه إلى أن الباحث المعاصر ينبغي له أن يتوقف عن الحكم على الحديث (جملة)، ويكتفي بالحكم على ظاهر الإسناد (أو الأسانيد)، إذا لم يجد أحدا من علماء الحديث القدماء قد تكلم عليه، لأمور كثيرة منها:أنه قد يفوت الباحث طرق لم يطلع عليها.
والتقعيد في هذا ليس وقته الآن.
وبعض الرواة وإن كان فيهم كلام، وأخذت عليهم أخطاء، إلا أن الجزم من المتأخر بأن هذا الحديث مما وهم فيه ذاك الراوي ــ بدون نص من إمام معتبر ــ أمر يحتاج إلى مزيد من التأني.
وأنا لا أجزم بأن هذا الحديث لم يتكلم فيه العلماء، بل أكاد أجزم بخلافه، لكن الشأن في عدم الاطلاع.
فالمقصود التأني من الأخوة، فالأمر دين.
وكم من مرة يتحمس الباحث لرد حديث أو إثباته ثم يتبين له خلاف قوله، فيصعب علي الرجوع حينئذ ((وخلق الإنسان عجولا)).
ما هو رأي أخينا (العدل) وفقه الله.
والله الموفق.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[02 - 07 - 02, 06:47 م]ـ
أوافق الأخ الفاضل ابن القيم فيما ذهب إليه.
وعلم الحديث علم دقيق. فإذا دخلت فيه العصبية أفسدته. مع أنها قد لا تفسد العلوم الأخرى. ومثل ذلك كالصائغ الذي يستعمل مطرقة الحداد. ماذا تتوقع أن تكون النتيجة؟!
زد على هذا أن هناك فروق في المنهج المستعمل بين الفاضلين أبي إسحاق التطواني و"نصب الراية".
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[03 - 07 - 02, 11:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد، فإن الذين ضعفوا الحديث، لم يأتوا بجديد، بل أغلب انتقداتهم دعاوى عارية عن الدليل، وألخصها فيما يلي:
1 - دعوى أن الحديث لا يوجد إلا عندالطحاوي في مشكل الآثار؟؟؟!!!، وهذه مهاترة وفاقرة، مع أن الحديث عند أبي الشيخ في التوبيخ والتنبيه، وهو بنفس لفظ الطحاوي، ما يدل على أنه من طريق واحد، والظاهر أن المتفرد به هو عمرو بن عون الواسطي -في غالب الظن، وقد وجدت أبا الشيخ روى حديثا في الأمثال (رقم243) عن عبد الله بن قحطبة عن محمد بن الهيثم عن عمرو بن عون-، وكما سبق من بعض الإخوة فدواوين الإسلام أغلبها ضاع، فكيف يجزم أن الحديث تفرد بإخراجه الطحاوي!!!!!!، وهو موجود في غيره إلا أن الكتاب مفقود، فهذا والله العجب.
2 - دعوى أنه لا توجد رواية لعمرو بن عون الواسطي عن جعفر بن سليمان: وهي دعوى مردودة على صاحبها لأمور؛ منها أن عمرو بن عون الواسطي ثقة متقن روى كثيرا عن البصريين كحماد بن زيد وحماد بن سلمة، وهما أقدم وفاة من جعفر بن سليمان البصري، فلا ضير أنه قد سمع ممن دونه، وقد صرح بالتحديث عند الطحاوي، ولعل من اعترض نظر في شيوخ ابن عون من ترجمة من تهذيب الكمال للمزي فلم يجد جعفر بن سليمان، فجزم أن روايته عنه غريبة!!!، ومعلوم أن المزي لا ستوعب كل شيوخ وتلاميذ الراوي.
3 - دعوى أنه لم توجد رواية لجعفر بن سليمان عن عاصم بن بهدلة، وقد سبق الرد على هذه الدعوى، وجعفر بن سليمان، غير معروف بتدليس، وضعفه محتمل خفيف، وإذا قيل أين أصحاب عاصم من هذا الحديث، نقول كل حديث صحيح تفرد به ثقة نرده بدعوى أن أصحابه لم يرووه عنه، وهذه دعوى متهافتة مردودة أجاب عنها الأخ مبارك.
هذا ملخص لانتقادات الإخوة للحديث.
فسند الحديث ظاهره السلامة والصحة، ومن ادعى الشذوذ أو خطأ بعض رواته أو نكارة الحديث فعليه بالدليل.
والله وحده يعلم أننا نطلب الحق، لا نريد غيره، ولا نعتقد العصمة في أحد ولا نتعصب لأحد بحمد الله، فكل كل إمام يأخذ منه ويرد إلا الرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 07 - 02, 05:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أيها الإخوة الكرام
السبب في الغلط في هذا الحديث والله أعلم
هو التصحيف في اسم (حفص) إلى (جعفر)
وقد وجدت رواية عند ابن رجب في (أهوال القبور ص 67)
من طريق حفص بن سليمان القارىء عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث
¥(34/281)
وهذا هو الصواب فإن حفص بن سليمان معروف بالرواية عن عاصم وهو صاحب رواية القرآن عنه (وهو ابن امرأته) وأيضا عمرو بن عون الواسطي روى عن حفص بن سليمان كما ذكر ذلك المزي في تهذيب الكمال
وهذه بعض رواياته عنه:
الأوسط للطبراني (4/ 64)
3617 حدثنا سعيد بن سيار الواسطي قال نا عمرو بن عون حدثنا حفص بن سليمان. عن قيس بن مسلم عن ابراهيم بن جرير عن ابيه قال رأيت رسول الله ص توضأ ومسح على خفيه لا فيهما قيل له بعد نزول المائدة قال نعم
3618 حدثنا سعيد بين سيار الواسطي قال نا عمرو بن عون حدثنا حفص بن سليمان. عن عبد العزيز بن رفيع عن ابي سلمة عن ابي هريرة عن النبي ص قال لا تزال امتي على الفطرة ما اسفروا بالفجر
3619 حدثنا سعيد بن سيار الواسطي قال نا عمرو بن عون حدثنا حفص بن سليمان. عن عبد العزيز بن رفيع عن ابي سلمة عن المغيرة بن شعبة ان رسول الله ص مسح على الخفين
3620 حدثنا سعيد بن سيار الواسطي قال نا عمرو بن عون حدثنا حفص بن سليمان. عن عبد العزيز بن رفيع عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا الديك فإنه يؤذن بوقت
3621 حدثنا سعيد بن سيار قال نا عمرو بن عون حدثنا حفص بن سليمان. عن عبد العزيز بن رفيع عن سالم عن ابيه قال قال رسول الله ص تفتح ابواب السماء لخمس لقراءة القرآن
علل الدارقطني (2/ 201)
362 وسئل عن حديث زر بن حبيش عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم في أبي بكر وعمر هذان سيدا كهول أهل الجنة
فقال حدث به روح بن مسافر ومفضل بن فضالة المصري أبو مالك أخو مبارك بن فضالة بن أبي أمية عن عاصم عن زر وتابعه حفص بن سليمان لمقري واختلف عنه فرواه علي بن يزيد الصدائي وعلي بن عياض عمرو بن عون عن حفص عن عاصم عن زر وروى عن سليمان الشاذكوني عن حفص عن عاصم عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي والمشهور حديثه عن زر والله أعلم والمفضل بن فضالة القتباني كنيته أبو معاوية
والظاهر أن اسمه قد تحرف من (حفص) الى (جعفر) في الرواية التي عند الطحاوي
ومما يؤكد ذلك أنه غير منسوب عند الطحاوي بل (جعفر بن سليمان) هكذا لم يقل الضبعي
ومن نظر إلى الاسمين وطريقة رسمها عرف سهولة التصحيف بينهما وخاصة أن الغالب في الكتابة القديمة هو عدم وضع النقط
وهو الذي سبب الغلط في هذا الحديث حيث أصبح إسناده غريبا
وفعل المنذري في الترغيب يؤكد ذلك لأنه قال
قال المنذري في تقدمة كتابه
(وإذا كان في الإسناد من قيل فيه كذاب أو وضاع أو متهم أو مجمع على تركه أو ضعفه أو ذاهب الحديث أو هالك أو ساقط أو ليس بشيء أو ضعيف جدا أو ضعيف أو لم أر فيه توثيقا بحيث لا يتطرق إليه احتمال التحسين صدَّرته بلفظ (روي) ولا أذكر ذلك الراوي ولا ما قيل فيه البتة فيكون للإسناد الضعيف دلالتان:1 - تصديره بلفظ روي، 2 - إهمال الكلام عليه في آخره ا. ه (1/ 37)
وهذا الحديث صدره بلفظ روي و أهمل الكلام عليه في آخره
وحفص بن سليمان ضعيف جدا كما قال ابن رجب، بل متروك الحديث كما ذكر ابو حاتم وغيره من الأئمة
قال الأخ أبو إسحاق التطواني وفقه الله
(والله وحده يعلم أننا نطلب الحق، لا نريد غيره، ولا نعتقد العصمة في أحد ولا نتعصب لأحد بحمد الله، فكل إمام يؤخذ منه ويرد إلا الرسول الله -صلى الله عليه وسلم)
وهذا والله هو ما فعلته أنا عندما كتبت الموضوع من اوله
والله اعلم واحكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 07 - 02, 02:47 م]ـ
لاخ الفاضل خالد بن عمر
احسنت بارك الله فيك
واجدت
وكلامك حق
والحديث غريب
وكونه من احاديث حفص محتمل
واما كونه من احاديث جعفر بن سليمان فجعفر وان تكلم فيه فان مثل هذا الحديث لايحتمله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 07 - 02, 02:48 م]ـ
ومع هذا فيبقى السؤال
ان كان هذا الحديث من احاديث حفص بن سليمان
فكيف يصححه الطحاوي ويعتمد عليه
وعهدي بالطحاوي انه لايصحح احاديث حفص
والله اعلم
ـ[الدارقطني]ــــــــ[05 - 07 - 02, 12:00 ص]ـ
الأخ المكرم خالد بن عمر الفقيه أجدت وأفدت فما للاستدراك عليك بعد أن كشفت التحريف أو التصحيف في اسناد الطحاوي من طائل، وعُلم من تخريجك للأثر أنّه محفوظٌ من قول عمرو بن شرحبيل فقط، وفقك الله لمراضيه وجعل مستقبل أيامك خيراً من ماضيه، والله الموفق.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[05 - 07 - 02, 08:05 م]ـ
جزى الله أخا الفاضل خالد بن عمر خيرا، عن كشفه علة الحديث.
ولكن يشوش على احتمال تصحيف حصف بجعر أمور، منها:
1 - أن ابن عبد البر في التمهيد (23/ 299) نقل الحديث بسنده ومتنه من عند الطحاوي، وفيه (جعفر بن سليمان)، ويحتمل على بعد تصحف الإسم فيه أيضا.
2 - ساق أبو جعفر الطحاوي الحديث مساق الاحتجاج، واحتج به على عدم كفر تارك الصلاة، ومنهجه في المشكل معلوم لدى الطلبة، فهو يعلل الأخبرا الضعيفة غالبا، ولا يحتج إلا بما صح عنده.
فأهيب بأحد الطلبة أن يراجع نسخا مخطوطة من مشكل الآثار، وكذلك من التمهيد لابن عبد البر، كي يزال الإشكال.
والله الموفق للصواب، وللموضوع صلة.
¥(34/282)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 07 - 02, 10:23 ص]ـ
(الاخ المحدث ابو اسحاق التطواني)
واما نسخة التمهيد فعندكم
ونسخة مشكل الاثار ففي تركيا
على ان هناك احتمال ان يكون التصحيف قديما
يعني ان الرواية التي وقعت للطحاوي كانت مصحفة
احتمال وارد
فان المتامل في الحديث والخبير به
يكاد يجزم بان هذا الحديث باحاديث حفص اليق منها باحاديث جعفر
والله اعلم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[06 - 07 - 02, 09:07 م]ـ
نسخ التمهيد وإن كانت عندنا فيصعب الوصول إليها ..
والكتاب يوجد كذلك في كثير من المكتبات في العالم
وللموضوع صلة ..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[07 - 07 - 02, 04:00 ص]ـ
على ما أذكر أن البيهقي اتهم الطحاوي بقول: وكم من حديثٍ صححه لأجل مذهبه.
مع أن البيهقي ليس بأحسن. وللشيخ الوادعي أيضاً كلام جيد في هذا.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 07 - 02, 11:41 م]ـ
الاخ الكريم محمد الامين
ولكن الطحاوي لايصحح لمثل حفص
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 07 - 02, 12:29 ص]ـ
فحفص بن سليمان القارئ متروك ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 07 - 02, 12:51 ص]ـ
في معاني الاثار
حدثنا محمد بن النعمان السقطي قال ثنا يحيى بن يحيى النيسابوي قال ثنا ابوعمر البزار عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عبدالله بن مسعود
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(ما من مسلم يقول اذا سمع النداء فيكبر المنادي فيكبر ثم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فيشهد على ذلك
ثم يقول اللهم اعط محمدا الوسيلة واجعل في الاعلين درجته وفي المصطفين محبته وفي المقربين داره الا وجبت له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة)
انتهى (1/ 145) كتاب الصلاة باب ما يستحب للرجل ان يقوله اذا سمع الاذان
واوبوعمر البزازهو حفص بن سليمان والله اعلم
ولعل الطحاوي مشاه هنا لان الحديث فيه دعاء
او لانه اورد احاديث اخر فجعل هذا كالشاهد
والله اعلم
ـ[مبارك]ــــــــ[08 - 07 - 02, 02:39 ص]ـ
أبو عمرو البزار هو دينار بن عمر الأسدي الكوفي الأعمى، صالح الحديث، رمي بالرفض كما في (تقريب التهذيب).
ولم يذكر السّنْدِهِي حفص بن سليمان القارىء في باب الحاء المهملة،بل صرح في كتاب الكنى أن المقصود بأبي عمرو البزار هو دينار بن عمر. (كشف الأستار عن رجال معاني الآثار تلخيص مغاني الأخبار).
والمطلع على كتب الإمام الطحاوي المطبوعة يجد أنه لا يحتج برواية حفص القارىء، فإن صح أن هناك تصحيف سواء من قبله أو من غيره في اسم (حفص) إلى (جعفر) فتكون علة صحيحة ويعذر من قوى الحديث كشيخنا إمام السنة في هذا العصر أبي عبد الرحمن الالباني رحمه الله تعالى.
غير أنا ابن رجب رحمه الله تعالى لم يذكر المصدر الذي نقل منه الرواية التي فيها ذكر حفص بدل جعفر حتى نتأكد من صحة السند إلى حفص، لا سيما أن ابن عبد البر الإمام اقدم بكثير من ابن رجب ومع ذلك ذكر نفس الرواية الموجودة في النسخة المطبوعة من (مشكل الآثار).
ولا يخفى أن ابن رجب وغيره من المتأخرين اغلب روايتهم عن كتب مشهورة لا يتفردون بشيء جديد كالمتقدمين.
لذا نحن بانتظار المصدر الذي نقل منه ابن رجب هذه الرواية لكي نتحقق منه وينقلب الشك إلى يقين.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 07 - 02, 02:48 ص]ـ
اظن ان ترجيحي اقوى من ترجيح صاحب كتاب (كشف الأستار عن رجال معاني الآثار تلخيص مغاني الأخبار).
والله اعلم
ـ[مبارك]ــــــــ[08 - 07 - 02, 06:02 ص]ـ
ترجيحك على الرأس والعين، لكن أين الدليل على ذلك؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 07 - 02, 07:46 ص]ـ
اخي الكريم
انا (واعوذ بالله من كلمة انا) لي نوع عناية بكتاب الطحاوي
والا اخبرني كيف احضرت لك الرواية
(يعني لم احضر الرواية اعتمادا على الفهارس او البحث في الحاسب الخ
كما قد يظهر)
وانا بحثت حول هذا الرواي
وهو في نسخة الطحاوي ابو عمر البزار بالراء
وانا رجحت ان يكون البزاز وهو حفص بن سليمان
اما اسباب ترجيحي فهناك اكثر من سبب
واقول بصراحة
وقع في قلبي انه حفص
ولما رايت طبقة الرواة عنه الا وهو يحيى
وطبقة شيوخه
رجحت كونه حفص
وايضا حديثه هنا اشبه بحديث حفص
فهو حديث غريب جدا
وهناك اسباب اخرى ادع ذكرها لوقت الحاجة
اخي الكريم
وبعد هذا اؤكد اني لااعتبر ذكر الطحاوي لحفص هنا احتجاج منه بحفص
والله اعلم
وفوق كل ذي علم عليم
وللموضوع صلة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 07 - 02, 08:02 ص]ـ
وهاك ترجمة ابي عمر
من الجرح والتعديل
دينار بن عمر ابو عمر البزار الاسدي مولى بشر بن غالب كوفي
روى عن زيد بن ارقم وابن الحنفية ومسلم البطين روى عنه اسماعيل بن سلمان وسفيان الثوري
وعلي بن الجزور
سمعت ابي يقول ذلك
انتهى ما اردت ايراده هنا
فمن كان في هذه الطبقة هل يروي عنه يحيى
ويحيى لم يلحق الثوري
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 07 - 02, 10:32 م]ـ
بارك الله فيك وفي جهودك أخي الفاضل ابن وهب ...
¥(34/283)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 07 - 02, 10:45 م]ـ
الذي يظهر والله أعلم، أن الأثر مقطوع على عمرو بن شرحبيل
فقد وجدت ما يؤيد ذلك، فقد رواه الشجري في أماليه من طريق الدارقطني عن جعفر بن محمد بن أحمد الواسطي وأبي مسلام الكجي كلاهما عن أبي عمر الضرير عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي إسحاق السبيعي، قال حماد: أحسبه عن عمرو بن شرحبيل فذكر القصة بطولها ...
وهذا سند صحيح إلى حماد بن سلمة، والله أعلم ..
ومن عنده المزيد فلا يبخل علينا به ..
ـ[مبارك]ــــــــ[09 - 07 - 02, 12:37 ص]ـ
أخي الكريم ابن وهب حفظك الله تعالى وبارك في عمرك ووقتك.
أظن أن ماقمت به من ترجيح البزاز على البزار هو الصواب فقد ذكر الإمام الذهبي في تاريخ الإسلام دينار بن عمر الأسدي، أبو عمر البزار فيمن توفي في سنة الثلاثين بعد المئة, ويحي بن يحي النيسابوري ولد سنة (142) فكيف يروي عنه؟
غير أن الإشكال الذي طرحته فيما يتعلق بما ذكره ابن رجب لايزال قائم، ويحتاج إلى بحث وجهد اكثر.
حول قاعدة: (أن هذا الحديث يشبه حديث فلان ولايشبه حديث فلان ... ) انظر ماقاله شيخنا الإمام المجاهد محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى في سلسلته الصحيحة (الذهبية) (1/ 1 /550 _551) معلقا على هذه القاعدة التي ذكرها ابن رجب في كتابه (شرح علل الترمذي).
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 07 - 02, 07:40 م]ـ
الاخ الفاضل (ابو اسحاق التطواني) جزاك الله خيرا
الاخ الفاضل مبارك حفظه الله ورعاه وجعل الجنة مثواه
اخي الكريم
قاعدة حديثه يشبه حديث فلان او لايشبه
هذا لب فن الحديث
وهو غاية هذا الفن
نسال الله ان يرزقنا حلاوة الحديث وفهمه
حتى نصل الى تلك الدرجة
درجة تمييز الاحاديث بالشبه
وللموضوع صلة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 07 - 02, 09:27 م]ـ
الاخ الفاضل (ابو اسحاق التطواني) وفقه الله
قولك (وهذا سند صحيح) ارى فيه شيئا
لان الشجري رافضي لااعتماد عليه
ولكني اجزم بان هذا الحديث في احد كتب الدارقطني
وللموضوع صلة
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[09 - 07 - 02, 09:33 م]ـ
جواك الله أخي الفاضل ابن وهب ..
كان قصدي أخي الفاضل السند من الدارقطني فما فوق، فمعلوم أن أغلب مادة الشجري من كتب المتقدمين كالطبراني والدارقطني وغيره، ولعل الحديث في الأفراد له، والله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 07 - 02, 10:46 م]ـ
اخي الفاضل المحدث (ابو اسحاق التطواني وفقه الله
اعتذر عن التسرع
فانا تسرعت
فائدة
انا اظن ان هذا الحديث ليس في الافراد
بل في كتاب اخر للدارقطني
والله اعلم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[09 - 07 - 02, 10:48 م]ـ
قد يكون ذلك أخي الفاضل ..
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[11 - 07 - 02, 10:07 م]ـ
قال الطبراني في الكبير (10/رقم9790) وفي الدعاء (رقم433): حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا أبو كريب ثنا عثمان بن سعيد ثنا عمر أبو حفص عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن عبد الله فذكره مرفوعا.
فتبين أن ما في شرح معاني الآثار خطأ أو تصحيف صوابه: أبو [حفص] عمر البزار.
ولم أعرفه، وهو طبعا غير ما ذكر الأخ ابن وهب والأخ مبارك -حفظهما الله-
ولا شك أنه كوفي، ولكن ذكر المزي في تهذيب الكمال (19/ 380) ـ ذكر عمر أبي حفص صاحب قيس بن مسلم من شيوخ عثمان بن سعيد بن مرة القرشي، ولم يزد على ذلك ....
وللفائدة فإن أغلب الرواة المسون بعمر، يتكنون بأبي حفص، ومن هذه الطبقة من أهل الكوفة جماعة، لم يترجح لي أحدهم، والله أعلم ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 07 - 02, 11:25 م]ـ
الاخ المحدث الفاضل الشيخ (ابو اسحاق التطواني) وفقه الله
فائدة قيمة
ولكن السؤال
من هو ابو حفص هذا
؟
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[11 - 07 - 02, 11:27 م]ـ
كما أخبرتك، فقد وجدت جماعة ممن يسمون عمر، ويمتون بأبي حفص من نفس الطبقة من أهل الكوفة، ولكن لم يتبين من هو أبو حفص المذكور في الإسناد، فمن علمه فليفدنا مشكورا ...
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 07 - 02, 11:30 م]ـ
بحثتُ
ولكني لم اجد من يصلح ان يكون هذا الحديث حديثه
فهذا الرجل ينبغي ان يكون كوفيا
وفي الطبقة السابعة حسب تقسيم ابن حجر في التقريب
ولااظن ان هذا الرجل من رجال التقريب
والله اعلم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[11 - 07 - 02, 11:32 م]ـ
ليس من رجال التقريب طبعا، عليك بكتب الكنى والجرح والتعديل لأبي حاتم الرازي واالتاريخ الكبير للبخاري، وانظر كنى مسلم ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 07 - 02, 07:11 م]ـ
هناك احتمال
ان يكون الصواب ابو عمر البزاز
وان قوله (عمر ابوحفص) خطا
ويحيى بن يحيى شيخ شيخ الطحاوي
اوثق من عثمان بن سعيد شيخ شيخ مطين
اقول هذا احتمال
والله اعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 07 - 02, 07:17 م]ـ
وهناك احتمال ان يكون في اسناد الطحاوي سقط بين يحيى بن يحيى
وبين البزاز هذا
ولعل يحيى رواه عن عثمان بن سعيد
¥(34/284)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[13 - 07 - 02, 12:27 ص]ـ
هذا احتمال أخي ابن وهب، ولكن مفتقر إلى دليل ...
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[22 - 02 - 03, 12:30 ص]ـ
بينما أنا أقرأ في كتاب (الحدائق في علم الحديث والزهديات) لابن الجوزي فإذا بي أعثر على علة هذا الحديث، ولله الحمد والمنة، فقد قال (3/ 113): أخبرنا هبة الله بن أحمد الحريري (في الأصل: الجريري، وهو تصحيف)، قال: أخبرنا أبو طالب العشاري، قال: حدثنا أبو الحسين بن سمعون، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا عمرو بن عون الواسطي، قال: حدثنا حفص بن سليمان، عن عاصم، عن شقيق، عن عبد الله، عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، قال: ((إن الله تعالى أمر بعبد من عباده أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يسأل حتى صارت جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه نارا، فلما سري عنه وأفاق قال: لم جلدتموني؟ قالوا: إنك صليت صلاة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره)).
· قلت: هذا سند صحيح إلى عمرو بن عون؛ أبو الحسين بن سمعون هو: محمد بن أحمد ابن إسماعيل بن عنبس البغدادي الواعظ ثقة إمام زاهد توفي سنة 387هـ، ثم وقفت بعد ذلك على هذا الحديث في أماليه -المطبوعة مؤخرا بدار البشائر- (رقم212)، فلله الحمد والمنة.
· وشيخه أبو بكر محمد بن جعفر هو المطيري الصيرفي، وثقه الدارقطني وغيره كما في تاريخ بغداد (2/ 145).
· ومحمد بن إسماعيل (1) الراجح عندي أنه: أبو إسماعيل السلمي الترمذي؛ قال فيه الحافظ في التقريب (رقم5775): "ثقة حافظ، لم يتضح كلام أبي حاتم فيه"، وعمرو ابن عون تقدم، وحفص بن سليمان هو المقرئ متروك.
· فتبين مما سبق، أن ما استقرأه الأخ الفاضل (خالد بن عمر) حفظه الله هو الصواب، ولعل تصحيف اسم (حفص) بـ (جعفر) من شيخ الطحاوي: فهد بن سليمان المصري النحاس، فيكون هذا من خطأ المصريين على الواسطيين، والله أعلم.
ولا تنسونا من صالح دعواتكم ..
ــــــــــــ
(1) (محمد بن إسماعيل) في طبقة شيوخ المطيري كثير، وقد ترجح لي أنه الترمذي لأني وجدته يروي عنه كما في كامل ابن عدي (3/ 448) وتاريخ بغداد للخطيب (3/ 300)، ولم يذكروا في في ترجمة المطيري ضمن شيوخه من اسمه (محمد بن إسماعيل)، والله الموفق.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[22 - 02 - 03, 01:59 ص]ـ
أولا: بشرك الله بالخير أيها الشيخ الفاضل وكتب ذلك في ميزان حسناتك، جزاك الله خيرا، جزاك الله خيرا، جزاك الله خيرا.
ثانيا: رحم الله الشيخ الألباني رحمة واسعة، فكم من حديث تراجع عنه بعد أن بانت له علته، وإن تبينت العلة لغيره وبينها وجب على طالب الحق قبولها، ولو كانت من الأحداث _ والمتزببين _ كما يقال.
ثالثا: أنا والله الذي لا إله غيره، لم أقصد طعنا في الشيخ، أو تنقصا من قدره كما يظن بعض الذين يتعصبون له رحمه الله، وإنما هو طلب الحق أينما كان.
وهذه الفائدة تبين منها:
_ أهمية النظر في التفرد.
_ أن الصحف قد يقع فيها التصحيف أو التحريف أو الخطأ، فلا نرد كلام الأئمة بما نجده فيها.
اللهم ارفع قدر أبي إسحاق التطواني وانفع به أمتك أمة محمد صلى الله عليه وسلم وزده علما وحلما
اللهم ارحم علماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم حيهم وميتهم، متقدمهم ومتأخرهم
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
جزاك الله خيرا يا أبا إسحاق
جزاك الله خيرا يا أبا إسحاق
جزاك الله خيرا يا أبا إسحاق
جزاك الله خيرا يا أبا إسحاق
جزاك الله خيرا يا أبا إسحاق
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو نايف]ــــــــ[22 - 02 - 03, 09:28 ص]ـ
إلي
الأخ خالد بن عمر
والأخ أبو إسحاق
والأخ مبارك
والأخ ابن وهب
وجميع الأخوه
جزاكم الله خير الجزاء
وبارك الله فيكم وفي علمكم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[22 - 02 - 03, 11:03 م]ـ
جزى الله الأخ خالد بن عمر خير الجزاء ..
وكذلك الأخ أبو نايف، وباقي الإخوة المشاركين ..
ورحم الله الشيخ الألباني رحمة واسعة، وانا على يقين أن الشيخ لو اطلع على علة هذا الحديث في حياته لتراجع عنه، وهذا معهود منه ..
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 02 - 03, 09:02 ص]ـ
اللهم ارفع قدر أبي إسحاق التطواني وانفع به أمتك أمة محمد صلى الله عليه وسلم وزده علما وحلما
اللهم ارحم علماء أمة محمد صلى الله عليه وسلم حيهم وميتهم، متقدمهم ومتأخرهم
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
جزاك الله خيرا يا أبا إسحاق
جزاك الله خيرا يا أبا إسحاق
جزاك الله خيرا يا أبا إسحاق
جزاك الله خيرا يا أبا إسحاق
جزاك الله خيرا يا أبا إسحاق
----------
جزى الله الأخ خالد بن عمر خير الجزاء ..
وكذلك الأخ أبو نايف، وباقي الإخوة المشاركين ..
------------
يبقى السؤال
هل التصحيف هذا في نسخة مشكل الاثار للطحاوي
او انه من قبل فهد بن سليمان
قال الاخ الفاضل ابواسحاق التطواني
(ولعل تصحيف اسم (حفص) بـ (جعفر) من شيخ الطحاوي: فهد بن سليمان المصري النحاس، فيكون هذا من خطأ المصريين على الواسطيين، والله أعلم.
)
يحتمل هذا ولكن مما يستبعد ذلك
هو ان فهد بن سليمان كوفي حسن المعرفة باهل الكوفة
كيف لا وهو يروي كتب الكوفيين
ككتاب ابن ابي شيبة وكتاب ابي نعيم
وحفص كوفي
وفهد بن سليمان الكوفي في الغالب لايروي الا من كتب
بمعنى انه راوية كتب
فيرجى مراجعة نسخة التمهيد المخطوطة
ونسخة مشكل الاثار كذلك
ولكن مما يعكر على هذا الامر ان صح انه في مشكل الاثار ايضا حفص
ان الطحاوي لايخرج لحفص
فلعل الطحاوي اخطا في ذلك
والله اعلم بالصواب
¥(34/285)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[23 - 02 - 03, 08:09 م]ـ
وجزاكم الله أخي ابن وهب خير الجزءا ....
كل هذا محتمل، وغالب الظن أن الخطأ ممن دون الطحاوي، والله تعالى أعلى وأعلم ...
ـ[علي الكناني]ــــــــ[23 - 03 - 09, 11:25 ص]ـ
رحم الله الإمام الألباني
وغفر لكم إخواني الكرام
ـ[ابوسلمي]ــــــــ[23 - 03 - 09, 02:58 م]ـ
جزاك الله خيرا يا خالد بن عمر
جزاك الله خيرا يا أبا إسحاق
والأخ مبارك
والأخ ابن وهب
وجميع الأخوه
جزاكم الله خير الجزاء
وبارك الله فيكم وفي علمكم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[23 - 03 - 09, 07:32 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا جميعا
والحمد لله الذي جعلنا ننتفع بمذاكرة شيوخنا وإخواننا الأفاضل في هذا الموقع المبارك، فمنذ سنين ونحن نتعلم منهم الأدب والعلم والحرص على قبول الحق، في وقت كانت غالب مواقع الانتر نت تمتلئ بالسباب والشتائم والبعد عن آداب العلم وأهله.
وقد حررت الكلام على هذه الرواية مرة أخرى، مع الاهتمام بالاستدلال الفقهي بها أيضا، وتبين لي بعد جمع طرقها وألفاظها، أنه لا يصلح الاستدلال بها على عدم كفر تارك الصلاة، وقد ركنت ما كتبت على أمل تحريره وإفادة إخواني به، وسأعيد النظر فيه مرة أخرى ثم أدرجه قريبا إن شاء الله.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[05 - 03 - 10, 08:17 ص]ـ
هذا الموضوع من أجمل ما قرأتُ في هذا المنتدى؛ فجزى الله المشايخ خير الجزاء على كشْفهم عن علة هذا الحديث.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[23 - 03 - 10, 12:51 ص]ـ
وجزاك الله وبقية المشايخ الأفاضل خيرا، فكم استفدنا منهم العلم والأدب
وهذا تحرير الكلام عن علة الإسناد
تَنْبِيْهُ الأَوَّاهِ
إِلَى ضَعفِ حَدِيثٍ يُستَدَلُّ بِهِ
عَلَى عَدَمِ كُفْرِ تَارِكِ الصَّلاةِ
(أُمِرَ بِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ أَنْ يُجْلَدَ فِيْ قَبْرِهِ ... )
كتبه أبو عبد الرحمن
خالد بن عمر الفقيه الغامدي
عفا الله عنه
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحمد لله رب العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن من المسائل الَّتِيْ وقع الخلاف حولها، وانتصر كل واحد من الفريقين لما يراه حقا بالآيات والأحاديث، وأقوال بعض السلف؛ مسألة حكم تارك الصَّلاة، وقد ازدادت حدِّة الخلاف بين بعض أهل عصرنا حتَّى حكم كل فريق على من خالفه بما لا يرضي الله تَعَالَى، إمَّا الإرجاء أو التكفير، والكلام في المسألة يطول، وليس مقصدي في هَذَا البحث أن أحاكم الفريقين أو أخوض في هذه المسألة، بل أحببت أن أبين حال إحدى الرِّوايات الَّتِيْ استدل بها بعض أهل العلم رحمهم الله على عدم كفر تارك الصَّلاة فصححوها واحتَجُّوا بها، وجعلوها من ضمن الأدلة الَّتِيْ يرونها مانعة لكفر من تعمَّد ترك الصَّلاة، لذلك أحببت أن أدرسها، وأجمع طرقها، وأبيِّن حالها، ثم أتكلم عن صحَّة الاحتجاج بها على هَذَا الحكم الَّذِيْ قاله أولائك العلماء رَحِمَهُم اللهُ.
والموضوع نشر في ملتقى أهل الحديث قديما، صباح يوم الأربعاء 8/ 3/1423
فأحببت تنقيحه لتعم الفائدة منه، ومن الله أستمد العون، فهو المستعان وعليه التُّكلان، ولا حول ولا قوَّة إلا به.
الرِّواية الَّتِيْ استدلَّ بها العلماء
قَالَ الإمام الطَّحاوي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في كتابه: " مشكل الآثار "
باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذي أمر بجلده في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل ويدعو حتى رد إلى جلدة واحدة
حدثنا فهد بن سليمان قال: حدثنا عمرو بن عون الواسطي قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن عاصم، عن شقيق، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة، فجلد جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه نارا، فلما ارتفع عنه قال: علام جلدتموني؟، قالوا: إنك صليت صلاة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره».
فكان في ذلك ما قد دل على أن تارك تلك الصلاة لم يكن صلاها حتى خرج وقتها، وفي إجابة الله عز وجل دعاءه، ما قد دل أنه لم يكن بذلك كافرا؛ لأنه لو كان كافرا كان دعاؤه داخلا في قول الله عز وجل {وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ}، والله نسأله التوفيق (1).
¥(34/286)
تخريج الرِّواية
قال الإمام الطَّحاوي رَحِمَهُ اللهُ حدثنا فهد بن سليمان قال: حدثنا عمرو بن عون الواسطي قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن عاصم، عن شقيق، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة، فجلد جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه نارا، فلما ارتفع عنه قال: علام جلدتموني؟، قالوا: إنك صليت صلاة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره».
أقول أنا خالد بن عمر: هَذَا الإسناد غريب جدَّا، وقد بحثت حسب جهدي وطاقتي عندما خرَّجته أول مرَّة عن رواية فيها سماع لعمرو بن عون الواسطي من جعفر بن سليمان (الضُّبَعي) فلم أجد رواية واحدة، وبحثت أيضا عن سماع لجعفر بن سليمان (الضُّبعي) من عاصم بن أبي النُّجود فلم أظفر بإسناد واحد، وقد حدث نقاش طويل بيني وبين الإخوة في ملتقى أهل الحديث عن ذلك، فهم يرون أنَّ التَّفَّرُّد بهذا الإسناد وإن وجد، فهو غير مؤثر مع ثقة الرُّواة، وأنا كنت مصرّا على أن ذلك علَّة، فكيف يتفرد جعفر بن سليمان الضُّبعي (الشيعي) عن عاصم بن أبي النُّجود بهذه الرِّواية مع أنَّ جميع من ألَّف في الرِّجال لم يذكر أن جعفر بن سليمان سمع من عاصم.
وقد أهمَّني ذلك كثيرا، لأني كنت أبحث عن الحق لا غيره؛ وكذلك الإخوة، ثم خطرت ببالي خاطرة في القراءة والبحث عنها في كتاب " أهوال القبور " لابن رجب رَحِمَهُ اللهُ لعلِّي أجد كلاما حول هذه الرِّواية أو إشارة إليها فهو رَحِمَهُ اللهُ من العلماء المعروفين بسعة اطلاعهم ومعرفتهم، وتوسُّعهم في نقولاتهم، فصدق حدسي، فقد وجدت ما ظننت والحمد لله، فقد ذكر هَذَه الرِّواية فَقَالَ:
165 - وروى عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحق عن أبي ميسرة عن شرحبيل قال: مات رجل فلما أخل في قبره أتته الملائكة فقالوا: إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله ...
ورويناه من طريق حفص بن سليمان القاري وهو ضعيف جداً عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فسجدت شكرا لله تَعَالَى على هذه الفائدة النفيسة الَّتِيْ وجدتها، ثم بينت للإخوة العلَّة الحقيقيَّة للرِّواية، وهي تصحيف اسم " حفص بن سليمان " إلى جعفر بن سليمان "، وأن حفصا معروف بالرِّواية عن عاصم وهو صاحب رواية القرآن عنه، لكنَّه ضعيف في الحديث، وهو علَّة هذه الرِّواية، وبقي بعضهم في شكٍّ منها مع أنها واضحة وضوح الشَّمس، حتى بين لنا الأخ الفاضل أبو إسحاق التطواني وفقه الله إسناد هذه الرِّواية من كتاب الزُّهديات لابن الجوزي الَّذِيْ رواها من طريق (ابن سمعون الواعظ) وهي فيه على الصَّواب " حفص بن سليمان ".
وأعتذر عن هذه المقدِّمة، لكني أثبتها هنا ليعلم الإخوة أن مذاكرة طلبة العلم يخرج بسببها درر وفوائد عظيمة قد لا يجدها الإنسان خلال أبحاثه الطَّويلة، وهذا والله من أعظم ما استفدته من إخواني ومشايخي طلبة العلم في ملتقى أهل الحديث حفظ الله القائمين عليه وبارك في جهودهم وجهود المشاركين، فقد تعلمنا منهم العلم والأدب والتَّحاور بالحسنى وإن اختلفنا، لأن هدفنا الوصول للحق وعدم التَّعصُّب لأحد.
تخريج الرِّواية والكلام على طرقها
جاءت هذه الرِّواية بألفاظ متقاربة من ثلاث طرق:
1 - عن عبد الله بن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ
2 - عن عبد الله بن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ
3 - عن عمرو بن شرحبيل رَحِمَهُ اللهُ مرسلة
أولا: رواية ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
جاءت هذه الرِّواية عنه من طريقين ضعيفين لا يصحَّان، وقد اغترَّ بعض الأئمة بظاهر أحدهما دون تدقيق فصحَّحاه واحتجَّا به وهو:
1 - ما روي عن عمرو بن عون الواسطي قَالَ حدَّثنا حفص بن سليمان عن عاصم عن شقيق عن عبد الله بن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... به (2).
¥(34/287)
وهذا الإسناد ضعيف لا يصحُّ، وقد اغتر الإمام الطَّحاوي والإمام أبو ابن عبد البر والشيخ الألباني رحمهم الله بظاهر الإسناد فصحَّحوه واحتجُّوا به، وهذا الوهم كان بسبب تصحيف في اسم أحد الرُّواة اغتر به من صحح الرِّواية من العلماء رحمهم الله تَعَالَى (3).
والتَّصحيف الَّذِيْ وقع فيها أن (حفص بن سليمان) تحرَّف إلى (جعفر بن سليمان)، ورسمهما قريب جدّا، لكن ينبغي على العلماء المحقِّقين أن ينظروا في سماع الرُّواة من بعضهم وإلى التُّفرُّد وغيره، وهذا ما لم يتنبهوا له رحمهم الله، وهم بشر غير معصومين، ولا أدَّعي أني تفوَّقت عليهم باكتشاف هذه العلَّة فما أنا إلا عيال على كتبهم وعلمهم رحمهم الله.
وبعد تصحيف الاسم تغيَّر الحكم على الحديث عند من اغتر بالاسم المحرَّف لأن حفص بن سليمان (الأسدي القارئ) ربيب عاصم بن بهدلة وصاحب رواية القرآن عنه ضعيف جدا في الحديث، وروايته غير مقبولة.
أمَّا جعفر بن سليمان (الضُّبعي) فهو مقبول الرِّواية كما هو معلوم، و تفرُّده هنا هو ما دعاني للاستغراب ثم التنقيب.
وقد ظهر ضعف هَذَا الإسناد وأنَّ هذه الرِّواية غير محتَجٍّ بها، وهي إحدى الرِّواياتِ الَّتِيْ اعتمد عليها الطَّحاوي رَحِمَهُ اللهُ وابن عبد البَرِّ والألباني رحمهم الله في عدم كفر تارك الصَّلاة (4).
أقول أنا خالد بن عمر: وتصرُّف الإمام المنذري رَحِمَهُ اللهُ في التَّرغيب يفيد ضعفها كذلك حيث إنَّه صدَّر الرِّواية بقوله " روي "، ولم يتكلَّم عليها في آخرها، وقد قَالَ في أول كتابه " التَّرغيب والتَّرهيب " (1/ 37):
((وإذا كان في الإسناد من قيل فيه كذاب أو وضاع أو متهم أو مجمع على تركه أو ضعفه أو ذاهب الحديث أو هالك أو ساقط أو ليس بشيء أو ضعيف جدا أو ضعيف أو لم أر فيه توثيقا بحيث لا يتطرق إليه احتمال التحسين صدَّرته بلفظ (روي) ولا أذكر ذلك الراوي ولا ما قيل فيه البتة، فيكون للإسناد الضعيف دلالتان:
1 - تصديره بلفظ روي
2 - إهمال الكلام عليه في آخره)). اهـ
2 - ما رواه ابن عدي في الكامل قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن عبيد الله الخوارزمي حدَّثني صالح بن عمران السفري الدَّعاء حَدَّثَنَا يحيى بن هاشم عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله عن النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((أُتى رجل في قبره فقيل إنا جالدوك ثلاث جلدات. قال ولم؟. قالوا لأنك صليت الصلاة بغير طهور ومررت بمظلوم فلم تنصره)) (5).
وهذه الرِّواية ضعيفة جدّا، آفتها هَذَا الكذَّاب " يحيى بن هاشم الغسَّاني "
قَالَ ابن عدي رَحِمَهُ اللهُ: كان يضع الحديث ويسرقه
وقال ابن معين: لا يحمل عن مثله الحديث، كذَّاب
وقال النَّسائي: متروك الحديث.
وقال ابن حبَّان: كان ممن يضع الحديث على الثقات، ويروى عن الأثبات الأشياء المعضلات، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب لأهل الصناعة ولا الرواية بحال.
فوجود هذه الرِّواية وعدمها سواء، فلا تصلح شاهدا أو مشهودا.
ثانيا: رواية ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أخرج الطبراني في الكبير (12/ 267) حدثنا أبو شعيب الحراني ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي ثنا أيوب بن نهيك قال سمعت عطاء بن أبي رباح يقول سمعت ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يقول ثم سمعنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ((أُدْخِلَ رَجُلٌ فِي قَبْرِهِ , فَأَتَاهُ مَلَكَانَ فَقَالا لَهُ: إِنَّا ضَارِبُوكَ ضَرْبَةً. فَقَالَ لَهُمَا: عَلامَ تَضْرِبَانِي؟ فَضَرَبَاهُ ضَرْبَةً امْتَلأَ قَبْرُهُ مِنْهَا نَارًا , فَتَرَكَاهُ حَتَّى أَفَاقَ وَذَهَبَ عَنْهُ الرُّعْبُ.
فَقَالَ لَهُمَا: عَلامَ ضَرَبْتُمَانِي؟.
فَقَالا: إِنَّكَ صَلَّيْتَ صَلاةً , وَأَنْتَ عَلَى غَيْرِ طُهُورٍ , وَمَرَرْتَ بِرَجُلٍ مَظْلُومٍ وَلَمْ تَنْصُرْهُ)) (6).
أقول أنا خالد بن عمر: هذه الرِّواية ضعيفة لا تصحُّ ففيها ضعيفان:
1 - يحيى بن عبد الله البابلتي:
قال أبو زرعة: لا أحدث عنه، وقال ابن حبان: يأتي عن الثقات بأشياء معضلات يهم فيها
وقال ابن عدي: أثر الضعف على حديثه بين، وضعفه الذهبي وابن حجر رحمهم الله جميعا
2 - أيوب بن نهيك: قال أبو حاتم ضعيف الحديث
قال أبو زرعة: منكر الحديث
¥(34/288)
وقد بيَّن ذلك الشَّيخ الألباني رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في الضَّعيفة لكنه قَالَ (ضعيف) وللحديث شاهد بلفظ أتم منه في الصحيحة 2774. وأشرت هناك إلى هَذَا). اهـ
وهذا الكلام من الشَّيخ رَحِمَهُ اللهُ قاله بسبب وَهَمَه في تصحيح رواية ابن مسعود السَّابقة، وقد تابعه الشيخ أبو الحسن المأربي أيضا في ذلك فَقَالَ في " سبيل النَّجاة في حكم تارك الصَّلاة " ((على كلِّ حال، فهذا الحديث يصلح للاستشهاد به، والله أعلم)).
أقول أنا خالد بن عمر: والذي أراه أن هَذَا الإسناد منكر لا يصح، فقد تفرد به أيوب بن نهيك عن عطاء عن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ولم يتابع عليه، وهو منكر الحديث، والرَّاوي عنه أيضا ضعيف فلا يحتمل تفردهما بهذا الإسناد. والله أعلم.
ثالثا: رواية عمرو بن شرحبيل
جاءت الرَّواية من عن أبي إسحاق السَّبيعي عن عمرو بن شرحبيل رَحِمَهُ اللهُ مرسلة، بألفاظ متقاربة، من أربعة طرق كالتَّالي:
1 - عبد الرَّزَّاق بن همَّام في المصنَّفِ (3/ 588) قَالَ: عن معمر عن أبي إسحاق عن عمرو بن شرحبيل
ورواه من طريقه أبو نعيم في الحلية (4/ 144) فَقَالَ حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدَّبري، قال: قرأنا على عبد الرزاق ...
2 - هنَّاد بن السَّري في كتاب " الزُّهد " (1/ 219) قَالَ: حدثنا إسحاق الرازي عن أبي سنان عن أبي إسحاق عن عمر بن شرحبيل ... به
ورواه من طريقه أبو نعيم (4/ 144) قَالَ: حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا أبو يحيى الرازي
3 - ابن أبي شيبة في كتاب " المصنَّف " (12/ 296) الرشد، قَالَ: حَدَّثَنَا حميد بن عبد الرَّحمن عن أبيه عن أبي إسحاق عم عمرو بن شرحبيل ... به
ورواه من طريقه " الدَّينوري " في المجالسة (2/ 448) ط الكتب العلمية، قَالَ: حَدَّثَنَا إبراهيم بن إسحاق الحربي قَالَ نا أبو بكر ... به (7)
4 - الشَّجَرِي في أماليه (2/ 175) ط الفجالة قَالَ:
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد القرشي، قال أخبرنا علي بن عمر بن أحمد الدارقطني الشاهد الحافظ، قال حدثنا أبو بكر النيسابوري، عن عبد الله بن محمد بن زياد، قال حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة " رجع "
قال وأخبرنا أبو بكر، قال أخبرنا الدارقطني، قال حدثنا جعفر بن محمد بن أحمد الواسطي، قال وحدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله، قالا حدثنا أبو عمر الضرير، قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي إسحق الهمداني، قال حماد أحسبه عن عمرو بن شرحبيل ... به
أقول أنا خالد بن عمر: ورواية عمرو بن شرحبيل صحيحة إليه، لكنها مرسلة ليس فيها ذكر ابن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أو رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهي أصحُّ رواية لهذا المتن.
وهذه ألفاظ روايات عمرو بن شرحبيل:
عبد الرزاق ((مات رجل فلما أدخل قبره أتته الملائكة فقالوا إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله قال فذكر صلاته و صيامه وجهاده قال فخففوا عنه حتى انتهى إلى عشرة من عذاب الله ثم سألهم حتى خففوا عنه حتى انتهى إلى واحدة فقالوا إنَّا جالدوك جلدة واحدة لا بد منها فجلدوه جلدة اضطرم قبره نارا وغشي عليه فلما أفاق قال فيم جلدتموني هذه الجلدة قالوا إنك بلت يوما ثم صليت ولم تتوضأ وسمعت رجلا يستغيث مظلوما فلم تغثه))
هنَّاد ((مات رجل فأتاه ملك معه سوط من نار فقال إني جالدك بهذا مائة جلدة قال فيم علامقد كنت أتقي جهدي قال فجعل يواضعه وفي كل ذلك يقول فيم علام وقد كنت أتقي جهدي حتى بلغ فجلده جلدة التهب قبره عليه منها نارا قال إنك بلت يوما ثم صليت بغير وضوء ودعاك مظلوم فلم تجبه))
ابن أبي شيبة ((مات رجل يرون أن عنده ورعا، فأتي في قبره فقيل: إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله، قال: فيم تجلدوني؟ فقد كنت أتوقى وأتورع، فقيل: خمسون، فلم يزالوا يناقصوه حتى صار إلى جلدة فجلد، فالتهب القبر عليه نارا وهلك الرجل ثم أعيد فقال: فيم جلدتموني؟ قالوا: صليت يوم تعلم وأنت على غير وضوء، واستغاثك الضعيف المسكين فلم تغثه))
¥(34/289)
الشَّجري ((أن رجلاً أتى في قبره فقيل له: إنا جالدوك فلم يزل يناقصهم ويناقصوه حتى قالوا: إنا جالدوك جلدة واحدة، قال أخبروني لم تجلدوني؟ قالوا نجلدك ثم نخبرك، قال: فجلدوه جلدة واحدة، قال: فاضطرم عليه فيها قبره ناراً فلما سرى عنه، قال أخبروني لم جلدتموني؟ قالوا: صليت صلاة كذا وكذا بغير طهور، ومررت بأخيك وهو يظلم فلم تنصره))
• ملحوظة:
جاءت روايات للقصَّة في كتب الرَّوافض عن أبي عبد الله جعفر الصَّادق رَحِمَهُ اللهُ، فيها أنَّ هَذَا الرَّجل كان من بني إسرائيل (8)
• هذا آخر ما قيَّدته من تخريج للرِّوايات وقد تبيَّن ولله الحمد أن هذه الرِّواية لم تأت من طريق صحيح متَّصل إلى النَّبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وإنما جاءت مرسلة من التَّابعي عمرو بن شراحيل رَحِمَهُ اللهُ تعالى
• ويأتي الكلام على خطأ الاستدلال بهذه الرِّواية - لو صحَّت - على عدم كفر تارك الصلاة في الفصل التَّالي إن شاء الله
ـــــ
(1) الهندية (4/ 230)، (8/ 212) رقم: 3185، ط: الرسالة.، وقد نقل هَذَا الكلام الإمام أبو عمر بن عبد البر رَحِمَهُ اللهُ واحتجَّ به على ما احتجَّ به الإمام الطَّحاوي رَحِمَهُ اللهُ كما في التمهيد (4/ 239) فَقَالَ: ومما يدل على أن تارك الصلاة ليس بكافر كفرا ينقل عن الإسلام إذا كان مؤمنا بها معتقدا لها حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلده فلم يزل يسأل الله ويدعوه ... ، ثمَّ الشيخ الألباني رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في السلسلة الصَّحيحة حيث قَالَ: وهذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات ... والحديث أورده المنذري في التَّرغيب (3/ 148) برواية أبي الشيخ ابن حيَّان في كتاب (التوبيخ والتنبيه) وأشار إلى تضعيفه!، وفاته هَذَا المصدر العزيز، بالسَّند الجيِّد.
ثم قَالَ: ومن فقه الحديث، ونقل كلام الطحاوي وتأييد ابن عبد البرِّ له، ثم قَالَ: وهذا هو الحقُّ ... .
(2) الطحاوي في مشكل الآثار الهندية (4/ 230)، (8/ 212) رقم: 3185، ط: الرسالة، وأبو
الشَّيخ في " التوبيخ والتنبيه " كما عزاه المنذري وليس موجودا في المطبوع منه، وابن سمعون
الواعظ في "الأمالي " رقم 212، وعنه ابن الجوزي في " الزهديَّات " (3/ 113)
(3) وقد حصل نقاش طويل بيني وبين بعض الإخوة من طلبة العلم الفضلاء _ في ملتقى أهل الحديث _ حول هذه الرِّواية، ثم اتضح لي أن الإسناد وقع فيه تصحيف، وأنه هو العلَّة الحقيقيَّة للرِّواية كما سبق في المقدمة.
(4) وقد تكلَّم أبو الحسن المأربي وفقه الله في كتابه " سبيل النَّجاة في حكم تارك الصَّلاة " ص 180 - 182 عن هَذَا الأثر، وقد ضعَّف الأثر لكنَّه أعلَّة بقوله: ((وهذا سند رجاله ثقات، إلا أن عاصمًا، هو ابن أبي النجود بهدلة، ومثله لا يحتج به، لكلام فيه من قبل حفظه))، ثم استشهد له بحديث ابن عمر الضَّعيف الَّذِيْ سيأتي إن شاء الله، وقال إن حديث ابن عمر صالح للاستشهاد، ثم قَالَ ((على كل حال، فهذا الحديث يصلح للإستشهاد به، والله أعلم.
والحديث قد ذكره شيخنا الألباني رحمه الله بهذا اللفظ في "الضعيفة" (2188) وقال: ضعيف. اهـ
فالناظر في حديث ابن مسعود وابن عمر، يجد أن حديث ابن مسعود انفرد بطلب صاحب القبر التخفيف، ودعاء الله عز وجل بذلك، وأن الله استجاب له، فهذا مما انفرد به عاصم، ولا يحتج به، أما بقية الحديث، فحديث ابن عمر يشهد له، والله أعلم)).
فلم يقف على العلَّة الحقيقيَّة لهذه الرِّواية وهي التصحيف الَّذِيْ حصل في اسم (حفص بن سليمان).
(5) الكامل (9/ 121) ط الكتب العلمية، ترجمة " يحيى بن هاشم السمسار الغسَّاني "
(6) قَالَ الهيثمي في المجمع (7/ 268) فيه يحيى بن عبد الله البابلتي، وهو ضعيف، و ضعفة الألباني رحمه
الله في الضعيفة (5/ 210) رقم 2188.
(7) وقع في المجالسة " عن أبي ميسرة " وهي كنية عمرو بن شرحبيل
(8) هذه الرِّوايات لا أسوقها من باب الاحتجاج، بل من باب المعرفة، فلعلنا نجد في روايات السُّنَّة ما يؤيدها:
1 - في كتاب المحاسن للبرقي (1/ 78)
أحمد بن أبي عبد الله البرقى، عن محمد بن حسان، عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي بخران، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال، أقعد رجل من الأحبار في قبره، فقيل له: إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله، قال: لا أطيقها، فلم يزالوا يقولون حتى انتهى إلى واحدة، فقالوا: ليس منها بد، فقال: فبم تجلدوني؟ قالوا نجلدك لأنك صليت صلاة يوما بغير وضوء، ومررت على ضعيف فلم تنصره، فجلد جلدة من عذاب الله فامتلى قبره نارا.
2 - أخرج ابن بابويه القمي في كتابيه، علل الشَّرائع (1/ 309) و الأعمال ص 267 ط الأعلمي
حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن السندي بن محمد عن صفوان بن يحيى عن صفوان بن مهران بن الحسن عن أبي عبد الله (ع) قال: أقعد رجل من الأحبار في قبره فقيل له إنا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله فقال لا أطيقها فلم يفعلوا حتى انتهوا إلى جلده واحدة فقالوا ليس منها بد قال فيما تجلدونيها قالوا نجلدك لأنك صليت يوما بغير وضوء ومررت على ضعيف فلم تنصره، قال: فجلدوه جلدة من عذاب الله تعالى فامتلى قبره نارا.
¥(34/290)
ـ[ابو محمد المصرى الأثرى]ــــــــ[23 - 03 - 10, 06:32 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالي وبركاته
كنت قرأت في مرحلة متقدمة من عمري _منذ حوالي خمس عشرة سنة_كتاب (شرح الصدور بشرح حال الموتي و القبور) للسيوطي وذكر فيه هذا الحديث -موضوع المذاكرة-و ذكر أن البخاري - رحمه الله تعالي وقدس روحه و رفع درجته في الفردوس الأعلي-أخرج هذا الحديث،و كنت أستغرب هذا جدا.
فلما ذكر الأخ /خالد بن عمر هذا الحديث بحثت عن كتاب السيوطي -سابق الذكر-فوجدت نسخة ألكترونية (طبعة دار المدني /تصدير أحمد حمدي إمام) قال السيوطي-ص165 في و سط الصفحة-:
و أخرجه البخاري،و أبو الشيخ في كتاب التو بيخ، عن ابن مسعود (رضي الله عنه)،عن النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) ...... الحديث.
قلت:
لعل السيوطي -رحمه الله- و قع له ما وقع لأخينا أبي إسحاق التطواني (
--------------------------------------------------------------------------------
بينما أنا أقرأ في كتاب (الحدائق في علم الحديث والزهديات) لابن الجوزي فإذا بي أعثر على علة هذا الحديث، ولله الحمد والمنة، فقد قال (3/ 113): أخبرنا هبة الله بن أحمد الحريري (في الأصل: الجريري، وهو تصحيف)، قال: أخبرنا أبو طالب العشاري، قال: حدثنا أبو الحسين بن سمعون، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا عمرو بن عون الواسطي، قال: حدثنا حفص بن سليمان، عن عاصم، عن شقيق، عن عبد الله، عن النبي –صلى الله عليه وسلم-، قال: ((إن الله تعالى أمر بعبد من عباده أن يضرب في قبره مائة جلدة، فلم يسأل حتى صارت جلدة واحدة، فامتلأ قبره عليه نارا، فلما سري عنه وأفاق قال: لم جلدتموني؟ قالوا: إنك صليت صلاة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره)).
· قلت: هذا سند صحيح إلى عمرو بن عون؛ أبو الحسين بن سمعون هو: محمد بن أحمد ابن إسماعيل بن عنبس البغدادي الواعظ ثقة إمام زاهد توفي سنة 387هـ، ثم وقفت بعد ذلك على هذا الحديث في أماليه -المطبوعة مؤخرا بدار البشائر- (رقم212)، فلله الحمد والمنة.
· وشيخه أبو بكر محمد بن جعفر هو المطيري الصيرفي، وثقه الدارقطني وغيره كما في تاريخ بغداد (2/ 145).
· ومحمد بن إسماعيل (1) الراجح عندي أنه: أبو إسماعيل السلمي الترمذي؛ قال فيه الحافظ في التقريب (رقم5775): "ثقة حافظ، لم يتضح كلام أبي حاتم فيه"، وعمرو ابن عون تقدم، وحفص بن سليمان هو المقرئ متروك.
· فتبين مما سبق، أن ما استقرأه الأخ الفاضل (خالد بن عمر) حفظه الله هو الصواب، ولعل تصحيف اسم (حفص) بـ (جعفر) من شيخ الطحاوي: فهد بن سليمان المصري النحاس، فيكون هذا من خطأ المصريين على الواسطيين، والله أعلم.
ولا تنسونا من صالح دعواتكم ..
ــــــــــــ
(1) (محمد بن إسماعيل) في طبقة شيوخ المطيري كثير، وقد ترجح لي أنه الترمذي لأني وجدته يروي عنه كما في كامل ابن عدي (3/ 448) وتاريخ بغداد للخطيب (3/ 300)، ولم يذكروا في في ترجمة المطيري ضمن شيوخه من اسمه (محمد بن إسماعيل)، والله الموفق.)
فظن-واهما- أن محمد بن إسماعيل في هذا السند هو نفسه البخاري -رحمه الله-.(34/291)
كلّ ممنوع مرغوب .. !!
ـ[النقّاد]ــــــــ[19 - 06 - 02, 07:07 ص]ـ
عن أبي جحيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالساً ذات
يوم وقُدّامه قوم يصنعون شيئاً يكرهه مِن كلامٍ ولَغَطٍ , فقيل: يا رسول الله!
ألا تنهاهم؟ , قال:
" لو نهيتهم عن الحجون (موضع بمكة) لأوشك بعضهم يأتيه وليست له
حاجة "!!.
رواه ابن الأعرابي في " معجم شيوخه " (1/ 57) والطبراني في " الكبير "
(22/ 124) بإسناد صحيح.
وفي الحديث - أيضاً -: التوسعة على الناس في المباحات (ما دامت في دائرة الإباحة الشرعية , وإن كانت مما يتحرز منه أهل الفضل) , فإنه مع كراهة النبي صلى الله عليه وسلم لفعل أولئك النفر = إلا أنه لم ينههم عن فعلهم ذاك.
وتأخير البيان عن وقت الحاجة لايجوز عند الأصوليين.
أقول هذا تفقهاً في هذا الحديث , ولربما قصر فهمي عن إدراك مراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله المتقدمَيْن , والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 06 - 02, 07:29 ص]ـ
هذا حديثُ لا يصح من حديث أبي جحيفة
فقد تفرد به يحيى بن سعيد الأموي وهو ثقة إلا أنه يغرب عن الأعمش كما هي الحالة هنا
والأعمش مدلس وقد عنعن
ولذلك لم يخرج هذا الحديث أحد من أصحاب السنن
وقال الترمذي: ويحيى بن سعيد الأموي يهم في هذا الحديث
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 06 - 02, 07:30 ص]ـ
أما عبدة بن حزن فلا تصح صحبته على التحقيق، وحديثه مرسل.
ـ[السي]ــــــــ[19 - 06 - 02, 07:54 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل ونفع بك
ولكن كأن حديثك هذا فيه نظر
فهو من طريق أبي إسحاق السبيعي وقد أختلف عليه ولم يسمع من أبي جحيفة
ولعلي أنقل لك الطرق هنا وكلام الحافظ في الإصابة للنظر والنقاش في الحديث
فهو يحتاج إلى تأمل لطرقه
المعجم الكبير ج: 22 ص: 123
حدثنا محمد بن كامل والحسين بن إسحاق التستري قالا ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا يحيى بن سعيد الأموي ثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة قال ثم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا ذات يوم وقدامه قوم يصنعون
المعجم الكبير ج: 18 ص: 86
حدثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبدة السوائي ثم قال لغط قوم قرب النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعض أصحابه يا رسول الله لو بعثت إلى هؤلاء بعض من ينهاهم عن هذا فقال لو بعثت إليهم فنهيتهم أن يأتوا الحجون لأتاه بعضهم وإن لم يكن به له حاجة
علل الترمذي للقاضي ج: 1 ص: 380
حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن مهدى حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبدة بن حزن النصري قال كان رجال يفعلون اشياء يكرهها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له لو نهيتهم فقال لو نهيت رجالا ألا يأتوا الحجون لأتوها وما لهم إليها حاجة 712 حدثنا سعيد بن يحيى حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا ذات يوم وقدامه قوم يصنعون أشياء يكرهها من لغط وكلام فذكر نحوه فسألت محمدا فقال هذا خطأ والصحيح عن أبي إسحاق عن عبدة بن حزن وقد روي هذا الحديث عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبدة بن حزن قال أبو عيسى ويحيى بن سعيد الأموي يهم في هذا الحديث
الإصابة ج: 4 ص: 389
5286 عبدة بن حزن بفتح المهملة وسكون الزاي النصري بالنون والمهملة نزل الكوفة ويقال اسمه نصر
اختلف فيه قول شعبة وفي روايته لحديثه عن أبي إسحاق السبيعي عنه وقال الأكثر عبدة أصح
وكذا قال شريك عن أبي إسحاق أخرجه البخاري في التاريخ وقال في روايته عن عبدة بن حزن وكانت له صحبة
البغوي أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في الآية الأولى من صورة حم وقال أبو داود الطيالسي عن شعبة بشير بن حزن وفي رواية الثوري اسمه عبيدة بكسر الموحدة وزيادة تحتانية مثناة أخرجه مسدد عن يحيى القطان عنه قال البخاري ومسلم قال شعبة أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وذكره أبو نعيم فيمن نزل الكوفة من الصحابة وذكره البلاذري وابن زبر وغيرهما في الصحابة وقال بن الموطأ يقال إنه له البغوي وكذا ذكره بن حبان لكن زاد ولم يصح ذلك عندي وقال أبو حاتم الرازي في المراسيل ما أرى له
البغوي وقال بن أبي حاتم في الجرح والتعديل عن أبيه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو العسكري وذكره بن سعد في الطبقة الأولى من التابعين وقال بن البرقي لا تصح له
البغوي وله في المسند حديثان وقال أبو عمر اختلف في حديثه ومنهم من يجعله مرسلا
وقال مسلم وأبو الفتح الأزدي تفرد بالرواية عنه أبو إسحاق السبيعي وأخرج البخاري في الأدب المفرد وابن الموطأ وغيرهما من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن نصر بن حزن قال افتخر أهل الغنم والإبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعثت وأنا أرعى الغنم قال شعبة قلت لأبي إسحاق أدرك نصر بن حزن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده من طريق الثوري عن أبي إسحاق أنه سمع عبيدة بن حزن النصري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو نهيت رجالا ألا يأتوا الحجون لأتوها وما لهم بها حاجة رجاله أثبات وأظن قول من قال في اسمه نظر التبس عليه بنسبه فإنه نصري قال البخاري وقال حصين يعني بن عبد الرحمن الواسطي أحد صغار التابعين رأيت أبا الأحوص وعبدة أخا بني نصر بن معاوية وكان أدرك عمر وكان من قرائهم وهذا قد يرد على من قال إن أبا إسحاق تفرد بالرواية عنه ويقال إنه روى عنه أيضا مسلم البطين وله رواية عن بن مسعود) انهى مع وجود عدد من الأخطاء في برنامج التراث!!!! فليصحح
فأرجوا التأمل وتحقيق الرواية لنستفيد جميعا بارك الله فيك
¥(34/292)
ـ[السي]ــــــــ[19 - 06 - 02, 07:58 ص]ـ
المعذرة كتبت هذا قبل أن أقرأ كلام الأخ محمد الأمين
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[19 - 06 - 02, 08:11 ص]ـ
الذي يبدو لي يا إخوة هو أنّ الأخ النقّاد (وفقه الله) إنّما أورد هذا الحديث استئناساً لأصل: التوسعة على الناس في المباحات.
ولا أظنّه قصد بناء حكم شرعي على حديث لم يرد في دواوين السنة المعتبرة.
ولذلك تساهل في شأنه واكتفى بتصحيح سنده.
وبالمناسبة: لازلنا بانتظار تلخيص الأخ النقّاد لكتاب الشيخ الشريف:)
ـ[النقّاد]ــــــــ[19 - 06 - 02, 01:29 م]ـ
أشكر الإخوة الأفاضل على مشاركاتهم , وأسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء.
وأود أن ألفت النظر إلى أن حكمي بالصحة إنما كان منصبّاً على الإسناد , وهو
كذلك لولا أن البخاري والترمذي قد وهّما يحيى بن سعيد الأموي فيه.
وأهل الشأن يدركون الفرق بين الحكم على الإسناد والحكم على الحديث.
وإذ قد تبيّنت علته - من كلام الأئمة - فإن الرجوع إلى حكمهم هو المتعيّن.
لكنّ لي على كلام الإخوة هاهنا ملاحظات , أرجو أن تتسع لها الصدور:
الأولى: في طريقة إعلال الأخ / محمد الأمين للحديث.
فقد أعله بعنعنة الأعمش؛ لأنه مدلس.
وفي هذا مؤاخذتان .. :
1 - أن البخاري والترمذي إنما خطّأا يحيى بن سعيد في روايته الحديث عن
الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة؛ لأن المحفوظ عن أبي إسحاق إنما هو عن أبي إسحاق عن عبدة بن حزن.
ثم ليبيّن البخاري أن الخطأفي هذه الرواية من يحيى لامن الأعمش = قال - عقب
تخطئته ليحيى -:
" وقد رُوي هذا الحديث عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبدة بن حزن ".
أي أن الأعمش بريء من هذا الخطأ.
وقال الترمذي: " ويحيى بن سعيد يهم في هذا الحديث ".
فهذه هي علة الحديث , فما دخل عنعنة الأعمش في هذا؟!
2 - أن الأعمش وإن وُصف بالتدليس إلا أنه مقلّ منه , فلا يلزمه التصريح بالسماع ولا تُرد عنعنته إلا حيث يتبين تدليسه.
قال أبو زرعة عنه: " الأعمش ربما دلس ".
ونقل أبو داود عن أحمد أنه سئل: عن الرجل يعرف بالتدليس: يحتج به فيما لم
يقل فيه سمعت؟
قال: لا أدري!!
فقلت: الأعمش متى تصاد له الألفاظ؟
قال: يضيق هذا! , أي أنك تحتج به.
الثانية: وأما قول الأخ / محمد الأمين: " ولذلك لم يخرج هذا الحديث أحد من أصحاب السنن " = فلا أراه مستقيماً؛ فليس الحديث من الأصول , ولا هو من أحاديث الأحكام التي يعتني بها أصحاب السنن.
ولو كان منها لما تأخروا عن إخراجه؛ إذ ليس موضوعاً حتى يتحاشوه!
وغاية ما فيه أنه مرسل صحيح من حديث عبدة بن حزن , ومرفوع صحيح على قول من يثبت له الصحبة.
الثالثة: وأما قوله: " أما عبدة بن حزن فلا تصح صحبته على التحقيق " = فليته
دلّنا على التحقيق الذي قاده إلى هذا الترجيح , ومُخالِفُه شعبة والبخاري وأبو نعيم وغيرهم!
و " على التحقيق " مركبٌ سهلٌ يلذ للقاصر الغريق!
الرابعة: جزم الأخ الفاضل / السيف المجلى بأن أبا إسحاق لم يسمع من أبي جحيفة , ولا أدري ما مستنده في ذلك!
وقد قال أبو إسحاق: رأيت أبا جحيفة , وأثبت له رؤيته ابن حبان والسمعاني ,
ونص على لقائه له أبو أحمد الزبيري , وصرح بسماعه منه ابن عبد البر وأبو نعيم الأصبهاني.
وصلى اله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[النقّاد]ــــــــ[20 - 06 - 02, 01:13 ص]ـ
بعد دراسة متأنّية لترجمة (عبدة بن حزن) رضي الله عنه = ترجح لديّ إثبات
الصحبة له.
وهذا هو ظاهر صنيع الحافظ ابن حجر في " الإصابة " , فقد أورده في القسم الأول من حرف العين , ولم يتعقبه بشيء يدل على ضعفه.
وهو قول جماعة من الأئمة , تراهم في " الإنابة " لمغلطاي , وأضف إليهم أبا سعد السمعاني في " الأنساب ".
ودليله: إثبا تُ أبي إسحاق السبيعي - وهو تابعي جليل - الصحبةَ له , كمافي تاريخ البخاري.
ولم يأت من نفى صحبته بدليل تقوم به الحجة.
وحاصل ما اعتلوا به أمران:
الأول: أن يحيى بن آدم لم يذكره فيمن نزل الكوفة من الصحابة.
وهذا مردود بأن أبا نعيم الفضل بن دكين قد أورده فيهم , كما ذكر ذلك مغلطاي , وغيره.
ومن علم حجة على من لم يعلم.
الثاني: أنه روى عن ابن مسعود , وروى عنه مسلم البطين.
وهذه قرينة ضعيفة في مقابل تصريح أبي إسحاق بصحبته.
ثم إن هذا يقع كثيراً لصغار الصحابة والمقلين منهم.
هذه خلاصة دراستي لهذه الترجمة , وأرجو أن أكون قد وفقت فيها للصواب.
ولم أر من تعرض لتحقيق القول فيها , حتى إن الشيخ الألباني رحمه الله ذكر لعبدة بن حزن حديثاً في " الصحيحة " (3167) , وحكى الخلاف في صحبته
ولم يرجح.
وعليه .. فالحديث صحيح مرفوعاً من حديث عبدة بن حزن رضي الله عنه.
وقد قال ان حجر في " الإصابة " عنه: رجاله أثبات.
ورواه جماعة .. منهم الطبراني والحسن بن سفيان في " مسنده " وأبونعيم في " المعرفة " , وغيرهم.
ويبقى النظر في فقه الحديث , والمعنى الذي ذكرته في صدر الموضوع.
¥(34/293)
ـ[النقّاد]ــــــــ[20 - 06 - 02, 06:23 ص]ـ
ويضاف إلى من أثبت لأبي إسحاق السبيعي السماع من أبي جحيفة: الإمام
أبو بكر البرديجي , كما في " تحفة التحصيل ".
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[20 - 06 - 02, 08:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ... بكل حرف ..
ـ[السي]ــــــــ[20 - 06 - 02, 09:24 ص]ـ
الأخ الفاضل المفضال النقاد
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك
نعم كلامك في سماع أبي إسحاق من أبي جحيفة صحيح
فجزاك الله خيرا
ـ[النقّاد]ــــــــ[24 - 06 - 02, 02:17 م]ـ
إعلال الإمام البخاري لرواية يحيى بن سعيد عن الأعمش عن أبي إسحاق عن
أبي جحيفة , وبيانُه أن الرواية الصحيحة هي: عن أبي إسحاق عن عبدة بن
حزن = يصلح مثالاً للعلة غير القادحة المذكورة في علم " مصطلح الحديث ".
وإيضاح ذلك .. أن البخاري رحمه الله إنما أعلّ ورود الحديث من مسند أبي
جحيفة , وبيّن أن الصواب كونه من مسند عبدة بن حزن.
وما دام عبدة صحابياً (عند البخاري) فقد انحصر الخلاف في تعيين الصحابي
راوي الحديث.
وما دام أن الصحابة كلهم عدول , فلا أثر إذن لهذه العلة على صحة الحديث!
والله أعلم ..
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[21 - 08 - 07, 03:01 ص]ـ
قال الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 177: (وعن أبي جحيفة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً ذات يوم وقدامه قوم يصنعون شيئاً يكرهه من كلامهم ولغطاً فقيل: يا رسول الله! ألا تنهاهم، فقال: لو نهيتهم عن الحجون لأوشك أحدهم أن يأتيه وليست له حاجة. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح).
قلت: وروى الخطابي الحديث في العزلة، وقال: (قد أنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بهذا القول أن الشر طباع في الناس، وأن الخلاف عادة لهم ... ).
ورواه أبو نعيم في الحلية وقال: (رواه الثوري عن أبي إسحاق نحوه).
وأورده كذلك الحافظ ابن القطان في بيان الوهم والإيهام 2/ 549: (عبدة بن حزن النصري - وكانت له صحبة - قال: كانوا يفعلون أشياء فكرهها النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل له: لو نهيتهم فقال: لو نهيت رجالا أن لا يأتوا الحجون لأتوها، ما لهم بها حاجة. هكذا أورد هذا الحديث [أي الحافظ عبد الحق الإشبيلي] وسكت عنه مصححا له. وهذا الحديث لا ينبغي أن يطلق عليه القول بالصحة، وذلك أنهم يختلفون في صحبة هذا الرجل. قال ابن السكن: يقال: له صحبة، ولم تصح له صحبة. وكان شريك يقول في حديثه: كانت له صحبة، واختلف فيه على أبي إسحاق، فقال بعضهم: نصر بن حزن، وقال الأعمش: عنه عن أبي الوليد: عبدة السوائي، وكان قد أدرك. وهذا لا يوضح المقصود من كونه صحابياً، ولما ذكره ابن أبي حاتم قال: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا وهو تابعي، روى عن عبد الله بن مسعود، وأورد البخاري في بابه عن ابن أبي عدي عن شعبة قال: قلت لأبي إسحاق: أدرك نصر النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. وهذا أيضا لا يوضح المقصود، من كون عبدة صحابياً فلقائل أن يقول: نصر بن حزن، غير عبدة، ويختلفون في ضبط اسمه، فمنهم من يقول بفتح الباء، ومنهم من يسكنها، وذكر البخاري بيان من يقول ذلك، ومن يقول فيه: عبيدة بزيادة ياء، وبالجملة فما مثله صح، فاعلم ذلك).
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[08 - 04 - 08, 12:09 م]ـ
للرفع
تحية وإجلال لشيخنا النقاد - حفظه الله من كل سوء -(34/294)
أحاديث الوضوء عند الغضب
ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 06 - 02, 08:28 م]ـ
هل صحيح أنها لا تصح؟!
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[22 - 06 - 02, 07:30 ص]ـ
عصام البشير
عَنْ أَبي وَائِلٍ الْقَاصُّ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيِّ فَكَلَّمَهُ رَجُلٌ فَأَغْضَبَهُ فَقَامَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَجَعَ وَقَدْ تَوَضَّأَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي عَطِيَّةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْغَضَبَ مِنْ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنْ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ.
أخرجه أبو داود (4784)، وأحمد (4/ 226)، والبغوي في شرح السنة (3583).
وأكتفي بكلام العلامة الألباني في الضعيفة (582) فقال رحمه الله:
ضعيف. أخرجه أحمد بالسند الذي قبله - يقصد الشيخ حديث رقم (581) -. وكذلك أخرجه البخاري في " التاريخ "، وأبو داود، وابن عساكر.
قلت: وسنده ضعيف فيه مجهولان، كما بينته آنفا. - وهما كما ذكر الشيخ عروة بن محمد وأبوه -.
وقد سكت عنه الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (3/ 145، 151) وابن حجر في الفتح (10/ 384).
والحديث روي عن معاوية بلفظ:
" الغضب من الشيطان، والشيطان من النار، والماء يطفي النار، فإذا غضب أحدكم فليغتسل ".
رواه أبو نعيم في الحلية (2/ 130)، وابن عساكر (16/ 365/1) عن الزبير بن بكار نا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن ياسين بن عبد الله بن عروة عن أبي مسلم الخولاني عن معاوية بن أبي سفيان أنه خطب الناس وقد حبس العطاء شهرين أو ثلاثة، فقال له أبو مسلم: يا معاوية إن هذا المال ليس بمالك ولا مال أبيك، ولا مال أمك، فأشار معاوية إلى الناس أن امكثوا، ونزل فاغتسل ثم رجع فقال: أسها الناس إن أبا مسلم ذكر أن هذا المال ليس بمالي ولا مال أبي ولا مال أمي، وصدق أبو مسلم، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (فذكر الحديث) اغدوا على عطاياكم على بركة الله عز وجل.
قلت وهذا إسناد ضعيف أيضا، ياسين بن عبد الله بن عروة لم أجد له ترجمة.
وعبد المجدي بن عبد العزيز فيه ضعف، قال الحافظ: " صدوق يخطىء، وكان مرجئاً، أفرط ابن حبان فقال: متروك ".
قلت: لفظ ابن حبان (2/ 152):
منكر الحديث جداً، يقلب الأخبار، ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك ".ا. هـ.
وقد ذكر الأرنؤوط في تخريجه لمسند الإمام أحمد (29/ 506) أن ياسين هو بن معاذ الزيات، وهو ضعيف، وتحرف في مطبوع " الحلية " يا سين عن عبد الله، إلى: ياسين بن عبد الله.
ولهذا قال الشيخ الألباني آنفا: ياسين بن عبد الله بن عروة لم أجد له ترجمة.
والصواب: ياسين عن عبد الله بن عروة.
وقد جاء في حديث آخر أن من غضب فعليه أن يقصد الأرض وذلك بأن يضطجع ونص الحديث:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ حَفِظَهَا مِنَّا مَنْ حَفِظَهَا وَنَسِيَهَا مِنَّا مَنْ نَسِيَهَا، فَحَمِدَ اللَّهَ. قَالَ عَفَّانُ: وَقَالَ حَمَّادٌ: وَأَكْثَرُ حِفْظِي أَنَّهُ قَالَ: بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: " أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الدُّنْيَا خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، أَلَا فَاتَّقُوا الدُّنْيَا، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، أَلَا إِنَّ بَنِي آدَمَ خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ شَتَّى، مِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا، وَيَحْيَا مُؤْمِنًا، وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ كَافِرًا، وَيَحْيَا كَافِرًا، وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا، وَيَحْيَا مُؤْمِنًا، وَيَمُوتُ كَافِرًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ كَافِرًا، وَيَحْيَا كَافِرًا، وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا، أَلَا إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ، أَلَا تَرَوْنَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ، وَانْتِفَاخِ
¥(34/295)
أَوْدَاجِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَالْأَرْضَ الْأَرْضَ، أَلَا إِنَّ خَيْرَ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ بَطِيءَ الْغَضَبِ سَرِيعَ الرِّضَا، وَشَرَّ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ سَرِيعَ الْغَضَبِ بَطِيءَ الرِّضَا، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ بَطِيءَ الْغَضَبِ بَطِيءَ الْفَيْءِ، وَسَرِيعَ الْغَضَبِ، وَسَرِيعَ الْفَيْءِ، فَإِنَّهَا بِهَا، أَلَا إِنَّ خَيْرَ التُّجَّارِ مَنْ كَانَ حَسَنَ الْقَضَاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ، وَشَرَّ التُّجَّارِ مَنْ كَانَ سَيِّئَ الْقَضَاءِ سَيِّئَ الطَّلَبِ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ حَسَنَ الْقَضَاءِ سَيِّئَ الطَّلَبِ، أَوْ كَانَ سَيِّئَ الْقَضَاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ فَإِنَّهَا بِهَا، أَلَا إِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ، أَلَا وَأَكْبَرُ الْغَدْرِ غَدْرُ أَمِيرِ عَامَّةٍ، أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ رَجُلًا مَهَابَةُ النَّاسِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِالْحَقِّ إِذَا عَلِمَهُ، أَلَا إِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ قَالَ: أَلَا إِنَّ مِثْلَ مَا بَقِيَ مِنْ الدُّنْيَا فِيمَا مَضَى مِنْهَا مِثْلُ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى مِنْهُ.
أخرجه الترمذي (2191)، وأحمد (3/ 18)، والشاهد منه قوله صلى الله عليه وسلم: أَلَا إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ، أَلَا تَرَوْنَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ، وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَالْأَرْضَ الْأَرْضَ.
قال الترمذي: وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ!!
وإسناده ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
وضعف سنده الشيخ الأرنؤوط في تخريج المسند (17/ 228)، والشيخ مصطفى العدوي في تخريجه لمسند عبد بن حميد (862).
ولبعض ألفاظه شواهد.
ومعنى قوله: فَالْأَرْضَ الْأَرْضَ: بالنصب، أي فليقصد الأرض. أو بالرفع، أي: فالأرض دافعة له، والمقصود: فليضطجع وليتلبد بالأرض.
وجاء عند الترمذي: فَلْيَلْصَقْ بِالْأَرْضِ.
قال صاحب التحفة: مِنْ بَابِ عَلِمَ يَعْلَمُ أَيْ فَلْيَلْتَزِقْ بِهَا حَتَّى يَسْكُنَ غَضَبُهُ , وَإِنَّمَا أَمَرَهُ بِهِ لِمَا فِيهِ مِنْ الضَّعَةِ عَنْ الِاسْتِعْلَاءِ , وَتَذْكَارِ أَنَّ مَنْ كَانَ أَصْلُهُ مِنْ التُّرَابِ لَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يَتَكَبَّرَ.
وفي معنى الاضطجاع في حال الغضب ورد حديث آخر:
عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: كَانَ يَسْقِي عَلَى حَوْضٍ لَهُ، فَجَاءَ قَوْمٌ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يُورِدُ عَلَى أَبِي ذَرٍّ، وَيَحْتَسِبُ شَعَرَاتٍ مِنْ رَأْسِهِ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا فَجَاءَ الرَّجُلُ، فَأَوْرَدَ عَلَيْهِ الْحَوْضَ، فَدَقَّهُ، وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ قَائِمًا فَجَلَسَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، لِمَ جَلَسْتَ، ثُمَّ اضْطَجَعْتَ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا: إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ، فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ.
رواه أحمد (5/ 152)، وأبو داود (4782).
والحديث مختلف فيه على داود بن أبي هند، ورجح أبو داود أنه مرسل من حديث بكر المزني فقال عقب الحديث المرسل (4783):
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ بَكْرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا ذَرٍّ بِهَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ أَبُو دَاوُد: وَهَذَا أَصَحُّ الْحَدِيثَيْنِ.
وبكر لم يسمع من أبي ذر كما قال أبو حاتم.
والحديث خرجه الأرنؤوط في تحقيق المسند (35/ 278)، وذكر الاختلاف في طرقه.
فائدة: أشار الشيخ مصطفى العدوي في كتابه " فقه الأخلاق والمعاملات بين المؤمنين " (3/ 127) إلى رسالة بعنوان: " المنتخب من فقه الغضب " لأحمد العيسوي، فلعله جمع ما ورد في هذا الباب ما صح وما لم يصح، وسأبحث عن هذه الرسالة.
ومن كان له إضافة أو تعقيب، فأكون له من الشاكرين.
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[25 - 06 - 02, 08:25 ص]ـ
الأخ عصام البشير ومن في المنتدى.
للرفع والتعليق.
بارك الله في الجميع.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[25 - 06 - 02, 02:56 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بعلمك يا شيخ زقيل(34/296)
أخطاء يحيى بن يحيى الليثي في روايته لموطإ الإمام مالك بن أنس
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[24 - 06 - 02, 10:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...
فهذين نموذجين من أخطاء يحيى بن يحيى الليثي المصمودي في روايته للموطإ، وأرجو من المشاركين أن يساهموا معنا في جرد أخطاء يحيى الليثي مع شيء من التفصيل، وعندي منها الكثير، وسأنشر ما جمعته هنا بإذن الله شيئا فشيئا، وأريد كل واحد منكم (مشرفين ومشاركين) أن يدلي بدلوه معنا:
الحديث الأول:
روى يحيى عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن حميدة ابنة أبي عبيدة بن فروة عن خالتها كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت ابن أبي قتادة أنها أخبرتها أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءا فجاءت هرة لتشرب منه، فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت كبشة: فرآني أنظر إليه فقال: أتعجبين يا ابنة أخي؟ قالت: فقلت: نعم، فقال: إن رسول الله r قال: "إنها ليست بنجس، إنما هي من الطوافين عليكم أو الطوافات".
قال ابن عبد البر في التجريد (ص20): "هكذا قال يحيى: حميدة ابنة أبي عبيدة بن فروة، ولم يتابعه أحد على ذلك وهو غلط منه وخطأ لا شك فيه، ورواة الموطأ كلهم يقولون فيه عن مالك: ابنة عبيد بن رفاعة، وقال فيه زيد بن الحُباب عن مالك: حميدة بنت عبيد بن رافع نسبة إلى جده، هو عبيد بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان الأنصاري، وحميدة امرأة إسحاق هذه تكنى أم يحيى"اهـ. وهو بمعناه في التمهيد (1/ 318).
وذكر رواية الجماعة أبو القاسم بن الحذاء في التعريف برجال الموطأ (73 - 74) وقال: "هكذا رواه جل أصحاب مالك، وقال يحيى بن يحيى في روايته عن مالك: حميدة ابنة أبي عبيدة بن فروة، وقال أيضا: بنت رفاعة، وانفرد بقوله: عن خالتها كبشة، وغيره يقول: عن كبشة".
خالف يحيى بن يحيى الليثي كلَّ رواةِ الموطأ، فأخطأ في نسب حميدة، إنما رووه عن مالك وسموها: حميدة بنت عبيد بن رفاعة، وكذا في زيادة (خالتها).
وأصحاب مالك الذين خالفوا يحيى بن يحيى الليثي هم:
1 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: في الموطأ (كتاب الطهارة/باب الطهور والوضوء/رقم:32)، و عند أبي داود في سننه (68)، وابن حبان في صحيحه (1299).
2 - معن بن عيسى القزاز: عند الترمذي في الجامع (85)، وينظر تهذيب الأحكام للطوسي.
3 - قتيبة بن سعيد المصري: عند النسائي في المجتبى (67و338).
4 - عبد الرحمن بن مهدي: عند أحمد (5/ 303).
5 - إسحاق بن عيسى الطبّاع: عند أحمد أيضا (5/ 303) وأبي عبيد في الطهور (206).
6 - يحيى بن عبد الله بن بكير: كما في موطئه؛ أفاده الخشني في طبقات الفقهاء (ص262).
7 - عبد الله بن وهب المصري: عند ابن خزيمة في صحيحه (104)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 18)، وابن المنذر في الأوسط (1/ 303).
8 - حماد بن خالد الخيّاط: عند أحمد (5/ 309).
9 - الحكم بن المبارك الحمصي: عند الدارمي في السنن (729).
10 - مطرف بن عبد الله المدني: عند ابن الجارود في المنتقى (60).
11 - عبد الله بن نافع المدني: عند ابن الجارود أيضا (60).
12 - أحمد بن إسماعيل أبو حذافة السهمي: عند الدراقطني في سننه (1/ 170).
13 - محمد بن إدريس الشافعي: عنده في مسنده (ص9)، وابن المنذر في الأوسط (1/ 303).
14 - عبد الرزاق بن همام الصنعاني: كما في مصنفه (1/ 101/353).
15 - محمد بن الحسن الشيباني: كما في موطأه (رقم90).
16 - يحيى بن سعيد القطان، لكن سماها حميدة من غير أن ينسبها، عند أبي علي الطوسي في مختصر الأحكام (75).
17 - سويد بن سعيد الحدثاني: كما في موطأه (ص55/رقم28).
18 - عبد الرحمن بن القاسم المصري، كما في موطأه بتلخيص القابسي (ص176/رقم123).
19 - عبد الله بن المبارك المروزي، أفاده ابن عبد البر في التمهيد (1/ 319).
20 - أبو مصعب الزهري في موطأه (1/ 25/رقم54).
21 - زيد بن الحُباب، عند: ابن أبي شيبة في مسنده ومصنفه (1/ 36/325) و (7/ 308/36348)، - ومن طريقه ابن ماجه (361) وابن حزم في المحلى (1/ 117) -، والحاكم في المستدرك (1/ 263)، وعنه البيهقي في الكبرى (1/ 245)،غير أنه قال: حميدة بنت عبيد بن رافع، نسبها إلى جدها.
22 - سعيد بن الحكم بن أبي مريم المصري، عند أبي عبيد في الطهور (206).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[24 - 06 - 02, 10:50 م]ـ
الحديث الثاني:
روى يحيى عن مالك عن هشام بن عروة عن زييد بن الصلت أنه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب إلى الجرف فنظر فإذا هو قد احتلم، وصلى ولم يغتسل، فقال: والله ما أراني إلا احتلمت وما شعرت، وصليت وما اغتسلت، قال: فاغتسل، وغسل ما رأى في ثوبه ونضح ما لم ير، وأذن أو أقام، ثم صلى بعد ارتفاع الضحى متمكنا.
قال محمد بن الحارث الخشني في طبقات الفقهاء (ص262): "أسقط يحيى من الإسناد عروة ابن الزبير، وإنما المحفوظ عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن زييد بن الصلت، كما رواه الرواة عن مالك" اهـ.
قلت: وممن رواه عن مالك على الصواب ممن وقفت عليه:
1 - أبو مصعب الزهري، في موطأه (1/ص54 - 55/رقم134).
2 - سويد بن سعيد الحدثاني في موطأه (ص68).
3 - عبد الله بن وهب، عند الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 52) والبيهقي في السنن (1/ 170).
4 - يحيى بن بُكير في موطأه -ومن طريقه البيهقي في السنن (1/ 170) -.
5 - محمد بن إدريس الشافعي في الأم (1/ 37) -ومن طريقه البيهقي في المعرفة (1/ 471) -.
6 - عبد الله بن مسلمة القعنبي، في موطأه (ص119/رقم71).
7 - عبد الرزاق بن همام الصنعاني في مصنفه (2/ 347/3644).
وتوبع الإمام مالك:
فروى البيهقي في الكبرى (1/ 405) من طريق أنس بن عياض وكذا الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 411) من طريق زائدة بن قدامة والخطيب في تالي تلخيص المتشابه (1/ 338) من طريق علي بن مسهر ثلاثهم عن هشام بن عروة عن أبيه أن زييد بن الصلت خرج مع عمر، فذكر نحوه.
¥(34/297)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[25 - 06 - 02, 12:24 ص]ـ
جزاك الله خيراً
موضوع ممتاز
وأرجو أن تتبعه بأخطاء محمد بن الحسن في روايته للموطأ (إن وجدت هذه الأخطاء). وقد فضل بعض العلماء (غير المالكية) روايته على رواية يحيى (بسبب الآراء الفقهية التي أضافها).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[25 - 06 - 02, 01:04 ص]ـ
بإذن الله أخي الحبيب ...
وأرجو من الإخوة أن يدلو معنا بدلوهم في هذا الموضوع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 06 - 02, 04:09 م]ـ
الاخ الفاضل (ابو اسحاق التطواني)
جزاك الله خيرا
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 06 - 02, 09:31 م]ـ
وجزاكم أخي الفاضل ابن وهب ..
الحديث الثالث:
روى يحيى بن يحيى في الموطأ (رقم1801) عن مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث، وقال: سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، ثم يقول: إن هذا لوعيد لأهل الأرض شديد.
كذا رواه يحيى، وخالفه كل من رواه عن مالك، فرووه عنه موقوفا على عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-، لا عن ابنه عامر، وهم:
1 - معن بن عيسى القزاز، عند ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 922/1801).
2 - قتيبة بن سعيد المصري، عند البيهقي في الكبرى (3/ 362).
3 - عبد الله بن مسلمة القعنبي، عند ابن أبي الدنيا في كتاب المطر والرعد (رقم97).
4 - إسماعيل بن أبي أويس المدني، عند البخاري في الأدب المفرد (رقم723).
5 - سويد بن سعيد الحدثاني، في الموطأ.
6 - أبو مصعب الزهري في الموطأ.
7 - عبد الرحمن بن مهدي، عند الإمام أحمد في الزهد (ص201).
8 - أشهب بن عبد العزيز، عند أبي الشيخ في العظمة (4/ 1291).
وإسناد الأثر صحيح إلى عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما-.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 06 - 02, 09:36 م]ـ
الحديث الرابع:
روى يحيى عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن فاطمة بنت المنذر بن الزبير عن أسماء بنت أبي بكر الصديق أنها قالت: سألت امرأة رسول الله r، فقالت: أرأيتَ إحدانا إذا أصاب ثوبَها الدم من الحيضة، كيف تصنع فيه؟، فقال رسول الله r: " إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من الحيضة فلتقرصه، ثم لتنضحه بالماء، ثم لِتُصلِّ فيه".
قال أبو عمر بن عبد البر في التمهيد (22/ 229): "وقع في كتاب يحيى ونسخته في رواية أبيه وغيره عنه في هذا الحديث: مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن فاطمة، وهذا خطأ بين وغلط لا شك فيه، وهو من خطأ اليد وجهل يحيى بالإسناد، لأن عروة لم يرو قط عن فاطمة هذه؛ وهي فاطمة بنت المنذر بن الزبير زوج هشام بن عروة، وإنما الحديث في الموطأ لهشام عن فاطمة امرأته وكذلك رواه كل من رواه عن هشام بن عروة مالك وغيره وقد روى ابن وضاح من روايته عن أبيه" اهـ.
وقال أيضا في التجريد (ص196): "هكذا روى يحيى هذا الحديث عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه، وهي رواية ابنه عبيد الله عنه، وأمر ابن وضاح بطرح <عن أبيه>، وقال: فاطمة هي زوجة هشام،وهو الراوي عنها لا أبوه. قال أبو عمر: هو الصواب، وكذلك رواه رواة الموطأ كلهم، كما قال ابن وضاح" اهـ.
وممن خالف يحيى في هذا الحديث ممن وقفت عليهم:
1 - عبد الله بن يوسف التنيسي: عند البخاري (296).
2 - عبد الله بن وهب المصري: عند مسلم في صحيحه (438) وأبي عوانة (534) وأبي نعيم (1/ 351) كلاهما في المستخرج على صحيح مسلم، وابن خزيمة في صحيحه (1/ 139) والبيهقي في الكبرى (1/ 13) والصغرى (1/ 134).
3 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: في الموطأ (*1*) (ص130 - 131) -ومن طريقه أبو داود في سننه (307) والطبراني في الكبير (24/رقم286) -.
4 - سويد بن سعيد الحدثاني: في الموطأ (ص74/رقم65).
5 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (1/ 66/رقم166).
6 - محمد بن إدريس الشافعي: في الأم (1/ 6) والمسند (ص8) -ومن طريقه أبو عوانة في مسنده (535) -.
7 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: في الموطأ (ص494/رقم480) تلخيص القابسي.
8 - إسحاق بن عيسى الطباع: عند أبي نعيم في المستخرج (1/ 350).
9 - يحيى بن بكير، في موطأه ().
ــــــــــ
(*1*) ولم يتنبه محقق الموطأ لما ورد في الأصل من زيادة أبيه، ولعل الناسخ من زادها لأن خلط بين رواية يحيى والقعنبي في مواضع من الموطأ فأفسد الكتاب، وكان من السهل على المحقق مراجعة سنن أبي داود أو التمهيد أو التجريد كي ينبه على ما وقع في الأصل، والله المستعان.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 06 - 02, 09:38 م]ـ
الحديث الخامس:
روى يحيى عن مالك عن نافع أن عبيد الله بن عبد الله بن عمر أرسل إلى عائشة يسألها: هل يباشر الرجل امرأته وهي حائض؟ فقالت: لتشد إزارها على أسفلها، ثم يباشرها إن شاء.
قال الخشني في طبقات الفقهاء والمحدثين (ص263): "وهذا وَهَمٌ، والمحفوظ أن عبد الله بن عمر أرسل إلى عائشة يسألها، وكذلك رواه القعنبي وابن بُكير وغيرهما"اهـ.
والرواة عن مالك الذين خالفوا يحيى بن يحيى الليثي في هذا الحديث هم:
1 - عبد الله بن مسلمة القعنبي في الموطأ (ص127/رقم86) -ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط (2/ 207) -.
2 - سويد بن سعيد الحدثاني في الموطأ (ص73).
3 - عبد الرحمن بن القاسم المصري، في المدونة (1/ 52).
4 - خالد بن مخلد القطواني، عند الدارمي في سننه (1032).
5 - محمد بن إدريس الشافعي، في الأم (5/ 173) والمسند (ص275) -ومن طريقه البيهقي في الكبرى (7/ 190) -.
6 - أبو مصعب الزّهري في الموطأ (1/ 64/رقم161).
7 - يحيى بن بُكير في الموطأ، كما ذكر الخشني في طبقات الفقهاء (ص263).
8 - محمد بن الحسن الشيباني في الموطأ (رقم73).
¥(34/298)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 06 - 02, 11:07 م]ـ
الاخ الفاضل (ابو اسحاق التطواني)
هل تسمح لي بالمداخلة
?
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[27 - 06 - 02, 09:13 م]ـ
تفضل أخي الفاضل ابن وهب، وكل من له أي مداخلة أو تعقب، فكلي آذان صاغية ....
الحديث الخامس:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك عن سلمة بن صفوان بن سلمة الزرقي عن زيد بن طلحة ابن ركانة يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء".
كذا قال يحيى (زيد بن طلحة بن ركانة)، وخالفه كل من روى الحديث عن مالك، فقالوا (يزيد بن طلحة بن ركانة).
قال ابن الحذاء في رجال الموطأ (ص545): " .. وقال يحيى بن يحيى في روايته عن مالك: زيد ابن طلحة، وهو وهم".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (21/ 141): " .. وقال يحيى بن يحيى في هذا الحديث زيد بن طلحة وقال القعنبي وابن بكير وابن القاسم وغيرهم يزيد بن طلحة بن ركانة وهو الصواب، وهو يزيد بن طلحة بن ركانة ... ".
والذين خالفوا يحيى هم:
1 - عبد الله بن مسلمة القعنبي، عند البيهقي في الشعب (6/ 135/7712)، وأبي القاسم الجوهري في مسند الموطأ (ص376/رقم423)، وأبي موسى المديني في الذيل على معرفة الصحابة -كما في أسد الغابة (7/ ... ) -.
2 - أبو مصعب الزهري المدني في موطإه (2/ 76/1889).
3 - سويد بن سعيد الحدثاني في موطإه (ص488/رقم679).
4 - عبد الله بن يوسف التنيسي، عند القضاعي في مسند الشهاب (2/ 123/1019).
5 - يحيى بن سعيد القطان عند مسدد في مسنده، كما في المطالب العالية (3/رقم2645) وإتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (7/ 347/6983)، ووقع عنده طلحة بن يزيد بن ركانة، وهو وهَم لا أدري ممن، وصوابه: يزيد بن طلحة بن ركانة، وقد وقع في المطالب (طبعة دار الوطن) في النسخ المخطوطة "طلحة بن يزيد بن ركانة"، وغيّره المحقق!!!، والصواب إثبات ما في الأصل مع التنبيه على الصواب بهامش الكتاب.
6 - عبد الرحمن بن القاسم المصري، كما في التمهيد (21/ 141).
7 - يحيى بن بكير المصري، كما في التمهيد (21/ 141).
8 - زيد بن الحباب العكلي، عند ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 213/25353).
9 - إسحاق بن سليمان الرازي، عند البيهقي في الشعب (6/ 135/7712).
10 - محمد بن الحسن الشيباني، في موطإه (2/رقم949).
11 - عبد الرحمن بن مهدي، رواه الدارقطني في غرائب مالك كما في الإصابة (3/ 528) من طريق أحمد بن سنان -وهو ثقة حافظ، روى له الشيخان- عنه.
12 - سعيد بن عُفير المصري، عند الجوهري في مسند الموطأ (ص376/رقم423).
13 - وكيع بن الجراح، في كتاب الزهد له (ص672/رقم383)، وعنه: هناد بن السري في الزهد (1347).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[27 - 06 - 02, 09:20 م]ـ
الحديث التي تقدم هو الحديث السادس، فليصحح:
الحديث السابع:
روى يحيى عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن محمد بن عمرو بن حزم أنه سمع عروة بن الزبير يقول: دخلت على مروان بن الحكم، فتذاكرنا ما يكون منه الوضوء فقال مروان: ومن مس الذكر الوضوء؟ فقال عروة: ما علمت هذا، فقال مروان بن الحكم: أخبرتني بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول الله r يقول: "إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ".
قال ابن عبد البر في التمهيد (17/ 183 - 184): "في نسخة يحيى في الموطأ في إسناد هذا الحديث وهم وخطأ غير مشكل، وقد يجوز أن يكون من خطأ اليد، فهو من قبيح الخطأ في الأسانيد؛ وذلك أن في كتابه في هذا الحديث: مالك عن عبدالله بن أبي بكر عن محمد بن عمرو بن حزم، فجعل في موضع (ابن): عن، فأفسد الإسناد، وجعل الحديث لمحمد بن عمرو بن حزم، وهكذا حدث به عنه ابنه: عبيد الله بن يحيى، وأما ابن وضاح فلم يحدث به هكذا، وحدث به على الصحة؛ فقال: مالك عن عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وهذا الذي لا شك فيه عند جماعة أهل العلم، وليس الحديث لمحمد بن عمرو بن حزم عند أحد من أهل العلم بالحديث ولا رواه محمد بن عمرو بن حزم بوجه من الوجوه، ومحمد بن عمرو بن حزم لا يروي مثله عن عروة. ووُلِد محمد بن عمرو بن حزم بنجران، وأبوه عامل عليها من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة عشر من الهجرة …"، وكذا قال في التجريد باختصار (ص:81 - 82).
وممن خالف يحيى بن يحيى في هذا الحديث:
1 - عبد الله بن مسلمة القعنبي، في موطأه (ص112/رقم 61) -ومن طريقه: أبو داود في سننه (154) والعقيلي في الضعفاء (1/ 273 - 274) والطبراني في الكبير (24/رقم496) وابن عبد البر في التمهيد (17/ 186) -.
2 - يحيى بن عبد الله بن بُكير في الموطأ، كما في التمهيد (17/ 186) - ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 128) - وعنده: " ... فليتوضأ وضوءه للصلاة".
3 - محمد بن إدريس الشافعي، في الأم (7/ 192)، وفي مسنده (ص12) -ومن طريقه البيهقي في الكبرى (1/ 128) وابن المنذر في الأوسط (1/ 197) -.
4 - معن بن عيسى القزّاز، عند النسائي في المجتبى (163) -ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد (17/ 186 - ) -.
5 - عبد الرحمن بن القاسم المصري، في موطأه بتلخيص القابسي (ص331/رقم304)، -ومن طريقه النسائي في المجتبى (163) وسحنون في المدونة (1/ 9) -.
6 - أبو مصعب الزهري، في الموطأ (1/ 47/رقم111) -ومن طريقه ابن حبان في صحيحه (1112) -.
7 - عبد الله بن نافع المدني، عند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 41/3230)، والمدونة (1/ 9).
8 - عبد الله بن وهب المصري، عند سحنون في المدونة (1/ 9).
9 - علي بن زياد التونسي، عند سحنون أيضا في المدونة (1/ 9).
10 - عبد الله بن يوسف التّنّيسي، عند الطبراني في الكبير (24/رقم496).
11 - عبد الله بن عبد الحكم المصري، عند الطبراني أيضا (24/رقم496).
12 - سعيد بن عبد الحميد بن جعفر، عند ابن عبد البر في التمهيد (17/ 186).
13 - سويد بن سعيد الحدثاني، في موطأه (ص64 - 65/رقم48).
¥(34/299)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[28 - 06 - 02, 09:06 م]ـ
الحديث الثامن:
روى يحي بن يحيى الليثي عن مالك عن زيد بن أسلم عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه أن عبد الله بن عباس والمسور بن مخرمة اختلفا بالأبواء، فقال عبد الله يغسل المحرم رأسه، وقال المسور بن مخرمة لا يغسل المحرم رأسه، قال: فأرسلني عبد الله بن عباس إلى أبي أيوب الأنصاري فوجدته يغتسل بين القرنين، وهو يستر بثوب فسلمت عليه، فقال: من هذا؟، فقلت: أنا عبد الله بن حنين أرسلني إليك عبد الله بن عباس أسألك كيف كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يغسل رأسه وهو محرم. قال: فوضع أبوأيوب يده على الثوب فطأطأه حتى بدا لي رأسه، ثم قال لإنسان يصب عليه: اصبب فصب على رأسه، ثم حرك رأسه بيديه، فأقبل بهما وأدبر، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعل.
هكذا رواه يحيى الليثي، بإدخال نافع بين زيد بن أسلم وإبراهيم بن حنين، والصواب حذفه، وقد خالفه رواة الموطأ، وكل من روى الحديث عن مالك، فرووه بغير ذكر نافع في سنده.
قال محمد بن الحارث الخشني في طبقات الفقهاء (ص265): " .. وهم فيه يحيى فزاد في إسناده نافعا، وليس فيه اسم نافع، وكذلك رواه القعنبي وابن بكير وابن وهب وعامة أصحاب مالك".
قال ابن الحذاء في رجال الموطأ (ص137): " ... وقد رواه يحيى بن يحيى عن مالك عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، وهو وهم لم يقله أحد غيره فيما علمت".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (4/ 261): "روى يحيى بن يحيى هذا الحديث عن مالك عن زيد بن أسلم عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين عن أبيه فذكره. ولم يتابعه على إدخال نافع بين زيد بن أسلم وبين إبراهيم بن عبد الله بن حنين أحد من رواة الموطأ عن مالك فيما علمت، وذكر نافع في هذا الإسناد عن مالك خطأ عندي لا أشك فيه، فلذلك لم أر لذكره في الإسناد وجها وطرحته منه كما طرحه ابن وضاح وغيره، وهو الصواب إن شاء الله، وهذا مما يحفظ من خطأ يحيى بن يحيى في الموطأ وغلطه .. ".
وممن خالف يحيى في هذا الحديث (ليس قصدي الحصر):
1 - عبد الرحمن بن مهدي، عند أحمد في مسنده (5/ 418).
2 - قتيبة بن سعيد المصري، عند مسلم في صحيحه (رقم1205) والنسائي في المجتبى (رقم2665) وغيرهما.
3 - عبد الله بن مسلمة القعنبي، عند أبي داود في سننه (1840) وغيره.
4 - أبو مصعب الزهري في الموطأ، ومن طريقه ابن ماجه في سننه (2934) وغيره.
5 - عبد الله بن يوسف التنيسي، عند البخاري في صحيحه (1743).
6 - سويد بن سعيد الحدثاني في الموطأ (/).
7 - عبد الرحمن بن القاسم المصري في الموطأ كما في الملخص للقابسي (/).
8 - محمد بن إدريس الشافعي في مسنده (ص116) -ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (5/ 63) -.
9 - محمد بن الحسن الشيباني في الموطأ (رقم419).
10 - يحيى بن عبد الله بن بكير المصري في الموطأ (ق/).
11 - عبد الله بن وهب المصري كما في طبقات الفقهاء والمحدثين للخشني (ص265).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[29 - 06 - 02, 10:05 م]ـ
إن شاءالله سأواصل الكلام على أخطاء يحيى التي جمعت، وهناك أيضا أخطا في الموطإ من ابن يحيى: عبيد الله نص عليها الأئمة وهي قليلة، بالمقارنة مع أخطاء والده، وسأنبه عليها بإذن الله، ولابن وضاح القرطبي وابن خلفون تألفين في أهطاء يحيى بن يحيى الليثي في الموطإ، وقد سرد أخطاءه الخشني في طبقات الفقهاء والمحدثين، وكذلك ابن عبد البر (سرد بعضها فقط) في التمهيد والاستذكار، وكذا ابن الحذاء في رجال الموطإ سرد بعضها.
وللحديث صلة ...
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[29 - 06 - 02, 10:35 م]ـ
وبارك الله فيك أخي السيف المجلى،
وبإذن الله سآتي على كل الأحاديث التي أخطأ فيها يحيى بن يحيى الليثي، وأسألكم صالح دعواتكم ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 06 - 02, 10:56 م]ـ
أخرج البخاري (#4843) ومسلم (#1419) من طرق عن يحيى بن أبي كثير، قال حدثنا أبو سلمة، قال حدثنا أبا هريرة أن رسول الله ? قال: «لا تُنكَحَ الأيم حتى تُستَأمر، ولا تُنكَح البَكر حتى تُستأذَن». قالوا: «يا رسول الله، وكيف إذنها؟». قال: «أن تسكت». وقد رواه بهذا اللفظ هشام وشيبان ومعاوية بن سلام. ورواه الأوزاعي عند الترمذي (3\ 415) وأبان عند أبي دود (2\ 231)، بنفس الإسناد لكن بلفظ "الثيّب" بدلاً من "الأيم". والظاهر أنهما روياه بالمعنى.
وفي حديثٍ صحيحٍ آخر عند النسائي (6\ 84) من طرقٍ عن عبد الله بن الفضل، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن ابن عباس مرفوعاً: «الأيم أحق بنفسها من وليّها، والبكر تستأذن في نفسها. وإذنها صماتها». رواه بهذا اللفظ رواه مالك بن أنس وصالح بن كيسان. ورواه بلفظ "الثيّب" زياد بن سعيد، ومالك بن أنس كذلك! واختلف العلماء في معنى الأيم، فمنهم من قال أنها الثيب فقط، ومنهم من قال أي امرأةٍ غير متزوجة.
السؤال: هل الخطأ هنا من مالك نفسه أم من الرواة عنه؟ وهل هذا خطأ أصلاً أم أن مالك كان يروي بالمعنى؟
¥(34/300)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[30 - 06 - 02, 09:20 م]ـ
وإن كان سؤالك بعيدا عن الموضوع المطروح (وهو أخطاء يحيى الليثي) فهذا الجواب:
بالنسبة لحديث أبي هريرة: فلم يتفرد الأوزاعي وأبان بن يزيد العطار بلفظ (الثيب) عن يحيى بن أبي كثير بل تابعهما جمع، وهم:
1 - هشام الدستوائي: من رواية مسلم بن إبراهيم عنه، عند البخاري في صحيحه (6453) ن ومن رواية يزيد بن زريع عند أبي نعيم في المستخرج (4/ 84)، ومن رواية أبي داود الطيالسي عند الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 367)، ورواه عنه جمع بلفظ (الأيم).
2 - معمر بن راشد الصنعاني: عند أحمد في مسنده (2/ 279) وأبي عوانة في مسنده (3/ 73).
3 - الحجاج بن أبي عثمان الصواف، عند أحمد في مسنده (2/ 250).
4 - علي بن المبارك الصنعاني، عند أبي عوانة في مسنده (3/ 74).
5 - إبراهيم بن عبد الملك القناد: عند النسائي في المجتبى (3213).
ورواه عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة بلفظ (الثيب) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 229) وسعيد بن منصور في سننه (رقم554).
قال الحافظ في الفتح (9/ 176): " .. أي صارت أيما؛ وهي التي يموت زوجها أو تبين منه وتنقضي عدتها، وأكثر ما تطلق على من مات زوجها وقال ابن بطال: العرب تطلق على كل امرأة لا زوج لها وكل رجل لا امرأة له أيما. زاد في المشارق: وإن كان بكرا"
وقال أيضا في الفتح (9/ 192): " ... وظاهر هذا الحديث أن الأيم هي الثيب التي فارقت زوجها بموت أو طلاق لمقابلتها بالبكر، وهذا هو الأصل في الأيم".
قلت: لعل يحيى بن أبي كثير أو أبو سلمة كان يروي الحديث بلفظ الأيم، وأحيانا بلفظ الثيب، أو أن بعض الرواة عنه رواه بالمعنى، والله أعلم.
فالثيب: هي من تزوجت وفارقت زوجها بعد أن مسها بأي وجه من الوجوه، والأيم في اللغة أعم من الثيب، فالأيم لغة التي لا زوج لها بكرا كانت أو ثيبا، مطلقة كانت أو متوفى عنها، والمراد بها الثيب، لأنه عطف عليها (البكر)، والعطف يقتضي المغايرة، فالمراد بالأيم في كلا الحديثين يقصد بها (الثيب).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[30 - 06 - 02, 09:22 م]ـ
أما حديث عبد الله بن عباس:
فجمهور الرواة عن أنس رووه بلفظ الأيم، ويصعب حصرهم، ومن رواه بلفظ الثيب عن مالك هم:
1 - شعبة بن الحجاج: في رواية مسلم بن إبراهيم عنه وفي رواية عمران بن عبيد الضبي عند أبي عوانة (3/ 76)، وقد رواه غير واحد عن شعبة بلفظ (الأيم).
2 - عبد الرحمن بن مهدي: في رواية الفضل بن موسى البصري، وقد رواه كذلك جمع (كعمرو بن علي الفلاس وأحمد بن حنبل، وأحمد بن سنان القطان) عن ابن مهدي بلفظ (الأيم).
3 - عبد الله بن داود الخريبي عنه، ولعله رواه بالمعنى.
4 - يحيى بن أيوب الغافقي عنه، ورواه الخليلي في الإرشاد (1/ 401) من طريقه بلفظ (الأيم).
أخرج هذه الروايات كلها الدارقطني في سننه (3/ 240).
وقد رواه عبيد الله بن عبد الله بن موهب عن عبد الله بن الفضل بسنده سواء بلفظ (الثيب) عند أحمد في مسنده (1/ 355) وغيره، ورواه زياد بن سعد عن عبد الله بن الفضل كذلك.
قال ابن عبد البر في التمهيد (19/ص76 - 77): "اختلف في لفظ هذا الحديث كما ترى فبعضهم يقول الأيم، وبعضهم يقول الثيب والذي في الموطأ الأيم، وقد يمكن أن يكون من قال: الثيب جاء به على المعنى عنده وهذا موضع اختلف فيه العلماء وأهل اللغة؛ فقال قائلون: الأيم هي التي أمت من زوجها بموته أو طلاقه وهي الثيب ... ".
فالذي يظهر أن الإمام مالك رواه بلفظ (الأيم) ورواه عنه بعض أصحابه كالخريبي، وبعض الرواة عن تلاميذه بلفظ (الثيب) وهي رواية بالمعنى، وكذلك رواية زياد بن سعد وابن موهب، والله أعلم.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[30 - 06 - 02, 09:24 م]ـ
الحديث التاسع:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطإ عن علقمة بن أبي علقمة أن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: أهدى أبو جهم بن حذيفة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- خميصة شامية لها علم، فشهد فيها الصلاة، فلما انصرف قال: "ردي هذه الخميصة إلى أبي جهم، فإني نظرت إلى علمها في الصلاة فكاد يفتنني".
قال ابن عبد البر في التمهيد (20/ 108): "هكذا قال يحيى عن مالك في إسناد هذا الحديث عن علقمة بن أبي علقمة أن عائشة، ولم يتابعه على ذلك أحد من الرواة وكلهم رواه عن مالك في الموطأ عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن عائشة، وسقط ليحيى عن أمه، وهو مما عد عليه .. ".
قال الخشني في طبقات الفقهاء والمحدثين (ص263): " .. وهم فيه يحيى فقال: عن علقمة بن أبي علقمة أن عائشة، والصواب: عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن عائشة، كما رواه القعنبي وابن بكير وابن وهب وغيرهم عن مالك".
والذين خالفوا يحيى الليثي من أصحاب مالك هم (لم أستقصيهم كلهم):
1 - أبو مصعب الزهري، في الموطأ -ومن طريقه ابن حبان في صحيحه (6/رقم2338) -2 - يحيى بن يحيى النيسابوري، عند البيهقي في الكبرى (2/ 349).
3 - إسحاق بن عيسى الطباع، عند الإمام أحمد في مسنده (6/ 177).
4 - عبد الرحمن بن مهدي، عند أحمد أيضا (6/ 177).
5 - روح بن عبادة، عند إسحاق بن راهويه في مسنده (2/رقم1027).
6 - سويد بن سعيد الحدثاني، في الموطأ (/).
7 - معن بن عيسى القزاز، عند ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/ 457) -ووقع عنده عن أبيه، وهو تصحيف، فليصحح-.
8 - يحيى بن عبد الله بن بُكير المصري، كما في طبقات الفقهاء للخشني (ص263).
10 - عبد الله بن وهب المصري، كما عند الخشني أيضا (ص263).
11 - عبد الله بن مسلمة القعنبي، كما في المصدر السابق (ص263).
¥(34/301)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[30 - 06 - 02, 09:37 م]ـ
فائدة:
قد تجدون هذه الأخطاء مصححة في كثير من طبعات الموطأ، وحتى طبعة بشار عواد معروف لم تسلم منها، لكنه صحح الكثير منها، وبالنسبة لمسألة تصحيح الأهطاء، فكثير من متعصبي المالكية، من نساخ الموطإ صحح الكثير الأخطاء، وقد حذف ابن وضاح في روايته الموطأ عن يحيى هذه الأخطاء، لكنه جمعها في تصنيف مستقل لم يصلنا، وعدد أخطاء يحيى بضع وثلاثون خطأ بالتقريب، والله أعلم.
وبالنسبة إلى الآن -في نظري- لم يخدم موطأ الإمام مالك الخدمة اللائقة به، فقد حقق اعتمد بشار على نسخة متأخرة من القرن التاسع، ويوجد ما هو أقدم منها وأحسن بكثير، توجد نسخ من القرن الخامس ولعل من الرابع أيضا، وكان الأولى أن تحقق على نسخ عتيقة قيمة، فنسأل الله أن يقيض للموطأ من يخدمه الخدمة الللائقة به.
ولكن لا نبخس الرجل حقه، فقد قام بعمل جيد في الجملة، وطبعته أحسن الطبعات لا شك ...
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[01 - 07 - 02, 10:06 م]ـ
الحديث العاشر:
روى يحيى بن يحيى عن مالك في الموطأ عن أبي الزبير المكي أن أبا ماعز الأسلمي عبد الله ابن سفيان أخبره أنه كان جالسا مع عبد الله بن عمر، فجاءته امرأة تستفتيه؛ فقالت: إني أقبلت أريد أن أطوف بالبيت حتى إذا كنت بباب المسجد هرقت الدماء، فرجعت حتى ذهب ذلك عني، ثم أقبلت حتى إذا كنت عند باب المسجد هرقت الدماء، فرجعت حتى ذهب ذلك عني، ثم أقبلت حتى إذا كنت عند باب المسجد هرقت الدماء، فقال عبد الله ابن عمر: إنما ذلك ركضة من الشيطان فاغتسلي، ثم استثفري بثوب، ثم طوفي.
قال ابن الحذاء في رجال الموطأ (ج4/ 4): "وقال يحيى بن يحيى: أن أبا ماعز الأسلمي، ولم يقله أحد من أصحاب مالك فيما علمت".
قلت: تفرد يحيى الليثي بقول: (الأسلمي)، ولم يذكر هذه النسبة أحد من الرواة عن مالك فيما علمت، وأبو ماعز عبد الله بن سفيان تفرد عنه أبو الزبير المكي بالرواية، كما في المنفردات والوحدان للإمام مسلم (ص20)، ووقع عنده أبو عامر، ولعله تصحيف، والله أعلم.
ولعل يحيى لما رأى ذكر ماعز في السند، انتقل ذهنه لماعز بن مالك الأسلمي -رضي الله عنه-، فزاد نسبة (الأسلمي) على التوهم، وهذا خطأ فاحش كما لا يخفى، لأن ماعزا الأسلمي -رضي الله عنه- صحابي وهو الذي رجمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والله أعلم.
والذين خالفوا يحيى في روايتهم عن مالك هم:
1 - عبد الرزاق الصنعاني في المصنف (1/ 311).
2 - أبو مصعب الزهري في الموطأ (/).
3 - سويد بن سعيد الحدثاني في الموطأ (/).
4 - محمد بن حرب الخولاني، عند الفاكهي في تاريخ مكة (رقم686).
5 - يحيى بن بكير المصري في الموطأ -ومن طريقه البيهقي في الكبرى (5/ 88) -.
6 - محمد بن الحسن الشيباني في الموطأ (رقم470).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[03 - 07 - 02, 04:09 م]ـ
الحديث الحادي عشر:
روى يحي بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أكل كل ذي ناب من السباع حرام".
كذا رواه يحيى عن مالك، وخالفه الرواة عن مالك فرووه بلفظ (نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أكل ذي ناب من السباع -وفي رواية: السبع-).
قال ابن عبد البر في التمهيد (11/ 6): "هكذا قال يحيى في هذا الحديث بهذا الإسناد (أكل كل ذي ناب من السباع حرام)، ولم يتابعه على هذا أحد من رواة الموطأ في هذا الإسناد خاصة، وإنما لفظ حديث مالك عن ابن شهاب عن أبي إدريس عن أبي ثعلبة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع، وأما اللفظ الذي جاء به يحيى في هذا الإسناد فإنما هو لفظ حديث مالك عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عبيدة بن أبي سفيان عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد ذكرناه في باب إسماعيل من هذا الكتاب".
والذين خالفوا يحيى فيه هم:
1 - عبد الله بن مسلمة القعنبي، عند أبي داود في سننه (3802) والترمذي في الجامع (1477) وغيرهما.
2 - عبد الله بن وهب المصري، عند مسلم في صحيحه (رقم1932).
3 - عبد الله بن يوسف التنيسي، عند البخاري في صحيحه (رقم5210).
4 - خالد بن مخلد القطواني، عند الدارمي في سننه (رقم1980).
5 - عبد الله بن المبارك المروزي في مسنده (ص112).
¥(34/302)
6 - سويد بن سعيد الحدثاني في الموطأ (868).
7 - أبو مصعب الزهري في الموطأ (/) -ومن طريق ابن حبان في صحيحه (12/رقم5279) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج66/ 84) -.
8 - عبد الرحمن بن القاسم المصري، في الموطأ بتلخيص القابسي (76).
9 - محمد بن الحسن الشيباني في الموطأ (رقم642).
10 - علي بن زياد التونسي في الموطأ (ص172 - 173).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[05 - 07 - 02, 12:26 ص]ـ
الحديث الثاني عشر:
روى يحيى بن يحيى عن مالك في الموطأ عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه أن عبد الله بن قيس بن مخرمة أخبره عن زيد بن خالد الجهني أنه قال: لأرمقن الليلة صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: فتوسدت عتبته أو فسطاطه، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلى ركعتين طويلتين طويلتين، ثم صلى ركعتين، وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم أوتر فتلك ثلاث عشرة ركعة.
هكذا رواه يحيى، وقد أخطأ فيه خطأين:
1 - ذكر أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- افتتح صلاته بركعتين طويلتين طويلتين، وقال الراوة عن مالك أنه –صلى الله عليه وسلم- افتتح بركعتين خفيفتين.
2 - ذكر أنه –صلى الله عليه وسلم- صلى ركعتين طويلتين طويلتين (مرتين)، وخالفه أصحاب مالك ذكر كلمة (طويلتين) ثلاث مرات.
وقال ابن عبد البر في التمهيد (17/ 287 - 288): "هكذا قال يحيى في الحديث: (فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلى ركعتين طويلتين طويلتين)، ولم يتابعه على هذا أحد من رواة الموطأ عن مالك فيما علمت، والذي في الموطأ عن مالك عند جميعهم: (فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلى ركعتين خفيفتين، ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين)، فأسقط يحيى ذكر الركعتين الخفيفتين، وذلك خطأ واضح لأن المحفوظ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث زيد بن خالد وغيره أنه كان يفتتح صلاة الليل بركعتين خفيفتين. وقال يحيى أيضا: (طويلتين طويلتين) مرتين، وغيره يقوله ثلاث مرات: (طويلتين طويلتين طويلتين) ".
وقال أيضا (17/ 289 - 290): "ولم يختلف الرواة عن مالك في حديث زيد بن خالد هذا بهذا الإسناد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- افتتح صلاته تلك الليلة بركعتين خفيفتين صلاهما، ثم صلى ركعتين طويلتين، ثم صلى ركعتين دونهما على ما في الحديث إلى آخره، وأسقط يحيى ذكر الركعتين الخفيفتين، وذلك مما عُدّ على يحيى من سقطه وغلطه، والغلط لا يسلم منه أحد".
وخطأ يحيى أيضا أبو الوليد الباجي كما تنوير الحوالك (1/ 110) [وعذرا للإخوة فإن شرح الباجي على الموطأ لا تطوله يدي الآن، فالعزو إليه أولى].
وممن خالف يحيى بن يحيى في هذا الحديث:
1 - عبد الله بن مسلمة القعنبي عند أبي داود في سننه (1366).
2 - قتيبة بن سعيد المصري، عند مسلم في صحيحه (765).
3 - عبد الرحمن بن القاسم المصري، في الموطأ (*/*).
4 - عبد الله بن وهب المصري، عند الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 290).
5 - أبو مصعب الزهري في الموطأ (*/*) –ومن طريقه ابن حبان (6/رقم2608) -.
6 - عبد الله بن نافع المدني عند ابن ماجه في سننه (1362).
7 - عبيد الله بن عبد المجيد أبو علي الحنفي، عند عبد بن حميد في مسنده (المنتخب –رقم273).
8 - يحيى بن بكير المصري، عند ابن عبد البر في التمهيد (17/ 289).
9 - مصعب بن عبد الله الزبيري، عند عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده على المسند (5/ 193).
10 - معن بن عيسى القزاز، عنده أيضا في زوائده على المسند (5/ 193)، وعند الترمذي في الشمائل (رقم270).
11 - محمد بن الحسن الشيباني في الموطأ (رقم167).
12 - سويد بن سعيد في الموطأ (*/*).
13 - عبد الله بن يوسف التنيسي، عند أبي نعيم في مستخرجه على مسلم (1753).
14 - عبد الرزاق بن همام الصنعاني، في المصنف (3/رقم4712) – ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (5/رقم5245) -.
16 - عبد الرحمن بن مهدي، عند الإمام أحمد في المسند (5/ 193).
فائدة:
¥(34/303)
لم يقل كل الرواة عن مالك في الحديث (طويلتين طويلتين طويلتين)، بل اقتصر بعضهم على ذكر لفظة (طويلتين) مرة واحدة وهم: عبد الرزاق ومحمد بن الحسن الشيباني وعبدالرحمن بن مهدي وعبد الله بن يوسف التنيسي وغيرهم، فكأن مالكا –رحمه الله- كان يحدث باللفظتين تارة يذكرها ثلاث مرات، وتارة مرة واحدة، والرواية الأخيرة هي الراجحة، لأن مالكا توبع عليها بزهير بن محمد التميمي عند الطبراني في الكبير (5/رقم5246) والبزار في مسنده (9/رقم3781)، ووقع عند هذا الأخير: [وهب]، وهو تصحيف فليصحح.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[05 - 07 - 02, 08:10 م]ـ
الحديث الثالث عشر:
روى يحيى بن يحيى عن مالك الموطأ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا نزل بين الصفا والمروة مشى حتى إذا انصبت قدماه في بطن المسيل سعى حتى يخرج منه.
قال ابن عبد البر في التمهيد (2/ 93): "هكذا قال يحيى عن مالك في هذا الحديث: (إذا نزل بين الصفا والمروة)، وغيره من رواة الموطأ يقول: (إذا نزل من الصفا مشى حتى انصبت قدماه في بطن المسيل سعى حتى يخرج منه)، ولا أعلم لرواية يحيى وجها إلا أن تحمل على ما رواه الناس لأن ظاهر قوله: (نزل بين الصفا والمروة) يدل على أنه كان راكبا فنزل بين الصفا والمروة، وقول غيره: (نزل من الصفا) -والصفا جبل- لا يحتمل إلا ذلك، وقد يمكن أن يكون شبّه على يحيى رواية ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طاف في حجة الوداع على راحلته بالبيت وبين الصفا والمروة ليراه الناس وليشرف لهم ليسألوه لأن الناس غشوه .. ".
وممن خالف يحيى الليثي في هذا الحديث:
1 - يحيى بن بكير المصري في الموطأ –ومن طريقه البيهقي في الكبرى (5/ 93).
2 - عبد الرحمن بن مهدي، عند أحمد في مسنده (3/ 388).
3 - إسحاق بن عيسى الطباع، عند أحمد أيضا (3/ 388).
4 - مصعب بن عبد الله الزبيري، عند بيبى الهرثمية في جزئها (رقم62).
5 - عبد الرحمن بن القاسم في الموطأ -كما في ملخص القابسي (*/*) -، ومن طريقه النسائي في المجتبى (2981).
6 - محمد بن الحسن الشيباني في الموطأ (474).
7 - سويد بن سعيد الحدثاني في الموطأ (*/*).
8 - أبو مصعب الزهري في الموطأ (*/*).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[06 - 07 - 02, 09:15 م]ـ
الحديث الثالث عشر:
روى يحي بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة، وهو غائب بالشام فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته، فقال: والله ما لك علينا من شيء. فجاءت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكرت ذلك له، فقال: "ليس لك عليه نفقة"، وأمرها أن تعتد في بيت أم شريك، ثم قال: "تلك امرأة يغشاها أصحابي، اعتدي عند عبد الله بن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك عنده، فإذا حللت فآذنيني"، قالت: فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم بن هشام خطباني، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، أنكحي أسامة بن زيد"، قالت: فكرهته، ثم قال: "أنكحي أسامة بن زيد فنكحته"، فجعل الله في ذلك خيرا واغتبطت به.
قال ابن عبد البر في التمهيد (19/ 136): "أما قول يحيى في هذا الحديث (إن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم بن هشام خطباني) فمن الغلط البين، ولم يقل أحد من رواة الموطأ أباجهم بن هشام غير يحيى، وإنما في الموطأ عند جماعة الرواة غير يحيى: (أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني)، هكذا أبو جهم غير منسوب في الموطأ، وهو أبو جهم بن حذيفة بن غانم العروي القرشي، اسمه عمير، ويقال عبيد بن حذيفة، وفي بعض نسخ الموطأ رواية ابن القاسم من طريق الحارث بن مسكين: (أبو جهم بن هشام)، وهذا كما وصفنا عن يحيى".
وقال محمد بن الحارث الخشني في طبقات الفقهاء (ص266): " .. وهذا غلط من يحيى، إنما هو (أبو جهم بن حذيفة) كما روته الرواة".
والذين خالفوا يحيى الليثي جماعة، وهم:
1 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: عند أبي داود في سننه (2284).
2 - عبد الله بن وهب المصري: عند الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 5).
3 - يحيى بن يحيى النيسابوري: عند مسلم في صحيحه (1480).
4 - عبد العزيز بن عبد الله الأويسي: عند ابن الجارود في المنتقى (760).
5 - محمد بن حرب الخولاني: عنده أيضا.
6 - مطرف بن عبد الله المدني: عنده أيضا.
7 - محمد بن إدريس الشافعي: كما في مسنده (ص186).
8 - عبد الله بن يوسف التنيسي: عند الطبراني في الكبير (24/رقم913).
9 - عبد الرحمن بن القاسم في الموطأ (*/*) –ومن طريقه النسائي في المجتبى (3245) -.
10 - أبو مصعب الزهري في الموطأ (*/*) –ومن طريقه ابن حبان (4049) و (4290) -
11 - معن بن عيسى القزاز: عند ابن سعد في الطبقات (8/ 273).
12 - عبد الرحمن بن مهدي: عند أحمد في مسنده (6/ 412).
13 - إسحاق بن عيسى الطباع: عنده أيضا.
14 - سويد بن سعيد الحدثاني في الموطأ (*/*).
ملحوظة: وقع عن كل رواة الموطأ ( .. وأبو جهم .. ) غير منسوب، ونسبه معن القزاز وعبدالله بن يوسف التنيسي عن مالك، فقالا: (وأبو جهم بن حذيفة).
¥(34/304)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 07 - 02, 12:32 ص]ـ
الحديث المتقدم هو الحديث الرابع عشر، فليصحح، ويليه الحديث الخامس عشر ...
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 07 - 02, 12:34 ص]ـ
الحديث الخامس عشر:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن أبي بكر بن عمرو عن سعيد بن يسار قال: كنت أسير مع عبد الله بن عمر بطريق مكة، قال سعيد: فلما خشيت الصبح نزلت فأوترت، ثم أدركته فقال لي عبد الله بن عمر: أين كنت؟، فقلت له: خشيت الصبح فنزلت فأوترت، فقال عبد الله: أليس لك في رسول الله أسوة؟، فقلت: بلى والله، فقال: إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان يوتر على البعير.
قال محمد بن الحارث الخشني في طبقات الفقهاء (ص263): " .. وهذا وهم، وإنما هو أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن [بن عبد الله] بن عمر بن الخطاب، وكذلك رواه مالك عنه".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (24/ 137 - 138): "وقع عند أكثر شيوخنا في هذا الإسناد (أبو بكر بن عمرو)، وكان أحمد بن خالد يقول إن يحيى رواه (أبو بكر بن عمرو)، وهو خطأ، وإنما هو: (أبو بكر بن عمر) كذلك رواه جماعة أصحاب مالك. قال أبو عمر: هو كما قال أحمد بن خالد، أبو بكر بن عمر وهو معروف بالنسب مشهور عند أهل العلم وحديثه هذا حديث ثابت صحيح".
والذين خالفوا يحيى فيه هم:
1 - إسماعيل بن أبي أويس المدني: عند البخاري في صحيحه (954).
2 - يحيى بن يحيى النيسابوري: عند مسلم في صحيحه (700).
3 - قتيبة بن سعيد المصري: عند الترمذي في الجامع (472) والنسائي في المجتبى (1688).
4 - عبد الرحمن بن مهدي: عند ابن ماجه في سننه (1200) وأحمد في مسنده (2/ 7 و57).
5 - وكيع بن الجراح: عند أحمد في مسنده (2/ 57).
6 - إسحاق بن عيسى الطباع: عند أحمد أيضا (2/ 113).
7 - أبو مصعب الزهري في الموطأ (*/*) –ومن طريقه ابن حبان في صحيحه (1704) و (2413) -.
8 - مروان بن محمد الطاطري: عند الدارمي في سننه (1590).
9 - عبد الله بن وهب المصري: عند الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 428) وغيره.
10 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: عند الطبراني في الكبير (12/رقم13271) وأبي نعيم في مستخرجه على مسلم (1572).
11 - محرز بن سلمة العدني: عند أبي نعيم في المستخرج (1572).
12 - وهيب بن خالد البصري: عند أبي نعيم أيضا (1572).
13 - محمد بن إدريس الشافعي: عند الطحاوي في السنن المأثورة (ص161).
14 - محمد بن الحسن الشيباني في الموطأ (252)، وأرسله.
15 - سويد بن سعيد الحدثاني في الموطأ (*/*).
16 - عبد الرحمن بن القاسم المصري كما ملخص القابسي (*/*).
17 - عبد الله بن عبد الحكم المصري: عند الطبراني في الكبير (12/رقم13271).
18 - روح بن عبادة البصري: عند الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 429).
19 - إبراهيم بن أبي الوزير: عنده أيضا (1/ 429)، ووقع في سنده والذي قبله تصحيف، فليصحح.
20 - أبو نعيم الفضل بن دكين: عند عبد بن حميد في مسنده (المنتخب-رقم839).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 07 - 02, 10:19 م]ـ
الحديث السادس عشر
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن محمود بن لبيد الأنصاري أن عتبان بن مالك كان يؤم قومه، وهو أعمى وأنه قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنها تكون الظلمة والمطر والسيل، وأنا رجل ضرير البصر، فصَلِّ يا رسول الله في بيتي مكانا أتخذه مصلى. فجاءه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "أين تحب أن أصلي؟ "، فأشار له إلى مكان من البيت، فصلى فيه رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
قال ابن عبد البر في التمهيد (6/ 227): "قال يحيى في هذا الحديث: (عن مالك عن ابن شهاب عن محمود بن لبيد)، وهو غلط بين، وخطأ غير مشكل، ووهم صريح لا يعرج عليه، ولهذا لم نشتغل بترجمة الباب عن محمود بن لبيد لأنه من الوهم الذي يدركه من لم يكن له بالعلم كبير عناية، وهذا الحديث لم يروه أحد من أصحاب مالك، ولا من أصحاب ابن شهاب إلا عن محمود بن الربيع، ولا يحفظ إلا لمحمود بن الربيع، وهو حديث لا يعرف إلا به، وقد رواه عنه أنس بن مالك عن عتبان بن مالك، ومحمود بن لبيد ذكرُه في هذا الحديث خطأ، والكمال لله والعصمة به لا شريك له".
قلت: وقد رواه جماعة عن الزهري وهم: سفيان بن عيينة ويونس بن يزيد الأيلي ومعمر ابن راشد وإبراهيم بن سعد وعبد الرحمن بن نمر والزبيدي وعقيل والأوزاعي وأبي أويس وسفيان بن حسين فقالوا فيه: (محمود بن الربيع)، وكذلك رواه عنه أنس بن مالك عن عتبان بن مالك، والوهم فيه من يحيى الليثي.
والذين خالفوا يحيى فيه عن مالك، هم:
1 - إسماعيل بن أبي أويس المدني: عند البخاري في صحيحه (636).
2 - أبو مصعب الزهري في الموطأ –ومن طريقه ابن حيان في صحيحه (4/رقم1612) -.
3 - معن بن عيسى القزاز: عند النسائي في المجتبى (788).
4 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: في الموطأ كما في الملخص للقابسي –ومن طريقه النسائي في المجتبى (788) -.
5 - خالد بن مخلد القطواني: عند ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 28/6071).
6 - محمد بن إدريس الشافعي: في مسنده (ص53).
7 - سعيد بن داود الزنبري: عند ابن عبد البر في التمهيد (10/ 157 - 158).
¥(34/305)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[09 - 07 - 02, 09:27 م]ـ
الحديث السابع عشر:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن عمر بن عبد الرحمن بن دلاف المزني أن رجلا من جهينة كان يسبق الحاج فيشتري الرواحل، فيغلي بها، ثم يسرع السير، فيسبق الحاج، فأفلس، فرفع أمره إلى عمر بن الخطاب، فقال: أما بعد أيها الناس فإن الأسيفع: أسيفع جهينة رضي من دينه وأمانته بأن يقال سبق الحاج، ألا وإنه قد دان معرضا فأصبح قد رين به، فمن كان له عليه دين فليأتنا بالغداة نقسم ماله بينهم، وإياكم والدين، فإن أوله هم وآخره حرب.
قال ابن الحذاء في رجال الموطأ (ص379): " .. ورواه يحيى بن يحيى [عن مالك] عن عمر ابن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف أن عمر بن الخطاب لم يقل عن أبيه، والصواب ما روى أصحاب مالك".
قلت: وقد وهم فيه يحيى، وقد رواه جماعة عن مالك، فقالوا في إسناده (عن عمر بن عبدالرحمن بن عطية بن دلاف عن أبيه .. )، وهو الصواب.
والذين خالفوا يحيى الليثي هم:
1 - يحيى بن عبد الله بن بكير المصري: عند البيهقي في الكبرى (6/ 49) و (10/ 141).
2 - عبد الله بن وهب المصري: عند سحنون في المدونة (13/ 233).
3 - أبو مصعب الزهري في الموطأ (*/*).
4 - عبدالرحمن بن مهدي: عند الدراقطني في غرائب مالك –كما في الإصابة (1/ 200) -، لكنه زاد فيه عن جده، وهو وهم، والله أعلم.
5 - سويد بن سعيد الحدثاني في الموطأ (*/*).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[10 - 07 - 02, 10:32 م]ـ
الحديث الثامن عشر:
روى يحيى بن يحي الليثي عن مالك في الموطأ عن نافع عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد عمرو بن حزم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهدى جملا كان لأبي جهل بن هشام في حج أو عمرة.
قال الخشني في طبقات الفقهاء (ص265): "وهذا وهم ليس في الإسناد نفع، وإنما هو عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (17/ 413): "وقع عندنا وعند غيرنا في كتاب يحيى في الموطأ في هذا الحديث: مالك عن نافع عن عبدالله بن أبي بكر، وهذا من الغلط البين، ولا أدري ما وجهه، ولم يختلف الرواة للموطأ عن مالك فيما علمت قديما وحديثا أن هذا الحديث في الموطأ لمالك عن عبدالله بن أبي بكر، وليس لنافع فيه ذكر ولا وجه لذكر نافع فيه، ولم يرو نافع عن عبدالله بن أبي بكر قط شيئا، بل عبدالله بن أبي بكر ممن يصلح أن يروي عن نافع، وقد روى عن نافع من هو أجل منه، وهذا الحديث في الموطأ عند جماعة رواته لمالك عن عبدالله بن أبي بكر".
وممن خالف يحيى فيه:
1 - يحيى بن بكير المصري: عند البيهقي في الكبرى (5/ 230).
2 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (*/*).
3 - سويد بن سعيد الحدثاني: في الموطأ (*/*)، ورواه خارج الموطأ عن مالك عن الزهري عن أنس عن أبي بكر فأخطأ فيه، وشنع عليه كثير من الأئمة من أجل ذلك.
فائدة:
روى ابن وضاح هذا الحديث عن يحيى في الموطأ على الصواب من غير ذكر نافع –كما في شرح الزرقاني (2/ 429) -، وهذا من عادة ابن وضاح –رحمه الله- أنه كان يصلح أخطاء يحيى في المتن والإسناد، وقد أفرد كما تقدم مؤلفا في أخطاء شيخه يحيى الليثي في روايته لموطأ مالك بن أنس.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[11 - 07 - 02, 09:58 م]ـ
الحديث التاسع عشر:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن أبي الزبير أن عمر بن الخطاب قضى في الضبع بكبش، وفي الغزال بعنز، وفي الأرنب بعناق، وفي اليربوع بجفرة.
قال محمد بن الحارث الخشني (ص265): "أسقط من الإسناد جابر بن عبد الله بن عمرو، [إنما هو] عن مالك عن أبي الزبير عن جابر أن عمر بن الخطاب".
قلت الذين خالفوا يحيى الليثي ورووه عن مالك بذكر جابر هم:
1 - محمد بن إدريس الشافعي: كما في مسنده ().
2 - يحيى بن بكير المصري: عند البيهقي في السنن الكبرى (5/ 183).
3 - عبد الرزاق بن همام الصنعاني: كما في مصنفه (4/رقم8214 و8224).
4 - أبو مصعب الزهري في الموطأ (*/*).
5 - سويد بن سعيد الحدثاني في الموطأ (*/*).
6 - محمد بن الحسن الشيباني في الموطأ (رقم502).
وتوبع مالك بن أنس؛ فرواه: الليث بن سعد ومعمر بن راشد وسفيان بن عيينة وسفيان الثوري وأيوب السختياني كلهم عن أبي الزبير عن جابر عن عمر به.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 07 - 02, 11:35 م]ـ
الحديث التاسع عشر
قلت حفظك الله رواه الشافعي في مسنده
وهو في كتاب اختلاف مالك والشافعي
باب ما جاء في الصيد
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[11 - 07 - 02, 11:41 م]ـ
نعم رواه الشافعي في مسنده، وأنا لا أريد الإكثار من التخريج، وإلا فقد رواه الشافعي في الأم ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى، والمهم ان الشافعي رواه عن مالك موافقا لجماعة الرواة ...
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 07 - 02, 11:43 م]ـ
الحديث السادس عشر
رواه الشافعي في السنن {تحقيق د خليلابراهيم ملا خاطر} (147)
(1/ 257)
وهو في الام (
¥(34/306)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[11 - 07 - 02, 11:45 م]ـ
أعرف أخي الحبيب أن هذه الآثار والأحاديث أخرجها الشافعي في الأم وفي باقي كتبه، وتعمدت العزو للمسند لأنه أسهل، وهو ليس من تأليف الشافعي بل من جمع أبي العباس الأصم عن شيخه الربيع بن سليمان المرادي .....
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 07 - 02, 11:46 م]ـ
اخي (ابو اسحاق التطواني) حفظه الله
ولكني احببت ذكر المصدر القديم
فكما تعرف ان كتاب المسند (وان كان جمع كثيرا من احاديث الشافعي)
فليس هو من تصنيف الامام الشافعي
واما كتاب الام
او كتاب السنن فهو من تصنيف الامام الشافعي
ومعذرة على المداخلة
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[11 - 07 - 02, 11:47 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي ابن وهب ..
أنا قصدي فقط ذكر المخالفة من غير توسع في التخريج، والمقصود حاصل بذكر من روى الحديث، والله أعلم ..
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[13 - 07 - 02, 12:47 ص]ـ
الحديث العشرون
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن داود بن الحصين عن أبي غطفان بن طريف المري أن عمر بن الخطاب قال: من وهب هبة لصلة رحم، أو على وجه صدقة فإنه لا يرجع فيها، ومن وهب هبة يرى أنه إنما أراد بها الثواب فهو على هبته يرجع فيها إذا لم يرض منها.
هكذا قال يحيى، وخالفه أصحاب مالك، فرووه عنه بإدخال مروان بن الحكم بين أبي غطفان المري وعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وهم:
1 - عبد الله بن وهب المصري: عند الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 81).
2 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (*/*).
3 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: كما في رجال الموطأ لابن الحذاء (ص477).
4 - يحيى بن بكير المصري: كما في رجال الموطأ أيضا (ص477).
5 - سويد بن سعيد الحدثاني: في الموطأ (*/*).
6 - محمد بن إدريس الشافعي: في الأم (4/ 61).
7 - محمد بن الحسن الشيباني في الموطأ (رقم804).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[13 - 07 - 02, 09:41 م]ـ
يضاف للحديث العاشر ضمن الذين خالفوا يحيى الليقي في الحديث:
7 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: عند الدولابي في الكنى والأسماء
(3/ 981).
8 - عبد الله بن وهب المصري: عند الدولابي أيضا (3/ 981).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[13 - 07 - 02, 09:47 م]ـ
الحديث الحادي والعشرون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان أن زيد بن خالد الجهني قال: توفي رجل يوم حنين، وأنهم ذكروه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فزعم زيد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "صلوا على صاحبكم"، فتغيرت وجوه الناس لذلك، فزعم زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: "إن صاحبكم قد غلّ في سبيل الله"، قال: ففتحنا متاعه فوجدنا خرزات من خرز يهود ما تساوين درهمين.
وهم يحيى الليثي في موضعين من الحديث؛ وهم في إسناده وهو إسقاطه (أبو عمرة أو ابن أبي عمرة) بين محمد بن يحيى بن حيان وزيد ابن خالد الجهني، والصواب إثباته كما رواه أصحاب مالك.
والوهم الثاني في متنه، في قوله: (يوم حنين)، إنما هو يوم خيبر كما رواه أصحاب مالك.
قال محمد بن الحارث الخشني في طبقات الفقهاء والمحدثين (ص264): "كذا رواه يحيى وهم في إسناده ومتنه، وإنما المحفوظ عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن أبي عمرة أو ابن أبي عمرة عن زيد بن خالد، وقال (يوم حنين)، وإنما هو (يوم خيبر) ".
وقال ابن الحذاء في رجال الموطأ (ص134): "ورواه يحيى بن يحيى عن مالك فأسقط أبا عمرة من الإسناد، وقد وهم لم يقله غيره، وقال يحيى بن يحيى: (يوم حنين)، وهو وهم، وقال غيره (خيبر)، وهو الصحيح".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (23/ 285): " هكذا في كتاب يحيى وروايته عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان أن زيد بن خالد، لم يقل عن أبي عمرة، ولا عن ابن أبي عمرة، وهو غلط منه وسقط من كتابه ذكر أبي عمرة".
وقال أيضا (23/ 286): "وكان عند أكثر شيوخنا في الموطأ عن يحيى في هذا الحديث: (توفي رجل يوم حنين)، وهو وهم، إنما هو يوم خيبر، وعلى ذلك جماعة الرواة، وهو الصحيح، والدليل على صحته قوله: (فوجدنا خرزات من خرزات يهود)، ولم يكن بحنين يهود، والله أعلم".
وأصحاب مالك الذين خالفوا يحيى فيه هم:
1 - عبد الله بن وهب المصري: عند البيهقي في السنن الكبرى (9/ 101).
2 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: عند الطبراني في المعجم الكبير (5/رقم5176).
3 - عبد الله بن يوسف التنيسي: عند الطبراني أيضا (5/رقم5176).
4 - عبد الله بن الحكم المصري: عند الطبراني أيضا (5/رقم5176).
5 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: كما في ملخص القابسي (*/*).
6 - سويد بن سعيد الحدثاني: في الموطأ (*/*).
7 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (*/*).
8 - مصعب بن عبد الله الزبيري: كما في التمهيد (23/ 285).
9 - معن بن عيسى القزاز: كما في التمهيد (23/ 285).
10 - سعيد بن عفير المصري: كما في التمهيد (23/ 285).
11 - يحيى بن بكير المصري: كما في التمهيد (23/ 285).
12 - أحمد بن إسماعيل أبو حذافة السهمي: عند المحاملي في أماليه (رواية الفارسي) ومن طريقه ابن طولون الدمشقي في الأحاديث المائة (رقم48).
ووافق يحيى بن سعيد القطان جماعة الرواة عن مالك؛ فرواه عن يحيى ابن سعيد الأنصاري بإسناده سواء.
¥(34/307)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[14 - 07 - 02, 09:42 م]ـ
الحديث الثاني والعشرون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهاجر أخاه فوق ثلاث ليال".
هكذا قال يحيى الليثي في متن الحديث ( .. أن يهاجر .. )، وخالفه أصحاب مالك، فقالوا: (أن يهجر).
قال ابن عبد البر في التمهيد (6/ 115): "هكذا قال يحيى: (يهاجر)، وسائر الرواة للموطأ يقول: (يهجر) ".
وأصحاب مالك الذين خالفوه هم:
1 - عبد الله بن يوسف التنيسي: عند البخاري في صحيحه (6076).
2 - يحيى بن يحيى النيسابوري: عند مسلم في صحيحه (2559).
3 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: عند أبي داود في سننه (4910).
4 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (رقم1894).
5 - إسماعيل بن أبي أويس: عند البخاري في الأدب المفرد (رقم398).
6 - قتيبة بن سعيد المصري: عند الخطيب في الفصل للوصل (2/ 698).
7 - سعيد بن أبي مريم المصري: عند الخطيب أيضا (2/ 697).
8 - جويرية بن أسماء: عند الخطيب (2/ 698).
9 - قتيبة بن سعيد المصري: عند الخطيب (2/ 698).
10 - سويد بن سعيد الحدثاني: عند الخطيب (2/ 698).
11 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: كما في ملخص القابسي (*/*).
12 - أبو نعيم الفضل بن دكين: عند ابن عبد البر في التمهيد (6/ 116).
وكذلك رواه أصحاب الزهري: سفيان بن عيينة ومعمر بن راشد وشعيب بن أبي حمزة ومحمد بن الوليد الزبيدي ويونس بن يزيد الأيلي وابن جريج وزكرياء بن إسحاق المكي وسفيان بن حسين وغيرهم.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[15 - 07 - 02, 09:44 م]ـ
الحديث الثالث والعشرون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن نافع عن رجل من الأنصار أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى أن تستقبل القبلة لغائط أو بول.
قال الخشني في طبقات الفقهاء والمحدثين (ص264): " .. رواه أصحاب مالك عن مالك عن نافع عن رجل من الأنصار عن أبيه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (16/ 25): "هكذا روى هذا الحديث يحيى عن مالك عن نافع عن رجل من الأنصار سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأما سائر رواة الموطأ عن مالك فإنهم يقولون فيه: عن مالك عن نافع عن رجل من الأنصار عن أبيه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إلا أنه اختلف عن ابن بكير في ذلك، فروي عنه كرواية يحيى ليس فيها عن أبيه، وروي عنه كما روت الجماعة عن مالك عن نافع عن رجل من الأنصار عن أبيه، وهو الصواب إن شاء الله".
وأصحاب مالك الذين خالفوا يحيى:
1 - محمد بن إدريس الشافعي: عند الطحاوي في السنن المأثورة (رقم113).
2 - عبد الله بن وهب المصري: عند الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 232).
3 - يحيى بن بكير المصري: كما في التمهيد (16/ 25).
4 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (*/*).
5 - سويد بن سعيد الحدثاني في الموطأ (*/*).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[16 - 07 - 02, 11:29 م]ـ
الحديث الرابع والعشرون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن الوليد بن عبد الله بن صياد أن المطلب بن عبد الله بن حويطب المخزومي أخبره أن رجلا سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما الغيبة؟، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أن تذكر من المرء ما يكره أن يسمع"، قال: يا رسول الله، وإن كان حقا؟، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا قلت باطلا فذلك البهتان".
هكذا قال يحيى: (المطلب بن عبد الله بن حويطب)، وخالفه أصحاب مالك فقالوا: (المطلب بن عبد الله بن حنطب)، وهو الصواب.
قال ابن عبد البر في التمهيد (23/ 19): "هكذا قال يحيى (المطلب بن عبد الله بن حويطب)، وإنما هو (المطلب بن عبد الله بن حنطب)،كذلك قال ابن وهب وابن القاسم وابن بكير ومطرف وابن نافع والقعنبي عن مالك في هذا الحديث حنطب لا حويطب، وهو الصواب إن شاء الله".
والذين خالفوا يحيى الليثي هم:
1 - عبد الله بن مسلمة القعنبي.
2 - يحيى بن بكير المصري.
3 - عبد الرحمن بن القاسم المصري.
4 - عبد الله بن وهب المصري.
5 - عبد الله بن نافع المدني.
6 - مطرف بن عبد الله المدني. [ذكر هؤلاء ابن عبد البر في التمهيد (23/ 19)].
¥(34/308)
7 - عبد الله بن المبارك المروزي: في الزهد (رقم704) -ومن طريقه أبو الشيخ في التوبيخ (رقم194) -.
وقد رواه الأوزاعي عن المطلب بن عبد الله بن حنطب مرسلا، رواه هناد بن السري في الزهد (رقم1172) عن وكيع عنه.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[17 - 07 - 02, 10:49 م]ـ
يضاف إلى الذين خالفوا يحيى في الحديث السابق:
-8 محمد بن الحسن الشيباني: في الموطأ (رقم955).
-9 أبو مصعب الزهري: في الموطأ ( ... ).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[17 - 07 - 02, 11:22 م]ـ
الحديث الخامس والعشرون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن ابن محيصة الأنصاري أحد بني حارثة أنه استأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في إجارة الحجام فنهاه عنها، فلم يزل يسأله ويستأذنه حتى قال: "اعلفه نضّاحك"، يعني رقيقك.
قال الخشني في طبقات الفقهاء والمحدثين (ص269): " .. أسقط يحيى من الإسناد رجلا، والمحفوظ عن ابن شهاب عن ابن محيّصة عن أبيه كما رواه رواة مالك".
وقال ابن الحذاء في رجال الموطأ (ص83): " .. هكذا رواه ابن القاسم ويحيى بن يحيى الأندلسي عن مالك، وخالفهما أصحاب مالك فقالوا: ((عن ابن محيصة عن أبيه))، وهو الصحيح عن مالك .. ".
قال ابن عبد البر في التمهيد (11/ 77): "هكذا قال يحيى في هذا الحديث، يعني: عن ابن محيصة أنه استأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتابعه ابن القاسم، وذلك من الغلط الذي لا إشكال فيه على أحد من أهل العلم وليس لسعد بن محيصة صحبة فكيف لابنه حرام؟ ".
الذين خالفوا يحيى بن يحيى الليثي وابن القاسم من تلاميذ مالك:
1 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: عند أبي داود في سننه (3422).
2 - قتيبة بن سعيد المصري: عند الترمذي في الجامع (1277).
3 - إسحاق بن عيسى الطباع: عند أحمد في مسنده (5/ 435).
4 - محمد بن إدريس الشافعي: عند الطحاوي في السنن المأثورة (رقم278).
5 - عبد الله بن وهب المصري: عند الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 132).
6 - يحيى بن بكير المصري: عند البيهقي في الكبرى (9/ 337).
7 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (**).
8 - مطرف بن عبد الله المدني: كما في التمهيد (11/ 77).
9 - عبد الله بن نافع المدني: كما في التمهيد أيضا (11/ 78).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[18 - 07 - 02, 11:11 م]ـ
الحديث السادس والعشرون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن عبد الله بن دينار عن سليمان بن يسار وعن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((يحرم من الرضاعة ما يحرم من الولادة)).
قال الخشني في طبقات الفقهاء (ص268): " .. وهذا وهم، وإنما هو عن سليمان بن يسار عن عروة كما رواه رواة مالك".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (17/ 121): "هكذا في كتاب يحيى: (وعن عروة بن الزبير)، بواو العطف، وهو خطأ، والصواب في إسناد هذا الحديث (سليمان بن يسار عن عروة بن الزبير)، وكذلك هو عند القعنبي وابن بكير وابن وهب وابن القاسم والتنيسي وأبي المصعب وجماعتهم في الموطأ عن مالك عن عبدالله بن دينار عن سليمان بن يسار عن عروة بن الزبير عن عائشة"اهـ.
والذين خالفوا يحيى من أصحاب مالك:
1 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: عند أبي داود في سننه (2055).
2 - عبد الله بن وهب المصري: عند أبي عوانة في مسنده (3/رقم4408).
3 - يحيى بن سعيد القطان: عند الترمذي في الجامع (1147).
4 - معن بن عيسى القزاز: عند الترمذي أيضا (1147).
5 - إسحاق بن عيسى الطباع: عند الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 332).
6 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (*/*) -ومن طريقه ابن حبان في صحيحه (10/رقم4223) -.
7 - محمد بن إدريس الشافعي: في كتاب الأم (5/ 24).
8 - عبد الله بن يوسف التنيسي: عند البيهقي في الكبرى (6/ 275).
9 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: في الموطأ كما في ملخص القابسي (**).
10 - يحيى بن بكير المصري: كما في التمهيد لابن عبد البر (17/ 121).
11 - محمد بن الحسن الشيباني: في الموطأ (2/رقم616).
12 - سويد بن سعيد الحدثاني: في الموطأ (**).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[19 - 07 - 02, 11:00 م]ـ
الحديث السابع والعشرون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن زيد بن أسلم أنه قال: قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب الناس لبيانهما، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن من البيان لسحرا"، أو قال: "إن بعض البيان لسحر".
قال محمد بن الحارث الخشني في طبقات الفقهاء (ص269): " ... ترك يحيى من إسناد هذا الحديث عبد الله بن عمر".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (5/ 169): "هكذا رواه يحيى عن مالك عن زيد بن أسلم مرسلا، وما أظن أرسله عن مالك غيره، وقد وصله جماعة عن مالك منهم القعنبي وابن وهب وابن القاسم وابن بكير وابن نافع ومطرف والتنيسي رووه كلهم عن مالك عن زيد بن أسلم عن عبدالله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو الصواب".
والذين خالفوا يحيى فوصلوه هم:
1 - عبد الله بن يوسف التنيسي: عند البخاري في صحيحه (5767).
2 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: عند أبي داود في سننه (5007).
3 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (*/*) -ومن طريقه ابن حبان في صحيحه (13/رقم5795) -.
4 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: في الموطأ كما في الملخص للقابسي (*/*).
5 - يحيى بن سعيد القطان: عند أحمد في مسنده ().
6 - عبد الرحمن بن مهدي: عند أحمد في مسنده (2/ 62).
7 - عبد الله بن وهب المصري.
8 - مطرف بن عبد الله المدني.
9 - عبد الله بن نافع المدني.
10 - يحيى بن بكير المصري. [ذكر هؤلاء ابن عبد البر في التمهيد (5/ 169)].
¥(34/309)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[20 - 07 - 02, 11:40 م]ـ
الحديث الثامن والعشرون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ أنه بلغه أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية بن أبي سفيان يذكر أنه أتي بسكران قد قتل رجلا فكتب إليه معاوية أن اقتله به.
قال الخشني في أخبار الفقهاء والمحدثين (ص268): "قال يحيى: (مالك أنه بلغه)، ورواه غيره عن مالك عن يحيى بن سعيد قال: (بلغني أن مروان) ".
وممن خالف يحيى فيه:
1 - عبد الله بن وهب المصري: عند البيهقي في الكبرى (8/ 42).
2 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (*/*).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[21 - 07 - 02, 10:54 م]ـ
الحديث التاسع والعشرون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نحر بعض هديه، ونحر غيره بعضه.
قال الخشني في أخبار الفقهاء (ص265): " .. وهذا إغفال شديد من يحيى إنما الحديث لجعفر بن محمد عن أبيه عن جابر، وهو حديث جابر [في] الحج لم يختلف على مالك فيه من رواته مختلف".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (2/ 107): "هكذا قال يحيى عن مالك في هذا الحديث عن علي، وتابعه القعنبي فجعله عن علي أيضا كما رواه يحيى، ورواه ابن بكير وسعيد بن عفير وابن القاسم وعبد الله بن نافع وأبو مصعب والشافعي فقالوا فيه عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر، وأرسله ابن وهب عن مالك عن جعفر عن أبيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحديث، لم يقل عن جابر ولا عن علي. قال أبو عمر: الصحيح فيه جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر".
قلت، وكأن القعنبي ويحيى سلكا فيه الجادة، والصواب ما رواه جماعة الرواة عن مالك وهم:
1 - محمد بن إدريس الشافعي: عند الطحاوي في السنن المأثورة (ص374).
2 - إسحاق بن عيسى الطباع: عند أحمد في مسنده (3/ 388).
3 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: في الموطأ كما في تلخيص القابسي (*/*) -ومن طريقه النسائي في المجتبى (4419).
4 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (*/*).
5 - عبد الله بن نافع المدني.
6 - سعيد بن عفير المصري.
7 - يحيى بن بكير المصري. [ذكر هؤلاء ابن عبد البر في التمهيد (2/ 107)].
8 - عبد الله بن وهب المصري: عند البيهقي في الكبرى (9/ 284)، وقد تقدم أن ابن وهب أرسله عن مالك في الموطأ، والوصل لا ينافي الإرسال.
ـ[المنصور]ــــــــ[22 - 07 - 02, 04:15 م]ـ
إذا انتهيت أخي أبا اسحاق من سرد الأخطاء، فأشعرنا حتى ننشط لإكمال العمل أو الاستدراك عليه إن وجدنا شيئاً.
وجزاك الله خيراً.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[22 - 07 - 02, 09:46 م]ـ
إن شاء الله أخي (المنصور)، وقد اقتربت من إنهاء العمل مع العلم أني بعيد عن المكتبة، وهذا العمل ضخم، ويحتاج مراجع كثيرة ...
فأسأل الله أن يعينني على إكماله وإخراجه مطبوعا.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[22 - 07 - 02, 11:19 م]ـ
الحديث الثلاثون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن سعيد بن عبد الرحمن بن رُقَيش الأشعري أنه قال: رأيت أنس بن مالك أتى قباء فبال، ثم أتي بوضوء فتوضأ فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، ومسح برأسه ومسح على الخفين، ثم جاء المسجد فصلى.
هكذا قال يحيى في إسناده: " .. بن رقيش الأشعري"، وهو وهم منه، ولم ينسبه أحد من رواة الموطأ، وسعيد بن عبد الرحمن بن رقيش أسدي؛ وهو: سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة كما طبقات ابن سعد (الجزء المتمم ص280).
قال ابن الحذاء في رجال الموطأ (ص487): "وقال يحيى بن يحيى في روايته عن مالك عن (سعيد بن عبد الرحمن بن رُقيش الأشعري)، وهو وهم".
وقد خالفه جماعة الرواة عن مالك وهم:
1 - محمد بن إدريس الشافعي: في الأم (7/ 226).
2 - محمد بن الحسن الشيباني: في الموطأ (1/رقم48).
3 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (*/*).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[24 - 07 - 02, 12:41 ص]ـ
الحديث الحادي والثلاثون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن نافع مولى عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب كتب إلى عماله: "إن أهم أمركم عندي الصلاة، فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ثم كتب: أن صلوا الظهر إذا كان الفيء ذراعا إلى أن يكون ظل أحدكم مثله، والعصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية قدر ما يسير الراكب فرسخين أو ثلاثة (قبل غروب الشمس)، والمغرب إذا غربت الشمس، والعشاء إذا غاب الشفق إلى ثلث الليل، فمن نام فلا نامت عينه، فمن نام فلا نامت عينه، فمن نام فلا نامت عينه، والصبح والنجوم بادية مشتبكة".
هكذا رواه يحيى عن مالك فزاد فيه: (قبل غروب الشمس)، وقد تفرد بهذه الزيادة، وتابعه عليها مطرف بن عبد الله المدني من رواية ابن حبيب عنه، وابن حبيب ساقط لا يحتج به، وكلام الباجي الآتي يشعر أن هناك من رواه عن مطرف بغير الزيادة، والله أعلم.
قال أبو الوليد الباجي في المنتقى: "قوله: (قبل غروب الشمس)، رواه يحيى بن يحيى، وتابعه على ذلك مطرف من رواية ابن حبيب عنه، ولم يذكره ابن القاسم ولا ابن بكير ولا سويد ولا أبو مصعب".
وقد رواه جماعة الرواة عن مالك من غير ذكر (قبل غروب الشمس)، وهم:
1 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (*/*).
2 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: كما في المدونة لسحنون (1/ 56).
3 - يحيى بن بكير المصري: عند البيهقي في الكبرى (1/ 445).
4 - عبد الرزاق بن همام الصنعاني: في المصنف (1/رقم2038).
5 - سويد بن سعيد الحدثاني: في الموطأ (*/*).
6 - عبد الله بن وهب المصري: عند الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 193).
7 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: كما في المنتقى لأبي الوليد الباجي (*/*).
¥(34/310)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[24 - 07 - 02, 11:18 م]ـ
الحديث الثاني والثلاثون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن زياد –وهو ابن عبد الرحمن شبطون اللخمي الأندلسي- عن مالك عن ابن شهاب عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أراد أن يعتكف، فلما انصرف إلى المكان الذي أراد أن يعتكف فيه وجد أخبية: خباء عائشة وخباء حفصة وخباء زينب، فلما رآها سأل عنها، فقيل له: هذا خباء عائشة وحفصة وزينب. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "آلبر تقولون بهن"، ثم انصرف، فلم يعتكف حتى اعتكف عشرا من شوال.
هكذا روى هذا الحديث يحيى عن شبطون، وخالفه أصحاب مالك فرووه كلهم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة عن عائشة –رضي الله عنها-، واختلفوا في وصله وإرساله عن مالك، ولا يضر فالحديث محفوظ من حديث يحيى بن سعيد، وذكر (ابن شهاب الزهري) في إسناده لا معنى له.
قال أحمد بن خالد –كما في أخبار الفقهاء والمحدثين (ص261) -: "وقع في باب من تلك الأبواب غلط من [والصواب: في] إسناد حديث رواه يحيى بن يحيى عن زياد بن عبد الرحمن عن مالك بن أنس عن الزهري، ورواه أصحاب مالك كلهم عن يحيى بن سعيد عن عمرة.
قال أحمد: فأردت أن أتبث وأعرف إن كان الغلط من زياد بن عبد الرحمن أو من يحيى بن يحيى فسألت بعض آل زياد، فأخرج إلي الكتاب الذي رواه زياد عن مالك، فوجدت الورقة التي فيها تلك الأبواب قد نزعت من كتاب زياد، فتأولت أن زياداً فعل ذلك إعظاما ليحيى بن يحيى لئلا يشره أحد في روايته عنه."اهـ
وهناك احتمال آخر، وهو أن آل زياد علموا بخطأ تلك الرواية، فنزعوا الأوراق، حتى لا يُعلم ممن الخطأ، والله أعلم.
وقال الخشني في أخبار الفقهاء (ص264): " .. والمحفوظ أنه رواه [ورد هنا ذكر (عن)، ولا معنى لذكرها] مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة، كما رواه (أصحاب) مالك عنه، فلا أدري إن كان الوهم فيه من قبل يحيى أو زياد".
قال ابن عبد البر في التمهيد (11/ 189): "هكذا هذا الحديث ليحيى في الموطأ عن مالك عن ابن شهاب، وهو غلط وخطأ مفرط لم يتابعه أحد من رواة الموطأ فيه عن ابن شهاب، وإنما هو في الموطأ لمالك عن يحيى بن سعيد".
وقال أيضا (11/ 189 - 190): "وأما رواية يحيى عن مالك عن ابن شهاب فلم يتابعه أحد على ذلك وإنما هذا الحديث لمالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة لا عن ابن شهاب عن عمرة، كذلك رواه مالك وغيره وجماعة عنه، ولا يعرف هذا الحديث لابن شهاب لا من حديث ملك، ولا من حديث غيره من أصحاب ابن شهاب، وهو من حديث يحيى بن سعيد محفوظ صحيح سنده، وهذا الحديث مما فات يحيى سماعه عن مالك في الموطأ فرواه عن زياد بن عبدالرحمن المعروف بشبطون -وكان ثقة- عن ملك، وكان يحيى بن يحيى قد سمع الموطأ منه بالأندلس، ومالك يومئذ حي، ثم رحل فسمعه من مالك حاشى ورقة في الاعتكاف لم يسمعها أو شك في سماعها من مالك فرواها عن زياد عن مالك،وفيها هذا الحديث. فلا أدري ممن جاء هذا الغلط في هذا الحديث أمن يحيى أم من زياد، ومن أيهما كان ذلك فلم يتابعه أحد عليه".
والذين خالفوا يحيى فيه:
1 - عبد الله بن يوسف التنيسي: عند البخاري في صحيحه (2034).
2 - عبد الله بن نافع المدني: عند أبي نعيم في مستخرجه على البخاري –كما في الفتح (4/ 277) -.
3 - يحيى بن بكير المصري: عند البيهقي في الكبرى (4/ 323).
4 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (*/*).
وعزاه الحافظ في الفتح (4/ 277) لكل الموطآت كما رواه أصحاب مالك.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[25 - 07 - 02, 11:14 م]ـ
الحديث الثالث والثلاثون:
روى يحيى بن يحيى عن مالك في الموطأ عن هشام بن عروة عن أبيه أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله، إني رجل أصوم، أفأصوم في السفر؟ فقال له رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر".
هكذا رواه يحيى الليثي عن مالك فقصر فيه، ورواه الرواة عن مالك عنه عن هشام بن عروة عن أبيه عن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها أن حمزة بن عمرو الأسلمي ... الحديث.
قال ابن عبد البر في التمهيد (22/ 146): " هكذا قال يحيى عن مالك عن هشام عن أبيه أن حمزة بن عمرو، وقال سائر أصحاب مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال: يا رسول الله أصوم في السفر، وكان كثير الصيام .. ".
والذين خالفوا يحيى الليثي عن مالك:
1 - عبد الله بن يوسف التنيسي: عند البخاري في صحيحه (1943).
2 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: في الموطأ كما في تلخيص القابسي (**) –ومن طريقه النسائي في المجتبى (2306).
3 - محمد بن إدريس الشافعي: في اختلاف الحديث (ص84) والأم (2/ 102).
4 - عبد الله بن وهب المصري: عند الطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 69).
5 - عبد الله بن عبد الحكم المصري: عند الطبراني في الكبير (3/رقم2964).
6 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: عند الطبراني أيضا (3/رقم2964).
7 - معن بن عيسى القزاز: عند جعفر الفريابي في الصيام (رقم109).
8 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (*/*).
¥(34/311)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 07 - 02, 11:07 م]ـ
الحديث الرابع والثلاثون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعن أبي مسعود الأنصاري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي، وحلوان الكاهن.
قال محمد بن الحارث الخشني في أخبار الفقهاء والمحدثين (ص267): " .. وهذا وهم، إنما المحفوظ عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي مسعود".
وقال ابن عبد البر في التمهيد (8/ 397): "وقع في نسخة موطأ يحيى (وعن أبي مسعود الأنصاري)، وهذا من الوهم البين والغلط الواضح الذي لا يعرج على مثله، والحديث محفوظ في جميع الموطآت، وعند رواة ابن شهاب كلهم لأبي بكر عن أبي مسعود، وأما لابن شهاب عن أبي مسعود فلا يلتفت إلى مثل هذا لأنه من خطأ اليد وسوء النقل".
وممن خالف يحيى فيه من أصحاب مالك:
1 - عبد الله بن يوسف التنّيسي: عند البخاري في صحيحه (2237).
2 - قتيبة بن سعيد المصري: عند البخاري في صحيحه (2282).
3 - يحيى بن يحيى النيسابوري: عند مسلم في صحيحه (1567).
4 - عبد الله بن وهب المصري: عند أبي عوانة في مسنده (3/رقم5267 و5268).
5 - إسحاق بن عيسى الطباع: عند أبي عوانة (3/رقم5268).
6 - خالد بن مخلَد القطواني: عند أبي عوانة (3/رقم5268).
7 - محمد بن إدريس الشافعي: في الأم (3/ 11) و (7/ 221).
8 - مروان بن محمد الطاطري: عند أبي عوانة (3/رقم5269).
9 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (*/*).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[27 - 07 - 02, 10:14 م]ـ
الحديث الخامس والثلاثون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن عبد الله بن دينار عن سليمان بن يسار وعن عراك بن مالك عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ليس على المسلم في عبده ولا في فرسه صدقة)).
قال ابن عبد البر في التمهيد (17/ 123 - 124): "وهذا الحديث أيضا أخطأ فيه يحيى بن يحيى كخطئه في الحديث الذي قبله سواء، وأدخل بين سليمان وعراك بن مالك (واوا) فجعل الحديث لعبد الله بن دينار وعراك، وهو خطأ غير مشكل، وهذان الموضعان مما عد عليه من غلطه في الموطأ، والحديث محفوظ في الموطآت كلها وغيرها لسليمان بن يسار عن عراك بن مالك .. ".
والذين خالفوا يحيى الليثي عن مالك:
1 - يحيى بن يحيى النيسابوري: عند مسلم في صحيحه (982).
2 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: عند أبي داود في سننه (1595).
3 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: في الموطأ كما في ملخص القابسي (**)، ومن طريقه النسائي في المجتبى (2471).
4 - محمد بن إدريس الشافعي: في الأم (2/ 26).
5 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (1/*).
6 - محمد بن الحسن الشيباني: في الموطأ (رقم335).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[28 - 07 - 02, 11:16 م]ـ
الحديث السادس والثلاثون:
روى يحي بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ أنه بلغه أن عبد الله بن عباس كان يقول ما بين الركن والمقام الملتزم.
هكذا في رواية عبيد الله بن يحيى، ووقع في رواية ابن وضاح عن يحيى: ( .. ما بين الركن والباب الملتزم)، وهو الصواب، ولعل ابن وضاح أصلح ما في روايته، ويؤكد خطأ يحيى الليثي فيه، أن الخشني نقل ذلك في كتاب أخبار الفقهاء، وعمدته في هذه النقول: أحمد بن خالد القرطبي، وابن أيمن وابن وضاح.
فقال في أخبار الفقهاء (ص266): " .. هكذا رواه يحيى، وإنما هو (ما بين الركن والباب الملتزم)، كما رواه القعنبي وابن بكير وغيرهما".
قال ابن عبد البر –كما في تنوير الحوالك (1/ 294) -: "كذا في رواية عبيد الله بن يحيى عن أبيه، وفي رواية بن وضاح (ما بين الركن والباب)، وهو الصواب، والأول خطأ لم يتابع عليه".اهـ
وقد رواه سائر رواة الموطأ مثل رواية ابن وضاح عن يحيى، منهم:
1 - أبو مصعب الزهري في الموطأ (*/*).
2 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: كما في أخبار الفقهاء (ص266).
3 - يحيى بن بكير المصري: كما في أخبار الفقهاء (ص266).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[28 - 07 - 02, 11:29 م]ـ
......
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[29 - 07 - 02, 10:18 م]ـ
قال أحمد بن خالد الجباب القرطبي كما في أخبار الفقهاء للخشني أن أخطاي يحيى في الموطأ نحون ثلاثين خطأ.
وقال إبراهيم بن محمد بن باز أن يحيى بن يحيى الليثي أخطأ له ثلاثمائة خطأ في الموطأ.
وأوصلها ابن وضاح إلى ست وثلاثين خطأ.
وقال محمد بن عبد الملك بن أيمن أن أخطاء يحيى كلها في الأسانيد لا في المتون.
وقد بينت أن يحيى أخطأ في بعض المتون، وأغلب أخطائه في الأسانيد.
ولا شك أن ليحيى أخطاء كثيرة لا تُكتشف إلا بمقارنة الموطآت الموجودة (المطبوعة والمخطوطة)، والشروح على الموطأ أو ما كتب على رجال الموطأ أو على الموطأ عموما، فهو جد مفيد في هذا الباب.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[31 - 07 - 02, 11:22 م]ـ
الحديث السادس والثلاثون:
روى يحي بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ أنه بلغه أن عبد الله بن عباس كان يقول ما بين الركن والمقام الملتزم.
هكذا في رواية عبيد الله بن يحيى، ووقع في رواية ابن وضاح عن يحيى: ( .. ما بين الركن والباب الملتزم)، وهو الصواب، ولعل ابن وضاح أصلح ما في روايته، ويؤكد خطأ يحيى الليثي فيه، أن الخشني نقل ذلك في كتاب أخبار الفقهاء، وعمدته في هذه النقول: أحمد بن خالد القرطبي، وابن أيمن وابن وضاح.
فقال في أخبار الفقهاء (ص266): " .. هكذا رواه يحيى، وإنما هو (ما بين الركن والباب الملتزم)، كما رواه القعنبي وابن بكير وغيرهما".
قال ابن عبد البر –كما في تنوير الحوالك (1/ 294) -: "كذا في رواية عبيد الله بن يحيى عن أبيه، وفي رواية بن وضاح (ما بين الركن والباب)، وهو الصواب، والأول خطأ لم يتابع عليه".اهـ
وقد رواه سائر رواة الموطأ مثل رواية ابن وضاح عن يحيى، منهم:
1 - أبو مصعب الزهري في الموطأ (*/*).
2 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: كما في أخبار الفقهاء (ص266).
3 - يحيى بن بكير المصري: كما في أخبار الفقهاء (ص266).
¥(34/312)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[01 - 08 - 02, 11:20 م]ـ
ويضاف إلى الحديث السابق:
4 - محمد بن الحسن الشيباني في الموطأ (رقم974)، باختصار في متنه.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[01 - 08 - 02, 11:21 م]ـ
الحديث السابع والثلاثون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الله بن عبدالله بن عمر عن عبد الله بن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله".
قال ابن عبد البر في التمهيد (11/ 109 - 110): "هكذا قال يحيى عن مالك عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الله بن عبدالله بن عمر، وهو وهم وغلط لا شك عند أحد من أهل العلم والآثار والأنساب، والصحيح أنه (أبو بكر بن عبيد الله) على حسب ما قدمنا ذكره لا يختلفون في ذلك، وكذلك قال جماعة أصحاب مالك عنه في هذا الحديث، وجماعة أصحاب ابن شهاب منهم: ابن عيينة وعبيد الله بن عمر وعبد الرحمن بن إسحق، ومن قال فيه عن أبي بكر بن عبدالله فقد أخطأ" اهـ.
وأصحاب مالك الذين خالفوا يحيى الليثي فيه هم:
1 - قتيبة بن سعيد المصري: عند مسلم في صحيحه (2020).
2 - عبد الرزاق بن همام الصنعاني: عند أحمد في مسنده (2/ 33).
3 - أبو محمد الحنفي: عند الدارمي في سننه (2030).
4 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (2/رقم1931).
5 - عبد الله بن وهب المصري: عند أبي عوانة في مسنده (5/رقم8177).
7 - محمد بن الحسن الشيباني: في الموطأ (رقم882).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[01 - 08 - 02, 11:22 م]ـ
أرحب بانتقادات ومشاركات الإخوة ....
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[02 - 08 - 02, 11:11 م]ـ
الحديث الثامن والثلاثون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن نافع أن عبد الله بن عمر قال إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار؛ يقال له هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة".
قال ابن عبد البر في التمهيد (14/ 103 - 104): "هكذا قال يحيى في هذا الحديث (حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة)، وهو خارج المعنى على وجه التفسير والبيان لحتى يبعثك الله، وقال القعنبي (حتى يبعثك الله يوم القيامة)، وهذا أبين وأصح من أن يحتاج فيه إلى قول، وقال فيه ابن القاسم (حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة)، وهذا أيضا بيّن؛ يريد حتى يبعثك الله إلى ذلك المقعد وإليه تصير، وهو عندي أشبه. قوله (عرض عليه مقعده) لأن معنى مقعده عندي والله أعلم مستقره وما يصير إليه، وكذلك رواه ابن بكير كما رواه ابن القاسم سواء في رواية قوم عن ابن بكير منهم إبراهيم بن باز ويحيى بن عامر وغيرهم، ورواه مطرف بن عبدالرحمن بن قيس عن ابن بكير فقال فيه (حتى يبعثك الله) ولم يزد".
فقد خالف يحيى الليثي جماعة الرواة عن الموطأ، فقال (حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة)، ولم يوافق يحيى أحد من أصحاب مالك على ذلك، بل رووه عنه واختلفوا؛ فمنهم من قال: (حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة)، ومنهم من قال: (حتى يبعثك الله يوم القيامة) ولم يرووا عن مالك غير ذلك، وهم:
1 - يحيى بن بكير المصري: في الموطأ (موطأ الإمام المهدي ص180) ومن طريقه البيهقي في الاعتقاد (ص277 - دار الفضيلة).
2 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (1/رقم990).
3 - يحيى بن يحيى النيسابوري: عند مسلم في صحيحه (2866).
4 - إسماعيل بن أبي أويس المدني: عند البخاري في صحيحه (1379).
5 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: في الموطأ بتلخيص القابسي (*/*) ومن طريقه النسائي في المجتبى (2072).
6 - إسحاق بن عيسى الطباع: عند أحمد في مسنده (2/ 113).
7 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: كما في التمهيد (14/ 103).
8 - قتيبة بن سعيد المصري: عند الآجري في الشريعة (رقم990 - دار الوطن).
والله أعلم ..
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[04 - 08 - 02, 11:08 م]ـ
للموضوع صلة ...
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[05 - 08 - 02, 11:20 م]ـ
الحديث التاسع والثلاثون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يسلم بين الركعتين في الوتر حتى يأمر ببعض حاجته.
قال الخشني في أخبار الفقهاء (ص263): "وهذا وهم، وإنما الصواب أنه كان [يأمر] (1) يسلم بين الركعتين والركعة، وكذلك روته الرواة عن مالك".
قلت: ووقع عند أغلب رواة الموطأ: (بين الركعة والركعتين)، ولم يذكر يحيى الليثي (الركعة)، وذكرها كل من روى الحديث عن مالك.
والذين خالفوا يحيى عن مالك هم:
1 - عبد الله بن يوسف التنيسي: عند البخاري في صحيحه (991).
2 - محمد بن إدريس الشافعي: في كتاب الأم (1/ 140) و (7/ 204).
3 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (1/ 121/رقم306).
4 - يحيى بن بكير المصري: في الموطأ كما في موطأ الإمام المهدي (ص137) –ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 25).
5 - عبد الله بن وهب المصري: عند الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 279).
6 - محمد بن الحسن الشيباني: في الموطأ (1/رقم258).
ــــــــــــــــــــ
(1) كذا في الأصل، ولا معنى لها، والصواب حذفها.
¥(34/313)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[06 - 08 - 02, 11:21 م]ـ
الحديث الأربعون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام حجة الوداع فأهللنا بعمرة، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمرة، ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا"، قالت: فقدمت مكة وأنا حائض فلم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة فشكوت ذلك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: "انقضي رأسك وامتشطي وأهلي بالحج ودعي العمرة"، قالت: ففعلت، فلما قضينا الحج أرسلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق إلى التنعيم فاعتمرت، فقال: "هذا مكان عمرتك"، فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم حلوا منها، ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى لحجهم، وأما الذين كانوا أهلوا بالحج أو جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافا واحدا.
وحدثني عن مالك عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة بمثل ذلك.
قال ابن عبد البر في التمهيد (8/ 199): "روى هذا الحديث يحيى في الموطأ عن مالك عن عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة هكذا قالت: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحديث حرفا بحرف، ثم أردفه بحديث مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة، ولم يذكر في إسناد ابن شهاب عن عروة عن عائشة أكثر من قوله بمثل ذلك عطفا على حديث عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة كما ذكرنا لفظه وسياقه هنا، وهذا شيء لم يتابع يحيى عليه أحد من رواة الموطأ فيما علمت ولا غيرهم عن مالك، أعني إسناد عبدالرحمن بن القاسم في هذا المتن، وإنما رواه أصحاب مالك كلهم كما ذكرنا عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة إلى قوله (وأما الذين كانوا أهلوا بالحج) فلم يذكروه، وقالوا: (وأما الذين جمعوا الحج والعمرة) ".
وقال أيضا (8/ 200): "فحصل ليحيى حديث هذا الباب بإسنادين، ولم يفعل ذلك أحد غيره، وإنما هو عند جميعهم عن مالك بإسناد واحد عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة، وهو المحفوظ المعروف عن مالك، وسائر رواة ابن شهاب".
قلت: يتبين من كلام ابن عبد البر أن يحيى الليثي غلط فروى حديث عائشة –رضي الله عنها- بإسنادين، إنما رواه أصحاب مالك عنه بإسناد واحد عن ابن شهاب عن عروة عن أبيه عن عائشة، وكذلك خالفوه في متنه فقد قال يحيى في الحديث (وأما الذين كانوا أهلوا بالحج أو جمعوا بين الحج والعمرة)، وقال أصحاب مالك كلهم (وأما الذين جمعوا الحج والعمرة).
والذين خالفوا يحيى الليثي عن مالك:
1 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: عند البخاري في صحيحه (1556) وأبي داود في سننه (1781).
2 - عبد الله بن يوسف التنّيسي: عند البخاري في صحيحه (1638).
3 - محمد بن إدريس الشافعي: في السنن المأثورة (474).
4 - عبد الرحمن بن مهدي: عند أحمد في مسنده (6/ 35 و177).
5 - بشر بن عمر الزهراني: عند النسائي في الكبرى (2/رقم3909) وابن الجارود في المنتقى (422).
6 - عبد الله بن وهب المصري: عند ابن خزيمة في صحيحه (4/رقم2788 و2789) والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 199).
7 - محمد بن جعفر غندر: عند أحمد (6/ 177) وابن خزيمة في صحيحه (2789).
8 - محمد بن الحسن الشيباني: في الموطأ (رقم465).
9 - يحيى بن يحيى النيسابوري: عند مسلم في صحيحه (1211).
10 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: في الموطأ بتلخيص القابسي (**) ومن طريقه النسائي في المجتبى (2764).
11 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (1/رقم1303 و1325).
12 - يحيى بن بكير المصري: في الموطأ (كما في موطأ الإمام المهدي ص273) ومن طريقه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم (3/رقم2794) والبيهقي في الكبرى (5/ 105).
13 - إسماعيل بن أبي أويس المدني: عند البخاري في صحيحه (4395).
وقد رواه جماعة عن مالك لكن اختصوا متنه، وهم:
14 - قتيبة بن سعيد المصري: عند أبي داود في سننه (1896) والنسائي في الكبرى (2/رقم4172).
15 - أشهب بن عبد العزيز المدني: عند النسائي في المجتبى (242)، وقرن مع الزهري: هشام بن عروة.
16 - يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة: عند النسائي في الكبرى (2/رقم4175).
17 - أبو سعيد مولى بني هاشم.
18 - موسى بن داود الضبي.
19 - إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير الهاشمي [ذكر هؤلاء الثلاثة ابن عبد البر في التمهيد (8/ 201)].
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 08 - 02, 11:48 م]ـ
أخي التطواني
كم حديثاً أخطأ بها يحيى بن يحيى؟
أيضاً هل تجد نفس نسبة الخطأ في روايات أخرى كرواية محمد بن الحسن للموطأ؟
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[07 - 08 - 02, 11:16 م]ـ
ال>ي يظهر ولله أعلم أن يحيى الليثي هو أكثر رواة الموطأ خطأ، والله أعلم، وإلى الآن لم أحثر أخطاءه، وقد أوصلها إبراهيم بن محمد بن باز إلى ثلاثمائة خطأ ..
وللموضوع صلة
¥(34/314)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 08 - 02, 10:08 م]ـ
استدراك:
بالنسبة للحديث السابق، فقد تابع أبو مصعب يحيى الليثي عن مالك فقال: (أهلوا بالحج و جمعوا الحج والعمرة) ورواه من طريقه ابن حبان في صحيحه.
فلا أدري هل هذا وهم من أبي مصعب الزعري أي
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 08 - 02, 10:09 م]ـ
استدراك:
بالنسبة للحديث السابق، فقد تابع أبو مصعب في الموطأ يحيى الليثي عن مالك فقال: (أهلوا بالحج و جمعوا الحج والعمرة) ورواه من طريقه ابن حبان في صحيحه.
فلا أدري هل هذا وهم من أبي مصعب الزهري أم ماذا؟؟، فالله أعلم.
ـ[المنصور]ــــــــ[09 - 08 - 02, 08:40 م]ـ
أبو إسحاق
عندي كتاب للدارقطني اسمه: (أحاديث الموطأ واتفاق الرواة عن مالك واختلافهم فيها زيادة ونقصاً).مطبو ع بتحقيق الكوثري.
فهل يهمك، أم أنه عندك؟
وجزاك الله خيراً
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[09 - 08 - 02, 09:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي المنصور ..
الكتاب ليس عندي، ولكني قد اطعلت عليه، وهو ولا يذكر فيه يحيى البتة ...
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[10 - 08 - 02, 10:51 م]ـ
قال أخونا الفاضل البحّاثة محمد ياسر الشعايري حفظه الله: (ورغم كل ذلك فإن هذه الرواية لم تسلم من ألسنة المحدثين التي لا تعرف المحاباة، فأظهروا أوهام وقعت له في روايته أبلغها إبراهيم بن محمد بن باز نحو من ثلاثة مئة وهم، واستكثر أحمد بن خالد ذلك قائلا:"لا، ولا هذا كله الذي صح من ذلك نحو ثلاثين موضعا"، وعد ابن وضاح ستة وثلاثين وهما، وأبلغها الخشني من كتاب ابن أيمن ثمانية وأربعين موضعا. وقد أفردها بالتأليف محمد بن إسماعيل بن خلفون الأزدي (م656هـ)؛ في كتاب أغاليط يحيى بن يحيى الليثي. ونبه على بعضها الوقشي في كتابه "التعليق على الموطأ"، كما نبه على كثير منها ابن عبد البر في كتابه "التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد". وأغلب هذه الأوهام في الإسناد).اهـ
وقد روى الموطأ عن يحيى الليثي:
1 - محمد بن وضاح القرطبي.
2 - إبراهيم بن محمد بن باز القرطبي.
3 - عبيد الله بن يحيى بن يحيى الليثي.
4 - محمد بن أحمد بن عبد العزيز العتبي القرطبي.
وممن صنف في أخطاء يحيى الليثي: محمد بن وضاح القرطبي، وابن أيمن، أحمد بن خالد الجباب القرطبي وغيرهم.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[11 - 08 - 02, 10:46 م]ـ
أوصل إبراهيم بن حمد بن باز أخطاء يحيى الليثي إلى ثلاثمائة خطأ، وهو من رواة الموطأ عنه، فهل في هذا العدد مبالغة؟!!
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[12 - 08 - 02, 10:34 م]ـ
قال ابن عبد البر في التمهيد (2/ 339): "وقد تأملت رواية يحيى فيما أرسل من الحديث، ووصل في الموطأ فرأيتها أشد موافقة لرواية ابن المصعب في الموطأ كله من غيره، وما رأيت في رواية في الموطأ أكثر اتفاقا منها".
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[16 - 08 - 02, 01:47 ص]ـ
نريد مشاركة الإخوة ...
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[16 - 08 - 02, 02:14 م]ـ
قال القاضي عياض في "ترتيب المدارك" (3/ 380 - 381):
قال ابن الفرضي وأبو عمر بن عبد البر وغيرهما - وبعضهم يزيد على بعض-: سمع يحيى من زياد لأول نشأته موطأ مالك بن انس وسمع من يحيى بن مضر ثم رحل وهو ابن ثمان وعشرين سنة فسمع من مالك الموطأ غير أبواب في كتاب الاعتكاف شك فيها فبقي يحدث بها عن زياد.
........
ثم قال: قال أبو عمر: ثم انصرف إلى المدينة ليسمعه من مالك فوجده عليلا فأقام بالمدينة إلى أن توفي مالك رحمه الله وحضر جنازته وقدم الأندلس بعلم كثير فعادت فتيا الأندلس بعد عيسى بن دينار إلى رأيه وقوله.
وأخذ عليه في روايته في الموطأ وفي حديث الليث وغيره أوهام نقلت وكلم فيها فلم يغيرها في كتابه واتبعه الرواة عنه، وقد عرفها الناس وبينوا صوابها، وأما ابن وضاح فإنه أصلحها ورواها الناس عنه على الإصلاح ......
فهل وقفت على كلام ابن وضاح يا أبا إسحاق فلعل كلامه ينير لنا الطريق في هذه المسألة والله أعلم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[16 - 08 - 02, 07:16 م]ـ
سؤال للإخوة
هل نسبة الأخطاء الكبيرة هذه موجودة في كل روايات الموطأ؟
فقد وجدت أن هناك من يفضل رواية ابن وهب المصري باعتبارها أكبر نسخة. وابن وهب هو أفقه وأقدم من روى عن مالك. وهناك (خاصة من الأحناف) من يفضل رواية محمد بن الحسن (صاحب أبي حنيفة) عنه لملازمة الحسن له (ثلاث سنين) وتضمينه لمناقشة لآراء مالك الفقهية. وهناك نسخ أخرى لا أعرف إن كانت مطبوعة أم لا. ويبدو أن السبب الأساسي في اختيار رواية يحيى هو أنه أضاف لها الكثير من أقوال مالك وآراءه الفقهية التي أخذها عن تلاميذه بعد وفاته رحمه الله.
هذا ما أعلمه وأرجو التعليق عليه.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[16 - 08 - 02, 09:09 م]ـ
بالنسبة لكلام ابن وضاح فهو مبثوت في كتابي التمهيد والاستذكار لابن عبد البر، وكذلك كتاب أخبار الفقهاء والمحدثين للخشني، وهذه الأقوال موجود في كتاب له في إصلاح خطأ يحيى في الموطأ، أفاده ابن خير في الفهرسة
وقد وصفوه بأن له تسور على الموطأ، أي كان يصلح أخطاء يحيى في روايته للموطأ، إذ هو من رواة الموطأ عن يحيى بن يحيى الليثي، ولكن للأسف فروايته للموطأ لم تصلنا ...
¥(34/315)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 08 - 02, 10:02 م]ـ
قال أخونا الفاضل محمد بن ياسر الشعيري –حفظه الله- في بحث له عن روايات الموطأ:
"- قال ابن أبي حاتم: قلت لأبي: القعنبي أحب إليك في الموطأ أو إسماعيل بن أبي أوّيس؟ قال: "بل القعنبي، لم أر أخشع منه" (1).
- قال علي بن المديني: "لا يقدم أحد من رواة الموطأ على القعنبي" (2).
- قال عثمان بن سعيد: "سمعت على بن المديني وذكر أصحاب مالك، فقيل له: "معن ثم القعنبي؟ "، قال: "لا، بل القعنبي ثم معن" (3).
- قال إمام الأئمة ابن خزيمة: "سمعت نصر بن مرزوق يقول: "أثبت الناس في الموطأ: القعنبي، وعبدالله بن يوسف" (4).
- قال يحيى بن معين: "أثبت الناس في الموطأ هو –أي: القعنبي- ومعن" (5).
- قال أبو الحسن الدارقطني: "يقدم في الموطأ معن بن عيسى وابن وهب والقعنبي" (6).
- واعتمد روايته للموطأ أبو داود في السنن، وأخرج له سائر الستة وعلى رأسهم أصحاب الصحيح".
- وقال القعنبي مرة: "لزمت مالكا عشرين سنة حتى قرأت عليه الموطأ" (7).
- حرص القعنبي على أن يقرأ الموطأ على الإمام بنفسه؛ لأنه كان لا يرضى قراءة حبيب بن أبي حبيب، قال القاضي عياض: "كان القعنبي لا يرضى قراءة حبيب، فما زال حتى قرأ لنفسه الموطأ على مالك" (8). بل إنه سمع نصف الموطأ من لسان الإمام (9)، وهذه منقبة لم نسمع أنها حصلت لغيره، لما عرف من مذهب الإمام في تفضيل القراءة على السماع. اهـ بتصرف.
وفي هذا إن شاء الله جواب كاف عن سؤال الأخ الفاضل محمد الأمين.
وبالنسبة لأقوال مالك الفقهية فهي مبثوثة أيضا في روايات الموطأ الأخرى، مثل رواية أبي مصعب الزهري ومحمد بن الحسن الشيباني، ومعلوم أن هذه الأقوال من صلب كتاب الموطأ، والله أعلم.
الهوامش
ــــــــــــــــــــــ
() الجرح والتعديل:5/ 181.
(2) نفسه.
(3) سير أعلام النبلاء:10/ 261.
(4) تذكرة الحفاظ: 1/ 393.
(5) ترتيب المدارك: 3/ 200.
(6) تهذيب التهذيب:3/ 270.
(7) ترتيب المدارك للقاضي عياض:3/ 199.
(8) تذكرة الحفاظ:1/ 383.
(9) فهرست ابن خير:85.
ـ[ماهر]ــــــــ[27 - 08 - 02, 12:07 ص]ـ
أخي أبي إسحاق السلام عليكم
من أحسن الرواة في الموطأ، ومن أقلهم خطئاً
ـ[ماهر]ــــــــ[27 - 08 - 02, 12:14 ص]ـ
أسف فلم أر ماكتبه الفاضل أبو إسحاق أخيرأ، ولكن يعود السؤال لأبي إسحاق ثانية، لماذا لم يخرج الشيخان الموطأ من طريق الشافعي، على أنهما رويا عن مالك من طريق إسماعيل بن أبي أويس،وما هو تعليقكم بمن ألحق الشافعي بسلسلة الذهب
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[27 - 08 - 02, 09:26 م]ـ
جواب الأخ الفاضل ماهر ياسين حفظه الله ..
بالنسبة لعدم إخراج الشيخين أحاديث الموطأ عن الإمام الشافعي، فذبك راجع أن الموطأ وقع لهما بعلو.
فقد روى البخاري الموطأ عن عبد الله بن يوسف التنيسي والقعنبي وإسماعيل بن أبي أويس وغيرهم عن مالك مباشرة، وإذا رواه عن الإمام الشافعي احتاج إلى واسطتين.
وروى مسلم الموطأ كذلك عن قتيبة بن سعيد المصري والقعنبي وغيرهما عن مالك، ويقال فيه ما قيل في البخاري.
وقد أجاب عن هذه المسألة بتفصيل، وأجاد فيها الخطيب البغدادي رحمه الله في كتاب الاحتجاج بالشافعي، فلينظر فإنه جد مفيد، وفيه مثال لذلك، والله أعلم ..
ـ[ماهر]ــــــــ[27 - 08 - 02, 10:57 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا إسحاق ونفع بك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 08 - 02, 11:24 م]ـ
بارك الله بك أخي أبا إسحاق
هل تعرف ما هي روايات الموطأ المطبوعة؟
ـ[المظفري]ــــــــ[28 - 08 - 02, 06:58 ص]ـ
الذي يظهر أن سبب اشتهار رواية يحيى هو أنه آخر الرواة عرضا على مالك وما سقط من روايته فعن اختيار مالك وما ليس من روايته فقد حذفه مالك من كتابه بآخرة، ولم يفته من الأحكام إلا حديث واحد في النذر رواه غيره عن مالك منهم محمد بن الحسن وما عداه فكل ما في غير رواية يحيى فهو من غير الأحكام كالجامع ونحوه وأكثره معلول وقد توبع يحيى من جماعة من رواة الموطأ على إسقاط كل ما أسقط في روايته إلا حديث النذر كما في التمهيد 1/ 382 - 388، 6/ 90، وانظر ترتيب المدارك 2/ 73
وشكرا يا أبا إسحاق التطواني وليتك تكمل الموضوع
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 08 - 02, 07:20 ص]ـ
هل الأحاديث التي أسقطها مالك ضعيفة؟
إن كان لا فلم أسقطها؟
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[28 - 08 - 02, 09:33 م]ـ
جزى الله خيرا الإخوة المشاركين ...
روايات الموطأ حسب علمي كالتالي:
- رواية يحيى بن يحيى الليثي، وأحسن طبعاتها طبعة دار الغرب الإسلامي بتحقيق الدكتور بشار عواد معروف.
- رواية أبي مصعب الزهري.
- رواية محمد بن الحسن الشيباني.
- رواية سويد بن سعيد الحدثاني.
- ملخص القابسي، وهو تلخيص لرواية ابن القاسم.
-جزء من رواية القعنبي طبع قديما، وطبع حديثا مع زيادة فيه عن دار الغرب الإسلامي، وفيه خلط وخبط كثير من قبل الناسخ والمحقق.
- محاذي الموطأ للمهدي بن تومرت، وهو تلخيص لرواية يحيى بن بكير، طبع بالجزائر قبل ما يزيد عن مائة سنة.
وموطأ يحيى بن بكير المصري جدير بالطبع لأهميته، ويوجد منه نسختان مخطوطتان حسب علمي، والله أعلم ...
¥(34/316)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[29 - 08 - 02, 10:21 م]ـ
ويضاف إلى ما سبق من الموطآت المطبوعة:
- جزء من موطأ علي بن زياد التونسي، طبع في تونس، بتحقيق الشاذبي النيفر.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[30 - 08 - 02, 10:22 م]ـ
الحديث الحادي والأربعون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ أنه بلغه أن عمر بن الخطاب بنى رحبة في ناحية المسجد تسمى البطيحاء، وقال: من كان يريد أن يلغط أو ينشد شعرا أو يرفع صوته فليخرج إلى هذه الرحبة.
قال محمد بن الحارث الخشني في أخبار الفقهاء والمحدثين (ص264): "كذا رواه يحيى عن مالك أنه بلغه أن عمر بن الخطاب، ورواه أصحاب مالك [عنه] عن أبي النضر عن سالم بن عبد الله أن عمر بن الخطاب".
قلت: لم يحفظ يحيى الليثي إسناده، فذكره عن مالك بلاغا، والذي وجدت من أصحاب مالك الذين خالفوا يحيى الليثي فيه:
1 - يحيى بن عبد الله بن بُكير المصري: في الموطأ ومن طريقه البيهقي في الكبرى (10/ 103).
2 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: كما في المنتقى لأبي الوليد الباجي.
3 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (1/ 226/رقم581).
وموطأ سويد بن سعيد الحدثاني لا تطوله يدي الآن، فلعل الحديث فيه.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[31 - 08 - 02, 09:42 م]ـ
هل من تعليقات للإخوة الأفاضل؟؟!
ـ[بو الوليد]ــــــــ[31 - 08 - 02, 10:50 م]ـ
أسأل الله أن يبارك فيك، وأن يعينك على اتباع الحق والصواب ويهديك إليه، وأن يحشرني وإياك وأحبتنا مع النبي الكريم صلى الله تعالى عليه وآله وسلم .. آمين.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[01 - 09 - 02, 09:09 م]ـ
آمين آمين .. جزاكم الله خير على هذه الدعوة الصالحة ..
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[03 - 09 - 02, 01:24 ص]ـ
الحديث الثاني والأربعون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن يعقوب بن زيد بن طلحة عن أبيه زيد بن طلحة عن عبد الله بن أبي مليكة أنه أخبره أن امرأة جاءت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته أنها زنت وهي حامل، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اذهبي حتى تضعي"، فلما وضعت جاءته، فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اذهبي حتى ترضعيه"، فلما أرضعته جاءته، فقال: "اذهبي فاستودعيه"، قال: فاستودعته، ثم جاءت فأمر بها فرجمت.
قال ابن عبد البر في التمهيد (24/ 127): "هكذا قال يحيى فيما رأينا من رواية شيوخنا في هذا الحديث عن مالك عن يعقوب بن طلحة عن أبيه زيد بن طلحة عن عبد الله بن أبي مليكة، فجعل الحديث لعبد الله بن أبي مليكة مرسلا عنه.
وقال القعنبي وابن القاسم وابن بكير عن مالك عن يعقوب بن زيد بن طلحة عن أبيه زيد بن طلحة بن عبد الله بن أبي مليكة، فجعلوا الحديث لزيد بن طلحة مرسلا عنه، وهذا هو الصواب إن شاء الله.
وقال أبو مصعب كما قال يحيى: (زيد بن طلحة عن عبد الله بن أبي مليكة)، وقد جوده ابن وهب فرفع الإشكال فيه لأنه لم ينسب زيد بن طلحة وجعل الحديث له؛ قال ابن وهب: أخبرني مالك عن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي عن أبيه أن امرأة أتت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقالت: إنها زنت .. "اهـ.
وقع في المطبوع من التمهيد تشويش في الكلام أصلحته من تنوير الحوالك (ص167).
قلت: روى يحيى الليثي هذا الحديث عن مالك عن (يعقوب بن زيد بن طلحة عن أبيه زيد بن طلحة عن عبد الله بن أبي ملكية مرسلا)، ووافقه أبو مصعب الزهري عن مالك في الموطأ (2/ 17/رقم1759) ومحمد بن الحسن الشيباني في الموطأ (رقم695)، ووهموا فيه جميعا تصحفت لهم الباء بالعين، وخالفهم سائر رواة الموطأ، فرووه عن مالك عن (يعقوب بن زيد بن طلحة عن أبيه زيد بن طلحة بن عبد الله بن أبي ملكية مرسلا)، وهم:
1 - عبد الله بن وهب المصري: عند الحاكم في المستدرك (4/ 405).
2 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: في الموطأ كما في التمهيد (24/ 127).
3 - يحيى بن بكير المصري: في الموطأ كما في التمهيد (24/ 127).
4 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: في الموطأ كما التمهيد (24/ 127).
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[03 - 09 - 02, 10:59 م]ـ
للرفع ..
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[07 - 09 - 02, 10:29 م]ـ
الحديث الثالث والأربعون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ عن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عبلة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما أري يوم بدر"، قيل: وما رأى يوم بدر يا رسول الله؟ قال: "أما إنه قد رأى جبريل يزع الملائكة".
قال ابن الحذاء في التعريف برجال الموطأ (ل2/أ): "وقال يحيى بن يحيى عن مالك في هذا الحديث عن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عبلة، ولم يقل ذلك أحد من أصحاب مالك فيما علمت، ولا أعلم أحدا أسند هذا الحديث، وهو من الأحاديث التي لم يوجد لها إسناد".
وقال أبو العباس الداني في الإيماء إلى أطراف الموطأ (ل225/أ): "قال يحيى بن يحيى في هذا الإسناد: (إبراهيم بن عبد الله بن أبي عبلة)، ونسبة إبراهيم إلى عبد الله وهمٌ انفرد به يحيى، وإنما هو إبراهيم بن أبي عبلة، وأبوه أبو عبلة اسمه شمر بن يقظان".
قلت: والذين خالفوا يحيى الليثي فيه عن مالك:
1 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (1/ 565/رقم1461).
2 - سويد بن سعيد الحدثاني: في الموطأ (ص458/رقم624).
3 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: أسنده الجوهري في مسند الموطأ من طريقه (ص258/رقم270).
4 - يحيى بن عبد الله بن بُكير المصري: في الموطأ –كما في موطأ الإمام المهدي (ص299) - ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (3/رقم4069).
5 - عبد الرزاق بن همام الصنعاني: في المصنف (5/ 17/8832).
6 - عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون المدني: عند الطبري في تفسيره (10/ 19).
7 - مطرف بن عبد الله أبو مصعب المدني: عند الفاكهي في أخبار مكة (5/ 26).
8 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: أشار إلى روايته الجوهري في مسند الموطأ (ص258).
¥(34/317)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 09 - 02, 10:46 م]ـ
الحديث الرابع والأربعون:
روى يحيى بن يحيى الليثي عن مالك في الموطأ مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى المقبرة فقال: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أني قد رأيت إخواننا"، فقالوا: يا رسول الله ألسنا بإخوانك؟ قال: "بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، وأنا فرطهم على الحوض"، فقالوا: يا رسول الله، كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك؟، قال: "أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة في خيل دُهم بُهم ألا يعرف خيله؟ "، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض فلا يُذَادنَّ رجل عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم: ألا هلم ألا هلم ألا هلم، فيقال: إنهم قد بدّلوا بعدك، فأقول: فسحقا فسحقا فسحقا".
خالف يحيى الليثي أصحاب مالك في هذا الحديث فقال: (فلا يذادنّ) بالنفي، وقال أصحاب مالك: (فليُذادنّ) بلام التأكيد، وقال آخرون (ألا ليذادنّ)، والكلمتان بمعنى واحد.
قال ابن عبد البر في التمهيد (20/ 257): "وأما رواية يحيى: (فلا يذادنّ) على النهي، فقيل إنه قد تابعه على ذلك ابن نافع ومطرف، وقد خرج بعض شيوخنا معنى لرواية يحيى ومن تابعه أي لا يفعل أحد فعلا يطرد به ... "، وهو بمعناه في الاستذكار (2/ 178).
وقال أبو الوليد الباجي في المنتقى: "وقوله: (فلا يُذَادَنَّ) هكذا رواه يحيى، وتابعه عليه مطرف، وروى أبو مصعب (فلَيُذَادَنَّ)، وتابعه ابن القاسم وابن وهب وأكثر رواة الموطأ، قال ابن وضاح: ومعنى (فلا يذادن) لا يفعلن رجل فعلا يذاد به عن حوضي كما يذاد البعير الضال يريد الذي لا رب له فيسقيه".
وقول ابن وضاح فيه بُعد، خاصة وأن أصحاب العلاء بن عبد الرحمن رووه عنه فوافقوا فيه أصحاب مالك مما يؤكد وهم يحيى الليثي فيه، وهم: روح بن القاسم، وإسماعيل بن جعفر، وشعبة بن الحجاج، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد الرحمن بن إبراهيم الكرماني، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير.
والذين خالفوا يحيى الليثي فيه هم:
1 - عبد الله بن مسلمة القعنبي: في الموطأ، ومن طريقه أبو داود في سننه (3237) وابن حبان في صحيحه (3/رقم1046) والجوهري في مسند الموطأ (ص486).
2 - عبد الله بن وهب المصري: في الموطأ، ومن طريقه ابن خزيمة (1/رقم5 و6) وأبو عوانة في مسنده (1/رقم361).
3 - أبو مصعب الزهري: في الموطأ (1/رقم71) ومن طريقه ابن حبان في صحيحه (16/رقم7240)، ووقع في المطبوع من الموطأ (فلا يذادن) مثل رواية يحيى الليثي، وهو تصحيف.
4 - عبد الرحمن بن القاسم المصري: في الموطأ كما في ملخص القابسي (ص187 - 188/رقم133).
5 - قتيبة بن سعيد المصري: عند النسائي في المجتبى (150) والآجرّي في الشريعة (1/رقم287 - دار الوطن) وابن عبد البر في التمهيد (20/ 257).
6 - عبد الله بن يوسف التنيسي: عند أبي نعيم في المستخرج على مسلم (1/ 310/رقم583).
7 - مطرف بن عبد الله أبو المصعب المدني: عند أبي عوانة في مسنده (1/ 122/رقم360)، وقد حكى ابن عبد البر وأبو الوليد الباجي أن مطرفا وافق يحيى على لفظة (فلا يذادنّ)، فلعل ذلك في رواية لا تصح عنه، خاصة وأن ابن عبد البر ساقها بصيغة التمريض، والله أعلم.
8 - يحيى بن عبد الله بن بُكير المصري: في الموطأ ومن طريقه البيهقي (1/ 82).
9 - معن بن عيسى القزاز: عند مسلم في صحيحه (249).
10 - إسماعيل بن أبي أويس المدني: عند البيهقي (1/ 82).
11 - محمد بن إدريس الشافعي: كما في كنز العمال (15/رقم42592)، ولا يوجد في المطبوع من مسنده.
12 - عبد الله بن نافع المدني: عند أبي عوانة في مسنده (1/رقم360)، وقد ذكر ابن عبد البر بصيغة التمريض أن ابن نافع تابع يحيى الليثي على رواية (فلا يذادنّ)، وليس كذلك كما هنا، والله أعلم.
13 - عبد الله بن عبد الحكم المصري: عند الجوهري في مسند الموطأ (ص486) ومن طريقه المقدسي في الجزء الخامس من الأربعين في فضل الدعاء والداعين (ص195 - 196).
ورواه إسحاق بن عيسى الطبّاع عند أحمد في مسنده (2/ 375) وعبد الرزاق بن همام الصنعاني في المصنف (3/ 575/6719) كلاهما عن مالك، واختصرا متنه.
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[20 - 02 - 03, 12:42 ص]ـ
للفائدة والنفع لطلاب العلم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[21 - 02 - 03, 12:14 ص]ـ
جزى الله خيرا الأخ الحبيب (نصب الراية)، وأسأل الله أن يعينني على تصحيح ما في البحث من أخطاء، وعلى إتمامه ....
ولا تنسونا من صالح دعواتكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 06 - 03, 03:55 ص]ـ
بارك الله في علمك أخي الفاضل أبا إسحاق التطواني.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 11 - 03, 05:10 م]ـ
لعل الأخ الفاضل أبو إسحاق يجمع هذه الموضوع في ملف وورد ويضعه في قسم الكتب فهو موضوع غاية في الجودة
¥(34/318)
ـ[أيمن أبو عبد الله]ــــــــ[12 - 05 - 05, 04:47 م]ـ
-} جزاكم الله خيرًا على هذه التعليقات المفيدة النافعة {-
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[04 - 07 - 05, 07:07 م]ـ
أخي الفاضل جهد طيب وموفق لو سَّميت هذا البحث تعقبات ابن عبد البر على رواية يحيى الليثي
وكل من جاء بعد ابن عبد البر فهم عالة عليه! استمر أخي الفاضل ونفع الله بكم
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[05 - 07 - 05, 12:56 م]ـ
لا أدري أخي الفاضل الشيخ التطواني وفقه الله
هل هذا الحديث على شرطك:
مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبدالله بن عمرعن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك وقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد وكان لا يفعل ذلك في السجود.
قال أبو عمر:
هكذا رواه يحيى عن مالك لم يذكر فيه الرفع عند الانحطاط إلى الركوع وتابعه على ذلك جماعة من الرواة للموطأ عن مالك منهم1 - القعنبي
2 - وأبو مصعب
3 - 3وابن بكير4
4 - وسعيد بن الحكم بن أبي مريم
5 - 5 ومعن بن عيسى
6 - 6 والشافعي7
7 - ويحيى بن يحيى النيسابوري
8 - 7وإسحاق بن الطباع
9 - 8وروح بن عبادة
10 - 9وعبدالله بن نافع1
11 - 10 وكامل بن طلحة
12 - 11 وإسحاق بن إبراهيم الحنيني
13 - 12وأبو حذافة أحمد بن إسماعيل13
14 - وابن وهب في رواية ابن أخيه عنه
ورواه
1ابن وهب
2وابن القاسم
3ويحيى بن سعيد القطان
4وابن أبي أويس
5وعبدالرحمان بن مهدي
6 وجويرية بن أسماء
7وإبراهيم بن طهمان
8 وعبدالله بن المبارك
9وبشر بن عمر
10وعثمان بن عمر
11وعبدالله بن يوسف التنيسي
12 - وخالد بن مخلد
13ومكي بن إبراهيم
14ومحمد بن الحسن الشيباني
15 وخارجة بن مصعب
16 وعبدالملك بن زياد النصيبي
17 وعبدالله بن نافع الصائغ18
18 وأبو قرة موسى بن طارق
19 ومطرف بن عبدالله20
20 وقتيبة بن سعيد
كل هؤلاء رووه عن مالك فذكروا فيه الرفع عند الانحطاط إلى الركوع قالوا فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة حذو منكبيه وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع
ذكر الدارقطني الطرق عن أكثرهم عن مالك كما ذكرنا وهو الصواب وكذلك رواه سائر من رواه عن ابن شهاب
التمهيد لابن عبد البر (9/ 211)
راجع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=176718#post176718
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 01:34 م]ـ
ماشاء الله
جزاك الله خيرا شيخ ابا اسحاق
سددك الله وبارك الله في وقتك وعلمك ومالك ونفع الله بك
واصل --- وصلك الله برحمته وعطفه --
ـ[أبوصهيب المغربي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 09:48 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبو اسحاق واعانك الله على إتمام ما بدأته ...
ـ[ابودُجانه]ــــــــ[20 - 04 - 08, 05:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ..........
بارك الله فيك يأخي على هذا المجهود الطيب ........
بما أن لك بحوث على الموطأ فأرجوا من أن تساعدني فنحن ندرس الموطأ (شرح الزرقاني)
في الجامعة، فوجدنا إشكال في باب طلاق المريض -الحديث الرابع في الباب - وهو:
1241 - و حَدَّثَنِي عَنْ مَالِك عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ قَالَ
كَانَتْ عِنْدَ جَدِّي حَبَّانَ امْرَأَتَانِ هَاشِمِيَّةٌ وَأَنْصَارِيَّةٌ فَطَلَّقَ الْأَنْصَارِيَّةَ وَهِيَ تُرْضِعُ فَمَرَّتْ بِهَا سَنَةٌ ثُمَّ هَلَكَ عَنْهَا وَلَمْ تَحِضْ فَقَالَتْ أَنَا أَرِثُهُ لَمْ أَحِضْ فَاخْتَصَمَتَا إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَقَضَى لَهَا بِالْمِيرَاثِ فَلَامَتْ الْهَاشِمِيَّةُ عُثْمَانَ فَقَالَ هَذَا عَمَلُ ابْنِ عَمِّكِ هُوَ أَشَارَ عَلَيْنَا بِهَذَا يَعْنِي عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ
-- ثم نقلا الزرقاني عن ابن عبد البر قوله:" ذكر مالك هذا الأثر هنا ولا دخل له في الباب وإنما
موضعه في الجامع الطلاق "
السؤال هل أن الإمام مالك لم يتفطن لهذا الحديث أنه ليس في موضعه وهو الذى درس الموطأ
أكثر من عشرين سنة
شرح الزرقاني على الموطأ. تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي. 3/ 255 طبعة:دار الحديث - القاهرة
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[05 - 12 - 08, 03:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم، موضوع مهم جدا، وأرجو استكماله، وطبعه لتعم به الفائدة.
تحدثتم أخي المكرم في المشاركة 89 عن روايات الموطأ، وذكرتم في غيرها ما وقع في بعضها من خلل التحقيق ودمج الروايات وعدم التفريق، ولعل مقدمة تحقيق الإيماء بأطراف الموطأ للداني فيها تفصيل لمن أراد.
وكأني رأيت استفادتكم من كتاب الداني نادرة في هذا الموضوع المهم.
وللسؤال: هل تلخيص المهدي بن تومرت موجود على الشبكة مصورا؟ بوركتم.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[05 - 12 - 08, 10:29 م]ـ
لقد استفدت كثيرا من أطراف الموطأ للداني، وكذلك من غيره، وقد طبعت كتب بعد بحثي ذكر فيها بعض أخطاء الليثي مثل (شرح الموطأ) لأبي المطرف القنازعي، ولعلي أنشط لمراجعة البحث، وطبعه قريبا بإذن الله.
وتلخيص الموطأ لمهدي بن تومرت (وهو تلخيص لرواية يحيى بن بكير) غير موجود على الشبكة حسب علمي، وهو مطبوع قديما بالجزائر.
¥(34/319)
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[06 - 12 - 08, 12:40 ص]ـ
الشيخ أبو إسحاق
افتقدنا مشاركاتكم القيمة منذ مدة خصوصاً في التخريج والدراسات الحديثية فلا تحرمونا من علمكم.
نفع الله بكم(34/320)
تخريج حديث: "الدنيا ملعونة ملعون من فيها ... "
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[24 - 06 - 02, 10:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أما بعد،
فهذا تخريج حديث أبي هريرة: "الدنيا ملعونة ملعون من فيها إلا ذكر الله وما والاه، أو عالم أو متعلم"، وقد ورد عن جمع من الصحابة، وأهيب بالإخوة (مشرفين، ومشاركين) أن يساهموا في تخريج حديث كل صحابي على حدة مع وضع الرقم التسلسلي عند كل صحابي، وجزاكم الله خيرا، وإن شاء الله أنا من سيفتتح:
1 - حديث أبي هريرة:
ولفظه: "الدُّنيا ملعونَةٌ ملعونٌ ما فيها إلاّ ذكرَ الله وما والاَه، وعالمٍ أو مُتعلّمٍ".
رواه الترمذي (2322) من طريق علي بن ثابث الجَزَرِي وابن ماجه في سننه (4112) وابن أبي عاصم في الزهد (126) -ومن طريقه المزّي في تهذيب الكمال (20/ 102) - والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 265/1708) وابن عبد البر في جامع بيان العلم (135) من طريق أبي خليد عتبة بن حماد الدمشقي والعقيلي في الضعفاء (2/ 326) من طريق أسد بن موسى المصري ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، قال: سمعت عطاء بن قرة، قال: سمعت عبد الله بن ضمرة، قال: سمعت أبا هريرة -رضي الله عنه- فذكره مرفوعا.
وقال الترمذي: حسن غريب.
قلت: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان الدمشقي، فيه كلام طويل يراجع له تهذيب التهذيب (6/ 136)، والذي يظهر أن في حفظه ضعف، وحديثه محتمل للتحسين، أما عطاء بن قرة أبو قرة السلولي روى عنه أيضا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والأوزاعي والثوري وسليمان بن أبي كريمة ووثقه ابن حبان وقال ابن حجر في التقريب (ص678): "صدوق".
وعبد الله بن ضمرة السلولي تابعي روى عنه جمع ووثّقه العجلي وابن حبان.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[24 - 06 - 02, 11:59 م]ـ
2) ورواه ابن أبي شيبة والدارمي موقوفاً على كعب الأحبار:
... عن ابن يمان عن ابن ثوبان عن أبيه عن عبدالله بن ضمرة عن كعب قال: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا متعلم خير أو معلمه.
ـ[أبوخبيب]ــــــــ[25 - 06 - 02, 12:58 ص]ـ
قال الشيخ / طارق بن عوض الله بن محمد ــ حفظه الله
أخرجه الترمذي [2322]، وابن ماجه [4112]، والعقيلي [2/ 326] من طريق
عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن عطاء بن قرة، عن عبدالله بن ضمرة، عن
أبي هريرة.
وقال الترمذي: (هذا حديث حسن غريب).
وقال العقيلي: (لا يتابعه ــ يعني: عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان ــ إلا من هو
دونه أو مثله).
وخالفه وهيب بن الورد، عن عطاء، فأرسله.
أخرجه البغوي في [شرح السنة] 14/ 229.
والمرسل: أصح.
ورواه خالد بن يزيد العدوي، عن الثوري، عن عطاء بن قرة موصولاً.
أخرجه ابن الجوزي في (العلل المتناهية) 2/ 796 ــ 797.
وقال: (تفرد به خالد بن يزيد العدوي. قال ابن عدي: لا يتابع على حديثه).
وكذا قال الدارقطني في (الأفراد) ــ كما في < أطرافه > [5245].
ورواه المغيرة بن مطرف الواسطي، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن
عبدة بن أبي لبابة، عن أبي وائل، عن ابن مسعود.
أخرجه البزار [1736] (3310 ــ كشف)، والطبراني في (الأوسط) [199 ــ
مجمع البحرين].
وقال الدارقطني في (العلل) 5/ 89:
[هذا إسناد مقلوب، إنما رواه ابن ثوبان، عن عطاء بن قرة، عن عبدالله
بن ضمرة، عن أبي هريرة، وهو الصحيح].
وكذا قال الطبراني.
قالت: فعاد الحديث إلى حديث أبي هريرة، وقد علمت علته.
ورواه ابن يمان، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن ابن ضمرة، عن كعب من قوله.
أخرجه الدارمي [322]. وهذا إسناد ضعيف.
[جامع العلوم والحكم] لأبن رجب.
تحقيق وتعليق / طارق بن عوض الله.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[26 - 06 - 02, 09:42 م]ـ
طريق يحيى بن سمان منكرة، أشار إلى نكارتها الدارقطني في العلل، وقد خالفه جمع كما تقدم فرووه عن أبي هريرة مرفوعا، وهم (علي بن ثابث الجَزَرِي وأسد بن موسى المصري، وأبي خليد عتبة بن حماد الدمشقي).
وفي الباب عن جابر، وعن ابي الدرداء وغيرهما، ادلوا بدلوكم أكثر، في انتظار تخريجاتكم ...
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[27 - 06 - 02, 09:16 م]ـ
حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه-:
رواه ابن أبي عاصم في الزهد (127) والطبراني في المعجم الكبير -كما في جامع المسانيد والسنن (13/ 621) - ومسند الشاميين (612) من طرق عن موسى بن أيوب النَّصِيبِي ثنا خِداش بن المُهَاجِر ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن أبي عُبَيْد الله مُسلم بن مِشْكَم عن أبي الدرداء t مرفوعا بلفظ: "الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها إلا ما ابتُغِيَ به وجه الله".
قال الهيثمي في المجمع (10/ 222): "رواه الطبراني وفيه خداش بن المهاجر ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات"، وحسّن سندَه المنذري في الترغيب (1/ 24) والسيوطي في الدر المنثور (5/ 473).
قلتُ: وسنده كما قالا حسن أو قريب من ذلك لأن خداش بن المُهاجر، قال فيه أبو حاتم الرازي:"شيخ مجهول، أرَى حديثُه مستقيماً" ()، وذكره أبو الفتح الأزدي في الضعفاء، ولا عبرة بتضعيفه، لأن الأزدي متكلم فيه بدوره، وروى عن خداش أيضا: سليمان بن عبدالرحمن الدمشقي، وقد حفظ خداش هذا الحديث لأن له شواهد كثيره تشهد له.
¥(34/321)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 06 - 02, 09:27 م]ـ
خداش هذا مجهول لا يحتج به
وقولك <<وذكره أبو الفتح الأزدي في الضعفاء، ولا عبرة بتضعيفه، لأن الأزدي متكلم فيه بدوره>> فيه نظر.
فالبخاري متكلم فيه بدوره، ومسلم، وكثير من الحفاظ. ولكن بغير طائل (كما ذكر الذهبي عن الأزدي). فما يضرهم ذلك؟!
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[28 - 06 - 02, 08:57 م]ـ
خداش بن المهاجر، لم يأت بمنكر، وقد روى عنه ثقتان وهما موسى بن أيوب النصيبي وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، وحديثه هذا له شواهد كثيرة جدا، قد تقدم بعضها، فلا ضير من تحسين حديثه هذا.
ولعلي أفتح موضوعا في الكلام على أبي الفتح الأزدي، وقد رد تضعيفه جماعة من الأئمة كالذهبي وابن حجر وغيرهما ..
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[29 - 06 - 02, 09:24 م]ـ
تضعيف أبي الفتح الأزدي مردود، قال الحافظ ابن حجر في هدي الساري (ص386): " .. ولا عبرة بقول الأزدي لأنه هو ضعيف فكيف يعتمد في تضعيف الثقات!! ".
والأزدي لم يوثقه أحد -حسب علمي-، وهاك ترجمته من لسان الميزان (5/ 139):
محمد بن الحسين أبوالفتح ابن يزيد الأزدي الموصلي الحافظ، حدث عن أبي يعلى الموصلي والباغندي وطبقتهما وجمعن وصنف وله كتاب كبير في الجرح والضعفاء عليه فيه مؤاخذات، حدث عنه أبو إسحاق البرمكي وجماعة. ضعفه البرقاني، وقال أبو النجيب عبد الغفار الأرموي: رأيت أهل الموصل يوهنون أبا الفتح ولا يعدونه شيئا. وقال الخطيب: في حديثه مناكير وكان حافظا ألف في علوم الحديث. قلت: مات سنة أربع وسبعين وثلاث مائة.
فكما رأيت فأبو الفتح الأزدي ضعفوه، فكيف يقال أن البخاري ومسلم تكلموا فيهما بغير طائل؟؟!!!!، مع العلم أن البخاري ومسلم، وثقهما أئمة هذا الفن، بخلاف أبي الفتح فلم يوثقه أحد.
ويمكن الاستئناس بكلام أبي الفتح الأزدي فقط إذا لم ينقل عن أحد من أئمة الجرح والتعديل كلاما في الراوي، وإلا فإذا عارض أبو الفتح أحد من أئمة هذا الفن، فقوله مردود، ويقدم قولهم عليه، لأنه ضعيف، وقد رد قوله كثيرا الذهبي في الميزان والحافظ في اللسان.
وأما خداش بن المهاجر، قد روى عنه اثنان، وهو كما قال أبو حاتم الرازي مستقيم الحديث.
وقد قال أبو حاتم الرازي كما في الجرح والتعديل (6/ 21) في ترجمة:عبد الواحد بن سلمان الأغر المديني: "ما اعلم أحد روى عنه غير أبى الربيع الزهراني، ورى حديثه مستقيما، ماأرى به بأسا".
والعجب من مقارنة أبي الفتح الأزدي بالبخاري ومسلم؟؟؟!!!!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 06 - 02, 09:34 م]ـ
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ (3\ 967): «له مصنَّفٌ كبيرٌ في الضعفاء. وهو قويّ النفس في الجرح. وهّاهُ جماعةٌ بلا مستندٍ طائل».
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[29 - 06 - 02, 10:22 م]ـ
لم يرد في أبي الفتح الأزدي توثيق، كما تقدم في ترجمته، وإذا وجدت فيه توثيقا معتبرا فيه فلتفدنا، فليس هناك توثيق معارض بضعف حتى يقال أنهم وهنوا أبا الفتح الأزدي بغير حجة ..
والمعروف لدى طلة هذا العلم أنه يقبل الجرح المبهم إذا لم يوجد في الرواي توفيق معتبر، والله أعلم ...
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[01 - 07 - 02, 10:08 م]ـ
حديث ابن مسعود
رواه البزار في مسنده (5/ 144 - 145/رقم1736) والطبراني في الأوسط (4072) ومسند الشاميين (163) من طريق بِشر بن معاذ العَقَدِي ثنا أبو مُطَرِّف المغيرة بن مطرّف الواسطي قال: نا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عبدة بن أبي لبابة عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- مرفوعا به نحوه.
قال البزار عقبه: "وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان بغير هذا الإسناد، ولا نعلم أحدا تابع المغيرة بن المطرف على هذه الرواية".
وقال الطبراني: " لم يروه عن ابن ثوبان إلا أبو المطرف، تفرد به بشر، ورواه غيره عن ابن ثوبان عن عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة عن أبي هريرة".
بشر بن معاذ العقدي ثقة، وأبو المطرف المغيرة بن مطرف الواسطي مترجم في تاريخ واسط لبحشل (ص181)، ووَهّاه الذهبي في المقتنى في سرد الكنى (2/ 81).
قال الدارقطني في العلل (5/ 89) عن هذه الرواية: "وهذا إسناد مقلوب، وإنما رواه ابن ثوبان عن عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة عن أبي هريرة، وهو الصحيح"، وقال أيضا في العلل (11/ 44): "وقيل عن عبدة بن أبي لبابة عن أبي وائل [عن ابن مسعود]، ولا يصح".
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[14 - 01 - 07, 08:39 ص]ـ
بارك الله فيكم.
قال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 124): وسألت أبي عن حديث رواه عبد الله بن الجراح القهستاني، عن أبي عامر العقدي، عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ما كان منها لله عز وجل ".
سمعت أبي يقول: هذا خطأ، إنما هو: محمد بن المنكدر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... .
وفي علل الدارقطني (14/ 69، 70): وسئل عن حديث المنكدر: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ما كان لله ".
فقال: يرويه مهران، عن الثوري، عن ابن المنكدر، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وخالفه أبو عامر العقدي، رواه عن الثوري، عن ابن المنكدر، عن جابر.
وكلاهما غير محفوظ.
حدثنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا مهران بن أبي عمرو، عن الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن أبيه: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... بذلك.
وقال الخليلي في الإرشاد (2/ 711 - منتخبه) - بعد أن أسند الموصول عن جابر -: لم يسنده عن سفيان إلا أبو عامر، وعنه ابن الجراح، وهو ثقة.
ورواه غيره عن سفيان، عن محمد بن المنكدر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... مرسلاً.
ورواه مهران بن أبي عمرو، عن سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.(34/322)
تخريج حديث: "لا ينتطح فيها عنزان"
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[24 - 06 - 02, 10:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
أما بعد، فهذا تخريج حديث: "لا ينتطح فيها عنزان"، وهو ضعيف جدا، وأرجو من الإخوة أن يساهموا، فإذا رأوا أي خطأ انتقدوا ونبهوا، وإذا لهم زيادات أثبتوها مشكورين ..
ورد الحديث عن الحارث بن فضيل، وعن ابن عباس:
1 - حديث الحارث بن فضيل:
رواه أبو أحمد العسكري في الأمثال -ومن طريقه أبو هلال العسكري في جمهرة الأمثال (2/ 403) والقضاعي في مسند الشهاب (858) - وابن السكن في كتاب الحروف كما في الإصابة (4/ 721)، كلهم من طريق الواقدي، وهذا في المغازي: عن عبد الله بن الحارث بن فُضيل عن أبيه قال: كانت عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد، فذكره.
وهذا سند معضل الحارث بن فضيل لم يلق أحدا من الصحابة، والواقدي متهم.
2 - حديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-:
رواه ابن عدي في الكامل (6/ 145) -ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 180) - و الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 99) والقضاعي في مسند الشهاب (856و857) و ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج51/ 224) وابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة (2/ 521) كلهم من طريق محمد بن الحجاج اللخمي عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن ابن عباس مرفوعا به في قصة.
ومحمد بن الحجاج اللخمي يضع الحديث.
ولا تنسونا من دعائكم ..
ـ[أبوخبيب]ــــــــ[24 - 06 - 02, 11:36 م]ـ
بارك اللهُ فيكَ
[لا ينتطح فيها عنزان]
كناية عن المسألة الواضحة التي لا يختلف عليها اثنان.
ـ[عزالدين محمد]ــــــــ[19 - 09 - 07, 02:14 ص]ـ
شبهة حول
مقتل عصماء بنت مروان الشبهة
ملخص الشبهة عند النصارى: ((أرسل الرسول - صلى الله عليه وسلم - عميراً بن عدّي إلى عصماء بنت مروان وأمره بقتلها لأنها ذمَّته. فجاءها ليلاً، وكان أعمى، فدخل عليها بيتها، وحولها نفر من ولدها نيام ومنهم مَن ترضعه. فجسَّها عمير بيده، ونحَّى الصبي عنها، وأنفذ سيفه من صدرها إلى ظهرها. ثم رجع فأتى المسجد فصلى، وأخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بما حصل، فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: لا ينتطح فيها عنزان ... )).
الرد على الشبهة
قال العلامة الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " (13/ 33) الحديث رقم 6013: موضوع.
أخرجه القضاعي في"مسند الشهاب" (2/ 46/856)، وكذا ابن عدي (6/ 2156)، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل" (1/ 175)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (14/ 768 - المدينة) من طريق محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي: حدثنا محمد بن الحجاج اللَّخمي أبو إبراهيم الواسطي عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ قال: هجت امرأة من بني خطمة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهجاء لها، قال: فبلغ ذلك النبيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فاشتد عليه ذلك، وقال: «من لي بها؛»، فقال رجل من قومها: أنا يا رسول الله! وكانت تمّارة؛ تبيع التمر، قال: فأتاها، فقال لها: عندك تمر؛ فقالت: نعم. فأرته تمراً، فقال أردتُ أجود من هذا. قال: فدخلت لتريه. قال: فدخل خلفها ونظر يميناً وشمالاً، فلم ير إلا خِواناً، فعلا به رأسها حتى دمغها به، قال: ثم أتى النبيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فقال: يا رسول الله! قد كفيتُكَها. قال: فقال النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «إنه لا ينتطح فيها عنزان»، فأرسلها مثلاً.
وقال ابن عدي - وتبعه ابن الجوزي -: "هذا مما يتهم بوضعه محمد بن الحجاج ".
قلت: وهو كذاب خبيث؛ كما قال ابن معين، وهو واضع حديث الهريسة، وقد تقدم (690)، وقبله حديث آخر له موضوع.
والراوي عنه محمد بن إبراهيم الشامي؛ كذاب أيضاً؛ كما تقدم بيانه في الحديث الذي قبله؛ ولكنه قد توبع: أخرجه الخطيب في "التاريخ" (13/ 99) من طريق مسلم بن عيسى - جار أبي مسلم المُسْتَمْلي -: حدثنا محمد بن الحجاج اللخمي ... به.
ذكره في ترجمة ابن عيسى هذا، ولم يزد فيها على أن ساق له هذا الحديث، فهو مجهول العين. والله أعلم.
والحديث؛ ذكره علقه ابن سعد في "الطبقات" (2/ 27 - 28) بأتمِّ مما هنا، والظاهر أنه مما تلقاه عن شيخه الواقدي، وقد وصله القضاعي (2/ 48/858) من طريقه
بسند آخر نحوه.
لكن الواقدي متهم بالكذب؛ فلا يعتدُّ به.
وأورد منه الشيخ العجلوني في "كشف الخفاء" (2/ 375/3137) حديث الترجمة فقط من رواية ابن عدي، وسكت عنه؛ فأساء!
انتهى كلام الألباني رحمه الله
منقول(34/323)
تخريج حديث (قتل السيد لعبده).
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[25 - 06 - 02, 02:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فهذا جزء في تخريج حديث " أنَّ رجلاً قتل عبده متعمداً، فجلده النبي – صلى الله عليه وسلم – مائة جلدة، ونفاه سنةً، ومحا سهمه من المسلمين، ولم يقده منه ".
فأقول – مستعيناً بالله –:
جاء هذا الحديث عن اثنين من أصحاب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – هما: علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهم –، وإليك تفصيل روايتهما:
أولاً: حديث علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –:
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 304)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (8/ 36)، وابن حزم في المحلى (11/ 99)؛ وأخرجه ابن ماجه في السنن (2664)، والحارث بن أبي أسامة (ص 182 بغية الباحث)، والدارقطني في سننه (3/ 144) من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن علي به.
وأخرجه أبو يعلى في مسنده (1/ 404)، والدارقطني في سننه (3/ 144) من طريق إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن أبي فروة، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن علي به.
الكلام على هذا الإسناد:
هذا الحديث من رواية علي بن أبي طالب ضعيفٌ، و ذلك لما يلي:
1 – فيه إسماعيل بن عياش، وهو ثقة في الشاميين، ضعيف في غيرهم،
قال يحيى بن معين: إسماعيل بن عياش ثقة فيما روى عن الشاميين، وأما روايته عن أهل الحجاز، فإن كتابه ضاع، فخلَّط في حفظه عنهم.
وقال أبو بكر المروذي: سألت الإمام أحمد بن حنبل عن إسماعيل بن عياش؛ فحسَّن روايته عن الشاميين، وقال: هو فيهم أحسن حالاً مما روى عن المدنيين وغيرهم.
وقال أيضاً: ماروى عن الشاميين صحيح، وما روى عن أهل الحجاز فليس بصحيح.
وقال دُحيم: إسماعيل بن عياش في الشاميين غاية، وخلَّط عن المدنيين.
وقال يعقوب بن شيبة: إسماعيل بن عياش ثقة عند يحيى بن معين وأصحابنا فيما روى عن الشاميين خاصة، وفي روايته عن أهل العراق وأهل المدينة اضطراب كبير، وكان عالماً بناحيته.
وقال البخاري: إذا حدَّث عن أهل بلده فصحيح، وإذا حدَّث عن غير أهل بلده ففيه نظر.
وهو يروي هذا الحديث عن إسحاق بن أبي فروة، وهو مدني.
2 – فيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو متروك.
قال البخاري: تركوه.
وقال يحيى بن معين: لا يكتب حديث، ليس بشيءٍ. وقال: ضعيف. وقال: ليس بثقة. وقال: حديثه ليس بذاك. وقال: كذاب.
وقال الجوزجاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا يكتب حديث أربعةٍ، وذكر منهم: إسحاق بن أبي فروة.
وقال ابن المديني: منكر الحديث.
وقال أبو زرعة: ذاهب الحديث.
وقال الدارقطني، والبرقاني: متروك.
3 – الاختلاف الواقع في إسناد هذا الحديث، فمرةً رواه إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن علي، ومرةً رواه منقطعاً عن علي بدون أن يذكر أباه.
والراجح في هذا الاختلاف: أنَّ إبراهيم رواه عن أبيه، وذلك لما يلي:
1 – أن هذه هي رواية الأكثر، إذ رواها ابن أبي شيبة، وعبد الله بن عون، وعباد بن يعقوب الرواجني، وإسحاق بن عيسى (ابن الطباع).
2 – أنَّ هذه هي رواية الأثبت و الأحفظ، فابن أبي شيبة وعبد الله بن عون ثقتان إمامان، والآخران صدوقان.
ولا حاجة إلى هذا الترجيح ما دام أنَّ مدارها على إسحاق بن أبي فروة.
[ولعل الوجهين مرويان عن إسحاق، وهذا من اضطرابه، أو من اضطراب إسماعيل بن عياش].
كلام الأئمة على هذا الحديث:
1 – قال البيهقي في السنن (8/ 37) بعد أن ساق جميع أسانيد هذا الحديث: أسانيد هذه الأحاديث ضعيفةٌ لا تقوم بشيءٍ منها الحجة.
2 – قال ابن حزم في المحلى (11/ 101): وأما الخبر الذي تعلقوا به: ففي غاية البطلان والسقوط، لأنه عن إسماعيل بن عياش، وهو ضعيفٌ جداً، ولا سيما ما روى عن الحجازيين، فلا خير فيه عند أحد من أهل العلم!.
ثم هو عن إسحاق بن عبد الله بن فروة، وهو متروك الحديث.
3 – قال الذهبي في المهذب في اختصار السنن الكبير (6/ 3123) بعد أن ذكر أحاديث الباب: قلت: لم يصح هذا.
¥(34/324)
4 – قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 344): هذا إسنادٌ ضعيف، لضعف إسحاق بن أبي فروة، وتدليس إسماعيل بن عياش.
5 – قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (4/ 188 ط الوطن) (5/ 148 ط الرشد): مدار هذه الطرق على إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو ضعيف، والراوي عنه مدلس، وقد رواه بالعنعنة.
6 – قال الألباني في ضعيف ابن ماجه (ص 213): ضعيفٌ جداً.
ثانياً: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما –:
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 304)، ومن طريقه ابن حزم في المحلى (11/ 99)، و البيهقي في السنن الكبرى (8/ 37)؛ وأخرجه ابن ماجه في السنن (2664)، والدارقطني في سننه (3/ 144) من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن أبي فروة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده به.
الحكم على هذا الإسناد:
هذا الإسناد ضعيف؛ وذلك لوجود إسماعيل بن عياش، وإسحاق بن أبي فروة؛ وقد تقدم بيان حالهما.
كلام الأئمة على هذا الإسناد:
تقدم نقل كلام البيهقي، وابن حزم، و الذهبي، و البوصيري، و الألباني – رحمهم الله – على الحديث السابق.
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 137)، والدارقطني في سننه (3/ 143)، ومن طريقه البيهقي في السنن (8/ 36) من طريق محمد بن عبد العزيز الواسطي، عن إسماعيل بن عياش، عن الأوزاعي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده به. وفيه زيادة " وأمره أن يعتق رقبة ".
الحكم على هذا الإسناد:
هذا الإسناد ضعيف، وذلك لأمرين:
1 – أنَّ محمد بن عبد العزيز الواسطي الرملي، ضعيفٌ، يعتبر به.
قال أبو زرعة: ليس بالقوي.
وقال أبو حاتم: أدركته ولم يقض لي السماع منه، كان عنده غرائب، ولم يكن عندهم بالمحمود، هو إلى الضعف ما هو.
وقال ابن حبان: ربما خالف.
وقال البزار: لم يكن بالحافظ.
وقال الفسوي: كان حافظاً.
وقال العجلي: ثقة.
وقال ابن حجر في التقريب: صدوق يهم، وكانت له معرفة.
2 – ثم إنَّ محمداً الواسطي خالف الجمع الكثير ممن روى هذا الحديث عن إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن أبي فروة، [عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن علي].
ومثله لا يقبل منه هذا التفرد، وعبارات الأئمة – حتى ولو قلنا بأنه صدوق – تدل على أنه يهم ويخالف الثقات، [وعنده غرائب].
ومما يدل على أنه لم يحفظ هذا الحديث على وجهه – أيضاً – زيادته في الحديث " وأمره أن يعتق رقبة ".
[3 – أنًّ إسماعيل اضطرب فيه؛ فمرةً يرويه عن إسحاق بن أبي فروة، ومرةً يرويه عن الأوزاعي؛ ثم إنًّ الطريق إليه في رواية الأوزاعي ضعيف. فيه: محمد الواسطي، وقد خالفه ابن الطباع عند ابن ماجه، والحسن بن عرفة عند الدارقطني؛ وهما أوثق منه.
وعلى كلٍ فالحديث من تخليطات ابن عياش، وابن أبي فروة].
كلام الأئمة على هذا الإسناد:
1 – قال ابن الجوزي في التحقيق (7/ 304) بعد أنْ ساق إسناد الدارقطني: ... و إسما عيل بن عياش: كلهم ضعفاء.
2 – قال الحافظ في التلخيص (4/ 16): وفي طريقه إسماعيل بن عياش، لكن رواه عن الأوزاعي، وروايته عن الشاميين قوية؛ لكن من دونه محمد بن عبد العزيز الشامي. قال فيه أبو حاتم: لم يكن عندهم بالمحمود، وعنده غرائب.
وقد جاء هذا الفعل من قول أبي بكر وعمر، وذلك فيما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (9/ 305)، ومن طريقه البيهقي في السنن (8/ 37) عن حفص بن غياث، عن الحجاج بن أرطاة، عن عمرو بن شعيب أنَّ أبا بكر وعمر كانا يقولان: " لا يقتل المولى بعبده، ولكن يضرب، ويطال حبسه، ويحرم سهمه ".
الكلام على هذا الإسناد:
هذا القول لا يصح عن أبي بكر وعمر، وذلك لما يلي:
1 – الانقطاع بين عمرو بن شعيب وأبي بكر وعمر – رضي الله عنهما –، فهو لم يولد إلا بعد موتهما.
2 – أنَّ فيه الحجاج بن أرطاة، وهو: صدوق كثير الخطأ والتدليس؛ كما قال الحافظ ابن حجر.
ثم هو معروفٌ بتدليسه عن عمرو بن شعيب خاصةً؛ كما نصَّ على ذلك الأئمة.
قال فيه الإمام أحمد: كان من الحفاظ. قيل: فلمَ ليس هو عند الناس بذاك؟ قال: لأنَّ في حديثه زيادة على حديث الناس، ليس يكاد له حديث إلا فيه زيادةٌ.
قال أبو زرعة: صدوق مدلس.
وقال أبو حاتم: صدوق، يدلس عن الضعفاء، يكتب حديثه، فإذا قال حدثنا، فهو صالح لا يرتاب في صدقه وحفظه إذا بيَّن السماع،
وقال عبد الله بن المبارك: كان الحجاج يدلس، وكان يحدثنا الحديث عن عمرو بن شعيب مما يحدثه العرزمي، والعرزمي متروك لا نُقِرُّ به.
وقال يحيى بن معين: صدوق، ليس بالقوي، يدلس عن محمد بن عبيد الله العرزمي، عن عمرو بن شعيب.
3 – أنَّ هذا الحديث وقع فيه اختلاف على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: ما تقدم من حكاية هذا القول عن أبي بكرٍ وعمر – رضي الله عنهما –.
الوجه الثاني: حكاية هذا من فعلهم – رضي الله عنهما –؛ فأخرج عبد الرزاق في المصنف (9/ 491) عن حميد بن رويمان الشامي، عن الحجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو قال: كان أبو بكر وعمر لا يقتلان الرجل بعبده، كانا يضربانه مائةً، ويسجنانه سنةً، ويحرمانه سهمه مع المسلمين سنةً إذا قتله عمداً. قال: وأخبرني أبي، عن عبد الكريم أبي أمية. مثله، قال: ويؤمر بعتق رقبة.
الوجه الثالث: حكاية عدم قتله – فقط –؛ فأخرج ابن أبي شيبة في المصنف (9/ 305)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (8/ 34) عن عباد بن العوام، عن الحجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أنَّ أبا بكر وعمر – رضي الله عنهما – كانا لا يقتلان الحر يقتل العبد.
وتابع حجاجاً عمر بن عامر السلمي عند البيهقي (8/ 34).
والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
حرر في يوم الجمعة الموافق 1/ 1 / 1423
¥(34/325)
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[26 - 06 - 02, 07:32 ص]ـ
مثل هذا المجهود يستحقّ الدعاء لباذله.
وفقك الله أخي المحرر.
ـ[أبو أنس الحريري]ــــــــ[28 - 04 - 08, 11:36 م]ـ
بارك الله لك أخى الحبيب
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[01 - 05 - 08, 07:04 ص]ـ
بارك الله لك أخى الحبيب
وفيك بارك أخي الكريم.
ـ[أم جمال الدين]ــــــــ[01 - 05 - 08, 07:28 ص]ـ
بسم الله الرّحمن الرّحيم
ما شاء الله تبارك الله ...
جزاكم الله خيراً ..
ولكن ...
الوجهان الثاني والثالث، الذان يبيّنان أنّ هذا الحديث هو من فعل أبي بكر وعمر، هل هما صحيحان فعلاً؟(34/326)
ارجو من الأخوة إفادتي في حكم مايلي من صحة أو ضعف
ـ[ abo abd alrhman] ــــــــ[25 - 06 - 02, 06:59 ص]ـ
اولا: الحديث القدسي يا ابن آدم سر في طاعتى يطيعك كل شئ خلقت الدنيا من اجلك وخلقتلك من أجلى
ثانيا: حديث الذئب الذي كلم الرجل وقال له اذهب لأعجب من هذا وأخبر عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[25 - 06 - 02, 11:33 ص]ـ
أبا عبد الرحمن.
أما الحديث الأول فلم أجده.
وأما حديث الذئب.
روى الإمام أحمد في مسنده (3/ 83 - 84) فقال:
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي، فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ قَالَ: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ. فَقَالَ: يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ. فَقَالَ الذِّئْبُ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ، مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَثْرِبَ، يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ. قَالَ: فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ، فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ: الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي: أَخْبِرْهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي، بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ، وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ، وَشِرَاكُ نَعْلِهِ، وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ.
ورى العقيلي في الضعفاء (3/ 477) بسنده عن مسلم بن إبراهيم الأزدي أنه قال: كنتُ عند القاسم بن الفضل الحداني، فأتاه شعبة فسأله عن حديث أبي نضرة، عن أبي سعيد، الحديث ... قال: فقال شعبة: لعلك سمعته من شهر بن حوشب؟! قال: لا، حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد، فما سكت حتى سكت شعبة.
وقال الألباني في الصحيحة (122): وهذا سند صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير القاسم هذا وهو ثقة اتفاقا، وأخرج له مسلم في المقدمة.ا. هـ.
وروى الإمام أحمد أيضا (2/ 306):
قال الإمام أحمد: حدَّثنا عبد الرَّزاق، أنَّا معمر عن أشعث بن عبد الملك، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: جاء ذئب إلى راعي غنم فأخذ منها شاة فطلبه الرَّاعي حتى انتزعها منه. قال: فصعد الذِّئب على تل فأقعى فاستذفر وقال: عمدت إلى رزق رزقنيه الله عزَّ وجل انتزعته مني.فقال الرَّجل: لله إذا رأيت كاليوم ذئباً يتكلم.فقال الذِّئب: أعجب من هذا رجل في النَّخلات بين الحرَّتين يخبركم بما مضى، وما هو كائن بعدكم. وكان الرجل يهودياً، فجاء إلى النَّبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم - فأسلم، وخبره فصدقه النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ثمَّ قال رسول الله: إنها أمارة من أمارات بين يدي السَّاعة، قد أوشك الرَّجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدِّثه نعلاه وسوطه بما أحدثه أهله بعده.
وهذا الحديث ضعيف لأن في سنده شهر بن حوشب.
والحديث أصله في الصحيحين من غير ذكر أنها أمارة من أمارات الساعة، ونصه:
عَنْ أَبَي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: بَيْنَمَا رَاعٍ فِي غَنَمِهِ عَدَا عَلَيْهِ الذِّئْبُ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ فَقَالَ مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ يَوْمَ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ غَيْرِي، وَبَيْنَمَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَكَلَّمَتْهُ فَقَالَتْ إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا وَلَكِنِّي خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ قَالَ النَّاسُ سُبْحَانَ اللَّهِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَإِنِّي أُومِنُ بِذَلِكَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
والله أعلم.
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[26 - 06 - 02, 03:02 ص]ـ
جزى الله خيراً السائل والمجيب.
ملاحظة جانبيّة:
قصة الذئب الذي أخذ شاة الراعي ثم استنقذها منه: موجودة في الصحيحين (البخاري 2324، مسلم 2388).
ولكن ليس فيها إخبار الذئب عن وجود النبي (صلى الله عليه وسلم) كما في طلب الأخ أبي عبدالرحمن.
ـ[ abo abd alrhman] ــــــــ[26 - 06 - 02, 03:04 م]ـ
جزا الله خير كل من اعان في الرد والسلام عليكم ورحمة الله
¥(34/327)
ـ[أبوعمارة البراء]ــــــــ[21 - 10 - 09, 10:11 م]ـ
الحديث الثاني اصله في الصحيحين (كتاب الجمع بين الصحيحين)
كتاب فضائل الصحابة
باب مافضل به عمر بن الخطاب(34/328)
سؤال حول أحاديث السفياني
ـ[طالب علم]ــــــــ[27 - 06 - 02, 07:18 م]ـ
ما صحة أحاديثه؟
من بحث فيها؟
هل هناك كتب في الموضوع؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 06 - 02, 07:28 م]ـ
هناك الجزء الأخير من كتاب البداية والنهاية لإبن كثير، وهو يتحدث عن الفتن والملاحم. وقد طبع بشكل مستقل، وخرج أحاديثه محدّث الشام عبد القادر الأرنؤوط حفظه الله.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[27 - 06 - 02, 11:58 م]ـ
الأخ المكرّم طالب العلم هناك كتاب يقع في مجلدين يبحث في أحاديث المهدي وقد تعرّض لموضوعك هذا فيما أذكر وهذا الكتاب هو أحاديث المهدي وقد قسّم المؤلف الكتاب الى مجلد فيه الأحاديث الصحيحة في المهدي والآخر في الأحاديث
الضعيفة في المهدي ومؤلف الكتاب هو الشيخ الدكتور عبدالعليم عبدالعظيم
البستوي واسم كتابه هذا هو: " الهدي المنتظر في ضوء الأحاديث الصحيحة وأقوال أهل العلم وآراء الفرق والمذاهب المختلفة "، والله الموفق.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 06 - 02, 01:00 ص]ـ
وهناك بحث ممتاز عن الفاطمي المنتظر (المهدي) ذكره العلامة ابن خلدون في مقدمته. ويحتاج إلى بعض التحرير، لكنه مرجع هام للباحث.
ـ[أبوخبيب]ــــــــ[28 - 06 - 02, 06:42 ص]ـ
[ابن خلدون]!!
قال الدكتور / عبدالعليم عبدالعظيم البستوي لله درّه
في كتاب [المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة] ص/32:
في باب [المنكرون لفكرة المهدية أو المترددون فيها]
6 ــ وجاء بعد هؤلاء كلهم ابن خلدون المؤرخ الشهير فقد حاول إنكار هذه
الأحاديث على منهج النقد لدى المحدثين وإن كان قد أخطأ في تطبيق
قواعدهم، إلا أنه لم يجزم بالإنكار ولكنه متردد فيه ويدل عليه كلامه
بعد مناقشة الأحاديث.
< فهذه جملة الأحاديث التي خرجها الأئمة في شأن المهدي وخروجه
آخر الزمان. وهي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلا القليل أو الأقل
منه > [تاريخ ابن خلدون: 1/ 574، 575].
وقال أيضاً: < فإن صح ظهور هذا المهدي فلا وجه لظهور دعوته إلا
بأن يكون منهم (أي من الفاطميين القاطنيين في الحجاز وغيرها)
ويؤلف الله بين قلوبهم في اتباعه حتى تتم له شوكة وعصبية وافية
بإظهار كلمته وحمل الناس عليها > [1/ 583]
[المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة] ص /364
(جـ) هل أحاديث المهدي كلها ضعيفة؟
ولقد حاول ابن خلدون تضعيف أحاديث المهدي كلها وستند في زأيه هذا
إلى كلام العلماء < إن الجرح مقدم على التعديل > ثم ذكر بعض ما ورد في
الطعن في بعض رواة أحاديث المهدي. والحقيقة أن المحدثين حينما يقولون:
< إن الجرح مقدم على التعديل > لا يريدون منه الإطلاق. بل لا بد أن يكون
الجرح مفسراً حتى يتمكن الباحث من النظر فيه وهل هو جرح حقيقة أم لا؟
فقد يضعفه الجارح بسبب يراه قادحاً بينما هو ليس بقادح عند غيره.
[المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة] ص /366
فابن خلدون كما قال أحمد شاكر:
< لم يحسن قول المحدثين: الجرح مقدم على التعديل ولو اطلع على أقوالهم
وفقهها ما قال شيئاً مما قال > [مسند أحمد بتحقيق أحمد شاكر (5/ 197)].
ولذلك رد على ابن خلدون كثير من العلماء ومن بينهم العلامة صديق حسن خان
في [الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة]، والشيخ المحدث شمس الحق
العظيم آبادي في عون المعبود. والشيخ العلامة عبدالرحمن المباركفوري في
تحفة الأحوذي في باب المهدي من كتابيهما.
والشيخ المحدث أحمد شاكر في تعليقاته على مسند الإمام أحمد.
والشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني في تخريجه لأحاديث فضائل الشام
ودمشق والشيخ عبدالله بن محمد الصديق في كتابه إبراز الوهم المكنون.
وابن خلدون لم يحص الأحاديث الواردة في المهدي وإنما ذكر جزءًا قليلاً منها.
ومع محاولته لتضعيفها لم يجد بداً من الاعتراف بصحة بعضها فقال:
< فهذه جملة الأحاديث التي خرجها الأئمة في شأن المهدي وخروجه
آخر الزمان. وهي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلا القليل أو الأقل
منه > [تاريخ ابن خلدون: 1/ 574]
أفلا يكفي هذا القليل الصحيح للاستدلال؟. أ. هـ.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 06 - 02, 07:10 ص]ـ
ذكر ابن خلدون أغلب الأحاديث المشهور في المهدي، وقد صدق بقوله أن غالبها ضعيف، وأنه لم يصح منها إلا القليل. وهذا هو رأي الشيخ العودة كذلك.
ـ[أسامة الحموي]ــــــــ[28 - 06 - 02, 11:53 ص]ـ
لم تجيبوا الأخ عن السفياني!!!!! هل عندكم أن السفياني هو المهدي يا أخوة؟!!!! سألكم الرجل عن السفياني!!!!!! لم يجبه أحد للآن!!!!!!!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[28 - 06 - 02, 11:59 ص]ـ
الأخ الفاضل طالب علم وفقه الله
لايصح في السفياني حديث مرفوع
والله تعالى أعلم
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[29 - 06 - 02, 09:46 م]ـ
تجد أحاديث السفياني في كتاب الفتن أخي الفاضل، ككتاب الفتن لنعيم بن حماد المروزي، وكذلك كتاب السنن الواردة في الفتن لأبي عمرو الداني، وقد وجدت آثارا كثيرا فيه ذكر للسفياني، مما يدل على أنه ما ورد فيه ثابت، ولكن لا يصح فيه حديث مرفوع كما قال الشيخ الفاضل أبو عمر الأزدي، إنما هي آثار عن جمع من الصحابة والتابعين ...
¥(34/329)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 06 - 02, 10:43 م]ـ
http://muslm.net/cgi-bin/showflat.pl?Cat=&Board=islam&Number=42558
أخرج أحمد في مسنده (2\ 133): ثنا أبو المغيرة (ثقة) ثنا عبد الله بن سالم (الأشعري، ثقة) حدثني العلاء بن عتبة الحمصي أو اليحصبي (صدوق) عن عمير بن هانئ العنسي (صدوق) سمعت عبد الله بن عمر يقول ثم كنا ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم قعودا فذكر الفتن فأكثر ذكرها حتى ذكر فتنة الأحلاس فقال قائل يا رسول الله وما فتنة الأحلاس قال هي فتنة هرب وحرب ثم فتنة السراء دخلها أو دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني إنما ولي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع ثم فتنة الدهيماء لا تدع أحدا من هذه الأمة الا لطمته لطمة فإذا قيل انقطعت تمادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس الي فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه إذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من اليوم أو غد.
إسناده حسن. وقد أخرجه أبو داود من نفس الطريق، وشرحه يوجد هنا:
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=4&Rec=5350
وإمكانية انطباقه على صدام حسين تبقى احتمالاً، والله أعلم.
وأصح حديث في السفياني ما أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (4\ 565 #8586 ط. دار الكتب العلمية، مشهورة) (5\ 727 #8633 ط. دار المعرفة، أفضل طبعة): حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ثنا زكريا بن يحيى الساجي ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة من يتبعه من كلب فيقتل حتى يبقر بطون النساء فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم.
قلت: هذا حديث رجاله ثقات أثبات، إلا أن الوليد يدلس تدليس تسوية عن الأوزاعي (أي يحذف من الإسناد شيوخ الأوزاعي الضعفاء). والأوزاعي كثيرا مما يخطئ عن يحيى بن أبي كثير، كما أشار لذلك أحمد بن حنبل في علله (ص111).
فقد ظهر أن حديث السفياني الذي سبق تخريجه، ينزل من درجة الصحيح إلا الحسن. وهو إلى الضعف أقرب. ولكن لو صحّ لما كان من الممكن أن ينطبق على صدام حسين. لأنه في نص الحديث: <<يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق>>. وصدام في العراق وليس في دمشق.
وباقي الأحاديث أخرجها نعيم بن حماد، وقد وثقه البعض، واتهمه البعض الآخر بالكذب. إلا أن يحيى بن معين لم يكن ينسبه، إلى الكذب بل كان ينسبه إلى الوهم. قال ابن معين: كان يتوهم الشيء فيخطيء فيه، وأما هو فكان من أهل الصدق. وقال عنه: ليس في الحديث بشيء ولكنه صاحب سنة. وقال مسلمة بن قاسم: كان صدوقا وهو كثير الخطأ وله أحاديث منكرة في الملاحم انفرد بها.
وهذا وقد تتبع ابن عدي في "الكامل" الأحاديث التي أنكروها عليه. فباقي حديثه بين الحسن والضعيف، والله أعلم.
إجمالاً فالأحاديث التي تصرح بإسم السفياني لا تخلو من مقال. إلا أنه قد صحت بعض الأحاديث التي تشير إلى فعله، ومنها حديث المهدي الذي أخرجه أبو داود في سننه، وقد تقدم. والله أعلم بالصواب.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 06 - 02, 10:44 م]ـ
الأخ الفاضل أبو إسحاق التطواني
هل من الممكن ذكر تلك الآثار الموقوفة؟
بالمناسبة عندي مقدمة ابن خلدون، فمن أحب المناقشة فيها فليتفضل. فما زلنا نسمع تجريحاً بها ممن لم يقرأها، مع أنها من أعظم الكتب التي أبدعها العقل العربي.
ـ[السي]ــــــــ[30 - 06 - 02, 12:11 ص]ـ
بالنسبة لحديث فتنة الأحلاس الذي صححه الأخ محمد الأمين في منتدى أنا المسلم فقد أعله أبو حاتم في العلل
قال ابو حاتم (2\ 417) (روى هذا الحديث ابن جابر عن عمير بن هانىء عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، والحديث عندي ليس بصحيح كأنه موضوع) انتهى
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 06 - 02, 02:06 ص]ـ
أنا لم أصححه، وإنما قلت ((إسناده حسن)). يعني ولم أحسنه كذلك. وقد أعله كذلك أبو نعيم في الحلية.
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[30 - 06 - 02, 09:17 م]ـ
ورد ذكر السفياني في حديث ثوبان مرفوعا أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 40) بسند فيه مبهم.
وورد ذكره أيضا عن جمع من الصحابة موقوفا عليهم، وهم:
1 - عبد الله بن عباس: عند نعيم بن حماد في الفتن (1/ 216).
2 - علي بن أبي طالب: عند نعيم بن حماد في الفتن (1/ 246) و (1/ 344) و (1/ 349)، وكذلك (1/ص350 - 351).
وكذلك عند نعيم بن حماد في الفتن (1/ 279) من طريق آخرى عن علي -رضي الله عنه-.
3 - عمار بن ياسر: عند نعيم بن حماد (1/ 334).
4 - أبو هريرة: عند نعيم أيضا (1/ 332).
فهذه الآثار أسانيدها لا تخلو من مقال، ولكن لا شك أن مجموعها يعطيها قوة، ويدل على ثبوت ذكر السفياني.
ومن التابعين:
1 - خالد بن معدان: عند نعيم بن حماد (1/ 282) و (1/ 295) والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 166).
2 - محمد بن الحنفية: عند نعيم بن حماد (1/ 292) (1/ 347)، وغيرهم.
¥(34/330)
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[30 - 06 - 02, 10:12 م]ـ
الأخ أبو إسحق التطواني
بالنسبة لتقويتك للآثار عن الصحابة ببعضها فبعيد
فأولا نعيم بن حماد فيه كلام كثير أدخل عليه ابن أخيه في أصوله مناكير
وكل هذه الطرق التي ذكرتها من طريق نعيم بن حماد
فتقويتك لها فيه بعد
فلعلك تراجعها وتتأكد من أسانيدها ومن نعيم بن حماد
بارك الله فيك
ولعلي أنقل لك كلام ابن رجب في جامع العلوم والحكم حول نعيم بن حماد
(ونعيم هذا وإن كان وثقه جماعة من الأئمة وخرج له البخاري فإن أئمة الحديث كانوا يحسنون به الظن لصلابته في السنة وتشدده على أهل الرد في الأهواء وكانوا ينسبونه إلى أنه يهم وقال مرة ليس ثقة وقال مرة قد كثر تفرده عن الأئمة المعروفين في أحاديث كثيرة فصار في حد من لا يحتج به وقال أبو زرعة الدمشقي يصل أحاديث يوقفها الناس يعني أنه يرفع الموقوفات وقال أبو عروبة الخوافي هو مظلم الأمر وقال أبو سعيد بن يونس روى أحاديث مناكير عن الثقات ونسبه آخرون إلى أنه كان يضع الحديث)) انتهى كلام ابن رجب
فلا يعتمد على نعيم بن حماد في هذه الروايات
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[30 - 06 - 02, 10:34 م]ـ
بالنسبة لنعيم بن حماد، فلا يصل حد الترك، وهذه الروايات أوردها في كتابه، وثانيا، فهي أغلبها آثار موقوفة ومقطوعة، وأظن أنه يتساهل في الموقوف والمفطوع ما لا يتساهل في غيره، وأنا لم أستقص هذه الروايات خارج كتاب الفتن، وإلا فالكثير منها موجود عند غير نعيم بن حماد، وإذا أوردتها كلها فسيطول بنا المقام، وأظن أن مجموع هذه الطرق يدل على أن ذكر السفياني ثابت لا شك، والله أعلم.
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[30 - 06 - 02, 10:37 م]ـ
أخي الكريم
هل إثبات الحديث بهذه السهوله
ونقول له روايات يتقوى
فأين البحث والتقصى
فأنا أقول أنه لم يثبت حديث السفياني والطرق عن الصحابة لاتتقوى
فإن كان عندك دليل فبينه
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[30 - 06 - 02, 10:59 م]ـ
إن شاء الله سأقوم بتخريج أقوى ما جاء في السفياني ...
وستعلم أن ذكر السفياني، ثابت بمجموع الطرق، ولم يصب من ضعفه ..
وللموضوع صلة ..
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[01 - 07 - 02, 12:57 ص]ـ
الأخ الفاضل بارك الله فيك
ننتظر تخريجك وأنا قد راجعت الروايات كذلك عند نعيم وغيره فتبين ضعفها
ولنا وقفات بعد تخريجك
وفقك الله
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[01 - 07 - 02, 10:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
أما بعد، فقبل تخريج الأخبار الواردة في (السفياني)، لا بأس أن أنبه على أمور بخصوص نعيم بن حماد الخزاعي، ألا وأنه اتهامه بالوضع باطل مردود، وذلك لأمور منها أن من اتهمه بذلك أبو بشر الدولابي، وحكاه عن مجهول، فقد قال كما في الكامل لابن عدي (7/ 16): "وقال غيره -أي النسائي-: كان يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات عن العلماء في ثلب أبى حنيفة مزورة كذب".
فكما هو واضح، فالدولابي لم ينسب هذا القول لأحد، هذا إلى جانب أن الدولابي متكلم فيه، وقال ابن عدي (7/ 17): "وقال لنا ابن حماد -أي الدولابي-، هذا -أي حديث عوف بن مالك الأشجعي في الافتراق- نعيم بن حماد".
وقال ابن عدي -كما في تهذيب التهذيب (10/ 412) -: "وابن حماد -أي الدولابي- متهم فيما يقوله عن نعيم لصلابته في أهل الرأي".
قلت: ولم ينسب يحيى بن معين نعيم بن حماد إلى الكذب في هذا الحديث، مع أنه قال ببطلانه، ولكنه قال: شبه به، وهذا من إنصافه، وهو أعرف بنعيم من غيره لأنه كان رفيقه في البصرة.
وقال أبو الفتح الأزدي -كما في التهذيب (10/ 412) -: "قالوا كان يضع الحديث في تقوية السنة وحكايات مزورة في ثلب أبي حنيفة كلها كذب".
وعقب على كلام أبي الفتح الحافظ بقوله: " .. وكذلك من نقل عنه الأزدي، بقوله: قالوا، فلا حجة في شيء من ذلك لعدم معرفة قائله، وأما نعيم فقد ثبتت عدالته وصدقه ولكن في حديثه أوهام معروفة، وقد قال فيه الدارقطني: إمام في السنة كثير الوهم وقال أبو أحمد الحاكم: ربما يخالف في بعض حديثه، وقد مضى أن بن عدي تتبع ما وهم فيه فهذا فصل القول فيه".
وقد وثق نعيم بن حماد جمع من فرسان هذا العلم، كيحيى بن معين والإمام أحمد والعجلي وغيرهم، وقد سرد ابن عدي في الكامل الأحاديث التي أنكرت عليه، وقال: "وعامة ما أنكر عليه هو الذي ذكرته، وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيما".
وقد روى نعيم بن حماد عن روح بن عبادة وحده خمسين ألف حديث -كما في ترجمته من تاريخ بغداد-، فكيف بغيره!!!!، فإذا أخطأ في عشرين حديثا أو حتى مائة فلا يضره، ومن لا يخطئ؟؟!!.
وقد قال أبو زرعة -الدمشقي أو الرازي-: "نعيم يصل أحاديث يقفها الناس" كما عند أبو أحمد الحاكم في الكنى والأسماء (بواسطة تاريخ دمشق).
فهذا يدل أنه إذا حدث من حفظه وقف الوهم منه أحيانا، ومعلوم أن الإمام إذا أراد التصنيف أخرج أصوله وانتقى منها ما يناسب موضوع الكتاب، وأما قول مسلمة: "كان صدوقا، وهو كثير الخطأ وله أحاديث منكرة في الملاحم انفرد بها، وله مذهب سوء في القرآن كان يجعل القرآن قرآنين فالذي في اللوح المحفوظ كلام الله تعالى والذي بأيدي الناس مخلوق"
قال الحافظ ابن حجر معقبا: "كأنه يريد الذي في أيدي الناس ما يتلونه بألسنتهم ويكتبونه بأيديهم، ولا شك أن المداد والورق والكتب، والتالي وصوته كل مخلوق وأما كلام الله سبحانه وتعالى فإنه غير مخلوق قطعا".
قلت: هذا على فرض ثبوت هذا الكلام عن نعيم بن حماد فإن بينه وبين مسلمة مفاوز.
وأما الجواب عن نكارة بعض أحاديثه في الملاحم، فليت مسلمة بين تلك الأحاديث، ولعله يقصد بعض الأخبار التي رواها في كتاب الفتن، من رواية المصريين والشاميين، وغير مستعبد على نعيم بن حماد -الذي عاش بمصر نيفا وأربعين سنة- أن يروي عن أهل مصر أحاديث الفتن، وكذلك عن أهل الشام، وهم أروى الناس لها، فلا يضره ذلك إن شاء الله، والذي يظهر من أقوال الأئمة أنه نعيما صدوق، يخطئ ويهم أحيانا إذا حدث من حفظه.
وقد أورده اب حبان في الثقات (9/ 219)، وقال: "ربما أخطأ ووهم"، ولم يورده في المجروحين، مع أنه معروف بتعنته في الجرح، والله أعلم.
¥(34/331)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[03 - 07 - 02, 09:48 ص]ـ
أخي الفاضل أبو إسحاق التطواني
ألا تلاحظ أن في حكمك عليه بعض التساهل؟
الرجل نعيم بن حماد عليه إشارات استفهام كثيرة. له كلام على الأحناف تشيب له الرؤوس. والرجل باعتراف الجميع، صاحب أوهام كثيرة.
والعجيب أن هذه الأوهام تخدم مذهبه الذي يدعو له!!
ألا ترى أن هذا يضع إشارات استفهام كثيرة؟
مثلاً هذا الحديث: افترقت بنو إسرائيل على سبعين فرقة وتزيد امتى عليها فرقة ليس فيها أضر على امتى من قوم يقيسون الدين برأيهم فيحلون به ما حرم الله ويحرمون به ما أحل الله
وهذا الحديث أنكروه جداً عليه. واتهمه بعضهم بوضعه.
ومع ذلك حاول ابن معين تبرير ذلك بأنه شبهة أتت له فوهم وجعلها حديثاً!!
قال عبد الغني بن سعيد المصري: وبهذا الحديث سقط نعيم عند كثير من أهل العلم بالحديث. إلا أن يحيى بن معين لم يكن ينسبه إلى الكذب بل كان ينسبه إلى الوهم.
ونحن نقبل هذا من الإمام ابن معين. لكن من الناحية العملية فإن النتيجة واحدة! سواء كان يهم بهذه الدرجة أم كان يكذب، فإنه يأتي بأحاديث ليس لها أصل أبداً. وهنا المشكلة.
ولذلك قال عنه ابن معين: <<ليس في الحديث بشيء، ولكنه صاحب سنة>>
بل إن توثيقهم له قد يكون إحساناً للظن فيه لموقفه الصلب من قضية خلق القرآن. ولا يخفى عليك أن للظروف تأثيرها النفسي.
وقال عنه النسائي: كثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة فصار في حد من لا يحتج به
وقال غيره: كان نعيم يحدث من حفظه وعنده مناكير كثيرة لا يتابع عليه
وقال مسلمة: كان صدوقا، وهو كثير الخطأ وله أحاديث منكرة في الملاحم انفرد بها.
وقال فيه الدارقطني: كثير الوهم.
فهل هذا ثقة؟ رجل حاول ابن معين كثيراً الدفاع عنه ومع ذلك لم يستطع إلا وأن يقول عنه "ليس في الحديث بشيء". فمن أين أتى التوثيق يا أخي الفاضل؟
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[03 - 07 - 02, 03:58 م]ـ
إلى الأخ الفاضل محمد الأمين ... لقد ضربت بعرض الحائط أقواب ابن معين الأخرى التي يوثق فيها نعيم بن حماد، وتجالهتها، ولم تكلف نفسك محاولة الجمع بينها،
وهذا اتهام منك للأئمة هذا الفن بالغفلة، وأنهم يحسنون الظن وتنطلي عليهم حال الشخص، وأظن لم تقرأ ترجمة نعيم بن حماد جيدا، ولم تذكر لنا من اتهمه بالوضع؟؟؟
وقد أجبت عن هذه المسألة في مقالي السابق، فلا معنى لقولك أنه بعضهك اتهمه بالوضع، ونعيم قد تابعه جمع، انظرهم في ترجمته من تاريخ بغداد.
وكم من الأئمة حدقوا بأحاديث باطلة شبهت لهم، فنعيم واحد منهم، والغيب أنك جعلت ابن معين فقط من وثفه مع أن نعيم بن حماد معروف بالطلب ووثقه غير ابن معين كأحمد بن حنبل والعجلي وغيرهما ...
فأرجو من الأخل الفاضل أن يعيد النظر في أوراقه، وأن يراجع ترجمة نعيم بن حماد من تاريخ بغداد، وتاريخ دمشق ..
وللموضوع صلة
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[03 - 07 - 02, 11:20 م]ـ
هذه توطئة أخرى قبل تخريج أحاديث السفياني:
من المعلوم لدى الإخوة أن كثيرا من الأئمة ألفوا في الملاحم والفتن، وطبع منها كتاب الفتن لنعيم بن حماد المروزي، والسنن الواردة في الفتن لأبي عمرو الداني، ومما فقد كتاب الملاحم لعبد الله بن وهب المصري، ولأبي داود السجستاني، ولأبي جعفر بن المنادي وغيرهم.
ولا شك أنهم ذكروا أحاديث فيها ذكر السفياني من طرق عن غير نعيم بن حماد.
ومن أروى الناس لأحاديث الفتن والملاح المصريين والشاميين، في المصريين ابن لهيعة، وفي الشاميين الوليد بن مسلم، وقد أكثر عنهما نعيم في كتابه الفتن.
وبالنسبة لحديث الافتراق الذي رواه نعيم، فحسب علمي أن من أنكر الحديث كيحيى بن معين ودحيم وأبي زرعة وأبي حاتم الرازيين وابن عدي لم يتهموا نعيما بوضعه، خلا الدولابي، وقد سبق ما قال فيه ابن عدي من تعصبه لأهل الرأي، وحاشا نعيم أن يضع حديثا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو من أشد الناس تمسكا بسنة المصطفى، والله أعلم.
للموضوع صلة
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[08 - 07 - 02, 10:24 م]ـ
تخريج الأخبار التي ذكر فيها السفياني:
1 - حديث أبي هريرة المرفوع: الذي ذكره الأخ محمد الأمين، رواه الحاكم في المستدرك، وفيه: الوليد بن مسلم يسوي، وكذلك الأوزاعي يخطئ عن يحيى بن أبي كثير، وهو قابل للتقوية.
¥(34/332)
2 - حديث ثوبان: أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد، وقد تقدم الكلام عليه.
3 - أثر عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-:
روى ابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر في تفاسيرهم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: ((ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب))، قال: هو جيش السفياني، قال: من أين أخذوا؟، قال: من تحت أقدامهم.
لم أظفر بسنده، فمن وجد سنده فليفدنا.
3 - أثر شريح بن عبيد وراشد بن سعد وضمرة بن حبيب:
روى نعيم بن حماد في الفتن (رقم915) من طريق معاوية بن صالح عن شريح بن عبيد وراشد بن سعد وضمرة بن حبيب ومشايخهم قالوا: يبعث السفياني خيله وجنوده فيبلغ عامة الشرق من أرض خراسان وأرض فارس فيثور بهم أهل المشرق فيقاتلونهم ويكون بينهم وقعات في غير موضع، فإذا طال عليهم قتالهم إياه بايعوا رجلا من بني هاشم، وهو يومئذ في آخر الشرق فيخرج بأهل خراسان على مقدمته رجل من بني تميم مولى لهم أصفر قليل اللحية يخرج إليه في خمسة آلاف إذا بلغه خروجه فيبايعه فيصيره على مقدمته لو استقبله الجبال الرواسي لهدها، فيلتقي هو وخيل السفياني فيهزمهم ويقتل منهم مقتلة عظيمة، ولا يزال يهزمهم من بلدة إلى بلدة حتى يهزمهم إلى العراق ثم يكون بينهم وبين خيل السفياني، ثم تكون الغلبة للسفياني ويهرب الهاشمي ويخرج شعيب بن صالح مختفيا إلى بيت المقدس يوطىء للمهدي منزله إذا بلغه خروجه إلى الشام.
وهذا سند شامي قوي له حكم المرسل لأنه إخبار عن أمر غيبي، ورواه جماعة من تابعي أهل الشام في نسق.
4 - أثر خالد بن معدان:
قال نعيم بن حماد في الفتن (رقم282): حدثنا عبد القدوس عن عبدة ابنة خالد بن معدان عن أبيها خالد بن معدان قال: يخرج السفياني بيده ثلاث قصبات لا يقرع بهن أحدا إلا مات.
وهذا سند جيد أيضا له حكم المرسل، وعبد القدوس، هو ابن الحجاج أبو المغيرة ثقة، وعبدة بنت خالد بن معدان أم عبد الله، روى عنها أيضا: الوليد بن مسلم وإسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد، ووثقها ابن حبان (7/ 307)، وقال أبو زرعة الدمشقي في تاريخه (/): وحدثني الوليد بن عتبة قال: حدثنا بقية بن الوليد قال: كان الأوزاعي يعظم خالد ابن معدان، فقال لنا: له عقب؟ فقلنا: له ابنة، قال: ائتوها فسلوها عن هدى أبيها، قال: فكان سبب إتياننا عبدة بسبب الأوزاعي.
وخالد بن معدان تابعي شامي جليل أدرك سبعين صحابيا من الشام.
وروى البخاري في التاريخ الكبير (4/ 166) وابن عساكر في تاريخ دمشق (2/ 217 - 218) من طريقين عن سنان -وقيل سيار- بن قيس عن خالد بن معدان قال: قال يهزم السفياني الجماعة مرتين، ثم يهلك، ولا يخرج المهدي حتى يخسف بقرية بالغوطة تسمى حرستا.
قلت: سنده قابل للتحسين وله حكم المرسل كسابقه، فسنان بن قيس الشامي، روى عنه: أرطأة بن المنذر ومعاوية ابن صالح، وعمارة بن أبي الشعثاء، ووثقه ابن حبان (6/ 421 و424).
وقد أعرضت عن ذكر كثير من الآثار لأن فيها بعض من تكلم فيه كرشدين بن سعد، وابن لهيعة، والوليد بن مسلم، وقد عقد نعيم بن حماد فصلا طويلا في كتاب الفتن، وجمع فيه ما ورد في السفياني.
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[09 - 07 - 02, 04:19 ص]ـ
الأخ الفاضل التطواني وفقك الله
لعلي أناقشك في ما سقته من الروايات بهدف الوصول للحق
أما الرواية التي ذكرها الأخ محمد الأمين فهي ضعيفة جدا فكيف تقول إنها قابلة للتقوى
فتأمل العلل التي فيها
فتدليس التسوية هو إسقاط شيخ ضعيف وقد يكون واهيا شديد الضعف أو كذابا فحاله غير معلوم لنا فكيف نقول إنه قابل للتقوي هذه مخالفة لمنهج المحدثين في التقوى بالطرق الشديدة الضعف
فأرجوا أن تتأمل هذا الكلام جيدا بارك الله فيك ولا تتهرب!
والأوزاعي كثيرا ما يخطىء على يحيى بن أبي كثير فقد يكون المتن خطأ أو الإسناد فكيف نقوي بالروايات المحتملة للخطأ مع نص العلماء على كثرة الخطأ
وللحديث صلة:)
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[09 - 07 - 02, 04:27 ص]ـ
وبالنسبة لنعيم بن حماد فلعلك تراجع كلام العلماء جيدا حوله وقد سبق الكلام عليك
والآثار المرسلة في هذا الباب محتملة لكونها من كتب أهل الكتاب وغير ذلك وليست من صحاح المراسيل
وبودي أنك بارك الله فيك تجزم بقول معين هل أنت تصحح الحديث أم تضعفه
هل تجيز لنا نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم بهذه الطرق!
وللحديث صلة:)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[09 - 07 - 02, 09:45 م]ـ
جزى الأخ الفاضل نصب الراية خيرا ...
قد رأيت أني لم أتوكأ على حديث أبي هريرة، بل ذكرت ما جاء في الباب من أقول للتابعين، وفعلا فأخبار السفياني تواردها بنو إسرائيل ولكن هل هذا منها؟؟؟، مع العلم أن ابن عباس روى حديثا فيه (لم أقف على سنده)، وأنا لم أجزم بنسبته للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن هذا له حكم الرفع لأنه من الأمور الغيبية التي لا دخل للرأي فيها ..
وللموضوع صلة
¥(34/333)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 07 - 02, 10:05 م]ـ
أخي الفاضل
قضايا الفتن والأمور المستقبلية، وكذلك أخبار الأمم السابقة، كل هذا قد يكون من الإسرائيليات وليس محله الرفع. وابن عباس رضي الله عنه قد يأخذ من كعب الأحبار ووهب ولو أن ذلك قليل.
لكن أين ذكرت الإسرائيليات عن السفياني؟ وما هو اسمه عندهم؟
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[09 - 07 - 02, 10:09 م]ـ
هذا ما وجدتني أفكر فيه أخي ..
فما أظن السفياني مذكور في التوراة، ولعله له اسم آخر عندهم ..
ـ[طالب علم]ــــــــ[10 - 07 - 02, 02:16 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ونحن بانتظار باقي البحث
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[10 - 07 - 02, 11:06 م]ـ
للأسف فإن كثير من كتب الملاح والفتن فقدت، وإلا فلا شك أنها روت لما كثيرا من الأحاديث في أشراط الساعة ..
ـ[عبدالله بن عبدالرحمن]ــــــــ[12 - 07 - 02, 07:42 ص]ـ
هذه إجابة الشيخ عبدالعزيز الطريفي
السؤال التاسع والخمسون: الشيخ الفاضل: هل صح شيء من الأحاديث المرفوعة والموقوفة عن السفياني؟
الجواب: لا يصح في ذكر السفياني حديث مرفوع ولا موقوف، وأمثل ما يروى ما أخرجه الحاكم في مستدركه من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة من يتبعه من كلب .. الحديث، وصححه الحاكم وما هو بصحيح بل منكر، فالوليد يدلس عن الأوزاعي، وخبر السفياني يروى من حديث علي وابن مسعود وابن عباس وحذيفة وعمار وثوبان منها المرفوع ومنها الموقوف ويروى عن جماعة من السلف من التابعين وغيرهم كمكحول ومطر والزهري وضمرة ويزيد بن أبي حبيب ومحمد بن الحنفية، وكلها لا يعول عليها ولا يحتج بها إذا اجتمعت فكيف اذا انفردت، وأطال في ذكره نعيم بن حماد الخزاعي في كتابه الفتن، وكتابه هذا كتاب مليء بمناكير وأعاجيب كما قاله الذهبي، وأورد جملة من أخباره هذه أبو عمرو الداني في الفتن والحاكم في المستدرك.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=2560&perpage=15&pagenumber=2
ـ[البخاري]ــــــــ[13 - 07 - 02, 03:25 م]ـ
جزيت خير الجزاء يا اخ نصب الراية
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[13 - 07 - 02, 09:34 م]ـ
جزى الله خيرا الأخ نصب الراية، وكذلك الشيخ الفاضب عبد العزيز الطريفي ..
ـ[وسائل الدعوة]ــــــــ[04 - 06 - 03, 12:06 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
وهذا ما وجدته عن السفياني:
الدر المنثور
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب} قال: هو جيش السفياني قال: من أين أخذ؟ قال: من تحت أقدامهم.
وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق، وعامة من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء، ويقتل الصبيان، فيجمع لهم قيس، فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة، ويخرج رجل من أهل بيتي فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده، فيهزمه فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم".
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحذركم سبع فتن، فتنه تقبل من المدينه، وفتنه بمكه وفتنه باليمن، وفتنه تقبل من الشام وفتنه تقبل من المشرق، وفتنه تقبل من المغرب، وفتنه من بطن الشام وهي السفياني. فقال ابن مسعود رضي الله عنه: منكم من يدرك أولها، ومن هذه الأمه من يدرك آخرها قال الوليد بن عياش رضي الله عنه: فكانت فتنة المدينه من قبل طلحه والزبير، وفتنة مكه فتنة ابن الزبير، وفتنة الشام من قبل بني أميه، وفتنة المشرق من قبل هؤلاء".
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
*3*الآية: 51 {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب}
¥(34/334)
@قوله تعالى: "ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت" ذكر أحوال الكفار في وقت ما يضطرون فيه إلى معرفة الحق. والمعنى: لو ترى إذا فزعوا في الدنيا عند نزول الموت أو غيره من بأس الله تعالى بهم، روي معناه عن ابن عباس. الحسن: هو فزعهم في القبور من الصيحة. وعنه أن ذلك الفزع إنما هو إذا خرجوا من قبورهم؛ وقاله قتادة. وقال ابن مغفل: إذا عاينوا عقاب الله يوم القيامة. السدي: هو فزعهم يوم بدر حين ضربت أعناقهم بسيوف الملائكة فلم يستطيعوا فرارا ولا رجوعا إلى التوبة. سعيد ابن جبير: هو الجيش الذي يخسف بهم في البيداء فيبقى منهم رجل فيخبر الناس بما لقي أصحابه فيفزعون، فهذا هو فزعهم. "فلا فوت" "فلا فوت" فلا نجاة؛ قاله ابن عباس. مجاهد: فلا مهرب. "وأخذوا من مكان قريب" أي من القبور. وقيل: من حيث كانوا، فهم من الله قريب لا يعزبون عنه ولا يفوتونه. وقال ابن عباس: نزلت في، ثمانين ألفا يغزون في آخر الزمان الكعبة ليخربوها، وكما يدخلون البيداء يخسف بهم؛ فهو الأخذ من مكان قريب.
قلت: وفي هذا المعنى خبر مرفوع عن حذيفة وقد ذكرناه في كتاب التذكرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب: (فبينا هم كذلك إذ خرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فورة ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين، جيشا إلى المشرق؛ وجيشا إلى المدينة، فيسير الجيش نحو المشرق حتى ينزلوا بأرض بابل في المدينة الملعونة والبقعة الحبيبة يعني مدينة بغداد، قال - فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويفتضون أكثر من مائة امرأة ويقتلون بها ثلاثمائة كبش من ولد العباس، ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش منها على ليلتين فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم ومحل جيشه الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيام ولياليها ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبريل عليه السلام فيقول يا جبريل أذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم، وذلك قوله تعالى: "ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب" فلا يبقى منهم إلا رجلان أحدهما بشير والآخر نذير وهما من جهينة، ولذلك جاء القول وعند جهينة الخبر اليقين.
جامع البيان في تأويل آي القرآن للطبري
22082 - حدثنا عصام بن رواد بن الجراح، قال: ثنا أبي، قال: ثنا سفيان بن سعيد، قال: ثني منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، قال: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب. قال: "فبينما هم كذلك، إذ خرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فورة ذلك، حتى ينزل دمشق، فيبعث جيشين: جيشا إلى المشرق، وجيشا إلى المدينة، حتى ينزلوا بأرض بابل في المدينة الملعونة، والبقعة الخبيثة، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف، ويبقرون بها أكثر من مئة امرأة، ويقتلون بها ثلاث مئة كبش من بني العباس، ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخرجون ما حولها، ثم يخرجون متوجهين إلى الشام، فتخرج راية هذا من الكوفة، فتلحق ذلك الجيش منها على الفئتين فيقتلونهم، لا يفلت منهم مخبر، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم، ويخلي جيشه التالي بالمدينة، فينهبونها ثلاثة أيام ولياليها، ثم يخرجون متوجهين إلى مكة، حتى اذا كافوا بالبيداء، بعث الله جبريل، فيقول: يا جبرائيل اذهب فأبدهم، فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم، فذلك قوله في سورة سبأ {ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت} الآية، ولا ينفلت منهم إلا رجلان: أحدهما بشير، والآخر نذير، وهما من جهينة، فلذلك جاء القول: "وعند جهينة الخبر اليقين".
كنز العمال للمتقي الهندي
30840 - أحذركم سبع فتن تكون من بعدي: فتنة تقبل من المدينة، وفتنة بمكة، وفتنة تقبل من اليمن، وفتنة تقبل من الشام، وفتنة تقبل من المشرق، وفتنة تقبل من المغرب، وفتنة من بطن الشام وهي فتنة السفياني.
% (ك - عن ابن مسعود).
31038 - ستكون لبني عمي مدينة من قبل المشرق بين دجلة ودجيلة وقطربل والصراط يشيد فيها بالخشب والآجر والجص والذهب يقال إنها بغداد يسكنها شرار خلق الله وجبابرة أمتي، أما إن هلاكها على يدي السفياني كأني بها والله قد صارت خاوية على عروشها.
% (الخطيب ووهاه - عن علي).
¥(34/335)
31397 - عن ابن عباس قال: إذا كان خروج السفياني في سبع وثلاثين كان ملكه ثمانية وعشرين شهرا، وإن خرج في تسع وثلاثين كان ملكه تسعة أشهر.
% (نعيم بن حماد).
31439 - عن ابن مسعود قال: إذا ظهر الترك والخزر (والخزر: وفي حديث حذيفة (كأني بهم خنس الأنوف، خزر العيون) الخزر بالتحريك: ضيق العين وصغرها. النهاية (2/ 28) ب) بالجزيرة وأذربيجان والروم بالعمق وأطرافها قاتل الروم رجل من قيس من أهل قنسرين والسفياني بالعراق يقاتل أهل المشرق وقد اشتغل أهل كل ناحية بعدو، فإذا قاتلهم أربعين يوما ولم يأته مدد صالح الروم على أن لا يؤدي أحد الفرقين إلى صاحبه شيئا.
% (نعيم).
31464 - عن الزهري قال في خروج السفياني: ترى علامة في السماء.
% (نعيم).
31497 - عن عمار بن ياسر قال: إن لأهل البيت بينكم أمارات، فالزموا الأرض حتى ينساب الترك في خلافة رجل ضعيف! فيخلع بعد سنتين من بيعته ويخالف الترك بالروم ويخسف بغربي مسجد دمشق، ويخرج ثلاثة نفر بالشام، ويأتي هلاك ملكهم من حيث بدأ، ويكون بدء الترك بالجزيرة والروم وقسطنطين، فيتبع عبد الله عبد الله فيلتقي جنودهما بقرقيسياء (بقرقيسياء: هو بالفتح ثم السكون وقاف أخرى وياء ساكنة وسين مكسورة وياء أخرى وألف ممدودة ويقال: بياء واحدة، قال حمزة الأصبهاني: قرقيسيا معرب كركيسيا. معجم البلدان (4/ 328) ب) على النهر فيكون قتال عظيم ويسير صاحب المغرب فيقتل الرجال ويسبي النساء ثم يرجع في قيس حتى ينزل الجزيرة إلى السفياني فيتبع اليماني فيقتل قيسا بأريحا ويحوز السفياني ما جمعوا ثم يسير إلى الكوفة فيقتل أعوان آل محمد صلى الله عليه وسلم ثم يظهر السفياني بالشام على الرايات الثلاث ثم يكون كلهم وقعة بقرقيسياء عظيمة ثم ينفتق عليهم فتق من خلفهم فيقتل طائفة منهم حتى يدخلوا أرض خراسان وتقبل خيل السفياني كالليل والسيل، فلا تمر بشيء إلا أهلكته وهدمته حتى يدخلوا الكوفة فيقتلون شيعة آل محمد صلى الله عليه وسلم ثم يطلبون أهل خراسان في كل وجه ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي فيدعون له وينصرونه.
% (نعيم).
31509 - عن أبي جعفر قال: إذا ظهر السفياني على الأبقع والمنصور اليماني خرج الترك والروم فيظهر عليهم السفياني.
% (نعيم، ش).
31511 - عن أبي جعفر قال: إذا ظهر السفياني على الأبقع وعلى المنصور والكندي والترك والروم خرج وسار إلى العراق ثم يطلع القرن ثم السعا فعند ذلك هلاك عبد الله ويخلع المخلوع وينسب أقوام في مدينة الزوراء على جهل، فيظهر الأخوص على مدينة الزوراء عنوة فيقتل بها مقتلة عظيمة ويقتل ستة أكبش من آل عباس ويذبح فيها ذبحا صبرا ثم يخرج إلى الكوفة.
% (نعيم).
31513 - عن أبي جعفر قال: إذا بلغ السفياني قتل النفس الزكية وهو الذي كتب عليه فيهرب عامة المسلمين من حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حرم الله تعالى بمكة فإذا بلغه ذلك بعث جندا إلى المدينة عليهم رجل من كلب، حتى إذا بلغوا البيداء خسف بهم، فلا ينجو منهم إلا رجلان من كلب اسمهما وبر وبير تحول وجوههما في أقفيتهما.
% (نعيم).
31533 - عن علي قال: إذا ظهر أمر السفياني لم ينج من ذلك البلاء إلا من صبر على الحصار.
% (نعيم).
31535 - عن علي قال: السفياني من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، رجل ضخم الهامة، بوجهه آثار جدري، وبعينه نكتة بيضاء يخرج من ناحية مدينة دمشق في واد يقال له وادي اليابس يخرج في سبعة نفر مع رجل منهم لواء معقود يعرفون في لوائه النصر يسير بين يديه على ثلاثين ميلا لا يرى ذلك العلم أحد يريده إلا انهزم.
% (نعيم).
31536 - عن علي قال: إذا اختلف أصحاب الرايات السود خسف بقرية من قرى أرم، ويسقط جانب مسجدها الغربي ثم يخرج بالشام ثلاث رايات: الأصهب والأبقع والسفياني، فيخرج السفياني من الشام والأبقع من مصر، فيظهر السفياني عليهم.
% (نعيم).
31537 - عن علي قال: يظهر السفياني على الشام ثم يكون بينهم وقعة بقرقيسياء حتى يشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم، ثم يفتق عليهم فتق من خلفهم فتقتل طائفة منهم حتى يدخلوا أرض خراسان وتقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان في طلب المهدي.
% (نعيم).
¥(34/336)
31743 - عن ابن عباس أن معاوية قال له: هل تكون لكم دولة؟ قال: نعم، وذلك في آخر الزمان، قال: فمن أنصاركم؟ قال: أهل خراسان، قال: ولبني أمية من بني هاشم نطحات ولبني هاشم من بني أمية نطحات ثم يخرج السفياني.
% (نعيم).
38698 - يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب (ذنب تلعة: ومنه الحديث (فتجيء مطر لا يمنع منه ذنب تلعة) يريد كثرته وأنه لا يخلو منه موضع والحديث الآخر (ليضربنهم المؤمنون حتى لا يمنعوا ذنب تلعة) النهاية 1/ 197. ب) تلعة، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني، فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه، حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم.
% (ك - عن أبي هريرة) (أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 520) وقال هذا حديث صحيح الاسناد ووافقه الذهبي. ص).
39666 - عن علي قال: تخرج رايات سود مقابل السفياني، فيهم شاب من بني هاشم، في كفه اليسرى خال، وعلى مقدمته رجل من بني هاشم يدعى (شعيب بن صالح) فيهزم أصحابه.
% (نعيم).
39667 - عن علي قال: إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة بعث في طلب أهل خراسان ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي فيلتقي هو والهاشمي برايات سود على مقدمته شعيب بن صالح، فيلتقي هو وأصحاب السفياني بباب إصطخر، فتكون بينهم ملحمة عظيمة، فتظهر الرايات السود وتهرب خيل السفياني، فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه.
% (نعيم).
39669 - عن علي قال: إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشا فخسف بهم بالبيداء وبلغ ذلك أهل الشام قالوا لخليفتهم: قد خرج المهدي فبايعه وادخل في طاعته وإلا قتلناك، فيرسل إليه بالبيعة ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس، وتنقل إليه الخزائن، وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته من غير قتال، حتى تبنى المساجد بالقسطنطينية وما دونها، ويخرج قبله رجل من أهل بيته بالمشرق ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويمثل ويتوجه إلى بيت المقدس، فلا يبلغه حتى يموت.
% (نعيم).
39673 - عن علي قال: إذا هزمت الرايات السود خيل السفياني التي فيها شعيب بن صالح تمنى الناس المهدي فيطلبونه، فيخرج من مكة ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصلى ركعتين بعد أن ييأس الناس من خروجه لما طال عليهم من البلاء، فإذا فرغ من صلاته، انصرف فقال: أيها الناس! ألح البلاء بأمة محمد صلى الله عليه وسلم وبأهل بيته خاصة، قهرنا وبغى علينا.
% (نعيم).
زيادة الجامع الصغير والدرر المنتثرة للسيوطي
129 - أحذركم سبع فتن فتنة تقبل من المدينة وفتنة من مكة وفتنة من اليمن وفتنة تقبل من الشام وفتنة تقبل من المشرق وفتنة تقبل من المغرب وفتنة من بطن الشام وهي من السفياني.
%- (ك) عن ابن مسعود.
المستدرك للحاكم
[8447] أخبرني محمد بن المؤمل بن الحسن ثنا الفضل بن محمد بن المسيب ثنا نعيم بن حماد ثنا يحيى بن سعيد ثنا الوليد بن عياش أخو أبي بكر بن عياش عن إبراهيم عن علقمة قال قال بن مسعود رضى الله تعالى عنه قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أحذركم سبع فتن تكون بعدي فتنة تقبل من المدينة وفتنة بمكة وفتنة تقبل من اليمن وفتنة تقبل من الشام وفتنة تقبل من المشرق وفتنة تقبل من المغرب وفتنة من بطن الشام وهي السفياني قال فقال بن مسعود منكم من يدرك أولها ومن هذه الأمة من يدرك آخرها قال الوليد بن عياش فكانت فتنة المدينة من قبل طلحة والزبير وفتنة مكة فتنة عبد الله بن الزبير وفتنة الشام من قبل بني أمية وفتنة المشرق من قبل هؤلاء هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
[8530] وأخبرني محمد بن المؤمل ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا نعيم بن حماد ثنا الوليد ورشدين قالا ثنا بن لهيعة عن أبي قبيل عن أبي رومان عن علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قال يظهر السفياني على الشام ثم يكون بينهم وقعة بقرقيسا حتى تشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم ثم ينفتق عليهم فتق من خلفهم فتقبل طائفة منهم حتى يدخلوا أرض خراسان وتقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان ويقتلون شيعة آل محمد صلى الله عليه وسلم بالكوفة ثم يخرج أهل خراسان في طلب المهدي
¥(34/337)
[8586] حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني ثنا زكريا بن يحيى الساجي ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة من يتبعه من كلب فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان فتجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه
فيض القدير شرح الجامع الصغير
701 - (إذا سمعتم بقوم) في رواية بركب، وفي أخرى بجيش (قد خسف بهم) أي غارت بهم الأرض وذهبوا فيها ويحتمل أنهم جيش السفياني ويحتمل غيره (ههنا قريباً) أي بالبيداء اسم مكان بالمدينة (فقد أظلت الساعة) أي أقبلت عليكم ودنت منكم كأنها ألقت عليكم ظلة يقال أظلك فلان إذا دنا منك وكل شيء دنا منك فقد أظلك. قال الزمخشري: ومن المجاز أظل الشهر والشتاء وأظلكم فلان أقبل، وفيه دليل للذاهبين إلى وقوع الخسف في هذه الأمّة، وتأويل المنكرين بأن المراد خسف القلوب يأباه ظاهر الحديث وإن أمكن في غيره.
% - (حم ك في) كتاب (الكنى) والألقاب (طب عن بقيرة) بضم الموحدة وفتح القاف بضبط المؤلف تصغير بقرة (الهلالية) امرأة القعقاع قالت إني جالسة في صفة النساء فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وهو يشير بيده اليسرى ويقول يا أيها الناس إذا سمعتم إلخ وقد رمز لحسنه وهو كما قال إذ غاية ما فيه أن فيه ابن إسحاق وهو ثقة لكنه مدلس. قال الهيتمي: وبقية رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح.
4768 - (سيكون بعدي خلفاء) إشارة إلى انقطاع النبوة بعده وبقاء الرحمة مع خلفائه حين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون (ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك) إشارة إلى انقطاع الخلافة وظهور الجور لأن موضوع الخلافة الحكم بالعدل وهذا من الأمر القديم المشار إليه بآية {إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق} والملك بخلاف الخلافة {إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها}. (ومن بعد الملوك الجبابرة) جمع جبار وهو من يقتل على الغضب أو المتمرد العاتي (ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ثم يؤمر بعده القحطاني، فوالذي بعثني بالحق [ص 128] ما هو بدونه) أي بأحط منه منزلة قال الحرالي: فيه إشعار بمنال الملك من لم يكن من أهله وأخص الناس بالبعد منه العرب ثم ينتهي إلى من استند إلى الإسلام من سائر الأمم الذين دخلوا في هذه الآية من قبائل الأعاجم وصنوف أهل الأقطار حتى ينتهي إلى أن يسلب اللّه الملك جميع أهل الأرض ليعيده إلى إمام العرب الخاتم للهداية من ذرية خاتم النبوة من ذرية آدم قال البسطامي: قبل نزول عيسى يخرج من بلاد الجزيرة رجل يقال له الأصهب ويخرج عليه من الشام رجل يقال له جرهم ثم يخرج القحطاني رجل بأرض اليمن فبينما هؤلاء الثلاثة إذا هم بالسفياني وقد خرج من غوطة دمشق واسمه معاوية بن عنبسة وهو رجل مربوع القامة رقيق الوجه طويل الأنف في عينه اليمنى كسر قليل فأول ظهوره يكون بالزهد والعدل ويخطب له على منابر الشام فإذا تمكن وقويت شوكته زال الإيمان من قلبه وأظهر الظلم والفسق يسير إلى العراق بجيش عظيم على مقدمته رجل يقال له ناهب فأول ما يقابله القحطاني ينهزم ثم ينفذ جيشاً إلى الكوفة وجيشاً إلى خراسان وجيشاً إلى الروم فيقتلون العباد ويظهرون الفساد وقيل: إن السفياني من ولد أبي سفيان بن حرب يخرج من قبل المغرب من مكان يقال له البادي اليابس ويخرج حتى يصل اسكندرية فيقتل بها ما شاء اللّه ثم يدخل مصر والشام والكوفة وبغداد وخراسان حتى يدخل مرو فيلقاه رجل يسمى الحارث فيقتله.
% - (طب عن جاحل الصدفي) قال الهيثمي: فيه جماعة لم أعرفهم.
البداية والنهاية
*2* حديث آخر
@ قال نعيم بن حماد حدثنا أبو عمرو البصري عن ابن لهيعة عن عبد الوهاب بن حسين عن محمد بن ثابت البناني عن أبيه عن الحرث الهمداني عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السابع من ولد العباس يدعو الناس إلى الكفر فلا يجيبونه فيقول له أهل بيته تريد أن تخرجنا من معايشنا فيقول إني أسير فيكم بسيرة أبي بكر وعمر فيأبون عليه فيقتله عدو له من أهل بيته من بني هاشم
فاذا وثب عليه اختلفوا فيما بينهم فذكر اختلافا طويلا إلى خروج السفياني وهذا الحديث ينطبق على عبد الله المأمون الذي دعا الناس إلى القول بخلق القرآن ووقى الله شرها كما سنورد ذلك في موضعه والسفياني رجل يكون آخر الزمان منسوب إلى أبي سفيان يكون من سلالته وسيأتي في آخر كتاب الملاحم.
ـ[بنيان قوم تهدما]ــــــــ[04 - 06 - 03, 02:39 م]ـ
ذكر ابن الأثير في تاريخه عن أن السفياني خرج وهو يزيد بن معاوية , و للشيخ المحدث عبد الله السعد كلام مفاده أن بعض الوضاعين و ضعوه لينطبق على يزيد بن معاوية.
¥(34/338)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[22 - 12 - 06, 02:14 م]ـ
فتاوى
العنوان الرايات السود في أحاديث الفتن
المجيب د. الشريف حاتم بن عارف العوني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف الفهرسة/ العقائد والمذاهب الفكرية/الفتن والملاحم
التاريخ 23/ 7/1423هـ
السؤال
ما تحقيق القول في مرويات الرايات السود الواردة في أحاديث الفتن المرفوعة والموقوفة؟ وكذا الأحاديث التي ورد فيها ذكر السفياني؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
إن أحاديث وروايات ظهور (الرايات السود) و (السفياني) من الأحاديث التي تعددت طرقها وألفاظها في كتب الملاحم وأشراط الساعة، حتى إن طرقها لتكاد تملأ مصنفاً كاملاً، وقد فرح بها فرق وطوائف، فزادوا فيها، وما زالوا!!
ومن طالع تلك الأحاديث تذكر قول الإمام أحمد:"ثلاثة كتب ليس لها أصول: المغازي، والملاحم، والتفسير" (الجامع) للخطيب رقم (1536)، وهو يعني بذلك: كثرة الكذب والروايات المردودة في هذه الأبواب الثلاثة، وقلة ما يصح فيها من الأحاديث.
فحديث (الرايات السود) له طرق وألفاظ بالغة الكثرة، وقد امتلأ بها كتاب (الفتن) لنعيم بن حماد.
لكني لم أجد فيها حديثاً صالحاً للاحتجاج، لا مرفوعاً، ولا موقوفاً على أحد الصحابة.
وأقوى ما ورد فيها من المرفوع –وليس فيها قوي-، الأحاديث التالية:
أولاً: حديث ثوبان –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من خراسان فأتوها، فإن فيها خليفة الله المهدي"، وله ألفاظ أخرى مطولة.
وهذا الحديث أخرجه الإمام أحمد (5/ 277) من طريق شريك بن عبد الله، عن علي بن زيد بن جدعان، عن أبي قلابة، عن ثوبان به.
وهذا إسناد منقطع، حيث إن أبا قلابة لم يسمع من ثوبان شيئاً، كما قال العجلي رقم (888).
وقد ذكره ابن الجوزي من هذا الوجه في (العلل المتناهية رقم 1445)، وأعله بعلي بن زيد بن جدعان.
وأخرجه ابن ماجة رقم (4084)، والبزار في مسنده (المخطوط –النسخة الكتانية- 223)، من طرق صحيحة عن عبد الرزاق الصنعاني، عن الثوري، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان، بنحوه مطولاً مرفوعاً.
وقال البزار عقبه:"إسناده إسناد صحيح".
وقال البيهقي عقبه في (الدلائل 6/ 515):"تفرد به عبد الرزاق عن الثوري".
قلت: إسناده أقل أحواله الحُسن في الظاهر، وحتى التفرد الذي ذكره البيهقي منتقض بما أخرجه الحاكم في (المستدرك 4/ 463 - 464)، قال:"أخبرنا أبو عبد الله الصفار: حدثنا محمد بن إبراهيم بن أورمة: حدثنا الحسين بن حفص: حدثنا سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان ... "، وقال الحاكم عقبه:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين".
وقد نقل هذا الإسناد –كما ذكرته- الحافظ ابن حجر في (إتحاف المهرة 3/ 53 رقم 2513)، مما يُبعد احتمال وقوع خطأ مطبعي فيه.
وإسناد الحاكم رجاله ثقات، إلا محمد بن إبراهيم بن أورمة، فلم أجد له ذكراً، إلا في هذا الإسناد الذي صححه الحاكم.
لكن للحديث وجه آخر أخرجه الحاكم (4/ 502)، وعنه البيهقي في (الدلائل 6/ 516)، من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان موقوفاً عليه غير مرفوع إلى النبي –صلى الله عليه وسلم-.
قلت: فمع هذا الاضطراب في إسناده، مع نكارة متنه، وعدم قيام إسناد من أسانيده، بتحمل هذا الحد من التفرد لا أستطيع أن أطمئن إلى قبول هذا الحديث، خاصة مع عبارات لبعض أئمة النقد، تدل على تضعيف الحديث من جميع وجوهه.
بل قد وقفت على إعلالٍ خاصّ واستنكار خاص لهذا الحديث على خالد الحذاء (مع ثقته) فقد جاء في العلل للإمام أحمد برواية ابنه عبد الله رقم (2443): "حدثني أبي، قال: قيل لابن عُليّة في هذا الحديث: كان خالد يرويه، فلم يلتفت إليه، ضعف ابن عليّه أمره. يعني حديث خالد عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان عن النبي – صلى الله عليه وسلم – في الرايات" وانظر الضعفاء للعقيلي – ترجمة خالد بن مهران الحذاء – (2/ 351 رقم 403) والمنتخب من علل الخلال لابن قدامة (رقم 170).
¥(34/339)
ثانياً: حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريداً وتطريداً، حتى يأتي قوم من قبل المشرق، معهم رايات سود، فيسألون الخير، فلا يُعطونه، فيقاتلون فيُنصرون، فيُعطون ما سألوا، فلا يقبلونه، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي، فيملؤها قسطاً، كما ملؤوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم، فليأتهم ولو حبواً على الثلج".
أخرجه ابن ماجة (رقم 4082)، والبزار في مسنده (رقم 1556 - 1557)، والعقيلي في (الضعفاء) ترجمة يزيد بن أبي زياد (4/ 1494)، وابن عدي، ترجمة يزيد بن أبي زياد (7/ 276)، من طريق يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة بن قيس النخعي، عن عبد الله بن مسعود به مرفوعاً.
وقال عنه ابن كثير في (البداية والنهاية 9/ 278):"إسناده حسن"، وحسنه الألباني أيضاً في (سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم 85).
قلت: وهو كما قالا عن إسناده، في الظاهر قابل للتحسين.
لكن أول ما يلفت الانتباه إلى ما في هذا الإسناد من النكارة هو ما قاله البزار عقب الحديث، حيث قال:"وهذا الحديث رواه غير واحد عن يزيد بن أبي زياد، ولا نعلم روى يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود إلا هذا الحديث".
ومع هذا التفرد الذي صرح به ابن عدي أيضاً عقب الحديث، فإن المتفرد به –وهو يزيد بن أبي زياد- لئن رجحنا حسن حديثه، فإن مثله لا يحتمل التفرد بمثل هذا الإسناد والمتن.
ولذلك ضعف هذا الحديث جماعة، وعدوه في مناكير يزيد بن أبي زياد.
فقد قال وكيع بن الجراح –وذكر هذا الحديث-:"ليس بشيء".
وقال الإمام أحمد:"ليس بشيء" أيضاً.
وبلغ إنكار أبي أسامة حماد بن أسامة لهذا الحديث أن قال عن يزيد بن أبي زياد بخصوص روايته لهذا الحديث:"لو حلف عندي خمسين يميناً قسامة ما صدقته!! أهذا مذهب إبراهيم؟! أهذا مذهب علقمة؟! أهذا مذهب عبد الله؟! " (الضعفاء) للعقيلي (4/ 1493 - 1495).
ولما أنكر الإمام الذهبي هذا الحديث في (السير 6/ 131 - 132)، قال بعد كلام أبي أسامة:"قلت: معذور والله أبو أسامة! وأنا قائل كذلك، فإن من قبله ومن بعده أئمة أثبات، فالآفة منه: عمداً، أو خطأ".
لذلك فإن الراجح ضعف هذا الحديث بل إنه منكر.
ومع هذه الأحكام من هؤلاء النقاد، لا يصح الاعتماد على المتابعة التي أوردها الدارقطني في (العلل) معلقة (5/ 185 رقم 808)، وأنه قد رواه، عمارة بن القعقاع عن إبراهيم، موافقاً يزيد بن أبي زياد.
وللحديث أوجه أخرى عن ابن مسعود –رضي الله عنه-، كلها ضعيفة، ومرجعها إلى حديث يزيد بن أبي زياد، كما يدل عليه كلام الدارقطني في العلل –الموطن السابق-.
وانظر: الأحاديث الواردة في المهدي للدكتور: عبد العليم البستوي (قسم الصحيحة: 158 - 162، وقسم الضعيفة: 30 - 39).
ثالثاً: حديث أبي هريرة –رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"تخرج من خراسان رايات سود لا يردها شيء، حتى تنصب بإيلياء" أخرجه الإمام أحمد (رقم 8775) والترمذي (رقم 2269) والطبراني في (الأوسط رقم 3560)، والبيهقي في (الدلائل 6/ 516)، كلهم من طريق رشدين بن سعد، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن قبيصة بن ذؤيب، عن أبي هريرة به.
وأشار الترمذي إلى ضعفه بقوله عقبه:"غريب".
وقال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا يونس، تفرد به رشدين".
قلت: ورشدين بن سعد اختلف فيه بين الضعف والترك، وانفراده بهذا الحديث يقتضي نكارة حديثه.
ولذلك تعقبه البيهقي بقوله:"ويروى قريب من هذا اللفظ عن كعب الأحبار، ولعله أشبه" ثم أسند رواية كعب الأحبار موقوفة عليه.
وبهذا تبين أن أصل هذا الحديث من الإسرائيليات.
وللحديث بعد ذلك روايات أشد ضعفاً من التي سبقت فإني اخترت أمثل الروايات، ليقاس عليها ما هو دونها.
وبذلك يُعلم أنه لم يصح في الرايات السود حديث مرفوع، ولا حديث موقوف على الصحابة –رضي الله عنهم-.
وأما أحاديث السفياني:
فلم أجد فيه حديثاً ظاهر إسناده القبول، إلا حديثاً واحداً، أخرجه الحاكم في (المستدرك 4/ 520) من طريق الوليد بن مسلم الدمشقي، قال: حدثنا الأوزاعي، عن يحيي بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة –رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:" يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق، وعامة من يتبعه من كلب، فيقتل حتى يبقر بطون النساء، ويقتل الصبيان، فتجمع لهم قيس، فيقتلها، حتى لا يمنع ذنب تلعة، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة، فيبلغ السفياني، فيبعث إليه جنداً من جنده، فيهزمهم، فيسير إليه السفياني بمن معه، حتى إذا صار ببيداء من الأرض، خُسف بهم، حتى لا ينجو منهم إلا المخبر عنهم".
وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ولم يتعقبه الذهبي.
ولكن تدليس الوليد بن مسلم تدليس التسوية، مع نكارة حديثه هذا الذي لم أجده إلا من طريقه، يجعلني أتوقف في حديثه، إذ لعله أسقط ضعيفاً بين الأوزاعي ويحيي بن أبي كثير، وهذا هو تدليس التسوية.
وهناك حديثان آخران فيهما ذكر السفياني، أخرجهما الحاكم وصححهما (4/ 468 - 469 - 501 - 502)، لكن تعقبه الذهبي فيهما، فانظر: مختصر استدراك الذهبي لابن الملقن، مع حاشية تحقيقه (7/ 3325 - 3326 رقم 1109) (7/ 3387 رقم 1127).
هذه أقوى أحاديث السفياني، وأنت ترى أنه لم يصح منها شيء، والله أعلم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
¥(34/340)
ـ[ابومجاهد التميمي]ــــــــ[18 - 05 - 08, 03:53 ص]ـ
جزاكم الله خير(34/341)
سؤال حول حديث: لإن يطعن أحدكم بمخيط من حديد ...
ـ[ abo abd alrhman] ــــــــ[28 - 06 - 02, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والله انى احبك في الله رغم عدم لقاءنا لكنى والله كثيرا ما استفدت من رسائلكم فجزاكم الله خيرا على جهادكم في نشر العلم
وسؤالي #لك أخي#
هو حول موضوع تخريخ حديث لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد في أم رأسه ...
الحديث فقد قرأت تخريجكم له وقد أشكل على فهمه فهل يمكن التوضيح والشرح أكثر من ذلك وجزاكم الله خيرا
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[28 - 06 - 02, 01:19 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي أبا عبدالرحمن.
أحبّك الله الذي أحببتني له. وإن كنتُ عاتباً عليك المبالغة في الإطراء.
للشيخ سلمان العودة تخريج لهذا الحديث. وكل ما فعلتُه أنا هو نسخه إلى الملتقى.
وستجده (أخي الحبيب) على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=447&highlight=%C8%E3%CE%ED%D8
فأرجو أن تطّلع عليه، وإن كان ثمّة ما يشكل فأرجو ألا تتردّد بالسؤال.
وفقك الله أخي، وبارك فيك.
ـ[محمود اسماعيل]ــــــــ[08 - 06 - 08, 04:52 م]ـ
هذا الحديث تكلم عليه الشيخ عمرو سليم فى كتاب تخريج أحاديث كتاب أدلة تحريم مصافحة الأحنبية للدكتور المقدم وحكم عليه بالشذوذ فانظره ص (12)(34/342)
حديث النزول الإلهي في النصف من شعبان
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[28 - 06 - 02, 04:13 م]ـ
هذا موضوع كتبته منذ مدة
قال أحد الإخوة في أحد المنتديات:
قال الشيخ الألباني في السلسة الصحيحة
قال الإمام حسنة الأيام محدث العصر والشام العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى في سلسلة الأحاديث الصحيحة (م3/صـ135،ح1144):
" ما صح في ليلة النصف: 1144 - (يطلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن).
حديث صحيح، رُوي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضاً، وهم معاذ بن جبل، وأبو ثعلبة الخشني، وعبدالله بن عمرو، وأبي موسى الأشعري، وأبي هريرة، وأبي بكر الصديق، وعوف بن مالك، وعائشة.
1 - أما حديث معاذ، فيرويه مكحول عن مالك بن يخامر عنه مرفوعاً به. أخرجه ابن أبي عاصم في السنة رقم (512 - بتحقيقي): ثنا هشام بن خالد: ثنا أبو خليد عتبة بن حماد عن الأوزاعي وابن ثوبان [عن أبيه] عن مكحول به. ومن هذا الوجه أخرجه ابن حبان (1980) وأبو الحسن القزويني في الأمالي (4/ 2) وأبو محمد الجوهري في المجلس السابع (3/ 2) ومحمد بن سليمان الربعي في جزء من حديثه (217/ 1و218/ 1) وأبو قاسم الحسيني في الأمالي (ق12/ 1) والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 288/2) وابن عساكر في التاريخ (15/ 302/2) والحافظ عبدالغني المقدسي في الثالث والتسعين من تخريجه (ق44/ 2) وابن المحب في صفات رب العالمين (7/ 2و129/ 2) وقال: (قال الذهبي: مكحول لم يلق مالك بن يخامر). قلت: ولولا ذلك لكان الإسناد حسناً، فإن رجاله موثوقون، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 65): (رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات).
2 - وأما حديث أبي ثعلبة، فيرويه الأحوص بن حكيم عن مهاصر بن حبيب عنه. أخرجه ابن أبي عاصم (ق42 - 43) ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في العرش (118/ 2) وأبو القاسم الأزَجي في حديثه (67/ 1) واللالكائي في السنة (1/ 99 - 100) وكذا الطبراني كما في المجمع وقال: (والأحوص بن حكيم ضعيف). وذكر المنذري في الترغيب (3/ 283) أن الطبراني والبيهقي أيضاً أخرجه عن مكحول عن أبي ثعلبة، وقال البيهقي: (وهو بين مكحول وأبي ثعلبة مرسل جيد).
3 - وأما حديث عبدالله بن عمرو فيرويه ابن لهيعة: حدثنا حُيي بن عبدالله عن أبي عبدالرحمن الحبلي عنه. أخرجه أحمد (رقم6642). قلت: وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات والشواهد، قال الهيثمي: (وابن لهيعة لين الحديث، وبقية رجاله وثقوا). وقال الحافظ المنذري (3/ 283): (وإسناده لين). قلت: لكن تابعه رشدين بن سعد بن حيي به. أخرجه ابن حيويه في حديثه (3/ 10/1) فالحديث حسن.
4 - وأما حديث أبي موسى، فيرويه ابن لهيعة أيضاً عن الزبير بن سليم عن الضحاك بن عبدالرحمن عن أبيه قال: سمعت أبا موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحوه. أخرجه ابن ماجه (1390) وابن أبي عاصم واللالكائي. قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة. وعبدالرحمن وهو ابن عزرب والد الضحاك مجهول. وأسقطه ابن ماجه في رواية له عن ابن لهيعة.
5 - وأما حديث أبي هريرة، فيرويه هشام بن عبدالرحمن عن الأعمش عن أبي صالح عنه مرفوعاً بلفظ: (إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله لعباده إلا لمشرك أو مشاحن). أخرجه البزار في مسنده (ص245 - زوائده). قال الهيثمي: (وهشام بن عبدالرحمن لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات).
6 - وأما حديث أبي بكر الصديق، فيرويه عبدالملك بن عبدالملك عن مصعب بن أبي ذئب عن القاسم بن محمد عن أبيه أو عمه عنه. أخرجه البزار أيضاً وابن خزيمة في التوحيد (ص90) وابن أبي عاصم واللالكائي في السنة (1/ 99/1) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 2) والبيهقي كما في الترغيب (3/ 283) وقال: (لابأس بإسناده)! وقال الهيثمي: (وعبدالملك بن عبدالملك ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يضعفه وبقية رجاله ثقات)! كذا قالا، وعبدالملك هذا قال البخاري في حديثه نظر). يريد هذا الحديث كما في الميزان.
¥(34/343)
7 - وأما حديث عوف بن مالك،فيرويه ابن لهيعة عن عبدالرحمن ابن أنعم عن عبادة بن نسي عن كثير بن مرة عنه. أخرجه أبو محمد الجوهري في المجلس السابع والبزار في مسنده (ص245) وقال: (إسناده ضعيف). قلت: وعلته عبدالرحمن هذا، وبه أعله الهيثمي فقال: (وثقه أحمد بن صالح، وضعفه جمهور الأئمة، وابن لهيعة لين، وبقية رجاله ثقات). قلت: وخالفه مكحول فرواه عن كثير بن مرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلاً. رواه البيهقي وقال: (وهذا مرسل جيد). كما قال المنذري. وأخرجه اللالكائي (1/ 102/1) عن عطاء بن يسار ومكحول والفضل بن فضالة بأسانيد مختلفة عنهم موقوفاً عليهم، ومثل ذلك في حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال بمجرد الرأي. وقد قال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف (ص143): (وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اختلف فيها، فضعفها الأكثرون وصحح ابن حبان بعضها، وخرجه في صحيحه، ومن أمثلها حديث عائشة قالت: فقدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ... ) الحديث.
8 - وأما حديث عائشة، فيرويه حجاج عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عنها مرفوعاً بلفظ: (إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب). أخرجه الترمذي (1/ 143) وابن ماجه (1389) واللالكائي (1/ 101/2) وأحمد (6/ 238) وعبد بن حميد في المنتخب من المسند (194/ 1 - مصورة المكتب) وفيه قصة عائشة في فقدها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة. ورجاله ثقات، لكن حجاج وهو ابن أرطأة مدلس وقد عنعنه، وقال الترمذي: (وسمعت محمداً (يعني البخاري): يضعف هذا الحديث).
وجملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب، والصحة تثبت بأقل منها عدداً، ما دامت سالمة من الضعف الشديد كما هو الشأن في هذا الحديث، فما نقله الشيخ القاسمي رحمه الله تعالى في إصلاح المساجد (ص170) عن أهل التعديل والتجريح أنه ليس في فضل ليلة النصف من شعبان حديث يصح،فليس مما ينبغي الإعتماد عليه، ولئن كان أحد منهم أطلق مثل هذا القول فإنما أُوتي من قبل التسرع وعدم وسع الجهد لتتبع الطرق على هذا النحو الذي بين يديك. والله تعالى هو الموفق. " انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
----------------------------------------------------------------
التنبيه على كلام الشيخ الألباني المذكور في المقال السابق 1
) حديث معاذ رضي الله عنه ذكره الدارقطني في العلل (6/ 50) وبين أوجه الاختلاف فيه فقال (يروى عن مكحول واختلف عنه فرواه أبو خليد عتبة بن حماد القاري عن الأوزاعي عن مكحول وعن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال ذلك هشام بن خالد عن أبي خليد حدثناه ابن أبي داود قال ثنا هشام بن خالد بذلك وخالفه سليمان بن أحمد الواسطي فرواه عن أبي خليد عن ابن ثوبان عن أبيه عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل (((كلاهما غير محفوظ))) وقد روي عن مكحول في هذا روايات، وقال هشام بن الغاز عن مكحول عن عائشة رضي الله عنها
وقيل عن الأحوص بن حكيم عن مكحول عن أبي ثعلبة
وقيل عن حبيب بن صهيب عن أبي ثعلبة وقيل عن مكحول عن أبي ادريس مرسلا
وقال الحجاج بن أرطأة عن مكحول عن كثير بن مرة مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
وقيل عن مكحول من قوله (((والحديث غير ثابت))) انتهى كلام الدارقطني رحمه الله.
ويبدوا أن مكحول قد اختلف عليه في هذا الحديث كثيرا كما سبق في كلام الدارقطني وأشار إلى هذا الاختلاف البيهقي في فضائل الأعمال ص 119 - 122 حيث ذكره عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ رضي الله عنه
وعن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني
وعن مكحول عن كثير بن مرة الحضرمي
وعن مكحول موقوفا عليه.
2) حديث أبي ثعلبة رضي الله عنه
ذكره الدارقطني في العلل 6/ 323 فقال (يرويه الأحوص بن حكيم واختلف عنه فرواه عيسى بن يونس عن الأحوص عن حبيب بن صهيب عن أبي ثعلبة وخالفه مخلد بن يزيد فرواه عن الأحوص عن مهاصر بن حبيب عن أبي ثعلبة (((والحديث مضطرب غير ثابت) انتهى كلام الدارقطني رحمه الله.
وهناك من ذكر بين المهاصر بن حبيب وبين أبي ثعلبة (مكحول) كما عند الطبراني في الكبير (22/ 224) والبيهقي في الفضائل ص 121 وفي الشعب كذلك
فيكون هذا لونا من الاختلاف على مكحول
¥(34/344)
والأحوص فيه كلام من ناحية حفظه ومن ناحية رفعه للأحاديث
قال البخارى: قال على: كان ابن عيينة يفضل الأحوص على ثور فى الحديث و أما يحيى بن سعيد فلم يرو عن الأحوص و هو يحتمل.
و قال إسماعيل بن إسحاق القاضى عن على ابن المدينى عن سفيان: قلت للأحوص إن ثورا يحدثنا عن خالد بن معدان فقال: أو يعقل؟ قال على: فكأنه غمزه.
قال على: و سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان ثور عندى ثقة.
قال على: هو عندى أكبر من الأحوص و الأحوص صالح.
و قال فى موضع آخر: و الأحوص ثقة. و قال فى رواية: لا يكتب حديثه.
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه: أبو بكر بن أبى مريم أمثل من الأحوص ابن حكيم. و كذلك قال عباس الدورى عن يحيى بن معين.
و قال إبراهيم بن هانىء النيسابورى عن أحمد بن حنبل: لايسوى حديثه شيئا. و قال إسحاق بن منصور و إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد و معاوية بن صالح و محمد ابن عثمان بن أبى شيبة عن يحيى بن معين: ليس بشىء.
و قال أحمد بن عبد الله العجلى: لا بأس به.
و قال يعقوب بن سفيان: كان ـ زعموا ـ رجلا عابدا مجتهدا و حديثه ليس بالقوى.
و قال الجوزجانى: ليس بالقوى فى الحديث. و قال النسائى: ضعيف. و قال فى موضع آخر: ليس بثقة.
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم: سمعت أبى يقول: الأحوص بن حكيم ليس بقوى، منكر الحديث و كان ابن عيينة يقدم الأحوص على ثور فى الحديث و غلط ابن عيينة فى تقديم الأحوص على ثور، ثور صدوق و الأحوص منكر الحديث.
و قال الحافظ أبو القاسم: بلغنى أن محمد بن عوف سئل عنه فقال: ضعيف الحديث.
و قال الدارقطنى: يعتبر به إذا حدث عنه ثقة.
و قال أبو أحمد بن عدى: له روايات و هو ممن يكتب حديثه و قد حدث عنه جماعة من الثقات و ليس فيما يرويه شىء منكر إلا أنه يأتى بأسانيد لايتابع عليها.
و قال أحمد بن محمد بن عيسى البغدادى فى " تاريخ الحمصيين ": و الأحوص بن حكيم وفد على حمص أيضا.
ْ و قال ابن عمار: صالح.
و قال ابن حبان: لا يعتبر بروايته.
و حكى عن أبى بكر ابن عباس قيل للأحوص: ما هذه الأحاديث التى تحدث بها عن النبى صلى الله عليه و آله وسلم؟ قال: أوليس الحديث كله عن النبى صلى الله عليه و آله وسلم. و قال الساجى: ضعيف عنده مناكير. اهـ.
وكلام أحمد فيه شديد:
قال ابن هانئ سألت أبا عبد الله عن الأحوص بن حكيم فقال ْ (ضعيف لايسوى حديثه شيئا قال أبو عبدالله كان له عندي شيء فخرقته) وقال الميموني عن أحمد (واه) وقال عنه صالح (قال أبي الأحوص بن حكيم لايروى حديثه يرفع الأحاديث الى النبي صلى الله عليه وسلم)
فهذه الطريق شديدة الضعف.
3) حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه: وفي اسناده ابن لهيعة وحيي بن عبدالله
وحيي بن عبدالله قال عنه أحمد (أحاديثه مناكير)
وقال البخاري (في حديثه نظر وقال ايضا فيه نظر)
فلا يستشهد بهذه الرواية
وقد ذكر الشيخ الألباني كذلك متابعة رشدين بن سعد له
ورشدين شديد الضعف فلا تنفعه هذه المتابعة.
4) حديث أبي موسى رضي الله عنه: فالضحاك مجهول فلا يستشهد به
وقد اختلف على ابن لهيعة في هذا الإسناد
فرواه أبو الأسود بن عبدالجبار وسعيد بن كثير بن عفير عن ابن لهيعة عن الضحاك عن أبيه عن أبي موسى به
وخالفهما الوليد بن مسلم فقال عن ابن لهيعة عن الضحاك بن أيمن عن الضحاك بن عبدالرحمن عن أبي موسى ولم يقل عن أبيه، وجعل الضحاك بن أيمن بدل الزبير بن سليم ينظر تهذيب الكمال (9/ 308) وتاريخ ابن عساكر (18/ 326)
5) حديث أبي هريرة رضي الله عنه فيه هشام بن عبدالرحمن لايعرف وروايته هذه منكرة جدا حيث أنه تفرد بها عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة فأين أصحاب الأعمش عن هذا!
فلا يستشهد بهذه الرواية والله أعلم.
6) حديث أبي بكر رضي الله عنه: فله عدة علل منها
عبدالملك بن عبد الملك قال عنه الدارقطني متروك كما في سؤالات البرقاني (304) وقال البخاري (فيه نظر) كما في الكبير
ومسألة سماع محمد عن ابيه فيها نظر تكلم عنها البزار في مسنده (1/ 158).
) 7حديث عوف بن مالك رضي الله عنه: ففيه ابن لهيعة وفيه عبدالرحمن بن زياد بن أنعم وهو معلول بالارسال كما ذكر الشيخ فيرجع الى الاختلاف على مكحول كما سبق.
8) عائشة رضي الله عنها: ففي اسناده الحجاج وقد اختلف عليه فذكره كما هنا عن عروة وعن عائشة وجاء عنه عن يحي مرسلا وهو الصواب كما ذكر البيهقي في الشعب (3826)
وجاء من طريق آخر عن عائشة عن سليمان بن أبي كريمة ضعفه أبو حاتم وقال ابن عدي عامة أحاديثه منا كير.
فلا يستشهد بهذه الطريق
فتبين بهذا أن كل الطرق معلولة ولا تتقوى لشدة ضعفها
وقد قال العقيلي في الضعفاء (3/ 29) (وفي النزول في ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين، والرواية في النزول كل ليلة أحاديث ثابتة صحيحة، فليلة النصف من شعبان داخلة فيها ان شاء الله) انتهى.
¥(34/345)
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[28 - 06 - 02, 04:16 م]ـ
ثم بعد ذلك وجدت كلاما للأخ الشيخ حاتم بن عارف العوني حفظه الله حول الحديث ولعلي أنقله للفائدة
هذا كلام الشيخ حاتم الشريف حول المسألة من موقع الإسلام اليوم:
السؤال: هل ورد فضل خاص في ليلة النصف من شعبان؟ وهل ورد لها عبادة خاصة بها؟ نرجو الإفادة ببيان صحة ما ورد في ذلك.
أجاب عن السؤال الشيخ / الشريف حاتم بن عارف العوني (عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى)
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه والتابعين.
أما بعد: فجواباً عن سؤالكم عن ليلة النصف من شعبان، وعن مدى صحة ما ورد في فضلها، أقول (وبالله التوفيق):
لقد رُويت أحاديث متعددة في فضيلة ليلة النصف من شعبان، وأحاديث في فضل تخصيصها بصلاة أو عبادة معينة.
أما الثاني: (وهو ما ورد في تخصيصها بصلاة أو عبادة) فلم يصحّ فيها شيء، بل كلها أحاديث موضوعة وباطلة، وحَكَمَ ببطلانها جمعٌ من أهل العلم، منهم ابن الجوزي في كتابه الموضوعات (2/ 440 – 440 - 445 رقم 1010 - 1014)، والبيهقي في الشعب (رقم 3841)، وأبو الخطاب ابن دحية في أداء ما وجب (79 - 80)، وابن قيم الجوزية في المنار المنيف (رقم 174 - 177) وأبو شامة الشافعي في الباعث على إنكار البدع والحوادث (124 - 137) والعراقي في تخريج إحياء علوم الدين (رقم 582)، حتى نقل شيخُ الإسلام الاتفاق على بطلانها في اقتضاء الصراط المستقيم (28/ 138).
وهذا أمرٌ لا يخفى على أحدٍ من أهل العلم: أن تخصيص ليلة النصف من شعبان بصلاة لم يرد فيه حديثٌ صحيح ولا حسنٌ ولا ضعيف خفيفُ الضعف، بل ما ورد فيه كله موضوع مكذوب على نبينا - صلى الله عليه وسلم -.
أمّا ما ورد في فضلها مطلقاً، فقد ورد فيه أحاديث اختلف فيها أهلُ العلم قديماً وحديثاً، وجَمَع كثيرٌ من الحفاظ طُرُقها، وخصها بعضهم بالتصنيف كأبي عبد الله ابن الدُّبَيْثي (ت637هـ).
فقد ورد فيها الحديث من حديث معاذ بن جبل، وعائشة، وأبي ثعلبة الخشني وعثمان بن أبي العاص، وأبي موسى الأشعري، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر، وأبي هريرة، وعبد الله بن عَمرو، وعوف بن مالك، وأُبيّ بن كعب، وأبيّ أمامة، وأبي بكر الصديق – رضي الله عنهم أجمعين -، ومراسيل لغيرهم.
واستيعاب الكلام عن طرقها وعللها لا يُناسبُ هذا المقام، وتَرْكُ ذلك بالكلية لا يُوضَّح الحق ولا يُقربُ إلى الصواب، لذلك رأيت أن أكتفي بالكلام عن أشهر طرقها باختصار، ثم يُقاسُ عليها ما هو أشد ضعفاً منها.
أولاً: حديث معاذ بن جبل – رضي الله عنه -، عن النبي – صلى الله عليه وسلم -،قال: " يطّلعُ اللهُ ليلة النصف من شعبان إلى خلقه، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن ". أخرجه ابن حبان في صحيحه (رقم 5665)، وغيره فانظر تخريجه في حاشية تحقيقه، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة (رقم 1144).
لكن الحديث وقع فيه اضطراب كثير في إسناده، جعله من حديث أبي ثعلبة الخشني مَرّة (وانظر السلسة الصحيحة)، ومن حديث أبي إدريس الخولاني مرسلاً،، وعن كثير بن مُرّة مرسلاً، وعن مكحول مرسلاً.
وكلها مرجعها إلى إسناد واحد اضطُرب فيه هذا الاضطراب.
بيَّن ذلك ووضّحه غاية الوضوح الدارقطني في العلل (6/ 50 - 51 رقم 970)، وقال أثناء ذلك عن روايتيه من حديث معاذ بن جبل: " وكلاهما غير محفوظ ".
وقال عن الحديث بعد إيراده لطرقه السابقة:" والحديث غير ثابت ".
وخصَّ الدارقطني في موطن آخر من علله (6/ 323 - 324 رقم 1169) حديث أبي ثعلبة بالذكر، ثم قال بعد عرْضِ طُرُقه: " والحديث مضطرب غير ثابت ".
بل لقد قال أبو حاتم الرازي - وحسبك به- عن حديث معاذ بن جبل: " هذا حديث منكر بهذا الإسناد " العلل لابن أبي حاتم (رقم 2012).
وبذلك ظهر أن حديث معاذ وأبي ثعلبة حديثان شديدا الضعف، لا ينفعان في باب الاعتبار، أي لا يرتقيان بالمتابعات والشواهد.
¥(34/346)
ثانياً: حديث عائشة – رضي الله عنها – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال لها حين افتقدته فوجدته في البقيع – في حديث -: " إن الله – عز وجل – ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا، فيغفر لأكثر من عدد شَعْرِ غنم كَلْب ". أخرجه الإمام أحمد (6/ 238)، والترمذي (رقم 739)، وابن ماجة (رقم 1389) من طريق الحجاج بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة .. به
ثم قال الترمذي عقبه: " حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج وسمعتُ محمداً (يعني: البخاري) يُضعّفُ هذا الحديث، وقال: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج لم يسمع من يحيى " فهو إسنادٌ ضعيفٌ، بل ظاهر كلام البخاري أنه يُضعّف الحديث من كل وجوهه؛ لأنه ضعّف الحديث لا الإسناد وحده.
ولمّا عَرَضَ الدارقطني لعلل حديث عائشة هذا في العلل – المخطوط – (5/ 51/أ-ب)، وبيّن الاضطراب فيه، وأنه رُوي من وجه آخر عن حجاج بن أرطاة عن كثير بن مُرّة الحضرمي مرسلاً، ثم قال: " وإسناد الحديث مضطرب غير ثابت ".
لذلك فقد صرح أبو عبد الله الحاكم النيسابوري بالصواب في هذا الحديث بقوله: " إنما المحفوظ هذا الحديث من حديث الحجاج بن أرطاة عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً " شعب الإيمان للبيهقي (رقم 3824،3825، 3830،3831) وللحديث عللٌ أخرى أبانها عَمرو عبد المنعم سليم في تحقيقه لكتاب ابن الدُّبَيْثي (54 - 66).
بل لقد أشار الدارقطني إلى أن مرجع حديث عائشة إلى حديث مكحول الشامي السابق ذكره في حديث معاذ، وهذا ما مال إليه البيهقي في الشعب (3/ 382،383 رقم 3383، 3835) وقد نقل ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 561 رقم 921) عن الدارقطني أنه قال: " وقد رُوي من حديث معاذ ومن حديث عائشة، وقيل إنه من قول مكحول، والحديث غير ثابت ".
فعادت أحاديث معاذ وأبي ثعلبة وعائشة إلى أنها حديث واحد، مآله إلى أنه كلام لمكحول الشامي!!!. وبذلك تعرفُ الخطأ الجسيم لمن اعتبر هذه الروايات روايات متعددة يَتَقَّوى بها الحديث.
ثالثاً: حديث عبد الله بن عمرو، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم-قال: " يطّلع الله عز وجل إلى خَلْقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لعباده إلا لاثنين: مشاحنٍ وقاتل نفس " أخرجه الإمام أحمد (رقم 6642)، قال: " حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا حُيَي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِيّ، عن عبد الله بن عَمرو .. به.
ذكر هذا الإسناد الألباني – رحمه الله – في السلسة الصحيحة (3/ 136)، وقال: " هذا إسنادٌ لا بأس به في المتابعات والشواهد ".
ولعل هذا من الألباني – رحمه الله – لاعتماده على أن الحافظ بن حجر قال عن حُيَيّ بن عبد الله: " صدوق ..... "
ومع أن حُييّ هذا ممن اختُلف فيه، كما تجده في التهذيب (3/ 72)، فالأهم من ذلك أن أحاديث ابن لهيعة عنه بالإسناد المذكور آنفاً مناكير، كما بيّن ذلك ابنُ عدي في ترجمة حيي بن عبد الله في الكامل (2/ 450)، حيث ذكر بضعة أحاديث لابن لهيعة عن حُيَيّ عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عَمرو، ثم قال: " وبهذا الإسناد حدثناه الحسن عن يحيى عن ابن لهيعة بضعة عشر حديثاً عامتها مناكير ".
وابن عدي يُعلّق نكارة هذه الأحاديث بابن لهيعة، لإحسانه الظن بحُيي بن عبد الله.
وقد ذكر الألباني لابن لهيعة متابعاً، هو رشدين بن سعد، فلو سلم الإسناد إليه، فهو ضعيف، ولا يحتمل ضَعْفُهُ مثل هذا الحديث؛ هذا إن لم تكن نكارةُ الحديث من قِبَلِ شيخهما حُيي بن عبدالله! ثم إن ابن لهيعة قد اضطرب في هذا الحديث، فمرةً يرويه كما سبق، ومَرّةً يرويه من حديث أبي موسى الأشعري (سنن ابن ماجه رقم 1390، 1391) ومرّة يرويه عن عوف بن مالك (مسند البزار 7/ 186 رقم 2754) وقد ذكر الألباني – رحمه الله – اضطراب ابن لهيعة هذا، في السلسة الصحيحة (رقم 1563) والغريب أن حديث ابن لهيعة المشار إليه أخيراً مرويٌّ من طريق كثير بن مُرّة الحضرمي، وقد سبق بيانُ أنّ أحدَ طرق حديث مكحول ترجع إلى أنه من حديثه عن كثير بن مُرّة فهل نعود إلى أن حديث ابن لهيعة يعود إلى حديث مكحول أيضاً؟! (وانظر السلسلة الصحيحة 3/ 137 - 138) هذا مع ما في حديث أبي موسى وعوف بن مالك من العلل الأخرى الإسنادية سوى اضطرابه
¥(34/347)
المشار إليه.
وبهذا كله يتضح أنّ هذه الطرق شديدة الضعف غير صالحةٍ للتقوَّي.
رابعاً: حديث أبي بكر الصديق – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " ينزل الله – عز وجل – ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لكل شيء إلا الإنسان في قلبه شحناء، أو مشرك بالله " أخرجه البزار (1/ 157 - 158، 206 - 207 ورقم 80)، وابن خزيمة في التوحيد (1/ 325 - 327 رقم 200)، من طريق ضعّفها جمعٌ من أهل العلم، منهم البخاري، وأبو حاتم الرازي، والعقيلي، وابن عدي، والبزار، وغيرهم – انظر التاريخ الكبير للبخاري (5/ 424 - 425) والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/ 306 - 307) والضعفاء للعقيلي (3/ 788 - 789)، والكامل لابن عدي (5/ 309).
ولا يظنّنّ أحدٌ أن ابن خزيمة قد صححه بإخراجه في (التوحيد) الذي اشترط فيه الصحة، فإن ابن خزيمة قد أشار إلى ضعفه بتعليقه الإسناد أوّلاً ثم بتأخير ذكر إسناده عقب إيراده للمتن، وهذا اصطلاحٌ له في كتابه الصحيح والتوحيد ذكره هو عن نفسه في التوحيد (2/ 637)، ونص عليه الحافظ ابن حجر في مواضع من إتحاف المهرة (2/ 365 رقم 1905) ومن بين أحكام العلماء على هذا الإسناد حُكْمُ ابن عدي عليه بأنه منكر، والمنكر من أقسام الحديث الشديد الضعف الذي لا يصلح للتَّقوَّي.
هذه أشهر أسانيد أحاديث فضل ليلة النصف من شعبان الواردة في مشاهير كتب السنّة، ويبقى سواها أحاديث أخرى سبقت الإشارة إليها مقدمة هذا الجواب، وبالإطلاع عليها لم أجد فيها ما ينفع للتقوَّي فضْلاً عن أن يوجد إسناد مقبول أو خفيف الضعف، فهي بين إسناد منكر تفرد به ضعيف، وإسناد شديد الضعف فيه متهم، وحديث موضوع مختلق، لذلك فالراجح عندي أنه لم يصح في فضل ليلة النصف من شعبان حديث، ولم يُصب – عندي – من صحّحه بمجموع الطرق، فإن شرط التقوية ألا تكون الطرق أوهاماً أو مناكير أو بواطيل.
أما أحكام العلماء على أحاديث فضل ليلة النصف من شعبان،فقد سبق ذكر أحكامهم على أفرادِها؛ ولكن سأذكر هنا مَنْ قَوَّى الحديث ومن ضعّفه على وجه العموم.
فممن قَوَّى الحديث: ابن حبان، والمنذري في الترغيب والترهيب، وللبيهقي كلامٌ ليس صريحاً في التصحيح، ذكره أبو شامة في الباعث (132)، ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلامٌ يدل على تصحيح أو قبول ما ورد في فضائلها، وذكر أنه نصُّ الإمام أحمد وأكثر الحنابلة (اقتضاء الصراط المستقيم 2/ 136 - 137، واختيارات البعلي 65) ولشيخ الإسلام كلامٌ آخر يدل على توقفه عن تصحيح حديثها (مجموع الفتاوى 3/ 388).
وصحح الحديث أخيراً: العلامة الألباني – رحمه الله – كما سبق. أمّا الذين ضعفوا الحديث من جميع وجوهه، فسبق منهم الدارقطني والعقيلي في الضعفاء (ترجمة: عبدالملك بن عبدالملك 3/ 789)، وابن الجوزي كما في العلل المتناهية (رقم 915 - 924)، وأبو الخطاب ابن دحية (أداء ما وجب 80)، وأبو بكر ابن العربي (أحكام القرآن 4/ 1690) وأقره القرطبي في الجامع لأحكام القرآن (16/ 128). بل قال أبو الخطاب ابن دحية: " قال أهل التعديل والتجريح: ليس في حديث النصف من شعبان حديث يصح ". (الباعث لأبي شامة: 127).
وقال ابن رجب: " وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اختُلف فيها، فضعّفها الأكثرون، وصحّح ابن حبان بعضها ". (لطائف المعارف: 261) بل صحّ عن جمع من السلف إنكار فضلها.
قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (وهو من أتباع التابعين من أهل المدينة): " لم أدرك أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى ليلة النصف من شعبان، ولم ندرك أحداً منهم يذكر حديث مكحول ولا يرى لها فضلاً على سواها من الليالي "، أخرجه ابن وضاح بإسناد صحيح في ما جاء في البدع (رقم 119)، وقال ابن أبي مُليكة (وهو من جِلّة التابعين وفقهائهم بالمدينة)، وقيل له: إن زياداً النميري يقول: إن ليلة النصف من شعبان أجْرُها كأجر ليلة القدر، فقال: لو سمعته يقول ذلك وفي يدي عصاً لضربته بها " أخرجه عبد الرزاق في المصنف (رقم 7928)، وابن وضاح في ما جاء في البدع (رقم 120) بإسناد صحيح.
¥(34/348)
ولما سئل عبد الله بن المبارك عن النزول الإلهي ليلة النصف من شعبان قال للسائل: " يا ضعيف! ليلة النصف؟! ينزل في كل ليلة " أخرجه أبو عثمان الصابوني في اعتقاد أهل السنة (رقم 92).
وقال ابن رجب في لطائف المعارف (263): " وليلةُ النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام، كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر وغيرهم يُعظّمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم يأخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك، فمنهم من قبله منهم ووافقهم على تعظيمها منهم طائفة من عُبّاد أهل البصرة وغيرهم، وأنكر ذلك أكثر العلماء من أهل الحجاز منهم عطاء وابن أبي مُليكة، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كلّه بدعة ".
وأما قول ابن رجب من أن مرجع تعظيم هذه الليلة إلى الإسرائليات فقد وجدُت ما يشهد له، من أن مكحولاً الشامي (وهو مرجع أكثر طرق الحديث كما سبق) قد رُوي هذا الحديث عنه في بعض الوجوه عن كعب الأحبار!! كما تراه في كتاب النزول للدارقطني (162 - 164، 168 رقم 88)، وانظر لطائف المعارف أيضاً (264).
ومما نقله ابن رجب في لطائف المعارف (264) ويخالف ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وهو قول ابن رجب:" ولا يُعرف للإمام أحمد كلام في ليلة النصف من شعبان ".
وأما تعظيم أهل الشام لهذه الليلة، فقد خالفهم في ذلك فقيه الشام الإمام الأوزاعي، فيما ذكره السبكي، ونقله عنه الزبيدي في تخريج إحياء علوم الدين (1/ 521)، وفيما ذكره ابن رجب أيضاً في لطائف المعارف (263).
وأخيراً، فعلى فرَض صحة حديث فضل ليلة النصف من شعبان، فإن الذي أخبرنا بفضلها وهو النبي – صلى الله عليه وسلم -لم يخصها بعبادة معينة، فلو كان ذلك مشروعاً لكان هو - صلى الله عليه وسلم - أحرص على فعله وبيانه للناس، بل لو قيل: إن النبي – صلى الله عليه وسلم – قد شرع ما يتقرب به تلك الليلة (على فرض الصحة) لكان هذا وجيهاً، وهو أن تنام تلك الليلة خالصاً قلبك من الشرك والشحناء على المسلمين!!.
وفي كتاب الورع للمَرُّوذي (رقم 545): " قلت لأبي عبد الله [يعني الإمام أحمد بن حنبل]: إن رجلاً من أهل الخير قد تركتُ كلامه، لأنه قذف رجلاً بما ليس فيه، ولي قرابة يشربون المسكر ويسكرون؟ وكان هذا قبل ليلة النصف من شعبان فقال: اذهب إلى ذلك الرجل حتى تكلمه، فتخوّف عليَّ من أمر قرابتي أن آثم، وإنما تركت كلامهم أني غضبت لنفسي، قال: اذهب كلَّم ذلك الرجل، ودع هؤلاء، ثم قال: أليس يسكرون؟ وكان الرجل قد ندم؟ " وتنبه أن الإمام أحمد لم يكن هو الذي ذكر ليلة النصف من شعبان، ولا ذكر المروذي أنه ذكرها له أيضاً، وإنما هو خبر ذكره المروذي، ومراعاة ذلك (ولو لم يصح فيه شيء) مما لا يرى فيه بعض العلماء بأساً فهو عمل مشروع في كل ليلة، ولم يخصه المروذي بليلة النصف.
أما ما يفعله كثير من الناس من الاجتماع ليلة النصف من شعبان على صلوات معينة وعبادات خاصة في كل عام فهذا من البدع التي اتفق على إنكارها من عامة العلماء، وذكر ذلك جماعة من أهل العلم. فانظر الحوادث والبدع لأبي بكر الطرطوشي (266 - 267)، والباعث على إنكار البدع والحوادث لأبي شامة (142)، واقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية (2/ 138، 256 - 257)، ولطائف المعارف لابن رجب (263) ولم يخالف في تبديع هذا الفعل إلا قلة من أهل العلم، منهم من ذكرهم ابن رجب من أهل الشام، وإسحاق بن راهويه. أما الشافعي فاستحب إحياءَها، كما في الأم (1/ 231)، لكن لم يذكر أن ذلك يكون بالاجتماع لها، ولم يذكر الشافعي دليل ذلك الاستحباب.
وما دامت المسألة متنازعاً فيها فالمرجع فيها إلى الكتاب والسنة، كما قال –تعالى-: "فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا" [النساء: 59].
وقد صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ " أخرجه مسلم (1718) وليلة النصف من شعبان لم يثبت في فضلها حديث، وكل ما ورد في فضل تخصيصها بعبادة باطلٌ موضوعٌ، فليس في تعمُّد القيام فيها بعبادة ما، على وجه التعيين لها وتخصيصها بتلك العبادة إلا ابتداعاً في الدين، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -:" كل بدعة ضلالة " أخرجه مسلم (867).
فنسأل الله تعالى السلامة من كل بدعة، وأن يُنْعِشَ قلوب العباد بسنة النبي – صلى الله عليه وسلم -.
والله أعلم.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
انظر
http://www.islamtoday.net/*******.cfm?id=379&menu=23#qab
ـ[هيثم حمدان.]ــــــــ[01 - 07 - 02, 04:31 ص]ـ
لرفع هذه المباحث القيمة ... المتعوب عليها.
¥(34/349)
ـ[السيف المجلى]ــــــــ[08 - 09 - 02, 01:36 م]ـ
للرفع
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[10 - 10 - 02, 07:28 ص]ـ
يرفع بمناسبة قرب النصف من شعبان
ـ[أبو العبدين المصرى السلفي]ــــــــ[11 - 10 - 02, 03:06 ص]ـ
الى الأخ الكريم الشيخ عبدالرحمن الفقيه
حفظه الله ورعاه
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[ابن غانم]ــــــــ[13 - 10 - 02, 05:45 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبدالرحمن وبارك فيك وحفظك من كل سوء 0
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[15 - 10 - 02, 11:06 ص]ـ
http://www.muslm.net/cgi-bin/archprint.pl?Cat=&Board=islam&Number=24429&Search=true&Forum=islam&Words= إرواء%20الظمآن& Match=Entire%20Phrase&Searchpage=0&Limit=25&Old=allposts
http://www.muslm.net/cgi-bin/archprint.pl?Cat=&Board=islam&Number=25424&Search=true&Forum=islam&Words= إرواء%20الظمآن& Match=Entire%20Phrase&Searchpage=0&Limit=25&Old=allposts
ـ[العبد الضعيف]ــــــــ[17 - 10 - 02, 02:24 م]ـ
الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان له كتاب عن ليلة النصف من شعبان عنوانه: (حسن البيان فيما ورد في ليلة النصف من شعبان) نشرته مكتبة التوحيد في البحرين.
http://www.thamarat.com/index.cfm?faction=BookDetails&Bookid=3699
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[17 - 10 - 02, 05:27 م]ـ
قد أطلعت على رسالة الشيخ مشهور سلمان هذه وما ذكره لايخرج عن تخريج الشيخ في الصحيحة في الجملة، ولعلي أبين ما فيها إن يسر الله فيما بعد والحديث لايصح وطرقه شديدة الضعف فلا تتقوى، والله أعلم
ـ[راشد]ــــــــ[18 - 10 - 02, 11:18 م]ـ
حسب ما فهمت من قراءة الموضوع أن الصحيح لفظ (يطلع) وليس لفظ (ينزل) .. فهل ما فهمته صحيح؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[19 - 10 - 02, 12:02 ص]ـ
ما فهمته أخي الكريم وفقك الله غير صحيح
فالحديث لايصح بكل ألفاظه، فلا نصحح هذا الحديث
والله سبحانه وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل كل ليلة، كما ثبت في السنة.
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[28 - 09 - 03, 05:17 م]ـ
أخي القارئ الكريم: هنا فائدة تتعلق بهذا الموضوع (اضغط هنا) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?s=&postid=61410#post61410)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 09 - 03, 06:16 م]ـ
الشيخ عبد الرحمن حفظه الله
كيف تفسر جملة عدم مغفرة الله للمشرك في ذلك اليوم عند من يصححه؟.
وفقك الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[28 - 09 - 03, 07:15 م]ـ
مرحبابالشيخ إحسان بارك الله فيه وحفظه
لعل قوله (لمشرك) يحمل على الشرك الأكبر، والمشرك لايغفر له كما قال تعالى (إن الله لايغفر أن يشرك به)
فالناس كلهم قد تشملهم المغفرة إلا المشرك كما قال تعالى (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فهو لايستحق المغفرة
فالمشرك عنده مانع من المغفرة وهو الشرك -عافانا الله وإياكم منه -
والمسلم عنده سبب يستحق به المغفرة وهو التوحيد،وأما المشرك فليس له عند الله ما يستحق به المغفرة
والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 09 - 03, 07:27 م]ـ
حياك الله شيخ الملتقى
الآية {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} هي في الآخر بلا نزاع أعلمه بين أهل السنة.
والدنيا محل مغفرة للشرك وما دونه كما في آيات القرآن وأحاديث السنة.
فماذا سيكون معنى هذه اللفظة إذن؟.
نرجو من الجميع المشاركة وإنما خصصت الشيخ عبد الرحمن لأنه صاحب الموضوع ولأنه أدرى به ولأخصه بالسلام.
ـ[الشافعي]ــــــــ[28 - 09 - 03, 08:41 م]ـ
الأخ إحسان لم أفهم محل الاستشكال؟؟؟؟؟ فالحديث يذكر المغفرة
لكل الخلق خلا المشرك والمشاحن. . . وواضح أن المقصود بالمشرك
المقيم على شركه. . . أما إذا انتهى عنه فمشمول بعموم المغفرة
ومثله المشاحن إذا انتهى.
فما الذي يحتاج إلى تفسير؟
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[28 - 09 - 03, 09:23 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
الذنوب ثلاثة أقسام:
1/ الكفر والشرك. وهذا لا يغفر إلا بالتوبة وأدلته كثير منها: فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين}.
2/ الكبائر دون الشرك. فالعلماء مختلفون في اشتراط التوبة منها.
فمنهم من يقول: لا تغفر الكبائر إلا بتوبة خاصة.
¥(34/350)
ومنهم من يقول: هناك أعمال تغفر الكبائر كالحج والشهادة ونحو ذلك.
3/ الصغائر.
ففي ليلة النصف يغفر الله لكل مسلم خلا المشرك ومن استثني من أصحاب الكبائر دون غيرها.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[أبو خالد السلمي.]ــــــــ[28 - 09 - 03, 09:27 م]ـ
فضيلة الشيخ إحسان _ حفظه الله _
الذي فهمته أن استشكال فضيلتكم هو أن الشرك قابل للمغفرة في الدنيا فلماذا لا يغفر ليلة النصف من شعبان؟
إذا كان هذا هو الإشكال فحلّه هو أن الشرك قابل للمغفرة في الدنيا بشرط التوبة منه، وأما من لم يتب منه فهو ليس قابلا للمغفرة، فآية {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} هي في حق غير التائبين.
وأما آية {إن الله يغفر الذنوب جميعاً}، وآية {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر .... إلى قوله إلا من تاب} ونحوها من النصوص التي تفيد أن الشرك قابل للمغفرة، هي في حق التائبين.
والتعبير بأن هذه في حق غير التائبين وهذه في حق التائبين أدق وأصوب من أن يقال هذه في الآخرة وهذه في الدنيا.
وبناءً على هذا فالحديث على الجادة في أن الله تعالى لا يغفر ليلة النصف للمشرك المقيم على شركه الذي لم يتب، وأما التائب من الشرك فهذا قد زال عنه اسم المشرك وصار مسلماً، ولذا فهو مشمول بالمغفرة ليلة النصف من شعبان.
فائدة:
قد يستشكل البعض استشكالا آخر _ على فرض صحة الحديث _ وهو أن الحديث أفاد حصول المغفرة لجميع الخلق عدا المشرك والمشاحن، ولو كانوا مصرّين على ذنوبهم ولم يتوبوا، حيث إن التوبة سبب مستقل للمغفرة في أي وقت من السنة، بينما أفادت الآية أن غير التائبين هم تحت المشيئة قد يغفر لهم وقد لا يغفر، فكيف التوفيق بين الآية والحديث؟ والجواب: يجمع بينهما بأوجه الجمع المعروفة بين نصوص الوعد والوعيد، فهناك احاديث كثيرة في فضل الوضوء والصلاة والحج وغيرها من الأعمال الصالحة فيها أنها سبب لمغفرة ما تقدم من الذنوب وهذا لا يمنع أن تلك الذنوب تظل تحت المشيئة لاحتمال عدم قبول العمل، أو يقال هي سبب للمغفرة بشرط ألا يأتي صاحبها بسبب للعذاب، فإن أتى بسبب المغفرة وسبب العذاب فهو تحت المشيئة، وكل بني آدم خطّاء، فلا يخلو مسلم من سبب للعذاب مع ما يأتي به من أسباب المغفرة، فيكون في نهاية الأمر تحت مشيئة رب العالمين، نسأله سبحانه العفو والمغفرة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه.]ــــــــ[29 - 09 - 03, 12:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[29 - 09 - 03, 01:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
ولا شك أن الحديث لا يثبت ..
=====================
ولكن: مازال الإشكال الذي عناه الأخ (العتيبي) قائما؟!
ولعل الرجوع لقراءته مرة أخرى يؤكد ذلك ..
وعلى فرض الصحة؛ أخشى أن يكون هذا الإشكال (أي هذا الحرف) من النكارة بمكان .. مما يزيد في علله!
وكأن الأخ المستشكل يلمح لذلك ..
فلينظر من تعرض للحديث بشرح، لاسيما هذا الحرف على وجه الخصوص ..
والله أعلم
----------------------------------------
وقع في المطبوع من الصحيحة (الموطن السابق):
(( .. وأبي موسى وأبي، وأبي .. ))، ويبدو أنه خطأ مطبعي، والصواب في المواطن الثلاثة: ((أبو)).
ـ[جمال الدين مجدى]ــــــــ[29 - 09 - 03, 02:29 ص]ـ
ما رأيك يا شيخنا فى ان تطبع كتابا حول ذلك الموضوع حيث أنى لا أعلم كتابا اهتم بالوضوع غير كتاب الشيخ مشهور و جزاكم الله خيرا
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[29 - 09 - 03, 12:58 م]ـ
إلا لمشرك أو مشاحن ...
المشرك اسم فاعل، وقد ورد منكرا، فيطلق على أي شخص فعل
شركا، أو فعل ما يطلق في الشرع أنه شرك، فيتحقق بالشرك
الأكبر والشرك الأصغر ...
وقد علم أن الشرك الأكبر لا يغفر، لا في الدنيا (إلا بالتوبة)
ولا في الآخرة ...
فلم يبق إلا الشرك الأصغر، فمن فعل شركا أصغر كمن تعلق تميمة
أو راآى بعمله أو حلف بغير الله، أو تعلق قلبه بغير الله
أو نحو ذلك من الشركيات الصغيرة، فهو مستثنى من المغفرة
العامة، وهذا يتناسب مع الاطلاع العام من الله تعالى على عباده،
فهذا الاطلاع أخص من النزول في كل ليلة (والحديث بمجموع طرقه
حسن عندي لأنني من أتباع طريقة المتأخرين في نقد الحديث)،
فالاطلاع العام لمعرفة من خلص توحيده وإيمانه عن التلبس بأي
نوع من أنواع الشرك حتى الصغير منه، كما أن هذه المغفرة
العامة تتناسب مع ذاك المخلص من كل شرك، وذاك الصافي مع أخوانه
من كل شحناء، وعند التمحيص يتبين أن تحقق هذين الشرطين عسير،
وهو الخلو من الشرك والخلو من الشحناء .. والله أعلم ...
ـ[مركز السنة النبوية]ــــــــ[29 - 09 - 03, 01:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا ..
وكلام الشيخ (رضا) هو الأظهر والأدق والأوفق - والله أعلم - إلى الآن ..
والدلالة ظاهرة على كونه شركا أصغر؛ لأنه وقع كذلك في عرف الشرع،
كما أنه لا يعقل أن يكون (الأكبر) هو المعطوف أو المساوي للشحناء، والله أعلم.
لكني مازلت ألتمس جلب شرح للأئمة إن وجد لهذا الإشكال ..
¥(34/351)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 09 - 03, 04:21 م]ـ
الأخ الشافعي:
الإشكال موجود ولعلك أن تعيد النظر فيه.
الشيخ الفاضل السلمي:
إذا كان الشرك إذا تيب منه تاب الله عليه فيه، فما الفائدة من ذكره؟ ولا أظن أنه يُمنع المشرك من الإسلام ليلة النصف من شعبان أو يومها!
والمشاحن إذا تاب تاب الله عليه، فما الفائدة من ذكره؟
يمكن أن نقول إن المشاحن لا يتعرض لمغفرة الله في هذا اليوم؛ لأنه ذنب، والذنوب قد يغفرها الله بالطاعات وقد يغفرها بالمصائب، وقد يغفرها بمجرد الفضل.
فأين محل الشرك من هذا كله؟؟؟
فهو ليس من الذنوب التي يتعرض صاحبها للمغفرة بشيء مما سبق إلا أن يدخل في الإسلام، والآية {إن الله لا يغفر أن يشرك به ... } هي في الآخرة بيقين، وتتمتها قد تكون في الدنيا - لنصوص أخرى - وقد تكون في الآخرة - وهي فيها أصالة -.
فأين وجه المشابهة بين الشرك والذنوب الأخرى؟؟؟
هذا هو الإشكال ولا زال قائماً.
الشيخ عبد الرحمن
أرجو أن تتأمل مرة أخرى
الشيخ " مركز السنة "
أحسنت وأنا أريد هذا، وأرجو أن تشارك في رفع الإشكال.
الأخ جمال
لعلك كلامه موجه للشيخ عبد الرحمن وليس لي
أرجو هذا فهو أهل له إن شاء الله.
الشيخ رضا
وقع في قلبي أن اللفظة إن صحت فهي في الشرك الأصغر، فجزاك الله خيراً
وأرجو من الإخوة الأفاضل تأمل هذه الروايات:
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا ...
غير أن في حديث الدراوردي " إلا المتهاجرين " من رواية ابن عبدة و قال قتيبة: " إلا المهتجرين ".
عن أبي هريرة قال: " تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اركوا هذين حتى يصطلحا، اركوا هذين حتى يصطلحا ".
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدا بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اتركوا - أو اركوا - هذين حتى يفيئا ".
وبوَّب عليها النووي بقوله:
باب النهي عن الشحناء والتهاجر
والمقصود:
أن الكلام عن المسلمين وذنوبهم لا عن المسلمين والمشركين، وما في هذه الروايات لو كان في رواية النصف من شعبان لما كان ثمة إشكال.
وفقكم الله جميعا
وفي الانتظار
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[29 - 09 - 03, 05:54 م]ـ
أنا مع تصحيح الحديث خاصة أنه في الفضائل والتساهل فيها أشد، هذا لو كانت من طريق أو طريقين، فكيف وهي من هذه الطرق المتكاثرة، بل ويستحيل تواطؤ الرواة فيها على الكذب.
والمنصف يكفيه حديث معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن
قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج: 8 ص: 65
رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات
قلت وصححه ابن حبان كما في الإحسان
ج: 12 ص: 481
والحافظ المنذري على طريقته في الترغيب والترهيب ج: 2 ص: 73
وعن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يطلع الله عز وجل إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا لاثنين مشاحن وقاتل نفس
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو لين الحديث وبقية رجاله وثقوا
قلت وقال الحافظ المنذري إسناده لين.
وفي شعب الإيمان ج: 3 ص: 382
عن العلاء بن الحارث أن عائشة قالت قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الليل يصلي فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض فلما رأيت ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت فلما رفع الي رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال يا عائشه أو يا حميراء أظننت أن النبي قد خاس بك قلت لا والله يا رسول الله ولكنني ظننت أنك قبضت لطول سجودك فقال أتدرين أي ليلة هذه قلت الله ورسول أعلم قال هذه ليلة النصف من شعبان إن الله عز وجل يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم
¥(34/352)