ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[13 - 08 - 09, 03:00 م]ـ
وأما رواية معمر بن راشد
فقدقال الحاكم في المستدرك (1/ 352):
(1335) ـ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الآدمي بمكة، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ عبد الرزاق، أنبأ معمر عن قتادة، عن قسامة بن زهير، عن أبي هريرة، عن النبيّ قال: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذا احْتَضَرَ أَتَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ بِحريرَةٍ بَيْضاء (1352) فَيقولونَ: اخْرُجي راضيةً مَرْضِيَّةً عَنْكِ إِلى رَوْحِ الله وَرَيْحانٍ وَرَبَ غَيْرِ غَضْبانَ فَتَخْرُجُ كَأَطْيَب ريحِ الْمِسْكِ حتّى أَنّهُمْ لِيُناوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً يَشُمُّونَهُ حتّى يَأْتُوا بِهِ بابَ السّماءِ فَيقولونَ: ما أَطْيَبَ هذِهِ الرِّيحَ الّتي جاءَتْكُمْ مِنَ الأَرْضِ فَكُلَّمَا أَتَوْا سماءً قالوا ذلِكَ حتّى يَأْتُوا بِهِ أَرْواحَ الْمُؤْمِنِينَ قالَ: فَلَهُمْ أَفْرَحُ بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغائِبِهِ إِذا قَدِمَ عَلَيْهِ قالَ: فَيَسْأَلُونَ ما فَعلَ فلانٌ، قالَ: فَيقولونَ دَعوهُ حتّى يَسْتَريحَ فَإِنَّهُ كانَ في غَمِّ الدّنْيا، فَإِذا قالَ لَهُمْ: أَمَا أَتاكُمْ فَإِنَّهُ قَدْ ماتَ، قالَ: فَيقولونَ ذُهِبَ بِهِ إِلى أُمِّهِ الهاوِيَةِ قالَ: وَأَمّا الْكافِرُ فَإِنَّ مَلائِكَةَ الْعَذابِ تَأْتِيهِ فَتقولُ: اخْرُجي ساخِطَةً مَسْخوطاً عَلَيْكِ إِلى عذابِ الله وَسَخَطِهِ فَيَخْرُجُ كَأَنْتَنِ ريحٍ جِيفَةٍ فَيَنْطَلِقونَ بِهِ إِلى بابِ الأَرْضِ فَيقولونَ: ما أَنْتَنَ هذِهِ الرّيحَ كُلَّما أَتَوْا عَلَى الأَرْضِ قالوا ذلك حتّى يَأْتوا بِهِ أَرْوَاحَ الكُفَّارِ». وقد تابع هشام بن عبد الله الدستوائي معمر بن راشد في روايته عن قتادة عن قسامة بن زهير:
(1336) أخبرنيه أبو بكر بن عبد الله، أنبأ الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا معاذ بن هشام، حدّثني أبي عن قتادة، عن قسامة بن زهير، عن أبي هريرة، عن النبيّ نحوه. وقال همام بن يحيى عن قتادة عن أبي الجوزاء عن أبي هريرة:
يتبع إن شاء الله ............
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[13 - 08 - 09, 03:01 م]ـ
وأما رواية القاسم بن الفضل،
فقد قال أبو القاسم الطبراني في المعجم الأوسط (742):
حَدَّثَنا أَحْمَدُ، قَالَ: نا سُلَيْمَانُ بْنُ النُّعْمَانِ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: نا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحُدَّانِيُّ، عَنْ قتادة، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حُضِرَ، أَتَتْهُ الْمَلائِكَةُ بِحَرِيرَةٍ مِنْ مِسْكٍ، وَمِنْ ضَبَائِرَ الرَّيْحَانِ، وتُسَلُّ رُوحُهُ كَمَا تُسَلُ الشَّعَرَةُ مِنَ الْعَجِينِ، وَيُقَالُ: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً، مَرْضِيًّا عَنْكِ، وطُوِيَتْ عَلَيْهِ الْحَرِيرَةُ، ثُمَّ يَبْعَثُ بِهَا إِلَى عِلِّيِّينَ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ، أَتَتِ الْمَلائِكَةُ بِمِسْحٍ فِيهَا جَمْرَةٌ، فَتُنْزَعُ رُوحُهُ انْتِزَاعًا شَدِيدًا، وَيُقَالُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ، اخْرُجِي سَاخِطَةً مَسْخُوطًا عَلَيْكِ إِلَى هَوَانٍ وَعَذَابٍ، وَإِذَا خَرَجَتْ رُوحُهُ، وَوُضِعَتْ عَلَى تِلْكَ الْجَمْرَةِ، فَإِنَّ لَهَا نَشِيشًا، فَيُطْوَى عَلَيْهَا الْمَسْحُ، وَيُذْهَبُ بِهَا إِلَى سِجِّينٍ
لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ، إِلا سُلَيْمَانُ بْنُ النُّعْمَانِ
ورواية القاسم رواها أيضا البزار في مسنده 243/ 2 (المخطوط، وليس في المجلدات المطبوعة إلى الخامس عشر) على ما ذكر محققوا العلل، لابن أبي حاتم، ومحقق علل الدارقطني
وأما رواية همَّام بن يحيى عن قتادة،
فقد قال أبو داود الطيالسي
2511 - حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِذَا قُبِضَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ جَاءَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ فَتَسُلُّ نَفْسَهُ فِي حَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ، فَيَقُولُونَ: مَا وَجَدْنَا رِيحًا أَطْيَبَ مِنْ هَذَا، فَيَسُلُّونَهُ فَيَقُولُونَ: ارْفُقُوا، فَإِنَّهُ خَرَجَ مِنْ غَمِّ الدُّنْيَا، فَيَقُولُونَ: مَا فَعَلَ فُلانٌ؟ مَا فَعَلَ فُلانٌ؟ قَالَ: وَأَمَّا الْكَافِرُ فَتَخْرُجُ نَفْسُهُ، فَيَقُولُ خَزَنَةُ الأَرْضِ: مَا وَجَدْنَا رِيحًا أَنْتَنَ مِنْ هَذِهِ، فَيُهْبَطُ بِهِ إِلَى أَسْفَلِ الأَرْضِ "
وقد أخرج ابن حبَّان أيضا رواية همام،
قال رحمه الله:
3013 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، قال: حدثنا هدبة بن خالد، قال: حدثنا همام بن يحيى، به
والله تعالى أجل وأعلم
¥(27/468)
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[14 - 08 - 09, 03:46 ص]ـ
قلت: أضيف: أن رواية هشام رواها أيضا البزار في مسنده 243/ 2 (المخطوط، وليس في المجلدات المطبوعة إلى الخامس عشر) على ما ذكر محققوا العلل، لابن أبي حاتم، ومحقق علل الدارقطني. ورواه أيضا القاسم بن الفضل، كذلك عند البزار في مسنده، ورواه معمر بن راشد، أخرج روايته الحاكم.
جزاك الله خيرًا، وبارك فيك.
عزاه للبزار في "مسنده" شيخُ الإسلام والمسلمين، الإمامُ في الفقه والدين - بلا مدافعة - أبو العباس ابنُ تيمية - نوَّر الله وجهه وضريحة - في "مجموع الفتاوى" (5/ 450). وهذا يدل على تبحره في كتب السنة وابتلاعه إياها!!
وأشار إلى اختلافٍ آخرَ على قتادةَ؛ إذ قال في الإحالة ذاتها: "ومن أصحاب قتادة من رواه موقوفًا".
فهلاَّ حققته، فضلاً منك لا أمرًا عليك؟
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[29 - 08 - 09, 08:10 م]ـ
وأما رواية القاسم بن الفضل،
......................................
ورواية القاسم رواها أيضا البزار في مسنده 243/ 2 (المخطوط، وليس في المجلدات المطبوعة إلى الخامس عشر) على ما ذكر محققوا العلل، لابن أبي حاتم، ومحقق علل الدارقطني
قال أبو بكر البزار في مسنده (ج17/ح9541):
حدثنا محمد بن المؤمل بن الصباح، أخبرنا سليمان بن النعمان، أخبرنا القاسم بن الفضل، به
وأما رواية همَّام بن يحيى عن قتادة،
فقد قال أبو داود الطيالسي
2511 - حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " إِذَا قُبِضَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ جَاءَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ فَتَسُلُّ نَفْسَهُ فِي حَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ، فَيَقُولُونَ: مَا وَجَدْنَا رِيحًا أَطْيَبَ مِنْ هَذَا، فَيَسُلُّونَهُ فَيَقُولُونَ: ارْفُقُوا، فَإِنَّهُ خَرَجَ مِنْ غَمِّ الدُّنْيَا، فَيَقُولُونَ: مَا فَعَلَ فُلانٌ؟ مَا فَعَلَ فُلانٌ؟ قَالَ: وَأَمَّا الْكَافِرُ فَتَخْرُجُ نَفْسُهُ، فَيَقُولُ خَزَنَةُ الأَرْضِ: مَا وَجَدْنَا رِيحًا أَنْتَنَ مِنْ هَذِهِ، فَيُهْبَطُ بِهِ إِلَى أَسْفَلِ الأَرْضِ "
وقد أخرج ابن حبَّان أيضا رواية همام،
قال رحمه الله:
3013 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، قال: حدثنا هدبة بن خالد، قال: حدثنا همام بن يحيى، به
والله تعالى أجل وأعلم
وقال البزار في مسنده (ج16/ح9460):
حدثنا عمرو بن علي ومحمد بن بشار، قالا، أخبرنا أبو داود، به
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[30 - 08 - 09, 03:04 ص]ـ
بسم الله الرحم الرحيم
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد، نرجو منكم تلخيص ما وصلتم إليه إن أنهيتم جمع الروايات والغرض منها، عل طلاب العلم يسهموا معكم في المشاركة والتدليل على الاتفاق أو الافتراق، لتعم الفائدة ويكثر النفع وجزاكم الله خيرا.(27/469)
هل هناك دراسة او كتاب بعنوان "رجال الشيعة في ميزان الجرح والتعديل"؟؟
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[15 - 08 - 09, 04:50 م]ـ
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
إخواني الكرام ...
هل هناك دراسة او كتاب بعنوان "رجال الشيعة في ميزان الجرح والتعديل"؟؟
اذا كان هذا الكتاب موجودا فمن المؤلف؟ وهل هناك من طلاب العلم من يشتغل بهذا الموضوع ام لا؟
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[16 - 08 - 09, 02:01 ص]ـ
أخي العزيز أنا لدي هذا الموضوع وقد نشرته في كثير من المواقع السنية والرافضية حول أوثق رجال الشيعة الأربعة،وذكرت أقوال أئمة أهل البيت فيهم من كتب الرافضة:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أما بعد:
سوف نمر سريعاَ على بعض أوثق رجال الشيعة ونرى ماذا قال الشيعة أنفسهم عن أوثق رجالهم في نقل الروايات ليس هذا فقط وإنما سوف نضع بين أيديكم أقول الأئمة المعصومين بزعمهم الكاذب في أوثق رجالهم , لتعلم حال من ينقل روايات المعصومين, وهل هم جديرون بأن ينقلوا كلام أئمةٍ لا ينطقون عن الهوى!!!! ويسير الناس على آثار نور هديتهم, أم أن أولئك الرواة قد تسلقوا على ظهور أئمتهم (بزعمهم الكاذب) ليصدوا سيل النور الذي أتى به المصطفى صلى الله عليه وسلم ويرموا الناس في غياهت الظلمة والضلال؟؟
وسوف نذكر ترجمتهم وماقاله الإمام جعفر الصادق فيهم في إحدى رواياته المكذوبة عليه أنه قال " ما أجد أحداَ أحيا ذكرنا وأحاديث أبي إلا زرارة , وأبوبصير ليث المرادي , ومحمد بن مسلم , وبريد بن معاوية العجلي, ولولا هؤلاء ماكان يستنبط هذا, هؤلاء حفاظ الدين وأمنا أبي على حلال الله وحرامه, وهم السابقون إلينا في الدنيا والسابقون غلينا في الآخرة". رجال الكشي ص124 - 125.
ولا أفضل من هذه الترجمة لألئك الرواة من إمام معصوم لا ينطق عن الهوى ويعلم الغيب ولا يخطأ ولا يسهو ويتصرف في ذارت الكون وله مقام لا يبلغه ملك مرسل أو نبي مقرب كما قال الهالك الخميني في كتابه الحكومة الاسلامية ص52
أولاً زرارة بن أعين:
* قال عنه الإمام (المعصوم!!!) جعفر الصادق " رحم الله زراره بن أعين لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث ابي". رجال الكشي ص124.
* قال عنه الإمام (المعصوم!!!) جعفر الصادق " يازراره! إن اسمك في أسماء أهل الجنة". رجال الكشي ص112.
* قال عنه الإمام (المعصوم!!!) على بن موسى الرضا " أترى أحداً كان اصدع بالحق من زراره".
هذه بعض اقول المعصومين في زراره بن أعين.
وهنا نضع لكم بعض أقول علماء وكبار شيوخ الشيعة عن زراره بن اعين.
* قال النجاشي " زراره شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدمهم كان قارئاً فقيها متكلماً شاعراً أديباً وقد أجتمعت فيه خلال الفضل والدين" رجال الكشي ص 125.
* قال عن الحائري" أجمعت العصابة على تصديقه والإنقياد له". جامع الرواة ج1 ص324.
هذه أقوال بعض الائمة (المعصومين!!!) وبعض أقوال كبار علماء وشيوخ الشيعة في زاراة بن أعين انه من أهل التقى واهل الصلاح وهو من اوثق رجالهم كما مر ولكن!! ولكن ليس الامر كذلك فيظهر أن الائمة (المعصومين) قد بدا لهم فيه أمر زراره , فأنظر ماذا قالوا عنه:
* قال عنه الإمام (المعصوم!!!) جعفر الصادق " زراره شر من اليهود والنصارى وممن قال إن الله ثالث ثلاثه". رجال الكشي ص142.
* قال عنه الإمام (المعصوم!!!) جعفر الصادق " لعن الله زراره , لعن الله زراره , لعن الله زراره". رجال الكشي 135.
* قال عنه الإمام (المعصوم!!!) جعفر الصادق " لا يموت زراره إلا تائهاً". رجال الكشي 134.
* قال عنه الإمام (المعصوم!!!) محمد الباقر " وكان يشك بأن زراره من جواسيس السلطان " إنما أراد زراره أن يبلغ هشاماً- ابن عبد الملك- أني أحرم أعمال السلطان" رجال الكشي 139.
قلنا كما مر علينا في ترجمة زراره بن اعين أنه تقى نقي صادق فقيه أديبا شاعراً قارئاًً أسمه في أسماء أهل الجنة ملعون أشر من اليهودي والنصراني تائهاً جاسوساً!!!!
¥(27/470)
والآن أي إمام معصوم نصدق؟؟ أمن لعن زراره؟؟ أم من جعل إسمه في أسماء أهل الجنة؟؟ إن قلنا نعرض الرواية على كتاب الله " كما يقول الائمة في حال اختلاف وتناقض الروايات وهي كثيرة جدا تعرض على كتاب الله فما وافق يؤخذ به وما خالف يترك" ولكن هنا لا مجال لعرض روايات حال زراره على كتاب الله وهذا معلوم يبقى ان نناقش إسنادها!!! ولكن كيف لنا ان نناقش إسناد الرواية لنرى حال رجالها وأوثق الرجال زراره!!! فبئس الأسناد وبئس الثقات إن كانوا كزراره بن أعين الذي لولاه لندرست أحاديث الأئمة المعصومين!!!!
فأي رواية تؤخذ من زراره؟ واي دين يؤخذ من زراره؟ وأي حديث ياخذ من زراره؟ واي رجال يبحث حالهم إن كان أوثقهم زراره!!!!!
ثانيا أبو بصير ليث بن البختري المرادي:
* قال عنه الإمام (المعصوم!!!) جعفر الصادق " بشر المخبتين بالجنة: بريد بن معاوية العجلي, وأبا بصيرالبختري المرادي , ومحمد بن مسلم , وزراره!!! , أربعة نجباء أمنا الله في حلاله وحرامه لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست" رجال الكشي 152.
* قال عنه الإمام (المعصوم!!!) جعفر الصادق بعد أن سأله أحد رجاله إذا أحتاج أن يسأل عن شيء؟ فمن يسأل؟ قال له الأمام جعفر الصادق " عليك بالأسدي يعني أبا بصير , والخبر في أعلى دراجات الصحة" رجال الكني والالقاب ج1ص18.
* سأل أبو بصير الإمام جعفر الصادق أن يضمن له الجنة فقال له الإمام المعصوم!! جعفر الصادق " قد فعلت". رجال الكشي 152.
وهنا يتبدل الحال فيصير النقي التقي فاجر والصادق كاذب في نظر شيوخ وعلماء الشيعة:
* روي الكشي " أنه كان يدخل بيوت الائمة وهو جنب" رجال الكشي 152.
* روي عن على بن الحسن بن فضال أنه قال " إن أبا بصير كان مختلطاً " رجال الكشي155.
* قال عنه ابن الغضائري " كان أبوعبدالله عليه السلام يتضجر به ويتبرم وأصحابه يختلفون في شأنه" جامع الروايات للاردبيلي ج2 ص34.
وأما الطامة الكبرى والمصيبة العظمى ماقاله أبوبصير عن إمامه المعصوم!! موسى بن جعفر قال" أظن صاحبنا ماتكامل علمه " جامع الروايات للاردبيلي ج2 ص34.
فاي رجل بعد هذا يقال عنه ثقة؟؟؟ وأي رواية تؤخذ من فيه ويعمل بها!! واي دين نأخذه منه؟؟ ونذكركم بان الراد على المعصوم كالراد على الله فما بالكم فيمن أنتقص وأتهم المعصوم بعدم كمال علمه!!!! أترك لكم الاجابة.
ثالثاً محمد بن مسلم بن رباح الثقفي:
* قال عنه الإمام (المعصوم) جعفر الصادق عندما ساله أحد رجاله إذا أحتاج السؤال فقال له الأمام جعفر" فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي, فإنه سمع من أبي وكان عنده وجيهاً". نقد الرجال للتفرشي 333 - 334.
* قال عنه النجاشي " وجه أصحابنا بالكوفة فقيه ورع صحب أبا جعفر وأبا عبدالله عليهما السلام وروى عنهما وكان من أوثق الناس لهما".رجال الكشي 226.
* قال عنه أبن المطهر الحلي " أن محمد بن مسلم من حواري أبي جعفر بن علي وأبنه جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام" رجال العلامة الحلي 150.
ولكن هل يبقى الحال كما هو عند أهل التقية وأهل التقلب وأهل الرفض؟؟؟ لا بل أنقلبوا عليه أيضا وقالوا فيه:
*قال عنه الإمام (المعصوم) جعفر الصادق " لعن الله محمد بن مسلم، كان يقول: إن الله لا يعلم الشيء حتى يكون" رجال الكشي 155.
نقول كيف جاز للشيعة أخذ الروايات والأحاديث عن رجل معلون مطرود من رحمة الله كما قال المعصوم!!!!
* قال عنه الإمام (المعصوم) جعفر الصادق " يا أبا الصباح! هلك المتريثون في أديانهم، منهم: محمد بن مسلم" رجال الكشي 156.
* قال عنه (المعصوم) جعفر الصادق " إنهما ليسا بشيء في ولايتي " يقصد زراره ومحمد بن مسلم. رجال الكشي 151.
نقول سبحان الله ماهذا الانقلاب العجيب بعد أن كان وجيهاً فقيه ورع ثقة ومن حواري أبي جعفر صار ملعون هالك ليس بشئ في ولاية جعفر الصادق!!!!!
رابعا بريد بن معاوية العجلي:
* قال عنه الإمام (المعصوم) جعفر الصادق " أوتاد الأرض وأعلام الدين أربعة، أحدهم بريد بن معاوية".
وكالعادة تنقلب الموازين ويصير الوتد والثقة وعلم الدين معلون مطرود من رحمة الله.
* قال عنه الإمام (المعصوم) جعفر الصادق " لعن الله بريداً ولعن الله زراره" رجال الكشي 208.
هؤلاء الأربعة هم أوثق رجال الشيعة وأما البقية فحدث ولا حرج وصار حال لسان الشيعي يقول:
قل الثقات فما أدري بمن أثق ... لم يبقى في الناس إلا الزور والملق.
إن تضارب أحوال رجال الشيعة يخبر بفساد حال الرواة وفساد حال الرواة يخبر بفساد المرويات وفساد المرويات يخبر بفساد كل كتب الشيعة التى قامت عليها وفساد كل الكتب يخبر بالحق وهو أن دين الشيعة كله كرواته الملعونين المطرودين من رحمات ربي الرحيم.
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[16 - 08 - 09, 06:24 م]ـ
الأخ الكريم كاوا محمد ابو عبد البر وفقه الله لما يحبه ويرضى ...
جزاك الله خيرا وشكر الله سعيك وتقبل منك عملك ...
لكن أنا أقصد دراسة كاملة وافية ... فهل وقفت على شئ من هذا؟؟؟
وما رأيك بالتعاون في ما ببننا في هذه الدراسة لنخرج عملا متكاملا نطرحه لأخواننا في هذا المنتدى المبارك
¥(27/471)
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[16 - 08 - 09, 10:17 م]ـ
الحمد لله وكفى.
أخي العزيز أنا نذرت نفسي مع اخوان لنا آخرين للدخول الى داخل الفكر الشيعي ونقضه من الداخل، وأنا المدير العام لمنتديات أهل السنة والجماعة بالمغرب العربي،ومشرف قسم الرد على الشيعة في منتديات أنصار الدعوة السلفية، وعضو فعال في كثير من المنتديات التي تهتم بالرد على الرافضة كمنتديات أنصار آل محمد عليهم السلام، وحوارنا الاسلامي للرد على الشيعة، والدفاع عن السنة وغيرها كثير. ولدي كتاب في ذلك اسمه" الامام مالك وموقفه من الرافضة" وتستطيع تحميله من هذا المنتدى.
ممكن تحدد لي بالضبط المطلوب في نقاط، وهل تقصد كتب الجرح والتعديل السنية أم الشيعية؟
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[17 - 08 - 09, 10:13 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وتقبل منكم ... آمين
جهد خّير وطيب
أنا أقصد دراسة تحليلية تتناول اصول الجرح والتعديل عند الشيعة مع بيان حال رواتهم في اكثر من طبقة، ثم المقارنة بين أصول الجرح والتعديل عندنا (أهل السنة) وعندهم (الروافض).
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 01:59 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=168885
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179863
وفي هذا الملقى مواضيع عدة
أدخل كلمة ((الجرح والتعديل عند الشيعة)) في بحث قوقل الخاص بالملتقى وستجد بغيتك إن شاء الله
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[17 - 08 - 09, 10:35 م]ـ
أبا العز
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
روابط نافعة بارك الله فيكم
ـ[أبو البراء السبعاوي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 12:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم أنا طالب دكتوراه في المغرب وأكتب عن هذا الموضوع، وإنشاء الله على وشك النهاية فدعواتكم يا كرام
ـ[أبو البراء السبعاوي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 12:27 ص]ـ
"أنا أقصد دراسة تحليلية تتناول اصول الجرح والتعديل عند الشيعة مع بيان حال رواتهم في اكثر من طبقة، ثم المقارنة بين أصول الجرح والتعديل عندنا (أهل السنة) وعندهم (الروافض)."
نعم أخي الكريم أنا طالب دكتوراة وأكتب عن هذا الموضوع وشارفت بإذن الله على النهاية ... دعواتكم
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 04:55 م]ـ
تفضل هذه رسالة عامة تتعلق بعلم الرجال عند الشيعة الإثني عشرية
عنوان الرسالة:نقد الرجال عند الجعفرية
المؤلف: الدكتور خالد الذويبي
رسالة علمية لنيل درجة الدكتوراه
السنة الدراسية: 2006/ 2007
الجامعة: الحاج الخضر -باتنة -الجزائر الشقيقة
عدد الصفحات:558
الكتاب لم يطبع على حد علمي
الحجم:3 ميقا
الرابط المباشر (من رفعي)
http://www.archive.org/download/naqdh/naqd.pdf
المصدر: مرفوعات الأخ الفاضل أبو عبد الرحمن الأندلسي جزاه الله خيرا
و قد رفعته أيضا في مرفقات ملتقى أهل الحديث
و هذا رابطها و هو مباشر و سريع و يدعم الاستكمال
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attach...ntid=65370&d=1
الأخ الفاضل جمال موم أرجوا منك أن تنظر الخاص بارك الله فيك
ـ[أبو البراء السبعاوي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 06:27 م]ـ
الأخ الفاضل أبو حسان السلفي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذراً فلا أستطيع قراءة رسالتك لأن مشاركاتي تقل عن خمسين مشاركة.
فياحبذا لو ترسل رسالتك على الإيميل:
jamalzayd@hotmail.com
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[24 - 09 - 09, 03:05 ص]ـ
نتواصل إن شاء الله عن طريق الماسنجر فقد وصلتني إضافتك
ـ[ابو عبدالله الحنبلي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 07:22 م]ـ
هناك رسالة علمية للشيخ سعد بن راشد الشنفا
عنوانها: الجرح والتعديل عند الشيعة الإمامية عرض ونقد, ودارسة تطبيقية على الحلي والخوئي, طبعت في مكتبة البخاري , وتوزع في دار أضواء السلف بالرياض
هذه الرسالة نفيسة أنصح بقراءتها.
ـ[عبدالرحمن جلال]ــــــــ[22 - 10 - 09, 11:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك رسالة علمية للشيخ سعد بن راشد الشنفا
عنوانها: الجرح والتعديل عند الشيعة الإامامية عرض ونقد, ودارسة تطبيقية على الحلي والخوئي, طبعت في مكتبة البخاري وتوزع في دار أضواء السلف بالرياض
هذه الرسالة نفيسة أنصح بقراءتها.
وهذا الكتاب في الأصل رسالة علمية حصل بها الباحث على درجة الماجستير في الحديث النبوي الشريف من كلية الشريعة في الجامعة الأردنية وهي بحق رسالة نفيسة
ـ[أبو الوليد السلفي السكندري]ــــــــ[23 - 10 - 09, 04:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الباحث]ــــــــ[24 - 10 - 09, 12:50 م]ـ
توجد رسالة ماجستير بعنوان (مصادر التلقي وأصول الاستدلال العقدية عند الإثنى عشرية الإمامية) للباحثة إيمان صالح العلواني - جامعة أم القرى - طبع المكتبة التدمرية - مجلدين.
وقد تكلمت في أحد المباحث عن علم الجرح والتعديل عند الإثنى عشرية، وستفيدك كثيراً.
¥(27/472)
ـ[أبو عبد الله الإيراني]ــــــــ[26 - 10 - 09, 10:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عنوانها: الجرح والتعديل عند الشيعة الإمامية عرض ونقد, ودارسة تطبيقية على الحلي والخوئي, طبعت في مكتبة البخاري , وتوزع في دار أضواء السلف بالرياض
هذه الرسالة نفيسة أنصح بقراءتها.
اخي الكريم ممكن رابط لتحميل هذا الكتاب بارك الله فيك
عندي کتابين 1 - أخبار الشيعة وأحوال رواتها 2 - رجال الشيعة في الميزان
اذا احببت سوف ارسله لک
ـ[يوسف العلوي]ــــــــ[02 - 12 - 09, 09:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف استطيع ان احصل على مثل هذه الكتب ضغطت على الرابط ولم احصل عليه اذا ممكن احد يساعدني بهذا الامر والاتصال بي عن طريق الايميل
yosfalaloy@yahoo.com
ـ[أحمد سكر]ــــــــ[05 - 12 - 09, 02:38 م]ـ
بارك الله فيكم أهل الحديث
ـ[ابراهيم الغامدي السلفي]ــــــــ[09 - 02 - 10, 05:18 ص]ـ
هناك رسالة علمية للشيخ سعد بن راشد الشنفا
عنوانها: الجرح والتعديل عند الشيعة الإمامية عرض ونقد, ودارسة تطبيقية على الحلي والخوئي, طبعت في مكتبة البخاري , وتوزع في دار أضواء السلف بالرياض
هذه الرسالة نفيسة أنصح بقراءتها.
بارك الله فيك
اخواني احتاج البحث هذا لانني خاطبت دار اضواء السلف فرفضوا ارسال البحث لي
من له نسخه مرفوعه على الانترنت او يملكها يبلغني جزاكم الله خير
ـ[الباحث]ــــــــ[12 - 02 - 10, 01:00 م]ـ
أنا حالياً أقوم بكتابة بحث كامل عن (العلوم الرجالية والروائية عند الشيعة الإمامية الإثنى عشرية) وقد تجاوز عندي الـ 30 صفحة في الوورد.
وهو بحث جامعٌ وشامل لكل ما يتعلق من المواضيع والإشكالات حول علوم الحديث والرجال عند الإثنى عشرية.
بإذن الله سأطرحه في الملتقى وغيره من المنتديات، وسيكون جاهزاً للشاملة ليستفيد منه الجميع.
نفع الله الجميع.
ـ[يوسف العلوي]ــــــــ[17 - 02 - 10, 01:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني ارجوا مساعدتي لوصول رسالتي إلى الأخ سعد بن راشد انا بحاجة إلى رسالة الشيخ لما فيها من فائدة في الرد وهدم الشيعة ورواتهم وبدعهم من جذورها. كيف اصل اليها وانا من العراق علماً إنني كنت شيعياً وانا بحاجة شديدة إلى هذه الرسالة وجزاكم الله خيراً.
ـ[أمة الوهاب شميسة]ــــــــ[15 - 10 - 10, 11:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا(27/473)
ما معنى قول عمار: ((خَيْرَ أُذُنَيَّ سَبَبْتَ))
ـ[عبدالناصرعبداللطيف]ــــــــ[15 - 08 - 09, 06:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخرج ابن الجعد _ (1/ 100) رقم: 588 _ قال حدثناعلي أنا شعبة عن قيس قال سمعت طارقا يقول:
إن أهل البصرة غزوا نهاوند وأمدهم أهل الكوفة وعلى أهلالكوفة عمار بن ياسر فظهروا فأراد أهل البصرة أن لا يقسموا لأهل الكوفة من الغنيمةشيئا فقال رجل من بني تميم من بني عطارد لعمار أيها الأجدع أن تشركنا في غنائمناقال: ((خير أذني سببت)) فكتب إلى عمر فكتب عمر إن الغنيمةلمن شهد الوقعة.
لم أفهم معنى قول عمار: ((خَيْرَ أُذُنَيَّ سَبَبْتَ))
انظر لمزيد التفصيل: http://majles.alukah.net/showthread.php?p=263309&posted=1#post263309
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[15 - 08 - 09, 08:44 م]ـ
جاء فى تاريخ دمشق: 43\ 444:
يا أجدع أتريد أن تشاركنا في غنائمنا فقال عمار خير أذني سببت قال شعبة يعني أنها أصيبت مع النبي (صلى الله عليه وسلم) قال فكتب في ذلك إلى عمر
وجاء فى رجال حول الرسول:
قول ابن أبي الهذيل، وهو من معاصريه في الكوفة:
" رأيت عمّار بن ياسر وهو أمير الكوفة يشتري من قثائها، ثم يربطها بحبل ويحملها فوق ظهره، ويمضي بها الى داره" .. !!
ويقول له واحد من العامّة وهو امير الكوفة:" يا أجدع الأذن يعيّره بأذنه التي قطعت بسيوف المرتدين في حرب اليمامة .. فلا يزيد الأمير الذي بيده السلطة على أن يقول لشاتمه:
" خير أذنيّ سببت .. لقد أصيبت في سبيل الله" .. !!
أجل لقد أصيب في سبيل الله في يوم اليمامة، وكان يوما من أيام عمّار المجيدة ..
وفى موسوعه التخريج:
حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب الأحمسي قال غزت بنو عطارد مائة من أهل البصرة وأمدوا عمارا من الكوفة فخرج عمار قبل الوقعة فقال نحن شركاؤهم في الغنيمة فقام رجل من بني عطارد فقال أيها العبد المجدوع وكانت أذنه قد أصيبت في سبيل الله أتريد أن تقسم لك غنيمتنا فقال عمار عيرتموني بأحب أذني أو بخير اذني وكتب في ذلك إلى عمر فكتب عمر أن الغنيمة لمن شهد الوقعة
وفى الاتشقاق:
جدعتُ أنفَه جدعاً، إذا قطعتَه. وربَّما سمِّي المقطوع الأذنِ أجدعَ أيضاً. وقال رجلٌ لعمّار: يا أجدع فقال: خيْر أذنيَّ سبَبتَ؛ لأنها قُطِعت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
لعلها وضحت لك
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[15 - 08 - 09, 08:53 م]ـ
أي أنك سببتني
بأذني المجدوعة في سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهي خير وأحبُّ إليَّ من أُذني السليمة
ـ[عبدالناصرعبداللطيف]ــــــــ[16 - 08 - 09, 05:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
جزاكما الله خيرا, نعم فهمت الآن, والحمد لله رب العالمين(27/474)
الحديث المقلوب
ـ[العابري]ــــــــ[16 - 08 - 09, 03:15 م]ـ
السلام عليكم ...
عندي بحيث متواضع حول الحديث المقلوب في ملف ورود وقد حاولت رفعه عن طريق علامة المرفقات المتاحة على الموقع لكن لم يتسر رفعه، وتخرج لي رسالة (فشل رفع الملف)
فهل من طريقة لرفعه؟
جزيتم الجنة ...
ـ[العابري]ــــــــ[01 - 09 - 09, 01:51 م]ـ
وا حسرتاه لم يرد أحد على طلبي في هذا المنتدى!!!!!!!!!
أما الاخوة في منتدى المخطوطات فهم على حد قول بعضهم
هو البحر من أيِّ النواحي أتيتهُ ... فلجّتهُ المعروفُ والجودُ ساحله
لكن مع ذلك تفضلوا البحث على هذا الرابط http://www.mediafire.com/download.php?mjtymhyno2y
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[01 - 09 - 09, 03:15 م]ـ
لم يأخذ ثواني في الرفع!!
ـ[العابري]ــــــــ[01 - 09 - 09, 03:24 م]ـ
ثواني!! نعم نعم
لكن بقيتُ قرابة الشهر حتى عرفت طريقة الرفع إلى النت من الاخوة في منتدى المخطوطات،،،،،،،،،،،،
فالقصة ليست في الثواني لكن فيما قبلها،،،،
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه آمين آمين(27/475)
ابن طبرزد
ـ[الوليد بن أحمد الأثري]ــــــــ[16 - 08 - 09, 08:37 م]ـ
عمر بن محمد بن معمر بن يحيى المعروف بأبي حفص بن طبرزد البغدادي الدراقزي، ولد سنة خمس عشرة وخمسمائة، سمع الكثير وأسمع، وكان خليعاً ظريفاً ماجناً، وكان يؤدب الصبيان بدار القز قدم مع حنبل بن عبد الله المكبر إلى دمشق فسمع أهلها عليهما، وحصل لهما أموال وعادا إلى بغداد فمات حنبل سنة ثلاث وتأخر هو إلى هذه السنة في تاسع شهر رجب فمات وله سبع وتسعون سنة، وترك مالاً جيداً ولم يكن له وارث إلا بيت المال، ودفن بباب حرب.
ما سبب كثرة طلابه؟
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 01:05 م]ـ
ما سبب كثرة طلابه؟
طولُ عُمُرِه وعلوُ أسانِيدِه
قال الذهبي في السير (9=118)
وقد كان بين ابن طبرزد وبين ابن علية أربعة أنفس في حديثين مشهورين من " الغيلانيات "، وهذا غاية في العلو، رواهما عن ابن الحصين، أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا موسى بن سهل، حدثنا إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن نافع، عن ابنعمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو
انتهى(27/476)
دراسة حديثية في تفسير آية (الحلقة الخامسة).
ـ[ماهر]ــــــــ[17 - 08 - 09, 10:10 ص]ـ
روى المسعودي، عن عمرو بن مرَّةَ، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن مُعاذ بن جبلٍ، قال: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قدمَ المدينةَ، فصامَ يومَ عاشوراءَ وثلاثةَ أيامٍ منْ كلِّ شهرٍ، ثُمَّ إنَّ الله جل وعز فرضَ شهرَ رمضانَ، فأنزلَ اللهُ تعالى ذكره: ((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصّيام)) حتى بلغَ: ((وعلى الذين يطيقونهُ فدية طعام مِسْكين)) فكانَ مَنْ شاءَ صامَ، ومَنْ شاءَ أفطرَ وأطعمَ مسكيناً، ثُمَّ إنَّ الله عز وجلأوجبَ الصيامَ على الصحيحِ المقيمِ، وثبتَ الإطعامُ للكبير الذي لا يستطيعُ الصومَ، فأنزلَ الله عز وجل: ((فمن شهد منكم الشَّهرَ فَلْيصمهُ ومَنْ كان مَريضاً أوْ على سفرٍ)) (1) إلى آخر الآية (2).
أخرجه: أبو داود (507) من طريق يزيد بن هارون.
وأخرجه: الطبريُّ في " تفسيره " (2243) و (2246) ط. الفكر
و3/ 161 ط. عالم الكتب من طريق يونس بن بكير.
وأخرجه: الحاكم 2/ 274 من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم.
وأخرجه: البيهقيُّ 4/ 200 من طريق عاصم بن علي.
أربعتهم: (يزيد، ويونس، وأبو النضر، وعاصم) عن عبد الرحمان بن عبد الله بن عتبة المسعودي، عن عمرو بن مرة، بهذا الإسناد.
هذا إسناد معلول بعلتين:
الأولى: المسعودي اختلط في آخر عمره، قال الحافظ ابن حجر في
" التقريب " (3919): ((صدوق اختلط قبل موته، وضابطه أنَّ مَنْ سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط))، وجميع الذين رووا هذا الحديث عن المسعودي هم ممن روى عنه بعد الاختلاط، نقل ابن الصلاح في " معرفة أنواع علوم الحديث ": 496 بتحقيقي عن يحيى بن معين أنَّه قال: ((من سمع من المسعودي في زمان أبي جعفر فهو صحيح السماع، ومن سمع منه أيام المهدي فليس سماعه بشيء))، ونقل عن الإمام أحمد أنَّه قال: ((سماع عاصم – وهو ابن علي – وأبي النضر وهؤلاء من المسعودي بعد ما اختلط)) فتعقبه الأبناسي فقال في
" الشذا الفياح " 2/ 757: ((اعترض عليه (3) أمور منها: أنَّه اقتصر على ذكر اثنين ممن سمع منه بعد الاختلاط وهما: عاصم بن علي وأبو النضر هاشم بن القاسم وقد سمع منه بعد الاختلاط أيضاً: عبد الرحمان بن مهدي، ويزيد بن هارون، وحجاج بن محمد الأعور، وأبو داود الطيالسي، وعلي بن الجعد)).
وقال ابن الكيال في " الكواكب النيرات ": 287: ((ذكر حَنْبل بن إسحاق، عن أحمد بن حنبل أنَّه قال: سماعُ عاصم بن علي، وأبي النضر
هاشم بن القاسم من المسعودي بعد ما اختلط)).
سوى يونس بن بكير، فلم نجد من نص على أنَّه روى عنه قبل الاختلاط أو بعده (4)، والناظر في طبقات الرواة سيجدهم من الطبقة التاسعة، وإذا كان يونس بن بكير أقدمهم وفاة، فإنَّ يزيد وهاشماً أعرف بالطلب وأشهر من
يونس، فإذا كان يزيد سمع منه بعد الاختلاط فيكون يونس بنفس الحال،
والله أعلم.
ولكن مع هذا فإنَّ خطأ المسعودي في هذا الحديث واختلاطه واضح؛ لأنَّ المسعودي قد خولف، خالفه من هو أوثق منه، فرواه الأعمش بوجه آخر كما سيأتي.
أما العلة الثانية: فإنَّ عبد الرحمان بن أبي ليلى، لم يسمع من معاذ بن جبل، فقد قال الترمذيُّ في " جامعه " عقب حديث (3113)
: ((عبد الرحمان بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ))، وقال البزار في " مسنده " عقب حديث (2667): ((عبد الرحمان بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، وقد أدرك عمر))، وقال الدارقطنيُّ في " العلل " 6/ 61 (976) حول سماعه من معاذ: ((فيه نظر؛ لأنَّ معاذاً قديم الوفاة مات في طاعون عمواس))، وقال البيهقي عقب الحديث: ((هذا مرسل، عبد الرحمان لم يدرك معاذ بن جبل)).
زيادة على ما تقدم من علل هذا الحديث، فإنَّه قد اختلف فيه على
عمرو بن مرة فروي عنه، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل كما تقدم، وروي عنه من وجوه أخرى.
إذ أخرجه: البخاريُّ 3/ 45 عقب (1948) تعليقاً، وابن أبي حاتم في
" تفسيره " 1/ 309 (1646)، والبيهقي 4/ 200 من طريق عبد الله بن نمير.
وأخرجه: ابن أبي حاتم في " تفسيره " 1/ 306 (1632) من طريق عيسى بن يونس.
¥(27/477)
كلاهما: (ابن نمير، وعيسى) عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فذكره.
فإن قيل: إنَّ المبهم هنا بينته رواية معاذ السابقة. فنقول: هذا القول ليس بجيد؛ لأنَّ أهل العلم نصوا على أنَّ ابن أبي ليلى لم يسمع من معاذ، وهو هنا أتى بسماع صريح.
وهذا الطريق أرجح من طريق المسعودي؛ لأنَّ الأعمش أحفظ وأتقن للحديث من المسعودي. قال ابن حجر في " فتح الباري " 4/ 240 عقب (1949): ((واختلف في إسناده اختلافاً كثيراً، وطريق ابن نمير هذه أرجحها)).
وروي الحديث عن شعبة، واختلف عليه.
إذ أخرجه: سعيد بن منصور (268) (التفسير) من طريق عبد الرحمان ابن زياد، عن شعبة، عن عمرو بن مرَّة، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، قال: هي منسوخةٌ.
هذا متن منكر، فإنَّ عبد الرحمان بن زياد الرصاصي (5) قد أخطأ فيه،
فرواه عن شعبة بهذا الإسناد، واختصرَ متنَ الحديث، ولم يوافقه أحد من الرواة
على ذلك، والصواب فيه ما رواه محمد بن جعفر غندر، ومن تابعه.
فقد أخرجه: أبو داود (506) من طريق عمرو بن مرزوق.
وأخرجه: أبو داود (506)، والطبريُّ في " تفسيره " (2247) ط. الفكر و 3/ 162 ط. عالم الكتب من طريق محمد بن جعفر.
وأخرجه: الطبريُّ في " تفسيره " (2247) ط. الفكر و 3/ 162 ط. عالم الكتب من طريق أبي داود الطيالسي.
ثلاثتهم: (عمرو بن مرزوق، ومحمد بن جعفر، والطيالسيُّ) عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحابنا: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدمَ عليهم أمرهم بصيامِ ثلاثةِ أيامٍ منْ كلِّ شهرٍ تطوعاً غير فريضةٍ، قال: ثُمَّ نزل صيامُ رمضانَ، قال: وكانوا قوماً لم يتعوّدوا الصيامَ، قال: وكانَ يشتدُّ عليهم الصوم، قال: فكانَ منْ لم يصمْ أطعمَ مِسْكيناً، ثُمَّ نزلتْ هذه الآيةُ: ((فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفرٍ فعدة من أيام أخر)) فكانت الرخصةُ للمريضِ والمسافر، وأمرنا بالصيام (6).
قلتُ: وقد ساقَ الطبريُّ سنده إلى عمرو بن مرَّة، قال: حدثنا أصحابنا، وهذا السياق قد يتوهم منه أنَّ عمرو بن مرَّةَ هو القائل: (حدثنا أصحابنا)، ولكنَّ الطبريَّ ساقَ بعدهُ ما يفيد أنَّ قائل ذلك هو ابن أبي ليلى، فقال: ((قال محمد بن المثنى: قوله قال عمرو: حدثنا أصحابنا: يريد ابن أبي ليلى، كأن ابن أبي ليلى القائل حدثنا أصحابنا)).
ورواية محمد بن جعفر كافية لأنْ ترجح على باقي الروايات؛ لأنَّ محمد بن جعفر من أوثق الناس في شعبة، فإنَّه روى عنه فأكثر، وجالسه نحواً من عشرين سنة، وكان ربيبه فقد قال ابن المبارك فيما رواه ابن أبي حاتم في " مقدمة الجرح والتعديل " 1/ 231: ((إذا اختلف الناس في حديث شعبة، فكتاب غُنْدَر حكم فيما بينهم))، وقال العجلي في " الثقات " (1582): ((وكان من أثبت الناس في حديث شعبة))، وقال أبو حاتم فيما نقله ابنه في " الجرح والتعديل " 7/ 298 (1223): ((كان صدوقاً، وكان مؤدياً (7)، وفي حديث شعبة ثقة))، وقال الذهبيُّ في " ميزان الاعتدال " 3/ 502 (7324): ((أحد الأثبات المتقنين، ولا سيما في شعبة)).
وانظر: " تحفة الأشراف " 8/ 97 (11344)، و " إتحاف المهرة " 13/ 267 (16697).
وللحديث شواهد منها حديث ابن عمر.
إذ أخرجه: ابن أبي شيبة (9094)، والبخاريُّ 3/ 45 (1949) و6/ 30 (2406)، والطبريُّ في "تفسيره" (2251) ط. الفكر و3/ 163 ط. عالم الكتب، والبيهقيُّ 4/ 200 من طرق عن عبيد الله (8) بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: نسختْ هذه الآية – يعني: ((وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)) التي بعدها: ((فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفرٍ فعدة من أيام أخر)) (9).
................................................
(1) سورة البقرة: 184و 185 و 186.
(2) لفظ رواية الطبري.
(3) أي: على ابن الصلاح، رحم الله الجميع.
(4) القاعدة تقول: ((من لم يعلم أنَّه سمع من الراوي قبل الاختلاط أو بعده فيحمل على أنَّه بعد الاختلاط احتياطاً)).
(5) ذكره ابن حبان في " الثقات " 8/ 374 وقال: ((ربما أخطا))، وقال ابن حجر في " لسان الميزان " (4631): ((وله ترجمة في كتاب " الكمال " لعبد الغني، لكنه لم يرو له أحد من أصحاب الكتب الستة)).
(6) لفظ رواية الطبري، والآية من سورة البقرة: 185.
(7) قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 1/ 103 المقدمة: ((يعني: أنَّه لم يكن بحافظ)).
(8) ورد في المطبوع من " تفسير الطبري ": ((عبد الله)) ط. دار الفكر، وهو تحريف، والصواب ما أثبتناه. انظر: " تهذيب الكمال " 5/ 18 (4192).
(9) لفظ الطبري ورواية البخاري مختصرة.(27/478)
سؤال:الحسن لغيره وتصحيح الألباني لحديث الثقلين
ـ[أبو اليمان النجدي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 10:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
المشائخ الفضلاء وطلاب العلم:
أريد أن أسالكم حول حديث الثقلين بخصوص تصحيح الألباني له أنا بحث عنها في الملتقى وفي مواقع أخرى لم يشفي غليلي شئ مما ذكر فأريد هنا بشكل مفصل.
ببحثي المتواضع تبينت أم الألباني صحح حديث الثقلين بمجموع طرقه أي إرتقاء للحسن لغيره.
ورأيت بعض الردود وسألت فقالوا أن الألباني أخطاء بذلك فالضعف الشديد لا ينجبر
وعندما بحثت وجدت أن الحديث الحسن لغيره ينجبر ويحتج به إذا لم يكن بالرواي فاسق أو كاذب فقط.
وطرق حديث الثقلين فيها ضعف أو جهالة أو إنقطاع أو تشيع.
وإذا أقصينا التشيع كان فقط إنقطاع وغيرها من اسباب الضعف.
فهل يكون هذا هو الحيث الحسن لغيره المحتج به.
وماهي شروط الضعف اليسير والضعف الشديد وأرجوا تطبيقها على تصحيح الألباني
بارك الله فيكم
ـ[أبو اليمان النجدي]ــــــــ[19 - 08 - 09, 05:55 م]ـ
ما زلت أنتظر الرد
ـ[ابوعمرالتهامي]ــــــــ[26 - 08 - 09, 04:49 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
رقم الفتوى: 18311عنوان الفتوى:شرح ودرجة حديث (تركت فيكم ... كتاب الله ... ) تاريخ الفتوى:18 ربيع الثاني 1423/ 29 - 06 - 2002السؤال ما مدى صحة الحديث الذي يقول فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام" تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي"
ولكم مني خالص الشكر.
الفتوىالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحديث رواه الترمذي والطبراني عن جابر بن عبد الله أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحبة يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب الناس، فسمعته يقول: يا أيها الناس إني قد تركت فيكم من إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي.
وقد صحح الألباني الحديث بشواهده، ومن ذلك ما رواه مسلم من حديث زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ... قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي.
وعترة الرجل أهل بيته ورهطه الأدنون.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى ( http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?lang=A&id=13045)
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=18311
والله اعلم
ـ[ابوعمرالتهامي]ــــــــ[26 - 08 - 09, 04:53 ص]ـ
هذا الحديث قد استدلوا به الرافضة لتحقيق مارب لهم
وهنا رد كامل على الشبهة في هذا الحديث
الرد على شبهة حديث الثقلين
ما هو حديث الثقلين , حديث الثقلين أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (وأنا تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وأستمسكوا به) , قال زيد: فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: (وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
ماذا فيه؟ فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إني تارك فيكم الثقلين) الثقل الأول كتاب الله وكما هو وارد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالأخذ به والتمسك به ثم الثقل الثاني وهم أهل بيته قال (أذكركم الله في أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي , أذكركم الله في أهل بيتي).
ظاهر الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمر برعاية حقوق أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ولكنهم لا يتوقفون عند هذا الحديث أعني حديث زيد بن أرقم وإنما يتجاوزون ذلك إلى حديث أم سلمة وحديث علي وحديث أبي سعيد الخدري , أما حديث علي رضي الله عنه ففيه (إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله سببه بيد الله وسببه بإيديكم وأهل بيتي) ظاهره أنه أمر بالتمسك بأهل بيته وهذا أخرجه بن أبي عاصم في السنة , ولكن مشكلته أنه لا يصح حيث إن في رواته سفير بن زيد ضعفه أبو حاتم والنسائي وأبو زرعة ويعقوب بن شيبة وبن
¥(27/479)
المديني فلا يمكن الإستدلال بمثل هذا الحديث , ندعه ونأخذ الحديث الذي بعده وهو حديث أبي سعيد الخدري وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إني قد تركت الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) وهذا أخرجه أحمد والترمذي وأبو يعلا وبن أبي عاصم ولكن هذا أيضاً فيه عطية العوفي ضعفه أحمد وأبو حاتم والنسائي وغيرهم بل هو متفق على ضعفه عند أهل العلم إذاً لا يسلم هذا أيضاً.
الحديث الرابع وهو حديث زيد بن ثابت وفيه (إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) أخرجه أحمد والطبراني وفيه القاسم بن حسان وثقه أحمد بن صالح والعجلي وذكره بن حبان في الثقات وضعفه البخاري وبن قطان وسكت عنه بن أبي حاتم وضعفه الذهبي وقال بن حجر مقبول وفيه شريك بن عبد الله وهو سيء الحفظ.
الحديث الخامس حديث جابر بن عبد الله (يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي) أخرجه الترمذي والطبراني وفيه زيد بن الحسن الأنماطي قال أبو حاتم مُنْكر الحديث وكذا قال الذهبي وقال بن حجر ضعيف.
من هذه الروايات يظهر لنا أن حديث الثقلين إنما يصح من رواية زيد بن أرقم رضي الله عنه وليس فيه شيء من الأمر بالتمسك بالعترة , وإنما فيه الأمر برعاية حق العترة , والأمر إنما هو في التمسك بكتاب الله لذا جاء حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه في صحيح مسلم (وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده أبداً إن إعتصمتم به , كتاب الله) فقط ولم يتطرق لأهل البيت ولا للعترة وهذا رواه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وحديث الأمر بالتمسك بالعترة ضعفه أحمد وبن تيمية , نعم صححه بعض أهل العلم كالألباني وغيره ولكن العبرة بما يكون فيه البحث العلمي وهو أن هذا الحديث لا يصح علمياً من حيث النظر إلى الأسانيد والدلالات و هذه منهجية أهل السنة والجماعة وأنهم لا يقلدون أحداً في مثل هذه الأمور بل يتبعون بحسب القواعد الموضوعة.
صح هذا الحديث فكان ماذا؟ سلمنا بصحته فكان ماذا؟ أمر بالتمسك بالثقلين , من هم الثقلان؟ كتاب الله وعترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم , يقول بن الأثير (سماهما الثقلين لإن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل ويُقال لكل خطير نفيس ثَقَل فسماهما ثقلين إعظاماً لهما وتفخيماً لشأنهما) قاله بن الأثير ج1 ص 216 في غريب الحديث.
ومعنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بحفظ حقوقهم , ولذلك الصحابة رضي الله عنهم أعطوا الثقلين حقهم , هذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه يقول: (إرقبوا محمداً في أهل بيته) وهذا أخرجه البخاري في صحيحه وقال: (والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصِلَ من قرابتي) أخرجه البخاري كذلك في صحيحه.
ثم نرد على شبهتهم هذه من عدة وجوه:
الوجه الأول: من عترة النبي صلى الله عليه وسلم؟
عترة الرجل هم أهل بيته , وعترة النبي صلى الله عليه وسلم هم كل من حرمت عليه الزكاة وهم , بنو هاشم , هؤلاء هم عترة النبي صلى الله عليه وسلم , ولننظر من أولى الناس بالتمسك بهؤلاء السنة أم الشيعة؟
الشيعة ليس لهم أسانيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يقرون بأنه ليس عندهم أسانيد في نقل كتبهم ومروياتهم , وإنما هي كتب وجدوها فقالوا أرووها فإنها حق.
أما أسانيدهم كما يقول الحر العاملي وغيره من أئمة الشيعة إنه ليس عند الشيعة أسانيد أصلا ولا يعولون على الأسانيد , فأين لهم أن ما يروونه في كتبهم ثابت عن عترة النبي صلى الله عليه وسلم؟!
بل نحن أتباع عترة النبي صلى الله عليه وسلم الذين أعطيناهم حقهم ولم نزد ولم ننقص كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ولكن قولوا عبد الله ورسوله ".
¥(27/480)
الوجه الثاني: إمام العترة علي بن أبي طالب رضي الله عنه , وبعده يأتي في العلم عبد الله بن عباس الذي هو حبر هذه الأمة , وكان يقول بإمامة أبي بكر وعمر قبل عليّ رضي الله عنه بل إن عليّ بن أبي طالب قد ثبت عنه بالتواتر أنه قال: (أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر).
بل ثبت عنه عند الشيعة أنه قال: (أَنَا لَكُمْ وَزِيراً خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً) , فعليّ يقر بفضل الشيخين وهو إمام العترة.
الوجه الثالث: هذا الحديث مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً , كتاب الله وسنتي ".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " عليكم بسنتي وسُنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ " , فأمر بالعضِّ عليها بالنواجذ.
وقال: " اقتدوا بالَذّين من بعدي , أبي بكر وعمر ".
وقال: " اهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن مسعود " , ولم يدل هذا على الإمامة أبداً , وإنما دلَّ على أن أولئك على هدى الرسول صلى الله عليه وسلم , ونحن نقول إن عترة النبي صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلالة أبداً.
الوجه الرابع: إن الشيعة يطعنون في العباس , ويطعنون في عبد الله ابنه , ويطعنون في أولاد الحسن , وقالوا: إنهم يحسدون أولاد الحسين , ويطعنون كذلك في أبناء الحسين نفسه من غير الأئمة الذين يدعونهم كزيد بن عليّ , وكذلك إبراهيم أخي الحسن العسكري , وغيرهم فهم ليسوا بأولياء النبي صلى الله عليه وسلم وعترته هم الذين مدحوهم وأثنوا عليهم وأعطوهم حقهم ولم ينقصوهم.
الوجه الخامس: نظرة الشيعة ليست نظرة اتباع وإنما هي نزعة شعوبية فارسية , فالنظر عندهم ليس نظراً في إسلام وكفر , وإنما النظر نظر فرس وعرب , وهذا يدل عليه أمور منها:
1. تعظيمهم لسلمان الفارسي من دون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى قالوا إنه يوحى إليه , لماذا؟!! لأنه من فارس.
2. تعظيمهم لأولاد الحسين دون أولاد الحسن .. لماذا؟! لأن أخوال أولاد الحسين من الفرس , من شهربانو بنت يزدجرد وهي أم عليّ بن الحسين رضي الله تبارك وتعالى عنهم أجمعين , فيرون أن الشجرة الساسانية الكريمة التقت مع الشجرة الهاشمية.
3. قالوا كسرى في النار والنار محرمة عليه , لماذا؟! نظرة فارسية تعظيم لكسرى حتى وهو قد مات على الكفر قالوا: النار محرمة عليه.
4. ثم جاء آخرهم ولعله ليس بأخيرهم وهو الإحقاقي الحائري , وقال عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما فتحوا بلاد فارس: (أولئك العرب الأعراب الأوباش عُبَّاد الشهوات الذين يتعطشون إلى عفة نساء فارس).
انظر كيف يصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكيف يصف نساء فارس في ذلك الوقت , لما كُنَّ مجوسيات , يقول عنهن: عفيفات ويقول عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم عطاشا لأعراض نساء فارس , فالنظرة إذاً ليست نظرة إسلام وكفر , أو نظرة إمامة عليّ وترك إمامة غيره , لا , إنما النظرة نظرة شعوبية بحتة.
والله اعلم
المصدر
http://www.alserdaab.org/articles.aspx?article_no=535
ـ[أبو اليمان النجدي]ــــــــ[27 - 08 - 09, 11:27 م]ـ
أخوي أبو عمر بارك الله فيك
ولكن أخي أنا أريد فقط حول تصحيح الألباني لهذه الطرق فهو صححها
فأريد رد مفصل هو هذا التصحيح وماهي وجاهته
بارك الله فيكم(27/481)
سؤال عن أثر للحسن البصري00
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[19 - 08 - 09, 12:13 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
اين أجد هذا الأثر للحسن البصري رحمه الله تعالى:" كنتُ إذا اجتمع إليَّ أربعة من نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تركتهم واسندته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم "0
أو كلام هذا معناه، فقد وجدتُ هذا الأثر للحسن في مخطوط - واعتقد أني قد قرأته بشكل صحيح - لابن عبد الهادي، وقد بحتُ عنه لم أظفر به00هل من مساعد00جزاكم الله تعالى خيراً00وبارك الله فيكم00
أخوكم من بلاد الشام
ابو محمد السوري(27/482)
أفضل طريقة لحفظ الصحيحين بالإسناد
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[19 - 08 - 09, 03:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أَفضَل طَرِيقَةٍ لِحِفظِ الصَّحِيحَينِ بِالإِسنَاد
للشيخ/ عبد الكريم الخضير
مَا هِيَ أَفضَل طَرِيقَةٍ لِحِفظِ الصَّحِيحَينِ بِالإِسنَاد؟!
قُلنا إنَّ أفضل طريقة لِحفظ الأسانيد؛ الاعتماد على تُحفة الأشراف، يعني تأتي إلى أسانيد المُكثرين، والسَّلاسل التِّي تُروَى بها عَشَرات الأحاديث سَتَحفَظ سند واحد، ثُمَّ تَحفَظ تحتَهُ عِشرِين ثلاثين مائة حديث؛ هذا يُيَسِّر لك حِفظ الأسانيد، ولو سَلَكت الطَّريقة التِّي شَرَحناها في كَيفِيَّة فَهم السُّنَّة مَعَ حِفظِها في آنٍ واحد؛ فهي نافِعة ومُجدِية وتحتاج إلى وقت، تحتاج إلى جد، تحتاج إلى صبر؛ لكن ليسَ بكثير أن تُصرِف وتُنفق خمس سنوات على الكُتب السِّتة، وتعرف جميع ما في هذه الكتب، وهذه شرحناها في مُناسبات كثيرة وإن أردتم كان نُشير إليها إشارة، وهي أن تَجعَل البُخاري مثلا عُمدة في البحث، تدورُ حول فَلَكِهِ، تَجعَلُهُ مِحوَر بَحثِك، فتأتي إلى الحديث الأول في البُخاري، فتنظر إلى التَّرجمة وما دعم به التَّرجمة من أقوال الصَّحابة والتَّابِعين، ثم تنظر في الإسناد، ثُمَّ تَنظُر في المَتن، ثُمَّ بعد ذلك تَنظُر إلى الموضع الثاني في صحيح البُخاري إذا خرَّج فيهِ هذا الحديث، تَنظُر مثل النَّظر السَّابق في التَّرجمة، والآثار، والإسناد، هل يَتَّفِق مع السَّابِق أو لا يَتَّفِق؟! المَتِن هل يَزِيد أو يَنقُص؟! ثُمَّ الموضِع الثَّاني والثَّالث والرَّابع والخامس والسَّادس والسَّابع، تنتهي من الحديث الأوَّل في البُخاري، وأنت في كل موضع تُثبِت الزَّائد, وتُشير إلى أنَّ هذهِ الجُملة نَقَصَت من باب كذا، وزَادَت في باب كذا، فإذا انتهيت رجعت إلى صحيح مُسلم، فَتَنظُر أيضاً في تخريج مُسلم لهذا الحديث، وتَجعَلُهُ تحت عملك وصَنِيعك في صحيح البُخاري، تًنظُر فِي إِسنَادِهِ هل يَتَّفِق مع البُخاري في أحدٍ من الرُّواة؟ هل يختلف؟! هل صِيَغ الأداء تَغَيَّرَت أو هي مُتَّفِقة؟! هل زَاد ألفاظ أو نَقَص ألفاظ؟! ومُسلم يُخرِّج الحديث من طُرُق كثيرة في مَوضِعٍ واحد، ومع ذلك تُشَطِّب على الحديث إذا انتَهِيت منهُ، تقول: دُرِس مع صحيح البُخاري في المواضع السِّتَّة، الأوَّل تُثبِت فيهِ جميع ما ذَكَرنا، ثم تُشير في الموضع الثَّاني إلى أنَّهُ دُرِس في الموضع الثَّاني في البُخاري، في الموضع الأوَّل، والثَّالث كذلك، والرَّابع، ثم بعد ذلك تَنظُر فيمن وافق الشيخين، فَتَجِد أهل السُّنن خَرَّجُوا، فَتَرجِع إلى أبي داود وتَنظُر فيه مثل ما نَظَرت في مُسلم، تُثبِت الزَّائد من الرُّواة، والألفاظ، تَنظُر فِي صِيَغ الأَدَاء هل تَغَيَّرَت أو ما تَغَيَّرت، بِمَ تَرجَم الإمام أبو داود على الحديث، هذا فِقه أَهلِ العِلم، التَّرَاجِم هذا فِقهُهُم، هذا فِقه أهلِ الحَدِيث، ثم تَنظُر في التِّرمِذِي وغَيرِهِ من الكُتُب، إذا انتهيت من الحديث الأول تكون نَظَرت الآن مَجمُوع أحادِيث الكُتُب السِّتَّة، يعني لو نَظَرنا إلى جامع الأصول وَجَدنا فيه عشرة آلاف حديث، أنت في هذا الحديث في البُخاري انتهيت من سَبعَة، وهو واحد، وفي مُسلم انتهيت مِن خَمسَة طُرُق أو سِتَّة، من سُنَن أبي داؤد ثلاثة طُرُق كَرَّرَهُ في ثلاثةِ مَواضِع أو أَورَدَهُ مِن ثلاثَةِ طُرُق، هي يُرقِّمُونها، وقُل مثل هذا في بَقِيَّةِ الكُتُب، فَأَنت انتَهِيت من ثلاثين حديث من أحاديث الجامع الأُصُول مُرَقَّمة حديث واحِد! ثم تنتقل إلى الحديث الثاني والثَّالث والرَّابع ... إلى أن ينتهي صحيح البُخاري؛ فيكون عندك مُختصر لصحيح البُخاري فيه ألفين حديث! بَدَل سَبعَة آلاف وخمسمائة حديث! أنتَ الذِّي اختَصَرتَ الصَّحيح؛ فَصَارَ عِلمُكَ بما حُذف مِن صحيح البُخاري كَعِلمِكَ بِمَا أَثبَتّ، تَصَوَّرت صحيح البُخاري تَصَوَّر كامل! تِصَوَّرت مَا يُوَافِقُ فيهِ مُسلم البُخاري من المُتَّفقِ عليهِ، تِصَوَّرت مَا يُوَافِقُ فيهِ أبو داود البُخاري ومُسلم، تِصَوَّرت مَا يُوَافِقُ فيهِ التِّرمذي الثَّلاثة وهكذا ... إذا انتهيت من ما يَتَّفِق عليهِ الشَّيخان، وما يَتَّفِق عليهِ هؤُلاء، تَأتِي إلى زَوَائِد مُسلِم، أحاديث في صحيح مُسلم لا تُوجد في البُخاري، وأنت انتَهِيت من المُتَّفق عليه؛ لأنَّك كَتَبت عليه علامة، ما عندك أقلام مُلوَّنة أَشَّرت في صحيح مُسلم أنَّ هذا الحديث دُرِس مع البُخاري الذِّي يَلِيه ما دُرِس! تُثبِتُهُ زَائِد وهكذا ... إلى أن تنتهي مِن مُسلم، وتَنظُر فِيمَن يُوافِقُهُ من أصحاب السُّنن، إلى أن تَنتَهِي مِن مُسلم؛ يكون انتَهِيت مِن أَكثَر من خمسين بالمائة من أحَادِيث السُّنن! في المُتَّفق عليه وزوائد مُسلم، ثُمَّ بعد ذلك تأتي إلى زوائد أبي داود، ثُمَّ التِّرمذي؛ يَطُولُ بِكَ الوَقت، تَحتَاج إِلَى خَمس سَنَوَات بِهَذِهِ الطَّرِيقَة! لو جِئتَ إلى الأعمَال الجَاهِزَة فَوَجَدت البُخاري بدون تَكرَار، أَخَذت الزَّبِيدي مثلًا وزوائد المُنذِرِي عليه صحيح مُسلم، ثُمَّ زوائد أبي داود .. كُلَّها جاهزة موجودة في الأسواق؛ يَكفِيك لِدِرَاسَتِهَا سَنَة واحِدَة! لكن مع ذلك، ومَا يُدرِيك أنَّ هَؤُلاء الذِّينَ اختَصَرُوا هذهِ الكُتُب حَذَفُوا أَشيَاء أَنتَ بِأَمَسِّ الحاجة إليها حينما اقتَصَرُوا على المَرفُوعَات المَوصُولَة، يعني في بعض التَّكرار ما يَفتَح لك آفَاق! في بعضِ الأسَانِيد التِّي استَغنَوا عنها ما يُنوِّر ذِهنَك؛ تَخرُج من هذهِ الكُتُب وأنتَ لَدَيكَ ثَروَة فِي المُتُون والأَسَانِيد وفِقه الأَئِمَّة! هذا فِقه أهل الحَدِيث الذِّي هُو أَقرَب الفِقه إِلى الدَّلِيل، فقرَاءة الشُّرُوح يحتاج إلى وقتٍ طويل، يُقرَأ مَا يُشكِل، إذا أَشكَل عليك مَعنَى من المَعَاني، أو مَثَلاً مَا فَهِمت كيف تَربط بين الحديث وتَرجَمَة البُخَاري عليه؛ تَقرَأ الشُّرُوح لِتَستَفِيد.
................(27/483)
أفضل طريقة لحفظ الصحيحين بالإسناد
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[19 - 08 - 09, 03:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أَفضَل طَرِيقَةٍ لِحِفظِ الصَّحِيحَينِ بِالإِسنَاد
للشيخ/ عبد الكريم الخضير
مَا هِيَ أَفضَل طَرِيقَةٍ لِحِفظِ الصَّحِيحَينِ بِالإِسنَاد؟!
قُلنا إنَّ أفضل طريقة لِحفظ الأسانيد؛ الاعتماد على تُحفة الأشراف، يعني تأتي إلى أسانيد المُكثرين، والسَّلاسل التِّي تُروَى بها عَشَرات الأحاديث سَتَحفَظ سند واحد، ثُمَّ تَحفَظ تحتَهُ عِشرِين ثلاثين مائة حديث؛ هذا يُيَسِّر لك حِفظ الأسانيد، ولو سَلَكت الطَّريقة التِّي شَرَحناها في كَيفِيَّة فَهم السُّنَّة مَعَ حِفظِها في آنٍ واحد؛ فهي نافِعة ومُجدِية وتحتاج إلى وقت، تحتاج إلى جد، تحتاج إلى صبر؛ لكن ليسَ بكثير أن تُصرِف وتُنفق خمس سنوات على الكُتب السِّتة، وتعرف جميع ما في هذه الكتب، وهذه شرحناها في مُناسبات كثيرة وإن أردتم كان نُشير إليها إشارة، وهي أن تَجعَل البُخاري مثلا عُمدة في البحث، تدورُ حول فَلَكِهِ، تَجعَلُهُ مِحوَر بَحثِك، فتأتي إلى الحديث الأول في البُخاري، فتنظر إلى التَّرجمة وما دعم به التَّرجمة من أقوال الصَّحابة والتَّابِعين، ثم تنظر في الإسناد، ثُمَّ تَنظُر في المَتن، ثُمَّ بعد ذلك تَنظُر إلى الموضع الثاني في صحيح البُخاري إذا خرَّج فيهِ هذا الحديث، تَنظُر مثل النَّظر السَّابق في التَّرجمة، والآثار، والإسناد، هل يَتَّفِق مع السَّابِق أو لا يَتَّفِق؟! المَتِن هل يَزِيد أو يَنقُص؟! ثُمَّ الموضِع الثَّاني والثَّالث والرَّابع والخامس والسَّادس والسَّابع، تنتهي من الحديث الأوَّل في البُخاري، وأنت في كل موضع تُثبِت الزَّائد, وتُشير إلى أنَّ هذهِ الجُملة نَقَصَت من باب كذا، وزَادَت في باب كذا، فإذا انتهيت رجعت إلى صحيح مُسلم، فَتَنظُر أيضاً في تخريج مُسلم لهذا الحديث، وتَجعَلُهُ تحت عملك وصَنِيعك في صحيح البُخاري، تًنظُر فِي إِسنَادِهِ هل يَتَّفِق مع البُخاري في أحدٍ من الرُّواة؟ هل يختلف؟! هل صِيَغ الأداء تَغَيَّرَت أو هي مُتَّفِقة؟! هل زَاد ألفاظ أو نَقَص ألفاظ؟! ومُسلم يُخرِّج الحديث من طُرُق كثيرة في مَوضِعٍ واحد، ومع ذلك تُشَطِّب على الحديث إذا انتَهِيت منهُ، تقول: دُرِس مع صحيح البُخاري في المواضع السِّتَّة، الأوَّل تُثبِت فيهِ جميع ما ذَكَرنا، ثم تُشير في الموضع الثَّاني إلى أنَّهُ دُرِس في الموضع الثَّاني في البُخاري، في الموضع الأوَّل، والثَّالث كذلك، والرَّابع، ثم بعد ذلك تَنظُر فيمن وافق الشيخين، فَتَجِد أهل السُّنن خَرَّجُوا، فَتَرجِع إلى أبي داود وتَنظُر فيه مثل ما نَظَرت في مُسلم، تُثبِت الزَّائد من الرُّواة، والألفاظ، تَنظُر فِي صِيَغ الأَدَاء هل تَغَيَّرَت أو ما تَغَيَّرت، بِمَ تَرجَم الإمام أبو داود على الحديث، هذا فِقه أَهلِ العِلم، التَّرَاجِم هذا فِقهُهُم، هذا فِقه أهلِ الحَدِيث، ثم تَنظُر في التِّرمِذِي وغَيرِهِ من الكُتُب، إذا انتهيت من الحديث الأول تكون نَظَرت الآن مَجمُوع أحادِيث الكُتُب السِّتَّة، يعني لو نَظَرنا إلى جامع الأصول وَجَدنا فيه عشرة آلاف حديث، أنت في هذا الحديث في البُخاري انتهيت من سَبعَة، وهو واحد، وفي مُسلم انتهيت مِن خَمسَة طُرُق أو سِتَّة، من سُنَن أبي داؤد ثلاثة طُرُق كَرَّرَهُ في ثلاثةِ مَواضِع أو أَورَدَهُ مِن ثلاثَةِ طُرُق، هي يُرقِّمُونها، وقُل مثل هذا في بَقِيَّةِ الكُتُب، فَأَنت انتَهِيت من ثلاثين حديث من أحاديث الجامع الأُصُول مُرَقَّمة حديث واحِد! ثم تنتقل إلى الحديث الثاني والثَّالث والرَّابع ... إلى أن ينتهي صحيح البُخاري؛ فيكون عندك مُختصر لصحيح البُخاري فيه ألفين حديث! بَدَل سَبعَة آلاف وخمسمائة حديث! أنتَ الذِّي اختَصَرتَ الصَّحيح؛ فَصَارَ عِلمُكَ بما حُذف مِن صحيح البُخاري كَعِلمِكَ بِمَا أَثبَتّ، تَصَوَّرت صحيح البُخاري تَصَوَّر كامل! تِصَوَّرت مَا يُوَافِقُ فيهِ مُسلم البُخاري من المُتَّفقِ عليهِ، تِصَوَّرت مَا يُوَافِقُ فيهِ أبو داود البُخاري ومُسلم، تِصَوَّرت مَا يُوَافِقُ فيهِ التِّرمذي الثَّلاثة وهكذا ... إذا انتهيت من ما يَتَّفِق عليهِ الشَّيخان، وما يَتَّفِق عليهِ هؤُلاء، تَأتِي إلى زَوَائِد مُسلِم، أحاديث في صحيح مُسلم لا تُوجد في البُخاري، وأنت انتَهِيت من المُتَّفق عليه؛ لأنَّك كَتَبت عليه علامة، ما عندك أقلام مُلوَّنة أَشَّرت في صحيح مُسلم أنَّ هذا الحديث دُرِس مع البُخاري الذِّي يَلِيه ما دُرِس! تُثبِتُهُ زَائِد وهكذا ... إلى أن تنتهي مِن مُسلم، وتَنظُر فِيمَن يُوافِقُهُ من أصحاب السُّنن، إلى أن تَنتَهِي مِن مُسلم؛ يكون انتَهِيت مِن أَكثَر من خمسين بالمائة من أحَادِيث السُّنن! في المُتَّفق عليه وزوائد مُسلم، ثُمَّ بعد ذلك تأتي إلى زوائد أبي داود، ثُمَّ التِّرمذي؛ يَطُولُ بِكَ الوَقت، تَحتَاج إِلَى خَمس سَنَوَات بِهَذِهِ الطَّرِيقَة! لو جِئتَ إلى الأعمَال الجَاهِزَة فَوَجَدت البُخاري بدون تَكرَار، أَخَذت الزَّبِيدي مثلًا وزوائد المُنذِرِي عليه صحيح مُسلم، ثُمَّ زوائد أبي داود .. كُلَّها جاهزة موجودة في الأسواق؛ يَكفِيك لِدِرَاسَتِهَا سَنَة واحِدَة! لكن مع ذلك، ومَا يُدرِيك أنَّ هَؤُلاء الذِّينَ اختَصَرُوا هذهِ الكُتُب حَذَفُوا أَشيَاء أَنتَ بِأَمَسِّ الحاجة إليها حينما اقتَصَرُوا على المَرفُوعَات المَوصُولَة، يعني في بعض التَّكرار ما يَفتَح لك آفَاق! في بعضِ الأسَانِيد التِّي استَغنَوا عنها ما يُنوِّر ذِهنَك؛ تَخرُج من هذهِ الكُتُب وأنتَ لَدَيكَ ثَروَة فِي المُتُون والأَسَانِيد وفِقه الأَئِمَّة! هذا فِقه أهل الحَدِيث الذِّي هُو أَقرَب الفِقه إِلى الدَّلِيل، فقرَاءة الشُّرُوح يحتاج إلى وقتٍ طويل، يُقرَأ مَا يُشكِل، إذا أَشكَل عليك مَعنَى من المَعَاني، أو مَثَلاً مَا فَهِمت كيف تَربط بين الحديث وتَرجَمَة البُخَاري عليه؛ تَقرَأ الشُّرُوح لِتَستَفِيد.
................(27/484)
ماهي الشروحات الصوتيه لكتاب الصيام من الموطأ
ـ[حيدره]ــــــــ[23 - 08 - 09, 10:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
احبتي في الله في ملتقانا الغالي .. ياليت تدلوني على شروحات صوتيه لكتاب الصيام من الموطأ ..
سواء كانت في الشبكة العنكبوتيه او في التسجيلات الاسلاميه؟؟
كما اني اسأل هل يوجد شرح صوتي للشيخ العلامه عبدالكريم خضير حفظ الله ورعاه ,,
جزاكم الله خير الجزاء
محبكم في الله ...
ـ[حيدره]ــــــــ[23 - 08 - 09, 10:00 م]ـ
لرفع مره اخرى .. ايها الاحبه .. افيدوني زادكم الله من فضله ..
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[23 - 08 - 09, 11:51 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
هذا شرح الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير لكن لا ادري ان كان فيه كتاب الصوم او لا
من هنا ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2080)
ـ[حيدره]ــــــــ[24 - 10 - 09, 09:17 ص]ـ
اخي الفاضل عبدالكريم
جزاك الله خير
ـ[أبو العباس الشمري]ــــــــ[03 - 06 - 10, 09:23 ص]ـ
سم يا ابو البراء لقيته في البث وتقريبا هو خمسة أشرطة تقريبا
http://liveislam.net/result.php?sid=&searchtype=3&Keyword= موطأ& stepby=2&NewSearch=yes&sortby=date
ـ[حيدره]ــــــــ[04 - 06 - 10, 08:29 ص]ـ
سم يا ابو البراء لقيته في البث وتقريبا هو خمسة أشرطة تقريبا
http://liveislam.net/result.php?sid=&searchtype=3&Keyword= موطأ& stepby=2&NewSearch=yes&sortby=date
سم الله عدوك يا أبا العباس
وجزاك الله خير الجزاء .. والدال على الخير كفاعله ..(27/485)
هل يوجد هذا الكتاب الشامل؟
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[23 - 08 - 09, 11:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
كل عام وأنتم بخير وإلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم
هل يوجد كتاب واحد يضُم كل ما صح عن النبي عليه السلام
من الأحاديث والآثار
وأيضاً شروحها؟
وإذا لم يوجد هذا الكتاب فلماذا لم يصنف أحد العلماء مثل هذا الكتاب
ليكون مرجع واحد شامل كامل لكل المسلمين والباحثين؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[24 - 08 - 09, 07:51 م]ـ
السلام عليكم
أخي تصور حجم هذا الكتاب، كيف يكون؟؟
ومنه تعلم أنه سيكون أمتارا من المجلدات.
وتذكر قول البخاري: (وتركت من الصحيح خشية أن يطول الكتاب).
والأحاديث الصحيحة يا أخي تزيد على المائة ألف، قال البخاري: أحفظ مائة ألف حديث صحيح ومائتي ألف حديث غير صحيح.
فما بالك أن تضاف الشروح إلى المتون.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[24 - 08 - 09, 09:43 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
لا بأس أخي ,,, ومسألة أمتار هذه كبيرة قليلاً =)
أعتقد أن مكتبات العلماء وطلبة العلم فيها كتب أكثر من ذلك بكثير
والأحاديث الصحيحة المائة ألف هذه ما أعلمه أنها بالمكرر وليس كل ما صح بدون تكرار
وما المانع مثلاً من عملها كموسوعة إلكترونية للتسهيل مثلاً في الحفظ والبحث؟
أراها فكرة جيدة والله أعلم
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[29 - 08 - 09, 08:29 م]ـ
كموسوعة إلكترونية أتفق معك،.
أما قولك بدون المكرر، فهذا من الصعوبة بمكان، حتى إن أهل العلم اختلفوا في تجريد البخاري من المكرر، فالبعض يقول 4000 حديث، والبعض الآخر يقول غير ذلك، وذلك أنك تجد الحديث الواحد بلفظين متباعدين يتفقان في لفظة واحدة مثلا.
فلهذا يصعب تمييز المكرر من غيره من الجهة التي قلت، ومن جهة أخرى يتطلب أيادي ورجالا أكفاء، ومن جهة ثالثة يتطلب وقتا كبيرا جدا جدا، لإنجاز هذا المشروع الضخم. والله أعلم.
وأتمنى من الإخوة المشاركة في الموضوع لعلنا نخلص إلى فائدة مرجوة.
كما أتمنى من مشايخنا في هذا الملتقى أن يكونوا لجنة وهيئة علمية حديثية للقيام بهذا المشروع داخل هذا الملتقى.
والحمد لله من جهة الكتب التسعة فهي مفهرسة فسهل بذلك تمييز المكرر من غيره، فما بقي إلا بعض المصنفات الصغيرة الغير مفهرسة، وكذلك بعض الكتب المسندة في فنون العلم المختلفة. والله أعلم
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[30 - 08 - 09, 08:05 ص]ـ
وأتمنى من الإخوة المشاركة في الموضوع لعلنا نخلص إلى فائدة مرجوة.
كما أتمنى من مشايخنا في هذا الملتقى أن يكونوا لجنة وهيئة علمية حديثية للقيام بهذا المشروع داخل هذا الملتقى.
بارك الله فيكم
تخيل معي شيخي الكريم أن في بيتك القرآن = المصحف
صحيح السنة = الموسوعة التي أقصد
مع شروح الأحاديث
أحسبها مشروع رائع والله يوفق أحد العلماء لعمل مثل هذه الموسوعة
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[01 - 09 - 09, 03:22 ص]ـ
تفضل يا شيخ أبو المعالي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6440
ـ مبتسم ـ(27/486)
هل يوجد كتاب يجمع فقه الإمام البخاري وكلامه على المسائل الفقهية من كتبه ومن النقولات عنه؟
ـ[إسلام الغرباوي]ــــــــ[24 - 08 - 09, 04:44 م]ـ
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[26 - 08 - 09, 07:22 ص]ـ
يوجد بحث في هذا الموضوع للدكتور نور الدين عتر منشور في الاعداد الاولى لمجلة الشريعة الكويتية
ـ[أبو سراج]ــــــــ[19 - 09 - 09, 10:05 ص]ـ
هنالك كتاب نافع للدكتور محمد أبو فارس خص فيه الابواب الفقهية(27/487)
ما صحة هذا الحديث جزاكم ربي كل خير
ـ[محمد علي الفلسطيني]ــــــــ[25 - 08 - 09, 12:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صحة هذا الحديث
حدثنا محمد بن إسمعيل حدثنا إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد المدني حدثني أبي يحيى بن محمد عن محمد بن إسحق عن محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت
قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عريانا يجر ثوبه والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده فاعتنقه وقبله
وجزاكم الله كل خير
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[25 - 08 - 09, 12:34 ص]ـ
سنن الترمذي)
2732 حدثنا محمد بن إسمعيل حدثنا إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد المدني حدثني أبي يحيى بن محمد عن محمد بن إسحق عن محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عريانا يجر ثوبه والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده فاعتنقه وقبله قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الزهري إلا من هذا الوجه.
تحقيق الألباني:
ضعيف، المشكاة (4682)، مقدمة رياض الصالحين و / (5)، نقد الكتاني ص (16) //
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[25 - 08 - 09, 12:35 ص]ـ
الحديث رواه الترمذي في سننه و هو ضعيف، في سنده يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ المدني قال الحافظ في التقريب ضعيف وكان ضريرا يتلقن و الله أعلم
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[25 - 08 - 09, 12:38 ص]ـ
الضعف ظاهر فيه بمجرد ات تقرا المتن والله اعلم
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[26 - 08 - 09, 06:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قد تكلم بعض أهل العلم فيما يخص هذا الحديث ووصفوه بالنكارة والضعف، لأسباب ذكروها والإمام الترمذي نفسه قد وصفه بالغريب مع قوله حسن، وقال:
"لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ "
وفي هذه العبارة ما فيها كما يبدو لي، والله أعلم.
ولكن ما أريد الإشارة إليه هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يلبس الإزار والسراويل كما ذكر أهل العلم، وإذا خُلع الرداء الذي يغطي الجزء العلوي من جسم الإنسان يقال عن هذا الإنسان عريان، وهذا معروف، وللفائدة:
ورد في صحيح البخاري:
5370 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ
كِسَاءً وَإِزَارًا غَلِيظًا فَقَالَتْ قُبِضَ رُوحُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَيْنِ.
3287 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْبُوعًا بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ لَهُ شَعَرٌ يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ لَمْ أَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ
قَالَ يُوسُفُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ إِلَى مَنْكِبَيْهِ.
قال ابن حجر:
" لا يكون الثوبان حلة حتى يلبس أحدهما فوق الآخر، فإذا كان فوقه فقد حل عليه الآخر "
ورد في سنن أبي داود:
4547 - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ
بَيْنَمَا هُوَ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ وَكَانَ فِيهِ مِزَاحٌ بَيْنَا يُضْحِكُهُمْ فَطَعَنَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَاصِرَتِهِ بِعُودٍ فَقَالَ أَصْبِرْنِي فَقَالَ اصْطَبِرْ قَالَ إِنَّ عَلَيْكَ قَمِيصًا وَلَيْسَ عَلَيَّ قَمِيصٌ فَرَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَمِيصِهِ فَاحْتَضَنَهُ وَجَعَلَ يُقَبِّلُ كَشْحَهُ قَالَ إِنَّمَا أَرَدْتُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.
وينظر للفائدة كتاب لباس الرسول صلى الله عليه وسلم ...
والله أعلم وأحكم.
ـ[الناصح]ــــــــ[27 - 08 - 09, 04:23 م]ـ
روى الترمذي في سننه
حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد المدني حدثني أبي يحيى بن
محمد عن محمد بن إسحق عن محمد بن مسلم الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: قدم
زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه و سلم في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه رسول
الله صلى الله عليه و سلم عريانا يجر ثوبه والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده فاعتنقته وقبله
قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث الزهري إلا من هذا الوجه.
.......
فيه إبراهيم" بن يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ الشجري قال أبو حاتم: "ضعيف" وذكره بن حبان
في الثقات. قلت "ابن حجر في تهذيب التهذيب": وقال الحاكم "ثقة" وقال الأزدي: "منكر الحديث
عن أبيه" وقال أبو إسماعيل الترمذي: "لم أر أعمى قلبا منه" قلت له حدثكم إبراهيم بن سعد فقال
حدثكم إبراهيم بن سعد.
.....
في الضعفاء للعقيلي / يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ الشجري عن محمد بن إسحاق في
حديثه مناكير وأغاليط وكان ضريرا فيما بلغني أنه يلقن
... قالت عائشة فأقبل زيد حتى قدم المدينة قالت عائشة ورسول الله صلى الله عليه و سلم تلك
الليلة في بيتي فقرع الباب فخرج إليه يجر ثوبه عريانا والذي بعثه بالحق ما رأيت عريته قبل ذلك ولا
بعدها حتى اعتنقه وقبله قال العقيلي لا يعرف إلا به.
قال في ميزان الاعتدال - (4/ 407)
هذا حديث منكر، تفرد به إبراهيم عن أبيه.
...
وفيه ابن اسحاق وقد دلس
وللحديث شاهد لا يفرح به في تاريخ ابن عساكر يرويه الواقدي وأيضا يه ابن اخي الزهري
والله اعلم
¥(27/488)
ـ[محمد الكناني]ــــــــ[31 - 08 - 09, 02:24 ص]ـ
الحديث من لفظه تعرف حكمه
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[31 - 08 - 09, 02:52 م]ـ
قال الطحاوي في شرح معاني الآثار:"حَدِيثَ عُرْوَةَ هَذَا عَنْ عَائِشَةَ غَيْرُ مُخَالِفٍ لِحَدِيثِ مَوْلاتِهَا عَنْهَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ ; لأَنَّ الَّذِي فِي هَذَا إخْبَارُهَا أَنَّهَا رَأَتْهُ عُرْيَانًا, وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ مِنْهُ عُرْيًا لَيْسَ فِيهِ انْكِشَافُ عَوْرَةٍ وَأَطْلَقَتْ عَلَيْهِ فِيهِ الْعُرْيَ; لأَنَّ أَكْثَرَ بَدَنِهِ كَانَ كَذَلِكَ. وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ أَنَّ الَّذِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ قِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا كَانَ لِيَلْقَى رَجُلا لا يَصْلُحُ لَهُ أَنْ يَلْقَاهُ مَكْشُوفَ الْعَوْرَةِ, فَكَانَ فِي ذَلِكَ مَا قَدْ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْعُرْيَ الَّذِي لَقِيَهُ عَلَيْهِ لَمْ يَكُنْ فِيهِ انْكِشَافُ عَوْرَةٍ لَهُ وَعَادَ بِذَلِكَ مَا رَأَتْهُ عَائِشَةُ مِنْهُ حِينَئِذٍ إِلَى مَا يَصْلُحُ أَنْ يَرَاهُ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِنْ بَدَنِهِ. وَفِي ذَلِكَ مَا قَدْ دَلَّ أَنَّهَا لَمْ تَرَ لَهُ حِينَئِذٍ عَوْرَةً, وَفِي ذَلِكَ إثْبَاتُ مَا رَوَتْهُ مَوْلاةُ عَائِشَةَ عَنْ عَائِشَةَ مِمَّا قَدْ رَوَيْنَاهُ عَنْهَا فِي هَذَا الْكِتَابِ ".
الرابط:
http://www.sonnaonline.com/Hadith.aspx?Type=T&HadithID=380969(27/489)
تحريف علمي كبير في كلام الإمام الشافعي رحمه الله تعالى
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[25 - 08 - 09, 02:29 م]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
لقد وقفتُ على تحريف خطير وكبير في كلام الإمام الشافعي رحمه الله تعالى وقع في الصارم المنكي، طبعة دار الكتب العلمية، وجب التنبيه عليه:
قال الشافعي رحمه الله تعالى وهو يتحدث عن مراسيل من بعد كبار التابعين، قال ما نصه: (ص465) 0
" فأما من بعد كبار التابعين الذين كثرت مشاهدتهم لبعض أصحاب رسول الله فلا أعلم منهم واحدا يقبل مرسله لامور أحدها أنهم أشد تجاوزا فيمن يروون عنه والآخر أنهم يوجد عليهم الدلائل فيما أرسلوا بضعف مخرجه والآخر كثرة الاحالة كان أمكن للوهم وضعف من يقبل عنه "0
ففي هذا النص، نجد أنَّ الإمام الشافعي لا يقبل مراسيل من بعد كبار التابعين، كما هو واضح في كلامه هنا0
لكن لا ندري كيف تحرف كلامه في كتاب:" الصارم المنكي في الرد على السبكي "0طبعة دار الكتب العلمية، فمن يقف على كلام الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في هذا الكتاب، يفهم بأنَّه يقبل مراسيل من بعد كبار التابعين بشروط، وإليكم النص كما جاء في الصارم المنكي، طبعة دار الكتب العلمية: (ص99) 0
" قال الشافعي: فأمَّا من بعد كبار التابعين فلا أعلم وأحداً منهم يقبل مرسله إلاَّ بأمور:
أحدها: أنَّهم تجوزوا فيمن يروون عنه 0
والآخر: أنَّهم تأخذ عليهم الدلائل فيما أرسلوا الضعف مخرجه، والآخر كثرة الإحالة في الأخبار، وإذا كثرت الإحالة كان أمكن للوهم وضعف من يقبل عنه "0
فانظر أخي كيف تحرف كلام الشافعي من قوله في الرسالة:" فلا أعلم منهم واحدا يقبل مرسله لامور "0إلى قوله - كما في الصارم المنكي - " فلا أعلم واحداً منهم يقبل مرسله إلاَّ بأمور "0
و هذا الكلام - الثاني - على النقيض تماماً من كلامه - الأول - والله أعلم0
أخوكم من بلاد الشام
ابو محمد السوري
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[26 - 08 - 09, 12:04 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا محمد،
لو تيسر مراجعة مخطوط " الصارم المنكي " لتبين لنا إن كان التحريف وقع في المخطوط أم أثناء صفه في دار الكتب " التجارية ".
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[26 - 08 - 09, 02:00 ص]ـ
أبو محمد السوري
الواقع في الطبعات اليوم من التحريف أعظم مما ذكرت الله يصلح حال المشتغلين بذلك
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[26 - 08 - 09, 08:08 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا محمد،
لو تيسر مراجعة مخطوط " الصارم المنكي " لتبين لنا إن كان التحريف وقع في المخطوط أم أثناء صفه في دار الكتب " التجارية ".
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
لا اعتقد أخي الحبيب:" أبو معاوية "0أنَّ هذا التحريف من المخطوط، ذلك أنَّي - نظراً لعدم وجود مخطوط للصارم المنكي بين يدي - قارنتُ بين هذه الطبعة وطبعة الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى، فوجدتُ كلام الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في طبعة الشيخ مقبل رحمه الله تعالى، مضابق لكلامه في الرسالة، فترجح لدي أنَّ التحريف هو من الطباعة لا من الأصل المخطوط، وعلى كل الأحول سوف ابحث عن هذا المخطوط لأقطع الشك باليقين و سوف أذكر ما أصل إليه هنا إن شاء الله تعالى0
أخوكم من بلاد الشام
ابو محمد السوري
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[26 - 08 - 09, 08:13 م]ـ
أبو محمد السوري
الواقع في الطبعات اليوم من التحريف أعظم مما ذكرت الله يصلح حال المشتغلين بذلك
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
وهذا لا يمنع أخي الحبيب:" أبو القاسم المصري "0من نذكر أمثال هذه التحريفات في كلام أئمة العلم، وليت القائمين على هذا المنتدى المبارك أن يخصصوا مكاناً خاصاً لأمثال هذه التحريفات، ويكتب كل أخ ما وقع له - مهما قل أو كبر -من هذه التحريفات، فلعلَّ هذا يكون لهؤلاء التجار فيه شيء من الردع، والله أعلم0
أخوكم من بلاد الشام
ابو محمد السوري
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[26 - 08 - 09, 09:16 م]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
وهذا لا يمنع أخي الحبيب:" أبو القاسم المصري "0من نذكر أمثال هذه التحريفات في كلام أئمة العلم، وليت القائمين على هذا المنتدى المبارك أن يخصصوا مكاناً خاصاً لأمثال هذه التحريفات، ويكتب كل أخ ما وقع له - مهما قل أو كبر -من هذه التحريفات، فلعلَّ هذا يكون لهؤلاء التجار فيه شيء من الردع، والله أعلم0
أخوكم من بلاد الشام
ابو محمد السوري
لخرج من ذلك مجلدات تفوق عدد مجلدات " الكوكب الدراري " لابن عروة!!!
مثال سريع،
نزلت مرة في مستودع إحدى الدور " التجارية "،
فوجدتهم يُلصقون تصحيح آية في طبعتهم الحديثة من " رياض الصالحين "،
الآية هي (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول)،
وكانت في طبعتهم صُفّت خطأً
(وأطيعوا الله ولا تطيعوا الرسول)!!!!!!!!!!!!
¥(27/490)
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[26 - 08 - 09, 09:57 م]ـ
وهذا لا يمنع أخي الحبيب:" أبو القاسم المصري "0من نذكر أمثال هذه التحريفات في كلام أئمة العلم،
نعم أخي الكريم صدقت
وما قصدت التهوين من ذلك أو أنه لا داعي لذكره
بل أردت فقط أن أهون عليك(27/491)
جهود المرأة في نشر الحديث و علومه
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[25 - 08 - 09, 11:40 م]ـ
العنوان: جهود المرأة في نشر الحديث و علومه
- رقم الدورية: 3100022 - 5
- المؤلف: د. عفاف عبدالغفور حميد
- المجلة: مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها
- العدد: 42
http://libback.uqu.edu.sa/hipres/magz/3100022-5.pdf
ـ[أم البراء الحنبلية]ــــــــ[26 - 08 - 09, 06:23 ص]ـ
بارك الله فيكم(27/492)
من رد حديث أسماء الله المذكور في الأذكار النووية و من قبله؟
ـ[أبو نوح]ــــــــ[26 - 08 - 09, 01:25 م]ـ
السلام عليكم إخوة الكرام، بارك الله فيكم و جعل هذا الشهر سبباً لتكفير ذنوبكم.
لا يخفى أن كثيراً من الناس يقولون إن (الرشيد) من أسماء الله الحسنى تبارك و تعالى و يستدلون بالحديت المذكور في كتاب الأذكار للنووي. و قد سمعت أن هناك من رده و كذلك من قبله. فلو بينتم لي بعض أسماء كلا الفريقين و جزاكم الله خيراً. الحديث هو:
وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: " إنَّ لِلَّهِ تَعالى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْماً، إِلاَّ وَاحِداً، مَنْ أحْصَاها دَخَلَ الجَنَّةَ، إنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرِ، هُوَ اللَّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ، الرَّحْمَنُ، الرَّحِيمُ، المَلِكُ، القُدُّوسُ، السَّلامُ، المُؤْمِنُ، المُهَيْمِنُ، العَزِيزُ، الجَبَّارُ، المُتَكَبِّرُ، الخالِقُ، البارىءُ، المُصَوّرُ، الغَفَّارُ، القَهَّارُ، الوَهَّابُ، الرَّزَّاقُ، الفَتَّاحُ، العَلِيمُ، الباسِطُ، الخَافِضُ، الرَّافِعُ، المُعِزُّ، المُذِلُّ، السَّمِيعُ، البَصِيرُ، الحَكَمُ، العَدْلُ، اللَّطِيفُ، الخَبيرُ، الحَليمُ، العَظِيمُ، الغَفُورُ، الشَّكُورُ، العَلِيُّ، الكَبِيرُ، المُغِيثُ، الحَسِيبُ، الجَلِيلُ، الكَرِيمُ، الرَّقِيبُ، المُجِيبُ، الوَاسِعُ، الحَكِيمُ، الوَدُودُ، المَجِيدُ، الباعِثُ، الشَّهِيدُ، الحَقُّ، الوَكِيلُ، القَوِيُّ، المَتِينُ، الوَليُّ، الحَمِيدُ، المُحْصِي، المُبْدِىءُ، المُعِيدُ، المُحْيِي، المُمِيتُ، الحَيُّ، القَيُّومُ، الوَاجِدُ، المَاجِدُ، الوَاحِدُ، الصَّمَدُ، القادِرُ، المُقْتَدِرُ، المُقَدِّمُ، المُؤَخِّرُ، الأوَّلُ، الآخِرُ، الظَّاهِرُ، البَاطِنُ، الوَالي، المُتَعالِ، البَرُّ، التَّوَّابُ، المُنْتَقِمُ، العَفُوُّ، الرًّؤُوف، مالِكُ المُلْكِ، ذُو الجَلالِ وَالإِكْرَامِ، المُقْسِطُ، الجامِعُ، الغَنِيُّ، المُغْنِي، المَانِعُ، الضَّار، النَّافعُ، النُّورُ، الهَادِي، البَدِيعُ، الباقِي، الوَارِثُ، الرَشِيدُ، الصَّبُورُ
ـ[عبدالرحمن طالب]ــــــــ[08 - 09 - 09, 04:57 م]ـ
الحديث الذي فيه اسم (الرشيد) رده عدد كبير من المحدثين كابن حجر وكذلك ابن تيمية والالباني
لانهم رأوا ان سرد الاسماء مدرج وايضا فيه اضطراب في الاسماء مع رواية مدلس وهو الوليد
وقد صدرت فتوى من اللجنة الدائمة 18985 في 19/ 7/1427 ونص الجواب " (الرشيد) ليس من اسماء الله الحسنى لعدم وروده في القرآن وعدم ثبوته في السنة وبناء على ما تقدم فلا يجوز ان يقال عبدالرشيد ومن تسمى بذلك فالواجب تغييره"
وعيها ختم الشيخ بن باز وآل الشيخ وتوقيع بكر ابو زيد والفوزان والغديان
وقد كان اسمي (عبدالرشيد) وغيرته بعد ان وصلتني الفتوى وعمري 40 عاما وغيرت اوراق وشهادات نحو 20 سنه ولله الحمد والحق احق ان يتبع.(27/493)
دراسة حديثية في تفسير آية (الحلقة السادسة)
ـ[ماهر]ــــــــ[27 - 08 - 09, 02:15 ص]ـ
روى السديُّ، عن أبي سعد الأزدي (1)، عن أبي الكنود، عن خَبّاب بن الأرتّ في قوله عز وجل: ((وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)) (2) قال: جاء – يعني: النبيَّ صلى الله عليه وسلم - الأقرعُ بنُ حابسٍ التميميُّ وعُيَينةُ ابن حصن الفزاري فوجدوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم قاعداً مع بلال وعمار بن ياسر وصُهيب وخَبّاب بن الأرت – رضي الله عنهم – في أناسٍ من الضعفاء منَ المؤمنين، فلما رأوهم حوله حَقَروُهم، فأتوه فَخَلَوا به، فقالوا: إنا نحبُ أنْ تجعل لنا منكَ مجلساً تعرف به العرب فضلنا، فإنَّ وفودَ العرب تأتيك فنستحي أن ترانا العربُ قعوداً مع هؤلاء العبيد، أو إذا نحنُ جئناكَ فأقمهم عنا، وإذا نحن فرغنا فأقعدهم إنْ شئتَ، فقال: ((نعم)) فقالوا: فاكتبْ لنا عليك كتاباً، فدعا بالصحيفة ليكتب لهم، ودعا علياً ليكتب، فلما أراد ذلك ونحن قعود في ناحية؛ إذ نزل جبريل - عليه السلام –: ((وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ)) الآية. ثم ذكر الأقرعَ بنَ حابس وصاحبَه قال: ((وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ)) (3) ثم ذكره فقال: ((وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)) (4) فرمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصحيفة، فدعانا فأتيناه وهو يقول: ((سلامٌ عليكم)) فدنونا منه حتى وضعنا رُكَبَنا على رُكْبَتَيِه، وكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يجلسُ معنا، فإذا أراد أنْ يقومَ قامَ وَتَرَكَنَا، فأنزل الله عز وجل: ((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)) يقول: لا تجالس الأشراف: ((وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)) (5) أمَّا الذي أغفل قلبه فهو عيينةُ، والأقرعُ بنُ حابس، وأما فُرُطاً فهلاكاً (6)، ثم ضرب مَثَلَ رجلين ومَثَلَ الحياة الدنيا قال: فكنا بعدَ ذلكَ نَقعدُ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فإذا بَلَغْنَا الساعة التي كانَ يقوم فيها قُمْنَا وَتَرَكْنَاهُ حتى يقومَ وإلا صَبَرَ حتى نقومَ (7).
أخرجه: ابن أبي شيبة (33058)، وابن ماجه (4127)، والبزار (2129) و (2130)، والطبري في "تفسيره " (10328) ط. الفكر و9/ 259 - 260و260 ط. عالم الكتب، والطحاوي في شرح مشكل الآثار " (367) وفي (تحفة الأخيار) (6026)، وابن أبي حاتم في " تفسيره" 4/ 1297 (7331)، والطبراني في " الكبير " (3693)، وأبو نعيم في " حلية الأولياء " 1/ 146 - 147 و344و345، والمزي في " تهذيب الكمال " 8/ 410 (8185) من طريق أسباط بن نصر.
وأخرجه: البيهقي في " دلائل النبوة " 1/ 352 - 353، والواحدي في "أسباب النزول" (240) بتحقيقي وفي " تفسيره " 2/ 274 من طريق حكيم بن زيد.
كلاهما: (أسباط بن نصر، وحكيم بن زيد) عن السدي، بهذا الإسناد.
قال البوصيري في " الزوائد " 4/ 219 (1641): ((هذا إسناد صحيح رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده عن أحمد بن المفضل قال: حدثنا أسباط ابن نصر فذكره بإسناده ومتنه وزاد في آخره ((ولا صبر أبداً حتى نقوم)) وأصله في "صحيح مسلم" وغيره من حديث سعد بن أبي وقاص، وقد روى مسلم والنسائي والمصنِّف (8) بعضه من حديث سعد بن أبي وقاص)).
قلت: في إسناده من تكلم فيه، فالسُّدي صدوق يَهِمُ ورُمِيَ بالتشيع كما قال الحافظ ابن حجر في " التقريب " (463).
وأبو سعد الأزدي لم يذكر فيه العلماء جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في "الثقات" 5/ 568، وقال عنه الحافظ ابن حجر في " التقريب " (8117): ((مقبول)).
¥(27/494)
وأبو الكنود الكوفي وهو عبد الله بن عامر أو عبد الله بن عمير. ذكره البخاري في " التاريخ الكبير " 5/ 64 (503)، وابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 5/ 159 (599) ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، ووثقه ابن سعد في "الطبقات" 6/ 215 - 216، وذكره ابن حبان في " الثقات " 5/ 44، وقال عنه ابن حجر في " التقريب " (8328): ((مقبول)).
ولم أجد متابعاً للسدي أو من بعده فالحديث ضعيف من جهة السند.
وأما الحافظ ابن كثير فقد انتقده من ناحية أخرى فقال في " تفسيره ": 685: ((وهذا حديث غريب، فإنَّ هذه الآية مكية، والأقرع بن حابس وعيينة إنما أسلما بعد الهجرة بدهر)).
فبذلك بان ضعف الحديث وعدم صحته.
وانظر: " تحفة الأشراف " 3/ 47 (3522)، و " جامع المسانيد " 4/ 76 (2436)
وأصل الحديث أنه من حديث سعد بن أبي وقاص.
أخرجه: عبد بن حميد (131)، ومسلم 7/ 127 (2413) (45)، وابن ماجه (4128)، والنسائي في " الكبرى " (8220) و (8237) و (8264) ط. العلمية و (8163) و (8180) و (8207) ط. الرسالة وفي
" فضائل الصحابة "، له (116) و (133) و (160) و (162)، وأبو يعلى (826)، والطبري في " تفسيره " (10332) ط. الفكر و 9/ 262 ط. عالم الكتب، وابن أبي حاتم في " تفسيره " 4/ 1298 (1331)، وابن حبان (6573)، والحاكم 3/ 319، وأبو نعيم في " الحلية" 1/ 245، والبيهقي في " دلائل النبوة " 1/ 353، والواحدي في " أسباب النزول " (239) بتحقيقي من طريق المقدام بن شريح، عن أبيه، عن سعد بن أبي وقاص، قال: كنا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ستة نفر، فقال المشركون للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: اطردْ هؤلاء لا يجترؤُن علينا.
قال: وكنتُ أنا وابن مسعود، ورجل من هذيل، ورجلان لست أسميهما، فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أنْ يقع، فحدث نفسه فأنزل الله عز وجل: ((وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)).
وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 3/ 25 وعزاه إلى الفريابي، وأحمد، وابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه.
أقول: وقد اعتمد الدكتور خالد بن سليمان المزني في " المحرر في أسباب النزول ": 684 على أمر آخر لتقوية هذا الحديث، فقال: إن سبب النزول المذكور وإن كان ضعيفاً لكن يعتضد بإجماع المفسرين على معناه، وسياق الآيات القرآني ويكون سبب نزولها، والله أعلم.
وهذا القول عليه بعض المؤخذات منها:
1. ادعى الإجماع ولم ينقل عمن نقله.
2. لعله أراد بالإجماع ذكر أصحاب التفسير لهذه القصة في مصنفاتهم، فإن صح هذا الأمر فيكون أشد عليه من الأول، وهل ذكر المفسرين لأمر ما دليل على تصحيحه؟ ولو أُصِّل هذا الأمر لُصحِحت عدد من القصص والروايات الواهية والموضوعة والتالفة كقصة ثعلبة وغيرها.
وانظر: " تحفة الأشراف" 3/ 249 (3865)، و"جامع المسانيد" 5/ 144 (3238).
........................................
() قال ابن حجر في " التقريب " (8117): ((ويقال: أبو سعيد)).
(2) الأنعام: 52.
(3) الأنعام: 53.
(4) الأنعام: 54.
(5) الكهف: 28.
(6) مما أثر في هذا المقام في شرح: ((فرطاً)) ما ذكره العلامة الرباني ابن قيم الجوزية في " رسالته إلى أحد إخوانه ": 3 - 4 ضمن مجموعة الرسائل قال: ((إن بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل، ونُصحُه لكلِّ من اجتمع به، قال الله – تعالى – إخباراً عن المسيح عليه السلام: ((وجعلني مباركاً أين ما كنت)) [مريم: 31] أي معلماً للخير، داعياً إلى الله، مذكراً به، مرغّباً في طاعته، فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومُحِقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تُمْحق بركة من لقيه واجتمع به، فإنه يضيع الوقت في الماجَرَيَات، ويفسد القلب، وكل آفة تدخل على العبد، فسببها ضياعُ الوقت، وفساد القلب، وتعود بضياع حظه من الله، ونقصان درجته ومنزلته عنده؛ ولهذا وصى بعض الشيوخ، فقال: احذروا مخالطة من تُضيِّع مخالطته الوقت، وتُفسد القلب، فإنه متى ضاع الوقت وفسد القلب انفرطت على العبد أموره كلها، وكان ممن قال الله فيه: ((وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)) [الكهف: 28].
(7) اللفظ للطبراني.
(8) يعني بذلك ابن ماجه.(27/495)
إسلام أبو طلحة الأنصاي
ـ[أبو فهد الأثري]ــــــــ[27 - 08 - 09, 03:52 ص]ـ
السلام عليكم ..
نفع الله بنا وبكم وشهر مبارك علينا وعليكم ..
شكر الله لكم. .
أبحث عن سنة إسلام أبو طلحة الانصاري زيد بن سهل رضي الله عنه ..
بحث هنا وهناك في كتب الرجال فلم أجد سنة إسلامه. . غالب ما اجد قصة إسلامه مع أم سلييم رضي الله عنها ..
فشكر الله لكم .. أتمنى أني أجد ضالتي عندكم .. مع المرجع ..
حتى لو أرشدتموني إلى مرجع مطول في سنة إسلامه رضي الله عنه
ـ[أبو فهد الأثري]ــــــــ[31 - 08 - 09, 01:30 ص]ـ
للرفع رفع الله قدركم(27/496)
من أكل الثوم باستمرار على أنه علاج
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[27 - 08 - 09, 08:47 م]ـ
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا أَوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ
من أكل الثوم باستمرار على أنه علاج [يأكله على الغداء والعشاء] وأحيانا يجمع بينه وبين البصل؟
هل يدخل في هذا الحديث
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[28 - 08 - 09, 01:09 ص]ـ
وين الأخوان؟؟؟؟؟؟
ـ[محمد الكناني]ــــــــ[31 - 08 - 09, 02:18 ص]ـ
نعم يدخل في الحديث
ـ[أبو معاذ الهلالي]ــــــــ[31 - 08 - 09, 02:11 م]ـ
هو كما أخي محمد الكناني حفظه الله.
لأنّ العلّة التي من أجلها شُرِع اعتزال المسجد هو ما يصيب الأدميِّينَ والملائكةَ من التأذي بالرائحة الكريهة كما في الحديث الذي رواه جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال -:"من أكل من هذه البقلة الثوم و قال مرة من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا؛ فإنّ الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم". رواه مسلم
ومن المعلوم أنّ رائحة الثوم والبصل واحدة، لا تتغيّر باختلاف المقاصد.
وأخيراً فأظنّ أن المكان المناسب لهذه المشاركة هو المنتدى الشرعي العامّ.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[31 - 08 - 09, 02:41 م]ـ
بارك الله فيكم
قال ابو داود
3330 - حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ حَدَّثَنَا أبُو هِلَالٍ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ
أَكَلْتُ ثُومًا فَأَتَيْتُ مُصَلَّى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ سُبِقْتُ بِرَكْعَةٍ فَلَمَّا دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ وَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِيحَ الثُّومِ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ قَالَ مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلَا يَقْرَبَنَّا حَتَّى يَذْهَبَ رِيحُهَا أَوْ رِيحُهُ فَلَمَّا قُضِيَتْ الصَّلَاةُ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَاللَّهِ لَتُعْطِيَنِّي يَدَكَ قَالَ فَأَدْخَلْتُ يَدَهُ فِي كُمِّ قَمِيصِي إِلَى صَدْرِي فَإِذَا أَنَا مَعْصُوبُ الصَّدْرِ قَالَ إِنَّ لَكَ عُذْرًا
وقد استدل بعضهم بهذا الحديث على استثناء المريض أو الجائع
من المنع من الدخول
وقد تركتُ نقل كلام أهل العلم في هذه المسألة والخلاف للأخوة للرجوع إليها
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 04:22 م]ـ
جزاكم الله خير وكتب لكم الأجر
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[06 - 09 - 09, 03:35 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اذا كان الشخص مريضا و هذا علاجه فان مضغ قليل من المقدونس ثم استخدام احد معاجين الاسنان يجعل رائحة الفم طيبة باذن الله
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[06 - 09 - 09, 04:14 م]ـ
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن عين هذه المسألة في حلقته بعنيزة فدعا له بالشفاء وقال إن عليه أن يكف عن الناس أذاه، واعتبر ذلك عذراً له.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 09 - 09, 05:28 م]ـ
فليقله طبخاً (كما ذكر عمر) فهذا يذهب رائحته(27/497)
تعلم مصطلح الحديث بالرسوم التوضيحية
ـ[عبد الفتاح السكندرى]ــــــــ[28 - 08 - 09, 12:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة و السلام على خاتم المرسلين
وبعد كل عام وانتم بخير
اخوانى اعضاء المنتدى اقدم اليكم مصطلح الحديث بالرسوم التوضيحية
من هنا ( http://www.islamup.com/download.php?id=52209)
لا تنسونا من صالح دعائكم
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[28 - 08 - 09, 01:08 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[عبدالرحمن جلال]ــــــــ[28 - 08 - 09, 01:34 م]ـ
جزاك الله خير ونفع بك
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[28 - 08 - 09, 01:43 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك
قلت أنها منقولة من المصادر الأصلية .. ممكن معرفتها؟
ـ[أبو ذر عبد الله السلفي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 02:48 ص]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[سبتي جمال]ــــــــ[29 - 08 - 09, 03:09 ص]ـ
بارك الله فيك اخي عبد الفتاح السكندري وجعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك
لقد وفرت علي كثيرا من الجهد لقد كنت منهمكا في تحضير عمل من هذا القبيل وإذا بي أجده جاهزا امامي فبارك الله فيك ثانية
وإذا ممكن تدلني هل مصدر هذه الرسومات والمخططات أم هي من إنتاجك
ـ[أبو جندل المغربي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 03:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم وفرت علينا كثيرا من الوقت والجهد
ـ[عبد الفتاح السكندرى]ــــــــ[29 - 08 - 09, 03:56 ص]ـ
اخوانى الكرام
بارك اللة فيكم على هذة الكلمات الطيبة و جزاكم الله عنا كل خير
والفضل و الثناء و الحمد يرجع الى اللة وحدة فى اخراج هذا العمل
واقول للاخوة السائلين بارك الله فيهم اما الرسوم و المخططات فهى من انتاجى وقصدت بها
تبسيط و سهو لة دراسة هذا العلم
واما مصادر الكتب التى اعتمدت عليها فهى
1 - تيسير مصطلح الحديث -الدكتور محمود الطحان
2 - تدريب الراوى-جلال الدين السيوطى
3 - صحيح و ضعيف الجامع الصغير و ذيادتة-للالبانى
4 - الباعث الحثيث فى شرح علوم الحديث-احمد شاكر
5 - كتاب الموقظة للذهبى و شرحة لفضيلة الشيخ الحوينى بارك الله فيه
6 - دروس الشيخ ابى اسحاق الحوينى جزاه الله خير فى شرح الباعث الحثيث
وارجوا لكم دوام الفائدة من هذة المصادر
ـ[ابو حذيفة الأثري]ــــــــ[29 - 08 - 09, 05:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا
نفع الله بك الإسلام و المسلمين
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[30 - 08 - 09, 03:50 م]ـ
جازاك الله خيرا على هذا المجهود و اعانك على الاستمرار
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 04:22 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على الإفادة الطيبة.
ـ[كمال سليمان]ــــــــ[30 - 08 - 09, 11:21 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[08 - 09 - 09, 11:58 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك الامه
لقد ارحتني من عناء المخططات
ـ[عبد الفتاح السكندرى]ــــــــ[09 - 09 - 09, 12:12 ص]ـ
بارك اللة فيكم اخوانى
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[09 - 09 - 09, 02:42 م]ـ
بارك الله فيك أخي عبد الفتاح
ـ[عبد الفتاح السكندرى]ــــــــ[10 - 09 - 09, 12:05 ص]ـ
وبارك اللة فيك اخى ابو سلمى و نفع بك
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[10 - 09 - 09, 12:55 ص]ـ
جزاك الله خيرًا
و إن أمكن تصويب الأخطاء اللغوية ببعض الكلمات فهذه الملفات من أفضل ما جاء بعد "الجداول الجامعة"
ـ[محمد بن عبدالله الصادق]ــــــــ[10 - 09 - 09, 02:24 ص]ـ
6 - دروس الشيخ ابى اسحاق الحوينى جزاه الله خير فى شرح الباعث الحثيث
أحسن الله إليك وجزاك الله خيرا ..
لكن عندى سؤال بسيط
هل أكمل الشيخ حفظه الله دروس الباعث الحثيث؟ كنت توقفت عند الشريط رقم 15؟
ـ[محمد بن مسفر]ــــــــ[22 - 09 - 09, 09:15 ص]ـ
اخوانى الكرام
بارك اللة فيكم على هذة الكلمات الطيبة و جزاكم الله عنا كل خير
والفضل و الثناء و الحمد يرجع الى اللة وحدة فى اخراج هذا العمل
واقول للاخوة السائلين بارك الله فيهم اما الرسوم و المخططات فهى من انتاجى وقصدت بها
تبسيط و سهو لة دراسة هذا العلم
واما مصادر الكتب التى اعتمدت عليها فهى
1 - تيسير مصطلح الحديث -الدكتور محمود الطحان
2 - تدريب الراوى-جلال الدين السيوطى
3 - صحيح و ضعيف الجامع الصغير و ذيادتة-للالبانى
4 - الباعث الحثيث فى شرح علوم الحديث-احمد شاكر
5 - كتاب الموقظة للذهبى و شرحة لفضيلة الشيخ الحوينى بارك الله فيه
6 - دروس الشيخ ابى اسحاق الحوينى جزاه الله خير فى شرح الباعث الحثيث
وارجوا لكم دوام الفائدة من هذة المصادر
أخي الكريم عبدالفتاح السكندرى حفظك الله
وفقك الله لما يحب ويرضى، وكتب أجر ما صنعت لإفادة إخوانك
وهناك ملاحظة: أن مايتعلق بالحديث وعلومه يحتاج إلى تطبيق؛ لأن يُرى على البعض أنه يحفظ تعريف الصحيح (مثلا) مجتهداً وهذا من الجانب النظري، لكن لا تراه يعرف الصحيح من الجانب العملي، فعندما يرى الإسناد برجالهِ والمتن بألفاظه لايُمَثِّل الصحيح بتصوره عملياً، فأنصح نفسي وطلبة العلم بالاجتهاد في تعلم هذا العلم من الجانب النظري و العملي (يبدأ بتطبيق ماتعلمه نظريا).
واعلم أن طالب الحديث يعلم هذه المبادىء إن شاء الله، ولكن من باب التذكير.
¥(27/498)
ـ[محمد بن عبدالله الصادق]ــــــــ[24 - 09 - 09, 04:46 ص]ـ
فأنصح نفسي وطلبة العلم بالاجتهاد في تعلم هذا العلم من الجانب النظري و العملي (يبدأ بتطبيق ماتعلمه نظريا).
واعلم أن طالب الحديث يعلم هذه المبادىء إن شاء الله، ولكن من باب التذكير.
وكيف السبيل إلى ذلك؟ فى إنتظار نصائحكم
ـ[ابو الحسن احمد السكندري]ــــــــ[25 - 09 - 09, 04:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سعد العجمي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 08:10 ص]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[النوراني]ــــــــ[27 - 09 - 09, 08:14 ص]ـ
بارك الله فيك
وجزاك الله خير الجزاء
ـ[محمد شكرى]ــــــــ[27 - 09 - 09, 08:11 م]ـ
وفقكم الله لما يحبه ويرضاه
وجزاكم الله كل خير
ـ[د. عدنان]ــــــــ[30 - 09 - 09, 07:58 ص]ـ
الأخ الكريم عبد الفتاح السكندري حفظه الله تعالى
بارك الله فيكم على هذه الإفادة الطيبة، وما صنعت أمر رائع خاصة في مجال تقريب علم مصطلح الحديث للمبتدئين، وكنت قد كتبت كتاباً لطلبة الجامعة، عام 2000م فيها رسول تشبه ما رسمت خاصة في أقسام الحديث من حيث منتهى الاسناد، ومن حيث تعدد أسانيد الحديث، وكذلك من حيث القيول والرد بأقسامه المختلفة، وكان لها أثر بارز على الطلاب في تقريب أنواع الحديث الشريف
فبارك الله في جهدكم، وجعله ذلك في ميزان حسناتكم
ـ[عبدالله آل بوعينين]ــــــــ[30 - 09 - 09, 08:12 ص]ـ
هناك كتيب جميل في المصطلح لمؤلفه جُمعه , وأجمل مافيه إستخدامه للأسهم التعريفية
والرسم التشجيري , بهذا يستطيع طالب العلم أن يجمع التعاريف بشكل جميل وتكون واضحه أمامه
وأيضاً للشيخ عمرو عبدالمنعم سليم , وأمثلته كثيرة
ـ[سمير بن لوصيف]ــــــــ[30 - 09 - 09, 09:41 ص]ـ
شكرا لك
ـ[أبو سلطان الأسعدي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 11:46 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب ,,
ونفع بك ,,
ـ[كمال ابراهيم مصباح]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:37 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء وكما دعونا لك في ظهر الغيب فلا تنسانا بدعائك لنا اخوك ابراهيم من جنوب الجزائر
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:55 ص]ـ
أخي الفاضل: عبدالفتاح السكندرى
أوصلك الله بحبل هداه وسهل طريقك إلى الجنة كما أسهلت وصول أخوانك إلى معرفة المصطلح بهذا التبسيط ..
فبارك الله فيك وفيما أعددت .. فأبشرك أني حملت المصطلح سائلاً المولى أن ييسر لي من يُعينني على فهمه وتعلمه وحفظه وتطبيقه إنه ولي ذلك والقادر عليه .. آمين آمين آمين.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 07:32 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي الحبيب
ـ[عبد الفتاح السكندرى]ــــــــ[03 - 10 - 09, 01:35 ص]ـ
بارك اللة فيكم اخوانى جميعا و جزاكم كل خير و رزقنى واياكم العلم النافع
ـ[وليد الأزهري]ــــــــ[05 - 10 - 09, 02:28 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك ..
ـ[عبد الفتاح السكندرى]ــــــــ[05 - 10 - 09, 02:39 ص]ـ
جزاك اللةخيرا اخى وليد
ـ[ازموراي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 07:33 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[مصطفى سلامه]ــــــــ[08 - 10 - 09, 08:43 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[محمد شكرى]ــــــــ[16 - 10 - 10, 08:26 م]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن مسفر مشاهدة المشاركة
فأنصح نفسي وطلبة العلم بالاجتهاد في تعلم هذا العلم من الجانب النظري و العملي (يبدأ بتطبيق ماتعلمه نظريا)
كيف الوصول الى ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟(27/499)
هل احتج أحمد بحديث أسماء؟
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[28 - 08 - 09, 02:35 ص]ـ
قال ابن قدامة رحمه الله في المغني 503/ 9
وقد روى أبوبكر عن ابن جريج قال: قالت عائشة: دخلت على ابنة أخي مزينة فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض، فقلت: يا رسول الله إنها ابنة أخي وجارية. فقال: "إذا عركت المرأة لم يجز لها أن تظهر إلا وجهها وإلا ما دون هذا". وقبض على ذراع نفسه فترك بين قبضته وبين الكف مثل قبضة أخرى أو نحوها.
وذكر حديث أسماء "إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا". وأشار إلى وجهه وكفيه.
واحتج أحمد بهذا الحديث، وتخصيص الحائض بهذا التحديد دليل على إباحة أكثر من ذلك في حق غيرها.
الكلام رحمكم الله في النقل عن أحمد بالاحتجاج بهذا الحديث.
هل هو ثابت؟
والمسألة في قسم الدراسات الحديثية لا الفقه، بارك الله فيكم.
ولو كان عندكم فوائد عن كلام للإمام أحمد في هذا الحديث أو بعض تلامذته، فلا تحرمونا الفائدة.
والكلام يكون أيضا عن الكلام من ناحية ثبوت الحديث، أو الاحتجاج به، لا عن المسألة الفقهية المترتبة عليه.
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[25 - 09 - 09, 12:08 ص]ـ
لم أجد ما يشير لهذا الاحتجاج فيما نظرت فيه من كتب الحنابلة ولا أحسب أني أحطت بها.
فلعل بعض الكرام عنده في الموضوع زيادة.
سددكم الله.
ـ[شرف الدين]ــــــــ[03 - 10 - 09, 01:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المبدع شرح المقنع - (7/ 9)
وذكر أبو بكر قول أحمد رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا بلغت الحيض فلا تكشف إلا وجهها"
وقد ذكره أيضا الإمام ابن ضويان في منار السبيل
منار السبيل - (2/ 138)
وروى أبو بكر بإسناده: أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبي، صلى الله عليه وسلم، في ثياب رقاق، فأعرض عنها، وقال: "يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا، وهذا: وأشار إلى وجهه، وكفيه" ورواه أبو داود، وقال: هذا مرسل.
ولكن .. أين هو إسناد أبي بكر هذا .. لأنه من الواضح أنه يروي الحديث عن الإمام أحمد مرفوعا؟ لم أقف عليه حتى الآن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(27/500)
ما الفرق بين له اغاليط وله اوهام
ـ[ابو الاشبال السكندرى]ــــــــ[29 - 08 - 09, 03:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ماهو الفرق بين له اغاليط وله اوهام
ـ[مسدد2]ــــــــ[30 - 08 - 09, 01:15 م]ـ
الغلط و الوهَم: التوجه نحو الامر المغلوط وأنت تريده ظنا منك انه الصواب
الوهْم: معرفتك ان الصواب في غيره لكن سبق لسانك وخاطرك عنه فقلتَ شيئاً آخر، هو غلط، عرَضاً لم يكن مقصوداً.
والامر فيه سعة ان شاء الله.
والله اعلم.
ـ[ابو الاشبال السكندرى]ــــــــ[31 - 08 - 09, 02:48 ص]ـ
بارك الله فيك اخى الفاضل ونفع بك
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[31 - 08 - 09, 08:48 ص]ـ
ولا فرق بينهما عند أهل الحديث.
ـ[عبدالله ابوحسان]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:18 م]ـ
جزاك الله كل خير أخي الكريم و احسن اليك(28/1)
سماع قتادة من عبد الله بن سرجس
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[29 - 08 - 09, 01:43 م]ـ
سلام عليكم
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فسأتناول هاهنا إن شاء الله تعالى مسألة سماع قتادة من عبد الله بن سرجس، من خلال كلام أهل العلم، حسب الخطة التالية:
1 - إمكانية سماع قتادة من عبد الله بن سرجس
2 - سماع قتادة من عبد الله بن سرجس
3 - استدلال بعض المعاصرين لنفي سماع قتادة من عبد الله بن سرجس
أولا: إمكانية سماع قتادة من عبد الله بن سرجس:
نلاحظ أن عاصم بن سليمان الأحول، وهو من الطبقة الرابعة من أهل البصرة، قد روى عن عبد الله بن سرجس، وحديثه عنه في مواضع من صحيح مسلم، أذكر منها:
كتاب صلاة المسافربن باب 9 ح 1684
كتاب الحج باب 41 ح 3128
كتاب الحج باب 75 ح 3340
كتاب الحج باب 75 ح 3341
كتاب الفضائل باب 30 ح 6234
وقد تأخرت وفاة عاصم الأحول عن وفاة قتادة، إذ توفي بعد سنة أربعين ومائة، فقتادة أولى بالرواية عن عبد الله بن سرجس منه.
قال عبد الله بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال:
(4300) قلت لأبي: قتادة سمع من عبد الله بن سرجس؟ قال: ما أشبهه، قد روى عنه عاصِمٌ الأحول.
وقتادة حافظ البصرة، وهو أحرص الناس على الحديث:
قال يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 281)
ثنا سلمة، ثنا أحمد بن حنبل، حدثنا عفان، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن روح بن القاسم، عن مطرٍ قال: كان قتادة إذا سمع الحديث يختطفه اختطافا. قال: وكان إذا سمع الحديث لم يحفظه، أخذه العويل والزويل حتى يحفظه.
قلت: شهادة مطر لقتادة جائزة!
وقد ذكر الحافظ في التقريب (شاغف/ 3365) أن عبد الله بن سرجس: (صحابي سكن البصرة)
ثانيا: سماع قتادة من عبد الله بن سرجس
ما دام سماع قتادة من عبد الله بن سرجس ممكنا، فرواية هشام الدستوائي عن قتادة عنه تكفي في إثبات سماع قتادة منه.
وعلى هذا جرى عمل الأئمة من أول شعبة، وهو أول النقاد الحفاظ، ويحيى بن سعيد القطان، وهو رأس الطبقة الثانية من الحفاظ النقاد، كما عدهم عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب تقدمة المعرفة:
قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، في كتاب تقدمة المعرفة، في باب ما ذُكِرَ من علمِ شُعبة بناقلة الأخبار وكلامه فيهم على حروف المعجم:
قال: نا أبي، نا مقاتل بن محمد، قال: سمعتُ أبا داود قال: قال شعبة: إذا حدثكم هشامٌ الدستوائيُّ بشيءٍ فاختموا عليه.
وقال أبو الفضل الدوري في تاريخه:
(3993) قال يحيى بن معين: قال يحيى بن سعيد: إذا كان عندي عن سعيد بن أبي عروبة لم أُبالِ ألا أسمعه من هشام، وإذا كان عندي عن هشام لم أُبالِ ألَّا أسمعه من شعبة، فإن كان عندي عن شعبة لم أبالِ ألَّا أسمعه منهما.
وقال أبو محمد بن أبي حاتم (9/ 240):
أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلى، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: قال شعبة: هشام الدستوائي أعلم بحديث قتادة منى وأكثر له مجالسة منى.
قال: وسمعت يحيى بن معين يقول: كان يحيى بن سعيد إذا سمع الحديث من هشام الدستوائي لا يبالي أن لا يسمعه من غيره. (وراجع التاريخ الكبير لأبي بكر بن أبي خيثمة ص 600 ط دار غراس)
وقال أبو القاسم البغوي في الجعديات:
1051 - حدثنا أحمد بن زهير، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أثبت الناس في قتادة: سعيد بن أبي عروبة، وهشامٌ الدستوائي، وشعبة. ومن حَدَّثَ من هؤلاء بحديث، فلا تبال ألا تسمعه من غيره.
وقال عبد الله بن أحمد (في العلل ومعرفة الرجال، 1529)
قال أبي: سمعتُ عبد الرحمن بن مهدي يقول: قال هشامٌ الدستوائيُّ: لو شهدتُ على ضرب عنق قتادة جاز في الحديث، كأنه قد استثبت.
وقال عبد الله بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال:
(5264) قيل: سمع قتادة من عبد الله بن سرجس؟ قال: نعم! قد حَدَّثَ عنه هشامٌ - يعني عن قتادة عن عبد الله بن سرجس - حديثا واحدا، وقد حَدَّثَ عنه عاصِمٌ الأحول.
والحديث الذي ذكره الإمام أحمد، رواه في المسند، قال رحمه الله:
¥(28/2)
21320 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِى أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «لاَ يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِى الْجُحْرِ وَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ فَإِنَّ الْفَأْرَةَ تَأْخُذُ الْفَتِيلَةَ فَتَحْرِقُ أَهْلَ الْبَيْتِ وَأَوْكِئُوا الأَسْقِيَةَ وَخَمِّرُوا الشَّرَابَ وَغَلِّقُوا الأَبْوَابَ بِاللَّيْلِ». قَالُوا لِقَتَادَةَ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْبَوْلِ فِى الْجُحْرِ قَالَ: يُقَالُ إِنَّهَا مَسَاكِنُ الْجِنِّ. تحفة 5322 معتلى 3172 مجمع 8/ 111
وقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في المراسيل (ط دار الرسالة، بتحقيق شكر الله قوجاني)
619ب- حديث ابن سرجس ما يرويه غير معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن عبد الله بن سرجس أن النبي صلى الله عليه وسلم عن البول في الأحجرة.
وقد صَحَّحَ أبو حاتم سماعَ قتادة من عبد الله بن سرجس أيضا:
قال أبو محمد بن أبي حاتم في المراسيل:
640 - سمعت أبي يقول: قتادة عن أبي هريرة مرسلٌ، وقتادة عن عائشة مرسلٌ، ولم يلقَ قتادة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنساً، وعبد الله بن سرجس.
وقال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في المستدرك (1/ 181):
سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيَّ يَحْيَى بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، يَقُولُ: أَنْهَى عَنِ الْبَوْلِ فِي الأَجْحِرَةِ لِخَبَرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " لا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْجُحْرِ "،
وَقَالَ قَتَادَةُ: إِنَّهَا مَسَاكِنُ الْجِنِّ وَلَسْتُ أَبُتُّ الْقَوْلَ أَنَّهَا مَسْكَنُ الْجِنِّ لأَنَّ هَذَا مِنْ قَوْلِ قَتَادَةَ،
هَذَا حَدِيثٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ فَقَدِ احْتَجَّا بِجَمِيعِ رُوَاتِهِ، وَلَعَلَّ مُتَوَهِّمًا يَتَوَهَّمُ أَنَّ قَتَادَةَ لَمْ يَذْكُرْ سَمَاعَهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ، وَلَيْسَ هَذَا بِمُسْتَبْعَدٍ، فَقَدْ سَمِعَ قَتَادَةُ مِنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ لَمْ يَسْمَعْ مِنْهُمْ عَاصِمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلُ، وَقَدِ احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِحَدِيثِ عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ وَهُوَ مِنْ سَاكِنِي الْبَصْرَةِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ
(ط دار الكتب العلمية ح667، وطبعة دار الحرمين ح670)
ثالثا: استدلال بعض المعاصرين لنفي سماع قتادة من عبد الله بن سرجس:
قال أبو محمد بن أبي حاتم في المراسيل:
619 - أخبرنا حرب بن إسماعيل – فيما كتب إلي – قال: قال أحمد بن حنبل:
ما أعلم قتادة روى عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسَلَّم، إلا عن أنس.
قيل: فابن سرجس؟
فكأنه لم يره سماعا.
(وهو في مسائل حرب بن إسماعيل، ص 467، ط دار الرشد بتحقيق القاضي ناصر بن سعود)
ففهم بعض المعاصرين من هذا النص أن الإمام أحمد لا يثبت سماع قتادة من عبدالله بن سرجس:
منهم:
1 - مقبل بن هادي الوادعي (الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين، ح 579، ص492، الطبعة الثالثة) وصحح الحديث المذكور
2 - أبو إسحاق الحويني (حجازي بن محمد شريف) في عون المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود، التعليق على الحديث 34، فأورد جانبا من أقوال أهل العلم، وذهب إلى ضعف الحديث، مع إقراره بأن قتادة سمع من عبد الله بن سرجس في الجملة!!
قال أبو إسحاق الحويني: (قلت: الذي يظهر لي أن قتادة سمع من ابن سرجس في الجملة، فقد كانا متعاصرين، كما يفهم من كلام أبي حاتم السابق ......... )
قلت: عبد الله بن أحمد ألزم لأبيه وأعرف به وهو مقدم على حرب في الرواية عنه، فضلا عن كونه آخر من حدث عنه، فما نقله من تصريح الإمام أحمد أولى.
والنصان 4300، 5264 من العلل برواية عبد الله بن أحمد، لم يذكرهما مقبل ولا أبو إسحاق.
ولم يرو قتادة عن عبد الله بن سرجس إلا حديثا واحدا، كما قال أبو محمد بن أبي حاتم.
ويبقى تنبيه على ما نقله العلائي في جامع التحصيل:
قال رحمه الله: في ترجمة قتادة/633/ ص 255 ط3 عالم الكتب:
وصحح أبو زرعة سماعه من عبد الله بن سرجس.
¥(28/3)
قلت: لم أقف على كلام أبي زرعة، ولا هو ذكر تصحيح أبي حاتم سماع قتادة من عبد الله بن سرجس، وأخشى أن يكون العلائي وهم في هذا، فذكر أبا زرعة مكان أبي حاتم.
والله تعالى أجل وأعلم.
يتبع إن شاء الله ...........
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[29 - 08 - 09, 01:45 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فإنه يلزمنا أن ننظر فى قول الإمام أحمد الذي رواه عنه حرب بن إسماعيل (وقد وجدته بنصه في مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه برواية حرب، بتحقيق قاضي عفيف) وعنه أبو محمد بن أبي حاتم، في المراسيل:
قال أبو محمد بن أبي حاتم في المراسيل:
-619 أخبرنا حرب بن إسماعيل – فيما كتبإلي – قال: قال أحمد بن حنبل:
ما أعلم قتادة روى عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسَلَّم، إلا عن أنس.
قيل: فابن سرجس؟
فكأنه لم يره سماعا.
(وهو في مسائل حرب بن إسماعيل، ص 467، ط دار الرشد بتحقيق القاضي ناصر بن سعود)
فقد ثبت بالدليل القاطع أن الإمام أحمد قد تراجع عن قوله: {ما أعلم قتادة روى عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسَلَّم، إلا عن أنس}
فقد أثبت الإمام أحمد في المسند – وهو من آخر ما حَدَّث به الإمام أحمد – سماع قتادة من أبي الطفيل عامر بن واثلة:
قال - رحمه الله:
17321 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. وَحَجَّاجٌ قَالَ حَدَّثَنِى شُعْبَةُ قَالَ سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ - قَالَ حَجَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ - قَالَ قَدِمَ مُعَاوِيَةُ وَابْنُ عَبَّاسٍ فَطَافَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَاسْتَلَمَ الأَرْكَانَ كُلَّهَا فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ إِنَّمَا اسْتَلَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَيْسَ مِنْ أَرْكَانِهِ شَيْءٌ مَهْجُورٌ.
قَالَ حَجَّاجٌ قَالَ شُعْبَةُ النَّاسُ يَخْتَلِفُونَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ يَقُولُونَ مُعَاوِيَةُ هُوَ الَّذِي قَالَ لَيْسَ مِنَ الْبَيْتِ شَيْءٌ مَهْجُورٌ وَلَكِنَّهُ حَفِظَهُ مِنْ قَتَادَةَ هَكَذَا.
{4/ 95} معتلى 7272 مجمع 3/ 240
وقال الإمامُ مسلمٌ في صحيحه (كتاب الحج، باب 40)
3125 - وَحَدَّثَنِى أَبُو الطَّاهِرِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ قَتَادَةَ بْنَ دِعَامَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ الْبَكْرِيَّ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ لَمْ أَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُ غَيْرَ الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ. تحفة 5778 - 1269/ 247
وقال الإمامُ أحمد أيضا:
24526 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنْبَأَنَا الْجُرَيْرِيُّ قَالَ كُنْتُ أَطُوفُ مَعَ أَبِى الطُّفَيْلِ فَقَالَ مَا بَقِىَ أَحَدٌ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَيْرِي. قَالَ قُلْتُ وَرَأَيْتَهُ قَالَ نَعَمْ. قَالَ قُلْتُ كَيْفَ كَانَ صِفَتُهُ قَالَ كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحاً مُقْصِداً. تحفة 5050 معتلى 8702
وقد رواه مسلمٌ أيضا: قال - رحمه الله- في كتاب الفضائل، باب 28:
6217 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ قُلْتُ لَهُ أَرَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ نَعَمْ كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحَ الْوَجْهِ.
قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ مَاتَ أَبُو الطُّفَيْلِ سَنَةَ مِائَةٍ وَكَانَ آخِرَ مَنْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. تحفة 5050 - 2340/ 98
6218 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ رَجُلٌ رَآهُ غَيْرِي. قَالَ فَقُلْتُ لَهُ فَكَيْفَ رَأَيْتَهُ قَالَ كَانَ أَبْيَضَ مَلِيحاً مُقَصَّداً. تحفة 5050 - 2340/ 99
وقال عبد الله بن أحمد أيضا (في العلل ومعرفة الرجال):
[5641] سمعت أبي يقول: أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي قد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فبهذا يثبت تراجع الإمام أحمد عن قوله {ما أعلم قتادة روى عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسَلَّم، إلا عن أنس}
إذ أن الإمام أحمد روى في المسند ما يصح به لأبي الطفيل الصحبة، وروى ما يصح به سماع قتادة منه،
وأما الاستدراك على الإمام أحمد في هذا النص، والذي حكاه حرب بن إسماعيل الكرماني، فالظاهر أن أبا عبد الله قد فوجئ به، ولكن يظهر أيضًا من النصين الواردين عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، أنه لم يهمل الاستدراك، ولكن ظل يتتبعه، حتى انتهى إلى تصحيح سماع قتادة من عبد الله بن سرجس، بدلالة رواية هشام الدستوائي عنه، كما مضى
والله تعالى أجل وأعلم
¥(28/4)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[29 - 08 - 09, 07:01 م]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم
وقَالَ الطَّبَرَانِيّ: سَمِعت مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْبَراء يَقُول: قَالَ عَلّي بن الْمَدِينِيّ: سمع قَتَادَة من عبد الله بن سرجس
ولكن ذكر البُخَارِيّ فِي «تَارِيخه» أَن قتادة سمع أنسا وَأَبا الطُّفَيْل وَلم يذكر من الصَّحَابَة غَيرهمَا ورواية هشام عن قتادة لا تفيد سماع قتادة ممن فوقه فيما أعلم
وإنما قيل ذلك في شعبة لا غير
واحتجاج الإمام أحمد برواية عاصم عن ابن سرجس لا برواية هشام عن قتادة هذا الحديث
وإنما ذكر رواية هشام لأنه ليس ثمت غيرها رواية صحيحة تدل على أن قتادة روى عن ابن سرجس
ومن أعل الحديث بتدليس قتادة فليس بشيء
والله أعلم
ـ[محمد الكناني]ــــــــ[31 - 08 - 09, 02:06 ص]ـ
أشكرك شيخنا أبو مريم على هذه الفوائد الغزار(28/5)
فوائد حديثية من "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" لابن الملقن (متجدد)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[30 - 08 - 09, 12:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بالله أستعين
فالحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعده:
فقد أحببت أن أتحف طلاب الحديث ببعض الفوائد من شرح ابن الملقن رحمه الله تعالى على صحيح البخاري، لعل الله أن ينفعني وإياكم بها.
هذا، وسأقدم رقم الجزء والصفحة من طبعة وزارة الأوقاف القطرية لهذا الكتاب، لمن أراد الرجوع والتثبت.
- (2/ 142): ليس في الصحابة من اسمه عمر بن الخطاب غيره، فهو من الأفراد – أحد أنواع علوم الحديث، وفي الصحابة عمر ثلاثة وعشرون نفسا على خلاف في بعضهم، وربما يلتبس بعمرو بزيادة واو في آخره وهم خلق فوق المائتين بزيادة أربعة وعشرين على خلاف في بعضهم رضي الله عنهم.
- (2/ 144): ليس في الكتب الستة علقمة بن وقاص غيره.
- (2/ 154): ومن الغريب العزيز رواية ستة من التابعين بعضهم عن بعض، وقد أفرده الخطيب بجزء وجمع اختلاف طرقه وهو حديث منصور بن المعتمر، عن هلال بن يَساف، عن الربيع بن خُثيم، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن امرأة من الأنصار، عن أبي أيوب، عن النبي صلى الل عليه وسلم في أن {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن.
- (2/ 205): ليس في الصحابة الحارث بن هشام (*) إلا هذا، وإلا الحارث بن هشام الجهني.
(*) أخو أبي جهل لأبويه.
- (2/ 219): ليس في الرواة مالك بن أنس غير هذا الإمام، وغير مالك بن أنس الكوفي، روي عنه حديث واحد عن هانئ بن حزام، وقيل: جزام، ووهم بعضهم فأدخل حديثه في حديث الإمام. نبه عليه الخطيب في كتابه المتفق والمفترق.
ولما شرح الحديث الخامس: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَنَا أُحَرِّكُهُمَا لَكُمْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّكُهُمَا وَقَالَ سَعِيدٌ أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُهُمَا فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} قَالَ جَمْعُهُ لَه فِي صَدْرِكَ وَتَقْرَأَهُ {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} قَالَ فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَرَأَهُ
- قال (2/ 346 - 347): هذا الإسناد على شرط الستة، ورواته ما بين مكي وكوفي وبصري وواسطي، وكلهم من الأفراد لا أعلم من شاركهم في اسمهم مع اسم أبيهم، وفيه من طرف الإسناد رواية تابعي عن تابعي، وهما موسى بن أبي عائشة عن سعيد.
- (2/ 347 - 348): هذا الحديث حصل في إسناده نوع من علوم الحديث وهو التسلسل بتحريك الشفة لكنه لم يتصل، وقل في المسلسل الصحيح.
- (2/ 355): عبد الله بن المبارك هذا من أفراد الكتب الستة، ليس فيها من يسمى بهذا الاسم غيره، نعم في الرواة خمسة غيره، ذكرهم الخطيب في "المتفق والمفترق".
- (2/ 357): عبدان لقب جماعة أكبرهم هذا قال ابن طاهر: إنما قيل له ذلك؛ لأن كنيته ابو عبد الرحمن واسمه عبد الله، فاجتمع في اسمه وكنيته العبدان. وهذا لا يصح بل ذلك من تغيير العامة للأسامي وكسرهم لها في زمن صغر المسمى أو نحو ذلك، كما قالوا في علي: عليان وفي أحمد بن يوسف السلمي وغيره: حمدان، وفي وهب بن بقية: وهبان.
- ولما تكلم على حديث هرقل الطويل (2/ 371): هذا الحديث ليس لأبي سفيان في الصحيحين، وهذه الكتب الثلاثة (*) سواه ولم يروه عنه إلا ابن عباس.
(*) الضمير هنا يعود إلى كتب [سنن أبي داود والترمذي والنسائي] فقد قدمهم ابن الملقن بالذكر.
- (2/ 372): أبو سفيان في الصحابة جماعة لكن في هذه الترجمة – أعني: ابن حرب- من الأفراد.
- (2/ 374): ليس في الكتب الستة الحكم بن نافع وصالح بن كيسان غير هذين، وفي الرواة الحكم بن نافع آخر، روى عنه الطبراني، وهو قاضي القلزم، ذكره الخطيب في المتفق والمتفرق.
(يبتع إن شاء الله .......... )
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 06:21 م]ـ
بارك الله فيك
¥(28/6)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[31 - 08 - 09, 01:40 م]ـ
وفيك بارك الله
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[01 - 09 - 09, 01:32 ص]ـ
فوائد (2)
- (2/ 380): ليس في الصحابة من اسمه دحية سواه (*) ... لم يخرج من الستة حديثه إلا السجستاني في سننه وهو من أصحاب الحديثين. قاله ابن البرقي.
(*) يعني دحية الكلبي رضي الله عنه.
لما ترجم لعبد الله بن عمر بن الخطاب قال (2/ 435): في الصحابة أيضا عبد الله بن عمرن جَرْمي، يقال: إن له صحبة، يروى عنه حديث في الوضوء.
- (2/ 464): أبو هريرة من الأفراد، ليس في الصحابة من اكتنى بهذه الكنية سواه. وفي الرواة آخر اكتنى بهذه الكنية، يروى عن مكحول وعنه أبو المليح، لا يعرف. وآخر اسمه محمد بن فراس الضبعي .... وفي أصحابنا الشافعية آخر اكتنى بهذه الكنية واسمه ثابت بن سنبل.
- (2/ 466): ليس في الكتب الستة من اسمه سليمان بن بلال غير هذا.
- (2/ 482): إذا أطلق الشعبي فالمراد به هذا الإمام، وإن كان جماعة بما وراء النهر يطلق عليهم ذلك لكنهم متأخرون جدا.
- (2/ 485): ليس في الكتب الستة شعبة بن الحجاج غيره.
- (2/ 487): ليس في هذه الكتب آدم بن أبي إياس غير هذا.
- (2/ 495): أبو موسى في الصحابة هذا [الأشعري] والأنصاري، والغافقي مالك بن عبادة أو ابن عبد الله، وأبو موسى الحكمي.
- ولما شرح حديث: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ قَالَ تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ.
قال (2/ 501): هذا الإسناد كله مصريون أعلام وهو من لطائف الإسناد.
- (2/ 506): أنس بن مالك في الصحابة اثنان لا ثالث لهمها أحدهما هذا وهو الأشهر، والثاني أبو أمية الكعبي.
- (2/ 507): أنس يشتبه بـ (أتش) بالمثناة فوق بدل النون وشين معجمة، وهو محمد بن الحسن بن أتش الصنعاني، المتروك، وأخوه علي بن الحسن فاعلم ذلك.
- (2/ 508): ليس في الكتب الستة من اسمه قتادة بن دعامة سوى هذا.
- (2/ 511): ليس في الكتب الستة مسدد غيره.
- الأعرج (2/ 514): ليس في الكتب الستة من اسمه عبد الرحمن بن هرمز سواه.
(يتبع إن شاء الله .... )
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[06 - 09 - 09, 06:16 م]ـ
فوائد (3)
- (2/ 519): في الكتب الستة يعقوب بن إبراهيم اثنان، أحدهما: هذا (*) وثانيهما: الزهري.
(*) يعني: الدَّوْرَقِي.
- لما أورد حديث: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَسِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ.
قال (2/ 527): رجال هذا الحديث كلهم بصريون خرج لهم الشيخان وباقي الستة.
- (2/ 541): عبادة بن الصامت هذا فرد في الصحابة، وفيهم عبادة بدون ابن الصامت اثنتا عشرة نفسا.
- ولما أرود حديث: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ.
قال (2/ 565): هذا الإسناد فيه لطيفة مستطرفة وهي أن رجاله كله مدنيون.
¥(28/7)
- ولما أورد حديث: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ.
قال (2/ 605): هذا الرجل لم أقف على اسمه وكذا الأخ فليُطْلَب.
- في ترجمته لسعيد بن المسيب قال (2/ 618): والمسيب: بفتح الياء على الصحيح المشهور، وقاله أهل المدينة بكسرها، وحكي عنه كراهة الفتح، ولا خلاف في فتح الياء من المسيب بن رافع وولده العلاء بن المسيب.
- ولما أورد حديث: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى رَهْطًا وَسَعْدٌ جَالِسٌ فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا هُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا؛ فَقَالَ: أَوْ مُسْلِمًا. فَسَكَتُّ قَلِيلًا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ فَعُدْتُ لِمَقَالَتِي فَقُلْتُ: مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا؛ فَقَالَ: أَوْ مُسْلِمًا. ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ فَعُدْتُ لِمَقَالَتِي وَعَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: يَا سَعْدُ إِنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ. وَرَوَاهُ يُونُسُ وَصَالِحٌ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
قال (2/ 640): في هذا الإسناد لطيفتان:
الأولى: أنه جمع ثلاثة زهريين مدنيين.
الثانية: أنه جمع ثلاثة تابعيين يروي بعضهم عن بعض، صالح وابن شهاب وعامر، وصالح أكبر من الزهري؛ لأنه أدرك ابن عمر فهو من رواية الأكابر عن الأصاغر، وهذه لطيفة ثالثة.
- تابعة لما سبق (2/ 640 - 641): معنى قوله: (رواه يونس .. ) إلى آخره، أن هؤلاء الأربعة تابعوا شعيبا في رواية هذا الحديث عن الزهري فيزداد قوة بكثرة طرقه، وفي هذا وشبهه من قول الترمذي: وفي الباب عن فلان وفلان إلى آخره.
فوائد:
هذه إحدها (*)
وثانيها: أن تعلم رواته؛ ليتبع رواياتهم ومسانيدهم من يرغب في شيء من جمع الطرق أو غيره لمعرفة متابعة أو استشهاد أو غيرهما.
الثالثة: ليعرف أن هؤلاء المذكورين رووه، فقد يتوهم من لا خبرة له أنه لم يروه غير ذلك المذكور في الإسناد، فربما رآه في كتاب آخر عن غيره فتوهمه غلطا، وزعم أن الحديث إنما هو من جهة فلان فإن قيل: في الباب عن فلان وفلان ونحو ذلك زال الوهم المذكور، فتنبه لذلك.
(*) يعني معنى قوله .... إلخ.
(يتبع إن شاء الله .... )
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[07 - 09 - 09, 03:10 ص]ـ
بارك الله فيك وأحسن الله إليك، واصل وصلك الله بطاعته.
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 03:35 ص]ـ
متى سيطبع الكتاب طبعه تجارية وفقكم الله
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[07 - 09 - 09, 01:00 م]ـ
متى سيطبع الكتاب طبعه تجارية وفقكم الله
قريبا إن شاء الله ..
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[20 - 09 - 09, 07:32 ص]ـ
فوائد (4)
- لما أورد حديث: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ وَيُونُسُ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: ذَهَبْتُ لِأَنْصُرَ هَذَا الرَّجُلَ فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرَةَ فَقَالَ أَيْنَ تُرِيدُ قُلْتُ أَنْصُرُ هَذَا الرَّجُلَ قَالَ ارْجِعْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا الْقَاتِلُ فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ قَالَ إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ.
¥(28/8)
قال (3/ 17): في هذا الإسناد لطيفتان كل رجاله بصريون وفيه ثلاثة تابعيون يروي بعضهم عن بعض، وهم: الأحنف والحسن وأيوب مع يونس.
- (3/ 34): عبد الله بن مسعود في الصحابة ثلاثة، أحدهم هذا (*) وثانيهم أبو عمرو الثقفي أخو أبي عبيد، استشهد يوم الجسر كأخيه، وثالثهم غفاري، وقيل أبو مسعود له حديث، وفيهم رابع اختلف في اسمه فقيل: ابن مسعدة، وقيل ابن مسعود. فزاري.
(*) يعني ابن غافل.
- ولما أورد حديث: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ح قَالَ وحَدَّثَنِي بِشْرُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
قال (3/ 40) هذا الإسناد اجتمع فيه ثلاثة من التابعين من أهل الكوفة بعضهم عن بعض: الأعمش وإبراهيم وعلقمة، أئمة فضلاء.
- لما ترجم للبراء بن عازب قال (3/ 90): أبوه صحابي أيضا ذكره ابن سعد في طبقاته، وقل من ذكره ولم يسمع له ذكر في شيء من المغازي، وقد جاء حديثه في الرجل الذي اشترى منه الصيدق بثلاثة عشر درهما، وليس في الصحابة عازب غيره، ولا فيهم البراء بن عازب سوى ولده.
- (3/ 110): همام بن منبه من الأفراد، وإن كان في الصحابة والتابعين من يشترك معه في الاسم دون الأب. فائدة أخرى: لا يلتفت إلى تضعيف الفلاس له فإنه من فرسان الصحيحين.
- (3/ 144): إذا أطلق ابن سيرين فهو محمد.
- في الرجلين المتلاحين في ليلة القدر (3/ 162): مكثت مدة فلم أعثر على من سماهما إلى أن رأيت ابن دحية في كتابه "العلم المشهور" قال: هما كعب بن مالك وعبد الله بن أبي حدرد. قلت: وحديثهما ذكره البخاري في الخصومات وغيره كما ستعلمه.
- لما أورد حديث: الحلال بين والحرام بين ... قال (3/ 193): تنبيه: نقل عن يحيى بن معين وأهل المدينة أنه لا يصح للنعمان (*) سماع من النبي صلى الله عليه وسلم. وهو باطل يرده هذا الحديث فإن فيه التصريح بسماعه، وكذا رواية مسلم: وأهوى النعمان بإصبعيه إلى أذنيه، وهو مما صححه أهل العراق.
(*) هو ابن بشير.
- (3/ 193): ليس في الصحابة من اسمه النعمان بن بشير غير هذا فهو من الأفراد، وفيهم النعمان جماعات فوق الثلاثين.
- (3/ 204): وأما أبو جمرة فهو بالجيم والراء وليس في الصحيحين من يكنى بهذه الكنية غيره، ولا من اسمه جمرة بل ولا في باقي الكتب الستة أيضا ولا في الموطأ وفي كتاب الجياني أنه وقع في نسخة أبي ذر عن أبي الهيثم بالحاء والزاي وذلك وَهَمٌ. واسمه نصر بن عمران بن عصام وقيل: ابن عاصم بن واسع الضبعي البصري.
- (3/ 227): في الصحابة أبو مسعود هذا (*) وأبو مسعود الغفاري، قيل: اسمه عبد الله وثالث الظاهر أنه الأول.
(*) عقبة بن عمرو.
- (3/ 232): ليس في الكتب الستة حجاج بن منهال سواه.
- (3/ 237): ليس في الصحابة جرير بن عبد الله البجلي إلا هذا.
- الأعرابي السائل: متى الساعة؟ (3/ 255): هذا الأعرابي لا يحضرني اسمه فليبحث عنه.
- (3/ 268): وليس في الصحابة حذيفة بن اليمان سواه، وإن كان فيهم حذيفة ستة.
- (3/ 269): وليس في الكتب الستة شقيق بن سلمة سواه، وإن كان فيهم من يسمى بهذا الاسم أربعة غيره.
- لما شرح ترجمة (باب قول المحدث حدثنا أو أخبرنا وأنبأنا) قال (3/ 270 - 272):
اختلف العلماء في هذه المسألة التي عقد لها البخاري الباب على ثلاثة مذاهب:
أحدها: ما ذكره البخاري وهو جواز إطلاق (نا، وأنا) في قراءة الشيخ والقراءة عليه، وهو مذهب جماعة من المحدثين، منهم: الزهري ومالك وابن عيينة ويحيى القطان وجماعة من المتقدمين، وقيل: إنه قول معظم الحجازيين والكوفيين.
وقال القاضي عياض: لا خلاف أنه يجوز في السماع من لفظ الشيخ أن يقول السامع فيه: (نا، وأنا) وأنبأنا وسمعته يقول، وقال لنا فلا، وذكر لنا فلان.
وكذا قال الطحاوي: لم يفرق القرآن بين الخبر والحديث ولا السنة، قال تعالى {الله نزل أحسن الحديث} وقال {يومئذ تحدث أخبارها} فجعل الحديث والخبر واحدا، وقال تعالى {قد نبأنا الله من أخباركم} وهي الأشياء التي كانت بينهم، و {هل أتاك حديث الجنود}، {ولا يكتمون الله حديثا}، وقال عليه السلام: ((ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟))، و ((أخبرني تميم الداري))، وذكر قصة الجن، وقال هنا: ((فحدثوني: ما هي؟)) وفي رواية ((فأخبروني))، وقال في الحديث السالف: ((وأخبروا به من وراءكم) وصحح هذا المذهب ابن الحاجب الأصولي، ونقل هو وغيره عن الحاكم أنه مذهب الأئمة الأربعة.
المذهب الثاني: المنع فيهما في القراءة عليه إلا مقيدا مثل: حدثنا فلان قراءة عليه، وأخبرنا قراءة عليه، وهو مذهب ابن المبارك ويحيى بن يحيى التميمي وأحمد بن حنبل والمشهور عن النسائي، وصححه الآمدي والغزالي وهو مذهب المتكلمين.
والمذهب الثالث: الفرق؛ فالمنع في حدثنا والجواز في أخبرنا، وهو مذهب الشافعي وأصحابه ومسلم بن الحجاج وجمهور أهل المشرق ونقل عن أكثر المحدثين منهم: ابن جريج والأوزاعي والنسائي، وابن وهب وقيل: إنه أول من أحدث هذا الفرق بمصر وصار هو الشائع الغالب على أهل الحديث.
وخير ما يقال إنه اصطلاح منهم أرادوا به التمييز بين النوعين، وخصصوا قراءة الشيخ بحدثنا بقوة إشعاره بالنطق والمشافهة.
(يتبع إن شاء الله .... )
¥(28/9)
ـ[حارث ماهر ياسين]ــــــــ[20 - 09 - 09, 07:49 م]ـ
جزاكم الله كل خير ونفع بكم.فوائد مهمة
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[20 - 09 - 09, 07:57 م]ـ
مشكور يا اخ عبدالله.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[22 - 09 - 09, 04:06 م]ـ
جزاكم الله كل خير ونفع بكم.فوائد مهمة
مشكور يا اخ عبدالله.
بارك الله فيك وأحسن الله إليك، واصل وصلك الله بطاعته.
وفيكم بارك الله تعالى ووصلكم الله بطاعته
ـ[ابو الحسن احمد السكندري]ــــــــ[25 - 09 - 09, 04:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[وليد الأزهري]ــــــــ[29 - 09 - 09, 08:35 ص]ـ
جزاك الله خيرًا، و بارك فيك ..
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 06:29 ص]ـ
- (3/ 404 - 405): رحل جماعات إلى حديث واحد من أماكن شاسعة.
قال عمرو بن أبي سلمة للأوزاعي: أنا ألزمك منذ أربعة أيام ولم أسمع منك إلا ثلاثين حديثا؛ فقال: وتستقل ثلاثين حديثا في أربعة أيام؟! لقد سار جابر إلى مصر واشترى راحلة يركبها حتى سأل عقبة عن حديث واحد وانصرف. وهذا قد قدمناه.
وعن مالك أن رجلا خرج إلى مسلمة بن مخلد بمصر في حديث سمعه.
وعن ابن بريدة أن رجلا من الصحابة رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر في حديث سمعه.
وعن سعيد بن المسيب لقد كنت أسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد.
ورحل عُبيد الله بن عدي بن الخِيَار إلى علي بن أبي طالب بالعراق لحديث واحد.
وأبو عثمان النَّهْدي من العراق إلأى المدينة في حديث واحد عن أبي هريرة.
وابن الديلمي رحل من فلسطين إلى عبد الله بن عمرو بالطائف لحديث واحد.
وأبو معشر من الكوفة إلى البصرة لحديث واحد بلغه عن أبان بن أبي عياش.
وشعبة من البصرة إلى مكة شرفها الله تعالى ولم يرد الحج لحديث واحد.
وعلي بن المبارك من مرو إلى هارون بن المغيرة بالبصرة لحديث واحد.
وزيد بن الحباب رحل من البصرة إلى المدينة في حديث واحد؛ ومن المدينة إلى موسى بن علي بمصر.
وصالح بن محمد جزرة رحل إلى خراسان بسبب حديث عن الأعمش.
(يتبع ... إن شاء الله)
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 06:29 ص]ـ
جزاك الله خيرًا، و بارك فيك ..
جزاك الله خيرا
وإياكم وفيكم بارك الله وبكم نفع
ـ[ناصر أبو البراء]ــــــــ[01 - 10 - 09, 08:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في الواقع كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن كتاب كثير الفوائد عظيم النفع ولقد بذل المحققون جهداً طيباً يشكروا عليه ومقدمة التحقيق التي جاءت في مجلد كامل تعد من المقدمات الوافية والممتعة والمفيدة.
وبارك الله فيمن كان سبباً في نشر هذه الذخيرة العلمية التي جاءت بطبعة رائعة وحلة قشيبة ووقعت في ستة وثلاثين مجلداً، وهو من إصدارات وزارة الأوقاف القطرية حيث يوزع على طلبة العلم.
ـ[ناصر أبو البراء]ــــــــ[01 - 10 - 09, 08:49 م]ـ
السلام عليكم وجزاكم الله خيراً أخي أبا الوضاح على هذا الجهد الطيب:
واسمح لي بإضافة فائدة من فوائد كتاب الإيضاح أوردها المحققون، وهي:
احتفظ لنا هذا الكتاب بنصوص وفوائد علمية ونقولات هامة فقد أصلها أو لم تُطبع، منها ما هو في الحديث أو الرجال أو اللغة أو غير ذلك.
وإليك بعض الأمثلة على ذلك:
- شرح البخاري للمهلب بن أبي صفرة، وكذا شرح مغلطاي،وابن التين وغيرهم من الشراح.
- جامع القزاز.
- الصحاح لابن السكن.
- الدلائل للسرقسطي.
- الأمالي لابن مندة.
-كتاب البسملة لأبي محمد المقدسي.
- الأمالي الشارحة لمفردات الفاتحة للرافعي.
وذكروا العديد من المصادر
.......... المجلد الأول الصفحة 366 - 367
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[07 - 10 - 09, 03:29 م]ـ
السلام عليكم وجزاكم الله خيراً أخي أبا الوضاح على هذا الجهد الطيب:
واسمح لي بإضافة فائدة من فوائد كتاب التوضيح أوردها المحققون
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
على الرحب والسعة، وللإخوة المشاركة أيضا، سلمكم الله أجمعين ..
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[15 - 10 - 09, 06:03 م]ـ
¥(28/10)
- (3/ 552 - 551): لو صح في الرواية ما هو خطأ، فالجمهور على روايته على الصواب، ولا يغيره في الكتاب، بل يكتب في الحاشية: كذا وقع، وصوابه كذا - وهو الصواب- وقيل: يغيره ويصلحه؛ روي ذلك عن الأوزاعي وابن المبارك وغيرهما، وعن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: كان أبي إذا مر به لحن فاحش غيَّره، وإن كان سهلا تركه.
وعن أبي زرعة أنه كان يقول: أنا أصلح كتابي من أصحاب الحديث إلى اليوم.
- (3/ 552): توقَّى جماعة من الإكثار في الرواية خوف دخول الوهم عليهم ولقيام غيرهم به.
- (3/ 559): كتابة الحديث:
وقد اختلف الصدر الأول في ذلك؛ فمنهم من كره كتابته وكتابة العلم وأمروا بحفظه ومنهم من جوَّز ذلك.
وجاء النهي في حديث: "لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن ومن كتب عني غير القرىن فليمحه". رواه مسلم.
وفي الإباحة الحديث الآتي: "اكتبوا لأبي كبشة".
ولعل الإذن لمن خيف نسيانه والنهي لمن أمن وخيف اتكاله، أو نهى حين خيف اختلاطه بالقرآن، وأذن حين أمن.
ثم إنه زال ذلك الخلاف وأجمعوا على الجواز، ولولا تدوينه لدرَس في الأعصار الأخيرة.
- (3/ 566): النَّحْوي: نسبة إلى قبيلة، وهم ولد النحو بن شمس بن عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نصر بن زهران.
وليس في هذه القبيلة من يروي الحديث سواه [يعني: شيبان بن عبد الرحمن] ويزيد بن أبي سعيد (م، د)، وأما ما عداهما فنسبه إلى النحو علم العربية كأبي عمرو بن العلاء وغيره.
- (3/ 638 - 639): شيخ البخاري قيس بن حفص بن القعقاع الدارمي، وعنه أبو زرعة، وهو شيخ لا بأس به، وانفرد به البخاري عن باقي الكتب الستة، وليس في مشايخه من اسمه قيس سواه. مات سنة سبع وعشرين ومئتين.
- لما شرح حديث (136): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَالِدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قَالَ: رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ فَتَوَضَّأَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ.
قال (4/ 26): هذا الإسناد جميع رجاله من فرسان الصحيحين، وباقي الكتب الستة إلا يحيى بن بكير فإنه من رجال البخاري ومسلم وابن ماجه فقط.
وفيه لطيفة أيضا: وهو أن النصف الأول من إسناده مصريون والنصف الثاني مدنيون.
- لما ترجم لعبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري قال (4/ 38):
ووهم ابن عيينة فزعم أنه الذي أُرِيَ الأذان أيضا، وهو عجيب، فإن ذاك: عبدالله بن زيد بن عبد ربه بن ثعلبة بن زيد الأنصاري؛ فكلاهما اتفقا في الاسم واسم الأب والقبيلة وافترقا في الجد والبطن من القبيلة، فالأول مازني والثاني حارثي. وكلاهما أنصاريان خزرجيان، فيدخلان في نوع المتفق والمختلف.
وممن غلَّط ابن عيينة في ذلك البخاري في صحيحه في باب الاستسقاء كما ستعلمه هناك إن شاء الله تعالى وقدَّره.
(يتبع ... إن شاء الله)
ـ[أبو الوليد السلفي السكندري]ــــــــ[23 - 10 - 09, 04:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابومالك السودانى]ــــــــ[28 - 10 - 09, 03:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا فوائد نفيسة ولو اخبرتنا من اين نحصل على الكتاب بارك الله فيك
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 02:13 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[10 - 11 - 09, 02:21 م]ـ
- لما شرح حديث (145): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ إِذَا قَعَدْتَ عَلَى حَاجَتِكَ فَلَا تَسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ وَلَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَقَدْ ارْتَقَيْتُ يَوْمًا عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَنَا فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى لَبِنَتَيْنِ مُسْتَقْبِلًا بَيْتَ الْمَقْدِسِ لِحَاجَتِهِ وَقَالَ لَعَلَّكَ مِنْ الَّذِينَ يُصَلُّونَ عَلَى أَوْرَاكِهِمْ فَقُلْتُ لَا أَدْرِي وَاللَّهِ قَالَ مَالِكٌ يَعْنِي الَّذِي يُصَلِّي وَلَا يَرْتَفِعُ عَنْ الْأَرْضِ يَسْجُدُ وَهُوَ لَاصِقٌ بِالْأَرْضِ.
قال (4/ 111): فائدة:
هذا الإسناد كله على شرط الشيخين وباقي الستة إلا عبد الله بن يوسف فإنه من رجال البخاري وأبي داود والترمذي والنسائي؛ وكلهم مدنيون سواه = فإنه مصري تنيسي بكسر المثناة فوق.
وفي هذا الإسناد طرفة أخرى وهي: رواية ثلاثة من التابعين بعضهم عن بعض: يحيى بن سعيد ومحمد بن يحيى وواسع بن حَبان.
ـ[محمد زكريا الحنبلي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 05:59 ص]ـ
بارك الله فيك(28/11)
الحكم على بعض الأحاديث
ـ[ابولينا]ــــــــ[30 - 08 - 09, 02:28 م]ـ
بارك الله فيكم إخوتي الفضلاء مبارك عليكم هذا الشهر الفضيل
وارجوا منك مساعدتي في الخروج بحكم قاطع على هذه الأحاديث:
{حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو الْخَطَّابِ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا رُزَيْقٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْأَلْهَانِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ بِصَلَاةٍ وَصَلَاتُهُ فِي مَسْجِدِ الْقَبَائِلِ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلَاةً وَصَلَاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي يُجَمَّعُ فِيهِ بِخَمْسِ مِائَةِ صَلَاةٍ وَصَلَاتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلَاةٍ وَصَلَاتُهُ فِي مَسْجِدِي بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلَاةٍ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِمِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ}
{قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنِ الشَّيْبَانِيِّ وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ}
{عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ عَنْ أَخِيهِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ عَنْ مَيْمُونَةَ مَوْلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ فَإِنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِي غَيْرِهِ قُلْتُ أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ قَالَ فَتُهْدِي لَهُ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ كَمَنْ أَتَاهُ}
{حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ ذِي الْأَصَابِعِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ ابْتُلِينَا بَعْدَكَ بِالْبَقَاءِ أَيْنَ تَأْمُرُنَا قَالَ عَلَيْكَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَنْشَأَ لَكَ ذُرِّيَّةٌ يَغْدُونَ إِلَى ذَلِكَ الْمَسْجِدِ وَيَرُوحُونَ}
ولكم جزيل الشكر والتقدير
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[30 - 08 - 09, 03:17 م]ـ
هشام بن عمار قال: حدثنا أبو الخطاب الدمشقي قال: حدثنا رزيق أبو عبد الله الألهاني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة الرجل في بيته بصلاة، وصلاته في مسجد القبائل بخمس وعشرين صلاة، وصلاته في المسجد الذي يجمع فيه بخمس مائة صلاة، وصلاته في المسجد الأقصى بخمسين ألف صلاة، وصلاته في مسجدي بخمسين ألف صلاة، وصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة " سنن ابن ماجة
ضعيف جدا (المشكاة (752)، التعليق الرغيب (2/ 136))
لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهو كذلك قالوا وأين هم قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني ء المصدر: السلسلة الصحيحة ء الصفحة أو الرقم: 4/ 599
خلاصة الدرجة: إسناده ضعيف وله شاهد بنحوه
إسماعيل بن عبد الله الرقي قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا ثور بن يزيد، عن زياد بن أبي سودة، عن أخيه عثمان بن أبي سودة، عن ميمونة، مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قلت: يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس قال: " أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره " قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: " فتهدي له زيتا يسرج فيه، فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه " ابن ماجة.
منكر، ضعيف سنن ابن ماجة برقم 1428
قال عبد الله بن أحمد، حدثني أبو صالح الحكم بن موسى، قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة، عن عثمان بن عطاء، عن أبي عمران، عن ذي الأصابع قال: قلت: يا رسول الله، إن ابتلينا بعدك بالبقاء أين تأمرنا؟ قال: " عليك ببيت المقدس، فلعله أن ينشأ لك ذرية يغدون إلى ذلك المسجد ويروحون " مسند الامام احمد
فيه عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني ضعفوه.
و الله أعلم(28/12)
القرضاوي: ماخالف العقل نرده ولو كان في الكتب الستة
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[31 - 08 - 09, 06:38 م]ـ
وجدت الشيخ القرضاوي في برنامج الشريعة والحياة على قناة الجزيرة هذا اليوم وسمعت منه بضع دقائق فوجدته يقول: "نرد ما خالف العقل ولو كان في الكتب الستة".
ولي على هذا الكلام ملاحظات:
1. هل يستطيع الشيخ أن يذكر لنا أحاديث في البخاري ومسلم تخالف العقل؟
2. كيف يقال هذا الكلام أمام الملايين؟
3. ماهو العقل الذي يقصده، هل هو عقله أم عقل المشاهدين أم عقل المتكلمين والفلاسفة؟
4. ألا يفتح هذا الكلام الباب على مصراعيه أمام الطعن في كتب الحديث من قبل العوام والجهلة والطوائف المخالفة للسنة؟
5. هل يصدر هذا الكلام من رجل يفهم منزلة الصحيحين؟
6. أليس هذا من أقوال المبتدعة الذين يردون النصوص الصحيحة بدعوى مخالفتها لعقولهم؟
لا أدري لوسمعنا منه كثيرا مالذي نجده.
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[31 - 08 - 09, 07:10 م]ـ
عفوا
كلامك غير صحيح
وهذا ما تدعيه يحتاج منك أنت إلى دليل غير سماعك لبضع دقائق فهذا وحده لا يكفي.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[31 - 08 - 09, 08:09 م]ـ
الأخ الكريم ..
كُتُب الشيخ القرضاوي منتشرة في كلّ مكان، وفيها عصارة اجتهاداته وآرائه. فاسمح لأخيك الضعيف أن يستفسر منك عن السياق الذي ورد به كلامه، وهل فصّل قوله أم ذَكَرَهُ عَرَضاً، وهل استعمتَ إلى كامل الحلقة أم اتفق أنك وأنت تدير القنوات سمعتَ ما سمعتَ، كما هو ظاهر كلامك.
الأمر يحتاج إلى تثبت بارك الله فيك، ولا تكفي الدقائق التي أشرتَ إليها لأن تصدر هذا الحُكم على الشيخ.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[31 - 08 - 09, 10:44 م]ـ
تريّث
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[31 - 08 - 09, 11:25 م]ـ
الشيخ معروفة آراؤه ووكتبه منشورة ....... وكذلك كتب من ردّ عليه وفنّد شبهه موجودة مشهورة ......
فلما العجب أخي الحبيب؟؟؟!!!!!! ....
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[01 - 09 - 09, 12:26 ص]ـ
العجب كل العجب فيمن يسمع كلاما مجتزءا، ثم ينشر ما فهمه دون تروي أو تثبت مما سمعه.
العجب كل العجب أن يتم تناول علماء أفنوا حياتهم في خدمة دينهم ثم يأتي أحد طلاب العلم غير المتخصصين فيحكم على هؤلاء العلماء دون أن يسأل أويستوثق مما قرأ أو سمع.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[01 - 09 - 09, 01:06 ص]ـ
المهم أن هذا الكلام يخالف عقلي فأنا أرده ولو كان قائله الشيخ القرضاوي (أو غيره).
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - 09 - 09, 01:17 ص]ـ
رويدكم هداكم الله، لماذا لا تطالبون الأخ بعرض سياق الكلام أو التثبت ونحو ذلك بدلا من الهجوم عليه هكذا، هذا أولا.
ثانيا: من يعرف آراء الشيخ القرضاوي لا يستنكر مثل هذا الكلام أبدا ودفاعه عن الشيخ الغزالي حول الكتاب السيء عن السنة لا تنكر، والكتب التي تناولت آراء الشيخ القرضاوي وفيها المواضع التي رد فيها السنة بعقله، وأول الأحاديث والآيات بما لا يتفق معه عالم من العلماء، ومخالفاته للإجماع معروفة، فلماذا لا تتثبتوا ثم تردوا؟!
لقد تناقشت مرة مع شخص قرضاوي وقلت له: الشيخ القرضاوي يقول إنه يسمع أم كلثوم وفيروز ويشاهد كذا وكذا من الأفلام والمسلسلات فبادر هكذا قائلا لي: لا لم يقل هذا الكلام ولم يطالبني بدليل ليتثبت من صدقي وكانت الجريدة عندي، وأظن أنكم لم تطلعوا على آراء الشيخ القرضاوي فهالكم ما قال الأخ، وهذا شيء إيجابي أن تستنكروا تحكيم العقل في رد أو قبول السنة، ولذا عليكم أن تقرأوا ولو قليلا حول موقف الشيخ القرضاوي من قضية العقل، وتكون القراءة بتجرد وإنصاف وطلبا للحق ونسأل الله أن يهدينا جميعا لما اختلف فيه من الحق بإذنه، وأرجو ألا نخرج عن الموضوع بقول من أنت حتى تقول ما تقول، وكون القرضاوي عالم وكذا وكذا، نريد حقائق وأدلة لا حماس وعواطف ورد بلا علم، وأعرف الأخ محمد مبروك أنني من المتخصصين في الشريعة ولله الحمد والمنة.
ـ[صخر]ــــــــ[01 - 09 - 09, 01:22 ص]ـ
ألم تملوا من تتبع الشيخ القرضاوي؟ ...
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - 09 - 09, 01:38 ص]ـ
وهل مل هو أو التفت لم ينصحه ويرد عليه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة، حتى نمل نحن؟
ثم أين التتبع هذا موضوع مطروح تكتب فيه ما تعتقد انك ترضي الله عزوجل به وترشد من لا يعلم، فماذا في هذا؟
هل رأيتني فتحت موضوعا عن أخطاء القرضاوي اخي الكريم حتى تقول هذا الكلام، وكم مرة وقفت لي على تتبع للقرضاوي؟!
ألم يسأم من يدافع ويحاول أن يكون صادقا وموضوعيا مع نفسه فيرجع وينظر بتجرد في أقوال الفريقين إن كان أهلا للنظر، أو يتبع العلماء الهداة في ذلك؟ 1
ألم يرد الشيخ الفوزان على القرضاوي؟! فماذا كان موقفه من الشيخ الفوزان؟!
من يرد بلا علم هو الذي يرغمنا على الرد، ومن يخطيء هو الذي يرغمنا على الرد، ونسأل الله العفو العافية.
¥(28/13)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - 09 - 09, 01:38 ص]ـ
وهل مل هو أو التفت لم ينصحه ويرد عليه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة، حتى نمل نحن؟
ثم أين التتبع هذا موضوع مطروح تكتب فيه ما تعتقد انك ترضي الله عزوجل به وترشد من لا يعلم، فماذا في هذا؟
هل رأيتني فتحت موضوعا عن أخطاء القرضاوي اخي الكريم حتى تقول هذا الكلام، وكم مرة وقفت لي على تتبع للقرضاوي؟!
ألم يسأم من يدافع ويحاول أن يكون صادقا وموضوعيا مع نفسه فيرجع وينظر بتجرد في أقوال الفريقين إن كان أهلا للنظر، أو يتبع العلماء الهداة في ذلك؟ 1
ألم يرد الشيخ الفوزان على القرضاوي؟! فماذا كان موقفه من الشيخ الفوزان؟!
من يرد بلا علم هو الذي يرغمنا على الرد، ومن يخطيء هو الذي يرغمنا على الرد، ونسأل الله العفو العافية.
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[01 - 09 - 09, 02:25 ص]ـ
الحلقة التي سجلتها الجزيرة توشك أنو توضع على موقع الجزيرة نت فلا مجال للنقاش حتى يتبين الأمر
فالحلقات توضع صوتا وصورة ومفرغة كاملة على موقع البرنامج
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/7455D9A7-AF8F-4FFD-BEEA-864E69F5921F.htm
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[01 - 09 - 09, 02:48 ص]ـ
كيف تفرقون بين هذا الكلام ومسألة نقد المتون؟!
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - 09 - 09, 03:06 ص]ـ
نقد المتون له أسس وموازين علمية ولا يتكلم فيه إلا أئمة الشأن العارفين به، أما العقل فلا ضابط له فكل إنسان له عقل يستطيع أن يقبل ويرد ماشاء بعقله، فمن أوتي ذكاء ولم يؤت زكاء سيصول ويجول ويرد الشريعة بعقله ولك أن تراجع الكتب التي صنفت في نقض عقول أقصد أصول العقلانيين، وبيان أن العقل عندهم هو الهوى والله الموفق.
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[01 - 09 - 09, 03:08 ص]ـ
يا جماعة ..
لتنحو منحى الشيخ الخراشي في كتابه: القرضاوي في الميزان ..
والتريّث التريّث ..
والحقّ أحقّ أن يتبع ..
والشيخ القرضاوي ينبغى أن تحترم وتقدر مكانته العلمية , ولو أتى بما يخالف .. فهو يعدّ من جملة العلماء ..
ولا عصمة إلا لمن عُصم ..
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[01 - 09 - 09, 03:12 ص]ـ
نقد المتون له أسس وموازين علمية ولا يتكلم فيه إلا أئمة الشأن العارفين به، أما العقل فلا ضابط له فكل إنسان له عقل يستطيع أن يقبل ويرد ماشاء بعقله، فمن أوتي ذكاء ولم يؤت زكاء سيصول ويجول ويرد الشريعة بعقله ولك أن تراجع الكتب التي صنفت في نقض عقول أقصد أصول العقلانيين، وبيان أن العقل عندهم هو الهوى والله الموفق.
أخي الحبيب، من قال لك إن الشيخ يقصد النقد من غير أسس وموازين علمية ومن غير أيمة هذا الشأن؟!
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - 09 - 09, 03:48 ص]ـ
أحبك الله أخي الكريم، والذي قال لي هذا هو علمي بأقوال الشيخ القرضاوي وما يستدل به وكيفية استدلاله، وإليك أمثلة من أقواله في السنة:
1 - ثبت في مسلم مرفوعا (إن أبي وأباك في النار).
قال القرضاوي: قلت: ما ذنب عبد الله بن عبد المطلب حتى يكون في النار وهو من أهل الفترة والصحيح أنهم ناجون؟!!!
2 - وثبت في الصحيحين مرفوعا (يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح).
قال القرضاوي: من المعلوم المتيقن الذي اتفق عليه العقل والنقل أن الموت ليس كبشا ولا ثورا ولا حيوانا من الحيوانات.
3 - وثبت في الصحيح مرفوعا (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة).
قال القرضاوي: هذا مقيد بزمان الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان الحكم فيه للرجال استبدادياً، أما الآن فلا.
4 - وثبت في الصحيح (ما رأيت من ناقصات عقل ودين أسلب للب الرجل الحازم من إحداكن).
قال القرضاوي: إن ذلك كان من الرسول على وجه المزاح.
5 - وثبت في الصحيح (لا يقتل مسلم بكافر).
قال القرضاوي-بعد أن قرر أن المسلم يقتل بالكافر خلافا للحديث-: إن هذا الرأي هو الذي لا يليق بزماننا غيره .. ونحن بترجيح هذا الرأي نبطل الأعذار ونعلي راية الشريعة الغراء.
وله غير ذلك كثير.
وراجع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=90348
وانظر إلى تضعيفه لحديث صححه الأئمة لأنه لا يوافق مذهبه العصري، واستدلاله بحديث لا أصل له وفي الحلقة نفسها من برنامج الشريعة والحياة الذي فيه من الطامات ما فيه.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[01 - 09 - 09, 03:59 ص]ـ
نسأل الله تعالى أن يهديه وأن يرده للحق ...
ـ[هاني إسماعيل]ــــــــ[01 - 09 - 09, 04:06 ص]ـ
الأخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
أتساءل لم كل هذا التحامل على الشيخ القرضاوي وهو عالم يجتهد ويخطئ، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر [النبي] صلى الله عليه وسلم.
لم النيل من العلماء المخلصين .. وإن اجتهدوا وأخطأوا فلهم أجر إن لم يكن لهم أجران.
لم لا نحس الظن بهم ... وهم يفتون ويعملون من أجل إعلاء كلمة الدين.
لم العداء لشخص القرضاوي لأنه القرضاوي.
كنت أود من الأخ الحبيب الذي طرح الموضوع النقاش أن يتناول الموضوع من الناحية العلمية لا الناحية الشخصية فيطرح رأي القرضاوي كاملا غير مجتزأ ويرد عليه ردا علميا رصينا.
لا داع لتجميع أخطائة التشهير به.
فلو أفادنا الأخ برأيه هو في العقل ورأي الشيخ لكان أنفع لنا جميعا
ونسأل الله أن لا يجعلنا ممن يتعصبون فينكرون الحق.
¥(28/14)
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - 09 - 09, 04:54 ص]ـ
قول الأخ صحيح سمعته من القرضاوي في إعادة البرنامج، بل إنه أضاف أيضا الترويج للأشاعرة والماتريدية على أنهم هم أهل السنة في القديم والحديث، واستدل بأبيات من جوهرة التوحيد ... إلخ، والله يهدينا ويهديه.(28/15)
تدليس قتادة، للشيخ د. عادل الزرقي
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[01 - 09 - 09, 03:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، وبعد:
فهذا مبحث مستلٌّ من رسالة الشيخ د. عادل بن عبدالشكور الزرقي للدكتوراه: (مرويات الإمامين قتادة بن دعامة ويحيى بن أبي كثير المعلة في كتاب العلل للإمام الدارقطني)، وقد تكلم فيه عن تدليس قتادة.
فقال -رعاه الله-:
اشتهر عند أهل العلم بأن قَتادة كان يدلِّس في الحديث.
قال شعبة عنه: «إذا جاء ما لم يسمع يقول: قال سعيد بن جبير، وقال أبو قلابة …» ([1]).
وقال أبو داود: «حدَّث قَتادة عن ثلاثين رجلاً لم يسمع منهم» ([2]).
وقدَّم أبو حاتم قَتادة على أيوبَ في معاذة بقوله: «قَتادة إذا ذكر الخبر – يعني إذا بيَّن السَّماع» ([3]).
وممن وصفه بالتَّدليس ابن حبان ([4]) والحاكم ([5]) والخطيب ([6]).
وقال الذَّهبيُّ: «مدلِّس معروف بذلك» ([7]).
وقد ذكره ابن حجر في الطَّبقة الثالثة من طبقات المدلِّسين الذين أكثروا من التَّدليس، فلا يحتجُّ الأئمَّة من أحاديثهم إلا ما صرَّحوا فيه بالسَّماع ([8]).
وفي ذكره في هذه الطبقة نظر، بل هو مرجوح للغاية، فمثله في المرتبة الثانية - على أقل تقدير – وهم من احتمل الأئمة عنعنتهم، وأخرجوا له في الصَّحيح وإن لم يصرِّحوا بالسَّماع لعدة أسباب منها:-
1. أن مصطلح التَّدليس عند من وصف بعضَ الرُّواة بالتَّدليس جارٍ على كلامهم بلغة العرب قبل نشأة المصطلح، والتَّدليس لغة التَّكتم، وكتمان العيب ([9])، قال البزَّار: «التَّدليس ليس بكذب، وإنَّما هو تحسين لظاهر الإسناد» ([10]). فهو أعمُّ مما عند أهل المصطلح المتأخر. فكل تكتُّم لعيب في الإسناد يعدُّ تدليساً فصاحبه مدلِّس، ومن حدَّث عن أناس لم يسمع منهم أو لم يلقهم أصلاً، وكتم هذا العيب على عموم النَّاس، فقد دلَّس عليهم، وإن علم بذلك خواص أهل العلم، فلا يخرجه ذلك من هذا الوصف إجمالاً، فتنْزيل كلامهم على ما اصطلحوه مؤخراً غير صحيح. ومن شواهد ذلك:-
أ- قول ابن حبَّان في يحيى بن أبي كثير: «كان يدلِّس، فكلما روى عن أنس فقد دلَّس عنه ولم يسمع من أنس، ولا من صحابي شيئاً» ([11]). وقال أيضاً: «بشير بن المهاجر الغنوي، من أهل الكوفة، يروى عن عبد الله بن بريدة، وقد روى عن أنس، ولم يره، دلَّس عنه» ([12]).
ب- قول ابن عبد البر: «يدلِّس كثيراً عمن لم يسمع منه» ([13]).
2. أنَّ كلَّ من وصفه بالتَّدليس، لم يذكر اشتهاره به، سوى ما نقله ابن حجر عن النَّسائي، ولم يحكِ لفظه، فيضعف الاحتجاج به نوعاً ما، ولا يلزم من الاشتهار بالشيء الإكثار منه، فالإكثار أخص من الاشتهار، والذي يظهر لمن سبر أحاديثه وعللها، أنَّ تدليسه قليل في جنب ما روى، ولعل وصفه بالكثرة نسبي لمن يشدِّد فيه، أو لأنَّ أهل البصرة قد أكثروا من ذلك عموماً.
3. أن من وصفه بالتَّدليس من العلماء – كشعبة – ذكر أسماء معينة كان قَتادة يفعل ذلك معهم، لا مع كل راوٍ، فكيف إذا كان شيخه أنس -رضي الله عنه-، وقليلٌ أن يصرح عنه في جنب ما روى عنه.
4. أنَّ الأسماء التي ذكرت في روايته عنهم – ولم يسمع منهم – تخرج المسألة من التَّدليس الاصطلاحي إلى الإرسال الخفي في اصطلاح ابن حجر والانقطاع عموماً عند من سلف، فكيف يحتجُّ بذلك في باب التَّدليس هذا، وقد ذكر أبو داود أنَّه حدَّث عن ثلاثين رجلاً لم يسمع منهم كما سبق قبل قليل، وليس هذا بتدليس عند من تأخر، وهو كذلك عند السابقين بعموم التعمية.
5. أن البخاريَّ ومسلم والتِّرمذيَّ وابن خزيمة وابن حبَّان والحاكم وغيرهم - ممن ألَّف في الصَّحيح أو تميَّز بالحكم على كثير من الأحاديث – صحَّحوا كثيراً من أحاديث قَتادة التي عنعن فيها، ولم يردُّوها بالعلَّة هذه، بل بعلةٍ أخرى إن وجد للحديث علة ما، فأين الأئمَّة الذين يقول ابن حجر بأنهم يردُّون عنعنتهم؟
ولذا قال ابن دقيق العيد بعد كلام طويل عن هذا الإشكال: «… وإلا فيجوز أن يرى أنها محمولة على السَّماع حتى يظهر الانقطاع، وإذا جاز وجاز، فليس لنا الحكم عليه بأحد الجائزين مع الاحتمال»، إلى أن قال: «والأقرب في هذا أن نطلب الجواب من غير هذا الطَّريق، أعني طريق القدح بسبب التَّدليس» ([14]).
¥(28/16)
6. أن صفات الطَّبقة الثَّانية منطبقة عليه تماماً، وبيانه:-
أ. أن الأئمَّة احتملوا عنعنة قَتادة، وأخرجوا له في الصَّحيح معنعناً كما سبق، وقول ابن حجر: «من احتمل الأئمة تدليسه»، فيه تجوز، فإن الأئمَّة لا يحتملون التَّدليس عن غير الثِّقة إذا ثبت لهم، ولعل ابن حجر أراد أن يقول: «عنعنته» ([15])، ويلزم على ظاهر كلام ابن حجر قبول عنعنة كل من في الطبقة الثالثة للوصف الذي ذكره، وهو ما أراد الحافظ أن يبعد عنه!
ب. أن قَتادة من أئمَّة الحديث، وهذا متفق عليه بينهم، وقد تقدَّم أن قَتادة ممن تدور عليه الأسانيد، ففي اشتراط تصريحه ردٌّ لكثير من الأحاديث الصحيحة.
ت. أن الثابت من تدليسه في جنب ما روى لا يكاد يعدُّ شيئاً، بدليل كثرة ما رواه معنعاً في كل الطُّرق – وليس له متابع فيه – بجنب ما ردَّه الحفَّاظ بسبب عنعنته. وقد روى مئات الأحاديث عن أنس -رضي الله عنه- وغيره بالعنعنة، ومن يستطيع أن يثبت أنه دلَّس في عشر عشر ذلك، بل لم يرد عن السَّلف رد حديث واحد سليم متنه وإسناده بعنعنته.
فالأصح أنَّ قتادة في الطبقة الثانية من المدلسين وأنَّ عنعنته – لا تدليسه - مقبولة بالشُّروط التَّالية:-
1) سلامة المتن من الشذوذ أو النَّكارة، وهذا يعرفه غالباً من له اشتغال بالسُّنة النَّبوية، ومقاصد الشريعة، فإذا لم نجد علة في الحديث سوى عنعنة قَتادة مع ما في المتن من نكارة، أُلزق ذلك باحتمال تدليس قَتادة، هذا الشرط للحدِّ من التشدد في عنعنته، أما مع التَّوسط فيقال بقبول عنعنته، مالم يظهر بجلاء نكارة في المتن.
2) سلامة السَّند من الشذوذ أو المخالفة للأرجح، ويقال هنا أيضاً ما قيل في الأول.
3) وجود قرائن تدلُّ على ثبوت سماعه من الراوي، كذكره في شيوخه ونحو ذلك
قال ابن عبد البرِّ في بيان هذين الشرطين: «وقَتادة إذا لم يقل سمعت، وخولف في نقله فلا تقوم به حجَّة لأنه يدلِّس كثيراً عمن لم يسمع منه، وربَّما كان بينهما غير ثقة» ([16]). فبقوله: «وخولف»، وقوله: «عمَّن لم يسمع منه»، يتبين لنا الشَّرطان الأخيران.
4) ألا يوجد تعليل أو تضعيف لإمام حافظ من السَّابقين - لتلك الرِّواية التي لم نجد فيها علة تذكر – سوى عنعنة قَتادة – لم نطَّلع نحن على ما اطَّلع عليه من سبب يوجب القدح في تلك الرِّواية.
فإذا فُقِد أحد هذه الشُّروط جاز التَّوقف للعالم بالحديث في صحة الرِّواية لاحتمال تدليس قَتادة، دون أن يجزم بلا علم بأنَّ في الحديث تدليس قَتادة كذا بدون برهان قاطع، أما ردُّ حديثه بمجرد عنعنته، فقد حكم عليه ابن عبد البر بأنه تعسُّف ([17]).
أما إذا أرسل قَتادة الحديث عن النَّبي -صلى الله عليه وسلم-، أو عمَّن لم تثبت قرينة على سماعه منه، فقد كان القطَّان لا يرى إرسال الزُّهري وقَتادة شيئاً، ويقول: «هو بمنْزلة الرِّيح» ويقول: «هؤلاء قوم حفَّاظ، كانوا إذا سمعوا الشيء عَلِقُوه» ([18]).
---------------------------------------------
([1]) الكفاية (ص401).
([2]) التهذيب (3/ 430).
([3]) الجرح (7/ 135).
([4]) الثقات (5/ 322).
([5]) معرفة علوم الحديث (ص103).
([6]) الكفاية (ص496).
([7]) السير (5/ 271).
([8]) تعريف أهل التقديس (ص63و146).
([9]) القاموس (ص703)، (دلس).
([10]) النكت للزركشي (2/ 81).
([11]) الثقات (7/ 592).
([12]) الثقات (6/ 98).
([13]) التمهيد (3/ 307).
([14]) النكت للزركشي (2/ 96 - 97).
([15]) من النصوص المهمة التي يُرَدُّ بها على من أعل بعنعنة المدلس أن أبا زرعة ضعَّف حديثاً فيه عنعنة بقية، فقال له ابن أَبي حاتم: «تعرف له علة؟ قال: لا» – العلل (1/ 488).
([16]) التمهيد (3/ 307).
([17]) التمهيد (19/ 287).
([18]) المراسيل لابن أبي حاتم (1).
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[01 - 09 - 09, 04:14 ص]ـ
بارك الله فيك الشيخ عادل ..
شكر الله لكم ايها الناقل.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[01 - 09 - 09, 07:20 ص]ـ
الشيخ محمد بن عبد الله.
بارك الله فيك. راجع:
1) "شرح النووي على مسلم" (5/ 51 - 52 ط الأزهرية).
2) "السلسلة الصحيحة" (5/ 614) للشيخ ناصر رحمه الله.(28/17)
صحِّح نسختك من " صحيح الجامع الصغير " للألباني (طبعة المكتب الإسلامي الثالثة) من هنا
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[01 - 09 - 09, 10:03 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد، فهذا ما وقفتُ عليه من تصحيحات في " صحيح الجامع الصغير " للإمام الألباني (طبعة المكتب الإسلامي الثالثة - 1408 هـ)، وهي أخطاء متنوعة في المتن والتخريج والعزو دوّنتها أثناء تصفّحي لهذا الكتاب المبارك - بإذن الله - على مدى أكثر من عشر سنوات، وسأذكر ما تراجع الشيخ الألباني عن تصحيحه، وقد أذكر استدراكاً أو زيادة فائدة، وسأذكر رقم الحديث أولاً ثم أذكر باختصار الخطأ وتصويبه،
وسأبدأ مستعيناً بالله:
27 - (ابدأ بمن تعول) عزاه الألباني للبخاري فقط، وقد رواه مسلم (1036) من حديث أبي أمامة وغيره.
102 - (اتقوا الظلم ... ) عزاه السيوطي والألباني لمسلم، قال أبو معاوية البيروتي: ورد في الحديث جملة (الظلم ظلمات يوم القيامة)، وقد رواها البخاري (2447).
103 - (اتقوا الله، فإن أخونكم عندنا من طلب العمل)، عزاه السيوطي للطبراني، وقد رواه أحمد والبخاري في تاريخه،
وكان الألباني حسنه، ثم تراجع وقال في السلسلة الضعيفة (3642): منكر.
116 - (اتقوا بيتاً يُقال له الحمام ... )، كان الألباني صحّحه، ثم تراجع وضعّفه في ضعيف الترغيب والترهيب.
131 - (اثبت أُحُد! فإنما عليك .. )، عزاه السيوطي لمسلم، ولم يخرجه.
162 - (لاحب الأسماء ... )، صوابه: (أحب الأسماء ... )
201 - (احضروا الجمعة، وادنوا من الإمام، فإن الرجل ليتخلّف عن الجمعة حتى يتخلّف ... )، جملة (عن الجمعة) تراجع الألباني وضعّفها في ضعيف الترغيب والترهيب.
337 - (إذا أسلم العبد ... )، عزاه السيوطي للبخاري، وهو فيه معلّق.
352 - (إذا أصبح أحدكم فليقل: أصحنا وأصبح الملك لله رب العالمين ... )، كان الألباني حسنه، ثم تراجع وضعّفه.
426 - (إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه، فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب)، قال أبو معاوية البيروتي: عزاه السيوطي لأحمد والصحيحين وأبي داود، والحديث أخرجه مسلم ولم يخرجه البخاري، وجملة (مع التثاؤب) هي زيادة عند أحمد (3/ 37 و93).
494 - (إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قلتم فأحسنوا ... )، والصواب: وإذا قتلتم فأحسنوا.
592 - (إذا سألتم الله ... )، خرّجه الألباني في السلسلة الصحيحة (3972).
602/ 1 (إذا سقى الرجل امرأته الماء أُجِرَ)، لم يُكتَب عليه حكم، وقد حسّنه الألباني لغيره في السلسلة الصحيحة (2736).
650 - (إذا صلى أحدكم فليصل .. )، عزاه إلى السلسة الصحيحة (1373)، وصوابه (1386).
674 - (إذا ضرب أحدكم ... )، عزاه السيوطي لأبي داود، وقد أخرجه البخاري في الأدب المفرد.
...............
718 - (إذا قام أحدكم من النوم ... )، فيه جملة (ولا على ما وضعها)، ذكر عصام هادي في كتابه (الألباني كما عرفته) أن الشيخ حكم عليها بالنكارة في نسخته الخاصة من " صحيح الجامع ".
786 - (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج ... )، فائدة: روى أبو داود في سننه (4852) أن ابن عمر قال: إذا كانوا أربعة لا يضرّه.
839 - (إذا ولج الرجل بيته ... )، تراجع الألباني عن تصحيحه وضعّفه.
868 و 895 - (أرأف أمتي بأمتي أبو بكر ... )، فيه جملة (وأصدقهم حياة عثمان) الصواب: (وأصدقهم حياءً).
وراجع الشيخ مشهور سلمان الشيخَ الألباني في تصحيحه للحديث، فتراجع الشيخ عن تصحيحه وحكم بضعفه لإرساله.
885 - (أربع قبل الظهر ... )، تراجع الألباني عن تحسينه وضعّفه.
928 - (أسبغوا الوضوء)، جاء في العزو: حم 164، 193، 201، والصواب: حم 2/ 164، 193، 201.
1007 - (اشفعوا تؤجروا، ويقضي ... ) جاء في العزو: الصحيحة 1446، قال أبو معاوية البيروتي: والصواب 1464.
1008 - (أشكر الناس لله أشكرهم للناس)، تراجع الألباني عن تصحيحه وضعّفه في ضعيف الترغيب والترهيب (570).
1032 - (أطيب الطيب المسك)، جاء في العزو (حم، م، د، ن)، قال أبو معاوية البيروتي: ورواه الترمذي (991).
¥(28/18)
1056 - (أعطيت خمساً لم يعطهن ... )، جاء في العزو (ق = متفق عليه، ن)، قال أبو معاوية البيروتي: رواه البخاري 335 بهذا اللفظ، ورواه مسلم (521) بلفظ: (بُعِثتُ إلى كل أحمر وأسود .. )
1059 - (أعطيتُ مكان التوراة ... )، جاء في العزو: الصحيحة 158، والصواب الصحيحة 1480.
1068 - (اعقلها وتوكل)، عزاه السيوطي للترمذي عن أنس، قال أبو معاوية البيروتي: ورواه ابن حبان عن عمرو بن أمية.
1083 - (افترقت اليهود على إحدى ... )، جاء في العزو: (4)، والصواب رواه أهل السنن ما عدا النسائي.
1086 - (أفشوا السلام بينكم تحابوا)، عزاه للحاكم عن أبي موسى، قال أبو معاوية البيروتي: رواه مسلم (54) عن أبي هريرة من دون قوله (تحابوا).
1137 - (أفطر عندكم الصائمون .. )، قال الألباني في " الكلم الطيب " (ص 154): أما قول: (وذكركم الله فيمن عنده) فلا أصل لها.
1177 - (أقِرّوا الطيور على مكناتها)، تراجع الألباني عن تصحيحه وضعّفه في السلسلة الضعيفة (5862).
1255 - (اللهم اجعل أوسع رزقك ... )، تراجع الألباني عن تحسينه وضعفه في السلسلة الضعيفة (1385).
.......................
1334 - (أما مررت بوادي قومك ... )، ذكر عصام هادي في كتابه (الألباني كما عرفته / ص 75) أن الشيخ تراجع عن تحسين الحديث وضعّفه في نسخته الخاصة من " صحيح الجامع ".
1341 - (أما يخشى أحدكم إذا ... )، جاء في بعض الروايات: (رأس كلبٍ)، وحكم عليها الألباني في السلسلة الضعيفة (5049) بأنها ضعيفة موقوفاً ومرفوعاً.
1397 - (أمتي يوم القيامة ... )، جاء في العزو: الصحيحة 1030، والصواب: الضعيفة 1030.
1427 - (إن كان الشؤم في شيء ... )، ذكر السيوطي أن البخاري رواه من حديث سهل بن سعد، قال أبو معاوية البيروتي: ورواه أيضاً مسلم (2226).
1444 - (إن يكن هو فلن تسلّط .... )، جاء في العزو: الإرواء 2781، والصواب الإرواء 2704.
1543 - (إن أحدكم يجمع ... )، جاء في العزو (ق، 4)، لكن النسائي لم يروي الحديث.
1598 - (إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة ... )، تراجع الألباني عن تحسينه وضعّفه، انظر: السلسلة الضعيفة (2328).
1692 - (إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب إنما ... )، حكم الألباني في الإرواء (33) على كلمة (يأكل) بأنها زيادة شاذة صحيحة المعنى، وصحّح كلمة (الذهب) بشواهدها.
1705 - (إن الله تعالى إذا أحب عبداً ... )، عزاه إلى مسلم، قال أبو معاوية البيروتي: ورواه البخاري
(3209) أيضاً.
1716 - (إن الله استقبل بي الشام ... )، تراجع الألباني عن تصحيحه وضعّفه في السلسلة الضعيفة (5848).
1796 - (إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات ... )، جاء في العزو: (ق = رواه البخاري ومسلم)، قال أبو معاوية البيروتي: جملة (ولا يهلك على الله إلا هالك) تفرّد بها مسلم (131).
1878 - (إن الله يبغض كل جعظري .. )، تراجع الألباني عن تصحيحه وضعفه في السلسلة الضعيفة (2304).
1947 - (إن المسألة كد .... )، عزاه إلى الترمذي والنسائي، قال أبو معاوية البيروتي: ورواه أبو داود (1639) أيضاً.
2005 - (إن أمتي يدعون يوم القيامة ... )، جاء في العزو: الصحيحة 1030، قال أبو معاوية البيروتي: الصواب الصحيحة (252) والضعيفة (1030).
2032 - (إن أهل النار ليبكون .... )، تراجع الألباني عن تحسينه وضعّفه في السلسلة الضعيفة (6889) وضعيف الترغيب والترهيب (2179).
2216 - (إن من البيان لسحراً)، عزاه إلى البخاري من حديث ابن عمر، قال أبو معاوية البيروتي: ورواه أيضاً مسلم (869) من حديث عمّار.
2219 - (إن من الشعر حكمة)، عزاه إلى الصحيحين من حديث أبيّ، لكن البخاري (6145) رواه فقط من حديث أبيّ، ورواه أبو داود وابن ماجه وأحمد والبخاري في الأدب المفرد من رواية ابن عبّاس.
2274 - (إن هذين حرام على ذكور أمتي حل لإناثهم)، عزاه إلى ابن ماجه من حديث ابن عمر، والصواب: ابن عمرو.
وعزاه إلى أحمد وأبي داود والنسائي وابن ماجه من حديث علي، ولكن الحديث جاء في أبي داود والنسائي من دون قوله (حل لإناثهم).
¥(28/19)
2279 - (إن يوم الجمعة سيد الأيام .. )، تراجع الألباني عن تحسينه وضعّفه في السلسلة الضعيفة (3726).
......................
2309 - (إنكم ستلقون بعدي أثرة ... )، عزاه للبخاري ومسلم من حديث أسيد وأنس، قال أبو معاوية البيروتي: ورواه البخاري (4330) ومسلم (1061) من حديث عبد الله بن زيد.
2364 - (إنما سُمِّي الخضر ... )، عزاه للصحيحين، وإنما رواه البخاري (3402) فقط.
2449 - (إني أرى ما لا ترون ... )، فيه جملة (وما تلذذتم بالنساء على الفرش)، ضعّفها الإمام الألباني لأنه لم يجد ما يُقَوِّيها.
2538 - (أوتروا يا أهل القرآن ... )، فاته عزو الحديث من رواية علي عند أحمد وأبي داود والترمذي.
2546 - (أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ... )، عزاه للترمذي، وهو عنده معلّق.
2624 - (ألا أعلمك كلمات تقولينها ... )، سقط من المتن جملة (سبحان الله رضى نفسه) ثالثة.
2690 - (أيام مِنى أيام أكل وشرب)، عزاه لابن ماجه من حديث أبي هريرة، قال أبو معاوية البيروتي: رواه مسلم (1142) من حديث كعب بن مالك،
وورد في أحد طُرُق الحديث زيادة (بعال)، رواها الطبراني في المعجم الكبير (11587)، وضعّفها الألباني في تمام المنة (ص 402 - 405).
2720/ 1 - (أيما رجل تدين ديناً ... )، ليس عليه حكم، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه.
2721 - (إيما رجل خرج .. )، (إيّما) صوابها (أيّما).
2757 - (الأئمة من قريش، أبرارها أمراء ... )، فائدة عن قوله (الأئمة من قريش)، قال ابن حجر في الفتح: وقد جمعتُ طرقه عن نحو أربعين صحابيًّا.
2768 - (الأرواح جنود مجندة ... )، عزاه للبخاري، وهو عند (3336) معلّق، ووصله البخاري في الأدب المفرد.
2817 - (بخ بخ لخمس ما أثقلهن ... )، عزاه لأحمد من حديث أبي أمامة، وهو وهم! فقد رواه أحمد من حديث أبي سلمى فقط.
2827 - (بُطحان على بركة ... )، تراجع الألباني عن تحسينه وضعّفه في السلسلة الضعيفة (5730).
2832 - (بُعِثتُ في نسم الساعة)، عزاه للحاكم في الكنى، ولكن أخرجه الدولابي في الكنى، فالله أعلم إن حصل وهم في العزو أم رواه الاثنان.
2853 - (بين يديّ الساعة ... )، في آخره جملة (وهم أهل النار)، وهو تصحيف، والصواب (وهم أهل البارز).
2933 - (تدنوا الشمس يوم القيامة ... )، (تدنوا) صوابها (تدنو).
2957 - (تعجلوا إلى الحج، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له)،
قوله (تعجلوا إلى الحج)،؛ قال عنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1111): حسن لغيره.
ولكن قوله (فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له)؛ ضعّفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (696).
2980 - (تقدموا فائتموا بي ... )، ورد في آخره جملة (حتى يؤخرهم الله)، ويوجد زيادة هامة صحيحة (حتى يؤخرهم الله يوم القيامة)، رواها أحمد، وصحّحها الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 337).
2986 - (تكفير كل لحاء ركعتين)، تراجع الألباني عن تحسينه وضعّفه، انظر: السلسلة الصحيحة (1789).
2987 - (تكون إبل للشياطين، وبيوت للشياطين)، تراجع الألباني عن تصحيحه وضعّفه، انظر السلسلة الصحيحة (1/ 193 / الطبعة الجديدة).
.....................
694 - (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ... )، تراجع الألباني عن تصحيحه وضعّفه في السلسلة الضعيفة (6664).
2996 - (تلقي الأرض أفلاذ أكبادها ... )، عزاه للنسائي، والصواب: الترمذي، وهو عنده في في كتاب الفتن / باب 36.
3071 - (ثلاثة لا ينظر الله إليهم ... )، ذكره من رواية ابن عمرو، والصواب: ابن عمر.
3109 - (الجماعة رحمة، والفرقة عذاب)، عزاه للصحيحة 167، والصواب: 667.
3147 - (حُفّت الجنة بالمكاره ... )، عزاه لمسلم، قال أبو معاوية البيروتي: رواه البخاري (6487) بلفظ: (حُجِبَت .. ).
3153 - (حقُّ كلِّ مسلم السواك ... )، الصواب: (حقٌّ على كلِّ مسلم السواك ... ).
3278 - (خير الصحابة أربعة ... )، تراجع الألباني عن تصحيحه وضعّفه في استدراكه على السلسلة الصحيحة (2/ 682 / الطبعة الجديدة).
3427 - (ذبح الرجل أن تزكّيه في وجهه)، ذكره من رواية إبراهيم التميمي، والصواب: إبراهيم التيمي.
¥(28/20)
3469 - (رأيت عمرو بن عامر ... )، عزاه لأحمد والصحيحين، وورد في آخره جملة (وبحر البحيرة)، وهذه الجملة تفرّد بذكرها أحمد، وليست في الصحيحين.
3505 - (رصوا صفوفكم وقاربوا ... )، ورد في آخره جملة (كأنها الخذف)، والصواب: (كأنها الحذف).
3618 - (ستكون أمراء فتعرفون ... )، ورد في آخره جملة (لم يبرأ)، ونبّه الإمام الألباني في السلسلة الصحيحة (3007) أنها زيادة لا أصل لها.
3724 - (شيطان يتبع شيطانة)، عزاه لأبي داود وابن ماجه من رواية أبي هريرة، وقد رواه البخاري في الأدب المفرد.
3726 - (الشام أرض المحشر والمنشر)، صحّحه الألباني هنا، ولكنه قال في أحكامه على سنن ابن ماجه: منكر!
.........................
3831 - هو نفسه حديث 3832؛ مكرر.
3904 - (الضيافة ثلاثة أيام .. )، عزاه للبخاري فقط من حديث أبي شريح، وقد رواه مسلم أيضاً.
3913 - (طلب العلم فريضة على كل مسلم)، فائدة: قال الألباني في " تخريج مشكلة الفقر " (ص 62): لا أصل في الحديث لزيادة (ومسلمة).
3977 - (عثمان أحيا أمتي)، حكم عليه الألباني أنه منكر، انظر ضعيف الجامع (3977).
3983 - (عجبت لأقوام يقادون .. )، حسنه في صحيح الجامع، لكنه صحّحه في السلسلة الصحيحة (6/ 878)؛ فانظره.
3984 - (عجبت لصبر أخي يوسف ... )، ورد في آخره جملة (حيث يبتغي الفرج من عند غير الله عز وجل)، ذكر عصام هادي في كتابه (الألباني كما عرفته / ص 77) أن الشيخ ضعّف هذه الجملة في نسخته الخاصة من صحيح الجامع.
4053 - (عليكم بالأبكار .. )، ورد فيه جملة (وأسخن إقبالاً)، ذكر عصام هادي في كتابه (الألباني كما عرفته / ص 77) أن الشيخ ضعّف هذه الجملة في نسخته الخاصة من صحيح الجامع.
4079 - (عليكم بقيام الليل .. )، ورد في آخره جملة (ومطردة للداء من الجسد)، ضعّفها الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (357 - 358).
4080 - (عليكم بلحم الظهر فإنه من أطيبه)، ذكر عصام هادي في كتابه (الألباني كما عرفته / ص 77) أن الشيخ ضعّف هذا الحديث في نسخته الخاصة من صحيح الجامع.
4315 - (قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيراً فله، وإن ظن شرًّا فله)، عزاه لأحمد وغيره، قال أبو معاوية البيروتي: جملة (قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي) رواها البخاري (7405) ومسلم (2675).
4415 - (قولوا اللهم صلِّ على محمد عبدك ... )، ورد فيه (وبارك على وحمد وآل محمد)، والصواب (وبارك على محمد وآل محمد).
4424 - (قولي اللهم رب السماوات .. )، ورد فيه كلمة (التوارة)، والصواب (التوراة).
4461 - (كان ملك فيمن ... )، وهو حديث طويل، جاء في ص 823 / سطر 20 أول السطر كلمة (عيد)، والصواب (صعيد).
..........................
4350 - (كل شرط ليس في كتاب الله ... )، عزاه للصحيحين وغيرهما، قال أبو معاوية البيروتي: رواه البخاري (2563) ومسلم (1504) بلفظ: (أيّما شرط ليس في كتاب الله .. ).
4550، 4551، 4553 - (كل مسكر حرام)، عزاه لمسلم من حديث أبي موسى وجابر و ابن عمر، قال أبو معاوية البيروتي: ورواه مسلم (977) من حديث بريدة.
4564 - (كل نسب وصهر ينقطع ... )، عزاه للصحيحة 236، والصواب: الصحيحة 2036.
4592 - (كيف أنتم وصاحب القرن ... )، الصواب: (كيف أنعم وصاحب القرن .. )
4605 - (الكبائر تسع، أعظمهن ... )، تراجع الألباني عن تحسينه وضعّفه في ضعيف الترغيب والترهيب (461، 838، 1791).
4612 - (الكمأة من المنّ، وماؤها شفاء للعين ... )، فائدة: ذكر النووي في شرحه لحديث مسلم (2049) أن شيخاً عَمِيَ، فطبّق الحديث، فأبصر.
4617 - (كان آخر ما تكلّم به ... )،
ورد في آخره جملة (لا يبقينّ دينان بأرض العرب)،
جاء في عزو الحديث: تحذير الساجد رقم 9، حم (أحمد)، الطحاوي، ابن عساكر.
قال أبو معاوية البيروتي: لم أجد هذا اللفظ عند أحمد أو كتاب الألباني " تحذير الساجد "، وقد رواه أحمد (6/ 275) بنحوه من حديث عائشة،
وأخرجه ابن إسحاق في " السيرة " (3/ 353 / ابن هشام).
وانظر: أحكام أهل الذمة (1/ 373) لابن القيم والتلخيص الحبير (المجلد الرابع) لابن حجر.
4656 - (كان إذا أراد أن يرقد ... )، ورد في آخره زيادة (ثلاث مرات)، تراجع الألباني عن تصحيحها وضعّفها في " الكلم الطيب " (طبعة مكتبة المعارف الجديدة).
4726 - (كان إذا رأى الهلال قال ... )، فائدة: ذكر الألباني في " الكلم الطيب " (ص 139) آثاراً صحيحة عن كراهية رفع الرأس واستقبال القمر عند قول الدعاء.
4785 - (كان إذا مشى يتوكأ)، عزاه للصحيحة 2283، والصواب: الصحيحة 2083.
4803 - (كان أكثر صومه السبت والأحد .. )، تراجع الألباني عن تحسينه وضعّفه في ضعيف الترغيب والترهيب لأن في سنده محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب؛ ولا يُعرَف حاله.
4926 - (كان يحتجم على هامته ... )، تراجع الألباني عن تصحيحه وضعّفه في السلسلة الضعيفة (1867).
......................
¥(28/21)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[01 - 09 - 09, 05:08 م]ـ
أحسن الله تعالى إليك
هل تقصد "تراجعات الشيخ الألباني"؟
هذا كتاب موجود بالشبكة.
أم تقصد كل الأخطاء بالعزو وغيره؟
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[01 - 09 - 09, 05:59 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[01 - 09 - 09, 06:02 م]ـ
أحسن الله تعالى إليك
هل تقصد "تراجعات الشيخ الألباني"؟
هذا كتاب موجود بالشبكة.
أم تقصد كل الأخطاء بالعزو وغيره؟
بارك الله فيك،
قلتُ في مقدمتي:
فهذا ما وقفتُ عليه من تصحيحات في " صحيح الجامع الصغير " للإمام الألباني (طبعة المكتب الإسلامي الثالثة - 1408 هـ)، وهي أخطاء متنوعة في المتن والتخريج والعزو دوّنتها أثناء تصفّحي لهذا الكتاب المبارك - بإذن الله - على مدى أكثر من عشر سنوات، وسأذكر ما تراجع الشيخ الألباني عن تصحيحه،
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[01 - 09 - 09, 08:18 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ أبو معاوية هل من الممكن وضعها كلها بالطبع بعد الانتهاء منها في ملف وورد أو بي دي إف ورفعه يكون صيانة لها وأحسن لحفظ العلم من طرف فضيلتكم وجزاك الله خيرا
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 04:00 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ أبو معاوية هل من الممكن وضعها كلها بالطبع بعد الانتهاء منها في ملف وورد أو بي دي إف ورفعه يكون صيانة لها وأحسن لحفظ العلم من طرف فضيلتكم وجزاك الله خيرا
بارك الله فيك أخي سعد،
جزى الله خيراً من أعان على نشر الملف بأي صيغةٍ كانت.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 08:35 ص]ـ
الحمد لله على توفيقه،
بينما كنت الآن أراجع تعليقاتي على تفسير ابن كثير (وقد طبعت منه إلى الآن دار الصديق / الجبيل خمس طبعات) الذي أنزلت فيه أحكام الشيخ الألباني وغيره من المحدثين - وذلك تمهيدا لإصداره في طبعة جديدة،
وقفت على تراجع للشيخ رحمه الله عن تصحيح حديث لم أدونه في نسختي من صحيح الجامع، ولم يذكره عصام هادي فيما تراجع عن تصحيحه الشيخ في نسخته الخاصة من صحيح الجامع (يبدو أن الشيخ لم يكتب تراجعه عن تصحيحه على نسخته)،
ولم ينبه عليه عصام هادي في ترتيبه لصحيح الجامع المسمى " السراج المنير "،
بل لم يذكره الشيخ مشهور في إخراجه للسنن الأربعة المتضمنة تعليقات الشيخ; حيث الحديث أخرجه أبو داود (4782، 4783)،
والحديث هو:
(إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه وإلا فليضطجع)،
رواه أحمد (5/ 152) قال: ثنا أبو معاوية (وليس بالبيروتي)، ثنا داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، [عن أبي الأسود] عن أبي ذر قال: ..... فذكره.
قال الألباني في السلسلة الضعيفة (6664): وهذا إسناد ظاهره الصحة، فإن رجاله ثقات رجال مسلم، لكن له علة خفية لم أر من تنبه لها، لذلك قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء:
رواه أحمد بإسناد جيد، وأبو داود; وفيه عنده انقطاع، سقط منه (أبو الأسود).
قال الألباني: وهنا تكمن العلة.
وذكر الألباني علة أخرى وهي الاختلاف على داود بن أبي هند.
وذكر رحمه الله في نهاية بحثه تراجعه عن تصحيحه.
فنرجو من الإخوة إضافة هذا التراجع عن تصحيح الحديث وتضعيفه على نسختهم من " صحيح الجامع "،
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 09:12 ص]ـ
سبحان الله!
بل لم يذكر تراجعه الشيخ الألباني عن تصحيحه في إحدى آخر كتبه المطبوعة في حياته،
وهو صحيح ابن حبان; حيث فيه الحديث (1657 - 1973)
ولكن الشيخ وضعه في ضعيف الترهيب والترغيب (1645) الذي راجعه قبل وفاته بسنتين; حيث كتب مقدمته في ربيع الأول 1418.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 03:32 م]ـ
بل لم يذكر تراجعه الشيخ الألباني عن تصحيحه في إحدى آخر كتبه المطبوعة في حياته،
وهو صحيح ابن حبان
قصدتُ " صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان " المطبوع في دار الصميعي / الرياض.
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[04 - 09 - 09, 12:54 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الشيخ أبو معاوية هل من الممكن وضعها كلها بالطبع بعد الانتهاء منها في ملف وورد أو بي دي إف ورفعه يكون صيانة لها وأحسن لحفظ العلم من طرف فضيلتكم وجزاك الله خيرا
و بهذا تكون الفائدة اكبر و اعظم و بارك الله لك على هذا الجهد و جعله فى ميزان حسناتك
ـ[ابو نوح]ــــــــ[04 - 09 - 09, 03:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 05:44 ص]ـ
بارك في الله في الإخوة جميعا،
وأعانني الله على نقل ما تبقى من تصحيحات لصحيح الجامع الصغير،
وإن شاء الله سأتبعها بما وقفت عليه من تصحيحات لضعيف الجامع الصغير (طبعة المكتب الإسلامي الثالثة / 1410).
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[08 - 09 - 09, 05:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبدالرحمن مصطفي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 11:36 ص]ـ
بارك في الله في الإخوة جميعا،
وأعانني الله على نقل ما تبقى من تصحيحات لصحيح الجامع الصغير،
وإن شاء الله سأتبعها بما وقفت عليه من تصحيحات لضعيف الجامع الصغير (طبعة المكتب الإسلامي الثالثة / 1410).
واصل ... وصلك الله برحمته
¥(28/22)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 07:08 م]ـ
5057 - (لبيك إله الحق لبيك)، عزاه للصحيحة 1146، والصواب: 2146.
5063 - (لتتبعن سنن الذين من قبلكم، شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، ... )، قال أبو معاوية البيروتي: رواية (حذو القذّة بالقذّة) التي يعزوها البعض للصحيحين، رواها أحمد (4/ 125)، وصحّحها الألباني في السلسلة الصحيحة (3312).
5067 - (لتركبن سنن من كان قبلكم ... )، ورد في آخره (حتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتم)، نبّه الألباني أن لفظة (امرأته) التي وقعت في مستدرك الحاكم خطأ من من أحد الرواة أو النسّاخ، وأن الرواية الصحيحة (أمّه) كما جاءت في رواية الدولابي، انظر: السلسلة الصحيحة (1348).
5108 - (لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)، عزاه للصحيحين، وقد وردت زيادة في صحيح مسلم (532): (أنبيائهم وصالحيهم).
فائدة: مسألة إدخال قبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى المسجد النبوي؛ تكلّم عليها الألباني في الثمر المستطاب (1/ 483).
5159 - (لكم كل عظم ... )، عزاه لمسلم، ورواه أيضاً أحمد والترمذي.
5250 - (لو أن قطرة من الزقوم ... )، تراجع الألباني عن تصحيحه وضعّفه في السلسلة الضعيفة (6782) وضعيف الترغيب والترهيب (2159).
5259 - (لو تعلم المرأة حق الزوج ... )، تراجع الألباني عن تصحيحه وضعّفه في السلسلة الضعيفة (5726).
5266، 5282 - (لو جمع القرآن في إهاب ... )، خرّجه الألباني في السلسلة الصحيحة (3562).
5297 - (لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً ... )، عزاه للبخاري من حديث ابن الزبير وابن عباس، قال أبو معاوية البيروتي: ورواه البخاري (3654) من حديث أبي سعيد الخدري.
5317 - (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك .... )، لم يعزه للبخاري، وقد علّقه في صحيحه (كتاب 30 / باب 27).
5320 - (لولا أن الرسل لا تقتل .. )، عزاه للصحيحة 3982 و3984، وهذا خطأ.
5343 - (ليأتين على أمتي ... )، ورد فيه زيادة صحيحة، انظرها في السلسلة الصحيحة (3/ 335).
5348 - (ليأكل أحدكم بيمينه ... )، سقطت منه جملة (وليعطِ بيمينه)،
وجاء ترقيم الحديث خطأ 3548.
فائدة: انظر تطبيق الإمام ابن خزيمة للحديث في ترجمته في طبقات السبكي الكبرى.
وذكر عبد العزيز السدحان في كتابه " الإمام الألباني ... مواقف ودروس وعبر "، أن الإمام الألباني كان إذا أعطاه أحدٌ غرضاً بيده الشمال لم يقبلها، ويبقى منتظراً قائلاً: (الله يهديك، الله يهديك).
فرحم الله أئمة السلف، كم كان تعظيمهم لحديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
.............................
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[20 - 09 - 09, 01:20 ص]ـ
868 و 895 - (أرأف أمتي بأمتي أبو بكر ... )، فيه جملة (وأصدقهم حياة عثمان) الصواب: (وأصدقهم حياءً).
وراجع الشيخ مشهور سلمان الشيخَ الألباني في تصحيحه للحديث، فتراجع الشيخ عن تصحيحه وحكم بضعفه لإرساله.
وضعّف الألباني في السلسلة الضعيفة (7141) رواية أبي بكر الصّدّيق التي وردت في تاريخ دمشق لابن عساكر، ولفظها:
" أرحم أمتي أبو بكر الصديقأ وأحسنهم خلقاً أبو عبيدة بن الجراح، وأصدقهم لهجة أبو ذر، وأشدّهم في الحق عمر، وأقضاهم عليّ "،
وقال الألباني: وقوله " وأحسنهم خلقاً أبو عبيدة بن الجرّاح " منكر، والمحفوظ: " وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ".
وقال الشيخ مشهور سلمان في ترتيبه للسلسلة الصحيحة - تعليقاً على هذا الحديث - (ص 617 / ط. مكتبة المعارف):
آخره في الصحيحين (أي فضيلة أبي عبيدة بن الجراح)، وأوله على التحقيق من مرسل قتادة، وورد من مرسل أبي قلابة، وأدرجه بعض الرواة، فساقه سياقة واحدة، وعلى هذا أهل التحقيق من أئمة الحديث، كالحاكم وابن عبد البر والخطيب البغدادي والدارقطني وأبي نعيم والبيهقي وابن تيمية وتلميذه محمد بن عبد الهادي وغيرهم، وجمعت كلامهم وقرأته على شيخنا الإمام الألباني في مجلس طويل، وسُرَّ الشيخ بذلك، وأقرّ تضعيف الحديث، ورأيته تناول قلمه وكتب على موطن تخريجه هذا الحديث من نسخته الخاصة من (المجلد الثالث) من الصحيحة ما يشعر بذلك، والله على ما أقول شهيد.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[21 - 09 - 09, 11:53 م]ـ
قال الشيخ علي بن حسن الحلبي حفظه الله في كتابه " مع شيخنا ناصر السنة والدين" (ص 18):
كان آخر كتاب عمل به شيخنا - يرحمه الله - في السنتين الأخيرتين، هو كتابه " تهذيب صحيح الجامع الصغير والاستدراك عليه "،
ولقد قال لي حين سألته عنه - أول اشتغاله به -:
" هذا مشروع اقترحه عليّ مرضي وعجزي "!!
قلتُ: فكيف لو كان - ما شاء الله تبارك الله - ذا صحّة حسنة، ونشاط جيد؟!
وخطته - رحمة الله عليه - في هذا الكتاب: تخريج الأحاديث التي لم يكن قد وقف على أسانيدها من قبل اكتفاءً بما كان رآه من أحكام العلماء والأئمة عليها؛
كعدد من أحاديث " تاريخ دمشق " لابن عساكر، وأحاديث " معجمَي " الطبراتي: " الكبير " و " الأوسط "، وما أشبه ذاك ...
ثم ربط الأحاديث المختلفة المواضع من " الجامع الصغير " - حسب اختلافات بدايات حروفها - مما هي أصلاً ألفاظ لحديث واحد، مع التنبيه على ما قد يكون وقع للسيوطي من أوهام أو أغلاط فيه في العزو أو الحكم ...
وهو في هذا كلّه يُغَذّي " سلسلتيه " الذهبيتين " الصحيحة " و " الضعيفة "؛ كُلاًّ بما ينتظمه من تخريجاته وأحكامه ...
================
رحم الله الإمام الألباني رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.
¥(28/23)
ـ[عماد بن محمد الجنابي البغدادي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 06:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا
و رحم الله الإمام الألباني رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[22 - 09 - 09, 12:15 م]ـ
جزى الله أخانا النبيه أبا معاوية على جهده.
ولعلك تستفيد مما كتبه أبو الفيض الغماري عفا الله عنه في كتابه "المُداوي" فإنه ذو اطلاع واسع.
ـ[ابو الحسن احمد السكندري]ــــــــ[25 - 09 - 09, 04:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سفيان العباسي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 08:58 م]ـ
بورك فيكم
و لو تجمع في ملف منسق لكان خيرا
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[28 - 09 - 09, 06:04 م]ـ
جزى الله أخانا النبيه أبا معاوية على جهده.
ولعلك تستفيد مما كتبه أبو الفيض الغماري عفا الله عنه في كتابه "المُداوي" فإنه ذو اطلاع واسع.
قال الشيخ علي الحلبي - حفظه الله - في ((مع شيخنا ناصر السنة والدين في شهور حياته الأخيرة)) (ص:20):
((رأيت اهتماماً خاصا من شيخنا - يرحمه الله - بكتاب ((المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي)) تصنيف أحمد بن الصديق الغماري - يراجع منه ما كتبه مؤلفه - حول ما يقع لشيخنا من أحاديث في ((السلسلة الضعيفة)) هي موجودة في ((الجامع الصغير)) فكان ينظر كلامه وينتقده، ويرد عليه، ويتعقبه ويطول في مناقشته.
ولقد كتبت عنه بتاريخ 22 ذي القعدة 1419هـ في منزله - قوله في هذا ((المداوي)) ما نصه:
(هذا كتاب غير جيد، ولا أنصح بقراءته إلا لخواص طلبة العلم، وحبذا لو قام بعض الطلبة الأقوياء بتتبعه والرد عليه بكتاب يسميه - مثلا - ((الكاوي للمداوي)) يقتصر فيه على تعقبه على ما صححه - أو سكت عنه - وهو ضعيف، أو ضعفه وهو صحيح! ونحو ذلك من أوهامه).
ـ[محمد دعبس]ــــــــ[29 - 09 - 09, 10:17 ص]ـ
قلت -حفظك الله- 2546 - (أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ... )، عزاه للترمذي، وهو عنده معلّق.
وما رأيته في السنن ليس كذلك
قال الترمذي- رحمه الله- حدثنا أحمد بن منيع حدثنا النضر بن إسماعيل أبو المغيرة عن محمد بن سوقة عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال خطبنا عمر بالجابية فقال يا أيها الناس إني قمت فيكم كمقام رسول الله e فينا فقال أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف ويشهد الشاهد ولا يستشهد ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد من أراد بحبوحة الجنة فيلزم الجماعة من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه وقد رواه بن المبارك عن محمد بن سوقة وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عمر عن النبي.
ـ[محمد بن نايف العتيبي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 05:10 م]ـ
جزاك الله خيرا"
ـ[محمد بن نايف العتيبي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 05:12 م]ـ
بارك الله فيك يا أخي ابو معاوية
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[02 - 10 - 09, 02:56 ص]ـ
ولقد كتبت عنه بتاريخ 22 ذي القعدة 1419هـ في منزله - قوله في هذا ((المداوي)) ما نصه:
(هذا كتاب غير جيد، ولا بقراءته إلا لخواص طلبة العلم، وحبذا لو قام بعض الطلبة الأقوياء بتتبعه والرد عليه بكتاب يسميه - مثلا - ((الكاوي للمداوي)) يقتصر فيه على تعقبه على ما صححه - أو سكت عنه - وهو ضعيف، أو ضعفه وهو صحيح! ونحو ذلك من أوهامه).
بارك الله فيك.
نقل موفق.
ما أقصده -أخي الفاضل- أن تستفيد من تصحيحاته لمتون الأحاديث ومصادر تخريجها التي ذكرها الحافظ السيوطي -رحمه الله- في "الجامع الصغير".
ولا شك أن الكتاب يحتاج إلى نخل وغربلة؛ بحكم رجوعي له بكثرة.
وأستطيع أن أقول أن أبرز ميزة في كتاب "المُداوي" هو سوقُه لأسانيد بعض الأجزاء الحديثية النادرة.
وفقك الله.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 08:05 ص]ـ
بارك الله في الإخوة جميعاً،
وجزاهم الله خيراً على تعليقاتهم وتنبيهاتهم،
والمعذرة على التأخر في إكمال المشروع،
حيث سافرتُ - بفضل الله - للعمرة في رمضان ولم أرجع إلى بلادي حتى قبل أمس،
وسأكمل إن شاء الله تصحيحات " صحيح الجامع الصغير" ثم أُتبِعها بتصحيحات " ضعيف الجامع الصغير "،
وأسأل الله أن يكون عملي خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفعنا بما نكتب، إنه سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدعاء.
=================
176 - (أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سروراً تدخله على مسلم ... )، حسنه الشيخ في صحيح الجامع والسلسلة الصحيحة (906)، ولكن ذكر الشيخ علي الحلبي حفظه الله أن الشيخ الألباني رحمه الله كان يُصحِّحه، ثم ضعّفه، وأضاف قائلاً: حذفه شيخنا من رسالته (قيام رمضان) الطبعة الثانية. اهـ.
ـ[أحمد العمر]ــــــــ[08 - 10 - 09, 09:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد ناصر الحسينى]ــــــــ[08 - 10 - 09, 10:22 ص]ـ
للأهمية الشديدة يرجى الدخول هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=188263
¥(28/24)
ـ[محمد دعبس]ــــــــ[09 - 10 - 09, 03:09 م]ـ
للأهمية الشديدة يرجى الدخول هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=188263
لا يسمح لنا بدخول الصفحة؟؟؟ ّّّّّ!!!
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 08:49 ص]ـ
5248 - (لو أن حجراً مثل سبع ... )، عزاه للصحيحة 2865، والصواب: الصحيحة 2165.
5408 - (ليس عليكم في غسل ميّتكم غسل ... )، تراجع الشيخ عن تصحيحه وضعّفه في السلسلة الضعيفة (6304)، ورجّح أنه موقوف.
5524 - (ما أدري أتبّع أنبيًّا كان ... )، جاء في الحاشية (2): فهي عندهم بلفظ " اليعناً " ... ، والصواب: " ألعيناً ".
5577 - (ما بعث الله نبيًّا إلأ أنذر أمته ... )، (إلأ) صوابها: إلا.
5585 - (ما بين المشرق والمغرب قبلة)، عزاه للترمذي (ت) ومسلم (م) والحاكم (ك)، قال أبو معاوية البيروتي: لم يروه مسلم (م)، بل رواه ابن ماجه (هـ).
5690 - (ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً في موطن ... )، تراجع الشيخ عن تحسينه وضعفه في السلسلة الضعيفة (6871) وضعيف الترغيب والترهيب (1700).
5741 - (ما من عبد يسجد لله سجدة ... )، عزاه لأحمد والترمذي والنسائي وابن حبان، قال أبو معاوية البيروتي: رواه مسلم بلفظ: (إنك لا تسجد لله ... ).
5749 - (ما من قوم يُعمَل فيهم بالمعاصي ... )، عزاه لابن حبان وغيره، ولفظه عند ابن حبان: (ما من رجل يكون في قوم يُعمَل فيهم بالمعاصي ... ).
والحديث خرّجه في السلسلة الصحيحة (3353).
5796 - (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً أو أمة من النار ... )، ذكر الشيخ في السلسلة الصحيحة (2550) أن لفظ (أو أمة) لا أصل له في الحديث.
5814 - (ما يخرج رجل شيئاً من الصدقة حتى يفك ... )، تراجع الشيخ عن تصحيحه وضعّفه في السلسلة الضعيفة (6823) وضعيف الترغيب والترهيب (518).
5849 - (مثل المؤمنين في توادهم ... )،عزاه لمسلم، قال أبو معاوية البيروتي: بل هو متفق عليه، رواه البخاري (6011) ومسلم (2586).
5885 - (مفتاح الصلاة الطهور ... )،عزاه لأحمد والترمذي وأبي داود وابن ماجه من حديث علي، وفاته عزوه للترمذي وابن ماجه والدارقطني من حديث أبي سعيد.
5919 - (من ها هنا جاءت الفتن ... )، عزاه للبخاري من حديث ابن مسعود، والصواب: من حديث أبي مسعود.
5977، 5978 - (من أخاف أهل المدينة ... ) عزاه للصحيحة (2304)، والصواب: الصحيحة (2671).
5986 - (من ادّان ديناً ينوي قضاءه أدّاه الله عنه يوم القيامة)، ذكر عصام هادي في كتابه (الألباني كما عرفته/ ص 79) أن الشيخ ضعّف جملة (يوم القيامة) في نسخته الخاصة من " صحيح الجامع ". قلتُ: وانظر: ضعيف الترغيب والترهيب (1124).
6004 - (من أراد الحج فليتعجّل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة)، انظر: ضعيف الترغيب والترهيب (696).
..............................
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 04:32 م]ـ
6048/ 1 - (من أعان ظالماً ... )، عزاه للضعيفة 1936، والصواب: الضعيفة 1020؛ حيث صحّحه بطرقه.
6066 - (من اغتسل يوم الجمعة واستاك ... )، عزاه لابن ماجه، ولم يروه، بل رواه أبو داود.
6969 - (من أفتى بفتيا غير ثبت، فإنما (إثمه) على من أفتاه)، سقطت كلمة (إثمه) من صحيح الجامع.
6114 - (من بات وفي يده ريح غمر، فأصابه وضح ... )، ذكر عصام هادي في كتابه (الألباني كما عرفته/ ص 80) أن الشيخ ضعّف جملة (فأصابه وضح) في نسخته الخاصة من " صحيح الجامع.
6215 - (من حلف في قطيعة رحم ... )، عزاه للصحيحة 2234، والصواب: 2334.
6274 - (من زنى خرج منه الإيمان، فإن تاب تاب الله عليه)، حسنه الشيخ في صحيح الجامع، لكني وجدت الشيخ حكم عليه بالنكارة في السلسلة الضعيفة 6873 وضعيف الترغيب والترهيب 1434، فليُراجَع.
6291 - (من سرّه أن يعظم الله رزقه، وأن يُمَد في أجله، فليَصِل رَحِمَه)، قال أبو معاوية البيروتي: ورد في مسند أحمد لفظ (فليبرّ والديه)، وصحّحه الشيخ في صحيح الترغيب والترهيب 2488.
6325 - (من صام رمضان إيماناً واحتساباًَ غُفِر له ما تقدّم من ذنبه (وما تأخر))، ذكر الشيخ رحمه الله أن ما بين الحاصرتين زيادة شاذة، قلت: راجع السلسلة الضعيفة 5083.
6357 - (من صلّى عليّ حين يُصبح عشراً وحين يُمسِي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة)، تراجع الشيخ عن تحسين الحديث وضعّفه في ضعيف الترغيب والترهيب 396، وعلّة التضعيف أن راوي الحديث خالد بن معدان الحمصي لم يسمع من أبي الدرداء.
6405 - (من غسّل يوم الجمعة واغتسل ... )، وفيه (كان له بكل خطوة يخطوها من بيته إلى المسجد عمل سنة أجر صيامها وقيامها)،
فائدة: قال أبو زرعة ابن الحافظ العراقي: لا أعلم حديثاً كثير الثواب مع قلّة العمل أصح من هذا الحديث (الضوء اللامع 1/ 285).
6413 - (من فصل في سبيل الله فمات .... )، تراجع الشيخ عن تحسينه وضعّفه في السلسلة الضعيفة 5361.
6423 - (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة ... )، قال الإمام الألباني في " الثمر المستطاب " (ص 191): وأما زيادة (والدرجة الرفيعة) فلا أصل لها، ... وجاءت في رواية ابن السنّي، ولكنها مدرجة من بعض النسّاخ.
6464 - (من قرأ آية الكرسي دُبر كل صلاة مكتوبة ... )، عزاه لابن حبان، وليس في صحيحه، بل في كتاب مفرد له عنوانه " صفة الصلاة "؛ كما ذكر الشيخ في " صحيح الترغيب والترهيب "، وعزاه للنسائي، وهو في " عمل اليوم والليلة ".
................................
¥(28/25)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[19 - 10 - 09, 06:42 م]ـ
6548 - (من مات ولم يغز، ولم يحدّث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق)،
فائدة: روى مسلم (1910) عن ابن المبارك قال: نرى أن ذلك كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
6570 - (من نسي شيئاً من صلاته فليسجد سجدتين وهو جالس)، صحّحه الشيخ هنا، ولكنه ضعّفه في ضعيف سنن النسائي (66)، فلو يفيدنا أحد الإخوة بحكم الشيخ النهائي.
6583 - (من وجد تمراً فليفطر عليه ... )، تراجع الشيخ عن تصحيحه وضعّفه في ضعيف الترغيب والترهيب 653.
6587 - (من وجد من هذا الوسواس فليَقُل: آمنّا بالله ورسوله (ثلاثاً)، فإن ذلك يُذهِب عنه)، نبّه الشيخ في ضعيف الجامع 5872 أن قوله (ثلاثاً) ضعيف.
6620 - (مِنى مناخ لمن سبق)، حسّنه الشيخ رحمه الله هنا، لكنه ضعّفه في جميع ضعيف السنن، فليفدنا أحد الإخوة بحكم الشيخ النهائي.
6624 - (منومان لا يشبعان ... )، (منومان) خطأ وصوابها: (منهومان).
6754 - (نحن نازلون غداً بخيف بني الكنانة ... )، عزاه السيوطي لابن ماجه، والألباني لمسلم (وهو فيه 1314)، قال أبو معاوية البيروتي: ورواه البخاري 3058.
6892 - (نهى عن صلاة العصر بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس)، قال أبو معاوية البيروتي: ورد في الحديث زيادة (إلاّ بمكّة)، وصحّحها الألباني في السلسلة الصحيحة 3412.
6897 - (نهى عن المثلة)، فاته عزوه للبخاري 2474 من حديث عبد الله بن يزيد، وجاء في مسلم 1731 بلفظ: (لا تمثّلوا) من حديث بريدة.
6946 - (نهى عن ثمن الكلب إلا كلب الصيد)، خرّجه الشيخ رحمه الله في السلسلة الصحيحة 2971.
..............................
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[05 - 11 - 09, 03:25 م]ـ
7038 - (هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش)، راجع صحيح موارد الظمآن (1301) للفائدة.
7132 - (ويل للأعقاب من النار)، فاته عزو الحديث لمسند أحمد من رواية عبد الله بن عمرو 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
7176 - (لا إله إلا الله، ويل للعرب ... )، فاته عزو الحديث لأحمد والترمذي وابن حبان من رواية زينب بنت جحش رضي الله عنها.
7251 - (لا تحل الصدقة لغني .. )، عزاه لأحمد والترمذي وأبي داود والحاكم من حديث ابن عمر، والصواب: ابن عمرو.
7302 - (لا تسافر المرأة بريداً إلا ومعها ... )، ذكر عصام هادي في كتابه (الألباني كما عرفته/ ص 82) أن الشيخ حكم على لفظة (بريداً) بالشذوذ في نسخته الخاصة من " صحيح الجامع "، وانظر: ضعيف سنن أبي داود (304 / ط. غراس).
7345 - (لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلد نمر)، تراجع الشيخ عن تحسينه وحكم عليه بأنه منكر في ضعيف الترغيب والترهيب (1817).
7370 - (لا تعلّموا العلم لتباهوا به العلماء ... )، عزاه لابن ماجه من حديث جابر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وفاته عزو الحديث في سنن ابن ماجه من رواية حذيفة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، وانظر: صحيح سنن ابن ماجه (208).
7409 - (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى)،
فائدة: ظهرت النار يوم الجمعة 5 جمادى الآخرة سنة 654، واستمرّت شهراً ونيّف، وكتب الناس بضوئها ليلاً (انظر: البداية والنهاية لابن كثير).
فائدة أخرى: بصرى هي مدينة حوران بالشام، بينها وبين دمشق ثلاث مراحل (شرح النووي على مسلم).
7420 - (لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله)، وفي رواية لابن حبان: (لا إله إلا الله)، انظر: السلسلة الصحيحة (3016).
7468 - (لا تنزلوا على جواد الطريق ... )، نفى الشيخ في الحاشية وجود الحديث في سنن ابن ماجه، وهو موجود فيه برقم (3772 / عبد الباقي).
===============
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[05 - 11 - 09, 04:24 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم (أبو معاوية البيروتي) على هذا التعليق الطيب والاستدراكات المفيدة
أسأل الله لك التوفيق والعلم والنافع والعمل الصالح.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[28 - 11 - 09, 10:31 ص]ـ
وفيكم بارك يا أخي ضيدان،
==================
¥(28/26)
7496 - (لا رقية إلا من عين ... )، عزاه لمسلم وغيره من حديث بريدة رضي الله عنه، وهو في مسلم عن بريدة موقوفاً عليه.
7503 - (لا شيء في البهائم ... )، قال أبو معاوية البيروتي: هكذا ذكره الشيخ زهير الشاويش في الحاشية، والصواب: (لا شيء في الهام).
وذكر أيضاً أن الشيخ الألباني ضعّفه، وقد تراجع الألباني عن تضعيفه وصحّحه بالشواهد في السلسلة الصحيحة 2949.
7510 - (لا صلاة بعد الصبح ... )،
فائدة: صحّح الإمام الألباني زيادة (إلا بمكة) بالشواهد في السلسلة الصحيحة 3412.
7527 - (لا عدوى ولا صفر ولا هامة)،
فائدة: هذا هو الحديث الوحيد الذي نسى الجبل أبو هريرة رضي الله عنه أنه رواه!!
انظر: سنن أبي داود 3911.
7546 - ( .. ولا فيما لا يملك ابن آدام)، الصواب: ابن آدم.
7555 - (لا نكاح إلا بولي)، عزاه للسنن الأربعة، ولم يروهِ النسائي.
7573 - (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)، عزاه للترمذي من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه، وقد رواه من حديثه أيضاً ابن ماجه.
7581 - (لا يؤم الرجل في سلطانه ... )، عزاه للترمذي من حديث ابن مسعود، والصواب: أبي مسعود.
7585 - (لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر ... )، عزاه للترمذي من حديث جابر، وقد رواه أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن عمرو.
7699 - (لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول، حتى يؤخرهم الله في النار)، زيادة (في النار) حكم عليها الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 1/ 377 أنها زيادة منكرة.
7703 - (لا يزال هذا الدين قائماً ... )، حكم الإمام على قوله (كلهم تجتمع عليهم الأمة) و (ثم يكون الهرج) أنهما منكرتان في السلسلة الصحيحة 1/ 720.
7739 - (لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة)،
قال الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة 14/ 596: قوله (لا يغني حذر من قدر) قد صحَّ موقوفاً على ابن عبّاس، وهو مخرّج في الضعيفة 5448، وقوله (الدعاء يرد القضاء) ثبت مرفوعاً عن ثوبان؛ انظر: الصحيحة 154. اهـ.
وتراجع الألباني عن تحسين الحديث في ضعيف الترغيب والترهيب 1014: ضعيف جدًّا،
ورواه أيضاً البزار والطبراني.
======================
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[29 - 11 - 09, 09:28 ص]ـ
الحمد لله،
بقيت بضعة تصحيحات وتعليقات،
وأنتهي من " صحيح الجامع " لأبدأ بعدها بـ " ضعيف الجامع " إن شاء الله،
لكن استعجالاً لنشر الخير،
سأورد آخر تصحيح في " صحيح الجامع " لتعلّقه بهذه الأيام الفاضلة ...
8192 - (يوم الفطر، ويوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب)،
(حم، 3، ك) عقبة بن عامر
وخرّجه الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء،
قال أبو معاوية البيروتي: ومن يقرأ متن الحديث لا يرى فيه أي خطأ،
فالفطر والنحر وأيام التشريق عيد المسلمين،
لكن،
بالرجوع إلى المصادر المذكورة،
نجد نصّ الحديث في جميع المصادر:
(يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[04 - 12 - 09, 04:42 م]ـ
7850 (خير الرفقاء أربعة ... )، تراجع الشيخ عن تصحيحه وضعّفه في استدراكه على السلسلة الصحيحة (986).
7924 - (يا عائشة، إن عيني تنامان ولا ينام قلبي)، عزاه للبخاري (1147)، وقد رواه مسلم (738).
7957 - (يا غلام! إني أعلِّمك ... )، جاء في متنه في أول الصفحة 1318: (لم ينفوك إلا .. )، والصواب: (لم ينفعوك إلا .. ).
8017 - (يتبع الميت ثلاثة: أهله وعمله وماله ... )،
فائدة: ماله في الحديث يُقصَد بها عبيده، انظر: السلسلة الصحيحة 3299.
8035 - (يجيء يوم القيامة ناسٌ من المسلمين ... )، رواه مسلم، وتراجع الألباني عن تصحيحه وحكم عليه بأنه شاذ في تحقيق ماتع في السلسلة الضعيفة (5399).
8083 - (يُرسَل البكاء على أهل النار .. )، تراجع الألباني عن تحسينه وضعّفه في ضعيف الترغيب والترهيب 2178 والسلسلة الضعيفة 6889.
8101 - (يطوي الله السماوات يوم القيامة ... )، ذكر عصام هادي في كتابه (الألباني كما عرفته/ ص 82) أن الشيخ حكم على لفظة (بشماله) بالشذوذ في نسخته الخاصة من " صحيح الجامع "، وانظر: السلسلة الصحيحة 7/ 376.
8117 - (يُغسَل من بول الجارية ... )، قال أبو معاوية البيروتي: عزا الحديث من رواية أبي عبد السمح، والصواب في اسمه: أبي السمح.
8126 - (يَقتل ابنُ مريم الدجال بباب لدّ)، عزاه للترمذي، وقد رواه أحمد أيضاً.
8167 - (ينزل الله في كل ليلة إلى السماء الدنيا ... )، عزاه للنسائي وغيره، ورمز للنسائي بـ (ن) أي في سننه، ولم يروهِ النسائي فيه، بل في " عمل اليوم والليلة ".
8192 - (يوم الفطر، ويوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب)،
(حم، 3، ك) عقبة بن عامر
وخرّجه الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء،
قال أبو معاوية البيروتي: ومن يقرأ متن الحديث لا يرى فيه أي خطأ،
فالفطر والنحر وأيام التشريق عيد المسلمين،
لكن، بالرجوع إلى المصادر المذكورة،
نجد نصّ الحديث في جميع المصادر:
(يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب)
والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات.
========================
قال أبو معاوية مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي عفا الله عنه:
كان الانتهاء من إنزال التصحيحات على الشبكة في يوم الجمعة (16 ذي الحجة 1430 هـ) في آخر ساعة منه،
وسأشرع بعون الله بإنزال تصحيحات " ضعيف الجامع الصغير " طبعة المكتب الإسلامي الثالثة على نفس الصفحة.
اللهم إني أعوذُ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لِما لا أعلم.
¥(28/27)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[06 - 01 - 10, 11:33 ص]ـ
6517 - (من كتم علماً عن أهله، أُلجِمَ يوم القيامة لجاماً من نار)،
أورده الإمام الألباني في " ضعيف الجامع الصغير " (5813) وعلّق عليه في الحاشية قائلاً:
قد صحّ الحديث من رواية ابن عمر وغيره دون زيادة (عن أهله)، وهي منكرة، ومن أجلها أوردتُ الحديث هنا، وكنتُ أوردته في " الصحيح " (6517) من أجل الرواية المشار إليها، لكن فاتني هناك حذف هذه الزيادة حسب النظام الذي مشيتُ عليه في " الصحيح "، فمن كان عنده منه نسخة فليحذفها. اهـ.
ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[06 - 01 - 10, 12:23 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك يا ابا معاوية.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 03:25 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك يا ابا معاوية.
وفيكم بارك يا أخي الكريم.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[21 - 01 - 10, 03:27 م]ـ
صحِّح نسختك من " ضعيف الجامع الصغير " للألباني
(طبعة المكتب الإسلامي الثالثة)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد، فهذا ما وقفتُ عليه من تصحيحات في " ضعيف الجامع الصغير " للإمام الألباني رحمه الله (طبعة المكتب الإسلامي الثالثة - 1410 هـ)، وهي أخطاء متنوعة في المتن والتخريج والعزو دوّنتها أثناء تصفّحي لهذا الكتاب المبارك - بإذن الله - على مدى أكثر من عشر سنوات، وسأذكر ما تراجع الشيخ الألباني عن تضعيفه، وقد أذكر استدراكاً أو زيادة فائدة، وسأذكر رقم الحديث أولاً ثم أذكر باختصار الخطأ وتصويبه،
وأبدأ مستعيناً بالله:
33 - (ابتغوا في أموال اليتامى، لا تستهلكها الصدقة)،
فائدة: صحّ عن عمر رضي الله عنه موقوفاً.
66 - (أتاني جبريل فأمرني .. )، عزاه للضعيفة من دون رقمها، ورقمها = 1753.
80 - (أتاني جبريل في خضر تعلّق به الدر)، تراجع الإمام الألباني عن تضعيفه وحسّنه في السلسلة الصحيحة 3485، قال أبو معاوية البيروتي: والحديث معزوّ للدارقطني في الأفراد، ولكن رواه أحمد في مسنده، وهو أولى بالعزو.
121 - (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يبرّوكم)، تراجع الألباني عن تضعيفه وصحّحه لغيره في السلسلة الصحيحة 3946.
122 - (اتقوا الله، وصِلوا الأرحام، فإنه أبقى لكم ... )، قوله (اتقوا الله، وصِلوا الأرحام) حسّنه لغيره في السلسلة الضعيفة 2157، ولم يُذكَر رقم الحديث في السلسلة الضعيفة.
142 - (اجتنبوا الخمر، فإنها مفتاح كل شر)، ذكر عصام هادي في كتابه (الألباني كما عرفته) أن الشيخ تراجع عن تضعيف الحديث وحسّنه في نسخته الخاصة من " ضعيف الجامع ".
243 - (اخلعوا نعالكم عند الطعام فإنها سنة جميلة)، عزاه للضعيفة من دون رقمها، ورقمها = 2159.
245 - (إخواني لمثل هذا اليوم فأعدّوا)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصحّحه في السلسلة الصحيحة 1751.
294 - (إذا أحب أحدكم عبداً فليخبره ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصحّحه في استدراكه على السلسلة الصحيحة 417.
312 - (إذا أديت زكاة مالك فقد قضيت ما عليك)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسّنه في صحيح الترغيب والترهيب 752.
قال أبو معاوية البيروتي: وذلك لأنها من رواية دراج عن ابن حجيرة وقد ذهب الشيخ في آخر عمره إلى تحسين حديث دراج إذا كان من روايته عن ابن حجيرة.
313 - (إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شرّه)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسّنه لغيره في صحيح الترغيب والترهيب 743.
402 - (إذا أنت بايعت فقل: لا خلابة، ثم أنت في كل سلعة ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسّنه في السلسلة الصحيحة 2875.
434 - (إذا تغوّط أحدكم فليستنجِ ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصحّحه في السلسلة الصحيحة 3316.
435 - (إذا تغوّط أحدكم فليمسح ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصحّحه في السلسلة الصحيحة 3316.
494 - (إذا ذبح أحدكم فليجهز)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصحّحه في السلسلة الصحيحة 3310.
........................................
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[21 - 01 - 10, 05:24 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[29 - 01 - 10, 05:24 ص]ـ
¥(28/28)
506 - (إذا رأيتم الرايات السود ... )، عزاه للسلسلة الضعيفة من دون رقم، ورقمها هو 85.
526 - (إذا رميت الجمار ... )، تراجع الألباني عن تضعيفه وقال عنه في السلسلة الصحيحة (2515): حسن صحيح.
532 - (إذا زنت الأمة فاجلدوها ... )، تراجع الإمام الألباني عن تضعيفه وصححه في الإرواء 2326.
566 - (إذا صلى أحدكم فأحدث ... )، تراجع الألباني عن تضعيفه وصححه بمجموع الطرق في السلسلة الصحيحة 2976.
581 - (إذا ضحّى أحدكم فليأكل من أضحيته)، تراجع الألباني عن تضعيفه وقوّاه في السلسلة الصحيحة 3563.
588 - (إذا ظننتم فلا تحقّقوا ... )، تراجع الألباني عن تضعيفه وقوّاه في السلسلة الصحيحة 3942.
628 - (إذا قرأ الرجل القرآن واحتشى ... )، قال أبو معاوية البيروتي: تراجع الألباني عن تضعيفه بعد طبع تاريخ قزوين للرافعي ورؤيته لإسناده، وحكم عليه بأنه موضوع في السلسلة الضعيفة 6995.
699 - (إذا مررتم برياض الجنة ... )، تراجع الألباني عن تضعيفه وقال عنه في صحيح الترغيب والترهيب 1511: حسن لغيره.
722 - (إذا وضعت جنبك على الفراش ... )، خرّجه الإمام في السلسلة الضعيفة 5062.
726 - (إذا وقعت الملاحم ... )، تراجع الألباني عن تضعيفه وصحّحه في السلسلة الصحيحة 2777.
729 - (إذا وقعتم في الأمر العظيم ... )، ضعّفه الشيخ في ضعيف الجامع، لكنه قال عنه في السلسلة الضعيفة 7002: ضعيف جدًّا.
801 - (استتروا في صلاتكم ولو بسهم)، تراجع الألباني عن تضعيفه وصحّحه في السلسلة الصحيحة 2783.
828 - (استكثروا من الباقيات الصالحت ... )، الصواب في آخر كلمة (الصالحات).
913 - (اطمئن يا عم ... )، خرّجه الإمام في السلسلة الضعيفة 7030.
919 - (أطيب كسب المسلم سهمه .. )، خرّجه الإمام في السلسلة الضعيفة 7020.
921 - (أظلكم شهركم هذا ... )، خرّجه الإمام في السلسلة الضعيفة 5082.
927 - (اعتبروا الأرض بأسمائها ... )، قال أبو معاوية البيروتي: عزاه السيوطي لابن عدي عن ابن مسعود مرفوعاً وللبيهقي عن ابن مسعود موقوفاً، لكن ذكر الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة 7021 أن الحديث في " كامل " ابن عدي موقوفٌ على ابن مسعود أيضاً!! وحكم على الأثر بأنه ضعيف موقوف.
======================
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[11 - 02 - 10, 08:26 ص]ـ
941 - (اعزلوا أو لا تعزلوا ... )، خرّجه الشيخ في السلسلة الضعيفة 7022.
943 - (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، وأعلمه أجره وهو في عمله)، قوله (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه) صحّحه الألباني في إرواء الغليل 5/ 320 - 324،
وأما الجملة الأخيرة فحكم عليها أنها زيادة منكرة جدًّا في السلسلة الضعيفة 7023.
951 - (أُعطِيَت قريش ما لم يعط الناس ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، ولكنه قال في السلسلة الضعيفة 7024: موضوع.
952 - (أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصحّحه في السلسلة الصحيحة 3939.
958 - (أعظم الغلول عند الله ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وقال عنه في صحيح الترغيب والترهيب 1869: حسن صحيح.
970 - (اعملوا فكل ميسّر لما يُهدى له من القول)، ضعّفه في ضعيف الجامع، ولكنه حكم عليه في السلسلة الضعيفة 7027 بأنه شاذ، وقال الألباني عن كلمة (يهدى): وهم السيوطي، والصواب: خُلِقَ.
973 - (أعينوا أولادكم على البر ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، ولكنه حكم عليه بأنه منكر في السلسلة الضعيفة 7028.
987 - (اغسلوا ثيابكم ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7029.
993 - (أفشِ السلام، وابذل الطعام، واستحي ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصحّحه لغيره من رواية معاذ عند البزار، انظر السلسلة الصحيحة 3559.
997 - (أفضل الأعمال العلم لله ... )، ذكر الشيخ في السلسلة الضعيفة 7031 أنه وقف على سنده في جامع بيان العلم لابن عبد البر، فوجد في سنده متهم بالوضع، فعندها غيّر حكمه عليه من ضعيف إلى موضوع.
1012 - (أفضل الصدقة إصلاح ذات البين)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحكم عليه بأنه (حسن لغيره) في السلسلة الصحيحة 2639.
1015 - (أفضل الصدقة أن تُشبِع كبداً جائعاً)، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7033.
1030 - (أفضل العمل النية الصادقة)، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7034.
1034 - (أفضل القرآن سورة البقرة ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، وحكم عليه بأنه (منكر) في السلسلة الضعيفة 7035.
1035 - (أفضل الليل جوف الليل الأوسط)، ضعفه في ضعيف الجامع، وحكم عليه بأنه (منكر) في السلسلة الضعيفة 7036.
1036 - (أفضل المؤمنين إيماناً ... )، ضعفه في ضعيف الجامع وقال في الحاشية أنه لم يره في فهرس تاريخ الخطيب لينظر في سنده، ثم خرّجه في السلسلة الضعيفة 7037 وعزاه لتاريخ الخطيب (1/ 310) وحكم عليه بأنه منكر.
1053 - (أف للحمام ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7038.
1093 - (أكثر صلاتك في بيتك يكثر خير بيتك ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7039، وقال بأن عزو الحديث لابن عباس خطأ، والصواب: عن أنس.
1094 - (أكثر الناس ذنوباً يوم القيامة ... )، عزاه للسلسلة الضعيفة 1891، والصواب: 2891، قال أبو معاوية البيروتي: وهو ضعيف مرفوعاً، ولكنه صحّ موقوفاً، فراجع السلسلة الضعيفة.
1099 - (أكثر ذكر الموت .. )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7040.
1100 - (أكثر ما أتخوّف على أمتي .. )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7041.
=========================
¥(28/29)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[28 - 02 - 10, 08:26 ص]ـ
1108 – (أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون)، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7042.
1115 – (أكثروا من الصلاة علي في كل يوم جمعة، فإن صلاة أمتي ... )، تراجع الإمام عن تضعيفه وقال عنه في صحيح الترغيب والترهيب 1673: حسن لغيره.
1116 – (أكثروا من الصلاة علي في يوم الجمعة، فإنه يوم مشهود ... )، تراجع الإمام عن تضعيفه وقال عنه في صحيح الترغيب والترهيب 1672: حسن لغيره.
1137 – (اكشفوا عن المناكب، واسعوا في الطواف)، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7043.
1139 – (أكل السفرجل يذهب بطخاء القلب)، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه حكم عليه بالوضع في السلسلة الضعيفة 7044.
1146 – (البِس الخشن الضيق ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، ولكنه حكم عليه بالنكارة في السلسلة الضعيفة 7045.
1154 – (أُلحِد آدم وغُسِّلَ بالماء وتراً ... )، تراجع الألباني عن تضعيفه وحذفه من السلسلة الضعيفة 2859 وأشار إلى نقله إلى السلسلة الصحيحة.
1159 – (الزموا هذا الدعاء ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7046.
1165 – (اللهم اجعلني أخشاك حتى كأني أراك ... )، ضعفه الألباني في ضعيف الجامع، وقال في السلسلة الضعيفة 7047: ضعيف جدًّا بهذا التمام.
1177 – (اللهم اغفر للحاج ... )، ضعفه في ضعيف الترغيب والترهيب 684.
1181 – (اللهم الطف بي ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه حكم عليه بالنكارة في السلسلة الضعيفة 7048.
1183 – (اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علماً، الحمد لله على كل حال، وأعوذ بالله من حال أهل النار)، قوله (اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علماً) صححه في صحيح سنن الترمذي 2845.
1190 – (اللهم إني أسألك الثبات في الأمر ... )، تراجع الألباني عن تضعيفه وصححه لغيره في السلسلة الصحيحة 3228.
1199 – (اللهم إني أعوذ بك من خليل ماكر ... )، تراجع الألباني عن تضعيفه وحسنه لغيره في السلسلة الصحيحة 3137، قال أبو معاوية البيروتي: أورده السيوطي من رواية مرسلة، ورواه الطبراني في كتاب " الدعاء " من حديث أبي هريرة.
1203 – (اللهم إني أعوذ بك من فتنة النساء ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه حكم عليه بالشذوذ في السلسلة الضعيفة 7050.
=========================
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[07 - 03 - 10, 07:23 ص]ـ
1212 – (اللهم لك الحمد شكراً ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7051.
1217 – (اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7052.
1228 – (أما إن ربّك يحب المدح)، تراجع الإمام الألباني عن تضعيفه وصحّحه في السلسلة الصحيحة 3179.
1230 – (أما إن كل بناء وبال على صاحبه ... )، تراجع الإمام عن تضعيفه وصحّحه في السلسلة الصحيحة 2830.
1235 – (أما شعرت أن الله قد زوّجني في الجنة ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه حكم عليه بالوضع في السلسلة الضعيفة 7053.
وانظر السلسلة الضعيفة 812.
1236 – (أما أنا فأسجد على سبعة أعظم ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7054.
1242 – (أما حسن فله هيبتي وسؤددي ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7055.
1252 – (أمراً بين أمرين ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7056.
1254 – (امرأة ولود أحب إلى الله .... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7057.
1256 – (أمر النساء إلى آبائهن ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7058.
1267 – (أمرًّ الدم بما شئت ... )، تراجع الإمام عن تضعيفه وصحّحه في إرواء الغليل 8/ 166.
1276 – (أم أيمن أمي بعد أمي)، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7059.
1277 – (أمتي أمة مباركة ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7060.
1278 – (أمتي أمة مرحومة، مغفور لها، مثاب عليها)، ضعفه في ضعيف الجامع، وحكم عليه بأنه شاذ في السلسلة الضعيفة 7061.
1283 – (أم ملدم تأكل اللحم ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، وحكم عليه بأنه منكر في السلسلة الضعيفة 7062.
1287 – (إن أُدخِلتَ الجنة أُتيتَ بفرس .. )، تراجع الإمام عن تضعيفه وقوّاه في السلسلة الصحيحة 3001.
1297 – (إن كنتَ تحبني فأعِد للفقر تجفافاً ... )، تراجع الإمام عن تضعيفه وقوّاه بشواهده في السلسلة الصحيحة 6/ 790.
1302 – (إن يُدخِلك الله الجنة فلا تشاء ... )، تراجع الإمام عن تضعيفه وحسّنه في صحيح الترغيب والترهيب 3756.
==========================
ـ[ابو محمد المصرى الأثرى]ــــــــ[07 - 03 - 10, 11:05 ص]ـ
جزاك الله أبا معاوية حبه و رضوانه،و أنعم عليك بالحسني و زيادة ...
قلت:لو كان الإمام الألباني رحمه الله ما وسعه إلا تزييل تلكم التراجعات إما في الحواشي أو استدراكات في آخر كل كتاب ألحق به التراجع ... فهذا ظننا به رحمه الله ..
و هل الغاية من العلم إلا أن ينشر فيعمل به؟!!
¥(28/30)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[22 - 03 - 10, 05:34 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا محمد،
و هل الغاية من العلم إلا أن ينشر فيعمل به؟!!
صدقت يا أخي.
1307 – (أنا النبي لا كذب ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7063.
1364 – (إن أحب عباد الله ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7067.
1393 – (إن أعظم الناس خطايا ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7064.
قال أبو معاوية البيروتي: ورد موقوفاً بسند جيد عن ابن مسعود، انظر السلسلة الضعيفة 2891.
1396 – (إن أعمالكم تعرض على أقاربكم ... )، صححه لغيره في السلسلة الصحيحة (6/ 605).
1400 – (إن أفضل عمل المؤمن الجهاد .. )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7065.
1407 – (إن الأرض ستفتح عليكم .. )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7066.
1413 – (إن الإسلام ليشيع ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، وحكم عليه بالوضع في السلسلة الضعيفة 7068.
1422 – (إن البخيل كل البخيل ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7070.
1424 – (إن البيت الذي يذكر الله فيه ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7069.
1430 – (إن الحجامة في الرأس دواء ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7071.
1433 – (إن الحميم ليُصَب على رؤوسهم ... )، تراجع الإمام الألباني عن تضعيفه وقوّاه في السلسلة الصحيحة 3470.
1459 – (إن الرجل ليقوم في الصلاة ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7072.
1475 – (إن الشياطين تغدو براياتها ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7073.
1476 – (إن الشياطين حسّاس لحساس، .... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 5533.
قال أبو معاوية البيروتي: الصواب في (لحساس) أنها (لحّاس).
1482 – (إن الشيطان يهمّ بالواحد، ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 3767.
1488 – (إن الصدقة لتطفئ عن أهلها ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسّنه في السلسلة الصحيحة 3484.
1492 – (إن الصلاة قربان المؤمن)، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه حكم عليه بالوضع في السلسلة الضعيفة 7074.
1496 – (إن العار ليلزم المرء يوم القيامة ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 3042 و 5011.
=========================
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 06:46 م]ـ
1520 – (إن الكذب باب من أبواب النفاق)، ضعفه في ضعيف الجامع، وحكم عليه أنه موضوع في السلسلة الضعيفة 7076.
1522 – (إن التي تورث المال ... )، خرجه في السلسلة الضعيفة 7077.
1523 – (إن الذي جعل الداء ... )، خرجه في السلسلة الضعيفة 7078.
1539 – (إن الله إذا أحب عبداً ... )، خرجه في السلسلة الضعيفة 7079.
1545 – (إن الله إذا أنزل عاهة ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، ولكنه قال في السلسلة الضعيفة 7080: منكر.
1556 – (إن الله أعطاني السبع ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه حكم عليه بأنه منكر جدًّا في السلسلة الضعيفة 7081.
1565 – (إن الله أمرني أن أعلمكم ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه حكم عليه بأنه منكر جدًّا في السلسلة الضعيفة 7082.
1571 – (إن الله أوحى إلى نبي ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه حكم عليه بأنه ضعيف جدًّا في السلسلة الضعيفة 7083.
1576 – (إن الله بارك ما بين العريش ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه حكم عليه بأنه منكر في السلسلة الضعيفة 7084.
1583 – (إن الله تجوز لكم عن صدقة الخيل والرقيق)، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه حكم عليه بأنه منكر في السلسلة الضعيفة 7085.
1595 – (إن الله جعل هذه الأهلة مواقيت، فإذا رأيتموه فصوموا ... )، قال الشيخ الألباني في الحاشية: الحديث صحيح بدون قوله: (إن الله جعل هذه الأهلة مواقيت).
قال أبو معاوية البيروتي: لكن الشيخ صحح الحديث مع هذه الجملة في صحيح الجامع (1/ 594) بلفظ: جعل الله الأهلة مواقيت ...
1596 – (إن الله جميل يحب الجمال، سخي يحب السخاء، نظيف يحب النظافة)، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه حكم عليه بأنه منكر في السلسلة الضعيفة 7086.
======================
ـ[ mobrmg] ــــــــ[14 - 04 - 10, 03:42 ص]ـ
عذرا اخي الكريم
لو وضعتها في مدة قصيرة فان الانسان قد ينصرف عن الاستفادة من كلامك لاسباب عدة كل بحسبه
فلو تفضلت بوضعها دفعة واحدة ان كان ذلك في استطاعتك
مع تقديري لتعبك
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[18 - 04 - 10, 07:54 ص]ـ
1625 – (إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من أحب، فمن أعطاه الله ... )، ضعفه الشيخ في ضعيف الجامع، لكنه صحّح في السلسلة الصحيحة 2714 قوله: (إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من أحب).
1629 – (إن الله كره لكم البيان كل البيان)، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7087.
1636 – (إن الله لم يبعثني طعاناً ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7088.
1638 – (إن الله لم يجعلني لحّانا ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، ولكنه خرّجه في السلسلة الضعيفة 7089 وقال: منكر.
1657 – (إن الله ليضيء للذين يتخللون إلى المساجد ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وقال في صحيح الترغيب والترهيب 317: صحيح لغيره.
1658 – (إن الله ليعجب من الشاب ليست له صبوة)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه في السلسلة الصحيحة 2843.
1664 – (إن الله وعدني بإسلام أبي الدرداء)، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7094.
1666 – (إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصف الأول، وما من ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وقال في صحيح الترغيب والترهيب: صحيح لغيره.
1681 – (إن الله لا يهتك ستر ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه قال في السلسلة الضعيفة 7090.
1685 – (إن الله يبغض ابن السبعين ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه قال في السلسلة الضعيفة 7091: موضوع.
1686 – (إن الله يبغض البخيل ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه قال في السلسلة الضعيفة 7092: موضوع.
1692 – (إن الله يبغض المعبّس في وجوه إخوانه)، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7093.
=========================
¥(28/31)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[24 - 04 - 10, 07:14 ص]ـ
1725 – (إن الله يحب من عباده الغيور)، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه قال في السلسلة الضعيفة 7095: موضوع.
1729 – (إن الله تعالى يحمي عبده المؤمن ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه قال في السلسلة الضعيفة 7096: ضعيف جدًّا.
1735 – (إن الله تعالى يزيد في عمر الرجل ببره والديه)، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7099.
1736 – (إن الله يسأل العبد عن فضل علمه، كما يسأله عن فضل ماله)، ذكر الإمام الألباني في السلسلة الضعيفة 7098 أن الحافظ السيوطي وهم وهماً فاحشاً في لفظه، وأنه لا أصل له بهذا السياق، فانظره.
1737 – (إن الله يسعّر جهنم كل يوم في نصف النهار ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7100.
1747 – (إن الله يغضب على من لا يسأله ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه قال في السلسلة الضعيفة 7101: منكر.
1751 – (إن الله تعالى يقول: إني لأهمّ .... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7102.
1753 – (إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه قال في السلسلة الضعيفة 7103: منكر.
1763 – (إن الله يوصيكم بالنساء خيراً .... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحكم عليه في السلسلة الصحيحة 2871 بأنه حسن لغيره.
1772 – (إن المؤمن ينضي شيطانه ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسّنه في السلسلة الضعيفة 3586.
1773 – (إن المتشدّقين في النار)، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7104.
1775 – (إن المرابط في سبيل الله ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه قال في السلسلة الضعيفة 7105: منكر.
1790 – (إن الملائكة لا تزال تصلّي ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 7107.
1792 – (إن المليلة والصداع ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه قال في السلسلة الضعيفة 7106: ضعيف جدًّا.
1793 – (إن الميت ليعذب ببكاء الحي، فإذا قالت النائحة: ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحكم عليه في صحيح الترغيب والترهيب 3523 بأنه حسن لغيره.
==================
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[28 - 04 - 10, 07:56 ص]ـ
1806 – (إن النيل يخرج من الجنة .. )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه قال في السلسلة الضعيفة 7108: منكر.
1812 – (إن اليد المنطية هي العليا ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه قال في السلسلة الضعيفة 7109: منكر بهذا التمام، فانظره.
1821 – (إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسنه في صحيح الترغيب والترهيب 1668.
1830 – (إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكاراً)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وقال في السلسلة الصحيحة 3351: حسن لغيره.
1836 – (إن أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع غداً في الآخرة)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه في السلسلة الصحيحة 343.
1852 – (إن حقًّا على المؤمنين ... )، عزاه لأبي الشيخ في " التوشح "، قال أبو معاوية البيروتي: لعلّه تصحيف، والصواب: كتاب " التوبيخ ".
1854 – (إن خيار عباد الله ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسنه لغيره في السلسلة الصحيحة 3440 والسلسلة الضعيفة 5038.
1871 – (إن صاحب المَكْسِ في النار)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وقال في السلسلة الصحيحة 3405: إسناده جيد.
1874 – (إن صلاح ذات البين ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 5198.
قال أبو معاوية البيروتي: عزاه لمسند علي في " المعجم الكبير " للطبراني.
فقال الشيخ الألباني في الحاشية: لم يورده المنذري ولا الهيثمي، ولم أره في " مسند علي " من " المعجم الكبير " للطبراني. اهـ.
قلتُ: نبّه الشيخ حمدي السلفي في طبعته الجديدة " للمعجم الكبير " (1/ 86) أن الحديث موجودٌ في " مسند علي "، وأن الألباني أورده في إرواء الغليل (6/ 75).
1886 – (إن فقراء المهاجرين يدخلون الجنة ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسنه في صحيح سنن ابن ماجه 3344.
====================
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[07 - 05 - 10, 09:32 م]ـ
1917 – (إن لربكم في أيام دهركم نفحات .... )، ضعفه الشيخ في ضعيف الجامع وعزاه للسلسلة الضعيفة 3189، لكنه حذفه من الضعيفة وخرّجه في السلسلة الصحيحة 1890،
قال أبو معاوية البيروتي: لكن حكم الشيخ النهائي على الحديث يحتاج لمزيد من التثبّت.
1921 – (إن لقمان الحكيم قال ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 3191.
1934 – (إن لكل شيء شرفاً ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 5218.
1963 – (إن للشيطان لمّة بابن آدم ... )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكن تراجع الشيخ وحكم عليه في صحيح موارد الظمآن 38: صحيح لغيره.
1968 – (إن للمهاجرين منابر من نور ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه في السلسلة الصحيحة 3584.
1986 – (إن من أسرق السُّرّاق .... )، عزاه للطبراني فقط، ولكن روى ابن ماجه 1975 الجملة التي تتعلّق بالنكاح، وهي: (وإن من أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى تجمع بينهما).
============================
¥(28/32)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[13 - 05 - 10, 11:16 ص]ـ
2016 – (إن موسى آجر نفسه ... )، عزاه لأحمد وابن ماجه، وليس في أحمد.
2021 – (إن هذا الخير خزائن ... )، قال عنه في ضعيف الجامع: ضعيف جدًّا، لكنه تراجع وحسّنه بمجموع طرقه في صحيح الترغيب والترهيب 66.
وفي المتن كلمة (فماتيحه)، والصواب: (فمفاتيحه).
2034 – (إنك ما كنت ساكتاً فأنت سالم ... )، أورده من حديث مكحول مرسلاً وضعفه، لكن يوجد في صحيح الترغيب والترهيب (3/ 90) رواية للمتن من حديث معاذ، قال عنها الشيخ الألباني: حسن لغيره.
2038 – (إنكم في زمان من ترك ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصحّحه في السلسلة الصحيحة 2510.
2043 – (إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وقال عنه في صحيح الترغيب والترهيب 2661: حسن لغيره.
2070 – (إنما يلبِّس علينا ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسنه في صحيح الترغيب والترهيب 222.
2109 – (أوتي موسى الألواح ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه في السلسلة الصحيحة 2813.
2191 – (إياك وما يسوء الأذن)، عزاه لأحمد من حديث أبي الفادية، والصواب: أبي الغادية.
2240 – (أيما رجل كشف ستراً ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وقال في السلسلة الصحيحة 3463: صحيح غريب.
2321 – (بحسب امرئ من الشر ... )، ضعفه الشيخ في ضعيف الجامع وخرّجه في السلسلة الضعيفة 1670، ولكن ذكر الشيخ علي الحلبي أن الشيخ الألباني تراجع عن تضعيفه وحسّنه.
2336 – (بُعِثتُ بالحنيفية السمحة، ومن خالف سنتي فليس مني)، الشطر الأول تراجع الشيخ عن تضعيفه وقال في السلسلة الصحيحة 2924: حسن لغيره.
2414 – (تخللوا فإنه نظافة ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 5277.
====================
ـ[أبو هريرة ربيع العلالي]ــــــــ[13 - 05 - 10, 09:04 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[17 - 05 - 10, 05:23 م]ـ
2461 – (تعوذوا بالله من رأس الستين، ومن إمارة الصبيان)، تراجع الشيخ عن تضعيفه، وحكم عليه في السلسلة الصحيحة 3191 بأنه صحيح لغيره.
وعُزِي الحديث لـ (حم، ع)، أي مسندي أحمد وأبي يعلى، والصواب (حم، عد)، أي مسند أحمد والكامل لابن عدي.
وانظر فائدة عن الحديث في صحيح موارد الظمآن 1301.
2501 – (التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصّدّيقين والشهداء)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وقال عنه في صحيح الترغيب والترهيب 1782: صحيح لغيره.
2568 – (ثلاث يجلين البصر ... )، عزا الحديث لتاريخ نيسابور من حديث علي وابن عمرو، والصواب علي وابن عمر.
2591 – (ثلاثة لا ترى أعينهم النار ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصحّحه بشواهده في السلسلة الصحيحة 2673.
2598 – (ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومُصَدِّق بالسِّحر، ومن مات وهو مدمن ... )،
قال الشيخ عن الحديث في السلسلة الضعيفة 1463: ضعيف بهذا التمام.
أما فقرة (ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومُصَدِّق بالسِّحر) فقال عنها في صحيح الترغيب والترهيب 2539: صحيح لغيره.
2606 – (ثلاثة لا ينفع معهن عمل .... )، عزاه للسلسلة الضعيفة 1383، والصواب 1384.
2637 – (جنة الفردوس هي ربوة ... ) , ذكر عصام هادي في " الإمام الألباني كما عرفته " (ص 52) أن الشيخ تراجع عن تضعيف الحديث وصححه.
2726 – (حضرموت خير من بني الحارث)، صحح الشيخ الحديث في السلسلة الصحيحة 3051، وقال: سقط سهواً في ضعيف الجامع!!
2767 – (الحجر الأسود من الجنة، وكان أشد ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه، وقال عنه في صحيح الترغيب والترهيب 1146: صحيح لغيره.
2802 – (الحواميم سبع ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 6183.
=================
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 08:23 ص]ـ
2825 – (خزائن الله الكلام .. )، ضعفه الشيخ في ضعيف الجامع، لكنه حكم عليه في السلسلة الضعيفة 3796 بأنه ضعيف جدًّا.
2829 – (خصال ست، ما من مسلم ... )، تراجع الشيخ عن الحكم عليه بأنه ضعيف جدًّا وصححه لغيره في السلسلة الصحيحة 3384.
قال أبو معاوية البيروتي: والعجيب أن الحديث يبدأ بـ (خصال ست) ولكن لم يُذكر فيه إلا أربع،
وقد سقطت من المتن جملتان: (ورجل عاد مريضاً فإن مات في وجهه كان ضامناً على الله)
و (رجل أتى إماماً لا يأتيه إلا ليعزّره ويوقِّره، فإن مات على وجهه كان ضامناً على الله)
وعدّ الشيخ هذا السقط (من عجائب السقط وقلّة الانتباه والتحقيق)، فانظر كلامه في السلسلة الصحيحة 7/ 1150.
2851 – (خمس صلوات من حافظ ... )، خرّجه في ضعيف الترغيب والترهيب 312.
2865 – (خيار أمتي الذين إذا رؤوا ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وقوّاه بالشواهد في السلسلة الصحيحة 2849.
3018 – (الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ما ابتُغِيَ به وجه الله عز وجل)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وقال في السلسلة الصحيحة 2797 وصحيح الترغيب والترهيب 9: حسن لغيره.
3149 – (الرجل أحق بصدر دابته ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وقال في السلسلة الصحيحة 1595: صحيح لغيره.
3210 – (سافروا تصحوا واغزوا تغنموا)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسنه في السلسلة الصحيحة 3352.
=====================
¥(28/33)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 08:23 م]ـ
3212 – (سافروا تصحوا وتغنموا)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسنه لغيره في السلسلة الصحيحة 3352.
3234 – (سبِّحي الله مئة تسبيحة ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسنه في السلسلة الصحيحة 1316.
3259 – (ستكون هجرة بعد هجرة ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه لغيره في السلسلة الصحيحة 3203.
3289 – (سوء الخُلُق يفسد العمل ... )، قال عنه الشيخ في ضعيف الجامع: ضعيف جدًّا، لكنه حسنه في السلسلة الصحيحة 906 لمجيئه من طريق حسن.
3295 – (سيأتي على أمتي زمان .... )، ضعفه الشيخ في ضعيف الجامع والسلسلة الضعيفة 3712 وأعلّه بدراج أبي السمح، لكنه من رواية ابن حجيرة عنه، وقد أعلن الشيخ تراجعه عن تضعيف روايات دراج إذا أتت من طريق ابن حجيرة وحسّنها، فتنبّه.
3310 – (سيكون في آخر الزمان شرطة .. )، ضعفه في ضعيف الجامع، لكنه صححه في السلسلة الصحيحة 1893.
3361 – (السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب، مجلاة للبصر)، خرجه الشيخ في السلسلة الضعيفة 5276.
3376 – (السيوف مفاتيح الجنة)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه لغيره في السلسلة الصحيحة 2672.
3477 – (صلّت الملائكة على آدم ... )، يُراجَع حكم الشيخ على الحديث في السلسلة الضعيفة 2872.
3497 – (صنفان من أمتي لا يردان عليّ الحوض ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه في السلسلة الصحيحة 2748.
3523 – (صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم)، عزاه إلى (حب)؛ أي ابن حبان في صحيحه، والصواب عزوه إلى (هب)؛ أي البيهقي في شعب الإيمان.
3585 – (ضحك ربنا من قنوط عباده، وقرب غيره)، قال عنه في ضعيف الجامع: ضعيف جدًّا، لكنه تراجع وحسنه لغيره في السلسلة الصحيحة 2810.
3658 – (الطفل لا يُصلّى عليه .. )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه في صحيح سنن الترمذي 824.
=======================
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[15 - 06 - 10, 09:02 م]ـ
طلب من اخينا البيروتى
بعد ما ينتهى ان يجمعها فى ملف حتى نحولها الى الشامله
وفقك الله
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[25 - 06 - 10, 03:54 م]ـ
3677 – (عثمان أحيا أمتي وأكرمها)، ذكر مشهور سلمان في " دراسة حديث أرحم أمتي بأمتي أبو بكر " أنه راجع النسخة الخطية للشيخ الألباني من " ضعيف الجامع " فوجد الشيخ كتب على الحديث: (منكر).
3726 – (علّموا أبناءكم السباحة والرماية ... )،
فائدة: صحّ عن سيدنا عمر موقوفاً عليه أنه قال: (علّموا صبيانكم العوم، ومقاتلتكم الرمي)، رواه ابن حبان (1227 – موارد)، وحسنه الألباني في صحيح موارد الظمآن (1029).
3869 – (العلم أفضل من العمل ... )، عزاه للضعيفة 4093، والصواب: 3940.
3919 – (غنيمة مجالس الذكر الجنة)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسنه في صحيح الترغيب والترهيب 1507.
3943 – (الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسنه في السلسلة الصحيحة 1922 وهداية الرواة 2008.
3953 – (فارس عصبتنا أهل البيت .... )، ضعفه في ضعيف الجامع وعزاه للسلسلة الضعيفة 3798، ولكن وجدته في الضعيفة 3998 وقال عنه: موضوع.
3982 – (فضّلت سورة الحج ... )، ذكر عصام هادي في " الألباني كما عرفته " (ص 124) أن الشيخ الألباني تراجع عن تضعيفه في نسخته من ضعيف الجامع وحسنه.
3986 – (فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة)، خرجه في السلسلة الضعيفة 6297.
4002 – (في السواك عشر خصال ... )، عزاه للسلسلة الضعيفة 4106، والصواب: 4016.
4011 – (في جهنم واد ... )، خرجه في السلسلة الضعيفة 1181.
4016 – (في كل إشارة في الصلاة عشر حسنات)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وقوّاه في السلسلة الصحيحة 3286.
=====================
ـ[الصنقري]ــــــــ[25 - 06 - 10, 07:31 م]ـ
أخي الكريم أبو معاوية - حفظه الله -هل اطلعت على تراجعات العلامة الألباني في التصحيح والتضعيف أم لا؟!
وهو على أي حال موجو على الشبكة ومقصودي - بارك الله فيك، ونفع بك - أن تنقح ما جمعت مما دون هناك ويكون عملاً واحداً يستفيد منه طلبة العلم
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[13 - 07 - 10, 08:00 ص]ـ
4050 – (قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم .... )، الحاشية 2 تعريفها هو في الحاشية (1) ص 591.
¥(28/34)
4053 – (قال الله تعالى: من لم يرض ... )، عبارة (لـ (خ) 1) مكانها الحديث 4050.
4061 – (قال ربكم: أنا أهل أن أتّقى .... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وقال عنه في ظلال الجنة في تخريج السنة (969): حسن لغيره.
4077 – (قد سمعت كلامكم ... )، قوّاه الشيخ بشواهده في صحيح الجامع.
4112 – (قليل تؤدي شكره ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 1607.
4208 – (كلوا، فإني لست كأحدكم ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه في السلسلة الصحيحة 2784.
4215 – (كل الكذب يكتب ... )، في آخره (ليلصح بينهما) والصواب (ليصلح بينهما).
4263 – (كلمات من ذكرهن مئة ... )، الحديث موقوف على أبي ذر، وقد وهم السيوطي في رفعه، وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب 986: منكر موقوف.
4268 – (كم من جار متعلّق ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسّنه بشاهد في السلسلة الصحيحة 2646.
4277 – (كنت بين شر جارين ... )، الحديث خرّجه في السلسلة الضعيفة 4151.
4283 – (كلام ابن آدم كله ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 1366.
4292 – (كيف بكم إذا جمعكم الله .... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه في السلسلة الصحيحة 2817.
4304 – (الكنود الذي يأكل وحده ... )، خرجه في الأدب المفرد 160 والسلسلة الضعيفة 5833.
4305 – (الكيّس من دان نفسه ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 5319.
4404 – (كان إذا رأى الهلال .... )، ذكر عصام هادي في " الألباني كما عرفته " (ص 58) أن الشيخ تراجع عن تضعيف الحديث وحسّنه بهذا اللفظ، إلا جملة (والتوفيق لِما تحب وترضى) فأبقاها على ضعفها.
4570 – (كان يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء .... )، تراجع الشيخ عن تضعيف الحديث وصححه في " صحيح أبي داود " (ط. غراس / الكويت).
4651 – (لتتركن المدينة على خير ... )، ذكر عصام هادي في " الألباني كما عرفته " (ص 60) أن الشيخ تراجع عن تضعيف الحديث وحسّنه.
============================
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[18 - 07 - 10, 07:16 م]ـ
4660 – (لتنتهكن الأصابع بالطهور ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه في السلسلة الصحيحة 3489 وصحيح الترغيب الترهيب 218.
4703 – (لقد تاب توبة لو تابها صاحب مكس ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وقوّاه في السلسلة الصحيحة 3238.
4754 – (للمهاجرين منابر من نور ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه في السلسلة الصحيحة 3584 وصحيح موارد الظمآن 1308.
4759 – (لم يتكلم في المهد إلا أربعة ... )، خرجه في السلسلة الضعيفة 6400.
4768 – (لما انتهينا إلى بيت المقدس ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه في صحيح موارد الظمآن (1 / حـ 33).
4772 – (لما كانت الليلة التي أُسري بي فيها .... )، قوّى الشيخ رواية مختصرة بشاهد لها في كتيبه عن " الإسراء والمعراج " (ص 56)، ولكنه استمر على تضعيف هذه الرواية (ص 78).
وخرجه الشيخ في السلسلة الضعيفة 6400.
4854 – (لولا أشق على أمتي لفرضت عليهم ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وقال عنه في صحيح الترغيب والترهيب 208: صحيح لغيره.
=======================
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 07:54 م]ـ
4927 – (ليس من الجنة في الأرض شيء ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وجوّد إسناده في السلسلة الصحيحة 3111.
4936 – (ليس منا من غش مسلماً ... )، ضعفه الشيخ في ضعيف الجامع، لكنه قال عنه (موضوع) في السلسلة الضعيفة 3290.
4949 – (ليسترجع أحدكم في كل شيء ... )، حكم عليه الشيخ أنه (ضعيف جدًّا) في السلسلة الضعيفة 5595.
5006 – (ما أطيبك وأطيب ريحك ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحكم عليه أنه (حسن لغيره) في السلسلة الصحيحة 3420 لشاهدٍ له قوي.
5034 – (ما بال أقوام يصلون معنا ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسّنه في صحيح الترغيب والترهيب 222.
5052 – (ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه في السلسلة الصحيحة 2800.
5085 – (ما صحب النبيين والمرسلين أجمعين ... )، ضعفه الشيخ في ضعيف الجامع، ثم حكم عليه أنه موضوع في السلسلة الضعيفة 5562.
5091 – (ما ضحك ميكائيل منذ خُلِقت النار)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسنه في السلسلة الصحيحة 2511.
5142 – (ما من أحد يدّان ديناً يعلم الله منه أنه يريد قضاءه إلا أدّاه الله عنه في الدنيا)، ضعفه في ضعيف الجامع، لكن ذكر عصام هادي في " الألباني كما عرفته " (ص 62) أن الشيخ الألباني ضعفه من أجل زيادة (في الدنيا)، وإلا سائره له شواهد.
5157 – (ما من إنسان يقتل عصفورا ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسنه في صحيح الترغيب والترهيب 1092.
والحديث عزاه لمستدرك الحاكم، ولكن رواه النسائي في سننه.
5219 – (ما من مسلم يعمل ذنباً ... )، خرّجه في السلسلة الضعيفة 3765 وضعيف الترغيب والترهيب 1003.
5252 – (مثلي ومثل الساعة كفرسي رهان ... )، ذكر عصام هادي في " الألباني كما عرفته " (ص 63) أن الشيخ تراجع عن تضعيف الحديث وصححه على نسخته الخاصة من صحيح الجامع.
5340 – (من أحب دنياه أضر بآخرته ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه لغيره في السلسلة الصحيحة 3287.
5359 – (من أحيا سنة من سنتي ... )، عزاه لابن ماجه، وهو فيه برقم 210، لكن رواه أيضاً الترمذي في سننه 2677.
5470 – (من أكثر ذكر الله ... )، خرجه في السلسلة الضعيفة 5120.
=====================
¥(28/35)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 07:22 م]ـ
5516 – (من تخطّى رقاب الناس يوم الجمعة ... )، تراجع الشيخ الألباني عن تضعيفه وحسنه في السلسلة الصحيحة (7/ 331).
5518 – (من تداوى بحرام ... )، تراجع الشيخ الألباني عن تضعيفه وحسنه بمجموع الطرق في السلسلة الصحيحة (2881).
5564 – (من حمى مؤمناً ... )، ذكر عصام هادي في " الألباني كما عرفته " (ص 66) أن الشيخ الألباني تراجع عن تضعيفه وحسنه.
5570 – (من خرج في طلب العلم ... )، تراجع الشيخ الألباني عن تضعيفه وحسنه في صحيح الترغيب والترهيب (88).
5590 – (من رأى عورة فسترها ... )، ذكر عصام هادي في " الألباني كما عرفته " (ص 66) أن الشيخ الألباني تراجع عن تضعيفه وحسنه إلا لفظة (من قبرها).
5599 – (من رزقه الله امرأة حسنة ... )، تراجع الشيخ الألباني عن تضعيفه وقال في صحيح الترغيب والترهيب (1916): صحيح لغيره.
5612 – (من زهد في الدنيا ... )، ضعفه في ضعيف الجامع وعزاه للسلسلة الضعيفة 4600، لكنه حكم عليه في السلسلة الضعيفة 4600 بأنه موضوع.
5623 – (من ستر على مؤمن عورة ... )، ذكر عصام هادي في " الألباني كما عرفته " (ص 66) أن الحديث صحّ بلفظ (مؤودة).
5629 – (من سرّه أن ينظر ... )، تراجع الشيخ الألباني عن تضعيفه وصححه في السلسلة الصحيحة (4003).
5651 – (من صام رمضان وصلى الصلوات ... )، ذكر عصام هادي في " الألباني كما عرفته " (ص 67) أن الشيخ الألباني تراجع عن تضعيفه وحسنه.
5681 – (من ضمّ يتيماً له ... )، قال عنه الشيخ: ضعيف جدًّا، لكنه تراجع عن حكمه هذا وحكم عليه أنه صحيح بشواهده في السلسلة الصحيحة 2882.
===================
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[07 - 10 - 10, 04:44 م]ـ
5738 – (من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثاني ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسنه لغيره في السلسلة الصحيحة 6/ 354 وصحيح الترغيب والترهيب 192.
5739 – (من قال لا إله إلا الله ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسنه لغيره في صحيح الترغيب والترهيب 473.
5750 – (من قتل عصفوراً بغير حقه .... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسنه لغيره في صحيح الترغيب والترهيب 1092.
5752 – (من قتل معاهداً له ذمة ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه لغيره في صحيح الترغيب والترهيب 3009.
5788 – (من قرأ يس كل ليلة ... )، خرجه في السلسلة الضعيفة 6623.
5828 – (من لبس ثوب شهرة ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسنه لغيره في جلباب المرأة المسلمة (ص 214).
5917 – (المختلعات والمتبرجات هنّ المنافقات)، صحّ الحديث من دون كلمة (المتبرجات)، انظر صحيح الجامع 6681.
==============================
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[18 - 10 - 10, 04:02 م]ـ
تدقيق حكم الشيخ على حديث 5828 (من لبس ثوب شهرة ... )، فبعد أن تعقّب قول البوصيري عنه في " زوائده ": (إسناده حسن) بأنه غير حسن، قال الشيخ الألباني في " جلباب المرأة المسلمة " (ص 214):
إلا إنْ كان يريد أنه حسن لغيره؛ فسائغ. ولعله لذلك أورده المقدسي في " الأحاديث المختارة "، والله أعلم. اهـ.
5932 – (المسلم أخو المسلم ... )، ذكر عصام هادي في " الألباني كما عرفته " (ص 68) أن الشيخ الألباني تراجع عن تضعيف الحديث وحسنه.
6005 – (نهى أن يُبال في قبلة المسجد)، ذكر عصام هادي في " الألباني كما عرفته " (ص 69) أن الشيخ الألباني تراجع عن تضعيف الحديث وحسنه.
6062 – (نهى عن بيع المحفلات)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسنه لغيره في السلسلة الصحيحة 3236.
6090 – (ههنا تُسكَب العبرات)، خرّجه في السلسلة الضعيفة 1022.
6131 – 6132 – (ولد نوح ثلاثة ... )، الصواب في الترقيم: السلسلة الضعيفة 3683.
6201 – (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه جرس)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وقال عنه في صحيح الترغيب والترهيب 3120: حسن لغيره.
6202 – (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه جرس، ولا تصحب ركباً فيه جرس)، ذكر عصام هادي في " الألباني كما عرفته " (ص 70) أن الشيخ الألباني تراجع عن تضعيف الحديث وحسنه.
6220 – (لا تسبِّخي عنه)، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه في ضعيف أبي داود (2/ 91 / ط. غراس).
6232 – (لا تشدِّدوا على أنفسكم ... )، ضعفه الشيخ في ضعيف الجامع، لكنه حسّن رواية أخرى لم تُذكَر فيها الآية في السلسلة الصحيحة 3124.
6259 – (لا تقوم الساعة حتى يُرفَع الركن والمقام)، عزاه لابن عمر، والصواب: ابن عمرو.
6268 – (لا تكرهوا البنات ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه في السلسلة الصحيحة 3206.
6295 – (لا شيء في البهائم ... )،
الصواب: (لا شيء في الهام ... )،
وتراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه بشواهده في السلسلة الصحيحة 2949.
6318 – (لا يؤوي الضالة إلا ضال)، ذكر عصام هادي في " الألباني كما عرفته " (ص 71) أن الشيخ الألباني تراجع عن تضعيف الحديث وحسنه.
===================
¥(28/36)
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[18 - 10 - 10, 06:09 م]ـ
وذكر الألباني علة أخرى
وهي الاختلاف على داود بن أبي هند.
هل ممكن توضيح مصطلح الاختلاف بتطبيق على هذا الحديث
ـ[أبو عمر الفلسطيني]ــــــــ[24 - 10 - 10, 11:02 ص]ـ
الحمد لله على توفيقه،
بينما كنت الآن أراجع تعليقاتي على تفسير ابن كثير (وقد طبعت منه إلى الآن دار الصديق / الجبيل خمس طبعات) الذي أنزلت فيه أحكام الشيخ الألباني وغيره من المحدثين - وذلك تمهيدا لإصداره في طبعة جديدة،
وقفت على تراجع للشيخ رحمه الله عن تصحيح حديث لم أدونه في نسختي من صحيح الجامع، ولم يذكره عصام هادي فيما تراجع عن تصحيحه الشيخ في نسخته الخاصة من صحيح الجامع (يبدو أن الشيخ لم يكتب تراجعه عن تصحيحه على نسخته)،
ولم ينبه عليه عصام هادي في ترتيبه لصحيح الجامع المسمى " السراج المنير "،
بل لم يذكره الشيخ مشهور في إخراجه للسنن الأربعة المتضمنة تعليقات الشيخ; حيث الحديث أخرجه أبو داود (4782، 4783)،
والحديث هو:
(إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه وإلا فليضطجع)،
رواه أحمد (5/ 152) قال: ثنا أبو معاوية (وليس بالبيروتي)، ثنا داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود، [عن أبي الأسود] عن أبي ذر قال: ..... فذكره.
قال الألباني في السلسلة الضعيفة (6664): وهذا إسناد ظاهره الصحة، فإن رجاله ثقات رجال مسلم، لكن له علة خفية لم أر من تنبه لها، لذلك قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء:
رواه أحمد بإسناد جيد، وأبو داود; وفيه عنده انقطاع، سقط منه (أبو الأسود).
قال الألباني: وهنا تكمن العلة.
وذكر الألباني علة أخرى وهي الاختلاف على داود بن أبي هند.
وذكر رحمه الله في نهاية بحثه تراجعه عن تصحيحه.
فنرجو من الإخوة إضافة هذا التراجع عن تصحيح الحديث وتضعيفه على نسختهم من " صحيح الجامع "،
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
من يشرح لنا عبارة:
قال الألباني: وهنا تكمن العلة.
وذكر الألباني علة أخرى وهي الاختلاف على داود بن أبي هند.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[04 - 11 - 10, 05:14 م]ـ
6336 – (لا يخرج الرجلان يضربان الغائط ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه لوقوفه على طريق آخر له، وأخرجه في السلسلة الصحيحة 3120.
6345 – (لا يزال الله مقبلاً على العبد ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسنه في صحيح الترغيب والترهيب 554.
6374 – (يا أبا رزين! أليس كلكم ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسّنه في ظلال الجنة 459.
6383 – (يا أيها الناس! إن على أهل كل بيت ... )، ذكر عصام هادي في " الألباني كما عرفته " (ص 72) أن الشيخ تراجع عن تضعيفه وحسنه.
- (يا سفيان! لا تسبل إزارك ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وحسّنه بمجموع الطرق في السلسلة الصحيحة 4004.
6405 – (يا معشر التجار! إن التجار يبعثون ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وقال عنه في صحيح الترغيب والترهيب 1458: صحيح لغيره.
6416 – (يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب ... )، تراجع الشيخ عن تضعيفه وصححه بشواهده في السلسلة الصحيحة 2829.
6444 – (يُلقى على أهل النار الجوع ... )،
قال أبو معاوية البيروتي: من عند قوله (فيدعون مالكاً ... )؛ يوجد أثر صحيح عن عبد الله بن عمرو في صحيح الترغيب والترهيب 3691.
6446 – (ينزل في الفرات .... )، ضعفه الشيخ في ضعيف الجامع، لكنه قال في السلسلة الضعيفة 1600: ضعيف جدًّا.
= = = = = = = = = = = =
وبهذا ينتهي تصحيح " ضعيف الجامع الصغير " لإمام العصر ومحدِّثه محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى،
والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات،
أدعو الله أن ينفعني وإخواني به، وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون، إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.
وكتبه
أبو معاوية
مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي
ليلة الخميس 27 ذي القعدة 1431 هـ
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[29 - 11 - 10, 02:09 م]ـ
بينما كنتُ أراجع مصوراتي لمكتبة الشيخ الألباني رحمه الله في الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية، وجدتُ أن الشيخ كتب بخط يده تحت الحديث 2687 في " صحيح الجامع الصغير ": سقط من هنا. اهـ.
وتبيّن أنه سقط الحكم على الحديث واسم راويه من الصحابي والمحدّثين، ولم أنبِّه عليه في نسختي، فللفائدة أقول:
الحديث رواه أحمد والطبراني والبيهقي من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وحكم عليه الشيخ في " صحيح الترغيب والترهيب " (2470) بأنه (صحيح لغيره).
فليُضَف على " صحيح الجامع الصغير " (1/ 523 / حـ 2687):
(صحيح لغيره) (حم، طب، هق) عن ابن مسعود(28/37)
كتاب يجمع الأحاديث المكررة عند الشيخين
ـ[احمد العثيمين]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:37 م]ـ
أحبتي هل يوجد كتاب جمع الأحاديث المكررة عند الشيخين وشرحها.
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[02 - 09 - 09, 07:42 م]ـ
السلام عليكم
لا أظن ذلك، وحسب علمي لم يؤلف في هذا الباب شيء، وانظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11781(28/38)
أريد أفضل الكتب لشرح نخبه الفكر
ـ[سعود]ــــــــ[03 - 09 - 09, 02:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إخواني أنا مبتدء في قراءه ((نخبه الفكر))
فأريد أفضل وأبسط الكتب التي شرحت الكتاب ..
ـ[محمد السقار]ــــــــ[03 - 09 - 09, 03:01 ص]ـ
نزهة النظر ..
ـ[أسامة بن سعد الهادي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 03:03 ص]ـ
عليك بـ (نزهة النظر، شرح نخبة الفكر)
شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين ..
شرح سهل واف مناسب ..
وإن أردت غير نخبة الفكر، فعليك بشرح اختصار علوم الحديث للعلامة أحمد شاكر ..
وحبذا لو سبقت هذين بحفظ المنظومة البيقونية وشرحها ..
ولقد تحصلت بفضل الله في معرض الكتاب الفائت على شرحها في كتاب واحد للشيخين: محمد بن صالح العثيمين، والجبرين - رحمهما الله
بارك الله فيك
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[03 - 09 - 09, 03:39 ص]ـ
شرح الشيخ سعد الحميد مفيد للمبتدئ ..
ـ[أبو حفص السعدي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 04:03 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
الأخ سعود - بارك الله فيك -:
لشيخنا المبارك أبي معاذ طارق بن عوض الله شرح على النخبة طبع مؤخرًا، والشيخ - حفظه الله- ممن مَنَّ الله عليهم بتسهيل المعلومة مع تخصصه في هذا الفن.
وإن كنتَ في بداية هذا العلم فأنصحك بقراءة كتابين له يفتحان لك الباب على هذا العلم:
1 - المدخل إلى علم الحديث، للشيخ طارق بن عوض الله. وهو كتاب صغير يغنيك عن البيقونية وبه معلومات أعزر منها مع صغر حجمه. طبع طبعتين أولهما غلاف عن دار الفاروق مصر، والثانية مجلد لطيف عن دار ابن عفان ودار ابن القيم.
2 - شر لغة المحدث، وهو عبارة عن شرح رائق لمنظومة (لغة المحدث) تقع في 165 بيتا، للشيخ طارق - حفظه الله-، وقد طبع في مجلد من مطبوعات مكتبة ابن تيمية، بالهرم - مصر.
وحفظها سهل وهي -عندي- أيسر وأوعب من البيقونية.
يسر الله لنا لك الخير.
ـ[أمين نواري]ــــــــ[03 - 09 - 09, 04:10 ص]ـ
أما الشرح الصوتي: فشرح الشيخ سعد الحميد أو شرح الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير
وأما المكتوب: نزهة النظر،لأن صاحب الدار أدرى بما فيها والنزهة أيضا تحتاج إلى شرح وشرح الشيخ العوني عليها ممتع ونصح به غير واحد من أهل العلم
ـ[سعود]ــــــــ[03 - 09 - 09, 07:20 ص]ـ
أشكركم شكرا جزيلا على هذه المعلومات والله يجزاكم خير ويكتب لكم الأجر ويسر أموركم ويزيدكم علما وعملا صالحا ..
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[03 - 09 - 09, 06:06 م]ـ
شرح الحافظ نفسه في كتابه نزهة النظر بتحقيق الشيخ علي الحلبي
و لا أدري عن شرحي الشيخين سعد الحميد و طارق عوض الله فقد قيل لي أن شرحههما نافع و سهل
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 06:29 م]ـ
شرح الشيخ طارق عوض الله للمبتديء ..
وشرح حازم الشربيني: النهج المبتكر. للذي يليه.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 03:34 ص]ـ
شرح الشيخ طارق عوض الله جيد ..
وشرح الشيخ عبد الكريم الخضير .. (تحقيق الرغبة) مطبوع في دار المنهاج ..
وقبلهما نزهة النظر ..
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[06 - 09 - 09, 02:50 م]ـ
شرح الحميد اسهل وهذا ان لم ترد البيقونية كبداية لكن ستتعب
ـ[محمد عادل ابو سفيان]ــــــــ[07 - 10 - 09, 11:46 م]ـ
تعودنا من الشيخ الحويني على سهولة توصيل المعلومة ولو كانت في غايةالتعقيد فيا حبذا لو كان لاحد اتصال بالشيخ يخبره عن رغبة الاخوة في ان يجدوا له شرحا مكتوبا او مسموعا لشرح النخبة
ـ[ابومالك السودانى]ــــــــ[19 - 10 - 09, 09:24 م]ـ
والله اعلم شرح الشيخ الخضير المطبوع في قمة الروعة وهناك شرح صوتى للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطى والشروحات التى قال الخوة عليها سابقا سواء الصوتى والمطبوع كلها جيدة بفضل الله
ـ[محمد عادل ابو سفيان]ــــــــ[20 - 10 - 09, 12:01 ص]ـ
هل من رابط يدل على شرح الشيخ الحميد والشيخ الخضير
ـ[أبو يحيى المكناسي]ــــــــ[10 - 12 - 09, 09:06 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
المرجو من الإخوة الأفاضل مساعدتي لجمع أسما الكتب التي شرحت نخبة الفكر، أو اعتنت بها.
ـ[أبو يحيى المكناسي]ــــــــ[10 - 12 - 09, 09:10 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
المرجو من الإخوة الأفاضل مساعدتي في جمع شروح نخبة الفكر، أو الكتب التي اعتنت بها قديما وحديثا.
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[13 - 12 - 09, 09:27 م]ـ
نزهة النظر ان كنت مبتدئا
شرح علي القاري للمنتهين
ـ[ابن البجلي]ــــــــ[13 - 12 - 09, 11:47 م]ـ
إن كنت مبتدأً وتريد فهم النخبة بأسهل الطرق وأكثرها اختصاراً فعليك بشرح الشيخ محمد بن عثيمين (6) أشرطة
أسلوب واضح وعبارات سهلة وخالٍ من الإستطرادات ومليء بضرب الامثلة
تجده على طريق الاسلام
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[14 - 12 - 09, 12:03 ص]ـ
أعتقد أن البدء في البيقونية و تيسير علوم الحديث أسهل من البدأ في النخبة أو شرحه النزهة و كنت قد قرأت النخبة قبل البيقونية فما فهمت منه حرفا و لكن بعد التدرج صار مع الشرح أسهل.
¥(28/39)
ـ[أبو يوسف الحلبي]ــــــــ[14 - 12 - 09, 01:39 ص]ـ
الأخ سعود حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله
لعل هذه الروابط تنفعك بإذن الله تعالى.
1 - سلسلة شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر للشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1505
2- سلسلة شرح كتاب نخبة الفكر للحافظ ابن حجر للشيخ فالح الصغير حفظه الله
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2002
3- سلسلة شرح متن نخبة الفِكَر في مصطلح أهل الأثر للشيخ وليد المنيسي حفظه الله
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2579
4- سلسلة نخبة الفكر للشيخ محمد الددو الشنقيطي حفظه الله
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=5275
5- سلسلة شرح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر للشيخ سعد الحميد حفظه الله
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=502(28/40)
مدرسة الحديث بالكوفة
ـ[العابري]ــــــــ[03 - 09 - 09, 04:19 ص]ـ
هذه نبذه يسيرة عن مدرسة الحديث بالكوفة اسأل الله أن ينفع بها http://www.mediafire.com/download.php?zzncmyil3yn(28/41)
انشراح الصدر في فضل ليلة القدر
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 09 - 09, 04:28 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي الأمين أما بعد:
من المعلوم أن الله عز وجل جعل للمسلمين مناسبات وأوقات يضاعف الله فيها لهم من الحسنات ويتجاوز عنهم بما فعلوه من ذنوب وسيئات
ومن هذه الليالي ليلة القدر.وهي أعظم ليلة من ليالي السنة عند المسلمين ولما كانت هذه الليلة ليلة عظيمة أحببت أن أكتب عنها كتابة مختصرة أسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يبارك فيها ويجعل فيها النفع العام.
وأحببت أن أبدأ أولا بمقدمة ثم بشرح مختصر لسورة القدر ثم أذكر بعض الأحاديث المؤكدة على أهمية هذه الليلة.
قال بعض المعاصرين:نحن المؤمنين مأمورون أن لا ننسى ولا نغفل هذه الذكرى؛ وقد جعل لنا نبينا صلى الله عليه وسلم سبيلاً هيناً ليناً لاستحياء هذه الذكرى في أرواحنا لتظل موصولة بها أبداً، موصولة كذلك بالحدث الكوني الذي كان فيها. وذلك فيما حثنا عليه من قيام هذه الليلة من كل عام، ومن تحريها والتطلع إليها في الليالي العشر الأخيرة من رمضان. . في الصحيحين: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان»
المبحث الأول: شرح مختصر لسورة القدر
: بسم الله الرحمن الرحيم
{إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)}
وهي مكية.
قال محمد بن جرير الطبري كبير المفسيرين وشيخهم وعالمهم.
قول تعالى ذكره: إنا أنزلنا هذا القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القَدْر، وهي ليلة الحُكْم التي يقضي الله فيها قضاء السنة؛ وهو مصدر من قولهم: قَدَرَ الله عليّ هذا الأمر، فهو يَقْدُر قَدْرا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
، عن ابن عباس، قال: نزل القرآن كله مرة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئًا أنزله منه حتى جمعه.
وقال ابن كثير أحد علماء التفسير بالمأثور.
:يخبر الله تعالى أنه أنزل القرآن ليلة القدر، وهي الليلة المباركة التي قال الله، عز وجل: {إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان: 3] وهي ليلة القدر، وهي من شهر رمضان، كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185].
قال ابن عباس وغيره: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العِزّة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم قال تعالى مُعَظِّما لشأن ليلة القدر، التي اختصها بإنزال القرآن العظيم فيها، فقال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}
قال الشيخ محمد الأمين في كتاب أضواء البيان: ووجه تسميتها ليلة القدر فيه وجهان:
أحدهما: أن معنى القدر الشرف والرفعة، كما تقول العرب: فلان ذو قدر، أي رفعة وشرف.
الوجع الثاني: أنها سميت ليلة القدر، لأن الله تعالى يقدر فيها وقائع السنة، ويدل لهذا التفسير الأخير قوله تعالى: {إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ} [الدخان: 3 -
وقال أيضا: والواقع أن في السورة ما يدل للوجه وهو القدر والرفعة، وهو قوله: {وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القدر لَيْلَةُ القدر خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 2 - 3].
فالتساؤل بهذا الأسلوب للتعظيم كقوله: {القارعة مَا القارعة وَمَآ أَدْرَاكَ مَا القارعة} [القارعة: 1 - 3]، وقوله: {خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}، فيه النص صراحة على علو قدرها ورفعتها، إذ أنها تعدل في الزمن فوق ثلاث وثمانين سنة، أي فوق متوسط أعمار هذه الأمة.
وأيضاً كونها اختصت بإنزال القرآن فيها، وبتنزل الملائكة والروح فيها، وبكونها سلاماً هي حتى مطلع الفجر، لفيه الكفاية بما لم تختص وتشاركها في ليلة القدر من ليالي السنة.
¥(28/42)
وعليه: فلا مانع من أن تكون سميت بليلة القدر، لكونها محلاً لتقدير الأمور في كل سنة، وأنها بهذا وبغيره علا قدرها وعظم شأنها، والله تعالى أعلم، تذكير بنعمة كبرى.
إذا كانت أعمال العبد تتضاعف في تلك الليلة، حتى تكون خيراً من ألف شهر، كما في هذا النص الكريم. فإذا صادفها العبد في المسجد النبوي يصلي، وصلاة فيه بألف صلاة، فكم تكون النعمة وعظم المنة، من المنعم المتفضل سبحانه، إنه لمما يعلي الهمة ويعظم الرغبة.
وقد اقتصرت على ذكر المسجد النبوي دون المسجد الحرام، مع زيادة المضاعفة فيه، لأن بعض المفسرين قال بمضاعفة السيئة فيها.
كذلك أي أن المعصية في ليلة القدر كالمعصية في ألف شهر، والمسجد الحرام يحاسب فيه العبد على مجرد الإرادة، فيكون الخطر أعظم، وفي المدينة أسلم.
ولعل مما يؤيد ذلك أن ليالي القدر كلها، كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، وقد أثبتها أهل السنة كافة، وادعت الشيعة نسخها ورفعها كلية، وهذا لا يلتفت إليه لصحة النصوص وشبه المتواترة.
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (} 3
أشبه الأقوال في ذلك بظاهر التنزيل قول من قال: عملٌ في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر. وأما الأقوال الأخر، فدعاوى معان باطلة، لا دلالة عليها من خبر ولا عقل، ولا هي موجودة في التنزيل.
قال ابن كثير:هذا القول بأنها أفضل من عبادة ألف شهر -وليس فيها ليلة القدر-هو اختيارُ ابن جرير. وهو الصواب لا ما عداه، وهو كقوله صلى الله عليه وسلم: "رِباطُ ليلة في سبيل الله خَيْر من ألف ليلة فيما سواه من المنازل". رواه أحمد (5) وكما جاء في قاصد الجمعة بهيئة حسنة، ونية صالحة: "أنه يُكتَبُ له عمل سنة، أجر صيامها وقيامها" إلى غير ذلك من المعاني المشابهة لذلك.
قال سيد قطب: وهي خير من ألف شهر. والعدد لا يفيد التحديد. في مثل هذه المواضع من القرآن. إنما هو يفيد التكثير. والليلة خير من آلاف الشهور في حياة البشر. فكم من آلاف السنين قد انقضت دون أن تترك في الحياة بعض ما تركته هذه الليلة المباركة السعيدة من آثار وتحولات.
ولقد تغفل البشرية لجهالتها ونكد طالعها عن قدر ليلة القدر. وعن حقيقة ذلك الحدث، وعظمة هذا الأمر. وهي منذ أن جهلت هذا وأغفلته فقدت أسعد وأجمل آلاء الله عليها، وخسرت السعادة والسلام الحقيقي سلام الضمير وسلام البيت وسلام المجتمع الذي وهبها إياه الإسلام. ولم يعوضها عما فقدت ما فتح عليها من أبواب كل شيء من المادة والحضارة والعمارة. فهي شقية، شقية على الرغم من فيض الإنتاج وتوافر وسائل المعاش!
لقد أنطفأ النور الجميل الذي أشرق في روحها مرة، وانطمست الفرحة الوضيئة التي رفت بها وانطلقت إلى الملأ الأعلى. وغاب السلام الذي فاض على الأرواح والقلوب. فلم يعوضها شيء عن فرحة الروح ونور السماء وطلاقة الرفرفة إلى عليين. .
{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4)}
اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: تنزل الملائكة وجبريل معهم، وهو الروح في ليلة القدر (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) يعني بإذن ربهم، من كلّ أمر قضاه الله في تلك السنة، من رزق وأجل وغير ذلك.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) قال: يقضى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها.
فعلى هذا القول منتهى الخبر، وموضع الوقف من كلّ أمر.
قوله {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}
) سلام ليلة القدر من الشرّ كله من أوّلها إلى طلوع الفجر من ليلتها.
انتهى من تفسير الطبري
قال الشيخ محمد العثيمين: في هذه السورة الكريمة فضائل متعددة لليلة القدر:
* الفضيلة الأولى: أن الله أنزل فيها القرآن الذي به هداية البشر وسعادتهم في الدنيا والآخرة.
* الفضيلة الثانية: ما يدل عليه الاستفهام من التفخيم والتعظيم في قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}.
* الفضيلة الثالثة: أنها خير من ألف شهر.
* الفضيلة الرابعة: أن الملائكة تتنزل فيها وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة.
¥(28/43)
* الفضيلة الخامسة: أنها سلام لكثرة السلامة فيها من العقاب والعذاب بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل.
* الفضيلة السادسة: أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تُتْلَى إلى يوم القيامة.
الأحاديث الواردة في ليلة القدر
في صحيح البخاري (ج2/ص710)
بَاب تَحَرِّي لَيْلَةِ الْقَدْرِ في الْوِتْرِ من الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فيه عن عُبَادَةَ
1 - عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ في الْوِتْرِ من الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَانَ)
2 - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجاور فى رمضان العشر التى فى وسط الشهر، فإذا كان حين يمسى من عشرين ليلة تمضى، ويستقبل إحدى وعشرين، رجع إلى مسكنه ورجع من كان يجاور معه. وأنه أقام فى شهر جاور فيه الليلة التى كان يرجع فيها، فخطب الناس، فأمرهم ما شاء الله، ثم قال «كنت أجاور هذه العشر، ثم قد بدا لى أن أجاور هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتكف معى فليثبت فى معتكفه، وقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها فابتغوها فى العشر الأواخر وابتغوها فى كل وتر، وقد رأيتنى أسجد فى ماء وطين». فاستهلت السماء فى تلك الليلة، فأمطرت، فوكف المسجد فى مصلى النبى - صلى الله عليه وسلم - ليلة إحدى وعشرين، فبصرت عينى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونظرت إليه انصرف من الصبح، ووجهه ممتلئ طينا وماء
3 - عن عَائِشَةَ قالت كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُجَاوِرُ في الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَانَ وَيَقُولُ تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ في الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَانَ. متفق عليه
4 - عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال (الْتَمِسُوهَا في الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رَمَضَانَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ في تَاسِعَةٍ تَبْقَى في سَابِعَةٍ تَبْقَى في خَامِسَةٍ تَبْقَى). البخاري
5 - عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه. متفقٌ عليه
6 - عن عُبَادَةَ بن الصَّامِتِ قال خَرَجَ النبي صلى الله عليه وسلم لِيُخْبِرَنَا بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ من الْمُسْلِمِينَ فقال خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلَاحَى فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ
7 - عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ. متفق عليه.
تحديد وقت ليلة القدر.
اختلف العلماء والفقهاء في تحديد وقت ليلة القدر إلى أكثر من عشرين قولا وذهب بعض الصحابة كأبي بن كعب إلى أن الصحيح قولا واحدا لامثنوية ولا تردد فيها هي ليلة سبع وعشرين وإلى هذا ذهب أكثر العلماء وقال بعضهم أرجاها وأقربها ليلة السابع والعشرين.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: وفي الباب عن معاوية وابن عمر وابن عباس وغيرهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ليلة سبع وعشرين وهو قول طائفة من السلف وهو الجادة من مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وهو رواية عن أبي حنيفة أيضا وقد حكي عن بعض السلف أنه حاول استخراج كونها ليلة سبع وعشرين من القرآن من قوله هي لأنها الكلمة السابعة والعشرون من السورة فالله أعلم.
قلت:نذكر هنا آثار الصحابي أبي بن كعب في تحديد ليلة القدر
1 - عن عَبْدَةُ عن زِرٍّ قال سمعت أُبَيَّ بن كَعْبٍ يقول وَقِيلَ له إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بن مَسْعُودٍ يقول من قام السَّنَةَ أَصَابَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فقال أُبَيٌّ والله الذي لَا إِلَهَ إلا هو إِنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ يَحْلِفُ ما يَسْتَثْنِي ووالله إني لَأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ هِيَ اللَّيْلَةُ التي أَمَرَنَا بها رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقِيَامِهَا هِيَ لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لَا شُعَاعَ لها.أخرجه مسلم (ج1/ص525
¥(28/44)
2 - عن ابن إدريس قال سمعت إسماعيل قال رأيت زرا في المسجد تختلج لحيته كبرا فسألته كم بلغت قال عشرين ومائة سنة وقال سمعت أبيا يقول ليلة القدر ليلة سبع وعشرين. سنن النسائي الكبرى ج2/ص274
3 - عن زر بن حبيش قال سمعت أبيا يقول إني لأعرفها هي ليلة سبع وعشرين هي الليلة التي أنبأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يومها وليلتها تطلع في صبيحتها بيضاء كأنها طست ليس لها شعاع.
4 - عن قَنَانِ بن عبد اللهِ النَّهْمِيِّ قال سَأَلْتُ زِرًّا عن لَيْلَةِ الْقَدْرِ فقال كان عُمَرُ وَحُذَيْفَةُ وَنَاسٌ من أَصْحَابِ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يَشُكُّونَ أنها لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ تَبْقَى ثَلَاثٌ قال زِرٌّ فَوَاصَلَهَا. مصنف ابن أبي شيبة ج2/ص250
5 - حدثنا عن عبد اللهِ بن شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ قال سمعت زِرَّ بن حُبَيْشٍ يقول إذَا كانت لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ فاغتسلوا فاغسلوا وَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُؤَخِّرَ فِطْرَهُ إلَى السَّحَرِ فَلْيَفْعَلْ وَلْيُفْطِرْ على ضَيَاحٍ من لَبَنٍ. مصنف ابن أبي شيبة ج2/ص251
6 - عبد الملك بن أبجر، قال: سمعت زر بن حبيش، قال: " كان أبي بن كعب يحلف بالله أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين لا يستثنى، قال: قلنا له: من أين عرفت ذلك؟ قال: بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحسبنا وحفظنا أنها ليلة سبع وعشرين ".
\تراجم رواة حديث أبي بن كعب:
عبدة بن أبي لبابة الأسدي مولاهم ويقال مولى قريش أبو القاسم البزاز الكوفي نزيل دمشق ثقة من الرابعة
زر بكسر أوله وتشديد الراء بن حبيش بمهملة وموحدة ومعجمة مصغر بن حباشة بضم المهملة بعدها موحدة ثم غدا الأسدي الكوفي أبو مريم ثقة جليل مخضرم مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث وثمانين وهو ابن مائة وسبع وعشرين ع 2014 –
أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي أبو المنذر سيد القراء ويكنى أبا الطفيل أيضا من فضلاء الصحابة اختلف في سنة موته اختلافا كثيرا قيل سنة تسع عشرة وقيل سنة اثنتين وثلاثين وقيل غير ذلك ع 284 –
علامات ليلة القدر.
وردت في بعض الأحاديث بعض العلامات التي تدل على ليلة القدر
قال ابن مفلح: والمشهور من علامتها ما ذكره أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشمس تطلع من صبيحتها بيضاء لا شعاع لها وفي بعض الاحاديث بيضاء مثل الطست
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها " ليلة بلجة سمحة لا حارة ولا باردة تطلع الشمس من صبيحتها لا شعاع لها "
ومعنى أن الشمس تطلع لاشعاع لها يفسره كلام النووي قال رحمه الله:والشعاع بضم الشين قال أهل اللغة هو ما يرى من ضوئها عند بروزها مثل الحبال والقضبان مقبلة اليك اذا نظرت اليها قال صاحب المحكم بعد أن ذكر هذا المشهور وقيل هو الذى تراه ممتدا بعد الطلوع قال وقيل هو انتشار ضوئها وجمعه أشعة وشعع بضم الشين والعين وأشعت الشمس نشرت شعاعها
قال القاضي عياض: قيل معنى لا شعاع لها أنها علامة جعلها الله تعالى لها قال وقيل بل لكثرة اختلاف الملائكة في ليلتها ونزولها إلى الارض وصعودها بما تنزل به سترت بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها والله أعلم
في لسان العرب: الشعاع ضوء الشمس الذي تراه عند ذرورها كأنه الحبال أو القضبان مقبلة عليك إذا نظرت إليها وقيل هو الذي تراه ممتدا كالرماح بعيد الطلوع وقيل الشعاع انتشار ضوئها.
قال المناوي:
ليلة القدر ليلة بلجة) أي مشرقة (لا حارة ولا باردة) بل معتدلة (ولا سحاب فيها ولا مطر ولا ريح) أي شديدة (ولا يرمى فيها بنجم ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها) وكان أبي بن كعب يحلف على ذلك:
(ليلة القدر ليلة سمحة طلقة) أي سهلة طيبة (لا حارة ولا باردة) أي معتدلة يقال يوم طلق وليلة طلق وطلقة إذا لم يكن فيها حر ولا بريؤذيان، ذكره ابن الأثير (تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة) أي ضعيفة الضوء (حمرا) أي شديدة الحمرة ومن علاماتها أيضا أن يرى كل شئ ساجدا وأن ترى الأنوار في كمكان ساطعة حتى في المواضع المظلمة وأن يسمع كلام الملائكة وأن يستجاب فيها
الدعاء.
قال ابن حجر:
¥(28/45)
وقد ورد لليلة القدر علامات أكثرها لا تظهر إلا بعد أن تمضي، منها في صحيح مسلم عن أبي بن كعب " أن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها " وفي رواية لأحمد من حديثه " مثل الطست " ونحوه لأحمد من طريق أبي عون عن ابن مسعود وزاد " صافية " ومن حديث ابن عباس نحوه،
ولابن خزيمة من حديثه مرفوعا " ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة " ولأحمد من حديث عبادة بن الصامت مرفوعا " إنها صافية بلجة كأن فيها قمرا ساطعا، ساكنة صاحية لا حر فيها ولا برد، ولا يحل لكوكب يرمى به فيها، ومن أماراتها أن الشمس في صبيحتها تخرج مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ " ولابن أبي شيبة من حديث ابن مسعود أيضا " أن الشمس تطلع كل يوم بين قرني شيطان، إلا صبيحة ليلة القدر " وله من حديث جابر ابن سمرة مرفوعا " ليلة القدر ليلة مطر وريح " ولابن خزيمة من حديث جابر مرفوعا في ليلة القدر " وهي ليلة طلقة بلجة لا حارة ولا باردة، تتضح كواكبها ولا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها " ومن طريق قتادة أبي ميمونة عن أبي هريرة مرفوعا " إن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى " وروى ابن أبي حاتم من طريق مجاهد " لا يرسل فيها شيطان، ولا يحدث فيها داء " ومن طريق الضحاك " يقبل الله التوبة فيها من كل تائب، وتفتح فيها أبواب السماء، وهي من غروب الشمس إلى طلوعها " وذكر الطبرى عن قوم أن الأشجار في تلك الليلة تسقط إلى الأرض ثم تعود إلى منابتها. وأن كل شيء يسجد فيها. وروى البيهقي في " فضائل الأوقات " من طريق الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة أنه سمعه يقول إن المياه المالحة تعذب تلك الليلة، وروى ابن عبد البر من طريق زهرة بن معبد نحوه.انتهى فتح الباري.
هل يشترط وجود تلك العلامات؟
لا يشترط ولا يلزم من تخلف العلامة عدمها ورب قائم فيها لم يحصل منها إلا على العبادة ولم ير شيئا من علاماتها وهو أفضل عند الله ممن رآها وأكرم.
أقوال العلماء في تحديد ليلة القدر.
قال أبو عمر (بن عبد البر): قوله في هذا الحديث دعا عمر أصحاب محمد فسألهم عن ليلة القدر فاجمعوا أنها في العشر الأواخر أولى ما قيل به في هذا الباب واصحه لأن ما أجمعوا عليه سكن القلب إليه وكذلك النفس أميل إلى انها في الأغلب ليلة ثلاث وعشرين أو ليلة سبع وعشرين على ما قال ابن عباس في هذا الحديث أنها سابعة تمضي او سابعة تبقى وأكثر الآثار الثابتة الصحاح تدل على ذلك والله أعلم. التمهيد لابن عبد البر ج2/ص212
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:. ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان هكذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " {هي في العشر الأواخر من رمضان}. وتكون في الوتر منها. لكن الوتر يكون باعتبار الماضي فتطلب ليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين وليلة خمس وعشرين وليلة سبع وعشرين وليلة تسع وعشرين. ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " {لتاسعة تبقى لسابعة تبقى لخامسة تبقى لثالثة تبقى}. فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليالي الأشفاع. وتكون الاثنين والعشرين تاسعة تبقى وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى. وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح. وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر. وإن كان الشهر تسعا وعشرين كان التاريخ بالباقي. كالتاريخ الماضي. وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها المؤمن في العشر الأواخر جميعه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " {تحروها في العشر الأواخر} وتكون في السبع الأواخر أكثر. وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين كما كان أبي بن كعب يحلف أنها ليلة سبع وعشرين. فقيل له: بأي شيء علمت ذلك؟ فقال بالآية التي أخبرنا رسول الله. " {أخبرنا أن الشمس تطلع صبحة صبيحتها كالطشت لا شعاع لها}. فهذه العلامة التي رواها أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم من أشهر العلامات في الحديث وقد روي في علاماتها " {أنها ليلة بلجة منيرة} وهي ساكنة لا قوية الحر ولا قوية البرد وقد يكشفها الله لبعض الناس في المنام أو اليقظة. فيرى أنوارها أو يرى من يقول له هذه ليلة القدر وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الأمر. والله تعالى أعلم.
¥(28/46)
قال ابن حزم الظاهري في كتاب المحلى: قال ابن حزم:
مسألة - ليلة (3) القدر واحدة في العام في كل عام، في شهر رمضان خاصة، في العشر الاواخر خاصة، في ليلة واحدة بعينها لا تنتقل أبدا إلا انه لا يدرى أحد من الناس أي ليلة هي من العشر المذكور؟ إلا انها في وتر منه ولا بد، فان كان الشهر تسعا وعشرين فأول العشر الاواخر بلا شك؟ ليلة عشرين منه، فهى إما ليلة عشرين، وإما ليلة اثنين وعشرين، وإما ليلة أربع وعشرين، واما ليلة ست وعشرين، واما ليلة ثمان
وعشرين، لان هذه هي الاوتار من العشر (الاواخر (4)، وان كان الشهر ثلاثين فأول الشعر الاواخر بلا شك ليلة احدى وعشرين، فهى إما ليلة احدى وعشرين، واما ليلة ثلاث وعشرين، واما ليلة خمس وعشرين، واما ليلة سبع وعشرين، واما ليلة تسع وعشرين، لان هذه هي أوتار العشر بلاشك * وقال بعض السلف: من يقم العام يدر كها * وبرهان قولنا: انها في رمضان خاصة دون سائر العام قول الله تعالى: (انا انزلناه في ليلة القدر)، وقال عزوجل: (شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن)، فصح انه أنزل في ليلة القدر في شهر رمضان، فصح ضرورة أنها في رمضان لافى غيره، إذا لو كانت في غيره لكان كلامه تعالى ينقض بعضه بعضا بالمحال، وهذا مالا يظنه مسلم.
قال ابن حجر:
باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر)
في هذه الترجمة إشارة إلى رجحان كون ليلة القدر منحصرة في رمضان ثم في العشر الأخير منه ثم في أوتاره لا في ليلة منه بعينها، وهذا هو الذي يدل عليه مجموع الأخبار الواردة فيها. وقد ورد لليلة القدر علامات أكثرها لا تظهر إلا بعد أن تمضي
قال النووي:
ومذهب الشافعي وجمهور أصحابنا أنها منحصرة في العشر الاواخر من رمضان مبهمة علينا ولكنها في ليلة معينة في نفس الامر لا تنتقل عنها ولا تزال في تلك الليلة إلي يوم القيامة وكل ليالي العشر الاواخر محتملة لها لكن ليالي الوتر أرجاها وأرجى الوتر عند الشافعي ليلة الحادى والعشرين ومال الشافعي في موضع إلي ثلاثة وعشرين وقال البندنيجي
مذهب الشافعي أن ارجاها عنده ليلة إحدى وعشرين وقال في القديم ليلة إحدى وعشرين أو ثلاث وعشرين فهما أرجي لياليها عنده وبعدهما ليلة سبع وعشرين هذا هو المشهور في المذهب أنها منحصرة في العشر الاواخر من رمضان وقال أمامان جليلان من أصحابنا وهما المزني وصاحبه أبو بكر محمد ابن اسحق بن خزيمة أنها منتقلة في ليالي العشر تنتقل في بعض السنين إلى ليلة وفى بعضها إلى غيرها جمعا بين الاحاديث وهذا هو الظاهر المختار لتعارض الاحاديث الصحيحة في ذلك كما سنوضحه إن شاء الله تعالي ولا طريق إلي الجمع بين الاحاديث إلا بانتقالها
ماذا يقول في ليلة القدر
\
ثبت في سنن الترمذي وغيره ما يلي:
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ قُولِي اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي.
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
والحديث أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة
قال ابن قدامة:ويستحب أن يجتهد فيها في الدعاء ويدعو فيها بما روي عن عائشة أنها قالت يا رسول الله إن وافقتها بم أدعو قال قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
قال ابن كثير:والمستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأخير منه، ثم في أوتاره أكثر. والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء: "اللهم، إنك عَفُوٌّ تحب العفو، فاعف عني"؛ لما رواه الإمام أحمد:
رواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجة، من طريق كَهْمَس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة، عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمْتُ أي ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم، إنك عَفُو تحب العفو، فاعف عني" (1).
وهذا لفظ الترمذي، ثم قال: "هذا حديث حسن صحيح". وأخرجه الحاكم في مستدركه، وقال: "هذا صحيح على شرط الشيخين" (2) ورواه النسائي أيضًا من طريق سفيان الثوري، عن علقمة بن مَرثَد، عن سليمان بن بُرَيدة عن عائشة قالت: يا رسول الله، أرأيتَ إن وافقتُ ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عَفُو تحب العفو، فاعف عني" (3).
5].
وفي الختام أحمد الله أن وفقني لكتابة هذه السطور المتواضعة وأسأل الله العظيم بمنه وفضله أن يوفقنا لقيام ليلة القدر. وصلى الله على محمد وآله وسلم.
كتبه / الفقير إلى عفو ربه! ناجي الهجاري
في السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك 1429.
المدينة المنورة. حرة واقم.
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[04 - 09 - 09, 02:53 ص]ـ
بارك الله فيك وفي علمك
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[04 - 09 - 09, 10:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[09 - 09 - 09, 02:45 ص]ـ
أهلا وسهلا بالأخوين الفاضلين أبي عبد الرحمن الجزائري وربيع المغربي وأرجو أن يكون ما كتبته من كتابة متواضعة نافعة للمبتدي والمنتهي وهناك زيادات كثيرة سنأتي بها إن شاء الله قريبا والله الموفق
¥(28/47)
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[09 - 09 - 09, 05:30 ص]ـ
شكر الله لكم أبا حاتم ..
ـ[إيهاب يوسف سلامة]ــــــــ[12 - 10 - 09, 10:06 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أخي.
ـ[أبو خالد السني]ــــــــ[13 - 10 - 09, 06:48 م]ـ
جزاك الله خيراً لهذا المجهود
ـ[عاصم عبدالرحمن المبارك]ــــــــ[24 - 10 - 09, 11:40 ص]ـ
جزاك الله عنا خير الجزاء استفدنا كثيرا .. وكان عندي اشكال في ظهور علامات الليلة المباركة في ليلة 24 فقلت في نفسي كيف يكون هذا وهي تظهر في الوتر .. فلما قرأت كلام الامام بن حزم الظاهري في أنه اذا كان رمضان 29 فهذا يدل على أن الوتر من العشر الأواخر تكون 22,24,26,28 .. واذا كان رمضان 30 يوما يكون الوتر 21,23,
25,27,29 .. فكان ظني أن الوتر هو ما كان رقما فرديا ونسينا أن الشهر مرة 29 ومرة 30
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[18 - 11 - 09, 10:08 ص]ـ
أشكر الإخوة الفضلاء أبو حاتم المهاجر وعاصم عبدالرحمن المبارك و ايهاب يوسف سلامةوأ بو خالد السني على تفاعلهم مع الموضوع
وأسأل الله أن يغفر لنا ويفرج ما بنا من كرب إنه سميع مجيب.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[26 - 11 - 09, 10:56 ص]ـ
الأخ الكريم أبوحاتم
شرح الله صدرك ويسر لك أمرك
موضوع قيم جعله الله في ميزان حسناتكم
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 12 - 09, 11:04 ص]ـ
بارك الله فيك أخي صلاح وجعلك صالحا مصلحا
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[03 - 12 - 09, 11:36 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[09 - 12 - 09, 08:59 ص]ـ
بارك الله للجميع
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[14 - 08 - 10, 06:12 م]ـ
ومن حسن الحظ وقفت على نسخة خطية للسيوطي عن فضل ليلة القدر وسوف أشرع في تحقيقها قريبا إن شاء الله
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[29 - 08 - 10, 07:15 ص]ـ
أسأل الله أن يوفقنا لقيام ليلة القدر
ـ[أبو بلال النعلواني]ــــــــ[30 - 09 - 10, 08:30 ص]ـ
جزاك الله عنا كل خير
وأسأل الله أن يبلغك ليلة القدر
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[06 - 10 - 10, 05:44 م]ـ
بارك الله فيك أخي بلال(28/48)
لدي سؤالين على كتاب الرفع والتكميل للكنوي ارجوا المساعدة
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[05 - 09 - 09, 04:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
فقد شرعت في قراءة كتاب الرفع والتكميل للكنوي. ولكن عندي سؤالين ارجوا منكم توضيح لي ماجهلت - وزكاة العلم بذلة (ابتسامه) _و هما:
1 - في مقدمة الكتاب ذكر اللكنوي سبب التأليف ثم قال: " وماذلك إلا لجهلهم بمسائل الجرح والتعديل، وعدم وصولهم إلى منازل الرفع والتكميل "
فما المراد من الرفع؟ وكذلك التكميل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
2 - ثم قال في في نهاية المقدمة: " وأن يحفظني من التوصيف بمجدد الأغلاط، ومحدد الأشطاط .. " فقال المحقق عبدالفتاح ابوغدة في الهامش: " يلمح المؤلف بعصريه: الشيخ صديق حسن خان رحمهما الله تعالى. وقد تكرر منه هذا فيما يأتي كثيرا، ويعبر عنه بقوله: (كما ذكره غير ملتزم الصحة من أفاضل عصرنا). ما سبب هذا التحامل على الشيخ صديق حسن خان رحمه الله تعالى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 06:47 ص]ـ
هو كلام أقران أخي الكريم, فقد ألف أحدهما في الآخر الكثير.
وهذا واقع بين الأقران كثيرا فالسيوطي والسخاوي مثلا, والسبكي وابن تيمية. وغيرهم كثير ولكن تلاحظ حزن الواحد على الآخر عند وفاته.
وهذا واقع حتى بين الشعراء فرزدق والجرير ولما مات الفرزدق رثاه جرير.
والوحق واضح لمن أراده
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[06 - 09 - 09, 12:11 ص]ـ
جزيت خيرا أخي ابو الزهراء
وما جواب السؤال الأول:
- في مقدمة الكتاب ذكر اللكنوي سبب التأليف ثم قال: " وماذلك إلا لجهلهم بمسائل الجرح والتعديل، وعدم وصولهم إلى منازل الرفع والتكميل "
فما المراد من الرفع؟ وكذلك التكميل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[06 - 09 - 09, 10:50 م]ـ
مازلت انتظر الجواب
ما المراد من الرفع؟ وكذلك التكميل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[07 - 09 - 09, 03:06 ص]ـ
وكذلك أنتظر معك.
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[08 - 09 - 09, 10:50 م]ـ
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ألا من مجيب يا أهل الحديث عن سؤالي:
في مقدمة الكتاب ذكر اللكنوي سبب التأليف ثم قال: " وماذلك إلا لجهلهم بمسائل الجرح والتعديل، وعدم وصولهم إلى منازل الرفع والتكميل "
فما المراد من الرفع؟ وكذلك التكميل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[09 - 09 - 09, 12:02 ص]ـ
السلام عليكم
المراد والله اعلم، أن:
الرفع: أراد به رفع وإظهار ما هوى به أهل الحديث ممن ليس لهم باع كبير فيه، وذلك يتبين من قوله: "يصححون الضعيف ويضعفون القوي".
والتكميل: أراد به ما لم يكمله أئمة الحديث وتركوه ناقصا، من عدم فهمهم وإدراكهم لمعاني الاصطلاحات والتمييز بينها، بل يعتمدون على كتاب واحد كالتهذيب واللسان وغيرهما، وذلك يتبين من قوله: "تراهم قد ظنوا نقل الجرح والتعديل من كتب نقاد الرجال كتهذيب الكمال للحافظ المزي وميزان الاعتدال للذهبي وتهذيب التهذيب وتقريب التهذيب والمغني وكامل ابن عدي ولسان الميزان وغيرها من كتب أهل الشأن أمرا يسيرا وما تركوا في هذا الباب قطميرا ونقيرا مع جهلهم باصطلاحات أئمة التعديل والجرح وعدم فرقهم بين الجرح المبهم والجرح الغير المبهم وبين ما هو مقبول وبين ما هو غير مقبول".
فيحكمون على الحديث بما لا يقتضيه إسناده ومتنه. والله أعلم.
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[09 - 09 - 09, 01:49 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي ابو المعالي ونفع بك الأمه
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[28 - 09 - 09, 07:43 ص]ـ
الظاهر أن حط اللكنوي على صديق حسن وأمثاله لأن اللكنوي كان صوفيا متعصبا للمذهب الحنفي فهو من قبيل التعصب للمذهب والطريقة. هذا ما بدا لي من قراءة كتاب الرفع والتكميل.(28/49)
هل هناك فرق بين (السند) و (الإسناد)؟
ـ[سعود]ــــــــ[06 - 09 - 09, 09:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هل هناك فرق بين (السند) و (الإسناد)؟
وجزاكم الله كل الخير .. ~
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[06 - 09 - 09, 09:37 ص]ـ
و عيكم السلام و رحمة الله و بركاته
ليس هناك فرق فيما اعلم
ـ[محمد بن عبدالله الصادق]ــــــــ[06 - 09 - 09, 12:14 م]ـ
وعليكم السلام ورحمه الله
لم يُفرق الشيخ الحوينى - شفاه الله وحفظه وبارك فى عمره - فى أثناء دروس المصطلح بين السند والإسناد فتاره كان يقول انظروا الى هذا الاسناد كأنه سبيكه ذهب وتاره يقول " رأس مال المُحدث هو الإسناد " وقال أيضا:
عندما سئل عن موضوع علم الحديث،، .. فقال >> موضوعه دراسه السند والمتن ..
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[06 - 09 - 09, 10:40 م]ـ
ومنهم من يرى ان السند منفرد في سلسلة الرجال الموصلة للمتن.
والإسناد يحمل معنى السند بالإضافة إلى عزو الحديث إلى قائله مسندا.
فلا يوجد اختلاف حقيقي فيما يبدو لي والله اعلم(28/50)
رواية الحديث الضعيف
ـ[أبو عبد المعين]ــــــــ[06 - 09 - 09, 01:25 م]ـ
من المعروف - بحسب علمي - عند عامة المحدثين جواز رواية الحديث الضعيف دون بيان ضعفه,
لكن السؤال الآن:
هل هذ الجواز للعلماء الذين صنفوا سابقا فقط, أم ينسحب هذا الجواز على كل راو للحديث الضعيف, سواء أكان محدثا في مجلس التحديث, أو خطيبا, أو مرشدا إلى وقتنا الحاضر؟؟؟(28/51)
حاشيةالكمال ابن ابى شريف على النزهة
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[06 - 09 - 09, 02:58 م]ـ
هذه محاولة لكتابة المخطوطة
اولا ترجمة المحشى مولده ونشأته:
ولد الشيخ محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن أبي شريف المقدسي، أبو المعالي كمال الدين ابن الأمير ناصر الدين سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة (1) وينتسب في مذهبه إلى الشافعي. (2)
وقد نعتته كتب التراجم التي ترجمت لحياته ككتاب شذرات الذهب لابن العماد والكواكب السائرة للغزي، والضوء اللامع للسخاوي، والبدر الطالع للشوكاني والأنس الجليل"2"، والفتح المبين للمراغي بـ (شيخ الإسلام)، واشتهر بابن عوجان. (3)
وهذه الرتبة لا تطلق إلا على من استوفى جميع الشروط التي تؤهله لأن يكون شيخاً للإسلام حقيقة، فلابد أنه كان متضلعاً في جميع علوم الشريعة الغراء، من علوم القرآن وتفسيره وعلوم الحديث ومصطلحه ورجاله، وعلم الفقه وأصوله، وحينما نقرأ سيرة حياة هذا الرجل نرى كيف أنه كان متضلعاً ودارساً لجميع هذه العلوم، فنفسه لم تملَّ من الدراسة والقراءة، والأخذ عن العلماء أينما ذهب وحيثما حل. كان من المنهومين الذين لا يشبعون من العلم، فكما قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: "منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا"، فكان الشيخ الكمالي من الصنف الأول الذي لا يشبع من العلم.
وقد وصف نشأته أدق وصف تلميذه مجير الدين الحنبلي في الأنس الجليل فقال: " ... نشأ في عفة وصيانة، وتقوى وديانة لم يُعلم له صبوة، ولا ارتكاب محظور، وحفظ القرآن العظيم والشاطبية، والمنهاج للنووي، وعرضها على قاضي القضاة شيخ الإسلام محب الدين بن سعد الله الحنبلي وقاضي القضاة سعد الدين الديري الحنفي، وشيخ الإسلام عز الدين المقدسي في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة". (4)
بعد أن أتم الكمال قراءة القرآن الكريم وحفظه ودراسة حزر الأماني في القراءات وحفظها (الشاطبية) والمنهاج في الفقه الشافعي، لم يكتفِ الكمال بذلك، فمكث يدرس ويحفظ الكتب المهمة والتي ينبغي له قراءتها وحفظها، فحفظ ألفية ابن مالك الأندلسي في النحو وهي في ألف بيت من الشعر وقد اعتنى بها العلماء دراسة وحفظاً وشرحاً وأوصوا تلاميذهم بقراءتها وحفظها أيضاً، لأن علم اللغة والنحو بالذات هو وسيلة مهمة لفهم لغة القرآن الكريم وفهم مقاصد الشارع أيضاً.
وحفظ أيضاً ألفية الحديث، وهي من تأليف الشيخ المحدث العلامة زين الدين العراقي الذي جمع علم مصطلح الحديث في ألف بيت، احتذى فيها عن سبق كابن مالك الأندلسي في ألفيته في النحو، وألفية العراقي هذه اعتنى علماء الشريعة بها أيضاً وشرحوها وحفظوها وقرأ الشيخ الكمالي القرآن بعدة قراءات على الشيخ أبي القاسم النويري وسمع عليه وقرأ العربية وأصول الفقه والمنطق واصطلاح الحديث والتصريف والعروض والقافية، وأذن له في التدريس فيها (أي في هذه العلوم)، سنة أربع وأربعين وثمانمائة. (5)
وازداد الشيخ الكمالي ملازمة للشيوخ كي يتم التحصيل ويُجاز بالإجازات "فتفقه بالشيخ زين الدين بن ماهر، والشيخ عماد الدين بن شرف، وحضر عند الشيخ شهاب الدين بن أرسلان، والشيخ عز الدين المقدسي، واشتغل في العلوم، ورحل إلى القاهرة سنة أربع وأربعين وأخذ عن علماء الإسلام منهم:
شيخ الإسلام ابن حجر، وكتب له إجازة ووصفه بالبارع الأوحد، وقال: "شارك في المباحث الدالة على الاستعداد، وتأهل لأن يفتي بما يعلمه ويتحققه من مذهب الإمام الشافعي من أراد، ويفيد العلوم الحديثية مما يُستفاد من المتن والإسناد علماً بأهليته لذلك وتولجه في مضائق تلك المسالك". (6)
وأخذ عن شيوخ آخرين في مصر هم: كمال الدين بن الهمام، وقاضي القضاة شمس الدين القاياتي، والمقر البغدادي وغيرهم. (7)
واستمر شيخ الإسلام ابن أبي شريف في الدرس والتحصيل وملاقاة أعاظم الشيوخ في كل مكان حل فيه. "ودرس وأفتى من سنة ست وأربعين وثمانمائة ونظم وأنشأ". (8)
هذا إن دل على شيء فإنما يدل على الذهن المتوقد والنضوج المبكر لدى ابن أبي شريف، ففي هذا السن الذي لم يتجاوز الرابعة والعشرين يتصدر للدرس والإفتاء.
ولكن هذا النابغة لم يساوره الغرور، أو يستدرجه النبوغ بل سار لكل جد واجتهاد ينهل من معين العلم ويلج بحاره الواسعة، فيذهب ليسمع على محدثي عصره كابن حجر والزركشي وابن الفرات.
¥(28/52)
وحينما ذهب للحج في سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة وكان قد بلغ الواحدة والثلاثين من عمره آنذاك، وجهه طموحه العلمي لأن يسمع الحديث على شيوخ الحجاز بمكة والمدينة، فتراه يذهب ليأخذ عن محدثيها فقد ( ... سمع بالمدينة الشريفة على المحب الطبري وغيره ولم يزل حاله في ازدياد، وعلمه في اجتهاد فصار نادرة وقته وأعجوبة زمانه، إماماً في العلوم، محققاً لما ينقله وصار قدوة بيت المقدس ومفتيه، وعين أعيان المعيدين بالمدرسة الصلاحية". (9)
ونلاحظ في تلك الفترة وبعدما طار صيت الشيخ الكمالي في جميع الأقطار الإسلامية، وبالأخص مصر وفلسطين، نرى من خلال دراستنا لحياته وشخصيته بأنه قد تواضع له العلماء والأمراء والملوك فنرى بأن السلطان آنذاك يطلب الاجتماع به لأنه سمع عنه فأراد أن يعرف مكانته في العلم.
"فلما قدم إلى السلطان نزل عن سرير الملك، وتلقاه وأكرمه وفوض إليه الوظيفة المشار إليها وألبسه التشريف". (10)
والوظيفة التي فوضها السلطان إلى شيخ الإسلام هي مشيخة المدرسة الصلاحية في القدس الشريف.
الوظائف التي تقلدها ابن أبي شريف:
بعد أن تقلد شيخ الإسلام الكمالي مشيخة المدرسة الصلاحية في القدس الشريف، باشر بالتدريس فيها وتصدر للدرس والإقراء والإفتاء في بيت المقدس. "ونظر على المدرسة الصلاحية وعمرها هي وأوقافها التي أوقفت عليها، وشدد على الفقهاء وحثهم على الاشتغال، وعمل بها الدروس العظيمة". (11) وكان النظام الذي اتبعه ابن أبي شريف للتدريس في ذلك الوقت هو أربعة أيام في الأسبوع، فكان يدرس الفقه والتفسير والأصول والخلاف بين المذاهب. "وأملى بها مجالس من الأحاديث الواقعة في مختصر المزني واستمر بها أكثر من سنتين، ثم استقر فيها شيخ الإسلام النجمي ابن جماعة في شهور سنة ثمان وسبعين كما تقدم ذكره فلم يهتم بها بعد ذلك" (12)
"ثم توجه الشيخ الكمالي إلى القاهرة واستوطنها، وتردد إليه الطلبة والفضلاء، واشتغلوا عليه في العلوم وانتفعوا به، وعظمت هيبته، وارتفعت كلمته عند السلطان وأركان الدولة، وفي شوال سنة ثمان وثمانين حضر إلى القدس الشريف زائراً، ثم توجه إلى القاهرة في جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين كما تقدم ذكره "3" من هدم المدرسة الأشرفية القديمة وبناء المدرسة المستجدة المنسوبة لملك العصر، مولانا السلطان الأشرف وانتهت عمارتها، وقدر الله تعالى وفاة الشيخ شهاب الدين العميري، قبل تقرير أمرها وترتيب وظائفها برز أمر السلطان باستقرار شيخ الإسلام الكمالي فيها، وطلبه إلى حضرته وشافهه بالولاية وسأله من القبول فأجاب لذلك، وألبسه كاملية بسمور "4" وحضر إلى القدس الشريف، هو ومن معه من أركان الدولة الشريفة وباشرها وحصل للمدرسة المشار إليها وللأرض المقدسة بل ولسائر مملكة الإسلام، الجمال والهيبة والوقار بقدومه وانتظم أمر الفقهاء وحكام الشريعة المطهرة بوجوده وبركة علومه.
أعماله التي قام بها:
وأهم هذه الأعمال بالنسبة لعالم مثل ابن أبي شريف هي نشر العلم بين الناس وحثهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فنرى ابن أبي شريف يقوم بهذه المهمة وتلك الأمانة على أتم وجه، "وازداد شأنه عظماً، وعلت كلمته، ونفذت أوامره عند السلطان فمن دونه، وبرزت إليه المراسيم الشريفة في كل وقت، بما يحدث من الوقائع والنظر في أحوال الرعية، وترجم فيها بالجناب العالي، شيخ الإسلام ووقع له ما لم يقع لغيره ممن تقدمه من العلماء والأكابر وبقي صدر المجالس وطراز المحافل، المرجع في القول إليه، والتعويل في الأمور كلها عليه، وقلده أهل المذاهب كلها، وقبلت فتواه على مذهبه، ومذهب غيره، ووردت الفتاوى إليه من مصر والشام وحلب وغيرها وبعد صيته، وانتشرت مصنفاته في سائر الأقطار، وصار حجة بين الأنام في سائر ممالك الإسلام، ومن أعظم محاسنه التي شكرت له في الدنيا ويرفع الله بها درجاته في الآخرة، ما فعله في القبة المستجدة عند دير صهيون وقيامه في هدمها بعد أن كانت كنيسة محدثة في دار الإسلام، في بيت المقدس وقيامه من منع النصارى من انتزاع القبو المجاور لدير صهيون، المشهور أن به قبر سيدنا داود عليه السلام بعد بقائه في أيدي المسلمين مدة طويلة، و بنا قبلة فيه، لجهة الكعبة المشرفة، وكان يقوم على حكام الشرطة ويمنعهم من الظلم ويواجههم بالكلام الزاجر لهم". (14)
¥(28/53)
وبعد ذلك الوقت يرد عليه مرسوم شريف بأن يكون متكلماً على الخانقاه الصلاحية "5" بالقدس الشريف ينظر في أمورها ومصالحها.
"وشرع في عمارة الخانقاه وإصلاح ما اختل من نظامها، وأضيف إليه التكلم على المدرسة الجوهرية وغيرها لما هو معلوم من ديانته وورعه، واجتهاده في فعل الخيرات وإزالة المنكرات". (15)
قوة شخصيته وتقواه وورعه:
أدق من وصف شخصية شيخ الإسلام الكمالي هو تلميذه مؤرخ القدس والخليل الشيخ مجير الدين العليمي الحنبلي صاحب كتاب الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل فقال عنه في الجزء الثاني ما نصه: "وأما سمته وهيبته، فمن العجائب في الأبهة والنورانية، رؤيته تذكر بالسلف الصالح، ومن رآه علم أنه من العلماء العاملين، برؤية شكله، وإن لم يكن يعرفه، وأما خطه وعبارته في الفتوى فنهاية في الحسن". (16)
ووصفه شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني بالبارع الأوحد كما قال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب". (17)
ووصفه صاحب الضوء اللامع فقال: " ... ترجم له البقاعي أكثرهم ووصفه (الوصف لابن أبي شريف) بالذهن الثاقب والحافظة الضابطة والقريحة الوقادة والفكر القويم والنظر المستقيم وسرعة الفهم وبديع الانتقال وكما المروءة مع عقل وافر وأدب ظاهر وخفة روح ومجد على سمته يلوح وأنه شديد الانقباض عن الناس غير أصحابه". (18)
وقال عنه الشوكاني: " ... وبرع في العلوم وعُرف بالذكاء وثقوب الذهن وحسن التصور وسرعة الفهم وتصدى للتدريس واجتمع عليه جماعة لقراءة جمع الجوامع للمعلي". (19)
مؤلفاته:
بطبيعة الحال لم يعتمد شيخ الإسلام ابن أبي شريف على المشافهة والإملاء فقط ولكنه اعتمد أيضاً على الكلمة المكتوبة فصنف وأملى، وكتب حواشي على الكتب وشرح على المختصرات.
ذكر الزركلي من مصنفاته خمسة كتب وذكر من رسالة لم أجدها قد ذكرت في الكتب التي ترجمت له وهي "صوب الغمامة في إرسال طرف العمامة- خ) "7"، وهي مخطوطة في شستر بيتي تحت رقم 4249/ 2". (21)
ويقول الزركلي بأنه رأى مخطوط آخر بخط مؤلفه (ابن أبي شريف) في خزانة الليثي بمركز الصف بمصر، بعنوان (الفرائد في حل شرح العقائد) كتبت سنة 889هـ بمنزله بالقاهرة. (22)
وقد تطابقت معظم كتب التراجم التي ترجمت له في أسماء مؤلفاته إلا السخاوي فقد ذكر مؤلفاً آخر له وهو عن أبي حامد الغزالي وقد انتقده عليه.
مؤلفاته حسب ما جاءت في ترجمته:1 - الإسعاد بشرح الإرشاد في الفقه.
2 - الدرر اللوامع بتحرير جمع الجوامع في الأصول.
3 - الفرائد في حل شرح العقائد.
4 - المسامرة بشرح المسايرة.
5 - قطعة على تفسير البيضاوي.
6 - قطعة على شرح المنهاج للنووي.
7 - قطعة على صحيح البخاري.
8 - قطعة على صفوة الزبد للشيخ شهاب الدين بن أرسلان.
9 - فتاوى في واقعة قبر داود وهي موجودة في مكتبة الجامعة العبرية في القدس تحت رقم 8990 مجموعة يهودا.
نقلا عن موقع اسمه القدس(28/54)
حاشيةالكمال ابن ابى شريف على النزهة
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[06 - 09 - 09, 02:59 م]ـ
هذه محاولة لكتابة المخطوطة
اولا ترجمة المحشى مولده ونشأته:
ولد الشيخ محمد بن محمد بن أبي بكر بن علي بن أبي شريف المقدسي، أبو المعالي كمال الدين ابن الأمير ناصر الدين سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة (1) وينتسب في مذهبه إلى الشافعي. (2)
وقد نعتته كتب التراجم التي ترجمت لحياته ككتاب شذرات الذهب لابن العماد والكواكب السائرة للغزي، والضوء اللامع للسخاوي، والبدر الطالع للشوكاني والأنس الجليل"2"، والفتح المبين للمراغي بـ (شيخ الإسلام)، واشتهر بابن عوجان. (3)
وهذه الرتبة لا تطلق إلا على من استوفى جميع الشروط التي تؤهله لأن يكون شيخاً للإسلام حقيقة، فلابد أنه كان متضلعاً في جميع علوم الشريعة الغراء، من علوم القرآن وتفسيره وعلوم الحديث ومصطلحه ورجاله، وعلم الفقه وأصوله، وحينما نقرأ سيرة حياة هذا الرجل نرى كيف أنه كان متضلعاً ودارساً لجميع هذه العلوم، فنفسه لم تملَّ من الدراسة والقراءة، والأخذ عن العلماء أينما ذهب وحيثما حل. كان من المنهومين الذين لا يشبعون من العلم، فكما قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم: "منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا"، فكان الشيخ الكمالي من الصنف الأول الذي لا يشبع من العلم.
وقد وصف نشأته أدق وصف تلميذه مجير الدين الحنبلي في الأنس الجليل فقال: " ... نشأ في عفة وصيانة، وتقوى وديانة لم يُعلم له صبوة، ولا ارتكاب محظور، وحفظ القرآن العظيم والشاطبية، والمنهاج للنووي، وعرضها على قاضي القضاة شيخ الإسلام محب الدين بن سعد الله الحنبلي وقاضي القضاة سعد الدين الديري الحنفي، وشيخ الإسلام عز الدين المقدسي في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة". (4)
بعد أن أتم الكمال قراءة القرآن الكريم وحفظه ودراسة حزر الأماني في القراءات وحفظها (الشاطبية) والمنهاج في الفقه الشافعي، لم يكتفِ الكمال بذلك، فمكث يدرس ويحفظ الكتب المهمة والتي ينبغي له قراءتها وحفظها، فحفظ ألفية ابن مالك الأندلسي في النحو وهي في ألف بيت من الشعر وقد اعتنى بها العلماء دراسة وحفظاً وشرحاً وأوصوا تلاميذهم بقراءتها وحفظها أيضاً، لأن علم اللغة والنحو بالذات هو وسيلة مهمة لفهم لغة القرآن الكريم وفهم مقاصد الشارع أيضاً.
وحفظ أيضاً ألفية الحديث، وهي من تأليف الشيخ المحدث العلامة زين الدين العراقي الذي جمع علم مصطلح الحديث في ألف بيت، احتذى فيها عن سبق كابن مالك الأندلسي في ألفيته في النحو، وألفية العراقي هذه اعتنى علماء الشريعة بها أيضاً وشرحوها وحفظوها وقرأ الشيخ الكمالي القرآن بعدة قراءات على الشيخ أبي القاسم النويري وسمع عليه وقرأ العربية وأصول الفقه والمنطق واصطلاح الحديث والتصريف والعروض والقافية، وأذن له في التدريس فيها (أي في هذه العلوم)، سنة أربع وأربعين وثمانمائة. (5)
وازداد الشيخ الكمالي ملازمة للشيوخ كي يتم التحصيل ويُجاز بالإجازات "فتفقه بالشيخ زين الدين بن ماهر، والشيخ عماد الدين بن شرف، وحضر عند الشيخ شهاب الدين بن أرسلان، والشيخ عز الدين المقدسي، واشتغل في العلوم، ورحل إلى القاهرة سنة أربع وأربعين وأخذ عن علماء الإسلام منهم:
شيخ الإسلام ابن حجر، وكتب له إجازة ووصفه بالبارع الأوحد، وقال: "شارك في المباحث الدالة على الاستعداد، وتأهل لأن يفتي بما يعلمه ويتحققه من مذهب الإمام الشافعي من أراد، ويفيد العلوم الحديثية مما يُستفاد من المتن والإسناد علماً بأهليته لذلك وتولجه في مضائق تلك المسالك". (6)
وأخذ عن شيوخ آخرين في مصر هم: كمال الدين بن الهمام، وقاضي القضاة شمس الدين القاياتي، والمقر البغدادي وغيرهم. (7)
واستمر شيخ الإسلام ابن أبي شريف في الدرس والتحصيل وملاقاة أعاظم الشيوخ في كل مكان حل فيه. "ودرس وأفتى من سنة ست وأربعين وثمانمائة ونظم وأنشأ". (8)
هذا إن دل على شيء فإنما يدل على الذهن المتوقد والنضوج المبكر لدى ابن أبي شريف، ففي هذا السن الذي لم يتجاوز الرابعة والعشرين يتصدر للدرس والإفتاء.
ولكن هذا النابغة لم يساوره الغرور، أو يستدرجه النبوغ بل سار لكل جد واجتهاد ينهل من معين العلم ويلج بحاره الواسعة، فيذهب ليسمع على محدثي عصره كابن حجر والزركشي وابن الفرات.
¥(28/55)
وحينما ذهب للحج في سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة وكان قد بلغ الواحدة والثلاثين من عمره آنذاك، وجهه طموحه العلمي لأن يسمع الحديث على شيوخ الحجاز بمكة والمدينة، فتراه يذهب ليأخذ عن محدثيها فقد ( ... سمع بالمدينة الشريفة على المحب الطبري وغيره ولم يزل حاله في ازدياد، وعلمه في اجتهاد فصار نادرة وقته وأعجوبة زمانه، إماماً في العلوم، محققاً لما ينقله وصار قدوة بيت المقدس ومفتيه، وعين أعيان المعيدين بالمدرسة الصلاحية". (9)
ونلاحظ في تلك الفترة وبعدما طار صيت الشيخ الكمالي في جميع الأقطار الإسلامية، وبالأخص مصر وفلسطين، نرى من خلال دراستنا لحياته وشخصيته بأنه قد تواضع له العلماء والأمراء والملوك فنرى بأن السلطان آنذاك يطلب الاجتماع به لأنه سمع عنه فأراد أن يعرف مكانته في العلم.
"فلما قدم إلى السلطان نزل عن سرير الملك، وتلقاه وأكرمه وفوض إليه الوظيفة المشار إليها وألبسه التشريف". (10)
والوظيفة التي فوضها السلطان إلى شيخ الإسلام هي مشيخة المدرسة الصلاحية في القدس الشريف.
الوظائف التي تقلدها ابن أبي شريف:
بعد أن تقلد شيخ الإسلام الكمالي مشيخة المدرسة الصلاحية في القدس الشريف، باشر بالتدريس فيها وتصدر للدرس والإقراء والإفتاء في بيت المقدس. "ونظر على المدرسة الصلاحية وعمرها هي وأوقافها التي أوقفت عليها، وشدد على الفقهاء وحثهم على الاشتغال، وعمل بها الدروس العظيمة". (11) وكان النظام الذي اتبعه ابن أبي شريف للتدريس في ذلك الوقت هو أربعة أيام في الأسبوع، فكان يدرس الفقه والتفسير والأصول والخلاف بين المذاهب. "وأملى بها مجالس من الأحاديث الواقعة في مختصر المزني واستمر بها أكثر من سنتين، ثم استقر فيها شيخ الإسلام النجمي ابن جماعة في شهور سنة ثمان وسبعين كما تقدم ذكره فلم يهتم بها بعد ذلك" (12)
"ثم توجه الشيخ الكمالي إلى القاهرة واستوطنها، وتردد إليه الطلبة والفضلاء، واشتغلوا عليه في العلوم وانتفعوا به، وعظمت هيبته، وارتفعت كلمته عند السلطان وأركان الدولة، وفي شوال سنة ثمان وثمانين حضر إلى القدس الشريف زائراً، ثم توجه إلى القاهرة في جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين كما تقدم ذكره "3" من هدم المدرسة الأشرفية القديمة وبناء المدرسة المستجدة المنسوبة لملك العصر، مولانا السلطان الأشرف وانتهت عمارتها، وقدر الله تعالى وفاة الشيخ شهاب الدين العميري، قبل تقرير أمرها وترتيب وظائفها برز أمر السلطان باستقرار شيخ الإسلام الكمالي فيها، وطلبه إلى حضرته وشافهه بالولاية وسأله من القبول فأجاب لذلك، وألبسه كاملية بسمور "4" وحضر إلى القدس الشريف، هو ومن معه من أركان الدولة الشريفة وباشرها وحصل للمدرسة المشار إليها وللأرض المقدسة بل ولسائر مملكة الإسلام، الجمال والهيبة والوقار بقدومه وانتظم أمر الفقهاء وحكام الشريعة المطهرة بوجوده وبركة علومه.
أعماله التي قام بها:
وأهم هذه الأعمال بالنسبة لعالم مثل ابن أبي شريف هي نشر العلم بين الناس وحثهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فنرى ابن أبي شريف يقوم بهذه المهمة وتلك الأمانة على أتم وجه، "وازداد شأنه عظماً، وعلت كلمته، ونفذت أوامره عند السلطان فمن دونه، وبرزت إليه المراسيم الشريفة في كل وقت، بما يحدث من الوقائع والنظر في أحوال الرعية، وترجم فيها بالجناب العالي، شيخ الإسلام ووقع له ما لم يقع لغيره ممن تقدمه من العلماء والأكابر وبقي صدر المجالس وطراز المحافل، المرجع في القول إليه، والتعويل في الأمور كلها عليه، وقلده أهل المذاهب كلها، وقبلت فتواه على مذهبه، ومذهب غيره، ووردت الفتاوى إليه من مصر والشام وحلب وغيرها وبعد صيته، وانتشرت مصنفاته في سائر الأقطار، وصار حجة بين الأنام في سائر ممالك الإسلام، ومن أعظم محاسنه التي شكرت له في الدنيا ويرفع الله بها درجاته في الآخرة، ما فعله في القبة المستجدة عند دير صهيون وقيامه في هدمها بعد أن كانت كنيسة محدثة في دار الإسلام، في بيت المقدس وقيامه من منع النصارى من انتزاع القبو المجاور لدير صهيون، المشهور أن به قبر سيدنا داود عليه السلام بعد بقائه في أيدي المسلمين مدة طويلة، و بنا قبلة فيه، لجهة الكعبة المشرفة، وكان يقوم على حكام الشرطة ويمنعهم من الظلم ويواجههم بالكلام الزاجر لهم". (14)
¥(28/56)
وبعد ذلك الوقت يرد عليه مرسوم شريف بأن يكون متكلماً على الخانقاه الصلاحية "5" بالقدس الشريف ينظر في أمورها ومصالحها.
"وشرع في عمارة الخانقاه وإصلاح ما اختل من نظامها، وأضيف إليه التكلم على المدرسة الجوهرية وغيرها لما هو معلوم من ديانته وورعه، واجتهاده في فعل الخيرات وإزالة المنكرات". (15)
قوة شخصيته وتقواه وورعه:
أدق من وصف شخصية شيخ الإسلام الكمالي هو تلميذه مؤرخ القدس والخليل الشيخ مجير الدين العليمي الحنبلي صاحب كتاب الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل فقال عنه في الجزء الثاني ما نصه: "وأما سمته وهيبته، فمن العجائب في الأبهة والنورانية، رؤيته تذكر بالسلف الصالح، ومن رآه علم أنه من العلماء العاملين، برؤية شكله، وإن لم يكن يعرفه، وأما خطه وعبارته في الفتوى فنهاية في الحسن". (16)
ووصفه شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني بالبارع الأوحد كما قال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب". (17)
ووصفه صاحب الضوء اللامع فقال: " ... ترجم له البقاعي أكثرهم ووصفه (الوصف لابن أبي شريف) بالذهن الثاقب والحافظة الضابطة والقريحة الوقادة والفكر القويم والنظر المستقيم وسرعة الفهم وبديع الانتقال وكما المروءة مع عقل وافر وأدب ظاهر وخفة روح ومجد على سمته يلوح وأنه شديد الانقباض عن الناس غير أصحابه". (18)
وقال عنه الشوكاني: " ... وبرع في العلوم وعُرف بالذكاء وثقوب الذهن وحسن التصور وسرعة الفهم وتصدى للتدريس واجتمع عليه جماعة لقراءة جمع الجوامع للمعلي". (19)
مؤلفاته:
بطبيعة الحال لم يعتمد شيخ الإسلام ابن أبي شريف على المشافهة والإملاء فقط ولكنه اعتمد أيضاً على الكلمة المكتوبة فصنف وأملى، وكتب حواشي على الكتب وشرح على المختصرات.
ذكر الزركلي من مصنفاته خمسة كتب وذكر من رسالة لم أجدها قد ذكرت في الكتب التي ترجمت له وهي "صوب الغمامة في إرسال طرف العمامة- خ) "7"، وهي مخطوطة في شستر بيتي تحت رقم 4249/ 2". (21)
ويقول الزركلي بأنه رأى مخطوط آخر بخط مؤلفه (ابن أبي شريف) في خزانة الليثي بمركز الصف بمصر، بعنوان (الفرائد في حل شرح العقائد) كتبت سنة 889هـ بمنزله بالقاهرة. (22)
وقد تطابقت معظم كتب التراجم التي ترجمت له في أسماء مؤلفاته إلا السخاوي فقد ذكر مؤلفاً آخر له وهو عن أبي حامد الغزالي وقد انتقده عليه.
مؤلفاته حسب ما جاءت في ترجمته:1 - الإسعاد بشرح الإرشاد في الفقه.
2 - الدرر اللوامع بتحرير جمع الجوامع في الأصول.
3 - الفرائد في حل شرح العقائد.
4 - المسامرة بشرح المسايرة.
5 - قطعة على تفسير البيضاوي.
6 - قطعة على شرح المنهاج للنووي.
7 - قطعة على صحيح البخاري.
8 - قطعة على صفوة الزبد للشيخ شهاب الدين بن أرسلان.
9 - فتاوى في واقعة قبر داود وهي موجودة في مكتبة الجامعة العبرية في القدس تحت رقم 8990 مجموعة يهودا.
وفاته:
توفي شيخ الإسلام كمال الدين أبو المعالي محمد بن أبي شريف الشافعي في ليلة الخميس خامس عشر جمادى الأولى سنة (906) من الهجرة الشريفة، بمنزله بالمدرسة التنكزية، وصلى عليه بعد الظهر من يوم الخميس بالمسجد الأقصى الشريف ودفن بماملا بالحوش الذي به قبر الشيخ خليفة المغربي وكانت جنازته حافلة، رحمه الله. (25) وقدر زاره العلامة النابلسي في أثناء رحلته لبيت المقدس فقال: "ثم زرنا قبر الكمال بن أبي شريف، وقرأنا له الفاتحة " "8"
وهكذا توفي شيخ الإسلام الكمال بن أبي شريف فترك وراءه ذرية صالحة تدعو له"9"، وترك أيضاً كتباً نافعة لا زال يتداولها رجال العلم جيلاً بعد جيل، وكان حقاً قد ترك علماً ينتفع به الناس إلا وهو مصنفاته وكتبه والاتعاظ بسيرته وحياته.
نقلا عن موقع اسمه القدس
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[06 - 09 - 09, 03:01 م]ـ
جارى كتابة المخطوطة
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[15 - 11 - 09, 10:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
الحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على خيرخلقه محمد واّله وصحبه اجمعين
هذه حواش علقتها على شرح النخبة تاليف شيخنا شيخ الاسلام و الحفاظ ابو الفضل احمد بن على بن محمد بن على بن احمد العسقلانى الاصل المصرى تغمده الله برحمته ورضوانه بعضها حين قراتى عليه الشرح المشار وبعضها حين اقرائى له والله المسئول ان ينفع بها بمنه وكرمه
قوله:واشهد ان لا اله الا الله
¥(28/57)
عطف الجملة الفعليةعلى الجملة الاسمية محافظة على الصيغة المتعبد بها فى الحمد والتشهد فى الصلاة والذكر خارجها فى الخطبة وغيرها وجهة الوصل بين الجملتين ان كلا منهما انشائية وذكر الله سبحانه وتعالى اذ الاولى ثناء عليه تعالى بجميل صفاته والثانية شهادة بالوحدانية كذا قوله وصلى الله جملة فعلية انشائية وردت بهذه الصيغة اّخر دعاء القنوت فى رواية النسائى
قوله المحدث الفاصل:بالصاد المهملة سمى ابومحمد كتابه المحدث الفاصل بين الراوى والواعى
ابومحمد هو الحسن بن عبدالرحمن بن خلاد الرامهرمزى نسبة الى رامهرمرز احدى كورالاكوازمن بلاد خوزستان بضم الخاء المعجمة وسكون الواو بعدها زاى معجمة مفتوحة ثم سين مهملة ثم مثناة فوقية بلاد بين فارس والبصرة يقال لها الخوز ايضا روى ابومحمد هذا
عن احمد بن حماد بن سفيان وبقى الى قريب الى ستة وثلاث مئة قالة ابن السمعانى وارخ غيره وفاته بالسنة المذكورة قوله وهو ابو عبدالله النيسابورى احترز عمن شاركه فى الشهرة كالحاكم ابى احمد محمدبن محمد بن محمد بن احمد محدث خراسان وهو نيسابورى متقدم على ابى عبدالله فان وفاته سنة 378ووفاة ابى عبدالله سنة 405 وابوعبدالله هو محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالله بن محمد بن حمدويه الضبى المعروف بابن البيع بالتشديد الحافظ الكبير المشهور صاحب التصانيف ولد سنة 321وله ترجمة حافلة فى التواريخ المشهورة وكتابه المشهور هو كتابه علوم الحديث
قوله ابونعيم الاصبهانى بالباء التى بين الباء والفاء فى لغة الفرس لذا تكتب تارة بالباء وتارة بالفاء وهو الحافظ الكبير احمد بن عبدالله بن اسحاق المحدث الجليل الصوفى صاحب حلية الاولياء الذى لم يصنف فى باب مثله وغيره من التاليف البديعة ترجمته شهيرة توفى سنة 323 و اما الخطيب فهو احمد بن على بن ثابت حافظ المشرق عصرى ابن عبدالبرحافظ المغرب ماتا فى سنة 463وابن عبدالبر اسنهما
القاضى عياض بن عمرو بن موسى بن عياض اليحصبى السبتى بفتح السين المهملة وسكون الموحدة نسبة الى سبتة بلدة بالاندلس الامام الحافظ الكبير صاحب التصانيف كالمشارق والاكمال شرح مسلم اخذ عن ابى على بن سكرة ومحمد بن عتاب وهشام بن احمد وخلق واجاز له ابوعلى الغسانى وتفقه بابى عبدالله ابى عيسى التميمى وغيره وله اليد الطولى وله اليد الطولى فى العلوم وله البلاغة الرائقة والشعر الجيد توفى سنة#### وكتابه الذى ذكره شيخنا هو كتاب الالماع الى اصول الرواية والسماع والالماع بكسر الهمزة اصله الاشارة بالثوب*1 والانذار والسيف واستعمله القاضى لمطلق الاشارة
قوله الميانجى جيمه بين الجيم والشين بلغة الفرس نسبة الى ميانة بلدة بقرب اذربيجان
هو ابوحفص عمر بن عبدالمجيد
قوله فلا يحصى:يشير الى كثرة جملة من اشتغل به نظما واختصارا واستدراكا واقتصارا
ومعارضة وانتصارا####*2 كل من الناظمين والمختصرين ومن ذكر معهم فممن نظمه القاضى الخويى
بضم الخاء المعجمة وتشديد الياء المثناة تحت مثل ياء النسبة *3 والحافظ ابو الفضل شيخ المصنف
وممن اختصره العلاء التركمانى شيخ العراقى والامام النووى فى التقريب والتيسير وفى الارشاد غالبا وبعضهم استدرك كالنووى فى مواضع يسيرة وكابن دقيق العيد وكالبلقينى فى محاسن*4الاصطلاح وبعضهم انتصر لابن الصلاح فاجاب بعض الاستدراكات كما هو معروف لمن طالع كلامهم
قوله ان ايراده*5: اى الشرح
قوله ودمجها: اى النخبة بين المتن
قوله قسيم*6 من اقسام الكلام: اى اذا قسم الكلام الى خبر واستخبار وهو الاستفهام وامر ونهى وتنبيه وهو المسمى بالانشاء عند من قسم الكلام هذا التقسيم اما من جعل الانشاء*7 جعل الانشاء شاملا لما عدا الخبر من اقسام الكلام بان جعل ما احتمل الصدق والكذب هو الخبروما لا يحتمله الانشاء فالكلام عنده قسمان فقط
قوله ياتى فى تعريفه ما يعرف به الكلام: اى على اختلاف اساليبهم فى تعريفه ثم يخرج عنه ما عداه من الكلام باحتماله الصدق والكذب وانتفاء ذلك فيما عداه
¥(28/58)
قوله وعبر هنا بالخبر ليكون اشمل: اى فما ثبت له من حكم ثبت للحديث فى ضمنه لان الحكم الثابت للعام ثابت للخاص ضمنا والا #### *8 بالنظر الى القول بان بينهما عموما*9 وخصوصا مطلقا اما بالنظر الى الاول فالتعبير بكل منهما كالتعبير بالاخر للترادف واما بالنظرالى الثانى وهو التباين فوجه التعبير بالخبر ان ما ثبت للمروى عن غير النبى صلى الله عليه وسلم ثبت للمروى عن النبى صلى الله عليه وسلم بطريق اولى وهذا لاتقيده عبارة شيخنا والعبارة الوافية هنا ان يقال وعبر هنا بالخبر لان الحكم الثابت له ثابت للحديث ضمنا على القول الثالث وبطريق اولى على الثانى للترادف على الاول نعم يلزم على توجيه التعبيرعلى ان يكون مقصودالكتاب مستفاد منه الا بطريق مفهوم الموافقة الاولى وهو خلاف مقصود مصنفى الكتب
قوله طريق المتن المحكية *10: هم الرواة الذين وصل الينا بهم والحكاية ذكر اسماؤهم وكيفية اداؤهم
المتن الينا
قوله وقيل غير ذلك:القول بتعيينه فى العشرين وكالقول بتعيينه فى ثلاثمائة وبضعة عشرعدة اصحاب بدر
قوله وتمسك كل قائل بدليل جاء فيه ذكر ذلك العدد فافاد العلم اى بدعوى قائله والا فمن تامل
استدلال القائلين ظهر له*11 ان دليله لايفيد دعواه وان منها*11 متوجه لم ينتهض دليله على دفعه كما هو محقق فى كتب الاصول
قوله اذ الزيادة هنا مطلوبة: عبارة فيها كزازة واللائق ان يقال اذ الزيادة هنا اولى بتحصيل المقصود او يقال اذ الزيادة اولى فى حصل المقصود او نحوهما من العبارات
قوله وقديقال ان الشروط الاربعة:الى اخره عكس المتعارف فى كتب الاصول المتاخرة من ضبط حصول الشرائط بحصول العلم بمضمون الخبرفيقولون حصول العلم من خبر مضمونه ### *13 اجتماع شرائط التواتر فى ذلك الخبر اى علامتها#####*14
قوله فى بعض المواضع: تنبيه على انه يكتفى فى اطلاق اسم العزيز بان يكون الاثنان فى طبقة من الاسناد فان لم يكن فى شىء من طبقاته اثنان فهومشهور لاعزيز
قوله اذ الاقل اى يعنى كالاثنين فى بعض الطبقات
يقضى على الاكثر: يعنى كالاثنين فى بعض الطبقات*15ومعنى قضاؤه عليه كون ذلك الاسناد لايعطى حكم الاكثر
ولا يسمى بالاسم الموضوع له
قوله للعلم اليقينى:اراد باليقينى هنا الضرورى
قوله واخرج النظرى: وقوله فيما بعد المتواتر يفيد العلم الضرورى: واطلاق اليقينى مردافا للضرورى اصطلاح غريب والملائم لاصطلاحهم ان وصف العلم باليقين لدفع ايهام التجويز
على مايشمل اليقين والظن ضروريا كان ذلك العلم الموصوف باليقينى اونظريا
قوله: فى تعريف اليقينى اللاعتقاد الجازم المطابق: غير مانع لدخول الاعتقاد الذى ليس لموجب
فكان من حقه ان يقول لموجب اى من حس او عقل او عادة وهذا تعريف شامل للضرورى والنظرى فهو مدافع لتخصيصه اليقينى بالضرورى
قوله:لان العلم بالتواتر: اى الحاصل من التواتروسببه
قوله: اذ النظرى يفيد العلم بالاستدلال والنظرى يفيده لكن مع الاستدلال:عبارة غير محررة والعبارة المحررة مثل ان يقال اذ الضرورى العلم الحاصل بالاستدلال والنظرى هو المفاد بالاستهلال على المطلوب نفسه وهو العلم بالمدلول على افادته التى هى وصف للدليل كما لا يخفى
قوله: ومن احسن ما يقرر كون المتواتر: موجوداو غيرموجود*16 كثرة فى الاحاديث
الى اخره يقال عليه لايلزم من القطع بنسبة الكتب الى مصنفيها كون ذلك القطع حاصلا عن التواترفقد يكون حصول بخبر الاحاد المحفوف بالقرائن*17والا فهذا صحيح البخارى الذى هواصح كتب الحديث لايروى بالسماع المتصل الا عن الفربرى وغالب الكتب المشهورة لا يبلغ فيما نعلم رواتها الذين يتصل الاسناد فى عصرنا اليهم سماعا عدد التواتر ويجاب عن هذا بان كون ان من علمت روايته دون التواتر لا يستلزم كون الرواة فى كل عصروفى بعض الاعصار دون عدد التواتر فكم من سامع مات قبل ان يستمع منه وكم من مسمع لم يضبط جميع ما سمع
بل ولا احد منهم فى طبقة سماع فمات ذكروا روايته بموته وهكذا فى كل عصر كما اجيب بمثله عن هذا الايراد على القول بتواتر القران الكريم بالقراءات المعروفة مع انحصارها فى السبعة اوالعشرة بل قدسمع الصحيح من البخارى غير الفربرى عدد بعضهم يبلغ التواتر غير ان الفربرى تاخرت وفاته فعكف الناس على الاخذ كما صرح هو بذلك واشهره *18
وقد اتفق نحو ذلك فى بعض الكتب
¥(28/59)
والثانى الى قوله وهو المشهور:عند المحدثين اشار الى كون التواتر قسما من المشهوراصطلاح المحدثين لما قبله من ان التواتر لايبحث عنه فى علم الاسناد بل هو اصطلاح اصولى والمشهور عند المحدثين هو مقابل التواتركما ينبىء عنه التقسيم فى كلام ######*19فهو اخص مطلقا من المشهور عند الاصوليين وهذا خلاف ما جرى عليه ابن الصلاح من ان المتواتر قسم من المشهور وعلى هذا فقصد شيخنا بالمشهور فى التقسيم ما يسمى مشهورا فقط لا ما يسمى مشهورا ومتواترا على ما قدمه حيث قال فكل متواتر هو*20 مشهور من غير عكس
قوله على راى جماعة:لا يخفى مخالفة نظم المتن للتنوين راى فيه وسقوط التنوين للاضافة
فى عبارة الشارح
قوله اما لقلة وجوده: من قوله فلان عزيز النظير اى يقل وجود نظيره
قوله اما لقوله عز اى قوى: لمجيئه من طريق اخرى من قولهم من عزيز من قوى وغلب وسلب قلنا قد خطب به عمر على المنبر بحضرة الصحابة هذا لا يلاقى السؤال*21 لان جهة الايراد تفرد علقمة عن عمر ولا يلزم من خطبة عمر به على المنبر ان يكون رواه غير علقمة اذ لا يلزم من السماع الرواية قوله فلولا انهم يعرفونه لانكروه انما يلاقى السؤال ان لوكانت جهة الايراد تفرد عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم وبتقدير ذكر*22ايضا ف#### *23المذكور متجه لايلزم ام يكونوا سمعوه من غير اى من غير عمر بان سمعوه من النبى صلى الله عليه وسلم او من صحابى عنه اذ يحتمل احتمالا ########*24 انهم قبلوه من عمر رضى الله عنه لعلو مرتبته فى الدين وفى الصحبة
ابن رشيد بضم الراءوشين معجمه ####*25 ابوعبدالله محمد بن عمرو بن محمد الفهرى الاندلسى
وسعيد اى ابن ابى عروبة
على ما سنقسم به الغريب المطلق ينبغى ان يقول من الغريب المطلق و الغريب النسبى لان الذى ياتى هو تقسيم الغريب الى فرد مطلق وفرد نسبى
وهو ما يجب العمل به عند الجمهور
بيان لحكم القبول لاتعريف له بحكمه اكتفاء بفهم تعريفه من تعريف ضده وهو
المردود اذ#### منه
تعريفه
تعريف المقبول بانه مارجح صدق المخبر به
والثالث مالم يثبت ناقله بالصدق او بالكذب
اما ان يقترن بما يدل على كذبه
او لا يقترن به مالايدل على واحد منهما على المختار وهو ما ذهب اليه الامامان والغزالى وابن الحاجب
والخلاف فى التحقيق لفظى
لان من جوز الى اخره ينتقض
ما تضمنه من الاستدلال
على المدعى وهو كون الخلاف لفظيا
لان كون ما احتف بالقرائن ارجح مما خلا منها
لايستلزم افادته للعلم
فقد يكون مفاد الظن الراجح
ـ[أبوعبدالله الحنبلي]ــــــــ[16 - 11 - 09, 01:59 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم.
ولكن أليست هذه الحاشية مطبوعة بدار الوطن؟
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[28 - 11 - 09, 08:54 م]ـ
انا اكتبها من المخطوطة وان كانت مطبوعة من يرفعها لنا بى دى اف
ـ[أمين نواري]ــــــــ[28 - 11 - 09, 10:45 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم.
ولكن أليست هذه الحاشية مطبوعة بدار الوطن؟
نعم أخي المفضال هي مطبوعة بدار الوطن وعندي نسخة منها وللأسف الشديد ليس لدي سكنار لوضعها في الملتقى
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[29 - 11 - 09, 07:44 م]ـ
تثاب على نيتك ان شاء الله
لماذال لا نجعلها تدريب على كتابة المخطوطات(28/60)
سؤال حول التجريد الصريح وحفظ البخارى؟
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[07 - 09 - 09, 03:04 ص]ـ
الحمد لله وحده،
ذكروا أن عدة أحاديث البخارى بغير تكرار أربعة آلاف وكسر.
وعدة ما فى التجريد الصريح ألفين وكسر، فهل وفى الزبيدى بشرطه فى ذكر كل أصول الأحاديث بغير تكرار؟
وعلى هذا، فهل يعتمد على كتابه فى حفظ الصحيح؟
ثانيا: هل يوجد كتاب فيه زيادات أصول مسلم على البخارى؟
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[07 - 09 - 09, 03:25 ص]ـ
راجعت التدريب فوجدت الحافظ ابن حجر عد أحاديثه بغير المكرر ألفين وخمسمائة، وهو ما يزيد على على أحاديث التجريد بمئتين حديث تقريبا.
فهل أهمل الزبيدى أحاديث؟
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[07 - 09 - 09, 06:39 م]ـ
هناك كتاب الشيخ عبد الله العبيلان " إرشاد القاري إلى أفراد مسلم عن البخاري" في مجلدين بلغت أحاديثه (1156) حديثاً.
ـ[مصطفي ال جمعه]ــــــــ[20 - 09 - 09, 05:59 ص]ـ
فات الزبيدي احديث استدركها عليه بعض العلماء الذين جاو بعده ما يقرب من 105 حديث او 150 حديث لا اتذكر وقد طبع كتاب الزبيدي مع الاحديث المستدركا عليه في كتاب واحد تحقيق الشيخ رضوان جامع رضوان في مصر لكني نسيت اسم المكتبه لكن يباع في ضرب الاتراك في مصر وقد نبه علي ذالك من قبل الشيخ الخضير في شرح التجريد والله اعلم
ـ[مصطفي ال جمعه]ــــــــ[20 - 09 - 09, 06:10 ص]ـ
عد صحيح البخاري انه 4000 حديث هذا عد ابوطاهر السلفي وهذا ما مشي عليه العراقي في الفية الحديث واما ابن ججر فعدد احديث البخاري عنده كما ذكر الشيخ العثيمين 2602
يقول العراقي في الالفية
لَهَا وَمَوْقُوْفٍ وفي البُخَارِي
28 - أَرْبَعَةٌ آلافِ والمُكَرَّرُ ... فَوْقَ ثَلاثَةٍ أُلُوْفاً ذَكَرُوا(28/61)
سؤال عن رواية بكتاب السنة للخلال
ـ[ناصر المغربي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 03:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعا ورزقنا الله وإياكم العلم النافع
سؤالي حول هذه الرواية الصحيحة "عن قتادة ابن النعمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه ".
ذكر الرواية ابن القيم رحمه الله في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية ج1/ ص54، ط دار الكتب العلمية وقال: وروى الخلال في كتاب السنة بإسناد صحيح على شرط البخاري .. الحديث.
ونفس الرواية نقلها الحافظ الحكمي رحمه الله في معارج القبول وقال: رواه الخلال في كتاب السنة بإسناد صحيح على شرط البخاري المصدر: معارج القبول ج1/ ص149، ط1 دار ابن القيم.
ونفسها ذكرها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتاب فتح رب البرية بتخليص الحموية ص ونفس
15
وقال رواها الخلال في كتاب السنة بسند صحيح ..
السؤال:
أنا رجعت لكتاب السنة للخلال ولم اجد الرواية , فهل توجد بلفظ أخر؟ أم موجودة بمخطوط وساقطة من الكتاب المطبوع؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[ناصر المغربي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 01:43 م]ـ
في انتظار تفاعلكم يا أحبة جزاكم الله خيرا
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 02:48 م]ـ
لعل هذا يفيدك في كون هذه اللفظه (أعني استوى) مصحَّفة أم لا
755 - " إن الله عز وجل لما قضى خلقه استلقى، و وضع إحدى رجليه على الأخرى و قال:
لا ينبغي لأحد من خلقه أن يفعل هذا ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 177):
منكر جدا.
رواه أبو نصر الغازي في جزء من " الأمالي " (77/ 1) من طرق
عن إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا محمد بن فليح بن سليمان عن أبيه عن سعيد
بن الحارث عن عبيد بن حنين قال: بينا أنا جالس إذ جاءني قتادة بن النعمان
رضي الله عنه فقال: انطلق بنا يا ابن حنين إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
فإني قد أخبرت أنه قد اشتكى، فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد، فوجدناه
مستلقيا رافعا رجله اليمنى على اليسرى، فسلمنا و جلسنا، فرفع قتادة بن
النعمان يده إلى رجل أبي سعيد فقرصها قرصة شديدة، فقال أبو سعيد: سبحان الله
يا ابن أم أوجعتني! فقال له: ذلك أردت، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: فذكره. فقال أبو سعيد: لا جرم والله لا أفعل أبدا.
و قال: "
قال الإمام أبو موسى (يعني المديني الحافظ): رواه ابن الأصفر عن إبراهيم بن محمد بن
فليح عن أبيه عن سالم أبي النضر عن أبي الحباب سعيد بن يسار عن قتادة، و رواه
محمد بن المبارك الصوري عن إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح عن أبيه عن سالم
أبي النضر، عن عبيد بن حنين و بسر بن سعيد كلاهما عن قتادة، و رواه عن قتادة
أيضا سوى عبيد بن حنين و أبي الحباب و بسر بن سعيد - عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة. و رواه عن إبراهيم بن المنذر محمد بن إسحاق الصغاني و محمد بن المصفى و
محمد بن المبارك الصوري و جعفر بن سليمان النوفلي و أحمد بن رشدين و أحمد بن
داود المكي و ابن الأصفر و غيرهم، و حدث به من الحفاظ عبد الله بن أحمد بن
حنبل و أبو بكر بن أبي عاصم و أبو القاسم الطبراني، و روي عن شداد بن أوس أيضا
مرفوعا. و روي عن عبد الله بن عباس و كعب بن عجرة رضي الله عنهما موقوفا، و
عن كعب الأحبار أيضا، و روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى
: * (الرحمن على العرش استوى) * هذا المعنى، و رواة هذا الحديث من طريق قتادة
و شداد عامتهم من رجال الصحيح، و ذلك كله بعد قول الله تعالى * (أفمن يخلق كمن
لا يخلق) * إنما يوافق الاسم الاسم، و لا تشبه الصفة الصفة ".
قلت: مع التنزيه المذكور فإن الحديث يستشم منه رائحة اليهودية الذين يزعمون أن الله
تبارك و تعالى بعد أن فرغ من خلق السموات و الأرض استراح! تعالى الله عما يقول
الظالمون علوا كبيرا، و هذا المعنى يكاد يكون صريحا في الحديث فإن الاستلقاء
لا يكون إلا من أجل الراحة سبحانه و تعالى عن ذلك. و أنا أعتقد أن أصل هذا
الحديث من الإسرائيليات و قد رأيت في كلام أبي نصر الغازي أنه روي عن كعب
الأخبار، فهذا يؤيد ما ذكرته، و ذكر أبو نصر أيضا أنه روي موقوفا عن عبد الله
¥(28/62)
بن عباس و كعب بن عجرة، فكأنهما تلقياه - إن صح عنهما - عن كعب كما هو الشأن
في كثير من الإسرائيليات، ثم وهم بعض الرواة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه
وسلم. ثم إن قول أبي نصر " إن رواة طريق قتادة من رجال الصحيح " صحيح، و كذلك
قال الهيثمي في " المجمع " (8/ 100) بعد أن عزاه للطبراني، و لكن لا يلزم
من ذلك أن يكون سند الحديث بالذات صحيحا لجواز أن يكون فيه من تكلم فيه، و إن
كان صاحب الصحيح احتج به، فإنه يجوز أن ذلك لأنه لم يثبت جرحه عنده، أو أنه
كان ينتقي من حديثه مع اعتقاده أن فيه ضعفا يسيرا لا يسقط به حديثه جملة عنده،
خلافا لغيره. و إسناد هذا الحديث من هذا القبيل، فإن محمد بن فليح بن سليمان
و أباه، و إن أخرج لهما البخاري فإن فيهما ضعفا و خاصة الأب، فقد ضعفه ابن
معين حتى جعله دون الدراوردي و هذا حسن الحديث! و قال في رواية: " فليح ليس
بثقة و لا ابنه "، و كذلك ضعفه ابن المديني و النسائي و الساجي و قال: " هو
من أهل الصدق، و يهم ". و لذلك لم يسع الحافظ إلا الاعتراف بضعفه فقال في "
التقريب ": " صدوق كثير الخطأ ". و أما ابنه محمد فهو أحسن حالا من أبيه،
ففي " الميزان ": " قال أبو حاتم: ما به بأس، و ليس بذاك القوي. و وثقه
بعضهم و هو أوثق من أبيه. و قال ابن معين ليس بثقة ". و قال الحافظ: " صدوق
يهم ". و إن مما يدل على ضعفهما و ضعف حديثهما اضطرابهما في إسناده. فتارة
يقولان: عن سعيد بن الحارث عن عبيد بن حنين عن قتادة. و تارة: عن سالم أبي
النضر بدل سعيد بن الحارث، و يقرن مع ابن حنين بسر بن سعيد و تارة يجعل
مكانهما أبا الحباب سعيد بن يسار، و هذا كله من فوائد أبي نصر رحمه الله في
هذا الجزء من " الأمالي ". حيث حفظ لنا فيه ما ينير السبيل على البحث في حال
هذا الحديث. و أما إسناد حديث شداد فلم أقف عليه لننظر فيه، و غالب الظن أن
فيه علة تقدح في صحته. و الله أعلم.
و مما يوهن من شأن هذا الحديث أنه صح عن
عباد بن تميم عن عمه أنه رأى رسول الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد، واضعا
إحدى رجليه على الأخرى. رواه البخاري (1/ 466 بفتح الباري طبع بولاق) و
ترجم له بـ " باب الاستلقاء في المسجد " ثم روى عن سعيد بن المسيب قال: كان
عمر و عثمان يفعلان ذلك، فلو كان الاستلقاء المذكور لا ينبغي لأحد من خلقه
سبحانه كما زعم الحديث لما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خلفاؤه من
بعده، كما لا يخفى. و لا يعارض هذا ثبوت النهي عن الاستلقاء في صحيح مسلم (6
/ 154) و غيره لأنه غير معلل بهذه العلة المذكورة في هذا الحديث المنكر، و
للعلماء مذهبان في الجمع بين هذا النهي و بين فعله صلى الله عليه وسلم المخالف
للنهي:
الأول: ادعاء نسخ النهي
الثاني: حمل النهي حيث يخشى أن تبدو العورة و الجواز حيث يؤمن ذلك
و في كل من المذهبين إشارة إلى رد هذا الحديث،
فإنه لا يتمشى معهما البتة، أما على المذهب الأول فلأن الحديث صريح في أن
الاستلقاء المذكور فيه من خصوصيات الله عز وجل فكيف يجوز ذلك؟! و أما على
المذهب الثاني فلأنه صريح في أن العلة عنده هو انكشاف العورة أو عدم انكشافها،
فلو كان يصح عنده أن العلة كون الاستلقاء من خصوصياته سبحانه لم يجز التعليل
بغيرها و هذا ظاهر لا يخفى أيضا.
و جملة القول إن هذا الحديث منكر جدا عندي،
و لقد قف شعري منه حين وقفت عليه، و لم أجد الآن من تكلم عليه من الأئمة
النقاد غير أن الحافظ الذهبي أورده في ترجمة " فليح "، كأنه يشير بذلك إلى أنه
مما أنكر عليه كما هي عادته في " ميزانه ". و الله أعلم. ثم وجدت في بعض
الآثار ما يشهد لكون الحديث من الإسرائيليات، فروى الطحاوي في " شرح المعاني "
(2/ 361) بسند حسن أنه قيل للحسن (و هو البصري): قد كان يكره أن يضع
الرجل إحدى رجليه على الأخرى؟ فقال: ما أخذوا ذلك إلا عن اليهود ".
ثم رأيت البيهقي سبقني إلى الكلام على الحديث بنحو ما ظهر لي، فقال في " الأسماء و
الصفات " (ص 355) بعد أن ساقه من طريق إبراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح:
" فهذا حديث منكر، و لم أكتبه إلا من هذا الوجه، و فليح بن سليمان مع كونه من شرط البخاري و مسلم، فلم يخرجا حديثه هذا في " الصحيح "، و هو عند بعض الحفاظ
غير محتج به ".
ثم روى بسنده عن ابن معين قال: لا يحتج بحديثه. و في رواية:
قال: ضعيف. قال: و بلغني عن النسائي أنه قال: ليس بالقوي. قال: " فإذا
كان فليح بن سليمان المدني مختلفا في جواز الاحتجاج به عند الحفاظ لم يثبت
بروايته مثل هذا الأمر العظيم.
و فيه علة أخرى، و هي أن قتادة بن النعمان مات
في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. و صلى عليه عمر، و عبيد بن حنين مات
سنة خمس و مائة، و له خمس و سبعون سنة في قول الواقدي و ابن بكير، فتكون
روايته عن قتادة منقطعة، و قول الراوي: و انطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد لا
يرجع إلى عبيد بن حنين، و إنما يرجع إلى من أرسله عنه، و نحن لا نعرفه، فلا
تقبل المراسيل في الأحكام، فكيف في هذا الأمر العظيم؟! ".
انتهى كلام الشيخ رحمه الله
¥(28/63)
ـ[ناصر المغربي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 01:45 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الحبيب على المشاركة القيمة جعلها الله في ميزان حسناتك
سؤالي ليس عن حديث الاستلقاء المنكر ولكن عن الحديث الصحيح الذي عزاه الشيخ ابن عثمين والحافظ الحكمي وغيرهم لكتاب السنة للخلال
اريد اعرف هل الحديث بالمخطوط لأني لم اجده بالكتب المطبوعة والموجودة على النت
وجزاكم الله خيرا
ـ[ناصر المغربي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 01:46 م]ـ
وروى الخلال في كتاب السنة بإسناد صحيح على شرط البخاري .. الحديث.(28/64)
لماذا عدل الحافظ عن " ثقة " و قال " صدوق "
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 07:41 ص]ـ
الاسم: يعقوب بن زيد بن طلحة بن عبد الله بن أبى مليكة القرشى التيمى، أبو يوسف المدنى (قاضى المدينة)
الطبقة: 5: من صغار التابعين
الوفاة: فى ولاية أبى جعفر
روى له: بخ س (البخاري في الأدب المفرد - النسائي)
رتبته عند ابن حجر: صدوق
رتبته عند الذهبي: ثقة
قال المزي في تهذيب الكمال:
(بخ سى): يعقوب بن زيد بن طلحة بن عبد الله بن أبى مليكة القرشى التيمى،
أبو يوسف المدنى، قاضى المدينة. اهـ.
و قال المزى:
قال على ابن المدينى: يعقوب بن زيد بن طلحة بن عبد الله بن جدعان معروف، روى
عنه مالك، و ابن عيينة.
و قال أبو زرعة، و النسائى: ثقة.
و قال أبو حاتم: ليس به بأس، شيخ يحتج بحديثه.
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات "، و قال: مات فى ولاية أبى جعفر، أمه أم خالد بنت جابر بن المهاجر بن قنفذ.
روى له البخارى فى " الأدب "، و النسائى فى " اليوم و الليلة " حديث سعيد المقبرى، عن أبى هريرة:
" اذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم ". اهـ.
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 11/ 385:
و كذا قال ابن سعد (أى: مات فى ولاية أبى جعفر)، و قال: يكنى أبا عرفة،
و قال: قليل الحديث.
و كذا كناه البخارى و مسلم و النسائى و الحاكم و آخرون. اهـ.
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
الرجل كما ترون موثق من الكبار:
أبو زرعة و النسائي و أبو حاتم وما أدراك من أبو حاتم الذي قال هنا جملة عزيزة نادرة على لسانه: "يحتج به" ومن ذا الذي قال فيه ابو حاتم "يحتج به" إلا كل "طويل عمر" كما يقال
أضف إلى ذلك أنه قليل الحديث وهذا قرينة على أنه ضبط حديثه و جوده
فما ترون بارك الله فيكم لماذا لم يتبع الحافظ الإمام الذهبي ومن سبقه؟
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 07:56 ص]ـ
وجدت الآن في المطبوع من الجرح و التعديل لابن أبي حاتم:
((نا عبد الرحمن قال سألت ابى عن يعقوب بن زيد بن طلحة فقال: يروى عنه، ليس به بأس، شيخ لا يحتج به))
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 08:15 ص]ـ
فائدة ليست بتامة:
تهذيب الكمال (7/ 122): ((قال عبد الرحمان بن أبي حاتم: سألت أبي عن الحكم بن عطية، فقال: يكتب حديثه، وليس بمنكر الحديث وكان أبو داود يذكره بجميل، قلت: يحتج به؟ قال: لا، من ألف شيخ يحتج بواحد))
الجرح و التعديل: (3/ 126): ((عبد الرحمن قال سألت ابى عن الحكم بن عطية قال: يكتب حديثه ليس بمنكر الحديث. وكان أبو داود يذكره بجميل. حدثنا أبو الوليد عنه. قلت يحتج به؟ قال لا، من الف شيخ لا يحتج بواحد))(28/65)
ماذا عنى ابن حجر بهذه العبارة ... وما هو القول السديد في هذا الرجل؟
ـ[أبو أسامة الزهراني]ــــــــ[07 - 09 - 09, 10:22 ص]ـ
تقريب التهذيب - (1/ 271)
خلف بن سالم المخرمي بتشديد الراء أبو محمد المهلبي مولاهم السندي ثقة حافظ من العاشرة صنف المسند عابوا عليه التشيع ودخوله في شئ من أمر القاضي مات سنة إحدى وثلاثين وله نحو من سبعين س(28/66)
كم مرة ورد لفظ (رزين) في (جامع الأصول)؟!
ـ[عبدالسلام الخليفي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 10:53 ص]ـ
كم مرة ورد لفظ (رزين) في (جامع الأصول) لابن الأثير؟!
جزى الله خيرا من أعاننا بالجواب.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[07 - 09 - 09, 12:50 م]ـ
366 مرة.
والزيادات التي زادها رزين ولم يجدها ابن الأثير في أصولها: 46.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 09 - 09, 01:22 م]ـ
بارك الله فيكم
ولعلك تراجع هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14812
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14861
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[07 - 09 - 09, 01:25 م]ـ
بارك الله فيكم
ولعلك تراجع هذه الروابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14812
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14861
بارك الله فيكم ...
لا عدمنا إفاداتكم الطيبة
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[07 - 09 - 09, 05:26 م]ـ
كم مرة ورد لفظ (رزين) في (جامع الأصول) لابن الأثير؟!
جزى الله خيرا من أعاننا بالجواب.
بعملية بحث يسيرة خرج لي 586 نتيجة
فلا أدري هل تقصد كلمة رزين بالضبط
أم قصدت شيئا آخر
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[07 - 09 - 09, 06:42 م]ـ
بعملية بحث يسيرة خرج لي 586 نتيجة
فلا أدري هل تقصد كلمة رزين بالضبط
أم قصدت شيئا آخر
أخي الكريم أعتقد أنكم اعتمدتم على النسخة التي فيها التخريج في الشاملة (ابتسامة)
وقد كرر المخرِّج نفسه كلمة رزين، وأما ما اعتمدتُ عليه فهي نسخة خالية من التخريج.
بارك الله مسعاكم.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[07 - 09 - 09, 10:18 م]ـ
أخي الكريم أعتقد أنكم اعتمدتم على النسخة التي فيها التخريج في الشاملة (ابتسامة)
وقد كرر المخرِّج نفسه كلمة رزين، وأما ما اعتمدتُ عليه فهي نسخة خالية من التخريج.
بارك الله مسعاكم.
متعك الله بالإيمان أبا الوضاح نعم ياأخي الكريم أنا ما فعلت غير ما ذكرته أنت
ولما أعدت البحث في نسخة أخرى خرجت النتيجة 333
فانظر الزيادة التي بيني وبينك وهي 33 فلعلك اعتمدت على نسخة له حاشية (ابتسامتين)
هذا للعلم بارك الله فيك
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[08 - 09 - 09, 01:58 ص]ـ
متعك الله بالإيمان أبا الوضاح
وإياكم أخي الكريم.
نعم ياأخي الكريم أنا ما فعلت غير ما ذكرته أنت
ولما أعدت البحث في نسخة أخرى خرجت النتيجة 333
فانظر الزيادة التي بيني وبينك وهي 33 فلعلك اعتمدت على نسخة له حاشية (ابتسامتين)
هذا للعلم بارك الله فيك
أبدا أبدا
إنما اعتمدت على نسخة ليست لها حواشٍ. وقد دققت على أمر النسخة التي لها حواش حتى أخبرك أنني اعتمدت على نسخة ليست لها حواش.
وإن أردت النسخة التي عندي في الشاملة أرفعها لك بإذن الله
بس مش عارف جات منين الزيادة دي (ابتساماات)
تقبل الله منا ومنكم
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[08 - 09 - 09, 02:34 ص]ـ
وإياكم أخي الكريم.
بس مش عارف جات منين الزيادة دي (ابتساماات)
تقبل الله منا ومنكم
ءآمين تقبل الله منا ومنكم
ويمكن الزيادة دي عشان احنا في شهر رمضان
أضحك الله سنك
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[08 - 09 - 09, 02:37 ص]ـ
تحب أرفع لك النسخة الألكترونية الي عندي؟
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[08 - 09 - 09, 03:17 م]ـ
تحب أرفع لك النسخة الألكترونية الي عندي؟
رفع الله قدرك
ارفعها ننتفع وتنفع إخوانك
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[08 - 09 - 09, 05:00 م]ـ
تفضل من المرفقات ..(28/67)
قال أبو إسحاق: هذا حديث صحيح، ذكره ابن ماجه في السنن، من أبو إسحاق هذا؟
ـ[محمد أنوارالدين الفلنجازي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 01:45 م]ـ
السلام عليكم،
يا أهل الحديث، عندي إشكال ...
* روى الحافظ ابن ماجه في سننه: باب ما جاء في صلاة الحاجة: حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه، وقال ابن ماجة عقب الحديث:"قال أبو إسحاق هذا حديث صحيح" اهـ
السوال: من "أبو إسحاق" هذا؟ حيث لا أحد يكنى بأبي إسحاق في سند الحديث.
هل هو أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني (توفي 259هـ) محدث دمشق والناقد المعروف؟
أو ... هو أبو إسحاق الفزاري، الثقة الحافظ صاحب التصانيف؟
أفيدونا وجزاكم الله خير الجزاء.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 02:01 م]ـ
اخي محمد ـ حفظه الله ـ:
في نسخة " الرسالة العالمية " لابن ماجة والتي قام بتحقيقها الشيخ شعيب وآخرون:
" تنبيه: جاء في المطبوع بعد هذا ـ يعني حديث عثمان بن حنيف ـ: " قال أبو اسحاق: هذا حديث صحيح " ولم ترد هذه العبارة في أصولنا الخطية، وأبو اسحاق هذا لم نتبينه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[07 - 09 - 09, 02:06 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعله بعض رواة السنن
وله كذلك موضع آخر عند ابن ماجه
1666 - حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا عبد الله بن موسى التيمي عن أسامة بن زيد عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر
(قال أبو إسحق: هذا الحديث ليس بشيء) (من طبعة دار المعرفة (2/ 309)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87442
ـ[محمد أنوارالدين الفلنجازي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 05:54 م]ـ
بارك الله فيكم يا أهل الحديث
كأن أبا إسحاق هذا من تلاميذ أبي حاتم، وهذا ما تبينتُه مما نقله السندي عن بعض نسخ سنن ابن ماجه، في حاشيته عليها، الذي يحويه الرابط الذي تفضل الشيخ عبدالرحمن الفقيه بإتحافنا به.
وذكر السندي " ... قال أبو إسحاق: محمد بن سعيد بن حسان زنديق، سمعتُ أبا حاتم يقول حضرت أحمد بن عبد الله بن يونس وهو يحدث عن ... " اهـ
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[08 - 09 - 09, 06:16 م]ـ
السلام عليكم
لعل الصواب فيه والله أعلم، أنه:
عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد السبيعي الهمداني.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 01:06 ص]ـ
السلام عليكم
لعل الصواب فيه والله أعلم، أنه:
عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد السبيعي الهمداني.
هذا بعيد جداً
فلم يُعهد أن أبا سحاق يحكم على الأحاديث
ـ[محمد أنوارالدين الفلنجازي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 03:12 م]ـ
السلام عليكم
لعل الصواب فيه والله أعلم، أنه:
عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد السبيعي الهمداني.
عمرو بن عبد الله بن علي السبيعي الهمداني هذا هو أبو إسحاق السبيعي الكوفي الحافظ، شيخ الكوفة وعالمها ومحدثها، وهو من العلماء العاملين، والحفاظ المتقنين ومن جلة التابعين. قال: ولدتُ لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، ورأيت علي بن أبي طالب يخطب. اهـ
ـ[عبد الله بن شلاح]ــــــــ[09 - 09 - 09, 04:39 م]ـ
السلام عليكم
لعل الصواب فيه والله أعلم، أنه:
عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد السبيعي الهمداني.
-------------------------------------
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[09 - 09 - 09, 07:02 م]ـ
وقد نسب إليه في موسوعة الحديث الشريف (الكتب التسعة). والله أعلم.
ـ[محمد أنوارالدين الفلنجازي]ــــــــ[10 - 09 - 09, 02:33 م]ـ
أبو إسحاق المذكور في سنن ابن ماجة ليس أبا إسحاق السبيعي جزماً، لأن الأول من طبقة تلاميذ أبي حاتم الرازي المتوفي 277هـ.
والدليل على ذلك أن الأول قد صرح بالسماع من أبي حاتم.
ذكر السندي " ... قال أبو إسحاق: محمد بن سعيد بن حسان زنديق، سمعتُ أبا حاتم يقول حضرت أحمد بن عبد الله بن يونس وهو يحدث عن ... " اهـ
ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[10 - 09 - 09, 05:14 م]ـ
الحمد لله،
لعله أحد هذين العلمين، وقد روى عنهما ابن ماجه في سننه:
- أبو إسحاق الشافعي إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان، ابن عم الإمام الشافعي، روى عن الشافعي والفضيل بن عياض وجده لأمه محمد بن على بن شافع والمنكدر بن محمد بن المنكدر وحماد بن زيد وابن عيينة وطائفة. وروى عنه ابن ماجه فى سننه وأحمد بن سيار المروزى وأبو بكر بن أبى عاصم وبقى بن مخلد ومطين وغيرهم. قال أبو حاتم صدوق، وقال النسائي والدارقطني ثقة.
مات سنة سبع ويقال ثمان وثلاثين ومائتين.
انظر طبقات الشافعية الكبرى، الطبقة الأولى.
- أبو إسحاق الهروي إبراهيم بن عبد الله بن حاتم، الحافظ الإمام، شيخ الإسلام. سمع إسماعيل بن جعفر وعبد الرحمن بن أبي الزناد وعبد العزيز الدراوردي وهشيم بن بشير وأبا إسماعيل المؤدب وطبقتهم. حدث عنه الترمذي وابن ماجه، وابن أبي الدنيا وأبو يعلى وجعفر الفريابي وأحمد بن فرح المفسر وموسى بن هارون وأبو بكر الباغندي وأحمد بن الحسين الصوفي الصغير وآخرون.
وكان صالحا زاهدا عابدا صواما قواما متعففا كبير القدر، كان لا يفطر إلا أن يدعى إلى طعام. وكان حافظا مجودا، من أعلم الناس بحديث هشيم وأثبتهم فيه.
قال صالح جزرة: أعلم الناس بحديث هشيم عمرو بن عون، وإبراهيم بن عبد الله.
وقال يحيى بن معين: أصحاب هشيم محمد بن الصباح الدولابي، وإبراهيم الهروي، وهو أكيس الرجلين.
وقال أبو داود: إبراهيم بن عبد الله ضعيف.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
قلت: توفي في شهر رمضان سنة أربع وأربعين ومائتين. وله نيف وتسعون سنة.
انظر سير أعلام النبلاء - الطبقة الثانية عشرة - الجزء الحادي عشر.
والله أعلم.(28/68)
استفسار من الأخوة في الملتقى
ـ[أبو البراء السبعاوي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 03:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة وبركاته
الأخوة الكرام في ملتقى أهل الحديث
أود أن استفسر عن موضوع مصطلحات الجرح والتعديل في الأمور التالية:
إذا وسم العالم الراوي بصدوق ثم فاسد العقيدة، هل يسمى ذلك اقتران؟
إذا سكت العالم عن عقيدة الرواي المبتدع هل يسمى ذلك سكت عن عقيدته؟
ما معنى قولهم: "مشتركات لفظية"؟
إذا كان تكلم شخص ينسب الى العلم في راو بكلام يفهم من مضمون الطعن في الراوي ولكنه لا يحوي مصطلحات الجرح والتعديل، هل يقبل منه ذلك؟
هل كلام الأئمة الاثني عند الشيعة معتبر في الجرح والتعديل؟ ولماذا؟
قرأت في بعض النقود الصادرة عنهم: أنهم يقولون بعد أن مات أحد الرواة إن الله يعذبه بكذا وكذا، فهل يعد ذلك من الجرح المقبول؟
راجياً الإجابة في القريب العاجل [/ SIZE](28/69)
حكم تخليل اللحية في الوضوء
ـ[أبو عبدالله الخالدي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 03:25 م]ـ
الأحاديث في تخليل اللحية أنكرها الامام أحمد
ولكن سمعت أن البخاري صححها هو والترمذي
فأود من يفيدني منكم وجزيتم خيرا(28/70)
الأربعين النووية ... بثلاث لغات
ـ[أمل العلمي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 06:38 م]ـ
تريد يا أخي ويا أختي ... أن يشفع لكَ ولكِ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة؟
حمل ... كتاب الأربعين حديثا النووية بثلاث لغات العربية والفرنسية والإنجليزية مع شرحها ... واعلمها واعمل بها وعَلِّمها ... العِلم والعَمل والتعليم = لتكون بحق ربانياً ...
روي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة كنت له شفيعا يوم القيامة».
وروي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة جاء يوم القيامة في زمرة العلماء».
قال ابن القيم رحمه الله: ... فالجهاد أربع مراتب: جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد الكفار، وجهاد المنافقين. فجهاد النفس أربع مراتب أيضاً:
1.إحداها: أن يجاهدها على تعلم الهدى، ودين الحق الذي لا فلاح لها، ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به، ومتى فاتها علمه، شقيت في الدارين.
2.الثانية: أن يجاهدها على العمل به بعد علمه وإلا فمجرد العلم بلا عمل إن لم يضرها لم ينفعها.
3.الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه، وتعليمه من لا يعلمه، وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات، ولا ينفعه علمه، ولا ينجيه من عذاب الله.
4.الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله، وأذى الخلق، ويتحمل ذلك كله لله.
فإذا استكمل هذه المراتب الأربع، صار من الربانيين، فإن السَّلف مجمعون على أن العالِم لا يستحق أن يسمى ربّانياً حتى يعرف الحق، ويعمل به، ويعلمه، فمن عَلِم وعمل وعلَّم فذاك يدعى عظيماً في ملكوت السماوات. (من كتاب: في فقه الأولويات، دراسة جديدة في ضوء القرآن والسنة – الدكتور يوسف القرضاوي – مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى 2001 – ص 223)
وأقترح عليكم برنامجا عمليا بعد شهر رمضان شهر القرآن أن نجعل من شهر شوال انطلاقة جماعية لدراسة تلكم الأربعين النووية من فاتح الشهر وبوتيرة حديث واحد لكل يوم مع شرحه ولمن يرغب أن ينمي مهاراته اللغوية فيتمم القراءة باللغات الثلاث.
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه. آمين
رابط التحميل
http://www.4shared.com/file/131123752/de7914c3/40NAWAWI.html (http://www.4shared.com/file/131123752/de7914c3/40NAWAWI.html)
ـ[القطري]ــــــــ[09 - 09 - 09, 03:42 ص]ـ
نفع الله بكم وجزاكم الله خيرا
ـ[أمل العلمي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 03:37 م]ـ
الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ... وفقكم الله لنشر وتعميم الإفادة بالأربعين النووية ... وألتمس من جميع الإخوة أن يجعلوا من هذه الصفحة ملتقى لتبادل التجربة العملية في تطبيق الخطة المقترحة أعلاه وأن يفيدوننا بنتائجها العملية الفردية والجماعية وأثرها في التربية الروحية والتطبيقية لا سيما على المجتمعات المسلمة والرجوع بها لتعاليم الإسلام الحنيف.(28/71)
من يعرف شيء حول كتاب اكمال تهذيب الكمال لمغلطاي
ـ[ابو ايمن السلفي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 12:11 ص]ـ
ارجو من لديه معرفة حول هذا الكتاب مطبوع او مخطوط يرشدنا اليه وبارك الله فيكم
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[09 - 09 - 09, 12:16 ص]ـ
إكمال تهذيب الكمال فى أسماء الرجال للتحميل:
http://www.archive.org/details/Ikmal_Tahdibe
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[09 - 09 - 09, 08:32 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90685(28/72)
أرجو الإفادة عن مشروع تقريب السنة عند الشيخ الألباني
ـ[الصبحي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 09:24 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه, أما بعد
أرجو من المتخصصين في علم الحديث أن يفيدوني حول هذا الموضوع" مشروع تقريب السنة عند الشيخ الألباني" وهو عنوان لرسالة الدكتواره, وأود أن تشيروا علي إلى الأساسيات التي لابد التطرق إليها في هذا البحث فجزاكم الله خيرا.(28/73)
العلاقات الاجتماعية في السنة النبوية
ـ[هاني يوسف الجليس]ــــــــ[09 - 09 - 09, 05:34 م]ـ
ان اردت الاجر فساهم بكل ما يتعلق بهذا .... وسادعو لك باذن الله ....
من كتم علما ... من يغيث ومن يفيد ...
ـ[أبو البراء السبعاوي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 07:10 م]ـ
أخي الحبيب
لو تحدد مرادك، عن أي محاور العلاقات الاجتماعية تتحدث؟
وهل ستتناول العلاقات الاجتماعية من الآداب العامة؟ أم ستكتفي بسرد الأحاديث ومناقشتها؟
الأفضل أن تبحث عن محاور العلاقات، ثم تبحث عما يناسبها من السيرة؟
مثلاً: العلاقة مع القرابة؟ علاقة الحبيب صلى الله عليه وسلم مع أقاربه مسلمين وكفار؟ من جهة الأم ومن جهة الأب؟
العلاقة مع المسلمين الجدد؟
العلاقة مع غير المسلمين؟
العلاقة مع الأسرى؟
الممتحنون؟
المعاقبون ممن أقيمت عليهم الحدود؟(28/74)
الاحاديث الطبية
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[09 - 09 - 09, 09:10 م]ـ
السلام عليكم
اقوم بكتابة مقال عن الاحاديث الطبية، وتحديدا (المنهج السليم لفهمها) ...
كان مما كتبتُ هناك:
[الرأي الثالث: النزعة العقلية لفهم الأحاديث الطبية]
لم ينفرد شيخ المحدثين –الإمامية- محمد بن علي بن بابويه القمي المعروف بالصدوق بنزعة عقلية لفهم الاحاديث الطبية، بل ذكر الكثير من العلماء الماضين اجزاء منه –ولا سيما ما قيل من الاحاديث بالنسبة لهواء المدينة-، ولكنه انفرد –فيما نعلم- بجمعها تحت عنوان واحد، يقول:
«اعتقادنا في الأخبار الواردة في الطب أنها على وجوه:
منها: ما قيل على هواء مكة والمدينة، فلا يجوز استعماله في سائر الأهوية.
ومنها: ما أخبر به العالم (ع) على ما عرف من طبع السائل ولم يتعد موضعه؛ إذ كان أعرف بطبعه منه.
ومنها: ما دلسه المخالفون في الكتب لتقبيح صورة المذهب عند الناس.
ومنها: ما وقع فيه سهو من ناقله.
ومنها: ما حُفظ بعضه ونُسي بعضه.
وما روي في العسل أنه شفاء من كل داء فهو صحيح، ومعناه أنه شفاء من كل داء بارد.
وما روي في الاستنجاء بالماء البارد لصاحب البواسير، فإن ذلك إذا كان بواسيره من حرارة.
وما روي في الباذنجان من الشفاء، فإنه في وقت إدراك الرطب لمن يأكل الرطب، دون غيره من سائر الأوقات»
طبعا لا يخفى ان الشيخ الصدوق من عماء الامامية، ولكن ذكر سائر علماء المسلمين (مثل ابن القيم الجوزي، وابن طرخان الحموي، و .... ) اجزاءً من هذه الاقوال ... ولكنه جمعها تحت عنوان واحد ...
اياً يكن، اود معرفة راي الاخوة في الاحاديث الطبية، والمنهاج المقترحة لدراستها ...
ستكون لي عودة
تحياتي
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[09 - 09 - 09, 10:59 م]ـ
للفائدة، بحثت في الملتقى عن المواضيع الطبية، وهذه روابطها، طبعا ثمة انتقاء للنافع منها (من منظور خاص)
التلبينة أكلة وطب نبوي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=180730)
جامع فقه الطبيب وآدابه وأحكام الطب والجراحة في الفقه السلامي على ارشيف ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=182045&highlight=%C7%E1%D8%C8)
جامع فقه الطبيب وآدابه وأحكام الطب والجراحة في الفقه السلامي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160422&highlight=%C7%E1%D8%C8)
ما هو ((الخل)) الذي امتدحه الرسول عليه السلام؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25965&highlight=%C7%E1%D8%C8)
اعجاز الطب النبوي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=184902&highlight=%C7%E1%D8%C8) ( كتاب للتحميل)
النبيذ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=65388&highlight=%C7%E1%D8%C8)
لطب النبوي لابي نعيم الاصفهاني ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73500&highlight=%C7%E1%D8%C8) ( معلومات عن طبعة الكتاب)
حمل كتاب "قتل الرحمة والسلوك الطبي من منظور الشريعة والقانون" هدية من المؤلف ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=177685&highlight=%C7%E1%D8%C8)
الغولية والسِّمامة بين الطب والإسلام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=137311&highlight=%C7%E1%D8%C8)
هَلْ ثَبَتَ شَيْءٌ فِي تَحْدِيدِ أَيَّامِ الحِجَامَةِ؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=48386&highlight=%C7%E1%D8%C8)
من دلائل نبوته (صلى الله عليه وسلم): "الكَمْأة من المَن، وماؤها شفاء للعَين" ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=58586&highlight=%C7%E1%D8%C8)
مقترحات في استخدام السواك. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78585&highlight=%C7%E1%D8%C8) ( مقال جُمع فيه ما كتب حول السواك)
هل يحكم بموت المتوفى دماغيا؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38073&highlight=%C7%E1%D8%C8)
كتب طبية من منظور فقهى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=92105&highlight=%C7%E1%D8%C8)
ما حكم التداوي؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40144&highlight=%C7%E1%D8%C8)( عجت منه!)
سورة الفاتحة وماء زمزم الإمام ابن القيم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=177485&highlight=%C7%E1%D8%C8)
¥(28/75)
هل ثبت في الطب الحديث ما يصدِّق هذا؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=178038&highlight=%C7%E1%D8%C8) ( اسئلة لم يجب عليها احد، مع انها غير مستساغة (ولا اقول غير علمية، وفي بعضها احاديث نبوية)
ما هي عقيدة ابن رشد؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=31900&highlight=%C7%E1%D8%C8)( ابن رشد طبيب معروف، قد يفيد البعض)
ساؤلات حول كتاب الطب الوقائي من القرآن والسنة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20798&highlight=%C7%E1%D8%C8)
نوع البطيخ الذي كان يأكله النبي صلى الله عليه وسلم مع الرطب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=56181&highlight=%C7%E1%D8%C8)
نسخة خطية من كتاب (تقويم الأبدان في تدبير الإنسان) لابن جزلة البغدادي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23206&highlight=%C7%E1%D8%C8) ( مخطوطة نفيسة لتقويم الابدان، والكتاب مطبوع)
كتابة بعض الآيات على جسم المريض .. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167613&highlight=%C7%E1%D8%C8)( موضوع يحتاج لنقاش وتامل)
سؤال إلى الإخوة الأطباء هل يقوم التبرع بالدم مقام الحجامة في الفوائد الخاصة بالحجامة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=179826&highlight=%C7%E1%D8%C8)
ما هي الكتب المؤلفة في الطب النبوي؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21271&highlight=%C7%E1%D8%C8)
وطء المرأة في الموضع الممنوع منه شرعاً دراسة حديثية فقهية طبية
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2397&highlight=%C7%E1%D8%C8) تنبيهات على مقال غذاء النبي صلى الله عليه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=96722&highlight=%C7%E1%D8%C8)( مركز ابحاث الطب النبوي، جميل وجود مثل هذه المراكز، وننتظر ان نرى لها انتاج مُشرف)
دراسة حديثة تثبت أن قراءة القرآن تعالج أمراض التخاطب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=136071&highlight=%C7%E1%D8%C8)
الداء والدواء في جناحي الذبابة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=141446&highlight=%C7%E1%D8%C8)( هل نشر في دورية محكمة؟ ام انه مجرد ... )
ضعف الطالب والمطلوب ... وتبارك الله علام الغيوب؛ حديث الذباب وما فيه من أسرار وعجائب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=124421&highlight=%C7%E1%D8%C8) ( كسابقه)
حالات شفاء واقعية من أمراض مستعصية بالطب النبوي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139324&highlight=%C7%E1%D8%C8)
هل الحجامة يوم الأربعاء منهي عنها؟
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134451&highlight=%C7%E1%D8%C8) كتاب الرحمة في الطب والحكمة. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=127034&highlight=%C7%E1%D8%C8)
هل الحجامة سنة؟ أم تفعل فقط عند الحاجة؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10279&highlight=%C7%E1%D8%C8)
مساله فى حديث: من تصبح كل يوم بسبع تمرات ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=118830&highlight=%C7%E1%D8%C8)
موقع الاعجاز العلمي في القران والسنة ( http://www.55a.net)
هل نقل الإجماع على أن الطب ليس بواجب صحيح؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=119400&highlight=%C7%E1%D8%C8)
بحث مهم: في نقض أصول الإعجاز العلمي .. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=123664&highlight=%C7%E1%D8%C8)(= منهج الاستدلال بالمكتشفات العلمية على النبوة والروبية (دراسة نقدية)
مجموعة من الكتب في الطب النبوي والتداوي بالأعشاب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=124003&highlight=%C7%E1%D8%C8)
مؤلفات ابونعيم صاحب الحلية .. المطبوعة والمخطوطة والمنسوبة اليه والكتب التي رواها
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=128342&highlight=%C7%E1%D8%C8) ما خاب من استشار عن مواضيع تصلح للماجستير ولا سيما في القضايا الطبية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=130361&highlight=%C7%E1%D8%C8) ( حبذا لو ذكر المهتمين تساؤلاتهم هناك، فلم يجب احد بالرغم من اهمية الموضوع)
الهدي النبوي في الطب ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=131459&highlight=%C7%E1%D8%C8)
الأخطاء الطبيَّة في ميزان القَضَاء ‘‘ للدكتور / هاني بن عبدالله الجبير -وفقه الله- ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=123046&highlight=%C7%E1%D8%C8)
المؤتمر السنوي الثالث للإعجاز العلمي في القرآن والسنة بجمهورية مصر العربية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=132467&highlight=%C7%E1%D8%C8) ( هو اعلان، ولكنه يحوي اسماء لبعض المهتمين بهذا المجال)
هل كان مسيلمة الكذاب مريض بالفصام؟؟! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=121855&highlight=%C7%E1%D8%C8)
¥(28/76)
ـ[ابوتميم]ــــــــ[26 - 09 - 09, 12:34 م]ـ
اياً يكن، اود معرفة راي الاخوة في الاحاديث الطبية، والمنهاج المقترحة لدراستها ...
السلام عليكم ورحمة الله
سعادة الدكتور محمد سؤالك فيه نوع من الضبابية والغموض ففيما تريد رأينا؟؟ وما المقصود بدرستها من أي جانب تقصد؟؟
ولله در الإمام مالك حين سؤال عن أحاديث في صفات الله قال " الإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة والكيف مجهول "
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[27 - 09 - 09, 03:01 م]ـ
اقصد دراستها بالشكل الذي يتيح للجهات المعنية ادخالها ضمن سياسة صحة المجتمع ...
ما هي المناهج المقترحة لهكذا دراسات؟ فمثلاً لدينا منهج للبحث الطبي، ولدى باحي التاريخ منهج يخصهم ... وكذلك لاهل الحديث و ...
ما هي عقبات هكذا دراسة ... ما هي الاخطاء التي وقع فيها الباحثون في هذا المجال ...
ان كانت ثمة دراسات طبعاً
تحياتي
ـ[توبة]ــــــــ[01 - 10 - 09, 04:27 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=655957#post655957
هذا رابط موضوع قديم رأيت رفعه هنا،
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[11 - 02 - 10, 12:48 م]ـ
هل من زيادة -لم نر القليل منها- ..
كتبت مقالاً، ربما اقدمه للنشر ... واود ان اتجنب النقص والزلل فيه ... (مع ان المقال حاز الرتبة الاولى في مؤتمر حول الطب الاسلامي)(28/77)
سؤال عن حديث
ـ[سعيد توفيق زين العابدين]ــــــــ[19 - 09 - 09, 10:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وبعد:
هل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لأن أسعى في حاجة أخي أحب إلي من أن أعتكف في مسجدي هذا شهرا "؟
وإن لم يصح عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهل صح مثله عن ابن عمر أو ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين؟ وأين أجده؟
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[19 - 09 - 09, 10:33 م]ـ
أخي سعيد ـ حفظه الله ـ:
انظر هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=185655
ـ[سعيد توفيق زين العابدين]ــــــــ[20 - 09 - 09, 01:54 ص]ـ
أخي سعيد ـ حفظه الله ـ:
انظر هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=185655
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فجزاك الله خيرا أخي الكريم على ما دللت إليه من خير، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك، ويأجرك أجرا حسنا، والسلام.(28/78)
ما معناه قول الرواى: حدثنا فلان كم ان شاء الله؟ فى السند
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[19 - 09 - 09, 11:30 م]ـ
مثال:
حدثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال حدثنا عمرو كم إن شاء الله قال سمعت جابر بن عبد الله يقول: كان معاذ بن جبل يصلي مع النبي صلى الله عليه و سلم العشاء ثم يرجع فيصليها بقومه ... الحديث
او انها تصحيف؟
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[22 - 09 - 09, 06:55 ص]ـ
.....
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[28 - 09 - 09, 11:39 م]ـ
للرفع
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[29 - 09 - 09, 09:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثنا عمرُوكُم: أي حدثنا صاحبكم عمرو؛ وهو ابن دينار المكي، وقال سفيان بن عيينة ذلك لأنه يخاطب أهل بلده المكيين، والحميدي منهم.
http://wadod.org/uber/uploads/Wallaho_A3lam.JPG
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[29 - 09 - 09, 10:10 م]ـ
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
بارك الله فيك اخى الابيارى ....
نسأل الله ان يفتح عليك من العلوم ماشاء(28/79)
شرح نخبة الفكر لسعد الحميد
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[20 - 09 - 09, 12:29 ص]ـ
1
U] الحديث المتواتر [/ U]
الدورات العلمية نخبة الفكر شرح الشيخ سعد بن عبد الله الحميد
عدد مرات التحميل الشرح 167 المقطع 137 الكتاب 485
--------------------------------------------------------------------------------
نخبة الفكر
الحديث المتواتر
قال الإمام الحافظ: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني - يرحمه الله تعالى-: الحمد لله الذي لم يزل عليمًا قديرًا، وصلَّى الله على سيِّدنا مُحمد الذي أرسله إلى النَّاس كافةً بشيرًا ونذيرًا، وعلى آل مُحمدٍ وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أما بعد: فإن التصانيف في اصطلاح أهل الحديث قد كثرت، وبُسطت واختصرت، فسألني بعضُ الإخوان أن ألخص لهم المهمَّ من ذلك، فأجبتهُ إلى سؤاله؛ رجاء الاندراج في تلك المسالك فأقول: الخبرُ إمَّا أن يكون له: طرقٌ بلا عدد معين، أو مع حصر بما فوق الاثنين، أو بهما، أو بواحدٍ. فالأول: المتواترُ المفيدُ للعلم اليقيني بشروطه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نجد أن -يعني- كتب الرجال وكتب الحديث ترد فيها هذه القواعد منثورة، إلى أن جاء الإمام مسلم -رحمه الله- فكتب مقدمته الشهيرة مقدمة صحيحه، وهذه تعتبر من أوائل ما كتب في علم مصطلح الحديث، لكنها لم تشمل جميع الجوانب، ولكن شملت جوانب عديدة، وهي بصفة النقل بالسند عن الأئمة في بعض قواعد المصطلح.
مثلا: حينما يورد عن عبد الله بن المبارك في مناقشته لشهاب بن خراش -إن لم تخطئني الذاكرة- فهو شهاب بن خراش، فيورد عليه الحديث الذي -يعني- ذكر في الصدقة والصيام وغير ذلك، فقال له عبد الله بن المبارك: عمن هذا الحديث؟ قال: عن فلان. قال: ثقة. عمن؟ قال: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يا فلان بين فلان والنبي -صلى الله عليه وسلم- مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي، ولكن ليس في الصدقة خلاف.
فهو يبين -رحمه الله- في مثل هذا الأثر مسألة ضرورة اتصال السند، فيقول: نعم، هذا فلان ثقة، لكنه لم يتصل سنده إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فبينه وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- مسافة طويلة من الزمن تحتاج إلى أن تملأ برجال، هم الواسطة بينه وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- فما دام أنك لم تذكر الواسطة بينه وبين النبي-صلى الله عليه وسلم-.
فإذا هذا الحديث لا يصح ولا يثبت، لكن ما ذكر في جزئية من جزئيات هذا الحديث، وهي الصدقة، فليس فيها خلاف، يعني: الصدقة عن الميت. حينما يورد -أيضا- مسلم -رحمه الله- كلاما في مثل عباد بن كثير، وأنه من الرجال الصالحين، لكنه إذا روى شيئا من الأحاديث أتى بالمناكير، فكان مثل عبد الله بن المبارك يسأل سفيان الثوري وغيره: هل يجوز له أن يتكلم في هذا الرجل، مع العلم أنه رجل صالح؟ فقالوا: نعم، بين حاله.
فكان إذا سئل عنه أثنى عليه في دينه، ثم بين حاله من حيث الثقة في الحديث من عدمها، فهذا يدل -أيضا- على أي شيء؟ على المسألة التي ذكرناها ثانيا، وهي القدح في الرواة، يعني: دائما الكلام في السند إما من حيث الاتصال، أو من حيث القدح، والكلام في الرواة جرحا وتعديلا.
فإذا كلامهم يأتي منثورا، وكما قلت مسلم هو -رحمه الله- أول من كتب في هذا، لكنها كتابه مجتزئة على بعض الأمور، كذلك -أيضا- كلام الترمذي -رحمه الله- سواء في كتاب "العلل" أو في تعقيباته على بعض الأحاديث، يعتبر من القواعد في الاصطلاح، فحينما -مثلا- هو يصف الحديث الحسن في آخر كتابه "الجامع" هذا يقول: والحسن عندنا هو ما لم يكن شاذا، ويروى من غير وجه، وذكر مسألة ثالثة، وهي تتعلق بالنكارة الظاهرة، أو كذا، فالمهم أنه هو الذي عرف الحديث الحسن لغيره، بتعريفه هذا، وإن كان -يعني- يحتاج إلى مزيد من البسط والتعريف، لكن نجد مثل هذا الكلام من الترمذي -رحمه الله- يعتبر -فعلا- تعريفا للحديث الحسن لغيره، وهو الذي يشترط فيه شرطان أن يروى من غير وجه، وأن لا يكون ضعفه شديدا، فهذا هو الحديث الحسن لغيره.
¥(28/80)
إلى أن جاء عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي -رحمه الله تعالى- فهو أول من أفرد علم المصطلح بالتصنيف في كتابه "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي" فهذا الكتاب يعني يعتبر تصنيفا مستقلا في علم المصطلح، وابن خلاد الرامهرمزي هذا متوفى في سنة ثلاث مائة وستين للهجرة، فهذا هو التاريخ الذي يعتبر -يعني- بداية التصنيف المستقل في المصطلح.
جاء بعده الحاكم أبو عبد الله صاحب المستدرك، فألف كتابه الشهير "معرفة علوم الحديث" وبسط الأمور أكثر من بسط الرامهرمزي، ثم جاء بعده أبو نعيم الأصفهاني، فعمل مستخرجا على كتاب الحاكم، ثم جاء بعد ذلك الخطيب البغدادي -رحمة الله عليه- وهو الذي خدم علم المصطلح خدمة لا مثيل لها، وقل أن يكون هناك باب من أبواب المصطلح إلا وللخطيب البغدادي فيه تصنيف مستقل، وكتبه أكثر من أن تحصى في هذا الفن، وتجد أنه في كل باب من الأبواب يصنف فيه تصنيفا مستقلا، يعني: لو نظرنا إلى مؤلف من مؤلفات علم المصطلح، نجد -مثلا- يفردون بابا لآداب المحدث وطالب الحديث بابا من أبواب المصطلح، لكن الخطيب البغدادي -رحمه الله- ألفَ كتابا مستقلا في ذلك الكتاب مطبوع وموجود يقع في مجلدين، وهو "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" وغير ذلك من تصانيفه -رحمه الله- ثم ما زال هذا العلم يتطور شيئا فشيئا، وتضبط قواعده إلى أن جاء أبو عمرو بن الصلاح -رحمه الله تعالى- فألف كتابه المشهور بـ"مقدمة ابن الصلاح" وهو الذي أصبح عمدة لمن جاء بعده؛ لأنه جمع أنواع علوم الحديث، وجعلها على أنواع، وتكلم على كل نوع فجاء كل من جاء بعده، فهو إما مختصر، أو ناظم، أو شارح لنظم، أو شارح لاختصار وما إلى ذلك.
فمثلا النووي -رحمه الله- جاء فاختصر مقدمة ابن الصلاح هذه في كتابه "التقريب" ثم جاء بعد ذلك السيوطي، فشرح التقريب في "تدريب الراوي" نجد -مثلا- العراقي -رحمه الله- نظم منظومة في مقدمة ابن الصلاح يعني: جعل الكلام الذي ذكره ابن الصلاح على شكل نظم، وهي الألفية المعروفة بألفية العراقي، ثم شرحها هو في شرحين: "فتح المغيث" "والتبصرة والتذكرة" ثم جاء بعده -أيضا- السخاوي فشرحها في شرح أطول، سماه -أيضا- "فتح المغيث" ونجد -أيضا- العراقي -رحمه الله- له تقييدات على ابن الصلاح، يعني: تعقبات في كتاب سماه "التقييد والإيضاح".
جاء بعده الحافظ بن حجر، فوجد أن هناك بعض الاستدراكات على ابن الصلاح وعلى شيخه العراقي، فألف كتابه "النكت" الذي يعتبر من الدسومة بمكان في علم المصطلح، وينبغي لمن أراد -يعني- أن يتبحر في علم المصطلح أن يركز على هذا الكتاب تركيزا تاما، فهكذا، يعني: مازال علم المصطلح كله يدور تقريبا في الفترة الأخيرة على مقدمة ابن الصلاح من هذه النواحي.
"نخبة الفكر" للحافظ ابن حجر -رحمه الله- هو -تقريبا- على تبويب ابن الصلاح مع التقديم والتأخير الذي عمله الحافظ ابن حجر اجتهادا منه.
" نخبة الفكر" يشكل عصارة ذهن الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في اختياره للراجح من الأقوال في مسائل المصطلح، حتى وإن كان فيها شيء من الخلاف؛ ولذلك تعتبر مضغوطة، وتعتبر متنا، وإن كان صغيرا، لكنه يتسم بالرأي الذي استخلصه ابن حجر -رحمه الله- من جراء خوض طويل في كلام تجده مبسوطا في كتابه "النكت" وغيره من الكتب، مثل مقدمته لصحيح البخاري كهدى الساري، هذه النخبة شرحها الحافظ ابن حجر -رحمه الله- "في نزهة النظر" وهو شرحُ موجز وجيد، وطبعت عدة طبعات، لكن من أفضلها الطبعة التي حققها الأخ علي حسن عبد الحميد وفقه الله، وهي مطبوعة ومتداولة، وتتميز هذه الطبعة بضبطها، فإن الطبعات الأخرى لا تخلو من سقط وتصحيف، وما إلى ذلك، يعرف هذا من قرأ في تلك الطبعات.
كذلك هناك يعني شروح أطول من "نزهة النظر" مثل "اليواقيت والدرر" للمناوي الظ اهر وغيرها من الشروح، لكن -يعني- أنا أرى أننا -يعني- سنكتفي بنزهة النظر، وسنحاول أن نحل -إن شاء الله- بعض الإشكالات التي قد ترد في هذا المتن المختصر، وحتى لو في شرحه، وسأبذل -إن شاء الله- جهدي في أن تكونوا انتهيتم من هذا الكتاب بانتهاء هذه الدورة، بحيث يكون الذي حضر يكون تلقى علم الحديث بشكل -يعني- موجز، وليس بالشكل المبسط، لكن الذي أرجوه -يعني- أنني سأتكلم حينما أشرح مراعيا الحد الأدنى، وهم المبتدئون في الطلب، في طلب علم الحديث.
¥(28/81)
فقد يكون بعض منا له عناية بهذا الفن، ويريد توسعا التوسع، أنا لي -يعني- شرح على منظومة السيوطي الألفية، وهو شرح موسع -يعني- من أراد -يعني- إن كان في الرياض بإمكانه أن يحضر، وإن لم يكن في الرياض، فبإمكانه أن يأخذ الأشرطة التي سجلت، وفيها -إن شاء الله- بسط، ولا بأس أجيب على ما قد يرد في ذهنه، لكن يكون بعد ما ننتهي من الدرس، فأنا مستعد للجواب على أي سؤال، لكن الذي أرجوه ألا يجعل الإنسان نفسه حكما على غيره، فدائما الضعيف هو أمير الركب، وكما قلت -يعني- انتقائي لهذا المتن هو مراعاة للمبتدئين في الطلب، حتى يظفروا بعلم الحديث في شكل موجز، ثم بإمكانهم بعد ذلك أن يعمدوا لما هو أطول من هذا مثل: " الباعث الحثيث " لابن كثير، فإذا أخذوه بإمكانهم أن يعمدوا لما هو أطول من هذا مثل: "فتح المغيث" للسخاوي، وبعد ذلك "تدريب الراوي" و"النكت" للحافظ ابن حجر وبعد ذلك توضيح الأذكار الذي يعتبر هو آخر هذه المصنفات، وهو للصنعاني -رحمه الله- يعني: دائما المتأخر يستفيد من جهد المتقدم، هذا -يعني- ما لدي من مقدمة يمكن أن أحكيها عن "نخبة الفكر" أحببت -يعني- أن نستغل وقتكم، حتى لا يضيع في هذه العجالة، وبعد العشاء -إن شاء الله- سنبدأ في الشرح مباشرة.
س: يقول: الرجاء ترتيب كتب مصطلح الحديث للمبتدئ؟
ج: أقول: يعني كتب مصطلح الحديث -دائما- يجعلون المنظومة البيقونية بداية، لكن -والله يعني- أنا وجدت أن المنظومة البيقونية، يعني أخلت بكثير من الأشياء يعني ليس من المعقول أن يجمع علم الحديث كله في سبعة وثلاثين بيتا من الشعر، فالمنظومة البيقونية -يعني- مختصرة اختصارا -في نظري- مخلا ومن ارتضاها -يعني- لا نحجر عليه، لكن هذا رأيي فيها؛ ولذلك أنا أرى أن يعني أفضل المختصرات التي يمكن أن يبتدأ بها طالب العلم "نخبة الفكر" بعض الناس يقول: إن نخبة الفكر دسمة أقول: نعم دسمة، لكنها مختصرة بإمكان الإنسان أن يأخذ علم المصطلح بشكل موجز، ثم بعد ذلك يلجأ لما هو أطول منها، وفي نظري أن الدرجة الثانية التي تأتي بعدها كتاب "الباعث الحثيث" لابن كثير، وهو كتاب يعني عبارته ميسرة وسهلة، وبإمكان أي واحد أن يقرأ، ويفهم فيه، وبخاصة بمصاحبة تعليقات الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- على هذا الكتاب.
س: يقول أحد الأخوة: يعني عنده اقتراح، يقول: لو يقوم كل شيخ بعمل ملخص لدرسه، يتناول عناصر الدرس وشرحا موجزا مع ذكر المراجع الموثوقة للاستزادة، ثم توضع هذه الملخصات في إحدى المكتبات؛ حتى يتيسر للشباب الحصول عليها دون إحراج للجميع.
ج: نقول: له نقترح عليهم -يعني- كل واحد في نهاية درسه، يصنع هذا الصنيع هذا -إن شاء الله- لعل الأخ فهد يقترح عليهم.
س: أحد الأخوة يقول: يعني، يرغب أني لا أستعجل في التعريفات،
ج: فأقول: مشكلة العجلة في الكلام هذه من طبعي -يعني- حاولت مرارا أن أتأنى، لكن أتأنى قليلا، ثم ما ألبث أن -يعني- أسرع، فعلى كل حال -يعني إن شاء الله- إذا كان هناك تعريف، فسأتأنى، وليس هناك من حرج، يعني: إذا كان الواحد يحب أن يقيد، فيمكن أن يقول لي: أعد، وأعيد -يعني- تعرفون أن الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- كان الواحد منهم يوقف النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب، ويسأله، وهكذا ما في حرج إطلاقا.
س: يقول: ما رأيك بكتاب سنن ومبتدعات؟
ج: أو أنك تقصد كتاب الخضري "السنن والمبتدعات" يعني: إن كان يقصد هذا الكتاب، ففيه كثير من الصواب، وفيه أشياء عليه فيها ملاحظات.
س: يقول: إذا كان هناك حديث حسن، ويوافقه ظاهر آية من كتاب الله -عز وجل- هل يرقى إلى درجة الصحيح لغيره،
ج: نقول: لا، الحكم على الحديث نفسه بأنه يصبح صحيحا لغيره لا، لكن يمكن أن يتقوى المعنى الذي ورد في ذلك الحديث بظاهر الآية، أو الحديث الصحيح الآخر، لكن لا نقول: إن هذا الحديث يصبح صحيحا لغيره من الناحية الاصطلاحية.
س: يقول: ما رأيك في "منظومات النخبة" وهل تنصح بدراستها، أو الاكتفاء بها عن النخبة، مثل نظم الصنعاني.
¥(28/82)
ج: أقول: ميزة النظم -دائما- أنه يسهل حفظه، فهم ينظمون النظم لأجل الحفظ، فمن أراد أن يحفظ لا بأس، والنظم قد يكون يكون مستوعبا للمتن الذي نظم به، ونظم الصنعاني -في ظني- أنه الذي اسمه "قصب السكر في نظم نخبة الفكر" يعني: عهدي به قديم جدا، وأنا كنت حفظت بعضه على الشيخ عبد الوهاب جبرين، وكان يشرح لي هذا يمكن قبل عشرين سنة، يعني: كان نظما جيدا، وفعلا -يعني- مستوعب لنخبة الفكر فيما أذكر؛ لأنني لا أذكر -يعني- آخره، لكنني يمكن مشيت فيه إلى المنتصف تقريبا، أو إلى هذا الحد، فالمهم يعني: الخلاصة أن النظم ميزته الحفظ، والذي لا يريد أن يحفظ، فليس هناك ما يلجئه للنظم، فبإمكانه أن يعمد للأصل، وهو المتن المنظوم.
س: يقول أحد الأخوة، يقول: الأئمة والمؤذنون لهم دور كبير في المجتمع، أرجو النظر في مشكلتهم، حيث يصعب عليهم الحضور بعد العصر مباشرة وكذا بعد المغرب والعشاء مباشرة، فحبذا لو يتأخر الدرس ربع ساعة بعد الصلاة؛ لكي يتمكنوا من الحضور.
ج: أقول: والله يعني، فعلا يعني: المؤذنون لا بد من مراعاتهم، لكن المشكلة -أحيانا- المراعاة تكون على حساب عموم الآخرين، لكن فيما أعرف أن درس بعد العصر لا يكون مباشرة.
الدرس بعد العصر يبتدئ أربعة ونصف، ففيه مجال، يعني: رحب للمؤذن أما الذي بعد المغرب، فالذي يظهر من الشيخ سيبدأ مباشرة، لكن المؤذن إذا صلى بمسجده، وجاء ليؤدي سنة المغرب في هذا المسجد، على اعتبار أنها -أيضا- تكفيه عن تحية المسجد، فالظاهر -إن شاء الله- يعني: يلتزم مع الشيخ من بدايته، فالشيخ -أيضا- سيؤدي السنة الراتبة، فلا يفوته -إن شاء الله- شيء كثير، وكذلك -أيضا- الدرس الذي بعد العشاء، يعني: يمكن أن نجعل -مثلا- بداية الدرس عبارة عن أسئلة -يعني- بالنسبة لنخبة الفكر مراجعة للدرس السابق، وهذه الأسئلة يمكن تأخيرها أقل من ربع ساعة، ثم نبتدئ في الدرس، وإن شاء الله نحاول أن نجمع بين المؤذنين وغيرهم.
س: نفس السؤال هذا هو هو ... يقول: ما صحة نسبة الكتب للإمام أحمد كالزهد والتفسير وغيرها، ولماذا كان ينهى الإمام عن كتابة العلوم غير الحديث، مع أنه كان يمدحها؟
ج: أقول: الإمام أحمد -رحمه الله- كتبه المشهورة: "المسند" و"الزهد" وكلاهما من رواية القطيعي عن عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه الإمام: أحمد، أما التفسير، ففي صحته وصحة نسبته للإمام أحمد كلام، أذكر الذهبي -رحمه الله- له كلام في هذا في التفسير -إن لم تخطئني الذاكرة- والذي يظهر أنه لا تصح نسبته للإمام أحمد -رحمه الله- أما لماذا كان ينهى الإمام عن كتابة العلوم غير الحديث، فالكراهية للرأي، فهو يجد أن الرأي هو الذي أصابهم بالبلاء في ذلك الزمان، فكل الفرق المبتدعة التي خرجت في ذلك الوقت والفتنة الطامة، فتنة خلق القرآن كلها كانت نتيجة الرأي.
وينبغي لكم أن تعلموا أن الذين تولوا كبر مسألة فتنة خلق القرآن هم من الحنفية، مثل ابن أبي دؤاد وغيره، والحنفية هم الذين برزوا في الرأي؛ فلذلك الإمام أحمد -رحمه الله- من كراهيته للرأي وصل إلى درجة أنه يقدم الحديث الضعيف على الرأي، فيقول: إنني لو وضعت نسبة خطأ، فنسبة الخطأ في الرأي أكثر من نسبتها في الحديث الضعيف؛ لأن الحديث الضعيف إذا كان الضعف ناشئا من ضعف حفظ الراوي، فالراوي الذي حفظه ضعيف، نعم هو قد يخطئ، ونحن إذا ما حكمنا على الحديث بالضعف حيطةً لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن هناك احتمال أن يكون هذا الراوي قد حفظ، فلا نستطيع أن نحكم على كل ما يذكره الراوي الضعيف بأنه خطأ مائة بالمائة، بل لا بد أن يكون هناك نسبة من الصواب، وهذه النسبة من الصواب لن تتميز عندنا، فحيطة لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حكمنا على الحديث بالضعف، لكن هناك احتمال أن يكون الحديث صحيحا، فهذه النسبة من الاحتمال عند الإمام أحمد تربو على نسبة الإصابة في الرأي؛ ولذلك كان يقدم الحديث الضعيف على الرأي، ومن كراهيته للرأي أن يكتب رأيه، أو رأي غيره؛ ولذلك كان يكره أن يكتب الفقه، وإنما يحث الناس على الحديث بحكم أنه هو الأصل للاستنباط، هذا هو -يعني- السبب الذي جعل الإمام أحمد -رحمه الله- ينهى عن ذلك.
¥(28/83)
س: يقول: ما رأيك في أن نجلب معنا كتاب علي حسن "النكت" هل هو جيد يقصد -يعني- نزهة النظر والنكت، يعني: التعليقات التي أضافها علي حسن عبد الحميد على الكتاب.
ج: نقول: نعم هو جيد -إن شاء الله- وأنا عندي أن جودته تبرز أكثر شيء في ضبط الكتاب، يعني: ضبط النخبة وشرحها النزهة.
س: يقول: هل كان كل أصحاب رسول -صلى الله عليه وسلم- يستوقفون الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب، ويسألونه أم أن هذا كان في الأعراب فقط، وذلك لجهلهم؟
ج: أقول: يعني، أنا لا يحضرني الآن أن هذا مقصور على الأعراب، نعم معروف أن الأعراب كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتسمح معهم، ما لا يتسمح مع باقي الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- فيتيح لهم السؤال، لكن -يعني- الغالب على ظني أن هناك من الصحابة المقيمين في المدينة من كان يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- في أثناء الخطبة، ولا أقول هذا جزما.
س: يقول: هل جميع الدروس الملقاة في هذا المسجد مسجلة؟
ج: يعني، إن كان يقصد الدورة، فحسب علمي أنها ستسجل. نعم الدورة ستسجل إن شاء الله.
س: يقول ما رأيك في كتاب مصطلح الحديث للطحان؟
ج: أقول: "تيسير مصطلح الحديث" للطحان أنا أرى أنه جيد من ناحية المنهجية، يعني: هو ييسر لطالب العلم دراسة المصطلح بطريقة شيقة؛ لأنه مبوب ومعنون، وهذه الأشياء تساعد -يعني- في فهم المادة العلمية التي تضمنها ذلك الكتاب، لكن هناك بعض الملاحظات عليه، يعني: الملاحظات العلمية، هو -يعني- ليس هناك أحد يخلو من الملاحظة، لكنها أخطاء، يعني: واضحة؛ فلذلك -يعني- إذا تنبه الإنسان لها لا بأس، الكتاب جيد في الحديث.
س: يقول: هل أحاديث مقدمة صحيح مسلم لها شروط الصحة كالصحيح أم لا؟
ج: أقول: لا. ليس لها شروط الصحة، وهذا -يعني- يتضح جليا في -أولا- الحديث الذي أورده مسلم -رحمه الله- معلقا، وهو حديث: أنزلوا الناس منازلهم فهو حديث ضعيف كذلك بعض الأحاديث التي -يعني- تروى بأسانيد فيها كلام، وإن لم تكن كثيرة -يعني- في المقدمة، لكن الآثار التي -يعني- فيها بعض الرواة مضعفين كثيرة -يعني- في المقدمة، فعلى كل حال، فليس لها حكم الصحة. والعلماء كانوا يميزون ما جاء في المقدمة عما كان في صلب الصحيح، بل حتى الرواة الذين يروي لهم مسلم في المقدمة يميزونهم عن الرواة الذين يروي لهم مسلم في نفس الصحيح.
س: يقول: جاء عن بعض السلف: الفرقة الناجية المنصورة، أنها أهل الحديث، وجاء عن بعضهم قولهم: لو لم يكونوا -يعني- يقصد إن لم يكونوا أهل الحديث، فلا أدري من هم.
فالسؤال: هل المقصود بأهل الحديث السنة، أو المقصود من تعلم علم الحديث دراية ورواية؟
ج: أقول: الواضح -تماما- أنهم لم يكونوا يقصدون بأهل الحديث من طلب علم الحديث فقط، بل أهل الحديث تشمل أهل السنة الذين ينقادون للحديث، والذين آراؤهم وأعمالهم كلها متفقة مع النصوص الشرعية من كتاب الله -جل وعلا- ومن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- فوصفوا بأهل الحديث؛ لشدة اتباعهم للحديث، ولا يلزم من ذلك أن يكونوا قد طلبوا علم الحديث، كما أنه في المقابل لا يلزم أن يكون من طلب علم الحديث، هو من أهل الحديث فعلا، إذا كان مخالفا لأهل السنة في أصول الاعتقاد.
فبعض الناس يكون بارعا في الحديث كالكوثري، ولكنه على خلاف ما عليه أهل السنة في أصول الاعتقاد؛ فلذلك لا يعتبر من أهل الحديث: فوضح تماما أن مقصودهم بأهل الحديث من كان متبعا للحديث، منقادا له في جميع شئون حياته في أصول الاعتقاد وغيرها.
س: يقول أحد الإخوة: ما الفرق بين اللفظين "نخبة الفِكْر" "ونخبة الْفِكَرْ" وهل هناك خلاف بين اللفظين أم لا؟
ج: أقول: أما بالنسبة للضبط ضبط العنوان، فالذي أحفظ فيه " نخبة الْفِكَرْ" بفتح الكاف، أما الخلاف بين اللفظين، فالذي يظهر لي أن هناك خلافا، والخلاف في -يعني- بادئ. لأني في الحقيقية أول مرة أفكر هذا التفكير، ما كنت يعني أركز عليها، لكن الذي يظهر لي الآن أن الْفِكَرْ جمع. جمع فِكْرَةْ بخلاف الفِكْر، فهو وصف لِفِكْر الإنسان، فهذا هو الخلاف الذي يظهر لي.
¥(28/84)
وهذه الأوقات -أيها الأخوة- إذا لم يعمرها الإنسان بطاعة الله -جل وعلا- فقد يخشى عليه أن تحرى بالباطل، واقتناء فرص العمر من عادة الناس الذين يوصفون بالحزم، ولكم في سلفكم الصالح قدوة أيها الإخوة، فإنهم -رضي الله عنهم ورحمهم- ضربوا أروع الأمثلة في اغتنام الفرص واستغلال ساعات العمر، في كل ما من شأنه الفائدة، وتكثير الأعمال الصالحة. الحسن البصري -رحمه الله تعالى- يقول: "يا ابن آدم إنما أنت أيام مجتمعة فكلما انقضى يوم انقضى بعضك" ولعلكم تذكرون أن بعض العلماء المشهورين كثر تصنيفهم، بحيث أصبح مضرب المثل، مثل ابن جرير الطبري وابن الجوزي وابن عقيل وغيرهم، ولم يتحصل لهم ذلك إلا بسبب حرصهم على شغل الأوقات بطلب العلم وتعليمه وبذله في الناس، ولست بحاجة إلى تذكيركم ببعض القصص في هذا، فالذي يظهر لي أنها تتكرر على مسامعكم مرارا وتكرارا كقصة ابن جرير الطبري مع طلابه، حينما ألف تفسير القرآن، وحينما ألف تاريخ الأمم والملوك.
وهذان الكتابان اختصرهما ابن جرير الطبري إلى مقدار الثلث، أو ما هو أكثر وكذلك ابن الجوزي -يعني- كثرت مصنفاته بسبب حرصه على شغل الأوقات، وهو الذي يقول، يعني من قصصه في شغل أوقاته بأمور نافعة أنه أحيانا يبتلى ببعض الناس الذين لا بد من معاشرتهم، فبعضهم إما قريبه، أو جاره، أو ما إلى ذلك، فلا يستطيع ابن الجوزي التخلي عن معاشرة هؤلاء الناس، ولكنه كان يدافعهم بقدر المستطاع.
فإذا جاءه الواحد منهم يريد الزيارة، قال: أنا مشغول أنا كذا أنا كذا، المهم حتى يجد أنه لا بد من تلك الزيارة، فيعد العدة لتلك الجلسة -أيضا- لا يجعلها تفوت عليه، فيجد أنه في حال تأليفه لا بد له من أوراق تطبع، فعندهم ليست المسألة كما هو الحال عندنا الآن، الدفاتر والأوراق جاهزة ومقطعة والقلم، يفتح الغطاء، ويكتب على طول، لا، الواحد منهم كان هو الذي يجهز حبره لنفسه، وهو الذي يبري أقلامه، وهو الذي يصنعها، وهو الذي يقطع الدفاتر، وهو الذي يجلدها، يحزمها، وكل هذا يحتاج إلى وقت، لكنه لا يحتاج إلى إعمال ذهن وفكر، هذه لا تحتاج إلى فكر.
فكان ابن الجوزي -رحمه الله- يجعل هذه الأشياء تستغل في تلك الأوقات، التي لا تحتاج إلى إعمال فكر، فتجده أمام الجالس، أهلا حياك الله، كيف حالك؟ وهكذا، وهو يشتغل، يده تشتغل، وهو يخاطب جليسه.
فإذا هو ما فوت شيئا من ساعات عمره، وتجده يعجب من بعض الناس الذين أنعم الله -جل وعلا- عليهم بنعمة المال، ودائما الذي ينعم عليه بنعمة المال، ويرزقه الله -جل وعلا- استغلال الوقت هو الذي يظفر بالكثير من الأوقات أكثر من غيره، فيجد أن بعض الناس أنعم الله عليه بنعمة المال، فهو ليس في حاجة إلى التكسب، وإلى تضييع الأوقات بالبحث عن المال الذي يقيم أوده، لكن هؤلاء ما بصرهم الله -جل وعلا- بشرف العمر، فيتعجب منهم، والواحد منهم يجلس في الأسواق يتتبع أسعار الغلاء وأخبار الملوك والسلاطين.
فيقول: علمت أن الله -جل وعلا- لم يطلع شرف العمر، أو لم يبصر بشرف العمر إلا من وصفه الله -جل وعلا-: وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ فعلى كل حال، من أراد -يعني- أخبارا في هذا، فليراجع كتابه صيد الخاطر؛ فإن له فيه لفتات جيدة، أقول هذا؛ لأنكم الآن -والحمد لله- يعني .. في سعة من الوقت في هذه العطلة، ويمكن الغالب والكثير منكم عنده هذه الإجازة، فما دمتم استغللتموها لطلب العلم، فهذه -والله- مفخرة، وأي مفخرة! وشرف، أي شرف! وبخاصة من كان قدم من خارج هذا البلد، فهذا يذكرنا حقيقة -وأحيانا الذكرى مسلية- يذكرنا بأخبار العلماء الأوائل الذين كان الواحد منهم يضرب أكباد الإبل إلى بلدان شتى، كل ذلك في طلب حديث من الأحاديث، أو فائدة من الفوائد، أو لقي شيخ من الأشياخ: الرحلة في طلب العلم.
¥(28/85)
فهذا -بلا شك- أيضا -يعني- الحقيقة يجعلنا نستأنس أكثر وأكثر، ونأمل -إن شاء الله- أن تكون هذه الصحوة المباركة، يعني: تخطت العراقيل التي يمكن أن تكون طبيعة في وجودها، وأدركت أن فلاحها وصلاحها واستقامتها مربوطة بهذا العلم، فالإنسان الذي يريد أن ينضم إلى صف الدعوة إلى الله -جل وعلا- والدعاة إلى الله، وإلى صف هذه الصحبة المباركة -لا شك- أنه يعتبر نفسه من الدعاة، كل بحسب استطاعته، لكن الإنسان إلى أي شيء يدعو؟ إذا لم يكن متزودا بزاد العلم فلربما دعا غيره إلى ضلال -والعياذ بالله- ولربما ألقي إليه سؤال محرج، فأفتى بغير علم، لربما دعا غيره، واستحسن أشياء تدخل في عداد البدعة، فالداعية إلى الله لا بد أن يكون على نور من ربه -جل وعلا- قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ فلا بد أن يكون الإنسان على بصيرة بالأمر الذي يدعو إليه، أما أن يكون الإنسان مجرد عاطفة تشتعل، هذا لا يكفي.
العاطفة، نعم الإنسان بحاجة إليها، لكنها لا تكفي وحدها إذا لم يكن منضما إليها العلم الشرعي، الذي يجعل الإنسان كالذي يسير في ظلماء، ومعه مصباح في يده يبصر به طريقه، ولا شك أن الداعية في خضم هذه الموجات الجاهلية في هذا العصر الحديث من جميع أصنافها، هو يسير في وسط ظلمة، لكن هذه الظلمة تحتاج إلى مصباح يضيء له الطريق، وهذا المصباح هو العلم الشرعي، فالله الله أيها الأخوة.
يعني: أحث نفسي وأحثكم على ملازمة هذه الدروس، وعلى قصر هذه الأنفس، فإن الأنفس دائما تميل إلى البطالة، تميل إلى الدعة والراحة، ولو أن الواحد منا أطاع نفسه لما رفع رأسه من على الوسادة، أو لما ترك المجلس الفلاني الذي فيه القيل والقال، أو الدعابة الفلانية وما إلى ذلك، أو النزهة الفلانية واللعب الفلاني.
لو الواحد منا أطاع نفسه لما ترك هذه الأشياء، لكن هذه الأنفس ضلعة تحتاج إلى من يقصرها على طاعة الله -جل وعلا- وعلى تعلم العلم الشرعي الذي هو من أفضل العبادات.
بقي الإشارة إلى -يعني- السبب في المجيء هو أن الشيخ محمد الفراج -حفظه الله- طرأ له بعض الشغل الذي جعله يسافر خارج الرياض، وإن شاء الله سيقدم، ويواصل دروسه بإذن الله جل وعلا.
لكن درس "نخبة الفكر" يحتاج إلى مقدمة خفيفة، نستغل هذا الوقت في ذكر هذه المقدمة، وفي وقت الدرس -إن شاء الله- نبدأ بداية فعلية في شرح النخبة.
هذه المقدمة -أيها الأخوة- تتمثل .. أولا:
لماذا علم الحديث؟ لماذا نطلب علم الحديث؟ نطلبه -أولا- لأنه من أشرف العلوم؛ ولأن أهله هم الذين أصبحوا مصابيح الدجى، فلو نظرنا في الأئمة الأربعة: ثلاثة منهم ممن اشتهروا بالحديث، وإن كان الرابع، وهو أبو حنيفة -رحمه الله- لم يخلو من علم الحديث، لكنه لم يشتهر كشهرة الباقين، فالإمام مالك -رحمه الله- لو فتحتم كتابه الموطأ، وإذا به مليء بالأحاديث، وآراء الإمام مالك محصورة معدودة لا تشكل إلا نسبة ضئيلة من تلك الأحاديث والآثار التي ساقها بسنده، إما إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وإما إلى تابعيه، ولو نظرنا إلى الشافعي -رحمه الله- وإذا به -أيضا- قمة في هذا الأمر، فكتابه الأم مليء بالأحاديث التي يسوقها بسنده.
كتابه الرسالة مليء بالأحاديث التي يسوقها بسنده، حتى إن بعض تلاميذه ذهب فألف مسندا للشافعي استخلصه من الأحاديث التي يرويها في كتبه، وأصبح الكتاب مشهورا بمسند الشافعي، وكذلك -أيضا- كتاب السنن له -رحمه الله تعالى- وأما الإمام أحمد، فهو قمة أهل الحديث لا يعرف أن الإمام أحمد -رحمه الله- كتب حرفا واحدا في الفقه، مع العلم أنه محسوب -أيضا- في عداد الفقهاء، لكنه كان ينهى تلاميذه عن كتابة الرأي، ويحثهم على كتابة الحديث. وفضل أهل الحديث لا ينكر، فهم الذين جهزوا الجهاز وأعدوا العدة لكل من أراد أن يخدم علوم الإسلام على شتى صنوفها.
فالمفسر لا يستغني عن الحديث، والفقيه لا يستغني عن الحديث، والأصولي لا يستغني عن الحديث، والمؤرخ لا يستغني عن الحديث، بل لا يستغنون عن مصطلح الحديث.
فإذا نظرت إلى المفسر بأي شيء سيفسر كتاب الله جل وعلا؟
¥(28/86)
إما أن يفسره بعلم، أو يفسره بجهل، إذا كان يفسره بعلم، فمعروف بأنهم كانوا أول ما يفسرون كتاب الله -جل وعلا- بكتاب الله نفسه، فلربما كانت آية فيها إجمال ورد مفصلا في آية أخرى، فخير ما يفسر به كتاب الله في كتاب الله، ثم الدرجة الثانية في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم الدرجة الثالثة بما ورد عن الصحابة، ثم بعدهم التابعين. لكن لو نظرنا لهذه الأمور لثلاثة: ما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وما جاء عن الصحابة والتابعين، وإذا به لا بد أن يكون مرويا بالسند، وهذا السند إما أن يصح، أو لا يصح، فإن صح السند، فلا يمكن الحكم على الحديث، أو الأثر بالصحة إلا من جراء علم الحديث، مصطلح الحديث. وإن لم يكن الإنسان مؤهلا لانتقاء الصحيح من السقيم واختياره والتفسير به، فإنه -بلا شك- سينسب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ما لم يقله، وسينسب إلى الصحابي ما لم يقله، وسينسب إلى التابعي ما لم يقله، ومن هنا يقع الإشكال، فلو أن يعني الأحاديث والآثار ميز صحيحها من سقيمها لتقلصت دائرة الخلاف إلى حدٍ كبير جدا؛ لأن ما لا يصح نسبته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو إلى صحابي، أو تابعي هو الذي يشكل كثيرا من الخلاف دائما.
فإذا نسب قول إلى الصحابي، فإنه يشكل رأيا من الآراء، لكن لو أن هذا القول، أو هذا الرأي عرف أنه غير صحيح، لأبعد من الساحة، ولما أصبح هناك توسيع لدائرة الخلاف، فعلى كل حال المفسر لا يستغني عن علم الحديث.
الفقيه لا يستغني عن علم الحديث، الفقيه هو الذي يقول للناس: هذا حلال، وهذا حرام، وافعلوا كذا، ولا تفعلوا كذا، والحكم في المسألة الفلانية كذا، والحكم في المسألة الفلانية كذا، فإذا كان هذا الفقيه حاطب ليل: لا يعرف صحيح الأخبار من سقيمها، فإنه -بلا شك- يحلل ما حرم الله، وسيحرم ما أحل الله، إذا لم يكن متبصرا بهذا الأمر، ومن هنا يقع الإشكال لكثير من مقلدة المذاهب، الذين الواحد منهم تجده يستدل بالحديث الضعيف، ويبني عليه أحكاما، ويبني على تلك الأحكام المستنبطة أقيسة يقيس عليها، وهكذا تجد أن ما بني على الباطل، فهو باطل، سلسلة متواصلة الحلقات. لكن لو أجهز على المسألة من الأصل، بحيث صح الأثر من حديث، أو غيره، فهو الذي عليه العمدة، لم يصح يستبعد، وترجع المسألة إما إلى أصلها، أو إلى حديث، أو أثر آخر. كذلك -أيضا- الأصولي يقعد قواعد أصولية، وهذه القواعد مستمدة من نصوص شرعية عدة، لكن هذه النصوص الشرعية، إما أن تكون من كتاب الله -جل وعلا- وهذا لا مجال للكلام فيه، وإما أن تكون من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو أثر عن صحابي، فبالتالي لا بد من النظر -أيضا- في صحة ذلك من عدمها. المؤرخ إذا لم يكن عارفا بطريقة تمييز الأخبار، فإنه -بلا شك- سينسب بعض الحوادث إلى أناس معينين، ولأضرب لكم مثالا على ذلك:
القصة التي تروى في تحكيم الحكمين: أبي موسى الأشعري، وعمرو بن العاص -رضي الله عنهما- تعرفون أن هذه القصة اشتهرت، وانتشرت عند الناس، وفيها نسبة الخديعة والمكر لصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- وحاشاهم من ذلك، حينما يقولون: إن عمرو بن العاص خدع أبا موسى الأشعري -رضي اله تعالى عنهما- حينما خلع الخاتم، وقال أبو موسى: أنا أخلع صاحبي، كما أخلع هذا الخاتم، وقال عمرو بن العاص: وأنا أثبت صاحبي كما أثبت هذا الختم، فكانت خديعة من عمرو بن العاص.
هذه القصة لا تصح، ولا تثبت، لكن انطلت على من؟ انطلت على الذين لا يميزون، لكن الصحيح هو ما رواه حصين ابن المنذر -رحمه الله تعالى- وهو أن الحكمين كليهما، اتفقا على خلع علي ومعاوية؛ لحقن دماء المسلمين؛ ولذلك يعني: من شواهد هذه القصة أن ما أحد لا معاوية ولا علي طالب بتحكيم ما اصطلح عليه الحكمان، كل منهما بقي في مكانه ورضي بما وقع تحت يده من الممالك.
وهذا هو أقوى شأنًا، وإلا لو كان -فعلا- الأمر كما صُوِّر من خلع أبي موسى لعلي، وإثبات عمر لمعاوية، لأصبح معاوية يطالب بنتيجة الصلح الذي اتفقا عليه، لكن لم يحصل شيء من المطالبة إطلاقا، وهذا دليل على صدق ما حكاه حبيب بن منذر.
وهذه الحكاية -كما يقول القرطبي -رحمه الله- في "العواصم"-: إنه رواها الدارقطني بسند صحيح.
¥(28/87)
فالمعوّل عليه في الأخبار حتى هو صحة الأسانيد من عدمها؛ ولذلك -أيها الإخوة- لا تعجبوا أن تجدوا في كتب التواريخ العجب العُجاب، والدواهي كثيرة، مثل قصة استباحة المدينة، فهي بهذه الصورة لا تثبت، ونعوذ بالله أن تثبت بهذه الصورة، يعني: ما بين وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين هذه الحادثة قيل: أقل من ستين سنة، وأصبح المسلمون يصلون إلى هذه الدناءة؟! هذا أمر بعيد.
تعرفون معنى الاستباحة؟ يعني: أصبحت المدينة مباحة، بحيث الرجل يمسك أي امرأة ويزني بها، يمسك أي مال ويأخذه، وأصبح الناس قد -يعني- اختلطت أنسابهم، وحصل -يعني- من حالة مثل ما يشبه الآن حالة استباحة الصرب للبوسنة.
نسأل الله السلامة من هذا، أن يقع من الناس في مثل ذلك الوقت، حتى وإن كان هناك من التنازع على الملك والحكم ما حصل، لكنه لا يصل -والعياذ بالله- إلى هذه الدرجة.
كذلك -أيضا- حادثة إحراق الكعبة، يعني: كأنها متعمدة من الحجاج بن يوسف في مقاتلته لعبد الله بن الزبير -رضي الله تعالى عنهما-، وأن الكعبة قد أُحرقت عن تعمد من قوات الحجاج بن يوسف، وهذا -يعني- لم يحصل بهذه الصورة التي تصورها كتب التواريخ.
والسبب أن هذه القصص والحكايات التي في تاريخ الأمة الإسلامية أكثر من افتعلها هم الروافض، وقصدهم من ذلك تشويه الدولة الأموية؛ لأن الدولة الأموية على ما فيها -يعني- من القصور، لكنها هي الدولة التي حققت الفتوحات الإسلامية العريضة في وقت مبكر من تاريخ الأمة الإسلامية.
ولابن كثير -رحمه الله- تعالى كلام جيد في "البداية والنهاية" وهو يذكر مآثر هذه الدولة، فيذكر أن القائد الفلاني في السند يفتح البلدان والأقاليم، والقائد الفلاني في بلاد الترك، والقائد الفلاني في بلاد الأندلس، والقائد الفلاني في كذا، والقائد الفلاني في كذا؛ فيذكر من نشرهم لدين الله -جل وعلا- ما يجعل فعلا الأعداء يأكل الغيظ قلوبهم، ويجعلهم يصوبون سهامهم نحو هذه الدولة؛ لتشويه سمعتها وإسقاطها.
ومعروف بأن العداء بين الدولة الأموية والروافض قائم على أشده.
فمن الروافض أبو مخنف، وهو راوية من رواة التواريخ، وعنده من القصص والحكايات الشيء الكثير.
ومن الروافض -أيضا- هشام بن السائب الكلبي، وهو من الروافض أيضا والأخباريين.
ومنهم رجل يقال له: عوانة، وغيرهم كثير، وكذلك -أيضا- الواقدي صاحب "المغازي" وهم كثرة، كلهم روافض وممن يضعون الأخبار.
فلو أن هذه الأخبار خضعت لمقياس النقد الذي عند أهل الحديث لذهب منها جملة، ولبقي لنا ما صح من تاريخ الأمة الإسلامية ناصعًا أبيضَ نقيًا.
ولذلك نقول: حتى المؤرخ لا يستغني عن علم الحديث، لا يستغني عن الإسناد، وكل ما لم يُرْوَ بالسند فهو مما ينبغي أن يُبْعَد.
وينبغي أن نعلم أن الإسناد من خصائص الأمة المحمدية التي فضلها الله -جل وعلا- على سائر الأمم.
ومن أوجه هذا التشريف والتكريم لهذه الأمة وجوب الإسناد الذي لم يوجد عند أمة من الأمم.
كذلك أيضا -أيها الإخوة- لو نظرنا للدعاة والمصلحين في تاريخ الأمة الإسلامية، نجد الغالب جدا منهم ممن برزوا في علم الحديث:
أولهم الإمام أحمد -رحمه الله- الذي وقف في وجه الفتنة المعروفة، ثم مَن تتلمذ عليه، ومن كان في عصره، أئمة، ومن كان قبل ذلك.
شعبة مَن هو؟ محدث، سفيان الثوري مَن هو؟ محدث، عبد الرحمن بن مهدي مَن هو؟ محدث، الإمام مالك مَن هو؟ محدث، عبد الله بن المبارك الإمام المجاهد مَن هو؟ محدث، الشافعي -رحمه الله- مَن هو؟ محدث، إسحاق بن راهويه محدث، أبو بكر بن أبي شيبة محدث، البخاري محدث، مسلم محدث، أبو داود، الترمذي، النسائي، ابن ماجه، ابن خزيمة، ابن حبان، الحاكم.
كل هؤلاء الأفذاذ، وغيرهم وغيرهم كثير كلهم محدثون، وهم ممن نشروا العلم في صفوف الناس، وهم ممن من وقفوا أيضا في وجه أي مبتدع وضالٍ منحرف عن الطريق السوي.
فتجد الواحد منهم -مع بروزه في علم الحديث- إلا أنه له المشاركة في فنون أخرى؛ فالبخاري -رحمه الله- هو الذي ألف "خلق أفعال العباد" في بيان وجه الحق في مسألة اللفظ، وهل أفعال العباد مخلوقة أو غير مخلوقة؟.
الإمام أحمد -رحمه الله- هو الذي -يعني- نقل عن ابن عبد الله كتاب السنة الذي يعتبر أصلا من الأصول.
ابن أبي عاصم من قمة المحدثين، وهو صاحب كتاب "السنة".
¥(28/88)
ابن خزيمة -رحمه الله- هو صاحب كتاب "التوحيد".
ابن منده -رحمه الله- هو صاحب كتاب "الإيمان".
وغيرهم كثير، كلهم ممن ألف في هذا العلم وفي علوم أخرى.
أيضا لو نظرنا للواحد منهم، فنجده لم يقصر نفسه على علم الحديث مجردا، هكذا مجرد نقل للأحاديث؛ بل تجد الواحد منهم يُعْنَى بالناحية الفقهية، ولذلك ينبغي لطالب العلم أن يجمع بين الحديث والفقه، ومتى ما جمع الإنسان بين الحديث والفقه فإنه يصبح -يعني- آية من الآيات في العلم، وفي قوة الحجة.
فبلا شك أن من طلب علم الحديث -كما يقول الشافعي -رحمه الله-: "قويت حجته" وأي حجة أقوى من أن تُذكر مسألة من المسائل للإنسان فيقول فيها بآية أو حديث؟ بخلاف إنسان يُعمل رأيه، والرأي قد يصيب وقد يخطئ، لكن الذي معه أثارة من العلم فبلا شك أن حجته أقوى من حجة غيره.
لو نظرنا -مثلا- للبخاري -رحمه الله- فهو من قمم المحدثين، لكن مع ذلك كتابه حافل باستنباطات فقهية دقيقة شكلت مذهبا مستقلا للبخاري، بحيث إذا ذُكرت مسألة من المسائل قيل: وقول البخاري فيها كذا وكذا، وتجد قول البخاري مستندا إلى حديث أو أثر. يظهر هذا واضحا من تبويباته الفقهية الموجودة في كتابه "الصحيح".
وغير البخاري كثير من الأئمة الذين برزوا في هذا الجانب؛ لكن ذكرت البخاري لأن كتابه متداول في أيدي الناس، وهذه الخصلة واضحة في كتابه جدا.
بقي أن أشير إلى أن هناك من يحتقر المحدثين، والسبب الصراع الدائم أحيانا بين الفقهاء وبين المحدثين، وأقصد بالفقهاء: الذين يطلبون الفقه للفقه مجردا عن الدليل، وهو الفقه المذهبي، فمثل هؤلاء تجدهم أحيانا يصتنعون بعض الحكايات والأخبار التي فيها ازدراء للمحدثين؛ بحجة أن المحدث إنما هو كالصيدلي الذي يُحضّر الدواء، لكن الفقيه هو الفقيه الذي كذا وكذا و كذا، ويبدءون يذكرون من مآثر الفقهاء.
والحقيقة أن إحداث مثل هذا الصراع بين المحدث والفقيه هو خاضع لشيء من الهوى، وإلا الإنسان المنصف يعرف أنه لا غنى للفقيه عن الحديث، ولا غنى -أيضا- للمحدث عن الفقه.
فما هي الثمرة من رواية الأخبار؟ هل هي مجرد -مثلا- حفظ أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- فقط؟ لا، لا بد له من ثمرة، والثمرة تتمثل في العمل الذي ينبني على هذه الأحاديث والآثار المروية.
العمل مسألة تستنبط، حكم فقهي يذكر، مسألة ترد يحتاج الأمر فيها إلى أن يعرف الحكم فيها: هل هو حلال أو حرام؟ وهل يفعل الإنسان كذا أو يفعل كذا؟ كل هذا مربوط بهذا المتن المروي بذلك الإسناد.
فينبغي لنا أن ندع جانبا كل هذه الترهات التي تذكر في النزاع بين الفقهاء والمحدثين، ونعرف أنه لا بد لنا أن نربط الفقه بالحديث، ففقيه يتنحى عن الحديث نقول له: أنت على جانب من الخطأ، ومحدث يتنحى عن الفقه نقول أيضا: أنت على جانب من الخطأ، لكن خطأه ليس كخطأ الآخر، لماذا؟ لأن الآخر يتكلم في مسائل بحلال أو حرام، والكلام في أمور الشرع بحلال أو حرام هو من التقول على الله -جل وعلا-.
فإما أن يكون الإنسان مستندا على أثر صحيح، فبالتالي يكون قوله هذا له من الوجاهة ما له، وإما أن يكون غير مستند على شيء، فهذا يُخْشَى عليه أن يكون داخلا في قول الله -جل وعلا-: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
والذي يريد أن يقول على الله بعلم لا بد أن يكون هذا العلم مستندا إلى كتاب الله -جل وعلا-، أو ما صح من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
يحكون فيما يحكون، يعني مثلا: أن بعض المحدثين جاءته امرأة تسأل عن بئر وقعت فيها دجاجة، فهل ماء تلك البئر طاهر أم نجس؟ فحاد المحدث عن الجواب بقوله: ويلكِ، كيف سقطت الدجاجة في هذه البئر؟ ألا غطيتيها!
وكان هناك أحد الذين برزوا في الفقه حاضرا، قال: فعلمت أنها حيدة، فأخذت المرأة، وقلت لها: الحكم فيها كذا وكذا.
فيقولون: هذا دليل على أن المحدثين لا يعرفون فقط سوى الرواية، ولا يعرفون الفقه، يصنعون مثل هذه الحكايات للتشنيع على أهل الحديث، وكما قلت لكم: العاقل ينبغي أن يربأ بنفسه عن مثل هذه الأمور.
¥(28/89)
وهذه الحكاية لا تصح؛ لأنها حُكِيَت عن إمام من الأئمة له كتاب في الفقه، وهو يحيى بن محمد بن صاعد -رحمه الله تعالى-، فهو فقيه.
لكن الخطيب البغدادي -رحمه الله- حينما ذكرها دافع عن يحيى بن صاعد، قال: هو -يعني- لو على فرض أنها صحت، فيعتبر -رحمه الله- تورع في الحكم في هذه المسألة؛ لأنها مسألة خلافية، فلم يُرِد أن يتكلم فيها، وهو لم يترجح له أمر من الأمور في هذه المسألة، مع العلم أنها من حيث السند لا تصح ولا تثبت.
نقوم بمراجعة سريعة لما أخذناه بالأمس، مع استدراك ما يحتاج إلى استدراك.
فمَن من الإخوة يذكر تعريف الخبر؟
طيب، هذا تعريف -يعني- هو المختار، وليس هناك تعريف آخر؟
أي نعم، إذن نقول -بادئ ذي بدء-: اختُلِفَ في تعريف الخبر، فقيل: هو مرادف لأي شيء؟ للحديث، وهذا يضطرنا إلى أي شيء؟ إلى تعريف الحديث، فما هو تعريف الحديث حتى نعرف تعريف الخبر؟
تفضل ..
نعم، هو ما رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير، أو صفة خِلْقية أو خُلُقية، أو سيرة، أو كما -يعني- أضاف أحد الإخوة بالأمس ما كان من هم.
المهم، كل ما يُنقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في جميع أحواله.
ما دمنا عرَّفنا الحديث، إذن نستطيع من جراء ذلك أن نُعرِّف الخبر.
فعلى القول الأول -كما ذكر الأخ-: الخبر مرادف لتعريف الحديث، بمعنى: أن الخبر والحديث بمعنى واحد، فهل هناك من تعريف آخر؟
تفضل ..
بمعنى؟ يعني أيهما أعم: الحديث أو الخبر؟ الخبر أعم من الحديث، فمعنى ذلك أن كل حديث خبر، ولا عكس؛ فالخبر قد يكون حديثا، وقد يكون قولا لأي إنسان كائنا من كان.
طيب، هل هناك قول آخر؟
كل خبر حديث؟ لا، هذا القول ما قيل، لكن قيل القول، وهو الذي -يعني- أردت أن استدركه، وهو أن الخبر بعكس الحديث؛ فالحديث ما يُرْوَى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والخبر ما يروى عن غير النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهذه ثلاثة تعاريف:
التعريف الأول: هما بمعنى واحد.
والتعريف الثاني: أن الخبر أعم من الحديث؛ فكل حديث خبر، وليس كل خبر حديثا.
والمعنى الثالث: عكس الحديث، فالحديث ما يُرْوَى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والخبر ما يُرْوَى عن غير النبي -صلى الله عليه وسلم.
تطرقنا كذلك إلى تعريف أي شيء؟ الأثر، فمَن من الإخوة يعرف الأثر؟
نعم .. له تعريفان. . أي نعم، أحسنت، بارك الله فيك.
فالأثر له تعريفان:
التعريف الأول: قيل: هو مرادف للحديث، فيمكن أن نقول للأثر: حديثا، ويمكن أن نقول للحديث: أثرا.
والقول الثاني: إنه مغاير للحديث، فالحديث ما يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والأثر ما يُرْوَى عن من؟ عن الصحابة والتابعين.
و. . نعم. .
نعم، عند المحدثين، عند جمهور المحدثين الأثر بمعنى الحديث، فيمكن أن تقول للحديث: أثرا، ويمكن أن تقول للأثر: حديثا.
لكن عند الخراسانيين هم الذين قيدوا الأثر بما يروى عن الصحابة والتابعين.
بعد ذلك ذكرنا أن الحافظ ابن حجر -رحمه الله- قسم الخبر إلى قسمين: فما كان له طرق محصورة وما ليس له طرق محصورة، وهذا يستدعينا إلى تعريف الطرق، فما هي الطرق؟
الطرق: الأسانيد، وبالتبع أيضا سنضطر إلى تعريف الإسناد، وهذا ما تطرقنا له بالأمس، ونستدركه في هذا اليوم إن شاء الله.
فالإسناد ذكروا له تعريفين:
التعريف الأول: هو ما ذكره الحافظ في شرح النخبة، وهو حكاية طريق المتن، قال: "الإسناد: هو حكاية طريق المتن" بمعنى: أنه عزو الحديث إلى قائله مسندا، فإذا كان قائل الحديث هو النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الصحابي أو التابعي.
فإذا ذكرنا ذلك القول بالإسناد، كأن يقول البخاري -مثلا-: حدثنا علي بن المديني، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقاص الليثي، عن عمر بن الخطاب: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إنما الأعمال بالنيات. . إلى آخر الحديث.
فهنا يقال: إن البخاري أي شيء؟ أسند الحديث.
فالإسناد هو عزو الحديث إلى قائله، وهو النبي -صلى الله عليه وسلم- مسندا، يعني: بذكر رجال الإسناد.
فهذا معنى كلام الحافظ -رحمه الله- حينما قال: "حكاية طريق المتن" أي: عزو الحديث إلى قائله مسندا، هذا هو التعريف الأول.
¥(28/90)
والتعريف الثاني: يعني هو مشابه لهذا، قالوا: "هو سلسلة رجال الإسناد الموصلة إلى المتن". فسلسلة الرجال هؤلاء يقال لها: الإسناد.
وبهذا التعريف الثاني يكون تعريف الإسناد والسند بمعنى واحد، فالسند: هو سلسلة الرجال الموصلة إلى المتن.
ونحتاج -أيضا- إلى تعريف المتن، يعني حتى يكون الجميع على دراية بهذه المصطلحات، فالمتن ما هو؟ قالوا: "المتن: هو ما ينتهي إليه السند من الكلام".
فالحديث الذي ذكرته قبل قليل: البخاري، عن علي بن المديني، عن سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة، عن عمر بن الخطاب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، الآن انتهى السند، انتهى إلى أي شيء؟ إلى كلام، هذا الكلام هو المتن، فالمتن هو ما ينتهي إليه السند من الكلام.
أي نعم، يعني ما دام أن الحديث ذُكِرَ بالإسناد على ما في الإسناد من العلل، سواء كان الإسناد مرسلا، أو معلقا، أو مدلسا، أو مرسلا إرسالا خفيا، أو معضلا، إلى غير ذلك من علل الإسناد التي سيأتي الحديث عنها -إن شاء الله- فيما بعد، هذه لا تقدح في تعريف الإسناد، ولكنها تقدح في صحة الحديث كما سيأتي -إن شاء الله-.
بعد ذلك -أيضا- ذكرنا تعريف الخبر الذي ليس لطرقه حصر، وقلنا: إن الذي ليس لطرقه حصر ما هو؟ المتواتر، فما هو تعريف الخبر المتواتر؟
نعم. .
أحسنت، بارك الله فيك، هو ما رواه جمع كثير عن جمع بحيث تحيل العادة تواطؤهم على الكذب، وإسناده إلى شيء محسوس، وأيضا ذكروا أنه يفيد العلم، والعلم على ما سيأتي -إن شاء الله- الكلام فيه، هل هو يفيد العلم الضروري أو يفيد العلم النظري.؟
فمن هذا التعريف نأخذ للمتواتر كم شرط؟ خمسة شروط:
الشرط الأول: الجمع الكثير.
الشرط الثاني: أن يكون هذا الجمع في كل طبقة من طبقات الإسناد.
الشرط الثالث: أن تُحيل العادة تواطؤهم على الكذب.
والشرط الرابع: أن يسوده إلى شيء محسوس.
والشرط الخامس: إفادته للعلم.
وذكرنا بعض هذه الشروط، وبعضها يحتاج إلى استدراك بعض الشيء الذي لم يذكره في الليلة البارحة.
فأول شرط وهو مسألة العدد، ما رواه جمع، هذا الجمع هل له حصر بعدد معين، أو ليس له حصر؟
هذه مسألة -كما أشار إليها الحافظ ابن حجر في شرحه للنخبة- أنهم اختلفوا فيها؛ فمنهم من شرط عدد الأربعة، ومنهم من قال: خمسة، ومنهم من قال: عشرة، ومنهم من قال: اثنا عشر، ومنهم من قال: عشرون، ومنهم من قال: أربعون، ومنهم من قال: سبعون.
وكل منهم يحاول أن يتلمس لنفسه دليلا يستدل به، فمثلا الذين قالوا: العدد اثنا عشر، قالوا: إن الله -جل وعلا- ذكر أن الأسباط الذين اختارهم موسى عددهم اثنا عشر وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا
وأما الذين ذكروا عدد الأربعين، فاستدلوا بأن العدد الأربعين هم الذين لا تقوم الجمعة إلا بهم، طبعا على الرأي الذي يرى هذا الرأي.
الذين قالوا بعدد السبعين ذكروا الآية التي ذكرتها قبل قليل: وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا
ومنهم من زاد عن ذلك، وقال: لا بد أن يكون عددهم أكثر من ثلاثمائة رجل، واستدلوا بعدد أهل بدر.
المهم أنه -يعني- من خلال هذه الاستدلالات يظهر لنا ضعف اشتراط العدد، وهناك -يعني- من اختار القول بعشرة كالسيوطي في "تدريب الراوي" ومنهم من رجح عدم اشتراط العدد كالحافظ ابن حجر هاهنا، وقال: الصواب أنه لا يُشترط عدد معين.
فقد يأتيني حديث يرويه عشرون رجلا، وحديث آخر يرويه خمسة من الرجال، لكن الحديث الذي رواه خمسة يفيدني علما أكثر مما يفيدني الحديث الذي رواه عشرون.
وهذا يختلف باختلاف الأشخاص الناقلين للحديث، فلو أن حديثا جاءني من خمسة طرق، وهذه الطرق كلها من أصح الأسانيد، فبلا شك أنه يفيدني علما أكثر مما لو جاءني حديث آخر من عشرين طريقا كل واحدة من هذه الطرق فيها ضعف، بلا شك أن ذاك يفيدني علما أكثر مما أفادني هذا الذي أكثر عددا، لكنه يختلف من حيث نوعية رجال الإسناد.
¥(28/91)
فلذلك اشتراط العدد -في الحقيقة يعني- من شرطه فهو غير مصيب في اشتراطه، حتى السيوطي حينما اشترط عدد العشرة هو أخل بهذا الشرط في كتابه "الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة" لأنه هو ممن حاول جمع الأحاديث المتواترة، ولكنه أخل بهذا الشرط في كتابه، فجمع بعض الأحاديث التي هي دون العشرة، وادعى فيها التواتر.
فهذا بالنسبة لمفهوم الكثرة.
يأتينا بحث آخر، وهو البحث في رجال الأسانيد للحديث المتواتر، هل يُشترط في الحديث المتواتر أن ننظر في رجال سنده أو لا يشترط؟
الحقيقة -أيها الإخوة- يعني كما أشار الحافظ هاهنا يقول: إن مبحث المتواتر ليس من مباحث علم المصطلح؛ لأنه ليس من مباحث علم الإسناد، فالمكان الأليق به هو كتب الأصول، أصول الفقه، وأما كتب المصطلح فالأليق ألا تبحث الحديث المتواتر.
هذا رأي الحافظ ابن حجر -رحمه الله-، والسبب أنهم نظروا، فوجدوا أن المحدثين القدامى لم يتكلموا عن المتواتر إطلاقا، وأول من عُرف أنه تكلم عن الحديث المتواتر من أهل الحديث هو الخطيب البغدادي، والخطيب البغدادي يعتبر متأخرا نوعا ما، فهو متوفى في سنة أربعمائة وثلاث وستين للهجرة.
أما قبل الخطيب البغدادي فلم يتكلم المحدثون عن الحديث المتواتر، ولعل هذا يذكرنا بما قلت لكم ليلة البارحة من أن تقسيم حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى متواتر وآحاد، أن هذا أمر حادث بعد ظهور الفرق المبتدعة.
وأما علماء الحديث فلم يكونوا يعرفون هذا التقسيم، وإنما كانوا ينظرون في الإسناد، فمتى ما صح الحديث فيتلقونه بالقبول، ولا يجوز لإنسان -كائنا من كان- أن يتخلف عن العمل بذلك الحديث إلا بحجة بينة، حجة علمية، إما أن يظهر له في هذا الحديث علة قادحة تقدح فيه، حتى وإن كان الحديث صحيحا عند قوم، لكنه هو يرى عدم صحته، أو يرى أن الحديث -مثلا- منسوخ، أو غير ذلك من العلل التي تعتبر حججا علمية في رد ذلك الحديث، أو عدم العمل بذلك الحديث.
أما أن يكون الرد مبنيا على الهوى، وحجج عقلية، فهذا -في الحقيقة- ليس هو المنهج الذي كان عليه أئمة الحديث -رحمة الله عليهم.
نعود الآن إلى الكلام في مبحث الرجال، قالوا: هل يُبحث في رجال الأحاديث المتواترة أو لا يبحث؟
معظم الذين تكلموا في هذه القضية قالوا: لا يبحث في رجال الأسانيد، ولعل مقصدهم لا يبحث في ضبطتهم، وأما عدالتهم فلا بد من البحث فيها، وهذا إنما هو في الكلام على حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، والآثار الواردة عن الصحابة والتابعين.
لكن حينما نجدهم ينصون -وهذا يعني أمر مشهور في كتب الأصول- ينصون على أنه لا يُبحث حتى في العدالة.
بل إن ابن قدامة -رحمه الله تعالى- في كتابه "روضة الناظر في أصول الفقه" يعني قال: إنه لا يبحث حتى في إسلامهم، حتى اليهودي، حتى اليهود والنصارى -يعني- يمكن أن يقبل الخبر الذي يذكرونه، لكن بالشرط الذي يدندنون حوله دائما، وهو إحالة العقل أو العادة تواطؤهم على الكذب، ما دام أن العادة أحالت تواطؤهم على الكذب فهذا يكفي عندهم.
فمن هنا -أيها الإخوة- ندرك أنهم حينما يتكلمون مثل علماء الأصول، يتكلمون عن الخبر أي خبر، ولا يتكلمون عن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإنما أدخلوا حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتبع على أنه خبر من جملة الأخبار.
لكن ما دام أنهم تكلموا عن هذه المسألة من هذه الحيثية، بحيث لم يشترطوا حتى الإسلام، فيمكن أن يقبل خبر اليهود والنصارى وما إلى ذلك، فنعرف أنهم تأثروا بالمباحث الكلامية التي وردت في الكتب اليونانية التي عُرِّبت في أول الدولة العباسية في عهد أبي جعفر المنصور، واستفحل أمرها في عهد الخليفة المأمون.
هذه الكتب هي التي أدخلت البلاء على المسلمين، ومن هنا دخل ما يسمى بالتواتر، وإلا ما كانوا يعرفون هذا المبحث؛ بدليل أنهم -يعني- يتكلمون عن أنه لا يشترط في الخبر مسألة الديانة، فيمكن أن يكون يهوديا، يكون نصرانيا، مسلما، بوذيا، أيا كان بهذا الشرط، وهو إحالة العادة تواطؤهم على الكذب.
ويمثلون على هذا بمثال، فيقولون مثلا: إن صلب عيسى لا يمكن أن يعتبر متواترا، حتى وإن كان الذي يذكره من النصارى عدد غفير جدا يزيد على الملايين، فهذا لا يمكن أن يكون متواترا، لماذا؟
قالوا: لأن العادة لا تحيل تواطؤهم على الكذب، كيف؟
¥(28/92)
قال: لأن الخبر في أصله يعتبر آحادا، فإذن هذا لا يتحقق فيه شرط التواتر.
من هنا -يعني- يمكن أن نأخذ ما يترجح، وهو أنه لا بد من النظر في عدالة رجال الأسانيد التي تروى بها الأحاديث المتواترة، فلربما جاءنا حديث مثلا من مائة طريق، لكن هذا الحديث كل طريق من هذه الطرق نجد فيه راويا كذابا أو متهما بسرقة الحديث.
وأشير هنا إلى مسألة سرقة الحديث، وهي مسألة مهمة، فهناك كثير من الرواة الذين يضعون الحديث نجد في تراجمهم التهمة بسرقة الحديث، فيكون هناك حديث من الأحاديث يرويه راوٍ واحد في الأصل، وهذا الراوي مُضَعَّف.
لكن لأجل أن هذا الحديث يناسب أهواء بعض الفرق المبتدعة -مثلا- كالروافض، فتجد أنهم ينشطون، فيكثر رجالهم الذين يروون هذا الحديث عن شيخ ذلك الراوي الضعيف، فلربما جاءنا مثلا مائة، كلهم يروون هذا الحديث عن شيخ ذلك الراوي الضعيف، لكن لو نظرت في كل واحد من هؤلاء المائة، فإما أن تجده مجهولا لا يُعرف، وإما أن تجد العلماء يتكلموا عن أنه يسرق الحديث.
معنى سرقة الحديث أنه فعلا لم يسمع هذا الحديث من ذلك الشيخ، ولكنه عرف أن ذلك الراوي الضعيف قد حدث بهذا الحديث عن ذلك الشيخ، فنسبه لنفسه، فزعم أنه يرويه -أيضا- عن ذلك الشيخ، بمعنى: أنه تابع ذلك الراوي الضعيف، وبهذه المتابعات يمكن أن يتقوى الحديث.
فعلماء الحديث كانوا حذرين جدا من مثل هذا التصرف، ولعل -يعني- الذي يريد مثالا على هذا يراجع كلام مثل ابن حبان وابن عدي والعقيلي وابن الجوزي على حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها
فهذا الحديث مداره على أبي معاوية، وهو محمد بن خازم الضرير، يرويه عن الأعمش، لكن من الذي رواه عن أبي معاوية؟
رواه راوٍ اتهمه بعض العلماء بالكذب ووضع الحديث، ويقال له: أبو الصلت عبد السلام بن صالح، فهذا الراوي هو بلاء هذا الحديث.
ثم جاء الروافض، فسرقوا هذا الحديث من أبي الصلت، هذا وكلهم يزعم أنه يروي هذا الحديث عن أبي معاوية محمد بن خازم، واجتمع من هذا العدد كم كثير، حتى إن بعضهم هو شيخ ابن جرير الطبري.
فيذكر ابن جرير الطبري يقول: حدثني فلان عن أبي معاوية، ثم يذكر ابن جرير يقول: فلان هذا لا أعرفه، شيخك يا ابن جرير ولا تعرفه!! كيف تروي عن شيخ لا تعرفه؟!
نقول: نعم؛ ولذلك هذا هو الذي يدعو دائما من يتحفظ في مسألة الجهالة إلى التحفظ هو أن هناك من المجاهيل من قد يسرق الحديث من راوٍ آخر، أو لا تُعرف عدالته، أو حتى ضبطه، فهذا الذي يدعوهم إلى عدم قبول أحاديث المجاهيل.
فإذن، من هنا نستخلص أنه لا بد من معرفة -على الأقل- عدالة الرواة الذين يروون تلك الطرق.
أما الضبط فيمكن أن يُتسامح فيه؛ لأنه إذا جاءنا الحديث من طرق متعددة، فكل واحدة من هذه الطرق تؤيد الأخرى وتعاضدها، فيتقوى الحديث بمجموع هذه الطرق، فإذا كثرت كثرة ظاهرة بلا شك أن الحديث يفيد العلم في هذه الحال.
هناك -أيضا- الشرط الثاني، وهو أن تكون الكثرة في جميع طبقات السند، ذكرنا ما على هذا الشرط من المؤاخذة، وهو أن إحدى طبقات السند هي طبقات الصحابة، والصحابة -رضي الله تعالى عنهم- يجب ألا يخضعوا لمثل هذه القيود، وبخاصة ما يقال من إحالة العادة تواطؤهم على الكذب؛ لأنه لا يتصور في الصحابة أن يكونوا كغيرهم من رواة أي خبر من الأخبار.
فالصحابة -رضي الله تعالى عنهم- معدلون بتعديل الله -جل وعلا- ونبيه -صلى الله عليه وسلم- لهم، فإذن هم فوق مثل هذا التعريف.
فمن اقتنع بمسألة التواطؤ فينبغي أن يُنَحِّي الصحابة عن هذه اللفظة المستبشعة، وهي أن يقال إن هذه اللفظة أيضا يمكن أن تشمل حتى الصحابة، حتى وإن كان -يعني- بحثهم يشمل حتى صحابة، لكن نحن يجب أن نكون حذرين من الانزلاق في مثل هذه المتاهات.
أما الشرط الذي يليه، وهو أن يفيد خبرهم الحس، أو أن يكون مصدر خبرهم الحس، فكما قلنا في الليلة البارحة يقصدون بالحس ما كان مستندا إلى أحد الحواس الخمس: إما السمع، أو البصر، أو الذوق، أو اللمس، أو الشم، أو ما إلى ذلك.
والكلام هنا عن أي خبر يرد، لكن أما الحديث النبوي فإنما يكون ببعض الحواس لا فيها كلها.
¥(28/93)
وذكرت لكم أنهم يمثلون على هذا بمثل الأمور العقلية، يعني: التي يخرجونها من التواتر، كمثلا أي نظرية يقتنع بها مثلا الفلاسفة، أو مثلا العلماء الغربيين في هذا العصر، فما كان مستندا إلى العقل فهذا يخرجونه تماما من مبحث التواتر، فيقولون: لا بد أن يكون مستند خبرهم الحس.
رأيت بعضهم مَثَّل بمثال لعله يكون مقربا لهذه المسألة، هذا المثال يقول: إن أبا عوانة -وليس هو صاحب المسند، وإنما هو الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري، أحد العلماء الثقات المتوفى في حدود سنة ثمانين للهجرة- أبو عوانة هذا كان مملوكا لرجل -إن لم تخطئني الذاكرة فاسمه يزيد بن عطاء-، وكان أبو عوانة معروفا بسعة العلم، وهو من مشاهير المحدثين، وكان محبوبا لدى العامة.
ففي الحج رأى أبو عوانة سائلا يسأل، فلحقه وأعطاه دينارا، فلما أعطاه هذا الدينار -يعني- وقع هذا الدينار من هذا السائل موقعا، ثم قال: والله لأخدمن أبا عوانة اليوم خدمة -يعني كان يقول- لا تضاهيها خدمة، فوقف على طريق الحجاج حينما انصرفوا من عرفة، وكلما مر عليه أناس قال: يا أيها الناس، اشكروا ليزيد بن عطاء صنيعه. قالوا: وما ذاك؟ قال: إنه أعتق أبا عوانة.
فكل من مر عليه قال له هذا القول، فأصبح الناس يأتون إلى يزيد بن عطاء ويشكرونه ويثنون عليه، وهو يقول لهم: أنا لم أعتقه، أنا لم أعتقه، فلما كثر عليه العدد قال: والله لا أخيب أمل هؤلاء الناس. فأعتق أبا عوانة.
الذي -يعني- أورد هذا المثال كمثال عن هذه القضية يقول: إن هؤلاء الناس -برغم كثرتهم- لا يعتبر قولهم هذا متواترا في أصله، لماذا؟ قالوا: لأن مستند خبرهم ليس هو الحس، هم لم يقولوا لهذا الرجل: ما الذي أدراك؟ هل سمعت؟ أو حتى هم هل سمعوا يزيد بن عطاء حينما أعتق أبا عوانة؟ لا، لم يكن مستند خبرهم الحس؛ وإنما الخبر في أصله فيه ما فيه مما يقدح في هذا الشرط.
فلعله -إن شاء الله- بهذا المثال يكون قد وضح.
بقي في الكلام على المتواتر أن نتكلم على أقسامه، فهل للمتواتر أقسام؟ ذكروا له أقساما، لكن من أهمها قسمان:
فأول هذين القسمين المتواتر اللفظي، والثاني المتواتر المعنوي.
قالوا في المتواتر اللفظي: "هو ما تواتر لفظه ومعناه". وليس معنى قولهم: "ما تواتر لفظه ومعناه" أن يكون اللفظ منقولا حرفا بحرف كما ينقل إلينا كتاب الله -جل وعلا-، لا؛ وإنما المقصود الإتيان بألفاظ متقاربة تؤدي إلى نفس ذلك المعنى، وتشعر بأن الحديث هو نفس الحديث، حتى وإن كان هناك اختلاف في بعض الألفاظ، ويمثلون لهذا بحديث: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
فالحديث ورد بهذا اللفظ، وورد بألفاظ متقاربة مثل قوله -صلى الله عليه وسلم-: من تَقَوَّل علي ما لم أقله فليتبوأ مقعده من النار
فالحديث هو الحديث، وإن كان فيه شيء من اختلاف اللفظ، لكن هذا لا يؤثر عندهم، فيقولون: هذا هو المتواتر اللفظي، وهذا هو الأصل، وهو الأقوى.
أما النوع الثاني: وهو المتواتر المعنوي، فيمثلون له بأحاديث رفع اليدين في الدعاء، فيقولون: لو نظرنا في كل واحد من هذه الأحاديث لا نجده ينطبق فيه أو تنطبق عليه شروط التواتر، لكن لما جاءنا -مثلا- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة بدر مثلا رفع يديه إلى السماء يدعو الله -جل وعلا-: اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تُعْبَد بعدها في الأرض أبدا. حتى سقط الرداء من على منكبه، وأبو بكر -رضي الله عنه- يناشده ويقول: يا رسول الله، كفاك مناشدتك ربك. .
هذا الحديث يفيد أي شيء؟ يفيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رفع يديه بالدعاء، يرفع يديه حال الدعاء.
طيب. . هذا حديث.
الحديث الآخر مثلا: حينما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب على المنبر جاء رجل، ثم قال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فطلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يستسقي، فرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- كما يقول أنس- يديه حتى رُئِي بياض إبطيه، فدعا الله -جل وعلا-: اللهم اسقنا غيثا مغيثا. . إلى آخر الحديث.
فهنا هذا الحديث يفيدنا أي شيء؟ يفيدنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضا رفع يديه حال الدعاء.
¥(28/94)
وهكذا لو جمعنا الأحاديث المتعددة التي كل واحد منها يفيدنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رفع يديه في حال الدعاء، هذه الأحاديث في مجموعها تؤدي إلى ما يسمى بالتواتر المعنوي.
ففرق بين التواتر المعنوي، وفرق بين التواتر اللفظي، التواتر اللفظي الحديث هو الحديث نفسه، لكن المتواتر المعنوي لا، كل واحد من هذه الأحاديث مستقل عن الحديث الآخر، لكن بمجموعها وبضميمتها بعضها مع بعض تؤدي إلى هذا التواتر الذي أشرنا إليه.
بقي أن أشير إلى مسألة -يعني- من المسائل التي ذكروها، وأُنَبِّه عليها، وهي أن بعضهم اشترط أن يكون كل واحد، أن يكون الخبر ليس فقط متواترا في أصله، ثم نَتَسَمَّح في باقي طبقات السند، بل قالوا: لا بد أن يكون متواترا عن كل راوٍ من الرواة، كيف؟
قال: إذا كان -مثلا- الحديث رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عشرة من الصحابة، فلا بد أن يكون كل واحد من الصحابة -أيضا- الحديث متواترا عنه.
فإذا كان -مثلا- الحديث مرويا عن أنس وأبي هريرة وابن عمر، إلى غير ذلك، فنأتي -مثلا- لأنس، لا بد -على الأقل- أن يكون رواه عن أنس عشرة فأكثر ..
بقي أن أشير إلى مسألة يعني من المسائل التي ذكروها وأنبه عليها وهي أن بعضهم اشترط أن يكون كل واحد، أن يكون الخبر ليس فقط متواترًا في أصله، ثم نتسمح في باقي طبقات السند بل قالوا: لا بد أن يكون متواترا عن كل راوٍ من الرواة كيف؟ قال: إذا كان مثلًا الحديث رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عشرة من الصحابة فلا بد أن يكون كل واحد من الصحابة أيضًا الحديث متواترًا عنه.
فإذا كان مثلًا حديث مرويًا عن أنس وأبي هريرة وابن عمر إلى غير ذلك فنأتي مثلًا لأنس لا بد على الأقل أن يكون رواه عن أنس عشرة فأكثر، ثم هل يكفي هذا؟ قال: لا. كل واحد من هؤلاء العشرة أيضًا لا بد أن يكون رواه عنه عشرة، وهكذا.
فهذا القول قد قيل لكنه قول يعني مردود حتى وإن كان قال به بعضهم؛ لأن -أيها الإخوة- لو نظرت إلى كلامهم وبخاصة أهل الأصول في مبحث المتواتر ترون العجب العجاب يعني من الاختلاف والاضطراب في هذا.
فمثل هذا القول يعني يرد على صاحبه، ويبقى الأصل أن الالتفات إلى كل طريق من هذه الطرق فما دام أن الحديث ورد بطريق، ثم طريق أخرى، ثم طرق أخرى وهكذا بمجموعها تؤدي إلى ما أشرنا إليه من إحالة العادة تواطؤهم على الكذب وتفيد العلم إلى غير ذلك من الشروط فكفى هذا في إثبات التواتر.
ننتقل بعد هذا إلى القسم الثاني. أو الإشارة إلى رد الحافظ ابن حجر على من ادعى إحالة وجود الحديث المتواتر، فهناك من نظر في الشروط التي اشترطوها في الحديث المتواتر وقال: إنه بهذه الشروط لا يوجد حديث متواتر إطلاقًا فيعني رد من رد ومن جملتهم الحافظ ابن حجر بأن وجود الحديث المتواتر كثير، ومن أمثلة ذلك حديث: من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار
فهذا الحديث روي عن عدد كثير من الصحابة من جملتهم العشرة المبشرين بالجنة، وأوصلها بعضهم كابن الجوزي في مقدمة كتابه "الموضوعات" إلى حوالي ثمان وتسعين طريقة، وبعضهم زادها حتى أوصلها إلى قريب يمكن المائتين؛ لكن ليس كل طريق من هذه الطرق تعتبر صحيحة بل الذي صح، أو جاء في عداد المقبول من الصحيح والحسن حوالي ثلاثة وثلاثين طريقة، والبقية فيها أحاديث ضعيفة، وفيها أحاديث ساقطة وهالكة.
فالمهم أن هذا الحديث يعني تنطبق عليه شروط التواتر التي ذكروها، هل هذا الحديث فقط؟ لا. بل هناك عدة أحاديث أيضًا تؤدي، أو يمكن أن يطلق عليها وصف التواتر مثل أحاديث الحوض، ومثل أحاديث الشفاعة، ومثل أحاديث رفع اليدين في الصلاة وإلى غير ذلك من الأحاديث التي بعضهم أوصلها إلى مائة طريق، مائة حديث بل بعضهم زادها إلى حوالي ثلاثمائة، لكن قد ينازع في هذه الأحاديث على كثرتها يعني بعضهم قد لا يرى أن هذه الأحاديث تصل إلى درجة التواتر.
ـ[محمد بن مسفر]ــــــــ[22 - 09 - 09, 09:04 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=185926
مكرر، رفع الله قدر صاحب الموضوع.(28/95)
شرح نخبة الفكر لسعد الحميد
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[20 - 09 - 09, 12:30 ص]ـ
1
U] الحديث المتواتر [/ U]
الدورات العلمية نخبة الفكر شرح الشيخ سعد بن عبد الله الحميد
عدد مرات التحميل الشرح 167 المقطع 137 الكتاب 485
--------------------------------------------------------------------------------
نخبة الفكر
الحديث المتواتر
قال الإمام الحافظ: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني - يرحمه الله تعالى-: الحمد لله الذي لم يزل عليمًا قديرًا، وصلَّى الله على سيِّدنا مُحمد الذي أرسله إلى النَّاس كافةً بشيرًا ونذيرًا، وعلى آل مُحمدٍ وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أما بعد: فإن التصانيف في اصطلاح أهل الحديث قد كثرت، وبُسطت واختصرت، فسألني بعضُ الإخوان أن ألخص لهم المهمَّ من ذلك، فأجبتهُ إلى سؤاله؛ رجاء الاندراج في تلك المسالك فأقول: الخبرُ إمَّا أن يكون له: طرقٌ بلا عدد معين، أو مع حصر بما فوق الاثنين، أو بهما، أو بواحدٍ. فالأول: المتواترُ المفيدُ للعلم اليقيني بشروطه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نجد أن -يعني- كتب الرجال وكتب الحديث ترد فيها هذه القواعد منثورة، إلى أن جاء الإمام مسلم -رحمه الله- فكتب مقدمته الشهيرة مقدمة صحيحه، وهذه تعتبر من أوائل ما كتب في علم مصطلح الحديث، لكنها لم تشمل جميع الجوانب، ولكن شملت جوانب عديدة، وهي بصفة النقل بالسند عن الأئمة في بعض قواعد المصطلح.
مثلا: حينما يورد عن عبد الله بن المبارك في مناقشته لشهاب بن خراش -إن لم تخطئني الذاكرة- فهو شهاب بن خراش، فيورد عليه الحديث الذي -يعني- ذكر في الصدقة والصيام وغير ذلك، فقال له عبد الله بن المبارك: عمن هذا الحديث؟ قال: عن فلان. قال: ثقة. عمن؟ قال: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يا فلان بين فلان والنبي -صلى الله عليه وسلم- مفاوز تنقطع فيها أعناق المطي، ولكن ليس في الصدقة خلاف.
فهو يبين -رحمه الله- في مثل هذا الأثر مسألة ضرورة اتصال السند، فيقول: نعم، هذا فلان ثقة، لكنه لم يتصل سنده إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فبينه وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- مسافة طويلة من الزمن تحتاج إلى أن تملأ برجال، هم الواسطة بينه وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- فما دام أنك لم تذكر الواسطة بينه وبين النبي-صلى الله عليه وسلم-.
فإذا هذا الحديث لا يصح ولا يثبت، لكن ما ذكر في جزئية من جزئيات هذا الحديث، وهي الصدقة، فليس فيها خلاف، يعني: الصدقة عن الميت. حينما يورد -أيضا- مسلم -رحمه الله- كلاما في مثل عباد بن كثير، وأنه من الرجال الصالحين، لكنه إذا روى شيئا من الأحاديث أتى بالمناكير، فكان مثل عبد الله بن المبارك يسأل سفيان الثوري وغيره: هل يجوز له أن يتكلم في هذا الرجل، مع العلم أنه رجل صالح؟ فقالوا: نعم، بين حاله.
فكان إذا سئل عنه أثنى عليه في دينه، ثم بين حاله من حيث الثقة في الحديث من عدمها، فهذا يدل -أيضا- على أي شيء؟ على المسألة التي ذكرناها ثانيا، وهي القدح في الرواة، يعني: دائما الكلام في السند إما من حيث الاتصال، أو من حيث القدح، والكلام في الرواة جرحا وتعديلا.
فإذا كلامهم يأتي منثورا، وكما قلت مسلم هو -رحمه الله- أول من كتب في هذا، لكنها كتابه مجتزئة على بعض الأمور، كذلك -أيضا- كلام الترمذي -رحمه الله- سواء في كتاب "العلل" أو في تعقيباته على بعض الأحاديث، يعتبر من القواعد في الاصطلاح، فحينما -مثلا- هو يصف الحديث الحسن في آخر كتابه "الجامع" هذا يقول: والحسن عندنا هو ما لم يكن شاذا، ويروى من غير وجه، وذكر مسألة ثالثة، وهي تتعلق بالنكارة الظاهرة، أو كذا، فالمهم أنه هو الذي عرف الحديث الحسن لغيره، بتعريفه هذا، وإن كان -يعني- يحتاج إلى مزيد من البسط والتعريف، لكن نجد مثل هذا الكلام من الترمذي -رحمه الله- يعتبر -فعلا- تعريفا للحديث الحسن لغيره، وهو الذي يشترط فيه شرطان أن يروى من غير وجه، وأن لا يكون ضعفه شديدا، فهذا هو الحديث الحسن لغيره.
¥(28/96)
إلى أن جاء عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي -رحمه الله تعالى- فهو أول من أفرد علم المصطلح بالتصنيف في كتابه "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي" فهذا الكتاب يعني يعتبر تصنيفا مستقلا في علم المصطلح، وابن خلاد الرامهرمزي هذا متوفى في سنة ثلاث مائة وستين للهجرة، فهذا هو التاريخ الذي يعتبر -يعني- بداية التصنيف المستقل في المصطلح.
جاء بعده الحاكم أبو عبد الله صاحب المستدرك، فألف كتابه الشهير "معرفة علوم الحديث" وبسط الأمور أكثر من بسط الرامهرمزي، ثم جاء بعده أبو نعيم الأصفهاني، فعمل مستخرجا على كتاب الحاكم، ثم جاء بعد ذلك الخطيب البغدادي -رحمة الله عليه- وهو الذي خدم علم المصطلح خدمة لا مثيل لها، وقل أن يكون هناك باب من أبواب المصطلح إلا وللخطيب البغدادي فيه تصنيف مستقل، وكتبه أكثر من أن تحصى في هذا الفن، وتجد أنه في كل باب من الأبواب يصنف فيه تصنيفا مستقلا، يعني: لو نظرنا إلى مؤلف من مؤلفات علم المصطلح، نجد -مثلا- يفردون بابا لآداب المحدث وطالب الحديث بابا من أبواب المصطلح، لكن الخطيب البغدادي -رحمه الله- ألفَ كتابا مستقلا في ذلك الكتاب مطبوع وموجود يقع في مجلدين، وهو "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" وغير ذلك من تصانيفه -رحمه الله- ثم ما زال هذا العلم يتطور شيئا فشيئا، وتضبط قواعده إلى أن جاء أبو عمرو بن الصلاح -رحمه الله تعالى- فألف كتابه المشهور بـ"مقدمة ابن الصلاح" وهو الذي أصبح عمدة لمن جاء بعده؛ لأنه جمع أنواع علوم الحديث، وجعلها على أنواع، وتكلم على كل نوع فجاء كل من جاء بعده، فهو إما مختصر، أو ناظم، أو شارح لنظم، أو شارح لاختصار وما إلى ذلك.
فمثلا النووي -رحمه الله- جاء فاختصر مقدمة ابن الصلاح هذه في كتابه "التقريب" ثم جاء بعد ذلك السيوطي، فشرح التقريب في "تدريب الراوي" نجد -مثلا- العراقي -رحمه الله- نظم منظومة في مقدمة ابن الصلاح يعني: جعل الكلام الذي ذكره ابن الصلاح على شكل نظم، وهي الألفية المعروفة بألفية العراقي، ثم شرحها هو في شرحين: "فتح المغيث" "والتبصرة والتذكرة" ثم جاء بعده -أيضا- السخاوي فشرحها في شرح أطول، سماه -أيضا- "فتح المغيث" ونجد -أيضا- العراقي -رحمه الله- له تقييدات على ابن الصلاح، يعني: تعقبات في كتاب سماه "التقييد والإيضاح".
جاء بعده الحافظ بن حجر، فوجد أن هناك بعض الاستدراكات على ابن الصلاح وعلى شيخه العراقي، فألف كتابه "النكت" الذي يعتبر من الدسومة بمكان في علم المصطلح، وينبغي لمن أراد -يعني- أن يتبحر في علم المصطلح أن يركز على هذا الكتاب تركيزا تاما، فهكذا، يعني: مازال علم المصطلح كله يدور تقريبا في الفترة الأخيرة على مقدمة ابن الصلاح من هذه النواحي.
"نخبة الفكر" للحافظ ابن حجر -رحمه الله- هو -تقريبا- على تبويب ابن الصلاح مع التقديم والتأخير الذي عمله الحافظ ابن حجر اجتهادا منه.
" نخبة الفكر" يشكل عصارة ذهن الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في اختياره للراجح من الأقوال في مسائل المصطلح، حتى وإن كان فيها شيء من الخلاف؛ ولذلك تعتبر مضغوطة، وتعتبر متنا، وإن كان صغيرا، لكنه يتسم بالرأي الذي استخلصه ابن حجر -رحمه الله- من جراء خوض طويل في كلام تجده مبسوطا في كتابه "النكت" وغيره من الكتب، مثل مقدمته لصحيح البخاري كهدى الساري، هذه النخبة شرحها الحافظ ابن حجر -رحمه الله- "في نزهة النظر" وهو شرحُ موجز وجيد، وطبعت عدة طبعات، لكن من أفضلها الطبعة التي حققها الأخ علي حسن عبد الحميد وفقه الله، وهي مطبوعة ومتداولة، وتتميز هذه الطبعة بضبطها، فإن الطبعات الأخرى لا تخلو من سقط وتصحيف، وما إلى ذلك، يعرف هذا من قرأ في تلك الطبعات.
كذلك هناك يعني شروح أطول من "نزهة النظر" مثل "اليواقيت والدرر" للمناوي الظ اهر وغيرها من الشروح، لكن -يعني- أنا أرى أننا -يعني- سنكتفي بنزهة النظر، وسنحاول أن نحل -إن شاء الله- بعض الإشكالات التي قد ترد في هذا المتن المختصر، وحتى لو في شرحه، وسأبذل -إن شاء الله- جهدي في أن تكونوا انتهيتم من هذا الكتاب بانتهاء هذه الدورة، بحيث يكون الذي حضر يكون تلقى علم الحديث بشكل -يعني- موجز، وليس بالشكل المبسط، لكن الذي أرجوه -يعني- أنني سأتكلم حينما أشرح مراعيا الحد الأدنى، وهم المبتدئون في الطلب، في طلب علم الحديث.
¥(28/97)
فقد يكون بعض منا له عناية بهذا الفن، ويريد توسعا التوسع، أنا لي -يعني- شرح على منظومة السيوطي الألفية، وهو شرح موسع -يعني- من أراد -يعني- إن كان في الرياض بإمكانه أن يحضر، وإن لم يكن في الرياض، فبإمكانه أن يأخذ الأشرطة التي سجلت، وفيها -إن شاء الله- بسط، ولا بأس أجيب على ما قد يرد في ذهنه، لكن يكون بعد ما ننتهي من الدرس، فأنا مستعد للجواب على أي سؤال، لكن الذي أرجوه ألا يجعل الإنسان نفسه حكما على غيره، فدائما الضعيف هو أمير الركب، وكما قلت -يعني- انتقائي لهذا المتن هو مراعاة للمبتدئين في الطلب، حتى يظفروا بعلم الحديث في شكل موجز، ثم بإمكانهم بعد ذلك أن يعمدوا لما هو أطول من هذا مثل: " الباعث الحثيث " لابن كثير، فإذا أخذوه بإمكانهم أن يعمدوا لما هو أطول من هذا مثل: "فتح المغيث" للسخاوي، وبعد ذلك "تدريب الراوي" و"النكت" للحافظ ابن حجر وبعد ذلك توضيح الأذكار الذي يعتبر هو آخر هذه المصنفات، وهو للصنعاني -رحمه الله- يعني: دائما المتأخر يستفيد من جهد المتقدم، هذا -يعني- ما لدي من مقدمة يمكن أن أحكيها عن "نخبة الفكر" أحببت -يعني- أن نستغل وقتكم، حتى لا يضيع في هذه العجالة، وبعد العشاء -إن شاء الله- سنبدأ في الشرح مباشرة.
س: يقول: الرجاء ترتيب كتب مصطلح الحديث للمبتدئ؟
ج: أقول: يعني كتب مصطلح الحديث -دائما- يجعلون المنظومة البيقونية بداية، لكن -والله يعني- أنا وجدت أن المنظومة البيقونية، يعني أخلت بكثير من الأشياء يعني ليس من المعقول أن يجمع علم الحديث كله في سبعة وثلاثين بيتا من الشعر، فالمنظومة البيقونية -يعني- مختصرة اختصارا -في نظري- مخلا ومن ارتضاها -يعني- لا نحجر عليه، لكن هذا رأيي فيها؛ ولذلك أنا أرى أن يعني أفضل المختصرات التي يمكن أن يبتدأ بها طالب العلم "نخبة الفكر" بعض الناس يقول: إن نخبة الفكر دسمة أقول: نعم دسمة، لكنها مختصرة بإمكان الإنسان أن يأخذ علم المصطلح بشكل موجز، ثم بعد ذلك يلجأ لما هو أطول منها، وفي نظري أن الدرجة الثانية التي تأتي بعدها كتاب "الباعث الحثيث" لابن كثير، وهو كتاب يعني عبارته ميسرة وسهلة، وبإمكان أي واحد أن يقرأ، ويفهم فيه، وبخاصة بمصاحبة تعليقات الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- على هذا الكتاب.
س: يقول أحد الأخوة: يعني عنده اقتراح، يقول: لو يقوم كل شيخ بعمل ملخص لدرسه، يتناول عناصر الدرس وشرحا موجزا مع ذكر المراجع الموثوقة للاستزادة، ثم توضع هذه الملخصات في إحدى المكتبات؛ حتى يتيسر للشباب الحصول عليها دون إحراج للجميع.
ج: نقول: له نقترح عليهم -يعني- كل واحد في نهاية درسه، يصنع هذا الصنيع هذا -إن شاء الله- لعل الأخ فهد يقترح عليهم.
س: أحد الأخوة يقول: يعني، يرغب أني لا أستعجل في التعريفات،
ج: فأقول: مشكلة العجلة في الكلام هذه من طبعي -يعني- حاولت مرارا أن أتأنى، لكن أتأنى قليلا، ثم ما ألبث أن -يعني- أسرع، فعلى كل حال -يعني إن شاء الله- إذا كان هناك تعريف، فسأتأنى، وليس هناك من حرج، يعني: إذا كان الواحد يحب أن يقيد، فيمكن أن يقول لي: أعد، وأعيد -يعني- تعرفون أن الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- كان الواحد منهم يوقف النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب، ويسأله، وهكذا ما في حرج إطلاقا.
س: يقول: ما رأيك بكتاب سنن ومبتدعات؟
ج: أو أنك تقصد كتاب الخضري "السنن والمبتدعات" يعني: إن كان يقصد هذا الكتاب، ففيه كثير من الصواب، وفيه أشياء عليه فيها ملاحظات.
س: يقول: إذا كان هناك حديث حسن، ويوافقه ظاهر آية من كتاب الله -عز وجل- هل يرقى إلى درجة الصحيح لغيره،
ج: نقول: لا، الحكم على الحديث نفسه بأنه يصبح صحيحا لغيره لا، لكن يمكن أن يتقوى المعنى الذي ورد في ذلك الحديث بظاهر الآية، أو الحديث الصحيح الآخر، لكن لا نقول: إن هذا الحديث يصبح صحيحا لغيره من الناحية الاصطلاحية.
س: يقول: ما رأيك في "منظومات النخبة" وهل تنصح بدراستها، أو الاكتفاء بها عن النخبة، مثل نظم الصنعاني.
¥(28/98)
ج: أقول: ميزة النظم -دائما- أنه يسهل حفظه، فهم ينظمون النظم لأجل الحفظ، فمن أراد أن يحفظ لا بأس، والنظم قد يكون يكون مستوعبا للمتن الذي نظم به، ونظم الصنعاني -في ظني- أنه الذي اسمه "قصب السكر في نظم نخبة الفكر" يعني: عهدي به قديم جدا، وأنا كنت حفظت بعضه على الشيخ عبد الوهاب جبرين، وكان يشرح لي هذا يمكن قبل عشرين سنة، يعني: كان نظما جيدا، وفعلا -يعني- مستوعب لنخبة الفكر فيما أذكر؛ لأنني لا أذكر -يعني- آخره، لكنني يمكن مشيت فيه إلى المنتصف تقريبا، أو إلى هذا الحد، فالمهم يعني: الخلاصة أن النظم ميزته الحفظ، والذي لا يريد أن يحفظ، فليس هناك ما يلجئه للنظم، فبإمكانه أن يعمد للأصل، وهو المتن المنظوم.
س: يقول أحد الأخوة، يقول: الأئمة والمؤذنون لهم دور كبير في المجتمع، أرجو النظر في مشكلتهم، حيث يصعب عليهم الحضور بعد العصر مباشرة وكذا بعد المغرب والعشاء مباشرة، فحبذا لو يتأخر الدرس ربع ساعة بعد الصلاة؛ لكي يتمكنوا من الحضور.
ج: أقول: والله يعني، فعلا يعني: المؤذنون لا بد من مراعاتهم، لكن المشكلة -أحيانا- المراعاة تكون على حساب عموم الآخرين، لكن فيما أعرف أن درس بعد العصر لا يكون مباشرة.
الدرس بعد العصر يبتدئ أربعة ونصف، ففيه مجال، يعني: رحب للمؤذن أما الذي بعد المغرب، فالذي يظهر من الشيخ سيبدأ مباشرة، لكن المؤذن إذا صلى بمسجده، وجاء ليؤدي سنة المغرب في هذا المسجد، على اعتبار أنها -أيضا- تكفيه عن تحية المسجد، فالظاهر -إن شاء الله- يعني: يلتزم مع الشيخ من بدايته، فالشيخ -أيضا- سيؤدي السنة الراتبة، فلا يفوته -إن شاء الله- شيء كثير، وكذلك -أيضا- الدرس الذي بعد العشاء، يعني: يمكن أن نجعل -مثلا- بداية الدرس عبارة عن أسئلة -يعني- بالنسبة لنخبة الفكر مراجعة للدرس السابق، وهذه الأسئلة يمكن تأخيرها أقل من ربع ساعة، ثم نبتدئ في الدرس، وإن شاء الله نحاول أن نجمع بين المؤذنين وغيرهم.
س: نفس السؤال هذا هو هو ... يقول: ما صحة نسبة الكتب للإمام أحمد كالزهد والتفسير وغيرها، ولماذا كان ينهى الإمام عن كتابة العلوم غير الحديث، مع أنه كان يمدحها؟
ج: أقول: الإمام أحمد -رحمه الله- كتبه المشهورة: "المسند" و"الزهد" وكلاهما من رواية القطيعي عن عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه الإمام: أحمد، أما التفسير، ففي صحته وصحة نسبته للإمام أحمد كلام، أذكر الذهبي -رحمه الله- له كلام في هذا في التفسير -إن لم تخطئني الذاكرة- والذي يظهر أنه لا تصح نسبته للإمام أحمد -رحمه الله- أما لماذا كان ينهى الإمام عن كتابة العلوم غير الحديث، فالكراهية للرأي، فهو يجد أن الرأي هو الذي أصابهم بالبلاء في ذلك الزمان، فكل الفرق المبتدعة التي خرجت في ذلك الوقت والفتنة الطامة، فتنة خلق القرآن كلها كانت نتيجة الرأي.
وينبغي لكم أن تعلموا أن الذين تولوا كبر مسألة فتنة خلق القرآن هم من الحنفية، مثل ابن أبي دؤاد وغيره، والحنفية هم الذين برزوا في الرأي؛ فلذلك الإمام أحمد -رحمه الله- من كراهيته للرأي وصل إلى درجة أنه يقدم الحديث الضعيف على الرأي، فيقول: إنني لو وضعت نسبة خطأ، فنسبة الخطأ في الرأي أكثر من نسبتها في الحديث الضعيف؛ لأن الحديث الضعيف إذا كان الضعف ناشئا من ضعف حفظ الراوي، فالراوي الذي حفظه ضعيف، نعم هو قد يخطئ، ونحن إذا ما حكمنا على الحديث بالضعف حيطةً لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن هناك احتمال أن يكون هذا الراوي قد حفظ، فلا نستطيع أن نحكم على كل ما يذكره الراوي الضعيف بأنه خطأ مائة بالمائة، بل لا بد أن يكون هناك نسبة من الصواب، وهذه النسبة من الصواب لن تتميز عندنا، فحيطة لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حكمنا على الحديث بالضعف، لكن هناك احتمال أن يكون الحديث صحيحا، فهذه النسبة من الاحتمال عند الإمام أحمد تربو على نسبة الإصابة في الرأي؛ ولذلك كان يقدم الحديث الضعيف على الرأي، ومن كراهيته للرأي أن يكتب رأيه، أو رأي غيره؛ ولذلك كان يكره أن يكتب الفقه، وإنما يحث الناس على الحديث بحكم أنه هو الأصل للاستنباط، هذا هو -يعني- السبب الذي جعل الإمام أحمد -رحمه الله- ينهى عن ذلك.
¥(28/99)
س: يقول: ما رأيك في أن نجلب معنا كتاب علي حسن "النكت" هل هو جيد يقصد -يعني- نزهة النظر والنكت، يعني: التعليقات التي أضافها علي حسن عبد الحميد على الكتاب.
ج: نقول: نعم هو جيد -إن شاء الله- وأنا عندي أن جودته تبرز أكثر شيء في ضبط الكتاب، يعني: ضبط النخبة وشرحها النزهة.
س: يقول: هل كان كل أصحاب رسول -صلى الله عليه وسلم- يستوقفون الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو يخطب، ويسألونه أم أن هذا كان في الأعراب فقط، وذلك لجهلهم؟
ج: أقول: يعني، أنا لا يحضرني الآن أن هذا مقصور على الأعراب، نعم معروف أن الأعراب كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتسمح معهم، ما لا يتسمح مع باقي الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- فيتيح لهم السؤال، لكن -يعني- الغالب على ظني أن هناك من الصحابة المقيمين في المدينة من كان يسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- في أثناء الخطبة، ولا أقول هذا جزما.
س: يقول: هل جميع الدروس الملقاة في هذا المسجد مسجلة؟
ج: يعني، إن كان يقصد الدورة، فحسب علمي أنها ستسجل. نعم الدورة ستسجل إن شاء الله.
س: يقول ما رأيك في كتاب مصطلح الحديث للطحان؟
ج: أقول: "تيسير مصطلح الحديث" للطحان أنا أرى أنه جيد من ناحية المنهجية، يعني: هو ييسر لطالب العلم دراسة المصطلح بطريقة شيقة؛ لأنه مبوب ومعنون، وهذه الأشياء تساعد -يعني- في فهم المادة العلمية التي تضمنها ذلك الكتاب، لكن هناك بعض الملاحظات عليه، يعني: الملاحظات العلمية، هو -يعني- ليس هناك أحد يخلو من الملاحظة، لكنها أخطاء، يعني: واضحة؛ فلذلك -يعني- إذا تنبه الإنسان لها لا بأس، الكتاب جيد في الحديث.
س: يقول: هل أحاديث مقدمة صحيح مسلم لها شروط الصحة كالصحيح أم لا؟
ج: أقول: لا. ليس لها شروط الصحة، وهذا -يعني- يتضح جليا في -أولا- الحديث الذي أورده مسلم -رحمه الله- معلقا، وهو حديث: أنزلوا الناس منازلهم فهو حديث ضعيف كذلك بعض الأحاديث التي -يعني- تروى بأسانيد فيها كلام، وإن لم تكن كثيرة -يعني- في المقدمة، لكن الآثار التي -يعني- فيها بعض الرواة مضعفين كثيرة -يعني- في المقدمة، فعلى كل حال، فليس لها حكم الصحة. والعلماء كانوا يميزون ما جاء في المقدمة عما كان في صلب الصحيح، بل حتى الرواة الذين يروي لهم مسلم في المقدمة يميزونهم عن الرواة الذين يروي لهم مسلم في نفس الصحيح.
س: يقول: جاء عن بعض السلف: الفرقة الناجية المنصورة، أنها أهل الحديث، وجاء عن بعضهم قولهم: لو لم يكونوا -يعني- يقصد إن لم يكونوا أهل الحديث، فلا أدري من هم.
فالسؤال: هل المقصود بأهل الحديث السنة، أو المقصود من تعلم علم الحديث دراية ورواية؟
ج: أقول: الواضح -تماما- أنهم لم يكونوا يقصدون بأهل الحديث من طلب علم الحديث فقط، بل أهل الحديث تشمل أهل السنة الذين ينقادون للحديث، والذين آراؤهم وأعمالهم كلها متفقة مع النصوص الشرعية من كتاب الله -جل وعلا- ومن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- فوصفوا بأهل الحديث؛ لشدة اتباعهم للحديث، ولا يلزم من ذلك أن يكونوا قد طلبوا علم الحديث، كما أنه في المقابل لا يلزم أن يكون من طلب علم الحديث، هو من أهل الحديث فعلا، إذا كان مخالفا لأهل السنة في أصول الاعتقاد.
فبعض الناس يكون بارعا في الحديث كالكوثري، ولكنه على خلاف ما عليه أهل السنة في أصول الاعتقاد؛ فلذلك لا يعتبر من أهل الحديث: فوضح تماما أن مقصودهم بأهل الحديث من كان متبعا للحديث، منقادا له في جميع شئون حياته في أصول الاعتقاد وغيرها.
س: يقول أحد الإخوة: ما الفرق بين اللفظين "نخبة الفِكْر" "ونخبة الْفِكَرْ" وهل هناك خلاف بين اللفظين أم لا؟
ج: أقول: أما بالنسبة للضبط ضبط العنوان، فالذي أحفظ فيه " نخبة الْفِكَرْ" بفتح الكاف، أما الخلاف بين اللفظين، فالذي يظهر لي أن هناك خلافا، والخلاف في -يعني- بادئ. لأني في الحقيقية أول مرة أفكر هذا التفكير، ما كنت يعني أركز عليها، لكن الذي يظهر لي الآن أن الْفِكَرْ جمع. جمع فِكْرَةْ بخلاف الفِكْر، فهو وصف لِفِكْر الإنسان، فهذا هو الخلاف الذي يظهر لي.
¥(28/100)
وهذه الأوقات -أيها الأخوة- إذا لم يعمرها الإنسان بطاعة الله -جل وعلا- فقد يخشى عليه أن تحرى بالباطل، واقتناء فرص العمر من عادة الناس الذين يوصفون بالحزم، ولكم في سلفكم الصالح قدوة أيها الإخوة، فإنهم -رضي الله عنهم ورحمهم- ضربوا أروع الأمثلة في اغتنام الفرص واستغلال ساعات العمر، في كل ما من شأنه الفائدة، وتكثير الأعمال الصالحة. الحسن البصري -رحمه الله تعالى- يقول: "يا ابن آدم إنما أنت أيام مجتمعة فكلما انقضى يوم انقضى بعضك" ولعلكم تذكرون أن بعض العلماء المشهورين كثر تصنيفهم، بحيث أصبح مضرب المثل، مثل ابن جرير الطبري وابن الجوزي وابن عقيل وغيرهم، ولم يتحصل لهم ذلك إلا بسبب حرصهم على شغل الأوقات بطلب العلم وتعليمه وبذله في الناس، ولست بحاجة إلى تذكيركم ببعض القصص في هذا، فالذي يظهر لي أنها تتكرر على مسامعكم مرارا وتكرارا كقصة ابن جرير الطبري مع طلابه، حينما ألف تفسير القرآن، وحينما ألف تاريخ الأمم والملوك.
وهذان الكتابان اختصرهما ابن جرير الطبري إلى مقدار الثلث، أو ما هو أكثر وكذلك ابن الجوزي -يعني- كثرت مصنفاته بسبب حرصه على شغل الأوقات، وهو الذي يقول، يعني من قصصه في شغل أوقاته بأمور نافعة أنه أحيانا يبتلى ببعض الناس الذين لا بد من معاشرتهم، فبعضهم إما قريبه، أو جاره، أو ما إلى ذلك، فلا يستطيع ابن الجوزي التخلي عن معاشرة هؤلاء الناس، ولكنه كان يدافعهم بقدر المستطاع.
فإذا جاءه الواحد منهم يريد الزيارة، قال: أنا مشغول أنا كذا أنا كذا، المهم حتى يجد أنه لا بد من تلك الزيارة، فيعد العدة لتلك الجلسة -أيضا- لا يجعلها تفوت عليه، فيجد أنه في حال تأليفه لا بد له من أوراق تطبع، فعندهم ليست المسألة كما هو الحال عندنا الآن، الدفاتر والأوراق جاهزة ومقطعة والقلم، يفتح الغطاء، ويكتب على طول، لا، الواحد منهم كان هو الذي يجهز حبره لنفسه، وهو الذي يبري أقلامه، وهو الذي يصنعها، وهو الذي يقطع الدفاتر، وهو الذي يجلدها، يحزمها، وكل هذا يحتاج إلى وقت، لكنه لا يحتاج إلى إعمال ذهن وفكر، هذه لا تحتاج إلى فكر.
فكان ابن الجوزي -رحمه الله- يجعل هذه الأشياء تستغل في تلك الأوقات، التي لا تحتاج إلى إعمال فكر، فتجده أمام الجالس، أهلا حياك الله، كيف حالك؟ وهكذا، وهو يشتغل، يده تشتغل، وهو يخاطب جليسه.
فإذا هو ما فوت شيئا من ساعات عمره، وتجده يعجب من بعض الناس الذين أنعم الله -جل وعلا- عليهم بنعمة المال، ودائما الذي ينعم عليه بنعمة المال، ويرزقه الله -جل وعلا- استغلال الوقت هو الذي يظفر بالكثير من الأوقات أكثر من غيره، فيجد أن بعض الناس أنعم الله عليه بنعمة المال، فهو ليس في حاجة إلى التكسب، وإلى تضييع الأوقات بالبحث عن المال الذي يقيم أوده، لكن هؤلاء ما بصرهم الله -جل وعلا- بشرف العمر، فيتعجب منهم، والواحد منهم يجلس في الأسواق يتتبع أسعار الغلاء وأخبار الملوك والسلاطين.
فيقول: علمت أن الله -جل وعلا- لم يطلع شرف العمر، أو لم يبصر بشرف العمر إلا من وصفه الله -جل وعلا-: وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ فعلى كل حال، من أراد -يعني- أخبارا في هذا، فليراجع كتابه صيد الخاطر؛ فإن له فيه لفتات جيدة، أقول هذا؛ لأنكم الآن -والحمد لله- يعني .. في سعة من الوقت في هذه العطلة، ويمكن الغالب والكثير منكم عنده هذه الإجازة، فما دمتم استغللتموها لطلب العلم، فهذه -والله- مفخرة، وأي مفخرة! وشرف، أي شرف! وبخاصة من كان قدم من خارج هذا البلد، فهذا يذكرنا حقيقة -وأحيانا الذكرى مسلية- يذكرنا بأخبار العلماء الأوائل الذين كان الواحد منهم يضرب أكباد الإبل إلى بلدان شتى، كل ذلك في طلب حديث من الأحاديث، أو فائدة من الفوائد، أو لقي شيخ من الأشياخ: الرحلة في طلب العلم.
¥(28/101)
فهذا -بلا شك- أيضا -يعني- الحقيقة يجعلنا نستأنس أكثر وأكثر، ونأمل -إن شاء الله- أن تكون هذه الصحوة المباركة، يعني: تخطت العراقيل التي يمكن أن تكون طبيعة في وجودها، وأدركت أن فلاحها وصلاحها واستقامتها مربوطة بهذا العلم، فالإنسان الذي يريد أن ينضم إلى صف الدعوة إلى الله -جل وعلا- والدعاة إلى الله، وإلى صف هذه الصحبة المباركة -لا شك- أنه يعتبر نفسه من الدعاة، كل بحسب استطاعته، لكن الإنسان إلى أي شيء يدعو؟ إذا لم يكن متزودا بزاد العلم فلربما دعا غيره إلى ضلال -والعياذ بالله- ولربما ألقي إليه سؤال محرج، فأفتى بغير علم، لربما دعا غيره، واستحسن أشياء تدخل في عداد البدعة، فالداعية إلى الله لا بد أن يكون على نور من ربه -جل وعلا- قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ فلا بد أن يكون الإنسان على بصيرة بالأمر الذي يدعو إليه، أما أن يكون الإنسان مجرد عاطفة تشتعل، هذا لا يكفي.
العاطفة، نعم الإنسان بحاجة إليها، لكنها لا تكفي وحدها إذا لم يكن منضما إليها العلم الشرعي، الذي يجعل الإنسان كالذي يسير في ظلماء، ومعه مصباح في يده يبصر به طريقه، ولا شك أن الداعية في خضم هذه الموجات الجاهلية في هذا العصر الحديث من جميع أصنافها، هو يسير في وسط ظلمة، لكن هذه الظلمة تحتاج إلى مصباح يضيء له الطريق، وهذا المصباح هو العلم الشرعي، فالله الله أيها الأخوة.
يعني: أحث نفسي وأحثكم على ملازمة هذه الدروس، وعلى قصر هذه الأنفس، فإن الأنفس دائما تميل إلى البطالة، تميل إلى الدعة والراحة، ولو أن الواحد منا أطاع نفسه لما رفع رأسه من على الوسادة، أو لما ترك المجلس الفلاني الذي فيه القيل والقال، أو الدعابة الفلانية وما إلى ذلك، أو النزهة الفلانية واللعب الفلاني.
لو الواحد منا أطاع نفسه لما ترك هذه الأشياء، لكن هذه الأنفس ضلعة تحتاج إلى من يقصرها على طاعة الله -جل وعلا- وعلى تعلم العلم الشرعي الذي هو من أفضل العبادات.
بقي الإشارة إلى -يعني- السبب في المجيء هو أن الشيخ محمد الفراج -حفظه الله- طرأ له بعض الشغل الذي جعله يسافر خارج الرياض، وإن شاء الله سيقدم، ويواصل دروسه بإذن الله جل وعلا.
لكن درس "نخبة الفكر" يحتاج إلى مقدمة خفيفة، نستغل هذا الوقت في ذكر هذه المقدمة، وفي وقت الدرس -إن شاء الله- نبدأ بداية فعلية في شرح النخبة.
هذه المقدمة -أيها الأخوة- تتمثل .. أولا:
لماذا علم الحديث؟ لماذا نطلب علم الحديث؟ نطلبه -أولا- لأنه من أشرف العلوم؛ ولأن أهله هم الذين أصبحوا مصابيح الدجى، فلو نظرنا في الأئمة الأربعة: ثلاثة منهم ممن اشتهروا بالحديث، وإن كان الرابع، وهو أبو حنيفة -رحمه الله- لم يخلو من علم الحديث، لكنه لم يشتهر كشهرة الباقين، فالإمام مالك -رحمه الله- لو فتحتم كتابه الموطأ، وإذا به مليء بالأحاديث، وآراء الإمام مالك محصورة معدودة لا تشكل إلا نسبة ضئيلة من تلك الأحاديث والآثار التي ساقها بسنده، إما إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وإما إلى تابعيه، ولو نظرنا إلى الشافعي -رحمه الله- وإذا به -أيضا- قمة في هذا الأمر، فكتابه الأم مليء بالأحاديث التي يسوقها بسنده.
كتابه الرسالة مليء بالأحاديث التي يسوقها بسنده، حتى إن بعض تلاميذه ذهب فألف مسندا للشافعي استخلصه من الأحاديث التي يرويها في كتبه، وأصبح الكتاب مشهورا بمسند الشافعي، وكذلك -أيضا- كتاب السنن له -رحمه الله تعالى- وأما الإمام أحمد، فهو قمة أهل الحديث لا يعرف أن الإمام أحمد -رحمه الله- كتب حرفا واحدا في الفقه، مع العلم أنه محسوب -أيضا- في عداد الفقهاء، لكنه كان ينهى تلاميذه عن كتابة الرأي، ويحثهم على كتابة الحديث. وفضل أهل الحديث لا ينكر، فهم الذين جهزوا الجهاز وأعدوا العدة لكل من أراد أن يخدم علوم الإسلام على شتى صنوفها.
فالمفسر لا يستغني عن الحديث، والفقيه لا يستغني عن الحديث، والأصولي لا يستغني عن الحديث، والمؤرخ لا يستغني عن الحديث، بل لا يستغنون عن مصطلح الحديث.
فإذا نظرت إلى المفسر بأي شيء سيفسر كتاب الله جل وعلا؟
¥(28/102)
إما أن يفسره بعلم، أو يفسره بجهل، إذا كان يفسره بعلم، فمعروف بأنهم كانوا أول ما يفسرون كتاب الله -جل وعلا- بكتاب الله نفسه، فلربما كانت آية فيها إجمال ورد مفصلا في آية أخرى، فخير ما يفسر به كتاب الله في كتاب الله، ثم الدرجة الثانية في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم الدرجة الثالثة بما ورد عن الصحابة، ثم بعدهم التابعين. لكن لو نظرنا لهذه الأمور لثلاثة: ما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وما جاء عن الصحابة والتابعين، وإذا به لا بد أن يكون مرويا بالسند، وهذا السند إما أن يصح، أو لا يصح، فإن صح السند، فلا يمكن الحكم على الحديث، أو الأثر بالصحة إلا من جراء علم الحديث، مصطلح الحديث. وإن لم يكن الإنسان مؤهلا لانتقاء الصحيح من السقيم واختياره والتفسير به، فإنه -بلا شك- سينسب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ما لم يقله، وسينسب إلى الصحابي ما لم يقله، وسينسب إلى التابعي ما لم يقله، ومن هنا يقع الإشكال، فلو أن يعني الأحاديث والآثار ميز صحيحها من سقيمها لتقلصت دائرة الخلاف إلى حدٍ كبير جدا؛ لأن ما لا يصح نسبته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو إلى صحابي، أو تابعي هو الذي يشكل كثيرا من الخلاف دائما.
فإذا نسب قول إلى الصحابي، فإنه يشكل رأيا من الآراء، لكن لو أن هذا القول، أو هذا الرأي عرف أنه غير صحيح، لأبعد من الساحة، ولما أصبح هناك توسيع لدائرة الخلاف، فعلى كل حال المفسر لا يستغني عن علم الحديث.
الفقيه لا يستغني عن علم الحديث، الفقيه هو الذي يقول للناس: هذا حلال، وهذا حرام، وافعلوا كذا، ولا تفعلوا كذا، والحكم في المسألة الفلانية كذا، والحكم في المسألة الفلانية كذا، فإذا كان هذا الفقيه حاطب ليل: لا يعرف صحيح الأخبار من سقيمها، فإنه -بلا شك- يحلل ما حرم الله، وسيحرم ما أحل الله، إذا لم يكن متبصرا بهذا الأمر، ومن هنا يقع الإشكال لكثير من مقلدة المذاهب، الذين الواحد منهم تجده يستدل بالحديث الضعيف، ويبني عليه أحكاما، ويبني على تلك الأحكام المستنبطة أقيسة يقيس عليها، وهكذا تجد أن ما بني على الباطل، فهو باطل، سلسلة متواصلة الحلقات. لكن لو أجهز على المسألة من الأصل، بحيث صح الأثر من حديث، أو غيره، فهو الذي عليه العمدة، لم يصح يستبعد، وترجع المسألة إما إلى أصلها، أو إلى حديث، أو أثر آخر. كذلك -أيضا- الأصولي يقعد قواعد أصولية، وهذه القواعد مستمدة من نصوص شرعية عدة، لكن هذه النصوص الشرعية، إما أن تكون من كتاب الله -جل وعلا- وهذا لا مجال للكلام فيه، وإما أن تكون من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو أثر عن صحابي، فبالتالي لا بد من النظر -أيضا- في صحة ذلك من عدمها. المؤرخ إذا لم يكن عارفا بطريقة تمييز الأخبار، فإنه -بلا شك- سينسب بعض الحوادث إلى أناس معينين، ولأضرب لكم مثالا على ذلك:
القصة التي تروى في تحكيم الحكمين: أبي موسى الأشعري، وعمرو بن العاص -رضي الله عنهما- تعرفون أن هذه القصة اشتهرت، وانتشرت عند الناس، وفيها نسبة الخديعة والمكر لصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- وحاشاهم من ذلك، حينما يقولون: إن عمرو بن العاص خدع أبا موسى الأشعري -رضي اله تعالى عنهما- حينما خلع الخاتم، وقال أبو موسى: أنا أخلع صاحبي، كما أخلع هذا الخاتم، وقال عمرو بن العاص: وأنا أثبت صاحبي كما أثبت هذا الختم، فكانت خديعة من عمرو بن العاص.
هذه القصة لا تصح، ولا تثبت، لكن انطلت على من؟ انطلت على الذين لا يميزون، لكن الصحيح هو ما رواه حصين ابن المنذر -رحمه الله تعالى- وهو أن الحكمين كليهما، اتفقا على خلع علي ومعاوية؛ لحقن دماء المسلمين؛ ولذلك يعني: من شواهد هذه القصة أن ما أحد لا معاوية ولا علي طالب بتحكيم ما اصطلح عليه الحكمان، كل منهما بقي في مكانه ورضي بما وقع تحت يده من الممالك.
وهذا هو أقوى شأنًا، وإلا لو كان -فعلا- الأمر كما صُوِّر من خلع أبي موسى لعلي، وإثبات عمر لمعاوية، لأصبح معاوية يطالب بنتيجة الصلح الذي اتفقا عليه، لكن لم يحصل شيء من المطالبة إطلاقا، وهذا دليل على صدق ما حكاه حبيب بن منذر.
وهذه الحكاية -كما يقول القرطبي -رحمه الله- في "العواصم"-: إنه رواها الدارقطني بسند صحيح.
¥(28/103)
فالمعوّل عليه في الأخبار حتى هو صحة الأسانيد من عدمها؛ ولذلك -أيها الإخوة- لا تعجبوا أن تجدوا في كتب التواريخ العجب العُجاب، والدواهي كثيرة، مثل قصة استباحة المدينة، فهي بهذه الصورة لا تثبت، ونعوذ بالله أن تثبت بهذه الصورة، يعني: ما بين وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين هذه الحادثة قيل: أقل من ستين سنة، وأصبح المسلمون يصلون إلى هذه الدناءة؟! هذا أمر بعيد.
تعرفون معنى الاستباحة؟ يعني: أصبحت المدينة مباحة، بحيث الرجل يمسك أي امرأة ويزني بها، يمسك أي مال ويأخذه، وأصبح الناس قد -يعني- اختلطت أنسابهم، وحصل -يعني- من حالة مثل ما يشبه الآن حالة استباحة الصرب للبوسنة.
نسأل الله السلامة من هذا، أن يقع من الناس في مثل ذلك الوقت، حتى وإن كان هناك من التنازع على الملك والحكم ما حصل، لكنه لا يصل -والعياذ بالله- إلى هذه الدرجة.
كذلك -أيضا- حادثة إحراق الكعبة، يعني: كأنها متعمدة من الحجاج بن يوسف في مقاتلته لعبد الله بن الزبير -رضي الله تعالى عنهما-، وأن الكعبة قد أُحرقت عن تعمد من قوات الحجاج بن يوسف، وهذا -يعني- لم يحصل بهذه الصورة التي تصورها كتب التواريخ.
والسبب أن هذه القصص والحكايات التي في تاريخ الأمة الإسلامية أكثر من افتعلها هم الروافض، وقصدهم من ذلك تشويه الدولة الأموية؛ لأن الدولة الأموية على ما فيها -يعني- من القصور، لكنها هي الدولة التي حققت الفتوحات الإسلامية العريضة في وقت مبكر من تاريخ الأمة الإسلامية.
ولابن كثير -رحمه الله- تعالى كلام جيد في "البداية والنهاية" وهو يذكر مآثر هذه الدولة، فيذكر أن القائد الفلاني في السند يفتح البلدان والأقاليم، والقائد الفلاني في بلاد الترك، والقائد الفلاني في بلاد الأندلس، والقائد الفلاني في كذا، والقائد الفلاني في كذا؛ فيذكر من نشرهم لدين الله -جل وعلا- ما يجعل فعلا الأعداء يأكل الغيظ قلوبهم، ويجعلهم يصوبون سهامهم نحو هذه الدولة؛ لتشويه سمعتها وإسقاطها.
ومعروف بأن العداء بين الدولة الأموية والروافض قائم على أشده.
فمن الروافض أبو مخنف، وهو راوية من رواة التواريخ، وعنده من القصص والحكايات الشيء الكثير.
ومن الروافض -أيضا- هشام بن السائب الكلبي، وهو من الروافض أيضا والأخباريين.
ومنهم رجل يقال له: عوانة، وغيرهم كثير، وكذلك -أيضا- الواقدي صاحب "المغازي" وهم كثرة، كلهم روافض وممن يضعون الأخبار.
فلو أن هذه الأخبار خضعت لمقياس النقد الذي عند أهل الحديث لذهب منها جملة، ولبقي لنا ما صح من تاريخ الأمة الإسلامية ناصعًا أبيضَ نقيًا.
ولذلك نقول: حتى المؤرخ لا يستغني عن علم الحديث، لا يستغني عن الإسناد، وكل ما لم يُرْوَ بالسند فهو مما ينبغي أن يُبْعَد.
وينبغي أن نعلم أن الإسناد من خصائص الأمة المحمدية التي فضلها الله -جل وعلا- على سائر الأمم.
ومن أوجه هذا التشريف والتكريم لهذه الأمة وجوب الإسناد الذي لم يوجد عند أمة من الأمم.
كذلك أيضا -أيها الإخوة- لو نظرنا للدعاة والمصلحين في تاريخ الأمة الإسلامية، نجد الغالب جدا منهم ممن برزوا في علم الحديث:
أولهم الإمام أحمد -رحمه الله- الذي وقف في وجه الفتنة المعروفة، ثم مَن تتلمذ عليه، ومن كان في عصره، أئمة، ومن كان قبل ذلك.
شعبة مَن هو؟ محدث، سفيان الثوري مَن هو؟ محدث، عبد الرحمن بن مهدي مَن هو؟ محدث، الإمام مالك مَن هو؟ محدث، عبد الله بن المبارك الإمام المجاهد مَن هو؟ محدث، الشافعي -رحمه الله- مَن هو؟ محدث، إسحاق بن راهويه محدث، أبو بكر بن أبي شيبة محدث، البخاري محدث، مسلم محدث، أبو داود، الترمذي، النسائي، ابن ماجه، ابن خزيمة، ابن حبان، الحاكم.
كل هؤلاء الأفذاذ، وغيرهم وغيرهم كثير كلهم محدثون، وهم ممن نشروا العلم في صفوف الناس، وهم ممن من وقفوا أيضا في وجه أي مبتدع وضالٍ منحرف عن الطريق السوي.
فتجد الواحد منهم -مع بروزه في علم الحديث- إلا أنه له المشاركة في فنون أخرى؛ فالبخاري -رحمه الله- هو الذي ألف "خلق أفعال العباد" في بيان وجه الحق في مسألة اللفظ، وهل أفعال العباد مخلوقة أو غير مخلوقة؟.
الإمام أحمد -رحمه الله- هو الذي -يعني- نقل عن ابن عبد الله كتاب السنة الذي يعتبر أصلا من الأصول.
ابن أبي عاصم من قمة المحدثين، وهو صاحب كتاب "السنة".
¥(28/104)
ابن خزيمة -رحمه الله- هو صاحب كتاب "التوحيد".
ابن منده -رحمه الله- هو صاحب كتاب "الإيمان".
وغيرهم كثير، كلهم ممن ألف في هذا العلم وفي علوم أخرى.
أيضا لو نظرنا للواحد منهم، فنجده لم يقصر نفسه على علم الحديث مجردا، هكذا مجرد نقل للأحاديث؛ بل تجد الواحد منهم يُعْنَى بالناحية الفقهية، ولذلك ينبغي لطالب العلم أن يجمع بين الحديث والفقه، ومتى ما جمع الإنسان بين الحديث والفقه فإنه يصبح -يعني- آية من الآيات في العلم، وفي قوة الحجة.
فبلا شك أن من طلب علم الحديث -كما يقول الشافعي -رحمه الله-: "قويت حجته" وأي حجة أقوى من أن تُذكر مسألة من المسائل للإنسان فيقول فيها بآية أو حديث؟ بخلاف إنسان يُعمل رأيه، والرأي قد يصيب وقد يخطئ، لكن الذي معه أثارة من العلم فبلا شك أن حجته أقوى من حجة غيره.
لو نظرنا -مثلا- للبخاري -رحمه الله- فهو من قمم المحدثين، لكن مع ذلك كتابه حافل باستنباطات فقهية دقيقة شكلت مذهبا مستقلا للبخاري، بحيث إذا ذُكرت مسألة من المسائل قيل: وقول البخاري فيها كذا وكذا، وتجد قول البخاري مستندا إلى حديث أو أثر. يظهر هذا واضحا من تبويباته الفقهية الموجودة في كتابه "الصحيح".
وغير البخاري كثير من الأئمة الذين برزوا في هذا الجانب؛ لكن ذكرت البخاري لأن كتابه متداول في أيدي الناس، وهذه الخصلة واضحة في كتابه جدا.
بقي أن أشير إلى أن هناك من يحتقر المحدثين، والسبب الصراع الدائم أحيانا بين الفقهاء وبين المحدثين، وأقصد بالفقهاء: الذين يطلبون الفقه للفقه مجردا عن الدليل، وهو الفقه المذهبي، فمثل هؤلاء تجدهم أحيانا يصتنعون بعض الحكايات والأخبار التي فيها ازدراء للمحدثين؛ بحجة أن المحدث إنما هو كالصيدلي الذي يُحضّر الدواء، لكن الفقيه هو الفقيه الذي كذا وكذا و كذا، ويبدءون يذكرون من مآثر الفقهاء.
والحقيقة أن إحداث مثل هذا الصراع بين المحدث والفقيه هو خاضع لشيء من الهوى، وإلا الإنسان المنصف يعرف أنه لا غنى للفقيه عن الحديث، ولا غنى -أيضا- للمحدث عن الفقه.
فما هي الثمرة من رواية الأخبار؟ هل هي مجرد -مثلا- حفظ أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- فقط؟ لا، لا بد له من ثمرة، والثمرة تتمثل في العمل الذي ينبني على هذه الأحاديث والآثار المروية.
العمل مسألة تستنبط، حكم فقهي يذكر، مسألة ترد يحتاج الأمر فيها إلى أن يعرف الحكم فيها: هل هو حلال أو حرام؟ وهل يفعل الإنسان كذا أو يفعل كذا؟ كل هذا مربوط بهذا المتن المروي بذلك الإسناد.
فينبغي لنا أن ندع جانبا كل هذه الترهات التي تذكر في النزاع بين الفقهاء والمحدثين، ونعرف أنه لا بد لنا أن نربط الفقه بالحديث، ففقيه يتنحى عن الحديث نقول له: أنت على جانب من الخطأ، ومحدث يتنحى عن الفقه نقول أيضا: أنت على جانب من الخطأ، لكن خطأه ليس كخطأ الآخر، لماذا؟ لأن الآخر يتكلم في مسائل بحلال أو حرام، والكلام في أمور الشرع بحلال أو حرام هو من التقول على الله -جل وعلا-.
فإما أن يكون الإنسان مستندا على أثر صحيح، فبالتالي يكون قوله هذا له من الوجاهة ما له، وإما أن يكون غير مستند على شيء، فهذا يُخْشَى عليه أن يكون داخلا في قول الله -جل وعلا-: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ
والذي يريد أن يقول على الله بعلم لا بد أن يكون هذا العلم مستندا إلى كتاب الله -جل وعلا-، أو ما صح من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
يحكون فيما يحكون، يعني مثلا: أن بعض المحدثين جاءته امرأة تسأل عن بئر وقعت فيها دجاجة، فهل ماء تلك البئر طاهر أم نجس؟ فحاد المحدث عن الجواب بقوله: ويلكِ، كيف سقطت الدجاجة في هذه البئر؟ ألا غطيتيها!
وكان هناك أحد الذين برزوا في الفقه حاضرا، قال: فعلمت أنها حيدة، فأخذت المرأة، وقلت لها: الحكم فيها كذا وكذا.
فيقولون: هذا دليل على أن المحدثين لا يعرفون فقط سوى الرواية، ولا يعرفون الفقه، يصنعون مثل هذه الحكايات للتشنيع على أهل الحديث، وكما قلت لكم: العاقل ينبغي أن يربأ بنفسه عن مثل هذه الأمور.
¥(28/105)
وهذه الحكاية لا تصح؛ لأنها حُكِيَت عن إمام من الأئمة له كتاب في الفقه، وهو يحيى بن محمد بن صاعد -رحمه الله تعالى-، فهو فقيه.
لكن الخطيب البغدادي -رحمه الله- حينما ذكرها دافع عن يحيى بن صاعد، قال: هو -يعني- لو على فرض أنها صحت، فيعتبر -رحمه الله- تورع في الحكم في هذه المسألة؛ لأنها مسألة خلافية، فلم يُرِد أن يتكلم فيها، وهو لم يترجح له أمر من الأمور في هذه المسألة، مع العلم أنها من حيث السند لا تصح ولا تثبت.
نقوم بمراجعة سريعة لما أخذناه بالأمس، مع استدراك ما يحتاج إلى استدراك.
فمَن من الإخوة يذكر تعريف الخبر؟
طيب، هذا تعريف -يعني- هو المختار، وليس هناك تعريف آخر؟
أي نعم، إذن نقول -بادئ ذي بدء-: اختُلِفَ في تعريف الخبر، فقيل: هو مرادف لأي شيء؟ للحديث، وهذا يضطرنا إلى أي شيء؟ إلى تعريف الحديث، فما هو تعريف الحديث حتى نعرف تعريف الخبر؟
تفضل ..
نعم، هو ما رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير، أو صفة خِلْقية أو خُلُقية، أو سيرة، أو كما -يعني- أضاف أحد الإخوة بالأمس ما كان من هم.
المهم، كل ما يُنقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في جميع أحواله.
ما دمنا عرَّفنا الحديث، إذن نستطيع من جراء ذلك أن نُعرِّف الخبر.
فعلى القول الأول -كما ذكر الأخ-: الخبر مرادف لتعريف الحديث، بمعنى: أن الخبر والحديث بمعنى واحد، فهل هناك من تعريف آخر؟
تفضل ..
بمعنى؟ يعني أيهما أعم: الحديث أو الخبر؟ الخبر أعم من الحديث، فمعنى ذلك أن كل حديث خبر، ولا عكس؛ فالخبر قد يكون حديثا، وقد يكون قولا لأي إنسان كائنا من كان.
طيب، هل هناك قول آخر؟
كل خبر حديث؟ لا، هذا القول ما قيل، لكن قيل القول، وهو الذي -يعني- أردت أن استدركه، وهو أن الخبر بعكس الحديث؛ فالحديث ما يُرْوَى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والخبر ما يروى عن غير النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهذه ثلاثة تعاريف:
التعريف الأول: هما بمعنى واحد.
والتعريف الثاني: أن الخبر أعم من الحديث؛ فكل حديث خبر، وليس كل خبر حديثا.
والمعنى الثالث: عكس الحديث، فالحديث ما يُرْوَى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والخبر ما يُرْوَى عن غير النبي -صلى الله عليه وسلم.
تطرقنا كذلك إلى تعريف أي شيء؟ الأثر، فمَن من الإخوة يعرف الأثر؟
نعم .. له تعريفان. . أي نعم، أحسنت، بارك الله فيك.
فالأثر له تعريفان:
التعريف الأول: قيل: هو مرادف للحديث، فيمكن أن نقول للأثر: حديثا، ويمكن أن نقول للحديث: أثرا.
والقول الثاني: إنه مغاير للحديث، فالحديث ما يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والأثر ما يُرْوَى عن من؟ عن الصحابة والتابعين.
و. . نعم. .
نعم، عند المحدثين، عند جمهور المحدثين الأثر بمعنى الحديث، فيمكن أن تقول للحديث: أثرا، ويمكن أن تقول للأثر: حديثا.
لكن عند الخراسانيين هم الذين قيدوا الأثر بما يروى عن الصحابة والتابعين.
بعد ذلك ذكرنا أن الحافظ ابن حجر -رحمه الله- قسم الخبر إلى قسمين: فما كان له طرق محصورة وما ليس له طرق محصورة، وهذا يستدعينا إلى تعريف الطرق، فما هي الطرق؟
الطرق: الأسانيد، وبالتبع أيضا سنضطر إلى تعريف الإسناد، وهذا ما تطرقنا له بالأمس، ونستدركه في هذا اليوم إن شاء الله.
فالإسناد ذكروا له تعريفين:
التعريف الأول: هو ما ذكره الحافظ في شرح النخبة، وهو حكاية طريق المتن، قال: "الإسناد: هو حكاية طريق المتن" بمعنى: أنه عزو الحديث إلى قائله مسندا، فإذا كان قائل الحديث هو النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الصحابي أو التابعي.
فإذا ذكرنا ذلك القول بالإسناد، كأن يقول البخاري -مثلا-: حدثنا علي بن المديني، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقاص الليثي، عن عمر بن الخطاب: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إنما الأعمال بالنيات. . إلى آخر الحديث.
فهنا يقال: إن البخاري أي شيء؟ أسند الحديث.
فالإسناد هو عزو الحديث إلى قائله، وهو النبي -صلى الله عليه وسلم- مسندا، يعني: بذكر رجال الإسناد.
فهذا معنى كلام الحافظ -رحمه الله- حينما قال: "حكاية طريق المتن" أي: عزو الحديث إلى قائله مسندا، هذا هو التعريف الأول.
¥(28/106)
والتعريف الثاني: يعني هو مشابه لهذا، قالوا: "هو سلسلة رجال الإسناد الموصلة إلى المتن". فسلسلة الرجال هؤلاء يقال لها: الإسناد.
وبهذا التعريف الثاني يكون تعريف الإسناد والسند بمعنى واحد، فالسند: هو سلسلة الرجال الموصلة إلى المتن.
ونحتاج -أيضا- إلى تعريف المتن، يعني حتى يكون الجميع على دراية بهذه المصطلحات، فالمتن ما هو؟ قالوا: "المتن: هو ما ينتهي إليه السند من الكلام".
فالحديث الذي ذكرته قبل قليل: البخاري، عن علي بن المديني، عن سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة، عن عمر بن الخطاب، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، الآن انتهى السند، انتهى إلى أي شيء؟ إلى كلام، هذا الكلام هو المتن، فالمتن هو ما ينتهي إليه السند من الكلام.
أي نعم، يعني ما دام أن الحديث ذُكِرَ بالإسناد على ما في الإسناد من العلل، سواء كان الإسناد مرسلا، أو معلقا، أو مدلسا، أو مرسلا إرسالا خفيا، أو معضلا، إلى غير ذلك من علل الإسناد التي سيأتي الحديث عنها -إن شاء الله- فيما بعد، هذه لا تقدح في تعريف الإسناد، ولكنها تقدح في صحة الحديث كما سيأتي -إن شاء الله-.
بعد ذلك -أيضا- ذكرنا تعريف الخبر الذي ليس لطرقه حصر، وقلنا: إن الذي ليس لطرقه حصر ما هو؟ المتواتر، فما هو تعريف الخبر المتواتر؟
نعم. .
أحسنت، بارك الله فيك، هو ما رواه جمع كثير عن جمع بحيث تحيل العادة تواطؤهم على الكذب، وإسناده إلى شيء محسوس، وأيضا ذكروا أنه يفيد العلم، والعلم على ما سيأتي -إن شاء الله- الكلام فيه، هل هو يفيد العلم الضروري أو يفيد العلم النظري.؟
فمن هذا التعريف نأخذ للمتواتر كم شرط؟ خمسة شروط:
الشرط الأول: الجمع الكثير.
الشرط الثاني: أن يكون هذا الجمع في كل طبقة من طبقات الإسناد.
الشرط الثالث: أن تُحيل العادة تواطؤهم على الكذب.
والشرط الرابع: أن يسوده إلى شيء محسوس.
والشرط الخامس: إفادته للعلم.
وذكرنا بعض هذه الشروط، وبعضها يحتاج إلى استدراك بعض الشيء الذي لم يذكره في الليلة البارحة.
فأول شرط وهو مسألة العدد، ما رواه جمع، هذا الجمع هل له حصر بعدد معين، أو ليس له حصر؟
هذه مسألة -كما أشار إليها الحافظ ابن حجر في شرحه للنخبة- أنهم اختلفوا فيها؛ فمنهم من شرط عدد الأربعة، ومنهم من قال: خمسة، ومنهم من قال: عشرة، ومنهم من قال: اثنا عشر، ومنهم من قال: عشرون، ومنهم من قال: أربعون، ومنهم من قال: سبعون.
وكل منهم يحاول أن يتلمس لنفسه دليلا يستدل به، فمثلا الذين قالوا: العدد اثنا عشر، قالوا: إن الله -جل وعلا- ذكر أن الأسباط الذين اختارهم موسى عددهم اثنا عشر وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا
وأما الذين ذكروا عدد الأربعين، فاستدلوا بأن العدد الأربعين هم الذين لا تقوم الجمعة إلا بهم، طبعا على الرأي الذي يرى هذا الرأي.
الذين قالوا بعدد السبعين ذكروا الآية التي ذكرتها قبل قليل: وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا
ومنهم من زاد عن ذلك، وقال: لا بد أن يكون عددهم أكثر من ثلاثمائة رجل، واستدلوا بعدد أهل بدر.
المهم أنه -يعني- من خلال هذه الاستدلالات يظهر لنا ضعف اشتراط العدد، وهناك -يعني- من اختار القول بعشرة كالسيوطي في "تدريب الراوي" ومنهم من رجح عدم اشتراط العدد كالحافظ ابن حجر هاهنا، وقال: الصواب أنه لا يُشترط عدد معين.
فقد يأتيني حديث يرويه عشرون رجلا، وحديث آخر يرويه خمسة من الرجال، لكن الحديث الذي رواه خمسة يفيدني علما أكثر مما يفيدني الحديث الذي رواه عشرون.
وهذا يختلف باختلاف الأشخاص الناقلين للحديث، فلو أن حديثا جاءني من خمسة طرق، وهذه الطرق كلها من أصح الأسانيد، فبلا شك أنه يفيدني علما أكثر مما لو جاءني حديث آخر من عشرين طريقا كل واحدة من هذه الطرق فيها ضعف، بلا شك أن ذاك يفيدني علما أكثر مما أفادني هذا الذي أكثر عددا، لكنه يختلف من حيث نوعية رجال الإسناد.
¥(28/107)
فلذلك اشتراط العدد -في الحقيقة يعني- من شرطه فهو غير مصيب في اشتراطه، حتى السيوطي حينما اشترط عدد العشرة هو أخل بهذا الشرط في كتابه "الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة" لأنه هو ممن حاول جمع الأحاديث المتواترة، ولكنه أخل بهذا الشرط في كتابه، فجمع بعض الأحاديث التي هي دون العشرة، وادعى فيها التواتر.
فهذا بالنسبة لمفهوم الكثرة.
يأتينا بحث آخر، وهو البحث في رجال الأسانيد للحديث المتواتر، هل يُشترط في الحديث المتواتر أن ننظر في رجال سنده أو لا يشترط؟
الحقيقة -أيها الإخوة- يعني كما أشار الحافظ هاهنا يقول: إن مبحث المتواتر ليس من مباحث علم المصطلح؛ لأنه ليس من مباحث علم الإسناد، فالمكان الأليق به هو كتب الأصول، أصول الفقه، وأما كتب المصطلح فالأليق ألا تبحث الحديث المتواتر.
هذا رأي الحافظ ابن حجر -رحمه الله-، والسبب أنهم نظروا، فوجدوا أن المحدثين القدامى لم يتكلموا عن المتواتر إطلاقا، وأول من عُرف أنه تكلم عن الحديث المتواتر من أهل الحديث هو الخطيب البغدادي، والخطيب البغدادي يعتبر متأخرا نوعا ما، فهو متوفى في سنة أربعمائة وثلاث وستين للهجرة.
أما قبل الخطيب البغدادي فلم يتكلم المحدثون عن الحديث المتواتر، ولعل هذا يذكرنا بما قلت لكم ليلة البارحة من أن تقسيم حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى متواتر وآحاد، أن هذا أمر حادث بعد ظهور الفرق المبتدعة.
وأما علماء الحديث فلم يكونوا يعرفون هذا التقسيم، وإنما كانوا ينظرون في الإسناد، فمتى ما صح الحديث فيتلقونه بالقبول، ولا يجوز لإنسان -كائنا من كان- أن يتخلف عن العمل بذلك الحديث إلا بحجة بينة، حجة علمية، إما أن يظهر له في هذا الحديث علة قادحة تقدح فيه، حتى وإن كان الحديث صحيحا عند قوم، لكنه هو يرى عدم صحته، أو يرى أن الحديث -مثلا- منسوخ، أو غير ذلك من العلل التي تعتبر حججا علمية في رد ذلك الحديث، أو عدم العمل بذلك الحديث.
أما أن يكون الرد مبنيا على الهوى، وحجج عقلية، فهذا -في الحقيقة- ليس هو المنهج الذي كان عليه أئمة الحديث -رحمة الله عليهم.
نعود الآن إلى الكلام في مبحث الرجال، قالوا: هل يُبحث في رجال الأحاديث المتواترة أو لا يبحث؟
معظم الذين تكلموا في هذه القضية قالوا: لا يبحث في رجال الأسانيد، ولعل مقصدهم لا يبحث في ضبطتهم، وأما عدالتهم فلا بد من البحث فيها، وهذا إنما هو في الكلام على حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، والآثار الواردة عن الصحابة والتابعين.
لكن حينما نجدهم ينصون -وهذا يعني أمر مشهور في كتب الأصول- ينصون على أنه لا يُبحث حتى في العدالة.
بل إن ابن قدامة -رحمه الله تعالى- في كتابه "روضة الناظر في أصول الفقه" يعني قال: إنه لا يبحث حتى في إسلامهم، حتى اليهودي، حتى اليهود والنصارى -يعني- يمكن أن يقبل الخبر الذي يذكرونه، لكن بالشرط الذي يدندنون حوله دائما، وهو إحالة العقل أو العادة تواطؤهم على الكذب، ما دام أن العادة أحالت تواطؤهم على الكذب فهذا يكفي عندهم.
فمن هنا -أيها الإخوة- ندرك أنهم حينما يتكلمون مثل علماء الأصول، يتكلمون عن الخبر أي خبر، ولا يتكلمون عن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإنما أدخلوا حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتبع على أنه خبر من جملة الأخبار.
لكن ما دام أنهم تكلموا عن هذه المسألة من هذه الحيثية، بحيث لم يشترطوا حتى الإسلام، فيمكن أن يقبل خبر اليهود والنصارى وما إلى ذلك، فنعرف أنهم تأثروا بالمباحث الكلامية التي وردت في الكتب اليونانية التي عُرِّبت في أول الدولة العباسية في عهد أبي جعفر المنصور، واستفحل أمرها في عهد الخليفة المأمون.
هذه الكتب هي التي أدخلت البلاء على المسلمين، ومن هنا دخل ما يسمى بالتواتر، وإلا ما كانوا يعرفون هذا المبحث؛ بدليل أنهم -يعني- يتكلمون عن أنه لا يشترط في الخبر مسألة الديانة، فيمكن أن يكون يهوديا، يكون نصرانيا، مسلما، بوذيا، أيا كان بهذا الشرط، وهو إحالة العادة تواطؤهم على الكذب.
ويمثلون على هذا بمثال، فيقولون مثلا: إن صلب عيسى لا يمكن أن يعتبر متواترا، حتى وإن كان الذي يذكره من النصارى عدد غفير جدا يزيد على الملايين، فهذا لا يمكن أن يكون متواترا، لماذا؟
قالوا: لأن العادة لا تحيل تواطؤهم على الكذب، كيف؟
¥(28/108)
قال: لأن الخبر في أصله يعتبر آحادا، فإذن هذا لا يتحقق فيه شرط التواتر.
من هنا -يعني- يمكن أن نأخذ ما يترجح، وهو أنه لا بد من النظر في عدالة رجال الأسانيد التي تروى بها الأحاديث المتواترة، فلربما جاءنا حديث مثلا من مائة طريق، لكن هذا الحديث كل طريق من هذه الطرق نجد فيه راويا كذابا أو متهما بسرقة الحديث.
وأشير هنا إلى مسألة سرقة الحديث، وهي مسألة مهمة، فهناك كثير من الرواة الذين يضعون الحديث نجد في تراجمهم التهمة بسرقة الحديث، فيكون هناك حديث من الأحاديث يرويه راوٍ واحد في الأصل، وهذا الراوي مُضَعَّف.
لكن لأجل أن هذا الحديث يناسب أهواء بعض الفرق المبتدعة -مثلا- كالروافض، فتجد أنهم ينشطون، فيكثر رجالهم الذين يروون هذا الحديث عن شيخ ذلك الراوي الضعيف، فلربما جاءنا مثلا مائة، كلهم يروون هذا الحديث عن شيخ ذلك الراوي الضعيف، لكن لو نظرت في كل واحد من هؤلاء المائة، فإما أن تجده مجهولا لا يُعرف، وإما أن تجد العلماء يتكلموا عن أنه يسرق الحديث.
معنى سرقة الحديث أنه فعلا لم يسمع هذا الحديث من ذلك الشيخ، ولكنه عرف أن ذلك الراوي الضعيف قد حدث بهذا الحديث عن ذلك الشيخ، فنسبه لنفسه، فزعم أنه يرويه -أيضا- عن ذلك الشيخ، بمعنى: أنه تابع ذلك الراوي الضعيف، وبهذه المتابعات يمكن أن يتقوى الحديث.
فعلماء الحديث كانوا حذرين جدا من مثل هذا التصرف، ولعل -يعني- الذي يريد مثالا على هذا يراجع كلام مثل ابن حبان وابن عدي والعقيلي وابن الجوزي على حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها
فهذا الحديث مداره على أبي معاوية، وهو محمد بن خازم الضرير، يرويه عن الأعمش، لكن من الذي رواه عن أبي معاوية؟
رواه راوٍ اتهمه بعض العلماء بالكذب ووضع الحديث، ويقال له: أبو الصلت عبد السلام بن صالح، فهذا الراوي هو بلاء هذا الحديث.
ثم جاء الروافض، فسرقوا هذا الحديث من أبي الصلت، هذا وكلهم يزعم أنه يروي هذا الحديث عن أبي معاوية محمد بن خازم، واجتمع من هذا العدد كم كثير، حتى إن بعضهم هو شيخ ابن جرير الطبري.
فيذكر ابن جرير الطبري يقول: حدثني فلان عن أبي معاوية، ثم يذكر ابن جرير يقول: فلان هذا لا أعرفه، شيخك يا ابن جرير ولا تعرفه!! كيف تروي عن شيخ لا تعرفه؟!
نقول: نعم؛ ولذلك هذا هو الذي يدعو دائما من يتحفظ في مسألة الجهالة إلى التحفظ هو أن هناك من المجاهيل من قد يسرق الحديث من راوٍ آخر، أو لا تُعرف عدالته، أو حتى ضبطه، فهذا الذي يدعوهم إلى عدم قبول أحاديث المجاهيل.
فإذن، من هنا نستخلص أنه لا بد من معرفة -على الأقل- عدالة الرواة الذين يروون تلك الطرق.
أما الضبط فيمكن أن يُتسامح فيه؛ لأنه إذا جاءنا الحديث من طرق متعددة، فكل واحدة من هذه الطرق تؤيد الأخرى وتعاضدها، فيتقوى الحديث بمجموع هذه الطرق، فإذا كثرت كثرة ظاهرة بلا شك أن الحديث يفيد العلم في هذه الحال.
هناك -أيضا- الشرط الثاني، وهو أن تكون الكثرة في جميع طبقات السند، ذكرنا ما على هذا الشرط من المؤاخذة، وهو أن إحدى طبقات السند هي طبقات الصحابة، والصحابة -رضي الله تعالى عنهم- يجب ألا يخضعوا لمثل هذه القيود، وبخاصة ما يقال من إحالة العادة تواطؤهم على الكذب؛ لأنه لا يتصور في الصحابة أن يكونوا كغيرهم من رواة أي خبر من الأخبار.
فالصحابة -رضي الله تعالى عنهم- معدلون بتعديل الله -جل وعلا- ونبيه -صلى الله عليه وسلم- لهم، فإذن هم فوق مثل هذا التعريف.
فمن اقتنع بمسألة التواطؤ فينبغي أن يُنَحِّي الصحابة عن هذه اللفظة المستبشعة، وهي أن يقال إن هذه اللفظة أيضا يمكن أن تشمل حتى الصحابة، حتى وإن كان -يعني- بحثهم يشمل حتى صحابة، لكن نحن يجب أن نكون حذرين من الانزلاق في مثل هذه المتاهات.
أما الشرط الذي يليه، وهو أن يفيد خبرهم الحس، أو أن يكون مصدر خبرهم الحس، فكما قلنا في الليلة البارحة يقصدون بالحس ما كان مستندا إلى أحد الحواس الخمس: إما السمع، أو البصر، أو الذوق، أو اللمس، أو الشم، أو ما إلى ذلك.
والكلام هنا عن أي خبر يرد، لكن أما الحديث النبوي فإنما يكون ببعض الحواس لا فيها كلها.
¥(28/109)
وذكرت لكم أنهم يمثلون على هذا بمثل الأمور العقلية، يعني: التي يخرجونها من التواتر، كمثلا أي نظرية يقتنع بها مثلا الفلاسفة، أو مثلا العلماء الغربيين في هذا العصر، فما كان مستندا إلى العقل فهذا يخرجونه تماما من مبحث التواتر، فيقولون: لا بد أن يكون مستند خبرهم الحس.
رأيت بعضهم مَثَّل بمثال لعله يكون مقربا لهذه المسألة، هذا المثال يقول: إن أبا عوانة -وليس هو صاحب المسند، وإنما هو الوَضَّاح بن عبد الله اليشكري، أحد العلماء الثقات المتوفى في حدود سنة ثمانين للهجرة- أبو عوانة هذا كان مملوكا لرجل -إن لم تخطئني الذاكرة فاسمه يزيد بن عطاء-، وكان أبو عوانة معروفا بسعة العلم، وهو من مشاهير المحدثين، وكان محبوبا لدى العامة.
ففي الحج رأى أبو عوانة سائلا يسأل، فلحقه وأعطاه دينارا، فلما أعطاه هذا الدينار -يعني- وقع هذا الدينار من هذا السائل موقعا، ثم قال: والله لأخدمن أبا عوانة اليوم خدمة -يعني كان يقول- لا تضاهيها خدمة، فوقف على طريق الحجاج حينما انصرفوا من عرفة، وكلما مر عليه أناس قال: يا أيها الناس، اشكروا ليزيد بن عطاء صنيعه. قالوا: وما ذاك؟ قال: إنه أعتق أبا عوانة.
فكل من مر عليه قال له هذا القول، فأصبح الناس يأتون إلى يزيد بن عطاء ويشكرونه ويثنون عليه، وهو يقول لهم: أنا لم أعتقه، أنا لم أعتقه، فلما كثر عليه العدد قال: والله لا أخيب أمل هؤلاء الناس. فأعتق أبا عوانة.
الذي -يعني- أورد هذا المثال كمثال عن هذه القضية يقول: إن هؤلاء الناس -برغم كثرتهم- لا يعتبر قولهم هذا متواترا في أصله، لماذا؟ قالوا: لأن مستند خبرهم ليس هو الحس، هم لم يقولوا لهذا الرجل: ما الذي أدراك؟ هل سمعت؟ أو حتى هم هل سمعوا يزيد بن عطاء حينما أعتق أبا عوانة؟ لا، لم يكن مستند خبرهم الحس؛ وإنما الخبر في أصله فيه ما فيه مما يقدح في هذا الشرط.
فلعله -إن شاء الله- بهذا المثال يكون قد وضح.
بقي في الكلام على المتواتر أن نتكلم على أقسامه، فهل للمتواتر أقسام؟ ذكروا له أقساما، لكن من أهمها قسمان:
فأول هذين القسمين المتواتر اللفظي، والثاني المتواتر المعنوي.
قالوا في المتواتر اللفظي: "هو ما تواتر لفظه ومعناه". وليس معنى قولهم: "ما تواتر لفظه ومعناه" أن يكون اللفظ منقولا حرفا بحرف كما ينقل إلينا كتاب الله -جل وعلا-، لا؛ وإنما المقصود الإتيان بألفاظ متقاربة تؤدي إلى نفس ذلك المعنى، وتشعر بأن الحديث هو نفس الحديث، حتى وإن كان هناك اختلاف في بعض الألفاظ، ويمثلون لهذا بحديث: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
فالحديث ورد بهذا اللفظ، وورد بألفاظ متقاربة مثل قوله -صلى الله عليه وسلم-: من تَقَوَّل علي ما لم أقله فليتبوأ مقعده من النار
فالحديث هو الحديث، وإن كان فيه شيء من اختلاف اللفظ، لكن هذا لا يؤثر عندهم، فيقولون: هذا هو المتواتر اللفظي، وهذا هو الأصل، وهو الأقوى.
أما النوع الثاني: وهو المتواتر المعنوي، فيمثلون له بأحاديث رفع اليدين في الدعاء، فيقولون: لو نظرنا في كل واحد من هذه الأحاديث لا نجده ينطبق فيه أو تنطبق عليه شروط التواتر، لكن لما جاءنا -مثلا- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة بدر مثلا رفع يديه إلى السماء يدعو الله -جل وعلا-: اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تُعْبَد بعدها في الأرض أبدا. حتى سقط الرداء من على منكبه، وأبو بكر -رضي الله عنه- يناشده ويقول: يا رسول الله، كفاك مناشدتك ربك. .
هذا الحديث يفيد أي شيء؟ يفيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رفع يديه بالدعاء، يرفع يديه حال الدعاء.
طيب. . هذا حديث.
الحديث الآخر مثلا: حينما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب على المنبر جاء رجل، ثم قال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فطلب من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يستسقي، فرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- كما يقول أنس- يديه حتى رُئِي بياض إبطيه، فدعا الله -جل وعلا-: اللهم اسقنا غيثا مغيثا. . إلى آخر الحديث.
فهنا هذا الحديث يفيدنا أي شيء؟ يفيدنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضا رفع يديه حال الدعاء.
¥(28/110)
وهكذا لو جمعنا الأحاديث المتعددة التي كل واحد منها يفيدنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رفع يديه في حال الدعاء، هذه الأحاديث في مجموعها تؤدي إلى ما يسمى بالتواتر المعنوي.
ففرق بين التواتر المعنوي، وفرق بين التواتر اللفظي، التواتر اللفظي الحديث هو الحديث نفسه، لكن المتواتر المعنوي لا، كل واحد من هذه الأحاديث مستقل عن الحديث الآخر، لكن بمجموعها وبضميمتها بعضها مع بعض تؤدي إلى هذا التواتر الذي أشرنا إليه.
بقي أن أشير إلى مسألة -يعني- من المسائل التي ذكروها، وأُنَبِّه عليها، وهي أن بعضهم اشترط أن يكون كل واحد، أن يكون الخبر ليس فقط متواترا في أصله، ثم نَتَسَمَّح في باقي طبقات السند، بل قالوا: لا بد أن يكون متواترا عن كل راوٍ من الرواة، كيف؟
قال: إذا كان -مثلا- الحديث رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عشرة من الصحابة، فلا بد أن يكون كل واحد من الصحابة -أيضا- الحديث متواترا عنه.
فإذا كان -مثلا- الحديث مرويا عن أنس وأبي هريرة وابن عمر، إلى غير ذلك، فنأتي -مثلا- لأنس، لا بد -على الأقل- أن يكون رواه عن أنس عشرة فأكثر ..
بقي أن أشير إلى مسألة يعني من المسائل التي ذكروها وأنبه عليها وهي أن بعضهم اشترط أن يكون كل واحد، أن يكون الخبر ليس فقط متواترًا في أصله، ثم نتسمح في باقي طبقات السند بل قالوا: لا بد أن يكون متواترا عن كل راوٍ من الرواة كيف؟ قال: إذا كان مثلًا الحديث رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عشرة من الصحابة فلا بد أن يكون كل واحد من الصحابة أيضًا الحديث متواترًا عنه.
فإذا كان مثلًا حديث مرويًا عن أنس وأبي هريرة وابن عمر إلى غير ذلك فنأتي مثلًا لأنس لا بد على الأقل أن يكون رواه عن أنس عشرة فأكثر، ثم هل يكفي هذا؟ قال: لا. كل واحد من هؤلاء العشرة أيضًا لا بد أن يكون رواه عنه عشرة، وهكذا.
فهذا القول قد قيل لكنه قول يعني مردود حتى وإن كان قال به بعضهم؛ لأن -أيها الإخوة- لو نظرت إلى كلامهم وبخاصة أهل الأصول في مبحث المتواتر ترون العجب العجاب يعني من الاختلاف والاضطراب في هذا.
فمثل هذا القول يعني يرد على صاحبه، ويبقى الأصل أن الالتفات إلى كل طريق من هذه الطرق فما دام أن الحديث ورد بطريق، ثم طريق أخرى، ثم طرق أخرى وهكذا بمجموعها تؤدي إلى ما أشرنا إليه من إحالة العادة تواطؤهم على الكذب وتفيد العلم إلى غير ذلك من الشروط فكفى هذا في إثبات التواتر.
ننتقل بعد هذا إلى القسم الثاني. أو الإشارة إلى رد الحافظ ابن حجر على من ادعى إحالة وجود الحديث المتواتر، فهناك من نظر في الشروط التي اشترطوها في الحديث المتواتر وقال: إنه بهذه الشروط لا يوجد حديث متواتر إطلاقًا فيعني رد من رد ومن جملتهم الحافظ ابن حجر بأن وجود الحديث المتواتر كثير، ومن أمثلة ذلك حديث: من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار
فهذا الحديث روي عن عدد كثير من الصحابة من جملتهم العشرة المبشرين بالجنة، وأوصلها بعضهم كابن الجوزي في مقدمة كتابه "الموضوعات" إلى حوالي ثمان وتسعين طريقة، وبعضهم زادها حتى أوصلها إلى قريب يمكن المائتين؛ لكن ليس كل طريق من هذه الطرق تعتبر صحيحة بل الذي صح، أو جاء في عداد المقبول من الصحيح والحسن حوالي ثلاثة وثلاثين طريقة، والبقية فيها أحاديث ضعيفة، وفيها أحاديث ساقطة وهالكة.
فالمهم أن هذا الحديث يعني تنطبق عليه شروط التواتر التي ذكروها، هل هذا الحديث فقط؟ لا. بل هناك عدة أحاديث أيضًا تؤدي، أو يمكن أن يطلق عليها وصف التواتر مثل أحاديث الحوض، ومثل أحاديث الشفاعة، ومثل أحاديث رفع اليدين في الصلاة وإلى غير ذلك من الأحاديث التي بعضهم أوصلها إلى مائة طريق، مائة حديث بل بعضهم زادها إلى حوالي ثلاثمائة، لكن قد ينازع في هذه الأحاديث على كثرتها يعني بعضهم قد لا يرى أن هذه الأحاديث تصل إلى درجة التواتر.
الحديث المشهور
والثاني المشهور، وهو المستفيض على رأي.
--------------------------------------------------------------------------------
المبحث الثاني الذي بعد هذا ما كانت طرقه محصورة، لكن حصرها بما فوق الاثنين يعني من ثلاثة فأكثر فهذا يسمونه المشهور كما عندكم في الكتاب في صفحة اثنين وستين قال:
¥(28/111)
فلو أردنا أن نأخذ تعريف الحديث المشهور يعني تعريفًا موجزًا يمكن أن نقول في تعريف الحديث المشهور: هو ما رواه ثلاثة فأكثر، ولم يصل إلى حد التواتر، ما رواه ثلاثة فأكثر ولم يصل إلى حد التواتر، فهذا هو الحديث المشهور عندهم.
ويقصد به المشهور الاصطلاحي، وهو الذي يعبر عنه أحيانًا بالمستفيض وإن كان هناك يعني بعض الاختلاف، أو يعني بعض الآراء في إطلاق المستفيض على المشهور بهذا التعريف فمنهم من قال: المشهور هو المستفيض فهما بمعنى واحد ومنهم من قال: لا، بل المستفيض ما استوى طرفاه يعني مثلًا يرويه ثلاثة من الصحابة، ويرويه عن هؤلاء الثلاثة ثلاثة من التابعين، وعن الثلاثة ثلاثة من أتباع التابعين ... إلى آخره. فهذا هو المستفيض.
والمشهور يمكن أن يكون مثلًا رواه ثلاثة من الصحابة، وعنهم رواه ستة من التابعين وعنهم رواه اثني عشر من أتباع التابعين، فهذا يقال له: مشهور؛ لأنه في الأصل رواه ثلاثة، وإن كان بقية طبقات السند زادت عن ذلك العدد فالاعتبار بالعدد الأقل دائمًا، هذا الحديث المشهور بهذه الصفة، وبهذا التعريف يسمونه المشهور الاصطلاحي بمعنى أن هناك حديث مشهور غير اصطلاحي فما هو الحديث المشهور غير الاصطلاحي؟
قالوا: الحديث المشهور غير الاصطلاحي يقصد به ما اشتهر على الألسنة ما اشتهر على ألسنة الناس لكن هؤلاء الناس على اختلافهم فمنهم العامة ومنهم المحدثون ومنهم الفقهاء ومنهم الأصوليون ومنهم اللغويون على اختلاف أنواعهم فمثلًا هناك بعض الأحاديث المشتهرة عند العامة مثل حديث: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده تجد يعني أي عامي مثلًا تؤذيه ولا شيء، يقول لك: يا أخي: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
هناك أحاديث مشهورة عند المحدثين مثل حديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قنت شهرًا يدعو على رعل وذكوان وعصية عصت الله ورسوله وهناك أحاديث مشهورة عند الفقهاء مثل حديث: أبغض الحلال إلى الله، أو عند الله الطلاق
وهناك أحاديث مشهورة عند الأصوليين مثل حديث عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه وهناك أحاديث مشهورة عند اللغويين مثل حديث "نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه".
بقي أن نشير إلى أن هذه الأحاديث سواء المشهور الاصطلاحي، أو المشهور غير الاصطلاحي لا يلزم منها الصحة فقد يكون صحيحًا، وقد يكون حسنا، وقد يكون ضعيفا، وقد يكون ضعيفا جدا، وقد يكون موضوعا، وقد يكون بنسبة المشهور غير الاصطلاحي لا أصل له.
ومن أمثلة ذلك المشهور عند اللغويين الحديث الذي أشرت إليه قبل قليل "نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه" هذا الحديث لا أصل له، بمعنى ليس له إسناد، ليس مرويًا في الكتب التي تروي الأحاديث بالأسانيد، وكذلك أيضًا مثل حديث " حب الوطن من الإيمان" هو مشهور عند العامة لكنه حديث لا أصل له هناك من أَلَّفَ في الأحاديث المشهورة، لكن في الأحاديث المشهورة على الألسنة.
وهناك من أشار إليها ضمنًا فابن قتيبة الدينوري -رحمه الله- في كتابه "تأويل مختلف الحديث" أشار في هذا الكتاب إلى هذه الأحاديث المشتهرة على ألسنة الناس، وذكر طرفًا منها فيعتبر هو أول من أشار إلى هذه الأحاديث المشتهرة.
لكن أول من علمناه صنَّف فيها تصنيفًا مستقلًا هو شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في كتابه الذي حققه الشيخ محمد لطفي الصباغ وهو مطبوع بعنوان: أحاديث يرويها القُصَّاص عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعضها عن الله -عز وجل- فهذه الأحاديث مشهورة عند طائفة من الناس، وهي وهم القصاص الذين يعظون الناس ويذكرونهم وهذه الأحاديث التي تكون عند القُصَّاص في كثير من الأحيان تكون لا أصل لها.
ثم بعد ذلك جاء الزركشي بدر الدين الزركشي وألف كتابًا في الأحاديث المشتهرة لكن أجود كتاب علمناه وصل إلينا هو كتاب "المقاصد الحسنة فيما اشتهر من الأحاديث على الألسنة" لمحمد بن عبد الرحمن السخاوي تلميذ الحافظ ابن حجر فهذا الكتاب يعتبر من أجود الكتب لكنه ضم عددًا ليس بالكثير إذا ما قورن بغيره.
¥(28/112)
فعدد أحاديثه بلغت ألفا وثلاثمائة وستا وخمسين حديثًا، رتبها على حروف المعجم، يعني الأحاديث التي تبتدئ بالألف وضعها في حرف الألف، والتي تبتدئ بالألف واحد وثمانون حديثًا رتبها يعني أيضًا على حروف المعجم؛ لأنه حاول أن يختصر كتاب السخاوي وزاد عليه بعض الأحاديث لكن ترتيب السخاوي أدق من ترتيبه، فهذا بالنسبة للأحاديث المشتهرة على الألسنة والتي هي نوع من الأحاديث المشهورة لكن دائمًا الحديث المشهور إذا أطلق فيراد به الحديث المشهور الاصطلاحي.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[20 - 09 - 09, 12:36 ص]ـ
2
الحديث العزيز
والثالثُ: العزيز، وليس شرطًا للصحيح خلافًا لمن زعمهُ.
--------------------------------------------------------------------------------
النوع الثالث من أنواع حديث الآحاد: لأن الآن يعني نحن كما قلنا سابقًا إن الخبر ينقسم إلى قسمين: متواتر وآحاد، المتواتر انتهينا منه وبدأنا في الآحاد، الآحاد أول أقسامه هو المشهور وثاني أقسامه ما يسمى بالعزيز.
والعزيز هو -ما روي- ما رواه راويان، ولو في طبقة من طبقات السند بمعنى لو أن حديثًا رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم -صحابيان اثنان، ثم عن هذين الصحابيين رواه مثلًا ثمانية من التابعين وعن الثمانية من التابعين رواه عشرون من أتباع التابعين وهكذا فهذا يسمى عزيزًا لماذا؟ لأنه في الأصل مروي عن صحابيين فقط، وإن كان بعد ذلك وصل العدد إلى ما هو أكثر من ذلك فهذا هو المقصود بالعزيز.
يقول الحافظ ابن حجر هنا: وليس شرطًا للصحيح خلافًا لمن زعم ذلك.
يقول: إن مجيء الحديث من طرق أخرى ليس شرطًا للصحيح فهناك إذن من قال: لا بد للحديث الصحيح أن يكون مرويًا من طريقين فأكثر أي أن الحديث المروي من طريق واحد حتى وإن كان صحيحًا لذاته لا يكون صحيحًا عند من زعم، أو من ادعى هذا الشرط.
وابن حجر هنا -رحمه الله- يرد على أحد المعتزلة، وهو أبو علي الجبائي هو الذي شرط هذا الشرط، وهذا الشرط هناك مَن دندن حوله من المحدثين مثال أبي عبد الله الحاكم ومثل أيضًا صاحب كتاب الناسخ والمنسوخ الحازمي، وغيره أيضًا لكن يعني الخلاف جار في فهم عباراتهم.
فمثلًا الحاكم هل اشترط مجيء الحديث من طريق أخرى حتى يوصف الحديث بالصحة، أو قصد أمرًا آخر؟ الإشكال جاء في عبارة الحاكم التي وردت فعبارته جاءت في كتابه "معرفة علوم الحديث" ويشير الحافظ ابن حجر في كتابة "النكت" إلى أن هذه العبارة أيضًا وردت في كتابه "المدخل" لكن هل هو "المدخل إلى الإكليل" أو "المدخل إلى الصحيح" أو غير ذلك كما ترون الأخ علي حسن عبد الحميد يقول: إنه بحث عن هذه العبارة في هذين الكتابين فلم يجدها للحاكم لكنها موجودة في "معرفة علوم الحديث".
العبارة يمكن أن يقال: إن الحاكم قصد بها وصف الصحابي لا وصف الحديث كيف نقول: يمكن أن تفهم عبارة الحاكم أنه قصد أن الصحابي الذي روى عنه الشيخان البخاري ومسلم لا بد أن يكون روى عنه راويان حتى يزول عنه اسم الجهالة، وكأن الحاكم يجري ما يجري على بقية الرواة يجريه أيضًا على الصحابة.
فعند المحدثين -كما سيأتي إن شاء الله معنا في مبحث الجهالة- أن الراوي الذي لا يروي عنه إلا راو واحد ولم يُوَثَّق من إمام معتبر يقال لهذا الراوي: مجهول العين، وإذا روى عنه أكثر من واحد اثنان، أو أكثر ولم يوثق فهذا يقال له: مجهول الحال يعني عينه عرفت لكن حاله لم تُعْرَف، فكأن الحاكم بهذا يجري هذا الكلام أيضًا على الصحابة، والصحابة مستثنون من هذا الكلام.
فمثلًا ما عرف بأن فلانًا صحابي ولو من طريق واحد يعني بمعنى أنه ما وصفه بهذا الوصف إلا واحد من التابعين فيطلق على ذلك الرجل صحابي، ويعتبر صحابيًا عند جمهور المحدثين حتى وإن كان هناك من خالف لكن الجمهور كلهم على هذا حتى البخاري ومسلم.
ولذلك نتعجب من عبارة الحاكم فعلى أي الوجهين لا يصح كلامه؛ لأنه الآن هو يتحدث عن صحيحٍ: صحيحي البخاري ومسلم، وهذا الكلام كله سواء كان وصفًا للحديث، أو وصفا للصحابي فهو غير متأت في الصحيحين إن كان وصفا للحديث فهناك أحاديث كثيرة في الصحيحين لم ترد إلا من طريق واحد.
¥(28/113)
ويعني أقوى الأدلة على هذا أول حديث وآخر حديث في صحيح البخاري فأول حديث في صحيح البخاري هو حديث إنما الأعمال بالنيات. .. وهو حديث فرد غريب لم يروه إلا عمر بن الخطاب، وآخر حديث في صحيح البخاري تعرفون ما هو؟ حديث كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم هذا الحديث لم يرد إلا من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- فأول حديث وآخر حديث هما حديثان غريبان، فإن كان المقصود وصف الحديث فهذا يعني: واضح بطلانه تمامًا، وإن كان المقصود أيضًا وصف الصحابي، فكم من الصحابة في الصحيحين لم يرو عنهم إلا راوٍ واحد.
فإذن هذا الكلام لا يمكن أن ينطبق لا على الصحابي ولا على الحديث لكن وضوح بطلانه في الحديث أكثر مما هو في الصحابي هناك من شرح صحيح البخاري كأبي بكر بن العربي ورد على هذه المقولة فزعم أن هذا الشرط لا بد أن يكون في الحديث بمعنى أن الحديث لا بد أن يكون مرويًا من طريقين فأكثر في الصحيحين، وحينما أورد عليه حديث إنما الأعمال بالنيات حاول أن يرد على هذا بحجة ماذا؟ بحجة أن حديث إنما الأعمال بالنيات لا يمكن أن يوصف بأنه حديث فرد لماذا؟ قال: لأن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حدث بهذا الحديث على المنبر، وكان هناك جمع من الصحابة حضور، وكلهم أقروه على الحديث فدل هذا على أن هذا الحديث ليس حديثًا غريبًا، وإنما هو حديث وارد عن كثير من الصحابة.
طبعًا يرد على هذا القول برد يعني سهل جدًا:
أولها: أنه لا يشترط أن يكون كل الصحابة الذين سمعوا الحديث من عمر بن الخطاب قد سمعوه من النبي -صلى الله عليه وسلم -فهل ورد لنا أن صحابيًا واحدًا أقر عمر بن الخطاب على ذلك السكوت لا يعني أنهم سمعوه هذا أمرٌ.
الأمر الآخر: لنتنازل مع الخصم ولنقل سلمنا لك أن هذا بنسبته لعمر بن الخطاب لكن من الذي روى عن عمر بن الخطاب الحديث رواه علقمة بن وقاص الليثي فقط، ولم يرد إلا من طريقه فهل يمكن أيضًا أن تقول هذا الكلام بالنسبة لعلقمة؟ ثم أيضًا من الراوي لهذا الحديث عن علقمة هو محمد بن إبراهيم التميمي فقط ولا يعرف إلا من طريقه، ثم من الراوي لهذا الحديث عن محمد بن إبراهيم التيمي هو يحيى بن سعيد الأنصاري وهو راوٍ واحد فقط فهذا يدل على بطلان كلام أبي بكر بن العربي.
وهذا يعني نستخلص منه خلاصة، وهو أنه لا يشترط للحديث الصحيح أن يكون عزيزًا بل إن هناك أحاديث صحيحة مما تلقتها الأمة بالقبول، وأجمع عليها علماء الحديث ولم يرد عن أحد منهم أنه طعن فيها إطلاقًا، وهي صحيحة مُسَلَّم بها عند العلماء مثل حديث إنما الأعمال بالنيات. .. وغيره من الأحاديث التي لم يطعن فيها أحدٌ من علماء الحديث، فإذًا ورود الحديث من طريق أخرى ليس شرطًا للصحيح.
وهذا ينقلنا إلى الأمر الآخر وهو الحديث الفرد والحديث الفرد، أو الحديث الغريب يحتاج إلى طول يعني لو دخلنا فيه سيأخذ علينا وقتًا، وأرى الوقت الآن يعني قد يطال فنكتفي بهذا الحد، وباقي الوقت نستغله للإجابة عن الأسئلة، وفي الليلة القابلة -إن شاء الله- نبدأ بالكلام على الحديث الفرد إن شاء الله.
س: يقول أحد الإخوة: ما الفرق بين العلم الضروري والعلم النظري؟
ج: هذا -إن شاء الله- سنأتي للكلام عليه حينما نأتي للحديث لخبر الآحاد المتحف بالقرائن وهل يفيد كذا، وهل يفيد كذا؟ يعني: أرجأت الكلام عليه -إن شاء الله- في ذلك الموضع.
س: أحد الإخوة يقول يعني يطالب بأن أعيد التعريف أكثر من مرة حتى يستطيع كتابته
ج: والله، الحقيقة يعني أنا راعيت هذا، وحاولت أن أترسل في كلامي ولا أستعجل، ومع ذلك إن شاء الله سأحاول أن أعيد التعريف أكثر من مرة، لكن إذا أحد مثلا منكم ما كتب ما في بأس يسأل، أو يقول: أعد، ما في مانع، أنا أتصور أنكم يعني خلاص فهمتم عني.
س: يقول أحد الإخوة: متي ينتهي الدرس حتى يستطيع الإنسان أن يوفق؟.
ج: نقول إن شاء الله في حدود العاشرة ينتهي الدرس. تبقى الأسئلة من أراد أن يحضرها يحضرها، ومن أراد أن يمشي فلا حرج.
س: يقول: حديث من كذب عليّ متعمدًا إلى آخره رواه ستون منهم العشرة المبشرون بالجنة هل هذا صحيح؟
¥(28/114)
ج: أقول الذي رواه أكثر من ستين يعني كما أشرت قبل قليل أن ابن الجوزي في مقدمة كتابه "الموضوعات" أوردهم ثمان وتسعين طريقًا، وهناك من زاد أيضًا على ابن الجوزي الطبراني -رحمه الله- أفرد مؤلفًا خاصًا بهذا الحديث جمع فيه طرق حديث من كذب علىّ متعمدًا. .. وكتاب الطبراني هذا حققه الأخ علي حسن عبد الحميد، لكني والله لا يحضرني كم عدد الطرق التي أوردها الطبراني.
س: أحد الإخوة يقول: هل من يقول: أخبرني قلبي عن ربي هل مستنده الحس؟
ج: نقول: نعم لكن حس الشياطين.
س: أحد الإخوة يقول: لقد ذكرت تعريف المتواتر هل هو محصور في ذلك التعريف أم هناك تعاريف أخرى مثل هو ما رواه جمعٌ كثيرون يستحيل أن يتواطأوا على الكذب، وأسند لشيء محسوس من أول السند إلى منتهاه؟
ج: نقول هو نفس التعريف الذي ذكرته ما اختل ولا شرط.
س: يقول أحد الإخوة: أشكلت عليَّ عبارة: تحيل العادة تواطأهم على الكذب فهل العادة هي التي تحيل، ولماذا لا نقول بدلًا من هذه العبارة: يستحيل في العادة تواطؤهم على الكذب؟
ج: أقول يعني العبارة سائغة لغويًا، وإن كانت يعني ما هي يعني سائغة عندك لا بأس أن تأتي بالعبارة التي ذكرتها المهم فهم المعنى المقصود.
س: يقول: ذكر بعض المحققين أن البخاري في جزء رفع اليدين، أو جزء القراءة ذكر لفظ التواتر في حديث ذكره.
ج: أقول نعم لكن يقصدون بالتواتر، التواتر اللغوي بمعنى التتابع والشهرة، وما إلى ذلك ولا يقصدون التواتر الاصطلاحي، ولذلك لم يعرف أحد من علماء الحديث المتواتر الاصطلاحي، أو يعني ينص على تفريق حديث النبي -صلى الله عليه وسلم -بأنه ينقسم إلى كذا وكذا، فإذا وجدت مثل هذا الكلام نعم هو البخاري -رحمه الله- حينما رد على الحنفية في حديث لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب قال: وقد تواتر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كذا مع العلم أن حديث لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ليس متواترًا تواترًا اصطلاحيًا، فإذًا البخاري -رحمه الله- يقصد ماذا؟ يقصد الشهرة، شهرة ذلك الحديث.
س: يقول: لماذا نفرق بين المتواتر والآحاد مع العلم أننا نعتقد بهما في مسائل الاعتقاد وما هي الفائدة؟
ج: أقول: يا أخي الآن نحن ندرس علم المصطلح، وما دمت تدرس هذا العلم فلا بد أن تأخذ هذه التقسيمات حتى تكون على بينة من أمرك وأرجو -إن شاء الله- في المستقبل أن تكون مؤهلًا أن تكون عَلَمًا من أعلام أهل السنة يتصدى لمن يورد هذه المقولات للطعن في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتنحية بعض منها عن الاحتجاج بها في مسائل الاعتقاد، فاعرف هذا الأمر؛ لتستطيع يعني الرد على من يقول هذا القول، هذا مع العلم أن بعض أهل السنة، أو الكثير جدًا منهم لم -يعني - يخالفوا مثلًا في طرق مبحث المتواتر، ومن جملتهم شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فإنه تكلم عن الحديث المتواتر في مواضع عدة من فتاواه.
س: أحد الإخوة يقول: إن المعتزلة الذين لا يحتجون بالآحاد في العقائد يقولون: إن الثقة يمكن أن يخطئ والعقيدة لا بد فيها من التثبت وكيف نرد عليهم؟
ج: أقول الرد عليهم سهل ويسير فإن الله -جل وعلا- تكفل بحفظ هذا الدين، ومعاذ الله أن تجمع الأمة على خطأ، والأمة المقصود بها أهل السنة فمحال جدًا أن يجمع أهل السنة على تصحيح حديث من الأحاديث يأخذون به في باب الاعتقاد ويكون هذا ناشئًا من خطأ راوٍ من الرواة والله -جل وعلا- يقول: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ والذكر يشمل ماذا؟ الكتاب والسنة وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ فحفظ الله -جل وعلا- لهذا الدين يمنع من إيراد مثل هذه المقولة.
وما من حديث يخطئ فيه راوٍ من الرواة إلا ونعتقد اعتقادًا جازمًا بأن هذا الحديث لا يمكن أن ينطلي على الأمة، ولا يمكن أن يرد إطلاقًا، ولو سلمنا بهذا لانسحب هذا الأمر أيضًا حتى على صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا بالإضافة يا أخي إلى أنهم حينما يعني لا يأخذون بحديث الآحاد في باب الاعتقاد ليس كلامهم فقط عن الحديث الفرد الذي لا يرويه إلا راوٍ واحد، بل هم يعتبرون حتى الحديث الذي يرويه خمسة، أو أكثر ولم يصل عندهم إلى حد التواتر أنه لا يؤخذ به في باب الاعتقاد.
¥(28/115)
ولذلك أحاديث الشفاعة رويت عن عدد كثير من الصحابة ومع ذلك هم يدعون أنها أحاديث آحاد لماذا؟ لأنها تنقض أصلا من أصولهم وهو أي أصل. إثبات الوعد والوعيد فيقولون: إن الله -جل وعلا- منجز وعده، منفذ لوعيده فيحكمون على مرتكب الكبيرة بأنه في الدنيا خرج من دائرة الإسلام حتى وإن لم يدخل في دائرة الكفر، لكن الشاهد أنهم يحكمون عليه بالخلود في نار جهنم.
فحينما أوردت عليهم أحاديث الشفاعة وهي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر أنه يخرج من النار أناس إما بشفاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- وإما بشفاعة الملائكة، وإما بشفاعة الصالحين، وإما بشفاعة أرحم الراحمين، هذا نقض هذا الأصل من أصولهم فلذلك ضربوا بأحاديث الشفاعة عرض الحائط، ولم يأخذوا بها في باب الاعتقاد مع العلم بأنها مروية عن أعداد كثيرة من الصحابة، ويرويها عنهم جموعٌ من التابعين، وثابتة بأسانيد صحيحة.
فليس مقصودهم يا أخي الحديث الذي يرويه راوٍ واحد فقط ويقولون: إن هذا الراوي عرضة للخطأ، على كل حال يعني المسألة البحث فيها يطول، وكما قلت لكم سابقًا -إن شاء الله- سيكون لي كتابة فيها أبين كل هذه الطرحات.
س: يقول: ذكرتم أن المستفيض ما استوى طرفاه، فهل إذا روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة من الصحابة يشترط لكي يكون مستفيضًا أن يرويه عن كل صحابي ثلاثة من التابعين، أو يكفي عن كل صحابي تابعي؟
ج: أقول بناءً على هذا الكلام الذي ذكره الحافظ ابن حجر أنه عن كل صحابي يرويه واحد، فإذا استوى العدد في جميع الطبقات يكون ما استوى طرفاه يعني في الأعلى ثلاثة وفي الأخير ثلاثة فهذا هو المستفيض بناءً على قوله، لكن يعني الذي يظهر لي أن العبارة يقصد بها يعني معنًى آخر، وهي أن المستفيض هذا يطلقه الحنفية يفرقون بينه وبين المشهور والمتواتر، فعندهم المتواتر ما كان متواترًا في أصله، وما بعد ذلك يعني من جهة الصحابة فما بعد.
فهذا هو المتواتر ودونه منزلة المستفيض فهو ليس متواترًا في أصله فيمكن مثلًا أن يكون رواه ثلاثة من الصحابة لكن عن هؤلاء الثلاثة تواتر فأصبح الذي يرويه من التابعين مثلًا عشرين ومن بعدهم وهكذا فهذا يسمونه المستفيض.
كما قلت لكم: هذا عند الحنفية، والمشهور هو ما كان يعني العدد لم يصل إلى حد التواتر فيه من بعد الصحابة، فإذا كان مثلًا رواه ثلاثة من الصحابة وعنهم رواه ستة من التابعين فهذا يسمى عند الحنفية المشهور، فيفرقون بينه وبين المستفيض بهذا الفرق، وأظن إن شاء الله واضح، أو أعيد؟ طيب أعيد يعني: المستفيض جعلوه في مرتبةٍ بين المشهور وبين المتواتر، والتفريق فقط في طبقة الصحابة فقالوا: إذا كان متواترًا إلا في طبقة الصحابة فهذا المستفيض، وإذا كان متواترًا حتى في طبقة الصحابة فهذا هو المتواتر، وإذا كان متواترًا لكن في طبقة من دون التابعين فهذا هو المشهور واضح إن شاء الله.
س: يقول الأخ: نرجو أن يكون هناك تسميع لمن أراد في الدرس القادم.
ج: أنا نسيت الليلة وما ذكرتموني والعتب على من حفظ ولم يشر إليَّ فعلى كل حال الذي يريد أن يحفظ في الليلة القادمة يمكن أن يحفظ من الأول إلى يعني آخر الكلام عن الحديث الغريب.
س: أحد الإخوة يقول: عَرَّفتم العزيز بأنه ما رواه راويان ولو في طبقة من طبقات السند أليس لو أضفنا ما رواه على الأقل راويان كان أولى؛ ليخرج منها الفرد؟
ج: أقول يعني لا مُشَاحَّة في الاصطلاح، أو في التعريف فالمهم افهم المراد أما اللفظ فاختر أي لفظٍ تريد.
س: يقول: أي المنظومات تنصح بحفظها في الحديث، وما رأيك فيمن بدأ في حفظ منظومة العراقي وما نصيحتك لمن أراد أن يطلب العلم في الحديث؟
ج: أقول أما المنظومات فيعني تختلف، منظومة العراقي جيدة، لكن أنا أرى أن منظومة السيوطي أجود؛ لأنها شملت منظومة العراقي وزيادة ففيها بعض المعاني الزائدة على منظومة العراقي؛ وبلا شك أن طالب العلم كلما وجد مزيدًا من العلم في كتاب آخر فإنه سيحرص عليه؛ فأنا أرى أن منظومة السيوطي أو في منظومة العراقي، وفي منظومة السيوطي خير كثير.
¥(28/116)
أما نصيحتي لمن أراد أن يطلب العلم في الحديث فهذا يعني تكلمت بالأمس عنه بأن علم الحديث يعني أنا أرى أنه من أسس العلوم، وكما قلت: إنه لا يستغني عنه لا مفسر ولا فقيه ولا أصولي ولا مؤرخ ولا أحد؛ لأنه يعني الذي يتدين بنصٍ من النصوص لا بد أن يكون محتاجًا لإثبات صحة هذا النص من عدمها، ولا يتأتى له ذلك إلا من طريق معرفة علم الحديث فالذي يريد أن يبدأ بعلم الحديث هذا طيب لكننا نقول له: الأولى والأجود بطالب العلم أن يكون ضاربًا في كل علم يعني بسهم فيأخذ من مثلًا علم الأصول مقدارًا ومن علم اللغة مقدارًا.
وأما الفقه فكما قلت لكم سابقًا: لا ينبغي أن يُنَحَّى عن الحديث فثمرة الحديث هي الاستنباطات التي تؤخذ من متون تلك الأحاديث، وليس المراد أن نكون كهذه المسجلات فقط يعني ننقل، مجرد نقل لأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما تروى؛ ليعمل بها، والعمل بها المقصود به أن يؤخذ ما فيها من أحكام عملية سواء من حيث ما يدور بين الناس في المعاملات، أو في معاملة العبد لربه وهي أمور العبادات، أو غير ذلك من الأمور فكلها مما تستنبط من الأحاديث.
فعلى كل حال يعني طالب العلم ينبغي أن ينوع ولا يقصر نفسه على فنٍ من الفنون، نعم قد يكون متخصصًا في فنٍ من الفنون، لكن التخصص لا يمنع من الاطلاع على باقي العلوم.
س: يقول أحد الإخوة: مما درسناه في الجامعة أنه يشترط عند قراءة الحديث مثلًا حديث عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لا يصح، والصحيح قراءته عن عمر بن الخطاب أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "فما مدى صحة هذا مع العلم أنه حذف للاختصار وتوفيرًا للورق؟
ج: أقول نعم يعني جرت عادة علماء الحديث حذفهم الأشياء التي تتكرر؛ لأنها أصبحت معلومة عندهم فمثلًا تجدهم يختصرون حدثنا إلى ثنا، أو نا ويختصرون أخبرنا إلى أنا، أو أنبا وهكذا يعني غيرها من العبارات كما أنهم يختصرون العبارة التي في أول الحديث من جهة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي كلمة أنه قال فيحذفون كلمة أنه فنجد الأحاديث قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فالأولى أن تقرأ هكذا أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وإذا كنت ذكرتها أنا في ذكري للحديث قبل قليل فإنما هو بسبب أيضًا الاختصار كما هو عند علماء الحديث، وإن كان الأولى أن أقول: إنه قال.
س: يقول أحد الإخوة: من المعلوم أن هناك منافقين في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم -في المدينة ونحن لا نعرفهم ونحن نقول: إن الصحابة عدول كلهم فكيف نرد على من يقول: لا بد من البحث في عدالة الصحابة حتى لا يكون أحدهم منافقًا، فنصحح حديثه وهو ضعيف؟
ج: أقول أولًا: يا أخي العبارة التي ذكرتها قبل قليل، وهو حفظ الله -جل وعلا- لدينه ترد على مثل هذه المقولة، وأهل السنة دائمًا يختلفون عن غيرهم فأهل السنة لهم منهج يختلف عن أولئك الذين تمردوا على نصوص الشرع.
الأمر الآخر أن الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- من كان في وقتهم من المنافقين حتى وإن كان لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- فهؤلاء يعني لا نتصور أنهم رووا أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يروونها ديانة؛ ليبلغوا دين الله -جل وعلا- هذا محال أن يكون المنافق مخلصًا في تبليغ دين الله.
أما إن كان القصد أنهم قد يضعون الأحاديث، ويكذبون على النبي -صلى الله عليه وسلم- فينفي هذا القول جهود الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- وتثبتهم في الحديث فإنه ما من حديث يرد إلا ونجد أن للصحابة منه موقفا، مثل ذلك الموقف الذي كان من عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- مع أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- حينما طرق عليه الباب ثلاث مرات، ثم رجع فخرج عمر -رضي الله عنه- وسأله لما رجع؟ فقال: إني سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له فليرجع فطلب منه عمر البينة وإلا يجلده، فذهب إلى مجلس فيه جمعٌ من صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- منهم أُبَيّ بن كعب وأبو سعيد الخدري وغيرهم من الصحابة ووجدوه منتقع اللون مصفر الوجه فسألوه عما به فأخبرهم بالذي جرى عن عمر -رضي الله عنه- فقالوا: كلنا سمعنا هذا الحديث عن النبي -صلى الله عيه وسلم- لكن والله لا يذهب معك إلا أصغرنا فأرسلوا معه أبا سعيد الخدري -رضي الله عنه- فشهد
¥(28/117)
معه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد قال ذلك الحديث، فقال له عمر -رضي الله عنه-: أما إني لم أتهمك ولكني أحببت أن أتثبت.
كذلك أيضًا هناك دلائل كثيرة تدل على شدة عمر في تذكيره للصحابة -رضي الله تعالى عنهم- فإنه حينما رأى أبا هريرة -رضي الله عنه- يكثر من الحديث عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أراد أن يختبره فقال له: أكنت معنا في مكان كذا وكذا ففطن أبو هريرة لما أراد عمر فقال: نعم وسمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك الموقف يقول: من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار فقال عمر -رضي الله عنه-: أما وقد سمعت ذلك من النبي -صلى الله عليه وسلم- فاذهب فحدث كيف شئت يعني: ما دمت تذكر هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فعمر -رضي الله عنه- أراد أن يرى هل أبو هريرة سمع هذا الحديث من النبي -صلى الله عليه وسلم- أو لا؟. وحينما ذكر المكان فطن أبو هريرة إلى أن عمر -رضي الله عنه- يريد أن يذكره بهذا الحديث، فأشار إليه أنه قد سمعه.
إلى غير ذلك من الوقائع تجدونها في الكتب التي تتحدث عن تاريخ تدوين السنة فيها تثبت الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- في تلقي الحديث هذا أمر.
الأمر الآخر: أن الغالبية العظمى من الصحابة الذين رووا أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- هم من الصحابة الذين عَدَّلَهم الله -جل وعلا- في كتابه، وأثنى عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديثه، فالكثير منهم من أهل بدر وبيعة الرضوان والمهاجرين والأنصار وهؤلاء هم جُلّ صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم الذين أثنى الله -جل وعلا- عليهم في كتابه، ففي أهل بدر حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم
وأهل بيعة الرضوان هم الذين قال الله -جل وعلا- عنهم: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ فما دام الله -جل وعلا- قد زكاهم في كتابه فهل هناك من شيء يمنعنا من قبول حديثهم، المهم الرد على هذه الحجة يعني يطول، فلعل في هذا -إن شاء الله- كفاية وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
نقوم بمراجعة سريعة لما أخذناه ليلة البارحة قلنا: إن الخبر من حيث هو ينقسم إلى قسمين ما هما هذان القسمان؟
ما له طرق محصورة، وما ليس له طرق محصورة، الأول يسمى ماذا؟ والثاني ماذا؟ فالأول الذي ليس له طرق محصورة هو المتواتر، والذي له طرق محصورة يقال له: خبر الآحاد.
قلنا: إن خبر الآحاد ينقسم أيضًا إلى أقسام: فما هي أقسام خبر الآحاد؟ ينقسم إلى ثلاثة أقسام: المشهور، ثم العزيز، ثم الغريب هذه الأقسام الثلاثة أيها أكثر طرقًا؟ المشهور أكثر من العزيز، طيب أيهما أكثر العزيز، أو الغريب؟ العزيز أكثر طرقًا من الغريب.
عرفنا الحديث المشهور فما هو تعريفه؟ ما رواه ثلاثة فأكثر، ولم يبلغ حد التواتر طيب، إذا جاءني حديث يرويه ثمانية من الصحابة، وعن الثمانية يرويه ستة عشر من التابعين ويرويه أكثر من هذا العدد في الطبقة التي بعد ذلك، ولكن بحسب اصطلاحهم في تعريف الخبر المتواتر لا تنطبق عليه شروط المتواتر فماذا نقول عن هذا الحديث؟
يرويه ثمانية من الصحابة يقال له: مشهور؛ لأننا قلنا: ما رواه ثلاثة فأكثر فإذن لا حد للكثرة؛ إلا أن يصل إلى درجة التواتر، فما يرويه ثلاثة يقال له: مشهور وأربعة مشهور وخمسة وستة، وهكذا المهم إلى أن يصل إلى درجة التواتر، لكن لا ينبغي أن يقل العدد في طبقة من طبقات السند عن ثلاثة، فلو رواه مثلًا ثلاثة من الصحابة وعن الثلاثة رواه اثنان من التابعين يعني اثنان من الصحابة رواه عنهما واحد من التابعين والصحابي الآخر، رواه عنه واحد من التابعين، وعن الاثنين من التابعين رواه أربعة من أتباع التابعين، ثم ما زال العدد يتكاثر فيما بعد ذلك، هذا ماذا نقول له؟
نقول له العزيز لماذا؟ مع العلم أنه رواه ثلاثة من الصحابة، لأنه اختل الشرط في طبقة من طبقات السند فقل عن العدد المطلوب، وهو الثلاثة فأصبح العدد اثنين فما دام أن العدد قل إلى اثنين، فهذا ينزل إلى النوع الآخر، وهو العزيز.
¥(28/118)
الأخ يسأل يقول: إذا تحقق شرط التواتر في جميع الطبقات إلا طبقة الصحابة فالعدد لم يصل إلى حد التواتر، فهل نسمي هذا متواترًا؟
نحن تكلمنا عن هذا بالأمس، لكن بالأمس ذكرنا أن هناك من سمى هذا تسمية خاصة. قلت: إن الحنفية يسمون هذا النوع بالمستفيض، فالمستفيض بين المشهور والمتواتر، فلم يصل إلى درجة التواتر، وهو فوق المشهور، فقالوا: إن القلة إنما حصلت في طبقات الصحابة وعندهم هذا أخفُّ فهذا بالنسبة لرأي الحنفية.
لكن الذين تكلموا خاصة في الأصول والمصطلح يسمون هذا أيضًا من أنواع أخبار الآحاد فيقولون عنه مشهورًا، ما دام أنه ما وصل إلى درجة التواتر حتى في طبقة الصحابة، لكن الذي تحرزنا عنه أمر معين في تعريف الخبر المتواتر ما الذي تحرزنا عنه بالنسبة للصحابة؟ المقولة التي يعني قلت: إنها مستبشعة، وهي أن تحيل العادة تواطؤهم على الكذب.
فقلت: إن هذه اللفظة لا تليق أن تطلق على صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- فهم أعلى مقامًا من أن يقال عنهم: هذا الكلام، حتى وإن كان هذا التعريف يرد في بعض كتب الأصول، فقلت: إنهم حينما يتكلمون يتكلمون عن الخبر أي خبر يعني ليس كلامهم محصورًا عن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وإنما جاء الكلام عن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتبع لكنهم يتكلمون عن خبر أي خبر.
ويعني يمكن أن أمثل على هذا ببعض الأمثلة فمثلًا الآن عندنا بلدان كثيرة في العالم كله بعضها لم نره فمثلًا اليابان هل يشك أحد منا أن على وجه الأرض بلد يقال لها اليابان؟ ما أحد يشك، فالعلم الضروري متحقق هنا طيب، هل جاءنا إسناد صحيح لو تتبعنا طرقه أن هناك من ذهب إلى بلاد اليابان وشاهدها ووصفها لنا وذكر أن هناك بلادا تسمى اليابان يمكن لو استنطقت الإخوة الحاضرين الغالبية العظمى منهم سيقولون: لا والله ما رأينا أحدا ذهب إلى بلاد اليابان، ووصف لنا تلك البلاد طيب ما الذي إذن أدرانا أن هناك بلادا يقال لها: اليابان؟ قالوا: هو التواتر.
التواتر الذي يحصل به العلم الضروري ولا وليس من الضرورة أن ينظر في رجاله لو بحثت تحاول أن تجد سندا من الأسانيد يوصلك إلى بلاد اليابان لا تجد لكن هذا التواتر يعني انتشار الخبر هذا الانتشار بحيث إنه ليس هناك أحد من الناس يشك بأن هناك بلادًا يقال لها اليابان.
هذا الذي يسمونه التواتر فهذا عندهم يتنزل على الخبر أي خبر، أما حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وما جاء عن صحابته الكرام -رضي الله تعالى عنهم- والتابعين فهذا له مقاييس وضوابط عند علماء الحديث، هناك بعض الفوارق بينها وبين الخبر أي خبر فالحديث النبوي لا يجري عليه هذا المجرى لا نجد حديثًا من الأحاديث نفتقد فيه الإسناد.
ونقول: إن هذا الحديث صح إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بمجرد التواتر، وهو ليس له سند لو بحثنا ما نجد هناك حديثا من الأحاديث بهذه الصورة لكن يمكن أن نجد أحاديث مروية بأسانيد متعددة، مثل ما وصفنا حديث من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار فنعم، هذا الحديث بهذه الصورة له طرق كثيرة جدًا، هذه الكثرة هي التي جعلت كل طريق واحدة منها تؤيد الطريق الأخرى وتعاضدها حتى يتحصل بهذا الكم الهائل من هذا العدد من هذه الأسانيد علم أقوى من العلم المتحصل بطريق أقل.
حديث آخر: كتب النبي -صلى الله عليه وسلم -لأبي بكر بن عمرو بن حزم. .. لا، هذا له إسناد لكن المشكلة جاءت في هل هو مرسل أو له حكم الاتصال؟ هو ورد موصولًا وورد مرسلا؛ لكن الصواب أنه مرسل فهذا الكتاب أعدَّه العلماء من الكتب التي حتى وإن كانت مرسلة لكنها مما ترجح عندهم صحته إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-.
وبخاصة أن بعض أجزائه وأفراده لها شواهد تعضدها فمثلًا يعني اللفظة المشهورة في هذا الكتاب، وهو أنه لا يمس القرآن إلا طاهر ورد هناك أحاديث وإن كانت أسانيدها ضعيفة لكن بعضها يشد بعضًا مع هذا المرسل الصحيح طبعًا هو صحيح إلى مرسله فبهذا تتقوى ويحصل بها ما يحصل من الصحة، أو الحُسْن مع العلم أن هناك من ينازع يعني لا تجد العلماء متفقين على صحة هذا الكتاب هناك من يخالف كابن حزم الظاهري.
الآن نحاول أن نُسَمع لبعض الإخوة الذين يرغبون في التسميع فبعض الأوراق جاءت تذكرني بهذا لا بأس، فيه أحد حافظ؟.
الحديث الغريب
¥(28/119)
والرابع: الغريبُ. وكلُّها - سوى الأول - آحادُ، وفيها المقبولُ والمردود؛ لتوقف الاستدلال بها على البحث عن أحوال رُواتها دُون الأوَّل.
وقد يقع فيها ما يُفيد العلم النظريَّ بالقرائن على المُختار. ثم الغرابة: إمَّا أن تكون في أصل السند، أو لا.
فالأول: الفردُ المطلقُ.
والثاني: الفردُ النسبيُّ، ويقل إطلاق الفرد عليه.
--------------------------------------------------------------------------------
القسم الرابع، أو النوع الرابع هو الغريب.
والغريب المراد به الحديث الذي يتفرد بروايته راوٍ واحد وسواء كان هذا التفرد في أصل السنة، أو في أثناء السند فهذا يرجع إلى أقسام هذا النوع من أنواع علوم الحديث، وهو الغريب، لكن إذا أردنا تعريفه فنقول هو ما يتفرد بروايته راوٍ واحد أيًّا كان ذلك التفرد.
الغريب له قسمان: ففيه الغريب المطلق، والغريب النسبي، ويقال له أيضًا الفرد المطلق والفرد النسبي فكلاهما لفظان يردان دومًا الغريب، والفرد منهم بمعنى واحد، وإن كان بعضهم أكثر ما يستعمل الغريب للفرد النسبي، ويقلُّ استعمال هذه اللفظة في الفرد المطلق ما المراد بالغريب؟، أو الفرد النسبي والمطلق الأول وهو المطلق ما كانت الغرابة فيه في أصل السند.
والمراد بأصل السند أي من جهة الصحابي ففي الأصل، وأكثر ما يقع دائمًا في الصحابي بحيث يكون من حديث مثلًا مرويًا عن صحابي واحد وعن ذلك الصحابي قد يتفرد بروايته واحد من التابعين، وقد يرويه أكثر من واحد أيضًا من التابعين فسواء، أو تفرد بروايته واحد، أو رواه أكثر من واحد عن ذلك الصحابي فهذا النوع وهذا القسم يقال له: الفرد، أو الغريب المطلق فإذن تعريف الفرد المطلق، أو الغريب المطلق هو ما كانت الغرابة فيه في أصل السند وأكثر ما يطلق أصل السند على الصحابي، لكن هل يرد على ما بعد الصحابي، أو لا يرد؟ نقول: قد يرد فيطلقون أصل السند أيضًا على مخرج الحديث وهو الراوي الذي تدور عليه الأسانيد.
فمثلًا إذا جئنا للحديث الذي نذكره دومًا وهو حديث إنما الأعمال بالنيات هذا الحديث ذكرنا أن الذي تفرد به مَنْ من الصحابة؟ عمر بن الخطاب ومن الذي رواه عنه من التابعين؟ علقمة بن وقاص الليثي، ومن الذي رواه عن علقمة؟ محمد بن إبراهيم التيمي، طيب هل هناك أحد رواه عن عمر غير علقمة؟ ما في أحد. هل هناك من رواه عن علقمة غير محمد بن إبراهيم التيمي؟ طيب من الذي رواه عن محمد بن إبراهيم التيمي؟ يحيى بن سعيد الأنصاري هل هناك أحد رواه عن التيمي غير يحيى بن سعيد الأنصاري؟ ما في أحد.
الآن هذه الغرابة استمرت، أو كانت مقصورة على عمر بن الخطاب استمرت في ثلاثة دون عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لكن يحيى بن سعيد الأنصاري هو الذي اشتهر عنه الحديث فرواه جمع كثير حتى إن بعضهم قال: إنه رواه عنه أكثر من ستمائة شخص.
لكن قد يكون في هذا العدد مبالغة وقد يكون صحيحًا فالأجزاء والكتب الحديثية لم تصلنا كلها، لكن الحافظ ابن حجر يقول: إنه اجتهد في جمعه فلا يكاد يبلغ إلا مائة والمائة في الحقيقة كثير أيضًا يعني مائة كلهم يروون هذا الحديث عن يحيى بن سعيد الأنصاري كثيرة فأصبح مخرج الحديث، أو أصل الحديث هنا من هو؟ يحيى بن سعيد الأنصاري، فهذا أيضًا يقال له أيش؟ أصل السند، وهو نوع من أنواع الغريب والفرد المطلق، يهمنا هذا يعني التفريق؛ لأنه في هذه الحال قد يقول قائل: ما الفرق فهذا الغريب، أو الفرد المطلق وصفناه بهذا الوصف؛ لأنه في الأصل ما رواه إلا صحابي واحد وهو عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؟
أقول: قد يرد الحديث عن أكثر من صحابي ويعتبر أيضًا غريبًا وفردًا مطلقًا فلتنبه لهذه؛ لأني يعني ما أجد أنه نص عليها في هذا الكتاب، وقد لا تجدون يعني هذا المبحث في بعض الكتب التي ترجعون إليها فتنبهوا إليها، فإذا جاءنا مثلًا الحديث عن اثنين من الصحابة وتفرد بروايته عنهما واحد من التابعين، وهذا كثير في الأحاديث فنجد بعض التابعين يقول: حدثني مثلًا أبو هريرة وأبو سعيد الخدري أن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال: كذا وكذا.
¥(28/120)
الآن من الذي روى هذا الحديث، أو كم الذي روى هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم -؟ اثنان، وهما أبو هريرة وأبو سعيد، لكن كم الذي رواه عنهما واحد، فأصبح الآن أصل السند من هو؟ التابعي أصبح الآن هو أصل السند فهذا يعد أيضًا نوعًا من أنواع الغريب والفرد المطلق، أما الفرد النسبي فهو ما كانت الغرابة فيه بالنسبة لراوٍ معين، أو لجهة معينة.
يتضح هذا بالمثال إذا جاءنا حديث يرويه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة من الصحابة وهؤلاء الصحابة، رواه عنهم أناس من التابعين ما عدا واحدًا منهم، ولنفرض مثلًا أنه أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- نظرنا في حديث أنس بن مالك فما وجدناه يرويه عنه غير الزهري محمد بن مسلم بن شهاب الزهري نظرنا في الزهري، فوجدنا بالرغم من كثرة الرواة عنه ما يرويه عنه سوى مالك بن أنس الإمام مثل هذا التفرد من مالك بن أنس عن الزهري يدعو العلماء للاستغراب فيقولون الزهري تلاميذه كُثُرٌ جدًا، وقلما تجد حديثًا من الأحاديث يرويه الزهري إلا وله طرق كثيرة عن الزهري لكن حينما يأتي أحد تلاميذ الزهري، وهو الإمام مالك فيتفرد بهذا الحديث عن الزهري هذا أمر يدعو للغرابة.
ولذلك تجدهم يقولون: هذا حديث تفرد به مالك عن الزهري، أو هذا حديث غريب لا نعرفه من هذا الوجه إلا من حديث مالك عن الزهري فهل يلزم من هذا أن يكون الحديث في أصله غريبًا لا يلزم. لا يلزم أن يكون الحديث الغريب غرابةً نسبية غريبًا أصلًا فقد يكون متواترًا وقد يكون مشهورًا، وقد يكون عزيزًا لكن الغرابة إنما جاءت في إحدى طرقه فقط.
مثل هذا الحديث الذي هو من رواية أنس ولا يرويه عن أنس إلا الزهري ولا يرويه عن الزهري إلا مالك وقد يرويه عن أنس غير الزهري المهم الذي يهمنا هو تفرد مالك عن الزهري فقط، وهذا النوع هو الذي نجده كثيرًا ما يشير إليه الطبراني في معجمه الكبير، أو في معجمه الأوسط ومعجمه الصغير بعضنا قد يستغرب يجد حديثًا مثلًا موجودًا في الصحيحين وله طرق عن بعض الصحابة، ثم يجد الطبراني يقول: هذا حديث غريب، أو هذا حديث تفرد به فلان عن فلان.
فيقول: يعني هذا أمر يدعو للدهشة كيف ادعى الطبراني أن هذا الحديث حديث فرد مع العلم أن الحديث مروي من طرق أخرى نقول: نعم تنبهوا ولم يقصد الغرابة المطلقة وأن هذا الحديث لم يرد إلا من طريق واحدة لا. إنما قصد بالنسبة لهذا الراوي؛ ولذلك تجده أحيانًا يسلسل هذه الغرابة يقول: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث فلان تفرد به فلان فجعل الغرابة غرابتين غرابة عليا وغرابة دنيا فهذا الذي يتكرر في معجم الطبراني وحتى في مسند البزار.
وهناك مصنفات ألفت في هذا مثل المصنفات التي ألفها الدارقطني مثل غرائب مالك وغرائب شعبة وكتاب الأفراد له؛ وكذلك أيضًا غرائب مالك للحافظ ابن عساكر كل هؤلاء يقصدون الغرابة أي غرابة؟ الغرابة النسبية. هناك أيضًا من أنواع الغرابة النسبية أن يكون الحديث له طرق أخرى لكن لا يرويه ثقة إلا راوٍ واحد فيقولون عن هذا الحديث: هذا حديثُ تفرد به فلان، أو لا يرويه ثقة إلا فلان، ومن أمثلة ذلك حديث إنما الأعمال بالنيات حديث إنما الأعمال بالنيات هل في الحقيقة لم يروه أحد من الصحابة إلا عمر؟ لا هو مروي أيضًا من حديث أبي سعيد الخدري لكن لا يصح إطلاقًا إلا من طريق من؟ من طريق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
وأما ما له من طرق أخرى فهي طرق منكرة يعني لا تصح ولا تثبت بهذا اللفظ، اللهم إلا أن يكون هناك في معناه أحاديث أخرى لا نقصد الرواية بالمعنى، وإنما نقصد بهذا اللفظ لا يصح إلا من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- هناك أيضًا من أنواع الغرابة النسبية غرابة بالنسبة إلى جهة معينة كأهل بلد من البلدان فقد يأتينا حديث له طرق إما يعني يصل لدرجة المشهور، أو ما هو فوق المشهور المتواتر، لكن هذا الحديث لو نظرنا فيه فإذا به لا يرويه إلا أهل الحجاز يعني مثلًا هو من حديث أبي هريرة ومن حديث ابن عباس ومن حديث جابر بن عبد الله.
¥(28/121)
وكل هؤلاء من أهل الحجاز بعضهم من المدينة وبعضهم من مكة، فأبو هريرة في المدينة، وكذلك جابر وابن عباس في مكة، ثم إذا نظرت في الرواة عنهم وإذا بهم أيضًا حجازيون فأبو هريرة مثلًا تجد الذي رواه عنه من أهل المدينة نفسها كسعيد بن المسيب وجابر بن عبد الله تجد عمرو بن دينار هو الذي روى عنه ذلك الحديث وابن عباس تجد الذي روى عنه ذلك الحديث عطاء بن أبي رباح، وكل هؤلاء حجازيون.
ثم تنظر أيضًا في الرواة عنهم فتجدهم أيضًا كذلك مثلًا حديث أبي هريرة رواه عن سعيد بن المسيب الزهري وهو مدني وحديث جابر بن عبد الله رواه عنه عمرو بن دينار والذي رواه عن عمر بن دينار هو سفيان بن عيينة وهو أيضًا حجازي، عطاء بن أبي رباح تجد الذي رواه هو الذي روى حديث ابن عباس، والذي رواه عن عطاء هو ابن جريج وهو أيضًا مكي هذا الحديث الذي بهذه الصورة يقال له: لا نعرفه إلا من حديث الحجازيين، أو تفرد به أهل الحجاز فهذا لا يقصد به الغرابة المطلقة.
وإنما يقصد به بالنسبة إلى جهة معينة تفرد به أهل الحجاز فلا يرويه أهل الشام ولا أهل مصر ولا أهل العراق ولا أهل خراسان، وهكذا فهذه هي أنواع الحديث الغريب غرابة نسبية هذه الأنواع الغريب والعزيز والمشهور كلها كما قدمنا يقال لها: أحاديث آحاد، وهذه الأحاديث الآحاد لا يلزم منها أن تكون صحيحةً ولا أيضًا ضعيفة، وإنما الأمر يتوقف على أي شيء على النظر في حال سندها فإذا صح السند فهي صحيحة، وإذا كان السند ضعيفًا فبحسبه إن كان له طرق يرتقي بها فيصل للحسن لغيره كما سيأتي.
وإن كانت الطرق من الطرق التي لا يعتضد الحديث بها كأن تكون ساقطة هالكة، فهذا أيضًا يبقى على شدة ضعفه فيقول الحافظ هنا وفيها المقبول والمردود؛ لتوقف الاستدلال بها على البحث عن أحوال رواتها دون الأول ما مقصده بالأول -المتواتر فيقول الأول لا يتوقف الأمر على البحث عن أحوال رواته، وأما هذه الأنواع فالأمر يتوقف على معرفة أحوال رواتها، فإذا نظر في أحوال الرواة ووجد أن الحديث يصل إلى درجة القبول، ونقصد بالقبول الصحيح والحسن، وكُلٌّ بقسمَيْه الصحيح قسمان: صحيح لذاته وصحيح لغيره، كما يأتي والحسن قسمان لذاته ولغيره فهذه يقال لها بمجموعها هذه الأنواع الأربعة المقبول.
فهذه الأنواع فيها المقبول وفيها المردود، والمردود معروف بأنه هو الضعيف بأقسامه بقي يعني المسألة التي لها ارتباط بمبحث المتواتر، وهي إفادة العلم هذه الأخبار التي نسميها أخبار آحاد، وكذلك أيضًا المتواتر ماذا يفيد؟ بالنسبة للمتواتر قالوا: إنه يفيد العلم بلا شك، لكنهم اختلفوا هل يفيد العلم الضروري، أو يفيد العلم النظري؟ فما هو الفرق بين العلم الضروري وما هو الفرق بين العلم النظري؟ الفرق بينهما أن العلم الضروري لا يحتاج إلى البحث عن أحوال رواته، بل الأمر يستوجب التصديق الجازم دون البحث عن أحوال رواته ودون البحث أيضا عن السند مطلقًا.
مثل ما وصفت لكم من حال بلاد اليابان، بلاد اليابان هل يعني وصل إلينا إسناد بها؟ نقول: ما وصل إلينا إسناد، لكن هل فينا أحد يشك أن في الدنيا بلدا يقال: لها اليابان ما فينا أحد يشك من أين تَحَصَّلَ لنا هذا؟ قالوا: هذا جاءنا ضرورة يعني ضرورة دفعتنا إلى التصديق الجازم بأن هناك بلد يقال لها: اليابان بحكم ماذا؟ بحكم تواتر الخبر واشتهاره وانتشاره شهرةً، وانتشار زاد عن الحد الذي يدعو إلى البحث عن أحوال الرواة، فأصبح الأمر يتطلب منا التصديق الذي هناك شيء يدفعنا إليه من داخل أنفسنا ولا يحتاج الأمر إلى البحث عن أحوال الرواة هذه الحالة تسمى حالة العلم الضروري، يضطرك للتصديق.
أما العلم النظري فهو العلم الذي يتوقف على النظر في أحوال السند، فأنت تقول: نعم أنا جاءني هذا الخبر من طرق كثيرة لكنني لا يعني أصدق بأنه خبر حتى أنظر من الذي رواه؟ ومن الذي نقله عن ذلك الذي رواه حتى وصلني؟ فأنا أنظر في أحوال هؤلاء الرجال فإذا تحقق لي من خلال النظر أن هؤلاء يغلب عليهم الصدق وأنهم فعلًا يعني نقلوا خبرًا مستنده الحس، فأنا حينذاك أصدق ويصبح هذا الخبر بحكم هذه الكثرة عندي متواترا؛ لأنه جعل عندي شيئًا يسمى العلم اليقيني، لكن هذا العلم ما تَحَصَّلَ لي إلا من جَرَّاء النظر في أحوال الرواة الذين نقلوا لي ذلك الخبر فأظن أنه -إن شاء الله- بهذا وضح
¥(28/122)
الفرق بين العلم النظري والعلم الضروري -واضح ولا أعيد- واضح -إن شاء الله- نعم كيف؟ أعيده.
طيب. العلم النظري هو العلم الذي يتوقف على الاستدلال يعني أدلل على أن هذا الخبر متواتر بماذا أدلل، أو كيف أدلل؟ من خلال النظر في أحوال الرواة النَّقَلَة لذلك الخبر، فمثلًا عندي حديث من كذب عليّ متعمدًا هذا الحديث إذا كان رواه من الصحابة كما قلنا ما يقرب المائة، وابن الجوزي قلت لكم: إنه جمع الحديث عن ثمان وتسعين من الصحابة على اختلاف الطرق منها الصحيح ومنها غير الصحيح.
لكن أنا قبل أن أعرف ما هو الصحيح من عدمه حتى أحكم على هذا الحديث بأنه متواتر آتِ فأنظر من الذي رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: والله رواه من الصحابة فلان وفلان والعشرة المبشرون بالجنة وفلان المهم حتى وصلوا ثمان وتسعين. قلت: حسن الآن الصحابة كلهم عندي عدول بتعديل الله -جل وعلا- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- لهم فلا حاجة إلى البحث عن أحوالهم.
لكن أنا مضطر إلى البحث عن أولئك الذين رووه عن أولئك الصحابة فأتيت لكل تابعي رواه عن كل صحابي فبدأت أنظر هذا التابعي هل هو ثقة، أو غير ثقة لنفرض أنني مثلًا وجدت هؤلاء التابعين الذين رووا هذا الخبر كلهم هَلْكَى مثل إسحاق بن أبي فروة، والحارث الأعور وغيرهم من الذين فيهم ضعف، أو مطعون في عدالتهم، فحين ذاك لا تفيدني هذه الكثرة شيئًا لماذا؟ لأنني أصلًا ما تيقنت أن أولئك الصحابة قد رووه لماذا ما تيقنت؟ لأنه ما تَحَصَّل لي من خلال النظر في هذه الأسانيد ما يجعلني أصدق بأن أولئك الصحابة قد رووا هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
لكن العكس لو نظرت في حال أولئك التابعين فوجدت أنهم ثقات فأنا بعد ذلك أنتقل إلى مرحلة مَنْ بعد التابعين. أتباع التابعين الذين رووا هذا الحديث عن التابعين الذين رووه عن الصحابة، فنظرت أيضًا في طبقة أتباع التابعين فبعد النظر في أحوالهم والاطلاع عليها، وطبعًا هذا لا يتأتى إلا من خلال كتب الرجال، كما سيأتي -إن شاء الله- معنا في آخر الكتاب، نظرت فوجدت أنهم ممن حكم لهم الأئمة بأنهم ثقات عدول فعند ذلك تجاوزت أيضًا هذه المرحلة.
ثم تخطيت طبقة طبقة، وأنا أبحث وأتوصل من خلال ذلك إلى أنهم ثقات عن ثقات، وهكذا حتى وصلت إلى مُصَنِّف الكتاب الذي روى هذا الحديث عن أولئك الرواة الذين رووه عن من فوقهم حتى بلغوا الصحابة وحتى بلغوا النبي -عليه الصلاة والسلام- وليس صاحب كتاب واحد فقط بل نجد أنهم أصحاب كتب كلهم الذين رووا هذه الأحاديث، فإذا بمجموع هذه الطرق وما فيها من هؤلاء الرواة الذين هم ثقات، ونقلوا هذه الأخبار تَحَصَّل لي من جراء النظر ما هو حينما بدأت أنظر في حال كل راوٍ من الرواة هذه الحالة تسمى حالة النظر، فإذًا العلم ما تحصل لي ضرورة، وإنما تحصل لي بعد أي شيء؟ بعد النظر في أحوال الرواة، وهذا يقال له: العلم النظري واضح إن شاء الله طيب.
الآن يعني ما دام أننا تكلمنا عن العلم الضروري هذا بالنسبة لخبر الآحاد، أو العلم النظري كل هذا بالنسبة للخبر المتواتر الآن ننتقل لأخبار الآحاد ماذا تفيد؟ لنعلم أيها الإخوة أن هذا هو بيت القصيد يعني: أخبار الآحاد هي التي ينبغي أن نركز عليها فأهل السنة ما صح عندهم من الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تَلَقَّوْهُ بالقبول والتسليم له ولا تجدهم مثلًا يلجئون إلى الطرق الكلامية، أو الخزعبلات السوفسطائية من إقحام العقول في هذه النصوص والقول بأن هذا النص يصادم العقل، أو ما إلى ذلك لا تجد أهل السنة يسلكون هذه المسالك إطلاقًا، وإنما سموا أهل الحديث؛ لأنهم يسلمون لما صح من حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- اللهم إلا أن يتبين لهم علة قادحة في ذلك الحديث فالأمر حينذاك يختلف.
لكن ما دام أن السند قد صح وليس هناك أي حجة علمية تدعو إلى التوقف عن قبول ذلك الحديث فلا يسع مؤمنا ولا مؤمنة أن يتخلف عن العمل بذلك الحديث وفق الضوابط الشرعية لكن الذين لا يعجبهم هذا المسلك هم الذين تأثروا بالمسالك الغريبة عن المنهج الحق والتي إنما دخلت على المسلمين من خلال كتب اليونان التي عربت فما كان المسلمون يعرفون التفرقة بين حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وحديث آخر فيقبلون هذا ويرفضون ذاك، وكل ذلك بحجج عقلية.
¥(28/123)
لا، ما كان هذا المنهج موجودًا عند المسلمين إطلاقًا، وإنما دخل هذا المنهج بعد أن عربت تلك الكتب اليونانية فعرف من قرأ فيها أن الفلاسفة، وأهل الكلام يذكرون ما يسمى بخبر الآحاد، وأنه هو الذي يدعو ضرورة إلى العلم، وأن العقائد لا بد أن تبنى على علم يقيني ولا تبنى على علم ظني وأن الظن لا يغني من الحق شيئًا وبالتالي قالوا: إن هذه الأحاديث التي تسمى أحاديث آحاد، وهي التي لم تصل إلى درجة التواتر حتى ولو رواها عشرة من الصحابة بأسانيد صحيحة إليهم وعندهم لم تصل إلى درجة التواتر فهي مرفوضة في باب الاعتقاد.
ولذلك لا غرابة أن نرى المعتزلة يرفضون أحاديث الشفاعة ولا تجدهم أيضًا يقبلون الأحاديث التي جاءت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بضرورة طاعة ولاة الأمر حتى وإن تلبسوا ببعض المعاصي ما لم يصل الأمر إلى درجة الكفر البواح لماذا؟ لأن مثل هذه الأحاديث تصادم أصول أولئك المعتزلة فإنهم أصَّلُوا أصولًا خمسة مثل: العدل ويقصدون به نفي القدر، ولذلك الأحاديث التي تثبت القدر، وهي تنافي هذا الأصل تجدهم يرفضونها بحجة أنها أحاديث آحاد.
والتوحيد ويقصدون به نفي صفات الباري -جل وعلا- ولذلك إذا جاءهم حديث يثبت صفة من الصفات التي أنكروها رفضوا ذلك الحديث بحجة أنه حديث آحاد مثل ما مثلت لكم بحديث الجارية التي سألها النبي -صلى الله عليه وسلم- أين الله؟ قالت: في السماء فهذا الحديث يعتبر سيفًا مسلطًا على رءوس المعتزلة؛ لأنه يثبت علو الذات للباري -جل وعلا- فهم حينما يستدل لهم بكتاب الله -جل وعلا- مثل وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
وأمثال تلك الآيات يقولون: نعم لكن هذا علو قهر، وليس علو ذات فيفرقون بين علو القهر وبين علو الذات فيقولون: إن الله -جل وعلا- يعني بقوته وغلبته هو عالٍ على الناس لكن ليس المقصود علو ذاته -جل وعلا- بحيث نقول: إنه سبحانه في السماء وإنه مستوٍ على عرشه دائمًا من خلقه يقولون لا، لا نقول هذا الكلام.
طيب حينما تأتيهم بهذا الحديث وتقول: إن المقصود بهذه النصوص هو علو الذات؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حينما سأل الجارية أشارت إلى السماء وقالت في السماء، فهذا لا يستلزم إلا علو الذات وهم أناس أهل لغة يعرفون مدلول هذا اللفظ فحين ذاك يقولون عن هذا الحديث إنه حديث آحاد ولا نقبله، فيرفضونه حتى وإن كان موجودًا في صحيح مسلم، فلا يقبلون هذا بهذه الحجج العقلية.
كذلك أيضًا مثل الأصل الآخر عندهم، وهم إثبات الوعد والوعيد، فهم يحكمون على مرتكب الكبيرة بأنه خالد مخلد في نهار جهنم، اللهم إلا أن يتوب.
وأهل السنة يقولون: مرتكب الكبيرة تحت المشيئة إن شاء الله عفا عنه وإن شاء عذبه لكن سيأتي عليه يوم من الأيام، ويخرج من نار جهنم بعد أن يُمَحَّص من ذنبه، المعتزلة لا يقولون بهذا القول حينما تورد عليهم أحاديث الشفاعة التي تصادم هذا الأصل الذي أصَّلُوه يرفضون أحاديث الشفاعة بحجة أنها أحاديث آحاد.
وهكذا أصلهم الآخر، وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لفظ براق لكن تحته السم الزعاف ماذا يقصدون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يقصدون به الخروج به على أئمة الجور، وحينما تورد عليهم أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- اسمع وأطع وإن جلد ظهرك وأخذ مالك
فهم لا يقبلون مثل هذا الحديث بحجة أنها أحاديث آحاد، وهكذا يعني على هذا الدواليك، يمكن أن تأتي بأي مسألة تصادم أي أصل من أصولهم فيجرون عليها هذا المجرى المعتزلة تأثر بهم الأشاعرة، وإن كانوا توسطوا بينهم وبين أهل السنة فأثبتوا بعض الصفات التي نفاها المعتزلة لكنهم هم أفراخ المعتزلة، فالأشاعرة هم الذين -وللأسف- غلب منهجهم على كثير من بلاد العالم الإسلامي، وبخاصة في فترة مضت، وأصبح أهل السنة -وللأسف- قلة فهم الذين أكثرهم ألَّفَ في علم الأصول وبحثوا هذه المسائل من هذا المنطلق.
والمنهج الذين يسيرون عليه وهو عدم قبول أحاديث الآحاد في باب الاعتقاد بحجة أنها لا تفيد إلا الظن فإذا الحافظ ابن حجر -رحمه الله- هو ممن تأثر بالمنهج الأشعري، لكنه يعني أحسن حالًا منهم نوعًا ما فهو لم يقل بهذا القول على إطلاقه، وإن كان في كلامه ما يشعر بالارتخاء في قبول أحاديث الآحاد على الإطلاق.
¥(28/124)
المشكلة -أيها الإخوة- ليست في مسألة علم نظري وعلم ضروري، نحن نقول: ما علينا أنتم اقبلوا أنها تفيد العلم حتى، وإن كان علمًا نظريًا، لا بأس ابحثوا في أحوال الرواة انظروا في الأسانيد، فإذا وجدتم أن الأسانيد صحيحة وتَحَصَّل لكم من خلال النظر أن هذه الأحاديث قد صَحَّتْ أسانيدها فليس هناك إطلاقًا ما يدعو للتوقف، ولا يجوز لمسلم بحال من الأحوال أن يتوقف عن قبول ذلك الحديث.
لكن أن ترفض الأحاديث بحجة أنها لا تفيد إلا الظن فهذا هو الذي نرفضه ونعتبر أنه غريب غرابة كلية على منهج أهل السنة والجماعة؛ فابن حجر الآن يقول: "إن أحاديث الآحاد قد يقع فيها ونعرف أن قد تفيد أي شيء؟ القلة، "قد يقع فيها ما يفيد العلم النظري بالقرائن أيضًا على المختار فهو يذكر هناك بعض القرائن التي إذا انضمت إلى خبر الآحاد أفادت العلم النظري فما هي هذه القرائن يا تُرى؟
ذكر أول هذه القرائن: "أن يكون الحديث مرويًا في الصحيحين" يقول: "منها ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما ما لم يبلغ حد التواتر" يقول: إن الصحيحين لهما مكانة في قلوب المسلمين، والذي دعانا إلى اعتبار أن أحاديث الصحيحين تفيد العلم النظري ما تميز به هذان الكتابان من جلالة، البخاري ومسلم وتقدمهما على أقرانهما في هذا الفن، وهو علم الحديث فيقول: إنهما لا يقبلان من الحديث إلا ما بلغ الدرجة العليا من الصحة فلأجل مكانة البخاري ومسلم اعتبرنا هذا ميزة لكتابيهما.
أيضًا هذان الكتابان نجد أن العلماء من وقت البخاري ومسلم حتى وقتنا هذا قد تلقوا أحاديث هذين الكتابين بالقبول والتسليم، ويستثنى من ذلك الأحاديث التي انْتُقِدَتْ من قِبَل بعض الحفاظ، ومن قِبَل بعض العلماء -علماء الحديث- على البخاري ومسلم فإذا نُحِّيَتْ تلك الأحاديث -على قلتها- بقي لنا البقية، وهي الكثرة الكاثرة من أحاديث الصحيحين.
فيقول: هذه البقية تفيدنا العلم الذي تحصل من خلال النظر طيب تحصل من خلال النظر لنا نحن؟ قال: لا، ليس من الضرورة أن يكون لنا نحن، ولكنه تَحَصَّل للبخاري ومسلم فإنهما ما أودعا هذه الأحاديث في هذين الكتابين إلا بعد أن نظرا في أسانيدها وتحقق عندهما أنها صحيحة أيضًا لو التفتنا إلى أنفسنا، فإن هذا العلم ما تحقق لنا إلا من جَرَّاء النظر أيضًا لكن أيّ نظر؟
نظرنا، وإذا بهذا الحديث في الصحيحين فبمجرد كونه في الصحيحين بعد أن نظرنا اكتفينا بهذا، واعتبرنا هذا يفيدنا العلم النظري من خلال نظرنا إلى أن هذا الحديث في الصحيحين هل هناك قرائن أخرى يمكن أن تضاف؟ يعني لو لم نجد الحديث مثلًا في الصحيحين، وصح سنده فهل معنى هذا -عند ابن حجر- أنه لا يفيد إلا الظن؟ قال: لا: قد يفيد العلم النظري أيضًا لكن بقرينة أخرى مثل أن يكون الحديث مثل ما ترون، ومنها المشهور إذا كانت له طرق متباينة.
فيقول: إذا كان الحديث مرويًا من طرق كثيرة لكنه لم يبلغ حد التواتر، وهو ما نسميه بالمشهور، فهذه الطرق إذا كانت صحيحة فكل واحدة منها انضمت للأخرى، فَتَحَصَّل لنا من جراء ذلك علمًا نظريًا يعني بعد أن نظرنا في تلك الطرق فوجدنا أنها طرق صحيحة، فإذا هذه الطرق بمجموعها كونت في نفس الناظر فيها علمًا يسمى علما نظريًا، فإذن هذه الأحاديث عند ابن حجر ليست كبقية الأحاديث فهذه إذًا قرينة ثانية، وهي أن يكون الحديث مرويًا من طرق تصل لدرجة الشهرة.
تفضل: +++
تقصد الأحاديث التي انتقدها بعض الحفاظ، نعم يا أخي، يعني الأحاديث التي انتقدها بعض الحفاظ كالدارقطني والجياني، وأمثالهم هي متنازع في التسليم لها بالقبول حتى وإن كنا يعني نقول مثلًا: إن هذا الحديث الأرجح عندنا أنه صحيح، وأن ما ارتآه البخاري ومسلم أو أحدهما أرجح عندنا مما ارتآه مثلًا الدارقطني لكن هل معنى هذا أننا نصف المخالف الذي يتبنى نظر الدارقطني أو ما ارتآه الدارقطني نصفه بأنه مثلًا خالف الإجماع ونُشَنِّع عليه ونعده يعني سلك مسلكًا من مسالك الضلال؟
¥(28/125)
نقول: لا، لا نسلك هذا؛ لأننا لو وصفنا الذي رأى هذا الرأى بهذا الوصف للزم منه أن نصف أيضًا من انتقد البخاري ومسلم في بعض الأحاديث وهم أئمة مُسَلَّم لهم في هذا الشأن كالدارقطني وحتى أبو زرعة وحتى الإمام أحمد وابن معين فلو نظرنا في مقدمة فتح الباري نجد الحافظ ابن حجر -رحمه الله- يقول: إن البخاري حينما ألَّف كتابه عرضه على الإمام أحمد وعلى يحيى بن معين وأبو المعلى بن المديني وشخص رابع لعله ... نسيته في الحقيقة الشخص الرابع فيقول: كلهم سلموا له بالصحة ما عدا عشرة أحاديث فإذن هذه العشرة الأحاديث ما محلها؟
متنازع في إثبات صحتها بين البخاري وبين من خالفه من الأئمة، وعلى هذا فَسِرْ، فهذا الذي يعنيني يدعوني للكلام.
يعني يا إخواني تكتبوا الأسئلة، ونجيب عليها حتى لا يتشتت الذهن.
بالنسبة للقرينة الثالثة: ذكرها الحافظ ابن حجر أنه الحديث الذي يكون مسلسلًا بالأئمة الحفاظ حيث لا يكون غريبا.
وحقيقة -يعني- قوله حيث لا يكون غريبًا. لا معنى له اللهم إلا أن يقصد مرتبة وسط بين هذه وبين السابقة فحينما يقول مثلًا في السابقة ومنها المشهور إذا كانت له طرق متباينة، طيب إذا جاءنا الحديث من ثلاثة طرق وهي صحيحة وأصبح الحديث مشهورًا بهذه الثلاث الطرق الثلاثة طرق، ما الداعي إلى أن نقول: المسلسل بالأئمة الحفاظ حيث لا يكون غريبًا، نقول: إن الحافظ ابن حجر يقصد بهذا أنه قد لا يصل لدرجة الشهرة بحيث يكون عزيزًا، فيكون مرويًا من طريقين مثلًا لكن هذين الطريقين ليست كالطرق السابقة، فالطرق السابقة لا يشترط فيها أن يكون الرواة لتلك الطرق من الأئمة المشهورين بل يكتفى فيها بمجرد ثقة الراوي وتوفر عدالته وضبطه.
لكن الأئمة كالشافعي وأحمد ومالك وأمثالهم من الأئمة المشهورين هؤلاء يجعلهم ابن حجر قرينة أخرى يقول: "مثلا لو ورد عندي الحديث من طريقين: طريق يرويها مثلا الإمام أحمد عن الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر وطريق أخرى يرويها مثلًا عن ابن عمر ابنه سالم وعن سالم يرويه عبيد الله بن عمر وعن عبيد الله مثلًا يرويه سفيان الثوري، وعن سفيان الثوري يرويه وكيع فهذان طريقان مسلسلان بالأئمة الحفاظ.
فالحديث بهذه الصورة يكون عزيزًا -مثلًا- إلى ابن عمر، لكن لو جعلنا صحابيًا آخر غير ابن عمر يكون عزيزًا تمامًا، فالحديث في هذه الصورة يكون عند ابن حجر انضافت قرينة إلى مجرد الصحة بحيث يصبح الحديث بهذه الصورة يفيد العلم النظري فيقول: صحيح أن الحديث عزيز، لكنه ورد من طريقين مسلسلين بالأئمة الحفاظ فما دام أن الحديث بهذه الصورة، وبهذه الجودة في الإسناد نعتبر هذه قرينة تجعل الناظر في هذا الحديث، أو في هذين الحديثين، أو في هذين الطريقين يتحصل عنده شيء يسمى العلم النظري فأفاده علم في قرارة نفسه لكنه ناشئ من جراء النظر فهذه هي القرينة الثالثة عند ابن حجر هل نسلم بهذه القرائن فقط، أو يمكن أن نضيف إليها أشياء أخرى؟
أقول: ينبغي أن نضيف إليها أشياء أخرى فمن القرائن صحة الإسناد مجرد صحة الإسناد بحيث لا يكون فيه مطعنًا من المطاعن نعتبر هذه أيضًا قرينة تجعلنا نقول: إن الحديث يفيد العلم النظري، أقول: مجرد صحة الإسناد بحيث لا يكون فيه أدنى شك في صحته عند أئمة الحديث، هذه تعتبر قرينة يمكن أن تضاف على القرائن السابقة بحيث نقول: إن الحديث بهذه الصورة يفيدنا أيضًا العلم النظري.
طيب، هل يمكن أن نقول: إن حديث الآحاد يمكن أن لا يفيدنا إلا الظن؟ نقول: نعم، يمكن أن يأتي هذا في بعض الأحوال المتنازع فيها، فإذا جاءنا الحديث من طريق واحد مثلًا، وفي بعض رواته كلام، لكن هذا الكلام لا ينزل حديثه عن درجة الحسن، وهو بعض الأقسام التي سيأتي الكلام عليها -إن شاء الله- في الليلة القادمة.
فالراوي الذي خَفَّ ضبطُه هو الذي حديثه حديث حسن، لكن خفة الضبط هذه يعني تجعل الإنسان الناظر في ذلك الحديث لا يتيقن تمامًا أن هذا الراوي قد أصاب في ذلك الحديث، وإلا لحكم على الحديث بالصحة، كذلك أيضًا لو جاءنا الحديث من طريقين كل واحدة من الطرق ضعيفة لكن بمجموع هذين الطريقين أصبح الحديث حسنًا لغيره عند بعض العلماء.
¥(28/126)
لكن هناك من يشدد وينازع في هذا، فأقول: مثل هذه الطرق التي يعني الحكم عليها بالقبول، إنما يكون عند فئة من العلماء دون فئة أخرى، فهذا يمكن أن يقال عنه: إنه لا يفيد إلا الظن، وقد يفيد العلم عند الناظر فيه الذي -مثلًا- حسَّن الحديث لذاته أو لغيره واقتنع بهذا قد يقول: أنا أعتقد أن هذا الحديث يفيدني العلم النظري الذي تَحَصَّل لي من جراء النظر نقول: أنت وذاك، لكن هل يلزم هذا الكلام كل أحد؟ لا، لا يلزم كل أحد.
لكن أما حديث آخر لا مطعن فيه، حديث تتوفر فيه شروط الصحة عند جميع علماء الحديث فهذا الحديث بهذه الصورة لا يجوز بحال من الأحوال أن يقال: إنه يفيد مجرد الظن بل يفيد العلم، ويجب العمل به سواء في باب الاعتقاد، أو في غيره من الأمور كالأحكام والمواعظ وغير ذلك، فالأمر سِيَّان، ولا يجوز لمسلم أن يفرق بين الأحكام والعقائد فكل ذلك شرع لله --جل وعلا-- ومن فَرَّقَ فإنه فَرَّقَ بين المتماثلات، وقسم دين الله --جل وعلا-- قسمة ضيزى، فالأحكام نجد أنها في بعض الأحيان تدخل في باب الاعتقاد أيضًا.
وعلى كل حال يعني لا أحب أن أستطيل في إثبات حجية خبر الآحاد، فهذا له مقام آخر والوقت قد انتهى، وإلا كان يمكن أن نفيض في هذا، لكن أذكركم بحديث واحد وهو حديث معاذ بن جبل -رضي الله تعالى عنه- هل بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- وحده أو معه أناس؟ بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أهل اليمن وحده وقال: إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه -أي شيء؟ - شهادة أن لا إله إلا الله عقيدة هذا ولا أيش؟ هذا عقيدة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- غبي حينما لا يبعث مع معاذ بن جبل من تقوم به الحجة ويصبح خبره متواترًا أو الغباء في غيره؟ الغباء في غيره الذي يعتقد أن دين الله --جل وعلا-- لا يقوم إلا بمجرد التواتر وما لم يكن متواترًا فإذا هو ليس بدين.
النبي -صلى الله عليه وسلم- يبعث معاذ بن جبل لأهل اليمن وهو بمفرده ويبعثه بأصول الاعتقاد ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ثم يلحق بعد ذلك ما يلحق من الأحكام فلا يفرق بين عقيدة وأحكام وهو نبي الله -صلى الله عليه وسلم- ويرتضي هذا لأهل اليمن، وأهل اليمن لا يرفضون مجيء معاذ إليهم بحجة أنك فرد واحد، وأنك لا تقوم بك الحجة بل يرضونه ويسلمون بما جاءهم به من عند النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعد ذلك يأتي من يدعي الإسلام ويرفض أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بحجة أنها أخبار آحاد لا شك أيها الإخوة أن المنهج مختلف، وأنه شتان بين الفريقين فهؤلاء لهم منهج، وأولئك لهم منهج آخر، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
س: أحد الإخوة يسأل ويقول: ما رأيكم بكتاب تيسير مصطلح علم الحديث للدكتور محمود الطحان؟
ج: أقول: أجبت عن هذا السؤال لكن يبدو أن الأخ ما كان موجودًا فالكتاب يعني جيد من حيث تقسيمه المنهجي مع أن هناك بعض الملاحظات التي لا تقدح يعني في هذا الكتاب، ملاحظات يسيرة علمية على بعض النقاط التي ذكرها في الكتاب، أما كتاب "مباحث في علوم الحديث" للشيخ مناع القطان فالحقيقة أنا ما اطلعت على هذا الكتاب.
س: أحد الإخوة يقول: أريد مراجع خاصة في هذا البحث يعني حجية الآحاد؟.
ج: أقول: نعم إن أردت المراجع فابن حزم في كتابه "إحكام الأحكام" أفاض في هذه المسألة إفاضة جيدة وعنه أخذ وزاد ابن القيم، -رحمة الله عليه- في كتابه "الصواعق المرسلة" فارجعوا إليها أيها الإخوة، فإن البحث في ذلك بحث جيد وأيضًا للشيخ عبد الله الجبرين -حفظه الله- رسالة جيدة وممتعة جدًا في حجية خبر الآحاد يعني بحث علمي رصين جدًا، وقبل هذا كله الشافعي -رحمه الله- في كتابه "الرسالة" فإنه هو ممن تصدى للقائلين بعدم حجية أخبار الآحاد.
س: أحد الإخوة يقول: إن البيقوني يقول في منظومته:
والفرد ما واحد به انفرد
وأجمعوا لضعفه فهو كرد
هل الفرد مجمع على ضعفه؟ يرجو التوضيح.
¥(28/127)
ج: أقول: والله أنا يعني لست ممن يعني تابع المنظومة البيقونية حتى أعرف معنى البيت لكن أستبعد جدًا أن يكون البيقوني يحكم على الحديث الفرد بالضعف لكن يبدو لي أن البيت يحتاج إلى شيء من الشرح فقد يكون قبله بيت أو بعده بيت يوضح المعنى المقصود فيمكن أنه يقول: الحديث الفرد ما هو؟ هو الذي انفرد به واحد وينتهي المعنى عند هنا، والفرد ما واحد به انفرد، وأما الضعيف فهو الذي يجمعون على ضعفه فهو المردود يمكن يكون أراد هذا المعنى، والعلم عند الله -جل وعلا-.
س: أحد الإخوة يقول: ماذا نقصد إذا قلنا للحديث طرق؟
ج: أقول: المقصود بأن للحديث طرقًا يعني حديث رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أبو هريرة، ورواه عن أبي هريرة سعيد بن المسيب ورواه عن سعيد بن مسيب الزهري ورواه عن الزهري سفيان بن عيينة هذه يقال لها طريق، ثم وجدنا نفس الحديث هذا رواه أيضًا ابن مسعود مثلًا ورواه عن ابن مسعود علقمة ورواه عن علقمة إبراهيم النخعي ورواه عن إبراهيم النخعي الأعمش ورواه عن الأعمش شعبة فهذه أيضًا طريق.
وهكذا أيضًا لو ذهبنا إلى حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وجدنا حديثًا لعلي بن أبي طالب يرويه عنه عبيدة السلماني ويرويه عن عبيدة السلماني مثلًا محمد بن سيرين، ويرويه عن محمد بن سيرين أيوب السختياني فهذه أيضًا يقال لها طريق، وهكذا عدد ما شئت من الصحابة كل واحد من هذه الأسانيد يقال له طريق فهذا مقصودنا بأن له طرقا، كل ما كثرت هذه الأسانيد يقال لها طرق.
س: أحد الإخوة يقول: هل يجوز لأحدنا أن يضع أي شيء يحجز به مكانا قرب الشيخ وذلك من الصباح حتى المساء مع العلم أن بعضنا قد لا يحضر الدروس؟ وهل لي إذا وجدت مكانًا محجوزًا ولم يأت صاحبه بعد بداية الدرس أن أجلس فيه؟ أرجو بيان ذلك
ج: أقول: لا، ما يجوز للإنسان أن يحجز مكانًا عن الآخرين وأنت إذا وجدت مكانًا محجوزا ولم يأت صاحبه في الدرس فاجلس فيه ولا حرج.
س: ++++
ج: يعني هو موجود، إذا كان موجودًا لعله في مكانه ويترك المكان الآخر لغيره، لا، الحال يختلف إذا كان مثلًا أحد الإخوة يحب أن يقترب من الدرس، ويحب أن يحجز له مكانًا في الصف فهذا -إن شاء الله- لا حرج فيه ما دام أنه موجود في المسجد.
س: يقول: إذا أطلق الترمذي على الحديث أنه غريب فما هو المراد، المطلق أم النسبي؟
ج: أقول: بحَسْبِهِ، إما أن يكون يريد المطلق، وإما أن يكون يريد النسبي: قد يقول مثلًا هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه أو لا نعرفه إلا من حديث فلان وقد يقول: إن هذا حديث غريب، فإذا قال: حديث غريب، فالأغلب أنه يريد الغرابة المطلقة، وأما إذا قال: لا نعرفه إلا من حديث فلان فهو يريد الغرابة النسبية، فعلى كل حال كل لفظة من الألفاظ التي يطلقها الترمذي تحتاج إلى نظر حتى يعرف ما مقصده.
س: يقول ما هو المرجع الذي أجد فيه شرحًا مفصلاً عن قسم الغريب المطلق والنسبي؟
ج: أقول: المراجع كثيرة كل كتب المصطلح تتحدث عن هذا، يعني إذا كانت مثلًا النخبة وشرحها مختصرة فيمكن أن ترجع إلى المطولات مثل "تدريب الراوي" ومثل "فتح المغيث" وغيرها.
س: يقول: هل إذا كان الحديث غير صحيح هل نجزم أنه كذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأن غير الثقة قد يكون ثقة، ولو في حديث واحد؟ وهل إذا كان الحديث صحيحًا نجزم أنه قد قاله الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأن الثقة قد يهم وقد يخطىء ولو في حديث واحد؟
ج: أقول: أما بالنسبة للجزء الأول من السؤال وهو: هل إذا كان الحديث ضعيفا والضعف ناشئ من ضعف حفظ الراوي نستطيع أن نجزم بأن هذا الحديث لم يقله النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ أقول: لا، لا نستطيع أن نجزم لكن حيطة لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث لم تتوفر شروط الصحة فيه توقفنا عن قبوله ووصفناه بأنه حديث ضعيف؛ لأنه لم تتوافر فيه شروط الصحة، لكننا لا نجزم بأن هذا الحديث لم يقله النبي -عليه الصلاة والسلام-.
أما الجزء الآخر من السؤال فالذي أربأ بالسائل عنه وبكل أخ أن لا يرد هذه المقولة؛ لأنها هي التي دخل من خلالها قولهم: إن الثقة قد يخطىء، وإنا إذا قبلنا حديثًا رواته كلهم ثقات فمعنى ذلك حديثًا فيه احتمال وجود الخطأ، وهذا الذي نقصد به أن هذا الحديث لا يفيد إلا الظن هذه مقولتهم.
¥(28/128)
طبعًا هذه المقولة ما كانت ترد عند علماء الحديث مطلقًا وأهل السنة يربئون بأنفسهم عن أن يتوقفوا في قبول أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذه الحجة، هذا أيها الإخوة مع أنهم لو كان كلامهم هذا ناشئًا تديُّنًا لكان هذا الوصف إنما ينطبق على الحديث الفرد يعني الذي لا يرويه إلا راوٍ واحد؛ لكنهم يردون أحاديث الآحاد حتى وإن كانت مروية من طرق كثيرة كما وصفت لكم.
فإذن هم إنما يريدون من خلال هذه العبارة أن يتوصلوا إلى أمر آخر لا تريدونه أنتم، فتفطنوا لهذه الزلات التي يريدها من يريدها من أصحاب الشبه، نعم، الإنسان بشر قد يخطىء لكننا نقول: إن دين الله --جل وعلا-- محفوظ، وما دام أن هؤلاء الرواة الذين نظرنا في أسانيدهم قد تحققت فيهم الدرجة العليا من الصحة، كل واحد منهم ثقة ضابط عدل، وسمع ممن فوقه، فإذن ليس هناك ما يدع إطلاقًا للتوقف.
ولنعرف أن علماء الحديث كان الواحد منهم ورعًا أشد الورع عن أن يتجاوز أو يتعدى الحد في حديث من الأحاديث لم يتأكد من ضبطه أنه سمعه من شيخه فبعض الأئمة كان إذا شك في الحديث مجرد شك تركه بالكلية ما يحدث به فالخوف من أن يكون إيش حذف شيء من الأحاديث لكن أن يكون دخل في سنة النبي --صلى الله عليه وسلم- ما ليس منها من الأحاديث التي توفرت فيها شروط الصحة فاطمئنوا فعلماء الحديث قد كَفَوْكُم هذه المسألة.
وعلم العلل الذي برع فيه من برع من الأئمة كالإمام أحمد ويحيى بن معين وعلي بن المديني والبخاري وأبي حاتم وأبي زرعة والدارقطني والنسائي وغيرهم، هؤلاء العلماء كانت هذه مهمتهم يأتون لهذه الأحاديث التي قد تكون مظنة الخطأ فيكشفون عللها. ... أنت نسألك عن حديث فتقول باطل منكر، ونحو تلك العبارات أسحر هو، قال لا، ولكن هكذا يقع في نفس المحدث، ولكن هات اسأل وأنا أجيبك ثم اذهب إلى غيري من العلماء فاسأله وانظر بماذا يجيبك فسأله عن حديث: فقال فيه: باطل ثم ذهب إلى أبي زرعة الرازي فسأله عن نفس الحديث فقال: فيه منكر فكان جوابهما قريب من بعضه فجاء وقال: أشهد بالله إن هذا العلم يعني فعلًا موهبة من الله --جل وعلا-- أو نحو هذه المقالة.
فهؤلاء العلماء هم الذين سخرهم الله -جل وعلا- لخدمة دينهم وناس هجروا لذيذ المنام هجروا الفرش لم يتنعموا في الدنيا الواحد منهم يترك أهله ووطنه لأي شيء؟ إنما يتقربون إلى الله -جل وعلا- بالذبِّ عن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل تلك الرؤيا التي رآها البخاري أنه يَذُبُّ الذباب عن وجه النبي -صلى الله عليه وسلم- فعبرها له المعبر بأن قال: إنك تذب الكذب عن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- أو عن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-.
فهؤلاء أناس يعني إنما تذكر سيرهم مجرد ذكر، وكأنها ضرب من الخيال، ولو ذهبتم وتتبعتم سِيَرهم لوجدتم العجب العجاب حتى تتيقنوا بأن هؤلاء الناس ليسوا أفرادًا عاديين، وإنما هم أناس سخرهم الله -جل وعلا- لخدمة دينه فعلًا فلتكن قلوبكم مطمئنة من أن هذه الأحاديث لا يمكن -إن شاء الله- أن يدخل في صحيح سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- منها ما لا يصح.
س: يقول اشتهر عند بعض الشباب إذا أرادوا أن يفترقوا أن يقول كل واحد منهم: لا تنسنا من صالح دعائك ما صحة هذا القول؟
ج: أقول: الحقيقة، يعني مثلًا، شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- لا يفضل مثل هذه المقولة، ويقول اللهم إلا أن يكون الذي طلب من أخيه الدعاء له أن يكون قصد أن الأخ نفسه هو الذي ينتفع بالدعاء مثل ما ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أنه من دعا لأخيه بظهر الغيب كان عند رأسه ملك يقول: نعم، ولك بمثل فإن كان يقصد نفع الأخ لكن أن يكون هو الذي يريد أن ينتفع بدعاء الأخ فيقول هذا يعني من الأمور التي ينبغي أن تترك، هذا كلام شيخ الإسلام أحكيه لكم دون تعليق.
س: يقول هل يوجد لإسحاق بن راهويه مسند؟
ج: أقول: نعم موجود وطبع بعضه وهو موجود في الأسواق.
س: يقول: إنني قلت: إن أحاديث الآحاد لا تستوجب أن تكون ضعيفة أو صحيحة بل يجب النظر في السند، ثم نحكم عليها، يقول ألا يكون بالإضافة إلى النظر يقصد أن يكون النظر أيضًا إلى المتن مع السند.
¥(28/129)
ج: أقول نعم، لكنني حكيت أو تكلمت بحكم الغالب كما بينت لكم سابقًا أن معظم الطعن الذي يرد في الأحاديث إنما يأتي من جراء السند والطعن في المتن قد يرد لكنه قليل.
س: يقول: هل يجوز الاستشهاد بأحاديث لا أعلم عن طرقها أو سندها بشيء لا لشيء إنما لعدم مقدرتي على حفظ أسانيد كل حديث؟ وهل أدخل تحت حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار؟
ج: أقول: أما بالنسبة للسند فلا يلزمك حفظه لكن الذي نطالبك به أن لا تحدث بحديث في مقام الاستشهاد والاحتجاج عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا بعد أن تتأكد من صحته، وأما ما لم تتأكد من صحته فلا تجزم به فقل يروى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أو بيِّن ضعف ذلك الحديث أو بيِّن أنك لست متأكدًا من صحته، دع الناس على بينة من أمرهم فلا تغشهم.
س: يقول: متى بدأ الاعتزال
ج: أقول: بدأ الاعتزال في بدايته منذ أن اعتزل واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد حلقة الحسن البصري بعد أن نشأ القول بالقدر فسموا معتزلة؛ لأنهم اعتزلوا حلقة الحسن البصري -رحمه الله تعالى-.
س: يقول: اذكر -جزاك الله خيرًا- خمسة منهم.
ج: أقول: رءوسهم كثيرون لكن منهم: واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد وبشر المريسي وابن أبي ذؤاب يعني هم كثرة ورجل يقال له: أبو الحسن البصري وغيرهم.
س: يقول: وكيف لي أن أعرف عن الماتريدية حيث إني ذهبت إلى عدة مكتبات ولم أجد كتابًا يتحدث عنهم باستفاضة؟
ج: أقول: بلى هناك رسالة جيدة للأخ الشيخ محمد الخميس في بيان منهج الماتريدية وهي مطبوعة طبعتها دار الوطن وموجودة في الأسواق، نعم.
س: الأخ يسأل ويقول إنه سمع بعض الناس يقول: إن معظم الأحاديث التي نعمل بها يعني نسبة 98% منها كلها أخبار آحاد.
ج: أقول: صحيح ولذلك لو أخذنا بمقولة أولئك للزم عليها ألا نعمل بديننا إطلاقًا يعني أن نرفض دين الإسلام بالكلية، أنا أضرب لكم مثالًا على ذلك، يعني مثلًا صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- هل وردت بالأحاديث المتواترة أو بأحاديث آحاد مثل حديث المسيء في صلاته وغيره من الأحاديث، وردت بأحاديث آحاد، أنصبة الزكاة وردت بأحاديث آحاد، الحج وردت بأحاديث آحاد، الصوم بأحاديث آحاد، فلو قلنا: إن هذه أحاديث آحاد وهي لا تفيد إلى الظن، والظن لا يغني من الحق شيئًا فكما أننا لا نأخذ بها في باب الاعتقاد فأيضًا يداخلني الشك فأقول لماذا آخذ أيضًا بها في باب الأحكام ما دام أنها لا تفيد إلا الظن فلأتركها، يسعني أن أترك هذه الأحاديث.
إذا تركتها هل أصبح مسلمًا بهذه الصورة، وأنا لم أعمل شيئًا من الأعمال؟ ما بقي لي إلا القرآن والقرآن أيضًا لا يصفو لي كله بل يخضع أيضًا تفسيره للهوى، فالآية يمكن أن أفهمها بناء على فهمي أنا لا بناءً على فهم السلف الصالح -رضي الله تعالى عنهم- الذي تلقوه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وبالتالي أيضًا حتى القرآن لا يصفو لي إطلاقًا فهذا من باب الاختصار لكن يعني لو جئنا نمثل بأمثلة إلزامية فالأمر يستدعي طولًا ونحتاج في الحقيقة إلى محاضرة أو محاضرات أو مُؤَلَّف يكتب في هذا، وهذا إن شاء الله سيحصل.
س: يقول ما رأيي في كتاب "الأسماء والصفات" للبيهقي؟
ج: أقول فيه وفيه، البيهقي -رحمه الله- يعني تأثر بالأشاعرة في معتقدهم لكنه لا يظهر هذا واضحًا عليه تماما كما هو حال باقي الأشاعرة لكن الذي يتتبع يجد عنده في هذا الكتاب بعض الإيهام.
س: يقول: هل إذا قال أحد الحفاظ عن حديث ما: لا نعلمه إلا من طريق مالك عن الزهري يُعَدُّ هذا الحديث حديثًا غريبًا؟
ج: أقول: نعم، لكن لا يلزم من الغرابة الضعف قد يكون الحديث غريبًا وهو صحيح مثل حديث: إنما الأعمال بالنيات
س: يقول ما رأيك في كتاب "تنبيه المسلم إلى تعدي الألباني على صحيح مسلم"؟
¥(28/130)
ج: أقول: هذا الكتاب الله أعلم بنية كاتبه وحسيبه الله، وسيقف بين يدي أحكم الحاكمين فإنه قد تَجَنَّى أيضًا على الشيخ الألباني، ولسنا نَدَّعِي العصمة للألباني لكنه رجل خدم علم الحديث، وخدم الإسلام من جراء هذا العلم فجازاه هذا الجزء، جزاء سمنار، فكون الألباني -حفظه الله- يعني بشرًا يخطئ ويصيب هذا لا ننكره، وعنده بعض الأخطاء لكن أن يركز على هذه الأخطاء وتبرز ويُشَنَّعُ عليه من خلالها ويوصف بتجنيه وتعدِّيه على سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو الذي أفنى عمره كله في الذَّب عن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- فهذا ليس من منهج أهل الإنصاف.
س: يقول من خلال الكلام في .. هل يصح أن نقول إن هذا التقسيم متواتر وآحاد إنما بدأ على يد أهل الكلام والمعتزلة؟
ج: أقول: نعم، نقول هذا، ولا نشك فيه.
س: هل المتواتر يفيد العلم الضروري أو النظري؟
ج: هذا يعني كلٌ بحسبه فإذا كان مثلًا خبرًا مشتهرًا كما قلت لكم حال بلاد اليابان فهذا يفيد العلم الضروري لكن إن كان حديثًا من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يمكن أن نقبل هذا الكلام أنه يفيد العلم الضروري يعني دون الالتفات إلى سند من الأسانيد بل لا بد من وجود الأسانيد فلا بد إذن من أن يكون العلم ناشئًا من النظر في تلك الأسانيد.
هذا أحد الإخوة -جزاه الله خيرًا- جاء بالبيت على وجهه الصحيح في البيقونية يعني يدل الأخ الذي كتب البيت ما كان، حفظ حفظًا جيدًا يقول الأخ البيقونية:
والمنكر الفرد به راوٍ غدا
تعديله لا يحمل التفرد
متروكه ما واحد به انفرد
.......................
إذا استقام البيت متروكه يعني متروك الفرد ما واحد به انفرد،
....................
وأجمعوا لضعفه فهو كرد
أحسنت بارك الله فيك.
س: الأخ يسأل عن حديث الجلوس بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس وأن ذلك كأجر حجة وعمرة تامة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- هل هو صحيح؟
ج: أقول، الحديث طرقه ضعيفة لكن بعضهم يؤيد هذه الطرق بعضها مع البعض ويقول: إن الحديث بمجموع هذه الطرق يصل درجة الحديث الحسن لغيره، وأقول: ما دام أنه يعني في فضيلة من فضائل الأعمال فلا بأس إن شاء الله بقبوله بهذه الصورة ما دام أنه له طرق متعددة.
س: ++++
ج: لا، هذا يسمى غريبًا غرابة مطلقة يعني؛ لأن الغرابة جاءت في أصل السند لكن ليس معنى هذا أن الحديث مثلًا يتطرق الشك إلى صحته بل بهذه الصورة يعتبر حديثًا من أصح الصحيح ما دام أنه يرويه عن الصحابي عشرون من التابعين يعتبر من أصح الصحيح، وهكذا يعني زاد العدد بعد ذلك.
س: يقول لو أن حديثًا من الأحاديث رواه صحابي واحد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم ذلك الصحابي رواه عنه عشرون من التابعين وعن العشرين رواه عدد أكثر من أتباع التابعين، وهكذا ما زال العدد يزداد فهل هذا يعتبر غريبًا أو ماذا يعتبر؟
ج: نقول: نعم من حيث التقسيم الاصطلاحي يعتبر هذا غريبًا غرابة مطلقة مثل حديث إنما الأعمال بالنيات لكنه يعتبر من أصح الصحيح إذا كانت طرقه صحيحة أو حسنة.
س: ++++
حديث يرويه سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- إيش الحديث تذكره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قنت على رعل وذكوان
ج: هذا الحديث يصبح مشهورًا تقصد؟ هذا مشهور غير اصطلاحي، قلنا في الحديث المشهور: إنه ينقسم إلى قسمين: مشهور اصطلاحي، وهو ما رواه ثلاثة فأكثر لا بد أن يتوفر فيه العدد، ومشهور غير اصطلاحي هذا يقصد به ما اشتهر على الألسنة مشهور بين الناس، وهذا مشهور على ألسنة من؟ على ألسنة فئة من الناس وهم المحدثون، هم يمثلون دائمًا بهذا الحديث فأصبح مشهورًا عند المحدثين، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قنت على رعل وذكوان وعصية هذا سيأتي -إن شاء الله- معنا.
يعني أيهما أرجح مذهب مسلم أم مذهب البخاري في اشتراط اللقيا؟ مسلم اكتفى بالمعاصرة والبخاري اشترط اللقيا، فأيهما أرجح؟ هذا في الليلة القابلة سيأتي معنا -إن شاء الله-.
++++ س: السؤال يقول: إذا كان الحديث له علة فهل هذه العلة توجب رد الحديث مثل حديث أسماء الذي ذكرناه؟
¥(28/131)
ج: أقول: نعم مثل حديث أسماء العلة توجب رد الحديث بهذه الصورة اللهم إلا أن يتبين؛ لأن الذهبي توقع توقعًا حينما قال: لعلها أختها سلمى لكن هذا التوقع قد يكون صحيحًا وقد لا يكون فيصبح في الحديث يعني سبب من أسباب الضعف لم يتبين لنا، المهم أن هذه العلة دلت على أن في الحديث شيئًا لكن إذا كان هناك حديث هناك من العلماء من أعله، مثل حديث أبي سفيان الذي ذكره الأخ، والحديث في صحيح مسلم: أن أبا سفيان قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: وأهبك ابنتي أم حبيبة يعني: يزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا: كيف أبو سفيان قال هذا الكلام بعد فتح مكة؛ لأن أبا سفيان ما أسلم إلا بعد ذلك، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: نعم مع العلم أن النبي -عليه الصلاة والسلام- تزوج أم حبيبة قبل ذلك فهل هذه العلة صحيحة، ويعل هذا الحديث في صحيح مسلم أو لا؟
إن شاء الله التفضيل في الكلام عن هذه العلة سيأتي معنا إن شاء الله في شرح صحيح مسلم إن كان بعض الإخوة يحضر، لكن على كل حال أنا أقول: إنها ليست علة قادحة، لماذا؟ لأن هناك توجيهات لبعض العلماء لهذه العلة لإزالة الطعن في هذا الحديث الذي في صحيح مسلم، فقالوا: إن أم حبيبة التي ذكرها أبو سفيان ليست هي أم حبيبة التي هي تزوجها النبي -عليه الصلاة والسلام-.
هذا أحد الأجوبة فقد تكنى الأخت بكنية أختها صحيح قد يشكل عليكم مثلًا كيف النبي -صلى الله عليه وسلم- يجمع بين أختين؟ والجواب أن هذا ما حصل ومنهم من قال: بل المقصود تأكيد النكاح؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج أم حبيبة حينما كانت مهاجرة في الحبشة، فلم يعقد لها أبوها أبو سفيان، فأراد تأكيد عقد النكاح فهذا من الأجوبة التي قيلت.
وهناك أجوبة أخرى إن شاء الله سيأتي الجواب عليها في حينها؛ لأني لا أستحضرها الآن على كل حال العلة منتفية عن هذا الحديث الذي في صحيح مسلم.
مثال على الشذوذ، الأمثلة على الشذوذ كثيرة في الحقيقة يعني حينما يأتينا حديث مثلًا يرويه الشافعي عن مالك بن دينار عن عبد الله بن عمر مثل حديث صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاقدروا له قالوا: أصحاب مالك كلهم يرويه هذا الحديث بهذا اللفظ إلى الشافعي، فإنه تفرد بقوله فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين
أنا الآن آتي بهذا المثال للتقريب فقط لا لأجل تحقيق أن الشافعي فعلًا شذ في هذه الرواية فمنهم من اتهم رواية الشافعي أو رمى رواية الشافعي هذه بالشذوذ والشافعي إمام ثقة لكن أصحاب مالك العدد الكثير كلهم يروونه عن الإمام مالك بلفظ فاقدروا له إلا الشافعي قال: فأكملوا عدة شعبان ثلاثين فالآن قالوا: هذا مثال يمكن أن يمثل به للشذوذ، فالشافعي خالف العدد الكثير وهو ثقة فخالف العدد الكثير في هذه اللفظة هم يقولون فاقدروا له والشافعي يقول: فأكملوا عدة شعبان ثلاثين هذا مثال يمكن أن يمثل به للشذوذ.
من الحقوق التي تجب تأديتها شكر الله -تعالى- على تيسيره لمثل هذه الدورة التي يجمع فيها لنا المشائخ وطلبة العلم في مكان واحد بدلًا من أن نتعب أنفسنا لمطاردتهم في كل مكان فجمعوا لنا في مكان واحد وهم متهيئون ومستعدون لتعليمنا ما قد نجهله من علم ديننا فهذه نعمة، ولم تكن هذه موجودة بهذه السهولة وهذا اليسر عند سلف الأمة، وكم كانوا يتمنون لو أن الشيوخ يجمعون لهم في مكان واحد كانت هذه من أعظم الأماني عندهم، لكنهم كانوا أصحاب جد أصحاب صبر ومثابرة وإخلاص لله -جل وعلا- في تلك الأعمال مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه اجتهد في إخراج حديث من عدة طرق فلما رأى أنه أفاض وأكثر من ذكر طرق ذلك الحديث أعقبه بإسناد قول إلى أحد الأئمة وهو يحيى بن أبي كثير.
ذكر مسلم -رحمه الله- بإسناده عن يحيى بن أبي كثير أنه قال: "لا يستطاع العلم براحة الجسد". نعم أيها الإخوة العلم لا بد من أن يتحمل الإنسان في سبيله شيئًا من التعب والأذى ولا بد من التضحية ونحن -بحمد الله- كما أن المشايخ وطلبة العلم جمعوا لنا في مكان واحد فأيضًا أمكنة مهيأة -ولله الحمد- إضاءة، وتكييف وراحة ما بعدها راحة، ووقت فراغ للكثير منا فهذه نعمة.
¥(28/132)
أما السلف فكان بعضهم يتحمل في سبيل تحصيل العلم ما يتحمل بل ويحتمل من أذى الشيوخ ما يحتمل أما احتمالهم لما يحصل لهم من جراء الطلب فهذا حبر الأمة عبد الله بن عباس -رضي الله تعالى عنه- ما كان يأتي إلى بيت الواحد من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فيمكث عند بابه والرياح تصبو عليه وتذرو والشمس اللاهية تصلاه من أعلى وهو ينتظر خروج ذلك الصحابي حتى يأخذ عنه حديثًا أو حديثين أو أكثر فيخرج ذلك الصحابي فيفاجئ بابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو عند بابه فيقول. يا ابن عم رسول الله ما يمنعك أن تطرق عليّ الباب فأخرج إليك فيرفض ذلك ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- وحجته أنه لا بد من الاحتمال في سبيل الطلب.
ومثل هذا أيضا حصل لعروة بن الزبير -رحمه الله ورضي عن والده- فإنه أيضًا كان يمكث عند باب الواحد من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذه الصورة في شدة الحر حتى يخرج، وكان هذا ديدنهم. كيف لو أن الواحد منا رفسه شيخه كما رفس أبو نعيم الفضل بن دكين يحيى بن معين، وهو إمام، هل الواحد منا يحتمل مثل هذا الموقف.
كيف لو أن الواحد منا قال له شيخه: يا بارد بمحضر من الناس كما قال ابن خزيمة -رحمه الله- لتلميذه ابن حبان، وهو إمام، حينما أكثر عليه من السؤال فقال: تَنَحَّ عني يا بارد فقام ابن حبان وكتبها. كتب هذه الكلمة فقال له الذي معه: تكتب هذه الكلمة؟ قال: نعم والله لأكتب عنه كل شيء.
كيف لو أن الواحد منا ابتلي بمثل الأعمش -رحمه الله- وكان في خلقه حِدَّة يأتيه الطالب من طلابه فلا يكاد يظفر منه إلا بحديث أو حديثين وقصة وكيع معه مشهورة، وهي أن وكيعًا حينما جاءه؛ ليأخذ عنه العلم قال: من أنت؟ قال: أنا وكيع قال: من أبوك؟ قال: الجراح بن مليح، وكان والد وكيع هو الذي يتولى إنفاق الخراج على مثل الأعمش وغيره فاستغل الفرصة الأعمش قال: اذهب وائتني بعطاء من عند والدك وأحدثك خمسة أحاديث إذا جئت بالعطاء أحدثك خمسة أحاديث، فاشترط عليه هذا الشرط، هذا عسر في أخلاق الشيوخ يسمونه عسرًا.
الواحد منا لو قابل شيخًا مثل هذا الشيخ لأخذ يتكلم في عرضه وينبذه وما إلى ذلك مما لا يخفى عليكم، لكن السلف لا ما كان هذا خلقهم بل كانوا يحتملون ويصبرون ويعرفون أنه لا بد من التحمل لأجل أخذ هذا العلم، ولو أن الواحد منهم استنكر واستكبر وما إلى ذلك لما ظفروا بما ظفروا به من الطلب، أقول: هذا يعني تعليقًا على كلمة الإمام أثابه الله، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى.
نحاول أن نراجع مراجعة سريعة لما أخذناه ليلة البارحة. تكلمنا عن الحديث الغريب أو الفرد كلاهما لفظان مترادفان فمَنْ مِنَ الإخوة يعرف الحديث الغريب أو الفرد؟ تفضل: هو ما رواه راوٍ واحد سواء، أو ما انفرد بروايته راوٍ واحد أيا كان ذلك الانفراد في الأعلى أو في أثناء السند، المهم هذا هو التعريف الإجمالي هل له أقسام؟ له قسمان: فرد مطلق وفرد نسبي.
من الذي يعرف الفرد المطلق؟ الفرد المطلق هو ما كانت الغرابة فيه في أصل سنده، والفرد النسبي ما كانت الغرابة فيه في أثناء السند بالنسبة لراو معين أو جهة معينة.
طيب ما المراد بأصل السند؟ ما كان من جهة الصحابي لا بد أن يكون الصحابي نفسه أو يمكن أن يكون غير الصحابي؟ يمكن أن يكون مخرج الحديث يعني من دون الصحابي لكن أيها أكثر وجودًا؟ أصل السند في الصحابي دائمًا.
الأكثر أن يكون في الصحابي حينما نقول بالنسبة لراوٍ معين، هذا بالنسبة للفرد النسبي هل يمكن لأحد الإخوة أن يمثل بمثال.
يستغربون هذا الصنيع كيف أن الزهري -رحمه الله- برغم كثرة طلابه ما يروي عنه هذا الحديث إلا الإمام مالك فقط، طيب إذا قلنا بالنسبة لجهة معينة هل يمكن لأحد الإخوة أن يمثل؟ نعم. كأن يكون الحديث من جميع طرقه ما يرويه إلا أصحاب جهة معينة كأهل الحجاز وأهل الشام أو غير ذلك من أهل تلك الجهات فيقال: هذا حديث تفرد به أهل الحجاز.
¥(28/133)
طيب هل يلزم من التفرد أن يكون الحديث غريبًا غرابة مطلقة؟ التفرد الذي بهذه الصورة يعني حينما نقول: تفرد به أهل الحجاز مثلًا هل يلزم أن يكون غريبًا مطلقًا؟ ما يلزم قد يكون الحديث مشهورًا قد يكون مرويًا مثلًا من خمسة طرق، فلا يلزم من هذا أن يكون غريبًا غرابةً مطلقة، قد يكون غريبًا غرابة مطلقة، وقد يكون عزيزًا، وقد يكون مشهورًا، المهم أنه إذا ما نظرنا إلى روايته فإنه لا يرويه إلا أصحاب جهة معينة مع غض الطرف عن تلك الطرق.
هل هي كثيرة أو قليلة ولو طريقًا واحدة هل هناك مصنفات صُنِّفَت في الغريب غرابة نسبية؟ مثل غرائب مالك لمن؟ للدارقطني وأيضًا فيه غرائب مالك لمن؟ لابن عساكر. وهل هناك أيضًا شيء من الكتب. كتاب "الأفراد" لمن؟ للدارقطني أيضًا. كل هذا من الغريب غرابة نسبية.
طيب يعني هذه مراجعة سريعة والآن نبتدئ في درس هذا اليوم وهو الكلام عن الحديث الصحيح والحديث الحسن إن أمكن -إن شاء الله-.
يقول الحافظ -رحمه الله-:
الحديث الصحيح لذاته
وخبر الآحاد بنقل عدل تام الضبط متصل السند غير معلل ولا شاذ هو الصحيح لذاته.
--------------------------------------------------------------------------------
أنا نسيت يعني مسألة الحفظ هل هناك أحد من الإخوة يريد يسمع؟ طيب "وخبر الآحاد بنقل عدل تمام الضبط متصل السند غير معلل ولا شاذ هو الصحيح لذاته" الآن الحافظ ابن حجر -رحمه الله- بكلامه هذا يعرف لنا الحديث الصحيح لذاته. قبل أن ندخل في ثنايا هذا التعريف أيها الإخوة أنا أقدر أن بيننا يمكن من ليس له سابق معرفة بعلم الحديث فلا بد من تصوير طريقة تلقي الحديث حتى يعرف ما المراد بمثل هذا الكلام وما سيأتي من الكلام.
تعرفون أيها الإخوة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في معظم أحواله يجلس بين صحابته -رضي الله تعالى عنهم- مثل هذه الجلسة، النبي -صلى الله عليه وسلم- يحدثهم وهم عنده مع فارق التشبيه. سواء بيني وبين النبي أو بينكم وبين صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن المراد تقريب الصورة لكم فحينما يحدثهم بحديث من الأحاديث الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- يسمعون كما تسمعون.
فتوفي النبي -صلى الله عليه وسلم- فاحتاج الناس لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم من لم يدرك النبي -عليه الصلاة والسلام- فتفرق الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- في الأمصار ينشرون العلم فهناك من ذهب إلى بلاد الشام، وهناك من ذهب إلى مصر، وهناك من ذهب إلى اليمن، وهناك من ذهب إلى العراق سواء البصرة أو الكوفة، وهناك من ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك كبلاد خراسان تفرقوا -رضي الله تعالى عنهم- ينشرون العلم الذي حُمِّلوا إياه.
حتى إن بعض ذلك التفرق كان عن عمد مثل ما صنع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حينما أرسل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- إلى أهل الكوفة وكتب لهم كتابًا يقول فيه: "يا أهل الكوفة لقد أثرتكم بعبد الله على نفسي" يعني بودي أن يكون عبد الله بن مسعود عندي أستفيد من علمه. فإنه كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: كنيف ملئ علمًا
لكنه أراد أن ينشر هذا العلم في الأمصار فأرسل عبد الله بن مسعود إلى أهل الكوفة؛ لأن الكوفة كانت في ذلك الزمان هي أحد ثغور الإسلام، وكان يقطنها كثير من الناس وفعلًا نفع الله أهل الكوفة بمثل عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه-. لما تفرق الصحابة كان الواحد منهم يجلس أمام الناس كما جلس هو أمام النبي -صلى الله عليه وسلم- فيجلس أمام الناس ويحدثهم بأحاديث النبي -عليه الصلاة والسلام- وكانوا مع ذلك حذرين أشد الحذر، فمثلًا عبد الله بن مسعود كان إذا أراد أن يحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخذته رعشة وتصبب العرق من جبينه؛ لأنه يعرف ما معنى: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فهو يضع نصب عينيه قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار
فكان هذا معروفًا عنه وعن غيره أيضًا من الصحابة -رضي الله تعالى عنهم-مثل أنس بن مالك كان إذا حدث بحديث قال: أو كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- أو نحو هذا، يخشى أن يكون أخَلَّ بحرف فيقع في ذلك الوعيد، الذي يتلقى عن الصحابة وهم في مجالسهم هذه هم التابعون.
¥(28/134)
فإذن الآن تصوروا كيف ينتقل الحديث؟ النبي -صلى الله عليه وسلم- توفي، الصحابة بَلَّغُوا الحديث لمن بعدهم؛ امتثالًا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: نَضَّرَ الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مُبَلَّغٍ أوعى من سامع التابعون هم الذين اتصلوا بالصحابة.
ذهب جيل الصحابة ماتوا أصبح الذي موجود على الوجود هم التابعين الذين تحملوا الحديث عن صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- فهم الذين احتلوا المكانة بعد ذلك، جلسوا كما جلس الصحابة وأخذوا ينشرون العلم في طبقة أتباع التابعين، والتابعي هو من سمع الصحابي.
والصحابي هو من سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأتباع التابعين هم الذين سمعوا من التابعين، أجيال يَخْلُف بعضها بعضًا.
أتباع التابعين سمعوا الحديث من التابعين، ويعني كان عندهم حرص على جمع أكبر عدد من الأحاديث ممكن، فني جيل التابعين بقي جيل أتباع التابعين بَلَّغُوا العلم لتبع الأتباع من بعدهم.
وهكذا ما زال الحديث يتنقل جيلًا بعد جيل، وكل واحد من أولئك الرواة يسمع الحديث من شيخه، فإما يحفظه حفظا في صدره، وإما يكتبه كتابا وكان الكثير يكتب وبخاصة في طبقة أتباع التابعين فمن بعدهم.
نعم كانت الكتابة موجودة في وقت الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- لكنها قليلة لأسباب لا أرى أن أسهب في ذكرها لعلها تأتي إن شاء الله، ولما جاء التابعون انتشرت الكتابة فيهم أكثر مما كانت عند الصحابة، لكن لما جاء أتباع التابعين انتشرت الكتابة وأصبح التدوين معروفًا، فَقَلَّ من إمام في ذلك العصر إلا وصنَّف مصنفًا في الحديث، وأصبح جميع حديثه مكتوبًا عنده ومُدَوَّنًا.
ثم هكذا من جاء بعدهم ما زال التصنيف يأخذ شيئا من الإبداع والتفنن يتمثل هذا في ترتيبهم الحديث على مسانيد أو ترتيبه على أبواب الفقه، وانتقاء بعضهم الصحيح من الحديث، وترك ما لم يصح وهكذا، فإذا وضعنا في مخيلتنا طريقة التلقي هذه بل ما هو أبعد من هذا يعني: أفضل دائمًا لطالب العلم أن يكون كأنه مشرف على الناس كأنه يطلع عليهم من أعلى وينظر تلك الأجيال وهي يخلف بعضها بعضًا فهذا هو الامتداح الذي امتدح به ابنُ ناصر الدين الذهبيَّ -رحمه الله تعالى- والذهبي هو مؤرخ الإسلام يقول: "إنه كأنه مشرف على الناس يجرح فيهم، ويعدل ويذكر عنهم كل ما يتصل بشئونهم".
ولذلك علم الرجال والتاريخ هو من أهميات علم الحديث؛ لأن علم الحديث وثيق الصلة جدًا بعلم التاريخ، وبخاصة علم الرجال من علم التاريخ، فلو أن الواحد منا وضع في ذهنه هذا التصور كأنه ينظر إلى تلك الأمم، وكل جيل فيه فلان وفلان وفلان أو كل عصر فيه فلان وفلان وفلان من تلاميذ فلان ومن شيوخ فلان، وهكذا بهذه الصورة فهذا يسهل عليه تمامًا معرفة الحديث، هل هو صحيح أو غير صحيح؟ كما سيأتي -إن شاء الله- معنا من شروط الحديث الصحيح.
أضرب لكم مثالًا على ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- حدث بحديث مثلًا إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات تلقى هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عدد من الصحابة من جملتهم أبو هريرة.
توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء أبو هريرة؛ ليحدث التابعين فأخذ يحدث هذا الحديث. من جملة من تحمل هذا الحديث عن أبي هريرة الأعرج تلميذه، فتلقى الأعرج هذا الحديث عن أبي هريرة، لما توفي أبو هريرة حدث الأعرج بهذا الحديث تلاميذه من أتباع التابعين، فمن جملة من تحمل هذا الحديث عن الأعرج تلميذه أبو الزناد.
انقرض عصر الأعرج أو توفي الأعرج فبقي الناس محتاجين إلى علم أبي الزناد فحدثهم بالحديث الذي سمعه من الأعرج، والأعرج سمعه من أبي هريرة، وأبو هريرة سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم- فحدَّث الناس بهذا الحديث.
من جملة من أخذ هذا الحديث عن أبي الزناد الإمام مالك. فني عصر أبي الزناد وتوفي أبو الزناد بقي الناس محتاجين إلى الإمام مالك، بدأ الإمام مالك يبث الحديث في الناس وألَّف كتابه المشهور الموطأ، فمن جملة ما فيه هذا الحديث الذي تلقاه عن أبي الزناد من جملة من أخذ هذا الحديث عن الإمام مالك تلميذه عبد الله بن يوسف التنسي الذي هو شيخ البخاري توفي الإمام مالك.
¥(28/135)
جاء الناس بعد ذلك أصبحوا محتاجين لعلم الإمام مالك فتلقوه عن تلاميذ الإمام مالك ومن جملتهم عبد الله بن يوسف هذا فجاء البخاري وروى هذا الحديث عن عبد الله بن يوسف وأودعه في صحيحه الذي يعتبر أصح الكتب بعد كتاب الله -جل وعلا-.
هذه أيها الإخوة هي طريقة تلقي الحديث، كل الأحاديث تأتي بهذه الصورة إسناد الراوي الأدنى يرويه عن الراوي الأعلى، والأعلى يرويه عمن هو أعلى منه حتى يصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- نحن بهذه الصورة حينما ننظر للحديث، العلماء ينظرون للحديث من جهتين في الغالب:
هل هؤلاء الرواة الذين يرون هذا الحديث يتصفون بصفتين، وهي صفة العدالة بحيث يكون الواحد منهم موثوقًا في دينه يضمن تمامًا ألا يكذب وأيضًا لا يكون في دينه جرح كأن يكون مثلًا فاسقًا مرتكبًا أمرًا مفسقًا أو غير ذلك.
والشرط الثاني يعني حتى لو كان الإنسان دَيِّنًا ممتدحًا في دينه يعني إلى الغاية لا يكفي هذا عندهم بل لا بد أن تكون حافظته جيدة لا يكون مغفلا لا يكون ضعيف الحافظة لا بد أن يتوفر هذان الشرطان في الراوي نفسه: العدالة والضبط، فإذا توفر هذان الشرطان فإنهم يحكمون على هذا الراوي بأنه ثقة أي أنه مقبول الحديث اتصف بهاتين الصفتين العدالة والضبط.
هل يكفي هذا عندهم للحكم على الحديث بالصحة؟ لا. يقول: لا بد أن نتأكد أيضًا أن هذا الراوي الذي وصف بأنه ثقة سمع هذا الحديث من شيخه؛ لاحتمال أن يكون لم يسمعه من ذلك الشيخ فيكون بينهما واسطة، وهذا الواسطة غير مقبول الحديث إما ضعيفًا في حفظه أو مقدوحًا في عدالته، فلا بد أن نتأكد أنه سمع هذا الحديث من شيخه، والشيخ أيضًا سمع الحديث من شيخه الذي هو فوقه، وهكذا حتى يبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- بمعنى أن السلسلة لا بد أن تكون متصلة الحلقات.
لو انفصلت حلقة من حلقات السلسلة نعرف أن السلسلة تنقطع لو أن هناك ثريا ممسوكة بسلسلة لا بد أن تكون هذه السلسلة متصلة الحلقات لو انقطعت حلقة ماذا يحصل لهذه الثريا؟ تسقط وهكذا أيضًا حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لو فقدت حلقة من هذه الحلقات يصبح الحديث ماذا؟ يصبح الحديث ضعيفًا، فهذا أكثر ما ينظرون إليه في السند.
هناك أيضًا نظر للمتن لا يكفي أحيانًا قد يكون السند ظاهره الصحة، لكن المتن فيه علة تدل على أن هذا المتن غلط؛ ولذلك المحدثون لا يلتفتون فقط للسند كما يرميهم بعض الناس. لا بل هم أيضًا ينقدون المتن إذا كان المتن غلطًا، فإنهم أيضًا يبينونه، وهذا ما سيأتي -إن شاء الله- تفصيله معنا.
أردت أن أتكلم بهذا على أساس أُقَرِّب المعنى للأذهان حتى إذا تكلمنا بالشروط (شروط الحديث الصحيح) كل واحد يصبح منا عنده خلفية عن ماذا نريد بهذا الشرط؟.
فيقول في تعريف الحديث الصحيح: هو ما اتصل سنده
فالحافظ ابن حجر الآن يتكلم عن تعريف الحديث الصحيح الذي يمكن أن نستخلص منه شروط الحديث الصحيح. -لاحظتوا الكلمة هذه- ما اتصل سنده مثلما قلت لكم في الثريا لا بد أن تكون السلسلة متصلة الحلقات وإلا يسقط فيقول: هو ما اتصل سنده بمعنى أن كل تلميذ سمع هذا الحديث من شيخه فهذا ما يسمى باتصال السند.
هو ما اتصل سنده بنقل من العدل
لاحظوا التام الضبط فلا بد أن يتصف الراوي بالعدالة وأيش؟ والضبط هو ما اتصل سنده بنقل العدل التام الضبط. هذه ثلاثة شروط.
عن مثله إلى منتهاه
هذه كلمة مرادفة لاتصال السند يعني مثلما نقول: عطف بيان.
ما المراد باتصال السند أي أن يكون كل واحد من هؤلاء الرواة روى هذا الحديث عن شيخ هو أيضا مثله في العدالة وتمام الضبط عن مثله إلى منتهاه يعني إلى أن يصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- جاءنا بعد ذلك شرطان هما اللذان يلزم توفرهما في المتن وأيضًا حتى وفي السند. وألا يكون شاذًا ولا معللًا، أو من غير شذوذ ولا علة هذه خمسة شروط، لا بد من توفرها في الحديث الصحيح "ما اتصل سنده بنقل العدل التام الضبط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة.
نأتي الآن لنفصل في هذه الشروط لنعرف ما مرادهم بها قبل ذلك أقول: إن الحديث كما أشرنا إليه قبل ذلك ينقسم إلى قسمين: مقبول ومردود.
المقبول يدخل تحته أنواع أربع: الصحيح لذاته، والصحيح لغيره، والحسن لذاته، والحسن لغيره.
¥(28/136)
هذه الأنواع الأربع هي الآتي تفصيلها كلها يطلق عليها القبول يعني هذا هو الحديث المقبول، فالحديث المقبول إما أن يكون فيه أعلى درجات القبول، أو ما هو دون الأعلى.
عبروا بالأعلى بتمام الضبط وبما هو دون الأعلى خفة الضبط حينما قال في تعريف الحديث الصحيح هنا: هو ما اتصل سنده بنقل العدل التام الضبط، دل على أن هناك من هو خفيف الضبط، وهذا هو راوي الحديث الحسن الذي سيأتي -إن شاء الله- الكلام عليه يعني حتى تعرفوا أن الحديث الحسن والحديث الصحيح تعريفهما واحد ما عدا هذا القيد فقط.
فالحديث الصحيح لا بد أن يتوفر فيه تمام الضبط، وهو أعلى حد، والحديث الحسن يكون دونه بحيث يكون الراوي فيه خفة في ضبطه ليس كراوي الحديث الصحيح.
ما مرادهم باتصال السند حينما قال: هو ما اتصل سنده؟ المراد أن يكون كل راوٍ سمع ذلك الحديث من شيخه، والشيخ سمع من شيخه أيضًا، وهكذا حتى يبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الصحابي إذا كان الحديث موقوفًا على الصحابي. هذا واضح إن شاء الله.
ما مرادهم بالعدالة: اتصال السند مرادهم به أن يكون كل راو سمع ذلك الحديث من شيخه والشيخ سمعه أيضًا من شيخه الذي فوقه، وهكذا حتى يبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الصحابي.
العدالة أولًا: لا بد من تعريف العدالة ما مقصودهم بالعدالة: قالوا في تعريف العدالة: هي ملكة يعني مثل ما نقول موهبة. ملكة تحمل الإنسان على ملازمة التقوى والبعد عن خوارم المروءة.
ما مرادهم أيضًا بهذا الكلام؟ قالوا: ملازمة التقوى أي أن لا يكون الراوي موصوفًا بشرك أو فسق أو بدعة يعني سالمًا من هذه الأمور، أي: أنه إنسان موصوف بالتقوى والصلاح في دينه ليس في دينه ما يخدشه. هذا واضح إن شاء الله.
البعد عن خوارم المروءة لا يكفي مسألة التدين فقط بل أضافوا لها ما يسمى بخوارم المروءة. خوارم المروءة أي ما يخالف أعراف الناس المعتبرة، أضرب لكم مثالًا على ذلك لو أن هناك إنسان تقي صالح زاهد يعني دينه ليس فيه مطعن، لكن وجدناه والله على الرصيف أمامنا وما عيه إلا سروال وفانلة وجالس وباسط الأكل ويأكل بشراهة أمام الناس وحاسر عن رأسه بهذه الصورة ألا يلتفت الناس إليه ويعتبرون هذا الصنيع منه فيه شيء يدل على تأثر عقله أو خفة فيه؟ هذا شعور موجود.
قالوا: إذن هذا الإنسان الذي لا يبالي بأعراف الناس ويضرب بأعراف الناس عرض الحائط يدل على أن مثله ينبغي أن يصان حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عنه فحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يتحمله إلا أشراف الرجال عقلاء الناس.
أما الذين بهذه الصورة ليس فقط يعني هذا المثال لكن ضربته لأجل التقريب لكن كل ما يمكن أن يخدش الإنسان من حيث يعني أن يتكلم في عرضه، ولو لم يكن ذلك محرمًا يعني مثلًا هذا الإنسان هل محرم عليه أن يبقى بفانلة وسروال ما دام ساترًا لعورته ليس ذلك حرامًا عليه. هل حرام عليه أن يأكل على الرصيف؟ ليس ذلك حرامًا عليه. لكن المسألة مسألة عرف جار ما ينبغي للإنسان أن يخالف ذلك العرف، إذا لم يكن ذلك العرف يعني مخالفًا لصحيح سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- أما لو كان العرف مخالفًا لصحيح السنة فهذا لا نبالي به إطلاقًا.
فهذا ما يسمى بخوارم المروءة يعني ما يخرم مروءة الإنسان أمام الناس فإذا توافر هذان الشرطان في الراوي يقال له: عدل متصف أو ملازم للتقوى سالم من خوارم المروءة طبعًا هذا بعد أن تتوفر فيه شروط أخرى فيكون مسلمًا بالغًا عاقلًا فلو كان مثلًا كافرًا هذا لا يقبل حديثه عند أهل الحديث لو كان صغير السن دون البلوغ لا يقبلون حديثه. لو كان في عقله شيء لا يقبلون حديثه.
لكن هذه الأمور كلها أو بعضها في حال التبليغ يعني في حال تأدية الحديث لكن في حال تحمل الحديث يصح مثلًا لو كان هناك إنسان سمع الحديث من النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو كافر ثم توفى النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم أسلم بعد ذلك ثم حدث بذلك الحديث الذي تحمله حَالَ الكفر، هذا يصح أم لا يصح؟ نقول: يصح لأنه أدى الحديث في حال إسلامه، وإن كان تحمله في حال كفره كذلك أيضًا لو كان تحمل الحديث وهو صغير ثم بلغه بعدما بلغ سن الرشد، فهذا يقبل حديثه لكن كونه يحدث بذلك الحديث، وهو صغير السن لا يقبل حديثه عند العلماء هذا بالنسبة لما نسميه مسألة العدالة انتهينا منها.
¥(28/137)
نأتي لمسألة الضبط: قال: ما اتصل سنده بنقل عدل التام الضبط.
ما المراد بالضبط؟ قالوا: الضبط ينقسم إلى قسمين: ضبط صدر، وضبط كتاب. ضبط الصدر اشترطوا فيه أن يكون الراوي حافظًا ضابطًا لحديثه لم يطرأ عليه ما يقدح في حفظه. ما معنى هذا؟ إذا كان الإنسان أعطاه الله -جل وعلا- حافظة إما قوية أو على الأقل يعني مثل بقية الناس بحيث لا تكون حافظة ضعيفة، فهذا يسمونه إذا كان ما يلقى إليه يحفظه ويضبطه هذا يسمونه ضبط صدر أو حفظ صدر، يعني ما يحتاج إلى كتاب.
هذا ممكن يستمر معه حفظه إلى أن يتوفاه الله فهذا هو الضابط لكن أحيانًا بعضهم يبتلى بشيء اسمه الاختلاط يكبر في السن، فإذا كبر في السن خرف حدث عنده اختلال في عقله فاضطربت عليه الأحاديث ففي هذه الحال هم يميزون.
المحدثون لا يهدرون حديث الراوي هذا كله لكن يقولون: ننظر إلى الرواة الذين رووا الحديث عنه هؤلاء الرواة الذين تلقوا الحديث عن هذا الرجل هم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام فبعضهم سمع منه الحديث في حال صحة عقله قبل أن يخرف قبل أن يختلط فهؤلاء هم الذين يجعل المحدثون حديثهم صحيحًا، يعتبرون يعني حالة الاختلاط كأنها حالة وفاة، فكأن هؤلاء الذين رووا عنه في تلك الحالة سمعوا منه في حالة حياته الفعلية، وهناك أناس ما سمعوا منه إلا بعدما اختلط بعدما خرف بعدما ضعفت حافظته فهؤلاء عندهم حديثهم ضعيف.
هناك بعض الرواة يسمع من الراوي في حال قوة حافظته في حال صحة عقله وبعدما اختلط فالمحدثون -حيطة لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- - يتوقفون عن قبول حديث هؤلاء ويلحقونه بالصنف الثاني، وهم الذين سمعوا بعد اختلاط لعدم تميز حديثهم.
بعض الرواة لا يتميز حديثهم يعني يختلط لكن لا يعرف من الذي روى عنه قبل الاختلاط ومن الذي روى عنه بعد الاختلاط فعندنا مثلًا من الصنف الأول أبو إسحاق السبيعي اختلط لكن عرف أن مثل شعبة وسفيان الثوري وأمثالهم هؤلاء رووا عنه في حال سلامته فحديث هؤلاء عنه صحيح، لكن مثل سفيان بن عيينة سمع منه بعدما اختلط فحديث سفيان عنه فيه ما فيه من الضعف لكن عندنا مثلًا الليث بن أبي سليم هذا الراوي كما يقول الحافظ ابن حجر اختلط حديثه فلم يتميز فتُرِكَ يعني لم يعرف متى اختلط فما تميز صحيح حديثه من سقيمة فترك حديثه كله فهذا مقصودهم بضبط الصدر.
أما ضبط الكتاب فقد يكون الراوي لم يعطه الله -جل وعلا- قوة حافظة لكنه يستعيض عن هذا بالكتابة فيقول حتى ولو لم تكن حافظته قوية لكن أنا كل ما يقوله الشيخ أكتبه فتجده صاحب كتاب. فهل يكفي هذا أنه صاحب كتاب؟ قالوا لا. بشرط أيضًا أن يعرف أنه صان كتابه لم يسلمه لأحد يلعب فيه أو لم يتطرق إليه الشك في كتابه. كيف؟ بعضهم يتساهل فيدفع حديثه لبعض الطلبة غير الموثوقين فتجد بعضهم يكتب فيه أحاديث لم يسمعها هو في الحقيقة من شيخه فيبدأ يحدث بهذه الأحاديث وكأنه سمعها وهو لم يسمعها.
وبعض الطلاب يكون فيه من نوع العفرته كما نسميه فتجد إما فيه فسق أو يكن ناقمًا على ذلك الشيخ أو ما إلى ذلك فيدخل الموضوعات في كتاب الشيخ يلحقها فيه فيسقط حديث ذلك الشيخ وأحيانًا نفس الشيخ لا يكون له أدنى سبب لكنه يبتلى ابتلاء فبعضهم مثلًا يكون له ابن والإنسان لا ينفك عنه ابنه. ابنه معه في البيت فهذا الابن يأتي بكتاب والده فيدخل فيه الموضوعات وهذا الوالد عن سلامة نية يأتي فيحدث هذه الأحاديث وكأنه سمعها؛ لأنه لا يحفظ حفظه حفظ كتاب فيحدث بهذه الأحاديث وكأنه سمعها من شيوخه.
فعلماء الحديث كل هذه يتنبهون له -ولله الحمد- فتجدهم يذكرون أحاديث هذا الراوي وجدوا فيها المناكير بدءوا يتكلمون فيه ويسقطون حديثه مثل قيس بن الربيع. فهو لو نظرتم في ثناء الأئمة عليه في دينه يعني ما فيه مَطْعَن هو إمام في دينه لكن حديثه متروك بسبب ماذا؟ قالوا: لأن ابنه أدخل في كتابه ما ليس من حديثه فحدث به فترك حديثه.
بعضهم يكون له جار سوء مثل عبد الله بن صالح كاتب الليث فجاره هذا يستطيع يقلد خطه فأصبح يكتب الحديث في الرقاع ويرميها في بيت عبد الله بن صالح فهو يظن أن هذه الرقاع من كتبه فيأخذها ويضعها ويحدث بها فأصبح يحدث بالمناكير فأسقطوا حديثه لهذا السبب فهذا كله من نوع عدم ضبط الكتاب.
¥(28/138)
كذلك أيضًا مثل سفيان بن وكيع هو إمام لكنه اتخذ وراقًا يعني الذي ينسخ له، لكن هذا الوراق ليس بثقة فأصبح يدخل على سفيان بن وكيع بعض الأحاديث التي ليست من حديثه فجاءه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان فنصحاه فقالوا له: إنك دخل في حديثك المنكرات وكل هذا البلاء نرى أنه بسبب وراقك فشكا لهما قال: ماذا أصنع؟ قالا: نحن نكفيك. هما إمامان نقادان مثل الصيارفة. الصيرفي تجده يضرب بالجنيه الأرض يعرف هذا الجنيه صافي ولا ما هو صافي.
يعني ما يحتاج ميكروسكوب ولا آلات تكتشف الزيف فهؤلاء أيضًا نفس الشيء قالوا: نحن نكفيك نستطيع نميز صحيح حديثك من سقيمه، لكن بشرط أن تبعد هذا الوراق السيئ إذا أبعدته نحن نميز لك حديثك ويصفو لك حديثك، وتسلم عند العلماء.
فظن أنه انصاع لنصحهما فوجدا أنه بعد ذلك مازال مُصِرًّا على اتخاذ هذا الوراق فتكلما فيه، وتكلم فيه بقية الأمة فسقط حديث سفيان بن وكيع هذه أمثلة والأمثلة كثيرة في الحقيقة كلها تدل على أنهم يشترطون في حفظ الكتاب أن يصون المحدث كتابه بحيث يسلم له حديثه لا يتطرق الشك أبدًا في أن هذا الحديث هو الحديث الذي سمعه من شيخه ودونه، فكان كثير منهم يحرص أشد الحرص على كتابه لا يدفعه لأحد إلا بحضوره مثل الإمام مالك -رحمه الله- كان أحيانًا يدفع الموطأ لتلميذه ويقول: اقرأ، ويقرأ والناس ينسخون الأحاديث ثم يستلم الكتاب منه وهو حاضر، وإذا غلط التلميذ قَوَّمَ غلطه مثل هذا هو صيانة الكتاب.
أما الذي يدفع كتابه إلى من هب ودب فهذا يتكلمون فيه، فأظن -إن شاء الله- بهذا وضح المقصود بضبط الصدر وضبط الكتاب.
نعم يا أخي.
س: (سؤال غير مسموع)
ج: مسألة المتابعات هذه ستأتينا إن شاء الله، لكن يعني جوابًا لسؤالك أقول: نعم بشرط أن يكون يعني الحديث ليس فيه نكارة والمتابعة أيضًا ضعفها ضعفًا يسيرًا؛ لأنهم لا يحكمون على كل الأحاديث التي رواها الراوي بعدما اختلط بأنها ضعيفة قد يكون حَدَّثَ بشيء حَفِظَه.
كذلك أيضًا الذي احترقت كتبه يعني أنواع الاختلاط كثيرة بعضهم مثلًا احترقت كتبه فأصبح يحدث مما علق من تلك الكتب بحفظه، مثل ابن لهيعة فهذا أيضًا اعتبروه من نوع الاختلاط، حَدَّثَ فاختلطت عليه الأحاديث، وقد يكون أيضًا زيادة الضعف الذي طرأ على حفظه بسبب فجيعة الحادثة حينما احترقت كتبه، وهذا ليس بالأمر الهين بعضهم مثل أبي بكر بن أبي مريم جاءه لصوص فسرقوا متاع بيته ففجيعة الحادثة أثرت على عقله فاختلط يعني أنواع الاختلاط كثيرة.
بعد هذا نأتي للشرط الذي بعد هذا وهو عدم الشذوذ: الحقيقة أيها الإخوة الشاذ سيأتي -إن شاء الله معنا- يمكن في الليلة القادمة أو التي بعدها الكلام عليه مفصلًا لكن على أساس نعرف ما مقصودهم بالشذوذ. الشاذ فيه خلاف في تعريفه لكن الراجح هو ما ينفرد به الثقة أو ما يرويه الثقة مخالفًا من هو أوثق منه، أو أكثر عددًا، هذا تعريف الشاذ المختار.
هو ما يرويه الثقة مخالفًا من هو أوثق منه، أو أكثر عددًا. فأحيانًا نجد هذه المخالفة من الثقة تكون أحيانًا في الإسناد وأحيانًا في تكون المتن، فلو أن مثلا هناك بعض الثقات روى حديثًا يحلل أمرًا من الأمور وجاء ثقة وخالفهم في ذلك فذكر الحديث على أنه يحرم ذلك الأمر هذا يعتبرونه أي شيء؟ يعتبرونه شاذًا؛ لأن فيه مخالفة لمن هو أوثق منه أو أكثر عددًا.
وقد يكون في السند كأن يكون مثلًا بعضهم روى الحديث على أنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعضهم يروي الحديث على أنه من قول الصحابي، هذا يسمونه اختلاف: هل الحديث مرفوع أو موقوف؟ يعني هل هو مرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني من قول النبي -عليه لصلاة والسلام- أو موقوف يعني من قول الصحابي فهذا يمسونه أيضًا نوعًا من المخالفة.
فيرون مثلًا إذا كان الأكثر عددًا أو الأوثق هو الذي رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- اعتبروا هذه هي الرواية الراجحة، والذي رواه بخلاف ذلك يعتبرونه شذوذًا هذا المقصود بالشذوذ، وسيأتي إن شاء لله فيه مزيد تفصيل.
بعد ذلك قال: ألا يكون شاذًا ولا معللًا. ألا يكون شاذًا عرفناه وألا يكون معللًا يحتاج هذا إلى معرفة العلة قالوا في تعريف العلة -وهذا التعريف اصطلاحي لها-: هي سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث.
¥(28/139)
فاشترطوا لها هذه الشروط: أن تكون غامضة، خفية، وأن تقدح في صحة الحديث، لا بد من هذين الشرطين، هي سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث فلو كانت العلة ظاهرة هذه لا يسمونها علة اصطلاحية، وإن كان بعضهم قد يقول: علة هذا الحديث كذا وكذا، لكن في الاصطلاح يقصدون العلة بهذين الشرطين.
وأن تقدح في صحة الحديث، فلو كانت العلة علة يعني خفيفة ما تقدح في صحة الحديث فهذه أيضا لا يسمونها علة اصطلاحية، وإن كان بعضهم قد يسمي الحديث أيضا معلولا، وإن لم تكن تلك العلة قادحة لكن نقصد بالتعريف الاصطلاحي.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد - إخوتي في الله قالوا في تعريف العلة -وهذا تعريف اصطلاحي لها-: هي سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث. فاشترطوا لها هذه الشروط: أن تكون غامضة خفية، وأن تقدح في صحة الحديث. لا بد من هذين الشرطين: هي سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث.
فلو كانت العلة ظاهرة، هذه لا يسمونها علة اصطلاحية، وإن كان بعضهم قد يقول: علة هذا الحديث كذا وكذا، لكن في الاصطلاح يقصدون بالعلة هذين الشرطين.
وأن تقدح في صحة الحديث فلو كانت العلة علة يعني خفيفة ما تقدح في صحة الحديث فهذه أيضًا لا يسمونها علة اصطلاحية، وإن كان بعضهم قد يسمي الحديث أيضًا معلولًا، وإن لم تكن تلك العلة قادحة لكن نقصد بالتعريف الاصطلاحي. يمكن بعض الإخوة ما يعرف إلا بالمثال. نمثل على هذا: نقول مثلًا:
إذا كان الحديث ظاهر سنده الصحة مروي بسند ظاهره الصحة، لكن في متنه شيء يدعو للتوقف، وأضرب لكم مثالًا على ذلك، مثال كنت قررته على بعض الإخوة في بعض دروس المصطلح يمكن إذا كان بعضهم حاضرا لا يجيب يتيح الفرصة يعني للإخوة الجدد.
روى عبد الرزاق في مصنفه والحاكم في مستدركه وغيرهم من حديث أسماء بنت عميس أنها قالت: حضرت زواج فاطمة من علي -رضي الله تعالى عنهم أجمعين- فبصر بي النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: من هذه؟ قالت: فقلت: أسماء بنت عميس. قال: جئت في زواج ابنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: قلت: نعم. قالت: فدعا لي
هذا الحديث فيه شيء غلط، يعني دعا الذهبي -رحمه الله- إلى أن يحكم على هذا الحديث بأنه غلط، حتى وإن كان ظاهر سنده الصحة. فما هو يا ترى الغلط في مثل هذه الرواية؟ هي ليست زوجة عبد الله بن جحش، ولكنها زوجة من؟ من يعرف أسماء بنت عميس زوجة من؟ زوجة أبي بكر الصديق. هذا بعد ذلك لكن قبل. هي تزوجها ثلاثة من الصحابة. تزوجها أبو بكر، وبعدما توفي من تزوجها؟ علي بن أبي طالب، وقبل أبي بكر كانت تحت من؟ أحسنت بارك الله فيك كانت تحت جعفر بن أبي طالب. في وقت زواج فاطمة -رضي الله عنها-.
ولذلك أقول لكم: يعني .. علم الحديث موصول بالتاريخ. زواج فاطمة كان في السنة الثانية من الهجرة، وفي السنة الثانية من الهجرة كانت أسماء مع زوجها جعفر في أين؟ في الحبشة. كانوا مهاجرين ما قدموا إلا في السنة السابعة من الهجرة. فالذهبي -رحمه الله- مؤرخ فقال: هذا الحديث غلط لكن من فين جاء الغلط؟ الله أعلم.
قال: فلعلها أختها سلمى، ولعل الراوي غلط في أسماء، فالصواب أنها من رواية أختها سلمى فغلط وقال: أسماء؛ لأننا لا يمكن أن نقبل الحديث حتى ولو كان ظاهر سنده الصحة؛ لأن متنه فيه غلط.
فمثل هذا يسمونه علة؛ لأنها غامضة وخفية يعني تحتاج إلى إمام ليبرز هذه العلة حتى يبينها قالوا: سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث. فبلا شك أن هذه تقدح في صحة الحديث. يعني لا يمكن أن يقبل الحديث بهذه الصورة. هذا هو بالنسبة لتعريف العلة.
الظاهر أن الأخ الذي اشتكى من الطول أنه مصيب لطوال شرحه لكن يعني الإيضاح يستدعيني في الحقيقة إلى الإطالة، وإن شاء الله يعني معنا مزيد وقت. يعني أنا مقسم نفسي على أننا إن شاء الله يعني في نهاية الدورة نكون قد نهينا الكتاب فهذا لتطمئنوا.
قال الحافظ بعد ذلك:
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[20 - 09 - 09, 12:40 ص]ـ
3
درجات الحديث الصحيح
وتتفاوت رُتَبه بتفاوت هذه الأوصاف
--------------------------------------------------------------------------------
¥(28/140)
يعني تتفاوت رتب الحديث الصحيح بتفاوت هذه الأوصاف يعني اتصال السند والعدالة وتمام الضبط وعد؛ م الشذوذ وعدم العلة، وبخاصة مسألة الضبط هي أكثر ما تجعل التفاوت في الحديث يكون موجودًا تتفاوت رتب الحديث الصحيح بمعنى أن هناك حديثا صحيحا من أعلى الدرجات، وهناك حديث صحيح من أوسط الدرجات، وهناك حديث صحيح من أنزل الدرجات، وكل هذا مثَّل له الحافظ بالأمثلة الآتية:
أما الحديث الصحيح الذي هو من أعلى الدرجات فقال: هذا ما يسمى - أو ما يطلقون عليه- بأصح الأسانيد. فالعلماء وجدوا أن هناك أسانيد تروى بها كثير من الأحاديث فأعجبوا بهذه الأسانيد ونظافتها وجودتها، فاختلفت عباراتهم كل بحسب إعجابه بإسناد من الأسانيد، بل تجد الإمام الواحد يعجب بعدة أسانيد فتجده مرة يقول: هذا الإسناد أصح الأسانيد، ومرة يقول: هذا الإسناد أصح الأسانيد، ومرة يقول: هذا الإسناد أصح الأسانيد فضلًا عن أن يكون هذا الاختلاف بين عدة من العلماء.
يعني ما دام أن العالم الواحد قد يختلف قوله، فمن باب أولى أن تختلف أقوال العلماء فبعضهم يعني قال: أصح الأسانيد -وهذا قول البخاري- السلسلة الذهبية ما يرويه مالك عن نافع عن ابن عمر. وبعضهم قال: لا. بل أصح الأسانيد ما يرويه ابن شهاب الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عبد الله بن عمر وأحيانًا يكون عبد الله بن عمر يرويه أيضًا عن أبيه عمر، وكلاهما صحابيان كما هو معروف. فبعضهم قال: هذا أصح الأسانيد.
بعضهم قال: لا. بل أنا أرى أن أصح الأسانيد ما يرويه محمد بن سيرين التابعي الجليل عن التابعي الذي كاد أن يكون صحابيًا وهو عبيدة السلماني -رحمه الله-؛ لأنه أسلم في وقت النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بسنتين ولكنه يعني حينما قدم من المدينة كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد توفي، فأخذ عن أصحاب النبي -عليه الصلاة والسلام- فما يرويه محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعضهم قال: هذا أصح الأسانيد.
بعضهم قال: لا. بل أصح الأسانيد عندي ما يرويه إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن عبد الله بن مسعود، وبعضهم قال غير ذلك. يعني أقوال كثيرة جدًا.
لكن هذه الأقوال كلها للعلماء منها موقف قالوا: كل هذه الأسانيد -تعتبر من أصح الأسانيد لكن كوننا نفاضل بينهما أو نقول: إن هذا الإسناد هو أصح الأسانيد على الإطلاق، هذا لا ينبغي إذن ماذا نفعل؟ أو ما هو الموقف الذي نقفه من أقوال هؤلاء العلماء؟
قالوا: نقيد. إما بالصحابي أو بالبلد فمثلًا يمكن أن أقول: إن أصح الأسانيد عن عبد الله بن مسعود ما يرويه إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود يمكن أن أقول: أصح الأسانيد عن أبي هريرة ما يرويه محمد بن سيرين مثلًا عن أبي هريرة.
يمكن أن أقول في أصح الأسانيد عن أبي بكر الصديق ما يرويه إسماعيل بن أبي طالب عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-.
فيمكن أن أقيد بالصحابي الذي روى ذلك الحديث، فأقول أصح الأسانيد إلى فلان هو الإسناد الفلاني.
هنا يواجهنا مشكلة أخرى. أن بعض الصحابة يرد عنه أكثر من إسناد كلها من أصح الأسانيد. مثل عبد الله بن عمر منهم من قال: أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر، ومنهم من قال: لا، بل الزهري عن سالم عن أبيه، ومنهم من قال غير ذلك فهنا نقول: لا نفاضل. بل كلها تعتبر من أصح الأسانيد.
منهم من قال يمكن أن نقيد بالجهة فمثلًا يمكن أن أقول: أصح أسانيد المكيين ما يرويه سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- ويمكن أن أقول: أصح أسانيد الكوفيين مثلًا ما يرويه إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن ابن مسعود، وهكذا في أمثلة عدة لكل بلد يمكن أن يكون هناك إسناد يعتبر من أصح الأسانيد.
فهذا هو الموقف الصحيح الذي ينبغي أن يوقف مما يقال فيه: أصح الأسانيد، المهم أن كل الأسانيد التي قيل فيها: إنها أصح الأسانيد تعتبر في الدرجة العليا من الصحيح.
دونها مرتبة أخرى، وهي التي مثَّل لها الحافظ ابن حجر برواية حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- أو برواية بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن جده الذي هو أبو بردة عن أبيه الذي هو أبو موسى الأشعري.
¥(28/141)
هذه الراوية، والرواية الأخرى رواية حماد بن سلمة، ورواية بريد بن عبد الله يعني هذا الإسناد لا يعتبر من الدرجة العليا من الصحيح؛ لأن هناك من تكلم في مثل هؤلاء الرواة فمثلًا:
رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس. نجد البخاري -رحمه الله- أعرض عن الاحتجاج بها، وإنما أوردها في الشواهد والمتابعات، فلم يحتج برواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس.
أما مسلم -رحمه الله- فإنه اجتهد واعتبرها رواية صحيحة واحتج بها؛ فلأجل هذا قالوا: هذا لا يعتبر من الدرجة العليا من الصحيح؛ لأجل أن هناك بعض العلماء لهم موقف من هذه الرواية؛ لكننا نعتبرها من الدرجة الوسطى. هل دونها درجة؟ قالوا: نعم دونها درجة. مثل رواية سهيل بن أبي صالح عن والده أبي صالح السمان واسمه ذكوان عن أبي هريرة أو ما يرويه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- فهذه الرواية أيضًا فيها كلام، لكنها يعني من قسم الصحيح.
فالمهم أن رواية سهيل ورواية العلاء أعرض عنها البخاري أيضًا فلم يُخَرِّجها في صحيحه احتجاجًا أما مسلم -رحمه الله- فإنه قد احتج بهاتين الروايتين فلذلك قالوا: هذه من أنزل درجات الصحيح هذا بالنسبة للصحيح لذاته.
يقول الحافظ: فإن الجميع يشملهم اسم العدالة والضبط إلا أن للمرتبة الأولى من الصفات المرجحة -يعني من قوة الضبط- ما تفضل به على الدرجة الوسطى وللدرجة الوسطى ميزة تفضل بها عن الدرجة الدنيا.
بعد ذلك بيَّن الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في شرحه وهذا غير موجود في النخبة أن هناك أيضًا درجات للصحيح غير هذه الدرجات. أعلى الصحيح وما هو دونه وما هو دون ذلك. فقال: "عندنا بعض الأحاديث نجد أن البخاري ومسلم يتفقان على إخراجها وبعض الأحاديث نجد البخاري فقط هو الذي يخَرِّجها وبعض الأحاديث مسلم فقط هو الذي يخرجها، فما هو الترتيب الصحيح لمثل هذه الروايات الثلاث؟
قال: بلا شك أن ما يخرجه البخاري ومسلم هو الدرجة العليا، ثم يليه ما أخرجه البخاري فقط، ثم يليه ما أخرجه مسلم فقط، بناء على هذا الترتيب فقط ولا هناك مراتب أخرى؟ قال: لا. بل هناك مراتب أخرى. لو لم يكن الحديث في الصحيحين أصلًا لكنه حديث صحيح؛ وليكن مثلًا في مسند أحمد، أو في غيره من الكتب، فهذا الحديث هو أيضًا يعني بعد دراسة سنده وجدنا أنه صحيح.
لكن هذه الصحة على مراتب أيضًا، فنجد أحيانًا نفس رجال البخاري ومسلم موجودون في ذلك الحديث فيمكن أن نقول في هذه الحال: هذا حديث صحيح على شرطهما. يعني على شرط من؟ على شرط البخاري ومسلم. صحيح هذا الحديث ما أخرجه البخاري ومسلم لكن الرواة هم نفس الرواة. الرواة الذين احتج بهم البخاري ومسلم هم نفس الرواة الذين موجودون في هذا الحديث فلذلك قلنا عن هذا الحديث: إنه صحيح على شرط البخاري ومسلم.
أحيانًا نجد الحديث تتوفر فيه صفات الرواة الذين احتج بهم البخاري فقط فهذا الحديث يقال عنه: صحيح على شرط من؟ على شرط البخاري. أحيانًا نجد الحديث تتوفر فيه صفات الرواة الذين يحتج بهم من؟ مسلم مثل: ما مثلنا به قبل قليل مثلًا رواية العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه، ما احتج بها البخاري احتج بها من مسلم، فلو وجدنا رواية العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة موجودة مثلًا في مسند أحمد نقول عن هذه الرواية أيش؟ صحيحة لكن على شرط من؟ على شرط مسلم؛ لأن مسلما أخرج نفس الإسناد أخرج أحاديث بنفس ذلك الإسناد فهذا نقول عنه صحيح على شرط من؟ على شرط مسلم. هذه الآن.
إذن ثلاث درجات أيضًا إضافية: ما كان على شرطهما، يعني البخاري ومسلم، وما كان على شرط من؟ البخاري على شرط البخاري، وما كان على شرط مسلم، كم أصبحت المراتب بمجموعها؟ ست مراتب. فقط ولا فيه مراتب أخرى؟ قال: لا بل هناك مرتبة إضافية وهي ما كان صحيحًا لكنه ليس على شرطهما. يعني وجدنا فيه رواة لم يُخَرِّج لهما البخاري ومسلم وهم ثقة فحكمنا على الحديث بالصحة، وإن لم يكن كل رواته أخرج لهم البخاري ومسلم أو أحدهما فهذه مراتب سبع بهذا التفصيل: 1 - ما اتفق على إخراجه البخاري ومسلم.
2 - ما انفرد بإخراجه البخاري.
3 - ما انفرد بإخراجه مسلم.
4 - ما كان صحيحًا على شرطهما.
5 - ما كان صحيحًا على شرط البخاري.
6 - ما كان صحيحًا على شرط مسلم.
7 - ما كان صحيحًا لكنه ليس على شرط واحد منهما.
¥(28/142)
هذا تقسيم آخر لمراتب الصحيح. طيب كان بودي في الحقيقة أن أتكلم أيضًا عما هو أكثر من هذا لكن أنا التزمت معكم على أن الوقت ينتهي إلى الساعة العاشرة وحتى يعني لا نحرج أحدًا، فنقف عند هذا الحد الآن تقريبًا الساعة العاشرة ونكمل إن شاء الله في الليلة القابلة. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
أحد الإخوة يقول: إن التمثيل الذي مثلت به لكيفية رواية الحديث يعني قد يسر أشياء كانت مشكلة وعسيرة عنده، ويرجو يعني أن أكرر مثل هذا في أوانه: فأقول: إن شاء الله أنا سأجتهد وتعرفون أن القصور لا بد منه.
أيضًا أحد الإخوة كلامه نفس الكلام. والله المستعان. يعني هذه ما هي بأسئلة كلها يعني مشاعر لبعض الإخوة جزاهم الله خيرًا.
س: أحد الإخوة يقول: بالنسبة لاشتراط أن يكون الراوي عدلًا كيف نفهم هذا وأكثر كتب أهل الحديث يروون الحديث عن أهل البدع؟
ج: أقول: يعني هناك يعني حقيقة بالنسبة للكلام عن العدالة وكيفية معرفتها والضبط وكيفية معرفته هذا إن شاء الله سيأتي معنا؛ لأن الترتيب الذي رتب الحافظ ابن حجر كتابه عليه يعني ترتيب جيد يريده يعني متصل بعض مباحثه ببعضها الآخر، فالكلام عن كيفية معرفة العدالة وكيفية معرفة الضبط هذه سيأتي إن شاء الله الكلام عليها قريبًا بإذن الله.
س: أحد الإخوة يقول: نريد التفصيل الكامل في حال ابن لهيعة والرواية عنه وهل صحيح أن الرواة عنه قبل اختلاطه إلى أحد عشر راويًا أم لا؟
ج: أقول: أيها الإخوة يعني رأيي في ابن لهيعة أن الضعف كان عنده من أصل، لكن ضعفه قبل الاختلاط الشديد كان ضعفًا محتملًا يعني يمكن أن يمشي في المتابعات والشواهد، لكن بعدما حصل له اختلاط دخلت المناكير والموضوعات في أحاديثه فأصبحت أحاديثه فيها من البلايا والطوام الشيء الكثير، فهذا عندي حال ابن لهيعة.
وكيف نفصل بين حاله الأولى وحاله الأخرى؟ نقول ما كان من رواية مثلا العبادلة مثل عبد الله بن وهب وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن يزيد المقريء وغيرهم ممن سمع منه قبل الاختلاط هؤلاء روايتهم أعدل من رواية غيرهم، لكنها ليست صحيحة، وإنما أعدل يعني ضعفهما ضعف محتمل يمكن أن ينجبر بطريق أخرى.
س: يقول أحد الإخوة: لماذا لا تكون المناقشة شفوية بعد نهاية الدرس على شرط ألا تخرج عن موضوع الدرس؟
ج: أقول: ما عندي مانع يعني الذي يريد يكتب سؤاله يكتب والذي يريد يناقش شفويًا ما عندي مانع إن شاء الله.
س: يقول: ذكر بعض الإخوة الأفاضل حديث نسبه إلى الصحيحين وهو: " أن اشتداد الرياح دليل على موت طاغية" فما هو معنى الحديث؟
ج: أقول: لو أتيت بالحديث يا أخي لكان أفضل. أنا لا أذكر يعني الحديث الآن بهذه الصورة.
س: يقول أحد الإخوة: هل يليق بطالب العلم أن يأكل أمام الناس، سواء في المطاعم أو في الأماكن العامة؟ وهل يليق به أن يذهب إلى السوق بثوب النوم أو نحوه؟ يرجو التبيين.
ج: أقول: في الحقيقة أنا أقول هذه الأمور كلها بحسبها يعني مثلًا لو وجد طالب العلم يأكل في مطعم في أيام الحج. تعرفون أن مثل هذه المسألة ما هي مستنكرة صح ولا لا يعني الكثير يأكل في أيام الحج، ولا أحد يستنكر على أحد شيئًا، لكن لو كان طالب العلم في مثل الرياض، ويدخل مثلًا المطاعم التي مثلًا فيها أهل الفسق هذا مشعل سيجارته والتليفزيون شغال، وبلا شك أن مثل هذا يستنكر عليه.
لكن أحيانًا قد يكون الواحد تدفعه الحاجة، مثلًا قد لا يكون عنده في البيت من يجهز له طعامه أو لغير ذلك من الأمور فيكون مضطرًا للأكل في المطعم فمثل هذا يعني إذا لم يكن المكان فيه شيء من المعصية الظاهرة كموسيقى أو ما إلى ذلك أفضل له أن يستتر يعني حتى لا يجعل مثلا عرضه مثلا عرضة لأن يتكلم فيه، فالحاجة هي التي دفعته إلى ذلك وما دام أنه يستطيع أن يتقي هذا فهذا أولى به.
أما مثل لبس ثياب النوم ففي الحقيقة أنها يعني أنا أجد أنها منكرة وعلى كل حال العرف أحيانًا يكون ما هو منضبط، فلربما مثلًا أصبح العرف عند الناس أنه لا بأس أن الإنسان يمشي في ثياب النوم لكن في مجتمعنا الآن نجد مثل هذا الفعل فيه شيء من الغرابة.
س: يقول: ما درجة حديث الشديد بن سويد أنه مر عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو جالس متكيء على يده فقال: أتقعد قعدة المغضوب عليه"؟
ج: أقول: الذي أعرفه أن هذا الحديث صحيح.
¥(28/143)
س: يقول: أيضًا أقترح أن تكون الأسئلة شفوية.
ج: أقول: لا بأس ما في مانع، الذي يريد يكتب سؤاله يكتب، يمكن بعض الإخوة ما يتجرأ أنه يسأل سؤال شفوي فما هناك مانع الآن ما بقي إلا سؤالين، أتيح المجال للأسئلة الشفوية.
س: يقول: ما هي الأحاديث المقبولة، ما الحكم في قبول حديث من يكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم تاب وأعلن توبته؟ وهل نأخذ بها؟
ج: هذا إن شاء الله سيأتي الكلام عليه في الكلام عن الحديث الموضوع، إن شاء الله.
س: يقول هل صحيح أن معمر بن راشد له ابن خاله رافضي أدخل في كتبه ما ليس منها؟
ج: أقول هذا مذكور في ترجمته لكن لا أظنه صحيحًا؛ لأني ما وجدت العلماء تكلموا في رواية معمر بن راشد؛ لأجل هذا الصنيع؛ ولو كان ذلك ثابتًا لتكلموا فيه لكن معمر بن راشد تكلم في بعض روايته في غير بلده مثل رواية البصريين عنه قالوا: إن رواية البصريين عنه فيها ما فيها، وهذا قد يكون بسبب مثلًا أنه حدَّث بالبصرة في عدم حضور كتبه وما إلى ذلك. قد يكون لمثل هذا من الأسباب، أما لهذا السبب المذكور فما أذكر أنهم طعنوا في حديثه لأجله.
س: يقول: ما رأيك في كتاب مفاتيح علوم الحديث لمحمد بن عثمان الحنشط أو كذا؟
ج: أقول: يعني إن هذا الكتاب لا أذكره إن كان، اللهم إلا أن يكون الكتاب الذي يتكلم عن التخريج ودراسة الأسانيد إن كان هذا الكتاب فهو مختصر؛ لأني أنا الذي أشكل على المؤلف -لا يحضرني اسم مؤلف ذلك الكتاب، فعلى كل حال للأخ السائل إن كان هذا الكتاب في التخريج فهو مختصر سبق أن اطلعت عليه وهو مختصر، وإن كان غير الكتاب الذي في ذهني فيمكن تريني إياه وأقول لك هل هو جيد أو غير جيد.
س: يقول هل يكون الحديث الذي هو على شرط البخاري ومسلم ولم يخرجاه أعلى من مرتبته ما رواه البخاري فقط وما رواه مسلم فقط؟
ج: أقول لا: لأن إعراض البخاري ومسلم عن إخراج ذلك الحديث قد يكون لأمر دعاهم لذلك، وعلى كل حال أيها الإخوة أنا لم أرد أن أتعب أذهانكم بالتفصيل في شرط البخاري ومسلم؛ لأن التفصيل هذا يعني أعتبر أنه من كتب المطولات، فأنا أعطيتكم القاعدة العامة، لكن هذه المسألة شرط البخاري أو شرط مسلم فيها كلام يتعب الذهن نوعًا ما فأنا أترككم إن شاء الله لعلها تكون مرحلة أخرى بعدما تلمون إن شاء الله بالأساسيات في علوم الحديث يمكن أن تنتقلوا بعد ذلك إلى ما هو أطول من كتاب النخبة، وفيه إن شاء الله يكون التفصيل في شرط البخاري ومسلم يعني أنتم الآن خذوه على أنها خطوط عريضة فقط افهموا ما يسمى بشرط البخاري وشرط مسلم، لكن هل هو بهذه الصورة التي ألقيتها عليكم أقول فيه تفسير يعني تركيز أكثر من هذا.
س: يقول: ما الفرق بين الحديث المستخرج على الصحيحين والحديث الذي يكون على شرط البخاري ومسلم؟
ج: هذا إن شاء الله سيأتي الكلام عليه في الكلام عن المستخرجات.
س: إذا تعارض متواتر مع مشهور فهل يقدم المتواتر على المشهور؟
ج: أقول: كل هذا بحسبه وهذا أيضًا سيأتي إن شاء الله في مبحث عما قريب يعني يمكن إن شاء الله بعد ليلتين في مبحث مختلف الحديث. والحديث الذي يعني يسمى مختلف الحديث والذي يسمى محكمًا، والناسخ والمنسوخ، وما إلى ذلك كل هذا سيأتي الكلام إن شاء الله عليه.
س: لماذا نقول هذا حديث صحيح، وهذا أصح إذا كان ثابتًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟
ج: أقول: هذا يفيد في حال التعارض يعني إذا تعارض عندنا حديثان فلم يمكننا الجمع بينهما ولم تعرف الناسخ من المنسوخ واضطررنا لترجيح أحدهما على الآخر فنرجح بأي شيء؟ بالأقوى أصحية. يعني حديث رواه مثلا مالك عن نافع عن ابن عمر عارضه حديث مثلًا رواه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، نقدم ما رواه مالك عن نافع عن ابن عمر على ما رواه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة.
طيب (من اللي عنده سؤال من الأسئلة الشفوية)
نعم. تفضل:
أخرجه مسلم احتجاجًا نعم.
س: الأخ يسأل يقول: العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أخرج له مسلم؟
ج: أقول: نعم احتج مسلم بهذا الإسناد.
س: الأخ يسأل عن حديث الجلوس بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس وأن ذلك كأجر حجة وعمرة تامة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- هل هو صحيح؟
¥(28/144)
ج: أقول: الحديث طرقه ضعيفة، ولكن بعضهم يؤيد هذه الطرق بعضها مع بعض ويقول: إن الحديث بمجموع هذه الطرق يصل لدرجة الحديث الحسن لغيره، وأقول: ما دام أنه يعني فيه فضيلة من فضائل الأعمال، فلا بأس إن شاء الله بقبوله بهذه الصورة مادام أنه له طرق متعددة.
س: (سؤال غير مسموع)
ج: لا. هذا يسمى غريبًا غرابة مطلقة يعني؛ لأن الغرابة جاءت في أصل السند لكن ليس معنى هذا أن الحديث مثلًا يتطرق الشك إلى صحته، بل بهذه الصورة يعتبر حديثًا من أصح الصحيح، مادام أنه يرويه عن الصحابي عشرون من التابعين يعتبر من أصح الصحيح، وهكذا يعني زاد العدد بعد ذلك.
س: يقول: لو أن حديثًا من الأحاديث رواه صحابي واحد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم ذلك الصحابي رواه عنه عشرون من التابعين، وعن العشرين رواه عدد أكثر من أتباع التابعين، وهكذا ما زال العدد يزداد فهل هذا يعتبر غريبًا أو ماذا يعتبر؟
ج: نقول: نعم من حيث التقسيم الاصطلاحي يعتبر هذا غريبًا غرابة مطلقة مثل حديث: إنما الأعمال بالنيات لكنه يعتبر من أصح الصحيح إذا كانت طرقه صحيحة أو حسنة. نعم، حديث يرويه سليمان التيمي عن أبي مجلز عن أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- أيش الحديث فاكره؟ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قنت على رعل وذكوان هذا الحديث يصبح مشهورًا تقصد؟ هذا مشهور غير اصطلاحي.
قلنا في الحديث المشهور: إنه ينقسم إلى قسمين: مشهور اصطلاحي وهو ما رواه ثلاثة فأكثر لا بد أن يتوفر فيه العدد. ومشهور غير اصطلاحي هذا يقصد به ما اشتهر على الألسنة مشهور بين الناس، وهذا مشهور على ألسنة من؟ على ألسنة فئة من الناس وهم المحدثون، هم يمثلون دائمًا بهذا الحديث فأصبح مشهورًا عند المحدثين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قنت على رعل وذكوان وعصيَّة
هذا سيأتي -إن شاء الله- معنا يعني أيهما أرجح مذهب مسلم أو مذهب البخاري في اشتراط اللقيا. مسلم اكتفى بالمعاصرة والبخاري اشترط اللقيا فأيهما أرجح؟ هذا إن شاء الله في الليلة القادمة سيأتي معنا إن شاء الله.
س: (سؤال غير مسموع)
ج: إذا أمكن إزالة العلة.
س: السؤال يقول: إذا كان الحديث له علة فهل هذه العلة توجب رد الحديث؟ مثل حديث أسماء الذي ذكرناه؟
ج: أقول: نعم مثل حديث أسماء العلة توجب رد الحديث بهذه الصورة اللهم إلا أن يتبين؛ لأن الذهبي توقع توقعًا حينما قال: لعلها أختها سلمى لكن هذا التوقع قد يكون صحيحًا وقد لا يكون فيصبح في الحديث يعني سببًا من أسباب الضعف لم يتبين لنا، المهم أن هذه العلة دلت على أن في الحديث شيئًا.
لكن إذا كان هناك حديث هناك من العلماء من أعله مثل حديث أبي سفيان الذي ذكره الأخ، والحديث في صحيح مسلم أن أبا سفيان قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: وأهبك ابنتي أم حبيبة .. يعني يزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- قالوا: كيف أبو سفيان قال هذا الكلام بعد فتح مكة؟ لأن أبا سفيان ما أسلم إلا بعد ذلك والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: نعم مع العلم -أن النبي عليه الصلاة والسلام تزوج أم حبيبة قبل ذلك.
فهل هذه العلة صحيحة، ويعل هذا الحديث في صحيح مسلم أ لا؟ إن شاء الله التفصيل في الكلام عن هذه العلة سيأتي معنا إن شاء الله في شرح صحيح مسلم إن كان يعني بعض الإخوة يحضر، لكن على كل حال أنا أقول: إنها ليست علة قادحة. لماذا؟ لأن هناك توجيهات لبعض العلماء لهذه العلة لإزالة الطعن في هذا الحديث الذي في صحيح مسلم فقالوا: إن أم حبيبة التي ذكرها أبو سفيان ليست هي أم حبيبة التي تزوجها النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا أحد الأجوبة.
فقد تكنى الأخت بكنية أختها. صحيح قد يشكل عليكم مثلًا كيف النبي -صلى الله عليه وسلم- يجمع بين أختين؟ والجواب أن هذا لم يحصل، ومنهم من قال: بل المقصود تأكيد النكاح؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج أم حبيبة حينما كانت مهاجرة في الحبشة، فلم يعقد لها أبوها أبو سفيان، فأراد تأكيد عقد النكاح، فهذا من الأجوبة التي قيلت. وهناك أجوبة أخرى، إن شاء الله سيأتي الجواب عليها في حينه؛ لأني لا أستحضرها الآن. على كل حال العلة منتفية عن هذا الحديث الذي في صحيح مسلم.
¥(28/145)
مثال على الشذوذ: الأمثلة على الشذوذ كثيرة في الحقيقة يعني حينما يأتينا حديث مثلًا يرويه الشافعي عن مالك بن دينار عن عبد الله بن عمر مثل حديث. صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاقدروا له قالوا: أصحاب مالك كلهم يروون هذا الحديث بهذا اللفظ: فاقدروا له إلا الشافعي فإنه تفرد بقوله فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين
أنا الآن آتي بهذا المثال للتقريب فقط لا لأجل تحقيق أن الشافعي فعلًا شَذَّ في هذه الرواية، فمنهم من اتهم رواية الشافعي، أو رمى رواية الشافعي هذه بالشذوذ، والشافعي إمام ثقة، لكن أصحاب مالك العدد الكثير كلهم يروونه عن الإمام مالك بلفظ فاقدروا له إلا الشافعي فقال: فأكملوا عدة شعبان ثلاثين فالآن قالوا: هذا مثال يمكن أن يمثل به للشذوذ فالشافعي خالف العدد الكثير وهو ثقة فخالف العدد الكثير في هذه اللفظة هم يقولون فاقدروا له والشافعي يقول: فأكملوا عدة شعبان ثلاثين فهذا مثال يمكن أن يُمَثَّل به للشذوذ، لكن هل فعلًا يعتبر هذا المثال يعني أن الشافعي شذ؟ هذا الكلام سيأتي إن شاء الله الكلام عليه، في الكلام على الاعتبار والمتابع والشاهد فنبين أن الشافعي -رحمه الله- لم يشذ في هذا نعم.
س: من شروط العدالة أن يكون: يعني في سلوكه مستقيمًا يعني قصدك مثلًا: لا يحلق لحيته لا يسبل إزاره كذا؟
ج: أي نعم أنا ذكرت ما المقصود بالعدالة؟ هي ملكة تحمل الإنسان على ملازمة التقوى. وما المقصود بملازمة التقوى؟ أن يكون الإنسان خاليًا من الشرك والفسق والبدعة. فالفسق ما هو؟ الفسق مخالفة أوامر الله -جل وعلا- وأوامر رسوله -صلى الله عليه وسلم- فالذي يحلق لحيته مثلًا. هذا ماذا نقول عنه؟ فاسق؛ لأنه عصى الرسول - صلى الله عليه وسلم وهكذا.
س: (سؤال غير مسموع)
ج: نعم يمكن أن يكون السند متصلًا، لكن في أحد الرواة ضعف فيضعف الحديث لأجل ذلك الراوي.
س: هل البخاري -رحمه الله- أخرج في صحيحه حديثًا عن الإمام الشافعي؟
ج: أما من رواية الشافعي عن الإمام مالك فما أخرج له. نعم.
س: (سؤال غير مسموع)
ج: هذا صحيح يا أخي هذا إن شاء الله أيضا سيأتي معنا عما قريب في الكلام عن الحديث الضعيف هل يعمل به أو لا يعمل به، وهكذا هذا كله سيأتي إن شاء الله معنا تفصيله طبعا لأجل يعني مسألة الوقت، ولا يمكن أفصِّل لكم الآن لكن ما دام أنه سيأتي إن شاء الله معنا بالتفصيل فليس هناك ما يدعو يعني للتكرار نعم.
س: سبب إعراض البخاري عن حماد بن سلمة؟
ج: لأن حماد بن سلمة -رحمه الله- يعني اختلط في آخر حياته، لكن مسلم اجتهد فقال: إن حماد بن سلمة هو ربيب ثابت البناني فهو لازم ثابت ملازمة طويلة، وصار يحفظ أحاديثه كما يحفظ سورة الفاتحة، وكما يحفظ السورة من القرآن فمسلم رأى أن رواية حماد بن سلمة عن ثابت رواية صحيحة، والبخاري أعرض عن الاحتجاج بحماد بن سلمة؛ لأجل ما طرأ عليه من الاختلاط.
س: (سؤال غير مسموع)
ج: أنا ما أذكر هذا التعريف قال به ابن منده. ... أعد إن شاء الله. .... والله ما أدري لعلك تقول: ذكره ابن الصلاح في مقدمته، يعني: لعله يصير بيني وبين الإفهام تريني الموضع لعل فيه شيء يعني مشكل. نعم:
س: هل يستدل بالأثر يعني ما جاء عن الصحابي تقصد في الأمور التي ليس فيها أدلة يعني لا من كتاب. ولا من سنة؟
ج: هذه مسألة خلافية بين أهل الأصول لكن الذي نرجحه -وهذا أيضًا إن شاء الله سيأتي الكلام عليه الذي نرجحه- أنه يعمل بما جاء عن الصحابي -رضي الله تعالى عن جميع صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-إذا لم يكن يعارضه نص من كتاب أو سنة أو لم يكن يخالفه قول أو رأي صحابي آخر.
فإذا لم يكن في الباب غير قول ذلك الصحابي أو فعله فنعم يؤخذ به، ويعمل به وهذا هو مذهب الإمام أحمد -رحمه الله-
س: (سؤال غير مسموع)
ج: هذا يكون بسبب غلط بعض الرواة فممن الغلط؟ ما نستطيع نحمله فلان ولا فلان لكن نقول: هذا الحديث فيه غلط من الذي غلط من أحد رجاله هذا؟ الله أعلم، فيترك الحديث لأجل أنه يستدل بهذه اللفظة على أن في الحديث ضعفًا أن الراوي لم يضبط طيب نقف عند هذا.
تفضل يا أخي.
س: فمَنْ مِنَ الإخوة يعرف لنا الحديث الصحيح؟
تفضل نعم:
ج: هو ما اتصل سنده بنقل العدل التام الضبط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة.
¥(28/146)
طيب ما المراد باتصال السند؟ نعم: أن يكون كل واحد من الرواة سمع الحديث من شيخه، والشيخ عمن فوقه وهكذا حتى يصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الصحابي أو التابعي.
س: طيب ما المراد بالعدالة؟
ج: أحسنت وبارك الله فيك نعم المقصود بالعدالة أو ما هي العدالة: العدالة هي ملكة تجعل الإنسان ملازمًا لصفة التقوى، ومجتنبًا لخوارم المروءة.
س: ما المقصود بصفة التقوى؟
ج: نعم أحسنت: اجتناب الأعمال السيئة من شرك أو فسق أو بدعة وخوارم المروءة. نعم أي: ما يخالف أعراف الناس التي لا تخالف نصًا شرعيًا.
س: بعد ذلك قال: التام الضبط ما المقصود بالضبط هنا؟
ج: أن يكون ضابطًا ضبط كتاب أو ضبط صدر. أحسنت بارك الله فيك.
ضبط الصدر: أن يكون حفظه قويًا بحيث لا يكثر من الخطأ وضبط الكتاب: أن يصون كتابه عن أن تطوله الأيدي العابثة التي تدخل فيه الأحاديث التي ليست من مروياته أو تصحح، أو إلى غير ذلك من الأمور التي تحدث من جراء اللعب بالكتب.
س: بعد ذلك قال: من غير شذوذ ولا علة. ما المراد بالشذوذ؟
ج: نعم: الشاذ هو ما يرويه الراوي الثقة مخالفًا من هو أوثق منه. والعلة نعم العلة: سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث، ومثَّلْنَا على هذا وأسهبنا فيه.
الآن ننتقل إلى آخر ما ذكره الحافظ ابن حجر حينما قال كما عندي في الكتاب في صفحة 89 طبعا ما في أحد حافظ في أحد يريد أن يسمع؟ طيب ما شاء الله طيب تفضل ارفع صوتك، لم يزل عليما. ... (كلام غير مسموع)
الحمد لله رب العالمين، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين وبعد، أيها الإخوة في الله قبل أن نبدأ بالدرس في يوم غد كما سمعتم هناك فرصة بعد المغرب يمكن أن يقدم فيها الدرس وأيضًا أخونا الشيخ محمد الفراج -حفظه الله- يعتذر عن درس غد وطلب مني أن أسد مكانه، وأنا ما عندي مانع لكن أخشى أن يكون بعض الإخوة الذين يحضرون الدرس في المساء ما يستطيعون الحضور في الصباح فممكن نجعله بعد العصر يعني إن شئتم لكن أيضًا أخشى أن تملون بعد العصر وبعد المغرب اللهم إلا إن أردتم الدرس يكون بعد العصر أو بعد المغرب فقط فأنتم وذاك والرأي بالمشورة.
نعم:. طيب: الذين يرون أن نجعله بعد المغرب فقط يرفعون أيديهم على أساس يعني نرى أيهما أكثر. طيب الذين يرون بعد العصر وبعد المغرب. هم أكثر. طيب الذين يرون بقائه بعد العشاء يعني كما هو طيب على كل حال يعني جمعًا بين الناس يبدو لي بعد المغرب أنها أفضل ممكن، نعم صحيح.
يعني على كل حال أنا بالنسبة لي أنا ما عندي مانع إن شئتم اليوم كله ما عندي مانع لكن فعلًا يعني النفوس تمل والإنسان قدرة محدودة يعني ما يستطيع يتجاوزها. ممكن نعم نجعل الدرس يعني بعد المغرب، والجواب على الأسئلة بعد العشاء بقليل ثم ننصرف ممكن هذا إن شاء الله، إن استطعنا هذا بإذن الله.
الشيخ محمد الفراج يعتذر. خيرا إن شاء الله، فيه عندكم خبر أن الشيخ عبد الله السعد غير موجود والشيخ عبد الرحمن البراك غير موجود غدًا، وكذلك الشيخ الفراج.
كذلك أيضًا أيها الإخوة يعني دائمًا العلم له ثمرة وهي العمل فالذي يرى من نفسه القدرة على الدعوة ولو بمقدار ضئيل فمؤسسة الحرمين تدعو من كان عنده رغبة في يعني الذهاب إلى كينيا والصومال فإن هناك دورات ستعقد لتعليم الناس أحكام دينهم ونشر العقيدة في صفوفهم فالذي يجد من نفسه استطاعة وعنده وقت وليكن الاحتساب دائمًا نصب أعيينا فجزاه الله خيرًا يمكن أن يتصل بالإخوة في المؤسسة لينظموا له الذهاب إلى تلك الأماكن ويستطيع أن يتفاهم معهم في كيفية الدورة وما الذي سيدرس فيها إلى غير ذلك. يعني أحببت التنبيه على هذا.
نأخذ مراجعة سريعة لما أخذناه بالأمس: تكلمنا عن الحديث الصحيح تعريفه وشروطه وبعض التوضيح لتلك الشروط فمن من الإخوة يعرف لنا الحديث الصحيح؟ تفضل: نعم: ارفع صوتك أحسنت بارك الله فيك هو ما اتصل سنده بنقل العدل التام الضبط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة.
طيب ما المراد باتصال السند؟ نعم: أن يكون كل واحد من الرواة سمع الحديث من شيخه والشيخ عمن فوقه وهكذا حتى يصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الصحابي أو التابعي.
¥(28/147)
طيب: ما المراد بالعدالة؟ يعني قال: ما اتصل سنده بنقل العدل. أحسنت بارك الله فيك نعم: المقصود بالعدالة أو ما هي العدالة؟ العدالة: ملكة تجعل الإنسان ملازمًا لصفة التقوى ومجتنبًا لخوارم المروءة. ما المقصود بصفة التقوى؟ نعم: أحسنت اجتناب الأعمال السيئة من شرك أو فسق أو بدعة. وخوارم المروءة؟ نعم: هي ما يخالف أعراف الناس التي لا تخالف نصًا شرعيًا.
بعد ذلك قال: التام الضبط ما المقصود بالضبط هنا؟ أن يكون ضابطًا ضبط كتاب أو ضبط صدر. أحسنت بارك الله فيك نعم صحيح ضبط الصدر أن يكون حفظه قويًا بحيث لا يكثر من الخطأ، وضبط الكتاب أن يصون كتابه عن أن تطوله الأيدي العابثة التي تدخل فيه الأحاديث التي ليست من مروياته أو تصحح أو إلى غير ذلك من الأمور التي تحدث من جراء اللعب بالكتب.
بعد ذلك قال: من غير شذوذ ولا علة. ما المراد بالشذوذ؟ نعم: الشاذ هو ما يرويه الراوي الثقة مخالفًا من هو أوثق منه. والعلة نعم: العلة سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث ومثلنا على هذا وأسهبنا فيه.
الآن ننتقل إلى آخر ما ذكره الحافظ ابن حجر حينما قال: أنا عندي في الكتاب في صفحة 89 طبعًا ما فيه أحد حافظ فيه أحد يريد يسمع؟. طيب ما شاء الله طيب تفضل: لم يزل عليمًا .. فسألني .. فأجبته .. رجاء الاندراج في تلك المسألة.
طيب في أحد يكمل؟. أحسنت بارك الله فيك، فيه أحد يكمل نعم طيب جزاكم الله خير.
طيب قوله (الحافظ ابن حجر -رحمه الله-) -هاهنا-:
المفاضلة بين صحيحي البخاري ومسلم
ومن ثَمَّ قُدِّم صحيح البخاري ثم مسلم ثم شرطهما
--------------------------------------------------------------------------------
هذه المسألة تكلم عنهاالحافظ في شرحه بما خلاصته: أن هناك منازعة في تفضيل صحيح البخاري أو صحيح مسلم أيهما يفضل على الآخر أو يقدم على الآخر ولنعلم أنه لا يلزم من الأفضلية عند بعض الناس أو التقديم أن يكون ذلك بسبب الصحة بل قد يكون لأسباب واعتبارات أخرى فحصل التنازع.
فجمهور أهل الحديث على تقديم البخاري على مسلم والسبب أنهم راعوا مكانة البخاري بسبب الأصلحية، وهناك نفر يسير بعضهم من المغرب وبعضهم من المشرق قدموا صحيح مسلم على صحيح البخاري فالمغاربة ورد عن بعضهم أنه يقدم صحيح مسلم على صحيح البخاري والمشارقة حُكي ذلك عن أحد العلماء وهو أبو علي النيسابوري -رحمه الله- حينما قال: "ما تحت أديم السماء أصح من صحيح مسلم".
قد يقول بعض الإخوة: كيف تقول إنه ليس بسبب الأصحية وأبو علي النيسابوري يتكلم عن الصحة؟ أقول: هذه بينها الحافظ ابن حجر كما ترون فيقول: "إنه لم ينف وجود من يساوي صحيح مسلم في الصحة لكنه نفى أن يكون هناك من هو أعلى صحة من صحيح مسلم، فهو لم يزعم أن صحيح البخاري أقل أصحية من صحيح مسلم، ولكنه نفى أن يكون أعلى أصحية، أما المساواة فلم ينفها.
فهذا بالنسبة لقول أبي علي النيسابوري، أما المغاربة فالذي يظهر أنهم قدموا صحيح مسلم بسبب حسن ترتيبه وسياقه للأسانيد ولاشك أن لكل من صحيح البخاري وصحيح مسلم مزية ما عدا مسألة الصحة فصحيح البخاري، البخاري -رحمه الله- اعتنى بالناحية الفقهية فنجده يقطع الحديث ويوزعه في أماكن شتى بحسب الاستنباطات الفقهية التي يستنبطها من ذلك الحديث.
فمثلًا لو جاءنا حديث: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام تجد البخاري يضع هذا الحديث مثلًا في كتاب: "الإيمان" ثم يضعه في كتاب "الصلاة" ثم يضعه في كتاب "الزكاة" ثم يضعه في كتاب "الحج" ثم يضعه في كتاب "الصيام" وكل ذلك بسبب هذه الاستنباطات التي يستنبطها من فقه الحديث.
أما مسلم -رحمه الله- فتجد أنه يختار أجمع المواضع لهذا الحديث ويسوق طرق الحديث كلها، أسانيدها المتعددة في موضع واحد، ما يوزع الحديث هذا في الغالب من صحيح مسلم.
¥(28/148)
فتجده في مثل هذا الحديث يقول: "لو وضعته في كتاب الصلاة لما كان لي حجة في وضعه في كتاب الصلاة دون كتاب الزكاة والصوم والحج لكن أنتقي أجمع المواضع وهو كتاب "الإيمان" فتجد مسلمًا -رحمه الله- وضع هذا الحديث في أين؟ في كتاب الإيمان؛ لأن يعني هذه الأمور كلها يمكن أن ترتبط بالإيمان: شهادة أن لا إله إلا الله وحتى إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والحج كلها يمكن أن ترتبط بالإيمان باعتبار أن هذه هي شعائر الإسلام الظاهرة فهذه الشعائر الظاهرة هي التي تدخل في مسمى الإسلام.
كما في حديث جبريل حينما سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإسلام قال: "أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وتقيم الصلاة. ... إلى آخر الحديث، فهذا هو الإسلام يعني باعتبار الأعمال الظاهرة.
أما من حيث التقديم الحقيقي لأي الكتابين فالصواب تقديم صحيح البخاري على صحيح مسلم وذلك لاعتبارات ذكر خلاصتها الحافظ ها هنا في شرح النخبة ولكنه أصاب فيها إصابة طويلة في كتاب "النكت على كتاب ابن الصلاح" ويعني أنا أشير لكم إشارة؛ لأن الإسهاب في مثل هذه الأمور يعني من اختصاص الكتب المطولة لكن يعني أعطيكم الخطوط العريضة لهذه المسألة.
فإذا ما نظرنا إلى الرجال الذين أخرج لهم البخاري وأخرج لهم مسلم نجد البخاري -رحمه الله- شرطه فنجد شرط البخاري -رحمه لله- في هؤلاء الرجال أقوى من شرط مسلم مثل ما ضربنا لهم مثالًا بالأمس، قلنا مثلًا: إن حماد بن سلمة في روايته عن ثابت لم يحتج بها البخاري لماذا؟ لأن حماد بن سلمة اختلط في آخر عمره.
وأما مسلم -رحمه الله- فإنه اجتهد، وأخرج هذه الرواية فإذن البخاري أكثر شدة من مسلم أو لا أكثر شدة من مسلم فبالتالي الذي يعتبر أكثر شدة معنى ذلك أنه ينتقي أصح الصحيح، ويجتنب ما فيه أدنى كلام، ولذلك تجد الأحاديث المنتقدة على البخاري أقل من الأحاديث المنتقدة على مسلم.
ويتبين هذا من خلال الإحصائية التي حصلت من انتقاد الدارقطني -رحمه الله- للبخاري ومسلم، فإن مجموع الأحاديث التي انتقدها الدارقطني على البخاري ومسلم كلها مائتان وعشرون حديثًا يعني لو حصرناها كلها مجموعها مائتان وعشرون حديث لكن هذه المائتان وعشرين، هذه منها أحاديث اتفق البخاري ومسلم على إخراجها، ومنها أحاديث أخرجها البخاري فقط، ومنها أحاديث أخرجها مسلم فقط.
فالأحاديث التي اتفق البخاري ومسلم على إخراجها، هذه الأحاديث استوى فيها البخاري ومسلم فانتهى الإشكال يعني ما لنا دخل فيها، وعددها مائة وعشرة أحاديث هذه نستبعدها. كم يبقى؟ تعرفون الحساب ولا. .. بقي مائة وعشرة أحاديث المائة وعشرة أحاديث هذه لو نظرنا إلى ما انفرد به البخاري وما انفرد به مسلم منها. نجد مسلمًا -رحمه الله- انفرد بثمانية وسبعين حديثًا والبخاري باثنين وثلاثين حديثًا. أيهم أكثر؟ مسلم. إذن الأحاديث المنتقدة على مسلم أكثر من الأحاديث المنتقدة على البخاري، فوضح بهذه الإحصائية وجاهة هذه النقطة؛ لأن البخاري -رحمه الله- يجتنب الرجال الذين فيهم كلام بقدر المستطاع وأما مسلم -رحمه الله- فيجتهد ويخرج بحسب اجتهاده؛ لأنه يرى أن هذه الرواية صحيحة ولا يسعه تركها.
يتضح هذا أيضا في مثل رواية العلاء بن عبد الرحمن كما مثلنا بها أيضًا ليلة البارحة، وغيرها أيضًا رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة كل هذه الروايات احتج بها مسلم لكن لم يحتج بها البخاري.
أيضًا من حيث اتصال السند -هذا من حيث النظر إلى ذات الرواة ضبطهم وما يلحقهم- لكن أيضًا من حيث اتصال السند قالوا: شرط البخاري أقوى في شرط مسلم في اتصال السند ويتضح هذا جليًا فيما يسمى بمسألة المعاصرة واللقيا فمسلم -رحمه الله- يكتفي بمجرد المعاصرة- أعرف أن بعضكم لا يفهم هذا الكلام لكني أبسطه -إن شاء الله- بالأمثلة الآتية: رجلان أحدهما روى عن الآخر. الأول ولد في سنة سبعين للهجرة وتوفي في سنة مائة وأربعين للهجرة -عرفنا التاريخ الآن- طيب هذا هو الشيخ. الثاني ولد في سنة مائة للهجرة وتوفي في سنة مائة وسبعين للهجرة. كم الفترة التي تعاصر فيها هذان الاثنان؟ أربعون سنة التي هي ما بين ولادة الثاني ووفاة الأول.
¥(28/149)
الأربعون سنة هذه لو حذفنا منها السن التي تعتبر سن الصبا ولنحذف مثلًا خمسة عشر عامًا. كم يتبقى من المدة؟ خمسة وعشرون عامًا، الخمس وعشرون سنة هذه كافية جدًا في أن يسمع الثاني من الأول صح ولا لا، لكن هناك اعتبارات معينة أخرى. فأين موطن الأول وأين موطن الثاني؟ إن كانا في بلد واحد كالمدينة أو مكة أو الكوفة فاحتمال السماع قوي جدًا؛ لأن البلاد في ذلك الزمن كانت صغيرة. ما هي مثل مثلًا الرياض وتوسعها في الوقت الحاضر، مع العلم أنهما لو كانا في الرياض فدواعي السماع أيضًا متوفرة، فكيف إذا كان البلد صغيرًا، بل كيف إذا كان البلد فيها مسجد يجمع الناس كالمسجد النبوي أو المسجد الحرام.
فبلاشك أن مثل هذه الحال تكون دواعي السماع قوية جدًا فمثل هذه الحالة مسلم -رحمه الله- لا يتردد إطلاقًا في اعتبار هذا الرجل سمع من ذاك الرجل، وهذا فيما يسمى بالإسناد المعنعن يعني لو كان الحديث جاءنا هكذا: يقول الراوي الذي ولد في سنة مائة حدثني فلان، يعني الراوي الذي ولد في سنة سبعين انتهى الإشكال هذا ما يتنازعان فيه لا البخاري ولا مسلم ولا غيرهما؛ لأن هذه الرواية صرح فيها بالسماع حينما يقول: "حدثني" فهو لا يكذب. حدثه معنى ذلك أنه سمع منه هذا الحديث بإذنه ولا إشكال.
لكن المشكلة حينما يأتينا الإسناد هكذا: "عن فلان عن فلان" فصيغة "عن" هذه كما سيأتي -إن شاء الله معنا- تحتمل السماع وتحتمل عدم السماع فعندهم يعني بعض القرائن التي يستدلون من خلالها على أن هذا الراوي سمع من فلان.
هذه القرائن البخاري يقول: أنا لا أكتفي فقط بمجرد المعاصرة دون تحقق اللقيا، فلا بد أن يأتيني في إسناد آخر لا بأس أنه يقول، أنا أقبل الإسناد المعنعن هذا لكن بشرط أن يأتيني ما يدل على أن هذا الذي ولد في سنة مائة قد لقي ذلك الذي ولد في سنة سبعين، فإذا وجدت هذا. خلاص يعتبر هذا الحديث عندي الذي جاء بصيغة "عن" متصلًا هذا على الأصل.
طيب: لو لم يرد هذا يا بخاري؟. قال: لو لم يرد أنا أعتبر هذا الإسناد منقطعًا غير متصل، مثلما وصفت لكم السلسلة التي هي متصلة الحلقات.
أما مسلم -رحمه الله- فيقول: لا أنا ليس من الضرورة عندي أن يتحقق اللقيا بل اكتفى باحتمال اللقيا، فإذا وجدت مثلًا أن البلد مثلًا واحد فعندي احتمال اللقيا وارد جدًا وحتى لو لم يكن البلد واحدًا لكن اللقيا محتمل؛ لأن المحدثين كانوا يرحلون في طلب الحديث، وبعضهم كان يرحل أيضًا لتبليغ الحديث، أو لمهام أخرى، فيلتقي به ذلك التلميذ فيقول مثلًا: إذا كان أحدهما في الكوفة، والآخر في مصر، وعلمت مثلًا أن الذي في الكوفة له رحلة علمية إلى مصر فهنا لا إشكال عندي؛ لأن هذه الرحلة العلمية ستكون مدعاة لأن يسمع هذا الراوي من ذلك الشيخ أو يكون ذلك الشيخ الذي في مصر وجد هناك بعض الشيوخ الذين يخشى فواتهم في مثلا بلد الكوفة فرحل إليهم ليسمع منهم، وفي نفس الوقت يُسمع الحديث فهو يسمع من جهة ويحدث أيضًا من جهة أخرى.
ففي هذه الحال أيضًا عند مسلم أن اللقي محتمل جدًا لهذا الراوي من ذلك الشيخ إلى غير ذلك من القرائن التي يجعلها مسلم لكن لو كانت هناك قرينة قوية تجعل مسلمًا -رحمه الله- يحكم على هذا الراوي بأنه ما سمع من ذلك الشيخ، كأن يكون هذا الذي في الكوفة ما عرف أنه خرج من الكوفة إلا للحج، وحجه كان في سنة مائة وخمسين للهجرة يعني بعد أيش؟ بعدما توفي ذلك الشيخ بعشر سنين فمسلم -رحمه الله- يقول في هذه الحال: لا. أنا عندي قرينة تدل على أن هذا الراوي ما سمع من ذلك الشيخ بشرط أن لا يكون ذلك الشيخ قد رحل إلى الكوفة.
فالحال بهذا التفصيل فوضح من هذا أن شرط البخاري في الاتصال أقوى من شرط مسلم، وليس معنى هذا يعني أن هذا هو الراجح على الإطلاق. لا، المسألة خلافية بين العلماء. بعضهم يقول: مذهب مسلم أصح وبعضهم يقول مذهب البخاري أصح.
ويعني قد يسألني بعضكم عن رأيي؟ فأقول رأيي التفصيل، إن كان هناك قرينة يمكن أن تدلل على أن هذا الراوي يمكن أن يسمع من ذلك الشيخ، فأنا أرى أن الأصل الاتصال، وأما إن لم يكن هناك قرينة قوية فأنا أتوقف عن الحكم على الحديث بالاتصال فعندي يعني منهج وسط بين رأي البخاري وبين رأي مسلم -رحمه الله- وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا وكل واحد منهم مجتهد، وأيضًا العلماء الذين جاءوا بعد ذلك منهم من تبنى منهج البخاري ومنهم من تبنى منهج مسلم ولاشك أن الأحوط منهج البخاري، ولذلك العلماء قالوا: إن أحاديث البخاري أقوى من حيث الأصحية إلى غير ذلك من الاعتبارات التي -إن شاء الله يعني- ستجدونها في مظانها في حال التطويل.
فأنا أخشى أن تأخذ هذه المسألة علينا وقتنا، ونحن نريد أن نخطو خطوات أخرى أيضًا فنتجاوز هذه وننتقل إلى الحديث الحسن.
قال -بعد ذلك- الحافظ:
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[20 - 09 - 09, 12:49 ص]ـ
ستتم التكملة ان شاء الله وتبدا من صفحة
http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=2&t=book25&f=nkh300028.htm
¥(28/150)
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[24 - 09 - 09, 07:20 م]ـ
4
الحديث الحسن لذاته
فإن خف الضبط: فالحسن لذاته، وبكثرة طرقه يصحح.
--------------------------------------------------------------------------------
يعني نرجع إلى شروط الحديث الصحيح: فقال: " هو ما اتصل سنده بنقل العدل التام الضبط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة" كل هذه الشروط نريدها ماعدا شرطًا واحدًا، وهو تمام الضبط فنقول في الحديث الحسن لذاته في تعريفه: "هو ما اتصل سنده بنقل العدل - لأن العدالة هذه لا بد منها- بنقل عدل خفيف الضبط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة"
وحينما نقول: عن مثله هذا هو الحد الأدنى، لكن لو جاءنا الراوي خفيف الضبط ويروى عن تام الضبط نرد هذا ونقول له هذا ما هو حسن بذاته؟ لا: ما نقول هذا: نقول هذا هو الحد الأدنى يعني لو جاءنا مثلًا حديث يرويه راو خفيف الضبط هذا من أول السند وشيخه أيضًا خفيف الضبط، وشيخ شيخه خفيف الضبط وهكذا. إلى الآخر فهذا هو الحد الأدنى للحسن لذاته لكن لو جاءنا راو واحد فقط في الإسناد خفيف الضبط، والباقي كلهم ثقات فهذا أيضًا يقال له: حسن لذاته لكن أيهما أقوى: هذا أو ذاك؟
بلا شك أن الذي فيه راو واحد فقط خفيف الضبط، هذا أقوى من الذي فيه أكثر من راو خفيف الضبط. بعض الإخوة يقول: يمكن كيف نعرف هذا فلا بد من مثال. أقول يمكن أن نمثل على هذا بأمثلة كثيرة لكن يعني منعًا للإسهاب.
اضرب لكم مثالًا على ذلك لو نظرنا في مراتب الجرح والتعديل التي سيأتي -إن شاء الله- الكلام عنها نجد أن العلماء قسموا مراتب التعديل إلى ست مراتب وهؤلاء يعني العلماء المتقنين كالحافظ ابن حجر والسخاوي ومراتب الجرح إلى ست مراتب كما سيأتي -إن شاء الله- معنا.
المهم أن مراتب التعديل المراتب الثلاث الأولى منها كلها للحديث الصحيح فمثلًا. المرتبة الأولى: من وصف بصيغة أفعل مثل فلان أوثق الناس أو فلان لا يُسْأَل عن مثله، أو هو يُسْأَل عن الناس ونحو هذه العبارات التي تفيد الدرجة العليا من التوثيق.
الثانية: ما أكد مدحه بصفة أو صفتين مثل ثقة ثقة أو ثقة ثبت أو ثقة حجة.
والثالثة: ما أفرد بصفة واحدة مثل فلان ثقة أو فلان حجة أو فلان ضابط ونحو هذه العبارات. هذه كلها يعني أوصاف الحديث الصحيح، لكن الحديث الحسن هو صاحبه الذي يأتي في المرتبة الرابعة وهو من قيل فيه مثلًا فلان صدوق أو فلان لا بأس به أو مأمون أو خيار، ونحو هذه العبارات.
قالوا: هذه العبارات كلها تدل على أن الراوي لم يبلغ الدرجة العليا من الصحة ولم ينزل إلى درجة الضعف، وإنما هو في مرتبة وسط، وهي التي يمكن أن نختارها للحديث الحسن لذاته، فإذا أردنا أن نمثل يمكن أن نأخذ مثلًا محمد بن إسحاق صاحب السيرة محمد بن إسحاق صاحب السيرة اختلف العلماء فيه فمنهم من تكلم فيه ومنهم من وثقه، لكن الخلاصة التي نستنتجها من كلام العلماء أن هذا الرجل في هذه المرتبة الرابعة فقالوا عنه: صدوق حسن الحديث.
فما دام أنه صدوق حسن الحديث فنأخذ مثالًا لحديث يرويه أو يرد من طريق محمد بن إسحاق. قال الإمام أحمد -رحمه الله- في مسنده: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم وهو معروف بابن عليَّة قال: أخبرنا محمد بن إسحاق هو هذا الذي نقصده قال: حدثني سعيد بن عبيد بن الصباغ عن أبيه عن سهل بن حنيف -رضي الله تعالى عنه أنه قال: كنت ألقى من المذي شدة فكنت أكثر الاغتسال منه فسألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرني أو فقال لي يكفيك منه الوضوء -يعني ما يلزم الاغتسال- فقلت: يا رسول الله فكيف بما يصيب ثوبي منه؟ فقال: يكفيك أن تأخذ كفًا من الماء فتمسح ما أصاب ذلك الثوب وفي بعض الروايات: فتتضح ما أصاب ذلك الثوب
هذا الحديث بهذه الصورة لو نظرنا في إسناده شيخ الإمام أحمد إسماعيل بن إبراهيم بن عليَّة إمام ثقة وشيخ محمد بن إسحاق الذي هو سعيد بن عبيد بن الصباغ ثقة ووالده عبيد بين الصباغ ثقة والذي فوقه هو سهل بن حنيف، وهو صحابي فالآن الإسناد كله ثقات ما عدا محمد بن إسحاق فقالوا عنه: صدوق حسن الحديث فهذا المثال يصلح مثالًا للحديث الحسن لأي شيء؟ لذاته؛ لأجل محمد بن إسحاق فبهذا المثال يعني يتضح لنا -إن شاء الله- ما هو مرادهم بالحديث الحسن لذاته.
¥(28/151)
أحيانًا نجد الحديث الحسن لذاته هذا جاءنا من طريق آخر أيضًا حسنًا لذاته أو من طريق آخر صحيح، فبمجموع هذين الطريقين يرتقى الحديث من الحسن لذاته إلى الدرجة السابقة، وهي الصحيح لكن ليس الصحيح لذاته يعني بمفرده، بل بسبب شيء جبره فيقال له: لغيره، فواضح يعني إنسان يمشي سوى فهذا يمشي بمفرده لكن حينما يكون ضعيفا يمكن أن يسقط ويأتي إنسان آخر فيشد يده بحيث لو أراد أن يسقط يقوِّمه هذا يقال له: يمشي بنفسه ولا بغيره؟ يمشي بغيره.
فهذا أيضًا يمكن أن يكون كمثال للحديث الذي نقول عنه هذا الكلام فهو لم ينجبر بنفسه ولكن بأمر خارج عنه وهو إما الحديث الحسن لذاته من طريق آخر أو حديث صحيح من طريق آخر.
ولذلك يقول الحافظ هنا: وبكثرة طرقه يصحح.
يعني بكثرة طرق الحديث الحسن لذاته يصحح يعني يصل لدرجة الصحيح لغيره.
نعم.
قال بعد ذلك الحافظ:
وصف الحديث بأنه "حسن صحيح"
فإن جمعا فللتردد في الناقل حيث التفرد وإلا فباعتبار إسنادين
--------------------------------------------------------------------------------
طبعًا المتون دائمًا تكون مضغوطة، ولا بد من تفكيك عبارة صاحب المتن فهذه العبارات كأنها طلاسم " فإن جمعًا فللتردد في الناقل حيث التفرد وإلا فباعتبار إسنادين" ما معنى هذا الكلام:
يقول الحافظ -رحمه الله- فإن جمع وصف حديث واحد بأنه حسن صحيح وهذا يرد وبخاصة عند مثل الترمذي، وقد يرد عند غيره أيضًا، فأي يا طالب العلم إذا ما وقفت على حديث من الأحاديث قيل عنه: هذا حديث حسن صحيح يعني جمع فيه الوصفان: وصف الحسن ووصف أيش؟ ووصف الصحة "فإن جمعا" فهذا كما يقول الحافظ لا يخرج من أحد أمرين:
إما أن يكون ذلك الإسناد واحدًا فقط متفرد به ذلك الراوي الذي رواه يعني ليس له طريق أخرى، ليس له إسناد آخر ما يروى إلا من هذا الطريق يعني أيش حديث أيش؟ في التعريفات السابقة الحديث الغريب يعني حديث غريب ما له إلا طريق واحد.
يقول: "إذا كان الحديث ما له إلا طريق واحد فهذا للتردد في الناقل يعني في الناقل لهذا الكلام الذي أطلق هذا الوصف الذي قال: حسن صحيح، أي يقول يمكن أن يكون هذا الحديث حسنا، ويمكن أن يكون صحيحا، فمعنى ذلك أن هذا الحديث عنده لم يصل للدرجة العليا من الصحة، وإنما للدرجة الدنيا، لكن هذه الدرجة الدنيا عنده فيها تردد يمكن أن تكون هذه الدرجة مُلْحِقَة لهذا الحديث بالحديث الحسن لذاته؛ لأن المسألة اجتهادية يعني في جعل هذا الراوي حديثه ملتحقًا بالصحيح أو ملتحقًا بالحسن.
وبخاصة إذا كان الحكم صادرًا من أكثر من واحد، فتجد أن بعض الناس موصوفًا بالشدة وبعضهم موصوفًا بالتساهل، مثل البخاري ومسلم -رحمهما الله- هل نعتقد أن منهج البخاري مثل منهج مسلم أو أن شخصية البخاري مثل شخصية مسلم؟ لا واضح تمامًا أن شخصية البخاري فيها شدة أقوى من شخصية مسلم رحمهما الله.
فالخلاف بين الشخصيتين، هذا التمثيل قد يرد في بعض العلماء الآخرين مع التفاوت الأكبر بين شخصيتي البخاري ومسلم، فبعض العلماء تجد عنده شيئًا من التساهل فمثلًا ابن خزيمة وابن حبان لا يفرقان بين الصحيح والحسن، فعندهما الحسن من نوع الصحيح، ولذلك يدخلان في كتابيهما الأحاديث الحسنة على أنها صحيحة فهذا منهج متساهل.
وهناك من هو متشدد شدة أكثر فتجده مثلًا الحديث الحسن قد يلحقه بالضعيف وأحيانا شخصية العالم نفسه في بعض الأحيان يعتريها التساهل، وفي بعض الأحيان تعتريها الشدة، فإذا ما تردد العالم نفسه، أو حصل التردد من أكثر من واحد في وصف الحديث، أو بين أناس وأناس، فهذا إذا كان الحديث ما له إلا إسناد واحد فمعنى ذلك أنه متردد الحكم عليه بين الحسن والصحة، فلا هو بالدرجة العليا من الصحة ولا هو بالدرجة الدنيا من الحسن، بل هو في منزلة وسط هذا إذا لم يكن له إلا إسناد واحد.
¥(28/152)
لكن إذا كان له أكثر من إسناد فيقول الحافظ بن حجر " باعتبار إسنادين " بمعنى أن هذا الحديث ورد بسند حسن وبسند صحيح، فهو باعتبار هذا السند حديث حسن وباعتبار السند الآخر حديث صحيح، لكن هل هذا الكلام يمكن أن ينطبق على كل إطلاقات الترمذي؟ أقول: أفضِّل لكم. يعني ما دام الكثير يمكن يعني في بداية الطلب حتى يعني لا يحصل مثلًا كثرة إيراد للمعلومات على الذهن بحيث يُنْسى بعضها بعضًا الاكتفاء بهذا المقدار، وفي حال الكلام على المطولات يمكن أن تُبْسَط المسألة أكثر من هذا؛ لأن هذين القولين اللذين اختارهما الحافظ ابن حجر قد قيلا ويمكن أن ينطبقا على بعض إطلاقات الترمذي.
لكن لا يمكن أن ينطبقا على بعض إطلاقاته الأخرى؛ لأنه وجد هناك ما يخرم هذين القولين، ولذلك يعني أقول دائمًا أنه لا بد من دراسة مستوفية لإطلاقات الترمذي حتى يمكن أن ينزل كل قول قيل على حالة معينة فلا يمكن أن ينسحب هذا الحكم ولا ذاك الحكم على كل الأحاديث التي يطلق عليها الترمذي هذا القول.
ننتقل بعد ذلك لقول الحافظ:
حكم زيادة الراوي المقبول
"وزيادة راويهما مقبولة ما لم تقع منافية لمن هو أوثق"
--------------------------------------------------------------------------------
يقول: الحديثان الحسن والصحيح إذا زاد الراوي الذي حديثه حديث صحيح أو حتى حديثه حديث حسن إذا زاد زيادة فزيادته نعتبرها مقبولة، لكن بشرط أن لا تقع منافية لمن هو أوثق.
والحقيقة يعني أنا استدرك شيء؛ لأني ما وجدت الحافظ أشار إليه اللهم إلا أن يكون أشار إليه متقدمًا وهو الحديث الحسن لغيره يعني هذا أنسيته فنستدركه ما دام عندنا حديث صحيح، وصحيح لذاته وصحيح لغيره، وحسن لذاته فهناك أيضًا حديث حسن لغيره.
الحديث الحسن لغيره لو أردنا تعريفه يمكن أن نعرفه بالآتي: "الحديث الحسن لغيره هو الحديث الضعيف إذا تعددت طرقه" هذا الكلام على الإطلاق؟ لا. نقول: "الحديث الحسن لغيره هو الحديث الضعيف إذا تعددت طرقه لكن بشرط أن لا يكون الضعف شديدًا. ما المراد بشدة الضعف؟ هذه أنواع، من أنواع شدة الضعف أن يكون الراوي متهمًا بالكذب، أو وضع الحديث، فهذا يقال له: الموضوع أو المتروك.
ومن أنواع شدة الضعف أن تكثر العلل في الحديث فلو جاءنا حديث مثلًا فيه انقطاع، وفيه راوٍ ضعيف، وفيه راوٍ آخر مجهول.
فكم اجتمع في هذا الحديث من علة؟ ثلاث علل: انقطاع، وراوٍ مجهول، وراوٍ ضعيف، فإذا تجمعت هذه العلل في حديث فلا يعتبر من الأحاديث التي يمكن أن ينجبر ضعفها بتعدد الطرق، لكن الذي ينجبر ضعفه بتعدد الطرق هو الذي يكون ضعفه ضعفًا يسيرًا، ويمكن أن أمثل على هذا بحديث يرويه جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنه- هذا الحديث يرويه الحميدي في مسنده وسعيد بن منصور في سننه والإمام أحمد في مسنده وغيرهم: عن شيخهم سفيان بن عيينة -رحمه الله تعالى- وسفيان يرويه عن شيخ له ثقة اسمه محمد بن علي السلمي
فيقول: "حدثني محمد بن علي السلمي عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنه- أنه قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يا جابر أَعَلِمْتَ أن الله أحيا أباك: فقال له: تمن. فتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى فقال له الله -جل وعلا- "إني قضيت أن لا يرجعون"
هذا الحديث أيها الإخوة بهذه الصورة كل رواته ثقات شيخ الحميدي وسعيد بن منصور والإمام أحمد هو سفيان بن عيينة وهو إمام ثقة، وشيخ سفيان بن عيينة هو محمد بن علي السلمي وهو ثقة أيضًا وجابر بن عبد الله صحابي، لكن بقي عبد الله بن محمد بن عقيل هذا. عبد الله بن محمد بن عقيل مختلف فيه فهو صدوق في نفسه لكن في حفظه ضعف، يعني: ضعيف الحافظة، فحديثه لا يصل لدرجة الحسن لذاته بمفرده.
وهذا يعني بناءً على ما نرجحه مع العلم أن هناك المتساهل من العلماء يحسن حديثه بانفراده، لكن دعونا الآن على هذا الرأي الذي نرجحه، وهو أنه ضعيف الحديث مع كونه صدوقًا فحديثه إذن يحتاج إلى ما يجبره ما يجبر ذلك الضعف اليسير. نظرنا هل لهذا الحديث من طرق أخرى؟
¥(28/153)
نقول: نعم وجدنا له طرقًا أخرى منها على أساس ما نطيل: طريق واحدة أخرجها الترمذي وابن ماجه وابن حبان من طريق رجل يقال له: موسى بن إبراهيم بن كثير، وهذا الراوي هو صدوق أيضا، لكنه في حفظه ضعف، يعني: هو قريب من عبد الله بن محمد بن عقيل يشابهه، وموسى بن إبراهيم بن كثير هذا يرويه عن راو صدوق، يقال له: طلحة بن خراش، وطلحة يرويه عن جابر بن عبد الله الصحابي -رضي الله تعالى عنه- بنحو ذلك المتن الذي ذكرته قبل قليل، يعني المتن هو نفس المتن، فالآن جاءنا هذا الحديث من إسناد آخر فيه راو مثل عبد الله بن محمد بن عقيل، من حيث يعني الضعف اليسير.
فالحديث بهذه الصورة من هذين الطريقين يمكن أن ينجبر ضعفه، ونقول عنه ماذا؟ إنه حديث حسن لغيره؛ لأنه جاءنا من طريق فيها ضعف يسير، ومن طريق أخرى فيها ضعف يسير، فكلا الطريقين شد من الآخر، فانجبر ضعفهما مثل يعني رجل أعمى، ورجل مشلول، وهو يبصر يمكن أن يحمل الأعمى المشلول، ويمشيان سويا كأنهما رجل واحد صح ولا لا؟ المشلول يقول له: اذهب يمنة ويسرة والأعمى ما شاء الله نشيط ويحمله فيعني، نأخذ المثال كهذا هذا بالنسبة للحديث الحسن لغيره، يعني على الاختصار.
نرجع الآن لما بدأنا به قبل قليل، وتوقفنا فيه، وهو الحديث الذي ترد فيه الزيادة، فيقول: الحافظ وزيادة راويهما يعني راويا الحديث الحسن والحديث الصحيح مقبولة، لكن بشرط ما لم تقع منافية لمن هو أوثق، فتحصل من هذا أن عندنا زيادة منافية وزيادة غير منافية، فيقول: يمكن أن تأتينا زيادة من راوي من الرواة منافية لحديث راو آخر، ويمكن أن تأتينا زيادة غير منافية، ما معنى هذا الكلام؟ أمثل بمثال لو أن الحديث جاءنا بإسناد، ولنفرض مثلا أنه الإسناد الذي قدمناه قبل قليل.
مثلا سفيان بن عيينة يرويه عن شيخه محمد بن عبد الله السلمي أو علي بن محمد السلمي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: يا جابر أعلمت أن الله أحيا أباك؟ ثم جاءنا رجل آخر، وليكن لو فرضنا أن الحديث جاءنا من رواية محمد بن إسحاق الذي هو قدمنا قبل قليل أنه أيش؟ صدوق يرويه عن عبد الله بن محمد بن عقيل، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لجابر: يا جابر أعلمت أن الله أحيا أباك؟ الآن الحديث بهذه الصورة يصبح أيش؟ لا، يصبح مرسلا، لأنه ما صرح بأنه تلقاه عن جابر، وإنما كأنه هو الذي سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول لجابر هذا الكلام، وعبد الله بن محمد بن عقيل تابعي ليس صحابيا، فهو لم يدرك النبي.
فالعلماء يقولون: إذن سقط من هذا الإسناد واسطة، قد يكون الساقط صحابيا، وقد لا يكون صحابيا، قد يكون تابعيا آخر، فالمهم أن في الحديث سقطا، معنى ذلك أنه لم يتصل سنده ما تحققت إحدى شروط الحديث الصحيح ولا الحسن، ففيه انقطاع، لكن كيف؟ وهذا الحديث قد روي مرة على أنه عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ها قالوا: الآن اختلف الراويان محمد بن إسحاق وعلي بن محمد السلمي فنظرنا في هذين الراويين أيهما أوثق؟.
السلمي أوثق من محمد بن إسحاق، لا محمد بن إسحاق صاحب شريك كلاهما يرويان الحديث عن عبد الله بن محمد بن عقيل، يعني أنا فقط أضرب هذا المثال للتقريب، فما دام أن السلمي أوثق من محمد بن إسحاق، نحن نضع الاحتمال الآخر، وهو أن الكلام الذي في محمد بن إسحاق ما جاء نتيجة الفراسة، لو كان الكلام غير صحيح، لما نزلنا محمد بن إسحاق من مرتبة الثقة إلى مرتبة الصدوق الذي هو خفيف الضبط.
وإنما نزل إلى خفة الضبط بسبب أن في حفظه شيئا من الضعف، فنحمل هذه المخالفة على أنها نتيجة ماذا؟ الضعف الذي وصف به محمد بن إسحاق، فنسمي رواية علي بن محمد السلمي بالمحفوظة ورواية محمد بن إسحاق بالرواية الشاذة، يعني الرواية المرجوحة نسميها ماذا؟ شاذة، والرواية الراجحة نسميها المحفوظة.
¥(28/154)
مثال آخر لو جاءني حديث من الأحاديث فيه زيادة في متنه، وليكن مثلا حديث: إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات بعض الرواة رووا الحديث بهذا اللفظ وبعض الرواة زادوا فيه لفظة أخرى وهي: إحداهن أو أولاهن بالتراب فهذه الزيادة هل فيها منافاة للحديث الأول؟ قال: لأن هذا الزيادة تعتبر كالحديث المستقل، فتقبل مادام أن راويها أو الذي زادها راو ثقة؛ لأنها تعتبر كأنها حديث مستقل، يعني لو جاءنا راو ثقة وروى حديثا ما رواه غيره نقبله، ولّا لا نقبله؟ نقبله، وقالوا: هذه الزيادة كأنها حديث مستقل، فنقبلها؛ لأنها لا تنافي الرواية الأخرى، بل هي زائدة عليها، فوضحت بهذين المثالين ما معنى الزيادة التي فيها منافاة، والزيادة التي ليس فيها منافاة تلك فيها زيادة من؟ التي فيها منافاة، كيف حكمنا على أن الحديث فيه زيادة؟ يعني رواية محمد بن إسحاق، ورواية محمد بن السلمي، أيتهما التي فيها زيادة، وأيتهما التي فيها نقص؟.
رواية محمد بن إسحاق هي التي فيها النقص، ورواية علي بن محمد السلمي هي التي فيها الزيادة، ما هي الزيادة التي زادها علي بن محمد السلمي؟ زيادة جابر بن عبد الله في السند، يعني حينما يقول -مثلا- محمد بن إسحاق: حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لجابر: يا جابر أعلمت أن الله أحيا أباك؟ الآن عبد الله بن محمد بن عقيل إنه هو الذي يسمع الحديث، فأسقط جابرا من السند لكن علي بن محمد السلمي قال: حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل أن جابرا حدثه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: يا جابر أعلمت أن الله أحيا أباك؟ فالآن في الإسناد ماذا؟ زيادة جابر بن عبد الله الصحابي، فهذه هي الزيادة التي فيها منافاة، فنحن نعرف أنه لا بد أن يكون أحد الحديثين هو الصواب، إما رواية محمد بن إسحاق أو رواية علي بن محمد السلمي؛ لأنه لا يمكن أن يجمع أن نجمع بينهما، ما يمكن أن يكون هذا صحيحا وهذا صحيحا، بل لا بد أن يكون أحدهما هو الصحيح، فرجحنا رواية السلمي على رواية محمد بن إسحاق، أما تلك زيادة: إحداهن أو أولاهن بالتراب فليس فيها منافاة، يعني حديث مكتمل وجاء فيه راو وجاء أحد الرواة وزاد فيه تلك الزيادة التي ليس فيها منافاة ما فيه فرق، الزيادة قد ترد في السند، وقد ترد في المتن، كلاهما سواء (بس) المهم هل فيها مخالفة ولا ما فيه مخالفة؟.
يعني لنفرض مثلا أنه جاء متن زيدت فيه مخالفة للمتن الذي ليست فيه الزيادة، مثلا المتن أوله فيه تحليل أمر معين، ثم جاء راو، فزاد زيادة تفيد أن هذا الأمر غير حلال، وإنما هو حرام، فالآن هذه الزيادة تعتبر فيها منافاة للرواية الأولى ولا ما فيها منافاة؟ فيها منافاة؛ لأنها تحرم أمرا كان محللا في ذلك الحديث فهذه تعتبر من الزيادات التي فيها منافاة.
هذا كله كلام ينصب على الحديث الذي يرويه راوي الحديث الحسن، أو راوي الحديث الصحيح، لكن لو اختلف الأمر فأصبح الراوي للزيادة أو الراوي للنقص ضعيفا فالحكم يختلف؛ فلذلك يقول الحافظ هنا:
الحديث المحفوظ والشاذ والمعروف والمنكر
فإن خُولف بأرجح، فالراجح المحفوظ، ومقابله الشاذُّ. ومع الضعف فالراجح المعروف، ومقابله المُنكر.
--------------------------------------------------------------------------------
هذا راوي الحديث الحسن وراوي الحديث الصحيح، لو خولف برواية أرجح منه، فالرواية الراجحة هي التي يقال لها: المحفوظة والرواية المرجوحة يقال لها: الشاذة.
انتهينا من هذا، ومع الضعف فالراجح المعروف يقول: إذا اختلف الأمر، فأصبح الراوي الذي إما زاد الزيادة أو لم يزدها راويا مضعفا، هذا يقال لروايته: منكرة، وللرواية الراجحة، نقول: الراجح المرجوح، ومقابله الممكن، نمثل على هذا بمثال حتى يتضح.
هناك حديث أيها الإخوة يرويه سعيد بن منصور في سننه يقول: حدثنا هشيم قال: حدثنا ليث وهو ابن أبي سليم، عن طاووس وهو ابن كيسان اليماني، عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- أنه كان يقرأ: فدية طعام مساكين يعني الآية في صورة البقرة يقرأها يقول ليث بن أبي سليم في حديثه هذا: إن ابن عباس قرأها وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين أعيده، طيب قال سعيد بن منصور: حدثنا هشيم، قال: حدثني ليث عن طاووس، عن ابن عباس أنه كان يقرأ: فدية طعام مساكين.
¥(28/155)
لاحظوا الآن مساكين هنا جاء بصفة الجمع هذه القراءة عن ابن عباس ليست صحيحة الإسناد بهذا الصورة، ضعيفة؛ لأن فيه ليثَ بن أبي سليم، وهو ضعيف، لكن هل نكتفي بالحكم على هذا الحديث أنه ضعيف، أقول: لا نكتفي بالحكم عليه أنه ضعيف، بل نقول: هذا الحديث زيادة على الضعيف، فهو منكر، كيف عرفنا أنه منكر؟ لأن ليث بن أبي سليم خالف من هو أوثق منه جاءت هذه الرواية مخالفة للصحيح الثابت عن ابن عباس.
وذلك أننا وجدنا البخاري -رحمه الله- في صحيحه أخرج بالإسناد الصحيح من طريق عمرو بن دينار، عن عطاء بن أبي رباح أنه سمع ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- يقرأ " وعلى الذين يطوقونه فدية طعام مسكين " أيش؟ الإفراد فهذه قراءة ابن عباس "يطوقونه" بدل "يطيقونه" و"مسكين" بدل "مساكين" هذا هو الصحيح، وهو الذي أخرجه البخاري في صحيحه، فإذن أصبح الثابت عن ابن عباس ماذا؟ قراءة مسكين بلفظ الإفراد، فتبين بهذا أن ليث بن أبي سليم قد أخطأ في تلك الرواية، فمع كون حديثه ضعيفا، فهو أيضا حصل فيه المخالفة، فنقول: عن رواية ليث بن سليم هذه: إنها رواية منكرة.
إن شاء الله بهذا المثال يكون واضحا الأمر يعني في أي طبقة ليث بن أبي سليم؟ يعني من الذي يوازيه؟ يمكن عمرو بن دينار.
فإذن يعني بهذا نعرف أن الحديث الشاذ والحديث المنكر نستطيع أن نعرفهما بالتعريفين الآتيين، لو سألنا ما هو تعريف الحديث الشاذ، وما هو تعريف الحديث المنكر، فالحديث الشاذ نستطيع أن نعرفه، فنقول: هو ما يرويه الثقة مخالفا من هو أوثق منه.
والحديث المنكر: هو ما يرويه الضعيف مخالفا من هو أوثق منه، فلا بد إذن في الحديث الشاذ والحديث المنكر من قيد المخالفة، فيشتركان في قيد المخالفة، لكنهما يفترقان في كون هذا راويه ثقة، وهذا روايه ضعيفا، أعيد تعريف المنكر.
تعريف المنكر: هو ما يرويه الضعيف مخالفا من هو أوثق منه، والشاذ: هو ما يرويه الثقة مخالفا من هو أوثق منه.
الآن أيها الإخوة بهذا التعريفات، يعني: أنا أذكر لكم الشيء الراجح، وليس معنى هذا أنه ليس هناك خلاف في تعريف الشاذ أو تعريف المنكر، بل هناك خلاف، يعني أشير إليه إشارة عابرة حتى تكونوا يعني فقط على اطلاع، لو جاء مثلا من يذكر لكم خلاف هذا تقولون: نعم، لكن هذا هو الرأي الراجح، فتعريف الشاذ هو التعريف الراجح، هو الذي رجحه الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-.
لكن هناك من جعل الشاذ مجرد التفرد، فقال: الشاذ هو: ما يرويه .. ما يتفرد بروايته الثقة، أو ما ينفرد بروايته الثقة، فبهذا الاعتبار يكون حديث: إنما الأعمال بالنيات على هذا القول حديثا شاذا؛ لأنه ينفرد بروايته ثقة، وهو علقمة بن وقاص، بل وينفرد به أيضا عن علقمة محمد بن إبراهيم التيمي، بل وينفرد به عن محمد إبراهيم التيمي يحيى بن سعيد الأنصاري، فإذن هذا لا خلاف بأنه بناء على هذا الرأي يعتبر شاذا.
كذلك أيضا المنكر، بعضهم يعتبر المنكر هو ما ينفرد به الراوي المستور أو المضعف الذي في حفظه ضعف يسير مجرد ما ينفرد بأي حديث يسمونه حديثا منكرا، ولكن كلا هذين الأمرين مرجوح، والصواب أنه لا بد من قيد المخالفة.
فنقول في الشاذ: ما يرويه الثقة مخالفا من هو أوثق منه، وفي المنكر: ما يرويه الضعيف مخالفا من هو أوثق منه، لكن لو جاء حديث ينفرد بروايته الراوي الثقة نقول عنه: حديث أيش؟ صحيح، ولو جاءنا حديث ينفرد بروايته الضعيف نقول عنه: حديث ضعيف، فمعنى هذا أيهما يعني أشد ضعفا؟ الضعيف أو المنكر؟ المنكر ما دام أنه يعني اجتمع الضعف والمخالفة، فظلمات بعضها فوق بعض، يعني ضعف مع ضعف، لا حسن غريب، هذا يعني له تفصيل آخر، نتركه الآن في الأسئلة، يعني نقف عند هذا الحد، وبعد ذلك نتابع إن شاء الله في الحديث، أو بعض أنواع الحديث، وهو المتابع والشاهد والاعتبار، ونجيب أول شيء عن سؤال الأخ حينما قال: على فكرة أيها الأخوة يعني جاءني ملاحظة: يقول بعض الأخوة: إن غدا بعض الأخوة يكون صائما وقد لا يناسبهم الدرس بعد المغرب فهذا أيضا إشكال، طيب تفضلون بعد العصر وننتهي يعني قبيل المغرب بيسير حتى يعني الذي يكون صائما يفطر، أو بعد العشاء؟.
¥(28/156)
طيب اللي يفضل بعد العصر نشوف الأكثر عددا بعد العصر، طيب، والذي بعد العشاء يفضل بعد العشاء من؟ إذن يكون بعد العصر نشوف اللي بعد العصر أكثر، نعم خلاص ما في شيء إن شاء الله نعم الشيخ الفراج يعتذر غدا قبل الظهر، ما فيه درس، لكن بعد الظهر فيه نحو، وبعد العصر فيه مصطلح، العصر إن شاء الله الساعة أربعة ونصف، يعني من أربعة ونصف إن شاء الله ننتهي حوالي السادسة أو السادسة وربع إن شاء الله، ونحن منتهون أحسنت.
س: أخي يقول بالنسبة للشاهد يعني الحافظ ابن حجر يقول: مخالفة المقبول لمن هو أرجح منه يعني من حيث الثقة أو من حيث كثرة العدد؟.
ج: فأقول: نعم يعني هذا أولى؛ لأن المقبول يدخل فيه الصدوق، وليس المقصود به الثقة فقط، أما بالنسبة لسؤال الأخ عن قول الترمذي: حسن غريب، فقول الترمذي: حسن غريب، إما أن يكون يريد الغرابة الاصطلاحية، أو يكون يريد الغرابة المتنية، وهذا يتبين بما لو جاءنا الحديث من أكثر من طريق، فإذا كان الترمذي مثلا روى الحديث، ثم قال: هذا حديث حسن غريب، وفي الباب عن فلان وفلان، فهنا في هذه الحال نعرف أن الترمذي لم يقصد الغرابة الاصطلاحية، فإذن نظرنا في ذلك الحديث الذي قال عنه الترمذي: حسن غريب، فوجدنا فيه ضعفا يسيرا مثلا فعرفنا أن الترمذي -رحمه الله- قصد بالحسن هنا أي الحسن لغيره، يعني هذا الحديث فيه ضعف، قال: وفي الباب عن فلان وفلان فبين أنه حسن هذا بمجموع طرقه، لكن لو لم يقل الترمذي وفي الباب عن فلان فنعرف أن مراد الترمذي بالغرابة هنا الغرابة الاصطلاحية وأنه يحسن هذا الحديث لذاته يقصد أن هذا الحديث بهذا الإسناد حسن، وأنه لم يرد إلا من هذا الطريق فكلا هذين محتمل.
س: خلاص يقول أحد الأخوة: هل ورد في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وآثار الصحابة لفظ: من بات وفي يده ظفر فلا يلومن إلا نفسه
ج: أقول: نعم لكن ليس هذا لفظه بالضبط، وإنما الحديث رواه الترمذي وغيره، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: من بات وفي يده ريح غمر فلا يلومن إلا نفسه
وفي الحديث وفي بعض طرقه زيادة أن الشيطان حساس لحاس، فمن بات وفي يده ريح غَمَر، فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه
قد تقولون: ما مدى صحة هذا الحديث؟.
فأقول: إن شاء الله إنه صحيح من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة نعم نعم. الغمر: هو الظفر، الأخ عبر بالمعنى يعني في الحديث الحث على غسل اليد بعد الطعام نعم.
س: يقول: هل التزم البخاري ومسلم بشرطيهما في جميع الأحاديث التي أخرجاها في صحيحيها؟.
ج: أقول: نعم التزما بشرطيهما في جميع الأحاديث ما عدا الأحاديث التي يردانها في الشواهد والمتابعات، فهذه لا تعتبر في الأصول، وإنما المقصود بشرطيهما في الأصول يعني الأحاديث التي يحتجان بها.
س: وأحد الأخوة يسأل يقول: ما هي أصح الكتب في الحديث بعد البخاري ومسلم؟.
ج: الحقيقة أيها الأخوة يعني الحكم على كتاب أنه أصح الكتب بعد البخاري ومسلم يعني قد أنازع فيه، لكن حتى هذه الساعة بحسب اجتهادي أنا أرى أن أصح الكتب بعد البخاري ومسلم ابن خزيمة، هناك من يرى أن صحيح ابن حبان أصح من صحيح ابن خزيمة، ولي في هذا كلام؛ لأنني ذكرت في شرح ألفية السيوطي، وإن شاء الله يعني أقوم بدراسة لبعض الأبواب التي يشترك فيها ابن خزيمة وابن حبان للخروج بنتيجة مبنية على أسس علمية، هل فعلا صحيح ابن خزيمة أصح من صحيح ابن حبان أو العكس؟.
لكن صنيع العلماء المتقدمين يفيد بأن صحيح ابن خزيمة أصح من صحيح ابن حبان، فإنهم قدموا الكتب بهذه الصورة، قالوا: صحيح البخاري، ثم صحيح مسلم، ثم صحيح ابن خزيمة، ثم ابن حبان، ثم الحاكم.
ومن الموافقات العجيبة أن الترتيب في الأصحية في هذه الصورة جاء بناء على الترتيب؛ فالبخاري متوفى قبل مسلم، ومسلم متوفى قبل ابن خزيمة، وابن خزيمة متوفى قبل ابن حبان، وابن حبان متوفى قبل الحاكم، بل إن كل واحد من هؤلاء يعتبر شيخا للآخر، فالبخاري شيخ لمسلم، ومسلم ذكر فهو أيضا شيخ لابن خزيمة، وابن خزيمة شيخ لابن حبان، وابن حبان شيخ للحاكم.
فهنا هو الترتيب يعني كما قلت لكم الآن، وقد أغير وجهة نظري إذا تبين لي من خلال الإحصائية التي سأقوم بها أن صحيح ابن حبان أصح.
س: يقول: أيهما أقوى الحديث الصحيح أو الحديث الحسن الصحيح إذا كان به أكثر من سند؟.
¥(28/157)
ج: أقول: بل الحديث الحسن الصحيح إذا كان حسنا من طريق وصحيحا من طريق أقوى من الحديث الصحيح فقط.
يقول: هل شرط البخاري ومسلم في قبول الرواية فيمن عاصر وعنعن وذكر في المدلسين؟ أقول: أيها الأخ السائل جزاك الله خيرا، يعني أنا مثلا بعض الأخوة يريدني أن أتكلم في بعض المسائل، وأنا اجتنبتها عمدا، لأني أخشى مثلا لو تكلمت في مسألة التدليس والمدلس والعنعنة، أضيع السامع، ونحن هنا نراعي كما قلت: الضعيف أمير الركب، أراعي يعني أناسا يمكن أول مرة يحضرون دروس المصطلح، فلا أريد المعلومات تتداخل في أذهانهم، وينسي بعضها بعضا، فأرجأت الكلام عن التدليس في موضعه إن شاء الله، نأخذه مرة تلو الأخرى، فعلى كل حال جوابا لسؤال الأخ، قد يكون يعني مستفسرا: البخاري ومسلم يتكلمان عن العنعنة لغير المدلس، أما المدلس الذي يرد تدليسه فعلا فهذا ليس من الرواة الذين يتنازعان فيه.
س: أحد الأخوة يقترح أن آتي في وقت الشيخ محمد الفراج، ويكون الدرس في غير النخبة للاستفادة من الوقت.
ج: أقول: ذهب الأخوة ولو كان هذا الاقتراح، يعني جاء مبكرا أن آتي أنا ما عندي مانع إن شاء الله.
س: أحد الأخوة يقول: نرى بعض المحققين إذا خرج حديثا يقول بعد ذلك: وفي الباب عن فلان وفلان، ويذكر بعض الصحابة هل تعتبر هذه شواهد؟.
ج: أقول: هذا إن شاء الله في الليلة القابلة؛ لأننا وقفنا الآن على المتابع والشاهد، نعم غدا يعني إن شاء الله.
س: يقول الأخ: عندي رغبة في معرفة رجال السند أو الإسناد فما الطريقة المثلى في ذلك مع ذكر الكتب؟.
ج: هذا إن شاء الله أيضا سيأتي، لأن إن شاء الله في هذه الدورة سننهي الكتاب وبانتهاء الكتاب يكون الواحد، إن شاء الله يعني عارفا بالطرق الأساسية في تخريج الحديث، وللحكم على السند، وعلى كل حال يعني أجيب الأخ جوابا عاجلا، وأما التفصيل ففي وقته، الطريقة المثلى أن تتعرف على كتب الرجال ما هي الكتب التي تعتبر أصلية، وما هي الكتب التي تعتبر أخذت خلاصة الأحكام على أولئك الرجال وكيف رتبت هذه الكتب وما هو الكتاب الذي صاحبه يعتبر متساهلا والكتاب الذي يعتبر، ينبغي أن يشد على قول صاحبه بالناجبين، يعني مثلا لا نعتبر ثقات ابن حبان، ابن حبان حينما يوثق راويا مثل توثيق أبي حاتم الرازي؟ ابن حبان متساهل في التوثيق، وأبو حاتم الرازي إذا وثق رجلا فشد عليه بيدك لا تطلقه، لكن لو ضعف أبو حاتم الرازي رجلا فهو معروف بالتشدد، فقد يضعف من هو موثق في بعض الأحيان، معرفة مناهج المحدثين هذه مهمة، وسيأتينا إن شاء الله أيضا الكلام عليها فكل شيء في حينه.
أيضا بالنسبة للترتيب بعض الكتب رتبت على الطبقات يعني الراوي الأقدم، فالراوي الأقدم، وبعض الكتب جمعت بين الترتيب على الطبقات، والترتيب على الحروف، فلذلك ترتيبها على الحروف ترتيب غير دقيق، وبعض الكتب رتبت الرواة على الحروف فعلا ترتيبا دقيقا، مثل تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر وبعض الكتب تنتقي خلاصة الأقوال، كتقريب التهذيب للحافظ ابن حجر، يقول: هذا الراوي ثقة، هذا ضعيف، هذا صدوق، هذا يخطئ، وهكذا يعني هو يأخذ خلاصة الأحكام، بعضها قد يضعف، لكن لو رجعت إلى التهذيب تجحد مثلا ترجمة الراوي قال فيه ابن معين: ضعيف، وقال أحمد: لا بأس به، وقال البخاري: صدوق، ثم تضيع طيب ما هو الصواب؟ قول ابن معين، ولا قول أحمد، ولا قول البخاري، ولا قول من؟ هذا لا بد من التعرف على مناهج المحدثين، وما دمت مبتدئا في طلب الحديث فيمكن أن تلجأ إلى العلماء المتبحرين كالحافظ ابن حجر، فتستفيد من اختياره للقول الراجح في ذلك الراوي.
س: يقول: هل كان رواة الحديث الأولون يراعون لفظة "عن" أو "سمعت" في نقل الأحاديث، وهل ينقلها عنه تلميذه بنصها، أم يعبر عن هذه اللفظة من نفسه؟.
¥(28/158)
ج: أقول: ما شاء الله الأخ يعني يأتي بمسألة من معضلات المسائل يقول: إنه وقف على كلام الشيخ عبد الرحمن المعلم -رحمه الله-، المسألة هذه يعني مسألة عويصة، يعني حينما يأتينا إسناد من الأسانيد، فيه راو يروي عن شيخ بصيغة عنعنة، مثل كأن يقول مثلا: الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فمن الذي جاء بصيغة، عن بين الأعمش وبين أبي صالح، هل هو الأعمش نفسه هو الذي أطلق كلمة عن، أم من دون الأعمش؟ أطلقها اختصارا، يعني مثلا حينما نجد الراوي عن الأعمش مثلا سفيان الثوري، والراوي عن سفيان الثوري وكيع، هل ممكن أن يكون وكيع هو الذي قال: حدثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح مع العلم أن في الأصل أن الأعمش يقول: حدثنا أبو صالح، فيكون من هو دون؟ نقول: هذا محتمل، والرأي الآخر أيضا محتمل أن يكون الأعمش هو الذي استعمل صيغة عن، فكل هذا محتمل، فما دام أنه محتمل، ففي هذه الحال الحيطة دائما تقتضي التوقف في قبول عنعنة المدلس إلا إذا جاءتنا قرينة تجعلنا نختار أن عنعنة المدلس في هذا الموضوع محمولة على السمع، وهذه يعني تحتاج أيضا إلى طول، ولا أستطيع أن أفصل فيها في هذه العجالة.
الشيخ عبد الرحمن المعلم كأنه يختار القول بأن الذي يستعمل صيغة عن هو من دون المدلس، لكن هذا يعني عليه بعض المؤاخذات ومن الأدلة يعني على الاختصار، أقول: هذا الكلام ومن الأدلة على هذا أن سفيان بن عينية مثلا، مرة قال عن الزهري، أو الزهري قالوا له: سمعته من الزهري؟ فرددها مرة أخرى، فردوا عليه، قالوا: سمعته من الزهري؟ فلما وجدهم يلحون عليه قال: لا، ولا ممن سمعه من الزهري أخبرني عبد الرازق، عن معمر، عن الزهري، فأصبح بينه وبين الزهري كم واسطة؟ اثنين من الرجال.
فهذا يدل على أن الراوي أحيانا هو نفسه يستخدم صيغة عن، فلذلك لا بد من قرينة تدلنا أن ذلك الراوي هو الذي استخدم صيغة عن، أو لم يستخدمها، وما دام أننا لا نعرف، فالاحتياط يقتضي التوقف، نعم من القرائن التي تدل على أنه هو ليس الذي أطلقها، كأن يرد الحديث من طريق أخرى مثلا، المثال الذي مثلت به قبل قليل، وكيع، عن الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، لو جاءنا مثلا مرة أخرى من رواية شعبة، قال: حدثني الأعمش قال: حدثني أبو صالح، ففي هذه الحال أعرف أن العنعنة هذه جاءت ممن هو دون الأعمش، وأن الأعمش فعلا سمع هذا الحديث من شيخه، فهذه قرينة أيضا وليست على الإطلاق.
س: أحد الإخوة يقول: حديث أبي سفيان عند مسلم وزوجتك ابنتي هل هو معلل، وهل يكون ضعيفا بهذا؟.
ج: هذا أجبت عنه الليلة البارحة ويبدو أن الأخ الذي سأل ما كان حضر في الليلة البارحة أنا قلت الذي يعني ترجح لي أن هذا الحديث لا يعتبر من الأحاديث المعلولة عند مسلم وإن كان بعض العلماء انتقده كابن حزم، لكن الصواب أن هذا الحديث يمكن أن يوفق بين هذا القول وبين كون النبي -صلى الله عليه وسلم- كان متزوجا بأم حبيبة قبل ذلك بأمور، ذكرت بعضها ليلة البارحة، ومن أراد الإفاضة في هذا يمكن أن أدله على المرجع إن شاء، أو ينتظر حتى نواصل الحديث في درس صحيح مسلم إن شاء الله.
س: يقول: يعاني كثير من الأخوة وأنا منهم أننا لم نعرف الاستقامة إلا بعد أن جاوزنا العشرين وبعد أن أضعنا سنوات العمر الذهبية، فيصاب الإنسان أحيانا، بل كثيرا كأنه يقول بيأس: الظاهر أن يصل إلى منزلة في العلم، ويشعر أنه مهما فعل فلن يصل إلى شيء، فيدخل عليه الشيطان من هذا المدخل، فماذا نفعل؟.
ج: أقول: لا أيها الأخ بالعكس، لو كنت في سن الخمسين إذا وفقك الله جل وعلا، وشعرت أن ساعات العمر فعلا، كما قلت: ساعات ذهبية، بل هي أغلى من الذهب، فإنك تستطيع في تلك الفترة الباقية من عمرك أن تكون بإذن الله من العلماء، فأضرب لك مثالا على ذلك: ابن حزم الظاهري، يعني أتعب الناس في كثرة علمه بسبب يعني أنه كان يخالف في بعض المسائل، ووجدوا أن هذا المخالفة نشأت من جهل ابن حزم، بل هو بحر في كل ما ألقي فيه، لكن هل ابن حزم طلب العلم من صغره؟.
¥(28/159)
لا ابن حزم كان أولا ولدا مرفها، فأبوه كان وزيرا، وكان يعيش عيشة المرفهين، وبعد أن مضت عليه فترة من العمر طويلة ابتدأ يطلب علم الحديث، وإلا كان في السابق مشغولا بالآداب والأمور التي تشغل الإنسان هذه؛ ولذلك هو له نصيب مما يسمى بالأدب، وما إلى ذلك، فهو ما طلب علم الحديث إلا متأخرا، ومع ذلك انظر إلى كتابه المحلى تجد فيه علما جما بل كيف لو وصل إلينا كتابه الأصلي وهو الإيصال الذي هو أصل المحلى، المحلى هذا يعتبر مختصرا، يعني على ما فيه من الدسومة، يعتبر مختصرا فكيف بأصله، بل انظر إلى كتابه إحكام الأحكام، ولست يعني بكلامي هذا يعني أقول: إن جميع ما في الأحكام أو ما في المحلى صواب، بل أقول: لا بد للذي يريد أن يقرأ هذين الكتابين أن يكون متبحرا حتى لا يغتر بأسلوب ابن حزم؛ لأن بعض الناس يغتر بأسلوبه، فوقعوا في بعض الشذوذات العلمية، لكن ما ينبغي أن يقرأ هذين الكتابين وأمثالهما من كتب ابن حزم إلا إنسان متبحر هذا مثال لابن حزم.
هناك أيضا مثال عبد الله بن وهب فهو في بداية عمره، لم يكن طلب العلم حتى ألقت إليه شبهة من الشبه، فذهب إلى عالم يسأله عن تلك الشبهة، فعرف ذلك العالم أن هذه الشبهة ما وردت على عبد الله بن وهب إلا بسبب قلة علمه، فقال له: عبد الله بن وهب؟ قال: نعم. قال: اطلب العلم، فتنبه من الجحيم، فطلب العلم بعدما كبر ولازم الإمام مالكا -رحمه الله- وغيره من العلماء، فأصبح عبد الله بن وهب من خيرة العلماء، ومن فطاحلة العلماء، وله مؤلفات عدة منها الجامع والمسند، وهو أحد الرواة لموطأ الإمام مالك وغيرها كثير، والأمثلة على هذا كثيرة يعني لو فتحنا في كتب التراجم نجد كثيرا من الرواة ما طلبوا العلم إلا في حال الكبر وما طلبوا العلم إلى في حال الكبر، لكنهم بعد ذلك يعني شعروا فعلا بأن ساعات العمر التي مضت ينبغي أن يعوضوها، فكثفوا من الجهود ووفقهم الله جل وعلا وعلى كل حال كل إنسان بحسب نيته، فالذي يصدق مع الله جل وعلا يصدق الله معه، فيوفقه لحافظة قوية يسهل أموره في الطلب وما إلى ذلك.
يقول: وجد في بعض نسخ الفتح ضبط الحميدي هكذا الحُمَيِّدي بالتضعيف فهل هما رجلان أم أنه تصحيف في النسخ؟.
إذا لم يكن فيه إحراج على الأخ السائل يمكن أعرفه؟ على أساس يعني نعرف أن أنت السائل على أساس أعرف أي نسخة من الفتح ورد فيها هذا؟ نعم.
على كل حال قد يكون خرج، وقد يكون يعني لا يريد الظهور أمام الأخوة، فأنا لا أشك في أن هذا خطأ؛ لأنني ما أعرف أن الحميدي هناك من صغر اسمه، وعلى كل حال يعني إن كان بعض الأخوة يبحث أيضا في كتب الترجمة؛ فيفيدنا جزاه الله خيرا، لكن إذا كانت هذه النسخة من الفتح من النسخ التي تضبط إن كانت يعني الفتح التي طبعتها المطبعة السلفية، فهذه في الغالب طبعة يعني جيدة خاصة، أنا أقصد الطبعة الأولى، أما إن كانت الطبعة الأخيرة أو الطبعات الأخرى من الفتح، فقد يكون فيها تصحيف.
س: أحد الأخوة يسأل عن صحة حديثين الأول: يقول: روي عن عبد الله بن المبارك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن قوما ركبوا سفينة فاقتسموا فأخذ كل واحد منهم موضعا فنقر رجل منهم موضعه بفأس فقالوا: ما تصنع؟ فقال: هو مكاني أصنع فيه ما شئت فلم يأخذوا على يديه فهلك وهلكوا يسأل عن صحة هذا الحديث.
ج: أقول: هذا الحديث إن كنت تقصد أن عبد الله بن المبارك رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرة فهذا إسناد معضل؛ لأن بين عبد الله بن مبارك وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- عدة رجال، أما إن كنت تقصد أن عبد الله بن المبارك أحد رجال السند وأنه ساق الحديث بسنده إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأن هذا الحديث قد يكون رواه عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد له، فالحديث صحيح، لكن هذا أحد ألفاظه، فقد يكون مثلا في هذا الطريق الذي ساقه عبد الله بن المبارك شيء من الضعف فأنا لا يحضرني الآن، لكن أصل الحديث صحيح ومعروف في الصحيحين حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: مثل القائم على حدود الله، ومثل الواقع فيها كمثل قوم ركبوا في سفينة، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فقال الذين في أسفلها: لو خرقنا في نصيبا خرقا، فلم نؤذ من فوقنا إلى آخر الحديث معروف في الصحيح.
¥(28/160)
يسأل عن الحديث الآخر روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: يقول الله تعالى: يا ابن آدم ما أنصفتني؛ أتحبب إليك بالنعم وتتمقت إلي بالمعاصي خيري إليك نازل وشرك إلي صاعد هذا الحديث الحقيقة أخشى بأنه يكون التبس عليه بحديث آخر، فلا أريد أن أتعجل إطلاق الحكم عليه، وإن شاء الله سأنظر إليه، ويا حبذا لو كان الأخ يعرف من أخرجه؛ لأنه فيه حديث آخر، رواه الترمذي ما أدري هل هو هذا أو غيره؟ يعني يحتاج مراجعة.
بعض الأخوة يستفسر عن الكتب الموجودة على الأرفف، هل هي للتوزيع؟ إمام المسجد أثابه الله، يقول: نعم، إنها للتوزيع من شاء أن يأخذ منها فليأخذ.
تكلمنا بالأمس عن الحديث الحسن سواء لذاته أو لغيره، وعن زيادة الراوي المقبول من ثقة أو صدوق فمن من الأخوة يعرف لنا الحديث الحسن لذاته؟ نعم. ارفع الصوت هو ما اتصل سنده بنقل العدل خفيف الضبط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة، طيب حينما نقول: عن مثله إلى منتهاه هل هذه العبارة على ظاهرها؟ يشترط أن يكون الحديث الحسن من أوله إلى آخره كلهم خفيفو الضبط؟، نعم.
المقصود هذا هو أدنى حد، لكن لو جاءنا حديث كل رجاله ثقات ما عدا راو واحد هو الذي خف ضبطه، فهذا يقال له: حسن، وهو أعلى حد ولو جاءنا كل الإسناد من أوله إلى آخره كلهم ممن خف ضبطه، فهذا هو أدنى حد من الحديث الحسن لذاته، وبينهما درجات ما كان فيه راويان وما كان فيه ثلاثة، وهكذا -بالنسبة للبخور الموجود في المسجد يعني من كان صائما لا يتحرج لأنه لا يفطر- طيب قلنا في تعريف الحديث الصحيح: إنه ينقسم إلى قسمين الحديث الصحيح لذاته، هذا عرفناه، فما هو تعريف الحديث الصحيح لغيره؟ أحسنت بارك الله فيك، نعم هو الحديث الحسن لذاته الذي عرفناه قبل قليل إذا تعددت طرقه إذا روي من طريقين أو أكثر، فهذا يصبح حديثا صحيحا لغيره.
هناك قسم آخر للحديث الحسن، وهو الحديث الحسن لغيره عرفناه أيضا ليلة البارحة، نعم، هو الحديث الضعيف إذا تعددت طرقه بشرط ألا يكون ضعفه شديدا، مَن من الأخوة يمكن يصور شدة الضعف ما المراد بها؟ نعم.
تفضل ارفع صوتك شوية، من أمثلته أن يكون الراوي متهما بالكذب، فهذا حتى لو جاءنا من مائة طريق كلهم بهذا الصفة لا ينجبر ضعف الحديث.
طيب هل هناك صورة أخرى أيضا؟ نعم كثرة العلل في إسناد الحديث ممكن تمثل على هذا؟ نعم. لو جاءنا حديث في إسناده انقطاع، وفيه راو ضعيف، وفيه راو مجهول، فربما زاد مثلا الحديث مع ذلك أيضا مرسل، ا فهذه الطعون إذا تجمعت في الحديث بهذه الصورة، فإن الحديث لا ينجبر ضعفه؛ لأن كل واحد من هذه العلل كافية في أن يحكم على الحديث بسببها بأنه ضعيف، فضعيف مع ضعيف مع ضعيف، مثل إنسان يعني ضرب برمية في صدره وأخرى في رأسه وأخرى في بطنه، وهكذا يعني طعون أردته حتى لا يستطيع أن يتحرك، هذا أيضا مثال الحديث الضعيف حينما تكثر فيه العلل فتقصمه.
تكلمنا أيضا عن زيادة الراوي المقبول وزيادة الراوي غير المقبول، والراوي المقبول قلنا: إنه يقصد به الثقة والصدوق على حد سواء فما هو حكم زيادة الراوي المقبول؟ نعم حكم زيادة الراوي المقبول أنها مقبولة ما لم تكن مخالفة لمن هو أوثق منه أو أكثر عددا، بهذا إذن نستطيع أن نفصل في الزيادة فنقول: إن الزيادة تنقسم إلى كم؟ إلى قسمين: زيادة فيها مخالفة، وزيادة ليس فيها مخالفة فالزيادة التي ليس فيها مخالفة فهذه حكمها أيش؟.
القبول، والزيادة التي فيها مخالفة حكمها الرد، حينما نقول: الزيادة التي فيها مخالفة حكمها الرد هل يمكن أن يطلق عليها اصطلاح معين عند علماء الحديث؟ نعم، الشاذة لو أردنا أن نعرف الشاذ ماذا نقول؟.
الشاذ: هو ما يرويه الثقة مخالفا لمن هو أوثق منه هل هناك اختلاف في تعريف الحديث الشاذ ولا باتفاق بين العلماء أن هذا هو تعريفه؟ نعم بعض العلماء يقول: إذا تفرد الراوي المقبول أيا كان ثقة أو صدوقا، فهذا هو الحديث الشاذ فيجعلون مطلق التفرد. طيب هل هذا التعريف صحيح أو غير صحيح؟ بس نريد يعني بانتباه نعم، وغيره أيضا من الأحاديث، هذا التعريف غير صحيح؛ لأننا لو قلناه للزم عليه أن نرد كثيرا من الأحاديث الصحيحة التي لم ترد إلينا إلا من طريق واحدة كحديث إنما الأعمال بالنيات لكن يعني هل يمكن أن نفهم من هذا أن الذي عرف الحديث الشاذ بمطلق تفرد الثقة
¥(28/161)
أنه يرد الحديث الشاذ هذا طبعا ما افترقنا، لكن تفهمون يعني أنه لا يلزم من كون العالم الذي اختار هذا التعريف أنه يرد الحديث الشاذ، لا هو قد يكون يطلقه إطلاقا اصطلاحيا فقط، مثل ما لو يعني يريد تعريف الحديث الذي لم يروه إلا راو واحد حينما نقول: هذا حديث غريب هو يسميه ماذا؟ يسميه حديثا شاذا.
فإذن لا يلزم عليه الرد عنده، هو لكن بعد أن استقر الاصطلاح، فالحديث الشاذ يلزم منه الرد، لكن بناء على التعريف المختار ما الذي يقابل الحديث الشاذ الطرف الآخر؟ نعم الراجح ما هو ماذا يسمى؟ ارفع صوتك أحسنت المحفوظ، فإذا جاءنا حديث فيه اختلاف الرواية المردودة التي نسميها شاذة والرواية المقبولة هي الراجحة نسميها المحفوظة، هناك نوع شبيه بالشاذ يشتبه معه اشتباها كبيرا ما عدا بعض الأمور التي يختلف فيها فما هو؟ المنكر ما هو تعريف الحديث المنكر؟ أحسنت الحديث المنكر هو ما يرويه الضعيف مخالفا للثقة هذا التعريف متفق عليه أيضا أو فيه اختلاف بين العلماء؟ نعم بعضهم سمى المنكر ما ينفرد به الراوي المستور أو الضعيف في حفظه دون أن يشاركه أحد يسمي هذه الرواية على الإطلاق رواية منكرة دون اشتراط المخالفة.
تبين بهذا أن المنكر والشاذ يشتركان في بعض الأمور، ويختلفان في بعضها، فما الذي يشتركان فيه؟ يشتركان في المخالفة فكل من الشاذ والمنكر فيه مخالفة للراوي الأوثق، لكن ما الذي يفترقان فيه؟ نعم الذي يختلفان فيه أن الشاذ يرويه الثقة والمنكر يرويه الضعيف مع وجود المخالفة في كلا النوعين مستوي معه، هذا سيأتي اليوم إن شاء الله يعني نحن الآن نتكلم عن وجود الاختلاف بين الثقتين هذا ثقة وهذا ثقة، لكن أحدهما أوثق من الآخر، لكن إذا استويا هذا سيأتي اليوم إن شاء الله.
طيب بعد هذا الكلام على الاعتبار والمتابع والشاهد
يقول الحافظ -رحمه الله-:
الحديث المحفوظ والشاذ والمعروف والمنكر (تابع)
... . .. . ..
--------------------------------------------------------------------------------
س: أخي يقول بالنسبة للشاهد يعني الحافظ ابن حجر يقول: مخالفة المقبول لمن هو أرجح منه يعني من حيث الثقة أو من حيث كثرة العدد؟.
ج: فأقول: نعم يعني هذا أولى؛ لأن المقبول يدخل فيه الصدوق، وليس المقصود به الثقة فقط، أما بالنسبة لسؤال الأخ عن قول الترمذي: حسن غريب، فقول الترمذي: حسن غريب، إما أن يكون يريد الغرابة الاصطلاحية، أو يكون يريد الغرابة المتنية، وهذا يتبين بما لو جاءنا الحديث من أكثر من طريق، فإذا كان الترمذي مثلا روى الحديث، ثم قال: هذا حديث حسن غريب، وفي الباب عن فلان وفلان، فهنا في هذه الحال نعرف أن الترمذي لم يقصد الغرابة الاصطلاحية، فإذن نظرنا في ذلك الحديث الذي قال عنه الترمذي: حسن غريب، فوجدنا فيه ضعفا يسيرا مثلا فعرفنا أن الترمذي -رحمه الله- قصد بالحسن هنا أي الحسن لغيره، يعني هذا الحديث فيه ضعف، قال: وفي الباب عن فلان وفلان فبين أنه حسن هذا بمجموع طرقه، لكن لو لم يقل الترمذي وفي الباب عن فلان فنعرف أن مراد الترمذي بالغرابة هنا الغرابة الاصطلاحية وأنه يحسن هذا الحديث لذاته يقصد أن هذا الحديث بهذا الإسناد حسن، وأنه لم يرد إلا من هذا الطريق فكلا هذين محتمل.
س: خلاص يقول أحد الأخوة: هل ورد في أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وآثار الصحابة لفظ: من بات وفي يده ظفر فلا يلومن إلا نفسه
ج: أقول: نعم لكن ليس هذا لفظه بالضبط، وإنما الحديث رواه الترمذي وغيره، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: من بات وفي يده ريح غمر فلا يلومن إلا نفسه
وفي الحديث وفي بعض طرقه زيادة أن الشيطان حساس لحاس، فمن بات وفي يده ريح غَمَر، فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه
قد تقولون: ما مدى صحة هذا الحديث؟.
فأقول: إن شاء الله إنه صحيح من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة نعم نعم. الغمر: هو الظفر، الأخ عبر بالمعنى يعني في الحديث الحث على غسل اليد بعد الطعام نعم.
س: يقول: هل التزم البخاري ومسلم بشرطيهما في جميع الأحاديث التي أخرجاها في صحيحيها؟.
ج: أقول: نعم التزما بشرطيهما في جميع الأحاديث ما عدا الأحاديث التي يردانها في الشواهد والمتابعات، فهذه لا تعتبر في الأصول، وإنما المقصود بشرطيهما في الأصول يعني الأحاديث التي يحتجان بها.
¥(28/162)
س: وأحد الأخوة يسأل يقول: ما هي أصح الكتب في الحديث بعد البخاري ومسلم؟.
ج: الحقيقة أيها الأخوة يعني الحكم على كتاب أنه أصح الكتب بعد البخاري ومسلم يعني قد أنازع فيه، لكن حتى هذه الساعة بحسب اجتهادي أنا أرى أن أصح الكتب بعد البخاري ومسلم ابن خزيمة، هناك من يرى أن صحيح ابن حبان أصح من صحيح ابن خزيمة، ولي في هذا كلام؛ لأنني ذكرت في شرح ألفية السيوطي، وإن شاء الله يعني أقوم بدراسة لبعض الأبواب التي يشترك فيها ابن خزيمة وابن حبان للخروج بنتيجة مبنية على أسس علمية، هل فعلا صحيح ابن خزيمة أصح من صحيح ابن حبان أو العكس؟.
لكن صنيع العلماء المتقدمين يفيد بأن صحيح ابن خزيمة أصح من صحيح ابن حبان، فإنهم قدموا الكتب بهذه الصورة، قالوا: صحيح البخاري، ثم صحيح مسلم، ثم صحيح ابن خزيمة، ثم ابن حبان، ثم الحاكم.
ومن الموافقات العجيبة أن الترتيب في الأصحية في هذه الصورة جاء بناء على الترتيب؛ فالبخاري متوفى قبل مسلم، ومسلم متوفى قبل ابن خزيمة، وابن خزيمة متوفى قبل ابن حبان، وابن حبان متوفى قبل الحاكم، بل إن كل واحد من هؤلاء يعتبر شيخا للآخر، فالبخاري شيخ لمسلم، ومسلم ذكر فهو أيضا شيخ لابن خزيمة، وابن خزيمة شيخ لابن حبان، وابن حبان شيخ للحاكم.
فهنا هو الترتيب يعني كما قلت لكم الآن، وقد أغير وجهة نظري إذا تبين لي من خلال الإحصائية التي سأقوم بها أن صحيح ابن حبان أصح.
س: يقول: أيهما أقوى الحديث الصحيح أو الحديث الحسن الصحيح إذا كان به أكثر من سند؟.
ج: أقول: بل الحديث الحسن الصحيح إذا كان حسنا من طريق وصحيحا من طريق أقوى من الحديث الصحيح فقط.
يقول: هل شرط البخاري ومسلم في قبول الرواية فيمن عاصر وعنعن وذكر في المدلسين؟ أقول: أيها الأخ السائل جزاك الله خيرا، يعني أنا مثلا بعض الأخوة يريدني أن أتكلم في بعض المسائل، وأنا اجتنبتها عمدا، لأني أخشى مثلا لو تكلمت في مسألة التدليس والمدلس والعنعنة، أضيع السامع، ونحن هنا نراعي كما قلت: الضعيف أمير الركب، أراعي يعني أناسا يمكن أول مرة يحضرون دروس المصطلح، فلا أريد المعلومات تتداخل في أذهانهم، وينسي بعضها بعضا، فأرجأت الكلام عن التدليس في موضعه إن شاء الله، نأخذه مرة تلو الأخرى، فعلى كل حال جوابا لسؤال الأخ، قد يكون يعني مستفسرا: البخاري ومسلم يتكلمان عن العنعنة لغير المدلس، أما المدلس الذي يرد تدليسه فعلا فهذا ليس من الرواة الذين يتنازعان فيه.
س: أحد الأخوة يقترح أن آتي في وقت الشيخ محمد الفراج، ويكون الدرس في غير النخبة للاستفادة من الوقت.
ج: أقول: ذهب الأخوة ولو كان هذا الاقتراح، يعني جاء مبكرا أن آتي أنا ما عندي مانع إن شاء الله.
س: أحد الأخوة يقول: نرى بعض المحققين إذا خرج حديثا يقول بعد ذلك: وفي الباب عن فلان وفلان، ويذكر بعض الصحابة هل تعتبر هذه شواهد؟.
ج: أقول: هذا إن شاء الله في الليلة القابلة؛ لأننا وقفنا الآن على المتابع والشاهد، نعم غدا يعني إن شاء الله.
س: يقول الأخ: عندي رغبة في معرفة رجال السند أو الإسناد فما الطريقة المثلى في ذلك مع ذكر الكتب؟.
ج: هذا إن شاء الله أيضا سيأتي، لأن إن شاء الله في هذه الدورة سننهي الكتاب وبانتهاء الكتاب يكون الواحد، إن شاء الله يعني عارفا بالطرق الأساسية في تخريج الحديث، وللحكم على السند، وعلى كل حال يعني أجيب الأخ جوابا عاجلا، وأما التفصيل ففي وقته، الطريقة المثلى أن تتعرف على كتب الرجال ما هي الكتب التي تعتبر أصلية، وما هي الكتب التي تعتبر أخذت خلاصة الأحكام على أولئك الرجال وكيف رتبت هذه الكتب وما هو الكتاب الذي صاحبه يعتبر متساهلا والكتاب الذي يعتبر، ينبغي أن يشد على قول صاحبه بالناجبين، يعني مثلا لا نعتبر ثقات ابن حبان، ابن حبان حينما يوثق راويا مثل توثيق أبي حاتم الرازي؟ ابن حبان متساهل في التوثيق، وأبو حاتم الرازي إذا وثق رجلا فشد عليه بيدك لا تطلقه، لكن لو ضعف أبو حاتم الرازي رجلا فهو معروف بالتشدد، فقد يضعف من هو موثق في بعض الأحيان، معرفة مناهج المحدثين هذه مهمة، وسيأتينا إن شاء الله أيضا الكلام عليها فكل شيء في حينه.
¥(28/163)
أيضا بالنسبة للترتيب بعض الكتب رتبت على الطبقات يعني الراوي الأقدم، فالراوي الأقدم، وبعض الكتب جمعت بين الترتيب على الطبقات، والترتيب على الحروف، فلذلك ترتيبها على الحروف ترتيب غير دقيق، وبعض الكتب رتبت الرواة على الحروف فعلا ترتيبا دقيقا، مثل تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر وبعض الكتب تنتقي خلاصة الأقوال، كتقريب التهذيب للحافظ ابن حجر، يقول: هذا الراوي ثقة، هذا ضعيف، هذا صدوق، هذا يخطئ، وهكذا يعني هو يأخذ خلاصة الأحكام، بعضها قد يضعف، لكن لو رجعت إلى التهذيب تجحد مثلا ترجمة الراوي قال فيه ابن معين: ضعيف، وقال أحمد: لا بأس به، وقال البخاري: صدوق، ثم تضيع طيب ما هو الصواب؟ قول ابن معين، ولا قول أحمد، ولا قول البخاري، ولا قول من؟ هذا لا بد من التعرف على مناهج المحدثين، وما دمت مبتدئا في طلب الحديث فيمكن أن تلجأ إلى العلماء المتبحرين كالحافظ ابن حجر، فتستفيد من اختياره للقول الراجح في ذلك الراوي.
س: يقول: هل كان رواة الحديث الأولون يراعون لفظة "عن" أو "سمعت" في نقل الأحاديث، وهل ينقلها عنه تلميذه بنصها، أم يعبر عن هذه اللفظة من نفسه؟.
ج: أقول: ما شاء الله الأخ يعني يأتي بمسألة من معضلات المسائل يقول: إنه وقف على كلام الشيخ عبد الرحمن المعلم -رحمه الله-، المسألة هذه يعني مسألة عويصة، يعني حينما يأتينا إسناد من الأسانيد، فيه راو يروي عن شيخ بصيغة عنعنة، مثل كأن يقول مثلا: الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فمن الذي جاء بصيغة، عن بين الأعمش وبين أبي صالح، هل هو الأعمش نفسه هو الذي أطلق كلمة عن، أم من دون الأعمش؟ أطلقها اختصارا، يعني مثلا حينما نجد الراوي عن الأعمش مثلا سفيان الثوري، والراوي عن سفيان الثوري وكيع، هل ممكن أن يكون وكيع هو الذي قال: حدثنا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح مع العلم أن في الأصل أن الأعمش يقول: حدثنا أبو صالح، فيكون من هو دون؟ نقول: هذا محتمل، والرأي الآخر أيضا محتمل أن يكون الأعمش هو الذي استعمل صيغة عن، فكل هذا محتمل، فما دام أنه محتمل، ففي هذه الحال الحيطة دائما تقتضي التوقف في قبول عنعنة المدلس إلا إذا جاءتنا قرينة تجعلنا نختار أن عنعنة المدلس في هذا الموضوع محمولة على السمع، وهذه يعني تحتاج أيضا إلى طول، ولا أستطيع أن أفصل فيها في هذه العجالة.
الشيخ عبد الرحمن المعلم كأنه يختار القول بأن الذي يستعمل صيغة عن هو من دون المدلس، لكن هذا يعني عليه بعض المؤاخذات ومن الأدلة يعني على الاختصار، أقول: هذا الكلام ومن الأدلة على هذا أن سفيان بن عينية مثلا، مرة قال عن الزهري، أو الزهري قالوا له: سمعته من الزهري؟ فرددها مرة أخرى، فردوا عليه، قالوا: سمعته من الزهري؟ فلما وجدهم يلحون عليه قال: لا، ولا ممن سمعه من الزهري أخبرني عبد الرازق، عن معمر، عن الزهري، فأصبح بينه وبين الزهري كم واسطة؟ اثنين من الرجال.
فهذا يدل على أن الراوي أحيانا هو نفسه يستخدم صيغة عن، فلذلك لا بد من قرينة تدلنا أن ذلك الراوي هو الذي استخدم صيغة عن، أو لم يستخدمها، وما دام أننا لا نعرف، فالاحتياط يقتضي التوقف، نعم من القرائن التي تدل على أنه هو ليس الذي أطلقها، كأن يرد الحديث من طريق أخرى مثلا، المثال الذي مثلت به قبل قليل، وكيع، عن الثوري، عن الأعمش، عن أبي صالح، لو جاءنا مثلا مرة أخرى من رواية شعبة، قال: حدثني الأعمش قال: حدثني أبو صالح، ففي هذه الحال أعرف أن العنعنة هذه جاءت ممن هو دون الأعمش، وأن الأعمش فعلا سمع هذا الحديث من شيخه، فهذه قرينة أيضا وليست على الإطلاق.
س: أحد الإخوة يقول: حديث أبي سفيان عند مسلم وزوجتك ابنتي هل هو معلل، وهل يكون ضعيفا بهذا؟.
ج: هذا أجبت عنه الليلة البارحة ويبدو أن الأخ الذي سأل ما كان حضر في الليلة البارحة أنا قلت الذي يعني ترجح لي أن هذا الحديث لا يعتبر من الأحاديث المعلولة عند مسلم وإن كان بعض العلماء انتقده كابن حزم، لكن الصواب أن هذا الحديث يمكن أن يوفق بين هذا القول وبين كون النبي -صلى الله عليه وسلم- كان متزوجا بأم حبيبة قبل ذلك بأمور، ذكرت بعضها ليلة البارحة، ومن أراد الإفاضة في هذا يمكن أن أدله على المرجع إن شاء، أو ينتظر حتى نواصل الحديث في درس صحيح مسلم إن شاء الله.
¥(28/164)
س: يقول: يعاني كثير من الأخوة وأنا منهم أننا لم نعرف الاستقامة إلا بعد أن جاوزنا العشرين وبعد أن أضعنا سنوات العمر الذهبية، فيصاب الإنسان أحيانا، بل كثيرا كأنه يقول بيأس: الظاهر أن يصل إلى منزلة في العلم، ويشعر أنه مهما فعل فلن يصل إلى شيء، فيدخل عليه الشيطان من هذا المدخل، فماذا نفعل؟.
ج: أقول: لا أيها الأخ بالعكس، لو كنت في سن الخمسين إذا وفقك الله جل وعلا، وشعرت أن ساعات العمر فعلا، كما قلت: ساعات ذهبية، بل هي أغلى من الذهب، فإنك تستطيع في تلك الفترة الباقية من عمرك أن تكون بإذن الله من العلماء، فأضرب لك مثالا على ذلك: ابن حزم الظاهري، يعني أتعب الناس في كثرة علمه بسبب يعني أنه كان يخالف في بعض المسائل، ووجدوا أن هذا المخالفة نشأت من جهل ابن حزم، بل هو بحر في كل ما ألقي فيه، لكن هل ابن حزم طلب العلم من صغره؟.
لا ابن حزم كان أولا ولدا مرفها، فأبوه كان وزيرا، وكان يعيش عيشة المرفهين، وبعد أن مضت عليه فترة من العمر طويلة ابتدأ يطلب علم الحديث، وإلا كان في السابق مشغولا بالآداب والأمور التي تشغل الإنسان هذه؛ ولذلك هو له نصيب مما يسمى بالأدب، وما إلى ذلك، فهو ما طلب علم الحديث إلا متأخرا، ومع ذلك انظر إلى كتابه المحلى تجد فيه علما جما بل كيف لو وصل إلينا كتابه الأصلي وهو الإيصال الذي هو أصل المحلى، المحلى هذا يعتبر مختصرا، يعني على ما فيه من الدسومة، يعتبر مختصرا فكيف بأصله، بل انظر إلى كتابه إحكام الأحكام، ولست يعني بكلامي هذا يعني أقول: إن جميع ما في الأحكام أو ما في المحلى صواب، بل أقول: لا بد للذي يريد أن يقرأ هذين الكتابين أن يكون متبحرا حتى لا يغتر بأسلوب ابن حزم؛ لأن بعض الناس يغتر بأسلوبه، فوقعوا في بعض الشذوذات العلمية، لكن ما ينبغي أن يقرأ هذين الكتابين وأمثالهما من كتب ابن حزم إلا إنسان متبحر هذا مثال لابن حزم.
هناك أيضا مثال عبد الله بن وهب فهو في بداية عمره، لم يكن طلب العلم حتى ألقت إليه شبهة من الشبه، فذهب إلى عالم يسأله عن تلك الشبهة، فعرف ذلك العالم أن هذه الشبهة ما وردت على عبد الله بن وهب إلا بسبب قلة علمه، فقال له: عبد الله بن وهب؟ قال: نعم. قال: اطلب العلم، فتنبه من الجحيم، فطلب العلم بعدما كبر ولازم الإمام مالكا -رحمه الله- وغيره من العلماء، فأصبح عبد الله بن وهب من خيرة العلماء، ومن فطاحلة العلماء، وله مؤلفات عدة منها الجامع والمسند، وهو أحد الرواة لموطأ الإمام مالك وغيرها كثير، والأمثلة على هذا كثيرة يعني لو فتحنا في كتب التراجم نجد كثيرا من الرواة ما طلبوا العلم إلا في حال الكبر وما طلبوا العلم إلى في حال الكبر، لكنهم بعد ذلك يعني شعروا فعلا بأن ساعات العمر التي مضت ينبغي أن يعوضوها، فكثفوا من الجهود ووفقهم الله جل وعلا وعلى كل حال كل إنسان بحسب نيته، فالذي يصدق مع الله جل وعلا يصدق الله معه، فيوفقه لحافظة قوية يسهل أموره في الطلب وما إلى ذلك.
يقول: وجد في بعض نسخ الفتح ضبط الحميدي هكذا الحُمَيِّدي بالتضعيف فهل هما رجلان أم أنه تصحيف في النسخ؟.
إذا لم يكن فيه إحراج على الأخ السائل يمكن أعرفه؟ على أساس يعني نعرف أن أنت السائل على أساس أعرف أي نسخة من الفتح ورد فيها هذا؟ نعم.
على كل حال قد يكون خرج، وقد يكون يعني لا يريد الظهور أمام الأخوة، فأنا لا أشك في أن هذا خطأ؛ لأنني ما أعرف أن الحميدي هناك من صغر اسمه، وعلى كل حال يعني إن كان بعض الأخوة يبحث أيضا في كتب الترجمة؛ فيفيدنا جزاه الله خيرا، لكن إذا كانت هذه النسخة من الفتح من النسخ التي تضبط إن كانت يعني الفتح التي طبعتها المطبعة السلفية، فهذه في الغالب طبعة يعني جيدة خاصة، أنا أقصد الطبعة الأولى، أما إن كانت الطبعة الأخيرة أو الطبعات الأخرى من الفتح، فقد يكون فيها تصحيف.
س: أحد الأخوة يسأل عن صحة حديثين الأول: يقول: روي عن عبد الله بن المبارك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن قوما ركبوا سفينة فاقتسموا فأخذ كل واحد منهم موضعا فنقر رجل منهم موضعه بفأس فقالوا: ما تصنع؟ فقال: هو مكاني أصنع فيه ما شئت فلم يأخذوا على يديه فهلك وهلكوا يسأل عن صحة هذا الحديث.
¥(28/165)
ج: أقول: هذا الحديث إن كنت تقصد أن عبد الله بن المبارك رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرة فهذا إسناد معضل؛ لأن بين عبد الله بن مبارك وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- عدة رجال، أما إن كنت تقصد أن عبد الله بن المبارك أحد رجال السند وأنه ساق الحديث بسنده إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأن هذا الحديث قد يكون رواه عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد له، فالحديث صحيح، لكن هذا أحد ألفاظه، فقد يكون مثلا في هذا الطريق الذي ساقه عبد الله بن المبارك شيء من الضعف فأنا لا يحضرني الآن، لكن أصل الحديث صحيح ومعروف في الصحيحين حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: مثل القائم على حدود الله، ومثل الواقع فيها كمثل قوم ركبوا في سفينة، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فقال الذين في أسفلها: لو خرقنا في نصيبا خرقا، فلم نؤذ من فوقنا إلى آخر الحديث معروف في الصحيح.
يسأل عن الحديث الآخر روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: يقول الله تعالى: يا ابن آدم ما أنصفتني؛ أتحبب إليك بالنعم وتتمقت إلي بالمعاصي خيري إليك نازل وشرك إلي صاعد هذا الحديث الحقيقة أخشى بأنه يكون التبس عليه بحديث آخر، فلا أريد أن أتعجل إطلاق الحكم عليه، وإن شاء الله سأنظر إليه، ويا حبذا لو كان الأخ يعرف من أخرجه؛ لأنه فيه حديث آخر، رواه الترمذي ما أدري هل هو هذا أو غيره؟ يعني يحتاج مراجعة.
بعض الأخوة يستفسر عن الكتب الموجودة على الأرفف، هل هي للتوزيع؟ إمام المسجد أثابه الله، يقول: نعم، إنها للتوزيع من شاء أن يأخذ منها فليأخذ.
الدورات العلمية نخبة الفكر شرح الشيخ سعد بن عبد الله الحميد الحديث المحفوظ والشاذ والمعروف والمنكر
عدد مرات التحميل الشرح 33 المقطع 43 الكتاب 492
--------------------------------------------------------------------------------
الحديث الحسن والشاذ والمعروف والمنكر (تابع)
... . .. . ..
--------------------------------------------------------------------------------
تكلمنا بالأمس عن الحديث الحسن سواء لذاته أو لغيره، وعن زيادة الراوي المقبول من ثقة أو صدوق فمن من الأخوة يعرف لنا الحديث الحسن لذاته؟ نعم. ارفع الصوت هو ما اتصل سنده بنقل العدل خفيف الضبط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة، طيب حينما نقول: عن مثله إلى منتهاه هل هذه العبارة على ظاهرها؟ يشترط أن يكون الحديث الحسن من أوله إلى آخره كلهم خفيفو الضبط؟، نعم.
المقصود هذا هو أدنى حد، لكن لو جاءنا حديث كل رجاله ثقات ما عدا راو واحد هو الذي خف ضبطه، فهذا يقال له: حسن، وهو أعلى حد ولو جاءنا كل الإسناد من أوله إلى آخره كلهم ممن خف ضبطه، فهذا هو أدنى حد من الحديث الحسن لذاته، وبينهما درجات ما كان فيه راويان وما كان فيه ثلاثة، وهكذا -بالنسبة للبخور الموجود في المسجد يعني من كان صائما لا يتحرج لأنه لا يفطر- طيب قلنا في تعريف الحديث الصحيح: إنه ينقسم إلى قسمين الحديث الصحيح لذاته، هذا عرفناه، فما هو تعريف الحديث الصحيح لغيره؟ أحسنت بارك الله فيك، نعم هو الحديث الحسن لذاته الذي عرفناه قبل قليل إذا تعددت طرقه إذا روي من طريقين أو أكثر، فهذا يصبح حديثا صحيحا لغيره.
هناك قسم آخر للحديث الحسن، وهو الحديث الحسن لغيره عرفناه أيضا ليلة البارحة، نعم، هو الحديث الضعيف إذا تعددت طرقه بشرط ألا يكون ضعفه شديدا، مَن من الأخوة يمكن يصور شدة الضعف ما المراد بها؟ نعم.
تفضل ارفع صوتك شوية، من أمثلته أن يكون الراوي متهما بالكذب، فهذا حتى لو جاءنا من مائة طريق كلهم بهذا الصفة لا ينجبر ضعف الحديث.
طيب هل هناك صورة أخرى أيضا؟ نعم كثرة العلل في إسناد الحديث ممكن تمثل على هذا؟ نعم. لو جاءنا حديث في إسناده انقطاع، وفيه راو ضعيف، وفيه راو مجهول، فربما زاد مثلا الحديث مع ذلك أيضا مرسل، ا فهذه الطعون إذا تجمعت في الحديث بهذه الصورة، فإن الحديث لا ينجبر ضعفه؛ لأن كل واحد من هذه العلل كافية في أن يحكم على الحديث بسببها بأنه ضعيف، فضعيف مع ضعيف مع ضعيف، مثل إنسان يعني ضرب برمية في صدره وأخرى في رأسه وأخرى في بطنه، وهكذا يعني طعون أردته حتى لا يستطيع أن يتحرك، هذا أيضا مثال الحديث الضعيف حينما تكثر فيه العلل فتقصمه.
¥(28/166)
تكلمنا أيضا عن زيادة الراوي المقبول وزيادة الراوي غير المقبول، والراوي المقبول قلنا: إنه يقصد به الثقة والصدوق على حد سواء فما هو حكم زيادة الراوي المقبول؟ نعم حكم زيادة الراوي المقبول أنها مقبولة ما لم تكن مخالفة لمن هو أوثق منه أو أكثر عددا، بهذا إذن نستطيع أن نفصل في الزيادة فنقول: إن الزيادة تنقسم إلى كم؟ إلى قسمين: زيادة فيها مخالفة، وزيادة ليس فيها مخالفة فالزيادة التي ليس فيها مخالفة فهذه حكمها أيش؟.
القبول، والزيادة التي فيها مخالفة حكمها الرد، حينما نقول: الزيادة التي فيها مخالفة حكمها الرد هل يمكن أن يطلق عليها اصطلاح معين عند علماء الحديث؟ نعم، الشاذة لو أردنا أن نعرف الشاذ ماذا نقول؟.
الشاذ: هو ما يرويه الثقة مخالفا لمن هو أوثق منه هل هناك اختلاف في تعريف الحديث الشاذ ولا باتفاق بين العلماء أن هذا هو تعريفه؟ نعم بعض العلماء يقول: إذا تفرد الراوي المقبول أيا كان ثقة أو صدوقا، فهذا هو الحديث الشاذ فيجعلون مطلق التفرد. طيب هل هذا التعريف صحيح أو غير صحيح؟ بس نريد يعني بانتباه نعم، وغيره أيضا من الأحاديث، هذا التعريف غير صحيح؛ لأننا لو قلناه للزم عليه أن نرد كثيرا من الأحاديث الصحيحة التي لم ترد إلينا إلا من طريق واحدة كحديث إنما الأعمال بالنيات لكن يعني هل يمكن أن نفهم من هذا أن الذي عرف الحديث الشاذ بمطلق تفرد الثقة أنه يرد الحديث الشاذ هذا طبعا ما افترقنا، لكن تفهمون يعني أنه لا يلزم من كون العالم الذي اختار هذا التعريف أنه يرد الحديث الشاذ، لا هو قد يكون يطلقه إطلاقا اصطلاحيا فقط، مثل ما لو يعني يريد تعريف الحديث الذي لم يروه إلا راو واحد حينما نقول: هذا حديث غريب هو يسميه ماذا؟ يسميه حديثا شاذا.
فإذن لا يلزم عليه الرد عنده، هو لكن بعد أن استقر الاصطلاح، فالحديث الشاذ يلزم منه الرد، لكن بناء على التعريف المختار ما الذي يقابل الحديث الشاذ الطرف الآخر؟ نعم الراجح ما هو ماذا يسمى؟ ارفع صوتك أحسنت المحفوظ، فإذا جاءنا حديث فيه اختلاف الرواية المردودة التي نسميها شاذة والرواية المقبولة هي الراجحة نسميها المحفوظة، هناك نوع شبيه بالشاذ يشتبه معه اشتباها كبيرا ما عدا بعض الأمور التي يختلف فيها فما هو؟ المنكر ما هو تعريف الحديث المنكر؟ أحسنت الحديث المنكر هو ما يرويه الضعيف مخالفا للثقة هذا التعريف متفق عليه أيضا أو فيه اختلاف بين العلماء؟ نعم بعضهم سمى المنكر ما ينفرد به الراوي المستور أو الضعيف في حفظه دون أن يشاركه أحد يسمي هذه الرواية على الإطلاق رواية منكرة دون اشتراط المخالفة.
تبين بهذا أن المنكر والشاذ يشتركان في بعض الأمور، ويختلفان في بعضها، فما الذي يشتركان فيه؟ يشتركان في المخالفة فكل من الشاذ والمنكر فيه مخالفة للراوي الأوثق، لكن ما الذي يفترقان فيه؟ نعم الذي يختلفان فيه أن الشاذ يرويه الثقة والمنكر يرويه الضعيف مع وجود المخالفة في كلا النوعين مستوي معه، هذا سيأتي اليوم إن شاء الله يعني نحن الآن نتكلم عن وجود الاختلاف بين الثقتين هذا ثقة وهذا ثقة، لكن أحدهما أوثق من الآخر، لكن إذا استويا هذا سيأتي اليوم إن شاء الله.
طيب بعد هذا الكلام على الاعتبار والمتابع والشاهد
يقول الحافظ -رحمه الله-:
الاعتبار والمتابع والشاهد
والفرد النسبي إن وافقه غيره فهو المتابع، وإن وجد متن يشبهه فهو الشاهد، وتتبع الطرق لذلك هو الاعتبار
--------------------------------------------------------------------------------
فقط هذه العبارة تحتاج منا إلى بسط الآن عندنا ثلاثة أنواع من أنواع علوم الحديث الاعتبار والمتابع والشاهد ابن الصلاح -رحمه الله- حينما عنون بهذا العنوان ظن العلماء بعض الناس، أو قد يفهم منه أن الاعتبار قسم والمتابع قسم والشاهد قسم ثالث.
فالحافظ ابن حجر -رحمه الله- يبين أن الاعتبار ليس قسيما للمتابع، والشاهد يعني ليس قسما ثالثا لهما، وإنما المسألة وما فيها كل منها تنقسم إلى قسمين: متابع وشاهد، لكن الاعتبار هو الطريقة التي يتوصل بها إلى معرفة المتابع والشاهد، فإذا جاءني حديث وجدته من طريق واحد فأنا لا أستطيع أن أحكم على هذا الحديث بأنه حديث فرد أي حديث غريب لا غرابة نسبية ولا غرابة مطلقة أيا كانت إلا بعد التتبع والاستقصاء.
¥(28/167)
فمن هنا علي أن أبدأ في تقليب كتب الحديث التي تروي الحديث بالسند كالكتب الستة، مسند الإمام أحمد صحيح ابن خزيمة ابن حبان مستدرك الحاكم، الكتب الأخرى الأجزاء الحديثة، أبدأ أفتش فيها هذا التفتيش الذي أقوم به والبحث يسمى اعتبارا، فالاعتبار هو الهيئة أو الطريقة التي يتوصل بها إلى معرفة الحديث الذي يظن أنه فرد هل شارك راويه غيره أم لا؟ هو الهيئة التي يتوصل بها إلى معرفة هل شارك راوي الحديث الفرد غيره أم لا، فظاهر الآن يعني واضح أن الاعتبار ليس قسيما للمتابع والشاهد، وإنما هو الذي يتفرع منه المتابع والشاهد، أما المتابع والشاهد فيمكن أن نعتبرهما قسمين مختلفين كل منهما يغاير الآخر، وهذه المغايرة اختلف فيها العلماء فمنهم من نظر إلى المتن ومنهم من نظر إلى السند، فمن نظر إلى المتن عرف المتابع تعريفا، وعرف الشاهد تعريفا آخر، ومن نظر إلى السند عرفه تعريفا آخر، وعرف أيضا الشاهد تعريفا.
وأوضح هذا بالآتي: بعضهم قال: إن المتابع هو الحديث الذي يشترك رواته في لفظه تماما ما يختلف اللفظ، وسواء كان راويه راوي هذا الحديث صحابيا واحدا وعنه تفرع أو مع الاختلاف في الصحابة يعني مثال لو يعني مثلا حديث من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار هذا الحديث ورد بلفظ آخر المعنى هو نفس المعنى ما يختلف ما عدا الاختلاف في بعض الألفاظ وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: من تقول علي ما لم أقله فليتبوأ مقعده من النار يختلف المعنى؟ من كذب علي بمعنى من تقول علي ما لم أقله فمنهم من نظر إلى اللفظ، فيقول: هذا الحديث يعتبر من تقول علي ما لم أقله يعتبر شاهدا لحديث من كذب علي متعمدا لماذا؟ قال: لأن اللفظ اختلف والمعنى واحد، فأنا أعتبر هذا شاهدا قلنا له، حتى ولو كان الراوي للحديث واحدا؟ وهو أبو هريرة مثلا؟ قال: حتى ولو كان الصحابي واحدا، أنا لا ألتفت للإسناد وإنما ألتفت لأي شيء للمتن لكن لو جاءنا مثلا الحديث من رواية أبي هريرة وهو من كذب علي متعمدا ونحن نريد أن نعثر على رواية أخرى له لهذا الحديث، فوجدناه في رواية ابن عمر من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فهل يعتبر هذا عنده عند يعني من نظر إلى المتن شاهدا أو متابعا؟ قال: أنا أعتبره متابعا لماذا؟، قال: لأن اللفظ قد اتحد ولو اختلف الصحابي؟ قال: ولو اختلف الصحابي.
هذا أحد التعريفات لكنه تعريف مرجوح، والراجح هو الذي سنذكره وهو الالتفاف في الطريق إلى الإسناد، فبالنظر إلى الصحابي إن اتحد الصحابي، واختلفت الطرق عنه.
فهذا يسمى متابعا سواء اختلف اللفظ أو اتحد، وإن اختلف الصحابي فهو شاهد سواء اتفق اللفظ أو اختلف، أيا كان فلو جئنا للحديث السابق مثلا حديث من كذب علي عمدا متعمدا طبعا مثال موجود عندكم، أنا سأركز عليه بس أنا أوضح بهذا المثال لكونه ممكن يكون أقرب إلى الأذهان، لو رجعنا للحديث السابق جاءنا مثلا من حديث أبي هريرة بلفظين الطريق الأول يرويه سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ثم جاءني من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من تقول علي ما لم أقله فليتبوأ مقعده من النار الآن بناء على التعريف الثاني الذي قلنا إنه الراجح يعتبرون هذا الطريق طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن متابعا لطريق سعيد بن المسيب، ثم ذهبنا فبحثنا ووجدنا عبد الله بن عمر يروي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فالحديث بهذه الصورة يصبح ماذا؟ يصبح شاهدا، هذا بناء على التعريف الثاني، فإذن بناء على هذا التعريف المختار يمكن أن نعرف المتابع بالتعريف الآتي:
نقول: المتابع هو الحديث الذي يشارك رواته رواة الحديث الذي يظن أنه فرد سواء اختلف اللفظ أو اتحد، مع الاتحاد في الصحابة، أما الشاهد فهو الحديث الذي يشارك رواته رواة الحديث الذي يظن أنه فرد سواء اختلف اللفظ أو الفرد أو اتحد، مع الاختلاف في الصحابة.
¥(28/168)
لعل بهذا إن شاء الله يعني نكون عرفنا الرأي الراجح في تعريف المتابع والشاهد والاعتبار. الأخ هذا يقول: قد يفهم مثلا من تعريف المتابع أو الشاهد أنه يمكن أن يختلف معنى الحديث أقول: يعني قيدناه في البداية حينما قلنا هو الحديث لكن لا بأس أن تراعى العبارة، يعني تبعد هذا الإشكال، فيمكن أن نقول: مع اتحاد المعنى في كلا الحديثين.
عندنا أيضا المتابعة تنقسم إلى قسمين: متابعة تامة ومتابعة قاصرة فالمتابعة التامة طبعا حين نتكلم الآن عن المتابعة بناء على التعريف الراجح، ولنعرف أنه مع الاتحاد في كل شيء مع الاتحاد في الصحابة، فالمتابعة تنقسم إلى قسمين: متابعة تامة ومتابعة قاصرة، المتابعة التامة تحصل للراوي نفسه للراوي الأدنى، والمتابعة القاصرة هي التي تحصل لشيخه -لشيخ الراوي.
دعونا نأخذ الآن مثالا جاء به الحافظ ابن حجر، وهو مثال جيد يمكن أن يقسم على هذه الأقسام كلها، وهو ذلك الحديث الذي رواه الإمام مالك.
وهذا قد نكون مثلنا به يعني الليلة قبل البارحة جوابا على أحد الأسئلة على أن الشافعي --رحمه الله-- قيل إنه شذ في هذا الحديث، وخالف من هو أوثق منه، وقلت سيأتي إن شاء الله في هذا التفصيل، هذا هو التفصيل: الإمام مالك -رحمه الله- روى حديثا عن التابعي الجليل عبد الله بن دينار، وعبد الله بن دينار يرويه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: الشهر تسع وعشرون صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاقدروا له وكلمة فاقدروا له هذه محتملة لأن تكون يجعل الشهر تسعة وعشرين يوما ومحتملة لأن تكون جعل الشهر ثلاثين يوما، فلا بد من رواية توضح أي المعنيين هو الذي أريد، معظم الرواة الذين رووا هذا الحديث عن مالك رووه بهذا اللفظ، فاقدروا له.
لكن وجد أن الشافعي -رحمه الله- روى هذا الحديث في كتابه المشهور الأم عن مالك نفسه لكن بدل من فاقدروا له جاء بلفظ فأكملوا العدة ثلاثين فهنا هذه الرواية قيدت المعنى المطلق الذي قد يحدث الاختلاف في فهمه مثلما حدث الاختلاف في قول الله جل وعلا: وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ هل المراد بالقرء الطهر أو الحيض، فيمكن أن يحدث الاختلاف أيضا في هذا اللفظ لو لم ترد هذه الرواية المقيدة لأحد المعنيين المراد، منهم من قال: إن الشافعي -رحمه الله- خالف الرواة الذين رووه عن مالك، لكن قبل أن تطلق المخالفة، ويطلق على الراوي أنه شاذ، لا بد من التأني وعدم العجلة، فعلى طالب العلم أن يكثر من البحث لينظر هل يصدق الوصف على الشافعي بأنه شاذ، أو أن ساحته بريئة من الشذوذ؟.
فبعد البحث وجد أن الشافعي -رحمه الله- لم يشذ بل تابعه عبد الله بن مسلمة القعنبي وهو أحد الرواة للموطأ فروى هذا الحديث عن الإمام مالك مثلما رواه الشافعي تماما، وروايته في صحيح البخاري، فتبين بهذا أن الإمام مالكا -رحمه الله- يروي الحديث بكلا اللفظين بمعنى أنه سمعه باللفظين كليهما مرة فاقدروا له ومرة فأكملوا العدة ثلاثين فالمتابعة هذه حصلت لمن للشافعي أليس الشافعي هو الراوي الأدنى؟ هو صاحب الكتاب هو صاحب كتاب الأم هو أدنى رجل في سلسلة الإسناد فهذه تسمى متابعة ماذا؟ تسمى متابعة تامة لأنها حصلت من الأصل، والمتابعة التامة دائما أقوى من المتابعة القاصرة؛ لأنها تحصل للرجل الذي قد يتهم بأنه تفرد بحديث أو أخطأ في حديثه، ثم نظرنا في هذا الحديث، هل له طرق أخرى أو لا؟ فوجدنا له طرقا أخرى من جملتها بعض المتابعات وبعض الشواهد، فوجدنا له متابعتين قاصرتين:
المتابعة الأولى: ما رواه ابن خزيمة في الصحيح من طريق عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه محمد بن زيد عن جده عبد الله بن عمر، فالآن يعني لو نظرنا في هذا الطريق يلتقي مع الطريق السابق في من؟.
¥(28/169)
الآن لاحظوا أن الطريق الأول يرويه مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر هذا يرويه عاصم بن محمد عن أبيه محمد بن زيد، عن جده عبد الله بن عمر يلتقيان في من؟ أحسنتم بارك الله فيكم يلتقيان في الصحابي، يعني ما التقوا فيمن قبل الصحابي، فهكذا المتابعة أحيانا تكون ما تحصل إلا في الصحابي وأحيانا تكون فيمن قبله، وأحيانا تكون فيمن قبله، وهكذا فكلما حصلت فيمن هو قبل فهي أقوى، أقوى من العليا، فهذه الآن إحدى المتابعتين.
المتابعة الثانية: هي التي رواها مسلم في صحيحه من رواية عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر، فهذه نسميها أيضا ماذا؟ متابعة قاصرة حصلت فيمن؟ حصلت في الصحابي الذي هو عبد الله بن عمر، فهذا المثال للمتابعة القاصرة ذهبنا فبحثنا، هل لهذا الحديث من شاهد، فوجدنا أن له شاهدا ومن شواهده ما رواه النسائي في سننه من طريق محمد بن حنيف عن ابن عباس -رضي الله عنهما- بمثل حديث عبد الله بن دينار، يعني
فأكملوا العدة ثلاثين فهذا يسمى أيش؟ يسمى شاهدا.
الآن الكلام هذا كله بناء على القول الراجح على أن المتابع والشاهد هو بالنظر إلى السند، لكن لو أردنا أن نمثل بهذه الأمثلة على الرأي المرجوح، وهو بالالتفات إلى المتن فنظرنا مثلا في مثال متابعة عبد الله بن مسلمة القنعنبي، نجد أنها رويت بلفظين أحدهما موافق للفظ الشافعي، والآخر فيه بعض الاختلاف، فاللفظ الموافق لرواية الشافعي هو الذي عند البخاري في صحيحه، واللفظ المخالف أو الذي يعني يختلف في اللفظ اختلافا يعني يسيرا أنه قال: فاقدروا له ثلاثين أو فأكملوا العدة ثلاثين يعني فيه رواية نسيت من الذي أخرجها، المهم أن رواية القعنبي موافقة لرواية عبد الله بن دينار، ومرة فيها اختلاف يسير فعلى كلا التعريفين يمكن أن تكون هذه المتابعة يمكن أن تكون متابعة، ويمكن أن تكون شاهدة، فالرواية التي فيها الموافقة للفظ تسمى متابعة أيش؟ تامة.
والرواية التي فيها اختلاف يسير في اللفظ تسمى شاهدة نحن الآن نريد أن نمثل بهذه الأمثلة على المتن مع غض النظر الآن عن السند، وانتهينا عن التمثيل للسند لو جئنا لرواية مثلا محمد بن حنيف عند النسائي، فلفظها موافق تماما للفظ من؟ لفظ عبد الله بن دينار الذي رواه الإمام مالك عن عبد الله بن دينار من طريق الشافعي، عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه فأكملوا العدة ثلاثين فهذه الرواية تماما مثل رواية محمد بن حنيف عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر حديثا، وفيه فأكملوا العدة ثلاثين فبناء على القول الثاني الذي يلتفت للمتن هذه تسمى ماذا؟ تسمى متابعة تسمى متابعة؛ لأن اللفظ اتفق تماما ما فيه اختلاف، لكن لو جئنا لرواية عبيد الله بن عمر، عن نافع عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
فاقدروا له ثلاثين أو فاقدروا ثلاثين الآن فيه اختلاف في اللفظ ولا ما فيه اختلاف؟.
فيه اختلاف يسير المعنى واحد أو ما هو واحد؟ المعنى واحد والصحابي واحد ولا ما هو واحد؟ الصحابي واحد هذه تسمى بناء على التعريف المرجوح ماذا؟ تسمى شاهدا أحسنت يعني الآن إن شاء الله الأمر يكون اتضح.
قد يقول قائل: ما هي الفائدة من هذا التقسيم كله؟ يعني حينما نفصل، فنقول: هذه تامة وهذه متابعة قاصرة، وهذا متابع وهذا شاهد، وما إلى ذلك، وما الفائدة من البحث عن متابع أو شاهد؟ في أي شيء يفيدنا هذا؟ نعم في النظر إلى الحديث هل يتقوى أو لا يتقوى؟ صحيح لكن هذا التقييد ماذا تفيدنا أحسنت بارك الله فيك حينما نجد حديثا آخر يعارض هذا الحديث الذي معنا، فنحن حينما لا نستطيع أن نوفق بين الحديث، ونكون مضطرين إلى أن نرجح أحدهما على الآخر، هذا الترجيح إنما يكون بقوة الطرق فنحن حينما نبحث عن حديث من الأحاديث، فنجد له طرقا كثيرة فمعنى ذلك أننا نقوي هذا الحديث الذي له طرق كثيرة على الحديث الذي ليس له طرق إلا قليلة، فهذا يفيد في حال الترجيح بين الروايات الحافظ ابن حجر -رحمه الله- يعني هذا جواب لسؤالك يا أخي يقول: إن التفريق بين المتابع والشاهد بالنظر إلى السند أو المتن هذا يعني أمر سهل كأنه يشير إليك يا طالب العلم إذا ما وجدت كلام العلماء السابقين يختلف أحيانا في هذه المسألة، فمنهم من يطلق المتابعة على الشاهد أو الشاهد على المتابعة، فلا تتعجب لأن الاختلاف في
¥(28/170)
هذا يسير يعني ليس هناك مثلا شيء ينبني على هذا الاختلاف المهم أن الحديث له طرق تقويه، وهذا هو المراد فقد تجد بعض العلماء السابقين يعني يتساهل، فيطلق المتابعة على الشاهد أو العكس، فكما يقول: الأمر في هذا سهل.
الحديث المحكم ومختلف الحديث
الآن سننتقل إلى بحث آخر، وهو ما يسمى بمختلف الحديث، والمحكم، وقبل أن نبتدئ يعني علينا أن نعرف المحكم ومختلف الحديث حتى يعني نركز على الفرق بينهما، ونعرف بكل منهما فنقول: أما الحديث المحكم فهو الحديث السالم من المعارضة، الحديث السالم من المعارضة وأما مختلف الحديث فهو الحديث الذي اختلفت طرقه مع إمكان الجمع بينها، الآن عندنا الحديث المقبول أيا كان صحيحا أو حسنا ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: معمول به، والقسم الثاني غير معمول به، والحديث الذي يعمل به إما أن يكون فيه معارضة مع غض النظر عن هذه المعارضة، هل تؤثر أو لا تؤثر أو لا يكون فيه معارضة بوجه من الوجوه، فالأحاديث التي ليس فيها معارضة هي الأكثر، وهي الغالب من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- فهذه تسمى يسمى الواحد منها حديثا محكما، فالحديث المحكم هو الحديث السالم من المعارضة، لكن الحديث الذي فيه معارضة، نحن ننظر في هذه المعارضة، فإن كانت المعارضة مؤثرة لا يمكن أن يجمع بينها، فهذا يعني له مبحث سيأتينا بعد قليل إن شاء الله، لكن إذا كانت المعارضة اجتهدنا، فأمكن الجمع بينها فهذا يسمى مختلف الحديث مثل الحافظ ابن حجر لهذا بحديث لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر مع حديثه -صلى الله عليه وسلم- فر من المجذوم فرارك من الأسد
ونحن نعرف أن هناك أحاديث يعني لو جمعناها في مسألة العدوى كثيرة كلها تدور حول هذا الاختلاف المذكور منها أحاديث تثبت العدوى، ومنها أحاديث تنفي العدوى، فمثلا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- للرجل حين سأله عن الإبل يجرب الواحد منها فتجرب بقية الإبل فقال: فمن الذي أعدى الأول ومثل أنه -عليه الصلاة والسلام- أكل مع المجذوم، وقال: بسم الله توكلا على الله أو بمعنى الحديث، وهو هنا عليه الصلاة والسلام يقول: فر من المجذوم فرارك من الأسد وكذلك أيضا تذكرون حديثه -صلى الله عليه وسلم- في البلد التي يقع فيها الطاعون، فهو -صلى الله عليه وسلم- فرق فيما لو كان الرجل داخل البلد أو خارجه، فإن كان الرجل وقع الطاعون وهو في البلد نفسه فنهاه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الخروج من البلد التي وقع فيها الطاعون، وإن كان خارج البلد، فأمره -صلى الله عليه وسلم- ألا يدخل إلى ذلك البلد الذي وقع فيها الطاعون، وهكذا في جملة أحاديث كلها تدور على مسألة العدوى.
طبعا يعني مثل حديث الطاعون الفهم أو المعنى الذي ذكره العلماء لهذا الحديث أن الرجل لو وقع الطاعون، وهو في البلد ثم خرج عنها يترتب عليه ماذا؟ أن ينتشر الطاعون في بقية البلاد الأخرى لكن إذا بقي في البلد نفسه فمعنى ذلك أنه ما يسمى يمكن بالحجر الصحي -إن صح التعبير- أما إذا لم يكن في داخل البلد، فلا يقدم عليه حتى لا يصاب بذلك المرض، فهذا فيه إثبات عدوى أو ما فيه إثبات عدوى؟.
ظاهرا الآن فيه إثبات عدوى اختلف العلماء في محاولة التوفيق بين هذه الأحاديث التي ظاهرها التعارض، أحاديث تنفي العدوى وأحاديث تثبت العدوى، فهل من المعقول أن ينقض حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بعضه بعضا؟ نقول: لا لكن الاختلاف دائما يأتي في أفهام الناس، وإلا فأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- جميعها محكمة، لكن بعض الناس عقولهم لا تدرك المعنى المراد من تلك الأحاديث، فيقع اللبس والخوض في فهم تلك الأحاديث على وجهها الصحيح، ومن الأمثلة التي تدلنا على هذا هذه الأحاديث نجد العلماء اختلفوا فيها، فالحافظ ابن حجر كما هو واضح أمامكم يرى أنه ليس هناك عدوى إطلاقا نعم، ويحمل الأحاديث التي فيها إثبات العدوى على أنها من باب سد الذريعة فيقول: فر من المجذوم فرارك من الأسد.
ليس معنى هذا أن فيه عدوى، ولكن سدا لذريعة خشية أن يصاب بالمرض أصلا من الله دون عدوى، فيظن أن هذا الذي أصابه بسبب العدوى فيقع في إشكال في معتقده، هذا هو توجيه الحافظ ابن حجر لكن هل هذا التوجيه يسلم له به أو لا يسلم؟ أقول: لا لا يسلم له به، والتوجيه الصحيح ما ذكره ابن القيم -رحمه الله- تعالى في شرح سنن أبي داود، وفي غيره والحقيقة أنني قدم عهدي به، ولكن أتذكر معناه أنه يقول: الجميع كله من الله -جل وعلا- الذي حصل أولا والذي حصل بسبب انتقال العدوى، فهذا المرض كله من الله، ولذلك لا عدوى يعني معنى ذلك أن المرض الذي أصاب الأول والأخير ليس بسبب العدوى كلها أو لا ينبغي للإنسان أن يعتقد أنه لولا العدوى لما أصيب بالمرض، لا لكن الأحاديث الأخرى تبين أن الله -جل وعلا- هو الذي أنزل المرض أساسا، ثم جعل هذا المرض ينتقل لآحاد الناس الآخرين بسبب العدوى، فالعدوى سبب وليست هي الفاعلة، أظن يعني إن شاء الله واضح المعنى على هذا، فكلام ابن القيم هذا هو الذي يحصل به التوفيق بين الأحاديث كلها، أما كلام الحافظ ابن حجر لو قبل في بعض الأحاديث، فإنه لا يقبل في بعضها الآخر بالإضافة إلى أن فيه شيئا من الضعف في التوجيه؛ ولذلك أول ما يوجه به الحديث هذا التوجيه الذي يسلم من المعارضة، ففعلا يعني المرض يمكن أن ينتقل بالعدوى، ولكن لا ينبغي لك أيها الإنسان أن تعتقد أنه لولا العدوى لما أصابك المرض، قد يصيبك المرض أساسا دون عدوى.
¥(28/171)
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[24 - 09 - 09, 07:23 م]ـ
ستاتى البقية على
http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=2&t=book25&f=nkh300036.htm
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[24 - 12 - 09, 11:20 ص]ـ
الحديث المقبول
ثم المقبول إن سلم من المعارضة فهو المحكم، وإن عورض بمثله فإن أمكن الجمع فمختلف الحديث، أو لا وثبت المتأخر فهو الناسخ، والآخر المنسوخ، وإلا فالترجيح ثم التوقف
--------------------------------------------------------------------------------
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد:
الآن عندنا الحديث المقبول أيا كان صحيحًا أو حسنًا ينقسم إلى قسمين: القسم الأول معمول به، والقسم الثاني غير معمول به، والحديث الذي يعمل به، إما أن يكون فيه معارضة مع غض النظر عن هذه المعارضة هل تؤثر أو لا تؤثر أو لا يكون فيه معارضة بوجه من الوجوه.
فالأحاديث التي ليس فيها معارضة هي الأكثر، وهي الغالب من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- فهذه يسمى الواحد منها حديثا محكمًا، والحديث المحكم هو الحديث السالم من المعارضة.
لكن الحديث الذي فيه معارضة نحن ننظر في هذه المعارضة فإن كانت المعارضة مؤثرة، ولا يمكن أن يجمع بينها فهذا يعني .. له مبحث سيأتينا بعد قليل -إن شاء الله- لكن إذا كانت المعارضة اجتهدنا فأمكن الجمع بينها، فهذا يسمى مختلف الحديث مثّل الحافظ ابن حجر لهذا بحديث: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر مع حديثه -صلى الله عليه وسلم-: فر من المجذوم فرارك من الأسد ونحن نعرف أن هناك أحاديث لو جمعناها في مسألة العدوى كثيرة كلها تدور على هذا الاختلاف المذكور، منها أحاديث تثبت العدوى، ومنها أحاديث تنفي العدوى، فمثلا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- للرجل حينما سأله عن الإبل يجرب الواحد منها فتجرب بقية الإبل. فقال: فمن الذي أعدى الأول
ومثل أنه -عليه الصلاة والسلام- أكل مع المجذوم، وقال: بسم الله توكلا على الله أو بما هو معنى الحديث، وهو هنا -عليه الصلاة والسلام- يقول: فر من المجذوم فرارك من الأسد
وكذلك أيضا تذكرون حديثه -صلى الله عليه وسلم- في البلد التي يقع فيها الطاعون فهو -صلى الله عليه وسلم- فرق فيما لو كان الرجل داخل البلد أو خارجه. فإن كان الرجل وقع الطاعون وهو في البلد نفسه فنهاه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الخروج من البلد التي وقع فيها الطاعون، وإن كان خارج البلد فأمره -صلى الله عليه وسلم- أن لا يدخل إلى ذلك البلد التي وقع فيها الطاعون، وهكذا في جملة الأحاديث كلها تدور على مسألة العدوى.
طبعًا يعني: مثل حديث الطاعون الفهم أو المعنى الذي ذكره العلماء لهذا الحديث أن الرجل لو وقع الطاعون، وهو في البلد، ثم خرج عنها يترتب عليه ماذا؟ أن ينتشر الطاعون في بقية البلاد الأخرى، لكن إذا بقي في البلد نفسه، فمعني ذلك أنه ما يسمى بالحجر الصحي إن صح التعبير، أما إذا لم يكن في داخل البلد فلا يقدم عليه حتى لا يصاب بذلك المرض، فهذا فيه إثبات عدوى أو ما فيه إثبات عدوى؟ ظاهرًا.
الآن فيه إثبات عدوى اختلف العلماء في محاولة التوفيق بين هذه الأحاديث التي ظاهرها التعارض، أحاديث تنفي العدوى، وأحاديث تثبت العدوى. فهل من المعقول أن ينقض حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بعضه بعضًا؟ نقول لا .. لكن الاختلاف دائما يأتي في أفهام الناس، وإلا فأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- جميعها محكمة لكن بعض الناس عقولهم لا تدرك المعنى المراد من تلك الأحاديث فيقع اللبس، والخلط في فهم تلك الأحاديث على وجهها الصحيح، ومن الأمثلة التي تدلنا على هذا هذه الأحاديث، نجد العلماء اختلفوا فيها، فالحافظ ابن حجر كما هو واضح أمامكم يرى أنه ليس هناك عدوى إطلاقًا نعم.
ويحمل الأحاديث التي فيها إثبات العدوى على أنها من باب سد الذريعة فيقول: فر من المجذوم مثل فرارك من الأسد ليس معنى هذا أن فيه عدوى، ولكن سدا للذريعة خشية أن يصاب بالمرض أصلاً من الله دون عدوى فيظن أن هذا الذي أصابه بسبب العدوى فيقع في إشكال في معتقده هذا هو توجيه الحافظ ابن حجر.
¥(28/172)
لكن هل هذا التوجيه يسلم له به أولا يسلم؟ أقول: لا يسلم، والتوجيه الصحيح هو ما ذكره ابن القيم -رحمه الله تعالى- في شرح سنن أبي داود وفي غيره، والحقيقة أنني قديم العهد به لكن أتذكر معناه أنه يقول: الجميع كله من الله -جل وعلا- الذي حصل أولاً، والذي حصل بسبب انتقال العدوى فهذا المرض كله من الله، و؛ لذلك لا عدوى يعني: معنى ذلك أن المرض الذي أصاب الأول، والأخير ليس بسبب العدوى كلها أو لا ينبغي للإنسان أن يعتقد أنه لولا العدوى لما أصيب بالمرض، لكن الأحاديث الأخرى تبين أن الله-جل وعلا- هو الذي أنزل المرض أساسًا.
ثم جعل هذا المرض ينتقل لآحاد الناس الآخرين بسبب العدوى؛ فالعدوى سبب، وليست هي الفاعلة أظن يعني -إن شاء الله- واضح المعنى بناء على هذا.
فكلام ابن القيم هذا هو الذي يحصل به التوفيق بين الأحاديث كلها، أما كلام الحافظ ابن حجر لو قبل في بعض الأحاديث فإنه لا يقبل في بعضها الآخر بالإضافة إلى أن فيه شيئا من الضعف في التوجيه.
ولذلك أولى ما يوجه به الحديث التوجيه الذي يسلم من المعارضة ففعلاً المرض يمكن أن ينتقل بالعدوى لكن لا ينبغي لك أيها الإنسان أن تعتقد أنه لولا العدوى لما أصابك المرض قد يصيبك المرض أساسًا دون عدوى، وهذه العدوى التي أصابك بسببها المرض ليست هي الفاعلة، وإنما الله -جل وعلا- هو الذي قدر عليك المرض.
ولذلك قد تجد البيت الواحد فيه أناس هذا يصيبه المرض، وهذا لا يصيبه المرض مع العلم أن كلاً منهم يخالط الآخر، ويشرب في الإناء الذي يشرب فيه الآخر، وهذا أمر مشاهد، يعني: تعرفون أن هناك بعض الأمراض كالعنقز أو الحصبة أو ما إلى ذلك، وهذا واضح. أنا في بيتي يقع مثل هذا، بعض الأولاد يصابون بالمرض، وبعضهم لا يصاب، وكل منهم يختلط بالآخر ويحتك به ويشرب في إنائه، ويلتحف بلحافه، وما إلى ذلك.
فالله -جل وعلا- لم يكتب عليه أن ينتقل له المرض بالعدوى، وكتب على الآخر أن ينتقل له المرض بالعدوى مع العلم أن الأساس الذي في البيت قد تجد أنه نزل عليه المرض هكذا بدون أن يخالط أحدًا ممروضا؛ ولذلك يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: فمن أعدى الأول؟ يعني: من أنزل المرض أساسًا هو الله بلا شك.
فهذا مثال لمختلف الحديث الآن ما دام أمكن الجمع بين هذه الأحاديث عملنا بها كلها أو لا؟ عملنا بالأحاديث كلها؛ ولذلك الأولى دائما حينما يأتينا حديثان ظاهرهما التعارض أن نجتهد ما أمكننا الاجتهاد في محاولة الجمع بين الأحاديث؛ لأننا إذا جمعنا بينها فإننا أعملنا جميع أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم نترك شيئًا منها، وهذا هو الأولى، وهو المسلك الصحيح الذي ينبغي أن يسلكه طالب العلم بادئ ذي بدء، وإمكانية الجمع كثيرة جدًا، يعني: الأوجه التي يمكن الجمع بها بين الأحاديث كثيرة جدًا، فمثلاً: هنا يوجه هذا على حاله، وهذا يوجه على حاله مثلا هناك بعض الأحاديث التي يمكن أن يحمل كل واحد منها على اختلاف القصة، مثلاً يأتينا أحيانًا بعض الأحاديث التي يفهم منها أن القصة واحدة، وأن الرجل واحد، ويكون النبي -صلى الله عليه وسلم- أمره في هذا الحديث بأمر، وأمره في الحديث الآخر بأمر آخر.
فهنا حتى لا نهدر أحاديث النبي -عليه الصلاة والسلام- كلها يقال: هذا محمول على تعدد القصة فيكون هذا الحديث في رجل آخر أمره النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا الأمر، وذلك الحديث في أمر آخر أمره النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه بأمر آخر.
فهذه حادثة وتلك حادثة، وتعدد القصة مما دائماً ينفي التعارض بين الأحاديث، وهكذا يعني: أوجه الجمع كثيرة، ويعنى بها دائمًا الأصوليون، أو بعض العلماء الذي تفننوا في هذا مثل الشافعي -رحمه الله- تعالى فإنه ممن برع؛ لأنه فقيه وبرع في التوفيق بين أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- التي ظاهرها التعارض، وله كتاب "مختلف الحديث" كذلك أيضا ابن قتيبة الدينوري له كتاب " تأويل مختلف الحديث"، وكذلك أيضًا الطحاوي له كتاب " مشكل الآثار".
فهذه الكتب الثلاثة التي تُعنى بهذا النوع من أنواع علوم الحديث، تجمع الأحاديث التي ظاهرها التعارض، وتحاول أن توفق بينها، فهذا النوع يسمى مختلف الحديث، وهذه الكتب كلها مطبوعة -بحمد الله-. ما عدا "مشكل الآثار" فإنه لم يطبع كاملا حتى الآن.
¥(28/173)
بعد هذا لو اجتهدنا في هذه الأحاديث التي ظاهرها التعارض، ثم حاولنا أن نجمع بينها فما تمكنا لا يزال التعارض باقيًا أو مثلا وجدنا من حاول أن يجمع بينها لكنه جمع فيه تعسف و تكلف؛ لأن يشترط في النوع الماضي الذي هو مختلف الحديث يشترط فيه أن يكون الجمع جمعًا مقبولاً بدون تعسف ولا تكلف، لكن لو وجدنا من تعسف وتكلف في الجمع، أو ما أمكن الجمع بوجه من الوجوه ففي هذه الحال علينا أن ننتقل إلى مرحلة أخرى، ولاحظوا أيها الإخوة أن في هذه الجهود التي يبذلها علماء الحديث احترام لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، يعني: ليس هناك تمرد؛ لأن مثل المعتزلة، وأطرافهم دائمًا يعني: من السهولة بمكان أن يضربوا بالحديث عرض الحائط، وبلا شك أن في هذا خفة في الديانة؛ لأن أهل السنة عندهم مكانة كبيرة جدًا لحديث النبي -عليه الصلاة والسلام- فحتى ولو مع وجود هذا التعارض الذي يوحي بأن في الحديث شيئا، قد يكون بعض الرواة أخطأ أو ما إلى ذلك، هم لا يسلكون هذه المسالك، بل يجتهدون ويبذلون وسعهم في محاولة التوفيق بين أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وإعمالها كلها.
ومن هنا نجد اختلاف المنهج فرق بين هؤلاء، وفرق بين أولئك، أولئك يتكلفون في إيجاد شيء يطعن في الحديث يتكلفون تكلفًا كبيرًا جدًا، وأهل السنة يتكلفون في محاولة إبعاد الشيء الذي يطعن في الحديث، ويبذلون قصارى جهدهم؛ لهذا السبب فالآن مثلاً لو وجدوا أنه ما أمكن الجمع بين الأحاديث يسلكون مسلكًا آخر. ما هو هذا المسلك؟ قالوا: يحتمل أن كلا الحديثين قد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وثابت عنه، لكن هذا في حال، وذلك في حال آخر، فيكون أحد الحديثين ناسخا والآخر منسوخا، وهذا معروف حتى في كتاب الله -جل وعلا- وهو القائل -سبحانه-: مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا وأنتم تعلمون أن هناك عدة آيات بعضها ناسخ، وبعضها منسوخ، فمثلاً عدة المتوفى عنها زوجها أولا كم؟ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ ثم نسخ هذا الحكم بحكم آخر: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فهل يمكن أن يقال: إن إحدى الآيتين لا يصح أنها من القرآن؟ لا يصح أنها من كتاب الله؟! لا .. الكل من كلام الله -جل وعلا- لكن هذه كانت في الأول، وتلك كانت في الأخير، وكلها من كلام الله -جل وعلا-.
الناسخ والمنسوخ
فكذلك أيضًا أحاديث النبي -عليه الصلاة والسلام- يكون الواحد منها ناسخًا والآخر منسوخًا بسبب يعني: أحوال معينة فيسمى هذا المبحث ناسخ الحديث ومنسوخه.
يقول الحافظ: إذا لم يمكن الجمع بين الأحاديث فالأمر لا يخلو، إما أن نعرف التاريخ أو لا نعرفه. يقول: أو لا وثبت المتأخر فهو الناسخ والآخر المنسوخ. فمعنى ذلك أننا لو عرفنا التاريخ، فهنا معرفة التاريخ تفيدنا جدًا.
الآن عندنا مبحث ناسخ الحديث ومنسوخه نريد أن نعرف ناسخ الحديث ومنسوخه ما هو؟ يمكن أن نعرفه بالتعريف الآتي فنقول في تعريف ناسخ الحديث ومنسوخه:
"هو رفع الشارع حكمًا متقدمًا بحكم آخر متأخر عنه"
يعني: هذا مأخوذ من النسخ، وهو الإزالة حينما تقول: نسخت كذا بمعنى أنك أزلته، فإزالة الحكم المتقدم بحكم آخر متأخر عنه بشرط أن يكون متأخرًا عنه، هذا النسخ أو ناسخ الحديث ومنسوخه للعلماء فيه جهود مضنية أيضًا، ومنهم من برع فيه براعة قوية مثل الشافعي -رحمه الله تعالى- حتى إن الإمام أحمد يعني: كان يثني على الشافعي في هذا الباب يعني: أكثر من غيره، وبلا شك أنه يعني: من الأمور الضرورية جدًا بخاصة لمن يريد أن يتفقه في الأحاديث، وهذا موجود يعني: الاهتمام به من وقت الصحابة -رضي الله عنهم-، فأذكر في حادثة معينة أن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- مر على رجل، وهو يعظ الناس، ويذكرهم أو يعلمهم فسأله: هل تعرف ناسخ الحديث ومنسوخه؟ فقال: لا. فقال: هلكت وأهلكت.
فلا شك أنه قد يأمر الناس مثلا بأمر منسوخ، أو قد يحلل لهم أمرًا قد نسخ أو يحرم عليهم أمرًا قد نسخ، ونجد أن النسخ يأتي على ثلاثة أقسام:
¥(28/174)
فالقسم الأول: يكون النسخ في نفس الحديث، وهذا يعني: هو أوضح الأقسام، ويمثلون له بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فالنبي -عليه الصلاة والسلام- نسخ الحكم الأول، وهو النهي بالأمر الذي أفاد ماذا؟ يعني: الآن الأصوليون يقولون: إن الأمر يقتضي الوجوب ما لم يرد صارف. لكنه في هذه الحالة لا يدل على الوجوب لكونه جاء بعد نهي، فالأمر إذا جاء بعد نهي يدل على ماذا؟ على الإباحة، فالأمر بعد النهي يأتي ليدل على الإباحة، فالأمر هنا جاء بعد نهي: كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فمعني ذلك أن النبي " -صلى الله عليه وسلم- أباح لنا زيارة القبور، فالنهي منسوخ، والناسخ هو قوله -صلى الله عليه وسلم-: فزوروها
القسم الثاني: هو ما يكون فيه النسخ بدلالة قول الصحابي في نفس الحديث، ويمثلون له بحديث جابر -رضي الله تعالى عنه- أنه قال: كان آخر الأمرين من النبي -صلى الله عليه وسلم- ترك الوضوء مما مست النار، فهذا الحديث يدل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ورد عنه أنه كان يتوضأ مما مست النار أيًا كان لحم غنم لحم الدجاج أيا كان، وأحيانًا لا يتوضأ مما مست النار. فما هو الأمر الذي استقر عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- استقر على ترك الوضوء مما مست النار، فمعنى ذلك أن الوضوء مما مست النار يعتبر أي شيء؟ يعتبر منسوخًا، والناسخ هو ترك الوضوء مما مست النار، فهذا القسم الثاني هو دلالة النسخ موجودة في قول الصحابي نفسه.
القسم الثالث: وهو الأكثر يعرف الناسخ والمنسوخ بمعرفة التاريخ، ومعرفة التاريخ في هذه الناحية مهمة جدًا، ويمثلون لهذا بأمثلة كثيرة يمكن لو طلبناها نجدها في الكتب التي ألفت في الناسخ والمنسوخ مثل كتاب "الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار" للحازمي -رحمه الله-، فلو نظرنا في هذا الكتاب نجد الحازمي -رحمه الله- جمع أحاديث الناسخة، والمنسوخة في هذا الكتاب فيبين هذا الحديث ناسخ وهذا الحديث منسوخ، وكثير من هذه الأحاديث الذي جمعها الحازمي عُرف الناسخ من المنسوخ بمعرفة التاريخ عرف أن هذا متقدم، وهذا متأخر، كذلك أيضًا ابن الجوزي له كتاب ناسخ الحديث ومنسوخه، وغيرهم من العلماء يعني: الذين جاءوا بعد ذلك لكن هذان الكتابان من الكتب الذي تروى بالإسناد. كذلك أيضًا ابن شاهين له كتاب -، وهذا طبع أخيرًا - له كتاب "ناسخ الحديث ومنسوخه" وهو كتاب أيضا جيد في بابه.
هذه الكتب نجد أنها اشتملت على أمثلة كثيرة، لكن لنعرف أن هناك من ينازع في التسليم بكون الحديث منسوخا والآخر ناسخا في بعض الأحاديث، لكن أنا أنقل لكم من الأمثلة التي قيل فيها: إن هذا ناسخ وهذا منسوخ؛ لأجل فقط تقريب المعنى، فمثلا عندنا حديثان ظاهرهما التعارض، وهما: الأول: قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: أفطر الحاجم والمحجوم والحديث الثاني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتجم، وهو صائم فهذان الحديثان ظاهرهما التعارض أم لا؟ ظاهرهما التعارض، قالوا في محاولة التوفيق بين الحديثين: إن الحديث الذي فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أفطر الحاجم والمحجوم هذا كان في فتح مكة، وأن الحديث الآخر الذي يرويه ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- احتجم، وهو صائم هذا كان في السنة التي فيها حجة الوداع.
فهذا الحديث يعتبر متأخرا عن الحديث الأول فيعتبر ناسخا له. هذا من جملة الأقوال التي قيلت مع العلم بأن المسألة خلافية، والخلاف فيها طويل جدًا.
من الأمثلة التي أنا أعتبرها أوضح من هذا، لعلكم تذكرون الخلاف في مسألة مس الذكر هل ينقض الوضوء أو لا ينقض الوضوء؟ مس الذكر ورد فيه حديثان ظاهرهما التعارض.
الحديث الأول: حديث بسرة بنت صفوان -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من مس ذكره فليتوضأ
والحديث الثاني: حديث طلق بن علي -رضي الله عنه- أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن مس الذكر فقال: هل هو إلا بضعة منك؟ يعني: كأنك مسست أنفك أو أذنك أو ما إلى ذلك، فإنما هو جزء من جسدك أي: أنه لا ينقض الوضوء.
¥(28/175)
الآن هذان الحديثان ظاهرهما التعارض أو لا؟ ظاهرهما التعارض، أحدهما يدل على نقض الوضوء، والآخر يدل على أنه لا ينقض الوضوء، فكيف نوفق بين الحديثين، وهما صحيحان؟. طبعا صحيحان على القول الراجح، لكن بعض العلماء الذي يميل إلى رأي دون رأي يحاول أن يتكلم، ويقدح في الحديث الآخر.
نقول يعني:، وهذا الذي يظهر لي حتى الآن، وهو المترجح عندي أن حديث بسرة ناسخ لحديث طلق بن علي، وكيف عرفنا أن أحدهما ناسخ، والآخر منسوخ؟ بالرجوع إلى ملابسات أخرى أو قرائن أخرى. نظرنا في حديث طلق بن علي فوجدنا أنه سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن هذا الحكم لما جاء طلق بن علي هو من اليمامة يعني: من بلادنا فقدم المدينة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- في أول قدومه إلى المدينة، وهو يبني المسجد فساعد النبي -صلى الله عليه وسلم- في بناء المسجد فسأله عن هذا الحكم.
الآن هذا يعتبر قديما أم لا؟ في أول الهجرة.
حديث بسرة بنت صفوان هي من المهاجرات اللاتي هاجرن بعد ذلك، فيكون حديثها متأخرا عن حديث طلق بن علي، فعرفنا أن حديث بسرة متأخر عن حديث طلق بن علي، وأن حديث بسرة هو الذي ينبغي أن يعمل به، وأن حديث طلق بن علي هو الذي ينبغي أن يترك العمل به، وحينما أقول لكم هذا، ليس معنى هذا أن هذا رأي مسلّم به بين العلماء لا، هناك من ينازع، لكن هذا لأجل التوضيح أكثر.
بهذه الأمثلة نعرف أن هذا القسم الثالث هو أكثر الأقسام التي يرد فيها النسخ، وهو معرفة المتقدم والمتأخر.
من القرائن التي يعرف بها المتقدم من المتأخر إسلام الصحابي، مثلا لو جاءنا حديث يرويه أبو هريرة، وحديث آخر يرويه صحابي آخر إسلامه قديم نعرف أن أبا هريرة أسلم في السنة السابعة من الهجرة، فإسلامه متأخر، والصحابي الآخر إسلامه متقدم فهنا قرينة يقولون: إن إسلام الصحابي المتأخر قرينة تفيد أن هذا الحديث يعتبر هو المتأخر، والآخر متقدم، لكن هذه المسألة فيها ما فيها لماذا؟؛ لأن هذا الصحابي الذي إسلامه متأخر، قد يكون سمع الحديث من صحابي آخر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة كان يثق بعضهم في بعض، وكان يروي بعضهم عن بعض، وحتى لو لم يصرح بأنه أخذ الحديث من ذلك الصحابي لكن يقولون: يرد على هذا إشكال، وهو لو قال الصحابي: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو صحابي متأخر الإسلام، فهذا يدل على ماذا؟ يدل على أنه أخذ الحديث متأخرًا قالوا: لا يمكن أن يكون أخذ الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يسلم هو. يعني: في حال كفره فيكون قديما، يرد عليه أيضا لو كان هذا الصحابي لم يلق النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا بعد أن أسلم. نقول: يرد على ذلك إشكال أيضا، وهو هل هذا يدل على أن هذا الصحابي الآخر الذي إسلامه قديم سمع ذلك الحديث من النبي -صلى الله عليه وسلم-؟.
في القديم قد يكون سمعه بعدما سمع هذا الصحابي هذا الحديث فإذا كان هذان الصحابيان عاشا بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- فترة وعاش كلاهما الفترة الأخيرة من حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني: أحدهما أسلم والنبي -صلى الله عليه وسلم- في مكة، ثم استمر وعاش بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثين سنة، والآخر ما أسلم إلا في السنة السابعة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- توفي في السنة العاشرة أو أول الحادية عشر، يعني: هناك ثلاث سنوات للصحابي متأخر الإسلام، فالصحابي الأول يكون شاركه في هذه الثلاث سنوات أو لا؟ يكون شاركه، فقد يكون سمع هذا الحديث في هذه المدة، فما الذي يدرينا أنه سمع هذا الحديث قبل أن يسلم ذلك الصحابي؟ واضح الأمر ولا لا؟ واضح -إن شاء الله-.
فإذًا هذا لا يدل في الحقيقة على أنا يعني: إذا عرفنا أن الصحابي متأخر الإسلام لا يدلنا على أن حديثه هو المتأخر اللهم إلا بقرينة أخرى. مثل ماذا؟ مثل أن يرد في نفس الحديث أن ذلك الحديث المعارض عرف بقرينة أخرى أن ذلك الصحابي تلقاه من النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل إسلام، هذا الصحابي كأن يكون مثلا تحدث عن هذا الحديث على أنه في وقعة بدر أو وقعة أحُد، ووقعة بدر ووقعة أحُد كانتا في السنة كم؟ الثانية والثالثة من الهجرة، وإسلام ذلك الصحابي في السنة السابعة من الهجرة، فعندنا الآن قرينة تدل على أن أحد الحديثين متقدم والآخر متأخر، فعرفنا التاريخ بهذه الصورة، أو يكون
¥(28/176)
مثلا ذلك الصحابي صرح بأنه تلقى الحديث من النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما كان في مكة.
فالآن أيضا عرفنا التاريخ لكن الإشكال حينما لا نعرف التاريخ هذا هو الذي نقول: إنه لا يمكن بحال من الأحوال أن نقول: إن الصحابي المتأخر الإسلام حديثه يدل على نسخ متقدم الإسلام.
هناك أيضا من القرائن الأخرى، مثلا لو كان ذلك الصحابي توفي قبل إسلام هذا الصحابي، فمثلا الذي روى الحديث المعارض توفي في السنة السادسة من الهجرة في أحد الغزوات مثل سعد بن معاذ -رضي الله عنه- فهنا نعرف أن حديث المتأخر مثل أبي هريرة -فعلاً- ينسخ حديث المتقدم، فإذا وجدت قرينة تاريخية تدل على أن أحدهما متقدم والآخر متأخر، فيمكن أن نقول: إن أحدهما ناسخ والآخر منسوخ.
إي أنا قلت: أنه لو ورد قوله: سمعت في حال ورود قوله: سمعت، أما إذا لم يقل: سمعت فيبقى الإشكال.
لنفرض بعد هذا أيها الإخوة أننا ما عرفنا التاريخ هل أحدهما متقدم والآخر متأخر أو لا فماذا نفعل في هذه الحالة؟.
أقول: إن العلماء أيضا ما تركوا لأحد مدخلا في هذه المسألة، فهناك ما يسمى بأوجه الترجيح، فعندهم وجوه للترجيح بين الحديثين كثيرة جدًا بلغت أكثر من مائة وجه.
أوجه الترجيح هذه يلزم منها أن نجعل أحد الحديثين معمولا به والآخر غير معمول به.
من أوجه الترجيح: كأن يكون أحد الحديثين أقوى من الآخر من حيث الأصحِّية، فمثلا الحديث إسناده صحيح لا مطعن فيه والآخر إسناده حسن، بمعنى أن راويه خف ضبطه قليلا ففي هذه الحالة أيهما أولى بالقبول؟ الصحيح أولى بالقبول من الحسن، فهذا أحد أوجه الترجيح.
من أوجه الترجيح عندهم: أن الحديث الناقل عن الأصل مقدم على الحديث المبقي على الأصل، فمثلا نعرف أن الأصل في الأمور الدنيوية ماذا؟ الإباحة، والأصل في العبادات التحريم فلا يعبد الله -جل وعلا- إلا بما شرع، وأما الأمور الدنيوية، فكل ما شئت والبس ما شئت واشرب ما شئت ما لم يرد نص يحرم.
يعني: الآن مثلاً الأشياء المعصورة كلها حلال أو حرام؟ يعني: نحن نتحدث الآن على الإطلاق. حلال، لكن هل هناك شيء محرم منها؟ نقول: نعم .. ما أسكر منه فيعتبر محرما، محرم بنص أو باجتهاد؟ محرم بنص من الكتاب والسنة، فإذًا هذا استثني من الأمور المباحة، فإذا وجدنا مثلا حديثًا يدل على الإباحة إباحة هذا الأمر الدنيوي، وعارضه حديث آخر يدل على التحريم فأيهما الذي يقدم من هذين الحديثين؟ لا.
الذي يقدم الحديث الدال على التحريم، يقولون: الحديث الناقل عن الأصل، الأصل الإباحة، فهو ينقل عن الأصل إلى حكم آخر وهو التحريم، يكون الحديث الناقل عن الأصل مقدم عن الحديث المبقي على الأصل لماذا؟ لو تساءلنا لماذا؟ قالوا:؛ لأن هناك قرينة تدل على أن أحدهما متقدم والآخر متأخر.
فالحديث المبقي على الأصل هذا يتفق مع الأصل يعني: معنى ذلك أنه متقدم والحديث الناقل عن الأصل هذا يدل على أنه متأخر عن ذلك. طبعا فيه خلاف في المسألة، لكن يمكن أن ينُظر لهذه المسألة أيضا من منظار آخر فيقال: الحديث الحاظر مقدم على الحديث المبيح يعني: الحديث المحرم مقدم على الحديث المبيح في هذا أيضًا حيطة للدين يعني: حينما نأخذ بهذه القاعدة بلا شك أن فيه حيطة لأديان الناس ما دام أن عندنا حديثان يعني: لا نستطيع نقدم أحدهما على الآخر إلا بهذه الصورة، وهكذا أوجه الترجيح عندهم كثيرة جدًا يعني: فيها كتب ألفت من جملتها كتاب لا أذكر مؤلفه، ولكنه مطبوع، طبع في العراق اسمه "التعارض والترجيح بين الأدلة الشرعية" من أراد فلينظره.
لو فرضنا مثلا أننا ما استطعنا أن نرجح أيضا نظرنا في كل الوجوه التي ذكرها العلماء فما استطعنا أن نعمل وجها من الوجوه في هذين الحديثين اللذين ظاهرهما التعارض، هما متساويان في القوة.
أحد الإخوة سأل قال: يعني: إذا تساويا في القوة، ونحن كنا فصلنا الحديث عن إذا لم يتساويا في القوة، فإذا تساويا في القوة، وما استطعنا أن نعم. ل أحدهما بشيء من الأمور السابقة كلها، وطبعًا هذا يعني: يكاد يكون مستحيلا، لكن دعونا نمشي في الفرضيات، لو وجد حديث بهذه الصورة فيقولون: إننا نتوقف عن الحكم بأي من الحديثين؛ لأننا نفتقد المرجح لأحدهما على الآخر، وعبروا بعبارة التوقف تأدبا مع حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن بعض العلماء قال يتساقط الحديثان.
¥(28/177)
فقوله: يتساقط يعني: فيه سوء أدب مع حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنها لا تسقط، يضاف إلى ذلك أيضا أن الحديث قد لا يتضح، أما التوفيق أو الترجيح للذي نظر فيه فيتضح الأمر؛ لأنسان آخر فيكون الحديث في حقيقة الأمر لم يسقط، ولكنه لم يتبين له الوجه الصحيح لهذا الحديث؛ فلذلك التعبير بالتوقف أدق وأحوط لدين الإنسان، وكما قلت: إنه يندر أن يوجد حديث بهذا الصورة هذا يعني: فيما يختص بهذه المسائل.
بعدها ننتقل للحديث المردود، والحديث المردود ينقسم إلى قسمين: بسبب سقط في الإسناد أو طعن في الراوي، وهذا -إن شاء الله- سيأتي التفصيل فيه فيما بعد ذلك -إن شاء الله-.
وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه، وصلى الله علي نبينا محمد
س: سؤال: الحديث المثبت مقدم على الحديث النافي؟
ج: هذه من أوجه الترجيح التي ذكروها نعم ..
س:. .................................... ؟
ج: يقويه نعم .. يقويه لكنه لا يصل إلى الصحيح لغيره.
س:. .................................... ؟
ج: هو الحديث الذي يرويه راو قالوا فيه: لا بأس به هو حديث حسن لذاته بهذه الطريقة، فإذا جاء طريق آخر فيه راو ضعيف يشد منه، يقويه، ويمكن أن يقال عنه: هو حديث قوي أو جيد، والحديث القوى أو الجيد هو أعلى من الحسن، ولم يصل إلى درجة الصحيح فهو في منزلة وسط.
س:. .................................... ؟
ج: يعني: قصدك أن هذا يمكن أن يكون؟ يعني: من حيث الإمكان العقلي بناءا على ما ذكرنا من أوجه الترجيح نعم ..
يعني: إذا وجدنا حديثين ظاهرهما التعارض، أحدهما صحيح لذاته والآخر متواتر، وما استطعنا أن نجمع بينهما، ولم نعرف المتقدم من المتأخر، وسلكنا مسلك الترجيح.
فمن مسالك الترجيح في هذه الحال أن نقول: إن المتواتر يقدم على هذا الحديث الذي هو صحيح فقط، فهذا من حيث الإمكان العقلي، لكن هل يوجد له مثال؟ هذا أمر آخر، وما أظنك تجد.
س:. .................................... ؟
ج: نعم.: لا هذا - سلمك الله - لا يعارض؛ لأنك يا أخي ضع نفسك أمام حديثين أحدهما يحلل، والآخر يحرم، وكلاهما صحيح، عندك قناعة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نطق بهذا الحديث، ولنفرض مثلا أنه الحديث المحرم، خذ مثالا على ذلك: لحوم الحمر الأهلية: ورد بعض الأحاديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أباح لهم الأكل من لحوم الحمر الأهلية، وورد بعض الأحاديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حرم عليهم الأكل من لحوم الحمر الأهلية.
أنت الآن أمام حديثين، يعني: ما في مجال ولا في خيار أمامك، فإما أن تعمل هذا، وإما أن تعمل هذا. لكن ما هي القرينة التي يمكن أن تأخذ بها لتعمل أحد الحديثين، ولا بد أن يكون عندك حجة علمية لا تدخل الهوى في هذه المسألة ولا العقل ما في عندنا إلا علم. فلو سئلت لماذا قدمت مثلا الحديث الذي حرم الأكل من لحوم الحمر الأهلية؟ ماذا تقول؟ ما أمامك إلا أن تقول: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أباح لهم الأكل من لحوم الحمر الأهلية في حالة معينة في وقعة خيبر حينما احتاجوا إلى ذلك، فكأنه يعني: باب الأكل الاضطراري من هذه اللحوم، ثم بعد ذلك نهاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- عنها.
كيف استدللت على ذلك؟ استدللت من واقع الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في وقعة خيبر أباح لهم ذلك، وبعد ذلك حرم عليهم هذا الأمر.
فحينما تأتي بحديثين -صحيح- لم تعرف المتقدم من المتأخر لكن عندك شيء ما يسمى بالإلماح أو الإشارة، حديث يبقي على الأصل، الأصل الإباحة في هذا الأمر، والحديث الآخر يتفق مع الأصل.
وخذ مثالا على ذلك حديث طلق بن علي، حديث طلق بن علي يتفق مع الأصل، والأصل أن مس الذكر لا ينقض الوضوء، يعني: فعلاً أن الذكر هو طبعا من جسم الإنسان، لكن حديث بسرة بنت صفوان يعتبر ناقل عن الأصل.
فمن هذه الحيثية أيضا يرجح حديث بسرة بنت صفوان؛ ولأن فيه حيطة لأديان الناس. يعني: الأخذ بالحيطة في هذه الحال يقتضي أن تأخذ بالحديث المحرم على الحديث المحلل.
س: يقول: ما معنى قوله: في الشاهد والمتابع الذي يظن أنه فرد.
¥(28/178)
ج: أقول: نعم. لا بد من استعمال العبارة هذه؛ لأننا لا نستطيع أن نحكم على الحديث أنه فرد، حتى الآن ما تأكدنا نحن أمامنا حديث ما له إلا طريق واحد الآن بادئ ذي بدء فأنا أريد أن أعرف الآن أنا أظن أن هذا الحديث فرد، يعني: غريب، يعني: ما له إلا طريق واحد. هذا بناءً على الظن فقط، فأنا بعد البحث، وجدت في الحقيقة أن هذا الحديث ليس فردًا، وإنما له طرق، أخرى، فهذا الذي دعاني إلى قول هذه العبارة الذي يظن أنه فرد.
س: يقول: هل يفهم من الحديث المختلف الذي اختلفت طرقه، هل يفهم منه الاختلاف في السند والمتن أم فقط الاختلاف في المتن؟
ج: لا. أقول الاختلاف إنما هو في المتن في هذه الحال. مختلف الحديث نقصد به الاختلاف في المتن، أما الاختلاف في السند فهذا تقدم الكلام عنه في مبحث الحديث الشاذ، وسيأتي -إن شاء الله- أيضًا أو تقدم في الحقيقة الكلام عن زيادة الثقة، والحديث الشاذ، هذا كله تقدم الكلام عنه، فهذا بالنسبة للإسناد أكثر.
س: أحد الإخوة يقول: أريد أن أسمّع المتن وأخجل أرفع يدي وعندي أسئلة أستحيي أسائلك إياها .. إيش أسوي؟، وعلى كل، فأنا إلى الآن لم أفهم في درس اليوم شيئا، المتابعة والشاهد فهل تعيد الشرح علما أنها أول مرة ما أفهم؟
ج: أقول: والله يا أخي أمرك محير يعني: لو كانت نقطة واحدة قد يكون القصور مني، وأستغفر الله من هذا. على كل حال ندلك على أدب من أدب السلف الصالح -رضي الله عنهم- أنهم قالوا: لا ينال العلم مستح ولا مستكبر.
فالحياء كله خير، والحياء لا يأتي إلا بخير لكن في مثل هذه المواضع لا يستحسن الحياء؛ لأن الحياء يمنعك من أخذ العلم، فكان بعض السلف تجد الواحد منهم حيي لكن إذا ما كان الأمر يتعلق بالعلم وبالدين في هذه الحال لا.
بل إنه حتى في صفوف النساء، ولعلكم تذكرون أن بعض النساء الصحابيات كانت تأتي، وتسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أمور يعني: مخجلة، وخاصة من نساء الأنصار، لكن عائشة تترحم عليهن، وتذكر أنهن لم يكن يمنعهن من فهم الدين الحياء، فالمرأة التي أتت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وتسأل عن بعض الأمور التي تتعلق بحيض النساء فأرشدها النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أمر يعني: يخجل من الإفصاح به، وهي لم تفهم، فأصبحت تراجع النبي -صلى الله عليه وسلم- فيقول: سبحان الله! اصنعي كذا فأمسكت عائشة بيديها، وأخذتها وبينت لها الحكم الذي ترتفع فيه الكلفة بين النساء.
فهذه المرأة بلا شك أن الحياء من طبعها، وبخاصة الإيمان دائما يصنع الحياء في نفوس الناس، لكن الحياء لم يكن يمنعهن من تفهم الدين، فمن باب أولى يا أخي مثلك، وفي حلق العلم لا تستحيي أن تسمّع، ولا تستحيي أن تسأل، هذا من باب أولى. التسمع مسألة سهلة لكن السؤال ما ينبغي أن تستحيي من السؤال، وأنت ترى إخوانك يمنة ويسرة، كل واحد منهم يرفع يده، ومع ذلك ففي إمكانك أن تكتب سؤالك في ورقة، وتعرف أننا نقدم الأوراق على الأسئلة الشفهية، وهذا ليس فيه أي حياء إطلاقًا.
أما بالنسبة لعدم فهمك لدرس اليوم، فالحقيقة إعادة الدرس كله هذا أمر فيه مشقة لكن لعلي ألتقي بك، وأوضح لك ما يمكن أن يكون مفتاحًا لما استغلق عليك، فلعلي أراك -إن شاء الله-.
س: يقول: هل الرجل هو عبد الله بن مسلمة القعنبي، أو عبد الله بن سلمة القعنبي علمًا بأن في نسختي هو عبد الله بن سلمة أو سلمة؟
ج: أقول لا. الصواب أنه عبد الله بن مسلمة القعنبي هذا أحد رواة الموطأ، وهو مشهور فصوب نسختك.
س: بالمناسبة بالأمس كان أحد الإخوة سألني عن حديثين أجبته عن أحدهما ووعدته أن أجيبه على الآخر، وهو الحديث الذي يقول فيه: روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: يقول الله: يا ابن آدم ما أنصفتني. أتحبب إليك بالنعم وتتمقت إلى بالمعاصي ... إلى آخر الحديث.
ج: فأقول: هذا الحديث وجدت أن الذي رواه الديلمي في مسند الفردوس، والرافعي في كتابه التدوين في ذكر أخبار قزوين، فالحديث ضعيف لا يصح، وقد يكون أيضًا أشد من الضعيف فالمهم أن الحديث غير صحيح.
س: يقول أحد الإخوة: ما صحة حديث من أحب أن يتمثل له الناس قيامًا فليتبوأ مقعده من النار وهل عدم القيام سنة؟.
¥(28/179)
ج: أقول: الحديث صحيح، وعدم القيام ليس سنة فقط بل إنه أقل الأحوال أنه مكروه، وعند بعض العلماء يحرم في غير الأمور التي أبيح فيها؛ ولذلك ينبغي الأدب الذي ينبغي أن يسود بيننا أن لا يكون بيننا تكلف، ونصنع كما يصنع الأعاجم من القيام والجلوس، واعتبار أن هذا يعني: من باب الاحترام بل هو من باب التكلف.
يدخل الواحد، ويقيم عشرين شخصًا أو أكثر من أماكنهم، فهو إذا كنا مثلاً نحترمه فمعنى ذلك أننا أتعبنا الناس الآخرين فالفهم معكوس، ونعرف أن الأعراف دائمًا تتحكم في هذه المسائل، فلو أننا جعلنا العرف السائد بيننا يتفق مع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- لما كان في ذلك أدني حزازة في الأنفس، بمعنى: لو أن الداخل دخل المجلس، ووجد الآخرين جلوسًا لم يقوموا له وانتشر هذا العرف بيننا فإنه سيكون الأمر عاديًا وطبيعيًا جدًا، لكن العادة دائمًا هي التي تجعل السنن مهجورة، بل وتجعل المخالفات هي التي يعمل بها. فأنتم -بارك الله فيكم- يعني: طلبة علم وأي علم؟ علم حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- تعلم سنة المصطفي -صلى الله عليه وسلم- فلكم مزية على غيركم، فمقتضى العلم العمل، ومن العلم بالعمل أن تسود السنن بيننا، ونعمل بها فنحرص كل الحرص على نشر هذا المفهوم الصحيح. نعم. يعني: القيام يمكن أن يكون في بعض المواضع، والإفاضة في هذا يأخذ علينا وقتنا.
مثل إنسان مثلاً له مكرمة أو شيء بشر به مثل ما حصل من الصحابي الذي بشر كعب بن مالك -رضي الله تعالى عنه- فقام له من المجلس وتلقاه يبشره بأن الوحي قد نزل بتوبته -رضي الله تعالى عنه- ومثل النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما جاء سعد بن معاذ على راحلته، وقد طعن في غزوة الخندق فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: قوموا إلى سيدكم فأنزلوه فالقيام هنا لأمر معين، وهو إنزاله من الدابة؛ لأن رجله قد ضربت بسهم، ونحو ذلك يعني: من الأشياء التي يمكن أن يستثنى منها القيام، أما على الإطلاق بهذه الصورة يعني: قم واجلس، وقد يكون ما بين دخول واحد والآخر أقل من دقيقة، فهذا والله فيه تكلف كثير.
س: يقول: من أفضل من قام بتحقيق كتاب المصنف لعبد الرزاق، وكذلك ابن أبي شيبة؟.
ج: أقول: الكتابين مطبوعان، لكن كلاهما طبعتاهما سقيمة لا مصنف عبد الرزاق، ولا مصنف ابن أبي شيبة، ولكن السقم الذي في مصنف ابن أبي شيبه أكثر من السقم الذي في مصنف عبد الرزاق، فالكتابان في الحقيقة عظيمان وجيدان وفيهما نفع كثير، فلعل الله -جل وعلا- يقيض لهما بعض طلبة العلم الذين يحرصون كل الحرص على إقامة النصوص على وجهها الصحيح، ويعيدون تحقيق الكتابين.
س: يقول: ذكرت في تعريف المتابع والشاهد أنه هو الذي يشارك رواته رواة الحديث الآخر ... إلخ ففيم تكون المشاركة؟
ج: أقول الآن: ارجع يا أخي بذاكرتك إلى الوراء قليلاً، وانظر إلى الحديث الذي رواه الشافعي عن مالك عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر، الآن هذا إسناد، جاء عبد الله بن مسلمة القعنبي فشارك الشافعي في رواية هذا الحديث، شاركه في روايته عن من؟ عن مالك فهذا هو مقصودنا بالتعريف هو الحديث الذي يشارك رواته رواة الحديث الذي ظنوا أنه فرد، فحديث الشافعي ظننا أنه فرد، ظننا أن الشافعي تفرد بهذه اللفظة، لكن بعد البحث، وجدنا عبد الله بن مسلمة القعنبي قد شاركه رواية الحديث، فهذا هو المقصود بالتعريف.
س: يقول: ما رأيي في كتاب منهج النقد في علوم الحديث لنور الدين عتر؟
ج: أقول: الكتاب حقيقة أنا ما قرأت فيه؛ ولذلك لا أستطيع أن أحكم عليه فالحكم على الشيء فرع عن تصوره.
س: يقول: كيف يوصف الصحابي بالتفرد بالحديث، والصحابة عدول بتعديل الله لهم، ويكون الحديث بذلك غريبًا رغم أن ابن حجر في تعريفه أصل السند قال: الموضع الذي يدور الإسناد عليه، ونعرف أن الأصل في اللغة هو الأساس.
ج: الأخ يعني: ما أدري هل حضر في الدرس الذي تكلمنا فيه عن الفرد والغريب النسبي أو لا؟ فحينما تكلمنا على الفرد والغريب النسبي ما قلنا: إن أصل السند لا يكون إلا في الصحابي فقط.
تذكرون أننا قلنا: إنه أيضا في غير الصحابي صح ولا لا؟ فقلنا مثلاً: يحيى بن سعيد الأنصاري في حديث إنما الأعمال بالنيات يعتبر أصل السند ولا لا؟ يعتبر أصل السند؛ لأنه هو الذي يدور عليه الإسناد، هذه المسألة يعني: فلعله يتنبه لها.
¥(28/180)
الأمر الآخر يعني: حينما يوصف الحديث الذي تفرد به صحابي بأنه غريب قلنا: إن الغرابة لا يلزم منها الضعف، ولا يلزم منها القدح في الحديث، ولكنها وصف لنوع من أنواع الحديث، والوصف مثلما تصف إنسانا بأنه أحمر، وإنسانا بأنه أبيض وهكذا، يعني: مجرد الوصف لا يعني: الذم إلا إن أردت أو فُهم منك أنك تريد الذم فهذا أمر آخر، فنحن نتكلم الآن عن تقسيمات اصطلاحية؛ لأنواع من علوم الحديث إذا فهمناها سهل علينا أن نفهم عبارات العلماء حينما نبحث في كتبهم، ونقرأ فيها، وسهل علينا أيضا أن نعرف كيف نحكم على الحديث بحكم لائق به من صحة أو ضعف أو غيرها؟.
فليس المراد يعني: يا أخي أننا نصف الحديث الذي ينفرد به صحابي واحد بأنه ضعيف أو غير ذلك لا يلزم.
س: يقول أحد الإخوة حديث: في المال حق سوى الزكاة وحديث: ليس في المال سوى الزكاة كيف ينطبق عليهما العمل بالحديث.
ج: هذا سيأتينا -إن شاء الله- في الحديث المضطرب الكلام عليه.
س: يقول أحد الإخوة يعني: أنني في الليلة قبل البارحة أو البارحة ذكرت أن ابن حزم طلب العلم كبيرًا يقول: والذي رجحه محقق كتاب الدرة فيما يجب اعتقاده لابن حزم أنه طلب العلم صغيرًا، وعمره ما يقارب ست عشرة سنة.
ج: أقول يعني: المبني على هذا كله ما يصح من هذا الكلام، أما الذي أذكره في ترجمة ابن حزم، ولعلك يا أخي تراجع هذا، وتفيدنا -إن شاء الله- يعني: فائدة أوسع من هذا. الذي أذكره أن ابن حزم ما طلب العلم إلا كبيرًا فارجع، وأفدنا.
ثم قال: وكان الأولى ذكر الصحابة الكرام مثل الصديق، وعمر الفاروق -رضي الله عنهم- يعني: في التمثيل. أقول: يعني: مسألة ذكر الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- يمكن لا تكون مثالاً واضحًا فيما نحن بصدده أو فيما تكلمت عنه؛ لأن مسألة الإسلام غير مسألة طلب العلم، فالأخ كان سأل عن طلب العلم، وطلب العلم هل يمكن لأحد أن يطلبه وهو كبير، وهل يمكن أن يكون عالما مبرزا، وما إلى ذلك، فأنا أجبته بنعم، ومثلت له بابن حزم وغير ابن حزم.
س: يقول: ما صحة حديث من تطهر في بيته، ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كانت له كأجر عمرة أقول الذي أعرفه أن الحديث صحيح إن شاء الله.
ج: بعض الإخوة ما شاء الله يظنونني الدارقطني أو البخاري فيأتون بأحاديث الأمر فيها يحتاج إلى بحث، فالذي يحتاج سواء في أحاديث أو مسائل الذي يحتاج إلى بحث -إن شاء الله- أرجئه إلى ما بعد ذلك.
بارك الله فيك نعم. الشيخ ناصر فصل في مسألة القيام وغيره أيضًا، على كل حال أنا أرى أن المسألة تحتاج إلى بحث أوسع مما ذكره الشيخ الألباني.؛ لأنه يبدو لي أيضا أنه شدد في المسألة تشديدا أكثر، فأنا عندي أن المسألة تحتاج تفصيلا أكثر.
س:. ............................. ؟
ج: هذا كله بحسب الحديث الذي أمامك إذا كنت تخرج أحاديث كتاب معين، والطريق الذي أمامك في هذا الكتاب ضعيف، فما الذي يشهد له؟ يشهد له الحديث الصحيح، أما إن كنت أنت تخرج أصلا متنا لست ملزمًا بإسناد معين، فتأتي مثلاً إلى حديث مثلاً: لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول تأتي بهذا المتن فقط، ثم تبدأ تبحث فتجد الحديث، ورد بأسانيد صحيحة، وبأسانيد ضعيفة، فأقول لك في هذه الحال: ينبغي أن تقدم الأسانيد الصحيحة على الأسانيد الضعيفة، اللهم إلا أن يكون هناك سبب ليدعوك إلى تقديم الإسناد الضعيف لكون الحديث مثلاً من ذلك الطريق فيه قصة أو شيء يحتاج إلى إبرازه للناس فهنا لا بأس، لكن الأصل أن تقدم الإسناد الصحيح، ونحن نجد أن بعض الذين يخرجون، وتعجبت الحقيقة يعني: من صنيع الشيخ الألباني حفظه الله في سلسلته الصحيحة أحيانًا أجده يقدم إسنادًا غريبًا متكلمًا فيه، ثم يعني: بعد ما يذكره يذكر بعض الطرق الصحيحة يعني: التي ينبغي أن تقدم، فكأنه يريد أن يبين أن هذه الطريقة التي يعني: فيها كلام، الكلام فيها ليس على ظاهره، وإنما علتها قد زالت بمجيء الحديث من طريق صحيحة.
¥(28/181)
لكن مع ذلك أنا أرى أن الأمر هذا خلاف الأولى، فالأولى أن يقدم الإسناد الصحيح الذي ليس فيه مطعن وليس فيه علة، ثم بعد ذلك يؤتى بالطرق الأخرى التي فيها كلام؛ لأنها تعتبر كالشواهد في هذه الحال، لكن أما لو كنت مثلا أخرج أحاديث مثلاً جزء حديثي أي جزء من الأجزاء مثلا #جزء ابن فيل ولا جزء# ولا غيره، وجاءني الإسناد فيه راو ضعيف، فأنا الآن ملزم بهذا الإسناد الذي أمامي، فأقول: هذا الحديث بهذا الإسناد فيه فلان وهو ضعيف لكنه قد توبع، ثم أورد الحديث من الطرق الأخرى، وأبين أن هذا الحديث أصبح صحيحًا لغيره وأن علته قد زالت -واضح إن شاء الله-.
أي نعم. المتابعة التامة تكون في الشيخ الذي روى عنه الراويان، فإذا انتقلنا إلى شيخ أعلى الذي فوقه أو الذي فوقه، ولو في الصحابي تصبح متابعة أيش؟ تصبح متابعة قاصرة.
س:. .................................. ؟
ج: قصدك إمكان الجمع بينهما بمعرفة أن أحدهما ناقل عن الأصل ولا كيف؟. .
أي ما يسلم بهذا الجمع، وأنا قلت: إن المسألة خلافية، منهم من لا يعتبر أن أحدهما ناسخ، والآخر منسوخا، ويأتي بهذا الكلام، لكن الذي يعني: يضطلع عليها بحسب اضطلاعي، أنا اقتنعت بوجهة النظر هذه أن أحدهما ناسخ والآخر منسوخ.
نأخذ مراجعة سريعة لما أخذناه في الليلة قبل الماضية.
كان الكلام دار حول المتابع والشاهد والاعتبار، وأنا أظن أيها الإخوة أن بعض الناس قد يستصعب مصطلح الحديث بسبب عدم تصوره لمسألة السند والمتن، وإلا لو تصورها الإنسان، ثم طبقها في واقعه هو، ونظر لهان عليه الحكم على الأحاديث، وتصور أحكام العلماء عليها إذا ما كان النظر في السند أو المتن.
فأنت يا أخي تصور أنه جاءك إنسان من الناس، وأنت لا تخبره جيدًا لا تعرف هل الرجل من الذين يوثق بكلامهم كأنه في صندوق أو من الناس الذين كلامهم يمر على الآذان؟.
بلا شك أنك حينما يأتيك رجل من الصنف الأول ليس كالرجل الذي يأتيك من الصنف الثاني، وهو ينقل خبرا من الأخبار، ثم أضف إلى ذلك أن الخبر الذي ينقله لك بحكم ما منحك الله -جل وعلا- من عقل وفطرة سليمة لا بد أيضًا أن يكون هذا الخبر من الأمور التي تصدق.
فيعني يمكن نلطف الجو بشيء من الأمثلة التي يمكن فيها شيء من الإبعاث، لكن فعلاً يعني: ينبغي للإنسان أنه يتصور مثل هذا يقول العامة عندنا إن هناك إنسانا كان يمشي بحمار في السوق، ويهرج عليه ليبيعه، ويقول: من يشتري حمارًا يرقى النخل يعني: يمكن أن يخدمهم في عملية التلقيح والإتيان بالرطب فقال له واحد: اكذب كذبا صغيرا حتى الحمار يباع يعني: فجأة تأتينا بطامة.
ففعلاً يعني: حينما يأتيك الإنسان بخبر لا يصدق ليس كإنسان يأتيك بخبر معقول تدركه العقول والأذهان، ثم إذا جاءك إنسان، وافرض أنه صادق، ثم حكى لك خبرًا عن إنسان توفي منذ أمد، وأنت تعرف أن هذا الإنسان ما ولد إلا بعد وفاة ذلك الشخص الذي حكى ذلك القول عنه، أنت بلا شك في قرارة نفسك تعرف تمامًا أنه ما تلقى هذا الخبر عن ذلك الذي توفي مباشرة فلا بد أن بينهما واسطة، فبالتالي إذا كان الخبر يهمك فأنت حين ذاك ستقول له: لكن من الذي أخبرك بهذا الخبر؟.
ولنفرض يعني: أن واحدا منا لو سألت أحد الأخوان .. متى ولدت يا أخي؟ أربعة وتسعين. الأخ يقول: ولد عام أربعة وتسعين، فلو جاءني ونقل خبرا عن الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمة الله عليه- أعرف تمامًا أن هذا الخبر الذي حكاه عن الشيخ محمد بن إبراهيم لا يمكن أن يكون أخذه هو مباشرة منه .. لماذا؟؛ لأنني استخدمت التاريخ، والتاريخ كما قلت: سابقًا مهم جدًا عند علماء الحديث، فالشيخ محمد بن إبراهيم توفي عام كم؟ عام تسعة وثمانين للهجرة ألف وثلاثمائة وتسعة وثمانين، والأخ ولد بعد وفاة الشيخ بخمس سنوات، فإذن ذلك الخبر الذي ينقله لي الأخ أنا متأكد تمامًا أنه ما تلقاه من الشيخ مباشرة فلا بد أن بينهما واسطة فإذا كان الخبر الذي ينقله فتوى مهمة تهم في الحياة العملية، فأنا حتى أكون مستندًا على فتوى صحت مثلا عن الذي نقلت عنه لا بد أن أكون عارفًا بالذي حدث هذا الإنسان الذي حدثني بهذه الفتوى عن ذلك الشيخ.
¥(28/182)
وسبق أن مثلت لكم بأن رجال السند والإسناد أشبه ما يكون بالسلسلة التي معلق بها ثريا لو انقطعت واحدة من حلقات هذه السلسلة قلنا: إنها تسقط الثريا صح ولا لا؟ فلا بد أن يكون السند متصلاً كما أن هذه السلاسل التي تحمل هذه الثريا لا بد أن تكون الواحدة منها قوية تستطيع تحمل هذا الثقل، فلو جئنا بسلسلة كلها .. حلقاتها يعني: قوية ما عدا إحدى الحلقات أتينا بها من أسلاك الكهرباء تعرفون يعني: يمكن نصف مللي أو ما يشبه ذلك، فهل تستطيع هذه السلسلة بهذه الصورة تحمل هذه الثريا؟ ما تستطيع من أين يكون الانقطاع؟ بلا شك أنها ستهوى من أين يكون سيكون الانقطاع بسبب ماذا؟ بسبب هذا السلك الضعيف، فمثله مثل الراوي الضعيف الذي لا يمكن أن يحتمل خبره، لكن لو جئت أنا بسلك ثان فيمكن أن يشد مع ذلك السلك تلك الثريا ويصبح أقوى من الأول صح ولا لا؟.
ولو جئت بسلك ثالث يكون أقوى أيضًا، وهكذا كلما زدت في عدد الأسلاك كل ما متن ذلك السلك، وأصبح يستطيع تحمل تلك الثريا الثقيلة، فمن هنا نستطيع أن نتصور مسألة المتابع والشاهد، طبعًا أنا أقول هذا الكلام تبسيطًا؛ لأنني الحقيقة أثر في سؤال أحد الأخوة قبل أمس حينما قال ما فهمت شيئًا من الدرس فأعرف أنه لا بد من تبسيط هذه الأمور يعني: للذي لم يكن يتلقى علم المصطلح قبل ذلك بالإضافة إلى أني شعرت أن بعض الإخوة يقولون: إن أصعب الدروس في هذه الدورة درسان النحو والمصطلح. فيعني نشكو الضعف إلى الله -جل وعلا- في محاولة التبسيط بهذه الصورة.
فالآن يعني: إذا نظرنا إلى المتابع والشاهد نعرف تمامًا أن قضية رواية الحديث مثل قضية الشهادة عند الشيخ، ولا أظن أحدًا منكم يعني: يجهل الشهادة عند الشيخ، وماذا يراد منها وما إلى ذلك، فالقاضي حينما تريد أن تحج خصمك حتى تأخذ حقك منه ليكن مثلا أن لك أرضًا من الأراضي نازعك عليها أحد الناس، واستولي على تلك الأرض، فذهبت تشتكيه عند القاضي فقال لك القاضي: ما الذي يدل على أن هذه الأرض لك؟ تقول: عندي شاهد. جئت برجل من الناس، وليكن عبد الرحمن بن عبد الله مثلا قلت: هذا الرجل يشهد معي أن هذه الأرض لي.
القاضي بحكم أن هذا الرجل الأرض تحت يده والأصل أنها له يعني: من كان العقار في يده ففي الأصل أنه له، ولا ينزع منه إلا ببينة، فشهادة الواحد عند القاضي لا تكفي لا بد من أن يشهد إنسان آخر في هذه المسألة، فالشاهد الأول شهد مع صاحب الدعوى، ومعني الشهادة التقوية، يقوي خبر ذلك المدعي فقواه لكن القاضي لا يكتفي بهذا فيقول: لا بد من واحد آخر يشهد معك، فهكذا أيضًا نحن نقول في المتابع والشاهد: هما لا فرق بين المتابع والشاهد.
وكما قلت لكم سابقا: إن الحافظ ابن حجر يقول: الأمر سهل ويسير فيمكن أن يطلق المتابع على الشاهد، ويمكن أن يطلق الشاهد على المتابع، وهما في الحقيقة مؤداهما واحد، ولكن التقسيم تقسيم اصطلاحي فقط؛ لأجل التفريق بين ما يرويه صحابي واحد وبين ما يرويه أكثر من صحابي لنتغاضى عن مسألة الصحابي حتى نخدم القضية من أساسها، ثم بعد ذلك ننتقل إلى الصحابي.
فالآن قضية رواية الحديث مثل الشهادة تمامًا، راوي حديث روى حديثًا من الأحاديث نبحث عن شاهد لذلك الحديث، أي إنسان يروى ذلك الحديث الذي رواه ذاك الراوي تمامًا مثل ذلك الشاهد الذي يشهد مع الشاهد الثاني على أن الأرض الفلانية لفلان، هذا خلاصة القضية، لكن لو كان الأمر الذي يريد القاضي أن يستشهد فيه الشاهد أمرًا كبيرا يعني: لا يكفي فيه شهادة الاثنين مثل قضية زنى مثلاً فمثل هذه القضية تجد القاضي. .؛ لأن تحقيق الزنا، ويعني الشهادة بأن فِعلا فلانا قد زني بتلك المرأة الزنى الذي لا يمكن أن يختلف فيه هي من المسائل المشكلة تمامًا، ويصعب أن يشهد إنسان من الناس بأن فلانا فِعلا زنى بالمرأة الزنى الحقيقي لماذا؟؛ لأن وصف تلك الحالة أو مراقبتها أو مشاهدتها لا يتأتى بسهولة؛ ولذلك طولب من يشهد في هذه القضية بتكثيف الشهود فلا يكفي إلا أربعة شهود.
¥(28/183)
فالقاضي تجده لو شهد عنده ثلاثة ما يكتفي بذلك فلا بد من الرابع، فكل واحد يسمى شاهدًا للآخر، والجميع كلهم شهود لصاحب القضية الأساسي، فلعل -إن شاء الله- يعني: في هذا الوصف يتضح عندنا أصل للقضية، أما ما بعد ذلك، فالأمر -إن شاء الله- أيضًا سهل ويسير فإذا كنت أريد أن أفرق بين المتابع والشاهد بناءًا على الوصف الذي وصفت لكم أو بناءا على القول الراجح فيما ذكرنا، وهو أن المتابع بشرط الاشتراك فيمن؟ في الصحابي طبعا نقول على القول الراجح: والشاهد بشرط ماذا؟ بشرط الاختلاف في الصحابي، فلنأخذ الآن الجزء الأول وهو المتابع.
لو فرضا أنني حكيت خبرًا للأخ فهد فيما بيني وبينه، والأخ فهد حكاه للأخ الذي بجانبه، والأخ حكاه لمجموعة من الأفراد، وأصبح الخبر يعني: بطريقة معينة. .. افرضوا أنني قلت مثلا للأخ فهد: إنني سمعت الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز يفتي بأن الطلاق ثلاثا بلفظ واحد يعد واحدة بهذه الصورة، ثم نقله وانتشر الخبر عن الأخ ما الاسم؟ عن الأخ محمود رواه عنه مثلا عشرة كلهم رووه بهذه الصورة، ثم جاء واحد من الناس ورواه عن محمود مع التحويل في الكلام نوعا ما فقال: إن الشيخ عبد العزيز بن باز يفتي بأن الطلاق ثلاثا يعود واحدة يعني: ما اشترط لفظًا واحدا. فبلا شك أن الحكم هنا يختلف يعني: فرق بين الإنسان يكرر اللفظة ثلاث مرات، وفرق بين إنسان يقولها مرة واحدة. الحكم هنا يختلف عن الحكم هنا فهو أتي باللفظ بصيغة العموم.
الآن الأخ الذي نقل هذا الخبر عن محمود نقله بصورة غير الصورة التي نقلها عشرة من الأنفس، فالأمر أصبح يستدعي تسليط الضوء على هذا الأخ الذي نقل الخبر بهذه الصورة فيتهم بأنه شذ في نقل هذا اللفظ بهذه الصورة فيقال له: هل من أحد يشهد معك؟ طبعا هو يقول: أنا متأكد أن محمود قال لي: هذا الخبر بهذه الصورة فيقال له: هل معك أحد يشهد معك؟؛ لأن هناك قرينة .. يعني: لو لم يكن هناك عشرة أنفس رووا هذا الخبر، وأنت عندنا في الأصل صادق وعدل لا مطعن فيك، فنحن نقبل خبرك؛ لأنه ما جاء من يخالفك، لكن الآن بهذه الصورة هناك عشرة من الأنفس كلهم يحكون عن الرجل الذي تحكي عنه غير ما حكيت أنت، فنبدأ نبحث ونقول: هل من أحد يشهد معه؟ فنجد مثلا واحدا أو اثنين أو أكثر كلهم يقولون: نعم. سمعنا محمودا ينقل عن فهد عن سعد عن الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز أنه يقول: إن الطلاق ثلاثا يعود واحدة، فبهذه الصورة يصبح الواحد أو الاثنين أو الثلاثة الذين شهدوا مع هذا الأخ الذي انفرد بالخبر أساسا يقال: إنهم تابعوه.
وهذه تسمى متابعة تامة؛ لأنها جاءت للذي سلطت عليه الأضواء أساسا، فهذه تسمى متابعة تامة، لكن لو لم نجد أحدا يشهد معه هو، ولكن جاء هناك إنسان آخر، وليكن الأخ، ونقل عني نفس الكلام أنا قلت: إن الشيخ عبد العزيز يقول: إن الطلاق ثلاثا يعود واحدة، فالمصدر أنا. ففي هذه الحال يكون أيضًا قد تابع ذلك الأخ لكنها تسمى متابعة قاصرة؛ لأنها ما جاءت في الشيخ اللي هو محمود الذي عليه مدار الكلام لا جاءت فيمن بعد ذلك فحينما جاءت فيمن بعد ذلك أصبحت هذه متابعة؛ لأن الاشتراك في أنا يعني: ما اختلف الأمر لكن اختلف فيمن بعدي، فهذه تسمي متابعة لكنها متابعة قاصرة؛ لأنها ما جاءت في الذي عليه مدار الكلام، ثم لو وجدنا إنسانا آخر، ولكن الأخ قال: نعم. أنا سمعت الشيخ عبد العزيز بن باز يقول: إن الطلاق ثلاثًا يعود واحدة طبعا لا تحمّلون الشيخ مثل هذا الكلام، أنا آتي به للتمثيل فقط، ففي هذه الحال يقال: إن الأخ شهد معي أنا فأصبح هذا شاهدًا لمن؟ لي أنا لا يعتبر متابعًا إلا إذا نظرنا للشيخ عبد العزيز، فهذا الحال يختلف لكن بهذه الصورة بيني، وبينه يعتبر شاهدًا معي، فهذا هو الاختلاف في مسألة المتابع والشاهد، يعني: كلما صعدت للأعلى أو نزلت للأسفل فنفس الحال، تصوروا أن الشيخ عبد العزيز بن باز مكان النبي -صلى الله عليه وسلم- في نقل الخبر مع فارق التشبيه ومع فارق التشبيه أيضًا أن مثلي ومثل الأخ مثل الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- والأخ، فهد مثل التابعين، وهكذا بهذه الصورة -إن شاء الله- الأمر واضح .. طيب.
طبعا قلنا: إن الاعتبار ما يعتبر قسمًا ثالثا بهذه الصورة فليس هناك إلا متابع أو شاهد، والاعتبار ما هو؟ تفضل. أي نعم.
¥(28/184)
هو الهيئة التي يتوصل بها إلى معرفة المتابع أو الشاهد يعني: مثل المثال الذي مثلت به قبل قليل يعني: حينما مثلا الأخ الذي نقل عن الأخ محمود أنه نقل اللفظة التي استغربناها أو التي خالف فيها المجموعة وبدأنا نبحث ووجدنا هناك مثلا اثنين تابعوه، وشهدوا معه بأن محمودا قد قال هذا الخبر، ففي هذه الحال حينما ذهبنا نبحث هذه يقال لها: الاعتبار والحالة هذه كلما أراد الإنسان يبحث يقال: إنه اعتبر، أي: أخذ يبحث عن متابع أو شاهد.
مختلف الحديث والناسخ والمنسوخ
أيضا تكلمنا عن ما يتعلق بالمتن هناك بعض الأمور التي تتعلق بالمتن مثل مختلف الحديث، ومثل الناسخ والمنسوخ، ويعني: هذان النوعان النوع الآخر متعلق بهما قلنا: إن هذا يتعلق كله بالمتن، ولا علاقة له بالسند، وعلاقته بالمتن من حيث وجود كلام قد يتناقض بعضه مع بعض في الظاهر، لكن إذا ما خضع لموازين معينة وموازين ثابتة، ففي تلك الحال يزول ذلك التعارض الذي قد يبدو لنا بادئ ذي بدء، فإذا جاءنا خبران ظاهرهما التعارض مثل ما مثلت لكم في الدرس الماضي أو مثل ما هو ممثل في الكتاب بحديث لا عدوى ولا طيرة وبحديث: فر من المجذوم فرارك من الأسد وما في معناها من الأحاديث إذا وردت هذه الأحاديث المتعارضة، فما هي الخطوات التي يجب أن نتبعها؟ وما الفرق بين هذا الحديث ومثل حديث لا معارض له؟ ما الذي يطلق على هذا، وما الذي يطلق على هذا من حيث التسمية مثلا حديث إنما الأعمال بالنيات هذا نسميه ماذا؟ حديث: إنما الأعمال بالنيات نسميه حديثا محكما؛ لأنه ليس فيه أي معارضة ظاهرا، وأنتم تقرءون كتاب الله -جل وعلا- كما قال الله -سبحانه وتعالى-: مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فالمحكمات هي التي يعني: معناها واضح وظاهر ليس فيها أدنى غموض، فهذه وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا يعني: أحد لا يفهم من هذه الآية أن السارق تقطع يده ما في أحد ما يفهم من هذه الآية هذا الفهم، فهذه يعني: ليس فيها أدنى غموض لكن إذا جئت مثلا لقول الله -جل وعلا-: كهيعص مثل هذه الحروف المقطعة، وبخاصة إذا جمعت بهذه الصورة بلا شك أنه يعني: مهما تكلم فيها المتكلم فهو لن يأتي بطائل، فالأمر كما قال العلماء، هذه حروف الله أعلم بمراده منها، ومن أراد من الناس أن يقول: لا إن الله -جل وعلا- لم يخاطبنا بشيء عبثا، ولا بد أن يكون لها معنى. نقول:
نعم. قد يكون لها معنى لكن نحن لم نعقل ذلك المعنى فهذا يقال عنه: إنه أيش؟ متشابه فهذا لا يخاض في تأويله. لكن الذي يهمنا المحكم، وهو الواضح فهناك أحاديث فعلا محكمة ليس عليها أدنى غموض، وهناك أحاديث مثل أحاديث العدوى تسمى تسمية معينة ما هي التسمية التي تطلق عليها؟ مختلف الحديث. هل يمكن أن يأتينا حديثان متعارضان يطلق عليهما غير هذه التسمية غير تسمية مختلف الحديث؟ أحسنت.
الناسخ والمنسوخ. ما الفرق إذًا بين الأحاديث التي أطلقت عليها مختلف الحديث وبين الأحاديث التي أطلقت عليها الناسخ والمنسوخ؟ لماذا أطلقت على هذه اسم وعلى هذه اسم؟. .. أي نعم. أحسنت. بارك الله فيك الفرق أن مختلف الحديث يمكن أن أوفق بين الأحاديث فأعمل بها كلها لكن الناسخ والمنسوخ لا يمكن أن أوفق بين الأحاديث فلا بد أن أترك بعضها وأعمل ببعضها الآخر فأترك ماذا، وأعمل بماذا؟. ..
تترك المنسوخ وتعمل بالناسخ. كيف تعرف الناسخ من المنسوخ؟. ..
نعم. نعرف الناسخ من المنسوخ إما بمعرفة التاريخ متى قال النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الحديث؟ ومتى قال الحديث الآخر؟ فأيهما أقدم نتركه والمتأخر هو الذي نأخذ به ونعمل به كذلك أيضا نعم. . ..........
القرينة تكون مربوطة بالتاريخ نعم. . ................... بقول الصحابي .. أحيانا الصحابي نفسه ينص على أن هذا الأمر هو المتأخر مثل حديث جابر -رضي الله عنه-:
. ....................
¥(28/185)
قول جابر -رضي الله عنه-: كان آخر الأمرين من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترك الوضوء مما مست النار فهذا الحديث أفادنا إذا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أحيانا يتوضأ، وكان أحيانا لا يتوضأ فما الذي يعمل به من هذين الحكمين؟ يعمل بترك الوضوء لماذا؟؛ لأنه كان هو الأمر الأخير الذي استقر عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وترك الوضوء وهو الأمر الأول، وأحيانا يعرف ذلك بأي شيء؟ بنص الحديث عن النبي -عليه الصلاة والسلام- يبين أنه كان نهاهم عن شيء، ثم أباحه لهم مثل: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة. لو فرضنا مثلا أننا ما عرفنا أيضا الناسخ والمنسوخ، ولا أمكن الجمع بين الأحاديث ماذا نفعل؟. ..... الترجيح. أحسنت بارك الله فيك. . نأخذ بالترجيح فنرجح بعض الأحاديث على بعض ونعمل بالراجح ونترك المرجوح هل هناك يعني: مثلا أمثلة على الترجيح؟ مثلا النافي والمثبت .. المثبت مقدم على النافي .. نعم. ارفع صوتك مثل الحاظر والمبيح .. المحرم والمحلل يقدم هذا على هذا، يقدم المحرم على الحديث المحلل. . الناقل عن الأصل والمبقي على الأصل كل هذا يعني .. القول مقدم على الفعل نعم. . ارفع صوتك نعم. . المنطوق والمفهوم، المنطوق يقدم على المفهوم .. نعم. . ........
قوة السند، صحيح يعني: إذا وجدنا حديثا أقوى من حديث أو حديثا له طرق كثيرة جدًا يقدم على الحديث الذي ليس له طرق.
الحمد لله رب العالمين، صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، هل يمكن أن يأتينا حديثان متعارضان يطلق عليهما غير هذه التسمية غير تسمية مختلف الحديث؟.
ها أحسنت الناسخ والمنسوخ، ما الفرق إذا بين الأحاديث التي أطلقت عليها مختلف الحديث وبين الأحاديث التي أطلقت عليها الناسخ والمنسوخ، لماذا أطلقت على هذه اسم وعلى هذه اسم؟.
نعم أي نعم، أحسنت بارك الله فيك، الفرق أن مختلف الحديث يمكن أن أوفق بين الأحاديث فأعمل بها كلها، لكن الناسخ والمنسوخ لا يمكن أن أوفق بين الأحاديث، فلا بد أن أترك بعضها، وأعمل ببعضها الآخر، فأترك ماذا وأعمل بماذا؟ ها تترك المنسوخ، وتعمل بالناسخ، كيف تعرف الناسخ من المنسوخ؟ نعم.
نعرف الناسخ من المنسوخ إما بمعرفة التاريخ، متى قال النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الحديث، ومتى قال الحديث الآخر، فأيهما أقدم نتركه، والمتأخر هو الذي نأخذ به ونعمل به، كذلك أيضا بالقرينة تكون يعني مربوطة بالتاريخ لكن ـ نعم بقول الصحابي أحيانا، الصحابي نفسه ينص على أن هذا الأمر هو المتأخر، مثل حديث جابر -رضي الله عنه- كان آخر قول جابر -رضي الله عنه- كان آخر الأمرين من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترك الوضوء مما مست النار.
فهذا الحديث أفادنا إذا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان أحيانا يتوضأ، وكان أحيانا لا يتوضأ فما الذي يعمل به من هذين الحكمين يعمل بترك الوضوء، لماذا؟ لأنه كان هو الأمر الأخير الذي استقر عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وترك الوضوء، وهو الأمر الأول، وأحيانا يعرف ذلك بأي شيء بنص الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، يبين أنه كان نهاهم عن شيء ثم أباحه لهم مثل كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنها تذكركم بالآخرة لو فرضنا مثلا أننا ما عرفنا أيضا الناسخ والمنسوخ، ولا أمكن الجمع بين الأحاديث ماذا نفعل؟.
الترجيح، أحسنت، بارك الله فيك، نأخذ بالترجيح، فنرجّح بعض الأحاديث على بعض، ونعمل بالراجح، ونترك المرجوح، هل هناك يعني أمثلة على الترجيح مثلا، النافي والمثبت، المثبت مقدم على النافي نعم ها؟ ارفع صوتك! مثل الحاظر والمبيح، المحرم والمحلل، يقدم هذا على هذا يقدم المحرم على الحديث المحلل، الناقل عن الأصل والمبقي على الأصل كل هذا.
يعني القول مقدم على الفعل نعم، ارفع صوتك شوية، نعم المنطوق والمفهوم المنطوق يقدم على المفهوم، ها نعم، قوة السند صحيح يعني إذا وجدنا حديثا أقوى من حديث أو حديث له طرق كثيرة جدا يقدم على الحديث الذي ليس له طرق، طرق.
نعم يوافق مقاصد الشريعة، والذي لا يوافق نعم نعم، والله هذه ما أذكر يعني تمام من الأمور التي تعتبر مرجحة يعني الأخ يقول كأن يكون راوي الحديث هو صاحب القصة، إذا كان هذا الحديث يعني صحيح السند إليه، والآخر صحيح السند إليه، فكيف
¥(28/186)
نرجح يعني بالقصة أم ماذا قد يكون قيل يعني أنا لا؟؟ من مائة وجه قد يكون هذا من الأوجه التي قيلت، لكني لا أذكره، ولا أذكر يعني لم يتضح لي الآن أن هذا يمكن يكون مرجحا، إي نعم هذا صحيح لكن، إذا لم يكن عندنا أدنى شك في ثبوت الحديث الآخر أيضا وثبوته بدرجة تساوي ثبوت هذا، فيبقى الإشكال في التعارض المتني في المتن نفسه، إذا الآن أنت يعني تنتقل إلى مفهوم آخر ما هو لأجل مسألة الصحة من عدمها صحة السند، نعم الأخ ضرب بمثال نعم هو يعني من أقوى أوجه الترجيح، فالنبي -صلى الله عليه وسلم-. .. ؟؟ ابن عباس يقول: إنه تزوج ميمونة وهو محرم والنبي -صلى الله عليه وسلم- ورد عنه أن المحرم لا ينكح ولا ينكح فالمهم أن الذي يعني ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوجها بعد أن حل من إحرامه، والراوي للقصة شخص نسيت اسمه، قال: كنت أنا الرسول بينهما فذاك صاحب القصة هو الذي كان رسولا بينهما، يعني قوله يقدم على قول ابن عباس، حتى وإن كانت ميمونة هي خالة ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- هناك أيضا من المرجحات كما قلنا سابقا، لكن الأخوة يبدو نسوها تعدد القصة.
يعني إذا أمكن الحمل على أن هذه القصة قد تعددت، فيمكن أن يكون هذا سائغا مثل حديث أبي هريرة، وهو حديث يعني معروف ومشهور في قصة حفظه للزكاة التي وكله النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها، ومجيء الشيطان يأخذ من ذلك التمر، وأبو هريرة يمسكه، وثلاث ليال وهو يكرر المهم حتى علمه آية الكرسي، وفيها يعني أنه لا يقربك شيطان حتى تصبح، فهذه القصة وردت على أن هذا الشيطان جاء لأبي هريرة، ووردت في بعض الطرق على أنها وقعت لأبي بن كعب، ووردت في بعض الطرق أنها وقعت لأبي أيوب الأنصاري، وربما ما هو أكثر من هذا من الصحابة، فيمكن أن يكون هذا الاختلاف ذريعة لمن أراد أن يعل أصل القصة، فيقول هذا يدل على اضطراب الرواة في هذا الحديث، فيقال: لا، يعني الأسانيد إذا صحت فهذا يحمل على أنها وقعت لأبي هريرة، ووقعت لأبي بن كعب، ووقعت لأبي أيوب، وليس هناك ما يمنع من هذا إطلاقا.
نعم ثم قلنا: بعد يعني إذا لم يمكن الترجيح، وهذا يعني يكاد يكون بعيدا، فيتوقف عن العمل بأي من الحديثين المتعارضين.
طيب ننتقل الآن إلى الموضوع الجديد، وهو قول الحافظ ابن حجر -رحمه الله-:(28/187)
أضخم برنامج للسنة (1400كتاب) مجاناً على الإنترنت
ـ[ابو عبد الله الهلالى]ــــــــ[20 - 09 - 09, 04:50 ص]ـ
برنامج موسوعة الحديث الشريف بموقع الشبكة الإسلامية مجاناً على هذا الربط
http://www.islamweb.net/hadith/index.php
يضم 1400كتاب
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[20 - 09 - 09, 12:07 م]ـ
الموقع لا يسمح بالتحميل، إنما هو التصفح فقط!
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[20 - 09 - 09, 03:11 م]ـ
بارك الله فيك على هذه المجموعة من الكتب و ان كان لايمكن التحميل
ـ[عبدالرحمن نور الدين]ــــــــ[20 - 09 - 09, 07:15 م]ـ
إذا استطاع أحد الإخوة تحميل الموقع ورفعه على الملتقي، ليمكن تصفحه دون الاتصال بالانترنت
مثلما يفعل الأخ عماد أحمد سعيد - جزاه الله خيراً -.
ـ[ابو الحسن احمد السكندري]ــــــــ[25 - 09 - 09, 04:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو البراء السبعاوي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 03:43 م]ـ
هل يمكن تحميله على النت؟(28/188)
هل من مجيب؟
ـ[أبو البراء السبعاوي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 12:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة وبركاته
الأخوة الكرام في ملتقى أهل الحديث
أود أن استفسر عن موضوع مصطلحات الجرح والتعديل في الأمور التالية:
إذا وسم العالم الراوي بصدوق ثم فاسد العقيدة، هل يسمى ذلك اقتران؟
إذا سكت العالم عن عقيدة الرواي المبتدع هل يسمى ذلك سكت عن عقيدته؟
ما معنى قولهم: "مشتركات لفظية"؟
إذا كان تكلم شخص ينسب الى العلم في راو بكلام يفهم من مضمون الطعن في الراوي ولكنه لا يحوي مصطلحات الجرح والتعديل، هل يقبل منه ذلك؟
هل كلام الأئمة الاثني عند الشيعة معتبر في الجرح والتعديل؟ ولماذا؟
قرأت في بعض النقود الصادرة عنهم: أنهم يقولون بعد أن مات أحد الرواة إن الله يعذبه بكذا وكذا، فهل يعد ذلك من الجرح المقبول؟(28/189)
هل رحل نوف البكالي إلى الكوفة وأجتمع بعلي رضي الله عنه
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[22 - 09 - 09, 09:42 ص]ـ
هل رحل نوفا البكالي إلى الكوفة
وأجتمع بعلي رضي الله عنه في مسجد الكوفة وأخذ منه نصيحة ثمينة فيها خير الدنيا والآخرة
كما يزعم الرافضة
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[24 - 09 - 09, 08:50 م]ـ
ننتظر جواب أهل العلم
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[28 - 09 - 09, 02:37 ص]ـ
ننتظر جواب أهل العلم
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[05 - 10 - 09, 09:03 ص]ـ
هل من مجيب حفظكم الله
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[21 - 10 - 09, 11:05 ص]ـ
ننتظر جواب أهل العلم(28/190)
الدورة الثانيه لحفظ السنة الشريفه ... حفظ الصحيحين في ثمانين يوما
ـ[محمود الأثري]ــــــــ[22 - 09 - 09, 03:08 م]ـ
تعلن جمعية انصار السنه المحمديه عن بدء الدوره الثانيه المفتوحه لحفظ سنة الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تهدف الى حفظ الصحيحين في 80 يوما فقط
هذه الدوره تعطي اجازه بحفظ وتحفيظ الصحيحين من الشيخ وحيد عبدالسلام بالي
شروط الالتحاق بالدوره لعام 1430|1431 هـ
1 - الا يقل العمر عن 9 سنوات
2 - ان يكون المتقدم حافظا للقرآن الكريم كاملا
للتقديم او الاستفسار يرجى الاتصال بـ:
هاتف: 0196020181
بريد الكتروني: anaswaheed_2030@yahoo.com
للتنسيق لموعد ومكان امتحان القرآن الكريم
البيانات المطلوبه للتقديم
1 - الاسم الرباعي
2 - العنوان
3 - العمل
4 - رقم الهاتف
يرجى سرعة التقديم فالأعداد محدوده
الراعي لهذه الدوره فضيلة الشيخ: وحيد عبدالسلام بالي
ـ[أبو البراء السبعاوي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 10:17 م]ـ
لدي صديق غير حافظ ويحتاج للمساعدة في الوضوع
ـ[محمود الأثري]ــــــــ[22 - 09 - 09, 10:52 م]ـ
وددت لو استطيع مساعدته لكن للاسف يا اخي شرط من شروط الالتحاق بالدوره حفظ القرآن الكريم كاملا
يوجد اعلان مماثل لدورة تحفيظ للقرآن الكريم بامكانك ان تبلغها لصديقك وجزيت خيرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1119193&postcount=1
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[22 - 09 - 09, 11:06 م]ـ
أحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
ـ[ابو الحسن احمد السكندري]ــــــــ[25 - 09 - 09, 04:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الفايد]ــــــــ[25 - 09 - 09, 09:01 ص]ـ
اين الموقع؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[سعد العجمي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 08:09 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[محمود الأثري]ــــــــ[27 - 09 - 09, 09:42 م]ـ
بورك فيك يا أخي
اتصل بالرقم في الاعلان وارفق بياناتك وسيتم تبليغك بأقرب فرع لبيتك
ـ[محمد شرف الدين]ــــــــ[08 - 11 - 09, 10:40 ص]ـ
هل يتم حفظ الصحيحين كل واحد منفردا ام هناك كتاب للجمع بين الصحيحين
ـ[محمود الأثري]ــــــــ[09 - 11 - 09, 04:48 م]ـ
بل يوجد كتاب للجمع بين الصحيحين وله منهج في العرض لا يسع المقام لشرحه بالتفصيل
ولكن اجمالا: ينقسم الكتاب الى 3 مجلدات
الجزء الأول: الاحاديث المتفق عليها
الجزء الثاني: مفردات البخاري (التي تفرد بها عن مسلم)
الجزء الثالث: مفردات مسلم (التي تفرد بها عن البخاري)
ـ[محمد شرف الدين]ــــــــ[10 - 11 - 09, 09:11 ص]ـ
هل كتاب الجمع هو كتاب الشيخ يحيي اليحي ام ان هناك كتاب اخر و جزاكم الله خيرا علي هذا المجهود وجعله في ميزان حسناتكم
ـ[محمود الأثري]ــــــــ[10 - 11 - 09, 07:24 م]ـ
نعم حبيبي في الله
هو الكتاب للشيح يحي
جزانا واياكم جميعا
وكل عام وانتم بخير
ـ[مصطفى بن محمد نصار]ــــــــ[11 - 11 - 09, 02:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا(28/191)
من هم الرواة الذين نهى الأئمة عن الرواية عنهم ثم رووا عنهم بداعي أنهم لا يكذبون؟
ـ[أبو البراء السبعاوي]ــــــــ[24 - 09 - 09, 06:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استفسار الى الإخوة الكرام
من يعطيني أمثله على رواة نهى الأئمة عن الرواية عنهم ثم روى عنهم آخرون لأنه من المحال ثبوت الكذب في حقهم؟
رجاء أن يكون الجواب على عجل ضروري جداً Question
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[24 - 09 - 09, 11:29 م]ـ
هل المقصود أن نفس الإمام الذي نهى عن الرواية عن هذا الرجل روى عنه؟
أو غيره من الأئمة روى عنه؟
كأن يروي البخاري مثلا عن عبيد الله بن موسى وقد نهى الإمام أحمد عن الرواية عنه لمذهبه؟
ـ[أبو البراء السبعاوي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 03:44 م]ـ
جزاك الله خيراً
أقصد المحدث نفسه يطعن بالراوي ثم يروي عنه(28/192)
عن الجمع بين الصحيحين للإشبيلي أنا سائلكم؟
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[24 - 09 - 09, 06:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحببت أيها الأفاضل الكرام سؤالكم حول جمع العلامة الإشبيلي بين الصحيحين ..
- هل فاته شيء من الصحيحين ولو لفظا أو نحوه؟ [أعني بذلك الأحاديث المرفوعة]
- ذكر المحقق الألمعي بشار عواد وفقه الله أن سائر من جمع بين الصحيحين ومنهم الإشبيلي رحمه الله لم يفرقوا بين أحاديث صحيح مسلم من حيث قوتها، فإن أحاديث صحيحه على أقسام ثلاثةٍ: أصولٍ ومتابعاتٍ وماساقه لتعليل بعض الأخبار ..
والذي يهمني هاهنا: هل جُمعت الأحاديث التي قصد منها الإمام مسلم رحمه الله تعليل بعض الأحاديث؟ حتى لايعتمد مريدُ العناية بالجمع على مايظنه صحيحا وهو مُساقٌ مساقَ التعليل لا لِأَن يُعتمد عليه ..(28/193)
من أدخل الجامع الصحيح إلى مصر؟
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[24 - 09 - 09, 07:38 م]ـ
ماهي روايات الجامع الصحيح التي دخلت مصر؟
و من أدخلها؟
وهل هناك بحث حول تاريخ دخول الجامع الصحيح إلى مصر؟
أفيدوني مشكورين مأجورين.
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[17 - 10 - 09, 10:15 م]ـ
أين أنتم يا أهل مصر؟(28/194)
فوائد من تحقيق الشيخ ابي غدة لرسالة الامام السخاوي (المتكلمون في الرجال)
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[24 - 09 - 09, 11:29 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
* قال الامام السخاوي (الحافظان الحجتان: يحيى بن سعيد القطان , وابن مهدي.
فمن جرحاه لا يكاد يندمل جرحه , ومن وثقاه فهو مقبول ومن اختلفا فيه وذلك قليل اجتهد في امره)
* الامام سفيان بن عيينة , والامام يحيى بن سعيد القطان , والامام عبد الرحمن بن مهدي.
جميعهم ماتوا في سنة 198هـ
* قال السخاوي (صالح جزرة) سبب تسمية الامام ابو علي صالح بن محمد البغدادي بجزرة.
سُئل الامام ابو علي لم لقبت جزرة؟ فقال قدم علينا عمرو بن زرارة فحدثهم بحديث لعبد الله بن بسر انه " كان له خرزة يرقي بها المريض " وانا غائب فسألته عن الحديث وصحفته - يعني مداعبةً- فقلت: (جزرة) فصاح المجان -معتبرين مداعبتي غلطة تسجل علي- فبقي علي -اللقب-
*هذه الرسالة مهمة لكل طالب لعلم الجرح والتعديل.
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[26 - 09 - 09, 07:43 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
* قال الامام السخاوي (والسِّلفِي)
قال عبد الفتاح: ابو طاهر احمد بن محمد بن احمد الاصبهاني ثم الاسكندري. ت 576 وكان له من العمر 104 سنة.
و (السِّلفِي) نسبة الى لقب جده احمد فقد كان يلقب سِلَقَه وهو لفظ اعجمي معناه ثلاث شفاه لأن شفته مشقوقة فصار كأن له ثلاث شفاه. ويخطأ البعض ويقول (السَلَفي) بفتح السين واللام.
* قال السخاوي (وابو شامة)
قال عبد الفتاح: عبد الرحمن بن اسماعيل المقدسي ت665، قيل له (ابو شامة) لوجود شامة كبيرة فوق حاجبه.
* قال السخاوي (وابن دقيق العيد)
قال عبد الفتاح: ابو الفتح محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري المنفلوطي الصعيدي الشهير بابن دقيق العيد. ت 702
اشتهر كأبيه وجده بابن دقيق العيد وذلك ان جد ابيه كان عليه طيلسان شديد البياض في يوم العيد فقيل: كأنه دقيق العيد , فلقب به.
* قال السخاوي (والنجم ابو الخير الدِّهلي البغدادي)
عبد الفتاح: و (الدِّهلي) بكسر الدال المهملة نسبة الى مدينة (دهلي) عاصمة بلاد الهند اليوم , (ابو عبد الملك: هذا هو الصحيح , ليس كما يقول الناس (دلهي) انظر كلام الاستاذ علي الطنطاوي في ذكرياته)
ووقع محرفا الى الذهبي في ذيل طبقات الحنابلة , ويقع محرفا في كثير من الكتب لغموض (الدِّهلي) بالنسبة الى هذه الطبقة واشتهار (الذهلي) فتنبه له
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[29 - 09 - 09, 12:58 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
* قال عبد الفتاح:
قال الامام الذهبي في رسالته " الموقظة" بعد كلام يتعلق بالجرح والتعديل: (والكلام على الرواة يحتاج الى ورع تام وبراءة من الهوى والميل وخبرة كاملة بالحديث ورجالة.
ثم نحن نفتقر الى تحرير عبارات التعديل والجرح وما بين ذلك من العبارات المتجاذبة ثم اهم من ذلك نعلم بالاستقراء التام: عرف ذلك الامام الجهبذ واصطلاحه ومقاصده بعباراته الكثيرة)
(من ثم قيل: تجب حكاية الجرح والتعديل فمنهم: من نفسه حاد في الجرح ومنهم: من هو معتدل ومنهم: من هو متساهل.
فالحاد منهم (المتعنت): يحيى بن سعيد القطان , وابن معين , وابو حاتم , وابن خراش وغيرهم.
والمعتدل فيهم: احمد بن حنبل , البخاري , وابو زرعة.
والمتساهل: كالترمذي , والحاكم ,ووالدارقطني في بعض حالاته)
(فلا يجتمع اثنان على توثيق ضعيف , ولا على تضعيف , ثقة. وانما يقع اختلافهم في مراتب القوة او مراتب الضعف) ا. هـ
* قال الامام السخاوي: نقل عن الامام الذهبي
(منهم من هو متعنت في التوثيق متثبت في التعديل يغمز الرواي بتوثيقه واذا ضعف رجلا فانظر: هل وافقه غيره على تضعيفه فإن وافقه ولم يوثق ذلك الرجل احد من الحذاق فهو ضعيف وان وثقة احد فهذا هو الذي قالوا: لا يقبل فيه الجرح الا مفسرا يعني لا يكفي فيه قول ابن معين مثلا: هو ضعيف من غير تبيان لسبب ضعفه ثم يجيء البخاري وغيره يوثقه).
قال عبد الفتاح:
نقل عن الحافظ ابن حجر (وينبغي ان لا يقبل الجرح والتعديل الا من عدل متيقظ فلا يقبل جرح من افرط فيه فجرح بما لا يقتضي ردا لحديث المحدث كما لا يقبل تزكية من اخذ بمجرد الظاهر فأطلق التزكية)
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[29 - 09 - 09, 01:01 ص]ـ
اكمل بارك الله فيك
تسجيل متابعة
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[30 - 09 - 09, 03:39 ص]ـ
وفيك بارك , اخي الفاضل المازري ,
ان شاء الله الموضوع متجدد.
ونسأله تعالى الاخلاص في القول والعمل.
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[30 - 09 - 09, 09:41 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
* قال السخاوي:
من ثم قال الذهبي وهو من اهل الاستقراء التام في نقد الرجال , لم يجتمع اثنان اي من طبقة واحدة من علماء هذا الشأن قط على توثيق ضعيف ولا على تضعيف ثقة.
قال عبد الفتاح: نقل الحافظ ابن حجر كلام الحافظ الذهبي في اواخر كتابه " نزهة النظر شرح نخبة الفكر".
وقد اضطربت كلمات العلماء الذين شرحوا "نزهة النظر " او علقوا عليها في تفسير قول الحافظ الذهبي (لم يجتمع اثنان اي من طبقة واحدة من علماء هذا الشأن .. ) وإليك بعض ما قالوا:
1 - قال العلامة القاسم: (معناه ان اثنين لم يتفقا في شخص على خلاف الواقع في الواقع , بل لا يتفقان الا على ما فيه شائبة مماا اتفقا عليه والله اعلم) ا. هـ
2 - قال الشيخ علي القارئ: (والاظهر ان معناه لم يتفق اثنان من اهل الجرح والتعديل غالبا على توثيق ضعيف وعكسه بل ان كان احدهما ضعفه وثقه الآخر , او وثقه احدهما ضعفه الآخر وسبب الاختلاف ما قرره المصنف: بأن يكون سبب ضعف الراوي شيئين مختلفين عند العلماء في صلاحية الضعف وعدمه فكل واحد منهما تعلق بسبب فنشأ الخلاف.
وهذا المعنى هو المناسب لتعليله بقوله اي الذهبي: " ولهذا كان مذهب النسائي ان لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع ".
3 - قال العلامة الاصولي عبد العلي الانصاري (فانظر فإن كان هو ثقة فقد اجتمع اكثر من اثنين على تضعيفه , وان كان ضعيفا فقد اجتمع اكثر من اثنين على توثيقه فافهم)
¥(28/195)
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[30 - 09 - 09, 10:15 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
* قال عبد الفتاح: ناقلا من كتاب السخاوي "فتح المغيث"
ذكر كلمة حسنة في بيان تجرد المحدثين النقاد حتى انهم نقدوا ألصق الناس فعدلوا وجرحوا ووهنوا وصححوا ولم يحابوا ابا ولا ابنا ولا اخا ,
1 - حتى ان علي ابن المديني سئل عن ابيه فقال: اسألوا عنه غيري فأعادوا فأطرق ثم رفع رأسه فقال: هو الدين: انه ضعيف.
2 - وقال ابو داود صاحب "السنن" ابن عبد الله كذاب.
3 - وجاء في " تقدمة الجرح والتعديل " لابن ابي حاتم في ترجمة يحيى بن سعيد القطان الجهبذ النقاد: " قال عبد الرحمن بن مهدي اختلفوا يوما عند شعبة فقالوا اجعل بيننا وبينك حكما فقال: قد رضيت بالاحول يعني يحيى بن سعيد القطان وكان احول , فما برحنا حتى جاء يحيى تحاكموا إليه فقضى على شعبة وهو شيخة ومنه تعلم وبه تخرج فقال له شعبة: ومن يطيق نقدك يا أحول.
قال ابو محمد اي ابن ابي حاتم: هذه غاية المنزلة ليحيى بن سعيد القطان اذ اختاره شعبة من بين اهل العلم ثم بلغ من دالته بنفسه وصلابته في دينه ان قضى على شعبة.
4 - سئل يحيى بن معين عن ابي ياسر عمار المستملي فقال: ليس بثقة , هو صديق لي.
5 - قال الحافظ الذهبي في " سير اعلام النبلاء " في ترجمة يحيى ابن معين: (ونحن لا ندعي العصمة في ائمة الجرح والتعديل ولكن هم اكثر الناس صوابا واندرهم خطأ واشدهم انصافا وابعدهم عن التحامل. واذا اتفقووا على تعديل او جرح فتمسك به واعضض عليه بناجذيك ولا تتجاوزه فتندم ومن شذ منهم فلا عبرة به.
فخل عنك العناء واعط القوس باريها فوالله لولا الحفاظ الاكابر لخطبت الزنادقة على المنابر ولئن خطب خاطب من اهل البدع فانما هو بسيف الاسلام وبلسان الشريعة وبجاه السنة بإظهار متابعة ما جاء به الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فنعوذ بالله م الخذلان) ا. هـ
ثم قال الذهبي رحمه الله في موضع آخر (كلام الاقران اذا تبرهن انه بهوى وعصبية لا يلتفت اليه بل يطوى ولا يروى ووقع في كتب التواريخ وكتب الجرح والتعديل امور عجيبة والعاقل خصم نفسه ومن حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه ولحوم العلماء مسمومه)
انتهت الفوائد التي اخترتها لكم.
وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين.
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 02:38 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
...................... استدراك
هذا كلام للامام ابو عبد الرحمن الألباني رحمه الله.
المصدر سلسلة الهدى والنور.
السائل: شيخنا هنا مقولة للذهبي مشهورة في الموقظة وغيرها "لم يجتمع اثنان اي من طبقة واحدة من علماء هذا الشأن قط على توثيق ضعيف ولا على تضعيف ثقة".
مع اننا نرى اختلاف كثيرا وان ترجح احد الجانبين (ايش المقصود من عبارة الذهبي)؟
الشيخ: لا يخفاك بارك الله فيك
السائل: وإياكم
الشيخ: ان مثل هذا الاختلاف الذي نفهمه نحن المتأخرون هم له افهم.
الشيخ: ولذلك فما ينبغي أن يدور في أفكارنا بأنهم يخالفون هذا الأمر الواضح لدينا نحن فضلاً عنهم.
إذاً ينبغي أن يحمل على معنى غير هذا المعنى، انا الذي اراه أنه ما اتفقوا على تضعيف راوي
السائل: تضعيف ثقة، او توثيق ضعيف.
الشيخ: نعم، لا يوجد اتفاق هذا بل هناك اختلاف.
السائل: ما اتفقا على تضعيف ثقة في الواقع وتوثيق ضعيف في الواقع والحقيقة.
الشيخ: نعم.
السائل: إلا وقد قيض الله من يبين ان الامر على خلاف ذلك.
الشيخ: نعم، لابد.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 07:32 ص]ـ
بارك الله فيك وغفر الله لك وجزاك الجنه
موضوع طيب مفيد
ـ[ابو عبد الملك الجهني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 08:02 ص]ـ
وإياك اخي ابا مسلم.
والحمد لله رب العالمين(28/196)
استفسار بخصوص منهج المتقدمين في الحكم على الأحاديث؟؟
ـ[أبو أنس الجداوي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 01:37 ص]ـ
" هذا الموضوع أكتبه للمرة الثانية في نفس القسم .. لا أدري اين الموضوع الاول لعله حذف أو شيء من هذا القبيل "
السلااام عليكم ورحمة الله ..
كيفك حالكم يا إخوان .. كل عام وأنتم بخير ..
المهم:
س/ من أول من قال بالتفريق بين المنهجين؟؟ وهل لشيخ الإسلام كلام في هذا؟؟؟
#* يا حبذا لو قام أحد الإخوة ببيان أبرز العلماء الذين هم على هذا المنهج ..
((أقصد علماء الماضي ليس مشائخنا الحاليين)) ..
تحياتي لكم ..
محبكم ..
أبو أنس الجداوي ..
ـ[أبو أنس الجداوي]ــــــــ[25 - 09 - 09, 06:18 م]ـ
للرفع
ـ[ابو هبة]ــــــــ[26 - 09 - 09, 02:55 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
عيد مبارك
أخي الكريم
راجع هذا الرابط:
هنا ( http://www.google.com.sa/cse?cx=partner-pub-5610395403523893%3A15l8n332pn3&q=%E3%E4%E5%CC+%C7%E1%E3%CA%DE%CF%E3%ED%E4+&sa=%C8%CD%CB)(28/197)
هل انتقد الإمام الخطابي تراجم البخاري؟
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[25 - 09 - 09, 02:20 ص]ـ
الإخوة الكرام
هل من الإخوة من عثر على نص للإمام الخطابي ينتقد فيه تراجم البخاري؟
ومن هو أول من انتقد تراجم البخاري؟
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[27 - 09 - 09, 10:14 ص]ـ
هل من فائدة؟(28/198)
حول مسند الشاميين وأسانيد المدلسين
ـ[أحمد يس]ــــــــ[25 - 09 - 09, 06:03 م]ـ
الإخوة الكرام الأحبة:
مسند الشاميين من الكتب الهامة للغاية ولكن وقع فيه إشكال قلما يتنبه له أحد -حسب علمي- وهو أن الشيخ حمدي السلفي اعتمد في تحقيقه على مخطوطة واحدة فقط منسوخة في القرن الثالث عشر الهجري أي أنها قريبة عهد بنا بعيدة عهد بصاحب الكتاب جداً.
والناظر في هذا المسند الجليل يقارن بين أسانيده وأسانيد كتب الطبراني الأخرى -وبخاصة المعجمين الكبير والأوسط- يجد في الأخيرة أسانيد معنعنة لمدلسين على مختلف طبقاتهم وأشنعهم أصحاب تدليس التسوية كالوليد بن مسلم وغيره.
ولكن عند النظر في مسند الشاميين نجد هذه الأسانيد المعنعنة فيها التصريح بالسماع ولا يوجد مصدر محايد ينقل لنا هذه الأسانيد ولا مخطوطة أخرى غير المخطوطة الحديثة للكتاب.
فهل التوقف في مثل هذه الأحاديث أولى؟
أم يمكن الاعتماد على النسخة دون حرج وجبر تلك العنعنات بهذه التصريحات بالسماع؟
وهل تكلم أحد من أهل العلم في هذا؟
وهل وجد أحد الباحثين أي مخطوطة أخرى لمسند الشاميين غير التي اعتمد عليها الشيخ السلفي حتى نقارن المخطوطات ببعضها وتطمئن قلوبنا -مع أني بحثت على الشبكة فما وجدت غير النسخة التي اعتمد عليها الشيخ السلفي-؟
نرجو الإفادة.
ـ[أحمد يس]ــــــــ[27 - 09 - 09, 04:36 م]ـ
؟؟؟؟؟
ـ[أحمد يس]ــــــــ[10 - 10 - 09, 06:00 م]ـ
لن أبرح حتى أجاب أو أمضي حقباً(28/199)
تصنيف العلماء من حيث الشدة والتساهل
ـ[أبو البراء السبعاوي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 03:39 م]ـ
هل يوجد تصنيف معين لعلماء الرجال من حيث الشدة والتساهل في نقد المبتدعة؟ Question(28/200)
ما هى مؤلفات الشيخ مقبل بن هادى الوادعى
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[27 - 09 - 09, 11:28 م]ـ
هل يدلنا احد الاخوة على مؤلفات الشيخ مقبل بن هادى الوادعى رحمه الله؟
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[28 - 09 - 09, 01:36 ص]ـ
راجع الروابط التالية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35904
http://islamspirit.com/click/go.php?id=7
http://www.muqbel.net/files.php
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[28 - 09 - 09, 08:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا(28/201)
فوائد منتقاة من " الرفع والتكميل"
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[28 - 09 - 09, 07:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه فوائد اخترتها لك من كتاب "الرفع والتكميل في الجرح والتعديل" لأبي الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي الهندي المتوفى سنة 1304 هـ.
يجدر بك يا طالب العلم أن تكون منتبها لها مطلعا عليها.
تقديم الجرح على التعديل ليس مطلقا
جاء في "الرفع والتكميل" - (ص 117):
"قلت قد زل قدم كثير من علماء عصرنا بما تحقق عند المحققين أن الجرح مقدم على التعديل لغفلتهم عن التقييد والتفصيل توهما منهم أن الجرح مطلقا أي جرح كان من أي جارح كان في شأن أي راو كان مقدم على التعديل مطلقا أي تعديل كان من أي معدل كان في شأن أي راو كان وليس الأمر كما ظنوا بل المسألة أي تقدم الجرح على التعديل مقيدة بأن يكون الجرح مفسرا فإن الجرح المبهم غير مقبول مطلقا على المذهب الصحيح فلا يمكن أن يعارض التعديل وإن كان مبهما".
وجاء فيه (ص 120):
"فالحاصل أن الذي دلت عليه كلمات الثقاب وشهدت به جمل الأثبات هو أنه إن وجد في شأن راو تعديل وجرح مبهمان قدم التعديل وكذا إن وجد الجرح مبهما والتعديل مفسرا قدم التعديل وتقديم الجرح إنما هو إذا كان مفسرا سواء كان التعديل مبهما أو مفسرا فاحفظ هذا فإنه ينجيك من المزلة والخطل ويحفظك عن المذلة والجدل ".
نفي الصحة والثبوت لا يلزم منه الحكم بالضعف أو الوضع
جاء في "الرفع والتكميل" (ص 191):
"كثيرا ما يقولون لا يصح ولا يثبت هذا الحديث ويظن منه من لا علم له أنه موضوع أو ضعيف وهو مبني على جهله بمصطلحاتهم وعدم وقوفه على مصرحاتهم فقد قال علي القاري في تذكرة الموضوعات لا يلزم من عدم الثبوت وجود الوضع انتهى وقال في موضع آخر لا يلزم من عدم صحته وضعه انتهى".
الفرق بين قولهم حديث منكر ومنكر الحديث ويروي المناكير
جاء في "الرفع والتكميل" (ص 199):
بين قولهم هذا حديث منكر وبين قولهم هذا الراوي منكر الحديث وبين قولهم يروي المناكير فرق ومن لم يطلع عليه زل وأضل وابتلى بالغرق.
ولا تظنن من قولهم هذا حديث منكر أن راويه غير ثقة فكثيرا ما يطلقون النكارة على مجرد التفرد وإن اصطلح المتأخرون على أن المنكر هو الحديث الذي رواه ضعيف مخالفا لثقة وأما إذا خالف الثقة غيره من الثقات فهو شاذ.
وكذا لا تظنن من قولهم فلان روى المناكير أو حديثه هذا منكر
ونحو ذلك أنه ضعيف.
قال الزين العراقي في تخريج أحاديث إحياء العلوم كثيرا ما يطلقون المنكر على الراوي لكونه روى حديثا واحدا انتهى.
وقال السخاوي في فتح المغيث وقد يطلق ذلك على الثقة إذا روى المناكير عن الضعفاء قال الحاكم قلت للدارقطني فسليمان ابن بنت شرحبيل قال ثقة قلت أليس عنده مناكير؟ قال يحدث بها عن قوم ضعفاء أما هو فثقة انتهى.
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة عبدالله بن معاوية الزبيري قولهم منكر الحديث لا يعنون به أن كل ما رواه منكر بل إذا روى الرجل جملة وبعض ذلك مناكير فهو منكر الحديث انتهى وقال أيضا في ترجمة أحمد بن عتاب المروزي قال أحمد بن سعيد بن معدان شيخ صالح روى الفضائل والمناكير قلت ما كل من روى المناكير يضعف انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في مقدمة فتح الباري عند ذكر محمد بن
إبراهيم التيمي وتوثيقه مع قول أحمد فيه يروي أحاديث مناكير قلت المنكر أطلقه أحمد بن حنبل وجماعة على الحديث الفرد الذي لا متابع له فيحمل هذا على ذلك وقد احتج به الجماعة انتهى وقال أيضا عند ذكر ترجمة (بريد بن عبد الله) أحمد وغيره يطلقون المناكير على الأفراد المطلقة انتهى
وفي "الرفع والتكميل" - (ص 210):
قلت فعليك يا من ينتفع من ميزان الاعتدال وغيره من كتب أسماء الرجال ألا تغتر بلفظ الإنكار الذي تجده منقولا من أهل النقد في الأسفار بل يجب عليك
أن تثبت وتفهم أن المنكر إذا أطلقه البخاري على الراوي فهو ممن لا تحل الرواية عنه وأما إذا أطلقه أحمد ومن يحذو حذوه فلا يلزم أن يكون الراوي ممن لا يحتج به
وأن تفرق بين روى المناكير أو يروي المناكير أو في حديثه نكارة ونحو ذلك وبين قولهم منكر الحديث ونحو ذلك بأن العبارات الأولى لا تقدح الراوي قدحا يعتد به والأخرى تجرحه جرحا معتدا به
¥(28/202)
وألا تبادر بحكم ضعف الراوي بوجود أنكر ما روى في حق روايته في الكامل والميزان ونحوهما فإنهم يطلقون هذا اللفظ على الحديث الحسن والصحيح أيضا بمجرد تفرد راويها
وأن تفرق بين قول القدماء هذا حديث منكر وبين قول المتأخرين هذا حديث منكر فإن القدماء كثيرا ما يطلقونه على مجرد ما تفرد به راويه وإن كان من الأثبات والمتأخرين يطلقونه على رواية راو ضعيف خالف الثقات".
بيان مراد ابن معين من قوله في الراوي ليس بشيء
جاء في "الرفع والتكميل" (ص 212)
"كثيرا ما تجد في ميزان الاعتدال وغيره في حق الرواة نقلا عن يحيى بن معين إنه ليس بشيء فلا تغتر به ولا تظنن أن ذلك الراوي مجروح بجرح قوي فقد قال الحافظ ابن حجر في مقدمة فتح الباري في ترجمة عبدالعزيز بن المختار البصري ذكر ابن القطان الفاسي أن مراد ابن معين من قوله ليس بشيء يعني أن أحاديثه قليلة انتهى
وقال السخاوي في فتح المغيث قال ابن القطان إن ابن المعين إذا قال في الراوي ليس بشيء أنه يريد أنه لم يرو حديثا كثيرا".
بيان مراد ابن معين من قوله في الراوي لا بأس به أو ليس به بأس
جاء في "الرفع والتكميل" (ص 221):
"كثيرا ما تجد في الميزان وغيره نقلا عن ابن معين في حق الرواة لا بأس به فلعلك تظن منه أنه أدون من ثقة كما هو مقرر عند المتأخرين وليس كذلك فإنه عنده كثقة قال البدر بن جماعة في مختصره قال ابن معين إذا قلت لا بأس به فهو ثقة وهذا خبر عن نفسه انتهى وفي مقدمة ابن الصلاح قال ابن أبي خيثمة قلت ليحيى بن معين إنك تقول فلان ليس به بأس وفلان ضعيف قال إذا قلت لك ليس به بأس فثقة وإذا قلت لك ضعيف فهو ليس بثقة لا تكتب حديثه انتهى.
وفي مقدمة فتح الباري يونس البصري قال ابن الجنيد عن ابن معين ليس به بأس وهذا توثيق من ابن معين انتهى".
بيان الفرق بين قول أكثر المحدثين وقول أبي حاتم في الراوي مجهول
جاء في "الرفع والتكميل" (ص 229):
"فرق بين قول أكثر المحدثين في حق الراوي إنه مجهول وبين قول أبي حاتم إنه مجهول فإنهم يريدون به غالبا جهالة العين بألا يروي عنه إلا واحد وأبو حاتم يريد به جهالة الوصف فافهمه".
الرد على من يزعم الدس في الكتب بمجرد الاحتمال
جاء في "الرفع والتكميل" (ص 384):
"ولا يذهب على أهل الفطانة ما في هذا الجواب من السخافة فإن مجرد احتمال كون تلك العبارة مدسوسة لا يكفي لدفع الخدشة إلا إذا تأيد ذلك بوجود نسخ الغنية الصحيحة خالية عن هذه البلية وإذ ليس فليس".
بيان مراد البخاري من قوله في الراوي فيه نظر أو سكتوا عنه
جاء في "الرفع والتكميل" (ص 388):
"قول البخاري في حق أحد من الرواة فيه نظر يدل على أنه متهم عنده ولا كذلك عند غيره قال الذهبي في ميزانه في ترجمة عبد الله ابن داود الواسطي قال البخاري فيه نظر ولا يقول هذا إلا فيمن يتهمه غالبا انتهى وقال أيضا في ترجمة البخاري في كتابه سير أعلام النبلاء: قال بكر بن منير سمعت أبا عبد الله البخاري يقول أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا قلت صدق رحمه الله ومن نظر في كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه في الكلام في الناس وإنصافه فيمن يضعفه فإنه أكثر ما يقول منكر الحديث سكتوا عنه فيه نظر ونحو هذا وقل أن يقول فلان كذاب أو كان يضع الحديث
حتى إنه قال إذا قلت فلان في حديثه نظر فهو متهم واه وهذا معنى قوله لا يحاسبني الله أني اغتبت أحدا وهذا هو والله غاية الورع انتهى.
وقال العراقي في شرح ألفيته فلان فيه نظر وفلان سكتوا عنه هاتان العبارتان يقولهما البخاري فيمن تركوا حديثه انتهى".
بيان تنطع العقيلي في جرحه الراوة
جاء في "الرفع والتكميل" - (ص 405):
"كثيرا ما تجد في الميزان وغيره من كتب أهل الشأن في الجرح المنقول عن العقيلي بأنه لا يتابع عليه وقد رد عليه العلماء في كثير
من المواضع على جرحه بقوله لا يتابع عليه وعلى تجاسره في الكلام في الثقات الأثبات".
بيان حكم الجرح غير البريء
جاء في "الرفع والتكميل" (ص 409):
"الجرح إذا صدر من تعصب أو عداوة أو منافرة أو نحو ذلك فهو جرح مردود ولا يؤمن به إلا المطرود ولهذا لم يقبل قول الإمام مالك في محمد بن إسحاق صاحب المغازي إنه دجال من الدجاجلة لما علم أنه صدر من منافرة باهرة بل حققوا أنه حسن الحديث ".
كلام المعاصر لا يقبل في معاصره ليس على إطلاقه
جاء في "الرفع والتكميل" (ص 431):
"قد صرحوا بأن كلمات المعاصر في حق المعاصر غير مقبولة وهو كما أشرنا إليه مقيد بما إذا كانت بغير برهان وحجة وكانت مبنية على التعصب والمنافرة فإن لم يكن هذا ولا هذا فهي مقبولة بلا شبهة فاحفظه فإنه مما ينفعك في الأولى والآخرة" انتهى من الرفع والتكميل.
هذا ما انتقيته لك من فوائد أراها في غاية الأهمية سائلا الله تعالى أن ينفعنا بها وأن يجزي العلامة اللكنوي خير الجزاء إنه سميع بصير مجيب.
انتقاه أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com
¥(28/203)
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[17 - 07 - 10, 05:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[19 - 07 - 10, 07:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا
والكتاب من أفضل الكتب فب الجرح والتعديل
وقد قرره علينا الدكتور أحمد معبد في الدراسات العليا لأهميته
ولا يستغني عنه صاحب حديث
فجزاكم الله خيرا على انتقاءاتكم
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[19 - 07 - 10, 08:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد الشربيني]ــــــــ[19 - 07 - 10, 10:31 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء،
وليتك تدخل في الفوائد حاشية أبي غدة رحمه الله.
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[20 - 07 - 10, 05:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
والكتاب من أفضل الكتب فب الجرح والتعديل
وقد قرره علينا الدكتور أحمد معبد في الدراسات العليا لأهميته
ولا يستغني عنه صاحب حديث
فجزاكم الله خيرا على انتقاءاتكم
فعلا الكتاب مفيد جدا وكنت منذ زمن قد دونت نفس الفوائد تقريبا الذي دونها صاحب الموضوع وقد عجبت من اختياره الذي وافق في أكثره ما اخترت ولقد سعدت بثناء الدكتور احمد معبد على الكتاب أبلغه سلامي فقد أستفدت منه والتقيت به ولقد نصحني نصائح مفيدة منها أن أتواضع ولا أقتر بعلمي وعلمني كيف أفهم نصا للدارقطني وأهديته كتابي(28/204)
فوائد منتقاة من "الرسالة المستطرفة" (1) للكتاني
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[28 - 09 - 09, 07:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه فوائد ذات أهمية من كتاب "الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة" للعلامة محمد بن جعفر الكتاني -رحمه الله- المتوفى سنة 1345 هـ رحمه الله تعالى:
الأصول الخمسة أو الستة أو السبعة أو العشرة
جاء في "الرسالة المستطرفة " (ص 11):
"صحيح الإمام (أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن المغيرة بن بردزبه البخاري) بلدا نسبة إلى بخارى بالقصر أعظم مدينة وراء النهر بينها وبين سمرقند مسافة ثمانية أيام (الجعفي ولاء) لأن جده (المغيرة) أسلم على يد (اليمان بن أخنس الجعفي) والي بخارى الفارسي نسبا من أبناء فارس المتوفى بخرتنك قرية بظاهر سمرقند على ثلاث فراسخ منها وقيل: على فرسخين سنة ست وخمسين ومائتين وهو أصح كتاب بين أظهرنا بعد كتاب الله.
و (صحيح أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري) نسبة إلى بني قشير قبيلة معروفة من قبائل العرب (النيسابوري) نسبة إلى نيسابور مدينة مشهورة بخراسان من أحسن مدنها وأجمعها للعلم والخير المتوفى بها سنة إحدى وستين ومائتين.
وسنن (أبي داود سليمان بن الأشعث الأزدي) نسبة إلى الأزد أبي قبيلة باليمن (السجستاني) نسبة إلى سجستان وينسب إليها سجزي أيضا على غير قياس مدينة بخراسان المتوفى بالبصرة سنة خمس وسبعين ومائتين قيل: وهو أول من صنف في السنن وفيه نظر يتبين مما يأتي.
وجامع (أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي) بضم السين خلافا لمن قال بفتحها نسبة إلى بني سليم قبيلة معروفة (الترمذي) نسبة إلى ترمذ مدينة قديمة على طرف نهر بلخ المسمى بجيحون الضرير المتوفى بترمذ أو ببوغ وهي قرية من قرى ترمذ على ستة فراسخ منها سنة تسع وقيل: سنة خمس وسبعين ومائتين ويسمى: (بالسنن) أيضا خلافا لمن ظن أنهما كتابان و (بالجامع الكبير).
وسنن (أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر النسائي) نسبة إلى نسا مدينة بخراسان وقيل: كورة من كور نيسابور والقياس نسوي المتوفى بالرملة بمدينة فلسطين من أرض الشام ودفن بها وقيل: حمل إلى مكة فدفن فيها بين الصفا والمروة وقيل: إنه توفي بمكة ودفن بها سنة ثلاث وثلاثمائة.
وهو آخر الخمسة المذكورين وفاة وأطولهم سنا والمراد بها (الصغرى) فهي المعدودة من الأمهات وهي التي خرج الناس عليها الأطراف والرجال دون (الكبرى) خلافا لمن قال أنها المرادة.
وسنن (أبي عبد الله محمد بن يزيد) المعروف (بابن ماجه) وهو لقب أبيه لا جده ولا أنه اسم أمه خلافا لمن زعم ذلك وهاؤه ساكنة وصلا ووقفا لأنه اسم أعجمي (الربعي) نسبة إلى (ربيعة) مولاهم (القزويني) نسبة إلى قزوين مدينة مشهورة بعراق العجم المتوفى بقزوين سنة ثلاث أو خمس وسبعين ومائتين.
وهي التي كملت بها الكتب الستة والسنن الأربعة بعد الصحيحين واعتنى بأطرافها الحافظ (ابن عساكر) ثم (المزي) مع رجالها ولم يذكر (ابن الصلاح) (والنووي) وفاته كما لم يذكرا كتابه في الأصول.
بل جعلاها خمسة فقط تبعا لمتقدمي أهل الأثر وكثير من محققي متأخريهم ولما رأى بعضهم كتابه كتابا مفيدا قوي النفع في الفقه ورأى من كثرة زوائده على (الموطأ) أدرجه على ما فيه في الأصول وجعلها ستة.
وأول من أضافه إلى الخمسة مكملا به الستة (أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي) في أطراف الكتب الستة له وكذا في شروط الأئمة الستة له ثم (الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي) في (الكمال في أسماء الرجال) أي: رجال الكتب الستة الذي هذبه (الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي) بكسر الميم وتشديد الزاي المكسورة نسبة إلى المزة قرية بدمشق فتبعهما على ذلك أصحاب الأطراف والرجال والناس ومنهم من جعل السادس (الموطأ) (كرزين بن معاوية العبدري) في (التجريد) و (أثير الدين أبي السعادات المبارك بن محمد) المعروف (بابن الأثير الجزري الشافعي) في (جامع الأصول).
وقال قوم من الحفاظ منهم (ابن الصلاح) و (النووي) و (صلاح الدين العلائي) و (الحافظ ابن حجر): لو جعل (مسند الدارمي) سادسا كان أولى.
¥(28/205)
ومنهم من جعل الأصول سبعة فعد منها زيادة على الخمسة كلا من (الموطأ) و (ابن ماجة) ومنهم من أسقط (الموطأ) وجعل بدله (سنن الدارمي) والله أعلم.
وجاء في "الرسالة المستطرفة" (ج 1 / ص 13):
"ومنها كتب الأئمة الأربعة أرباب المذاهب المتبوعة:
وهي (موطأ نجم الهدى) إمام الأئمة عالم المدينة (أبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي) نسبة إلى (ذي أصبح) من ملوك اليمن (المدني) المتوفى بها سنة تسع وسبعين ومائة وهي في الرتبة بعد (مسلم) على ما هو الأصح ويذكر أن جميع مسائلها ثلاثة آلاف مسألة وأحاديثها سبعمائة حديث وعن مؤلفها فيها روايات كثيرة أشهرها وأحسنها: رواية (يحيى بن كثير الليثي الأندلسي) وإذا أطلق في هذه الأعصار (موطأ مالك) فإنما ينصرف لها.
وأكبرها رواية: (عبد الله بن مسلمة القعنبي) ومن أكبرها وأكثرها: زيادات رواية (أبي مصعب أحمد بن أبي بكر القرشي الزهري) قاضي المدينة ومن جملتها رواية (محمد بن الحسن الشيباني) صاحب (أبي حنيفة) وفي (موطئه) أحاديث يسيرة يرويها عن غير (مالك) وأخرى زائدة على الروايات المشهورة وهي أيضا خالية عن عدة أحاديث ثابتة في سائر الروايات
........
ومسند إمام الأئمة أيضا ركن الإسلام (أبي حنيفة النعمان بن ثابت الفارسي الكوفي) فقيه العراق المتوفى: ببغداد سنة خمسين أو إحدى وخمسين ومائة وله خمسة عشر مسندا وأوصلها الإمام (أبو الصبر أيوب الخلوتي) في ثبته إلى سبعة عشر مسندا كلها تنسب إليه لكونها من حديثه وإن لم تكن من تأليفه.
وقد جمع بين خمسة عشر منها:
(أبو المؤيد محمد بن محمود بن محمد بن الحسن الخطيب الخوارزمي) نسبة إلى خوارزم بضم الخاء وكسر الراء ناحية معلومة المتوفى: سنه خمس وخمسين وستمائة في كتاب سماه: (جامع المسانيد) رتبه على ترتيب أبواب الفقه بحذف المعاد وترك تكرير الإسناد.
واعتبر بعضهم منها:
ما خرجه (أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث بن خليل الكلاباذي الحارثي السبذموني) نسبة إلى سبذمون قرية من قرى بخارى على نصف فرسخ المعروف: بعبد الله الأستاذ المتوفى سنة أربعين وثلاثمائة.
والذي اعتبره الحافظ (ابن حجر) في كتابه (تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأربعة) هو ما خرجه الإمام الزكي الحافظ (أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو) بضم الخاء وسكون المهملة البلخي المتوفى: سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
ومسند عالم قريش ومجدد الدين على رأس المائتين أحد أقطاب الدنيا وأوتادها (أبي عبد الله محمد بن إدريس بن عباس بن عثمان بن شافع الشافعي القرشي المطلبي المكي) نزيل مصر المتوفى بها سنة أربع ومائتين وليس هو من تصنيفه أيضا وإنما هو عبارة عن الأحاديث التي أسندها مرفوعها موقوفها.
ووقعت في مسموع (أبي العباس محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الأصم الأموي) مولاهم (المعقلي النيسابوري) عن (الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادي) مولاهم (المؤذن المصري) صاحب (الشافعي) وراوية كتبه من كتابي (الأم) و (المبسوط) (للشافعي) إلا أربعة أحاديث رواها (الربيع) عن (البويطي) عن (الشافعي) التقطها بعض النيسابوريين وهو (أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر المطري العدل النيسابوري الحافظ) من شيوخ (الحاكم) من الأبواب (لأبي العباس الأصم) المذكور لحصول الرواية له بها عن (الربيع) وقيل: جمعها (الأصم) لنفسه فسمى ذلك (مسند الشافعي) ولم يرتبه فلذا وقع التكرار فيه في غير ما موضع انظر (فهرست الأمير) و (شرح الإحياء) في كتاب (آداب الأخوة والصحبة) ووفاة (الربيع) هذا سنة سبعين ومائتين (وأبي العباس الأصم) سنة ست وأربعين وثلاثمائة (وأبي عمرو المطري) سنة ستين وثلاثمائة.
ومسند الإمام الأوحد محي السنة (أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي) ثم البغدادي المتوفى: سنة إحدى وأربعين ومائتين وكان يحفظ ألف ألف حديث ومسنده هذا يشتمل على ثمانية عشر مسندا:
أولها: مسند العشرة وما معه وفيه من زيادات ولده (عبد الله) ويسير من زيادات (أبي بكر القطيعي) الراوي عن (عبد الله) وقد اشتهر عند كثير من الناس أنه أربعون ألف حديث.
¥(28/206)
قال (أبو موسى المديني): لم أزل أسمع ذلك من الناس حتى قرأته على (أبي منصور بن رزيق). اه
وكذا صرح بذلك الحافظ (شمس الدين محمد بن علي الحسيني) في (التذكرة) فقال: عدة أحاديثه أربعون ألفا بالمكرر.
وقال (ابن المنادي): أنه ثلاثون ألفا والاعتماد على قوله دون غيره وقد انتقاه من أكثر من سبعمائة ألف وخمسين ألف حديث ولم يدخل فيه إلا ما يحتج به عنده وتفضيل (ابن الصلاح) كتب السنن عليه منتقد وبالغ بعضهم فأطلق عليه اسم (الصحة) والحق أن فيه أحاديث كثيرة ضعيفة وبعضها أشد في الضعف من بعض حتى أن (ابن الجوزي) أدخل كثيرا منها في موضوعاته ولكن تعقبه في بعضها الحافظ (أبو الفضل العراقي) وفي سائرها الحافظ (ابن حجر) في (القول المسدد في الذب عن مسند أحمد) و (السيوطي) في ذيله المسمى: (بالذيل الممهد على القول المسدد) وحقق الأول منهما نفي الوضع عن جميع أحاديثه وأنه أحسن انتقاء وتحريرا من الكتب التي لم تلتزم الصحة في جمعها قال: وليست الأحاديث الزائدة فيه على ما في الصحيحين بأكثر ضعفا من الأحاديث الزائدة في (سنن أبي داود) و (الترمذي) عليهما.
وقال غيره: ما ضعف من أحاديثه أحسن حالا مما يصححه كثير من المتأخرين وقد رتبه على الأبواب بعض الحفاظ الأصبهانيين وكذا الحافظ (ناصر الدين ابن رزيق) وكذا بعض من تأخر عنه ورتبه على حروف المعجم في أسماء المقلين الحافظ (أبو بكر بن المحب).
ولولده (أبي عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل البغدادي) الحافظ المتوفى: سنة تسعين ومائتين كتاب في زوائد مسنده هذا وهو نحو من ربعه في الحجم قيل: أنه مشتمل على عشر آلاف حديث وله أيضا زوائد كتاب (الزهد) لأبيه وللإمام الحافظ (أبي بكر محمد بن الحافظ أبي محمد بن عبد الله المقدسي الحنبلي) ترتيب مسند (أحمد) هذا كله على حروف المعجم فهذه هي كتب الأئمة الأربعة وبإضافتها إلى الستة الأولى تكمل الكتب العشرة التي هي أصول الإسلام وعليها مدار الدين ".
تساهل الحاكم في قدر الخمس الأول منه قليل
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 21):
"ويقال: أن السبب في التساهل الواقع فيه أنه صنفه أواخر عمره وقد حصلت له غفلة وتغير أو أنه لم يتيسر له تحريره وتنقيحه ويدل له أن تساهله في قدر الخمس الأول منه قليل جدا بالنسبة لباقيه
وقد قال (الحافظ): وجدت قريبا من نصف الجزء الثاني من تجزئة ستة من (المستدرك) إلى هنا انتهى إملاء (الحاكم)
قال: وما عدا ذلك من الكتاب لا يؤخذ عنه إلا بطريق الإجازة والتساهل في القدر المملى قليل جدا بالنسبة إلى ما بعده".
ابن خزيمة أعلى مزية من ابن حبان وهو أعلى مزية من الحاكم
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 21):
"وقد قال (الحازمي): (ابن حبان) أمكن في الحديث من (الحاكم) وقال (العماد ابن كثير): قد التزم (ابن خزيمة) و (ابن حبان) الصحة وهما خير من (المستدرك) بكثير وأنظف أسانيد ومتونا وقال غيرهما: (صحيح ابن خزيمة) أعلى مزية من (صحيح ابن حبان) و (صحيح ابن حبان) أعلى من (الحاكم) وهو مقارب (للحاكم) في التساهل لأنه غير متقيد بالمعدلين بل ربما يخرج للمجهولين لا سيما ومذهبه إدراج الحسن في الصحيح لكن هذا كله اصطلاح له ولا مشاحة فيه على أن في (صحيح ابن خزيمة) أيضا أحاديث محكوما منه بصحتها وهي لا ترتقي عن درجة الحسن بل وفيما صححه (الترمذي) من ذلك أيضا جملة مع أنه ممن يفرق بين الصحيح والحسن وحينئذ فلا بد من النظر في أحاديث كل ليحكم على كل واحد منها بما يليق به. والله أعلم".
ترتيب صحيح ابن حبان
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 21):
"وصحيح (أبي حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن معاذ التميمي الدارمي البستي) بضم الموحدة وإسكان السين وفوقية نسبة إلى بست بلد كبير من بلاد الغور بطرف خراسان الشافعي أحد الحفاظ الكبار صاحب التصانيف العديدة المتوفى: ببست سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وهو المسمى: (بالتقاسيم والأنواع) في خمس مجلدات وترتيبه مخترع ليس على الأبواب ولا على المسانيد والكشف منه عسر جدا
¥(28/207)
وقد رتبه بعض المتأخرين على الأبواب ترتيبا حسنا وهو الأمير (علاء الدين أبو الحسن علي بن بلبان بن عبد الإله الفارسي الحنفي) الفقيه النحوي المتوفى: بالقاهرة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة وسماه: (الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان) كما أنه رتب (معجم الطبراني الكبير) على الأبواب أيضا ".
صحيح ابن خزيمة عدم أكثره
جاء في "الرسالة المستطرفة" (ص 21):
"و (صحيح ابن حبان) هذا موجود الآن بتمامه بخلاف (صحيح ابن خزيمة) فقد عدم أكثره كما قاله (السخاوي): وقد قيل أن أصح من صنف في الصحيح بعد الشيخين (ابن خزيمة) (فابن حبان) ". اه
الإلزامات للدارقطني كالمستدرك على الصحيحين
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 21):
"وكتاب (الإلزامات) (لأبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الدارقطني) نسبة إلى دار القطن محلة كبيرة ببغداد البغدادي الشافعي صاحب (السنن) و (العلل) وغيرهما أمير المؤمنين في الحديث ولم ير مثل نفسه المتوفى: ببغداد سنة خمس وثمانين وثلاثمائة وهو أيضا (كالمستدرك على الصحيحين) جمع فيه ما وجده على شرطهما من الأحاديث وليس بمذكور في كتابيهما وألزمهما ذكره وهو مرتب على المسانيد في مجلد لطيف".
المختارة للضياء المقدسي
جاء في "الرسالة المستطرفة" (ص 21):
"وكتاب (الأحاديث الجياد المختارة مما ليس في الصحيحين أو أحدهما) (لضياء الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد أحمد عبد الرحمن السعدي المقدسي) ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي الحافظ الثقة الجبل الزاهد الورع المتوفى: سنة ثلاث وأربعين وستمائة وهو مرتب على المسانيد على حروف المعجم لا على الأبواب في ستة وثمانين جزءا ولم يكمل التزم فيه الصحة وذكر فيه أحاديث لم يسبق إلى تصحيحها وقد سلم له فيه إلا أحاديث يسيره جدا تعقبت عليه
وذكر (ابن تيمية) و (الزركشي) وغيرهما: أن تصحيحه أعلا مزية من تصحيح (الحاكم)
وفي (اللئالي) ذكر (الزركشي) في تخريج (الرافعي): أن تصحيحه أعلا مزية من تصحيح (الحاكم) وأنه قريب من تصحيح (الترمذي) و (ابن حبان). اه
وذكر (ابن عبد الهادي) في (الصارم المنكي) نحوه وزاد: فإن الغلط فيه قليل ليس هو مثل (صحيح الحاكم) فإن فيه أحاديث كثيرة يظهر أنها كذب موضوعة فلهذا انحطت درجته عن درجة غيره ". اه
المنتقى لابن الجارود
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 21):
"وكتاب (المنتقى). أي: المختار من السنن المسندة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأحكام (لأبي محمد عبد الله بن علي بن الجارود النيسابوري) الحافظ المجاور بمكة المتوفى: سنة ست أو سبع وثلاثمائة وهو (كالمستخرج) على (صحيح ابن خزيمة) في مجلد لطيف وأحاديثه تبلغ نحو الثمانمائة وتتبعت فلم ينفرد عن (الشيخين) منها إلا بيسير وله شرح يسمى (بالمرتقى في شرح المنتقى) (لأبي عمرو الأندلسي) ".
صحيح ابن السكن
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 21):
"وصحيح الحافظ (أبي علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادي المصري). نزيل مصر المتوفى بها: سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة. ويسمى (بالصحيح المنتقى). و (بالسنن الصحاح) المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لكنه كتاب محذوف الأسانيد. جعله أبوابا في جميع ما يحتاج إليه من الأحكام ضمنه ما صح عنده من السنن المأثورة قال: وما ذكرته في كتابي هذا مجملا فهو مما أجمعوا على صحته وما ذكرته بعد ذلك مما يختاره أحد من الأئمة الذين سميتهم. فقد بينت حجته في قبول ما ذكره ونسبته إلى اختياره دون غيره. وما ذكرته مما ينفرد به أحد من أهل النقل للحديث فقد بينت علته ودللت على انفراده دون غيره انظر (شفاء السقام) (للتقي السبكي) ".
وفاة ابن عبد البر والخطيب البغدادي في سنة واحدة
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 51):
"و (النجوم) (لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي الشافعي) الحافظ الشهير صاحب التصانيف المنتشرة المتوفى: ببغداد سنة ثلاث وستين وأربعمائة ودفن بباب حرب إلى جنب قبر (بشر الحافي) ومن العجيب أن الخطيب هذا كان حافظ المشرق و (ابن عبد البر) حافظ المغرب وتوفيا في سنة واحدة".
المسانيد
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 61):
¥(28/208)
"ومنها كتب ليست على الأبواب ولكنها على (المسانيد)
جمع مسند وهي الكتب التي موضوعها جعل حديث كل صحابي على حدة صحيحا كان أو حسنا أو ضعيفا مرتبين على حروف الهجاء في أسماء الصحابة كما فعله غير واحد وهو أسهل تناولا أو على القبائل أو السابقة في الإسلام أو الشرافة النسبية أو غير ذلك وقد يقتصر في بعضها على أحاديث صحابي واحد (كمسند أبي بكر) أو أحاديث جماعة منهم كمسند الأربعة أو العشرة أو طائفة مخصوصة جمعها وصف واحد (كمسند المقلين) و (مسند الصحابة الذين نزلوا مصر) إلى غير ذلك والمسانيد كثيرة جدا:
منها (مسند أحمد) وهو أعلاها وهو المراد عند الإطلاق وإذا أريد غيره قيد وقد تقدم ومنها (مسند البخاري الكبير) و (المسند الكبير على الرجال) (لمسلم بن الحجاج)
و (مسند أبي داود سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي) نسبة إلى الطيالسة التي تجعل على العمائم القرشي مولى آل الزبير الفارسي الأصل البصري الحافظ الثقة المتوفى: بالبصرة سنة ثلاث أو أربع ومائتين قيل: وهو أول مسند صنف ورد بأن هذا صحيح لو كان هو الجامع له لتقدمه لكن الجامع له غيره وهو بعض حفاظ خراسان جمع فيه ما رواه (يونس بن حبيب) عنه خاصة وله من الأحاديث التي لم تدخل هذا المسند قدره أو أكثر وقد قيل: أنه كان يحفظ أربعين ألف حديث ومسند (نعيم بن حماد المروزي)
................
ومسند (أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي) الحافظ المشهور الثقة المتوفى: بالموصل سنة سبع وثلاثمائة وقد زاد على المائة وعمر وتفرد ورحل الناس إليه وله مسندان صغير وكبير .....
ومسند (أبي بكر عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدي القرشي الأسدي المكي) من كبار أصحاب (ابن عيينة) الحافظ الثقة المتوفى: بمكة سنة تسع عشرة ومائتين وقيل بعدها وهو من مشايخ (البخاري) قال (الحاكم): كان (البخاري) إذا وجد الحديث عن (الحميدي) لا يعدوه إلى غيره وهو غير (الحميدي) الجامع بين الصحيحن ومسنده أحد عشر جزءا ......
فهذه اثنتان وثمانون مسندا (بمسند أحمد) وبما لبعضهم من مسندين أو ثلاثة والمسانيد كثيرة سوى ما ذكرناه
وقد يطلق المسند عندهم على كتاب مرتب على الأبواب أو الحروف أو الكلمات لا على الصحابة لكون أحاديثه مسندة ومرفوعة أو أسندت ورفعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - (كصحيح البخاري) فإنه يسمى (بالمسند الصحيح) وكذا (صحيح مسلم) و (كسنن الدارمي) فإنها تسمى (مسند الدارمي) على ما فيها من الأحاديث المرسلة والمنقطعة والمعضلة على أن له مسندا على الصحابة".
منزلة تفسير الطبري
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 78):
"و (ابن جرير الطبري)
وقد قال (النووي): أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مثل تفسيره. وقال (السيوطي): هو أجل التفاسير وأعظمها. وقال (أبو حامد الأسفراييني): لو سافر أحد إلى الصين في تحصيله لم يكن كثيرا".
تفسير البغوي والثعالبي والواحدي
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 78):
"و (أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي) الأصل البغدادي الحافظ الكبير مسند العالم المتوفى: سنة سبع عشرة وثلاثمائة وهو متقدم على محي السنة (البغوي) بزمان ويعرف (بالبغوي الكبير) وتفسيره هو المسمى (بمعالم التنزيل) وقد يوجد فيه من المعاني والحكايات ما يحكم بضعفه أو وضعه.
و (أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي) ويقال له: (الثعالبي) وهو لقب لا نسب النيسابوري المتوفى: سنة سبع وعشرين وأربعمائة قال (ابن خلكان): كان أوحد زمانه في علم التفسير وصنف (التفسير الكبير) الذي فاق غيره من التفاسير وله كتاب (العرائس) في قصص الأنبياء وغير ذلك ا ه
و (أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي النيسابوري) واحد عصره في التفسير المتوفى: بنيسابور سنة ثمان وستين وأربعمائة وهو من تلاميذ (أبي إسحاق الثعلبي) لازمه وغيره وله التصانيف الثلاثة في التفسير (البسيط) و (الوسيط) و (الوجيز) و (أسباب النزول) وغيرها من الكتب ولم يكن له ولا لشيخه (الثعلبي) كبير بضاعة في الحديث بل في تفسيريهما وخصوصا (الثعلبي) أحاديث موضوعة وقصص باطلة".
اختارها أبو معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com (http://www.salafien.com)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[28 - 09 - 09, 08:37 ص]ـ
فوائد جميلة ... بس لو تغير الخط بارك الله فيك , ..
جزاك الله خيرا ,,(28/209)
فوائد منتقاة من الرسالة المستطرفة للكتاني (2)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[28 - 09 - 09, 08:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 82):
"وللشيخ (عبد الرؤوف المناوي) وتأتي وفاته (الاتحافات السنية بالأحاديث القدسية) ذكر فيه ما وقف عليه من الأحاديث القدسية المروية عن خير البرية مرتبا له على حروف المعجم في مجلد لطيف لكن بغير إسناد".
التمهيد لابن عبد البر
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 112):
"و (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد) (لأبي عمر بن عبد البر) فإنه ترجم فيه لرواة (مالك) في (الموطأ) على حروف المعجم مع الكلام على متونها وإخراج الأحاديث المتعلقة بها بأسانيده وهو كتاب كبير الجرم في سبعين جزءا غزير العلم لم يتقدمه أحد إلى مثله وقد قال (ابن حزم): لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله أصلا فكيف أحسن منه".
تاريخ الطبري والذهبي
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 129):
"و (تاريخ الأمم والملوك) (لابن جرير الطبري) وهو من التواريخ المشهورة الجامعة لأخبار العالم أحد عشر مجلدا قال (ابن خلكان): وهو من أصح التواريخ وأثبتها و (تاريخ الإسلام) (للحافظ الذهبي) عشرون مجلدا وقيل: في اثني عشر على ترتيب السنين جمع فيه بين الحوادث والوفيات ثم اختصر منه مختصرات ومنها (سير النبلاء) في أربعة عشر مجلدا إلى غير ذلك من التواريخ التي لا تنحصر وهذه أمهاتها لما فيها من الأحاديث والنوادر".
حلية الأولياء
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 139):
"وكتاب (حلية الأولياء وطبقات الأصفياء) (لأبي نعيم الأصبهاني) في عشر مجلدات ضخام وتوجد في عشرين مجلدا متوسطة وفي أكثر من ذلك وفيها الصحيح والحسن والضعيف وبعض الموضوع ولما صنفها بيعت في حياته بأربعمائة دينار ولها بركات وفضائل وللحافظ (نور الدين الهيثمي) ترتيب أحاديثها على الأبواب سماه: (تقريب البغية في ترتيب أحاديث الحلية) واختصرها (أبو الفرج بن الجوزي) وسماه: (صفوة الصفوة) في أربع مجلدات".
كتب في مصطلح الحديث
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 143):
"ومنها كتب في علوم الحديث:
أي: مصطلحه ذكرت فيها أحاديث بأسانيد:
ككتاب (المحدث الفاصل بين الراوي والواعي) للقاضي (أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرام هرمزي) قال (الذهبي): لم أظفر بتاريخ موته وأظنه بقي إلى حدود الخمسين وثلاثمائة
وذكر (أبو القاسم بن منده) في كتاب (الوفيات) له: أنه عاش إلى قرب الستين وثلاثمائة بمدينة رام هرمز وهو أول كتاب ألف في علوم الحديث في ما يغلب على الظن وإن كان يوجد قبله مصنفات مفردة في أشياء من فنونه لكن هو أجمع ما جمع من ذلك في زمانه وإن كان لم يستوعب.
ثم كتاب (علوم الحديث) (لأبي عبد الله الحاكم) لكنه لم يهذب ولم يرتب وتلاه (أبو نعيم الأصبهاني) فعمل على كتابه مستخرجا وأبقى أشياء للمتعقب ثم جاء بعدهم (الخطيب أبو بكر البغدادي) فصنف في قوانين الرواية وأصولها كتابا سماه: (الكفاية) وفي آدابها كتابا سماه: (الجامع لآداب الشيخ والسامع) وكل منهما غاية في بابه.
وقل فن من فنون الحديث إلا وقد صنف فيه كتابا مفردا وكان كما قال الحافظ (أبو بكر بن نقطة): كل من أنصف علم أن المحدثين بعد (الخطيب) عيال على كتبه ثم جاء بعدهم (القاضي عياض) فصنف كتابا لطيفا سماه: (الإلماع إلى معرفة أصول الروايات وتقييد السماع) والحافظ (أبو حفص الميانجي) فجمع جزءا سماه: (مالا يسع المحدث جهله) والحافظ (أبو جعفر عمر بن عبد المجيد المقدسي) فصنف كتاب (إيضاح مالا يسع المحدث جهله) إلى غير ذلك وسيأتي الكلام على ما صنفه (ابن الصلاح) فمن بعده".
بعض كتب الرجال
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 146):
"و (لأبي أحمد عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن المبارك الجرجاني) الحافظ الكبير أحد الجهابذة المرجوع إليهم في العلل والرجال ومعرفة الضعفاء المتوفى: سنة خمس وستين وثلاثمائة وكتابه هذا هو المعروف: (بالكامل) ذكر فيه كل من تكلم فيه ولو كان من رجال الصحيحين وذكر في ترجمة كل واحد حديثا فأكثر من غرائبه ومناكيره وهو في مقدار ستين جزءا في اثني عشر مجلدا.
¥(28/210)
وفي أول (شرح القاموس) (لمرتضى): في ثمان مجلدات وهو أكمل كتب الجرح وعليه الاعتماد فيها وإلى ما يقول رجع المتقدمون والمتأخرون وقد جمع (ابن طاهر) أحاديثه ورتبها على حروف المعجم وذيل عليه أعني: على (الكامل) (أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج الأموي) مولاهم الأندلسي الأشبيلي المعروف: (بابن الرومية) المتوفى: سنة سبع وثلاثين وستمائة وذلك في مجلد كبير سماه: (الحافل في تكملة الكامل)
وللحافظ (شمس الدين الذهبي) وهو المسمى: (بميزان الاعتدال في نقد الرجال) في مجلدين أو ثلاثة سلك فيه مسلك (ابن عدي) في ذكر كل من تكلم فيه وإن كان ثقة وأتى في بعض تراجمه أيضا بحديث أو أكثر من غرائب صاحب الترجمة ومناكيره وفاته جماعة ذيلهم عليه الحافظ (زين الدين العراقي) في مجلد وعمل شيخ الإسلام (ابن حجر) (لسان الميزان) ضمنه الميزان وزوائد في مجلدين أو ثلاثة واختصر (اللسان) في مجلد كبير (أبو زيد عبد الرحمن بن أبي العلآء إدريس بن محمد العراقي الحسيني الفاسي) المتوفى: سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف واختصر (الميزان) الحافظ (برهان الدين الحلبي) سماه: (نثل الهميان في معيار الميزان) لكنه كما قال الحافظ (ابن حجر): لم يمعن النظر فيه.
وككتاب (الثقات) (لأبي حاتم بن حبان البستي) إلا أنه ذكر فيه عددا كثيرا وخلقا عظيما من المجهولين الذين لا يعرف هؤلاء غيره أحوالهم وطريقته فيه أنه يذكر من لم يعرفه بجرح وإن كان مجهولا لم يعرف حاله فينبغي أن يتنبه لهذا ويعرف أن توثيقه للرجل بمجرد ذكره في هذا الكتاب من أدنى درجات التوثيق وقد قال هو في أثناء كلامه: والعدل من لم يعرف منه الجرح إذ الجرح ضد العدل فمن لم يعرف بجرح فهو عدل حتى يتبين ضده اه وهذه طريقته في التفرقة بين العدل وغيره ووافقه عليها بعضهم وخالفه الأكثرون على أنه قد ذكر في كتابه هذا خلقا كثيرا ثم أعاد ذكرهم في كتاب (الضعفاء والمجروحين) وبين ضعفهم وذلك من تناقضه وغفلته أو من تغير اجتهاده وللحافظ (نور الدين الهيثمي) ترتيب كتاب (الثقات) هذا بإشارة من شيخه ورفيقه (زين الدين العراقي) وولده (أبي زرعة) ".
النهاية لابن الأثير
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 155):
"وكتاب (النهاية في غريب الحديث) (لأبي السعادات أثير الدين) أو (مجد الدين المبارك بن محمد) المعروف: (بابن الأثير الشيباني الجزري الموصلي الشافعي) المتوفى: سنة ست وستمائة وهو في أربع مجلات.
قال (السيوطي): وهو أحسن كتب الغريب وأجمعها وأشهرها الآن وأكثرها تداولا وقد فاته الكثير فذيل عليه (الصفي الأرموي) بذيل لم نقف عليه قال: وقد شرعت في تلخيصها تلخيصا حسنا مع زيادات جمه والله اسأل الإعانة على إتمامها اه وقد أتمه وهو الآن مطبوع مع (النهاية) في هامشها".
جامع الأصول
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 174):
"و (الجمع بين الأصول الستة) أي: الصحاح الثلاثة التي هي (للبخاري) و (مسلم) و (الموطأ) و (السنن) الثلاثة وهي: (سنن أبي داود) و (الترمذي) و (النسائي) (لأبي الحسن رزين) بوزن أمير (بن معاوية العبدري السرقسطي الأندلسي المالكي) المتوفى: بمكة بعد ما جاور بها أعواما سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وهو المسمى: (بالتجريد للصحاح والسنن)
والجمع بينها أيضا (لأبي السعادات مجد الدين المبارك بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني) المعروف: (بابن الأثير الجزري) نسبة إلى جزيرة (ابن عمر) لكونه ولد بها ونشأ بها ثم انتقل إلى الموصل وبه توفي سنة ست وستمائة ودفن برباطه وهو المسمى: (جامع الأصول من أحاديث الرسول) على وضع كتاب رزين إلا أن فيه زيادات كثيرة عليه في عشرة أجزاء.
واختصره (أبو زيد) و (أبو الضياء) حافظ العصر (وجيه الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد بن عمر) الشهير: (بابن الديبع) بدال مهملة مفتوحة فياء تحتية ساكنة فباء موحدة مفتوحة أيضا فعين مهملة آخره الشيباني الزبيدي اليمني الشافعي المولود: بزبيد سنة ست وستين وثمانمائة والمتوفى: ضحى يوم الجمعة سادس وعشري رجب سنة أربع وأربعين وقيل: سنة خمسين وتسعمائة وهو أحسن مختصراته سماه: (تيسير الوصول إلى جامع الأصول) في مجلدين.
¥(28/211)
كما اختصره أيضا قاضي حماه (شرف الدين أبو القاسم هبة الله بن عبد الرحيم بن إبراهيم البارزي الجهني الحموي الشافعي) المتوفى: سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة وسماه: (تجريد جامع الأصول من أحاديث الرسول) و (محمد طاهر الفتني الهندي الصديقي) وغيرهما.
و (لمجد الدين أبي طاهر محمد بن يعقوب الشيرازي) نسبة إلى شيراز قرية بنواحي سرخس (الفيروزأبادي) مؤلف (القاموس) وغيره ومجدد اللغة على رأس القرن الثامن المتوفى: سنة سبع عشرة وثمانمائة زوائد عليه سماها: كتاب (تسهيل طريق الوصول إلى الأحاديث الزائدة على جامع الأصول) في أربع مجلدات صنفه (للناصر) ولد (الأشرف) صاحب اليمن ".
جامع المسانيد لابن كثير
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 176):
"و (الجمع بين الأصول الستة) و (مسانيد أحمد) و (البزار) و (أبي يعلى) و (المعجم الكبير) وربما زيد عليها من غيرها وهو (المسند الكبير) للحافظ (عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمر) المعروف: (بابن كثير) القرشي الدمشقي الشافعي المحدث المتقن البارع ذي الفضائل والتصانيف التي سارت في البلاد في حياته المتوفى: سنة أربع وسبعين وسبعمائة سماه: (جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن) رتبه على حروف المعجم يذكر كل صحابي له رواية ثم يورد في ترجمته جميع ما وقع له في هذه الكتب وما تيسر من غيرها".
مشكاة المصابيح
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 178):
"و (كمصباح السنة) (لأبي محمد البغوي) قسمها إلى صحاح وحسان مريدا بالصحاح: ما أخرجه الشيخان أو أحدهما وبالحسان: ما أخرجه أرباب السنن الأربعة مع (الدارمي) أو بعضهم وهو اصطلاح له ولم يعين فيه من أخرج كل حديث على انفراده ولا الصحابي الذي رواه.
وعين ذلك الإمام ولي الدين بقية الأولياء وقطب العلماء (أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب العمري التبريزي) بكسر التاء نسبة إلى تبريز من أكبر مدن أذربيجان كذا ذكره (السمعاني) وغيره بالكسر للتاء والمشهور فتحها في (مشكاة المصابيح) الذي فرغ من جمعه سنة سبع وثلاثين وسبعمائة مع زيادة فصل ثالث وقد وضع الناس على كل منهما شروحا عديدة".
الأحكام لعبد الحق
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 178):
"وككتاب (الأحكام الشرعية الكبرى) (لأبي محمد عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي الأشبيلي) المعروف: (بابن الخراط) في ست مجلدات انتقاها من كتب الأحاديث وقد وضع عليها الحافظ الناقد (أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك الحميري الكناني) المعروف: (بابن القطان) المتوفى: سنة ثمان وعشرين وستمائة كتابه المسمى: (ببيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام).
قال (الذهبي): وهو يدل على حفظه وقوة فهمه لكنه تعنت في أحوال رجال فما أنصف بحيث أنه أخذ يلين (هشام بن عروة) ونحوه اهـ
وقد تعقب كتابه هذا في توهيمه (لعبد الحق) تلميذه الحافظ الناقد المحقق (أبو عبد الله محمد بن الإمام يحيى بن المواق) في كتاب سماه: بكتاب (المآخذ الحقال السامية عن مآخذ الإهمال في شرح ما تضمنه كتاب بيان الوهم والإيهام من الإخلال والإغفال وما انضاف إليه من تتميم وإكمال) تعقبا ظهر فيه كما قاله الشيخ (القصار) إدراكه ونبله وبراعة نقده إلا أنه تولى تخريج بعضه من المبيضة ثم اخترمته المنية ولم يبلغ من تكميله الأمنية فتولى تكميل تخريجه مع زيادة تتمات وكتب ما تركه المؤلف بياضا (أبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن رشيد السبتي) الفهري المالكي صاحب الرحلة المشهورة في ست مجلدات وغيرها من التصانيف وتوفي: سنة إحدى أو اثنتين وعشرين وسبعمائة.
و (ابن المواق) هذا غير (محمد بن يوسف المواق) شارح (مختصر خليل) خلافا لما قد يتوهم وجلالة (عبد الحق) لا تخفى فقد اعتمده ألفاظ في التعديل والتجريح ومدحوه بذلك كالحافظ (ابن حجر) وغيره
وأما الفقهاء: (كابن عرفة) و (خليل) و (ابن مرزوق) و (ابن هلال) وغيرهم فاعتمدوه من غير نزاع بينهم بل اعتمدوا سكوته عن الحديث لأنه لا يسكت إلا على الصحيح والحسن كعادة (ابن حجر) في (فتح الباري) فإنه لا يسكت إلا على ذلك كما نص عليه في مقدمته و (لعبد الحق) أيضا (الأحكام الوسطى) في مجلدين.
¥(28/212)
قال في (شفاء السقام) وهي المشهورة اليوم (بالكبرى) ذكر في خطبتها: أن سكوته عن الحديث دليل على صحته في ما نعلم و (الأحكام الصغرى) في لوازم الشرع وأحكامه وحلاله وحرامه في ضروب من الترغيب والترهيب وذكر الثواب والعقاب أخرجها من كتب الأئمة وهداة الأمة (الموطأ) والستة وفيها أحاديث من كتب أخرى.
ذكر في خطبتها: أنه تخيرها صحيحة الإسناد معروفة عند النقاد قد نقلها الأثبات وتناولها الثقات في مجلد وعليها شرح لشارح (العمدة) و (الشفاء) و (البردة) و (مختصر ابن الحاجب الفرعي) ومحلات من (مختصر الشيخ خليل) (لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق التلمساني) عرف: (بالخطيب) المتوفى: بمصر سنة إحدى وثمانين وسبعمائة ودفن بين (ابن القاسم) و (أشهب) قاله (الذهبي) نقلا عن (ابن الأبار): و (لعبد الحق) في (الجمع بين الصحيحين) مصنف وله مصنف كبير جمع فيه بين الكتب الستة وله كتاب (المعتل من الحديث) وكتاب في (الرقائق) ومصنفات أخرى اه".
الجوامع الثلاثة للسيوطي
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 178):
"و (الجوامع الثلاثة) (للسيوطي) وهي الصغير وفيه على ما قيل: عشرة آلاف حديث وتسعمائة وأربعة وثلاثون حديثا في مجلد وسط وذيله المسمى: (بزيادة الجامع) وهو قريب من حجمه و (الكبير) وهو المسمى: (بجمع الجوامع) قصد فيه جمع الأحاديث النبوية بأسرها والمشاهدة تمنع ذلك على أنه توفي قبل إكماله وهي مرتبة على الحروف عدا القسم الثاني من الكبير وهو قسم الأفعال فإنه مرتب على المسانيد ذاكرا عقب لكل حديث من أخرجه من الأئمة واسم الصحابي الذي خرج عنه.
وقد رتب الثلاثة على الأبواب الفقهية الشيخ (علاء الدين علي) الشهير: (بالمتقي بن حسام الدين عبد الملك بن قاضي خان الهندي) ثم المدني القادري الشاذلي الجشتي المتوفى: بمكة سنة خمس وسبعين وتسعمائة.
ولخاتمة المعتنين بالحديث بالديار المغربية (أبي العلاء مولانا إدريس بن محمد بن إدريس العراقي الحسيني الفاسي) المتوفى بها: سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومائة وألف كتاب عرف فيه بأئمة الحديث المخرج لهم في الجامع الكبير سماه: (فتح البصير في التعريف بالرجال المخرج لهم في الجامع الكبير) وله أيضا: كتاب آخر في الكلام على أحاديثه بالصحة والحسن وغيرهما وسماه: (الدرر اللوامع في الكلام على أحاديث جمع الجوامع) لكنه لم يكمل و (درر البحار في الأحاديث القصار) (للسيوطي) أيضا".
كتب الأحاديث المتواترة
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 194):
"ككتب (الأحاديث المتواترة التي منها الفوائد المتكاثرة في الأخبار المتواترة) (للسيوطي) ومختصره المسمى: (بالأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة) له أيضا ضمنه على ما قال مائة حديث وعددت أحاديثه فوجدتها مائة واثني عشر ولعل الزائد ملحق
و (اللئالي المتناثرة في الأحاديث المتواترة) لشمس الدين مسند الشام في عصره (أبي عبد الله محمد بن محمد بن علي بن طولون) بضم الطاء وهو اسم تركي الدمشقي الصالحي الحنفي المتوفى: سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة.
و (لقط اللئالي المتناثرة في الأحاديث المتواترة) (لأبي الفيض محمد مرتضى الحسيني الزبيدي المصري) لخص فيه (ابن طولون).
و (نظم المتناثر من الحديث المتواتر) لجامع هذه الرسالة غفر الله ذنوبه وستر بمنه وكرمه عيوبه ضمنه ثلاثمائة حديث وعشرة أحاديث مما هو متواتر لفظا أو معنى إلى غير ذلك ".
فيض القدير والتيسير
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 196):
"وقد ذكروا أن (شرح البخاري) كان دينا على الأمة فأداه (ابن حجر) و (العيني) و (كشرحي الشيخ عبد الرؤوف المناوي للجامع الصغير للسيوطي) الكبير: وهو المسمى: (بفيض القدير) في خمس مجلدات والصغير: وهو المسمى: (بالتيسير) في مجلدين".
كتب الرجال والبلدان
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 206):
"ومنها كتب في بيان حال الرواة غير الكتب المتقدمة وضبط أسمائهم وأسماء بلدانهم:
¥(28/213)
ككتاب معجم البلدان والجبال والأودية والقيعان والقرى والمحال والأوطان والبحار والأنهار والغدران والأصنام والأنداد والأوثان (لشهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي) المولد الرومي الجنس البغدادي الدار المتوفى: في الخان بظاهر مدينة حلب سنة ست وعشرين وستمائة.
وله أيضا: (المتقضب في أنساب العرب) وكتاب (المشترك وضعا المختلف صقعا) وهو من الكتب النافعة وغير ذلك و (معجم البلدان في معرفة المدن والقرى والخراب والعمار والسهل والوعر من كل مكان) (لأبي القاسم بن عساكر).
ثم اختصره وسماه: (بمراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع) كما اختصر (السيوطي) معجم (ياقوت) وسماه بهذا الاسم إلا أنه لم يكمله.
وكتاب (قرة العين في ضبط أسماء رجال الصحيحين) (لعبد الغني بن صفي الدين أحمد بن محمد بن علي البحراني الشافعي) فرغ من تحريره في شهر شوال سنة أربع وسبعين ومائة وألف وككتاب (مشتبه الأسماء والنسبة) (للذهبي) وللحافظ (ابن حجر) وهو المسمى: (بتبصير المنتبه في تحرير المشتبه) وقد تقدم التنبيه عليهما.
ولمحي الدين محدث الشام ولي الله (أبي زكريا يحيى بن شرف الدين النووي الشافعي) المتوفى: سنة ست وسبعين وستمائة كتاب (تهذيب الأسماء واللغات) جمع فيه الألفاظ الموجودة في (مختصر المزني) و (المهذب) و (الوسيط) و (التنبيه) و (الوجيز) و (الروضة).
وقال: إن هذه الستة تجمع ما يحتاج إليه من اللغات وضم إلى ما فيها جملا مما يحتاج إليه مما فيها من أسماء الرجال والنساء والملائكة والجن وغيرهم ممن له ذكر في هذه الكتب برواية أو غيرها مسلما كان أو كافرا برا كان أو فاجرا ورتبه على قسمين: الأول: في الأسماء والثاني: في اللغات وهو جيد في بابه.
و (لمحمد طاهر الفتني) كتاب في ضبط أسماء الرجال وأنسابهم سماه: (المغني) وفي (القاموس) وشرحه أيضا (لأبي الفيض الحسيني) من ضبط أسماء الرواة وبلدانهم شيء كثير فليرجع إلى ذلك وإلى غيره مما تقدم التنبيه عليه من كتب المؤتلف والمختلف وما ذكر معها وكتب الأنساب
وككتاب (أبي نصر أحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن بن علي بن رستم البخاري الكلاباذي) الحافظ المتقن أحفظ من كان بما وراء النهر في زمانه المولود: سنة ست وثلاثمائة والمتوفى: سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة في رجال (البخاري) سماه: (بكتاب الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد) الذين أخرج لهم الإمام (محمد بن إسماعيل البخاري) في جامعه.
وكتاب (أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي) المتوفى: سنة أربع وسبعين وأربعمائة في رجاله أيضا سماه: بكتاب (التعديل والتجريح لمن روى عنه البخاري في الصحيح) وكتاب (أبي بكر أحمد بن علي بن محمد الأصبهاني) المعروف: (بابن منجويه) في رجال (مسلم)
وكتاب الجمع بين رجالهما (لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي) جمع فيه بين كتابي (أبي نصر) و (ابن منجويه) واستدرك عليهما و (لسراج الدين أبي حفص عمر بن رسلان بن نصر البلقيني) نسبة إلى بلقين بضم الموحدة وسكون اللام والباء وكسر القاف قرية بمصر قرب الحلة الشافعي الحافظ شيخ الإسلام وعلامة الدنيا المتوفى: سنة خمس وثمانمائة.
و (لأبي القاسم هبة الله بن الحسن الطبري) المعروف: (باللالكائي) و (لشهاب الدين أبي الحسين أحمد بن أحمد بن أحمد بن الحسين بن موسى الكردي) الأصل الهكاري المتوفى: سنة ثلاث وستين وسبعمائة وله أيضا كتاب (رجال السنن الأربعة) كذا للحافظ (ابن حجر) و (الرياض المستطابة في جملة من روى في الصحيحين من الصحابة) للإمام المحدث (عماد الدين أبي زكرياء يحيى بن أبي بكر العامري اليمني) المتوفى: سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة وله أيضا (بهجة المحافل وبغية الأماثل في تلخيص السير والمعجزات والشمائل) في مجلد.
وكتاب (أسماء رجال سنن أبي داود) (لأبي علي الحسين بن محمد الغساني المعروف: (بالجياني) الحافظ.
وكذا (رجال الترمذي) و (رجال النسائي) لجماعة من المغاربة منهم: الحافظ (أبو محمد الدورقي) فإن له في رجال كل منهما كتابا مفردا.
¥(28/214)
وكتاب الجمع بين رجال الكتب الستة (لابن النجار البغدادي) وهو المسمى: (بالكمال في معرفة الرجال) و (لبرهان الدين الحلبي) وهو المسمى: (نهاية السول في رواة الستة الأصول)
و (للحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي) وهو المسمى: (بالكمال في أسماء الرجال) في أربع مجلدات وهذبه الحافظ (أبو الحجاج المزي) وسماه: (تهذيب الكمال في أسماء الرجال) في اثني عشر مجلدا وهو المجمع كما قال (التاج السبكي) على أنه لم يصنف مثله وقال غيره: هو كتاب كبير لم يؤلف مثله ولا يظن أن يستطاع ويقال: أنه لم يكمله وكمله الحافظ (مغلطاي) وله مختصرات منها (للذهبي) وسماه: (تذهيب التهذيب) ثم اختصر (التذهيب) وسماه: (الكاشف) واختصر (التذهيب) أيضا مع زيادات (صفي الدين أحمد بن عبد الله الخزرجي الساعدي) المولود: سنة تسعمائة وجمع هذا المختصر سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة وسماه: (خلاصة التذهيب).
ومنها للحافظ (ابن حجر) وزاد عليه فوائد كثيرة وسماه: (تهذيب التهذيب) ثم لخصه في تصنيف لطيف وسماه: (تقريب التهذيب) وله أيضا كتاب (الثقات ممن ليس في التهذيب) ولم يكمل (وفوائد الاحتفال في أحوال الرجال المذكورين في البخاري زيادة على تهذيب الكمال) في مجلد.
و (للسيوطي) (زوائد الرجال على تهذيب الكمال) و (لسراج الدين بن الملقن) (إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال) وكذا للحافظ (مغلطاي) وللحافظ (ابن حجر) (تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة) ترجم فيه لمن خرج له في كتاب من كتب الأئمة الأربعة دون أحد الكتب الستة.
و (لشمس الدين محمد بن علي بن الحسن الدمشقي الحسيني) الحافظ (التذكرة في رجال العشرة) و (التعريف برجال الموطأ) في أربعة أسفار (لأبي عبد الله محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد) يعرف: (بابن الحذاء التميمي) المتوفى: سنة عشر وأربعمائة.
و (إسعاف المبطأ برجال الموطأ) (للسيوطي) و (التعريف برجال معاني الآثار) (لبدر الدين العيني) سماه: (مغاني الأخيار في رجال معاني الآثار) في مجلدين.
وللشيخ (قاسم بن قطلوبغا الحنفي) وهو المسمى: (بالإيثار في رجال معاني الآثار).
وأسماء رجال (الشمائل) (لأبي الإمداد برهان الدين إبراهيم بن إبراهيم بن حسن اللقاني المالكي) المتوفى: وهو راجع من الحج سنة إحدى وأربعين وألف وهو المسمى: (بهجة المحافل وأجمل الوسائل بالتعريف برواة الشمائل) في مجلد ولغيره أيضا
وأسماء رجال (مشكاة المصابيح) لمؤلفها وكتاب (الثقات) ممن لم يقع في الكتب الستة (لقاسم بن قطلوبغا) وكتاب (قانون الموضوعات في ذكر الضعفاء والوضاعين) (لمحمد طاهر الفتني)
وكتاب (الضعفاء والمتروكين) (لأبي الفرج بن الجوزي) و (التكميل في أسماء الثقات والضعفاء والمجاهيل) للحافظ (عماد الدين ابن كثير) جمع فيه بين (تهذيب المزي) و (ميزان الذهبي) مع زيادات.
وكتاب (المغني في الضعفاء وبعض الثقات) (للذهبي) في مجلد يحكم على كل رجل بالأصح فيه بكلمة واحدة وهو نفيس جدا و (للسيوطي) عليه ذيل و (للذهبي) أيضا (ديوان الضعفاء) وله أيضا كتاب (معرفة الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد)
و (كشف الأحوال في نقد الرجال) أي: المذكورين في (اللئالي المصنوعة) وذيلها للسيوطي (لعبد الوهاب بن محمد غوث بن محمد بن أحمد المراسي) و (الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث) للحافظ (برهان الدين الحلبي) أفرد فيه الرواة الذين وصفوا بالوضع و (التبيين لأسماء المدلسين) و (الاعتباط بمن رمي بالاختلاط) كل منهما له أيضا و (تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس) للحافظ (ابن حجر) إلى غير ذلك مما هو كثير جدا ".
كتب الأطراف
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 169):
"فمنها كتب الأطراف:
(كأطراف الصحيحين) (لأبي مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي) الحافظ المتوفى: سنة إحدى وأربعمائة و (لأبي محمد خلف بن محمد بن علي بن حمدون الواسطي) المتوفى: في هذه السنة أيضا وهو أحسن ترتيبا ورسما وأقل خطأ ووهما في أربع مجلدات ويوجد أيضا في ثلاث و (لأبي نعيم الأصبهاني) وللحافظ (ابن حجر)
¥(28/215)
و (أطراف الكتب الخمسة) وهي (البخاري) و (مسلم) و (أبو داود) و (الترمذي) و (النسائي) (لأبي العباس أحمد بن ثابت بن محمد الطرقي) بالفتح للمهملة والسكون للراء بعدها قاف نسبة إلى طرق قرية من أعمال أصبهان الأزدي الحافظ ذكره (ياقوت) في (معجمه) ولم يذكر له وفاة.
و (أطراف الستة) وهي الخمسة المتقدمة ومعها (ابن ماجة) (لأبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي) لكنه أخطأ في مواضع منها خطأ فاحشا.
و (أطرافها) أيضا (لجمال الدين أبي الحجاج يوسف بن عبد الرحمن الحلبي) المولد الدمشقي الدار والمنشأ المزي بكسر الميم وتشديد الزاي المكسورة نسبة إلى المزة قرية بدمشق المتوفى: سنة اثنين وأربعين وسبعمائة بدار الحديث الأشرفية من دمشق ودفن في مقابر الصوفية وفيه أوهام جمعها (أبو زرعة العراقي) وقد اختصره أيضا الحافظ (الذهبي).
وكذا للحافظ (شمس الدين أبي المحاسن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة الحسيني الدمشقي) المتوفى: سنة خمس وستين وسبعمائة وهو المسمى: (بالكشاف في معرفة الأطراف).
و (الإشراف على معرفة الأطراف) أي: أطراف السنن الأربعة في ثلاث مجلدات (لأبي القاسم بن عساكر) ذكر فيه أنه جمع أطراف السنن الثلاثة مرتبة على حروف المعجم ثم اتصل (بأطراف الستة) (للمقدسي) وقد أضاف إليها (سنن ابن ماجة) فاختبر وسبر فظهر له فيه أمارات النقص فأضاف أطرافها أيضا إلى كتابه خشية نقصه عنها وترك (أطراف الصحيحين) لتمام ما صنف فيها.
و (الإشراف على الأطراف) أيضا (لسراج الدين أبي حفص عمر بن نور الدين أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأنصاري الأندلسي) ثم المصري القاهري الشافعي المعروف: (بابن الملقن) قال في (شرح القاموس): كمحدث الحافظ المشهور المتوفى: بالقاهرة سنة أربع وثمانمائة.
و (أطراف الكتب العشرة) للحافظ (ابن حجر) وهو المسمى: (بإتحاف المهرة بأطراف العشرة) في ثمان مجلدات وقد رأيت مقيدا ما نصه: (إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة) الحافظ (ابن حجر) وهي (الموطأ) و (مسند الشافعي) و (مسند أحمد) و (مسند الدارمي) و (صحيح ابن خزيمة) و (منتقى ابن الجارود) و (صحيح ابن حبان) و (مستدرك الحاكم) و (مستخرج أبي عوانة) و (شرح معاني الآثار) و (سنن الدارقطني) وإنما زاد العدد واحدا لأن (صحيح ابن خزيمة) لم يوجد منه سوى قدر ربعه هكذا في (لحظ الألحاظ ذيل تذكرة الحفاظ) اهـ
و (أطراف مسند الإمام أحمد) له أيضا وهو المسمى: (بأطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي) في مجلدين أفرده من كتاب (إتحاف المهرة) و (أطراف الأحاديث المختارة) (للضياء المقدسي) له أيضا في مجلد ضخم و (أطراف الفردوس) له أيضا
و (أطراف الغرائب والأفراد للدارقطني) (لأبي الفضل بن طاهر) رتب فيه كتاب (الدارقطني) على حروف المعجم في مجلد و (أطراف صحيح ابن حبان) (لأبي الفضل العراقي).
و (أطراف المسانيد العشرة) (لشهاب الدين أبي العباس أحمد بن أبي بكر محمد بن إسماعيل بن سليم بن قيماز بن عثمان بن عمر بن طلحة الكناني البوصيري الشافعي) نزيل القاهرة المتوفى بها: سنة أربعين وثمانمائة يريد بها (مسند أبي داود الطيالسي) و (مسند أبي بكر عبد الله بن الزبير الحميدي) و (مسند مسدد بن مسرهد) و (مسند محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني) و (مسند إسحاق بن راهويه) و (مسند أبي بكر بن أبي شيبة) و (مسند أحمد بن منيع) و (مسند عبد بن حميد) و (مسند الحارث بن محمد بن أبي أسامة) و (مسند أبي يعلي الموصلي) إلى غير ذلك ".
كتب الزوائد
جاء في "الرسالة المستطرفة" - (ص 172):
"ومنها كتب الزوائد:
(كزوائد سنن ابن ماجة) على كتب الحفاظ الخمسة (للشهاب البوصيري) سماه: (مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجة) في مجلد و (فوائد المنتقي لزوائد البيهقي) في (سننه الكبرى) على كتب الستة و (إتحاف السادة المهرة الخيرة بزوائد المسانيد العشرة) أي: على الكتب الستة له أيضا وقد اختصره
¥(28/216)
و (المطالب العلية في زوائد المسانيد الثمانية) للحافظ (ابن حجر) وهي (مسند بن أبي عمر العدني) و (مسند أبي بكر الحميدي) و (مسند مسدد) و (مسند الطيالسي) و (مسند ابن منيع) و (مسند ابن أبي شيبة) و (مسند عبد بن حميد) و (مسند الحارث)
قال (السخاوي): وفيه أيضا الأحاديث الزوائد من المسانيد التي لم يقف عليها مصنفه - أعني شيخنا تامة - (كإسحاق بن راهويه) و (الحسن بن سفيان) و (محمد بن هشام السدوسي) و (محمد بن هارون الروياني) و (الهيثم بن كليب) وغيرها اه
و (زوائد مسند البزار) على (مسند أحمد) و (الكتب الستة) له أيضا لخصها من (مجمع الزوائد) لشيخه (نور الدين الهيثمي) و (زوائد الفردوس) في مجلد له أيضا و (غاية المقصد في زوائد المسند) أي: (مسند أحمد) على (الكتب الستة) للحافظ (نور الدين أبي الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي) بالثاء المثلثة وأما (أحمد ابن حجر الهيتمي) فقال (الأمير) في ثبته: بالمثناة الفوقية نسبة للهياتم من قرى مصر اه الشافعي المصري المتوفى: بالقاهرة سنة سبع وثمانمائة وهو رفيق (أبي الفضل العراقي) في سماع الحديث وصهره وتلميذه وهو الذي أشار عليه (بجمع الزوائد) المذكورة وهي في مجلدين.
وله أيضا: زوائد (مسند البزار) على الكتب الستة وسماها: (البحر الزخار في زوائد مسند البزار) في مجلد ضخم و (زوائد أبي يعلي الموصلي) عليها أيضا في مجلد وزوائد (المعجم الكبير) (للطبراني) عليها أيضا وسماها: (البدر المنير في زوائد المعجم الكبير) في ثلاث مجلدات وزوائد (المعجم الأوسط) و (الصغير) له عليها أيضا وسماها: (مجمع البحرين في زوائد المعجمين) في مجلدين ثم جمع الزوائد الستة المذكورة كلها في كتاب واحد محذوف الأسانيد مع الكلام عليها بالصحة والحسن والضعف وما في بعض رواتها من الجرح والتعديل وسماه: (مجمع الزوائد ومنبع الفوائد) وهو في ست مجلدات كبار ويوجد في ثمان مجلدات وأكثر وهو من أنفع كتب الحديث بل لم يوجد مثله كتاب ولا صنف نظيره في هذا الباب.
و (للسيوطي) (بغية الرائد في الذيل على مجمع الزوائد) ولكنه لم يتم وزوائد (صحيح ابن حبان) على (الصحيحين) (لنور الدين الهيثمي) أيضا وسماها: (موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان) في مجلد وزوائد (الحارث بن محمد بن أبي أسامة) له أيضا وسماها: (بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث) وزوائد (الحلية) (لأبي نعيم) في مجلد ضخم و (زوائد فوائد تمام) كلاهما له أيضا.
و (زوائد سنن الدارقطني) في مجلد (لقاسم بن قطلوبغا الحنفي) و (زوائد شعب الإيمان) (للبيهقي) في مجلد و (زوائد نوادر الأصول) (للحكيم الترمذي) كلاهما (للسيوطي) ".
هذا ما اخترته لك يا طالب العلم من فوائد مهمة للغاية من " الرسالة المستطرفة للكتاني " لعلك تكرر قراءتها لتستحضرها عند الحاجة نسأل الله أن يعيننا جميعا على طلب العلم والعمل به ابتغاء مرضاته إنه سميع عليم!
اختيار أبي معاوية غالب الساقي المشرف على موقع روضة السلفيين www.salafien.com(28/217)
هل يصح ضبط هذا اللفظ بهذا الشكل؟
ـ[أبو عمر العامري]ــــــــ[28 - 09 - 09, 12:09 م]ـ
سمعت اليوم صباحاً الشيخ مسعد أنور، يقرأ قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (قيلوا فإن الشياطين لا تقيل) بتشديد ياء قَيِّلُوا فإن الشياطين لا تقيِّل. وبفتح القاف.
نرجو الإفادة ...
ـ[د. عدنان]ــــــــ[03 - 10 - 09, 11:26 ص]ـ
الأخ أبو عمر العامري حفظه الله
أولاً: الحديث الذي ذركته أخرجه الطبراني في الأوسط عن أنس مرفوعاً، قال فيه ابن حجر في الفتح
الحديث الذي أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث أنس رفعه قال قيلوا فإن الشياطين لا تقيل وفي سنده كثير بن مروان وهو متروك وأخرج سفيان بن عيينة في جامعه من حديث خوات بن جبير رضي الله عنه موقوفا قال نوم أول النهار حرق وأوسطه خلق وآخره حمق وسنده صحيح
وكذلك قال الهيثمي في مجمع الزوائد: كثير بن مروان: كذاب.
وروي موقوفا بنحوه من قول ابن مسعود رضي الله عنه في كتاب ذم الملاهي لابن أبي الدنيا
وروى ابن الأعرابي عن ابن عباس موقوفا كذلك
وبناء عليه، فالأصل السؤال عن صحة الحديث، وإن كانت القيلولة مستحبة عند السلف، فهي لمن داوم على قيام الليل في الطاعات وفعل الخيرات، كما قال المناوي في فيض القدير، وهي الكتب التي وقفت عليها بتخفيف
الياء والله تعالى أعلم
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:11 م]ـ
قلت: قد حسن الشيخ ناصر الحديث هذا في الصحيحة - المجلد الرابع - و ذكر إسناداً من عند أبي نعيم الأصبهاني من طريق عمران بن دوار القطان عن قتادة عن أنس به و حسنه رغم ما قيل في عمران من سوء الحفظ و أرجو ألا أكون واهما في ما ذكرت فهو من الذاكرة فليس الكتاب عندي الآن
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[04 - 10 - 09, 07:19 م]ـ
السلام عليكم
الصواب: (قِيلُوا - تَقِيلُ) بكسر القاف وضم اللام.
أما تشديد الياء: فله معنى آخر وهو من فعل (قَيَّلَ يُقَيِّلُ قَيْلاً) قال في لسان العرب: القيْلُ شُرْبُ نصف النهارِ. والله أعلم.
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 07:40 م]ـ
حسنه الشيخ الألباني في الصحيحة (4/ 202) حديث رقم (1647).
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[06 - 10 - 09, 05:07 م]ـ
بارك الله فيكم.
أما صحة الحديث؛ فالأظهر عدمها، وبيانه هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170051
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 10:35 م]ـ
نعم هذا الذي يظهر عند دراسة طرق الحديث.
بارك الله فيك أخي محمد بن عبد الله ونفع بك.(28/218)
من ابن عمر في هذا الإسناد؟؟
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[28 - 09 - 09, 01:05 م]ـ
قال الطبراني في الأوسط (6818):
حدثنا محمد بن هارون نا سليمان بن عبد الرحمن ثنا سعيد بن يحيى نا عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن عمرو بن سليم الزرقي قال سمعت بن عمر يقول سمعت علي بن أبي طالب يقول خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كنا عند السقاية التي كانت لسعد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك دعاك لأهل مكة بالبركة وإن محمدا عبدك ورسولك وإني أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في صاعهم ومدهم مثل ما باركت لأهل مكة ومع البركة بركتين لم يرو هذا الحديث عن عبد الحميد بن جعفر إلا سعدان بن يحيى تفرد به سليمان بن عبد الرحمن ولايروى عن بن عمر إلا بهذا الإسناد
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[28 - 09 - 09, 02:02 م]ـ
قال المزي في تهذيب الكمال
3021 - ت س: عاصم بن عمرو، ويقال: ابن عمر، حجازي من أهل المدينة.
روى عن: علي بن أبي طالب (ت س).
روى عنه: عمرو بن سليم الزرقي (ت س).
قال ابن خراش: لم يرو عنه غيره.
وقال علي بن المديني: ليس بمعروف، لا أعرفه إلا في أهل المدينة، ممن روى عنه أهل المدينة.
وقال النسائي: عاصم بن عمرو، ثقة.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات "
روى له الترمذي والنسائي حديثا واحدا في فضل أهل المدينة، والدعاء لاهلها، أن يبارك لهم في صاعهم ومدهم، وقال الترمذي: صحيح.
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[28 - 09 - 09, 02:21 م]ـ
قال الدارقطني في العلل (440): يرويه سعيد المقبري، واختلف عنه؛ فرواه ليث بن سعد، عن المقبري، عن عمرو بن سليم، عن عاصم بن عمرو، عن علي. وخالفه عبد الحميد بن جعفر، فرواه عن سعيد المقبري، عن عمرو بن سليم، عن أبي عمر، عن علي.
*في المطبوع "أبي عمر" والصواب "ابن عمر" كما نسخة "هـ" للعلل وفي الأوسط للطبراني
وعمرو بن سليم يروي عن عبد الله بن عمر
الإشكال أن الدارقطني حكى الأمرين فقد ذكر مخالفة عبد الحميد لليث وفي موضع آخر ذكر متابعته له
ينظر أقوال الدارقطني في سؤال رقم (440) , و (1031)
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 10:34 ص]ـ
لا إشكال أخي الحبيب
فحيث ذكر الدارقطني المتابعة فيقصد أصل السند
أي أن ليثاً عبد الحميد اتفقا على رواية الحديث عن المقبري عن عمرو بن سليم عن عاصم عن علي
ولذا قال في (440)
يرويه سعيد المقبري واختلف عنه فرواه ليث بن سعد عن المقبري عن عمرو بن سليم عن عاصم بن عمرو عن علي وخالفه عبد الحميد بن جعفر فرواه المقبري عن عمرو بن سليم عن (أبي عمر) كذا عن علي وخالفهما بن أبي ذئب فرواه المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قاله عثمان بن عمر عن بن أبي ذئب – الخ كلامه
وقال في (1031)
يرويه سعيد المقبري واختلف عنه فرواه بن أبي ذئب عن المقبري عن بن أبي قتادة عن أبيه وخالفه الليث بن سعد وعبد الحميد بن جعفر روياه عن المقبري عن عمرو بن سليم عن عاصم بن عمرو عن علي بن أبي طالب ويشبه أن يكون القول قول الليث ومن تابعه لان الليث من أثبت الناس في حديث سعيد المقبري والله أعلم
انتهى
وحيث ذكر المخالفة (بين ليث وعبد الحميد) فيقصد اختلافهما في تسمية والد عاصم
وحيث ذكر المخالفة (بين ليث وعبد الحميد وبين ابن أبي ذئب) فيقصد المخالفة في السند
حيث رواه ابن أبي ذئب عن ابن أبي قتادة عن أبيه
والله أعلم وأحكم
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[29 - 09 - 09, 10:54 ص]ـ
الأخ أبو العز
استفدت من كلامك جزاك الله خيرا
ولكن عندي إشكال
الطبراني في الأوسط روى إسناد عبد الحميد وقال فيه ابن عمر هكذا مطلق فلو أن المراد عاصم لكان بين اسمه ولم يطلق اسم ابن عمر, وكلام الدارقطني مشكل فهل وجود اختلاف في اسم راو يجعهله مخالفة أم يكفي التنبيه أن فلان سماه كذا وفلان سماه كذا
هذا للمذاكرة والاستفادة
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 10:34 ص]ـ
[ QUOTE= أشرف منعاز;1124310] الأخ أبو العز
استفدت من كلامك جزاك الله خيرا
بارك الله فيك ومنكم نستفيد
الطبراني في الأوسط روى إسناد عبد الحميد وقال فيه ابن عمر هكذا مطلق فلو أن المراد عاصم لكان بين اسمه ولم يطلق اسم ابن عمر,
لا يلزم هذا
فالحافظ الطبراني يروي عن شيوخه ما سمِعه منهم دون زيادة ولا نقص كغيره من الحفَّاظ
فرواية عبد الحميد هكذا جاءت ((ابن عمر)) منسوباً لأبيه وقد يكون الطبراني اكتفى بذلك
لمجيئه من طريق الليث مسمَّى وهذا كثير في مصنفات أهل الرواية
ولذا جزم المزي وابن حجر والذهبي أن ابن عمر في رواية جعفر هو عاصم بن عمرو
فقال الذهبي
عاصم بن عمرو [ت، س].
عن علي.
لا يعرف.
ويقال عاصم بن عمر
آهـ
وكلام الدارقطني مشكل فهل وجود اختلاف في اسم راو يجعهله مخالفة أم يكفي التنبيه أن فلان سماه كذا وفلان سماه كذا
نعم هي مخالفة وهذا كثير في كلام المحدثين
¥(28/219)
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[04 - 10 - 09, 02:15 ص]ـ
رواية عبد الحميد بن جعفر في العلل (أبي عمر) صوابه (ابن عمر) كما في نسخة (هـ) من العلل، وبذا يوافق ما عند الطبراني في الأوسط في رواية عبد الحميد بن جعفر، وهو رواها هكذا: (ابن عمر) وهكذا تحملها الطبراني عن شيخه كما قال الأخ الموفق أبو العز.
وكون الدراقطني يسوق الخلاف في اسم راو، فهو خلاف قد يؤدي إلى الجمع أو التفريق، (وهذا كثير في كلام المحدثين). وما قاله الأخ أبو العز كلام متين جزاه الله خيرا.
وفي المصادر الخلاف بين الرواة في تسمية والد عاصم، فرواية الليث عند ابن حبان والترمذي (طبعة بشار عواد خلافاً للمطبوع) وأحمد وغيرهم: (عاصم بن عمرو) على خلاف رواية عبد الحميد بن جعفر (ابن عمر). وهي عند الطبراني فحسب في بحثي.
ورواية عبد الحميد بن جعفر رواية غريبة، ولعله من أجل ذلك أورده الطبراني في معجمه عن شيخه محمد بن هارون، وهذا يعد من غرائب شيخه، إذ هذا هو شرطه في الكتاب أن يذكر غرائب شيوخه.
ولما أورده مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال قال: عاصم بن عمرو، ويقال: ابن عمر. كذا ذكره المزي، وفيه نظر من حيث أن أبا حاتم والبخاري وابن حبان وابن المديني ويعقوب بن شيبة وابن أبي خيثمة، لم يسم أحد منهم أباه إلا عمرًا، فلا أدري من سماه (عمر) فينظر. انتهى.
فالرواية التي فيها (ابن عمر) رواية غريبة مخرجة في معجم الطبراني الأوسط مجمع الغرائب والمناكير.
وجزم المزي وغيره أن (ابن عمر) في رواية جعفر هو (ابن عمرو) في رواية الليث، إنما جزموا نظرا لاتحاد المخرج وعدم الترجيح، وإلا فكثير في فعل المحدثين أن يوردوا الخلاف في اسم الراوي بقولهم: (أحمد بن الحسن). وقال فلان: (أحمد بن الحسين) وهو خطأ، صوابه الأول. فإن لم يستطيعوا الترجيح أو لم ينشطوا له أو استوى الطرفان، فيقولون: (أحمد بن الحسن) وقيل: (أحمد بن الحسين). والله أعلم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 03:10 ص]ـ
بارك الله فيكم شيوخنا الافاضل(28/220)
ما مدى صحة هذا الحديث؟
ـ[أبو أميمة المغترب]ــــــــ[28 - 09 - 09, 07:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو من إخواني أن يساعدوني في تخريج هذا الحديث، وهو:" ما أنهر الدم وذكر عليه اسم الله فكلوا، إلا ما كان من سن أو ظفر، فإن السن عظم من الإنسان والظفر مدي الحبش"
فإني بحثت كثيرا عمن روى هذا الحديث بهذا اللفظ - أي بزيادة لفظة"الإنسان" - فلم أجده إلا عند البيهقي في كتابه: معرفة السنن والآثار - كتاب الصيد -باب ما لا يجوز به الذكاة من السن والظفر.
فهل هناك مصادر أخرى رويت فيها هذه الزيادة، وما حكمها؟ وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[28 - 09 - 09, 08:16 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
هذا الحديث رواه الشافعي في الأم: (قال الشافعي)
رحمه الله أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمر بن سعيد بن مسروق عن أبيه عن عباية بن رفاعة عن جده رافع بن خديج قال قلنا يا رسول الله إنا لاقو العدو غدا وليس معنا مدى أنذكي بالليط؟. فقال النبي صلى الله عليه وسلم {ما أنهر الدم وذكر عليه اسم الله فكلوه إلا ما كان من سن أو ظفر فإن السن عظم من الإنسان والظفر مدى الحبش}.
الأم (كتاب الصيد والذبائح، باب في الذكاة والرمي)
و أخرجه من طريقه البيهقي في السنن الكبرى و معرفة السنن: 18361 باب ما يذكى به.
(أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق، وأبو بكر بن الحسن القاضي، وأبو سعيد بن أبي عمرو، قالوا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ الربيع بن سليمان، أنبأ الشافعي، أنبأ سفيان بن عيينة، عن ابن سعيد بن مسروق، وفي رواية أبي سعيد، عن عمر بن سعيد بن مسروق، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة، عن رافع بن خديج ء رضي الله عنه ء قال: قلت: يا رسول الله، إنا لاقو العدو غدا، وليست معنا مدى، أنذكي بالليط؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما أنهر الدم وذكر عليه اسم الله فكلوا إلا ما كان من سن أو ظفر، فإن السن عظم من الإنسان والظفر مدى الحبش ".
و من غير طريقه: وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن سهل بن بحر، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن إسماعيل بن مسلم، عن سعيد بن مسروق، عن عباية بن رفاعة، عن جده، قال: قلنا: يا رسول الله إنا لاقو العدو غدا وليس معنا مدى أفنذكي بالليط؟ فقال: " ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكلوا إلا ما كان من ظفر أو سن فإن السن عظم من الإنسان والظفر مدى الحبش ". قال: وأصبنا إبلا وغنما فكنا نعدل ال بعير بعشر من الغنم، فند علينا بعير منها فرميناه بالنبل حتى وهضناه. قال: فسألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش فإذا ند منها شيء فاصنعوا به ذلك وكلوا ". رواه مسلم في الصحيح عن ابن أبي عمر
و رواه الحميدي في مسنده حديث: 402
الحميدي قال: ثنا سفيان قال: ثنا عمر بن سعيد بن مسروق، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة بن رافع، عن رافع بن خديج قال: قلنا يا رسول الله إنا لاقوا العدو غدا وليس معنا مدى أفنذكي بالليط؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أنهر الدم وذكرتم عليه اسم الله فكلوه إلا ما كان من سن أو ظفر فإن السن عظم من الإنسان، وإن الظفر مدى الحبش "
و الله أعلم(28/221)
كيف يمكن إمام المسجد أن يدرس كل الأحاديث الصحيحة؟
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 02:16 ص]ـ
أشيروا علي يا طلبة الحديث في برنامج يتبعه إمام المسجد يدرس من خلاله كل ما يمكن من أحاديث صحيحة.
فلو بدأ مثلا باللؤلؤ والمرجان ثم بكتاب فيه ما انفرد فيه أحد الشيخين عن الآخر ثم بزوائد السنن الأربعة ثم بزوائد المسند وهكذا حتى يأتي على ما يمكنه من أحاديث مستعينا بتحقيقات الألباني والأرنؤوط أو غيرهما إن وجد.
أو يدرس كتابا يجمع كتبا عديدة في الحديث كجامع الأصول أو مشكاة المصابيح أو صحيح الجامع الصغير.
أرجو إبداء الرأي بالطريقة المثلى لتدريس ما يمكن من أحاديث صحيحة بطريقة ذات نظام وتسلسل بحيث لا يحتاج إلى تكرار الأحاديث ولا يترك شيئا من الكتب المهمة.
ـ[ابوتميم]ــــــــ[29 - 09 - 09, 12:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
المنهج يعتمد في المقم الأول على شريحة الطلاب!!!
هل هم من العامة أو طلاب العلم المبتدئين, ثم بعد ذلك يحدد المنهج المناسب لهم وقد قيل: (لكل مقام مقال)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[29 - 09 - 09, 03:17 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
الأفضل دراسة الاحاديث الصحيحة في الكتب الستة و ان اضيف لها الموطأ لكان أحسن.
يبدأ بصحيح البخاري و يعتمد على كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول و مجمع الزوائد فينظر كل حديث من صحيح البخاري و مقابله في جمع الفوائد لتحديد موقعه في كتب السنة الأخرى و تحديد الاحاديث الاخرى التي ليست في البخاري لأن جمع الفوائد مرتب على الأبواب الفقهية.
.
هذه الطريقة لها فوائد: أن يدرس احاديث الكتب الستة حسب ترتيب البخاري.
أن ينظر في مكان الحديث في كل كتاب فهذا يفيده في فهم فقه الحديث بالنظر في عنوان الباب في الكتب الستة
لا يفوته بهذه الطريقة أحاديث و لا يكون هناك تكرار.
و الله أعلم
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[29 - 09 - 09, 03:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 09:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
المنهج يعتمد في المقم الأول على شريحة الطلاب!!!
هل هم من العامة أو طلاب العلم المبتدئين, ثم بعد ذلك يحدد المنهج المناسب لهم وقد قيل: (لكل مقام مقال)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
المستمعون عوام والهدف إسماعهم الأحاديث الصحيحة مع التعليق اليسير عليها بما يتناسب مع أفهامهم وأن يستطع إمام المسجد أن يقوم بتدريسهم لجل الأحاديث بدون أن تكرير.
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 10:00 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
الأفضل دراسة الاحاديث الصحيحة في الكتب الستة و ان اضيف لها الموطأ لكان أحسن.
يبدأ بصحيح البخاري و يعتمد على كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول و مجمع الزوائد فينظر كل حديث من صحيح البخاري و مقابله في جمع الفوائد لتحديد موقعه في كتب السنة الأخرى و تحديد الاحاديث الاخرى التي ليست في البخاري لأن جمع الفوائد مرتب على الأبواب الفقهية.
.
هذه الطريقة لها فوائد: أن يدرس احاديث الكتب الستة حسب ترتيب البخاري.
أن ينظر في مكان الحديث في كل كتاب فهذا يفيده في فهم فقه الحديث بالنظر في عنوان الباب في الكتب الستة
لا يفوته بهذه الطريقة أحاديث و لا يكون هناك تكرار.
و الله أعلم
جزاك الله خيرا
فائدة طيبة
حبذا لو تشرحها أكثر و تمثل عليها لتتضح أكثر.
فإن الكتاب الذي ذكرته ليس عندي تصور عنه لكونه ليس في حوزتي.
المقصود الفكرة الطيبة التي جئت بها تحتاج منك إلى توضيح أكثر بارك الله فيك.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[29 - 09 - 09, 11:09 م]ـ
كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد لمحمد بن محمد بن سليمان المغربي رحمه الله كتاب جمع 15 كتابا من كتب أصول الحديث منها الكتب الستة و الموطأ و زوائد مسند الامام احمد.
يمكن شراؤه من مكتبة الرشد , ان كنت في مكة تجده في المجمع و هو في مجلد واحد و أظنه بأربعين ريالا او خمسين.
هذا رابط تحميله:
http://www.archive.org/details/gafagafa
الطريقة التي ذكرتها هي الاعتماد على صحيح البخاري فهو متين من ناحية التقسيمات الفقهية و شرحه فتح الباري من أحسن الشروح مع استخدام كتاب جمع الفوائد للنظر في الاحاديث الاخرى في نفس الباب و موقعها في كتب السنة الاخرى.
الفائدة من النظر في كتب السنة هي قراءة أبواب الحديث فعادة في كتب السنة تجد فقه الحديث في عنوان الباب و هذا يساعد على جمع فوائد الحديث فقد يذكر البخاري الحديث في باب الطهارة و غيره في باب الأطعمة، هذا يساعد على الاحاطة بما في الحديث.
اذن الطريقة باختصار: النظر في الحديث في صحيح البخاري و شرحه في فتح الباري ثم النظر في كتاب جمع الفوائد لمعرفة الاحاديث الاخرى التي ذكرت في نفس الباب و التي لم يذكرها البخاري و موقعها في كتب السنة ثم النظر في كتب السنة لمعرفة اين وضع صاحب الكتاب الحديث و بماذا عنون بابه و ربما النظر في شرحه كالنظر في شرح مسلم للنووي و عون المعبود لسنن ابي داود و تحفة الاحودي لسنن الترمذي و شرح الزرقاني للموطأ و ما شابه.
بهذه الطريقة يمكن جمع اكبر فوائد ممكنة و عدم تكرار الحديث و جمعه من مواقعه في كتب السنة بسهولة و الله أعلم
¥(28/222)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 11:23 م]ـ
أرى أن الطريقة المناسبة .. : أن يبدأ مثلا بالبخاري ثم بمسلم ثم بالسنن ... يقرأ كل يوم ما تيسر .. حديث أو حديثان أو أكثر .. ويعلق تعليق بسيط على كل حديث .. هذا إذا كان للعامة .. وثمة من يفعله في اليمن.
أو يكون الحضور طلاب علم .. فيشرح مثلا خمس أحاديث مع الشرح الذي لا يزيد عن ربع ساعة ... مثلا يكون الطلاب خمسة .. يقرأ الأول -عن حاضر أو عن ظهر قلب- البخاري .. بخمس أحاديث مع حضور باقي الطلبة .. ويبدأ يعلق ويشرح شرحا مبسطا .. ثم الطالب الثاني - ويقرأ مسلما ... والثالث النسائي أو الترمذي أو ابن ماجه .. إلخ؟ وثمة من يفعله في الأردن ..
وبالله التوفيق
ـ[ابوتميم]ــــــــ[30 - 09 - 09, 01:44 ص]ـ
المستمعون عوام والهدف إسماعهم الأحاديث الصحيحة.
السلام عليكم ورحمة الله
المناسب للعوام الاختصار حرصاً منك على كثرة الحضور وحتى لا يملون بسرعة
والأفضل أن تهتم بالكيف وليس الكم, مثلاً لو قرأت في مجلس واحد بضعة أحاديث في باب معين مع تعليق الأئمة عليه واستخراجت فوائدة وثمارته وكان عدد الحضور كبير, أفضل من إن تقرأ عشرات الاحاديث الصحيحة ويكون عدد الحضور قليل
وأنصحك بقرأت رياض الصالحين أو غيره من المختصرات المناسبة للعوام
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 06:27 ص]ـ
المشكلة أنك تنهي كتابا فإذا جئت إلى كتاب آخر حصل التكرار لكون ما يوجد في كتاب حديث يوجد في الكتاب الآخر سوى ما في كل كتاب من زوائد على الكتاب الآخر.
فلو جعل الإنسان برنامجا بحيث يمر على جميع الأحاديث التي يجد لها تحقيقا من علماء الحديث ثم إذا أنهاها كلها وهذا يحتاج إلى سنوات عديدة عاد إليها تارة أخرى فتكون الفائدة أعظم حتى لا يفوته شيء من الحديث وكم من أحاديث تفوت على الإنسان ويكون لها حاجة ماسة وتجيب على تساؤلات هامة تدور في ذهنه
ـ[الجعفري]ــــــــ[30 - 09 - 09, 06:35 ص]ـ
أنا بدأت مع جماعتي بكتاب مختصر صحبح البخاري، والآن أقرأ في مختصر صحيح مسلم ..
بعد العصر كل يوم حديثين أو ثلاثة ..
وأسأل الله لي ولك التوفيق ..
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 09:23 ص]ـ
في منتدى المشكاة:
جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد - Pdf للتحميل
اسم الكتاب: جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد - Pdf
اسم المؤلف: محمد بن سليمان المغربي
تحقيق: سليمان بن دريع أبو علي
مكتبة ابن كثير - دار ابن حزم
نبذة عن الكتاب:
كتاب موسوعيّ جمع فيه مؤلفه أحاديث أربعة عشر كتابا، هي الكتب الستة للبخاري، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، والموطأ مالك، والمسانيد لأحمد بن حنبل، وأبي يعلى الموصلي، وأبي بكر البزار، والمعاجم الثلاثة للطبراني الكبير، والأوسط، والصغير. كما أضاف الى هذه الكتب - جامع الأصول لابن الأثير الجزري - ومعجم الزوائد للحافظ الهيثمي
ويحتوي الكتاب على: 10131 حديث
الحجم: 44 ميجا
رابط التحميل:
http://www.archive.org/download/gafagafa/gafa0.pdf
http://www.archive.org/download/gafagafa/gafa1.pdf
http://www.archive.org/download/gafagafa/gafa1p.pdf
http://www.archive.org/download/gafagafa/gafa2.pdf
http://www.archive.org/download/gafagafa/gafa3.pdf
http://www.archive.org/download/gafagafa/gafa4.pdf
http://www.archive.org/download/gafagafa/gafa4i.pd
انتهى من المشكاة.
إذا هذا كتاب حافل يشمل كتبا كثيرة من كتب الحديث
ولكن ما السبيل إلى الوصول إلى كتاب آخر أو كتب تتمم كتب الحديث الأخرى بحيث تذكر الزوائد على هذه الكتب من صحيح ابن حبان وابن خزيمة ومستدرك الحاكم وسنن الدارمي ومسند الطيالسي والحميدي والمختارة للضياء ومسند الحارث وسنن البيهقي وغيرها.
ألا يوجد كتاب جامع يجمع ذلك كله بحيث من يقرأه لا يحتاج إلى غيره.
أو كتابان أو ثلاثة المهم ذكر الزوائد فالزوائد والشمول وعدم التكرار.
وما هي الكتب المحققة للمعاصرين سوى ما حققه الألباني والأرنؤوط بحيث يمكن الرجوع إليها لمعرفة درجة الحديث.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[30 - 09 - 09, 12:51 م]ـ
بعد كتاب جمع الفوائد لا يوجد الا كنز العمال للمتقي الهندي من ناحية الكتب الجامعة المرتبة فقهيا و أصل الكتاب جمع بين الجامع الكبير و الصغير للسيوطي لكن رتبه المتقي الهندي على الأبواب الفقهية.
كنز العمال ضخم يلزمه عمر لإكماله كما أن ترتيبه الفقهي غير جيد و لا يساعد على الدارسة و أحاديثه غير محققة إلا ما حققه الشيخ الالباني رحمه الله في الجامع الصغير و كتب السنة و يعد هذا الكتاب اكبر كتاب جامع للحديث اللهم إلا ما طبع حديثا من جامع الاحاديث بإشراف الشيخ مشهور في سبعين مجلدا و لا ادري هل خرج للسوق ام ليس بعد.
أما غيره من الجوامع كجامع المسانيد و ما شابه فهي مرتبة على الرواة فلا تساعد على الدراسة الفقهية.
أظن أن كتاب جمع الفوائد هو أحسنها لمن أراد النظر في الاحاديث دون التكرار لأن اغلب أحاديثه محققة بل الطبعة الاخيرة أضاف فيها المحقق احاكم الالباني رحمه الله كما أن ترتيبه الفقهي مساعد للم شمل أحاديث الباب و الله أعلم
¥(28/223)
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 06:06 م]ـ
جزاك الله خيرا
إذ الأمر كذلك ألا ترى أنه من الممكن مع قراءة جمع الفوائد النظر في الكتب الأخرى المتبقية المرتبة على الأبواب الفقهية كمستدرك الحاكم وموارد الظمآن وصحيح ابن خزيمة وسنن البيهقي والمختارة ومصنف عبد الرزاق وابن أبي شيبة فإن وجد ما ما هو زائد على جمع الفوائد علم عليه وانتبه إليه
لكن لو وجد كتب زوائد لهذه الكتب لكان الأمر أسهل.
فما هي الكتب المطبوعة في زوائد ما لم يذكر في مجمع الفوائد من الكتب؟
ثم ما هي الكتب المحققة سوى ما حققه الألباني والأرنؤوط التي يمكن أن يطمئن لها القارئ في كتب السنة؟
وقد أشرت بارك الله فيك إلى وجود بوادر لجمع الأحاديث كلها
فإن تم ذلك مع التحقيق.
يتم لنا ما نتمناه من الاطلاع الأكثر سهولة على جميع الأحاديث.
نسأل الله أن ييسر ذلك للمسلمين.
ثم كيف لنا أن نصل إلى الاستفادة من مصنف عبد الرزاق وابن أبي شيبة هل يوجد لهما تحقيق وتخريج.
كم ترك الأول للآخر
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[30 - 09 - 09, 07:29 م]ـ
على حد علمي ليس هناك تخريج لأحاديث مصنف عبد الرزاق و مصنف ابن ابي شيبة.
احيلك لبعض عناوين كتب الزوائد
زوائد السنن على الصحيحين: صالح أحمد الشامي: http://www.waqfeya.net/book.php?bid=1417
زوائد سنن الدارقطني على الكتب الستة (رسالة جامعية و الاحاديث محققة) http://majles.alukah.net/showthread.php?t=29107
زوائد مصنف ابن أبي شيبة على الكتب الستة من الأحاديث المرفوعة: http://www.archive.org/details/zmhias3ksmam
مجمع البحرين في زوائد المعجمين http://www.waqfeya.net/book.php?bid=1525
زوائد سنن سعيد بن منصور على الكتب الستة
زوائد عبد الله بن أحمد بن حنبل فى المسند
زوائد مسند الحميدي على الكتب الستة
كتاب غاية المقصد في زوائد المسند للحافظ نورالدين الهيثمي
المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية
إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة
زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة
زوائد الأدب المفرد على الكتب الستة
و الله اعلم
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:50 ص]ـ
أجزل الله مثوبتك ونفع بك
ـ[همام النجدي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:50 ص]ـ
جمع الفوائد من مؤلفه وما منهجه في الكتاب واي دار طبعته الطبعة الاخيرة
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 07:36 ص]ـ
راجع المشاركات السابقة في نفس هذا الموضوع تجد الجواب
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[01 - 10 - 09, 11:40 ص]ـ
اذا كنت تدرس للعوام فأرى والله أعلم- وهذه عن تجربة - أن تبدأ بصحيح الترغيب والترهيب للألبانى قراءة أحاديث
يسيرة مع تعليق خفيف وبذلك تنتهى من الكتاب فى أقصر وقت ممكن
فهذا يفيدك جدا بعد ذلك فى خطبك ودروسك
وأنا ولله الحمد أقرأ منه مع بداية كل درس 5 أحاديث وأعلق عليها تعليق خفيف ثم أدخل فى الدرس الثابت لهم وهو تفسير ابن كثير
وهى ولله الحمد تجربة نافعة جدا خاصة مع العوام
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:07 م]ـ
جمع الفوائد من مؤلفه وما منهجه في الكتاب واي دار طبعته الطبعة الاخيرة
مؤلفه محمد بن محمد بن سليمان المغربي التارودنتي و تارودنت مدينة يسكنها البربر (السوس) في المغرب الأقصى.
ولد في سنة 1037 هجري، بتارودنت، سكن مكة و كان من أخيار العلماء ثم خرج منها مكرها لديمشق وتوفي بها يوم الاحد عاشر ذي القعدة سنة 1094 هجري.
جمع في كتابه هذا بين كتابين و هما جامع الأصول ومجمع الزوائد فكان جمعا لخمسة عشر كتابا من كتب السنة منها الكتب الستة و الموطأ، و سنن الدارمي و زوائد مسند الامام احمد، وأبي يعلى الموصلي، وأبي بكر البزار، والمعاجم الثلاثة للطبراني الكبير، والأوسط، والصغير.
للكتاب عدة طبعات، المصورة منها هي طبعة دار ابن حزم إلا أن له طبعة ثانية لدار الرشد و تعد أجودها لأن المؤلف اضاف تخريجات الالباني رحمه الله على الأحاديث.
من أراد دراسة العديد من كتب السنة فقهيا فهذا الكتاب هو الافضل في مجاله لأنه مرتب على الأبواب الفقهية دون تكرار و فيه تصحيحات الشيخ الالباني رحمه الله فهو جيد للسفر (لأنه مجلد واحد) و لتخريج الاحاديث.
و الله أعلم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:13 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:22 م]ـ
أسأل عن مجمع الفؤاد الذي هو مجلد واحد هل هو خط معتاد أم خط شديد الصغر يتعب العين
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:52 م]ـ
تعجبني مثل هذه الأفكار والتساؤلات التي تخفي وراءها همة عالية
بالنسبة لي فأنا إمام مسجد ولي كتاب فتح الباري منذ سنوات وكل مرة أجدد همتي للدراسة فيه.
أحاول فعل ذالك مع جماعة المسجد لكن للأسف لاتجد منهم تشجيعا ولا استجابة فتكل وتمل
بدأت معهم دراسة كتاب منهاج المسلم للشيخ أبي بكر جابر الجزائري حفظه الله ثم رياض الصالحين ثم تفسير القرآن الكريم وكل مرة أتوقف لظروف مختلفة.
أحاول التنسيق مع أئمة مثلي لنتدارس مثل صحيح البخاري وغيره لكن للأسف الشديد
أغلب الناس لهم هموم مختلفة وغايات مختلفة أيضا فتجد نفسك تراوح مكانك
والله المستعان في كل الأحوال.
¥(28/224)
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 10 - 09, 04:01 م]ـ
أسأل عن مجمع الفؤاد الذي هو مجلد واحد هل هو خط معتاد أم خط شديد الصغر يتعب العين
هو خط عادي لكن الكتاب من الحجم الكبير، حجمه حجم اربعة مجلدات، ان يسر الله اصور لكم بعضا من صفحاته حتى يتسنى لكم المقارنة
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[01 - 10 - 09, 04:09 م]ـ
تعجبني مثل هذه الأفكار والتساؤلات التي تخفي وراءها همة عالية
بالنسبة لي فأنا إمام مسجد ولي كتاب فتح الباري منذ سنوات وكل مرة أجدد همتي للدراسة فيه.
أحاول فعل ذالك مع جماعة المسجد لكن للأسف لاتجد منهم تشجيعا ولا استجابة فتكل وتمل
بدأت معهم دراسة كتاب منهاج المسلم للشيخ أبي بكر جابر الجزائري حفظه الله ثم رياض الصالحين ثم تفسير القرآن الكريم وكل مرة أتوقف لظروف مختلفة.
أحاول التنسيق مع أئمة مثلي لنتدارس مثل صحيح البخاري وغيره لكن للأسف الشديد
أغلب الناس لهم هموم مختلفة وغايات مختلفة أيضا فتجد نفسك تراوح مكانك
والله المستعان في كل الأحوال.
لا تمل اخي الكريم و حاول الاهتمام بالاطفال اكثر فما تزرعه الان سيعطي ثماره غدا.
بالنسبة للعامة فهم يهتمون بالقصص اكثر منها بالفقه و العقيدة فحاول تدريسهم قصص الانبياء مع ادخال العقيدة فيها و هذه الطريقة نافعة حتى مع الاطفال فهم يستوعبون الكثير من عقيدة التوحيد ان مزجتها مع قصص الانبياء و الصالحين.
أما دروس الفقه والتفسير فالاحسن اعطاء درس قصير, عشرون دقيقة كافية لكي لا يمل الناس و من اراد المزيد خصص له حلقة خاصة و هكذا كلما ارادوا المزيد زدهم و ان رأيتهم ملوا اشحد هممهم و خفف عليهم.
و بارك الله في الجميع
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 04:10 م]ـ
دروس طلبة العلم في دقائق العلم لا يحضرها عادة سوى القليل باستثناء دروس بعض المشهورين في بعض المناطق فبحسب المدرس حينئذ أن يدرس من يتيسر له من طلبة العلم حتى لا ينسى العلم ويتشجع على البحث والتنقيب فإن لم يستفد أحد فهو مستفيد قطعا إن خلصت نيته.
وأما دروس العوام فيمكن جذبهم للحضور بكون الدرس سهلا مختصرا وهناك كتب كثيرة تصلح للتدريس منها:
رياض الصالحين
صحيح الترغيب والترهيب
شرح الكبائر لابن عثيمين
الشمائل المحمدية للترمذي
فقه السنة
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للألباني
صحيح الأدب المفرد
تلخيص أحكام الجنائز للألباني
التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب
تلبيس إبليس لابن الجوزي
مناسك الحج والعمرة للألباني
مختارات من فتاوى ابن عثيمين وغيره من العلماء
يختار بعض السور ويحضر تفسيرها من تفاسير عديدة كالسعدي والشوكاني وزاد المسير
وقد كانت الفكرة في هذا الموضوع كيف يستطيع أن يقوم بالتدريس لمدة طويلة بدون تكرار وبشكل مرتب وقد توصلنا من خلال النقاش إلى نتائج طيبة بحمد الله.
بارك الله في المشاركين جميعا وجزاهم خيرا.
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[02 - 10 - 09, 12:14 ص]ـ
هذه صفحة من كتاب جمع الجوامع، الصفحة ليست مصورة جيدا لكن كافية لإظهار خط الكتاب
الصورة ( http://ip.benchabana.com/jami3/p.jpg)
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 01:53 م]ـ
و هناك حل جيد ايضا هو ان تقرأ في بلوغ المرام و رياض الصالحين من هذا حديثين و من ذاك حديثين(28/225)
السوال إلي المتخصصين بالحديث
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 11:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
من فضلكم علمني
لماذااتفقواكل من الحافظ ابن حجرالعسقلاني والمزي والذهبي على أن خالد بن حيان الرقي ليس له رواية في غير سنن ابن ماجة
وأمامي هذه الرواية في سنن أبي داود
حدثنا داود بن رشيد، ثنا خالد بن حيان الرقي، ثنا سليمان بن عبد اللّه بن الزبرقان، عن يعلى بن شداد بن أوس قال:
شهدت مع معاوية بيت المقدس، فجمع بنا فنظرت فإِذا جلُّ مَنْ في المسجد أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم، فرأيتهم محتبين والإِمام يخطب.
قال أبو داود: كان ابن عمر يحتبي والإِمام يخطب، وأنس بن مالك وشريح وصعصعة بن صوحان وسعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي ومكحول وإسماعيل بن محمد بن سعد، ونعيم بن سلامة قال: لا بأس بها.
قال أبو داود: ولم يبلغني أن أحداً كرهها إلا عبادة بن نُسيٍّ.
ـ[د. عدنان]ــــــــ[29 - 09 - 09, 07:06 م]ـ
لماذااتفقواكل من الحافظ ابن حجرالعسقلاني والمزي والذهبي على أن خالد بن حيان الرقي ليس له رواية في غير سنن ابن ماجة
وأمامي هذه الرواية في سنن أبي داود
حدثنا داود بن رشيد، ثنا خالد بن حيان الرقي، ثنا سليمان بن عبد اللّه بن الزبرقان، عن يعلى بن شداد بن أوس قال:
شهدت مع معاوية بيت المقدس، فجمع بنا فنظرت فإِذا جلُّ مَنْ في المسجد أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم، فرأيتهم محتبين والإِمام يخطب.
الأخ الكريم محمد يامين القاسمي حفظه الله
صحيح ما ذكرت أن المزي والذهبي وابن حجر قد أشاروا في ترجمة خالد بن حيان الرقي إلى روايته في ابن ماجه وتأويل ذلك عندي على وجهين:
الأول: أنهم قصدوا ليس له رواية مرفوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا في سنن ابن ماجه من بين الكتب الستة، ويؤكد هذا الأمر أن الإمام البخاري في التاريخ الكبير ذكر روايته عند ابن ماجه فقط عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء. وهذا ما أرجحه، وأن ما رواه الإمام أبو داود في سننه إنما روايته لفعل الصحابة عند استماعهم خطبة الجمعة في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم. والله تعالى أعلم
أما الوجه الثاني: هو ذهول من هؤلاء الأئمة، وأنا أستبعد هذا الوجه، إذا وهم من هم في هذا الشأن الكبير من العلم يستبعد تتابعهم على أمر دون روية، والظن بهم أنهم أجل من ذلك
والله نسأله السداد والتوفيق
ـ[عبد الكريم بن عبد الرحمن]ــــــــ[29 - 09 - 09, 07:36 م]ـ
و وجه ثالث و أظنه الاصح:
هذا راجع و الله اعلم لإختلاف الروايات فكما تعلم سنن ابي داود روايات فهناك رواية ابن داسة و رواية ابن الاعرابي و رواية اللؤلؤي و رواية ابن العبد و بين كل هذه الروايات بعض الاختلافات فالغالب على الظن أنهم وقعت بين ايديهم بعض الروايات التي لا تحتوي على الحديث المذكور فمثلا هذا الحديث لا تجده في معالم السنن مما يبين أن شرحه كان على نسخة ليس فيها هذا الحديث.
و هذا الحديث غير موجود في مخطوط رواية ابن داسة حسب ما ذكر محمد عوامة في تحقيقه للسنن و لا ادري هل سقط من المخطوط او انه غير موجود اصلا في هذه الرواية و الله أعلم
ـ[ابو اليمن ياسين الجزائري]ــــــــ[19 - 11 - 09, 04:48 م]ـ
ارى ان ان ما ذكره الاخ عبد الكريم اقرب لان نفي رواية فيما عدا ابن ماجة جاء مطلقا , و التقييد بالرفع يحتاج الى برهان , امل بالنسبة للذهول فهل يتفقون على ذلك؟ لا اظن وان كان احتمالا ولكنه ابعد من الوجه الدي ذكره الاخ عبد الكريم, و الله اعلم ,اضافة الى عمل اهل العلم في تصحيح عمل السابقين قدر الامكان.(28/226)
ما توجيه خالد بن حيان الرقي ليس له رواية في غير سنن ابن ماجة
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 11:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
من فضلكم علمني
لماذااتفقواكل من الحافظ ابن حجرالعسقلاني والمزي والذهبي على أن خالد بن حيان الرقي ليس له رواية في غير سنن ابن ماجة
وأمامي هذه الرواية في سنن أبي داود
حدثنا داود بن رشيد، ثنا خالد بن حيان الرقي، ثنا سليمان بن عبد اللّه بن الزبرقان، عن يعلى بن شداد بن أوس قال:
شهدت مع معاوية بيت المقدس، فجمع بنا فنظرت فإِذا جلُّ مَنْ في المسجد أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم، فرأيتهم محتبين والإِمام يخطب.
قال أبو داود: كان ابن عمر يحتبي والإِمام يخطب، وأنس بن مالك وشريح وصعصعة بن صوحان وسعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي ومكحول وإسماعيل بن محمد بن سعد، ونعيم بن سلامة قال: لا بأس بها.
قال أبو داود: ولم يبلغني أن أحداً كرهها إلا عبادة بن نُسيٍّ.(28/227)
من يدلني على شرح وافٍ لهذا الحديث؟
ـ[عادل أبوجليل]ــــــــ[29 - 09 - 09, 06:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بينما أتصفح صحيح مسلم على الحاسب الآلي قرأت حديثا استشكل عليّ وهذ نصه
(حدثني سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن داود عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه قال بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاث مائة رجل قد قرءوا القرآن فقال أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم
وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني قد حفظت منها لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب وكنا نقرأ سورة كنا نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة)
ـ[أبو حمزةالأثري]ــــــــ[30 - 09 - 09, 06:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الإشكال فيه أخي الكريم؟
ـ[عادل أبوجليل]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:51 ص]ـ
ما أشكل علي فهمه
هو قول أبو موسى الأشعري
وإنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني قد حفظت منها
فكيف أنسيها وحفظ منها؟ وهل ماذكره من تلك الآيات يعد قرآنا؟
تلك أسئلة دارت برأسي ولم أجد إجابة لها
ـ[أبو حمزةالأثري]ــــــــ[01 - 10 - 09, 10:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم الفاضل
هذا الحديث لا إشكال فيه إن شاء الله تعالى.
فللبحث أصول، لكي تبحث عن شرح هذا الحديث لا تبحث عنه في كتب الشروح، وإنما يبحث عنه في علوم القرآن.
فهذا الحديث في الناسخ والمنسوخ، والكلام الآتي فيه الرد علي أسئلتكم واستشكالكم- حفظكم الله ورعاكم -.
ففي كتاب " الناسخ والمنسوخ " لابن حزم - (1/ 9) الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت
الطبعة الأولى، 1406
تحقيق: د. عبد الغفار سليمان البنداري
قال رحمه الله تعالى:
فصل
وهو على ثلاثة أنواع:
نسخ الخط والحكم:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " كنا نقرأ سورة تعدل سورة التوبة ما احفظ منها إلا هذه الآية لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثا ولو أن لهما ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب.
والثاني: نسخ الخط دون الحكم:
عن عمر رضي الله عنه قال كنا نقرأ ألا ترغبوا الرغبة عنهما بمعنى الإعراض عن آبائكم ومن ذلك الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم معناه المحصن والمحصنة.
والثالث: نسخ الحكم دون الخط:
أوله أمر القبلة بأن المصلي يتوجه حيث شاء لقوله تعالى عز و جل فأينما تولوا فثم وجه الله 115 مدنية البقرة 2 فنسخ ذلك والتوجه إلى بيت المقدس بقوله عز و جل فول وجهك شطر المسجد الحرام 144 مكية البقرة 2 ونظائرها كثيرة. انتهى كلام ابن حزم
وفي كتاب " البرهان في علوم القرآن " - (2/ 35) للزركشي الناشر: دار المعرفة - بيروت، 1391
تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم
قال رحمة الله عليه:
ضروب النسخ في القرآن
النسخ في القرآن على ثلاثة أضرب
الأول:
ما نسخ في تلاوته وبقي حكمه:
فيعمل به إذا تلقته الأمة بالقبول كما روى أنه كان يقال في سورة النور الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبته نكالا من الله ولهذا قال عمر لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي رواه البخاري في صحيحه معلقا 4
وأخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي بن كعب قال كانت سورة الأحزاب توازي سورة النور فكان فيها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما
وفي هذا سؤالان الأول ما الفائدة في ذكر الشيخ والشيخة وهلا قال المحصن والمحصنة
وأجاب ابن الحاجب في أماليه عن هذا بأنه من البديع في المبالغة وهو أن يعبر عن الجنس في باب الذم بالأنقص فالأنقص وفي باب المدح بالأكثر والأعلى فيقال لعن الله السارق يسرق ربع دينار فتقطع يده والمراد يسرق ربع دينار فصاعدا إلى أعلى ما يسرق وقد يبالغ فيذكر مالا تقطع به كما جاء في الحديث لعن الله السارق على مقال الناس لأن مقال الناس لا يصلح مانعا.
¥(28/228)
وبالجملة فهذه الملازمة مشكلة ولعله كان يعتقد أنه خبر واحد والقرآن لا يثبت به وإن ثبت الحكم ومن هنا أنكر ابن ظفر في الينبوع 2 عد هذا مما نسخ تلاوته قال لأن خبر الواحد لا يثبت القرآن قال وإنما هذا من المنسأ لا النسخ وهما مما يلتبسان 3 والفرق بينهما أن المنسأ لفظه قد يعلم حكمه ويثبت أيضا وكذا قاله في غيره القراءات الشاذة كإيجاب التتابع في صوم كفارة اليمين ونحموه أنها كانت قرآنا فنسخت تلاوتها لكن في العمل بها الخلاف المشهور في القراءة الشاذة 4
ومنهم من أجاب عن ذلك بأن هذا كان مستفيضا عندهم وأنه كان متلوا من القرآن فأثبتنا الحكم بالإستفاضة وتلاوته غير ثابتة بالإستفاضة ومن هذا الضرب ما رواه مسلم في صحيحه 5 عن أبي موسى الأشعري إنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني أحفظ منها لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات 1 فأنسيتها غير أني حفظت منها يأيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة وذكر الإمام المحدث أبو الحسين أحمد بن جعفر 2 المنادى في كتابه الناسخ والمنسوخ مما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت في الوتر قال ولا خلاف بين الماضين والغابرين أنهما مكتوبتان في المصاحف المنسوبة إلى أبي بن كعب وأنه ذكر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه أقرأه إياهما وتسمى سورتي الخلع والحفد
هنا سؤال وهو أن يقال ما الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم وهلا أبقيت التلاوة ليجتمع العمل بحكمها وثواب تلاوتها وأجاب صاحب الفنون 3 فقال إنما كان كذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام والمنام أدنى طرق الوحي
الضرب الثاني:
ما نسخ حكمه وبقي تلاوته:
وهو في ثلاث وستين سورة كقوله تعالى والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا 4 الآية فكانت المرأة إذا مات زوجها لزمت التربص بعد انقضاء العدة حولا كاملا ونفقتها في مال الزوج ولا ميراث لها وهذا معنى قوله متاع إلى الحول غير إخراج 5 الآية فنسخ الله ذلك بقوله يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا 1 وهذا الناسخ مقدم في النظم على المنسوخ
قال القاضي أبو المعالي وليس في القرآن ناسخ تقدم على المنسوخ إلا في موضعين هذا أحدهما والثاني قوله يأيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك 2 الآية فإنها ناسخة لقوله لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج 3
قلت وذكر بعضهم موضعا آخر وهو قوله تعالى سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها 4 هي متقدمة في التلاوة ولكنها منسوخة بقوله تعالى قد نرى تقلب وجهك في السماء 5
وقيل في تقديم الناسخة فائدة وهي أن تعتقد حكم المنسوخة قبل العلم بنسخها ويجيء موضع رابع وهو آية الحشر في قوله تعالى ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول 6 الآية فإنه لم يذكر فيها شيء للغانمين ورأى الشافعي أنها منسوخة بآية الأنفال وهي قوله واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه 7
واعلم أن هذا الضرب ينقسم إلى ما يحرم العمل به ولا يمتنع كقوله إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين 8 ثم نسخ الوجوب
ومنه قوله ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين 9 قيل منسوخ بقوله تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه 10
وقوله وما أدري ما يفعل بي ولا بكم 1 نسختها آيات القيامة والكتاب والحساب
وهنا سؤال وهو أن يسأل ما الحكمة في رفع الحكم وبقاء التلاوة
والجواب من وجهين أحدهما أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله تعالى فيثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة
وثانيهما أن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرا بالنعمة ورفع المشقة وأما حكمة النسخ قبل العمل كالصدقة عند النجوى فيثاب على الإيمان به وعلى نية طاعة الأمر
الثالث نسخهما جميعا فلا تجوز قراءته ولا العمل به كآية التحريم بعشر رضعات فنسخن بخمس قالت عائشة كان مما أنزل عشر رضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهي مما يقرأ من القرآن رواه مسلم
وقد تكلموا في قولها وهي مما يقرأ فإن ظاهره بقاء التلاوة وليس كذلك فمنهم من أجاب بأن المراد قارب الوفاة والأظهر أن التلاوة نسخت أيضا ولم يبلغ ذلك كل الناس إلا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم فتوفي وبعض الناس يقرؤها
وقال أبو موسى الأشعري نزلت ثم رفعت
وجعل الواحدي من هذا ما روي عن أبي بكر رضي الله عنه قال كنا نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر وفيه نظر
وحكى القاضي أبو بكر في الإنتصار عن قوم إنكار هذا القسم لأن
"
وإذا أردت المزيد أخي الكريم ارجع إلى
كتاب: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم المؤلف: ابن سلامة
كتاب: بصائر ذوى التمييز فى لطائف الكتاب العزيز للفيروزآبادي
كتاب: مناهل العرفان في علوم القرآن المؤلف: محمد عبدالعظيم الزرقاني الناشر: دار الفكر - بيروت الطبعة الأولى، 1996
وبارك الله فيكم أخي الفضل ونفع الله بكم
¥(28/229)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:46 م]ـ
بارك الله تعالى فيك أخي الحبيب ابو حمزة الأثري
سيرة أعلام النبلاء (ص 354)
باب في النسخ والمحو من الصدور
وقال أبو حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، عن أبي موسى قال: كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة، فأنسيتها، غير أني حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها، غير أني حفظت منها: يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون، فتكتب شهادة في أعناقكم، فتسألون عنها يوم القيامة. أخرجه مسلم.
وقال شعيب بن أبي حمزة وغيره، عن الزهري: أخبرني أبو أمامة بن سهل، أن رهطا من الأنصار، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه، أن رجلا قام في جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كان قد وعاها، فلم يقدر منها على شيء إلا: بسم الله الرحمن الرحيم، فأتى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح ليسأله عن ذلك، ثم جاء آخر حتى اجتمعوا، فسأل بعضهم بعضا ما جمعهم؟ فأخبر بعضهم بعضا بشأن تلك السورة، ثم أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه خبرهم، وسألوه عن السورة، فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا، ثم قال: " نسخت البارحة "، فنسخت من صدورهم، ومن كل شيء كانت فيه. رواه عقيل، عن ابن شهاب قال فيه: وابن المسيب جالس لا ينكر ذلك.
نسخ هذه السورة ومحوها من صدورهم من براهين النبوة، والحديث صحيح.
وراجع هذا الرابط (النوع السابع والأربعون / الناسخ والمنسوخ)
http://www.al-eman.com/IslamLib/viewchp.asp?BID=156&CID=18
اللهم اهدنا واهد بنا
ـ[أبو حمزةالأثري]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:53 م]ـ
بارك الله فيكم أخي المفضال الكريم أبو مسلم الفلسطيني
لكني لا أدري ماذا تريد أن تضيف؟؟
أرجو التوضيح حفظكم الله
وجزاكم الله كل خير ونفع الله بعلمكم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:54 م]ـ
أخي الحبيب ابا حمزة الأثري
غفر الله لك فقد كفيت وفيت في الشرح وزيادة الخير أفضل
نفع الله بك وجزاك عني خيرا ..
ـ[عادل أبوجليل]ــــــــ[01 - 10 - 09, 05:10 م]ـ
إخوتي
بارك الله فيكم وزادكم علما وفهما(28/230)
نداء عجل جداً وارجو الرد على سؤالي هل يحق لى أن اطلب من القاضي إنهاء الدعوى حسب الآيةالكريمة و الحديث
ـ[احمد عسيري]ــــــــ[29 - 09 - 09, 08:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قوله تعالى
(لاّيُحِبّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً) *
وقال عبد الكريم بن مالك الجزري في هذه الاَية: هو الرجل يشتمك فتشتمه, ولكن إن افترى عليك فلا تفتر عليه لقوله: ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل}. وقال أبو داود: حدثنا القعنبي, حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء, عن أبيه, عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «المستبّان ما قالا, فعلى البادىء منهما ما لم يعتد المظلوم»
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شخص شتم احد زملائة بقولة يا واطي وتم وحين قام بشتمه لأجل أنه ظلمة ولكنه قام بالرد على من شتمه وقال له ياكلب وحصل ذلك في أثنا العمل وتم رفع دعوى عليه بتهمة التلفظ وهي منظورة بالمحكمة الجزائيه هل يحق لمن أبتدى بالشتم بالدفاع عن نفسة لدى القاضي بهذه الآيه وهل تفسيري سليم وحجه لي أتقدم فيها للقاضي على المدعي أو للقاضي شأن أخر غير ما ذكرته وهل يحق لى طلب أنها الدعوى وهذا ما اردت الأستفسار عنه
التحليل
هو الرجل يشتمك فتشتمة، ولكن أن افترى عليك فلا تفتر عليه
؟ أي أن شتمت احداً ورد عليك وشتمك فذلك يكون قد استد وقتص وأخذ حقه بنفسه ولا يحق له أن يطالب بأخذ حقة شرعاً لأنه اقتص
وفي وهل ينطبق تفسيري لهذا الحديث ((المستبان ما قالا، فعلى الباديء منهما مالم يعتد المظلوم))
؟ أي ما نطقاه به على بعضهم، اي أن المشتوم له حق المطالبه بحقة شرعاً ممن شتمه، ولكن أذا قام المشتوم بالرد على من شتمه فلا يكون له حق رفع الدعوى أو مقاضات لشاتم ((مالم يعتد المظلوم)) أي مالم يقوم بأخذ حقة(28/231)
سماع الحسن البصري
ـ[سهيل عبد الخالق]ــــــــ[30 - 09 - 09, 07:01 ص]ـ
هل ثبت السماع الحسن البصري من علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -؟؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[30 - 09 - 09, 08:32 ص]ـ
طالع هذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12126(28/232)
ما ظابط قبول من سمع من شيخة بعد إختلاطة
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[30 - 09 - 09, 07:41 ص]ـ
فمثلا في البخاري أخرج لزهير بن معاوية عن أبو إسحاق السبيعي
وهو قد سمع بعد إختلاطة
فكيف يتم ظبط هذا الأمر
جزاكم الله خيرا
ـ[ناصر أبو البراء]ــــــــ[01 - 10 - 09, 09:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ضابط بالضاد وليس بالظاء وكذلك ضبط.
وجزاك الله خيراً
أما المسألة المطروحة فتحتاج لوقت للخوض فيها إن شاء الله تعالى.
ـ[ابو اسحاق فيصل الاحمداني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 11:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الفاضل ابو اسحاق السبيعي لم يختلط وانما تغير تغير السن ويمكنك ان ترجع الى ترجمته في سير اعلام النبلاء للذهبي وستجده في اخر الطبقة الثالثة من التابعين
وسأنقل لك كلام الذهبي قال فيه: وهو ثقة حجة بلا نزاع. وقد كَبِر وتغيَّر حفظه تغيُّر السنِّ، ولم يختلط.
والتغير ايسر واسهل بكثير من الاختلاط فلا شيء في ذلك والله العلم
وبارك الله فيك
ـ[ابو اسحاق فيصل الاحمداني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 12:08 ص]ـ
وهاهي ذي ترجمة ابو اسحاق السبيعي نقلا عن كتاب سير اعلام النبلاء
ــــ أبو إسحاق السَّبيعي (ع) عَمرو بن عبد الله بن ذي يُحْمِدَ وقيل: عَمرو بن عبد الله بن علي هَمْداني الكوفي الحافظ.
شيخُ الكوفة وعالِمُها ومُحدِّثُها، لم أظفر له بنسب متصل إلى السَّبيع، وهو من ذُرِّيَّة سبيعِ بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جُشم بن حاشد بن جُشم بن خيران ابن نوف، بن هَمْدان.
وكان رحمه الله مِن العلماء العاملين، ومِن جِلة التابعين.
قال: وُلِدْتُ لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، ورأيتُ علي بن أبي طالب يخطب.
وروى عن: معاويةَ، وعديِّ بنِ حاتم، وابنِ عباس، والبراءِ بن عازب، وزيدِ بن أرقم، وعبدِ الله بن عمرو بن العاص، وأبي جُحيفة السُّوائي، وسُليمان بن صُرد، وعُمارة بن رُوَيْبَة الثقفي، وعبدِ الله بن يزيد الأنصاري، وعمرو بن الحارث الخُزاعي، وغيرهم من أصحاب رسول الله.
ورأى أيضاً أسامة بن زيد النبوي، وقرأ القرآن على الأسود بن يزيد، وأبي عبد الرحمن السُّلمي، وكان طلابة للعلم، كبير القدر.
وروى أيضاً عن علقمة بن قيس، ومسروق بن الأجدع، والضحاك بن قيس الفهري، وعمرو بن شُرحبيل الهَمْداني، والحارث الأعور، وهُبيرة بن يَريم، وشِمر بن ذي الجَوْشن، وعُمر بن سعد الزهري، وعبيدَة بن عَمْرو السَّلماني، وعاصِم بن ضَمرة، وعبد الله بن عُتبة بن مسعود، وعَمرو بن ميمون الأودي، وصلةَ بن زفر العبسي، وسعيد ابن وهب الخَيْواني، وعبد الرحمن بن أبزى الخُزاعي، وحارثة بن مُضَرِّب، وعبد الله بن معقِل، وصِلة بن زفر، وأبي الأحوص عوفِ بن مالك، ومُسْلم بن نُذَيْر، والأسود بن هلال، وشُريح القاضي، وأبي عُبيدة بن عبد الله بن مسعود الهُذلي، وكُميل بن زياد النَّخَعي، والمهلب بن أبي صُفرة الأمير، والأسود بن هلال المحاربي، وخلقٍ كثير من كبراء التابعين. تفرد بالأخذ عن عدة منهم.
حدَّث عنه: محمدُ بنُ سِيرين وهو من شيوخه، والزُّهري، وقتادة، وصفوان بن سُليم وهُم من أقرانه، ومنصور، والأعمش، وزيدُ بن أبي أُنيسة، وزكريا بنُ أبي زائدة، ومِسعرٌ، وسفيان، ومالكُ بن مِغْوَل، وشعبةُ بن الحجاج، وولدُه يونس بن أبي إسحاق، وحفيدُه إسرائيل، وزائدةُ بن قدامة، وإسماعيلُ بن أبي خالد، وأشعث بن سوَّار، والمسعوديُّ، وعمار بن زُريق، والحسينُ بن واقد، والحسنُ بن صالح بن حي، وإبراهيم بن طَهْمان،
وأبو وكيع الجراح بن مليح، وجريرُ بن حازم، وحمزةُ الزيات، وفِطْرُ بن خليفة، وورقاءُ بن عُمر، وشعيبُ بن صفوان، وشعيبُ بن خالد، وَرَقَبة بنُ مُصْقَلَة، وزُهير بن معاوية، وأخوه حُديج بن معاوية، وأبو عَوانة الوضَّاح، وشريك القاضي، وأبو الأحوص سلام بن سُليم، وأبو بكر بن عياش، وسفيان بن عُيينة وخلق كثير.
وهو ثقة حجة بلا نزاع. وقد كَبِر وتغيَّر حفظه تغيُّر السنِّ، ولم يختلط.
قرأ عليه القرآن عرضاً حمزة بن حبيب، فهو أكبر شيخ له في كتاب الله تعالى، وغزا الروم في دولة معاوية. وقال: سألني معاوية: كم عطاءُ أبيك؟ قلت: ثلاثمائة في الشهر يعني قال: ففرضها لي. قلتُ: نعمة طائلة إذا حصل للفارس قديماً وحديثاً في الشهر ثلاثمائة درهم مع نصيبه من المغانم.
¥(28/233)
قال علي بن المديني: روى أبو إسحاق، عن سبعين رجلاً أو ثمانين لم يرو عنهم غيره، وأُحصيت مشيخته نحواً من ثلاثمائة شيخ، وقال علي في موضع آخر: أربعمائة شيخ، وقيل: إنه سمع من ثمانية وثلاثين صحابياً.
قال أبو حاتِم: هو يُشبهُ الزهري في الكثرة.
وقال الأعمش: كان أصحابُ ابن مسعود إذا رأوا أبا إسحاق، قالوا: هذا عمْرو القارىء الذي لا يلتفِتُ.
ابن فضيل، عن أبيه قال: كان أبو إسحاق يقرأ القرآن في كُلِّ ثلاث.
قال ابن سعد في «الطبقات»: هو عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد بن ذي يُحمِدَ بن السَّبيع. ثم قال: وأكثر من سماه لم يتجاوز أباه.
قال سفيان، عن أبي إسحاق: رأيتُ علياً رضي الله عنه أبيض الرأسِ واللِّحية.
وقال شريك: سمعتُه يقول: وُلدْتُ في سنتين من إمارة عثمان.
وعن أبي بكر بن عياش: حدثنا أبو إسحاق، قال: غزوت في زمن زياد ــــ يعني ابنَ أبيه ــــ ست غزوات أو سبعَ غزوات. فمات قبل معاوية، وما رأيتُ قط خيراً من زياد، فقال له رجل: ولا عُمر بن عبد العزيز؟ قال: ما كان زمن زياد إلا عرس. رواه أبو القاسم البغوي، عن محمد بن يزيد الكوفي عن أبي بكر.
أنبأنا غيرُ واحد سمعوا ابن طبرزد، أن عبد الوهّاب الحافظ أخبره، قال: أنبأنا أبو محمد بن هزارمرد، أنبأنا ابن حَبابة، حدثنا البغوي بهذا.
وبه إلى البغوي: حدثنا محمود بن غِيلان، عن يحيى بن آدم قال: قال أبو بكر بن عياش: سمعتُ أبا إسحاق السَّبيعي، يقول: سألني معاويةُ، كم كان عطاءُ أبيك؟ قلتُ: ثلاثمائة، ففرض لي ثلاثمائة. وكذلك كانوا يفرضون للرجل في مثل عطاء أبيه،
ثم قال أبو بكر: فأدركتُ أبا إسحاق، وقد بلغ عطاؤه ألفَ درهم من الزيادة.
وقال شعبةُ: كان أبو إسحاق أكبر من أبي البَختري، لم يُدْرِكْ أبو البخْتري عليّاً ولم يره.
وبه، حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي، حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي، عن أبي إسحاق قال: ضربني علي رضي الله عنه بالدِّرّة عند الميضأة.
حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: قال أبي: قم فانظر إلى أمير المؤمنين، فإذا هو على المنبر شيخاً أبيضَ الرأس واللحية، أجلح ضخم البطن ربعة عليه إزار ورداء ليس عليه قميص، ولم يرفع يده. فقال رجل: يا أبا إسحاق أقنت؟ قال: لا.
حدثنا محمود، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو بكر، سمعتُ أبا إسحاق، يقول: زعم عبدُ الملك أني أكبرُ منه بثلاث سنين يعني: ابن عُمير.
حدثني شُريح، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، سمعت صلةَ بن زُفَر منذ سبعين سنة، قال: هذا يدل على أنَّه طلب العلم في حياة عائشة وأبي هريرة.
وقال ابن عُيينة: دخلتُ على أبي إسحاق، فإذا هو في قبة تركية ومسجد على بابها وهو في المسجد، فقلتُ: كيف أنتَ؟ قال: مثل الذي أصابه الفالجُ، ما ينفعني يدٌ ولا رجل؟ فقلت: أسمعتَ من الحارث؟ فقال لي ابنه يوسف: هو قد رأى علياً رضي الله عنه، فكيف لم يسمع من الحارث؟ فقلتُ: يا أبا إسحاق: رأيتَ علياً؟ قال: نعم.
قال سفيان: واجتمع الشعبي وأبو إسحاق، فقال له الشعبي: أنت خيرٌ مني يا أبا إسحاق، قال: لا والله، بل أنت خير مني، وأسنُّ مني.
قال سفيان: وقال أبو إسحاق: كانوا يرون السَّعة عوناً على الدين.
وبه، حدثنا أحمد بن عِمران الأخنسي، حدثنا أبو بكر بن عياش، سمعتُ أبا إسحاق، يقول: ما أقلت عيني غَمضاً منذ أربعين سنة.
حدثنا أحمد بن عِمران، حدثنا ابن فُضيل، حدثني أبي قال: أتيت أبا إسحاق بعدما كُفَّ بصرُه، قال: قلتُ: تعرفني؟ قال: فُضيل؟ قلت: نعم. قال: إني والله أُحِبُّكَ، لولا الحياءُ منك لقبلتُك، فضمني إلى صدره، ثم قال: حدثني أبو الأحوص عن عبد الله {لَوْ أنْفَقْتَ مَا فِي الأرضِ جَميعاً مَا ألَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكنَّ الله ألَّفَ بَيْنَهُمْ” نزلت في المتحابين.
قال يونس: كان أبي يقرأ كُلَّ ليلة ألفَ آية. وقال أبو الأحوص: قال لنا أبو إسحاق: يا معشر الشباب اغتنِمُوا يعني: قوتكم وشبابكم، قلَّما مرَّت بي ليلة إلا وأنا أقرأ فيها ألفَ آية،
وإني لأقرأ البقرة في ركعة، وإني لأصوم الأشهر الحرم، وثلاثةَ أيام من كل شهر والاثنين والخميس.
¥(28/234)
حدثنا أحمد بن عِمران، سمعتُ أبا بكر يقول: قال أبو إسحاق: ذهبت الصلاةُ مني وضَعُفْتُ، وإني لأصلي فما أقرأ وأنا قائم إلا بالبقرة وآل عمران، ثم قال الأخنسي: حدثنا العلاء بن سالم العبدي قال: ضعف أبو إسحاق قبل موته بسنتين، فما كان يقْدرُ أن يقومَ حتى يُقام، فإذا استتم قائماً قرأ وهو قائم ألفَ آية.
وقال يحيى بنُ آدم: حدثنا الحسن بن ثابت، سمعتُ الأعمش، يعجَبُ من حفظ أبي إسحاق لرجاله الذين يروي عنهم، ثم قال الحسن: وحدثنا يونس بن أبي إسحاق قال: كان الأعمشُ إذا جاء إلى أبي، رحمتُه من طول جلوس الأعمش معه.
حفص بن غياث: سمعتُ الأعمش قال: كنتُ إذا خلوت بأبي إسحاق، حدثنا بأحاديث عبد الله غضّاً ليس عليها غبار.
أبو بكر بن عياش: سألتُ أبا إسحاق: أين كنت أيام المختار؟ قال: كنتُ غائباً بخراسان.
وبه، حدثنا محمود بن غيلان، سمعتُ أبا أحمد الزُّبيري يقول: لقي أبو إسحاق من الصحابة عليّاً، وابنَ عباس، وابن عُمر، ومعاويةَ، وعديَّ بن حاتِم، والبراءَ، وزيدَ ابن أرقم، وجابرَ بن سَمُرَة، وحارثةَ بن وهب، وحُبْشيَّ بن جُنادة، وأبا جُحيفة، والنّعمانَ بن بشير، وسليمانَ بن صُرَد، وعبدَ الله بن يزيد، وجرير بن عبد الله، وذا الجَوْشَن، وعُمارة بن رُويبة، والأشعث بن قيس، والمغيرة، وأُسامةَ بن زيد، وعمرو بن الحارث، وعمرو بن حُريث، ورافع بن خديج، والمِسْوَر بن مَخرمة، وسلمَةَ بن قيس الأشجعي، وسُراقة بن مالك، وعبدَ الرحمن بن أبزى رضي الله عنهم.
قال ابن عُيينة: كان أبو إسحاق يخضِبُ.
وقال يحيى بن معين: أثبتُ أصحاب أبي إسحاق شعبةُ والثوريُّ.
قال شريك: ولد أبو إسحاق لثلاث سنين بقين من سلطان عثمان.
وقال مغيرة: كنت إذا رأيتُ أبا إسحاق، ذكرتُ به الضرب الأول.
وقال جرير بن عبد الحميد: كان يُقال: من جالس أبا إسحاق، فقد جالس عليّاً رضي الله عنه.
قال الإمام أحمد: كان أبو إسحاق تزوَّج امرأة الحارث الأعور، فوقعت إليه كتبه.
شبابة، عن شعبة، ما سمعَ أبو إسحاق من الحارث إلا أربعةَ أحاديث يعني: أن أبا إسحاق، كان يُدلِّس.
قال شعبة، عن أبي إسحاق قال: شهدت عند شُريح في وصية فأجاز شهادتي وحدي.
وقيل لشعبة: أسَمِعَ أبو إسحاق من مجاهد؟ قال: وما كان يصنع به،
هو أحسنُ حديثاً من مجاهد، ومِنَ الحسن، وابن سيرين.
قال عُمرُ بن شبيب المُسلي: رأيتُ أبا إسحاق أعمى يسوقه إسرائيل، ويقُوده ابنه يوسف.
وقال ابنُ عُيينة: قال عونُ بن عبد الله لأبي إسحاق: ما بقي منك؟ قال: أقرأ البقرة في ركعة. قال: بقي خيرُك، وذهب شَرُّك.
قال عليُّ بن المديني: حفظ العلمَ على الأمة ستةٌ: فلأهل الكُوفة أبو إسحاق والأعمش، ولأهل البصرة قتادة ويحيى بن أبي كثير، ولأهل المدينة الزهري.
قال أبو بكر بن عياش: ما سمعتُ أبا إسحاق يعيبُ أحداً قط، وإذا ذكر رجلاً من الصحابة، فكأنه أفضلُهم عنده.
قال فُضيل بن مرزوق: سمعت أبا إسحاق يقول: وَدِدْتُ أني أنجو من علمي كفافاً.
قال أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين: أبو إسحاق ثقة.
وقال يحيى بن معين: زكريا بن أبي زائدة، وزهير، وإسرائيل، حديثهم عن أبي إسحاق قريباً من السواء، وإنما أصحابُه شعبةُ والثوري.
وقال جرير، عن مغيرة: ما أفسدَ حديثَ أهلِ الكوفة غيرُ أبي إسحاق والأعمش.
قلتُ: لا يُسمع قولُ الأقران بعضُهم في بعض، وحديثُ أبي إسحاق مُحتج به في دواوين الإسلام، ويقع لنا من عواليه.
قال يحيى بن سعيد القطان: توفي أبو إسحاق في سنة سبع وعشرين ومائة يوم دخولِ الضحاك بن قيس غالباً على الكوفة.
قلتُ: فيها ورَّخه الهيثم بن عدي، والواقدي، ويحيى بن بَكير، وابن نمير، وأحمد، وخليفة، وأبو حفص الفلاس وغيرهم.
وروى يحيى بن آدم قال: قال أبو بكر: دفنا أبا إسحاق أيامَ الخوارج سنة سبع وعشرين. وقال أحمد بن حنبل: مات يوم دخلَ الضحاكُ بنُ قيس الكوفةَ سنةَ سبع. وقال محمد بن يزيد: سمعتُ أبا بكر بن عياش يقول: دخل الضحاكُ الكوفة، فرأى الجنازة وكثرةَ ما فيها. فقال: كأنَّ هذا فيهم ربانيّ. وقال أبو نعيم وأبو عُبيد: سنة ثمان وعشرين مات، والأول أصح.
عاش ثلاثاً وتسعين سنة، وبيني وبينه سبعة أنفس بإجازة وثمانية بالاتصال.
أخبرنا أحمد بن سلامة وغيره في كتابهم قالوا: أنبأنا عبد المنعم بن كليب، أنبأنا علي بن أحمد بن بيان، أنبأنا محمد بن محمد بن محمد بن مَخْلد، أنبأنا إسماعيل بن محمد، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: خرج علينا رسولُ الله وأصحابُه، فأحرمنا بالحج، فلما قَدِمنا مكة، قال: «اجْعَلُوا حَجَّكُمْ عُمْرَةً» فقال الناسُ: يا رسولَ الله قد أحرمنا بالحج،
فكيف نجعلها عُمرة؟ فقال: «انْظُروا الَّذي آمُرُكُمْ بِهِ، فَافْعَلُوا» فردُّوا عليه القول، فغضب، ثم انطلق حتى دخل على عائشة غضبانَ، فرأت الغضبَ في وجهه، فقالت: مَن أغضبَكَ؟ أغضبَه الله. قال: «وَمَا لِيَ (لا) أغْضَبُ؟ وَأَنَا آمُرُ بِالأمْر فَلا أُتَّبَعُ» أخرجه النسائي عن أبي كُريب، والقزويني عن ابن الصبَّاح، كلاهما عن أبي بكر.
أخبرنا عبد الحافظ بن بدران، ويوسفُ بن أحمد، قالا: أنبأنا موسى بن عبد القادر، أنبأنا سعيد بن أحمد بن البناء، أنبأنا علي بن أحمد بن البُسري، أنبأنا محمد ابن عبد الرحمن الذهبي، حدثنا يحيى بن محمد، حدثنا لُوين، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن بُريد بن أبي مريم، عن أنس بن مالك قال: قال رسولُ الله: مَنْ سَأَلَ الجَنَّةَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ {قَالَتِ الجَنَّةُ اللَّهُمَّ أدْخِلْهُ الجَنَّةَ {ومَن اسْتَجَارَ بِالله مِنَ النَّارِ، قَالَتِ النَّارُ: اللَّهُمَّ أجِرْهُ مِنَ النَّارِ».
قال أحمد بن عبدة: سمعتُ أبا داود الطيالسي يقول: وجدنا الحديثَ عند أربعة: الزهري، وقتادة، وأبو إسحاق، والأعمش، وكان قتادةُ أعلمَهم بالاختلاف، والزهري أعلمَهم بالإسناد، وأبو إسحاق أعلمهم بحديث علي وابن مسعود، وكان عند الأعمش من كل هذا، ولم يكن عند واحد من هؤلاء إلا الفين الفين
¥(28/235)
ـ[ابو عبد الرحمن القلموني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 12:20 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله بكم يا اخوة على النقل المفيد.
و اضيف تساؤل ورد معي اليوم اثناء دراستي للمصطلح مع شيخي و لكن لإنشغال الشيخ لم يفصل في المسألة و هي: "قبول احاديث الكاذب او المتهم بالكذب بعد توبته"
ارجو نقل اقوال العلماء في المسألة و بارك الله بكم.
ـ[ناصر أبو البراء]ــــــــ[02 - 10 - 09, 01:34 ص]ـ
نقل ابن الصلاح عن الإمام أحمد والحميدي: أنه لا تقبل روايته أبداً.
واختار الإمام النووي صحة توبة الكاذب وقبول روايته.
والقول الأول هو الراجح والله تعالى أعلم لما فيه من زجر وتأديب وتغليظ لمن يتعمد الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم.
ـ[ابو اسحاق فيصل الاحمداني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 01:41 ص]ـ
اخي الفاضل انقل لك كلام القاضي عياض حول حكم هؤلاء فقال بعد ان ذكر اصنافهم:و هؤلاء كلهم كذابون متروكوا الحديث, وكذلك من تجاسربالحديث بما لم يحققه ,ولم يضبطه, او هو شاك فيه فلا يحدث عن هؤلاء, ولا يقبل ما حدثوا به , ولو لم يقع منهم ما جاءو به الا مرة واحدة-ولو في حديث واحد فقط- كشاهد الزور اذا تعمد سقطت شهادته واختلف هل تقبل توبته في المستقبل اذا ظهرت توبته
فقال الامام النووي المختار تقبل توبته كغيره من انواع الفسق
وحجة من ردها ابدا وان حسنت توبته , التغليظ وتعظيم العقوبة في هذا الكذب والمبالغة في الزجر عنه كما صلى الله عليه وسلم: (ان كذبا علي ليس ككذب على احد) اخرجه مسلم في صحيحه باب تغليظ الكذب على رسول الله
والله اعلم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 07:45 ص]ـ
نقل ابن الصلاح عن الإمام أحمد والحميدي: أنه لا تقبل روايته أبداً.
واختار الإمام النووي صحة توبة الكاذب وقبول روايته.
والقول الأول هو الراجح والله تعالى أعلم لما فيه من زجر وتأديب وتغليظ لمن يتعمد الكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم.
السلام عليكم ورحمة الله تعاالى وبركاته
لا يخفى على المتخصصين في العلوم الشرعية عظم عناية المحدثين بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وخدمتهم لها، ومن أظهر صور تلك العناية كلامهم في نقلة الأخبار ورواتها من حيث الجرح والتعديل، فجهودهم في ذلك واضحة لكل دارس وباحث في كتب الجرح والتعديل العامة والخاصة، وهي بحمد لله كثيرة ومعروفة
ومن المسائل ذات الصلة بعلم الجرح والتعديل، التي يتعرض العلماء لها في كتب أصول الحديث: مسألة حكم رواية التائب من الكذب، هل تقبل أم ترد؟، وللعلماء فيها كلام متفرق في مواضع عدة، ولم أر من جمع أقوالهم فيها مع التحقيق والتحرير، فاستعنت بالمولى عز وجل على القيام بهذا الأمر.
وقد نص علماء الحديث على أن التائب من الكذب في حديث الناس وغيره من أسباب الفسق روايته مقبولة.
وإنما اختلفت آراء العلماء في مسألة أخرى هي:
هل تقبل رواية التائب من الكذب متعمداً في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حسنت توبته أم لا؟. وهذه المسألة تحديداً هي موضوع البحث.
وبهذا يعلم أن التائب من الكذب من حيث قبول روايته على قسمين:
الأول: مقبول الرواية عند العلماء، إذا كان قد تاب من الكذب في حديث الناس
الثاني: مختلف في قبول روايته عند العلماء، إذا كان قد تاب من الكذب في الحديث النبوي، وهذا هو محل بحثنا.
المبحث الأول: حكم الكذب على الرسول عليه الصلاة والسلام.
المبحث الثاني: القائلون بمنع قبول رواية التائب من الكذب في الحديث النبوي وأدلتهم.
المبحث الثالث: القائلون بقبول رواية التائب من الكذب في الحديث النبوي وأدلتهم.
المبحث الرابع: الموازنة بين المذهبين مع الترجيح.
إن أهم النتائج التي تم التوصل لها في هذا البحث، هي:
1 - إن كلام بعض العلماء الذي استشهد به الخطيب البغدادي على مذهب القائلين بالمنع، ليس صريحاً في المسألة بل هو في بيان عقوبة الكاذب مطلقاً من غير تقييد بالتائب من الكذب في الحديث النبوي، وهذا يشمل ما نقله عن الثوري، وابن المبارك، والحميدي، ورافع بن أشرس، والسمعاني.
2 - إن أصرح عبارة في المسألة نقلتها كتب المصطلح لأحد علماء الحديث، هي للإمام أحمد بن حنبل، إلا أن في السند إليه رجلاً لم أجد له ترجمة، ولكن النص يمكن قبوله باعتبار تداول علماء المذهب الحنبلي له في كتبهم الأصولية.
3 - إن عبارة الصيرفي يجب تقييدها في الحديث النبوي، وليست في مطلق الكذب كما ذهب إليه بعض العلماء، وقد ناقشت الإمام السخاوي في اعتراضه على الحافظ العراقي حول ذلك، ورجحت ما ذهب إليه بعدة قرائن، أحسب أنها لم تُذكر من قبل.
4 - لم أُسلم باعتراض الإمام السخاوي على الدليل الثاني من أدلة الإمام النووي، وبينت أن ظواهر النصوص الشرعية تدل على قبول التوبة مطلقاً من دون استثناء للكاذب في الحديث النبوي.
5 - بينت أن ما استدل به الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع نصرة منه لمذهب القائلين بالقبول، غير مستقيم على مذهب القائلين بالمنع ولايلزمهم.
6 - حررت محل النزاع بين المذهبين تحريراً أحسب أنه دقيق.
7 - تبين لي أن القائلين بالمنع اعتمدوا على مراعاة المصلحة الدينية.
8 - تبين لي أن أقوى أدلة القائلين بالقبول وأبعدها عن الاعتراض هو دليلهم الثاني، وقد وضحت أن العمل به لا يعارض القول بمنع قبول الرواية، إذ لا تلازم بين قبول توبة التائب من الكذب في الحديث النبوي التي تدل عليها النصوص الشرعية، وقبول روايته، فتوبة التائب بينه وبين الله، أما الرواية عنه فهي تهم الأمة بأجمعها.
9 - ترجح لي أن أدلة مذهب القائلين بالمنع أقوى، كما أن الشروط التي وضعوها تدل على الوسطية والاعتدال.
10 - تأكد لي أن مسألة رواية التائب من الكذب في الحديث النبوي، ليس لها وجود كبير في كتب الجرح والتعديل، ولم أجد بعد البحث إلا أربعة من الرواة وصفوا بالكذب وذُكر عنهم أنهم تابوا، وقد حققت القول فيهم.
والسلام عليكم
¥(28/236)
ـ[ابو اسحاق فيصل الاحمداني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 01:56 م]ـ
بارك الله فيك اخي الفاضل على تفصيل القول في المسألة
نفعنا الله بك
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 02:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وحبذا لو نشر أخونا أبو مسلم ذلك البحث ليستفيد منه الإخوة.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 03:48 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله تعالى خير الجزاء
بإذن الله أنشره هنا إن شاء الله تعالى(28/237)
طلب المساعدة لمعرفة صحة الأحاديث والآثار في تحميد الله بعد العطاس وتشميت العاطس
ـ[عامر القزدر]ــــــــ[30 - 09 - 09, 02:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أيها الأخوة الكرام
الحمد لله والصلوة والسلام على رسول الله، أما بعد:
قد خرجت قبل أيام أحاديثا وآثارا في موضوع "حمد الله بعد العطاس وتشميت العاطس". فبلغ مجموع هذه الروايات إلى قرابة خمس مائة رواية مرفوعة وغير مرفوعة. وحفظت جميع هذه الروايات في ملف واحد بصيغة ورد مع بيان المآخذ والأرقام لجميع الأحاديث. وأريد الآن أن أتأكد وأتعرف على صحة هذه الأحاديث والآثار بتمامها. فالرجاء منكم المساعدة والإرشاد في هذا الباب. أخبروني من فضلكم، ماذا أفعل الآن لمعرفة صحتها؟
ولكم جميعاً مني أجمل التحية والشكر
أخوكم
عامر القزدر
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:20 م]ـ
أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع: عيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونهانا عن: لبس الحرير، والديباج، والقسي، والإستبرق، والمياثر الحمر.
الراوي: البراء بن عازب المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5849
خلاصة الدرجة: [صحيح]
نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن سبع: نهى عن خاتم الذهب، أو قال: حلقة الذهب، وعن الحرير، والإستبرق، والديباج، والميثرة الحمراء، والقسي، وآنية الفضة، وأمرنا بسبع: بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ورد السلام، وإجابة الداعي، وإبرار المقسم، ونصر المظلوم.
الراوي: البراء بن عازب المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5863
خلاصة الدرجة: [صحيح]
أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع، ونهانا عن سبع، فذكر: (عيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ورد السلام، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإبرار المقسم).
الراوي: البراء بن عازب المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2445
خلاصة الدرجة: [صحيح]
أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار القسم ونصر المظلوم، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي، ونهانا عن خواتم الذهب، وعن أنية الفضة، وعن المياثر، والقسية، والإستبرق، والديباج.
الراوي: البراء بن عازب المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5175
خلاصة الدرجة: [صحيح]
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام، ونصر المظلوم، وإبرار المقسم. ونهانا عن خواتيم الذهب، وعن الشرب في الفضة، أو قال: آنية الفضة، وعن المياثر والقسي، وعن لبس الحرير والديباج والإستبرق.
الراوي: البراء بن عازب المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5635
خلاصة الدرجة: [صحيح]
أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع، ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإجابة الداعي، ورد السلام، ونصر المظلوم، وإبرار المقسم، ونهانا عن سبع: عن خاتم الذهب، أو قال: حلقة الذهب، وعن لبس الحرير، والديباج، والسندس، والمياثر.
الراوي: البراء بن عازب المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6222
خلاصة الدرجة: [صحيح]
حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس.
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1240
خلاصة الدرجة: [صحيح]
أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا باتباع الجنائز، وعيادة المريض، وإجابة الداعي، ونصر المظلوم، وإبرار القسم، ورد السلام، وتشميت العاطس. ونهانا عن آنية الفضة، وخاتم الذهب، والحرير، والديباج، والقسي، والإستبرق.
الراوي: البراء بن عازب المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1239
خلاصة الدرجة: [صحيح]
¥(28/238)
أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع: (بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المقسم. ونهى عن الشرب في الفضة، ونهى عن تختم الذهب، وعن ركوب المياثر، وعن لبس الحرير، والديباج، والقسي، والإستبرق).
الراوي: البراء بن عازب المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6235
خلاصة الدرجة: [صحيح]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أربعون خصلة، أعلاهن منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها، وتصديق موعودها، إلا أدخله الله بها الجنة). قال حسان: فعددنا ما دون منيحة العنز، من رد السلام، وتشميت العاطس، وإماطة الأذى عن الطريق ونحوه، فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة.
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2631
خلاصة الدرجة: [صحيح]
حق المسلم على المسلم خمس. وفي رواية: خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: مقدمة الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2162
خلاصة الدرجة: صحيح
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع. ونهانا عن سبع. أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار القسم، أو المقسم، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام. ونهانا عن خواتيم، أو عن تختم بالذهب، وعن شرب بالفضة، وعن المياثر، وعن القسي، وعن لبس الحرير والإستبرق والديباج. وفي رواية: بهذا الإسناد، مثله. إلا قوله: وإبرار القسم أو المقسم. فإنه لم يذكر هذا الحرف في الحديث. وجعل مكانه: وإنشاد الضال. وفي رواية: وقال: إبرار القسم. من غير شك. وزاد في الحديث: وعن الشرب في الفضة. فإنه من شرب فيها في الدنيا، لم يشرب في الآخرة. وفي رواية: وإفشاء السلام. فإنه قال بدلها: ورد السلام. وقال: نهانا عن خاتم الذهب أو حلقة الذهب. وفي رواية: وإفشاء السلام وخاتم الذهب. من غير شك.
الراوي: البراء بن عازب المحدث: مسلم - المصدر: مقدمة الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2066
خلاصة الدرجة: صحيح
خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنازة
الراوي: أبو هريرة المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 5030
خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
لما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم علمت أمورا من أمور الإسلام فكان فيما علمت أن قال لي إذا عطست فاحمد الله وإذا عطس العاطس فحمد الله فقل يرحمك الله قال فبينما أنا قائم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة إذ عطس رجل فحمد الله فقلت يرحمك الله رافعا بها صوتي فرماني الناس بأبصارهم حتى احتملني ذلك فقلت ما لكم تنظرون إلي بأعين شزر قال فسبحوا فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من المتكلم قيل هذا الأعرابي فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي إنما الصلاة لقراءة القرآن وذكر الله جل وعز فإذا كنت فيها فليكن ذلك شأنك فما رأيت معلما قط أرفق من رسول الله صلى الله عليه وسلم
الراوي: معاوية بن الحكم السلمي المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 931
خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
تشمت العاطس ثلاثا فإن شئت أن تشمته فشمته وإن شئت فكف
الراوي: عبيد بن رفاعة الزرقي المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 5036
خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
وفي تشميت العاطس كثيرة أخي الحبيب
والله تعالى أعلم
ـ[عامر القزدر]ــــــــ[01 - 10 - 09, 02:57 م]ـ
شكرا لك جزيلا
أخي الكريم أبو مسلم!
وبارك الله فيك وحيّاك(28/239)
سؤال حول ما كتب عن محمد رشيد رضا و اختياراته في السنة النبوية و علوم الحديث
ـ[محمد الفيضي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 08:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أرجو من الإخوة الأكارم رواد هذا المنتدى المبارك أن يفيدنا بما كتب حول العلامة محمد رشيد رضا و اختياراته الحديثية أو آرائه في السنة النبوية من كتب و مقالات و رسائل جامعية، أو ما ترونه مفيدا للموضوع ....
أرجوا الإفادة بارك الله فيكم(28/240)
ما هي صفة إلقاء النوى بين الأصبعين في حديث عبدالله بن بسر في صحيح مسلم؟
ـ[أبوخالد]ــــــــ[30 - 09 - 09, 09:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأفاضل:
جاء في صحيح مسلم هذا الحديث:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنَزِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ قَالَ
نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَبِي قَالَ فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا وَوَطْبَةً فَأَكَلَ مِنْهَا ثُمَّ أُتِيَ بِتَمْرٍ فَكَانَ يَأْكُلُهُ وَيُلْقِي النَّوَى بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ وَيَجْمَعُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى قَالَ شُعْبَةُ هُوَ ظَنِّي وَهُوَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِلْقَاءُ النَّوَى بَيْنَ الْإِصْبَعَيْنِ ثُمَّ أُتِيَ بِشَرَابٍ فَشَرِبَهُ ثُمَّ نَاوَلَهُ الَّذِي عَنْ يَمِينِهِ قَالَ فَقَالَ أَبِي وَأَخَذَ بِلِجَامِ دَابَّتِهِ ادْعُ اللَّهَ لَنَا فَقَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مَا رَزَقْتَهُمْ وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ
و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ح و حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ كِلَاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَلَمْ يَشُكَّا فِي إِلْقَاءِ النَّوَى بَيْنَ الْإِصْبَعَيْنِ
فما صفة إلقاء النوى؟
وهل يكون ذلك في اليمنى أو اليسرى؟
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 09:56 م]ـ
الذي رأيته من أحد المشايخ أنه يلقي النوى من فمه إلى ظهر الإصبعين .. وما هم ّ يمنى أو يسرى والله أعلم
ـ[عبدالله آل بوعينين]ــــــــ[30 - 09 - 09, 10:06 م]ـ
مما رأيت من أهلم العلم: أنهم كانوا يضعون نواة التمر بين السبابة والوسطى على ظاهر الكف في مكان اجتماع الأصبعين , ويكون في اليمنى عندهم.
قال محمد شمس في عون المعبود (كتاب الأشربة):
أي: يجمعه على ظهر الأصبعين لقلته ثم يرمي به ولم يلقه في إناء التمر لئلا يختلط به. قال السيوطي: قلت: لأنه - صلى الله عليه وسلم - " نهى أن يجعل الآكل النوى على الطبق " رواه البيهقي وعلله الترمذي بأنه قد يخالطه الريق ورطوبة الفم، فإذا خالطه ما في الطبق عافته النفس كذا في فتح الودود (فلما قام) أي: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومطابقة الحديث بالباب أنه لما لم يلق النوى الذي خالطه الريق ورطوبة الفم في إناء التمر لئلا يختلط بالتمر فتستقذر به النفس فكيف ينفخ في الشراب والطعام؛ لأن النفخ لا يخلو من بزاق وغيره الذي يستقذر به النفس. قال المنذري: وأخرجه مسلم والترمذي والنسائي. أهـ
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 10:30 م]ـ
الحمد لله .. أرحتني أراحك الله ...
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[عبدالله آل بوعينين]ــــــــ[01 - 10 - 09, 06:09 ص]ـ
أراحنا الله وإياك في دار السعادة
وبارك فيك وزادك علما
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:58 م]ـ
آآمين واياكم ...
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:01 م]ـ
وقوله: (ويلقي النوى بين أصبعيه) أي يجعلها بينهما لقلته , ولم يلقه في إناء التمر لئلا يختلط بالتمر , وقيل: كان يجمعه على ظهر الأصبعين ثم يرمي به.
وقوله: (قال شعبة: هو ظني , وهو فيه إن شاء الله إلقاء النوى). معناه: أن شعبة قال: الذي أظنه أن إلقاء النوى مذكور في الحديث , فأشار إلى تردد فيه وشك , وفي الطريق الثاني جزم بإثباته ولم يشك , فهو ثابت بهذه الرواية. وأما رواية الشك فلا تضر سواء تقدمت على هذه أو تأخرت ; لأنه تيقن في وقت وشك في وقت , فاليقين ثابت , ولا يمنعه النسيان في وقت آخر. وقوله: فشربه ثم ناوله الذي عن يمينه. فيه: أن الشراب ونحوه يدار على اليمين كما سبق تقريره في بابه قريبا. وفيه استحباب طلب الدعاء من الفاضل ودعاء الضيف بتوسعة الرزق والمغفرة والرحمة , وقد جمع صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء خيرات الدنيا والآخرة. والله أعلم.
النووي في شرح صحيح مسلم(28/241)
هل الحديث المنقطع وما فيه مجهول يتقوى بالشواهد؟
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 07:46 ص]ـ
قد سمعت شيخنا الألباني رحمه الله في شريط حين سأله أبو الحسن المأربي عن الحديث المنقطع وما فيه مجهول هل يتقوى بالشواهد فأجاب بأنه قد وقد أو نحو ذلك.
وفيما أذكر أن شيخنا الألباني أيضا في كتابه في نسف قصة الغرانيق لم يقو المراسيل الواردة فيها بعضها ببعض.
لاحتمال أن يكون الساقط من السند شديد الضعف.
والذي أذكر أن ما يفهم من كلام ابن حجر العسقلاني أن المنقطع والمجهول يتقوى بالشواهد.
فحبذا أن نسمع آراءكم في هذا الموضوع.
أحسن الله إليكم.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 12:48 م]ـ
إن كان الحديث منقطع وفي اسناده ضعف شديد فإنه لا يقوة بالشواهد في الحديث
أما عن كلام ابن حجر العسقلاني رحمه لله (فالمنقطع إن كان له شواهد وكان رجاله ثقات فإنه يقوى)
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:34 م]ـ
المقصود أن يكون في سنده مجرد الانقطاع أو الجهالة أما الضعف الشديد فهو على كل حال لا يتقوى بالشواهد
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:41 م]ـ
أخي الحبيب إن كان في السند جهالة (رواة مجهولين) فهو لا يتقوى بالشواهد
ولكن إن كان في الحديث انقطاع وكان له شواهد واسناهدها صحيح فإنه تقويه
ولكن بعيدا عن الشوائب في السند فإن الانقطاع إن توفرت له شواهد فإنها تقويه
هذا والله تعالى أعلم
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 07:37 م]ـ
عرفت من كلام كثير من العلماء رد رواية المجهولين، وإن كان بعض الباحثين المستحدثين لا يرى ذلك، بل وجدت بعضهم قال: إن الجهالة في معنى الانقطاع في رد الحديث. لذلك ما زلت أتعجب من قول القائل: حديث ضعيف بسبب جهالة الراوي لا يرتقي إلى درجة الحسن، لأن الضعف شديد، فأيهما أولى، أن تعرف اسم الراوي وكنيته، ولكنه يوصف بالجهالة وبين أن لا تعرف شيئا عن الراوي، من هو؟ وكيف هو؟ ما اسمه وما لقبه وكنيته؟ لأنه لا يذكر في الإسناد أصلا. إن شاء الله سأكتب في هذا الموضوع وأحاول عرضه للإخوة، إن تيسر لي ذلك، وجزاكم الله خيرا.
أخوكم الفطاني التايلاندي أبو كيسان الطهوني
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 07:39 م]ـ
عرفت من كلام كثير من العلماء رد رواية المجهولين، وإن كان بعض الباحثين المستحدثين لا يرى ذلك، بل وجدت بعضهم قال: إن الجهالة في معنى الانقطاع في رد الحديث. لذلك ما زلت أتعجب من قول القائل: حديث ضعيف بسبب جهالة الراوي لا يرتقي إلى درجة الحسن، لأن الضعف شديد، فأيهما أولى، أن تعرف اسم الراوي وكنيته، ولكنه يوصف بالجهالة وبين أن لا تعرف شيئا عن الراوي، من هو؟ وكيف هو؟ ما اسمه وما لقبه وكنيته؟ لأنه لا يذكر في الإسناد أصلا.
إن شاء الله سأكتب في هذا الموضوع وأحاول عرضه للإخوة، إن تيسر لي ذلك، وجزاكم الله خيرا.
أخوكم الفطاني التايلاندي أبو كيسان الطهوني
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 07:45 م]ـ
وهل إن عرف اسم وكنية الراوي أخي الحبيب
ثم عرف بالجهالة ترفع درجة الرواية الي الحسن
ومن ذهب من أهل العلم إلي هذا القول؟؟
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 08:22 م]ـ
نعم، وجدت في شرح مقدمة التفسير الذي نشره ملتقى أهل الحديث هذا الكلام: "وقد يكون اتهام الراوي بجهالة أو بسوء حفظ ونحو ذلك؛ لكن يكون معتبرا به في الشواهد. "
وكيف توضح لنا هذه العبارة، أخي الحبيب. وجزاكم الله.
ومع ذلك، لم أقل أن الجهالة ترفع إلى درجة الحسن، ولكن أستغرب ممن لا يقول بعدم ارتقائه إلى درجة الحسن للجهالة، ويقول بانجبار الحديث المنقطع بوجود إسناد آخر، مع أنه لا يعرف حال الراوي شيئا، بغض النظر عن حاله أنه مجهول أو ربما أنه كذاب.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 08:27 م]ـ
نعم، وجدت في شرح مقدمة التفسير الذي نشره ملتقى أهل الحديث هذا الكلام: "وقد يكون اتهام الراوي بجهالة أو بسوء حفظ ونحو ذلك؛ لكن يكون معتبرا به في الشواهد. "
وكيف توضح لنا هذه العبارة، أخي الحبيب. وجزاكم الله.
ومع ذلك، لم أقل أن الجهالة ترفع إلى درجة الحسن، ولكن أستغرب ممن لا يقول بعدم ارتقائه إلى درجة الحسن للجهالة، ويقول بانجبار الحديث المنقطع بوجود إسناد آخر، مع أنه لا يعرف حال الراوي شيئا، بغض النظر عن حاله أنه مجهول أو ربما أنه كذاب.
بارك الله فيك أخي الحبيب
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 08:33 م]ـ
وجزاكم الله خيرا أبا مسلم الفلسطيني، وليظهر الله الحق على يديك.
أخوكم في الله
إبراهيم مأيينج سمي الطهوني التايلاندي
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 01:17 ص]ـ
لا يظهر فرق بين الجهالة والانقطاع والمشهور أن الحديث المنقطع وما فيه مجهول يتقوى بالشواهد كحديث آخر بمعناه أو لفظه ضعيف بسبب سوء الحفظ أو الانقطاع أيضا ولكن في رجل لم يأخذ عن الذين أخذ عنهم الآخر ولكن الشيخ الألباني لفت النظر في نصب المجانيق لنسف قصة الغرانيق أن هذا الأمر ليس على إطلاقه والذي أفهمه أن الألباني يرى النظر في القرائن فقد يقوى المنقطع ونحوه وقد لا يقوى بحسب القرائن لذلك لم يقو قصة الغرانيق مع أنها رويت من طرق مرسلة وقد قواها ابن حجر لكونها تتضمن طعنا في القرآن فهو قرينة على أن الساقط من السند قد يكون كذابا.
وحديث الكذاب لا يتقوى بالشواهد.
وهذا يدل على دقة الألباني وبعد نظره
وقد عرضت الموضوع للبحث لعلي أجد ما يثري هذا الموضوع عند الإخوة ويزيده أمثلة وضبطا.
¥(28/242)
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:30 ص]ـ
وهذا الذي أراه صوابا، فالمسألة كمثل مسألة زيادة الثقات، فإنها ليست على إطلاقها في القبول، بل الأمر يتعلق بالقرائن، وجزاكم الله خير الجزاء.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 07:31 ص]ـ
بارك الله تعالى فيكم أخي غالب الساق والأخ إبراهيم
وكما قال الشيخ غالب الساق حديث الكذاب لا يقوى بالشواهد وهذا معروف لا شك فيه أخي الحبيب فالأمر يتعلق بالقرائن في التصحيح والتضعيف وبارك الله فيكم .... والله تعالى أعلم ..(28/243)
الجمع بين حديثي (لأعلمن أقواماً يأتون بحسنات) و (كل أمتي معافى إلا المجاهرين)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[01 - 10 - 09, 11:38 ص]ـ
الجمع بين حديثي (لأعلمن أقواماً يأتون بحسنات) و (كل أمتي معافى إلا المجاهرين)
كيف نستطيع الجمع بين الحديثين الشريفين: (أناس من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمال كجبال تهامة فيجعلها الله هباء منثوراً)، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: الذين إذا خلو بمحارم الله انتهكوها) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وبين قوله صلى الله عليه وسلم (كل أمتي معافى إلا المجاهرون).
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
نص الحديثين موضع الإشكال:
أ. عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: (لأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا) قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لاَ نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ، قَالَ: (أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا).
رواه ابن ماجه (4245)، وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجه ".
الهباء في الأصل: الشَّيءُ المُنْبَثُّ الَّذي تَراه في ضَوْء الشمسِ.
محارم الله: هي كل ما حرَّمه الله تعالى من المعاصي، الصغائر، والكبائر.
ب. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ: يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ).
رواه البخاري (5721) ومسلم (2990).
ثانياً:
قد استشكل كثير من الناس الجمع بين هذين الحديثين، وتعددت أماكن سؤالهم عن ذلك الجمع، ونذكر ما تيسر من أوجه الجمع بينهما، سائلين الله تعالى التوفيق، فنقول:
إن الذي دعا إلى استشكال الحديثين هو ما حواه معناهما مما ظاهره التعارض، فإن الحديث الأول ليس فيه أن أصحاب المعاصي قد جاهروا بمعاصيهم، وبمقتضى الحديث الثاني فهم " معافوْن "، فكيف تحبط أعمالهم، ويتوعدون بالسخط والعذاب؟! ومن هنا جاء الإشكال في ظاهر الحديثين، فذهب العلماء في الجمع بينهما مذاهب شتَّى، ومن ذلك:
1. القول بتضعيف حديث ثوبان، وقد علَّله بعضهم فضعَّف سنده بالراوي " عقبة بن علقمة المعافري "، وحكم على متنه بالنكارة.
أ. ويرد على تضعيف سنده:
بأن الراوي عقبة بن علقمة وثَّقه كثيرون، وممن وثقه: ابن معين، والنسائي، ومن حكم على رواياته بالرد فإنما هو إذا روى عنه ابنه " محمد "، أو روى هو عن " الأوزاعي "، وهذا قول الأئمة المحققين في حاله، وليست روايته في هذا الحديث عن الأوزاعي، ولا رواه عنه ابنه محمد، فالسند حسن على أقل أحواله.
ب. ويرد على نكارة متنه بأن له نظائر معروفة، كما في قوله تعالى: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً) النساء/ 108.
وهو وإن لم يكن فيه حبوط أعمال أولئك بلفظ الآية، إلا أنه يُعرف ذلك بمعناها.
قال ابن كثير رحمه الله:
هذا إنكار على المنافقين في كونهم يستخفون بقبائحهم من الناس؛ لئلا ينكروا عليهم، ويجاهرون الله بها؛ لأنه مطّلع على سرائرهم، وعالم بما في ضمائرهم، ولهذا قال: (وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا) تهديد لهم، ووعيد.
" تفسير ابن كثير " (2/ 407).
¥(28/244)
2. أن حديث ثوبان في المنافقين، وحديث أبي هريرة في المسلمين، فلا تعارض بينهما، لا سيما إذا حملنا النفاق هنا على النفاق العملي الذي لا ينافي أخوة الإيمان.
والواقع أن المتأمل في حال بعض من يقع في المنكرات هذه الأيام من أهل الخير والصلاح الظاهر، وباعتراف من يتوب منهم يجد عجباً، من ارتكاب ذنوب " الخلوات " بشكل يمكن إطلاق وصف " انتهاك " عليه! فمن هؤلاء من تكون خلواته في مشاهدة الفضائيات الفاسدة، والنظر في الإنترنت إلى مواقع الجنس الفاضح، واستعمال أسماء مستعارة للمحادثة والمراسلة مع الأجنبيات، ثم تجد هؤلاء لهم نصيب في الظاهر من الاستقامة، في اللباس، والصلاة، والصيام، ومن هنا كان هذا الحديث محذِّراً لهؤلاء أن يكون حالهم حال المنافقين، أو أن يكونوا أعداء لإبليس في الظاهر، أصدقاء له في السرِّ، كما قال بعض السلف.
قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله:
الكبيرة السادسة والخمسون بعد الثلاثمائة: إظهار زي الصالحين في الملأ، وانتهاك المحارم، ولو صغائر في الخلوة: أخرج ابن ماجه بسند رواته ثقات عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لأعلمنَّ أقواماً مِن أمتي يأتون .... ).
لأن من كان دأبه إظهار الحسن، وإسرار القبيح: يعظم ضرره، وإغواؤه للمسلمين؛ لانحلال ربقة التقوى، والخوف، من عنقه.
" الزواجر عن اقتراف الكبائر " (2/ 764).
3. قوله صلى الله عليه وسلم (إِذَا خَلوا بِمَحَارِمِ الله) لا يقتضي خلوتهم في بيوتهم وحدهم! بل قد يكونون مع جماعتهم، ومن على شاكلتهم، فالحديث فيه بيان خلوتهم بالمحارم، لا خلوتهم مع أنفسهم في بيوتهم، فليس هؤلاء بمعافين، والمعافى الذي في حديث أبي هريرة الذي يظهر لنا أنه يفعل المعصية الغالبة عليه وحده، ولذا جاء في الحديث أنه شخص بعين، وأن ربَّه قد ستره، (يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ)، وحديث ثوبان فيه الجمع (قوْم) و (خَلَوا).
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:
الذي يبدو أن (خلوا بمحارم الله) ليس معناها " سرّاً "، وإنما: إذا سنحت لهم الفرصة انتهكوا المحارم، فـ " خلَوا " ليس معناها " سرّاً "، وإنما من باب " خلا لكِ الجو فبيضي واصفري ".
" سلسلة الهدى والنور " شريط رقم (226).
7. وصف هؤلاء المذكورون في حديث ثوبان بأنهم "ينتهكون" محارم الله، وهو وصف يدل على استحلالهم لذلك، أو مبالغتهم فيها في هذه الحال، وأمنهم من مكر الله، وعقوبته، وعدم مبالاتهم باطلاعه عليهم. فلذا استحقوا العقوبة بحبوط أعمالهم، وليس الوعيد على مجرد الفعل لتلك المعصية، ولعله لذلك سأل ثوبان رضي الله عنه النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يجلِّي حال أولئك، وأن يصفهم؛ خشية أن يكونوا منهم، وهم لا يدرون، ومثل هذا إنما هو طلب لمعرفة حال قلوب أولئك العصاة، وليس لمعرفة أفعالهم مجردة.
قال الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله:
أي: أن عندهم استهتاراً، واستخفافاً بالله عز وجل، فهناك فرق بين المعصية التي تأتي مع الانكسار، والمعصية التي تأتي بغير انكسار، بين شخص يعصي الله في ستر، وبين شخص عنده جرأة على الله عز وجل، فصارت حسناته في العلانية أشبه بالرياء، وإن كانت أمثال الجبال، فإذا كان بين الصالحين: أَحْسَنَ أيما إحسانٍ؛ لأنه يرجو الناس ولا يرجو الله، فيأتي بحسنات كأمثال الجبال، فظاهرها حسنات، (لكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها) فهم في السر لا يرجون لله وقاراً، ولا يخافون من الله سبحانه وتعالى، بخلاف من يفعل المعصية في السر وقلبه منكسر، ويكره هذه المعصية، ويمقتها، ويرزقه الله الندم، فالشخص الذي يفعل المعصية في السر وعنده الندم، والحرقة، ويتألم: فهذا ليس ممن ينتهك محارم الله عز وجل؛ لأنه - في الأصل - معظِّم لشعائر الله، لكن غلبته شهوته، فينكسر لها، أما الآخر: فيتسم بالوقاحة، والجرأة على الله؛ لأن الشرع لا يتحدث عن شخص، أو شخصين، ولا يتحدث عن نص محدد، إنما يعطي الأوصاف كاملة.
¥(28/245)
مِن الناس مَن إذا خلا بالمعصية: خلا بها جريئاً على الله، ومنهم من يخلو بالمعصية، وهو تحت قهر الشهوة، وسلطان الشهوة، ولو أنه أمعن النظر وتريث: ربما غلب إيمانُه شهوتَه، وحال بينه وبين المعصية، لكن الشهوة أعمته، والشهوة قد تعمي وتصم، فلا يسمع نصيحة، ولا يرعوي، فيهجم على المعصية فيستزله الشيطان، قال تعالى: (إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ) آل عمران/ 155، فإذا حصل الاستزلال من الشيطان، فزلت قدم العبد، لكن في قرارة قلبه الاعتراف بالمعصية، والله يعلم أنه لما وقع في المعصية أنه نادم، وأنه كاره لها، حتى إن بعضهم يفعل المعصية وهو في قرارة قلبه يتمنى أنه مات قبل أن يفعلها: فهذا معظِّم لله عز وجل، ولكنه لم يرزق من الإيمان ما يحول بينه وبين المعصية، وقد يكون سبب ابتلاء الله له أنه عيَّر أحداً، أو أنه عق والداً، أو قطع رحمه، فحجب الله عنه رحمته، أو آذى عالماً، أو وقع في أذية ولي من أولياء الله، فآذنه الله بحرب، فأصبح حاله حال المخذول، مع أنه في قرارة قلبه لا يرضى بهذا الشيء ... .
فالذي يعصي في السر على مراتب: منهم من يعصي مع وجود الاستخفاف، فبعض العُصاة تجده لما يأتي إلى معصية لا يراه فيها أحد: يذهب الزاجر عنه، ويمارسها بكل تهكم، وبكل وقاحة، وبكل سخرية، ويقول كلمات، ويفعل أفعالاً، ولربما نصحه الناصح، فيرد عليه بكلمات كلها وقاحة، وإذا به يستخف بعظمة الله عز وجل، ودينه، وشرعه، لكنه إذا خرج إلى الظاهر صلى، وصام، وإذا خلا بالمعصية لا يرجو لله وقاراً - والعياذ بالله - فليس هذا مثل من يضعف أمام شهوة، أو يفتن بفتنةٍ يراها، ويحس أن فيها بلاء، وشقاء، ويقدم عليها، وقلبه يتمعر من داخله، ويتألم من قرارة قلبه، ثم إذا أصاب المعصية ندم.
... .
فهذا الحديث – أي: حديث ثوبان - ليس على إطلاقه، وإنما المراد به: من كانت عنده الجرأة - والعياذ بالله -، والاستخفاف بحدود الله.
" شرح زاد المستقنع " (رقم الدرس 332).
نسأل الله أن يحبب إلينا الإيمان، وأن يزينه في قلوبنا، ونسأله أن يبغِّض إلينا الكفر، والفسوق، والعصيان.
والله أعلم
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:22 م]ـ
جزاك الله خيراً
إلا أنك لم تذكر اسم المفتي؟
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 01:23 م]ـ
بارك الله تعالى فيك أخي الحبيب
وكما تفضل أبو عمر
من صاحب هذه الفتوى؟؟
ـ[وذان أبو إيمان]ــــــــ[01 - 10 - 09, 03:15 م]ـ
ملاحظة في محلها وتعليل معتبر
بارك الله فيك.
من هو المفتي؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[01 - 10 - 09, 03:28 م]ـ
عن الأخ الفاضل مختار الديرة:
http://www.islam-qa.com/ar/ref/134636
موقع الإسلام سؤال وجواب
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:40 م]ـ
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و حياكم الله في منتداكم و نفع الله بكم
و نسأل الله لنا و لكم القبول
و أن يجعل ما نقدمه نوراً لنا يوم القيامه
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 01:33 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 02:32 م]ـ
جزاك الله خير ونفع بك .. فائدة قيمة جدا
زادك الله علما وهدى وتقوى وإخلاصا ...
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[06 - 10 - 09, 03:36 م]ـ
حياكم الله و بارك فيكم
و نسأل الله أن يتقبل بأحسن القبول و يجعلها من باب (أو علم ينتفع به)
ـ[محمد السقار]ــــــــ[15 - 06 - 10, 01:15 ص]ـ
السلام عليكم ..
هل صح حديث ثوبان(28/246)
من (بكر بن القاسم) الذي يروي عن أبي بكر الصديق؟ من يعرف (بكر بن القاسم) يروي عن أبي بكر الصديق؟
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[01 - 10 - 09, 04:15 م]ـ
من يعرف (بكر بن القاسم) يروي عن أبي بكر الصديق؟
بكر بن القاسم عن أبي بكر الصديق: مرسل
قاله أبو زرعة. كما في المراسيل وجامع التحصسل وتحفة التحصيل
لم أعرفه
وذكر الذهبي في المقتنى (907): (أبو بكر بن القاسم الكلبي أرسل).
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[01 - 10 - 09, 04:57 م]ـ
لعله هذا
جاء في الإكمال
باب الفارني والفارابي أما الاول بالنون قبل الياء فهو بكر بن القاسم بن قضاعة القضاعي الفاراني الاسكندراني أبو الفضل توفي بالاسكندرية سنة سبع وسبعين ومائتين قاله ابن يونس
إكمال الكمال - (7/ 80)
وأظنه هذا أيضا
قال: أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري في كتابه الكشف والبيان
أخبرنا أبو القاسم الحبيبي قال: حدّثنا جعفر بن محمد العدل، حدّثنا أبو عبد الله محمد ابن إبراهيم العبدي، حدّثنا أبو بكر أُمية بن بسطام، أخبرنا يزيد بن بزيع عن بكر بن القاسم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يضمن الله لمن خرج في سبيله ألاّ يخرج إيماناً بالله وتصديقاً برسوله أن (يرزقه) الشهادة، أو يردّه إلى أهله مغفوراً له مع ما نال من أجر وغنيمة.
الكشف والبيان موافق للمطبوع - (6/ 95)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 07:31 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب ابو القاسم المصري
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[01 - 10 - 09, 09:14 م]ـ
لعله هذا
بكر بن القاسم ... توفي بالاسكندرية سنة سبع وسبعين ومائتين قاله ابن يونس
وأظنه هذا أيضا
بكر بن القاسم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة ...
بارك الله فيك أبا قاسم
أما الأول فمصري وتوفي سنة 277، ومثله لا يصلح أن يقول عنه أبو زرعة: عن أبي بكر مرسل. وهذا واضح جدا!
والثاني فهو أقرب من الأول ولكن طبقته بعيدة، والله أعلم.
وانتبه أخي، فليس كل اسم يوافق اسم من تبحث عنه يوضع في الحسبان ويحتمل أن يكون هو، ولذلك قرائن كثيرة تؤكد أو تنفي، منها السن والبلد، وغير ذلك، وفقك الله.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[01 - 10 - 09, 11:55 م]ـ
المكرم محمود شعبان أحسن الله إليك كما أحسنت إلينا ولتعلم يا أخي أن بضاعتي في هذا العلم مزجاة فاسمح لي ببعض الاستفسار
ومثله لا يصلح أن يقول عنه أبو زرعة: عن أبي بكر مرسل. وهذا واضح جدا!
.
لم هلا بينت لي أكثر هل كونه يرسل عن أبي بكر يمتنع معه أن يكون من طبقة متأخرة أم لسبب آخر
بين لي يرحمك الله ولا تبخل علي
.
وانتبه أخي، فليس كل اسم يوافق اسم من تبحث عنه يوضع في الحسبان.
نعم إن شاء الله أنا أعلم ذلك جزيت خيرا على تذكيرك
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 03:05 م]ـ
حبذا لو يأتي أخونا السائل بالإسناد إلى بكر بن القاسم عن أبي بكر الصديق مرسلا، لعل أحد الإخوة يشفي غليله ويروي غليله
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 03:06 م]ـ
يشفي عليله
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[02 - 10 - 09, 03:27 م]ـ
يشفي عليله
صوابها يشفي غليله
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:12 م]ـ
هكذا قرأت في أحد المؤلفات الحديثية الحديثة وحفظت، ولم أذكر بالضبط، ولعله لفضيلة الشيخ أبي غدة.
وقد رأيت في أحد أبيات الشعر ما لفظه: كأن فؤادي ليس يشفي عليله سوى أن يرى الروحين يمتزجان
وجاء في كلام الشاعر عبد الله الأشقر ما يلي:
حوراء سنا نوره بسحر البهاء سار "=" باهر بهاه أطفأ بها جملة الحور
طلت .. وهلت .. وأهمل الوبل مدرار"=" يبكي سماه ويضحك الورد مسرور
غنا غنوج تبتسم لك بالأزهار"=" عبيرها مسك وعنبر وكافور
تشكلت فيها الروابي والأشجار"=" لبست حللها زينة القد والطور
فاحت روايح ريح روحه والأثمار"=" نشوة شذاها تنعش الروح بعطور
عليلها يشفي عليله بالإسحار "=" ترقص غصونه بالصباء تيه وغرور
كما جاء في قصيدة بعضهم:
وقلتله خلاص يابنت لج ماتريدين &&& والنار تصلي وسط جوفي وحيله
وقلتله فمان الله وسرك علي دين &&& بحاول انساك والله يشفي عليله
وجاء في شبكة طريق الإسلام في موضوع: (حتى لا تغرق السفينة بأهلها) بقلم عبد الله فهد الحسينان قوله: وأعلم أن كل من زعم أنه يدعو إلى الهدى وهو يبحث عما يشفي عليله ويروي غليلة في حب الجاه والسمعة والرياء، والسياسة العوجاء، ومفاتن الدنيا البلهاء، فمصيره معلوم ودربه مشؤوم.
ووجدت استعمال بعضهم في شبكة شنوه نت هذه العبارة قائلا: إن العالم بحاجة إلى دم عربي زكيّ، فلا يُروي غليله، ولا يشفي عليله إلا الدم العربي الطاهر.
نعم، يقال أيضا: يشفي عليله، كما قال بعضهم: اذا لم تستطع ان تشفي غليل يديك، فلا تتردد في اشفاء غليل عينيك، فذلك اضعف الايمان.
كما نقل بعضهم الشعر السابق ذكره بعبارة: كأن فؤادي ليس يشفي غليله سوى أن يرى الروحينِ يمتزجان
وجزاكم الله خيرا.
¥(28/247)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:23 م]ـ
هل هو بكر بن القاسم أم أبو بكر بن القاسم؟؟
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 05:15 م]ـ
هو كما قال أخونا محمود شعبان، بكر بن القاسم، ولم يتيسر لي حتى الآن معرفته، ولا أظنه من المشهورين المعروفين بالحديث، وقد خطر في قلبي أن لأبي بكر حفيده، اسمه القاسم بن محمد بن أبي بكر أحد السبعة، ولم أجده يكنى بأبي بكر بالنظر العابر، لأن له رواية عن أبي بكر، ولكنها مرسلة، لم يلق جده، فهل يحتمل أن يكون له ولد اسمه بكر، والله أعلم.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 05:33 م]ـ
وهذا ما ذهبت إليه أخي الحبيب إبراهيم ...
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[02 - 10 - 09, 05:34 م]ـ
هكذا قرأت في أحد المؤلفات الحديثية الحديثة وحفظت، ولم أذكر بالضبط، ولعله لفضيلة الشيخ أبي غدة.
وقد رأيت في أحد أبيات الشعر ما لفظه: كأن فؤادي ليس يشفي عليله سوى أن يرى الروحين يمتزجان
وجاء في كلام الشاعر عبد الله الأشقر ما يلي:
حوراء سنا نوره بسحر البهاء سار "=" باهر بهاه أطفأ بها جملة الحور
طلت .. وهلت .. وأهمل الوبل مدرار"=" يبكي سماه ويضحك الورد مسرور
غنا غنوج تبتسم لك بالأزهار"=" عبيرها مسك وعنبر وكافور
تشكلت فيها الروابي والأشجار"=" لبست حللها زينة القد والطور
فاحت روايح ريح روحه والأثمار"=" نشوة شذاها تنعش الروح بعطور
عليلها يشفي عليله بالإسحار "=" ترقص غصونه بالصباء تيه وغرور
كما جاء في قصيدة بعضهم:
وقلتله خلاص يابنت لج ماتريدين &&& والنار تصلي وسط جوفي وحيله
وقلتله فمان الله وسرك علي دين &&& بحاول انساك والله يشفي عليله
وجاء في شبكة طريق الإسلام في موضوع: (حتى لا تغرق السفينة بأهلها) بقلم عبد الله فهد الحسينان قوله: وأعلم أن كل من زعم أنه يدعو إلى الهدى وهو يبحث عما يشفي عليله ويروي غليلة في حب الجاه والسمعة والرياء، والسياسة العوجاء، ومفاتن الدنيا البلهاء، فمصيره معلوم ودربه مشؤوم.
ووجدت استعمال بعضهم في شبكة شنوه نت هذه العبارة قائلا: إن العالم بحاجة إلى دم عربي زكيّ، فلا يُروي غليله، ولا يشفي عليله إلا الدم العربي الطاهر.
نعم، يقال أيضا: يشفي عليله، كما قال بعضهم: اذا لم تستطع ان تشفي غليل يديك، فلا تتردد في اشفاء غليل عينيك، فذلك اضعف الايمان.
كما نقل بعضهم الشعر السابق ذكره بعبارة: كأن فؤادي ليس يشفي غليله سوى أن يرى الروحينِ يمتزجان
وجزاكم الله خيرا.
الأخ ابراهيم وفقه الله
أغلب النقول التي ذكرته لا تثبت بها حجة وإنما المعتبر في ذلك كتب اللغة
فالذي ذكره أهل اللغة في كتبهم أنهم يقولون شفاء الغليل يشفي غليله
أما شفاء العليل ويشفي عليله فهذا باب آخر
وهاهي بعض كلام اهل اللغة ولو عندي متسع من الوقت لأوسعت الأمر لكن على عجالة هاهي
تهذيب اللغة - (4/ 450)
والبرود من الشراب ما يُبَرِّدُ الغلة وأنشد:
ولا يُبَرِّدُ الغُلّيلَ الماءُ
جمهرة اللغة - (2/ 41)
الغُلّة: حرارة العطش والحزن
مختار الصحاح - (1/ 488)
و الغُلَّةُ و الغَلِيلُ حرارة العطش
العباب الزاخر - (1/ 196)
وقال ابن الأعرابي: المَسُوْس: كُلُّ ما شَفى الغَلِيْلَ؛ لأنَّه مَسَّ الغُلَّةَ
القاموس المحيط - (1/ 741)
والذي يَمَسُّ الغُلَّةَ فَيَشْفيها وكُلُّ ما شَفَى الغليلَ
وللشهاب الخفاجي وهو غمام في اللغة كتاب اسمه شفاء الغليل
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[02 - 10 - 09, 05:57 م]ـ
وفقكم الله
لا إسناد إلى بكر، فقد ورد هكذا:
بكر بن القاسم عن أبي بكر الصديق: مرسل
قاله أبو زرعة. كما في المراسيل وجامع التحصيل وتحفة التحصيل
ولم أعرفه بعد بحث، ولم أجد في الرواة ممن يسمى (بكر بن القاسم) في طبقة من يصلح أن يروي عن أبي بكر الصديق، وأما بكر بن القاسم الذي يروي عن سهيل فهو أقرب على بعد طبقته، وأما ما ذكره الذهبي في المقتنى: (أبو بكر بن القاسم الكلبي أرسل) فهو قريب أيضا.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 06:01 م]ـ
بارك الله تعالى فيك أخي الحبيب محمود شعبان
ما وجدته هو أبو بكر بن القاسم وهو مرسل كما تفضلت
أما بكر بن القاسم فلم أجد له ترجمه
هل هو أبو بكر بن القاسم الكلابي أخي الحبيب؟؟؟
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[02 - 10 - 09, 06:31 م]ـ
الذي أبحث عنه هو (بكر بن القاسم)، وإنما استظهرت أن يكون (أبو بكر بن القاسم) فقط لقرب طبقته، وإلا فلست على يقين، وإنما ذكرت ما وقفت عليه حتى لا تتكرر الجهود، وإلا فأنا لم أعرف من بكر بن القاسم، وغير متأكد أنه قد يكون: أبو بكر بن القاسم، وإنما ذكرته من باب التجميع لجميع الاحتمالات القريبة، ولم أذكر بكر بن القاسم القضاعي الفاراني الاسكندراني أبو الفضل توفي بالاسكندرية سنة 277 لبعد طبقته جدا عن أن يروي عن أبي بكر ويقول عنه أبو زرعة: (مرسل). ولا مانع أصلا أن يروي عن أبي بكر وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكون روايته معضلة. أما الذي يروي عن سهيل فهو قريب، ولم أجد له ترجمة
وفقكم الله
¥(28/248)
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 08:18 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب/ أبا القاسم المصري على ما تفضلت به لنا وزادك الله علما وبارك لك في علمك
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[02 - 10 - 09, 09:19 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب/ أبا القاسم المصري على ما تفضلت به لنا وزادك الله علما وبارك لك في علمك
هذا من أدبك أخي الكريم بل أنا الذي تعلمت مما نقلت زادك الله تواضعا
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:05 ص]ـ
بارك الله تعالى فيكم جميعا
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[03 - 10 - 09, 01:37 م]ـ
الأخ المحترم محمود شعبان قد قلت لك من قبل
ولتعلم يا أخي أن بضاعتي في هذا العلم مزجاة
وأنت قلت
أما الأول فمصري وتوفي سنة 277، ومثله لا يصلح أن يقول عنه أبو زرعة: عن أبي بكر مرسل. وهذا واضح جدا!.
ثم قلت
ولم أذكر بكر بن القاسم القضاعي الفاراني الاسكندراني أبو الفضل توفي بالاسكندرية سنة 277 لبعد طبقته جدا عن أن يروي عن أبي بكر ويقول عنه أبو زرعة: (مرسل). ولا مانع أصلا أن يروي عن أبي بكر وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكون روايته معضلة.
فما زدتني إلا حيرة
فاكرر عليك
هلا بينت لي أكثر هل كونه يرسل عن أبي بكر يمتنع معه أن يكون من طبقة متأخرة أم لسبب آخر
بين لي يرحمك الله ولا تبخل علي
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[03 - 10 - 09, 02:55 م]ـ
أخي الحبيب أبو القاسم
مراد الأخ
أن من مات سنة 277 يكون من طبقة أبي داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم فروايته عن أبي بكر لا تسمى مرسلة وإنما تسمى معضلة لكثرة الرواة بينهم
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[03 - 10 - 09, 03:16 م]ـ
أخي الحبيب أبو القاسم
مراد الأخ
أن من مات سنة 277 يكون من طبقة أبي داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم فروايته عن أبي بكر لا تسمى مرسلة وإنما تسمى معضلة لكثرة الرواة بينهم
جزاك الله خيرا أخي أشرف هذا والله معلوم لدي
لكن
بعضهم يتوسع في كلمة مرسل فيطلقها حتى على المعضل
قال النووي في التقريب
اتفق علماء الطوائف على أن قول التابعي الكبير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذا أو فعله يسمى مرسلاً، فإن انقطع قبل التابعي واحد أو أكثر قال الحاكم وغيره من المحدثين: لا يسمى مرسلاً بل يختص المرسل بالتابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن سقط قبله واحد فهو منقطع، وإن كان أكثر فمعضل ومنقطع، والمشهور في الفقه والأصول أن الكل مرسل.
وقال ايضا
المُعضل وهو بفتح الضاد يقولون: أعضله فهو مُعْضَل وهو ما سقط من إسناده اثنان فأكثر، ويسمى منقطعاً، ويسمى مرسلاً عند الفقهاء وغيرهم كما تقدم
وجاء في تحرير علوم الحديث لعبدالله الجديع - (3/ 186)
المبحث الرابع:
مسائل في الانقطاع والإرسال
المسألة الأولى: تداخلُ استعمال مصطلح (المنقطع) في (المرسل) عند السلف:
قبل تميز الاصطلاح الفاصل بين (المنقطع) و (المرسل) في زمن المتقدمين غلب عندهم استعمال لفظ (المرسل) في كل منقطع، مما يوجب التيقظ عند النظر في عباراتهم.
ومثال ذلك: ما أخرجه أبو داود (509) من طريق الوليد بن مسلم، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن خالد بن دريك، عن عائشة:
أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: " يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا " وأشار إلى وجهه وكفيه.
قال أبو داود بعده: " هذا مرسل، خالد بن دريك لم يدرك عائشة ".
قلت: وهذا في الاصطلاح منقطع.
ومن هذا قولهم: (فلان يرسل)، و: (كثير الإرسال)، يعنون روى عمن لم يسمع منه.
فلما قال أخونا محمود شعبان عن الراوي قيد المدارسة
ومثله لا يصلح أن يقول عنه أبو زرعة: عن أبي بكر مرسل. وهذا واضح جدا!
قلت لعل هناك ضابطا يعين الحد الذي يقال فيه عن راو ما أن روايته عن فلان مرسلة
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:53 ص]ـ
أخي أبا القاسم المصري وفقه الله:
كنت أحسب أن توضيحي السابق كاف في ذلك، وعمومًا المقصد والذي أردت به توضيح الأمر أن أي راوٍ مثل (بكر بن القاسم) المتأخر هذا إذا قال: (عن رسول الله صلى الله عليه). أو: (عن أبي بكر). فهو استعمال قليل ولا تجده في الروايات كثيرًا، وهو من باب التعليق أو الإعضال.
فمن وجد هذا أو غيره مثل رواية (مالك عن أبي هريرة) وهي موجودة، فهي رواية معضلة.
ولا تجد- فيما أحسب- في كتب المراسيل أو غيرها سؤالات عن رواية البخاري عن أبي هريرة- وقد علق عنه- فيحتاج الإمام أن يقول: (محمد بن إسماعيل البخاري عن أبي هريرة مرسل). فمثل هذا واضح جدا.
ومعروف أنه يوجد رواية مثل هذا، فلا تكون من باب المرسل الذي يحتاج معرفة سن كل منهما وبلده وطبقته وسماعه حتى يحكم على روايته عنه بالاتصال أو الإرسال، وإنما لو وجدت مثل هذه الرواية فإنها من باب التعليق.
وهل تتوقع أن يسأل ابن أبي حاتم أبا زرعة عن معاصر لهما (مثل بكر بن القاسم توفي 277) هل سمع أبا بكر أم لا؟ وبين أبي بكر (مات سنة 13) وبين أبي زرعة (ومثله بكر بن القاسم) هذه السنين الطوال.
قطعا هذه لا يقع أبدا، وإنما مثل هذه السؤالات تكون لراوٍ معاصر لأبي بكر والصحابة، فمثله يسئل عنه: هل سمع من أبي بكر أم لا.
هذا ما أردت توضيحه وأحسبني أوضحت ما سألت عنه.
والمقصد والخلاصة في كل ما سبق أن أبا زرعة لما سئل عن رواية بكر بن القاسم عن أبي بكر فقال: (مرسل) إذا بحثنا ووجدنا أكثر من راو يسمى بهذا الاسم وأردنا حصر الرواة الذين يصلحون أن يرون عن أبي بكر، فواجب أن يكونوا على الأقل في المائة الأولى أو من المخضرمين أو كبار التابعين، والله أعلم.
¥(28/249)
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[22 - 10 - 09, 07:21 م]ـ
الأخ ابراهيم وفقه الله
أغلب النقول التي ذكرته لا تثبت بها حجة وإنما المعتبر في ذلك كتب اللغة
فالذي ذكره أهل اللغة في كتبهم أنهم يقولون شفاء الغليل يشفي غليله
أما شفاء العليل ويشفي عليله فهذا باب آخر
وهاهي بعض كلام اهل اللغة ولو عندي متسع من الوقت لأوسعت الأمر لكن على عجالة هاهي
تهذيب اللغة - (4/ 450)
والبرود من الشراب ما يُبَرِّدُ الغلة وأنشد:
ولا يُبَرِّدُ الغُلّيلَ الماءُ
جمهرة اللغة - (2/ 41)
الغُلّة: حرارة العطش والحزن
مختار الصحاح - (1/ 488)
و الغُلَّةُ و الغَلِيلُ حرارة العطش
العباب الزاخر - (1/ 196)
وقال ابن الأعرابي: المَسُوْس: كُلُّ ما شَفى الغَلِيْلَ؛ لأنَّه مَسَّ الغُلَّةَ
القاموس المحيط - (1/ 741)
والذي يَمَسُّ الغُلَّةَ فَيَشْفيها وكُلُّ ما شَفَى الغليلَ
وللشهاب الخفاجي وهو غمام في اللغة كتاب اسمه شفاء الغليل
أخي الحبيب ...
بخصوص استعمال (يروي الغليل ويشفي العليل) قد رأيت بعض العلماء المحدثين الكبار استعمله، وهو ابن حجر، فقد قال في مقدمة كتابه التهذيب: (هذذا وفي التهذيب عدد من الأسماء لم يعرف الشيخ بشيء من أحوالهم، بل لا يزيد على قوله: روى عن فلان وروى عنه فلان، أخرج له فلان، وهذا لا يروي الغلة، ولا يشفي العلة) هذا من باب التذكير والمذاكرة، وجزيت خيرا.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[23 - 10 - 09, 02:30 ص]ـ
أخي الحبيب ...
بخصوص استعمال (يروي الغليل ويشفي العليل) قد رأيت بعض العلماء المحدثين الكبار استعمله، وهو ابن حجر، فقد قال في مقدمة كتابه التهذيب: (هذذا وفي التهذيب عدد من الأسماء لم يعرف الشيخ بشيء من أحوالهم، بل لا يزيد على قوله: روى عن فلان وروى عنه فلان، أخرج له فلان، وهذا لا يروي الغلة، ولا يشفي العلة) هذا من باب التذكير والمذاكرة، وجزيت خيرا.
بوركت أخي وأحسن الله إليك
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[23 - 10 - 09, 08:44 ص]ـ
أخي الحبيب ...
بخصوص استعمال (يروي الغليل ويشفي العليل) قد رأيت بعض العلماء المحدثين الكبار استعمله، وهو ابن حجر، فقد قال في مقدمة كتابه التهذيب: (هذذا وفي التهذيب عدد من الأسماء لم يعرف الشيخ بشيء من أحوالهم، بل لا يزيد على قوله: روى عن فلان وروى عنه فلان، أخرج له فلان، وهذا لا يروي الغلة، ولا يشفي العلة) هذا من باب التذكير والمذاكرة، وجزيت خيرا.
الأر فيهما واسع وكلاهما مستعمل صحيح المعنى(28/250)
هل تراجع الشيخ ابن عثيمين في شرحه لحديث ....
ـ[أبوجمانه]ــــــــ[01 - 10 - 09, 05:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تراجع الشيخ في آخر حياته في شرحه (كتاب رياض الصالحين)
في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله أولا ........
أرجوا من كان عنده هذه المعلومة أفادتنا
غفر الله لشيخنا ابن عثيمين ومشائخنا هذا الشيخ اعتبره ابن تيمية في شرحه.
قال الذهبي -رحمه الله-: "ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعلم تحريه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعرف صلاحه وورعه واتباعه، يغفر له زلله، ولا نضلله ونطرحه، وننسى محاسنه. نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك". سير أعلام النبلاء ج5/ 269.
ـ[ابو اليمن ياسين الجزائري]ــــــــ[19 - 11 - 09, 04:30 م]ـ
سؤال جيد بارك الله فيك اخي الكريم , حتى اني سمعت ان بعض المشايخ شاطروه الراي؟ حبذا لو جمعت المسالة جمعا محكما لمن توفرت له المادة.
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 02:06 م]ـ
هل من مفيد للأخوة في هذا الموضوع المهم؟
أرجوا ألا يبخل من يعلم موقف الشيخ الأخير ..
بوركت أياديكم
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[20 - 11 - 09, 02:57 م]ـ
أرجو التوضيح: (تراجع عن ماذا؟)
ـ[معاذ الجلال]ــــــــ[20 - 11 - 09, 03:30 م]ـ
نعم ماهي المسألة الي تراجع عنها الشيخ بن عثيمين ...
ارجوا الرد فورا ... حتى يتم التوضيح ...
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 03:55 م]ـ
كلام الشيخ رحمه الله في حديث سبعة يظلهم الله في ظله ..
قال: يظلهم الله: يعني يخلق لهم ما يظلهم يوم لا ظل إلا ظله، وليس في ذلك اليوم بناء ولا شجر ولا جبال تظلل وليس هناك إلا ظل رب العالمين، هذا الظل يظل الله فيه من شاء من عباده، ومنهم هؤلاء السبعة الذين ذكرهم الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .. انتهى
وهناك قول لابن باز رحمه الله يقول ان هذا بدعة وقال أن الحديث من أحاديث الصفات التي لا ينبغي أن تؤول أو يعين كنهها على ما اذكر ..
في حين أن كثرة من العلماء قالوا الظل هنا هو ظل العرش كما في بعض الروايات والاحاديث الاخرى ..
وقد بين الامام ابن باز رحمه الله أن هذا الحديث من احاديث الصفات والاحاديث الاخرى غيره فلا يفسر هذا بذاك ..
فالمسالة فيها خلاف قديم وحديث ..
فسؤال الاخ صاحب الموضوع كان عن: هل تراجع الامام ابن عثيمين عن قول ان الله يخلق ظلا يوم القيامة يظلل به من يشاء من عباده؟ أم لا؟
هذا هو .. بينته لاخواني الذين يسالون عن الموضوع بغض النظر عن أيهما الصواب ..
والله اعلى واعلم
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 01:32 ص]ـ
كلام الشيخ رحمه الله في حديث سبعة يظلهم الله في ظله ..
قال: يظلهم الله: يعني يخلق لهم ما يظلهم يوم لا ظل إلا ظله، وليس في ذلك اليوم بناء ولا شجر ولا جبال تظلل وليس هناك إلا ظل رب العالمين، هذا الظل يظل الله فيه من شاء من عباده، ومنهم هؤلاء السبعة الذين ذكرهم الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .. انتهى
وقول الشيخ العثيمين يشبه قول الشيخ البراك , كما في هذا الرابط ...
قال الشيخ البراك: قوله: "سبعة يظلهم الله في ظله": المتبادر أن المراد بالظل هنا ما يستظل به ويتقى به من الحر، وهو أثر الحائل المانع من شعاع الشمس، والظاهر أن المراد بالظل المضاف إلى الله عز وجل في الحديث هو ما يظل به عباده الصالحين يوم تدنو الشمس من رؤوس الخلائق، وهو أثر أعمالهم الصالحة كما في الحديث: "كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس ... ". [انفرد به أحمد وسنده متصل ورجاله ثقات].
وعلى هذا فهذا الظل مخلوق وإضافته إلى الله سبحانه إضافة ملك وتشريف كما قال عياض والحافظ رحمهما الله تعالى، وليس إضافة صفة إلى موصوف؛ فلا يقال: إن لذات الله ظلاً أخذاً من هذا الحديث؛ لأن الظل مخلوق كما قال سبحانه: "ألم تر إلى ربك كيف مد الظل"، والمخلوق ليس صفة للخالق، وقوله صلى الله عليه وسلم: "يوم لا ظل إلا ظله" يعني يوم القيامة. ومعناه: ليس لأحد ما يستظل به من حر الشمس إلا من له عمل صالح يجعل الله له به ظلا، وذلك من ثواب الله المعجل في عرصات القيامة.
¥(28/251)
هذا ولم أقف لأحد من أئمة السنة على تفسير للظل في هذا الحديث، وهل هو صفة او مخلوق، وما ذكرته هو ما ظهر لي، والله أعلم بالصواب.
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[11 - 03 - 10, 09:10 ص]ـ
لقد أرسلْتُ سؤالاً للشيخ الجُديع حفظه الله قبل أكثر من سنتين، أطلبُ فيه تفسيراً لكلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى، وأنقل لكم جزءاً من سؤالي وجوابَه.
قلتُ: (ولكن عندي سؤال هدفي منه معرفة نهج الشيخ ابن عثيمين رحمه الله؛ فإني أرى –فيما يظهر لي- تناقضاً في كلامه رحمه الله، وأريد من فضيلتكم التعليق والتوضيح:
قال الشيخ ابن عثيمين في شرحه على رياض الصالحين عند قوله صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله"، قال الشيخ: "والمراد بالظلِّ هنا: ظلٌّ يخلقه الله عزّ وجلّ يوم القيامة يظلّل فيه من يشاء من عباده، وليس المراد ظلّ نفسه جلّ وعلا؛ لأنّ اللهَ نور السماوات والأرض، ولا يمكن أن يكون الله ظلا من الشمس، فتكون الشمس فوقه وهو بينها وبين الخلق، ومن فهم هذا الفهم فهو بليد أبلد من الحمار؛ لأنه لا يمكن أن يكون الله عز وجلّ تحت شيء من مخلوقاته، فهو العليّ الأعلى، ثم هو نور السماوات والأرض ... بعض الناس أجهل من الحمار، لا يدري ما يترتب على قوله الذي يقوله في تفسير كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن يريد الرسول عليه الصلاة والسلام هذا.
حتى الرواية التي وردت: "في ظل عرشه" فيها نظر، لأن المعروف أن العرش أكبر من السماوات والأرض ... والصوابُ أنه ظل يخلقه الله عز وجل في ذلك اليوم؛ إما من الغمام أو غير ذلك، الله أعلم، لكنه ظل يستر الله به من شاء من عباده حرّ الشمس".
والسؤال: هل يُعتبر هذا من التأويل عند الشيخ رحمه الله أم ماذا نُسمّيه؟ وهل خالف الشيخ رحمه الله الأصولَ في هذه المسألة؟
وألا يمكن أن يقال لهم: توهّمتُم أنّ ظلّ الله كظلّ المخلوقين ففررتُم إلى التأويل، ولكن قولوا: لله ظلٌّ لا يشبه ظلّ المخلوقين.
أفتونا مأجورين)
فأجاب بقوله: (جوابي عن سؤالك أدناه من جهتين:
الأولى: دلالة هذا الحديث.
ذكر الظل هنا مضافاً إلى الله تعالى، ليس من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف كقولك: (بصر الله)، وإنما هي إضافة ملك، كقولك: (أرض الله)، أو إضافة تشريف، كقولك عن المسجد: (بيت الله)، وذلك بالدليل الصحيح، وليس ضعيفاً كما ذكر الشيخ في كلامه الذي نقلتموه، وذلك هو حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أنظر معسراً أو وضع له؛ أظله الله في ظل عرشه يوم القيامة" (أخرجه أحمد والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح. وهو كما قال).
فهذا الحديث صريح في أن الظل إنما هو ظل العرش. وبهذا نقول: قطعت جهيزة قول كل خطيب.
والثانية: الرأي فيما ذكرتموه عن فضيلة الشيخ العلامة محمد الصالح العثيمين، رحمه الله.
أحسب أن هذا المنهج الذي شرحه الشيخ لا ينطبق البتة مع منهجه الجملي في الصفات، فإننا لو سلمنا أن الظل هنا هو ظل الله تعالى، لكان ما شرحه الشيخ تأويلاً بغير برهان؛ لأنه أجراه على تصور الجسم لله رب العالمين، تعالى الله عن ذلك، وأن ذلك الجسم هو الذي يحدث الظل على جسم آخر إذا كان بين الضوء وذلك الجسم الآخر. كما هو في عالم الشهادة، فسارع الشيخ إلى نفيه دفعاً للتجسيم أو التشبيه، ونقول كما يقول الشيخ معنا: ما وقع تعطيل إلا بتشبيه، فإن من عطل صفة السمع أو البصر أو اليد إنما انقدح في مخيلته صورة مشاهدة، فأراد تنزيه الله تعالى عنها، ففر إلى التأويل، فعطل الصفة.
والواجب في باب الصفات الإثبات مع نفي القياس والشبيه، وأن لا تفسر صفة الخالق التي هي مجهولة بصفة المخلوق المتصورة المعلومة.
وهذا المسألة وقع الشيخ رحمه الله في ضدها في إثبات العينين على التثنية.
كذلك رد الشيخ تأويل الظل بظل العرش غلط من جهتين: أولاهما: أنه رد الحديث الصحيح. وثانيهما: أنه بناه على أن الظل لا بد أن يكون بسبب ضوء الشمس الغالب للأجسام، فيقع ظل الجسم في الطرف الآخر، والعرش أعظم من الشمس وفوقها، وهذا لا يمكن. هذا تصوير كلام الشيخ، وهو غلط، لأنه حديث عن غيب لا يقاس بعالم الشهادة، على أننا نعلم أن المؤثر في إحداث الظل هو الضوء، لا ضوء الشمس فقط، بل أي ضوء. والعلم عند الله وحده.
وفقكم الله، ودمتم بخير وعافية) زانتهى كلامه.
والمسألة فيها أربعة أقوال -فيما أعلم-:
1 - التوقّف.
2 - ظل العرش.
3 - ظلّ الله، ونمرّها كما نمرّ آيات وأحاديث الصفات.
4 - ظلٌّ يخلقه الله عزّ وجلّ.
وأظهرها عندي -والعلم عند الله تعالى- القول الثاني، ثمّ الثالث، ثمّ الأول، وأمّا القول الرابع؛ فأراه ضعيفاً، وأستغفر اللهَ تعالى، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[12 - 03 - 10, 12:27 ص]ـ
1 - التوقّف.
[.
من الذي توقف في المسألة؟
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[13 - 03 - 10, 09:00 م]ـ
من الذي توقف في المسألة؟
كتبْتُ ما هو عالقٌ في ذهني دون مراجعة، ولعلّه خطأ؛ فلا أدري، إن كان ثَمّ قائل بهذا القول أم لا؟
فأستغفر اللهَ تعالى، والله تعالى أعلم.
¥(28/252)
ـ[الباعجي]ــــــــ[13 - 03 - 10, 09:46 م]ـ
لشيخنا العلامة عبدالعزيز الراجحي حفظه الله تحرير جيد في مسألة الظل تجده في كتابه (تقييد الشوارد)
الذي علمت أنه سيطبع طبعة جديدة قريبا
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[13 - 03 - 10, 11:39 م]ـ
رأي اشيخ الراجحي أنها صفة من الصفات
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[27 - 10 - 10, 02:40 ص]ـ
قال الشيخ محمد خلف سلامة -وفقه الله- في كتابه الماتع «الإخبار عما ورد في ظل يوم القيامة من أخبار» (ص: 29 - حاشية 2): «ولكن التحقيق أن هذه الرواية ضعيفة [أي: أن ظل العرش]، بل جميع الروايات التي ورد فيها إضافة الظل إلى العرش لا تخلو واحدة منها من مطعن أو مغمز أو شذوذ، وهذه المسألة غيبية لا ينبغي أن يقول أحد فيها ما لا دليل عليه. وأقرب الروايات التي ورد فيها ذكر ظل العرش إلى الصحة هي رواية معاذ بن جبل عند أحمد (5/ 236 - 237) وغيره، ولكنها معلةٌ بالانقطاع كما يأتي تحقيقه، ومع ذلك وقع اضطراب في لفظها.» أ. هـ.
ومن رام الكلام عن الرواية؛ فعليه بالكتاب.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[27 - 10 - 10, 09:37 ص]ـ
كلام الجديع رائع جدًا.
بارك الله في الجميع، وغفر لحينا وميتنا.
ـ[محمد أمين الهاشمي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 03:42 م]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[محمد أمين الهاشمي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 02:49 ص]ـ
السلام عليكم
1 - الحديث الذى فيه ذكر ظل العرش ليس ضعيفا بل حسن أخرجه أحمد والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح كما سبق من كلام الشيخ الجديع
2 - ما المانع من حمل اطلاق الظل فى الحديث الاول على التقييد فى حديث العرش ويكون من حمل المطلق على المقيد
ـ[أبو المثنى الحارثي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 09:48 ص]ـ
باركـ الله لكمـ
من تقصد بالجديع؟؟
ـ[أبو عبد الأعلى الناصفي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 10:57 ص]ـ
غفر الله لإمامنا وأعلمنا فضيلة الشيخ/ ابن عثيمين ورحمه، وأوسع مدخله.
وبارك الله فيكم جميعًا على هذه الإيضاحات، وجزاكم الله خيرًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ذا الذي ما ساء قط ... ومن له الحسنى فقط؟
ـ[محمد أمين الهاشمي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 04:03 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42712
هذا الرابط فيه ترجمة الشيخ الجديع ياأخى الفاضل
ـ[أبو حاتم الدمياطي]ــــــــ[29 - 10 - 10, 04:33 م]ـ
رابط آخر للموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34675(28/253)
دراسة مفصلة لرواية ابن جرير الطبري الرافضي في كسر الضلع [وثائق جديدة] للكبار فقط
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 08:06 م]ـ
هذا الموضوع للشيخ الفاضل (الحوزوي) بو راشد أنقله لكم سائل الله له ولي وللمسلمين اجميع المغفرة والجزاء وبارك الله فيكم جميعا ....
الحمد لله وبعد:
بعد أن تم بحمد الله وفضله بيان بطلان أسطورة الضلع المكسور , من كتب الشيعة الإمامية و باتباع شروطهم المزعومة في علوم الحديث , وفي أكثر من موضوع , ومن أكثر من أخ من الإخوة الكرام.
وبعد النقاش الطويل المشتت هنا وهناك تبين وبلاشك أن رأس مال الرافضة في خرافة كسر ضلع فاطمة الزهراء رضي الله عنها رواية عليلة يذكرها لهم المدعو ابن جرير الطبري الرافضي الصغير في كتابه الملفق (دلائل الإمامة) , ومن تأمل في إسناد هذه الرواية سيرى وبلا أدنى شك الفشل الذريع الذي يحيط بمن يحاول تصحيح هذه الرواية على ما فيها من البلاء.
وهذا الموضوع الذي أسأل الله أن يكون خالصا لوجهه الكريم سيكون عبارة عن تسلسل في إثبات بطلان هذه الرواية , وسيكون فيه نقاش تفاصيل التفاصيل ليكون مرجعا لطلاب العلم من الإخوة الكرام إن شاء المولى.
ذكرت سابقا وذكر الإخوة بعض العلل في الإسناد , ولكن بعضها لم يفصل فيه القول , وإنما كنت أذكر إشارات عامة ومجملة دون بيان وجه ودليل هذا الاستدلال على التفصيل , إلا أني استعين الله بتفصيل ما تم إجماله , بل و تعقب كل ما يمكن لعشاق الخرافات من الرافضة الاستدلال به وسد الباب امامهم.
وأحسب اني ساذكر بعض الأمور التي لم يذكرها أحد على حسب ما وقفت عليه في النقاشات , وإن كان سبقني بها أحد فالحمد لله.
وسيكون الموضوع مدعما بالوثائق التي تعطي الموضوع مزيد حجة ودقة إن لزم الأمر.
وسأحاول إن تكون مداخلاتي التي فيها الرد على الإخوة منفصلة , ويكون الكلام المحرر في الموضوع في مداخلة مستقلة لكي تجمع في نهاية المطاف إذا يسر الله.
ولن أرد على أي اعتراض شيعي هنا في هذا الموضوع , ومن كان من الأصدقاء الشيعة يريد النقاش فهذا موضوع:
الأعضاء الشيعة الإمامية هل كسر عمر ضلع الزهراء؟ كتبكم حجة علي أين السند
http://www.ansaaar.net/vb/showthread.php?t=9717 (http://www.ansaaar.net/vb/showthread.php?t=9717)
لازال الموضوع مفتوحا فمن أراد من الرافضة الاعتراض فليقدمه هناك و إلا سأقوم بتحرير مشاركته , لأن هذا الموضوع لم يفتح للنقاش و إنما لذكر الأدلة التي تبين فساد هذه الرواية.
أسأل الله العظيم ان يبارك في هذا الموضوع
ويكون حجة لي يوم لا ينفع مال ولا بنون
و الحمد لله رب العالمين
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[01 - 10 - 09, 08:21 م]ـ
الحمد لله وبعد:
تبين ومن خلال المحاورات المتعددة بين أهل السنة و الجماعة و بين الرافضة في مسألة
(كسر ضلع فاطمة) رضي الله عنها , و التي يزعم الإمامية وقوعها
أنهم يستدلون بعدة من الروايات كلها متهالكة , ولكنهم يفرحون و يدندنون
على رواية موجودة في كتاب يسمى (دلائل الإمامة) ويزعمون سلامة إسنادها ,
وقبل الخوض في دليلهم الذي يستدلون به كان ولابد من معرفة مؤلف هذا الكتاب و حقيقته.
إذا ما فتح الإنسان الكتاب وجد الغلاف بهذه الصورة:
http://img101.herosh.com/2009/06/13/41307113.jpg
محمد بن جرير الطبري!!
من هو هذا الرجل؟
ومن هنا تكون بداية الموضوع.
1 - تحقيق حال محمد بن جرير الطبري مؤلف كتاب دلائل الإمامة.
يشترك في هذا الاسم ثلاثة من الرجال:
1 - محمد بن جرير الطبري السني الإمام الجليل صاحب التاريخ و التفسير وهو غني عن التعريف ولا إشكال أنه مخالف لمن ستاتي أسمائهم.
2 - محمد بن جرير بن رستم الطبري ((الكبير)) وصفه الطوسي في الفهرست بالكبير
وهو من الرافضة صاحب المسترشد في الإمامة ترجمة رقم (712)
في طبعة تحقيق جواد القيومي ص 239.
3 - محمد بن جرير بن رستم الطبري ((الصغير)) وهو صاحب كتاب (دلائل الإمامة) , ذهب جمع م علماء
و عقلاء محقيقي الإمامية , بأن هذا مختلف عن سابقه.
فالحاصل أن ابن جرير الطبري الشيعي يطلق على إثنان.
الأول: الكبير (صاحب المسترشد)
الثاني: الصغير (صاحب دلائل الإمامة)
وحاول بعض المقلدين الجامدين إثبات أن الصغير و الكبير هما شخصية واحدة
ولم يذكروا دليلا صالح للاستهلاك الآدمي بل استغلوا أوهام من سبقهم!!
وممن حقق مسألة اختلاف الكبير ومغايرته للصغير جمع من المحققين منهم:
* محمد تقي التستري في قاموس الرجال.
http://img101.herosh.com/2009/06/13/965115842.jpg
http://img101.herosh.com/2009/06/13/465253595.jpg
http://img102.herosh.com/2009/06/13/695186144.jpg
كلام التستري واضح كالشمس فهو يرى أن من ذهب إلى اشتراك الكبير والصغير كابن طاووس و من تبعه كالمجلسي الذي زاد الطين بلة
وصاحب مدينة المعاجز متوهمين بل لا عبرة بكلامهم!.
وإن يسر الله سأقوم بنقل كلام التستري في كتابه الأخبار الدخيلة
فهو المعني بقوله (تصحيح المحرفات).
وممن ذهب لاختلاف الكبير و الصغير العلامة آغابزرك الطهراني
في كتابه طبقات أعلام الشيعة , وسيأتي كلامه ثم ألحقه بقول الخوئي.
و أريد من هذه البداية تحقيق تغاير الكبير عن الصغير من أقوال العلماء
ثم أسوق الأدلة للتغاير
لكي نبني على هذا التغاير الأحكام التي تسر أهل السنة و الجماعة وتدمي قلوب الحاقدين على الصحابة.
¥(28/254)
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 03:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وقد لفتني العنوان، والأحسن أن يعنون بعنوان: دراسة مفصلة لرواية ابن جرير بن رستم الطبري الرافضي في كسر الضلع في كتابه (دلائل الإمامة)، حتى لا يختلط على الساحين على شبكات الإنترنيت بينه وبين الطبري صاحب التفسير، فيأخذ بعض من لا خلاق له بالطعن في ابن جرير الطبري المعروف استدلالا بهذا العنوان. وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 03:51 م]ـ
تم ذلك أخي الحبيب إبراهيم نفع الله بك وفقك للخير
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:06 م]ـ
الحمد لله وبعد:
لازلنا في تحديد هوية مؤلف دلائل الإمامة المدعو (الطبري الصغير)
وقد نقلت فيما سبق كلام التستري صاحب القاموس وكيف رد على من توهم اتحاد
الكبير و الصغير كما هو حال ابن طاووس و البحراني صاحب المعاجز و المجلسي.
والآن مع العلامة آغابزرك الطهراني في تأييد افتراق الشخصيتين بل ورده على من زعم ذلك كابن طاووس و أشباهه ومن تبعهم إلى يوم الدين
ولن أتعب نفسي في الكتابة بل سأنقل للإخوة وثائق من كلامهم في كتبهم لكي يحتفظ بها الإخوة , وكلام الطهراني الآتي غاية في الإهمية:
http://img102.herosh.com/2009/06/14/644118617.jpg
http://img101.herosh.com/2009/06/14/190440305.jpg
http://img101.herosh.com/2009/06/14/996136651.jpg
وهذا كلام الطهراني وهو نظير ماذهب إليه المحقق التستري
في أن ابن جرير الرافضي الكبير مختلف عن ابن جرير الرافضي الصغير
لابد من تأصيل هذا في البداية لما له من فائدة في التوصل السريع لحال ابن جرير الصغير هذا
لأن البعض يستميت في محاولت إثبات اشتراكهما في شخصية واحدة
لكي يلبس الأمر ويلحق التوثيق الوارد في حق الكبير ويجعله للصغير
لأنهما كما توحي لهم الشياطين شخية واحدة وهيهات لهم هذا!!
وسأسوق الأدلة على افتراقهما بعد ذكر رأي الخوئي في هذه المسألة
لأنه صار رباً يعبد من دون الله
وسأستمر في التسلسل في المداخلات
و أعد الإخوة بما يسر المؤمنين و يفطر قلوب المنافقين
وللحديث بقية
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:24 م]ـ
جزاك الله عنا وعن الإسلام خير الجزاء
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 04:27 م]ـ
وإياك أخي الحبيب
ـ[المساكني التونسي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:56 م]ـ
حادثة كسر الضلع وصمة عار في جبين كل رافضي
يستمتون في اثبات ما يطعن به على امير المؤمنين علي بن ابي طالب مع ان اسانيدها ساقطة بالكلية
حسبنا اللله ونعم و الوكيل من اعداء العترة نعم هم اعداء ال البيت
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 11:59 م]ـ
أخي الحبيب إن الحادثة لم تثبت في كتب اهل السنة حفظهم الله وكذلك كتبهم ضعيفة بل منكرة وطبقا لحكم الاسناد عندهم فإن أغلب رجال الرواية المزعومة بين (مجهول ومتروك ومنكر وضعيف) والله المستعان ...
والله تعالى أعلم ..
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:34 ص]ـ
الحمد لله وبعد:
بعد ذكر رأي التستري و آغابزرك الطهراني في تغاير الطبري الكبير عن الصغير
أنقل رأي كل من:
العلامة محمد صادق بحر العلوم و العلامة حسين بحر العلوم
اللذان ذهبا إلى افتراق الطبري الكبير عن الصغير و أنهما مختلفان كما في تعليقهما
على كتاب الفوائد الرجالية لبحر العلوم ((رجال بحر العلوم))
http://img101.herosh.com/2009/06/15/749487452.jpg
http://img102.herosh.com/2009/06/15/397893902.jpg
http://img102.herosh.com/2009/06/16/40213210.jpg
و السؤال الموجود في الوثيقة الثالثة مني لتوضيح الأمر
كل هذا لكي لا ندع مجالا لمن اتبع ابن طاووس في أوهامه وحاول إيهام الناس
و التدليس بأن التوثيق المتحصل للكبير يدخل به الصغير النكرة!
وبعد تاكيد افتراق الكبير و الصغير نذكر أهم دليل للتغاير ثم نخوض في
حالهما إذا لم يستجد أمر في مسألة التفريق
و الحمد لله.(28/255)
قبول رواية الكذاب أو عدم قبولها بعد توبته
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 03:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعاالى وبركاته
لا يخفى على المتخصصين في العلوم الشرعية عظم عناية المحدثين بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وخدمتهم لها، ومن أظهر صور تلك العناية كلامهم في نقلة الأخبار ورواتها من حيث الجرح والتعديل، فجهودهم في ذلك واضحة لكل دارس وباحث في كتب الجرح والتعديل العامة والخاصة، وهي بحمد لله كثيرة ومعروفة
ومن المسائل ذات الصلة بعلم الجرح والتعديل، التي يتعرض العلماء لها في كتب أصول الحديث: مسألة حكم رواية التائب من الكذب، هل تقبل أم ترد؟، وللعلماء فيها كلام متفرق في مواضع عدة، ولم أر من جمع أقوالهم فيها مع التحقيق والتحرير، فاستعنت بالمولى عز وجل على القيام بهذا الأمر.
وقد نص علماء الحديث على أن التائب من الكذب في حديث الناس وغيره من أسباب الفسق روايته مقبولة.
وإنما اختلفت آراء العلماء في مسألة أخرى هي:
هل تقبل رواية التائب من الكذب متعمداً في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حسنت توبته أم لا؟. وهذه المسألة تحديداً هي موضوع البحث.
وبهذا يعلم أن التائب من الكذب من حيث قبول روايته على قسمين:
الأول: مقبول الرواية عند العلماء، إذا كان قد تاب من الكذب في حديث الناس
الثاني: مختلف في قبول روايته عند العلماء، إذا كان قد تاب من الكذب في الحديث النبوي، وهذا هو محل بحثنا.
المبحث الأول: حكم الكذب على الرسول عليه الصلاة والسلام.
المبحث الثاني: القائلون بمنع قبول رواية التائب من الكذب في الحديث النبوي وأدلتهم.
المبحث الثالث: القائلون بقبول رواية التائب من الكذب في الحديث النبوي وأدلتهم.
المبحث الرابع: الموازنة بين المذهبين مع الترجيح.
إن أهم النتائج التي تم التوصل لها في هذا البحث، هي:
1 - إن كلام بعض العلماء الذي استشهد به الخطيب البغدادي على مذهب القائلين بالمنع، ليس صريحاً في المسألة بل هو في بيان عقوبة الكاذب مطلقاً من غير تقييد بالتائب من الكذب في الحديث النبوي، وهذا يشمل ما نقله عن الثوري، وابن المبارك، والحميدي، ورافع بن أشرس، والسمعاني.
2 - إن أصرح عبارة في المسألة نقلتها كتب المصطلح لأحد علماء الحديث، هي للإمام أحمد بن حنبل، إلا أن في السند إليه رجلاً لم أجد له ترجمة، ولكن النص يمكن قبوله باعتبار تداول علماء المذهب الحنبلي له في كتبهم الأصولية.
3 - إن عبارة الصيرفي يجب تقييدها في الحديث النبوي، وليست في مطلق الكذب كما ذهب إليه بعض العلماء، وقد ناقشت الإمام السخاوي في اعتراضه على الحافظ العراقي حول ذلك، ورجحت ما ذهب إليه بعدة قرائن، أحسب أنها لم تُذكر من قبل.
4 - لم أُسلم باعتراض الإمام السخاوي على الدليل الثاني من أدلة الإمام النووي، وبينت أن ظواهر النصوص الشرعية تدل على قبول التوبة مطلقاً من دون استثناء للكاذب في الحديث النبوي.
5 - بينت أن ما استدل به الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع نصرة منه لمذهب القائلين بالقبول، غير مستقيم على مذهب القائلين بالمنع ولايلزمهم.
6 - حررت محل النزاع بين المذهبين تحريراً أحسب أنه دقيق.
7 - تبين لي أن القائلين بالمنع اعتمدوا على مراعاة المصلحة الدينية.
8 - تبين لي أن أقوى أدلة القائلين بالقبول وأبعدها عن الاعتراض هو دليلهم الثاني، وقد وضحت أن العمل به لا يعارض القول بمنع قبول الرواية، إذ لا تلازم بين قبول توبة التائب من الكذب في الحديث النبوي التي تدل عليها النصوص الشرعية، وقبول روايته، فتوبة التائب بينه وبين الله، أما الرواية عنه فهي تهم الأمة بأجمعها.
9 - ترجح لي أن أدلة مذهب القائلين بالمنع أقوى، كما أن الشروط التي وضعوها تدل على الوسطية والاعتدال.
10 - تأكد لي أن مسألة رواية التائب من الكذب في الحديث النبوي، ليس لها وجود كبير في كتب الجرح والتعديل، ولم أجد بعد البحث إلا أربعة من الرواة وصفوا بالكذب وذُكر عنهم أنهم تابوا، وقد حققت القول فيهم.
والسلام عليكم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 05:34 م]ـ
للفائدة ...
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:07 ص]ـ
للفائدة ....
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 11:03 ص]ـ
للفائدة ...
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 03:22 ص]ـ
للفائدة ..
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[23 - 10 - 09, 06:50 ص]ـ
للفائدة
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[23 - 10 - 09, 09:10 ص]ـ
أخي الفاضل ... أبا مسلم
حبذا لو رفعت لنا هذا البحث، ويستفيد منه الإخوة، ولا تبخل بما لديك من علم، وكلنا طلاب العلم والحق.
إن المسألة معروفة، وقول المتقدمين في التائب من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهور مسطور في كتب المصطلح وغيره.
ولا أظن أحدا منهم قالوا بأن الله لا تقبل توبة تائب، سواء كانت التوبة من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من سبب آخر مفسق، لأن قبول التوبة من حق الله. وليس في هذه المسألة خلاف.
وما قالوا إنما شددوا على من أراد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالقول بقبول حديث التائب يفسح المجال لبعض الزنادقة والمنافقين في نشر المفتريات والمكذوبات على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تظاهروا بعد ذلك بالتوبة. ألا ترى في قولهم هذا أولى وأسلم للدين. وما هذا إلا اقتداء بفعل عمر بن الخطاب حين شدد على أبي موسى الأشعري، ثم قال بعد ذلك: أما إني لا أتهمك، ولكني أخاف أن يتقول الناس من بعدي أو كما قال.
أما رأيي في خصوص التائب من الكذب فإني أرى التشابه بين حاله وحال المختلطين من حيث الأخذ والاحتجاج بمروياته، فلا نطلق القول بقبول أحاديثهم فيجرنا ذلك إلى الأخذ والاحتجاج بما وضعه قبل التوبة. بل إذا عرفنا حسن توبته وقبلها العلماء الأجلاء، فإننا نأخذ بمروياته التي رواها بعد التوبة، وما لم نعرف هل روى بعدها أم قبلها فإننا نتوقف حتى يأتي الشاهد الصحيح على صحة حديثه. والله أعلم
¥(28/256)
ـ[محمدالنجار]ــــــــ[23 - 10 - 09, 06:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال هل تفرد هذا الكذاب بالروايه حال كذبه ام ان معه مايقوىروايته؟
وبعد توبته هل عادفى الكذب ولو على الناس فلا ارى بينهما كبير فرق
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[23 - 10 - 09, 07:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال هل تفرد هذا الكذاب بالروايه حال كذبه ام ان معه مايقوىروايته؟
وبعد توبته هل عادفى الكذب ولو على الناس فلا ارى بينهما كبير فرق
أخي الحبيب، الكذاب حال كذبه، سواء تابعه أو تفرد، فحديثه موضوع قولا واحدا. ولا يرتقي إلى درجة الحسن لكثرة الأسانيد، غير أن بعض العلماء قالوا: إذا كثرت الأسانيد فقد تفيد أن للحديث أصلا.
أما بعد توبته، فإن صلحت حاله وكان ثقة، فعلى رأي الإمام النووي واختاره بعضهم قبول روايته. أما إذا كان الراوي ما زال يكذب، ولو في حديث الناس، فهذا لا يقبل منه. فافهم أخي الكريم.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:42 ص]ـ
أخي الفاضل ... أبا مسلم
حبذا لو رفعت لنا هذا البحث، ويستفيد منه الإخوة، ولا تبخل بما لديك من علم، وكلنا طلاب العلم والحق.
إن المسألة معروفة، وقول المتقدمين في التائب من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهور مسطور في كتب المصطلح وغيره.
ولا أظن أحدا منهم قالوا بأن الله لا تقبل توبة تائب، سواء كانت التوبة من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من سبب آخر مفسق، لأن قبول التوبة من حق الله. وليس في هذه المسألة خلاف.
وما قالوا إنما شددوا على من أراد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالقول بقبول حديث التائب يفسح المجال لبعض الزنادقة والمنافقين في نشر المفتريات والمكذوبات على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تظاهروا بعد ذلك بالتوبة. ألا ترى في قولهم هذا أولى وأسلم للدين. وما هذا إلا اقتداء بفعل عمر بن الخطاب حين شدد على أبي موسى الأشعري، ثم قال بعد ذلك: أما إني لا أتهمك، ولكني أخاف أن يتقول الناس من بعدي أو كما قال.
أما رأيي في خصوص التائب من الكذب فإني أرى التشابه بين حاله وحال المختلطين من حيث الأخذ والاحتجاج بمروياته، فلا نطلق القول بقبول أحاديثهم فيجرنا ذلك إلى الأخذ والاحتجاج بما وضعه قبل التوبة. بل إذا عرفنا حسن توبته وقبلها العلماء الأجلاء، فإننا نأخذ بمروياته التي رواها بعد التوبة، وما لم نعرف هل روى بعدها أم قبلها فإننا نتوقف حتى يأتي الشاهد الصحيح على صحة حديثه. والله أعلم
جزاك الله خيراً ونفع الله بك
رأي سديد وكلام طيب شيخنا الفاضل ابراهيم(28/257)
أريد مثالاً على مضطرب المتن فقط، غير حديث الزكاة؟
ـ[أبو عمر العامري]ــــــــ[02 - 10 - 09, 05:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاه
أريد مثالاً على مضطرب المتن فقط، غير حديث الزكاة؟
وقد بحثت ملياً، ولم أهتد لمثال حول ذلك ...
ولكم المثوبة والأجر ...
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 05:29 م]ـ
بحثت في الأمر فهذا ما وجدته أخي الحبيب
قال الناظم: وما به اختلاف متن أو سند، أي الحديث الذي وقع فيه الاختلاف في سنده أو متنه ولم يتبين الصحيح والمعتمد في ذلك الاختلاف، فإنه يسمى عندنا إيش؟ يسمى المضطرب، يسمى إيش؟ يسمى المضطرب، هذه تسميته.
فإذا وقع اختلاف في المتن أو في السند، ولم يتبين ولم يبن لنا ما هو المعتمد الصحيح من هذا الخلاف، وأشكل علينا، فإنه هذا يعتبر عندنا إيش؟ هذا الحديث المضطرب، يعتبر هذا الحديث مضطربا، واضح ولا ما هو واضح؟ واضح البيت جدا.
طيب هنشوف إيش المقصود إيش بالمضطرب، الحديث المضطرب لغة: اسم فاعل من اضطرب الأمر: إذا اختل وتناثر نظامه، وفي الاصطلاح: ما روي على أوجه مختلفة متساوية في القوة، سواء كان ذلك من راو واحد أو من جماعة.
طيب لما قلنا: كلمة متساوية في القوة، كلمة متساوية في القوة، أغنتنا أن نقول: ولم يترجح شيء، لأن الأمور إذا تساوت ليس شيء أولى من شيء، أليس كذلك؟ فإن أحب بعضكم أن يشيل كلمة متساوية، ما روي على أوجه مختلفة.
طيب وأراد أن يضيف كلمة إيش؟ ولم يترجح شيء منها، فلا إشكال عليه، يكون يصح في التعريف هذا، لكن اللي يفهم منكم كلمة متساوية يعلم أنها تدل على هذا المعنى، واضح يا إخواني؟.
إذا ما روي من الحديث على وجوه مختلفة كثيرة، وهي أيضا متساوية في القوة، ليس فيها صحيح وضعيف، كلها صحيحة، كلها حسنة، كلها الرواة كلهم في درجة واحدة في القوة، متقاربون جدا، واحد رفع الحديث واحد وقفه واحد وصله واحد قطعه، ما ندري إيش الحكم إيه؟ فهذا نسميه حديثا مضطربا، من الاضطراب وهو اختلال النظام.
مثاله، طبعا يوجد في الإسناد والمتن، وأكثر ما يوجد، أكثر ما يوجد في الإسناد، أكثر ما يوجد اضطرابات في الأسانيد، وتقع في المتون.
طيب، طيب متى يسمى الحديث مضطربا؟ ما يسمى مضطربا إلا إذا لم يتمكن من ترجيح أحد الوجوه على الأخرى.
طيب، مثاله: حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه قال له: يا رسول الله أراك شيبت، فقال عليه الصلاة والسلام: شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم وإذا الشمس كورت رواه الترمذي، هذا الحديث عظيم ولا لأ؟ وصححه بعض العلماء الفحول والمتأخرون، لكن فيه تأمل.
طيب، فهذا إمام أهل العلل في زمانه، اسمعوا ماذا قال، قال: لم يرو إلا من طريق أبي إسحاق، لما يقول لك الدارقطني: لم يرو، يعني أي واحد يجي يقول لك بعدها: روي من وجه كذا، اضرب به عرض الحائط، لأنه صاحب سبر، وأجمع الناس على إمامته، لم يرو إلا من طريق أبي إسحاق السبيعي، وقد اختلف عليه على نحو عشرة أوجه.
طيب منهم، أنا لخصت لكم الكلام وما هو بكلام الدارقطني، منهم من رواه مرسلا، ومنهم من رواه موصولا، ومنهم من جعله من مسند أبي بكر، ومنهم من جعله من مسند عائشة، ومنهم من جعله من مسند سعد بن أبي وقاص. طيب في ألف زائدة.
ومنهم إيش؟ وكل الرواة الذين رووا هذه الأوجه الكثيرة الخمسة، كلهم ثقات ولم نتمكن من الجمع ولا من الترجيح في هذا الحديث، إذن هذا يصلح أن يكون مثالا للمضطرب ولا لأ؟.
والمضطرب نوع من أنواع الضعيف، لا يجوز العمل به، ضعيف، لكن الناس يتفاوتون، يعني مثلا لو لم يقل الدارقطني: لم يرو إلا من طريق، لو كان قال: هذا الحديث اختلف فيه على أبي إسحاق، فقط، ولم يجزم بأنه لم يرو إلا من طريق أبي إسحاق، وأن المدار أبو إسحاق، لقلنا: إن من وجدوا طرقا أخرى للحديث احتمل صدق قولهم أو صحة قولهم، والحديث له معنى عظيم، يعني الدارقطني لا يمكن يفوته.
طيب انتهينا، واضح الحديث هذا ولا ما واضح؟ كأني أراكم ما شبتم، كأني أراكم تعبتم، تعبتم خلاص.
طيب خلونا المدرج.
طيب نأخذ المدرج، وبعد ذلك نندرج.
طيب مثال المضطرب في المتن: حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها: إن في المال لحقا سوى الزكاة رواه الترمذي.
طيب، وروي من لفظ آخر: ليس في المال حق سوى الزكاة رواه ابن ماجة.
طيب، والحديث طبعا فيه نزاع وفيه كلام، ليس هذا وقت الكلام عليه، من أشهر كتبه وأفضلها كتاب المقترب في بيان المضطرب لابن حجر.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 10 - 09, 05:32 م]ـ
ولم أظفر بغير حديث الزكاة أخي الحبيب والله تعالى أعلم
وإن وجدت مثالا سأتيكَ به ...
ـ[محمد بن عبدالله الصادق]ــــــــ[10 - 11 - 09, 09:36 ص]ـ
حديث الخرور من الركوع للسجود
حديث الزكاه
حديث شيبتنى هود
حديث المرأه التى وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم
حديث خط الخط فى الصلاه للستره
الإشكال ان كل هذه الامثله تعامل معها علمائنا
إما بالترجيح او بالجمع بين الرويات
ولى بحث خاص على رويات الخرور من الركوع للسجود
وكذلك حديث الزكاه
وبحث الشيخ الالبانى رحمه الله قيم جدا فى حديث شيبتنى هود
وكذلك فقد ذكر الشيخ الخضير حفظه الله فى شرحه للبيقونيه ان الحافظ حسن حديث الخط
¥(28/258)
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[10 - 11 - 09, 06:28 م]ـ
والله أعلم لا يوجد سوى حديث الزكاة، وقد بحثت كثيراً.
ـ[أبو خالد التاسيكي]ــــــــ[14 - 11 - 09, 10:33 م]ـ
إليكم أيها الإخوة بمثال مثل به الشيخ عبد الكريم الخضير -حفظه الله تعالى- الاضطراب في المتن فقط، في شرحه على النخبة، ما نصه:
"مثاله: حديث البسملة الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك قال: صليت خلف النبي صلى الله عايه وسلم وأبي بكر وعثمان فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين ولا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها (صحيح مسلم 111/ 4)
قال ابن عبد البر: هذا الحديث مضطرب (الاستذكار 153/ 2)
بيان ذلك: أن البخاري ومسلما قد اتفقا على إخراج رواية أخرى فى الموضوع نفسه لم يتعرض فيها لذكر البسملة بنفي ولا إثبات بل اكتفى بقوله: فكانوا يستفتحون بقراءة الحمد لله رب العالمين.
وهناك رواية ثالثة عن أنس تفيد أنه سئل عن الافتتاح بالتسمية، فأجاب: أنه لا يحفظ في ذلك شيئا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. (علوم الحديث ص 83). على أن الحافظ ابن حجر يرى أن الحديث ليس فيه اضطراب لأنه يمكن الجمع بين الروايات المختلفة بحمل النفي القراءة على نفي السماع ونفي السماع على نفي الجهر. (فتح الباري 228/ 2)
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[17 - 08 - 10, 03:49 م]ـ
السيوطي مثل بحديث البسملة
يراجع تدريب الراوي (1 - 412) طبعة مازن(28/259)
الأسئلة إلي المتخصصين في الحديث
ـ[محمديامين منيرأحمدالقاسمي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 06:32 م]ـ
تنبيه من المشرف للأخ الكاتب
الرجاء كتابة عنوان الموضوع واضحا
كما نرجو وضعه في قسم التخريج ودراسة الأسانيد
وقد تكرر هذا الأمر منك مرارا فنرجو التنبه لذلك حتى لايحذف الموضوع
فلا تكتب (إلى المتخصصين في الحديث) وإنما اكتب (أريد تخريج حديث كذا وكذا) وضعه في قسم تخريج الأحاديث بدون تكبير للخط.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
أرجوكم أن تتفضلواعلي بالإجابة علي أسئلتي التالية وتوجروا
الأول
فال البخاري في كتاب الأنبياء
باب قول الله تعالي
{وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين. ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني - إلى قوله - وأنا أول المؤمنين} /الأعراف: 143/.
يقال: دكه زلزله، {فدكتا} /الحاقة: 14/: فدككن، جعل الجبال كالواحدة، كما قال الله عز وجل: {أن السماوات والأرض كانتا رتقا} /الأنبياء: 30/. ولم يقل كن، رتقا: ملتصقتين. {أشربوا} /البقرة:93/: ثوب مشرب مصبوغ.
قال ابن عباس: {انبجست} /الأعراف: 160/: انفجرت. {وإذ نتفنا الجبل} /الأعراف: 171/: رفعنا.
3217 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون أول من يفيق، فإذا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي، أم جوزي بصعقة الطور).
المطلوب والمسؤل
أن من هذان المذكوران في السند محمدبن يوسف و سفيان
ولماذالم يذكرالمزي في تلامذةعمروبن يحي المازني أحدامن سفيانين في البخاري
الثاني
أريد التخريج لهذاالحديث "إن الله تعالي حرم علي الأرض أن تأكل أجسادالأنبياء" مع بيان درجتها
وهكذاأرجوكم أن توضحواالتفصيل المحقق في مسئلة حياة الأنبياء بعدالممات في القبر
الثالث
هل يجوزالنكاح للأب مع الأخت الشقيقةلزوجةابنه الحقيقي
أرجوكم أن توجبوامع الدلائل
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[02 - 10 - 09, 07:59 م]ـ
السلام عليكم
الأول: محمد بن يوسف الفريابي، والثاني: سفيان الثوري.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح 1/ 162:
محمد بن يوسف الفريابي وإن كان يروي عن السفيانين فأنه حين يطلق يريد به الثوري كما أن البخاري حيث يطلق محمد بن يوسف لا يريد به إلا الفريابي، وإن كان يروي عن محمد بن يوسف البيكندي أيضا. اهـ.
قوله: (حيث يطلق) أي لا يذكر النسبة إلى الأب يذكر اسم الراوي مطلقا، أي: مجردا من النسبة. والله أعلم.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[02 - 10 - 09, 08:07 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم ..
لستُ أهلاً للإجابة، ولكني سأضع لك ما وقفتُ عليه:
من شيوخ البخاري:
- محمد بن يوسف بن واقد الفريابي، وأخرج له عن سفيان الثوري.
- محمد بن يوسف البخاري البيكندي وأخرج له عن سفيان بن عيينة.
[الباجي: التعديل والتجريح، دار الحديث الحسنية - الرباط، 1987، رقم (578)، (579)، ج 2 ص 750].
وكلا السفيانين مِن تلاميذ عمرو بن يحيى المازني، وأثبتهما المزّي في تهذيبه ولكنه لم يضع لهما رمز البخاري في ترجمة عمرو (!)
فالظاهر أن محمد بن يوسف إذا حدّث عند البخاريّ عن ابن عيينة، فهو البيكندي. أمّا إذا حدّث عن سفيان دون تعيين أو صرّح بأنه الثوري، فيكون محمد بن يوسف هو الفريابي.
والله أعلى وأعلم
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[02 - 10 - 09, 08:11 م]ـ
الأخ الأستاذ أبا المعالي القنيطري .. بارك الله فيك
كنتُ أضعُ ردّي فسبقتني، جعلك الله مِن السابقين للخيرات ومتّعك الله بالنظر إلى وجهه الكريم.(28/260)
هل يروي البخاري ومسلم عن الرافضة؟؟؟
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:08 ص]ـ
إن كان المقصود بالرافضي من يكفر الشيخين أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ويتبرأ منهما، ويعتقد عقائد الكفر الموجودة في كثير من كتب الرافضة الاثني عشرية، فمثل هذا لا تقبل روايته ولا يعتد بها وليس له في الصحيحين رواية قطعاً.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
" التشيع في عرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان، وأن عليا كان مصيبا في حروبه، وأن مخالفه مخطئ، مع تقديم الشيخين وتفضيلهما، وربما اعتقد بعضهم أن عليا أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا كان معتقد ذلك ورعا دينا صادقا مجتهدا فلا ترد روايته بهذا، لا سيما إن كان غير داعية.
وأما التشيع في عرف المتأخرين فهو الرفض المحض، فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة " انتهى.
"تهذيب التهذيب" (1/ 81).
وقال الإمام الذهبي رحمه الله:
" البدعة على ضربين: فبدعة صغرى: كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرف، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق، فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية، وهذه مفسدة بينة.
ثم بدعة كبرى، كالرفض الكامل والغلو فيه، والحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، والدعاء إلى ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة.
وأيضا فما أستحضر الآن في هذا الضرب رجلا صادقا ولا مأمونا، بل الكذب شعارهم، والتقية والنفاق دثارهم، فكيف يقبل نقل من هذا حاله! حاشا وكلا.
فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو مَن تَكَلَّم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب عليا رضى الله عنه، وتعرض لسبهم.
والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يكفر هؤلاء السادة، ويتبرأ من الشيخين أيضا، فهذا ضال معثَّر " انتهى.
"ميزان الاعتدال" (1/ 5 - 6).
أما إذا كان المقصود الرواة الشيعة الذين قدموا علي بن أبي طالب على عثمان، أو على الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين، من غير سب لهما، ولا تبرؤ منهما، ومن غير اعتقاد عقائد الكفر التي تنص عليها كثير من كتب الشيعة الاثني عشرية، فمثل هؤلاء لهم أحاديث في الصحيحين وفي غيرهما، يقَبلُ المحدِّثُون حديثَهم إذا عُرفوا بالصدق والحفظ والأمانة، وقد جمع الحافظ ابن حجر في " هدي الساري " أسماء جميع من وُسِموا بالتشيع من رواة البخاري، كما كتب جماعة من المعاصرين عن منهج صاحبي الصحيحين في التعامل مع الرواة الشيعة، ومن تلك المراجع:
1 - " منهج الإمام البخاري في الرواية عن المبتدعة من خلال الجامع الصحيح: الشيعة أنموذجا " كريمة سوداني، مكتبة الرشد، الرياض.
2 - " منهج الإمامين البخاري ومسلم في الرواية عن رجال الشيعة في صحيحيهما " محمد خليفة الشرع، جامعة آل البيت، 2000م.
3 - " دراسات في منهج النقد عن المحدثين " محمد العمري، دار النفائس، عمان، 2000م، فيه مبحث عن: البخاري والرواية عن أهل الابتداع، ص105 – 109.
4 - " منهج النقد عند المحدثين " أكرم العمري، ص39.
والله أعلم.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 11:04 ص]ـ
للفائدة ..
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[03 - 10 - 09, 11:34 ص]ـ
مما انتقد على البخاري - رحمه الله - روايته عن بعض غلاة الشيعة مثل عباد بن يعقوب الرواجني و أجيب عنه بأنه ما أخرج له إلا حديثاً واحداً في كتاب التوحيد مقروناً بغيره و عباد هذا قال ابن حبان أنه من الرافضة الداعين إلى مذهبهم.
لكن لعل في ما ذكرت عذر لأبي عبد الله البخاري رحمه الله أما الذي آلمني من البخاري رحمه الله و رضي عنه روايته عن عبييد الله بن موسى العبسي الكوفي مع كثرة ما روى من أباطيل الشيعة و أطن أن عبيد الله هذا مدين للبخاري بروايته عنه لأنه لو تركه - كما فعل أحمد ابن حنبل - لتناوله النقاد بأشد مما تناولوه و قد أكثر عبيد الله هذا من رواية الأباطيل حتى قال الذهبي بعد أحدها: عبيد الله ثقة شيعي لكنه أثم برواية هذا الإفك.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 01:57 م]ـ
أخي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى
والإمام مسلم بن الحجاج القشيري رحمه الله تعالى
لا يرويان عن رافضيٍّ قطّ
بل قد يرويان عن بعض الشيعة
مثل:
- أبان بن تغلب
- عدي بن ثابت
وغيرهما
والتشيع كله سواءً كان بمبالغة أو بلا مبالغة في زمان السلف الصالح
فقد كان لايتعدى التعرض بالسب والكلام على عثمان والزبير وطلحة ومعاوية رضي الله عنهم
وتفضيل علي على عثمان أو تفضيل علي على أبي بكر وعمر بلا حطٍّ من أقدارهما
وبهذا يكون التشيع على هذه الحال
بدعة صُغرى
على أهله بدعتهم ولنا صِدقُهُم
قال الذهبي رحمه الله في ميزان الإعتدال 1/ 5
عند ترجمته لأبان بن تغلب الكوفي قال:
"أبان بن تغلب الكوفي شيعي جلد، لكنه صدوق، فلنا صدقه وعليه بدعته"
أمّا الترفُّض كله سواءً كان بمبالغة أو بلا مبالغة في زمان السلف الصالح
فقد كان
- يتعدى السبّ
إلى القول
بارتداد الصحابة
وعلى رأسهم الصديق والفاروق رضي الله عنهم أجمعين!
- ويتعدى السبّ
إلى القول
بتحريف القرآن الكريم
واعتبار القائل بالتحريف مجتهد من المجتهدين!
- ويتعدى السبّ
إلى القول
بالبداء على الله
وأنه يظهر لله مالم يكن يعلمه وهو نسبة الجهل إلى الله!
- ويتعدى السبّ
إلى القول
بعصمة أُناسٍ بعد رسول الله
من الخطأ والسهو والغفلة والنسيان!
- ويتعدى السبّ
إلى القول
بالتقيّة ورفع شأنها من رُخصة إلى ركن
يساوي تركه ترك الصلاة
وجعلها بين المسلمين والمسلمين
وجعلها مطلقةً وليست عند ضرورة القتل!
وهؤلا لايروى لهم البخاري ومسلم حديثاً ولاكرامة ولا نعمة عين
قال الإمام الحافظ الذهبي رحمه الله في ميزان الاعتدال 1/ 6:
"البدعة على ضربين:
فبدعة صغرى .. وبدعة كبرى كالرفض الكامل
والغلو فيه والحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
والدعوة إلى ذلك فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة"
¥(28/261)
ـ[ابو اسحاق فيصل الاحمداني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 02:41 م]ـ
بارك الله فيك اخي الفاضل
ومن مثل ذلك الامام الحافظ صاحب المصنف عبد الرزاق الصنعاني فقد كان فيه تشيع ولم يضره ذلك
ـ[محمود عبد العليم محمد]ــــــــ[03 - 10 - 09, 02:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا عاى هذا الموضوع الرائع
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ووووووووووور
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 03:22 ص]ـ
جزاكم الله تعالى عني خيرا أخواني واستاذتي الافاضل
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:01 م]ـ
الصواب أن يقال أن الشيخين لم يحتجا بالرافضة أما الرواية فنعم لأن عباد الرواجني هذا من غلاة الرافضة و له قصة طريفة مع القاسم بن زكريا المطرز تجدها في ترجمة عباد من تهذيب الكمال و في تاريخ بغداد و الله أعلم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:07 م]ـ
الأخ الفاضل ابا صاعد هداك الله تعالى قلنا إن الشيخين لا يرويان عن الرافضة بل يرويان عن الشيعة وإن قبول روايتهم يتجاوز عن السب والشتم وهذا الصواب فالشيخين لا يرويان عن الرافضة ...
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72303
ـ[محمود عبد العليم محمد]ــــــــ[04 - 10 - 09, 10:48 م]ـ
وفقنا الله وإيَّاك لما يحب ويرضى
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 04:05 ص]ـ
غفر الله لك أخي الفاضل ونفع بك(28/262)
التحذير من كتاب يفتح باب تضعيف أحاديث الصحيحين
ـ[الدسوقي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:37 ص]ـ
التحذير من كتاب يفتح باب تضعيف أحاديث الصحيحين بحجة حفظ الأعراض.
لكن: الغاية لا تبرر الوسيلة، وما هكذا يا سعد تورد الإبل.
وقد شذ مؤلف الكتاب عن سائر العلماء فكلهم أجمعوا على صحة الحديث، وكذلك منعوا الخلوة بالأجنبية، وفهموا الحديث فهما صحيحا.
* اسم الكتاب: تطهير الفؤاد من أدران من أباح دخول الرجال على المغيبة لكثرة الأعداد
المؤلف: أبو الفضل عبد القاهر الأندلسي (معاصر).
... الرد بتوفيق الله تعالى:
الدفاع عن الإسلام لا يكون بتضعيف أحاديث البخاري ومسلم.
... عن علي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فظنوا به الذي هو أهناه وأهداه وأتقاه.
رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
* مثل المؤلف المذكور مثل بعض العقليين الذين ضعفوا حديث السحر وفقئ موسى عين ملك الموت وغيرها بزعم أنها مخالفة للقرآن أو تسيء للإسلام.
* من حجج المؤلف الغريبة أنه ضعف بعض أحاديث الصحيحين بعض العلماء منهم حسب قوله: (في هذا العصر ثلة قليلة من اساطنة الحديث و أذكياء العالم كالحافظ الإمام سليمان بن ناصر العلوان و عبقري الإسلام و فريد العصر العلامة الفذ عمر بن محمود أبي عمر فك الله أسرهما؟؟؟) اهـ.
* بدأ المؤلف رسالته بقوله: (سئل العبد الفقير إلى رحمة ربه أبو الفضل عبدالقاهر الأندلسي عفا الله عنه حول تضعيفه لحديث رواه مسلم في صحيحه .... فقال مجيبا عنه: ... ) اهـ
وكأنه الدارقطني يملي العلل من حفظه؟ و يدعي الاجتهاد في رسالته ويناطح الأئمة الذين رووا الحديث وقبلوه؛ كأحمد ومسلم وابن حبان وغيرهم.
* وباب الا جتهاد مفتوح لكن لمن شهد له العلماء بالأهلية.
* ولم يسبقه إلى تضعيفه إمام معتمد. وفي هذا خطر عظيم فكل حديث صحيح خالف فهم بعض الناس، أو عقيدتهم (كالأشاعرة مثلا)، أو ما نشؤوا عليه؛ ضعفوه ولو كان في الصحيحين، وهذه ليست طريقة أهل السنة.
* قال د. علي بن عبد الله الصّياح: (عند النظر في هذه الأحاديث الصحيحة المُشْكلة لا بدَّ من ملاحظة أمرين: الأوَّل: التصور السليم للحياة في عهد النَّبِيّ (كما هي من الطهر والعفاف والصدق والمحبة والإيثار والتضحية، والمبادرة إلى طاعة الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. ... وإنما نبهتُ عَلَى هذا الأمر -مَعَ وضوحهِ وَكثرةِ دلائلهِ - لأني رأيتُ بعضَ مَنْ انتقد الأحاديثَ الصحيحةَ صوّرها بأسلوبٍٍ يُعطي انطباعاً أنّ المجتمعَ في عهد النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كمجتمعاتنا في هذه الأزمان مِنْ كثرةِ المعاصي، وقلة حياء النساء، وتبرجهنّ وسفورهنّ، وفحش غنائهن، وتنوع الشهوات، وتفنن الملذات.
- التنبه لمدلول الألفاظ وما وقع فيها من تغاير بين زمان النَّبِيّ (والأزمنة المتأخرة فربما يقع اشتراك في لفظ معين بين هذا الزمان وزمان النَّبِيّ (ولكن الكيفية والصفة والطريقة تختلف اختلافاً كبيراً، يؤدي بالتالي إلى اختلاف الحكم، قَالَ ابنُ القيم: ((فإن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان، والعوائد والاحوال، وذلك كلُّه مِنْ دينِ الله)) (30)، مِنْ ذلكَ مثلاً (الغناء، والدّف) فقد تغيرتْ الكيفية والصفة في هذه الأزمنة وقبلها عن الغناء والدّف الذي كان على عهد رسولِ الله (وقد بين ذلك ابنُ رَجَب بكلامٍ نفيسٍ قَالَ فيه -تعليقاً على حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ قَالَتْ: وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ (، وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا-: ((ولا ريب أنّ العرب كانَ لهم غناء يتغنون به، وكان لهم دفوف يضربون بها، وكان غناؤهم بأشعار أهل الجاهلية من ذكر الحروب وندب من قتل فيها، وكانت دفوفهم مثل الغرابيل، ليس فيها جلاجل، ...
¥(28/263)
فلما فتحت بلاد فارس والروم ظهر للصحابة ما كان أهل فارس والروم قد أعتادوه من الغناء الملحن بالإيقاعات الموزونة، على طريقة الموسيقى بالأشعار التي توصف فيها المحرمات من الخمور والصور الجميلة المثيرة للهوى الكامن في النفوس، المجبول محبته فيها، بآلات اللهو المطربة، المخرج سماعها عن الاعتدال، فحينئذ أنكر الصحابة الغناء واستماعه، ونهوا عنه وغلظوا فيه.
حتى قَالَ ابنُ مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب، كما ينبت الماء البقل. وهذا يدل على أنهم فهموا أنَّ الغناءَ الذي رَخص فيه النَّبِيّ (لأصحابه لم يكن هذا الغناء، ولا آلاته هي هذه الآلات، وأنه إنما رخص فيما كان في عهده، مما يتعارفه العرب بآلاتهم.
فأما غناء الأعاجم بآلاتهم فلم تتناوله الرخصة، وإن سمي غناءً، وسميت آلاته دفوفا، لكن بينهما من التباين ما لا يخفى على عاقل، فإن غناء الأعاجم بآلاتها يثير الهوى، ويغير الطباع، ويدعو إلى المعاصي، فهو رقية الزنا. وغناء الأعراب المرخص به، ليس فيه شيء من هذه المفاسد بالكلية البتة، فلا يدخل غناء الأعاجم في الرخصة لفظا ولا معنى، فإنه ليس هنالك نص عن الشارع بإباحة ما يسمى غناء ولا دفا، وإنما هي قضايا أعيان، وقع الإقرار عليها، وليس لها من عموم.
وليس الغناء والدف المرخص فيهما في معنى ما في غناء الأعاجم ودفوفها المصلصلة، لأنَّ غنائهم ودفوفهم تحرك الطباع وتهيجها إلى المحرمات، بخلاف غناء الأعراب، فمن قاس أحدهما على الآخر فقد أخطأ أقبح الخطأ، وقاس مع ظهور الفرق بين الفرع والأصل، فقياسه من أفسد القياس وأبعده عن الصواب)) ونقل مقرا: ((إنّ المرء ليسمع الحَدِيث المستقيم فيدركه على وجهه إن كان سليم النفس، حسن الطوية، وهو ينحرف به إذا كان إنسانا مريض النفس معوجا)) وقال: أنّ كثيراً من هذه الإشكالات التي تورد على الأحاديث الصحيحة إنّما هي إشكالات تعرض نتيجةً لضعفِ التسليم لله ولرسوله (، أولقلة العلم، أولضعف الديانة، أو لنصرة مذهب وقول، وكلما بعد الزمان أثيرت شبهات وإشكالات متوهمة لم تكن عند السلف الصالح ... وقد كان العلماء السابقون يقرأون هذه الأحاديث الصحيحة ولا يقفون عندها لقوة التسليم لله ولرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ومتانة العلم والبصيرة، وقوة الديانة وصلابتها، وسلامة الفطر، قَالَ تعالى {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} نسأل الله أن يرزقنا نورا يملأ قلوبنا يقينا وتسليماً.
ولله در الشاطبيُّ حيث قَالَ: ((ولذلك لا تجد فرقةً من الفرقِ الضالة ولا أحد من المختلفين في الأحكام لا الفروعية ولا الأصولية يعجز عن الاستدلال على مذهبه بظواهر من الأدلة، وقد مرّ من ذلك أمثلة، بل قد شاهدنا ورأينا من الفساق من يستدل على مسائل الفسق بأدلة ينسبها إلى الشريعة المنزهة، وفى كتب التواريخ والأخبار من ذلك أطراف ما أشنعها في الافتئات على الشريعة، وانظر في مسألة التداوي من الخمار في درة الغواص للحريري وأشباهها بل قد استدل بعض النصارى على صحة ما هم عليه الآن بالقرآن ثم تحيل فاستدل على أنهم مع ذلك كالمسلمين في التوحيد سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا)).) اهـ
من " إِشْكَالٌ وَجَوَابُهُ فِي حَدِيثِ أُمِّ حَرَام بِنْتِ مِلْحَانَ
دراسةٌ تأصيليةٌ تطبيقية تبين المنهج العلميّ في الإجابة عن الإشكالات التي ربما تَعرضُ في بعضِ الأحاديث " تَأليفْ: د. علي بن عبد الله الصّياح.
* قال النووي: المغيبة هي التي غاب عنها زوجها والمراد غاب زوجها عن منزلها سواء غاب عن البلد بأن سافر أو غاب عن المنزل وإن كان في البلد. . ثم إن ظاهر هذا الحديث جواز خلوة الرجلين أو الثلاثة بالأجنبية، والمشهور عند أصحابنا تحريمه فيتأول الحديث على جماعة يبعد وقوع المواطأة منهم على الفاحشة لصلاحهم أو مروءتهم أو غير ذلك.
* وفي مجلة البحوث الإسلامية: بحث " الخلوة وما يترتب عليها من أحكام فقهية بقلم الدكتور عبد الله بن عبد المحسن الطريفي الأستاذ المشارك بقسم الدراسات الإسلامية بالكلية المتوسطة بالرياض ":
¥(28/264)
(ذهب الشافعية إلى حرمة خلوة رجلين أو رجال بامرأة ولو بعدت مواطأتهم على الفاحشة؛ لأن الرجل قد يمن من نفسه فعل الفاحشة بحضرة الآخر وبهذا قال الحنابلة في الراجح عندهم إذ تحرم خلوة الأجانب بالأجنبية وليس فيهم محرم وهذا هو القول المشهور في المذهب وقيد المالكية منع خلوة الرجلين بالمرأة إن كانا أحدهما شابا، لأن معهما شيطانين ومع المرأة شيطان. والحنفية قالوا: تنتفي الخلوة بوجود رجل آخر إذ قالوا " يكره للرجل أن يؤم النساء في بيت وليس معهن رجل ولا محرم ومعنى هذا جواز خلوة الرجلين بالمرأة". قلت: ومذهب الحنفية قد لا يدل على حل خلوة الرجلين بالمرأة إذ أنهم قالوا بذلك إذا كن أكثر من امرأة فلا بد من رجلين معهن وهي حالة من حالات الخلوة فالرجل الواحد لا يكفي مع عدد من النساء، والحنابلة قالوا يتوجه وجه بجواز خلوة الرجال بالأجنبية لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- .... ) اهـ.
... الخلاصة أنه لم يضعف الحديث أحد يعتمد قوله، وإنما جمعوا بينه وبين باقي الأدلة، والله أعلم.
... من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
جواب السؤال الثاني من الفتوى رقم (5082) (17/ 84)
(في حديث: " لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا معه رجل أو اثنان " [صحيح مسلم (2173)]. أنه محمول على ما إذا وجدت الدواعي إلى الدخول عليها عند غيبة زوجها ومحارمها، وأمنت الفتنة، وبعد التواطؤ منهم على الفاحشة، لا على الإطلاق، وليس هذا من التأويل بالرأي، بل هو مبني على المقصد الشرعي المفهوم من مجموع النصوص الواردة في حفظ الفروج والأنساب، وتحريم انتهاك الأعراض، ومنع الوسائل المفضية إلى ذلك، ومنها الحديث المذكور في هذه الفقرة، حيث اشترط في جواز الدخول وجود ما يزيل الخلوة؛ إبعادا للريبة، وتحقيقا للأمن من الفتنة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو .................... نائب الرئيس ......................... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز) ا. هـ
... قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في " الشرح الممتع " (4/ 250 - 252):
قوله: (وأن يؤم أجنبية فأكثر لا رجل معهن)
أي: يُكرَه أنْ يؤمَّ أجنبيةً فأكثر، والأجنبيةُ: مَن ليست مِن مَحارِمِهِ. وكلامُ المؤلِّف يحتاجُ إلى تفصيل: فإذا كانت أجنبيةٌ وحدَها: فإن الاقتصار على الكراهة فيه نَظَرٌ ظاهرٌ؛ إذا استلزم الخَلوةَ، ولهذا استدلَّ في " الرَّوض " بأن النبي صلى الله عليه وسلم نَهى أنْ يخلوَ الرَّجُلُ بالأجنبيةِ، ولكننا نقول: إذا خَلا بها فإنَّه يحرُمُ عليه أن يَؤمَّها؛ لأنَّ ما أفضى إلى المُحَرَّمِ فهو محرَّمٌ. أما قوله: (فأكثر) أي: أن يَؤمَّ امرأتين، فهذا أيضاً فيه نَظَرٌ مِن جهة الكراهة؛ وذلك لأنَّه إذا كان مع المرأة مثلُها انتفت الخَلوة، فإذا كان الإِنسانُ أميناً فلا حَرَجَ أن يؤمَّهُمَا، وهذا يقع أحياناً في بعضِ المساجدِ التي تكون فيها الجماعةُ قليلةٌ، ولا سيَّما في قيامِ الليلِ في رمضان، فيأتي الإِنسانُ إلى المسجدِ ولا يجدُ فيه رِجالاً؛ لكن يجدُ فيه امرأتين أو ثلاثاً أو أربعاً في خَلْفِ المسجدِ، فعلى كلام المؤلِّفِ: يُكره أنْ يبتدئَ الصَّلاةَ بهاتين المرأتين أو الثلاث أو الأربع. والصحيح: أن ذلك لا يُكره، وأنَّه إذا أمَّ امرأتين فأكثر: فالخَلوةُ قد زالت ولا يُكره ذلك، إلا إذا خَافَ الفِتنةَ، فإنْ خَافَ الفِتنةَ فإنَّه حرامٌ؛ لأنَّ ما كان ذريعةً للحرامِ فهو حرامٌ. وعُلِمَ مِن قوله: (لا رجل معهنَّ) أنَّه لو كان معهنَّ رَجُلٌ فلا كراهةَ وهو ظاهرٌ) ا. هـ
... فتاوى الشيخ محمد صالح المنجد (حفظه الله تعالى)
رقم السؤال: 103056
العنوان: حضور المرأة اختبار التجويد على مشايخ في غرفة مغلقة
السؤال:
امرأة تسأل تقول أنها ستتقدم لاختبار في أحكام التجويد لكتاب الله إن شاء الله، وسوف تختبر منفردة في غرفة مع ثلاثة شيوخ أفاضل، فما حكم هذا الفعل هل هو جائز؟، مع العلم أنه لا يوجد نساء يقمن مقام هؤلاء الشيوخ الأفاضل الثلاثة في هذا الامتحان؟
الجواب:
الحمد لله
¥(28/265)
لا حرج فيما ذكرت من حضور المرأة اختبار التجويد أمام ثلاثة من الشيوخ، بشرط أن يكون كلامها فيما تدعو إليه الحاجة، ومن غير خضوع بالقول، والأولى أن يتم اختبارها عن طريق النساء، أو يكون اختبارها في حضور محرم لها، لكن إذا لم يتيسر ذلك فلا حرج، وذلك لأمرين:
الأول: أن وجود المرأة مع جماعة من الرجال، مع انتفاء الريبة، لا حرج فيه عند بعض أهل العلم؛ لما روى مسلم (2173) عن عَبْد اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه أَنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ دَخَلُوا عَلَى أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَهِيَ تَحْتَهُ يَوْمَئِذٍ (أي: زوجته) فَرَآهُمْ فَكَرِهَ ذَلِكَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: لَمْ أَرَ إِلَّا خَيْرًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَرَّأَهَا مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ: (لَا يَدْخُلَنَّ رَجُلٌ بَعْدَ يَوْمِي هَذَا عَلَى مُغِيبَةٍ إِلَّا وَمَعَهُ رَجُلٌ أَوْ اثْنَانِ). قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم": " الْمُغْيِبَة هِيَ الَّتِي غَابَ عَنْهَا زَوْجهَا. وَالْمُرَاد: غَابَ زَوْجهَا عَنْ مَنْزِلهَا , سَوَاء غَابَ عَنْ الْبَلَد بِأَنْ سَافَرَ , أَوْ غَابَ عَنْ الْمَنْزِل , وَإِنْ كَانَ فِي الْبَلَد. لأَنَّ الْقِصَّة الَّتِي قِيلَ الْحَدِيث بِسَبَبِهَا وَأَبُو بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ غَائِب عَنْ مَنْزِله لَا عَنْ الْبَلَد.
ثُمَّ إِنَّ ظَاهِر هَذَا الْحَدِيث جَوَاز خَلْوَة الرَّجُلَيْنِ أَوْ الثَّلَاثَة بِالْأَجْنَبِيَّةِ , وَالْمَشْهُور عِنْد أَصْحَابنَا تَحْرِيمه , فَيَتَأَوَّل الْحَدِيث عَلَى جَمَاعَة يَبْعُد وُقُوع الْمُوَاطَأَة مِنْهُمْ عَلَى الْفَاحِشَة لِصَلَاحِهِمْ , أَوْ مُرُوءَتهمْ , أَوْ غَيْر ذَلِكَ. وَقَدْ أَشَارَ الْقَاضِي إِلَى نَحْو هَذَا التَّأْوِيل " انتهى.
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: " لا يجوز ركوب المرأة مع سائق ليس محرماً لها وليس معهما غيرهما؛ لأن هذا في حكم الخلوة، وقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يخلونَّ رجل بامرأةٍ إلا ومعها ذو محرَم " رواه البخاري (5233) ومسلم (1341)، وقال صلى الله عليه وسلم: " لا يخلونَّ رجل بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما". أما إذا كان معهما رجل آخر أو أكثر أو امرأة أخرى أو أكثر: فلا حرج في ذلك إذا لم يكن هناك ريبة؛ لأن الخلوة تزول بوجود الثالث أو أكثر " انتهى من "فتاوى المرأة المسلمة" (2/ 556). وينظر: فتاوى الشيخ ابن باز (5/ 78).)) اهـ
... عن علي بن أبي طالب قال: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فظنوا به الذي هو أهناه وأهداه وأتقاه.
رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
... هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 03:26 ص]ـ
* بدأ المؤلف رسالته بقوله: (سئل العبد الفقير إلى رحمة ربه أبو الفضل عبدالقاهر الأندلسي عفا الله عنه حول تضعيفه لحديث رواه مسلم في صحيحه .... فقال مجيبا عنه: ... ) اهـ
وكأنه الدارقطني يملي العلل من حفظه؟
أضحك الله سنك ... على جدية الموضوع ... إلا أن ظلك خفيف جميل ... حفظك الله.
جزاك الله خيرًا.
مثل هذا التهافت يقع بين الحين والآخر للأسباب التي ذكرتها في مقدمتك الماتعة ... وكلام الإمام الشاطبي نفيس في بابه.
ولكن فيما أظنه، أنه قد أخذته الغيرة على الأعراض فأخذته الحمية للتضعيف. ومع مثل هذه الحمية وصلاح النية لعله يعيد نظره فيما قال ... والموفق من وفقه الله.
ـ[الدسوقي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 04:19 ص]ـ
أدعو الله لي ولمؤلف الكتاب وللأخ الفاضل أسامة المصري السلفي، ولجميع طلبة العلم بالتوفيق، والهدى والسداد وأن يبلغنا بفضله رتبة البخاري والدارقطني في علم الحديث، والشافعي في الفقه، وابن عباس في التفسير، وأن يرزقنا علما نافعا، وأن يعيذنا من علم لا ينفع، وأن يرزقنا الإخلاص والتواضع، وأن يهيئ للأمة من يجدد لها دينها.
وجزاك الله خيرا، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
ـ[الدسوقي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 05:22 م]ـ
... عن علي بن أبي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قال:
"إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فظنوا به الذي هو أهناه وأهداه وأتقاه".
رواه ابن ماجه وصححه الألباني.(28/266)
هل تقسيم النقاد إلى التشدد والتساهل والاعتدال تقسيم علمي معترَف به؟
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[03 - 10 - 09, 11:53 ص]ـ
إلى الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد رأيت في رسائل جامعية وغيرها من كتابات حديثية تمسكهم بهذا التقسيم تمسكا غريبا، فيرد أحدهم قول الناقد بمجرد وصف بعض العلماء له بالتشدد، أو يرد أحدهم تعديل الإمام لأنه موصوف بالتساهل، فهل هذا منهج سليم تجاه أقوال أئمة الجرح والتعديل؟
علما أنني أرى أن هذا التقسيم لا يفيدنا إلا التذكير بأن نتريث ونتحرى في قبول قول أحدهم الموصوف بالتساهل أو التشدد مباشرة، بل يتطلب الدراسة المستوفية للراوي المجروح بجرح المتشدد أو الراوي المعَدَّل بتعديل المتساهل، وإلا فهم علماء مجتهدون، يصيبون ويخطئون، وكل واحد منهم قد يقع منه التساهل أو التشدد، كما وقع ذلك للمعتدلين.
فأفيدونا يجزكم الله خيرا
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:12 م]ـ
برفع لمن يفيد
أما أنا فأقول قولك حق إن شاء الله فلايكفي رد توثيق ابن حبان مثلا بالجملة لكونه متساهلا فيه
أو رد حكم ابن الجوزي بالوضع لكونه كذلك
وإنما لابد من الاعتبار بأقوال أئمة هذا الشأن والترجيح بين أقوالهم
ـ[عمرو عبدالكريم]ــــــــ[03 - 10 - 09, 07:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - واله وصحبه وسلم
فان علماء الحديث ما فروقو بينهم إلالختلاف المنهج فى قبول المرويات ولكل عالم له اصوله
ترى ابن حبان يوثق المجاهيل والحافظان الذهبى وابن حجر قليل ما يعتمدون على توثيق ابن حبان
وحده وترى الائمة النقاد على خلافه وترى "شعبة رد حديث لعبدالملك ابن ابى سليمان العزرامى
لاجل حديث واحد اخطاء فيه" و ينبغى الاستقراء الجيد لكتب الائمة فهذا جاء عن استقراء
لمنهج كل إمام وليس كما يظن البعد انه تقسيم جزافى فا انتبه بارك الله فيك
ـ[ابو قتادة السلفي الجوهري]ــــــــ[03 - 10 - 09, 08:51 م]ـ
ارى انه دخل في هذا الشان من ليس اهله فكثير منهم يسهل عنده رد تصحيحاتوتضعيفات المتقدمين مع صعوبة رد تصحيحات المعاصرين وبعضهم اذا قلت له الحديث ضعفه يحيى بن معين يجيبك بسهولة: ابن معين من المدرسة المتشددة بدون النظر فيما اعتمد عليه يحيى في تضعيفه وكذلك اذا قيل الحديث صححه ابن تيمية اجابك ابن تيمية كثير ما يصحح الاحاديث الضعيفة وغير ذلك
فللاسف دخل في هذا الشان من ليس باهله فبداوا يصححون ويضعفون بسبب التعصب لفلان وعلان فمن طرائف ما حصل ان احد الاخوة صحح حديث بحجة ان الامام الالباني صححه فلما قيل له الحديث ضعفه قال اذن الحديث ضعيف فسبحان الله.
ـ[الشريف محمد الخواجي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 12:43 ص]ـ
لقد اجاد الاخوة ممن سبقني في تعقيباتهم واضيف الى ماسبق ان المتتبع لعلماء الجرح والتعديل رحمهم الله يلحظ ان لكل منهم منهجا سار عليه في الحكم على الرجال وهو يتعبد الله بذلك ويراه صوابا
ولكي اوضح اكثر الفكرة انظر مثلا لحكمهم على صاحب البدعة وحكمهم على روايته قبولا وردا وخلافهم حوله فبناء على مثل هذا الخلاف مثلا اختلفت احكامهم على المعين ومن هنا فوصف احدهم بما سبق وذكره الأخ اراه غير لائق لجبال العلم اولئك بل يلزم توضح قوله وقول غيره والنظر والتأمل في اقوال من سلف ومن خلف للخروج بحكم على الحديث دون التعصب والتقليد
اسأل الله ان اكون قد اضفت مايفيد
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
ما أعرفه أنّ أئمة النقد - متساهلهم ومتشددهم بحسب اصطلاح البعض - لم يضعوا قواعد مطّردة في إعلال الأحاديث، بل كانوا ينظرون في القرائن التي تحفّ هذا الحديث أو ذلك. كما أنهم قد يردّون حديثاً لأحد الرواة الضعفاء، ولكنهم يقبلون له حديثاً آخر وهو هو نفس الراوي.
إذن المسألة ليست قواعد رياضية غير قابلة للنقاش، ولكنها تعتمد على اجتهاد المجتهد وما وقر في نفسه من المرجّحات. ولذلك قد يختلف اثنان مِن المتشدّدين في الحُكم على الراوي أو الحُكم على الحديث .. وهما لدى البعض في عِداد المتشددين أنفسهم!
فالتشدد نسبي كما أن التساهل نسبي، ويبقى النظر في كلّ حديث حديث، إذ إنّ كلّ حديث يقوم به ترجيح خاص.
هذا والله أعلى وأعلم
¥(28/267)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 03:16 ص]ـ
لا إشكال عندي في هذا التقسيم، بل هذا يدل عليه متفرقات من كلام أئمة الحديث المتقدمين، وكثير من تطبيقاتهم العملية، وحكاياتهم وقصصهم النقدية تدل على هذا دلالة واضحة، ومما يحضرني في هذا قول علي بن المديني: «إذا اجتمع يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي على ترك رجل لم أحدث عنه، فإذا اختلفا أخذت بقول عبد الرحمن لأنه أقصدهما، وكان في يحيى تشدد» تاريخ بغداد [جزء 10 - صفحة 243].
وقال علي بن المديني: «سألت يحيى بن سعيد عن محمد بن عمرو بن علقمة؟ قال: تريد العفو أو تشدد؟ فقال: لا بل أشدد، قال: ليس هو ممن تريد كان» العلل الصغير (ص744).
وقال ابن المديني أيضا: «أبو نعيم وعفان صدوقان لا أقبل كلامهما في الرجال هؤلاء لا يدعون أحدا إلا وقعوا فيه» تهذيب الكمال (20/ 168). قال الذهبي: «يعني أنه لا يختار قولهما في الجرح لتشديدهما، فأما إذا وثقا أحدا فناهيك به» سير أعلام النبلاء (10/ 250).
وقال أحمد بن حنبل لابنه صالح حين قدم من البصرة: لم لم تكتب عن عمرو بن مرزوق؟ فقال: نهيت، فقال: إنّ عفّان كان يرضى عمرو بن مرزوق ومن كان يرضي عفّان!. انظر: الجرح والتعديل (6/ 263رقم1456)،
وقال أبو زرعة عن فضيل بن سليمان: «لين الحديث روى عنه علي بن المديني وكان من المتشددين» الجرح والتعديل (7/ 72)
ولكن مما ينبغي معرفته أن قولنا فلانٌ متشدد ومعتدل ومتساهل أنه نتيجة مبنية على مقدمات، وتحتاج إلى ضوابط وهنا-في رأيي- موطن الإشكال والاختلاف:
فكيف عُرف أنّ فلانا متشدد ومعتدل ومتساهل؟
وهل هذا التشدد في العبارة أو في الحكم أو في كليهما؟
وهل هو مطرد في جميع الرواة أو فيه تفصيل فتارة يتشدد وتارة يتساهل؟ أوربما تشدد في بلد دون بلد أو مذهب دون مذهب أو فئة من الرواة-مثل الذين يدخلون على السلاطين، أو قالوا بخلق القرأن كرها- دون غيرهم؟
فمثل هذه القضايا لا بدَّ من مراعاتها وتحقيقها جيدا للوصول للنتيجة السابقة ووضع الضوابط والمحترزات التي تضبط هذه المسألة.
ومن أجود ما قرأت في الإشارة إلى هذا ما قاله العلامة المعلميّ بقوله: «ما اشُتهر أنَّ فلاناً من الأئمة مُسَهِّل، وفلاناً مُشّدِّد، ليس على إطلاقه، فإنَّ منهم من يُسهل تارةً، ويُشدد أُخرى، بحسب أحوال مختلفة، ومعرفةُ هذا وغيره من صفات الأئمة التي لها أثر في أحكامهم، لا تحصل إلاَّ باستقراء بالغ لأحكامهم، مع التدبر التام».وهذا كلام نفيسٌ للغاية، جديرٌ بالعناية.
وأمَّا نصوص المتأخرين من العلماء في تقرير هذا فهي كثيرة، ومن أشهرها أقوال الذهبي في عدد من كتابه منها قوله في الموقظة (ص 83 - 84): ((فمنهم من نفسه حاد في الجَرْح، ومنهم من هو معتدل، ومنهم من هو متساهل، فالحاد فيهم: يحيى بن سعيد، وابن معين، وأبو حاتم، وابن خراش، وغيرهم، والمعتدل فيهم: أحمد بن حنبل، والبخَاريّ، وأبوزرعة، والمتساهل: كالترمذي، والحاكم، والدارقطنيِّ في بعض الأوقات)).
وقال في موضعٍ آخر: ((والكلُّ أيضاً على ثلاثة أقسام: قسمٌ منهم متعنِّت في الجَرْح، متثبِّت في التَّعديل، يغمزُ الراوي بالغلطتين والثلاث، ويُليِّنُ بذلك حديثه، فهذا إذا وثق شخصاً فعضَّ على قوله بناجذيك، وتمسك بتوثيقه، وإذا ضعف رجلاً فانظر هل وافقه غيره على تضعيفه، فإن وافقه، ولم يُوثق ذاك أحدٌ من الحذاق، فهو ضعيف، وإن وثقه أحد فهذا الذي قالوا فيه: لا يقبل تجريحه إلاَّ مفسراً، يعني لا يكفي أن يقول فيه ابن معين مثلاً: هو ضعيف، ولم يوضح سبب ضعفه، وغيره قد وثقه، فمثل هذا يتوقف في تصحيح حديثه، وهو إلى الحسن أقرب، وابن معين، وأبو حاتم، والجُوْزَجانيّ: متعنتون، وقسمٌ في مقابلة هؤلاء، كأبي عيسى الترمذي، وأبي عبد الله الحاكم، وأبي بكر البيهقي: متساهلون، وقسمٌ كالبخَاريّ، وأحمد بن حنبل، وأبي زرعة، وابن عديّ: معتدلون منصفون)) ذكر من يعتمد قوله في الجَرْح و التَّعديل ص 170 - 171.
ـ[عمرو عبدالكريم]ــــــــ[04 - 10 - 09, 07:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا ابو مسلم
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 09:22 ص]ـ
¥(28/268)
جزاكم الله خيرا وبارك لكم في جهودكم، علما أني لم أكن أنكر هذا التقسيم أصلا، بل وجوده في عالم الجرح والتعديل ثابت، ولكني لما رأيت بعض من لا أهل له بهذا العلم، يرد بمجرد هذا الوصف، ولم يتعمق في دراسة حال الراوي، أخاف أن يعم مثل هذا المنهج، وهو ليس بسليم، لأننا عرفنا أن العدالة إنما تثبت بعدة طرق، منها تنصيص إمامين على عدالة الراوي، وهذا بلا خلاف، وفي نص إمام واحد خلاف، والراجح ثبوتها. بناء على هذا، فإن إماما من أئمة الحديث إذا قال في راو: فلان ثقة. ولم يخالفه أحد، فإن توثيقه مأخوذ به في الأصل، إلا إذا تبين أن مبنى توثيقه على أمر لا يجعل الراوي عدلا، بغض النظر أنه من أي قسم من تلك الأقسام الثلاثة.
وكذلك تجريح عالم من علماء الجرح والتعديل، وإن كان مبهما، فهو غير متروك، وقد صححه العراقي، فنأخذ بتجريح ناقد وإن كان مبهما، إذا لم يخالفه أحد من النقاد، وفإذا خالفه فوثقه غيره، فهذا الذي قالوا فيه: إن الجرح المبهم لا يقبل إلا مفسرا، فلا بد من تفسيره، وإن لم نجد ما يفسر ذلك، فإن هذا الجرح المبهم ما زال له أثر في الراوي، فلذلك قال الذهبي -وهو يتكلم عن حكم جرح المتشددين-: "وإذا ضعف رجلا فانظر: هل وافقه غيره على تضعيفه، فإن وافقه، ولم يوثق ذاك أحد من الحذاق، فهو ضعيف، وإن وثقه أحد، فهذا الذي قالوا فيه: لا يقبل تجريحه إلا مفسرا، يعنى لا يكفي أن يقول فيه ابن معين مثلا: هو ضعيف، ولم يوضح سبب ضعفه، وغيره قد وثقه، فمثل هذا يتوقف في تصحيح حديثه، وهو إلى الحسن أقرب". انظر: لم يقل الذهبي: فاترك قول المتشدد وتمسك بقول الموثق.
كذلك إذا تفرد المتشدد في جرح الراوي، ولم يوافقه أحد، فهل يترك قوله كما يُفهم من ظاهر قول الذهبي؟ فقد ذهب ابن الصلاح في مقدمته إلى التوقف في حقه حتى تنزاح عنه الريبة، ولا يقبل ذلك الجرح -أي الجرح الذي صدر من الجارح بغض النظر عن كونه متشددا أو متساهلا أو معتدلا- فيه، وأما ابن حجر فقال: فإن خلا المجروح عن التعديل، قبل الجرح فيه مجملا غير مبين السبب، إذا صدر من عارف على المختار، لأنه إذا لم يكن فيه تعديل، فهو في حيز المجهول، وإعمال قول المجرح أولى من إهماله" (انظر: في نزهة النظر ص: 114) فالمتشددون أمثال شعبة والقطان وأبو حاتم وغيرهم فهم عارفون بلا شك.
لذلك ينبغي أن يتأمل دارس حال الراوي ويتحرى الصواب فيه.
أما ابن حبان، فتعديله درجات، فمن وثقه نصا فلا إشكال في عدالته في الغالب، وهذا الحكم قد فصل فيه الشيخ المعلمي في كتابه (التنكيل) وكذلك الشيخ الألباني، إن لم أخطئ، وإنما تساهله فيمن سكت عنه في ثقاته، وهذا يرجع إلى توسعه في شرط العدالة. والله أعلم
وجزاكم الله خيرا على إفادتكم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:49 م]ـ
لذلك ينبغي أن يتأمل دارس حال الراوي ويتحرى الصواب فيه.
نعم أخي الحبيب على الدارس تحري حال الراوي وبيان الصواب فيه فالجرح والتعديل يقدم الجرح على التعديل في حال أن الجرح مفسير فتساهل علماء الحديث في التوثيق وجرح الجارح إنما يأخذ يقول الجارح لأسباب منها.
عدالة الجارح
والعلم بحال الراوي
وكذلك متابعته
وهناك من المتشددين في الجرح من جرح الرواة إن لم يرى شكله ظاهره يعجبه ومن انتهج هذا النهج في نقد الرواة ابن معين رجمه الله فكان رحمه الله إن لم يعجبه ظاهر الراوي جرحه فالجرح يقدم في حالة أن الجرح مفسر على التعديل ولا يعدل الراوي إلا إذا كان في ذلك بيان سبب توثيق الراوي ... والله تعالى أعلم
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 04:09 م]ـ
عذرا أخي الحبيب أبا مسلم، فإن التعديل قبله جماهير العلماء بدون بيان السبب سوى فئة قليلة من العلماء، منهم الشوكاني. والله أعلم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 04:27 م]ـ
ما قال أهل العلم بالتعديل شيخنا الفاضل؟؟
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:50 م]ـ
ذهب كثير من المحدثين والفقهاء والأصوليين إلى عدم اشتراط بيان السبب للتعديل، انظر تفاصيل ذلك في: فتح المغيث للعراقي، ص: 145، والمنهل الروي لابن جماعة، ص: 64، وإحكام الفصول للباجي 1/ 300، والأحكام للآمدي 2/ 123، والمستصفى للغزالي 1/ 163، فعلل فريق منهم بأن أسباب العدالة كثيرة يصعب ذكرها، فإن ذلك يحرج المعدل إلى أن يقول: لم يفعل كذا، لم يرتكب كذا، فعل كذا وكذا، فيعدد جميع ما يفسق بفعله أو بتركه، وذلك شاق جدا. وعلل آخرون بأن التعديل إذا صدر من عارف بأسبابه فإنه يقبل، وإلا فلا.
وذهب آخرون إلى عدم قبول التعديل إلا مفسرا، وهو رأي فريق من العلماء، منهم الشوكاني حيث قال في إرشاد الفحول: والحق أنه لابد من ذكر السبب في التعديل؛ لأن المعدل قد يظن ما ليس بتعديل تعديلاً ولاسيما مع اختلاف المذاهب في الأصول والفروع. فقد يكون ما أبهمه من التعديل، هو مجرد كونه على مذهبه وعلى ما يعتقده، وإن كان في الواقع مخالفاً للحق كما وقع ذلك كثيراً. (1/ 125) والله أعلم
¥(28/269)
ـ[عمرو عبدالكريم]ــــــــ[04 - 10 - 09, 10:11 م]ـ
اخى الكريم الطهوني اما ابن حبان فمتساهل ولايخفى هذا على من اطلع على الثقات او الضعفاء
ثم من حيث العلامة المعلمى والتقسيم هذا و موافقة العلامة الالبانى ايضاً فيه نظر
رحم الله الجميع وهذا ليس بحثنا الان ولكان نحن متفقون على تقسيم النقاد من حيث الجملة
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 03:29 ص]ـ
ذهب كثير من المحدثين والفقهاء والأصوليين إلى عدم اشتراط بيان السبب للتعديل، انظر تفاصيل ذلك في: فتح المغيث للعراقي، ص: 145، والمنهل الروي لابن جماعة، ص: 64، وإحكام الفصول للباجي 1/ 300، والأحكام للآمدي 2/ 123، والمستصفى للغزالي 1/ 163، فعلل فريق منهم بأن أسباب العدالة كثيرة يصعب ذكرها، فإن ذلك يحرج المعدل إلى أن يقول: لم يفعل كذا، لم يرتكب كذا، فعل كذا وكذا، فيعدد جميع ما يفسق بفعله أو بتركه، وذلك شاق جدا. وعلل آخرون بأن التعديل إذا صدر من عارف بأسبابه فإنه يقبل، وإلا فلا.
وذهب آخرون إلى عدم قبول التعديل إلا مفسرا، وهو رأي فريق من العلماء، منهم الشوكاني حيث قال في إرشاد الفحول: والحق أنه لابد من ذكر السبب في التعديل؛ لأن المعدل قد يظن ما ليس بتعديل تعديلاً ولاسيما مع اختلاف المذاهب في الأصول والفروع. فقد يكون ما أبهمه من التعديل، هو مجرد كونه على مذهبه وعلى ما يعتقده، وإن كان في الواقع مخالفاً للحق كما وقع ذلك كثيراً. (1/ 125) والله أعلم
حياك الله شيخنا الفاضل إبراهيم
هذه مسألة -أيها الإخوة- من أعوص المسائل التي تكتنف طلاب العلم في حال بحثهم عن راو من الرواة، وعن الحكم عليه، فأحيانا إذا فتح الواحد منكم -مثلا- "تهذيب التهذيب" فيجد أن بعض الأئمة يقولون عن هذا الرجل: إنه ثقة، وبعضهم يقولون: إنه ضعيف، فيحتار، بقول من آخذ؟
هذا يقول: ثقة، وهذا يقول: ضعيف، وكلهم أئمة كيف أستطيع أن أخرج من هذه الورطة؟
فنقول: في هذا، بل قد تجد الحكم يصدر من إمام واحد، فقد يقول ابن معين مرة: ثقة، ومرة يقول: ضعيف، وهو نفسه واحد، فما الحكم في هذه الحال؟
نقول: أمامك أمران، فتنظر في هذا الذي جرح وعدل، هل هو من الذين يعرفون أسباب التزكية؟ فإن صدر هذا الحكم من إمام عارف، فحين ذاك هذا تطمئن إلى حكمه -يعني- في الجملة، لكن يبقي مسألة المعارضة، نظرت في الذي عارضه، وإذا به أيضا إمام آخر عارف أيضا مثله، ففي هذه الحال أنت تتجاوز إلى المسألة الأخرى: فتنظر فتقول: ما دام أنهما عارفان بأسباب التزكية وأسباب التجريح، فإذا أنا أعتمد قول من وثق، فأعتبره هو الأصوب، فأقول: هذا الراوي ثقة، ولا يتزحزح عن مرتبة الثقة إلى مرتبة الضعف إلا بحجة، فتنظر في قول الذي جرح هل جاء بجرح مفسر، أو لم يأت بجرح مفسر، فإن جاء بجرح مفسر، فالجرح المفسر مقدم على التعديل في هذه الحال، فلو قال مثلا أحد الأئمة العارفين: فلان ثقة، وقال الآخر: لا. بل فلان غير ثقة؛ لأني رأيته يشرب الخمر، أو لأن فلانا حدثني أنه رآه يشرب الخمر، فحين ذاك نحمل قول الذي قال ثقة على ماذا؟ نقول: إنه وثقه بحسب ماذا؟ بحسب ما ظهر له لكن هذا جاء بمزيد علم، فجاء بجرح مفسر، فنعذر ذاك لأجل توثيقه إياه.
ونقول: جرح هذا هو المقدم؛ لأنه ثقة؛ ولأنه أكبر عن أمر يطعن في عدالة ذلك الراوي، لكن هنا أيضا مسألة، قالوا: لا بد أيضا أن يكون عارفا بأسباب الجرح، وأسباب الجرح هنا -يعني- تحتاج إلى مزيد تنفيذ.
يكفيكم أن تعرفوا -يعني- بهذا على الإطلاق، لكن لمزيد الفائدة أشير لكم إشارة فقط بهذه المناسبة أنه لو قال: إنه رآه يشرب الخمر، فهنا ينبغي أن نلتفت إلى أمور أخرى وما هي؟ هذه الخمر التي شربها هل هي الخمر التي ليس فيها خلاف؟ أم أنها من الأمور المختلف فيها؟ فمثلا أهل الكوفة يشربون النبيذ، وإن كان مسكرا، ويشربونه؛ لأنهم يرون أنه غير حرام، ويرون أن المحرم إنما هو ما كان من التمر والعنب، وما عدا ذلك هو غير حرام، حتى وإن أسكر، فيقصرون الحرمة على بعض الأشياء التي جاءت بها النصوص، ولا يعتمدون قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: http://www.taimiah.org/MEDIA/H2.GIF ما أسكر كثيره فقليله حرام (**********: OpenHT('Tak/Hits24001888.htm'))http://www.taimiah.org/MEDIA/H1.GIF فتجدهم أحيانا يشربون النبيذ تدينا -يعني- كأنه يقول: أنا أرى
¥(28/270)
هذا الرأي وزيادة عليه أؤكد، فأشربه؛ ولذلك قال العلماء:
إذا رأيت الكوفي يشرب النبيذ -حتى وإن أطلقت عليه اسم الخمر، أو المسكر- فلا تجرحه بهذا؛ لأنه يشربه تدينا، لكن إذا رأيت البصري يشربه، نفس الشراب، فيمكن أن تجرحه بذلك؛ لأن أهل البصرة يرون أنه حرام، فهذه من الأمور التي نقول: إنه ينبغي للجارح أن يعرف ماذا يجرح به.
وبعضهم قد يكون -يعني- جرحه يبني على أمر ليس بالجارح، فأحدهم مثلا حينما جرحه جرير بن عبد الحميد، جرح سماق بن حرب فحينما قيل له: لماذا جرحته؟ قال: لأني رأيته يبول قائما. فهل بمجرد البول قائما يجرح الراوي؛ لأنه أخذ بحديث جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لكنه ما عرف أسباب الخلاف، فهناك -أيضا- حديث آخر يعارض ظاهر هذا الحديث، وهو http://www.taimiah.org/MEDIA/H2.GIF أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتى سباطة قوم فبال قائما (**********: OpenHT('Tak/Hits24005095.htm'))http://www.taimiah.org/MEDIA/H1.GIF فإذا كان سماق بن حرب رأى أن هذا الأمر جائز، ففعل كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- فجرحه جرير بن عبد الحميد بهذا السبب، فهذا أيضا هو الذي يدعوهم إلى أن يقولوا: لا بد أن يكون الجرح مفسرا، فلو أخذ بجرح جرير بن عبد الحميد على الإطلاق؛ لقدحت سماق بن حرب، لكن حينما سئل لماذا جرحته؟ قال: لأني رأيته يفعل هذا -يعني- يبول قائما.
كذلك أيضا شعبة جرح المنهال بن عمرو، فحينما سئل لماذا جرحته؟ قال: لأني مررت أمام بابه، فسمعت في بيته صوت طنبور، الطنبور: من الآلات الموسيقية، فقيل له: هلا سألته عن ذلك الصوت! قال: لا لم أسأله.
فالمزي -رحمه الله- حينما ذكر هذه المقولة، عقب -مع الفارق الزمني بينه وبين شعبة- قال: قلت: هلا سألته! لعله كان لا يعلم، قد يكون في بيته سفيه، وليس بشرط أن يكون هذا الصوت -يعني- صادرا عن إقرار من المنهال بن عمرو لهذا المنكر في بيته.
ويعتبرون سماع الآلات من الأمور المحرمة القادحة في عدالة الرواة، بالإضافة إلى أن هناك عين توجيه آخر بهذه المسألة، عندما أقول: بأنه ليس المقصود الحديث عن الجرح الذي صدر من شبعه للمنهال بن عمرو، وإنما المقصود التوضيح في هذه المسألة.
يبقى أمر آخر -أيها الأخوة- وهو إذا ما استطعنا أن نميز، فوجدنا -يعني- عبارة صدرت من أبي حاتم الرازي في تضعيف راو، وهي تشعر بأن هذا التضعيف لأجل سوء حفظه كأن يقول: يكتب حديثه، ولا يحتج به، ثم معني ذلك أنه يرى أن هذا الراوي، ماذا يرى؟ أنه عادل، لكنه في حفظه شيء؛ ولذلك يكتب حديثه، ولكن لا يحتج به، ثم نجد هذا الراوي وثقه الحاكم وابن حبان، ثم نجد الإمام أحمد قال عن هذا الراوي: لا بأس به.
فالآن عندنا جاءت ثلاث مراتب، بعضهم وثقه، وبعضهم ضعفه وبعضهم جعله في مرتبة الوسط، وهي لا بأس به، فماذا نفعل في هذه الحال؟
هذا يعتمد على هذه المسألة التي سأل عنها أحد الإخوة، وهي اختلاف الأئمة في نقدهم الذي جاء، ومناهجهم في ذلك، فمنهم المتشدد، ومنهم المتساهل، ومنهم المعتدل، فإذا نظرنا لأبي حاتم الرازي -رحمه الله- فإذا به من المتشددين في الجرح، يجرح الراوي بأدنى سبب، وإذا نظرنا لابن حبان والحاكم، فإذا بهما من المتساهلين في التوثيق، وإذا نظرنا للإمام أحمد -رحمه الله- فإذا به من ماذا؟ من المعتدلين، فمثل هذا الراوي الذي صدرت له هذه الأحكام الثلاثة نقول: الوسط هو قول من؟ قول الإمام أحمد، وهو المعتبر لماذا؟ لأنه معتدل؛ ولأن في قوله ما يشعر بالفرق بين قول المجرح، وقول الموثق، فأبو حاتم الرازي نظر إلى جوانب الضعف في هذا الراوي، وابن حبان والحاكم نظرا إلى جوانب الإصابة في هذا الراوي، فكل منهما نظر إلى طرف من الأطراف فقط، ولم ينظر إلى العموم، فهذا حكم من هنا من هذه الزاوية، وذلك حكم من الزاوية الأخرى.
ولكن الإمام أحمد -رحمه الله- جاء في حكمه وسطا، فالأولى وهو الأصح في حق هذا الراوي أن يقال عنه: إنه لا بأس به، بمعنى أنه لم يرتق لدرجة الثقة الذي حديثه في عداد الحديث الصحيح، كما قال ابن حبان والحاكم، ولا ينزل للرجل الذي حديثه حديث ضعيف كما قال أبو حاتم الرازي، بل هو حديثه حديث حسن.
هذا الكلام كله -أيها الأخوة- في حال تعارض الجرح مع التعديل، لكن إذا جاءنا تعديل فقط فماذا نفعل؟
نقبله إذا جاءنا تعديل، ولا يعلم له جرح، فنقبله، وإذا جاءنا جرح لا يعلم له تعديل ماذا نفعل؟ هنا نص عليه الحافظ ابن حجر قال: فإن خلا عن التعديل قبل مجملا على المختار، فإنما قال: "على المختار" دل على أن هناك أيش؟ دل على أن هناك خلافا، والخلاف يكمن في هذا الرجل ما دام أن الجرح الذي ورد فيه جرح غير مفسر، فقالوا: قال بعضهم: الأصل فيه العدالة، وكيف نقبل جرحا غير مفسر، فقد يكون الحكم هنا كالحكم في حالة تعارض الجرح مع التعديل، لكن الأصوب والمختار أن الجرح المجمل في هذه الحال يقبل؛ لأن هذا الراوي لا يخلو من أحد أمرين: إما أن نقبل هذا الجرح المجمل فيه، أو يكون ماذا؟ أو يكون مجهولا، والمجهول حديثه ماذا؟ حديث ضعيف،، فالضعف محيط بهذا الراوي، من هنا، ولا من هنا -يعني- طلع فوق ولا نزل تحت، الأمر واضح.
هذا والله تعالى أجل وأعلم
¥(28/271)
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 05:38 ص]ـ
اخى الكريم الطهوني اما ابن حبان فمتساهل ولايخفى هذا على من اطلع على الثقات او الضعفاء
ثم من حيث العلامة المعلمى والتقسيم هذا و موافقة العلامة الالبانى ايضاً فيه نظر
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
من المقرر في عالم الجرح والتعديل أن ابن حبان متساهل في التعديل، ومتشدد في التجريح، فتساهله إنما يرجع إلى شرطه في الراوي العدل، لأن الراوي ما لم يظهر ما يجرح لأجله فهو عدل. فلذلك ذكر كثيرا منهم في ثقاته، وسكت عنهم. أما الذي صرح بثقته أو نحو ذلك فالغالب كما قال الشيخ المعلمي، وإن كان عند أخي ما يثبت لنا صحة ما ذهب إليه، فليذكر لنا حتى نسنفيد، وبارك الله في جهودكم
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 05:48 ص]ـ
وجزاك الله خيرا أخانا أبا مسلم
وأزيد الإخوة أمرا لعلهم يضعونه في الحسبان، إن التعارض بين الجرح والتعديل هو أكثر ما تجدونه في كتب الجرح والتعديل، وعندما اختلف النقاد في الحكم على الراوي، فلا بد أيضا أن ننظر، هل جرحهم كان منصبا على العدالة أم على الضبط، فإن كان الطعن هنا في العدالة، فلا بد من بيان السبب، لأن الناس اختلفوا فيما يجرح الراوي في عدالته كما سبق بيان ذلك من قبل بعض الإخوة، ولكن إذا كان في الضبط، فقد يكون الأمر ليس كما يتوهمه الجارح، لأن الخطأ أمر نسبي، فإن لم يغلب على الصواب، فلا نجعل المجروح بذلك ضعيفا ضعفا مطلقا.
وبارك الله لكم ونفع بكم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 06:23 ص]ـ
بارك الله تعالى فيك يا شيخ إبراهيم(28/272)
هل الحديث قسمان أم ثلاثة أعطوني رأيكم
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 08:44 م]ـ
أعطونا آراءكم يا طلبة الحديث هل الأصح أن نقول ينقسم الحديث إلى صحيح وضعيف فقط ونعتبر أن الحسن مندرج في الصحيح ونوع من أنواعه.
أو نقول الحديث ينقسم إلى صحيح وحسن وضعيف.
وانتبهوا إلى قول ابن كثير في الباعث الحثيث معقبا على تقسيم ابن الصلاح الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف.
: هذا التقسيم إن كان بالنسبة إلى ما في نفس الأمر، فليس إلا صحيح أو ضعيف، وإن كان بالنسبة إلى اصطلاح المحدثين فالحديث ينقسم عندهم إلى أكثر من ذلك.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[03 - 10 - 09, 09:01 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111508
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 03:20 ص]ـ
هذا من المناقشات على ابن الصلاح -رحمه الله- من قِبَل ابن كثير، ابن الصلاح ذكر أن الحديث ينقسم إلى صحيح وحسن وضعيف، فابن كثير -رحمه الله- يقول: الحديث في واقع الأمر في نفس الأمر ليس إلا صحيحا أو ضعيفا، وإن كنت تريد تقسيمه عند أهل الحديث فهو ينقسم إلى أكثر مما ذكرت، ولكن مثل هذه المناقشات -يعني- لا تُشْكِل كثيرا؛ لأن المقصود هو -يعني- ما تحت هذا التقسيم.
والجواب عن ابن الصلاح أيضا سهل، ابن الصلاح يريد قسمة إجمالية، والأقسام الأخرى التي ذكرها تدخل تحت هذه القسمة الإجمالية، وهذا أمر معروف، كما تقول هذا الأمر ينقسم إلى ثلاثة أقسام، ثم تأتي إلى القسم الأول وتقسمه أيضا إلى أقسام، بل يعدون هذا ميزة في المؤلف إذ بدأ يتدرج من العام إلى الخاص، أو بعضهم يتدرج بالعكس.
فالمقصود أن هذه الاعتراض كثر على ابن الصلاح، بالمناسبة الاعتراض والنقد والجواب، وبعضها -يعني- بلا شك فيه فائدة، أو كثير منه فيه فائدة، ولكن بعضه من باب انتقاد إما التقسيم، أو انتقاد اختيار كلمة أو نحو ذلك، فهذا من هذا الباب.
بقي أن نشير إلى أن ابن كثير -رحمه الله - يمكنه أن يعترض على ابن الصلاح بأن يقول: القسمة الإجمالية هذه أصلها -حتى عند علماء الحديث- إنما هي: إما صحيح، أو ضعيف، هذا حقه كان حقه أن يقول هذا، ولأن العلماء -رحمهم الله تعالى- كما نعرف في عصر النقد كلمة حسن ليست متداولة عندهم كثيرا، إنما يتداولون كثيرا إما صحيح وإما ضعيف.
والجواب عن ابن الصلاح أيضا سهل في هذا؛ لأن ابن الصلاح - رحمه الله- أراد ما استقر عليه العمل عند أهل الحديث، فبلا شك قبل عصر ابن الصلاح بقليل، يعني: كان استقر العمل على تقسيم الحديث إلى كم من قسم؟ إلى ثلاثة أقسام: إلى صحيح، وحسن، وضعيف.
فهذا ابن الصلاح يريد هذا الشيء. نعم. تفضل يا شيخ، اقرأ.
http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=2&t=book49&f=alo00002.htm
والله تعالى أعلم
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 08:59 ص]ـ
جزاكما الله خيرا فإن سألك شخص عن حديث تعلم أنه إما حسن أو صحيح لكونك قرأته مثلا في كتاب يشتمل على النوعين ألا يقال أنه يحق لك أن تقول له هو صحيح وتعني أن الحسن هو نوع من أنواع الحديث الصحيح لكونه يشترك معه في صلاحية الاحتجاج ويكون في كلام ابن كثير وتعقيبه على ابن الصلاح مستند لنا في ذلك وكون بعض العلماء يدرج الحسن في الصحيح كابن حبان.
فإن قلنا لا لا بد من التأكد من كونه حسنا أو صحيحا قبل ذلك ففي في ذلك مشقة ظاهرة وقد يكون فيه شيء من التشدد.
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:52 م]ـ
قبل ذلك فيما سبق قال: ومنه المتفق عليه وهو ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما، قال: قبل ذلك "ومنه المتفق عليه" يعني: من الصحيح ما هو متفق عليه، ومراده كما شرحه ما خرجه الشيخان، يقصدون بذلك أن الحديث إذا كان صحابيه واحدا ولفظه أو معناه واحدا وخُرِّج في الصحيحين فإنه يسمى متفقا عليه، أما إذا كان لفظه واحدا لكنه في البخاري مثلا من حديث أبي هريرة وفي مسلم من حديث أبي سعيد فلا يقال فيه: إنه متفق عليه، بل في المتفق عليه لا بد أن يكون الصحابي واحدا، وأن يكون الحديث واحدا، يعني: متفقا في اللفظ أو في المعنى وأن يكون مخرجا في الصحيحين.
¥(28/273)
فإذا اختل واحد من هذه الأشياء فإنه لا يكون متفقا عليه إلا في بعض الاصطلاحات عند العلماء، لكن مراد المؤلف هنا لا بد أن يجتمع فيه هذه الشروط الثلاثة: أن يكون الحديث صحابيه واحدا، ولفظه أو معناه واحدا، وأن يكون مخرجا في الصحيحين.
هذا النوع وهو يتعلق بالحديث الحسن لذاته، وهو أن يكون رجاله أو رواته قاصرين في الحفظ عن الذي قبله وهو الصحيح، لكنهم مرتفعون عمن يُحَدُّ حديثه ضعيفا؛ لأن الرواة -رواة الحديث- على ثلاث درجات: درجة الثقات ودرجة الضعفاء، يعني هناك رواة اجتمع العلماء على تصحيح أحاديثهم، كنافع وسالم والزهري ومالك والحمادَيْن والسفيانَيْن، هؤلاء اتفقوا على أن حديثهم صحيح.
وقسم آخر حديثهم ضعيف، كليث بن أبي سليم ورِشْدِين بن سعد وأبي نجيح، وأبي معشر نجيح بن عبد الرحمن ونحوهم، فهؤلاء حديثهم ضعيف.
فيه طائفة في مرتبة متوسطة، هؤلاء هم المُشكِلون، حالهم ارتفعت بهم عن حيز الضعفاء، ونزلت بهم عن درجة الثقات، فهم إن نُظِر إليهم من جانب الرواة الثقات وجدنا أنهم ضعاف، وإن نظرنا إليهم باعتبار الرواة الضعفاء وجدنا أنهم أرفع وأحسن حالا منهم، هذا النوع يعبر عنه بأنهم خَفَّ ضبطهم فلم يكونوا كالثقات في الضبط ولم يكونوا في الحفظ كالضعفاء، هذا النوع المُشكِل وعليه أشكل تعريف الحديث الحسن عند العلماء.
المؤلف -رحمه الله- ذكر الفارق بين الحديث الصحيح والحديث الحسن بأنه يتعلق بالرواة، فالحديث الحسن لا بد أن يكون مستوفيا شروط الحديث الصحيح: لا بد أن يكون رواته عدولا، وأن يكون إسناده متصلا، وأن يكون سالما من الشذوذ، وأن يكون سالما من العلة، إلا في ضبط الرواة فبينه وبين الصحيح اختلاف، وذلك أن الراوي إذا خف ضبطه حكمنا على حديثه بأنه حسن؛ لأن راويه قاصر في الحفظ عن درجة رجال الصحيح.
إذا كان تام الحفظ حكمنا عليه بأنه صحيح، إذا نزل عن خفة الحفظ وهو سوء الحفظ أو ضعف الحفظ أو الوَهم الكثير فإنه حينئذ نحكم عليه بأنه ضعيف، هذا النوع وهو تحديد راوي الحديث الحسن وهو من أشكل ما يشكل ولا يعرف إلا بعد طول ممارسة في الرواة ودرجاتهم وأقوال العلماء فيهم؛ ولإشكاله كان عادة مثل هؤلاء الرواة نجد للإمام الواحد فيهم قولين، وتجد أن الأئمة مختلفين فيهم، ليس هناك ضابط محدد لك يدرك بطول الممارسة لهذا الفن، هذا النوع يسمى الحسن لذاته، يعني: أنه حسن بمفرده، دل ذلك على أن هناك نوعا آخر يقابله وهو الحسن لغيره، الحسن لغيره معناه الحديث الذي لا يحكم عليه بالحُسن لإسناد واحد، وإنما لا بد من تعدد طرقه حتى يرتقي إلى الحسن.
مشكلة للحديث الحسن، الحديث الذي رواه الإمام أحمد، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن بيعتين في بيعة هذا الحديث حسنه العلماء؛ لأن محمد بن عمرو بن علقمة في حفظه خفة، وذلك أن محمد بن عمر بن علقمة لم يطعن أحد في عدالته، بل هو صادق عدل في دينه، لكن لما كان عنده نوع اضطراب في بعض الأحاديث ومخالفة لغيره جاءه الضعف من هذه الحيثية؛ ولذا لما قارن العلماء -رحمهم الله- أحاديثه بأحاديث غيره من الثقات وجدوا أنه أنزل منهم، ولما قارنوه بأحاديث الضعفاء وجدوا أنه أرفع؛ لأنه يوافق الثقات في كثير ويوافق الضعفاء، مثل هذه حكموا عليه بأن حديثه حسن؛ ولهذا جعله الحافظ الذهبي، ذكر أنه في عداد من يُحسَّن حديثهم.
الإسناد هذا إذا نظرنا إليه وجدنا أن يحيى بن سعيد القطان ثقة حجة إمام لا نزاع بين أهل العلم، وأبو سلمة بن عبد الرحمن من كبار التابعين، وأبو هريرة صحابي لا يُسأل عنه، إذا نظرنا إلى هذا الإسناد وجدنا أن موضع تحسينه إنما هو وجود محمد بن عمر بن علقمة في الإسناد، فيدل هذا على أن الإسناد ينظر إليه بأدنى رواته، الحكم على الإسناد معلق بأقل الرواة حفظا.
¥(28/274)
فإذا كان رواة الإسناد كلهم ثقات وفيهم واحد خَفَّ ضبطه فنسميه حسنا؛ لأن الاعتبار بأدناهم حفظا، إذا كان في الإسناد راوٍ ضعيف ولو كان بقية الإسناد كلهم ثقات، فإننا نحكم على الحديث بأنه حديث ضعيف؛ لأننا ننظر في الأسانيد إلى أدنى الرواة حفظا، في الحديث الحسن لما لفت نظرنا في هذا الإسناد وجدنا أن أدناهم حفظا محمد بن عمرو بن علقمة؛ فحكمنا على الحديث بأنه حسن لوجود محمد بن عمرو بن علقمة فيه.
محمد بن عمرو بن علقمة لم يكن الطعن في عدالته، وإنما كان الطعن في .. وإنما كان كلام العلماء موجها إلى حفظه؛ ولهذا اختلف فيه العلماء منهم من يوثقه كابن معين والنسائي في رواية، ومنهم من يضعفه كالإمام أحمد، ومنهم من يتوسط في حاله، وهذه عادة من أمارات الراوي الذي يُحسِّن العلماء حديثَه، فصار الحديثان -الصحيح والحسن- يشتركان في عدالة الرواة وفي اتصال الإسناد، وفي سلامة الحديث متنا وسندا من الشذوذ والعلة، يتفقان في أن راوي الحديث الصحيح يجب أن يكون تام الضبط، وأما راوي الحديث الحسن فإنه يكون خفيف الضبط.
القسم الثاني من الحديث الحسن وهو الحسن لغيره، يعني: الذي لا يكون حسنا إلا بوجود عاضد له، وهذا يعني أن الحديث في أصله ضعيف، لكنه لما وجدنا له عاضدا مثله أو أرفع منه، رقيناه من درجة الضعف إلى الحسن لغيره، ولأن الراوي الضعيف أو الإسناد المنقطع أو نحوه .. لأن هذه الأشياء إنما ضعفناها لاحتمال أن يكون هناك ساقط أو لوجود ساقط بين الراوي ومن روى عنه، أو لاحتمال أن هذا الراوي لم يحفظ الحديث كما ينبغي، فلما جاءه آخر بمثله أو أرفع منه دل ذلك على أن الحديث محفوظ وأن الراوي هذا قد انجبر حفظه بمجيء الحديث من وجه آخر، وأن الانقطاع الذي في الإسناد قد انجبر بمجيء الحديث من وجه آخر.
عندنا مثَّلوا له بحديث يوسف بن عبيد، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ولا تَبِع بيعتين في بيعة هذا الحديث قالوا: إن يونس لم يسمع من نافع، إذا لم يسمع منه فالإسناد منقطع؛ لأنه بينه وبينه ابن نافع، إذا كان الإسناد منقطعا وقد تقدم أن الحديث لا يكون صحيحا ولا حسنا إلا إذا كان متصل الإسناد، فإذا لم يكن متصل الإسناد كان ضعيفا فإن هذا الحديث يعتبر ضعيفا؛ لوجود الانقطاع بين يونس وبين نافع.
نحكم على هذا الحديث بأنه ضعيف، لكن جاءه الحديث السابق والذي مَرَّ معنا قبل قليل مثَّلنا له في الحديث الحسن لذاته، جاء في ذلك الحديث السابق فارتقى به الحديث إلى الحسن لغيره؛ لأن هذا الحديث لو كان معنى فقط -حديث ابن عمر- لقلنا: إنه ضعيف بهذا الإسناد، جاءه الحديث الآخر حديث أبي هريرة الذي مر معنا، لما جاءه رقاه إلى الحسن لغيره، فصار الحسن لغيره في أصله ضعيف، وحديث ابن عمر هذا في أصله ضعيف لأن فيه انقطاعا، جاءته الطريق الأخرى أو الحديث الآخر فرفعه وقواه، ورفعه إلى مرتبة الحسن، لكن الحسن ليس لذاته، يعني: ليس بمفرد الإسناد، وإنما رقيناه لوجود غيره معه عَضَدَهُ فارتقى به إلى درجة الحسن، هذا النوع هو الذي يسمى الحديث الحسن لغيره.
فالحديث الحسن لغيره هو الضعيف الذي انجبر لتعدد طرقه، يشترط فيه ألا يكون الضعف شديدا، فإن كان الضعف شديدا فإنه لا يرتقي، كأن كان هناك انقطاع كبير سقط فيه ثلاثة أو نحوه هذا لا يرتقي، أو كان في الإسناد أو المتن شذوذ أو علة هذا لا يرتقي، أو كان الراوي شديد الغفلة فاحش الغلط، أو كان الراوي متروكا فهذا لا يقبل حديثه الانجبار ولا يصلح أن نرقيه إلى الحسن لغيره مهما جاءه من الطرق والشواهد والعواضد؛ لأنه يتقاعد عن الانجبار.
ثم ذكر المؤلف -رحمه الله- أن هذا النوع -وهو الحسن- والنوع الذي قبله وهو الصحيح لذاته مع الصحيح لغيره ذكر المؤلف -رحمه الله- أن هذين النوعين يطلق عليهما خبر القوي، بمعنى: أنه إذا قيل: هذا حديث قوي أو خبر قوي، فيريدون بذلك إما أنه صحيح أو حسن؛ لأن القوة أمر عام أو أمر مطلق يشمل أنواعا متعددة، فإذا قالوا: قوي، فهذا مطلق يشمل الصحيح ويشمل الحسن، وهذا موجود في تعبيرات الإمام أحمد وغيره، يقولون عن بعض الأحاديث بأنها قوية .. ونحو ذلك، ويقصدون بها الصحيحة، وتارة تجد في الإسناد من يطلق على حديثه عند أهل الاصطلاح الذين قرروا الاصطلاح يطلق على حديثهم بأنه حسن لذاته.
والله تعالى أعلم
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 07:33 م]ـ
هذا الاصطلاح قد استقر عليه المتأخرون، وأجمعوا على ذلك، ولا مشاحة في ذلك، وإن كان الحديث كما قال ابن كثير صحيحا أو ضعيفا في نفس الأمر، ولكننا لا نعرف ذلك، فالأمر منوط بالاجتهاد، فمن ظن أنه صحيح، يحكم عليه بالصحة، وإن كان في نفس الأمر ليس صحيحا، ومتى لاح لنا ضعفه بالظن الغالب، نحكم بضعفه، وإن كان في نفس الأمر خلاف ما قلنا، فالمطلوب منا الاجتهاد في البحث عن وجه الصواب.
علما بأن بعض العلماء أدرج الحسن في قسم الضعيف، لا قسم الصحيح، كشيخ الأسلام ابن تيمية عندما تكلم عن الضعيف عند الإمام أحمد بن حنبل. ولا يهمنا هذا التقسيم، وإنما يهمنا وضع الحديث في موضعه. والله أعلم
¥(28/275)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 03:36 ص]ـ
أخي الحبيب إبراهيم
ذهب جماعة من أهل العلم الي جعل الحسن في منزلة الصحيح وأنما الحكم على الحديث كما تفضلت شيخي الفاضل هو بالاجتهاد ولكن إن كان الحديث ضعف وقوية بالشواهد فهو حسن والله أعلم.
http://www.dorar.net/book_end/9794
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 05:25 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب أبا مسلم
نعم، ما قلت صحيح، أن الحديث الضعيف يتقوى بالمتابعات والشواهد، فيصير بذلك حسنا، ويشترط ألا يكون ضعفه شديدا، وهو ما يتعلق بالطعن في عدالة الراوي كالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيره. والله أعلم
جزاك الله خير الجزاء
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 06:24 ص]ـ
نعم صحيح شيخنا الفاضل
عاملك الله بلطفه وغفر لك ما لا تعلم(28/276)
طلب ورجاء: إخواني الأحباب من لديه عناوين تصلح لرسالة دكتوراه فلا يبخل علينا بها ....
ـ[أبو الأنس الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 01:41 ص]ـ
السلام عليكم يا أحبابي في الله
أخوكم أبو الأنس الفلسطيني قد عزم على إتمام دراسته لحصوله على درجة الدكتوراه في الحديث الشريف.
ونظرًا لأن الجامعة التي سجل بها تشترط على الباحث الذي يرغب التسجيل فيها أن يقدم ثلاث خطط لأطروحة الماجستير, فمن لديه عناوين تصلح لأن تكون رسالة دكتوراه فلا يبخل علينا بها
وبارك الله فيكم
أخوكم أبو الأنس الفلسطيني(28/277)
هل يقبل التصريح بالسماع المنقول عن الضعيف؟؟
ـ[أبو عثمان الأندلسي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 06:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال جزاكم الله خيرا فأنا مبتدأ في هذا العلم الشريف
أحد الرواة (رمي بالتدليس)
وله رواية .. روية عنه بطريقين
الطريق الاول .. إلى هذا الراوي (المدلس) صحيح ولكنه عنعن فيه
الطريق الثاني .. إلى هذا الراوي (المدلس) ضعيف جدا ولكنه صرح بالسماع
فهل يقبل التصريح بالسماع في الطريق الثاني مع كون الطريق إليه (ضعيف جدا)؟؟
ام أن هذا ممتنع لعلة الضعف؟؟
جزاكم الله خيرا لو أحلتمونا إلى رأي المشايخ و العلماء في هذا الشأن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عثمان الأندلسي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 08:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي سؤال آخر ايضا رحمكم الله
اذا قال المدلس الثقة (سألت) هل يقبل حديثه؟؟
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[04 - 10 - 09, 08:57 ص]ـ
وقفت على بعض تخريجات الألباني قديما فلم أره يعتد به و لا أذكر الموضع
وكذلك أظن في كتاب الشيخ الشريف حاتم عن الحسن البصري كان هناك تصريحا بالسماع للحسن البصري في (مستخرج الطوسي) على الترمذي ولم يعتد به والله أعلم
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:03 م]ـ
الصحيح أنه لا يحتج برواية الضعيف عن المدلس و تصريحه فيها بالسماع لاحتمال أن يكون أخطأ و بدل صيغة التحديث عن الذي سمعها من شيخه و الله أعلم
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[04 - 10 - 09, 05:07 م]ـ
و المدلس الثقة إذا قال سألت فلاناً فهو بمثابة التحديث و الإخبار و ما شابهه و لا أعلم أحداً قال بخلاف ذلك أما إذا قال سئل فلان عن كذا و لم يقل و أنا أسمع أو و أنا حاضر فلا يقبل منه و قد كان الإمام أبو الحسن الدارقطني إمام أهل الحديث يفعل ذلك: يقول: قرئ على أبي القاسم البغوي كذا و لا يقول و أنا أسمع فاعتبره العلماء تدليساً لجواز أنه لم يسمعه و الله أعلم
ـ[أبو عثمان الأندلسي]ــــــــ[06 - 10 - 09, 06:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا و وفقكم الله ..
هذا يعني أن صيغة (سألت) هي بمثابة الإتصال المباشر بين الراوي و المروي عنه؟؟
ـ[أبو صاعد المصري]ــــــــ[06 - 10 - 09, 12:31 م]ـ
نعم هي بمثابة الاتصال المباشر
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[06 - 10 - 09, 10:26 م]ـ
حتى الثقة قد يخطيء في ذكر السماع
كما ذكره ابن رجب عن الإمام أحمد وابن معين
وكما ذكر الإسماعيلي فعله عن بعض الشاميين
وفي كتب العلل أمثلة على ذلك
لكن قد تدل القرائن على اعتبار حكاية السماع من الضعيف
كأن يوجد في كتابه ونحو ذلك(28/278)
هل وجود حديث في مستخرج على الصحيح يكفي للحكم بصحته؟
ـ[غالب الساقي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 09:14 ص]ـ
حين بحثت قليلا في هذه المسألة هل إذا وجدت حديثا في مستخرج على صحيح البخاري أو مسلم وفيه ألفاظ زائدة على ما هو في صحيح البخاري أو مسلم أحكم عليها بالصحة أم لا بد من النظر في السند فقد تكون صحيحة أو ضعيفة وقد يكون في الرواة من هو ضعيف
رأيت أن كلام العلماء في ذلك مختلف فمنه ما يفهم منه الأول ومنه ما يفهم منه الثاني فأشكلت علي هذه المسألة فما رأيكم؟
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[04 - 10 - 09, 06:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يلزم ولا يكفي الحكم بالصحة لحديث بدعوى كونه مستخرجا على الصحيح، وذلك لأنه يوجد في رواة المستخرجات الضعيف ويوجد فيها شديد الضعف، وفيها زيادات بعض الألفاظ على ما في الأصول.
وعلى هذا فليست كلها صحيحة رغم أن أصولها صحيحة، لأن زياداتها قد تأتي من طرق ضعيفة، ولأن هم المستخرِج هو العلو بالسند، ولذا فإننا نجد أصحاب المستخرجات يخرجون أحيانا للضعفاء والمتهمين، فعلى سبيل المثال: خرّج الإسماعيلي لإبراهيم بن الفضل المخزومي وهو ضعيف، وخرج أبو نعيم الأصبهاني لمحمد بن الحسن بن زبالة وهو متروك، قال فيه الحافظ: كذبوه ...
فوجب إعمال النظر، وإعادة الدرس للإسناد ... والله أعلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 09:22 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنتم يا أخانا أبا المعالي ...
ولأن هم المستخرِج هو العلو بالسند، ولذا فإننا نجد أصحاب المستخرجات يخرجون أحيانا للضعفاء والمتهمين،
مثاله ما انفرد به أبو حفص الرقام من زيادة (في جماعة) في حديث: (من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي) وأبو حفص الرَّقَّام هو: محمد بن أحمد بن حفص التستري. وهو مجهول الحال، وأحاديثه قليلة، وقد تفرد بأحاديث، وخولف في عدة منها، وربما غلط في بعض أحاديثه، وهو في طبقة متأخرة قد طارت فيها الأسانيد في كل مكان. هذا مِن سَبْر أحاديثه، فلا يحتمل تفرده بمثل هذه الزيادة سيما قد أخرج الحديثَ مسلمٌ في الصحيح، والرويانيُّ عن نصر بن علي، عن بشر، عن خالد، به دون تلك الزيادة.
http://majles.alukah.net/misc.php?do=wrviews&u=25160
ولا فائدة في العلو مع ضعف السند ..
وكأن الأخ الساقي عنى استيضاح قول ابن الصلاح في مظان الصحيح:
"ويكفي مجرد كونه موجودا في كتب من اشترط منهم الصحيح فيما جمعه (ككتاب ابن خزيمة). وكذلك ما يوجد في الكتب المخرجة على (كتاب البخاري) و (كتاب مسلم) (ككتاب أبي عوانة الإسفرائيني) و (كتاب أبي بكر الإسماعيلي) و (كتاب أبي بكر البرقاني) وغيرها من تتمة لمحذوف أو زيادة شرح في كثير من أحاديث الصحيحين. انتهى
قال الحافظ ابن حجر في النكت على كتاب ابن الصلاح (1/ 290 وما بعدها):
ومقتضى هذا أن يؤخذ ما يوجد في كتاب ابن خزيمة وابن حبان وغيرهما - ممن اشترط الصحيح - بالتسليم، وكذا ما يوجد في الكتب المخرجة على الصحيحين وفي كل ذلك نظر ....
ثم تكلم عن كتابي ابن خزيمة وابن حبان وليسا محل النزاع هنا إلى أن قال:
وأما الثاني: وهو ما يتعلق بالمستخرجات ففيه نظر - أيضا - لأن كتاب أبي عوانة وإن سماه بعضهم مستخرجا على مسلم فإن له8 فيه أحاديث كثيرة مستقلة في أثناء الأبواب نبه هو على كثير منها، ويوجد فيها الصحيح والحسن والضعيف - أيضا - والموقوف.
وأما كتاب الإسماعيلي فليس فيه أحاديث مستقلة زائدة وإنما تحصل الزيادة في أثناء بعض المتون، والحكم بصحتها متوقف على أحوال رواتها. فرب حديث أخرجه البخاري من طريق بعض أصحاب الزهري عنه - مثلا - فاستخرجه الإسماعيلي وساقه من طريق آخر من أصحاب الزهري بزيادة فيه وذلك الآخر ممن تكلم فيه فلا يحتج بزيادته.
وقد ذكر المؤلف - بعدُ - أن أصحاب المستخرجات لم يلتزموا موافقة الشيخين في ألفاظ الحديث بعينها.
والسبب فيه أنهم أخرجوها من غير جهة البخاري ومسلم فحينئذ يتوقف الحكم بصحة الزيادة على ثبوت الصفات المشترطة في الصحيح للرواة الذين بين صاحب المستخرج وبين من اجتمع مع صاحب الأصل الذي استخرج عليه، وكلما كثرت الرواة بينه وبين من اجتمع مع صاحب الأصل فيه افتقر إلى زيادة التنقير، وكذا كلما بعد عصر المستخرج من عصر صاحب الأصل كان الإسناد كلما كثرت رجاله احتاج الناقد له إلى كثرة البحث عن أحوالهم. فإذا روى البخاري - مثلا -عن علي بن المديني عن سفيان بن عيينة عن الزهري حديثا، ورواه الإسماعيلي - مثلا - عن بعض مشايخه عن الحكم بن موسى عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري واشتمل حديث الأوزاعي على زيادة على حديث ابن عيينة توقف الحكم بصحتها على تصريح الوليد بسماعه من الأوزاعي، وسماع الأوزاعي من الزهري؛ لأن الوليد بن مسلم من المدلسين على شيوخه وعلى شيوخ شيوخه.
وكذا يتوقف على ثبوت صفات الصحيح لشيخ الإسماعيلي وقس على هذا جميع ما في المستخرج.
وكذا الحكم في باقي المستخرجات.
فقد رأيت بعضهم حيث يجد أصل الحديث اكتفى بإخراجه ولو لم تجتمع الشروط في رواته.
بل رأيت في مستخرج أبي نعيم وغيره الرواية عن جماعة من الضعفاء، لأن أصل مقصودهم بهذه المستخرجات أن يعلو إسنادهم ولم يقصدوا إخراج هذه الزيادات وإنما وقعت اتفاقا. والله أعلم.
انتهى كلام الحافظ رحمه الله.
¥(28/279)
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[05 - 10 - 09, 06:10 م]ـ
أثابك الباري، بارك الله فيك ورضي عنك.
ـ[محمد بن عبدالله الصادق]ــــــــ[09 - 12 - 09, 07:54 ص]ـ
خساره فقدان هذا الكنز(28/280)
فوائد من شرح مقدمة [صحيح مسلِم]:لشيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 09, 02:55 م]ـ
فوائد منتقاة
من شرح مقدمة [صحيح مسلِم]
لفضيلة الشيخ العلامة المحدث:
أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله رحمة واسعة
تنبيه:
قد أذكر الفائدة لفظا أو بالمعنى وقد لا تفيد إلا كاتبها-عفا الله عنه- فيرجى مراجعة الأصل من المصدر المحال عليه، والله الموفق.
بسم الله الرحمن الرحيم
ـ الفائدة01: " الاحتفالات بختم صحيح مسلم ليس بوارد، هذا يعتبر بدعة، الاحتفال بالمولد، الاحتفال بليلة النصف من شعبان، والاحتفال بليلة السابع و العشرين من ليلة رجب، و الاحتفال بعيد الثورة أو بعيد الأم إلى غير ذلك من تلكم الأعياد الجاهلية، أو بختم الأحاديث، أو بختم القرآن، ما ثبت هذا كلها أعياد مبتدعة". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /01).
ـ الفائدة02:"المُؤلف أَوَل مَن يَستفيدُ من تَأليفه، فالمسألة التي تكتب فيها تهضمها بإذن الله تعالى وتستطيع أن تُعبر عنها، فأنا أنصح إخواني في الله بالقراءة و الكتابة إن كنت أهل التأليف أو التحديث قمت بذلك، وإن لم تكن أهلا لذلك وأردت أن تحفظ فأنت تكتب الحديث مرة أو مرتين أو ثلاث مرات يرسخ في ذهنك، و الله المستعان ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /01).
ـ الفائدة03: "إذا ألفت لا يثنيك أحد عن التأليف وقمعت البدع، وأردت نشر السُنن، ينبغي أن تكون هذه همتك ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /01).
ـ الفائدة04: "والتأليف -إخواني في الله- يُريحك من كثير من خصومك، فأنا أنصح بالتأليف جزاكم الله خيرا، وأيضا التأليف المبتدعة يخافون منه أكثر لماذا؟!؛ لأنه يبقى". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /01).
ـ الفائدة05: "فرق بين التغير و الاختلاط، إذا قالوا فلان مختلط فمعناه أنك تتوقف في حديثه إلا إذا علمت أن الراوي روى عنه قبل الاختلاط، أما إذا قالوا تغير بآخره، فأنت تنظر هل هذا الحديث مما أخطأ فيه، مما جُعل من مناكيره أم لا ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /01).
ـ الفائدة06: "أهل الأهواء اجتهادهم يُرمى به بين الروث، وأهل الأهواء مثل: محمد الغزالي، وحسن الترابي، ومن جرى مجراهما يرمى به بين الروث، لا نقول يُضرب به بين الحائط بل يُرمى به بين الروث". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /01).
ـ الفائدة07:"كتاب (شرح علل الحديث) للحافظ ابن رجب من أحسن الكتب في المقارنة بين أصحاب المشهورين". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /02).
ـ الفائدة08: " وقد ذُكر عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: (أمرنا رسول الله -صلى الله و على آله و سلم-أن نُنَزل الناس منازلهم)، والحديث ضعيف يا إخواننا، من طريق ميمون بن أبي (شديد) عن عائشة وهو لم يدرك عائشة ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /02).
ـ الفائدة09: "مقدمة شرح صحيح مسلم ليس فيها شرط الصحيح". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /02).
ـ الفائدة10:" (قال زيد: أخي يحي كذاب) وهذا يدل على أن المُحدثين ليست لديهم مُحاباة". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /02).
ـ الفائدة11:"جزى الله علمائنا خيرا الكذاب يُقال له كذاب، والضعيف يقال له ضعيف، والثقة يقولون له ثقة، بخلاف نحن معشر العصريين إما مجاملة وإما قدحٌ بالهوى " .. (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /02).
ـ الفائدة12:"إختُلفَ في رواية المبتدع، والصحيحُ أنها تُأخذ إلا إذا كان ما يرويه يوافق بدعته ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /02).
ـ الفائدة13:" الحديث المنقطع يُقوي الحديث الصحيح و يزيده قوة ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /02).
ـ الفائدة14:" الكذب على رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يُعتبر كبيرة لكن الوعيد على من كذب على رسول الله-صلى الله عليه و على آله وسلم-مُتعمدا ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /02).
ـ الفائدة15: " الكذب على النبي-صلى الله عليه وعلى آله و سلم-محرم لأنه يزيد في شرع الله ما ليس منه، وإذا أراد بالكذب القدحَ في الشريعة أو القدح في النبي –صلى الله عليه و على آله وسلم- يكون كفرا". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /03).
¥(28/281)
ـ الفائدة16: "حديث: (من كذب علي ليُضل الناس فليتبوأ مقعده من النار) بقوله (ليُضل الناس) حديث موضوع ذكره ابن الجوزي في (الموضوعات) ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /03).
ـ الفائدة17:" المصريون أكثر المحدثين من اليمنيين، ومن شك في هذا فعليه أن يُراجع تاريخ بن يونس لمصر، ويُراجع الجرح و التعديل في شأن اليمنيين فإنه لم يُكتب تاريخ لليمن يعتني بالمحدثين". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /03).
ـ الفائدة18:" قد كان الإمام مالك-رحمه الله تعالى- في غاية من الاحتياط فإذا شك في وصل حديث أو انقطاعه رواه منقطعا، وإذا شك في رفعه أو وقفه رواه موقوفا، وهكذا طالب العلم ينبغي أن يحتاط وأن لا يُحدث الناس إلا بما ثبت عن النبي-صلى الله عليه و على آله وسلم-، وما منا من أحد إلا و هو يحتاج إلى أن يُغربل معلوماته ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /03).
ـ الفائدة19:" مالك من كبار أتباع التابعين". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /03).
ـ الفائدة20:" عند أن ذكرتُ في حاشية تفسير ابن كثير أن أبا حنيفة ليس ركنا من أركان الإسلام، مكتبة كانت قد اشترت كمية من هذا ثم ردت التفسير -والحمد لله لا يضر- فقيل لها لما رددتيه؟، فقالت لأنه تكلم على أبي حنيفة ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /03).
ـ الفائدة21:" قال إياس بن معاوية لسفيان بن حسين: (احفظ علي ما أقول لك وإياك و الشناعة في الحديث فإنه قلما حملها أحدٌ ذل في نفسه و كُذب في حديثه):فأنت ما تأتي بأمور غرائب، أو تُحرف من أجل أن يقُولوا هذا الرجل داهية!، أو هذا الرجل بحر من العلوم!، فما زل قدم أبي بكر الجزائري في فلسفته إذْ حرف بعض الأدلة من أجل أن يجعلها دلائل نبوة، وبعدها رد عليه الشيخ التويجري برد طيب، جزى الله التويجري خيرا فهو يُعتبر سيفا مسلولا على المتنكرين، والله المستعان، أنصح بقراءة الكتاب ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /04).
ـ الفائدة22:" تفسير (جوهري) الطنطاوي أتى فيه بطامات حتى قالوا: (فيه كل شيء إلا التفسير) تمر به البعوضة ويرسمها في التفسير، وهكذا أيضا يا إخواننا تفسير (المنار) الذي هو بالظلام أشبه، ينبغي أن يُسمى ظلاما ولا يُسمى منارا ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /04).
ـ الفائدة23:" محمد عبده المصري عندنا هو مجدد الشر، مُجدد المذهب المعتزلي ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، شريط: رقم/04).
ـ الفائدة24:" ينبغي لأهل العلم أن يجعلوا وقتا للردود على المُنحرفين الضائعين المائعين، ووقتا لتحصيل العلم النافع ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /04).
ـ الفائدة25:" حديث: (سيكون في آخر أمتي أناس يُحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آبائكم فإياكم وإياهم) هذا الحديث لو صح لكان علم من أعلام النبوة، لكنه لم يصح لأنه من طريق (مسلم بن يسار) وهو مستور الحال، ولا يقول قائل أنتم تُضعفون أحاديث في صحيح مسلم! فالمقدمة ليست على شرط مسلم ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /04).
ـ الفائدة26:" وكيع بن الجراح أبو سفيان كان آية في الحفظ، حتى قال أبو سفيان إسحاق بن راهويه حِفْظُناَ تكلفٌ وحفظ وكيع طبعٌ، وهو من مشايخ الإمام الشافعي و الإمام أحمد بن جنبل ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /04).
ـ الفائدة27:" أنا متأكد ... أنا متأكد ... أنا مُتأكد ... لو كان الغزالي في عصر الإمام أحمد بن حنبل لقال عنه أنه زنديق متأكد، لكن أنا ما أجروء ولكن أقول أنه ضالٌ مُضلٌ ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /06).
ـ الفائدة28:" أنا أنصح إخواني أهل السنة أن يُحَذِرُوا من أئمة الضلال وأن لا تأخذهم في الله لومة لائم". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /06).
ـ الفائدة29:" كتاب (فقه الزكاة) ليوسف القرضاوي [المبتدع] كتاب لا بأس به". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /06).
ـ الفائدة30:" الوَظائف الحُكوميَّة تُعتبرُ خُمولاً وفُقدانًا للشَخصيَّة ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/07).
ـ الفائدة31:" ابن الجوزي مضطرب في كتابه (صيد الخاطر) وفي كثير من كتبه ويقولون أنه تأثر بابن عقيل، وبن عقيل فيه شيء من الاعتزال، وأيضا تأثر بكتب الحنابلة وكتب الحنابلة أقرب إلى السنة". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/08).
¥(28/282)
ـ الفائدة32:" هذه المقدمة تساوي الدنيا فجزى الله الإمام مسلما خيرا". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/08).
ـ الفائدة33:" نحن إذا ذكرنا (سعيد حوى) قلنا: رحمه الله كان غير مأمون على الدين ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/08).
ـ الفائدة34:" من طعن في الناس طعنوا فيه لكن لا بد من بيان الحق، وعرضي دون سنة النبي-صلى الله عليه و على آله وسلم- ودون دين الله، فأنا لا أبالي بما قيل و الحمد لله رب العالمين ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/08).
ـ الفائدة35:" (عفان بن مسلم الصفار): من مشايخ الإمام البخاري و الإمام أحمد بن حنبل ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/08).
ـ الفائدة36:" الآن تجد من يهدم ركن الدين ثم إذا تكلمت أنت فيه قالوا: أنت رجل ليست لك بصيرة في الدعوة!، إذا قلت أن محمد الغزالي دجالا من الدجاجلة، يقولون ما عندك بصيرة في الدعوة، وهكذا إذا قلت أن حسن الترابي دجال من الدجاجلة، يقولون أنت تهدم الدعوة وحسن الرابي قد كون جبهة في السودان إلى غير ذلكم، لكن أنصح إخواني أهل السنة أن لا يُبالوا وأن يجرحوا لله و يُوثقوا لله، لا تمدح الشخص لأنه من جماعتك، أو من حزبك، لا تمدحه لأنه أعطاك شيء من المال، امدحه لله إذا كان يستحق المدح، ولا تطعن فيه لأنه منعك شيء من المال، أو أنه ليس من جماعتك، ولكن الجرح و التعديل يكونان لله عز وجل، وقد أصبح الجرح و التعديل غريبا في هذا الزمن، حتى إن من تكلم فيه وحذر من بعض دعاة السوء و دعاة الضلال ستشن عليه الملامات والغارات والله المستعان ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/08).
ـ الفائدة37:" أهل السنة يُنكرون المنكرات، كالضرائب التي أنهكت المسلمين، والجمارك، والبنوك الربوية، التبرج و السفور الذي يوجد في الدوائر ويوجد في الجامعة، ويوجد -أيضا- في أسواق المسلمين و الفنادق كفندق (شيراتون)؛ وغير ذلك، كل هذه المنكرات يُنكرها أهل السنة ولا يُقرونها، لكنهم أيضا ليسوا بأهل ثورات ولا انقلابات ولا دعاة فتن، ولكنهم دعاة إصلاح الراعي و الرعيَّة، فالواجب علينا جميعاً التعاون على إصلاح بلاد المسلمين كلها". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/08).
ـ الفائدة38:" - حديث (حب الوطن من الإيمان): لا أصل له - حديث (علي خير البشر من أبى فقد كفر): موضوع - حديث (الكِبر على أهل الكِبر): لا يثبت - حديث (إذا أعيتكم القبور فعليكم بأصحاب القبور): لا أصل له، حديث (الجنة تحت أقدام الأمهات): ضعيف - حديث (اقرءوا على موتاكم ياسين): ضعيف ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/09).
ـ الفائدة39:
" العُمرُ أَقصَرُ مُدَّةً * * مِنْ أَنْ يَضِيعَ فِي الحِسَابْ
فَاغْتنِمُوا سَاعَاتَهُ * * فمُرورُهَا مَرَّ السَّحَابْ "
. (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/09).
ـ الفائدة40:" الدفتر شرط من شروط الدرس حتى ما يأتيكم نعاس ورُبَّ فائدة تكتبها فتنشر بها السُنَّة ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/09).
ـ الفائدة41:" من أئمة الاعتزال: واصل بن عطاء، الجعد بن درهم، بشر المريسي، أحمد بن أبي دؤاد، إبراهيم النظام، أبو الهذيل محمد بن محمد ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/09).
ـ الفائدة42:" طالب العلم ينبغي أن يثبت على الحق ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/09).
ـ الفائدة43:" إذا كنت تخاف إذا نصحت أن تبتلى فلا تبين اسمك إذا كتبت". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/10).
ـ الفائدة44:" الكتابة التي بعض إخواننا زاهدون فيها هي تُكَسِّرُ رؤوس المُبتدعة، وتُكَسِّرُ رؤوس المُبطلين، لكن يجب أن يتقي الله الكاتب وأن لا يقول إلا ما ينفع المسلمين". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/10).
ـ الفائدة45:" (يوسف الرفاعي) عقيدته صوفية زائغة، قبوري، يدافع عن الشرك وعن الضلال، (يوسف النبهاني) رجل زائغ، منحرف، قبوري، من دعاة الضلال ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/10).
ـ الفائدة46:" ينبغي يا طلبة العلم أن تعرفوا أهل الباطل، خصوصا أئمة الضلال من أجل أن تحذروا من كتبهم الزائغة، لكن تعرفها بواسطة إخوانك الذين قد اطلعوا أما أن تقرأ فيها فنخشى عليك أن تزل قدمك ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/10).
ـ الفائدة47:" قال السُيوطي أي آية تُختم بوعيد أو حد فهي من باب الجرح و التعديل ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/11).
ـ الفائدة48:" الشعراوي ضال متلون، أتى بحي على خير عمل ويفتي كل طائفة بما يناسبها؛ إذا كان في نجد وأرض الحرمين فالرجل سلفي!، وإذا كان في مصر فهو مائع ضائع، وإذا جاء إلى اليمن شيعي، أخشى أن يلحق هذا المقري الذي أذن -عندما ذهب إلى إيران- بأشهد أن عليا ولي الله!، ونحن نشهد أنك ضالٌ منحرف ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/11).
ـ الفائدة49:" كتاب الإيمان من صحيح البخاري و كتاب الإيمان من صحيح مسلم لعلهما يكفيان في العقيدة فيما يتعلق بمسائل الإيمان، أعني الرد على المرجئة، والرد على القدرية، و الرد على المعتزلة، الرد على الجبرية، ... وعلى الكثير من فرق الضلال، والحمد لله ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم/12).
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
¥(28/283)
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 03:37 ص]ـ
للفائدة ..
ـ[خالد الغنامي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 05:08 م]ـ
فوائد ونعم الفوائد
رحم الله الشيخ مقبل وأسكنه فسيح جناته ..
وجزاك الله خيراا
ـ[مفتاح محمد السلطني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 07:17 م]ـ
جزاك الله خيراً، وبارك الله فيك، ونفع بك
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 11:26 م]ـ
فوائد منتقاة
من شرح مقدمة [صحيح مسلِم]
لفضيلة الشيخ العلامة المحدث:
أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله رحمة واسعة
ـ الفائدة25:" حديث: (سيكون في آخر أمتي أناس يُحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آبائكم فإياكم وإياهم) هذا الحديث لو صح لكان علم من أعلام النبوة، لكنه لم يصح لأنه من طريق (مسلم بن يسار) وهو مستور الحال، ولا يقول قائل أنتم تُضعفون أحاديث في صحيح مسلم! فالمقدمة ليست على شرط مسلم ". (شرح مقدمة صحيح مسلم، مادة رقم /04).
رحم الله الشيخ المقبل وأسكنه فسيح جنته
وبارك الله فيك أخي الحبيب أبا مسلم
وعندي بعض الملاحظات على كلام الشيخ
نعم، إن ما في المقدمة حكمه ليس كحكم ما في الصحيح من حيث الصحة، ولكن هذا الحديث الذي رواه مسلم بن يسار أبو عثمان المصري عن أبي هريرة ضعيف أم لا؟
قد ضعفه الشيخ لحال مسلم
فقد قال الدارقطني: يعتبر به، كما ورد في كتب الجرح والتعديل، ولم يرد فيه سوى قوله.
وقد أخذ الذهبي هذا الكلام من الدارقطني، فأدخل مسلما في المغني في الضعفاء، وذكر قول الدارقطني، ولكنه عاد وذكر في السير أنه صدوق، وقال في الميزان: وهو في نفسه صدوق. ثم إنه في الكاشف مصرحا بالتوثيق فقال: ثقة.
لعل الذهبي يفهم من كلام الدارقطني خلاف ما فهمنا الآن من أنه للاعتبار، بمعنى الراوي ضعيف. مع أن الاعتبار عملية لمقارنة أقوال العلماء ليخرج بذلك تحديدا صحيحا لحال الراوي من حيث الثقة والضعف، فلا دخل له بالتضعيف.
والله أعلم بالصواب
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[23 - 10 - 09, 06:47 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا وفي الشيخ ابراهيم(28/284)
تاريخ إسلام أبي هريرة رضي الله عنه
ـ[أبو عبد الرحمن الحمصي]ــــــــ[05 - 10 - 09, 07:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأكارم: السلام عليكم ورحمة الله
فهذا الموضوع يثير تساؤلات لدي منذ مدة، وقد حاولت أن أجمع فيه ما وقفت عليه من نصوص ونقل، راجياً من الإخوة المشاركة بتعقيب أو إضافة فائدة.
قال الدكتور مصطفى السباعي في كتابه «السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي» (ص359):
«قدمنا أن أبا هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أسلم سنة سبع من الهجرة في غزوة خيبر، ونزيد الآن أننا نرجح أنه أسلم قبل هذا التاريخ بزمن طويل، ولكن هجرته إلى رسول الله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إنما كانت في تلك السنة، وإنما رجحنا ذلك لدليلين:
الأول: ما ذكره ابن حجر في الإصابة من ترجمة الطفيل بن عمرو الدوسي أنه أسلم قبل الهجرة ولما عاد بعد إسلامه إلى قومه ـ رهط أبي هريرة ـ دعاهم إلى الإسلام فلم يجبه إلا أبوه، وأبو هريرة. وهذا صريح في أن إسلام أبي هريرة قد تم قبل قدومه إلى الرسول في غزوة خيبر بسنوات.
الثاني: ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من أن المشادة التي جرت بين أبي هريرة وبين أبان بن سعيد بن العاص حين قسمة الغنائم بعد فتح خيبر، فقد طلب أبان من الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يقسم له من الغنائم، فقال أبو هريرة: لا تقسم له يا رسول الله فإنه قاتل ابن قوقل ـ وهو النعمان بن مالك بن ثعلبة ولقبه قوقل بن أصرم ـ وذلك في معركة أحد إذ كان أبان لا يزال مشركاً فقتل ابن قوقل.
من هذه القصة ندرك أن أبا هريرة حين قدم خيبر مهاجراً إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكن حديث عهد بالإسلام، بل كان متتبعاً لمعاركه وأحداثه بحيث يعلم أن أبان بن سعيد بن العاص هو الذي قتل ابن قوقل بوم أحد، وإلى هذا ذهب الحافظ ابن حجر».
آراء العلماء في وقت إسلام أبي هريرة:
* الفريق الأول وهم الأكثرون: قالوا بأنه أسلم سنة سبع، وهذه بعض النقول عنهم:
- جاء في «تاريخ خليفة بن خياط»: «وفيها ـ أي السنة السابعة ـ أسلم أبو هريرة وعمران بن حصين زمان خيبر».
- قال أبو داود في الصلاة، باب: السجود في إذا السماء انشقت واقرأ، عقب حديث برقم (1407): «أَسْلَمَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَنَةَ سِتٍّ عَامَ خَيْبَرَ، وَهَذَا السُّجُودُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - آخِرُ فِعْلِهِ».
- وقال ابن عبد البر في «الاستيعاب» (1/ 374): «أسلم أبو هريرة وعمران بن حصين عام خيبر».
- وقال الخطابي في «غريب الحديث» (2/ 485): «أسلم أبو هريرة سنة سبع قدم المدينة ورسول الله بخيبر».
- وقال أبو نعيم الأصبهاني في «معرفة الصحابة» (14/ 135): «وأسلم أبو هريرة عام خيبر أول سنة سبع، ورواه جماعة عن محمد بن إسحاق، ورواه أيضا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة».
- وقال البيهقي في «معرفة السنن والآثار» (3/ 195): «وإنما أسلم أبو هريرة في غزوة خيبر».
- وقال ابن الأثير في «أسد الغابة» (3/ 258): «وأسلم أبو هريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثم لزمه».
- وقال النووي في «شرح مسلم» و «المجموع» و «الروضة» و «تهذيب الأسماء واللغات»: «وإنما أسلم أبو هريرة عام خيبر سنة سبع من الهجرة بلا خلاف».
- وقال ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (20/ 366): «وَإِنَّمَا أَسْلَمَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَامَ خَيْبَرَ».
* الفريق الثاني: قالوا بأنه أسلم قبل ذلك.
- قال ابن حبان في صحيحه (11/ 187): «أسلم أبو هريرة بدوس، فقدم المدينة ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خارج نحو خيبر وعلى المدينة سباع بن عرفطة الغفاري استخلفه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فصلى أبو هريرة مع سباع، وسمعه يقرأ: {ويل للمطففين}، ثم لحق المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى خيبر، فشهد خيبر مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -».
- قال ابن حجر في «فتح الباري» (8/ 102): بعد أن ذكر قصة إسلام الطفيل: «وفيها أنه دعا قومه إلى الإسلام فأسلم أبوه ولم تسلم أمه وأجابه أبو هريرة وحده، قلت: وهذا يدل على تقدم إسلامه».
¥(28/285)
- قال الأعظمي في تعليقه على «صحيح ابن خزيمة» (1/ 280): «أسلم أبو هريرة قبل الهجرة إلى المدينة بسنوات، لكنه هاجر بزمن خيبر، انظر ترجمة الطفيل ابن عمرو الدوسي في الاستيعاب والإصابة».
- وذكر الدكتور محمد عجاج الخطيب في «أبو هريرة راوية الإسلام» (ص70): أن أبا هريرة أسلم قديماً وهو بأرض قومه على يد الطفيل بن عمرو، وكان ذلك قبل الهجرة النبوية.
- وكذا ذكر الأستاذ عبد المنعم العلي في «دفاع عن أبي هريرة» (ص25) أن إسلامه كان بدعوة الطفيل بن عمرو.
من أدلة الفريق الثاني:
* قال ابن حجر في «الإصابة» (3/ 522): «وروى الطبري من طريق بن الكلبي قال: سبب تسمية الطفيل بذي النور أنه لما وفد على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فدعا لقومه قال له: ابعثني إليهم واجعل لي آية، فقال: اللهم نور له، فسطع نور بين عينيه، فقال: يا رب أخاف أن يقولوا مثله، فتحول إلى طرف سوطه، فكان يضيء له في الليلة المظلمة.
وذكر أبو الفرج الأصبهاني من طريق بن الكلبي أيضا: أن الطفيل لما قدم مكة ذكر له ناس من قريش أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وسألوه أن يختبر حاله فأتاه فأنشده من شعره فتلا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الإخلاص والمعوذتين فأسلم في الحال، وعاد إلى قومه، وذكر قصة سوطه ونوره قال: فدعا أبويه إلى الإسلام فأسلم أبوه ولم تسلم أمه، ودعا قومه فأجابه أبو هريرة وحده ... ».
* قال ابن سعد في «الطبقات الكبرى» (4/ 237): «أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني عبد الله بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسي، وكان له حلف في قريش قال: كان الطفيل بن عمرو الدوسي رجلا شريفا شاعرا كثير الضيافة، فقدم مكة ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بها ... فغدوت إلى المسجد وقد حشوت أذني كرسفا ... فأسلمت وشهدت شهادة الحق، فقلت: يا نبي الله إني امرؤ مطاع في قومي وأنا راجع إليهم إلى الإسلام فادع الله أن يكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه، فقال: اللهم اجعل له آية ... ثم دعوت دوسا إلى الإسلام فأبطأوا علي ... فقال لي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: اخرج إلى قومك فادعهم وارفق بهم، فخرجت إليهم فلم أزل بأرض دوس أدعوها حتى هاجر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى المدينة، ومضى بدر وأحد والخندق، ثم قدمت على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بمن أسلم من قومي ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بخيبر حتى نزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتاً من دوس ... ».
- يتبين من هذا أن إسلام أبي هريرة قديم، وأنه كان قبل الهجرة وهو بأرض قومه، وأسلم على يد الطفيل بن عمرو الدوسي.
- ويؤيد ذلك رواية هجرته إلى المدينة حيث يظهر منها أنه دخلها مسلماً، قال أبو هريرة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
«خرج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى خيبر، وقدمتُ المدينة مهاجراً، فصليتُ الصبح خلف سباع بن عرفطة فقرأ في السجدة الأولى بسورة مريم، وفي الآخرة (ويل للمطففين)، فقلت: ويل لأبي - وفي رواية - ويل لأبي فلان، قَلَّ رجلٌ كان بأرض الأزد إلا وكان له مكيالان مكيال لنفسه وآخر يبخس به الناس» ().
- فدلت الرواية انه كان مسلماً حتى صلى معهم صلاة الصبح رضي الله عنه.
الخلاصة:
• روايات إسلام الطفيل لا تخلو من نقد، لكنها تعضد بعضها بعضاً، مما يشعر بأن إسلام أبي هريرة إنما كان قبل الهجرة بسنوات، وأنه أسلم على يدي الطفيل، ومما لا شك فيه أن إسلام الطفيل كان قديماً قبل الهجرة.
• لم أجد ما يشهد للقول الأول من نص صريح، والمصرح به أن أبا هريرة أتى المدينة مهاجراً عام خيبر، والظاهر أن القائلين بهذا القول جعلوا سنة قدومه هي سنة إسلامه نفسها، لكن بلا دليل على ذلك، وأرى أنهم تتابعوا عليه نقلاً دونما تحقيق، ولعل أول من نص على ذلك خليفة بن خياط فيما وقفت عليه.
ـ[لطفي مصطفى الحسيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 05:30 م]ـ
أحسنت الجمع أخي جمع الله العلم لك جمعا(28/286)
هل مراتب الجرح والتعديل في تقريب التهذيب لا يؤخذ بها أساسا؟
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 09:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
إلى الإخوة الأفاضل
إنما ألقي هذا الموضوع للمدارسة والمذاكرة
علما أن ابن حجر العسقلاني أمثل من قام بالدفاع عن أحاديث صحيح البخاري، وفضله في علم الحديث، وخاصة في علم الجرح والتعديل مشهور ومعترف به.
وقد كان شيخنا رحمه الله تعالى د. الوليد حسن العاني من أكثر الناس تمسكا بمراتب الجرح والتعديل في التقريب، فكان يحثنا ألا نتجاوز هذا التأليف، لأنه من خلاصة مراتب الرواة، الذي علمه ابن حجر سنين طويلة.
ولا أظن الشيخ يأمرنا بالتعصب فيه، ولكن لئلا نتجاوز هذا الكتاب، خاصة من حكم عليه ابن حجر بالثقة او الضعف أو الجهالة، ويبقى الخلاف فيمن بين الثقة وبين جهالة الحال، أي في المرتبة الرابعة إلى السادسة. فكان له رأي قد يختلف عما رآه الشيخ أحمد شاكر وغيره.
فقد كنت أعلّم طلبتي بالاعتماد على تقريب التهذيب في المراتب المتفق عليها بين العلماء المعاصرين، وأحثهم على البحث والتنقيب لمن له طاقة في ذلك في المراتب المختلف فيها، لأن طلبتنا في تايلاند مستواهم ليس كمستوى الطلبة في الدول العربية من حيث اللغة والفهم وغير ذلك، فلا أكلفهم إلا بما في استطاعتهم.
ولكني لما رأيت بعض الإخوة الأفاضل في الملتقى وغيره من طلبة الجامعات وأساتذتها أنكروا الاعتماد على ابن حجر أبدا فأرى أن هذا المسلك لا يستحسن، بل الأولى أن يفصل في مراتبه. لأن الخلاف في الحقيقة إنما الخلاف في فهم مراد ابن حجر العسقلاني منها، لأنه لم ينص نصا صراحة في ذلك، سوى أحكام عامة ذكرها تلميذه السخاوي في كتابه فقط.
فالخلل قد لا يكون في هذه المراتب أصلا، إنما الخلل جاء من فهمنا لها.
علما أن هذه المراتب كما قال بعضهم مختصة بهذا الكتاب، لا يطرد في غيره. والله أعلم
فأفيدونا يجزكم الله جزاء موفورا(28/287)
هل مراتب الجرح والتعديل في تقريب التهذيب لا يؤخذ بها أساسا؟
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 10:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
إلى الإخوة الأفاضل
إنما ألقي هذا الموضوع للمدارسة والمذاكرة
علما أن ابن حجر العسقلاني أمثل من قام بالدفاع عن أحاديث صحيح البخاري، وفضله في علم الحديث، وخاصة في علم الجرح والتعديل مشهور ومعترف به.
وقد كان شيخنا رحمه الله تعالى د. الوليد حسن العاني من أكثر الناس تمسكا بمراتب الجرح والتعديل في التقريب، فكان يحثنا ألا نتجاوز هذا التأليف، لأنه من خلاصة مراتب الرواة، الذي عمله ابن حجر سنين طويلة.
ولا أظن الشيخ يأمرنا بالتعصب فيه، ولكن لئلا نتجاوز هذا الكتاب، خاصة من حكم عليه ابن حجر بالثقة او الضعف أو الجهالة، ويبقى الخلاف فيمن بين الثقة وبين جهالة الحال، أي في المرتبة الرابعة إلى السادسة. فكان له رأي قد يختلف عما رآه الشيخ أحمد شاكر وغيره.
فقد كنت أعلّم طلبتي بالاعتماد على تقريب التهذيب في المراتب المتفق عليها بين العلماء المعاصرين، وأحثهم على البحث والتنقيب لمن له طاقة في ذلك في المراتب المختلف فيها، لأن طلبتنا في تايلاند مستواهم ليس كمستوى الطلبة في الدول العربية من حيث اللغة والفهم وغير ذلك، فلا أكلفهم إلا بما في استطاعتهم.
ولكني لما رأيت بعض الإخوة الأفاضل في الملتقى وغيره من طلبة الجامعات وأساتذتها أنكروا الاعتماد على ابن حجر أبدا فأرى أن هذا المسلك لا يستحسن، بل الأولى أن يفصل في مراتبه. لأن الخلاف في الحقيقة إنما الخلاف في فهم مراد ابن حجر العسقلاني منها، لأنه لم ينص نصا صراحة في ذلك، سوى أحكام عامة ذكرها تلميذه السخاوي في كتابه فقط.
فالخلل قد لا يكون في هذه المراتب أصلا، إنما الخلل جاء من فهمنا لها.
علما أن هذه المراتب كما قال بعضهم مختصة بهذا الكتاب، لا يطرد في غيره. والله أعلم
فأفيدونا يجزكم الله جزاء موفورا
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 04:29 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...CA%CE%ED%DD%ED
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 04:30 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68050
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[05 - 10 - 09, 05:37 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا مسلم على إحالتك على الرابط
وقد كنت أيام الدراسة في الأردن (1993م-2000م) أجد بعض المشايخ لا يرضى بهذا التحرير لكتاب التقريب. وعلى كل حال، لا نؤمر بتمسك قول دون آخر، بل ليجتهد من له قدرة على ذلك.
ثم إننا متفقون على أن قول أحدهم: هذا حديث صحيح الإسناد، أو حسن الإسناد، لا يلزم من ذلك صحة الحديث أو حسنه. إلا إذا قال ذلك إمام طويل الباع في هذا العلم، ولم يعارضه أحد مثله فيما قال، فإن قوله يدل على انتفاء العلة في المتن أيضا. وهذا معلوم
وقد حفظت من قول المزي صاحب تهذيب الكمال قوله: من اختُلف فيه فحديثه حسن.
بناء على ذلك، فلا بأس أن نحكم على من اختلف فيه العلماء في الجرح والتعديل بأن حديثه في مرتبة الحسن، ما لم يظهر رجحان قول المعدل أو قول الجارح، فيلحق به عندئذ. فنحسن الإسناد الذي فيه هذا الراوي المختلف فيه، ولا يعني هذا تحسيننا للحديث نفسه.
لذلك فإني -وما زلت- أعتقد أن المرتبة الخامسة في تقريب التهذيب هي مرتبة الرواة الذين اختلف فيهم العلماء في الجرح والتعديل، فلا أصحح ولا أحسن ولا أضعف إلا بعد دراسة حال كل راو فيها، فما ظهر لي من رجحان قول الموثق صححته، وما ظهر لي من رجحان قول الجارح ضعفته، وما يحتمل من المعدل والجارح، فإني أحسن، ولا أقول: ضعيف، كما قالوا، ولا أقول: حسن، كما قال شيخي وليد العاني. والله أعلم(28/288)
مجالس سماع الحديث في مدينة تعز مع الشيخ الدكتور عقيل بن محمد المقطري
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[07 - 10 - 09, 07:20 م]ـ
تحتضن مدينة تعز مجالس الحديث المباركة التي يعقدها شيخنا المحدث الدكتور عقيل بن محمد المقطري مع جملة من المباركين من طلبة العلم في مسجد الصحابة العامر بالسنة في مدينة تعز، وشيخنا الشيخ الدكتور عقيل المقطري له أسانيده المتصلة بكتب الحديث عن جماعة من كبارالمسندين ومشاهير المحدثين المعاصرين، ثم هو أيضاً من المحدثين المعتنين بهذا الفن تأصيلاً وتقعيداً بل قد عالجه من زمان بعيدٍ ممارسةً وتطبيقاً.
هذه المجالس استُفتحت بصحيح أبي عبد الله البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله، ثم بصحيح أبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري ثم بسنن أبي داود سليمان بن الأشعث، ثم الآن هم في جامع أبي عيسى محمد بن سورة الترمذي.
تذكرنا هذه المجالس المباركة وأمثالها بعراقة العلم في اليمن، وقِدم الاهتمام بالسنة والحديث في هذا البلد بلد الإيمان والفقه والحكمة، فاليمن منذو عصر النبوة وهي أحد بلدان العلم التي يرحل إليها من كل حدب وصوب لأخذ العلم وتلقي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علمائها وأعيان محدثيها وفقهائها أمثال طاوس بن كيسان اليماني وإبنه عبد الله، والحكم بن أبان، وإبراهيم بن الحكم، ويحيى بن عمر العدني، وغيرهم من علمائهم ومحدثيهم ...
بل شاع وذاع صيت بعض اليمانيين من أهل الحديث، وبرز جملةٌ من أعيانهم ممن اعتنوا بالحديث وصنفوا فيه كأبي عقبة همام بن منبه بن كامل بن شيخ وهو من كبار التابعين ممن صحب أبا هريرة وأخذ عنه جملة من الأحاديث وقد توفي سنة (131) هـ، وله الصحيفة المشهورة وهي من أقدم التأليف في الحديث النبوي، وبرز أيضا أبوعروة معمر بن راشد الأزدي الصنعاني، وقد تفقه في صنعاء وسمع من همام بن منبه اليمني حتى رحل إليه كبار الحفاظ وأعيان الأئمة، فقد أرتحل إليه الثوري وابن عيينه وابن المبارك وغندر وأخذ عنه محدث اليمن الشهير عبد الرزاق بن همام الصنعاني –رحم الله الجميع.، وهو صاحب الجامع الذي هو من أقدم الكتب المصنفة في تاريخ الإسلام في السنة. بل هو أقدم من الموطأ.
واشتهر بالحديث من أهل اليمن أبو هاشم عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري أخذ عن الثوري وغيره وكان من أئمة علماء الحديث.، وله كتاب اسمه "المسند"، وكذلك عُرف أبو قرة موسى بن طارق الزبيدي اللحجي محدثاً ويقال له أيضا الرعرعي نسبة إلى الرعارع في لحج بل كان من العلماء المبرزين المجتهدين المحدثين العارفين بالسنن والآثار وقد قال عنه الجندي" وهو يروي عن مالك وأبي حنيفة والسفيانيين ومعمر وابن جريج ولم يكن أهل اليمن يعولون في معرفة الآثار إلا عليه .. " وله جامع في السنن ذكره الجندي وكذلك الحافظ في تهذيب التهذيب، وله كذلك كتاب في الفقه.
ومن لا يعرف أبا بابكر عبد الرزاق بن نافع بن همام الصنعاني اليماني، محدثٌ فحل أخذ عن معمر وابن جريج والثوري وغيرهم وقد رحل إليه جماعة من الأعيان الكبار حتى قال عنه ابن سمرة" فقيه صنعاء المرحول إليه من أجل علمه" وله المصنف المطبوع الموجود الموسوعة الضخمة الذي اشتمل على واحد وعشرين ألفا واثنين وثلاثين حديثا مرتبة على أبواب الفقه، ابتدأه بالطهارة وختمه بكتاب الجامع لشيخه معمر بن راشد بروايته احتوى على أبواب الأداب والأخلاق السامية. وقد طبع في أحد عشر مجلدا بتحققيق العلامة الأعظمي.
وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري نسبة إلى قرية دبرفهو من أهل اليمن، وهو الذي كان يحدوا الحادي بإسمه في أطراف العراق -كما ذكر بعضهم- ويقول:
لابد من صنعاء وإن طال السفر .... لطيبها والشيخ في هجرة دبر
وهو الذي قال عنه الذهبي" الشيخ العالم المسند الصدوق ... "
ومن أهل اليمن من أهل عدن القاضي الحافظ أبو عبد الله محمد بن يحيى بن عمر العدني قاضي عدن المكي كان من أجلة الحفاظ وأكابر العلماء وقد سمع منه الحافظان مسلم بن الحجاج وأبو عيسى الترمذي.
في الحقيقة هذه أمثالة مختصرة لطائفة من محدثي أهل اليمن عُرفوا وبرزوا في الحديث وحفظ السنة في القرون الأولى الثلاثة الخيرة، أما بعد القرون الثلاثة فكثيرٌ هم من برزوا وعرفوا واشتهروا ... فقد كثرت مجالس السماع في كثير من البلدان في اليمن، ومن هذه البلدان على سبيل المثال مدينة تعز-التي أحيا فيها الآن شيخنا هذه المجالس المباركة - فقد اشتهرت مدينة تعز بعقد مجالس الحديث ودروسه منذ زمان بعيد، بل كان الملوك فيها يشجعون علوم الحديث ويكرمون حملته، وقد رحل إلي تعز ونزل بها المحب الطبري المحدث الكبير أحمد بن عبد الله الطبري وقد وضع الطبري للمظفر وهو أحد ملوك تعز عدة كتب في علم الحديث:" الدر المنثور للملك المنصور"وألف للملك الظفر كتاب" المحرر للملك المظفر"جمع فيه أحكام الحديث من صحيحي البخاري ومسلم.
وممن اشتهر بالحديث في مدينة تعز ودرس الحديث بمساجدها الفقيه العلامة عبد الرحمن بن محمد الصهباني الذي كان مواظباً على قراءة الحديث ... كما ذكر ذلك الأهدل في تحفة الزمن، وغيره من أهل العلم.
فاليمانيون منذو القديم وهم يحتفون كثيراً بمجالس الحديث وقراءته وسماعه، وأرى أن هذه السنة المباركة التي أحياها شيخنا الدكتور عقيل المقطري ما هي إلا حلقة وصل لسلسةٍ مباركةٍ صار فيها المعاصرون على طريقة الأقدمين، وأحيا فيها الأبناء سيرة الأجداد العطرة بالعلم والذكر، فهي سنةٌ مباركةٌ إحياءٌ لسنة يمانية قديمة مباركة، أسأل الله أن يبارك في هذه المجالس ويرزق أهلها والحريصين على حضورها العلم النافع والعمل الصالح ...(28/289)
ما يقال عند الاستماع إلى " جرس الكنيسة، بوق اليهود "
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[08 - 10 - 09, 01:20 ص]ـ
- الحمد لله، أهل الحديث الطيبين حفظكم الله، هل وقف أحد على شيء من ذلك؟
- فقد حدثنا معلمنا في الصغر، أن نقول التالي عند سماع الأول: " سمعت صوتك كرهت صوتك سمعت صوتك ولعنة الملائكة عليك"
- ولم أعثر عليه!
- وقد كان اليهود يجاورون النبي - صلّى الله عليه وسلم - في المدينة؟
- و جزاكم الله خيراً
ـ[أبو عبد الله المقدسي]ــــــــ[17 - 02 - 10, 08:59 ص]ـ
- هل وقف أحد الفضلاء على شيء من ذلك؟
ـ[ابن الهبارية]ــــــــ[17 - 02 - 10, 11:33 ص]ـ
نعم , كان معلمكم في الصغر يقوله والعهده عليه(28/290)
قرأت للمعلمي أن العجلي متساهل فهل سبقه الى هذاالقول
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[09 - 10 - 09, 05:36 م]ـ
قرأت للشيخ للمعلمي أن العجلي متساهل في توثيق المجاهيل مثل ابن حبان فهل سبقه الى هذاالقول مثل ابن حجر و الذهبي وغيرهم
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[09 - 10 - 09, 06:37 م]ـ
السلام عليكم
انظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=97340
ـ[أبو العُلا الهاشمي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 12:03 ص]ـ
كلام العلامة النقادة عبد الرحمن المعلمي - رحمه الله - في رمي العجلي بالتساهل هو في توثيق المجاهيل كما هو ظاهر كلامه في أكثر من موضع، ومما يبين ذلك أنه يقول في مواضع" وقد ثبت لي بالاستقراء أن العجلي كابن حبان أو أشد". والمأخذ على ابن حبان هو توثيق المجاهيل كما نص على مذهبه في صدر كتابه الثقات، وكلام ابن الوزير لا يعطى هذا المعنى فيما يظهر والله أعلم.
وقفى المعلمي الشيخان الالباني ومقبل وجمع، ولم أر - حسب ما بحثت - من تعقبهما سوى رجلين:
الشيخ حاتم في أحد بحوثه، والشيخ عبد الله البخاري وقد اطلعت له على جزء صنفه في هذه المسألة.
والمسألة في حاجة إل مزيد بحث ... فليت أحدا ينهض لذلك والله الموفق.
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[12 - 10 - 09, 06:49 م]ـ
السلام عليكم
أذكر كلاما لشيخنا المحدث أبي إسحاق الحويني في أثناء شرحه لمتن الموقظة في الدرس الرابع، لما سئل عن المتشددين وأشهر من وصف بالتشدد:
فأجاب، بما نصه:
"المتشددون كالنسائي، كأبي حاتم، ... -إلى أن قال:- ... والمتساهلون كابن سعد، كابن حبان، كالعجلي، ... "اهـ.
ـ[عبد الله بن محمد الشلبي]ــــــــ[14 - 10 - 09, 10:32 م]ـ
أحبتي:
أنا أيضا وقفت على رجل لم يترجم له أحد ممن ترجم لرجال الستة ولا لغيرها
إلا ما كان من تراجم قليلة جمعتها ولعلي أضعها في هذا القسم في موضوع مستقل،
الشاهد: أنني لم أقف على من وثقه
بيد اني وجدت ابن حبان والعجلي رحمهما الله ذكراه في كتابيهما (الثقات).
ـ[أبو عبد البر الحرزلي]ــــــــ[16 - 10 - 09, 12:59 ص]ـ
قرأت عن بعض السلف قال: كنا نقرنه ـ أي الإمام العجلي ـ بيحي بن معين.
فأين من وصفه بالتساهل من هذا الكلام الصادر ممن تتلمذ على يد الإمام العجلي وهو بلا شك من أعلم الناس بحاله ممن جاء بعده بقليل، فما بالك بمن جاء بعده بقرون أمثال الشيخ المعلمي والشيخ الألباني والشيخ مقبل ـ رحم الله الجميع ـ، والشيخ المعلمي في حد علمي القاصر أول من وصف الإمام العجلي والإمام ابن حبان بالتساهل في توثيق المجاهيل، ثم انتشر هذا الكلام فيمن جاء بعده من طلبة الحديث وعلمائه، ولا شك أن المسألة تحتاج إلى بحث واستقراء لكلام المتقدمين خاصة، لأن القلب يرتاح لهم في مثل هذه الأمور التي لها علاقة بنقد السنة النبوية بخلاف من تأخر عنهم، وللشيخ الشريف حاتم العوني بحث جيد في هذه المسألة فلتراجعه، والله المستعان.
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[16 - 10 - 09, 02:45 ص]ـ
والشيخ المعلمي في حد علمي القاصر أول من وصف الإمام العجلي والإمام ابن حبان بالتساهل في توثيق المجاهيل، ثم انتشر هذا الكلام فيمن جاء بعده من طلبة الحديث وعلمائه، ولا شك أن المسألة تحتاج إلى بحث واستقراء لكلام المتقدمين خاصة، لأن القلب يرتاح لهم في مثل هذه الأمور ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا وصف الأئمة بالتساهل لا يقوم على رأي، أو نظر في أقوال أصحابه فيه، إنما ذلك بتتبع أقواله وسبر أحواله، أو إن شئت فقل هو محل استقراء تام معقول منصف، فقولك -بارك الله فيك ورضي عنك-: "والشيخ المعلمي -في حد علمي القاصر- أول من وصف الإمام العجلي والإمام ابن حبان بالتساهل في توثيق المجاهيل" قول ظاهر البطلان، لإن كثيرا من الأئمة ممن هم قبل المعلمي اليماني على تساهل ابن حبان في التوثيق، ومنهم ابن حجر كما في الميزان فتجده بين منهجه ثم انتقده بقوة وخاصة نظريته في تعديل المجاهيل برواية الثقات عنهم.
قد يكون أول من وصف العجلي بذلك لكن ابن حبان وصف من قبل.
وانظر -رحمك الله وبارك فيك ورضي عنك- إلى قول ابن عبد الهادي عن ابن حبان، قال: «وقد وقع له مثل هذا التناقض والوهم في مواضع كثيرة. وقد ذكر أبو عمرو بن الصلاح أنه غلط الغلط الفاحش في تصرفه».
ثم قال: «وينبغي أن ينتبه لهذا، ويعرف أن توثيق ابن حبان للرجل بمجرد ذكره في هذا الكتاب من أدنى درجات التوثيق».
ثم قال: «وطريقة ابن حبان في هذا (أي تعديل المجاهيل) قد عُرِفَ ضعفها. مع أنه قد ذكر في كتاب الثقات خلقاً كثيراً، ثم أعاد ذكرهم في المجروحين وبَيَّن ضعفهم. وذلك من تناقضه وغفلته، أو من تغير اجتهاده».
وقال الذهبي في ترجمة "محمد بن الفضل السَّدُوسي عارم" في الميزان (6\ 298): «وقال الدارقطني: "تغير بآخره، وما ظهر له بعد اختلاطه حديثٌ مُنكَرٌ، وهو ثقة". قلت (أي الذهبي): فهذا قول حافظ العصر الذي لم يأت بعد النَّسائي مثله. فأين هذا القول من قول ابن حبان الخَسَّاف المتهوِّر في عارم؟! فقال: "اختَلَط في آخر عمره وتغيّر، حتى كان لا يدري ما يُحدّثُ به. فوقع في حديثه المناكير الكثيرة. فيجب التنكب عن حديثه فيما رواه المتأخرون. فإذا لم يُعلَم هذا من هذا، تُرِكَ الكل ولا يُحتجّ بشيءٍ منها". قلتُ (أي الذهبي): ولم يقدر ابن حبان أن يسوق له حديثاً منكراً. فأين ما زعم؟!».
وقال كذلك في السير (10\ 267): «فانظر قول أمير المؤمنين في الحديث أبي الحسن (الدارقطني). فأين هذا من قول ذاك الخَسَّاف المتفاصِح أبي حاتم ابن حبان في عارم؟!».
ولذلك فقول الذهبي «مُوثّق». قال الألباني في ضعيفته (1\ 637): «يشير بذلك إلى عدم الاعتداد بتوثيق ابن حبان ... لما عُرفَ من تساهله في توثيق المجاهيل».
ثم أحيطك علما -أيها الكريم بارك الله فيك ورضي عنك- أنني نظرت في المجاهيل الذين وثقهم ابن حبان فإذا هم كأسراب القطا، كثيرون. والله أعلم.
¥(28/291)
ـ[أبو عبد البر الحرزلي]ــــــــ[16 - 10 - 09, 06:38 م]ـ
بارك الله فيك، على ملاحظاتك القيمة.
نعم صحيح أن ابن حبان وصف بالتساهل من أئمة الحديث قبل الإمام المعلمي، وإنما وقع ذلك مني سهوا، فقد أردت أن المعلمي أول من وصف العجلي بالتساهل لا ابن حبان، ولما كان في النية الدفاع عن ابن حبان أيضا، سبقت يدي إلى كتابته مع الإمام العجلي في ذلك المقام. فبارك الله فيك.
لكن أقول: وقعت على كلام للإمام ابن حبان ـ رحمه الله ـ في حديثه عن عبد الله بن المؤمل المخزومي قال في أثنائه: ( ... ولا يتهيأ إطلاق العدالة على من ليس نعرفه بها يقينا فيقبل ما انفرد به، فعسى أن نحل الحرام أو نحرم الحلال برواية من ليس بعدل أو نقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل إعتمادا منا على رواية من ليس بعدل عندنا، كما لا يتهيأ إطلاق الجرح على من ليس يستحقه بإحدى الأسباب التي ذكرناها من أنواع الجرح في أول الكتاب، وعائذ بالله من هذين الخصلتين أن نجرح العدل من غير علم، أو أن نعدل المجروح من غير يقين، ونسأل الله الستر) انتهى كلام ابن حبان.
فأنا مذ قرأت هذا الكلام أصبحت متحرجا من وصف الإمام بالتساهل في توثيق المجاهيل، وكيف يصنع إمام مثل ابن حبان ذلك، ومحمد بن ناصر السلامي ينقل الإجماع على رد رواية المجهول. وبماذا استحق الإمام ابن حبان أن يوصف بأنه إمام، ثم يخرق إجماعا مثل هذا، ويقع في مثل هذا الخطأ، أظن أن الأمر ليس بهذه السهولة يا أخي.
وللمسألة تخريج آخر، لعل بعض الإخوة المتخصصين في هذا الباب يسعفنا به، والله المستعان.
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[16 - 10 - 09, 06:44 م]ـ
أخي الكريم -بارك الله فيك ورضي عنك- إعلم بأن كثيرا من العلماء زكوا تعديل ابن حبان إلى درجة أن قال بعضهم: (كل رجل يوثقه ابن حبان فعض عليه بالنواجذ، وأما يضعفه فتوقف عليه).
ولئلا يكرر الكلام أرجوا منك النظر في هذا الرابط ففيه كلام نفيس جدا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2999
ـ[أبو عبد البر الحرزلي]ــــــــ[16 - 10 - 09, 09:17 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد الله بن محمد الشلبي]ــــــــ[12 - 11 - 09, 05:27 م]ـ
جوزيتم خيرا
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[12 - 11 - 09, 10:21 م]ـ
الحمد لله تحصلت على رسالة للشيخ عبد الله البخاري اسمها الاسئلة المدنية و تعرض للامام العجلي و برهن أنه ليس متساهل كابن حبان و هذا يتبين ان الدكتور حاتم العوني أصاب فيما كتبه حول هذا الموضع ونقده فيمن رماه بالتساهل
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[12 - 11 - 09, 10:51 م]ـ
السلام عليكم
أذكر كلاما لشيخنا المحدث أبي إسحاق الحويني في أثناء شرحه لمتن الموقظة في الدرس الرابع، لما سئل عن المتشددين وأشهر من وصف بالتشدد:
فأجاب، بما نصه:
"المتشددون كالنسائي، كأبي حاتم، ... -إلى أن قال:- ... والمتساهلون كابن سعد، كابن حبان، كالعجلي، ... "اهـ.
قال الشيخ أبو إسحاق الحويني:
الثاني: أن العجلي متساهل في التوثيق.
النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة 1/ 51.
وقال:
فتعقبه الذهبي بقوله: قلت: وجرحه عامتهم.
وما وثقه سوى العجلي - فيما أعلم - وهو متساهل.
النافلة 1/ 66.
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[12 - 11 - 09, 11:43 م]ـ
الحمد لله تحصلت على رسالة للشيخ عبد الله البخاري اسمها الاسئلة المدنية و تعرض للامام العجلي و برهن أنه ليس متساهل كابن حبان و هذا يتبين ان الدكتور حاتم العوني أصاب فيما كتبه حول هذا الموضع ونقده فيمن رماه بالتساهل
قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى:
أنا لا أشك بأن العجلى، هو كابن حبان من حيث التساهل،
لكنه ليس متوسعًا فيه،
أما بخصوص ابن حبان،
فأنا بفضل الله عز وجل أقطع وأجزم انه متساهل جدًا،
بل ومتناقض، فيما وضع لتوثيقه للرجال من قواعد،
وهو لا يلتزمها.
انتهى المقصود من كلامه.
الدرر في مسائل المصطلح والأثر ص20.
ويُنظر الجواب كاملا هناك.
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[14 - 11 - 09, 05:37 م]ـ
إخواني الكرام
جزاكم الله عنا وعن الإسلام خيرا
قد سمعنا من كلام أئمة الحديث وصفهم بعض الأئمة النقاد بالتساهل أو بالتشدد، وما ذاك إلا لمخالفته لجماعة من الأئمة الآخرين، فقول الجماعة أقرب إلى الصواب في وصف حال الراوي من قول واحد منفرد، فإذا تفرد بالتعديل أو التوثيق وأكثر من ذلك، وخالفه جماعة من الأئمة فإن الأئمة وصفوه بالتساهل، وإذا تفرد بالتجريج وأكثر من ذلك وصفوه بالتشدد، فالعمدة في وصف أحدهم بأحد الوصفين المذكورين هي المخالفة لجماعة من النقاد. فمدار رد كلام ناقد وعدم اعتداد بقوله كونه مخالفا للجمهور لا لكونه متساهلا أو متشددا.
فمن رد كلام ناقد من أئمة النقد بحجة أنه متساهل أو متشدد، ولم يمعن النظر في حال الموثق أو المجروح فقد جانب الصواب. وكلام الذهبي وابن حجر وغيرهما من الأئمة على هذا يدل، لأنهما يتعقبان في مكان، ويحتجان في مكان آخر. والله أعلم بالصواب
¥(28/292)
ـ[أبو معاذ الحلواني]ــــــــ[18 - 11 - 09, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أخي صاحب الموضوع أنا قد بحثت بحث مرحلة الماجستير بعنوان ((توثيق العجلي، ومكانته في الجرح والتعديل)) وانتهيت منه لكنني لم أناقشه حتى الآن ..
وقد شمل البحث هذه المسألة التي تشير إليها، ووجدت بعد طول البحث أنه ليس للعلامة المعلمي سلف فيما قاله من تساهل العجلي في التوثيق ..
ولعبارة ابن الوزير معنى يختلف تماماً، ويتضح المعنى لمن قرأ الباب الذي أورد فيه ابن الوزير هذه العبارة كاملاً ..
كما وجدت من خلال البحث النظري أمثلة كثيرة لاعتماد كثير من الأئمة لتوثيق العجلي لرجل من الرجال ليس له موثق غيره، وأمثلة كثيرة أخرى لاعتماد توثيقه مقابل تجريح غيره من أئمة الجرح والتعديل ..
بل ووقفت على مسودات الشيخ المعلمي رحمه الله والتي أظن أنه قصدها بذكره الاستقراء - وهو استقراء ناقص ليس تاماً -، ولا يصح الاعتماد عليه للخروج بالنتيجة التي خرج بها الشيخ رحمه الله من خلال ما ظهر لي من منهج الاستقراء ..
ودعم البحث العملي التطبيقي الذي قمت به نتيجة البحث النظري، والتي مفادها:
أن العجلي رحمه الله إمام معتبر الأقوال في التوثيق والتجريح، وأن منهجه في نقد الرجال والتوثيق لا يختلف عن منهج بقية الأئمة ..
وإذا ما يسر الله سبحانه الانتهاء من المناقشة، فإنني سوف أقوم بنشر البحث بإذنه تعالى ..
أخوكم: أبو معاذ
ـ[عبد الله بن محمد الشلبي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 04:50 م]ـ
جوزيت خيرا أخي أبا معاذ
عجل بهذه الرسالة سلمت يدك
تحياتي
ـ[أبو معاذ الحلواني]ــــــــ[18 - 11 - 09, 06:45 م]ـ
جوزيت خيرا أخي أبا معاذ
عجل بهذه الرسالة سلمت يدك
تحياتي
وإياك، وسأحاول ذلك بإذن الله تعالى ..
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 11 - 09, 10:27 م]ـ
العجلي أكثر تساهلا من ابن حبان، لكن أحكامه غير متناقضة، فلا يوثق رجلا ويجرح في مكان آخر
ولا أعرف أحدا من المتقدمين كان يعتمد على أقواله، أما المتأخرين فحدث ولا حرج
ـ[عبد الله بن محمد الشلبي]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:42 ص]ـ
العجلي أكثر تساهلا من ابن حبان، لكن أحكامه غير متناقضة، فلا يوثق رجلا ويجرح في مكان آخر
ولا أعرف أحدا من المتقدمين كان يعتمد على أقواله، أما المتأخرين فحدث ولا حرج
أخي الكريم
محمد الأمين،
كنت أقول بهذا القول،
لكن ذكر الإخوة كلاما كثيرا يوجب -في نظري - البحث في المسألة.
والغريب أنك توصلت للحكم، ولم تذكر دليلا،
هلا أفدتنا بورك فيك؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:07 م]ـ
قرأت ما ذكره الإخوة وما ذكره الشيخ العوني من قبل، ورددت على هذا بشكل مختصر هنا:
http://www.ibnamin.com/Manhaj/ejli.htm
فراجعه إن شئت
ـ[عبد الله بن محمد الشلبي]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:35 م]ـ
الأخ محمد الأمين حفظت من كل سوء
لم أقصد أنك رجحت دون مرجح
بل لم تذكر هنا دليلا ولا تعليلا.
وقد أفدتنا وأجدت
جزيت خير الجزاء
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[19 - 11 - 09, 03:52 م]ـ
قرأت ما ذكره الإخوة وما ذكره الشيخ العوني من قبل، ورددت على هذا بشكل مختصر هنا:
http://www.ibnamin.com/Manhaj/ejli.htm
فراجعه إن شئت
الأخ الحبيب محمد الأمين
قد اطلعت على مقالك، وجزيت خيرا على ما نقلت، ولكن عندي بعض الملاحظات، ولعلي أستفيد منك في ذلك.
وقد اتفق العلماء على ثقة العلجي وإمامته في الحديث، وقرنه بعضهم بابن معين، وقد اعتز المغاربة بإمامته وعلمه ومعرفته في الحديث، ولم ينتشر حديثه في المشارقة، لخروجه عنه أيام الفتنة. وقد اعترفت أنت بعلمه، ولكن قولك (ومن تأمل أحوال الرجال، لوجد الأئمة المتقدمين قد أطلقوا الجهالة على عدد كبير جدا ممن وثقهم العجلي، رغم معرفتهم بلا شك بقوله)، فهل لديك دليل وبرهان لا شك فيه على معرفتهم بجميع أقوال العجلي وأنهم لا يعتدون بها؟ فهذا كلام يحتاج إلى دليل قاطع في الأمر، وهلا تفضلت لنا بحجتك مما لا تأويل فيها ويقطع الأمر مائة في المائة. لأن الأئمة المتقدمين مجتهدون، ولم يعتمد بعضهم على قول بعض إلا بما لديهم من براهين وأدلة بخلاف المتأخرين، فإن عمدة اجتهادهم كلام الأئمة المتقدمين، وهذا شيء معقول، لأن كلامهم بمثابة الأدلة التي يرجع إليها في معرفة أحوال الرجال.
¥(28/293)