رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ تَوَضَّأَ وُضُوئِي هَذَا، خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ وَجْهِهِ، وَيَدَيْهِ، وَرِجْلَيْهِ».
[6] (151): أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرٍّ قَالَ: أَتَيْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ، فَقَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟، قُلْتُ: ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ، قَالَ: إِنَّ الْمَلائِكَةَ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضَاً بِمَا يَطْلُبُ، قُلْتُ: إِنَّهُ حَاكَ فِي نَفْسِي الْمَسْحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ بَعْدَ الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ، وَكُنْتَ امْرَءًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُكَ أَسْأَلُكَ هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ شَيْئًا؟، قَالَ: نَعَمْ، كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا إِذَا كُنَّا سَفْرَاً أَوْ مُسَافِرِينَ أَلا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ، إِلاَّ مِنْ جَنَابَةٍ، لَكِنْ مِنْ غَائِطٍ، وَبَوْلٍ، وَنَوْمٍ.
[7] (155): أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «إِذَا أَفْضَى أَحَدُكُمْ بِيَدِهِ إِلَى ذَكَرِهِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا شَيْءٌ، فَلْيَتَوَضَّأْ».
[8] (172): أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ أَخْبَرَنِي عَبَّادُ بْنُ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: شُكِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ الشَّيْءُ فِي الصَّلاةِ، فَقَالَ: «لا يَنْفَتِلُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيْحَاً».
¥(26/306)
[9] (173): أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ عَجْلانَ عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ مِثْلُ الْوَالِدِ، فَإِذَا ذَهَبَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْغَائِطِ فَلا يَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ، وَلا يَسْتَدْبِرْهَا لِغَائِطٍ، وَلا بَوْلٍ، وَلْيَسْتَنْجِ بِثَلاثَةِ أَحْجَارٍ، وَنَهَى عَنِ الرَّوْثِ وَالرِّمَّةِ، وَأَنْ يَسْتَنْجِيَ الرَّجُلُ بِيَمِينِهِ».
[10] (179): أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ أَخْبَرَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ أَخْبَرَنِي أَبُو وَجْزَةَ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الاسْتِنْجَاءِ: «بِثَلاثَةِ أَحْجَارٍ، لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ».
[11] (197): أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِتَأْخِيرِ الْعِشَاءِ، وَالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ».
[12] (199): أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ».
¥(26/307)
[13] (208): أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلا يَغْمِسِ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاثَاً، فَإِنَّهُ لا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ».
[14] (232): أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، وَابْنِ عُلَيَّةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِيِّ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ، فَمَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ، وَعَلَى عِمَامَتِهِ وَخُفَّيْهِ.
[15] (213): أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَأَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ حَدَّثَنِي أَبُو هَاشِمٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبِرَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ وَافِدَ بَنِي الْمُنْتَفِقِ، أَوْ فِي وَفْدِ بَنِي الْمُنْتَفِقِ، فَأَتَيْنَاهُ فَلَمْ نُصَادِفْهُ، وَصَادَفْنَا عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا، فَأَتَتْنَا بِقِنَاعٍ فِيهِ تَمْرٌ، وَالْقِنَاعُ: الطَّبَقُ، وَأَمَرَتْ لَنَا بِحَرِيرَةٍ، فَصُنِعَتْ، ثُمَّ أَكَلْنَا، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنَ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «هَلْ أَكَلْتُمْ شَيْئَاً؟، هَلْ أُمِرَ لَكُمْ بِشَيْءٍ؟»، فَقُلْنَا: نَعَمْ، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ دَفَعَ الرَّاعِي غَنَمَهُ، فَإِذَا بِسَخْلَةٍ تَيْعَرُ، فَقَالَ: «هِيهِ يَا فُلانُ، مَا وَلَّدْتَ؟»، قَالَ: بَهْمَةٌ، قَالَ: «فَاذْبَحْ لَنَا مَكَانَهَا شَاةً»، ثُمَّ انْحَرَفَ إِلَيَّ، وَقَالَ لِي: «لا تَحْسَبَنَّ، وَلَمْ يَقُلْ لا تَحْسِبَنَّ، أَنَّا مِنْ أَجَلِكَ ذَبَحْنَاهَا، لَنَا غَنَمٌ مِائَةٌ لا نُرِيدُ أَنْ تَزِيدَ فَإِذَا وَلَّدَ الرَّاعِي بَهْمَةً، ذَبَحْنَا مَكَانَهَا شَاةً»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي امْرَأَةً فِي لِسَانِهَا شَيْءٌ، يَعْنِي الْبَذَاءَ؟، فَقَالَ: «طَلِّقْهَا إِذَنْ»، قُلْتُ: إِنَّ لِي مِنْهَا وَلَدَاً، وَلَهَا صُحْبَةٌ، قَالَ: «فَمُرْهَا، يَقُولُ: عِظْهَا، فَإِنْ يَكُنْ فِيهَا خَيْرٌ فَسَتُقْبِلُ، وَلا تَضْرِبَنَّ ظَعِينَتَكَ ضَرْبَكَ أَمَتَكَ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الْوُضُوءِ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ الأَصَابِعِ، وَبَالِغْ فِي الاسْتِنْشَاقِ، إِلاَّ أَنْ تَكُونَ صَائِمَاً».
ـــ هامشٌ ـــ
(1) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (1216).
(2) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (679، 1078).
(3) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (1110).
(4) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (1249).
(5) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (50).
(6) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (55).
(7) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (31).
(8) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (26).
(9) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (35).
(10) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (36).
(11) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (37).
(12) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (38).
(13) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (21).
(14) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (41).
(15) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (45).
¥(26/308)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 05 - 09, 09:06 م]ـ
[16] (236): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَنْبَأَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا مُسْلِمٌ، وَعَبْدُ الْمَجِيدِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ شهَابٍ عَنْ عَبَّادِ بْنِ زِيَادٍ أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ تَبُوكَ، قَالَ الْمُغِيرَةُ: فَتَبَرَّزَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ الْغَائِطِ، فَحَمَلْتُ مَعَهُ إِدَاوَةً قَبْلَ الْفَجْرِ، فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذْتُ أُهَرِيقُ عَلَى يَدَيْهِ مِنَ الإِدَاوَةِ، وَهُوَ يَغْسِلُ يَدَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يَحْسِرُ جُبَّتَهُ عَنْ ذِرَاعَيْهِ، فَضَاقَ كُمَّا جُبَّتِهِ، فَأَدخَلَ يَدَهُ فِي الْجُبَّةِ، حَتَّى أَخْرَجَ ذِرَاعَيْهِ مِنْ أَسَفْلِ الْجُبَّةِ، وَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ، قَالَ الْمُغِيرَةُ: فَأَقْبَلْتُ مَعَهُ، حَتَّى نَجِدَ النَّاسَ قَدْ قَدَّمُوا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ، قَدْ صَلَّى لَهُمْ، فَأَدْرَكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ مَعَهُ، وَصَلَّى مَعَ النَّاسِ الرَّكْعَةَ الآخِرَةَ، فَلَمَّا سَلَّمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَتَمَّ صَلاتَهُ، فَأَفْزَعَ ذَلِكَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَكْثَرُوا التَّسْبِيحَ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَالَ: «أَحْسَنْتُمْ» أَوْ قَالَ: «أَصَبْتُمْ»، يَغْبِطُهُمُ أَنْ صَلَّوْا الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا.
[17] (237): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنِي الْمُهَاجِرُ أَبُو مَخْلَدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّهُ أَرْخَصَ لِلْمُسَافِرِ أَنْ يَمْسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمَاً وَلَيْلَةً، إِذَا تَطَهَّرَ، فَلَبِسَ خُفَّيْهِ أَنْ يَمْسَحَ عَلَيْهِمَا».
[18] (243): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنِ الْتِقَاءِ الْخِتَانَيْنِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
¥(26/309)
وَسَلَّمَ: «إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ، أَوْ مَسَّ الْخِتَانُ الْخِتَانَ، فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ».
[19] (247): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُمَا الإِنَاءَ، ثُمَّ يَغْسِلَ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ يُشَرِّبَ شَعْرَهُ الْمَاءَ، ثُمَّ يَحْثِي عَلَى رَأْسِهِ ثَلاثَ حَثَيَاتٍ.
[20] (251): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي امْرَأَةٌ أَشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِي، أَفَأَنْقُضُهُ لِغُسْلِ الْجَنَابَةِ؟ فَقَالَ: «لا، إِنَّمَا يَكْفِيكِ أَنْ تَحْثِيَ عَلَيْهِ ثَلاثَ حَثَيَاتٍ مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ تُفِيضِينَ عَلَيْكِ الْمَاءَ، فَتَطْهُرِينَ»، أَوْ قَالَ: «فَإِذًا أَنْتِ قَدْ طَهُرْتِ».
[21] (252): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَجَبِيِّ عَنْ أُمِّهِ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ عَنِ الْغُسْلِ مِنَ الْمَحِيضِ، فَقَالَ: «خُذِي فِرْصَةً مِنْ مِسْكٍ فَتَطَهَّرِي بِهَا»، فَقَالَتْ: كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا؟، قَالَ: «تَطَهَّرِي بِهَا»، قَالَتْ: كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا؟، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سُبْحَانَ اللهِ»، وَاسْتَتَرَ بِثَوْبِهِ، «تَطَهَّرِي بِهَا»، فَاجْتَبَذْتُهَا، وَعَرَفْتُ الَّذِي أَرَادَ، فَقُلْتُ لَهَا: تَتَبَّعِي بِهَا أَثَرَ الدَّمِ، تَعْنِي: الْفَرْجَ.
[22] (289): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ بْنِ أَبِي تَمِيمَةَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ
¥(26/310)
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا وَلَغَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، أُولاهُنَّ أَوْ أُخْرَاهُنَّ بِتُرَابٍ».
[23] (291): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدَاً، وَلا تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدَاً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ تَحَجَّرْتَ وَاسِعَاً»، قَالَ: فَمَا لَبِثَ أَنْ بَالَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ، فَكَأَنَّهُمْ عَجَّلُوا عَلَيْهِ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَمَرَ بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءٍ، أَوْ سَجْلٍ مِنْ مَاءٍ، فَأُهْرِيقَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلِّمُوا، وَيَسِّرُوا، وَلا تُعَسِّرُوا».
[24] (298): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ أَفْرُكُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[25] (303): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ وَعْلَةَ الْمِصْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ».
ـــ هَامِشٌ ـــ
(16) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (52).
(17) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (54).
(18) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (716).
(19) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (61).
(20) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (60).
(21) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (63).
(22) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (5).
(23) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (69).
(24) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (1483).
(25) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (17).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 05 - 09, 10:06 م]ـ
[26] (310): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنِ ابْنِ الصِّمَّةِ قَالَ: مَرَرْتُ عَلَى
¥(26/311)
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبُولُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، حَتَّى قَامَ إِلَى جِدَارٍ فَحَتَّهُ بِعَصَاً كَانَتْ مَعَهُ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْجِدَارِ، فَمَسَحَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ رَدَّ عَلَيَّ.
[27] (318): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي مِرْطٍ بَعْضُهُ عَلَيَّ، وَبَعْضُهُ عَلَيْهِ، وَأَنَا حَائِضٌ.
[28] (361): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاةِ؛ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ»، وَقَالَ: «اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: رَبِّ، أَكَلَ بَعْضِي بَعْضَاً، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ فَمِنْ حَرِّهَا، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْبَرْدِ فَمِنْ زَمْهَرِيرِهَا».
[29] (374): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ نَخْرُجُ نَتَنَاضَلُ حَتَّى نَدْخُلَ بُيُوتَ بَنِي سَلَمَةَ، نَنْظُرُ إِلَى مَوَاقِعِ النَّبْلِ مِنَ الإِسْفَارِ.
[30] (407): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي مَحْذُورَةَ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مُحَيْرِيزٍ أَخْبَرَهُ، وَكَانَ يَتِيمَاً فِي حِجْرِ أَبِي مَحْذُورَةَ حِينَ جَهَّزَهُ إِلَى الشَّامِ، فَقُلْتُ لأَبِي مَحْذُورَةَ: أَيْ عَمِّ، إِنِّي خَارِجٌ إِلَى الشَّامِ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ أُسْأَلَ عَنْ تَأْذِينِكَ،
¥(26/312)
فَأَخْبِرْنِي أَبَا مَحْذُورَةَ، قَالَ: نَعَمْ، خَرَجْتُ فِي نَفَرٍ، وَكُنَّا بِبَعْضِ طَرِيقِ حُنَيْنٍ، فَقَفَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حُنَيْنٍ، فَلَقِينَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ، فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّلاةِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْنَا صَوْتَ الْمُؤَذِّنِ وَنَحْنُ مُتَنَكِّبُونَ، فَصَرَخْنَا نَحْكِيهِ، وَنَسْتَهْزِئُ بِهِ، فَسَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا إِلَى أَنْ وَقَفْنَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّكُمُ الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ قَدِ ارْتَفَعَ؟»، فَأَشَارَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ إِلَيَّ، وَصَدَقُوا، فَأَرْسَلَهُمْ كُلَّهُمْ وَحَبَسَنِي، قَالَ: «قُمْ فَأَذِّنْ بِالصَّلاةِ»، فَقُمْتُ وَلا شَيْءَ أَكْرَهُ إِلَيَّ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلا مِمَّا يَأْمُرُنِي بِهِ، فَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَلْقَى عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّأْذِينَ هُوَ بِنَفْسِهِ، فَقَالَ: «قُلِ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ اللهِ»، ثُمَّ قَالَ لِيَ: «ارْجِعْ، فَامْدُدْ مِنْ صَوْتِكَ»، ثُمَّ قَالَ: «قُلْ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ اللهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ»، ثُمَّ دَعَانِي حِينَ قَضَيْتُ التَّأْذِينَ، فَأَعْطَانِي صُرَّةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ فِضَّةٍ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى نَاصِيَةِ أَبِي مَحْذُورَةَ، ثُمَّ أَمَرَّهَا عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ مَرَّ بَيْنَ ثَدْيَيْهِ، ثُمَّ عَلَى كَبِدِهِ، ثُمَّ بَلَغَتْ يَدُهُ سُرَّةَ أَبِي مَحْذُورَةَ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَارَكَ اللهُ فِيكَ وَبَارَكَ عَلَيْكَ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْنِي بِالتَّأْذِينِ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: «قَدْ أَمَرْتُكَ بِهِ»، وَذَهَبَ كُلُّ شَيْءٍ كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ كَرَاهِيَةٍ، وَعَادَ ذَلِكَ كُلُّهُ مَحَبَّةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدِمْتُ عَلَى عَتَّابِ بْنِ أَسِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَامَلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَذَّنْتُ بِالصَّلاةِ عَنْ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[31] (416): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا سُفْيَانُ نَا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللَّهُمَّ فَأَرْشِدِ الأَئِمَّةَ، وَاغْفِرْ لِلْمُؤَذِّنِينَ».
¥(26/313)
[32] (432): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ نَا أَبُو سُلَيْمَانَ مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ قَالَ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ».
[33] (436): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: حُبِسْنَا يَوْمَ الْخَنْدَقِ عَنِ الصَّلاةِ، حَتَّى كَانَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ هُوِيَّاً مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى كُفِينَا، وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ «وَكَفَى اللهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيَّاً عَزِيزَاً»، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلالاً، فَأَمَرَهُ، فَأَقَامَ الظُّهْرَ، فَصَلاهَا، فَأَحْسَنَ صَلاتَهَا، كَمَا كَانَ يُصَلِّيهَا فِي وَقْتِهَا، ثُمَّ أَقَامَ الْعَصْرَ، فَصَلاهَا كَذَلِكَ، ثُمَّ أَقَامَ الْمَغْرِبَ، فَصَلاهَا كَذَلِكَ، ثُمَّ أَقَامَ الْعِشَاءَ، فَصَلاهَا أَيْضَاً كَذَلِكَ. قَالَ: وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ فِي صَلاةِ الْخَوْفِ «فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانَاً».
[34] (515): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، لَيْسَ عَلَى عَاتِقَيْهِ مِنْهُ شَيْءٌ».
[35] (517): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَكُونُ فِي الصَّيْدِ، أَفَيُصَلِّي أَحَدُنَا فِي الْقَمِيصِ الْوَاحِدِ؟، قَالَ: «نَعَمْ، وَلْيَزُرَّهُ، وَلَوْ لَمْ يَجِدْ إِلاَّ أَنْ يَخُلَّهُ بِشَوْكَةٍ».
¥(26/314)
[36] (558): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مِفْتَاحُ الصَّلاةِ الْوُضُوءُ، وَتَحْرِيْمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ».
[37] (576): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعُ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ».
[38] (602): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ: «وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ». قَالَ الشَّافِعِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَعْنِي بِقَافْ.
[39] (645): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ طَاوِسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «أُمِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْجُدَ مِنْهُ عَلَى سَبْعَةٍ: يَدَيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَأَطْرَافِ أَصَابِعِهِ، وَجَبْهَتِهِ، وَنُهِيَ أَنْ يَكْفِتَ مِنْهُ الشَّعَرَ، وَالثِّيَابَ».
[40] (650): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا سُفْيَانُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ الْفَرَّاءِ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَقْرَمَ الْخُزَاعِيِّ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقَاعِ مِنْ نَمِرَةَ سَاجِدَاً، فَرَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ.
ـــ هَامِشٌ ـــ
(26) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (28).
(27) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (827).
(28) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (97).
(29) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (102).
(30) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (115).
(31) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (223).
(32) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (218).
(33) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (117).
(34) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (74).
(35) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (76).
(36) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (126).
(37) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (132).
(38) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (696).
(39) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (151).
(40) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (1676).
¥(26/315)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 05 - 09, 10:26 م]ـ
[41] (670): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كَأَنَّهُ عَلَى الرَّضْفِ، قُلْتُ: حَتَّى يَقُومَ؟، قَالَ: ذَلِكَ يُرِيدُ.
[42] (702): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عُمَارَةَ عَنِ الأَسْوَدِ عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لا يَجْعَلَنَّ أَحَدُكُمْ لِلْشَيْطَانِ مِنْ صَلاتِهِ جُزْءاً، يَرَى أَنَّ حَتْمَاً عَلَيْهِ أَنْ لا يَنْفَتِلَ إِلا عَنْ يَمِينِهِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مَا يَنْصَرِفُ عَنْ يَسَارِهِ.
[43] (708): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَتْنِي هِنْدُ بِنْتُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ مِنْ صَلاتِهِ، قَامَ النِّسَاءُ حِينَ يَقْضِي تَسْلِيمَهُ، وَمَكَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَكَانِهِ يَسِيرَاً. قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فَنَرَى مَكْثَهُ ذَلِكَ، وَاللهُ أَعْلَمُ، لِكَيْ يَنْفُذَ النِّسَاءُ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُنَّ مَنِ انْصَرَفَ مِنَ الْقَوْمِ.
[44] (716): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ مِنْ صَلاتِهِ يَقُولُ بِصَوْتِهِ الأَعْلَى: «لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ، وَلا نَعْبُدُ إِلا إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ، وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لا إِلَهَ إِلا اللهُ مُخْلِصِينَ لَهُ
¥(26/316)
الدِّينَ، وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ».
[45] (723): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا نُسَلِّمُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الصَّلاةِ قَبْلَ أَنْ نَأْتِيَ أَرْضَ الْحَبَشَةِ، فَيَرُدُّ عَلَيْنَا وَهُوَ فِي الصَّلاةِ، فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ، أَتَيْتُهُ لأُسَلِّمَ عَلَيْهِ، فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ، فَأَخَذَنِي مَا قَرُبَ وَمَا بَعُدَ، فَجَلَسْتُ حَتَّى إِذَا قَضَى صَلاتَهُ أَتَيْتُهُ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ، وَإِنَّ مِمَّا أَحْدَثَ اللهُ أَنْ لا تَكَلَّمُوا فِي الصَّلاةِ».
[46] (781): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ الْمَدِينَةَ، فَبَيْنَا هُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، إِذْ قَالَ: يَا كَثِيرَ بْنَ الصَّلْتِ، اذْهَبْ إِلَى عَائِشَةَ، فَسَلْهَا عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ الْعَصْرِ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَذَهَبْتُ مَعَهُ إِلَى عَائِشَةَ، وَبَعَثَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ مَعَنَا، فَقَالَ: اذْهَبْ وَاسْمَعْ مَا تَقُولُهُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَتَى عَائِشَةَ، فَسُئِلَتْ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَتْ لَهُ: اذْهَبْ، فَسَلْ أُمَّ سَلَمَةَ، فَذَهَبْتُ مَعَهُ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَسَأَلَهَا، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَصَلَّى عِنْدِي رَكْعَتَيْنِ لَمْ أَكُنْ أَرَاهُ يُصَلِّيهِمَا، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ صَلَّيْتَ صَلاةً لَمْ أَكُنْ أَرَاكَ تُصَلِّيهَا؟، قَالَ: «إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَإِنَّهُ قَدِمَ عَلَيَّ وَفْدُ بَنِي تَمِيمٍ، أَوْ صَدَقَةٌ فَشَغَلُونِي عَنْهُمَا، فَهُمَا هَاتَانِ الرَّكْعَتَانِ».
[47] (1024): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهُ عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
¥(26/317)
: إِنَّمَا قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ «أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا»، فَقَدْ أَمِنَ النَّاسُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنْهُ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ».
[48] (1061): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلائِكَةٌ، يَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، الأَوَّلُ فَالأَوَّلُ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وَاسْتَمَعُوا الْخُطْبَةَ وَالْمُهَجِّرُ إِلَى الصَّلاةِ كَالْمُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ كَالْمُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ كَالْمُهْدِي كَبْشَاً» حَتَّى ذَكَرَ الدَّجَاجَةَ، وَالْبَيْضَةَ.
[49] (1127): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، فَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعْرِهِ، وَلا مِنْ بَشَرِهِ شَيْئَاً».
[50] (1135): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِ اللهِ، وَإِلَى الصَّلاةِ».
ـــ هَامِشٌ ـــ
(41) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (167).
(42) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (178).
(43) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (174).
(44) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (176).
(45) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (828).
(46) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (354).
(47) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (85).
(48) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (247).
(49) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (787).
(50) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (802).
¥(26/318)
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[11 - 05 - 09, 10:58 م]ـ
[51] (1153): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا الثِّقَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَخَذَتِ النَّاسَ رِيحٌ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، وَعُمَرُ حَاجٌّ فَاشْتَدَّتْ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِمَنْ حَوْلَهُ: مَا بَلَغَكُمْ فِي الرِّيحِ؟، فَلَمْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِ بِشَيْءٍ، فَبَلَغَنِي الَّذِي سَأَلَ عُمَرُ عَنْهُ مِنْ أَمْرِ الرِّيحِ، فَاسْتَحْثَثْتُ رَاحِلَتِي حَتَّى أَدْرَكْتُ عُمَرَ، وَكُنْتُ فِي مُؤَخَّرِ النَّاسِ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أُخْبِرْتُ أَنَّكَ سَأَلْتَ عَنِ الرِّيحِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، تَأْتِي بِالرَّحْمَةِ وَبِالْعَذَابِ، فَلا تَسُبُّوهَا، وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ خَيْرِهَا، وَعُوذُوا بِاللهِ مِنْ شَرِّهَا».
[52] (1157): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ سَمِعْتُ عَبَّادَ بْنَ تَمِيمٍ يُخْبِرُ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الْمَازِنِيِّ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
[53] (1352): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ إلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إنَّ دَوْسَاً قَدْ عَصَتْ وَأَبَتْ، فَادْعُ اللهَ عَلَيْهَا، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ النَّاسُ: هَلَكَتْ دَوْسٌ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسَاً، وَأَتِ بِهِمْ».
[54] (1514): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا الثِّقَةُ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عِكْرَمَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سُلَّ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
¥(26/319)
وَسَلَّمَ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ.
[55] (1537): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: تُوُفِّيَتِ ابْنَةٌ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، بِمَكَّةَ، فَجِئْنَا نَشْهَدُهَا، وَحَضَرَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ عُمَرَ، فَقَالَ: وَإِنِّي لَجَالِسٌ بَيْنَهُمَا جَلَسْتُ إِلَى أَحَدِهِمَا، ثُمَّ جَاءَ الآخَرُ، فَجَلَسَ إِلَيَّ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لِعَمْرِو بْنِ عُثْمانَ: أَلا تَنْهَى عَنِ الْبُكَاءِ؟، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ»، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَدْ كانَ عُمَرُ يَقُولُ بَعْضَ ذَلِكَ، ثُمَّ حَدَّثَ ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ: صَدَرْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ إِذَا بِرَكْبٍ تَحْتَ ظِلِّ شَجَرَةٍ، قَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ مَنْ هَؤُلاءِ الرَّكْبُ؟ فَذَهَبْتُ، فَإِذَا صُهَيْبٌ، قَالَ: ادْعُهُ، فَرَجَعْتُ إِلَى صُهَيْبٍ، فَقُلْتُ: ارْتَحِلْ، وَالْحَقْ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ، سَمِعْتُ صُهَيْبًا يَبْكِي وَيَقُولُ: وَاأُخَيَّاهُ وَاصَاحِبَاهُ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا صُهَيْبُ أَتَبْكِي عَلَيَّ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ»، قَالَ: فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَقَالَتْ: يَرْحَمُ اللهُ عُمَرَ، لا وَاللهِ مَا حَدَّثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ اللهَ يُعَذِّبُ الْمُؤْمِنَ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللهَ يَزِيدُ الْكَافِرَ عَذَابَاً بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ». فَقَالَتْ عَائِشَةُ: حَسْبُكُمُ الْقُرْآنُ «لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى»، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ عِنْدَ ذَلِكَ: وَاللهُ أَضْحَكَ وَأَبْكَى، قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: فَوَاللهِ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ مِنْ شَيْءٍ.
[56] (1538): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمْرَةَ أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا، وَذُكِرَ لَهَا أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّ الْمَيِّتِ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ، وَلَكِنَّهُ أَخْطَأَ أَوْ نَسِيَ، إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى يَهُودِيَّةٍ، وَهِيَ يَبْكِي عَلَيْهَا أَهْلُهَا، فَقَالَ: «إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا، وَإِنَّهَا لَتُعَذَّبُ فِي قَبْرِهَا».
¥(26/320)
[57] (1563): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَفْوَانَ الْجُمَحِيُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لا تُخَالِطُ الصَّدَقَةُ مَالاً إلاَّ أَهْلَكْتَهُ».
[58] (1564): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَتَاكُمُ الْمُصَدِّقُ، فَلا يُفَارِقَنَّكُمْ إِلاَّ عَنْ رِضَاً».
[59] (1568): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً مِنَ الأَسْدِ، يُقَالُ لَهُ ابْنُ اللُّتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: «مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ عَلَى بَعْضِ أَعْمَالِنَا، فَيَقُولُ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا لِي، فَهَلاَّ جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ، فَيَنْظُرَ أَيُهْدَى إِلَيْهِ أَمْ لا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَأْخُذُ مِنْهَا شَيْئًا إِلاَّ جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرَاً لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةٌ لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةٌ تَيْعَرُ» ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ».
[60] (1598): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامٍ يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ: أَنَّ رَجُلَيْنِ أَخْبَرَاهُ أَنَّهُمَا أَتَيَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَألاهُ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَصَعَّدَ فِيهِمَا، وَصَوَّبَ، فَقَالَ: «إنْ شِئْتُمَا
¥(26/321)
أَعْطَيْتُكُمَا، وَلا حَظَّ فِيهَا لِغَنِيٍّ، وَلا لِذِي قُوَّةٍ مُكْتَسِبٍ».
ـــ هَامِشٌ ـــ
(51) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (338).
(52) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (329).
(53) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (1251).
(54) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (1543).
(55) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (823).
(56) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (822).
(57) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (425).
ضَعِيفٌ. وَأَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (4/ 159) و «مَعْرِفَةُ السُّنَنِ» (2400) مِنْ طَرِيقِ الشَّافِعِيِّ بِهِ.
وَأَخْرَجَهُ الْحُمَيْدِيُّ (237)، وَالْبُخَارِيُّ «التَّارِيْخُ الْكبيرُ» (1/ 180/549)، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ «الْعِلَلُ وَمَعْرِفَةُ الرِّجَالِ» (5352)، وَالتِّرْمِذِيُّ «الْعِلَلُ الْكَبِيْرُ» (188)، وَالْبَزَّارُ كَمَا فِي «كَشْفِ الأَسْتَارِ» (881)، وَابْنُ عَدِيٍّ «الْكَامِلُ» (6/ 208)، وَالْحَاكِمُ «مَعْرِفَةُ عُلُومِ الْحَدِيثِ»، وَالْقَضَاعِيُّ «مُسْنَدُ الشِّهَابِ» (781،782)، وَالْبَيْهَقِيُّ «الْكُبْرَى» (4/ 159) و «شُعَبُ الإِيْمَانِ» (3/ 273/3522) مِنْ طُرُقٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ صَفْوَانَ الْجُمَحِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ بِهِ.
قُلْتُ: وَقَدْ تَحَرَّفَ اسْمُهُ عِنْدَ الْبَزَّارِ إِلَى: عُثْمَانِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيِّ، وَلَعَلَّهُ وَهْمٌ مِنْهُ.
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ «الْمَطَالِبُ الْعَالِيَةُ»: كَذَا وَقَعَ، وَأَظُنُّهُ انْقَلَبَ وَتَحَرَّفَ، فَقَدْ تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَفْوَانَ الْجُمَحِيُّ عَنْ هِشَامٍ، ولَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ.
وَقَالَ أبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَاً يَعْنِي الْبُخَارِيَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: هَكَذَا حَدَّثُونَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ صَفْوَانَ مَرْفُوعَاً، وَهَذَا حَدِيثُهُ، وَلا أَعْلَمُ أَحَدَاً رَفَعَ هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرَهُ.
وَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ ابْنُ عَدِيٍّ: وَمُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَفْوَانَ يُعْرَفُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَلا أَعْلَمُ أَنَّهُ رَوَاهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ غَيْرُهُ.
قُلْتُ: وَتَفَرُّدُهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ كَافٍ لِلدِّلالَةِ عَلَى ضَعْفِ الْحَدِيثِ.
فَقَدْ قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ «الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ» (8/ 24): سَأَلْتُ أَبِى عَنْهُ، فَقَالَ: هُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
(58) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (423).
(59) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (424).
(60) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (1633).
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 05 - 09, 08:01 ص]ـ
[61] (1631): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ عَجْلانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا مِنْ عَبْدٍ يَتَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلا يَقْبَلُ اللهُ إلاَّ طَيِّبَاً، وَلا يَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ إلاَّ طَيِّبٌ، إلاَّ كَأَنَّمَا يَضَعُهَا فِي يَدِ الرَّحْمَنِ، فَيُرَبِّيهَا لَهُ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى أَنَّ اللُّقْمَةَ لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِنَّهَا لِمِثْلُ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ»، ثُمَّ قَرَأَ «أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ».
¥(26/322)
[62] (1685): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عِنْدِي دِينَارٌ، قَالَ: «أَنْفِقْهُ عَلَى نَفْسِكَ»، قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، قَالَ: «أَنْفِقْهُ عَلَى وَلَدِكَ»، قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، قَالَ: «أَنْفِقْهُ عَلَى أَهْلِكَ»، قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، قَالَ: «أَنْفِقْهُ عَلَى خَادِمِكَ»، قَالَ: عِنْدِي آخَرُ، قَالَ: «أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ»، قَالَ سَعِيدٌ: ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ: يَقُولُ وَلَدُكَ: أَنْفِقْ عَلَيَّ، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي؟، تَقُولُ زَوْجَتُكَ: أَنْفِقْ عَلَيَّ أَوْ طَلِّقْنِي!، يَقُولُ خَادِمُكَ: أَنْفِقْ عَلَيَّ أَوْ بِعْنِي!.
[63] (1767): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ، فَصَامَ النَّاسُ مَعَهُ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ النَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمُ الصِّيَامُ، فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَشَرِبَ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ، فَأَفْطَرَ بَعْضُ النَّاسِ، وَصَامَ بَعْضٌ، فَبَلَغَهُ أَنَّ نَاسَاً صَامُوا، فَقَالَ: «أُولَئِكَ الْعُصَاةُ».
[64] (1812): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ عَمَّتِهِ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِي اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنَّا خَبَّأْنَا لَكَ حَيْسَاً، فَقَالَ: «أَمَا إِنِّي كُنْتُ أُرِيدُ الصَّوْمَ، وَلَكِنْ قَرِّبِيهِ».
¥(26/323)
[65] (1847): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قَعَدْنَا إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا الْحَاجُّ؟، قَالَ: «الشَّعِثُ التَّفِلُ»، فَقَامَ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْحَجِّ أَفْضَلُ؟، قَالَ: «الْعَجُّ وَالثَّجُّ»، فَقَامَ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا السَّبِيلُ؟، قَالَ: «زَادٌ، وَرَاحِلَةٌ».
[66] (1849): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَقُولُ: «لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، وَلا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ أَنْ تُسَافِرَ إِلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ»، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، وَإِنَّ امْرَأَتِي انْطَلَقَتْ حَاجَةً، فَقَالَ: «انْطَلِقْ، فَاحْجُجْ بِامْرَأَتِكَ».
[67] (1852): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَفَلَ، فَلَمَّا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ لَقِيَ رَكْبَاً، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، وَقَالَ: «مَنِ الْقَوْمُ؟»، فَقَالُوا: الْمُسْلِمُونَ، فَمَنِ الْقَوْمُ؟، قَالَ: «رَسُولُ اللهِ»، فَرَفَعَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ صَبِيَّاً لَهَا مِنْ مِحَفَّةٍ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلِهَذَا حَجٌّ؟، فَقَالَ: «نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ».
[68] (1860): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا مُسْلِمٌ وَسَعِيدٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يُسْئَلُ عَنِ الْمُهَلِّ، فَقَالَ: سَمِعْتُهُ ثُمَّ انْتَهَى أُرَاهُ يُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يُهِلُّ أَهْلِ
¥(26/324)
الْمَدِينَةِ مِنْ ذِي الْحُلَيْفَةِ، وَالطَّرِيقُ الأُخْرَى مِنَ الْجُحْفَةِ وَأَهْلُ الْمَغْرِبِ، وَيُهِلُّ أَهْلُ الْعِرَاقِ مِنْ ذَاتِ عِرْقٍ، وَيُهِلُّ أَهْلُ نَجْدٍ مِنْ قَرْنٍ، وَيُهِلُّ أَهْلُ الْيَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ».
[69] (1862): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا الدَّرَاوَرْدِيُّ وَحَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جِئْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ حَجَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «فَلَمَّا كُنَّا بِذِي الْحُلَيْفَةِ وَلَدَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ، فَأَمَرَهَا بِالْغُسْلِ وَالإِحْرَامِ».
[70] (1866): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَائِدَةَ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ تَلْبِيَتِهِ، سَأَلَ اللهَ رِضْوَانَهُ وَالْجَنَّةَ، وَاسْتَعْفَاهُ بِرَحْمَتِهِ مِنَ النَّارِ.
[71] (1872): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ، وَغَيْرُهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَالَ: قَدِمَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ سِعَايَتِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بِمَ أَهْلَلْتَ يَا عَلِيُّ؟»، قَالَ: بِمَا أَهَلَّ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «فَأَهْدِ، وَامْكُثْ حَرَامَاً كَمَا أَنْتَ»، قَالَ: فَأَهْدَى لَهُ عَلِيٌّ هَدْيَاً.
[72] (1876): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا مُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ حَجَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ، فَنَظَرْتُ مَدَّ بَصَرِي مِنْ بَيْنِ رَاكِبٍ وَرَاجِلٍ، بَيْنَ يَدَيْهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ، وَعَنْ شِمَالِهِ، وَمِنْ وَرَائِهِ، كُلُّهُمْ يُرِيدُ أَنْ
¥(26/325)
يَأْتَمَّ بِهِ، يَلْتَمِسُ أَنْ يَقُولَ كَمَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا يَنْوِي إلاَّ الْحَجَّ، وَلا يُعْرَفُ الْعُمْرَةُ فَلَمَّا طُفْنَا، فَكُنَّا عِنْدَ الْمَرْوَةِ، قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ، فَلْيَحْلِلْ، وَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً، وَلَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا أَهْدَيْتُ»، فَحَلَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ.
[73] (1897): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ مِقْسَمٍ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «تُرْفَعُ الأَيْدِي فِي الصَّلاةِ، وَإِذَا رُئِيَ الْبَيْتُ، وَعَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَعَشِيَّةَ عَرَفَةَ، وَبِجَمْعٍ، وَعِنْدَ الْجَمْرَتَيْنِ، وَعَلَى الْمَيِّتِ».
[74] (1913): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّتِهِ لا نَرَى إلاَّ الْحَجَّ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِسَرِفَ، أَوْ قَرِيبَاً مِنْهَا حِضْتُ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: «مَالَكِ أَنَفِسْتِ؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ اللهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، فَاقْضِي مَا يَقْضِي الْحَاجُّ، غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ»، قَالَتْ: وَضَحَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نِسَائِهِ الْبَقَرَ.
[75] (1915): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ مَوْلَى السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِيمَا بَيْنَ رُكْنِ بَنِي جُمَحَ وَالرُّكْنِ الأَسْوَدِ: «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ».
¥(26/326)
[76] (1950): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ وَسَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْدَفَهُ مِنْ جَمْعٍ إِلَى مِنَىً، فَلَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى الْجَمْرَةَ.
[77] (1969): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لأَهْلِ السِّقَايَةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ أَنْ يَبِيتُوا بِمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنَىً.
[78] (1972): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَنْصَرِفُونَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يَنْفِرَنَّ أَحَدٌ مِنَ الْحَاجِّ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بِالبَيْتِ».
[79] (1977): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الشَّعْثَاءِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: «إِذَا لَمْ يَجِدِ الْمُحْرِمُ نَعْلَيْنِ لَبِسَ الْخُفَّيْنِ، وَإِذَا لَمْ يَجِدْ إِزَارَاً لَبِسَ السَّرَاوِيلَ».
[80] (1979): أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِسَائِيُّ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ (ح) وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّالِحِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَارِفُ قَالا: أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَنْبَأَنَا الرَّبِيعُ أَنْبَأَنَا الشَّافِعِيُّ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْجِعْرَانَةِ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ وَعَلَيْهِ مُقَطَّعَةٌ، يَعْنِي جُبَّةً، وَهُوَ مُتَضَمِّخٌ بِالْخَلُوقِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَحْرَمْتُ بِالْعُمْرَةِ وَهَذِهِ عَلَيَّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا كُنْتَ صَانِعَاً فِي حَجِّكِ؟»، قَالَ: كُنْتُ أَنْزِعُ هَذِهِ الْمُقَطَّعَةَ وَأَغْسِلُ هَذَا الْخَلُوقَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَمَا كُنْتَ صَانِعَاً فِي حَجَّتِكَ فَاصْنَعْهُ فِي عُمْرَتِكَ».
ـــ هَامِشٌ ـــ
(61) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (428).
(62) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (1188).
(63) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (709).
(64) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (353).
(65) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (459).
(66) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (767).
(67) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (450).
(68) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (486).
(69) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (495).
(70) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (537).
(71) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (465).
(72) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (466).
(73) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (549).
(74) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (469).
(75) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (560).
(76) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (1582).
(77) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (1619).
(78) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (580).
(79) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (499).
(80) مُسْنَدُ الشَّافِعِيِّ (524).
¥(26/327)
ـ[أبوالحسين الدوسري]ــــــــ[12 - 05 - 09, 10:14 ص]ـ
شيخنا الفاضل جزاكم الله خيرا الجزاء على ماتقومون به من خدمة للسنة النبوية، وأود أن أوضح ياشيخناأن طلبة العلم في حاجة للإستفادة من علمكم ببعض المسائل المهمة في هذا العلم الشربف ولم يتطرق لها الا القلة من أهل العلم فيما أعلم ومن أهمها الطريقة المثلى لحفظ الأحاديث بالأسانيد وفضيلتكم أهل لذلك.فهل نرى إجابة لطلبنا الذي أظن أنه يشاركني فيه جمع من طلبة العلم.(26/328)
في حاجة إلى معلومات حول السنة وعلم النفس (م. ع.الهاشمي)
ـ[مير اكبر]ــــــــ[22 - 04 - 09, 06:14 م]ـ
الإخوة الأفاضل أنا أريد المعلومات حول السنة وعلم النفس، فمن كانت عنده معلومات حول هذا الموضوع فليتفضل مشكورا. وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو روضة الأزهري]ــــــــ[20 - 05 - 09, 04:52 م]ـ
للدكتور محمد عثمان نجاتي كتاب بعنوان الحديث النبوي وعلم النفس على أنه لا بد من التنبيه على أن الأصل الذي بني عليه علم النفس المعاصر -كشأن سائر العلوم الاجماعية والإنسانية الحديثة-في مدارسه المختلفة علماني، منطلقه الإلحاد ومن يرد أن يبحث في هذه الزاوية لابد أن يعرف أولا كيف نظر المسلمون للإنسان. وكيف ربطوا وجوده بكونه عبدا للخالق وهذا تجده في كتابات أمثال الغزالي وابن القيم وابن خلدون ... إلخ ممن عني بدراسة الإنسان والاجتماع فتمسك بذلك والله يعينك.(26/329)
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[محمد المسلم السلفي]ــــــــ[23 - 04 - 09, 12:35 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فإن الله عز وجل منَّ على البشرية ببعثة الرسل وخص هذه الأمة الخاتمة للأمم بخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقول الله جل ذكره (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده)
الشرح:
قال البخاري رحمه الله تعالى ورضي الله عنه: (بسم الله الرحمن الرحيم - كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) هكذا في رواية أبي ذر والأصيلي بغير " باب " وثبت في رواية غيرهما، فحكى عياض ومن تبعه فيه التنوين وتركه.
وقال الكرماني: يجوز فيه الإسكان على سبيل التعداد للأبواب. فلا يكون له إعراب.
وقد اعترض على المصنف لكونه لم يفتتح الكتاب بخطبة تنبئ عن مقصوده مفتتحة بالحمد والشهادة امتثالا لقوله صلى الله عليه وسلم " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع "، وقوله " كل خطبة ليس فيها شهادة فهي كاليد الجذماء ". أخرجهما أبو داود وغيره من حديث أبي هريرة.
والجواب عن الأول: أن الخطبة لا يتحتم فيها سياق واحد يمتنع العدول عنه، بل الغرض منها الافتتاح بما يدل على المقصود، وقد صَدّرَ الكتاب بترجمة بدء الوحي، وبالحديث الدال على مقصوده، المشتمل على أن العمل دائر مع النية. فكأنه يقول: قصدت جمع وحي السنة المتلقَّى عن خير البرية على وجه سيظهر حسن عملي فيه من قصدي، وإنما لكل امرئ ما نوى، فاكتفى بالتلويح عن التصريح.
وقد سلك هذه الطريقة في معظم تراجم هذا الكتاب على ما سيظهر بالاستقراء.
والجواب عن الثاني: أن الحديثين ليسا على شرطه، بل في كل منهما مقال.
سلمنا صلاحيتهما للحجة لكن ليس فيهما أن ذلك يتعين بالنطق والكتابة معا، فلعله حمد وتشهد نطقا عند وضع الكتاب، ولم يكتب ذلك اقتصارا على البسملة، لأن القدر الذي يجمع الأمور الثلاثة ذكر الله وقد حصل بها، ويؤيده أن أول شيء نزل من القرآن (اقرأ باسم ربك) (**********: openquran(95,1,1)) فطريق التأسي به الافتتاح بالبسملة والاقتصار عليها، لا سيما وحكاية ذلك من جملة ما تضمنه هذا الباب الأول، بل هو المقصود بالذات من أحاديثه.
ويؤيده أيضا وقوع كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملوك، وكتبه في القضايا مفتتحة بالتسمية دون حمدلة وغيرها، كما سيأتي في حديث أبي سفيان في قصة هرقل في هذا الباب، وكما سيأتي في حديث البراء في قصة سهيل ابن عمرو في صلح الحديبية، وغير ذلك من الأحاديث.
وهذا يشعر بأن لفظ الحمد والشهادة، إنما يحتاج إليه في الخطب دون الرسائل والوثائق، فكأن المصنف لما لم يفتتح كتابه بخطبة، أجراه مجرى الرسائل إلى أهل العلم، لينتفعوا بما فيه تعلما وتعليما.
وقد أجاب من شرح هذا الكتاب بأجوبة أخر فيها نظر، منها: أنه تعارض عنده الابتداء بالتسمية والحمدلة، فلو ابتدأ بالحمدلة لخالف العادة، أو بالتسمية لم يعد مبتدئا بالحمدلة فاكتفى بالتسمية.
وتعقب بأنه لو جمع بينهما، لكان مبتدئا بالحمدلة بالنسبة إلى ما بعد التسمية، وهذه هي النكتة في حذف العاطف، فيكون أولى لموافقته الكتاب العزيز، فإن الصحابة افتتحوا كتابة الإمام الكبير بالتسمية والحمد وتلوها، وتبعهم جميع من كتب المصحف بعدهم في جميع الأمصار، من يقول بأن البسملة آية من أول الفاتحة، ومن لا يقول ذلك.
ومنها أنه راعى قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) (**********: openquran(48,1,1)) فلم يقدم على كلام الله ورسوله شيئا، واكتفى بها عن كلام نفسه، وتعقب بأنه كان يمكنه أن يأتي بلفظ الحمد من كلام الله تعالى، وأيضا فقد قدم الترجمة وهي من كلامه على الآية، وكذا ساق السند قبل لفظ الحديث، والجواب عن ذلك: بأن الترجمة والسند وإن كانا متقدمين لفظا، لكنهما متأخران تقديرا فيه نظر.
¥(26/330)
وأبعد من ذلك كله، قول من ادعى: أنه ابتدأ بخطبة فيها حمد وشهادة، فحذفها بعض من حمل عنه الكتاب. (1/ 9)
وكأن قائل هذا ما رأى تصانيف الأئمة من شيوخ البخاري، وشيوخ شيوخه وأهل عصره كمالك في الموطأ، وعبد الرزاق في المصنف، وأحمد في المسند، وأبي داود في السنن، إلى ما لا يحصى ممن لم يقدم في ابتداء تصنيفه خطبة، ولم يزد على التسمية، وهم الأكثر، والقليل منهم من افتتح كتابه بخطبة، أفيقال في كل من هؤلاء: إن الرواة عنه حذفوا ذلك؟ كلا، بل يحمل ذلك من صنيعهم، على أنهم حمدوا لفظا.
ويؤيده ما رواه الخطيب في الجامع عن أحمد: أنه كان يتلفظ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إذا كتب الحديث ولا يكتبها، والحامل له على ذلك إسراع أو غيره، أو يحمل على أنهم رأوا ذلك مختصا بالخطب دون الكتب كما تقدم، ولهذا من افتتح كتابه منهم بخطبة، حمد وتشهد كما صنع مسلم، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
وقد استقر عمل الأئمة المصنفين، افتتاح كتب العلم بالبسملة وكذا معظم كتب الرسائل، واختلف القدماء فيما إذا كان الكتاب كله شعرا، فجاء عن الشعبي منع ذلك، وعن الزهري قال: مضت السنة أن لا يكتب في الشعر بسم الله الرحمن الرحيم، وعن سعيد بن جبير جواز ذلك، وتابعه على ذلك الجمهور.
وقال الخطيب: هو المختار.
قوله: (بدء الوحي) قال عياض: روي بالهمز مع سكون الدال من الابتداء، وبغير همز مع ضم الدال وتشديد الواو من الظهور.
قلت: ولم أره مضبوطا في شيء من الروايات التي اتصلت لنا، إلا أنه وقع في بعضها " كيف كان ابتداء الوحي "، فهذا يرجح الأول، وهو الذي سمعناه من أفواه المشايخ.
وقد استعمل المصنف هذه العبارة كثيرا، كبدء الحيض، وبدء الأذان، وبدء الخلق.
والوحي لغة: الإعلام في خفاء، والوحي أيضا: الكتابة والمكتوب والبعث والإلهام والأمر والإيماء والإشارة والتصويت شيئا بعد شيء.
وقيل: أصله التفهيم، وكل ما دللت به من كلام أو كتابة أو رسالة أو إشارة فهو وحي.
وشرعا: الإعلام بالشرع.
وقد يطلق الوحي ويراد به اسم المفعول منه أي الموحى، وهو: كلام الله المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد اعترض محمد بن إسماعيل التيمي على هذه الترجمة، فقال: لو قال: كيف كان الوحي لكان أحسن، لأنه تعرض فيه لبيان كيفية الوحي، لا لبيان كيفية بدء الوحي فقط.
وتعقب بأن المراد من بدء الوحي، حاله مع كل ما يتعلق بشأنه.
أي تعلق كان.
والله أعلم.
قوله: (وقول الله) هو بالرفع على حذف الباب عطفا على الجملة، لأنها في محل رفع، وكذا على تنوين باب.
وبالجر عطفا على كيف، وإثبات باب بغير تنوين، والتقدير باب معنى قول الله كذا، أو الاحتجاج بقول الله كذا، ولا يصح تقدير كيفية قول الله، لأن كلام الله لا يكيف قاله عياض، ويجوز رفع.
وقول الله على القطع وغيره.
قوله: (إنا أوحينا إليك. . . . الآية) قيل: قدم ذكر نوح فيها لأنه أول نبي أرسل، أو أول نبي عوقب قومه، فلا يرد كون آدم أول الأنبياء مطلقا، كما سيأتي بسط القول في ذلك في الكلام على حديث الشفاعة.
ومناسبة الآية للترجمة واضح من جهة: أن صفة الوحي إلى نبينا -صلى الله عليه وسلم -توافق صفة الوحي إلى من تقدمه من النبيين، ومن جهة: أن أول أحوال النبيين في الوحي بالرؤيا، كما رواه أبو نعيم في الدلائل بإسناد حسن عن علقمة بن قيس صاحب ابن مسعود قال: إن أول ما يؤتى به الأنبياء في المنام حتى تهدأ قلوبهم، ثم ينزل الوحي بعد في اليقظة.(26/331)
الصلاة من الكتاب وسنة
ـ[محمد المسلم السلفي]ــــــــ[23 - 04 - 09, 12:50 ص]ـ
ـ[محمد المسلم السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 10:02 م]ـ
news:news.google.com.sa/nwshp?hl=ar&tab=wn
ـ[محمد المسلم السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 10:17 م]ـ
http://news.google.com.sa/nwshp?hl=ar&tab=wn(26/332)
قوة عقلك الباطن
ـ[محمد المسلم السلفي]ــــــــ[23 - 04 - 09, 01:47 ص]ـ
ـ[محمد المسلم السلفي]ــــــــ[23 - 04 - 09, 02:38 ص]ـ(26/333)
الصلاة من الكتاب والسنه
ـ[محمد المسلم السلفي]ــــــــ[23 - 04 - 09, 02:17 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فإن الله عز وجل منَّ على البشرية ببعثة الرسل وخص هذه الأمة الخاتمة للأمم بخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
يقول الله عز وجل عن الصلاة في كتابة
1 البقرة 2 3 الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
ويقول سبحانه
2 البقرة 2 43 وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ
ويقول سبحانه
3 البقرة 2 83 وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلا قَلِيلا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ
ويقول سبحانه
4 البقرة 2 110 وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
ويقول سبحانه
5 البقرة 2 177 لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ
ويقول سبحانه
6 البقرة 2 277 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ
ويقول سبحانه
7 النساء 4 43 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا
ويقول سبحانه
8 النساء 4 77 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلا
ويقول سبحانه
9 النساء 4 101 وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا
ويقول سبحانه
¥(26/334)
10 النساء 4 102 وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا
ويقول سبحانه
11 النساء 4 103 فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا
ويقول سبحانه
12 النساء 4 142 إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا
ويقول سبحانه
13 النساء 4 162 لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا
ويقول سبحانه
14 المائدة 5 6 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
ويقول سبحانه
15 المائدة 5 12 وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ
ويقول سبحانه
16 المائدة 5 55 إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ
ويقول سبحانه
17 المائدة 5 58 وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ
ويقول سبحانه
18 المائدة 5 91 إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ
ويقول سبحانه
19 المائدة 5 106 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الآثِمِينَ
ويقول سبحانه
20 الأنعام 6 72 وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
ويقول سبحانه
¥(26/335)
21 الأعراف 7 170 وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ
ويقول سبحانه
22 الأنفال 8 3 الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
ويقول سبحانه
23 التوبة 9 5 فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
ويقول سبحانه
24 التوبة 9 11 فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
ويقول سبحانه
25 التوبة 9 18 إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ
ويقول سبحانه
26 التوبة 9 54 وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلا وَهُمْ كَارِهُونَ
ويقول سبحانه
27 التوبة 9 71 وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
ويقول سبحانه
28 يونس 10 87 وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
ويقول سبحانه
29 هود 11 114 وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ
ويقول سبحانه
30 الرعد 13 22 وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ
ويقول سبحانه
31 إبراهيم 14 31 قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ
ويقول سبحانه
32 إبراهيم 14 37 رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ
ويقول سبحانه
33 إبراهيم 14 40 رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ
ويقول سبحانه
34 الإسراء 17 78 أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا
ويقول سبحانه
35 مريم 19 59 فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا
ويقول سبحانه
36 طه 20 14 إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي
ويقول سبحانه
37 الأنبياء 21 73 وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ
ويقول سبحانه
38 الحج 22 35 الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
ويقول سبحانه
¥(26/336)
39 الحج 22 41 الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ
ويقول سبحانه
40 الحج 22 78 وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ
ويقول سبحانه
41 النور 24 37 رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ
ويقول سبحانه
42 النور 24 56 وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
ويقول سبحانه
43 النمل 27 3 الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
ويقول سبحانه
44 العنكبوت 29 45 اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ
ويقول سبحانه
45 الروم 30 31 مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ
ويقول سبحانه
46 لقمان 31 4 الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
ويقول سبحانه
47 لقمان 31 17 يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ
ويقول سبحانه
48 الأحزاب 33 33 وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا
ويقول سبحانه
49 فاطر 35 18 وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
ويقول سبحانه
50 فاطر 35 29 إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ
ويقول سبحانه
51 الشورى 42 38 وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
ويقول سبحانه
52 المجادلة 58 13 أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
ويقول سبحانه
53 الجمعة 62 10 فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
ويقول سبحانه
¥(26/337)
54 المزمل 73 20 إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
ويقول سبحانه
55 البينة 98 5 وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
ويقول علية الصلاة وسلام
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْحَكَمِ حَدَّثَهُمْ أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي الْعَتَّابِ وَابْنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جِئْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ وَنَحْنُ سُجُودٌ فَاسْجُدُوا وَلَا تَعُدُّوهَا شَيْئًا وَمَنْ أَدْرَكَ الرَّكْعَةَ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ
(وَنَحْنُ سُجُود)
: مَعَ سَاجِد وَالْجُمْلَة حَالِيَّة
(فَاسْجُدُوا)
: فِيهِ مَشْرُوعِيَّة السُّجُود مَعَ الْإِمَام لِمَنْ أَدْرَكَهُ سَاجِدًا
(وَلَا تَعُدُّوهَا شَيْئًا)
: بِضَمِّ الْعَيْن وَتَشْدِيد الدَّال , أَيْ لَا تَحْسِبُوهُ شَيْئًا , وَالْمَعْنَى وَافِقُوهُ فِي السُّجُود وَلَا تَجْعَلُوا ذَلِكَ رَكْعَة
(وَمَنْ أَدْرَكَ الرَّكْعَة)
: قِيلَ الْمُرَاد بِهِ هَاهُنَا الرُّكُوع فَيَكُون مُدْرِك الْإِمَام رَاكِعًا مُدْرِكًا لِتِلْكَ الرَّكْعَة , وَفِيهِ نَظَر لِأَنَّ الرَّكْعَة حَقِيقَة لِجَمِيعِهَا , وَإِطْلَاقهَا عَلَى الرُّكُوع وَمَا بَعْده مَجَاز لَا يُصَار إِلَيْهِ إِلَّا لِقَرِينَةٍ كَمَا وَقَعَ عِنْد مُسْلِم مِنْ حَدِيث الْبَرَاء بِلَفْظِ: فَوَجَدْت قِيَامه فَرَكْعَته فَاعْتِدَاله فَسَجَدْته , فَإِنَّ وُقُوع الرَّكْعَة فِي مُقَابَلَة الْقِيَام وَالِاعْتِدَال وَالسُّجُود قَرِينَة تَدُلّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِهَا الرُّكُوع , وَهَاهُنَا لَيْسَتْ قَرِينَة تَصْرِف عَنْ حَقِيقَة الرَّكْعَة , فَلَيْسَ فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ مُدْرِك الْإِمَام رَاكِعًا مُدْرِك لِتِلْكَ الرَّكْعَة.
وَاعْلَمْ أَنَّهُ ذَهَبَ الْجُمْهُور مِنْ الْأَئِمَّة إِلَى أَنَّ مَنْ أَدْرَكَ الْإِمَام رَاكِعًا دَخَلَ مَعَهُ وَاعْتَدَّ بِتِلْكَ الرَّكْعَة وَإِنْ لَمْ يُدْرِك شَيْئًا مِنْ الْقِرَاءَة , وَذَهَبَ جَمَاعَة إِلَى أَنَّ مَنْ أَدْرَكَ الْإِمَام رَاكِعًا لَمْ تُحْسَب لَهُ تِلْكَ الرَّكْعَة وَهُوَ قَوْل أَبِي هُرَيْرَة وَحَكَاهُ الْبُخَارِيّ فِي الْقِرَاءَة خَلْف الْإِمَام عَنْ كُلّ مَنْ ذَهَبَ إِلَى وُجُوب الْقِرَاءَة خَلْف الْإِمَام وَاخْتَارَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ وَالضُّبَعِيّ وَغَيْرهمَا مِنْ مُحَدِّثِي الشَّافِعِيَّة وَقَوَّاهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدِّين السُّبْكِيّ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ وَرَجَّحَهُ الْمَقْبِلِيّ قَالَ: وَقَدْ بَحَثْت هَذِهِ الْمَسْأَلَة وَأَحَطْتهَا فِي جَمِيع بَحْثِي فِقْهًا وَحَدِيثًا فَلَمْ أَحْصُل مِنْهَا عَلَى غَيْر مَا ذَكَرْت يَعْنِي مِنْ عَدَم الِاعْتِدَاد بِإِدْرَاكِ الرُّكُوع فَقَطْ.
¥(26/338)
وَاسْتَدَلَّ الْجُمْهُور بِحَدِيثِ الْبَاب , لَكِنْ الِاسْتِدْلَال بِهِ مَوْقُوف عَلَى إِرَادَة الرُّكُوع مِنْ الرَّكْعَة وَقَدْ عَرَفْت مَا فِيهِ , وَبِحَدِيثِ أَبِي بَكْر حَيْثُ صَلَّى خَلْف الصَّفّ مَخَافَة أَنْ تَفُوتهُ الرَّكْعَة فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " زَادَك اللَّه حِرْصًا وَلَا تَعُدْ " وَلَمْ يَأْمُر بِإِعَادَةِ الرَّكْعَة. قَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي النَّيْل: لَيْسَ فِيهِ مَا يَدُلّ عَلَى مَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ , لِأَنَّهُ كَمَا لَمْ يَأْمُرهُ بِالْإِعَادَةِ لَمْ يُنْقَل إِلَيْنَا أَنَّهُ اِعْتَدَّ بِهَا , وَالدُّعَاء لَهُ بِالْحِرْصِ لَا يَسْتَلْزِم الِاعْتِدَاد بِهَا لِأَنَّ الْكَوْن مَعَ الْإِمَام مَأْمُور بِهِ سَوَاء كَانَ الشَّيْء الَّذِي يُدْرِكهُ الْمُؤْتَمّ مُعْتَدًّا بِهِ أَمْ لَا كَمَا فِي الْحَدِيث " إِذَا جِئْتُمْ إِلَى الصَّلَاة وَنَحْنُ سُجُود فَاسْجُدُوا وَلَا تُعَدِّدُوهَا شَيْئًا " عَلَى أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ نَهَى أَبَا بَكْر عَنْ الْعَوْد إِلَى ذَلِكَ , وَالِاحْتِجَاج بِشَيْءٍ قَدْ نُهِيَ عَنْهُ لَا يَصِحّ. وَقَدْ أَجَابَ اِبْن حَزْم فِي الْمُحَلَّى عَنْ حَدِيث أَبِي بَكْر فَقَالَ: إِنَّهُ لَا حُجَّة لَهُمْ فِيهِ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ اِجْتِزَاء بِتِلْكَ الرَّكْعَة. اِنْتَهَى. وَبِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة: " مَنْ أَدْرَكَ الرُّكُوع مِنْ الرَّكْعَة الْأَخِيرَة فِي صَلَاته يَوْم الْجُمُعَة فَلْيُضِفْ إِلَيْهَا رَكْعَة أُخْرَى " رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ لَكِنْ فِي إِسْنَاده يَاسِين بْن مُعَاذ وَهُوَ مَتْرُوك فَلَا يَقُوم بِهِ الْحُجَّة.
وَاسْتَدَلَّ مَنْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ مَنْ أَدْرَكَ الْإِمَام رَاكِعًا لَمْ تُحْسَب لَهُ تِلْكَ الرَّكْعَة بِحَدِيثِ: " مَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا " أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ بِأَنَّهُ أَمَرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِتْمَامِ مَا فَاتَهُ , وَمَنْ أَدْرَكَ الْإِمَام رَاكِعًا فَإِنَّهُ الْقِيَام وَالْقِرَاءَة فِيهِ وَهُمَا فَرْضَانِ فَلَا بُدّ لَهُ مِنْ إِتْمَامهمَا , وَبِمَا رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَ الْإِمَام فِي الرُّكُوع فَلْيَرْكَعْ مَعَهُ وَلْيُعِدْ الرَّكْعَة " وَقَدْ رَوَاهُ الْبُخَارِيّ فِي الْقِرَاءَة خَلْف الْإِمَام مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة أَنَّهُ قَالَ " إِنْ أَدْرَكْت الْقَوْم رُكُوعًا لَمْ تَعْتَدّ بِتِلْكَ الرَّكْعَة. قَالَ الْحَافِظ: وَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوف عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مَوْقُوفًا , وَأَمَّا الْمَرْفُوع فَلَا أَصْل لَهُ. قَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي النَّيْل: قَدْ عَرَفْت مِمَّا سَلَفَ وُجُوب الْفَاتِحَة عَلَى كُلّ إِمَام وَمَأْمُوم فِي كُلّ رَكْعَة , وَعَرَّفْنَاك أَنَّ تِلْكَ الْأَدِلَّة صَالِحَة لِلِاحْتِجَاجِ بِهَا عَلَى أَنَّ قِرَاءَة الْفَاتِحَة مِنْ شُرُوط صِحَّة الصَّلَاة فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهَا تَصِحّ صَلَاة مِنْ الصَّلَوَات أَوْ رَكْعَة مِنْ الرَّكَعَات بِدُونِ فَاتِحَة الْكِتَاب فَهُوَ مُحْتَاج إِلَى إِقَامَة بُرْهَان يُخَصِّص تِلْكَ الْأَدِلَّة , وَمِنْ هَاهُنَا يَتَبَيَّن لَك ضَعْف مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْجُمْهُور أَنَّ مَنْ أَدْرَكَ الْإِمَام رَاكِعًا دَخَلَ مَعَهُ وَاعْتَدَّ بِتِلْكَ الرَّكْعَة , وَإِنْ لَمْ يُدْرِك شَيْئًا مِنْ الْقِرَاءَة ثُمَّ بَيَّنَ دَلَائِل الْفَرِيقَيْنِ وَرَجَّحَ خِلَاف مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْجُمْهُور , وَقَالَ: قَدْ أَلَّفَ السَّيِّد الْعَلَّامَة مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْأَمِير رِسَالَة فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة وَرَجَّحَ مَذْهَب الْجُمْهُور , وَقَدْ كَتَبْت أَبْحَاثًا فِي الْجَوَاب عَلَيْهَا. اِنْتَهَى كَلَام الشَّوْكَانِيِّ فِي النَّيْل مُلَخَّصًا مُحَرَّرًا.
¥(26/339)
قُلْت: حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة سَكَتَ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ ثُمَّ الْمُنْذِرِيُّ فِي مُخْتَصَره وَفِيهِ يَحْيَى بْن أَبِي سُلَيْمَان الْمَدِينِيّ. قَالَ أَمِير الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيث مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ فِي جُزْء الْقِرَاءَة: وَيَحْيَى هَذَا مُنْكَر الْحَدِيث رَوَى عَنْهُ أَبُو سَعِيد مَوْلَى بَنِي هَاشِم وَعَبْد اللَّه بْن رَجَاء الْبَصْرِيّ مَنَاكِير وَلَمْ يَتَبَيَّن سَمَاعه مِنْ زَيْد وَلَا مِنْ اِبْن الْمَقْبُرِيِّ وَلَا تَقُوم بِهِ الْحُجَّة. اِنْتَهَى. وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْمَعْرِفَة: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْد اللَّه الْحَافِظ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْن بْن الْحَسَن بْن أَيُّوب حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْن أَبِي مَيْسَرَة حَدَّثَنَا اِبْن أَبِي مَرْيَم حَدَّثَنَا نَافِع بْن يَزِيد حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن أَبِي سُلَيْمَان عَنْ زَيْد بْن أَبِي عَتَّاب وَسَعِيد بْن أَبِي سَعِيد الْمَقْبُرِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا جِئْتُمْ إِلَى الصَّلَاة وَنَحْنُ سُجُود فَاسْجُدُوا وَلَا تَعُدُّوهَا شَيْئًا , وَمَنْ أَدْرَكَ الرَّكْعَة فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاة " تَفَرَّدَ بِهِ يَحْيَى بْن أَبِي سُلَيْمَان هَذَا وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ اِنْتَهَى. وَفِي الْمِيزَان وَالتَّهْذِيب يَحْيَى بْن أَبِي سُلَيْمَان الْمَدَنِيّ رَوَى عَنْ الْمَقْبُرِيِّ وَعَطَاء وَعَنْهُ شُعْبَة وَأَبُو سَعِيد مَوْلَى بَنِي هَاشِم وَأَبُو الْوَلِيد. قَالَ أَبُو حَاتِم يُكْتَب حَدِيثه وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ , وَذَكَرَهُ اِبْن حِبَّان فِي الثِّقَات وَوَثَّقَهُ الْحَاكِم , وَقَالَ الْبُخَارِيّ مُنْكَر الْحَدِيث. اِنْتَهَى.
وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ هَذِهِ الطَّرِيق , أَيْ طَرِيق نَافِع بْن يَزِيد , كَمَا ذَكَرَهُ أَبُو دَاوُدَ سَنَدًا وَمَتْنًا , وَرَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ أَيْضًا مِنْ وَجْه آخَر وَهَذَا لَفْظه: حَدَّثَنَا أَبُو طَالِب الْحَافِظ حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الْحَجَّاج بْن رِشْدِين حَدَّثَنَا عَمْرو بْن سِوَار وَمُحَمَّد بْن يَحْيَى بْن إِسْمَاعِيل قَالَا حَدَّثَنَا اِبْن وَهْب ح. وَحَدَّثَنَا أَبُو طَالِب أَخْبَرَنَا اِبْن رِشْدِين حَدَّثَنَا حَرْمَلَة حَدَّثَنَا اِبْن وَهْب حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن حُمَيْدٍ عَنْ قُرَّة بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ اِبْن شِهَاب أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَة مِنْ الصَّلَاة فَقَدْ أَدْرَكَهَا قَبْل أَنْ يُقِيم الْإِمَام صُلْبه " قَالَ فِي التَّعْلِيق الْمَعْنَى عَلَى سُنَن الدَّارَقُطْنِيِّ: الْحَدِيث فِيهِ يَحْيَى بْن حُمَيْدٍ , قَالَ الْبُخَارِيّ: لَا يُتَابَع فِي حَدِيثه , وَضَعَّفَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ. وَأَمَّا قُرَّة بْن عَبْد الرَّحْمَن فَأَخْرَجَ لَهُ مُسْلِم فِي الشَّوَاهِد , وَقَالَ الْجُوزَجَانِيُّ: سَمِعْت أَحْمَد يَقُول: مُنْكَر الْحَدِيث جِدًّا , وَقَالَ يَحْيَى: ضَعِيف الْحَدِيث , وَقَالَ أَبُو حَاتِم: لَيْسَ بِقَوِيٍّ. اِنْتَهَى.
وَرَجَّحَ الْإِمَام أَوْ عَبْد اللَّه الْبُخَارِيّ رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى مَذْهَب مَنْ يَقُول بِعَدَمِ الِاعْتِدَاد بِإِدْرَاكِ الرُّكُوع فَقَطْ , وَحَقَّقَ هَذِهِ الْمَسْأَلَة فِي كِتَابه جُزْء الْقِرَاءَة مَا مُلَخَّصه قَالَ الْبُخَارِيّ: وَتَوَاتُر الْخَبَر عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَلَاة إِلَّا بِقِرَاءَةِ أُمّ الْقُرْآن " ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْ طَرِيق أَبِي الزَّاهِرِيَّة عَنْ كَثِير بْن مُرَّة الْحَضْرَمِيّ قَالَ سَمِعْت أَبَا الدَّرْدَاء يَقُول " سُئِلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفِي كُلّ صَلَاة قِرَاءَة؟ قَالَ نَعَمْ , فَقَالَ رَجُل مِنْ الْأَنْصَار وَجَبَتْ هَذِهِ ".
¥(26/340)
وَأَمَّا حَدِيث " مَنْ كَانَ لَهُ إِمَام فَقِرَاءَة الْإِمَام لَهُ قِرَاءَة " فَهَذَا خَبَر لَمْ يَثْبُت عِنْد أَهْل الْعِلْم مِنْ أَهْل الْحِجَاز وَأَهْل الْعِرَاق لِإِرْسَالِهِ وَانْقِطَاعه رَوَاهُ اِبْن شَدَّاد عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَرَوَى الْحَسَن بْن صَالِح عَنْ جَابِر عَنْ أَبِي الزُّبَيْر عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَا يَدْرِي أَسَمِعَ جَابِر مِنْ أَبِي الزُّبَيْر. وَذُكِرَ عَنْ عُبَادَةَ بْن الصَّامِت وَعَبْد اللَّه بْن عَمْرو " صَلَّى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاة الْفَجْر فَقَرَأَ رَجُل خَلْفه , فَقَالَ: لَا يَقْرَأَنَّ أَحَدكُمْ وَالْإِمَام يَقْرَأ إِلَّا بِأُمِّ الْقُرْآن " فَلَوْ ثَبَتَ الْخَبَرَانِ كِلَاهُمَا لَكَانَ هَذَا مُسْتَثْنًى مِنْ الْأَوَّل لِقَوْلِهِ: لَا يَقْرَأَنَّ إِلَّا بِأُمِّ الْكِتَاب. وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة وَعَائِشَة قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ صَلَّى صَلَاة لَمْ يَقْرَأ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآن فَهِيَ خِدَاج ".
قَالَ الْبُخَارِيّ: فَإِنْ اِحْتَجَّ مُحْتَجّ فَقَالَ إِذَا أَدْرَكَ الرُّكُوع جَازَتْ فَكَمَا أَجَازَتْهُ فِي الرَّكْعَة كَذَلِكَ يُجْزِيه فِي الرَّكَعَات , قِيلَ إِنَّمَا أَجَازَ ابْن ثَابِت وَابْن عَمْرو الَّذِينَ لَمْ يَرَوْا الْقِرَاءَة خَلْف الْإِمَام. فَأَمَّا مَنْ رَأَى الْقِرَاءَة فَقَدْ قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: لَا يُجْزِيه حَتَّى يُدْرِك الْإِمَام. وَقَالَ أَبُو سَعِيد وَعَائِشَة " لَا يَرْكَع أَحَدكُمْ حَتَّى يَقْرَأ بِأُمِّ الْقُرْآن " وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ إِجْمَاعًا لَكَانَ هَذَا الْمُدْرِك لِلرُّكُوعِ مُسْتَثْنًى مِنْ الْجُمْلَة مَعَ أَنَّهُ لَا إِجْمَاع فِيهِ.
قَالَ الْبُخَارِيّ: وَقَالَ عِدَّة مِنْ أَهْل الْعِلْم إِنَّ كُلّ مَأْمُوم يَقْضِي فَرْض نَفْسه , وَالْقِيَام وَالْقِرَاءَة وَالرُّكُوع وَالسُّجُود عِنْدهمْ فَرْض فَلَا يَسْقُط الرُّكُوع وَالسُّجُود عَنْ الْمَأْمُوم , وَكَذَلِكَ الْقِرَاءَة فَرْض فَلَا يَزُول فَرْض عَنْ أَحَد إِلَّا بِكِتَابٍ أَوْ سُنَّة.
وَقَالَ أَبُو قَتَادَة وَأَنَس وَأَبُو هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا أَتَيْتُمْ الصَّلَاة فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا " فَمَنْ فَاتَهُ فَرْض الْقِرَاءَة وَالْقِيَام فَعَلَيْهِ إِتْمَامه كَمَا أَمَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْم حَدَّثَنَا شَيْبَان عَنْ يَحْيَى عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي قَتَادَة عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا " حَدَّثَنَا قُتَيْبَة حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن جَعْفَر عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَس عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَلْيُصَلِّ مَا أَدْرَكَ وَلْيَقْضِ مَا سَبَقَهُ " وَفِي لَفْظ لَهُ " مَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا " حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَان حَدَّثَنَا شُعَيْب عَنْ الزُّهْرِيّ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن أَنَّ أَبَا هُرَيْرَة قَالَ سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: " إِذَا أُقِيمَتْ الصَّلَاة فَلَا تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ وَأْتُوهَا تَمْشُونَ وَعَلَيْكُمْ السَّكِينَة , فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا " ثُمَّ أَوْرَدَ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة هَذَا نَحْو سَبْعَة عَشَر طُرُقًا بِلَفْظِ " مَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا " وَبِلَفْظِ " مَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَاقْضُوا , وَبِلَفْظِ " صَلُّوا مَا أَدْرَكْتُمْ وَاقْضُوا مَا سُبِقْتُمْ ".
¥(26/341)
وَقَالَ عَلِيّ بْن عَبْد اللَّه: إِنَّمَا أَجَازَ إِدْرَاك الرُّكُوع مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ لَمْ يَرَوْا الْقِرَاءَة خَلْف الْإِمَام , مِنْهُمْ اِبْن مَسْعُود وَزَيْد بْن ثَابِت وَابْن عُمَر. فَأَمَّا مَنْ رَأَى الْقِرَاءَة فَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَة قَالَ: اِقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسك يَا فَارِسِيّ وَقَالَ: لَا تَعْتَدّ بِهَا حَتَّى تُدْرِك الْإِمَام قَائِمًا.
حَدَّثَنَا مُسَدَّد وَمُوسَى بْن إِسْمَاعِيل وَمَعْقِل بْن مَالِك قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَة عَنْ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ الْأَعْرَج عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ " لَا يُجْزِئك إِلَّا أَنْ تُدْرِك الْإِمَام قَائِمًا " وَفِي لَفْظ لَهُ قَالَ " إِذَا أَدْرَكْت الْقَوْم رُكُوعًا لَمْ تَعْتَدّ بِتِلْكَ الرَّكْعَة , وَفِي لَفْظه لَهُ " لَا يُجْزِئُك إِلَّا أَنْ تُدْرِك الْإِمَام قَائِمًا قَبْل أَنْ يَرْكَع " وَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيق عَبْد الرَّحْمَن بْن هُرْمُز قَالَ قَالَ أَبُو سَعِيد " لَا يَرْكَع أَحَدكُمْ حَتَّى يَقْرَأ بِأُمِّ الْقُرْآن " قَالَ الْبُخَارِيّ: وَكَانَتْ عَائِشَة تَقُول ذَلِكَ.
وَأَمَّا حَدِيث هَمَّام عَنْ زِيَاد الْأَعْلَم عَنْ الْحَسَن عَنْ أَبِي بَكْرَة " أَنَّهُ اِنْتَهَى إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ رَاكِع فَرَكَعَ قَبْل أَنْ يَصِل إِلَى الصَّفّ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: زَادَك اللَّه حِرْصًا وَلَا تَعُدْ " وَفِي رِوَايَة يُونُس عَنْ الْحَسَن عَنْ أَبِي بَكْرَة " فَلَمَّا قَضَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاة قَالَ لِأَبِي بَكْرَة , أَنْتَ صَاحِب هَذَا النَّفَس؟ قَالَ: نَعَمْ جَعَلَنِي اللَّه فِدَاك خَشِيت أَنْ تَفُوتنِي رَكْعَة مَعَك فَأَسْرَعْت الْمَشْي فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " زَادَك اللَّه حِرْصًا وَلَا تَعُدْ , صَلِّ مَا أَدْرَكْت وَاقْضِ مَا سَبَقَك " فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَعُود لِمَا نَهَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَيْسَ فِي جَوَابه أَنَّهُ اِعْتَدَّ بِالرُّكُوعِ عَنْ الْقِيَام , وَالْقِيَام فَرْض فِي الْكِتَاب وَالسُّنَّة. قَالَ اللَّه تَعَالَى {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} وَقَالَ {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاة} وَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلِّ قَائِمًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا ".
قَالَ الْبُخَارِيّ: وَرَوَى نَافِع بْن يَزِيد حَدَّثَنِي يَحْيَى بْن أَبِي سُلَيْمَان الْمَدَنِيّ عَنْ زَيْد بْن أَبِي عَتَّاب وَابْن الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَفَعَهُ " إِذَا جِئْتُمْ إِلَى الصَّلَاة وَنَحْنُ سُجُود فَاسْجُدُوا وَلَا تَعُدُّوهَا شَيْئًا " وَيَحْيَى هَذَا مُنْكَر الْحَدِيث رَوَى عَنْهُ أَبُو سَعِيد مَوْلَى بَنِي هَاشِم وَعَبْد اللَّه بْن رَجَاء الْبَصْرِيّ مَنَاكِير وَلَمْ يَتَبَيَّن سَمَاعه مِنْ زَيْد وَلَا مِنْ اِبْن الْمَقْبُرِيِّ وَلَا يَقُوم بِهِ الْحُجَّة. وَزَادَ اِبْن وَهْب عَنْ يَحْيَى بْن حُمَيْدٍ عَنْ قُرَّة عَنْ اِبْن شِهَاب عَنْ أَبِي سَلَمَة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " فَقَدْ أَدْرَكَهَا قَبْل أَنْ يُقِيم الْإِمَام صُلْبه " وَأَمَّا يَحْيَى بْن حُمَيْدٍ فَمَجْهُول. لَا يُعْتَمَد عَلَى حَدِيثه غَيْر مَعْرُوف بِصِحَّةِ خَبَره وَلَيْسَ هَذَا مِمَّا يَحْتَجّ بِهِ أَهْل الْعِلْم وَإِنَّمَا الْحَدِيث هُوَ مَا رَوَاهُ مَالِك الْإِمَام. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن قَزَعَة حَدَّثَنَا مَالِك عَنْ اِبْن شِهَاب عَنْ أَبَى سَلَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَة مِنْ الصَّلَاة فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاة " ثُمَّ أَوْرَدَ رِوَايَة مَالِك مِنْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن يُوسُف قَالَ حَدَّثَنَا مَالِك مِثْله. وَقَدْ تَابَعَ مَالِكًا فِي حَدِيثه ثَمَانِيَة أَنْفُس عَبْد
¥(26/342)
اللَّه بْن عُمَر وَيَحْيَى بْن سَعِيد وَابْن الْهَادِ وَيُونُس وَمَعْمَر وَابْن عُيَيْنَةَ وَشُعَيْب وَابْن جُرَيْجٍ. وَكَذَلِكَ قَالَ عِرَاك بْن مَالِك عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ اِتَّفَقَ هَؤُلَاءِ كُلّهمْ فِي رِوَايَتهمْ عَنْ الزُّهْرِيّ عَلَى لَفْظ " مَنْ أَدْرَكَ مِنْ الصَّلَاة فَقَدْ أَدْرَكَهَا " وَتَابَعَ عِرَاك أَبَا سَلَمَة وَهُوَ خَبَر مُسْتَفِيض عِنْد أَهْل الْعِلْم بِالْحِجَازِ وَغَيْرهَا وَمَا قَالَ وَاحِد مِنْ هَؤُلَاءِ مِثْل مَا قَالَ يَحْيَى بْن حُمَيْدٍ بَلْ قَوْله قَبْل أَنْ يُقِيم الْإِمَام صُلْبه لَا مَعْنَى لَهُ وَلَا وَجْه لِزِيَادَتِهِ. ثُمَّ أَخْرَجَ الْبُخَارِيّ أَحَادِيث هَؤُلَاءِ الرُّوَاة الثَّمَانِيَة , وَكَذَا حَدِيث عِرَاك بْن مَالِك. ثُمَّ قَالَ الْبُخَارِيّ: قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ أَدْرَكَ مِنْ الصَّلَاة رَكْعَة فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاة " وَلَمْ يَقُلْ مَنْ أَدْرَكَ الرُّكُوع أَوْ السُّجُود أَوْ التَّشَهُّد.
وَمِمَّا يَدُلّ عَلَيْهِ قَوْل اِبْن عَبَّاس: " فَرَضَ اللَّه عَلَى لِسَان نَبِيّكُمْ صَلَاة الْخَوْف رَكْعَة " وَقَالَ اِبْن عَبَّاس: " صَلَّى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْخَوْف بِهَؤُلَاءِ رَكْعَة , وَبِهَؤُلَاءِ رَكْعَة , فَاَلَّذِي يُدْرِك الرُّكُوع وَالسُّجُود مِنْ صَلَاة لَا يَقْرَأ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب هِيَ خِدَاج , وَلَمْ يَخُصّ صَلَاة دُون صَلَاة ".
وَاَلَّذِي يَعْتَمِد عَلَى قَوْل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَنْ لَا صَلَاة إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب , وَمَا فَسَّرَ أَبُو هُرَيْرَة وَأَبُو سَعِيد: " لَا يَرْكَعَنَّ أَحَدكُمْ حَتَّى يَقْرَأ فَاتِحَة الْكِتَاب ". اِنْتَهَى كَلَامه مُلَخَّصًا مُحَرَّرًا مُلْتَقَطًا مِنْ مَوَاضِع شَتَّى مِنْ كِتَابه.
وَفِي كَنْز الْعُمَّال أَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ فِي كِتَاب الْقِرَاءَة عَنْ عُبَادَةَ بْن الصَّامِت قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَلَاة لِمَنْ لَمْ يَقْرَأ بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب خَلْف الْإِمَام " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: إِسْنَاده صَحِيح وَالزِّيَادَة الَّتِي فِيهِ صَحِيحَة مَشْهُورَة مِنْ أَوْجُه كَثِيرَة. اِنْتَهَى كَلَامه.
فَهَذَا مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ أَحَد الْمُجْتَهِدِينَ وَوَاحِد مِنْ أَرْكَان الدِّين قَدْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ مُدْرِكًا لِلرُّكُوعِ لَا يَكُون مُدْرِكًا لِلرَّكْعَةِ حَتَّى يَقْرَأ فَاتِحَة الْكِتَاب , فَمَنْ دَخَلَ مَعَ الْإِمَام فِي الرُّكُوع فَلَهُ أَنْ يَقْضِي تِلْكَ الرَّكْعَة بَعْد سَلَام الْإِمَام بَلْ حَكَى الْبُخَارِيّ هَذَا الْمَذْهَب عَنْ كُلّ مَنْ ذَهَبَ إِلَى وُجُوب الْقِرَاءَة خَلْف الْإِمَام. وَقَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح تَحْت حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة: " فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا " وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ مَنْ أَدْرَكَ الْإِمَام رَاكِعًا لَمْ تُحْسَب لَهُ تِلْكَ الرَّكْعَة لِلْأَمْرِ بِإِتْمَامِ مَا فَاتَهُ الْوُقُوف وَالْقِرَاءَة فِيهِ , وَهُوَ قَوْل أَبِي هُرَيْرَة , بَلْ حَكَاهُ الْبُخَارِيّ فِي الْقِرَاءَة خَلْف الْإِمَام عَنْ كُلّ مَنْ ذَهَبَ إِلَى وُجُوب الْقِرَاءَة خَلْف الْإِمَام , وَاخْتَارَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ وَالضُّبَعِيّ وَغَيْرهمَا مِنْ مُحَدِّثِي الشَّافِعِيَّة , وَقَوَّاهُ الشَّيْخ تَقِيّ الدِّين السُّبْكِيّ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ اِنْتَهَى.
¥(26/343)
قَالَ الْعِرَاقِيّ فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ بَعْد أَنْ حَكَى عَنْ شَيْخه السُّبْكِيّ أَنَّهُ كَانَ يَخْتَار أَنَّهُ لَا يَعْتَدّ بِالرَّكْعَةِ مَنْ لَا يُدْرِك الْفَاتِحَة مَا لَفْظه: وَهُوَ الَّذِي يَخْتَارهُ , وَقَالَ اِبْن حَزْم فِي الْمُحَلَّى: لَا بُدّ فِي الِاعْتِدَاد بِالرَّكْعَةِ مِنْ إِدْرَاك الْقِيَام وَالْقِرَاءَة بِحَدِيثِ: " مَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا , وَلَا فَرْق بَيْن فَوْت الرَّكْعَة وَالرُّكْن وَالذِّكْر الْمَفْرُوض , لِأَنَّ الْكُلّ فَرْض لَا تَتِمّ الصَّلَاة إِلَّا بِهِ. قَالَ فَهُوَ مَأْمُور بِقَضَاءِ مَا سَبَقَهُ الْإِمَام وَإِتْمَامه فَلَا يَجُوز تَخْصِيص شَيْء مِنْ ذَلِكَ مِنْ ذَلِكَ بِغَيْرِ نَصّ آخَر وَلَا سَبِيل إِلَى وُجُوده. قَالَ: وَقَدْ أَقْدَمَ بَعْضهمْ عَلَى دَعْوَى الْإِجْمَاع عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ كَاذِب فِي ذَلِكَ , لِأَنَّهُ قَدْ رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّهُ لَا يُعْتَدّ بِالرَّكْعَةِ حَتَّى يَقْرَأ أُمّ الْقُرْآن. ثُمَّ قَالَ: فَإِنْ قِيلَ إِنَّهُ يُكَبِّر قَائِمًا ثُمَّ يَرْكَع فَقَدْ صَارَ مُدْرِكًا لِلْوَقْعَةِ , قُلْنَا وَهَذِهِ مَعْصِيَة أُخْرَى , وَمَا أَمَرَ اللَّه تَعَالَى قَطُّ وَلَا رَسُوله أَنْ يَدْخُل فِي الصَّلَاة مِنْ غَيْر الْحَال الَّتِي يَجِد الْإِمَام عَلَيْهَا , وَأَيْضًا لَا يُجْزِئ قَضَاء شَيْء يَسْبِق بِهِ مِنْ الصَّلَاة إِلَّا بَعْد سَلَام الْإِمَام لَا قَبْل ذَلِكَ. وَقَالَ أَيْضًا فِي الْجَوَاب عَنْ اِسْتِدْلَالهمْ بِحَدِيثِ " مَنْ أَدْرَكَ مِنْ الصَّلَاة رَكْعَة فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاة " حُجَّة عَلَيْهِمْ , لِأَنَّهُ مَعَ ذَلِكَ لَا يَسْقُط عَنْهُ قَضَاء مَا لَمْ يُدْرِك مِنْ الصَّلَاة اِنْتَهَى.
وَقَالَ الْحَافِظ فِي التَّلْخِيص: حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة: " إِذَا أَدْرَكْت الْقَوْم رُكُوعًا لَمْ تَعْتَدّ بِتِلْكَ الرَّكْعَة " وَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوف مَوْقُوف , وَأَمَّا الْمَرْفُوع فَلَا أَصْل لَهُ , وَعَزَاهُ الرَّافِعِيّ تَبَعًا لِلْإِمَامِ أَنَّ أَبَا عَاصِم الْعَبَّادِيّ عَنْ اِبْن خُزَيْمَةَ أَنَّهُ اِحْتَجَّ بِذَلِكَ. اِنْتَهَى.
قَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي النَّيْل: فَالْعَجَب مِمَّنْ يَدَّعِي الْإِجْمَاع وَالْمُخَالِف مِثْل هَؤُلَاءِ اِنْتَهَى. وَهَذَا أَيْ بِعَدَمِ الِاعْتِدَاد هُوَ قَوْل شَيْخنَا الْعَلَّامَة السَّيِّد مُحَمَّد نَذِير حُسَيْن الدِّهْلَوِيّ مَتَّعَنَا اللَّه تَعَالَى بِطُولِ بَقَائِهِ.
وَذَهَبَ جُمْهُور الْأَئِمَّة مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف إِلَى أَنَّ مُدْرِك الرُّكُوع مُدْرِك لِلرَّكْعَةِ مِنْ غَيْر اِشْتِرَاط قِرَاءَة فَاتِحَة الْكِتَاب. قَالَ حَافِظ الْمَغْرِب أَبُو عُمَر بْن عَبْد الْبَرّ فِي الِاسْتِذْكَار شَرْح الْمُوَطَّإِ: قَالَ جُمْهُور الْفُقَهَاء مَنْ أَدْرَكَ الْإِمَام رَاكِعًا فَكَبَّرَ وَرَكَعَ وَأَمْكَنَ يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ قَبْل أَنْ يَرْفَع الْإِمَام رَأْسه فَقَدْ أَدْرَكَ الرَّكْعَة , وَمَنْ لَمْ يُدْرِك ذَلِكَ فَقَدْ فَاتَتْهُ الرَّكْعَة , وَمَنْ فَاتَتْهُ الرَّكْعَة فَقَدْ فَاتَتْهُ السَّجْدَة أَيْ لَا يُعْتَدّ بِهَا. هَذَا مَذْهَب مَالِك وَالشَّافِعِيّ وَأَبِي حَنِيفَة وَأَصْحَابهمْ وَالثَّوْرِيّ وَالْأَوْزَاعِيّ وَأَبِي ثَوْر وَأَحْمَد وَإِسْحَاق , وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَلِيّ وَابْن مَسْعُود وَزَيْد وَابْن عُمَر , وَقَدْ ذَكَرْنَا الْأَسَانِيد عَنْهُمْ فِي التَّمْهِيد. اِنْتَهَى كَلَامه.
¥(26/344)
وَلِلْجُمْهُورِ دَلَائِل مِنْهَا حَدِيث أَبِي بَكْرَة الْمُتَقَدِّم ذِكْره , وَمِنْهَا حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة الَّذِي نَحْنُ فِي شَرْحه , وَمِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ مَالِك فِي الْمُوَطَّإِ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ اِبْن عُمَر وَزَيْد بْن ثَابِت كَانَا يَقُولَانِ مَنْ أَدْرَكَ الرَّكْعَة فَقَدْ أَدْرَكَ السَّجْدَة , وَمِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ أَيْضًا بَلَاغًا أَنَّ أَبَا هُرَيْرَة كَانَ يَقُول: " مَنْ أَدْرَكَ الرَّكْعَة فَقَدْ أَدْرَكَ السَّجْدَة وَمَنْ فَاتَهُ قِرَاءَة أُمّ الْقُرْآن فَقَدْ فَاتَهُ خَيْر كَثِير " وَمِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ مُحَمَّد فِي الْمُوَطَّإِ عَنْ مَالِك عَنْ نَافِع عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا فَاتَتْك الرَّكْعَة فَاتَتْك السَّجْدَة " وَمِنْهَا مَا ذَكَرَهُ اِبْن عَبْد الْبَرّ عَنْ عَلِيّ وَابْن مَسْعُود وَزَيْد بْن ثَابِت وَابْن عُمَر بِأَسَانِيدِهِ إِلَيْهِمْ فِي التَّمْهِيد شَرْح الْمُوَطَّإِ وَمِنْهَا مَا قَالَهُ الْحَافِظ فِي التَّلْخِيص: رَاجَعْت صَحِيح اِبْن خُزَيْمَةَ فَوَجَدْته أَخْرَجَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة: " مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَة مِنْ الصَّلَاة فَقَدْ أَدْرَكَهَا قَبْل أَنْ يُقِيم الْإِمَام صُلْبه " وَتَرْجَمَ لَهُ ذِكْر الْوَقْت الَّذِي يَكُون فِيهِ الْمَأْمُوم مُدْرِكًا لِلرَّكْعَةِ إِذَا رَكَعَ إِمَامه قَبْل , وَهَذَا مُغَايِر لِمَا نَقَلُوهُ عَنْهُ. وَيُؤَيِّد ذَلِكَ أَنَّهُ تَرْجَمَ بَعْد ذَلِكَ بَاب إِدْرَاك الْإِمَام سَاجِدًا وَالْأَمْر بِالِاقْتِدَاءِ بِهِ فِي السُّجُود وَأَنْ لَا يُعْتَدّ بِهِ إِذْ الْمُدْرِك لِلسَّجْدَةِ إِنَّمَا يَكُون بِإِدْرَاكِ الرُّكُوع قَبْلهَا.
وَأَخْرَجَ فِيهِ مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة أَيْضًا مَرْفُوعًا: " إِذَا جِئْتُمْ وَنَحْنُ سُجُود فَاسْجُدُوا وَلَا تَعُدُّوهَا شَيْئًا , وَمَنْ أَدْرَكَ الرَّكْعَة فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاة " وَذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْعِلَل نَحْوه عَنْ مُعَاذ وَهُوَ مُرْسَل اِنْتَهَى.
وَقَالَ الطَّحَاوِيُّ فِي بَاب مَنْ صَلَّى خَلْف الصَّفّ وَحْده: وَقَدْ رُوِيَ عَنْ جَمَاعَة مِنْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ رَكَعُوا دُون الصَّفّ ثُمَّ مَشَوْا إِلَى الصَّفّ وَاعْتَدُّوا بِتِلْكَ الرَّكْعَة الَّتِي رَكَعُوهَا دُون الصَّفّ , ثُمَّ سَاقَ مِنْ طَرِيق سُفْيَان عَنْ مَنْصُور عَنْ زَيْد بْن وَهْب قَالَ: دَخَلْت الْمَسْجِد أَنَا وَابْن مَسْعُود فَأَدْرَكْنَا الْإِمَام وَهُوَ رَاكِع فَرَكَعْنَا , ثُمَّ مَشَيْنَا حَتَّى اِسْتَوَيْنَا بِالصَّفِّ فَلَمَّا قَضَى الْإِمَام الصَّلَاة قُمْت لِأَقْضِيَ , قَالَ عَبْد اللَّه: قَدْ أَدْرَكْت الصَّلَاة. وَأَخْرَجَ مِنْ طَرِيق سَيَّار أَبِي الْحَكَم عَنْ طَارِق قَالَ: كُنَّا مَعَ اِبْن مَسْعُود فَقَامَ وَقُمْنَا فَدَخَلَ الْمَسْجِد , فَرَأَى النَّاس رُكُوعًا فِي مُقَدَّم الْمَسْجِد فَكَبَّرَ فَرَكَعَ وَمَشَى وَفَعَلْنَا مِثْل مَا فَعَلَ. وَأَخْرَجَ عَنْ سُفْيَان عَنْ الزُّهْرِيّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سَهْل قَالَ: رَأَيْت زَيْد بْن ثَابِت دَخَلَ الْمَسْجِد وَالنَّاس رُكُوع فَمَشَى حَتَّى إِذَا أَمْكَنَهُ أَنْ يَصِل إِلَى الصَّفّ وَهُوَ رَاكِع كَبَّرَ فَرَكَعَ ثُمَّ دَبَّ وَهُوَ رَاكِع حَتَّى وَصَلَ الصَّفّ. وَأَخْرَجَ عَنْ خَارِجَة بْن زَيْد بْن ثَابِت أَنَّ زَيْد بْن ثَابِت كَانَ يَرْكَع عَلَى عَتَبَة الْمَسْجِد وَوَجْهه إِلَى الْقِبْلَة ثُمَّ يَمْشِي مُعْتَرِضًا عَلَى شِقّه الْأَيْمَن ثُمَّ يَعْتَدّ بِهَا إِنْ وَصَلَ إِلَى الصَّفّ أَوْ لَمْ يَصِل. اِنْتَهَى.
¥(26/345)
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْمَعْرِفَة: بَاب إِذَا أَدْرَكَ الْإِمَام رَاكِعًا: قَالَ الشَّافِعِيّ بِإِسْنَادِهِ إِنَّ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود دَخَلَ الْمَسْجِد وَالْإِمَام رَاكِع فَرَكَعَ ثُمَّ دَبَّ رَاكِعًا قَالَ الشَّافِعِيّ وَهَكَذَا نَقُول , وَقَدْ فَعَلَ هَذَا زَيْد بْن ثَابِت , ثُمَّ سَاقَ الْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود وَزَيْد بْن ثَابِت وَأَبَى أُمَامَةَ سَهْل بْن حُنَيْفٍ , ثُمَّ قَالَ: وَقَدْ رُوِّينَا فِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق وَعَبْد اللَّه بْن الزُّبَيْر , وَفِي مَعْنَاهُ حَدِيث أَبِي بَكْرَة أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِد وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاكِع فَرَكَعَ دُون الصَّفّ ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّفّ , وَفِي ذَلِكَ دَلَالَة عَلَى إِدْرَاك الرَّكْعَة بِإِدْرَاكِ الرُّكُوع , وَقَدْ رُوِيَ صَرِيحًا عَنْ اِبْن مَسْعُود وَزَيْد بْن ثَابِت وَابْن عُمَر , وَفِي خَبَر مُرْسَل عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَفِي خَبَر مَوْصُول عَنْهُ غَيْر قَوِيّ. أَمَّا الْمُرْسَل فَرَوَاهُ عَبْد الْعَزِيز بْن رُفَيْع عَنْ رَجُل عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَأَمَّا الْمَوْصُول فَحَدِيث أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا " إِذَا جِئْتُمْ إِلَى الصَّلَاة " الْحَدِيث , وَتَفَرَّدَ بِهِ يَحْيَى وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ. اِنْتَهَى كَلَامه مُلَخَّصًا.
وَفِي كَنْز الْعُمَّال فِي سُنَن الْأَقْوَال وَالْأَفْعَال: أَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة عَنْ عَبْد الْعَزِيز بْن رُفَيْع عَنْ رَجُل مِنْ أَهْل الْمَدِينَة مِنْ الْأَنْصَار عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَنَّهُ سَمِعَ خَفْق نَعْلِي وَهُوَ سَاجِد فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلَاته قَالَ: مَنْ هَذَا الَّذِي سَمِعْت خَفْق نَعْله؟ فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُول اللَّه , قَالَ: فَمَا صَنَعْت؟ قَالَ: وَجَدْتُك سَاجِدًا فَسَجَدْت , فَقَالَ: هَكَذَا فَاصْنَعُوا وَلَا تَعْتَدُّوا بِهَا , مَنْ وَجَدَنِي رَاكِعًا أَوْ قَائِمًا أَوْ سَاجِدًا فَلْيَكُنْ مَعِي عَلَى حَالَتِي الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا " وَأَخْرَجَ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ الزُّهْرِيّ أَنَّ زَيْد بْن ثَابِت وَابْن عُمَر كَانَا يُفْتِيَانِ الرَّجُل إِذَا اِنْتَهَى إِلَى الْقَوْم وَهُمْ رُكُوع أَنْ يُكَبِّر تَكْبِيرَة وَقَدْ أَدْرَكَ الرَّكْعَة قَالَا: وَإِنْ وَجَدَهُمْ سُجُودًا سَجَدَ مَعَهُمْ وَلَمْ يَعْتَدّ بِذَلِكَ " وَأَخْرَجَ أَيْضًا عَنْ اِبْن مَسْعُود قَالَ " مَنْ أَدْرَكَ الرَّكْعَة فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاة وَمَنْ فَاتَهُ الرُّكُوع فَلَا يَعْتَدّ بِالسُّجُودِ " اِنْتَهَى.
وَقَالَ الْعَيْنِيّ فِي شَرْح الْبُخَارِيّ تَحْت حَدِيث " وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا " اِسْتَدَلَّ قَوْم عَلَى أَنَّ مَنْ أَدْرَكَ الْإِمَام رَاكِعًا لَمْ تُحْسَب لَهُ تِلْكَ الرَّكْعَة لِلْأَمْرِ بِإِتْمَامِ مَا فَاتَهُ وَقَدْ فَاتَهُ الْقِيَام وَالْقِرَاءَة فِيهِ , وَهُوَ أَيْضًا مَذْهَب مَنْ ذَهَبَ إِلَى وُجُوب الْقِرَاءَة خَلْف الْإِمَام , وَهُوَ قَوْل أَبِي هُرَيْرَة أَيْضًا , وَاخْتَارَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ , عِنْد أَصْحَابنَا , وَهُوَ قَوْل الْجُمْهُور أَنَّهُ يَكُون مُدْرِكًا لِتِلْكَ الرَّكْعَة لِحَدِيثِ أَبِي بَكْرَة حَيْثُ رَكَعَ دُون الصَّفّ وَلَمْ يَأْمُر بِإِعَادَةِ تِلْكَ الرَّكْعَة.
وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيث مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُبَادِرُونِي بِرُكُوعٍ وَلَا سُجُود فَإِنَّهُ مَهْمَا أَسْبِقكُمْ بِهِ إِذَا رَكَعْت تُدْرِكُونِي بِهِ إِذَا رَفَعْت وَإِنِّي قَدْ بَدَّنْت " وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْمُقْتَدِي إِذَا لَحِقَ الْإِمَام وَهُوَ فِي الرُّكُوع فَلَوْ شَرَعَ مَعَهُ مَا لَمْ يَرْفَع رَأْسه يَصِير مُدْرِكًا لِتِلْكَ الرَّكْعَة , فَإِذَا شَرَعَ وَقَدْ رَفَعَ رَأْسه لَا يَكُون مُدْرِكًا لِتِلْكَ الرَّكْعَة , وَلَوْ رَكَعَ الْمُقْتَدِي قَبْل الْإِمَام فَلَحِقَهُ
¥(26/346)
الْإِمَام قَبْل قِيَامه يَجُوز عِنْدنَا خِلَافًا لِزُفَرَ رَحِمَهُ اللَّه. اِنْتَهَى كَلَام الْعَيْنِيّ.
وَأَنْتَ رَأَيْت كَلَام الْعَلَّامَة الشَّوْكَانِيّ فِي نَيْل الْأَوْطَار أَنَّهُ رَجَّحَ مَذْهَب مَنْ يَقُول بِعَدَمِ اِعْتِدَاد الرَّكْعَة بِإِدْرَاكِ الرُّكُوع مِنْ غَيْر قِرَاءَة الْفَاتِحَة وَبَسَطَ الْكَلَام فِيهِ وَأَجَابَ عَنْ أَدِلَّة الْجُمْهُور الْقَائِلِينَ بِإِدْرَاكِ الرَّكْعَة بِمُجَرَّدِ الدُّخُول فِي الرُّكُوع مَعَ الْإِمَام , وَحَقَّقَ الْعَلَّامَة الشَّوْكَانِيُّ فِي الْفَتْح الرَّبَّانِيّ فِي فَتَاوَى الشَّوْكَانِيِّ خِلَاف ذَلِكَ وَرَجَّحَ مَذْهَب الْجُمْهُور وَهَذِهِ عِبَارَته مِنْ غَيْر تَلْخِيص وَلَا اِخْتِصَار:
مَا قَوْل عُلَمَاء الْإِسْلَام رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ فِي قِرَاءَة أُمّ الْقُرْآن , هَلْ يَجِب عَلَى مَنْ لَحِقَ إِمَامه فِي الرُّكُوع أَنْ يَأْتِي بِرَكْعَةٍ عَقِب سَلَام الْإِمَام لِأَنَّهُ قَدْ فَاتَهُ الْقِيَام وَالْقِرَاءَة عَلَى مَا اِقْتَضَاهُ مَفْهُوم حَدِيث الصَّحِيحَيْنِ " فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا " وَفِي رِوَايَة " فَاقْضُوهَا " وَكَمَا وَافَقَهُ زِيَادَة الطَّبَرَانِيّ فِي حَدِيث أَبِي بَكْرَة بَعْد قَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ " زَادَك اللَّه حِرْصًا وَلَا تَعُدْ " زَادَ الطَّبَرَانِيُّ " صَلِّ مَا أَدْرَكْت وَاقْضِ مَا سَبَقَك " اِنْتَهَى. وَكَمَا فِي مُصَنَّف اِبْن أَبِي شَيْبَة عَنْ مُعَاذ بْن جَبَل رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: لَا أَجِدهُ عَلَى حَالَة إِلَّا كُنْت عَلَيْهَا وَقَضَيْت مَا سَبَقَنِي فَوَجَدَهُ قَدْ سَبَقَهُ يَعْنِي النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ الصَّلَاة أَوْ قَالَ بِبَعْضِ رَكْعَة , فَوَافَقَهُ فِيمَا هُوَ فِيهِ , وَأَتَى بِرَكْعَةٍ بَعْد السَّلَام فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ مُعَاذًا قَدْ سَنَّ لَكُمْ فَهَكَذَا فَاصْنَعُوا " أَوْ يَكُون مُدْرِكًا لِلرَّكْعَةِ وَإِنْ لَمْ يُمْكِنهُ قِرَاءَة الْفَاتِحَة بِمُقْتَضَى مَا أَخْرَجَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحه أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَة مَعَ الْإِمَام قَبْل أَنْ يُقِيم صُلْبه فَقَدْ أَدْرَكَهَا " وَتَرْجَمَ لَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ بَاب ذِكْر الْوَقْت الَّذِي يَكُون فِيهِ الْمَأْمُوم مُدْرِكًا لِلرَّكْعَةِ , وَلِمَا أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ " مَنْ كَانَ لَهُ إِمَام فَقِرَاءَة الْإِمَام لَهُ قِرَاءَة " وَإِنْ كَانَ الْحَافِظ اِبْن حَجَر فِي فَتْح الْبَارِي قَالَ: طُرُقه كُلّهَا ضِعَاف عِنْد جَمِيع الْحُفَّاظ , وَقَالَ اِبْن تَيْمِيَة: رُوِيَ مُسْنَدًا مِنْ طُرُق كُلّهَا ضِعَاف , وَالصَّحِيح أَنَّهُ مُرْسَل , وَقَدْ قَوَّاهُ اِبْن الْهُمَام فِي فَتْح الْقَدِير بِكَثْرَةِ طُرُقه , وَذَكَرَ الْفَقِيه صَالِح الْمَقْبِلِيّ فِي الْأَبْحَاث الْمُسَدَّدَة بَحْثًا زَادَ السَّائِل تَرَدُّدًا , فَافْضُلُوا بِمَا يَطْمَئِنّ بِهِ الْخَاطِر , جَزَاكُمْ اللَّه خَيْرًا عَنْ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَل الْجَزَاء.
الْجَوَاب لِبَقِيَّةِ الْحُفَّاظ الْقَاضِي الْعَلَّامَة مُحَمَّد بْن عَلِيّ الشَّوْكَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى بِقَوْلِهِ: قَدْ تَقَرَّرَ بِالْأَدِلَّةِ الصَّحِيحَة أَنَّ الْفَاتِحَة وَاجِبَة فِي كُلّ رَكْعَة عَلَى كُلّ مُصَلٍّ إِمَام وَمَأْمُوم وَمُنْفَرِد , أَمَّا الْإِمَام وَالْمُنْفَرِد فَظَاهِر , وَأَمَّا الْمَأْمُوم فَلِمَا صَحَّ مِنْ طُرُق مِنْ نَهْيه عَنْ الْقِرَاءَة خَلْف الْإِمَام إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب , وَأَنَّهُ لَا صَلَاة لِمَنْ لَمْ يَقْرَأ بِهَا , وَلِمَا وَرَدَ فِي الْأَحَادِيث الْمُسِيء صَلَاته مِنْ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثُمَّ كَذَلِكَ فِي كُلّ رَكَعَاتك فَافْعَلْ بَعْد أَنْ عَلَّمَهُ الْقِرَاءَة لِفَاتِحَةِ الْكِتَاب.
¥(26/347)
وَالْحَاصِل أَنَّ الْأَدِلَّة الْمُصَرِّحَة بِأَنْ لَا صَلَاة إِلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب وَإِنْ كَانَ ظَاهِرهَا أَنَّهَا تَكْفِي الْمَرَّة الْوَاحِدَة فِي جُمْلَة الصَّلَاة فَقَدْ دَلَّتْ الْأَدِلَّة عَلَى وُجُوبهَا فِي كُلّ رَكْعَة دَلَالَة وَاضِحَة ظَاهِرَة بَيِّنَة. إِذَا تَقَرَّرَ لَك هَذَا فَاعْلَمْ أَنَّهُ قَدْ ثَبَتَ أَنَّ مَنْ أَدْرَكَ الْإِمَام عَلَى حَاله فَلْيَصْنَعْ كَمَا يَصْنَع الْإِمَام , فَمَنْ وَصَلَ وَالْإِمَام فِي آخِر الْقِيَام فَلْيَدْخُلْ مَعَهُ فَإِذَا رَكَعَ بَعْد تَكْبِير الْمُؤْتَمّ فَقَدْ وَرَدَ الْأَمْر بِمُتَابَعَتِهِ لَهُ بِقَوْلِهِ: وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا , كَمَا فِي حَدِيث " إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَام لِيُؤْتَمّ بِهِ " وَهُوَ حَدِيث صَحِيح , فَلَوْ تَوَقَّفَ الْمُؤْتَمّ عَنْ الرُّكُوع بَعْد رُكُوع الْإِمَام وَأَخَذَ يَقْرَأ فَاتِحَة الْكِتَاب لَكَانَ مُخَالِفًا لِهَذَا الْأَمْر , فَقَدْ تَقَرَّرَ أَنَّهُ يَدْخُل مَعَ الْإِمَام وَتَقَرَّرَ أَنَّهُ يُتَابِعهُ وَيَرْكَع بِرُكُوعِهِ ثُمَّ ثَبَتَ بِحَدِيثِ " مَنْ أَدْرَكَ مَعَ الْإِمَام رَكْعَة قَبْل أَنْ يُقِيم صُلْبه فَقَدْ أَدْرَكَهَا " أَنَّ هَذَا الدَّاخِل مَعَ الْإِمَام الَّذِي لَمْ يَتَمَكَّن مِنْ قِرَاءَة الْفَاتِحَة قَدْ أَدْرَكَ الرَّكْعَة بِمُجَرَّدِ إِدْرَاكه لَهُ رَاكِعًا. فَعَرَفْت بِهَذَا أَنَّ مِثْل هَذِهِ الْحَالَة مُخَصَّصَة مِنْ عُمُوم إِيجَاب قِرَاءَة الْفَاتِحَة فِي كُلّ رَكْعَة , وَأَنَّهُ لَا وَجْه لِمَا قِيلَ أَنَّهُ يَقْرَأ بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب وَيَلْحَق الْإِمَام رَاكِعًا , وَأَنَّ الْمُرَاد الْإِدْرَاك الْكَامِل وَهُوَ لَا يَكُون إِلَّا مَعَ إِدْرَاك الْفَاتِحَة , فَإِنَّ هَذَا يُؤَدِّي إِلَى إِهْمَال حَدِيث إِدْرَاك الْإِمَام قَبْل أَنْ يُقِيم صُلْبه , فَإِنَّ ظَاهِره بَلْ صَرِيحه أَنَّ الْمُؤْتَمّ إِذَا وَصَلَ وَالْإِمَام رَاكِع وَكَبَّرَ وَرَكَعَ قَبْل أَنْ يُقِيم الْإِمَام صُلْبه فَقَدْ صَارَ مُدْرِكًا لِتِلْكَ الرَّكْعَة وَإِنْ لَمْ يَقْرَأ حَرْفًا مِنْ حُرُوف الْفَاتِحَة , فَهَذَا الْأَمْر الْأَوَّل مِمَّا يَقَع فِيهِ مَنْ عَرَضَتْ لَهُ الشُّكُوك لِأَنَّهُ إِذَا وَصَلَ وَالْإِمَام رَاكِع أَوْ فِي آخِر الْقِيَام ثُمَّ أَخَذَ يَقْرَأ وَيُرِيد أَنْ يَلْحَق الْإِمَام الَّذِي قَدْ صَارَ رَاكِعًا فَقَدْ حَاوَلَ مَا لَا يُمْكِن الْوَفَاء بِهِ فِي غَالِب الْحَالَات , فَمِنْ هَذِهِ الْحَيْثَيَّة صَارَ مُهْمِلًا لِحَدِيثِ إِدْرَاك الْإِمَام قَبْل أَنْ يُقِيم صُلْبه. الْأَمْر الثَّانِي أَنَّهُ صَارَ مُخَالِفًا لِأَحَادِيث الِاقْتِدَاء بِالْإِمَامِ وَإِيجَاب الرُّكُوع بِرُكُوعِهِ وَالِاعْتِدَال بِاعْتِدَالِهِ وَبَيَان ذَلِكَ أَنَّهُ وَصَلَ حَال رُكُوع الْإِمَام أَوْ بَعْد رُكُوعه ثُمَّ أَخَذَ يَقْرَأ الْفَاتِحَة مِنْ أَوَّلهَا إِلَى آخِرهَا وَمَنْ كَانَ هَكَذَا فَهُوَ مُخَالِف لِإِمَامِهِ لَمْ يَرْكَع بِرُكُوعِهِ وَقَدْ يَفُوتهُ أَنْ يَعْتَدِل بِاعْتِدَالِهِ , وَامْتِثَال الْأَمْر بِمُتَابَعَةِ الْإِمَام وَاجِب وَمُخَالَفَته حَرَام. الْأَمْر الثَّالِث أَنَّ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ أَدْرَكَ الْإِمَام عَلَى حَالَة فَلْيَصْنَعْ كَمَا يَصْنَع الْإِمَام , يَدُلّ عَلَى لُزُوم الْكَوْن مَعَ الْإِمَام عَلَى الْحَالَة الَّتِي أَدْرَكَهُ عَلَيْهَا وَأَنَّهُ يَصْنَع مِثْل صُنْعه , وَمَعْلُوم أَنَّهُ لَا يَحْصُل الْوَفَاء بِذَلِكَ إِلَّا إِذَا رَكَعَ بِرُكُوعِهِ وَاعْتَدَلَ بِاعْتِدَالِهِ , فَإِذَا أَخَذَ يَقْرَأ الْفَاتِحَة فَقَدْ أَدْرَكَ الْإِمَام عَلَى حَالَة وَلَمْ يَصْنَع كَمَا صَنَعَ إِمَامه , فَخَالَفَ الْأَمْر الَّذِي يَجِب اِمْتِثَاله وَتَحْرُم مُخَالَفَته.
¥(26/348)
وَإِذَا اِتَّضَحَ لَك مَا فِي إِيجَاب قِرَاءَة الْفَاتِحَة عَلَى الْمُؤْتَمّ الْمُدْرِك لِإِمَامِهِ حَال الرُّكُوع أَوْ بَعْده مِنْ الْمَفَاسِد الَّتِي حَدَثَتْ بِسَبَبِ وُقُوعه فِي مُخَالَفَة ثَلَاث سُنَن صِحَاح كَمَا ذَكَرْنَا , تَقَرَّرَ لَك أَنَّ الْحَقّ مَا قَدَّمْنَا لَك مِنْ أَنَّ تِلْكَ الْحَالَة الَّتِي وَقَعَتْ لِلْمُؤْتَمِّ وَهِيَ إِدْرَاك إِمَامه مُشَارِفًا لِلرُّكُوعِ أَوْ رُكَّعًا أَوْ بَعْد الرُّكُوع مُخَصَّصَة مِنْ أَدِلَّة إِيجَاب قِرَاءَة الْفَاتِحَة عَلَى كُلّ مُصَلٍّ.
وَمِمَّا يُؤَيِّد مَا ذَكَرْنَا الْحَدِيث الْوَارِد " مَنْ أَدْرَكَ الْإِمَام سَاجِدًا فَلْيَسْجُدْ مَعَهُ وَلَا يَعُدّ ذَلِكَ شَيْئًا " فَإِنَّ هَذَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ مَنْ أَدْرَكَهُ رَاكِعًا يَعْتَدّ بِتِلْكَ الرَّكْعَة , وَهَذَا الْحَدِيث يَنْبَغِي أَنْ يُجْعَل لَاحِقًا بِتِلْكَ الثَّلَاثَة الْأُمُور الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فَيَكُون رَابِعًا لَهَا فِي الِاسْتِدْلَال بِهِ عَلَى الْمَطْلُوب , وَفِي كَوْن مَنْ لَمْ يَدْخُل مَعَ الْإِمَام وَيَعْتَدّ بِذَلِكَ يَصْدُق عَلَيْهِ أَنَّهُ قَدْ خَالَفَ مَا يَدُلّ عَلَيْهِ هَذَا الْحَدِيث. وَفِي هَذَا الْمِقْدَار الَّذِي ذَكَرْنَا كِفَايَة , فَاشْدُدْ بِذَلِكَ وَدَعْ عَنْك مَا قَدْ وَقَعَ فِي هَذَا الْمَبْحَث مِنْ الْخَبْط وَالْخَلْط وَالتَّرَدُّد وَالتَّشَكُّك وَالْوَسْوَسَة. وَاَللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى أَعْلَم. اِنْتَهَى كَلَام الشَّوْكَانِيِّ بِلَفْظِهِ وَحُرُوفه مِنْ الْفَتْح الرَّبَّانِيّ.
قَالَ شَيْخنَا الْعَلَّامَة حُسَيْن بْن مُحْسِن الْأَنْصَارِيّ: وَقَدْ كَتَبَ فِي هَذِهِ فِي فَتَاوَاهُ أَرْبَعَة سُؤَالَات , وَقَدْ أَجَابَ عَنْهَا , وَهَذَا آخِرهَا , وَهُوَ الَّذِي اِرْتَضَاهُ كَمَا تَرَاهُ , وَاسْم الْفَتَاوَى الْفَتْح الرَّبَّانِيّ فِي فَتَاوَى الْإِمَام مُحَمَّد بْن عَلِيّ الشَّوْكَانِيِّ سَمَّاهُ بِذَلِكَ وَلَده الْعَلَّامَة شَيْخنَا أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ الشَّوْكَانِيّ حَرَّرَهُ الْفَقِير إِلَى اللَّه تَعَالَى حُسَيْن بْن مُحْسِن الْخَزْرَجِيّ السَّعْدِيّ. اِنْتَهَى. وَقَدْ أَطَالَ الْكَلَام فِي غَايَة الْمَقْصُود , وَهَذَا مُلْتَقَط مِنْهُ , وَاَللَّه أَعْلَم.
(فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلَاة)
: قَالَ اِبْن أَرْسَلَان: الْمُرَاد بِالصَّلَاةِ هُنَا الرَّكْعَة , أَيْ ضَحَّتْ لَهُ تِلْكَ الرَّكْعَة وَحَصَلَ لَهُ فَضِيلَتهَا. اِنْتَهَى.
قُلْت: إِذَا أُرِيدَ بِالرَّكْعَةِ مَعْنَاهَا الْمَجَازِيّ , أَيْ الرُّكُوع , فَإِرَادَة الرَّكْعَة بِالصَّلَاةِ ظَاهِر , وَأَمَّا إِذَا أُرِيدَ بِالرَّكْعَةِ مَعْنَاهَا الْحَقِيقِيّ فَلَا. وَقِيلَ ثَوَاب الْجَمَاعَة. قَالَ اِبْن الْمَلَك: وَقِيلَ الْمُرَاد صَلَاة الْجُمُعَة وَإِلَّا فَغَيْرهَا يَحْصُل ثَوَاب الْجَمَاعَة فِيهِ بِإِدْرَاكِ جُزْء مِنْ الصَّلَاة. قَالَ الطِّيبِيُّ: وَمَذْهَب مَالِك أَنَّهُ لَا يَحْصُل فَضِيلَة الْجَمَاعَة إِلَّا بِإِدْرَاكِ رَكْعَة تَامَّة , سَوَاء فِي الْجُمُعَة وَغَيْرهَا. كَذَا فِي الْمِرْقَاة.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
الفقير إلى الله محمد الشعلان(26/349)
من الأمور الهامة التي يجب أن يراعيها المريض
ـ[محمد المسلم السلفي]ــــــــ[23 - 04 - 09, 03:35 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فإن الله عز وجل منَّ على البشرية ببعثة الرسل وخص هذه الأمة الخاتمة للأمم بخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
من الأمور الهامة التي يجب أن يراعيها المريض قبل الذهاب لشخص بقصد الرقية:-
1) - التحري والتثبت والتأكد من منهج الراقي وسلامة عقيدته وتوجهه:
فانتفاء هذه المقومات لدى المعالج تورث إثما عظيما للمريض لعدم تثبته منها ومن كافة الجوانب المتعلقة بها، ولا بد أن يعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه، وهنا تكمن أهمية سؤال العلماء وطلبة العلم الثقاة 0
2) - الحذر من الاستجابة للعامة فيما يختص بالعلاج أو المشورة:-
أو الذهاب معهم إلى أناس يزعمون أنهم يرقون وهم حقيقة من الجهلة أو الدجالين والسحرة والمشعوذين 0
3) - يجب الحرص على أصول العقيدة والعودة في كل المسائل التي قد تشكل على المصاب إلى العلماء وطلبة العلم:-
وربما ذهب الشخص إليهم فيقع فريسة لعبثهم واحتيالهم، وقد يزين الشيطان للمصاب الشفاء بعد ذهابه لهذا الجاهل أو الساحر أو الكاهن فيفقد دينه وماله وصحة بدنه، ولو صح بدنه لكانت خسارته في دينه فادحة لا تعادل ما كسبه، وبقاء المرض مع حفظ العقيدة والصبر وتحمل الابتلاء فيه أجر عظيم وثواب جزيل، إذا احتسب ذلك عند الله سبحانه وتعالى 0
4) - وكل ذلك لا يقاس بعدد رواد فلان من الناس:-
بل الأساس في ذلك التثبت من المنهج والمسلك وصحة العقيدة لذلك الرجل، وهذه مسؤوليتنا جميعا، فإن كانت كل تلك المقومات صحيحة سوية لا يشوبها شك أو لبس ونحوه، إضافة إلى إقرار العلماء وطلبة العلم لذلك المعالج، عند ذلك يكون الأمر قد سلك المسلك الشرعي الذي لا بد أن يكون عليه، إضافة للمتابعة والتوجيه والإرشاد، أما ارتياد هؤلاء الجهلة بناء على قول فلان وفلانة وازدحام الناس عليه، فهذا من أعظم الجهل، ولا غرابة فسوف تتبدد الحيرة والدهشة، عند الحديث عن المخالفات الشرعية لدى بعض المعالجين، والتي سوف يتضح من خلال اقتراف بعضها تدمير العقائد وتشتيت الأفكار، مع أن الواجب الشرعي يملي مخافة الله وتقواه لكل من يتصدر ذلك الأمر، والذي نراه اليوم ونسمعه أن هذه الفئة استغلت ضعاف الإيمان وحاجتهم للعلاج فأصبحت تنفث سمومها بادعاء الرقية الشرعية، ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أبين بأن البعض بتصرفاته وأفعاله، يقوم بعمل لا يقل خطورة عما يقوم به السحرة والمشعوذون، فإلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله 0
وتحت هذا العنوان لا بد من الإشارة الإجمالية لبعض النقاط التي لا بد من الإهتمام بها لإلقاء نظرة عامة على المعالج وتقييمه وتحديد منهجه وطريقته، ويجب الحرص أن تكون هذه النظرة نظرة شمولية لا تقتصر على جوانب معينة دون الإهتمام بالجوانب الأخرى التي بمجملها تحدد طبيعة الشخص ومنهجه ومدى اتساق طريقته مع منهج أهل السنة والجماعة، وأوجز ذلك بالأمور التالية:
1) - صحة العقيدة،فمن فسدت عقيدته فلن يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ولقي الله وهو عليه غاضب، فلا يجوز الذهاب مطلقاً إلى من اتخذ مسلكاً وطريقاً غير طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين ومن سار على نهجهم من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، خاصة بعض أصحاب الطرق الصوفية البدعية، فقد وصلت بدعهم إلى حد يفوق الوصف والتصور في مسائل الرقية والعلاج والاستشفاء 0
¥(26/350)
2) - إخلاص العمل،فلا بد أن تكون الغاية والهدف من الاشتغال في هذا العلم هو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى ثم تفريج كربة المكروبين والوقوف معهم وتوجيههم الوجهة الشرعية في مواجهة هذه الأمراض على اختلاف أنواعها ومراتبها، لا كما يشاهد اليوم من ابتزاز فاضح لأموال المسلمين، واتخاذ طرق شيطانية في سبيل تحصيل ذلك، ومنها بيع ماء زمزم بقيمة قدرها ستون ريالاً سعودياً، حتى وصل الأمر بالبعض لنظرة يشوبها الكره والحقد على أمثال هؤلاء الذين لم يرعوا في مسلم إلا ولا ذمة 0
ومن غرائب القرن العشرين ظهور فئات من المعالجين لم تكتفي بجمع المئات من الريالات فحسب بل تعدت ذلك لتحصيل الألوفات، ومن ذلك ما وصلني وتأكد لي خبر أحد المدعين ممن أفقده المال لذة الإيمان فأعمى بصره وبصيرته، ولم يذق طعماً لحلاوة الإيمان، ولا فهماً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابت الذي رواه جابر - رضي الله عنه – حيث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)، (متفق عليه)، حيث عمد إلى عمل أعشاب مركبة مع إضافة قليل من العسل، واستخدام كمية بسيطة لا تتجاوز مقدار خمس كوب من البلاستيك الأبيض الصغير لبيعها على أولئك المرضى المساكين وبسعر قدره ثمانون ريالاً للكأس الواحد، ليس هذا فحسب إنما يجب على المريض أو المريضة أن يستعمل أكثر من عشر كاسات لتنظيف معدته من مادة السحر الموجودة، وعلى هذا فمن أراد استعمال هذه المادة فعليه دفع مبلغ وقدره (80 × 10 = 800) ريال سعودي، ليس ذلك فحسب إنما وصل به الأمر إلى أن يبيع شريط التسجيل بمبلغ وقدره ثلاثون ريالاً، ناهيك عن وجود جلد ذئب في بيته ضناً منه في أن ذلك يحفظ من الجن والشياطين، فقلي بربك هل وصل بنا الإنحطاط إلى هذا المستوى من التردي، هل هان على أنفسنا أن نبيعها للشيطان، هل مات الضمير في قلوب من يدعون العلاج بالقرآن، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نصدق بأمثال هؤلاء على أنهم يريدون الخير والسعادة للمسلمين، أين هم من آية في كتاب الله عز وجل يقول فيها الحق جل شأنه: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) (الفتح – الآية 29)، أين هم من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ثبت من حديث النعمان بن بشير – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم 0 مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) (متفق عليه)، ألم يعلموا يقيناً أن دفع الظلم عن الناس ومساعدة المكروب والسير في حاجة المسلم من أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى، إن كان لي كلمات أعبر فيها عمّا أراه من مآسي تحرّق القلوب فهي نصيحة خالصة أوجهها لهذا الرجل وأمثاله: أن يتقوا الله عز وجل، وأذكرهم بقول الحق تبارك وتعالى: (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم) (الشعراء – الآية 88، 89) فالله الله في أنفسكم قبل أن تقفوا بين يدي الله سبحانه وتعالى فتحاسبوا يوم الحساب لا يوم العمل 0
3) - العلم الشرعي، وبالقدر التي يحتاجه المعالج في حياته لمتابعة الطريق القويم الذي يؤصل في نفسيته تقوى الله سبحانه أولاً، ثم توقّي الابتداع في مسائل الرقية، فلا يأخذ من هذا العلم إلا ما أقرته الشريعة أو أيده علماء الأمة وأئمتها 0
4) - المظهر والسمت الإسلامي، فمن الأمور التي لا بد أن يهتم بها المرضى مظهر المعالج العام من حيث التزامه بالسنة في شكله ومظهره، والمعنيّ من هذا إطلاق اللحية وتقصير الثوب ونحو ذلك من أمور أخرى، مع الالتزام في التطبيق العملي قدر المستطاع لنصوص الكتاب والسنة، واقتفاء آثار الصحابة والتابعين وسلف هذه الأمة وأئمتها 0
5) - المحافظة على الفرائض والنوافل، من حيث أداء الصلوات مع الجماعة والمحافظة عليها في وقتها ونحو ذلك من أمور العبادات الأخرى 0
¥(26/351)
6) - الورع والتقى، وهي من أهم الصفات التي لا بد من الاهتمام بها وتوفرها في المعالج لكي يستطيع تقديم صورة بيضاء ناصعة عن هذا الدين وأهله، ويجب على المعالِج تقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن، والتورع قدر المستطاع في التعامل مع المرضى، ويجب أن تكون غايته وهدفه مرضاة الله سبحانه وتعالى، لا كما يفعل بعض المعالجين اليوم، فتقتصر النظرة إلى ما في جيوب المرضى من دينار ودرهم، ونسوا أو تناسوا ما عند الله سبحانه وتعالى من نعيم مقيم لا يفنى ولا يبلى، وفيه الخلود والسعادة الأبدية 0
7) - التواضع وخفض الجناح والبشاشة ورحابة الصدر، وحقيقة الأمر أن هذا الموضوع من الأمور المهمة التي لا بد من الاهتمام بها غاية الإهتمام لكلا الطرفين المعالِج والمعالَج، حيث أصبحنا نرى كثيراً ممن سلك طريق الرقية الشرعية وبدأ فيها بداية طيبة محمودة، أصبحت تراه بعد فترة من الزمن يمشي مشية المتكبرين ويتكلم بكلام المترفعين، وينظر إلى الناس من حوله نظرة احتقار وازدراء، وهذا والله هو الخسران المبين، ولا بد للمعالج من تقوى الله سبحانه وتعالى وإعادة الأمر كله له، فلولا حفظ الله سبحانه وتعالى له لتلقفته الشياطين منذ أمد بعيد، فليشكر الله، وليعامل الناس بما يحب أن يعامل، فعليه أن يكون متواضعاً ليناً، البشاشة تعلو محياه، وخفظ الجناح أساس مسعاه، فيصبر على المرضى ويتفاعل مع مشاعرهم وأحزانهم، ويظهر لهم حقيقتةً أنه يشاركهم فيما يحملون من مرض وابتلاء، وعندئذ سوف يكون التواصل بين المعالج والمريض، ومن ثم تتجسد المحبة والألفة وهذا من أكبر دواعي الشفاء بإذن الله سبحانه وتعالى 0
8) - المنطق والحديث،وأعني بذلك أن المعالج لا بد أن يكون له منهجاً واضحاً يعتمد أساساً على مرجعية الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة الأجلاء، وعليه أن يعود في المسائل المشكلة إلى العلماء وطلبة العلم للإسترشاد بآرائهم والتوجه بتوجيهاتهم، لا كما يفعل كثير من جهلة المعالجين فجعلوا قائدهم في التوجه والتصرف الأهواء والشهوات وأصبحوا وكأنما يمتلكون علماً لدنياً لم يحزه أحدٌ سواهم، بل أصبحوا وكأنما قد جمعوا العلم من أطرافه، وإليك قصة أحدهم نقلاً عمن راجع هذا المعالج:
جاءني رجل في العقد الثالث من عمره وقد رأيته حالق الرأس فسألته عن سبب ذلك، فأخبرني بأنه قد راجع معالجاً فأشار عليه بحلق رأسه والعودة إليه مرة ثانية، ففعل، وما أن عاد إلى هذا المعالج حتى أخذ يعمد لإجراء قياسات له في رأسه بواسطة (المغيض – مطاط)، ويكون ذلك القياس عرضاً وطولاً فإن توافق القياس فالرجل سليم، وإن لم يتوافق هذا القياس فالرجل يعاني من أمر ما، وبعد انتهاء المعالج من أخذ قياسات جميع أنحاء الرأس، أشار هذا المعالج الحاذق الجاهل بمعاناة الرجل من تنسيم في الرأس؟؟؟!!! 0
ليس هذا فحسب، إنما واجب المعالج أن يحرص كل الحرص على كل كلمة يقولها أو يتفوه بها وأن يضبطها بالشريعة أولاً، وأن تضبط بسلامة الناحية العضوية والنفسية ثانياً، بل يجب عليه أن يحرص على نمط العلاقات الإجتماعية بين الأسر، فلا يتكلم بما قد يؤدي إلى الفرقة أو قطيعة الرحم دون القرائن والأدلة القطعية، وكذلك مراعاة المصالح والمفاسد، وقد يعجب الكثير من هذا الكلام، ولكنه واقع كثير من المعالجين الذين أساؤوا السلوك والتصرف، وبناء على التصرفات الهوجاء لهذا الصنف من المعالجين ترى فلان قد طلق زوجته، وآخر قد قذف أهله بالسحر والعين، وثالث ترك بيته ورابع وخامس، وكل ذلك ما كان لولا تفشي الجهل في تلك الفئة التي لم تراعي إلا ولا ذمة في مسلم قط، ومن هنا فلا بد أن يحرص المعالج على قوله وعمله، فلربما تكلم بكلام أو فعل فعلاً كلفه الكثير في الدنيا والآخرة 0
9) - التعامل مع النساء، ومما يجب الاهتمام به من قبل المرضى تعامل المعالِج مع النساء، ولا أريد أن أطيل الحديث في هذا الموضوع حيث سوف أتعرض له مفصلاً في هذه السلسلة (القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى) تحت عنوان (التقيد بالأمور الشرعية الخاصة بالنساء) و (اتقاء فتنة النساء) فلتراجع 0
¥(26/352)
وكل ما ذكر تحت هذا العنوان يعطي الإنطباع الحقيقي والرؤية الساطعة عن حقيقة المعالج وتوجهه وغاياته وأهدافه، ولا بد للمرضى من الاهتمام غاية الاهتمام بهذه الأمور وقياس كل ذلك على من تصدر الرقية والعلاج، وواجب المريض يحتم أحياناً تقديم النصح والإرشاد فيما يراه من تجاوزات في بعض الأمور المذكورة آنفاً، وأحياناً أخرى يكون واجباً شرعياً على المسلم رفع أمر بعض هؤلاء لولاة الأمر وأهل الحسبة للنظر في أمرهم وتحري ما يقومون به من أفعال تخالف الأسس والقواعد والأخلاقيات في الرقية والعلاج، وحقيقة الأمر أن هذا الأمر مسؤولية الجميع ابتداء من ولي الأمر وأهل الحسبة والعلماء وطلبة العلم والدعاة، فيجب تظافر الجهود في تقييم ما هو موجود على الساحة اليوم، فمن أراد أن يقدم لهذا الدين فنعما هو، ومن أراد العبث بالعقيدة والقيم والأخلاق فليس بلد التوحيد مجالاً لذلك كله، وهذا ما عهدناه من ولاة الأمر ومن خلفهم العلماء وطلبة العلم والدعاة في هذا البلد الطيب، يقفون صفاً واحداً للذود عن حمى العقيدة وصونها وحفظها من دجل الدجالين ودعوى المدعين، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ الجميع وأن يوفقهم في هذا العمل المبارك إنه على كل شيء قدير 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين السؤال التالي:-
ماذا تنصح العوام قبل الذهاب لشخص بعينه من أجل الرقية والاستشفاء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟
فأجاب – حفظه الله –: (ننصح المصاب بمس أو عين أو صرف أن يعالج نفسه بكثرة الذكر والدعاء والتوبة والإستغفار والأعمال الصالحة وكثرة القربات من صدقة أو صوم أو حج أو عمرة أو تلاوة أو نفع عام للمسلمين، وننصحه بالتوبة عن المعاصي والبعد عن السيئات والمخالفات، وهجر العصاة وأهل الملاهي والأغاني والصور والصحف الماجنة والأفلام الهابطة وكل ما يدعو إلى الشر أو يدفع إلى المعاصي وذلك لأن الاستشفاء بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إنما تنفع أهل الإيمان والتقوى كما قال تعالى: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي ءاذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى) (فصلت – الآية 44)، وقال تعال: (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا) (الإسراء – الآية 82)، وننصحه أن يعتقد ويجزم بأن كتاب الله تعالى هو الشفاء والدواء النافع، ولا يشك ولا يتردد في أثر نفعه، ولا يجعله كتجربة، وننصحه أن يختار من القراء أهل التقى والورع وقوة الإيمان والخوف من الله تعالى والنصح للمسلمين، ولا يذهب إلى النفعيين الذين جعلوا الرقية حرفة يأكلون معها أموال الناس، فإن تأثيرهم قليل والله لا أعلم)
(فتوى مكتوبة بتاريخ 24 شعبان سنة 1418 هـ) 0
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[23 - 04 - 09, 04:33 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخونا محمد على هذا الموضوع ...
والله أن القلب ليتفطّر على الذين أخذوا الدين حرفة يأكلون به أموال المساكين وقد جلست مع بعضهم .. والله يا أخ يامحمد أقسم بالله أني كأني جالس مع أناس غير مستقيمين غالب كلامهم عن الفلوس والدراهم, وسمعت أحدهم يقول: يافلان وش رايك نتشارك نفتح لنا رقية ونطق لنا جيب آخر موديل في حدود أشهر وش رايك يافلان ..
وبعضهم الأن صار لايرقي إلا أصحاب (الأموال الباهظة) لكي يحصل على دنياهم ويسافر من أجل ذلك والله المستعان. وآخر سمعته يقول: يافلان خلّنا عند فلان نمزمز فلوسه وبعدين نتركه .. وهذا سمعته بأذني ولاحول ولاقوة إلابالله .. والله قصص تتعجّب منها .. وطبعاً نوصح هذا الأخ .. يحتج ويقول هذا من حقي .. والله المستعان .. والمشكلة ياشيخ محمد ليته يقرأ القرأن على الوجه اللائق به والله المستعان, وسمعته عند أحد الإخوة يقول: والله الرقية فيها خير (يعني الفلوس).
يارب لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ....
ـ[محمد المسلم السلفي]ــــــــ[23 - 04 - 09, 02:58 م]ـ
أشكرركـ اخي ابو راكان على المرور
وأسعدني تواجدك بموضوعي
وجزاك الله خيرا(26/353)
كيف تعالج نفسك بالرقية
ـ[محمد المسلم السلفي]ــــــــ[23 - 04 - 09, 04:21 ص]ـ(26/354)
أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ
ـ[محمد المسلم السلفي]ــــــــ[23 - 04 - 09, 06:04 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فإن الله عز وجل منَّ على البشرية ببعثة الرسل وخص هذه الأمة الخاتمة للأمم بخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِالْجَرَسِ
الحديث:
-2 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَامَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّالْمُؤْمِنِينَ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا _أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ _رَضِيَاللَّهُ عَنْهُ _ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّفَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيالْمَلَكُ رَجُلًا، فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ. قَالَتْ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا -: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِيالْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ، فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُلَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا.
الشرح:
(الحديث الثاني) من أحاديث بدء الوحي.
قوله: (حدثنا عبد الله بن يوسف) هو التنيسي، كان نزل تنيس منعمل مصر، وأصله دمشقي، وهو من أتقن الناس في الموطأ، كذا وصفه يحيى بن معين.
قوله: (أم المؤمنين) هو مأخوذ من قوله تعالى: (وأزواجهأمهاتهم) أي: في الاحترام وتحريم نكاحهن لا في غير ذلك مما اختلف فيه علىالراجح، وإنما قيل للواحدة منهن أم المؤمنين للتغليب، وإلا فلا مانع من أن يقال لهاأم المؤمنات على الراجح.
قوله: (أن الحارث بن هشام) هو المخزومي، أخو أبي جهل شقيقه، أسلم يوم الفتح، وكان من فضلاء الصحابة، واستشهد في فتوح الشام.
قوله: (سأل) هكذا رواه أكثر الرواة عن هشام بن عروة، فيحتملأن تكون عائشة حضرت ذلك، وعلى هذا اعتمد أصحاب الأطراف فأخرجوه في مسند عائشة.
ويحتمل أن يكون الحارث أخبرها بذلك بعد فيكون من مرسل الصحابة، وهومحكوم بوصله عند الجمهور.
وقد جاء ما يؤيد الثاني، ففي مسند أحمد ومعجم البغوي وغيرهما منطريق عامر بن صالح الزبيري عن هشام عن أبيه عن عائشة عن الحارث ابن هشام قال: سألت.
وعامر فيه ضعف، لكن وجدت له متابعا عند ابن منده، والمشهور الأول.
قوله: (كيف يأتيك الوحي) يحتمل أن يكون المسؤول عنه صفة الوحينفسه، ويحتمل أن يكون صفة حامله أو ما هو أعم من ذلك، وعلى كل تقدير فإسناد الإتيانإلى الوحي مجاز، لأن الإتيان حقيقة من وصف حامله.
واعترض الإسماعيلي فقال: هذا الحديث لا يصلح لهذه الترجمة، وإنماالمناسب لكيف بدء الوحي الحديث الذي بعده، وأما هذا فهو لكيفية إتيان الوحي لا لبدءالوحي ا ه.
قال الكرماني: لعل المراد منه السؤال عن كيفية ابتداء الوحي، أوعن كيفية ظهور الوحي، فيوافق ترجمة الباب.
قلت: سياقه يشعر بخلاف ذلك لإتيانه بصيغة المستقبل دون الماضي، لكن يمكن أن يقال إن المناسبة تظهر من الجواب، لأن فيه إشارة إلى انحصار صفة الوحيأو صفة حامله في الأمرين فيشمل حالة الابتداء، وأيضا فلا أثر للتقديم والتأخير هناولو لم تظهر المناسبة، فضلا عن أنا قدمنا أنه أراد البداءة بالتحديث عن إماميالحجاز فبدأ بمكة ثم ثنى بالمدينة.
¥(26/355)
وأيضا فلا يلزم أن تتعلق جميع أحاديث الباب ببدء الوحي، بل يكفي أنيتعلق بذلك وبما يتعلق به وبما يتعلق بالآية أيضا، وذلك أن أحاديث الباب تتعلق بلفظالترجمة وبما اشتملت عليه، ولما كان في الآية أن الوحي إليه نظير الوحي إلىالأنبياء قبله، ناسب تقديم ما يتعلق بها، وهو صفة الوحي وصفة حامله إشارة إلى أنالوحي إلى الأنبياء لا تباين فيه، فحسن إيراد هذا الحديث عقب حديث الأعمال، الذيتقدم التقدير بأن تعلقه بالآية الكريمة أقوى تعلق، والله سبحانه وتعالى أعلم.
قوله: (أحيانا) جمع حين، يطلق على كثير الوقت وقليله، والمرادبه هنا مجرد الوقت، فكأنه قال: أوقاتا يأتيني، وانتصب على الظرفية، وعامله " يأتيني " مؤخر عنه.
وللمصنف من وجه آخر عن هشام في بدء الخلق قال: كل ذلك يأتي الملك، أي كل ذلك حالتان فذكرهما.
وروى ابن سعد من طريق أبي سلمة الماجشون، أنه بلغه أن النبي -صلىالله عليه وسلم -كان يقول: " كان الوحي يأتيني على نحوين: يأتيني به جبريلفيلقيه على كما يلقى الرجل على الرجل، فذاك ينفلت مني.
ويأتيني في بيتي مثل صوت الجرس حتى يخالط قلبي، فذاك الذي لا ينفلتمني " وهذا مرسل مع ثقة رجاله، فإن صح فهو محمول على ما كان قبل نزول قولهتعالى: (لا تحركبه لسانك) ( http://**********:openquran(74,16,16)) كما سيأتي، فإن الملك قد تمثل رجلا في صور كثيرة، ولم ينفلتمنه ما أتاه به، كما في قصة مجيئه في صورة دحية وفي صورة أعرابي، وغير ذلك وكلها فيالصحيح.
وأورد على ما اقتضاه الحديث - وهو أن الوحي منحصر في الحالتين - حالات أخرى: إما من صفة الوحي كمجيئه كدوي النحل، والنفث في الروع، والإلهام، والرؤيا الصالحة، والتكليم ليلة الإسراء بلا واسطة.
وإما من صفة حامل الوحي، كمجيئه في صورته التي خلق عليها له ستمائةجناح، ورؤيته على كرسي بين السماء والأرض وقد سد الأفق.
والجواب: منع الحصر في الحالتين المقدم ذكرهما وحملهما علىالغالب، أو حمل ما يغايرهما على أنه وقع بعد السؤال، أو لم يتعرض لصفتي الملكالمذكورتين لندورهما، فقد ثبت عن عائشة أنه لم يره كذلك إلا مرتين، أو لم يأته فيتلك الحالة بوحي، أو أتاه به فكان على مثل صلصلة الجرس، فإنه بين بها صفة الوحي لاصفة حامله.
وأما فنون الوحي، فدوي النحل لا يعارض صلصلة الجرس، لأن سماع الدويبالنسبة إلى الحاضرين - كما في حديث عمر - يسمع عنده كدوي النحل، والصلصلة بالنسبةإلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فشبهه عمر بدوي النحل بالنسبة إلى السامعين، وشبهههو -صلى الله عليه وسلم -بصلصلة الجرس بالنسبة إلى مقامه.
وأما النفث في الروع، فيحتمل أن يرجع إلى إحدى الحالتين، فإذا أتاهالملك في مثل صلصلة الجرس نفس حينئذ في روعه.
وأما الإلهام فلم يقع السؤال عنه، لأن السؤال وقع عن صفة الوحي الذييأتي بحامل، وكذا التكليم ليلة الإسراء. (1/ 20)
وأما الرؤيا الصالحة فقال ابن بطال: لا ترد، لأن السؤال وقع عماينفرد به عن الناس، لأن الرؤيا قد يشركه فيها غيره ا ه.
والرؤيا الصادقة وإن كانت جزءا من النبوة فهي باعتبار صدقها لا غير، وإلا لساغ لصاحبها أن يسمى نبيا وليس كذلك، ويحتمل أن يكون السؤال وقع عما فياليقظة، أو لكون حال المنام لا يخفى على السائل، فاقتصر على ما يخفى عليه، أو كانظهور ذلك له -صلى الله عليه وسلم -في المنام أيضا على الوجهين المذكورين لا غير، قاله الكرماني: وفيه نظر.
وقد ذكر الحليمي أن الوحي كان يأتيه على ستة وأربعين نوعا - فذكرها - وغالبها من صفات حامل الوحي، ومجموعها يدخل فيما ذكر، وحديث: " أن روح القدسنفث في روعي "، أخرجه ابن أبي الدنيا في القناعة، وصححه الحاكم من طريق ابنمسعود.
قوله: (مثل صلصلة الجرس) في رواية مسلم " في مثل صلصلةالجرس " والصلصلة بمهملتين مفتوحتين بينهما لام ساكنة: في الأصل صوت وقوعالحديد بعضه على بعض، ثم أطلق على كل صوت له طنين، وقيل: هو صوت متدارك لا يدركفي أول وهلة، والجرس الجلجل الذي يعلق في رءوس الدواب، واشتقاقه من الجرس بإسكانالراء وهو الحس.
وقال الكرماني: الجرس ناقوس صغير أو سطل في داخله قطعة نحاس يعلقمنكوسا على البعير، فإذا تحرك تحركت النحاسة فأصابت السطل فحصلت الصلصلة. ا ه.
وهو تطويل للتعريف بما لا طائل تحته.
¥(26/356)
وقوله: قطعة نحاس، معترض لا يختص به، وكذا البعير، وكذا قولهمنكوسا، لأن تعليقه على تلك الصورة هو وضعه المستقيم له.
فإن قيل: المحمود لا يشبه بالمذموم، إذ حقيقة التشبيه إلحاق ناقصبكامل، والمشبه الوحي وهو محمود، والمشبه به صوت الجرس وهو مذموم لصحة النهي عنهوالتنفير من مرافقة ما هو معلق فيه، والإعلام بأنه لا تصحبهم الملائكة كما أخرجهمسلم وأبو داود وغيرهما، فكيف يشبه ما فعله الملك بأمر تنفر منه الملائكة؟ والجواب: أنه لا يلزم في التشبيه تساوي المشبه بالمشبه به في الصفات كلها، بل ولافي أخص وصف له، بل يكفي اشتراكهما في صفة ما. فالمقصود هنا بيان الجنس، فذكر ماألف السامعون سماعه تقريبا لأفهامهم.
والحاصل أن الصوت له جهتان: جهة قوة وجهة طنين، فمن حيث القوة وقعالتشبيه به، ومن حيث الطرب وقع التنفير عنه وعلل بكونه مزمار الشيطان، ويحتمل أنيكون النهي عنه وقع بعد السؤال المذكور وفيه نظر.
قيل: والصلصلة المذكورة صوت الملك بالوحي، قال الخطابي: يريدأنه صوت متدارك يسمعه ولا يتبينه أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد، وقيل: بل هو صوتحفيف أجنحة الملك 0 والحكمة في تقدمه أن يقرع سمعه الوحي فلا يبقى فيه مكان لغيره، ولما كان الجرس لا تحصل صلصلته إلا متداركة وقع التشبيه به دون غيره من الآلات، وسيأتي كلام ابن بطال في هذا المقام في الكلام على حديث ابن عباس: " إذا قضىالله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها " الحديث عند تفسير قوله: (حتى إذا فزع عنقلوبهم) ( http://**********:openquran(33,23,23)) في تفسير سورة سبأ إن شاء الله تعالى.
قوله: (وهو أشده علي) يفهم منه أن الوحي كله شديد، ولكن هذهالصفة أشدها، وهو واضح، لأن الفهم من كلام مثل الصلصلة أشكل من الفهم من كلام الرجلبالتخاطب المعهود، والحكمة فيه أن العادة جرت بالمناسبة بين القائل والسامع، وهيهنا إما باتصاف السامع بوصف القائل بغلبة الروحانية وهو النوع الأول، وإما باتصافالقائل بوصف السامع وهو البشرية وهو النوع الثاني، والأول أشد بلا شك.
وقال شيخنا شيخ الإسلام البلقيني: سبب ذلك أن الكلام العظيم لهمقدمات تؤذن بتعظيمه للاهتمام به كما سيأتي في حديث ابن عباس: " كان يعالج منالتنزيل شدة " قال وقال بعضهم: وإنما كان شديدا عليه ليستجمع قلبه فيكون أوعىلما سمع. ا ه.
وقيل: إنه إنما كان ينزل هكذا إذا نزلت آية وعيد أو تهديد، وهذافيه نظر، والظاهر أنه لا يختص بالقرآن كما سيأتي بيانه في حديث يعلى بن أمية في قصةلابس الجبة المتضمخ بالطيب في الحج، فإن فيه أنه: " رآه -صلى الله عليه وسلم -حال نزول الوحي عليه وإنه ليغط "، وفائدة هذه الشدة ما يترتب على المشقة من زيادةالزلفى، والدرجات.
قوله: (فيفصم) بفتح أوله وسكون الفاء وكسر المهملة أي: يقلعويتجلى ما يغشاني، ويروى بضم أوله من الرباعي. (1/ 21)
وفي رواية لأبي ذر بضم أوله وفتح الصاد على البناء للمجهول، وأصلالفصم القطع، ومنه قوله تعالى: (لا انفصام لها) ( http://**********:openquran(1,256,256)) ، وقيل الفصم بالفاء: القطع بلاإبانة، وبالقاف: القطع بإبانة، فذكر بالفصم إشارة إلى أن الملك فارقه ليعود، والجامع بينهما بقاء العلقة.
قوله: (وقد وعيت عنه ما قال) أي: القول الذي جاء به، وفيهإسناد الوحي إلى قول الملك، ولا معارضة بينه وبين قوله تعالى حكاية عمن قال منالكفار: (إن هذاإلا قول البشر) ( http://**********:openquran(73,25,25)) لأنهم كانوا ينكرون الوحي، وينكرون مجيء الملك به.
قوله: (يتمثل لي الملك رجلا) التمثل مشتق من المثل، أي: يتصور.
واللام في الملك للعهد وهو: جبريل، وقد وقع التصريح به في روايةابن سعد المقدم ذكرها.
وفيه دليل على أن الملك يتشكل بشكل البشر.
قال المتكلمون: الملائكة أجسام علوية لطيفة تتشكل أي شكل أرادوا، وزعم بعض الفلاسفة أنها جواهر روحانية، و " رجلا " منصوب بالمصدرية، أي: يتمثل مثل رجل، أو بالتمييز، أو بالحال والتقدير هيئة رجل.
قال إمام الحرمين: تمثل جبريل معناه أن الله أفنى الزائد من خلقهأو أزاله عنه، ثم يعيده إليه بعد.
¥(26/357)
وجزم ابن عبد السلام بالإزالة دون الفناء، وقرر ذلك بأنه لا يلزم أنيكون انتقالها موجبا لموته، بل يجوز أن يبقى الجسد حيا، لأن موت الجسد بمفارقةالروح ليس بواجب عقلا، بل بعادة أجراها الله تعالى في بعض خلقه.
ونظيره انتقال أرواح الشهداء إلى أجواف طيور خضر تسرح في الجنة.
وقال شيخنا شيخ الإسلام: ما ذكره إمام الحرمين لا ينحصر الحالفيه، بل يجوز أن يكون الآتي هو جبريل بشكله الأصلي، إلا أنه انضم فصار على قدر هيئةالرجل، وإذا ترك ذلك عاد إلى هيئته، ومثال ذلك القطن إذا جمع بعد أن كان منتفشافإنه بالنفش يحصل له صورة كبيرة وذاته لم تتغير.
وهذا على سبيل التقريب، والحق أن تمثل الملك رجلا، ليس معناه أنذاته انقلبت رجلا، بل معناه أنه ظهر بتلك الصورة تأنيسا لمن يخاطبه.
والظاهر أيضا أن القدر الزائد لا يزول ولا يفنى، بل يخفى على الرائيفقط.
والله أعلم.
قوله: (فيكلمني) كذا للأكثر، ووقع في رواية البيهقي من طريقالقعنبي عن مالك " فيعلمني " بالعين بدل الكاف، والظاهر أنه تصحيف، فقد وقع فيالموطأ رواية القعنبي بالكاف، وكذا للدار قطني في حديث مالك من طريق القعنبيوغيره.
قوله: (فأعي ما يقول) زاد أبو عوانة في صحيحه " وهو أهونهعلى ".
وقد وقع التغاير في الحالتين حيث قال في الأول: " وقد وعيت " بلفظ الماضي، وهنا " فأعي " بلفظ الاستقبال، لأن الوعي حصل في الأول قبل الفصم، وفي الثاني حصل حال المكالمة، أو أنه كان في الأول قد تلبس بالصفات الملكية فإذاعاد إلى حالته الجبلية، كان حافظا لما قيل له فعبر عنه بالماضي، بخلاف الثاني فإنهعلى حالته المعهودة.
قوله: (قالت عائشة) هو بالإسناد الذي قبله، وإن كان بغير حرفالعطف كما يستعمل المصنف وغيره كثيرا، وحيث يريد التعليق يأتي بحرف العطف.
وقد أخرجه الدارقطني في حديث مالك من طريق عتيق بن يعقوب عن مالكمفصولا عن الحديث الأول، وكذا فصلهما مسلم من طريق أبي أسامة عن هشام. ونكتة هذاالاقتطاع هنا اختلاف التحمل، لأنها في الأول أخبرت عن مسألة الحارث، وفي الثانيأخبرت عما شاهدت تأييدا للخبر الأول.
قوله: (ليتفصد) بالفاء وتشديد المهملة، مأخوذ من الفصد وهو: قطع العرق لإسالة الدم، شبه جبينه بالعرق المفصود مبالغة في كثرة العرق.
وفي قولها: " في اليوم الشديد البرد " دلالة على كثرة معاناةالتعب والكرب عند نزول الوحي، لما فيه من مخالفة العادة، وهو كثرة العرق في شدةالبرد، فإنه يشعر بوجود أمر طارئ زائد على الطباع البشرية.
وقوله: " عرقا " بالنصب على التمييز، زاد ابن أبي الزناد عنهشام بهذا الإسناد عند البيهقي في الدلائل: " وإن كان ليوحى إليه وهو على ناقتهفيضرب حزامها من ثقل ما يوحى إليه ".
(تنبيه): حكى العسكري في التصحيف عن بعض شيوخه أنه قرأ " ليتقصد " بالقاف، ثم قال العسكري: إن ثبت فهو من قولهم: تقصد الشيء إذا تكسروتقطع، ولا يخفى بعده انتهى.
وقد وقع في هذا التصحيف أبو الفضل بن طاهر، فرده عليه المؤتمنالساجي بالفاء، قال: فأصر على القاف، وذكر الذهبي في ترجمة ابن طاهر عن ابن ناصرأنه رد على ابن طاهر لما قرأها بالقاف، قال: فكابرني. (1/ 22)
قلت: ولعل ابن طاهر وجهها بما أشار إليه العسكري.
والله أعلم.
وفي حديث الباب من الفوائد - غير ما تقدم - إن السؤال عن الكيفيةلطلب الطمأنينة لا يقدح في اليقين، وجواز السؤال عن أحوال الأنبياء من الوحي وغيره، وأن المسؤول عنه إذا كان ذا أقسام يذكر المجيب في أول جوابه ما يقتضي التفصيل.
والله أعلم.
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[23 - 04 - 09, 07:20 ص]ـ
أصلح كتابة الآيات بارك الله فيك(26/358)
ما هو رأي أبي الحسن بن القطان في المجهول
ـ[احمد العجمي]ــــــــ[24 - 04 - 09, 01:48 ص]ـ
بارك الله فيكم وشكر لكم على مشاركتكم في هذا الموضوع
اتمنى من الأخوة الأفاضل:
ما هو رأي أبي الحسن بن القطان في تعريف الراوي المجهول وما هو حد الجهالة عنده؟
وكم قسم يرى لها من الأقسام؟؟؟؟
ـ[أبو صهيب المقدسي خالد الحايك]ــــــــ[28 - 04 - 09, 09:07 ص]ـ
المجهول عند ابن القطّان (ت 628هـ):
1 - بنى ابن القطان مذهبه في المجهول على أصل له في قبول الأحاديث، فقسم الحديث إلى قسمين: صحيح يعمل به، وغير صحيح لا يعمل به.
والصحيح المعمول به هو ما كان رواته ثقات، وغير الصحيح الذي لا يعمل به هو الضعيف والحسن.
قال ابن القطان: "ونعني بالحسن: ما له من الحديث منزلةٌ بين منزلتي الصحيح والضعيف، ويكون الحديث حسناً هكذا، إما بأن يكون أحد رواته مختلفاً فيه؛ وثقه قوم وضعفه آخرون، ولا يكون ما ضعف به جرحاً مفسراً، فإنه إن كان مفسراً قُدِّم على توثيق من وثقه، فصار الحديثُ ضعيفاً.
وإما بأن يكون أحد رواته؛ إما مستوراً وإما مجهول الحال. ولنبين هذين القسمين:
فأما المستور فهو من لم تثبت عدالته لدينا ممن روى عنه اثنان فأكثر، فإن هذا يختلف في قبول روايته من لا يرى رواية الراوي العدل عن الراوي تعديلاً له.
فطائفة منهم يقبلون روايته، وهؤلاء هم الذين لا يبتغون على الإسلام مزيداً في حقّ الشاهد والراوي، بل يَقنعون بمجرد الإسلام، مع السلامة عن فسقٍ ظاهر، ويتحققون إسلامه برواية عدلين عنه، إذ لم يُعهد ممن يتدين يَروي الدين إلا عن مسلم.
وطائفة يردون روايته، وهؤلاء هم الذين يبتغون وراء الإسلام مزيداً، وهو عدالة الشاهد أو الراوي، وهذا كله بناء على أن رواية الراوي عن الراوي ليست تعديلاً له، فأما من رآها تعديلاً له فإنه يكون بقبول روايته أحرى وأولى، ما لم يثبت جرحه.
والحقّ في هذا أنه لا تقبل روايته ولو روى عنه جماعة ما لم تثبت عدالته، ومن يُذكر في كتب الرجال برواية أكثر من واحد عنه مُهملاً من الجرح والتعديل، فهو غير معروف الحال عند ذاكره بذلك، وربما التصريح بذلك في بعضهم ... فهذا قسم المساتير.
فأما قسم مجهولي الأحوال، فإنهم قوم إنما روى عن كل واحد منهم واحد، لا يعلم روى عنه غيره، فهؤلاء إنما يقبل رواية أحدهم من يرى رواية الراوي العدل عن الراوي تعديلاً له، كالعمل بروايته، فأما من لا يرى رواية الراوي العدل عن الراوي تعديلاً له فإنهم لا يقبلون رواية هذا الصنف إلا أن تُعلم عدالة أحدهم، فإنه إذا علمت عدالته لم يضره أن لا يروي عنه إلا واحد، فأما إذا لم تعلم عدالته وهو لم يرو عنه إلا واحد فإنه لا تقبل روايته لا من يبتغي على الإسلام مزيداً ولا من لا يبتغيه".
قلت: لم يفرّق ابن القطان بين مجهول العين ومجهول الحال، فيعبر في بعض الرواة بمجهول أو مجهول الحال، وهما واحد عنده، وهو من لم يرو عنه إلا واحد ولم يُعدّل، وروايته مردودة عنده.
ذكر أبو محمد عبدالحق حديث: (من ضار ضار الله به) وحسّنه تبعاً للترمذي.
فتعقبه ابن القطان فقال: "وللاختلاف في أحاديث المساتير – والله أعلم – حسنه، وعندي أنه ضعيف، فإن ذلك إنما يتحقق فيمن روى عنه أكثر من واحد، فأما من لم يرو عنه إلا واحد، فلا يقبل خبره، وما أراهم يختلفون في ذلك".
ذكر ابن القطان (داود بن حمّاد) الذي يروي عن إبراهيم بن أبي حية، فقال: "داود بن حماد هذا يشبه أن يكون داود بن حماد بن فُرافصة البلخي، كان بنيسابور، يروي عن سفيان ابن عُيينة، ووكيع، وإبراهيم بن الأشعث. روى عنه أبو زرعة، وأحمد بن سلمة النيسابوري. بهذا ذكره ابن أبي حاتم من غير مزيد، فحاله مجهولة، وإن لم يكن هو فهو مجهول العين والحال".
وأما المستور عنده وهو من روى عنه اثنان فأكثر فروايته أيضاً مردودة عنده، ما لم ينص أحد على عدالته.
قال ابن القطان::فإن المستور الذي روى عنه أكثر من واحد مختلف في قبول حديثه ورده للاختلاف الذي في أصل ابتغاء مزيد العدالة بعد الإسلام".
وقال أيضاً: "وإنما هو عنده حسن – أي عبدالحق – باعتبار الاختلاف في قبول أخبار المساتير، للخلاف في أصل قبوله، وهو من عُلِم إسلامه، هل تقبل روايته وشهادته ما لم يظهر من حاله ما يمنع من ذلك، أو يُبتغى وراء الإسلام مزيد هو المعبَّر عنه بالعدالة".
¥(26/359)
وذكر أبو محمد عبدالحق حديث (دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ... ) وحسَّنه تبعاً للترمذي.
فتعقبه ابن القطان فقال: "وهو عندي ضعيف، لا حسن، إلا على رأي من يقبل المساتير ولا يبتغي فيهم مزيداً، فإنه يكون حسناً".
قلت: فالمجهول عند ابن القطان يبقى مجهولاً ولو روى عنه جماعة كبيرة ما لم يوثقه معاصر أو من أخذ عن ذلك المعاصر، فالعبرة عنده بتوثيقه بالنص لا بأن يسكت عنه ولو روى عنه أئمة كبار!
قال إبراهيم ابن الصديق: "فإذا لم يُعدل الرجل أو زكي بألفاظ لا تؤدي معنى التعديل في الحديث فهو غير ثقة وحديثه إما ضعيف وإما حسن. فإن روى عنه شخص واحد فقط – مع عدم التعديل – فهو المجهول البتة، وحديثه هو الضعيف ويعبّر عن هذا بتعبيرات خمس:
الأول: المجهول البتة.
الثاني: المجهول.
الثالث: المجهول العين.
الرابع: المجهول الحال.
الخامس: المجهول العين والحال.
وإن روى عنه اثنان فصاعداً، سواءاً أكان معروفاً بطلب الحديث أم لم يكن، عرف بالصدق والأمانة أم لم يعرف، فهو المستور وحديثه هو الحسن، اللهم إلا إن تجاوزت شهرته حد الاستفاضة كالأئمة الكبار، فهؤلاء لا يسأل عنهم، ويلاحظ بعد هذا أنه يعبر في كثير من الأحيان عن المستور بمجهول الحال فيوافق تأصيل ابن حجر، ولكن ابن القطان لا يعني المعنى الاصطلاحي، بل يعني في تعبيره هذا: المعنى اللغوي، وهو وإن روت عنه جماعة وعرف برواية الحديث فحاله غير معروفة في الرواية، إذ لم ينص أحد على تعديله وإلا فإنه بحسب قاعدته لا يفرق اصطلاحياً بين مجهول العين ومجهول الحال، فكلاهما الذي روى عنه واحد ولم يعدل".
2 - من روى عنه واحد وعُدّل فهو ثقة وحديثه مقبول:
قال ابن القطان في (باب ذكر أحاديث أعلها برجال وفيها من هو مثلهم أو أضعف أو مجهول لا يعرف): " ... والذين يترك إعلال الأخبار بهم في هذا الباب، هم إما ضعفاء، وإما مستورون ممن روى عن أحدهم اثنان فأكثر، ولم تعلم مع ذلك أحوالهم، وإما مجهولون، وهم من لم يرو عن أحدهم إلا واحد، ولم تعلم مع ذلك حاله، فإنه قد يكون فيمن لم يرو عنه إلا واحد من عرفت ثقته وأمانته".
وقال ابن القطان في حديث الفريعة بنت مالك في مكث المتوفاة عنها زوجها: "أتبعه – أي عبدالحق – تصحيح الترمذي له، وقول علي بن أحمد بن حزم: زينب بنت كعب مجهولة لم يرو حديثها غير سعد بن إسحاق، وهو غير مشهور. وارتضى هذا القول من علي بن أحمد، ورجّحه على قول ابن عبدالبر: إنه حديث مشهور. وعندي أنه ليس كما ذهب إليه، بل الحديث صحيح، فإن سعد بن إسحاق ثقة، وممن وثقه النسائي، وزينب كذلك ثقة، وفي تصحيح الترمذي إياه توثيقها وتوثيق سعد بن إسحاق، ولا يضر الثقة أن لا يروي عنه إلا واحد".
3 - من لم تثبت عدالته عند ابن القطان كأنه ليس بجرح عنده، فقد ذكر (ميمون أبو عبدالله مولى عبدالرحمن بن سمرة) وطعن أهل العلم فيه، ثم قال: "وكلّ من رأيت من مؤلفي كتب الضعفاء أو أكثرهم ذكره في جملتهم فأقل أحواله أن لا يكون ثابت العدالة إن لم يثبت ضعفه بجرح مفسر".
وقال في (صدقة بن سعيد الحنفي): "وهو علة الخبر. قال البخاري: عنده عجائب. وقال فيه الساجي: ليس بشيء. وقال ابن وضاح: ضعيف. وقال فيه أبو حاتم: شيخ. وبالجملة فلم تثبت عدالته ولم يثبت فيه جرح مفسر".
قلت: من يقول فيه ابن القطان "لم تثبت عدالته" وهو وإن كان ظاهره توقف عنده وليس بجرح إلا أن حديثه مردود، فالنتيجة واحدة سواء ثبت ضعفه بتفسير الجرح أم لا، فحديثه غير مقبول.
4 - تعديل غير المعاصر عند ابن القطان فيه نظر!
قال في (يحيى بن عبيد): "لا يُعرف روى عنه غير ابن جريج، ولكن قد قال فيه النسائي: إنه ثقة، فالله أعلم إن كان كذلك، فإن تعديل غير المعاصر وتجريحه فيه نظر، فاعلم ذلك".
وقال أيضاً: "إن لم يأت في توثيقه إياه بقول معاصر، أو قول من يظن به الأخذ عن معاصر له، فإنه لا يقبل منه، إلا أن يكون ذلك منه في رجل معروف، قد انتشر له من الحديث ما تعرف به حاله".
وبناءً على هذه القاعدة عنده: فإن سبر أحاديث الراوي في بيان حاله فيه نظر، بل لا بد من مباشرة أحواله!
¥(26/360)
قال في (موسى بن هلال البصري): "فأما أبو أحمد بن عدي فإنه ذكر هذا الرجل بهذا الحديث، ثم قال: ولموسى غير هذا، وأرجوا أنه لا بأس به. وهذا من أبي أحمد قولٌ صَدَرَ عن تصفحِ روايات هذا الرجل، لا عن مباشرة لأحواله، فالحقّ فيه أنه لم تثبت عدالته".
قلت: هكذا مذهبه! وخالف نفسه إذ يقول في راوٍ: "وحال الرجل يأتي من أحاديثه".
5 - رواية الثقة عن المجهول لا تكفي في بيان عدالته:
ذكر ابن القطان رواية شعبة عن بسطام بن مسلم وقال: "وبسطام بن مسلم ثقة، ولا تكفي روايته عنه فيما يُبتغى من تعديله".
6 - الراوي إذا عرف بالطلب فلا يقبل تجهيل من جهله، واضطراب ابن القطان في أن الجهالة جرح أم لا!
قال ابن القطان: "والحق أن مَنْ عُرف بالطلب، وأخذ الناس عنه، ونقل ناقلون حُسن سيرته بتفصيل أو بإجمال بلفظ من الألفاظ المصطلح عليها مقبول الرواية".
وذكر عبدالحقّ حديث (حُجَيَّة) في تعجيل الصدقة للعباس، ثم قال: "حجية بن عدي ليس ممن يحتج به".
فتعقبه ابن القطان فقال: "كذا قال في حجية أنه لا يحتج به، وليس كما قال، وإنما تبع فيه أبا حاتم الرازي، سأله عنه ابنه فقال: (هو شيخ لا يحتج بحديثه، شبيه بالمجهول، شبيه بشريح ابن النعمان الصائدي وهبيرة بن يَريم). وقال في باب شريح: إن شريح بن النعمان وهبيرة بن يريم شبيهان بالمجهولين، لا يحتج بحديثهما.
وهذا منه غير صحيح، ومَن عُلمت حالُه في حمل العلم وتحصيله وأخذ الناس عنه، ونقلت لنا سيرته الدالة على صلاحه، أو عُبِّر لنا بلفظ قام مقام نقل التفاصيل من الألفاظ المصطلح عليها لذلك: كثقة، ورضا، ونحو ذلك، لا يقبل من قائل فيه: إنه لا يحتج به، وأما ما أشبه ذلك من ألفاظ التضعيف، ولا بدّ أن يضعفه بحجة، ويذكر جرحاً مفسراً، وإلا لم يسمع منه ذلك، لا هو ولا غيره كذلك، كما قد جرى الآن، فإنه – أعني أبا حاتم – لم يدل في أمر هؤلاء بشيء، إلا أنهم ليسوا بالمشهورين، والشهرة إضافية، قد يكون الرجل مشهوراً عند قوم، ولا يشتهر عند آخرين.
نعم، لو قال لنا ذلك من ألفاظ التضعيف فيمن لم يعرف حاله بمشاهدة أو بإخبار مخبر كما نقبله منه، ونترك روايته به، بل كنا نترك روايته للجهل بحاله لو لم نسمع ذلك منه، فحجية المذكور لا يلتفت إلى قول من قال (لا يحتج به) إذا لم يأت بحجة، فإنه رجل مشهور، قد روى عنه سلمة بن كهيل وأبو إسحاق والحكم بن عتيبة، رووا عنه أحاديث وهو فيها مستقيم لم يعهد منه خطؤه اختلاط ولا نكارة. وقد قال فيه الكوفي: إنه كوفي تابعي ثقة.
وقد كان يجب على أبي محمد – باعتبار ملتزمه فيمن روى عنه أكثر من واحد إذا لم يسمع فيه تجريحاً – أن يقبله، ولو لم يجد توثيقه. والذي سمع فيه من ابن أبي حاتم لم يكن تجريحاً، إنما كان جهلاً بحاله، والعالِم حجة على الجاهل، وهذا الذي ألزمته هو عمله وملتزمه".
قلت: وهذا الكلام الأخير يدل على أن الجهالة ليست تجريحاً عنده، ولكن هناك ما يناقض هذا، فإنه قال: "قول أبي حاتم في (محمد بن حمير): (مجهول ضعيف الحديث): "هذا الكلام منه ليس بمتناقض، فإن كل مجهول العين أو الحال ضعيف الحديث، وليس كل ضعيف مجهولاً".
فصرّح هنا بأن كل مجهول العين أو الحال فإنه ضعيف الحديث، وهذا تجريح!
7 - من لم يرو عنه إلا واحد لا بد أن ينقل فيه التعديل حتى يُقبل، وإلا فمجهول. والعدد ليس بشرط في الرواية والعبرة بثبوت التعديل.
قال ابن القطان في توضيح معنى قول عبدالحقّ في بعض الرجال: (كتبتهم حتى أسأل عنهم) والفرق بين من قال فيهم هذا وبين من أعلّ أحاديثهم بالجهالة: "هؤلاء الرواة ينقسمون ثلاثة أقسام:
قسمٌ منهم لا يعرف أصلاً إلا في الأسانيد، ولم تصنَّف أسماؤهم في مصنفات الرّجال.
وقسمٌ هم مصنّفون في كتب الرجال، مقول فيهم: إنهم مجهولون.
وقسمٌ ثالث، هم مذكورون في كتب الرجال، مهملون من القول فيهم، إنما ذكروا برواتهم من فوق ومن أسفل فقط.
فالقسم الأول هم الذين يقول أبو محمد فيهم: كتبتهم حتى أسأل عنهم، ولكن باعتبار نظره ومنتهى بحثه؛ فإن من هؤلاء من قد وجدناهم نحن، فعلمنا أن نظره كان قاصراً.
¥(26/361)
وأما القسم الثاني، فإنه إذا ساق لأحدهم حديثاً أتبعه ما نقل فيه: من أنه مجهول أو غير مشهور، أو لم تثبت عدالته، وما أشبه ذلك من الألفاظ، وهو أيضاً قد يعتريه فيهم ما يعتريه في القسم الأول من وجود التوثيق في أحدهم أو التجريح لغير من جهله.
والقسم الثالث، وهم المُهمَلون، يعتبر من أحوالهم تعدد الرواة عن أحدهم، فمن كان قد روى عنه اثنان فأكثر، قَبِلَ حديثه، واحتج بروايته ...
وإن كان لم يرو عن أحدهم إلا واحد أو لم يعلم روى عنه إلا واحد، فهؤلاء لا يتجاسر أن يقول لأحدهم مجهول، بل تراه يقول: في إسناده فلان، ولم يرو عنه إلا فلان، أو لا يُعلَم روى عنه إلا فلان، فهو عنده لا يقول في أحد: مجهول، إلا بنقل عن أحد قاله، كأنه مذهب حتى إنه لما ذكر حديث: (المسلمون شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار). أتبعه أن قال: حِبَّان بن زيد الشَرْعَبي، لا أعلم روى عنه إلا حَريز بن عثمان، وقد قيل: إنه مجهول.
والحقّ في هذا أن جميعهم مجهولون؛ لأنهم لما لم يثبت أن أحداً منهم روى عنه إلا واحد، فهو لم يثبت لنا منه بعد أنه مسلم، فضلاً عن كونه ثقة، ولو ثبت لدينا كونه عدلاً لم يضره أن يكون لا يروي عنه إلا واحد؛ لأن العدد ليس بشرط في الرواية، وكذلك لو ثبت لنا أنه مسلم لم يضره أن لا يروي عنه جماعة، والتحق بالمساتير الذين روى عن كلّ واحد منهم اثنان فأكثر، الذين حُكمُهم أنهم مختلف فيهم بحسب الاختلاف في ابتغاء مزيد على الإسلام، والسلامة من الفسق الظاهر.
والحقّ فيهم أنهم لا يُقبَلون ما لم تثبت عدالة أحدهم، وأنهم بمثابة المجاهيل الأحوال الذين لم يرو عن أحدهم إلا واحد، فإنا إذا لم نعرف حال الرجل، لم تلزمنا الحجة بنقله.
وما ذكرهم مصنفو الرجال مهملين عن الجرح والتعديل، إلا أنهم لم يَعرفوا أحوالهم وأكثرُهم إنما وُضعوا في التراجم الخاصة بهم في كتب الرجال، أخذاً من الأسانيد التي وقعوا فيها، فهم إذن مجاهيل حقاً".
8 - جهّل ابن القطان رواة كثيرين هم ثقات أو جهالة أعينهم مرتفعة، وقد عمل الدكتور الحسين آيت سعيد محقق كتاب ابن القطان ملحقاً ضم (61) راوياً جهل ابن القطان عينهم أو حالهم، فأثبت الدكتور أن كثيراً منهم ثقات والباقي جهالة العين أو الحال مرتفعة عنهم.
9 - ردّ مذهب ابن القطان في المجهول:
قال اللكنوي: "كثيراً ما تطالع في ميزان الاعتدال نقلاً عن ابن القطان في حقّ الرواة: لا يعرف له حال، أو لم تثبت عدالته ... فلعلك تظن منه أن ذلك الراوي مجهول أو غير ثقة، وليس كذلك؛ فإن لابن القطان في إطلاق هذه الألفاظ اصطلاحاً لم يوافقه عليه غيره".
قال ابن القطان في حديث رواه هلال بن يَساف عن أبي المثنى الحمصي عن أبي أُبيّ ابن امرأة عبادة عن عبادة مرفوعاً: (إن إدركتها أصلي معهم؟ قال: إن شئت).
قال: "فإن قيل: فابن عبدالبر قال إثر هذا الحديث: أبو المثنى: ثقة. قلنا: لم يأت في توثيقه بقول معاصر أو قول من أخذ عن معاصر، فلا يقبل توثيقه، إلا أن يكون في رجلٍ معروفٍ قد انتشر له من الحديث ما يُعْرَف به حاله، وهذا ليس كذلك".
فتعقبه الذهبي بقوله: "وثّقه ابن عبدالبر لكونه ما غُمِز أصلاً، ولا هو مجهول لرواية ثقتين عنه".
قلت: وهذا هو المستور الذي يقبله الذهبي، ولكنه مردود عند ابن القطان، لأن الراوي ولو روى عنه جماعة فلا تثبت عدالته بذلك.
وقال ابن القطان في (حَفصُ بن بُغَيل): "لا يُعرف له حال ولا يُعرف".
فتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: لم أذكر هذا النوع في كتابي هذا، فإن ابن القطان يتكلم في كلّ من لم يقل فيه إمام عاصر ذاك الرجل أو أخذ عمن عاصره ما يدل على عدالته، وهذا شيء كثير. ففي الصحيحين من هذا النمط خلق كثير مستورون ما ضعفهم أحد ولا هم بمجاهيل".
وقال الذهبي: "حفص بن بغيل المرهبي عن سفيان وزائدة، وعنه أبو كريب وأحمد بن بديل: صدوق".
وقال ابن حجر: "حفص بن بغيل، بالموحدة والمعجمة مصغراً، الهمدانيّ المرهبيّ الكوفيّ، مستور، من التاسعة. د".
وقال الذهبي أيضاً في نقد طريقته: "وعَمد إلى رواةٍ لهم جلالة وجلادة في العلم، وحديثهم في معظم دواوين الإسلام فغمزهم بكون أنَّ أحداً من القدماء ما نصّ على توثيقهم بحسب ما اطّلع هو عليه".
10 - أسرفَ ابن القطان في تضعيف الأحاديث بالجهالة، وإن كانت الجهالة عنده كما يوحي بعض كلامه بأنها توقف، إلا أن النتيجة واحدة، وهي عدم الاحتجاج بحديث فيه راوٍ مجهول لا تُعرف عدالته. فالراوي إذا لم يوثقه أحد فإنه مجهول عند ابن القطان فيرد حديثه.
قال ابن القطان في (صالح بن أبي عَريب): "لا يُعرف حاله، ولا يُعرف روى عنه غير عبدالحميد بن جعفر".
فتعقبه الذهبي بقوله: "قلت: بلى، روى عنه حيوة بن شُريح، والليث، وابن لهيعة، وغيرهم. له أحاديث. وثّقه ابن حبان".
د. خالد الحايك(26/362)
هل شرح حديث يأبا عمير ما فعل النغير في مصنف مستقل؟
ـ[أبو عبيد الأثري]ــــــــ[24 - 04 - 09, 02:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فأريد أن أسألكم هل شرح حديث "ياأبا عمير ما فعل النغير" في مصنف مستقل؟
وإن كان الجواب نعم، فأين أجده؟
وجزاكم الله خيرا،،،
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[24 - 04 - 09, 03:57 م]ـ
نعم قد شرحه
أبو العباس أحمد بن أبي أحمد الطبري المعروف بـ ابن القاصِّ (335 هـ).
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2448
ـ[أبو عبيد الأثري]ــــــــ[24 - 04 - 09, 04:21 م]ـ
جزاك الله خيرا(26/363)
يا أهل الحديث أبشروا بحسن الخاتمة، لا يموتنّ احدكم إلا وهو يحسن الظنّ بربه
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[24 - 04 - 09, 04:32 م]ـ
قال الحافظ الذهبي رحمه الله:
قال أبو جعفر محمد بن علي، وراق أبي زرعة: حضرنا أبا زرعة بماشهران، وهو في السوق [يقصد سكرات الموت] وعنده أبو حاتم، وابن وارة، والمنذر بن شاذان، وغيرهم، فذكروا حديث التلقين: " لقنوا موتاكم: لا إله إلا الله " واستحيوا من أبي زرعة أن يلقنوه، فقالوا: تعالوا نذكر الحديث.
فقال ابن وارة: حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح، وجعل يقول: ابن أبي، ولم يجاوزه .... [أي نسي باقي الإسناد]
وقال أبو حاتم: حدثنا بندار، حدثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر عن صالح ولم يجاوز .... ، والباقون سكتوا.
فقال أبو زرعة وهو في السوق: حدثنا بندار، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الحميد، عن صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ ابن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله، دخل الجنة " وتوفي، رحمه الله. السير (13/ 76 ـ 77)،
وأخرج أصلها مختصرة بالسند العالي ابن أبي حاتم في تقدمة الجرح والتعديل، فقال: سمعت أبي يقول: مات أبو زرعة مطعونا مبطونا يعرق جبينه في النزع فقلت لمحمد بن مسلم: ما تحفظ في تلقين الموتى لا إله إلا الله؟ فقال محمد بن مسلم: يروي عن معاذ بن جبل - فمن قبل أن يستتم رفع أبو زرعة رأسه وهو في النزع فقال: روي عبد الحميد ابن جعفر عن صالح بن أبي عريب عن كثير بن مرة عن معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة. فصار البيت ضجة ببكاء من حضر. التقدمة (ص 346).
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أحمد بن إسماعيل ابن عم أبي زرعة يقول: سمعت أبا زرعة يقول في مرضه الذي مات فيه: اللهم إني أشتاق إلى رؤيتك، فإن قال لي بأيّ عمل اشتقت إليّ؟ قلت: برحمتك يا رب. تقدمة الجرح والتعديل (ص 346).
الله أكبر الله أكبر
ربّاه هل من عودة لأولئك الأخيار.
ربّاه إنّا أحببناهم حبّا خالط شغاف قلوبنا، ولم نعمل ولن نعمل بعملهم، فهل ستلحقنا بهم ربّاه
إخوتي في الله لمثل هذه القصص تُسكب العَبَرات، وتصعد الزفرات، وتعظم الحسرات، وليس لنا إلاّ رحمة ربّ الأرض والسماوات.
ملاحظة: ما بين معقوفتين من إضافتي زيادة في التوضيح.
علّق أخي أبو حمزة المسيلي وفقه الله فقال: لكن ابن وارة لم "ينس" و لم "ينقطع لهول الموقف"ولكنه تظاهر بالنسيان ــ كماتظاهر الآخرون ــ حتى يتلفظ أبو زرعة بالشهادة. اهـ
قلت: وهو الأقرب.(26/364)
حملوا كتاب التعليقات الأثرية على المنظومة البيقونية
ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[25 - 04 - 09, 01:24 ص]ـ
إخوتي هذا رابط التحميل لكتاب الشيخ علي حسن الحلبي حفظه الله
http://www.salafishare.com/arabic/27XNCDZNWF4E/TFKUB10.rar
ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[26 - 04 - 09, 08:30 م]ـ
هناك 3 أوراق ناقصة في الكتاب، إليكموها .....
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[26 - 04 - 09, 09:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو وئام]ــــــــ[27 - 04 - 09, 02:41 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
لقد حملت الملف ووجدته على صيغة وورد وأدرجت الصور فيه مما سيجعل تصفحه صعبا لذا قمت باستخلاص الصور منه مضيفا أليها النواقص ودمجتها على عجل قبيل النوم في ملف pdf مصور
ويمكن تحميله من هنا ( http://www.megaupload.com/?d=CA72XOX5)
ملاحظة هذا الموضوع مكانه خزانة الكتب والأبحاث
ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[27 - 04 - 09, 06:27 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيكم
لقد حملت الملف ووجدته على صيغة وورد وأدرجت الصور فيه مما سيجعل تصفحه صعبا لذا قمت باستخلاص الصور منه مضيفا أليها النواقص ودمجتها على عجل قبيل النوم في ملف pdf مصور
ويمكن تحميله من هنا ( http://www.megaupload.com/?d=CA72XOX5)
ملاحظة هذا الموضوع مكانه خزانة الكتب والأبحاث
أخي أبا وئام جزاكم الله خيرا كثيرا ... على الإسهام و الإتمام ... و مساعدة أبي همام (ابتسامة)
بارك الله فيك ... يقول سبحانه في مطلع سورة المائدة: (و تعاونوا على البر و التقوى ... )
و قد أفدت و أجدت ... أما عن مكان رفعها المناسب ... فلقدت أصبت يا أخي الفاضل، لكنني تعمدت هذا لأن إخواني ال>ين طلبوا هذا و ألحوا عليه خشيت أن لا ينتبهوا فرفعت الكتاب في نفس المنتدى و لأنه يناسب الدراسة الحديثية و يعين الطالب المبتدي عليها، و سأفتح الموضوع في منتدى خزانة الكتب إن شاء الله ....
بوركت أخي و جزيت الجنة و ثبتك على الدين في دار الغربة ....
ـ[عبد الحميد الأثري الجزائري]ــــــــ[27 - 04 - 09, 06:58 م]ـ
11111111(26/365)
بحث مختصر في الحالات التي رأى فيها النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام
ـ[د. محمد بن عدنان السمان]ــــــــ[26 - 04 - 09, 10:53 ص]ـ
أما حامل الوحي جبريل عليه السلام فقد كان يراه النبي صلى الله عليه وسلم بعدة صور هي كالتالي/
أولاً / رؤيته في صورته التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح، سألت عائشة رضي الله عنها عن قول الله تعالى (وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ) (التكوير:23) (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى) [1] ( http://www.majdah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn1) ( النجم:13)
فقال: (إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطاً من السماء ساداً عظم خلقه ما بين السماء والأرض) رواه مسلم [2] ( http://www.majdah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn2)
فالأولى عند غار حراء في أول لقاء والثانية ليلة الإسراء والمعراج.
وقد يقع إشكال في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام بعد عودة الوحي عندما نزل عليه (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) (المدثر:1) فقد قال صلى الله عليه وسلم كما ثبت ذلك عند البخاري [3] ( http://www.majdah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn3) وغيره ( .. فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض .. ) فهذه رؤية ثالثة، قال الإمام ابن حجر رحمه الله مجيباً على هذا الإشكال: (وإنما لم يضمها إليها لإحتمال أن لا يكون رآه فيها على تمام صورته والعلم عند الله) [4] ( http://www.majdah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn4)
ثانياً / تمثله بصورة بشر ورجل فقد كان جبريل عليه السلام يتمثل بصورة أحد الصحابة رضي الله عنه وهو دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه، قالت عائشة رضي الله عنها وهي تروي قصة الخندق التي نقلها الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره [5] ( http://www.majdah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn5) عن الإمام أحمد رحمه الله: (فجاءه جبريل عليه السلام وأن على ثناياه لنقع الغبار فقال أو وضعت السلاح لا والله ما وضعت الملائكة بعد السلاح أخرج إلى بني قريظة فقاتلهم قالت فلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته وأذن في الناس بالرحيل أن يخرجوا فمر على بني تميم وهم جيران المسجد فقال من مر بكم قالوا مر بنا دحية الكلبي وكان دحية الكلبي يشبه لحيته وسنه ووجهه جبريل عليه الصلاة والسلام).
وقد جاء في صحيح مسلم [6] ( http://www.majdah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn6) قول النبي صلى الله عليه وسلم (…ورأيت جبريل عليه السلام فإذا أقرب من رأيت به شبهاً دحية وفي رواية أخرى دحية بن خليفة).
وقد يتمثل جبريل عليه السلام بصورة أعرابي كما في الحديث المشهور الذي علم فيه جبريل عليه السلام الصحابة أمور دينهم من الإيمان والإسلام والإحسان وأشراط الساعة المخرج في الصحيحين وغيرهما.
وقد رأى جمع من الصحابة جبريل عليه السلام حينما يتمثل في صورة بشر وممن ثبت رؤيتهم له بهذه الصفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها، وأم سلمة رضي الله عنها وغيرها من الصحابة رضوان الله عليهم
نقل الإمام ابن حجر رحمه الله في الفتح [7] ( http://www.majdah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn7) عن القاضي عياض رحمه الله قوله تعليقاً على حديث رؤية أم سلمة رضي الله عنها جبريل عليه السلام بصورة دحية الكلبي المخرج في الصحيحين [8] ( http://www.majdah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftn8): ( وفي الحديث أن للملك أن يتصور على صورة الآدمي وأن له هو في ذاته صورة لا يستطيع الآدمي أن يراه فيها لضعف القوى البشرية إلا من يشاء الله أن يقويه على ذلك)
[1] ( http://www.majdah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref1) وفي الآية خلاف مشهور بين أهل العلم بل بين الصحابة رضوان الله عليهم في أن المقصود بالرؤية هنا هل هي رؤية الله تعالى أم رؤية جبريل عليه السلام.
[2] ( http://www.majdah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref2) [1/159]
[3] (http://www.majdah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref3) [1/5]
[4] (http://www.majdah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref4) فتح الباري [1/ 31]
[5] ( http://www.majdah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref5) [3/480]
[6] (http://www.majdah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref6) [1/153]
[7] (http://www.majdah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref7) فتح الباري [9/ 6]
[8] ( http://www.majdah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=4#_ftnref8) صحيح البخاري [3/ 1330] و صحيح مسلم [4/ 1906](26/366)
الفية السيوطي
ـ[أبو حذيفة القليوبي]ــــــــ[27 - 04 - 09, 01:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الساده الأعضاء حياكم الله تعالى
أود أن أسأل عن أفضل نص لمتن الفية السيوطي
وجزاكم الله خيراً
ـ[وليد الحربي]ــــــــ[01 - 05 - 09, 04:05 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب هذا مالدي كنت قد استفدته من الملتقى في وقت سابق
تجده في المرفقات
ـ[إبراهيم عبد الرازق]ــــــــ[01 - 05 - 09, 08:41 م]ـ
قامت دار المعرفة بطباعة الألفية طبعة جيدة(26/367)
ما معنى قول ابن حجر فى نزهة النظر فى شروط الحديث المتواتر
ـ[ياسر30]ــــــــ[28 - 04 - 09, 09:13 ص]ـ
مشايخنا الأفاضل
ما معنى قول ابن حجر فى نزهة النظر فى شروط الحديث المتواتر:
وأن يكون مستند انتهائه الأمر المشاهد أو المسموع، لا ما ثبت بقضية العقل الصِّرْفِ
وكذلك بعد أن ذكر هذه الشروط الأربعة:
فإذا جمع هذه الشروط الأربعة، وهي: 1 - عدد كثير أحالت العادة تواطؤهم وتوافقهم على الكذب. 2 - ورووا ذلك عن مثلهم من الابتداء إلى الانتهاء. 3 - وكان مستند انتهائهم الحس 4 - وانضاف إلى ذلك أن يصحب خبرهم إفادة العلم لسامعه، فهذا هو المتواتر
فما الفرق بين الأول والرابع أليسا متلازمين؟
أرجو الإفادة
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 04 - 09, 07:10 م]ـ
مشايخنا الأفاضل
ما معنى قول ابن حجر فى نزهة النظر فى شروط الحديث المتواتر:
وأن يكون مستند انتهائه الأمر المشاهد أو المسموع، لا ما ثبت بقضية العقل الصِّرْفِ
وكذلك بعد أن ذكر هذه الشروط الأربعة:
فإذا جمع هذه الشروط الأربعة، وهي: 1 - عدد كثير أحالت العادة تواطؤهم وتوافقهم على الكذب. 2 - ورووا ذلك عن مثلهم من الابتداء إلى الانتهاء. 3 - وكان مستند انتهائهم الحس 4 - وانضاف إلى ذلك أن يصحب خبرهم إفادة العلم لسامعه، فهذا هو المتواتر
فما الفرق بين الأول والرابع أليسا متلازمين؟
أرجو الإفادة
معنى قوله: (وأن يكون مستند انتهائه الأمر المشاهد أو المسموع ........ ):
أي: لابد أن يكون خبرهم ينتهي إلى متن مشاهد أو مسموع، كأن يقولوا:
شاهدنا، رأينا، أو سمعنا.
أما لو كانت هذه الجماعة التي يستحيل في العادة أن تتواطأ على الكذب اجتمعت على مسألة عقلية، فلا نقول: هذه المسألة حجة لأن قائليها يتوافر فيهم شرط التواتر.
فمثلا: الفلاسفة، وهم جماعة كثيرة يستحيل في العادة أن يتواطأوا على الكذب قالوا: العالم قديم!! وهذا مصادم لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة، ومستندهم هو العقل.
إذن هذا نظر يحتاج إلى دليل، بخلاف ما يكون مشاهدا أو مسموعا فإنا نقطع بصدق خبرهم.
وقولك: فما الفرق بين الأول والرابع أليسا متلازمين؟
بلى، بل إن الشروط الثلاثة الأولى إذا توفرت كان ثمرتها هو الشرط الرابع وهو العلم اليقيني الجازم الذي لا يقع فيه شك، فالشرط الرابع في الحقيقة هو ثمرة للشروط السابقة.
والله أعلم.
ـ[ياسر30]ــــــــ[30 - 04 - 09, 09:02 ص]ـ
بارك الله فيك ياشيخ على وزادك الله علما
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[19 - 06 - 09, 10:12 ص]ـ
أما لو كانت هذه الجماعة التي يستحيل في العادة أن تتواطأ على الكذب اجتمعت على مسألة عقلية، فلا نقول: هذه المسألة حجة لأن قائليها يتوافر فيهم شرط التواتر.
فمثلا: الفلاسفة، وهم جماعة كثيرة يستحيل في العادة أن يتواطأوا على الكذب قالوا: العالم قديم!! وهذا مصادم لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة، ومستندهم هو العقل.
إذن هذا نظر يحتاج إلى دليل، بخلاف ما يكون مشاهدا أو مسموعا فإنا نقطع بصدق خبرهم.
جزاك الله خيرا أخي الشيخ علي على هذه الفائدة وهو ما أنا مقتنع به في تفسير العبارة.
وهنا يطرح تساؤل، وهو: ما علاقة هذا بالرواية؟؟ ... أليس هذا من الحافظ مسايرة للمتكلمين في تعريف التواتر مطلقا؟
أما تعريف الحديث المتواتر فينبغي ألا يذكر فيه هذا الشرط لأنت مداره على الحس وهو الرؤية اوا السماع؟؟؟(26/368)
إسلام أم أبي هريرة رضي الله عنها دروس وعبر
ـ[د. محمد بن عدنان السمان]ــــــــ[28 - 04 - 09, 10:57 ص]ـ
أخرج الامام مسلم من حديث أَبُي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَكْرَهُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ فَقَالَتْ مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ قَالَ فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا فَفَتَحَتْ الْبَابَ ثُمَّ قَالَتْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَالَ فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنْ الْفَرَحِ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْشِرْ قَدْ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ خَيْرًا قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيْنَا قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ وَحَبِّبْ إِلَيْهِمْ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِي وَلا يَرَانِي إِلاَّ أَحَبَّنِي. رواه مسلم (12/ 286)
غريب الحديث:
مجاف: أي مغلق.
خشف قدمي:صوتهما في الأرض.
خضخضة الماء: صوت تحريكه.
· اضاءات الحديث:
1. حرص أبي هريرة رضي الله عنه الشديد على هداية أمه جعلته يتقلب بين بكاءين متناقضين أحدهما من الهم والحزن الذي أصابه وهو يسمع من أمه ما يكره في رسول الله صلى الله عليه وسلم، والآخر بكاء من الفرح بعد هداية أمه رضي الله عنها ونطقها بالشهادتين.
2. رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هريرة وبأمه جعلته يبادر بتلبية طلب أبي هريرة رضي الله عنه بالدعاء لأم هريرة.
3. في المقاييس البشرية غالباً ماتبادل الإساءة بمثلها، وأم أبي هريرة قالت في النبي صلى الله عليه وسلم ما يكره لكن الرحمة النبوية على صاحبها أفضل صلاة وأتم تسليم جعلته صلى الله عليه وسلم يبادل هذه الإساءة بالدعاء لها بالهداية فلا تشفي ولاحقد ولا ضغينة وحاشاه صلى الله عليه وسلم.
4. أعاد النبي صلى الله عليه وسلم فضل هداية أم أبي هريرة إلى الله سبحانه فهو جل جلاله الهادي، وقد قال في محكم التنزيل {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} القصص56.(26/369)
97 مصطلح للترمذي في الحكم على أحاديث جامعه
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 12:42 م]ـ
97 مصطلح للترمذي في الحكم على أحاديث جامعه
السلام عليكم
في برنامج صخر [الكتب التسعة] أرى هذا لأول مرة وانا أستعمله منذ سنين فأحببت أن أشارككم الفائدة:
http://f.imagehost.org/0524/1_55.jpg
http://f.imagehost.org/0375/2_15.jpg
http://f.imagehost.org/0226/3_1.jpg
http://f.imagehost.org/0660/4_26.jpg
وأذكّر بأن صناع البرنامج استخدموا طبعة دار احياء التراث وطبعة دار الفكر
والحمد لله ربّ العالمين
ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[28 - 04 - 09, 01:18 م]ـ
جزاك الله أبا جعفر فإنها إلفاة جميلو جدًا.
وكذا لأهل حرف الجزاء الحسن.
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[29 - 04 - 09, 12:33 ص]ـ
و اياكم بارك الله فيكم
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[29 - 04 - 09, 02:18 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
شكر الله لك أخي:" أبا جعفر الشامي "0وأنا منذ فترة بدأت بمشروع مماثل، وذلك بتتبع مصطلحات الإمام الترمذي رحمه الله تعالى كما وردت في سننه، مع ذكر رقم الحديث، حتى يسهل علينا دراسة هذه المصطلحات دراسة علمية استقرائية دقيقة 00سهل الله إتمامه0
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[29 - 04 - 09, 04:19 ص]ـ
آمين.
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[29 - 04 - 09, 01:30 م]ـ
أنعِم بما سطّرته يداك، ووفقك الله
أذكر أنه في رسالة دكتوراه في تحرير مصطلحات الترمذي فمن يأتينا بها ولا اذكر إسم صاحبها
ـ[الباحث]ــــــــ[29 - 04 - 09, 05:55 م]ـ
بارك الله فيك.
نحن بحاجة ماسة إلى برنامج متخصص في علوم الحديث والرجال.
بحيث يساعد كثيراً على معرفة أحوال الرواة وطبقاتهم وكل المعلومات المتعلقة بهم.
إضافة إلى حصر مصطلحات أهل العلم كالترمذي وغيره.
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[29 - 04 - 09, 08:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[30 - 04 - 09, 12:31 ص]ـ
للفائدة(26/370)
ما صحة هذا الحديث؟
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[28 - 04 - 09, 08:14 م]ـ
روى البزار في مسنده. قال أنس بن مالك،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا إله إلا الله، تمنع من سخط الله مالم يوثروا دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك ثم قالوا لا إله إلا الله قال الله كذبتم ..
روى الطبراني في المعجم الاوسط.قالت عائشة سمعت رسول الله يقول:"لا تزال أمة لا إله إلا الله بخير ما بالوا ما انتقص من امر دينهم في امر دنياهم فإذا لم يبالوا ما انتقص من امر دينهم في فلاح دنياهم ردت عليهم وقيل لهم لستم بصادقين ".
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[29 - 04 - 09, 04:39 ص]ـ
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تَمْنَعُ الْعِبَادَ مِنْ سَخَطِ اللهِ، مَا لَمْ يُؤْثِرُوا صَفْقَةَ دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، فَإِذَا آثَرُوا صَفْقَةَ دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ فَإِذَا آثَرُوا صَفْقَةَ دُنْيَاهُمْ، ثُمَّ قَالُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ اللهُ: كَذَبْتُمْ " [ضعيف - السلسلة الضعيفة: 6301]
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[29 - 04 - 09, 01:49 م]ـ
قال أبو حاتم الرازي خطأ بل هو مرسل
وقال ابن القيسراني في سنده عمرو بن حمزة وهو ضعيف
وقال ابن عدي فيه عمرو بن حمزة وهو ممن يُكتب حديثه
" الكامل في الضعفاء"
وضعفها الشيخ الألباني
منقول من الدرر السنية، وأكتبها بخط يدي كي أحفظها!
http://www.dorar.net/enc/hadith/ تمنع%20العباد%20من%20سخط%20الله/ wtj(26/371)
هل كان عبد الرزاق يقبل التلقين
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[29 - 04 - 09, 02:27 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
إخوتي الأكارم في هذا الملتقى الطيب المبارك00السلام عليكم ورحمة الله وبركاته00وسؤالي لكم:
هل كان الإمام عبد الرزاق الصنعاني يقبل التقلين في الحديث، فمن المعروف أنَّ الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى قال:" أتينا عبد الرزاق قبل المائتين، وهو صحيح البصر، ومن سمع منه بعدما ذهب بصره فهو ضعيف السماع "0
وهل من الممكن معرفة الرواة الذين رووا عنه بعد هذا التاريخ الذي حدده الإمام أحمد0
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[29 - 04 - 09, 04:49 ص]ـ
((و قال الأثرم أيضا: سمعت أبا عبد الله يسأل عن حديث النار جبار؟ فقال: هذا
باطل ليس من هذا شىء. ثم قال: و من يحدث به عن عبد الرزاق؟ قلت: حدثنى أحمد
ابن شبويه. قال: هؤلاء سمعوا بعدما عمى، كان يلقن فلقنه، و ليس هو فى كتبه و قد أسندوا عنه أحاديث ليس فى كتبه كان يلقنها بعدما عمى)). تهذيب الكمال
و عبد الرزاق كما هو معروف إمام حجة و لكنه لما كبر عمي فصار يحدث من حفظه و ربما لُقن فتلقن أما كتبه فمضبوطة وحديثه قبل أن يعمى "حجة"
قال الحافظ العراقي:
وممن سمع منه بعد ما عمى أحمد بن محمد بن شبوية قاله أحمد بن حنبل وسمع منه أيضا بعد التغير محمد بن حماد الطهرانى والظاهر أن الذين سمع منهم الطبرانى فى رحلته إلى صنعاء من أصحاب عبد الرزاق كلهم سمع منه بعد التغير وهم أربعة أحدهم الدبرى الذى ذكره المصنف وكان سماعه من عبد الرزاق سنة عشر ومائتين وكانت وفاة الدبرى سنة أربع وثمانين ومائتين والثانى من شيوخ الطبرانى إبراهيم بن محمد بن برة الصنعانى والثالث إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سويد الشنابى والرابع الحسن بن عبد الأعلى البوسى الصنعانى فهؤلاء الأربعة سمع منهم الطبرانى فى رحلته إلى اليمن سنة اثنين وثمانين وسماعهم من عبد الرزاق بآخرة
وممن سمع من عبد الرزاق قبل الاختلاط أحمد بن حنبل وإسحق بن راهويه وعلى ابن المدينى ويحيى بن معين ووكيع بن الجراح فى آخرين أخرج لهم الشيخان من رواياتهم عن عبد الرزاق فممن اتفق الشيخان على الإخراج له عن عبد الرزاق مع إسحق بن راهويه إسحق بن منصور الكوسج ومحمود بن غيلان
وممن أخرج له البخارى فقط عن عبد الرزاق مع على بن المدينى إسحق بن إبراهيم السعدى وعبد الله بن محمد المسندى ومحمد بن يحيى الذهلى ومحمد بن يحيى بن أبى عمر العدنى ويحيى بن جعفر البيكندى ويحيى بن موسى البلخى
وممن أخرج له مسلم عن عبد الرزاق مع أحمد بن حنبل أحمد بن يوسف السلمى وحجاج بن يوسف الشاعر والحسين بن على الخلال وسلمة بن شبيب وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم وعبد بن حميد وعمرو بن محمد الناقد ومحمد بن رافع ومحمد بن مهران الحمال والله أعلم.
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[29 - 04 - 09, 05:30 م]ـ
عندما يدخل الشامي في موضوع يغلقه (ابتسامة تشجيعية)
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[30 - 04 - 09, 07:15 م]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
شكر الله لك أخي:" أبا جعفر الشامي "0ونفعنا الله بك00اللهم آمين
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[02 - 05 - 09, 02:44 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
شكر الله لكم إخوتي على صنيعكم هذا، في حذف مشاركة الأخ:" أبو يحيى "0هداه الله تعالى، ولا أخفيكم لقد ذهلت من هول كلامه هذا بحق إمام كبير من إئمة الحديث ألا وهو عبد الرزاق الصنعاني رحمه الله تعالى، و لا أدري كيف تجرأ على هذا الكلام الذي لا ينطق به من شمَّ رائحة العلم، وكأن ما قف عليه لم يقف عليه أحد قبله، هداه الله تعالى إلى الحق وغفر له0
حقاً إنَّ الغيرة والحماس غير المنضبطين بالكتاب والسنة، قد يكون وبالاً على صاحبه00نسأل الله السلامة00والسلام عليكم ورحمة الله بركاته
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري(26/372)
كم روى الامام حيوة بن شريح بن صفوان
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[29 - 04 - 09, 12:52 م]ـ
كم روى الامام حيوة بن شريح بن صفوان (ابو زرعة او ابو يزيد التجيبي) من أحاديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - Question
وجزاكم الله خيرا مقدما
(تنبيه من المشرف:
تم تعديل العنوان وإصلاح الخطأ الإملائي، فنأمل تجنب وضع عناوين مبهمة حتى لايحذف موضوعك).
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[30 - 04 - 09, 05:43 م]ـ
للرفع بوركتم
ـ[الدارقطني]ــــــــ[30 - 04 - 09, 06:47 م]ـ
الأمر سهل أخي قم بعملية بحث في برنامج:
http://www.sonnaonline.com/
والله الموفق.
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[30 - 04 - 09, 08:18 م]ـ
جزاك الله خيرا وآمل ان يفي بالغرض(26/373)
ما معنى "إني مستخير ربي ثلاثا"؟
ـ[أبو عبيد الأثري]ــــــــ[30 - 04 - 09, 07:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فأي إخواني أريد ممن أتاه الله فضل علم أن يعُد عليّ به في هذه المسألة ألا وهي:
هل المقصود من قول ابن الزبير رضي الله عنه "إني مستخير ربي ثلاثا ثم عازم على أمري، فلما مضى الثلاث ... " الحديث
ثلاثة أيام أو إعادة صلاة الاستخارة ثلاث مرات؟
ـ[محمد بن القاضي]ــــــــ[19 - 06 - 09, 04:09 م]ـ
من حيث العموم فإن كلمة ثلاثثا تحتمل عدد الليالي وعدد المرات .. ولكن من حيث سياق القصة فالمراد واحد وهو عدد الليالي أنه سيستخير الله تعالى ثلاث ليال، والدليل على ذلك ما بعدها وهو: "إني مستخير ربي ثلاثا ثم عازم على أمري، فلما مضى الثلاث أجمع رأيه على أن ينقضها" مسلم ح 1333. والله أعلم
ـ[أبو عبيد الأثري]ــــــــ[20 - 06 - 09, 12:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ووجدت ما يؤيد ما ذهبت إليه في البداية والنهاية لابن كثير رحمة الله
"ثم إن ابن الزبير استخار الله ثلاثا أيام، ثم غدا في اليوم الرابع ... "(26/374)
كيف ينبغي أن نفهم ألفاظ الأحاديث النبوية؟؟
ـ[محمد رفيز]ــــــــ[30 - 04 - 09, 08:33 م]ـ
إخوتي في المنتدى الموفق السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعنا بعض الخطباء في بلدنا يقولون في بعض المحاضرات إنه ينبغي أن تحمل بعض الألفاظ النبوية على ظاهرها، لأن معناها الحقيقي يعارض بعض النصوص الشرعية الأخرى، مثل قوله عليه الصلاة والسلام (معنى الحديث) " إن الفرات والدجلة من أنهار الجنة" وكذلك الأحاديث الواردة في شأن الحجر الأسود بأنه من الجنة. يقولون لو أننا حملنا مثل هذه الألفاظ على ظاهرها لتعارض مع قول الله تعالى في الحديث القدسي " أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر"
مامدى صحة هذا القول؟ ماذا يجب أن يكون عليه موقفنا في هذه المسألة؟؟ أفيدوما مأجورين Question
ـ[راشدالشمري]ــــــــ[02 - 05 - 09, 09:49 ص]ـ
نعم نحمل الأحاديث على ظاهرها
لكن ظاهرها لا يعارض الحديث كما زعم ذلك الخطيب
فإن الحكم للشيء في محله يختلف عن حكمه إذا خرج من محله
فالحجر الأسود هو من الجنة لكنه كان أبيضا فسودته خطايا العباد فلم يره العباد
على صورته الأصلية في الجنة حتى يقال إنه يعارض (ما لا عين رأت)
والنهران أصلهما من الجنة فإذا خرج الماء من الجنة تغيرت صورته إلى ماء الدنيا
ويقال أيضا أنه كما خص الله بعض العباد وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم بدخول الجنة ورؤية ما فيها وأن ذلك لم يكن معارضا لحديث (أعددت لعبادي .. )
فكذلك يقال أن بعض أجزاء الجنة قد يراها العباد كالحجر الأسود دون أن يكون هذا معارضا لحديث (أعددت لعبادي .. )
ويشبه القول بأن ما كان داخل الجنة حكمه يخالف ما كان خارجها
ما كان في أحشاء الآدمي من البول والغائط فإنه لا يكون نجسا حتى ينتقل من محله
أما ما دام في محله فإنه لا يحكم بنجاسته
فالشيء في محله له حكم
وإذا غادر محله قد يكون له حكم آخر
والله أعلم
ـ[محمد رفيز]ــــــــ[03 - 05 - 09, 04:49 ص]ـ
أخي راشد الشمري حفظك الله وجزاك خيرا وبارك فيك على هذا الجواب المبارك، وزادك الله علما ونفع بك الأمة إنه ولي ذلك.
ـ[السيد زكي]ــــــــ[03 - 05 - 09, 06:11 م]ـ
جزاك الله خيرا(26/375)
استفسار عن حديث البراء بن عازب
ـ[أبو جعفر المدني]ــــــــ[01 - 05 - 09, 04:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
سبق أن مر بي دراسة لحديث البراء بن عازب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الطويل في ذكر عذاب القبر
جمع فيها الباحث طرق الحديث وتكلم على رواياته ...
فمن يستطيع أن يذكرنا بهذه الدراسة جزاكم الله خيرا
ـ[أبو جعفر المدني]ــــــــ[04 - 05 - 09, 07:32 م]ـ
للرفع
بارك الله فيكم(26/376)
ما المعاصي التي لايقبل العمل 40 يوما بارتكابها
ـ[ابومريقة]ــــــــ[02 - 05 - 09, 01:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أسألكم ....
ما هي المعاصي التي إذا ارتكبها المسلم لايقبل عمله أربعون يوما.
كما أرجوا ذكر الأدلة من السنة الشريفة
زادكم الله علما ونفع بكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[02 - 05 - 09, 01:33 ص]ـ
** عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا يشرب الخمر رجل من أمتي فيقبل الله منه صلاة أربعين يوما" أخرجه النسائى وصححه الألبانى.
** عن بعض أزواج النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة" رواه مسلم.
** "والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يوماً" قال الألبانى ضعيف جدا.
ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[05 - 05 - 09, 02:36 م]ـ
جزاك الله خيرا على طرح هذا السؤال ....
هناك معاصي إذا وقع فيها العبد لم تقبل له صلاة أربعين يوما، و قد سمعت الشيخ مشهور في شرحه لمتن الورقات، في معرض بيانه لبعض الأحوال التي يفعل فيها العبد الواجب فلا يثاب عليه لكن تبرأبه الذمة و هذا هو عدم القبول المقصود به، حيث قال الشيخ:
( .... يمكن أن يقوم الانسان بواجب تبرأ به ذمته و لا يثاب على فعله.
مثال 1:
ما أخرجه مسلم في صحيحه برقم 2830 قال:
قال صلى الله عليه و سلم: (من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما).
و لم يكن سؤال امتحان لأن العالم يجوز له امتحان العراف ليعرف حاله و يحذر منه.
......
مثال 2
ثبت أيضا في صحيح مسلم رقم 70 عن جابر عن جرير بن عبد الله قال:
قال صلى الله عليه و سلم: (إذا أبق العبد لا تقبل له صلاة).
و العلماء مجمعون على أن الصلاة تسقط من ذمته، و لكنه لا يثاب عليها.
مثال3
ما ثبت عند أبي عبيد في كتاب الايمان رقم 90 و البيهقي في الشعب و ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" و غيرهم:
من حديث عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه، و إن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن تاب تاب الله عليه).
و العلماء مجمعون أن صلاة شارب الخمر التي أداها بعد شربه للخمر بشروطها و أركانها تسقط من ذمته و لا قضاء عليه.
و المراد هنا: لا ثواب له.
...... ) انتهى كلام الشيخ مشهور حفظه الله
ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[05 - 05 - 09, 02:40 م]ـ
و لا بأس أن أضيف فائدة نقلها الشيخ عن العلامة ابن القيم رحمه الله و هي نافعة جدا، فقال:
و من بديع ما أصله ابن القيم قوله في المنار المنيف:
( ... و القبول له أنواع:
1ـ قبول رضا و محبة: و اعتداد و مباهاة، و ثناء على العامل بين الملأ الأعلى (أي من الله سبحانه).
2ـ و قبول جزاء و ثواب: و إن لم يقع موقع الأول. (و هذا قبول جل الناس، و همهم الثواب، و ليس قبول الرضا و المحبة، و لذا كان عمر رضي الله عنه يتمنى قبول سجدة واحدة، و المراد بها قبول الرضا و المحبة و المباهاة).
3ـ قبول إسقاط للعقاب فقط: و إن لم يترتب عليه ثواب و جزاء، كقبول صلاة من لم يحضر قلبه في شيء منها، فإنه ليس له من صلاته إلا ما عقل منها فإنها تسقط الفرض و لا يثاب عليها، و كذلك صلاة الآبق، و صلاة من أتى عرافا فصدقه، فإن البعض قد حقق أن صلاة هؤلاء، لا تقبل و مع هذا فلا يؤمرون بالإعادة يعني أن عدم قبول صلاتهم إنما هو في حصول الثواب لا في سقوطها من ذمتهم).
اهـ كلام الامام ابن القيم رحمه و كلام الشيخ كذلك.
ـ[أبو همام عبد الحميد الجزائري]ــــــــ[05 - 05 - 09, 03:12 م]ـ
لكن أحبتي في الله .... عندي إشكال هنا:
في رواية لمسلم (من أتى عرافا فسأله فصدقه لم تقبل له .... )
و في روايات أخرى (من أتى عرافا فسأله لم تقبل له ... )
و في روايات أخرى (من أتى عرافا فسأله فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد)
فنلاحظ ان هناك تصديق في روايات و ليس هناك تصديق في روايات أخرى.
كما نلاحظ ان هناك عقوبتين مختلفتين في حال التصديق (نفس الصورة و هي إتيان العراف و سؤاله و تصديقه):
فمرة جاءت العقوبة: أنه لا تقبل له صلاة أربعين يوما.
و مرة جاءت العقوبة: أنه كفر بما أنزل على محمد.
فمن يجيب على هذا الإشكال؟؟
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[05 - 05 - 09, 05:01 م]ـ
طريقة الجمع والله أعلم بين هذه الرويات أن يحمل المطلق منها على المقيد فيكون تقدير الكلام من أتى عرافا فسأله ثم بعد ذلك صدقه فيعاقب بعدم قبول العمل منه أربعين يوما ثم هو بعد ذلك يكون أتى كبيرة عظيمة كما جاء وصفها في الحديث كفر بما أنزل على محمد
وفي التعليقات البازية
قوله (, فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍ ((إن ادعى الكاهن علم الغيب فقد كفر كفراً أكبر ومن صدقه في إدعاء علم الغيب فهو كافر كفراً أكبر لأنه مكذب لقوله تعالى (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله)
وأما إذا لم يدعِ الكاهن علم الغيب وإنما يتكهن بالتخطيط وغيره فهو كفر دون كفر ولكن يستحق التعزير لئلا يعود إلى فعل
وفي التمهيد لشرح كتاب التوحيد
وقد قال طائفة من أهل العلم. دل قوله: «فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما» على أن قوله: «كفر بما أنزل على محمد» أنه كفر أصغر وليس بالكفر المخرج من الملة، وهذا القول هو القول الأول، وهو الصحيح، وهو الذي يتعين جمعا بين النصوص، فإن قول النبي -عليه الصلاة والسلام-. «من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما» يدل على أنه لم يخرج من الإسلام، والحديث الآخر وهو قوله: «من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد» (1). يدل على كفره، فعلمنا بذلك أن كفره كفر أصغر، وليس كفرا مخرجا من الملة، هذا أحد الأقوال في مسألة كفر من أتى الكاهن فصدقه بما يقول(26/377)
(تعريف أولي النهى والأحلام بما في تعريف ممدوح من الأخطاء والأوهام)
ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[02 - 05 - 09, 10:34 م]ـ
الاخوة الاعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وركلته
اليكم مقدمة كتاب (تعريف أولي النهى والأحلام بما في تعريف محمود سعيد ممدوح من الأخطاء والأوهام)
تأليف الشيخ أبو عبود عبدالله بن أحمد باحمران- حفظه الله-
وسوف اضعها هنا على ربما ثلاث أو أربع حلقات
أتمنى ان تعم به الفائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمدلله رب العالمين, والصلاة والسلام على اِشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك, ,اشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فيفترض بعض الناس أن كل من كتب في رد, أو دفع انتقاد على حكم الشيخ ناصر الدين الألباني – رحمه الله وغفر له ونور ووسع له قبره- في حديث, أو سند , أو في راو, هو ينتصر لأحكام الشيخ, ويدافع عن شخصه, وأن الصواب دائما وأبدا مع الشيخ.
والمفترض أن الأمر يدور حول ما ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الذي به يكون البيان لما أمر بتبليغه, وتبعا لذلك الدفاع – بحق – عن المشتغلين بسنة المصطفى الله صلى الله عليه و آله وسلم.
والكل الأصل فيهم الغيرة على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , و كلهم حريص على أن لا يدخل في السنة ما ليس منها, وأن لا يخرج منها ما هو منها.
فمثلا: عندما يأتي ممدوح في كتابه (التعريف) فيصحح أو يحسن ما ضعفه الشيخ ناصر الدين, ثم يأتي غيره فينظر فيرى أن رأي ممدوح غير صواب, وان حكم الشيخ ناصر الدين هو الصواب, فالمفترض في ممدوح أن ينظر إلى رد غيره لرأيه على انه غيرة على سنة وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ بحيث لا ينسب إلى سنة وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما ليس منهما وتبعًا لذلك الذي يرد رأي ممدوح يؤيد أو يلتقي مع حكم الشيخ ناصر الدين, فلا تلازم بين التعصب المذموم وتأييد وتأكيد صواب حكم الشيخ ناصر الدين وبين رد رأي ممدوح.
في افتتاحية كتاب التعريف قالت دار البحوث للدراسات الإسلامية وأحياء التراث بدبي: " نقدم إلى القراء الكرام في سلسلة " الدراسات الحديثية" كتاب "التعريف بأوهام من قسم السنن إلى صحيح وضعيف ", وتتضمن الدراسة في هذا البحث الدفاع عن منهج الأئمة أصحاب السنن الأربعة في تأليفهم كتب السنن."أهـ.
و ممدوح يصف عمله في كتاب (التعريف) بـ ((الدفاع عن سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن أئمة الفقه والحديث)) كما في (1/ 36) من (التعريف).
هذه نظرة دار البحوث وممدوح لكتاب (التعريف) , لهما ان ينظرا هذه النظرة , ولا يقدر أحد من خلق الله عزوجل أن يكشف عن نيتهما الحقيقة تجاه الشيخ ناصر الدين - رحمه الله- وأعماله العظيمة القيمة في خدمة سنة وحديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم والدفاع عن أئمة وأعلام السنة والحديث.
لا يستطيع أحد أن يحاكم دار البحوث وكذا ممدوح ألا من طريق واحد لا غير وهو:
أن نحاكم آراء دار البحوث و ممدوح التي بثت في كتاب (التعريف) إلى قواعد وفروع وعمل أهل الاختصاص أئمة أهل الحديث ومتبعيهم بإحسان, وذلك لان مرجع كل علم هو أهله لا غيرهم من أهل العلوم الأخرى.
ولا شك أن قواعد و فروع وعمل أهل الاختصاص من أهل الحديث هو عمل به تتحقق الغيرة على سنة وحديث رسول الله. e
بهذا المرجع فقط يتحقق قول دار البحوث بدبي و ممدوح أو يتبخر ويحل محله العمل الشخصي البعيد كل البعد عن خلق المصطفى e , وعن الغيرة على سنته وحديثه e.
وبهذا المرجع فقط تتحق غيرة من يرد وينقض رأي ممدوح على سنة و حديث رسول الله e , أو يحل محلها التعصب المذموم وأن الصواب دائما حليف الشيخ ناصر الدين.
وإذا استسهل ممدوح أن يصف من يرد وينقض رأيه؛ فيزعم أن الرد او النقض ليس غيرة على السنة, وإنما هو التعصب والغلو والصواب دائما مع الشيخ ناصر الدين , فكذلك من ينقض ويرد رأي ممدوح سهل عليه أن يصف ممدوحا بمثله.
لهذا فالعمل النافع – أذا صلحت نيات الجميع وخلص حبهم لسنة و حديث رسول الله e - أن نرجع حكم الشيخ ناصر الدين ورأي دار البحوث بدبي و ممدوح , وكذا من يفند رأي دار البحوث و ممدوح؛ إلى قواعد و فروع وعمل أهل الاختصاص من أئمتنا من أهل الحديث.
¥(26/378)
و عليه أقول – بهدوء و بدون تشنج – بعد وقوفي على كتاب التعريف و قبله كتاب (تنبيه المسلم):
أن دار البحوث بدبي و ممدوحا خرجا في كتابهما (التعريف بأوهام من قسم السنن إلى صحيح وضعيف) على قواعد و فروع وعمل أهل الاختصاص في أثبات الوهم في حكم الشيخ ناصر الدين إلا القليل جدا.
بل إنهما أقحما هذا القليل جدا في كتابهما (التعريف) و جعلا له أرقاما في أوهام الشيخ ناصر الدين المزعومة.
و هذا العمل فيه دلالة تقوي ما قلته.
ولأعرفك بما قلته أنقل لك دليلي من تعريفي بكتاب (التعريف) نفسه؛ فما عليك ألا أن تراجع وتمحص و تدقق و لك بعد ذلك الحكم.
فهيا بنا إلى تعريفي بكتاب (التعريف)؛ لتعرف – بعد ذلك – أن شاء الله- أن الغرض من كتاب (التعريف) هو قول ممدوح في (3/ 145): ((ولذلك يجب أن يولي المحتاط لدينه الشحيح به ظهره لأحكام الألباني)) أهـ.
لهذا كان واجبا علي بيان الخلل وإظهار العلل – بدون تعسف, أن شاء الله - المليء بهما كتاب (التعريف بأوهام من قسم السنن إلى صحيح وضعيف) وذلك:
أولا: لحفظ سنة و حديث رسول الله e أن يدخل فيهما محمود سعيد ممدوح و شركاؤه ما ليس منها؛ فينتج عن هذا الإدخال – المردود بقواعد و فروع و حكم أهل الاختصاص – من الفقه الذي ليس ليس عليه الأمر الذي بعث به نبينا محمد e.
ثانيا: لحفظ قواعد وفروع وعمل أهل الاختصاص أئمة الحديث المتقدمين والمتأخرين في التعديل والترجيح, والتصحيح والتضعيف , والقبول والرد , والتي قرب كتاب (التعريف) من تدميرها وإلغائها.
ثالثا: لحفظ العمل العظيم والجهد النافع الكبير في تقسيم السنن إلى صحيح و ضعيف, والذي لو عمله أحد الغماريين لكان موقف ممدوح سعيد محمود مختف كل الاختلاف عن موقفه وجهد الشيخ ناصر الدين - رحمه الله-.
رابعا: أظهار وإثبات أن، منهج الشيخ ناصر الدين - رحمه الله- في التعديل والتجريح, والتصحيح والتضعيف, والقبول والرد لا يخرج على منهج أهل الاختصاص أئمة أهل الحديث المتقدمين والمتأخرين.
خامسا: أظهار وإثبات خروج محمود سعيد ممدوح على قواعد وفروع و عمل أهل الاختصاص أئمة الحديث المتقدمين والمتأخرين وخاصة أئمة وحفاظ الشافعية.
سادسا: بيان أن الأمر الحقيقي من (التعريف) ليس هو: ((الدفاع عن سنة رسول الله e وعن أئمة الفقه والحديث)) وليس هو ((أوهام من قسم السنن إلى صحيح وضعيف)) , ألأمر الحقيقي هو: ((الإجماع أنعقد بآخرة بين أهل السنة أن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة)).
ماذا قال ممدوح سعيد محمود و شركاؤه في إجماع أهل السنة هذا؟.
أ) قال في (غاية التبجيل و ترك القطع في التفضيل) (ص209): ((إن القائلين بالإجماع أو ما في معناه قصدوا الإجماع المذهبي – وهو ليس بحجة شرعية عند أحد-))
أجماع أهل السنة , أجماع مذهبي وهو ليس بحجة شرعية عند أحد.
أرأيتم إلى أين ذهب ممدوح وشركاؤه؟
ب) وقال في (210) منه)) فأنت ترى أن الإجماع المدعى ليس هو الإجماع الشرعي الذي يضلل به المخالف , بل هو أجماع بمعنى أتفاق جماعة معينين, فهو أتفاق مذهبي وليس أجماعا شرعيا.)) أهـ.
ج) وقال في (210) منه: (فاعلم أن هذا الإجماع خاص بأهل السنة)) اهـ.
د) وقال في (ص 213) منه:)) فالذي يتأتى على القواعد أن هذا ألإجماع – أن صح – فهو غير ملزم ولابد , وإنما هو تزيد بجماعة لا غير , ورفع سلاح الإرهاب الفكري للمخالف, ووصمه بالابتداع, وهو مرفوض.)) أهـ.
هذا هو الأمر الحقيقي: ((أجماع أهل السنة أجماع مذهبي , ليس شرعيا, إجماع غير ملزم, هو أجماع تزيد بجماعة لاغير, وهو سلاح الإرهاب الفكري للمخالف)).
من هو المخالف؟ قطعَاَ , هو ممدوح سعيد محمود وشركاءه.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[03 - 05 - 09, 06:35 م]ـ
جزاك الله خير .. ونفع بك أخي الكريم
ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[05 - 05 - 09, 10:43 م]ـ
أخي ابو البراء القصيمي جزاك الله خير وفيك بارك
واعتذر للاخوة عن التاخير وذلك بسبب مشاكل في دخول المنتدى
الحلقة الثانية والاخيرة:
فالقضية أكبر من ((أوهام من قسم السنن الى صحيح وضعيف)) ,لذلك فهذا الجزء جله بهذا كله وأثباته:
ففي التعريف الأول اثبت فيه:
أ) رميُ ممدوح منهج أصحاب السنن الاربعة بالنقص, وغمزه لأبن ماجة خاصة.
ب) أنَّ اسم كتابه دعائي غير مطابق للواقع.
¥(26/379)
ج) وسبب اقتصار ممدوح على أحاديث الأحكام.
د) وسبب أقحام ممدوح في كتابه هذا احاديث لم يستطع اثبات الوهم في حكم الشيخ ناصر الدين بالضعف حتى على طريقة ممدوح نفسه.
هـ) سبب اقحام ممدوح في كتابة هذا عمل الشيخ زهير الشاويش وجعله من عمل الشيخ ناصر الدين.
و) تقوية ممدوح بالشواهد شيء غريب لغرض اثبات الوهم في حكم الشيخ ناصر الدين.
وخلاصة التعريف الأول هو: أن الغاية من عمل ممدوح وشركائه هو التشكيك في أحكام الشيخ ناصر الدين , ونزع الثقة فيها, وليس فيه شيء من العدل والأنصاف والدفاع عن السنة.
وفي التعريف الثاني أثبت:
أ) أن مرجع ممدوح في كتابه هذا هم غير أهل الحديث, فكل مَنْ يحقق له وهم الشيخ ناصر الدين فهم مرجعه.
ب) أنًّ كتاب ممدوح هذا بعيد كل البعد عن أن يكون كتاب علل.
ج) كيف عمل ممدوح في كتابه هذا بقاعدتي زيادة المقبول مقبولة ومخالفة المقبول مردودة.
فعنده الموقوف لا يغل المرفوع, والارسال لا يعل الوصل ما دام الغرض أثبات وهم الشيخ ناصر الدين.
د) منهج ممدوح في كتابه جعله يرمي المحدثين بالتشدد وهو المدعي الدفاع عنهم.
هـ) مخالفة ممدوح لائمة الحديث المتقدمين في اطلاقه القول بقبول زيادة الثقة بل وخالف نصّ الامام الشافعي في ذلك.
و) قبول ممدوح للحديث الشاذ الذي ملأ كتابه منه.
ز) أنًّ الحافظ الزيلعي الحنفي اتبع أهل الاختصاص في زيادة الثقة و ممدوح الشافعي خالف وردّ.
ح) أنًّ بعض متعصبي الحنفية المعاصرين اليوم لا يرضون منهج الحافظ الزيلعي الحنفي في قبول الحديث ورده, وممدوحا الشافعي معهم في ذلك, وهل بعض هولاء لهم دور كبير في تعريف ممدوح هذا؟
وخلاصة التعريف الثاني هو: أضطر ممدوح أن يرجع في قبول زيادة الثقة وردّها الى مذاهب غير مذهب أئمة الحديث المتقدمين في هذه المسألة وذل لغرض اثبات وهم الشيخ ناصر الدين.
وفي التعريف الثالث أثبت:
أ) من قول ممدوح نفسه خروجه على منهج أئمة اهل الحديث, بل ورده حكمهم.
ب) حيث ردّ حكم الترمذي, وأبي حاتم الرازي, وأبي زرعة الرازي, والبخاري وأبي داود , والنسائي , وابن خزيمة, والدارقطني, والشافعي, والذهلي, وأحمد, ومسلم , وابن عبدالبر وغيرهم حسب ترتيب نقل قول ممدوح الذي فيه ردّ حكمهم.
ج) وأن صنيعه هذا هو نتاج منهجه في القبول والرد المخالف لمنهج ا~مة أهل الحديث.
د) و صنيعه هذا يلتقي تماما مع غايته في أثبات وهم الشيخ ناصر الدين بأي شيء.
وخلاصة التعريف الثالث هو: من نتاج طريقة ممدوح في قبول الحديث وردّه, ردّه حكم أئمة أهل الحديث: أحمد والبخاري , وأبي داود, والنسائي, وأبي حاتم, وأبي زرعة, ومسلم, الترمذي, والدا رقطني, وغيرهم وكل هذا يلتقي مع الهدف والغاية من هذا الكتاب وهو أثبات وهم الشيخ ناصر الدين بأيّ شيء.
وفي التعريف الرابع أثبت:
أ) أنّ وصف ممدوح لكتابه بـ ((كتاب العلل)) و (( ... الكتاب بالعلل)) وصف غير مطابق للواقع.
ب) وأن ممدوحاً خرج خروجا جديدا على أئمة أهل الحديث في أطلاق النكارة على الرواية.
ج) وأن صنيع الشيخ ناصر الدين في أطلاق النكارة لا يخرج على منهج أئمة أهل الحديث.
د) وأن الشاذ والمنكر مردود, لانه خطأ, والخطأ لا يتقوى به , ليس هو صنيع الشيخ ناصر الدين وحده, بل هو متبع فيه أئمة أهل الحديث.
هـ) وعندما يحكم الشيخ ناصر الدين على الحديث بالنكارة – ليس دائما لانّ رواية ضعيف خالف مَنْ هو اولى منه -, هو عمل أئمة أهل الحديث ولم يتفرد بذلك الشيخ ناصر الدين.
و) نقولات عن الأئمة: أحمد, وعلي بن المديني, وأبي حاتم الرازي, والنسائي والدارقطني, والخطيب البغدادي , وأبن عبد البر وغيرهم , تفيد أنًّ الحكم بالنكارة ليس خاصا بالراوي الضعيف اذا خالف.
وخلاصة التعريف الرابع هو: خروج ممدوح على منهج أئمة أهل الحديث في أطلاق النكارة على الرواية وعدم الاستشهاد بها, كل ذلك لغرض إثبات وهم الشيخ ناصر الدين بأي شيء.
وفي التعريف الخامس أثبت:
أ) خروج ممدوح – عمليا- على منهج أئمة الحديث ومخالفته لأهل الاستقراء والسبر للمرويات في حكمهم على روايات بالشذوذ والنكارة, فيرد حكمهم هذا.
ب) أن ممدوحًا لا يفرق بين الحكم على الراوي والحكم على المروي.
ج) فقول: ((حديث منكر)) أو ((حديث شاذ)) فهذا في المروي.
¥(26/380)
د) وقول: ((له مناكير)) أو ((منكر الحديث)) فهذا في الراوي.
هـ) فقول: ((حديث منكر)) أو ((حديث شاذ)) لا يدخل في دائرة الاعتبار.
و) وقول: ((له مناكير)) أو ((منكر الحديث)) يدخل الراوي المجروح بهذين القولين في دائرة الاعتبار.
ز) فيأتي ممدوح ويستشهد بكل هذا بدون تفريق, ليحقق غرضه في أثبات وهم الشيخ ناصر الدين.
وخلاصة التعريف الخامس: أثبات مخالفة ممدوح لاهل الاستقراء, والسبر للمرويات كأبن حبان وابن عدي حيث قبل ما حكموا ردة لنكارته ولشذوذه وخطئه.
والتعريف السادس جعلته في المناقشة التفصيلية مع محمود سعيد ممدوح وشركائه في الأحاديث والآثار التي ذكرها في كتابه (التعريف).
أ) أذكر رقم الحديث في كتابي ثمَّ أذكر رقم الحديث في كتاب ممدوح وشركائه, ثمَّ أذكر مَنْ أخرجه من أصحاب السنن, ,وابدأ ذكر سنده من الراوي علة السند عند الشيخ ناصر الدين , أو حسب ما يظهر لي.
ب) ثم أذكر أين ضعّفه الشيخ ناصر الدين من ضعيف السنن مجملا.
ج) ثمَّ أذكر سبب الضعف عند الشيخ ناصر الدين مفصلا أن كان له كلام, أو سبب الضعف حسب قول أئمة الجرح والتعديل.
د) ثم أذكر قول ممدوح في السند أو في الحديث في (التعريف) و (التعقيب اللطيف) , أن ذكره. وأناقشه فيه.
هـ) وإذا ذكر للحديث متابعاً أو شاهداً, ناقشته في صلاحيته لذلك سندًا ومتنًا.
و) وفي مناقشتي هذه أعتني بذكر حكم الحفاظ الشافعية في الحديث وفي المتابعة وفي الشاهد, لتضم مخالفة ممدوح الشافعي حفاظ الشافعية مع مخالفته لمن سبق من أئمة أهل الحديث.
ز) واعتني بما ينقض قول ممدوح في (التعريف) من قول ممدوح نفسه في كتابه الأخرى التي وقفت عليها ليظهر تناقضه ولم تناقض غير السعي الحثيث بأي وسيلة لإثبات وهم الشيخ ناصر الدين؟؛ لان ممدوحا اعتنى في تعريفه لإظهار تناقض الشيخ ناصر الدين بهذه الطريقة.
ح) وفي هذه المناقشة التفصيلية تجد الردّ – غير الصريح-, على من يرمي الشيخ ناصر الدين بـ ((التساهل في التصحيح)) , ((التساهل في التحسين)) , ((التساهل في التقوية بالرق شديدة الضعف)) , ((التساهل في توثيق المجاهيل)) , ((مقلد لحفظ في التقريب)) , وغير ذلك , وما عليك إلا تقليب الصحائف لتجد هذا الرد غير الصريح.
ط) المناقشة التفصيلية هي لبيان خطإ رأي ممدوح في الحديث, وقد يتفق في حديث ما أن يرجع الشيخ ناصر الدين , - لأمانته العلمية ولانًّ الأمر دين – عن تضعيفه إلى تحسينه او تصحيحه , وهذا الرجوع يلتقي مع قول ممدوح؛ فيكون فيه بيان خطإ رجوع الشيخ ناصر الدين ايضاً – إلا أني لا أصرح بذلك الخطأ- وهذا تحقيق لأمرين:
الأول: أنَّ الشيخ ناصر الدين – رحمه الله – هو كغيره من الأئمة يخطيء ويصيب ومعرفة خطئه من صوابه بالرجوع الى قواعد وفروع أهل الحديث فقط ومعرفة حكم من سبقه من أئمة الحديث خاصة المتقدمين منهم.
الآخر: أثبات بطلان أن عملي هذا من التعصب المذموم لحكم الشيخ ناصر الدين وأنه أعلى منزلة من الأئمة المتقدمين خاصة, كيف يكون ذلك كذلك وفي عملي هذا بيان خطإ رجوع الشيخ ناصر الدين عن تضعيف حديث الى تحسينه او تصحيحه؟
فالشيخ ناصر الدين - رحمه الله – أمام من أئمة أهل الحديث, يصيب ويخطئ, فصوابه – وهو كثير جداً – على الرأس والعين وأن خالف ما درسته أو نشأت عليه أو ما هو سائد في بيئتي, وخطؤه لا أتعصب له – وله فيه اجر واحد أن شاء الله-.
ولا أقدم حكمه على حكم الأئمة مطلقا, ولا أرد حكمه لحكم الأئمة مطلقا, بل يُقَدَّم حكم الأئمة أو حكمه إذا اثبت الدليل صوابه, وإذا لم يظهر الدليل فحكم الأئمة المتقدين مُقدّم بدون الجزم بتخطئة حكم الشيخ ناصر الدين. ولا ألوم على مَنْ عمل بحكمه فهو من أهل الذكر في زمانه, وأهل كل زمان يرجعون إلى علماء زمانهم, وإنما اللوم يصح في حالة وقوفه على خطإ الشيخ ناصر الدين وعلمه بحكم أحد الأئمة المخالف لحكم الشيخ ناصر الدين - رحمه الله-.
ي) وقد اكتفيت في هذا الجزء بمائة حديث فقط, وأن شاء الله في الاجزاء الاخرى آتي على الاحاديث والآثار الاخرى.
¥(26/381)
وخلاصة التعريف السادس هو: المناقشة التفصيلية لرأي ممدوح في الحديث أو في السند أو في الراوي بالرجوع الى قواعد وفروع وعمل أهل الحديث فقط, وخاصة الأئمة المتقدمين, والاعتناء بحكم حفاظ الشافعية المخالف لرأي ممدوح, وقد تنتهي المناقشة الى الموافقة على حكم الشيخ ناصر الدين الالباني – رحمه الله-.
وبعد الانتهاء من هذه المناقشة ستجد – أن شاء الله –, ستجد ان الشيخ ناصر الدين يسير مع قواعد أهل الحديث حيثما سارت به, وأنه –رحمه الله – بعيد كل البعد عن التساهل والتشدد بل هو وسط لا أفراط ولا تفريط؛ولانه امام بشر فهو يخطيء؛ فيصحح أو يحسّن أو يضعّف حديثا ويكون واهمًا في ذلك, وهذا لا يخرجه عن المنهج الوسط الى التساهل فمن يسلم من ذلك؟.
وستجد – أن شاء الله - ممدوحاً آخذ كلًّ ما به يصحح أو يحسن وملأ كتابه منه لغرض أثبات وهم الشيخ ناصر الدين.
لذلك جعلت لبيان الذي اعتمد عليه ممدوح تعريفا أخيرًا به أختم هذا الجزء وهو:
وفي التعريف السابع بيًّنت:
أ) أنًّ كتاب ممدوح (التعريف) قام على أصل جمع وجهات نظر متعددة متباينه متنافرة في التصحيح والتضعيف, التعديل والتجريح, والقبول والرد.
ب) وأن ممدوحا أخذ بهذا الأصل ليوسع دائرة القبول للراوي والمروي, وتوسيع دائرة القبول للراوي والمروي به يثبت وهم الشيخ ناصر الدين في التضعيف؛ لان القبول ضد التضعيف, فكيف أذا كان القبول واسعًا؟.
ج) وأنًّ كتاب ممدوح (التعريف) كتاب شخصي لا دخل له بباب العلم.
د) ومخالفة ممدوح لأئمة الحديث متقدمين ومتأخرين في قواعده وفروعه التي أقام عليها كتابه.
هـ) وذلك بعد ذكر قاعدة ممدوح أو فروعه اللذين اعتمدهما؛ اذكر مخالفته فيه للأئمة بل وأحيانا مخالفته هو نفسه لنفسه, واضطرابه في قواعده.
وبعد ان أنهيت هذا كله اسميت عملي هذا بـ (تعريف أولي النهى والأحلام بما في تعريف محمود سعيد ممدوح من الأخطاء والأوهام)
أسال الله عز وجل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وليس لأحد من البشر فيه نصيب وأن ينفعني به ومَنْ يشاء من عباده.
وأختم هذه المقدمة بأن أتوجه بالشكر والعرفان لأخوتي الاعزاء: أبي محمد أحمد بن يسلم بلفقيه, وأبي سالم جمال سالم باحويرث, وأبي صالح سامي بن علي باشادي, وأبي الحسن طاهر بن عبدالله بن كليب النهدي – حفظهم الله جميعاً والف بين قلوبهم – حيث وفّروا لي المراجع العظيمة من كتب الشيخ ناصر الدين وكتب الأئمة والتي بها تحقق هذا العمل.
وكذا أتوجه بالشكر والعرفان لأخوتي الأعزاء: أبي أحمد سامي بن أحمد بامهير , وأبي صالح سامي بن علي باشادي, وأبي صالح هاني بن صالح الحنشي, وأبي أُمَيْمة وليد بن علي باحشوان- حفظهم الله جميعا وألّف بين قلوبهم – حيث قاموا بالمراجعة والتبيض, فلهم مني جزيل الشكر خاصة منهم ابو صالح هاني بن صالح الحنشي – حفظه الله-.
وأسأل الله لي وللجميع الهداية والسداد, ولعبده محمد ناصر الدين الالباني الرحمة والمغفرة.
وصلى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
وآخر دعوانا أنِ الحمدلله ربّ العالمين.
كتبه
أبو عبود
عبدالله بن عبود بن أحمد باحمران
حضرموت- المكلا – حي الحارة
الاربعاء 28/ جمادي الآخرة/ 1426هـ
3/ اغسطس / 2005م
ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[06 - 05 - 09, 01:17 م]ـ
هذا تعريف بصاحب الكتاب المؤلف:
هو الشيخ أبو عبود عبدالله بن عبود بن أحمد بن سعد باحمران.
من أبناء مدينة المكلا محافظة حضرموت الجمهورية اليمنية.
معروف بحبه للعلم والدليل، واتباع الكتاب والسنة، والدفاع عن أئمة وعلماء أهل السنة المتقدمين والمعاصرين، الأحياء منهم والميتين.
ومن ذلك له رد قديم على المدعو حسن بن علي السقاف-عامله الله بما يستحق-في كتابه التناقضات، وذلك عام 1412هـ1992م.
وله في الدفاع عن عقيدة أهل السنة:
-إرشاد الخلان إلى أن ترك العمل خروج من الإيمان. (غلاف144صفحة).
وله في الدفاع عن الإمام الألباني:
-ماهكذا الحقيقة يا أبارحيم (نقض لكتاب: حقيقة الإيمان عند الشيخ الألباني بقلم الدكتور محمد أبورحيم) الطبعة الثانية، وفيها مقدمة حافلة بمناقشة أقوال وأفهام لسفر الحوالي وأبي بصير وبوالنيت المراكشي، وذلك في ثلاث وسبعين صحيفة. (مجلد240صفحة).
¥(26/382)
-تعريف أولي النهى والأحلام بما في تعريف محمود سعيد ممدوح من الأخطاء والأوهام. (مجلد896صفحة).
وله دروس وشروح على بعض كتب أهل العلم منها:
-شرح كتاب الصيام من صحيح الإمام البخاري رحمه الله تعالى.
-شرح بلوغ المرام للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى.
-شرح القول المفيد على كتاب التوحيد للعلامة العثيمين رحمه الله تعالى.
-شرح على شرح نزهة النظر للعلامة العثيمين رحمه الله تعالى.
-ما لابد للمحدث معرفته، سلسلة دروس حديثية اسبوعية، وهي تربو على الأربعين شريطاً، ولا زال حفظه الله مستمراً فيها إلى حين كتابة هذه السطور.
-وكانت له حلقة تخريج على جامع الترمذي (1413 - 1416هـ تقريباً).
وله عدد من الجلسات المسجلةمنها على سبيل المثال لا الحصر:
-نعم للصبر والمناصحة لا للمواجهة والمقاتلة. (6شرائط).
-لماذا فهم الصحابة؟.
-ماذا تعرف عن الشيعة الرافضة؟.
-داء التعلق بالأشخاص لا بالمنهج.
هذا ماتيسر مما طلبت- وفقك الله -مما نعرفه عن الشيخ حفظه الله تعالى، ولانزكي على الله أحداً، والحمد لله رب العالمين.
- بالنسبة لمشايخه، فالشيخ نشأ كما ينشأ الناس في بلدانهم، تلقى العلم عن مشايخ بلده، مثل الشيخ سعيد باوزير، في مسجد باحليوة وفي بيته، والشيخ محمد باوزير (عتعوت)، بين مغرب وعشاء، في مسجد الروضة، والشيخ عبدالله الحداد، في جلساته ودروسه العلمية في بيته.
ثم انفتح على كتب الأئمة إبن تيمية وابن القيم والألباني رحمهم الله تعالى، وعلى فتاوى العلامة محمد بن إسماعيل العمراني حفظه الله تعالى، في إذاعة صنعاء، الساعة السادسة صباحاً والثانية بعد الظهر، منذ أواسط السبعينات الميلادية، وكذلك على السلاسل العلمية والدروس والشروح (الأشرطة) للأئمة إبن باز والألباني والعثيمين والوادعي رحمهم الله تعالى.
وله سؤالات ومراسلات للإمام الوادعي رحمه الله تعالى، سجل البعض منها في أشرطة منها أسئلة شباب حضرموت ... والأسئلة الحضرمية، وجالسه رحمه الله عند زيارته لحضرموت، وسجلت بعض الأشرطة.
وله مجالسات مع الشيخ أحمد بن حسن المعلم حفظه الله تعالى، وغيره من أهل العلم وطلابه.
- وأما طلبه للعلم فإنه في بلده مدينة المكلا، علماً أنه لم يغادر بلده مطلقاً.
- وهو حالياً في اليمن مدينة المكلا محافظة حضرموت، ولا يفكر في مغادرتها مطلقاً.
- وأما طلابه فهم يستفيدون من جلساته ثم يفيدون الآخرين كل على حسب علمه واستطاعته.
هذا مانعلمه مما طلبت معرفته وفقك الله، عن الشيخ حفظه الله تعالى.
منقول من موقع الالوكة
ومعها ارفقت المقدمة لمن اراد تحميلها
ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 10:37 ص]ـ
الاخوة الكرام ارجوا التنبه الى التعديلات التالية في نص المقدمة فقد كنت اخطأت في طباعة بعض الكلمات وهي:
1) الحلقة الاولى في ثالثا: ....... مختف كل الاختلاف (والصواب هو مختلفاً)
2) التعريف الثاني: ج) ...... لا يغل (والصواب هو لا يعل)
3) خلاصة التعريف الثاني: ...... في هذه المسألة وذل (والصواب هو وذلك)
4) وفي التعريف الثالث: أ) ...... بل وردة حكمهم. (والصواب هو وردِّ)
و ج) ........ لمنهج أ~مة (والصواب هو الأئمة)
5) التعريف السادس: ج) ....... التقوية بالرق (والصواب هو بالطرق)
..... " مقلد لحفظ (والصواب هو للحافظ)
5) خلاصة التعريف السادس: ....... هذه المناقشة ستجد ,-ان شاء الله-, ستجد (والصواب هو المناقشة ,-ان شاء الله-, ستجد)
وارجوا من الاخوة ان يعذروني في هذا وأن شاء الله سأكون أكثر دقة في طرح التعاريف في القريب العاجل.
ارفقت ملف للمقدمة بالتصويبات الاخيره في الاسفل
ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[10 - 05 - 09, 01:51 م]ـ
ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[30 - 05 - 09, 02:27 م]ـ
الاخوة الكرام:
اعتذر مرة اخرى لوجود بعض الاخطاء والتي صححتها في الملف المرفق بالاسفل
للمقدمة والتي ارجوا ان يكون أخر تعديل
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[09 - 06 - 09, 09:19 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167673(26/383)
الروض الوريف في أشهر المصنفين في علم الحديث الشريف
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[06 - 05 - 09, 11:46 ص]ـ
11/ 5/ 1430
الروض الوريف في أشهر المصنفين في علم الحديث الشريف
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي الأمين أما بعد: فهذا بحث مختصر، جعلته تذكرة لنفسي،ولمن شاء الله من الإخوان بعدي، ذكرت فيه أشهر المصنفين في علوم الحديث، حرصتُ على الاختصار، مبيناً فيه أشهر المصنفين، وقد رتبتهم على الوفيات حتى يسهل على طالب الحديث حفظهم، ولم أستوعب جميع المصنفين فهذا يؤدي إلى تطويل البحث، وهناك أسماء كثيرة من المحدثين لم أذكرهم لأسباب عدة، وسوف أستدرك ذلك في النسخة الثانية بإذن الله،وهي لن تتأخر كثيراً.
مصادر البحث:
مصادري والحمد لله كثيرة ومتنوعة، منها ما هو متقدم ومنها ما هو متأخر.
من أشهر من كتب عن المصنفين من حيث المطبوع والمخطوط: الكتاني في الرسالة المستطرفة، والزركلي في الأعلام (وهو من أجودها) وأنقل عنه كثيرًا (بتصرف) وأتعقبه خاصة فيما يتعلق بالمخطوط والمطبوع.
الفهري في معجم الشيوخ،وحاجي خليفة في كشف الظنون، وإسماعيل باشا في هدية العارفين، وإدوارد في كشف القنوع بما هو مطبوع،وسركيس في معجم المطبوعات وأكرم العمري في بحوث في تاريخ السنة المشرفة، ومحمد مطر في التدوين، ومشهور سلمان وصاحبه في معجم المصنفات الواردة في صحيح البخاري، ودليل مؤلفات الحديث، والتليدي في تراث المغاربة في الحديث،وحسان عبد المنان في موسوعة المطبوعات العربية.
. بالإضافة إلى مقدمات الكتب المطبوعة وهي كثيرة كما سيأتينا، وكتب التاريخ والتراجم:كتاريخ بغداد، وتاريخ دمشق، وسير أعلام النبلاء للذهبي، والضوء اللامع للسخاوي،والبدر الطالع للشوكاني،وحدائق الزهر لعاكش الضمدي، وغيرها من الكتب المتنوعة والمختلفة.
وأما بالنسبة للوفيات: فأشهرها كتاب الوفيات لابن زبر الربعي، والوافي بالوفيات للصفدي، والإعلام بوفيات الأعلام للذهبي، ووفيات الأعيان لابن خلكان، وشذرات الذهب لابن العماد.
وأما ضبط الأسماء فأشهرها:المؤتلف والمختلف للدار قطني، والإكمال لابن ماكولا، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين، وتبصير المنتبه بتحرير المشتبه لابن حجر العسقلاني.
وأما كتب الطبقات فأشهرها: كتاب الطبقات لابن سعد، وتذكرة الحفاظ للذهبي، وطبقات المحدثين لابن عبد الهادي، وطبقات الحفاظ للسيوطي.
وطبقات الشافعية للسبكي، وابن كثير،وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى والذيل لابن رجب،والجوهر المنضد ليوسف بن عبد الهادي،وطبقات المالكية للقاضي عياض، وابن فرحون.
وأما كتب الأنساب فأشهرها: الأنساب للسمعاني، واللباب في تهذيب الأنساب لابن الأثير الجزري (المؤرخ)، وعجالة المبتدي وفضالة المنتهي للحازمي الهمذاني، ولب اللباب للسيوطي.
وأما كتب الكنى فأشهرها: كتاب الكنى لمسلم بن الحجاج،والكنى عبدالله بن أحمد،والكنى لأبي بشر الدولابي، وفتح الباب في الكنى والألقاب لابن منده، والمقتنى في سرد الكنى للذهبي.
وأخيرا أرجو أن أكون قد وفقت في كتابة هذا المختصر المتواضع، وسميت هذا البحث (الروض الوريف في أشهر المصنفين في علم الحديث الشريف).
وطريقتي في هذا البحث ما يلي:
1 - أذكر اسم المحدث كاملًا وباختصار مبينًا فيه نسبته، ومذهبه غالباً.
2 - أذكر وفاته على المشهور عند المؤرخين.
3 - أذكر بعض مصنفاته في الحديث وهو الأصل وربما غير الحديث أحيانًا
4 - أبين المطبوع (وهو الأصل) والمخطوط،والمفقود وليس ذلك شرطاً، (من غير حصر) وقد فاتني الشيء الكثير، وسوف أستدرك ما فاتني قريبًا إن شاء الله.
5 - اكتفيت بأشهر المحدثين ممن لهم مصنفات مطبوعة من القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر.
فوائد هذا الموضوع المختصر:
1 - التمييز بين المتقدم والمتأخر.
2 - التفريق بين الشيخ والتلميذ.
3 - معرفة الأسماء المؤتلفة والمختلفة.
4 - معرفة من ينتسب للمدينة ومن ينتسب للقبيلة.
5 - إبراز جهود العلماء في خدمة السنة النبوية.
6 - معرفة المصنفين من العرب والموالي.
7 - الاقتداء بمن سلف في التأليف وفق الضوابط المعلومة.
8 - المؤلف المتميز يبقى اسمه محفوراً لدى طلاب العلم مهما تقادم الزمن.
¥(26/384)
9 - الاشتغال بخدمة السنة النبوية من حيث التأليف والتصنيف أولى وأنفع لدى الأمة من الخوض في الجدال العقيم غير المثمر.
10 - معرفة الكتب المطبوعة من المخطوطة.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه:راجي الرحيم الباري، الشريف ناجي بن تركي الهجاري.
11/ 5/ 1430 من الهجرة النبوية.
مقدمة في أشهر المصنفين في علم الحديث.
من المستحسن البدء بتمهيد عن أول من صنف،ولماذا تأخر التصنيف عند العلماء، وخير من يفصل في هذا الحافظ ابن حجر رحمه الله كما في مقدمة الفتح.
قال ابن حجر العسقلاني (ت852): اعلم علمني الله وإياك أن آثار النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن في عصر أصحابه وكبار تبعهم مدونة في الجوامع،ولا مرتبة،لأمرين:
أحدهما:إنهم كانوا في ابتداء الحال قد نهوا عن ذلك كما ثبت في صحيح مسلم خشية أن يختلط بعض ذلك بالقرآن العظيم.
وثانيهما: لسعة حفظهم وسيلان أذهانهم ولأن أكثرهم كانوا لا يعرفون الكتابة ثم حدث في أواخر عصر التابعين تدوين الآثار وتبويب الأخبار لما انتشر العلماء في الأمصار وكثر الابتداع من الخوارج والروافض و منكري الأقدار.
قال ابن حجر: فأول من جمع ذلك الربيع بن صبيح (ت160) وسعيد بن أبي عروبة (ت156) وغيرهما وكانوا يصنفون كل باب على حدة إلى أن قام كبار أهل الطبقة الثالثة فدونوا الأحكام.
فصنف الإمام مالك الموطأ وتوخى فيه القوي من حديث أهل الحجاز ومزجه بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين ومن بعدهم.
وصنف أبو محمد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج بمكة (ت150) وأبو عمروعبد الرحمن بن عمروالأوزاعي بالشام (ت157) وأبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري بالكوفة (ت161) وأبو سلمة حماد بن سلمة بن دينار بالبصرة (167)
ثم تلاهم كثير من أهل عصرهم في النسج على منوالهم إلى أن رأى بعض الأئمة منهم أن يفرد حديث النبي صلى الله عليه وسلم خاصة وذلك على رأس المائتين.
فصنف عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي مسندا (ت 213)
وصنف مسدد بن مسرهد البصري (ت228) مسندا
وصنف أسد بن موسى الأموي (ت212) مسندا
وصنف نعيم بن حماد الخزاعي (ت228) نزيل مصر مسندا ثم اقتفى الأئمة بعد ذلك اثرهم فقل إمام من الحفاظ الا وصنف حديثه على المسانيد كالامام أحمد بن حنبل (ت 241) وإسحاق بن راهويه (288) وعثمان بن أبي شيبة (ت239) وغيرهم من النبلاء ومنهم من صنف على الأبواب وعلى المسانيد معا كأبي بكر بن أبي شيبة. (235)
ونبدأ بحول الله وقوته بأشهر المصنفين من القرن الثاني إلى القرن الرابع عشر.
\
القرن الثاني
1 - معمر بن راشد الأزدي مولاهم البصري، سافر إلى اليمن فاستفاد منه أهل اليمن وخاصة عبدالرزاق بن همام. ت154 له:جامع معمر بن راشد (ط)،وهناك من يرى بأنه من تصنيف تلميذه عبدالرزاق بن همام
1)
2) سفيان بن سعيد الثوري (ثور مضر) الكوفي ت161 له: جامع سفيان الثوري (ط) مختصر، والتفسير
3) حماد بن سلمة الربعي مولاهم البصري ت167 له:جامع حماد بن سلمة جمع أبي القاسم البغوي، اعتمد عليه ابن حجر في الفتح. وقال ابن ناصر الدين: هو أول من صنف التصانيف المرضية.
4) -الإمام مالك بن أنس الحميري الأصبحي
المدني ت179 له:الموطأ وهوأعظم كتب الحديث وأجلها. •ولي بحث مختصر عن الإمام مالك وأشهر الرواة عنه نشرته على موقع ملتقى أهل الحديث.ومن كتبه:رسالته إلى ابن وهب في القدر والرد على القدرية. وكتابه في النجوم وحساب مدار الزمان ومنازل القمر (على خلاف في ذلك) رسالة في الأقضية, مجلد رسالة إلى أبي غسان محمد بن مطرف في الفتوى وهو ثقة من كبار أهل المدينة.- رسالة إلى الليث بن سعد في إجماع أهل المدينة. وهي مشهورة متداولة بين العلما ء
5) -عبد الله بن المبارك بن واضح التميمي مولاهم المروزي الخراساني أبو عبد الرحمن: ت 181 له من المصنفات: الجهاد (ط) وهو أول من صنف فيه، و " الزهد (ط). وفيه أحاديث كثيرة من غير طريق ابن المبارك والله أعلم.
6) أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة الأنصاري وسعد بن حبتة بفتح المهملة وسكون الموحدة بعدها مثناة وهي أمه وبها يشهر
قال ابن سعد: هو جد أبي يوسف القاضي. قال أبو عمر: لا يختلفون أن أبا يوسف القاضي هو يعقوب بن إبراهيم ابن حبيب بن خنيس بن سعد ابن حبتة الأنصاري.
وسعد بن حبتة:هو سعد بن بجير بن معاوية بن سلمى بن بجيلة حليف لبني عمرو بن عوف الأنصاري.
قلت: فهو بجلي من قبل الأب حليف للأنصار و أنصاري من قبل الأم.قال ابن خلكان: هو أول من دعي بقاضي القضاة، ويقال إنه أول من غير لباس العلماء إلى هذه الهيئة التي هم عليها في هذا الزمان، وكان ملبوس الناس قبل ذلك شيئاً واحداً، لا يتميز أحد عن أحد بلباسه.
ت182هـ) له: الخراج (ط)، الآثار (ط).
7) -محمد بن الحسن الشيباني مولاهم صاحب أبي حنيفة ت189 له: كتاب الآثار (ط)،
ولابن حجر:الإيثار بمعرفة رواة الآثار
ورواية الموطأ عن مالك (ط)،والجامع الصغير (ط) منسوب لأبي حنيفة. (المبسوط - ط) في فروع الفقه، وغيرها.
8) -عبد الله بن وهب بن مسلم الفهري مولاهم، المصري، أبو محمد: ت197له كتب، منها: " الجامع - ط "، و " الموطأ " في الحديث (ط)،والمسند (ط).وغيرها من الكتب
9) -وكيع بن الجراح بن مليح المضري القيسي الرؤاسي، الكوفي
أبو سفيان ت197 له: الزهد (ط)، والتفسير.
10) -سفيان بن عيينة الهلالي مولاهم ت198 له:جامع سفيان بن عيينة وهو من مصادر ابن حجر في الفتح
¥(26/385)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[06 - 05 - 09, 11:53 ص]ـ
القرن الثالث
11).الإمام الشافعي محمد بن إدريس القرشي المطلبي 204 والشافعي نسبة لجده (شافع بن السائب): له:الأم (ط) جمعه البويطي، وبوبه الربيع بن سليمان،،ومحمد زكي مبارك له رسالة في أن (كتاب الام لم يؤلفه الشافعي وإنما ألفه البويطي - ط) يعني أن البويطي جمعه مما كتب الشافعي. والرسالة (ط)، ومسند الشافعي (ط) ليس له وإنما جمع أبي العباس الأصم وقيل من تأليف الربيع بن سليمان راوي كتب الشافعي، والسنن راويه المزني وهو غير الأول.وغيرها من الكتب.
12) -أبوداود الطيالسي سليمان بن داود القرشي مولاهم ت204 له:مسند الطيالسي (ط) جمعه بعض حفاظ خراسان جمع فيه ما رواه يونس بن حبيب خاصة
13) الواقدي محمد بن عمر الأسلمي مولاهم المدني المؤرخ ت204 له:المغازي. وينسب إليه كتاب (فتوح الشام - ط) وأكثره مما لا تصح نسبته إليه،
14) -عبد الرزاق بن همام الصنعاني الحميري مولاهم ت211 له:المصنف (ط).الآمالي في آثار الصحابة (ط)
15) الحميدي عبد الله بن الزبير القرشي الاسدي المكي، أبو بكر. (شيخ البخاري ومسلم) والحميدي نسبة لأحد أجداده اسمه حميد بن زهير وقيل ابن نصر، والأسدي نسبة لأسد بن عبد العزى القرشي.ت 219 له مسند الحميدي (ط) وله رسالة في أصول السنة (ط) في آخر المسند، وله كلام نفيس في علم الحديث ذكره الخطيب البغدادي في كتاب الكفاية.
16) نعيم بن حماد الخزاعي المروزي ت228 له: الفتن (ط) وقيل إنه أول من صنف مسندا بمصر.
17) -أبو عبيد القاسم بن سلام الخزاعي مولاهم الهروي ت224 له:غريب الحديث (ط) وهو أول من صنف في هذا الفن، والطهور (ط)،والأموال (ط)، والإيمان (ط).
18) سعيد بن منصور المروزي المكي
ويقال الطالقاني الطالقاني: بسكون اللام وقاف إلى طالقان بلد بخراسان وبقزوين أيضاً 227 ت له: سنن سعيد بن منصور (ط).
19) -ابن سعد محمد بن سعد الهاشمي مولاهم (كاتب الواقدي) ت230 له: الطبقات الكبرى وقيل الكبير وهومن أشهر كتب الطبقات (ط).
20) - ابن معين يحيى بن معين الغطفاني المري مولاهم ت233 له: التاريخ (ط) رواية الدوري وكثير من كتب السؤالات المروية عنه مثل:رواية ابن محرز، والدقاق، الدارمي،والجنيد،وعبدالله بن أحمد،والكوسج.وغيرها.
21) - ابن المديني علي بن عبدالله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم البصري يلقب بحية الوادي أبو الحسن.
المحدث المشهور ت234: له العلل (ط) والطبقات، ومسائل ابن أبي شيبة لعلي (ط)، تسمية من روى عنه من أولاد العشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (ط).
22) أبو بكر بن أبي شيبة عبدالله بن محمد العبسي مولاهم ت 235 له:المصنف (ط)،والمسند (ط).
23) ابن حبيب عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون السلمي الالبيري القرطبي المالكي، أبو مروان ت238 له:و " تفسير غريب موطأ مالك " (ط) و " الواضحة - خ " في السنن والفقه، وأدب النساء "،الغاية والنهاية – (ط) " مختصر في الطب – (ط) وهو من المكثرين من التصنيف.
24) -خليفة بن خياط الليثي العصفري يلقب بشباب ت240 له:طبقات خليفة (ط)،والتاريخ (ط).
25) -أحمد بن محمد بن حنبل الربعي الشيباني ت241 له: المسند، والزهد،والعلل، وفضائل الصحابة،والأسامي والكنى.
26) -أبو السري هناد بن السري بن مصعب التميمي الدارمي الكوفي ت سنة 243 له الزهد (ط).
27) محمد بن يحيى ابن أبي عمر العدني نزيل مكة، والعدني بفتح العين والدال المهملتين وفي آخرها النون - هذه النسبة إلى عدن وهي مدينة باليمن ت243
له مسند العدني وقد ذكر زوائده ابن حجر في كتاب المطالب العالية، والبوصيري في إتحاف الخيرة.
28) -عبد بن حميد الكسي قيل اسمه عبد الحميد، وخفف.
نسبته إلى كس (من بلاد السند). بكسر الكاف وبمهملة.
يقال له: الكشي، بالفتح والاعجام، ت249 له: مسند عبد بن حميد (ط) وله مسندان الكبير والصغير المسمى المنتخب
وقدد ذكر زوائده على (الكتب الستة) الحافظ (ابن حجر) في كتابه (المطالب العالية) و (البوصيري) في (إتحاف السادة المهرة)
29) -الدارمي عبدالله بن عبد الرحمن المضري التميمي ت 255له: مسند الدارمي (ط).
¥(26/386)
30) -البخاري محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدَزْبَة، بفتح الموحدة وإسكان الراء وفتح الدال وسكون الزاي وفتح الموحدة بعدها هاء، وهو بالعربي الزرّاع. الجعفي مولاهم أسلم المغيرة (جد البخاري) على يدي اليمان الجعفي والي بخارى، وكان مجوسيا، والجعفي: بالضم والسكون إلى جعفي بن سعد العشيرة من مذحجٍ ولاءً. ت256 له::صحيح البخاري،والأدب المفرد، والتاريخ الكبير، والأوسط،والصغير،والضعفاء، وخلف أفعال العباد، والقراءة خلف الإمام.
31) -الجوزجاني (بضم الجيم) أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب السعدي الدمشقي والجوزجاني هذه النسبة إلى مدينة بخراسان مما يلي بلخ يقال لها جوزجانان والنسبة إليها جوزجاني ت259 له الشجرة في أحوال الرجال، ومسائل عن الإمام أحمد، والضعفاء.
32) -مسلم بن الحجاج المضري القشيري النيسابوري ت261 له صحيح مسلم، والتمييز، وطبقات الصحابة والتابعين.، والكنى والأسماء.
33) -العجلي أحمد بن عبدالله بن صالح الربعي العجلي (بالكسر والسكون) إلى عجل بن بكر بن وائل.
ت261 له:الثقات رتبه الهيثمي والسبكي.وقيل العجلي هو أول من صنف في الثقات.
34) -يعقوب بن شيبة السدوسي مولاهم البصري ت262 له المسند المعلل وهو من أحسن كتب العلل طبع الجزء العاشر منه باسم " مسند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم "
35) -ابن شبة النميري عمر بن شبة المضري ت262 له أخبار المدينة (ط)،وأخبارالبصرة.
36) - أبو زرعة الرازي عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ القرشي المخزومي ت264 له أسماء الضعفاء وأجوبة على أسئلة البرذعي، وكتاب
الجرح والتعديل، والصحابة،والتفسير، بيان خطأ البخاري.
37) -ابن ماجه محمد بن يزيد الربعي القزويني ت273 له سنن ابن ماجه.
38) --أبوداود السجستاني سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السجستانيت275
له:السنن، والمراسيل، ومسائل عن أحمد بن حنبل، ومسائل أبي عبيد الآجري لأبي داود.
39) --الفاكهي محمد بن إسحاق ت275 له أخبار مكة
40) -ابن قتيبة الدينوري عبدالله بن مسلم بن قتيبة ت276 له غريب الحديث وهو ذيل على كتاب أبي عبيد، وعيون الأخبار، وتأويل مختلف الحديث، والجراثيم وهناك من يشكك في صحة نسبته لابن قتيبة،والمعارف.
41) -أبوحاتم الرازي محمد بن إدريس الحنظلي ت277 له (طبقات التابعين) وكتاب (الزينة -) والزهد، وأغلب مادة كتاب الجرح والتعديل والتفسير والعلل لابن أبي حاتم عنه
42) -الفسوي يعقوب بن سفيان الفارسي ت277 له المعرفة والتاريخ (ط)،ومعجم شيوخ الفسوي خ).
43) -الترمذي محمد بن عيسى السلمي ت279 له الجامع (السنن)،والعلل،والشمائل.
44) --الدارمي عثمان بن سعيد المضري ت280 له سؤالات لابن معين،والرد على الجهمية، والرد على بشر المريسي.
45) -ابن أبي الدنيا عبدالله بن محمد بن عبيد القرشي مولاهم ت281 له من الكتب: الفرج بعد الشدة - ط " و " مكارم الاخلاق - ط" و " ذم الملاهي - ط" و " الشكر - ط " و " قرى الضيف - ط" " العقل وفضله - ط" و " قصر الامل - ط" و " الاشراف في منازل الاشراف - ط" و، و " من عاش بعد الموت - ط" و " ذم الدنيا - ط" وكتاب " الجوع - ط" و " ذم المسكر - ط" و " الرقة والبكاء - ط" و " الصمت - ط" و " قضاء الحوائج – ط، والإخوان (ط) وهو من المكثرين من التصنيف.
46) -أبو زرعة الدمشقي عبد الرحمن بن عمرو النصري ت281 له:تاريخ أبي زرعة الدمشقي. (ط) حجة القراءات
47) الحارث بن محمد بن أبي أسامة المضري التميمي الحنظلي البغدادي: له (مسند) الحارث.ت282.وقد بلغ الحارث بن أبي أسامة ستا وتسعين سنة (96) سنة وكان يخضب بالحمرة.
الكتاب موجود ضمن كتاب البوصيري (إتحاف الخيرة بزوائد المسانيد العشرة) وللهيثمي (بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث)
وقد ذكر زوائده على (الكتب الستة) الحافظ (ابن حجر) في المطالب العالية.
48) إبراهيم بن إسحاق الحربي البغدادي والحربي نسبة لمحلة في بغداد ت285 له:غريب الحديث (ط) جزء، مناسك الحج (ط)، ورجح بعض الباحثين أنه ليس له، وإكرام الضيف (ط).
49) -ابن أبي عاصم أحمد بن عمرو النبيل الشيباني ت 287 له:السنة (ط)،والآحاد والمثاني (ط)، والأوائل (ط). وغيرها من الكتب.
50) -البزار أحمد بن عمرو البصري ت 292 له المسند المعلل (مسند البزار).المسمى البحر الزاخر وقيل الزخار،وللهيثمي (كشف الأستار في زوائد البزار).
51) القاضي إسماعيل بن إسحاق من (ذرية المحدث حماد بن زيد) الجهضمي الأزدي مولاهم البغدادي المالكي. هو أول من بسّط قول مالك، واحتج به، وأظهره بالعراق. وله مسائل كثيرة عن علي بن المديني حبذا لو جمعت.ت282.له: فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (ط) والتعازي والمراثي - خ) كما قال في مقدمته.، و (الاموال والمغازي) و (شواهد الموطأ) عشر مجلدات،
52) -ابن نصر المروزي محمد بن نصر الشافعي ت294له تعظيم قدر الصلاة،والوتر، وقيام الليل واختلاف العلماء.
53) الحكيم الترمذي محمد بن على بن حسن بن بشير المؤذن ت295على خلا ف في ذلك له نوادر الأصول في معرفة أخبار الرسول، والفروق،ومشى ابن القيم في كتابه الروح على طريقته.
¥(26/387)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[06 - 05 - 09, 12:04 م]ـ
القرن الرابع
54) -الفريابي جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي الخراساني ت301 له دلائل النبوة، وأحكام العيدين، وصفة النفاق.
55) -النسائي أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني
وكان مليح الوجه ظاهر الدم مع كبر السن يؤثر لباس البرود النوبية والخضر ويكثر الاستمتاع له, أربع زوجات يقسم لهن ولا يخلو مع ذلك من سرية وكان يكثر أكل الديوك الكبار تشترى له وتسمن وتخصى.
ت303 له سنن النسائي الكبرى والصغرى (المجتبى) وخصائص علي رضي الله عنه،والضعفاء،وغيرها من الكتب.
56) -أبويعلى الموصلي أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي ت307 له مسند أبي يعلى (ط)، ومعجم شيوخ أبي يعلى (ط)
57) الروياني محمد بن هارون الرويانى، أبو بكرنسبته إلى رويان (بنواحي طبرستان) ت307 له مسند الروياني. (ط) وهو غير عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد، أبو المحاسن، الروياني فقيه الشافعية في زمانه (ت502)
58) أبو بشر الدولابيمحمد بن أحمد بن حماد بن سعد الرازي الدولابي الوراق الأنصاري مولاهم.
قال السمعاني: وظني أن بعض أجداده نسب إلى عمل الدولاب وأصله من الري فيمكن أن يكون من قرية دولاب.
ت310 له الكنى والأسماء،والذرية الطاهرة.
59) ابن جرير الطبري محمد بن جرير بن يزيد بن كثير من أهل آمل طبرستان. ت310 له:التفسير (ط)، وتهذيب الآثار (ط)، والتاريخ (ط).
60) -ابن خزيمة محمد بن إسحاق السلمي ت311 له:كتاب صحيح ابن خزيمة (ط)،والتوحيد (ط).
61) الخلال أحمد بن محمد بن هارون البغدادي الحنبلي، أبو بكر، الخلال،وهي نسبة لبيع الخل ت311: من كتبه (تفسير الغريب) و (طبقات أصحاب ابن حنبل -) قطعة منه، و (الحث على التجارة والصناعة والعمل ط-) و (السنة) (ط) قيل: لم يصنف في مذهب مثله، نحو مئتي جزء والترجل، والأمر بالمعروف. (ط) الترجل (ط)
62) العوفي ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف العوفي السرقسطي، أبو القاسم: من حفاظ الحديث. ت314.
أكمل كتاب (الدلائل) في شرح ما أغفله ابو عبيد وابن قتيبة من غريب الحديث، (ط) وكان قد بدأ به ابنه (القاسم (ت302)
فأتمه ثابت.
63) ابن المنذر محمد بن إبراهيم ت316 له كتاب الإجماع، والأوسط، والإشراف على مذاهب العلماء
والإقناع.
64) أبو عوانة الأسفراييني يعقوب بن إسحاق (ت316) له صحيح أبي عوانة ويقال الصحيح المسند المخرج على صحيح مسلم.
65) ابن أبي داود عبدالله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ت316 له كتاب البعث والنشور، الحائية في العقيدة،والمصاحف، ومسند عائشة.
66) أبو الفضل بن عمار الشهيد محمد بن أبي الحسين بن أحمد الجارودي الهروي ت317 على يد القرامطة له علل الأحاديث في كتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج.
67) الطحاوي أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي ت321 له شرح معاني الآثار (ط)، وشرح مشكل الآثار (ط).العقيدة الطحاوية (ط) وغيرها من الكتب.
.
68) العقيلي أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد القيسي العقيلي.و العقيلي: بضم العين، وفتح القاف، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها. هذه النسبة إلى " عقيل " بن كعب بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر322ت له:الضعفاء الكبير
69) ابن أبي حاتم
أبو محمد عبد الرحمن ابن الحافظ الكبير أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي: وقيل: إن الحنظلي نسبة إلى درب حنظلة بالري؛ ت 327 له علل ابن أبي حاتم (ط)،والجرح والتعديل (ط)،ومناقب الشافعي (ط) والتفسير (ط).والمراسيل.
70) الخرائطي محمد بن جعفر بن محمد بن سهل، أبو بكر الخرائطي السامريت327 له من الكتب: مكارم الاخلاق (ط)،و مساوئ الاخلاق (ط)، و اعتلال القلوب.
71) الشاشي الهيثم بن كليب ت335 له مسند الشاشي.
72) أبو سعيد بن الأعرابي أحمد بن محمد بن زياد بن بشر العنزي البصري والأعرابي نسبة للأعراب (البادية) ت340 له الزهد وصفة الزاهدين، ومعجم ابن الأعرابي، وطبقات النساك.
73) الجرجاني حمزة القرشي السهمي ت 345 من ذرية عبد الله بن هشام بن العاص بن وائل السهميله: تاريخ جرجان (ط)، ومسائل للدار قطني (ط).
¥(26/388)
74) ابن حبان البستي محمد بن حبان المضري التميمي (ت354) له صحيح ابن حبان (التقاسيم والأنواع)،ومعرفة المجروحين،وروضة العقلاء (ط)، والثقات (ط)، ومشاهير علماء الأمصار (ط).
75) الرامهرمزي (بفتح الراء والميم وضم الهاء والميم الثانية وفي آخرها زاي - هذه النسبة إلى رامهرمز وهي إحدى كور الأهواز من بلاد خوزستان)
أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد ت360 له المحدث الفاصل بين الراوي والواعي (ط)، والأمثال (ط).
76) الحكيم الترمذي محمد بن علي ت360 له: نوادر الأصول (ط)، الفروق.وغيرها
77) الطبراني سليمان بن أحمد اللخمي والطبراني بفتح الطاء والباء الموحدة والراء وبعد الألف نون - هذه النسبة إلى طبرية الشام وهي مدينة بالأردن واللَّخْمي " منسوب إلى لَخْم وهو مالك بن عديّ بن الحارث بن مُرَّة بن أُدَد بن زيد ابن يَشْجُب؛
. وقال ابن حبيب: سُمي لَخْما لأنه لُطِم واللَّخمة: اللطمة. (360) له: المعاجم الثلاثة (ط)،والزهد (ط)،والدعاء (ط).
78) ابن السني أبو بكر احمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط الدينوري مولى جعفر بن أبي طالب الهاشمي،راوي سنن النسائي ت364 له عمل اليوم والليلة،والطب النبوي، وفضائل الأعمال، واختصر سنن النسائي وسماه المجتبى على قول،والقول الآخر أن النسائي هو الذي اختصر السنن الكبرى.
79) ابن عدي عبدالله بن عدي الجرجاني المعروف بابن القطان الحافظ، أول ما كتب الحديث بجرجان.ت365 له:الكامل في الضعفاء.
80) أبو الشيخ الأصبهاني عبدالله بن محمد بن حيان ت369. له: من المصنفات: طبقات المحدثين، وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم،وثواب الأعمال الزكية، والأمثال،والعظمة.
81) الإسماعيلي أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل أبوبكر ت371 له من المصنفات: معجم شيوخ الإسماعيلي، والمسند، ومستخرج الإسماعيلي.
82) محمد بن إبراهيم بن يعقوب الكلاباذي البخاري، أبو بكر: من حفاظ الحديث. ت380 له: " بحر الفوائد -ط " ويعرف بمعاني الاخبار، جمع فيه 592 حديثا " و " التعرف لمذهب أهل التصوف - ط
83) الدار قطني علي بن عمر ت385 ولد بدار القطن (من أحياء بغداد) له:السنن، والعلل،وهو من جمع البرقاني تلميذه،والإلزامات والتتبع،والمؤتلف والمختلف، والأطراف،وأسئلة الحاكم للدار قطني،ومسائل السهمي،والسلمي،والبرقاني.
84) ابن شاهين عمر بن أحمد البغدادي ت385 له:الثقات،وفضائل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والفوائد، وفضائل شهر رمضان، والأفراد.
85) حمد بن سليمان الخطابي البستي يقال: أنه من نسل (زيد بن الخطاب) أخي (عمر بن بن لخطاب)،ت388 له: العزلة، ومعالم السنن شرح سنن أبي داود، والغريب، وشرح للبخاري (غير كامل).
86) أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن بن علي بن رستم البخاري الكلاباذي):ت سنة 398.وكلاباذ محلة في بخارى.
له من المصنفات: الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد (ط) الذين أخرج لهم الإمام (محمد بن إسماعيل البخاري) في جامعه
87) ابن مندة محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة الأصبهاني العبدي مولاهم ت395 له شروط الأئمة،وفتح الباب في الكنى والألقاب، والإيمان والتوحيد، وكتاب معرفة الصحابة.
88) ابن لال أبو بكر أحمد بن على بن أحمد بن لال الهمذانى، ت398، له سنن ابن لال، مكارم الأخلاق، والمتحابين في الله،وأحاديث أبي عمران الفراء، ومعجم الصحابة،ومعنى (لال) بالفارسية الأخرس.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[06 - 05 - 09, 12:08 م]ـ
القرن الخامس
89) الحليمي.الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الجرجاني الشافعي. ت 403 له (المنهاج - ط) في شعب الايمان، أكثر الحافظ البيهقي النقل عنه في كتاب (شعب الإيمان).
90) القابسي أبو الحسن علي بن محمد بن خلف الكهلاني المعافري القيرواني المالكي، وقيل المعافري نسبة لمدينة معافرين في الأندلس.
91) ت403 له:ملخص الموطأ (ط)، وتآليف عدة
92) الحاكم النيسابوري محمد بن عبد الله الضبي ت405 له المستدرك،ومعرفة علوم الحديث والمدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم، سؤالات الحاكم للدار قطني، وتاريخ نيسابور وهو من أعظم كتب التاريخ (مفقود) وسؤالات السجزي للحاكم.
¥(26/389)
93) السجزي مسعود بن علي النيسابوري ت409 له سؤالات مسعود السجزي للحاكم (ط)،والكتاب فيه فوائد حديثية كثيرة تدل على علو كعب الحاكم في علم الحديث.
94) عبد الغني بن علي بن سعيد بن بشر الأزدي المصري الحافظ ت 409 له المتوارين (ط)،والمؤتلف والمختلف.
قال ابن نقطة:. هو أول من صنف في علم المؤتلف والمختلف في أسماء الرواة وأنسابهم.
95) تمام الرازي تمام بن محمد بن عبدالله الرازي ت414 له:فوائد تمام الرازي.
96) أبو بكر أحمد بن علي بن محمد الأصبهاني المعروف: (بابن منجويه) ت 428 له من المصنفات: (رجال مسلم) (ط) والمستخرج.
97) أبو نعيم الأصبهاني أحمد بن عبدالله ت 430له:تاريخ أصبهان، وحلية الأولياء، والمستخرج على مسلم، ورياضة الأبدان،وهو من المكثرين من التأليف.
98) أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشْران بن محمد بن بشْران بن مهران البغدادي ت 430هـ).له الأمالي. (ط)
99) أبو عمرو الداني عثمان بن سعيد بن عثمان الأموي مولاهم الأندلسي. ت444.له: " التيسير - ط " في القراآت السبع، و " الاشارة - خ " قراآت، و " المقنع - ط " في رسم المصاحف ونقطها،
قلت:وله رسالة في علوم الحديث في الاتصال والانقطاع (ط) وهو من المكثرين من التصنيف في علوم القرآن خاصة ..
100) أبو نصر السَّجْزي, عبيد الله بن بن سعيد الوائلي البكري, أصله من سجستان، ونسبته إليها على غير قياس. والوائلي منسوب إلى قرية على ثلاثة فراسخ من سجستان يقال لها وائل وقيل من بكر بن وائل الربعية، ت 444 له الإبانة الكبرى،ورسالة الإمام أبي نصر السجزي إلى أهل زبيد، وقيل هي الأولي (الرد على من أنكر الحرف والصوت)
101) أبو يعلى الخليلي الخليل بن عبدالله بن أحمد القزويني ت446 له:كتاب الإرشاد في معرفة علوم الحديث (ط).
102) ابن بطال أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك البكري القرطبي ثم البلنسي المالكي ت449 له شرح على صحيح البخاري (ط) نقل عنه ابن حجر في الفتح في أكثر من ألف موضع!.
103) القضاعي محمد بن سلامة بن جعفر المصري ت 454 له مسند الشهاب وقيل إنه ليس من تصنيفه بل من تخريج بعض أصحابه له.
104) أبو محمد ابن حزم الظاهري علي بن أحمد بن حزم الأموي مولاهم الأندلسي ت456 له المحلى، والإحكام في أصول الأحكام، وطوق الحمامة،والأصول والفروع،وجمهرة أنساب العرب.كان يقال: لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان.
وله رسالة جميلة في الأخلاق وفن التعامل مع الآخرين بعنوان (مداواة النفوس ط) لاينبغي لطالب العلم تجاهلها.
105) البيهقي أحمد بن الحسين الخسروجردي الشافعي ت 458 له السنن الكبرى،وشعب الإيمان، ومعرفة السنن والآثار، ومناقب الشافعي، والأسماء والصفات، والخلافيات ,وهو مكثر من التصنيف.
106) الخطيب أحمد بن علي البغدادي 463له تاريخ بغداد، والكفاية،والسابق واللاحق،والجامع لأخلاق الراوي وأداب السامع،وتقييد العلم.
107) أبو عمر ابن عبد البر يوسف بن عبدالله الربعي النمري الأندلسي 463 له التمهيد،والاستذكار، وجامع بيان العلم وفضله، والاستيعاب في معرفة الأصحاب.
108) أبو القاسم بن مندة عبد الرحمن بن الإمام الحافظ محمد بن إسحاق بن مندة الحنبلي ت470 له الرد على من يقول (ألم) حرف، وكتاب في الكنى،والوفيات, وطبقات التابعين.
109) الباجي سليمان بن خلف التميمي الأندلسي المالكي ت474 له التعديل والتجريح لمن أخرج له البخاري في الصحيح، والمنتقى شرح الموطأ، وله عدة كتب في فقه المالكية.وله مساجلات علمية مع ابن حزم الظاهري.
110) ابن ماكولا علي بن هبة الله بن جعفر ت478 له الإكمال في رفع عارض الارتياب
.
111) الحميدي محمد بن فتوح الازدي الميورقي الأندلسي الظاهري. ت. 488. له: (جذوة المقتبس في ذكر ولاة الاندلس وأسماء رواة الحديث وأهل الفقه والادب وذوي النباهة والشعر - ط) و (الذهب المسبوك في وعظ الملوك - خ) و (و (الجمع بين الصحيحين - خ) في الحديث، و (تفسير غريب ما في الصحيحين -ط)
112).أبو علي الجياني حسين بن محمد بن أحمد الغساني ت497 له تقييد المهمل وتمييز المشكل (ط).
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[06 - 05 - 09, 12:11 م]ـ
القرن السادس
¥(26/390)
113) ابن القيسراني محمد بن طاهر الشيباني المقدسي الظاهري،والقيسراني نسبة لمدينة قيسارية في فلسطين ت507 له: الجمع بين رجال الصحيحين (كتاب الكلاباذي والأصبهاني) (ط)، وشروط الأئمة الستة،له اسم آخر (مذاهب الأئمة في تصحيح الحديث) (ط)، الأنساب المتفقة في الخط المتماثلة في النقط والضبط (ط)،وتذكرة الحفاظ (ط)، وأطراف أحاديث كتب المجروحين لابن حبان (ط)، منتخب المنثور في الحكايات والسؤالات (ط).
114) الديلمي شيرويه بن شهردار ت509 له مسند الفردوس ولابن حجر زهر الفردوس وهو اختصار لكتاب مسند الفردوس. وله كتاب آخر بعنوان تسديد القوس.
115) الحسين بن مسعود البغوي ت510 له مصابيح السنة (ط).،وشرح السنة (ط).و التفسير.
116) ابن مندة يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة الحنبلي ت511 له جزء فيه ذكر أبي القاسم الطبراني، وتاريخ أصبهان، وجزء في آخر الصحابة موتا، ومناقب الإمام أحمد، والأمالي.
117) البطليوسي عبد الله بن محمد بن السيد الأندلسي المالكي، أبو محمد: من العلماء باللغة والادب. ت 521.
من كتبه " الاقتضاب في شرح أدب الكتاب، لابن قتيبة - ط " و " المسائل والاجوبة - خ " و " الانصاف في التنبيه على الاسباب التي أوجبت الاختلاف بين المسلمين في آرائهم - ط " و " مشكلات الموطأ " (ط)
118) ابن عبادة أحمد بن طاهر بن علي بن عيسى الانصاري الخزرجي المالكي، أبو العباس: ت532 له: له (الايماء) إلى أطراف الموطأ (خ)، ضاهى به أطراف الصحيحين لابي مسعود الدمشقي، ومجموع في (رجال مسلم ابن الحجاج).
119) قوام السنة إسماعيل محمد الطليحي التيمي الأصبهاني ت535 له الترغيب والترهيب (ط)، والحجة في بيان المحجة (ط)،ودلائل النبوة. (ط)
120) محمد بن عبد الباقي الأنصاري الخزرجي النصري الحنبلي قاضي المارستان ت535 له المشيخة (ط) الكبرى،والأحاديث الصحاح.
121) رزين بن معاوية بن عمار العبدري السرقسطي الاندلسي، أبو الحسن:
ت535 له: التجريد للصحاح الستة)
قال الكتاني: (الجمع بين الأصول الستة) أي: الصحاح الثلاثة التي هي (للبخاري) و (مسلم) و (الموطأ) و (السنن) الثلاثة وهي: (سنن أبي داود) و (الترمذي) و (النسائي) (لأبي الحسن رزين) بوزن أمير. وللمعلمي تعليق على الكتاب راجعه.
122) المازري محمد بن علي بن عمر التميمي المالكي ومازر مدينة في جزيرة صقلية ت536 له المعلم بفوائد صحيح مسلم (ط).
123)
ابن عطية) عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن عطية المحاربي، من محارب قيس، الغرناطي، أبو محمد: مفسر فقيه، أندلسي، من أهل غرناطة. ت 542)
له: (المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز -ط) في عشر مجلدات، و (برنامج - خ) في خزانة الرباط (المجموع 1301 ك) في ذكر مروياته وأسماء شيوخه.
124) الجورقاني الحسين بن إبراهيم بن الحسين أبو عبد الله الهمذاني الجورقاني: بضم الجيم وسكون الواو والراء وفتح القاف وفي آخرها النون. نسبته إلى الجورقان (وهم قبيل كبير من الاكراد، بين العراق وهمذان) كما قال ابن الأثير في اللباب وقال ابن نقطة: وجورقان قرية من نواحي همذان. ت543.له تصانيف، منها:كتاب (الموضوعات من الاحاديث المرفوعات) ويسمى الأباطيل ط) وقيل إن ابن الجوزي إنما أخذ الموضوعات من كتاب الجورقاني كما نقل ابن نقطة في (التكملة) وقال الذهبي:على كتابه بنى أبو الفرج بن الجوزي كتاب " الموضوعات " له.
125) ابن العربي محمد بن عبدالله بن محمد الكهلاني المعافري الأندلسي المالكي ت543له القبس شرح موطأ مالك بن أنس (ط)، وعارضة الأحوذي في شرح الترمذي (ط)، والعواصم من القواصم (ط)، وأحكام القرآن (ط).
126) القاضي عياض بن موسى الحميري اليحصبي الأندلسي (واليحصبي: بالفتح وسكون الحاء وكسر الصاد المهملتين وموحدة إلى يحصب قبيلة من حمير) ت544 له مشارق الأنوارعلى صحاح الأخبار (شرح للمشكل من الكتب الثلاثة، البخاري ومسلم ومالك)،وهذا الكتاب من الكتب الذي لقي عناية فائقة عند المالكية فمن مختصر وشارح وناظم. وإكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم كمل به كتاب المعلم للمازري، والشفاء، والإلماع في أصول الرواية والسماع، ترتيب المدارك وتقريب المسالك في معرفة أعلام مذهب الامام مالك - ط " وهذا الكتاب عمدة المالكية في التراجم.
127) أبو سعد السمعاني عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني المروزي، ت 562 له الأنساب، وأدب الإملاء والاستملاء.
128) ابن عساكر علي بن الحسن الدمشقي ت571 له تاريخ دمشق،تبيين كذب المفتري، وكشف المغطى في فضل الموطأ.
129) أبوطاهرالسِّلفي أحمد بن محمد الأصبهاني ت576 له معجم السفر (ط)، والوجيز في ذكر المجاز والمجيز (ط)،ومسائل السلفي لخميس الحوزي، والذهلي،والساجي، والبرداني، والنرسي. (ط).، والمشيخة البغدادية (ط)
130) أبو موسى المديني محمد بن عمر الأصبهاني الشافعي ت581 له المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث وهو مطبوع،وخصائص المسند، (ط) والشرح المكمل في نسب الحسن المهمل (ط)
131) الأشبيلي عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي الأندلسي يعرف بابن الخراط ت581 له الأحكام الكبرى، والوسطى،ومختصر كتاب الرشاطي في الأنساب المسمى (اقتباس الأنوار والتماس الأزهار في أنساب رواة الآثار)، وكتاب العاقبة وهو من المكثرين في التصنيف.
132) الميانشي عمر بن عبد المجيد ت581 له: مالا يسع المحدث جهله.
133) الحازمي محمد بن موسى بن عثمان ابن حازم، أبو بكر، زين الدين، المعروف بالحازمى: أصله من همذان، ووفاته ببغداد. ت 584
له كتاب (ما اتفق لفظه واختلف مسماه في الاماكن والبلدان المشتبهة في الخط، (ط) و (الفيصل) في مشتبه النسبة، و (الاعتبار في بيان الناسخ والمنسوخ من الاثار - ط) في الحديث، و (عجالة المبتدي وفضالة المنتهي - ط) في النسب، علقه وفهرس له عبد الله كنون، و (شروط الائمة الخمسة - ط) في مصطلح الحديث، وغير ذلك
134) أبو الفرج ابن الجوزي عبد الرحمن بن علي القرشي البكري ت597 له غريب الحديث، والموضوعات،وتلبيس إبليس، وصيد الخاطر، والحث على حفظ العلم والعلل المتناهية،وهو من المكثرين من التصنيف.
¥(26/391)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[06 - 05 - 09, 12:14 م]ـ
القرن السابع 135)
التوربشتي فضل الله بن الحسين ت600 وقيل (661) له الميسر في شرح مصابيح السنة للبغوي - ط"
، سلك فيه مسلك الحديث لا الفقه.
136) ابن الأثير الجزري المبارك بن محمد ت606 له كتاب النهاية في غريب الحديث وهو من أحسن كتب الغريب وأشهرها، و " جامع الاصول في أحاديث الرسول - ط " عشرة أجزاء، جمع فيه بين الكتب الستة، و " الشافي في شرح مسند الشافعي - ط في الحديث، و " المختار في مناقب الاخيار - خ "
137) ابن التين عبد الواحد بن التين، أبو محمد، الصفاقسي، المغربي، المالكي. ت611هـ) له: " المخبر الفصيح في شرح البخاري الصحيح ". (خ) ولم يذكره الزركلي في (الأعلام)
138) عفيف الدين أبو الفرج محمد بن عبد الرحمن المقرئ ت618 له الأربعين في الجهاد والمجاهدين.
139) القزويني عبد الكريم الرافعي ت 623 له:التدوين في تاريخ قزوين.
140) ضياء الدين أبي حفص عمر بن بدر بن سعيد الموصلي الحنفي المتوفى: سنة 623 له: كتاب المغني عن الحفظ والكتاب بقولهم لم يصح شيء في هذا الباب (ط)
141) ابن نقطة محمد بن عبد الغني البغدادي الحنبلي ت629. له التقييد لمعرفة الرواة والأسانيد، وتكملة إكمال ابن ماكولا.
وهو القائل: ولا شبهة عند كل لبيب أن المتأخرين من أصحاب الحديث عيال على أبي بكر الخطيب. تكملة الإكمال ج1/ص103
142) ابن القطان أبو الحسن علي بن محمد ت628 له كتاب بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام.
143) أبو الحسن علي بن محمد عبد الكريم الشيباني الجزري الموصلي المعروف: بابن الأثير الجزري، (وهو غير المبارك بن محمد صاحب النهاية وجامع الأصول).ت 630هـ له اللباب في تهذيب الأنساب (ط) اختصره السيوطي في (لب اللباب)
.واختصر ابن الأثير كتاب الأنساب لأبي سعد السمعاني وزاد عليه أشياء أهملها ونبه على أغلاط واستدرك عليه فيه في مواضع.من تصانيفه " الكامل - ط " اثنا عشر مجلدا، مرتب على السنين، بلغ فيه عام 629 ه، أكثر من جاء بعده من المؤرخين عيال على كتابه هذا، و " اللباب - ط " اختصر به أنساب السمعاني وزاد فيه، و " تاريخ الدولة الاتابكية - ط " و " الجامع الكبير - ط " في البلاغة،
وكتاب (أسد الغابة) جمعه من أربعة كتب وهي لابن منده، وأبي نعيم، وابن عبد البر، وأبي موسى المديني.
قال ابن الأثير: وعلمت على الاسم علامة ابن منده صورة " د " وعلامة أبي نعيم صورة " ع "، وعلامة ابن عبد البر صورة " ب " وعلامة أبي موسى صورة " س "
وأما ترتيبه ووضعه فإنني جعلته على حروف أ، ب، ت، ث، ولزمت في الاسم الحرف الأول والثاني الثالث وكذلك إلى آخر الاسم، وكذلك أيضاً في اسم الأب والجد ومن بعدهما والقبائل أيضاً.
144) ابن دحية الكلبي: أبو الخطاب عمر بن الحسن بن علي الكلبي الاندلسي المصري ت سنة 633، يقال إنه من عقب دحية الكلبي رضي الله عنه. ودحية بكسر الدال المهملة وفتحها وسكون الحاء المهملة وبعدها ياء مثناة من تحتها وهو دحية الكلبي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
له من المصنفات: " المطرب من أشعار أهل المغرب - ط " والآيات البينات - خ " و " نهاية السول في خصائص الرسول - خ " و " النبراس في تاريخ خلفاء بني العباس - ط " و " التنوير في مولد السراج المنير " (وهذا الكتاب أحال عليه ابن كثير وابن حجر في الفتح) و " تنبيه البصائر - خ " في أسماء الخمر، و " علم النصر المبين في المفاضلة بين أهل صفين - خ ومن كتبه: (العلم المشهور في فضائل الأيام والشهور) أحال عليه ابن تيمية وابن حجر.
145) محمد بن محمود ابن الحسن بن هبة الله بن محاسن المعروف بابن النجار البغدادي الشافعي ت سنة 643 له ذيل تاريخ بغداد (ط) جمع بين (ذيل تاريخ بغداد) لابي سعد عبد الكريم بن السمعاني المتوفى سنة 562 ه وبين (ذيل تاريخ بغداد) لابي عبد الله محمد بن سعيد ابن الدبيثي المتوفى سنة 637 ه. (الدرة الثمينة في أخبار المدينة - ط) وهو من المكثرين من التصنيف.
146) ضياء الدين المقدسي محمد بن عبد الواحد الحنبلي ت643له كتاب الأحاديث المختارة، وفضائل الأعمال،وكتاب الأمراض والكفارات.
147) ابن الصلاح عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري الكردي الدمشقي الشافعي ت643
¥(26/392)
قال السيوطي عن كتاب ابن الصلاح: (فصار على كتابه المعول، وإليه يرجع كل مختصر ومطول)
له مقدمة ابن الصلاح المشهورة في المصطلح (معرفة أنواع علم الحديث) (ط)،وصيانة صحيح مسلم (ط).، وفتاوى ابن الصلاح (ط).طبقات الشافعية (ط)
148) الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر العدوي العمري الصغاني ويقال: (الصاغاني) بألف بعد الصاد نسبة إلى صاغان قرية بمرو ويقال لها: جاغان فعرب الحنفي اللغوي حامل لواء اللغة في زمانه المتوفى: ببغداد 650 له: در السحابة في مواضع وفيات الصحابة - ط) رسالة، و (فعال - ط) ورسالة في الوضع.ومشارق الانوار النبوية من صحاح الاخبار المصطفوية – جمع فيه الأحاديث الصحاح.،وكتاب الصغاني من أكثر الكتب شهرة وخدمة،وتتابع العلماء على الاعتناء به من شارح ومختصر ومفهرس،انظر شرح ابن ملك عليه: مبارق الازهار في شرح مشارق الانوار (ط)،والفيروز أبادي الشيرازي المتوفى: سنة 871، له (: شوارق الأسرار العلية في شرح مشارق الأنوار النبوية)
149) ابن تيمية (الجد) عبد السلام بن عبد الله النميري الحراني الدمشقي الحنبلي، أبو البركات، مجد الدين ت652 له:" المنتقى في أحاديث الاحكام - ط " و " المحرر - ط" في الفقه.
150) المنذري عبد العظيم بن عبد القوي المصري ت656 له الترغيب والترهيب،ومختصر صحيح مسلم، والتكملة لوفيات النقلة.
151) القرطبي أحمد بن عمر الأنصاري الأندلسي المالكي ت656 له المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم.
152) القرطبي محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الانصاري الخزرجي الاندلسي ت- 671 من أهل قرطبة. وهو غير القرطبي السابق.
رحل إلى الشرق واستقر بمنية ابن خصيب (في شمالي أسيوط، بمصر) وتوفي فيها. له من الكتب:" الجامع لاحكام القرآن - ط " يعرف بتفسير القرطبي، و " التذكار في أفضل الاذكار - ط " و " التذكرة بأحوال الموتى وأحوال الآخرة - ط"
153) النووي يحيى بن شرف الحوراني الدمشقي يلقب ب (محي الدين) والنووي نسبة إلى قرية (نوى) وهي في الجولان ت676 له من المصنفات: شرح مسلم المسمى بالمنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج،والمجموع شرح المهذب،ورياض الصالحين وهو من أحسن كتب الترغيب والترهيب، وتهذيب الأسماء واللغات،وروضة الطالبين، والتقريب والتيسير لمعرفة سنن الشير النذير، وهو من المكثرين من التأليف رحمه الله.
154) ناصر الدين: أحمد بن محمد بن المنير (بالتثقيل) الجذامي الاسكندراني المالكي ت: سنة 683،.له:الاقتفا في فضائل المصطفى - عليه الصلاة والسلام، المتواري على تراجم البخاري (ط)
قال:عز الدين بن عبد السلام:ديار مصر تفتخر برجلين فِي طرفيها ابن المنير بالإسكندرية وابن دقيق العبد بقوص.
155) محب الدين الطبري أحمد بن عبدالله بن محمد المكي الشافعي ت694 له من المصنفات:ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، والرياض النضرة في فضائل العشرة، والقرى لقاصد أم القرى، وغيرها من الكتب وهو من المكثرين من التأليف.
156) ابن فرح أحمد بن فرح (بسكون الراء) بن أحمد بن محمد بن فرح اللخمي الاشبيلي، الشافعي ت 699. له من المصنفات: منظومة في ألقاب الحديث تسمى (القصيدة الغرامية) لقوله في أولها: (غرامي صحيح والرجا فيك معضل) وقد شرحها كثيرون.
وله (شرح على الاربعين حديثا النووية - خ) و (مختصر خلافيات البيهقي - خ) في الخلاف بين الحنفية والشافعية، في شستربتي
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[06 - 05 - 09, 12:19 م]ـ
] القرن الثامن 158) [/ color]
ابن دقيق العيد محمد بن علي القشيري الثبجي ت702 له الإلمام في أحاديث الأحكام، وإحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام، والاقتراح في معرفة الاصطلاح.
159) الدمياطي شرف الدين أبو محمد عبد المؤمن بن خلف بن ابي الحسن بن شرف بن الخضر بن موسى الدمياطي ت705 له مصنفات نفيسة: منها السيرة النبوية في مجلد، وكتاب في الصلاة الوسطى، وكتاب الخيل (ط)، والمتجر الرابح (ط)
160) ابن رشيد الفهري محمد بن عمر بن محمد ابن رشيد الفهري ت721 له:كتاب السنن الأبين والمورد الأمعن في المحاكمة بين الإمامين في السند المعنعن، ترجمان التراجم على أبواب البخاري (ط) والرحلة المشهورة
¥(26/393)
161) المظهري الحسين بن محمود بن الحسن، مظهر الدين الزيداني نسبته إلى صحراء زيدان بالكوفة. ت727 له كتب:، منها (المفاتيح في شرح المصابيح للبغوي - خ) في التيمورية وقونية ومكتبات أخرى. أتم تأليفه سنة 720 مجلدان، ينقل عنه ابن حجر كثيرا في فتح الباري
و (معرفة أنواع الحديث - خ) في دار الكتب (230 مجاميع طلعت) رسالة مستخرجة من مقدمة كتابه السابق، و (فوائد في أصول الحديث - خ) ضمن مجموعة في دار الكتب (328 مجاميع و
162) شيخ الإسلام ابن تيمية أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحراني الدمشقي الحنبلي، أبو العباس، تقي الدين ابن تيمية ت728 له:مجموع الفتاوى،واقتضاء الصراط المستقيم ومنهاج السنة،والإيمان، والاستقامة، والنبوات، والجواب الصحيح، والعقود، وكتاب الصيام شرح عمدة الفقه، وغيرها من الكتب،وهو من المكثرين من التصنيف رحمه الله.
قال الشوكاني:لا أعلم بعد ابن حزم مثله وما أظنه سمح الزمان ما بين عصر الرجلين بمن شابههما أو يقاربهما. البدر الطالع ج1/ص64
163) إبراهيم بن عمر الربعي الجعبري الشافعي ت732
له رسوخ الأخبار في منسوخ الأخبار (ط)، وعوالي مشيخة الجعبري، والهبات الهنيات في المصنفات الجعبريات في الحديث، وهو من المكثرين من التأليف.
164) ابن جماعة محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الشافعي، بدر الدين ت،733،له تصانيف، منها: " المنهل الروي في الحديث النبوي - ط"
165) ابن سيد الناس محمد بن محمد بن محمد اليعمري الكناني الأندلسي المصري الشافعي ت734 له النفح الشذي في شرح جامع الترمذي (ناقص) (ط)، وعيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير (ط).
166) علم الدين البرزالي القاسم بن محمد بن يوسف بن محمد ابن أبي يداس البرزالي الاشبيلي ثم الدمشقي، أبو محمد، علم الدين: ونسبته إلى " برزالة " من بطون البربر
ت 739 ه وألف كتابا في " التاريخ - خ " جعله صلة لتاريخ أبي شامة، وبلغ به إلى سنة 738 ه. ورتب أسماء من سمع منهم، ومن أجازوه في رحلاته، وهم نحو ثلاثة آلاف، وجمع تراجمهم في كتابين " مطول " و " مختصر - خ " وله " الوفيات - خ " و " الشروط - خ " و " مختصر المئة السابعة - خ " و " العوالي المسندة - خ "
167) ابن جزي أبو القاسم محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن يحيى ابن جزي الكلبي الغرناطي الأندلسي المالكي المتوفى شهيداً سنة 741،.
له من التصانيف في السنة وعلومها: وسيلة المسلم في تهذيب صحيح مسلم، والأنوار السنية في الألفاظ السنية من الأحاديث النبوية، وهي التي شرح الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الملك القيسي بشرح سماه " مناهج الأخبار في تفسير احاديث كتاب الأنوار " ثم الإمام القلصادي،، وكتاب الدعوات والأذكار المخرجة من صحيح الأخبار.
168) المزي يوسف بن عبد الرحمن القضاعي الدمشقي الشافعي ت742 له تهذيب الكمال،وتحفة الأشراف بمعرفة الأطراف.
169) الطيبي - الحسين بن محمد بن عبد الله، شرف الدين الطيبي: من أهل توريز، من عراق العجم. ت743 له: (التبيان في المعاني والبيان - خ) في شستربتي (4606) وعارف حكمت (10 بلاغة) و (الخلاصة في معرفة الحديث -ط) و (شرح الكشاف - خ) أربعة مجلدات ضخمة، في التفسير، سماه (فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب - خ) في الخزانة الازهرية، ومنه مجلد في الرباط (175 كتاني) كتب في حياة المؤلف و (شرح مشكاة المصابيح (ط)) في الحديث
قلت: ونقل عنه ابن حجر في أكثر من مئتي موضع في الفتح.
170) محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن قدامة المقدسي الحنبلي 171) ت744 له المحرر في الحديث، تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق،طبقات المحدثين،والصارم المنكي في الرد على السبكي.
172) الخلخالي المظفري محمد بن مظفر الخطيبى، شمس الدين ت نحو 745 من كتبه (شرح المصابيح - خ)، وهو شرح لمصابيح السنة للبغوي، سماه (المفاتيح في حل المصابيح) منه مخطوطة فيمغنيسا (الرقم 7859) q في مجلد مخروم الاخر.
وفى مقدمته قبل ذكر الخلخالي: الشاهرودي.
وأخرى في دار الكتب (1: 150) وهو فيه (الطيبى) مكان (الخطيبى)؟ والكتاب ينقل عنه ابن حجر في الفتح
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[06 - 05 - 09, 12:24 م]ـ
.
¥(26/394)
173) الذهبي محمد بن أحمد بن عثمان التركماني. ت748 له: سير أعلام النبلاء (ط)،والميزان (ط)، وتاريخ الإسلام (ط) وتذكرة الحفاظ (ط)، والكاشف (ط)،والمغني في الضعفاء (ط)، والإعلام بوفيات الأعلام (ط). وهو من المكثرين من التصنيف.
قال الشوكاني: وجميع مصنفاته مقبولة مرغوب فيها رحل الناس لأجلها وأخذوها عنه وتداولوها وقرأوها وكتبوها في حياته وطارت في جميع بقاع الأرض وله فيها تعبيرات رائقة وألفاظ رشيقة غالبا لم يسلك مسلكه فيها أهل عصره ولا من قبلهم ولا من بعدهم وبالجملة فالناس في التاريخ من أهل عصره فمن بعدهم عيال عليه ولم يجمع أحد في هذا الفن كجمعه ولا حرره كتحريره.
174) التبريزي ولي الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب العمري الشافعي الشهير بخطيب الفخرية المتوفى سنة 749، وقيل غير ذلك له من التأليف: أسماء رجال الحديث من المشكاة. غرة التأويل في التفسير .. مشكاة المصابيح (ط) اعني مصابيح السنة للبغوي فرغ منها سنة 737.وهي من الكتب التي يعول عليها اهل السنة في بلاد الهند. قلت: المشْكَاة الْكُوَّة وَالْكُوَّة بِضَمِّ الْكَاف وَبِفَتْحِهَا وَتَشْدِيد الْوَاو وَهِيَ الطَّاقَة لِلضَّوْءِ.
175) ابن التركماني علاء الدين أحمد بن عثمان المارديني الحنفي ت750 له: الكفاية في معرفة أحاديث الهداية، والجوهر النقي في الرد على البيهقي.
176) ابن قيم الجوزية محمد بن أبي بكرالزرعي الدمشقي الحنبلي ت751 له تهذيب مختصر سنن أبي داود،والفروسية، وزاد المعاد، وجلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام،والمنار المنيف في الصحيح والضعيف،وحادي الأرواح، ومفتاح دار السعادة. وهو من المكثرين من التصنيف.
177) الزيلعي عبدالله بن يوسف الحنفي ت762 له نصب الراية لأحاديث الهداية للمرغيناني (ت593) واختصره ابن حجر في الدراية،وتخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف واسمه الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف.
178) العلائي صلاح الدين خليل بن كيكلدي بن عبد الله الدمشقي الشافعي ت761 له: كتاب جامع التحصيل لأحكام المراسيل، وكتاب تحقيق منيف الرتبة لمن ثبت له شريف الصحبة،وكتاب تيسير حصول السعادة في تقرير شمول الإرادة،وكتاب تلقيح الفهوم في تنقيح صيغ العموم،وكتاب شفاء المسترشدين في حكم اختلاف المجتهدين، وكتاب تفصيل الإكمال في تعارض بعض الأقوال والأفعال، وكتاب تحقيق الكلام في نية الصيام.، ونظم الفرائد في فوائد حديث أم زرع. وهو من المكثرين من التأليف.
179) علاء الدين مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري الحنفي ت762 وقليج هو السيف بلغة الترك.
له من الكتب: شرح البخاري و شرح سنن ابن ماجه، سماه (الاعلام بسنته عليه السلام) و (إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال - أجزاء منه، و (جمع أوهام التهذيب) و (الزهر الباسم في سيرة أبى القاسم) و (ذيل على المؤتلف والمختلف لابن نقطة) و (الاشارة - في السيرة النبوية، اختصر به الزهر الباسم وأضاف إليه سيرة بعض الخلفاء، و (الواضح المبين في من استشهد من المحبين - خ
180) الحسيني محمد بن علي بن الحسن بن حمزة الحسيني الدمشقي، شمس الدين، أبو المحاسن ت765:له من المصنفات: (عبر الاعصار وخبر الامصار) بلغ فيه شعبان سنة 765 (قبيل وفاته) و (الكشاف في معرفة الاطراف - خ) في الحديث، و (ذيل تذكرة الحفاظ للذهبي - ط) و (ذيل العبر للذهبي - خ) و (التذكرة في رجال العشرة - خ) و (العرف الذكي في النسب الزكي) و (معجم شيوخه) و (تعليق على الميزان) بين فيه كثيرا من الاوهام واستدرك عليه عدة أسماء، و (الالمام بآداب دخول الحمام - خ) رسالة، و (الاكمال - خ) في ذكر من له رواية في مسند الامام أحمد بن حنبل.
181). السبكي عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي الأنصاري الشافعي ت771
سبته إلى سبك (من أعمال المنوفية بمصر)
من تصانيفه " طبقات الشافعية الكبرى - ط " ستة أجزاء، و " معيد النعم ومبيد النقم - ط " و " جمع الجوامع - ط "
182) ابن كثير الدمشقي إسماعيل بن عمر البصروي ت774 له التفسير وجامع المسانيد والأحكام الكبرى والبداية والنهاية واختصار علوم الحديث، وتخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب،طبقات الشافعية.
183) الكرماني محمد بن يوسف الشافعي ت786 له:الكواكب الدراري شرح صحيح البخاري (ط)
184) (الزركشي) محمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي، المصري الشافعي ت794 له من التصانيف: (الاجابة لايراد ما استدركته عائشة على الصحابة - ط) و (لقطة العجلان - ط) و (البحر المحيط –ط) ثلاث مجلدات في أصول الفقه، و (إعلام الساجد بأحكام المساجد - ط) والتنقيح لألفاظ الجامع الصحيح (خ) (الديباج في توضيح المنهاج - خ) فقه،
185) ابن رجب الحنبلي عبد الرحمن بن أحمد بن رجب السلامي البغدادي الحنبلي يكنى بأبي الفرج ت795 له فتح الباري في شرح البخاري، وجامع العلوم والحكم، في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم،وشرح علل الترمذي، وذيل على طبقات الحنابلة.وهو من المكثرين من التصنيف.
186) ابن ملك عبد اللطيف بن عبد العزيز بن أمين الدين بن فرشتا الكرماني الحنفي: له " مبارق الازهار في شرح مشارق الانوار - ط " في الحديث، و " شرح تحفة الملوك - خ " لمحمد ابن أبي بكر الرازي، فقه، و " شرح مجمع البحرين لابن الساعاتي - خ " فقه
انتهى الجزء الأول من الروض الوريف في أشهر المصنفين في علم الحديث الشريف.
: كتبه / ناجي بن تركي الهجاري.
¥(26/395)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[06 - 05 - 09, 12:43 م]ـ
وهناك عدة كتب ذكرت أنها مخطوطة وقد طبعت مؤخرا من ذلك: كتاب الزركشي،وغيرها من الكتب سوف أبين في آخر البحث.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[06 - 05 - 09, 12:44 م]ـ
راجع هذا الرابط: http://www.alhijariyah.com/vb/showthread.php?p=1065&posted=1#post1065
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[06 - 05 - 09, 01:32 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا العمل المبارك ان شاء الله
فتح الله عليك، ذكرت:
53) الحكيم الترمذي محمد بن على بن حسن بن بشير المؤذن ت295على خلا ف في ذلك له نوادر الأصول في معرفة أخبار الرسول، والفروق،ومشى ابن القيم في كتابه الروح على طريقته.
ثم ذكرته مرة أخرى في القرن الرابع
76) الحكيم الترمذي محمد بن علي ت360 له: نوادر الأصول (ط)، الفروق.وغيرها
هل هناك خطأ؟
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[06 - 05 - 09, 06:35 م]ـ
أحسنت أخي الكريم على هذا التنبيه وهو خطأ غير مقصود مع العلم أن هناك اضطراب في وفاة الحكيم الترمذي فقيل (255) وقيل (285) وقيل (322)
قال السبكي:ومن تصانيف الترمذى كتاب الفروق لا بأس به بل ليس فى بابه مثله يفرق فيه بين المداراة والمداهنة والمحاجة والمجادلة والمناظرة والمغالبة والانتصار والانتقام وهلم جرا من أمور متقاربة المعنى. وهناك كلام كثير في ترجمة الحكيم الترمذي وقد طبع مؤخرا كتاب نوادر الأصول
الطبعة المسندة.
وللتنبيه فقد ذكرت عدة كتب أنها مخطوطة سهوا من ذلك كتاب مغاني الأخيارللعيني، والتذكرة والإكمال للحسيني وغيرها من الكتب وهي قليلة جدا سوف نستدرك ذلك في النسخة المقبلة
وفيها زيادات كثيرةوتلافي بعض الأخطاء الناتجة عن كثرة الأسماء والكتب
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[27 - 05 - 09, 06:07 م]ـ
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[27 - 05 - 09, 06:14 م]ـ
[ center][size="5"]
القرن التاسع
187) الأبناس: برهان الدين إبراهيم بن موسى بن أيوب الشهير بالأبناسي المقري الشافعي ت سنة 802. له من التصانيف: الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح (ط). شرح الألفية لابن مالك في النحو. ملخص الرساج المنير في مناقب أبي عباس البصير.
188) ابن زريق) * محمد بن عبد الرحمن بن محمد العمري الخطابي المقدسي الصالحي الحنبلي ت803.قال ابن حجر: لم أر في دمشق من يستحق لقب الحافظ غيره.
رتب (المعجم الاوسط للطبراني) على الابواب، وكذا (صحيح ابن حبان) وله رسالة في (من تكلم فيه الدارقطني - خ) في 12 ورقة بالظاهرية
189) ابن الملقن سراج الدين عمر بن علي الأنصاري المصري الشافعي ت804 له البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير للرافعي،واختصره في خلاصة البدر المنير،واختصره ابن حجر في التلخيص الحبير،والمقنع في علوم الحديث، وتخريج أحاديث المنهاج للبيضاوي واسمه تحفة المحتاج.
190) البلقيني عمر بن رسلان الكناني الشافعي.
وبلقين بضم الموحدة وسكون اللام والباء وكسر القاف قرية بمصر. ت 805 له:محاسن الإصطلاح، و شرح على البخاري والترمذي.
191) العراقي عبد الرحيم بن الحسين الكردي ت806 له:كتاب المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في إحياء علوم الدين من الأخبار،والتقييد والإيضاح،وتكملة شرح الترمذي، وتقريب الأسانيد وشرحه طرح التثريب،والأربعون العشارية، والتبصرة والتذكرة، ومحجة القرب إلى محبة العرب.وهو صاحب فكرة جمع الزوائد.
192) الهيثمي علي بن أبي بكر المصري له ت807 أشهر المصنفين في الزوائد له عدة كتب في الزوائد منها:موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان، وبغية الباحث عن زوائد مسند الحارث، وكشف الأستار عن زوائد البزار، والمقصد العلي في زوائد مسند أبي يعلى الموصلي،وغاية المقصد في زوائد المسند، ومجمع البحرين في زوائد المعجمين الصغير والأوسط، ومجمع الزوائد ومنبع الفوائد. (جمع فيه زوائد ستة كتب وهي:1 - مسند أحمد 2 - مسند البزار 3 - مسند أبي يعلى 4 - معجم الطبراني الكبير 5 - معجم الطبراني الأوسط 6 - معجم الطبراني الصغير.)
193) أبو زرعة العراقي أحمد بن عبد الرحيم ت826 له شرح تقريب الأسانيد تكملة لشرح والده العراقي (ط)
¥(26/396)
والبيان والتوضيح لمن أخرج له فى الصحيح وقد مس بضرب من التجريح (ط) المستجاد فى مبهمات المتن والاسناد (ط) تحفة التحصيل فى ذكر رواة المراسيل (ط) أخبار المدلسين (ط) الذيل على الكاشف للذهبى وأضاف اليه رجال مسند أحمد (ط).وغيرها من الكتب.
194) محمد بن خليفة الأبي ت827 له إكمال إكمال المعلم بفوائد صحيح مسلم (ط)
195) التقي الفاسي محمد بن أحمد بن على الحسني المكى المالكى شيخ الحرم ت832 له العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين في أربع مجلدات، والذيل على سير النبلاء للذهبى، والذيل على التقييد لابن نقطة، واختصر حياة الحيوان للدميرى،خرج الأربعين المتباينات لنفسه.
196) ابن الجزري محمد بن محمد العمري الدمشقي الشافعي، أبو الخير، شمس الدين، الشهير بابن الجزري: شيخ الاقراء في زمانه. نسبته إلى (جزيرة ابن عمر).ت 833 له من المصنفات: (النشر في القراآت العشر - ط) جزآن، و (غاية النهاية في طبقات القراء - ط) مجلدان، اختصره من كتاب آخر له اسمه (نهاية الدرايات في أسماء رجال القراآت)، و (التمهيد في علم التجويد - ط) و (ملخص تاريخ الاسلام)
و (أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب) و (الهداية في علم الرواية -ط) في المصطلح، و (المصعد الاحمد في ختم مسند الامام أحمد - ط) في الحديث.
197) ابن الوزير اليماني محمد بن إبراهيم بن علي الرسي الحسني الهاشمي ت840 له العواصم والقواصم، ومختصره الروض الباسم،وكتاب تنقيح الأنظار في علوم الآثار، وشرحه الأمير الصنعاني في كتاب (توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار) وإيثار الحق على الخلق.
قال الشوكاني:ولو قلت إن اليمن لم ينجب مثله لم أبعد عن الصواب.
198) البوصيري أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل الكناني المصري. وبوصير قرية من قرى مصر،وأغلب العلماء المصريين ينتسبون للمدن والقرى ت840 له:مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه على الخمسة،وزوائد السنن الكبرى للبيهقي، زوائد نوادر الأصول للحكيم الترمذي
و إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة
وهي (1 - لأبي داود (الطيالسي) ,2 - ومسدد, 3 - و الحميدي, 4 - وابن أبي عمر, 5 - وإسحاق بن راهويه,6 - وأبي بكر بن أبي شيبة,7 - وأحمد بن منيع,8 - وعبد بن حميد, 9 - والحارث بن أبي أسامة,10 - لأبي يعلى الموصلي.)
199) سبط ابن العجمي إبراهيم بن محمد الطرابلسي ت841 له التبيين لأسماء المدلسين، والاغتباط بمن رمي بالاختلاط،والكشف الحثيث عمن رمي بالوضع في الحديث.
200) ابن ناصر الدين محمد بن عبدالله بن ناصر الدين الدمشقي ت842 له التوضيح في المشتبه، والإعلام بما وقع في مشتبه الذهبي من الأوهام، ورفع الملام عمن خفف والد شيخ البخاري محمد بن سلام.
201) ابن أرسلان (بن رسلان) أحمد بن حسين الرملي الشافعي يعرف ابن رسلان ت844 له شرح سنن أبي داود (مشهور)، وشرح للبخاري.
202) المقريزي أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، المصري نسبته إلى حارة المقارزة (من حارات بعلبك في أيامه)
من تآليفه كتاب (المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار) ط
(السلوك في معرفة دول الملوك - ط) (تاريخ الاقباط - ط) و (البيان والاعراب عما في أرض مصر من الاعراب - ط) رسالة، و (التنازع والتخاصم في ما بين بني أمية وبني هاشم - ط) و (تاريخ الحبش - ط) و (شذور العقود في ذكر النقود - ط) رسالة، و (تجريد التوحيد المفيد - ط) و (نحل عبر النحل - ط) و (إمتاع الاسماع بما للرسول من الابناء والاموال والحفدة والمتاع -ط و (اتعاظ الحنفاء في أخبار
الائمة الفاطميين والخلفاء - ط) ورسالة في (الاوزان والاكيال - ط) و (درر العقود الفريدة - ط) في تراجم معاصريه، و (الالمام بأخبار من بأرض الحبشة من ملوك الاسلام - ط) و (الطرفة الغريبة في أخبار حضرموت العجيبة - ط) و (مختصر الكامل، لعبد الله بن عدي) ط
قلت:وهو من المكثرين من التصنيف.
203) ابن حجر العسقلاني أحمد بن علي الكناني المصري الشافعي ت852 قال السيوطي (صنف التصانيف التي عم النفع بها كشرح البخاري الذي لم يصنف أحد في الأولين ولا في الآخرين مثله)
¥(26/397)
قال الشوكاني: (وشهد له بالحفظ والاتقان القريب والبعيد والعدو والصديق حتى صار اطلاق لفظ الحافظ عليه كلمة اجماع ورحل الطلبة اليه من الأقطار وطارت مؤلفاته في حياته وانتشرت فى البلاد وتكاتبت الملوك من قطر إلى قطر فى شأنها).
له من الكتب:فتح الباري، والإصابة،وتهذيب التهذيب، وبلوغ المرام، والتلخيص الحبير تخريج أحاديث الوجيز الكبير للرافعي، وله اسم آخر وهو التمييز في تخريج أحاديث شرح الوجيز (للرافعي ت623) وتبصير المنتبه بتحرير المشتبه،ولسان الميزان، وتعجيل المنفعة،وتغليق التعليق،وغيرها من الكتب. والمطالب العالية في زوائد المسانيد الثمانية قال ابن حجر في مقدمة الكتاب (قد وقع لي منها ثمانية كاملات, وهي:1 - لأبي داود الطيالسي 2 - الحميدي 3 - وابن أبي عمر 4 - ومسدد 5 - وأحمد بن منيع 6 - وأبي بكر بن أبي شيبة 7 - وعبد بن حميد 8 - والحارث بن أبي أسامة, ووقع لي منها أشياء كاملة أيضا (كمسند البزار) , و (أبي يعلى) , و (معاجم الطبراني) , لكن رأيت شيخي أبا الحسن الهيثمي قد جمع ما فيها وفي (مسند أحمد) في كتاب مفرد, محذوف الأسانيد, فلم أر أن أزاحمه عليه, إلا أني تتبعت ما فاته من (مسند أبي يعلى) لكونه اقتصر في كتابه على الرواية المختصرة, و وقع لي عدة من المسانيد غير مكملة, (كمسند إسحاق بن راهويه) , وقفت منه على قدر النصف, فتتبعت ما فيه فصار ما تتبعته من ذلك عشرة دواوين,) ورتبته على أبواب الأحكام الفقهية. وله:إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة ((ط) وهي ((الموطأ)) , و ((مسند الشافعي)) , و ((مسند أحمد)) , و ((مسند الدارمي)) , و ((صحيح ابن خزيمة)) , و ((منتقى ابن الجارود)) , و ((صحيح ابن حبان)) , و ((مستدرك الحاكم)) , و ((مستخرج أبي عوانة)) , و ((شرح معاني الآثار)) , و ((سنن الدارقطني)) وإنما زاد العدد واحدا لأن ((صحيح ابن خزيمة)) لم يوجد منه سوى قدر ربعه.
204) العيني بدر الدين محمود بن أحمد المصري الحنفي والعيني نسبة لعين تاب قرية في الشام ت855 له من المصنفات:عمدة القاري شرح صحيح البخاري، (ط) وشرح سنن أبي داود (ط)
205) ابن قطلوبغا زين الدين قاسم بن قطلوبغا المصري الحنفي ت879.،له كتاب الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة، تبصرة الناقد في كيد الحاسد، وحاشية شرح الألفية للعراقى،وشرح النخبة لابن حجر وخرج أحاديث عوارف المعارف للسهروردى، ومن روى عن أبيه عن جده، وأحاديث الاختيارشرح المختار في مجلدين، ومغاني الأخيار في رجال معاني الآثار) وهو من المكثرين من التصنيف.\
206) محمد بن الحسن بن مخلوف بن مسعود المزيلي التلمساني المالكي يعرف بأبركان (ومعناها بالبربرية: الاسود) وهو لقب أبيه.
له: (المشرع المهيأ في ضبط مشكل رجال الموطأ - خ) و (الزند الواري في ضبط رجال البخاري - خ) و (فتح المبهم في ضبط رجال مسلم - خ)
207) النجم ابن فهد المكي محمد المدعو (عمر) بن محمد الهاشمي العلوي الشافعي ت885 له إتحاف الورى بأخبار أم القرى (ط)،والدر الكمين في الذيل على العقد الثمين للفاسي (ط).
208) البقاعي إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط - بضم الراء وتخفيف الباء - بن علي بن أبي بكر البقاعي، الشافعي أبو الحسن برهان الدين ت 885 له: (عنوان الزمان في تراجم الشيوخ والاقران - خ) أربع مجلدات، والنكت الوفية بما في شرح الألفية. (ط) في الحديث ـ وإظهار العصر لأسرار العصر (ط) في التاريخ،وهو من المكثرين من التصنيف.
209) القلصادي: علي بن محمد بن محمد بن علي الفرشي: بالفاء: نور الدين أبو الحسن البسطي الشهير بالقلصادي الأندلسي المالكي نزيل باجة المتوفى سنة 891. له من التصانيف: لب الأزهار في شرح الأنوار (لابن جزي)،أشرف المسالك إلى مذهب الإمام مالك.، بغية المبتدي وغنية المنتهى،. تبصرة في حساب الغبار. تقريب الموارث ومنتهى العقول والبواحث. تنبيه الإنسان إلى علم الميزان.
210) الشرجي: أحمد بن أحمد بن زين الدين عبد اللطيف ابن أبي بكر أحمد بن عمر الشرجي الزبيدي شهاب الدين اليمني الحنفي توفي سنة 893 له من المصنفات: التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح للبخاري. الفوائد والصلات والعوائد.
211) الكوراني شهاب الدين أحمد بن إسماعيل ت893 له الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري (ط).
القرن العاشر
¥(26/398)
212) السخاوي أبو الخير محمد بن عبد الرحمن ت902 له الضوء اللامع (ط)، وفتح المغيث بشرح ألفية الحديث (ط)،واستجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف (ط)،والتحفة اللطيفة في أخبار المدينة الشريفة (ط)، والمقاصد الحسنة في كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة (ط)،والغاية في شرح الهداية في علم الرواية (ط)، والإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ (ط)، وختم صحيح مسلم بن الحجاج (ط)، والوفاء بالوعد (ط)، وختم النسائي (ط) وهو من المكثرين من التأليف.
قال الشوكاني: وقد غلبت عليه محبة شيخه الحافظ ابن حجر فصار لا يخرج عن غالب اقواله كما غلبت على ابن القيم محبة شيخه ابن تيمية وعلى الهيثمى محبة شيخه العراقى.
213) يوسف بن الحسن بن عبد الهادي العدوي الدمشقي الحنبلي المعروف بابن المبرد (لخشونته) ت909 له محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (ط)، وبحر الدم فيمن تكلم فيه أحمد بمدح أوذم (ط). والجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب أحمد (ط) وهو من المكثرين من التأليف راجع مقدمة كتاب محض الصواب للدكتور عبد العزيز الفريح وفقه الله.
214) السيوطي عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ابن سابق الدين الخضيري السيوطي المصري الشافعي، جلال الدين. ت911 له
الاتقان في علوم القرآن - ط) و (إتمام الدراية لقراء النقاية - ط) كلاهما له، في علوم مختلفة، و (الاحاديث المنيفة -ط)، و (الارج في الفرج - ط) و (الاذكار في ما عقده الشعراء من الآثار -ط) و (إسعاف المبطأ في رجال الموطأ - ط) و (الاشباه والنظائر - ط) في العربية، و (الاشباه والنظائر - ط) في فروع الشافعية، و (الاقتراح - ط) في أصول النحو، و (الاكليل في استنباط التنزيل - ط) و (الالفية في مصطلح الحديث - ط)
و (الالفية في النحو - ط) واسمها (الفريدة) وله شرح عليها، و (إنباه الاذكياء لحياة الانبياء - ط) رسالة، و (بغية الوعاة، في طبقات اللغويين والنحاة - ط)
وبلوغ المأرب في أخبار العقرب (ط) و (تاريخ أسيوط) وكان أبوه من سكانها، و (تاريخ الخلفاء - ط) و (تحفة المجالس ونزهة المجالس - ط) و (تحفة الناسك -) و (تدريب الراوي - ط) في شرح تقريب النواوي، و (ترجمان القرآن - ط) و (تفسير الجلالين - ط) و (تنوير الحوالك في شرح موطأ الامام مالك - ط) و (الجامع الصغير - ط) في الحديث، و (جمع الجوامع، ويعرف بالجامع الكبير -ط) ستة أجزاء، كتب سنة 973 في خزانة القرويين وفي الظاهرية، و (الحاوي للفتاوي - ط) و (حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة - ط) (الخصائص والمعجزات النبوية - ط) و (در السحابة، في من دخل مصر من الصحابة -ط) و (الدر المنثور في التفسير بالمأثور - ط) ستة أجزاء، و (الدر النثير في تلخيص نهاية ابن الاثير - ط) و (الدراري في أبناء السراري -ط) و (الدرر المنتثرة في الاحاديث المشتهرة - ط) و (الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج - ط) و (ديوان الحيوان - ط) اختصره من حياة الحيوان للدميري، وقد ترجم إلى اللاتينية، و (رشف الزلال - ط) ويعرف بمقامة النساء، و (زهر الربى - ط) في شرح سنن النسائي، و (زيادات الجامع الصغير - ط) مرتبة على الحروف، و (السبل الجلية في الآباء العلية - ط) و (شرح شواهد المغني - ط) سماه (فتح القريب) و (الشماريخ في علم التاريخ - ط) رسالة، و (صون المنطق والكلام، عن فن المنطق والكلام - ط) و (طبقات الحفاظ - ط) و (طبقات المفسرين - ط) و (عقود الجمان في المعاني والبيان - ط) أرجوزة، و (عقود الزبرجد على مسند الامام أحمد -ط) و (قطف الثمر في موافقات عمر -ط) و (اللآلي المصنوعة في الاحاديث الموضوعة - ط) و (لب اللباب في تحرير الانساب - ط) و (لباب النقول في أسباب النزول - ط) و (ما رواه الاساطين في عدم المجئ إلى السلاطين -ط) و (متشابه القرآن - ط) و (مصباح الزجاجة - ط) في شرح سنن ابن ماجه، و (مفحمات الاقران في مبهمات القرآن - ط) و (مقامات - ط) في الادب، و (المقامة السندسية في النسبة المصطفوية - ط) و (مناقب أبي حنيفة - ط) و (مناقب مالك - ط) و (مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفا - ط) و (المنجم في المعجم -ط) ترجم به أشياخه، و (نزهة الجلساء في أشعار النساء -ط) في الظاهرية،، و (همع الهوامع - ط) في النحو، و (الوسائل إلى معرفة الاوائل -ط) وغير ذلك، وهو من المكثرين من التأليف.
¥(26/399)
215) العز ابن فهد المكي عبد العزيز بن النجم (عمر) بن محمد بن محمد الهاشمي العلوي المكي ت922 له بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى، غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام،فهرس مرويات العز بن فهد، والعقود الغوالي في المسلسلات العوالي.
216) القسطلاني أحمد بن محمدالمصري الشافعي
217) ت923 له إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري،والمواهب اللدنية بالمنح المحمدية في السيرة النبوية.
218) الخزرجي أحمد بن عبد الله بن أبي الخير بن عبد العليم الخزرجي الانصاري الساعدي، صفي الدين ت923 له خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال.
219) زكريا بن محمد الأنصاري المصري الشافعي. ت926 له فتح العلام بشرح الإعلام بأحاديث الأحكام (ط)،وفتح الباقي شرح ألفية العراقي (ط)،وله كتب كثيرة في مختلف الفنون،وهو من المكثرين من التصنيف.
220) ابن الكيال محمد بن أحمد الذهبي الشافعي ت929 وعلى غلاف الكتاب (939) وهو خطأ مطبعي.
له الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الثقات.
221) عبد الرحمن بن على الشيباني الزبيدى الشافعى المعروف بابن الديبع (بالعين المهملة) وهو لقب لجده الاعلى على بن يوسف ومعناه بلغة النوبة الابيض، ت944 له تيسير الوصول إلى جامع الأصول،وفي التاريخ قرة العيون بأخبار اليمن الميمون،وبغية المستفيد بأخبار مدينة زبيد، وتمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على الألسنة من الحديث.
222) محمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو الحسن البكري الصديقي الشافعي ت952 له:الدرة الثمينة في فضائل المدينة، وبشرى الأنام في فضيلة الصيام، وبشرى العابد بفضل المساجد،وفضيلة الطواف، وهو من المكثرين من التصنيف.
223) السيد جمال الدين يوسف بن عبد الله الحسني الأرميوني الشافعي الإمام العلامة تلميذ الجلال السيوطي ت958.
. و " أرميون " قرية بغربية مصر. قال السخاوي في الضوء اللامع:الأرميوني " بفتح الهمزة نسبة لأرميون بالقرب من سخا وسنهور بالغربية.
له كتب، منها " أربعون حديثا تتعلق بسورة الاخلاص - " و " أربعون حديثا تتعلق بآية الكرسي - " و " المعتمد في التفسير: قل هو الله أحد - " و " رسالة في تجويد القرآن - " و " تحفة الاساطين في أخبار بعض الخلفاء والسلاطين " و " تفسير الغريب في الجامع الصغير - "
224) علي بن محمد بن عرّاق الكناني المدني المتوفى سنة 963 له تنزيه الشريعة المرفوعة عن الاخبار الشنيعة الموضوعة جمع فيه بين موضوعات ابن الجوزي والسيوطي ورتب على ترتيبه، وله كتاب الصراط المستقيم الى معاني بسم الله الرحمن الرحيم.
225) محمد بن عبد الرحمن ابن العلقمي المصري الشافعي، والعلقمي نسبة لحي العلاقمة في الشرقية في مصر.ت969.له:الكوكب المنير شرح الجامع الصغير (سوف يطبع قريبا إن شاء الله بتحقيقي وبعض الإخوة الكرام)، و التحف الظراف في تلخيص الأطراف (خ)، والعلقمي يأتي ذكره كثيرا في الإجازات.
.
226)
محمد بن يوسف بن علي الشامي الدمشقي الصالحي) نزيل القاهرة ت (942هـ) له: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في البدء والمعاد)
قال الكتاني: من أحسن كتب المتأخرين في السيرة النبوية وأبسطها
انتخبها من أكثر من ثلاثمائة كتاب وتحرى فيها الصواب وأتى فيها من الفوائد بالعجب العجاب وقد زادت أبوابه على سبعمائة وختم كل باب بإيضاح ما أشكل فيه مع بيان غرائب الألفاظ وضبط المشكل
رتبها تلميذه (محمد بن محمد بن أحمد الفيشي المالكي) من مسودة المؤلف وغيرها على حذو مؤلفها وأول ذلك من أثناء السرايا فرغ منها: سنة إحدى وسبعين وتسعمائة (971)
ومن تأليف (الشامي) هذا (الآيات العظيمة الباهرة في معراج سيد أهل الدنيا والآخرة) رتبه على سبعة عشر بابا ثم ظفر بأشياء فألحقها وسماه: (الفضل الفائق) وله أيضا (عقود الجمان في مناقب أبي حنيفة النعمان) و (الفوائد المجموعة في بيان الأحاديث الموضوعة) و (الأتحاف بتمييز ما تبع فيه البيضاوي صاحب الكشاف) وغير ذلك وهو من تلاميذ (السيوطي) وكثيرا ما ينقل عنه في سيرته وقد تقدمت وفاته
¥(26/400)
227) علاء الدين المتقي علي بن حسام الدين الهندي ت985 له: كتاب كنز العمال وهو ترتيب لكتب السيوطي الثلاثة الكبير والصغير والزيادة على الأبواب الفقهية، وتبويب شمائل الجامع الصغير.
228) رضي الدين ابن الحنبلي محمد بن إبراهيم بن يوسف الحلبي القادري التاذفي، الحنفي رضي الدين ابن الحنبلي، يتصل نسبه بابن الشحنة:
ابن الحنبلي محمد بن إبراهيم الحنبلي ت 971.
له: " قفو الاثر في صفو علوم الاثر - ط " في مصطلح الحديث.
و " الفوائد السرية في شرح الجزرية - خ " تجويد، و " حدائق أحداق الازهار - خ " و " شقائق الاكم بدقائق الحكم - خ " و " تروية الظامي في تبرئه الجامي - خ " و " بحر العوام فيما أصاب فيه العوام - ط وهو من المكثرين من التصنيف.
229) الفتني محمد طاهر ابن علي الصديقي الفتني الهندي ت986
له تذكرة الموضوعات (ط)، وكتاب ((مجمع البحار في لغة الأحاديث والآثار (ط)) (مقتطف من ((النهاية)) وغيرها
230) ابن حجر الهيتمي أحمد بن محمد السعدي الأنصاري المصري المكي الشافعي والهيتمي نسبة لمحلة أبي الهيثم في مصر ت973 له:إتحاف أهل الإسلام بخصوصيات الصيام، والزواجر عن اقتراف الكبائر، وشرح مشكاة المصابيح للتبريزي و (تحذير الثقات من أكل الكفتة والقات - خ) رسالة لطيفة كتبت سنة 950 في الرباط (آخر المجموع 2262 كتاني). وهو من المكثرين من التصنيف.
القرن الحادي عشر
231) (ملا قاري) علي بن سلطان الهروي المكي الحنفي القاري ت1014ت له مرقاة المفاتيح،وكتاب المصنوع في معرفة الحديث الموضوع،والتفسير،والأحاديث القدسية (ط)، وشرح موطأ (ط) ,وتعليقات القاري على ثلاثيات البخاري، وجمع الوسائل في شرح الشمائل المحمدية (ط)، والمعدن العدني في فضل أويس القرني (ط).وكتاب أدلة معتقد أبي حنيفة الأعظم في أبوي الرسول عليه السلام.
وهو من المكثرين من التصنيف.
232) المناوي (بضم الميم) عبد الرؤوف بن علي لمصري ت1031له فيض القدير، ومختصره التيسير، والجامع الأزهر من حديث النبي الأنور، والفتح السماوي، واليواقيت والدرر شرح شرح نخبة الفكر. وهو من المكثرين من التصنيف.
233) ابن علان محمد بن علي البكري المكي الشافعي
234) ت1057 له شمس الآفاق بنور ما للمصطفى من كريم الأخلاق، ودليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (ط).
235) الغزي محمد بن محمد بن مفرج الغزي العامري الدمشقي الشافعي ت1061 له إتقان ما يحسن من بيان الأخبار الدائرة على الألسن، والكواكب السائرة بمناقب أعيان المئة العاشرة.
236) علي بن أحمد العزيزي ت1070 له السراج المنير بشرح الجامع الصغير.
237) عمر (أوطه) بن محمد بن فتوح البيقوني ت1080: عالم بمصطلح الحديث، دمشقي شافعي، اشتهر بمنظومته المعروفة باسمه " البيقونية - ط " في المصطلح.
238)
الروداني) * 1094 ه محمد بن سليمان بن الفاسي (وهو اسم له) بن طاهر الروداني السوسي المكي، شمس الدين، أبو عبد الله: محدث مغربي مالكي، عالم بالفلك، رحال.
ولد في (تارودانت) والكلمة بربرية.
وقلد النظر في أمر الحرمين، فبنى رباطا عند باب إبراهيم بمكة، عرف برباط ابن سليمان. وبنى مقبرة بالمعلى عرفت بمقبرة ابن سليمان.
من كتبه (جمع الفوائد من جامع الاصول ومجمع الزوائد - ط) في الحديث، [اشتمل على (الصحيحين) و (الموطأ) و (السنن الأربعة) و (مسند الدارمي) و (مسند أحمد) و (مسند أبي يعلى) و (مسند البزار) و (معاجم الطبراني) الثلاثة]
و (صلة الخلف بموصول السلف -ط) فهرس مروياته وأشياخه، ويعول عليه كثيرا في إثبات نسبة الكتب لأصحابها. (منظومة في علم الميقات) و (شرحها) و (المقاصد العوالي - خ) منظومة، و (جمع الكتب الخمسة مع الموطأ - ط) و (أوائل الكتب الدينية - خ).
239) ابن بيري ابراهيم بن حسين بن أحمد بن بيري المدني المكي الحنفي ت.1099.له من المصنفات: (مجموع - خ) يشتمل على سبع رسائل، في جامعة الرياض (136) و (عمدة ذوي البصائر لحل مبهمات الاشباه والنظائر - خ) في استمبول، والازهرية وأوقاف بغداد.
ولد في المدينة ومات بمكة والإتحاف بالأحاديث الواردة في الطواف،والفتح الرحماني في شرح موطأ محمد بن الحسن الشيباني (خ)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[27 - 05 - 09, 06:21 م]ـ
القرن الثاني عشر
¥(26/401)
240) البرماوي (بالكسر) إبراهيم بن محمد بن شهاب الدين بن خالد، برهان الدين الانصاري الاحمدي الازهري:.ت 1106
من فقهاء الشافعية نسبته إلى برمة (بكسر الباء) في غربية مصر.
له كتب، منها (حاشية على شرح القرافي لمنظومة غرامي صحيح - خ) في مصطلح الحديث، و (حاشية على شرح فتح الوهاب لزكريا الانصاري - خ) ثلاثة مجلدات، و (حاشية على شرح الرحبية - خ) في الفرائض، بخطه في مكتبة زهير جاويش ببيروت، و (حاشية على شرح غاية التقريب - ط) فقه
241) العجيمي حسن بن علي بن يحيى، أبو البقاء العجيمي: يماني الاصل. ت 1113مولده بمكة، ووفاته بالطائف.
من تصانيفه (خبايا الزوايا -ط) ترجم به مشايخه ومن اجتمع بهم، و (إهداء اللطائف من أخبار الطائف - ط) رسالة، و (تاريخ مكة والمدينة وبيت المقدس - خرجه تليمذه وصاحبه تاج الدين بن أحمد بن إبراهيم الدهان، وسماه (كفاية المتطلع لما ظهر وخفي، من غالب مرويات الشيخ حسن بن علي العجيمي المكي الحنفي) جزآن في مجلد واحد، في خزانة الرباط (1098 كتاني)
وقال كمال الدين الغزي: جمع له الشيخ تاج الدين الدهان جزءا كبيرا، ذكر فيه أشياخه ومسموعاته ومروياته.
242) محمد بن عبد القادر بن علي بن يوسف الفاسي المالكي، أبو عبد الله:
ت 1116 له: (شرح أرجوزة العربي الفاسي - ط) في مصطلح الحديث و (شرح الطالع المشرق، في المنطق) و (تحفة المخلصين في شرح عدة الحصن الحصين – (ط) و (تقييد على نظم ألقاب الحديث - خ) رسالة في الرباط.
243) المغربي الحسين بن محمد بن سعيد اللاعي، المعروف بالمغربي: قاضي صنعاء، ومحدثها. توفي بالروضة (من أعمالها).ت سنة 1119
له (البدر التمام في شرح بلوغ المرام -ط) ورسالة في حديث (أخرجوا اليهود من جزيرة العرب)
244) ابن حمزة الحسيني إبراهيم بن محمد الحنفي ت1120 له البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث (ط).
245) الزرقاني (نسبة لزرقان بضم الزاي)) بمصر وهو محمد بن عبد الباقي بن يوسف المصري المالكي المتوفي سنة 1122 له: شرح الزرقاني على الموطأ المسمى (أنوار كواكب نهج السالك بمزج موطأ الإمام مالك). (ط)، وشرح المواهب اللدنية (ط)، وشرح البيقونية
246) عبدالله بن سالم البصري المكي الشافعي ت1134محدث مكة له الإمداد بمعرفة علو الإسناد (خ)
ويرد ذكره كثيرا في الإجازات.
247) أبو الحسن السندي (الكبير) محمد بن عبد الهادي التتوي الحنفي 1136 له حاشية السندي على النسائي،وحاشية على ابن ماجه، وحاشية على أبي داود، وحاشية على مسند أحمد، وحاشية على البخاري،وحاشية على مسلم، وحاشية البيضاوي.
248) أحمد بن عبد الكريم العامري الغزي ت1143 له: الجد الحديث في بيان ما ليس بحديث (ط).
249) أبو الطيب السندي محمد بن عبد القادر المدني الحنفي (وهوغيرالأول) ت1149 له حياة المهجة وإيضاح الوحجة على سنن الترمذي الحجة (خ).
250) العجلوني إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي ت1162 له كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس وله الفيض الجاري شرح صحيح البخاري (خ)
251) محمد حياة السندي المدني ت 1163له شرح الترغيب والترهيب، وشرح الأربعين، ومختصر الزواجر لابن حجر الهيتمي، وفتح الغفور في وضع الأيدي على الصدور.
252) شاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم العمري الفاروقي الدهلوي الهندي الحنفي ت سنة 1176. له من المصنفات: و (الفوز الكبير في أصول التفسير ط) و (المسوى) في شروح الموطأ (ط) و (القول الجميل والخير الكثير) وكتاب: (حجة الله البالغة) (ط) وكتاب: (إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء) وغير ذلك
253) السفاريني) محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي، شمس الدين، أبو العون: ولد في سفارين (من قرى نابلس) ت 1188 له: (الدراري المصنوعات في اختصار الموضوعات -) عند يوسف زخور بدمشق، و (كشف اللثام، شرح عمدة الاحكام -) و (القول العلي لشرح أثر الامام علي - ط)، و (الملح الغرامية -) في شرح قصيدة (غرامي صحيح) و (غذاء الالباب، شرح منظومة الآداب - ط) جزآن، و (لوائح الانوار البهية وسواطع الاسرار الاثرية المضية في عقد أهل الفرقة المرضية - ط) جزآن، شرح منظومة له في عقيدة السلف. وشرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد (ط)
¥(26/402)
254) الأميرالصنعاني السيد محمد بن إسماعيل بن صلاح من ذرية القاسم الرسي بن إبراهيم بن إسماعيل ابن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم. ت1182له مصنفات جليلة منها سبل السلام،ومنحة الغفار جعلها حاشية على ضوء النهار للجلال،و العدة حاشية على شرح العمدة لابن دقيق العيد، وشرح الجامع الصغير للسيوطي قبل أن يقف على شرح المناوى، ومنها شرح التنقيح في علوم الحديث للسيد الإمام محمد بن إبراهيم الوزير وسماه توضيح الأفكار.
255) أبو الحسن السندي الصغير،محدث المدينة، ت1187 له شرح نخبة الفكر، وتعليق على صحيح البخاري (خ) وختم صحيح مسلم،وسنن أبي داود، الترمذي، وابن ماجه , والموطأ.
القرن الثالث عشر
256) محمد مرتضى (اسم مركب، وقيل لقب) بن محمد الحسيني الزيدي الزًّبيدي الهندي مولدا المصري الحنفي، وزبيد مدينة في اليمن.
ت1205 له تاج العروس في اللغة، والمربي الكابلي فيمن روى عن الشمس البابلي (ط)، (إتحاف السادة المتقين - ط) في شرح إحياء العلوم للغزالي، و (أسانيد الكتب الستة - خ) و (عقود الجواهر المنيفة في أدلة مذهب الامام أبى حنيفة - ط)، و (رفع الشكوى وترويح القلوب في ذكر ملوك بني أيوب - ط) و (معجم شيوخه - خ) و (ألفية السند - خ)، بلغة الأريب في مصطلح آثار الحبيب (ط).وهو من المكثرين من التصنيف.
257) الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي وقيل العدوي النجدي الحنبلي ت1206 له كتاب التوحيد، ومختصرالسيرة النبوية، ومجموع في الحديث،ورسالة (كشف الشبهات) و (تفسير الفاتحة) و (أصول الايمان) و (تفسير شهادة أن لا إله إلا الله) و (معرفة العبد ربه ودينه ونبيه) و (المسائل التي خالف فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل الجاهلية) أكثر من مائة مسألة، و (فضل الاسلام) و (نصيحة المسلمين) و (معنى الكلمة الطيبة) و (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) و (مجموعة خطب) و (مفيد المستفيد) و (رسالة في أن التقليد جائز لا واجب) و (كتاب الكبائر)
258) محمد التاودي بن محمد الطالب ابن محمد بن علي، ابن سودة المري الفاسي: ت1209 له (زاد المجد الساري - ط) حاشية على البخاري، و (تعليق على صحيح مسلم) و (حاشية على سنن أبي داود) و (شرح مشارق الصغاني -) و (شرح الاربعين النووية - ط) و (الفهرسة الصغرى - ط) في شيوخه ونصوص إجازاتهم له، و (الفهرسة الكبرى - خ) في من لقيه من الصالحين، و (حلى المعاصم لبنت فكر ابن عاصم - ط) وهو شرح على تحفة أبي بكر محمد بن عاصم (المتوفى سنة 829 ه) في فقه المالكية، و (شرح لامية الزقاق - ط)
259) عبد العزيز بن أحمد (ولي الله) بن عبد الرحيم العمري الفاروقي، الهندي 1239 ت له بستان المحدثين (ط)
260) عثمان بن سند الوائلي النجدي ت1242 له نظم نخبة الفكر،شرح النظم، وأنفاس السحر في أقسام الحديث والأثر، " الغرر في وجوه القرن الثالث عشر - خ " نحا فيه منحى سلافة العصر، و " مطالع السعود بطيب أخبار الوالي داود - خ " نيف وست مئة صفحة، ضمنها أخبار داود باشا (أحد ولاة بغداد) من سنة 1188 إلى سنة 1242 ه (ودامت حكومة داود إلى أواخر سنة 1246 ه)، اختصره أمين المدني وطبع المختصر، و " منظم الجوهر في مدائح حمير - خ "
261) لطف الله جحاف الصنعاني ت 1243: من كتبه " المرتقى شرح المنتقى للجد ابن تيمية خ) (درر نحور الحورالعين، في سيرة المنصور علي وأعلام دولته الميامين) - ط"، و " العباب في تراجم الاصحاب " و " التاريخ الجامع " تمم به " أنباء الزمن في تاريخ اليمن " إلى خلافة المهدي عبد الله، و " قرة العين بالرحلة إلى الحرمين " و " ديباج كسرى فيمن تيسر من الادب لليسرى " و " فنون الجنون في جنون الفنون " وله " العلم الجديد " في تفسير القرآن الكريم.
262) عبد الرحمن البهكلي) عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن علي البهكلي الضمدي ثم الصبيائي التهامي اليماني: ت1248
له: (نفح العود بذكر دولة الشريف حمود -ط) ذكر فيه الحوادث بتهامة اليمن إلى سنة 1225 ه، و (تيسر اليسرى بشرح المجتبى من السنن الكبرى) للنسائي، في مجلدات طبع أجزاء منه.
263) الشوكاني محمد بن علي الصنعاني ت1250له نيل الأوطار، والبدر الطالع، والسيل الجرار، والفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، ووبل الغمام على شفاء الأوام.
¥(26/403)
264) الشيخ محمد عابد السندي بن أحمد علي بن يعقوب الأنصاري من بني أبي أيوب الانصاري ت 1257
265) له حصر الشارد في أسانيد محمد عابد (ط)، وشرح مسند الشافعي،ويرد اسمه كثيرا في المخطوطات القديمة.
266) الحازمي محمد بن ناصر الحازمي الحسنى التهامى الضمدى
( .. - ت1283 له رسالة في (إثبات الصفات -) ورسالة في مشاجرة بين أهل مكة وأهل نجد - خ. وهو من تلاميذ الشوكاني،ويرد ذكره كثيرا في الأسانيد والإجازات،ومسلسلات الشمس محمد بن ناصر الحازمي اليمني الأثري المشهور
267) يوسف الغزي المدني: (.ت1290.له كتب، منها " منظومة في مصطلح الحديث " و " حاشية " عليها، (ط)
268) محمد بن المدنى بن على جنون الإدريسي المستارى أصلا
المالكي، له: تآليف، منها (التسلية والسلوان لمن ابتلي بالاذاية والبهتان - ط) وحاشية على موطأ مالك، سماها (التعليق الفاتح - ط) جزآن، و (العقد الفريد في بيان خروج العوام من ربقة التقليد - ط)
القرن الرابع عشر
269) صديق حسن خان الحسيني القنوجي الهندي ت 1307له أبجد العلوم،والحطة،والروضة الندية، والدين الخالص، حصول المأمول من علم الاصول، وغيرها من الكتب.
قال صديق حسن خان عن والده: وهو ابن السيد الامير الكبير نواب اولاد علي خان بهادر انورجنك المتوفي بأرض حيدر أباد الدكن جده القريب السيد أبو عبد الله جلال الدين حسين المعروف بمخدوم جهانيان جهان كشت ونسبه الاقصى ينتهي إلى سيدنا زين العابدين علي أصغر بن حسين الشهيد بكربلاء رضي الله تعالى عنه في سنة 1210.
270) محمد عبد الحي بن محمد عبد الحليم الانصاري اللكنوي الهندي، أبو الحسنات ت: 1304له من الكتب (الآثار المرفوعة في الاخبار الموضوعة - ط) و (الفوائد البهية في تراجم الحنفية - ط) و (التعليقات السنية على الفوائد البهية - ط) و (الرفع والتكميل في الجرح والتعديل - ط) في رجال الحديث، و (ظفر الاماني في مختصر الجرجاني - ط) في مصطلح الحديث، و (مجموعة الفتاوي - ط) مجلدان، و (التعليق الممجد - ط) على موطأ الامام محمد الشيباني، و (فرحة المدرسين بأسماء المؤلفات والمؤلفين - خ) و (طرب الاماثل بتراجم الافاضل) و (إنباء الخلان بأنباء علماء هندستان)
271) حسين بن محسن بن محمد الانصاري السعدي الخزرجي اليماني: ومات في بومبي. ت 1327 له: (التحفة المرضية في حل بعض المشكلات الحديثة - ط) (البيان المكمل في تحقيق الشاذ والمعلل - ط) رسالة في مصطلح الحديث كتبها سنة 1306
272) فالح بن محمد الظاهري الحربي وقيل المهنوي الحسيني المدني،ت1328 له أنجح المساعي في الجمع بين صفتي السامع والداعي،ومنظومة في مصطلح الحديث،وثبت باسم: حسن الوفا لإخوان الصفا.
273) محمد شمس الحق بن أمير علي الصديقي العظيم آبادي الهندي ت1329 له عون المعبود شرح سنن أبي داود على خلاف في ذلك هل هو له أو لأخيه محمد أشرف والذي يظهر أن الأخ محمد أشرف اختصر كتاب أخيه غاية المقصود في شرح سنن أبي داود، والتعليق المغني على سنن الدار قطني، والنجم الوهاج في شرح مقدمة صحيح مسلم بن الحجاج.
274) جمال الدين القاسمي محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم بن صالح بن إسماعيل ابن بكر الحسيني القاسمي الدمشقي ت1332 له قواعد التحديث،وإصلاح المساجد،والمسح على الخفين، وله رسالة في الشرف من قبل الأم (ط).وكتاب التفسير المشهور.
275) (طاهر الجزائري) طاهر بن صالح (أو محمد صالح) ابن أحمد بن موهب، السمعوني الجزائري، ثم الدمشقي، ت 1338 كان يحسن أكثر اللغات الشرقية كالعبرية والسريانية والحبشية والزواوية والتركية والفارسية.
وله، منها (الجواهر الكلامية في العقائد الاسلامية - ط) و (تسهيل المجاز إلى فن المعمى والالغاز - ط) و (التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن - ط) و (شرح خطب ابن نباتة - ط) و (توجيه النظر إلى علم الاثر - ط) و (التقريب إلى أصول التعريب - ط) و (تفسير القرآن - خ) في أربعة مجلدات، و (الالمام - خ) في السيرة النبوية.
ومن أجل آثاره (التذكرة الظاهرية - خ) وهي مجموعة كبيرة في موضوعات مختلفة.
¥(26/404)
276) محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني الحسني الفاسي، أبو عبد الله ت1345 ر: له من المصنفات:نظم المتناثر في الحديث المتواتر، والرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة.وهذا الكتاب من الكتب النافعة التي استفدت منها استفادة كبيرة
277) خليل أحمد بن مجيد الحنفي السهانفوري الهندي الحنفي ت1346 له بذل المجهود في حل أبي داود.
278) المباركفوري عبد الرحمن بن عبد الرحيم الهندي، ومباركفور مدينة في الهند. ت1353 له تحفة الأحوذي في شرح الترمذي (ط)، وتحقيق الكلام في وجوب القراءة خلف الإمام (ط).
279) الشنقيطي محمد حبيب الله بن عبد الله الجكني المكي المصري ت1367
من كتبه (زاد المسلم، فيما اتفق عليه البخاري ومسلم - ط) ستة مجلدات، و (إيقاظ الاعلام - ط) في رسم المصحف، و (دليل السالك إلى موطأ مالك - ط) منظومة، و (إضاءة الحالك - ط) شرحها، و (أصح ما ورد في المهدي وعيسى - ط)، و (إكمال المنة - ط) في سند المصافحة، و (الخلاصة النافعة - ط) في الحديث
المسلسل بالاولية، وفيه إجازاته، و (حياة علي بن أبي طالب - ط)
280) عمر حمدان المحرسي التونسي المدني المالكي
ت1368 لتلاميذه:مطمح الوجدان في أسانيد عمر حمدان، واختصره الفاداني في (إتحاف الإخوان في أسانيد عمر حمدان) , وله مكتبة كبيرة موجودة في مكتبة الملك عبد العزيز في المدينة المنورة.
281)
أحمد بن عبد الرحمن بن محمد البنا، الساعاتي:. له _لفتح الرباني - ط) في ترتيب مسند الامام ابن حنبل، ستة مجلدات،
282) عبد الستار بن عبد الوهاب بن خدايار بن عظيم حسين يار بن أحمد يار البكري الصديقي الحنفي الدهلوي المكي، أبو الفيض له من المصنفات: (فيض الملك المتعالي، بأبناء أوائل القرن الثالث عشر والتوالي -ط) و (أعذب المواريد، في برنامج كتب الاسانيد - خ) و (سرد النقول في تراجم الفحول - خ): و (ولاة مكة بعد الفاسي - ط) صغير، جعله ذيلا لشفاء الغرام بأخبار البلد الحرام للتقي الفاسي، وطبع ملحقا به، فكملت فيه سلسلة من تولوا مكة من سنة 845 (وهي السنة التي عزل فيها بركات بن حسن) إلى سنة 1373 ه، التي ولي فيها الملك سعود بن عبد العزيز.
و (الازهار الطيبة النشر في ذكر الاعيان من كل عصر - خ) مرتب على الطبقات، و (بغية الاديب الماهر - خ) ثبته، و (نثر المآثر فيمن أدركته من الاكابر) وغير ذلك. وكان قد جعل مكتبته وقفا قبل وفاته، ثم نقلت مع مؤلفاته إلى مكتبة الحرم بمكة.
283) حافظ بن أحمد الحكمي الجيزاني ت1377 له دليل أرباب الفلاح لتحقيق فن الاصطلاح (على طريقة السؤال والجواب)،واللؤلؤ المكنون في أحوال الأسانيد والمتون، ومعارج القبول بشرح سلم الوصول (في العقيدة)، وأعلام السنة المشهورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة.
284) أحمد بن محمد شاكر المصري ت1377له الباعث الحثيث اختصار علوم الحديث، ونظام الطلاق في الإسلام وتحقيق عدة كتب منها:مسند أحمد، وجامع الترمذي، وتهذيب سنن أبي داود، والرسالة ,وتفسيرابن كثير،وخصائص المسند،وغيرها من الكتب.
285) أحمد بن محمد بن الصديق الحسني الغماري ت1380 له حصول التفريج بأصول التخريج، والهداية بتخريج أحاديث الهداية، واللطائف في تخريج أحاديث عوارف المعارف، وفتح الوهاب بتخريج أحاديث مسند الشهاب، المداوي لعلل الجامع وشرحي المناوي، والبحر العميق في مرويات ابن الصديق.
286) عبد الحفيظ الفاسي محمد بن الطاهر الفهري المغربي المالكي ت1383 له معجم الشيوخ المسمى رياض الجنة، والإسعاد بمهمات الإسناد، وشرح الأحاديث المسلسلات.
287) المعلمي عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن محمد المعلمي العتمي: فقيه من العلماء. نسبته إلى (بني المعلم) من بلاد عتمة، باليمن.
ت1386 له من الكتب: (طليعة التنكيل - ط) وهو مقدمة كتابه (التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الاباطيل - ط) في مجلدين و (الانوار الكاشفة - ط) في الرد على كتاب (أضواء على السنة) لمحمود أبي رية، و (محاضرة - ط) في كتب الرجال، وكتاب (العبادة)
وحقق كثيرا من كتب الامهات، منها أربع مجلدات من كتاب (الاكمال) لابن ماكولا، وأربع مجلدات من (الانساب) للسمعاني
288) عبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي القرشي العمري الهندي المكي ت1394 له:كشف المغطى عن رجال الصحيحين والموطأ،ومسند الصحيحين وتراجم رجال مسند أحمد، وعدة رسائل في الحديث منها: تحقيق صلاة موسى في قبره، وأذان الترجيع سنة متروكة، وأدلة التأمين بالجهر بالصلاة، وتحقيق مسألة حرم المدينة.
وصلى الله على محمد وآله وسلم.
انتهى الروض الوريف في أشهر المصنفين في علم الحديث الشريف
كتبه / أبو حاتم ناجي بن تركي الحسني الهجاري المدني
3/ 6/ 1430.
ـ[خالد العازمي]ــــــــ[07 - 06 - 09, 12:37 ص]ـ
أخي الكريم أرجو تصحيح وفاة أسحاق بن راهوية
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 09 - 09, 04:20 م]ـ
حياك الله أخي الكريم العازمي وشكرا على مداخلتك
¥(26/405)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[23 - 11 - 09, 08:50 ص]ـ
للفائدة والتذكير
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[07 - 07 - 10, 10:32 ص]ـ
وهناك زيادات كثيرة على هذا البحث سوف نأتي عليها قريبا إن شاء الله
ـ[يوسف بن عبدالله]ــــــــ[11 - 07 - 10, 09:49 م]ـ
جزاك الله خيراً
لو جمع في ملف وورد لكان نفعاً لنا.
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[12 - 07 - 10, 01:43 م]ـ
أبشر على راسي وبورك فيك
ـ[يوسف بن عبدالله]ــــــــ[13 - 07 - 10, 05:43 م]ـ
بشّرك الله سبحانه بالجنّة
وحفظك الباري من السوء والمكروه(26/406)
ما رأي الإخوة الأفاضل في " عاصم بن عبيد الله "
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[06 - 05 - 09, 06:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على نبينا محمد كلما ذكره الذاكرين والذاكرات وبعد!
أيها الإخوة الأفاضل!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مارأيكم في عاصم بن عبيد الله؟
هل تقبل مروياته التي انفردبه أم لا؟
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 03:44 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم لقد أجابك بعض الإخوان في موقع آخر فلماذا لم تقتنع (ابتسامة)
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[07 - 05 - 09, 04:08 م]ـ
حرره المشرف للضعف العلمي للمشاركة.
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[07 - 05 - 09, 07:00 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم لقد أجابك بعض الإخوان في موقع آخر فلماذا لم تقتنع (ابتسامة)
أضكتني أضحك الله سنك
بارك الله فيك وزادك علما وعملا
واعلم أني كتبت هذا الموضوع في جميع المواقع في وقت واحد تقريبا
لأني كنت عجولا
لكوني إنسانا
(ابتسامة محب)
وكان السبب لكتابته في أكثر من موقع جمع آراء الإخوة الأفاضل لأن العلم لا يستغرقه أحد ربما جاء أحد بشيء لم يجئه الآخر
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[07 - 05 - 09, 07:05 م]ـ
عاصم بن عبيد الله
:
الطبقة: 4: طبقة تلى الوسطى من التابعين
مرتبته عند ابن حجر: ضعيف
مرتبته عند الذهبي: ضعفه ابن معين، و قال البخارى و غيره: منكر الحديث
لكن منهم من يقول بتحسين حديثه
انطر إلى الترمذي فقد حسن حديثه في التأذين في أذن المولود
وقد قال العجلي لا بأس به
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[12 - 05 - 09, 11:02 م]ـ
السَّلَامُ عَلَيْكُم وَرَحْمَة اللّه
وأقولُ لِأَخِي السَّائِل إعلم رَحِمَك اللّهُ أَنَّه لَيْس صَحِيحًا أَن تَقُول مَارأيكم فِي عَاصِم بَن عَبَيْد اللّه؟
هل تَقَبَّل مروياته الَّتِي انفردبه أَم لَا؟
لَاننا لَا نطلق أَلْفَاظ الْحَرَج والتعديل وَإِنَّمَا ننَقِل عَن أَئِمَّة الْحَرَج والتعديل قَوْلَهُم فِي الرَّاوِي والمتمكنين فِي هَذَا الْعَلَم يَسْتَطِيعُوا أَن يرجحواأقوال الْعَلَمَاء فِي الرواه
ثأَنيا يمكنك الرُّجُوع إلى مَا نَقَلَه أَخُونَا وَالِد الْخَمْسَة لِكِتَاب تهذيب الكمَال للمزي طَبِعَت الرِّسَالَة الْجُزْء 13 مَن صَفْحَة 500 إِلَيّ صَفْحَة 506 تَرْجَمَة رَقْم 3014
ثالثا ذَكَرَه الْعَقِيلِيّ فِي الضُّعَفَاء وَسَاق لَه حَدِيث فِي الصَّوْم وَقَال ولَا يَرْوِي بِغَيْر هَذَا الْإِسْنَاد وَقَال أبَن خُزَيْمَة سَمَعَت مُحَمَد بَن يَحْيَي يَقول لَيْس عَلَى عَاصِم بَن عُبيد اللّه قياس وَقَال بَن حَبَّان كَان سئ الْحِفْظ كَثِير الْوَهْم فَاحِش الْخَطَأ فَتَرَك مَن أَحَلّ كَثُرَت خَطِئْت (المجروحين) وذَكَرَه ابَن الجوزي فِي الضُّعَفَاء وَقَال الْبَّزَّار فِي حَدِيثة لَيْن وَقَال الآجريقلت لأَبَي دَاود قَال ابَن مَعِين عَاصِم وَفُلَيْح وابَن عَقِيل لَا يَحْتَج بحَدِيثهم قَال صَدَّق وَقَال أَبو دَاود عَاصِم لَا يَكْتُب حَدِيثه وَقَال الساجي مُضْطَرِب الحَدِيث (تهذيب التهذيب) وَقَال بَن حَجَر فِي التقريب وَقَال بَن حَجَر فِي التقريب عَاصِم بَن عَبَيْد اللّه بَن عَاصِم بَن عَمَر بَن الْخِطَاب الْعَدَوِيّ الْمَدَنِيّ ضَعِيف مَن الرَّابِعَة مَات فِي أَوَّل دَوْلَة بَني الْعَبَّاس سَنَة اثْنَتَيْن وَثَلَاثِين /ع خ د ت سي ق طبِعَت دَار الْمَعْرِفَة صَفْحَة 384 الْجُزْء الاول.
وقَال فِيه الدارقطني فِي الْعِلَل شغَيْره أَثْبَت مَنَّه و فِي مَوْضِع اخر سئ الْحِفْظ وفِي مَوْضِع أَخَّر لَم يَكُن بِالْحَافِظ
وذكره الْبُخَارِي فِي التَّارِيخ الْكَبِير وَالصَّغِير
وقَال مسلَم بَن الْحَجَّاج سَأَلَت يَحْيَي بَن مَعِين أيهمَاأَحَبّ غليك عَاصِم بَن عُبيد اللّه أَو عَبد اللّه بَن مُحَمَد بَن عَقِيل؟ قَال لَسْت أَحَبّ واحداً مَنَّهم
الإجمَاع عَلَى تَرَك رِوَايَتَه وأَنَت تَأْتِي بِإِثْبَات قَبُول رِوَايَتَه وغفلت عَن دَرَجَات عَلَّمَاء الْجَرْح والتعديل بَيْن التَّشْدِيد والتساهل والإعتدال
وأكثر المعتدلَيْن أَنْكَرُوا رِوَايَتَه بالكليه وأولَهم البخاري
هَذَا قَوْل فُصِّل لَابْن حَجَر كمَا فِي تهذيب التهذيب لَه قَال قَال الْبَّزَّار فى " السُّنَن ": فى حَدِيثَه لَيْن.
و قَال الآجرى: قُلْت لِأَبِى دَاود: قَال ابْن مَعِين: عَاصِم و فُلَيْح و ابْن عَقِيل لَا يحتج
بحَدِيثَهم؟ قَال: صَدَّق.
و قَال أَبو دَاود: عَاصِم لَا يَكْتُب حَدِيثَه.
و قَال ابْن حَبَّان: كَان سيىء الْحِفْظ، كَثِير الْوَهْم، فَاحِش الْخَطَأ، فتَرَك مَن أُجِّل كَثُرَت
خطأه، سَمَعَت ابْن خُزَيْمَة يقَوْل: سَمَعَت مُحَمَد بَن يَحْيَى يقَوْل: لَيْس عَلَى عَاصِم بَن
عبيد اللّه قياس.
و حَكَى الساجى، عَن هِشَام بَن عَبد الْمَلَك بَن مَرْوَان أَنَّه كَان يقَوْل كَذَا فى الْأَشْرَاف مَن
قريش: أَيُوب بَن سَلَّمْت بَن عَبد اللّه بَن الْوَلِيد بَن الْوَلِيد بَن الْمُغِيَرة، و عَاصِم بَن
عبيد اللّه بَن عَاصِم بَن عَمَر بَن الْخِطَاب، و عَبد الْمَلَك بَن عَنبسة بَن سَعيد بَن العاص
، و إِبْرَاهِيم بَن عَبد اللّه بَن مُطِيع. قَال هِشَام: لَا يَخْرُج الدَّجَال و وَاحِد مَن هؤلَاء
حى.
و قَال الساجى: مُضْطَرِب الْحَدِيث. اهـ
أَنْظَر أَخِي غَيرَ مَأمُورٍ كِتَاب الْعِلَل لِلْإِمَام أَحَمَد طُبِعَة عَالِم الْكُتُب المجلد الثَّانِي صَفْحَة 204 الي 205
وأيضا أَنْظَر كِتَاب التَّذْكِرَة بمعرفة رِجَال الْكُتُب الْعَشَرَة طُبِعَة مكتبة الخانجي بالقاهرة صَفْحَة 782
وأيضا أَنْظَر كِتَاب الشَّجَرَة فِي احوال الرِجَال للجوزجاني الطُبِعَة الهندية صَفْحَة 238
¥(26/407)
ـ[أبو روضة الأزهري]ــــــــ[13 - 05 - 09, 02:32 م]ـ
عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي المدني.
روى عبد الله بن عمر، و سالم بن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عامر بن ربيعة وغيرهم.
روى عنه وشريك و وأبو الربيع أشعث بن سعيد السمان وغيرهم.
قال العجلي: "لا بأس به" و قال ابن عيينة: "كان الأشياخ يتقون حديث عاصم، قال ابن سعد كان كثير الحديث ولا يحتج به"
قال أحمد بن حنبل: ليس بذاك،قال ابن معين"ضعيف لا يحتج بحديثه".
قال البخاري، وأبو حاتم، و أبو زرعة: "منكر الحديث"زاد أبو حاتم "مضطرب
الحديث ليس له حديث يعتمد عليه"،وزاد أبو زرعة "منكر الحديث في الأصل وهو مضطرب الحديث"
تكلم في ضبطه
قال ابن حبان: "كان سيء الحفظ كثير الوهم فاحش الخطأ فترك من أجل كثرة خطئه"،قال ابن عدي:"وقد روى عنه سفيان الثوري وابن عيينة وشعبة وغيرهم من ثقات الناس وقد احتمله الناس وهو مع ضعفه يكتب حديثه"
قال ابن حجر:"ضعيف" قلت من كان بهذه المنزلة كان حريا بأن يحسن حديثه(26/408)
من يضيف لنا رواة أكثر عنهم الأعمش .. ومتى نعد الراوي مكثراً عن شيخه؟
ـ[أبو باهر]ــــــــ[06 - 05 - 09, 07:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ونحمده ونستعينه ونستغفره
قال الدكتور عواد الخلف روايات المدلسين في صحيح البخاري: ص 339، 340 ط دار البشائر الإسلامي
(ما رواه الأعمش عن شيوخه المكثرين، نحو:
1 - إبراهيم النخعي
2 - أبي وائل شقيق بن سلمة
3 - أبي صالح السمان
فروايته عن مثل هؤلاء الشيوخ - وإن عنعن - محمولة على السماع عند أهل العلم لأنه مكثر عنهم)
فمن يضيف لنا شيوخاً للأعمش أكثر عنهم غير هؤلاء المذكورين؟
ومتى نعد الراوي مكثراً عن شيخه؟
وجزى الله خيراً كل من يفيدنا في الموضوع
ـ[أبو باهر]ــــــــ[06 - 06 - 09, 09:35 م]ـ
للتذكير(26/409)
ما لايقدح عادة
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[06 - 05 - 09, 07:50 م]ـ
قال الشيخ المبدع المعلمي اليماني في مقدمة الفوائد المجموعة:
اذا استنكر المحدثون حديثا تطلبوا له علة قادحة فإن وجدوها اعلوه بها والا اعلوه بما لا يقدح عادة وهذا عندهم ان الثقة قد يندر منه الخطأ وهذا من النادر
ارجو من الاخوة الاكارم ممن عنده جهد في هذا الموضوع التكرم بذكره حتى يكون فيه النفع للجميع ولكم الاجر ممن عنده الاجر في يوم اشد من الجمر(26/410)
إذا روى عطاء عن ابن مسعود هل هذا من مراسيله؟
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 03:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى أن تحتسبوا الثواب في الجواب
مراسيل عطاء قيل عنها أنها لايحتج بها
وذكر الشيخ المحدث عبدالله السعد أنها من المراسيل المتوسطة
فإذا روى عن ابن مسعود أوقال في مصحف ابن مسعود
فهل هو من المراسيل
أفيدونا في الموضوع وحوله أفادكم الله ورفع درجاتكم
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[07 - 05 - 09, 04:13 م]ـ
حرره المشرف للضعف العلمي للمشاركة.(26/411)
أوْهَامُ الرَّائدِ في جَمْعِ الصَّحِيْحَيْنِ والزَّوَائِدِ
ـ[علي العجمي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 04:11 م]ـ
أوْهَامُ الرَّائدِ
في جَمْعِ الصَّحِيْحَيْنِ والزَّوَائِدِ
(وَقَفَاتٌ مَعَ كُتُبِ ودَوْرَاتِ الشَّيْخِ يَحْيَى اليَحْيَى)
تَألِيْفُ
ذِيَاب بن سَعد آل حمدَان الغَامديّ
الطَّبْعَةُ الأوْلى
(1430)
3
إلَّا لمَنْ أرَادَ طَبْعَهُ وتَوْزِيْعَهُ مَجَّانًا
بَعْدَ أخْذِ الأذْنِ مِنَ المُؤلِّفِ
بِسمِ الله الرَحمن الرَّحِيم
الحَمْدُ لله رَبِّ العَالمِيْنَ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيْهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على عَبْدِهِ ورَسُوْلِهِ خَاتَمِ الأنْبِيَاءِ والمُرْسَلِيْنَ، وعَلى آلِهِ وأصْحَابِهِ الغُرِّ المَيَامِيْنَ، وعلى مَنْ تَبِعَهُم بإحْسَانٍ إلى يَوْمِ الدِّيْنِ.
أمَّا بَعْدُ: فَهَذِهِ رِسَالَةٌ تَصْحِيْحِيَّةٌ ومُذَاكَرَةٌ أخَوِيَّةٌ؛ أرْسَلْتُهَا بقَلَمِ النَّصِيْحَةِ، وقَيَّدْتُهَا بالأقْوَالِ الصَّرِيْحَةِ لرُوَّامِ الحَدِيْثِ، وحُفَّاظِهِ مِنْ أبْنَاءِ المُسْلِمِيْنَ، ولاسِيَّما هَذِهِ الأيَّامَ الَّتِي أشْرَقَتْ بَعْدَ ظُلْمَةٍ، وتَبَصَّرَتْ بَعْدَ غَفْلَةٍ.
نَعَم؛ فَإنَّ إقْبَالَ النَّاشِئَةِ مِنْ طُلَّابِ العِلْمِ هَذِهِ الأيَّامَ إلى حِفْظِ الحَدِيْثِ ومُذَاكَرَتِهِ، وإلى فَهْمِهِ ومُدَارَسَتِهِ ... مِمَّا يُبَشِّرُ بخَيْرَي الدُّنْيَا والآخِرَةِ، كَما يُبَشِّرُ بعَوْدَةِ الأمَّةِ إلى بَصَائِر طَرِيْقِهَا، وتَصْحِيْحِ مَنْهَجِهَا الأثَرِيِّ السَّلَفِيِّ.
فحَيْهَلا؛ بطُلَّابِ السُّنَّةِ أهْلِ الوُجُوْهِ النَّظِرَةِ، أهْلِ القُلُوْبِ النَّيِّرَةِ يَوْمَ نَرَاهُم لا يَلْوُنَ على أحَدٍ غَيْرَ الكِتَابِ والسُّنَّةِ حِفْظًا وفَهْمًا.
وأيْمُ الله! إنَّني أكْتُبُ هَذِهِ الرِّسَالَةَ وكُلِّي فَرَحٌ وسُرُوْرٌ بهَذِهِ الجُمُوْعِ المُشْرِقَةِ، وهَذِهِ الدَّوْرَاتِ المُوَفَّقَةِ الَّتِي أخَذَتْ على نَفْسِهَا إحْيَاءَ السُّنَّةِ بَيْنَ أبْنَاءِ المُسْلِمِيْنَ (بَعْدَ طُوْلِ قَطِيْعَةٍ!)، وذَلِكَ بحَمْلِ أبْنَائِنَا على حِفْظِ الأحَادِيْثِ النَّبَوِيَّةِ: ابْتِدَاءً بالصَّحِيْحَيْنَ، ومُرُوْرًا بالسُّنَنِ الأرْبَعِ، وانْتِهَاءً بالمَسَانِيْدِ في غَيْرِهَا مِنْ أمَّاتِ كُتُبِ السُّنَّةِ والأثَرِ، فَلَهُمْ مِنَّا الدُّعَاءُ المَوْفُوْرُ، والشَّكْرُ المَوْصُوْلُ، والله مِنْ وَرَائِهِم حَافِظًا ومُؤيِّدًا، ومِنْ بَيْنِ أيْديْهم نَاصِرًا ومُسَدِّدًا!
* * *
ثُمَّ اعْلَمْ يَا رَعاكَ الله؛ بأنَّ هَذِهِ الرِّسَالَةَ لَيْسَتْ جَارِيَةً في ذِكْرِ السُّنَّةِ وفَضْلِهَا، ولا في بَيَانِ أهَمِّيَّةِ فَهْمِهَا وحِفْظِهَا ... بَلْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ جَاءَتْ تَصْحِيْحًا لطَرِيْقَةِ حِفْظِ السُّنَّةِ، واسْتِدْرَاكًا لتَقْوِيْمِ بَعْضِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، ولاسِيَّما تَصْحِيْحُ بَعْضِ الأخْطَاءِ الحَاصِلَةِ في طَرَائِقِ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةِ، كَما هُوَ جَارٍ عِنْدَهُم في تَنْهِيْجِ حِفْظِ السُّنَّةِ مِنْ خِلالِ كُتُبِ: «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، ثُمَّ الرُّجُوْعُ على حِفْظِ «أفْرَادِ» كُلٍّ مِنْهُمَا على الآخَرِ، ثُمَّ التَّعْرِيْجُ على حِفْظِ «زِيَادَاتِ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ العَشَرَةِ» بَعْضِهَا على بَعْضٍ، وهَكَذَا في تَرَاتِيْبَ مَطْرُوْحَةٍ، مِنْ خِلالِ دَوْرَاتٍ عِلْمِيَّةٍ، وجُهُوْدٍ فَرْدِيَّةٍ ... الأمْرُ الَّذِي يَحْمِلُنَا جَمِيْعًا أنْ نَقِفَ مَعَ هَذِهِ الطَّلائِعِ السَّلَفِيَّةِ، والبَشَائِرِ الأثَرِيَّةِ المُقْبِلَةِ على حِفْظِ السُّنَّةِ بشَيءٍ مِنَ النَّصِيْحَةِ الأخَوِيَّةِ، والاسْتِدْرَاكَاتِ العِلْمِيَّة وغَيْرَهُ ممَّا اسْتَوْجَبَتْهُ الأُخُوَّةُ الإيْمانِيَّةُ بَيْنَنَا، و فَرَضَتْهُ الطَّرِيْقَةُ الأثَرِيَّةُ عَلَيْنَا، والله مِنْ وَرَاءِ القَصْدِ.
* * *
¥(26/412)
ومِنْ هُنَا؛ فلْيَعْلَمِ الجَمِيْعُ أيْضًا أنَّني مَا أرَدْتُ بِرِسَالَتِي هَذِهِ إلَّا تَسْدِيْدًا لهَذِهِ الدَّوْرَاتِ في مَسِيْرَتِهَا، وتَأيِيْدًا لهَا في إحْيَاءِ حِفْظِ السُّنَّةِ بَيْنَ أبْنَاءِ المُسْلِمِيْنَ مِنْ طُلَّابِ العِلْمِ المُبْتَدِئِيْنَ، الَّذِيْنَ أقْبَلُوا وكُلُّهُم عَزِيْمَةٌ وهِمَّةٌ لحِفْظِ القُرْآنِ والسُّنَّةِ، الَّذِيْنَ أقْبَلُوا في جُمُوْعِهِم وقَدْ رَفْرَفُوا بأعْلامِ السُّنَّةِ والأثَرِ فَوْقَ رُؤوْسِهِم ضَارِبِيْنَ وَرَاءَهُم مُخَلَّفَاتِ التَّعَصُّبِ المَذْهَبِيِّ، والآرَاءَ الفَاسِدَةَ، وتَقْلِيْدَ الرِّجَالِ، الَّذِيْنَ أعْرَضُوا صَفْحًا عَنْ مُخَلَّفَاتِ الدَّوْرَاتِ الفِكْرِيَّةِ والإدَارِيَّةِ الوَافِدَةِ مِنْ بِلادِ الإفْرَنْجِ مُؤخَّرًا، والله خَيْرٌ حَافِظًا!
* * *
* وهَذِهِ ثَانِيَةً؛ فَقَدْ حَمَلَنِي أيْضًا على تَثْقِيْفِ النَّصِيْحَةِ في هَذِهِ الرِّسَالَةِ أمْرَانِ:
* الأوَّلُ: الإقْبَالُ الكَبِيرُ الَّذِي نَرَاهُ عِنْدَ طُلَّابِ العِلْمِ هَذِهِ الأيَّامَ نَحْوَ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ الَّتِي يُقِيْمُهَا مَشَايِخُ أفَاضِلُ مِمَّنْ لهُم عِنَايَةٌ بالسُّنَّةِ والأثَرِ، وعلى رَأسِهِم أخُوْنَا الشَّيْخُ الحَافِظُ يَحْيَى بنُ عَبْدُ العَزِيْزِ اليَّحْيَى حَفِظَهُ الله تَعَالى، وهَذَا ممَّا يَدُلُّ على أنَّ هَؤلاءِ الطُلَّابَ المُقْبِلِيْنَ على هَذِهِ الدَّوْرَاتِ لحِفْظِ السُّنَّةِ: أنَّهُم قَدْ رُزِقُوا هِمَّةً عَالِيَةً، وعَزِيْمَةً قَوِيَّةً، وإرَادَةً صَالحَةً ... الأمْرُ الَّذِي يَجْعَلُنَا نَنْظُرَ إلى هَذِهِ النُفُوْسِ المُقْبِلَةِ في هِمَمِهَا العَالِيَةِ بِشَيءٍ مِنَ النَّصِيْحَةِ والتَّصْحِيْحِ.
هَذَا إذَا عَلِمْنَا؛ أنَّ كُتُبَ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، لم تُؤلَّفْ ولم تُصَنَّفْ عِنْدَ عَامَّةِ أهْلِ العِلْمِ إلَّا لتَقْرِيْبِ أحَادِيْثِ «الصَّحِيْحَيْنِ» لمَنْ ضَاقَ وَقْتُهُ، وقَصُرَتْ هِمَّتُهُ، وضَعُفَتْ عَزِيْمَتُهُ عَنْ حِفْظِ ودِرَاسَةِ أحَادِيْثِهِمَا مَتْنًا وسَنَدًا، وهَذَا السَّبَبُ وغَيْرُهُ لا نَجِدُهُ (ولله الحَمْدُ!) عِنْدَ هَؤلاءِ الطَّلَبَةِ المُقْبِلِيْنَ بكُلِّ هِمَّةٍ وعَزِيْمَةٍ على حَفْظِ السُّنَّةِ، وسَيَأتي إنْ شَاءَ الله ذِكْرُ بَعْضِ مَقَاصِدِ تَألِيْفِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، و «الزَّوَائِدِ» عِنْدَ أهْلِ الحَدِيْثِ مِنْ أئِمَّةِ السَّلَفِ.
* الثَّاني: انْتِشَارُ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العلْمِيَّةِ، واتِّسَاعُ حَلَقَاتِها هُنَا وهُنَاكَ؛ ممَّا يَجْعَلُنَا نَنْظُرَ إلَيْهَا أيْضًا بشَيءٍ مِنَ النَّصِيْحَةِ والتَّصْحِيْحِ.
ولاسِيَّما؛ وأنَّهَا قَدْ أخَذَتْ، بَلِ قَدِ اخْتَطَّتْ لنَفْسِهَا بَعْضَ التَّراتِيْبِ الاجْتِهَادِيَّةِ في طَرِيْقَةِ حِفْظِ السُّنَّةِ لَدَى النَّاشِئَةِ مِنْ طُلَّابِ العِلْمِ؛ حَيْثُ قَدْ شَابَها مَيْلٌ عَنِ الجَادَّةِ في حِفْظِهِم للسُّنَّةِ، الأمْرُ الَّذِي يَدْفَعُنَا ضَرُوْرَةً إلى الوُقُوْفِ مَعَ هَذِهِ التَّراتِيْبِ بشَيءٍ مِنَ النَّقْدِ والاسْتِدْرَاكِ، والله وَليُّ الصَّالِحِيْنَ.
* * *
* ولعَمْرُ الله! لَوْ أنَّ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العلْمِيَّةَ كَانَتْ قَاصِرَةً على نَفْسِهَا، أو أنَّها خَاصَّةٌ ببَعْضِ طُلَّابِهَا، وذَلِكَ في حُدُوْدٍ مُعْتَبرَةٍ لمَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ في بَيْضَاءَ، ولمَا رَضِيْتَ بسَحْبِ القَلْمِ في بِسَاطِ الأوْرَاقِ، ولمَا أشْغَلْتُ أيْضًا نَفْسِي ووَقْتِي بشَيءٍ مِمَّا هُنَا؛ لكِنَّ وَاقِعَ الحَالِ ودَلِيْلَ الشَّاهِدِ يَقْطَعُ بأنَّ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العلْمِيَّةَ قَدْ أخَذَتِ انْتِشَارًا وَاسِعًا، بَلْ لم تَزَلْ في تَوَسُّعٍ في دَوْرَاتِهَا وحَلَقَاتِهَا هُنَا وهُنَاكَ، ولاسِيَّما في بِلادِ الحَرَمَيْنِ عِنْدَنَا، فمِنْ هُنَا كَانَ العُذْرُ مَوْصُوْلًا بَيْنَنَا، والنَّصِيْحَةُ وَاجِبَةً عَلَيْنَا، والله المُوَفِّقُ والهَادِي إلى سَوَاءِ السَّبِيْلِ!
* * *
* وعَلى هَذَا؛ فَقَدْ رَسَمْتُ هَذِهِ الرِّسَالَةَ المُخْتَصَرَةَ تَحْتَ عُنْوَانِ «أوْهَامِ الرَّائدِ في جَمْعِ الصَّحِيْحَيْنِ والزَّوَائِدِ»، وقَدْ قَصَدْتُ بِهَا مَنِ اسْتَعَاضَ عَنِ الصَّحِيْحَيْنِ بحِفْظِ كُتُبِ الجَمْعِ والزَّوَائِدِ ممَّنْ عَلَتْ هِمَّتُهُم، وقَوِيَتْ حَافِظَتُهُم.
كَمَا أنَّني أمْلَيْتُ مَوَاضِيْعَ هَذِهِ الرِّسَالَةِ، وقَرَنَتُ مَضَامِيْنَهَا مِنْ خِلالِ ثَلاثَةِ أبْوَابٍ، كَما يَلي:
* البَابُ الأوَّلُ: النَّقْدُ والاسْتِدْرَاكَاتُ لكُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، وفِيْهِ اثْنَا عَشَرَ اسْتِدْرَاكًا.
* البَابُ الثَّاني: النَّقْدُ والاسْتِدْرَاكَاتُ لكِتَابِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، و «زِيَادَاتِ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ العَشَرَةِ» للشَّيْخِ اليَحْيَى، وفِيْهِ ثَلاثَةَ عَشَرَ اسْتِدْرَاكًا.
* البَابُ الثَّالِثُ: حِفْظُ «السُّنَّةِ» عِنْدَ حُفَّاظِ السُّنَّةِ.
فإلى هَذِهِ الاسْتِدْرَاكَاتِ والتَّصْحِيْحَاتِ على وَجْهِ الاخْتِصَارِ.
والحَمْدُ لله رَبِّ العَالمِيْنَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على عَبْدِهِ ورَسُوْلِهِ الأمِيْنِ
وَكَتَبهُ
ذِيَاب بن سَعد آل حمدَان الغَامديّ
لَيْلَةَ الأحَدِ مِنَ اليَوْمِ الأوَّلِ مِنْ شَهْرِ جُمَادَى الأوَّلِ
لعَامِ ألفٍ وأرْبَعْمائَةٍ وثَلاثِيْنَ
(1/ 5/1430)
الطَّائِفُ المأنُوْسُ
¥(26/413)
ـ[علي العجمي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 04:33 م]ـ
البَابُ الأوَّلُ
النَّقْدُ والاسْتِدْرَاكَاتُ
لكُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»
لَقَدْ شَاءَ الله تَعَالى أنْ أقِفَ على بَعْضِ الكُتُبِ الَّتِي صُنِّفَتْ وألِّفَتْ في فَنِّ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» ممَّا كَتَبَهَا أهْلُ العِلْمِ سَلَفًا وخَلَفًا، ابْتِدَاءً بكِتَابِ الجَوْزَقيِّ (388)، والحُمَيْدِيِّ (488)، وعَبْدِ الحَقِّ الإشْبِيليِّ (582) وغَيْرَهُم، وانْتِهَاءً بكِتَابِ ابنِ حَجَرٍ العَسْقَلانيِّ (852)، وعَبْدِ الحَقِّ الهَاشِميِّ (1394)، ومُحَمَّد فُؤَاد عَبْدَ البَاقي (1388)، ومُحَمَّد لُقْمَانَ السَّلَفِيِّ، وصَالِحٍ الشَّاميِّ، ويَحْيَى اليَحْيَى وغَيْرَهُم، وسَيَأتي ذِكْرُهُم على التَّفْصِيْلِ إنْ شَاءَ الله.
عِلمًا أنَّنِي هُنَا لم أقْصِدْ (عِيَاذًا بالله!): الاسْتِدْرَاكَ على طَرِيْقَةِ ومَنْهَجِ أصْحَابِ هَذِهِ الكُتُبِ آنِفَةِ الذِّكْرِ، لأنَّ التَّصْنِيْفَ في كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» هِيَ جَادَّةٌ مَطْرُوْقَةٌ عِنْدَ أهْلِ العِلْمِ مُنْذُ القَرْنِ الرَّابِعِ الهِجْرِيِّ إلى وَقْتِنَا هَذَا، كَمَا أنَّني لا أعْلَمُ أحَدًا مِنْ أهْلِ العِلْمِ أنْكَرَهَا أو حَذَّرَ مِنْهَا، إلَّا مَا كَانَ مِنْ بَعْضِهِم في نَقْدِ طَرِيْقَةِ بَعْضِ المُؤلِّفِيْنَ في كُتُبِهِم الجَامِعَةِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ، ممَّا هُوَ جَارٍ في دَائِرَةِ الاجْتِهَادِ والتَّصْحِيْحِ.
وعَلى هَذَا؛ فَإنَّ اسْتِدْرَاكِي ومَلْحُوْظَاتي هُنَا هِيَ قَائِمَةٌ وجَارِيَةٌ حَوْلَ كُلِّ مَنِ اسْتَعَاضَ بحِفْظِ هَذِهِ الكُتُبِ عَنْ أصْلِ كُتُبِ السُّنَّةِ، ولاسِيَّما الصَّحِيْحَانِ ... كَمَا أنَّني مَا أرَدْتُ برِسَالَتِي هَذِهِ ابْتِدَاءً إلَّا الوُقُوْفَ والاسْتِدْرَاكَ على هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةِ السَّائِرَةِ في حِفْظِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» لأخِيْنَا الشَّيْخِ المُحَدِّثِ يَحْيَى اليَحْيَى حَفِظَهُ الله، و «الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ»!
* * *
فَعَوْدًا على بَدْءٍ؛ فإنَّني مِنْ خِلالِ مُطَالَعَاتي وقِرَاءَاتي قَدِيْمًا وحَدِيْثًا لكُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» في الجُمْلَةِ؛ فَقَدْ تَبَيَّنَ لي أنَّ لكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُم مَنْهَجَهُ وطريقَتَهُ في التَّألِيْفِ والتَّصْنِيْفِ، الأمْرُ الَّذِي يَدُلُّ ضَرُوْرَةً بِأنَّ هَذِهِ الكُتُبَ الجَامِعَةَ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ قَدْ غَدَتْ مُؤلَّفَاتٍ ومُصَنَّفَاتٍ مُسْتَقِلَّةً مُنْفَرِدَةً عَنْ أصْلِهِمَا (البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ)، كَمَا أنَّ غَالِبَ هَذِهِ الكُتُبِ لَيْسَ بَيْنَهَا وبَيْنَ أصُوْلهَا صِلَةٌ سَوَاءٌ أكَانَتْ في التَّرْتِيْبِ أو التَّبْوِيْبِ ... اللَّهُمَّ مَا كَانَ مِنِ انْتِقَاءٍ للأحَادِيْثِ، ثُمَّ صِيَاغَتُهَا بَعْدِ تَرْتِيْبٍ جَدِيْدٍ، فافْهَمْ هَذَا هُدِيْتَ إلى الحَقِّ والصَّوَابِ!
فَكَانَ هَذَا وغَيْرُهُ أحَدَ الأسْبَابِ الَّتِي دَفَعَتْنِي إلى تَرْسِيْمِ هَذِهِ الاسْتِدْرَاكَاتِ النَّاصِحَةِ نَحْوَ مَا تَقُوْمُ بِهِ هَذِهِ الدَّوْرَاتُ العلْمِيَّةُ مِنْ تَقْنِيْنٍ وتَرْتِيْبٍ لحِفْظِ السُّنَّةِ لدَى طُلَّابِ العِلْمِ المُقْبِلِيْنَ إلَيْهَا، الأمْرُ الَّذِي جَعَلَ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةَ تَقَعُ في بَعْضِ الأخْطَاءِ الَّتِي مِنْ شَأنِهَا أنْ تَدْفَعَ أصْحَابَهَا إلى اطِّرَاحِ طَرِيْقَةِ حِفْظِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» كَمَا هُوَ مَاثِلٌ مِنْ خِلالِ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ، والاسْتِعَاضَةِ عَنْهَا بحِفْظِ أصْلِ البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ، كُمَا هُوَ الشَّأنُ عِنْدَ أئِمَّتِنَا سَلَفًا وخَلَفًا.
* * *
لِذَا كَانَ مِنْ بَيَانِ الحَقِّ، وبَذْلِ النَّصِيْحَةِ أنْ نَقُوْلَ: إنَّ طَرِيْقَةَ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةِ السَّائِرَةِ في حِفْظِ السُّنَّةِ لطُلَّابِ العِلْمِ عَنْ طَرِيْقِ حِفْظِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» لهِي طَرِيْقَةٌ غَيْرُ صَحِيْحَةٍ في الجُمْلَةِ، يُوَضِّحُهُ مَا يَلي باخْتِصَارٍ:
¥(26/414)
الاسْتِدْرَاكُ الأوَّلُ: أنَّ كُتُبَ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، و «الزَّوَائِدِ»، لم تُؤلَّفْ ولم تُصَنَّفْ سَلَفًا وخَلَفًا عِنْدَ أهْلِ العِلْمِ إلَّا لأرْبَعَةِ أمُوْرٍ في الأعَمِّ الغَالِبِ:
الأوَّلُ: أنَّها لم تُؤلَّفْ عِنْدَ غَالِبِ أصْحَابِهَا إلَّا بقَصْدِ التَّقْرِيْبِ لأحَادِيْثِ الصَّحِيْحَيْنِ، بحُجَّةِ أنَّ كَثِيْرًا مِنْ طُلَّابِ العِلْمِ فَضْلًا عَنْ غَيْرِهِم قَدْ ضَاقَتْ أوْقَاتُهُم، وقَصُرَتْ هِمَمُهُم، وضَعُفَتْ عَزَائِمُهُم عَنْ حِفْظِ ودِرَاسَةِ الأحَادِيْثِ مَتْنًا وسَنَدًا، ولاسِيَّما أحَادِيْثُ الصَّحِيْحَيْنِ.
وهَذَا السَّبَبُ لا نَجِدُهُ (ولله الحَمْدُ!) عِنْدَ هَؤلاءِ الطَّلَبَةِ المُقْبِلِيْنَ بِكُلِّ هِمَّةٍ وعَزِيْمَةٍ على حِفْظِ السُّنَّةِ، فَكَانَ والحَالَةُ هَذِهِ أنْ نَدْفَعَهُم إلى حِفْظِ الأصُوْلِ ابْتِدَاءً بالصَّحِيْحَيْنِ والسُّنَنِ، وانْتِهَاءً بالمَسَانِيْدِ والمَعَاجِمِ وغَيْرِهَا مِنْ كُتُبِ السُّنَّةِ، ولَيْسَ هَذَا على الله بعَزِيْزٍ، فَقَدْ صَحَّ عَنْهُ r عِنْدَ مُسْلِمٍ أنَّهُ قَالَ: «لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أمَّتِي ظَاهِرِيْنَ على الحَقِّ، لا يَضُرُّهُم مَنْ خَذَلَهُم؛ حَتَّى يَأتي أمْرُ الله، وهُمْ كَذَلِكَ»، وقَدِ اتَّفَقَتْ كَلِمَةُ أهْلِ العِلْمِ على أنَّ هَذِهِ الطَّائِفَةَ: هُمْ أهْلُ الحَدِيْثِ في الجُمْلَةِ.
وقَدْ صَحَّ أيْضًا عَنْهُ r أنَّهُ قَالَ: «مَثَلُ أمَّتِي مَثَلُ المَطَرِ لا يُدْرَى أوَّلُهُ خَيْرٌ أمْ آخِرُهُ» أخْرَجَهُ أحْمَدُ وغَيْرُهُ، بإسْنَادٍ حَسَنٍ.
وقَالَ r : « نَضَّرَ الله امْرأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ كَمَا سَمِعَهُ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أوْعَى مِنْ سَامِعٍ» أخْرَجَهُ التَّرْمِذِيُّ وغَيْرُهُ. وغَيْرَهُ مِنَ الأحَادِيْثِ الدَّالَّةِ على بقَاءِ الطَّائِفَةِ المَنْصُوْرَةِ الحَافِظَة للسُّنَّةِ والأثَرِ إلى قِيَامِ السَّاعَةِ، ومَجيءِ أمْرِ الله تَعَالى!
* * *
وعَلى هَذَا؛ فَقَدِ انْصَرَفَتْ وُجُوْهُ أهْلِ العِلْمِ الكِبَارِ عَنِ الاشْتِغَالِ بكُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، سَوَاءٌ في حِفْظِهَا أو مُدَارَسَتِهَا أو شَرْحِهَا، فَضْلًا أنْ يَتَّخِذُوْهَا مَنْهَجًا للحِفْظِ، وطَرِيْقَةً للتَّلْقِيْنِ: إلى دِرَاسَةِ وحِفْظِ وشَرْحِ أصْلِ «الصَّحِيْحَيْنِ»!
يُوَضِّحُهُ؛ أنَّ عَامَّةَ أهْلِ العِلْمِ المُعْتَبَرِيْنَ (سَلَفًا وخَلَفًا) لم يَكُوْنُوا عِنْدَ تَحْدِيْثِهِم أو شَرْحِهِم: يَعْزُوْنَ الأحَادِيْثَ النَّبَوِيَّةَ إلى كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» إلَّا عِنْدَ اعْتِبَارَاتٍ خَاصَّةٍ هِيَ مِنْ شَأنِ المُشْتَغِلِيْنَ بالحَدِيْثِ، ولاسِيَّما عِنْدَ ذِكْرِ بَعْضِ زِيَادَاتِ الحُمَيْدِيِّ في كِتَابِهِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، سَوَاءٌ كَانَتْ هَذِهِ الزِّيَاداتُ في السَّنَدِ أو المَتْنِ، أو غَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الاعْتِبَارَاتِ العَارِضَةِ التي يَطُوْلُ ذِكْرُهَا، ومَعَ هَذَا أيْضًا لم يَكُنْ دَيْدَنُهُم هُوَ النَّقْلُ أو التَّحْدِيْثُ أو العَزْوُ إلى كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»!
وأدَلُّ شَيءٍ عَلى هَذَا أيْضًا: هُوَ مَا كَتَبَهُ وحَرَّرَهُ أهْلُ العِلْمِ قَدِيْمًا وحَدِيْثًا في كُتُبِهِم ورَسَائِلِهِم ومَقَالاتِهِم وإمْلاءَاتِهِم ... الشَّيءُ الَّذِي يَدُلُّنَا صَرَاحَةً إلى أنَّ تَصَرُّفَاتِ أهْلِ العِلْمِ وعَزْوَهَم وإحَالاتِهِم عِنْدَ التَّحْدِيْثِ والتَّألِيْفِ والعَزْوِ: هُوَ مَا كَانَ مِنْهُم إلى أصُوْلِ كُتُبِ السُّنَّةِ ابْتِدَاءً بالصَّحِيْحَيْنِ، وانْتِهَاءً بالسُّنَنِ الأرْبَعِ، وغَيْرَهَا مِنْ كُتُبِ الأصُوْلِ.
¥(26/415)
فَدُوْنَكَ مَثَلًا: مَا كَتَبَهُ ابنُ عَبْدِ البَرِّ (463)، والخَطِيْبُ البَغْدَادِيُّ (463)، والنَّووِيُّ (676)، وابنُ قُدَامَةَ (620)، وابنُ تَيْمِيَّةَ (728)، وابنُ القَيِّمِ (751)، وابنُ كَثِيرٍ (774)، والذَّهِبيُّ (748)، وابنُ حَجَرٍ (852)، والشَّاطِبيُّ (790)، وابنُ عَبْدِ الوَهَّابِ (1206)، والشَّوكَانيُّ (1250)، ومُحَمَّدُ بنُ إبْرَاهِيْمَ (1389)، والسعدي (1376)، وابنُ بَازٍ (1420)، وهَكَذا في سِلْسِلَةٍ سَلَفِيَّةٍ مِنْ أئِمَّةِ السُّنَّة والأثَرِ!
ومِنْ هُنَا؛ فلْيَعْلَمِ الجَمِيْعُ أنَّ طَرَائِقَ أئِمَّتِنَا مِنْ أهْلِ العِلْمِ والإيْمانِ في التَّحْدِيْثِ والعَزْوِ: هُوَ مَا كَانَ إلى أصْلِ الصَّحِيْحَيْنِ (البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ)، وكُتُبِ السُّنَنِ الأرْبَعِ، والمَسَانِيْدِ، وهَكَذَا في غَيْرِهَا مِنَ الأصُوْلِ الحَدِيْثِيَّةِ، وهَذَا ممَّا لا يُخَالِفُ فِيْهِ أحَدٌ ممَّنْ لَهُ عِنَايَةٌ بِسِيَرِ القَوْمِ عِنْدِ التَّحْدِيْثِ والتَّألِيْفِ والله المُوَفِّقُ.
الثَّاني: أنَّهَا أيْضًا لم تُؤلَّفْ غَالِبًا إلَّا تَذْكِيرًا للحُفَّاظِ مِنْ أهْلِ الحَدِيْثِ والأثَرِ ممَّنْ لهُم سَابِقَةُ حِفْظٍ وعِنَايَةٍ ومُطَالَعَةٍ ودِرَاسَةٍ للسُّنَّةِ.
بمَعْنَى أنَّهُم أرَادُوا بكُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» و «الزَّوَائِدِ»: التَّقْرِيْبَ والتَّذْكِيْرَ لمَنْ كَانَ حَافِظًا مُحَدِّثًا ممَّنْ لَهُ كَبِيْرُ عِنَايَةٍ واهْتِمامٍ بالسُّنَّةِ، وهَذِهِ الجَادَّةُ مَعْلُوْمَةٌ مَشْهُوْرَةٌ عِنْدَ كَثِيْرٍ مِنْ أهْلِ العِلْمِ ممَّنْ بَلَغُوا شَأوًا كَبِيرًا في العِلْمِ والحِفْظِ، كَمَا لهُم أيْضًا في هَذَا عِبَارَاتٌ قَدْ ضَمَّنُوْهَا تَصْدِيْرَ مُقَدِّمَاتِ كُتُبِهِم، مِثْلُ قَوْلهِم عِنْدَ الاخْتِصَارِ أو الجَمْعِ: ليَكُوْنَ تَذْكِرَةً للمُنْتَهِي، وتَبْصِرَةً للمُبْتَدِئ!
وهُنَاكَ طَائِفَةٌ لَيْسَتْ بالقَلِيْلَةِ مِنَ الكُتُبِ الَّتِي صُنِّفَتْ وألِّفَتْ عِنْدَ أهْلِ العِلْمِ، بغَرَضِ التَّقْرِيْبِ والتَّذْكِيْرِ، وحَسْبُكَ مِنْهَا مَثَلًا: «تُحْفَةَ الأشْرَافِ» للمِزِّي رَحِمَهُ الله وغَيْرَهُ مِنْ كُتُبِ أهْلِ السُّنَّةِ والأثَرِ، ولَيْسَ هَذَا مَحَلَّ ذِكْرِهَا.
الثَّالِثُ: أنَّ كُتُبَ «الزَّوَائِدِ» خَاصَّةً ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1038192#_ftn1)) لم تُؤلَّفْ ولم تُصَنَّفْ عِنْدَ أهْلِ العِلْمِ إلَّا لتَقْرِيْبِ القَاصِي والبَعِيْدِ، وتَسْهِيْلِ العَسِيْرِ والشَّرِيْدِ، وهَذَا إذَا عَلِمْنَا أنَّ العُمُرَ قَصِيْرٌ والزَّمَنَ يَسِيرُ، لأجَلِ هَذَا لمَّا عَلِمَ أهْلُ العِلْمِ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ أنَّ الإحَاطَةَ بجَمِيْعِ الأحَادِيْثِ النَّبَوِيَّةِ: أصْبَحَ صَعْبًا وعَسِيرًا، بَلْ أمْسَى مَطْلَباً عَزِيْزًا؛ قَامُوا والحَالَةُ هَذِهِ إلى كِتَابَةِ «الزَّوَائِدِ» لعِلْمِهِمُ السَّابِقِ أنَّ إدْرَاكَ جَمِيْعِ الأحَادِيْثِ لم يَنَلْهُ إلَّا أفْذَاذٌ مِنَ جَهَابِذَةِ الحِفْظِ والتَّحْدِيْثِ ممَّنْ مَضَتْ أجْيَالهُم، وانْقَضَتْ عَجَائِبُهُم مِنْ أئَمَّةِ الحَدِيْثِ والأثَرِ، ولاسِيَّما شُعَبَةُ، وابنُ مَعِينٍ، وأحمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وأبو زُرْعَةَ، والبُخَارِيُّ، ومُسْلِمٌ، وأصْحَابُ السُّنَنِ، والدَّارَقُطْنيُّ في غَيْرِهِم مِنْ شُيُوْخِ الإسْلامِ، وبُدُوْرِ المِلَّةِ، وأسَاطِيْنِ الدِّيْنِ، ومَحَاسِنِ الزَّمَانِ، وأعْلامِ الحِفْظِ.
فانْظُرْهُم في كِتَابِ «تَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ» للذَّهَبيِّ، أو في كُتُبِ التَّراجِمِ والطِّبَاقِ لتَعْلَمَ أنَّ القَوْمَ قَدْ تَرَبَّعُوا على أسِرَّةِ العِلْمِ والفِقْهِ، وتَوَسَّدُوا مَوَاطِنَ الفَهْمِ والحِفْظِ؛ حَيْثُ سَارَتْ بأخْبَارِهِم وكُتُبِهِم الرُّكْبَانُ في مَشَارِق الأرْضِ ومَغَارِبِهَا، وضَرَبَتْ إلَيْهِم أعْطَانُ الإبْلِ بأكْبَادِهَا؛ ومِنْ هُنَا ارْتَفَعَ شَأوُهُم، وعَلا كَعْبُهُم، وظَهَرُ حِفْظُهُم، وبَانَ فَضْلُهُم، فَعِنْدَهَا عَجِزَ مَنْ جَاءَ بَعْدَهُم أنْ يَأتي بمِثْلِهِم، وضَعُفَ مَنْ مَشَى خَلْفَهُم أنْ يَقْوَى سَعْيَهُم،
¥(26/416)
والله يُؤتي فَضْلَهُ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبَادِهِ المُؤمِنِيْنَ!
والحَالَةُ الَّتِي ذَكَرْتُ؛ فَقَدِ اقْتَصَرَ أكْثَرُ أئِمَّةِ الحَدِيْثِ على حِفْظِ أصُوْلِ الكُتُبِ السِّتَّةِ أو التِّسْعَةِ، ومَا زَادَ عَلَيْهَا اسْتَدْرَكُوْهُ مِنْ خِلالِ صِنَاعَةِ كُتُبِ «الزَّوَائِدِ»، و «الأفْرَادِ» الَّتِي قَرَّبَتْ إلَيْهِمُ البَعِيْدَ، وسَهَّلَتْ عَلَيْهِمُ العَصِيْبَ.
وهَذَا مَا قَرَّرَهُ شَيْخُ الصِّنَاعَةِ ورَئِيْسُ البِضَاعَةِ ممَّن مَهَرَ واشْتَهَرَ في فَنِّ «الزَّوَائِدِ» الحَافِظُ نُوْرُ الدِيْنِ عليُّ بنُ أبي بَكْرٍ الهَيْثَمِيُّ رَحِمَهُ الله (807) كَمَا جَاءَ في مُقَدِّمَةِ كِتَابِهِ «كَشْفِ الأسْتَارِ عَنْ زَوَائِدِ البَزَّارِ» (1/ 5): «فَقَدْ رَأيْتُ مُسْنَدَ أبي بَكْرٍ البَزَّارِ المُسَمَّى: بـ «البَحْرِ الزَّخَّارِ» قَدْ حَوَى جُمْلَةً مِنَ الفَوَائِدِ الغِزَارِ يَصْعُبُ التَوَصُّلُ إلَيْهَا على مَلْتَمِسِهَا، ويَطُوْل ذَلِكَ عَلَيْهِ قَبْلَ أنْ يُخَرِّجَهَا، فأرَدْتُ أنْ أتَتَبَّعَ مَا زَادَ فِيْهِ على الكُتُبِ السِّتَّةِ!».
وبنَحْوِهِ قَالَ تَلْمِيْذُهُ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانيُّ رَحِمَهُ الله (852) في «المَطَالِبِ العَالِيَةِ» (1/ 3): «قَدْ جَمَعَ أئِمَّتُنَا مِنَ الحدِيْثِ الشَّتَاتِ، على المَسَانِيْدِ والأبْوَابِ المُرَتَّبَاتِ، فَرَأيْتُ جَمْعَ جَمِيْعِ مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ في كِتَابٍ وَاحِدٍ، ليَسْهُلَ الكَشْفُ فِيْهِ على أُوْلي الرَّغَبَّاتِ!».
ومِنْ خِلالِ مَا ذَكَرنَاهُ هُنَا؛ فلْيَعْلَمِ الجَمِيْعُ أنَّ كُتُبَ «الجَوَامِعِ»، و «الزَّوَائِدِ»، و «الأفْرَادِ» لم تُؤلَّفْ في غالَبِ وحَقِيْقَةِ الأمْرِ إلَّا لتَقْرِيْبِ البَعِيْدِ وتَهْذِيْبِ الشَّرِيْدِ مِنَ الأحَادِيْثِ الَّتِي غَدَتْ بَعِيْدَةَ المَنَالِ، عَزِيْزَةَ النَّوَالِ، بَلْ أضْحَتْ عَسِيْرَةَ الحِفْظِ على رَاغِبِهَا، عَصِيْبَةِ العَدِّ على طَالِبِهَا ... فَكَانَ والحَالَةُ هَذِهِ أنْ جُمِعَتْ ودُوِّنَتْ وصُنِّفَتْ كُتُبُ «الزَّوَائِدِ» وغَيْرِهَا لهَذَا الغَرَضِ النَّبِيْلِ، وهَذَا الشَّرَفِ الجَلِيْلِ ... لا أنْ تَبْقَى مُزَاحِمَةً لأصُوْلِ كُتُبِ السُّنَّةِ والأثَرِ، فَافْهَمْ هُدِيْتَ إلى الحَقِّ والتَّوْفِيْقِ، آمِيْنَ!
الرَّابِعُ: أنَّ كُتُبَ «الزَّوَائِدِ» لم تُؤَلَّفْ أيْضًا إلَّا للحِفَاظِ على كُتُبِ السُّنَّةِ الَّتِي يُخْشَى انْدِثَارُهَا ونِسْيَانُهَا لخُمُوْلِ ذِكْرِهَا، وقِلَّةِ العِنَايَةِ بِهَا سَوَاءٌ كَانَتْ مِنَ الكُتُبِ الَّتِي صُنِّفَتْ قَبْلَ الصَّحِيْحَيْنِ أو بَعْدَهُمَا، وهَذَا مَا ذَكَرَهُ الفَقِيْهُ الدِّهْلَويُّ رَحِمَهُ الله في كِتَابِهِ «حُجَّةِ الله البَالِغَةِ» (1/ 134): «والطَّبَقَةُ الثَّالِثَةُ: مُسَانِيْدُ وجَوَامِعُ ومُصَنَّفَاتٌ، صُنِّفَتْ قَبْلَ البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ، وفي زَمَانِهِمَا وبَعْدِهِمَا، جَمَعَتْ بَيْنَ الصَّحِيْحِ والحَسَنِ والضَّعِيْفِ، والمَعْرُوْفِ والغَرِيْبِ، والشَّاذِّ والمُنْكَرِ، والخَطَأ والصَّوَابِ، والثَّابِتِ والمَقْلُوْبِ، ولم تُشْتَهَرْ في العُلَمَاءِ ذَلِكَ الاشْتِهَارَ، وإنْ زَالَتْ عَنْهَا النَّكَارَةُ المُطْلَقَةُ ... فَهِيَ بَاقِيَةٌ على اسْتِتَارِهَا واخْتِفَائِهَا وخُمُوْلِهَا، كـ «مُسْنَدِ أبي يَعْلى»، و «مُصَنَّفِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ»، و «مُصْنَفِ أبي بَكْرٍ بنِ أبي شَيْبَةَ»، و «مُسْنَدِ عَبْدِ بنِ حُمَيْدٍ» و «الطَّيَالِسِي»، وكُتُبِ البَيْهَقِيِّ، والطَّحَاوِيِّ، والطَّبَرانيِّ.
وكَانَ قَصْدُهُم جَمْعَ مَا وُجَدُوْهُ، لا تَلْخِيْصَهُ وتَهْذِيْبَهُ مِنَ العَمَلِ» ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1038192#_ftn2)) انْتَهَى.
¥(26/417)
ومَهْمَا يَكُنْ؛ فَإنَّ كُتُبَ «الزَّوَائِدِ» لا تَخْلُو مِنْ فَوَائِدَ كَثِيْرَةٍ قَدْ تَطَرَّقَ إلَيْهَا بَعْضُ المُشْتَغِلِيْنَ بعِلْمِ «الزَّوَائِدِ» مِنْ أئِمَّةِ الحَدِيْثِ، ولاسِيَّمَا بَعْضُ الفَوَائِدِ المُتَعَلِّقَةِ بتَرْتِيْبِ الأحَادِيْثِ على المَسَانِيْدِ أو الأطْرَافِ، أو الأبْوَابِ الفَقْهِيَّةِ، وأيْضًا مَا يَتَعَلَّقُ بمَعْرِفَةِ الرِّجَالِ اتِّصَالًا وانْقِطَاعًا، وسَمَاعًا وإرْسَالًا، وشَاهِدًا ومُتَابِعًا، وكَذَا في مَعْرِفَةِ عِلَّةٍ خَفِيَّةٍ، أو شُذُوْذٍ مُخِلٍّ، وغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الفَوَائِدِ الَّتِي لا تَسَعُهَا هَذِهِ الرِّسَالَةُ المُخْتَصَرَةُ، والله أعْلَمُ.
* * *
الاسْتِدْرَاكُ الثَّاني: ومِنَ الاسْتِدْرَاكَاتِ أيْضًا، أنَّ كُلَّ مَنْ ألَّفَ أو صَنَّفَ في «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» لَهُ مَنْهَجٌ خَاصٌّ، وطَرَيْقَةٌ مَعْلُوْمَةٌ في جَمْعِهِ لأحَادِيْثِ الصَّحِيْحَيْنِ؛ سَوَاءٌ كَانَ في طَرِيْقَةِ التَّبْوِيْبِ والتَّرْتِيْبِ، أو في الزِّيَادَاتِ والاخْتِصَارَاتِ، أو في التَّقْدِيْمِ والتَّأخِيْرِ، أو في الاتِّفَاقَاتِ والإفْرَادَاتِ، أو في مَخْرَجِ الحَدِيْثِ وذِكْرِ الرَّاوِي، أو في السَّمَاعَاتِ والتَّحْدِيْثَاتِ، أو في المَوْقُوْفَاتِ والمَقْطُوْعَاتِ، أو في المُعَلَّقَاتِ والبَلاغَاتِ ... أو غَيْرَ ذَلِكَ ممَّا هُوَ مَعْلُوْمٌ عِنْدَ أهْلِ الشَّأنِ مِنْ أئِمَّةِ الحَدِيْثِ.
ومِنْ خِلالِ هَذِهِ المَنَاهِجِ والطَّرَائِقِ الخَاصَّةِ الَّتِي الْتَزَمَ بِهَا أصْحَابُهَا في تَألِيْفِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، نَكُوْنُ عِنْدَهَا على يَقِيْنٍ بِأنَّهَا قَدْ أصْبَحَتْ كُتُبًا ذَاتَ مَنْهَجٍ وطَرِيْقَةٍ لا تَتَّفِقُ والصَّحِيْحَيْنِ في شَيءٍ مِمَّا ذُكِرَ، الأمْرُ الَّذِي يَجْعَلُهَا كُتُبًا جَدِيْدَةً مُنْفَرِدَةً عَنْ أصْلِهَا: تَرْتِيْبًا وتَبْوِيْبًا ومَنْهَجًا وتَخْرِيْجًا ... ولا يُخَالِفُ هَذَا إلَّا جَاهِلٌ بأبْجَدِيَّاتِ كُتُبِ السُّنَّةِ، ومَنَاهِجِ أئِمَّةِ الحَدِيْثِ.
* * *
ومَنْ أرَادَ مَعْرِفَةَ حَقِيْقَةِ الاخْتِلافِ بَيْنَ طَرِيْقَةِ أصْحَابِ «الصَّحِيْحَيْنِ»، وبَيْنَ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، فلْيَنْظُرْ إلى طَرِيْقَةِ ومَنْهَجِ عَامَّةِ أصْحَابِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، كَي يَعْلَمَ حِيْنَهَا بَأنَّ القَوْمَ لم يَدَعُوا مَجَالًا لمُتَعَقِّبٍ، ولم يَتْرُكُوا شَكًّا لمُتَحَقِّقٍ في مَعْرِفَةِ مَنَاهِجِهِم في التَّألِيْفِ، وذَلِكَ حِيْنَما يَعْلَمُ الجَمِيْعُ بأنَّهُم قَدِ الْتَزَمُوا في تَألِيْفِ كُتُبِهِم طَرَائِقَ شَتَّى ومَنَاهِجَ مُخْتَلِفَةً تَدُلُّ بمَجْمُوْعِهَا على أنَّ عَامَّةَ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» قَدِ ارْتَسَمَتْ مَنْهَجًا فَرِيْدًا، واتَّخَذَتْ طَرِيْقًا مُغَايِرًا عَنْ حَقِيْقَةِ أُصُوْلِهَا!
وتَحْقِيْقًا لمَطْلُوْبِ أهْلِ التَّحْقِيْقِ، ونُزُوْلًا عِنْدَ مَرْغُوْبِ أهْلِ التَّدْقِيْقِ ممَّنْ تَاقَتْ نُفُوْسُهُم، وشَاقَتْ قُلُوْبُهُم إلى مَعْرِفَةِ الاخْتِلافِ المَنْهَجِي بَيْنَ تَألِيْفِ «الصَّحِيْحَيْنِ»، وبَيْنَ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»: فَقَدْ سُقْنَا لهُم طَرَفًا مِنْ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، وذَكَرْنَا لهُم بَعْضَ أسْمَائِهَا على وَجْهِ التَّرْتِيْبِ والتَّهْذِيْبِ بحَسَبِ تَألِيْفِ أصْحَابِهَا ووَفَيَاتِهِم، فَكَانَ مِنَ ذَلِكَ:
كِتَابُ «المُسْتَخْرَجِ على الاتِّفَاقِ»، ويُقَالُ: «المُتَّفَقُ الكَبِيْرُ»، ويُقَالُ: «الجَمْعُ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنَ» للحَافِظِ أبي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الله الشَّيْبَانيِّ الجَوْزَقِيِّ رَحِمَهُ الله (388).
¥(26/418)
ثُمَّ كِتَابُ الحَافِظِ ابنِ عُبَيْدٍ الدِّمِشْقِيِّ رَحِمَهُ الله (401)، ثُمَّ كِتَابُ الحَافِظِ الفَقِيْهِ أبي مُحَمَّدٍ إسْمَاعِيْلَ بنِ أحْمَدَ المَعْرُوْفِ بابنِ الفُرَاتِ السَّرْخَسِيِّ (414)، ثُمَّ كِتَابُ الحَافِظِ الفَقِيْهِ أبي مُحَمَّدٍ إسْمَاعِيْلَ بنِ إبْرَاهِيْمَ السَّرْخَسِيِّ ثُمَّ الهَرَوِيِّ القَّرَابِ رَحِمَهُ الله (414)، ويُسَمَّى كِتَابُهُ: «الجَمْعُ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، ثُمَّ كِتَابُ الحَافِظِ أبي بَكْرٍ أحمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ البَرْقَانيِّ (425).
ثُمَّ كِتَابُ الحَافِظِ الفَقِيْهِ أبي عَبْدِ الله مُحَمَّدِ بنِ أبي نَصْرٍ فُتُوْح بنِ حُمَيْدٍ الحُمَيْدِيِّ (488)، وسَمَّى كِتَابَهُ: «الجَمْعَ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، وقَدْ رَتَّبَهُ على مَسَانِيْدِ الصَّحَابَةِ، كَمَا أنَّهُ بَيَّنَ فِيْهِ الأحَادِيْثَ الأفْرَادَ الَّتِي وَقَعَتْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ولم تَقَعَ للآخَرِ، كَمَا أضَافَ إلى أحَادِيْثِ «الصَّحِيْحَيْنِ» بَعْضَ الزِّيَادَاتِ الَّتِي أخَذَهَا مِنَ «المُسْتَخْرَجَاتِ»، ومَيَّزَهَا غَالِبًا، وهِيَ مُفِيْدَةٌ للطَّالِبِ في مَعْرِفَةِ مَعَاني الحَدِيْثِ وألْفَاظِهِ.
ثُمَّ كِتَابُ «الجَامِعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» للحَافِظِ أبي مُحَمَّدٍ حُسَيْنٍ الفَرَّاءِ البَغَوِيِّ (516)، ثُمَّ كِتَابُ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» للحَافِظِ عَبْدِ الحَقِّ الإشْبِيليِّ (582)، وهُوَ مِنْ أوْسَعِ الكُتُبِ جَمْعًا وأتْقَنَهَا نَظْمًا فَقَدْ تَفَرَّدَ بمَنْهَجٍ سَدِيْدٍ في جَمْعِ أحَادِيْثِ الصَّحِيْحَيْنِ لم يُسْبَقْ إلَيْهِ، وأتَى بنَوَادِرِ الكِتَابَيْنِ مِنَ النَّاحِيَةِ الحَدِيْثِيَّةِ والفِقْهِيَّةِ؛ حَيْثُ حَافَظَ على أبْوَابِ البُخَارِيِّ، وألْحَقَ مُعَلَّقَاتِهِ في آخِرِ كِتَابِهِ، ثُمَّ رَتَّبَ كِتَابَهُ على صَحِيْحِ مُسْلِمٍ؛ حَيْثُ اتَّخَذَهُ أصْلًا ثُمَّ زَادَ عَلَيْهِ أحَادِيْثَ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ، كَمَا بَيَّنَ الإفْرَادَاتِ بَينَهُما بطَرِيْقَةٍ مَنهَجِيَّةٍ، سَوَاءٌ كَانَتْ في مَتْنِ الأحَادِيْثِ أو في أسَانِيْدِهَا، ومِنْ أرَادَ جِلْيَةَ الأمْرِ فليَنْظُرْ إلى مُقَدِّمَةِ كِتَابِهِ، وطَرِيْقَةِ تَرْتِيْبِهِ للأحَادِيْثِ.
ثُمَّ كِتَابُ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» لأبي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ بَدْرٍ المَوْصِليِّ (622)، ثُمَّ كِتَابُ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» للعَلَّامَةِ الحَسَنِ بنِ مُحَمَّدٍ الصَّاغَانيِّ (650)، ثُمَّ كِتَابُ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» للمُنْذِريِّ (656)، ثُمَّ كِتَابُ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» للحَافِظِ ابنِ حَجَرٍ العَسْقَلانيِّ (852)، ثُمَّ تَكَاثَرَتْ كُتُبُ «الجَمْعُ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، فَكَانَ مِنْهَا:
كِتَابُ «مُسْنَدِ الصَّحِيْحَيْنِ» للحَافِظِ عَبْدِ الحَقِّ الهَاشِميِّ (1394)، ثُمَّ كِتَابُ «اللُّؤْلُؤ والمَرْجَانِ فِيْمَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الشَّيْخَانِ» للشَّيْخِ مُحَمَّد فُؤاد (1388)، ثُمَّ كِتَابُ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» للشَّيْخِ صَالِحِ بنِ أحْمَدَ الشَّاميِّ، وَقَدِ اخْتَصَرَهُ أيْضًا في كِتابٍ، ثُمَّ كِتَابُ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» للشَّيْخِ لُقْمانَ السَّلَفِيِّ، ثُمَّ كِتَابُ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» للشَّيْخِ يَحْيَى اليَحْيَى، وغَيْرَهَا كَثِيْرٌ، ومَا ذَكَرْنَاهُ هُنَا قَلِيْلٌ مِنْ كَثِيْرٍ لا تَسَعُهَا هَذِهِ الرّسَالَةُ المُوْجَزَةُ.
وأخِيْرًا؛ فَإنَّ كَلَّ مَنْ نَظَرَ إلى هَذِهِ الكُتُبِ بعَامَّةٍ، لاسِيَّما المَطْبُوْعُ مِنْهَا سَيَجِدُ أنَّ لكُلٍّ مِنْهَا مَنْهَجًا وطَرِيْقَةً خَاصَّةً بِهَا، ممَّا يَقْطَعُ بانْفِرَادِهَا عَنْ أصْلِ «الصَّحِيْحَيْنِ» في الجُمْلَةِ إلَّا مِنْ بَعْضِ الرَّوَابِطِ والإشَارَاتِ الدَّالَّةِ على بِنَاءِ الفَرْعِ بالأصْلِ، واتِّصَالِ نِسْبَةِ الابْنِ بالأبِ، والله أعْلَمُ.
* * *
¥(26/419)
الاسْتِدْرَاكُ الثَّالِثُ: ومِنَ الاسْتِدْرَاكَاتِ أيْضًا أنَّ التَوَسُّعَ في حِفْظِ ونَشْرِ ودِرَاسَةِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» بَيْنَ طُلَّابِ العِلْمِ كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ وسَائِرٌ هَذِهِ الأيَّامَ مِنْ خِلالِ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةِ: يُعْتَبرُ في حَقِيقَتِهِ دَعْوَةً صَرِيحَةً إلى مُزَاحمَةِ أصْلِ «الصَّحِيْحَيْنِ»، ورُبَّما أدَّى ذَلِكَ إلى هَجْرِ «الصَّحِيْحَيْنِ» ولَو في الأمَدِ البَعِيْدِ، عَلِمْنَا هَذَا أم جَهِلْنَاهُ!
يُوَضِّحُهُ أنَّ طَائِفَةً مِنْ كُتُبِ المُخْتَصَرَاتِ (الحَدِيْثِيَّةِ والفِقْهِيَّةِ واللُّغَوِيَّةِ والتَّارِيْخِيَّةِ وغَيْرَهَا) قَدْ أخَذَتْ شُهْرَةً أكْبَرَ مِنْ أُصُوْلهَا، بَلْ إنَّ بَعْضَهَا قَدْ غَلَبَ وغَالَبَ الأُصُوْلَ؛ بسَبَبِ أنَّها نَالَتْ خِدْمَةً واهْتِمامًا مِنْ قِبَلِ بَعْضِ أهْلِ العِلْمِ؛ الأمْرُ الَّذِي جَعَلَهَا تَفُوْقُ أُصُوْلهَا شُهْرَةً وانْتِشَارًا، كَمَا هُوَ مَعْلُوْمٌ للجَمِيْعِ.
وعلى هَذَا؛ فَإنَّهُ يُخْشَى مِنْ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العلْمِيَّةِ أنْ تَكُوْنَ سَبَبًا في نَشْرِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» بَيْنَ طُلَّابِهَا مَا بَيْنَ دَوْرَةٍ وحِفْظٍ وفَهْمٍ ومُرَاجَعَةٍ، ورُبَّما تَدْفَعُهُم إلى شَرْحِهَا (كَمَا سَيَأتي ذِكْرُهُ!)، الشَّيءَ الَّذِي يُخْشَى مِنْهُ في الأمَدِ القَرِيْبِ أنْ تَكُوْنَ صَارِفَةً عَنْ أُصُوْلِ كُتُبِ السُّنَّةِ الَّتِي عَرَفَهَا المُسْلِمُوْنَ أكْثَرَ مِنْ ألْفِ سَنَةٍ أو يَزِيْدُ.
يُوَضِّحُهُ؛ أنَّ طَائِفَةً مِنْ هَؤلاءِ الشَّبَابِ الَّذِيْنَ أقْبَلُوا على حِفْظِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» قَدِ اشْتَغَلُوا بِهَا حِفْظًا وفَهْمًا ومُرَاجَعَةً عَنْ أُصُوْلِ «الصَّحِيْحَيْنِ»، بَلْ إنَّ بَعْضَهُم لَيسَ لَهُ هِمَّةٌ في قرَاءَةِ أُصُوْلِ الصَّحِيْحَيْنِ اللَّذَيْنِ هُمَا أصَحَّا كِتَابٍ بَعْدَ كِتَابِ الله تَعَالى، كَمَا أنَّهُما أصْلُ كُتُبِ السُّنَّةِ بعَامَّةٍ، ومِنْ هُنَا سَيَكُوْنُ الخَلَلُ كَامِنًا في صَرْفِ الطَّالِبِ عَنْ حِفْظِ أصْلِ الصَّحِيْحَيْنَ، وعَلَيْهِ سَوْفَ يُحْرَمُ الطَّالِبُ كَثِيْرًا مِنَ الفَوَائِدِ والعَوَائِدِ العِلْمِيَّةِ والحَدِيْثِيَّةِ، كَمَا سَيَأتي.
* * *
الاسْتِدْرَاكُ الرَّابِعُ: ومِنْهَا أنَّ كُتُبَ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» لم تَتَقيَّدْ بتَبْويْبَاتِ البُخَارِيِّ رَحِمَهُ الله في صَحِيْحِهِ، لا في تَرْتِيْبِ الأحَادِيْثِ، ولا في تَرْتِيْبِ سَرْدِهَا تَحْتَ تَرَاجِمِ أبْوابِهَا، ممَّا كَانَ سَبَبًا لصَرْفِ فَهْمِ وعِلْمِ أكْثَرِ الطُّلَّابِ عَنْ مَنْهَجِ البُخَارِيِّ رَحِمَهُ الله في تَبْوِيْبِهِ للأحَادِيْثِ، هَذَا إذَا عَلِمْنَا أنَّ للبُخَارِيِّ في تَبْوِيْبَاتِهِ في الصَّحِيْحِ مَنْهَجًا فَرِيْدًا لَهُ اعْتِبَارُهُ عِنْدَ أئِمَّةِ الحَدِيْثِ والفِقْهِ، وحَسْبُكَ أنَّ طَائِفَةً كَبِيْرةً مِنْ أهْلِ العِلْمِ لم يَغْفِلُوا هَذِهِ الأبْوَابَ، بَلْ قَدِ اشْتَغَلُوا بِدِرَاسَتِهَا وشَرْحِهَا ممَّا يَدُلُّ على أهَمِّيَّتِهَا ونَفَاسَتِهَا لكَوْنِهَا جَمَعَتْ مِنْ فِقْهِ البُخَارِيِّ رَحِمَهُ الله مَا يَصْلُحُ أنْ يَكُوْنَ كِتَابًا جَامِعًا لأكْثَرِ فِقْهِ البُخَارِيِّ، وقَدْ حَصَلَ!
ولهَذَا قَدِ اشْتُهِرَ في قَوْلِ عَامَّةِ أهْلِ العِلْمِ: «أنَّ فِقْهَ البُخَارِيِّ في تَرَاجِمَهِ»، وبالجُمْلَةِ فَتَراجِمُ البُخَارِيِّ قَدْ حَيَّرَتِ الأفْكَارَ وأدْهَشَتِ العُقُوْلَ والأبْصَارَ!
ومِنْ هُنَا؛ فَإنَّ تَبْوِيْبَاتِ البُخَارِيِّ رَحِمَهُ الله في صَحِيْحِهِ لهَا شَأنٌ وتَقْدِيْرٌ واهْتِمامٌ كَبِيْرٌ عِنْدَ أهْلِ العِلْمِ سَلَفًا وخَلَفًا، وحَسْبُكَ مِنْهَا كِتَابَ «المُتَوَارِي على تَرَاجِمِ أبْوَابِ البُخَارِيِّ» لنَاصِرِ الدِّيْنِ أحمَدَ ابنِ المُنَيِّرِ رَحِمَهُ الله (683)، وغَيْرَهُ ممَّنْ شَرَحَ صَحِيْحِ البُخَارِيّ، ولاسِيَّما ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانيُّ رَحِمَهُ الله في «فَتْحِ البَارِي» وغَيْرَهُ مِنْ أهْلِ العِلْمِ.
¥(26/420)
ومِنْ خِلالِ مَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ أهَمِّيَّةِ تَبْوِيْبَاتِ البُخَارِيِّ عِنْدَ أهْلِ العِلْمِ والفِقْهِ؛ فَإنَّ الَّذِي نَخْشَاهُ على طُلَّابِ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةِ وغَيْرِهَا ممَّنْ اقْتَصَرُوا على كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»؛ أنَّهم سَوْفَ يُحْرَمُوا هَذِهِ الفَوَائِدَ الحَدِيْثِيَّةَ، وهَذِهِ الفَرَائِدَ الفِقْهِيَّةَ عِنْدَ اقْتِصَارِهِم على حِفْظِ ومُدَارَسَةِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ».
وأمَّا تَبْوِيْبَاتِ صَحِيْحِ مُسْلِمٍ فَهِي مِنْ صَنِيْعِ النَّوَوِيِّ رَحِمَهُ الله على المَشْهُوْرِ ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1038192#_ftn3))، وأيًّا كانَ الأمْرُ فَهِي تَبْوِيْبَاتٌ مُعْتَبرَةٌ مَنْهَجِيَّةٌ فَرِيْدَةٌ في صِيَاغَتِهَا واسْتِدْلالهَا، وقَدْ سَارَ عَلَيْهَا أكْثَرُ الشُّرَاحِ، لِذَا كَانَ الأخْذُ بهَا أوْلى وأسْلَمُ مِنْ إهْمَالهَا، ولاسِيَّما إذَا قَارَنَّاهَا بغَيْرِهَا ممَّنْ جَاءَ بَعْدَهُ ممَّنْ هُوَ دُوْنَهُ عِلْمًا وحِفْظًا ومَكَانةً! وهَلْ الإتِّبَاعُ إلَّا مِنْ هَذَا الطِّرَازِ؟!
* * *
الاسْتِدْرَاكُ الخَامِسُ: ومِنْهَا أيْضًا أنَّ البُخَارِيَّ ومُسْلِمًا رَحِمَهُمَا الله قَدِ الْتَزَمَا في تَرْتِيْبِ وسَرْدِ الأحَادِيْثِ في صَحِيْحَيْهِما مَنْهَجًا فَرِيْدًا خَاصًّا بِهِمَا، وهَذَا ممَّا لا تَجِدُهُ عِنْدَ غَالِبِ مَنْ ألَّفَ وصَنَّفَ في «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، وهَذَا المَنْهَجُ مَاثِلٌ في طَرِيْقَةِ وتَرْتِيْبِ الأحَادِيْثِ مِنْ حَيْثُ الصِّحَّةِ والشَّوَاهِدِ والمُتَابَعَاتِ، والإجْمَالِ والتَّفْصِيْلِ، والنَّسْخِ والمَنْسُوْخِ ... فَهَذَا مُسْلِمٌ رَحِمَهُ الله قَدِ الْتَزَمَ في سَرْدِ الأحَادِيْثِ في صَحِيْحِهِ على النَّحْوِ التَّالي:
أنَّه يَبْدَأ في وَضْعِ الأحَادِيْثِ الصَّحِيْحَةِ الَّتِي تُعْتَبرُ عِنْدَهُ مِنَ الأصُوْلِ، ثُمَّ يَعْقُبُهَا بالشَّوَاهِدِ والمُتَابَعَاتِ، فلِمُسْلِمٍ ثَلاثُ درَجَاتِ في اخْتِيَارِ الأحَادِيْثِ وسَرْدِهَا مِنْ حَيْثُ الصِّحَّةِ والشَّوَاهِدِ والمُتَابَعَاتِ.
يَقُوْلُ النَّوَويُّ رَحِمَهُ الله في كِتَابِهِ «المِنْهَاجِ» (26): «الثَّاني: أنْ يَكُوْنَ ذَلِكَ وَاقِعًا في المُتَابِعَاتِ والشَّوَاهِدِ، لا في الأُصُوْلِ، وذَلِكَ بأنْ يَذْكُرَ الحَدِيْثَ أوَّلًا بإسْنَادٍ نَظِيْفٍ، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، ويَجْعَلُهُ أصْلًا، ثُمَّ يَتْبَعُهُ بإسْنَادٍ آخَرَ، أو أسَانِيْدَ فِيْهَا بَعْضُ الضُّعَفَاءِ، على وَجْهِ التَّأكِيْدِ بالمُتَابَعَةِ، أو لزِيَادَةٍ فِيْهِ تَنْبِيْهٌ على فَائِدَةٍ فِيْما قَدَّمَهُ» انْتَهَى.
وقَالَ ظَفَر أحمَدُ العُثْمانيُّ التَّهَانَوِيُّ رَحِمَهُ الله (1394) في «قَوَاعِدِهِ» (467): «أمَّا إخْرَاجُ مُسْلِمٍ والبُخَارِيِّ عَنْ بَعْضِ الضُّعَفَاءِ، فَلا يَقْدَحُ في صِحَّةِ كِتَابِهِمَا، فَإنَّ مَدَارَهَا على صِحَّةِ الأحَادِيْثِ المُخَرَّجَةِ فِيْهِمَا، لا على كَوْنِ الرُّوَاةِ كُلِّهَا رُوَاةَ الصَّحِيْحِ، فإنَّهُمَا لا يُخَرِّجَانِ للضُّعَفَاءِ إلَّا مَا تُوبِعُوا عَلَيْهِ، دُوْنَ مَا تَفَرَّدُوا بِهِ، على أنَّ الضَّعْفَ والثِّقَةَ مَرْجِعُهُما الاجْتِهَادُ والظَّنُّ» انْتَهَى.
* * *
الاسْتِدْرَاكُ السَّادِسُ: ومِنْهَا أنَّ الحَافِظَ لكُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» سَوْفَ يَنْصَرِفُ عَنِ الكُتُبِ الشَّارِحَةِ للصَّحِيْحَيْنِ بمُفْرَدَاتِهَا، بمَعْنَى أنَّه سَوْفَ يُشْكِلُ عَلَيْهِ مَعْرِفَةُ محَالِّ ومَظَانِّ شَرْحِ الحَدِيْثِ المَوْجُوْدِ في كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، أيْ أنَّه إذَا أرَادَ أنْ يَقِفَ على شَرْحِ حَدِيْثٍ مَّا ممَّا هُوَ في كُتُبِ «الجَمْعِ»، فَإنَّهُ والحَالَةُ هَذِهِ سَوْفَ يَصْعُبُ عَلَيْهِ غَالِبًا أنْ يَقِفَ على شَرْحِ هَذَا الحَدِيث في مَظَانِّهِ مِنْ كُتُبِ شُرَّاحِ الصَّحِيْحَيْنِ، هَذَا إذَا عَلِمْنَا أنَّ لكُلِّ كِتَابٍ مِنَ «الصَّحِيْحَيْنِ» أكْثَرَ مِنْ عِشْرِيْنَ شَرْحًا!
¥(26/421)
* فَخُذْ مَثلًا شُرُوْحَ البُخَارِيِّ على اخْتِصَارٍ:
«أعْلامُ السُّنَنِ» لحَمْدٍ الخَطَّابيِّ (386)، و «شَرْحُ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ» لابنِ بَطَّالٍ القُرْطُبيِّ المَالكِيِّ (449)، و «شَرْحُ مُشْكِلِ البُخَارِيِّ» لمُحَمَّدٍ الدَّبِيْثيِّ الوَاسِطيِّ (637)، و «شَرْحُ البُخَارِيِّ» للحَافِظِ أبي زَكَرِيَّا مُحي الدِّيْنِ يَحْيَى بنِ شَرَفِ النَّوَوِيِّ الشَّافِعِي رَحِمَهُ الله (676)، و «البَدْرُ المُنِيرُ السَّارِي في الكَلامِ على البُخَارِيِّ» لعَبْدِ الكَرِيْمِ بنِ مُنِير الحَلَبيِّ (735)، و «شَوَاهِدُ التَّوْضِيْحِ والتَّصْحِيْحِ لمُشْكِلاتِ الجَامِعِ الصَّحِيْحِ» لمُحَمَّدِ بنِ مَالِكٍ (672)، و «التَّنْقِيْحُ لألْفَاظِ الجَامِعِ الصَّحِيْحِ» للزِّرْكَشِي (794)، و «الرَّامُوْزُ على صَحِيْحِ البُخَارِيِّ» لعَليِّ بنِ مُحمَّدٍ اليُونِيْنِيِّ (701)، و «التَّوْضِيْحُ شَرْحُ الجَامِعِ الصَّحِيْحِ» لابنِ المُلَقِّن (805)، و «فَتْحُ البَارِي بشَرْحِ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ» لابنِ رَجَبٍ الحَنْبليِّ (795)، «فَتْحُ البَارِي بشَرْحِ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ» لابنِ حَجَرٍ العُسْقَلانيِّ (852)، و «عُمْدَةُ القَارِئ» للعَيْنِيِّ (855)، و «إرْشَادُ السَّارِي إلى شَرْحِ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ» للقَسْطَلانيِّ المِصْرِيِّ (923)، و «التَّوْشِيْحُ شَرْحُ الجَامِعِ الصَّحِيْحِ» للسِّيُوطِيِّ (911)، و «مِنْحَةُ (تُحْفَةُ) البَارِي بشَرْحِ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ» لزَكَرِيَّا الأنْصَارِيِّ المِصْرِيِّ (926)، وغَيْرَهَا كَثِيْرٌ جِدًّا.
أمَّا شُرُوْحُ صَحِيْحِ مُسْلِمٍ فَكَثِيْرَةٌ جِدًّا، فَمِنْهَا على وَجْهِ الاخْتِصَارِ:
«المُعْلِمُ بفَوَائِدِ كِتَابِ مُسْلِمٍ» للحَافِظِ أبي عَبْدِ الله مُحَمَّدِ بنِ عَليِّ المَازَرِيِّ رَحِمَهُ الله (536)، ثُمَّ أكْمَلَهُ القَاضِي عِيَاضُ بنُ مُوْسَى اليَحْصُبيُّ المَالِكِيُّ رَحِمَهُ الله (544)، تَحْتَ عُنْوَانِ: «إكْمالِ المُعْلِمِ في شَرْحِ صَحِيْحِ مُسْلِمٍ»، ثُمَّ كِتَابُ «المُفْهِمِ لمَا أُشْكِلَ مِنْ تَلْخِيْصِ كِتَابِ مُسْلِمٍ» لأبي العَبَّاسِ أحمَدَ بنِ عُمَرَ القُرْطُبِيِّ رَحِمَهُ الله (656)، وهُوَ عِبَارَةٌ عَنْ شَرْحٍ على مُخْتَصَرِ صَحِيْحِ مُسْلِمٍ.
ومِنْهَا كِتَابُ: «المِنْهَاجِ في شَرْحِ صُحِيْحِ مُسْلِمِ بنِ الحَجَّاجِ» للحَافِظِ مُحِي الدِّيْنِ النَّوَوِيِّ الشَّافِعِي رَحِمَهُ الله (676)، و «إكْمَالِ إكْمَالِ المُعْلِمِ» لأبي عَبْدِ الله بنِ خَلِيْفَةَ الوَشْتَانيِّ الأبِّي المَالِكِي رَحِمَهُ الله (827)، وكِتَابُ: «الدِّيْبَاجِ على صَحِيْحِ مُسْلِمِ بن الحَجَّاجِ» للحَافِظِ جَلالِ الدِّيْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ السِّيُوطِيِّ رَحِمَهُ الله (911).
وهُنَاكَ شُرُوْحٌ لبَعْضِ مَشَايخِي المُعَاصِرِيْنَ، مِثْلُ كِتَابِ: «البَحْرِ المُحِيْطِ الثَّجَّاجِ» للشَّيْخِ المُحَدِّثِ الأُصُوليِّ مُحَمَّدِ بنِ الشَّيْخِ عَليِّ بنِ آدَمَ الأتْيُوبيِّ الوَلَّوِيِّ، وغَيْرُهُ آخَرُوْنَ.
فَهَذِهِ الشُّرُوْحُ في غَيْرِهَا مِنَ الكُتُبِ الَّتِي اعْتَنَتْ بكِتَابِ الصَّحِيْحَيْنِ (البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ) قَدْ غَدَتْ عِنْدَ طَائِفَةٍ مِنْ حُفَّاظِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» نَسْيًا بَعْدَ غَفْلَةٍ، أو جَهْلًا قَبْلَ هَمْلَةٍ، والشَّيءُ بالشَّيءِ يُذْكَرُ، فمِنْ أرَادَ جِلْيَةَ الأمْرِ؛ فَعَلَيْهِ أنْ يَسْألَ بَعْضَ طُلَّابِ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةِ عن حَقِيْقَةِ مَعْرِفَتِهِم بهَذِهِ الشُّرُوْحِ، وعَنْ دِرَايَتِهِم بِهَا وبِمُطَالَعَتِهَا، كَيْ يُدْرِكَ مَغَبَّةَ وخُطُوْرَةَ هَذَا الاتِّجَاهِ السَّائِرِ في نَشْرِ وبَعْثِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» على حِسَابِ أصْلِ «الصَّحِيْحَيْنِ»؟! والله خَيْرٌ حَافِظًا.
¥(26/422)
ومِنْ أسَفٍ أنَّني سَمِعْتُ مُؤخَّرًا أنَّ الشَّيْخَ اليَحْيَى حَفِظَهُ الله قَدْ شَرَعَ في شَرْحِ بَعْضِ كُتُبِهِ، ولاسِيَّما كِتَابُهُ: «الجَمْعُ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» الأمْرُ الَّذِي يُنْذِرُ بخَطَرٍ دَاهِمٍ على «الصَّحِيْحَيْنِ»، وعَلى شُرُوْحِهِمَا الَّتِي صَنَّفَهَا أهْلُ العِلْمِ قَدِيْمًا وحَدِيْثًا، كَمَا مَرَّ مَعَنَا بَعْضُ أسْمائِهَا آنِفًا، وهَذَا دَلِيْلٌ ظَاهِرٌ إلى مُزَاحَمَةِ «الصَّحِيْحَيْنِ» سَوَاءٌ في حِفْظِهِما أو في شُرُوْحِهِما، فَهِذِهِ السَّبِيْلُ هِيَ الَّتِي كُنَّا نَخْشَاهَا ونُحَذِّرُ مِنْهَا، والله المُسْتَعَانُ!
* * *
الاسْتِدْرَاكُ السَّابِعُ: ومِنْهَا أنَّ الطَّالِبَ سَوْفَ يَشْتَغِلُ بحِفْظِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» عَنْ أصَلْهِمَا (البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ)، وهَذَا في حَدِّ ذَاتِهِ ممَّا سَيَصْرِفُهُ عَنْ مُهِمَّاتِ الفَوَائِدِ الحَدِيْثِيَّةِ، والنَّوَادِرِ العِلْمِيَّةِ المَوْجُوْدَةِ في أصْلِ الصَّحِيْحَيْنِ، فمِنْ ذَلِكَ.
أنَّ الحَافِظَ «للجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» سَوْفَ يُحْرَمُ مِنْ مَعْرِفَةِ وحِفْظِ المُعَلَّقَاتِ المَوْجُوْدَةِ في أصْلِ «الصَّحِيْحَيْنِ»، ولاسِيَّما الَّتِي في صَحِيْحِ البُخَارِيِّ، وهَذَا في حَدِّ ذَاتِهِ ممَّا سَيَحْرِمُ الطَّالِبَ غَالِبًا مِنَ الوُقُوْفِ على كِتَابِ «تَغْلِيْقِ التَّعْلِيْقِ» لابنِ حَجَرٍ رَحِمَهُ الله وغَيْرِهِ، وهَكَذَا في سِلْسِلَةٍ مِنَ الجَهَالاتِ الَّتِي سَوْفَ يَكْسِبُهَا الطَّالِبُ عَلِمَ أم جَهِلَ!
* * *
الاسْتِدْرَاكُ الثَّامِنُ: ومِنْهَا أنَّ الحَافِظَ «للجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» سَوْفَ يُحْرَمُ مِنْ مَعْرِفَةِ وحِفْظِ الآثَارِ السَّلَفِيَّةِ المَوْجُوْدَةِ في أصْلِ «الصَّحِيْحَيْنِ»، ولاسِيَّما الَّتِي في صَحِيْحِ البُخَارِيِّ، وهَذَا في حَدِّ ذَاتِهِ سَوْفَ يُحْرِمُهُ غَالِبًا مِنَ الوُقُوْفِ على مَعْرِفَتِهَا وشَرْحِهَا ومُدَارَسَتِهَا، وهَكَذَا في سِلْسِلَةٍ مِنَ الأخْطَاءِ العِلْمِيَّةِ الَّتِي تَدْفَعُ بالطَّالِبِ إلى الانْصِرَافِ عَنْ كُنُوْزٍ عِلْمِيَّةٍ، ودُرَرٍ حَدِيْثِيَّةٍ ممَّا يَحْتَاجُهَا الطَّالِبُ، عَلِمْنَا أم جَهِلْنَا!
* * *
الاسْتِدْرَاكُ التَّاسِعُ: ومِنْهَا أنَّ الحَافِظَ «للجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» سَوْفَ يُحْرَمُ مِنْ مَعْرِفَةِ مُقَدِّمَةِ مُسْلِمٍ في صَحِيحِهِ، فَهِي مِنَ الكُنُوْزِ الَّتِي أوْدَعَهَا مُسْلِمٌ رَحِمَهُ الله في مُقَدِّمَةِ صَحِيْحِهِ، ممَّا يَحْتَاجُهَا كُلُّ مُحْدِّثٍ وفَقِيْهٍ، فَضْلًا عَنْ طُلَّابِ السُّنَّةِ وحُفَاظِهَا، لأنَّهَا قَدْ حَوَتْ مِنَ الفَوَائِدِ والعِلَلِ والضَّوَابِطِ مَا لا يَجِدُهُ الطَّالِبُ في غَيْرِهَا!
* * *
الاسْتِدْرَاكُ العَاشِرُ: ومِنْهَا أنَّ دَعْوَى تَقْرِيْبِ أحَادِيْثِ «الصَّحِيْحَيْنِ» تَحْتَ مُسَمَّى كُتُبِ: «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» لَيْسَتْ صَحِيْحَةً، بَلْ هَذِهِ دَعْوَى عَرِيْضَةٌ لا حَقِيْقَةَ لهَا عِنْدَ التَّحْقِيْقِ والتَّحْرِيْرِ، ولاسِيَّما إذَا أرَدْنَا أنْ نُخَاطِبَ بِهَا طُلَّابَ العِلْمِ المُقْبِلِيْنَ على حِفْظِ السُّنَّةِ والأثَرِ، مِنْ أهْلِ الهِمَّةِ العَالِيَةِ والعَزِيْمَةِ القَوِيَّةِ، يُبَيِّنُهُ مَا يَلي باخْتِصَارٍ:
أنَّ حِفْظَ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» هِيَ في الحَقِيقَةِ أصْعَبُ حَالًا، وأثْقَلُ حِفْظًا مِنَ حِفْظِ الأُصُوْلِ، وذَلك إذَا عَلِمْنَا أنَّ كُلَّ مَنْ ألَّفَ وصَنَّفَ في «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» قَدِ الْتَزَمَ مَنْهَجًا وطَرِيقَةً هِيَ إلى الصُّعُوْبَةِ أقْرَبُ مِنْهَا إلى التَّسْهِيْلِ والتَّيْسِيرِ، ولاسِيَّما إذَا كَانَ الجَامِعُ ممَّنْ قَدِ الْتَزَمَ بإيْدَاعِ كُلِّ مَا في الصَّحِيْحَيْنِ مِنَ الأحَادِيْثِ في الجُمْلَةِ.
¥(26/423)
يُوَضِّحُهُ؛ أنَّ المُصَنِّفَ عِنْدَ ذِكْرِهِ للحَدِيْثِ الوَاحِدِ المُتَّفَقِ عَلَيْهِ سَوْفَ يَذْكُرُ غَالِبًا بَعْدَهُ زِيَادَاتِ كُلٍّ مِنَ الصَّحِيْحَيْنِ على الآخَرِ سَوَاءٌ في المَتْنِ، أو التَّخْرِيْجِ (الرَّاوِي)، أيْ: سَيَذْكُرُ زِيَادَةَ كَلِمَةٍ في المَتْنِ عِنْدَ أحَدِهِمَا، أو ذِكْرِ رَاوٍ للحَدِيْثِ لَيْس عِنْدَ أحْدِهِمَا، أو غَيْرَ ذَلِكَ ممَّا هُوَ مِنْ مَنَاهِجِ الجَامِعِيْنَ لأحَادِيْثِ الصَّحِيْحَيْنِ، وهُنَاكَ غَيْرُ مَا ذُكِرَ ممَّا هُوَ ظَاهِرُ الصُّعُوْبَةِ بطَرِيْقٍ أو آخَرَ، عِلمًا أنَّ هَذِهِ الزِّيَادَاتِ قَدْ لا يَجِدُهَا الطَّالِبُ عنْدَ حِفْظِهِ للأصُوْلِ على انْفِرَادِهَا، ودَلِيْلُ الحَالِ وشَاهِدُ التَّجْرُبَةِ يَدُلَّانِ ضَرُوْرَةً على هَذَا.
وحَسْبُنَا صُعُوْبَةً الطَّرِيْقَةُ الَّتِي ارْتَسَمَهَا غَالِبُ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ في بَيَانِ مَنْهَجِ طَرِيْقَتِهِم في الجَمْعِ، لِذَا كَانَ مِنَ البَيَانِ والتَّوْضِيْحِ أنْ نَقِفَ مَعَ مَنْهَجِ أمْثَلِهِم طَرِيْقَةً: وهُوَ أبو مُحمَّدٍ عَبْدُ الحقِّ الإشْبِيليُّ رَحِمَهُ الله؛ حَيْثُ إنَّهُ رَسَمَ لَنَا مَنْهَجَهُ في كِتَابِهِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» مِنْ خِلالِ سِتِّ صَفَحَاتٍ تَقْرِيْبًا كَمَا جَاءَتْ في مُقَدِّمَةِ كِتَابِهِ، وهَذَا ممَّا يَزِيْدُنَا يَقِيْنًا أنَّ الصُّعُوْبَةَ قَدْ اسْتَوْطَنَتْ كِتَابَهُ، ولاسِيَّما عِنْدَ مَنْ أرادَ حِفْظَهُ مِنَ النَّاشِئَةِ مِنْ طُلَّابِ العِلْمِ.
ولا أرِيْدُ ذِكْرَ أمْثِلَةٍ تُبَيِّنُ هَذَا لأنَّه ممَّا سَيَطُوْلُ ذِكْرُهُ، بَلْ يَكْفِيْنَا أنْ نَقِفَ مَعَ حَدِيْثٍ أو حَدِيْثَيْنِ ممَّا ذَكَرَهَا أصْحَابُهَا في كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ».
ومِنْ هُنَا سَوْفَ نَقِفُ باخْتِصَارٍ مَعَ حَدِيْثٍ وَاحِدٍ مِنْ كِتَابِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» للحَافِظِ عَبْدِ الحَقِّ الإشْبِيْليِّ رَحِمَهُ الله لتَسْتَبِيْنَ لَنَا حَقِيْقَةُ الصُّعُوْبَةِ على مَنْ رَامَ حِفْظَهُ مِنْ طُلَّابِ العِلْمِ.
قَالَ الإشْبِيليُّ رَحِمَهُ الله عِنْدَ الحَدِيْثِ الثَّاني مِنْ كِتَابِ الإيْمانِ مَا نَصُّهُ: «مُسْلِمٌ: عَنْ أبي هُرِيْرَةَ قَالَ: أَنَّ رَسُوْلُ الله r كَانَ يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ، فَأتَاهُ رَجَلٌ فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ الله!: مَا الإيمَانُ؟ قَالَ: «أنْ تُؤْمِنَ بِالله وَمَلَائِكَتِهِ وكِتَابِهِ ولِقَائِهِ ورُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالبَعْثِ الآخَرِ»، قَالَ يَا رَسُوْلَ الله!: مَا الإسْلَامُ؟ قَالَ: «الإسْلَامُ أنْ تَعْبُدَ الله وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ»، وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ»، قَالَ يَا رَسُوْلَ الله!: مَا الإحْسَانُ؟ قَالَ: «أنْ تَعْبُدَ الله كَأنَّكَ تَرَاهُ فَإنَّكَ إنْ لا تَرَاهُ، فَإنَّهُ يَرَاكَ»، قَالَ: يَا رَسُوْلَ الله!: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «مَا المَسْئُولُ عَنْهَا بِأعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ وَلَكِنْ سَأحَدِّثُكَ عَنْ أشْرَاطِهَا: إذَا رَأيْتَ المَرْأةَ تَلِدُ رَبَّها فَذَاكَ مِنْ أشْرَاطِهَا، وَإذَا رَأيْتَ الحُفَاةَ العُرَاةَ الصُّمَّ البُكْمَ مُلُوْكَ الأرْضِ، فَذَاكَ مِنْ أشْرَاطِهَا، وإذَا رَأيْتَ رِعَاءَ البَهْمِ يَتَطاوَلُوْنَ فِي البُنْيَانِ فَذَاكَ مِنْ أشْرَاطِهَا، فِي خَمْسٍ من الغيب لَا يَعْلَمُهُنَّ إلَّا الله» ثُمَّ قرأ: «إنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ويُنَزِّلُ الغَيْثَ ويَعْلَمُ مَا في الأرْحَامِ ومَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ومَا تَدْرِي نَفْسٌ بأيِّ أرْضٍ تَمُوْتُ إنَّ الله عَلَيْمٌ خَبِيرٌ»، ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ، فَقَالَ رَسُوْلُ الله: «رُدُّوهُ عليَّ» فالْتُمْسَ فَلَمْ يَجِدُوْهُ، فَقَالَ رَسُوْلُ الله: «هَذَا جِبْرِيلُ أرَادَ أنْ تَعَلَّمُوا إذْ لم تَسْألُوا».
خَرَّجَ البُخَارِيُّ هَذَا الحَدِيْثَ في كِتَابِ الإيْمانِ، وفي تَفْسِيْرِ سُوْرَةِ لُقْمَانَ.
¥(26/424)
وفي كِلا المَوْضِعَيْنِ لم يَقُلْ: «وكِتَابِهِ»، ولا «وكُتُبِهِ»، ولا «المَكْتُوْبَةَ»، ولا ذَكَرَ الإيْمانَ بالقَدَرِ، ولا قَالَ: «سَلُونِي»، فَهَابُوهُ أنْ يَسْألُوهُ، ولا قَالَ: «هَذَا جِبْرِيلُ أرَادَ أنْ تَعَلَّمُوا إذْ لم تَسْألُوا»، ولا قَالَ: «أنْ تَخْشَى الله»، قَالَ: «أنْ تَعْبُدَ الله»، ولا قَالَ: «الصُّمَّ البُكْمَ مُلُوْكَ الأرْضِ»، ولا قَالَ هَذا اللَّفْظَ: «بَعْلَهَا» يَعْنِي السَّرارِي، وقَالَ في التَّفْسِيرِ: إنَّ رَسُوْلَ الله r كَانَ يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ، إذْ أتَاهُ رَجَلٌ يَمْشِي»، وقَالَ: «وإذَا كَانَ الحُفَاةُ العُرَاةُ رُؤوْسَ النَّاسِ فَذَلِكَ مِنْ أشْرَاطِهَا».
وقَالَ في كِتَابِ الإيْمانِ: «وإذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ الإبِلِ البُهْمِ في البُنْيَانِ» انْتَهَى كَلامُهُ رَحِمَهُ الله!
ومِنْ خِلالِ هَذِهِ التَّفْرِيْعَاتِ الَّتِي ذَكَرَهَا الإشْبِيليُّ رَحِمَهُ الله حَوْلَ هَذَا الحَدِيْثِ، ومَا زَادَهُ مِنْ رِوَايَاتٍ ومَا أخْرَجَ مِنْهَا، ومَا بَيَّنَ فِيْهِ مِنْ تَقْدِيْمٍ وتَأخِيْرٍ، ومَا أوْضَحَهُ مِنْ مَعْرِفَةِ مَوَاضِعِ الحَدِيْثِ في صَحِيْحِ البُخَارِيِّ وغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الإشْكَالاتِ: نَسْتَطِيْعُ أنْ نُدْرِكَ أنَّ كِتَابَ الإشْبِيليِّ وغَيْرِهِ مِنْ عَامَّةِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» ممَّا الْتَزَمَ أصْحَابُهَا فِيْهَا إيْدَاعَ جَمِيْعَ أحَادِيْثِ الصَّحِيْحَيْنِ: أنَّها على جَلالَتِهَا وأهَمِّيَتِهَا لا تَخْلُوا غَالِبًا مِنْ وُجُوْدِ صُعُوْبَةٍ ومُضَايَقَةٍ لمَنْ يُرِيْدُ حِفْظَهَا اسْتِعَاضَةً بِهَا عَنْ أصْلِ «الصَّحِيْحَيْنِ»، الأمْرُ الَّذِي لا نَجِدُهُ في «الصَّحِيْحَيْنِ»، والله المُوَفِّقُ.
ولَنَا أيْضًا وَقْفَةٌ مَعَ أوَّلِ حَدِيْثَيْنِ مِنْ كِتَابِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» للشَّيْخِ اليَحْيَى؛ كَي نَلْمَسَ حَقِيْقَةَ الصُّعُوْبَةِ والعُسْرِ الَّذِي يَجِدُهُ الطَّالِبُ عِنْدَ حِفْظِهِ للكِتَابِ، كَمَا سَيَأتي ذِكْرُهُ في البَابِ الثَّاني إنْ شَاءَ الله.
* * *
الاسْتِدْرَاكُ الحَادِي عَشَرَ: أنَّ الكَّافَةَ مِنْ أهْلِ العِلْمِ والحَدِيْثِ قَدْ أقَرُّوا وقَطَعُوا ضَرُوْرَةً بسُهُوْلَةِ حِفْظِ «الصَّحِيْحَيْنِ» على انْفِرَادِهِمَا، وأنَّ في حِفْظِهِمَا مِنَ الفَوَائِدِ والفَرَائِدِ مَا لا يُوْجَدُ في غَيْرِهَا، ولاسِيَّما في كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، فَمِنْ ذَلِكَ باخْتِصَارٍ:
بَرَكَةُ قِرَاءَةِ الأصُوْلِ، وهَذِهِ البَرَكَةُ لَوْ لم يَكُنْ فِيْهَا إلَّا اتِّبَاعُ السَّلَفِ في طَرِيْقَةِ حِفْظِهِم للسَّنَّةِ، وأيْضًا سُهُوْلَةُ الحِفْظِ، وزِيَادَةُ الفَهْمِ، ومَعْرفَةُ مَوَاضِعِ الاتِّفَاقَاتِ والإنْفِرَادَاتِ والزِّيَادَاتِ.
يُبَيِّنُهُ أنَّ الطَّالِبَ إذَا حِفْظَ «الصَّحِيْحَيْنِ»؛ فَلَهُ والحَالَةُ هَذِهِ أنْ يَمُرَّ على حِفْظِ مَا فِيْهِمَا مِنْ مُعَلَّقَاتٍ وآثَارٍ وغَيْرِهَا مِنَ الفَوَائِدِ الحَدِيْثِيَّةِ والفِقْهِيَّةِ ممَّا لا يَجِدُهُ في غَالِبِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ».
وأنَّهُ أيْضًا عِنْدَ حِفْظِهِ للصَّحِيْحَيْنِ سَوْفَ يَمُرُّ بفَوَائِدَ كَثِيْرَةٍ جِدًّا مِنْهَا: إمَّا أنْ يَكُوْنَ الحَدِيْثُ الَّذِي حَفِظَهُ ممَّا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الشَّيْخَانِ، وإمَّا أنْ يَكُوْنَ مِنْ مُفْرَدَاتِ البُخَارِيِّ، أو مِنْ مُفْرَدَاتِ مُسْلِمٍ، فَهَذِهِ الفَوَائِدُ سَوْفَ يَقْتَنِصُهَا الطَّالِبُ مِنْ طَرِيْقَةِ حِفْظِهِ للصَّحِيْحَيْنِ، وهَذَهِ الطَرِيْقَةُ هِيَ مِنْ مَسَالِكَ المُحَدِّثِيْنَ قَدِيْمًا وحَدِيْثًا لمَعْرِفَةِ مَوَاضِعِ الاتِّفَاقَاتِ والإفْرَادَاتِ والزَّوَائِدِ.
وأنَهُ أيْضًا سَوْفَ يَقِفُ على تَبْوِيْبَاتِ وتَرْتِيْبَاتِ «الصَّحِيْحَيْنِ»، ولاسِيَّما صَحِيْحُ البُخَارِيِّ، وهَذِهِ فَائِدَةٌ مُهِمَّةٌ جِدًّا لا يَعْقِلُهَا إلَّا الحُفَّاظُ مِنْ أهْلِ الحَدِيْثِ!
¥(26/425)
وكَذَا مِنْ فَوَائِدِ حِفْظِ الصَّحِيْحَيْنِ: مَعْرِفَةُ الكُتُبِ الشَّارِحَةِ «للصَّحِيْحَيْنِ»، سَوَاءٌ كَانَتْ مِنْ كُتُبِ الشَّرْحِ أو الاسْتِدْرَاكِ أو التَّخْرِيْجِ أو الإلْزَامِ أو الاخْتِصَارِ.
ومِنْهَا أيْضًا: مَعْرِفَةُ رِجَالِ «الصَّحِيْحَيْنِ»، ومَعْرِفَةِ الكُتُبِ الَّتِي تَضَمَّنَتْ رِجَالَ «الصَّحِيْحَيْنِ» في غَيْرِهَا مِنْ كُتُبِ العِلَلِ والتّعْلِيْقَاتِ والغَرِيْبِ.
ومِنْهَا: مَعْرِفَةُ وتَمْييِزُ الأحَادِيْثِ الأصُوْلِ في «الصَّحِيْحَيْنِ» مِنْ غَيْرِهَا مِنْ أحَادِيْثِ المُتَابَعَاتِ والشَّوَاهِدِ ممَّا هِي في الدَّرَجَةِ الثَّانِيَةِ في الصِّحَّةِ، كَمَا هُوَ مَعْلُوْمٌ عِنْدَ أهْلِ المَعْرِفَةِ بالحَدِيْثِ والرِّجَالِ، وغَيْرَهُ كَثِيرٌ جِدًّا لا يَسْتَطِيْعُ الإحَاطَةَ بِهَا إلَّا مَنْ مَارَسَ حِفْظَ «الصَّحِيْحَيْنِ»، أو دَاوَمَ مُطَالَعَتَهُمَا، أو أنْعَمَ النَّظَرَ في مَجْمُوْعِ شُرُوْحِهِمَا، والله أعْلَمُ.
* * *
الاسْتِدْرَاكُ الثَّاني عَشَرَ: ومِنْهَا أنَّ الحَافِظَ للجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنَ قَدْ يَغْرُبُ عَلَيْهِ مَعْرِفَةُ ضَبْطِ اسْمِ «الصَّحِيْحَيْنِ»، هَذَا إذَا عَلِمْنَا أنَّ الوُقُوْفَ على اسْمَيْهِمَا لهُمَا مِنَ الفَوَائِدِ والعَوَائِدِ الحَدِيْثِيَّةِ الشَّيءُ الكَثِيْرُ.
ولَوْ لم يَكُنْ مِنْ ذَلِكَ إلَّا أنَّ الطَّالِبَ يَعْلَمُ: أنَّ البُخَاريَّ ومُسْلمًا لم يَقْصِدَا بكِتَابَيْهِمَا الإحَاطَةَ بجَمِيْعِ الأحَادِيْثِ الصَّحِيْحَةِ، وأنَّهمَا أيْضًا لم يَقْصِدَا جَمْعَ وذِكْرَ الآثَارَ والمَوْقُوْفَاتِ والمَقْطُوْعَاتِ والبَلاغَاتِ وغَيْرَهَا ممَّا هُوَ ظَاهِرٌ مِنْ عِنْوَانِ اسْمِ كِتَابَيْهِمَا ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1038192#_ftn4)) .
يُوَضِّحُهُ؛ أنَّ اسْمَيْ كِتَابَيْهِمَا يَدُلَّانِ على مَنَاهِجَ حَدِيْثِيَّةٍ، ومَعَانٍ عِلْمِيَّةٍ، كَمَا هُوَ مَأخُوْذٌ ومُتَلَقَّى مِنَ الاسْمِ والعِنْوَانِ، كَما يَلي:
فَأمَّا اسْمُ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ: فَهُوَ: «الجَامِعُ المُسْنَدُ الصَّحِيْحُ المُخْتَصَرُ مِنْ أمُوْرِ رَسُوْلِ الله r، وسُنَنِهِ وأيَّامِهِ»، كَمَا وَضَعَهُ الإمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ أبو عَبْدِ الله محَمَّدُ بنُ أسْماعِيْلَ البُخَارِيُّ الجُعْفِيُّ رَحِمَهُ الله (256)، وأمَّا اسْمُ صَحِيْحِ مُسْلِمٍ: فَهُوَ «المُسْنَدُ الصَّحِيْحُ المُخْتَصَرُ مِنَ السُّنَنِ بنَقْلِ العَدْلِ عَنِ العَدْلِ عَنْ رَسُوْلِ الله r»، كَمَا وَضَعَهُ الإمَامُ الحَافِظُ الحُجَّةُ أبو الحُسَيْنِ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاجِ القُشيْريُّ النَّيْسَابُورِيُّ رَحِمَهُ الله (261)، وحَسْبُكَ أنَّ في هَذَيْنِ الاسْمَيْنِ مِنَ الفَوَائِدِ الحَدِيْثِيَّةِ، والدُّرَرِ العِلْمِيَّةِ، والنُّكَاتِ البَدِيْعَةِ الشَّيءَ الكَثِيرَ الكَثِيْرَ ممَّا يَعْرِفُهُ أهْلُ الصِّنَاعَةِ الحَدِيْثِيَّةِ، والمُشْتَغِلِيْنَ بمُطَالَعَةِ كُتُبِ السُّنَّةِ والأثَرِ، ولَيْسَ هَذَا مَحلَّ بَسْطِهَا، والله المُوَفِّقُ.
وهُنَاكَ كَثِيرٌ مِنَ الاسْتِدْرَاكَاتِ والتَّعَقُّبَاتِ على مَنِ اسْتَعَاضَ بحِفْظِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنَ» عَنِ حِفْظِ «الصَّحِيْحَيْنِ»، ولاسِيَّما ممَّنْ أعْطَاهُ الله هِمَّةً عَالِيَةً، وأعْطَاهُ عَزِيْمَةً قَوِيَّةً، وآتَاهُ ذَاكِرَةً صَافِيَةً، ورَزَقَهُ صَبْرًا وجَلَدًا في حِفْظِ ودِارَسَةِ كُتُبِ السُّنَّةِ والأثَرِ، فَهَذِهِ الاسْتِدْرَاكَاتُ وغَيْرُهَا قَدْ تَجَاوَزْنَا ذِكْرَهَا خَشْيَةَ الإطَالَةِ والمِلالِ، والله الهَادِي إلى سَوَاءِ السَّبِيْلِ.
[/ URL]([1]) ويَدْخُلُ في مَعْنَاهَا كُتُبُ الأفْرَادِ!
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1038192#_ftnref1)([2]) قُلْتُ: إنَّ مَا ذَكَرَهُ الدِّهْلِويُّ عَنْ خُمُوْلِ ذِكْرِ بَعْضِ الكُتُبِ؛ مُسْتَدْرَكٌ ومُنْتَقَدٌ، بَلْ لا يُسَلَّمُ لَهُ فِيْمَا ذَكَرَهُ وقَالَهُ، ولاسِيَّما عَنْ مُسْنَدِ أبي يَعْلى، وكُتُبِ البَيْهَقِي وغَيْرِهِمَا!
([3]) لاشَكَّ أنَّ مُسْلمًا رَحِمَهُ الله لم يَكْتُبْ في صَحِيْحِهِ إلَّا أسْماءَ الكُتُبِ فَقَطُ، أمَّا أسْماءُ الأبْوَابِ فَلَمْ يُبَوِّبْهَا، بَلْ سَاقَ أحَادِيْثَ الكِتَابِ على التَّرتِيْبِ الفِقْهِيِّ، لِذَا فَإنَّ هَذِهِ التَّبْوِيْبَاتِ المَوْجُوْدَةَ في كِتَابِهِ هِيَ مِنْ قِبَلِ بَعْضِ الشُّرَّاحِ والمُخَرِّجِيْنَ والمُخْتَصِرِيْنَ لكِتَابِهِ، ومِنْ هَؤلاءِ محي الدِّيْنِ النَّووِيُّ رَحِمَهُ الله، وإنْ كَانَ تَبْوِيْبُ أبي العَبَّاسِ القُرْطُبيِّ قَبْلَهُ أجْوَدَ مِنْهُ صِنَاعَةً، والله أعْلَمُ!
[ URL="http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1038192#_ftnref4"] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1038192#_ftnref3)([4]) لاشَكَّ أنَّ المَوْقُوْفَاتِ والآثَارَ وغَيْرَهَا المَوْجُوْدَةَ في «الصَّحِيْحَيْنِ» لم تَكُنْ مَقْصُوْدَةً بالتَّألِيْفِ؛ بَلْ تَأتي عِنْدَهُمَا تِبَاعًا؛ خِلافًا لذِكْرِ الأحادِيْثِ المَرْفُوْعَةِ، والله أعْلَمُ!
¥(26/426)
ـ[علي العجمي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 04:42 م]ـ
البَابُ الثَّاني
النَّقْدُ والاسْتِدْرَاكَاتُ لكِتَابِ
«الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، و «زِيَادَاتِ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ العَشَرَةِ»
للشَّيْخِ يَحْيَى اليَحْيَى
لاشَكَّ أنَّ الشَّيْخَ يَحْيَى اليَحْيَى حَفِظَهُ الله لَهُ آثَارُ حَسَنَةٌ، وجُهُوْدٌ مَشْكُوْرَةٌ في إحْيَاءِ السُّنَّةِ بَيْنَ أبْنَاءِ المُسْلِمِيْنَ سَوَاءٌ في بِلادِ الحَرَمَيْنِ أو في غَيْرِهَا مِنَ بِلادِ المُسْلِمِيْنَ؛ حَيْثُ أجْرَى الله على يَدَيْهِ قِيَامَ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةِ في ضَبْطِ السُّنَّةِ، ودَفْعِ الطُّلَّابِ إلى حِفْظِهَا، في غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الجُهُوْدِ الحَدِيْثِيَّةِ الَّتِي تَنْتَظِمُ في عِقْدِ أهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ، ولا نُزَكِّيْهِ على الله تَعَالى!
كَمَا أنَّني أذَكِّرُ نَفْسِي والشَّيْخَ اليَحْيَى حَفِظَهُ الله بحَدِيْثِ النَّبِيِّ r : « مَنْ سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أجْرُهَا وأجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أنْ يَنْقُصَ مِنْ أجُوْرِهِم شَيءٌ ... »، وقَوْلِهِ r : « مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ» أخْرَجَهُمَا مُسْلِمٌ.
* * *
ونَحْنُ مِنْ خِلالِ ثَنَائِنَا على هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةِ، وعلى جُهُوْدِ القَائِمِيْنَ عَلَيْهَا لا نَقْطَعُ بسَلامَتِهَا مِنَ الخَطَأ والاسْتِدْرَاكِ، لأنَّهُ قَدْ بَاتَ لَدَى عُقَلاءِ بَنِي آدَمَ: أنَّ كُلَّ عَمَلٍ أو كِتَابٍ يَقُوْمُ بِهِ البَشَرُ؛ فَهُوَ عُرْضَةٌ للنَّقْدِ والنَّقْصِ؛ لأنَّ الله تَعَالى لم يَكْتُبِ الحِفْظَ والكَمَالَ إلَّا لكِتَابِهِ العَزِيْزِ، لأجْلِ هَذَا فَقَدْ وَقَعَ نَظَرِي على بَعْضِ الاسْتِدْرَاكَاتِ المَوْجُوْدَةِ في كِتَابِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنَ»، و «زِيَادَاتِ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ العَشَرَةِ» للشَّيْخِ اليَحْيَى، فَكَانَ ذِكْرُنَا لهَذِهِ الاسْتِدْرَاكَاتِ مِنْ وَاجِبِ النَّصِيْحَةِ، ومِنْ إبْرَاءِ الذِّمَّةِ في حَقِّ السُّنَّةِ وأهْلِهَا، ولاسِيَّما في حَقِّ «الصَّحِيْحَيْنِ» عَلَيْنَا وعلى الأمَّةِ أجْمَعَ!
ومِنْ قَبْلُ؛ فَإنَّ كُلَّ مَا ذَكَرْنَاهُ في البَابِ الأوَّلِ مِنْ مُلاحَظَاتٍ واسْتِدْراكَاتٍ على عَامَّةِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» وغَيْرِهَا مِنْ كُتُبِ «الزَّوَائِدِ»؛ فَإنَّها جَارِيَةٌ والحَالَةُ هَذِهِ على كُتُبِ الشَّيْخِ اليَحْيَى، بطَرِيْقِ الأوْلى أو اللُّزُوْمِ.
عِلمًا أنَّني هُنَا لم أتَتَبَّعْ جَمِيْعَ مَا كَتَبَهُ الشَّيْخُ اليَحْيَى حَفِظَهُ الله في كِتَابِهِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، و «زِيَادَاتِ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ العَشَرَةِ»، بَلْ إنَّني وَقَفْتُ مَعَ المُقَدِّمَةِ الَّتِي خَطَّهَا الشَّيْخُ كمَنْهَجٍ للتَّألِيْفِ فَقَطُ، كَمَا وَقَفْتُ أيْضًا مَعَ أوَّلِ حَدِيْثَيْنِ ذَكَرَهُمَا الشَّيْخُ في أوَّلِ كِتَابِهِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» لقَصْدِ التَّمْثِيْلِ والاعْتِبَارِ، لَيْسَ إلَّا.
لِذَا فَإنَّني لم أقِفْ أو أتَتَبَّعْ كُلَّ مَا ذَكَرَهُ الشَّيْخُ اليَحْيَى في كُتُبِهِ، عِلْمًا أنَّ مَا ذَكَرْتُهُ مِنْ تَعْقِيْبٍ أو اسْتِدْرَاكٍ على مُقَدِّمَتِهِ وعلى أوَّلِ حَدِيْثَيْنِ عِنْدَهُ لهُوَ كَافٍ في الحُكْمِ عَلَى كُتُبِهِ: وذَلِكَ بلُزُوْمِ الاسْتِعَاضَةِ عَنْهَا بحِفْظِ «الصَّحِيْحَيْنِ» وغَيْرِهِمَا مِنْ أُصُوْلِ السُّنَّةِ، وعلى هَذَا اقْتَضَى التَّنْبِيْهُ، والله مِنْ وَرَاءِ القَصْدِ.
* * *
ثُمَّ أمَّا بَعْدُ؛ فَهَذِهِ بَعْضُ الاسْتِدْرَاكَاتِ العِلْمِيَّةِ، والتَّعَقُّبَاتِ الحَدِيْثِيَّةِ على كِتَابِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، و «زِيَادَاتِ الكُتُبِ العَشَرَةِ» على وَجْهِ الاخْتِصَارِ، وطَرَفِ الاعْتِبَارِ، فَكَانَ مِنْ ذَلِكَ:
¥(26/427)
الاسْتِدْرَاكُ الأوَّلُ: أنَّ الشَّيْخَ اليَحْيَى حَفِظَهُ الله قَدِ ارْتَسَمَ مَنْهَجًا في تَألِيْفِ كِتَابِهِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» مِنْ خِلالِ طَرِيْقَةٍ مُبْتَكَرَةٍ عِنْدَ كُلِّ مَنْ جَمعَ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ، كمَا هُوَ ظاهِرُ خِطَّةِ مُقَدِّمَتِهِ؛ إذْ قَالَ:
المُتَّفَقُ عَلَيْهِ ومُلْحَقَاتُهُ، هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ مَتْنٍ وحَاشِيَةٍ، فَمَا ألْحِقَ بِهِ ممَّا هُوَ مِنْ مُفْرَدَاتِ البُخَارِيِّ وَضَعْنَاهُ في المَتْنِ بَيْنَ قَوْسَيْنِ، ومَا هُوَ مِنْ مُفْرَدَاتِ مُسْلِمٍ وَضَعْنَاهُ في الحَاشِيَةِ، ومَا قُلْنا عَنْهُ في الحَاشِيَةِ: و «لمُسْلِمٍ» بِدُوْنِ رِوَايَةٍ، فَهُو رِوَايَةُ مُسْلِمٍ لحَدِيْثِ المَتْنِ نَفْسِهِ، ومَا قِيْلَ: و «لمُسْلِمٍ في رِوَايَةٍ»، فَهُوَ رِوَايَةٌ أُخْرَى لمُسْلِمٍ غَيْرِ رِوَايَةٍ المَتْنِ.
ثُمَّ قَالَ: وكُلُّ أبْوَابِ الكِتَابِ هِيَ أبْوَابُ البُخَارِيِّ في صَحِيْحِهِ إلَّا مَا أشَرْتُ إلَيْهِ بنَجْمَةٍ، هَكَذَا: *.
وقَالَ: أسْمَاءُ الكُتُبِ مُرَتَّبَةٌ حَسبَ كُتُبِ الفِقْهِ.
وقَالَ: ثُمَّ إنَّ الشَّوَاهِدَ والمُتَابَعَاتِ الَّتِي لَيْسَ فِيْهَا أحْكَامٌ جَدِيْدَةٌ لم أُثْبِتْهَا هُنَا إلَّا يَسِيْرًا، ولَكِنْ أُثْبِتُهَا كُلَّهَا في كِتَابِ الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ للبَاحِثِيْنَ ... انْتَهَى باخْتِصَارٍ.
قُلْتُ: لَنَا فِيْما ذَكَرَهُ الشَّيْخُ اليَحْيَى حَفِظَهُ الله بَعْضُ المَلْحُوْظَاتِ والاسْتِدْرَاكَاتِ، فَمِنْ ذَلِكَ:
أنَّه حَفِظَهُ الله قَسَّمَ الكِتَابَ إلى قِسْمَيْنِ: مَتْنٍ وحَاشِيَةٍ، وفي هَذَا خَطَأٌ مَنْهَجِيٌّ في التَّألِيْفِ والتَّصْنِيْفِ، لأمُوْرٍ:
1ـ أنَّ الأصْلَ في تَألِيْفِ الكِتَابِ أنْ يَكُوْنَ مُنْفَرِدًا وخُلْوًا عَنْ كُلِّ مَا يُزَاحِمُهُ، لِذَا فَإنَّ الحَاشِيَةَ عِنْدَ عَامَّةِ المُتَقَدِّمِيْنَ مِنْ أهْلِ العِلْمِ هِيَ في حَقِيْقَتِهَا تُعْتَبرُ كِتَابًا جَدِيْدًا؛ خِلافًا للمُتَأخِّرِيْنَ الَّذِيْنَ عِنْدَهُم وَلَعٌ وشَغَفٌ بذِكْرِ الحَوَاشِي، وقَدْ بَيَّنْتُ مِثْلَ هَذَا الخَطَأ في كِتَابي «صِيَانَةِ الكِتابِ» أسْألُ الله تَيْسِيْرَهُ آمِيْنَ!
وأيًّا كَانَ الأمْرُ؛ فَإنَّ ذِكْرَ كِتَابَيْنِ (مَتْنٍ وحَاشِيَةٍ) في كِتَابٍ وَاحِدٍ سَوْفَ يَكُوْنُ سَبَبًا للتَّشْوِيْشِ والخَلْطِ على حِفْظِ الطَّالِبِ، وهَذَا الصَّنِيْعُ ممَّا لا يَجِدُهُ الطَّالِبُ في حِفْظِ «الصَّحِيْحَيْنِ» على انْفِرَادِهِمَا.
2ـ أنَّ وُجُوْدَ كِتَابَيْنِ (مَتْنٍ وحَاشِيَةٍ) في كِتَابٍ وَاحِدٍ بحُجَّةِ حِفْظِهِمَا، لَيْسَ صَوَابًا، بَلْ فِيْهِ مِنَ المُضَايَقَةِ والمَشَقَّةِ مَا يَعْلَمُهُ كُلُّ بَصِيْرٍ؛ ولَو لم يَكُنْ فِيْهِ مِنَ التَّعْسِيْرِ إلَّا أنَّه يَدْفَعُ الطَّالِبَ عِنْدَ حِفْظِهِ لكُلِّ حَدِيْثٍ إلى اسْتِحْضَارِ مَا يَلي: أنْ يَسْتَحْضِرَ حِفْظَ مَا في المَتْنِ: وهُوَ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الشَّيْخَانِ، ثُمَّ يَسْتَحْضِرُ مَا انْفَرَدَ بِهِ البُخَاريُّ، ثُمَّ يَسْتَحْضِرَ حِفْظَ مَا في الحَاشِيَةِ: وهُوَ مَا انْفَرَدَ بِهِ مُسْلِمٌ لنَفْسِ رِوَايَةِ الحَدِيْثِ، ثُمَّ مَا كَانَ مِنْ أفْرَادِ مُسْلِمٍ لغَيْرِ رِوَايَةٍ الحَدِيْثِ! وهَذَا وغَيْرَهُ ممَّا يَقْطَعُ بصُعُوْبَةِ ومَشَقَّةِ طَرِيْقَةِ اليَحْيَى في مَنْهَجِ كِتَابِهِ الَّذِي ألَّفَهُ بحُجَّةِ التَّيْسِيْرِ والتَّسْهِيْلِ!
* * *
الاسْتِدْرَاكُ الثَّاني: أنَّ تَضْمِيْنَاتِ مُفْرَدَاتِ البُخَارِيِّ في المَتْنِ بَيْنَ قَوْسَيْنِ، فِيْهِ مُغَالَطَةٌ مَنْهَجِيَّةٌ؛ يَدُلُّ على ذَلِكَ أنَّ اليَحْيَى حَفِظَهُ الله قَدِ الْتَزَمَ بتَصْنِيْفِ كِتَابٍ مُسْتَقِلٍ يَتَضَمَّنُ مُفْردَاتِ البُخَارِيِّ!
¥(26/428)
ومَهْمَا يَكُنْ؛ مِنِ اعْتِذَارٍ في مَنْهَجِ اليَحْيَى في مَعْرِفَةِ وضَبْطِ «الزَّوَائِدِ» فَهُوَ غَيْرُ سَدِيْدٍ؛ لأنَّ التَّوَسُّعَ في جَمْعِ وضَبْطِ «الزَّوَائِدِ» فِيْهِ مُخَالَفَةٌ ظَاهِرَةٌ لمَنْهَجِ المُحَدِّثِيْنَ؛ لأنَّ أهْلَ العِلْمِ قَدِ اصْطَلَحُوا على مَنْهَجٍ فَرِيْدٍ دَقِيْقٍ في عِلْمِ «الزَّوَائِدِ»، لا يَجُوْزُ والحَالَةُ هَذِهِ خَرْقُهُ بحُجَّةِ التَّوَسُّعِ في مَعْنَى «الزَّوَائِدِ»، أو بحُجَّةِ لا مُشَاحَّةَ في الاصْطِلاحِ!
* * *
الاسْتِدْرَاكُ الثَّالِثُ: وكَذَا وُجُوْدُ هَذِهِ المُغَالَطَةِ أيْضًا في تَضْمِيْنِهِ لمُفْرَدَاتِ مُسْلِمٍ التَّي وَضَعَهَا في الحَاشِيَةِ، وذَلِكَ على حَدِّ قَوْلِهِ: «ولمُسْلِمٍ»، أو «ولمُسْلِمٍ في رِوَايَةٍ!»، عِلمًا أنَّهُ صَنَّفَ أيْضًا كِتَابًا مُسْتَقِلًّا يتَضَمَّنُ مُفْرَدَاتِ مُسْلِمٍ!
* * *
الاسْتِدْرَاكُ الرَّابِعُ: وفي قَوْلِهِ: «ولمُسْلِمٍ بدُوْنِ رِوَايَةٍ، فَهُوَ رِوَايَةُ مُسْلِمٍ لحَدِيْثِ المَتْنِ نَفْسِهِ، ومَا قِيْلَ: ولمُسْلِمٍ في رِوَايَةٍ، فَهُوَ رِوَايَةٌ أُخْرَى لمُسْلِمٍ غَيْرَ رِوَايَةِ المَتْنِ»!
قُلْتُ: إنَّ هَذَا التَّصَرُّفَ في اعْتِبَارِ اخْتِلافِ المَخْرَجِ للحَدِيْثِ، سَوَاءٌ في زِيَادَةِ المَتْنِ أو اخْتِلافِ الرَّاوِي؛ لهُوَ أحَدُ طُرُقِ مَعْرِفَةِ إفْرَادَاتِ الأحَادِيْثِ عِنْدَ أئِمَّةِ الشَّأنِ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ، فَهَذَا ممَّا يَزِيْدُنَا يَقِيْنًا أنَّ اليَحْيَى كَانَ وَاسِعَ الخَطْوِ في تَحْقِيْقِ مَعْرِفَةِ «الإفْرَادَاتِ»، و «الزِّيَادَاتِ»، والله أعْلَمُ.
* * *
الاسْتِدْرَاكُ الخَامِسُ: وأمَّا قَوْلُهُ: «وكُلُّ أبْوَابِ الكِتَابِ: هِيَ أبْوَابُ البُخَارِيِّ في صَحِيْحِهِ، إلَّا مَا أشَرْتُ إلَيْهِ بنَجْمَةٍ، هَكَذَا: *».
قُلْتُ: هَذِهِ دَعْوَى عَرِيْضَةٌ، يُبَيِّنُهُ أنَّني لمَّا أحْصَيْتُ فَقَطُ عَدَدَ الأبْوَابِ المَوْجُوْدَةِ في أوَّلِ كِتَابِهِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، والَّتِي هِيَ تَحْتَ عُنْوَانِ كِتَابِ الإيْمانِ، فَوَجَدْتُ أنَّ عَدَدَ الأبْوَابِ اثْنَيْنِ وسِتِّيْنَ بَابًا.
مِنْهَا وَاحِدٌ وعِشْرُوْنَ بَابًا (أيْ: بمُعَدَّلِ ثُلْثِ الأبْوَابِ!): هِيَ لَيْسَتْ مِنْ أبْوَابِ البُخَارِيِّ، بَلْ لم يَنُصْ عَلَيْهَا البُخَارِيُّ رَحِمَه الله، بَلْ كَانَتْ مِنْ وَضْعِ الشَّيْخِ اليَحْيَى؛ حَيْثُ نَجِدَهُ قَدْ وَضَعَ بجَانِبِهَا عَلامَةَ النَّجْمَةِ الدَّالَةِ على ذَلِكَ، قُلْتُ هَذَا الَّذِي وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ خِلالِ أبْوَابِ الكتَابِ الأوَّلِ مِنْ كِتَابِهِ، ومَا خَفِيَ كَانَ أعْظَمَ، والله أعْلَمُ!
* * *
الاسْتِدْرَاكُ السَّادِسُ: ومَعَ هَذَا فَلَمْ تَسْلَمْ هَذِهِ التَّبْوِيْبَاتُ الَّتِي وَضَعَهَا اليَحْيَى مِنْ مَلْحُوْظَاتٍ؛ حَيْثُ قَالَ في أوَّلِ تَبْوِيْبٍ في كِتَابِ الإيْمانِ: «بَابٌ: مَا هُوَ الإيْمانُ؟
قُلْتُ: إنَّ قَوْلَهُ: «مَا هُوَ الإيْمانُ؟» فِيْهِ حَشْوٌ ظَاهِرٌ؛ حَيْثُ أدْخَلَ ضَمِيْرَ الفَصْلِ في غَيْرِ مَحلِّهِ؛ ممَّا أفْسَدَ بِهِ المَعْنَى لُغَةً واصْطِلاحًا؛ لِذَا كَانَ الصَّوَابُ أنْ يُقَالَ: مَا الإيْمانُ؟
ثُمَّ نَجِدُهُ حَفِظَهُ الله قَدْ أدْخَلَ حَدِيْثَ ابنِ عَبَّاسٍ الأوَّلِ تَحْتَ تَعْرِيْفِ الإيْمَانِ، وهَذَا أيْضًا لَيْسَ بصَوَابٍ؛ لأنَّهُ أطْلَقَ بِهِ تَعْرِيْفَ الإيْمَانِ؛ لِذَا كَانَ الأوْلى أنْ يُقَيِّدَهُ، لأنَّ الحَدِيْثَ الَّذِي ذَكَرَهُ بَعْدَهَ مُبَاشَرَةً فِيْهِ اخْتِلافٌ في تَعْرِيْفِ الإيْمانِ، لِذَا كَانَ الأوْلى أنْ يُدْرِجَ الحَدِيْثَيْنِ ويُضَمِّنْهُمَا تَحْتَ عُنْوَانٍ وَاحِدٍ عَامٍّ، كَقَوْلِكَ: بَابُ الإسْلامِ والإيْمانِ والإحْسَانِ، أو بَابُ سُؤالِ جِبْرِيْلَ النَّبِيَّ r عَنِ الإيْمانِ، كَما هُوَ تَصَرُّفُ البُخَارِيِّ في صَحِيْحِهِ؛ لأنَّ البُخَارِيَّ رَحِمَه الله تَرْجَمَ لحَدِيْثِ ابنِ عَبَّاسِ الأوَّلِ بَقَوْلِهِ: «وَفْدُ عَبْدِ القَيْسِ»، ثُمَّ نَرَاهُ أيْضًا قَدْ تَرْجَمَ لحَدِيْثِ أبي هُرَيْرَةَ الثَّاني، بقَوْلِهِ: «بَابُ سُؤَالِ
¥(26/429)
جِبْرِيْلَ النَّبِيَّ r عَنِ الإيْمانِ والإسْلامِ والإحْسَانِ، وعِلْمِ السَّاعَةِ، وبَيَانِ النَّبيِّ r لَهُ».
ومِنْ خِلالِ وُقُوْفِنَا على تَرَاجِمِ أبْوَابِ البُخَارِيِّ الّتِي وَضَعَهَا في صَحِيْحِهِ، وبَيْنَ مَا صَنَعَهُ الشَّيْخُ اليَحْيَى يَتَّضِحُ لكُلِّ ذِي عَيْنٍ: البَوْنَ الشَّاسِعَ بَيْنَهُما، والخَطَأ الوَاضِحُ عِنْدَ اليَحْيَى، والله المُوَفِّقُ.
كَمَا أنَّ الشَّيْخَ اليَحْيَى حَفِظَهُ الله لم يَلْتَزِمْ بتَبْوِيْبِ البُخَارِيِّ؛ حَيْثُ تَرْجَمَ لحَدِيْثِ أبي هُرِيْرَةَ الثَّاني، بقَوْلِهِ: «بَابُ سُؤَالِ جَبْرِيْلَ النَّبِيَّ r عَنِ الإيْمانِ»، عِلمًا أنَّ البُخَارِيَّ رَحِمَهُ الله لم يَقْتَصِرْ في التَّرْجَمَةِ على الإيْمانِ، بَلْ قَالَ: «بَابُ سُؤَالِ جِبْرِيْلَ النَّبِيَّ r عَنِ الإيْمانِ والإسْلامِ والإحْسَانِ، وعِلْمِ السَّاعَةِ»، فأيْنَ هَذَا مِنْ هَذَا؟، كَمَا أنَّنَا مَهْمَا اعْتَذَرْنَا لليَحْيَى في تَصَرُّفِهِ في اخْتِصَارِ التَّرْجَمَةِ، إلَّا أنَّنا أيْضًا لا نَعْذُرُهُ فِيْما يَأتي.
يُوَضِّحُهُ؛ أنَّ التَّرْجَمَةَ الَّتِي اقْتَصَرَ عَلَيْهَا اليَحْيَى مُوْهِمَةٌ ومُشْكِلَةٌ؛ لأنَّ الطَّالِبَ إذَا نَظَرَ إلَيْهَا قَدْ يَفْهَمُ مِنْهَا أنَّ تَعْرِيْفَ الإيْمانِ: مَا ذُكِرَ في حَدِيْثِ ابنِ عَبَّاسٍ قَطُّ، وأنَّ سُؤالَ جَبْرِيْلَ النَّبِيَّ r كَانَ عَنِ الإيْمانِ قَطُّ!
عِلمًا أنَّ أهْلَ السُّنَّةِ قَدْ فَرَّقُوا بَيْنَ تَعْرِيْفِ الإيْمانِ والإسْلامِ؛ حَيْثُ أنَّهُم جَعَلُوا لكُلٍّ مِنْهُما تَعْرِيْفًا عِنْدَ الاقْتِرَانِ، وتَعْرِيفًا آخَرَ عِنْدَ الافْتِرَاقِ، فَالإيْمانُ إذَا أُطْلِقَ دَلَّ مَعْنَاهُ على مَعْنَى الإسْلامِ، والعَكْسُ صَحِيْحٌ، كَمَا هُوَ ظَاِهِرُ حَدِيْثِ ابنِ عَبَّاسٍ الأوَّلِ، وإذَا اقْتَرَنَا دَلَّ مَعْنَى الإيْمانُ على الأعْمَالِ القَلْبِيَّةِ، ودَلَّ مَعْنَى الإسْلامِ على الأعْمَالِ الظَّاهِرَةِ، كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ حَدِيْثُ أبي هُرَيْرَةَ الثَّاني، والله أعْلَمُ.
* * *
الاسْتِدْرَاكُ السَّابِعُ: أنَّ دَعْوَى اليحْيَى بِأنّهُ قَدِ الْتَزَمَ بتَضْمِيْنِ كُلِّ أبْوَابِ البُخَارِيِّ في كِتَابِهِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»؛ فَهِيَ دَعْوَى غَيْرُ سَدِيْدَةٍ ولا مَقْبُوْلَةٍ مِنَ النَّاحِيَةِ الحَدِيْثِيَّةِ والفَقْهِيَّةِ!
هَذَا إذَا عَلِمْنَا أنَّ اليَحْيَى حَفِظَهُ الله لم يَلْتَزِمْ بَوَضْعِ الأحَادِيْثِ الَّتِي ارْتَضَاهَا واخْتَارَهَا البُخَارِيُّ رَحِمَهُ الله تَحْتَ كُلِّ تَرْجَمَةٍ وَضَعَهَا في صَحِيْحِهِ، بَلْ قْدْ أجْرَى اليَحْيَى عَلْيَهَا قَلَمَ النَّحْتِ والانْتِقَاءِ والاخْتِصَارِ، إلَّا مَا نَدَرَ وقَلَّ!
وهَذَا في حَدِّ ذَاتِهِ ممَّا يَدُلُّ على وُجُوْدِ خَلَلٍ في تَرَاجِمِ أبْوَابِ اليَحْيَى سَوَاءٌ مِنَ النَّاحِيَةِ الحَدِيْثِيَّةِ أو الفَقْهِيَّةِ، ولا يُدْرِكُ هَذَا الخَلَلَ إلَّا مَنْ أدْمَنَ النَّظَرَ في صَحِيْحِ البُخَارِيِّ، وعَلِمَ أيْضًا فِقْهَ البُخَارِيِّ في اخْتِيَارَاتِهِ وتَصَرُّفَاتِهِ في الأبْوَابِ، والله أعْلَمُ.
* * *
الاسْتِدْرَاكُ الثَّامِنُ: أنَّ الطَّرِيْقَةَ الَّتِي اتَّخَذَهَا اليَحْيَى حَفِظَهُ الله في كِتَابِهِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» فِيْهَا تَكَلُّفٌ وَاضِحٌ، ومُزَاحَمَةٌ ظَاهِرَةٌ؛ حَيْثُ نَرَاهُ قَدْ وَقَعَ في بَعْضِ الأخْطَاءِ المَنْهَجِيَّةِ، كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ عِنْدَ ذِكْرِهِ لأوَّلِ حَدِيْثَيْنِ مِنْ كِتَابِهِ، فَضْلًا عَنِ الأحَادِيْثِ البَاقِيَةِ مِنْهَا.
فَأمَّا الحَدِيْثُ الأوَّلُ الَّذِي ذَكَرَهُ مِنْ طَرِيْقِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُما، فَقَدْ أوْرَدَه هَكذَا كَمَا جَاءَ في الطَّبْعَةِ الأوْلى لعَامِ (1426) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1038213#_ftn1)) :
¥(26/430)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ القَيْسِ عَلَى النَّبِيِّ r قَالَ: «مَرْحَبًا بِالوَفْدِ الَّذِينَ جَاءُوا غَيْرَ خَزَايَا وَلَا نَدَامَى فَقَالُوا يَا رَسُولَ الله إنَّا حَيٌّ مِنْ رَبِيعَةَ وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مُضَرُ وَإنَّا لَا نَصِلُ إلَيْكَ إلَّا فِي الشَّهْرِ الحَرَامِ فَمُرْنَا بِأمْرٍ فَصْلٍ نَدْخُلُ بِهِ الجَنَّةَ وَنَدْعُو بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا فَقَالَ أرْبَعٌ وَأرْبَعٌ أقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَصُومُوا رَمَضَانَ وَأعْطُوا خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ وَلَا تَشْرَبُوا فِي الدُّبَّاءِ وَالحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ وَالمُزَفَّتِ»، وَرُبَّمَا قَالَ: «المُقَيَّرِ، قَالَ: احْفَظُوهُنَّ وَأبْلِغُوهُنَّ مَنْ وَرَاءَكُمْ» (ثُمَّ ذَكَرَ هُنَا: حَاشِيَتَيْنِ!).
(وفي حَدِيْثِ جَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ الله r عَنِ الظُّرُوفِ» فَقَالَتْ الأنْصَارُ: إنَّهُ لَا بُدَّ لَنَا مِنْهَا قَالَ فَلَا إذًا) انْتَهَى كَلامُهُ.
ثُمَّ نَرَاهُ أيْضًا قَدْ ذَكَرَ في حَاشِيَةِ هَذَا الحَدِيْثِ ثَلاثَ حَوَاشٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ، هَكَذَا:
الحَاشِيَةُ الأوْلى، قَالَ: ولمُسْلِمٍ: وَقَالَ نبيُّ الله r لأشَجِّ عَبْدِ القَيْسِ: «إنَّ فِيكَ لخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا الله: الحِلْمُ وَالأنَاةُ».
وفي الحَاشِيَةِ الأخْرَى، قَالَ: ولمُسْلِمٍ: مِنْ حَدِيْثِ أبي سَعِيْدٍ: قَالُوا: يا نَبِيَّ الله! ما عِلْمُكَ بالنَّقِيْرِ؟ قَالَ: «بَلى، جِذْعٌ تَنْقِرُوْنَهُ فتَقْذِفُوْنَ فِيْهِ مِنَ التَّمْرِ، ثُمَّ تَصُبُّوْنَ فِيْهِ مِنَ المَاءِ، حَتَّى إذَا سَكَنَ غَلَيَانُهُ شَرِبْتُمُوْهُ، حَتَّى إنَّ أحَدَكُم ليَضْربُ ابنَ عَمِّهِ بالسَّيْفِ، قَالَ: وفي القَوْمِ رَجُلٌ أصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ كَذَلِكَ، قَالَ في أسْقِيَةِ الأدَمِ الَّتِي تُلاثُ على أفْوَاهِهَا.
قَالُوا: يَا رَسُوْلَ الله! إنَّ أرْضَنَا كَثِيْرَةُ الجِرْذَانِ، ولا تَبْقَي بِهَا أسْقِيَةَ الأدَمِ، فَقَالَ نَبِيُ الله r : « وإنْ أكَلَتْهَا الجِرْذَانُ، وإنْ أكَلَتْهَا الجِرْذَانُ، وإنْ أكَلَتْهَا الجِرْذَانُ».
وفي الحَاشِيَةِ الثَّالِثَةِ، قَالَ: ولمُسْلِمٍ: مِنْ حَدِيْثِ بُرَيْدَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ: نَهَيْتُكُم عَنِ النَّبِيْذِ إلَّا في سِقَاءٍ، فَاشْرَبُوا في الأسْقِيَّةِ كُلِّهَا، ولا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا. وفي رِوَايَةٍ: إنَّ الظُّرُوْفَ لا تُحِلُّ شَيْئًا ولا تُحرِّمُهُ.
قُلْتُ: إنَّ الطَّالِبَ إذَا نَظَرَ إلى هَذَا الحَدِيْث سَوْفَ تَسْتَوْقِفُهُ بَعْضُ الإشْكَالاتِ، مِنْهَا:
أنَّ اليَحْيَى قَدْ ذَكَرَ في المَتْنِ حدِيْثًا وَاحِدًا مِنْ رِوَايَةِ الشَّيْخَيْنِ، ثُمَّ ضَمَّنَهُ رِوَايَتَيْنِ في المَتْنِ، ثُمَّ أعْقَبَهُ بِرِوَايَةٍ مُفْرَدَةٍ للبُخَارِيِّ، كَمَا أنَّهُ ألْحَقَ الحَدِيْثَ بثَلاثِ حَوَاشٍ، هِيَ عِبَارَةٌ عَنْ أرْبَعِ رِوَايَاتٍ مِنْ إفْرادَاتِ مُسْلِمٍ عَلى البُخَارِيِّ.
ومِنْ هُنَا كَانَ الإشْكَالُ قَائِمًا؛ حَيْثُ نَجِدُ في الحَدِيْثِ الوَاحِد سَبْعَةَ إشْكَالاتٍ: فمَرَّةً يَأتي بالحَدِيْثِ مِنْ رِوَايَةِ الشَّيْخَيْنِ، وثَانِيَةً يَأتي برِوَايَتَيْنِ للحَدِيْثِ ضِمْنًا، وثَالِثَةً مَعَ أفْرَادِ البُخَارِيِّ، ورَابِعَةً وخَامِسَةً وسَادِسَةً وسَابِعَةً مَعَ إفْرَادَاتٍ مُسْلِمٍ، كَمَا هُوَ ظَاهِرُ رِوَايَةِ المَتْنِ مَعَ إلْحَاقَاتِ الحَاشِيَةِ ... فَهَذَا كُلُّهُ مِنَ
والمُضَايَقَاتِ على حِفْظِ الطَّالِبِ بطَرِيْقٍ أو آخَرَ، في حِيْنَ أنَّنا لا نَجِدُ شَيْئًا مِنْ هَذِه الإشْكَالاتِ عِنْدَ حِفْظِ أصْلِ الصَّحِيْحَيْنِ!
أمَّا الحَدِيْثُ الثَّاني، فَقَدْ أوْرَدَهُ اليَحْيَى حَفِظَهُ الله، هَكَذَا:
¥(26/431)
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ أنَّ رَسُوْلَ الله r كَانَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ (هُنَا حَاشِيَةٌ!)، إذْ أتَاهُ رَجَلٌ يَمْشِي (هُنَا حَاشِيَةٌ!)، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ الله: مَا الإيمَانُ؟ قَالَ: «الإيمَانُ أنْ تُؤْمِنَ بِالله وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ ورُسُلِهِ ولِقَائِهِ وَتُؤْمِنَ بِالبَعْثِ الآخَرِ» (هُنَا حَاشِيَةٌ!)، قَالَ يَا رَسُوْلَ الله: مَا الإسْلَامُ؟ قَالَ: «الإسْلَامُ أنْ تَعْبُدَ الله وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ» (هُنَا حَاشِيَةٌ!)، وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ (هُنَا حَاشِيَةٌ!)، قَالَ يَا رَسُوْلَ الله: مَا الإحْسَانُ؟ قَالَ: «أنْ تَعْبُدَ الله كَأنَّكَ تَرَاهُ فَإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإنَّهُ يَرَاكَ»، قَالَ: يَا رَسُوْلَ الله: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «مَا المَسْئُولُ عَنْهَا بِأعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ وَلَكِنْ سَأحَدِّثُكَ عَنْ أشْرَاطِهَا: إذَا وَلَدَتْ الأمَةُ ربَّتَها ـ وفي رِوَايَةٍ: رَبَّهَا ـ فَذَاكَ مِنْ أشْرَاطِهَا، وَإذَا كَانَ الحُفَاةُ العُرَاةُ رُؤوْسَ النَّاسِ فَذَاكَ مِنْ أشْرَاطِهَا ـ وفي رِوَايَةٍ (مُعَلَّقَةٍ): إذَا تَطَاوَلَ رُعَاءُ الإبِلِ البَهْمِ فِي البُنْيَانِ فَذَاكَ مِنْ أشْرَاطِهَا، وفي رِوَايَةٍ أخْرَى: تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإبِلِ البُهْمِ فِي البُنْيَانِ، فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إلَّا الله: «إنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ويُنَزِّلُ الغَيْثَ ويَعْلَمُ مَا في الأرْحَامِ»، ثُمَّ انْصَرَفَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: «رُدُّوا عليَّ» فأخَذُوا ليَرُدُّوا فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا، فَقَالَ: «هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ ليُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ (هُنَا حَاشِيَةٌ!).
(وفي حَدِيْثِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُما: قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ r : « مَفَاتِيْحُ الغَيْبِ خَمْسٌ، ثُمَّ قَرَأ: «إنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ»).
ثُمَّ نَرَاهُ أيْضًا قَدْ ذَكَرَ في حَاشِيَةِ هَذَا الحَدِيْثِ سِتَّ رِوَايَاتٍ، هِيَ مِنْ مُفْرَدَاتِ مُسْلِمٍ على البُخَارِيِّ، هَكَذَا:
الحَاشِيَةُ الأوْلى: ولمُسْلِمٍ في رِوَايَةٍ: قَالَ رَسُولُ الله r : « سَلُونِي»، فَهَابُوهُ أنْ يَسْألُوهُ.
الحَاشِيَةُ الثَّانِيَةُ: ولمُسْلِمٍ مِن حَدِيْثِ عُمَرَ: «إذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لَا يُرَى عَلَيْهِ أثَرُ السَّفَرِ وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إلَى النَّبِيِّ r فَأسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ».
الحَاشِيَةُ الثَّالِثَةُ: ولمُسْلِمٍ في رِوَايَةٍ: «وَتُؤْمِنَ بِالقَدَرِ كُلِّهِ»، قَالَ: صَدَقْتَ، وفي حَدِيْثِ عُمَرَ: «وتُؤْمِنُ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ».
الحَاشِيَةُ الرَّابِعَةُ: ولمُسْلِمٍ: «المَكْتُوْبَة».
الحَاشِيَةُ الخَامِسَةُ: ولمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيْثِ عُمَرَ: «وَتَحُجَّ البَيْتَ إنْ اسْتَطَعْتَ إلَيْهِ سَبِيلًا»، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْألُهُ وَيُصَدِّقُهُ.
الحَاشِيَةُ السًّادِسَةُ: ولمُسْلِمٍ مِنْ حَدِيْثِ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ: كَانَ أوَّلَ مَنْ قَالَ فِي القَدَرِ بِالبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الجُهَنِيُّ فَانْطَلَقْتُ أنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحِمْيَرِيُّ حَاجَّيْنِ أوْ مُعْتَمِرَيْنِ فَقُلْنَا لَوْ لَقِينَا أحَدًا مِنْ أصْحَابِ رَسُولِ الله r فَسَألنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلَاءِ فِي القَدَرِ فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ دَاخِلًا المَسْجِدَ فَاكْتَنَفْتُهُ أنَا وَصَاحِبِي أحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ فَظَنَنْتُ أنَّ صَاحِبِي سَيَكِلُ الكَلَامَ إلَيَّ فَقُلْتُ: أبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! إنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ القُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُونَ العِلْمَ وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ وَأنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أنْ لَا قَدَرَ وَأنَّ الأمْرَ أنُفٌ قَالَ فَإذَا لَقِيتَ أولَئِكَ فَأخْبِرْهُمْ أنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ
¥(26/432)
وَأنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ لَوْ أنَّ لِأحَدِهِمْ مِثْلَ أحُدٍ ذَهَبًا فَأنْفَقَهُ مَا قَبِلَ الله مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالقَدَرِ، ثُمَّ قَالَ حَدَّثَنِي أبِي عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ... ».
* قُلْتُ: إنَّ إشْكَالاتِ هَذَا الحَدِيْثِ لَيْسَتِ عَنْ سَابِقِهِ ببَعِيْدٍ، بَلْ زَادَتْ عَلَيْهِ مِنَ الإشْكَالاتِ والتَّعْقِيْدَاتِ مَا يَسْتَشْكِلُ على الطَّالِبِ، ويَغْلِقُ عَلَيْهِ حِفْظَهُ، فَمِنْ ذَلِكَ:
أنَّ اليَحْيَى قَدْ ذَكَرَ في المَتْنِ حَدِيْثًا وَاحِدًا مِنْ رِوَايَةِ الشَّيْخَيْنِ، ثُمَّ ضَمَّنَهُ بَأرْبَعِ رِوَايَاتٍ أْخَرَى، إحْدَاهَا مُعْلَّقَةٌ، وأخْرَى مِنْ إفْرَادَاتِ البُخَارِيِّ، ثُمَّ أعْقَبَهُ في الحَاشِيَةِ بسِتِّ رِوَايَاتٍ، هِيَ مِنْ إفْرادَاتِ مُسْلِمٍ عَلى البُخَارِيِّ.
ومِنْ هُنَا كَانَ الإشْكَالُ قَائِمًا؛ حَيْثُ نَجِدُ في الحَدِيْثِ الوَاحِدِ عَشْرَةَ إشْكَالاتٍ: فمَرَّةً يَأتي بالحَدِيْثِ مِنْ رِوَايَةِ الشَّيْخَيْنِ، وثَانِيَةً مَعَ تَضْمِيْنِ رِوَايَتَيْنِ، وثَالِثَةً مَعَ تَضْمِيْنِ رِوَايَةٍ مُعَلَّقَةٍ، ورَابِعَةً مَعَ تَضْمِيْنِ رِوَايَةٍ مِنْ أفْرَادِ البُخَارِيِّ، وخَامِسَةً وسَادِسَةً وسَابِعَةً وثَامِنَةً وتَاسِعَةً وعَاشِرَةً مَعَ إفْرَادَاتِ مُسْلِمٍ، كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ في رِوَايَةِ المَتْنِ مَعَ إلْحَاقَاتِ الحَاشِيَةِ ... فَهَذَا كُلُّهُ مِنَ الإشْكَالاتِ والمُضَايَقَاتِ على حِفْظِ الطَّالِبِ بطَرِيْقٍ أو آخَرَ، في حِيْنَ أنَّنا لا نَجِدُ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ التَّعْقِيْدَاتِ والإشْكَالاتِ عِنْدِ حِفْظِ أصْلِ الصَّحِيْحَيْنِ، كَما سَيَأتي بَيَانُهُ، إنْ شَاءَ الله تَعَالى!
* * *
ثُمَّ بَعْدَ هَذَا؛ لا تَذْهَبَنَّ بِنَا الظُّنُوْنُ؛ بأنَّ كَثِيْرًا مِنْ طُلَّابِ العِلْمِ ممَّنْ حَفِظُوا كِتَابَ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» لليَحْيَى لم يَجِدُوا شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الإشْكَالاتِ!
قُلْتُ: إنَّ هَذَا الظَّنَّ لا يَشْفَعُ لَنَا أنْ نَسْتَمِرَّ في تَسْوِيْقِ هَذِهِ الإشْكَالاتِ بحُجَّةِ أنَّ بَعْضَ الطُّلَّابِ قَدْ حَفِظُوْهَا دُوْنَ إشْكَالٍ ... لأنَّنَا وإيَّاكُم نَعْلَمُ جَمِيْعًا: أنَّ هَؤلاءِ الطُّلَّابَ قَدْ أجْمَعُوا أمْرَهُم على حِفْظِ السُّنَّةِ، ولاسِيَّما الصَّحِيْحَيْنِ، كَمَا أنَّهُم قَدْ وَطَّنُوا أنْفُسَهُم على تَحَمُّلِ ورُكُوْبِ الصِّعَابِ في سَبِيْلِ حِفْظِ الصَّحِيْحَيْنِ خَاصَّةً، وكُتُبِ السُّنَّةِ بعَامَّةٍ، لِذَا فَقَدْ اسْتَقَرَّ الأمْرُ عِنْدَهُم على الحِفْظِ على أيِّ وَجْهٍ كَانَ، وأيِّ إشْكَالٍ بَانَ، فَهَذَا وغَيْرَهُ ممَّا يَدْفَعُنَا ضَرُوْرَةً إلى دَفْعِهِم إلى حِفْظِ الأصُوْلِ الحَدِيْثِيَّةِ أوَّلًا بأوَّلٍ، وإلَّا كُنَّا عَيَاذًا بالله ممَّنْ يُغَالِطُ بِهَذِهِ الهِمَمِ العَالِيَةِ، والفُهُوْمِ الوَقَّادَةِ، والجُهُوْدِ الكَبِيْرَةِ في غَيْرِ طَرِيْقِهَا الصَّحِيْحِ، والله أعْلَمُ.
* * *
الاسْتِدْرَاكُ التَّاسِعُ: أنَّ الشَّيْخَ اليَحْيَى قَدْ جَنَحَ إلى تَصْنِيْفِ كِتَابٍ فَرِيْدٍ في بَابِهِ لم يَسْبِقْهُ إلَيْهِ أحَدٌ مِنَ المُتَقَدِّمِيْنَ، وهُوَ كِتَابُ: «أفْرَادِ البُخَارِيِّ على مُسْلِمٍ»، وهَذَا مِنْهُ يَدُلُّنَا أنَّ اليَحْيَى حَفِظَهُ الله وَاسِعُ الخَطْوِ في ضَبْطِ عِلْمِ «الزَّوَائِدِ»، وأيًّا كَانَ الأمْرُ؛ فَإنَّ المَسْألَةَ أيْضًا قَابِلَةٌ للاجْتِهَادِ، والله أعْلَمُ.
* * *
وأمَّا الكِتَابُ الآخَرُ الَّذِي ألَّفَهُ الشَّيْخُ اليَحْيَى حَفِظَهُ الله، فَهُوَ بعِنْوَانِ: «زِيَادَاتِ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ العَشَرَةِ على الصَّحِيْحَيْنِ»، أيْ: زِيَادَاتِ سُنَنِ أبي دَاوُدَ، وسُنَنِ التِّرمِذِيِّ، وسُنَنِ النِّسَائِيِّ، وسُنَنِ ابنِ مَاجَه، ومُوَطَّأ مَالِكٍ، وسُنَنِ الدَّارِميِّ، ومُسْنَدِ أحمَدَ، وصَحِيْحِ ابنِ خُزَيْمَةَ، وصَحِيْحِ ابنِ حِبَّانَ، ومُسْنَدِ البَزَّارِ.
¥(26/433)
ولَهُ في هَذِهِ الزِّيَادَاتِ طَرِيْقَةٌ مَبْتَكَرَةٌ لم يَسْبِقْهُ إلَيْهَا أحَدٌ إلَّا مَا كَانَ مِنَ الحَافِظِ ابنِ المُلَقِّنِ رَحِمَهُ الله (804)، كَمَا سَيَأتي الحَدِيْثُ عَنْهُ.
أمَّا مَنْهَجُ الشَّيْخِ اليَحْيَى في مُقَدِّمَةِ كِتابِهِ «جَمْعِ الزَّوَائِدِ»، فَهُوَ مَا ذَكَرَهُ في مَطْلَعِ مقَدِّمَاتِ الكُتُبِ العَشَرَةِ المَذْكُوْرَةِ آنِفًا، كَمَا يَلي:
1ـ زِيَادَاتُ أبي دَاوُدَ على الصَّحِيْحَيْنِ.
2ـ زِيَادَاتُ التِّرْمِذِيِّ على الصَّحِيْحَيْنِ وأبي دَاوُدَ.
3ـ زِيَادَاتُ النَّسَائيِّ على الصَّحِيْحَيْنِ وأبي دَاوُدَ والتِّرْمِذِيِّ.
4ـ زِيَادَاتُ ابنُ مَاجَه على الصَّحِيْحَيْنِ وأبي دَاوُدَ والتِّرْمِذِيِّ والنَّسَائِيِّ.
5ـ زِيَادَاتُ مَالِكٍ على الصَّحِيْحَيْنِ وأبي دَاوُدَ والتِّرْمِذِيِّ والنَّسَائِيِّ وابنِ مَاجَه.
6ـ زِيَادَاتُ الدَّارِمِيِّ على الصَّحِيْحَيْنِ وأبي دَاوُدَ والتِّرْمِذِيِّ والنَّسَائِيِّ وابنِ مَاجَه ومَالِكٍ.
7ـ زِيَادَاتُ مُسْنَدِ أحمَدَ على الصَّحِيْحَيْنِ وأبي دَاوُدَ والتِّرْمِذِيِّ والنَّسَائِيِّ وابنِ مَاجَه ومَالِكٍ والدَّارِمِيِّ، وهَكَذَا إلى آخِرِ الكُتُبِ العَشَرَةِ المَذْكُوْرَةِ آنِفًا.
قُلْتُ: لَنَا مَعَ طَرِيْقَةِ الشَّيْخِ اليَحْيَى في زِيَادَاتِهِ مِنْ خِلالِ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ العَشَرَةِ بَعْضُ المَلْحُوْظَاتِ والاسْتِدْرَاكَاتِ اليَسِيْرَةِ، فَمِنْ ذَلِكَ:
الاسْتِدْرَاكُ الأوَّلُ: أنَّهُ حَفِظَهُ الله جَاءَ بطَرِيْقَةٍ في تَصْنِيْفِ «الزَّوَائِدِ» لَيْسَ لهَا سَابِقَةٌ عِنْدَ أئِمَّةِ الشَّأنِ مِنْ أهْلِ الحَدِيْثِ المُتَقَدِّمِيْنَ، إلَّا مَا كَانَ في مَطْلَعِ القَرْنِ التَّاسِعِ، وذَلِكَ فِيْمَا ألَّفَهُ الحَافِظُ ابنُ المُلَقِّنِ المِصْرِيُّ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ الله (804)؛ حَيْثُ صَنَّفَ: «زَوَائِدَ مُسْلِمٍ على البُخَارِيِّ»، و «زَوَائِدَ أبي دَاوُدَ على الصَّحِيْحَيْنِ»، و «زَوَائِدَ التِّرْمِذِيِّ على الثَّلاثَةِ» يَعْنِي: الصَّحِيْحَيْنِ وأبي دَاوُدَ، و «زَوَائِدَ النِّسَائِي على الأرْبَعَةِ»، يَعْنِي: الصَّحِيْحَيْنِ وأبي دَاوُدَ والتِّرْمِذِيِّ، و «زَوَائِدَ ابنِ مَاجَه على الخَمْسَةِ» يَعْنِي: الصَّحِيْحَيْنِ وأبي دَاوُدَ والتِّرْمِذِيِّ والنَّسَائِيِّ، كَمَا أنَّه رَحِمَهُ الله قَدْ شَرَحَهَا كَامِلَةً إلَّا «زَوَائِدَ أبي دَاوُدَ» فَإنَّهُ لم يُكْمِلْ شَرْحَهُ، وهَذَا مَا صَرَّحَ بِهِ ابنُ حَجرِ رَحِمَهُ الله: أنَّه رَآهَا بخَطِّ ابنِ المُلَقِّنِ، ولكِنَّهَا أُحْرِقَتْ للأسَفِ بَعْدَ وَفَاةِ ابنِ المُلَقِّنِ والله أعْلَمُ.
وقَدْ خَرَجَ مُؤخَّرًا كِتَابٌ بعِنْوَانِ «زَوَائِدِ أبي دَاوُدَ على الصَّحِيْحَيْنِ» لأخِيْنَا الشَّيْخِ عَبْدِ العَزِيْزِ الطِّرِيفيِّ حَفِظَهُ الله.
ومَعَ هَذَا؛ فَإنَّنا أيْضًا لا نُسَلِّمُ للحَافِظِ ابنِ المُلَقِّنِ رَحِمَهُ الله فِيْما ذَهَبَ إلَيْهِ في «زَوَائِدِهِ»؛ حَيْثُ أنَّهَا لم تَخْلُو مِنِ اسْتِدْرَاكَاتٍ وإشْكَالاتٍ، سَيَأتي ذِكْرُهَا عِنْدَ كَلامِنَا على كِتَابِ «زِيَادَاتِ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ العَشَرَةِ» للشَّيْخِ اليَحْيَى، لِذَا فَإنَّ هَذِهِ الطَّرِيْقَةَ الَّتِي ذَهَبَ إلَيْهَا الحَافِظُ ابنُ المُلَقِّنِ وغَيْرُهُ لَيْسَتْ مِنْ طَرَائِقِ الضَّبْطِ في عِلْمِ «الزَّوَائِدِ»، عِنْدَ أهْلِ الحَدِيْثِ المُتَقَدِّمِيْنَ!
وأيًّا كَانَ الأمْرُ؛ فَإنَّ الحَافِظَ ابنَ المُلَقِّنِ في صَنيْعِهِ هَذَا لم يَخْرُجْ بِزِيَادَاتِهِ هَذِهِ عَنِ «الكُتُبِ السِّتَّةِ» الَّتِي إلَيْهَا تَرْجِعُ كُتُبُ «الزَّوَائِدِ» وِرْدًا وصُدُوْرًا، خِلافًا لليَحْيَى الَّذِي خَرَجَ بزَوَائِدِهِ عَنْهَا!
¥(26/434)
وكَمْ تَمنَّيْنَا لَوْ أنَّنا وَقَفْنَا على شَيءٍ مِنْ كُتُبِ ابنِ المُلَقِّنِ كَيْ نَتَبَيَّنَ حَقِيْقَةَ مَنْهَجِهِ وطَرِيْقَةَ زَوَائِدِهِ في تَألِيْفِهِ لهَذِهِ الكُتُبِ، ولكِنْ بحَسْبِنَا أنْ نُضَمِّنَ نَقْدَهَا والاسْتِدْرَاكَ عَلَيْهَا تَحْتَ اسِتْدَرَاكَاتِنَا على كِتَابِ اليَحْيَى في زَوَائِدِهِ لمَا بَيْنَهَا مِنَ التَّقَارُبِ في الاسْمِ، وفي مَضْمُوْنِ المُسَمَّى، وهُوَ كَذَلِكَ.
ومِنْ هُنَا؛ فَإنَّ هَذِهِ الطَّرِيْقَةَ الَّتِي جَنَحَ إلَيْهَا اليَحْيَى لهِيَ طَرِيْقَةٌ مُشْكِلَةٌ وعَسِيْرَةٌ لا تَسْتَقِيْمُ وطَرِيْقَةَ أهْلِ الزَّوَائِدِ بعَامَّةِ؛ حَيْثَ أنَّهُ ذَكَرَ زَوَائِدَ الكُتُبِ العَشَرَةِ بَعْضِهَا على بَعْضٍ بطَرِيْقَةٍ فِيْهَا شَيءٌ مِنَ الخَلَلِ والاضْطِرَابِ، ممَّا قَدْ تُشْكِلُ على الطَّالِبِ ضَبْطَهَا، وتُغْلِقُ عَلَيْهِ حِفْظَهَا.
يُوَضِّحُهُ؛ أنَّنا لَوْ أرَدْنَا أنْ نَقِفَ مَعَ أحَدِ زَوَائِدِ هَذِهِ الكُتُبِ العَشَرَةِ؛ لعَلِمْنَا يَقِيْنًا أنَّ الصُّعُوْبَةَ والإشْكَالَ حَالٌّ ومُرْتَحِلٌ في مَجْمُوْعِ هَذِهِ الزَّوَائِدِ العَشَرَةِ الَّتِي اخْتَطَّهَا اليَحْيَى في كِتَابِهِ.
فَمَثَلًا؛ لَوْ أخَذْنَا زَوَائِدَ الكِتَابِ السَّابِعِ: وهُوَ «زِيَادَاتِ مُسْنَدِ أحمَدَ» على الصَّحِيْحَيْنِ وأبي دَاوُدَ والتِّرْمِذِيِّ والنَّسَائِيِّ وابنِ مَاجَه ومَالِكٍ والدَّارِمِيِّ.
فَعِنْدَ أوَّلِ وَقْفَةٍ سَوْفَ نَجِدُ في كِتَابِ «زَوَائِدِ المُسْنَدِ» إشْكَالاتٍ كَثِيْرَةً، مِنْهَا:
أنَّ «زَوَائِدَ المُسْنَدِ» هُنَا، لَيْسَتْ وُجُوْدِيَّةً فَقَطُ، بَلْ هِيَ أيْضًا عَدَمِيَّةٌ، لِذَا كَانَ وَاجِبًا على الطَّالِبِ أنْ يُدْرِكَ هَذِهِ الزِّيَادَاتِ مِنْ حَيْثُ الوُجُوْدِ والعَدَمِ، وإلَّا وَقَعَ في وَادِي تُضِلِّلَ.
بمَعْنَى؛ أنَّ «زَوَائِدَ المُسْنَدِ» قَاصِرَةٌ على الكُتُبِ الثَّمانِيَةِ السَّابِقَةِ فَقَطُ، أيْ: على الصَّحِيْحَيْنِ وأبي دَاوُدَ والتِّرْمِذِيِّ والنَّسَائِيِّ وابنِ مَاجَه ومَالِكٍ والدَّارِمِيِّ، وأنَّها أيْضًا غَيْرُ زَائِدَةٍ على الكُتُبِ الثَّلاثَةِ البَاقِيَةِ: أيْ على صَحِيْحِ ابنِ خُزَيْمَةَ، وصَحِيْحِ ابنِ حِبَّانَ، ومُسْنَدِ البَزَّارِ.
وعَلى هَذَا؛ كَانَ وَاجِبًا عَيْنِيًّا على الطَّالِبِ الَّذِي يُريْدُ حِفْظَ «زَوَائِدِ المُسْنَدِ»: أن يَسْتَحْضِرَ تَرْتِيْبَ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ الاثْنَيْ عَشَرَ على وَجْهِ التَّرْتِيْبِ، لكَي يُمَيِّزَ زِيَادَاتِ المُسْنَدِ على غَيْرِهِ مِنَ الكُتُبِ، كَمَا عَلَيْهِ أيْضًا أنْ يَسْتَحْضِرَ تَرْتِيْبَ مَوْضِعِ «مُسْنَدِ أحمَدَ» مِنْ بَيْنِ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ الاثْنَيْ عَشَرَ مِنْ حَيْثُ تَرْتِيْبِ السَّابِقِ واللَّاحِقِ، وهَكَذَا في جَمِيْعِ هَذِهِ الكُتُبِ العَشَرَةِ.
فَمَثَلًا؛ إذَا أرَادَ الطَّالِبُ أنْ يَعْزُوَ حَدِيْثًا إلى «سُنَنِ ابنِ مَاجَه»، فَعَلَيْهِ أنْ يَسْتَحْضِرَ تَرْتِيْبَ الكُتُبِ الاثْنَي عَشَر وَاحِدًا بَعْدَ الآخَرِ دُوْنَ تَقْدِيْمٍ أو تَأخِيْرِ، وإلَّا وَقَعَ في حَيْصَ بَيْصَ، وهِيَ كَمَا يَلي على التَّرتِيْبِ: كُتُبُ الصَّحِيْحَيْنِ وسُنَنِ أبي دَاوُدَ، وسُنَنِ التِّرمِذِيِّ، وسُنَنِ النِّسَائِيِّ، وسُنَنِ ابنِ مَاجَه، ومُوَطَّأ مَالِكٍ، وسُنَنِ الدَّارِميِّ، ومُسْنَدِ أحمَدَ، وصَحِيْحِ ابنِ خُزَيْمَةَ، وصَحِيْحِ ابنِ حِبَّانَ، ومُسْنَدِ البَزَّارِ.
كَمَا عَلَيْهِ ثَانِيًا أنْ يَسْتَحْضِرَ تَرْتِيْبَ مَوْضِعِ «سُنَنِ ابنِ مَاجَه» مِنْ بَيْنِ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ الاثْنَيْ عَشَرَ على التَّرتِيْبِ!
وهَكَذَا في مُضَايَقَاتٍ للعُقُوْلِ، وإشْكَالاتٍ عِنْدَ الحِفْظِ، وإغْلاقَاتٍ في المُذَاكَرَةِ والله أعْلَمُ.
* * *
¥(26/435)
الاسْتِدْرَاكُ الثَّاني: أنَّ تَرْتِيْبَ اليَحْيَى في الكُتُبِ العَشَرَةِ، لَيْسَ سَدِيْدًا؛ حَيْثُ نَرَاهُ قَدْ قَدَّمَ مَا حَقَّهُ التَّأخِيْرُ، وأخَّرَ مَا حَقَّهُ التَّقْدِيْمُ، كَمَا هُوَ ظَاهِرُ تَأخِيْرِهِ لمُسْنَدِ أحْمَدَ عَنْ مُسْنَدِ الدَّارِمِيِّ، في حِيْنَ أنَّنِي لا أعْلَمُ أحَدًا مِنْ أهْلِ الحَدِيْثِ المُعْتَبرِيْنَ أنَّهُ قَدَّمَ مُسْنَدَ الدَّارِمِيِّ على مُسْنَدِ أحْمَدَ فِيْمَا أعْلَمُ.
ورُبَّما كَانَ الخَطَأ أيْضًا في تَقْدِيْمِ مُوَطَّأ مَالِكٍ على مُسْنَدِ أحْمَدَ، كَمَا هُوَ مَذْهَبُ مَنْ يُقَدِّمُ مُسْنَدَ أحْمَدَ على المُوَطَّأ باعْتِبَارِ الشُّمُولِيَّةِ والسِّعَةِ، لا باعْتِبَارِ الصِّحَّةِ في غَيْرِهَا مِنَ الاعْتِبَارَاتِ!
* * *
الاسْتِدْرَاكُ الثَّالِثُ: أنَّ هَذِهِ الزِّيَادَاتِ الَّتِي طَرَقَهَا الشَّيْخُ اليَحْيَى لَيْسَتْ مَنْهَجِيَّةً ولا عِلْمِيَّةً، بَلْ فِيْهَا مِنَ المُغَالَطَاتِ والتَّكَلُّفَاتِ الشَّيءُ الَّذِي لا يُقِرُّهُ أهْلُ العِلْمِ مِنْ جَهَابِذَةِ الحَدِيْثِ وحُفَّاظِهِ، وذَلِكَ لمَا يَلي:
أنَّهُ قَدِ الْتَزَمَ طَرِيْقَةً خَاطِئَةً سَوَاءٌ في تَرْتِيْبِ هَذِهِ الكُتُبِ العَشَرَةِ، أو في التَّقْدِيْمِ والتَّأخِيْرِ.
يُوَضِّحُهُ؛ أنَّنا لَو وَقَفْنَا مَعَ كِتَابِ «زَوَائِدِ التِّرمِذِيِّ» مَثَلًا، فإنَّنَا نَقْطَعُ أنَّه لَيْسَ بالضَّرُوْرَةِ أنْ تَكُوْنَ أحَادِيْثُ التِّرْمِذِيِّ هُنَا زَائِدَةً على الصَّحِيْحَيْنِ وأبي دَاوُدَ فَقَطُ، كَمَا هُوَ ظَاهِرُ تَرْتِيْبِهِ الوَضْعِيِّ بَيْنَ الكُتُبِ العَشَرَةِ، بَلْ رُبَّما كَانَتْ أحَادِيْثُهُ زَائِدَةً أيْضًا على أحَادِيْثِ النَّسَائيِّ أو ابنِ مَاجَه أو المُوَطَّأ وهَكَذَا إلى آخِرِ الكُتُبِ العَشَرَةِ، أو رُبَّمَا كَانَتْ أحَادِيْثُهُ زَائِدَةً على بَعضِهَا دُوْنَ بَعْضٍ، وعلى هَذَا يَجْرِي القِيَاسُ على جَمِيْعِ زَوَائِدِ الكُتُبِ العَشَرَةِ المَذْكُوْرَةِ، وهَذا في حَدِّ ذَاتِهِ فِيْهِ إشْكَالِيَّةٌ مَنْهَجِيَّةٌ بَعِيْدَةٌ عَنْ مَدَارِكِ مَعْرِفَةِ عِلْمِ «الزَّوَائِدِ».
* * *
الاسْتِدْرَاكُ الرَّابِعُ: وهُوَ مِنَ الاسْتِدْرَاكَاتِ العَامَّةِ الَّتِي يَمْتَدُّ بِسَاطُهَا على طَرَائِقِ الشَّيْخِ اليَحْيَى في تَقْيِيْدِ دَوْرَاتِهِ العِلْمِيَّةِ وتَحْدِيْدِهَا مِنْ خِلالِ مُوَاضَعَةٍ عِنْدَهُ في اخْتِيَارِ وَقْتٍ ضَيِّقٍ لَدَى الطُّلَّابِ عِنْدَ حِفْظِهِم، ممَّا سَيَكُوْنُ عِبْئًا يَوْمًا مِنَ الأيَّامِ على حِفْظِ الطُّلَّابِ؛ وذَلِكَ إذَا عَلِمْنَا أنَّ الوَقْتَ الَّذِي حَدَّدَهُ الشَّيْخُ للطُّلَّابِ في حِفْظِ بَعْضِ مَرَاحِلِ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ مَا يَكُوْنُ غَالِبًا في غُضُوْنِ شَهْرَيْنِ أو قَرِيْبًا مِنْهُما، الأمْرُ الَّذِي يُخْشَى مِنْهُ تَفَلُّتُ الحِفْظِ عِنْدَ أكْثَرِ الطَّلَبَةِ المُقْبِلِينَ على حِفْظِ السُّنَّةِ، لِذَا كَانَ مِنْ مَبَاغِي الطَّلَبِ في تَرْسِيْخِ الحِفْظِ وضَبْطِهِ، هُوَ مَا اتَّسَعَ لَهُ الوَقْتُ اتِّسَاعًا صَالحًا للمُذَاكَرَةِ بَعْدَ المُرَاجَعَةِ، ولَنَا في حِفْظِ السَّلَفِ للأحَادِيْثِ وضَبْطِهَا عِلْمًا وعَمَلًا سُنَّةٌ مَاضِيَةٌ، ولَيْسَ هَذَا محَلَّ ذِكْرِهَا!
وعَلَيْهِ؛ فَلَيْسَ لَنَا أنْ نَقِفَ فَرْحًا بحِفْظِ هَؤلاءِ الطُّلَّابِ للسُّنَّةِ في أشْهُرٍ مَعْدُوْدَةٍ دُوْنَ اعْتِبَارٍ للقَرَائِنِ العِلْمِيَّةِ الأهْلِيَّةِ الَّتِي تَقْطَعُ بَأنَّ عَامَّةَ الطُّلَّابِ إذَا أجْمَعَ الوَاحِدُ مِنْهُم أمْرَهُ على حِفْظِ السُّنَّةِ، واعْتَكَفَ على مُرَاجَعَتِهَا دُوْنَ صَارِفٍ أو شَاغِلٍ، بَلْ كَانَ حِفْظُهُ دِيْمَةً، ووَقْتُهُ عَزِيْمَةً إلَّا مَا لابُدَّ مِنْهُ ... كَانَ والحَالَةُ هَذِهِ حَافِظًا لمَرْوِيَّاتِهِ، ضَابِطًا لمَحْفُوْظَاتِهِ؛ إلَّا أنَّهُ بقَدْرِ سُرْعَةِ حِفْظِهِ، وقُوَّةِ ضَبْطِهِ سَيَنْسَى كَثِيرًا، ويَذْهَلَ مِرَارًا، لأنَّ مَا أُخِذَ سُرْعَةً ذَهَبَ سُرْعَةً، وقَدْ قِيْلَ: حِفْظُ حَرْفَيْنِ خَيْرٌ مِنْ سَماعِ وِقْرَيْنِ، وفَهْمُ حَرْفَيْنِ خَيْرٌ مِنْ حِفْظِ وِقْرَيْنِ!
¥(26/436)
وقِيْلَ أيْضًا: ازْدِحَامُ العُلُوْمِ مَضَلَّةُ الفُهُوْمِ!
وعَنْ يُوْنُسَ بنِ يَزِيْدَ قَالَ: قَالَ لي ابنُ شِهَابٍ: «يَا يُوْنُسَ! لا تُكَابِرَ العِلْمَ، فَإنَّما هُوَ أوْدِيَةٌ، فَأيَّها أخَذْتَ فِيْهِ قَبْلَ أنْ تَبْلُغَهُ قُطِعَ بِكَ، ولكِنْ خُذْهُ مَعَ اللَّيَالي والأيَّامِ»، وقَدْ بَسَطْتُ الكَلامَ عَنْ مِثْلِ هَذَا في كِتَابي: «المَنْهَجِ العِلْمِيِّ» ففِيْهِ زِيَادَةُ بَيَانٍ.
وهُنَاكَ بَعْضُ الاسْتِدْرَاكَاتِ الَّتِي لم يَسْلَمْ مِنْهَا كِتَابُ «زِيَادَاتِ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ العَشَرَةِ» للشَّيْخِ اليَحْيى حَفِظَهُ الله قَدْ تَجَاوَزْنَا عَنْ ذِكْرِهَا.
* * *
وأخِيْرًا؛ فَإنَّني مِنْ خِلالِ مَا مَضَى أحْبَبْتُ أنْ أذْكُرَ طَرِيْقَةَ أهْلِ الحَدِيْثِ والأثَرِ في تَألِيْفِ كُتُبِ «الزَّوَائِدِ»، كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ طَرِيقَتُهُم في الجُمْلَةِ، وأشَارَتْ إلَيْهِ تَصَرُّفَاتُهُم في الغَالِبِ، وهِيَ باخْتِصَارٍ لا تَخْرُجُ عَنْ طَرِيْقَتَيْنِ:
الطَّرِيْقَةُ الأوْلى: تَألِيْفُ «الزَّوَائِدِ» حَوْلَ الصَّحِيْحَيْنِ (البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ)، سَوَاءٌ كَانَتْ زَوَائِدَ صَحِيْحِ مُسْلِمٍ على البُخَارِيِّ، أو زَوَائِدَ كُتُبِ السُّنَنِ الأُخْرَى عَلَيْهِما (عَدَا السُّنَنِ الأرْبَعِ)؛ لِذَا كَانَتْ غَالِبُ كُتُبِ «الزَّوَائِدِ» عِنْدَهُم مَا كَانَتْ دائِرَةً حَوْلَ «الصَّحِيْحَيْنِ».
الطَّرِيْقَةُ الثَّانِيَةُ: التَّألِيْفُ في الزَّوَائِدِ على الكُتُبِ السِّتَّةِ (الصَّحِيْحَيْنِ والسُّنَنِ الأرْبَعِ)، أيْ: زَوَائِدُ المَسَانِيْدِ، أو المَعَاجِمِ، أو غَيْرَهَا مِنْ كُتُبِ السُّنَّةِ على الكُتُبِ السِّتَّةِ.
ومَنْ تَتَبَّعَ كُتُبَ «الزَّوَائِدِ» عَلِمَ يَقِيْنًا أنَّهَا كَانَتْ حَوْلَ الأُصُوْلِ السِّتَّةِ، لِذَا فَإنَّني لم أقِفْ على أحَدٍ مِنْ أهْلِ العِلْمِ ممَّنْ ألَّفَ كِتَابًا في الزَّوَائِدِ على غَيْرِ الكُتُبِ السِّتَّةِ، إلَّا مَا كَانَ مِنْ ابنِ حَجَرٍ رَحِمَهُ الله (852)، وذَلِكَ مِنْ خِلالِ كِتَابِهِ: «المَطَالِبِ العَالِيَةِ بزَوَائِدِ المَسَانِيْدِ الثَّمانِيَةِ»»؛ حَيْثُ زَادَ على الكُتُبِ السِّتَّةِ مُسْنَدَ الإمَامِ أحْمَدَ، غَيْرَ أنَّ ابنَ حَجَرٍ قَدْ اعْتَذَرَ عَنْ ضَمِّهِ للمُسْنَدِ؛ حَيْثُ قَالَ في مُقَدِّمَةِ كِتابِهِ «زَوَائِدِ مُسْنَدِ البَزَّارِ»: «لأنَّ الحَدِيْثَ إذَا كَانَ في المُسْنَدِ الأحْمَدِي، لم يَحْتَجْ إلى عَزْوِهِ إلى مُصَنَّفٍ غَيْرِهِ لجَلالَتِهِ» انْتَهَى.
وثَمَّةَ فَائِدَةٌ عَزِيْزَةٌ، وهِيَ أنَّ غَالِبَ مَنْ صَنَّفَ في «الزَّوَائِدِ» اقْتَصَر تَألِيْفُهُ على إفْرَادَاتِ تِلْكَ الكُتُبِ السِّتَّةِ مُجْتَمِعَةً لا مُتَفَرِّقَةً؛ لأنَّهَا أُصُوْلُ كُتُبِ السُّنَّةِ؛ فَكَانَ إبقْاؤهَا والمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا صُدُوْرًا ووِرْدَاً مِنْ مَقَاصِدِ عِلْمِ الزَّوَائِدِ؛ إلَّا مَا كَانَ مِنِ اقْتِصَارِ بَعْضِهِم على الزِّيادَاتِ على «الصَّحِيْحَيْنِ»، مِثْلُ كِتَابِ: «مَوَارِدِ الظَّمْآنِ إلى زَوَائِدِ ابنِ حِبَّانَ» للحَافِظِ أبي الحَسَنِ الهَيْثَمِيِّ رَحِمَهُ الله (807)، ومَا كَانَ أيْضًا مِن كِتَابِ: «مِصْبَاحِ الزُّجَاجَةِ في زَوَائِدِ ابنِ مَاجَه» للحَافِظِ البُوْصِيْرِيِّ رَحِمَهُ الله (840)، وهُوَ عِبارَةٌ عَنْ زِيَادَاتِ سُنَنِ ابنِ مَاجَه على الكُتُبِ الخَمْسَةِ الَّتِي هِيَ أُصُوْلُ الكُتُبِ السِّتّةِ (الصَّحِيْحَيْنِ، وأبي دَاوُدَ والتِّرْمِذِيِّ والنَّسَائِيِّ) وغَيْر ذَلِكَ، ممَّا يُفْهَمُ مِنْهُ أنَّ الغَالِبَ الأعَمَّ في كُتُبِ «الزَّوَائِدِ» مَا كَانَتْ دَائِرَةً حَوْلَ الأُصُوْلِ السِّتَّةِ، والله أعْلَمُ.
¥(26/437)
وعَلَيْهِ؛ فَإنَّ الخَطَأ الذي وَاقَعَهُ الشَّيْخُ اليَحْيَى حَفِظَهُ الله هُوَ تَوَسُّعُهُ في إدْرَاجِ طَرِيْقَةِ الزَّوَائِدِ على غَيْرِ الكُتُبِ السِّتَّةِ، كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ مِنْ زِيَادَاتِهِ على بَعْضِ الكُتُبِ غَيْرِ المَقْصُوْدَةِ في عِلْمِ «الزَّوَائِدِ»: مِثْلُ زِيَادَاتِ سُنَنِ الدَّارِمِيِّ؛ حَيْثَ أصْبَحَ مِنَ الزِّيَادَاتِ على مُوَطَّأ مَالِكٍ، وكَذَا زِيَادَاتُ مُسْنَدِ أحْمَدَ على المُوَطَّأ والدَّارِمِيِّ، وكَذَا زِيَادَاتُ صَحِيْحِ ابنِ خُزَيْمَةَ على الثَّلاثَةِ، وكَذَا زِيَادَاتُ صَحِيْحِ ابنِ حِبَّانِ على الأرْبَعَةِ، وزِيادَاتُ مُسْنَدِ البَزَّارِ على الخَمْسَةِ، وأخَيْرًا زِيَادَاتُ الجَمِيْعِ على الكُتُبِ السِّتَّةِ!
ثُمَّ اعْلَمْ؛ أنَّ كُلَّ مَا ذَكَرْنَاهُ هُنَا مِنْ مَنَاهِجِ أهْلِ العِلْمِ في تَألِيْفِ كُتُبِ «الزَّوَائِدِ»، هُوَ في الأعَمِّ الأغْلَبِ، أمَّا أنْ يَقُوْمَ أحَدٌ مِنَّا بكِتَابَةِ زَوَائِدِ أحَدِ كُتُبِ السُّنَّةِ على الآخَرِ، ثُمَّ يُعَرِّجُ إلى كِتَابَةِ زِيَادَةِ كِتَابِ ثَالِثٍ عَلَيْهِما، ثُمَّ زَوَائِدِ الرَّابِعِ عَلَيْهِم، وهَكَذَا في سِلْسِلَةٍ مِنْ زِيَادَاتِ كُتُبِ السُّنَّةِ على بَعْضِهَا حَتَّى يَخْرُجَ بِهَا عَنِ الكُتُبِ السِّتَّةِ ... فَهَذَا غَيْرُ مَقْبُوْلٍ ولا مَرْضِيٍّ في الجُمْلَةِ، ولاسِيَّما إذا عَلِمْنَا أنَّها طَرِيْقَةٌ غَيْرُ مُجْدِيَةٍ لمَنْ رَامَ حِفْظَ السُّنَّةِ، والله أعْلَمُ.
* * *
وأخِيْرًا؛ فلْيَعْلَمِ الجَمِيْعُ أنَّ مَا ذَكَرْنَاهُ هُنَا مِنَ الأوْهَامِ والأخْطَاءِ حَوْلَ كُتُبِ الشَّيْخِ اليَحْيَى حَفِظَهُ الله، لم تَكُنْ قاصِرَةً بمُفْرَدِهَا ولا قَائِمَةً بآحَادِهَا حَوْلَ مَا كَتَبَهُ اليَحْيَى فَقَطُ، بَلْ جَاءَتْ مُتَضَامِنَةً ومُتَلازِمَةً أيْضًا مَعَ غَيْرِهَا مِنَ الاسْتِدْرَاكَاتِ الأُخْرَى الَّتِي جَاءَ ذِكْرُهَا حَوْلَ عَامَّةِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» كَمَا مَرَّ مَعَنَا في البَابِ الأوَّلِ.
فَعِنْدَئِذٍ؛ فَقَدِ انْتَظَمَ مَجْمُوْعُ هَذِهِ الاسْتِدْرَاكَاتِ في عِقْدٍ وَاحِدٍ يَشُدُّ بَعْضُهَا بَعْضًا، وذَلِكَ مِنْ خِلالِ خَمْسَةٍ وعِشْرِيْنَ وَهْمًا مَا بَيْنَ اسْتِدْرَاكٍ وخَطأ وتَعَقُّبٍ ممَّا هِيَ دَائِرَةٌ في فَلَكِ عامَّةِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» القَدِيْمِ مِنْهَا والحَدِيْثِ، والله المُوَفِّقُ.
والحَمْدُ لله رَبِّ العَالمِيْنَ
([1]) مَلْحُوْظَةٌ: إنَّنا نَجِدُ كِتَابَ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» للشَّيْخِ اليَحْيَى حَفِظَهُ الله بَيْنَ طَبْعَةٍ وأخْرَى لا يخْلُو مِنِ اسْتِدْرَاكَاتٍ مَا بَيْنَ زِيَادَاتٍ ومَحْذُوْفَاتٍ سَوَاءٌ في المَتْنِ أو الحَاشِيَةِ، وهَذَا ممَّا يَدُلُّ على أنَّ الكِتَابَ هُوَ محَلٌّ للنَّقْدِ والإشْكَالِ، والله أعْلَمُ!
ـ[علي العجمي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 06:44 م]ـ
البَابُ الثَّالِثُ
حِفْظُ السُّنَّةِ عِنْدَ حُفَّاظِ السُّنَّةِ
هَذِهِ بَعْضُ التَّوْصِيَاتِ نَسُوْقُهَا إلى إخْوَانِنَا وأبْنَائِنَا حُفَّاظِ السُّنَّةِ؛ تَصْحِيْحًا لطَرِيْقَةِ حِفْظِ السُّنَّةِ بعَامَّةٍ، ولاسِيَّما حِفْظُ «الصَّحِيْحَيْنِ»، و «السُّنَنِ الأرْبَعِ»، كَمَا أنَّ فِيْهَا أيْضًا تَأيِيْدًا وتَعْزِيْزًا لهَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةِ القَائِمَةِ هُنَا وهُنَاكَ، غَيْرَ أنَّ غَالِبَهَا مَرْقُوْمٌ مِنْ بَابَةِ النُّصْحِ والتَّصْحِيْحِ، ومِنْهَا مَسْطُوْرٌ مِنْ بَابَاتِ الاجْتِهَادِ الدَّائِرِ بَيْنَ القَبُوْلِ والرَّدِّ، والله المُوَفِّقُ والهَادِي إلى سَوَاءِ السَّبِيْلِ.
¥(26/438)
أقُوْلُ: لا يَشُكُّ مُسْلِمٌ أنَّ «الصَّحِيْحَيْنِ» هُمَا مِنْ أصَحِّ الكُتُبِ بَعْدَ كِتَابِ الله تَعَالى! كَمَا أنَّ الأمَّةَ قَدْ أجْمَعَتْ على صِحَّةِ مَا فِيْهِما إلَّا أحْرُفَ يَسِيْرَةً لَيْسَ هَذَا مَوْطِنَ بَحْثِهَا، كَمَا أنَّهمَا قَدْ نَالا اهْتِمَامًا وعِنَايَةً وخِدْمَةً كَبِيْرَةً مِنْ قِبَلِ أهْلِ العِلْمِ على مَرِّ العُصُوْرِ وطُوْلِ الدُّهُوْرِ مَا بَيْنَ: مُخَرِّجٍ ومُسْتَدْرِكٍ ومُتَتَبِّعٍ ولازِمٍ وشَارِحٍ وكَاشِفٍ ومُعَلِّقٍ ومُغَلِّقٍ ومُخْتَصِرٍ وجَامِعٍ بَيْنَهُما ... إلَخْ.
وهَكَذَا؛ فَقَدْ أخَذَ «الصَّحِيْحَانِ» عِنَايَةً وَاسِعَةً، ومُتَابَعَةً فَائِقَةً عِنْدَ أهْلِ العِلْمِ مِنْ أئِمَّةِ الإسْلامِ، والحَالَةُ هَذِهِ لمَّا يَنْتَهِ أهْلُ العِلْمِ بَعْدُ مِنْ خِدْمَتِهِمَا حَتَّى سَاعَتِي هَذِهِ، فللَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ!
* * *
وأخِيرًا؛ فَهَاكَ يَا طَالِبَ السُّنَّةِ والأثَرِ طَرِيْقَةَ حِفْظِ السُّنَّةِ عِنْدَ أهْلِ السُّنَّةِ، كَمَا عَرَفْنَاهَا عَنْهُم، وعَلِمْنَاهَا مِنْهُم، كَمَا تَلَقَّاهَا الخَلَفُ عَنِ السَّلَفِ، واقْتَفَاهَا الأصَاغِرُ عَنِ الأكَابِرِ في مَعْلَمَةٍ حَدِيْثِيَّةٍ، ومَنْهَجِيَّةٍ سَلَفِيَّةٍ، ومَا السُّنَّةُ عِنْدَ أهْلِ الحَدِيْثِ إلَّا بالإتِّبَاعِ؟!
ثُمَّ اعْلَمْ يَا رَعَاكَ الله؛ أنَّ هَذِهِ الطَّرِيْقَةَ الَّتِي سَنَذْكُرُهَا بَيْنَ يَدَيْكَ: هِيَ مِنْ خَاصَّةِ رُوَّامِ الحَدِيْثِ، وحُفَّاظِ السُّنَّةِ ... فَإنْ كُنْتَ مِنْهُم فلْيَهْنَئَكَ العِلْمُ حِيْنَئِذٍ، وأحْسِبُكَ مِنْهُم إنْ شَاءَ الله، وهَذَا مَا نَظُنُّهُ ونَلْمَسُهُ اليَوْمَ عِنْدَ طَلائِعِ هَؤلاءِ الطُّلَّابِ الَّذِيْنَ أقْبَلُوا على هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةِ لحِفْظِ السُّنَّةِ والأثَرِ، ممَّنْ تَدَثَّرُوا بثَوْبِ الصِّدْقِ والهِمَّةِ، وتَزَمَّلُوا بجِلْبَابِ الرَّغْبَةِ والعَزِيْمَةِ، فَمَنْ هَذِهِ حَالهُمُ فَهُم أجْدَرُ لضَبْط هَذِهِ الطَّرِيْقَةِ، وأوْلى مَنْ يَتَسَنَّمُ نَهْجَهَا، ويَعْلُو ذُرَاهَا، فلَهُم في حِفْظِ السَّلَفِ سُنَّةٌ مَاضِيَةٌ، ولهُم في الخَلَفِ طَرِيْقَةٌ بَاقِيَةٌ!
وإنْ كُنْتَ يَا طَالِبَ العِلْمِ دُوْنَ ذَلِكَ هِمَّةً وعَزِيْمَةً، فدُوْني ودُوْنَكَ تَرْسِيْمَ الطَّرِيْقَةِ الثَّانِيَةِ كَمَا سَتَأتي، وإنْ كُنْتَ دُوْنَ هِمَمِ وعَزَائِمِ أهْلِ المَرْحَلَتَيْنِ فدُوْنَكَ تَرْسِيْمَ الطَّرِيْقَةِ الثَّالِثَةِ، كَمَا سَنَذْكُرُهَا لَكَ قَرِيْبًا إنْ شَاءَ الله.
* * *
فأمَّا الطَّرِيْقَةُ الأوْلى الَّتِي هِيَ مِنْ شَأنِ حُفَّاظِ السُّنَّةِ، فَتَأتي على ثَلاثِ مَرَاحِلَ، كَمَا يَلي باخْتِصَارٍ:
المَرْحَلَةُ الأوْلى: أنْ يَحْفَظَ الطَّالِبُ «الصَّحِيْحَيْنِ» ابْتِدَاءً بحِفْظِ «صَحِيْحَ البُخَارِيِّ»، ثُمَّ يُعَرِّجُ على حِفْظِ «صَحِيْحِ مُسْلِمٍ» ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1038223#_ftn1))، وهَذِه طَرِيْقَةُ جَمَاهِيْرِ أهْلِ العِلْمِ سَلَفًا وخَلَفًا.
ومِنْهُم مَنْ يُقَدِّمُ «مُسْلِمًا» على «البُخَارِيِّ»، كَمَا هِيَ طَرِيْقَةُ المَغَارِبَةِ، وهَذِهِ الطَّرِيْقَةُ عِنْدَ التَّحْقِيْقِ هِيَ أجْوَدُ حِفْظًا وأتْقَنُ ضَبْطًا، وذَلِكَ لمَنْ رَامَ حِفْظَ «الصَّحِيْحَيْنِ» مَعًا.
وقَدْ قَالَ الحَافِظُ عَبْدُ الرَّحمَنِ الدَّيْبَعُ رَحِمَهُ الله (944):
تَنَازَعَ قَوْمٌ في البُخَارِي ومُسْلِم لَدَيَّ وقَالُوا: أيُّ ذَيْنِ يُقَدَّمُ؟
فَقُلْتُ: لَقَدْ فَاقَ البُخَارِي صِحَّةً كَمَا فَاقَ في حُسْنِ الصِّنَاعَةِ مُسْلِمُ
¥(26/439)
ومِنْ هُنَا؛ فَإنَّ حَقِيْقَةَ الخِلافِ الجَارِي بَيْنَ جَمَاهِيْرِ أهْلِ العِلْمِ وأهْلِ المَغْرِبِ في تَقْدِيْم أحَدِ «الصَّحِيْحَيْنِ» على الآخَرِ: هُوَ جَارٍ بَيْنَهُم باعْتِبَارِ الأصَحِّيَّةِ والأفْضَلِيَّةِ في الصِنَّاعَةِ الحَدِيْثِيَّةِ، في حِيْنَ أنَّ بَعْضَهُم قَدِ اعْتَرَضَ على مَنْ أجْرَى خِلافًا باعْتِبَارِ الأصَحِّيَّةِ، لأنَّ صَحِيْحَ البُخَارِيِّ قَدْ حَازَ سَبْقَ الصِّحَّةِ، وفَاقَ في الأصَحِّيَّةِ، لضِيْقِ شَرْطِهِ ومَخْرَجِهِ في غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الاعْتِبَارَاتِ ممَّا لا يُنَازِعُهُ فِيْهَا أحَدٌ مِمَّنْ جَاءَ بَعْدَهُ، وهُوَ كَذَلِكَ!
أمَّا مَسْألَةُ التَّقْدِيْمِ بَيْنَهُمَا باعْتِبَارِ أفْضَلِيَّةِ التَّرتِيْبِ والتَّنْسِيْقِ والسُّهُوْلَةِ في الحِفْظِ والضَّبْطِ، سَوَاءٌ في سَرْدِ الأحَادِيْثِ بلفْظِهَا أو في جَمْعِ أطْرَافِهَا، أو في عَدَمِ تَقْطِيْعِهَا ونَحْوِهِ، فَهَذِهِ الأفْضَلِيَّةُ لا أرَى أنْ نُجْرِيَ فِيْهَا خِلافًا!
بَلِ الصَّوَابُ فِيْهَا باعْتِبَارِ مَا ذَكَرْنَاهُ هُنَا: هُوَ تَقْدِيْمُ حِفْظِ «صَحِيْحِ مُسْلِمٍ» على «صَحِيْحِ البُخَارِيِّ»، كَمَا دَلَّ على ذَلِكَ مَسَالِكُ التَّحْقِيْقِ، وشَوَاهِدُ الحَالِ، فَإنْ سَلَّمْتَ بِهَذَا يَا طَالِبَ العِلْمِ وإلَّا فَالأمْرُ في سَعَةٍ!
* * *
لأجْلِ هَذَا؛ فَقَدْ ذَكَرْنَا هُنَا بَعْضَ الاعْتِبَارَاتِ والتَّرْجِيْحَاتِ الَّتِي مِنْ أجْلِهَا قَدَّمَ فِيْهَا أهْلُ العِلْمِ مِنَ المَغَارِبَةِ وغَيْرِهِم «صَحِيْحَ مُسْلِمٍ» على «صَحِيْحِ البُخَارِيِّ» باعْتِبَارِ الأفْضَلِيَّةِ لأمُوْرٍ خَارِجَةٍ عَنِ الأصَحِّيَّةِ! فَمِنْ ذَلِكَ على وَجْهِ الاخْتِصَارِ:
أوَّلًا: أنَّ صَحِيْحَ مُسْلِمٍ أسْهَلُ تَنَاوُلًا، وأقْرَبُ مَنَالًا؛ لأنَّ مُسْلمًا رَحِمَهُ الله جَعَلَ لكُلِّ حَدِيْثٍ مَوْضِعًا وَاحِدًا يَلِيْقُ بِهِ؛ بحَيْثُ جَمَعَ فِيْهِ طُرَقَهُ الَّتِي ارْتَضَاهَا، واخْتَارَ ذِكْرَهَا، وأوْرَدَ فِيْهِ أسَانِيْدَهُ المُتَعَدِّدَةَ وألْفَاظَهُ المُخْتَلِفَةَ، فَيَسْهُلُ على الطَّالِبِ النَّظَرُ في وُجُوْهِهِ واسْتِثْمارِهَا، ويَحْصُلُ لَهُ الثِّقَةُ بجَمِيْعِ مَا أوْرَدَهُ مُسْلِمٌ مِنْ طُرُقِهِ، بخِلافِ البُخَارِيِّ رَحِمَهُ الله؛ فَإنَّهُ يَذْكُرُ تِلْكَ الوُجُوْهَ المُخْتَلِفَةَ في أبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ مُتَبَاعِدَةٍ، وكَثِيْرٌ مِنْهَا يَذْكُرُهَا في غَيْرِ بَابِهِ، الَّذِي يَسْبِقُ إلى الفَهْمِ أنَّهُ أوْلى بِهِ، وذَلِكَ لدَقِيْقَةٍ يَفْهَمُهَا البُخَارِيُّ مِنْهُ، فيَصْعُبُ على الطَّالِبِ جَمْعُ طُرُقِهِ، وحُصُوْلُ الثِّقَةِ بجَمِيْعِ مَا ذَكَرَهُ البُخَارِيُّ مِنْ طُرُقِ هَذَا الحَدِيْثِ، قَالَهُ النَّوَوِيُّ.
ثَانِيًا: أنَّ مُسْلمًا رَحِمَهُ الله يَسُوْقُ الحَدِيْثَ بكَامِلِهِ في البَابِ الوَاحِدِ، ولَوْ كَانَ الحَدِيْثُ طَوِيْلًا، ولا يُكَرِّرُ ذَلِكَ في أبْوَابٍ أو كُتُبٍ مُخْتَلِفَةٍ، إلَّا نَادِرًا بخِلافِ البُخَارِيِّ رَحِمَهُ الله.
ثَالِثًا: أنَّ «صَحِيْحَ مُسْلِمٍ» لَيْسَ فِيْهِ بَعْدَ المُقَدِّمَةِ إلَّا الحَدِيْثُ السَّرْدُ، ولم يُمازِجْهُ غَيْرُ الصَّحِيْحِ.
رَابِعًا: أنَّ مُسْلمًا رَحِمَهُ الله صَنَّفَ كِتَابَهُ في بَلَدِهِ، بحُضُوْرِ أصُوْلِهِ، في حَيَاةِ كَثِيْرٍ مِنْ مَشَايخِهِ، فَكَانَ يَتَحَرَّزُ في الألْفَاظِ، ويتَحَرَّى في السِّيَاقِ، بخِلافِ البُخَارِيِّ رَحِمَهُ الله، فَقَدْ صَحَّ عَنْهُ أنَّهُ قَالَ: رُبَّ حَدِيْثٍ سَمعْتُهُ بالبَصْرَةِ كَتَبْتُهُ بالشَّامِ، ورُبَّ حَدِيْثٍ سَمِعْتُهُ بالشَّامِ كَتَبْتُهُ بمِصْرَ، ولهَذَا رُبَّما يَعْرِضُ لَهُ الشَّكُّ، وهَذَا مَا قِيْلَ عَنْ بَعْضِهِم، وإلَّا البُخَارِيُّ عِنْدَنَا هُوَ أحْفَظُ وأثْبَتُ في حَدِيْثِ مَشَايخِهِ مِنْ مُسْلِمٍ دُوْنَ شَكٍّ!
خَامِسًا: أنَّ مُسْلمًا رَحِمَهُ الله لم يُكْثِرْ مِنَ المُعَلَّقَاتِ في كِتَابِهِ، وإنَّما هِيَ اثْنَا عَشَرَ حَدِيْثًا فَقَطُ، بخِلافِ مَا هُوَ مَوْجُوْدٌ في «صَحِيْحِ البُخَارِيِّ»؛ حَيْثُ هِيَ كَثِيرَةٌ جِدًّا.
¥(26/440)
سَادِسًا: أنَّ مُسْلمًا رَحِمَهُ الله قَدِ اعْتَنَى كَثِيرًا بالفَرْقِ بَيْنَ حَدَّثَنَا وأخْبَرَنَا، وتَقْيِيْدِهِ ذَلِكَ على مَشَايخِهِ، وفي رِوَايَتِهِ، كَمَا هُوَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ وأصْحَابِهِ وأكْثَرِ أهْلِ الحَدِيْثِ، وجَمْهُوْرِ أهْلِ العِلْمِ بالمَشْرِقِ، بخِلافِ البُخَارِيِّ.
سَابِعًا: اعْتِنَاءُ مُسْلِمٍ رَحِمَهُ الله في تَلْخِيْصِ الطُّرُقِ، وتَحْوِيْلِ الأسَانِيْدِ مَعَ إيْجَازِ العِبَارَةِ، وكَمَالِ حُسْنِهَا.
ثَامِنًا: اعْتِنَاؤه أيْضًا بحُسْنِ تَرْتِيْبِ أحَادِيْثِ كِتَابِهِ وتَرْصِيْفِهَا على نَسَقٍ يَقْتَضِيْهِ تَحْقِيْقُهُ، وكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ بمَوَاقِعِ الخِطَابِ، ودَقَائِقِ العِلْمِ، وأصُوْلِ القَوَاعِدِ، وخَفِيَّاتِ عِلْمِ الأسَانِيْدِ، ومَرَاتِبِ الرُّوَاةِ، وغَيْرَ ذَلِكَ.
تَاسِعًا: اعْتِنَاؤهُ واحْتِيَاطُهُ رَحِمَهُ الله بضَبْطِ اخْتِلافِ لَفْظِ الرُّوَاةِ في التَّحْدِيْثِ، وهُنَاكَ غَيْرُ ذَلِكَ ممَّا امْتَازَ بِهِ «صَحِيْحُ مُسْلِمٍ» على «صَحِيْحِ البُخَارِيِّ» تَجَاوَزْنَا ذِكْرَهَا.
وقَدْ قَالَ ابنُ الدَّيْبَعِ رَحِمَهُ الله:
إنَّ صَحِيْحَ مُسْلِمٍ يا قَارِي لبَحْرُ عِلْمٍ مَا لَهُ مُجَارِي
سِلْسَالُ مَا سُلْسِلَ مِنْ حَدِيْثِهِ ألَذُّ مِنْ مُكَرَّرِ البُخَارِي
* * *
ومَهْمَا قِيْلَ مِنْ ذِكْرٍ لبَعْضِ الاعْتِبَارَاتِ والمُرَجِّحَاتِ عِنْدَ مَنْ يُقَدِّمُ «صَحِيْحَ مُسْلِمٍ» على «صَحِيْحِ البُخَارِيِّ»، إلَّا أنَّنَا هُنَا لَسْنَا في مُقَامِ الاعْتِرَاضِ والتَّعْقِيْبِ عَلَيْهَا، لأنَّ هَذِهِ المَسْألَةَ لهَا بَسْطُهَا وتَرْجِيْحُهَا لَيْسَ هَذَا مَحَلَّهُ، غَيْرَ أنَّني ولله الحَمْدُ قَدْ بَسَطْتُ الكَلامَ عَلَيْهَا وعلى غَيْرِهَا في كِتَابي الكَبِيْرِ: «مَسَالِكِ التَّحْدِيْثِ في شَرْحِ اخْتِصَارِ عُلُوْمِ الحَدِيْثِ».
في حِيْنَ أنَّهُ قَدْ بَاتَ عِنْدَ عَامَّةِ أهْلِ العِلْمِ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ والفُقَهَاءِ والأصُولِيَّيِنْ وغَيْرِهِم: بأنَّ «صَحِيْحَ البُخَارِيِّ» أصَحُّ مِنْ «صَحِيْحِ مُسْلِمٍ»، لاعْتِبَارَاتٍ ومُرَجِّحَاتٍ لا تَسَعُهَا هَذِهِ الرِّسَالَةُ المُخْتَصِرَةُ.
ومَا ذِكْرُنَا لهَذِهِ المُرَجِّحَاتِ وغَيْرِهَا إلَّا زِيَادَةَ يَقِيْنٍ لَنَا على القَوْلِ: بأفْضَلِيَّةِ تَقْدِيْمِ حِفْظِ «صَحِيْحِ مُسْلِمٍ» على «صَحِيْحِ البُخَارِيِّ»، وذَلِكَ باعْتِبَارِ التَّنْسِيْقِ والتَّرتِيْبِ ممَّا هُوَ مِنْ مَقَاصِدِ تَقْرِيْبِ الحَدِيْثِ، وتَسْهِيْلِ الحِفْظِ عِنْدَ طُلَّابِ الحَدِيْثِ وحُفَّاظِهِ، والله المُوَفِّقُ.
المَرْحَلَةُ الثَّانِيَةُ: ثُمَّ يَحْفَظُ الطَّالِبُ كُتَبَ «السُّنَنِ الأرْبَعِ»، ابْتِدَاءً بسُنَنِ أبي دَاوُدَ (275)، ثُمَّ التِّرمِذِيِّ (279)، ثُمَّ النِّسَائيِّ (303)، ثُمَّ ابنِ مَاجَه (273)، وهَذَا التَّرْتِيْبُ لَهُ اعْتِبَارٌ عِنْدَ كَثِيْرٍ مِنْ أئِمَّةِ الشَّأنِ، وإلَّا فَالمَسْألَةُ اجْتِهَادِيَّةٌ لا غَيْرَ، لِذَا فَإنَّ الطَّالِبَ لَهُ حَقُّ التَّقْدِيْمِ والتَّأخِيْرِ، ولاسِيَّما مَا كَانَ لَهُ أرْفَقُ، ولحِفْظِهِ أتْقَنُ، كَمَا عَلَيْهِ والحَالَةُ هَذِهِ أنْ يَسْتَنْصِحَ أهْلَ العِلْمِ المُشْتَغِلِيْنَ بكُتُبِ السُّنَّةِ والأثَرِ.
وقَدْ درَج عَامَّةُ أصْحَابِ الحَدِيْثِ (عَدَا ابنِ الأثِيرِ وغَيْرِهِ) على تَسْمِيَتِهِم للصَّحِيْحَيِنْ والسُّنَنِ الأرْبَعِ: بـ «الكُتُبِ السِّتَّةِ»!
المَرْحَلَةُ الثَّالِثَةُ: ثُمَّ يَحْفَظُ الطَّالِبُ مَا زَادَ على «الكُتُبِ السِّتَّةِ» مِنَ كُتُبِ السُّنَّةِ ابْتِدَاءً بـ «مُوَطَّأ» الإمَامِ مَالِكٍ، و «المُسْنَدِ» للإمَامِ أحمَدَ، ثُمَّ يُعَرِّجُ إلى حِفْظِ غَيْرِهَا مِنْ كُتُبِ: «المَسَانِيْدِ»، و «المَعَاجِمِ»، و «المُصَنَّفَاتِ»، و «الأجْزَاءِ» وغَيْرِهَا ممَّا هُوَ مِنْ شَأنِ أئِمَّةِ الحَدِيْثِ، وحُفَّاظِ السُّنَّةِ.
¥(26/441)
ومَنْ نَظَرَ إلى عَامَّةِ حِفْظِ أهْلِ السُّنَّةِ لكُتُبِ السُّنَّةِ يَجِدُ أنَّ الحِفْظَ عِنْدَهُم لا يَنْضَبِطُ في تَحْدِيْدِ كِتَابٍ دُوْنَ آخَرَ، بَلْ كَانَ لهُم هِمَمٌ عَالِيَةٌ وحَافِظَةٌ جَامِعَةٌ ممَّا جَعَلَ بَعْضَهُم يَحْفَظُ ألْفَ ألْفَ حَدِيْثٍ أو يَزِيْدُ! سَوَاءٌ كَانَتْ بأعْدَادِ أحَادِيْثِهَا أو باخْتِلافِ أسَانِيْدِهَا!
وأيًّا كَانَ الأمْرُ؛ فَإنَّ للقَوْمِ أخْبَارًا وكَوَائِنَ في سُرْعَةِ الحِفْظِ وكَثْرَتِ الجَمْعِ مَا تَحَارُ عِنْدَهُ العُقُوْلُ، وتَعْجَزُ عِندَهُ النُفُوْسُ، لِذَا كَانَ مِنَ الصَّعْبِ أنْ نَضْبِطَ مَحْفُوْظَاتِهِم إلَّا مِنْ خِلالِ مَا ذَكَرْنَاهُ هُنَا لتَقْرِيْبِ مَا عِنْدَهُم، والله هُوَ الحَافِظُ وهُوَ المُعِيْنَ.
غَيْرَ أنَّ غَالِبَ حِفْظِ أهْلِ السُّنَّةِ لكُتُبِ السُّنَّةِ مَا كَانَ دَائِرًا بَيْنَ حِفْظِ «الكُتُبِ السِّتَّةِ»، وبَيْنَ مَا زَادَ عَلَيْهَا مِنْ أحَادِيْثِ أمَّاتِ كُتُبِ السُّنَّةِ، وفي ذَلِكَ فلْيَتَنَافِسِ المُتَنَافِسُوْنَ، لِذَا لا يَصِحُّ بل لا يَسْتَقِيْمُ لأحَدٍ مِنْ أبْنَاءِ عَصْرِنَا ممَّنْ اشْتَغَلَ بدِرَاسَةِ الأحَادِيْثِ أنْ يَتَشَرَّفَ باسْمِ المُحَدِّثِ إلَّا إذَا كَانَ في أقَلِّ أحْوَالِهِ حَافِظًا للكُتُبِ السِّتَّةِ مَتْنًا وسَنَدًا، رِوَايَةً ودِرَايَةً، والله أعْلَمُ.
وأخِيْرًا؛ فَإنَّ مَا ذَكَرْنَاهُ هُنَا مِنْ مَحْفُوْظَاتِ أهْلِ الطَّرِيْقَةِ الأوْلى هِيَ المَقْصُوْدَةُ بتَرْجَمَةِ هَذَا البَابِ: حِفْظُ السُّنَّةِ عِنْدَ أهْلِ السُّنَّةِ! ومَا يَأتي بَعْدَهَا فَهِي أغْلَبِيَّةٌ يَسَعُهَا بَابُ الاجْتِهَادِ، والله أعْلَمُ.
* * *
وأمَّا الطَّرِيْقَةُ الثَّانِيَةُ: وهِيَ لمَنْ قَلَّ عَزْمُهُ، وكَلَّ حِفْظُهُ، ممَّنْ هُم دُوْنَ أصْحَابِ الطَّرِيْقَةِ الأوْلى، وهَذِهِ الطَّرِيْقَةُ تَأتي على ثَلاثِ مَرَاحِلَ، كَمَا يَلي:
المَرْحَلَةُ الأوْلى: أنْ يَحْفَظَ الطَّالِبُ كُتُبَ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، ولاسِيَّما كِتَابُ الحَافِظِ عَبْدِ الحَقِّ الإشْبِيْليِّ رحمه الله (582)، الَّذِي اتَّفَقَ أهْلُ العِلْمِ مِنَ المُحَدِّثِيْنَ على اسْتِحْسَانِ مَنْهَجِهِ، وعلى إتْقَانِ ضَبْطِهِ، وعلى جَوْدَةِ طَرِيْقَتِهِ في جَمْعِهِ بَيْنَ أحَادِيْثِ الصَّحِيْحَيْنِ، كَمَا ذَكَرَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أهْلِ العِلْمِ.
قَالَ ابنُ نَاصِرِ الدِّيْنِ: «إنَّ عَبْدَ الحَقِّ أحْسَنَ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، وقَالَ الذَّهِبيُّ في «السِّيَرِ» (21/ 199): «عَمِلَ (أيْ عَبْدَ الحَقِّ الإشْبِيْلي) الجَمْعَ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ بِلا إسْنَادٍ على تَرْتِيْبِ مُسْلِمٍ، وأتْقَنَهُ وجَوَّدَهُ».
وبَعْدَ هَذَا؛ فَإنَّ طَالِبَ العِلْمِ أيْضًا لَهُ حَقُّ الخِيَارِ في حِفْظِ مَا يَشَاءُ مِنْ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، ولاسِيَّما الكِتَابُ الَّذِي يَعْرِضُهُ أهْلُ العِلْمِ على الطَّالِبِ، سَوَاءُ كَانَ كِتَابَ الشَّيْخِ يَحْيَى اليَحْيَى أو غَيْرَهُ مِنَ الكُتُبِ الجَامِعَةِ بَيْنَ أحَادِيْثِ الصَّحِيْحَيْنِ، فالمسْألَةُ هُنَا وَاسِعَةٌ، غَيْرَ أنَّنا قَدَّمْنَا كِتَابَ الحَافِظِ عَبْدِ الحَقِّ الإشْبِيْليِّ لأنَّ طَرِيْقَتَهُ عِنْدَنَا مَرْضِيَّةٌ ومُجَوَّدَةٌ، ولأنَّ عَامَّةَ أهْلِ العِلْمِ اسْتَحْسَنُوا طَرِيْقَتَهُ وأثْنَوْا عَلَيْهَا، كَمَا مَرَّ مَعَنَا.
* * *
ومِنْ هُنَا؛ فَإنِ اسْتَحْسَنَ طَالِبُ العِلْمِ هَذِهِ المَرْحَلَةَ، وإلَّا فَلَهُ والحَالَةُ هَذِهِ أنْ يَحْفَظَ الطَّالِبُ «صَحِيْحَ البُخَارِيِّ» أوَّلًا، ثُمَّ يَحْفَظَ مَا انْفَرَدَ بِهِ مُسْلِمٌ على البُخَارِيِّ، وهَذِهِ الطَّرِيْقَةُ قَدْ مَشَى عَلَيْهَا عَامَّةُ أهْلِ العِلْمِ، وهُنَاكَ أيْضًا كُتُبٌ قَدْ صُنِّفَتْ في هَذَا البَابِ مِنْهَا: «زَوَائِدُ مُسْلِمٍ على البُخَارِيِّ» وشَرْحِهِ للحَافِظِ ابنِ المُلَقِّنِ رَحِمَهُ الله (804)، إلَّا أنَّهُ غَيْرُ مَوْجُوْدٍ؛ لأنَّهُ احْتَرَقَ مَعَ غَيْرِهِ مِنْ كُتُبِ ««الزَّوَائِدِ»» الَّتِي صَنَّفَهَا ابنُ المُلَقِّنِ قَبْلَ مَوْتِهِ،
¥(26/442)
كَمَا مَرَّ مَعَنَا ذِكْرُهَا.
وهُنَاكَ كِتَابٌ بعِنْوَانِ: «إرْشَادِ السَّارِي إلى أفْرَادِ مُسْلِمٍ عَنِ البُخَارِيِّ» لأحَدِ المُعَاصِرِيْنَ، وهُوَ الأخُ الشَّيْخُ عُبْدُ الله بنُ صَالحٍ العُبِيْلانُ، وهُوَ جَيِّدٌ في بَابِهِ، قَدْ حَرَّرَهُ صَاحِبُهُ، وأحْسَنَ اخْتِيَارَهُ.
وكَذَا مَا كَتَبَهُ الشَّيْخُ يَحْيَى اليَحْيَى تَحْتَ عِنْوَانِ: «أفْرَادِ مُسْلِمٍ على البُخَارِيِّ»، غَيْرَ أنَّني لم أتَحَقَّقْ مِنَ النَّظَرِ في طَرِيْقَتِهِ، ولم أتَبَيَّنْ صِنَاعَةَ تَرْتِيْبِهِ، إلَّا أنَّهُ يُعْتَبرُ وَاحِدًا مِنْ كُتُبِ ««الزَّوَائِدِ»، والله أعْلَمُ.
* * *
المَرْحَلَةُ الثَّانِيَةُ: أنْ يَحْفَظَ الطَّالِبُ بَعْدَ إحْدَى المَرْحَلَتَيْنِ زِيَادَاتِ كُتُبِ «السُّنَنِ الأرْبَعِ على الصَّحِيْحَيْنِ»، غَيْرَ إنِّي لا أعْلَمُ كِتَابًا صُنِّفَ في هَذَا عِنْدَ الأئِمَّةِ المُتَقَدِّمِيْنَ، ومَا ذَاكَ إلَّا لكَوْنِ الكُتُبِ السِّتَّةِ هِيَ الأُصُوْلُ الَّتِي يَدُوْرُ حَوْلهَا فَلَكُ عِلْمِ الزَّوَائِدِ كَمَا مَرَّ مَعَنَا آنِفًا؛ إلَّا مَا ذَكَرَهُ عَبْدُ الحيِّ الكِتَّانيُّ رَحِمَهُ الله في كِتَابِهِ «فِهْرِسِ الفَهَارِسِ والأثْبَاتِ» (1/ 336) عِنْدَ ذِكْرِهِ لكُتُبِ الحَافِظِ ابنِ حَجَرٍ رَحِمَهُ الله الَّتِي شَرَعَ في تَألِيْفِهَا وكَتَبَ مِنْهَا الشَّيءَ اليَسِيْرَ ولم يُتِمَّهَا؛ حَيْثُ ذَكَرَ أنَّ لَهُ كِتَابَ: «زَوَائِدِ الكُتُبِ الأرْبَعَةِ ممَّا هُوَ صَحِيْحٌ»، غَيْرَ أنَّهُ لم يُبَيِّنْ لَنَا مَنْهَجَ ابنِ حَجَرٍ في زَوَائِدِ هَذَا الكِتَابِ، ولم يُفْصِحْ لَنَا أيْضًا عَنْ طَرِيْقَتِهِ ومَوْضُوْعِهِ، الأمْرُ الَّذِي يَجْعَلُنَا في شَكٍّ مِنْ حَقِيْقَةِ اسْمِ ومَضْمُوْنِ هَذَا الكِتَابِ، ولاسِيَّما أنَّ عِنْوَانَهُ يُوْحِي إلى مَعْنًى بَعِيْدٍ جِدًّا عَمَّا يَتَبَادَرُ إلى الفَهْمِ مِنْ كَوْنِ كِتَابِهِ يَتَكَلَّمُ عَنْ «زَوَائِدِ الكُتُبِ الأرْبَعَةِ» على الصَّحِيْحَيْنِ؛ حَيْثُ ضَمَّنَهُ بقَوْلِهِ: «ممَّا هُوَ صَحِيْحٌ»، وهَذَا يُشْعِرُنَا بِأنَّهُ أرَادَ بكِتَابِهِ هَذَا: أنْ يَذْكُرَ الأحَادِيْثَ الصَّحِيْحَةَ الَّتِي انْفَرَدَتْ بِهَا الكُتُبُ الأرْبَعَةُ عَنِ الصَّحِيْحَيْنِ، كُلَّ هَذَا لتُصْبِحَ عِنْدَهُ مُكَمِّلَةً لأحَادِيْثِ الصَّحِيْحَيْنِ مِنْ حَيْثُ الصِّحَّةِ والقَبُوْلِ، واطِّرَاحِ مَا سِوَاهَا ممَّا لم يَصِحْ عِنْدَهُ، ومِنْ هَذَا أيْضًا نَسْتَشِفُّ أنَّ هَذَا الكِتَابَ هُوَ إلى التَّخْرِيْجِ والتَّصْحِيْحِ (بالمَعْنَى الأخِيْرِ) أقْرَبُ مِنْهُ إلى عِلْمِ «الزَّوَائِدِ»، والله أعْلَمُ.
وأخِيْرًا؛ فَقَدْ قَامَ أحَدُ المُعَاصِرِيْنَ: وهُوَ الشَّيْخُ صَالِحٌ الشَّامِيُّ وصَنَّفَ كِتَابًا بعِنَوَانِ: «زَوَائِدِ السُّنَنِ على الصَّحِيْحَيْنِ»، أيْ زِيَادَاتِ السُّنَنِ الأرْبَعِ والدَّارمِيِّ على الصَّحِيْحَيْنِ، إلَّا أنَّني لم أنْظُرْ إلى طَرِيْقَتِه في تَحْقِيْقِ الصِّنَاعَةِ والتَّرتِيْبِ، إلَّا أنَّهُ يُعْتَبرُ وَاحِدًا مِنْ كُتُبِ «الزَّوَائِدِ»، ومَعَ هَذَا فَإنَّني أرْجُو مِنَ الأخِ الشَّامِيِّ حَفِظَهُ الله أنْ يُعِيْدَ النَّظَرَ في كِتَابِهِ هَذَا كَيْ يَتَحَقَّقَ مِنْ تَحْرِيْرِهِ وتَجْوِيْدِهِ على ضَوْءِ بَصَائِرِ أهْلِ الصِّنَاعَةِ الحَدِيْثِيَّةِ في ضَبْطِ عِلْمِ «الزَّوَائِدِ».
وكَذَا مَا كَتَبَهُ أخِيْرًا الأخُ الشَّيْخُ عُمَرُ بنُ عَبْدِ الله المُقْبِلُ تَحْتَ عِنْوَانِ: «زَوَائِدِ السُّنَنِ الأرْبَعِ على الصَّحِيْحَيْنِ» في أحَادِيْثِ الصِّيَامِ، وهُوَ كِتَابٌ جَيِّدٌ مُحرَّرٌ، غَيْرَ أنَّ صَاحِبَهُ قَدِ اقْتَصَرَ على الزَّوَائِدِ المُتَعَلِّقَةِ بكِتَابِ الصِّيَامِ، فَلَيْتَهُ يَشْرَعُ في تَكْمِيْلِ الكِتَابِ ليُصْبِحَ كِتَابًا كَامِلًا فَرِيْدًا في «زَوَائِدِ السُّنَنِ الأرْبَعِ على الصَّحِيْحَيْنِ»، والله المُوَفِّقُ.
¥(26/443)
وهُنَاكَ كِتَابٌ آخَرُ على مِنْوَالِ كِتَابِ المُقْبِلِ؛ غَيْرَ أنَّهُ في «زَوَائِدِ السُّنَنِ الأرْبَعِ على الصَّحِيْحَيْنِ» في أحَادِيْثِ الجُمْعَةِ والعِيْدَيْنِ، ولم يُطْبَعْ بَعْدُ.
وأيًّا كَانَ الأمْرُ، فمَوْضُوْعُ «زَوَائِدِ السُّنَنِ الأرْبَعِ على الصَّحِيْحَيْنِ» لهُوَ مِنَ الأهِمِّيَّةِ بمَكَانَ؛ لِذَا كَانَ التَّألِيْفُ فِيْهِ مِنْ جَادَّةِ مَقَاصِدِ عِلْمِ «الزَّوَائِدِ»، بَلْ فِيْهِ مِنَ الفَوَائِدِ والفَرَائِدِ الحَدِيْثِيَّةِ، والتَّقْرِيْبِ للأحَادِيْثِ، والتَّسْهِيْلِ للحُفَّاظِ مَا يَعْلَمُهُ كُلُّ مُشْتَغِلٍ بعِلْمِ الحَدِيْثِ!
ومِنْ بَقَايَا العَجَبِ، أنَّنَا وَجَدْنَا انْصِرَافًا مِنَ عَامَّةِ أهْلِ العِلْمِ المُعْتَنِيْنَ بعِلْمِ ««الزَّوَائِدِ»» عَنْ طَرْقِ وبَحْثِ مَوْضُوْعِ «زَوَائِدِ السُّنَنِ الأرْبَعِ على الصَّحِيْحَيْنِ»، فَذَلِكَ فَضْلُ الله سَيُؤتِيْهِ مَنْ يَشَاءُ!
المَرْحَلَةُ الثَّالِثَةُ: ثُمَّ إذَا أخَذَ الطَّالِبُ في حِفْظِ المَرْحَلَتَيْنِ السَّابِقَتَيْنِ، عَادَ بَعْدَهَا إلى حِفْظِ زَوَائِدِ المَسَانِيْدِ والمَعَاجِمِ وغَيْرِهَا على «الكُتُبِ السِّتَّةِ»، أيْ: على الصَّحِيْحَيْنِ، والسُّنَنِ الأرْبَعِ.
ومِنْ نَافِلَةِ العِلْمِ؛ فَإنَّ خَيْرَ كِتَابٍ ألِّفَ، بَلْ أفْضَلَ جَامِعٍ صُنِّفَ في «الزَّوَائِدِ على الكُتُبِ السِّتَّةِ»، هُوَ كِتَابُ: «مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ومَنْبَعِ الفَوَائِدِ» للحَافِظِ أبي الحَسَنِ الهَيْثَمِيِّ رَحِمَهُ الله (807)، فَهُوَ شَيْخُ الصِّنْعَةِ في عِلْمِ «الزَّوَائِدِ»، وكُلُّ مَنْ ألَّفَ بَعْدَهُ فَهُم عِيَالٌ عَلَيْهِ، وحَسْبُكَ أنَّ كِتَابَهُ «مَجْمَعَ الزَّوَائِدِ» يُعْتَبرُ مِنْ أجْمَعِ الكُتُبِ وأنْفَعِهَا، وأطْنَبِهَا وأوْعَبِهَا؛ حَيْثُ بَذَلَ الهَيْثَمِيُّ فِيْهِ غَايَةَ جُهْدِهِ، وبَالِغَ وُسْعِهِ، ومُعْظَمَ وَقْتِهِ، فَهُوَ بحَقٍّ كِتَابٌ جَامِعٌ نَافِعٌ يُعْتَبَرُ مِنْ نَوَادِرِ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ، ومِنْ مَحَاسِنِ كُتُبِ «الزَّوَائِدِ»؛ حَيْثُ جَمَعَ فِيْهِ: زِيَادَاتِ مُسْنَدِ أحمَدَ، ومُسْنَدِ البَزَّارِ، ومُسْنَدِ أبي يَعْلى، وزَيَادَاتِ مَعَاجِمِ الطَّبرانيِّ الثَّلاثَةِ، على الكُتُبِ السِّتَّةِ، وحَكَمَ عَلَيْهَا صِحَّةً وضَعْفًا، وجَرْحًا وتَعْدِيْلًا!
وبِهَذَا نَقُوْلُ: إنَّ مَنْ حَصَّلَ كِتَابَ: «الصَّحِيْحَيْنِ»، و «السُّنَنِ الأرْبَعِ»، و «مَجْمَعِ الزَّوَائِدِ ومَنْبَعِ الفَوَائِدِ» فَقَدْ حَصَلَ على عَظِيْمٍ، ولم يَفُتْهُ مِنَ الأحَادِيْثِ إلَّا النَّزْرُ اليَسِيْرُ، والله أعْلَمُ.
وعلى هَذَا يَكُوْنُ كِتَابُ الهَيْثَمِيِّ رَحِمَهُ الله «مَجْمَعُ الزَّوَائِدِ»: ثَالِثَ الأثَافي دُوْنَ مُنَازِعٍ، وخَاتِمَةَ الكُتُبِ السِّتَّةِ دُوْنَ مُدَافِعٍ، والله المُوَفِّقُ والهَادِي إلى سَوَاءِ السَّبِيْلِ.
* * *
وأمَّا الطَّرِيْقَةُ الثَّالِثَةُ: وهِيَ للَّذِيْنَ هُم دُوْنَ أصْحَابِ الطَّرِيْقَةِ الأوْلى والثَّانِيَةِ، ممَّن قَلَّ عَزْمُهُم، وكَلَّ حِفْظُهُم، وهَذِهِ الطَّرِيْقَةُ تَأتي على مَرْحَلَتَيْنِ، كَمَا يَلي:
المَرْحَلَةُ الأوْلى: أنْ يَحْفَظَ الطَّالِبُ مُختَصَرَ «الصَّحِيْحَيْنِ»، وعَلى رَأسِهِمَا كِتَابُ: «التَّجْرِيْدِ لأحَادِيْثِ الجَامِعِ الصَّحِيْحِ» للحَافِظِ زَيْنِ الدِّيْنِ أحمَدَ الزَّبِيْدِيِّ رَحِمَهُ الله (893).
ثُمَّ يَحْفَظُ كِتَابَ «مُخْتَصَرَ صَحِيْحِ مُسْلِمٍ» للحَافِظِ عَبْدِ العَظِيْمِ المُنْذِرِيِّ رَحِمَهُ الله (656)، ويَأتي حِفْظُهُما هُنَا على التَّرتِيْبِ؛ لأنَّ الاعْتِبَارَاتِ الَّتِي ذُكِرَتْ في تَقْدِيْمِ حِفْظِ «صَحِيْحِ مُسْلِمٍ» على «صَحِيْحِ البُخَارِيِّ» لَيْسَتْ جَارِيَةً هُنَا في «المُخْتَصَرَيْنِ»، والله أعْلَمُ.
ثُمَّ يَحْفَظُ بَعْدَهُمَا مُخْتَصَرَاتِ «السُّنَنِ الأرْبَعِ» ابْتِدَاءً باخْتِصَارِ الحَافِظِ المُنْذِرِيِّ رَحِمَهُ الله «لسُنَنِ أبي دَاوُدَ»، أو غَيْرَهُ مِنَ المُخْتَصَرَاتِ الَّتِي ألَّفَهَا بَعْضُ المُعَاصِرِيْنَ.
¥(26/444)
ولاسِيَّما مَا كَتَبَهُ الشَّيْخُ مُصْطَفى دِيْبُ البُغَا حَفِظَهُ الله في اخْتِصَارَاتِهِ لسُنَنِ أبي دَاوُدَ والتِّرمِذِيِّ والنَّسَائيِّ وابنِ مَاجَه، وذَلِكَ بَعْدَ التَّحَقُّقِ مِنْ طَرِيْقَتِهِ الَّتِي ذَكَرَهَا في مُقَدِّمَاتِ هَذِهِ الكُتُبِ!
المَرْحَلَةُ الثَّانِيَةُ: أنْ يَحْفَظَ الطَّالِبُ كِتَابَ: «رِيَاضِ الصَّالحِيْنَ مِنْ حَدِيْثِ سَيِّدِ المُرْسَلِيْنَ» للحَافِظِ مُحي الدِّيْنِ النَّووِيِّ رَحِمَهُ الله (676).
ثُمَّ يَحْفَظُ كِتَابَ: «عُمْدَةِ الأحْكَامِ مِنْ كَلامِ خَيْرِ الأنَامِ» للحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ المَقْدِسيِّ رَحِمَهُ الله (600).
ثُمَّ يَحْفَظُ كِتَابَ: «بُلُوْغِ المَرَامِ مْنَ أدِلَّةِ الأحْكَامِ» للحَافِظِ ابنِ حَجَرٍ العَسْقَلانيِّ رَحِمَهُ الله (852)، ثُمَّ يَحْفَظُ الطَّالِبُ مَا شَاءَ مِنْ كُتُبِ السُّنَّةِ، والله أعْلَمُ.
ثُمَّ اعْلَمْ يَا رَعَاكَ الله أنَّ هَذَا البَابَ جَاءَ لضَبْطِ طَرِيْقَةِ حِفْظِ السُّنَّةِ عِنْدَ أهْلِ السُّنَّةِ، ولاسِيَّما عِنْدَ أهْلِ الطَّرِيْقَةِ الأوْلى، ممَّنْ هُم غَالِبًا مِنْ هَؤلاءِ الطُّلَّابِ الَّذِيْنَ أقْبَلُوا على حِفْظِ السُّنَّةِ مِنْ خِلالِ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةِ، ومَا سِوَى الطَّرِيْقَةِ الأوْلى فَهِي أغْلَبِيَّةٌ اجْتِهَادِيَّةٌ؛ إلَّا أنَّها أضْبَطُ جَمعًا وأحْسَنُ وَضْعًا لكُتُبِ السُّنَّةِ، والله خَيْرٌ شَاهِدًا.
* * *
وأخِيْرًا؛ فَهَذِا جُهْدِي الكَلِيْلُ، وفِكْرِي العَلِيْلُ، وبِضَاعَتِي المُزْجَاةُ، ورِسَالَتِي المُنْتَقَاةُ وَضَعْتُهَا بَيْنَ طُلَّابِ السُّنَّةِ والأثَرِ ليَنْظُرُوا إلَيْهَا بعَيْنِ النَّصِيْحَةِ والتَّصْحِيْحِ، وليَقِفُوا عِنْدَهَا بعَيْنِ التَّأمُّلِ والتَّوْضِيْحِ، لا أنْ يَضْرِبُوا بَعْضَهَا ببَعْضٍ، والله هُوَ المَسْئُولُ، وعَلَيْهِ التُّكْلانُ.
وَكَتَبهُ
حَامِدًا لله رَبِّ العَالمِيْنَ، ومُصَلِّيًّا ومُسَلِّمًا على عَبْدِهِ ورَسُوْلِهِ الأمِيْنِ
ذِيَاب بن سَعد آل حمدَان الغَامديّ
([1]) إنَّ أفْضَلَ طَبَعَاتِ صَحِيْحِ البُخَارِيِّ: هِيَ الَّتِي حَقَّقَتْهَا مُؤسَّسَةُ الرِّسَالَةِ نَاشِرُوْنَ، ودَعْ مَا سِوَاهَا! وكَذَا فَإنَّ أفْضَلَ طَبَعَاتِ صَحِيْحِ مُسْلِمٍ: هِيَ الَّتِي حَقَّقَهَا أخُوْنَا الشَّيْخُ أبو قُتَيْبَةَ نَظْرُ الفِرْيَابيُّ، الصَّادِرَةُ مِنْ دَارِ قُرْطُبَةَ، ودَعْ مَا سِوَاهَا! لأنِّي بسَوِاهَا لخَبِيْرٌ، والله أعْلَمُ!
ـ[ابو هيلة]ــــــــ[08 - 05 - 09, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم
جزى الله الشيخ ذياب خير الجزاء على جهده ..
وياليتك تضعه على ملف وورد اسهل للطباعة والقراءة ..
وفقك الله
ـ[علي العجمي]ــــــــ[08 - 05 - 09, 01:34 ص]ـ
أَخِي الحَبِيب:
الرِّسَالَةُ كَامِلَة تَجِدهَا فِي المَلَف المُرفَق.
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[13 - 05 - 09, 07:34 م]ـ
بارك الله في الشيخ ...
ونفع بعلمه ...
وأسكنه فسيح جناته ...
* لكن من واقع معايشة دورة الشيخ يحيى لفترة خلت, لي على استدراكات الشيخ استدراكات:
أولا: حكم الشيخ على طريقة اليحيى وعلى جمعه من خلال المقدمة وأول حديثين في الكتاب, وهذا لايعطي انطباعا كاملا صحيحا للكتاب.
ثانيا: جملة من هذه الاستدراكات يدخل بعضها في بعض, فلا تعد أن تكون أمثلة.
ثالثا:نجد الشيخ _حفظه الله_ في بداية كلامه قد نقد طريقة الشيخ , وجعلها خاطئة , وفي بعض الأحيان غير مجدية!! ثم نجده قد ارتضاها طريقة لأصحاب الطريقة الثاني حسب تصنيفه! (وهذا يوهم التناقض)
_ لذلك أقول هنا , إن من يتقدم ويرغب في حفظ السنة هم على درجات متفاوتة_ وهذا أمر لا ينكر_ , إذا تبين ذلك, فإنه يقال من رغب في حفظ السنة على حسب طريقة الشيخ ذياب _ لأصحاب الطريقة الأولى_ فهذا نور على نور, لكن من لم يستطع ذلك _وهم كثر_ فماذا عليه لو انخرط في سلك هذه الدورات؟!
رابعا: هناك فرق بين الحفظ والدراسة, بيان ذلك أن يقال:
لايلزم من حفظ السنة على طريقة الشيخ يحيى أنه يهجر الأصول , ذلك أنه إنما يريد بتلك الطريقة الحفظ لاغير, وأما دراسة السنة قراءة وشرحا وضبطا فهذا إنما يتلقاه من الأصول. لاغير.
¥(26/445)
خامسا: قلتم طريقة الحواشي الخاصة بصحيح مسلم غير سديدة ومتعبة جدا.
ولكن كثيرا من الأخوة الذين حفظوا بتلك الطريقة عبروا عن سعادتهم بتلك الطريقة لسهولتها, وتوضيح ذلك أن يقال:
× اعتمد الشيخ اللون الأسود الثخين للدلالة على أن هذا الكلام من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم , وللدلالة على أن هذا اللفظ هو لفظ للشيخين.
× اعتمد الشيخ اللون الأحمر في صلب الكتاب للدلالة على أن اللفظ المذكور هو لفظ البخاري.
×جعل الشيخ زيادات مسلم على حديث اشترك هو والبخاري في روايته في الحاشية.
وهي طريق مبتكرة مفيدة لمن عالج الدورة.
سادسا: نُقِم على الشيخ كونه لم يسبق إلى افراد زوائد مابعد الكتب الستة, وما أدري مالإشكال؟!! بل الحق أن الشيخ يحمد عليها.
سابعا: اُستدرك على الشيخ تقديم الدارمي على المسند, وهو مسبوق بهذا , لأن جمعا من أهل العلم فضلوا وقدموا سنن الدارمي على سنن ابن ماجة!!
ثامنا: الإشكال الذي ذكره الشيخ في الزوائد ,لابد أن تكون معلومة عند من ُيقبل على الدورة , بأن يعلم أن الزوائد ليست وجودية فقط, وأما استحضار باقي الكتب في الدورة فهو أمر لابد منه, وكذا ما ذكره الشيخ من أننا نعلم أن زيادات الترمذي مثلا قد تكون زائدة على مابعده في الترتيب.
إذا عُلم هذا فلا حاجة لقول الشيخ عن طريقة اليحيى"أنَّ هَذِهِ الزِّيَادَاتِ الَّتِي طَرَقَهَا الشَّيْخُ اليَحْيَى لَيْسَتْ مَنْهَجِيَّةً ولا عِلْمِيَّةً، بَلْ فِيْهَا مِنَ المُغَالَطَاتِ والتَّكَلُّفَاتِ الشَّيءُ الَّذِي لا يُقِرُّهُ أهْلُ العِلْمِ مِنْ جَهَابِذَةِ الحَدِيْثِ وحُفَّاظِهِ"
تاسعا: ما ذكره الشيخ من قلة الوقت في الدورة , فهو صحيح لاينكر , بل لو قيل إنه من أكبر إشكاليات الدورة لما بعد.
هذا , ولم أكتبت ما كتبت إلا حبا للشيخ ونصحا له, وإنا له لمقدرون.
والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[علي العجمي]ــــــــ[18 - 05 - 09, 04:21 م]ـ
لأخ عبدالعزيز بن إبراهيم .. وفقه الله ..
لي مع تعليقك بعض الوقفات، علماً أن بعض ماذكرته لو دققت في رسالة الشيخ لوجدت في ثناياها إجابة عنه، وسأورد الجواب عنها في نقاط مختصرة:
-افتتحت تعليقك بالدعاء لشيخنا ذياب، وهذا إن دل فهو يدل خلقك وأدبك مع أهل العلم والفضل، وهذا خلق من كان الحق هدفه وقد قيل:
وواجب عند اختلاف الفهم ** إحساننا الظن بأهل العلم.
- أما قولك: (حكم الشيخ على طريقة اليحيى وعلى جمعه من خلال المقدمة وأول حديثين في الكتاب, وهذالايعطي انطباعا كاملا صحيحا للكتاب (.
فالجواب عنه: أن الشيخ استعرض منهج الشيخ في مقدمته وذكر ما عليها من ملاحظات، ثم وقف مع أول حديثين ذكرهما الشيخ اليحيى في (الجمع بين الصحيحين) لقصد التمثيل والاعتبار والاستدلال بهما على مابعدهما بطريق الأولى، يوضحه: أن المؤلفات في بداياتها هي أجود وأقوى من خواتيمها وأوساطها وهذا معروف، وقلَّما يستمر نفس المؤلف الذي بدأ به، ولايمكن أن يكون آخره أو وسطه أفضل من أوله، لأجل ذلك كان ماذكره الشيخ كافياً.
علماً أن الشيخ أراد تأكيد ماذكره على المقدمة.
-وأما قولك: (جملة من هذه الاستدراكات يدخل بعضها في بعض, فلا تعد أن تكون أمثلة).
فالجواب عنه: أنه ليس بالضروري أن تكون متداخلة، فهي عند الشيخ منفصلة وإلا لم يذكرها؛ لأن تكرار الكلام مذموم ويدل لذلك أن الشيخ قال في الباب الثاني: (فَإنَّ كُلَّ مَا ذَكَرْنَاهُ في البَابِ الأوَّلِ مِنْ مُلاحَظَاتٍ واسْتِدْراكَاتٍ على عَامَّةِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» وغَيْرِهَا مِنْ كُتُبِ «الزَّوَائِدِ»؛ فَإنَّها جَارِيَةٌ والحَالَةُ هَذِهِ على كُتُبِ الشَّيْخِ اليَحْيَى) ولم يكرر ماذكره في الباب الأول.
وما ذكرته من التداخل قد يرجع إلى اختلاف الأفهام أو عدم تدقيق. والله أعلم.
-أماقولك: (نجد الشيخ _حفظه الله_ في بداية كلامه قد نقد طريقة الشيخ , وجعلها خاطئة , وفي بعضالأحيان غير مجدية!! ثم نجده قد ارتضاها طريقة لأصحاب الطريقة الثاني حسب تصنيفه! (وهذا يوهم التناقض))
¥(26/446)
فالجواب عنه: أنه ليس هناك تناقض بحمد الله، يوضح ذلك: أن الشيخ إنما ألَّف هذه الرسالة لأصحاب الطريقة الأولى حيث قال في مقدمتها: (وقَدْ قَصَدْتُ بِهَا مَنِ اسْتَعَاضَ عَنِ الصَّحِيْحَيْنِ بحِفْظِ كُتُبِ الجَمْعِ والزَّوَائِدِ ممَّنْ عَلَتْ هِمَّتُهُم، وقَوِيَتْ حَافِظَتُهُم) ثم جعل الشيخ الطريق الثانية ممن هم دون ذلك حيث قال: (وإنْ كُنْتَ يَا طَالِبَ العِلْمِ دُوْنَ ذَلِكَ هِمَّةً وعَزِيْمَةً، فدُوْني ودُوْنَكَ تَرْسِيْمَ الطَّرِيْقَةِ الثَّانِيَةِ) ثم بعدها الطريقة الثالة لمن هم دون ذلك.
فتبين من ذلك أن المقصود من الرسالة بل ومن الباب الأخير: (حفظ السنة عند أهل السنة) إنما هم أهل الطريقة الأولى: ممَّنْ أعْطَاهُ الله هِمَّةً عَالِيَةً، وأعْطَاهُ عَزِيْمَةً قَوِيَّةً، وآتَاهُ ذَاكِرَةً صَافِيَةً، ورَزَقَهُ صَبْرًا وجَلَدًا في حِفْظِ ودِارَسَةِ كُتُبِ السُّنَّةِ والأثَر) وإنما ذكر الطريقة الثانية والثالثة تبعاً ليكتمل العقد، وقد قال الشيخ: (فَإنَّ مَا ذَكَرْنَاهُ هُنَا مِنْ مَحْفُوْظَاتِ أهْلِ الطَّرِيْقَةِ الأوْلى هِيَ المَقْصُوْدَةُ بتَرْجَمَةِ هَذَا البَابِ: حِفْظُ السُّنَّةِ عِنْدَ أهْلِ السُّنَّةِ! ومَا يَأتي بَعْدَهَا فَهِي أغْلَبِيَّةٌ يَسَعُهَا بَابُ الاجْتِهَادِ).
- أما قولك: (من رغب في حفظ السنة على حسب طريقة الشيخ ذياب _ لأصحاب الطريقة الأولى_ فهذا نورعلى نور, لكن من لميستطع ذلك _وهم كثر_ فماذا عليه لو انخرط في سلك هذهالدورات؟!)
فالجواب عنه: أن الشيخ اليحيى حفظه الله إنما قصد بالدورات أهل الهمم العالية وأهل الحفظ والصبر، ألا ترى أن من شروط الالتحاق بالدورة استكمال حفظ القرآن والإختبار على ذلك، والمكوث شهرين أو نحوها منقطعاً في الدورة منهمكاً في الحفظ والدرس، ومن يقدر على ذلك إلا أهل الهمم العالية. فاجتمع مقصود الشيخ اليحيى بالدورات مع مقصود الشيخ ذياب بالرسالة فكان علينا أن نصحح المسار على ماكان عليه سلفنا ونجدد العهد على ماكان عليه أئمتنا.
وقد قال الشيخ: (كُتُبَ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، لم تُؤلَّفْ ولم تُصَنَّفْ عِنْدَ عَامَّةِ أهْلِ العِلْمِ إلَّا لتَقْرِيْبِ أحَادِيْثِ «الصَّحِيْحَيْنِ» لمَنْ ضَاقَ وَقْتُهُ، وقَصُرَتْ هِمَّتُهُ، وضَعُفَتْ عَزِيْمَتُهُ عَنْ حِفْظِ ودِرَاسَةِ أحَادِيْثِهِمَا مَتْنًا وسَنَدًا، وهَذَا السَّبَبُ وغَيْرُهُ لا نَجِدُهُ (ولله الحَمْدُ!) عِنْدَ هَؤلاءِ الطَّلَبَةِ المُقْبِلِيْنَ بكُلِّ هِمَّةٍ وعَزِيْمَةٍ على حَفْظِ السُّنَّةِ).
- أما قولك: (لايلزم من حفظ السنة على طريقة الشيخ يحيى أنه يهجر الأصول).
فالجواب عنه: أن هذا هو الغالب والحكم هو على الغالب، وإلا فاستدراكات الشيخ هي كما قال: (فَإنَّ اسْتِدْرَاكِي ومَلْحُوْظَاتي هُنَا هِيَ قَائِمَةٌ وجَارِيَةٌ حَوْلَ كُلِّ مَنِ اسْتَعَاضَ بحِفْظِ هَذِهِ الكُتُبِ عَنْ أصْلِ كُتُبِ السُّنَّةِ، ولاسِيَّما الصَّحِيْحَانِ)، ثم لو سلمنا فإن النظر إلى المدى البعيد ينذر بخطر هجر الصحيحين والأصول واستبدالها بكتب الجمع ونحوها، وقد أشار الشيخ إلى ذلك حيث قال: (الاسْتِدْرَاكُ الثَّالِثُ: ومِنَ الاسْتِدْرَاكَاتِ أيْضًا أنَّ التَوَسُّعَ في حِفْظِ ونَشْرِ ودِرَاسَةِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» بَيْنَ طُلَّابِ العِلْمِ كَمَا هُوَ ظَاهِرٌ وسَائِرٌ هَذِهِ الأيَّامَ مِنْ خِلالِ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةِ: يُعْتَبرُ في حَقِيقَتِهِ دَعْوَةً صَرِيحَةً إلى مُزَاحمَةِ أصْلِ «الصَّحِيْحَيْنِ»، ورُبَّما أدَّى ذَلِكَ إلى هَجْرِ «الصَّحِيْحَيْنِ» ولَو في الأمَدِ البَعِيْدِ، عَلِمْنَا هَذَا أم جَهِلْنَاهُ!
يُوَضِّحُهُ أنَّ طَائِفَةً مِنْ كُتُبِ المُخْتَصَرَاتِ (الحَدِيْثِيَّةِ والفِقْهِيَّةِ واللُّغَوِيَّةِ والتَّارِيْخِيَّةِ وغَيْرَهَا) قَدْ أخَذَتْ شُهْرَةً أكْبَرَ مِنْ أُصُوْلهَا، بَلْ إنَّ بَعْضَهَا قَدْ غَلَبَ وغَالَبَ الأُصُوْلَ؛ بسَبَبِ أنَّها نَالَتْ خِدْمَةً واهْتِمامًا مِنْ قِبَلِ بَعْضِ أهْلِ العِلْمِ؛ الأمْرُ الَّذِي جَعَلَهَا تَفُوْقُ أُصُوْلهَا شُهْرَةً وانْتِشَارًا، كَمَا هُوَ مَعْلُوْمٌ للجَمِيْعِ).
¥(26/447)
- أما قولك: (ولكن كثيرا من الأخوة الذين حفظوا بتلك الطريقة عبروا عن سعادتهم بتلكالطريقة لسهولتها, وتوضيح ذلك أن يقال:
× اعتمد الشيخ اللونالأسود الثخين للدلالة على أن هذا الكلام من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم , وللدلالة على أن هذا اللفظ هو لفظ للشيخين.
× اعتمد الشيخاللون الأحمر في صلب الكتاب للدلالة على أن اللفظ المذكور هو لفظالبخاري.
×جعل الشيخ زيادات مسلم على حديث اشترك هووالبخاري في روايته في الحاشية (.
فالجواب عنه: أن الشيخ أصلاً ينتقد إشغال الطالب في حفظه بالحواشي لما فيه من المضايقة والتعسير يوضحه ماقاله الشيخ:
(ولَو لم يَكُنْ فِيْهِ مِنَ التَّعْسِيْرِ إلَّا أنَّه يَدْفَعُ الطَّالِبَ عِنْدَ حِفْظِهِ لكُلِّ حَدِيْثٍ إلى اسْتِحْضَارِ مَا يَلي: أنْ يَسْتَحْضِرَ حِفْظَ مَا في المَتْنِ: وهُوَ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الشَّيْخَانِ، ثُمَّ يَسْتَحْضِرُ مَا انْفَرَدَ بِهِ البُخَاريُّ، ثُمَّ يَسْتَحْضِرَ حِفْظَ مَا في الحَاشِيَةِ: وهُوَ مَا انْفَرَدَ بِهِ مُسْلِمٌ لنَفْسِ رِوَايَةِ الحَدِيْثِ، ثُمَّ مَا كَانَ مِنْ أفْرَادِ مُسْلِمٍ لغَيْرِ رِوَايَةٍ الحَدِيْثِ!). وما ذكرته من الألوان لايعد مخرجاً مماذكره الشيخ. ثم إن عدم إستشكال من حفظ أجاب عنه الشيخ بقوله:
(أنَّ هَؤلاءِ الطُّلَّابَ قَدْ أجْمَعُوا أمْرَهُم على حِفْظِ السُّنَّةِ، ولاسِيَّما الصَّحِيْحَيْنِ، كَمَا أنَّهُم قَدْ وَطَّنُوا أنْفُسَهُم على تَحَمُّلِ ورُكُوْبِ الصِّعَابِ في سَبِيْلِ حِفْظِ الصَّحِيْحَيْنِ خَاصَّةً، وكُتُبِ السُّنَّةِ بعَامَّةٍ، لِذَا فَقَدْ اسْتَقَرَّ الأمْرُ عِنْدَهُم على الحِفْظِ على أيِّ وَجْهٍ كَانَ، وأيِّ إشْكَالٍ بَانَ، فَهَذَا وغَيْرَهُ ممَّا يَدْفَعُنَا ضَرُوْرَةً إلى دَفْعِهِم إلى حِفْظِ الأصُوْلِ الحَدِيْثِيَّةِ أوَّلًا بأوَّلٍ، وإلَّا كُنَّا عَيَاذًا بالله ممَّنْ يُغَالِطُ بِهَذِهِ الهِمَمِ العَالِيَةِ، والفُهُوْمِ الوَقَّادَةِ، والجُهُوْدِ الكَبِيْرَةِ في غَيْرِ طَرِيْقِهَا الصَّحِيْحِ، والله أعْلَمُ).
أما قولك: (نُقِم على الشيخ كونه لم يسبق إلى افراد زوائد مابعد الكتب الستة, وما أدريمالإشكال؟!! بل الحق أن الشيخ يحمد عليها).
فالجواب عنه: أن المنهج لابد أن يقيد ولا يفتح الباب على مصراعيه وإلا لم ينضبط الأمر، فلا نخرم مناهج أهل الفن ممن سلف وتقدم وإلا لجاز أن يؤلف: (زوائد البخاري على معجم الطبراني)! أو (زوائد الصحيحين على حلية الأولياء)! وهذا لايقول به أحد.
أما قولك: (استُدرك على الشيخ تقديم الدارمي على المسند, وهو مسبوق بهذا , لأن جمعا من أهلالعلم فضلوا وقدموا سنن الدارمي على سنن ابن ماجة! (!
فالجواب عنه: أن تقديمه على سنن ابن ماجة خارج محل النزاع، ثم إن الذين قدموا سنن ابن ماجة قلة وجماهير السلف والخلف على خلافه.
أما قولك: (الإشكال الذي ذكره الشيخ في الزوائد ,لابد أن تكون معلومة عند من ُيقبل على الدورة , بأن يعلم أن الزوائد ليست وجودية فقط, وأما استحضار باقي الكتب في الدورة فهو أمرلابد منه, وكذا ما ذكره الشيخ من أننا نعلم أن زيادات الترمذي مثلا قد تكون زائدةعلى مابعده في الترتيب).
فالجواب عنه: أن الإشكالية قائمة وجودية أو عدمية.
-وأخيراً: أذكر الجميع أن شيخنا إنما كتب هذه الرسالة تصحيحاً للمسار وليس نسفاً للجهود، وقد قال في مقدمتها: (وأيْمُ الله! إنَّني أكْتُبُ هَذِهِ الرِّسَالَةَ وكُلِّي فَرَحٌ وسُرُوْرٌ بهَذِهِ الجُمُوْعِ المُشْرِقَةِ، وهَذِهِ الدَّوْرَاتِ المُوَفَّقَةِ الَّتِي أخَذَتْ على نَفْسِهَا إحْيَاءَ السُّنَّةِ بَيْنَ أبْنَاءِ المُسْلِمِيْنَ (بَعْدَ طُوْلِ قَطِيْعَةٍ!).
ـ[المحمود الميموني]ــــــــ[20 - 05 - 09, 12:36 م]ـ
أخي الفاضل الشيخ ذياب الغامدي ..
أولا: أشكرك على تلطفك في النصح .. وحسن معالجتك للموضوع .. وطريقتك الذكية في النقد ...
ثانيا: همسة في أذنك أخي وشيخي الفاضل: إننا في عصر غربة السنة والحديث .. وحيث قام مثل هذا المشروع الرائد فإن انتقاده بمثل هذه الانتقادات التحسينية التي ذكرتها .. تغرق في بحر حسنات هذه الطريقة ...
ثالثا: والحق يقال لم تقدم طرحا عمليا بديلا عن طريقة الشيخ اليحي ... فإن قولك يبدأ بحفظ البخاري ثم مسلم .. كلام تنظيري ... لا يجهله أحد ...
رابعا: المخاوف التي ذكرتها من هجر الصحيحين تنصب على صحيح البخاري بالنسبة للقرآن الكريم .. وعلى البلوغ بالنسبة للصحيح ... فهي عاطفية ليس عملية.
خامسا: شيخنا الكريم: أعود فأهمس في أذنك أن لا نكون أداة تعطيل مسيرة خير لمجرد انتقاد أو اثنين أو ثلاثة ... خصوصا إذا لم نقدم بديلا عنه.
نعم لو سألك أحد طلابك عن الدورات فلك الحق أن تبدي وجهة نظرك في التحذير منها ... أما أن تكتب عنها في النت في مثل هذا الموقع .. فأرى أنه خطأ في منهج الردود ... ليتك أرست رسالة خاصة إلى المسئول عنها .. خصوصا وأن انتقاداتك ليست جوهرية ولا موضوعية. سامحني أخيرا على التطفل والجرأة على مقامكم.
¥(26/448)
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[28 - 05 - 09, 11:58 ص]ـ
الإخوة الأفاضل
ذكر في ترجمة شيخ الإسلام أنه حفظ الجمع بين الصحيحين للحميدي
وهذا استدراك على كلمة الشيخ ذياب وفقه الله (فَقَدِ انْصَرَفَتْ وُجُوْهُ أهْلِ العِلْمِ الكِبَارِ عَنِ الاشْتِغَالِ بكُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، سَوَاءٌ في حِفْظِهَا أو مُدَارَسَتِهَا أو شَرْحِهَا)
ثم لا يوجد تلازم من حفظ كتاب في الجمع بين الصحيحين وبين إهمال الأصول
والله أعلم
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[06 - 08 - 09, 05:42 م]ـ
أخي الفاضل الشيخ ذياب الغامدي ..
أولا: أشكرك على تلطفك في النصح .. وحسن معالجتك للموضوع .. وطريقتك الذكية في النقد ...
ثانيا: همسة في أذنك أخي وشيخي الفاضل: إننا في عصر غربة السنة والحديث .. وحيث قام مثل هذا المشروع الرائد فإن انتقاده بمثل هذه الانتقادات التحسينية التي ذكرتها .. تغرق في بحر حسنات هذه الطريقة ...
ثالثا: والحق يقال لم تقدم طرحا عمليا بديلا عن طريقة الشيخ اليحي ... فإن قولك يبدأ بحفظ البخاري ثم مسلم .. كلام تنظيري ... لا يجهله أحد ...
رابعا: المخاوف التي ذكرتها من هجر الصحيحين تنصب على صحيح البخاري بالنسبة للقرآن الكريم .. وعلى البلوغ بالنسبة للصحيح ... فهي عاطفية ليس عملية.
خامسا: شيخنا الكريم: أعود فأهمس في أذنك أن لا نكون أداة تعطيل مسيرة خير لمجرد انتقاد أو اثنين أو ثلاثة ... خصوصا إذا لم نقدم بديلا عنه.
نعم لو سألك أحد طلابك عن الدورات فلك الحق أن تبدي وجهة نظرك في التحذير منها ... أما أن تكتب عنها في النت في مثل هذا الموقع .. فأرى أنه خطأ في منهج الردود ... ليتك أرست رسالة خاصة إلى المسئول عنها .. خصوصا وأن انتقاداتك ليست جوهرية ولا موضوعية. سامحني أخيرا على التطفل والجرأة على مقامكم.
وجهة نظري لايوجد في هذا الشيء تعطيل أو صرف احد عن مسيرته لكن هي كغيرها من الانتقادات التي ينتقد بها اهل العلم.
واشكرك عىل تلطفك في الرد.
ـ[عبد الرحمن السعودي]ــــــــ[12 - 08 - 09, 06:49 م]ـ
*************
فلتحذفوا مشاركتي مشكورين.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[12 - 08 - 09, 08:08 م]ـ
قرأتُ ما ذكره الشيخ ذياب وفيه أشياء لا تصح
فأما الجمع بين الصحيحين لعبدالحق فلم يوفه الشيخ حقه. قال عنه الذهبي في ترجمة عبدالحق في "السير " (وَعَمِلَ (الجمع بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ) بِلاَ إِسْنَاد عَلَى تَرْتِيْب مُسْلِم، وَأَتْقَنَهُ، وَجَوَّده.)
وقال العراقي في "شرح ألفيته (أما " الجمعُ بين الصحيحينِ " لعبدِ الحقِّ، وكذلك مختصراتُ البخاريِّ ومسلمٍ، فلك أنْ تنقلَ منها، وتعزوَ ذاك للصحيحِ ولو باللفظِ؛ لأنَّهم أتوا بألفاظِ الصحيحِ)
ولذلك نرى ابن القيم يكتفي بكلام عبدالحق في الجمع دون الرجوع للصحيح حيث قال في (اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية) (قال عبد الحق في الجمع بين الصحيحين: هكذا قال: في داره في المواضع الثلاث، يريد مواضع الشفاعات التي يسجد فيها، ثم يرفع رأسه.)
وكثير من أهل العلم من الشافعية والحنابلة جاء من محفوظاتهم الجمع بين الصحيحين للحميدي ولم يكن ذلك صارفا لهم عن الأصول
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[12 - 08 - 09, 08:56 م]ـ
أين حكيم السبيعي ليجيب عن هذه الإيرادات التي أوردها الشيخ ذياب؟!
اللهم رد إلينا حكيماً وعجل بعودته!
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[12 - 08 - 09, 10:20 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ممكن أن نلخص رأي الشيخ ذياب حفظه الله من خلال مقدمته الطيبة هذه:
بَلْ هَذِهِ الرِّسَالَةُ جَاءَتْ:
تَصْحِيْحًا لطَرِيْقَةِ حِفْظِ السُّنَّةِ،
واسْتِدْرَاكًا لتَقْوِيْمِ بَعْضِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، ...
تَصْحِيْحُ بَعْضِ الأخْطَاءِ الحَاصِلَةِ في طَرَائِقِ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةِ، كَما هُوَ جَارٍ عِنْدَهُم في تَنْهِيْجِ حِفْظِ السُّنَّةِ مِنْ خِلالِ كُتُبِ: «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، ثُمَّ الرُّجُوْعُ على حِفْظِ «أفْرَادِ» كُلٍّ مِنْهُمَا على الآخَرِ، ثُمَّ التَّعْرِيْجُ على حِفْظِ «زِيَادَاتِ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ العَشَرَةِ» بَعْضِهَا على بَعْضٍ، وهَكَذَا في تَرَاتِيْبَ مَطْرُوْحَةٍ، مِنْ خِلالِ دَوْرَاتٍ عِلْمِيَّةٍ، وجُهُوْدٍ فَرْدِيَّةٍ ...
الأمْرُ الَّذِي يَحْمِلُنَا جَمِيْعًا أنْ نَقِفَ مَعَ هَذِهِ الطَّلائِعِ السَّلَفِيَّةِ، والبَشَائِرِ الأثَرِيَّةِ المُقْبِلَةِ على حِفْظِ السُّنَّةِ بشَيءٍ مِنَ النَّصِيْحَةِ الأخَوِيَّةِ، والاسْتِدْرَاكَاتِ العِلْمِيَّة وغَيْرَهُ ممَّا اسْتَوْجَبَتْهُ الأُخُوَّةُ الإيْمانِيَّةُ بَيْنَنَا، و فَرَضَتْهُ الطَّرِيْقَةُ الأثَرِيَّةُ عَلَيْنَا، والله مِنْ وَرَاءِ القَصْدِ.
هذا رأيه وفقه الله ولا لوم عليه فيه.
سدد الله خطاه لكل خير.
¥(26/449)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[26 - 03 - 10, 11:14 م]ـ
أمر يحير حقيقة:
فئة من الطلبة يفضلون [للحفظ] مذكرات الشيخ اليحيى في الجامع بين الصحيحين.
وفئة تقول كتاب الجامع لعبد الحق الإشبيلي هو أفضل كتاب كجامع بين الصحيحين
وفئة تقول كتاب الحميدي
وفئة تقول كتاب مقبل الوادعي
وفئة تقول القرطبي
ـ[أبو مجاهد الشامي]ــــــــ[27 - 03 - 10, 12:49 ص]ـ
أمر يحير حقيقة:
فئة من الطلبة يفضلون [للحفظ] مذكرات الشيخ اليحيى في الجامع بين الصحيحين.
وفئة تقول كتاب الجامع لعبد الحق الإشبيلي هو أفضل كتاب كجامع بين الصحيحين
وفئة تقول كتاب الحميدي
وفئة تقول كتاب مقبل الوادعي
وفئة تقول القرطبي
الجامع لعبد الحق الإشبيلي أفضل لمن سقطت همته ..
والأفضل جمع الطرق كما ذكر الشيخ سليمان العلوان فك الله أسره، في ترجمته.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[27 - 03 - 10, 01:08 ص]ـ
انتقادات مبالغ في الكثير منها، فكل ما في الأمر تقريب و تيسير، و ليس فيها تعطيلا، ثم أيضا حفظ هذا القدر من الأحاديث كافٍ بالنسبة لهم في مثل هذا الوقت.
و أقترح على الناقد أن يقدم عملا كما قدم يحيى اليحي و هو القديم في هذا العمل، و تخرج على يديه الكثير، منهم: يوسف الغفيص، و تركي الغميز، و عبدالله السلمي، و غيرهم. و هم الخبراء بها، و العارفون بمضامينها.
ـ[أبو عاصم المغربي]ــــــــ[27 - 03 - 10, 07:25 ص]ـ
" الشيخ ذياب من أهل الصلاح والفضل ومجاهدة الأعداء، ولكن لا يُعتد بكلامه في النقد إلا إذا تابعه غيره عليه، أما انفراده بالنقد فلا اعتبار له.
لقصور تصوّره عما ينقده، مع تكلُّف في الغالب، وقد نُهينا عن التكلُّف.
ومَن سَبَر ما رقَمَه في أكثر كتبه، سيصل لهذه النتيجة."
هدانا الله وإياه
ـ[شيهان]ــــــــ[07 - 04 - 10, 11:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا ز
ـ[أبو دجانة الحلبي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 07:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
هذه نقاط مختصرة وعلى عجالة ... وعند إكتمالها سيتم إدراج موضوع جديد في النقاط ومناقشة الكتاب بشكل أوسع ـ إن أمد الله في العمر والوقت ـ .. (والله الموفق).
لا أدري من أين ابدأ ... فحقيقةً الكلام يتزاحم، فكل الكتاب يحتاج إلى رد لا بعضه ... علما أنني تجاوزت الباب الأول والأخير لأنه ليس محل دراستنا ...
حقيقة .. انزعجت وأنا اقرأ من كثرة تكرار .. (يوضحه) (وعليه) (فافهم) (الإكثار من علامات التعجب في غير موضعها، ولا أدري أهي من صنيع المؤلف أم من الناشر) (فعندئذ) (وأخيرا .. ثم يكمل الفقرة ويقول مرة أخرى في نفس الموضوع. وأخيرا) (وهذا في حد ذاته) ...
سأذكر لك أخي المبارك بعض الألفاظ الواردة في الكتاب واحكم عليها بنفسك .. فإنها لا تحتاج إلى إطالة كلام عندها ....
1 ـ ومِنْ هُنَا؛ فلْيَعْلَمِ الجَمِيْعُ ... ؟؟؟
2 ـ عِلمًا أنَّنِي هُنَا لم أقْصِدْ (عِيَاذًا بالله!): الاسْتِدْرَاكَ على طَرِيْقَةِ ومَنْهَجِ أصْحَابِ هَذِهِ الكُتُبِ آنِفَةِ الذِّكْرِ ... ؟؟؟
3 ـ فإنَّني مِنْ خِلالِ مُطَالَعَاتي وقِرَاءَاتي قَدِيْمًا وحَدِيْثًا لكُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» في الجُمْلَةِ .... ؟؟؟
4 ـ فَقَدْ تَبَيَّنَ لي أنَّ لكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُم مَنْهَجَهُ وطريقَتَهُ في التَّألِيْفِ والتَّصْنِيْفِ .... (معلومة قيمة).
5 ـ الأمْرُ الَّذِي جَعَلَ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةَ تَقَعُ في بَعْضِ الأخْطَاءِ الَّتِي مِنْ شَأنِهَا أنْ تَدْفَعَ أصْحَابَهَا إلى اطِّرَاحِ طَرِيْقَةِ حِفْظِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» .... (بعض، اطراح)؟؟؟
6 ـ بحُجَّةِ أنَّ كَثِيْرًا مِنْ طُلَّابِ العِلْمِ فَضْلًا عَنْ غَيْرِهِم قَدْ ضَاقَتْ أوْقَاتُهُم، وقَصُرَتْ هِمَمُهُم، وضَعُفَتْ عَزَائِمُهُم عَنْ حِفْظِ ودِرَاسَةِ الأحَادِيْثِ مَتْنًا وسَنَدًا، ولاسِيَّما أحَادِيْثُ الصَّحِيْحَيْنِ.
وهَذَا السَّبَبُ لا نَجِدُهُ (ولله الحَمْدُ!) عِنْدَ هَؤلاءِ الطَّلَبَةِ المُقْبِلِيْنَ بِكُلِّ هِمَّةٍ وعَزِيْمَةٍ على حِفْظِ السُّنَّةِ ..... ؟؟؟؟؟
7 ـ فَدُوْنَكَ مَثَلًا: مَا كَتَبَهُ ابنُ عَبْدِ البَرِّ ...... (ومن قال غير ذلك!!!)
¥(26/450)
8 ـ وهَذَا ممَّا لا يُخَالِفُ فِيْهِ أحَدٌ ممَّنْ لَهُ عِنَايَةٌ بِسِيَرِ القَوْمِ عِنْدِ التَّحْدِيْثِ والتَّألِيْفِ .. (الذي أعرفه أن طويلب العلم يعرف هذه المسألة ولا تحتاج لأن يكون له عناية).
9 ـ قال من أسباب التأليف: بمَعْنَى أنَّهُم أرَادُوا بكُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» و «الزَّوَائِدِ»: التَّقْرِيْبَ والتَّذْكِيْرَ ..... مِثْلُ قَوْلهِم عِنْدَ الاخْتِصَارِ أو الجَمْعِ: ليَكُوْنَ تَذْكِرَةً للمُنْتَهِي، وتَبْصِرَةً للمُبْتَدِئ .. (سبحان الله!!!!)
10 ـ ولَيْسَ هَذَا مَحَلَّ ذِكْرِهَا ... (أبقي شيء لم يذكر!!!).
11 ـ فانْظُرْهُم في كِتَابِ «تَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ» للذَّهَبيِّ، أو في كُتُبِ التَّراجِمِ والطِّبَاقِ ... !!!!
12 ـ لا أنْ تَبْقَى مُزَاحِمَةً لأصُوْلِ كُتُبِ السُّنَّةِ والأثَرِ .... (لم الحزن).
13 ـ كُلَّ مَنْ ألَّفَ أو صَنَّفَ في «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» لَهُ مَنْهَجٌ خَاصٌّ، وطَرَيْقَةٌ مَعْلُوْمَةٌ في جَمْعِهِ لأحَادِيْثِ الصَّحِيْحَيْنِ .. (تكرار لما سبق).
14 ـ أصْبَحَتْ كُتُبًا ذَاتَ مَنْهَجٍ وطَرِيْقَةٍ لا تَتَّفِقُ والصَّحِيْحَيْنِ في شَيءٍ مِمَّا ذُكِرَ، الأمْرُ الَّذِي يَجْعَلُهَا كُتُبًا جَدِيْدَةً مُنْفَرِدَةً عَنْ أصْلِهَا: تَرْتِيْبًا وتَبْوِيْبًا ومَنْهَجًا وتَخْرِيْجًا ... ولا يُخَالِفُ هَذَا إلَّا جَاهِلٌ بأبْجَدِيَّاتِ كُتُبِ السُّنَّةِ، ومَنَاهِجِ أئِمَّةِ الحَدِيْثِ ... (ومالمشكلة أن تصبح كتب مستقلا ...... ومن الذي خالف في الأبجديات ... !!!!)
15 ـ ومَنْ أرَادَ مَعْرِفَةَ حَقِيْقَةِ الاخْتِلافِ بَيْنَ طَرِيْقَةِ أصْحَابِ «الصَّحِيْحَيْنِ»، وبَيْنَ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ»، فلْيَنْظُرْ إلى طَرِيْقَةِ ومَنْهَجِ عَامَّةِ أصْحَابِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» .... (هذه من الأبجديات فلا تحتاج إلى شرح وإطالة لأكثر من صفحة، وخاصة أنه كتاب للإستدراك لا للشرح ... !!!!).
16 ـ وتَحْقِيْقًا لمَطْلُوْبِ أهْلِ التَّحْقِيْقِ، ونُزُوْلًا عِنْدَ مَرْغُوْبِ أهْلِ التَّدْقِيْقِ ممَّنْ تَاقَتْ نُفُوْسُهُم، وشَاقَتْ قُلُوْبُهُم إلى مَعْرِفَةِ الاخْتِلافِ المَنْهَجِي .... (كيف أصبحوا من أهل التدقيق وهي من الأبجديات!!!!!!؟؟؟).
17 ـ يُعْتَبرُ في حَقِيقَتِهِ دَعْوَةً صَرِيحَةً إلى مُزَاحمَةِ أصْلِ «الصَّحِيْحَيْنِ»، ورُبَّما أدَّى ذَلِكَ إلى هَجْرِ «الصَّحِيْحَيْنِ» ولَو في الأمَدِ البَعِيْدِ، عَلِمْنَا هَذَا أم جَهِلْنَاهُ .. (هذه ليس لي رد عليها!!!).
18 ـ بَلْ إنَّ بَعْضَهَا قَدْ غَلَبَ وغَالَبَ الأُصُوْلَ؛ بسَبَبِ أنَّها نَالَتْ خِدْمَةً واهْتِمامًا مِنْ قِبَلِ بَعْضِ أهْلِ العِلْمِ؛ الأمْرُ الَّذِي جَعَلَهَا تَفُوْقُ أُصُوْلهَا شُهْرَةً وانْتِشَارًا، كَمَا هُوَ مَعْلُوْمٌ للجَمِيْعِ .. (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فلم الإنزعاج!!!)
19 ـ ورُبَّما تَدْفَعُهُم إلى شَرْحِهَا (كَمَا سَيَأتي ذِكْرُهُ!)، الشَّيءَ الَّذِي يُخْشَى مِنْهُ في الأمَدِ القَرِيْبِ أنْ تَكُوْنَ صَارِفَةً عَنْ أُصُوْلِ كُتُبِ السُّنَّةِ الَّتِي عَرَفَهَا المُسْلِمُوْنَ أكْثَرَ مِنْ ألْفِ سَنَةٍ أو يَزِيْدُ ... (ولم شرح الأئمة أصغر متن حفظنها وهو الأربعين النووية وغيرها ..... ومالمشلكة في زيادة الخير .... ومن قال أن الناس ستنصرف؟؟؟!!!) ...
20 ـ وعَلَيْهِ سَوْفَ يُحْرَمُ الطَّالِبُ كَثِيْرًا مِنَ الفَوَائِدِ والعَوَائِدِ العِلْمِيَّةِ والحَدِيْثِيَّةِ، كَمَا سَيَأتي ... (لا يكلف الله نفسا إلى وسعها .... ثم لو وجدت طالب عكف على صحيح البخاري أو أن عالما عكف على شرحه لابد أن أؤلف الكتب في الرد عليه خوفا من ضياع كتب السنة الأخرى!!!! ماهذا المنطق؟؟؟) ..
¥(26/451)
21 ـ وحَسْبُكَ أنَّ طَائِفَةً كَبِيْرةً مِنْ أهْلِ العِلْمِ لم يَغْفِلُوا هَذِهِ الأبْوَابَ، بَلْ قَدِ اشْتَغَلُوا بِدِرَاسَتِهَا وشَرْحِهَا ممَّا يَدُلُّ على أهَمِّيَّتِهَا ونَفَاسَتِهَا لكَوْنِهَا جَمَعَتْ مِنْ فِقْهِ البُخَارِيِّ رَحِمَهُ الله مَا يَصْلُحُ أنْ يَكُوْنَ كِتَابًا جَامِعًا لأكْثَرِ فِقْهِ البُخَارِيِّ، وقَدْ حَصَلَ .. (الحمد لله قد حكمت بنفسك .. فهناك من اشتغل بها، وهناك من اشتغل بغيرها .. فما يضير هذا؟؟؟!!!).
22 ـ ثم جلس المؤلف حوالي الصفحة يدور حول فلك تراجم البخاري .. يعيد القول ويكرره دون ملل ...
23 ـ سَوْفَ يُحْرَمُوا هَذِهِ الفَوَائِدَ الحَدِيْثِيَّةَ، وهَذِهِ الفَرَائِدَ الفِقْهِيَّةَ عِنْدَ اقْتِصَارِهِم على حِفْظِ ومُدَارَسَةِ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» ... (ولو وجدت طالبا قد اهتم بالتفسير مثلا أو بالبخاري فقط كما أسلفت لألفت الأسفار في الرد عليه ... ).
24 ـ ممَّنْ هُوَ دُوْنَهُ عِلْمًا وحِفْظًا ومَكَانةً .. (إذن فلنوقف الشروح، فمن نحن بجوار هؤلاء) ....
25 ـ ثم شرع في بيان طريقة مسلم في صحيحه ... (وهذا كله استدراك!!!).
26 ـ سَوْفَ يَنْصَرِفُ عَنِ الكُتُبِ الشَّارِحَةِ للصَّحِيْحَيْنِ بمُفْرَدَاتِهَا .... (وهذه ليس لي رد عليها) ....
27 ـ ثم يبدأ في ذكر شروح البخاري ومسلم ... !!!!!! وهذا كله مع ضيق الوقت ولا يريد أن يزيد في الإستدراكات!!!
28 ـ فَعَلَيْهِ أنْ يَسْألَ بَعْضَ طُلَّابِ هَذِهِ الدَّوْرَاتِ العِلْمِيَّةِ عن حَقِيْقَةِ مَعْرِفَتِهِم بهَذِهِ الشُّرُوْحِ، وعَنْ دِرَايَتِهِم بِهَا وبِمُطَالَعَتِهَا ..... (لا أدري أهي دورة حفظ أما ماذا ... لو كان هناك شخص يحفظ البخاري أكان لزاما أن يعرف شروحه .... ثم هناك أبواب كثيرة للخير فلا لتحجير الواسع ... ولو وجدت شخصا يحفظ القرآن ثم لم يعرف أسماء التفاسير لعتبت عليه!!!!!) ..
29 ـ ومِنْ أسَفٍ أنَّني سَمِعْتُ مُؤخَّرًا أنَّ الشَّيْخَ اليَحْيَى حَفِظَهُ الله قَدْ شَرَعَ في شَرْحِ بَعْضِ كُتُبِهِ، ولاسِيَّما كِتَابُهُ: «الجَمْعُ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» الأمْرُ الَّذِي يُنْذِرُ بخَطَرٍ دَاهِمٍ على «الصَّحِيْحَيْنِ» ... (وهذه ليس لي رد عليها).
30 ـ ومِنْهَا أنَّ الطَّالِبَ سَوْفَ يَشْتَغِلُ بحِفْظِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» عَنْ أصَلْهِمَا (البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ)، وهَذَا في حَدِّ ذَاتِهِ ممَّا سَيَصْرِفُهُ عَنْ مُهِمَّاتِ الفَوَائِدِ الحَدِيْثِيَّةِ، والنَّوَادِرِ العِلْمِيَّةِ المَوْجُوْدَةِ في أصْلِ الصَّحِيْحَيْنِ، فمِنْ ذَلِكَ .. (كعادة التكرار ... ولا أدري لم الإعادة مع ضيق الوقت!!!!!).
31 ـ أنَّ حِفْظَ كُتُبِ «الجَمْعِ بَيْنَ الصَّحِيْحَيْنِ» هِيَ في الحَقِيقَةِ أصْعَبُ حَالًا، وأثْقَلُ حِفْظًا مِنَ حِفْظِ الأُصُوْلِ ... (لا أدري ألم يذكر سابقا أسباب تأليف العلماء لها!!!).
32 ـ ولا أرِيْدُ ذِكْرَ أمْثِلَةٍ تُبَيِّنُ هَذَا لأنَّه ممَّا سَيَطُوْلُ ذِكْرُهُ ... (قد طال ذكر غيره فلم لا يطول هنا ... لا أدري!!!!) ..
33 ـ وأنَّ في حِفْظِهِمَا مِنَ الفَوَائِدِ والفَرَائِدِ مَا لا يُوْجَدُ في غَيْرِهَا ... (انظر رقم 30 وغيرها) ...
34 ـ لا نَقْطَعُ بسَلامَتِهَا مِنَ الخَطَأ والاسْتِدْرَاكِ، لأنَّهُ قَدْ بَاتَ لَدَى عُقَلاءِ بَنِي آدَمَ: أنَّ كُلَّ عَمَلٍ أو كِتَابٍ يَقُوْمُ بِهِ البَشَرُ؛ فَهُوَ عُرْضَةٌ للنَّقْدِ والنَّقْصِ .. (كلام جميل جدا ... وهذا سبب كتابتي لهذا الموضوع ... ).
35 ـ ثُمَّ أمَّا بَعْدُ؛ فَهَذِهِ بَعْضُ الاسْتِدْرَاكَاتِ العِلْمِيَّةِ، .. (لا أدري ما قول علماء اللغة في موضعها هنا) ..
36 ـ أنَّ الأصْلَ في تَألِيْفِ الكِتَابِ أنْ يَكُوْنَ مُنْفَرِدًا وخُلْوًا عَنْ كُلِّ مَا يُزَاحِمُهُ (لي وقفة مع هذه النقطة لاحقا .. ).
37 ـ أنَّ وُجُوْدَ كِتَابَيْنِ (مَتْنٍ وحَاشِيَةٍ) في كِتَابٍ وَاحِدٍ بحُجَّةِ حِفْظِهِمَا، لَيْسَ صَوَابًا، بَلْ فِيْهِ مِنَ المُضَايَقَةِ والمَشَقَّةِ مَا يَعْلَمُهُ كُلُّ بَصِيْرٍ ... (كل بصير!!!! يعني من لم يرى رأيك ليس ببصير أم ماذا؟؟؟؟ ... ).
¥(26/452)
38 ـ الاسْتِدْرَاكُ الثَّالِثُ: وكَذَا وُجُوْدُ هَذِهِ المُغَالَطَةِ أيْضًا في تَضْمِيْنِهِ لمُفْرَدَاتِ مُسْلِمٍ التَّي وَضَعَهَا في الحَاشِيَةِ، وذَلِكَ على حَدِّ قَوْلِهِ: «ولمُسْلِمٍ»، أو «ولمُسْلِمٍ في رِوَايَةٍ!»، عِلمًا أنَّهُ صَنَّفَ أيْضًا كِتَابًا مُسْتَقِلًّا يتَضَمَّنُ مُفْرَدَاتِ مُسْلِمٍ! ... (وهذا طامة الإستدراكات .... وإن دل فإنما يدل على عدم إطلاع على كتاب الجمع بين الصحيحين .... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ويكفي في رد الكتاب كله ... أما أن تكون شاردة واحدة ويدندن بها فلا ... ).
39 ـ انظر إلى الإستدراك الخامس والسابع ستجدهما شيئا واحدا .... مع إختلاف وزيادة ... فلم الإطالة والحشو!!
40 ـ أنَّ الشَّيْخَ اليَحْيَى قَدْ جَنَحَ إلى تَصْنِيْفِ كِتَابٍ فَرِيْدٍ في بَابِهِ لم يَسْبِقْهُ إلَيْهِ أحَدٌ مِنَ المُتَقَدِّمِيْنَ ... (!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!) ...
41 ـ أما الإستدراكات على الكتاب الآخر ... فانظر الثلاثة الأول لتعرف أصول التكرار ....
42 ـ الَّذِي لا يُقِرُّهُ أهْلُ العِلْمِ مِنْ جَهَابِذَةِ الحَدِيْثِ وحُفَّاظِهِ .... (لا رد) ..
43 ـ في اخْتِيَارِ وَقْتٍ ضَيِّقٍ لَدَى الطُّلَّابِ عِنْدَ حِفْظِهِم، ممَّا سَيَكُوْنُ عِبْئًا يَوْمًا مِنَ الأيَّامِ على حِفْظِ الطُّلَّابِ .. (سبحان الله،،، وهذه من أعجب العجائب .. يقول في أول الكتاب أصحاب همة .. وليت الأمر وقف عند هذا الحد، فقد شاء الله أن أطلع قبل البدء في كتابة هذا الموضوع على كتابه الآخر الموسوم بـ (توريق المنة) فانظر ماذا قال فيه واحكم بنفسك يا رعاك الله: (ثُمَّ رَابِعًا: عَلَيْهِ أنْ يُحَدِّدَ لَهُ في الحِفْظِ كُلَّ يَوْمٍ عَدَدًا مِنَ الأحَادِيْثِ، لَا تَقِلُّ عَنْ خَمْسِيْنَ حَدِيْثًا تَقْرِيْبًا، وإلَّا يَكُنْ، فَهُوَ بِالخِيَارِ) ... فلم التناقض ... هناك في كتابك موافقة وأمر وألا تقل، وهنا إنكار مع أنهم أصحاب همة ... فيا سبحان الله ... ) ..
44 ـ هُوَ مَا اتَّسَعَ لَهُ الوَقْتُ اتِّسَاعًا صَالحًا للمُذَاكَرَةِ بَعْدَ المُرَاجَعَةِ .. (نعم .. لا بد من المراجعة، ومن ترك المراجعة فهذا لخلل فيه لا في الدورة .. ولو كان هناك أئمة يحفظون كتاب الله ثم من حفظها ترك مراجعته، أكان يتبادر الإعتراض عليه!!!).
45 ـ ازْدِحَامُ العُلُوْمِ مَضَلَّةُ الفُهُوْمِ ... (ما موقعها في الكلام ... !!!!).
46 ـ وهُنَاكَ بَعْضُ الاسْتِدْرَاكَاتِ الَّتِي لم يَسْلَمْ مِنْهَا كِتَابُ «زِيَادَاتِ الكُتُبِ الحَدِيْثِيَّةِ العَشَرَةِ» للشَّيْخِ اليَحْيى حَفِظَهُ الله قَدْ تَجَاوَزْنَا عَنْ ذِكْرِهَا .. (ألا ليت شعري ماكل استدراكاتك التي ذكرت إلا إعادة وتكرار، ووضع حشو لتكبير حجمها .... ) ..
فالكتاب فيه رد على نفسه بنفسه ... ولا يحتاج إلى إيضاح لأنه من الأبجديات (اعجبتني كلمة الأبجديات هذه) ...
انظر إلى غضبه من الحشو في إحد صفحات الكتاب حيث يقول: قُلْتُ: إنَّ قَوْلَهُ: «مَا هُوَ الإيْمانُ؟» فِيْهِ حَشْوٌ ظَاهِرٌ ....
أنا هنا لست لأرد عن صحة الكلام هل هو حشو أم لا .. لكن اقرأ ما سبق لتعرف المقصود ...
ولنا عودة لأني كتبتها دون مراجعة أو تنسيق لأنه كما أسلفت سيتم إدراجها في موضوع جديد ..
ـ[أبو دجانة الحلبي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 08:24 م]ـ
استدراك على الفقرة رقم 37:
وليت المؤلف علم أنهم يحفظون الكتاب أولا دون حاشية فنرجو عند الرد التثبت .... (وهذه المعلومة لم أكن أعلمها حتى أخبرني بها أحد طلبة الشيخ ..... ) ....
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 10:44 م]ـ
جزى الله خيرا الشيخ "ذياب" على جهوده , ولكن كلامه لا يوافق بحالٍ عليهِ (والله المستعان) وإنه ليسير على قول الشيخ طوائف من العلماء , ويخالفهم جل العلماء على صنيعهم وعلى اعتراضهم , فاللهَ نسأل أن يوفق دورات الشيخ يحيى اليحى لكل ما يحبه ويرضاه , فكم له من جزيل الثواب والأجر (إن شاء الله).
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[18 - 09 - 10, 11:54 م]ـ
الحقيقة أن الشيخ ذياب الغامدي أصاب في بعض النقاط، وأخطأ في بعضها.
وأما الشيخ اليحيى فسبق وقال " عندما أخرج الطبعة الأخيرة للصحيحين، أتحدى أن يُخرج لي وللباحثين خطئا واحدا ً ".
ـ[أبو عاصم المغربي]ــــــــ[19 - 09 - 10, 01:04 ص]ـ
"الشيخ ذياب -سدده الله- كلامه إذا انفرد بنقدٍ فإن في نقده نظر، ما لم يعتضد قوله بقول غيره من العلماء."
وهذا -وإن كان لايضيره مثل الكلام- إلا أنها نتيجة حتمية لأدنى قراءة لأيٍ من مؤلفات الشيخ، وأدنى نظرة في كتبه مثل (أوهام الرائد) و (ظاهرة الفكر التربوي) و (المنهج العلمي) ... إلخ تبيّن هذا، وهذا له أسباب واضحة في نتاجه، منها: كونه يتصدر لنقد شيء لم يستكمل تصوّره بعد على الشكل المطلوب، وعدم الموضوعية و الواقعية في ذلك، كما أنه ينقد دون وضع أصول وقواعد تضبط له نقده وتجعل القارئ له يسلّم بما قاله، مما أوقعه في كثير من التناقضات والاضطرابات، حتى لتخال عندما تقرأ شيئاً من نقده أنه لم يستطع إيضاح مراده سوى أنه مؤيد لهذه الفكرة أو رافض، وذلك كله بأسلوب إنشائي ينضح بالتكلُّف، وإن زعم تأثره بأبي فهر وبكر أبو زيد.
ولو أن الشيخ عدّل من هذه الطريقة الرعناء لصار لمؤلفاته نفع أكثر مما هي عليه الآن.
والله الهادي لنا وله إلى سواء السبيل.
¥(26/453)
ـ[أبو دجانة الحلبي]ــــــــ[20 - 09 - 10, 05:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
تكملة لما سبق:
كما أسلفت بأنني قد اطلعت على الكتاب بعد نزوله في مكتبة المزيني ... وجدت هناك زيادات فيه عن ما نزل في هذا الموضوع ...
وسأكتب لك أخي المبارك ما جاء أيضا فيه من الأوهام ...
انظر مثلا في شرحه لحديث (رب حامل فقه ليس بفقيه) وانظر كيف شرحه واستدل به، مع أن الإستدلال ضده ... وإن لم يتيسر لك أخي المبارك أن تراه وأردت ذلك فإنني سأنزل لك الشرح والله المستعان في كتابة صفحة كاملة ....
ثم هناك شيئا آخر ... لا أدري لم ألف كتابه على طبعة 1426 ... ؟؟؟!!!! وقد نزل كتابه في هذا العام ...
والإستدراك الذي قال أنه من باب الحشو (ما هو الإيمان) .. لم أجده في الطبعة الحديثة ... فليت شعري مالمقصد من هذا العمل ...
الآن علمت فقط لم كتب الشيخ على كتابه لا يباع ويمنع من تصويره .. أراد أن لا يخرجه إلا بعد إتمام بنائه، ومراجعته والنظر في جودته ... ومع ذلك تسارع البعض في الرد!!!! ... وأتمنى أن يوافيني أحد بكتب الردود الأخرى لنفس المؤلف ....
ولي عودة بحول الله وقوته ....
ـ[أبو البهاء]ــــــــ[23 - 09 - 10, 01:23 ص]ـ
((لا أدري لم ألف كتابه على طبعة 1426 ... ؟؟؟!!!! وقد نزل كتابه في هذا العام ... ))
يظهر أن الكتاب لم يأت منصبا على نقد كتاب الجمع بين الصحيحين وإنما ينتقد طريقة الجمع والزوائد فلا ضير إذا كانت طبعة 26 أو 30 لأن الاختلاف بينها ليس في طريقة الجمع ولكن تقديم وتأخير ونحوه، أضف إليه صعوبة الحصول على المذكرات، ولو لم يكن فلا بأس من نقد تلك الطبعة لأن هذا الكتاب ليس كأي كتاب فكل طبعة منه لا تودع في السطور فحسب بل في الصدور فكم حافظ حفظ على طبعة 26.
((الآن علمت فقط لم كتب الشيخ على كتابه لا يباع ويمنع من تصويره .. أراد أن لا يخرجه إلا بعد إتمام بنائه، ومراجعته والنظر في جودته ... ومع ذلك تسارع البعض في الرد!!!! ... ))
كيف يكون الشيخ تسارع في الرد وهذه الدورات أقيمت منذ عام 1413 تقريبا، وكون كتاب الشيخ يحيى انتهى من تصحيحه وتنقيحه أو لا فهذا لا يدفع النقد لأنه كما أسلفت ينصب على المنهج بعامة في الجمع والزوائد.
.
.
.
أخي بارك الله فيك .. أنا لا أقر كل ما جاء في الكتاب وقد لا يعجبني المضمون أو الأسلوب .. ولكني بينت لك ما سبق من خلال فمي للكتاب ورغبة في الإنصاف.
ـ[أبو دجانة الحلبي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 05:51 ص]ـ
قولك أخي المبارك: يظهر أن الكتاب لم يأت منصبا على نقد كتاب الجمع بين الصحيحين وإنما ينتقد طريقة الجمع والزوائد ...
هل قرأت ما كتبه أم أنه ظهر لك هكذا .... !!!
لأن الاختلاف بينها ليس في طريقة الجمع ولكن تقديم وتأخير ونحوه ...
بل هناك خلاف أهم من ذلك ...
أضف إليه صعوبة الحصول على المذكرات .... !!!
الذي يريد النقد عليه التثبت والحرص، ومثل ما حصل عليها أول مرة فمن أراد النقد الصحيح عليه الحرص ...
ما رأيك لو قلت لك أني سأحضر أول مذكرة خرجت للشيخ وبادأ بإنتقادها بناءًا على تصحيحات الشيخ الجديدة هل تعتذر لي بهذا العذر ...
وهذه الدورات أقيمت منذ عام 1413 تقريبا
أقيمت في أي كتاب؟، ليتك أخي المبارك تتأكد متى طبع الشيخ أول طبعه لكتابه وتفيدني بذلك، ومتى كانت أول مرة قامت به الدورة في نفس هذا الكتاب.
لأن هذا الكتاب ليس كأي كتاب فكل طبعة منه لا تودع في السطور فحسب بل في الصدور فكم حافظ حفظ على طبعة 26 ... !!!
ومن أدراك أنهم لا يراجعون محفوظاتهم (طبعا هذا لمن كان حريصا كالأئمة عندما كانوا يراجعون محفوظاتهم عند شيوخهم) ...
وما موطأ الإمام مالك عنك ببعيد .... والراوي الأخير هو الذي يعتمد قوله وروايته ...
أما قولك: كون كتاب الشيخ يحيى انتهى من تصحيحه وتنقيحه أو لا فهذا لا يدفع النقد ....
نعم هذا ما تقوله أنت .... لكن انظر في المقدمة فقط لتعرف المقصود ....
هذه أولا ... ثانيا: لو نظرت في الكتاب لعلمت أن المقصود الأول والأخير هو كتاب الشيخ يحيى، وإنما عرج على غيره على قوله من باب الشيء بالشيء يذكر ...
ثم كيف لا يدفع النقد ... ألا يعتبر من الإعتذارات للأئمة في كتبهم عندنا أننا نقول: اخترمته المنية ولم يستطع إكمال تنقيحه ... لم التسرع وعدم التثبت وأنا قلت لك لم يراجع الطبعات التي بعدها لأنه لما تكلم عن الحشو لم أجده في الطبعة التي رأيتها ....
أما قولك: ولكني بينت لك ما سبق من خلال فهمي للكتاب ورغبة في الإنصاف.
هل قرأت الكتاب وفهمت مضمونه أم أنك اكتفيت بالعنوان مثلا أو بمقتطفات من هنا وهناك ...
أخي المبارك والحبيب: أرجو أن تنظر إلى ردي الأول في هذا الموضوع لكي تفهم الكتاب أكثر وأكثر ...
ـ[أبو البهاء]ــــــــ[24 - 09 - 10, 12:52 ص]ـ
((ومن أدراك أنهم لا يراجعون محفوظاتهم (طبعا هذا لمن كان حريصا كالأئمة عندما كانوا يراجعون محفوظاتهم عند شيوخهم) ... ))
هذه أيضا تستدرك على الدورة، هل تظن من اليسير أن يغير الحافظ في حفظه كل عام .. بينما لا يجد هذا من حفظ الأصول.
((ثم كيف لا يدفع النقد ... ألا يعتبر من الإعتذارات للأئمة في كتبهم عندنا أننا نقول: اخترمته المنية ولم يستطع إكمال تنقيحه ... لم التسرع وعدم التثبت وأنا قلت لك لم يراجع الطبعات التي بعدها لأنه لما تكلم عن الحشو لم أجده في الطبعة التي رأيتها .... ))
حتى لو اعتمد الشيخ ذياب على طبعة 30 فإن الذي يسقط هو استدراكه على تبويب الشيخ وأن فيه حشوا، وما عداه من الاستدراكات تظل قائمة!
((هل قرأت الكتاب وفهمت مضمونه أم أنك اكتفيت بالعنوان مثلا أو بمقتطفات من هنا وهناك ... ))
قرأته .. وأهم ما أجد الشيخ يحث عليه هو الرجوع إلى الأصول .. ولا تثريب عليه في ذلك، وهل عندك نقد لهذه الدعوة التي لم يبتدعها الشيخ!
* أشعر (ولعي أخطأت) أنك تتحامل على الشيخ ذياب وذلك بتلمس الأخطاء بين الحروف والسطور، وكأنك تشكك حتى في نيته .. فأربع على نفسك أبا دجانه!
وفقك الله
¥(26/454)
ـ[أبو دجانة الحلبي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 01:53 ص]ـ
هذه أيضا تستدرك على الدورة، هل تظن من اليسير أن يغير الحافظ في حفظه كل عام .. بينما لا يجد هذا من حفظ الأصول.
(يغير حفظه نعم مالمشكلة .... من كان حريصا على ذلك، والشيخ من يطلب منه ذلك لا يمنعه ... )
(انتظر حتى يخرج الشيخ الكتاب ثم رد ... ألم تقرأ أن الشيخ قال بعد أن يخرجه يتحدى أحد أن يرد عليه ... ، طبعا ولا يسلم إمام من طاعن وناصح، وانتقاد صائب ومدعي ... )
وهل عندك نقد لهذه الدعوة التي لم يبتدعها الشيخ ...
أما هذه فهي من عجائبك بارك الله فيك .. ومن منع أحد من العودة للأصول ... ؟؟؟!!!
لا تتعجل في الرد حتى لا يكثر خطأك ...
(لم يبتدعها الشيخ) لم أفهمها .... ؟؟؟؟؟ أرجو التوضيح ...
كأنك تشكك حتى في نيته .. فأربع على نفسك أبا دجانه!
(هذه ليس لي رد عليها .. )
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 02:02 ص]ـ
الحقيقة أن الشيخ ذياب الغامدي أصاب في بعض النقاط، وأخطأ في بعضها.
وأما الشيخ اليحيى فسبق وقال " عندما أخرج الطبعة الأخيرة للصحيحين، أتحدى أن يُخرج لي وللباحثين خطأ ًواحدا ً ".
..............
ـ[أبو دجانة الحلبي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 02:55 ص]ـ
أخي الحبيب: أبو الهمام البرقاوي ...
لم أفهم قول الشيخ: (أتحدى أن يُخرج لي وللباحثين) .... مالذي قصده بالباحثين ....
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 02:59 ص]ـ
يشرف الشيخ على الطبعة الأخيرة من (الجمع بين الصحيحين) وذلك مع إخوة من البحاث.
ولن يخرج هذا الكتاب عن شيء من كتاب الشيخين، معنى ً أو نصا ً.
ـ[أبو البهاء]ــــــــ[24 - 09 - 10, 06:20 م]ـ
((أما هذه فهي من عجائبك بارك الله فيك .. ومن منع أحد من العودة للأصول ... ؟؟؟!!!))
يقول المتنبي:
إلي لعمري قصد كل عجيبة = كأني عجيب في عيون العجائب
المهم:
أنت قلت من منع الناس من العودة إلى الأصول .. والشيخ ذياب يدعو إلى العودة للأصول .. ويرى أنها أجدى من طريقة الجمع والزوائد .. ولا أظنك تنازع في أنها أفضل .. فلماذا تعترض على الكتاب، مع أنك لم تكن من طلاب الدورة كما يظهر من كلامك فكيف لوكنت من طلابها! .. فما رأيك إذن بدل اللت والعجن تذهب وتحفظ على طريقة الشيخ يحيى أو على غيرها .. وأنا كذلك بدل قضاء الأوقات فيما لا يغني.
((لا تتعجل في الرد حتى لا يكثر خطأك ... ))
إن شاء الله
((هذه ليس لي رد عليها .. ))
أحببت فقط أن أنبهك .. وأنا لم أجزم بما في نيتك ولكني قلت (كأنك) فلعلك تكبح قليلا من جماح القلم
*أخي أبا دجانة إذا أزعجك كلامي في شيء فنبهني بارك الله فيك
ـ[أبو البهاء]ــــــــ[24 - 09 - 10, 06:23 م]ـ
((وأما الشيخ اليحيى فسبق وقال " عندما أخرج الطبعة الأخيرة للصحيحين، أتحدى أن يُخرج لي وللباحثين خطأ ًواحدا ً ".))
* ما هي الطبعة الأخيرة، أهي طبعة 1430؟
ـ[أبو عبد الله أسدويف]ــــــــ[24 - 09 - 10, 06:30 م]ـ
((وأما الشيخ اليحيى فسبق وقال " عندما أخرج الطبعة الأخيرة للصحيحين، أتحدى أن يُخرج لي وللباحثين خطأ ًواحدا ً ".))
* ما هي الطبعة الأخيرة، أهي طبعة 1430؟
طبعة 1432 .. أخي أسامة ..
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[24 - 09 - 10, 07:17 م]ـ
يا جماعة، بالله عليكم، رفقا ً رفقا ً.
لكل ٍّ وجهة ٍ هو موليها!!
من عنده همةٌ في الحفظ ِ وذاكرةٌ، فننصحه بالأصول، أما من كانت ذاكرته عادية (وهم الغالب) فإن أرشدناهم إلى الأصول، فقد عُدموا الوصول، إلا من رحم الله.
أنا ذهبت لهذه الدورة -وهي الأولى- وجدت (95 %) حفظهم عاديٌّ، يعني لا يسع لأكثر مما هم عليه، والباقي منَّ الله ُ عليهم بسرعة الحفظ، وصعوبة ِ النسيان
أنا جلستُ مع أحد إخواننا هناك في الحرم، فعنَّف عليَّ قائلا ً (احفظ ِ الأصول ودعك من كتب الشيخ يحيى اليحيى) قلتُ له (والله ِ العظيم ما مر حديثٌ في البخاري أو في مسلم في جلسة ٍ من الجلسات ِ إلا وأجبتُ عليه نصا ً).
ولا أذكر مرة ً أنهم خطّئوني وقالوا لي: هذا الحديث أو هذه الرواية لم يضعهما الشيخ.
ولو تعلمون الجلسات كم هي!!
فهذا الرجل، سألتُه بنفسي (كم تحفظ من القرآن) قال: آجزاء ولا أذكر بعضها!!!
فتأففتُ لحاله ِ ومقالِه، فهو محبَط ٌ وأحبط َ غيرَه.
ووالله ِ ما مر شهر ٌ إلا وقال لي: سأحاول جاهدا ً ختم َ القرآن، واللحاق بمثل هذه الدورات.
وقلتُ آنفا ً: إن الشيخ ذيابا ً أصابَ في بعض ِ نقاطِه، ولا تثريبَ عليه، أما وضْع كتب ِ الشيخ -وقد بلغتْ ما بلغت- في درجة الوهم والنسيان!! فلا داعي لذلك
تخرَّج على يد ِ الشيخ المئات من الدكاترة والقضاء، والمئات المئات من طلبة العلم.
هذا كلام ٌ من في الشيخ إليَّ!!!
ومن يعرف من أصحابه ِ وخلانه، ممن حفظ الأصول؟! إن وجد فهو قليل!!
فيا أخي المبارك، ويا أخي المفضال، إن كنتَ محبَطا ً فلا تثبِّط غيرك، وإن لم تكنْ فلا تكن!
عندما يكون المئات في دورة ِ مكة المكرمة، والمئات في دورة ِ المدنية، والمئات في الرياض، وجدة، والأردن، واليمن، و ... و ... !! لا تنتهي الواوات، لكثرت ما شاعت وذاعت هذه المذكرات بفضل الله.
فرفقا ً رفقا ً.
إن كنت حافظا ً للأصول ِ فأبد ِ رأيكـ، وإن لم تكنْ حافظا ً فاصمت، فهو خير ٌ لك.
واعذروني، فقد اضطرتُ لهذا الكلام، والله َ نسأله التوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
¥(26/455)
ـ[أبو البهاء]ــــــــ[24 - 09 - 10, 11:14 م]ـ
يا أبا الهمام نحن مترفقون .. وأظنه لا بأس من المناقشة.
المهم .. أحب أن أوضح أني لا أقوم هنا مقام المدافع عن الكتاب .. وأنا قد حفظت على طريقة الشيخ يحيى وأعلم أنه لن ينقض كتاب كتبه الشيخ ذياب أوغيره هذه الدورات المباركة ..
وأهم ما أنتقده على الكتاب هو نشره بين الناس،، لماذا .. لأن الذين يعنيهم حفظ الأصول ويقدرون عليه هم قلة وأما قول الشيخ ذياب أن هؤلاء الطلاب أقبلوا بهمة فلا نرضى لهم بدل الأصول فقول من لم يجرب فأكثر من يسجل في الدورات لا يجاوزون حفظ المتفق عليه فأخشى أن من يقرأ الكتاب ينصرف عن الدورة ثم لاهو حفظ الأصول ولا غيرها.
أنا أثني على الكتاب وأنتقده .. فلا أكون حين ثنائي شانئا للشيخ اليحيى وصادا عن حفظ كتبه، ولا حين أنتقد الكتاب أجعل الشيخ ذياب مخطأ في كل شيء ..
ودمتم أحبابا
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[26 - 09 - 10, 02:39 م]ـ
سواء خالفنا الشيخ أو وافقناه لا يلزم من ذلك قلة الأدب فالذي تتكلم عنه قال عنه الشيخ بن جبرين رحمه الله العالم العامل فلو خالفناه لا يسمح ديننا أن نتكلم معه بهذه الطريقة السافلة
كما فعل الأخ أبو دجانه الحلبي في رده ففيه من قلة الأدب وقلة العلم مالله به عليم
الذي أضحكني يسمي هذه الخربشات رد؟ يا أخي خاف الله في نفسك؟؟؟
؟؟؟
(معلومة قيمة)
(بعض، اطراح)؟؟؟
؟؟؟؟؟
(ومن قال غير ذلك!!!)
(سبحان الله!!!!)
(أبقي شيء لم يذكر!!!).
!!!!
(لم الحزن).
(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فلم الإنزعاج!!!)
(وهذه ليس لي رد عليها) ....
(قد طال ذكر غيره فلم لا يطول هنا ... لا أدري!!!!
(كل بصير!!!! يعني من لم يرى رأيك ليس ببصير أم ماذا؟؟؟؟ ... ).
(!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!) ...
(لا رد) ..
(ألا ليت شعري ماكل استدراكاتك التي ذكرت إلا إعادة وتكرار، ووضع حشو لتكبير حجمها .... ) ..
أعوذ بالله من جرأتك على أهل العلم والفضل , لا ويفكر أيضا أن يفرد هذه الخربشات في موضوع جديد
لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[أبو دجانة الحلبي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 02:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ....
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ... سبحانك اللهم لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ... اللهم ارزقنا خشيتك في السر والعلانية وفي الرضا والغضب ... اللهم صلي على الحبيب المصطفى صلاة إلى يوم المرجع والمآل ... أما بعد ...
فإني كما أسلفت القول بأني سأفرد الرد في موضوع جديد عزمت النية على عدم كتابة شيء هنا حتى يفتح الله علينا من فضله وييسر لنا الخير أينما كان ..
إلا أنه كان لابد من العودة لأمر شائه الله وأراده، وله الحمد أولا وآخرا ...
هناك كثر كتبوا ولم أرد الرد عليهم ـ بسبب أني علمت دافعهم أنه حب للكتابة لا غير ـ لكن لابئس من مناقشة البعض لعله الله أن يمن علينا بكرمه ..
والمقصود بعبارتي هذه ما سطره المسمى بـ: عبدالرحمن الوادي ... (ما انت بالحكم الترضى حكومته ... )
فإليك يا رعاك الله ما قاله .. وسيكون الرد بلون مختلف كعادتي في الردود ...
سواء خالفنا الشيخ أو وافقناه لا يلزم من ذلك قلة الأدب
(نعم لا يلزم .... )
فالذي تتكلم عنه قال عنه الشيخ بن جبرين رحمه الله العالم العامل.
اللهم ارحم شيخنا ابن جبرين واسكنه فسيح جناته .... ـ وأنا لا أعرف المؤلف ولم أقابله لكن تعرفت عليه من خلال أول كتاب تقع عيني عليه فكان الرد على الكتاب لا الشخص ... ـ
فلو خالفناه لا يسمح ديننا أن نتكلم معه بهذه الطريقة السافلة
تستطيع أن تسمها بما شئت ....
كما فعل الأخ أبو دجانه الحلبي في رده ففيه من قلة الأدب وقلة العلم مالله به عليم
قلة أدب وعلم .... (وعند الله تجتمع الخصوم ... ) .. الأدب فهمناه فكيف علمت بالعلم .. !!! ولو أتيت لك بقول أحد العلماء بتزكيته لي وأنه سماني عالم ماذا سيكون قولك ....
الذي أضحكني يسمي هذه الخربشات رد؟
خربشات .... (قارع الحجة بالحجة فإن لم يكن ذاك فما لك إلا أن تلزم الصمت ... )
يا أخي خاف الله في نفسك؟؟؟
اللهم اجعلني ممن يخافك ويخشاك حق الخشية .... ولكن لم وضعت علامات الإستفهام ... !!!
أما ما كتبته في ردي الأول على سبيل الإختصار وقد قلت أنه إشارات للذكي الفاهم ... فأرجو إن لم تفهمها أن تستوضح لا أن تصرخ ...
(معلومة قيمة)
فهذه قصدت بها أن هذه المعلومات من المسلمات التي لا تحتاج إلى نظر فاستغربت من ذاك القول ..
(بعض، اطراح)؟؟؟
أما هذه فأنا أأسف أشد الأسف لعدم وعيك لها ... فقد قال في أول كلامه: أن هناك بعض الأخطاء .. ثم قال لابد من إطراح هذه الكتب ... أي بسبب بعض هذه الأخطاء لابد من الإطراح ..
ولا أريد أن استمر في الباقي لأنه من المسلمات ... فإن لم تفهمها فـ (كم من عائب قولا صحيحًا ...... )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
أعوذ بالله من جرأتك على أهل العلم والفضل ,
ياللعجب إن كنت تسمي الرد جرأة فعليك أن تعرف من أكون قبل أن تتجرأ علي ... !!!
(وعند جهينة الخبر اليقين)
لا ويفكر أيضا أن يفرد هذه الخربشات في موضوع جديد
وما شأنك أنت وبخربشاتي .... يا سبحان الله ... وأزيدك من البيت شعر .. ليس تفكير فقط بل ستراه واقعا صادحا إن شاء رب البرية بذلك ....
فدع عنك الكتابة لست منها ......
وكنت كما أسلفت أني لن أرد لكني خفت أن يكون حظي كذاك الشاعر الذي قال ....
بلاد نأَى عني الصديقُ وسبّني ... بها عنزيَّ ثم لم أَتكلّم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم ..
أخوتي قد لا تروني ثانية في هذا الموضوع حتى لا أكون داعيًا له .... ولكن إن منَّ الله علينا بما تمنت به النفس فسأعود لأكتب لكم الرابط وكل من لديه حسن فلينثر علينا طيبه ومن كان عنده غير ذلك فلا يؤذينا بـ ......
¥(26/456)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[27 - 09 - 10, 02:47 ص]ـ
سواء خالفنا الشيخ أو وافقناه لا يلزم من ذلك قلة الأدب فالذي تتكلم عنه قال عنه الشيخ بن جبرين رحمه الله العالم العامل فلو خالفناه لا يسمح ديننا أن نتكلم معه بهذه الطريقة السافلة
كما فعل الأخ أبو دجانه الحلبي في رده ففيه من قلة الأدب وقلة العلم مالله به عليم
سلمنا لك أن أخانا أبا دجانة قليل الأدب!
تقول " طريقة سافلة "!
" قلة أدب "!
وآخر يقول في مقال " هل أبو منصور الماتريدي أشعري " ...
(سؤالك غبي، ولا تسوى نعل الإمام أبي المنصور!!)
أنعالج السيئة بالسيئة؟
اتقوا الله َ يا جماعة، احفظوا ألسنتكم، فإن كان الظاهرُ غيرَ محفوظ ٍ، فكيف الباطن؟!
لا نريد الدخول في النيات، بل نتناصح، فالمؤمنون إخوة، كالجسد الواحد.
يميل ذراع ُ أخي فأعدله، وتنكسرُ رجلي، فيجبرها.
نصحح بعضنا، ونخطّئ بعضنا، نصحا ً ورفقا ً، لا حقدا ً وعداوة ً.
ولا تنسوا أنكم في " ملتقى " علمي!
والله يصلحنا وإياكم.
كرروا حديث مسلم في الاستفتاح " اللهم حسن أخلاقي لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرفْ عني سيئها لا يَصرفُ عني سيئها إلا أنت ".
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[28 - 09 - 10, 12:40 م]ـ
أنعالج السيئة بالسيئة؟
اتقوا الله َ يا جماعة، احفظوا ألسنتكم، فإن كان الظاهرُ غيرَ محفوظ ٍ، فكيف الباطن؟!
لا نريد الدخول في النيات، بل نتناصح، فالمؤمنون إخوة، كالجسد الواحد.
يميل ذراع ُ أخي فأعدله، وتنكسرُ رجلي، فيجبرها.
نصحح بعضنا، ونخطّئ بعضنا، نصحا ً ورفقا ً، لا حقدا ً وعداوة ً.
ولا تنسوا أنكم في " ملتقى " علمي!
والله يصلحنا وإياكم.
كرروا حديث مسلم في الاستفتاح " اللهم حسن أخلاقي لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرفْ عني سيئها لا يَصرفُ عني سيئها إلا أنت ".
أحسن الله إليك ورفع قدرك .. صدقت بارك الله فيك.
وأسأل الله أن يغفر لي ولك وللإخوة ويؤلف بين قلبوهم ويصلح ذات بينهم.
ـ[أبو عاصم المحمدي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 02:52 م]ـ
" الشيخ ذياب من أهل الصلاح والفضل ومجاهدة الأعداء، ولكن لا يُعتد بكلامه في النقد إلا إذا تابعه غيره عليه، أما انفراده بالنقد فلا اعتبار له.
لقصور تصوّره عما ينقده، مع تكلُّف في الغالب، وقد نُهينا عن التكلُّف.
ومَن سَبَر ما رقَمَه في أكثر كتبه، سيصل لهذه النتيجة."
هدانا الله وإياه
أخي أبا عاصم
كفيت وشفيت
.
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 04:35 م]ـ
الله المستعان , ما هذه الأخلاق!!! تقول / ولو أتيت لك بقول أحد العلماء بتزكيته لي وأنه سماني عالم ماذا سيكون قولك .... !!!
أهذا كلام طالب علم فضلا عن العالم - إن صح ّ!! - ....
وعلى الإدارة حذف ما كتبه الأخ أبو دجانة والأخ عبد الرحمن " درءا للفتنة وإبعادا للشبهة " ... أصلحكم الله وهداكم ...
ـ[أبو دجانة الحلبي]ــــــــ[28 - 09 - 10, 09:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين ...
اللهم اكفنا شر نفوسنا ....
يا من يرى ما في الضمير ويسمع ... أنت المعد لكل ما يتوقع
أخوتي في الله: كنت من قبل في راحة بال وأنا بعيد عن المشاركات مع أنني كنت مشترك منذ زمن ... لكن شاء الله أن أدخل عالم المشاركات، فآلمني والله ما رأيت ... كل يحمل قولك على محمل وكل يتهم وكل يظن ... ولا أدري ما نهاية هذا الوضع ...
أخي: أبو الهمام البرقاوي: فهمت قولك لكنك أردت شيئا وأخطأت التعبير ...
لكن بما أنني أرى كثيرا يفهم القول على غير عواهنه فكان لابد عليك أن تبين لهم قصدك بشكل أوضح ... وخاصة عبارة (سلمنا لك أن أخانا أبا دجانة قليل الأدب!) فإنهم سيحملوها المحامل ....
أخي: أبو همام السعدي ....
تعجلت في القول ولم تتبين .. وكأنك قرأت آخر الكلام ولم تعرف المراد ... ولاحول ولا قوة إلا بالله .. (وكما قلت لمن سبقك ... ماهو آفة القول الصحيح .... )
على كل: سأبين لك ما صعب عليك فهمه: أخي عندما قلت هذا القول إنما هو من باب التنزل مع الخصم (وإذا كنت لم تتعرف هذا الأسلوب من قبل فالخطأ عليك لا علي ..... ).
ثم قولك أهذا كلام طالب علم .... كل إناء بما فيه ينضح ... (ولابد من الشدة مع البعض حتى يعودوا إلى الجادة .. ) وخاصة أني تفاجأت بالردود المستعجلة دون الوعي بالمكتوب ....
وللحوادث سلوان يسهلها .... وما لما حل بالإسلام سلوان
وعلى الإدارة حذف ....
جاري الإستجابة لمطالبك فضيلتكم .... والإستماع لأوامركم ....
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا ... أبشر بطول سلامة يامربع
ثم أي شبهة تتحدث عنها ..... !!!!
أخواني: إن كان لأحد رد علمي يفيدنا فيه ويتحفنا بأريجه فليتفضل ومن كان عنده مهاترات فليبقها لنفسه ويريحنا من .......
وما من كاتب إلاَّ ستبقى ... كِتابتهُ وإن فَنيت يدَاه
فلا تكتب بِكَفِّك غير شيء ... يَسرّك في القِيامة أن تَراه
وكما أسلفت أني لن أرد لكن شاء الله أن أدخل وأجد لوحة الرد السريع في الأسفل وهي تناديني، وقلت: أي أبا دجانة لا يراك أحد فيقول صمت من ضعف وتناسيت قول إمامنا: (قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح) لكن قلت: اكتب لعل الله أن يفتح عليك وعلى من يقرأ خطك ..
وكنت خائفا أن يأتي أحد يفهم كلامي على غير محمله ولا يفهم إشاراتي فأصاب بالحزن .... لكن أصبح لدي الآن قناعة بأن لا أبالي إلا بالأذكياء فإنهم سيفهمون قصدي ويحملوه المحمل الحسن وإن وجدوا زللي صوبوني ...
وإني على سفر، فمن ذهبت ظنونه ذات اليمين والشمال فليحسن الظن ... ومن وجد خطأ فليصوبه وليحسن النية ...
ما آبَ من سفرٍ إلاَّ وأزعجَهُ ... رأيٌ إلى سفرٍ بالرغم يتبعُهُ
ومن غدا لابساً ثوب النعيم بلا ... شكر عليه فإنّ الله ينزعه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أخوكم: أبو دجانة الحلبي الحنبلي ....
¥(26/457)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:01 ص]ـ
أصلحك الله أبا دجانة، ووفقك لما تحبه وترضاه.
الأمور هينة، لكن تصعيبها الصعب.
والحمد لله على كل حال.
ـ[أبو البهاء]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:10 ص]ـ
نستودعك الله أبا دجانه .. وجزاك الله خيرا أبا الهمام
من اليوم تعارفنا ... ونطوي ما جرى منا
فلا كان ولا صار ... ولا قلتم ولا قلنا
وإن كان ولا بد ... من العتب فبالحسنى
فقد قيل لنا عنكم ... كما قيل لكم عنا
كفى ما كان من هجر ... وقد ذقتم كما ذقنا
وما أحسن أن نرجع ... للود كما كنا
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[29 - 09 - 10, 12:43 ص]ـ
نستودعك الله أخانا أبا دجانة , والحقيقة الذي يزعج ويؤسف ما نراه مكتوبا آنفا , فالسكوت فيه السلامة , لكن مثل هذا الكلام لا يتوقف عنده عاقل!!
فكان في الرد -وإن لم تقصد- كأنه استهزاء بصاحب المقالة وهو الشيخ ذياب ... فلا ردودا علمية , بل إشارات استفهامية وضوئية!!!
ومع هذا لا نجد التقصير فيما بين الإخوة من الألفاظ الجارحة!! لذا اقتضى التنبيه ... وأسأل الله أن يغفر للجميع.(26/458)
هل المنهج الصحيح عند النقاد ان التفرد علة قادحة على طول الخط
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - 05 - 09, 05:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تفرد الراوي بما ليس له أصل - ولو كان إماما - يعتبر علة قادحة؟
أفيدونا مشكورين
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[12 - 05 - 09, 12:52 ص]ـ
لعلك تجد جوابك في مقالي (ليس هكذا يا محبي أئمة الحديث المتقدمين):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=12699&highlight=%E1%ED%D3+%E5%DF%D0%C7+%E3%CD%C8%ED+%C3% C6%E3%C9+%C7%E1%CD%CF%ED%CB
وانظر في الموضوع الآخر (تفرد الراوي الصدوق بين القبول والتوقف للدكتور خالد الدريس):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87860&highlight=%E1%ED%D3+%E5%DF%D0%C7+%E3%CD%C8%ED+%C3% C6%E3%C9+%C7%E1%CD%CF%ED%CB
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[12 - 05 - 09, 10:23 ص]ـ
فَلَيْسَ التَّفَرُّدُ عِنْدَهُمْ بِمُفْرَدِهِ عِلَّةً فِي أَصْلِهِ كَمَا ظَنَنْتَ، وَإِلاَّ فَبِاللهِ عَلَيْكَ قُلْ لِي
مَا تَقُولُ فِي غَرَائِبِ الصَّحِيحَيْنِ، وَهِيَ أَكْثَرُ مِنْ مِائَتَيْ حَدِيثٍ كَمَا جَمَعَهَا الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ؟!.
فَإِنْ تَوَقَّفْتَ، وَتَلَكَّأْتَ فَإِنِّي أَزِيدُكَ بَيَانَاً وَبُرْهَانَاً:
أَنَّ الْخَطِيبَ الْبَغْدَادِيَّ قَدْ نَقَلَ الإِجْمَاعَ عَلَى قَبُولِ حَدِيثِ الرَّاوِي الْفَرْدِ.
فَاحْذَرْ - رَعَاكَ اللهُ - مِنْ مُخَالِفَةِ إِجْمَاعِ الأُمَّةِ.
الشَّيْخَ الْمُسَدَّدَ / هِشَامَ (ابْنَ مَعِينٍ).
سَلامُ اللهِ الطَّيِّبُ الْعَمِيمُ وَتَحِيَّاتُهُ. يَكْنَفُكَ وَيَحْفَظُكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
كَلامُكَ تَأَزَّرَ بِالإِحْسَانِ وَارْتَدَى، وَرَاحَ فِي مَسْلَكِ الصَّوَابِ وَاغْتَدَى.
قَدْ بَنَى الْفَهْمُ الصَحِيحُ صَرْحَ بَيَانِهِ، وَحُشِرَ الْحُسْنُ بَيْنَ قَلَمِ مُنْشِيهِ وَبَنَانِهِ.
فَعُيُونُ الصِّدْقِ نَاظِرَةٌ إِلَيْهِ، وَيَدُ الْقَبُولِ مُسَلِّمَةٌ عَلَيْهِ.
فَمَا أَصْدَقَ الْكَلامَ إِنْ كَانَ الْحَدِيثُ صَحِيحَاً!.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[12 - 05 - 09, 11:06 ص]ـ
بارك الله فيكم(26/459)
التجرؤ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو صهيب المقدسي خالد الحايك]ــــــــ[09 - 05 - 09, 12:17 م]ـ
كتب أحد الكتّاب (الهواة) مقالاً عن أبي بكر رضي الله عنه معتمداً فيه على رواية منكرة!! وأظهر فيه هذا الكاتب (قلة أدب واحترام) لأبي بكر رضي الله عنه.
دين ودينار
نزاع حدودي بين أبي بكر وربيعة!!
تاريخ النشر: 30/ 04/2009 - 11:47 م
محمد الشرافي
إليكم هذه القصة التي يرويها ربيعة الأسلمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضاً وأعطى أبا بكر أرضاً فاختلفنا في عذق نخلة، قال: وجاءت الدنيا. فقال أبو بكر: هذه في حدي، فقلت: لا، بل هي في حدي. قال: فقال لي أبو بكر كلمة كرهتها وندم عليها. فقال لي يا ربيعة قل لي مثل ما قلت لك حتى تكون قصاصاً، فقلت: لا والله ما أنا بقائل لك إلا خيراً، قال: والله لتقولن لي كما قلت لك حتى تكون قصاصاً وإلا استعديت عليك برسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: لا والله ما أنا بقائل لك إلا خيراً قال فرفض أبو بكر الأرض وأتى النبي ــصلى الله عليه وسلم وجعلت أتلوه ــ أي أتبعه ــ فقال أناس من أسلم أي من قبيلته يرحم الله أبا بكر هو الذي قال ما قال ويستعدي عليك. فقلت أتدرون من هذا؟ هذا أبو بكر، هذا ثاني اثنين، هذا ذو شيبة المسلمين، إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه، فيغضب الله لغضبهما، فيهلك ربيعة. قال: فرجعوا عني وانطلقت أتلوه حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه الذي كان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ربيعة مالك والصديق؟ فقلت مثل ما قال أي كما ذكر الصديق كان كذا وكذا فقال لي قل مثل ما قلت لك فأبيت أن أقول له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل فلا تقل له مثل ما قال لك، ولكن قل: يغفر الله لك يا أبا بكر. قال فولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو يبكي». رواه الحاكم في مستدركه وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
أيعقل أن الغني الثري ينازع المولى الفقير في نخلة واحدة من أرض ليست من كسب أحدهما إنما هي هبة وأعطية؟ أيتصور أن يحتد النزاع على هذه النخلة ليصل إلى حد الشتيمة من الموصوف باللين والرقة؟ ثم ماذا عساها هذه النخلة أن تساوي في جنب الملايين التي أنفقها أبو بكر في سبيل الله حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أمّن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر».
هي والله طبائع التجار، يتصدق الرجل منهم بآلاف الدنانير ثم هو يساوم البائع على دينار ويجادل العامل على درهم! هو يظن أن رأس ماله عقله التجاري فلا يحب أن يغلبه عليه أحد. وقد قال رجل لعبد الله بن جعفر ــ رضي الله عنه ــ: تماكس - أي تساوم - في درهم، وأنت تجودُ من المال بكذا وكذا؟ فقال: ذاكَ مالي جُدْتُ به، وهذا عقلي بخلت به.
ولا أحسب النخلة إلا في أرض أبي بكر وساءه أن يدعيها ربيعة - حسب ظنه - وكان لربيعة أن يأخذها بطيب نفس ومعها غيرها كثير، فلما ادعاها بانت طبائع التجار عند الصديق وجاءت الدنيا فجادل ونازع وشتم رضي الله عنهما، ثم ندم الصديق وسارع إلى التوبة فترك النخلة ومعها الأرض أيضاً، ورجع إلى المسامحة لقول رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ: (رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى). لقد كانوا بشراً لم يخرجوا من عباءة بشريتهم ليكونوا ملائكة في الأرض، ولكنهم كانوا أسمى مقامات البشرية بعد النبوة.
نعم ... يغفر الله لك يا أبا بكر ولكل تاجر مر على خطاك
وقد رددت عليه في الجريدة نفسها، وقد اختصروا كثيراً مما كتبته، وكان ما نشروه:
رداً على مقالة «نزاع حدودي»
تاريخ النشر: 07/ 05/2009 - 10:35 م
نشرت صحيفة السبيل الأردنية في عددها رقم (862) يوم الجمعة (1) أيار (2009م) في صفحة (5) (المال والاسلام) مقالاً للكاتب (محمد الشرافي) تحت موضوع: (دين ودينار) بعنوان: (نزاع حدودي بين أبي بكر وربيعة!!).
وحقاً فإن العنوان ملفتٌ للنظر؛ لأنه قرن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بنِزاع مع ربيعة.
¥(26/460)
جاء الكاتب برواية استخرجها من كتاب الإمام الحاكم (المستدرك على الصحيحين) ثم ختمها بحكم الحاكم على هذه الرواية حيث قال: «حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، ليؤكد صحة الرواية وأنه لم يصححها بل صححها أحد أئمة الحديث.
وبعد أن سرد الكاتب الرواية قال كلاماً قد يُفهم أنه يعرّض بخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بطرحه لبعض الأسئلة، ومن ذلك قوله: «أيتصور أن يحتد النزاع على هذه النخلة ليصل إلى حد الشتيمة من الموصوف باللين والرقة؟» واصفاً فعل أبي بكر بأنه من «طبائع التجار»!
وقد يغتفر للكاتب أنه اعتمد على حكم الحاكم في تصحيح هذه الرواية، ولكن كان ينبغي عليه الرجوع إلى أهل الاختصاص في علم الحديث، هل ثبتت هذه الرواية أو لا؟ وأهل الاختصاص لا يعوّلون على تصحيحات الحاكم في كثير مما يورده في كتابه لأسبابٍ ليس هذا محلّ تفصيلها.
نعم هذه الرواية قد أخرجها الإمام الحاكم في كتابه، بل وأخرجها الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود الطيالسي في مسنده، وغيرهم من أهل العلم. ولكن تخريج هؤلاء الأئمة لمثل هذه الروايات لا يعني صحتها، وإنما هم يخرجون الأحاديث التي تقع لهم في مسانيد ذلك الصحابي ولا يلتزمون الصحة.
هذه القصة التي استشهد بها الكاتب قصةٌ منكرةٌ باطلةٌ! وحاشا أبا بكر أن يفعل ماذكرته القصة!
القصة رواها المبارك بن فضالة البصري – وكان من أصحاب الحسن البصري – رواها عن أبي عمران الجوني عن ربيعة بن كعب الأسلمي، قال: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر حديثاً طويلاً في صفحتين، ومنه ما اجتزأه الكاتب.
والمبارك هذا كان ناسكاً متعبداً قد أثنى عليه بعض أهل العلم في الرّجال، وثناؤهم هذا كان في دينه، وأما في روايته فهم يكاد يُجمعون على ضعف حديثه، وخاصة إذا تفرد، ولم يتابعه عليه أحد من الرواة. وهذه طائفة من أقوال أهل الاختصاص فيه تجدها في كتاب (الكامل في ضعفاء الرجال) لابن عدي (6/ 319):
حيث نقل تضعيف المبارك عن احمد وابن معين والنسائي
وقد ترجمه الخطيب البغدادي في ((تاريخ بغداد)) (13/ 215) ومما ذكر في ترجمته:
- قال أبو الحسن الدارقطني: مبارك بن فضالة ليّن كثير الخطأ.
- وقال عليّ بن المديني: عند مبارك أحاديث مناكير عن عبيد الله وغيره.
وقال أبو زرعة الرازي: يدلس كثيراً.
والحاصل أن مبارك بن فضالة يحتاج إلى من يتابعه على روايته، وإلا ردت ولم تقبل. وهذه القصة المنكرة لم يتابعه عليها أحد من الأئمة الثقات ولا حتى الضعفاء مثله. وإنما خالفه الحارث بن عبيد الإيادي البصري فقال: حدثنا أبو عمران الجوني: أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع أبا بكر وربيعة الأسلمي أرضاً فيها نخلة مائلة أصلها في أرض ربيعة وفرعها في أرض أبي بكر، فذكر القصة (الطبقات الكبرى لابن سعد: 4/ 313).
والحارث بن عبيد فيه كلام أيضاً، وهو أرفع من مبارك، وقد أرسل الحديث، فأخطأ مبارك فرفع الحديث، وكان يصل المراسيل كما قال أهل العلم. وأبو عمران لم يسمعه من ربيعة؛ ولم ينص أحد من أهل العلم على أنه سمع منه.
وطبقة شيوخ أبي عمران ليست طبقة ربيعة، وربيعة مات يوم الحرة سنة (63هـ). وأقصى ما قال أهل العلم أن أبا عمران الجوني رأى عمران بن حصين (مات سنة 52هـ)، فمثله لا يدرك ربيعة المدني. وتلاميذ ربيعة الثقات كأبي سلمة بن عبدالرحمن (ت94هـ) وغيره لا يوجد عندهم هذا الحديث.
فإذا حكمنا لرواية الحارث فتكون هذه القصة مرسلة يتناقلها الناس دون إسناد، ولا تصح مسندة عن الثقات، فهي ضعيفة لا يحتج بها.
وإلا قلنا بأن مبارك ضعيف ولم يتابعه أحد على رفع الرواية، ورواية الحارث لا تشد روايته لأنها ليست مسندة، وعلى كلّ الأحوال فالقصة منكرة لا تصح.
وأخيراً أقول: كان ينبغي على الكاتب - على فرض صحة الرواية عنده - ان ينتقي عبارات تليق بمكانة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فان ذلك اقرب للتقوى والله المستعان وعليه التكلان.
د. خالد الحايك
khalid@Addyaiya.com
لا حول ولا قوة إلا بالله هو حسبنا ونعم الوكيل.
ـ[عبد القادر الوهراني]ــــــــ[09 - 05 - 09, 01:22 م]ـ
الحمد لله الذي قيض في هذه الأمة رجالا يذبون عن هذا الدين وعمن حمل إلينا هذا الدين
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ـ[عامر الدوسري]ــــــــ[25 - 05 - 09, 11:51 ص]ـ
¥(26/461)
الحقيقة أنني لم أجد فيما كتبه الكاتب (محمد الشرافي) ما يدل على قلة أدب مع الصحابة رضي الله عنهم، فالرجل دائم الترضي عنهم وقد وصفهم في ختام مقاله بأنهم أرفع مقامات البشرية بعد النبوة، ولكنه حاول توصيف ما يقع للتجار من مشاححة على الدينار الواحد مع ما ينفقه من ملايين.
وقد بقيت في حيرة من أمري حتى بلغني أن الرجل قد رد رداً موجزاً على ما كتبه د. خالد الحايك فأرجو من أخينا د. خالد أن ينقل لنا الرد من باب العدل والإنصاف.
ـ[أبو صهيب المقدسي خالد الحايك]ــــــــ[26 - 05 - 09, 09:31 ص]ـ
سامحك الله يا دوسري!
إن لم يكن ما كتبه فيه قلة أدب، فما أدري ما هي قلة الأدب؟ وهو يحاول أن يرد ما فعله الصديق - بحسب القصة المزعومة - إلى طبيعته كتاجر!! وما علاقة التجارة والبيع والشراء بهذه القصة؟!
وأما رده فها هو:
ثلث كلمة ... والثلث كثير
الحديث الذي اعتمدت عليه في مقالتي الموسومة بـ «نزاع حدودي بين أبي بكر وربيعة!! «أورده الشيخ الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة،وعلق عليه بقوله: «قلت: وهذا إسناد صحيح،رجاله ثقات،وإنما يخشى من عنعنة ابن فضالة،وقد صرح بالتحديث، ولذلك وثقه جماعة،وقال أبو زرعة: «إذا قال: (ثنا) فهو ثقة».
وقد قرر رحمه الله في مقدمة كتابه تمام المنة أن إطلاق الصحة على الإسناد يقصد به استيفاء شروط الصحة جميعها،وعليه فلا فرق عنده بين إسناده صحيح أو حديث صحيح،قال رحمه الله: (قول بعض المحدثين في حديث ما: (رجاله رجال الصحيح) أو: (رجاله ثقات) أو نحو ذلك لا يساوي قوله: (إسناده صحيح)؛ فإن هذا يثبت وجود جميع شروط الصحة التي منها السلامة من العلل .... ).
أما المنهج الذي سلكته في التعامل مع هذه الرواية الصحيحة فهو منهج التوسط والاعتدال وهو مذهب أهل السنة والجماعة،قال ابن تيمية رحمه الله تعالى في منهاج السنة: «والقاعدة الكلية في هذا أن لا نعتقد أن أحداً معصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم بل الخلفاء وغير الخلفاء يجوز عليهم الخطأ،والذنوب التي تقع منهم قد يتوبون منها،وقد تكفر عنهم بحسناتهم ... والناس المنحرفون في هذا الباب صنفان: القادحون الذين يقدحون في الشخص بما يغفره الله له. والمادحون الذين يجعلون الأمور المغفورة من باب السعي المشكور. فهذا يغلو في الشخص الواحد حتى يجعل سيئاته حسنات. وذلك يجفو فيه حتى يجعل السيئة الواحدة منه محبطة للحسنات».
وقال أيضاً: «ومما يتعلق بهذا الباب أن يعلم أن الرجل العظيم في العلم والدين،من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة،أهل البيت وغيرهم،قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقروناً بالظن،ونوع من الهوى الخفي،فيحصل بسبب ذلك ما لا ينبغي اتباعه فيه،وإن كان من الأولياء المتقين. ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين: طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل واتباعه عليه،وطائفة تذمه فتجعل ذلك قادحاً في ولايته وتقواه ... وكلا هذين الطرفين فاسد» انتهى.
حب الصحابة لي مذهب ومودة القربى بها أتوسل
ولكلهم قدر وفضل ساطع لكنما الصديق منهم أفضل
انتهى.
وقد رددت عليه ولكن جريدة السبيل لم تنشر ذلك.
وعلى أية حال، فلم أقصد الانتقاص من الكاتب وأنا لا أعرفه، ولكني أحببت أن يلزم حدوده وأن يترك الحديث لأهله.
وأما تصحيح الشيخ الألباني للحديث فلا يعول عليه؛ لأن الشيخ رحمه الله لم يقف على علته التي بينتها، ولا دخل هنا لتصريح ابن فضالة بالتحديث وغيره؛ لأن العلة ليست في هذا، والشيخ نفسه قد رد حديثاً لابن فضالة بسبب سوء الحفظ، فما باله لم يرد هذا بالسبب نفسه.
وما كتبه الأخ الكاتب في رده هو إصرار منه على رأيه، وما ذكره عن ابن تيمية لا ينفعه في هذا المقام لأننا لا نغلو في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وويجوز عليهم الخطأ وغير ذلك، ولا ننكره، ولكن لكل مقام مقال.
والله أعلم.(26/462)
التعريف الاول من (تعريف اولي النهى والاحلام)
ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[10 - 05 - 09, 11:34 ص]ـ
ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[10 - 05 - 09, 11:45 ص]ـ
ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 11:32 ص]ـ
الحلقة الاولى:
التعريف الأول**
في افتتاحية دار البحوث أتى قولهم عن الكتاب (1/ 5): ((وتتضمن الدراسة في هذا البحث الدفاع عن منهج الأئمة أصحاب السنن الأربعة في تأليفهم كتب السنة)) أهـ.
هل دار البحوث تزكي العمل الذي يلتقي مع منهجها وتصور عمل الآخرين الذين لا يلتقون معهم منهجياً أنّه هجوم وتدمير لمنهج أصحاب السنن الأربعة؟
.
إليك من قول ممدوح نفسه نظرته لمنهج الأئمة أصحاب السنن ومعه دار
البحوث:
1) قال في 1/ 53): ((ولا ريب أن في جمع الآثار المرفوعة والموقوفة في باب واحد مزايا ظاهرة للفقيه والمحدِّث وتثبيتاً للعمل المتوارث)) أهـ.
فإذا جُمِع الحديث المرفوع فقط في الباب؛ ماذا يكون هذا الجمع من قول ممدوح هذا؟
الجواب
: ليس هناك ((مزايا ظاهرة للفقيه والمحدِّث .... ))
وصرح بهذا ممدوح نفسه:
2) فقال في (1/ 54): ((وبالاقتصار على اسناد المرفوع فقط دون الموقوف والمقطوع, فقدت أحاديث الأحكام ميزة الشرح لها)) أهـ. وهنا زاد ((المقطوع)).
وزاد الأمر وضوحاً
:
3) فقال في (1/ 54): ((وعريت أحاديث كثيرة عما يعضدها, وأصبح بين المرفوع وما يؤيده من الموقوف والمقطوع مفازة)) أهـ.
فوضح مِنْ هذا أنَّ ممدوحاً يعيب على من أقتصر على الحديث المرفوع فقط؛ لان ميزة الشرح لها وما يعضدها أُهمل وهو الموقوف والمقطوع.
وعلى هذا يكون من أقتصر على الحديث المرفوع فقط سلك منهجاً ناقصاً قاصراً.
والآن مَنْ مِنْ أصحاب السنن الأربعة اقتصر في سننه على الحديث المرفوع فقط؟.** قال ممدوح في (1/ 56): " فإن قال قائل: قد بين أبو داود أهمية الآثار الموقوفة, وأرشد إليها بإلحاح, فلماذا فرد المرفوع فقط؟.
فالجواب
: إنًّ إفراد المرفوع طريقة مشى فيها أبو داود على سنن شيخه أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى"أهـ.
** وأكد ذلك فقال في (1/ 65):)) وإذا كان أبو داود قد اقتصر في كتابه على المرفوع فقط –تأثراً بشيخه احمد ..... )) أهـ.
هذا أبو داود
.ومعلوم أنًّ النسائي وابن ماجه اقتصرا في سننهما على الحديث المرفوع فقط.
ولن أطيل؛ فقد وصف ممدوح منهج أصحاب السنن الأربعة بالنقص
, فقال في (1/ 54): ((بيد أن أصحاب السنن الأربعة – لا سيما أبي داود والترمذي – حاولوا سدًّ النقص في كتبهم بتفنن منهم في الشرط والعرض اظهر براعة.)) أهـ.
ما هو النقص الذي حاولوا سدًّه؟ وهل أرتفع؟.
عليك الإجابة التي بها ستعرف قيمة قول دار البحوث وقول ممدوح في (1/ 36): ((فحسبي الدفاع عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أئمة الفقه والحديث)) أهـ.
بل بلغ الأمر بممدوح أن غمز ابن ماجة بسبب عدم استطاعته رد تضعيف الشيخ ناصر الدين؛ فقال في
(2/ 235): ((وكان يكفي ابن ماجه تخريج الأحاديث الثلاثة التي في الباب, وقد دفعه الشرَه وحبُّ الإكثار إلى تخريج هذا الحديث لعزته وغرابته)) أهـ , ونحوه في (5/ 88).
ومن هذا يظهر التهويل وقبله التزوير في وصف عمل الشيخ ناصر الدين الألباني بما جاء في
(1/ 30): ((كما أن هذا المشروع فيه أيضا حرمان للأمة من فائدة كبيرة نلمسها فيما يقوله أصحاب الكتب الأصول تعقيباً على الحديث بالكلام على السند أو ما يستنبط من أحكام من الحديث , أو ما يشيرون إليه من أقوال الأئمة السابقين , كما نجده عند الترمذي)) أهـ.
وقول محمد عبدالله آل شاكر هذا
- الذي نقله ممدوح – يدل على أن القائل في وادٍ ومنهج أصحاب السنن الأربعة – عدا الترمذي – في وادٍ آخر.
ثمًَّ على دار البحوث و محمد آل شاكر و ممدوح أن يذكروا قولاً لأصحاب السنن على السند أو غيره
, وكذا ما ينقله الترمذي من أقوال الأئمة عقب حديث الباب؛ حرم هذا المشروع الأمة منه فلم يُبْقِه في ((صحيح السنن)) أو ((ضعيف السنن)).
ثمًّ أن الشيخ ناصر الدين اقتصر عمله في هذا المشروع على التصحيح والتضعيف فقط, ومحمد آل شاكر و ممدوح يعلمان ذلك جيداً. وقد فصًّل ذلك الشيخ ناصر الدين في (صحيح سنن أبي داود) (1/ 6 - طبعة المكتب الإسلامي).
¥(26/463)
فيا ترى هل الغضب والحنق – ولا يبعد الحسد – من عمل الشيخ ناصر الدين الألباني لأنه وضع له القبول في الأرض – ولا يعني أن كل حكم للشيخ ناصر الدين هو صواب -, ولم يقم به آخرون ممًّن يظهر ممدوح تبجيلهم واحترامهم؟.
هل خاف ممدوح و دار البحوث من بضاعتهم القائمة – أغلبها – على الأحاديث المنكرة والشاذة والضعيفة, وأحياناً الموضوعة – عند أئمتنا وليس الشيخ ناصر الدين الألباني فقط – أن تبور؟
ما هو العمل الذي قام به الشيخ ناصر الدين الألباني ورضي عنه ممدوح و دار البحوث؟
.
** قال ممدوح في (التعقيب اللطيف) (ص10) - في من تعقبه-)) وأن يظهر إيجابيات كتاب (التعريف) – فلا يخلو شخص من صواب -)) أهـ.
ممدوح ينهى عن خلق وقد أتاه ويأتيه
, ما هي الإيجابيات التي أظهرها ممدوح – في كتبه –للشيخ ناصر الدين الألباني؟.
فقاعدة ممدوح: لا يخلو شخص من ايجابيات وصواب إلا الألباني.
** قال ممدوح في (التعقيب اللطيف) (ص 39/ حاشية): ((والحافظ السيوطي – رحمه الله تعالى – كان من أهل المعرفة التامة والإتقان الملفت لكيفية تقوية الأحاديث الضعيفة وضوابط ذلك بحكم استفادته من أعمال الحفاظ الذين تقدموه لاسيما أمالي الحافظ ابن حجر, وبحكم مجموعته الفريدة على الموضوعات, وهي: اللآليء, والتعقبات, والقول الحسن, وذيل اللآليء, علم ذلك من نظر في " اللآليء" على الأقل, واستفاد من أبحاثه السامية, فهو كتاب فتوح, وكل من كتب في الأحاديث الموضوعة – بعد الحافظ السيوطي – متشبع من موائد السيوطي, وليس له إلا الترتيب أو الاختصار , فالله ذر سيدنا الحافظ السيوطي- رحمه الله – وأثابه رضاه)) أهـ.
لماذا هذا الثناء والمدح؟
الشيخ أبو الفيض احمد بن محمد بن الصدِيق الغماري
– رحمه الله- له (المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير).
هل عمل الشيخ الغماري يدخل في
((وكل من كتب في الأحاديث الموضوعة – بعد الحافظ السيوطي – فمتشبع من موائد السيوطي, وليس له إلا الترتيب أو الاختصار))؟.
الغماري لا يدخل في ذلك , لماذا؟ ترجم ممدوح للشيخ الغماري في (حصول التفريج. ومعه ثلاث رسائل حديثية) , فوصفه في (ص5) بـ ((فإن لحافظ العصر العلامة السيد أحمد بن محمد ... )) وفي (ص6): ((الحافظ العلامة العلم ... كان نادرة عصره في الحديث , وقد بلغ فيه مبلغ الحفاظ المجتهدين)).
هل عمل الشيخ ناصر الدين الألباني (ضعيف الجامع الصغير) يدخل في: " وكل من كتب ... "؟.
الجواب أدعه للقاريء
.
ولبيان قيمة مدح ممدوح للحافظ السيوطي؛ انقل من قول الشيخ أحمد الغماري فقط ما يردّه
, وينقضه , ويبطله, وبه نعرف لماذا ممدوح قال ذلك؟.
1) قال في (حصول التفريج بأصول التخريج) (ص61):" وكذلك الحافظ السيوطي غالب ما يقع له من الأوهام في العزْو إنما هو من تقليده لغيره واعتماده عليه من غير مراجعة الأصول.)) أهـ.
2) قال في (الاستعاذة والحسبلة) (ص 18): " وأمًا الحافظ السيوطي:فلا أبريه من صدور مثل هذا التساهل لإكثاره وركونه إلى تقليد من سَبَقه في كثير من أحواله" اهـ.
وفي المغير فقد نوَّع نقده:
1) قال في (ص 47): " وهذا كالذي قبله مِمًّا يلام المؤلف اللوم الشديد على ذكره, ويدل دلالة واضحة على أنَّه لم يكن عنده نقد في صناعة الحديث بالمرة"اهـ.
2) قال في
(ص 59): " فإن هذا بكلام السفهاء والسوقة أشبه منه بكلام الفضلاء, فضلا عن سيد البشر, فما ادري أين يكون عقل المؤلف حين يكتب مثل هذا السفه وينسبه الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم." اهـ.
3) قال في
(ص 72): " وأعوذ فاكرر أنَّ المؤلف - رحمه الله – لو كان عنده نقد للحديث لا ستحى من إيراد مثل هذه الأباطيل."اهـ.
4) قال في (ص 91):" كأنَّ المؤلف ما شم للحديث رائحة, حيث ظن أن هذا الكذب الصراح ثابت."اهـ.
5) قال في (ص 108): " هذا ينادي بلسان فصيح: انه كذب, وان المؤلف فاقد الاحساس في نقد الحديث .... " أهـ.
6) قال في (ص 111): " إثبات المؤلف لهذا يدل على انه عديم النظر في الفن, فاقد الشعور فيه, ..... "اهـ.
وهناك عبارات أشدًُ وقعاً في علم وفهم السيوطي تركتها. وهذا يكفي لممدوح.
ويؤكد أن (التعريف) يدخل في دائرة التشكيك والتشويه لعمل الشيخ ناصر الدين مايلي:
1) قال ممدوح في
¥(26/464)
(1/ 9): " فهذه مناقشات , ومباحث , ونكات , وفوائد, وتنبيهات على أحاديث الأحكام التي حكم الأستاذ الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله تعالى- عليها بالضعف في السنن الأربعة," اهـ.
2) من قول ممدوح هذا فمناقشاته في كتابه
(التعريف) محصورة في أحاديث الأحكام التي حكم عليها الشيخ ناصر الدين الألباني بالضعف في السنن الأربعة.
وعليه؛ فهو في كتابه (التعريف) لم يناقش الأحاديث التي حكم عليها الشيخ ناصر الدين الألباني بالصحة أو الحسن في السنن الأربعة.
ومن هنا ما هو الاسم الذي يناسب الكتاب؟
الاسم الذي يناسب الكتاب أن يكون مطابقا لما فيه من مناقشات خاصة بما ضعّفه الشيخ ناصر الدين فقط
.
** ممدوح عَدَلَ عن هذا, وقال في (1/ 35): " ولمَّا مَنَّ الله تبارك وتعالى بإكمال الكلام على أحاديث العبادات, ناسب أن نسميه بـ" التعريف بأوهام من قسَّم السُّنَن إلى صحيح وضعيف ". " اهـ.
هل هذا الاسم ناسب ما أكمل من مناقشات خاصة بما ضعَّفه الشيخ ناصر الدين فقط؟
لماذا أقحم (قسم الصحيح) في اسم الكتاب؟ ما تفسير هذا الإقحام؟
وأين دار البحوث من ذلك؟
هل هناك غير التشكيك والأماني في نزع الثقة من عمل الشيخ ناصر الدين؟
3) وكما أقحم
(قسم الصحيح) في اسم الكتاب؛ أقحم في كتابه (التعريف) الأحاديث التي لم يستطع إثبات الوهم في حكم الشيخ ناصر الدين عليها بالضعف – حتى على طريقة ممدوح نفسه -, فوقف أمام حكم الشيخ ناصر الدين مقهوراً, مكرهاً, متوجعاً.
** و ممدوح يُقِرُّ ويعترف بذلك, فقال في (1/ 19):" عدد الأحاديث والآثار التي تناولتها في القسم بالبحث والدراسة (990) حديثاً وأثراً.
عدد الأحاديث والآثار الصحيحة والحسنة (845) حديثاً.
عدد الأحاديث والآثار الضعيفة والمتوقف فيها (145) حديثاً." أهـ.
وما أدري ماذا يعني بـ
" والمتوقف فيها"؟. وهل ممدوح يتوقَّف من إلحاقها بالصحيح او الحسن؛ لأنه لم يجد أدنى شيء به يرفع توقفه؟ قطعا لم يجد, ولكن هذا هو ممدوح سيزداد ألمه إذا جعل كل (145) حديثاً وأثراً كلها ضعيفة لا يستطيع رفع ضعفها لا على طريقة الفقهاء, ولا على طريقة السادة الحنفية , ولا على طريقة ممدوح.
والواقع هي أكثر من (145) حديثاً وأثراً, ولكن نقلت عنه ما يثبت وجود ما قلته فقط.
ممدوح يقرُّ ويعترف بأنَّ في بحثه ودراسته (التعريف) (145) حديثاً وأثراً بين ضعيف ومُتَوَقَّفٍ فيه, ومع ذلك وضع لها أرقاماً وسوَّد فيها صحائف وأدخلها فيما يدَّعيه من (التعريف بأوهام .. ).
فهل هذا عمل أهل الإنصاف أم هو عمل أهل الغرض؟
4) وكما أقحم (صحيح السنن) , وأقحم (145) حديثاً وأثراً؛ كذلك أقحم الآثار الموقوفة والمقطوعة ووضع لها أرقاماً, وسوَّد فيها صحائف وأدخلها ضمن اسم كتابه (التعريف بأوهام من قسم السنن).
والآثار الموقوفة هي
:
(99, 145, 150, 187, 197 , 198, 297 , 298, 299, 300, 312 , 325 , 333, 397 , وهذا في (4/ 45 - 54) , 400, 401, 414 , 446 , 505 , 580, 581, 629 , 701, 775, 822, 823 , 824 , 869, 968, 969, 970).
ومن الآثار دون الموقوفة مثل:
(130 , 131, 132, 133 , 134, 143, 168, 225 , 301, 443, 446, 492, 849, 850)
** قد يقول ممدوح أو غيره: إنَّ الشيخ ناصر الدين الألباني- رحمه الله – ذكر هذه الموقوفات وما دونها في (ضعيف السنن) , لهذا ذكر ممدوح لها أرقاماً.
الجواب
: مهما كان عمل الشيخ ناصر الدين وطريقته في (ضعيف السنن) ولو وصلت إلى حدِّ الخطإِ؛ فممدوح حدّد عمله الذي سلكه في (التعريف) , والذي بينه في (1/ 9):" فهذه مناقشات, ومباحث , ونكات , وفوائد , وتنبيهات على أحاديث الأحكام التي حكم عليه الأستاذ الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله تعالى – عليها بالضعف في السنن الأربعة"أهـ. وأكد ذلك في (2/ 5).
فحصر عمله في " على أحاديث الأحكام التي حكم الشيخ عليها بالضعف في السنن الأربعة"
** والحديث عند ممدوح هو غير الأثر موقوفاً أو دونه.
** والأحكام خرج به غيرها. فهو مسلك ومنهج محدد واضح يختلف عن عمل الشيخ ناصر الدين.
** فإذا أدخل أحاديث غير أحاديث الأحكام؛ ألا يُنُتقد على ذلك؟
** وكذا عندما أقحم وأدخل الآثار – موقوفة ودونها – ينتقد على فعله هذا.
ثمًُّ لِمَ ممدوح حدّد وحصر عمله في
(أحاديث الأحكام) فقط؟ والمفترض به الدفاع , فهل الدفاع يكون عن شيء دون شيء مع القدرة على الجميع؟.
ممدوح حدّد وحصر عمله في (أحاديث الأحكام) فقط؛ لأنه إذا لم يستطع رد حكم الشيخ ناصر الدين بالتضعيف لا بالمتابع , ولا بالشاهد , يلجأ الى أن هذا الحديث عمل به فلان وفلان , وهذا العمل به يتقوَّى الحديث – كما هي طريقته – وبه يُهَوِّن على نفسه بأن نجح في ردّ حكم الشيخ ناصر الدين.
وأحاديث غير الأحكام لن يجد فيها ما يعمل بطريقته هذه, فيزداد حسرة وألماً؛ لأنَّه لم يستطع ردَّ حكم الشيخ ناصر الدين.
¥(26/465)
ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 11:38 ص]ـ
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات
ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[18 - 05 - 09, 11:57 ص]ـ
الحلقة الثانية:
4) وكما أقحم ما سبق أقحم عمل الشيخ زهير الشاويش على (ضعيف السنن)
وجعله من عمل الشيخ ووضع له أرقاماً وسّود فيه الصحائف ليصل إلى غرضه: إثبات وهم الشيخ ناصر الدين.
وهذا النوع من الأحاديث تجد ممدوحاً يبدأ مناقشته لها – غالباً – بقوله:" وجدته في ضعيف .... ".
وقد تعرض ممدوح لعمل الشيخ الشاويش في (2/ 8 - 10) ومما قاله في (2/ 9): " أنَّ الاستاذ زهير الشاويش يخالف أحياناً ما التزمه فيدخل فيما لا يحسنه, .... أن كلام الاستاذ الشاويش غير مقبول وفيه نظر .... والذي يظهر من كلام الشاويش أنَّه يحكم على الحديث بالنظر الى إسناد واحد له بدون جمع الطرق والوجوه وكأنَّ علوم الحديث ذهبت أدراج الرياح."أهـ. ومع هذا كله أستغلَّ ممدوح ذلك, ومثال لاستغلال ممدوح لذلك مع اعترافه:
** عند الحديث رقم (506) قال ممدوح: " وجدته في ضعيف أبي داود, وهذا من إقحامات الشاويش "أهـ.
** وعند الحديث رقم (790) قال ممدوح: " وجدته في ضعيف النسائي , ولعل هذا من تصرفات الأستاذ زهير الشاويش. وقد أخطأ في إيداعه هذا الحديث الصحيح في ضعيف النسائي , ولكن الألباني فتح الباب له لغيره " أهـ.
و ممدوح استغل هذا ووضع له رقماً من أرقام أوهام الشيخ ناصر الدين المزعومة فلِلَّهِ دَرُّهُ.
** وعند الحديث رقم (853) قال ممدوح:" وهذا من عمل زهير الشاويش, فأنَّ الألباني سكت عنه."أهـ.
** وانظر الحديث (514 , 531 , 579) فقط تجد تصريح ممدوح بأنَّها: " من تصرف الشاويش ".
** وعند الحديث رقم (897) - وبه أختم – قال ممدوح: " وجدته في ضعيف أبي داود. والحديث في الصحيحين. واورده الناشر في " الضعيف" لان الالباني لم يتكلم عليه! وهذا عجب ومجازفة من الناشر!." اهـ.
إذا كان هذا رأي ممدوح في عمل الشاويش فما رأيه في عمله بأن وضع له رقماً في (التعريف)؟.
وإليك أرقاماً مِِمَّا أقحم فيها الشاويش رأيه وجعله حكماً للشيخ ناصر الدين, واستغل ممدوح ذلك وجعل لها أرقاماً- مع علمه أنَّ الشيخ ناصر الدين لا دخل له بما أقحمه الشاويش -:
(85 ,163 ,212, 213 , 332 , 416 , 434 ,482 , 483 ,489 ,501 ,506 ,531 ,546 ,573 ,574 ,579 ,584 ,653 ,658 ,675 ,727 ,738 ,739 ,773 ,778 ,788 ,790 ,795 ,800 ,836 ,852 ,853 ,897 ,912)
وقد وقف ممدوح على قول الشيخ ناصر الدين الآتي:
** قال الشيخ ناصر الدين في مقدمة (مختصر صحيح مسلم) (ص3 - مكتبة المعارف):" بدأت منذ نحو سنتين بالتنازل عن كتبي وتحقيقاتي لبعض الناشرين, مشترطاً عليهم إن لا يزيدوا عليها كما فعل بعضهم سابقاً, فافسد بذلك كتبي"اهـ.
5) الشيخ ناصر الدين الألباني يضعف سند الحديث فقط , فيذهب ممدوح ويجيء بما يثبت أن المتن صحيح أو حسن, ويجعل له رقماً في أرقام أوهام الشيخ ناصر الدين الألباني المزعومة. وأحياناً كثيرة لم يستطع تعقُّّب الشيخ ناصر الدين في حكمه على السند.
و ممدوح دندن كثيرً أن: ضعف الإسناد لا يلزم منه ضعف المتن, وأتى عند الشيخ ناصر الدين الألباني وتغافل عن هذه الدندنة , بل ويذكرها – أحياناً – ولا يبالي , مثل:
** عند الحديث رقم (879) , قال ممدوح: " ذكره في ضعيف ابن ماجة. وقال: " ضعيف الإسناد ". قلت: لا يلزم من ضعف الإسناد ضعف المتن ومتن الحديث جيد ثابت ... " اهـ.
** عند الحديث رقم (903) , قال ممدوح:" ذكره في ضعيف ابن ماجة. وقال: " ضعيف الإسناد ". قلت: متنه قوي, ....... , ... , وضعفُ الاسناد لا يعني ضعف المتن ... " اهـ.
** عند الحديث رقم (951) , قال ممدوح:" وقال في التعليق على المشكاة:"إسناد ضعيف ". قلت: هو حسن, وضعف الإسناد لا يعني ضعف المتن .... "اهـ.
وإليك أرقاماً من الأحاديث التي نقل ممدوح نفسه فيها حكم الشيخ ناصر الدين على السند فقط – والذي لم ينقله أكثر-:
(1 , 7, 37, 80 , 81, 174, 214, 218, 238, 242, 243 , 254 , 272 , 286, 293, 358, 366 , 395, 426, 430, 440, 443, 458, 480, 500, 615, 622, 634, 689, 692, 708, 720, 772, 782, 813, 817, 839, 840, 864, 879, 880, 883, 903, 907, 951, 961, 963).
¥(26/466)
وهذه كلها حكم الشيخ ناصر الدين على سندها فقط , ولم يستطع ممدوح تعقُّبَه أي شيء.
** بل عند الحديث رقم (394) قال ممدوح: " ذكره في ضعيف النسائي. وقال " ضعيف الإسناد". قلت: بل حديث صحيح وقال الألباني نفسه في التعليق على السنة لابن أبي عاصم: " حديث صحيح , إسناده ضعيف ... "اهـ.
فالشيخ ناصر الدين – من نقل ممدوح نفسه- يُصَحِّح الحديث ويضعِّف سنده. و ممدوح يجعله من أوهام الشيخ المزعومة.
فهذا كله لا يكون عمل أهل الإنصاف والعدل.
6) وهناك مناقشات كثيرة لآراء ممدوح وطريقته خرجتُ منها أن عمل ممدوح هذا فيه كل شيء إلا العدل والإنصاف والدفاع عن السنة.
7) وإذا ضممنا الى ما سبق كتابه (تنبيه المسلم) يكون لا مجال للشك أو التوقف أن عمل ممدوح بعيد عن الانصاف والعدل والدفاع عن السنة, بل هو يدور بين الظلم والتشكيك, والغاية نزع الثقة بأحكام الشيخ ناصر الدين.
لو أن ممدوحاً كتب كتاباً جمع فيه مَنْ ضعَّف أحاديث في الصحيحين أو في أحدهما, ومنهم المشائخ: محمد زاهد الكوثري, وأحمد الغماري , وعبدالله الغماري , ثمَّ ضمَّ معهم الشيخ ناصر الدين الألباني – مع الفارق الكبير بينه ومن قبله في تعظيم الصحيحين -؛ لقلتُ: الظاهر أنَّ العمل عُمِل غَيْرة على السنة.
ولكن أن يقصر عمله هذا – بما فيه من خلط وتعدّ – على الشيخ ناصر الدين فقط , فهذا يجعل الأمر كل شيء الا الغيرة على الصحيحين , وعلى صحيح مسلم ورواته بالتحديد.
ففي خاتمة (المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير) للشيخ أحمد الغماري نصَّ على:
** "إنَّ الاجماع على صحة جميع أحاديث الصحيحين غير معقول ولا واقع".
وهذا إثبات قوي متين على تهوُّر ممدوح – الذي أوقعه فيه غرضه – حين قال في (التنبيه) (ص9): " تقرر عند علماء الحديث وغيرهم أن أحاديث الصحيحين كلها صحيحة ..... "اهـ.
** " أن أحاديث في الصحيحين مقطوع ببطلانها".
وحقق الغماري هذا فقال في (الهداية) (4/ 198): " والحديث كذب باطل مقطوع ببطلانه عقلاً, ولو أنه في صحيح مسلم "اهـ.
ما رأي ممدوح في قول الغماري هذا؟.
** قال ممدوح في (تنبيه المسلم) (ص122):" وأخطاء الألباني تظهرفي النقاط التالية:
أولاً: أمَّا عن قوله: " ضعيف وإن أخرجه مسلم ومن ذكر معهم وغيرهم", فهذا أسلوب تهجم على كتب السنة وفي مقدمتها الصحيح, فالألباني يتحدى الأمة ويضعف الحديث رامياً بتخريج مسلم له عرض الحائط فإنا لله وإنا إليه راجعون .... فالحديث عنده ضعيف وإن أخرجه مسلم أو غيره. فالحق يقال أنه جريء .... ولكن في التعدي على صحيح مسلم."اهـ.
هذا في التضعيف , فكيف بـ" والحديث كذب بال مقطوع ببطلانه عقلاً , ولو أنه في صحيح مسلم "؟.
** و ممدوح نفسه نبهنا على سلوكه طريق المتعدّين على الصحيح مسلم, وذلك حين قال في (التنبيه) (ص137): " وهذه المتابعة لا تسمن ولا تغني من جوع بالنسبة لدعوى الألباني , فالمتابع لأسماعيل المذكور هو عثمان بن حيان منسوب إلى الجور ولم يرو له مسلم في صحيحه إلا هذه المتابعة فقط."اهـ.
فتعدّي ممدوح ثَبَتَ من فمه وسجله بقلمه – إن كان (تنبيه المسلم) عمله لوحده-:
** عثمان بن حيان من رواة مسلم نسبه ممدوح الى الجور.
ماذا يعني ممدوح بهذا؟ يعني به الطعن في عثمان بن حيان.
هل هو طعن في عدالته؟ فيكون عند ممدوح – المدافع عن مسلم ورواته – راوٍ مطعون في عدالته أخرج له مسلم في صحيحه. هل هناك تعدٍّ فوق هذا؟.
هل هو طعن في حفظ وضبط عثمان؟ فالجور لا صلة له بالحفظ والضبط.
** قال ممدوح في (التعريف) (1/ 232): " فالعبرة بالصدق والضبط لا غير" والجور لا يُؤَثِّر في الصدق ولا في الضبط.
فماذا يُسَمَّى رميُ ممدوح لراوٍ أخرج له مسلم في صحيحه بالجور؟
** رواية في صحيح مسلم راويها لم يتفرد بها بل توبع عليها من قول ممدوح نفسه , ومع هذا ممدوح – المدافع عن مسلم وصحيحه – قال عليها: " لا تسمن ولا تغني من جوع " وهي بعد الحديث رقم (1122) من (صحيح مسلم).
ما الذي قلب ممدوحاً – من مدافع عن صحيح مسلم إلى متعدٍ عليه؟.
الجواب: ردُّ حكم الشيخ ناصر الدين بأيَّ شيء.
ومن الجواب يظهر غاية وهدف ممدوح.
8) ونعود مرة أخرى إلى اسم كتابه: (التعريف بأوهام من قسم السنن الى صحيح وضعيف).
يظهر بجلاء غاية وهدف ممدوح ومعه دار البحوث فهما صنوان في هذا العمل. من منطوق اسم الكتاب سيعرفنا ممدوح أوهام الشيخ ناصر الدين فيما صحّح وضعَّف من السنن الأربعة.
ولكن ما صدر من الكتاب – وهي ستة أجزاء فقط – ليس فيها غير تعريفنا – حسب أغلب قواعد وفروع ممدوح الخليط المُلَفَّقَة – بأوهام الشيخ ناصر الدين فيما ضعّفه فقط , ولم أجد ذكراً لحديثٍ واحدٍ صحَّحه الشيخ ناصر الدين عرَّفنا ممدوح وهم الشيخ ناصر الدين فيه من كتاب الطهارة إلى كتاب الصلاة إلى كتاب الجنائز إلى كتاب الزكاة إلى كتاب الصيام إلى كتاب المناسك.
فهل ممدوح – المتربص والمتمني لخطإ الشيخ ناصر الدين – لم يجد من كتاب الطهارة إلى كتاب المناسك حديثاً واحداً صححه الشيخ ناصر الدين ووهم فيه؟
إذا لم يجد شيئاً؛ فهذا غير صحيح ومخالف للواقع.
أتدري لِمَ ممدوح – إلى الأجزاء الستة – خالف منطوق اسم كتابه , وجعله أسماً دعائياًّ , لا واقعيّاً ولا عمليّاً؟.
¥(26/467)
ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[18 - 05 - 09, 12:01 م]ـ
الاخوة الكرام
أريد أن أنبه إلى ان أي خطأ موجود في نص هذه الحلقات وقبلها المقدمة أتحمله أنا شخصيا لا دخل لكاتب الكتاب به وهذا بسبب الطباعة التي رغم مراجعتي للنص ربما يكون هناك خطأ لم انتبه له في تقديم رقم او إبداله بآخر او غير ذلك. ويعلم الله حرصي على توثيق النص كما هو في الكتاب.
ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[22 - 05 - 09, 08:48 م]ـ
الحلقة الثالثة والاخيرة:
أتدري لِمَ ممدوح – إلى الأجزاء الستة – خالف منطوق اسم كتابه , وجعله أسماً دعائياًّ , لا واقعيّاً ولا عمليّاً؟.
لأنَّ ممدوحاً إذا عَرَّفنا – حسب قواعده وفروعه – أوهام الشيخ ناصر الدين في التصحيح والتضعيف معاً؛ سيظهر – إنْ شاء الله – بجلاء ووضوح أن ممدوحًا لا يمشي على طريق ٍ ورأي ٍ واحد ٍ في التصحيح والتضعيف, وإنَّما يمشي على أي طريق به يتوصل إلى تخطئة الشيخ ناصر الدين.
وأكتفي بمثالين على ذلك:
الأول: تحت الحديث رقم (92) قال في (2/ 369):" وأمَّا عن عجز الحديث وهو قوله " الوضوء على من نام مضطجعًا" فحكم عليه أبو داود وغيره بالنكارة".
** ثمَّ قال ممدوح:" والحديث ليس بمنكر على طريقة الفقهاء لوجود الشواهد المعنوية له من الموقوف وغيره."أهـ.
** من قول ممدوح نفسه: " أبو داود وغيره حكموا على الحديث بالنكارة" واعترض ممدوح فقال:" والحديث ليس بمنكر على طريقة الفقهاء".
فالشيخ ناصر الدين الألباني عندما ضَعَّف الحديث هو على طريقة أبي داود , و ممدوح على طريقة مَنْ؟.
الثاني: تحت الحديث رقم (383) , نقل ممدوح تصحيح الحاكم واعتمده, وعن تصحيح الحاكم نقل ممدوح قول الحافظ في (4/ 6 - 7): " وجرى الحاكم على ظاهر الإسناد فأخرجه في المستدرك وقال: صحيح الإسناد. وهذا هو الذي يجري على طريقة الفقهاء , إذا كان الكلُّ ثقات, وقبولهم زيادة الثقة مطلقاً"أهـ.
اعتمد على تصحيح الحاكم , وأعرض عن نقد الحافظ لتصحيح الحاكم على أيّة طريقة؟ ذكرها الحافظ: " هو الذي يجري على طريقة الفقهاء". وطريقة أهل الاختصاص من أهل الحديث عليها سلام الأموات.
كل هذا لأجل إثبات وهم الشيخ ناصر الدين على قاعدة " الغاية تُبَرِّر الوسيلة أو تُسَوِّغ الوسيلة".
وأظهر ممدوح رغبته في وجوب الإضراب على طريقة أهل الاختصاص من أهل الحديث لأنَّها تمنعه كثيراً من أمنيته"أوهام الشيخ ناصر الدين ". فقال في (4/ 345): " وهذا الأثر الموقوف لا يصلح لمعارضة المرفوع, ويجب الإضراب على هذه الطريقة فالحجة في فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وفعل الصحابي لا يُعلُّ الصحيحَ المرفوع في شيء."أهـ.
تأمَّل: " ويجب الإضراب على هذه الطريقة" ممدوح يوجب إلغاء هذه الطريقة.
ما هي هذه الطريقة التي بلغ الغضب من ممدوح مبلغه عليها؟.
الطريقة هي: الموقوف يُعَلُّ به المرفوع , وهي التي طبقها الشيخ ناصر الدين على الحديث فأعلًّه بالوقف.
يبقى السؤال الأهم الخطير: مَنْ سلك وعمل وعلَّم هذه الطريقة الغاضب عليها ممدوح؟
عليك البحث لتعلم مَنْ هم, وبعد العلم؛ ستعلم طريقة الشيخ ناصر الدين الألباني, وطريقة ممدوح بإشراف دار البحوث.
1) وأعود لقول ممدوح السابق: "لوجود الشواهد المعنوية له"
وتقوية ممدوح بالشواهد المعنوية شيء غريب لا أدري على أي طريقة يسير في هذه التقوية, فمثلاً وسأختار – إن شاء الله – من كل جزء تقوية لتعلم أنَّها طريقته في كل كتابه:
1 - الحديث رقم (19):
حديث عائشة رضي الله عنها" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يغسل مقعدته ثلاثاً ".
** قال ممدوح في (2/ 79): " بل صحيح, واستنجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالماء وردت فيه أحاديث صحيحة بعضها في الصحيحين " اهـ.
وهل حديث عائشة في استنجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالماء فقط أم فيه ما هو أزيد من ذلك وهو " غسل مقعدته صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثا"ً؟. ثمَّ ذكر من أحاديث استنجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالماء:
** حديث أنس:" كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدخل الخلاء فأحمل أنا وغلام إداوة من ماء وعنزة , يستنجي بالماء ".
فيه مطلق الاستنجاء بالماء وليس فيه: " كان يغسل مقعدته ثلاثا" فعلى ماذا يشهد له؟.
¥(26/468)
** حديث أبي هريرة:" دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخلاء بتور فيه ماء فاستنجى , ثمَّ مسح بيديه الأرض ثمَّ غسلهما".
وهو في الاستنجاء مثل حديث أنس وليس فيه ما يشهد لـ " كان يغسل مقعدته ثلاثاً ".
** حديث عائشة قالت:" مُرن أزواجكن أن يغسلوا أثر الغائط والبول , فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يفعله, وأنا أستحيهم".
وهذا ليس فيه ما يشهد لـ " كان يغسل مقعدته ثلاثًا"
فهذه الأحاديث التي فيها مطلق استنجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالماء جعلها شاهدة للحديث المُقًَيَّد بـ" غسل مقعدته ثلاثًا " ثمَّ جعل الحديث الضعيف المُقَيَّد بهذه الشواهد صحيحًا.
2 - الحديث رقم (195):
حديث أبي سعيد الخدري: " من أخرج أذىً من المسجد بنى الله له بيتاً في الجنة".
** قال ممدوح (3/ 83): " له شاهد يرتقي به لدرجة الحسن"اهـ.
** وفي (3/ 85) ذكر حديث أبي قِرْصَافة أنَّه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:" ابنوا المساجد واخرجوا القُمامة منها, فمن بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة. قال رجل: يارسول الله! وهذه المساجد تبنى في الطريق؟ قال: " نعم وإخراج القمامة منها مهور حور العين" اهـ.
حديث أبي سعيد المشهود له فيه " إخراج الأذى من المسجد". أجره "له بيت في الجنة".
حديث أبي قِرْصافة الشاهد له فيه " بناء مسجد لله". أجره: " له بيت في الجنة" فهل هذا يشهد له أم يخالفه؟
وفيه " إخراج القمامة من المسجد ". أجره:" له به مهور حور العين"
فهل هذا يشهد له أم يخالفه في الأجر؟
** وبهذا يظهر أنَّ الشاهد يخالف المشهود له , ومع ذلك قال ممدوح في (3/ 86): " والحاصل أن حديث أبي قِرْصافة رضي الله عنه يشهد لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه , فيكون حديث ابن ماجه من باب ما يحسن لغيره"اهـ.
3 - الحديث رقم (173):
حديث ابن عباس: " إنَّما صلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الركعتين بعد العصر لأنَّه أتاه مالٌ فشغله عن الركعتين بعد الظهر , فصلاهما بعد العصر , ثمَّ لم يعد لهما".
** قال ممدوح في (3/ 33): "أمَّا الترمذي فحسَّن الحديث لشاهده.
وهو حديث أم سلمة قالت: " صَلَّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العصر ثُمَّ دخل بيتي, فصلَّى ركعتين, فقلت: يا رسول الله! صليت صلاة لم تصليها؟.
قال: قدم عليَّ مال , فشغلني عن ركعتين كنت أركعهما قبل العصر , فصليتهما الآن. فقلت: يا رسول الله! أفنصليهما إذا فاتتا؟ قال: لا "اهـ.
وحديث ابن عباس المشهود له فيه: " فشغله عن الركعتين بعد الظهر " والشاهد فيه: " فشغلني عن ركعتين كنت أركعهما قبل العصر".
فهل "قبل العصر" يشهد لـ" بعد الظهر" أم يخالفه؟.
4 - الحديث رقم (412):
حديث أبي سعيد الخدري: " فإذا أتاه الشيطان فقال: إنك قد أحدثت, فليقل: كذبت , إلأَّ ما وجد ريحاً بأنفه أو صوتاً بأذنه "
** قال ممدوح في (4/ 71): " وله شاهدان في الصحيح عن أبي هريرة , وعبدالله ابن زيد رضي الله عنهما ".
وذكر حديث أبي هريرة: " إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل عليه أَخَرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا."
حديث أبي سعيد فيه: " إذا أتاه الشيطان فقال: إنك قد أحدثت, فليقل: كذبت" هل يشهد له: " إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل عليه أَخرج منه شيء أم لا؟.". ذاك شيطان أتاه وردّ عليه بـ" كذبت" , وهذا " وجد في بطنه فأشكل أخرج منه شيء؟ ", فهل هذا يشهد لذاك.
ومثله حديث عبدالله بن زيد.
5 - عند الحديث رقم (621):
وهو حديث أبي سعيد الخدري: إذا دخلتم على المريض فنفَِّسوا له في الأجل فإن ذلك لا يرد شيئًا , وهو يطيب بنفس المريض ". ثم نقل معنى " فنفِّسوا له في أجله" أي: طمعوه بطول العمر فإنَّه وإن لم يرد شيئاً من الموت المقدر ولا يطول عمره , لكن يطيب نفسه ويفرحه ويصير ذلك سببًا لانتعاش طبيعته وتقويتها فيضعف المرض.
ثُمَّ ذكر شاهدين يشهدان لمعنى حديث أبي سعيد:
الأول: حديث عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا عاد مريضًا مسح وجهه وصدره بيده وقال: " أذهب الباس , رب الناس , واشف انت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك, شفاء لا يغادر سقماً".
وهل هذا إلا دُعاء؟.
وإذا كان هذا شاهداً ففي حديث أبي سعيد:
" فإن ذلك لا يرد شيئاً". والردُّ يكون لما سينزل وهو هنا الموت, والدعاء إذا استجيب فهو سبب لرفع المرض, فهل رفعُ ما وقع يشهد لردّ ما لا يقع؟
الثاني: حديث عبدالله بن عمرو بن العاص: " إذا جاء رجل يعود مريضًا فليقل: اللَّهم اشف عبدك ينكأُ لك عدوًّا, أو يمشي لك إلى الصلاة".
وهذا الشاهد مثل الذي قبله وهو أمر بالدعاء لرفع المرض الذي وقع وبرفعه ينكأ العدو , ويمشي إلى الصلاة.
وحديث أبي سعيد فيه أمر بالتنفيس لانَّ التنفيس لا يرد الموت النازل, فهذا يحل عليه الموت , وذاك ينكأ ويمشي, فهل هذا يشهد لذاك؟.
** وبعد هذا قال: " والحاصل أن حديث أبي سعيد في التنفيس على المريض حسن".
6 - الحديث رقم (870) في (6/ 10 - 13):
حديث أبي هريرة: " الحجَّاج والعمار وفد الله, إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم"
** قال ممدوح " لكن للحديث شواهد عن ابن عمر , وجابر بن عبدالله – رضي الله عنهما – ترفعه لدرجة الحسن"اهـ.
ثُمَّ ذكر حديث جابر:
" الحجَّاج والعمار وفد الله , دعاهم فأجابوه , وسألوه فأعطاهم"
حديث ابي هريرة المشهود له فيه:" إن دعوه أجابهم".
وفي حديثي ابن عمر وجابر الشاهدين: " وسألوه فأعطاهم".
فهل هذا يشهد لذاك؟.
وفي حديث أبي هريرة: "وإن استغفروه غفر لهم"
فهذا كله يدل على ان صنيع ممدوح في كتابه (التعريف) بعيد كل البعد من صنيع أهل العلم فضلاً عن صنيع أهل الحديث والمشتغلين بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولهذا كله:
لماذا كتب ممدوح كتابه (التعريف) بإشراف وعناية دار البحوث بدبي؟.
...
¥(26/469)
ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[28 - 05 - 09, 11:30 ص]ـ
الاخوة الكرام: وجدت بعض الاخطاء والسقطات المطبعية في الحلقات السابقة وهي في:
الحلقة الاولى:
منهجياً (والصواب منهجاً):
(التعريف الأول**
في افتتاحية دار البحوث أتى قولهم عن الكتاب (1/ 5))) وتتضمن الدراسة في هذا البحث الدفاع عن منهج الأئمة أصحاب السنن الأربعة في تأليفهم كتب السنة)) أهـ.
هل دار البحوث تزكي العمل الذي يلتقي مع منهجها وتصور عمل الآخرين الذين لا يلتقون معهم منهجياً أنّه هجوم وتدمير لمنهج أصحاب السنن الأربعة؟)
الحلقة الثاني:
كأنَّه (حذفت من الحلقة)
(قال ممدوح في (تنبيه المسلم) (ص122):" وأخطاء الألباني تظهر في النقاط التالية:
أولاً: أمَّا عن قوله: " ضعيف وإن أخرجه مسلم ومن ذكر معهم وغيرهم", فهذا أسلوب تهجم على كتب السنة وفي مقدمتها الصحيح, فالألباني كأنَّه يتحدى الأمة ويضعف الحديث رامياً بتخريج مسلم له عرض الحائط فإنا لله وإنا إليه راجعون .... فالحديث عنده ضعيف وإن أخرجه مسلم أو غيره. فالحق يقال أنه جريء .... ولكن في التعدي على صحيح مسلم."اهـ.)
الحلقة الثالثة:
تكن (حذفت من الحلقة)
(قال ممدوح في (3/ 33):"أمَّا الترمذي فحسَّن الحديث لشاهده.
وهو حديث أم سلمة قالت: " صَلَّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العصر ثُمَّ دخل بيتي, فصلَّى ركعتين, فقلت: يا رسول الله! صليت صلاة لم تكن تصليها؟.
قال: قدم عليَّ مال , فشغلني عن ركعتين كنت أركعهما قبل العصر , فصليتهما الآن. فقلت: يا رسول الله! أفنصليهما إذا فاتتا؟ قال: لا "اهـ.)
لذا ارجوا ان تعذروني في ذلك.
وارفقت معها ملف بالتعريف الاول لمن اراد التحميل(26/470)
هل يصح النبي صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة رضي الله عنها وعمرها 18 وهل قال بذالك أحد من أهل العلم
ـ[محمد ابن الشنقيطي]ــــــــ[11 - 05 - 09, 06:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يصح أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تزوج عائشة رضي الله عنها وعمرها 18 وهل قال بذالك أحد من أهل العلم
ـ[محمد ابن الشنقيطي]ــــــــ[11 - 05 - 09, 09:48 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[11 - 05 - 09, 11:38 ص]ـ
لاشك أنه لايصح.
يرجى البحث عن محاضرات الشيخ ابى إسحاق الحوينى حول هذه المسألة وهو يرد فيها على خالد الجندى.
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[11 - 05 - 09, 12:03 م]ـ
و عليكم السّلام و رحمة الله و بركاته،
أخي الكريم/ محمد بن الشنقيطي ـ وفّقك الله ـ،
نقل ابن عبدالبرّ ـ رحمه الله ـ إجماع العلماء على أنّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تزوّج أمّنا عائشة رضي الله تعالى عنها و هي بنت ستّ أو سبع سنين.
و للإستزادة فضلًا راجع هذا الموضوع:
هل كان عُمر عائشة (رضي الله عنها) اكبر من 18 عاما؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=18246)
ـ[محمد ابن الشنقيطي]ــــــــ[11 - 05 - 09, 02:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[12 - 05 - 09, 12:40 ص]ـ
الحديث في الصحيح ينفي هذا الكلام، وقد سبق إثارة هذه القضية، والرد عليها، فابحث مشكورًا في المجلس العلمي تجد بغيتك.
ـ[أبو البراء المصري الأثري]ــــــــ[23 - 05 - 09, 12:32 م]ـ
يوجد بحث علمي في الرد التفصيلي على هذه الشبهة اسمه السنة النبوية في مواجهة التحديات والشبهات المعاصرة للدكتور ايمن مهدي راجعه فهو مفيد جدا(26/471)
ما رأيكم في موضوع حول الشبهات
ـ[أبو روضة الأزهري]ــــــــ[11 - 05 - 09, 03:21 م]ـ
أنا مقبل على التسجيل لنيل درجة الدكتوراه في الحديث الشريف وعلومه فما رأيكم يا أهل الحديث في التسجيل في موضوع يتعلق بالرد على الشبهات؟ وفي رأيكم أي موضوع يكون أفضل في هذا الباب؟ أرجو الإفادة وهل لديكم موضوعات أخرى أفضل من هذا
ـ[ابوعبدالله زياد]ــــــــ[26 - 05 - 09, 11:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسأل الله عز وجل ان يوفقك
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[07 - 06 - 09, 12:12 ص]ـ
لا بأس بذلك شرط ان ان يكون الموضوع مما يستحق الدراسة ومن ذلك ان تبحث في موضوع الشبهات التي تثار من قبل الراقضة وغيرهم حول ضبط الصحابة
وهناك مواضيع اخرى غير موضوع الشبهات مثل:
- رواية الاكابر عن الاصاغر جمع ودراسة
- الرواة الذين ذكرهم ابن حبان في ثقاته وروى لهم في صحيحه
- بواطيل الثقات يعني ما حكم النقاد عليه بالوضع او البطلان بالرغم من ان راويه ثقة
- اثر نقد المتن في نقد الاسانيد
- الصحف التي اعتمد عليها الطبري في تفسيره نقد ودراسة
والله اعلم
ـ[الجبرتي]ــــــــ[10 - 06 - 09, 07:12 م]ـ
جزيت خيرا و أرى انك تعزم الرد على الشبهات اذا كنت اهلا لذلك لمسيس الحاجه لها في كل زمان وفي هذا الزمان اشد، وارشح لك جمع شبه منكري السنه من القرانيين والعقلانيين وغيرهم حيث قدكثر اتباعهم والمتاثرين بشبههم حتي في بلاد التوحيد والسنه وقد اثارو شبها جديدة غير تلك الشبه التي اثارها الاوائل من منكري السنه من المعتزله وغيرهم. وفقك الله لكل خير.(26/472)
دراسة حديثية في تفسير آية (الحلقة الأولى)
ـ[ماهر]ــــــــ[12 - 05 - 09, 05:56 ص]ـ
مما تعارض فيه الاتصال والانقطاع، ورُجح الانقطاع لأن من رواه منقطعاً أثبت وأجل ما روى محمد بن عبيد الطنافسي، عن سفيان بن سعيد، عن أبيه، عن أبي الضحى (1)، عن مسروق، عن عبد الله، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ لكلِّ نبيٍّ وُلاةً من النبيينَ، وإنَّ وليي أبي وخليلي إبراهيم))، ثم قرأ: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) (2).
أخرجه: الحاكم 2/ 292 من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، بهذا الإسناد.
قال الحاكم: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)).
وهذا إسناد رجاله ثقات، وثقة رجال الحديث توحي بصحته.
وقد توبع محمد بن عبيد على هذه الرواية الموصولة.
إذ تابعه أبو أحمد الزبيري عند الترمذي (2995)، والبزار (1973)
و (1981)، والطبري في " تفسيره " (5700) ط. الفكر و5/ 488
ط. عالم الكتب، والطحاوي في " شرح مشكل الآثار " (1009) وفي (تحفة الأخيار) (6433)، والشاشي (406) ومن طريقه أخرجه: ابن عساكر في
" تاريخ دمشق" 6/ 216 (3) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن الثوري،
به (4).
قال البزار عقيب (1973): ((وهذا الحديث لا نعلم أحداً وصله إلا أبو أحمد عن الثوري ورواه غير أبي أحمد، عن الثوري، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله)).
وكلام البزار هذا فيه نظر؛ فأبو أحمد الزبيري لم ينفرد بوصله، بل وصله محمد بن عبيد كما قدمناه.
قلت: أبو أحمد الزبيري وإن كان ثقة إلا أنه يخطئ في حديث الثوري، إذ نقل المزي في " تهذيب الكمال " 6/ 370 (5934) عن الإمام أحمد قوله: ((كان كثير الخطأ في حديث سفيان))، وقال ابن حجر في " التقريب " (6017): ((ثقة ثبت، إلا أنه قد يخطئ في حديث الثوري)) (5).
وقد تابعه محمد بن عمر الواقدي عند الحاكم 2/ 553 فرواه عن سفيان الثوري بالإسناد المتقدم موصولاً. وهذه المتابعة كسابقتها لا تصح؛ لأنَّ محمد ابن عمر الواقدي متروك، قال عنه البخاري في " الضعفاء الصغير" (334)
: ((متروك الحديث)) وفي " التاريخ الصغير "، له 2/ 283: ((تركوه))، وقال عنه النسائي في " الضعفاء والمتروكون " (531): ((متروك الحديث)).
وذكر ابن أبي حاتم في " العلل " (1677) متابعة أخرى لمحمد بن عبيد فذكر أنَّ روح بن عبادة قد تابع محمد بن عبيد، وروح بن عبادة ثقة إلا أني لم أقف على من أخرجه مسنداً للتأكد من صحة الإسناد إليه.
وعلى الرغم من أن رواية محمد بن عبيد الطنافسي ظاهرها الصحة، إلا أنَّ الحديث معلول بالانقطاع؛ إذ روي هذا الحديث منقطعاً.
فأخرجه: أحمد 1/ 401، ومن طريقه ابن عساكر 6/ 216.
وأخرجه:الترمذي (2995) (م2)، وابن أبي حاتم في "تفسيره " 2/ 674 (3656)، والواحدي في " أسباب النزول " (122) بتحقيقي من طريق وكيع (6)، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله بن مسعود، به.
وهذا إسناد ضعيف؛ لانقطاعه، وأبو الضحى – هو مسلم بن صبيح – لم يدرك ابن مسعود. (7)
وتوبع وكيع على هذه الرواية المنقطعة.
فأخرجه: الترمذي (2995) (م1)، والطبري في " تفسيره" (5700) ط. الفكر و5/ 489 ط. عالم الكتب من طريق أبي نعيم.
وأخرجه: الحاكم 2/ 553 من طريق أبي نعيم، عن سفيان (8)، عن أبيه، عن أبي الضحى، أظنه عن مسروق (9)، عن عبد الله. هكذا على الشك في زيادة مسروق.
وأخرجه: أحمد 1/ 429 - 430، ومن طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " 6/ 216.
وأخرجه: ابن أبي حاتم في" تفسيره " 2/ 674 (3656)، وابن عساكر في " تاريخ دمشق "6/ 216 من طريق عبد الرحمان بن مهدي.
وأخرجه: أحمد 1/ 429 - 430 ومن طريقه ابن عساكر 6/ 216 من طريق يحيى.
ثلاثتهم: (أبو نعيم، وعبد الرحمان بن مهدي، ويحيى القطان) رووه عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله منقطعاً بمثل رواية وكيع.
وقد رجح الرواية المنقطعة على الرواية الموصولة الترمذي، فقال عقيب حديث (2995) (م1): ((هذا أصح من حديث أبي الضحى عن مسروق)) يعني: رواية محمد بن عبيد.
¥(26/473)
وقال ابن أبي حاتم في " العلل" (1677): ((وسألت أبي وأبا زرعة، عن حديث رواه أبو أحمد الزبيري، وروح بن عبادة، عن سفيان الثوري، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبد الله، عن النبيِّ ... الحديث، فقالا جميعاً: هذا خطأ؛ رواه المتقنون من أصحاب الثوري، عن الثوري، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، بلا مسروق)).
وهذا هو الصواب، فإذا قارنّا بين من رواه موصولاً ومن رواه منقطعاً، وجدنا أنَّ من رواه منقطعاً هم الثقات الأثبات من أصحاب سفيان. فاتضح بذلك أنَّ الصواب عن الثوري ما روي منقطعاً.
ولقائل أن يقول: قد قدمتم أن سفيانَ رواه عنه أربعةٌ من الرواة فذكروا في أسانيدهم مسروقاً، وخالفهم ثلاثة من الرواة فلم يذكروا مسروقاً فهل
يجعل هذا الاضطراب على سفيان على اعتبار عدم إمكانية الجمع بين
الروايتين؟
فنقول: قد تقدم أن الروايات التي فيها ذكر مسروق عامتها ضعيفة وإن اختلفت أسباب الضعف، أما الروايات التي لم يذكر فيها مسروق فعامتها صحيحة، وأصحابها أجلة هذا العلم وعليهم المعول في معرفة الصحيح من السقيم، وهم أوثق الناس في سفيان فلو كان ذكر مسروق فيه صحيحاً لكان هؤلاء هم أولى بحفظه من نظرائهم فلا شك في ترجيح روايات عبد الرحمان بن
مهدي ومن وافقه على روايات مخالفيهم، زد على ذلك ترجيح الأئمة
لرواياتهم، والله أعلم.
ووقفت على طريق آخر يرويه سعيد بن منصور (501) (التفسير) قال: حدثنا أبو الأحوص، عن سعيد بن مسروق، عن أبي الضحى، عن
مسروق، عن ابن مسعود، به (10).
وظاهر هذا الإسناد الصحة، فرجاله ثقات، وهو بهذه الصورة يكون متابعاً جيداً لحديث محمد بن عبيد الطنافسي ومن تابعه، إلا أنَّ محقق كتاب "سنن سعيد بن منصور" ذكر أنَّ عبارة (عن مسروق) ليست في أصل المخطوط التي اعتمدها في التحقيق وأنه ذكرها لوجود الحديث بهذا الإسناد عند ابن كثير في " تفسيره ": 373.
والذي يظهر لي والله أعلم أنَّ لفظة: ((عن مسروق)) ليست في حديث سعيد بن منصور لعدم وجودها في النسخة المحققة، كما أنَّ العلماء المتقدمين قد حكموا على حديث سفيان المنقطع بالصحة، ولو كان حديث سعيد بن منصور ثابتاً عندهم بنحو ما ذكره ابن كثير في " تفسيره " لما أغفلوه ولا اعتبروا به حين الترجيح بين الروايات.
وقد اغترّ الشيخ أحمد محمد شاكر بطريق أبي الأحوص هذا فرجح من خلاله ما روي عن سفيان الثوري متصلاً باعتبار رواية سعيد بن منصور عن أبي
الأحوص متابعة لحديث سفيان المتصل.
وللحديث طريق آخر:
أخرجه: وكيع في " تفسيره " كما في " تفسير ابن كثير ": 373 قال: حدثنا سفيان، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره.
وهذا الطريق وهمٌ أو خطأ من النساخ يدل على ذلك أن ابن المنذر أخرج هذا الحديث في " تفسيره " (583) من طريق وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي الضحى، عن عبد الله، به.
وأخرجه: ابن المنذر في " تفسيره " (582) قال: أخبرنا علي بن
عبد العزيز، قال: حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الضحى، عن عبد الله، قال: أراه قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم، به.
انظر: " تحفة الأشراف " 6/ 429 (9581) و 6/ 431 (9588)،
و " أطراف المسند " 4/ 224 (5759)، و " إتحاف المهرة "10/ 474 (13219) و 10/ 520 (13328).
...............................................
(1) في مستدرك الحاكم: ((وعن أبي الضحى)) وهو خطأ، والتصويب من"الإتحاف" 10/ 474
(13219) وقد تكرر هذا الخطأ في طبعة علوش 3/ 8.
(2) آل عمران: 63.
(3) سقط من مطبوع " تاريخ دمشق ": ((مسروق)) والذي يدل على ثبوته في السند أن ابن عساكر أخرجه من طريق الشاشي، وعند رجوعي إلى المسند له وجدته في السند المذكور.
(4) الروايات مختلفة الألفاظ.
¥(26/474)
(5) تعقب صاحبا " التحرير " ابن حجر بقولهما: ((قوله: إلا أنه قد يخطئ في حديث الثوري أخذه من قول أحمد الذي تفرّد به حنبل بن إسحاق عنه: كان كثير الخطأ في حديث سفيان وهو قول فيه نظر لأمرين، الأول: أنّ أبا بكر الأعين قال: سمعت أحمد بن حنبل، وسألته عن أصحاب سفيان، قلت له: الزبيري ومعاوية بن هشام أيهما أحب إليك؟ قال: الزبيري، قلت له: زيد ابن حباب أو الزبيري؟ قال: الزبيري.
والثاني: أنّ الشيخين أخرجا له من روايته عن سفيان)).
قلت: هذا كلام مُعتَرض عليه، وأنا أتعقبهما من ثلاثة أوجه:
الأول: إنَّ الحافظ لم يقل فيه: ((يخطئ)) بل قلل ذلك فقال: ((قد يخطئ)) ومعلوم أنَّ (قد) تفيد التقليل، ثم إنه أردف هذه الجملة بعد أن قال: ((ثقة ثبت)) فنسبة ما أخطأ فيه مع كثرة روايته قليلة جداً، ثم إنَّ الحافظ لم يأت بهذا من كيسه، بل من إمام معتبر عالم بالجرح
والتعديل، وهو إمام أهل السنة والجماعة أبو عبد الله أحمد بن حنبل.
الثاني: إن الخطأ ثابت في رواية الزبيري عن سفيان، وإلا لما قال الإمام أحمد ذلك.
ومما أخطأ فيه أبو أحمد الزبيري هذا الحديث الذي نحن بصدده الآن فقد خالف الحفاظ المتقنين، فليس من المعقول أن يخطئ هؤلاء الحفاظ الجهابذة ويصيب أبو أحمد الزبيري، لذا نجد أبا حاتم وأبا زرعة الرازيين رجحا رواية الجمع وأشارا إلى خطأ رواية أبي أحمد الزبيري. ومن العجب!! أنّ الدكتور بشاراً في تعليقه على جامع الترمذي رجح ما ذهب إليه أبو حاتم وأبو زرعة والترمذي، وهو تخطئة أبي أحمد، فما له في التحرير انتقد ابن حجر في مضمون
ذلك؟.
الثالث: قولهما: ((إن الشيخين أخرجا له من روايته عن سفيان)) فيه نظر شديد، وقد قال الحافظ ابن حجر، وهو الخبير بصحيح البخاري: ((وما أظنُّ البخاري أخرج له شيئاً من أفراده عن سفيان)). انظر: " هدي الساري ": 440 – أي أنه لم يخرج له عن سفيان إلا ما توبع عليه على سفيان.
(6) جاء في رواية ابن عساكر مقروناً بـ: ((يحيى وعبد الرحمان)).
(7) انظر: " تحفة الأشراف " 6/ 430 قبيل حديث (9587).
(8) سقط من المطبوع وأثبتناه من " إتحاف المهرة " 10/ 474 (13219).
(9) وما يدحض هذا الظن أن الترمذي رحمه الله، قال عقب رواية أبي نعيم: ((ولم يقل فيه، عن مسروق)).
(10) وجاء في مطبوع " التفسير " لابن أبي حاتم إسنادٌ آخر هكذا (ح) وحدثنا أحمد بن عصام، عن مسروق، عن عبد الله. أما أحمد بن عصام، فقال عنه ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 2/ 23 (119): ((كتبنا عنه وهو ثقة صدوق)) غير أني لم أقف على روايته عن مسروق والسند عال جداً، فقد يكون فيه سقط.
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[13 - 05 - 09, 06:14 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم ..
وبالمناسبة, فهل اطلعتم على تعقيب الاستاذ محمد عوامة على كتابكم "كشف الإيهام" في طبعته الجديدة من "تقريب التهذيب".
والله اعلم.
ـ[ماهر]ــــــــ[13 - 05 - 09, 04:34 م]ـ
وأنتم فيكم بارك الله ونفع بكم وزادكم من فضله.
كتاب الشيخ محمد عوامة لم أطلع عليه، والكتب التي تطبع حديثاً يتأخر وصولها إلى بلدنا، ولعلك تكتب لي أن يوجد الكتاب في مكة لأوصي بشرائه.
وفقكم الله ونفع بكم وزادكم من فضله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[13 - 05 - 09, 05:21 م]ـ
حفظكم الله شيخنا الحبيب ماهر و نفع بكم
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[13 - 05 - 09, 08:31 م]ـ
بارك الله فيكم.
هذه التعقبات ذكرها في تقديمه للطبعة الثامنة من تحقيقه لتقريب التهذيب عام1430هـ
وتقع في 3 صفحات.
وأنا سأكون في مكة في أول شهر سبعة القادم _ بإذن الله_ , وإن رغبتم أرسلتها بالبريد قريبا إلى هناك.
× هل ترغبون في أن أنقل المقدمة لكم_وهو مما يسرني_ وإذا رغبتم ذلك فهل تريدونها في هذا الموضوع, أو في موضوع آخر.
× بارك الله فيكم , الحديث الذي معنا, ألا يوجد إشكال في متنه, من باب أنه يعارض ماجاء في الصحيح" ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا"!!
ودمتم موفقين.
ـ[ماهر]ــــــــ[14 - 05 - 09, 12:55 ص]ـ
أخي الكريم أبا حفص، حفظكم الله ونفع بكم وزادكم من فضله.
¥(26/475)
أخي العزيز عبد العزيز، جزاك الله خيراً وستر عليك اليوم كلمت أحد طلابي وهو في العمرة ليشتري لي نسخة من الكتاب، فلا داعي لإرسال نسخة من الكتاب عن طريق البريد، وأسأل الله أن يكتب لك أجر ما نويت.
أما ملحوظات الشبخ محمد عوامة، فلا بأس بذكرها هنا، وأنا ينفعني النقد ويضرني المدح.
أما إعلال حديث الباب بحديث: ((ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا)) فأراه بعيداً.
وفقكم الله وسددكم ونفع بكم وزادكم من فضله.
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 04:12 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
والتعقيب كثير منه شُكر لكم على جهودكم في الكتاب
هذه هي المقدمة _ كتبتها لكم_ عرفانا بفضائلكم المتمثلة في إصداراتكم
ولولا أني أخشى أن لايجد صاحبكم الكتاب في مكة لما كتبتها لكم , لتقويمها:
قال الأستاذ محمد عوامة: _ بعد أن تكلم على " تحرير التقريب"
ثم صدر حديثا عام1427هـ مجلد في 700 صفحة للدكتور ماهر ياسين الفحل, أسماه" كشف الإيهام عما تضمنه تحرير التقريب من الأوهام" , قدم له مقدمة عامة فيها تقويمه العام لـ" تحرير التقريب" , ثم تكلم بالتفصيل عن 594 ترجمة متفرقة في الكتاب, ثم عمل ملحقين: الأول فيه أخطاء وأسقاط سردها بإجمال, ومعها تصويبها, وذكر سبب وقوعهما في الخطأ, وعدد ذلك231 خطأ, والملحق الثاني ذكر فيه ما سماه بـ" التعليقات المسلوخة" ذكر فيه الحواشي والاستدراكات التي سلخاها من تعليقاتي واستدراكاتي, فبلغ ذلك 168 حاشية واستدراك, لا 169 , وكان الدكتور ماهر قد أدخل بنفسه _ أو غيره_ الملحق الأول في شبكة المعلومات العنكبوتية.
وقد وقفت طويلا عند عمل الأخ الدكتور ماهر, ورأيت فيه من الجدية ما يستأهل ذلك, وتبين لي منه الملاحضات الآتية:
1_ أقدم شكري الجزيل على ما قام به من عمل شاق وطويل حتى كشف للقراء سطو الآخرين على عملي, ولو أنني قلت هذا عن نفسي لكان لقبول دعواي وقفات ووقفات في نفوس بعضهم, لأن محمد عوامة (حنفي مقلد) وغيره (مجتهد متحرر).
2_ صدر كتاب الدكتور ماهر عام1427هـ, وصدرت طبعة لي ل" تقريب التهذيب" عام 1420, عن دار ابن حزم, ومعها حاشية عبد الله بن سالم البصري, وتلميذه محمد أمين ميرغني, وفيها تحريرات كثيرة, كنت نبهت إلى بعضها فيما سبق, فلما رأيت الشيخين أو أحدهما نبه إليه حذفت تنبيهاتي وكلامي وأثبت كلامهما لعلوه, بنسبته إليهما رحمهما الله تعالى.
كما أنني زدت في التعليق تنبيهات أخرى على ما تقدم في طبعات سابقة كان قد وقف عليها الأخ الدكتور ماهر, ونبه إليها.
3_ استقرأت الملاحضات التي كتبها الدكتور, وتقدم أن عددها 594 ملاحضة, وذكرني فيها في مواضع كثيرة: ذكرني في بعضها بالاعتماد والثناء_ أكرمه الله_ ولا سيما ما كان في " دراسات الكاشف" أو في التعليق عليه. [1]
وذكرني في (149) موضعا بالتعقب وتحميل تبعة الخطأ صراحة أو إلزاما, وأقصد بالإلزام: أنه يصحح ما جاء في طبعة الأستاذ الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف ,وطبعة مصطفى عبد القادر عطا, أو ما جاء في نسختين خطيتين اعتمدهما ولم يصفهما قوة أو ضعفا, أو تاريخ نسخ, أو أن ناسخهما عالم متمكن!! , فيكون في كلامه تخطئة ضمنية لما جاء في طبعتي,
وأطمئن الدكتور ماهر وأطمئن القراء عامة أنني رجعت في جميع هذه الملاحضات إلى النص الذي أثبته, والنص الذي بخط الإمام الحافظ ابن حجر في أصله, فرأيته مطابقا موافقا تمام المطابقة و الموافقة سوى خطأين مطبعيين:
أولهما: الملاحضة269, على الترجمة ذات الرقم (1772): خيثمة بن أبي خيثمة , فإنه جاء في الطبعات السابقة بتقديم الثاء على الياء: خثيمة.
ثانيهما: الملاحضة 315 على الترجمة ذات الرقم (2811): " شعيث_آخره مثلث_ بن عبيد الله", وصوابه: آخره مثلثة , بالتاء المربوطة.
وأما الملاحضة 582 على الترجمة (8480): ابن عدي بن عدي الكندي, وأن الحافظ لم يكتب رمز من روى لصاحب الترجمة: فأقول: نعم, لم أثبت رمز (مد) لأن الحافظ كتبه مرتفعا عن الاسم وجاء منه مقرمطا يشبه النقطتين للياء من اسم (عتيك) الذي فوقه, فغفلت عنه, ومع ذلك فالصواب رمزه (د) كما هو عند المزي, وحديثه في" السنن" (2954) , لا: مد, كما يتوقعه الدكتور ماهر.
¥(26/476)
وأعتقد بعد هذا أنه لاداعي لقول الدكتور ماهر عن طبعتي لـ" التقريب": بغثها وغثيثها!! ويكرره ثلاث مرات في "كشف الإيهام" ص405,280,198, فهل هناك غث وغثيث, أو هناك تعجل و تحكم على أرض غير صلبة؟!.
وأما الملحق الأول الذي في آخر كتابه المذكور, والذي فيه التنبيه على 231 خطأ, حملني الدكتور ماهر تبعة 217 خطأ منها, إذ قلدني المحرران في الخطأ فيها, والأربعة عشر خطأ كانت منهما, والواقع أن أربعة من 217 هي أخطاء مني, والملاحظات المتبقية, وعددها 213 إنما أثبتها كما هي عند الحافظ ابن حجر بقلمه, ومنها ما يكون الاستدراك عليه صحيحا, وهو أقل, وسائرها ما يكون الصواب معه.
أما الأربعة التي علي فهي:
1_ في الترجمة 197: " وَهِم من زعم أنهما اثنان".وهو خطأ مطبعي صوابه: وَوَهم.
2_ قبل الترجمة (6637): " بن أابي عقرب, في الكنى" , صوابه: بن أبي عقرب, أبو عقرب, في الكنى.
3_ وفي الترجمة (6960): "مدني الأصل", صوابه: مدني, كوفي الأصل.
4_ وفي الترجمة (8426):" ودمة ابن هانىء" , صوابه: ودمة, وقيل: ابن هانىء. وهذا أهم خطأ وقع مني.
والذي أعتب على الدكتور ماهر أنه يحكم علي بالخطأ اعتمادا على طبعات لا يعرف لها خطام ولا زمام, وعلى مخطوطتين لم يعرٍِف بهما بكلمةضعف ولا قوة, مع أن أصل الحافظ ابن حجر أصبح الحصول عليه ميسورا, وهو على علم أنني التزمت به التزاما شديدا بحيث ما كنت أخرج عن دائرته لتقويمه أو محاكمته, فكيف يحكم علي بالخطأ أو بالصواب اعتمادا على غير ما عتدمته؟! وأنا أسأل _ والقراء يجيبون_: هل هذا منطق العلم والإنصاف؟.
ثم , إني أصدرت عام 1420هـ طبعة جديدة لـ " التقريب" سميتها: الإخراج الجديد, أضفت إلى الكتاب حاشيتين: للإمام عبد الله بن سالم البصري, ولتلميذه محمد أمين ميرغني, وأضفت إليه أيضا استدراكات كثيرة لتقويم نص الكتاب أو أحكامه, ولدى تتبعي لاستدراكات الدكتور ماهر الآن وجدت أني قد أتيت على أكثر ملاحضاته, وما دام هو في صدد الاستدراك على " تحرير تقريب التهذيب" بمجلد ضخم في سبعم مئة صفحة -ولا أدري كم استغرق معه من الجهد والزمن والمال_ فإني افترض_ والله أعلم_ أنه قد أطلع على هذا الإخراج الجديد, الذي صدر قبل صدور كتابه بسبع سنوات, ورأى فيه كثيرا مما يبرأ ساحتي من نسبة الخطأ إلي, ولا يكلفه الرجوع إلى هذه الطبعة شيئا من المال والوقت, ولو فعل لكان ذلك أدعى لإلزامه المحررين بالأخذ والسلخ لعملي وجهدي مدة سنين طويلة, أمضيتها في خدمة هذا الكتاب, وهو الأمر الذي حرص عليه الأخ الدكتور ماهر مشكورا مأجورا إن شاء الله , مع نصحي له أ لا ينزلق مع هذه الشبكات المعلوماتية التي هي كاسمها: عنكبوتية. ا. هـ
ـــــــــــــــــ
[1] واستفدت منه تصحيح خطأين فيه: , الأول مطبعي, وهو اعتبره علميا, فرقم التعليق على الترجمة في " الكاشف" (468) صوابه: (469) ,و الثاني: علمي, قلت في التعليق على ترجمة نافع بن محمود المقدسي (5787): " حسن الدار قطني حديثه" , والدارقطني إنما حسن في " سننه" 1/ 318 (5) حديثا ليس لنافع هذا فيه ذكر من قريب ولا من بعيد ,إنما فيه رواية والد نافع وهو محمود بن الربيع الأنصاري, عن عبادة بن الصامت, ومحمود هذا هو الصحابي المشهور بحديث المجة, وهو صحابي رؤية وإدراكا, لارواية, وما دام هو صحابي فهو خارج عن دائرة القول: حسن حديثه فلان وفلان, كما وقع في كلام الدكتور ماهر, أما كلامي: فهو في ابنه نافع, وإن كنت قد أخطأت فيه من وجه آخر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى كلامه وأترك لكم التعقيب.
ـ[ماهر]ــــــــ[14 - 05 - 09, 04:47 م]ـ
أجزل الله لكم الثواب وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
والله وحده يعلم كم عانيت في تأليف هذا الكتاب، أسأل الله أن يرزقنا حسن النية وحسن العمل.
أكرر شكري لكم، وأسأل الله أن يحسن عاقبتي وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 01:48 ص]ـ
وفقكم الله لكل خير , ودفع عنكم كل ضير, وجعل مأواكم الفردوس الأعلى.
_ وإن كنا نأمل منكم_في كتابكم كشف الإيهام_ لو أنكم خففتم اللهجة الحادة تجاه الشيخين فهم مجتهدون , خاصة وأن لهم قدم راسخة في خدمة السنة_
وعذرا على الإزعاج
حفضكم الله من كل سوء. آمين.
ـ[ماهر]ــــــــ[01 - 11 - 09, 10:47 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلومكم.
أسأل الله أن يرزقنا السداد وأن يتوب علينا.(26/477)
هل هناك منهج مقترح في دراسة علوم الحديث؟
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[12 - 05 - 09, 12:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل هناك منهج مقترح في دراسة علوم الحديث؟ أعني بعلوم الحديث مختلف علوم الحديث.
و بم يبدأ طالب علوم الحديث؟ و هل هناك دروس للشيوخ على الشبكة تتدرج في تدريس طالب
العلم في علوم الحديث؟
و جزاكم الله خيرا.
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 01:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا عليك بإخلاص النية لله وهذا بمعرفة أداب العالم والمتعلم ومنهجية الطلب وهذا الرابط فيه مقال مقدمة في طلب علم الحديث: لفضيلة الشيخ/صلاح عبد الموجود
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=98474 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=98474)
وبعد فان افضل العبادات بعد الفرائض طلب العلم الشرعي
فيجب على طالب العلم اولا إخلاص النيه لله تعالي
ثانيا التعرف على مدخل كل علم من العلوم حتي يتم معرفة معلومات شاملة عن العلم
ثالثا المتابعة مع شيخ
رابعا الحفظ والمذاكرة
لا شك أن طالب علم الحديث لا يستغني عن اي كتاب من كتب الحديث الكثيرة التي منها المطبوع ومنه االمخطوط ومنها الذي ضاع أو أحرق وغير هذا
ولو أقتصرنا على بعض الكتب وإن كانت عمده في هذا الفن كمقدمة بن الصلاح والنخبة لابن حجر ولا ننظر لغيرهما فأقول قد ضاع علم كثير فهذان الشيخان الكبيران من أئمة الحديث الكبار ولكن لا يستطيع أحد أن يقول بأن هناك من لم يأتي بشئ مخالف في كتاب معين فالكل يؤخذ منه ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم ونري كثير في تعقيبات المشائخ علي بعض ما فيه فوائد جمه مثل النكت على بن الصلاح لشيخ الاسلام وأيضا النكت للزركشي نجد في هذا الكتاب ما ليس في الكتاب الاخر ولا يستطيع طالب الحديث الاستغناء عن واحد دون الاخر وأيضا قد أوصي الشيخ ونصح الطلاب على عدم حفظ المنظزمات الشعرية مثل العراقي او السيوطي وهذا لما يراه الشيخ من ان الطريقه العمليه أولي في الاتباع من الطريقة النظريه التي تكون ضمن الكتب والمنظومات لذلك حض الشيخ على كتاب النخبه لما أتي فيه شيخ الاسلام بالراجح من الاقوال في تعريف معين ومع ذلك فقد تعقب بعض العلماء على شيخ الاسلام في بعض المواضع فعلى طالب الحديث أن يطالع ما يراه من كتب علوم الحديث ولا يفاضل بيها فحتي لو لم يستفيد الاستفاده الكلية من الكتاب سيخرج بفوائد تفيده وهذا مجرب
وطريقة الشيح حفظه الله جيده جدا ولكن هل تصلح لكل طالب؟!
فعليك أخي الحبيب موافقة النظري بالعملي فمن العلماء من قال بالبدء بالبيقونية ومنهم من قال البدء بالنخبة كالشيخ السعد والشيخ عبد الكريم الخضير حفظهما الله وبعدها إختصار علوم الحديث أو المقدمة وأجعل لك نصيب من تعلم فن التخريج في هذه المرحله وبعدها القراءة في علل الترمذي مع العراقي والحفظ أولي
وكما قلت المنهج إجتهادري وليس لكل طالب أن يتبع منهج واحد فالطلاب يختلفون في الفهم والحفظ
فلا يغني كتاب عن كتاب فالكل مهم عند طالب العلم
والله المستعان وعليه التكلان
هذا وباب الاجتهاد في المنهج مفتوح
أبي حفص المسندي(26/478)
سؤال عن اللات والعزي ما هي؟
ـ[أشرف عمران عبد الموجود]ــــــــ[12 - 05 - 09, 03:38 م]ـ
1 - وقال محمد بن فضيل: حدثنا الوليد بن جميع عن أبي الطفيل قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة، وكانت بها العزى. فأتاها خالد وكانت على ثلاث سمرات. فقطع السمرات، وهدم البيت الذي كان عليها.
ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره. فقال: " ارجع، فإنك لم تصنع شيئا ". فرجع خالد، فلما نظرت إليه السدنة وهم حجابها أمعنوا في الجبل، وهم يقولون: يا عزى خبليه، يا عزى عوريه، وإلا فموتي برغم! فأتاها خالد، فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحثو التراب على رأسها. فعممها بالسيف حتى قتلها.
ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال: " تلك العزى. أبو الطفيل له رؤية.
2 - قال: وفي رمضان بعث سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة، وكانت بالمشلل للأوس والخزرج وغسان. فلما كان يوم الفتح بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن زيد الأشهلي في عشرين فارسا حتى انتهى إليها، وتخرج إلى سعد امرأة سوداء عريانة ثائرة الرأس تدعو بالويل، فقال لها السادن: مناة، دونك بعض غضباتك! وسعد يضربها، فقتلها، وأقبل إلى الصنم، فهدموه لست بقين من رمضان.
الأسئلة
السؤال عن المرأة وكنهها:
أهي المعبودة أم الصنم؟
أهي من الإنس؟ أم من الجن؟
أكان السدنة يعلمون وجودها؟ أم لا؟
وإذا كانوا يعلمون فهل يكون الأمر اتفاق على استغلال الناس؟ أم ماذا؟(26/479)
مسألة: هل للزلازل صلاة كالخسوف والكسوف
ـ[د. محمد بن عدنان السمان]ــــــــ[12 - 05 - 09, 04:09 م]ـ
كتب شيخنا الشيخ الدكتور / سعد بن ناصر الشثري وفقه الله التالي:
لم يحصل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم زلزلة ولا براكين، ومن هنا لم يرد عنه أحكام شرعية تتعلّق صراحة بالزلازل أو البراكين، قال ابن عبد البر في التمهيد 3 - 318: (لم يأت عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه صحيح أنّ الزلزلة كانت في عصره، ولا صحت عنه فيه سُنة)
وهو يشير إلى ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه بإسناد مرسل ضعيف (عن شهر قال زلزلت المدينة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ ربكم يستعتبكم فأعتبوه)، وحدثت الزلازل في المدينة في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قالت صفية: (زلزلت الأرض في عهد عمر حتى اصطفقت السرر، فوافق ذلك عبد الله بن عمر وهو يصلي فلم يدر، قال: فخطب عمر للناس: يا أهل المدينة ما أسرع ما أحدثتم، والله لئن عادت لأخرجن من بين أظهركم) أخرجه ابن أبي شيبة، قال العيني في عمدة القاري 7 - 57: (قال المهلب ظهور الزلزال والآيات وعيد من الله لأهل الأرض قال الله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} والتخويف والوعيد بهذه الآيات إنما يكون عند المجاهرة والإعلان بالمعاصي - ثم ذكر قصة عمر - قال: فخشي أن تصيبه العقوبة معهم كما قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنهلك وفينا الصالحون، قال نعم؛ إذا كثُر الخبث ويبعث الله الصالحين على نياتهم)؛ ويقابل هذا الرأي ما ذكره الدارمي (30) (عن علقمة قال: زلزلت الأرض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر بذلك فقال: (إنا كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نرى الآيات بركات وأنتم ترونها تخويفاً) وورد بإسناد صحيح أنّ الزلزلة حصلت في عهد ابن عباس رضي الله عنهما فصلى لها صلاة مثل صلاة الكسوف، كما ورد أنّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه صلاّها كذلك، لكن إسناده عن علي فيه كلام لبعض أهل العلم، وورد نحوه عن حذيفة رضي الله عنه، ومن هنا قال الإمام أحمد: تشرع صلاة تماثل صلاة الكسوف في الزلزلة الدائمة دون الرجفة المجرّدة، واستدل على ذلك بما في الصحيح أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا للصلاة)، فإنّ الزلزلة من آيات الله أيضاً فتشرع لها الصلاة، قال المرداوي الحنبلي في الإنصاف 2 - 449: (الصحيح من المذهب أنه يصلَى لها على صفة صلاة الكسوف نص عليه، وعليه أكثر الأصحاب).
والإمام الشافعي لا يرى مشروعية الصلاة جماعة للزلازل لعدم ثبوت هذه الصلاة عن الصحابة عنده، فقد قال رحمه الله في الأم 7 - 168: (لا يصلَى في شيء من الآيات إلا في كسوف الشمس والقمر ولو ثبت هذا الحديث عندنا عن علي رضي الله عنه لقلنا به) قال النووي في المجموع 5 - 59: (قال الشافعي: لا آمر بصلاة جماعة في زلزلة ... وآمر بالصلاة منفردين واتفق الأصحاب على أنه يستحب أن يصلي منفرداً ويدعو ويتضرع لئلا يكون غافلاً)، وقد نقل ابن عبد البر في الاستذكار 2 - 418 أنّ الإمام مالكاً لا يرى الصلاة عند الزلزلة، وفقهاء المالكية ينصون على كراهة السجدة المفردة عند الزلزلة واستحباب الصلاة عندها، ولعل مذهبهم كمذهب الإمام الشافعي باستحباب صلاتها فرادى وعدم فعلها جماعة، وعلى كُلٍ فيظهر أنّ الصلاة عند الزلازل مشروعة وأنّ الجماعة لها واردة عن بعض الصحابة، ومن المعجزات النبوية قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى) متفق عليه، قال القرطبي في التذكرة: (خرجت نار بالحجاز بالمدينة وكان بدؤها زلزلة عظيمة ليلة الأربعاء الثالث من جمادي الآخرة سنة (654) واستمرت إلى ضحى الجمعة فسكنت وظهرت النار عند قاع التنعيم بطرف الحرة، لا تمر على جبل إلاّ دكّته وأذابته ويخرج من مجموع ذلك نهر أحمر له دوي كدوي الرعد يأخذ الصخور والجبال بين يديه)، وقال أبو شامة في ذيل الروضتين: (ظهرت نار عظيمة بينها وبين المدينة نصف يوم انفجرت من الأرض وسال منها وادٍ من نار حتى حاذى جبل أحد)، ومثل هذه الآيات تُظهر قدرة الله تعالى، وتنمي معرفة العبد بشدة حاجته للجوء إلى الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[14 - 05 - 09, 08:45 م]ـ
أثابك الله يا دكتور محمد على هذه المشاركة القيمة ومن باب إتمام الفائدة
قال المرداوي في الإنصاف رحمه الله:
وعنه يصلي لكل آية وذكر الشيخ تقي الدين أن هذا قول محققي أصحابنا وغيرهم كما دلت عليه السنن والآثار ولولا أن ذلك قد يكون سببا لشر وعذاب لم يصح التخويف به.
قلت: واختاره ابن أبي موسى و الآمدي
قال ابن رزين في شرحه: وهو أظهر وحكى ما وقع له في ذلك
وقال في النصيحة: يصلون لكل آية ما أحبوا ركعتين أو أكثر كسائر الصلوات ويخطب وأطلقهما في التلخيص وغيره
وقيل: يجوز ولا يكره، ذكره في الرعاية. قال ابن تميم: وقاله ابن عقيل في تذكرته، ولم أره فيها
وقال في الرعاية: وقيل: يصلي للرجفة، وفي الصاعقة والريح الشديدة وانتثار النجوم ورمى الكواكب وظلمة النهار وضوء الليل: وجهان انتهى
قوله إلا الزلزلة الدائمة
الصحيح من المذهب: أنه يصلي لها على صفة صلاة الكسوف نص عليه وعليه أكثر الأصحاب قال المصنف و الشارح وغيرهما: قال الأصحاب: يصلي لها وقيل: لا يصلي لها ذكره في التبصرة
وذكر أبو الحسين: أنه يصلي للزلزلة والريح العاصف وكثرة المطر: ثمان ركوعات وأربع سجدات وذكره ابن الجوزي في الزلزلة. اهـ الإنصاف (2/ 449).
¥(26/480)
ـ[علي العجمي]ــــــــ[21 - 05 - 09, 04:16 م]ـ
جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما:
{أَنَّهُ صَلَّى فِي زَلْزَلَةٍ سِتَّ رَكَعَاتٍ, وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ, وَقَالَ: هَكَذَا صَلَاةُ اَلْآيَاتِ} رَوَاهُ اَلْبَيْهَقِيُّ.
وأورد لكم من شرح الشيخ سليمان العلوان -فرج الله عنه- في بلوغ المرام على هذا الحديث:
-أثر ابن عباس صححه الإمام البيهقي في السنن الكبرى ورواه عبدالرزاق في المصنف عن معمر عن قتادة وعاصم الأحول عن عبدالله بن الحارث عن ابن عباس، وهذا سند صحيح الى عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
-قال الشافعي: لو ثبت هذا الحديث عن علي رضي الله عنه لقلنا به"، يريد بهذا رحمه الله أن الخبر عن علي رضي الله عنه لا يصح وهو الحق وإنما صح عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
-ذهب إلى العمل به جمع من فقهاء الحنابلة واختاره شيخ الإسلام، فهؤلاء ذهبوا إلى الصلاة عند الزلزلة وعند حدوث الآيات لأن الله يخوف بهذه الآيات، فتشرع الصلاة حينئذ كما شرعت صلاة الكسوف والخسوف عند حدوثهما لأن حدوثهما آية، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا رأيتموهما فادعوا وصلوا ".
-جاء عند أبي داود بسند قوي من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال عكرمة: قيل لابن عباس: ماتت فلانة -إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم - فسجد فقيل له تسجد في هذه الساعة؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إذا رأيتم آية فاسجدوا، وأي آية أعظم من ذهاب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.
-ولا ريب أن الزلزلة داخلة في الآيات لأن الزلزلة لا تقع إلا تخويفاً للعباد على فعلهم المعاصي وانتهاكهم حرمات الله فالزلزلة بلا ريب أنها عذاب خلافاً لكثير من الجغرافيين المنتكسين القائلين بأن الزلزلة إنما تقع عن ضغط في الأرض فلا تجد متنفساً إلا بالزلزلة والبراكين، وهذه نظريات فاسدة، ونظريات من لا يؤمن بالله واليوم الآخر.
-ذهب كثير من الفقهاء إلى عدم المشروعية وقالوا أن الزلزلة حدثت في عهد عمر رضي الله عنه ولم يذكر عنهم أنهم صلوا ولكن قد يجاب عن هذا فيقال هذا نقل للعدم وقد نقل عن ابن عباس أنه صلى ولم يذكر عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم أنهم أنكروا عليه، ولا يقال لعلهم لم يبلغهم فعله لأن مثل هذا الأمر لا بد أن يشتهر ويستفيض وأيضاً ظاهر قوله صلى الله عليه وسلم " إذا رأيتم آية فاسجدوا " يشهد لهذا القول والله أعلم.
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[21 - 05 - 09, 07:14 م]ـ
أحسن الله إليك أخي الكريم الفاضل علي، على هذه الفائدة القيمة من كلام الشيخ المحدث سليمان العلوان حفظه الله ونفع الأمة بعلومه،
وهكذا قد نصل إلى نتيجة وهو أن الأصل مشروعية الصلاة لكلّ آية تخويف، لأن العلة التي وجدت في آية الكسوف والخسوف، والزلزلة، موجودة في غيرها من الآيات الأخريات كالريح الصرصر، والمطر الغزير العارم، والبرد الشديد القاتل، والحر الشديد الخانق، وهلم جرّا، لأن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما، وعدم صلاة النبي صلى الله عليه وسلّم لغير الكسوف لعدم الحدوث في عصره، لا لعدم المشروعية.
فإن قال قائل: كانت الرياح تهب في عهده صلى الله عليه وسلم والرعد والأمطار، فلم يصلّ لها.
قلنا: لعلّها لم تخرج عن حدّها الطبيعي لتصل إلى حدّ الآية، ونص القرآن والحديث على أنها آية كما قال تعالى:
{وما نرسل بالآيات إلا تخويفا} وقوله صلى الله عليه وسلّم: ((إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا للصلاة)) فنصّ على أنها آية، والله تعالى أعلم
ـ[ساعي]ــــــــ[23 - 05 - 09, 01:01 ص]ـ
موضوع له علاقة بأحداث زلازال الحجاز 1430هـ
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[23 - 05 - 09, 02:49 ص]ـ
زلازل الحجاز 1430 إن شئت أخي الكريم ساعي سميها سبب ورود الموضوع هذا(26/481)
هل أجاب الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف على السؤال التالي ...
ـ[عبدالرحمن الخالدي]ــــــــ[12 - 05 - 09, 06:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في أسئلة الملتقى والتي طرحت على "فضيلة الشيخ (محمد عمرو عبد اللطيف) رحمه الله
((هل مجرد إيراد أبي زرعة للحديث في الفوائد المعللة يعني أنه معلول بعلة قادحة عنده؟ فإنه قليلاً ما يذكر علة الحديث الذي يورده.)) السؤال من هيثم حمدان
ـ هل أجاب الشيخ على هذا السؤال؟
ـ ومن عنده نص عن أحد العلماء في ذلك فليتحف به وجزاه الله خيرا(26/482)
(فائدة) في معرفةِ عزوِ ألفاظِ الجرحِ والتعديلِ في ميزان الذهبي
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[13 - 05 - 09, 12:28 م]ـ
قال الذهبي في الميزان (1=6)
في ترجمة أبان بن حاتم الأملوكي
((اعلم أن كل من أقول فيه مجهول ولا أسنده إلى قائلٍ فإن ذلك هو قول أبي حاتم فيه؛وسيأتي من ذلك شيء كثير جدا فاعلمه، فإن عزوته إلى قائله كابن المديني وابن معين فذلك بيِّنٌ ظاهرٌ؛ وإن قلتُ: فيه جهالةٌ أو نكرةٌ، أو يُجهل، أو لا يُعرف، وأمثالذلك ولم أعزه إلى قائل فهو من قِبَلِي، وكما إذا قلتُ: ثقة، وصدوق، وصالح،ولين، ونحو ذلك ولم أضفه))
انتهى
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[14 - 05 - 09, 02:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع الله بكم.
ذكرها ابن حجر في مقمة اللسان وغيرها، وقد عنونها الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم العبد اللطيف - برد الله مضجعه - بـ:
مصطلحات الذهبي التي أوردها في ثنايا التراجم وآراؤه في بعض المسائل.(26/483)
ماذا تعني "أنبا" و "أبنا"
ـ[أبو أحمد الجدي]ــــــــ[15 - 05 - 09, 04:01 م]ـ
اخواني الكرام:
كنت إلى فترة قريبة أعتبر "أنبأ" و "أبنا" تساوي أنبأنا , ولكني سمعت من بعض الإخوة أن
"أنبأ" و "وأبنا" لابد أن تكتب أخبرنا وليس أنبأنا ,
وقال أن أنبأنا لابد أن تأتي مصرحا بها "أنبأنا" ولا تختصر ,
فأرجوا الإفادة لمن عنده علم بارك الله فيكم
وهل هناك فرق بين أنبأنا وأخبرنا من ناحية الحكم على الحديث؟
ـ[أبو أحمد الجدي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 05:39 م]ـ
أر يد جوابا بارك الله فيكم
ـ[د. عبد الرحمن محجوبي]ــــــــ[09 - 06 - 09, 02:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أنصحك بمراجعة كتب علوم الحديث خاصة في مسألة الإشراة بالرمز مثلا في فتح المغيث للسخاوي، أو عند غيره.
ـ[محمد أمجد رازق]ــــــــ[14 - 06 - 09, 01:09 ص]ـ
قال في توضيح الأفكار:
وأما الرمز في الإسناد فهو ماجرت عادة أهل الحديث باختصار بعض ألفاظ الأداء في الخط دون النطق فإنهم يقتصرون من حدثنا على ثنا وربما اقتصروا على الضمير فقط فقالوا نا وربما اقتصروا على حذف الحاء فقط فكتبوا دثنا قال ابن الصلاح إنه رآه في خط الحاكم وأبي عبد الرحمن السلمي والبيهقي ومن ذلك أخبرنا اقتصر وافيها على الألف والضمير أعنى أنا وربما لم يحذف بعضهم الراء فيكتب أرنا وبعضهم بحذف الخاء والراء ويكتب ((أبنا)) وقد فعله البيهقي وطائفة من المحدثين قال ابن الصلاح وليس بجيد
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن نور الدين]ــــــــ[23 - 06 - 09, 01:40 م]ـ
أبنا --> وهي اختصار (أخبرنا) , يقرأها بعضهم (أنبا) ويظنها اختصار لـ (أنبأنا) , وهو وهم
والصواب أن المحدثين لم يختصروا (أنبأنا) , وإنما هي (أبنا) مع احتمال أن يكون هناك تصحيفاً.
ـ[العارض]ــــــــ[01 - 07 - 09, 02:31 م]ـ
هل يوجد بحث عن هذه المسأله؟
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[07 - 07 - 09, 06:42 م]ـ
السلام عليكم
لعل هذه الوريقات تفيدك إن شاء الله تعالى.(26/484)
(ما رأيكم في كتاب) القول النفيس في براءة الوليد بن مسلم من التدليس
ـ[أبو عبد الله الخضراوي]ــــــــ[15 - 05 - 09, 06:33 م]ـ
إخواني الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نزل كتاب (القول النفيس في براءة الوليد بن مسلم من التدليس)
فهل أحد منكم اطلع عليه، وعرف خلاصته؟.
من يفيد؟
تنبيه من المشرف
الرجاء كتابة العنوان بشكل صحيح حتى لايحذف موضوعك
ـ[أبو أحمد الجدي]ــــــــ[15 - 05 - 09, 08:02 م]ـ
هذا الكتاب عندي أخي الكريم , صدر حديثا عن دار التراث الأثرية
في ثلاث مجلدات , وهو عبارة عن دراسة موثقة نظرية تطبيقية تأليف أبو جابر عبد الله بن محمد بن عثمان
الأنصاري
حاول المؤلف وأظنه وفق في جمع أحاديث الوليد بن مسلم عن شيوخه وأولهم وأشهرهم الأوزاعي ووصل إلى نتيجة واضحة من عنوان الكتاب
وهي براءته من التدليس , وهذا العمل قيم جدا لأنا كم من راوٍ نحتاج أن نفعل معه مثل الوليد بن مسلم نجمع
حديثه ثم نقارنها بأحاديث الثقات ثم يتبين حاله , وتعرف إتقانه من عدمه أو درجة إتقانه
وإن شاء الله بعد أن أقرأ الكتاب كاملا يمكن أن أفيدك برأيي أو بما خرجت به أنا من قراءته ,
والله الموفق
ـ[أبو عبد الله الخضراوي]ــــــــ[15 - 05 - 09, 08:45 م]ـ
شكر الله لك أخي أبو أحمد ..... ونحن في انتظار رأيك
وهل من مزيد يا إخوان؟
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 01:43 ص]ـ
قال الشيخ عبد الله السعد:
صدر الكتاب لأخينا جابر , وهو كتاب مفيد عمل فيه عدة سنوات, وإن كنا نخالفه فيما ذهب إليه, فجمع من الأئمة الحفاظ حكموا عليه بالتدليس.
والله أعلم.
[شرح كتاب التوحيد لابن خزيمة]
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 12:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قد نخالف المؤلف في هذا كما ذب شيخنا السعد وذلك كما جاء في سؤالات بن محرز نقلا عن الأرشادات للشيخ طارق عوض الله قال: أنه ليس كل حديث الراوي في الحاس الألي بل ليس كل حديثه المطبوع فضلا عن المخطوط فضلا عن الضائع من ذلك ثم إننا لو فتحنا هذا الالباب لانقلبت الأحكام السبقة للأئمة فيصير المجهول معلوما والثقة ضعيفا والضعيف ثقة إذ الحكم ضرب من الأجتهاد والمعاصر قد يخالف المتقدمي في الحكم وبذلك تفقد أحكام لأئمة نظراً للبحث الجديد في حال الراوي وفي هذا من الفساد ما لا يخفي فتأمل واحذر. أهـ
وأقول صدق الشيخ في هذا القول لان من جمع أهل الحديث على إعطائه حكم معين لا يجوز للمعاصرين أن يحتجوا ببعض من تفرد بحكم عليه وأيضا إذا خصصنا أوقاتنا للبحث في راوي معروف عند أهل الأصطلاح بحكم معين و عمل مصنفات فيه فهذا يضيع الكثير من الوقت بلا فائده لأنهم ألويبالحكم على الراوي لمعاصرتهم إياه
وبالنسبه إلي الوليد أبن مسلم قد حكم على جل أهل الحديث بأنه ثقة ولكن يدلس تدليس تسوية
فالولانه ثقة ولكن إذا قال عن يبحث في حديثه إذا صرح بالسماع قبل وإذا لم يصرح رد حديثه
ـ[إسلام الغرباوي]ــــــــ[20 - 02 - 10, 04:43 ص]ـ
هل قرأ أحد الإخوة الكرام هذا الكتاب ليتحفنا بخلاصة ما ذهب إليه الباحث؟!
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[21 - 02 - 10, 02:30 م]ـ
قال الشيخ عبد الله السعد:
صدر الكتاب لأخينا جابر , وهو كتاب مفيد عمل فيه عدة سنوات, وإن كنا نخالفه فيما ذهب إليه, فجمع من الأئمة الحفاظ حكموا عليه بالتدليس.
قد نخالف المؤلف في هذا كما ذب شيخنا السعد وذلك كما جاء في سؤالات بن محرز نقلا عن الأرشادات للشيخ طارق عوض الله قال: أنه ليس كل حديث الراوي في الحاس الألي بل ليس كل حديثه المطبوع فضلا عن المخطوط فضلا عن الضائع من ذلك ثم إننا لو فتحنا هذا الالباب لانقلبت الأحكام السبقة للأئمة فيصير المجهول معلوما والثقة ضعيفا والضعيف ثقة إذ الحكم ضرب من الأجتهاد والمعاصر قد يخالف المتقدمي في الحكم وبذلك تفقد أحكام لأئمة نظراً للبحث الجديد في حال الراوي وفي هذا من الفساد ما لا يخفي فتأمل واحذر. أهـ
وأقول صدق الشيخ في هذا القول لان من جمع أهل الحديث على إعطائه حكم معين لا يجوز للمعاصرين أن يحتجوا ببعض من تفرد بحكم عليه
كل هذا كلام جميل
ولكن لا يعفى من واجب أن يقوم أحد المتخصصين أو المتبحرين فى علم الرجال بالرد تفصيلياً على التفاصيل التى إحتج بها المؤلف و مناقشة أدلته فى إثبات ما ذهب إليه.
فالرد المجمل ليس رداً علمياً كافياً , لهذا قالوا قديماً عن الفقهاء إن إختلافهم رحمة: حيث أن فى إختلافهم - إذا تحاوروا و ناقشوا - بياناً لوجه الحق مما يفيد العلم الشريف و الدين الحنيف
كذلك الحال هنا , بل المسألة هنا أولى بالتدارك و النقاش العلمي البناء لأنها فى أمر أهم من الإختلافات الفقهية.
يسر الله من يبين كل وجوه الحق
اللهم أرنا الحق حقاً و إرزقنا إتباعه , و أرنا الباطل باطلاً و إرزقنا إجتنابه
¥(26/485)
ـ[إسلام الغرباوي]ــــــــ[22 - 02 - 10, 05:30 م]ـ
الشيخ الألباني:بقية بن الوليد متهم بتدليس الشيوخ وليس التسوية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=155711)
ـ[أحمد بن العبد]ــــــــ[23 - 02 - 10, 12:02 ص]ـ
#######
ـ[إسلام الغرباوي]ــــــــ[23 - 02 - 10, 05:25 ص]ـ
ترجمة الوليد بن مسلم من كتاب معجم المدلسين لمحمد طلعت
( .. ) الوليد بن مسلم
قال الآجري: قال أبو داود: الوليد أفسد حديث الأوزاعي، أحاديث عند الأوزاعي عن رجل عن الزهري، وعن رجل عن عطاء، وعن رجل عن نافع، جعلها عن الأوزاعي عن الزهري، وعن عطاء، وعن نافع، ولا نعلم أن الأوزاعي حدث عن نافع إلا بمسألة.
وسمعت أبا داود يقول: أدخل الأوزاعي بينه وبين الزهري، ونافع، وبين عطاء نحواً من ستين رجلاً أسقطها الوليد كلها.
وحدثنا أبو داود، نا عبد الله بن أنس البخاري، ثنا أبومسهر قال: كان الوليد يكتب حديث الأوزاعي عن الكذابين، يدلسها عن الأوزاعي. (1)
قال يعقوب بن سفيان: سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم دحيماً، حدثنا الوليد قال: كان الأوزاعي إذا حدثنا يقول: حدثنا يحيى، قال: حدثنا فلان ثنا فلان حتى ينتهي. قال الوليد: فربما حدثت كما حدثني، وربما قلت عن عن تخففنا من الأخبار. (2)
قال الترمذي: سألت محمداً عن حديث الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: ذبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمن اعتمر من نسائه فى حجة الوداع بقرة بينهن.
فقال: إن الوليد بن مسلم لم يقل فيه حدثنا الأوزاعي، وأراه أخذه عن يوسف بن السفر، ويوسف ذاهب الحديث، وضعف محمد هذا الحديث. (3)
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه الوليد بن مسلم، عن ابن أبي ذئب، عن نافع، عن ابن عمر، أن رجلاً زوج ابنته بكرًا فكرهت ذلك، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فرد النبي - صلى الله عليه وسلم - نكاحها.
قال أبي: يدخل بين ابن أبي ذئب ونافع رجل يُسمى عمر بن حسين. (4)
__________
(1) سؤالات الآجري لابن داود [2/ 186، 187]. ورواية الوليد عن نافع راجعها فى كتابي إكمال جامع التحصيل فى ذكر رواة المراسيل.
(2) المعرفة والتاريخ [2/ 464].
(3) علل الترمذي الكبير [ح228] [صـ 133].
(4) علل الحديث [1/ 414].
وقال ابن أبي حاتم أيضاً: سألت أبي عن حديث رواه ابن المصفى، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: إن الله عز وجل وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.
وروى ابن مصفى، عن الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن ابن عباس مثله.
وعن الوليد، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مثله.
وعن الوليد، عن ابن لهيعة، عن موسى بن وردان، عن عقبة بن عامر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل ذلك.
قال أبي: هذه أحاديث منكرة كأنها موضوعة.
وقال أبي: لم يسمع الأوزاعي هذا الحديث من عطاء، إنما سمعه من رجل لم يسمه، أتوهم أنه عبد الله بن عامر أو إسماعيل بن مسلم، ولا يصح هذا الحديث، ولا يثبت إسناده. (1) (2)
قال ابن حبان: الوليد بن مسلم كان ممن صنف وجمع، إلا أنه ربما قلب الأسامي وغير الكنى. (3)
وقال ابن حبان أيضاً: الجنس الثاني من أحاديث الثقات التى لا يجوز الاحتجاج بها أقوام ثقات كانوا يروون عن أقوام ضعفاء وكذابين، ويكنونهم حتى لا يعرفوا، فربما أشبه كنية كذاب كنية ثقة، فيتوهم المتوهم أن راوي هذا الخبر ثقة فيحملون عليه، وليس ذلك الحديث من حديثه، مثل الوليد بن مسلم إذا قال: حدثنا أبو عمرو فيتوهم أنه أراد به الأوزاعي، وإنما أراد به عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وقد سمعا جميعاً من الزهري. (4)
__________
(1) علل الحديث [1/ 431].
(2) رواية الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح فى الصحيحين.
(3) الثقات [9/ 222].
(4) المجروحين [1/ 91]، [2/ 55]، و شرح علل الترمذي [2/ 823].
قال الدارقطني: الوليد بن مسلم يرسل، يروى عن الأوزاعي أحاديث الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء، عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي مثل نافع، وعطاء، والزهري، فيسقط أسماء الضعفاء، ويجعلها الأوزاعي عن عطاء، يعني مثل عبد الله بن عامر الأسلمي وإسماعيل بن مسلم. (1)
¥(26/486)
قال ابن القطان الفاسي: ومن تلك الأحوال أحوال المسوين، والتسوية نوع من أنواع التدليس، إنما هي أن يسقط شيخ شيخه الضعيف، ويجعل الحديث عن شيخه. كان الوليد بن مسلم فيما ذكر أبو مسهر يدلس فى أحاديث الأوزاعي، فيروي عن الأوزاعي ويعنعنه عن الأوزاعي عن شيخ ذلك المسقط الذى هو شيخ الأوزاعي أيضاً.
مثاله أن يعمد إلى حديث يرويه الأوزاعي عن شيخ ضعيف عن الزهري، والزهري شيخ للأوزاعي، فيسقط الوليد الواسطة الضعيف الذي بين الأوزاعي والزهري.
فهو إذا عمل ذلك فى حديث نفسه سُمي تدليساً، وإذا عمله فى حديث شيخه سُمي تسوية. وحكم التسوية حكم التدليس سواء فى انقسام الذى أسقط إلى ثقة وضعيف. (2)
وقال ابن القطان الفاسي أيضاً: وذكر أبو محمد من طريق أبي داود حديث المقدام بن معد يكرب، فيه: وأدخل أصابعه فى صماخ أذنيه.
وسكت عنه، وهو حديث يرويه الوليد بن مسلم، عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن المقدام.
والوليد بن مسلم كان يدلس ويسوي، ولم يقل فى هذا الحديث: حدثنا ولا أخبرنا ولا سمعت، ولا ذكر عن حريز أنه قال ذلك.
__________
(1) الضعفاء والمتروكين [صـ 265].
(2) بيان الوهم والإيهام [5/ 499].
فمن حيث هو مدلس يمكن أن يكون قد أسقط بينه وبين حريز واسطة، ومن حيث هو مسوٍّ يمكن أن يكون قد أسقط من بين حريز وعبد الرحمن بن ميسرة واسطة , ولقد زعم الدارقطني أنه كان يفعل هذا فى أحاديث الأوزاعي، يعمد إلى أحاديث رواها الأوزاعي عن أشياخ له ضعفاء، عن أشياخ له ثقات، فيسقط الضعفاء من الوسط، ويتركها عن الأوزاعي عن أشياخه الثقات، كأنه سمعها منهم، وهذا هو التسوية بإسقاط الضعفاء، وهو أقبح التسوية، فإنها على قسمين: إما بإسقاط الثقات، وإما بإسقاط الضعفاء، كما أن التدليس أيضاً، إما بإسقاط الثقات، وإما بإسقاط الضعفاء، فماكان من التدليس والتسوية بإسقاط الضعفاء ينقسم إلى قسمين: قسم هو إسقاط ضعفاء عنده وعند غيره، فهذا إذا فعله يكون به مجرحاً، وقسم هو إسقاط قوم ضعفاء عند غيره، ثقات عنده، وهذا لا يكون به مجرحاً.
ومن هذا القبيل هو قول الدارقطني المحكي عن الوليد بن مسلم، أعني أن يكون يسقط من بين الأوزاعي وبين أشياخه الثقات قوماً روى عنهم وهم عند الوليد ثقات، وإن كان غيره يضعفهم، فلا يكون بعمله المذكور مضعفاً والله أعلم. (1)
__________
(1) بيان الوهم والإيهام [4/ 109 - 110].
قال ابن حجر: قال حنبل عن ابن معين: سمعت أبا مسهر يقول: كان الوليد ممن يأخذ عن أبي السفر حديث الأوزاعي، وكان أبو السفر كذاباً. وقل مؤمل بن أهاب عن أبي مسهر: كان الوليد بن مسلم يحدث حديث الأوزاعي عن الكذابين ثم يدلسها عنهم. وقال صالح بن محمد: سمعت الهيثم بن خارجة يقول: قلت للوليد: قد أفسدت حديث الأوزاعي. قال: كيف؟ قلت: تروى عن الأوزاعي عن نافع، وعن الأوزاعي عن الزهري ويحيى بن سعيد، وغيرك يدخل بين الأوزاعي وبين نافع عبد الله بن عامر، وبينه وبين الزهري إبراهيم بن مرة وقرة وغيرهما، فما يحملك على هذا؟ قال: انبل الأوزاعي عن هؤلاء. قلت: فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء وهؤلاء وهم ضعفاء أحاديث مناكير فأسقطتهم أنت وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات ضعف الأوزاعي، قال: فلم يلتفت إلى قولي. وقال مهنأ: سألت أحمد عن الوليد؟ فقال: اختلطت عليه أحاديث ما سمع ومالم يسمع وكانت له منكرات منها حديث عمرو بن العاص: لا تلبسوا علينا ديننا. (1)
وذكره العلائي وابن حجر فى المرتبة الرابعة من المدلسين، وزاد ابن حجر: معروف، موصوف بالتدليس الشديد مع الصدق. (2)
__________
(1) تهذيب التهذيب.
(2) جامع التحصيل [صـ 113]، و تعريف أهل التقديس [صـ 170].
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[23 - 02 - 10, 08:17 ص]ـ
لهذا قالوا قديماً عن الفقهاء إن إختلافهم رحمة: حيث أن فى إختلافهم - إذا تحاوروا و ناقشوا - بياناً لوجه الحق مما يفيد العلم الشريف و الدين الحنيف
الحديث ضعيف ...
حيث إنَّ .. !(26/487)
ما هو أفضل نظم لنخبة الفكر؟
ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[16 - 05 - 09, 07:13 ص]ـ
مع ذكر شرح له.
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[28 - 05 - 09, 06:01 م]ـ
قصب السكر للصنعاني شرحه الشيخ المشاط
ـ[الدبش المكي]ــــــــ[28 - 05 - 09, 11:30 م]ـ
إسبال المطر شرح قصب السكر للناظم (الصنعاني)
والشيخ عبدالكريم الخضير له شرح عليه سيصدر قريبا إن شاء الله
ـ[محمدزين]ــــــــ[29 - 05 - 09, 02:58 ص]ـ
أخي الكريم
من الصعب أن يحكم على نظم بأنه أفضل لاختلاف وجهات النظر كما أن هذا يحتاج إلى استقراء جميع منظومات النخبة وهذا مستحيل إذ أن بعضها لم يقم ناظموها بنشرها الأمر الآخر أن التفضيل له وجوه إما بالنظر إلى الجمع وكثرة المسائل أو بالنظر للاختصار وهو مطلوب أو ربما لسلاسة النظم ووضوحه والله أعلم
لكن أقول لك أن نظم الإمام الصنعاني (قصب السكر) فيه ضعف (هذا رأي ورأي غيري أيضا) والله أعلم
لكنني أنصحك بنظم عقد الدرر للشيخ الشاعر الشنقيطي (سلس وواضح) وقد قام ناظمه بشرحه على غرفه ظهور العيس
وقد أرفقت المتن بصيغة عادية وعلى هيئة مطوية
أما شرح الشيخ (فهو شرح مختصر لفك النظم ويهتم بالتمثيل للمسائل دون ذكر الخلاف) وبعدها استعن بشروح الأصل
والشرح على هذا الرابط
http://www.chatharat.com/catplay.php?catsmktba=47
وبالله التوفيق
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:39 ص]ـ
أخ محمد زين هل تستطيع إخراج المتن بصوره تسهل معها النسخ والطباعة جزاك الله خيرا
ـ[الباشا الجزائري]ــــــــ[02 - 07 - 09, 03:03 ص]ـ
السلام عليكم
أفضل نظم لنخبة الفكر هو نظم الشيخ كمال الدين الشمني، وقد شرحه ابنه تقي الدين، وهو مطبوع بدار ابن حزم.
وهو مطبوع بتحقيق العبد الضعيف، جعله الله خالصا لوجهه.
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[06 - 07 - 09, 12:35 ص]ـ
نظم كمال الدين الشمني و شرحه ابنه في كتاب سماه عالي الرتبة(26/488)
مالمقصود بـ لو كان وراءكم أمة من الأمم خدمتهن نساؤكم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم
ـ[أبو عدنان السلفي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 01:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال، ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف، العنوهن فإنهن ملعونات، لو كان وراءكم أمة من الأمم خدمتهن نساؤكم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم)
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص
المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 2043
خلاصة الدرجة: حسن
وأريد معرفة المقصود بـ لو كان وراءكم أمة من الأمم خدمتهن نساؤكم كما خدمكم نساء الأمم قبلكم
وبارك الله لي ولكم
أخوكم
أبو عدنان السلفي
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[16 - 05 - 09, 07:45 م]ـ
معك أخي الكريم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[16 - 05 - 09, 07:59 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=7996&highlight=%DF%C3%D3%E4%E3%C9
ـ[أبو عدنان السلفي]ــــــــ[18 - 05 - 09, 11:00 م]ـ
معك أخي الكريم
بارك الله فيك اخي الكريم(26/489)
ما صحة هذا الحديث " خراب بيت المقدس "
ـ[أشرف عمران عبد الموجود]ــــــــ[20 - 05 - 09, 11:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صحة هذا الحديث
من "النهاية في غريب الحديث والأثر":
وَفِي حَدِيثِ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَنْبُتُ فِي مُصَلَّاهُ كُلَّ يَوْمٍ شَجَرَةٌ، فَيَسْأَلُهَا مَا أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا شَجَرَةُ كَذَا أَنْبُتُ فِي أَرْضِ كَذَا، أَنَا دَوَاءٌ مِنْ دَاءِ كَذَا، فَيَأْمُرُ بِهَا فَتُقْطَعُ، ثُمَّ تُصَرُّ وَيُكْتَبُ عَلَى الصُّرَّةِ اسْمُهَا وَدَوَاؤُهَا، فَلَمَّا كَانَ فِي آخِرِ ذَلِكَ نَبَتَتِ الْيَنْبُوتَةُ، فَقَالَ: مَا أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْخَرُّوبَةُ. وَسَكَتَتْ، فَقَالَ: الْآنَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ فِي خَرَابِ هَذَا الْمَسْجِدِ وَذَهَابِ هَذَا الْمُلْكِ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ.
ـ[نزيه حرفوش]ــــــــ[20 - 05 - 09, 07:19 م]ـ
جاء في تفسير ابن كثير بعد أن ذكر القصة كاملة (وهذا الأثر -والله أعلم-إنما هو مما تُلُقِّي من علماء أهل الكتاب، وهي وَقْفٌ، لا يصدق منها (5) إلا ما وافق الحق، ولا يُكذب منها إلا ما خالف الحق، والباقي لا يصدق ولا يكذب)
6/ 503(26/490)
فائدة في بيان معنى قولهم: من أسند لك فقد أحالك؟.
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[20 - 05 - 09, 04:20 م]ـ
فائدة في بيان معنى قولهم: من أسند لك فقد أحالك؟.
قال فضيلة شيخنا محمد بوخبزة: (من عادة الإمام الحافظ أبي طاهر السِّلَفي الإسكندري أن يروي من كتابه: (معجم السفر) بين الفينة والأخرى أحاديث بأسانيدها:
1 - لنكتة استغراب
2 - أو: رواية فريدة
3 - أو: راوٍ غير معروف بالرواية،
وقد يكون الحديث ضعيفاً بل: موضوعاً، ويرويه ساكتاً على عادة كثير من المحدثين، وبئست العادة، لأن هذا لا يقوم لهم عذراً عند الله في رواية الكذب ونسبته إلى الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم-وهم يعلمون ما ورد في ذلك.
وقولهم: من أسند لك فقد أحالك، يعني: أحالك على السند لتنظر فيه، ولماذا لا ينظر فيه الراوي، ومن ذلك أنه روى في (ص:35) بسنده إلى مالك (ولا أصل له من حديثه) عن أبي هريرة مرفوعاً: (ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين، فإن الميت يتأذى بجوار السوء كما يتأذى الحي بجار السوء).
وهو حديث موضوع خرجه شيخنا الألباني في (الضعيفة) (رقم:563)،
وأثر هذا الحديث السيء في الأمة واضح).
الجراب (183/ 4) نقلا عن كتاب (دليل الفلاح).
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[20 - 05 - 09, 07:27 م]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ ونفع بكما
[ color="green"] ويرويه ساكتاً على عادة كثير من المحدثين، وبئست العادة
بئست العادة!!!
- هذا لا يليق
عادة تعود عليها أكثر أهل الحديث لا يقال عنها بئست العادة!!!
لو كان أصحاب هذه العادة الفلاسفة أو من شابههم من غير علماء الشريعة لساغ أن يقال عن عادتهم:"بئست العادة".
أما عادة أهل الحديث أو أكثرهم
أو أهل الفقه
أو أهل الأصول
فلا
ولو عقب بعضنا على قول الشيخ قائلا:"بئس القول ما قال".
أو "بئس ما استدرك به على العلماء ".
وبلغت الشيخ _حفظه المولى_ لاستهجن ذلك وحز في نفسه
ولو بلغت محبيه لوجهوا لقائلها اللوم.
- وليس في هذه العادة ما يشين صاحبها
وذلك أن أهل العلم غير مسؤولين عن سوء فهم أهل الجهل لكلامهم خاصة إذا كان تحمل هذه المسؤولية فيه تضييع لمصالح
بيان ذلك
أن هذا الصنف من تواليف المحدثين موضوعة لصنف معين من أهل العلم فضلا عن غيرهم
وهم الناظرون في علوم السنة تصحيحا وتضعيفا فقط
أما غيرهم فقد وضعت لهم كتب في الحديث كثيرة كالصحاح والسنن وغيرها
فإذا جاء العامي ونظر في هذه الكتب فاستعمل ما فيه دون سؤال أهل التخصص فيها
فاللوم يوجه له لا لأهل الحديث
ألا تذكرون معي نصائح العلماء للفقيه إذا لم يكن ذا خبرة بعلوم السنة أن يسأل أهل الاختصاص عما يجده في كتب الحديث قبل أن يستعملها
فلم يوجهوا اللوم لأهل الحديث ومثبتي تلك الأحاديث في كتبهم
ولكن صححوا مصدر الخلل
فهذا في الفقيه واللغوي وغيرهم ممن يشمله اسم العلم في الجملة
فما بالك بالعوام الذين خلو من علوم الشريعة غير الضرورية؟!!!
- وإنما جرى أهل الحديث على هذه العادة لما فيها من مصالح
كالشد بمجموع الطرق وغيرها
وأهل الحديث هم أحرص الناس على أن لا ينسب الكذب لإمامهم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
والله أعلم
ـ[أبو أدهم السلفي]ــــــــ[26 - 05 - 09, 08:37 ص]ـ
سلمت يمينك يا أبا المجد.(26/491)
العبرة مما جاء في الغزو والشهادة والهجرة، تحقيق ودراسة، رسالة ماجستير
ـ[بشير سليمان]ــــــــ[22 - 05 - 09, 07:56 ص]ـ
الأخوة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالتي لإكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير في الجامعة الإسلامية بغزة:
العبرة مما جاء في الغزو والشهادة والهجرة.
لصديق حسن القنوجي البخاري، ملك بهوبال.
دراسة وتحقيق وتعليق
والذي دعاني لاختيار هذا الموضوع أن الكتب لم يلق خدمة علمية فيما أحسب.
ثم إننا في غزة بحاجة ماسة لمثل هذا الكتاب وما يبينه من مسائل في فقه الجهاد والرباط والهجرة والشهادة، فإنا على ثغر من ثغور الإسلام، ولا بد أن يكون جهادنا ورباطنا على علم وفقه.
فأرجو ممن يستطيع أن يمد يد العون أن يبادر كأن يدلني على أماكن لوجود نسخ مخطوطة للكتاب، أو الدلاة على كتب متوفرة قد ترجمة للمؤلف بالتفصيل، وإني شاكر لكم حسن تعاونكم.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبد الجبار]ــــــــ[29 - 05 - 09, 09:53 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك
ووفقك الله وسددك
هذا مجموع به تراجم للشيخ صديق حسن خان رحمه الله
لعلك تجد فيه ما يعينك على ترجمته
http://www.4shared.com/get/61582758/8db5f84d/______.html
ـ[بشير سليمان]ــــــــ[29 - 05 - 09, 06:52 م]ـ
أخي عبد الجبار
إنى شاكر لك حرصك على الإفادة، فقد أفادني المجموع الذي وضعته.
وجزاك الله خيرًا.
وأرجو من كان عنده مزيد شيء أن يدلي بدلوه، فإن هذا من أحسن الصدقة.(26/492)
تراجم المحدثين
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[22 - 05 - 09, 08:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تراجم المحدثين
سعيد بن المسيب
هو سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي القرشي، أبو محمد سيد التابعين، وأحد الفقهاء السبعة بالمدينة، جمع بين الحديث والفقه والزهد والورع رأى عمر وسمع عثمان وعليا وزيد بن ثابت وأبا موسى وسعدا وعائشة وأبا هريرة وابن عباس ومحمد بن مسلمة وأم سلمة وخلقا سواهم. وقيل: إنه سمع من عمر. قال عنه ابن عمر: هو والله أحد المفتين. وقال أحمد بن حنبل وغير واحد: مرسلات سعيد بن المسيب صحاح. وقال قتادة ومكحول والزهري وآخرون واللفظ لقتادة: ما رأيت أعلم من سعيد بن المسيب. قال علي بن المديني: لا أعلم في التابعين أحدا أوسع علما من ابن المسيب هو عندي أجل التابعين. توفي رحمه الله بالمدينة سنة إحدى - وقيل اثنتين، وقيل ثلاث، وقيل أربع، وقيل خمس - وتسعين للهجرة، والله أعلم.
أيوب السختياني
هو أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني البصري، أبو بكر سيد فقهاء عصره تابعي، من النساك الزهاد، من حفاظ الحديث. قال شعبة: كان أيوب سيد العلماء. وقال أبو حاتم: ثقة لا يسأل عن مثله. وقال ابن عيينة: لم ألق مثله. وقال: لقيت ستا وثمانين من التابعين ما رأيت فيهم مثل أيوب. وسئل ابن المديني: من أثبت أصحاب نافع؟ قال أيوب وفضله ومالك وإتقانه وعبيد الله وحفظه. وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتا في الحديث جامعا حجة عدلا. توفي في الطاعون بالبصرة سنة إحدى وثلاثين ومائة وله ثلاث وستون سنة. رحمه الله تعالى.
أبو حنيفة
هو النعمان بن ثابت بن زوطى بن ماه الفقيه الكوفي كان عالما زاهدا عابدا ورعا تقيا كثير الخشوع كبير الشأن لا يقبل جوائز السلطان بل يتجر ويتكسب. قال ابن المبارك: أبو حنيفة أفقه الناس. وعن يحيى بن معين قال: لا بأس به لم يكن يتهم. وقال أبو داود رحمه الله إن أبا حنيفة كان إماما. وهناك من تكلم فيه مثل النسائي فقال: ليس بالقوي. كان موته في رجب سنة خمسين ومائة. رحمه الله تعالى.
معمر بن راشد الأزدي
هو معمر بن راشد الأزدي, الحداني مولاهم، أبو عروة البصري ثم اليماني أحد الأعلام. قال أحمد: كان ثقة صدوقا أفضل من مالك بن أنس إلا أن مالكا أشد تنقية للرجال. وقال أيضا: ليس يضم معمر إلى أحد إلا وجدته فوقه. وقال ابن حبان: كان فقيها متقنا حافظا ورعا. وقال الدارقطني: لا أعلم أحدا أنبل رجل من معمر. قال ابن جريج: عليكم بمعمر فإنه لم يبق في زمانه أعلم منه. مات سنة أربع وخمسين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة. رحمه الله تعالى.
شعبة بن الحجاج
هو شعبة بن الحجاج بن الورد الواسطي، أبو بسطام الأزدي العتكي، مولاهم، الحافظ الكبير عالم أهل البصرة في زمانه، بل أمير المؤمنين في الحديث، سكن البصرة من صغره ورأى الحسن وسمع منه مسائل. قال الشافعي: لولا شعبة لما عرف الحديث بالعراق. وقال ابن معين: شعبة إمام المتقين. وقال الحاكم: شعبة إمام الأئمة بالبصرة في معرفة الحديث. قال أحمد بن حنبل: كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن، يعني علم الحديث وأحوال الرواة. وكان الثوري يقول: شعبة أمير المؤمنين في الحديث. توفي سنة ستين ومائة، وهو ابن سبع وسبعين سنة، رحمه الله تعالى.
سفيان الثوري
هو سفيان بن سعيد بن مسروق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبيّ بن عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أُدّ بن طابخة بن إلياس بن مُضر بن نزار، شيخ الإسلام أبو عبد الله الثوري الفقيه الكوفي، سيّد أهل زمانه علما وعملا. قال بشر بن الحارث: كان سفيان الثوري كأن العلم بين عينيه، يأخذ منه ما يريد ويدع منه ما يريد. وقال سفيان بن عيينة: ما رأى سفيان مثله. وقال شعبة وابن معين وجماعة: سفيان أمير المؤمنين فِي الحديث. وقال ابن المبارك: لا أعلمُ عَلَى وجه الأرض أعلمَ منه. وقال أبو عاصم: الثوري أمير المؤمنين في الحديث. وقال ابن مهدي: ما رأيت أحفظ للحديث من الثوري. توفي بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة، رحمه الله تعالى.
حماد بن سلمة
¥(26/493)
هو حماد بن سلمة بن دينار، الإمام القدوة، شيخ الإسلام، أبو سلمة البصري، النحوي، البزاز، الخرقي، البطائني، مولى آل ربيعة بن مالك، وابن أخت حميد الطويل. قال الذهبي: وكان مع إمامته في الحديث، إماما كبيرا في العربية، فقيها فصيحا، رأسا في السنة، صاحب تصانيف. وقال الإمام أحمد: حماد بن سلمة عندنا من الثقات، ما نزداد فيه كل يوم إلا بصيرة. وقال علي بن المديني: هو عندي حجة في رجال، وهو أعلم الناس بثابت البناني، وعمار بن أبي عمار، ومن تكلم في حماد فاتهموه في الدين. وقال حجاج بن منهال: كان حماد بن سلمة من أئمة الدين. وقال ابن المبارك: دخلت البصرة فما رأيت أحدا أشبه بمسالك الأول من حماد بن سلمة. توفي سنة سبع وستين ومائة، رحمه الله تعالى.
الإمام مالك
هو الإمام مالك بن أنس بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي المدني إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأعلام أبو عبد الله المدني. وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وإليه تنسب المالكية، مولده ووفاته في المدينة. أجمعت طوائف العلماء على إمامته، وجلالته، وعظم سيادته، وتبجيله، وتوقيره، والإذعان له في الحفظ والتثبيت، قال أبو مصعب سمعت مالكا يقول: ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك. وقال يحيى بن سعيد: ما في القوم أصح حديثا من مالك. يعني بالقوم: سفيان الثوري، وابن عيينة. وقال الشافعي: إذا جاء الأثر فمالك النجم. وقال ابن عيينة: كان مالك إماما في الحديث. وقال يحيى بن سعيد: كان مالك إماما في الحديث. وقال عبد الرزاق في حديث يوشك الناس أن يضربوا أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة فكنا نرى أنه مالك. توفي رحمه الله سنة تسع وسبعين ومائة ودفن بالبقيع، رحمه الله تعالى.
حماد بن زيد
هو الإمام البارع المجمع على جلالته أبو إسماعيل حماد بن زيد بن درهم الأزدي الجهضمي البصري، مولى آل جرير ابن حازم. قال يحيى بن معين: ليس أحد أتقن من حماد بن زيد. وقال يحيى بن يحيى: ما رأيت أحدا من الشيوخ أحفظ من حماد بن زيد. قال ابن مهديّ: لم أر أحدا قطُّ أعلم بالسُّنَّة ولا بالحديث الذي يدخل في السُّنَّة من حمَّاد. وقال أيضا: أئمة الناس في زمانهم أربعة منهم حماد بن زيد بالبصرة. وقال أحمد بن حنبل: هو من أئمة المسلمين من أهل الدين وهو أحب إلي من حماد بن سلمة. قال ابن حبان: كان يحفظ حديثه كله. قال ابن سعد: كان ثقة ثبتا حجة كثير الحديث. مات في سنة تسع وسبعين ومائة رحمه الله تعالى.
عبدالله بن المبارك
هو الإمام الحافظ شيخ الإسلام فخر المجاهدين قدوة الزاهدين عبد الله بن المبارك بن واضح أبو عبد الرحمن الحنظلي مولاهم المروزي التركي الأب الخوارزمي الأم التاجر السفار صاحب التصانيف النافعة والرحلات الشاسعة, وكان فقيها عالما زاهدا ثقة ثبتا صحيح الحديث. قال ابن معين: كان ثقة عالما متثبتا صحيح الحديث وكانت كتبه التي حدث بها عشرين ألفا. وقال ابن مهدي: الأئمة أربعة سفيان ومالك وحماد بن زيد وابن المبارك. وقال أبو أسامة حماد بن أسامة: ما رأيت رجلا أطلب للعلم من ابن المبارك، وهو في المحدثين مثل أمير المؤمنين في الناس. وقال ابن مهدي: عبدالله بن المبارك ثقة إمام. وقال أبو إسحاق الفزاري: ابن المبارك إمام المسلمين. وقال الإمام أحمد بن حنبل: لم يكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه. وقال الذهبي: حديثه حجة بالإجماع. توفي سنة إحدى وثمانين ومائة, رحمه الله تعالى.
وكيع بن الجراح
هو وكيع بن الجراح ابن مليح الإمام الحافظ الثبت محدث العراق أبو سفيان الرواسي الكوفي أحد الأئمة الأعلام، ورواس بطن من قيس عيلان، قال علي بن الحسين بن حبان عن أبيه: سمعت يحيى بن معين يقول: ما رأيت أفضل من وكيع. قيل له: ولا ابن المبارك؟ قال: قد كان لابن المبارك فضل، ولكن ما رأيت أفضل من وكيع. وقال ابن معين: الثبت بالعراق وكيع. قال ابن عمار: ما كان بالكوفة في زمان وكيع أفقه ولا أعلم بالحديث منه. قال أحمد بن حنبل ما رأت عيني مثل وكيع قط يحفظ الحديث ويذاكر بالفقه فيحسن مع ورع واجتهاد ولا يتكلم في أحد. وقال أيضا: كان وكيع مطبوع الحفظ، كان حافظا حافظا، وكان وكيع أحفظ من عبد الرحمن بن مهدي كثيرا كثيرا. وقال بشر بن موسى عن أحمد: ما رأيت مثل وكيع في الحفظ والإسناد والأبواب مع
¥(26/494)
خشوع وورع. مات سنة سبع وتسعين ومائة, رحمه الله تعالى.
عبدالرحمن بن مهدي
هو الإمام عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن، أبو سعيد العنبري، وقيل: الأزدي، مولاهم البصري اللؤلؤي. إمام أهل الحديث في عصره، والمعول عليه في علوم الحديث ومعارفه. قال ابن معين: ما رأيت رجلا أثبت في الحديث من ابن مهدي. وقال علي بن المديني: أعلم الناس بالحديث ابن مهدي. وقال أيضا: كان ابن مهدي يقال له في الحديث: روى فلان كذا فيقول: هو خطأ وينبغي أن يكون من وجه كذا فنفتش عليه فنجده كما قال. وقال أحمد بن حنبل: كأن ابن مهدي خلق للحديث. وقال الشافعي: لا أعرف له نظيرا في الدنيا. وقال الخطيب: كان من الربانيين في العلم وأحد المذكورين بالحفظ وممن برع في معرفة الأثر وطرق الروايات وأحوال الشيوخ. توفي سنة ثمان وتسعين ومائة، رحمه الله تعالى.
سفيان بن عيينة
هو سفيان بن عيينة ابن أبي عمران ميمون مولى محمد بن مزاحم، أخي الضحاك بن مزاحم، الإمام الكبير حافظ العصر، شيخ الإسلام، أبو محمد الهلالي الكوفي، ثم المكي. كان إماما عالما ثبتا حجة زاهدا ورعا مجمعا على صحة حديثه وروايته، وحج سبعين حجة. قال يحيى القطان: سفيان إمام من أربعين سنة، وذلك في حياة سفيان. وقال الشافعي: لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز. وقال ابن مهدي: كان ابن عيينة من أعلم الناس بحديث أهل الحجاز. وقال أحمد: ما رأيت أعلم بالسنن منه. وقال الذهبي: كان إماما حجة حافظا واسع العلم كبير القدر. مات سنة ثمان وتسعين ومائة , رحمه الله تعالى.
يحيى القطان
هو أبو سعيد يحيى بن سعيد بن فروخ التميمي، مولاهم البصري القطان الإمام، من تابعي التابعين. اتفقوا على إمامته، وجلالته، ووفور حفظه، وعلمه، وصلاحه. قال أحمد بن حنبل: ما رأيت مثل يحيى بن القطان في كل أحواله. وقال أيضا: ما رأيت أحدا أقل خطأ من يحيى بن سعيد. وقال أيضا: إلى يحيى القطان المنتهى في التثبت. وقال ابن المديني: ما رأيت أحدا أعلم بالرجال منه. وقال بندار: هو إمام أهل زمانه. وقال النسائي: أمناء الله على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله، مالك وشعبة ويحيى القطان. مات سنة ثمان وتسعين ومائة, رحمه الله تعالى.
الإمام الشافعي
هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، الإمام، عالم العصر، ناصر الحديث، فقيه الملة، إمام الأئمة وقدوة الأمة, وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة, وإليه تنسب الشافعية, أبو عبد الله القرشي, ولد بغزة سنة خمسين ومائة وحمل إلى مكة وهو ابن سنتين. قال أحمد: إن الله تعالى يقيض للناس في رأس كل مائة سنة من يعلمهم السنن وينفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب فنظرنا فإذا في رأس المائة عمر بن عبد العزيز وفي رأس المائتين الشافعي. وقال أيضا: ما رأيت أحدا أفقه في كتاب الله عز وجل من هذا الفتى القرشي، يعني الشافعي. وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: ما رأيت رجلا قط أكمل من الشافعي. وقال المبرد: كان الشافعي أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراءات. وقال أبو داود: ما أعلم للشافعي حديثا خطأ. وقال الذهبي: كان حافظا للحديث بصيرا بعلله لا يقبل منه إلا ما ثبت عنده. توفي سنة أربع ومائتين، رحمه الله تعالى.
أبو داود الطيالسي
هو سليمان بن داود بن الجارود، الحافظ الكبير، صاحب المسند، أبو داود الفارسي، ثم الأسدي، ثم الزبيري، مولى آل الزبير بن العوام، الحافظ البصري. قال ابن المديني: ما رأيت أحدا أحفظ من أبي داود. وقال الفلاس: ما رأيت أحفظ منه. وقال عبد الرحمن بن مهدي: هو أصدق الناس. وقال العجلي: ثقة كثير الحفظ رحلت إليه فأصبته مات قبل قدومي بيوم. وقال وكيع: ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود، فبلغه ذلك فقال: ولا قصير. وقال عمر بن شبة: كتبوا عن أبي داود من حفظه أربعين ألف حديث. قال عبد الرحمن سئل أبي عن أبي داود وأبي أحمد الزبيري أيهما أحفظ فقال أبو داود. توفي سنة أربع ومائتين، رحمه الله تعالى.
يزيد بن هارون
¥(26/495)
هو يزيد بن هارون بن زاذي ويقال: زاذان الإمام القدوة، شيخ الإسلام، أبو خالد السلمي مولاهم الواسطي، الحافظ. قال علي بن المديني: ما رأيت أحفظ من يزيد بن هارون. وقال أحمد بن حنبل: كان يزيد حافظا متقنا. قال أبو حاتم الرازي: يزيد ثقة إمام، لا يسأل عن مثله. وقال أبو زرعة: سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: ما رأيت أتقن حفظا من يزيد بن هارون. قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث. مات سنة ست ومائتين رحمه الله تعالى.
الواقدي
هو الإمام محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم الواقدي المديني القاضي، صاحب التصانيف والمغازي، أبو عبد الله، أحد أوعية العلم. قال البخاري: سكتوا عنه، تركه أحمد وابن نمير. وقال مسلم وغيره: متروك الحديث. وقال الذهبي: وجمع فأوعى، وخلط الغث بالسمين، والخرز بالدر الثمين، فاطرحوه لذلك، ومع هذا فلا يستغنى عنه في المغازي، وأيام الصحابة وأخبارهم. توفي سنة سبع ومائتين, رحمه الله تعالى.
عبدالرزاق
هو عبد الرزاق بن همام بن نافع، أحد الأعلام , الحافظ الكبير، عالم اليمن، أبو بكر الحميري، مولاهم الصنعاني. قال أحمد بن صالح قلت لأحمد بن حنبل: رأيت أحدا أحسن حديثا من عبدالرزاق؟ فقال: لا. وقال هشام بن يوسف: كان عبد الرزاق أعلمنا وأحفظنا. وقال ابن معين: لو ارتد عبد الرزاق ما تركنا حديثه. وقال أحمد العجلي: عبد الرزاق ثقة. توفي سنة إحدى عشرة ومائتين, رحمه الله تعالى.
سليمان بن حرب
هو سليمان بن حرب بن بجيل، الإمام الثقة الحافظ، شيخ الإسلام، أبو أيوب الواشحي، الأزدي، البصري، قاضي مكة. قال يعقوب بن شيبة: كان ثقة ثبتا، صاحب حفظ. وقال النسائي: ثقة مأمون. قال أبو حاتم الرازي: سليمان بن حرب إمام من الأئمة كان لا يدلس، ويتكلم في الرجال وفي الفقه وليس بدون عفان ولعله أكبر. وقال أيضا: كان سليمان بن حرب قل من يرضى من المشايخ، فإذا رأيته قد روى عن شيخ فاعلم أنه ثقة. مات سنة أربع وعشرين ومائتين, رحمه الله تعالى.
أبو عبيد القاسم بن سلام
هو أبو عبيد القاسم بن سلام بن عبدالله - بتشديد اللام- البغدادي ,أحد الأعلام , الفقيه الأديب المشهور صاحب التصانيف المشهورة, والعلوم المذكورة, برع في علوم كثيرة، منها التفسير، والقراءات، والحديث، والفقه، واللغة، والنحو، والتاريخ. قال الإمام أحمد: أبو عبيد أستاذ. وقال إسحاق بن راهويه: إنا نحتاج إلى أبي عبيد، وأبو عبيد لا يحتاج إلينا. وقال أيضا: إن الله لا يستحيي من الحق: أبو عبيد أعلم مني، ومن ابن حنبل، والشافعي. وقال إبراهيم الحربي: كان أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح، يحسن كل شيء. وقال الدارقطني: ثقة إمام جبل. وكان عبد الله بن طاهر يقول: علماء الناس أربعة، عبد الله بن عباس في زمانه والشعبي في زمانه والقاسم بن معن في زمانه وأبو عبيد القاسم بن سلام في زمانه. توفي بمكة سنة أربع وعشرين ومائتين رحمه الله تعالى.
أبو الوليد الطيالسي
هو أبو الوليد الطيالسي هشام بن عبدالملك، الإمام الحافظ الناقد، شيخ الإسلام , أحد أركان الحديث, أبو الوليد الباهلي، مولاهم البصري، ولد سنة ثلاث وثلاثين ومئة، قال أحمد بن حنبل: أبو الوليد متقن. وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: أبو الوليد شيخ الإسلام. وقال أبو حاتم: إمام فقيه عاقل ثقة حافظ، ما رأيت في يده كتابا قط. وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة - وذكر أبا الوليد - فقال: أدرك نصف الإسلام، وكان إماما في زمانه جليلا عند الناس. وقال أحمد العجلي: ثقة ثبت كانت إليه الرحلة بعد أبي داود الطيالسي. وقال أحمد بن سنان: أمير المحدثين مات سنة سبع وعشرين ومائتين, رحمه الله تعالى.
ابن سعد
هو محمد بن سعد بن منيع الهاشمي مولاهم، الحافظ العلامة الحجة، أبو عبد الله البغدادي، كاتب الواقدي, وصاحب الطبقات, وأحد الحفاظ الكبار الثقات. قال الخطيب: ومحمد عندنا من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقه فإنه يتحرى في كثير من رواياته. وقال الذهبي: وكان من أوعية العلم، ومن نظر في " الطبقات "، خضع لعلمه. وقال ابن حجر: أحد الحفاظ الكبار الثقات المتحرين. مات ببغداد في جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين, رحمه الله تعالى.
يحيى بن معين
¥(26/496)
هو الإمام الحافظ الجهبذ، شيخ المحدثين، أبو زكريا، يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام. وقيل: اسم جده غياث بن زياد بن عون بن بسطام الغطفاني ثم المري، مولاهم البغدادي، أحد الأعلام, وحجة الإسلام ,إمام الجرح والتعديل. قال الإمام أحمد بن حنبل: كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس بحديث. وكان يقول أيضا: ها هنا رجل خلقه الله لهذا الشأن يظهر كذب الكذابين يعني يحيى بن معين. وقال النسائي: أبو زكريا أحد الأئمة في الحديث ثقة مأمون. وقال ابن المديني: انتهى علم الناس إلى يحيى بن معين رحمه الله. وكان علي ابن المديني يقول: دار حديث الثقات على ستة، قال أبو زرعة فصار حديث هؤلاء كلهم إلى يحيى بن معين. وقال هلال بن العلاء: وأما يحيى بن معين فإنه نفى الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال أبو عبيد القاسم: أعلمهم بصحيح الحديث وسقيمه يحيى بن معين. وعن عبيد محمد بن علي الآجري قال قلت لأبي داود أيما أعلم بالرجال يحيى أو علي بن عبد الله قال يحيى عالم بالرجال. وقال عمرو الناقد: لا أعلم بالإسناد من يحيى ما قدر أحد يقلب عليه إسنادا قط. مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين, رحمه الله تعالى.
ابن نمير
هو محمد بن عبد الله بن نمير الحافظ الحجة، شيخ الإسلام، أحد الأعلام، أبو عبد الرحمن الهمداني ثم الخارفي - بالخاء المعجمة وبعد الألف راء وبعدها فاء- مولاهم الكوفي. كان أحمد بن حنبل يعظم محمد بن عبد الله بن نمير تعظيما عجيبا، ويقول: أي فتى هو وقال أيضا: هو درة العراق. وقال العجلي: كوفي ثقة، يعد من أصحاب الحديث. وقال أحمد بن صالح: ما رأيت بالعراق مثله ومثل أحمد. وقال ابن أبي حاتم: من العلماء الجهابذة النقاد. وعن علي بن الحسين بن الجنيد قال: كان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان في شيوخ الكوفيين ما يقول ابن نمير فيهم. وقال ابن حبان: كان من الحفاظ المتقنين، وأهل الورع في الدين. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين.
علي بن المديني
هو الشيخ الإمام الحجة، أمير المؤمنين في الحديث، أبو الحسن، علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح بن بكر بن سعد السعدي، مولاهم البصري، المعروف بابن المديني، مولى عروة بن عطية السعدي. قال أبو حاتم الرازي: كان ابن المديني علما في الناس في معرفة الحديث والعلل. وقال البخاري: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي بن المديني. قيل لأبي داود: أحمد بن حنبل أعلم أم علي؟ فقال: علي أعلم باختلاف الحديث من أحمد. وقال صالح بن محمد البغدادي: أعلمُ من أدركتُ بالحديث وعلله علي بن المديني. وقال النسائي كأن الله خلقه للحديث. قال أبو قدامة السرخسي: بلغ في الحديث مبلغا لم يبلغه أحد. وقال أبو عبيد القاسم: انتهى العلم إلى أربعة: أبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له، وأحمد بن حنبل أفقههم فيه، وعلي بن المديني أعلمهم به، ويحيى بن معين أكتبهم له. قال الفرهياني وغيره من الحفاظ: أعلم أهل زمانه بعلل الحديث علي. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين, رحمه الله تعالى.
أبو بكر بن أبي شيبة
هو عبد الله بن محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستي الإمام العلم، سيد الحفاظ، وصاحب الكتب الكبار " المسند " و " المصنف "، " والتفسير "، أبو بكر العبسي مولاهم الكوفي. أخو الحافظ عثمان بن أبي شيبة، قال ابن حنبل: صدوق، أحب إلي من أخيه. وقال ابن معين: ثقة معروف بالحديث مشهور بالطلب. قال أبو زرعة: ما رأيت أحفظ من أبي بكر. وقال أبو عبيد القاسم: انتهى علم الحديث إلى أربعة: أبو بكر بن أبي شيبة، وهو أسردهم له. وقال الفلاس: ما رأيت أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة. وقال الخطيب: كان متقنا حافظا صنف المسند والأحكام والتفسير. توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين, رحمه الله تعالى.
إسحاق بن راهويه
¥(26/497)
هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن مطر الحنظلي، أبو يعقوب المروزي المعروف بابن راهويه، نزيل نيسابور أحد أئمة المسلمين، وعلماء الدين، شيخ المشرق, سيد الحفاظ, اجتمع له الحديث، والفقه، والحفظ، والصدق، والورع، والزهد، ورحل إلى العراق، والحجاز، واليمن، والشام، وعاد إلى خراسان، فاستوطن نيسابور إلى أن مات بها. قال أحمد: لا أعلم لإسحاق بالعراق نظيرا. وقال أيضا: إذا حدثك أبو يعقوب أمير المؤمنين فتمسك به. وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي وقد سئل عن إسحاق بن راهويه فقال: مثل إسحاق يسأل عنه إسحاق عندنا من أئمة المسلمين. وقال النسائي: إسحاق أحد الأئمة أنا أقدمه على أحمد بن حنبل. وقال أيضا: إسحاق بن راهويه أحد الأئمة ثقة مأمون. وقال الحاكم: هو إمام عصره في الحفظ والفتوى. توفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين، رحمه الله تعالى.
قتيبة بن سعيد
هو شيخ الإسلام، المحدث الإمام الثقة الجوال، راوية الإسلام، أبو رجاء، قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف الثقفي، مولاهم البلخي البغلاني، من أهل قرية " بغلان ". قال الحافظ أبو أحمد بن عدي: اسمه يحيى بن سعيد، وقتيبة لقب. وقال الحافظ ابن منده: اسمه علي بن سعيد. قال أبو حاتم الرازي: ثقة. وقال فيه أبو حاتم الرازي أيضا: حضرته ببغداد، وقد جاءه أحمد، فسأله عن أحاديث، فحدثه بها. وقال ابن معين: ثقة وقال النسائي: ثقة مأمون. مات سنة أربعين ومائتين. رحمه الله تعالى.
الإمام أحمد
هو الإمام حقا، وشيخ الإسلام صدقا، أبو عبد الله، أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الذهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي، إمام الأئمة, وعالم الأمة, وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة, وإليه تنسب الحنابلة. قال يحيى القطان: ما قدم علينا مثل هذين أحمد ويحيى بن معين. وقال الشافعي: خرجت من بغداد فما خلفت بها أفقه ولا أزهد ولا أورع ولا أعلم منه. وقال أبو عبيد القاسم: انتهى علم الحديث إلى أحمد بن حنبل وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأبي بكر بن أبي شيبة وكان أحمد أفقههم فيه. وقال الذهلي: اجتمع في الرصافة أعلام أصحاب الحديث منهم أحمد. وقال ابن المديني: أعز الله الدين بالصديق يوم الردة، وبأحمد يوم المحنة. و عن نوح بن حبيب القومسي: رأيت أبا عبدالله أحمد بن حنبل في مسجد الخيف سنة ثمان وتسعين ومئة مستندا إلى المنارة، وجاءه أصحاب الحديث، وهو مستند، فجعل يعلمهم الفقه والحديث، ويفتي الناس في المناسك. و قال سعيد بن عمرو البردعي: يا أبا زرعة، أنت أحفظ أم أحمد بن حنبل؟ فقال: بل أحمد. وعن الحارث بن عباس قال: قلت لأبي مسهر: هل تعرف أحدا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها؟ قال: لا أعلمه إلا شاب في ناحية الشرق، يعني أحمد بن حنبل. مات سنة إحدى وأربعين ومائتين. رحمه الله تعالى.
أبو حفص عمرو الفلاس
هو عمرو بن علي بن بحر بن كنيز الحافظ الإمام المجود الناقد، أبو حفص الباهلي البصري الصيرفي الفلاس، حفيد المحدث بحر بن كنيز السقاء. قال النسائي: ثقة حافظ، صاحب حديث. وقال أبو حاتم: كان أرشق من علي بن المديني. وقال أبو زرعة: ذاك من فرسان الحديث لم نر بالبصرة أحفظ منه ومن ابن المدينى والشاذكوني. وقال ابن إشكاب الحافظ: ما رأيت مثل أبي حفص الفلاس، كان يحسن كل شيء. وقال حجاج بن الشاعر: لا يبالي عمرو بن علي أحدث من كتابه، أو من حفظه. مات سنة تسع وأربعين ومائتين. رحمه الله تعالى.
الدارمي
هو عبد الله بن عبدالرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الله، الحافظ الإمام، أحد الأعلام، أبو محمد التميمي، ثم الدارمي السمرقندي، ودارم هو ابن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم، طوف أبو محمد الأقاليم، وصنف التصانيف. قال محمد بن بشار: حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بنيسابور، وعبد الله بن عبدالرحمن بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى. وقال أبو حاتم: عبد الله بن عبد الرحمن إمام أهل زمانه. وقال ابن حبان: كان من الحفاظ المتقنين ممن حفظ وجمع وتفقه وصنف وحدث. وقال محمد بن إبراهيم الشيرازي: أظهر علم الحديث والآثار بسمرقند وذب عنها الكذب وكان مفسرا كاملا وفقيها عالما. وقال الخطيب: كان أحد الرحالين في
¥(26/498)
الحديث والموصوفين بحفظه وجمعه والإتقان له مع الثقة والصدق والورع والزهد. وعن رجاء بن مرجا قال: ما رأيت أحد أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منه. مات سنة خمس وخمسين ومائتين. رحمه الله تعالى.
البخاري
هو الإمام المحدث العلم, شيخ الإسلام, أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة ابن بردزبه، بباء موحدة مفتوحة، ثم راء ساكنة، ثم دال مهملة مكسورة، ثم زاي ساكنة، ثم باء موحدة، ثم هاء، وهي لفظة بُخارية، معناها الزراع, الجعفي مولاهم, البخاري، إمام أهل الحديث في زمانه, والمقدم على سائر أضرابه وأقرانه, صاحب الصحيح والتصانيف. عن محمد ابن خميرويه، سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح وقال أبو مصعب الزهري: محمد بن إسماعيل أفقه عندنا وأبصر بالحديث من أحمد بن حنبل. وقال ابن خزيمة: ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث من البخاري. وقال محمد بن حمدون بن رستم: سمعت مسلم بن الحجاج يقول للبخاري: دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيد المحدثين وطبيب الحديث في علله. وقال الترمذي: لم أر أحدا بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل. قال أبو عبد الله الحاكم: محمد بن إسماعيل البخاري إمام أهل الحديث. وقال سعيد بن جعفر: سمعت العلماء بالبصرة يقولون: ما في الدنيا مثل محمد بن إسماعيل في المعرفة والصلاح. وقال ابن حجر: جبل الحفظ وإمام الدنيا في فقه الحديث. مات سنة ست وخمسين ومائتين, رحمه الله تعالى.
الذهلي
هو محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب، الإمام العلامة الحافظ البارع، شيخ الإسلام، وعالم أهل المشرق، وإمام أهل الحديث بخراسان، أبو عبد الله الذهلي مولاهم، النيسابوري. قال ابن أبي حاتم: كتب أبي عن محمد بن يحيى بالري، وهو ثقة صدوق، إمام من أئمة المسلمين، وثقه أبي، وسمعته يقول: هو إمام أهل زمانه. وقال أبو بكر بن زياد وابن أبي داود: كان أمير المؤمنين في الحديث. وقال ابن خزيمة: محمد بن يحيى إمام عصره. وقال الخطيب: كان أحد الأئمة العارفين، والحفاظ المتقنين. وقال ابن ماكولا: إمام أهل الحديث بنيسابور مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين. رحمه الله تعالى.
أبو بكر الأثرم
هو الإمام الحافظ العلامة، أبو بكر، أحمد بن محمد بن هانئ، الإسكافي الأثرم الطائي، وقيل: الكلبي، أحد الأعلام، ومصنف " السنن "، وتلميذ الإمام أحمد. قال إبراهيم بن أورمة:الأثرم أحفظ من أبي زرعة وأتقن. قال الخلال: كان يعرف الحديث ويحفظه ويعلم الأبواب والمسند. وقال أيضا: كان معه تيقظ عجيب جدا. وكان يحيى بن معين يقول: الأثرم كان أحد أبويه جنيا، لتيقظه. وقال النسائي: ثقة مأمون ثبت. قال الحافظ ابن حجر: توفي سنة إحدى وستين ومائتين أو في حدودها. رحمه الله تعالى.
مسلم
هو الإمام الكبير الحافظ المجود الحجة الصادق، أبو الحسين، مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ، القشيري النيسابوري، صاحب " الصحيح ". قال أحمد بن سلمة: رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما. وقال ابن منده سمعت أبا علي النيسابوري يقول: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم. وقال بندار: الحفاظ أربعة أبو زرعة ومحمد بن إسماعيل والدارمي ومسلم. وقال أبو العباس بن سعيد: أما مسلم فقل ما يقع له الغلط لأنه كتب المقاطيع والمراسيل. وقال الخطيب: أحد الأئمة من حفاظ الحديث. مات سنة إحدى وستين ومائتين. رحمه الله تعالى.
العجلي
هو الإمام الحافظ الزاهد، أبو الحسن، أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم، العجلي الكوفي. قال الذهبي: وله مصنف مفيد في "الجرح والتعديل"، طالعته، وعلقت منه فوائد تدل على تبحره بالصنعة، وسعة حفظه. وقال عباس الدوري: كنا نعده مثل ابن حنبل وابن معين. وقال الوليد بن بكر الأندلسي: " وأما عبد الله بن صالح فمن ثقات أئمة أهل الكوفة، صاحب قرآن وسنة. مات سنة إحدى وستين ومائتين. رحمه الله تعالى.
يعقوب ابن الصلت
¥(26/499)
هو يعقوب بن شيبة ابن الصلت بن عصفور، الحافظ الكبير العلامة الثقة، أبو يوسف، السدوسي البصري ثم البغدادي، صاحب " المسند " الكبير، العديم النظير المعلل. قال ابن كامل الفرضي: كان فقيها سريا من أصحاب أحمد ابن المعذل والحارث بن مسكين وهو من أئمة المسلمين وأعلام أهل الحديث المسندين. وقال الخطيب: كان ثقة وسكن بغداد وحدث بها. وقال ابن عبد البر: يعقوب أحد أئمة أهل الحديث وصنف مسندا معللا إلا أنه لم يتمه. وقال الذهبي: يوضح علل الأحاديث، ويتكلم على الرجال، ويجرح ويعدل، بكلام مفيد عذب شاف. مات سنة اثنتين وستين ومائتين. رحمه الله تعالى.
أبو زرعة الرازي
هو عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ القرشى مولاهم: أبو زرعة الرازي، أحد الأئمة المشهورين، والأعلام المذكورين، والحفاظ المتقنين. قال أحمد: ما جاوز الجسر أفقه من إسحاق بن راهويه ولا أحفظ من أبي زرعة. وقال أبو حاتم: إمام، وقال: ما خلف أبو زرعة بعده مثله ولا أعلم من كان يفهم هذا الشأن مثله وقل من رأيت في زهده. و قال إسحاق بن راهويه: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة الرازي ليس له أصل. وقال علي بن الجنيد: ما رأيت أعلم من أبي زرعة. وقال أبو بكر الخلال: إمام في الحديث. وقال الخطيب: كان إماما، ربانيا، حافظا، متقنا، مكثرا، صادقا، قدم بغداد غير مرة، وجالس أحمد بن حنبل وذاكره. وقال الذهبي: كان من أفراد الدهر حفظا وذكاء ودينا وإخلاصا وعلما وعملا. مات سنة أربع وستين ومائتين. رحمه الله تعالى.
الدقيقي
هو الإمام المحدث الحجة، أبو جعفر محمد بن عبدالملك بن مروان ابن الحكم، الواسطي الدقيقي (بفتح الدال المهملة، والياء الساكنة آخر الحروف بين القافين: هذه النسبة إلى الدقيق وبيعه وطحنه) قال أبو حاتم: صدوق. وقال الدارقطني: ثقة. مات سنة ست وستين ومائتين, رحمه الله تعالى.
داود الظاهري
هو داود بن علي بن خلف الأصبهاني، أبو سليمان، الملقب بالظاهري: أحد الأئمة المجتهدين في الإسلام. تنسب إليه الظاهرية، وهو أصبهاني الأصل، ومولده في الكوفة. سكن بغداد، وانتهت إليه رياسة العلم فيها. قال أبو عمرو المستملي،: رأيت داود الظاهرى يرد على إسحاق بن راهويه، وما رأيت أحدا قبله ولا بعده يرد عليه هيبة له. وقال أبو العباس ثعلب: كان عقل داود أكثر من علمه. و قال الخطيب: كان إماما عارفا ورعا ناسكا زاهدا، وفي كتبه حديث كثير، لكنّ الرواية عنه عزيزة جدا. توفي سنة سبعين ومائتين, رحمه الله تعالى.
الدوري
هو الإمام الحافظ الثقة الناقد، أبو الفضل، عباس بن محمد بن حاتم ابن واقد، الدوري ثم البغدادي، مولى بني هاشم، أحد الأثبات المصنفين. لازم يحيى بن معين، وتخرج به، وسأله عن الرجال، وهو في مجلد كبير. قال النسائي: ثقة. وقال الأصم: لم أر في مشايخي أحسن حديثا منه. وقال الذهبي: أحد الأثبات المصنفين، وقال: كان من أئمة الحديث، وكتابه في الرجال عن ابن معين مجلد كبير نافع ينبئ عن بصره بهذا الشأن. توفي سنة إحدى وسبعين ومائتين. رحمه الله تعالى.
ابن ماجه
هو محمد بن يزيد الربعي، مولاهم، أبو عبد الله بن ماجه القزويني الحافظ، صاحب كتاب " السنن " أحد الكتب الستة. قال الخليلي: ثقة كبير متفق عليه محتج به له معرفة بالحديث وحفظ ومصنفات في السنن والتفسير والتاريخ وكان عارفا بهذا الشأن. وقال الرافعي: إمام من أئمة المسلمين، كبير متقن مقبول بالاتفاق صنف التفسير، والتاريخ والسنين، ويقرن سننه بالصحيحين، وقال ابن كثير: صاحب كتاب السنن المشهورة، وهي دالة على عمله وعلمه وتبحره واطلاعه واتباعه للسنة في الأصول والفروع. وقال أحمد بن محمد الأدنروي: كان إماما في الحديث وقال الذهبي: حافظ قزوين في عصره، وقال: قد كان ابن ماجه حافظا ناقدا صادقا، واسع العلم، وإنما غض من رتبة " سننه " ما في الكتاب من المناكير، وقليل من الموضوعات. مات في رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين. رحمه الله تعالى.
أبو داود
¥(26/500)
هو الإمام الثبت سيد الحفاظ سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السجستاني صاحب السنن, أحد الكتب الستة. قال محمد بن إسحاق الصاغاني: لين لأبي داود الحديث كما لين لداود الحديد. وقال الحافظ موسى بن هارون: خلق أبو داود في الدنيا للحديث. وقال الحاكم أبو عبد الله: أبو داود إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة. وقال أحمد بن محمد بن ياسين الهروي: كان أحد حفّاظ الإسلام لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمه وعلله، وسنده، في أعلى درجة النّسك والعفاف والصَّلاح والورع. من فرسان الحديث. وقال الذهبي: كان رأسا في الحديث، رأسا في الفقه. مات سنة خمس وسبعين ومائتين. رحمه الله تعالى.
ابن قتيبة
هو أبو محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة الدينوري وقيل المروزي الكاتب نزيل بغداد صاحب المصنفات البديعة المفيدة المحتوية على علوم جمة نافعة، اشتغل ببغداد وسمع بها الحديث على إسحاق بن راهويه، وطبقته، وأخذ اللغة عن أبي حاتم السجستاني وذويه، وصنف وجمع وألف المؤلفات الكثيرة قال الخطيب: كان ثقة دينا فاضلا ولي قضاء الدينور وكان رأسا في اللغة والعربية والأخبار وأيام الناس. وقال السيوطي: من أهل العلم والحفظ، وحدث بكتب أبيه كلها من حفظه بمصر، ولم يكن معه كتاب توفي في رجب سنة ست وسبعين ومائتين، رحمه الله تعالى.
أبو حاتم الرازي
هو محمد بن إدريس بن المنذر بن داود بن مهران: الإمام الحافظ، الناقد، شيخ المحدثين، الحنظلي الغطفاني، من تميم بن حنظلة بن يربوع، وقيل: عرف بالحنظلي لأنه كان يسكن في درب حنظلة، بمدينة الري. قال أبو بكر الخلال: إمام في الحديث. وقال الخطيب: كان أحد الأئمة الحفاظ الأثبات مشهورا بالعلم مذكورا بالفضل. وقال موسى بن إسحاق الأنصاري القاضي: ما رأيت أحفظ من أبي حاتم. وقال أحمد بن سلمة الحافظ: ما رأيت بعد محمد بن يحيى أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبي حاتم. وقال هبة الله اللالكائي: كان أبو حاتم إماما حافظا متثبتا. وقال ابن كثير: أحد أئمة الحفاظ الأثبات العارفين بعلل الحديث والجرح والتعديل. وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني: إمام في الحفظ وقال المزي: كان أحد الأئمة الحفاظ الأثبات المشهورين بالعلم المذكورين بالفضل. وقال ابن القيم: إن أبا حاتم الرازي يجهل رجالا وهم ثقات معروفون وهو متشدد في الرجال. مات سنة سبع وسبعين ومائتين. رحمه الله تعالى.
يعقوب الفسوي
هو الإمام، الحافظ، الحجة، الرحال، محدث إقليم فارس، أبو يوسف، يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي الفسوي، بفتح الفاء والسين: نسبة إلى فسا: مدينة من بلاد فارس. ويقال له: يعقوب بن أبي معاوية. صاحب تاريخ " كبير" جم الفوائد. قال أبو زرعة الدمشقي: قدم علينا رجلان من نبلاء الرجال، أجلهما يعقوب بن سفيان أبو يوسف يعجز أهل العراق أن يروا مثله رجلا. وقال الذهبي: وما علمت يعقوب الفسوي إلا سلفيا، وقد صنف كتابا صغيرا في السنة. مات سنة سبع وسبعين ومائتين، رحمه الله تعالى.
الترمذي
هو محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك، وقيل: هو محمد بن عيسى بن يزيد بن سورة بن السكن، الحافظ، العلم، الإمام، البارع، ابن عيسى السلمي الترمذي الضرير، مصنف " الجامع "، أحد الكتب الستة, وكتاب " العلل "، وغير ذلك. قيل: ولد أعمى، والصحيح أنه أضر في كبره، بعد رحلته وكتابته العلم. قال ابن حبان: كان أبو عيسى ممن جمع، وصنف، وحفظ، وذاكر. وقال أبو سعد الإدريسي: كان أبو عيسى يضرب به المثل في الحفظ. قال عمر بن علك: مات البخاري، فلم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى، في العلم والحفظ، والورع والزهد. وقال المزي: أحد الأئمة الحفاظ المبرزين، ومن نفع الله به المسلمين. وقال الخليلي: الحافظ متفق عليه، له كتاب في السنن وكتاب في الجرح والتعديل، روى عنه أبو محبوب والأجلاء، وهو مشهور بالأمانة والإمامة والعلم. وقال ابن كثير: هو أحد أئمة هذا الشأن في زمانه. مات سنة تسع وسبعين ومائتين بترمذ. رحمه الله تعالى.
ابن أبي خيثمة
¥(27/1)
هو أحمد بن زهير بن حرب بن شداد النسائي الأصل البغدادي أبو بكر ابن أبي خيثمة الحافظ الكبير بن الحافظ, وله كتاب التاريخ الذي أحسن في تصنيفه وأكثر فوائده. قال الخطيب كان ثقة عالما متقنا حافظا بصيرا بأيام الناس وأئمة الأدب أخذ علم الحديث عن أبيه ويحيى بن معين فأكثر عنه وعن أحمد بن حنبل وغيرهم. وقال الدارقطني ثقة مأمون. قال الفرغاني مات في آخر سنة تسع وسبعين ومائتين. وأرخ غيره وفاته في جمادى الأولى. رحمه الله تعالى.
أبو زرعة الدمشقي
هو الشيخ الإمام، محدث الشام، أبو زرعة، عبدالرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو النصري - بنون - الدمشقي، جمع وصنف، وذاكر الحفاظ، وتميز، وتقدم على أقرانه، لمعرفته وعلو سنده. ذكر أحمد بن أبي الحواري أبا زرعة الدمشقي. فقال: هو شيخ الشباب. قال عبدالرحمن بن أبي حاتم: كان أبو زرعة الدمشقي رفيق أبي، وكتبت عنه أنا وأبي، وكان ثقة صدوقا. وقال الخليلي: كان من الحفاظ الأثبات. وقال المزي: شيخ الشام في وقته. مات سنة إحدى وثمانين ومائتين. رحمه الله تعالى.
إسماعيل القاضي المالكي
هو إسماعيل القاضي الإمام, الحافظ , شيخ الإسلام أبو إسحاق، إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن محدث البصرة حماد بن زيد بن درهم الأزدي , مولاهم البصري , المالكي , قاضي بغداد , وصاحب التصانيف. أخذ الفقه عن أحمد بن المعذل , وطائفة , وصناعة الحديث عن علي بن المديني , وفاق أهل عصره في الفقه. قال الخطيب: كان إسماعيل فاضلا عالما. متفننا فقيها، صنف المسند، وكتبا عديدة من علوم القرآن، وجمع حديث مالك، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأيوب السختياني. وقال أبو إسحاق الشيرازي: كان إسماعيل جمع القرآن، وعلوم القرآن، والحديث وآثار العلماء. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: كان ثقة صدوقا، وقال القاضي عياض: بلغ من العمر ما صار واحد عصره، في علوم الإسناد. فحمل الناس عنه من الحديث الحسن، ما لم يحمل عن كثير. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين. رحمه الله تعالى.
إبراهيم الحربي
هو الشيخ الإمام، الحافظ، شيخ الإسلام، أبو إسحاق، إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير، البغدادي، الحربي، صاحب التصانيف. قال الدارقطني: كان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه، وقال: إمام بارع في كل علم، صدوق، وقال: إمام مصنف عالم بكل شيء. وقال الحسين بن فهم الحافظ: لا ترى عيناك مثل إبراهيم الحربي، إمام الدنيا. وقال الخطيب: كان إماما في العلم رأسا في الزهد، عارفا بالفقة، بصيرا بالأحكام، حافظا للحديث، مميزا لعلله، قيما بالأدب، جماعا للغة، صنف غريب الحديث وكتبا كثيرة، أصله من مرو. وقال الحاكم: وسمعت محمد بن صالح القاضي يقول: لا نعلم بغداد أخرجت مثل إبراهيم الحربي، في الأدب والفقه والحديث والزهد. مات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين. رحمه الله تعالى.
ابن الجنيد
هو علي بن الحسين بن الجنيد الرازي، الحافظ الكبير أبو الحسن، ويعرف في بلده بالمالكي لكونه جمع حديث مالك. قال الخليلي: هو حافظ علم مالك. وقال الذهبي: كان بصيرا بالرجال والعلل وكان يحفظ أيضا أحاديث الزهري. وقال: كان من أئمة هذا الشأن. توفي في سنة إحدى وتسعين ومائتين. رحمه الله تعالى.
البزار
هو الشيخ، الإمام، الحافظ الكبير، أبو بكر، أحمد بن عمرو بن عبد الخالق، البصري، البزار، صاحب " المسند " الكبير. قال أبو سعيد بن يونس: حافظ للحديث. وقد ذكره أبو الحسن الدارقطني، فقال: ثقة، يخطئ ويتكل على حفظه. وقال الذهبي: صاحب المسند الكبير المعلل، الذي تكلم على أسانيده. وقال ابن حجر: صاحب المسند الكبير صدوق مشهور. مات سنة اثنتين وتسعين ومائتين. رحمه الله تعالى.
موسى بن هارون
هو موسى بن هارون الإمام ,الحافظ الكبير, الحجة الناقد، محدث العراق، أبو عمران البزاز. قال أبو بكر الخطيب: كان موسى ثقة حافظا. وقال الصبغي: ما رأينا في حفاظ الحديث أهيب ولا أورع من موسى بن هارون. وقال عبد الغني بن سعيد الحافظ: أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله، علي ابن المديني في زمانه، وموسى بن هارون في وقته، والدار قطني في وقته. وعن محمد بن العباس قال قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال أبو عمران موسى بن هارون بن عبد الله البزاز المعروف هارون بالحمال كان أحد المشهورين بالحفظ والثقة ومعرفة الرجال. مات سنة أربع وتسعين ومائتين. رحمه الله تعالى.
صالح بن محمد جزرة
هو صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر بن أبي الأشرس، واسم أبي الأشرس: عمار، مولى لبني أسد بن خزيمة. الإمام الحافظ الكبير الحجة، محدث المشرق، أبو علي الأسدي البغدادي، الملقب بـ (جزرة) بجيم وزاي نزيل بخارى. قال الدارقطني: كان ثقة حافظا غازيا. وقال الحافظ أبو سعد الإدريسي: صالح بن محمد، ما أعلم في عصره بالعراق وخراسان في الحفظ مثله. ورأيت أبا أحمد بن عدي يضخم أمره ويعظمه. وقال الخطيب: كان حافظا عارفا من أئمة الحديث وممن يرجع إليه في علم الآثار ومعرفة نقلة الأخبار. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين. رحمه الله تعالى.
¥(27/2)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[22 - 05 - 09, 08:38 ص]ـ
محمد بن نصر المروزي
هو محمد بن نصر بن الحجاج المروزي الإمام، شيخ الإسلام، أبو عبد الله الحافظ الفقيه، صاحب التصانيف الكثيرة، والكتب الجمة, قال الحاكم: هو الفقيه العابد العالم إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة. وقال الخطيب:كان من أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم في الأحكام. وقال ابن حبان: كان أحد الأئمة في الدنيا ممن جمع وصنف وكان من أعلم أهل زمانه بالاختلاف وأكثرهم صيانة في العلم. وقال الذهبي: أحد الأعلام، كان رأسا في الفقه، رأسا في الحديث، رأسا في العبادة. وقال أبو إسحاق الشيرازي: كان من أعلم الناس بالاختلاف. وصنف كتبا. توفي سنة أربع وتسعين ومائتين, رحمه الله تعالى.
محمد بن عثمان بن أبي شيبة
هو محمد بن عثمان بن أبي شيبة الإمام الحافظ المسند، أبو جعفر العبسي الكوفي. وقال ابن عدي: لم أر له حديثا منكرا فأذكره. قال الذهبي: جمع وصنف، وله تاريخ كبير، ولم يرزق حظا، بل نالوا منه. وكان من أوعية العلم. وقال الخطيب: له تاريخ كبير وله معرفة وفهم. وقال الذهبي: كان عالما بصيرا بالحديث والرجال له تآليف مفيدة، وقال: كان محدثا فهما واسع الرواية، صاحب غرائب، وله تاريخ كبير لم أره. وقال ابن حجر: هو على ما قال ابن عبدان لا بأس به. مات سنة سبع وتسعين ومائتين, رحمه الله تعالى.
النسائي
هو الإمام الحافظ الثبت، شيخ الإسلام، ناقد الحديث، أبو عبد الرحمن، أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي، صاحب السنن أحد الكتب الستة. قال أبو سعيد ابن يونس: كان أبو عبد الرحمن النسائي إماما حافظا ثبتا. وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: الإمام في الحديث بلا مدافعة. وقال الحاكم: كلام النسائي على فقه الحديث كثير، ومن نظر في سننه تحير في حسن كلامه. قال الدارقطني: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره. وقال: وكان أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعلمهم بالحديث والرجال. وقال سعد بن علي الزنجاني: إن لأبي عبدالرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم. وقال الذهبي: كان من بحور العلم، مع الفهم، والإتقان، والبصر، ونقد الرجال، وحسن التأليف. . . ولم يبق له نظير في هذا الشأن. كانت وفاته سنة ثلاث وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.
الساجي
هو الإمام الثبت الحافظ، محدث البصرة وشيخها ومفتيها، أبو يحيى، زكريا بن يحيى بن عبدالرحمن بن بحر بن عدي عبدالرحمن بن أبيض بن الديلم بن باسل بن ضبة الضبي البصري الشافعي. قال الذهبي: وللساجي كتاب جليل في علل الحديث يدل على تبحره في هذا الفن. وقال الحافظ ابن حجر: كان مع معرفته بالفقه والحديث وتصنيفه في الاختلاف كتابه المشهور في العلل وكتابه الآخر على الإسناد. وذكره ابن أبي حاتم فقال: كان ثقة يعرف الحديث والفقه وله مؤلفات حسان في الرجال واختلاف العلماء وأحكام القرآن. مات بالبصرة سنة سبع وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
ابن جرير الطبري
هو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير، الإمام العلم المجتهد، عالم العصر، أبو جعفر الطبري، صاحب التصانيف البديعة، في فنون عديدة, من أهل آمل طبرستان. قال ابن خزيمة: ما أعلم على الأرض أعلم من محمد بن جرير. وقال الخطيب: كان أحد الأئمة يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره فكان حافظا لكتاب الله بصيرا بالمعاني فقيها في أحكام القرآن عالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها ناسخها ومنسوخها عارفا بأقوال الصحابة والتابعين بصيرا بأيام الناس وأخبارهم له تاريخ الإسلام والتفسير الذي لم يصنف مثله. توفي سنة عشر وثلاثمائة , رحمه الله تعالى.
ابن خزيمة
¥(27/3)
هو محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر. الحافظ الحجة الفقيه، شيخ الإسلام، إمام الأئمة، أبو بكر السلمي النيسابوري الشافعي، صاحب التصانيف. قال الحافظ أبو علي النيسابوري: لم أر أحدا مثل ابن خزيمة. وقال الدارقطني: كان ابن خزيمة إماما ثبتا، معدوم النظير. وقال الإمام أبو العباس: يستخرج النكت من حديث رسول الله بالمنقاش. وقال الذهبي: كان هذا الإمام جهبذا بصيرا بالرجال. وقال ابن كثير: كان بحرا من بحور العلم طاف البلاد ورحل إلى الآفاق في الحديث وطلب العلم فكتب الكثير وصنف وجمع وكتابه الصحيح من أنفع الكتب وأجلها وهو من المجتهدين في دين الإسلام. توفي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
أبو بكر الخلال
هو الإمام العلامة الحافظ الفقيه، شيخ الحنابلة وعالمهم، أبو بكر، أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد البغدادي الخلال. قال الخطيب: جمع الخلال علوم أحمد وتطلبها، وسافر لأجلها، وكتبها، وصنفها كتبا، لم يكن فيمن ينتحل مذهب أحمد أحد أجمع لذلك منه. وقال أبو بكر بن شهريار: كلنا تبع لأبي بكر الخلال، لم يسبقه إلى جمع علم الإمام أحمد أحد. توفي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.
الحسن بن نصر الطوسي
هو الإمام الحافظ المجود، أبو علي، الحسن بن علي بن نصر بن منصور الطوسي، صاحب المستخرج على الترمذي. قال الخليلي: له تصانيف تدل على معرفته بهذا الشأن. وسئل عنه ابن أبي حاتم، فقال: ثقة معتمد عليه. توفي على ما قاله الحاكم: بطوس سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة. وقال الخليلي: مات في طريق الغزو سنة ثمان وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.
أبو بكر بن أبي داود
هو عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني أبو بكر بن أبي داود الإمام العلامة الحافظ الثقة، شيخ بغداد، صاحب التصانيف, سافر به أبوه وهو صبي. قال الدارقطني: ثقة، كثير الخطأ في الكلام على الحديث. قال أبو بكر الخطيب: سمعت الحافظ أبا محمد الخلال يقول: كان أبو بكر أحفظ من أبيه أبي داود. وقال أبو داود: ابني عبد الله كذاب. قال الذهبي: لعل قول أبيه فيه - إن صح - أراد الكذب في لهجته، لا في الحديث، فإنه حجة فيما ينقله، أو كان يكذب ويوري في كلامه، ومن زعم أنه لا يكذب أبدا، فهو أرعن، نسأل الله السلامة من عثرة الشباب، ثم إنه شاخ وارعوى، ولزم الصدق والتقى. مات في ذي الحجة، سنة ست عشرة وثلاثمائة, رحمه الله تعالى.
أبو عوانة
هو الإمام الحافظ الكبير الجوال، أبو عوانة، يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد النيسابوري الأصل، الإسفراييني، صاحب " المسند الصحيح " المخرج على " صحيح مسلم " قال أبو عبد الله الحاكم: أبو عوانة من علماء الحديث وأثباتهم. وقال الذهبي: برع في هذا الشأن، وبذ الأقران. وقال ياقوت: هو أحد حفاظ الدنيا. وقال ابن أبي الفداء: من أئمة الحديث. توفي سنة ست عشرة وثلاثمائة, رحمه الله تعالى.
أبو الفضل الشهيد
هو الإمام الحافظ، الناقد المجود، أبو الفضل، محمد بن أبي الحسين أحمد بن محمد بن عمار بن محمد بن حازم بن المعلى بن الجارود الجارودي الهروي الشهيد. قال ابن كثير: كان من الثقات الأثبات الحفاظ المتقنين. قال الذهبي: إمام كبير، عارف بعلل الحديث. وقال أيضا: وقد خرج الحافظ أبو الفضل " صحيحا " على رسم " صحيح مسلم "، ورأيت له جزءا مفيدا، فيه بضعة وثلاثون حديثا من الأحاديث التي بين عللها في " صحيح مسلم ". قتلته القرامطة وأخاه أحمد سنة سبع عشرة وثلاثمائة, وهو متعلق بيديه جميعا بحلقتي الباب حتى سقط رأسه على عتبة الكعبة, رحمه الله تعالى.
ابن المنذر
هو الإمام الحافظ العلامة، شيخ الإسلام، أبو بكر، محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري الفقيه، نزيل مكة، وصاحب التصانيف كـ " الأشراف في اختلاف العلماء "، وكتاب: " الإجماع "، وكتاب: " المبسوط "، وغير ذلك. قال النووي: له من التحقيق في كتبه ما لا يقاربه فيه أحد، وهو في نهاية من التمكن من معرفة الحديث، وله اختيار فلا يتقيد في الاختيار بمذهب بعينه، بل يدور مع ظهور الدليل. وقال الذهبي: هذا الإمام فهو من حملة الحجة، جار في مضمار ابن جرير، وابن سريج، وتلك الحلبة رحمهم الله. مات بمكة سنة ثماني عشرة وثلاثمائة, رحمه الله تعالى.
ابن صاعد
¥(27/4)
هو يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب، الإمام الحافظ المجود، محدث العراق، أبو محمد الهاشمي البغدادي، مولى الخليفة أبي جعفر المنصور، رحال جوال، عالم بالعلل والرجال. قال الخليلي: أبو محمد بن صاعد، ثقة إمام يفوق في الحفظ أهل زمانه. وقال الدارقطني: ثقة ثبت حافظ. وقال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: لم يكن بالعراق في أقران أبي محمد بن صاعد أحد في فهمه، والفهم عندنا أجل من الحفظ. وقال الخطيب: كان ابن صاعد ذا محل من العلم وله تصانيف في السنن والأحكام وقال الذهبي: له كلام متين في الرجال والعلل يدل على تبحره. مات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة, رحمه الله تعالى.
الطحاوي
هو الإمام الحافظ الكبير، محدث الديار المصرية وفقيهها، أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبدالملك، الأزدي الحجري (بفتح الحاء المهملة، وسكون الجيم، وفي آخرها الراء) المصري الطحاوي الحنفي، صاحب التصانيف البديعة من أهل قرية طحا من أعمال مصر. قال ابن يونس: كان ثقة ثبتا فقيها عاقلا لم يخلف مثله. وقال الشيخ أبو إسحاق: أبو جعفر الطحاوي انتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة بمصر. وقال الذهبي: من نظر في تواليف هذا الإمام علم محله من العلم، وسعة معارفه. وقال ابن كثير: هو أحد الثقات الأثبات، والحفاظ الجهابذة. توفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى.
العقيلي
هو الإمام الحافظ الناقد، أبو جعفر، محمد بن عمرو بن موسى بن حماد، العقيلي الحجازي، مصنف " كتاب الضعفاء. قال مسلمة بن القاسم: كان العقيلي جليل القدر، عظيم الخطر، ما رأيت مثله. وقال ابن القطان الفاسي: أبو جعفر العقيلي ثقة، جليل القدر، عالم بالحديث، مقدم في الحفظ. وقال السيوطي: جليل القدر عظيم الخطر كثير التصانيف مقدم في الحفظ عالم بالحديث ثقة. توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. رحمه الله تعالى,
أبو حامد ابن الشرقي
هو الإمام العلامة الثقة، حافظ خراسان، أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن النيسابوري ابن الشرقي، صاحب " الصحيح "، وتلميذ مسلم. قال ابن خزيمة: حياة أبي حامد تحجز بين الناس وبين الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال الدارقطني: ثقة مأمون إمام. وقال الخطيب: أبو حامد ثبت حافظ متقن. وقال الخليلي: هو إمام وقته بلا مدافعة. مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.
ابن أبي حاتم
هو الإمام ابن الإمام، الحافظ ابن الحافظ, الناقد, شيخ الإسلام أبو محمد عبد الرحمن ابن الحافظ الكبير محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي. قال أبو يعلى الخليلي: أخذ أبو محمد علم أبيه، وأبي زرعة، وكان بحرا في العلوم ومعرفة الرجال. وقال: كان يقال: أئمة ثلاثة في زمن واحد، ابن أبي داود، وابن خزيمة، وابن أبي حاتم. وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي الحافظ: كان ثقة جليل القدر عظيم الذكر إماما من أئمة خراسان. وقال الذهبي في التذكرة الإمام الحافظ الناقد شيخ الإسلام ... كتابه في الجرح والتعديل يقضى له بالرتبة المتقنة في الحفظ، وكتابه في التفسير عدة مجلدات، وله مصنف كبير في الرد على الجهمية يدل على إمامته، وقال في الميزان: الحافظ الثبت ابن الحافظ الثبت .. وكان ممن جمع علو الرواية ومعرفة الفن وله الكتب النافعة ككتاب الجرح والتعديل والتفسير الكبير وكتاب العلل. توفي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى.
أبو بكر بن إسحاق الصبغي
هو الإمام العلامة المفتي المحدث، شيخ الإسلام، أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد، النيسابوري الشافعي المعروف بالصبغي (بكسر الصاد المهملة، وسكون الياء، وفي آخرها الغين المعجمة نسبة إلى الصبغ كما في "الأنساب"). قال الحاكم: بقي الإمام أبو بكر يفتي بنيسابور نيفا وخمسين سنة ولم يؤخذ عليه في فتاويه مسألة وهم فيها. وقال السمعاني: أحد العلماء المشهورين بالفضل والعلم الواسع من أهل نيسابور. وقال الذهبي: جمع وصنف، وبرع في الفقه، وتميز في علم الحديث. توفي سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة , رحمه الله تعالى.
أبو علي الحسين بن علي الحافظ
¥(27/5)
هو الإمام العلامة الثبت، أبو علي، الحسين بن علي بن يزيد بن داود الحافظ النيسابوري, أحد النقاد. قال الحاكم: هو واحد عصره في الحفظ، والإتقان، والورع، والمذاكرة، والتصنيف. وقال: كان أبو علي باقعة في الحفظ لا يطاق مذاكرته ولا يفي بمذاكرته أحد من حفاظنا. وقال أيضا: لست أقول تعصبا، لأنه أستاذي - يعني أبا علي - ولكن لم أر مثله قط. قال أبو بكر بن أبي دارم: ما رأيت ابن عقدة يتواضع لأحد من الحفاظ كتواضعه لأبي علي النيسابوري. وقال ابن منده: ما رأيت في اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي علي. وقال أيضا: ما رأيت أحفظ منه. وقال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن أبي علي النيسابوري، فقال: إمام مهذب. مات سنة تسع وأربعين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى.
ابن السكن
هو الإمام الحافظ الحجة أبو علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادي نزيل مصر. قال الذهبي: الإمام الحافظ المجود الكبير, جمع وصف، وجرح وعدل، وصحح وعلل. توفي سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى.
ابن حبان
هو الإمام العلامة، الحافظ المجود، شيخ خراسان، أبو حاتم، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سهيد بن هدية بن مرة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الدارمي البستي، صاحب الكتب المشهورة. قال أبو سعد الإدريسي: كان على قضاء سمرقند زمانا، وكان من فقهاء الدين، وحفاظ الآثار، عالما بالطب، وبالنجوم، وفنون العلم. وقال الحاكم: كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه، واللغة، والحديث، والوعظ، ومن عقلاء الرجال. وقال الخطيب: كان ثقة نبيلا فهما. وقال ابن عساكر: أحد الأئمة الرحالين والمصنفين المحسنين. مات سنة أربع وخمسين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى.
الطبراني
هو الإمام، الحافظ، الثقة، الرحال الجوال، محدث الإسلام، علم المعمرين، أبو القاسم، سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي الطبراني، صاحب المعاجم الثلاثة وغيرها من المصنفات الممتعة النافعة الغريبة. قال الذهبي: الإمام العلامة الحجة بقية الحفاظ، مسند الدنيا، وقال: الحافظ، الثقة، الرحال الجوال، محدث الإسلام، وقال ابن منده: الطبراني أحد الحفاظ المذكورين وقال ابن عساكر: أحد الحفاظ المكثرين والرحالين. وقال أبو نعيم: قدم الطبراني أصبهان سنة تسعين ومئتين، ثم خرج، ثم قدمها فأقام بها محدثا ستين سنة. توفى سنة ستين وثلاثمائة , رحمه الله تعالى.
أبو بكر ابن السني
هو الإمام الحافظ الثقة الرحال، أبو بكر، أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط الهاشمي الجعفري مولاهم الدينوري، المشهور بابن السني. قال الذهبي: كان دينا خيرا صدوقا, هو الذي اختصر " سنن " النسائي، واقتصر على رواية المختصر، وسماه " المجتنى " سمعناه عاليا من طريقه. وقد توهم كثير من أهل العلم أنه من اختصار النسائي وليس كذلك , وإنما هو اختيار تلميذه ابن السني. وقال ابن عساكر: حافظ مذكور ومصنف مشهور. مات أبو بكر ابن السني سنة أربع وستين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى.
ابن عدي
هو الإمام الحافظ الناقد الجوال، أبو أحمد، عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن مبارك ابن القطان الجرجاني، صاحب كتاب " الكامل " في الجرح والتعديل. وقال أبو يعلى الخليلي: كان أبو أحمد عديم النظير حفظا وجلالة. سألت عبد الله بن محمد الحافظ: أيهما أحفظ؟ ابن عدي أو ابن قانع، فقال: زر قميص ابن عدي أحفظ من عبد الباقي ابن قانع. وقال أيضا: وسمعت أحمد بن أبي مسلم الحافظ يقول: لم أر أحدا مثل أبي أحمد بن عدي، وكيف فوقه في الحفظ. وقال الذهبي: هو مصنف في الكلام على الرجال عارفا بالعلل. وقال: جرح وعدل وصحح وعلل، وتقدم في هذه الصناعة على لحن فيه، يظهر في تأليفه. قال حمزة السهمى: كان حافظا متقنا لم يكن في زمانه أحد مثله [عديم] النظير حفظا وجلالة، مات سنة خمس وستين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى.
أبو الفتح الأزدي
¥(27/6)
هو الحافظ البارع، أبو الفتح، محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بريدة الأزدي الموصلي، صاحب كتاب " الضعفاء " قال أبو بكر الخطيب: كان حافظا. وقال الخطيب: وسألت محمد بن جعفر بن علان عن أبي الفتح الأزدي فذكره بالحفظ وحسن المعرفة بالحديث وأثنى عليه وقال أيضا: كان حافظا صنف في علوم الحديث وفي الضعفاء وهاه جماعة بلا مستند. قال الذهبي: وعليه في كتابه في " الضعفاء " مؤاخذات، فإنه ضعف جماعة بلا دليل. بل قد يكون غيره قد وثقهم. مات سنة أربع وسبعين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى.
أبو بكر الإسماعيلي
هو الإمام الحافظ الحجة الفقيه، شيخ الإسلام، أبو بكر، أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس الجرجاني الإسماعيلي الشافعي، صاحب " الصحيح "، وشيخ الشافعية. صنف تصانيف تشهد له بالإمامة في الفقه والحديث، عمل " مسند عمر " رضي الله عنه، و " المستخرج على الصحيح ". قال الحاكم: كان الإسماعيلي واحد عصره، وشيخ المحدثين والفقهاء، وأجلهم في الرئاسة والمروءة والسخاء، ولا خلاف بين العلماء من الفريقين وعقلائهم في أبي بكر. وقال الذهبي: الحافظ الثبت شيخ الإسلام، وقال أيضا: إنما كان يرحل إليه لعلمه. وقال أيضا: ابتهرت بحفظ هذا الإمام وجزمت بأن المتأخرين على إياس من أن يلحقوا المتقدمين في الحفظ والمعرفة. وقال ابن كثير: الحافظ الكبير الرحال الجوال، سمع الحديث الكثير وحدث وخرج وصنف فأفاد وأجاد، وأحسن الانتقاد والاعتقاد. مات سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى.
أبو أحمد الحاكم
هو الإمام الحافظ العلامة الثبت، محدث خراسان، محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري الكرابيسي، الحاكم الكبير، مؤلف كتاب " الكنى ". ذكره الحاكم ابن البيع، فقال: هو إمام عصره في هذه الصنعة، كثير التصنيف، مقدم في معرفة شروط الصحيح والأسامي والكنى. وقال أيضا: كان أبو أحمد من الصالحين الثابتين على سنن السلف، ومن المنصفين فيما نعتقده في أهل البيت والصحابة. قال الذهبي: الحافظ، أحد أئمة الحديث، وصاحب التصانيف. مات سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة, رحمه الله تعالى.
ابن المظفر البزاز
هو محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن سلمة بن إياس أبو الحسين البزاز الحافظ البغدادي، رحل إلى الأمصار وبرع في علم الحديث ومعرفة الرجال، واتفقوا على فضله وصدقه وثقته. عن محمد بن عمر بن إسماعيل القاضي قال: رأيت أبا الحسن الدارقطني يعظم أبا الحسين بن المظفر ويجله ولا يستند بحضرته وعن محمد بن أبى الفوارس قال: كان محمد بن المظفر ثقة أمينا مأمونا حسن الحفظ وانتهى إليه الحديث وحفظه وعلمه وكان قديما ينتقى على الشيوخ وكان مقدما عندهم. وقال العتيقي: كان ثقة مأمونا حسن الحفظ. وقال ابن حجر: الحافظ ثقة حجة معروف. توفي في جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وثلاث مائة، رحمه لله تعالى.
الدارقطني
هو الإمام الحافظ المجود، شيخ الإسلام، علم الجهابذة، أبو الحسن، علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله البغدادي الدارقطني المقرئ المحدث، من أهل محلة دار القطن ببغداد. قال أبو بكر الخطيب: كان الدارقطني فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علوم الأثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال، مع الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع من علوم، سوى الحديث. وقال أبو الطيب الطبري: كان الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث. قال الذهبي: الإمام الحافظ المجود، شيخ الإسلام، علم الجهابذة، كان من بحور العلم. ومن أئمة الدنيا، انتهى إليه الحفظ ومعرفة علل الحديث ورجاله. وقال أبو عبد الله الحاكم: أبو الحسن صار واحد عصره في الحفظ والفهم والورع. وكان أحد الحفاظ. وقال الحافظ عبد الغني: أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة: ابن المديني في وقته، وموسى بن هارون، - يعني: ابن الحمال - في وقته، والدارقطني في وقته توفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
ابن شاهين
¥(27/7)
هو الشيخ الصدوق، الحافظ العالم، شيخ العراق، وصاحب التفسير الكبير، أبو حفص، عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن أزداذ البغدادي الواعظ. قال أبو الفتح بن أبي الفوارس: ثقة مأمون، صنف ما لم يصنفه أحد. وقال أبو بكر الخطيب: كان ثقة أمينا. وقال أبو الوليد الباجي: هو ثقة. وقال الذهبي: الشيخ الصدوق، الحافظ العالم، شيخ العراق، وصاحب التفسير الكبير مات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.
عبيدالله بن بطة
هو الإمام القدوة، العابد الفقيه المحدث، شيخ العراق، أبو عبد الله، عبيدالله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري الحنبلي، ابن بطة، مصنف كتاب " الإبانة الكبرى ". قال عبد الواحد بن علي العكبري: لم أر في شيوخ الحديث ولا في غيرهم أحسن هيئة من ابن بطة رحمه الله. وقال الخطيب: حدثني أبو حامد الدلوي، وقال: لما رجع ابن بطة من الرحلة لازم بيته أربعين سنة، لم ير في سوق ولا رؤي مفطرا إلا في عيد، وكان أمارا بالمعروف، لم يبلغه خبر منكر إلا غيره. قال الذهبي: كان صاحب حديث ولكنه ضعيف من قبل حفظه. قال العتيقي: توفي ابن بطة - وكان مستجاب الدعوة - في المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.
الخطابي
هو الإمام العلامة، الحافظ اللغوي، أبو سليمان، حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي الخطابي، صاحب التصانيف البديعة. قال أبو طاهر السلفي: وأما أبو سليمان الشارح لكتاب أبي داود، فإذا وقف منصف على مصنفاته، واطلع على بديع تصرفاته في مؤلفاته، تحقق إمامته وديانته فيما يورده وأمانته. وقال الذهبي: كان ثقة متثبتا من أوعية العلم. وقال ابن كثير: له فهم مليح وعلم غزير ومعرفة باللغة والمعاني والفقه. توفي سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة بمدينة بست. رحمه الله تعالى.
ابن منده
هو الإمام الحافظ الجوال، محدث الإسلام، أبو عبد الله، محمد بن المحدث أبي يعقوب إسحاق بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن يحيى بن منده، قال جعفر بن محمد المستغفري: ما رأيت أحدا أحفظ من أبي عبد الله بن منده. وقال أحمد بن جعفر الحافظ: كتبت عن أزيد من ألف شيخ، ما فيهم أحفظ من ابن منده. وقال شيخ هراة أبو إسماعيل الأنصاري: أبو عبد الله بن منده سيد أهل زمانه. وقال أبو علي الحافظ: أبو عبد الله من بيت الحديث والحفظ. وقال ابن عساكر: أحد المكثرين والمحدثين الجوالين. وقال ابن كثير: كان ثبت الحديث والحفظ. مات سنة خمس وتسعين وثلاثمائة. رحمه الله تعالى.
الحاكم
هو محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم، الإمام الحافظ، الناقد العلامة، شيخ المحدثين، أبو عبد الله بن البيع (قال السمعاني: هذه اللفظة لمن يتولى البياعة والتوسط في الخانات بين البائع والمشتري من التجار للأمتعة) الضبي الطهماني النيسابوري، الشافعي، صاحب التصانيف. قال الذهبي: صنف وخرج، وجرح وعدل، وصحح وعلل، وكان من بحور العلم على تشيع قليل فيه. وقال: برع في معرفة الحديث وفنونه، وصنّف التصانيف الكثيرة، وقال عنه أيضا: الإمام الحافظ، الناقد العلامة، شيخ المحدثين. وقال: وانتهت إليه رئاسة الفن بخراسان، لا بل في الدنيا، وكان فيه تشيُّع وحطّ على معاوية. وهو ثقة حجة. وقال الخطيب: كان من أهل الفضل والعلم والمعرفة والحفظ، وله في علوم الحديث مصنفات عدة. وقال ابن كثير: كان من أهل العلم والحفظ والحديث. مات سنة خمس وأربع مائة. رحمه الله تعالى.
أبو سعيد النقاش
هو الإمام الحافظ، البارع الثبت، أبو سعيد، محمد بن علي بن عمرو بن مهدي، الأصبهاني، الحنبلي النقاش. قال الذهبي: كان من أئمة الأثر، رحمه الله ورضي عنه. وقال الصفدي: كان من الثقات المشهورين. مات سنة أربع عشرة وأربعمائة. رحمه الله تعالى.
اللالكائي
هو الإمام الحافظ المجود، المفتي أبو القاسم، هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي، الشافعي اللالكائي مفيد بغداد في وقته، (واللالكائي: نسبة إلى بيع اللوالك التي تلبس في الأرجل، كما في " اللباب "). قال الخطيب: كان يحفظ ويفهم وصنف في السنن ورجال الصحيحين. وقال ابن الأثير: سمع الحديث الكثير، وتفقه على أبي حامد الأسفراييني، وصنف كتبا. وقال ابن كثير: كان يفهم ويحفظ، وعني بالحديث فصنف فيه أشياء كثيرة. توفي في شهر رمضان سنة ثمان عشرة وأربع مائة. رحمه الله تعالى.
¥(27/8)
أبو نعيم
هو أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران، الإمام الحافظ، الثقة العلامة، شيخ الإسلام، أبو نعيم، المهراني، الأصبهاني، الصوفي، الأحول، سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء، وصاحب " الحلية ". قال أبو محمد السمرقندي: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحدا أُطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين، أبو نعيم الأصبهاني وأبو حازم العبدويي. وقال الذهبي: وكان حافظا مبرزا عالي الإسناد، تفرد في الدنيا بشيء كثير من العوالي، وهاجر إلى لقيه الحفاظ. قال الصفدي: تاج المحدثين وأحد أعلام الدين له العلو في الرواية والحفظ والفهم والدراية وكانت الرحال تشد إليه، وقال: بقي أربع عشرة سنة بلا نظير لا يوجد شرقا ولا غربا أعلى إسنادا منه ولا أحفظ منه. قال أحمد بن محمد بن مردويه: كان أبو نعيم في وقته مرحولا إليه، ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه، كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر، وقال ابن كثير: الحافظ الكبير ذو التصانيف المفيدة الكثيرة الشهيرة، منها حلية الأولياء في مجلدات كثيرة، دلت على اتساع روايته، وكثرة مشايخه، وقوة اطلاعه على مخارج الحديث، وشعب طرقه. مات سنة ثلاثين وأربع مائة وله أربع. رحمه الله تعالى.
عبدالواحد الأرموي
هو الحافظ الإمام الجوال، أبو النجيب، عبد الغفار بن عبد الواحد بن محمد، الأرموي, (والأرموي: نسبة إلى أرمية، وهي من بلاد أذربيجان). قال الرافعي: من الأئمة المذكورين، يحفظ الحديث ومعرفته. توفي في شوال سنة ثلاث وثلاثين وأربع مائة. رحمه الله تعالى.
أبو نصر السجزي
هو الإمام العالم الحافظ المجود شيخ السنة، أبو نصر، عبيدالله بن سعيد بن حاتم بن أحمد، الوائلي (نسبة إلى قرية بسجستان يقال لها: وائل) البكري السجستاني، شيخ الحرم، ومصنف " الإبانة الكبرى " في أن القرآن غير مخلوق، وهو مجلد كبير دال على سعة علم الرجل بفن الأثر. قال محمد بن طاهر: سألت الحافظ أبا إسحاق الحبال عن أبي نصر السجزي، وأبي عبد الله الصوري، أيهما أحفظ؟ فقال: كان السجزي أحفظ من خمسين مثل الصوري. قال الذهبي: الحافظ الإمام علم السنة، صاحب (الإبانة الكبرى) في مسألة القرآن وهو كتاب طويل في معناه دال على إمامة الرجل وبصره بالرجال والطرق. قال السيوطي: كان متقنا مكثرا بصيرا بالحديث والسنة، واسع الرحلة. قال السمعاني: كان أحد الحفاظ. توفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة. رحمه الله تعالى.
الخليلي
هو القاضي العلامة الحافظ، أبو يعلى، الخليل بن عبد الله بن أحمد بن الخليل، الخليلي القزويني، مصنف كتاب " الإرشاد في معرفة المحدثين". قال الذهبي: كان ثقة حافظا عارفا بكثير من علل الحديث ورجاله عالي الإسناد كبير القدر، ومن نظر في كتابه عرف جلالته وله غلطات في " إرشاده ". وقال أيضا: أحد أئمة الحديث. وقال الصفدي: الحافظ المحدّث مصنِّف الإرشاد في معرفة المحدِّثين. كان ثقة حافظا عارفا بالعلل والرجال. توفي في آخر سنة ست وأربعين وأربعمائة. رحمه الله تعالى.
ابن بطال
هو العلامة أبو الحسن، علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال البكري، القرطبي، ثم البلنسي، ويعرف بابن اللجام (بالجيم المشددة: نسبة إلى عمل اللجم). قال ابن بشكوال: كان من أهل العلم والمعرفة والفهم، مليح الخط، حسن الضبط. عني بالحديث العناية التامة، وأتقن ما قيد منه. توفي سنة تسع وأربعين وأربعمائة. رحمه الله تعالى.
ابن حزم
هو الإمام أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد مولى يزيد بن أبي سفيان بن حرب بن أمية الفارسي الأصل, ثم الأندلسي القرطبي اليزيدي مولى الأمير يزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي المعروف بيزيد الخير. قال الذهبي: فيه دين وخير، ومقاصده جميلة، ومصنفاته مفيدة، وقد زهد في الرئاسة، ولزم منزله مكبا على العلم، فلا نغلو فيه، ولا نجفو عنه. وقال أبو حامد الغزالي: وجدت في أسماء الله تعالى كتابا ألفه أبو محمد بن حزم الأندلسي يدل على عظم حفظه وسيلان ذهنه. وقال ابن حجر: كان واسع الحفظ جدا إلا أنه لثقة حافظته كان يهجم، كالقول في التعديل والتخريج وتبين أسماء الرواة فيقع له من ذلك أوهام شنيعة. وقال صاعد بن أحمد: كان ابن حزم أجمع أهل الأندلس قاطبة لعلوم
¥(27/9)
الإسلام، وأوسعهم معرفة مع توسعه في علم اللسان، ووفور حظه من البلاغة والشعر، ومعرفته بالسنن والآثار والأخبار. وقال الحميدى: كان أبو محمد حافظا للحديث وفقهه. توفي سنة ست وخمسين وأربعمائة. رحمه الله.
البيهقي
هو الحافظ العلامة، الثبت، الفقيه، شيخ الإسلام، أبو بكر البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي، الخراساني. وبيهق: عدة قرى من أعمال نيسابور على يومين منها. قال الصفدي: دائرته في الحديث ليست كبيرة لكن بورك له في مروياته وحسن تصريفه فيها لحذقه وخبرته بالأبواب والرجال. وقال ابن الدمياطي: كان أحد الحفاظ المشهورين. قال أبو الحسن عبد الغافر في ذيل تاريخ نيسابور: أبو بكر البيهقي الفقيه الحافظ الأصولي الدين الورع واحد زمانه في الحفظ وفرد أقرانه في الإتقان والضبط، كتب الحديث وحفظه من صباه وتفقه وبرع وأخذ في الأصول، جمع بين علم الحديث والفقه وبيان علل الحديث ووجه الجمع بين الأحاديث، وقال ابن الأثير: كان إماما في الحديث والفقه على مذهب الشافعي وقال ابن كثير: كان أوحد أهل زمانه في الإتقان والحفظ والفقه والتصنيف، كان فقيها محدثا أصوليا. وقال السمعاني: كان إماما فقيها حافظا جمع بين معرفة الحديث وفقهه. توفي في جمادى الأولى، سنة ثمان وخمسين وأربع مائة، رحمه الله تعالى.
الخطيب البغدادي
هو الإمام العلامة المفتي، الحافظ الناقد، محدث الوقت أبو بكر، أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي، صاحب التصانيف، وخاتمة الحفاظ. قال ابن ماكولا: كان أبو بكر آخر الأعيان، ممن شاهدناه معرفة، وحفظا، وإتقانا، وضبطا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفننا في علله وأسانيده، وعلما بصحيحه وغريبه، وفرده ومنكره ومطروحه، ولم يكن للبغداديين - بعد أبي الحسن الدارقطني - مثله. وقال المؤتمن الساجي: ما أخرجت بغداد بعد الدارقطني أحفظ من أبي بكر الخطيب. وقال أبو إسحاق الشيرازي الفقيه: أبو بكر الخطيب يشبه بالدارقطني ونظرائه في معرفة الحديث وحفظه. وقال الباجي: حافظ المشرق الإمام المحدث الكبير، أخذ الحديث عن كبار علماء عصره، وارتحل في طلبه إلى عدة أمصار. وألف ستا وخمسين مصنفا في مختلف علوم الحديث، وكل من أنصف علم أن المحدثين بعده عيال على كتبه. وقال ابن عساكر: الفقيه الحافظ أحد الأئمة المشهورين والمصنفين المكثرين والحفاظ المبرزين ومن ختم به ديوان المحدثين. وقال الذهبي: خاتمة الحفاظ، كتب الكثير، وتقدم في هذا الشأن، وبذ الأقران، وجمع وصنف وصحح، وعلل وجرح، وعدل وأرخ وأوضح، وصار أحفظ أهل عصره على الإطلاق. توفي سنة ثلاث وستين وأربع مائة. رحمه الله تعالى.
ابن عبدالبر
هو الإمام العلامة، حافظ المغرب، شيخ الإسلام، أبو عمر، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري (بفتح النون والميم وبعدها راء)، الأندلسي، القرطبي، المالكي، صاحب التصانيف الفائقة. قال أبو القاسم بن بشكوال: ابن عبد البر إمام عصره، وواحد دهره. وقال الذهبي: كان إماما دينا، ثقة، متقنا، علامة، متبحرا، صاحب سنة واتباع. وكان حافظ المغرب في زمانه. قال القاضي عياض: الحافظ شيخ علماء الأندلس وكبير محدّثيها في وقته، وأحفظ من كان بها لسنة مأثورة، وقال ابن خلكان: إمام عصره في الحديث والأثر وما يتعلق بهما. وقال الباجي: أبو عمر أحفظ أهل المغرب. قال أبو عبدالله الحميدي: أبو عمر فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءات وبالخلاف وبعلوم الحديث والرجال. مات سنة ثلاث وستين وأربعمائة, رحمه الله تعالى.
الحميدي
هو الحافظ الثبت, الإمام القدوة ,أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد بن يصل الأزدي الحميدي الأندلسي الميورقى الظاهري (ميورقة جزيرة تجاه شرق الأندلس). قال إبراهيم السلماسي: لم تر عيناي مثل الحميدي في فضله ونبله وغزارة علمه وحرصه على نشر العلم قال وكان ورعا ثقة إماما في الحديث وعلله. وقال الذهبي: كان من بقايا أصحاب الحديث علما وعملا وعقدا وانقيادا، وقال أبو عامر العبدري: لا يرى مثله قط، وعن مثله لا يسأل، جمع بين الفقه والحديث والأدب، ورأى علماء الأندلس، وكان حافظا. وقال السمعاني: حافظ كبير جليل القدر. مات سنة ثمان وثمانين وأربعمائة. رحمه الله تعالى.
ابن القيسراني
هو الحافظ محمد بن طاهر بن علي بن أحمد الحافظ أبو الفضل المقدسي ويعرف في وقته بابن القيسراني الشيباني، قال ابن منده: كان أحد الحفاظ حسن الاعتقاد جميل الطريقة صدوقا عالما بالصحيح والسقيم كثير التصانيف لازما للأثر. وقال ابن الدمياطي: كان حافظا متقنا متفننا حسن التصنيف. وقال ابن خلكان: كان أحد الرحالين في طلب الحديث، وكان من المشهورين بالحفظ والمعرفة بعلوم الحديث، وله في ذلك مصنفات ومجموعات تدل على غزارة علمه وجودة معرفته. وقال محمد بن إسماعيل الحافظ: أحفظ من رأيت ابن طاهر. وقال أبو الحسن الكرجي: ما كان على وجه الأرض له نظير. توفي في شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
يحيى ابن منده
هو أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب ابن الإمام أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى ابن منده بن الوليد بن منده بن بطة بن استندار بن جهار بخت بن فيرزان، كان من الحفاظ المشهورين وأحد أصحاب الحديث المبرزين وهو محدث ابن محدث ابن محدث ابن محدث. وكان جليل القدر وافر الفضل واسع الرواية، ثقة حافظا فاضلا مكثرا صدوقا، كثير التصانيف، حسن السيرة بعيد التكلف، أوحد بيته في عصره. خرج التخاريج لنفسه ولجماعة من الشيوخ الأصبهانيين. ذكره الحافظ ابن السمعاني في كتاب " الذيل " وقال: كتب الإجازة بجميع مسموعاته، ثم قال: سألت عنه أبا القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ، فأثنى عليه ووصفه بالحفظ والمعرفة والدراية، ثم قال: سمعت أبا بكر محمد بن أبي النصر بن محمد اللفتواني الحافظ يقول: بيت ابن منده بدئ بيحيى وختم بيحيى، يريد في معرفة الحديث والعلم والفضل. وذكره عبد الغافر بن إسماعيل فقال: أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن منده رجل فاضل من بيت العلم والحديث المشهور في الدنيا. توفي في ذي الحجة من سنة إحدى عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى.
¥(27/10)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[22 - 05 - 09, 08:41 ص]ـ
البغوي
الشيخ الإمام، العلامة القدوة الحافظ، شيخ الإسلام، محيي السنة، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي المفسر، صاحب التصانيف، " شرح السنة " و" معالم التنزيل " " المصابيح " وغيرها. قال الذهبي: كان البغوي يلقب بمحيي السنة وبركن الدين، وكان سيدا إماما، عالما علامة، زاهدا قانعا باليسير،. . . بورك له في تصانيفه، ورزق فيها القبول التام، لحسن قصده، وصدق نيته، وتنافس العلماء في تحصيلها، وله القدم الراسخ في التفسير، والباع المديد في الفقه، رحمه الله. وقال ابن كثير: صاحب التفسير وشرح السنة والتهذيب في الفقه، والجمع بين الصحيحين والمصابيح في الصحاح والحسان، وغير ذلك، اشتغل على القاضي حسين وبرع في هذه العلوم، وكان علامة زمانه فيها، وكان دينا ورعا زاهدا عابدا صالحا. وقال الأدنروي: كان إماما في التفسير والحديث والفقه توفي سنة ست عشرة وخمسمائة. رحمه الله تعالى.
ابن العربي
هو الإمام العلامة الحافظ القاضي، أبو بكر، محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله، ابن العربي الأندلسي الإشبيلي المالكي، صاحب التصانيف. تفقه بالإمام أبي حامد الغزالي، والفقيه أبي بكر الشاشي، والعلامة الأديب أبي زكريا التبريزي، وجماعة. صنف، وجمع، وفي فنون العلم برع، وكان فصيحا بليغا خطيبا. صنف كتاب " عارضة الأحوذي في شرح جامع أبي عيسى الترمذي "، وفسر القرآن المجيد، فأتى بكل بديع، وله كتاب" الأصناف " في الفقه، قال ابن بشكوال: الإمام العالم الحافظ المستبحر ختام علماء الأندلس، وآخر أئمتها وحفاظها. وقال ابن النجار: حدث ببغداد بيسير، وصنف في الحديث والفقه والأصول وعلوم القرآن والأدب والنحو والتواريخ، واتسع حاله، وكثر إفضاله، ومدحته الشعراء، وعلى بلده سور أنشأه من ماله. وقال ابن كثير: كان فقيها عالما، وزاهدا عابدا، وسمع الحديث بعد اشتغاله في الفقه. توفي بفاس في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وخمسمئة.
الجورقاني
هو الإمام الحافظ الناقد، أبو عبد الله، الحسين بن إبراهيم بن الحسين ابن جعفر، الهمذاني الجورقاني. وجورقان: من قرى همذان. له مصنف في الموضوعات " (الأباطيل) وغيره. يسوقها بأسانيده. وعلى كتابه بنى أبو الفرج بن الجوزي كتاب " الموضوعات " له. قال الذهبي: الإمام الحافظ الناقد. وقال ابن مشق: ضبط وصنف عدة كتب في علم الحديث منها كتاب " الموضوعات " أجاد تصنيفه. قال ابن حجر: كان قليل الخبرة بأحوال المتأخرين وجل اعتماده في كتاب الأباطيل على المتقدمين إلى عهد ابن حبان وأما من تأخر عنه فيعل الحديث بأن رواته مجاهيل وقد يكون أكثرهم مشاهير. وقال الصفدي: سمع الكثير، وكتب وحصل، وصنف عدة كتب في علم الحديث، منها: كتاب الموضوعات أجاد تصنيفه. وفاته في سادس عشر رجب سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.
ابن عساكر
هو الإمام الحافظ الكبير, محدث الشام , فخر الأئمة , ثقة الدين أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقي الشافعي صاحب التصانيف. وعدد شيوخه في " معجمه " ألف وثلاثمائة شيخ بالسماع، وستة وأربعون شيخا أنشدوه، وعن مائتين وتسعين شيخا بالإجازة، الكل في " معجمه "، وبضع وثمانون امرأة لهن " معجم ". قال السمعاني: أبو القاسم حافظ ثقة متقن دين خير حسن السمت جمع بين معرفة المتن والإسناد وكان كثير العلم غزير الفضل صحيح القراءة متثتبا رحل وتعب وبالغ في الطلب وجمع ما لم يجمعه غيره. وقال ابن قاضي شهبة: إمام أهل الحديث في زمانه وحامل لوائهم. وقال الذهبي: كتب الكثير وصنف وخرج وعني بالكتابة والمطالعة فبالغ إلى الغاية. وقال: الحافظ الكبير أبو القاسم، أحد الأعلام في الحديث. صنّف التصانيف المفيدة، ولم يكن في زمانه أحفظ ولا أعرف بالرجال منه. وقال ابن الدمياطي: إمام المحدثين في وقته، ومن انتهت إليه الرئاسة في الحفظ والإتقان، وبه ختم هذا الشأن. وقال ابن كثير: أحد أكابر حفاظ الحديث ومن عنى به سماعا وجمعا وتصنيفا واطلاعا وحفظا لأسانيده ومتونه، وإتقانا لأساليبه وفنونه. توفي في رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة. رحمه الله تعالى
عبد الحق الإشبيلي
¥(27/11)
هو الإمام الحافظ البارع المجود العلامة، أبو محمد عبد الحق بن عبدالرحمن بن عبد الله بن الحسين بن سعيد الأزدي الأندلسي الإشبيلي المعروف في زمانه بابن الخراط. قال الحافظ أبو عبد الله البلنسي: كان فقيها، حافظا، عالما بالحديث وعلله، عارفا بالرجال، موصوفا بالخير والصلاح والزهد والورع ولزوم السنة والتقلل من الدنيا، وقال الذهبي: عمل (الجمع بين الصحيحين) بلا إسناد على ترتيب مسلم، وأتقنه، وجوده. توفي سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.
ابن الجوزي
هو الإمام العلامة، الحافظ المفسر، شيخ الإسلام، جمال الدين، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيدالله بن عبد الله بن حمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله ابن الفقيه عبد الرحمن ابن الفقيه القاسم بن محمد ابن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق، القرشي التيمي البكري البغدادي، الحنبلي، الواعظ، صاحب التصانيف. قال أبو عبد الله ابن الدبيثي في (تاريخه): شيخنا جمال الدين صاحب التصانيف في فنون العلوم من التفسير والفقه والحديث والتواريخ وغير ذلك. قال الذهبي: ومع تبحر ابن الجوزي في العلوم وكثرة اطلاعه وسعة دائرته لم يكن مبرزا في علم من العلوم وذلك شأن كل من فرق نفسه في بحور العلوم مع أنه كان مبرزا في الوعظ والتفسير والتاريخ متوسطا في المذهب والحديث، له اطلاع على متون الحديث. وأما الكلام على صحيحه وسقيمه فما له فيه ذوق المحدثين ولا نقد الحفاظ المبرزين. توفي سنة سبع وتسعين وخمسمائة. رحمه الله تعالى.
أبو المظفر السمعاني
هو الإمام عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار، الإمام فخر الدين أبو المظفر بن الحافظ أبي سعد بن السمعاني المروزي. اعتنى به أبوه أتم عناية، ورحل به وسمعه الكثير، وأدرك الإسناد العالي. وخرج له أبوه معجما في ثمانية عشر جزء، وروى الكثير. قال عنه ابن الغزي: الحبر المحدث المسند. وقال الصفدي: رحل الناس إليه، وحدث عنه الأئمة وانقطع بموته شيء كثير من المرويات. توفي في ذي الحجة سنة أربع عشرة وستمائة، رحمه الله تعالى.
موفق الدين ابن قدامة
هو الشيخ الإمام القدوة العلامة المجتهد شيخ الإسلام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي صاحب " المغني ". قال ابن النجار: كان إمام الحنابلة بجامع دمشق، وكان ثقة حجة نبيلا، غزير الفضل، نزها، ورعا عابدا، على قانون السلف، عليه النور والوقار، ينتفع الرجل برؤيته قبل أن يسمع كلامه. وقال عمر بن الحاجب: هو إمام الأئمة، ومفتي الأمة، خصه الله بالفَضل الوافر، فأما الحديث فهو سابق فرسانه، وأما الفقه فهو فارس ميدانه؛ أعرف الناس بالفُتيا، وله المؤلفات الغزيرة، وما أظن الزمان يسمح بمثله، وقال ابن تغري بردي: كتب وصنف وبرع في الفقه والحديث، وأفتى ودرس وشاع ذكره وبعد صيته. وقال الذهبي: كان إماما، حجة، مفتيا، مصنِّفا، متفنناّ، متبحّرا من العلوم، كبير القدر. توفي سنة عشرين وستمائة. رحمه الله تعالى
عمر بن بدر الموصلي
هو عمر بن بدر بن سعيد، الإمام المحدث المفيد الفقيه أبو حفص الكردي الموصلي الحنفي ضياء الدين. قال ابن قطلوبغا: له مصنفات في الحديث وغيره منها العقيدة الصحيحة في الموضوعات الصريحة واستنباط المعين من العلل والتاريخ لابن معين وحدَّث وكان حسن السمت طيب المحاضرة نبيلا عالي الشأن. وقال الذهبي: جمع وصنف وحدث بحلب ودمشق. . . وله تواليف مفيدة وعمل في هذا الفن. توفي في شوال سنة اثنتين وعشرين وستمائة. رحمه الله تعالى.
ابن القطان
¥(27/12)
هو الشيخ الإمام العلامة الحافظ الناقد المجود القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن عبدالملك بن يحيى بن إبراهيم الحميري الكتامي المغربي الفاسي المالكي المعروف بابن القطان. قال الأبار: كان من أبصر الناس بصناعة الحديث، وأحفظهم لأسماء رجاله، وأشدهم عناية بالرواية، وله تصانيف، درس وحدث. وقال الذهبي: علقت من تأليفه كتاب " الوهم والإيهام " فوائد تدل على قوة ذكائه، وسيلان ذهنه، وبصره بالعلل. قال ابن مسدي: كان معروفا بالحفظ والإتقان، ومن أئمة هذا الشأن. توفي سنة ثمان وعشرين وستمائة. رحمه الله تعالى.
أبو العباس العشاب
هو الشيخ الإمام الفقيه الحافظ الناقد الطبيب أبو العباس أحمد بن محمد ابن مفرج الإشبيلي الأوي، مولاهم، الحزمي الظاهري النباتي الزهري العشاب. قال أبو عبد الله الأبار: كان بصيرا بالحديث ورجاله، وله مجلد مفيد فيه استلحاق على " الكامل " بن عدي، وقال ابن نقطة: كتبت عنه، وكان ثقة، حافظا، صالحا. وقال الذهبي: له كتاب " التذكرة في معرفة شيوخه، وله كتاب " المعلم بما زاد البخاري على مسلم ". وقال السيوطي: كان مالكيا فصار ظاهريا محدثا حافظا بصيرا بالحديث ورجاله ذاكرا للتواريخ والأنساب ثقة. مات سنة سبع وثلاثين وستمائة. رحمه الله تعالى.
الضياء المقدسي
هو محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبدالرحمن بن إسماعيل بن منصور، الشيخ الإمام الحافظ القدوة المحقق المجود الحجة بقية السلف ضياء الدين أبو عبد الله السعدي المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي صاحب التصانيف والرحلة الواسعة. حصل الأصول الكثيرة، وجرح وعدل، وصحح وعلل، وقيد وأهمل، مع الديانة والأمانة، والتقوى والصيانة، والورع والتواضع والصدق والإخلاص وصحة النقل. قال شرف الدين يوسف بن بدر: رحم الله شيخنا ابن عبد الواحد، كان عظيم الشأن في الحفظ ومعرفة الرجال، هو كان المشار إليه في علم صحيح الحديث وسقيمه ما رأت عيني مثله. قال المزي: الشيخ الضياء أعلم بالحديث والرجال من الحافظ عبد الغني ولم يكن في وقته مثله. وقال ابن رجب: محدث عصره، ووحيد دهره. وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره. قال ابن النجار: حافظ متقن حجة عالم بالرجال ورع تقى ما رأيت مثله في نزاهته وعفته وحسن طريقته وقال عمر بن الحاجب: شيخنا الضياء شيخ وقته ونسيج وحده علما وحفظا وثقة ودينا من العلماء الربانيين، وهو أكبر من أن يدل عليه مثلي. توفي سنة ثلاث وأربعين وستمائة. رحمه الله تعالى.
ابن الصلاح
هو الإمام الحافظ العلامة شيخ الإسلام تقي الدين أبو عمرو عثمان ابن المفتي صلاح الدين عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي الشهرزوري الموصلي الشافعي، صاحب " علوم الحديث ". تفقه على والده بشهرزور، قال عمر بن الحاجب: إمام ورع، وافر العقل، حسن السمت، متبحر في الأصول والفروع، بالغ في الطلب حتى صار يضرب به المثل، وأجهد نفسه في الطاعة والعبادة. وقال الذهبي: كان ذا جلالة عجيبة، ووقار وهيبة، وفصاحة، وعلم نافع، وكان متين الديانة، سلفي الجملة، صحيح النحلة، كافا عن الخوض في مزلات الأقدام، مؤمنا بالله، وبما جاء عن الله من أسمائه ونعوته. وقال ابن خلكان: كان أحد فضلاء عصره في التفسير والحديث والفقه وأسماء الرجال وما يتعلق بعلم الحديث ونقل اللغة. توفي سنة ثلاث وأربعين وستمائة. رحمه الله تعالى.
الصغاني
هو الشيخ الإمام العلامة المحدث إمام اللغة رضي الدين أبو الفاضل الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن علي القرشي العدوي العمري الصاغاني الأصل الهندي اللهوري المولد البغدادي الوفاة المكي المدفن الفقيه الحنفي صاحب التصانيف. قال الدمياطي: كان شيخا صالحا صدوقا صموتا إماما في اللغة والفقه والحديث، قرأت عليه الكثير. وقال التقي الغزي: الفقيه، المحدث، حامل لواء اللغة في زمانه. وقال: الإمام العالم العلامة المحدث اللغوي. توفي سنة خمسين وستمائة. رحمه الله تعالى.
المنذري
¥(27/13)
هو الإمام العلامة الحافظ المحقق شيخ الإسلام زكي الدين أبو محمد عبدالعظيم بن عبدالقوي بن عبد الله بن سلامة بن سعد المنذري الشامي الأصل المصري الشافعي. قال الحافظ عز الدين الحسيني:كان عديم النظير في علم الحديث على اختلاف فنونه ثبتا حجة ورعا متحريا. قال الدمياطي: هو شيخي ومخرجي، أتيته مبتدئا، وفارقته معيدا له في الحديث. وقال السبكي: أما الحديث فلا مِراءَ في أنه كان أحفظ أهل زمانه وفارسَ أقرانه له القَدمُ الراسخُ في معرفة صحيح الحديث من سقيمه وحفظ أسماء الرِّجال حفظ مُفرِط الذكاء عظيمه والخبرة بأحكامه والدِّراية بغريبه وإعرابه واختلاف كلامه. وقال الذهبي: الحافظ الكبير الإمام الثبت، وقال: كان صالحا، زاهدا، متنسكا، ولم يكن في زمانه أحفظ منه. وقال السيوطي: كان عديم النظير في معرفة علم الحديث على اختلاف فنونه عالما بصحيحه وسقيمه ومعلوله وطرقه متبحرا في معرفة أحكامه ومعانيه ومشكله فقيها بمعرفة غريبه واختلاف ألفاظه إماما حجة ثبتا ورعا متحريا. توفي سنة ست وخمسين وستمائة. رحمه الله تعالى.
الرشيد العطار
هو الرشيد الإمام الحافظ الثقة المجود رشيد الدين أبو الحسين يحيى بن علي بن عبد الله بن علي بن مفرج القرشي الأموي النابلسي ثم المصري العطار المالكي، ألف معجم شيوخه وانتخب وأفاد وتقدم في فن الحديث، وكان ثقة مأمونا متقنا حافظا حسن التخريج، ذكره الشريف عز الدين فقال: كان حافظا ثبتا انتهت إليه رياسة الحديث بالديار المصرية ووقف كتبه، صحبته مدة. وقال عنه ابن الغزي: الإمام الحبر الحافظ الرحلة. وقال عنه الكتبي: كان ثقة ثبتا عارفا بفن الحديث. توفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وستمائة، رحمه الله تعالى.
القرطبي المفسر
هو الشيخ الإمام العلامة محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح أبو عبد الله الأنصاري الخزرجي القرطبي, صاحب المؤلفات الحسنة، كالتفسير والتذكرة. قال عنه الذهبي: إمام متفنن متبحر في العلم، له تصانيف مفيدة تدل على كثرة اطلاعه ووفور عقله وفضله. وقال ابن سيد الناس: شيخ فنه في عصره القرطبي في التفسير والحديث. توفي سنة إحدى وسبعين وستمائة. رحمه الله تعالى.
النووي
هو الإِمام الحافظ شيخ الإسلام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مُرِّي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حِزَام، النووي نسبة إلى نوى، وهي قرية من قرى حَوْران في سورية، ثم الدمشقي الشافعي، شيخ المذاهب وكبير الفقهاء في زمانه. قال ابن كثير في " تاريخه ": الشيخ الإمام العالم العلامة، شيخ المذهب وكبير الفقهاء في زمانه، ومن حاز قصبة السبق دون أقرانه. وقال ابن الملقن: هو الشيخ الإمام، العالم المحقق، المدقق المتقن، ذو الفنون من العلوم المتكاثرات، والتصانيف النافعة المستجادات، أحد العلماء الصالحين، وعباد الله العارفين، محيي السنّة والدين. وقال ابن ناصر الدين الدمشقي: الحافظ القدوة الإمام، شيخ الإسلام، صاحب التصانيف السديدة، والمؤلفات النافعة المفيدة. كان فقيه الأمة، وعلم الأمة، وأوحد زمانه تبحُّرا في علوم جمة. وقال ابن العطار: كان محققا في علمه وفنونه مدققا في علمه وشؤونه حافظا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عارفا بأنواعه من صحيحه وسقيمه وغريب ألفاظه واستنباط فقهه حافظا للمذهب وقواعده وأصوله وأقوال الصحابة والتابعين واختلاف العلماء ووفاقهم. وقال السيوطي: كان إماما بارعا حافظا متقنا أتقن علوما شتى وبارك الله في علمه وتصانيفه لحسن قصده. توفي سنة ست وسبعين وستمائة. رحمه الله تعالى.
ابن دقيق العيد
هو الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد محمد بن علي بن وهب بن مطيع الإمام العلامة شيخ الإسلام تقي الدين ابن دقيق العيد القشيري المنفلوطي المصري المالكي الشافعي أحد الأعلام وقاضي القضاة. قال ابن سيد الناس: لم أر مثله فيمن رأيت ولا حملت عن أجل منه فيما رأيت ورويت وكان للعلوم جامعا وفي فنونها بارعا مقدما في معرفة علل الحديث على أقرانه منفردا بهذا الفن النفيس في زمانه بصيرا بذلك سديد النظر في تلك المسالك أذكى ألمعية وأزكى لوذعية لا يشق له غبار ولا يجري معه سواه في مضمار. وقال الصفدي: كان إماما متفننا محدثا مجودا فقيها مدققا أصوليا أديبا نحويا شاعرا ناثرا ذكيا غواصا على المعاني مجتهدا وافر العقل كثير السكينة بخيلا
¥(27/14)
بالكلام تام الورع شديد التدين مديم السهر مكبا على المطالعة والجمع قل أن ترى العيون مثله. وقال الذهبي: كان من أذكياء زمانه واسع العلم كثير الكتب. وقال ابن حجر: الإِمام العلم الشهير الماهر فِي الفقه والحديث ومعرفة طرق الاجتهاد. و قال قطب الدين الحلبي: كان الشيخ تقي الدين إمام أهل زمانه وممن فاق بالعلم والزهد على أقرانه عارفا بالمذهبين إماما في الأصلين حافظا متقنا في الحديث وعلومه ويضرب به المثل في ذلك، وكان آية في الحفظ والإتقان. توفي في صفر سنة اثنتين وسبعمائة، رحمه الله تعالى
ابن تيمية
هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الحراني ابن تيمية الشيخ الإمام العالم العلامة المفسر الفقيه المجتهد الحافظ المحدث شيخ الإسلام نادرة العصر ذو التصانيف والذكاء والحافظة المفرطة تقي الدين أبو العباس ابن العالم المفتي شهاب الدين ابن الإمام شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات مؤلف " الأحكام ". قد أثنى عليه جماعة من أكابر العلماء، قال الحافظ ابن عبدالهادي: "هو الشيخ الإمام الرباني إمام الأئمة، ومفتي الأمة، وبحر العلوم، سيد الحفاظ، وفارس المعاني والألفاظ، فريد العصر وقريع الدهر، شيخ الإسلام، وعلامة الزمان ترجمان القرآن، علم الزهاد، أوحد العباد وقامع المبتدعين وآخر المجتهدين، وقال ابن سيد الناس: ألفيته ممن أدرك من العلوم حظا، وكاد أن يستوعب السنن والآثار حفظا. إن تكلم في التفسير، فهو حامل رايته، أو أفتى في الفقه، فهو مدرك غايته، أو ذاكر في الحديث فهو صاحب علمه وذو روايته، أو حاضر بالملل والنحل، لم ير أوسع من نحلته في ذلك، ولا أرفع من درايته. برز في كل فن على أبناء جنسه، ولم تر عين من رآه مثله ولا رأت عينه مثل نفسه. وقال المزي: ما رأيت مثله، ولا رأى هو مثل نفسه، وما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ولا أتبع لهما منه وقال الذهبي: كان آية في الذكاء وسرعة الإدراك رأسا في معرفة الكتاب والسنة، والاختلاف، بحرا في النقليات، وقرأ وحصل وبرع في الحديث والفقه وتأهل للتدريس والفتوى وهو ابن سبع عشرة سنة وتقدم في علم الأصول وجميع علوم الإسلام، وله خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم ومعرفة بفنون الحديث وبالعالي والنازل وبالصحيح وبالسقيم مع حفظه لمتونه الذي انفرد به، فلا يبلغ أحد في العصر رتبته، ولا يقاربه وهو عجب في استحضاره واستخراج الحجج منه وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة والمسند بحيث يصدق عليه أن يقال: "كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث" لكن الإحاطة لله غير أن يغترف من بحر. توفي سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
القطب الحلبي
هو عبد الكريم بن عبد النور بن منير بن عبد الكريم بن علي بن عبد الحق بن عبد الصمد بن عبد النور الحلبي ثم المصري الحافظ قطب الدين أبو علي استكثر من الشيوخ جدا وكتب العالي والنازل فلعل شيوخه يبلغون الألف وخرج لنفسه التساعيات والمتباينات والبلدانيات وكان خيرا متواضعا أخذ عنه المحدثون تقي الدين ابن رافع وابن أيبك الدمياطي، وعمر ابن العجمي وعلاء الدين مغلطاي، وابن السروجي، وعدد كبير. قال ابن كثير: أحد مشاهير المحدثين بها يعني بمصر، والقائمين بحفظ الحديث وروايته وتدوينه وشرحه والكلام عليه. وقال عنه السيوطي: الإمام العالم المقرئ الحافظ المحدث مفيد الديار المصرية أحد من جرد العناية بالرواية. توفي في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
المزي
هو الشيخ الإمام الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف ابن الزكي عبد الرحمن بن يوسف بن علي بن عبد الملك بن علي بن أبي الزهر الكلبي القضاعي المزي. قال الذهبي: العلامة الحافظ البارع أستاذ الجماعة جمال الدين أبو الحجاج، محدث الإسلام وعني بهذا الشأن أتم عناية، وقرأ العربية، وأفاد، وأكثر من اللغة والتصريف. وصنف وأفاد .. وكتب الكثير ورواه، وقال أيضا: وأما معرفة الرجال، فهو حامل لوائها، والقائم بأعبائها، لم تر العيون مثله .. وأوضح مشكلات ومعضلات ما سبق إليها في علم الحديث ورجاله .. وكان ثقة حجة، كثير العلم، وكان يطالع وينقل الطباق إذا حدث وهو في ذلك لا يكاد يخفى عليه شيء مما يقرأ، بل يرد في المتن والإسناد ردا مفيدا يتعجب منه فضلاء الجماعة. وقال الصفدي: الشيخ الإمام
¥(27/15)
العالم العلامة الحافظ الفريد الرحلة، إمام المحدثين .. خاتمة الحفاظ، ناقد الأسانيد والألفاظ. وقال: كان شيخنا الحجة جمال الدين أبو الحجاج شيخ الزمان، وحافظ العصر، وناقد الأوان. وقال التاج عبد الوهاب السبكي مع مخالفة المزي له في العقائد: شيخنا وأستاذنا وقدوتنا الشيخ جمال الدين أبو الحجاج المزي، حافظ زماننا، حامل راية السنة والجماعة والقائم بأعباء هذه الصناعة، والمتدرع جلباب الطاعة، إمام الحفاظ، كلمة لا يجحدونها، وشهادة على أنفسهم يؤدونها، ورتبة لو نشر أكابر الأعداء، لكانوا يودونها، واحد عصره بالإجماع، وشيخ زمانه الذي تصغي لما يقول الأسماع. توفي سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة. رحمه الله تعالى.
ابن عبدالهادي
هو محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي الأصل ثم الصالحي الدمشقي الحافظ شمس الدين أبو عبد الله الحنبلي. قرأ القرآن العظيم بالروايات وسمع ما لا يحصى من المرويات. قال الذهبي: والله ما اجتمعت به قط إلا واستفدت منه. وقال ابن ناصر الدين الدمشقي: الشيخ الإمام العلامة الحافظ الناقد ذو الفنون عمدة المحدثين متقن المحررين. وقال ابن كثير: الشيخ الإمام، العالم العلامة، الناقد البارع في فنون العلوم، حصل من العلوم ما لم يبلغه الشيوخ الكبار ... كان حافظا جيدا لأسماء الرجال، وطرق الحديث، عارفا بالجرح والتعديل، بصيرا بعلل الحديث" وله فوق السبعين مؤلفا من أهمها: الأحكام الكبرى، الإعلام في ذكر مشايخ الأئمة والأعلام، العقود الدرية في مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية، العلل في الحديث، العمدة في الحفاظ، فضائل الحسن البصري، قواعد أصول الفقه، المحرر في أحاديث الأحكام. توفي سنة أربع وأربعين وسبعمائة. رحمه الله تعالى.
الذهبي
هو مؤرخ الإسلام, الإمام الثقة المتقن, الناقد البارع, شمس الدين الذهبي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز بن عبد الله الذهبي. من أسرة تركمانية الأصل، تنتهي بالولاء إلى بني تميم، تركماني فارقي الأصل، دمشقي المولد والوفاة. قال تاج الدين السبكي: أما أستاذنا أبو عبدالله فبحر لا نظير له، وكنز هو الملجأ إذا نزلت المعضلة، إمام الوجود حفظا، وذهب العصر معنى ولفظا، وشيخ الجرح والتعديل ورجل الرجال في كل سبيل، كأنما جمعت له الأمة في صعيد واحد فنظرها ثم أخذ يخبر عنها إخبار من حضرها. وقال صلاح الدين الصفدي: حافظ لا يجارى، ولا فظ لا يُبارى، أتقن الحديث ورجاله ونظر علله وأحواله، وعرَّف تراجم الناس، وأزال الإبهام في تواريخهم والإلباس، ذهن يتوقد ذكاؤه ويصح إلى الذهب نسبه وانتماؤه .. لم أجد عنده جمود المحدثين، ولا كَوْدَنة النّقَلة، بل هو فقيه النظر، له دُربة بأقوال الناس ومذاهب الأئمة من السلف وأرباب المقالات. وقال الحافظ الحسيني: الإمام العلامة، شيخ المحدثين، قدوة الحفاظ والقراء محدث الشام ومؤرخه ومفيده، جرح وعدل، وفرع وأصل، وصحح وعلل، واستدرك وأفاد. وقال ابن ناصر الدين الدمشقي: الشيخ الإمام، الحافظ الهمام، مفيد الشام، ومؤرخ الإسلام، ناقد المحدثين وإمام المعدلين والمجرحين ... وكان آية في نقد الرجال، عمدة في الجرح والتعديل، عالما بالتفريع والتأصيل، إماما في القراءات، فقيها في النظريات. وقال ابن حجر: مهر في فن الحديث، وجمع فيه المجاميع المفيدة الكثيرة، حتى كان أكثر أهل عصره تصنيفا ورغب الناس في تواليفه، ورحلوا إليه بسببها. وقال الحافظ السيوطي: والذي أقوله: إن المحدثين عيال الآن في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة: المزي والذهبي والعراقي وابن حجر " توفي سنة سبعمائة وثمانية وأربعين، رحمه الله تعالى.
ابن الملقن
¥(27/16)
هو عمر بن علي بن أحمد بن محمد بن عبدالله, سراج الدين أبو حفص, الأنصاري, الأندلسي الأصل. الوادي آشي ثم التكروري, المصري ,الشافعي المعروف بـ (ابن الملقن). قال عنه ابن حجر: وهؤلاء الثلاثة العراقي والبلقيني وابن الملقن كانوا أعجوبة هذا العصر على رأس القرن: الأول في معرفة الحديث وفنونه والثاني في التوسع في معرفة مذهب الشافعي والثالث في كثرة التصانيف. وقال الحافظ العلائي:الشيخ الفقيه الإمام العالم المحدث الحافظ المتقن سراج الدين شرف الفقهاء والمحدثين فخر الفضلاء. وقال عنه ابن فهد: الإمام العلامة الحافظ, شيخ الإسلام, وعلم الأئمة الأعلام, عمدة المحدثين, وقدوة المصنفين. وقال الشوكاني: إنه من الأئمة في جميع العلوم, وقد اشتهر صيته وطار ذكره وسارت مؤلفاته في الدنيا. وقال أيضا: وقد رزق الإكثار من التصنيف وانتفع الناس بغالب ذلك. وقال السيوطي: الإمام الفقيه الحافظ ذو التصانيف الكثيرة ... أحد شيوخ الشافعية وأئمة الحديث. توفي سنة أربع وثمانمائة, رحمه الله تعالى.
ابن القيم
هو محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن جرير الزرعي الدمشقي شمس الدين ابن قيم الجوزية الحنبلى, العلامة الكبير, المجتهد المطلق المصنف المشهور, واشتهر بابن قيم الجوزية. وقيم الجوزية هو والده فقد كان قيما على المدرسة الجوزية بدمشق مدة من الزمن، واشتهر بذلك اللقب ذريته وحفدته من بعد ذلك، وقد شاركه بعض أهل العلم بهذه التسمية. برع في جميع العلوم وفاق الأقران واشتهر في الآفاق وتبحر في معرفة مذاهب السلف قال ابن رجب: كان عارفا بالتفسير لا يجارى فيه، وبأصول الدين، وإليه فيهما المنتهى. والحديث ومعانيه وفقهه، ودقائق الاستنباط منه، لا يلحق في ذلك. وقال ابن كثير: لا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادة منه، وكانت له طريقة في الصلاة يطيلها جدا، ويمد ركوعها وسجودها، ويلومه كثير من أصحابه في بعض الأحيان فلا يرجع ولا ينزع عن ذلك. توفي في رجب سنة إحدى وخمسين وسبعمائة. رحمه الله تعالى.
صلاح الدين العلائي
هو الحافظ صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كَيْكَلْدي بن عبد الله العلائي الدمشقي ثم المقدسي الشافعي فالعلائي: نسبة إلى العلاية، وهي بلدة بالروم، كانت الموطن الأول لأسرته قبل هجرتها إلى دمشق. قال الذهبي: كان إماما في الفقه، والنحو، والأصول، متفننا في علوم الحديث ومعرفة الرجال، علامة في معرفة المتون والأسانيد، فمصنفاته تنبىء عن إمامته في كل فن. وقال: يستحضر الرجال والعلل وتقدم في هذا الشأن مع صحة الذهن وسرعة الفهم. وقال ابن قاضي شهبة: جد واجتهد حتى فاق أهل عصره في الحفظ والإتقان. وقال الحسيني: كان إماما في الفقه والنحو والأصول، مفننا في علوم الحديث، ومعرفة الرجال، علامة في معرفة المتون والأسانيد، بقية الحفاظ، ومصنفاته تنبئ عن إمامته في كل فن، درس وأفتى وناظر، ولم يخلف بعده مثله. وقال السبكي: كان حافظا، ثبتا، ثقة، عارفا بأسماء الرجال والعلل والمتون، فقيها، متكلما، أديبا، شاعرا، ناظما، ناثرا، متقنا، أشعريا، صحيح العقيدة سنيا. لم يخلف بعده في الحديث مثله - إلى أن قال: أما الحديث فلم يكن في عصره من يدانيه فيه، وأما بقية علومه من فقه ونحو وتفسير وكلام فكان في كل واحد منها حسن المشاركة. توفي سنة إحدى وستين وسبعمائة. رحمه الله تعالى.
الزيلعي
هو الشيخ الإمام أبو محمد عبد الله بن يوسف بن محمد الزيلعي الحنفي جمال الدين الزيلعي - نسبة إلى - "زيلع" - بلدة على ساحل الحبشة، قاله السيوطي في "اللباب". اشتغل كثيرا وأخذ عن أصحاب النجيب وعن القاضي علاء الدين التركماني وعن جماعة ولازم مطالعة كتب الحديث إلى أن خرج أحاديث الهداية وأحاديث الكشاف. قال تقي الدين بن فهد: تفقه، وبرع، وأدام النظر والاشتغال، وطلب الحديث، واعتنى به، فانتقى، وخرَّج، وألف، وجمع. وقال تقي الدين أبو بكر التميمي: اشتغل وسمع من أصحاب النجيب، وأخذ عن الفخر الزيلعي - شارح الكنز - وعن القاضي علاء الدين التركماني، وغيرهما، ولازم مطالعة كتب الحديث، إلى أن خرَّج أحاديث الهداية، وأحاديث الكشاف، فاستوعب ذلك استيعابا بالغا. قال ابن حجر: ذكر لي - شيخنا العراقي - أنه كان يرافقه في مطالعة الكتب الحديثية، لتخريج الكتب التي كانا قد اعتنيا بتخريجها، فالعراقي
¥(27/17)
لتخريج أحاديث الإحياء، والأحاديث التي يشير إليها الترمذي في الأبواب، والزيلعي لتخريج أحاديث الهداية، والكشاف، فكان كل منهما يعين الآخر، ومن كتاب الزيلعي في تخريج أحاديث الهداية استمد "الزركشي" في كثير مما كتبه من تخريج أحاديث الرافعي. توفي في المحرم سنة اثنتين، وستين، وسبعمائة. رحمه الله تعالى
ابن مفلح
هو الإمام العالم العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مفلح المقدسي ثم الصالحي الحنبلي. سمع من عيسى المطعم وجماعة واشتغل في الفقه وبرع فيه إلى الغاية قال الذهبي: كان ذا حظٍ من زهد، وتعفف، وصيانة، وورع ثخين، ودين متين. حدث عن عيسى المطعم وغيره. وقال ابن كثير:كان بارعا فاضلا متقنا في علوم كثيرة ولا سيما في الفروع وله على كتاب المقنع شرح في نحو ثلاثين مجلدة وعلق على المنتقى للمجد ابن تيمية وقال ابن سند: كان ذا حظ من زهد وتعفف وصيانة مشكور السيرة في الأحكام وقد درس في أماكن ذكره الذهبي في معجمه توفي في رجب سنة ثلاث وستين وسبعمائة. رحمه الله تعالى.
السبكي (الابن)
هو الفقيه الأصولي المحدث عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي، أبو نصر، تاج الدين ابن تقي الدين. نسبته إلى قرية (سبك) من أعمال المنوفية بمصر. والده هو تقي الدين السبكي الفقيه الأصولي. كان ذا بلاغة وطلاقة جيد البديهة طلق اللسان حسن النظم والنثر ودرس في غالب مدارس دمشق وناب عن أبيه في الحكم. قال ابن كثير: جرى عليه من المحن والشدائد ما لم يجر على قاض قبله وحصل له من المناصب والرياسة ما لم يحصل لأحد قبله وانتهت إليه الرياسة بالشام وأبان في أيام محنته عن شجاعة وقوة مناظرة حتى أفحم خصومه مع كثرتهم ولما عاد على وظائفه صفح عن القائمين عليه وكان كريما مهابا. توفي سنة إحدى وسبعين وسبعمائة. رحمه الله تعالى.
ابن كثير
هو الإمام الحافظ، المحدث، المؤرخ، عماد الدين، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ضوء بن درع القرشي الدمشقي الشافعي. ولد بقرية "مِجْدَل" من أعمال بصرى، وهي قرية أمه، من أفذاذ العلماء في عصره، أثنى عليه معاصروه ومن بعدهم الثناء الجم: قال الذهبي: وسمعت مع الفقيه المفتي المحدِّث، ذي الفضائل، عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير البصروي الشافعي .. ، له عناية بالرجال والمتون والفقه، خرَّج وناظر وصنف وفسر وتقدم". وقال تلميذه الحافظ أبو المحاسن الحسيني: صاهر شيخنا أبا الحجاج المزي فأكثر، وأفتى ودرس وناظر، وبرع في الفقه والتفسير والنحو وأمعن النظر في الرجال والعلل. وقال ابن حبيب: إمام روى التسبيح والتهليل، وزعيم أرباب التأويل، سمع وجمع وصنف، وأطرب الأسماع بالفتوى وشنف، وحدث وأفاد، وطارت أوراق فتاويه إلى البلاد، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهت إليه رياسة العلم في التاريخ، والحديث والتفسير. وقال العيني: كان قدوة العلماء والحفاظ، وعمدة أهل المعاني والألفاظ، وسمع وجمع وصنف، ودرس، وحدث، وألف، وكان له اطلاع عظيم في الحديث والتفسير والتاريخ، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهى إليه رياسة علم التاريخ والحديث والتفسير وله مصنفات عديدة مفيدة. وقال تلميذه ابن حجي: أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث، وأعرفهم بجرحها ورجالها وصحيحها وسقيمها، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك، وكان يستحضر شيئا كثيرا من الفقه والتاريخ، قليل النسيان، وكان فقيها جيد الفهم، ويشارك في العربية مشاركة جيدة، ونظم الشعر، وما أعرف أني اجتمعت به على كثرة ترددي إليه إلا واستفدت منه. وقال الداودي: أقبل على حفظ المتون، ومعرفة الأسانيد والعلل والرجال والتاريخ حتى برع في ذلك وهو شاب. توفي بدمشق سنة أربع وسبعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[22 - 05 - 09, 08:43 ص]ـ
الزركشي (البدر)
¥(27/18)
هو محمد بن بهادر بن عبد الله التركي الأصل المصري الشيخ بدر الدين الزركشي الإمام العلامة المصنف المحرر ولد سنة 745هـ وعني بالاشتغال من صغره فحفظ كتبا وأخذ عن الشيخ جمال الدين الإسنوي والشيخ سراج الدين البلقيني ولازمه، قال بعض المؤرخين: كان فقيها، أصوليا، أديبا، فاضلا في جميع ذلك ودرس وأفتى، قال البرماوي كان منقطعا إلى الاشتغال [بالعلم] لا يشتغل عنه بشيء وله أقارب يكفونه أمر دنياه ومن تصانيفه تكملة شرح المنهاج للأسنوي ثم أكمله لنفسه وخادم الشرح والروضة وهو كتاب كبير فيه فوائد جليلة والنكت على البخاري والبحر في الأصول في ثلاثة أجزاء جمع فيه جمعا كثيرا لم يسبق إليه وشرح جمع الجوامع للسبكي في مجلدين ولقطة العجلان وبلة الظمآن وله غير ذلك. توفي في رجب سنة أربع وتسعين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
ابن رجب
هو عبد الرحمن بن أحمد بن رجب البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي الحافظ زين الدين، بن رجب ولد ببغداد سنة ست وثلاثين وسبعمائة، وسمع بمصر من الميدومي، وبالقاهرة من ابن الملوك، وبدمشق من ابن الخباز، وجمع جمّ. قال ابن حجر: مهر في فنون الحديث أسماء ورجالا وعللا وطرقا واطلاعا على معانيه. وقال ابن حجي: أتقن الفن وصار أعرف أهل عصره بالعلل، وتتبع الطرق. وقال أبو المحاسن الحسيني: الإمام الحافظ الحجة والفقيه العمدة أحد العلماء الزهاد والأئمة العباد مفيد المحدثين واعظ المسلمين. توفي في شهر رجب سنة خمس وتسعين وسبعمائة بدمشق، رحمه الله تعالى.
العراقي
هو عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم المهرانيّ المولد العراقي الأصل الكرديّ الشيخ زين الدين العراقي حافظ العصر، ولد في جمادى الأولى سنة خمس وعشرين، وحفظ التنبيه في الفقه، واشتغل بالفقه والقراءات، ولازم المشايخ في الرواية، قال ابن حجر: صنّف تخريج أحاديث الإحياء ونظم علوم الحديث لابن الصلاح ألفيّة وشرحها وعمل عليه نكتا، وصنّف أشياء أخر كبارا وصغارا، وصار المنظور إليه في هذا الفن من زمن الشيخ جمال الدين الأسنوي وهلمّ جرّا، ولم نر في هذا الفن أتقن منه، وعليه تخرّج غالب أهل عصره وقال ابن تغري بدري: وصفه أيضا أئمة العصر بالحفظ والتحقيق، كالعز بن جماعة، وجمال الدين الإسنوي، وغيرهما. وقال السيوطي: تقدم في فن الحديث بحيث كان شيوخ عصره يبالغون في الثناء عليه بالمعرفة. كالسبكي والعلائي والعز بن جماعة والعماد بن كثير وغيرهم ونقل عنه الشيخ جمال الدين الإسنوي في المهمات ووصفه بحافظ العصر. وقال أبو المحاسن الحسيني: الإمام الأوحد العلامة الحجة الحبر الناقد عمدة الأنام حافظ الإسلام فريد دهره ووحيد عصره من فاق بالحفظ والإتقان في زمانه وشهد له بالتفرد في فنه أئمة عصره وأوانه. وقال ابن ناصر الدين: شيخ المحدثين علم الناقدين عمدة المخرجين. توفي في شعبان سنة ست وثمانمائة بالقاهرة، رحمه الله تعالى.
الهيثمي
هو علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر بن عمر بن صالح نور الدين الهيثمي الشافعي الحافظ ولد في رجب سنة 735 خمس وثلاثين وسبعمائة بالقاهرة ونشأ بها فقرأ القرآن ثم صحب الزين العراقى ولم يفارقه سفرا وحضرا حتى مات ورافقه في جميع مسموعاته، صاحب كتب الزوائد المعروفة. قال ابن حجر: صار كثير الاستحضار للمتون جدا لكثرة الممارسة وكان هينا لينا خيرا دينا محبا في أهل الخير لا يسأم ولا يضجر من خدمة الشيخ وكتابة الحديث وكان سليم الفطرة كثير الخير. وقال التقي الفاسي: كان كثير الحفظ للمتون والآثار صالحا خيرا، وقال الأقفهسي: كان إماما عالما حافظا زاهدا متواضعا متوددا إلى الناس ذا عبادة وتقشف وورع. قال الشوكاني: كان عجبا في الدين والتقوى والزهد والإقبال على العلم والعبادة وخدمة الدين وعدم مخالطة الناس في شيء من الأمور والمحبة للحديث وأهله. توفي في رمضان سنة سبع وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
ابن العراقي
¥(27/19)
هو أحمد بن عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن، ولي الدين العراقي الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبو زرعة، ولد في ذي الحجة سنة 762هـ اعتنى به والده الحافظ زين الدين عبد الرحيم وأسمعه الكثير، ورحل به إلى دمشق، وأحضره على جماعة من أصحاب الفخر بن البخاري، ثم عاد به إلى القاهرة، ولما كبر رحل ثانيا إلى دمشق بعد موت الطبقة التي كان أدركها أولا، قال ابن تغري بردي: كان إماما فقيها، عالما حافظا، محدثاُ أصوليا، محققا، واسع الفضل، غزير العلم، كثير الاشتغال. وقال: نشأ وبرع في علم الحديث، ثم غلب عليه الفقه فبرع فيه أيضا، وأفتى ودرس سنين. توفي في شعبان سنة ست وعشرين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
الفيروزآبادي
هو محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن إدريس بن فضل الله، الشيرازي، الفيروزآبادي، القاضي مجد الدين أبو الطاهر. إمام عصره في اللغة، كان يرفع نسبه إلى الشيخ أبي إسحاق صاحب التنبيه، ويقول: إن جده فضل الله ولد الشيخ أبي إسحاق، ولا يبالي بما يشاع بين الناس أن الشيخ لم يتزوج فضلا عن أن يعقب. ولد في سنة تسع وعشرين بكارزين من أعمال شيراز، وتفقه ببلاده، وطلب الحديث، وسمع من الشيوخ، ومهر في اللغة، وهو شاب، صنف القاموس المحيط في اللغة لا مزيد عليه في حسن الاختصار وميز فيه زياداته على الصحاح بحيث لو أفردت لكانت قدر الصحاح، قال الحافظ برهان الدين: كان في اللغة بحر علم لا يكدره الدلاء، وألف فيها تواليف حسنة، وكان سريع الحفظ، قال المقريزي: إمام الناس في علم اللغة، وكانت له عناية بالحديث والفقه. وقال ابن حجر: كان سريع الحفظ. وقال الخزرجي: كان شيخ عصره في الحديث والنحو واللغة والتاريخ والفقه ومشاركا فيما سوى ذلك مشاركة جيدة. ذكره التقي الفاسي فقال: وكانت له بالحديث عناية غير قوية وكذا بالفقه وله تحصيل في فنون من العلم سيما اللغة فله فيها اليد الطولى توفي بزبيد في شوال سنة سبعة عشر وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
ابن ناصر الدين الدمشقي
هو محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن مجاهد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن علي القيسي الدمشقي الشافعي الإمام العلامة الأوحد الحجة الحافظ مؤرخ الديار الشامية وحافظها شمس الدين أبو عبد الله ولد في العشر الأول من المحرم سنة سبع وسبعين وسبعمائة بدمشق طلب الحديث بنفسه فسمع وقرأ على جماعة قال المقريزي: طلب الحديث، فصار حافظ بلاد الشام من غير منازع، وصنف عدة مصنفات، و لم يخلف في الشام بعده مثله. توفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
ابن حجر العسقلاني
هو أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر بن أحمد الكناني العسقلاني الأصل، ثم المصري، الشافعي، قاضي القضاة شيخ الإسلام، شهاب الدين، أبو الفضل بن نور الدين، بن قطب الدين، بن ناصر الدين، بن جلال الدين. قال السخاوي: شهد له القدماء بالحفظ والثقة والأمانة والمعرفة التامة والذهن الوقاد والذكاء المفرط وسعة العلم في فنون شتى؛ وشهد له شيخه العراقي بأنه أعلم أصحابه بالحديث. وقال السيوطي: فريد زمانه، وحامل لواء السنة في أوانه، ذهبي هذا العصر ونضاره، وجوهره الذي ثبت به على كثير من الأعصار فخاره، إمام هذا الفن للمقتدين، ومقدم عساكر المحدثين، وعمدة الوجود في التوهية والتصحيح، وأعظم الشهود والحكام في بابي التعديل والتجريح. شهد له بالانفراد خصوصا في شرح البخاري كل مسلم، وقضى له كل حاكم بأنه المعلم. له الحفظ الواسع الذي إذا وصفته فحدث عن البحر ابن حجر ولا حرج. والنقد الذي ضاهى به ابن معين فلا يمشي عليه بهرج هرج، والتصانيف التي ما شبهتها إلا بالكنوز والمطالب. وقال أبو المحاسن الحسيني: الإمام العلامة الحافظ فريد الوقت مفخرة الزمان بقية الحفاظ علم الأئمة الأعلام عمدة المحققين خاتمة الحفاظ المبرزين والقضاة المشهورين. وقال عبدالحي العكبري: انتهى إليه معرفة الرجال واستحضارهم ومعرفة العالي والنازل وعلل الأحاديث وغير ذلك وصار هو المعول عليه في هذا الشأن في سائر الأقطار وقدوة الأمة وعلامة العلماء وحجة الأعلام ومحي السنة. توفي في ذي الحجة، سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، رحمه الله تعالى.
العيني
¥(27/20)
هو أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين العينتابي الحنفي، بدر الدين العيني. ولد في شهر رمضان في السادس والعشرين منه، سنة اثنتين وستين وسبعمائة، في درب كيحن بعين تاب، حفظ القرآن منذ الصغر، درس الفقه في المدرسة المحمودية، له مؤلفات كثيرة، منها: البناية في شرح الهداية، وفرائد القلائد، ورمز الحقائق شرح كنز الدقائق، وتحفة الملوك في المواعظ والرقائق، ومباني الأخبار في شرح معاني الآثار، ومغاني الأخيار في رجال معاني الآثار. قال السخاوي: كان إماما عالما علامة عارفا بالصرف والعربية وغيرها حافظا للتاريخ وللغة كثير الاستعمال لها مشاركا في الفنون ذا نظم ونثر مقامه أجل منهما لا يمل من المطالعة والكتابة، ذكره ابن خطيب الناصرية في تاريخه فقال: وهو إمام عالم فاضل مشارك في علوم وعنده حشمة ومروءة وعصبية وديانة. قال أبو المحاسن الحسيني: كان بارعا في عدة علوم مفتيا كثير الاطلاع واسع الباع في المعقول والمنقول لا يستنقصه إلا مغترض قل أن يذكر علم إلا وله فيه مشاركة جيدة ومصنفاته كثيرة الفوائد. توفي في ذي الحجة سنة خمس وخمسين وثمانمائة. رحمه الله تعالى.
السخاوي
هو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد، الشيخ الإمام، العالم العلامة المسند، الحافظ المتقن شمس الدين أبو الخير السخاوي الأصل القاهري المولد، الشافعي المذهب، نزيل الحرمين الشريفين. ولد في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة، وحفظ القرآن العظيم، وصلى به في شهر رمضان بزاوية الشيخ شمس الدين العدوي المالكي، وحفظ عمدة الأحكام، والتنبيه، والمنهاج، وألفية ابن مالك، والنخبة لشيخه شيخ الإسلام أبي الفضل بن حجر العسقلاني، وقرأ على شيخه كثيرا، وسمع عليه ولازمه أشد الملازمة. قال العيدروس في النور السافر: برع في الفقه والعربية والقراءة وغيرها وشارك في الفرائض والحساب والميقات وأصول الفقه والتفسير وغيرها، وأذن له غير واحد بالإفتاء والتدريس والإملاء وسمع الكثير من الحديث على شيخه إمام الأئمة الشهاب بن حجر وأقبل عليه بكليته إقبالا يزيد على الوصف حتى حمل عنه علما جما. وأختص به كثيرا، وقال النجم الغزي: العالم العلامة المسند، الحافظ المتقن. وقال التقي بن فهد: زين الحفاظ وعمدة الأئمة الأيقاظ شمس الدنيا والدين ممن اعتنى بخدمة حديث سيد المرسلين اشتهر بذلك في العالمين على طريقة أهل الدين والتقوى فبلغ فيه الغاية القصوى، له اليد الطولى في المعرفة بأسماء الرجال وأحوال الرواة والجرح والتعديل وإليه يشار في ذلك ولقد قال بعض العلماء لم يأت بعد الحافظ الذهبي مثله. وقال الشوكاني: هو من الأئمة الأكابر. توفي في القعدة سنة اثنتين وتسعمائة، رحمه الله تعالى.
يوسف بن عبدالهادي
هو يوسف بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن يوسف بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر بن فتح بن حذيفة بن محمد بن يعقوب بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن محمد بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي. يعرف بابن المبرد، أو المحاسن جمال الدين، أخذ الحديث عن خلائق من أصحاب ابن حجر، وابن العراقي، وابن البالسي، والجمال بن الحرستاني، والصلاح بن أبي عمر، وابن ناصر الدين وغيرهم، وكان الغالب عليه علم الحديث والفقه، وشارك في النحو والتصريف والتصوف والتفسير، وله مؤلفات كثيرة وغالبها أجزاء قال نجم الدين الغزي في الكواكب السائرة: الإمام العلامة المصنف المحدث. وقال ابن العماد في الشذرات: كان إماما علامة يغلب عليه علم الحديث والفقه ويشارك في النحو والتعريف والتصوف والتفسير. توفي في المحرم سنة تسع وتسعمائة، رحمه الله تعالى.
السيوطي
¥(27/21)
هو عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد بن خضر بن أيوب بن محمد بن همام الدين الخضيري الأصل، الطولوني، المصري، الشافعي (جلال الدين، أبو الفضل) السيوطي، ويقال الأسيوطي، عالم مشارك في أنواع من العلوم ولد في رجب، ونشأ بالقاهرة يتيما، وقرأ على جماعة من العلماء، ولما بلغ أربعين سنة اعتزل الناس وخلا بنفسه في روضة المقياس على النيل منزويا عن أصحابه جميعا فألف أكثر كتبه، رزق التبحر في سبعة علوم التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع. قال ابن طولون: كان بارعا في الحديث وغيره من العلوم، بلغت عدة مصنفاته نحو الستمائة، وكان في درجة المجتهدين في العلم والعمل. وقال ابن الغزي: الإمام العالم العلامة الحبر البحر أعجوبة الدهر. توفي في جمادى الأولى عام إحدى عشرة وتسعمائة، رحمه الله تعالى.
السمهودي
هو علي بن عبد الله بن أحمد بن أبي الحسن علي بن عيسى بن محمد بن عيسى نور الدين أبو الحسن بن الجمال الحسني السمهودي القاهري الشافعي نزيل الحرمين والماضي أبوه وجده ويعرف بالشريف السمهودي. ولد في صفر سنة أربع وأربعين وثمانمائة بسمهود ونشأ بها فحفظ القرآن والمنهاج. قال السخاوي: وبالجملة فهو إنسان فاضل متفنن متميز في الفقه والأصلين مديم العمل والجمع والتأليف متوجه للعبادة وللمباحثة والمناظرة قوي الجلادة على ذلك طلق العبارة فيه مغرم به مع قوة نفس وتكلف خصوصا في مناقشات لشيخنا في الحديث ونحوه قال ابن الغزي: الإمام العلامة محدث المدينة ومؤرخها توفي سنة إحدى عشرة وتسعمائة، رحمه الله تعالى.
ابن الديبع
هو أبو محمد عبد الرحمن بن علي الديبع الشيباني العبدري وجيه الدين الشافعي العالم الفاضل ملحق الأواخر بالأوائل، والديبع لقب لجده الأعلى علي بن يوسف ومعناه بلغة النوبة الأبيض. ولد في عصر يوم الخميس رابع المحرم سنة ست وستين وثمانمائة بزبيد ونشأ بها فحفظ القرآن وتلاه بالسبع إفرادا وجمعا على خاله العلامة فرضي زبيد أبي النجا، وصحب محدث أهل اليمن زين الدين أبي العباس أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف الشرجي، فأخذ عليه علم الحديث، قال العيدروس: الإمام الحافظ الحجة المتقن شيخ الإسلام علامة الأنام الجهبذ الإمام مسند الدنيا أمير المؤمنين في حديث سيد المرسلين خاتمة المحققين شيخ مشايخنا المبرزين، كان ثقة صالحا حافظا للأخبار والآثار متواضعا انتهت إليه رياسة الرحلة في علم الحديث وقصده الطلبة من نواحي الأرض. وقال السخاوي: هو فاضل يقظ راغب في التحصيل والاستفادة نفع الله به. وقال الشوكاني: قرأ بمكة على السخاوي ثم برع لاسيما في فن الحديث واشتهر ذكره وبعد صيته وصنف التصانيف منها تيسير الوصول إلى جامع الأصول اختصره اختصارا حسنا وتداوله الطلبة وانتفعوا به. توفي في رجب عام تسعمائة وأربعة وأربعين، رحمه الله تعالى.
محمد بن طولون الصالحي
هو شمس الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الشهير بابن طولون الدمشقي الصالحي الحنفي الإمام العلامة المسند المؤرخ ولد بصالحية دمشق، سنة ثمانين وثمانمائة تقريبا وسمع وقرأ على جماعة منهم القاضي ناصر الدين بن زريق والسراج بن الصيرفي والجمال ابن المبرد والشيخ أبو الفتح المزي وابن النعيمي في آخرين وتفقه بعمه الجمال ابن طولون وغيره وأخذ عن السيوطي إجازة مكاتبة في جماعة من المصريين وآخرين من أهل الحجاز وكان ماهرا في النحو علامة في الفقه مشهورا بالحديث وولي تدريس الحنفية بمدرسة شيخ الإسلام أبي عمر وإمامة السليمية بالصالحية وقصده الطلبة في النحو ورغب الناس في السماع منه وكانت أوقاته معمورة بالتدريس والإفادة والتأليف. توفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة، رحمه الله تعالى.
ابن عراق الكناني
¥(27/22)
هو أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن عبد الرحمن، الشيخ الإمام الرباني شمس الدين الكناني الدمشقي الشافعي، له " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، في الحديث، أتم تأليفه بمصر سنة 954 هـ، وأهداه إلى السلطان سليمان العثماني، أبوه من أولاد أمراء الشراكسة، كان ذكيا ألمعيا ابتدأ حفظ القرآن وهو ابن خمس سنين وأتمه في سنتين، لازم والده، وحفظ الكثير من الكتب في فنون شتى، كان ذا قدم راسخة في الفقه والحديث والقراءات، ذا مشاركة في العلوم الأخرى، له شرح على صحيح مسلم، وله غيرها من المؤلفات الدالة على تبحره في العلوم قال عنه العيدروس: الشيخ العلامة الحبر الفهامة قدوة وقته في المعقول والمنقول، والمعول عليه في الفروع والأصول شيخ الأنام بطيبة النبوية. توفي سنة تسعمائة وثلاث وستين، رحمه الله تعالى.
الهيتمي المكي
هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي السعدي الأنصاري، والهيتمي نسبة إلى محلة أبي الهيتم من إقليم الغربية بمصر، والسعدي نسبة إلى سعد بإقليم الشرقية من إقليم مصر أيضا، كان قد حفظ القرآن العظيم في صغره. برع في علوم كثيرة من التفسير والحديث وعلم الكلام وأصول الفقه وفروعه والفرائض والحساب والنحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق والتصوف. ومن محفوظاته في الفقه: المنهاج للنووي ومقروءاته كثيرة لا يمكن تعدادها. وأما إجازات المشايخ له فكثيرة جدا، قال عنه العيدروس: الإمام شيخ الإسلام خاتمة أهل الفتيا والتدريس، كان بحرا في علم الفقه وتحقيقه لا تكدره الدلاء وإمام الحرمين توفي في رجب، سنة تسعمائة وأربعة وسبعين، رحمه الله تعالى.
محمد طاهر الفتني
هو العالم الفاضل العلامة المحدث النبيه رئيس محدثي الهند محمد طاهر بن علي الصديقي الفتني نسبا وموطنا والبهرة أي التاجر، ولد في بلدة نهرواله سنة 914هـ تتلمذ أولا على أفاضل عصره وفضلاء دهره، زار الحرمين والتقى بكثير من العلماء وعاد، فانقطع للعلم. كان يقوم على طائفتي الرافضة والمهدوية ويناظرهم ويريد إرجاعهم إلى الحق وقهرهم في مجالس وأظهر فضائحهم وقال بكفرهم فسعوا عليه واحتالوا حتى قتلوه، ومن مؤلفاته تذكرة الموضوعات، قال العيدروس: كان على قدم من الصلاح والورع والتبحر في العلم، وكانت ولادته سنة ثلاث عشر وتسعمائة، وحفظ القرآن وهو لم يبلغ الحنث، وجد في طلب العلم ومكث كذلك نحو خمس عشر سنة، وبرع في فنون عديدة وفاق الأقران حتى لم يعلم أن أحدا من علماء كجرات بلغ مبلغه في فن الحديث. قتل في شوال سنة ست وثمانين وتسعمائة، رحمه الله تعالى.
ملا علي قاري
هو الشيخ ملا علي قاري بن سلطان بن محمد الهروي الحنفي ولد بهراة ورحل إلى مكة واستقر بها وأخذ عن جماعة من المحققين كابن حجر الهيثمى وله مصنفات منها شرح المشكاة قال العصامي في وصفه: الجامع للعلوم النقلية والعقلية والمتضلع من السنة النبوية أحد جماهير والأعلام مشاهير أولى الحفظ والأفهام ثم قال لكنه امتحن بالاعتراض على الأئمة لاسيما الشافعي وأصحابه واعترض على الإمام مالك في إرسال يديه قال الشوكاني: هذا دليل على علو منزلته فان المجتهد شأنه أن يبين ما يخالف الأدلة الصحيحة ويعترضه سواء كان قائله عظيما أو حقيرا تلك شكاة ظاهر عنك عارها توفي سنة أربع عشرة وألف، رحمه الله تعالى.
مرعي الكرمي
هو الإمام العالم الحجة الفهامة مرعي بن يوسف بن أبي بكر الكرمي نسبة لطور كرم قرية بقرب نابلس ثم المقدسي أحد أكابر علماء الحنابلة بمصر، صاحب المؤلفات الكثيرة الحافلة منها: غاية المنتهى، ودليل الطالب. قال المحبي: كان إماما محدثا فقيها ذا اطلاع واسع على نقول الفقه ودقائق الحديث ومعرفة تامة بالعلوم المتداولة، كان منهمكا على العلوم انهماكا كليا فقطع زمانه بالإفتاء والتدريس والتحقيق والتصنيف فسارت بتآليفه الركبان ومع كثرة أضداده وأعدائه ما أمكن أن يطعن فيها أحد ولا أن ينظر بعين الإزدراء إليها. وقال ابن الغزي: شيخ مشايخ الإسلام أوحد العلماء المحققين الأعلام واحد عصره وأوانه ووحيد دهره وزمانه صاحب التآليف العديدة والفوائد الفريدة والتحريرات المفيدة فهو العلامة بالتحقيق والفهامة عند التدقيق والتنميق وقال محمد جميل الشطي: شيخ الإسلام أوحد العلماء الأعلام فريد عصره وزمانه ووحيد دهره
¥(27/23)
وأوانه صاحب التآليف العديدة والتحريرات المفيدة العلامة بالتحقيق والفهامة بالتدقيق شرفت به البلاد المقدسة … كان فردا من أفراد العالم علما وفضلا واطلاعا توفي في ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وألف، رحمه الله تعالى.
محمد بن محمد الغزي
هو محمد بن محمد الشيخ الإمام نجم الدين أبو المكارم وأبو السعود بن بدر الدين رضي الدين الغزي العامري الدمشقي الشافعي، اعتبره البعض خاتمة حفاظ الشام، وآخر مؤرخيها الثقات، زادت مؤلفاته عن الخمسين، قال عنه الشيخ منصور السطوحي المحلي: تحقق عندي علمه وحفظه. توفي في جمادى الآخرة سنة ألف وإحدى وستين، رحمه الله تعالى.
الزرقاني
هو الإمام العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي بن يوسف بن أحمد بن علوان الزرقاني المالكي خاتمة المحدثين مع كمال المشاركة وفصاحة العبارة في باقي العلوم، ولد بمصر سنة خمس وخمسين وألف وأخذ عن النور الشبراملسي وعن حافظ العصر البابلي وعن والده، له المؤلفات النافعة كشرح الموطأ وشرح المواهب، واختصر المقاصد الحسنة للسخاوي. توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة وألف. رحمه الله تعالى.
العجلوني
هو إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي بن عبد الغني الشهير بالجراحي الشافعي العجلوني المولد الدمشقي المنشأ والوفاة الشيخ الإمام العالم الهمام الحجة الرحلة العمدة الورع العلامة، له كتاب كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، وشرح صحيح البخاري، وغيرها، قال المرادي: كان عالما بارعا صالحا مفيدا محدثا مبجلا قدوة سندا خاشعا له يد في العلوم لا سيما الحديث والعربية وغير ذلك مما يطول شرحه ولا يسع في هذه الطروس وصفه له القدم الراسخ في العلوم واليد الطولى في دقائق المنطوق والمفهوم كما قيل. وقال البرهان العمادي: من الفضلاء المتمكنين ذو يد طولى في القراءات والفقه ومشاركة حسنة في الحديث والأصول والنحو وغير ذلك. توفي سنة اثنين وستين ومائة وألف، رحمه الله تعالى.
ابن همات الدمشقي
هو العلامة المحدث المسند الأوحد شمس الدين أبي عبد الله محمد بن حسن المعروف بابن همات زاده – بهاء مكسورة وميم مشددة بعدها ألف كما ضبطه به الحافظ الزبيدي – التركماني الأصل، الشامي مولدا، الاسطنبولي الموطن. ولد سنة 1091هـ ورحل إلى مكة وأخذ بها عن عبد الله بن سالم البصري والتاج القلعي والشمس البديري وغيرهم، واشتهر برواية الحديث، وله تخريج أحاديث البيضاوي سماه "تحفة الراوي في تخريج أحاديث البيضاوي"؛ وهو من أمتع كتبه، كانت توجد منه نسخة خطية في مكتبة تلميذه شيخ الإسلام ولي الدين بالآستانة ونسخة ثانية في خزانة أسعد أفندي نقيب الأشراف بالآستانة؛ وله أيضا كتابه "التنكيت والإفادة في تخريج أحاديث خاتمة سفر السعادة "، وهو كتاب مهم انتقد فيه خاتمة "سفر السعادة " للفيروزآبادي، موجود بدمشق، وله شرح حافل على نخبة "ابن حجر"، منه نسخة في المكتبة السلطانية بمصر. كانت وفاته سنة خمس وسبعين ومائة وألف، رحمه الله تعالى.
محمد جار الله الصعدي
هو محمد بن أحمد بن جار الله مشحم الصعدي ثم الصنعاني، له شيوخ منهم السيد العلامة أحمد بن عبد الرحمن الشامي وأجاز له جماعة من أهل الحرمين كالشيخ محمد حبوه السندي وكان له اطلاع على عدة علوم مع بلاغة فائقة وعبارة رائقة وله مؤلفات مجموعة في مجلدة وفيها رسائل نفيسة وكان خطيبا للإمام المنصور بالله الحسين بن القاسم ثم ولاه القضاء بمحلات من المدائن اليمنية وفيه كرم مفرط وله شعر متوسط وبالجملة فهو من محاسن القضاة، من مؤلفاته النوافح العطرة في الأحاديث المشتهرة. توفي سنة إحدى وثمانين ومائة وألف، رحمه الله تعالى.
الصنعاني
هو محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد بن على بن حفظ الدين بن شرف الدين بن صلاح بن الحسن بن المهدي الحسني الكحلانى ثم الصنعاني المعروف بالأمير، الإمام الكبير المجتهد المطلق صاحب التصانيف، ولد في جمادى الآخرة سنة 1099هـ بكحلان ثم انتقل مع والده إلى مدينة صنعاء سنة 1107هـ وأخذ عن علمائها ورحل إلى مكة وقرأ الحديث على أكابر علمائها وعلماء المدينة وبرع في جميع العلوم وفاق الأقران وتفرد برئاسة العلم في صنعاء وتظهر بالاجتهاد وعمل بالأدلة ونفر عن التقليد وزيف مالا دليل عليه من الآراء الفقهية له مصنفات جليلة حافلة منها سبل
¥(27/24)
السلام ومنها العدة جعلها حاشية على شرح العمدة لابن دقيق العيد ومنها شرح الجامع الصغير للأسيوطي، وبالجملة فهو من الأئمة المجددين لمعالم الدين. توفي في شعبان، سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف، رحمه الله تعالى.
السفاريني الحنبلي
هو محمد بن أحمد بن سالم بن سليمان السفاريني أبو العون شمس الدين، وسفارين قرية من قرى نابلس، واشتغل بالعلم قليلا، وارتحل إلى دمشق، ومكث بها قدر خمس سنوات، وقرأ على مشايخ كُثْرٍ، وحصّل وجمّع وأجاد وأفاد وأخذ الإجازات من مشايخه، وحجّ فطلب العلم على علماء مكّة وطيبة، وأخذ من إجازتهم، ثمّ رجع إلى قريته سفّارين، واشتهر بالفضل والذكاء، ودرّس وأفتى وأجاد وألف تآليف عديدة. وله كتب منه لوائح الأنوار السنية ولواقح الأفكار السنية في شرح قصيدة أبي داود الحائية، وكذلك كتابه: لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية. قال الكتاني: ويظهر لي أنّه لا يبعد عدّ المترجم في حُفّاظ القرن الثاني عشر، لأنّه ممّن جمع وصنف، وحرّر وخرّج، وأُخذ عنه، واستجيز من الأقطار البعيدة حتى من مصر والحجاز واليمن. توفي في شوال سنة ثمان وثمانين ومائة وألف، رحمه الله تعالى.
مرتضى الزبيدي
هو مرتضى الزبيدي بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق بن عبد الغفار بن تاج الدين بن حسين بن جمال الدين بن إبراهيم الحسيني. وهو علامة بالحديث واللغة العربية والأنساب ومن كبار المصنفين في عصره، ولد عام 1145هـ، الموافق عام 1732م، في بلجرام وهي بلدة بالهند ونشأ في زبيد باليمن، ورحل إلى الحجاز، وأقام بمصر. وتوفي بالطاعون في مصر، عام 1205هـ، خلف حوالي (107) عملا أدبيا، بين رسالة وكتاب. أهمها وأضخمها شرحه على القاموس المسمى بـ تاج العروس، قال عنه الجبرتي: علم الأعلام والساحر اللاعب بالأفهام الذي جاب في اللغة والحديث كل فج وخاض من العلم كل لج المذلل له سبل الكلام الشاهد له الورق والأقلام ذو المعرفة والمعروف وهو العلم الموصوف العمدة الفهامة والرحلة النسابة الفقيه المحدث اللغوي النحوي الأصولي الناظم الناثر. توفي في جمادى الثانية، سنة خمس ومائتين وألف، رحمه الله تعالى.
الشوكاني
هو أبو علي بدر الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن محمد بن صلاح بن إبراهيم بن محمد العفيف بن محمد بن رزق، الشوكاني نشأ بصنعاء اليمن، وتربى في بيت العلم والفضل فنشأ نشأة دينية طاهرة، تلقى فيها معارفه الأولى على والده وأهل العلم والفضل في بلدته، فحفظ القرآن الكريم وجوّده، ثم حفظ كتاب " الأزهار " للإمام "المهدي " في فقه الزيدية وكان كثير الاشتغال بمطالعة كتب التاريخ، والأدب، وهو لا يزال مشتغلا بحفظ القرآن الكريم صاحب التصانيف المختلفة، والآثار النافعة ليتحدث عن نفسه بهذه الآثار. قال حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني: هو بحق إمام الأئمة، ومفتي الأئمة، بحر العلوم، وشمس الفهوم، سند المجتهدين الحفاظ، فارس المعاني والألفاظ، فريد العصر، نادرة الدهر، شيخ الإسلام، علامة الزمان، ترجمان الحديث والقرآن، علم الزهاد، أوحد العباد، قامع المبتدعين، رأس الموحدين، تاج المتبعين، صاحب التصانيف التي لم يسبق إلى مثلها، قاضي قضاة أهل السنة والجماعة، شيخ الرواية والسماع، علي الإسناد، السابق في ميدان الاجتهاد، على الأكابر الأمجاد. وقال عنه العلامة حسن بن أحمد البهكلي: هو قاضي الجماعة، شيخ الإسلام، المحقق العلامة الإمام، سلطان العلماء، إمام الدنيا، خاتمة الحفاظ بلا مراء، الحجة النقاد، علي الإسناد، السابق في ميدان الاجتهاد وقال صديق حسن خان: أحرز جميع المعارف، واتفق على تحقيقه المخالف والمؤالف وصار المشار إليه في علوم الاجتهاد بالبنان، والمجلي في معرفة غوامض الشريعة عند الرهان. وقال عبدالحي الكتاني: هو الإمام خاتمة محدثي المشرق وأثريه، العلامة النظار الجهبذ القاضي محمد بن علي الشوكاني ثم الصنعاني ... وقد كان الشوكاني المذكور شامة في وجه القرن المنصرم، وغرة في جبين الدهر، انتهج من مناهج العلم ما عميَ على كثير ممن قبله، وأوتي فيه من طلاقة القلم والزعامة ما لم ينطق به قلم غيره، فهو من مفاخر اليمن بل العرب، توفي في جمادى الثانية، سنة
¥(27/25)
خمس وخمسين ومائتين وألف، رحمه الله تعالى.
القاوقجي
هو أبو المحاسن شمسُ الدين محمد بن خليل بن إبراهيم بن محمد بن علي المشيشي الطرابلسي، الشريف نسبا المعروف بالقاوقجي الحنفي الصوفي، المحدث من أهل طرابلس الشام. تلقى رحمه الله مبادئ العلوم في طرابلس الشام، ثم رحل إلى مصر سنة 1239 هـ فتفقه في الأزهر وأقام سبعا وعشرين سنة يحضر الدروس ويقرأ الفنون ويتلقى العلوم وصفه المحدث عبد الحي الكتاني بقوله: "مسند بلاد الشام في أول هذا القرن، وعلى أسانيده اليوم المدار في غالب بلاد مصر والشام والحجاز. توفي في ذي الحجة سنة خمس وثلاثمائة وألف، رحمه الله تعالى.
شمس الحق العظيم آبادي
هو أبو الطيب محمد شمس الحق بن أمير علي الديانوي العظيم آبادي محدث فقيه من الهند. وُلد ببلدة عظيم أباد. أخذ العلم عن علماء بلده وهو صغير. ورحل إلى عدة مدن بالهند منها لكناو ودلهي، وتلقى عن علمائها. رجع إلى بلده، واستقر بها، وعكف على التدريس والتصنيف. ثم سافر إلى الحجاز فأخذ عن علمائها وأخذوا عنه. صنف باللغة العربية والفارسية والأردية. ومن مصنفاته بالعربية غاية المقصود شرح سنن أبي داود، (لم يتم)؛ عون المعبود شرح سنن أبي داود، وهو ملخص من غاية المقصود؛ إعلام أهل العصر بأحكام ركعتي الفجر؛ التعليق المغني على سنن الدارقطني؛ غنية الألمعي؛ فضل الباري شرح ثلاثيات البخاري؛ النجم الوهاج في شرح مقدمة الصحيح لمسلم بن الحجاج؛ تنقيح المسائل وهو مجموعة فتاوى له؛ كفاية الرسوخ في معجم الشيوخ، وغيرها. توفي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف، رحمه الله تعالى.
المباركفوري
هو محمد عبدالرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري أبو العلاء: من مشاهير دعاة السلفية في الهند، كان له إسهام في تأسيس جمعية أهل الحديث، وعرف بحملاته على المذهبية، عالم مشهور ولد ببلدة مباركفور بالهند، سافر إلى دلهي، ثم ولي التدريس بالمدرسة الأحمدية ببلدة آره، ثم في دار القرآن والسنة في كلكتا، ثم عاد إلى مباركفور وانقطع إلى التأليف، وأسس مدارس دينية في بلده وفي بلرام بور وبستي وكوندة. وكان خادما لعلم الحديث تدريسا وتأليفا متميزا بمعرفة أنواعه وعلله. من مؤلفاته: مقدمة وتحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي وغيرهما. توفي سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وألف، رحمه الله تعالى.
أحمد شاكر
هو أبو الأشبال أحمد بن محمد شاكر بن أحمد بن عبدالقادر، من آل أبي علياء. يُرْفَع نسبه إلى الحسين بن علي. عالم بالحديث والتفسير. كان مولده ووفاته في القاهرة. أبواه من جرجا بصعيد مصر. سمّاه أبوه أحمد، شمس الأئمة، أبا الأشبال. واصطحبه معه حين ولي القضاء في السودان سنة 1900م، التحق بالأزهر فنال شهادة العالمية سنة 1917م وعُيّن في بعض الوظائف القضائية، وانقطع للتأليف والنشر إلى أن تُوفي. له مصنفات عديدة منها: شرح مسند الإمام أحمد بن حنبل 15جزءا وهو من أعظم أعماله؛ نظام الطلاق في الإسلام وغيرها. وله تحقيقات مهمة منها: رسالة الإمام الشافعي؛ جماع العلم؛ المعرب للجواليقي وغيرها. وقال عنه الشيخ محمود محمد شاكر: وهو أحد الأفذاذ القلائل الذين درسوا الحديث النبوي في زماننا دراسة وافية، قائمة على الأصول التي اشتهر بها أئمة هذا العلم في القرون الأولى، وكان له اجتهاد عُرف به في جرح الرجال وتعديلهم، أفضى به إلى مخالفة القدماء والمحدثين، ونصر رأيه بالأدلة البينة، فصار له مذهب معروف بين المشتغلين بهذا العلم على قلتهم. وكان لمعرفته بالسنة النبوية ودراستها أثر كبير في أحكامه، فقد تولى القضاء في مصر أكثر من ثلاثين سنة، وكان له فيها أحكام مشهورة في القضاء الشرعي، قضى فيها باجتهاده غير مقلد ولا متبع. توفي في ذي القعدة سنة سبعة وسبعين وثلاثمائة وألف، رحمه الله تعالى.
الحكمي
¥(27/26)
هو الشيخ الفاضل والعلامة الجليل المحدث الحافظ فريد عصره وعلامة زمانه في كافة العلوم الشرعية وكل وسائلها أصولا وفروعا حافظ ابن أحمد علي الحكمي نسبة إلى قبيلة الحكمية الشهيرة في المخلاف السليماني. بدأ في طلبه للعلم بخير العلوم وأساسها القرآن الكريم فاهتم به اهتماما بالغا تلاوة وحفظا فأجاد تلاوته وحفظ بعض سوره بالإضافة إلى حفظ بعض المتون في مختلف الفنون وكان قد أوتي سرعة في الحفظ وتمكنا في الفهم وجودة في الخط بالقلم وذكاء خارقا امتاز به عن أقرانه آنذاك تلك المحاولة الشريفة له مؤلفات كثيرة منها معارج القبول وهو كتاب قيم في العقيدة و 200 سؤال وجواب في العقيدة وغيرها الكثير. توفي في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة وألف، رحمه الله تعالى.
المعلمي
هو الشيخ المحقق المحدث ذهبي العصر أبو عبد الله عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني ولد في أول سنة 1313 هـ بقرية المحاقرة باليمن، نشأ في بيئة متدينة صالحة، وقد كفله والداه وكانا من خيار تلك البيئة، سافر إلى مكة عام 1371هـ فعين أمينا لمكتبة الحرم المكي في شهر ربيع الأول سنة 1372هـ فبقي فيها يعمل بجد وإخلاص في خدمة رواد المكتبة من طلاب العلم، بالإضافة إلى استمراره في تصحيح الكتب وتحقيقها لتطبع في دائرة المعارف العثمانية حتى أصبح موضع الثناء العاطر، ومؤلفاته تنبئ عن اطلاع واسع وفهم ثاقب ونقد جيد، من مؤلفاته: التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل؛ خَطَأَ الإمام البخاري في تاريخه؛ كما حقق التاريخ الكبير للبخاري وتذكرة الحفاظ للذهبي والجرح والتعديل لابن أبي حاتم. أثنى عليه المفتي محمد بن إبراهيم والشيخ محمد حامد الفقي والشيخ العلامة أحمد شاكر والشيخ محمد ناصر الدين الألباني. توفي سنة ست وثمانين وثلاثمائة وألف، رحمه الله تعالى.
الألباني
هو العلامة الشيخ أبو عبدالرحمن، محمد ناصر الدين بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم الألباني أحد أبرز علماء هذا العصر بالحديث، البارزين المتفردين في علم الجرح والتعديل، الحجة في مصطلح الحديث، ولد في أشقودرة في ألبانيا، ثم هاجر والده وعائلته إلى دمشق، ثم حبب له علم الحديث فاشتغل به حتى برع ولمع فيه، حتى عد محيي هذا العلم في هذا العصر، وله من المؤلفات أكثر من 300 مؤلف بين تأليف وتخريج وتحقيق وتعليق. قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني وقال أيضا: هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم. وقال الشيخ محمد صالح العثيمين: فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل، أنه حريص جدا على العمل بالسنة، ومحاربة البدعة، سواء كان في العقيدة أم في العمل، وأنه ذو علم جم في الحديث، رواية و دراية، و أن الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيرا من الناس، من حيث العلم و من حيث المنهاج و الاتجاه إلى علم الحديث، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به، وقال أيضا: الألباني رجل من أهل السنة مدافع عنها، إمام في الحديث، لا نعلم إن أحدا يباريه في عصرنا. وقال الشيخ مقبل الوادعي: والذي أعتقده وأدين الله به أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني من المجددين الذين يصدق عليهم قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) [إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها]. وقال الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ: الشيخ ناصر الدين الألباني من خواص إخواننا الثقات المعروفين بالعلم والفضل والعناية بالحديث الشريف تصحيحا وتضعيفا. توفي في جمادى الثانية، سنة عشرين وأربعمائة وألف، رحمه الله تعالى.
الوادعي
هو الشيخ المحدث أبو عبدالرحمن مقبل بن هادي بن مقبل بن قائدة الهمداني الوادعي من قبيلة آل راشد، طلب العلم في اليمن، ثم بمعهد الحرم المكي، ثم بالجامعة الإسلامية، فدرس بكلية أصول الدين انتظاما، وبكلية الشريعة انتسابا، ثم واصل دراسته فيها حتى حصل على الماجستير، ثم أقبل على كتب السنة، والتفسير، وكتب الرجال، ينهل منها، ويستمد منها مؤلفاته القيمة، كان الشيخ حريصا على العلم آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر لا يخاف لومة لائم، زاهدا ورعا صبورا، نشر الدعوة السلفية في بلاد اليمن، وله من المؤلفات الدالة على علمه ووفور عقله أكثر من أربعين مؤلفا، ومنها الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين والصحيح المسند من أسباب النزول والصحيح المسند من دلائل النبوة وغارة الفصل على المعتدين على كتب العلل وأحاديث معلة ظاهرها الصحة. توفي في ربيع الآخر سنة اثنين وعشرين وأربعمائة وألف، رحمه الله تعالى.
المصدر: http://www.dorar.net/hadith_tarajem
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[22 - 05 - 09, 02:01 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الجهد المبارك ونفع بك
ـ[أحمد الغزاوي]ــــــــ[27 - 05 - 09, 06:46 ص]ـ
أسأل الله أن يرحمهم جميعا
و أن يجمعنا بهم في جنته و مستقر رحمته
و بارك الله في الأخ الناقل
¥(27/27)
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[29 - 05 - 09, 04:55 م]ـ
أسأل الله أن يرحمهم جميعا
و أن يجمعنا بهم في جنته و مستقر رحمته
و بارك الله في الأخ الناقل
سبق لسانك بياني
وإن كنا تحدثنا من مداد القلب
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[29 - 05 - 09, 04:57 م]ـ
أظن أن المبتدئين والفاعلين عليهم أن يعتمدوا أمثال هذه النبذات
كمرجعة للفائدة اليومية ووقت الطلب ..
والله تعالى أعلم ..
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[02 - 11 - 09, 01:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،
أريد كتابا يتناول نقد رجالات الشيعة جرحا وتجريحا .. وإن كان سواهما أقرأ .. بوركتم
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[05 - 11 - 09, 05:50 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الجهد المبارك ونفع بك
ـ[ابو حذيفة الأثري]ــــــــ[05 - 11 - 09, 09:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
و رفع قدركم
و نفع بعلمكم الإسلام و المسلمين
أسأل الله أن يرحمهم جميعا
و أن يجمعنا بهم في جنته و مستقر رحمته
آمين آمين
ـ[محمد العطواني]ــــــــ[06 - 11 - 09, 04:29 م]ـ
واصل بارك الله فيك جهد مشكور(27/28)
حين قال النبي ( ......... من تركه الناس أتقاء فحشه)
ـ[عبدالرحمن العريني]ــــــــ[22 - 05 - 09, 09:30 ص]ـ
إخوتي الأفاضل:
حين قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة في قصة عيينة بن حصن: (ياعائشة إن من شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه) ..
هل هو ينفي الفحش عن نفسه كما تدل عليها الزيادة التي عند البخاري (ومتى عهدتينى فاحشا أو قال فحاشا)
أو يصف عيينة بالفحش ولذا داراه كسبا لوده وخوفا من شره.
آمل من الإخوة أن يرشدوني إلى من ناقش هذه المسألة مع العلم أني رجعت إلى فتح الباري، فلم يذكر مأشرت إليه ....
والسلام،،،،(27/29)
مزمار عند نعمة ورنة عند معصيبة.
ـ[النويصري]ــــــــ[23 - 05 - 09, 06:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- حَدَّثنا عمرو بن علي، حَدَّثنا أبو عاصم، حَدَّثنا شَبِيب بن بشر البجلي، قال: سَمِعْتُ أنس بن مالك يقول: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة ورنة عند معصيبة.
وهذا الحديث لاَ نعلمُهُ يُرْوَى عَن أَنَس إلاَّ بهذا الإسناد.
هذا الحديث عند البزار برقم 7513
ولكن ماهي صحة هذا الحديث ومامعنى قول البزار (لانعلمه ... ) وإذا لم يصح الحديث سنداً هل يصح متناً أو معنى
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[23 - 05 - 09, 06:17 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=99889
ـ[النويصري]ــــــــ[23 - 05 - 09, 03:15 م]ـ
أحسنت ياأبا محمد ولكن بقي هل يصح معني الحديث لعموم النهي الوارد في الأحاديث الأخرى عن النياحة والغناء يعني هل يمكن الاستئناس به(27/30)
ترتيب البيقونية
ـ[سعد الحضيري]ــــــــ[24 - 05 - 09, 04:01 ص]ـ
ترتيب البيقونية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد فهذا ترتيب وتنظيم لمنظومة الشيخ طه البيقوني في علم المصطلح،رتبتها حسب تسلسل علوم الحديث وترابطها، وترجمت لها بفصول توضح مقاصدها. وذكرت رقم كل بيت في الأصل بعده والله الموفق.
[مقدمة]
قال رحمه الله تعالى:
1 - أَبْدَأُ بِالحَمْدِ مُصَلِّيَاً عَلَى ** مُحَمَّدٍ خَيْرِ نَبِيٍّ أُرْسِلا (1)
2 - وَذِي من أقْسَامِ الحَدِيثِ عِدَّهْ ** وَكُلُّ وَاحِدٍ أَتَى وَحدَّهْ (2)
[النوع الأول: الحديث الصحيح، وتعريفه وشروطه]
3 –أَوَّلُهَا الصَّحِيحُ وَهْوَ مَا اتَّصل ** إسْنَادُهُ وَلَمْ يَشُذّ أَوْ يُعَلْ (3)
4 –يَرْوِيهِ عَدْلٌ ضَابِطٌ عَنْ مِثْلِهِ ** مُعْتَمَدٌ فِي ضَبْطِهِ وَنَقْلِهِ (4)
[النوع الثاني: الحديث الحسن وتعريفه]
5 - وَالحَسَن المَعْرُوفُ طُرْقاً وَغَدَتْ** رِجَالُهُ لاَ كَالصَّحِيحِ اشْتَهَرَتْ (5)
[النوع الثالث: الحديث الضعيف وأقسامه]
6 - وَكُلُّ مَا عَنْ رُتْبَةِ الحُسْنِ قَصُرْ ** فَهْوَالضَّعِيفُ وَهْوَ أَقْسَاماً كَثُرْ (6)
[القسم الأول من المردود: الموضوع]
7 - وَالكَذِبُ المُخْتَلَقُ المَصْنُوعُ ** عَلَى النَّبِيْ فَذلِكَ المَوْضُوعُ (32)
[القسم الثاني من المردود:المتروك]
8 - مَتْرُوكُهُ مَا وَاحِدٌ بِهِ انْفَرَدْ ** وَأَجْمَعُوا لِضَعْفِهِ فَهْوَ كَرَدْ (31)
[القسم الثالث من المردود: المنكَر]
9 - وَالمُنْكَرُ الْفَرْدُ بِهِ رَاوٍ غَدَا ** تَعْدِيلُهُ لاَ يَحْمِلُ التَّفَرُّدَا (30)
[الرابع والخامس من أقسام الضعيف: الشاذ والمقلوب]
10 - وَمَا يُخَالِفْ ثِقَةٌ بِهِ الملاَ** فَالشَّاذ، والمَقْلُوبُ قِسْمانِ تَلاَ (21)
[السادس من أقسام الحديث الضعيف: المقلوب]
11 - إبْدَالُ رَاوٍ مَا بِرَاوٍ قِسْمُ** وَقَلْبُ إسْنَادٍ لمَتْنٍ قِسْمُ (22)
[السابع من أقسام الضعيف: المنقطع]
12 - وَكُلُّ مَا لَمْ يَتَّصِلْ بِحَالِ** إسْنَادُهُ مُنْقَطِعُ الأَوْصَالِ (17)
[الثامن و التاسع من أقسام الحديث الضعيف: المعضَل والمدلَّس]
13 - والمُعْضل الساقِط مِنه اثنانِ** وما أتى مُدلساً نوعانِ (18)
[أنواع التدليس]
14 - الأَوَّلُ الاسْقَاطُ لِلشَّيْخِ وَأَنْ** يَنْقُلَ عَمَّنْ فَوْقَهُ بِعَنْ وَأَنْ (19)
15 - وَالثَّانِ لاَ يُسقطُهُ لَكِنْ يَصِفْ ** أَوْصَافَهُ بِمَا بِهِ لاَ يَنْعَرِفْ (20)
[العاشر من أقسام الضعيف: المعلَّلُ]
16 - وَمَا بِعِلَّةٍ غُمُوضٍ أَوْ خَفَا ** مُعَلَّلٌ عِنْدَهُمُ قَدْ عُرِفا (24)
[الحادي عشر من أقسام الضعيف: المضطرب]
17 - وَذُو اخْتِلافِ سَنَدٍ أَوْ مَتْنِ ** مُضْطَرِبٌ عِنْدَ أَهِيْلِ الْفَنِّ (25)
[فصل في بيان القسم الثاني عشر من الضعيف وهو: المرسل
وبيان النوع الثالث من أنواع الحديث وهي طرقه في وصوله إلينا
وهي الغريب والعزيز والمشهور]
18 - وَمُرْسَلٌ مِنْهُ الصِّحَابِيُّ سَقَطْ ** وَقُلْ غَرِيبٌ مَا رَوَى رَاوٍ فَقَطْ (16)
[الثاني والثالث من أقسام طرق الحديث العزيز و المشهور]
19 - عَزِيزُ مَرْوِي اثْنَيْنِ أوْ ثَلاَثَهْ ** مَشْهُورُ مَرْوِي فوْقَ مَا ثَلاَثَهْ (12)
[الرابع من أقسام طرق الحديث الفرد]
20 - وَالْفَرْدُ مَا قَيَّدْتَهُ بِثِقةِ ** أَوْ جَمْعٍ أوْ قَصْرٍ عَلَى رِوَايَةِ (23)
[النوع الرابع والخامس من أنواع الحديث: معرفة المرفوع والمقطوع]
21 - وَمَا أُضِيفَ لَلنَّبِيْ المَرْفُوعُ** وَمَا لِتَابِعٍ هُوَ المَقْطُوعُ (7)
[النوع السادس: معرفة الموقوف]
22 - وَمَا أَضَفْتَهُ إِلَى الأَصْحَابِ مِنْ ** قَوْلٍ وَفِعْلٍ فَهْوَمَوْقُوفٌ زُكِنْ (15)
[النوع السابع: معرفة المسنَد]
23 - وَالمُسْنَدُ المتَّصِلُ الإسْنَاد مِنْ ** رَاوِيهِ حَتَّى المُصْطَفَى وَلَمْ يَبِنْ (8)
[النوع الثامن: معرفة المتصل]
24 - وَمَا بِسَمْعِ كُلِّ رَاوٍ يَتَّصِل** إسْنَادُهُ لِلْمُصْطَفَى فَالْمُتَّصِل (9)
[النوع التاسع: معرفة المسلسل]
25 - مُسَلْسَلٌ قُلْ مَا عَلَى وَصْفٍ أَتَى ** مِثْلُ أَمَا وَاللهِ أَنْبَانِي الْفَتَى (10)
26 - كَذَاكَ قَدْ حَدَّثَنِيهِ قَائما ** أَوْ بَعْدَ أَنْ حَدَّثَنِي تَبَسَّما (11)
[النوع العاشر والحادي عشر: معرفة المعنعن والمبهم]
27 - مُعَنْعَنٌ كَعَنْ سَعِيدٍ عَنْ كَرَمْ** وَمُبْهَمٌ مَا فِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمْ (13)
[النوع الثاني عشر والثالث عشر: معرفة العالي والنازل]
28 - وَكُلُّ مَا قَلَّتْ رِجَالُهُ عَلاَ ** وَضِدُهُ ذَاكَ الَّذِي قَدْنَزَلاَ (14)
[النوع الرابع عشر: معرفة المدرج]
29 - وَالمُدْرَجَاتُ فِي الحَدِيثِ مَا أَتَتْ** مِنْ بَعْض أَلْفَاظِ الرُّوَاةِ اتَّصَلَتْ (26)
[النوع الخامس عشر: معرفة رواية الأقران والمدبج]
30 - وَمَا رَوَى كُلُّ قَرِينٍ عَنْ أَخِهْ ** مُدّبَّجٌ فَأَعْرِفْهُ حَقّاً وَأَنْتَخِهْ (27)
[النوع السادس عشر: معرفة المتفق والمفترق]
31 - مُتَّفِقٌ لَفْظاً وَخَطاً مُتَّفِقْ ** وَضِدُّهُ فِيمَا ذَكَرْنَا المُفْتَرِقْ (28)
[النوع السابع عشر: معرفة المؤتلف والمختلف]
32 - مُؤْتَلِفٌ مُتَّفِقُ الخَطِّ فَقَطْ ** وَضِدُّهُ مُخْتَلِفُ فَاخْشَ الْغَلَطْ (29)
[خاتمة]
33 - وَقَدْ أَتَتْ كَالجَوْهَرِ المَكْنُونِ** مَنْظُومَةَ الْبَيْقُونِي (33)
34 - فَوْقَ الثَّلاَثِينَ بِأَرْبَعٍ أَتَتْ ** أَقْسَامُهَا تَمَّتْ بِخَيْرٍ خُتِمَتْ (34)
تم ترتيبها بحمد الله ليلة الأربعاء 9/ 5/1421هـ في مدينة عرعر
بقلم:سعد بن شايم الحضيري
¥(27/31)
ـ[حكيم بن عبدالله]ــــــــ[20 - 11 - 09, 12:35 ص]ـ
جزيت الجنة
ـ[مسدد2]ــــــــ[21 - 11 - 09, 06:15 ص]ـ
جزاك الله خيراً، تصويب لعله خطأ طباعي:
الصواب: اُهَيْل الفن، وقد جاءت اَهِيل
والله أعلم
مسدد2
ـ[راكان عبدالله]ــــــــ[25 - 11 - 09, 10:36 م]ـ
جزاكم الله خير .. ونفع بكم(27/32)
وفاة عتبة بن حميد الضبي
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[27 - 05 - 09, 07:14 ص]ـ
أرجو ممن يستطيع المساعدة أن يدلني على سنة وفاة عتبة بن حميد الضبي أبو معاذ أو أبو معاوية البصري فإنني محتاج غليها جدا.
وكذلك أحتاج إلى ترجمته في غير تهذيب الكمال وملحقاته
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[27 - 05 - 09, 12:03 م]ـ
حياك الله أخي:
انظر ترجمته في: الثقات لابن حبان (7/ 272)، الجرح والتعديل (6/ 370رقم2042)، الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة (1/ 696رقم3663)، المغني في الضعفاء (2/ 422رقم3994)، المقتنى في سرد الكنى (2/ 83رقم5830)، بحر الدم (ص106رقم675)، ميزان الاعتدال (3/ 28رقم5470)، لسان الميزان (7/ 300رقم3969)،
وأما تاريخ وفاته فقد ذكر الذهبي في تاريخ الإسلام (8/ 482) أنه من الطبقة الرابعة عشرة وهم من توفي بين (131هـ - 140هـ)
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[27 - 05 - 09, 12:58 م]ـ
رحمه الله
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[10 - 06 - 09, 01:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب ولكن انا أريد وفاته تحديدا(27/33)
الإمام الجوزجاني
ـ[مسلمة فلسطينية]ــــــــ[27 - 05 - 09, 08:49 م]ـ
الرجاء مساعدتي في الترجمة الوافية عن الإمام الجوزجاني من حيث (نشأته،رحلاته، عقيدته، مكانته العلمية وأقوال أهل العلم فيه، مصنفاته) مع توثيق المعلومات للضرورة
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[27 - 05 - 09, 11:35 م]ـ
استخلصي ذلك من مقدمة كل من:
- عبد العليم البستوي لتحقيقه على كتاب أحوال الرجال للجوزجاني طبعه باسم الشجرة في أحوال الرجال
- صبحي السامرائي لتحقيقه على كتاب أحوال الرجال للجوزجاني
وهنا بعض ذلك مع فوائد زوائد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=787353
وهنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2547
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[27 - 05 - 09, 11:37 م]ـ
وهو غير الجورقاني أو الجوزقاني صاحب الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير المتوفى سنة (543 هـ)(27/34)
شيوخ ابن حبان الذين ترجم لهم في كتابه الثقات
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[29 - 05 - 09, 03:46 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم إلى يوم، وبعد:
الإخوة الكرام أرجوا منكم التكريم بذكر شيوخ ابن حبان الذين ترجم لهم في كتابه الثقات وجزاكم الله خيراً.
وأنا أبدأ بذكر بعضهم:
1 - محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر أبو بكر يروى عن إسحاق وعلى بن حجر أدخلناه في هذه الطبقة لأن على بن حجر سمع من معروف الخياط أبى الخطاب ومعروف من أصحاب واثلة بن الأسقع روى عنه أحرفا تشبه أحاديث الثقات وأدخلنا معروفا في التابعين فيما تقدم من هذا الكتاب ومات محمد بن إسحاق ليلة السبت بعد العشاء الآخرة الخامس من ذي القعدة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة ودفن يوم السبت بعد الأولى وله ثمان وثمانون سنة وكان رحمه الله أحد أئمة الدنيا علما وفقها وحفظا وجمعا واستنباطا حتى تكلم في السنن بإسناد لا نعلم سبق إليها غيره من أئمتنا مع الإتقان الوافر والدين الشديد إلى أن توفى رحمه الله اعتل ليلة الأربعاء ومات ليلة السبت 9/
156
2 - أحمد بن على بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي أبو يعلى من أهل الموصل يروى عن محمد بن الصباح الدولابي وغسان بن الربيع ويحيى بن معين وأهل العراق من المتقنين في الروايات والمواظبين على رعاية الدين وأسباب الطاعات مات سنة سبع وثلاثمائة أدخلناه في هذه الطبقة لأن بينه وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثة أنفس في اللقاء على ما أصلنا الكتاب عليه حدثنا أبو يعلى ثنا عبد الله بن بكار أبو عبد الرحمن ثنا عكرمة بن عمار عن الهرماس بن زياد قال رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يوم الأضحى يخطب على بعير 8/ 56
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[29 - 05 - 09, 09:44 م]ـ
3 - الفضل بن الحباب بن محمد بن صخر بن عبد الرحمن الجمحي أبو خليفة واسم أبيه عمرو والحباب لقبه يروى عن أبى الوليد الطيالسي
مات سنة خمس وثلاثمائه وكان مولده سنة سبع ومائتين9/ 8 - 9(27/35)
بحوث ندوة فهم السنة (الضوابط والاشكالات)
ـ[د. محمد بن عدنان السمان]ــــــــ[29 - 05 - 09, 11:06 م]ـ
أقام موقع شبكة السنة النبوية و علومها يوم أمس الخميس الموافق 4/ 6/1430هـ
ندوة بعنوان " فهم السنة النبوية - الضوابط والإشكالات -"
وبمشاركة معالي وزير الشؤون الاسلاميةوالأوقاف والدعوة والإرشاد
الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ
تجدونها على الرابط
http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?article_no=3619&menu_id=3607 (http://www.alssunnah.com/main/articles.aspx?article_no=3619&menu_id=3607)(27/36)
سؤال عن كتاب
ـ[محمد العامر]ــــــــ[30 - 05 - 09, 01:20 ص]ـ
الأخوة الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت السؤال عن:
1/ كتاب المخزون في الوحدان - لابن خزيمة (ذكره الدكتور الكبيسي في كتابه الإمام ابن خزيمة ومنهجه في كتابه الصحيح 1/ 241) ولم يذكلر أية معلومات عنه أو إحالات.
2/ كتاب شأن الدعاء لابن خزيمة أيضاً (مخطوط) وتوجد منه نسخة في الظاهرية مجموع 61 (من 11أ - 19ب) (المرجع: تاريخ التراث العربي - لسزكين 4/ 33).
كيف أستطيع الحصول عليهما؟
الرجاء من المشايخ الكرام والإخوة الأفاضل مساعدتي في الحصول عليهما - أو من يعرف أي معلومة عنهما وأنا له من الشاكرين - وله مني دعوة بظهر الغيب _
عاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااجل جدااااااااااااااااااااااااااااااااااا
ـ[محمد العامر]ــــــــ[30 - 05 - 09, 11:34 م]ـ
للمشايخ الفضلاء
للرفع ..............
ـ[العابري]ــــــــ[02 - 12 - 09, 02:18 م]ـ
1) المطبوع هو كتاب المخزون لأبي الفتح الأزدي، وهو الذي يعزو إليه الحافظ ابن حجر وغيره.
وقد سرد محقق الكتاب أسماء من ألف في هذا الفن من أهل العلم ولم يذكر من بينهم ابن خزيمة، فالله أعلم.
(طبع كتاب المخزون في الدار العلمية - دلهي - الهند - بتحقيق محمد اقبال)
2) كتاب شأن الدعاء للخطابي وليس لابن خزيمة، وقد شرح فيه كتاب ابن خزيمة ((الدعاء)) وقد نص الخطابي في مقدمة كتابه أنه سوف يفسر ما أشكل من ألفاظ الأدعية المأثورة التي جمعها الامام ابن خزيمة.
هذا وقد أشار محقق الكتاب إلى هذا الخلط - فجزاه الله خيرا -،والكتاب مطبوع. (في دار الثقافة العربية، بتحقيق أحمد يوسف)(27/37)
ما هي المراجع في عدالة الصحابة
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[30 - 05 - 09, 02:25 م]ـ
ارجو من الاخوة الاكارم ذكر اهم كتب اهل السنة في عدالة الصحابة وخاصة التي فيها رد على شبهة تحمل المنافقين للحديث عن الرسول الاكرم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مع جزيل الشكر
ـ[أ. محمد حسن]ــــــــ[30 - 05 - 09, 08:07 م]ـ
هناك كتاب لفاروق حمادة: منهج الإسلام في العدالة
أرجو ألا أكون مخطئا
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[31 - 05 - 09, 12:51 ص]ـ
1 - عدالة الصحابة رضى الله عنهم
في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية
ودفع الشبهات
الدكتور عماد السيد الشربيني
مدرس الحديث وعلومه
بجامعة الأزهر
1425 هـ - 2005 م
2 - عقيدة أهل السنة في الصحابة الكرام وهو كتاب مهم في هذا الباب في ثلاثة مجلدات للدكتور /ناصر بن علي عائض الشيخ ط. مكتبة الرشد
3 - صحابة رسول الله في الكتاب والسنة رسالة ماجستير- عيادة أيوب الكبيسي
4 - وطبعا منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية في ثناياه.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[31 - 05 - 09, 12:54 ص]ـ
4 - الأنوار الكاشفة
لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة
تأليف العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني غفر الله له
ـ[مسدد2]ــــــــ[05 - 06 - 09, 04:37 ص]ـ
أحالني فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله على كتاب لعبد الرحمن الحلو إسمه: (الصحبة) على ما أذكر. لكن الحقيقة أن أفضل ما قرأته في الموضوع هو في (توضيح الافكار) ج2 - 426 فما بعد ..
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[05 - 06 - 09, 11:36 م]ـ
اشكر جميع الاخوة على مشاركاتهم الكريمة لكن ارجو التركيز على شبهة تحمل المنافقين من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اريد الرد على هذه الشبهة خاصة(27/38)
للمناقشة: حكاية ابن الصلاح عن البخاري قبول زيادة الثقة مطلقا!!
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[04 - 06 - 09, 02:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن الصلاح" _النوع الحادي عشر: معرفة المعضل:
.........
وسئل البخاري عن حديث: ((لا نكاح إلا بولي)) المذكور, فحكم لمن وصله ,وقال:" الزيادة من الثقة مقبولة" , فقال البخاري هذا, مع أن من أرسله شعبة وسفيان وهما جبلان لهما من الحفظ والإتقان الدرجة العالية. [ص72,ط: عتر]
قال ابن كثير_ في اختصاره_:
وحكي عن ا لبخاري أنه قال: الزيادة من الثقة مقبولة. [51]
فهذا يدل على قبوله الزيادة سواء خالف من هو أوثق منه أم لا؟!
وسواء تفرد بهذه الزيادة أم لا؟!!
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[04 - 06 - 09, 12:56 م]ـ
بارك الله فيكم:
قال الزين ابن رجب في شرح العلل:
"ثم إنه (أي الحافظ الخطيب) اختار الزيادة من الثقة تقبل مطلقاً كما نصره المتكلمون وكثير من الفقهاء، وهذا يخالف تصرفه في كتاب تمييز المزيد، وقد عاب تصرفه في كتاب تمييز المزيد بعض محدثي الفقهاء، وطمع فيه لموافقته لهم في كتاب الكفاية.
وذكر في الكفاية حكاية عن البخاري: أنه سئل عن حديث أبي إسحاق في النكاح بلا ولي؟ قال: الزيادة من الثقة مقبولة، وإسرائيل ثقة.
وهذه الحكاية - إن صحت - فإنما مراده الزيادة في هذا الحديث، وإلا فمن تأمل كتاب تاريخ البخاري تبين له قطعاً أنه لم يكن يرى أن زيادة كل ثقة في الإسناد مقبولة.
وهكذا الدار قطني يذكر في بعض المواضع أن الزيادة من الثقة مقبولة ثم يرد في أكثر المواضع زيادات كثيرة من الثقات، ويرجح الإرسال على الإسناد، فدل على أن مرادهم زيادة الثقة في مثل تلك المواضع الخاصة: وهي إذا كان الثقة مبرزاً في الحفظ.
وقال الدار قطني في حديث زاد في إسناده رجلان ثقتان رجلاً، وخالفهما الثوري فلم يذكره قال: ((لولا أن الثوري خالف لكان القول قول من زاد فيه، لأن زيادة الثقة مقبولة)). وهذا تصريح بأنه إنما يقبل زيادة الثقة إذا لم يخالفه من هو أحفظ منه."
وذكر الحافظ في النكت بعض عبارات الأئمة المتقدمين في زيادة الثقة ثم قال:
"فحاصل كلام هؤلاء الأئمة أن الزيادة إنما تقبل ممن يكن حافظا متقنا حيث يستوي مع من زاد عليهم في ذلك، فإن كانوا أكثر عددا منه أو كان فيهم من هو أحفظ منه أو كان غير حافظ ولو كان في الأصل صدوقا فإن زيادته لا تقبل.
وهذا مغاير لقول من قال: زيادة الثقة مقبولة وأطلق
والله أعلم".
فالأئمة المتقدمون متفقون على أن زيادة الثقة تقبل وترفض بحسب القرائن مثل:
- العدد
- الأوثق
- الأثبت في الشيخ المختلف عنه
ونحو ذلك
وما جاء عنهم ظاهره أن زيادة الثقة مقبولة مطلقا فمؤول بصنيعهم وتطبيقهم العملي في مصنفاتهم كما تقدم مع البخاري و الدارقطني
والله أعلم
ـ[ماهر]ــــــــ[04 - 06 - 09, 02:45 م]ـ
الخطيب - فِيْمَا أعلم - هُوَ أول المُحَدِّثِيْنَ في النقل عن الْجُمْهُور القول بقبول زيادة الثِّقَة ورجح ذَلِكَ فَقَالَ: ((والَّذِي نختاره من هذِهِ الأقوال: أنَّ الزيادة الواردة مقبولة عَلَى كُلّ حال معمول بِهَا إذَا كَانَ راويها عدلاً ومتقناً ضابطاً)) (1).
وَقَدْ ناقشه ابن رجب الحنبلي فِيْمَا استدل بِهِ فَقَالَ: ((وقد صنف في ذلك الحافظ أبو بكر الخطيب مصنفاً حسناً سماه " تمييز المزيد في متصل الأسانيد " وقسمه قسمين: أحدهما: ما حكم فيه بصحة ذكر الزيادة في الإسناد
وتركها. والثاني: ما حكم فيه برد الزيادة وعدم قبولها. ثم إنَّ الخطيب تناقض، فذكر في كتاب " الكفاية " للناس مذاهب في اختلاف الرواة في إرسال الحديث ووصله كلها لا تعرف عن أحد من متقدمي الحفاظ، إنَّما هي مأخوذة من كتب المتكلمين، ثم إنَّه اختار أنَّ الزيادة من الثقة تقبل مطلقاً، كما نصره المتكلمون وكثير من الفقهاء، وهذا يخالف تصرفه في كتاب " تمييز المزيد "، وقد عاب تصرفه في كتاب " تمييز المزيد " بعض محدثي الفقهاء، وطمع فيه لموافقته لهم في كتاب " الكفاية "، وذكر في " الكفاية " حكاية عن البُخَارِيّ: أَنَّهُ سُئل عن حَدِيث أبي إسحاق (2) في النكاح بلا ولي (3) -قَالَ: الزيادة من
¥(27/39)
الثقة مقبولة وإسرائيل (4) ثِقَة. وهذه الحكاية – إن صحت – فإنَّما مراده الزيادة في هَذَا الحَدِيْث، وإلا فمن تأمل كِتَاب" تاريخ البُخَارِيّ " (5) تبين لَهُ قطعاً أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يرى أنَّ زيادة كُلّ ثِقَة في الإسناد مقبولة، وهكذا الدَّارَقُطْنِيّ يذكر في بَعْض المواضع: أنَّ الزيادة من الثِّقَة مقبولة، ثُمَّ يردّ في أكثر المواضع زيادات كثيرة من الثِّقات، ويرجح الإرسال عَلَى الإسناد (6)، فدل عَلَى أنَّ مرادهم زيادة الثِّقَة في مِثْل تِلْكَ المواضع الخاصة، وَهِيَ إذَا كَانَ الثِّقَة مبرزاً في الحفظ)) (7) وهذا الكلام تحقيق جدٌ لصنيع جهابذة المُحَدِّثِيْنَ في الحكم عَلَى زيادة الثِّقَة؛ إِذْ إنَّ الَّذِي ينظر في صنيع الأئمة السابقين والمختصين في هَذَا الشأن يراهم لا يقبلونها مطلقاً، وَلاَ يردونها مطلقاً، بَلْ مرجع ذَلِكَ عندهم إِلَى القرائن والترجيح: فتقبل تارة وترد أخرى. ويتوقف فِيْها أحياناً؛ قَالَ الحافظ ابن حجر: ((والمنقول عن أئمة الحَدِيْث المتقدمين–كعبد الرحمان بن مهدي، ويحيى القطان، وأحمد بن حَنْبَل، ويَحْيَى بن معين، وعَلِيّ بن المديني، والبُخَارِيّ، وأَبِي زرعة الرازي، وأَبِي حاتم، والنَّسَائِيّ، والدَّارَقُطْنِيّ وغيرهم – اعتبار الترجيح فِيْمَا يتعلق بالزيادة وغيرها، وَلاَ يعرف عن أحد مِنْهُم إطلاق قبول الزيادة)) (8)
.............................. .............................. .....
(1) " الكفاية ": 425.
(2) هُوَ عَمْرو بن عبد الله بن عبيد، ويقال: عَمْرو بن عَبْد الله بن عَلِيّ، ويقال: عَمْرو بن عَبْد الله ابن أبي شعيرة الهمداني، أبو إسحاق السبيعي الكوفي: ثقة مكثر عابد شاخ ونسى وتغير بأخرة، توفي سنة (129 ه)، وَقِيْلَ: (126 ه) وَقِيْلَ غَيْر ذَلِكَ.
انظر: " تهذيب الكمال " 5/ 431 (4989)، و" الكاشف " (4185)، و "ميزان الاعتدال" 3/ 270 (6393)، و " سير أعلام النبلاء " 5/ 394، و" التقريب " (5065).
(3) هُوَ حَدِيث أبي إسحاق السَّبِيْعِيِّ عن أبي بُردة، عن أبيه: أنّ رَسُوْل الله (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: ((لا نِكاحَ إلا بِوَليٍّ)).
وهذا الحديث اختلف في وصله وإرساله، والراجح وصله – كما يأتي -:
أولاً: تفرّد بإرساله شعبة وسفيان الثوري، واختلف عليهما فيه: فقد رواه عن شعبة موصولاً: النعمان بن عبد السلام، عند الحاكم 2/ 169 من طريقه هو وسفيان الثوري (مقرونين)، والبيهقي 7/ 109، ويزيد بن زريع، عند البزار (3111)، والدارقطني 3/ 219 ط. العلمية و (3518) ط. الرسالة، والبيهقي 7/ 109، ومالك بن سليمان، عند الخطيب في " تاريخ بغداد " 2/ 214و 13/ 85 وفي ط. الغرب 2/ 619 و 15/ 99، من طريقه هو وإسرائيل، وكذلك رواه عن شعبة موصولاً: محمد بن موسى الحرشي، ومحمد بن حصين كما ذكر الدارقطني في " العلل " 7/ 206 (1295)، فهؤلاء خمستهم: (النعمان بن عبد السلام، ويزيد ابن زريع، ومالك بن سليمان، ومحمد بن موسى، ومحمد بن حصين) رووه عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، مرفوعاً.
ورواه عن شعبة مرسلاً:
يزيد بن زريع، عند البزار (3110)، ووهب بن جرير، عند الطحاوي في " شرح معاني الآثار " 3/ 9 وفي ط. العلمية (4175) و (4176)، ومحمد بن جعفر – غندر –، عند الخطيب في " الكفاية ": 411، ومحمد بن المنهال، والحسين المروزي – كما ذكر الدارقطني في " العلل "
7/ 207 (129).
خمستهم: (يزيد بن زريع، ووهب بن جرير، ومحمد بن جعفر، ومحمد بن المنهال، والحسين المروزي) رووه عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، مرسلاً.
أما سفيان الثوري فقد اختلف عليه أيضاً: فرواه عنه موصولاً:
النعمان بن عبد السلام، عند الحاكم 2/ 169 – 170، وبشر بن منصور عند البزار (3108)، وابن الجارود (704)، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " 3/ 9 وفي ط. العلمية (4183)، وجعفر بن عون عند البزار (3109)، ومؤمل بن إسماعيل عند الروياني في مسنده (448)، والبيهقي 7/ 109، وخالد بن عمرو الأموي عند الخطيب في " تاريخ بغداد " 6/ 279 وفي ط. الغرب 7/ 265 - 266.
¥(27/40)
خمستهم: (النعمان بن عبد السلام، وبشر بن منصور، وجعفر بن عون، ومؤمل بن إسماعيل، وخالد بن عمرو) رووه عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري، موصولاً.
ورواه عنه مرسلاً:
عبد الرحمان بن مهدي عند الترمذي في " العلل الكبير ": 428 (160)، و البزار (2107)، وأبو عامر العقدي عند الطحاوي في " شرح معاني الآثار " 3/ 9 وفي ط. العلمية (4177)، والحسين بن حفص عند الخطيب في " الكفاية ": 411، والفضل بن دكين، ووكيع بن الجراح كما ذكر الدارقطني في " العلل " 7/ 208 (129).
فهذان الإمامان: شعبة وسفيان قد اختلف عليهما فيه كما ترى. وربّما طرق الذين رووه عن سفيان وشعبة موصولاً لا تصحّ إليهم. وكلام الترمذي يؤيده، فقد قال الترمذي عقب (1102): ((وقد ذكر بعض أصحاب سفيان، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى. ولا يصحّ)).
ثانياً: سفيان الثوري وشعبة – وإن كانا اثنين – إلا أنَّ اجتماعهما في هذا الحديث كواحد؛ لأنّ سماعهما هَذَا الْحَدِيْث كَانَ في مجلس واحد عرضاً، فَقَدْ قَالَ التِّرْمِذِيّ (1102) (م): ((ومما يدلّ عَلَى ذَلِكَ ما حدّثنا مَحْمُوْد بن غيلان، قال: حدثنا أبو داود، قال: أنبأنا شعبة، قال: سمعت سفيان الثوري يسأل أبا إسحاق: أسمعت أبا بردة يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): لا نِكاحَ إِلاّ بِوَليِّ؟ فقال: نعم)).
ثالثاً: إن الذين رووه عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى موصولاً، أكثر عدداً، وهم:
1 – إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق عند أحمد 4/ 394 و 413، والدارمي (2182)، وأبي داود (2085)، والترمذي (1101)، والبزار (3105) و (3106)، والروياني في "مسنده" (508)، وابن حبّان (4083)، والدارقطني 3/ 217 - 218ط. العلمية و (3514) ط. الرسالة، والبيهقي 7/ 107، والخطيب في " الكفاية ": 409.
2 – يونس بن أبي إسحاق عند الترمذي (1101)، والبزار (3114)، والبيهقي7/ 109، والخطيب في " الكفاية ": 409، وكذلك أخرجه: أبو داود (2085) من طريق أبي عبيدة الحداد، عن يونس وإسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، ثم قال أبو داود عقبه: ((هو يونس، عن أبي بردة، وإسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة)). وسيأتي الكلام عن رواية أبي داود هذه.
3 – شريك بن عبد الله النخعي عند الدارمي (2183)، والترمذي (1101)، والبزار (3112) و (3116)، وابن حبان (4078) و (4090)، والبيهقي 7/ 108.
4 – أبو عوانة الوضاح بن عَبْد الله اليشكري عند الطيالسي (523)، وابن ماجه (1881)، والترمذي (1101)، والروياني في " مسنده " (509)، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " 3/ 9 وفي ط. العلمية (4178) و (4179) و (4180)، والحاكم 2/ 171.
5 – زهير بن معاوية الجعفي عند ابن الجارود (703)، وابن حبان (4077)، والحاكم 2/ 171، والبيهقي 7/ 108.
6 – قيس بن الربيع عند البزار (3113)، والحاكم 2/ 170، والبيهقي 7/ 108، والخطيب في " الكفاية ": 409.
7 - عبد الحميد بن الحسن الهلالي: عند البزار (3115).
رابعاً: كان سماع هؤلاء من أبي إسحاق في مجالس متعددة، قال الترمذي عقب (1102): ((ورواية هؤلاء الذين رووا عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي (صلى الله عليه وسلم): ((لا نِكاحَ إلا بوليِّ)) عندي أصحّ؛ لأنّ سماعهم من أبي إسحاق في أوقات مختلفة)). وانظر: " العلل الكبير ": 430 (160).
خامساً: كانت طريقة تحمل سفيان الثوري وشعبة للحديث عرضاً على أبي إسحاق في حين أنَّ الباقين تحملوه سماعاً من لفظ أبي إسحاق، ولاشكّ في ترجيح ما تُحمل سماعاً على ما تحمل عرضاً عند جمهور المحدثين. انظر: " فتح الباقي " 1/ 359 بتحقيقي.
سادساً: إن من الذين رووه متصلاً:
إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق، وهو أثبت الناس وأتقنهم لحديث جدّه، ولم يختلف عليه فيه، أما سفيان وشعبة وإن كان إليهما المنتهى في الحفظ والإتقان، فطريقة تحملهما للحديث قد
عرفتها، أضف إليها أنّه قد اختلف عليهما فيه. قال عبد الرحمان بن مهدي: ((إسرائيل يحفظ حديث أبي إسحاق كَمَا يحفظ سورة الحمد))، رواه عنه الدارقطني 3/ 220 ط. العلمية
¥(27/41)
و (3517) ط. الرسالة، والحاكم 2/ 170. وقال صالح جزرة: ((إسرائيل أتقن في أبي إسحاق خاصّة))، سنن الدارقطني 3/ 220. وقال عبد الرحمان بن مهدي: ((ما فاتني من حديث الثوري عن أبي إسحاق الذي فاتني، إلا لما اتكلت به على إسرائيل لأنّه كان يأتي به أتم)). جامع الترمذي عقب (1102) (م)، وانظر: سنن الدارقطني 3/ 220 ط. العلمية و (3515) ط. الرسالة. وقال محمد بن مخلد: قيل لعبد الرحمان – يعني: ابن مهدي –: إنَّ شعبة وسفيان يوقفانه على أبي بردة، فقال: إسرائيل: عن أبي إسحاق أحب إليَّ من سفيان وشعبة))، سنن الدارقطني 3/ 220 ط. العلمية و (3516) ط. الرسالة. وقال الترمذي عقب (1102)
(م): ((إسرائيل هو ثبت في أبي إسحاق)).
سابعاً: في هذا الإسناد علّة أخرى هي عنعنة أبي إسحاق السبيعي فهو مدلس. انظر: " جامع التحصيل ": 108، و" طبقات المدلسين ": 42، و" أسماء المدلسين ": 103. ولكن تابعه عليه جماعة فزالت تلك العلّة، قال الحاكم 2/ 171: ((وقد وصله عن أبي بردة جماعة غير أبي إسحاق)).
وممن تابعه: ابنه يونس، عن أبي بردة، أخرجه: أحمد 4/ 413 و 418 وقد سبق أنّ أبا داود أخرجه عن أبي عبيدة الحداد، عن يونس وإسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال أبو داود عقب (2085): ((هو يونس عن أبي بردة، وإسرائيل عن أبي إسحاق، عن أبي بردة)). يعني أنَّ يونسَ يرويه بإسقاط أبي إسحاق، وإسرائيل يذكره، فجمع أبي عبيدة لهما على إسناد واحد خطأ.
ورواية أبي عبيدة علّقها الترمذي عقب (1102) على نحو ما ذكره أبو داود.
أقول: يونس معروف بالسماع والرواية عن أبيه أبي إسحاق وعن أبي بردة، فيكون قد سمعه منهما كليهما، فكان يرويه مرة هكذا ومرة هكذا. ينظر: " العلل الكبير " للترمذي: 429 - 430 (160)، وصحيح ابن حبّان (4085) قال الحاكم 2/ 171 – 172: ((لست أعلم بين أئمة هذا العلم خلافاً على عدالة يونس بن أبي إسحاق، وأنَّ سماعه من أبي بردة مع أبيه صحيح)).
ثم إنه جاء من حديث عدة من الصحابة قال الحاكم 2/ 172: ((وفي الباب عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس ومعاذ بن جبل وعبد الله بن عمر …)) ثم قال: ((قد صحت الروايات فيه عن أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم عائشة وأم سلمة وزينب بنت جحش)).
والحديث صحّحه البخاري كما رواه عنه الخطيب فيما سبق، وروى الحاكم أيضاً تصحيحه عن علي بن المديني ومحمد بن يحيى الذهلي. انظر: " المستدرك " 2/ 170.
أقول: مما سبق تبين أنَّ رواية من وصل الحديث أصحّ وأرجح من رواية من أرسله، وأما زعم من زعم أنَّ الإمام العلم الجهبذ البخاري صحّحه لأنّه زيادة ثقة، فهو كلام بعيد مجانبٌ لمنهج هذا الإمام وغيره من أئمة الحديث القائم على أساس اعتبار المرجحات والقرائن في قبول الزيادة
وردها. والقول بقبولها مطلقاً هو رأي ضعيف ظهر عند المتأخّرين، قال به الخطيب وشهره ولهذا قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " 9/ 230 عقب (5130): ((ومن تأمل ما ذكرته عرف أنّ الذين صحّحوا وصله لم يستندوا في ذلك إلى كونه زيادة ثقة فقط، بل للقرائن المذكورة المقتضية لترجيح رواية إسرائيل الذي وصله على غيره))، وقال البقاعي في " النكت الوفية " 1/ 426 - 427 بتحقيقي: ((ولذلك حكم البخاري بوصل حديث ((لا نكاح إلا
بولي)) لا لأنه زيادة ثقة، ولا لأن سفيان وشعبة اختلف عليهما، فروياه مرة مرسلاً، ومرة متصلاً، والطريق التي روي منها مرسلاً إليها ضعيفة، بل لأنهما وإن كانا جبلين في الحفظ فالذين وصلوه سبعة، منهم: إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن جده أبي إسحاق، فإذا جعلنا كلاً من شعبة وسفيان برجلين، أو بثلاثة، كان الواصلون أكثر على كل حال ... )) إذن فالترجيح صار بالكثرة.
(4) هُوَ إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني، أبو يوسف الكوفي: ثقة تُكلم فِيْهِ بلا حجة، توفي سنة (160 ه)، وَقِيْلَ: (161 ه)، وقيل: (162 ه).
انظر: "تهذيب الكمال" 1/ 207 (395)، و"الكاشف" (336)، و" التقريب " (401).
(5) انظر عَلَى سبيل المثال " التاريخ الكبير " 2/ 109 (1919) و 2/ 123 (1976) و 2/ 160 (2121) و2/ 161 (2124) و 2/ 196 (2229).
¥(27/42)
(6) انظر عَلَى سبيل المثال " السُّنَن " للدَّارَقُطْنِيّ 1/ 97 و117 و127 و148 و152ط. العلمية
و (321) و (322) و (323) و (418) و (419) و (459) و (536) و (554) و (556) ط. الرسالة.
(7) " شرح علل التِّرْمِذِي " 1/ 427 - 429 ط. عتر و2/ 637 - 638 ط. همام.
(8) " نزهة النظر ": 49 - 50.
ـ[أم حنان]ــــــــ[04 - 06 - 09, 06:12 م]ـ
هذا بحث للشيخ حمزة المليباري عن زيادة الثقة:
الحديث الذي رواه بعض الثقات مرسلا وبعضهم متصلا، اختلف أهل الحديث في أنه ملحق بقبيل الموصول، أوبقبيل المرسل، مثاله: "لا نكاح إلا بولي".
أولاً: نص ابن الصلاح في مسألة التعارض:
قال ابن الصلاح (رحمه الله تعالى) في مبحث الانقطاع: الخامس من فروع الانقطاع:
الحديث الذي رواه بعض الثقات مرسلا وبعضهم متصلا، اختلف أهل الحديث في أنه ملحق بقبيل الموصول، أوبقبيل المرسل، مثاله: "لا نكاح إلا بولي".
رواه إسرائيل بن يونس في آخرين عن جده أبي إسحاق السبيعي عن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مسنداً هكذا متصلاً، ورواه سفيان الثوري وشعبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مرسلاً هكذا، فحكى الخطيب الحافظ: أن أكثر أصحاب الحديث يرون الحكم في هذا وأشباهه للمرسل، وعن بعضهم أن الحكم للأكثر، وعن بعضهم أن الحكم للأحفظ.
فإذا كان من أرسله أحفظ ممن وصله فالحكم لمن أرسله، ثم لا يقدح ذلك في عدالة من وصله وأهليته، ومنهم من قال: من أسند حديثا قد أرسله الحفاظ، فإرسالهم له يقدح في مسنده وفي عدالته وأهليته، ومنهم من قال الحكم لمن أسنده، إذا كان عدلاً ضابطاً، فيقبل خبره، وإن خالفه غيره، سواء كان المخالف له واحدا أو جماعة، قال الخطيب: هذا القول هو الصحيح.
قلت -يعني ابن الصلاح-: "وما صححه هو الصحيح في الفقه وأصوله، وسئل البخاري عن حديث: "لا نكاح إلا بولي" المذكور فحَكمَ لمن وصله وقال: الزيادة من الثقة مقبولة، فقال البخاري هذا مع أن من أرسله شعبة وسفيان، وهما جبلان، لهما من الحفظ والإتقان الدرجة العالية.
ويلتحق بهذا ما إذا كان الذي وصله هو الذي أرسله؛ وصله في وقت وأرسله في وقت، وهكذا إذا رفع بعضهم الحديث إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) ووقفه بعضهم على الصحابي أو رفعه واحد في وقت ووقفه هو أيضا في وقت آخر فالحكم على الأصح في كل ذلك لما زاده الثقة من الوصل والرفع، لأنه مثبت وغيره ساكت، ولو كان نافيا فالمثبت مقدم عليه، لأنه علم ما خفي عليه، ولهذا الفصل تعلق بفصل زيادة الثقة في الحديث.
وتبعه في ذلك اللاحقون. لكن نجد فيهم من يستدرك على ابن الصلاح كما سيأتي تفصيله إن شاء الله (تعالى).
ثانياً: تحليل النص والتعقيب عليه:
إن مسألة تعارض الوصل والإرسال، وتعارض الوقف والرفع، كثيرا ما ترد في كتب العلل كنماذج واقعية لأخطاء الرواة الثقات أو الضعفاء غير المتروكين، وقد أشار إلى ذلك ابن الصلاح رحمه الله تعالى بقوله في مبحث العلة، "وكثيراً ما يعللون الموصول بالمرسل".
كما أن هذه المسألة قائمة على زيادة الثقة بقدر كبير؛ ذلك أنه إذا كان الثقة هو الذي وصل الإسناد المرسل فإن وصله يعدّ زيادة في السند حيث رواه غيره مرسلاً، وكذلك إذا روى الحديث الموقوف مرفوعاً فيكون رفعه زيادة في السند إذ رواه غيره موقوفاً على الصحابي.
إلى ان قال:
يقول الحافظ ابن حجر في هذا الصدد: "وهنا شيء يتعين التنبيه عليه وهو: أنهم شرطوا في الصحيح أن لا يكون شاذاً، وفسروا الشاذ بأنه ما رواه الثقة فخالفه من هو أضبط منه أو أكثر عدداً، ثم قالوا: تقبل الزيادة من الثقة مطلقاً فلو اتفق أن يكون من أرسل أكثر عددا أو أضبط حفظاً أو كتاباً على من وصل أيقبلونه أم لا؟ أم هل يسمونه شاذا أم لا؟ لا بد من الإتيان بالفرق أو الاعتراف بالتناقض".
ويقول تلميذه البقاعي: "إن ابن الصلاح خلط هنا طريقة المحدثين بطريقة الأصوليين، فإن للحذاق من المحدثين في هذه المسألة نظراً لم يحكه، وهو الذي لا ينبغي أن يعدل عنه، وذلك أنهم لا يحكمون منها بحكم مطرد، وإنما يديرون ذلك على القرائن".
وسبقهما في ذلك الإمامان ابن دقيق العيد والعلائي، أما ابن دقيق العيد فيقول: "من حكى عن أهل الحديث أو أكثرهم أنهم إذا تعارض رواية مسنِد ومرسِل أو رافع وواقف أو ناقص وزائد إن الحكم للزائد لم يصب في هذا الإطلاق فإن ذلك ليس قانوناً مطرداً، والمراجعة لأحكامهم الجزئية تعرف صواب ما نقول".وهذا نص العلائي: "كلام الأئمة (المتقدمين) في هذا الفن كعبدالرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل والبخاري وأمثالهم يقتضي أنهم لا يحكمون في هذه المسألة بحكم كلي بل عملهم في ذلك دائر مع الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى عند أحدهم في كل حديث حديث".
ويقول ابن الوزير مستفيداً من هذه النصوص جميعا:"وعندي أن الحكم في هذا لا يستمر، بل يختلف باختلاف قرائن الأحوال، وهو موضع اجتهاد".
وقد أجاد الحافظ ابن حجر حين عقب على الحافظ العلائي كتتمة لقوله السابق نقله، وأنا أذكره هنا كخلاصة في هذه المسألة، يقول (رحمه الله تعالى): "
وهذا العمل الذي حكاه عنهم إنما هو فيما يظهر لهم فيه الترجيح، وأما ما لا يظهر فيه الترجيح فالظاهر أنه المفروض في أصل المسألة، وعلى هذا فيكون في كلام ابن الصلاح إطلاق في موضع التقييد.
¥(27/43)
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[05 - 06 - 09, 03:15 م]ـ
الأخ الكريم أمجد
بارك الله فيك ونفع بإضافتك.
الشيخ الكريم د. ماهر الفحل.
بارك الله فيكم وحفظكم من كل سوء
إثراء معهود.
وكثير مما كنت سأضيفه قد أتيت عليه ككلام ابن رجب وابن حجر والخطيب. أجزل الله لك المثوبة.
وجزيت خيرا أم حنان.
لكن بقي أن يقال:
إن ما أطلقه البخاري هنا خصصه في مواضع بدليل:
1_ تعامله مع الأحاديث.
2_ كلامه الآتي وهو مهم جدا, يبين وهم ماذهب إليه الحافظ ابن الصلاح ومن تبعه في هذا التعميم.
قال بعد حديث ابن عمر" فيما سقت السماء العشر" رقم [1483]:
والزيادة مقبولة والمفسر يقضي على المبهم إذا رواه أهل الثبت كما روى الفضل ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يصل في الكعبة وقال بلال قد صلى فأخذ بقول بلال وترك قول الفضل.ا. هـ
فقيد البخاري قوله بقيد مهم وهو:
أهل الثبت.
قال الحافظ في الفتح" أي من الحافظ , والثبت_بتحريك الموحدة _ الثبات والحجة. ا. هـ[3/ 349]
فالمقصود الحافظ الثبت الضابط لحديثه , فلا يكفي مجرد كون الراوي ثقة.
والله أعلم.
استفدت بعض ما ذكرت من بعض إخواني.
ـ[احمد صالح أحمد]ــــــــ[06 - 06 - 09, 04:40 م]ـ
الأخوة أهل الحديث:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أسئلة أوجهها لكم فيما يتعلق بزيادة الثقة علني أجد مما أنعم الله به عليكم ضالتي.
هل الثقة يخطيء؟
فإذا كان الجواب نعم فلماذا تقبل زيادته مطلقا.
لماذا تفرد هذا الثقة بهذه الزيادة سواء في المتن أو السند دون غيره من الرواة.
لماذا قبل أن نحكم على هذه الزيادة بالقبول أن نعرضها على الأصول المعتمدة ثم نحكم.
لماذا لا تكون هذه الزيادة تفسيرا من الراوي لا نصا من الرسول صلى الله عليه وسلم هذا فيما يتعلق بالمتن.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[06 - 06 - 09, 09:46 م]ـ
الأخوة أهل الحديث:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أسئلة أوجهها لكم فيما يتعلق بزيادة الثقة علني أجد مما أنعم الله به عليكم ضالتي.
هل الثقة يخطيء؟
نعم بالاتفاق
فإذا كان الجواب نعم فلماذا تقبل زيادته مطلقا.
لا تقبل إلا عند بعض المتأخرين من أهل الحديث والفقه والأصول
وهو مخالف لمنهج المحدثين المتقدمين وبعض المتاخرين وهو الحق إن شاء الله
لماذا تفرد هذا الثقة بهذه الزيادة سواء في المتن أو السند دون غيره من الرواة.
قد يكون لأنه حفظ ما لم يحفظوا أو وهم في ذلك كأن يدخل له حديث في حديث آخر وتحديد أحد الأمرين يكون بالقرائن الخاصة والأغلبية
لماذا قبل أن نحكم على هذه الزيادة بالقبول أن نعرضها على الأصول المعتمدة ثم نحكم.
هذا هو الحق ومنهج المحققين من أهل العلم فيما أعلم
لماذا لا تكون هذه الزيادة تفسيرا من الراوي لا نصا من الرسول صلى الله عليه وسلم هذا فيما يتعلق بالمتن
قد يكون تفسيرا وقد يكون وهما وقد يكون حفظ ما لم يحفظ غيره والقرائن هي الحكم في هذه المواطن
وجزاك الله خيرا على فوائدك
.
الإجابة ضمن الاقتباس
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[06 - 06 - 09, 09:53 م]ـ
وتقرير المسألة كالتالي:
- أولا: لا يتم ولا يصح الاستدلال على أن البخاري يرى أن زيادة الثقة مقبولة مطلقا بذكر بعض الأمثلة على قبوله لبعض الزيادات لأن المخالف لا ينكر ذلك ولكن يقول أن البخاري يقبلها أحيانا ويردها أحيانا حسب القرائن
وإنما يصح إستدلاله إذا استطاع نفي أن البخاري لم يرد زيادة الثقة وهذا لا يمكن وبعيد لما سيأتي نظريا وعمليا
- ثانيا: قال الزين ابن رجب في شرح العلل:
"ثم إنه (أي الحافظ الخطيب) اختار الزيادة من الثقة تقبل مطلقاً كما نصره المتكلمون وكثير من الفقهاء، وهذا يخالف تصرفه في كتاب تمييز المزيد، وقد عاب تصرفه في كتاب تمييز المزيد بعض محدثي الفقهاء، وطمع فيه لموافقته لهم في كتاب الكفاية.
وذكر في الكفاية حكاية عن البخاري: أنه سئل عن حديث أبي إسحاق في النكاح بلا ولي؟ قال: الزيادة من الثقة مقبولة، وإسرائيل ثقة.
وهذه الحكاية - إن صحت - فإنما مراده الزيادة في هذا الحديث، وإلا فمن تأمل كتاب تاريخ البخاري تبين له قطعاً أنه لم يكن يرى أن زيادة كل ثقة في الإسناد مقبولة.
¥(27/44)
وهكذا الدار قطني يذكر في بعض المواضع أن الزيادة من الثقة مقبولة ثم يرد في أكثر المواضع زيادات كثيرة من الثقات، ويرجح الإرسال على الإسناد، فدل على أن مرادهم زيادة الثقة في مثل تلك المواضع الخاصة: وهي إذا كان الثقة مبرزاً في الحفظ.
وقال الدار قطني في حديث زاد في إسناده رجلان ثقتان رجلاً، وخالفهما الثوري فلم يذكره قال: ((لولا أن الثوري خالف لكان القول قول من زاد فيه، لأن زيادة الثقة مقبولة)). وهذا تصريح بأنه إنما يقبل زيادة الثقة إذا لم يخالفه من هو أحفظ منه."ا. هـ
فأنت ترى شهادة الحافظ ابن رجب المبنية على الاستقراء والخبرة بكتب البخاري
- ثالثا: ذكر الحافظ في النكت بعض عبارات الأئمة المتقدمين زيادة الثقة ثم قال:
"فحاصل كلام هؤلاء الأئمة أن الزيادة إنما تقبل ممن يكن حافظا متقنا حيث يستوي مع من زاد عليهم في ذلك، فإن كانوا أكثر عددا منه أو كان فيهم من هو أحفظ منه أو كان غير حافظ ولو كان في الأصل صدوقا فإن زيادته لا تقبل.
وهذا مغاير لقول من قال: زيادة الثقة مقبولة وأطلق
والله أعلم".ا. هـ
وقال ابن رجب معلقا على قول الإمام الترمذي: (فإذا زاد حافظ ممن يعتمد على حفظه قُبل ذلك عنه):
(يعني وإن كان الذي زاد ثقة لا يعتمد على حفظه لا تقبل زيادته، وهذا أيضاً ظاهر كلام الإمام أحمد)
وقال: (فالذي يدل عليه كلام الإمام أحمد في هذا الباب أن زيادة الثقة للفظة في حديث من بين الثقات إن لم يكن مبرزاً في الحفظ والتثبت على غيره ممن لم يذكر الزيادة ولم يتابع عليها، فلا يقبل تفرده)
فأنت ترى اعتماد القرائن وهي شدة الحفظ والتثبت وإلا فمجرد كونه ثقة إذا خالف من هو مثله لا يحكم له عليه
ومثله قول الإمام مسلم في التمييز: (والزيادة في الأخبار لا تلزم إلا عن الحفاظ الذين لم يعثر عليهم الوهم في حفظهم).
- فالأئمة المتقدمون متفقون على أن زيادة الثقة تقبل وترفض بحسب القرائن مثل:
ـ العدد
ـ الأوثق
ـ الأثبت في الشيخ المختلف عنه
ونحو ذلك
وما جاء عنهم ظاهره أن زيادة الثقة مقبولة مطلقا فمؤول بصنيعهم وتطبيقهم العملي في مصنفاتهم كما تقدم مع البخاري و الدارقطني
والله أعلم
وبعض هذا الكلام تكرر سابقا ولم أر بأسا بإعادته لجمع شتات المسألة
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[06 - 06 - 09, 09:59 م]ـ
رابعا: ذكر بعض الزيادات التي ردها البخاري
وبدأت بأصرحها وأوضحها:
ـ زيادة لمعمر بن راشد وهو إمام ثقة:
في جزء القراءة خلف الإمام:
قال البخاري: وقال معمر عن الزهري: "لا صلاة لمن لم يقرأ بأم الكتاب فصاعدا"، وعامة الثقات لم يتابع معمرا في قوله:"فصاعدا"، مع أنه قد أثبت فاتحة الكتاب وقوله: "فصاعدا" غير معروف ما زاد به [ما أراد به] حرفا أو أكثر من ذلك إلا أن يكون كقوله: "لا تقطع اليد إلا في ربع دينار فصاعدا" فقد تقطع اليد في دينار وفي أكثر من دينار.
قال البخاري: ويقال أن عبد الرحمن بن إسحاق تابع معمرا، وأن عبد الرحمن ربما روى عن الزهري، ثم أدخل بينه وبين الزهري غيره ولا نعلم أن هذا من صحيح حديثه أم لا. ا.هـ
فأنت ترى كيف رد زيادة الثقة وهو معمر وهو من أثبت الناس في الزهري
لكنه لما خالف باقي أصحاب الزهري الثقات الأثبات رد زيادته لأن تفرده بها دليل على وهمه ولم يعتبر بقرينة متابعة ابن إسحاق لأنها لا تصمد أمام القرائن المضادة
فابن إسحاق ضُعف في الزهري
- مثال آخر:
رد زيادة للإمام الثوري:
قال في الكبير:
"وقال لنا على حدثنا يحيى (بن سعيد) قال حدثنا سفيان عن محمد بن أبى بكر قال حدثنى عبد الملك بن أبى بكر عن ابيه عن ام سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها واقام عندها ثلاثا فقال ليس بك على اهلك هوان ان شئت سبعت لك وسبعت لنسائي.
وقال وكيع عن سفيان عن عبد الله بن أبى بكر عن عبد الملك بن أبى بكر ابن الحارث لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ام سلمة، مثله
وقال لنا اسمعيل حدثنى مالك عن عبد الله بن ابى بكر عن عبد الملك عن ابى بكر بن عبد الرحمن ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ام سلمة فأصبحت عنده فقال لها ان شئت سبعت عندك وسبعت عندهن وان شئت ثلثت عندك ودرت فقالت ثلث
قال أبو عبد الله والحديث الصحيح هذا هو يعنى حديث اسمعيل
¥(27/45)
وقال لى ابراهيم بن موسى اخبرنا هشام ان ابن جريج اخبرهم قال اخبرني حبيب بن ابى ثابت ان عبد الحميد بن عبد الله بن ابى عمرو والقاسم بن محمد بن عبد الرحمن اخبراه سمعا ابا بكر بن عبد الرحمن ان ام سلمة اخبرته قال قالت ثم اصبح النبي صلى الله عليه وسلم قال ان شئت سبعت لك وأسبع لنسائي
وقال لنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبد الرحمن ابن حميد عن عبد الملك بن ابى بكر عن ابى بكر أن ام سلمة حين تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم اخذت بثو به فقال ان شئت زدت وحاسبت، ثم قال للبكر سبع وللثيب ثلاث
وقال لنا أبو نعيم حدثنا عبد الواحد قال حدثنى أبو بكر بن عبد الرحمن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا ام سلمة ان شئت سبعت لك وسبعت لهن.
قال أبو عبد الله ولم يتابع سفيان انه اقام عندها ثلاثا. ا.هـ
فانظر كيف رد زيادة الثوري وهو جبل الحفظ لما خالفه مالك
ونص على أن الصحيح هو حديث مالك ثم لما تعارض عنده قول مالك مع الثوري ذهب يلتمس قرائن أخرى فذكر من تابع مالكا
- مثال أصرح:
رد زيادة لسليمان التيمي وأبي خالد الأحمر:
قال في جزء القراءة:
حدثنا قتيبة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن ابن أكيمة الليثي، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة، فقال: " هل قرأ أحد منكم معي آنفا" فقال رجل: نعم يا رسول الله، فقال: «إني أقول ما لي أنازع القرآن»
قال البخاري: وروى سليمان التيمي، وعمر بن عامر، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن عطاء، عن موسى، في حديثه الطويل عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا قرأ فأنصتوا» ولم يذكر سليمان في هذه الزيادة سماعا من قتادة، ولا قتادة من يونس بن جبير وروى هشام، وسعيد، وهمام، وأبو عوانة وأبان بن يزيد، وعبيدة، عن قتادة، ولم يذكروا: «إذا قرأ فأنصتوا» ولو صح لكان يحتمل سوى فاتحة الكتاب وإن يقرأ فيما يسكت الإمام وأما في ترك فاتحة الكتاب فلم يتبين في هذا الحديث.
وروى أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، أو غيره عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما جعل الإمام ليؤتم به»، زاد فيه: «وإذا قرأ فأنصتوا» وروى عبد الله، عن الليث، عن ابن عجلان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، وعن ابن عجلان، عن مصعب بن محمد، والقعقاع، وزيد بن أسلم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا محمود قال: حدثنا البخاري قال: حدثنا عثمان، قال: حدثنا بكر، عن ابن عجلان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكروا: «فأنصتوا» ولا يعرف هذا من صحيح حديث أبي خالد الأحمر قال أحمد: أراه كان يدلس قال أبو السائب عن أبي هريرة، «اقرأها في نفسك» وقال عاصم عن أبي صالح، عن أبي هريرة،: «اقرأ فيما يجهر» وقال أبو هريرة: كان النبي صلى الله عليه وسلم «يسكت بين التكبير والقراءة» فإذا قرأ في سكتة الإمام لم يكن مخالفا لحديث أبي خالد لأنه يقرأ في سكتات الإمام فإذا قرأ أنصت وروى سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل: ما زاد أبو خالد وكذلك روى أبو سلمة، وهمام، وأبو يونس وغير واحد عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتابع أبو خالد في زيادته. ا.هـ
فهذا صريح لا يحتاج إلى تعليق
ولا يعترض بأن أحمد ومسلم قبلا هذه الزيادة لأن الكلام ليس عن صحة ذلك من عدمه ولكن الكلام على منهج البخاري وتعامله مع هذه الزيادات
ولا يقال أن أحمد ومسلم يقبلان زيادة الثقة مطلقا لأنا نقول نحن لا ننفي أنهما يقبلانها أحيانا
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[06 - 06 - 09, 10:00 م]ـ
- أما الأمثلة غير الصريحة فكثيرة
والخلاصة: أن ثبوت قبول البخاري لبعض الزيادات وردها دليل صريح على أنه يرجع في ذلك كله إلى القرائن وليس له في ذلك حكم مطرد
وهو منهج الأئمة المتقدمين قاطبة كما قرره الزين ابن رجب والعلائي والحافظ وغيرهم
- بقي التنبيه إلى أن مسألة زيادة الثقة مرتبطة ارتباطا وثيقا بمسألة كبيرة مهمة:
وهي مسألة التفرد
لأن مأخد كل منهما واحد
ومعلوم منهج البخاري في مسألة التفرد أنه يرجع في ذلك إلى القرائن فيقبل بعض الأفراد ويرد بعضها وبسط ذلك له مكان آخر
والله أعلم
ـ[عبدالعزيز بن ابراهيم النجدي]ــــــــ[02 - 11 - 09, 12:06 ص]ـ
بارك الله فيك .. أخي أمجد
على هذا الإثراء ..(27/46)
قال الإمام الألباني: من أعجب وأغرب التحريفات التي مرّت بي في حياتي وقد دخلت في الثمانين من عمري!!!
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[05 - 06 - 09, 09:34 ص]ـ
قال الإمام الألباني رحمه الله: من أعجب وأغرب التحريفات التي مرّت بي في حياتي العلمية وقد دخلت في الثمانين من عمري، ما أصاب هذا الحديث (السلسلة الصحيحة 3226) في لفظ (تسلّبي):
- فقد وقع في الموارد (745): (سلّمي)، وكذلك وقع في أصله " صحيح ابن حبان " (3138)
- وفي طبعة المؤسسة (3148): (تسلّمي)، وكذا في " طبقات ابن سعد " (8/ 282)
- وفي شرح المعاني والمعجم الكبير: (تسكني)
- وفي سنن البيهقي: (تسلبني)
- وفي المعرفة: (لا تسلني) بدون الباء
- ... وإن من ذلك التحريف: ما وقع في مجمع الزوائد (3/ 17) معزوًّا لرواية أحمد: (تسلّي)، ولا وجود لها في المسند المطبوع
وأعجب من ذلك كله أن الأخ الفاضل حمدي السلفي أورد في فهرسه القيّم " مرشد المحتار " (2/ 32) الحديث بلفظه الصحيح: (تسلّبي) معزوًّا لأحمد بالرقم المتقدّم مني (6/ 438)؛ وليس هو فيه - من الطبعة الميمنية - أيضاً إلاّ باللفظ الذي ذكرته آنفاً: " البسي ثوب الحداد ... "!
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[05 - 06 - 09, 07:20 م]ـ
وأعجب من ذلك كله أن الأخ الفاضل حمدي السلفي أورد في فهرسه القيّم " مرشد المحتار " (2/ 32) الحديث بلفظه الصحيح: (تسلّبي) معزوًّا لأحمد بالرقم المتقدّم مني (6/ 438)؛ وليس هو فيه - من الطبعة الميمنية - أيضاً إلاّ باللفظ الذي ذكرته آنفاً: " البسي ثوب الحداد ... "!
أثبتت محققوا المسند طبعة الرسالة لفظة "تسلبي" عند هذا الحديث برقم (27468) بناءً على النسخ الخطية التي اعتمدوا عليها للمسند وأشاروا في الحاشية لما ورد في طبعة الميمنية وهو اللفظ الآخر "البسي ثوب الحداد"
فقد يكون الشيخ حمدي السلفي رحمه الله اعتمد على بعض النسخ الخطية للمسند والتي لم تعتمد عليها طبعة الميمنية ويراها هي الأصوب كما فعل محققي طبعة الرسالة باثباتهم لفظة "تسلبي"
والله أعلم
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[06 - 06 - 09, 08:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبوبكر السعود]ــــــــ[06 - 06 - 09, 09:05 ص]ـ
كما فعل محققو طبعة الرسالة باثباتهم لفظة "تسلبي"
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[07 - 06 - 09, 09:27 ص]ـ
- وفي سنن البيهقي: (تسلبني)
- وفي المعرفة: (لا تسلني) بدون الباء
وأعجب من ذلك كله أن الأخ الفاضل حمدي السلفي أورد في فهرسه القيّم " مرشد المحتار " (2/ 32) الحديث بلفظه الصحيح: (تسلّبي) معزوًّا لأحمد بالرقم المتقدّم مني (6/ 438)؛ وليس هو فيه - من الطبعة الميمنية - أيضاً إلاّ باللفظ الذي ذكرته آنفاً: " البسي ثوب الحداد ... "!
للفائدة:
الطبعات اللاحقة لسنن البيهقي ومعرفة السنن والآثار أثبتت الصواب في اللفظ "تسلبي"
منها على سبيل المثال:
سنن البيهقي طبعة الرشد 1425 هـ
معرفة السنن والآثار تحقيق عبدالمعطي قلعجي 1411 هـ
ولكن ما أورده الشيخ الألباني رحمه الله وهو اللفظ " البسي ثوب الحداد " هل هو جزء من الحديث فعلا أم لا؟
فقد ذكر محققو المسند طبعة عالم الكتب عند هذا الحديث:
(في الميمنية " أمي البسي ثوب الحداد ثلاثا " والظاهر أنها كانت في أصل النسخة على الصواب وعلى حاشيتها " أمي البسي ثوب الحداد ثلاثا " فظن الناسخ أن هذا تصويب لا تفسير فأثبته وورد في (ق) و (ك) وعلى حاشية المسانيد " تسلبي ")
كما ورد في المسند طبعة بيت الأفكار الدولية -وهي تعتمد على الطبعة الميمنية للمسند- اللفظ بالشكل التالي:
(أمي "تسلبي") وذُكر عند لفظ تسلبي أنه (كلام وجد في الميمنية ولا وجه لذكره)
وذكر الشيخ الألباني رحمه الله عند هذا الحديث تفسير ابن الأثير للفظ " تسلبي" حيث قال:
(أي: البسي ثوب الحداد .... )
فيظهر - والله أعلم - أن هذه الجملة التفسيرية (أي البسي ثوب الحداد) التي كانت على الحاشية نقلت فيما بعد إلى أصل الحديث وصحفت إلى (أمي البسي ثوب الحداد)
والله أعلم
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 11:53 م]ـ
يُرفَع للفائدة.(27/47)
الأحاديث الصحيحة في فضائل سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما (باللغة العربية والانجليزية)
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[05 - 06 - 09, 10:08 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد، فهذا ما ورد - فيما وقفتُ عليه - من الأحاديث الصحيحة في فضل سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، أسأل الله الكريم أن ينفع بها إخواني المسلمين، وأن يجعلها غصَّة في حلوق أهل البدع والمنافقين:
1 - عن عبد الرحمن بن أبي عُمَيرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال لمعاوية:
" اللهم اجعله هادياً مهديًّا، واهدِ به "
رواه الترمذي (3842)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1969)
2 - عن العِرباض بن سارية السلمي رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول:
"اللهم علّم معاوية الكتاب والحساب، وقِهِ العذاب "
رواه أحمد (17202)، وصححه بشواهده الألباني في السلسلة الصحيحة (3227)
3 - عن أم حرام الأنصارية رضي الله عنها، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلّم يقول:
" أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا "
رواه البخاري (2924)
قال الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " (6/ 127): قال المهلّب: في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر. اهـ.
وقال أبو جعفر الطبري في " تاريخ الأمم والملوك " (أحداث سنة ثمان وعشرين): عن خالد بن معدان قال: أول من غزا البحر معاوية؛ في زمن عثمان، وكان استأذن عمر فلم يأذن له، فلم يزل بعثمان حتى أذن له، وقال: لا تنتخب أحداً، بل من اختار الغزو فيه طائعاً فأعِنه، ففعل. اهـ.
4 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلّم:
" اذهب ادعُ لي معاوية "، وكان كاتبه
رواه أحمد (2651 / شاكر)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/ 164)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4/ 288): إن معاوية ثبت بالتواتر أنه أمّره النبي صلى الله عليه وسلّم كما أمّر غيره، وجاهد معه، وكان أميناً عنده يكتب له الوحي، وما اتّهمه النبي صلى الله عليه وسلّم في كتابة الوحي، وولاّه عمر بن الخطاب الذي كان أخبر الناس بالرجال، وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه، ولم يتّهمه في ولايته. اهـ.
----------------------------------------------
----------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد،
وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وبعد، فهذه بعض الفضائل التي صحّت عن سيدنا معاوية رضي الله عنه، كتبتها باللغة الانجليزية لأَمَسِّ الحاجة إلى نشرها بين المسلمين في الغرب، فالرافضة وبعض أهل البدع يطعنون في هذا الصحابي الجليل، ويُسَطِّرون طعونهم في منشوراتهم باللغات الأجنبية ويُصَدِّرونها إلى المسلمين في بلاد الغرب، وللأسف قد تلقى آذاناً صاغية، خاصةً بين الداخلين حديثاً في الإسلام، والله المستعان! وقد عرضتُ مقالتي على الشيخ السلفي المتخصِّص بالدعوة باللغة الانجليزية محمد الجبالي حفظه الله أثناء زيارته إلى لبنان الصيف الماضي، فراجعها لي وصوّبني في بعض عباراتها، جزاه الله خيراً، وهذه هي المقالة:
all praise is due to allah . We praise him and seek his help and forgiveness . And i bear witness that there is no true god but allah, alone without any partners . And i bear witness that muhammad is his servant and messenger .
The reason that makes me write about the virtues of the sahabee muawya is because every muslim who has enough islamic knowledge and knows a foreign ******** other than arabic should - at his capacity - introduce the virtues of this great sahabee to muslims who can not read arabic . Because misguided books of shi'ites and habashees and other groups that stab the image of this great sahabee may fall into their hands, and then suspicions around this sahabee and others may begin to turn in their heads and they may not find writings in their
¥(27/48)
******** that answers these suspicions . And in the islamic religion, muawya is a test :
- if you love him, your faith is correct .
- and if you hate him, your faith is incorrect .
Sheikh al-islam abed allah ibn al-mubarak said : " muawya among us is a test, who looks towards him in disregard we accuse him of misguided opinion in the sahabah " .and when a person asked ibn al-mubarak who is better, muawya or omar bin abed al-aziz ? He answered : " the dust that entered muawya's nose when he accompanied the prophet is better than omar bin abed al-aziz ! " ( البداية والنهاية لابن كثير 11/ 450)
rabeaa bin nafeaa said : " muawya is the curtain that covers the sahabah, if a person opens that curtain he will dare on what is behind it " . ( البداية والنهاية لابن كثير 11/ 450)
i will now mention some of the hadiths that speak about the virtues of the sahabee muawya :
1 - abed ar-rahman bin abee oumairah reported that the prophet said to muawya as a du'aa :
" o allah ! Make him a guide, guided ( to the right path ), and guide ( others ) through him " .
" اللهم اجعله هادياً مهديًّا، واهدِ به "
( recorded by tirmithee 3842, and verified to be authentic by albani in silsilat as-saheehah 1969 )
2 - al-aarbad bin sariyah as-sulamee reported that he heard the prophet saying as a du'aa :
" o allah ! Teach muawya the book and math, and protect him from the punishment " .
( explanation :
- book = quran .
- math = because it is needed in ruling .
- save him from the punishment = for the mistakes that is occured during his rule) .
" اللهم علّم معاوية الكتاب والحساب، وقِهِ العذاب "
( recorded by imam ahmad 17202, and verified to be authentic by albani in silsilat as-saheehah 3227 )
3 - umm haram al-ansariyah reported that she heard the prophet say :
" the first army of my ummah (nation) that will invade tha sea, all the sins of its soldiers will be forgiven " .
" أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا "
( recorded by al-bukhari 2924 )
hafez ibn hajar said in fateh al-baree (6-127) : " muhallab said : In this hadith there is a virtue of muawya, because he was the first to invade the sea " .
Tabaree reported in his history that muawya first invaded the sea in the year 28 h .
4 - ibn abbas reported that the prophet told him :
" go bring muawya to me ", because he wrote down allah's revelation (wahy) for the prophet .
" اذهب ادعُ لي معاوية "، وكان كاتبه
( recorded by imam ahmad 2651 , and verified to be authentic by albani in silsilat as-saheehah 1-164 )
ibn taymiyyah said in majmuaa' al-fatawah 4-288 : " it is confirmed by many that muawya was a faithful companion of the prophet who wrote down allah's revelation, and the prophet did not accuse him in his writing of the revelation . Also, the khalifah omar bin al-khattab - who was the most experienced in knowing men - appointed muawya as a ruler on the state of sham (it includes lebanon, syria, palestine and jordan) until omar's death . The khalifah othman also kept muawya in his position during his state, and neither of them accused muawya in his rule " .
The uncle of believers muawya died in rajab in the year 60 h . He lived for seventy seven years .
ِِ Written by : Abu Muawyah al-Beiruty
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[05 - 06 - 09, 12:04 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ورضي الله عن جميع الصحابة الكرام وأرضاهم.
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[05 - 06 - 09, 10:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا ورفع لكم قدرا وبنى لكم في الفردوس قصرا
ـ[أبو عبد الوهاب السلفي]ــــــــ[06 - 06 - 09, 12:42 ص]ـ
أحسنت , وجزاك الله خير الجزاء
فنعم ما قدمت وأنعم بك
ورضي الله عن صحابة رسوله أجمعين
وصلِ اللهم وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد
وليتك استغنيت عن لفظة (سيدنا)
فليس لك سلفٌ فيها
وفقك الله
ـ[أبو صهيب محمد المصري]ــــــــ[06 - 06 - 09, 02:25 ص]ـ
جزاك الله خيراً ..
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[06 - 06 - 09, 07:10 ص]ـ
وليتك استغنيت عن لفظة (سيدنا)
فليس لك سلفٌ فيها
- روى الطبراني في الأوسط عن جابر عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا: الجد بن قيس على أنا نبخله، قال: وأي داء أدوا من البخل، بل سيدكم الجعد القطط عمرو بن الجموح.
- روى البخاري عن جابر قال:" كان عمر يقول: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا. (بلال رضي الله عنه).
- روى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال عن الحسن بن علي: إن ابني هذا سيد ...
فهذه الأحاديث وغيرها تدل بوضوح تام أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتخاطبون مع بعضهم بـ"السيد"،
سيدنا أبو بكر سيدنا عمر سيدنا بلال سيدنا علي سيدنا سعد بن معاذ سيدنا عمرو بن الجموح سيدنا الحسن بن علي ...
وفي الموضوع أحاديث أعم من هذه، منها:
- روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي، كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل غلامي و جاريتي وفتاي وفتاتي ولا يقل العبد ربي، ولكن ليقل سيدي ومولاي".
- روى أبو داود والبخاري في الأدب المفرد عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تقولوا للمنافق سيدا، فإنه إن يكن سيدكم أسخطتم ربكم عز رجل". ومعناه النهي عن تسييد المنافقين، أما المؤمن فلا نهي فيه.
والله أعلم.
¥(27/49)
ـ[عبدالرحمن العُمري]ــــــــ[29 - 07 - 10, 06:34 م]ـ
أخي االكريم أبو معاوية البيروتي
بارك الله فيك ونفع بك ووفقك للخير
لقد أجدت وأفدت جزاك الله خير الجزاء
وقد نقلت مقتطفات كثيرة من موضوعك هذا مع عزوه إليك شاكراً لك بعد شكر الله تعالى
ـ[أسامة أل عكاشة]ــــــــ[29 - 07 - 10, 07:42 م]ـ
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1283947#post1283947
ـ[فلاح حسن البغدادي]ــــــــ[30 - 07 - 10, 01:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 07:49 م]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 08:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم يا سيدنا الشيخ
وتقبل الله طاعتكم ووفقكم لقيام ليلة القدر(27/50)
سوف ابدا بصحيحين فهل من نصيحة او توجيه
ـ[همام النجدي]ــــــــ[06 - 06 - 09, 12:28 ص]ـ
انا عاقد العزم على جرد كتب السنة فبعد اعانة الله عزوجل سوف ابدا بصحيحين في هذه الاجازه ولن اقف عند الاحاديث التي لاول مره تطرق سمعي لئلا يضيع الوقت مني في البحث عن فقه الحديث فقط سيكون بلقرب مني النهاية في غريب الحديث وجميع حديث اريد ان افتش عنه فيما بعد سوف اقيد رقمه فهل من نصيحة او توجيه حيال هذا الامر
ـ[آبو يحيى الشآمي]ــــــــ[06 - 06 - 09, 02:47 ص]ـ
أنصحك بطريقة اشليخ الإمام العلوان:
http://saaid.net/Warathah/1/Al-Alwan.htm
ـ[همام النجدي]ــــــــ[06 - 06 - 09, 07:06 ص]ـ
اخي ابو يحي الشامي اطلعت على سيرة ومسيرة الشيخ سليمان العلوان فك الله اسره ولاكن لم يتبين لي المقصد من كلامك
ـ[أبو أدهم السلفي]ــــــــ[06 - 06 - 09, 07:35 ص]ـ
لعل الأخ الكريم يقصد هذا:
"وسألت الشيخ: عن طريقة حفظه للأسانيد؟
فأجاب: بأنه كان يحفظ الحديث بطرقه كلها فحين يريد حفظ حديث من صحيح البخاري كحديث عمر ((إنما الأعمال بالنيات)) فإنه يجمع طرقه في جميع مواطنه من الصحيح ثم يحفظها ثم ينتقل إلى صحيح مسلم وينظر في ملتقى الطرق ويضمها إلى أسانيد البخاري.
وإذا رأى الحديث في صحيح مسلم مروياً من طريق غير طريق البخاري فإنه يحفظه.
وإذا كان الحديث عند الأربعة فإنه يحفظ الإسناد من ملتقى الطرق عندهم وإذا اختلفت الأسانيد حفظها كلها.
وإذا كان في متن أحدهم زيادة على ما عند الآخر كزيادة تُروى في سنن أبي داود ولم يروها الثلاثة فإنه يحفظ طريق هذه الزيادة وهكذا يصنع في الأحاديث المسندة الأُخرى."
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[06 - 06 - 09, 08:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[06 - 06 - 09, 12:04 م]ـ
ان كنت ستبدأ بالجرد فأعانك الله لكن كل حاذقا حال القراءة وحاول ان تتذكر الاحاديث والا فاقتصر على الصحيحين حتى تستحضرها
وفقك الله
ـ[همام النجدي]ــــــــ[06 - 06 - 09, 07:24 م]ـ
احسنت اخي صالح ولعل الاخوان وهموا مقصدي بالجرد القراءة فقط بدون الحفظ
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[07 - 06 - 09, 02:57 ص]ـ
هناك كلام مفيد للشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله و هو في هذا الرابط
http://saaid.net/book/open.php?cat=5&book=3217
ـ[أبو مالك الجندي]ــــــــ[08 - 06 - 09, 04:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عليك أخي الكريم أن تقوم أولا بعمل الفهراس لتيسير التنقل بين الأحاديث في كتب السنة المعتمدة،، فبدأ أولا بجمع الأحاديث التي تفيد فقها ما مثل فقه الطهارة مثلا،، أو تفيد أو سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أو تفسير آية من كتاب الله تعالى مثلا،، لتعرف كيف تدلف الى بطون هذه الكتب وتستخرج أسانيدها،، وهذا وان كان سيطول بك مقامه ويشق عليك سبره،، ولكن فوائه جليلة تتبينها باذن الله تعالى في طريق تعلمك الحديث باذن الله،،
ثم قم بعد ذلك بجمع أسانيد كل حديث مما بوبت ويتبع باذن الله
ـ[أبو مالك الجندي]ــــــــ[08 - 06 - 09, 04:55 م]ـ
فوصلا لما سبق:
تقوم أخي العزيز، بتتبع كل راو وليكن مسلم،،، فتقوم بالنظر في مشايخ مسلم،، ومشايخهم وكل طبقة الى التابعين ثم تنظر الى كل تابعي ومن عاصر وممن سمع من الصحابة،،
وهكذا في كل الرواة،،
يتبع باذن الله(27/51)
الإمام الألباني: تنبيهه أنه ليس كل من أورده ابن حبان في " الثقات " فهو ثقة عنده!!!
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[06 - 06 - 09, 09:44 ص]ـ
قال ابن حبان في كتاب "الثقات" (7/ 326) في ترجمة الفزع:
" شهد القادسية، يروي عن المقنع، وقد قيل: إن للمقنع صحبة، ولست أعرف فزعاً، ولا مقنعاً، ولا أعرف بلدهما، ولا أعرف لهما أباً، وإنما ذكرتهما للمعرفة لا للاعتماد على ما يرويانه ".
قال الإمام الألباني في مقدمته لـ " صحيح موارد الظمآن ":
" وهذا نصٌّ هامٌّ جداً جداً، وشهادة منه – لا أقوى منها – على أن كتابه الثقات ليس خاصًّا بهم، وإنما هو لمعرفتهم، ومعرفة غيرهم من المجهولين والضعفاء، ونحوهم. غير أن هذا النص زاد عليه أنه أعلمنا أنه يذكر هؤلاء للمعرفة، لا على أنهم من الثقات الذين يحتج بخبرهم عنده ".
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[06 - 06 - 09, 12:02 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[08 - 06 - 09, 09:47 م]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
شكر الله لك أخي على هذه الفائدة القيمة00ورحم الله تعالى العلامة الألباني رحمة واسعة00
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
ـ[أبوجواهر اليماني]ــــــــ[14 - 06 - 09, 11:58 م]ـ
فما قولكم في هذا:
قال ابن حبان في ترجمة جبرون بن عيسى بن خالد بن يزيد الافريقى البلوى سنان بن الحارث بن مصرف بن أخى طلحة بن مصرف يروى المقاطيع روى عنه محمد بن طلحة سيف أبو محمد شيخ يروى عن منصور روى عنه عمرو بن محمد العنقزي لست أعرف أباه فان كان سيف بن محمد فهو واه وإن كان غيره فهو مقبول الرواية حتى تصح مخالفته الاثبات في الروايات أو يسلك غير مسلك العدول في الاخبار فحينئذ يلزق به الوهن
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[15 - 06 - 10, 10:21 م]ـ
يُرفَع للفائدة.
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[16 - 06 - 10, 02:06 ص]ـ
- جزاكم الله خيرا.
- الشيء بالشيء يذكر: نص عزيز
قال الحافظ الذهبي في كتابه «معرفة التابعين من الثقات لابن حبان» (الورقة 49):
«نعم، الذين ذكرهم كثير منهم لم يوثقوا، أو كثير منهم لم يرو عن الواحد منهم غير واحد، وهم على قسمين [كان عليه أن يقول: ثلاثة أقسام/ بشار]:
? قسم روى عنه ثقة معروف بالتحري في الأخذ.
? وقسم منهم دون ذلك يروون عن كل ضرب.
? وقسم منهم ثالث ضعفاء لا يُعرف ذلك التابعي إلا من جهتهم، فالتابعي مجهول، والراوي عنه واه، فأنى يكون ذلك صدوقا أو مقبول الرواية؟!». اهـ
- نقله الدكتور/ بشار عواد معروف في كتابه «الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام» (ص 253).
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[21 - 06 - 10, 06:43 ص]ـ
بارك الله فيكم(27/52)
ألقاب الرواة
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[06 - 06 - 09, 07:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة اله
أيها الإحوة الأحبة الكرام ..
من يتحفنا ببعض كتب تتحدث عن ألقاب الرواة
والرواة المختلف فيهم
وذلك بصيغة أكروبات تحميل مباشر
ولكم جزيل الشكر ..
ثم هل من أحد يدلنا على رأي العلماء في عثمان بن مسلم بن هرمز ..(27/53)
الجهالة عند نقاد الحديث: مفهومها وأسبابها واحكامها
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[07 - 06 - 09, 05:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قمت بكتابة ونقل هذه الدراسة من مجلة الجامعة الاسلامية ونشرها هنا للفائدة
الجهالة عند نقاد الحديث: مفهومها وأسبابها واحكامها
الدكتور أبو بكر كافي
مجلة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية
رمضان 1426هـ/ أكتوبر 2005م.
تعد مسالة الجهالة من القضايا الهامة في النقد الحديثي لما يترتب عليها من أحكام تتعلق بالرواة والمرويات، وقد تباينت فيها طرائق المحدثين، فمن معتبر لها من أسباب الضعف الشديد إلى ملغ لأثرها ومعتد بروايات المجاهيل مطلقا، وبين هذا وذاك تصرّفات للأئمة النقاد ينبغي معرفتها والالتزام بها لحل كثير من المشكلات في تصحيح الأحاديث وتعليلها، وفيما يلي عرض لنماذج من تصرفات هؤلاء النقاد كالإمام البخاري والإمام مالك والإمام الترمذي والإمام ابن حيان وغيرهم، وقبل الخوض في بيان مواقف هؤلاء الأئمة من الرواة المجاهيل لا بد من تعريف الجهالة لغة واصطلاحا وبيان أسبابها.
تعريف الجهالة لغة: المجهول في لغة العرب (1) هو:
1 - كل شيء غير معلوم الحقيقة.
2 - أو غير معلوم الوصف على وجه الدقة.
3 - أو في معرفته تردد أو تشكك.
تعريف الجهالة اصطلاحا: عرف الخطيب المجهول بقوله: " هو كل من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه، ولا عرفه العلماء به، ومن لم يعرف حديثه إلا من جهة راو واحد" (2)
أسباب الجهالة: للجهالة سببان بينهما الحافظ ابن حجر بقوله:
" أَحَدُهُما: أَنَّ الرَّاوِيَ قَدْ تَكْثُرُ نُعوتُهُ مِن اسمٍ أَو كُنْيَةٍ أَو لَقَبٍ أَو صِفَةٍ أَو حِرْفةٍ أَو نَسَبٍ، فيشتَهِرُ بشيءٍ مِنها، فيُذْكَرُ بِغَيْرِ مَا اشْتُهِرَ بِهِ لِغَرَضٍ مِن الأغْراضِ، فيُظنُّ أَنَّه آخرُ، فيَحْصُلُ الجهْلُ بحالِهِ.
والأمر الثاني: أَنَّ الرَّاويَ قد يكونُ مُقِلاً مِن الحديثِ، فلا يَكْثُرُ الأَخْذُ عَنْهُ، وَقد صَنَّفوا فِيهِ الوُحْدانَ، وهو مَن لم يَرْوِ عنهُ إِلاَّ واحِدٌ، ولو سُمِّي " (3).
والتعريف الذي أورده الخطيب البغدادي للمجهول، قد اعترض عليه غير واحد ممن كتب في المصطلح كابن الصلاح والنووي والعراقي (4). كما أن الواقع التطبيقي عند الأئمة النقاد يخالفه، فحكم من رو حكموا عليه بالجهالة وقد روي عنه جماعة، وفيهم من حكموا عليه بالوثاقة وليس له إلا راو واحد، وكثير ممن ليس له إلا راو واحد اختلفوا في الحكم عليه بين موثق ومضعف ومجهل (5)
وعليه نستطيع القول أن الجهالة غير مرتبطة بعدد الرواة بقدر ما هي مرتبطة بالشهرة، ورواية الحفاظ. وقد سبق إلى هذا الإمام ابن رجب – رحمه الله – فقال: " وظاهر هذا انه لا عبرة بتعدد الرواة، وإنما العبرة بالشهرة، ورواية الحفاظ" (6).
فمقدار مرويات الرجل لها دور بارز في الحكم عليه، فكلما كثرت مرويات الرجل وكانت مستقيمة كم عليه بالوثاقة، وكلما قلّت وكانت مخالفة لروايات الثقات حكم عليه بالضعف، وإن قلّت رواياته، ولم يتداولها العلماء، فلا يمكن الحكم عليه، وبقي في حيز الجهالة.
وهذا الذي ذهب إليه الحافظ ابن رجب – رحمه الله – يخالف إطلاق محمد بن يحي الذهلي – الذي حكاه عنه الخطيب في الكفاية- وتبعه عليه المتأخرون من أنه ل يخرج الرجل من الجهالة إلا برواية رجلين فصاعدا عنه (7)
وإن كان الخطيب – رحمه الله – قد صرح باعتبار شهرة الراوي بالطلب، وكذلك صرح بان اقل ما ترتفع به الجهالة أن يروي عن الرجل اثنان فصاعدا من المشهورن بالعلم كذلك (8).
ومع ذلك نجد أن كثيرا من المتأخرين لم يعتبروا الشهرة بالطلب في الراوي لكي يرتفع عنه وصف الجهالة ويثبت لهم بذلك وصف العدالة، وقد نبّه على هذا الحاكم النيسابوري فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر حيث قال: " زاد الحاكم في علوم الحديث في شرط الصحيح أن يكون راويه مشهورا بالطلب، وهذه الشهرة قدر زائد عن الشهرة التي تخرجه من الجهالة وقد استدل الحاكم على مشروطية الشهرة بالطلب بما أسنده عن عبد الله بن عون قال: "لا يؤخذ العلم إلا ممن شهد له عندنا بالطلب" والظاهر من تصرف صاحبي الصحيح اعتبار ذلك، إلا أنهما حيث يحصل للحديث طرق كثيرة يستغنون بذلك عن اعتبار ذلك" (9).
¥(27/54)
نفهم من كلام الحاكم – رحمه الله – أن هناك نوعين من الشهرة: شهرة شخص الراوي وهذه تنفي عنه جهالة العين، وشهرته بالطلب وهذه تنفي عنه جهالة الحال، وقد أشار الحاكم إلى أن راوي الصحيح لا بد أن يكون معروفا بطلب العلم، وقد استظهر الحافظ ذلك من صنيع الإمامين البخاري ومسلم في صحيحيهما، فكل رواة الصحيحين مشهورون بطلب العلم، وقد تداول أحاديثهم الحفاظ، وحيث يكون الراوي مقلا ولم يتداول الحفاظ حديثه يكون ذلك الحديث الذي يرويه عنه أصحاب الصحاح قد تعددت طرقه وانتشرت فيكون ذلك قائما مقام الشهادة بثقته وضبطه.
ومع هذا نجد بعض رواة البخاري قد وصفوا بالجهالة من طرف بعض أئمة الجرح والتعديل، فما مدى تحقق هذا الوصف في هؤلاء الرواة؟
قال الحافظ - رحمه الله -: " أما جهالة الحال فمندفعة عن جميع من أخرج لهم في الصحيح لأن شرط الصحيح أن يكون راوية معروفاً بالعدالة، فمن زعم أن أحداً منهم مجهول، فكأنه نازع المصنف في دعواه أنه غير معروف، ولا شك أن المدعى لمعرفته مقدم على من يدعي عدم معرفتهن لما مع المثبت من زيادة العلم، ومع ذلك فلا تجد في رجال الصحيح أحداً ممن يسوغ إطلاق اسم الجهالة عليه أصلاً " (10).
وفيما يلي تراجم هؤلاء الرواة:
1 - أحمد بن عاصم البلخي: معروف بالزهد والعبادة، له ترجمة في حلية الأولياء، وقد ذكره ابن حبان فقال: روي عه أهل بلده، وقال أبو حاتم الرازي: مجهول، روي عنه البخاري حديثا واحدا في كتاب الرقاق، وهو في رواية المستملي وحده (11).
2 - إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي المدني: قال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله (12)، وفي ما قاله نظر فان إبراهيم هذا قد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين وروى عنه أيضا ولده إسماعيل والزهري (13) وليس له في صحيح البخاري إلا حديثا واحدا في كتاب الاطعمة في دعائه صلى الله عليه وسلم في تمر جابر بالبركة حتى أوفى دينه (14)، وهو حيث مشهور له رق كثيرة عن جابر منها (15): عامر الشعبي عن جابر من طريق زكريا بن زائدة. أخرجه البخاري في كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام.
ومن طريق مغيرة عن الشعبي، أخرجه البخاري في كتاب البيوع، ومن طريق فراس عن الشعبي، أخرجه البخاري في كتاب الوصايا. ويرويه عن جابر أيضا، ابن كعب بن مالك، أخرجه البخاري في الاستقراض والهبة، ويرويه عن جابر نبيح العنزي، أخرجه الإمام احمد.
ومما سبق يتبين أن جهالة إبراهيم بن عبد الرحمن المخزومي - على التسليم بها – لا تضر في صحة هذا الحديث لكثرة طرقه، واشتهار مخرجه، وهذا يؤيد ما نقلته عن الحافظ من أن كثرة الطرق يستغني بها عن شهرة الراوي بالطلب عند الشيخين.
3 - أسامة بن حفص المدني: قال الحافظ: ضعفه الأزدي، وقال أبو القاسم اللالكائي: مجهول. له في الصحيح حديث واحد في الذبائح (16) بمتابعة أبي خالد الأحمر والطفاوي. وقرأت بخط الحافظ الذهبي في ميزانه "ليس بمجهول فقد روي عنه أربعة" (17). والظاهر من حال أسامة بن حفص أنه غير مشهور بالرواية، وذلك أن الإمام البخاري لما ذكره في تاريخه لم يزد على ما في هذا الإسناد حيث قال: " أسامة بن حفص المدني، عن هشام بن عروة، سمع منه محمد بن عبيد الله (18) ". ولم يذكره ابن أبي حاتم في كتابه (الجرح والتعديل).
ويظهر من صنيع الإمام البخاري انه لم يحتج به لأنه اخرج هذا الحديث من رواية الطفاوي وغيره (19) ويؤخذ من صنيعه أيضا انه وان اشترط في الصحيح أن يكون الراوي من أهل الضبط والإتقان، انه وان كان في الراوي قصور عن ذلك ووافقه على رواة ذلك الخبر من هو مثله أنجبر ذلك القصور بذلك، وصح الحديث على شرطه (20).
4 - أسباب أبو اليسع: قال أبو حاتم فيه: مجهول، روى له البخاري حديثا واحدا في البيوع من روايته عن هشام الدستوائي مقرونا (21).
5 - بيان بن عمرو البخاري العابد: شيخ البخاري، اثني عليه ابن المديني ووثقه ابن حبان وابن عدي، وقال أبو حاتم: مجهول. قال الحافظ: ليس بمجهول من روى عنه البخاري وأبو زرعة، وعبد الله بن واصل ووثقه من ذكرنا (22)، فمثل هذا لا يصح أن يطلق عليه لفظ " مجهول" لأن من عرفه عرف حاله حجة على من لم يعرفه ويخبر حاله.
¥(27/55)
6 – الحسين بن لحسن بن يسار: صاحب ابن عون، قال أبو حاتم: مجهول. وقال احمد بن حنبل: كان من الثقات، احتج به مسلم والنسائي، وروى له البخاري حديثا واحدا في الاستسقاء توبع عليه (23).
7 - الحكم بن عبد الله: قال ابن أبي حاتم عن أبيه: مجهول. قال الحافظ" ليس بمجهول من روى عنه أربعة ثقات ووثقه الذهلي. ومع ذلك ليس له في البخاري سوى حديث واحد في الزكاة (24) أخرجه عن أبي قدامة عنه عن شعبة عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي مسعود في نزول قوله تعالى: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين ... } (25)، وأخرجه في التفسير من حديث غندر عن شعبة (26).
8 - عباس بن الحسين القنطري: قال ابن أبي حاتم عن أبيه: مجهول. قال الحافظ" ليس بمجهول إن أراد العين فقد رو عنه البخاري وموسى بن هارون الحمال، والحسن بن علي المعمري وغيرهم. وإن أراد الحال فقد وثقه عبد الله بن احمد بن حنبل، قال سألت أبي عنه فذكره بخير، وله في الصحيح حديثان قرنه في أحدهما وتوبع في الاخر" (27).
9 - محمد بن الحسن المروزي: من شيوخ البخاري لم يعرفه أبو حاتم فقال: إنه مجهول. قال الحافظ:" قد عرفه البخاري وروى عنه في صحيحه في موضعين، وعرفه ابن حبان فذكره في الطبقة الرابعة من الثقات" (28).
10 - خالد بن سعد الكوفي: مولى أبي مسعود الأنصاري، وثقه ابن معين، وقال ابن أبي عاصم: مجهول. اخرج له البخاري حديثا واحدا في الطب (29) من روايته عن أبي عتيق عن عائشة في الحبة السوداء، وله عنده شواهد (30)
مما سبق يتضح لنا أن الإمام البخاري لم يرو في صحيحه عن مجهول قط، وذلك لأن جهالة الراوي لا يمكن معها تحقيق عدالته، التي هي شرط في صحة الحديث، أما بالنسبة للرواة غير المشهورين فالبخاري لم يعتمد على أحاديثهم، وما يرويه لهم أحاديث يسيرة جدا لها طرق وشواهد كثيرة.
ولبعض المحدثين مذهبا مرجوحا في تضعيف أحاديث التابعيات ممن لا يعرفن بجرح ولا عدالة، فقد أردنا أن نناقش هذا المذهب مع بيان أنه خلاف الراجح مما كان عليه الأئمة من تلقي أحاديثهم بالقبول والتصحيح والاحتجاج بها.
فهذا " موطأ" إمام الأئمة وحبر الأمة مالك بن انس، وقد قال أبو سعيد بن الأعرابي: كان يحي بن معين يوثق الرجل لرواية مالك عنه، سئل عن غير واحد فقال: ثقة روى عنه مالك. وقال الأثرم: سألت احمد بن حنبل عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب، فقال: يزين أمره عندي أن مالك روى عنه.
وقال شعبة بن الحجاج: كان مالك بن انس احد المميزين، ولقد سمعته يقول: ليس كل الناس يكتب عنهم، وإن كان لهم فضل في أنفسهم، إنما هي أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا تؤخذ إلا من أهلها.
ففي ((الموطأ)) من هؤلاء التابعيات اللاتي لا يعرفن بجرح ولا عدالة جماعة، نذكر منهن:
1 – حميدة بنت عبيد بن رفاعة، تروي عن كبشة بنت كعب بن مالك، تفرد بالروية عنها إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، وقال الحافظ ابن حجر:" مقبولة من الخامسة".
2 – زينب بنت كعب بن عجرة زوج أبي سعيد الخدري، تروي عن زوجها، وأخته الفريعة، روى عنها سعد بن إسحاق بن كعب، وقال الحافظ ابن حجر:" مقبولة من الثانية".
3 – مرجانة أم علقمة، تروي عن عائشة، تفرد بالرواية عنها ابنها علقمة بن أبي علقمة، وعلق البخاري حديثها عن عائشة في ((الحيض)) وقال الحافظ ابن حجر:" مقبولة من الثالثة".
4 – كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت ابن أبي قتادة، تروي عن أبي قتادة، تفردت عنها حميدة بنت عبيد بن رفاعة، وقال الحافظ ابن حجر:" وزعم ابن حبان أن لها صحبة ".
5 – أم محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، تروي عن عائشة، تفرد بالرواية عنها ابنها محمد، وقال الحافظ ابن حجر:" مقبولة من الثالثة".
ومن حديث الأخيرة ما أخرجه يحي بن يحي في ((الموطأ)) عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بن قُسَيْطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أُمِّهِ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَنْ يُسْتَمْتَعَ بِجُلُودِ الْمَيْتَةِ إِذَا دُبِغَتْ. (31) قلت: هذا حديث ثابت من حديث محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، تفرد به عن أمه، ولم تسم ولم تنسب، ورواه عنه يزيد بن قسيط، وعنه رواه إمام الأئمة مالك بن انس وأودعه في ((موطئه)) محتجا به، ودالا بذلك على توثيق أم محمد هذه،
¥(27/56)
مع كونها مجهولة ولم يعرفها أحد بجرح ولا تعديل!!، اللهمَّ إلا وصفها بأنها تابعية مدنية من أوساطهن.
ومن حديث زينب بنت كعب، ما أخرجه يحي بن يحي في ((الموطأ)): " عَنْ مَالِكٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ عَنْ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ أَنَّ الْفُرَيْعَةَ بِنْتَ مَالِكِ - وَهِىَ أُخْتُ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ - أَخْبَرَتْهَا أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَسْأَلُهُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهَا فِى بَنِى خُدْرَةَ، فَإِنَّ زَوْجَهَا خَرَجَ فِي طَلَبِ أَعْبُدٍ لَهُ أَبَقُوا، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِطَرَفِ الْقَدُّومِ لَحِقَهُمْ فَقَتَلُوهُ قَالَتْ: ((فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِى فَإِنِّ زَوْجِي لَمْ يَتْرُكْنِى فِى مَسْكَنٍ يَمْلِكُهُ وَلاَ نَفَقَةٍ. قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «نَعَمْ». قَالَتْ: فَأنْصََرَفْتُ، حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِى الْحُجْرَةِ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي الْحُجْرَةِ أَوْ فِي الْمَسْجِدِ نَادَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أَمَرَ بِي فَنُودِيتُ لَهُ، فَقَالَ «كَيْفَ قُلْتِ». فَرَدَدْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ الَّتِى ذَكَرْتُ مِنْ شَأْنِ زَوْجِى قَالَتْ فَقَالَ «امْكُثِى فِى بَيْتِكِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ». قَالَتْ فَاعْتَدَدْتُ فِيهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا))، قَالَتْ فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ أَرْسَلَ إِلَىَّ فَسَأَلَنِى عَنْ ذَلِكَ فَأَخْبَرْتُهُ فَاتَّبَعَهُ وَقَضَى بِهِ. (32).
وقال أبو عيسى الترمذي: " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ لَمْ يَرَوْا لِلْمُعْتَدَّةِ أَنْ تَنْتَقِلَ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا حَتَّى تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَاق"
قلت: فهذا حديث صحيح ثابت من رواية زينب بنت كعب بن عجرة، وهي وإن خرجت عن حدّ الجهالة خلافا لقول علي بن المدينين برواية اثنين عنها: سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، وسليمان بن محمد بن كعب بن عجرة، فلربما لم يشفع لها ذكر ابن حبان إياها في "الثقات" لكونها موصوفة عند ابن حجر " مقبولة "، والذي يحمل عند الشيخ الألباني – رحمه الله – على التضعيف خلافا للمعنى الصحيح لهذا المصطلح.
ولهذا ضعف الألباني هذا الحديث في ((الإرواء)) (33) فقال: " ورجاله ثقات غير زينب هذه، لم يرو عنها سوى اثنين، ونقل الذهبي عن ابن حزم أنه قال فيها (مجهولة) وأقرَّه. ومن قبله الحافظ عبد الحق الاشبيلي كما في ((التلخيص)) (34)، فإنه قال: " وأعله عبد الحق تبعا لابن حزم بجهالة حال زينب" قال الحافظ: " وتعقبه ابن القطان بأنه وثقها الترمذي "!.
قلت: وكأنه أخذ توثيق الترمذي إياها من تصحيحه حديثها، ولا يخفى ما فيه لما عرف عن الترمذي من تساهل في التصحيح، ولذلك رأينا الحافظ نفسه لم يوثق زينب هذه، فإنه قال عنها في ((التقريب)) "مقبولة" يعني عند المتابعة فتأمل" ا. هـ.
هذا داخل في معنى الجهالة عند ابن حزم، والألباني يقرُّه على ذلك خلافا للمعتم عند علماء الجرح والتعديل، وهناك كثيرات من المجهولات اللاتي لم يعرفن بجرح ولا تعديل، ممن احتج بهن مالك، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن خزيمة، وابن حبان، وحديث زينب بنت كعب هو حجة الجمهور من الفقهاء في باب المعتدة المتوفى عنها زوجها ألا تنتقل من بيت زوجها حتى تنقضي عدَّتُها.
¥(27/57)
قال أبو عمر بن عبد البر:" وفي هذا الحديث وهو حديث مشهور معروف عند علماء الحجاز والعراق، أن المتوفى عنها زوجها تعتد في بيتها ولا تخرج منه، وهو قول جماعة فقهاء الأمصار بالحجاز والشام والعراق ومصر، منهم مالك والشافعي وأبو حنيفة وأصحابهم والثوري والأوزاعي والليث بن سعد، وهو قول عمر وعثمان، وابن عمر وابن مسعود وغيرهم، وكان داود وأصحابه يذهبون إلى أن المتوفى عنها زوجها ليس عليها أن تعتد في بيتها، وتعتد حيث شاءت لأن السكنى إنما ورد به القرآن [الكريم] في المطلقات، ومن حجته أن المسألة مسألة اختلاف، وقالوا: وهذا الحديث إنما ترويه امرأة غير معروفة بحمل العلم، وإيجاب السكنى إيجاب حكم، والأحكام لا تجب إلا بنص كتاب أو سنة ثابتة أو إجماع، قال أبو عمر: أما السنة فثابتة بحمد الله، وأما الإجماع فمستغنى عنه مع السنة، لأن الاختلاف إذا نزل في مسألة كانت الحجة في قول من وافقه السنة وبالله التوفيق " (35).
فهذه نماذج من تعامل الأئمة النقاد مع أحاديث المجاهيل، وهي تبرز دقة المنهج النقدي عند هؤلاء الأئمة النقدة، كما تكشف جانبا من جوانب التباين المنهجي بين المتقدمين والمتأخرين، وانطلاقا من هذه الحقيقة ندعو الباحثين والمختصين في الحديث وعلمه إلى ضرورة التروي في حكمهم على الأحاديث، والتأني الشديد في مخالفة أحكام النقاد المتقدمين.
والله أعلم
------------
(1) – انظر ابن فارس: معجم مقاييس اللغة ج1 ص 489، الزمخشري: الأساس في البلاغة ص67 – 68، الفيروز آبادي: القاموس المحيط ج3ص353.
(2) - الكفاية ص 111.
(3) - نخبة الفكر مع شرحها نزهة النظر ص 51 - 52.
(4) - انظر: مقدمة ابن الصلاح مع التقييد والإيضاح ص 148، والتقريب مع التدريب ج1ص 318، والتبصر والتذكرة ج1 ص 328.
(5) - أنظر شرح العلل ص 81.
(6) - المصدر نفسه ص 82.
(7) - الكفاية 111.
(8) - الكفاية ص 111.
(9) - النكت على ابن الصلاح ص 41.
(10) - هدي الساري ص 403.
(11) - المصدر نفسه ص406
(12) - هدي الساري ص 408.
(13) - فتح الباري: ج9 ص 479.
(14) - الجامع الصحيح: كتاب الأطعمة، باب الرطب والتمر، حديث رقم (5343) ج9 ص 477، مع الفتح.
(15) - انظر: فتح الباري: ج6 ص 686.
(16) - أخرجه البخاري في كتاب الذبائح، باب ذبيحة الأعراب ونحوهم، حديث رقم (5507) ج9 ص 550 مع الفتح.
(17) - هدي الساري ص 408، وانظر ميزان الاعتدال ج1 ص 174.
(18) - التاريخ الكبير ق2، ج1 ص 23.
(19) - فتح الباري: ج9 ص 550.
(20) - المصدر نفسه: ج9 ص 550.
(21) - هدي الساري ص 408.
(22) - المصدر نفسه ص 413.
(23) - المصدر نفسه ص 417.
(24) - الجامع الصحيح، كتاب الزكاة، باب اتقوا النار ولو بشق تمرة والقليل من الصدقة، رقم (1415) ج3 ص 332 مع الفتح.
(25) - سورة التوبة، الآية79.
(26) - هدي الساري ص 418.
(27) - المصدر نفسه ص 433.
(28) - المصدر نفسه ص 460.
(29) - كتاب الطب، باب الحبة السوداء رقم (5687) ج10 ص 150 مع الفتح.
(30) - هدي الساري ص 420.
(31) - وأخرجه كذلك الشافعي (المسند ص 10) و (الأم 1/ 9)، وعبد الرزاق (المسند 1/ 63 / 191) وابن أبي شيبة (5/ 162/24777) واحمد (6/ 148/104،153) وإسحاق بن راهوية (المسند 1031)، والدارمي (1987)، وأبو داود (4124)، والنسائي (الكبرى 3/ 86/ 4578) والمجتبى (7/ 176)، وابن ماجه (3612)، وابن حبان (1286)، والبيهقي (الكبرى 1/ 17) من طرق عن مالك عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن أمه عن عائشة به.
32 - وأخرجه كذلك الشافعي (المسند ص 241) و (الأم 5/ 227) و (الرسالة ص 438)، والدارمي (2287)، وابن سعد (الطبقت الكبرى 8/ 368)، وأبو داود (2300)، والترمذي (1204)، والنسائي (الكبرى 6/ 303/11044) والطحاوي (شرح المعاني 3/ 78)، وابن حبان (4292)، والطبراني (الكبير 24/ 443/1086)، والخطيب (تاريخ بغداد 3/ 203) و (الكفاية في علم الرواية 1/ 27)، والمزي (تهذيب الكمال 35/ 268) والذهبي (سير أعلام النبلاء 8/ 115:117) من طرق عن مالك بن أنس عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة أن الفريعة بنت مالك بن سنان وهي أخت أبي سعيد الخدري أخبرته بنحوه.
33 – إرواء الغليل 7/ 206
34 - تلخيص الحبير 3/ 240
35 - التمهيد 21/ 31.
الدكتور أبو بكر كافي
مجلة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية
رمضان 1426هـ/ أكتوبر 2005م.
العدد 19.الصفحات من 37 – 48.
ـ[احمد العجمي]ــــــــ[09 - 06 - 09, 09:40 م]ـ
جزاك الله خيرا ابو مريم(27/58)
ما المقصود بمشروع المعجم التاريخي للمصطلحات الحديثية المُعَرَّفة؟ (للمناقشة).
ـ[د. عبد الرحمن محجوبي]ــــــــ[08 - 06 - 09, 10:32 م]ـ
ما المقصود بمشروع المعجم التاريخي للمصطلحات الحديثية المُعَرَّفة؟
لأهمية الموضوع وحاجة المكتبة الإسلامية إليه؛
ولفتح هذا الباب قصد جمع معاجم مصطلحات علوم الحديث المطبوعة تيسيرا للاستفادة منها، خاصة وأنه في الآونة الأخيرة طبعت معاجم مختلفة؛
وللتعاون على فهم المشاريع العلمية الموجودة من أجل خدمة السنة النبوية المشرفة من زاوية المصطلحات؛
1. ما المقصود بالمعجم التاريخي للمصطلحات الحديثية المُعَرَّفة؟
2. ما الفرق بينه وبين المعاجم المطبوعة الخاصة بمصطلحات الحديث النبوي الشريف وعلومه؟
3. هل هناك معاجم حديثية مطبوعة؟ ومن أصحابها ودور النشر التي طبعتها وتاريخ طبعها إذا أمكن؟
4. ما هي أهم المؤسسات العلمية (كالمجامع والمعاهد وجمعيات البحث مثلا) التي لها علاقة بهذا الموضوع؟
المرجو الإفادة، وجزاكم الله خيرا.
ـ[د. عبد الرحمن محجوبي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 02:55 ص]ـ
لتوضيح الفكرة أكثر:
- من بين المؤسسات العلمية التي لها علاقة بفكرة "المعجم التاريخي" مثلا:
معهد الدراسات المصطلحية - بفاس، المغرب، ومن بين أنشطته ندوة دولية في موضوع: مشروع المعجم التاريخي للمصطلحات الحديثية المُعَرَّفة، نظمت سنة 1996م، وطبعت أعمالها في عدد خاص من مجلة دراسات مصطلحية العدد: (4) سنة 2005م.
- ومن بين معاجم المصطلحات الحديثية المطبوعة وهي كثيرة مثلا:
"معجم مصطلحات الحديث ولطائف الأسانيد" تأليف: الدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي. ط2 سنة 1425هـ/أضواء السلف.
والمتتبع للساحة العلمية يلحظ شدة الاهتمام بفكرة " المعجم التاريخي"
كما يلحظ تزايد طبع معاجم المصطلحات الحديثية أيضا، وهذا يدلل على ضرورة فتح باب لهذا الموضوع، لأنه يمثل موضوعا مهما، وحاجة علمية وحضارية، لابد من إعطائها حقها من العناية.
لذلك فالتعاون على فهم مثل هذه الأعمال وفتح النقاش فيها والإسهام في إعطاء فكرة أو تعريف لها سييسر بإذن الله تعالى فهم المراد من هذا المشروع.
والله ولي التوفيق.
ـ[د. عبد الرحمن محجوبي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 03:02 ص]ـ
وإذا يسر الله تعالى سأعمل على توضيح الفكرة كلما دعت الضرورة لذلك، وكذا سأساهم بما توصلت إليه من مشاريع علمية في الموضوع.
ـ[د. عبد الرحمن محجوبي]ــــــــ[05 - 08 - 09, 09:43 م]ـ
هذه فكرة عن المشروع من كتاب"جهود معهد الدراسات المصطلحية في خدمة السنة المشرفة، نموذج: مشروع المعجم التاريخي للمصطلحات الحديثية المعرفة". ص: 31 - 35، للدكتور الشاهد البوشيخي.
أولا: أهداف المشروع ومراحله
1 - المقصود بالمشروع:
يُقصد بالمصطلحات الحديثية المعرفة: كل الألفاظ الحديثية الاصطلاحية التي تم شرحها ضربا من الشرح في تخصص علم الحديث، وفي أي قرن من القرون.
ويُقصد بالمعجم التاريخي لها: نسقها، بعد جمعها مع شروحها، نسقا تاريخيا يقدم فيه السابق على اللاحق.
ويُقصد بمشروع ذلك المعجم: مقترح خطة للتصور العلمي والإنجاز العملي له، بما في ذلك أهداف العمل، ودوافعه، ومراحله، ووسائله، ومصادره.
وكل ذلك في إطار الموجود المعد من النصوص، في انتظار الموجود الذي سيعد منها.
2 - لماذا المشروع؟
للمشروع أهداف علمية أهمها:
2 - 1 جمع جهود العلماء السابقين في مجال بيان المراد من الألفاظ الاصطلاحية الحديثية في مختلف القرون، ووضعها رهن إشارة الدارسين المصطلحيين المعاصرين وغيرهم، موثقة، مصنفة، للاستفادة منها بكل ضروب الاستفادة، ولدراستها، أيضا، بكل أنواع الدراسة، وللبناء عليها فيما هو آت في مختلف المجالات.
2 - 2 تيسير السير في اتجاه مشروع المعهد الأساسي الذي هو المعجم التاريخي للمصطلحات العلمية العربية، وذلك بقطع جزء من الشوط الأول من هذا المشروع، وهو جمع المصطلح الحديثي المعرف لأن المشروع، في عمومه يتطلب تتبع جميع المصطلحات، سواء كانت معرفة أم غير معرفة، ودراستها بمراحل الدراسة المعروفة: الوصفية فالتاريخية، لإنجاز المعجم التاريخي للمصطلحات العلمية العربية الشامل الذي هو المشروع الأساسي.
¥(27/59)
2 - 3 تدريب الباحثين وشغلهم أولا بالأسهل المفيد، تحضيرا لهم وإعدادا للانتقال إلى الأصعب الأفيد، وهو الدراسة المصطلحية الجادة بمسالكها ومهالكها المعروفة.
3 - ما هي مراحل المشروع؟
أهم مراحل المشروع ثلاث:
المرحلة الأولى: مرحلة الجمع، وفيها يتم التقصي لجميع المصطلحات الحديثية المعرفة ضربا من التعريف في جميع المظان، بدءا بالأقدم فالأقدم، والأغزر مادة فالأغزر، والأوثق نصا فالأوثق.
المرحلة الثانية: مرحلة التصنيف، وفيها يتم ترتيب جميع ما جُمع، حسب كل مصطلح مصطلح، ترتيبا يمكن أن يفضي في النهاية إلى نسق جميع شروح وتعاريف المصطلح، مذ ظهر أول شرح له –بحسب ما وصل إليه التحري- حتى آخر شرح، موثقة محققة، قدر الإمكان.
المرحلة الثالثة: مرحلة التأليف، وفيها تتم الصورة الكاملة للمعجم رموزا، وترتيبا، وفهارس أو كشافات، بطريقة تيسر لمستعمله نيل المبتغى منه بأقل مجهود. ولن تتضح تلك الصورة بوضوح، إلا عند الاقتراب من الوصول إلى الهدف. ومن سار على الدرب وصل.
ثانيا: مصادر المشروع ووسائله
1 - مصادر المشروع
أهم مصادر المادة أصناف ثلاثة:
الصنف الأول: هو كتب التخصص: تخصص علم الحديث؛ مصطلحا وشروحا، علوما وطبقات .... فما فيها من المصطلحات المعرفة أكثر مما هو موجود في كتب المعاجم الاصطلاحية حتى إن بعضها يكاد يكون بمثابة معجم كامل للاصطلاحات.
الصنف الثاني: هو المعاجم الاصطلاحية واللغوية، وغير خاف لِمَ قُدِّمت الاصطلاحية على اللغوية، ذلك بأنها تتصدى أساسا إلى هذا الأمر، ومادتها جملة تعتبر من مادة المعجم الشامل المنتظر: المعجم التاريخي للمصطلحات العلمية المعرفة. أما المعاجم اللغوية فقد تكون أغزر مادة، لكنها تحتاج إلى بصيرة في الاستخراج.
-الصنف الثالث: هو بقية مصادر الثقافة العربية، وذلك لطبيعة هذه الثقافة، إذ تتداخل في مصادرها العلوم والمعارف، وقد يوجد في نهر عام منها ما لا يوجد في بحر من بحور التخصص، وهذا معروف لدى كل من زاول وباشر الاتصال بهذه المصادر.
2 - وسائل المشروع:
وأهمها وسيلتان:
2 - 1 وسيلة علمية، وتتلخص في:
2 - 1 - 1 جمهرة من الباحثين في علم الحديث المهتمين بالدراسات المصطلحية تخصصا أو هواية: فهم إما متخصصون في الدراسة المصطلحية، قدرا من التخصص ولهم الأسبقية، وإما أن ميلهم إلى هذه الدراسة طاغ، فيمكن الاستفادة منهم أيضا في إنجاز المشروع، هؤلاء تقسم عليهم الأعمال: أعمال المرحلة الأولى، والمراحل التي يمكنهم أن يفيدوا فيها: أعمال الفهرسة، وأعمال البيلوغرافيا، وأعمال القراءة، وأعمال استخراج النصوص، وأعمال توثيق النصوص، وغير ذلك ...
2 - 1 - 2 - فرق بحث متخصصة في دراسة مصطلح علم الحديث.
هذه الفرق ضرورية لتركيز العمل، ولترقيته، وللتسريع بإنجازه، وهي التي ينبغي أن تقوم بتصنيف المادة العلمية التي أنجزها الباحثون المصطلحيون أو المهتمون واستخراجها حسب مكونات علم الحديث: مصادر، وشخصيات، وأمكنة، وأزمنة، واتجاهات.
2 - 1 - 3 - هيئة تنسيق وإشراف على المشروع جملة، ويمكن أن تكون مكونة من منسقي فرق البحث، ومن أعضاء من المعهد وهي تتصدى أساسا بعد متابعة ما سبق ومراقبته، إلى المرحلة الأخيرة التي هي تأليف المعجم التاريخي للمصطلحات الحديثية المعرفة وفق مقاييس وضوابط تستجيب لحاجة العلم. ولحاجة العصر، ولحاجة الغد.
2 - 2 وسيلة مالية: وتتلخص في:
2 - 2 - 1 أشخاص قادرين محبين للعلم، ولا نيأس من وجودهم، كما لا نستهين -إن وجدوا- بقلتهم، وإن لم يكونوا موجودين –لا قدر الله- فعلينا العمل على إيجادهم.
هذا الصنف ضروري لإنجاز المشاريع العلمية الضخمة في كل أمة، وفي كل شعب، وهو موجود لدى الغرب –كما تعلمون- ولدى غير الغرب.
2 - 2 - 2 مؤسسات علمية وطنية: رسمية أو حرة، بدءا من الكليات، فالجامعات، فالوزارات، فالجمعيات والمنظمات، وكلها مرشحة –إن فَقَهَتْ أو فُقِّهت- للاضطلاع بهذا الأمر، وإلا فيلزم التفقيه أو التوعية كما نسميها اليوم، بجدوى المشروع وأهميته للبلد وللأمة وللغد في الحاضر وفي المستقبل.
2 - 2 - 3 مؤسسات علمية دولية، بدءا مما يختصر في لفظتي "أليكسو" و"إيسيسكو" أي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التابعة لجامعة الدول العربية، وهذا شغلها أو المفترض أن يكون، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي وهذا من أوجب واجباتها أيضا، إلى غير ذلك من المؤسسات المشابهة، وكلها مؤهلة قادرة –إن صح العزم، ونهضت الهمة- لكشف الغمة عن هذه الأمة.
- المصدر: كتاب"جهود معهد الدراسات المصطلحية في خدمة السنة المشرفة، نموذج: مشروع المعجم التاريخي للمصطلحات الحديثية المعرفة". ص: 31 - 35، للدكتور الشاهد البوشيخي.
ـ[د. عبد الرحمن محجوبي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 09:15 م]ـ
هذه ندوة لها علاقة بالمعجم التاريخي، والرابط هو:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=180803(27/60)
ما الحكم إذا تعارض الحديث الموقوف والمقطوع؟
ـ[أبو عمر العامري]ــــــــ[09 - 06 - 09, 05:42 ص]ـ
تكلم العلماء في مسألة تعارض الوقف والرفع، ومذاهبهم معلومة في ذلك بما فيه المذهب الراجح، أن العمدة في ذلك القرائن والمرجحات، لكن السؤال:
فيما إذا تعارض الحديث المقطوع والموقوف، أو المقطوع والمرفوع، فهل تجري أحكام تعارض الوصل والإرسال والوقف والرفع عليه، وهل أحد من العلماء تكلم في ذلك، نرجو التوثيق العلمي، وسأعطيكم مثالاً من قول الترمذي، لمناقشة هذا الموضوع وإثرائه:
قالَ التِّرمذيُّ: «حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ t الَّذِي رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ. قَالَ: وَسَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيْلَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَوْلَهُ: إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ مُحَمَّدٌ: وَهَذَا أَصَحُّ عِنْدِي مِنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ» ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn1)).
([1]) سنن الترمذي 3/ 67، والعلل للترمذي 1/ 111.(27/61)
مساعدة في ترجمة الامام الحافظ الهيثمي
ـ[الادريسي المغربي]ــــــــ[09 - 06 - 09, 06:21 م]ـ
من يساعدني في ترجمة الامام الحافظ الهيثمي مع ذكر المصادر المعتمدة(27/62)
فائدة مهمة نقلها الشوكاني عن البيهقي: إذا كثرت روايات في حديث .. فما رأيكم؟
ـ[أبو باهر]ــــــــ[10 - 06 - 09, 07:57 م]ـ
نقل الشوكاني رحمه الله هذه الفائدة الجليلة في كتابه فتح القدير،
نقلها عن البيهقي فقال ما نصه:
قال البيهقي: إذا كثرت روايات في حديث ظهر أن للحديث أصلا.اه
http://www.nourschool.com/modules.php?name=library&file=btext&book=4&id=3697
وأيضاً على هذا الرابط من الموسوعة الشاملة:
http://islamport.com/b/1/tfaseer/%C7%E1%CA%DD%C7%D3%ED%D1/%DD%CA%CD%20%C7%E1%DE%CF%ED%D1/%DD%CA%CD%20%C7%E1%DE%CF%ED%D1%20062.html
فما رأي الإخوان؟(27/63)
فهرست لعناوين رسائل جامعية في العراق
ـ[ابن القطان العراقي]ــــــــ[10 - 06 - 09, 08:11 م]ـ
هذه قائمة بعناوين لرسائل نوقشت في العراق وجدتها في خزانتي وأردت رفعها ولا أدري هل رفعت من قبل أو لا؟؟
ـ[ابن القطان العراقي]ــــــــ[12 - 06 - 09, 06:53 م]ـ
الأخوة الفضلاء:
هل سبق وأن رفعت هذه فانا كنت منقطعا عن الملتقى منذ سنة تقريبا،فهل تم رفعها ام لا؟
ـ[حارث السلفي]ــــــــ[15 - 06 - 09, 12:01 م]ـ
على كل حال جزاك الله خيرا على رفعها
وإفادتنا بها
ـ[العوضي]ــــــــ[15 - 06 - 09, 04:38 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك استفدت كثيرا من العناوين
ـ[ابن القطان العراقي]ــــــــ[17 - 06 - 09, 07:16 م]ـ
وفقكم الله تعالى(27/64)
استفسار في جمع الأحاديث
ـ[محمد أمجد رازق]ــــــــ[10 - 06 - 09, 09:46 م]ـ
هل جمعت الأحاديث الصحيحة التي استدل بها الشيعة على تأييد عقائدهم الباطلة، أرجو من المشايخ الكرام الإفادة والموازرة.(27/65)
اذا تكرمتم احبتي اريد منهج الساعاتي في الفتح والمناوي في فيض القدبر
ـ[ابو ايمن السلفي]ــــــــ[10 - 06 - 09, 09:52 م]ـ
اريد خدمة لبحث حول منهج كل من الامام الساعاتي في كتابه الفتح الرباني والامام ابن عثيمين في رياض الصالحين والمناوي في فيض القدير والسيوطي في شرحه لسنن النسائي(27/66)
سؤال عن تدليس الأعمش
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[11 - 06 - 09, 12:25 م]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده0
أمَّا بعد:
إخوتي الكرام في هذا المنتدى الطيب المبارك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته00والله أسأل أن يسدد قولكم و عملكم00اللهم آمين
من يراجع كتاب طبقات المدلسين للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى يجد أنَّ الحافظ جعل الأعمش في الطبقة الثانية من هذه الطبقات: (ص33) 0وهي الطبقة التي:" احتمل الائمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح لامامته وقلة تدليسه في جنب ما روى كالثوري أو كان لا يدلس الا عن ثقة كإبن عيينة "0انظر طبقات المدلسين: (ص13) 0
في حين جعله في كتابه:" النكت على ابن الصلاح "0في الطبقة الثالثة من طبقات المدلسين الذين أخرج لهم أصحاب الصحاح، وهي الطبقة التي أكثر أصحابها:" من التدليس فلم يحتج الائمة من أحاديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم كأبي الزبير المكي "0انظر طبقات المدلسين: (ص13) 0
وباختصار: أن الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى جعل الأعمش في كتابه:" طبقات المدلسين "0في طبقة الثوري وابن عيينة، وهم في الطبقة الثانية، في حين أنزله في كتابه:" النكت على ابن الصلاح "0إلى طبقة أبي الزبير، وأبو الزبير هو في الطبقة الثالثة من طبقات كتابه:" طبقات المدلسين " - وهو الأليق بحاله - ومعلوم للجميع الفرق بين الطبقتين عند الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى
والسؤال: هل هذا اضطراب من الحافظ ابن حجر أم تراجع منه، وخصوصاً أذكر بأنَّي قد قرأتُ في كتاب الدكتور المليباري حفظه الله تعالى:" ما هكذا يا سعد تورد الإبل "0بأنَّ كتاب النكت من آخر مؤلفات الحافظ ابن حجر 00؟؟ 0
هذا وقد برر الدكتور ربيع المدخلي - محقق كتاب النكت - صنيع الحافظ هذا وغيره في إضطرابه في ترتيب طبقات المدلسين في كتابه النكت - وذلك بالمقارنة مع ترتيب كتابه:" طبقات المدلسين " - بقوله: (2/ 644) 0
" وهذا التصرف مستغرب من الحفاظ وذلك أن القواعد التي وضعها لترتيب وتصنيف هؤلاء المدلسين متفقة هنا وفي الطبقات، وأقرب شيء يعلل به هو أن الحافظ لما رتبهم هنا اعتمد على حفظه فوهم بوضع بعض الأشخاص في غير موضعهم - والله أعلم "0
أخوكم من بلاد الشام
ابو محمد السوري
ـ[محمد أمجد رازق]ــــــــ[11 - 06 - 09, 03:06 م]ـ
أخي أبو محمد! أذكر أنه قد دارت حوله نقاش في الملتقى قبل سنتين تقريبا!! إذا استطعت حاول أن ترسل رسالة إلى عضو مميز في الملتقى اسمه (الدارقطني)، راسله من خلال الملتقى، لعلك تجد عنده الجواب.
فمعذرة على التخمين!!!
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[12 - 06 - 09, 06:16 ص]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد سبق أن قلت: {
6 - سليمان بن مهران الأعمش
ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثانية من المدلسين في تعريف أهل التقديس (ط مكتبة المنار بتحقيق د/عاصم القريوتي ص33، الترجمة 55)، وقد فرغ الحافظ من تعليقه سنة خمس عشرة وثمانمائة: قال رحمه الله آخر الكتاب (ص 59): {علَّقتُ هذه النبذة في شهور سنة خمس عشرة وثمانمائة، وعلقها عني بعض الطلبة سنة ست عشرة، ثم زدت فيها بعد ذلك أسماء مختصرة}
ولكن الحافظ في النكت على كتاب ابن الصلاح (بتحقيق د/ ربيع بن هادي المدخلي) عاد فذكره في الطبقة الثالثة من المدلسين وهم: من أكثروا من التدليس وعرفوا به، برقم: 37، ص640،
وقد ذكر الحافظ في النكت كتابه تعريف أهل التقديس، مما يدل على أن تصنيفه النكت تأخر عن تصنيفه تعريف أهل التقديس. قال الحافظ ابن حجر في النكت ص650، بعد سرد أسماء المدلسين:
هذه أسماء من وقفت عليه ممن وصف بالتدليس (أي تدليس الإسناد). أما تدليس الشيوخ فلا تُحصى أسماءُ أهله ...................................... (إلى أن قال) وقد أفردتهم بالتصنيف في جزء لطيف.
ولهذا أرى التريث في قبول ما ذكره الحافظ الذهبي في استثناء رواية الأعمش عن إبراهيم النخعي، وأبي صالح السمان، وأبي وائل، حتى أفرُغَ من تخريج حديث الأعمش عنهم مما لم يذكر الرواة عنه فيه سماعه منهم، ولعل البخاري لا يحتجُّ بمثل هذا إلا أن يأتي من طريق شعبة بن الحجاج، وسفيان بن سعيد الثوري، وحفص بن غياث، وأبي معاوية محمد بن خازم الضرير. والمسألة قيد البحث.
}
هذا، ويبدو لي أن الحافظ صنف هذا القسم من النكت بعد فراغه من تصنيف فتح الباري، فاسترشد بصنيع الإمام البخاري في الجامع الصحيح،
فيكون الذي رأيت تراجعا، لا اضطرابا
وهو الأليق بهذا المقام
والله تعالى أجل وأعلم
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[12 - 06 - 09, 11:17 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
جزى الله تعالى الأخ:" محمد أمجد رازق "0وشكر الله له00وأمَّا الشيخ الفاضل:" أبو مريم طويلب علم "0فلا أبالغ إذا قلت أنَّه ريحانة هذا المنتدى الطيب المبارك00فجزاك الله خير الجزاء00والله أسأل أن يسدد خطاك في القول والعمل00ويجمعنا بكم على خير وطاعة في الدنيا00وتحت لواء سيد الأولين والآخرين يوم القيامة00اللهم آمين0
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
¥(27/67)
ـ[أبو حفص المصمودي]ــــــــ[20 - 04 - 10, 02:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بالنسبة لأحاديث الأعمش عن مجاهد:نقل الترمذيُّ عن البخاريِّ - رحمهما الله - أنَّه وجد للأعمش نحوًا من ثلاثين حديثًا أو أكثر أو أقل يقول فيها الأعمشُ: حدثنا مجاهد؛ بخلاف ما نُقِل عن ابن المديني، ويحيى القطَّان، وغيرهما في نفي سماع الأعمش من مجاهد إلا أربعة أحاديث، وفي رواية: عشرة أحاديث. والله أعلم.وليُراجَع ; العلل الصغير للترمذي، مع شرحه لابن رجب، في تلك المسألة.الأعمش: هو سليمان بن مهران، الأسدي، الكاهلي مولاهم، أبو محمد، الكوفي، مات سنة سبع وأربعين أو ثمان وأربعين ومائة. - قال عبد الله داود الخريبي: سمعت شعبة إذا ذكر الأعمش قال: المصحف المصحف.- قال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي: ليس في المحدثين أثبت من الأعمش.- قال العجلي: كان ثقة ثبت في الحديث. قلت: وقد وصف بأمرين اثنين: (1) الإرسال: - قال ابن معين: كل ما روى الأعمش عن أنس فهو مرسل.- قال البخاري: الأعمش لم يسمع من ابن بريدة.- قال أبو زرعة: لم يسمع الأعمش من عكرمة شيئاً ولا من ابن سيرين ولا من سالم بن عبد الله. (2) التدليس:- قال أبو حاتم: الأعمش قليل السماع من مجاهد وعامة ما يروي عن مجاهد مدلس.- قال شعبة: كفيتكم تدليس ثلاثة الأعمش وأبو إسحاق وقتادة.- قال يعقوب بن سفيان: وأبو إسحاق رجل من التابعين وهو ممن يعتمد عليه الناس في الحديث هو والأعمش إلا أنهما وسفيان يدلسون، والتدليس من قديم. - قال ابن حبان: الجنس الثالث: الثقات المدلسون الذين كانوا يدلسون في الأخبار مثل قتادة ويحيى بن أبي كثير والأعمش وأبو إسحاق وابن جريج وابن إسحاق والثوري وهشيم ومن أشبههم ممن يكثر عددهم من الأئمة المرضيين وأهل الورع في الدين كانوا يكتبون عن الكل ويروون عمن سمعوا منه، فربما دلسوا عن الشيخ بعد سماعهم عنه عن أقوام ضعفاء لا يجوز الاحتجاج بأخبارهم، فما لم يقل المدلس - وإن كان ثقة - حدثني أو سمعت، فلا يجوز الاحتجاج بخبره.- قال يعقوب بن شيبة: ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة، قلت لعلي ابن المديني: كم سمع الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إلا ما قال سمعت هي نحو من عشرة، وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات.- قال ابن معين: لم يسمع الأعمش من أبي السفر إلا حديثا واحداً. - قال البزار: لم يسمع من أبي سفيان شيئاً، وقد روى عنه نحو مئة حديث، وإنما هي صحيفة عرفت.- قال أبو الفتح الأزدي: ولا تقبل تدليس الأعمش لأنه إذا وقف أحال على غير ثقة إذا سألته عمن هذا؟ قال: عن موسى بن طريف وعباية بن ربعي.- قال ابن جرير الطبري: إن الأعمش عندهم مدلس، ولا يجوز عندهم من قبول خبر المدلس إلا ما قال فيه حدثنا أو سمعت وما أشبه ذلك.- قال ابن حجر: وكان يدلس وصفة بذلك الكرابيسي والنسائي والدارقطني وغيرهم.- قلت: لا شك أنه مدلس لكن يعنى ذلك رد جميع مروياته التي لم يصرح فيها بالسماع؟ - وأقول: هناك رويات عن الأعمش تحمل على الاتصال.- رواية شعبة عن الأعمش. - قال شعبة: كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش وأبو إسحاق وقتادة.- رواية يحيى بن سعيد القطان عنه.- قال ابن حجر: والقطان لا يحمل من حديث شيوخه المدلسين إلا ما كان مسموعا لهم، صرح بذلك الإسماعيلي.- رواية حفص بن غياث عنه.- قال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي قلت له (يعني حفص بن غياث) ما لكم حديثكم عن الأعمش إنما هو عن فلان عن فلان، ليس فيه حدثنا ولا سمعت؟ قال: فقال: حدثنا الأعمش قال سمعت أبا عمار عن حذيفة يقول ............ - وذكر حديثا آخر مثله، وكان عامة حديث الأعمش عند حفص بن غياث على الخبر والسماع ا. هـ- وقد نقل ابن حجر عن أبي الفضل بن طاهر ـ ووافقه ـ أن حفص بن غياث يميز بين ما صرح به الأعمش بالسماع وبين ما دلسه، وأن البخاري اعتمد عليه في ذلك.- روايات للأعمش عن شيوخه تحمل على الإتصال.- قال يحيى بن سعيد القطان في الأعمش: أحاديثه عن عمارة يعنى ابن عمير ومالك بن الحارث وخيثمة ـ يعني ابن عبد الرحمن ـ كلها صحاح.- قال الذهبي في الأعمش: وهو يدلس، وربما دلس عن ضعيف، ولا يدرى به، فمتى قال حدثنا، فلا كلام، ومتى قال: عن، تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم، كإبراهيم النخعي وأبي وائل وأبي صالح
¥(27/68)
السمان، فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الاتصال ا. هـ - قلت: وأما سائر رواياته المعنعنة فهل تحمل على الانقطاع أم الاتصال؟ الأرجح أنها محمولة على الاتصال ما لم يثبت في حديث بعينه أنه دلسه أو تدل قرينة على تدليسه كالإختلاف في السند أوالمتن أو نكارة وهذا صنيع الأئمة الكبار كأبي حاتم.- قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث رواه الحسن بن عمرو الفقيمي وفطر والأعمش كلهم عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو، رفعه فطر والحسن ولم يرفعه الأعمش قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من يقطع فيصلها قال أبي: الأعمش أحفظهم، والحديث يحتمل أن يكون مرفوعاً وأنا أخشى أن لا يكون سمع الأعمش من مجاهد أن الأعمش قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يروي عن مجاهد مدلس. قلت: فأبو حاتم هنا لم يجزم بتدليس الأعمش مع أنه لم يصرح بالسماع وقد خالف غيره وهو قليل السماع من مجاهد فلم يسمع منه إلا عشرة أحاديث.- قال يعقوب بن سفيان: حديث سفيان وأبي إسحاق والأعمش ما لم يعلم أنه مدلس يقوم مقال الحجة. قلت: ومعنى هذا أن الأصل قبول روايته بأي صيغة كانت حتى يتبين أنها مدلسة بروايات أخرى.- قال: أبو داود: سمعت أحمد سئل عن الرجل يعرف بالتدليس يحتج فيما لم يقل فيه: حدثني أو سمعت؟ ققال: لا أدري فقلت: الأعمش متى تصاد له الألفاظ؟ قال: يضيق هذا ـ أي إنك تحتج به. ا. هقلت (الزيادي): وقد أشار أبو زرعة إلى قلت تدليس الأعمش فقال: الأعمش ربما دلس. __________________________________________________ ____________________ سؤالات أبي داود (ص 199)، المعرفة والتاريخ (2/ 633)، (2/ 637) تهذيب الآثار (3/ 61)، العلل لابن أبي حاتم (1، 14)، (2/ 210) المجروحين (1/ 92)، معرفة السنن والآثار (1/ 86)، تاريخ بغداد (8/ 198)، الكفاية (ص400)، تهذيب الكمال (3/ 300)، ميزان الاعتدال (3/ 315)، تحفة التحصيل (ص134)، إكمال تهذيب الكمال (6/ 94)، تهذيب التهذيب (3/ 506)، التقريب (ص 414)، تعريف أهل التقديس (ص 33)، فتح الباري (1/ 413)، هدي الساري (ص562). منقول(27/69)
هل هناك زيادة على زيادة ابن رجب للأربعين النووية؟
ـ[ابن حنبل]ــــــــ[11 - 06 - 09, 09:36 م]ـ
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
قد وفق الله الإمام النووي رحمه لجمع الأربعين حديثا، وكذلك وفق الإمام ابن رجب رحمه الله على زيادته ثمانية أحاديث.
هل زاد أحد من أهل العلم أيضا على تلك الأحاديث؟ أو هل ذكر أحدهم حديثا و قال كان مما ينبغي أن يدرج معهم؟
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[21 - 04 - 10, 06:13 ص]ـ
للتذكير(27/70)
قال الألبانى رحمه الله: وفى هذا الحديث نبأ خطير!!
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[11 - 06 - 09, 11:36 م]ـ
قال رحمه الله فى السلسله الصحيحه 1\ 127:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام و لا صلاة و لا نسك و
لا صدقة و ليسرى على كتاب الله عز و جل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية و
تبقى طوائف من الناس: الشيخ الكبير و العجوز، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه
الكلمة: " لا إله إلا الله " فنحن نقولها ".
أخرجه ابن ماجه (4049) و الحاكم (4/ 473) من طريق أبي معاوية عن أبي مالك
الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن اليمان مرفوعا به، و زاد:
" قال صلة بن زفر لحذيفة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله و هم لا يدرون ما صلاة
و لا صيام و لا نسك و لا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثا، كل ذلك
يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة! تنجيهم من النار.
ثلاثا ".
و قال الحاكم: " صحيح على شرط مسلم ". و وافقه الذهبي.
قلت: و هو كما قالا.
و قال البوصيري في " الزوائد " (ق 247/ 1): " إسناده صحيح، رجاله ثقات ".
(يدرس) من درس الرسم دروسا: إذا عفا و هلك.
(وشي الثوب) نقشه.
من فوائد الحديث:
----------------
و في هذا الحديث نبأ خطير، و هو أنه سوف يأتي يوم على الإسلام يمحى أثره،
و على القرآن فيرفع فلا يبقى منه و لا آية واحدة، و ذلك لا يكون قطعا إلا بعد
أن يسيطر الإسلام على الكرة الأرضية جميعها، و تكون كلمته فيها هي العليا.
كما هو نص قول الله تبارك و تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق
ليظهره على الدين كله)، و كما شرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في
أحاديث كثيرة سبق ذكر بعضها في المقال الأول من هذه المقالات (الأحاديث
الصحيحة).
و ما رفع القرآن الكريم في آخر الزمان إلا تمهيدا لإقامة الساعة على شرار الخلق
الذين لا يعرفون شيئا من الإسلام البتة، حتى و لا توحيده!
و في الحديث إشارة إلى عظمة القرآن، و أن وجوده بين المسلمين هو السبب لبقاء
دينهم و رسوخ بنيانه و ما ذلك إلا بتدارسه و تدبره و تفهمه و لذلك تعهد الله
تبارك و تعالى بحفظه، إلى أن يأذن الله برفعه. فما أبعد ضلال بعض المقلدة
الذين يذهبون إلى أن الدين محفوظ بالمذاهب الأربعة، و أنه لا ضير على المسلمين
من ضياع قرآنهم لو فرض وقوع ذلك!!
هذا ما كان صرح لي به أحد كبار المفتين من
الأعاجم و هو يتكلم العربية الفصحى بطلاقة و ذلك لما جرى الحديث بيني و بينه
حول الاجتهاد و التقليد.
قال - ما يردده كثير من الناس -: إن الاجتهاد أغلق بابه منذ القرن الرابع!
فقلت له: و ماذا نفعل بهذه الحوادث الكثيرة التي تتطلب معرفة حكم الله فيها
اليوم؟
قال: إن هذه الحوادث مهما كثرت فستجد الجواب عنها في كتب علمائنا إما عن عينها
أو مثلها.
قلت: فقد اعترفت ببقاء باب الاجتهاد مفتوحا و لا بد!
قال: و كيف ذلك؟
قلت: لأنك اعترفت أن الجواب قد يكون عن مثلها، لا عن عينها و إذ الأمر كذلك،
فلابد من النظر في كون الحادثه في هذا العصر، هي مثل التي أجابوا عنها، و حين
ذلك فلا مناص من استعمال النظر و القياس و هو الدليل الرابع من أدلة الشرع،
و هذا معناه الاجتهاد بعينه لمن هو له أهل! فكيف تقولون بسد بابه؟!
و يذكرني
هذا بحديث آخر جرى بيني و بين أحد المفتين شمال سورية، سألته: هل تصح الصلاة
في الطائرة؟ قال: نعم. قلت: هل تقول ذلك تقليدا أم اجتهادا؟ قال: ماذا
تعني؟ قلت: لا يخفى أن من أصولكم في الإفتاء، أنه لا يجوز الإفتاء باجتهاد،
بل اعتمادا على نص من إمام، فهل هناك نص بصحة الصلاة في الطائرة؟ قال: لا،
قلت: فكيف إذن خالفتم أصلكم هذا فأفتيتم دون نص؟ قال: قياسا.
قلت: ما هو المقيس عليه؟ قال: الصلاة في السفينة.
قلت: هذا حسن، و لكنك خالفت بذلك أصلا و فرعا، أما الأصل فما سبق ذكره،
و أما الفرع فقد ذكر الرافعي في شرحه أن المصلي لو صلى في أرجوحة غير معلقة
بالسقف و لا مدعمة بالأرض فصلاته باطلة. قال: لا علم لي بهذا.
قلت: فراجع الرافعي إذن لتعلم أن (فوق كل ذي علم عليم)، فلو أنك تعترف أنك
من أهل القياس و الاجتهاد و أنه يجوز لك ذلك و لو في حدود المذهب فقط، لكانت
النتيجة أن الصلاة في الطائرة باطلة لأنها هي التي يتحقق فيها ما ذكره الرافعي
من الفرضية الخيالية يومئذ. أما نحن فنرى أن الصلاة في الطائرة صحيحة لا شك في
ذلك، و لئن كان السبب في صحة الصلاة في السفينة أنها مدعمة بالماء بينها و بين
الأرض، فالطائرة أيضا مدعمة بالهواء بينها و بين الأرض. و هذا هو الذي بدا
لكم في أول الأمر حين بحثتم استقلالا، و لكنكم لما علمتم بذلك الفرع المذهبي
صدكم عن القول بما أداكم إليه بحثكم!؟
أعود إلى إتمام الحديث مع المفتي الأعجمي، قلت له: و إذا كان الأمر كما
تقولون: إن المسلمين ليسوا بحاجة إلى مجتهدين لأن المفتي يجد الجواب عن عين
المسألة أو مثلها، فهل يترتب ضرر ما لو فرض ذهاب القرآن؟ قال: هذا لا يقع،
قلت: إنما أقول: لو فرض، قال: لا يترتب أي ضرر لو فرض وقوع ذلك!
قلت: فما قيمة امتنان الله عز و جل إذن على عباده بحفظ القرآن حين قال: (إنا
نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون)، إذا كان هذا الحفظ غير ضروري بعد الأئمة
؟!
و الحقيقة أن هذا الجواب الذي حصلنا عليه من المفتي بطريق المحاورة، هو جواب
كل مقلد على وجه الأرض، و إنما الفرق أن بعضهم لا يجرؤ على التصريح به، و إن
كان قلبه قد انطوى عليه. نعوذ بالله من الخذلان.
فتأمل أيها القارىء اللبيب مبلغ ضرر ما نشكو منه، لقد جعلوا القرآن في حكم
المرفوع، و هو لا يزال بين ظهرانينا و الحمد لله، فكيف يكون حالهم حين يسرى
عليه في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية؟! فاللهم هداك.ا. هـ
والله اعلم
¥(27/71)
ـ[أبو سليمان الأثري]ــــــــ[12 - 06 - 09, 01:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي فعلا كلماات مؤثرة والله المستعان ..
ـ[توبة]ــــــــ[12 - 06 - 09, 01:42 ص]ـ
" قال صلة بن زفر لحذيفة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله و هم لا يدرون ما صلاة
و لا صيام و لا نسك و لا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، ثم ردها عليه ثلاثا، كل ذلك
يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة! تنجيهم من النار.
ثلاثا ".
نسأل الله الثبات على الحق و أن يميتنا على لا إله إلا الله.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[12 - 06 - 09, 05:47 م]ـ
بارك الله فيكم
قال رحمه الله:
أن يسيطر الإسلام على الكرة الأرضية جميعها، و تكون كلمته فيها هي العليا.
نسأل الله ان نرى ذلك اليوم .. ويعز الاسلام والمسلمين(27/72)
سؤال عاجل ما معنى (بحق سماعه من فلان)
ـ[الأشفقي]ــــــــ[12 - 06 - 09, 12:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أولاً أدعو الله تعالى أن يحفظكم ويرعاكم وينفع بكم وبعلمكم.
ثانياً: أطلب المساعدة منكم في شرح وبيان مصطلحاً كثيراً ما نجده عند علماء الحديث وهم يذكرون أسانيدهم، وهو هذا:
1 - بحق سماعه من فلان. .
2 - بحق قراءته على فلان.
فالرجاء فيكم - بعد الله تعالى - بيان المراد من هاتين الكلمتين وماالمقصود بهما في مصطلح المحدثين، وليكن ذلك مشفوعاً بذكر المصدر والمرجع.للأهمية العاجلة القصوى.
وفقكم الله وحياكم.
ـ[الأشفقي]ــــــــ[13 - 06 - 09, 07:38 ص]ـ
التكرم بسرعة الرد يا أهل المصطلح للأهمية.
وفق الله الجميع.(27/73)
منهج ابن عرّاق في كتابه " تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة "
ـ[الرايه]ــــــــ[12 - 06 - 09, 02:11 م]ـ
اسم الكتاب: كما سمّاه به مؤلفه:
" تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة ".
تمهيد:
كتاب تنزيه الشريعة, هو أجمع كتاب في الأحاديث والآثار الموضوعة, لخّص فيه مؤلفه ما في
"موضوعات" ابن الجوزي, وما زاد عليها السيوطي في "اللآلئ", وذيلها لهُ, و"النكت البديعات" فيما تعقّبه السيوطي على الموضوعات لابن الجوزي, وما زاده ابن عراق عليه, مما تناقض فيه السيوطي.
ورتّبه كتابه كترتيب ابن الجوزي والسيوطي.
وما وقف عليه مما لم يذكره السيوطي, وما في "العلل المتناهية" لابن الجوزي, وتلخيصها للذهبي, وتلخيص "الأباطيل والمناكير" للجورقاني, وما في أحاديث "الكشاف", وما في تخريج الرافعي, و"المطالب العالية", و"تسديد القوس", و"زهر الفردوس", و"لسان الميزان", كلّها للحافظ ابن حجر.
ثم ما في "الإحياء" للعراقي, و"الأمالي" له, و"تلخيص الموضوعات" لابن درباس, وغيرها.
مقدّمة المؤلف:
قدّم ابن عراق لكتابه بمقدمة نافعة, وضّح من خلالها طريقته, وبيّم منهجه, وما اشتمل عليه كتابه من فوائد, ثم سرد أسماء الوضاعين والكذابين, ومن كان يسرق الحديث ويقلب الأخبار.
لخّص كلّ ذلك من "ميزان الاعتدال" للذهبي, و"المغني" وذيله له أيضاً.
ومن "لسان الميزان" للحافظ ابن حجر, و"الكشف الحثيث عمّن رُميَ بوضع الحديث" للبرهان الحلبي.
وقد بلغ عدد أسماء الوضاعين التي سردها ما يزيد على (2000).
وجعل كتابه على ثلاثة فصول:
الأول: فيما حكم ابن الجوزي بوضعه, ولم يخالَف فيه.
الثاني: فيما حكم بوضعه وتُعقّب فيه.
الثالث: فيما زاده السيوطي على ابن الجوزي.
وذكر في الفصلين الأخيرين؛ علّة الحديث التي لم يذكرها السيوطي في "اللآلئ" أو "الذيل".
وذكر فيهما كثيرا من الآثار الموقوفة؛ يذكر مخرجها والعلة في وضعها.
وقد قام بحذف الأسانيد من الكتاب للتسهيل والاختصار.
ومما جاء في مقدّمته:
" .. وبعد:
فإن من المهمات عند أهل العلم والتقى معرفة الأحاديث الموضوعة على سيد المرسلين لتتَّقى, و للإمام الحافظ أبى الفرج ابن الجوزي فيها كتاب جامع, إلا أنّ عليه مؤاخذات ومناقشات في مواضع.
و قد اعتنى شيخ شيوخنا الإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن ابن أبي بكر الأسيوطي بكتاب ابن الجوزي المذكور, فاختصره وتعقّبه في كتاب سماه: (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة) , ثم عمل ذيلا ذكر فيه أحاديث موضوعة فاتت ابن الجوزي, وأفرد أكثر المواضع المتعقبة بكتاب سماه (النُّكت البديعات).
وهذا كتابٌ لخّصتُ فيه هذه المؤلفات بحيث لم يبق لمحصله إلى ما سواه التفات, وبالغتُ في اختصاره وتهذيبه.
وتبعتُ (اللآلئ) في تراجمه وترتيبه.
وجعلتُ كل ترجمة غير كتاب المناقب في ثلاثة فصول:
الأول: فيما حكم ابن الجوزي بوضعه, ولم يخالف فيه.
والثاني: فيما حكم بوضعه, وتعقب فيه.
والثالث: فيما زاده الأسيوطي على ابن الجوزي, حيث كانت له في تلك الترجمة زيادة, وقد أخلّ السيوطي في زياداته ببعض تراجم أصله, وأورد في الكتاب الجامع آخر الكتاب ما حقّه أن يُفرد بالترجمة المتروكة ويورد فيها.
فأنا نقلتُ ذلك من الكتاب الجامع, وأوردته في التراجم اللائق بها, في ثالث فصولها.
أما كتاب المناقب ففيه أبواب, وفي كل باب منها الفصول المذكورة.
وحيثُ لم يكن في فصلٍ منها شيءٌ قلتُ: والفصل الفلاني خالٍ.
وجعلتُ أوائل الأحاديث في أوائل السطور تسهيلا للكشف والظَّفَر بالحديث المطلوب.
وإذا كان الحديث مرفوعاً قلتُ: حديث كذا واللفظ المضاف إليه لفظة حديث هو اللفظ المرفوع.
وبعد تخريجه أذكُر صحابيَّه المنسوب إليه بقولي: من حديث فلان, إلا أن يكون في الحديث حكاية مخاطبة منه لمعيَّن, أو مراجعة بينه وبين غيره, أو حكاية مخاطبة جبريل له , والحاكي غير النبي - صلى الله عليه وسلم - أو حكاية قصة ليست من لفظ النبي - صلى الله عليه وسلم - فأضيفُ لفظة حديث إلى اسم الصحابي, أو التابعي الذي نُسب إليه الحديث.
وإذا كان الحديث موقوفاً قلتُ: أثر فلان, وأتبعته لفظه, ثم أعقب كلاً بذكر مخرجه, ثم بيان علته.
وما في زيادات السيوطي مما لم يبين علته, ذكرتُ علته إن لاحَت لي ...
¥(27/74)
وقد جعلتُ لكلٍّ علامةًً للاختصار:
فلابن عدى (عد) , ولابن حبان (حب) , وللعقيلي (عق) , ولأبي الفتح الأزدي (فت) , ولابن مردويه (مر) , وللطبراني (طب) , وللدارقطني (قط) , وللخطيب (خط) , ولابن شاهين (شا) , و لأبي نعيم (نع) , وللحاكم (حا) , وللجوزقاني (قا) , وما كان من غير الكتب المذكورة سميت من رواه إن عرفته, و إلا نسبته لابن الجوزي, ومواد السيوطي, هي مواد أصله, وزاد (تاريخ ابن عساكر) , و (تاريخ ابن النجار) , و (مسند الفردوس للديلمي) , وتصانيف أبي الشيخ فأعلمت لابن عساكر (كر) , ولابن النجار (نجا) , وللديلمي (مي) , ولأبي الشيخ (يخ).
وإذا قلتُ: قال ابن الجوزي أو السيوطي, فلستُ أعني عبارتهما بلفظها, وإنما أعني ملخَّصها ومحصولها.
وإذا قال ابن الجوزي في حديث: لا يصحّ, أو منكر ونحوهما, أوردتُ لفظه في ذلك, فإن صرّح بكونه موضوعاً, أو باطلاً, أو كذباً؛ أحدٌ ممن بعد ابن الجوزي ذكرتُه.
فإن كان في أوله قلتُ: فمن زيادتي, وإلا فمِن مؤلف السيوطي.
فأما إذا قال ابن الجوزي: موضوعٌ, أو لا أصل له, أو كذب. فلا أذكر ذلك غالباً اختصاراً, ولأن موضوع الكتاب بيان الموضوع, فهو كافٍ في الحكم عليه, بذلك إلا أن يقال ذلك في حديث لم يصرّح بوصف أحد من رواته بكذبٍ, ولا وضعٍ فأذكرهُ.
وراجعتُ حال جمعي لهذا التلخيص: (موضوعات ابن الجوزي) , و (العلل المتناهية) له, وتلخيصهما للحافظ الذهبي, و (تلخيص موضوعات الجوزقاني) و (الميزان للذهبي) أيضا, و (لسان الميزان) و (تخريج الرافعي) , و (تخريج الكشاف) و (المطالب العالية) , و (تسديد القوس) , و (زهر الفردوس) الستة للحافظ ابن حجر, و (تخريج الإحياء) للحافظ العراقي, و (الأمالي) له, و (تلخيص الموضوعات) للعلامة جلال الدين إبراهيم بن عثمان بن إدريس بن درباس, فربما أزيد من هذه الكتب وغيرها, ما يحتاج إليه.
وأميِّز ما أزيده غالبا بقولي في أوله: قلت, وفي آخره: والله أعلم.
وقدَّمتُ قبل الخوض في المقصود فصولاً نافعةً في معرفة مقدار هذا الفن لطالبيه.
وسميته: (تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة).
والله المسؤل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم, و أن ينفعني به ومن طالعه بنية صادقة وقلب سليم ".اهـ
•- سار ابن عرّاق على المنهج الذي رسمه في المقدمة, ولم يخلّ بشيء منه.
•- حذف ابن عرّاق أسانيد الأحاديث وساقها معلّقة, يبدأها بذكر طرف الحديث ثم يشير إلى صحابيّه الذي نُسب إليه, أو من انتهى إليه سند الحديث, ثمّ يرمز إلى من أخرجه كلٌّ بحسب رمزِه.
•- غالباً ما يقتصر ابن عرّاق في ذكر علّة الحديث على قول السيوطي, وتارة يزيد على قوله بما يؤيده من أقوال أئمة الحديث, وخاصّة في الأحاديث التي يدفع دعوى الوضع عنها, وتارة يُخالف السيوطي, فيذكر أموراً تُعارض قولَه, وهي تُعتبر انتصاراً لابن الجوزي, كما تدلّ على أنه لم يهدف من تأليفه اختصار كتاب السيوطي فقط.
المرجع: كتاب "تنزيه الشريعة المرفوعة", ومقدّمة التحقيق.
طبعات الكتاب:
طبع بمكتبة القاهرة في مصر سنة 1378هـ
بتحقيق: عبد الله الغماري و عبد الوهاب عبد اللطيف.
ثم أعيدت طباعته في دار الكتب العلمية, سنة 1981 م.
---------
المصدر
http://74.125.95.132/search?q=cache:tYqnbKweAbMJ:www.sunnah.org.sa/index.php%3Fview%3Dpages%26page_id%3D774+%D8%B2%D9 %87%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8% B3+%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%86+%D8%AD%D8%AC%D8%B1&cd=7&hl=ar&ct=clnk&gl=sa
ـ[علي النجيدي]ــــــــ[12 - 10 - 09, 07:42 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم وانا اقتنيت طبعة الكتب العلمية ويظهر لي انها مصورة فهل من مفيد؟
ـ[عبد الله بن محمد الشلبي]ــــــــ[14 - 10 - 09, 10:18 م]ـ
وأيضا هي التي قصدها شيخنا العلامة محمد بن علي بن آدم في نظمه الجليس الأمين في الموضوع وأصناف الوضاعين وذكرها نصا في شرحه عليها.
وقد نصحني بها شخصيا
وأيضا بعض الإخوة
وهي من المراجع في بابها.
ـ[الرايه]ــــــــ[02 - 11 - 09, 06:41 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم
وإياك وبارك الله فيكم(27/75)
ما هي أهم الأبحاث أو الرسائل التي كُتِبت في علل الحديث
ـ[شهد محروس]ــــــــ[12 - 06 - 09, 03:29 م]ـ
ما هي أهم الأبحاث أو الرسائل التي كُتِبت في علل الحديث Question
رجاء المساعدة للأهمية
ـ[ماهر]ــــــــ[12 - 06 - 09, 03:40 م]ـ
في التوقيع شيٌ من ذلك.
ـ[شهد محروس]ــــــــ[12 - 06 - 09, 03:54 م]ـ
هل هناك مراجع أخرى Question
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[12 - 06 - 09, 04:13 م]ـ
هناك رسالة جيدة للشيخ على الصياح بعنوان جهود المحدثين في بيان علل الحديث مفيدة جدا و رسالة دراسة الحديث المعل في المرفقات
و أيضا للشيخ ماهر الفحل رسالة في علل الحديث على صفحات الملتقي هنا جيدة جدا أفاد وأجاد فيها
ـ[ماهر]ــــــــ[12 - 06 - 09, 04:15 م]ـ
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=147352
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[12 - 06 - 09, 04:16 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
في التوقيع شيٌ من ذلك.
وماذا عن الجامع في العلل؟
ومن الرسائل المهمة أيضا:
1 - منهج الإمام أحمد في التعليل وأثره في الجرح والتعديل من خلال كتابه العلل ومعرفة الرجال
للدكتور أبي بكر بن الطيب كافي، رسالة دكتوراة، نوقشت بتاريخ 18 محرم 1425، دار ابن حزم،
وهناك رسائل أخرى، أظنها نوقشت ولما تطبع
2 - منهج الإمام النسائي في إعلال الحديث في سننه (المجتبى) دراسة نظرية تطبيقية
إعداد الطالب
عبدالرحمن بن نويفع بن فالح السلمي
رسالة دكتوراة بجامعة أم القرى
والملخص في المرفقات
وثمة كتب أخرى
ـ[شهد محروس]ــــــــ[12 - 06 - 09, 07:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن ماذا عن الجامع في العلل؟
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[12 - 06 - 09, 08:39 م]ـ
الكتب التي كتبت كثيرة ولكن من أجودة:
اجناس العلة عند المحدثين , لمصطفى باحو.
وكتاب الزرقي. الذي رفع قبل ايام على الملتقى.
ـ[ماهر]ــــــــ[12 - 06 - 09, 09:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن ماذا عن الجامع في العلل؟
الكتاب في دار ابن الجوزي، وهي دار جادة، وقد سألت الأخ أحمد مكاوي وفقه الممثل للدار في بيروت فقال ينزل السوق في شهرين إن شاء الله تعالى والكتاب في خمس مجلدات ضخام، أسأل الله أن يتمم ذلك على خير، وأن يجعل عملنا في ميزان الحسنات يوم تقل الحسنات وتكثر الزفرات يوم الحسرات.
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[17 - 06 - 09, 03:03 ص]ـ
الكتاب في دار ابن الجوزي، وهي دار جادة، وقد سألت الأخ أحمد مكاوي وفقه الممثل للدار في بيروت فقال ينزل السوق في شهرين إن شاء الله تعالى والكتاب في خمس مجلدات ضخام، أسأل الله أن يتمم ذلك على خير، وأن يجعل عملنا في ميزان الحسنات يوم تقل الحسنات وتكثر الزفرات يوم الحسرات.
خبرٌ مُفرحٌ.
رزقك اْللهُ الْحُسْنَى وزيادة، وجعلك من أهل السيادة والريادة، دنيًا وآخرةً.
وُفِقْتُم شَيْخَنا.
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[28 - 06 - 09, 09:21 ص]ـ
انظر هدا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=176448
ـ[أبو سراج]ــــــــ[28 - 10 - 09, 07:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أود الاستفسار عن رسالة:منهج الإمام النسائي في إعلال الحديث في سننه (المجتبى) دراسة نظرية تطبيقية
إعداد الطالب
عبدالرحمن بن نويفع بن فالح السلمي
هل يمكن الحصول عليها مكتملة وجزاكم الله خيرا
ـ[ماهر]ــــــــ[28 - 10 - 09, 01:46 م]ـ
خبرٌ مُفرحٌ.
رزقك اْللهُ الْحُسْنَى وزيادة، وجعلك من أهل السيادة والريادة، دنيًا وآخرةً.
وُفِقْتُم شَيْخَنا.
أجزل الله لكم الثواب وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
ـ[وائل دخيل]ــــــــ[28 - 10 - 09, 03:31 م]ـ
السلام عليكم
إخواني هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك، أرجو من الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يخلصها من الرياء والسمعة
مقدمة تحقيق كتاب علل ابن أبي حاتم بإشراف شيخنا د/ سعد الحميد جمع كثيرًا من المباحث العلمية النافعة في العلل، أرجو أن تنتفعوا بها.
ـ[ماهر]ــــــــ[28 - 10 - 09, 07:35 م]ـ
السلام عليكم
إخواني هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك، أرجو من الله أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يخلصها من الرياء والسمعة
مقدمة تحقيق كتاب علل ابن أبي حاتم بإشراف شيخنا د/ سعد الحميد جمع كثيرًا من المباحث العلمية النافعة في العلل، أرجو أن تنتفعوا بها.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم تحقيق الكتاب ممتاز، وفيه مقدمة رائعة، جزى الله الشيخ كل خير.
ـ[أبو سراج]ــــــــ[28 - 10 - 09, 10:12 م]ـ
أرجوا من الإخوة المساعدة في العثور على رسالة منهج الإمام النسائي في إعلال الحديث كاملة للضرورة وجزاكم الله كل الخير ونفع بكم
ـ[أبو سراج]ــــــــ[29 - 10 - 09, 09:59 ص]ـ
السلام عليكم النداء الأخير للأحبة في الملتقى أرجو تزويدي برسالة منهج الإمام النسائي في اعلال الحديث أو أن يتم الرد علي حتى لو رفض طلبي أما ان يرد على البعض ويهمش البعض فهذا ليس من شيم طلبة العلم فضلاً عن العلماء أمثالكم
¥(27/76)
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[31 - 10 - 09, 09:27 ص]ـ
السلام عليكم النداء الأخير للأحبة في الملتقى أرجو تزويدي برسالة منهج الإمام النسائي في اعلال الحديث أو أن يتم الرد علي حتى لو رفض طلبي أما ان يرد على البعض ويهمش البعض فهذا ليس من شيم طلبة العلم فضلاً عن العلماء أمثالكم
هون عليك أخي الكريم ... فلو كانت موجودة لما تردد إخوانك في خدمتك
ـ[أبو سراج]ــــــــ[31 - 10 - 09, 06:56 م]ـ
هون عليك أخي الكريم ... فلو كانت موجودة لما تردد إخوانك في خدمتك
ـ[ابن العيد]ــــــــ[31 - 10 - 09, 08:42 م]ـ
شرح علل الترمذي لابن رجب الحنبلي
وتحقيقه للدكتور همام عبد الرحيم سعيد
من أحسن ما كتب في هذا الموضوع , وإني رأيت طبعته الثانية والمحقق ذكر أنه بصدد الطبعة الثالثة ولكن لاأدري عنها؟
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[01 - 11 - 09, 03:25 ص]ـ
_______________________
ـ[أبوفاطمة الشمري]ــــــــ[01 - 11 - 09, 03:26 ص]ـ
الكتاب في دار ابن الجوزي، وهي دار جادة، وقد سألت الأخ أحمد مكاوي وفقه الممثل للدار في بيروت فقال ينزل السوق في شهرين إن شاء الله تعالى والكتاب في خمس مجلدات ضخام، أسأل الله أن يتمم ذلك على خير، وأن يجعل عملنا في ميزان الحسنات يوم تقل الحسنات وتكثر الزفرات يوم الحسرات.
شيخنَا ماهرًا.
مرَّ على تعليقكم هذا أكثر من أربعة أشهر، ولم نرَ الكتاب. فما الخطب؟
ـ[ماهر]ــــــــ[01 - 11 - 09, 05:31 ص]ـ
أسأل الله أن يكون في التأخير خير أنا كنت أرسلت لهم الكتاب مصفوفاً جاهزاً مع فهارسة المتنوعة المتعددة بحرف (ترادشنل أربك) وهم لديهم عناية فائقة كبيرة، وقد غيروا الحرف إلى (ثري بي تو) وقد قرأت الكتاب بمجلداته الخمسة، واضطررت إلى تغيير الفهارس بسبب الزحاف الذي أعقب تغيير الحرف. ولعل في ذلك خير اً.
لقد تعاملت مع عدد كبير من دور النشر، لم أر أفضل مصداقبة من هذه الدار ولا أحسن معاملة، أسأل الله أن يكتب لهم كل خير، وأن يدفع عنهم كل سوء.
أسأل الله أن يوفقكم ويبارك لكم في أوقاتكم
ـ[جمال سعدي الجزائري]ــــــــ[03 - 11 - 09, 07:43 م]ـ
رسالة صغيرة للشيخ الدكتور وصي الله عباس
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[10 - 11 - 09, 06:30 م]ـ
هناك كتاب قيم للدكتور نور الدين عتر بعنوان ((لمحات موجزة في أصول علم العلل)) وهو كتاب مفيد في بابه(27/77)
اعلان مناقشة رسالة ماجستير (كتاب الإفهام لما في البخاري من الإبهام) جامعة الشارقة
ـ[العوضي]ــــــــ[13 - 06 - 09, 03:51 م]ـ
تعلن كلية الشريعة والدراسات الإسلامية عن دعوتكم لحضور مناقشة رسالة الماجستير
للطالبة:مريم أ حمد محمد علي الحمادي
في برنامج التفسير والحديث
بعنوان: (كتاب الإفهام لما في البخاري من الإبهام) لجلال الدين البلقيني , من أول الكتاب إلى باب رفع الدين في الخطبة
وتتكون لجنة المناقشة من:
د. البشيرعلي الترابي المشرف على الرسالة رئيساً
د. قاسم سعد أستاذ مشارك في الحديث وعلومه – جامعة الشارقة مناقشاً داخلياً
د.عبد العزيز الكبيسي أستاذ مشارك في الحديث وعلومه – جامعة الإمارات مناقشاً خارجياً
وذلك في يوم الأحد 21جمادى الآخرة1430 هـ الموافق 14/ 6/2009م الساعة الرابعة عصراً
في قاعة ابن حنبل بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية w1
والدعوة عامة(27/78)
هل يعد هذا توثيقا؟
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[13 - 06 - 09, 09:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سؤالي للفضلاء هو: هل تعد رواية الثقة عن الرجل توثيقا له؟ وإذا كانت كذلك، فهل يقال
فيه هو ثقة، أو يقيد فيقال ثقة عند فلان الذي روى عنه؟
بارك الله فيكم.
ـ[أبا محمد المكي]ــــــــ[14 - 06 - 09, 12:13 ص]ـ
رأيت فيه نفعاً وايضاحاً فنقلته ..
-----------------------------------------------
للشيخ محمد الأمين: عضو مخضرم
---------------------------------
مذاهب العلماء في الرواية عن المجاهيل
إن قضية الرواية عن مجاهيل هي من القضايا التي اختلف عليها علماء الحديث قديماً و حديثاً. ولهم فيها مذاهب:
المذهب الأول: إن هناك نسبة كبيرة من المحدثين يقولون إنه إذا كان المجهول من الطبقات العليا وحديثه موافق للثقات، فهو ثقة. أي حتى لو تفرد بحديث لم يروه غيره لكن لم يخالفه ثقة، فإن حديثه صحيح. وهذا مذهبٌ شائع ومنتشرٌ عند المتأخرين. وأكثر من انتصر له هو ابن حبّان في صحيحه، وفي تراجمه، ونص عليه بنفسه. فكم من رجل مجهول لم يوثّقه إلا ابن حبان! حيث أن مبدأه هو أن الأصل في المسلمين العدالة. ونحن نقول: ليس الأصل في الناس العدالة بل هي شيء زائد إلا أن يَثبت حسن إسلام المرء فتثبت عدالته. هذا شيء، والشيء الآخر أن مرتبة الثقة عند الجمهور معناها العدالة و الضبط الكامل. وليس الضبط وقوة الحفظ أصلٌ في المسلمين كلهم. بل كم من إمام في الفقه والزهد صدوق أمين، ومع ذلك فهو ضعيف الحفظ.
المذهب الثاني: و هناك من قال بأن المجهول إذا روى عنه أكثر من رجلين فهذا توثيق له. و في ذلك كله تساهل واضح. فرواية أئمة عن رجل معيّن ليست بالضرورة توثيقاً له، إلا إذا كان ذلك الإمام من أئمة الجرح و التعديل، وكان لا يُحدّث إلا عن ثقة عنده كشعبة ومالك. وهؤلاء قلة معروفة مشهورة. و هذا المذهب واضح البطلان.
قال ابن حجر في مقدمة كتابه لسان الميزان (1|14): قال ابن حبان ( http://www.ibnamin.com/Manhaj/ibn_hibban.htm): « من كان مُنكَر الحديث –على قِلته– لا يجوز تعديلُه إلا بعد السّبْر. ولو كان ممن لا يروي المناكير، و وافق الثقات في الأخبار، لكان عدلاً مقبول الرواية. إذِ الناس في أقوالهم على الصلاح والعدالة، حتى يتَبيّن منهم ما يوجب القدح. هذا حكمُ المشاهير من الرواة. فأما المجاهيل الذين لم يَرو عنهم إلا الضعفاء، فهم متروكون على الأحوال كلها». قال ابن حجر: «وهذا الذي ذهب إليه بن حبان من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة إلى أن يتبيّن جرحُه: مذهبٌ عجيبٌ، والجمهور على خلافه. وهذا هو مسلك ابن حبان في كتاب الثقات الذي ألّفه. فإنه يذكر خلقاً ممن نَصَّ عليهم أبو حاتم وغيره على أنهم مجهولون. وكانّ عند ابن حبان أن جهالة العين ترتفع برواية واحدٍ مشهور. وهو مذهب شيخه ابن خزيمة. ولكن جهالةُ حالهِ باقيةٌ عند غيره». ثم ذكر ابن حجر كلام ابن حبان في توثيق المجاهيل.
قال الخطيب في "الكفاية في علم الرواية" (ص89) ما خلاصته: «أقل ما ترتفع به الجهالة: أن يَروي عن الرجل اثنان فصاعداً من المشهورين بالعلم. إلا أنه لا يثبُتُ له حكم العدالة بروايتهما. وقد زعم قوم أن عدالته (للمجهول) تثبت بذلك (أي برواية الثقات عنه). وذلك أن رواية العدل عن غيره تعديل له، بأن العدل لو كان يَعلَمُ فيه جَرحاً، لذَكَره. وهذا باطلٌ، لأنه يجوز أن يكون العدل لا يعرف عدالته. فلا تكون روايته عنه تعديلاً، ولا خَبراً عن صِدقه. بل يَروي عنه لأغراضٍ يقصِدُها. كيف وقد وُجِدَ جماعة من العدول الثقات رووا عن قومٍ أحاديث أمسكوا في بعضها عن ذكر أحوالهم، مع علمهم بأنهم غيرُ مرضيين، وفى بعضها شهدوا عليهم بالكذب في الرواية وبفساد الآراء والمذاهب. مثل قول الشعبي: ثنا الحارثُ وكان كذاباً. وقول الثوري: ثنا ثُوَير بن أبي فاختة وكان من أركان الكذب. وقول يزيد بن هارون: ثنا أبو رَوح وكان كذاباً. وقول احمد بن مُلاعِب: ثنا مُخَوَّل بن إبراهيم وكان رافضياً. وقول أبي الأزهر: ثنا بكر بن الشَّرود وكان قَدَرياً داعية». قال ابن حجر: «وقد روى هؤلاء كلهم في مواضع أخرى عمن سُمّي ساكتين عن وصفهم بما وصفوهم به. فكيف تكون رواية العدل عن الرجل تعديلاً له؟! لكن من عُرِفَ من حاله
¥(27/79)
أنه لا يروي إلا عن ثقة، فإنه إذا روى عن رجلٍ وُصِفَ بكونه ثقةً عنده، كمالك وشعبة والقطان وابن مهدي وطائفة ممن بعدهم».
قال الشيخ محمد خلف سلامة: رواية الثقة أو الثقات عن رجل ليست تعديلاً له، ومن ادعى أنها تعديل فقد أخطأ خطأً بيناً بعيداً. وربما استدل بعضهم بنحو قول ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1|1|36): «سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة [أي لم يثبت أنه ثقة] مما يقويه؟ قال: إذا كان معروفاً بالضعف لم تقوه روايته عنه، وإذا كان مجهولاً نفعه رواية الثقة عنه». وقال ابن أبي حاتم هناك أيضاً: «سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما يقوي حديثه؟ قال: إي لعمري، قلت: الكلبي روى عنه الثوري! قال: إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء، وكان الكلبي يتكلم فيه». وأقول: لا يستقيم حمل هذا الكلام على ظاهره فلم يزل الأئمة، ومنهم الرازيان، يجهّلون الرواة الذين لا يعرفون بضعف ولا قوة ولو روى عنهم جمع من الرواة. قال السخاوي في "فتح المغيث" (1|319) بعد كلام له: «على أن قول أبي حاتم في الرجل أنه "مجهول" لا يريد به أنه لم يرو عنه سوى واحد، بدليل أنه قال في داود بن يزيد الثقفي: "مجهول" مع أنه قد روى عنه جماعة. ولذا قال الذهبي عقبه: "هذا القول يوضح لك أن الرجل قد يكون مجهولاً عند أبي حاتم، ولو روى عنه جماعة ثقات"، يعني أنه مجهول الحال. وقد قال في عبد الرحيم بن كرم بعد أن عرَّفه برواية جماعة عنه أنه "مجهول". ونحوه قوله في زياد بن جارية التميمي الدمشقي: "شيخ مجهول"، مع أنه قيل في زياد هذا أنه صحابي». وقد قال أبو حاتم: "مجهول" في راوٍ روى عنه تسعة ووثقه ابن معين، انظر ترجمته في تحرير التقريب (2|125)، وانظر أيضاً التحرير (3|10 - 11 و45 و310 و315 و336) وترجمة عيسى بن أبي رزين منه. وانظر تراجم أحمد بن عاصم البلخي وبيان بن عمرو والحسين بن الحسن بن بشار والحكم بن عبد الله وعباس بن الحسين القنطري ومحمد بن الحكم المروزي في الفصل التاسع من "مقدمة الفتح"، وانظر "الجرح والتعديل" (1|2|527) و"تهذيب التهذيب" (2|255) و"نكت ابن حجر" (1|426).
وخلاصة الكلام وغايته أن كلمتي أبي حاتم وأبي زرعة لا تحملان على إطلاقهما، فلعلهما أرادا برواية الثقات رواية الأئمة النقاد أو رواية متثبتي الرواة، ولعلهما كانا مع ذلك يشترطان في الرجل شروطاً مثل أن لا يغرب أو يتفرد بما لا يحتمله شأنه ونحو ذلك. وسواء صح هذا أو لم يصح، فإن الصحيح الذي أقطع به هو أن كلام الرازيين هذا من المتشابه الذي ينبغي أن يرد إلى المحكم المعروف الذي جرى عليه عملهما في كلامهما في الرواة، وما أكثره، ويؤيده أيضاً ما جرى عليه عمل المحققين من المحدثين، والله أعلم. انتهى.
ـ[الباحث]ــــــــ[14 - 06 - 09, 12:24 ص]ـ
المشهور عند أهل العلم بالحديث أن أقل ما ترتفع به الجهالة أن يروي عن الرجل راويان فأكثر:
يقول الخطيب البغدادي رحمه الله: (أقل ما ترتفع به الجهالة أن يروي عن الرجل اثنان فصاعداً من المشهورين بالعلم كذلك) الكفاية في علم الرواية ص 150.
قال بعض أهل الحديث بأن مجرد رواية الثقات عن المجاهيل تنفعهم:
فقد أورد ابن أبي حاتم، قال: سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة: مما يقوّيه؟ ـ يعني: هل هذا يقوّيه ـ. قال: ((إذا كان معروفا بالضعف لم تقوّه روايته عنه، وإذا كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه)) الجرح والتعديل (2/ 36).
وبعض أهل الحديث اشترط أن يكون هؤلاء الثقات معروفون بتحريهم عن المتثبتين:
فقد نقل ابن رجب عن يعقوب بن شيبة، قال: قلت ليحيى بن معين: متى يكون الرجل معروفا، إذا روى عنه كم؟. قال: إذا روى عن الرجل مثل ابن سيرين والشعبي. وهؤلاء أهل العلم، فهو غير مجهول. قلت: فإذا روى عن الرجل مثل سماك بن حرب وأبي إسحاق؟. قال: هؤلاء يروون عن مجهولين.) ثمّ علّق ابن رجب على هذا بقوله: ((وهذا تفصيل حسن، وهو يخالف إطلاق محمد بن يحيى الذهلي الذي تبعه عليه المتأخرون: أنّه لا يخرج الرجل من الجهالة إلاّ برواية رجلين فصاعدا عنه))، المصدر: شرح علل الترمذي (1/ 377).
وقال الحافظ ابن رجب: (رواية الثقة عن رجل لا تدل على توثيقه، فإن كثيراً من الثقات رووا عن الضعفاء كسفيان الثوري وشعبة وغيرهما. وكان شعبة يقول: لو لم أحدثكم إلا عن الثقات لم أحدثكم إلا عن نفر يسير. قال يحيى القطان: إن لم أرو إلا عمن أرضى ما رويت عن خمسة، أو نحو ذلك) المصدر السابق.
وهذا يدل على أن الحافظ ابن رجب وبعض الحفاظ يرون أن رواية الثقة الواحد ترفع الجهالة عن الراوي إذا كان ذلك الثقة معروفاً بالتحري عن الرواة الثقات، وهذا خلاف المشهور مما هو مقرر في مصطلح الحديث عند أكثر أهل العلم بالحديث من أنه يشترط في رفع الجهالة عن الراوي أن يروي عنه روايان فأكثر.
وفي المشاركة القادمة بإذن الله سأورد لك بعض علماء الحديث الذين لا يروون إلا عن ثقة من أمثال شعبة بن الحجاج رحمه الله.
¥(27/80)
ـ[الباحث]ــــــــ[14 - 06 - 09, 12:31 ص]ـ
إليك بعض أسماء علماء الجرح والتعديل الذي لا يروون إلا عن ثقة:
1 - محمد بن سيرين، أبو بكر البصري (ت 110 هـ):
متفق على ثقته وجلالته وإتقانه، قال الذهبي: (الإمام الرباني ... كان فقيها إماما غزير العلم، ثقة ثبتا، علامة في التعبير، رأسا في الورع) تذكرة الحفاظ (1/ 78).
قال ابن عبد البر: (أجمع أهل العلم بالحديث أن ابن سيرين أصح التابعين مراسل، وأنه كان لا يروي ولا يأخذ إلا عن ثقة، وأن مراسيله صحاح كلها، ليس كالحسن وعطاء في ذلك)، المصدر: التمهيد (8/ 301).
2 – شيخ الحرم عمرو بن دينار المكي (ت 126 هـ):
قال سفيان: قلتُ لمسعر: (من رأيتَ أشد تثبتاً في الحديث؟) قال: (القاسم بن عبد الرحمن وعمرو بن دينار).
3 – الإمام بكير بن عبد الله الأشج المدني (ت 126 هـ).
قال أحمد بن صالح المصري: (إذا رأيتَ بكير بن عبد الله روى عن رجل ٍ فلا تسأل عنه، فهو الثقة الذي لا شكَّ فيه) تهذيب التهذيب (1/ 431).
4 – الإمام محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب القرشي المدني (ت 159)، كان أحد المحتاطين المتثبتين في الرواية.
قال يحيى بن معين: (ابن أبي ذئب ثقة، وكل من روى عنه ابن أبي ذئب ثقة، إلا أبا جابر البياضي) الكامل في ضعفاء الرجال (6/ 182).
5 – الإمام مالك بن أنس رحمه الله (ت 179)، وقد وردت عنه نصوصٌ كثيرة تدل على اهتمامه بانتقاء الرجال واختيار الشيوخ، من ذلك:
أ – قال بشر بن عمر الزهراني: سألت مالكاً عن رجل، فقال: (هل رأيته في كتبي؟) قلت: (لا)، قال: (لو كان ثقة لرأيته في كتبي).
قال الحافظ الذهبي معلقاً: (فهذا القول يعطيك بأنه لا يروي إلا عمن هو عنده ثقة، ولا يلزم من ذلك أنه يروي عن كل الثقات، ثم لا يلزم مما قال أن كل من روى عنه، وهو عنده ثقة، أن يكون ثقة عند باقي الحفاظ، فقد يخفى عليه من حال شيخه ما يظهر لغيره، إلا أنه بكل حال كثير التحري في نقد الرجال، رحمه الله) سير أعلام النبلاء (8/ 71، 72).
ب – قال سفيان بن عيينة: (ما كان أشد انتقاد مالك ٍ للرجال وأعلَمَه بشأنهم) الجرح والتعديل للرازي (8/ 204).
ج – قال علي بن المديني: (كان مالك ينتقي الرجال ولا يُحَدِّثُ عن كل أحد) تاريخ ابن أبي خيثمة (1/ 272) برقم 958.
وروى أبو نعيم أنه قال أيضاً: (كل مدني لم يحدث عنه مالك ففي حديثه شيء، ولا أعلم مالكاً ترك إنساناً إلا إنساناً في حديثه شيء)، وقال أيضاً: (ومالك أمانٌ فيمن حدث عنه من الرجال) مقدمة الكامل في ضعفاء الرجال ص 91.
د – قال يحيى بن معين: (كل من روى عنه مالك بن أنس فهو ثقة إلا عبد الكريم البصري أبو أمية) حلية الأولياء (6/ 322).
وقال أيضاً: (كل من حَدَّثَ عنه – أي الإمام مالك – فهو ثقة إلا رجلاً أو رجليْن) تقدمة الجرح والتعديل ص 17.
هـ - قال الإمام أحمد بن حنبل – في رواية ابن هانئ –: (ما روى مالكٌ عن أحد ٍ إلا هو ثقة، كل من روى عنه مالك فهو ثقة) شرح علل الترمذي (1/ 80).
ز – قال أبو حاتم الرازي: ( ... ومالكٌ نقيُّ الرجال، نقيُّ الحديث ... ) الجرح والتعديل للرازي (8/ 206).
ح – قال صالح بن محمد جزرة: (سفيان أحفظ وأكثر حديثاً من مالك، لكن مالكاً ينتقي الرجال ... ) تذكرة الحفاظ (1/ 206)، سير أعلام النبلاء (7/ 271).
ط – قال النسائي رحمه الله: (ما عندي أحد من التابعين أنبل من مالك بن أنس، ولا أجلُّ منه، ولا أوثق ولا آمن على الحديث منه ... وليس أحدٌ بعد التابعين أقل رواية ً عن الضعفاء من مالك بن أنس، ما علمناه حدَّث عن متروك ٍ إلا عن عبد الكريم بن أمية) التعديل والتجريح للباجي (2/ 699 – 700).
ي – قال يعقوب بن سفيان الفسوي: (وقد تحققت من الاستقصاء وذكر الأسامي اسماً فاسماً، لأن جملة الأمر: أن مالك بن انس لم يضع في الموطأ اسناداً وأظهر اسماً يحدث عنه إلا وهو ثقة، خلا عبد الكريم بن أمية فإنه ضعيف وكان له رأي سوء) المعرفة والتاريخ (1/ 425).
وقال في موضع آخر: (ومن كان من أهل العلم ونصح نفسه، علم أن كل ما وضعه مالكٌ في [موطئه] وأظهر اسمه ثقةٌ تقوم به الحجة) المصدر السابق (1/ 349 – 350).
ك – قال الحافظ الذهبي رحمه الله: (وقد كان مالك إماماً في نقد الرجال، حافظاً، مجوداً، متقناً) سير أعلام النبلاء (8/ 71).
ـ[ابو اليمن ياسين الجزائري]ــــــــ[21 - 11 - 09, 03:33 م]ـ
لعلنا حدنا بالجواب من السؤال.
كان السؤال في رواية الثقة هل تعد توثيقا؟
نعم اذا كان فد صرح بانه لا يروي الا عن ثقة , لكن هذا التوثيق مذهبه وليس قولا مطلقا في الراوي, لانه يمكن ان يخطئ , واما رواية الثقة الذي لم يصرح بمنهج الرواية فغاية ما في الامر انه يرفع الجهالة اما العين اذا كان واحدا او الحال اذا كانا اثنين و الله اعلم.
¥(27/81)
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[21 - 11 - 09, 11:58 م]ـ
هل تعد رواية الثقة عن الرجل توثيقا له؟ بارك الله فيك .. الشافعي روى عن إبراهيم بن أبي يحيى وكان يراه ثقة، ومع ذلك جرحه الأئمة ورموه بالكذب والوضع. وكذا محمد بن حميد الرازي، روى عنه أحمد وكان حسن القول فيه، ومع ذلك جرحه الأئمة ورموه أيضاً بالكذب. قال ابن الصلاح: ((إذا رَوى العدلُ عن رجلٍ وسَمَّاه، لم تُجعَل روايته عنه تعديلاً منه له عند أكثر العلماء مِن أهل الحديث وغيرهم)). اهـ
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 04:15 ص]ـ
سلمك الله. الشافعي رحمه الله كان يقول حدثني الثقة ـ يعني ابراهيم هذا ـ فهو قد وثقه تصريحا. وسؤالي هو في مجرد رواية الثقة عن راو،حتى ولو لم يكن ممن عرف عنه انه لايروي الا عن ثقة.فهل من نقول لأقوال اهل العلم في ذلك؟
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 05:09 ص]ـ
سؤالي هو في مجرد رواية الثقة عن راو،حتى ولو لم يكن ممن عرف عنه انه لايروي الا عن ثقة.فهل من نقول لأقوال اهل العلم في ذلك؟
أذكر ما سمعته في شريط للشيخ الالباني رحمه الله في هذه المسألة هو أنه لا يكفي في توثيق راو من الرواة أن يقال أن تلميذه ثقة لا يروي إلا عن الثقات , لانه هناك كثير من الثقات الحفاظ الاثبات رغم جلالتهم فقد روو عن المجاهيل و الضعفاء و المتروكين بل و الكذابين , فالواجب هنا أن يثبت هذا القول عن هذا الامام بالاسناد الصحيح , و أن لايكون استنباطا من فعله كأن يُبحث عن أحاديث إمام من الأئمة فيرى المحدث أنه يروي عن الثقات أغلب رواياته فيقول إن فلان لا يروي إلا عن الثقات , فيكون لم يحط بجميع مرويات هذا الامام , و يكون هذا الامام روى عن ضعيف و لكنه لم يقف على هذه الروايات , و قال الشيخ الالباني: (أنا لا أفهم من هذا توثيقا , إلا أن تثبت هذه القاعدة عن هذا الامام ... ).
و الله أعلم.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 05:14 ص]ـ
و ذكر ابن كثير ثلاثة أقوال، وذكر الأول منها، أشار إلى ثلاثة أقوال واحد أنه ليس بتوثيق والآخر أنه توثيق، والثالث هو الذي ذكره قال: إن كان لا يروي إلا عن ثقة فتوثيق، وإلا فلا والصحيح أنه لا يكون توثيقا له حتى، ولو كان ممن ينص على عدالة شيوخه.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 05:18 ص]ـ
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقة مما يقويه قال:إذا كان معروفا بالضعف لم تقوه روايته عنه وإذا كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه.
وقال سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما يقوي حديثه قال:أي لعمري قلت الكلبي روى عنه الثوري.؟ قال: إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء وكان الكلبي يتكلم فيه. (الجرح والتعديل 2/ 36)
والذي لايروي إلا عن ثقة فهو أولى من غيره وأحرى بالقبول
وممن وقفت على أنه لايروي إلا عن ثقة:
سعيد بن المسيب
محمد ابن سيرين
عامر بن شراحيل الشعبي
محمد بن مسلم الزهري
شعبة بن الحجاج
يحي بن سعيد القطان
حريز بن عثمان
عبدالرحمن بن مهدي
مالك بن أنس
أحمد بن حنبل
بكير بن عبدالله بن الأشج
بقي بن مخلد
سليمان بن حرب
إبراهيم النخعي
يحي بن معين
يحي بن أبي كثير
سفيان بن عيينة
محمد بن إسماعيل البخاري
سليمان بن داود أبوداود
مسلم بن الحجاج
القاسم بن محمد بن أبي بكر
محمد بن جحادة الأودي
أبوزرعة الرازي
أبو حاتم الرازي
علي بن المديني
أبو بكر بن محمد بن إسحاق الصاغاني
الهيثم بن جميل
أبو سلمة الخزاعي
أبو كامل مظفر بن مدرك
والله أعلم.(27/82)
من سلسلة الدفاع عن الامام الالباني: التعريف الثاني من كتاب (تعريف اولي النهى والاحلام)
ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[14 - 06 - 09, 12:16 م]ـ
التعريف الثاني
الحلقة الاولى
دار البحوث وممدوح مِمَّا وضحاه من منهج عملهما في كتاب (التعريف): " هذا الكتاب ليس كتاب تخريج, ولكنه كتاب عِلََلٍ , فهو يبحث عن السبب الذي من أجله أودع الأستاذ الشيخ محمد ناصر الدين الألباني الحديث موضع البحث في الضعيف – وبتالي منع العمل به – ومناقشته في السبب " كما في (2/ 10) من (التعريف).
فبما أنَّ كتاب (التعريف) هو " كتاب عِلَلٍ" فَمَن ِ المرجع في بيان قواعد و فروع علل الحديث والعمل بها وتطبيقها؟.
هل المرجع في " علل الحديث " هم أهل علم أصول الفقه؟.
هل المرجع في " علل الحديث "هم الفقهاء؟
هل المرجع في " علل الحديث " هي طريقة السادة الحنفية كقواعد التهانوي وتوابعها؟
هل المرجع في " علل الحديث " هي قواعد وفروع وعمل أئمة أهل الحديث و متَّبعيهم بإحسان, كعبدالرحمن بن مهدي , ويحي بن سعيد القطان, وعلي بن المديني, وأحمد بن حنبل, ومحمد بن يحي الذهلي, و البخاري , و مسلم , و أبي داود , و الترمذي , و النسائي , و أبي حاتم, و أبي زرعة , والدارقطني, وغيرهم؟
يجيب عن هذا كله الحافظ زين الدين العراقي:
1) عرّف ابن الصلاح في (علوم الحديث) الحديث الصحيح: هو الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه ولا يكون شاذًّا ولا معللاً, وفي هذه الأوصاف احتراز عن المرسل والمنقطع والمعضل والشاذ وما فيه علة قادحة وما في روايته نوع جرح فهذا هو الحديث الذي يحكم له بالصحة بلا خلاف بين أهل الحديث." اهـ.
تأمَّل: " لا خلاف بين أهل الحديث ". فلم يلتفت لغيرهم من الفقهاء والأصوليين والسادة الحنفية الذين خالفوا أهل الحديث في هذا.
2) اعتُرض على ابن الصلاح: " أن من يقبل المرسل لا يشترط أن يكون مسنداً"
3) اعُترض على ابن الصلاح: " أن اشتراط سلامته من الشذوذ والعلة إنَّما زادها أهل الحديث, وفي هذين الشرطين نظر على مقتضى نظر الفقهاء فإن كثيراً من العلل التي يعلل بها المحدثون لا تجري على أصول الفقهاء, ومن شرط الحد أن يكون جامعًا مانعًا. ".
4) أجاب عن هذين الاعتارضين وردّهما الحافظ زين الدين العراقي, فقال في (التقييد والإيضاح) (ص8 - 9):
" والجواب أن من يصنف في علم الحديث إنَّما يذكر الحد عند أهله لا عند غيرهم من أهل علم آخر. وفي مقدمة مسلم أنَّ المرسل في أصل قولنا وقول أهل العلم بالأخبار ليس بحجة. وكون الفقهاء والأصوليين لا يشترطون في الصحيح هذين الشرطين لا يفسد الحد عند من يشترطهما على أنَّ المصنف قد احترز عن اختلافهم وقال بعد أن فرغ من الحد وما يحترز به عنه. فهذا هو الحديث الذي يحكم له بالصحة بلا خلاف بينأهل الحديث" اهـ.
5) ونقل الحافظ السيوطي في (تدريب الراوي) جواب الحافظ العراقي مقرًّا له.
هل ممدوح التزم جواب الحاف العراقي في كتابه (التعريف) أم خرج عليه فيكون خرج على ما اتفق عليه أهل الحديث؟ ننظر:
** عند الحديث الثاني من (التعريف) , ذكر له شواهد , وفي الشاهد الرابع قال (2/ 27): " هذا مرسل إسناده صحيح , وهذا المرسل بمفرده حجة عند العراقيين"اهـ.
قد يقول أحدهم: " هذا في الشواهد, والمرسل يستشهد به على تفصيل معروف".
هذا صحيح, ولكن اُنْظُر وتأمَّل الآتي:
** صاحب براءة الذمة – جزاه الله خيرًا – تعقَّب تصحيح ممدوح للمرسل في (ص 110) فقال: " فأين ضعف أبي حنيفة , وأين تخليط حماد بن أبي سليمان, ومراسيل إبراهيم النخعي ليست بثابتة, ومرسله من المعضلات, والإعضال من أسباب الضعف الشديد " اهـ. ملخصًا.
ولم يتعرض – جزاه الله خيرًا – إلى قول ممدوح: " وهذا المرسل بمفرده حجة عند العراقيين".
والظاهر للأصل أنَّ كُلَّ علم يرجع إلى تعريف وقواعد وعمل أهله, والعراقيون هنا لا يدخلون في هذا الأصل.
ممدوح في (التعقيب اللطيف) (ص77) أعاد قوله في الشاهد الرابع وقال: " هذا ما ذكرته في التعريف (2/ 29) , وصاحب "البراءة " اشتغل – جرأة- بتضعيف الإمامين أبي حنيفة وشيخه حماد, وضعف مراسيل إبراهيم النخعي , ولم يجب عن قولي: هذا المرسل بمفرده حجة عند العراقيين"."اهـ.
¥(27/83)
تأمَّل: " ولم يجب عن قولي: " هذا المرسل بمفرده .... ".".
فممدوح يحتج بهذا المرسل بمفرده, وبه تعقَّب من ردّ عليه بأنَّه: " ولم يجب عن قولي: ..... ".
فهل ممدوح هنا التزم بما عليه أهل الحديث؟.
** في الحديث رقم (48) نقل حكم الشيخ ناصر الدين عليه بالتضعيف ثُمَّ بيّن سبب التضعيف من قول البصيري: " هذا إسناد منقطع, عبد الجبار لم يسمع من أبيه شيئاً" وعقبه قال في (2/ 163): " وإذا كان كذلك فهذا انقطاع خفيف لا يضر عند من يحتج بالمراسيل" اهـ.
الحديث ذكره ممدوح في (التعريف بأوهام .... ) لم يجد له متابعاً ولا شاهداً, ووجد مذهب مَنْ يحتج بالمرسل. أهذا ((كتاب علل)) كما يقول ممدوح؟.
** في الحديث رقم (92) نقل حكم أبي داود وغيره عليه بالنكارة وردَّه فقال في (2/ 269): " والحديث ليس بمنكر على طريقة الفقهاء" اهـ.
وجعل للحديث رقمًا في (التعريف بأوهام ... ).
فهل ممدوح يمشي على طريقة أهل الحديث؟
وماذا يعني بوصف كتابه " كتاب علل"؟
وأنتقل إلى مسألة أخرى بها يتأكد ويتضح طريق ممدوح الذي مشى عليه في (التعريف).
شيخ مدار الحديث عليه, أُُخْتُلِفَ عليه؛ فراوِ مقبول يرفعه, وراوِ آخر مقبول يوقفه.
شيخ مدار الحديث عليه, أُخْتُلِفَ عليه؛ فراوٍ مقبول يوصله, وراوٍ آخر مقبول يرسله.
شيخ مدار الحديث عليه, أُخْتُلِفَ عليه في زيادة في المتن؛ فأثبتها راوٍ مقبول, ولم يذكرها راوٍ آخر مقبول.
معرفة الصواب من الخطإِ في هذه الروايات يكون عبر قاعدتين مشهورتين:
ألأولى: زيادة المقبول, وزيادة المقبول مقبولة فيُرَجَّحُ الرفع أو الوصل أو الزيادة في المتن, ولا يُعِلُّ الموقوف والمرفوع, ولا المرسل الموصول, وعدم الذكر الإثبات.
الأخرى: مخالفة المقبول لِمَنْ هو أولى منه , وهي مردودة فيُرَجَّحُ الوقف أو الإرسال أو عدم الذكر, فيُعِلُّ الموقوف المرفوع, والمرسل الموصول , وعدم الذكر الذكر, فالرواية الراجحة محفوظة, والرواية المرجوحة شاذة أو منكرة أو غير ذلك من الخطإ.
ممدوح ماذا عمل تجاه هاتين القاعدتين في تطبيقهما على مفردات الأحاديث في كتابه (التعريف)؟
1) قال في (2/ 301): " تصحيح الدارقطني للموقوف لا يُعِلُّ المرفوع, والتعارض بين الرفع والوقف مسألة يتجاذبها أنظار المحدثين والفقهاء والأصوليين" اهـ.
كلام واضح في ردّ ترجيح الدارقطني للوقف بحجة أنَّ " التعارض بين الرفع والوقف مسألة يتجاذبها أنظار المحدثين والفقهاء والأصوليين".
فأين: " يرجع في كل علم إلى قواعد وعمل أهله"؟.
2) قال في (2/ 53): " ومسالة تعارض الرفع والوقف مشهورة, وما رجحه الخطيب ثُمَّ النووي هو أنَّ الرفع زيادة ثقة وهي مقبولة." اهـ.
وهذا قول واضح في العمل بالقاعدة الأولى وإهمال القاعدة الأخرى.
3) قال في (2/ 143):" والرفع زيادة ثقة لا تنافي الوقف فوجب المصير إلى قبولها, كما هو مقرر ..... " اهـ.
4) قال في (2/ 171): " والاختلاف بين الوصل والإرسال خلاف مشهور, والوصل إذا جاء من مقبول الحديث فهي زيادة ثقة ينبغي المصير إليه."
تأمَّل: " خلاف مشهور" بين مَنْ و مَنْ؟ تأمَّل: " ينبغي المصير إليه" إهمال واضح للقاعدة الأخرى.
5) قال في (2/ 252): " وهذه زيادة غير مخالفة في شيء, فهي كالحديث المستقل" اهـ.
6) قال في (2/ 329): " والموقوف لا يعل المرفوع, لأنَّ الأخير زيادة ثقة يجب قبولها" اهـ.
تأمَّل: " يجب قبولها"
7) قال (2/ 377): " والموقوف لا يعل المرفوع في شيء كما هو معلوم وتقدم" اهـ.
تأمَّل: " كما هو معلوم وتقدم".
8) قال في (2/ 398): "فإن قيل: رواية الضربتين مرجوحة لأنَّ الأكثرين لم يذكروها, أجيب بالآتي:
1 - إن الزيادة إذا ثبتت من الراوي الثقة تقبل مالم تقع منافية لغيرها, " والضربتان" زيادة ثقات فوجب المصير إليها." اهـ.
قول واضح في إهمال القاعدة الأخرى وقبول زيادة الثقة ما لم تقع منافية لغيرها.
9) قال في (2/ 413): " هذا المرسل لا يُعِلُّ الموصول في شيء, والحكم عند الجماهير للمتصل" اهـ.
تأمَّل: " والحكم عند الجماهير للمتصل" ايّة جماهير هذه؟ وأين أهل الحديث منهم؟.
وأكّد هذا في الأجزاء الأخرى مثل:
10) قال في (3/ 8): " وزيادة الثقة مقبولة ما لم تكن منافية"اهـ.
¥(27/84)
11) قال في (3/ 68 - 69): " وللمحدثين هنا مسلكان كلاهما يقوّي الرفع:
أولهما: أنَّ الرفع زيادة ثقة وهي مقبولة, إذ أنَّ الحكم لمن أتى بالزيادة وهو مذهب الخطيب البغدادي وجماعة من أئمة الفقه والحديث.
وثانيهما: الترجيح باعتبار القرائن, والقرائن تقوي الحكم بالرفع أيضاً, فإن من رفع الحديث أكثر عدداً (وهم ستة) , مِمَّن وقفه (وهما اثنان)." اهـ.
أول مرة ممدوح يذكر القاعدة التي أغفلها, فلم ذكرها؟.
ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 08:39 م]ـ
الحلقة الثانية:
قال الشيخ ابو عبود عبدالله عبود باحمران- حفظه الله - في التعريف الثاني من كتاب (تعريف أولي النهى والأحلام بما في تعريف محمود سعيد ممدوح من الأخطاء والاوهام):
أول مرة ممدوح يذكر القاعدة التي أغفلها, فلم ذكرها؟.
لأنَّها - حسب فهمه - تؤيد رأيه وبها لا يتخلى عن قاعدته الدائمة - وهي الأولى -, ما الدليل؟ الدليل:
أ) قوله: " .... كلاهما يقوي الرفع". والرفع رأيه.
ب) عند " الرفع زيادة ثقة وهي مقبولة" قال: وهو مذهب الخطيب وجماعة من أئمة الفقه والحديث".
ج) عند " الترجيح بأعتبار القرائن" تغافل وأهمل مَنْ ذهب اليه, لماذ؟ ومَنْ ذهب اليه؟
د) " والقرائن تقوي الحكم بالرفع أيضاً". وهذا رأيه ولهذا ذكر القاعدة الأخرى.
والترجيح بأعتبار القرائن ستعرف - إن شاء الله - أنَ مَنْ ذهب اليه هم أئمة أهل الحديث في العلل.
12) قال في (3/ 278): " والرجل لم يخالف أحداً, بل أتى بزيادة , والمحدثون يبالغون في الأحتياط الذي ينزع بهم الى التشدد, ورد الزائد الى الناقص"اهـ.
** ومثله في (3/ 368) ولكن تناقض فقال: " بعض المحدثين"
تأمل هذا القول وتفكَّر فيه هل هو قول من يكتب كتاب عِلل على مذهب أئمة العلل, أم هو قول حنفي المذهب أصولاً وفروعاً؟
فممدوح يفصح ويعلن أَنَّ: " الموقوف (الناقص) يُعِلُّ المرفوع (الزائد) " و " المرسل (الناقص) يُعِل الموصول (الزائد) " هو من " مبالغة المحدثين في الاحتياط الذي ينزع بهم إلى التشدد".
فمِنْ هذا فقط هل ممدوح مع المتشددين الذين بالغوا في الاحتياط وهم المحدثين؟.
13) في (4/ 63 - 65) كشف ممدوح عن منهجه وإصراره عليه عندما قال في (4/ 64):" وإني على استحياء من حالي أمام هؤلاء الأئمة الكبار: دعوى الإدراج أو الوهم أو الشذوذ تصح إذا تفرد
بها الزهري, أمّا ولم يتفرد بها فلا بد من الجمع بين الروايات التي ظاهرها الاختلاف." اهـ.
لله دَرُّ ممدوح صاحب "كتاب علل" و "الأئمة لكبار" في غفلة أن يجمعوا بين الروايات.
** ثم ختم تعريفه بوهم " الأئمة الكبار" وليس " الشيخ ناصر الدين الألباني " فقط , فقال في (4/ 65):" والأخذ بالزائد واجب لأنَّها زيادة ثقة"اهـ.
قول واضح: " واجب" على " الأئمة الكبار" أي: قصروا فيه أو غفلوا عنه فلم يقوموا به. إنا لله وإنا إليه راجعون.
14) قال في (4/ 345): "وهذا الأثر الموقوف لا يصلح لمعارضة المرفوع, ويجب الإضراب على هذه الطريقة فالحجة في فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وفعل الصحابي لا يُعِلُّ الصحيحَ المرفوع في شيء."هـ.
تأمَّل: " يجب الإضراب على هذه الطريقة " ما هي هذه الطريقة؟.
الموقوف يُعِلُّ المرفوع , المرسل يُعِلُّ لموصول. يجب إلغاء هذه الطريقة حكم صدر من ممدوح وكتابه "كتاب علل".
وهذه الطريقة طريقة مَنْ؟. سيأتي ذكر أسماء مَن سلكها - إن شاء الله-.
15) قال في (5/ 83): " .. فيكون التصريح بالسماع "شاذَّاً" لأنَّه من رواية الأقل وقد خالفوا الأكثر.
أجيب بأن " عن" من المدلس تحتمل السماع وغيره, فهي ليست نصاً في عدم السماع, بل هي توجد ريبة في السماع فيتوقف من أجلها إلى أن يتبين السماع احتياطاً, فهي كالضعيف الذي يحتاج لجابر يتقوَّى به, وعليه فالسماع لا يخالف العنعنة, ولا يحكم للرواية التي فيها التصريح بالسماع بالشذوذ البتة لأنَّها موافقة وداخلة في الجملة للرواية التي فيها العنعنة."اهـ.
هل هذا قول يجيء في (كتاب علل)؟ ارجع إلى ما نقلته في الفقرة (11). وأنقل منها:" ..... والقرائن تقوي الحكم بالرفع أيضًا, فإن من رفع الحديث أكثرعدداً (وهم سته) مِمَّن وقفه (وهما اثنان)." اهـ.
الأكثر رووا بالعنعنة, والأقل رووا بالسماع, فأخذ برواية الأقل فأثبت السماع.
¥(27/85)
الأكثر رووا الرفع, والأقل رووا الوقف, فأخذ برواية الأكثر فأثبت الرفع.
فقد نفَّذ ممدوح حكمه بوجوب الاضراب على طريقة أئمة أهل العلل.
16) قال في (5/ 368): " والمرسل لا يُعِل المتصل في شيء. والقاعدة في ذلك معروفة" اهـ.
17) قال في (5/ 509): " والوقف وإن رواه إمام حافظ هو عبدالرحمن بن مهدي , فإنَّ الرفع زيادة ثقة, وهي مقبولة رواها أبو أحمد الزبيري " اهـ.
18) قال في (5/ 523): " روى الحديث بلفظ " صلاة الضحى" بدلاً من لفظ " غسل الجمعة" جماعة آخرون من أصحاب أبي هريرة وهم ثقات أيضاً, وأكثر عدداً , ورواية الأكثرين أرجح من رواية الواحد على طريقة كثير من المحدثين, ويخالفهم محدثون آخرون وأئمة الفقه والأصول على ما هو مقرر في مكانه." اهـ.
الأكثر الثقات رووا:" صلاة الضحى" وهذه الرواية رجحها الشيخ ناصر الدين الألباني وحكم بصحتها.
الثقات الأقل رووا: " غسل الجمعة" وهذه الرواية مرجوحة حكم الشيخ ناصر الدين الألباني عليها بالنكارة, فقال ممدوح في (5/ 522):
" بل الحديث صحيح بهذا اللفظ , ودعوى النكارة والشذوذ مردودة .... "
ممدوح يمشي على طريقة مَنْ؟
19) قال في (6/ 22): " وما رجحه البيهقي فيه نظر, فإنَّ المرسل لا يُعِل المتصل في شيء, فإن انفراد الثقة بما لم يخالف فيه غيره مقبول, كيف وقد توبع! " اهـ.
ترجيح البيهقي هو للمرسل: والبيهقي لايفقه متى يعل بالإرسال؟.
20) قال في (6/ 215): " وحاصل ما تقدم أنَّه رواه عن عائشة موقوفاً ثقتان هما: القاسم, وعطاء. ورواه عنهما موقوفاً جماعة , وخالفهم عبيدالله بن أبي زياد فرفعه, فالمحفوظ هو الوقف على طريقة كثير من المحدثين, وآخرون يصححون الوقف والرفع. وهي طريقة فقهاء المحدثين"اهـ.
الشيخ ناصر الدين رأيه واضح فضعف المرفوع. و ممدوح صاحب (كتاب علل) وقف بين الطريقتين ليس حيران وإنَّما بما انه وجد مَنْ صحح ما ضَعَّفَه الشيخ ناصر الدين الألباني فهذا يشفي الغليل , ويبقى السؤال الأهم: على طريقة مَنْ يمشي ممدوح؟
21) قال في (6/ 236): " والرواية المزيدة لا تُعل بغيرها لتعين قبول زيادة الثقة" اهـ.
تأمَّل: " لتعين قبول .... " أي: لا خيار الاَّ وجوب قبول زيادة الثقة مطلقاً.
مِنْ هذه النقولات – وتركتُ غيرها – يتبين طريق ممدوح الذي سلكه.
والعجب سيدوم إلى ما شاء الله مِنِْ وصف ممدوح لكتابه (التعريف) بـ ((كتاب علل)).
وهو وَضَعَه ليعرّفنا – على طريقة المُلَفَّقَةِ – بأوهام الشيخ ناصر الدين – المُتْوَهَّمَة - في أحكامه بتضعيف أحاديث في السنن الأربعة مع أنَّ العلل هي في بيان ما يخفى من قادح في الحديث, فكتاب ممدوح ضدُّ العلل.
وفي كثير من (ضعيف السنن) التي حكم الشيخ ناصر الدين عليها بالضعف بيَّن
عللَها القادحة فتنوع حكمه في الإعلال فأعلَّ: بالشذوذ , وبالنكارة, وبالاضطراب , وبالإدراج وبالإرسال , وبالوقف , وأليك أرقامها في كتاب ممدوح (التعريف):
(6 , 8 , 15, 30 , 33, 35, 40, 46, 55, 57, 61, 63, 67, 72, 76, 83, 84, 93, 95, 96, 102, 108, 119, 126, 128, 135, 137, 138, 152, 154, 155, 156, 157, 161, 162, 163, 164, 169, 170, 171, 173, 177, 179, 196, 199, 207, 208, 209, 210, 211, 224, 229, 235, 236, 237, 238, 239, 244, 248, 252, 269, 271, 273, 283, 284, 287, 289, 305, 306, 315, 316, 318, 326, 328, 346, 349, 359, 378, 382, 383, 384, 385, 386, 390, 392, 395, 399, 402, 404, 405, 406, 419, 427, 429, 433, 435, 438, 444, 450, 451, 452, 455, 459, 466, 467, 469, 470, 473, 477, 485, 486, 487, 494, 495, 496, 498, 499, 511, 517, 519, 522, 524, 537, 538, 543, 545, 547, 551, 553, 554, 564, 569, 582, 603, 609, 616, 617, 648, 659, 667, 670, 671, 672, 677, 678, 683, 694, 699, 711, 712, 718, 734, 753, 758, 759, 774, 775, 777, 780, 784, 791, 793, 794, 809, 812, 816, 819, 828, 837, 838, 841, 842, 857, 867, 878, 881, 885, 888, 891, 898, 900, 901, 902, 904, 905, 909, 911, 913, 914, 917, 919, 920, 924, 925, 927, 929, 930, 934, 935, 937, 944, 946, 952, 954, 955, 956, 957, 958, 962, 966, 977, 978, 979, 981, 982, 987).
هذا الحشد الضخم من الأرقام سَلَّم ممدوح صاحب (كتاب العلل) منها بما لا يتجاوز عدد أصابع اليدين, والتي لم يجد لها ما يدفع إعلال الشيخ ناصر الدين لها بأي شيء.
سبب هذا أنَّ ممدوحاً سلك مسلكاً خالف فيه أئمة أهل الفن. وأُثْبِتُ هذا من قول الحافظ ابن حجر الذي وصفه ممدوح نفسه – ومَدْحُ ممدوح لموافقة رأيه-:
** فقال في (2/ 42): " فللّه درُّ الحاف ابن حجر الذي فاق في معرفته وتذوقه للفن عدداً من أكابر الحفاظ المتقدمين." اهـ.
** وقال في (5/ 286): " فللَّه در شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر.
إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام." اهـ.
فإذا نقلت ما يلي – إن شاء الله – لا يتبخر هذا المدح ويصير كقول ممدوح في (5/ 503): " والتقريب ليس قرآناً" اهـ. والتقريب هو: تقريب التهذيب من أعظم كتب الحافظ.
** قال الحافظ في .......
¥(27/86)
ـ[حمود الكثيري]ــــــــ[28 - 06 - 09, 02:46 م]ـ
جزاك الله خيراً فالإمام الألباني فضله بين بعد الله على كل جاء بعده واشتغل بالحديث ...
ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 06:41 م]ـ
الحلقة الثالثة والاخيرة من التعريف الثاني:
قال الشيخ أبوعبود عبدالله عبود باحمران – حفظه الله – في التعريف الثاني من كتابه (تعريف اولي النهى والاحلام بما في تعريف محمود سعيد ممدوح من الاخطاء والاوهام):
** قال الحافظ في (نزهة النظر) (ص95 - 97/ مع النكت لعلي الحلبي):
" (وزيادة راويهما"؛ أي: الصحيح والحسن؛ (مقبولة ما لم تقع منافية لـ) رواية (من أوثق) مِمَّن لم يذكر تلك الزيادة:
لأنَّ الزيادة: إما أن تكون لا تنافي بينها وبين رواية من لم يذكرها؛ فهذه تقبل مطلقاً؛ لأنَّها في حكم الحديث المستقل الذي ينفرد به الثقة ولا يرويه عن شيخه غيره.
وإمَّا أن تكون منافية بحيث يلزم من قبولها ردّ الرواية الأخرى, فهذه التي يقع الترجيح بينها وبين معارضها , فيُقْبَل الراجح ويُرَدّ المرجوح.
واشتُهِر عن جمع من العلماء القول بقبول الزيادة مطلقًا من غير تفصيل , ولا يتأتّى ذلك على طريق المحدثين الذين يشترطون في الصحيح أن لا يكون شاذّاً, ثمَّ يفسرون الشذوذ بمخالفة الثقة من هو أوثق منه.
والعجب ممن أغفل ذلك منهم مع أعترافه باشتراط انتفاء الشذوذ في الحديث الصحيح , وكذا الحسن.
والمنقول عن أئمة الحديث المتقدمين – كعبد الرحمن بن مهدي ,ويحي القطان, واحمد بن حنبل, ويحي بن معين, وعلي بن المديني, والبخاري, وأبي زرعة, وأبي حاتم , والنسائي, والدارقطني, وغيرهم – أعتبار الترجيح فيما يتعلق بالزيادة وغيرها, ولا يعرف عن أحد منهم إطلاق قبول الزيادة.
وأعجب من ذلك أطلاق كثير من الشافعية القول بقبول زيادة الثقة, مع أن نص الشافعي يدل على غير ذلك؛ فإنَّه قال في أثناء كلامه على ما يُعْتَبرُ به حال الراوي في الضبط ما نصُّه: " ويكون إذا أشرك أحداً من الحفاظ لم يخالفه, فإن خالفه فَوُجد حديثه أنقص كان في ذلك دليلٌ على صحة مخرج حديثه, ومتى خالف ما وصفتُ أضرَّ ذلك بحديثه" انتهى كلامه.
ومقتضاه انه إذا خالف فوجد حديثه أزيد أضر ذلك بحديثه , فدل على أن زيادة العدل عنده لا يلزم قبولها مطلقاً, وإنما تقبل من الحافظ؛ فإنه اعتبر أن يكون حديث هذا المخالف أنقص من حديث من خالفه من الحفاظ , وجعل نقصان هذا الراوي من الحديث دليلاً على صحته؛ لأنَّه يدُلّ على تحريه , وجعل ما عدا ذلك مُضِرّاً بحديثه, فدخلت فيه الزيادة , فلو كانت عنده مقبولة مطلقاً؛ لم تكن مُضِرَّة بحديث صاحبها, والله اعلم." اهـ.
قول واضح بيِّن به يتبيَّن بجلاء أنَّ ممدوحاً في (العلل) وفي قبول زيادة الثقة خاصة سلك طريقاً غير طريق أئمة الحديث المتقدمين , وكذا نص الإمام الشافعي , والشافعية الذين في دار البحوث بدبي غافلون أو متغافلون.
وبه يتبين أيضاً أن الشيخ ناصر الدين الألباني – في الأرقام السابقة – سلك في إعلالها طريق أئمة الحديث المتقدمين , وكذا نص الأمام الشافعي.
وتعجُّبُ الحافظ من صنيع أكثر الشافعية في قبول زيادة الثقة؛ سيُطيح بما يتكىء عليه ممدوح في هذه المسألة خاصة , كما سيأتي إن شاء الله.
وبيَّن هذا وأكده في (النكت على ابن الصلاح) (2/ 686 - 701). وأنقل منه الذي يرسِّخ مخالفة ممدوح , ويبيَّن خروجه على طريق أئمة أهل الحديث:
** قال في (2/ 687 - 688): " وجزم ابن حبان والحاكم وغيرهما بقبول زيادة الثقة مطلقاً في سائر الأحوال سواء اتحد المجلس أو تعدد , سواء أكثر الساكتون أو تساووا.
وهذا قول جماعة من أئمة الفقه والأصول , وجرى على هذا الشيخ محي الدين النووي في "مصنفاته".
وفيه نظر كثير .... " اهـ. ثمَّ بيّن هذا النظر الكثير فانظره في (ص 688 - 690).
** وهذا الذي فيه نظر كثير هو الذي عليه عمل ممدوح بإشراف دار البحوث بدبي وبيَّن مذهب الأصوليين, فقال في (2/ 613): " والحق في هذا أن زيادة الثقة لا تقبل دائماً, ومن أطلق ذلك عن الفقهاء والأصوليين فلم يصب ..... وإنَّما أردت بإيراد هذا بيان أن الأصوليين لم يطبقوا على القبول مطلقا بل الخلاف بينهم" اهـ.
¥(27/87)
** وفي (2/ 604) بيَّن: " أن من حكى عن أهل الحديث أو أكثرهم انه إذا تعارض رواية مُرْسِل ومُسْنِد او رافع وواقف أو ناقص وزائد أنَّ الحكم للزائد فلم يصب في هذا الإطلاق وكلام الأئمة المتقدمين في هذا الفن كعبد الرحمن بن مهدي ويحي بن سعيد القطان وأحمد بن حنبل والبخاري وأمثالهم يقتضي أنَّهم لا يحكمون في هذا المسألة بحكم كلي بل عملهم في ذلك دائر مع الترجيح بالنسبة إلى ما يقوي عند أحدهم في كل حديث حديث". ونقل ذلك عن ابن دقيق العيد وابن سيد الناس والعلائي.
** ونقل إعلال أحمد و أبي حاتم وأبي زرعة والدارقطني لحديث , وبعد أن قرَّر صواب إعلالهم قال في (2/ 726): " وبهذا التقرير تبين عظم موقع كلام الأئمة المتقدمين وشدة فحصهم وقوة بحثهم وصحة نظرهم وتقدمهم بما يوجب المصير إلى تقليدهم في ذلك والتسليم لهم في كل من حكم بصحة الحديث مع ذلك إنَّما مشى فيه على ظاهر الإسناد كالترمذي كما تقدم وكأبي حاتم ابن حبان فإنه أخرجه في صحيحه وهو معروف بالتساهل في باب النقد , ولا سيما كون الحديث المذكور في فضائل الأعمال."اهـ.
و ممدوح يعتمد على ابن حبان ومَنْ هو أوسع منه تساهلاً في باب النقد في ردّ ما يُعِلُه الأئمة النقاد.
** وفي (2/ 712): خلص الحافظ بـ " إلزام من يقبل زيادة الثقة مطلقاً بقبول الحديث الشاذ".
وهذا كثير في كتاب ممدوح (التعريف).
وبيَّن أمراً عَمِلَه ممدوح يُوهم أنَّ مذهبه مذهب أئمة الحديث فقال الحافظ في (2/ 606): " البخاري لم يحكم فيه بالاتصال من أجل كون الوصل فيه زيادة, إنما حكم له بالاتصال لمعان أخرى رجحت عنده حكم الموصول". ومثله في (2/ 607).
وهذا يسلكه ممدوح فيقول: " وهذه زيادة ثقة مقبولة ولذلك صححه فلان وفلان" فيوهم أنَّ الذي صحَّح إنما صحَّح باعتبار هذه زيادة ثقة , وزيادة الثقة مقبولة مطلقاً.
وما سَطَّره الحافظ وعليه عمل الشيخ ناصر الدين الألباني وخرج عليه ممدوح يقول ويعمل به مَنْ لا يَقْوي ممدوح أن يرفع رأسه تجاهه وهو الشيخ أحمد الغماري فقد قال في (المداوى) (2/ 91): " .... لأنَّ الحكم لمن رفع أو معه زيادة وهو ثقة فقوله مقبول مالم تقم القرائن على خطئه في رفعه."اهـ.
تأمَّل: " ما لم تقم القرائن على خطئه في رفعه ".
ولبيان خروج ممدوح أكثر وأوضح مما سبق أنقل ما أثبت به ذلك عن أحد كبار محدثي السادة الحنفية ألا وهو الحافظ جمال الدين الزيلعي – رحمه الله -, فقد تعرَّض إلى مسألة زيادة الثقة فقال في (نصب الراية) (1/ 236 - 337): " فإن قيل: قد رواها نعيم المجمر , وهو ثقة , والزيادة من الثقة مقبولة , قلنا: ليس ذلك مجمعًا عليه , بل فيه خلاف مشهور , فمن الناس من يقبل زيادة الثقة مطلقاً , ومنهم من لا يقبلها , والصحيح التفصيل , وهو أنها تقبل في موضع دون موضع , فتقبل إذا كان الراوي الذي رواها ثقة حافظاً ثبتاً , والذي لم يذكرها مثله , أو دونه في الثقة .... , وتقبل في موضع آخر لقرائن تخصها, ومن حكم في ذلك حكماً عاماً فقد غلط, بل كل زيادة لها حكم يخصها, ففي موضع يجزم بصحتها , كزيادة مالك , وفي موضع يغلب على الظن صحتها , .... وفي موضع يجزم بخطإ الزيادة , ...... , وفي موضع يغلب على الظن خطأها."اهـ.
جزى الله تعالى الزيلعي الحنفي خير الجزاء , وردّ ممدوحًا الشافعي إلى ما فصَّله ابن حجر الشافعي.
وبعض متعصبي الحنفية المعاصرين لا يرضون عن منهج الحافظ الزيلعي الحنفي وخاصة في كتابه العظيم (نصب الراية).
** قال الشيخ محمد عوامة في (الدراسة الحديثية) من (فقه أهل العراق) (ص283):" فالزيلعي نهج في "نصب الراية " نهجًا حديثيًا محضًا , لا يلتفت معه إلى سواه إلا نادراً.
أمَّا ابن الهمام فنهج في " فتح القدير" نهجًا حديثياً فقهياً أصولياً فتراه يُحكم دليله من هذه العلوم الثلاثة معاً" اهـ.
لذلك اختلف عمل الزيلعي , وعمل ابن الهمام تجاه حكم أئمتنا المتقدمين أهل الاختصاص , والذي بيَّنه عوامة فقال في (ص284 - 285): " إنَّ الزيلعي يستسلم للنقول التي يسوقها التي يسوقها في جرح الرواة وتعديلهم , وفي علل الأحاديث ونقد المتون , وخاصة من كان من قِبَل الدارقطني والبيهقي ونحوهما في نقد أدلة المذهب , والزيلعي على معرفة تامة بتحامل البيهقي خاصة على الحنفية.
أمَّا ابن الهمام فما رأيته مرة يستسلم لشيء من هذا أبداً , بل أنه ينقد كل ما لا يراه صواباً –إن نقله- ولا يسكت على ما لا يرتضيه."اهـ.
فممدوح سيكون على منهج مَنْ؟ هل على منهج الزيلعي أم على منهج ابن الهمام وعوامة؟
الجواب قد سبق , أين؟ في قول الحافظ الزيلعي في مسألة زيادة الثقة.
وعليه فهل سيتحقق قول عوامة: "فما رأيته مرة يستسلم لشيء من هذا .... "؟.
تحقَّق وليس سيتحقَّق إلا في حالة أّنْ يُحَقِّقَ حلمه فيثبت وهمًا- على طريقته- للشيخ ناصر الدين هنا سيستسلم ليس لصواب المنهج واتباع مَنْ يَحِقُّ أَنْ يُتَّبَعُوا وإنَّما به يتحقق الهدف: وهم – المزعوم- الشيخ ناصر الدين.
وقد بدأ ممدوح في تحقيق ذلك بأَنْ غمز في الزيلعي الحنفي لمخالفته أصول السادة الحنفية , وأمَّا أصول السادة أهل الحديث فعليها سلام الأموات.
** قال الزيلعي في (نصب الراية) (4/ 23): " قال ابن القطان في "كتابه ": والحديث معلول بأبي بكر الحنفي , فإني لا أعر ف أحداً نقل عدالته, فهو مجهول الحال , وإنمَّا حسن الترمذي حديثه على عادته في قبول المشاهير (كذا) وقد روى عنه جماعة ليسوا من مشاهير (كذا) أهل العلم, وهم عبد الرحمن , وعبيد الله بن شميط ,وعمهما الأخضر بن عجلان , و الأخضر وابن أخيه عبيد الله ثقتان, و أمَّا عبد الرحمن فلا يعرف حاله , انتهى." اهـ.
** هذا لم يرق لممدوح فقال في (5/ 308): " الحديث جيد مقبول الإسناد, خاصة على أصول السادة الحنفية , وقد اغتر الحافظ الزيلعي بكلام ابن القطان. " اهـ.
وصنيع الحافظ الزيلعي هذا فيه ردّ لما يدندن به ممدوح – حسب الحاجة – أنَّ لابن القطان الفاسي مذهباً خاصاً في الحكم بجهالة الراوي.
...
¥(27/88)
ـ[ابو سعيد السلفي]ــــــــ[03 - 07 - 09, 06:50 م]ـ
اخي الفاضل حمود الكثيري شكر الله لك واصبت في قولك. رحم الله الامام وجمعنا به في الفردوس.
وللاخوة الكرام هذه المقدمة والتعريف الاول والثاني لمن اراد التحميل بتنسيق جديد ارجوا ان ينال رضاكم. مرفق في الاسفل(27/89)
قاعدة معارضة خبر الآحاد للحديث المشهور وأثرها في اختلاف الفقهاء
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[14 - 06 - 09, 01:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قاعدة معارضة خبر الآحاد للحديث المشهور وأثرها في اختلاف الفقهاء
مقدمة:
تعتبر السنة النبوية أهم مصدر لأحكام الفقه الإسلامي، ولذلك سعى علماء الإسلام إلى وضع القواعد الأصولية لاستنباط الأحكام منها استنباطا صحيحا سليما، وسأتناول في هذا البحث قاعدة معارضة خبر الآحاد للحديث المشهور، وأثرها في اختلاف الفقهاء، ذلك أن الأخبار الواردة إلينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتبار السند تنقسم عند الجمهور إلى قسمين: أخبار متواترة وأخبار آحاد (1) وزاد الحنفية قسما ثالثا وهو الخبر المشهور (2).
تعريف الخبر المتواتر وشروطه وحكمه:
التواتر في اللغة: التتابع، وقيل هو تتابع الأشياء وبينها فجوات وفترات (3) والخبر المتواتر اصطلاحا: عرفه شهاب الدين القرافي (4) فقال: " هو خبر أقوام عن أمر محسوس يستحيل تواطؤهم على الكذب عادة" (5)، ثم استخرج مستحرزات التعريف فقال:" فقولي عن أمر محسوس، احتراز من النظريات فيجب أن يخبروا عن أمر يدرك بإحدى الحواس الخمس، وقولي يستحيل تواطؤهم على الكذب، احتراز من أخبار الآحاد، وقولي عادة احتراز من العقل، فإن العلم التواتري عادي لا عقلي، لأن العقل يجوز الكذب على كل عدد وإن عظم، وإنما هذه الاستحالة عادية" (6).
والتواتر نوعان: تواتر لفظي وهو ما اتفق فيه جميع رواة الحديث في لفظه ومعناه مثل قوله عليه الصلاة والسلام " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" (7).
وتواتر معنوي: وهو أن ينقل جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب وقائع مختلفة تشترك في أمر، فيتواتر ذلك القدر المشترك من أخبارهم، وذلك مثل أحاديث رفع اليدين في الدعاء، فقد ورد عنه عليه الصلاة والسلام نحو مائة حديث، فيها رفع اليدين في الدعاء وذلك في قضايا مختلفة، فكل قضية منها لم تتواتر، ولكن القدر المشترك فيها وهو رفع اليدين عند الدعاء تواتر، باعتبار المجموع (8) ولا يكون الخبر متواترا إلا إذا توافرت فيه الشروط الآتية:
الشرط الاول: أن يكون الرواة عالمين بما أخبروا لا ظانين ولا مجازفين.
الشرط الثاني: أن يعلموا ذلك عن مشاهدة أو سماع، أي أن يخبروا عن أمر محسوس فلا يخبروا عن أمور عقلية.
الشرط الثالث: أن يبلغ عددهم مبلغا يمنع عادة من تواطؤهم على الكذب، واختلفوا في عددهم، والصحيح المعتمد أنه ليس له حد معين بل ما حصل به العلم اليقيني، فهو العدد الكافي.
الشرط الرابع: توافر العدد المعتبر في كافة الطبقات فيروي ذلك العدد عن مثله إلى ان يتصل بالخبر عنه (9) وحكم الخبر المتواتر انه يفيد العلم اليقيني ضرورة بمنزلة العيان بالسمع والبصر، وبذلك فهو قطعي الثبوت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ويكفر جاحده باتفاق العلماء" (10)
تعريف الخبر المشهور وحكمه:
الخبر المشهور اصطلاحا: هو ما كان من الآحاد في الأصل، ثم انتشر في القرن الثاني بعد الصحابة فصار ينقله قوم لا يتوهم تواطؤهم على الكذب (11) وذلك مثل حديث المسح على الخفين، وحديث الرجم (12)
وحكم الحديث المشهور عند الحنفية القائلين به، انه ليس قطعي الثبوت عن الرسول عليه الصلاة والسلام كالحديث المتواتر، وإنما هو يفيد علم طمأنينة وظنا قريبا من اليقين، ويضلل جاحده ولا يكفر، ويفيد به مطلق الكتاب ويخصص به عامه، ويجوز به الزيادة على الكتاب (13) ونسخه (14).
تعريف خبر الآحاد وحكمه:
قيل في تعريف خبر الآحاد اصطلاحا: خبر الواحد ما أفاد الظن ونوقش هذا التعريف بأنه غير مطرد، ولا منعكس (15)، أما انه غير مطرد فلأن القياس مفيد للظن، وليس هو خبر واحد، فقد وجد الحد ولا محدود، وأما انه غير منعكس، فهو أن الواحد إذا اخبر بخبر، ولم يفد الظن، فإنه خبر واحد وإن لم يفد الظن، فقد وجد المحدود ولا حد.
وقيل في تعريفه كذلك: هو ما لم ينته بنفسه إلى حد التواتر (16)، وهذا التعريف الأخير هو اختيار الآمدي (17)، وهو تعريف غير مانع، إذ يشمل الحديث الضعيف الذي لا يحتج به، فهو كذلك لا ينتهي بنفسه إلى حد التواتر، وعليه فيكون تعريف خبر الواحد بأنه الحديث الذي لم ينتهي بنفسه إلى حد التواتر، ولم يقصر عن درجة الاحتجاج به (18).
¥(27/90)
وهذا التعريف يتوافق مع تقسيم الجمهور الثنائي: متواتر وآحاد، وتضاف إليه كلمة المشهور ليتوافق مع تعريف الحنفية ذي التقسيم الثلاثي: متواتر، و مشهور وآحاد.
فيكون تعريف الحنفية (19) كالتالي: حديث الآحاد هو الذي لم ينته بنفسه إلى حد التواتر أو المشهور ولم يقصر عن درجة الاحتجاج به، وأغلب الأحاديث المنقولة إلينا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ثبتت عن طريق الآحاد (20).
وحكم خبر الآحاد أنه حجة يجب العمل به عند الجمهور، وشذ عن ذلك القاساني (21) والرافضة، وابن داود (22) فقالوا: لا يجب العمل به (23).
قال الإمام الشوكاني: " ... وقد أجمع الصحابة والتابعون على الاستدلال بخبر الآحاد، وشاع ذلك وانتشر ولم ينكره أحد ولو أنكره منكر لنقل إلينا" ثم قال: " ولم يأت من خالف في العمل بخبر الواحد بشيئ يصلح للتمسك به، ومن تتبع عمل الصحابة من لخلفاء وغيرهم، وعمل التابعين فتابعيهم بأخبار الآحاد وجد ذلك في غاية الكثرة بحيث لا يتسع له مصنف" (24).
أثر معارضة خبر الآحاد للحديث المشهور في الفروع الفقهية:
وقد كان لخلاف الحنفية مع الجمهور في تقسيم الأخبار تقسيما ثلاثيا: خبر متواتر، و خبر مشهور و خبر آحاد، أنه في حالة تعارض الخبر المشهور مع خبر الآحاد فإن الحنفية يقدمون الخبر المشهور على خبر الآحاد، قال الإمام السرخسي (25): " وإنما سواء السبيل ما ذهب إليه علماؤنا رحمهم الله من إنزال كل حجة منزلتها، فإنهم جعلوا الكتاب والسنة المشهورة أصلا ثم خرجوا عليهما ما فيه بعض الشبهة، وهو المروي بطريق الآحاد مما لم يشتهر فما كان منه موافقا للمشهور قبلوه، وما لم يجدوا في الكتاب ولا في السنة المشهورة له ذكرا قبلوه وأوجبوا العمل به، وما كان مخالفا لهما ردوه" (26).
اما المهور فلا فرق عندهم بين الخبرين إذ كل واحد منهما خبر آحاد، وإننا نلمس بعض آثار الخلاف في ذلك الأصل في المسائل الآتية:
المسألة الأولى: القضاء بشاهد ويمين
ذهب الأئمة مالك (27) والشافعي (28) وأحمد (29) وغيرهم من الفقهاء إلى انه يِقضى باليمين مع الشاهد في قضايا الأموال، وقال أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد وزفر (30) وابن شبرمة لا يُحكم إلا بشاهدين ولا يُقبل شاهد ويمين في شيء. (31)
احتج الفقهاء القائلون بجواز القضاء بالشاهد واليمين بحديث" قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشاهد واليمين" (32). وأحتج الحنفية بقوله تعالى: {واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء} (البقرة:282).
ووجه الاستدلال من الآية الكريمة أنها تضمنت استشهاد الشاهدين أو الرجل والمرأتين فقد ألزم الله الحاكم الحكم بالعدد المذكور، وذلك مثل {فاجلدوهم ثمانين جلدة} (النور: الآية 4) فلم يجز الاقتصار على ما دون العدد المذكور، كذلك العدد المذكور للشهادة غير جائز الاقتصار فيه على ما دونه. (33)
ولم يعمل الحنفية بحديث الشاهد واليمين، وأجابوا عن ذلك من عدة أوجه:
1 – منها قاعدة الزيادة على النص نسخ، قال أبو بكر الرازي الجصاص: " ... إذ غير جائز نسخ القرآن [الكريم] بأخبار الآحاد، ووجه النسخ منه أن المفهوم منه الذي لا يرتاب به أحد من سامعي الآية، من أهل اللغة حظر قبول من شاهدين أو رجل وامرأتين، وفي استعمال هذا الخبر ترك موجب الآية والاقتصار على أقل من العدد المذكور".
2 – قاعدة مخالفة حديث الآحاد للسنة المشهورة، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: " البينة على المدعي، واليمين على من أنكر" (34) من وجهين:
أحدهما: أن في هذا الحديث بيان أن اليمين في جانب المنكر دون الدعي.
والثاني: أن فيه بيان أنه لا يجمع بين اليمين والبينة، فلا تصلح اليمين في جانب المنكر دون المدعي (35).
ويجاب على هذا الاستدلال من الحنفية بأن الحديث النبوي الشريف إذا صح صار قاعدة بنفسه، ولا سبيل الى رده بأية قاعدة من القواعد، وقد صح حديث القضاء بالشاهد، واليمين وهو في صحيح مسلم، فلا مطعن في جواز القضاء بالشاهد واليمين.
المسألة الثانية: بيع الرطب بالتمر
ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلا أنه لا يجوز بيع الرطب بالتمر.
وذهب الى جواز بيع الرطب بالتمر أبو حنيفة وخالفه في ذلك صاحباه فقالا: بعدم جوازه كالفقهاء السابقين (36).
¥(27/91)
احتج جمهور العلماء القائلين بعدم الجواز بحديث سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يُسأَلُ عن إشتراء التمر بالرطب فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: أينقص الرطب إذا يبس؟ فقالوا: نعم، فنهى عن ذلك.
حيث قالوا: نص النبي عليه الصلاة والسلام على الحكم ونبه على العلة. وأحتج أبو حنيفة بأنه أهدى إليه عامل خيبر رطبا، فقال: " أكل تمر خيبر هكذا؟ "، ووجه الاستدلال أنه سمى الرطب تمرا، وبيع التمر بمثله جائز. ولم يعمل أبو حنيفة بحديث: أينقص الرطب إذا يبس، فقالوا: نعم، فقال: فلا إذا، لأنه مخالف للسنة المشهورة. قال أبو بكر السرخسي: ولهذا الأصل لم يعمل أبو حنيفة بخبر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في بيع الرطب بالتمر: أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: أينقص الرطب إذا جف؟ قالوا: نعم، قال: فلا إذا، لأنه مخالف للسنة المشهورة، وهي قوله عليه الصلاة والسلام: " التمر بالتمر مثل بمثل" من وجهين:
- أحدهما: أن فيها اشتراط المماثلة في الكيل مطلقا لجواز العقد، فالتقييد باشتراط الممثلة في أعدل الأحوال وهو بعد الجفوف يكون زيادة.
- والثاني: أنه جعل فضلا يظهر بالكيل هو الحرام في السنة المشهورة، فجعل فضل يظهر عند فوات فصل مرغوب فيه ربًا حراما، يكون مخالفا لذلك الحكم.
المسألة الثالثة: نصاب زكاة الزروع والثمار
اختلف الفقهاء في نصاب وجوب الزكاة فيما يخرج من الأرض فذهب جمهر الفقهاء من مالكية وشافعية وحنابلة إلى أن الزكاة لا تجب فيما يخرج من الأرض إلى أن يبلغ نصابا قدرة خمسة أوسق ولا تجب فيما هو أقل من ذلك.
وذهب أبو حنيفة رحمه الله تعالى إلى عدم اشتراط نصاب معين، فزكاة الحبوب والثمار تجب في الكثير والقليل على حد سواء.
احتج الجمهور بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس فيما أقل من خمسة أوسق صدقة" واحتج الحنفية بعموم حديث سالم بن عبد الله عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم " فيما سقت السماء والعيون أو كان غثريا العشر وما سقى بالنضح نصف العشر". ورجحوا حديث سالم هذا على حديث أبي سعيد الخدري " ليس فيما أقل من خمسة أوسق صدقة" لأن حديث سالم حديث مشهور، فيرجح على حديث أبي سعيد الخدري لأنه خبر آحاد.
هذا ولهذه المسألة أدلة وقواعد أخرى تحكمها، اكتفينا منها بالقاعدة التي تتعلق ببحثنا هذا وهي قاعدة تقديم الحديث المشهور على حديث الآحاد.
الخاتمة:
للجمهور أن يصطلحوا على ما شاءوا، وللحنفية أن يصطلحوا على ما شاءوا، فإنه لا مشاحة في الاصطلاح، ولمن شاء أن يصطلح على ما شاء بعد رعاية المناسبة. وسواء كان تقسيم الحديث النبوي الشريف من حيث السند ثنائيا (متواتر، آحاد) كما ذهب إلى ذلك جمهور العلماء من مالكية وشافعية وحنابلة، أو كان تقسيما ثلاثيا (متواتر، آحاد، مشهور) كما قرر الحنفية ذلك، إلا أن الراجح في المسائل الثلاث المذكورة في هذا البحث وهي: القضاء بشاهد ويمين، وبيع الرطب بالتمر، و نصاب زكاة الزروع والثمار، لا يسعف الحنفية في ترجيح مذهبهم فيها، لأن هذه المسائل قد صحت الأحاديث النبوية الشريفة فيها، وإذا صح الحديث النبوي الشريف صار قاعدة بنفسه، ولا سبيل على رده بأية قاعدة من القواعد، لأن قاعدة النبي صلى الله عليه وسلم مقدمة على غيرها من قواعد العلماء المجتهدين، إذ أن قاعدة النبي صلى الله عليه مستمدة من الوحي المعصوم، وقاعدة غيره من العلماء المجتهدين مستمدة من اجتهادهم، الذي يخطئ ويصيب، وما هو معصوم مقدم على ما هو غير معصوم.
مجلة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية– الجزائر
العدد 19:رمضان 1426هـ/ أكتوبر 2005م.
الهوامش:
----------
1 - ابن جزي ابو القاسم أحمد بن محمد: تقريب الوصول الى علم الأصول – تحقيق محمد علي فركوس – ط1 (1410هـ/ 1990م) دار التراث الاسلامي الجزائر، ص 119. الشيرازي ابو اسحاق ابراهيم بن علي: اللمع في أصول الفقه – تحقيق محي الدين ديب مستو-، يوسف علي بديوي – ط1 (1416هـ/ 1995م) – دار الكلم الطيب دمشق، ودار ابن كثير ص 151. ابن بدران عبد القادر: المدخل الى مذهب الامام احمد بن حنبل – تحقيق عبد الله بن عبد المحسن التركي – ط3 (1405هـ/ 1985م) مؤسسة الرسالة بيروت لبنان 2/ 5 - 13).
¥(27/92)
2 - النسفي ابو البركات عبد الله بن أحمد: كشف الاسرار شرح المصنف على المنار- ط1 (1406هـ/ 1986م) دار الكتب العلمية بيروت لبنان 2/ 5 - 13).
3 - ابن منظور جمال الدين محمد: لسان العرب 5/ 275.
4 - هو أحمد بن ادريس بن عبد الرحمن بن شهاب الدين الصنهاجي القرافي من علماء المالكية، ولد بمصر وتوفي بها سنة 684 هـ/ 1285 م، له مصنفات جليلة في الفقه والأصول منها (الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام) و (شرح تنقيح الفصول) – الأعلام للزركلي: 1/ 94 - 95).
5 - القرافي شهاب الدين: شرح تنقيح الفصول في اختصار المحصول في الاصول – تحقيق طه عبد الرؤوف سعد – ط1 (1393هـ/ 1973م) مكتبة الكليات الازهرية القاهرة، دار الفكر بيروت ص 349.
6 - المصدر نفسه ص 349 - 350.
7 - رواه البخاري في كتاب العلم، باب اثم من كذب هلى النبي عليه الصلاة والسلام حديث رقم 107 (فتح الباري 1/ 265)، ورواه مسلم في مقدمة صحيحه، باب تغليظ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث رقم ' (صحيح مسلم بشرح النووي 7/ 27) وقال الامام السيوطي: رواه بضعة وسبعون صحابيا منهم العشرة المبشرون بالجنة (تدريب الراوي في شرح تقريب النووي للسيوطي 2/ 104).
8 - السيوطي جلال الدين عبد الرحمن بن ابي بكر: تدريب الراوي في شرح تقريب النووي – شرح ألفاظه وعلق عليه أبو عبد الرحمن صلاح بن محمد – ط1 (1417هـ/ 1996م) دار الكتب العلمية بيروت لبنان 6/ 109).
9 - الشوكاني: إرشاد الفحول 1/ 130 - 133، الشنقيطي محمد الأمين: مذكرة أصول الفقه على روضة الناظر – تحقيق ابي حفص سامي العربي – ط1 (1419هـ/1999م) دار اليقين مصر ص 174 - 176.
10 - البخاري علاء الدين: كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي – وضع حواشيه عبد الله محمود محمد عمر – ط1 (1418هـ/1997م) دار الكتب العلمية بيروت لبنان 2/ 526)، الزحيلي وهبة: أصول الفقه الاسلامي ط1 (1406هـ/ 1986م) دار الفكر دمشق سوريا 1/ 453).
11 - البخاري علاء الدين: كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي – مصدر سابق 2/ 534)، ابن أمير الحاج: التقرير والتحبير في علم الأصول ط1 (1417 - هـ/ 1996م) بإشراف مكتب البحوث والدراسات بدار الفكر بيروت لبنان 2/ 312.
12 - أحاديث المسح على الخفين أخرجها البخاري في كتاب الوضوء، عن سعد بن ابي وقاص، والمغيرة بن شعبة وجعفر بن عمرو بن امية الضمري عن أبيه (فنح الباري 399 - 404).
13 - من أصول الحنفية: النص القطعي لا يخصص بالظن (كشف الاسرار للبخاري:3/ 284).
14 - البخاري: كشف الاسرار 2/ 535، الحاج بن أمير: التقرير والتحبير 2/ 314.
15 - التعريف المطرد: هو الذي كلما وجد، وجد المعرف، والمنعكس: هو الذي كلما وجد المعرف وجد التعريف (تعليق عبد الرزاق عفيفي على الإحكام للآمدي: 2/ 31).
16 - الآمدي: الإحكام 2/ 31، الشوكاني: إرشاد الفحول 1/ 134.
17 - الآمدي: الإحكام 2/ 31.
18 - الشنقيطي احمد محمود عبد الوهاب: خبر الواحد وحجيته – ط1 (1413هـ) مركز البحث العلمي واحياء التراث الإسلامي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ص 64.
19 - تعريف الحنفية لخبر الآحاد لا يختلف عن تعريف الجمهور فهو: الخبر يرويه الواحد أو الاثنان فصاعدا دون المشهور أو المتواتر (كشف الأسرار للنسفي: 2/ 13) وإنما زادوا قيد المشهور على عريف الجمهور وذلك تماشيا مع أصلهم في تقسيمهم الثلاثي للأخبار.
20 - الزحيلي وهبة: اصل الفقه 1/ 454.
21 - هو ابو بكر محمد بن اسحاق القاساني، حمل العلم عن داود الظاهري إلا أنه خالفه في مسائل كثيرة (طبقات الفقهاء للشيرازي ص 176).
22 - هو عبد الله بن سليمان بن الأشعث، الإمام العلامة الحافظ شيخ بغداد ابو بكر صاحب التصانيف ولد بسجستان سنة 203 هـ، روي عن ابيه داود الظاهري، توفي سنة 316 هـ (تهذيب سير أعلام النبلاء 1/ 521).
23 - الشوكاني محمد بن علي: إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول – تحقيق أحمد عزو عناية – ط1 (1419 هـ/ 1999م) دار الكتاب العربي بيروت لبنان 1/ 134 – 135.
(24) - المصدر نفسه 1/ 136 - 137.
(25) - هو محمد بن أحمد بن سهل أبو بكر شمس الائمة، قاضي من كبار علماء الحنفية، له كتاب المبسوط في الفقه، وكتاب في اصول الفقه يسمى أصول السرخسي، توفي سنة 483 هـ/1090م (أصول الفقه، تاريخه ورجاله لشعبان محمد إسماعيل ص 194).
(26) - السرخسي محمد أبو بكر بن أحمد: أصول السرخسي تحقيق ابي الوفاء الأفغاني – نشر لجنة إحياء المعارف النعمانية بحيدر آباد الدكن الهند (بدون تاريخ) 1/ 368.
(27) - ابن رشد: بداية المجتهد ونهاية المقتصد، تحقيق علي محمد عوض وعادل أحمد عبد الموجود ط1 (1416هـ / 1996م) دار الكتب العلمية بيروت 6/ 219.
(28) – الشافعي: الأم باشراف محمد زهري النجار – دار المعرفة بيروت لبنان 6/ 256.
(29) - ابن قدامة: المغنى – دار الكتاب العربي بيروت لبنان (1403هـ/ 1983م) 12/ 10.
(30) - هو زفر بن الهديل العنبري من أصحاب ابي حنيفة توفي سنة 185 هـ (طبقات الفقهاء للشيرازي ص 135.
(31) – الجصاص أبو بكر: أحكام القرآن ط1 (1415هـ/1994م) دار الكتب العلمية بيروت 1/ 623.
(32) - أخرجه مسلم في كتاب الاقضية، باب القضاء باليمين والشاهد حديث رقم 4447 (صحيح مسلم بشرح النووي: 11/ 230).
(33) – الجصاص: أحكام القرآن، مصدر سابق 1/ 623.
(34) – أخرجه الترمذي في أبواب الأحكام، باب في أن البينة على المدعى، واليمين على المدعي عليه حديث رقم 1356 بلفظ:" البينة على المدعى، واليمين على المدعي عليه" وقال هذا حديث في إسناده مقال (تحفة الأحوذي: 4/ 476)، وأخرجه الدارقطني في كتاب الحدود والديات بلفظ البينة على المدعى، واليمين على من أنكر إلا في السقامة، وفي إسناده مقال، كما قال صاحب التعليق المغني على سنن الدارقطني (سنن الدارقطني مع التعليق المغني 3/ 111).
(35) – أصول السرخسي مصدر سابق 1/ 367.
(36) – المرغيناني برهان الدين: الهداية شرح بداية المبتدي، كلاهما له مع نصب الراية تحريج احاديث الهداية للزيلعي (1416هـ/1996م) دار الكتب العلمية بيروت 4/ 78.(27/93)
سؤال للأهمية حول ابن نمير
ـ[أبو بلال الفلسطيني]ــــــــ[14 - 06 - 09, 11:12 م]ـ
كيف يمكن معرفة من المقصود بـ (ابن نمير) في كتاب تهذيب التهذيب
مع العلم أنه يطلق على محمد بن عبد الله بن نمير ووالده؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[14 - 06 - 09, 11:34 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=176478
ـ[أبو بلال الفلسطيني]ــــــــ[15 - 06 - 09, 06:25 م]ـ
أخي محمد جزاك الله عنا كل خير
ولكن أنا أجمع في أقوال ابن نمير وفعلاً وقفت على الكثير الكثير من الأقوال واستطعت بالجمع من أكثر من كتاب التعرف على أن المقصود الابن إلا في مواضع قليلة وقليلة جداً وجد أن المقصود هو الأب.
ولكن اصطدمت بابن حجر في كتاب تهذيب التهذيب يقول قلت: قال ابن نمير كذا وكذا في أكثر من موضع وهذه العبارات لم أجدها إلا عند ابن حجر (هنا) السؤال هل هناك طريقة لمعرفة من هو ابن نمير هذا عند ابن حجر خاصة أنه يذكر قوله من غير إسناد
إذا كانت هناك إجابة فأسعفني أو يسعفني أحد الإخوة بها
ولكم مني كل الشكر والامتنان والسلام عليكم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[15 - 06 - 09, 07:45 م]ـ
وإياك، وفقك الله ونفع بك.
أولاً: يمكنك أن تضع العبارات التي نقلها ابن حجر ولم تجد ما يحدد قائلها، فقد يجد بعض الإخوة ذلك.
ثانيًا: الذي يظهر لي -وقد ذكرتُ دلائله في الرابط السابق-: أن الأصل في إطلاق (ابن نمير) في عبارات الجرح والتعديل ونقد الرواة: هو الابن لا الأب.
ثالثًا: لك أن تدرس المنهج النقدي لعبارات ابن نمير الابن والأب، ثم تنظر في العبارات التي نقلها ابن حجر، وتحدد من أي المنهجين هي، ومن ثم قائلها.
رابعًا: ابن حجر ينقل كثيرًا عن مغلطاي في إكمال تهذيب الكمال، فربما وجدت عند مغلطاي ما يبين الأمر.
خامسًا: أظن أن لمحمد بن عبدالله بن نمير تاريخًا في أسماء الرواة وكناهم ووفياتهم وأحوالهم، ويكثر من النقل عنه أبو أحمد الحاكم في كُناه وغيره، فليُبحث في هذا.
ولعلك تضع ما وجدت من عبارات في جرح الرواة وتعديلهم لابن نمير الأب.
وجزاك الله خيرًا.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[15 - 06 - 09, 10:30 م]ـ
-----
ـ[أبو بلال الفلسطيني]ــــــــ[17 - 06 - 09, 01:56 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد(27/94)
هل منكم من يعرف أحدا بحث عدي ابن حاتم في الصيد بحثا حديثيا فقهيا
ـ[الشمراني]ــــــــ[14 - 06 - 09, 11:19 م]ـ
أعتذر عن الخطأ في العنوان والمقصود: هل منكم من يعرف أحدا بحث حديث عدي بن حاتم في الصيد بحثا حديثيا فقهيا
أرجو ممن يجد شيئا في ذلك إطلاعنا على هذا البحث وله وافر الشكر(27/95)
أليست السنة من الوحي؟
ـ[أبو عمرالمسلم]ــــــــ[14 - 06 - 09, 11:52 م]ـ
بكل تأكيد نعم، إذا لماذا يقولون أن القرآن لفظه ومعناه من الله، والحديث القدسي لفظه من النبي صلى الله عليه وسلم وأما معناه من الله، وأما الحديث فلظه ومعناه من النبي صلى الله عليه وسلم.
فلماذا يقال بأن معنى الحديث النبوي من النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه وحي من الله؟
أرجو أن يكون السؤال واضحا.
ـ[أبو عمرالمسلم]ــــــــ[16 - 06 - 09, 12:12 ص]ـ
بكل تأكيد نعم، إذا لماذا يقولون أن القرآن لفظه ومعناه من الله، والحديث القدسي لفظه من النبي صلى الله عليه وسلم وأما معناه من الله، وأما الحديث فلظه ومعناه من النبي صلى الله عليه وسلم.
فلماذا يقال بأن معنى الحديث النبوي من النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه وحي من الله؟
أرجو أن يكون السؤال واضحا.
بعد البحث وجدت كلاما للشيخ محمد عجاج الخطيب في المختصر الوجيز في علوم الحديث ص 20 يوضح المعنى سأضعه للفائدة:
الحديث القدسي هو كل حديث يضيفه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الله عز وجل، ونسبة الحديث إلى الإله أو الرب، لأنه صادر عن الله عز وجل من حيث أنه تكلم به أولا، والمنشئ له، وأما كونه حديثا فلأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحاكي له عن الله تعالى، بخلاف القرآن الكريم، فإنه لا يضاف إلا إلى الله عز وجل، فتقول قال الله تعالى، وتقول في الأحاديث القدسية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه.
والفرق بين الحديث القدسي والأحاديث النبوية الأخرى، أن هذه نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكايتها عنه، وأما الحديث القدسي فنسبته إلى الله تعالى، والرسول صلى الله عليه وسلم يحكيه ويرويه عنه عز وجل، ولذلك قيدت بالقدس أو الإله، فقيل: أحاديث قدسية أو إلهية، نسبة إلى الذات العلية، وقيدت الأخرى بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقيل فيها: أحاديث نبوية نسبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن كانت جميعها صادرة بوحي من الله عز وجل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الحق قال تعالى {وما ينطق عن الهوى}.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[16 - 06 - 09, 07:05 ص]ـ
من كتاب (مباحث فى علوم القرآن) لمناع القطان:
(الفرق بين الحديث القدسى والحديث النبوى:
الحديث النبوى قسمان:
قسم توقيفى: وهو الذى تلقى الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مضمونه من الوحى فبينه للناس بكلامه، وهذا القسم وإن كان مضمونه منسوباً إلى الله فإنه-من حيث هو كلام-حرى بأن ينسب إلى الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،لأن الكلام إنما ينسب إلى قائله وإن كان فيه من المعنى قد تلقاه عن غيره.
قسم توفيقى: وهو الذى استنبطه الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من فهمه للقرآن، لأنه مبين له، أو استنبطه بالتأمل والاجتهاد، وهذا القسم الاستنباطى الاجتهادى يقره الوحى إذا كان صواباً، وإذا وقع فيه خطأ جزئى نزل الوحى بما فيه الصواب وليس هذا القسم كلام الله قطعاً.
ويتبين من ذلك: أن الأحاديث النبوية بقسميها:التوقيفى والتوفيقى الاجتهادى الذى أقره الوحى، يمكن أن يقال فيها إن مردها جميعاً بجملتها إلى الوحى، وهذا معنى قوله تعالى فى رسولنا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {وما ينطق عن الهوى - إن هو إلا وحى يوحى} ..
والحديث القدسى معناه من عند الله عز وجل، يُلقى إلى الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بكيفية من كيفيات الوحى-لا على التعيين، أما ألفاظه فمن عند الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على الراجح ونسبته إلى تعالى نسبة لمضمونه لا نسبة لألفاظه، ولو كان لفظه من عند الله لما كان هناك فرق بينه وبين القرآن، ولوقع التحدى بأسلوبه والتعبد بتلاوته.
ويرد على هذا شبهتان:
الشبهة الأولى:أن الحديث النبوى وحى بالمعنى كذلك، واللفظ من الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فلماذا لا نسميه قدسياً أيضاً؟
والجواب:أننا نقطع فى الحديث القدسى بنزول معناه من عند الله لورود النص الشرعى على نسبته إلى الله بقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (قال الله تعالى، أو يقول الله تعالى) ولذا سميناه قدسياً،بخلاف الأحاديث النبوية فإنها لم يرد فيها مثل هذا النص، ويجوز فى كل واحد منها أن يكون مضمونه معلَّماً بالوحى (أى توقيفياً)، وأن يكون مستنبطاً بالاجتهاد (أى توفيقياً) ولذا سمينا الكل نبوياً وقوفاً بالتسمية عند الحد المقطوع به،ولو كان لدينا ما يميز الوحى التوقيفى لسميناه قدسياً كذلك.
الشبهة الثانية:أنه إذا كان لفظ الحديث القدسى من الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فما وجه نسبته إلى بقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (قال الله تعالى، أو يقول الله تعالى)؟
الجواب:أن هذا سائغ فى العربية، حيث يُنسب الكلام باعتبار مضمونه لا باعتبار ألفاظه، فأنت تقول حينما تنثر بيتاً من الشعر: يقول الشاعر كذا، وحينما تحى ما سمعته من شخص، يقول فلان كذا،وقد حكى القرآن الكريم عن موسى وهارون وغيرهما مضمون كلامهم بألفاظ غير ألفاظهم، وأسلوب غير أسلوبهم،و نسب ذلك إليهم: {وإذ نادى ربك موسى أن ائْت القوم الظالمي - ن .... ) الآيات من سورة الشعراء: 10 - 24)) ا. هـ
¥(27/96)
ـ[أبو عمرالمسلم]ــــــــ[16 - 06 - 09, 10:09 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ أحمد على الفائدة(27/97)
إكتشاف سر الخطأ فى علل المتن ... هل هو ممكن؟!
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[16 - 06 - 09, 03:13 ص]ـ
السلام عليكم
علل الأسانيد يمكن إكتشاف مصدر أو سر الخطأ المؤدى لها كأن يكون
من راوى تفرد عن شيخه بما لم يروه من هم أكثر أخذاً عن نفس الشيخ أو من هم أثبت فيه منه إلى غير ذلك من القرائن التى تقوى الظن بوجود علة فى الحديث, فطريقة الرواية و الأخذ عن الشيخ من تلك القرائن
أما علل المتون فهى الأهم لأن بها تثبت صحة الحديث من عدمه, فإذا صح السند دون المتن فى حديث ما فهو ليس صحيحاً , فالحديث باطل و قد ننخدع فى صحة سنده
, أما إذا صح المتن رغم عدم صحة بعض أسانيده فهو حديث صحيح
السؤال الآن:
هل يمكن أن تصح كل الطرق (بأسانيد لا تقل عن الحسن لذاته) لحديث ما ثم نجد فيه علة فى المتن أو شذوذ أم أن هذا مستحيل؟
هل يمكن أن يصح سنداً بمجموع الطرق أو بتعددها ثم نكتشف علة أو شذوذ فى المتن؟
و هذا السؤال أظنه هاماً:
هل يمكن إكتشاف سر أو مصدر العلة و من أين أتت فى علل المتون مثلما فى علل الأسانيد؟ و هل هناك من صنف و استوعب فى ذلك و ضرب الكثير من الأمثلة بالتفصيل؟
أرجو الرد على هذا بالتفصيل لأنى أظنه أمر فى غاية الأهمية
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[17 - 06 - 09, 06:58 ص]ـ
وجدت هذا الموضوع أعتقد أنه له صلة , ولكن لا تزال الأسئلة بالأعلى تنتظر الإجابة:
www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1060779#post1060779
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[19 - 06 - 09, 07:25 م]ـ
أظن أن هذا الخطأ غالباً يكون من الصحابى أو الراوى الأول
ولكن:
تفسير كيفية حدوث هذا الخطأ كيف يكون؟ و كيف يتم دراسة ذلك و من ناقش ذلك؟
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[23 - 06 - 09, 03:17 ص]ـ
أضم صوتي مع أخينا فأرجوا الرد ....
يتطرق التعليل إلى الاسناد الجامع لشروط الصحة ظاهرا لان الحديث الضعيف لا يحتاج إلى البحث عن علله إذ أنه مردود.
ويستعان على إدراك العلة بتفرد الراوي و مخالفة غيره له .. وهنا تنبه العارف بهذا الفن - معرفة العلل - إلى وهم وقع من راوي الحديث:
إما بكشف إرسال في حديث رواه موصولا
واما بكشف وقف رواه مرفوعا
واما بكشف إدخاله حديثا في حديث ......
والطريق لمعرفة المعلل بجمع الطرق والنظر في اختلاف رواته وضبطهم.
وتقع العله في الاسناد وهو الاكثر كالتعليل بالوقف والارسال
وتقع في المتن وهو الاقل مثل حديث نفي البسملة في الصلاة
وهناك كتاب شرح علل الترمذي تحقيق د. همام عبدالرحيم ومحقق آخر: نور الدين عتل، قد تجد ما تبحث عنه فيه.
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[23 - 06 - 09, 05:27 ص]ـ
بارك الله فيك
لدى بالفعل نسخة من شرح العلل و لكن لا أذكر من المحقق فهى نسخة الشاملة
أرجو المزيد من التوضيحات من باقى الإخوة
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 03:03 م]ـ
أرجو الإهتمام بجواب بعض ما سبق
ألا يوجد من يحيبنى فى الملتقى؟
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[12 - 10 - 09, 03:42 ص]ـ
................. ؟؟؟؟!!!!!!(27/98)
ما هو أفضل شرح صوتي لنخبة الفكر برأيكم؟
ـ[ميسرة الغريب]ــــــــ[16 - 06 - 09, 08:01 م]ـ
السلام عليكم وما رأيكم بشرح الشيخ الددو على هذا المتن؟ بارك الله فيكم
ـ[ميسرة الغريب]ــــــــ[19 - 06 - 09, 07:33 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[19 - 06 - 09, 07:34 م]ـ
عليك بشرح الشيخ عبدالكريم الخضير
ـ[ميسرة الغريب]ــــــــ[19 - 06 - 09, 09:14 م]ـ
بارك الله فيك أخي ... وجزاك الله كل خير
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[19 - 06 - 09, 10:04 م]ـ
وفقك الله لكل خير و يسر لك امورك
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[19 - 06 - 09, 10:06 م]ـ
عليك بالشيخ الخضير , ومن عليك باشرطة الشيخ عبدالله السعد.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[19 - 06 - 09, 10:08 م]ـ
عليك بالشيخ الخضير , ومن ثم عليك باشرطة الشيخ عبدالله السعد.
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:09 ص]ـ
حقيقة أنا استمعت لشرح الشيخ الخضير والشيخ العثيمين والشيخ سعد الحميد فاتضح لي ما يلي:
شرح الشيخ سعد الحميد: أوضح لا في توضيح العبارة والتعاريف ولا من ناحية إيراد الأمثلة أيضاً، وهو أحسن لتفهيم الطالب المبتدىء دون غيره من الشروح، وأقصد الشرح الذي شرحه في الدورة العلمية بجامع شيخ الإسلام ابن تيمية قديما.
شرح الشيخ ابن عثيمين: اعتمد فيه شرح ابن حجر للنخبة وهو النكت وتوضيح عبارة المؤلف والتعليق عليه بتحريرات مفيدة ومهمة.
وبعد استماعك للشرحين لا يفوتك سماع الشيخ الخضير 12 شريط فهو مهم وفيه من الفوائد والتحريرات الشيء الكثير. بارك الله فيك واعانك الله.
وقد طبعت جميعاً ولا شك أنّ الإستماع أفضل من القراءة والجمع بينهما هو الأكمل بحيث تعلق زيادات المشايخ فيما لم يطبع تقيده على طبعتك الخاصة
ـ[حمود الكثيري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:39 م]ـ
عليك بشرح الشيخ الدكتور عبد الله عبد الرحيم البخاري ففيه من الفوائد الشيء الكثير
وهذا هو الشرح
01_مقدمة في آداب طلب الحديث والسنة ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn01.mp3)
02_ مقدمة المؤلف - المؤلفون في مصطلح الحديث ومؤلفاتهم ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn02.mp3)
03_ الفرق بين الخبر و الحديث - أقسام الخبر باعتبار طرق وصوله إلينا (المتواتر، المشهور، العزيز، الغريب) ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn03.mp3)
04_ الإجابة عن الأسئلة - معنى الخبر – العدالة ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn04.mp3)
05_ تتمة شروط الصحيح لذاته ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn05.mp3)
06_ درجات الأحاديث - الحديث الحسن ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn06.mp3)
07_ الحسن لذاته - تعدد الطرق - زيادة الثقة ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn07.mp3)
08_ زيادة الثقة - الشاذ – المنكر ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn08.mp3)
09_ المنكر - الفرد النسبي (الشواهد والمتبعات) – المقبول ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn09.mp3)
10_ المردود - بسبب السقط - المعلق - المرسل – المعضل ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn10.mp3)
11_ المنقطع – التدليس وأنواعه ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn11.mp3)
12_ التدليس - المرسل الخفي ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn12.mp3)
¥(27/99)
13_المرسل الخفي - المردود بسبب الطعن ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn13.mp3)
14_ الموضوع ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn14.mp3)
15_ إطلاقات لفظ الكذب عند المحدثين - المتروك – المعلل ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn15.mp3)
16_ المخالفة (المدرج بنوعيه) ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn16.mp3)
17_ المقلوب ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn17.mp3)
18_ أدب السؤال - المزيد في متصل الأسانيد ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn18.mp3)
19_ المضطرب - المصحَّف – المحرَّف ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn19.mp3)
20_ ضبط الرواي عند الأداء ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn20.mp3)
21_ الجهالة - مجهول العين - مجهول الحال - رواية المبتدع ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn21.mp3)
22_ تتمة رواية البتدع - سوء الحفظ - الحسن لغيره ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn22.mp3)
23_ سوء الحفظ - الحسن لغيره ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn23.mp3)
24_ الاسناد (المرفوع، الموقوف، المقطوع) – المسند ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn24.mp3)
25_ المسند - العلو المطلق - العلو النسبي – النزول ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn25.mp3)
26_ رواية الأقران و المدبَّج - رواية الأكابر عن الأصاغر ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn26.mp3)
27_ السابق و اللاحق - إنكار الراوي لحديثه –المُسَلْسَل ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn27.mp3)
28_ صيغ الأداء و مراتبها ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn28.mp3)
29_ تتمة صيغ الأداء و مراتبها – الرواة ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn29.mp3)
30_ الْمُتَّفِقُ وَالْمُفْتَرِقُ - المُؤتَلِفُ و المُخْتَلِفُ - المتشابه من الرُّواة ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn30.mp3)
31_ معرفة الثقات و الضعفاء - مراتب الجرح ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn31.mp3)
32_ مراتب التعديل ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn32.mp3)
33_ تقديم الجرح على التعديل - أهمية معرفة الكنى وغيرها ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn33.mp3)
34_ أهمية معرفة الكنى وغيرها ( http://www.kuniv.in/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.archive.org%2F download%2FBukh_CH%2Fn34.mp3)(27/100)
تجريد الكتب الستة من التكرار
ـ[سهيل حسن عبدالغفار]ــــــــ[17 - 06 - 09, 08:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فقد قام أحد الباحثين بتنفيذ مشروع يحاول فيه تحريد الكتب الستة من التكرار بحيث تجمع جميع أحاديث الكتب الستة في كتاب واحد بدون تكرار، اقرأ منهجه و ادلي برأيك حول هذا المشروع بارك الله فيكم جميعا.
يقول الباحث: لقد قسمت عملي على أربع مراحل:
1. المرحلة الأولى:
في هذه المرحلة جعلت صحيح البخاري أصلا ثم بحثت عن أحاديثه في بقية الكتب الخمسة فما كان منها موجودا فيها ذكرتها في الهامش و حذفتها من أصولها، وان وجد فيها ألفاظا مترادفة أو زائدة ذكرتها في هامش ذلك الحديث في نسخة صحيح البخاري، ورمزت لهذه الألفاظ بالرموز حتى تعرف.
و جعلت للكتاب حاشيتين احداهما تحت متن الحديث و ثانيهما لبيان ذكر الأرقام و أبواب الأحاديث المحذوفة من أصولها، وفي الحاشية الأولى ذكرت كلام المحدثين و التعديل والتجريح الذي وجد مع الأحاديث المحذوفة، و في بعض الأحوال ذكرت الكلام على الحديث معه في المتن.
وهذا المنهج نفسه سلكته في بقية الكتب، فمابقي من الأحاديث في صحيح مسلم التى تفرد بها عن الامام البخاري جعلتها أصلا و بحثت عن تخريجها في بقية الكتب الأربعة فذكرتها مع أحاديث صحيح مسلم – حسب الطريقة السابقة – وحذفتها من أصولها، وكذلك عملت في الجامع الترمذي فجعلته أصلا ثم ألحقت بأحاديثه أحاديث بقية الكتب الثلاثة وحذفتها من أصولها ثم سلكت نفس المنهج في سنن أبي داود و سنن النسائي و سنن ابن ماجه وما بقي من الأحاديث في الكتب مما تفرد به من غيره تركته في نفس الكتاب.
و اذا وجد في بعض المواطن ان حديث مسلم أطول من حديث البخاري فجعلت الطويل هو الأصل، و نفس هذا الطريق سلكته في بقية الكتب الأربعة.
2. المرحلة الثانية:
سوف تجمع الأحاديث في موضوع واحد تحت باب واحد مثلا: جميع الأحاديث المتعلقة بالإيمان في الكتب الستة تجمع تحت كتاب الإيمان، و هكذا في بقية الكتب و الأبواب، كما تجمع الأحاديث الناسخة و المنسوخة في مكان واحد حتى يتمكن القارئ من دراستها و معرفتها في باب واحد.
3. المرحلة الثالثة:
سوف تجمع في هذه المرحلة أسانيد الأحاديث من الكتب الستة مثلا: اذا كان الحديث في صحيح البخاري فينظر كيف وردت في بقية الكتب الخمسة، و بهذا العمل نستطيع معرفة الطرق الضعيفة، و اذا وجد راو ضعيف و قد صح الحديث بأسانيد البخاري و مسلم فلا يبقى وجها لضعفه لاسيما و قد تابعه الثقات في الصحيحين.
4. المرحلة الرابعة:
سوف أحاول في هذه المرحلة الحاق بقية الأحاديث في الكتب خارج الستة بحيث تصبح أحاديث الكتب الستة أصلا و تلحق بها بقية الأحاديث حتى نتمكن من جمع جميع الأحاديث بدون تكرار.
و الآن نحن بصدد نشر الكتب الخمسة سوى صحيح البخاري و سوف نطبع صحيح البخاري في مجلد مستقل.
و من البديهي أن بكون في هذا المشروع الضخم أخطاء و أغلاط، لذا أرجو من الإخوة القراء تنبيه الباحث الى هذه الأخطاء حتى يمكن تلافيها في الطبعة القادمة.
والله أسأل أن يتقبل من هذا الجهد و أن يجعله سببا لمرضاته و مدخلا لجناته و بعدا عن ناره، انه سميع مجيب.
ـ[ابو اليمن ياسين الجزائري]ــــــــ[21 - 11 - 09, 03:18 م]ـ
مشروع جيد جدا لكن ماذا فعل بشان التبويب؟
والروايات المتفرقة في البخاري هل ذكر الزيادات؟
اذا اعتمدة الرواية الطويلة كاصل هل يشير الى القصيرة؟ مثلا بقوله روي مختصرا في كذا.
انت تقول ان البخاري سيطبع منفردا؟ كيف تقول انك جمعته الى غيره؟ انا لم افهم عليك ربما.
لا تنسى الاعتناء بالاسانيد والا فانك لن تضيف جديدا.
ـ[ابو اليمن ياسين الجزائري]ــــــــ[21 - 11 - 09, 03:19 م]ـ
مشروع جيد جدا لكن ماذا فعل بشان التبويب؟
والروايات المتفرقة في البخاري هل ذكر الزيادات؟
اذا اعتمدة الرواية الطويلة كاصل هل يشير الى القصيرة؟ مثلا بقوله روي مختصرا في كذا.
انت تقول ان البخاري سيطبع منفردا؟ كيف تقول انك جمعته الى غيره؟ انا لم افهم عليك ربما.
لا تنسى الاعتناء بالاسانيد والا فانك لن تضيف جديدا.
ـ[ابو اليمن ياسين الجزائري]ــــــــ[21 - 11 - 09, 03:20 م]ـ
هل طبع الكتاب؟
اريد تفصيلا.
ـ[ابو اليمن ياسين الجزائري]ــــــــ[21 - 11 - 09, 11:37 م]ـ
آسف بشان التاء المربوطة لم اراقب النص
ـ[حميد رحمتي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 04:33 ص]ـ
مشروع جيد و فكرة طيبة لكن ما معنى طبع هذه الكتب كل كتاب على حدة هل قمت بالتخريج او الجمع ما استطعت الفرق بارك الله فيك و هل رأيتم كتاب ابن الصلاح فهو كما فهمت على نفس الطريقة و جزاكم الله خيرا
ـ[ابو اليمن ياسين الجزائري]ــــــــ[24 - 11 - 09, 03:26 م]ـ
لم ارى كتاب ابن الصلاح هل من تفصيل اكثر عنه، وان كانت هناك مرفقات فانا ممتن.
ـ[سهيل حسن عبدالغفار]ــــــــ[01 - 12 - 09, 11:04 ص]ـ
أبشركم بأن الطبعة التجريبية من الكتاب قد طبع في باكستان في مجلدين و قريبا في السعودية ان شاء الله، و قد طبع الآن مختصر الكتب الخمسة و ذلك من أجل الحاح أهل المدارس للأستعانة به في التدريس و سوف يطبع مختصر صحيح البخاري في كتاب مستقل ثم يضم الى الأول، و سوف يلتزم في الكتاب تبويب الامام البخاري رحمه الله تعالى
¥(27/101)
ـ[محمد عيسى الحسين]ــــــــ[01 - 12 - 09, 09:08 م]ـ
قال لنا أحد مشايخنا رحمه الله منذ زمن أن هناك مخطوطة لأحد العلماء لا اذكر اسمه فعل نفس الشيء وجعل النص الأصلي صحيح مسلم لأن البخاري عنده يقطع الحديث كثيراً أما مسلم فيجمعها في مكان واحد.
ـ[عمر الحيدي]ــــــــ[02 - 06 - 10, 11:15 م]ـ
تجربة جيدة حبذا لو ارسلت لي بريدك الالكتروني يا شيخ سهيل
el.amr@hotmail.com(27/102)
[الأربعينيات الحديثية] سهيل العود
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 06 - 09, 09:58 ص]ـ
مجلة عالم الكتب العدد 6 مجلد 18
ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[18 - 06 - 09, 04:49 ص]ـ
جزاك الله عنا كل خير ...
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 11 - 09, 03:32 م]ـ
جزاك الله عنا كل خير ...
وإياك أخي الفاضل ...(27/103)
رسالة ماجستير مصطلح لين عند الحافظ البزار دراسة نظرية وتطبيقية
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[17 - 06 - 09, 04:59 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
http://www.4shared.com/file/11240923..._________.html (http://www.4shared.com/file/112409238/5840a7e7/_________.html)(27/104)
رسالة ماجستير عبد الرحمن بن ابراهيم المعروف بدحيم بن اليتيم (170 - 245) و منهجه في نقد الرجال
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[17 - 06 - 09, 05:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة اله و بركاته
http://www.4shared.com/file/11241002...245______.html (http://www.4shared.com/file/112410024/b0168d9/___________170-245______.html)(27/105)
رسالة ماجستير الرواة الذين اختلفت فيهم اقوال الامام احمد جرحا وتعديلا
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[17 - 06 - 09, 05:02 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
http://www.4shared.com/file/11240705..._________.html (http://www.4shared.com/file/112407055/93f0df81/__________.html)
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[17 - 06 - 09, 06:03 م]ـ
يسعدنى أن أكون أول من يرد
بارك الله فيكم
و لكن هل منهج البحث فيها مذكور فى مقدمتها مثلاً
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[17 - 06 - 09, 06:22 م]ـ
حياك الله و بارك فيك
أرسالة كماهي كاملة
و ما ذكرتموه موجود في مقدمتها
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[17 - 06 - 09, 11:21 م]ـ
جزاك الله خيرا وغفر الله لك
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[18 - 06 - 09, 06:16 ص]ـ
حياك الله و بارك فيك
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 07:47 م]ـ
[ b][size="5"] الأخ الكريم
الرسالة لها تتمة:
من بداية من اسمه عبدالله الى نهاية باب الكنى و النساء
فهلا تفضلت برفعها هنا
بارك الله فيكم
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[24 - 06 - 09, 09:16 م]ـ
هذا الذي متوفر لدي رعاك المولى
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 09:59 م]ـ
و راعاك الله
و لكن هل فى الملتقى من يمكن أن يفيدنا بها لتكتمل الفائدة
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[25 - 06 - 09, 11:54 ص]ـ
الله أعلم
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:05 م]ـ
الرابط لايعمل
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:08 م]ـ
الرابط يعمل
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[26 - 06 - 09, 12:45 ص]ـ
هل يمكن رفعها على رابط آخر؟ لم أتمكن من التحميل شكراً.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[26 - 06 - 09, 11:42 ص]ـ
هنا الرسالة
رسالة ماجستير الرواة الذين اختلفت فيهم اقوال الامام احمد جرحا وتعديلا
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 06 - 09, 09:12 م]ـ
حياك الله و بارك فيك
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 09:01 ص]ـ
الرسالة لها تتمة:
من بداية من اسمه عبدالله الى نهاية باب الكنى و النساء
و لكن هل فى الملتقى من يمكن أن يفيدنا بها لتكتمل الفائدة؟!!!
أكرر طلبى لجميع الأعضاء
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 03:15 م]ـ
أكرر طلبى مرة أخرى
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[18 - 07 - 09, 05:30 م]ـ
يبدو أن الرسالة الجزء الثاني سجل و لم ينتهي الباحث من عمله(27/106)
من يتفضل علينا ويشرح لنا هذه الخبر
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[17 - 06 - 09, 08:30 م]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
مشايخي الفضلاء00إخوتي الكرام00هل من شرح لهذه القصة التي رواها الإمام أحمد في علله حيث قال ما نصه: (2/ 312) 0
" قدم بن جريج على أبي جعفر فقال له إني قد جمعت حديث جدك عبد الله بن عباس وما جمعه أحد جمعي أو نحو ذا قال فلم يعطه شيئا فضمه إلى سليمان بن مجالد رجل كان يكون مع أبي جعفر قال أبي وكان حجاج مؤدبا لسليمان بن مجالد فأما سليمان بن مجالد فأحسن إلى بن جريج يعني أعطاه وأكرمه فقال له بن جريج ما أدري ما أجزيك به ولكن خذ كتبي هذه فانسخوها فبعضها سماع وبعضها عرض قال أبي فحدثني بن حجاج عن أبيه قال كان يأتينا رجل من أهل الكوفة قال فكان يقول لنا
ادفعوا إليه يقرأ هو عليكم قال أبي قال حجاج إلا التفسير فإنه لم يكن مع بن جريج فأملاه علينا املاء يعني التفسير "0
أخوكم من بلاد الشام
ابو محمد السوري
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[18 - 06 - 09, 02:26 ص]ـ
الحمد لله: هذا جهد مقل ايما اقلال، واسعاف مزجي البضاعة في علم الحديث, وقد كتبت النص
باللون الاحمر تمييزا له من الشرح والله المستعان:
(قدم ابن جريج) هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج القرشي الاموي
مولاهم، أحد الاعلام،ثقة فقيه فاضل، وكان يؤثر عنه التدليس, (على ابي جعفر [/
COLOR]) المنصور عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله ابن عباس ثاني خلفاء بني العباس. ([
COLOR="red"] فضمه الى سليمان بن مجالد) أي جعله في معية وصحبة سليمان بن
مجالدبن أبي مجالد الوزير، من أهل الأردنّ، كَانَ أخا أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين من الرضاعة،
وَكَانَ معه بالحميمة من أرض الشام فلمّا أفضت إليه الخلافة قربه وأدناه، وَكَانَ معه كالوزير، وقدم
معه بغداد حين بناها وولاّه الريّ وولي لَهُ الخزائن إلى حين وفاته. (قال ابي [/
COLOR]) يعني احمد بن حنبل. (وكان حجاج
) هو حجاج بن محمد المصيصي ابو محمد الاعور، الحافظ الثقة الثبت، اختلط بآخرة ولم
يضره ذلك كما قال الذهبي (مؤدبا لسليمان بن مجالد) صوابه مؤدبا لآل
سليمان بن مجالد. (خذ كتبي هذه فانسخوها) هذه طريقة من طرائق
التحمل تدعى عند اهل الفن "المناولة"مع "الاجازة"والرواية بها مقبولة عند جماهير العلماء. ([
COLOR="red"] فبعضها سماع) السماع هو ان يتحمل الرواية من لفظ الشيخ اما املاء
من حفظه او من كتابه، وهو ارفع مراتب التحمل. (وبعضها عرض) العرض
ان يقرأ الطالب على شيخه، أو يقرأ غيره من الطلبة وهو يسمع، والرواية به كالسماع عند مالك بل
اقوى. (فحدثني ابن حجاج) هو أحمد بن حجاج. (فكان يقول) يعني ابن جريج يقول لهم ادفعوا الكتاب الى هذا الكوفي ليقرأه عليكم وابن جريج
يسمع وهذا هو العرض. (لم يكن مع ابن جريج) يعني كتب التفسير لم
تكن في الكتب التي دفعها اليهم لأنه لم يحضرها معه. ([ COLOR="red"] فأملاه علينا املاء [/
COLOR]) ويظهر ان حجاجا كان يروي ما تحمله بالعرض او الاملاء على نسق واحد على مذهب من
لا يفرق بين العرض والسماع. قال احمدكان مرة يقول: حدثنا ابن جريج، و إنما قرأ على ابن جريج
ثم ترك ذلك، فكان يقول: قال ابن جريج، و كان صحيح الأخذ.
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[19 - 06 - 09, 06:46 م]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
جزاك الله تعالى أخي:" أبو العلياء الواحدي "0على هذا الشرح القيم، فقد أزلت لبساً في فهمي لهذا النص00جزاك الله خيراً00وبارك الله فيك00ونفعنا الله بعلمك00اللهم آمين0
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[19 - 06 - 09, 08:28 م]ـ
و اياكم جزى رب العباد ...........
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[25 - 06 - 09, 04:27 ص]ـ
جزى الله الجميع خير الجزاء وشرحك جميل ومفيد يا أبا العلياء، ولكن نهاية القصة لم تشرح جيدا وهي قوله: قال أبي فحدثني بن حجاج عن أبيه قال كان يأتينا رجل من أهل الكوفة قال فكان يقول لنا ادفعوا إليه يقرأ هو عليكم قال أبي قال حجاج إلا التفسير فإنه لم يكن مع بن جريج فأملاه علينا املاء يعني التفسير "0
وإن جاز لي أن أدلي بدلوي فأقول وبالله التوفيق أن ابن جريج أعطى كتبه ما سمع وما عرض لحجاج، إلا كتاب التفسير فلم يعطهم بذلك كتابا وأنما أملاه من حفظه، وما أعطاهم إياه من الكتب يعد مناولة، وليس سماعا، لكنهم سمعوا بعضه فكانت المشكلة أن حجاجا يقول فيما سمع وفيما أخذه مناولة حدثنا ثم ترك ذلك.
ولكن حقيقة لم أفهم المقصود بقوله كان يأتينا رجل من اهل الكوفة هل هو رجل معين أم أي رجل، ولا تبين لي الدليل على أن القائل ادفعوا إليه هو ابن جريج، لست أدري من هو المقصود بالضمير بقوله هو يقرأ عليكم، وما يدور في ذهني أن هذا الرجل كان هو من يقول ادفعوا إليه، يعني إلى ابن جريج هو يقرأ عليكم، أي لا تقبلوا منه مجرد المناولة، وإنما اسمعوا منه والله تعالى أعلم.
¥(27/107)
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[25 - 06 - 09, 06:12 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيراً
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 04:01 م]ـ
قال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله ذكر حجاج بن محمد فقال كان مرة يقول أنبأنا بن جريج وانما قرأ على بن جريج ثم ترك ذاك فكان يقول قال بن جريج وكان صحيح الأخذ وقال أبو عبد الله الكتب كلها قرأها على بن جريج إلا كتاب التفسير فإنه سمعه إملاء من بن جريج ولم يكن مع بن جريج كتاب التفسير فأملاه.
ولكن حقيقة لم أفهم المقصود بقوله كان يأتينا رجل من اهل الكوفة هل هو رجل معين أم أي رجل،
لو أراد أي رجل لقال: كان يأتينا الرجل من اهل الكوفة.
ولا تبين لي الدليل على أن القائل ادفعوا إليه هو ابن جريج، لست أدري من هو المقصود بالضمير بقوله هو يقرأ عليكم، وما يدور في ذهني أن هذا الرجل كان هو من يقول ادفعوا إليه، يعني إلى ابن جريج هو يقرأ عليكم، أي لا تقبلوا منه مجرد المناولة، وإنما اسمعوا منه
كلام أحمد رحمه الله لا يساعد على الفهم الذي فهمته، فالاملاء من الكتاب او الحفظ ــ إذا كان ضابطا لما يحدث ــ سواء.(27/108)
هذا إسناد لم يقف عليه الإمام ...
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[18 - 06 - 09, 01:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي ومشايخي الأفاضل، كثيرا ما يعمد المتأخرون من المشتغلين بعلم الحديث الشريف الى أحاديث ضعفها أئمة هذا الشأن فيقوونها بحجة أنهم وجدوا لها طرقا تشد من أزرها قد خفيت على الإمام ... ولا ننكر أنه قد يخفى على المتقدم ما قد يتجلى للمتأخر فلا نعلم أن الله خص بالعلم قوما دون قوم ولاوقفه على زمن دون زمن بل جعله مشتركا مقسوما بين عباده يفتح للآخر منه ما اغلقه عن الأول وينبه المقل فيه على ما أغفل عنه المكثر ويحييه بمتأخر يتعقب قول متقدم وتال يعتبر على ماض كما قال ابن قتيبة رحمه الله ...
فهل لهذه المسألة ضابط؟
أفيدونا يرحمكم الله
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[18 - 06 - 09, 03:17 م]ـ
هنا كلام لابن تيمية للفائدة:
كثرة الدواوين والكتب لدى المتأخرين لا تعني كثرة العلم وسعته ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=130208)
وهنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13535
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 02:07 م]ـ
فتح الله عليك أخي أمجد ونفع بك
هل نخلص من بحثك أنه لا يمكن لمتأخر أن يتعقب متقدما في مسألتنا هذه؟؟
أرجو الإفادة
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[21 - 06 - 09, 12:02 ص]ـ
بارك الله فيك
لا شك أن الإحاطة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم لا تكون إلا لنبي كما قال الشافعي رحمه الله
كما لا جدال في أن هؤلاء الأئمة غير معصومين وأنه قد يفوتهم الشيء بعد الشيء من طرق السنن والآثار
هذا كله لا شك فيه
لكن:
- لا يجوز أن يفوت ويخفى شيء من ذلك على مجموع الأئمة المتقدمين لا على أفرادهم فردا فردا
- أن فوات شيء من الطرق الصحيحة أو المشهورة أو الضعيفة عن أحد الأئمة النقاد منهم نادر جدا لسعة علمهم وحفظهم خاصة بعد انتشار المدارس الحديثية
قال الذهبي:
فهؤلاء الحفاظ الثقات، إذا انفرد الرجل منهم من التابعين، فحديثه
صحيح. وإن كان من الأتباع قيل: صحيح غريب. وإن كان من
أصحاب الأتباع قيل: غريب فرد.
ويندر تفردهم، فتجد الإمام منهم عنده مئتا ألف حديث، لا يكاد
ينفرد بحديثين ثلاثة.
ومن كان بعدهم فأين ما ينفرد به، ما علمته، وقد يوجد.ا. هـ
هذا الكلام في التفرد
والشاهد منه أنه بعد انتشار المدارس الحديثية في زمن الأئمة كأحمد وأبي حاتم يندر التفرد وأن يفوت أحد هؤلاء بعض الطرق
قال أبو حاتم الرازي قلت على باب أبي الوليد الطيالسي: من أغرب علي حديثا [غريبا مسندا لم أسمع به] صحيحا، فله علي درهم يتصدق به، وكان ثم خلق: أبو زرعة، فمن دونه، وإنما كان مرادي أن يلقى علي ما لم أسمع به، فيقولون: هو عند فلان، فأذهب وأسمعه، فلم يتهيأ لاحد أن يغرب علي حديثا
وفي قصة مذاكرة أحمد بن صالح مع الإمام أحمد أنهما تذاكرا في الحديث فلم يغرب أحدهما على الآخر وبعد طول مذاكرة أغرب أحمد عليه بحديث
أما الأحاديث الموضوعة والمغلوطة أو الناشئة عن وهم في الطبقات المتأخرة عنهم فليست بشيء ولا يستدرك بها عليهم لأنها فيي حقيقة الأمر إنما هي في ذهن صاحبها وليست في الخارج
- ولذلك ينبغي على الباحث أن يتهيب مخالفة هؤلاء الأئمة في حكمهم كما قال الحافظ ابن حجر
ولا يخالف أفرادهم إلا بعد بحث شديد واطلاع واسع وتدقيق يسلمه من توهم الغلط في الأسانيد صحيحا
- إذا اجتمع هؤلاء الأئمة على إنكار حديث وتضعيفة لم يصح الاستدراك عليهم بحديث وجده الباحث
فإذا اختلفوا ورد ما ذكرتُ آنفا من شدة البحث
- ينبغي التنبه إلى أن كثيرا من الألفاظ والطرق وأسماء الرواة في الكتب المسندة المتأخرة عن عصر هؤلاء الأئمة وقع فيها قلب وغلط وإبدال فلا يصح للباحث الاستدراك بما وجد فيها على الأئمة لأنه غلط وقع بعدهم
فكأنه غير موجود في الخارج
- لابن الصلاح في مقدمته وغيره كلام عن الطرق الموجودة في الأجزاء المتأخرة في مقدمته لا أنشط لنقله الآن
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[24 - 06 - 09, 03:24 ص]ـ
فتح الله عليك أخي امجد فقد أجدت وأفدت بما لا مزيد عليه(27/109)
تقريظ الشيخ المليباري لكتاب تعليل الحديث الغريب بالحديث المشهور
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[18 - 06 - 09, 09:44 م]ـ
هذا تقريظ كتبه الشيخ حمزة المليباري لكتاب "تعليل الحديث الغريب بالحديث المشهور"، تأليف الشيخ سعيد المري، وأصل الكتاب رسالة دكتوراه في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية، وقد كان الشيخ المليباري من بين المناقشين للأطروحة .. وسيطبع الكتاب عن قريب إن شاء الله في دار ابن حزم، بيروت، وقد دُفِعَ الكتاب للدار .. فنسأل الله أن يعجل في خروجه، ونسأله أن يجازي مؤلفه خيرا على إفاداته وتحريراته .. ونحن في انتظار مزيد من بحوثه البديعة، ونقداته الدقيقة، وتقعيداته الرفيعة ..
وهذا نص تقريظ الشيخ المليباري:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأصل هذا الكتاب رسالة أعدَّها الأخ الدكتور / سعيد المري استكمالا لمتطلبات الحصول على درجة الدكتوراه - في تخصص الحديث الشريف وعلومه في الجامعة الأردنية، عمان،الأردن. وقد سُعِدتُ بكوني أحدَ أعضاءِ لجنة مناقشة الرسالة، التي جرت يوم الأربعاء المؤرخ في 6/ 4/1430هـ، والذي يوافق تاريخ 1/ 4/2009م.
تناول أخونا الدكتور سعيد في هذا الكتاب موضوع (تعليل الحديث الغَرِيبِ بالحديث ِالمشْهُورِ)، وهو موضوع جديد، يَدُلُّ اختيارُه له على مدى تمكُّنِه من علوم الحديث، واطلاعه الواسع لكتب العلل، وفهمه الثاقب لدقائق منهج المحدثين في النقد.
وقد شجَّعت الأخَ الدكتور سعيد المري على طبع الرسالة في أقرب وقت ممكن ليستفيد منها الطلاب والباحثون في علوم الحديث. وذلك لأن الرسالة ممتازة، لما فيها من قُوَّة الطرح، وعُمْق التفكير، وما يَتَّسِمُ به من جِدَّة وأصالة، وإضافة معرفية، ودقة في الأسلوب، وتسلسل في عرض القضايا العلمية، بعيدا عن التكبر والغرور. وقد برهن الأخ من خلال هذا الكتاب على أن علم الحديث، بل كل مصطلح من مصطلحاته، لا يزال يشكِّل مجالا خَصْبًا للباحثين المبْدِعِين على الرُّغْمِ من كثرة التأليف والدراسة فيه.
إن واجبنا نحو الحديث وعلومه كبير جدا، وعلينا أن نعمل على إقناع مجتمع المثقفين بأن منهج المحدثين النقاد منهج متكامل ومستوف لجميع عناصره الضرورية والكمالية، بحيث لن يستطيع أحد أن يستدرك على هذا المنهج بشيء قد أهملوه أو أغفلوه. لكن المشكلة أن المجتمع لم يستوعب محتوى علوم الحديث كما ينبغي، ولذا يسعى بعضهم بفرط حماسه للاستدراك على النقاد بما أخذوه من الغرب من منهج النقد يَزْعم أنَّه جديدٌ وضروريٌّ، وهي في الواقع مما قد اعتنى به المحدثون النقاد في نقد المرويات سندا ومتنا، وهما لا ينفصلان في نقدهم؛ فلا سند بدون متن، ولا متن بدون سند.
وعلى كلٍّ فإن إيجابيات هذا الكتاب متنوعة، ولا يَسَعُ المقامُ لشرحها بالتفصيل، لكني أَوَدُّ أن أُجْمِلَها في نقاطٍ عامَّة، وهي:
1 – أبرز الباحث جوانب منهجية خفية لدقة المحدثين في النقد، من خلال معالجة موضوع: (تعليل الحديث الغَرِيبِ بِالحديث المشْهُورِ).
2 – تصحيحُ خطأٍ شائعٍ بين كثير من الباحثين في تطبيق قاعدة (تَعَدُّدُ الطُّرُقِ يُقَوِّي بعضُها بعضًا).
نعم، تَعَدُّد الطرقِ يُقَوِّي بعضُها بعضًا، وهي قاعدة معروفة ومُطَبَّقَةٌ لدى المحدِّثين. بل يَعدُّون روايةَ الضعيفِ صحيحةً إذا وَافقتْها رواياتُ الثقاتِ.
لكن ليس كلّ ما يراه الباحِثُ متعدِّدَ الطرقِ أو أن الحديث جاء من طُرُقٍ أو له شواهدُ، يصلح لفرض تلك القاعدة عليه، من أجل تصحيح الحديثِ أو تحسينه. ويُعدُّ هذا التعميمُ خطأً فادحًا، لا سِيمَّا عندما يُتَّخذُ من ذلك ذريعة للاعتراض على النقاد.
وذلك لأن التعدد قد يكون صوريًّا لا حَقيقيًّا، وقد أبرز الباحثُ حقيقة ذلك من خلال نماذج واقعية لتعليل الغريب بالمشهور، حتى وإن كان ظاهرُ ذلك يُوهِمُ أن الحديث جاء من طُرُقٍ مُتعدِّدَة؛ مَشْهُورةٍ وغَرِيبةٍ ورواتها ثقات، لكن إذا تأمَّلتَها ودرستَ قرائنها وَجدتَّ أن ذلك ليس مما تعدَّدَت طُرُقُه، بل يُعَدُّ الغريبُ منها وهما أو خطأ.
هذا ولم يُهْمل الباحثُ بيانَ ضوابط ذلك النوع الدقيق من التعليل، بل أبدع في جمعها حين استنبطها من نصوص النقاد وتطبيقاتهم العَمَلِيَّة المتنوِّعَة.
3 – بَرْهَنَ الباحثُ من خلال هذا الكتاب عَلَى أن الشهرة تُعَدُّ من أهمِّ قرائن النقد عند المحدثين، وهي قرينة يمارسها كلُّ ناقدٍ، بل كلُّ عاقلٍ في جميع المجالات المعرفية. ولا يكون المحدِّث ناقدا إلا إذا تمكَّنَ من حفظ الروايات واستحضارها عند الحاجة، مع معرفة أسباب غرابة الحديث وشهرته.
ولا شكَّ أن إيجابيَّاتِ الكتابِ كثيرةٌ ومتنوِّعةٌ تجعله نموذجا رفيعا للبحث العلمي الأكاديمي، وهي تستحق منا كُلَّ التقدير والتشجيع.
فَهَنِيئًا للأخِ الدكتور سعيد المرّي عَلَى هَذِهِ الدِّراسةِ العِلْميَّة القَوِيَّة الْمُبْدِعَة. وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين.
أ. د. حمزة عبد الله المليباري
¥(27/110)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[18 - 06 - 09, 10:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
وكم نحن محتاجون لمثل هذه الدراسات الجادة في كثير من مباحث علوم الحديث
تلك الدراسات المبنية على الاستقراء
استقراء المصطلحات
واستقراء الروايات
وضم النظير إلى نظيره
كم في علوم الحديث من مباحث ومضائق تحتاج لمثل ذلك
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[18 - 06 - 09, 11:34 م]ـ
شكرا لك اخي ابا اسحاق وجزاك الله خيرا ثم الشكر الموصول للدكتور المري على هذه الدراسة التي كما يبدو من تقريظ استاذنا الدكتور المليباري انها دراسة بديعة
ارجو لك التوفيق.
وكم كنا نتمنى ان نعرف بموعد المناقشة حتى نتشرف بالسلام على استاذنا الكبير الدكتور المليباري فلقد عرفناه نعم المربي والعالم ثم لنستفيد من مثل هذه المناقشات الجادة
اخي اذا امكن سوف ارسل لك رسالة على الخاص كوني اكتب بموضوع (الاعلال بما ليس بقادح عند المحدثين) فأنا احب الحصول على نسخة من الرسالة قريبا لأني اظن ان هناك تقارب بالمنهج بين الرسالتين
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[19 - 06 - 09, 03:24 ص]ـ
جزاك الله خيراً. وعندي استفسار عن الشيخ سعيد المري. هل هو القطري؟
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[19 - 06 - 09, 04:24 ص]ـ
الأخ سعيد المري: هنيئا لك هذه الرسالة، فعنوانها لوحده علم، وتقديم الدكتور حمزة للرسالة عندي يدل على أصالتها قد عرفنا هذا العالم الذكي عن قرب وهو لا يزكى جزافا، وانظر إلى تقريظه فهو مليئ علما، فهنيئا لك بهذا التقديم.
نحن في شوق لقراءة الرسالة.
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[19 - 06 - 09, 08:03 م]ـ
وعندي استفسار عن الشيخ سعيد المري. هل هو القطري؟
هو هو ..
ـ[محمد سالم الجبوري]ــــــــ[27 - 03 - 10, 08:12 ص]ـ
هل طبع الكتاب؟
ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[02 - 04 - 10, 07:37 ص]ـ
نتمنا الحصولَ على الكتاب في أقرب وقت. خصوصا أنه بتقريظ الشيخ " حمزة المليباري".
ـ[محمد الحسينى]ــــــــ[09 - 04 - 10, 10:32 م]ـ
صدر الكتاب عن دار بن حزم
وهذه صفحته ( http://www.alkutubiyeen.net/index.php?target=products&product_id=2061) على موقع متجر سوق الكتبيين
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[25 - 04 - 10, 11:05 ص]ـ
أؤكد وأنصح الإخوة باقتناء الكتاب ... فليس هو من غثاء الرسائل المعتاد ..(27/111)
من يستطيع ان ياتيني بتعريف قد وجده أو استنبطه من كتاب الشيخ حمزة؟
ـ[ساري الشامسي]ــــــــ[21 - 06 - 09, 12:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحياكم الله جميعاً أحبتي في الله , واصلي واسلم على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد وفقني الله واياكم
قرأنا كثيرا ما جاء في كتاب الشيخ حمزة عبدالله الملبياري حفظه الله ونفع به في بعض كتبه منها الموازنة وكتاب نظرات جديدة في علم الحديث وغيرها
وهوة ماجاء في تعريف العلة الصحيح وتعريف الشاذ وغيره وان هذا ما كان ينطبق من كلام أهل العلم المتقدمين دون المتأخرين وانه فرق بين تعريف او فهم المتقدمين للمصطلحات وبين المتأخرين ومنهم الحافظ ابن الصلاح وابن حجر وغيرهم ..
وقرانا ما جاء به الدكتور حمزة من أمثلة مخالفة لفهم بعض المتأخرين لمفهوم العلة والمنكر والشاذ وغيره وقد استشهد فضيلته ببعض الاحاديث في صحيح مسلم وغيره وكلامهم لبعض الرجال وقد استنتج من ذلك بان فهم المتاخرين مخالف لفهمهم ,,
والأشكال ان الدكتور حمزة جزاه الله خيراً بعدما يورد الادلة على مخالفة مفهوم المتاخرين لبعض المصطلحات من الاحاديث وغيرها .. لا يأتي بتعرف مغاير لفهم المتاخرين وموافق للمتقدمين .. بل يورد فقط الادلة مكتفيا بحكم القارئ عليه .. وهذا قد يورد بعض الاشكالات الكثيرة للقراء وغيرهم ..
فمن يستطيع ان ياتيني بتعريف قد وجده أو استنبطه من كتاب الشيخ حمزة؟
وجزاكم الله خيرا
ويا حبذا ان نبدأ نقطة نقطة ولنقول " الشاذ"
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[21 - 06 - 09, 09:37 ص]ـ
أخي الفاضل لا تتعب نفسك في التعريفات والحدود المنطقية لمسائل المصطلح، خاصة عمل الأئمة المتقدمين،
والتعريفات الموجودة لدى المتأخرين إنما هي تقريبية أغلبية، وليست قضية حسابية لا يمكن الخلل فيه
فالأصل في علم الحديث أن يبحث عن كل حديث بما يليق بحاله مع الأخذ بقرائن الأحوال
وحتى أصحاب التقعيد كابن الصلاح والذهبي وابن حجر وغيرهم عند التطبيق قد يخالفون ما قرروه من تعريفات وحدود لبعض مسائل المصطلح.
وعلى هذا لا يمكن للشيخ حمزة ولا لغيره أن يأتي بتعريف يوافق منهج المتقدمين في علوم الحديث، بل غاية ما يمكن الوقوف عليه في هذا هو بعض التطبيقات العملية عندهم، وهذه ليست بمطردة فإنهم كانوا بأخذون بقرائن وأحوال قد يصعب على من بعدهم فهمها أو الحصول عليها.
ـ[ساري الشامسي]ــــــــ[21 - 06 - 09, 10:29 ص]ـ
أخي الفاضل لا تتعب نفسك في التعريفات والحدود المنطقية لمسائل المصطلح، خاصة عمل الأئمة المتقدمين،
والتعريفات الموجودة لدى المتأخرين إنما هي تقريبية أغلبية، وليست قضية حسابية لا يمكن الخلل فيه
فالأصل في علم الحديث أن يبحث عن كل حديث بما يليق بحاله مع الأخذ بقرائن الأحوال
وحتى أصحاب التقعيد كابن الصلاح والذهبي وابن حجر وغيرهم عند التطبيق قد يخالفون ما قرروه من تعريفات وحدود لبعض مسائل المصطلح.
وعلى هذا لا يمكن للشيخ حمزة ولا لغيره أن يأتي بتعريف يوافق منهج المتقدمين في علوم الحديث، بل غاية ما يمكن الوقوف عليه في هذا هو بعض التطبيقات العملية عندهم، وهذه ليست بمطردة فإنهم كانوا بأخذون بقرائن وأحوال قد يصعب على من بعدهم فهمها أو الحصول عليها.
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء.
إذا لا مشاحة في الاصطلاح
فلم إذن التخطئة من الدكتور حمزة على هؤلاء المتأخرين في تعريفاتهم كالشاذ والمنكر والعلة وغيرها.
إن كانت تلك لتعريفات جاءت أغلبية , فلا داعي بعدها لإيراد أدلة تخالف تلك التعريفات التي وضعها المتأخرون , لانها كما قلت انها أغلبية.
أليس من المفروض أن يقول التعريفات مطابقة ولكن ليس كلها. لانها أغلبية
والواضح من كلام الشيخ حمزة مخالف لما تقول شيخي الفاضل. فهو يرد تلك التعريفات جملة وتفصيلا ً
ثم انت لما تقول انه لا توجد هناك تعريفات يستطيع الباحث استنباطها من كلام المتقدمين , كأنك تشير الى انه لا علم للمصطلح حتى الآن.
وجزاك الله خيراً
أخوكـ
ساري
ـ[بشير سليمان]ــــــــ[21 - 06 - 09, 11:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
درج العلماء رحمة الله عليهم على التأصيل والتقعيد لكل فن من فنون العلم، وهم لذلك يضعون التعريفات التي كان حقها أن تكون جامعة مانعة، إلا أن وجود التعريف الجامع المانع يصعب فعلًا في علوم الحديث وما يتفرع عنه، فكانت تعريفات العلماء تنطبق على الأغلب أو الأشهر أو الأهم.
وكان يستحسن ممن نقضًا تعريفًا لأنه يراه بعيدا عن تصوير وتحديد ما وضع له أن يضع ما يراه أليق وأقوم.
ـ[ساري الشامسي]ــــــــ[21 - 06 - 09, 11:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
درج العلماء رحمة الله عليهم على التأصيل والتقعيد لكل فن من فنون العلم، وهم لذلك يضعون التعريفات التي كان حقها أن تكون جامعة مانعة، إلا أن وجود التعريف الجامع المانع يصعب فعلًا في علوم الحديث وما يتفرع عنه، فكانت تعريفات العلماء تنطبق على الأغلب أو الأشهر أو الأهم.
وكان يستحسن ممن نقضًا تعريفًا لأنه يراه بعيدا عن تصوير وتحديد ما وضع له أن يضع ما يراه أليق وأقوم.
أخي بشير
لا فض فوك
وهذا هو الصواب
وجزاك الله خيراً
¥(27/112)
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[21 - 06 - 09, 11:51 ص]ـ
[ quote= ساري الشامسي;1063398]
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء.
وإياك أخي الفاضل.
إذا لا مشاحة في الاصطلاح
فلم إذن التخطئة من الدكتور حمزة على هؤلاء المتأخرين في تعريفاتهم كالشاذ والمنكر والعلة وغيرها.
إن كانت تلك لتعريفات جاءت أغلبية , فلا داعي بعدها لإيراد أدلة تخالف تلك التعريفات التي وضعها المتأخرون , لانها كما قلت انها أغلبية.
هذا الذي أراه - وهو عدم تخطئة المتاخرين جملة وتفصيلاً-
وهم - رحمهم الله - قربوا لنا البعيد، وذللوا لنا الصعاب، ومنهم استفدنا، وبهم تخرجنا، ومعلوم أن المنتقد لهم - سواء بحق أو بباطل- استفاد من علمهم وكتبهم قطعاً، فمن حقهم الاعتراف لهم بالفضل، وشكرهم على ما أسدوه إلينا، ثم إن تأهل المرء لنقد هؤلاء فبحدود علمه ومستوى ما وصل إليه، وهذا يكون غالباً في تطبيق القواعد، وتقرير أحكام الأحاديث، لا أن يأتي المنتقد بأصول مستحدثة هي أيضاً عرضة للنقد والتمحيص،
أليس من المفروض أن يقول التعريفات مطابقة ولكن ليس كلها. لانها أغلبية
والواضح من كلام الشيخ حمزة مخالف لما تقول شيخي الفاضل. فهو يرد تلك التعريفات جملة وتفصيلا ً
هو يردها لأنها لا تنطبق على جميع جزئياتها، فقد تجد أحياناً أحكام للمتقدمين قد تكون في الظاهر مخالفة لهذه القاعدة، أما ردها جملة وتفصيلاً، فهذا غير سديد، وغاية ما هناك أن هذه الإطلاقات والقواعد قد تكون مقيدة، مثل قاعدة " الزيادة من الثقة مقبولة" فهي قاعدة صحيحة، لكنها ليست على إطلاقها فهي أحيانا تكون مقبولة، وأحيانا تكون شاذة، فالمحدثين النقاد أحيانا يطلقون هذه القاعدة " الزيادة من الثقة مقبولة" عند قبولها كما فعل الإمام البخاري في حديث " لا نكاح إلا بولي" بينما حكم على الزيادة من الثقة بالشذوذ في أماكن أخرى
ثم انت لما تقول انه لا توجد هناك تعريفات يستطيع الباحث استنباطها من كلام المتقدمين , كأنك تشير الى انه لا علم للمصطلح حتى الآن.
بارك الله فيك، ليس هذا قصدي، فعلم المصطلح موجود ومخدوم وقد بذلت جهود جبارة، لكن كلامنا للمتأهل المتخصص، الذي قد يخالف ما قرره المتأخرون لأدلة وقرائن عنده لا تخرج بمجملها عما قالوه وقرروه، لكن في حديث معين.
وأما نفيي للتعريف فمرادي الحد أو التعريف المنطقي الذي يعرفونه بالجامع المانع- فهذا يصعب تأتيه في علوم الحديث، بل تكون تكون تعريفاته مقربة وتوضيحية أحياناً.
ولذلك ترى في كتب المصطلح التعريف بالمثال.
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[21 - 06 - 09, 07:40 م]ـ
اخي الفاضل ساري - حفظك الله ورعاك وجعل الجنة مأواك وجميع المشاركين واخواننا في الدين -
اسمح لي ان انبه الى النقاط التالية:
1 - لا يرفض ان توضع بعض القواعد والتعريفات التي تقرب ما يرد في كلام النقاد من الفاظ يستخدمونه في الابانة عما يدور في اذهانهم
2 - المشكلة هي في تلك الحدود والرسوم المنطقية التي اخذت تغزو علم الحديث فمثلا نجد تعريف الشاذ في كتب المصطلح بأنه مخالفة الراوي الثقة لمن هو اوثق منه والمنكر مخالفة الضعيف للثقة في حين اننا نجد في كلام النقاد - وهم الاصل كما تعلم - اسخدام هذه الالفاظ في غير ذلك فقد يطلقون لفظ الشاذ على مخالفة الضعيف او على مجرد التفرد ممن لا يتحمل تفرده وهذا اوقع بعض الدارسين في حيرة كيف نوفق بين تطبيقات المتقدمين واصلاحات المتأخرين ونسوا ان تلك الالفاظ في كلام المتقدمين ما هي الا اوصاف عبروا بها عن علة في الحديث توجب تركه
فمثلا من خلال استعراض سريع لمفهوم الحديث المنكر عند ابي داود وجدته يطلقه على ما يلي:
· مجرد المخالفة وان كان الرواة من كبار الثقات
· ما تفرد به الضعيف ولو لم يخالف.
· ما رواه الضعيف مخالفا فيه الثقة.
· ما رواه المتروك خالف أو لم يخالف.
· ما رواه الثقة مخالفا من هو أولى منه من حيث العدد.
· ما رواه صدوق يخطئ كثيرا وتفرد به وخالف من هو أوثق منه.
· ما رواه راو ثبت عدم سماعه ممن رواه عنه.
¥(27/113)
3 - كثير من المتأخرين اليوم يقوم بأمر غريب وهو ان يحاكم المتقدمين لما قعده المتأخرون وهذا - لعمري - من اشد العجب فمن الذي يحاكم لمن , المفروض ان المتأخر استنبط تلك التعريفات من تطبيقات المتقدمين فاذا كان هناك ثمة تعارض او اختلاف بين صنيع المتقدمين والمتأخرين فالاصل ان يستدرك على المتأخرين لا العكس
4 - اخي هذه التعريفات والاوصاف ابعدت بعض المتأخرين عن دقة الحكم على الراوي والمروي, وارجو ان تنظر في الامر التالي:
ماذا يحكم المتأخرون على حديث الصدوق؟ اظنك سوف تقول حديثه حسن
اقول لك: لو انك قمت بإمتحان لمجموعة من الطلاب وكان عدد الاسئلة خمسة اسئلة فأجاب بعضهم عن جميع الاسئلة واجاب واحد منهم عن اربعة فقط فأنت سوف تضع له علامة كاملة عن الاسئلة التي اجاب عنها وعلامة الصفر على تلك التي لم يجب عنها وبالمحصلة تكون رتبته دون من اجاب على كل الاسئلة, لكن لاحظ ان هذه الرتبة لم تؤثر على علامة الاسئلة التي اجاب عنها هذا اولا, وثانيا ماهو الاصل الذي بني عليه الفرع؟ اظن الاصل هو الامتحان ومدى الاجابة عن الاسئلة واما الرتبة فقد تم التوصل اليها من خلال النظر في الاجوبة على الاسئلة وليس العكس
والان تعال نطبق ذلك على مثالنا وهو الصدوق: الصدوق اخي من اصاب ووافق الثقات في اغلب الرواية لكنه اخطأ في القليل ولذلك نزلت رتبته عن الثقة الذي اصاب في الكل غالبا وبناءا على ذلك فالآصل ان نطلق وصف الصحة على أحاديث الصدوق التي اصاب بها لا ان نكتفي بالتحسين فقط لآنه هو كالطالب الذي اجاب عن اربعة من الاسئلة واعطيناه العلامة كاملة عن تلك الاسئلة, يعني علينا ان نصحح احاديثه بناءا على موافقته في تلك الاحاديث لروايات الثقات وهذا هو منهج النقاد من المتقدمين
وقد يطرح هنا سؤال: كيف نعرف صواب الصدوق في الاحاديث؟ اظن الاجابة ظاهرة وذلك من خلال الموافقة للثقات
وارجو من اخي ان يتنبه الى ان تلك الاوصاف في كتب الرجال والمصطلح لها فائدة كبيرة فنحن مثلا في حالة تفرد الصدوق نحكم على الحديث بناءا عليها لانها القرينة الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها كما انها نافعة في حالات الترجيح بين الروايات
4 - اخي في امتحان الطلاب في المثال السابق تذكر ان الاصل كان الاجابة على الاسئلة اما الرتبة فقد جاءت تبعا, اي ان الاصل في الحكم على الراوي والمروي هو مدى الموافقة والمخالفة لما يرويه الثقات وليس رتبة الراوي في كتب الجرح والتعديل وبذلك يمكن تفسير وجود روايات في البخاري لرواة متكلم فيهم فهذه الروايات منتقاة من مروياتهم وافقوا بها الثقات فهي من صحيح حديثم
5 - لا يفهم مما سبق ان ما جاء في كتب المصطلح وكتب الجرح والتعديل ليس له اهمية, كلا والف كلا فالاصل ان ذلك كان نتيجة اسقراء لما سطره النقاد فهو عمل متكامل وما جاء في هذه الكتب له كبير الاهمية كما اشرت الى بعض ذلك فيما سبق, انما علينا ان نتنبه الى ما هو الاصل الذي يرجع اليه ويقاس به؟
أسأل الله العلي القدير ان يرفع قدرك ويعلي شأنك
وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
ـ[ساري الشامسي]ــــــــ[21 - 06 - 09, 09:55 م]ـ
[ quote= ساري الشامسي;1063398]
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء.
وإياك أخي الفاضل.
إذا لا مشاحة في الاصطلاح
فلم إذن التخطئة من الدكتور حمزة على هؤلاء المتأخرين في تعريفاتهم كالشاذ والمنكر والعلة وغيرها.
إن كانت تلك لتعريفات جاءت أغلبية , فلا داعي بعدها لإيراد أدلة تخالف تلك التعريفات التي وضعها المتأخرون , لانها كما قلت انها أغلبية.
هذا الذي أراه - وهو عدم تخطئة المتاخرين جملة وتفصيلاً-
وهم - رحمهم الله - قربوا لنا البعيد، وذللوا لنا الصعاب، ومنهم استفدنا، وبهم تخرجنا، ومعلوم أن المنتقد لهم - سواء بحق أو بباطل- استفاد من علمهم وكتبهم قطعاً، فمن حقهم الاعتراف لهم بالفضل، وشكرهم على ما أسدوه إلينا، ثم إن تأهل المرء لنقد هؤلاء فبحدود علمه ومستوى ما وصل إليه، وهذا يكون غالباً في تطبيق القواعد، وتقرير أحكام الأحاديث، لا أن يأتي المنتقد بأصول مستحدثة هي أيضاً عرضة للنقد والتمحيص،
أليس من المفروض أن يقول التعريفات مطابقة ولكن ليس كلها. لانها أغلبية
والواضح من كلام الشيخ حمزة مخالف لما تقول شيخي الفاضل. فهو يرد تلك التعريفات جملة وتفصيلا ً
هو يردها لأنها لا تنطبق على جميع جزئياتها، فقد تجد أحياناً أحكام للمتقدمين قد تكون في الظاهر مخالفة لهذه القاعدة، أما ردها جملة وتفصيلاً، فهذا غير سديد، وغاية ما هناك أن هذه الإطلاقات والقواعد قد تكون مقيدة، مثل قاعدة " الزيادة من الثقة مقبولة" فهي قاعدة صحيحة، لكنها ليست على إطلاقها فهي أحيانا تكون مقبولة، وأحيانا تكون شاذة، فالمحدثين النقاد أحيانا يطلقون هذه القاعدة " الزيادة من الثقة مقبولة" عند قبولها كما فعل الإمام البخاري في حديث " لا نكاح إلا بولي" بينما حكم على الزيادة من الثقة بالشذوذ في أماكن أخرى
ثم انت لما تقول انه لا توجد هناك تعريفات يستطيع الباحث استنباطها من كلام المتقدمين , كأنك تشير الى انه لا علم للمصطلح حتى الآن.
بارك الله فيك، ليس هذا قصدي، فعلم المصطلح موجود ومخدوم وقد بذلت جهود جبارة، لكن كلامنا للمتأهل المتخصص، الذي قد يخالف ما قرره المتأخرون لأدلة وقرائن عنده لا تخرج بمجملها عما قالوه وقرروه، لكن في حديث معين.
وأما نفيي للتعريف فمرادي الحد أو التعريف المنطقي الذي يعرفونه بالجامع المانع- فهذا يصعب تأتيه في علوم الحديث، بل تكون تكون تعريفاته مقربة وتوضيحية أحياناً.
ولذلك ترى في كتب المصطلح التعريف بالمثال.
أشكرك أخي العزيز وبارك الله في علمك , كنت اتمنى تفصيلاً اكثر منك للمسألة
وجزاك الله خير الجزاء
¥(27/114)
ـ[ساري الشامسي]ــــــــ[21 - 06 - 09, 10:39 م]ـ
=ابو تميم عبدالله;] اخي الفاضل ساري - حفظك الله ورعاك وجعل الجنة مأواك وجميع المشاركين واخواننا في الدين -
جزاك الله خيرا اخوي ابو تميم على الدعاء واسال الله لك بمثله ...
اسمح لي ان انبه الى النقاط التالية:
1 - لا يرفض ان توضع بعض القواعد والتعريفات التي تقرب ما يرد في كلام النقاد من الفاظ يستخدمونه في الابانة عما يدور في اذهانهم
2 - المشكلة هي في تلك الحدود والرسوم المنطقية التي اخذت تغزو علم الحديث فمثلا نجد تعريف الشاذ في كتب المصطلح بأنه مخالفة الراوي الثقة لمن هو اوثق منه والمنكر مخالفة الضعيف للثقة في حين اننا نجد في كلام النقاد - وهم الاصل كما تعلم - اسخدام هذه الالفاظ في غير ذلك فقد يطلقون لفظ الشاذ على مخالفة الضعيف او على مجرد التفرد ممن لا يتحمل تفرده وهذا اوقع بعض الدارسين في حيرة كيف نوفق بين تطبيقات المتقدمين واصلاحات المتأخرين ونسوا ان تلك الالفاظ في كلام المتقدمين ما هي الا اوصاف عبروا بها عن علة في الحديث توجب تركه
فمثلا من خلال استعراض سريع لمفهوم الحديث المنكر عند ابي داود وجدته يطلقه على ما يلي:
· مجرد المخالفة وان كان الرواة من كبار الثقات
· ما تفرد به الضعيف ولو لم يخالف.
· ما رواه الضعيف مخالفا فيه الثقة.
· ما رواه المتروك خالف أو لم يخالف.
· ما رواه الثقة مخالفا من هو أولى منه من حيث العدد.
· ما رواه صدوق يخطئ كثيرا وتفرد به وخالف من هو أوثق منه.
· ما رواه راو ثبت عدم سماعه ممن رواه عنه.
اخي العزيز لاحظ في استدلالاتك انك لم تورد قولاً واحداً ثابتاً للمتقدمين , وانما مجموعة اقوال لابي داوود ووكذلك غيره من المتقدمين رحمهم الله في اختلاف اطلاق لفظة الشاذ كما قال الامام احمد عن الشاذ وغيره فهذا يقول كذا والآخر يقول غيره ..
وإذا سألتك اخي الفاضل هل تستطيع بعدها تعريف الشاذ عند المتقدمين حتى نحاكم عليها المتأخرين.
فإن كان جوابك نعم قلنا لك على ماذا اقمت تعريفك.
وإن كان: لا قلنا لك لماذا وعلى ماذا تدندن.
اخي العزيز تعريف الشاذ عند المتأخرين لم يأتي من فراغ وانما كما تعلم جاء عن طريق التتبع والاستقراء او الاكثرية لمفهوم المتقدمين
كما قال الشافعي في تعريف الشاذ وهو مخالفة الثقة لمن هو اوثق منه.
فإين الخلاف اخي الكريم. وينبني على هذا الكلام انه لا خلاف للفرع للأصل حتى تقول اخي العزيز ان المفروض بناء الفرع على الاصل وليس العكس
فأقول لك هذا لم يحدث , فلو تمهلت قليلاً لعرفت هذا
فهو كما قلت لك كثرة التتبع والاستقراء أثمرت بعدها تلك التعريفات التي وضعها المتأخرون.
3 - كثير من المتأخرين اليوم يقوم بأمر غريب وهو ان يحاكم المتقدمين لما قعده المتأخرون وهذا - لعمري - من اشد العجب فمن الذي يحاكم لمن , المفروض ان المتأخر استنبط تلك التعريفات من تطبيقات المتقدمين فاذا كان هناك ثمة تعارض او اختلاف بين صنيع المتقدمين والمتأخرين فالاصل ان يستدرك على المتأخرين لا العكس
نعم هذا هو الاصل ولكن اخي العزيز المتقدم ليس بمعصوم فلو استدرك عليه من قبل المتأخر فلا حرج في هذا بل يكون واجبا اذا لزم هذا.
4 - اخي هذه التعريفات والاوصاف ابعدت بعض المتأخرين عن دقة الحكم على الراوي والمروي, وارجو ان تنظر في الامر التالي:
ماذا يحكم المتأخرون على حديث الصدوق؟ اظنك سوف تقول حديثه حسن
اقول لك: لو انك قمت بإمتحان لمجموعة من الطلاب وكان عدد الاسئلة خمسة اسئلة فأجاب بعضهم عن جميع الاسئلة واجاب واحد منهم عن اربعة فقط فأنت سوف تضع له علامة كاملة عن الاسئلة التي اجاب عنها وعلامة الصفر على تلك التي لم يجب عنها وبالمحصلة تكون رتبته دون من اجاب على كل الاسئلة, لكن لاحظ ان هذه الرتبة لم تؤثر على علامة الاسئلة التي اجاب عنها هذا اولا, وثانيا ماهو الاصل الذي بني عليه الفرع؟ اظن الاصل هو الامتحان ومدى الاجابة عن الاسئلة واما الرتبة فقد تم التوصل اليها من خلال النظر في الاجوبة على الاسئلة وليس العكس
¥(27/115)
والان تعال نطبق ذلك على مثالنا وهو الصدوق: الصدوق اخي من اصاب ووافق الثقات في اغلب الرواية لكنه اخطأ في القليل ولذلك نزلت رتبته عن الثقة الذي اصاب في الكل غالبا وبناءا على ذلك فالآصل ان نطلق وصف الصحة على أحاديث الصدوق التي اصاب بها لا ان نكتفي بالتحسين فقط لآنه هو كالطالب الذي اجاب عن اربعة من الاسئلة واعطيناه العلامة كاملة عن تلك الاسئلة, يعني علينا ان نصحح احاديثه بناءا على موافقته في تلك الاحاديث لروايات الثقات وهذا هو منهج النقاد من المتقدمين
وقد يطرح هنا سؤال: كيف نعرف صواب الصدوق في الاحاديث؟ اظن الاجابة ظاهرة وذلك من خلال الموافقة للثقات
وارجو من اخي ان يتنبه الى ان تلك الاوصاف في كتب الرجال والمصطلح لها فائدة كبيرة فنحن مثلا في حالة تفرد الصدوق نحكم على الحديث بناءا عليها لانها القرينة الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها كما انها نافعة في حالات الترجيح بين الروايات
4 - اخي في امتحان الطلاب في المثال السابق تذكر ان الاصل كان الاجابة على الاسئلة اما الرتبة فقد جاءت تبعا, اي ان الاصل في الحكم على الراوي والمروي هو مدى الموافقة والمخالفة لما يرويه الثقات وليس رتبة الراوي في كتب الجرح والتعديل وبذلك يمكن تفسير وجود روايات في البخاري لرواة متكلم فيهم فهذه الروايات منتقاة من مروياتهم وافقوا بها الثقات فهي من صحيح حديثم
كلام جميل ولكن لا أدري ما هي نقطة الخلاف عندك ,
يا اخي العزيز الحديث وان أطلق عليه حسن فهو معمول به حاله حال الصحيح , ولكن العلم لا يقف عند مكان ولا زمان , فان كان الحسن ليس عندهم (المتقدمين) وانما جاء عند المتأخرين فهذا كما قلت لك آنفا ان العلم لا يتوقف على أحد فلا مانع من ان ياتي احدهم ويزيد فيه او يقعد قواعد لم تكن موجودة , شريطة ان لا يغير الحكم من الحرام الى الحلال او من الايجاب الى المنع
فالصحيح صحيح والحسن صحيح.
فلا تجعل اخي الكريم علم المصطلح وتعاريفه هو ماكان عليه المتقدمين فقط وما دونه فهو مردود , وإنما الأخذ بهذا وهذا مع مراعاة ان الفضل للمتقدمين وما جاء بعدهم فهم في العلم حجة كما كان قبلهم.
أسأل الله العلي القدير ان يرفع قدرك ويعلي شأنك
وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين]
جزاك الله خيراً
ـ[السيد زكي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 01:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ساري الشامسي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 03:27 م]ـ
جزاك الله خير اخ زكي
ـ[ساري الشامسي]ــــــــ[22 - 06 - 09, 03:29 م]ـ
فالاصل ان يستدرك على المتأخرين لا العكس
حتى هذه العبارة غريبة منك أخي ابو تميم
فكيف يكون الاستدراك من المتقدم على المتأخر
هذا حتى لا يسمى إستدراكاً
لان الأول وضع الشي والآخر إستدرك عليه ولا يكون العكس!!
حتى في تعريف المستدركات هو ما أستدرك فلان على فلان أو مما فاته على شرطه أو طريقته ولم يعمل بها الأول فاستدرك عليه الثاني الذي هو المتأخر
كاستدراك الحاكم على الصحيحين ..
فاستدراك المتأخر على المتقدم وارد ومعقول , لأن المتقدم ليس بمعصوم فقد يقع في بعض الأخطاء فيستدرك عليه من قبل المتأخر فرب مبلغِ أوعى من سامع ..
وجزاك الله خيراً أخي الكريم
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[23 - 06 - 09, 02:51 ص]ـ
الاخ ساري - حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه-
اخي ارجو ان تنظر في مشاركتي التالية لأني في الحقيقة قد لا استطيع ان اضع مشاركة غيرها وذلك لكثرة المشاغل فإن الدنيا ماتركت لنا كبير وقت - فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة الا بالله -
1 - اخي لقد تعمدت ان اذكر اقوال إمام بعينه في مسألة واحدة وذلك حتى اثبت ان المتقدمين لم يكونوا يلزمون انفسهم بتلك الحدود والتعاريف المنطقية كما يقال التعريف الجامع المانع
ولم اذكر اقوال أئمة متعددين لأنه قد يقال هذا اختلاف بين العلماء في هذا المصطلح او ذاك, يعني ما اريد ان اقوله لك ان النقاد ما كانوا ينظرون الى تلك الفروق الدقيقة في معاني المصطلحات ولذلك ربما تجدهم يطلقون لفظ المنكر على غير ما استقر عليه قول المتأخرين انه معنى المنكر
فانظر الى قول ابي حاتم كيف اطلق لفظ المنكر على مجرد التفرد ولكون الراوي لم يتابع على هذه الرواية
علل الحديث لابن أبي حاتم - (1/ 49+50)
¥(27/116)
وسألتُ أبِي عَن حدِيثٍ؛ رواهُ مُحمّدُ بنُ أبِي عدِيٍّ، عن مُحمّدِ بنِ عمرٍو، عنِ ابن شِهابٍ الزُّهرِيّ، عن عُروة، عن فاطِمة، أنَّ النّبِيّ قال لها: إِذا رأيتِ الدّم الأسود فأمسِكِي عنِ الصّلاةِ، وإِذا كان الأحمر فتوضّئِي.
فقال أبِي: لم يُتابِع مُحمّدُ بنُ عَمرٍو على هذِهِ الرِّوايةِ، وهُو مُنكرٌ.
ولاحظ اخي - رعاك مولاك - كيف اطلق ابو زرعة لفظ المنكر ايضا على مخالفة الثقة
علل الحديث لابن أبي حاتم - (1/ 74)
197 - وسألتُ أبِي، وأبا زُرعة، عَن حدِيثٍ؛ رواهُ يُوسُفُ بنُ عدِيٍّ، عن عثّامٍ، عن هِشامِ بنِ عُروة، عن أبِيهِ، عن عائِشة: أنَّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان إِذا تعارّ مِن اللّيلِ، قال: لا إِله إِلاَّ اللَّهُ الواحِدُ القهّارُ، ربُّ السّمواتِ والأرضِ وما بينهُما العزِيزُ الغفّارُ.
قالا: هذا خطأٌ، إِنّما هُو هِشامُ بنُ عُروة، عن أبِيهِ أنّهُ كان يقُولُ هذا رواهُ جرِيرٌ هكذا.
وقال أبُو زُرعة: حدّثنا يُوسُفُ بنُ عدِيٍّ هذا الحدِيث، وهُو مُنكرٌ.
فالذي خالف هنا هو يوسف بن عدي وهو ثقة عند ابي زرعة نفسه
قال المزى: قال أبو زرعة: ثقة، ذهب إلى مصر فى التجارة و مات بها.
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات "، و قال: مات سنة اثنتين و عشرين و مئتين 0
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 11/ 418: قال مسلمة فى " الصلة ": كوفى ثقة، نزل مصر. روى عنه من أهل بلدنا: بقى ابن مخلد و محمد بن وضاح
2 - سؤالك هل استطيع ان استنبط معنى الشاذ من كلام المتقدمين؟ يا اخي المسألة ليست استنباط معنى المصطلحات من كلام المتقدمين فلقد ذكرت لك في المشاركة السابقة انه لا يستنكر وضع بعض التعاريف والمعاني لبعض المصطلحات, لكن المسألة في امرين
- الا نتخذ تلك التعريفات حدية او بالمعنى الذي يريده المناطقة بحيث لو خالف احد الباحثين سارعنا الى الرد عليه وتخطئته
-ان نفهم مراد المتقدمين عندما اطلقوا تلك الالفاظ, هل هذه المعاني التي انتشرت بين المتأخرين كانت حاضرة في اذهان المتقدمين ام انهم اطلقوها كأوصاف يعبرون بها عن الاخطاء التي ظهرت لهم في الحديث؟
3 - بناءا على ما سبق ليست المشكلة في وضع تعريف تقريبي لبعض الالفاظ الواردة في كلام النقاد بل المشكلة في تلك الحدود المنطقية التي - وللاسف - انتشرت في علم مصطلح الحديث
4 - قولك انه لا فرق بين الصحيح والحسن وان الحسن صحيح فهذا هو المراد من كلامي السابق وهو كلام في غاية الدقة, لكن بشرط وجود الموافقة لحديث الصدوق اما عند المخالفة فحديثه ضعيف وفي حالة التفرد فيستحسن اطلاق الحسن على حديثه من باب تمييزه وانه ليس في اعلى درجات الصحة, على انه لا اختلاف عمليا بينه وبين الصحيح
5 - قولك ان المتقدمين لسوا معصومين وهم يستدرك عليهم كغيرهم, فأقول: نعم يستدرك عليهم. لكن فيما الاستدراك؟ ومن هو المستدرك؟
اولا: يستدرك على المتقدمين في اوجه مختلفة كتصحيح حديث بان بما لا يدع مجالا للشك انه ضعيف, لكن ان نستدرك عليهم استخدام احدهم للفظ عبر فيه عن الخطأ الذي ظهر له في الحديث لكونه مخالف للمعنى الذي سطره المتأخرون - والذي يفترض انهم استنبطوه من كلام المتقدمين - فهذا في غاية الغرابة فمثلا لو قيل لك نريد منك ان تستنبط معنى حسن صحيح عند الترمذي ثم قمت بإجراء دراسة وخرجت بتعريف لهذا المصطلح وبان بعد ذلك وجود اختلاف بين المعنى المتوصل اليه وبين تطبيقات الترمذي فمن الذي نستدرك عليه انت ام الترمذي؟
ثانيا: يفترض بمن يستدرك على المتقدمين ويرد عليهم ان يكون متأهلا وحافظا ولذلك يجب التريث والتأني قبل ان نحكم بتخطئة المتقدمين كونهم سبروا الروايات وعرفوا كل شاردة وواردة فلا يطلقون الحكم على الحديث الا بعد تمعن ودراسة معمقة
وانا اقول ان العصور الاسلامية ما خلت ابدا من امثال هؤلاء الحفاظ لكن على قلة وربما - احيانا - على ندرة
6 - قولك ان عبارتي ليست واضحة فيما يتعلق بأنه ان كان هناك استدراك فينبغي ان يكون على المتأخر واستغرابك بأن ذلك لا يكون لآن المتأخر يستدرك على المتقدم وليس العكس, اقول - غفر الله لك - كيف فهمت هذا من كلامي؟ يا اخي مرادي اننا اذا اردنا ان نستدرك نحن فينبغي ان يكون على المتأخر وذلك لكون المتأخر يستنبط معنى مصطلحات المتقدمين من كلام المتقدمين, ام العكس فكأننا نقول للمتقدمين أخطأتم في هذا اللفظ لأنه مخالف لما استقر عليه المعنى عند المتأخرين
والله اعلم وهو يهدي السبيل
اللهم اغفر لنا وارحمنا وانت خير الراحمين(27/117)
اريد ترجمة للراوي المعلى بن ميمون
ـ[ابو ايمن السلفي]ــــــــ[21 - 06 - 09, 11:58 ص]ـ
السلام عليكم لدي هذا الاسناد ولم اعثر على ترجمة للراوي المعلى بن ميمون فجزى الله من ساعدني
حدثنا علي بن سعيد الرازي قال نا عبد السلام بن عمر الجني قال نا المعلى بن ميمون قال نا داود بن ابي هند عن الشعبي عن أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن النخل فقال تلك الراسخات في الوحل والمطعمات في المحل
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[21 - 06 - 09, 02:30 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هو معلى بن ميمون المجاشعي:
قال ابن حبان في الثقات ج7 ص493
معلى بن ميمون المجاشعي أخو مطر بن ميمون يروى عن مطر الوراق روى عنه أحمد بن عبد الله الغداني والبصريون يخطىء إذا حدث من حفظه.
و قال أبوحاتم الرازي (8/ 335) ضعيف الحديث.
قال العقيلي في الضعفاء الكبير (ج4 ص216):معلى بن ميمون بصري منكر الحديث
قال الإمام الذهبي في ميزان الاعتدال في نقد الرجال (ج6 ص478)
معلى بن ميمون المجاشعي بصري يقال له الخصاف عن يزيد الرقاشي ومطر الوراق وعنه أزهر بن جميل ومحمد بن يحيى البصري
قال النسائي والدارقطني متروك
وقال أبو حاتم ضعيف الحديث
وقال ابن عدي أحاديثه مناكير.
ـ[ابو ايمن السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 09:47 م]ـ
بارك الله فيك اخي الحبيب ابي عامر ونفع الله بك ورزق الله العلم النافع والولد الصالح
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:41 م]ـ
اللهم آمين،و فيك بارك و نفع و رزقك العلم الناقع و الولد الصالح(27/118)
ما معنى قرينة الاختصاص عند المحدثين؟ وما هو مدى تطبيقها في مجال النقد الحديثي؟
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[21 - 06 - 09, 01:10 م]ـ
إخواني ما معنى قرينة الاختصاص عند المحدثين؟ وما هو مدى تطبيقها في مجال النقد الحديثي؟ مع التوضيح بمثال إن أمكن.
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[23 - 06 - 09, 02:07 م]ـ
هل تعني أن للمحدث رواة مختصين به من حيث الحفظ أو الملازمة الشديدة له.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 11:03 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، فقرينة الاختصاص معناها أن يكون الراوي مختصاً بشيخه أكثر من غيره، أي أنه كثير الملازمة له، والاختصاص بشيخ معين يجعل الراوي وإن لم يكن في الدرجة العليا من الثقة ممن يقبل تفرده في ذلك الشيخ، والأخبار الدالة على اختصاص بعض الرواة ببعض الشيوخ كثيرة يمكن لبعض طلبة العلم أن يجمع في ذلك مؤلفاً، ومن تلك الأخبار ما يلي:
قال عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي (187هـ أو بعدها) (): "ربما رأيت سفيان الثوري يجيء إلى الأعمش، فيقول: سلامٌ عليكم، فيقول: سفيان بن سعيد؟ فيقول: نعم، فيقول: خذ بيدي، فيأخذ بيده، فيدخله، فيحدثه ويدعنا" ().
وقال الحافظ يعقوب بن شيبة (262هـ): "سمعت محمد بن عمر قال سمعت علي بن المديني يقول قلت لعثمان بن عمر بلغني أن روح بن عبادة أخذ منك كتاب عمران بن حدير؟، فقال لي عثمان: أنا والله استعرت من روح بن عبادة كتاب عمران بن حدير، قال علي: وقلت لأبي عاصم النبيل: رأيت روح بن عبادة عند ابن جريج؟ فقال: أنا رأيت روح بن عبادة عند ابن جريج!!، ابن جريج صير لروح بن عبادة كل يوم شيئاً من الحديث يخصه به" ().
وكان عثمان بن جبلة (200هـ) والد عبدان شريكاً لشعبة بن الحجاج ()، وكان شعبة قد تزوج بأم عثمان، وقال ابن عدي: "وقيل لعثمان بن جبلة: من أين لك هذه الأحاديث الغرائب عن شعبة؟، قال: كنت ربيبه فكان يخصني بها" ().
وقال عبدان بن صالح الأنطاكي سمعت أحمد بن حنبل يقول: "جعل يحيى بن سعيد القطان لابن أبي خدويه () ولمحمد بن حاتم السمين () كل يوم ثلاثين حديثاً" ().
وقال المزي (742هـ) في ترجمة سليمان بن صالح المعروف بسلمويه (قبل 210هـ) (): "قال أبو رجاء محمد بن حمدويه صاحب تاريخ المراوزة (306هـ) () قال أبو علي محمد بن علي المروزي (261هـ) (): كان ابن المبارك (181هـ) يخصه بالحديث، سمع من ابن المبارك نحو ثماني مائة حديث، مما لم يقع منه في الكتب" ().
والأخبار في ذلك كثيرة، وأولى الناس بالاختصاص بالمحدث أقاربه، وأهل بيته، وأصهاره.
ولذلك نجد المحدثين يقبلون تفردات العدول من الأقارب والأصهار عن شيوخهم، بخلاف غير العدول، وإن خصهم بعض أهل العلم بالحديث، كعمر بن هارون عن ابن جريج ()، وعمرو بن حكام عن شعبة ()، وغيرهما.
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[24 - 06 - 09, 03:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله أخي الحبيب سعيد اتمنى أن نتعارف شخصيا أنا د. منصور الشرايري مدرس في جامعة البلقاء التطبيقية كلية إربد الجامعية
وثانيا: فتح الله عليك الأمثلة التي ذكرتها ممتازة، ولكن تبادر إلى ذهني شيء آخر يتعلق بقرينة الاختصاص غذ السؤال عام كما ترى، فالذي خطر لي لأول وهلة أن يكون الراوي مختصا بعلم معين، وهنا يقدم قوله في مجال النقد الحديثي على غيره، والأمثلة كتيرة، منها اختصاص ابن إسحاق والواقدي بالسيرة، واختصاص السمعاني بالأنساب، واختصاص أصحاب ابن عباس في التفسير، واختصاص عاصم بن أبي النجود وحفص بالقراءات، مع أن هؤلاء جميعا في الحديث ليسوا من المتخصصين، وفي أكثرهم كلام عند المحدثين، عدا أصحاب ابن عباس منهم من هو مختص. فما هو رأيكم بارك الله فيكم
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:20 ص]ـ
مرحبا بالدكتور الكريم منصور الشرايري.
أولاً: التعرف من دواعي سروري.
ثانياً: بالنسبة لما أبديته لم أستوعبه جيداً، لأن سؤال الأخ إنما هو - فيما أحسب - في تقديم بعض روايات الرواة على بعض بسبب الاختصاص بالشيخ، وقد بين ذلك من خلال استفساره في المشاركة الثانية، فإن كان المقصود بتقديم المختص بعلم معين تقديم روايته فلا أظن أحداً يقبل ذلك حتى يكون المختص عدلاً ضابطاً اللهم إلا أن تكون روايته في علمه الذي اختص به، وإن كان المقصود بتقديم المختص تقديم نقده على نقد غيره من نقاد الحديث فمقبول إن كان ذلك في علمه الذي اختص به، وأما تقديم روايته أو نقده بشكل مطلق فلا أظنه صواباً، على أن القول في ذلك كله يحتاج إلى تفصيل.
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[25 - 06 - 09, 01:18 ص]ـ
نعم أخي سعيد أقصد ما ذكرته من تقديم بعض الروايات على بعض، أما ما ذكره الأخ منصور فقد تحدثت عنه في رسالتي الماجستير ((سوء الحفظ وأثره في قبول الحديث ـ دراسة تأصيلية تطبيقية)).
أخي سعيد لو تكرمت علينا بأمثلة أخرى بارك الله فيك.
¥(27/119)
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[25 - 06 - 09, 04:04 ص]ـ
الأخوة سعيد وحبيب حفظهما الله
بالنسبة لسؤال الأخ حبيب فقد كان عاما وحتى استفساره التالي لم يوضح مقصوده إذ هو مجرد سؤال.
ولكن هل لي أن أسأل من أتيت بهذا المصطلح - اعني قرينة الاختصاص-.
أما ما ذكره الأخ سعيد في رده علي فالمقصود بكلامي ما جاء بعد قولك اللهم .... فالراوي المختص بعلم معين إذا روى ما هو من اختصاصه وهو ثبت فيه، وإن كان متكلما فيه من جهة الحديث، فكلامه يقبل حتى لو خالفه من هو أوثق منه في الجملة، ألا ترى ان الشافعي يقول الناس عالة في السيرة على ابن إسحاق، مع أن ابن إسحاق فيه كلام مشهور عند أهل الحديث إلا أن السيرة اختصاصه وهو حجة فيها.
أما وقد تبين المراد من مقصود الأخ حبيب فعندي أمثلة أخرى، منها اختصاص حماد بن سلمة في ثابت البناني، واختصاص شعبة بالأعمش وقتادة، وللمزيد راجع شرح العلل لابن رجب فهو موضوع لهذا
بارك الله فيكما وحياكم الله
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:53 م]ـ
الاخوة الاكارم - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته -
في الحقيقة عندما قرأت عنوان الموضوع تبادر لذهني ما تبادر لذهن الاخ ابي جعفر وذلك لأن سؤال الاخ حبيب - احبه الله - كان عاما, وعلى كل حال انا لم اكتب هذه المشاركة لأجل الموضوع فقد اتضح مقصود اخينا وتمت الاجابة عنه
الاخ سعيد - رعاه الله - سوف اكتب لك رسالة على الخاص فأنا قد كتبت لك مشاركة في موضوع تقريظ الدكتور الكبير حمزة حيث ذكرت هناك انني اكتب في موضوع الاعلال بما ليس بقادح عند المحدثين واظن ان موضوعي يتفق مع موضوع رسالتك من حيث منهجية البحث - والله اعلم -
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[26 - 06 - 09, 12:29 ص]ـ
أخي سعيد: أسعد الله أيامك
هل يعرف الاختصاص فقط بالملازمة والقرابة من المحدث، وتصرخصيص الشيخ لأحد الرواة بشيء مع تصريحه به، أم أن هناك أموراً أخرى.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 07:05 م]ـ
عفواً أخي لم أفهم كلامك
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 08:14 م]ـ
أي كيف نعرف أن هذا الراوي مختص بالشيخ الفلاني؟ بتصريح الأئمة أن هذا الراوي من الملازمين للشيخ، أو من الحافظين لحديثه، أو أن يكون بلديه أو غير ذلك. وإلا كيف يعرف الاختصاص؟
مرة أخرى شكراً لك على الفوائد الطيبة.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 11:19 م]ـ
الحمد لله، أحسب أن الاختصاص بالشيخ يعرف بكثرة ما عند التلميذ من حديث شيخه، والمسألة مفروضة مع مراعاة العلم بالثقة، وذلك يعرف بالتتبع، فإما أن تعلم اختصاص التلميذ بالشيخ من نصوص الحفاظ على ذلك، ونصوصهم ليست محصورة في ذكر كلمة الاختصاص بل هناك عبارات كثيرة تدل على أن فلاناً من المختصين بالشيخ الفلاني، وإما أن تعرف ذلك بتتبع الكتب المشهورة كالكتب الستة عن طريق الحاسوب، أو كتب المسانيد، كمسند أحمد، فإنه يعتني بحديث الراوي عن شيخه ويوردها في مكان واحد، أو مسند البزار فإنه يرتب روايات مسند الصحابي على التراجم، وكذا الطبراني في الكبير، فيقولون مثلاً ما رواه نافع عن ابن عمر، وما رواه مالك عن نافع، ويسوقون الأحاديث، وهكذا، أو عن طريق تحفة الأشراف فإنه مرتب على طريقة المسانيد إلا أنه خاص بالكتب الستة.
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[28 - 06 - 09, 01:48 م]ـ
يا اخ سعيد - اسعدك الله في الدنيا والاخرة - ارسلت لك رسالة على الخاص منذ فترة ولم تجب فهل تتكرم بالاجابة ان كنا نسحق من ذلك
مع وافر الشكر والمحبة
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[28 - 06 - 09, 10:40 م]ـ
الحمد لله، أحسب أن الاختصاص بالشيخ يعرف بكثرة ما عند التلميذ من حديث شيخه، والمسألة مفروضة مع مراعاة العلم بالثقة، وذلك يعرف بالتتبع، فإما أن تعلم اختصاص التلميذ بالشيخ من نصوص الحفاظ على ذلك، ونصوصهم ليست محصورة في ذكر كلمة الاختصاص بل هناك عبارات كثيرة تدل على أن فلاناً من المختصين بالشيخ الفلاني، وإما أن تعرف ذلك بتتبع الكتب المشهورة كالكتب الستة عن طريق الحاسوب، أو كتب المسانيد، كمسند أحمد، فإنه يعتني بحديث الراوي عن شيخه ويوردها في مكان واحد، أو مسند البزار فإنه يرتب روايات مسند الصحابي على التراجم، وكذا الطبراني في الكبير، فيقولون مثلاً ما رواه نافع عن ابن عمر، وما رواه مالك عن نافع، ويسوقون
¥(27/120)
الأحاديث، وهكذا، أو عن طريق تحفة الأشراف فإنه مرتب على طريقة المسانيد إلا أنه خاص بالكتب الستة.
أخي سعيد هل يمكن أن تتكرم بذكر بعض العبارات الدالة على أن فلاناً من المختصين بالشيخ الفلاني.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[28 - 06 - 09, 11:28 م]ـ
الأخ الكريم أبا تميم سيصلك طلبك قريباً إن شاء الله.
الأخ الكريم حبيب الدين، العبارات كما ذكرت لك كثيرة، منها ما هو صريح، ومنها ما ليس كذلك؛
فمن الصريح أقوال الأئمة الكثيرة جداً في ترجيح تلميذ على غيره من التلاميذ، كتقديم بعض الأصحاب على بعض، أو كتعداد طبقات أصحاب الراوي وتقديم بعضهم وتأخيرهم بعضهم الآخر، كقول بعض أهل العلم بأن أيوب أو مالك أو عبيد الله العمري أوثق في نافع من فلان، وكقول بعض أهل العلم بأن أصحاب الزهري مالك وابن عيينة ويونس ومعمر وهكذا.
ومن غير الصريح ما يستنبط من أقوال الأئمة في تراجم الرواة وما يذكر من أخبارهم، وسوف أسوق لك بعض ذلك؛
1 - قال أبو معاوية الضرير، وهو من أحفظ الناس لحديث الأعمش: "لقيني سفيان الثوري بعد موت الأعمش، فقال لي: كيف أنت يا محمد؟ كيف حالك؟ ثم قال لي: سمعت من الأعمش كذا؟ قلت: لا، قال: فسمعت منه كذا؟ قلت: لا، فجعل يحدثني بأحاديث كأنه علم أني لم أسمعها".
فمذاكرة الثوري لأبي معاوية وإرادته الإغراب عليه يدل على أن الرجلين مكثران عن الأعمش.
2 - قال إسماعيل بن عبد الرحمن الأزدي: "سمعت أبا عاصم يقول: ظننت أني قد حملت كل شيء عند ابن جريج، فلما مات كنا على القبر فنظر إلِيَّ سفيانُ، فقال: يا ضحاك، تحفظ عن عطاء كره صلاة المكتوبة في قلب الكعبة؟ قلت: لا، قال: حدثني صاحب القبر".
وهذا الأثر مثل سابقه يدل على أن أبا عاصم والثوري من أكثر الناس حديثاً عن ابن جريج إلا أن الناس لا يختارون الرواية عن الثوري عن ابن جريج من أجل العلو.
قال إسماعيل: "فحدثت ابن داود - يعني عبد الله بن داود بن عامر وهو من أصحاب مسعر المعدودين - بهذا الحديث، فقال: كان سفيان صاحب ذا، ظننت، أي أنا ووكيع ومحمد بن بشر لم نبق عند مسعر شيئاً، فلما مات مسعر أخبرنا سفيان بثلاثة أحاديث عن مسعر، ليس مع أحد منا منها شيء".
3 - ومن طريف ما يستدل به على ذلك أيضاً قول سليمان الشاذكوني قال: "دخلت الكوفة نيفا وعشرين دخلة، أكتب الحديث، فأتيت حفص بن غياث، فكتبت حديثه.
فلما رجعت إلى البصرة وصرت في بنانة لقيني ابن أبي خدويه، فقال لي: يا سليمان من أين جئت؟ قلت من الكوفة، قال: حديث من كتبت؟ قلت: حديث حفص بن غياث، قال: أفكتبت علمه كله؟ قلت: نعم، قال أذهب عليك منه شيء؟ قلت: لا.
قال: فكتبت عنه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبش فحيل، كان يأكل في سواد وينظر في سواد ويمشي في سواد؟ قلت: لا، قال: فأسخن الله عينك، أيش كنت تعمل بالكوفة؟!.
قال: فوضعت خرجي عند النرسيين، ورجعت إلى الكوفة، فأتيت حفصاً، فقال: من أين؟ قلت: من البصرة، قال: لم رجعت؟ قلت: إن ابن أبي خدويه ذاكرني عنك بكذا وكذا، قال: فَحَدَّثَنِي، ورجعت، ولم تكن لي حاجة بالكوفة غيرها".
والأخبار في ذلك كثيرة لو أراد أحد جمعها لكانت مجلداً.
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[09 - 11 - 09, 08:30 م]ـ
ماذا يمكن أن نكتب عن الاختصاص غير ما ذكر هنا؟ هل تدخل مراتب الثقات في هذا الموضوع؟ وأعتقد أنه تندرج تحت الاختصاص قرائن أخرى، فهل هناك أحد من الإخوة من يفيدنا حول هذا فإنني أعد بحثاً يتعلق بهذا الموضوع.
ولكم جزيل الشكر
ملاحظة: أفتقد الدكتور سعيد بن محمد المري زمن. بالسلامة إن شاء الله.
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[10 - 11 - 09, 06:33 م]ـ
الرجاء المساعدة من إخواننا أهل الملتقى فعل فكرة أو ملاحظة تخدم البحث(27/121)
تعارض الحكم على الحديث عند المتقدمين والمتأخرين للخضير
ـ[همام النجدي]ــــــــ[21 - 06 - 09, 11:49 م]ـ
تعارض الحكم على الحديث عند المتقدمين والمتأخرين
الشيخ: عبد الكريم الخضير
وإذا حصل الخلاف بين الأئمة المتقدمين بأن ضعفوا حديثاً كما هنا، وجاء شخص من المتأخرين وصحح هل يقبل قوله مع قول الأئمة المتقدمين أو العكس؟ هم صححوا وهو ضعف، يعني يتصور أن يضعفوا وهو يصحح، لماذا؟ لأنه قد يكون أطلع على ما يقوي الحديث من طرق وشواهد أو متابعات، متابعات أو شواهد، مما خفي عليهم، أما إذا اتفق الأئمة المتقدمون على تضعيف الحديث أو تصحيحه فليس لمن جاء بعدهم أن يخالفهم، وإذا حصل الخلاف بينهم، صححه بعضهم وضعفه آخرون فللرأي فيه مجال، وللاجتهاد فيه مسرح، إذا اتفقوا على تصحيح أو تضعيف فليس لأحد كلام ممن جاء ... ؛ لأنهم المعول عليهم، وإذا اختلفوا على حد سواء فللاجتهاد مسرح، للمتأخر أن يرجح، وإذا وجد التصحيح من واحد أو اثنين، ولا يعرف قول للبقية هل هم مصححون أو مضعفون كما هنا، فالمتأخر إن كان لديه من الأهلية، الأهلية وش معنى الأهلية؟ الأهلية تتفاوت شخص يصحح حديث، يدرس سنده ويصححه، ولا إشكال فيه هذا أمر سهل، يتأهل لذلك كثير من طلبة العلم.
اخواني لم يتضح لي كثيرا" كلام الشيخ فهل من موضح
ـ[كريم حسين عيد]ــــــــ[22 - 06 - 09, 12:45 ص]ـ
إخواني في الله هل هذه القواعد على العموم أم تحتاج إلى بعض التخصيص!!؟؟
ـ[كريم حسين عيد]ــــــــ[22 - 06 - 09, 12:46 ص]ـ
أعتقد أن الأمر ليس بهذه البساطة ويحتاج إلى كثير من التوضيح
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[22 - 06 - 09, 01:20 ص]ـ
أخي همام كلام الشيخ الخضير مافيه إشكال
فهلا تكرمت ببيان المشكل عليك فيه بالضبط
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[22 - 06 - 09, 01:32 ص]ـ
بارك الله فيكم
هنا فائدة:
إذا اختلف المتقدم والمتأخر في مسألة فقول من يُقدم؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=114226)
وهنا:
هذا إسناد لم يقف عليه الإمام ... ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=177146)
ـ[باحثة]ــــــــ[22 - 06 - 09, 02:26 ص]ـ
أظن والله أعلم انه يعني ان المتأخرين قد يجمدون على قواعد نظريه معينه ويطبقونها في كل المواضع ولو كانت القرآئن تأبى تطبيق هذه القاعدة في هذا الموضع
وهذ مثال لا ادري ان كان يصلح ولكن اطرحه لعله يوضح الصورة
عن كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت ابن أبي قتادة أن أبا قتادة دخل فسكبت له وضوءا فجاءت هرة فشربت منه فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت كبشة: فرآني أنظر إليه، فقال: أتعجبين يا ابنة أخي، فقلت: نعم، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنها ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات.
التخريج:
أخرجه أبو داود في سننه في كتاب الطهارة، باب سؤر الهر [1/ 184]، (76) والترمذي في جامعه في كتاب الطهارة، باب ما جاء في سؤر الهرة [ص48] (92) وابن ماجه في سننه في كتاب الطهارة، باب الوضوء بسؤر الهرة والرخصة في ذلك [ص70] (367)، والنسائي في الصغرى في كتاب الطهارة، باب سؤر الهرة [1/ 55]، (68) عن مالك () عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة () عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة عن كبشة بنت كعب بن مالك به
رجاله ثقات أما حميدة () وخلتها كبشة بنت كعب () فقيل أنهما في حيز الجهالة، وقد ذكرهما ابن حبان في الثقات ()، وقال ابن حجر عن الأولى: مقبولة ().
مقبوله -عند ابن حجر-اي حيث تتابع وإلا تكون لينة الحديث، ولم يتابعها احد في الروايه عن كبشة بحسب علمي.
، وقد صحح هذا الحديث جمع من العلماء منهم البخاري () و الترمذي () والحاكم () والعقيلي () وابن حبان () وابن حجر () وغيرهم.
والحديث معروف وقد بنى عليه الكثير من الفقهاء طهارة سؤر الهرة ..
فلو جاء احد من المتأخرين وضعف الحديث لجهالتهم بحال حميدة وكبشة، والجهالة من اسباب الضعف، يكون خالف جمع من العلماء المتقدمين
ـ[ابو اليمن ياسين الجزائري]ــــــــ[21 - 11 - 09, 03:05 م]ـ
اذا اختلف المتقدم والتاخر؟؟
هذا عام جدا لابد من تحديد , لكن اظن انه اذا لم تكن زيادة علم عند المتاخر , مثل ان يقول المتقدم لا يروى الا من طريق فلان ويستدرك المتاحر عليه طربقا آخر وجب الاخذ بالعلم الزائد , لكن في باب التعليل المتقدمون.
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[21 - 11 - 09, 05:51 م]ـ
ينحصر كلام الشيخ في صورتين:
الصورة الأولى: حديث اتفق المتقدمون على تصحيحه، ولا مخالف لهم فيه
الصورة الثانية: حديث اختلف فيه المتقدمون
أما الأولى فمحلها الإجماع، والإجماع حجة بلا خلاف. فلا يقبل قول أحد يخالف الإجماع
أما الثانية فما دام الخلاف قائما، فالمجال فيه فسحة لكل من كان متؤهلا في نقد الرجال. والله أعلم
ـ[بنت الإبراهيم]ــــــــ[21 - 11 - 09, 08:13 م]ـ
يعطيك العافية على نقل كلام شيخنا الفاضل ..
مقصوده اتضح لدي .. ومعلومة استفدت منها ..
نتمنى معرفة ما أشكل عليكم! ..
ودمتم بخير ..(27/122)
من أجناس العلل
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[23 - 06 - 09, 01:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ذكر السيوطي أجناس العلل العشرة ومن بينها ذكر النوع الثالث وهو:
أن يكون الحديث محفوظا عن صحابي ويروى عن غيره لاختلاف بلاد رواته.
كرواية المدنيين عن الكوفيين، كحديث موسى بن عقبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه مرفوعا: (إني لاستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة) قال: هذا إسناد لا ينظر فيه حديثي إلا ظن أنه من شرط الصحيح والمدنيون إذا رووا عن الكوفيين زلقوا.
ارجوا من أخوتي توضيح النوع الثالث وهل العله برواية المدنيين عن الكوفيين أم ينطبق على غيرهم؟؟ وما سبب إنزلاق المدنيين في الروايه عن الكوفيين؟؟؟ وإذا سلمنا بهذا فهل نرد كل اختلاف لادنى اشتباه؟؟
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[24 - 06 - 09, 03:11 ص]ـ
القول فيها والله أعلم أن القاعدة عامة بمعنى أن رواية الغرباء إذا خالفت رواية أهل البلد فإنها لا تقبل، ورواية الكوفيين عن المدنيين من هذا القبيل، فهي مثال وينطبق على غيرها، وقد ذكر العلماء أمثلة على ذلك عن بعض الرواة أنه في رواية أهل بلد معين عنه ضعف، أو في روايته عن أهل بلد معين ضعف، فمثلا رواية إسماعيل بن أبي عياش لا تقبل إلا عن الشاميين، ورواية معمر في البصرة فيها كلام، ونحو ذلك.,
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[24 - 06 - 09, 04:55 م]ـ
جزاك الله خيرا ابو جعفر وفقك الله لما يحب ويرضى
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - 06 - 09, 05:33 م]ـ
يراجع الكتاب القيّم في هذا الباب: (الوهم في روايات مختلفي الأمصار)، للدكتور عبدالكريم الوريكات.
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[26 - 06 - 09, 11:21 م]ـ
جزاك الله خيرا يا اخ محمد بارك الله فيك(27/123)
ما مقصود الإمام ابن خزيمة بقوله " غريب غريب"؟
ـ[افتخار أحمد]ــــــــ[23 - 06 - 09, 08:16 ص]ـ
قد وجدت في صحيح ابن خزيمة رحمه الله في أكثر من 20 موضعا يحكم على الحديث بانه غريب غريب، ولكن لم أفهم ما يقصدبه، فأرجو ممن عنده علم بهدا أن يزودنا به. وله الأجر والمنة.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[23 - 06 - 09, 10:55 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛
فالغرابة في الأصل تطلق على تفرد الراوي بالحديث، وإنما أطلق على التفرد لفظ الغرابة لاستبعاد النقاد وقوعها، أي مع الصحة، وهو من تشبيه حديث المتفرد بالرجل الغريب الذي نزل على قوم لا يعرفونه، يقولون رجل غريب إذا لم يعرفه القوم الذين وجد بين أظهرهم، وهكذا الحديث إذا تفرد به راوٍ ولم يعرف عند غيره من تلاميذ الشيخ قيل فيه غريب، وأكثر الغرائب في الأصل مناكير وأخطاء، لكن الناقد إذا أطلق على الحديث لفظة غريب كان ذلك منه استغراباً للتفرد، دون أن يكون عنده ما يدل على أنه غلط، فإذا تبين غلطه انتفت الغرابة وعرف سبب التفرد حينئذٍ، ولم يطلق الناقد عليه لفظ الغرابة إلا مراعاة للأصل وهو التفرد أو احتمالا لثبوته.
فقول مثل ابن خزيمة في حديث ما هذا حديث غريب غريب، أي أنه حديث فيه تفرد مستغرب، إلا أن احتمال ثبوته قوي، لعدم وجود ما يدل على الوهم فيه.
ومما يدل على ذلك قول جماعة من النقاد إن كان فلان حفظه فهو حديث غريب أي أن احتمال ثبوته قوي، وقد وقفت على مثل هذا القول أعني جملة: (إن كان فلان حفظه فهو غريب) عن عدد من الأئمة منهم؛ أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو حاتم الرازي وموسى بن هارون وابن خزيمة وأبو بكر وأبو علي النيسابوريان والطبراني والدارقطني والحاكم النيسابوري وأبو نعيم الأصبهاني والبيهقي والخطيب البغدادي وغيرهم.
ـ[افتخار أحمد]ــــــــ[24 - 06 - 09, 07:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 11:59 ص]ـ
أي أنه حديث فيه تفرد مستغرب، إلا أن احتمال ثبوته قوي، لعدم وجود ما يدل على الوهم فيه.
معذرة اخي ما معنى احتمال ثبوته قوي
تقصد ثبوت الغرابه ام ثبوت الحديث
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[24 - 06 - 09, 05:12 م]ـ
اتمنى لو توضحون المعنى كلامكم بمثال؟؟؟
لانه إذا ثبت الحديث سيكون غريبا من جهة التفرد،
و كذلك لم أفهم سؤال أخينا الأثري:"تقصد ثبوت الغرابه ام ثبوت الحديث "
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[24 - 06 - 09, 08:31 م]ـ
الحمد لله
الأخ الكريم محمد المصري الأثري
أقصد بأن احتمال ثبوت الحديث قوي، لأن وقوع التفرد لا سيما في الطبقات المتأخرة كثيراً ما يكون على سبيل الوهم، وإطلاق الناقد وصف الغرابة على الحديث يدل على نوع استبعاد لوقوع التفرد، إلا أنه لا يقف على ما يقوي عنده جانب الوهم في الحديث، فيقول غريب، فإذا كرر لفظة غريب، فقال كابن خزيمة: (غريب غريب) دل ذلك على أنه لم يجد فيه ما يدل على الوهم، ومن ثم يكون كأنه قد عجز عن إيجاد علة له، وهذا يقوي جانب الثبوت في الحديث.
قال أبو حاتم في غير ما موضع من كتاب العلل لابنه (1/ 40، 83، 106، 147، 302، 2/ 100): (هذا خطأ كنا نظن أنه غريب ثم تبين لنا علته)، وقال الحسن بن سليمان الفزاري الحافظ الملقب قبيطة في حديث رواه كما في الكامل لابن عدي (4/ 27): (إن لم يكن خطأً فهو غريب).
الأخ عمر بن الشريف
لم أفهم قصدك، لكن أحب أن أبين لك بأن الغرابة وصف لطريق ورود الرواية، بأنه لم يرد إلا من طريق راوٍ واحد، وهذا الوصف لا يستلزم تضعيفاً ولا تصحيحاً، غاية ما فيه أنه يدل على الاستغراب من قبل الحفاظ، فتارة يكون الحديث الذي وصف بالغرابة صحيحاً وتارة يكون ضعيفاً وتارة لا يمكن الجزم بالصحة ولا الضعف إلا أن أكثر الأحاديث التي توصف بالغرابة تكون في الحقيقة مناكير، وهذه النكارة التي تكتشف في كثير من الأحيان تدل على دقة نظر المحدثين، فإن المحدث لا يستغرب الحديث إلا إذا كان على وجل من ثبوته، والله تعالى أعلم.
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[25 - 06 - 09, 12:50 ص]ـ
بارك الله فيك أخينا سعيد المري ووفقك الله لما يحب ويرضى
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[03 - 02 - 10, 05:35 م]ـ
تحقيق عزيز ... حفظ الله شيخي ...
ـ[أنبياء يلديرم]ــــــــ[14 - 02 - 10, 04:28 م]ـ
جزاكم الله ألأخ العزيز سعيد(27/124)
فنون و أمور هامة فى الجرح و التعديل فما أفضل الأبحاث أو الرسائل العلمية أو المصنفات فى هذا الأمر إذ
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 07:28 م]ـ
صحة نسبة قول العالم فى المحدث أو الراوى إلى هذا العالم من أهم المباحث فى علم الرجال أو الجرح و التعديل
فما أفضل الأبحاث أو الرسائل العلمية أو المصنفات فى هذا الأمر إذا وجدت؟
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:22 م]ـ
تكلم الشيخ د. إبراهيم اللاحم عن هذه القضية بإسهاب في الفصل الثالث من كتابه (الجرح والتعديل) (ص304 - 456).
وألصَقُ المباحث بما ذكرتَه: المبحثان الأول والثاني: ثبوت النقل عمن نُسب إليه (ص308 - 347)، وسلامة النص (ص348 - 374).
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 04:52 ص]ـ
بارك الله فيكم
و لكن هل من رسالة أو أي شئ تناول هذا الأمر بالتفصيل أى توسع فى ذكر كل الأمثلة للأقوال التى لا تصح نسبتها للأئمة؟
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 05:55 م]ـ
] أكرر سؤالى
هل يمكن تحميل رسالة تتناول هذا الشأن بتفصيل و دقة:تتوسع فى ذكر كل الأمثلة للأقوال التى لا تصح نسبتها للأئمة؟
و من الأمور التى تدل على أهمية هذا الفن الخطأ الذى وقع فيه السيوطى حينما حكم على حديث ((أبى و أباك فى النار)) الذى رواه مسلم بالضعف معتمداً على رواية لم تثبت ولم تصح - بل هى موضوعة كما يبدو - فى تضعيف حماد بن سلمة و صحفه التى كان يدون فيها مروياته عن شوخه
و لمتابعة هذا بالتفصيل تجدوا هذا المقال على هذا الرابط:
http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=56527
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 02:54 م]ـ
] أكرر سؤالى
هل يمكن تحميل رسالة تتناول هذا الشأن بتفصيل و دقة:تتوسع فى ذكر كل الأمثلة للأقوال التى لا تصح نسبتها للأئمة؟
http://forum.islamacademy.net/showthread.php?t=56527
ألا يوجد فى الملتقى من يشمر عن ساعد الجد و يتحفنا بأى معلومة عن هذا الأمر
ما أشد أهميته فى دراسة علم الحديث الشريف .. فما بالى لا أرى أحداً يبالى بجوابى!!!
ما السبيل إلى معرفة هذا الفن؟!
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 02:59 م]ـ
تكلم الشيخ د. إبراهيم اللاحم عن هذه القضية بإسهاب في الفصل الثالث من كتابه (الجرح والتعديل) (ص304 - 456).
(ص348 - 374).
أحب أن أضيف أن هذا الكتاب لم أجده على الشبكة حينما بحثت عنه منذ مدة
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 07 - 09, 03:45 م]ـ
أحب أن أضيف أن هذا الكتاب لم أجده على الشبكة حينما بحثت عنه منذ مدة
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=782
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[19 - 07 - 09, 09:51 ص]ـ
حمل الكتاب المرفق، ففيه نماذج للموضوع المطروح.
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[24 - 07 - 09, 05:00 م]ـ
شكراً لكما
أتمنى المزيد حتى نستوعب هذا الفن بقدر الإمكان
بالنسبة لتحميل كتاب د.ابراهيم اللاحم من المكتبة التوفيقية فالرابط لا يعمل هناك
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[26 - 07 - 09, 10:41 ص]ـ
المكتبة التوفيقية! أين هي؟ لا تستعجل في كتابة المشاركات.
ـ[المنتبه]ــــــــ[02 - 08 - 09, 02:54 م]ـ
ضوابط الجرح والتعديل
مع دراسة تحليلية لترجمة
إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي
تأليف
شيخنا الدكتور
عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم العبد اللطيف
رحمه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=96846
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[19 - 09 - 09, 01:20 ص]ـ
بارك الله فيكم
ولكن هل من رسالة تتوسع فى ذكر أكبر عدد ممكن من الرواة فى هذا الشأن
ـ[أبو البراء السبعاوي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 07:06 م]ـ
من المناسب العودة الى أوائل التي ألفت في علم الرجال، ففيها أسانيد واضحة
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[06 - 11 - 09, 03:49 م]ـ
من المناسب العودة الى أوائل التي ألفت في علم الرجال، ففيها أسانيد واضحة
ولكن هل سلمت تلك المصنفات من الأخطاء فى نصها؟
و هل سلمت من أمور مثل عدم صحة نسب الكتاب لمؤلفه؟
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[13 - 11 - 09, 04:49 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ابو اويس التراثي]ــــــــ[13 - 11 - 09, 06:37 م]ـ
أخى الكريم عبد الله
لأخينا الشيخ حازم الشربيني -أبو محمد_
كتاب نفيس في الباب
اسمه المدخل للجرح والتعديل
قدم له الشيخ حاتم الشريف
وقال عنه: أنه خطى خطوة للأمام بعلم الجرح والتعديل
بارك الله فيك
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 10:38 م]ـ
بارك الله فيك أخى الكريم
فهل يمكن تحميل هذا الكتاب؟ وهلا وضعتم روابط له؟
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[06 - 02 - 10, 01:31 م]ـ
للفائدة:
أرجو الإهتمام: كيفية تحقيق أساس شديد الأهمية لعلم الجرح و التعديل ( http://www.ahlalathr.net/vb/showthread.php?t=4168)
ولاسيما تلك المشاركة:
http://www.ahlalathr.net/vb/showpost.php?p=19840&postcount=12
¥(27/125)
ـ[أبو عبد المعين]ــــــــ[09 - 02 - 10, 02:10 ص]ـ
أخي عبد الله
ادع الله لي أن انتهي من رسالة الماجستير وسأهديك المبحث الأول والذي فيه ماتطلب بتطبيق لابأس به
وعنوان المبحث/عدم ثبوت الجرح/
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[09 - 02 - 10, 12:10 م]ـ
بارك الله فيك أخى الكريم ووفقك و أعانك على أن تكملها على خير وجه و أن تتقنها خير إتقان.
و أتمنى أن تتوسع و تستوعب قدر الإمكان فى الجانب التطبيقى , و أن تتقنها من الناحية العلمية , و ألا تتعجل إلا إذا لم تؤثر العجلة فى مدى إتقان العمل بالرسالة.
ـ[أبو عبد المعين]ــــــــ[12 - 02 - 10, 02:55 م]ـ
أخي عبد الله
رسالتك الخاصة لم استطع قراءتها لعدم امتلاكي الرصيد من المشاركات فابعثها غير مأمور على
khalafo@maktoob.com
أو اقترح على إدارة الملتقى خفض الرصيد لقراءة الرسائل الخاصة (ابتسامة)
ـ[أكرم بلعمري]ــــــــ[12 - 02 - 10, 10:49 م]ـ
هناك رسالة دكتوراه تقارب هذا الموضوع في اليرموك بالأردن عنوانها على ما اعتقد: ظاهرة اختلاف النقل عن الامام أحمد، تفيدك من ناحية اختلاف الروايات عنه
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[13 - 02 - 10, 06:14 م]ـ
الأخ أكرم
هل هذه الرسالة على النت؟
هل تعرف منهج الباحث فيها؟ إذا كنت تعلم فهلا ذكرته بالتفصيل؟
بارك الله فيك
الأخ أبو عبد المعين
سأراسلك قريباً بطريقة أخرى (غير الرسائل الخاصة) إن شاء الله
ـ[أكرم بلعمري]ــــــــ[14 - 02 - 10, 09:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أخي أبا المعين للأسف هذه الرسالة لا توجد على النت، فقط عليك بالاستعانة بالاخوة الذين يدرسون في جامعة اليرموك، صاحب الرسالة هو د. عبد الحميد قوفي أعانك الله
بالمناسبة أخي هل من اقتراحات لموضوع دكتوراه واحبذه دراسة معاصرة فانا في ضيق جراء صعوبة الاختيار
أخوك أكرم
ـ[أبو عبد المعين]ــــــــ[15 - 02 - 10, 09:10 ص]ـ
الأخ أكرم- أكرمك الله-
أنت تقصدبكلامك الأخ عبدالله؟
ـ[أكرم بلعمري]ــــــــ[15 - 02 - 10, 10:46 م]ـ
حياكم الله إخوتي
بالفعل أقصد الاخ عبد الله لأنه السائل عن رسالة الدكتوراه، فيا أهل الاردن اعينوا أخاكم
تحياتي
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[19 - 02 - 10, 06:17 م]ـ
االأخ الكريم أكرم وفقك الله
أعتذر على تأخر إجابتى فإنى لم أدخل الملتقى إلا اليوم!
لدي بالفعل مجموعة من الأفكار التى يمكن أن تفيدك بشأن تحضير رسالة الدكتوراة ولكنها بقدر صعوبة تنفيذها وإحتياجها لمجهود بقدر أهميتها وكونها جديدة (أخبرك بما تيسر منها مما أتذكره إن شاء الله)
ومن أهمها ما سأذكره فى هذه المشاركة فاقرأها أخى الكريم حتى آخرها:
تعلم أخى الكريم أن بعض (أو ربما الكثير والله أعلم) المصنفات و الكتب التراثية .. الإسناد إلى مصنفها أو مؤلفها به مقال , حيث أن بعض نساخها من المتأخرين (بالعصر العباسى الثانى مثلاً) أو أن بعض رواتها الأوائل لا يعرف حالهم من الضبط ... مما يدخل فى القلب الواعى و العقل النابه أن التصحيف أو التحريف لهذه النسخة الأصلية أمراً وارداً و ممكناً.
لذا إبتكر العلماء - على ما سمعت - أسلوب آخر غير إثبات صحة الكتاب بالسند إلى مؤلفه , وذلك من أجل التيقن من سلامة النص و النسخة الأصلية عبر العصور إلى أن وصلت إلينا
, وكذلك من أجل إثبات صحة نسب الكتاب لمؤلفه .. وتلك الطريقة هى:
إستقراء مدى توافق و تشابه ما نقله المصنفون عبر العصور فى كتبهم نقلاً عن مصنَّف معين , وذلك فى المسألة الواحدة بهذا المصنَّف المنقول عنه.
مثال: هناك عدة كتب تخصصت فى نقل أقوال ابن معين فى الرواة مثل تاريخ ابن معين برواية عباس الدوري أو ابن محرز , و غيرهما , و لقد تعددت تلك الروايات فى صورة كتب مختلفة الأسماء.
فيأتى الباحث وينقل نقول العلماء - فى مختلف كتبهم و مصنفاتم - لأقوال ابن معين فى أحد الرواة , فيبدأ بجمع ما كتبوه عن قول ابن معين فيه فى رواية عباس الدوري , و مقارنة مدى إتفاقهم أو إختلافهم فى نقل هذا القول
ثم يصنع الباحث نفس الأمر مع رواية ابن محرز , ثم غيره و هكذا.
و الفن كله جديد و فريد , و أحدث ما فيه أخى الكريم أنك ستصنع موسوعة لتحقيق صحة كل المصنفات التى تخصصت فى نقل أقوال ابن معين مثلاً , فتكون بذلك قد ضربت طائرين بحجر واحد
¥(27/126)
أى أنك مع تحقيق صحة العام مما ورد فى تلك المصنفات, و تحقيق أنها لم ينالها التصحيف أو نالها شئ منه , أو الكثير ..
فسوف تقوم أيضاً بتحقيق صحة نسب القول للعالم فى الراوى ضمنياً , فضلاً عن تحقيق ما سبق.
و بهذا تكون قدمت قدوة و اصبحت من أوائل من خاضوا غمار هذا الفن الصعب , و لكن حذارى أخى الكريم من قلة الإتقان أو التسرع ,
و اعلم - و أنا لاأتهمك أخى الكريم - أن التحيز و الهوى فى هذا الشأن و إخفاء الحقائق التى تتبين لك من خلال البحث حتى لا تُشكك فى مدى دقة النص و المتن لمُصنَّف هام أو شهير تخشى من إتهامه بوقوع التصحيف فيه .. أمر ليس من الأمانة العلمية فالتحذير من الأخطاء و كشف و بيان الأمور المختَلَف فيها أمر من أشد المهام العلمية أهمية و من أجَل مهام الأمانة العلمية , والله رقيبنا جميعاً وهو الشهيد على كل قول او عمل.
ملاحظات هامة:
==========
أخى الكريم يجب أن تسلك فى هذا الفن مسلك من يبحث عن شواهد و متابعات للحديث الضعيف حتى يقويه بها ,
و على هذا يجب ألا تكون تلك الشواهد شديدة الضعف أو ضعيفة.
و إليك الملاحظات هامة التالية:
1) كلما زاد إتفاق تلك الكتب الآخذة عن المصدر و المصنَّف محل الدراسة فى المسألة الواحدة .. كلما زاد التيقن و التثبت من صحة هذا المصدر و عدم تعرضه للتحريف و التصحيف عبر العصور ,
فضلاً عن التثبت من صحة نسبه لمؤلفه بهذه الطريقة (وهو الأمر الأقل أهمية مما سبق).
لذا أرجو التوسع قدر الإمكان فى الجانب التطبيقى و ضرب الأمثلة , وهى فى حالتنا تلك مثل ذكر أكبر قدر ممكن من النقول من الكتب المختلفة (و ياليتها - أى تلك الكتب - تكون صحيحة النسب غير مصحفة حتى لا نكون كمن يدور بدائرة مفرغة) وتلك النقول أخذها مصنفى تلك الكتب من المصدر محل الدراسة , و ذكر مدى إتفاقهم أو إختلافهم فيما نقلوه أو فى المسألة الواحدة التى نقلوها عن المصدر المذكور.
2) إذا كانت تلك الكتب و المصنفات التى إشترك أصحابها فى النقل عن المصنَّف محل الدراسة موثقة النسب لأصحابها , ولا خلاف فى ذلك أو شك , مشهورة بذلك ... فهذا مستحسن للغاية هذا إن لم يكن شرطاً أساسياً.
3) كلما كان المصنَّف الذى يمثل المتابعة أو الشاهد - على صحة (او عدم) ثبوت و نقاء النص للنسخة الأصلية من الأوهام و التحريفات - قريب العهد بالمصدر محل الدراسة .. كلما كان ذلك أمعن فى إثبات ماهو الصواب , و أكثر إثباتاً و بياناً للنص الأصلى للنسخة الأصلية للمصدر محل الدراسة.
هذا و بالله التوفيق , و أرجو إذا أردت توضيح أى شئ غامض أن تسأل كما تشاء , و سأجيب بقدر فهمى , وفقنا الله و إياكم لخدمة الإسلام و المسلمين
ـ[أكرم بلعمري]ــــــــ[19 - 02 - 10, 06:46 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله دريد حقي تحية طيبة مباركة مني إليك
أشكرك على اهتمامك وأسأل الله العظيم ان يجزيك عني خير الجزاء
أما بخصوص الفكرة التي طرحتها فتبدو والله اعلم في غاية التشويق للبحث فيها لذا اطلب منك أخي الكريم تزويدي بعنوانك البريدي الالكتروني حتى يتسنى لي التواصل معك بشكل كبير ومناقشة ما طرحته
وعنواني الخاص هو: AKRAMBELL19@HOTMAIL.FR
وهذا لمزيد من التوضيح حول الموضوع للوصول إلى أرضية اتفاق حوله وعن محاوره الاساسية
أخي الكريم أنا في انتظار مراسلتك
فلك مني ولأهل الملتقى جزيل الشكر والعرفان وخالص الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[19 - 02 - 10, 06:52 م]ـ
من الملاحظات أيضاً:
============
4) كلما زاد عدد المسائل أو النقول و النصوص المتفق عليها بالكتب التى تعد كشواهد للمصدر محل الدراسة .. كلما زاد التيقن من صحة ودقة هذا المصدر و بُعده عن التحريف. و العكس صحيح أى كلما زاد إختلاف هؤلاء الناقلين قل التيقن من الأمور السالفة الذكر.
5) يجب أن يكون المصدر محل الدراسة فى إسناده لمؤلفه مقال (من حيث ضبط رواته و ليس فقط عدالتهم) , أو متكلم فى صحة نسبه للمؤلف أو متهم بأى صيغة أو شكل , حتى يكون للبحث فائدة علمية للتأكيد على ما سبق أو نفيه.
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[19 - 02 - 10, 06:54 م]ـ
بارك الله فيك ووفقك
أفعل إن شاء الله
ولكن هل أرسل لك البريد برسالة خاصة أم ماذا؟
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[19 - 02 - 10, 07:13 م]ـ
أخى
أرسلت لك بريدى برسالة خاصة فهل وصلك؟
وكتبت فيها سبب عدم تمكنى من فتح بريدى فى الوقت الحالى.
ـ[أكرم بلعمري]ــــــــ[19 - 02 - 10, 11:57 م]ـ
أخي عبد الله رسالتك وصلت لكنني لم اتمكن من قراءتها بسبب عدم بلوغ النصاب من المشاركات في الملتقى يسمح لي بتلقي رسائل خاصة
أرجوا أن تعيد إرسالها مرة اخرى وتحاول فتح بريدك الالكتروني
في انتظار ذلك تقبل تحياتي
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[21 - 02 - 10, 02:43 ص]ـ
أخى أكرم
الحمد لله تمكنت من فتح بريدى الليلة و أرسلت لك رسالة بها عنوان بريدى
يمكنك مراسلتى و أنا فى الخدمة لأى سؤال
وفقك الله
و السلام عليكم
¥(27/127)
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[21 - 02 - 10, 06:23 ص]ـ
وفى هذا الرابط فائدة كبيرة لموضوع تحقيق صحة نسب الكتب و غيره:
من أجل صحة تحقيق تراثنا العظيم: كيفية علاج قضية صحة نسب الكتب لمؤلفيها , و أخطاء النساخ و الرواة!! ( http://www.ahlalathr.net/vb/showthread.php?t=4212)
نقاش علمي مفيد للغاية بملتقى الأثر
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[13 - 03 - 10, 02:32 م]ـ
وفى هذا الرابط فائدة كبيرة لموضوع تحقيق صحة نسب الكتب و غيره:
من أجل صحة تحقيق تراثنا العظيم: كيفية علاج قضية صحة نسب الكتب لمؤلفيها , و أخطاء النساخ و الرواة!! ( http://www.ahlalathr.net/vb/showthread.php?t=4212)
نقاش علمي مفيد للغاية بملتقى الأثر
بل وفيه فائدة فى موضوعنا الذى نحن بصدده هنا
ولا سيما فى تلك المشاركات ففيها توضيح للفكرة المقصودة من كيفية التأكد من قول العالم فى الراوى إذا لم يصح السند الى العالم:
http://www.ahlalathr.net/vb/showpost.php?p=19967&postcount=20
http://www.ahlalathr.net/vb/showpost.php?p=20007&postcount=22
http://www.ahlalathr.net/vb/showpost.php?p=20008&postcount=23
http://www.ahlalathr.net/vb/showpost.php?p=20509&postcount=27
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[19 - 03 - 10, 05:12 م]ـ
فاتنا جميعاً أمرهام للغاية:
لو أن صحة نسب القول للعالم فى الراوى او ثبوت الجرح او التعديل لا يحتاج لكل ما ذكرنا من فحص الأسانيد الى العالم المتكلم فى الرجال ... و يمكن الإكتفاء بسبر مرويات الراوى لمعرفة حاله ...
أو استقراء قول عالم ما فيه من خلال سبر المصنفات التى ذكرت هذا القول ....
فإن هناك بعض الأمور الأخرى بعلم الرجال و الحديث و التى لم تصل إلينا إلا من خلال رواية أقوال العلماء , و كثير منها شديد الأهمية مثل: معرفة ما إذا سمع راوى ممن روى عنه أم لم يسمع منه.
ومن لا يعرف أهمية هذا الملون بالأحمر فهو لا يعرف شيئاً فى علم الجرح و التعديل بل و فى علم الحديث و الرواية كله!!
إنظروا الى كتاب المراسيل ستجدون جله روايات بأسانيد من المصنف إلى المحدثين و العلماء يذكر أقوالهم فى: هل سمع الرواة من غيرهم ما يروونه عنهم أم لا , وهو كتاب شديد الأهمية إلا أنه يعتمد على الروايات و الأسانيد
[/ FONT][/SIZE] و مثال ذلك قوله فى المراسيل لابن أبى حاتم [/ FONT][/SIZE] :
بَابُ شَرْحِ الْمَرَاسِيلِ الْمَرْوِيَّةِ عَنِ النَّبِيِّوَعَنْ أَصْحَابِهِ وَالْتَّابِعِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَمَنْ بَعْدَهُمْ عَلَى حُرُوفِ الْهِجَاءِ
بَابُ الْأَلِفِ
إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ
(16) أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْقَزْوِينِيُّ، فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَانِئٍ الْأَثْرَمُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ:
" لَمْ يَسْمَعْ إِبْرَاهِيمُ الْنَّخَعِيُّ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ حَدِيثَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ فِي الْمَسْحِ "
و كما ترون هذا إسناد ليس بالقصير , و هناك أمثاله الكثير حتى خارج هذا الكتاب!!
و بالرغم من كونها (أوربما الكثير منها) ليست أسانيد طويلة إلا أنها لا يمكن الجزم من خلوها من الأخطاء و الضعف إلا بمراجعتها و فحصها لأن المحدثين يتساهلون فى أسانيد الآثار غير المرفوعة كما هو معلوم
فما بالكم بالأسانيد الطويلة مثل الإسناد الذى ذكر أعلاه؟!!
و أعتقد أن أى طريقة أخرى للتيقن من سلامة تلك الروايات و الأسانيد ستكون أصعب من النهج الذى ذكرته , فإنى أظن أن مراجعة الأسانيد هو أسلمها و أيسرها
والله أعلم
بارك الله فيكم
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 03:39 ص]ـ
هل من جديد؟
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[13 - 06 - 10, 05:40 م]ـ
مصطلحات الجرح والتعديل المتعارضة للدكتور جمال أسطيري
لم أجده على الشبكة!!!
ألفاظ وعبارات الجرح والتعديل بين الأفراد والتكرير والتركيب ودلالة كل منها على حالة الراوي والمروي للدكتور أحمد معبد
http://www.waqfeya.com/search.php
فيهما أمثلة قوية وكثيرة ومؤصلة
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[14 - 06 - 10, 12:37 ص]ـ
شكرا لك لإهتمامك
ولكن أيها الكرام الأمر يتعلق أكثر بالتحقق من ثبوت قول العالم فى الراوى جرحاً و تعديلا ,
و ثبوت ما قيل عن حقيقة سماع الراوى ممن فوقه سواء كان شيخه او لم يكن , روى عنه حقاً أو لم يرو عنه(27/128)
أين قال ابن الملقن أنه يعني بالغريب ما لا يعلم من رواه؟
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[25 - 06 - 09, 12:49 م]ـ
ذكروا ذلك في موسوعة الدرر السنية في درجة أحد الأحاديث التي كنت أبحث في درجتها, وأنه ذكره في مقدمته, وقد راجعته سريعا فلم أقف عليه.
أرجو نقل عبارته أو الإحالة على الموطن الذي ذكرها فيه لغرض التوثيق.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:18 ص]ـ
يتفق الزيلعي وابن الملقن في التعبير عن عدم عثورهما على الحديث على الوجه الذي يذكره المرغيناني والرافعي، بعبارة"غريب" قال الحافظ ابن قطلوبغا:" غير أنه -أي الزيلعي-يقول لما لم يجده: حديث غريب، وهو اصطلاح غريب، فعله أيضا العلامة أبو حفص عمر بن الملقن، في تخريج أحاديث الرافعي، فالله أعلم، هل تواردا أو أخذ أحدهما عن الآخر". ()
وراجع مقدمة تخريج ابن الملقن للرافعي الكبير ومقدمة المحقق
ـ[عبد الله الحمراني]ــــــــ[27 - 06 - 09, 06:25 م]ـ
يراجع البدر المنير لابن الملقن:
1/ 473، 479، 520، 601، 666، 683.
2/ 221، 304، 598.
3/ 55،
وغيرها.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[28 - 06 - 09, 06:24 ص]ـ
بارك الله فيك
لو تحيلني على شيء يفيد ذلك في مقدمة ابن الملقن يكون أقرب لتحقيق مرادي
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[12 - 07 - 09, 04:10 م]ـ
هل من مجيب؟(27/129)
ـ هل يُصحَّح الحديث الضعيف بجريان العمل؟
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 02:51 م]ـ
ـ يُراجَع للفائدة هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26689
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[27 - 06 - 09, 02:15 ص]ـ
اما تصحيحه فلا، وأما العمل به فمقبول إذا جرى العمل عليه عند العلماء كافة بلا خلاف معتبر بينهم، ومن هذا حديث صلوا خلف كل بر وفاجر، لا يصح مع أن العمل عليه، ونحوه إن لم أكن مخطئا حديث هو الطهور ماؤه - اي البحر - الحل ميتته،
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:16 م]ـ
اخي ابا عبدالله في المرفقات تقرير فيه دراسة لحديثين ضعيفين عملت بهما الامة
ارجو ان تنتفع بذلك على انني اقول ان العمل هذا لا يسلم من نقد
ـ[حمود الكثيري]ــــــــ[27 - 06 - 09, 03:16 م]ـ
الطهور ماؤه - اي البحر - الحل ميتته،
لا أخي يبدو أنك مخطئاً فالحديث صحيح كما ذكر ذلك الإمام الألباني رحمه الله انظر السلسلة 1/ 786
فقد تكلم عليها الشيخ بما يروي الغليل
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[27 - 06 - 09, 04:54 م]ـ
الأخوة الكرام معنى المقصود بجريان العمل بالحديث الضعيف هو أن العلماء متفقون على ما فيه من العمل وليسوا متفقين على العمل فيه، بمعنى أن العمل سابق على هذا الحديث الضعيف، وليس عملا به، وعليه فليس هذا من باب العمل بالحديث الضعيف، وإنما من باب أن الحديث الضعيف جاء موافقا لعمل العلماء، والفرق كبير مع التحقيق.
ـ[ابو تميم عبدالله]ــــــــ[27 - 06 - 09, 06:03 م]ـ
اخي ابا جعفر - حفظه الله ورعاه -
لقد احسنت حيث فرقت بين تصحيح الضعيف والعمل به, لكن قولك: (أن العلماء متفقون على ما فيه من العمل وليسوا متفقين على العمل فيه)
فإن كان قصدك بـ (العمل فيه) اتخاذه حجة فقولك السابق دقيق وهو تفريق حسن, وان كان قصدُك العملَ بالمعنى الذي تضمنه الحديث فهو عين قولك: (على ما فيه من العمل) , لكن لاحظ في المشاركة الاولى كان كلامك منصبا على ان المراد بالجملة (العمل فيه) العمل بالمعنى الذي تضمنه الضعيف
والحقيقة ان الضعيف له ثلاثة احوال هي:
1 - الضعيف المنجبر بتعدد الطرق بشرط ان تكون الطرق جابرة لمحل الخلل فهذا هو الحسن الذي اصطلح على تسميته عند المتأخرين بالحسن لغيره, وبعض اهل العلم يضم الى الطرقِ الشواهدَ, لكن يجب الحذر عند التصحيح بالشواهد فإنه ينبغي ان يغلب على الظن ان الشواهد تعود الى واقعة واحدة او قول واحد
2 - الضعيف الذي ليس له طرق ولا شواهد لكنه تضمن معنى دلت السنة على اصله ثم زاد معنى اخر يتعلق بفضل العمل او اجره او ما شابه ذلك, وهذا الذي يذكر في باب العمل بالضعيف في فضائل الاعمال وفيه الخلاف المشهور والمعروف لديكم, مثل حديث قيام ليلتي العيد - ان لم تخن الذاكرة - فالقيام ثابت في السنة وهذا الحديث اختص بليلتي العيد
3 - الضعيف الذي لا يصح وليس في السنة ما يدل على معناه لكن جرى العمل بمقتضاه عند اهل العلم مثل حديث صلوا خلف كل بر وفاجر, فهذا الحديث لا يصح بمعناه اي حديث لكن عملت الامة به لموافقته الاصول العامة, وقد ذكرت بعضا منها في التقرير المرفق في المشاركة السابقة
فهذان القسمان (2, 3) لا يقال ان الحديث صحيح لكن يعمل بمعناه فقط دون الجزم بصحة الحديث او حسنه
والله اعلم
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:14 ص]ـ
هل من سبيل إخواتي الفضلاء
لنقل بعض كلام الأئمة حول ذلك (أعني عدم الذهاب لتصحيحه مع العمل)؟
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[29 - 06 - 09, 11:40 ص]ـ
هل من سبيل إخواتي الفضلاء
لنقل بعض كلام الأئمة حول ذلك (أعني عدم الذهاب لتصحيحه مع العمل)؟
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
نعم أخي يمكن لنا نقل كلام أهل العلم في هذه المسألة، ولعلَّ أشهر من تكلم في هذا الموضوع حافظ المغرب ابن عبد البر رحمه الله تعالى، حيث قال على حديث البحر: هو الطهور ماؤه الحل ميتته0 قال ما نصه: (16/ 218 - 219) 0
" وهذا الحديث لا يحتج أهل الحديث بمثل إسناده وهو عندي صحيح لأن العلماء تلقوه بالقبول له والعمل به ولا يخالف في جملته أحد من الفقهاء وإنما الخلاف في بعض معانيها "0
وقال عن حديث جابر بن عبد الله بإسناد لا يصح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدينار أربعة وعشرون قيراطا، ما نصه: (20/ 145) 0
¥(27/130)
" وهذا الحديث وإن لم يصح إسناده ففي قول جماعة العلماء به وإجماع الناس على معناه ما يغني عن الإسناد فيه والقيراط "0
ومن يراجع سنن الإمام الترمذي رحمه الله تعالى يراه كثيراً ما يضعف الحديث من حيث الإسناد، ثم نراه يقول:والعمل على هذا عند أهل العلم "0وهذه بعض الأمثلة من كلام الإمام الترمذي رحمه الله تعالى:
1 - أخرج في سننه: (رقم188) 0من طريق حنش عن عكرمة عن ابن عبَّاس أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: من جمع الصلاتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر 0فقال معلقاً:
" و حنش هذا هو أبو على الرحبي وهو حسين بن قيس وهو ضعيف عند أهل الحديث ضعفه أحمد وغيره والعمل على هذا عند أهل العلم أن لا يجمع بين الصلاتين إلا في السفر أو بعرفة "0
2 - أخرج في سننه: (رقم199) 0من طريق عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي عن زياد بن نعيم الخضرمي عن زياد بن الحرث الصدائي قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أؤذن في صلاة الفجر فأذنت فأراد بلال أن يقيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أخا صداء قد أذن ومن أذن فهو يقيم0
قال معلقاً على هذا الحديث:
" وحديث زياد إنما نعرفه من حديث الإفريقي و الإفريقي هو ضعيف عند أهل الحديث ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره قال أحمد لا أكتب حديث الإفريقي قال ورأيت محمد بن إسمعيل يقوى أمره ويقول هو مقارب الحديث والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم أن من أذن فهو يقيم "0
3 - واخرج في سننه أيضاً: (رقم261) 0من طريق إسحق بن يزيد الهذلي عن عون بن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ركع أحدكم فقال في ركوعه سبحان ربي العظيم ثلاث مرات فقد تم ركوعه وذلك أدناه وإذا سجد فقال في سجوده سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات فقد تم سجوده وذلك أدناه0
ثم قال معلقاً على هذا الحديث:
" حديث ابن مسعود ليس إسناده بمتصل عون بن عبد الله بن عتبة لم يلق ابن مسعود
والعمل على هذا عند أهل العلم يستحبون أن لا ينقص الرجل في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات "0
4 - وأخرج: (رقم364) 0من طريق ابن أبي ليلي عن الشعبي قال صلى بنا المغيرة بن شعبة فنهض في الركعتين فسبح به القوم وسبح بهم فلما صلى بقية صلاته سلم ثم سجد سجدتي السهو وهو جالس ثم حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل بهم مثل الذي فعل0
قال معلقاً على هذا الحديث:
" وقد تكلم بعض أهل العلم في ابن أبي ليلى من قبل حفظه
قال أحمد لايحتج بحديث ابن أبي ليلى
وقال محمد بن إسماعيل ابن أبي ليلى هو صدوق ولا أروي عنه لأنه لا يدري صحيح حديثه من سقيمه وكل من كل مثل هذا فلا أروي عنه شيئا، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن المغيرة بن شعبة:
رواه سفيان عن جابر عن المغيرة بن شبيل عن قيس بن أبي حازم عن المغيرة بن شعبة
و جابر الجعفي قد ضعفه بعض أهل العلم تركه يحيى بن سعيد و عبد الرحمن بن مهدي وغيرهما
والعمل على هذا عند أهل العلم أن الرجل إذا اقم في الركعتين مضي في صلاته وسجد سجدتين منهم من رأى قبل التسليم ومنهم من رأى بعد التسليم "0
5 - وأخرج: (رقم366) 0من طريق سعد بن إبراهيم قال سمعت أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود يحدث عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الركعتين الأوليين كأنه على الرضف قال شعبة ثم حرك سعد شفتيه بشيء فأقول حتى يقوم؟ فيقول حتى يقوم 0 (والرَضْف: هي الحجارة التي حميت بالشمس أو النار، واحدتها:" رضفة "0وهذا كناية عن تحفيف الجلوس، كما قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى) 0
قال معلقاً على هذا الحديث:
" هذا حديث حسن إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه
والعمل على هذا عند أهل العمل يختارون أن لا يطيل الرجل القعود في الركعتين الأوليين ولا يزيد على التشهد شيئا "0
ولو سردنا ما قاله الإمام الترمذي رحمه الله تعالى في هذا الصدد لضاق بها المكان، بيد أنَّ ما ذكرته من أمثلة يكفي للإستدلال على هذا القاعدة، بأنَّ الحديث الضعيف إذا تلقته الأمة بالقبول فإنَّه يعمل به، بل ذهب الحافظ ابن حجر إلى وجوب العمل به حيث قال في النكت على ابن الصلاح ما نصه:
" من جملة صفات القبول التي لم يتعرض لها شيخنا:" يعني العراقي "0أن يتفق العلماء على العمل بمدلول حديث، فإنَّه يقبل ويجب العمل به0
قال: وقد صرح بذلك جماعة من أئمة الأصول، ومثَّل ذلك بمثالين:
أحدهما: حديث: لا وصية لوارث0
وثانيهما: حديث: الماء إذا تغير لونه أو طعمه أو ريحه يصير نجساً0
لم يثبت إسنادهما إلاَّ أنَّ العلماء لم يختلفوا في قبولهما "
وفي ذلك يقول الحافظ السخاوي في فتح المغيث: (1/ 288 - 289) 0
" وكذا إذا تلقت الأمه الضعيف بالقبول يعمل به على الصحيح حتى أنه ينزل منزله المتواتر في أنه ينسخ المقطوع به ولهذا قال الشافعي رحمه الله في حديث لا وصيه لوارث إنه لا يثبته أهل الحديث ولكن العامه تلقته بالقبول وعملوا به حتى جعلوة ناسخا لآيه الوصيه له "0
والعمل بالحديث الضعيف إذا لم يكن في الباب ما يدفعه، مذهب جماهير الفقهاء والعلماء كالإمام أحمد وأبي حنيفة والشافعي وغيرهم، وفي ذلك يقول الحافظ السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه الفذ:" فتح المغيث "0ما نصه: (1/ 288)
" لكنه احتج رحمه الله - أي الإمام أحمد - بالضعيف حتى لم يكن في الباب غيرة وتبعه أبو داود وقدماه على الرأي والقياس يقال عن أبي حنيفه أيضا ذلك وإن الشافعي يحتج بالمرسل إذا لم يجد غيرة "0
وقد ذهب الحافظ ابن جزم في كتابه الأحكام: (6/ 792) 0وابن القيم في كتابه إعلام الموقعين: (1/ 32) 0إلى أنَّ الحديث الضعيف أولى عند أبي حنيفة من الرأي والقياس0
أعتذر لكم إخوتي على هذه الإطالة00والله أسأل لي لكم الإخلاص والسداد في القول والعمل0
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
¥(27/131)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 09:12 م]ـ
بارك الله فيكم
طائفة من الأحاديث الضعيفة تقوّت بتلقي الأمة لها بالقبول:
1/ حديث تلقين الميت، وفيه: "يا فلان بن فلانة"، ذكره ابن القيم في مقدمة "الروح" والشنقيطي في أضواء البيان في تفسير قوله تعالى: "وإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين".
2/ صحيفة عمرو بن حزم، وفيها جملة من الأحكام الفقهية، ذكره في أضواء البيان في تفسير قوله تعالى: "ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا".
((3/ "لا وصية لوارث".
4/ وقوله في البحر: "هو الطهور ماؤه، الحل ميته".
5/ وقوله: "إذا اختلف المتبايعان في الثمن والسلعة قائمة تحالفا وترادا البيع".
6/ وقوله: "الدية على العاقلة". وإن كانت هذه الأحاديث [من 3 إلى 6] لا تثبت من جهة الإسناد، ولكن لما تلقتها الكافة عن الكافة غنوا بصحتها عندهم عن طلب الإسناد لها.
7/ فكذلك حديث معاذ [لما بعثه إلى اليمن، وفيه "أجتهد رأيي ولا آلو"] لما احتجوا به جميعاً غنوا عن طلب الإسناد له)). اهـ من إعلام الموقعين.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[22 - 07 - 09, 02:17 ص]ـ
7/ فكذلك حديث معاذ [لما بعثه إلى اليمن، وفيه "أجتهد رأيي ولا آلو"] لما احتجوا به جميعاً غنوا عن طلب الإسناد له)). اهـ من إعلام الموقعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليتك يا أخي تفرق هنا بين عمل البعض به وبين الاجماع على معنى الحديث
فحديث معاذ هذا أنت متفق معي على تضعيفه سنداً
لكن هل هو صحيح متناً؟
فلو عملت بمتنه لحرمت عليك ميتة البحر وميتة الجراد
وحرام عليك أكل الطحال والكبد لأنهما دمان
فإذا نظرت في القرآن وجدتَ قول الله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ ... } البقرة173
* إنما يجب النظر في القرآن والسنة في آن واحد *
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[22 - 07 - 09, 06:13 ص]ـ
اما تصحيحه فلا، وأما العمل به فمقبول إذا جرى العمل عليه عند العلماء كافة بلا خلاف معتبر بينهم، ومن هذا حديث صلوا خلف كل بر وفاجر، لا يصح مع أن العمل عليه، ونحوه إن لم أكن مخطئا حديث هو الطهور ماؤه - اي البحر - الحل ميتته،
الحديث الثاني صحيح
قصدك اخي الكريم: اذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث ... الحديث
بإختلاف الفاظه طبعا، فهذا الحديث لا يسلم لكن من اخر من حسن هذا الحديث الشيخ ابو اسحاق الحويني -حفظه الله- في بذل الاحسان
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[22 - 07 - 09, 11:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليتك يا أخي تفرق هنا بين عمل البعض به وبين الاجماع على معنى الحديث
فحديث معاذ هذا أنت متفق معي على تضعيفه سنداً
لكن هل هو صحيح متناً؟
فلو عملت بمتنه لحرمت عليك ميتة البحر وميتة الجراد
وحرام عليك أكل الطحال والكبد لأنهما دمان
فإذا نظرت في القرآن وجدتَ قول الله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ ... } البقرة173
* إنما يجب النظر في القرآن والسنة في آن واحد *
الكلام أعلاه منقول بحرفه من إعلام الموقعين
أما النظر إلى المتن كما تفضلت فليست كما قلتَ، إنما هو ترتيب للأدلة باعتبار حجيتها؛ فالقرآن ثم السنة ثم القياس، وهذا لا خلاف فيه، يبقى أن نتساءل عن كيفية النظر في القرآن؟
فما بيّنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من القرآن وعلِمه معاذ أخذ به، وهنا الحكم مستفاد من القرآن
وما سنّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ابتداءً وعلمه معاذ أخذ به، وهذا الحكم مستفاد من سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، والله اعلم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 - 07 - 09, 01:21 ص]ـ
الكلام أعلاه منقول بحرفه من إعلام الموقعين
أما النظر إلى المتن كما تفضلت فليست كما قلتَ، إنما هو ترتيب للأدلة باعتبار حجيتها؛ فالقرآن ثم السنة ثم القياس، وهذا لا خلاف فيه،
لا يا أخي بل المتن ليس في ترتيب الأدلة بحسب حجيتها
بل هو في ترتيب الأدلة بحسب أخذ الأحكام منها
¥(27/132)
متنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن قال كيف تقضي إذا عرض لك قضاء قال أقضي بكتاب الله قال فإن لم تجد في كتاب الله قال فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في كتاب الله قال أجتهد رأيي ولا آلو فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله).
فما معنى " فإن لم تجد " يا أخي إبراهيم؟
يبقى أن نتساءل
عن كيفية النظر في القرآن؟
فما بيّنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من القرآن وعلِمه معاذ أخذ به، وهنا الحكم مستفاد من القرآن
وما سنّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ابتداءً وعلمه معاذ أخذ به، وهذا الحكم مستفاد من سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، والله اعلم
بل الأفضل أن نقول أن المنهج الصحيح هو النظر في القرآن الكريم والسنة الثابتة في آن واحد ولا نقدم القرآن على السنة في ذلك
أخي إبراهيم وجدتُ كلاماً نفيساً للعلامة الألباني - رحمه الله -
قال - رحمه الله -:
(إن حديث معاذ هذا يضع للحاكم منهجا في الحكم على ثلاث مراحل لا يجوز أن يبحث عن الحكم في الرأي إلا بعد أن لا يجده في السنة ولا في السنة إلا بعد أن لا يجده في القرآن.
وهو بالنسبة للرأي منهج صحيح لدى كافة العلماء وكذلك قالوا إذا ورد الأثر بطل النظر.
ولكنه بالنسبة للسنة ليس صحيحا لأن السنة حاكمة على كتاب الله ومبينة له فيجب أن يبحث عن الحكم في السنة ولو ظن وجوده في الكتاب لما ذكرنا فليست السنة مع القرآن كالرأي مع السنة كلا ثم كلا بل يجب اعتبار الكتاب والسنة مصدرا واحدا لا فصل بينهما أبدا كما أشار إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " ألا إني أتيت القرآن ومثله معه " يعني السنة وقوله: " لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض "
فالتصنيف المذكور بينهما غير صحيح لأنه يقتضي التفريق بينهما وهذا باطل لما سبق بيانه
فهذا هو الذي أردت أن أنبه إليه فإن أصبت فمن الله. وإن أخطأت فمن نفسي والله تعالى أسأل أن يعصمنا وإياكم من الزلل ومن كل ما لا يرضيه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين) [منزلة السنة في الإسلام / ص 29]
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[23 - 07 - 09, 02:06 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا سلمى، لو زدتنا من أقوال أهل العلم ثم نتدارسها في غير إثم ولا قطيعة رحم!
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 05:20 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[03 - 08 - 09, 04:05 م]ـ
آمين وإياك يا أخي(27/133)
أبحث عن كتاب الحافظ ابن حجر
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:16 م]ـ
الإخوة الكرام
ذكر العلماء في ترجمة الحافظ ابن حجر أن له كتابا بعنوان: " أفراد مسلم عن البخاري."
فهل من خبر عن هذا الكتاب أو أي معلومة عنه؟
أو أي مؤلف كتب عن ما انفرد به أحد الشيخين.
لا شك أن في كتب الجمع بينهما فوائد.
ـ[حسن بن الشيخ علي وَرْسمه]ــــــــ[02 - 07 - 09, 09:50 ص]ـ
هناك كتاب اسمه " إرشاد القاري إلى أفراد مسلم عن البخاري" للشيخ عبد الله العبيلان" ويقع في مجلدين، طبعته غراس للنشر والتوزيع
وهناك كتاب آخر اسمه " تنبيه الأماني عن أفراد البخاري ولست متأكداً من اسمه، لكنه قريب من هذا
ألفه أحد طلبة العلم باليمن.(27/134)
ما هى شروط تقوية الضعيف بالإعتبارات و الشواهد؟
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 04:50 م]ـ
السلام عليكم
أسئلة هامة أجلتُ طرحها كثيراً .. و لكن أرجو ممن يعلم جوابها - علم اليقين فقط - .. أن يجيب , و ذلك لأهمية هذا المبحث و حساسيته و عدم إحتماله لذكر آراء خاصة إلا إذا كانت إجتهادات علمية مبنية على أسس سليمة
هل يُشترط فى تقوية الحديث الضعيف بالإعتبارات و المتابعات و الشواهد .. أن تكون تلك الأخيرة صحيحة بلا أى نوع من الضعف فى سندها أو متنها؟!
و هل ينطبق هذا على أى حديث ضعيف يحتاج إلى تقويته بهذه الطريقة؟ أم أنه يوجد حد أدنى للضعف فيه؟؟ و إذا إشتُرطَ هذا الحد الأدنى فما حكمة ذلك؟
و هل إتفقت مناهج العلماء القدامى فى تقوية الضعيف بهذه الطريقة؟؟ و هل يوجد للمعتبرين من العلماء المعاصرين أمثال المعلمى منهج مخالف للقدامى فى هذا؟
سؤال أخير:ما الفرق الجوهرى بين المتابعات و الإعتبارات و الشواهد؟ أظنها تستخدم فى نفس الأغراض!!
أظنها أسئلة هامة للغاية و أرجو جوابها بوضوح و إسهاب كى تعم الفائدة
ـ[ابوتميم]ــــــــ[26 - 06 - 09, 07:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنصحك بقراءة كتاب " الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به " للشيخ الدكتور/ عبدالكريم عبدالله عبدالرحمن الخضير
وأهديك هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=146003
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[26 - 06 - 09, 07:31 م]ـ
أخي الكريم ..
فصَّل الأمر في هذه المسألة الشيخ طارق عوض الله في كتابه
(الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات)
فعليك به إن شاء الله
http://www.shamela.ws/pdf.php?bid=10&type=1 (http://www.shamela.ws/pdf.php?bid=10&type=1)
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[26 - 06 - 09, 11:05 م]ـ
للشيخ طارق عوض الله وفقه الله كتاب النقد البناء لحديث أسماء تكلم فيه أيضا على متى يتقوا الحديث بغيره وهو نافع فعليك به
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:53 ص]ـ
الأخ أبو تميم حفظه الله فصلت هذا الأمر بتوسع في رسالتي نظرية الاعتبار عند المحدثين وهي مطبوعة في الدار الأثرية، عمان، وشرح هذا ها هنا يطول، وكتاب الإرشادات نافع جدا في هذا،
ومن جوامع الكلم في هذا المقام: يصحح الحديث بالمتابعات والشواهد إذا تبين من خلال المقارنة والمقابلة بين الطرق مع القرائن المحتفة بالخبر أن نقطة الخلل في الحديث المراد تصحيحه قد سدت.
وهذا يحتاج إلى شرح يطول
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[27 - 06 - 09, 03:02 ص]ـ
ومن جوامع الكلم في هذا المقام: يصحح الحديث بالمتابعات والشواهد إذا تبين من خلال المقارنة والمقابلة بين الطرق مع القرائن المحتفة بالخبر أن نقطة الخلل في الحديث المراد تصحيحه قد سدت.
بارك الله فيك ونفعنا بك ..
هل لك أن تعطينا حديثاً على سبيل الأنموذج
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 08:30 ص]ـ
اخي قاعدة التقوية أن لا تكون الرواية خطأ فإذا كانت خطأ فلا تتقوى ولو كان لها ملييون طريق أما الطريق الضعيفة أم محتملة الضعف فتتقوى بشروطها
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[27 - 06 - 09, 01:54 م]ـ
السلام عليكم
هل يُشترط فى تقوية الحديث الضعيف بالإعتبارات و المتابعات و الشواهد .. أن تكون تلك الأخيرة صحيحة بلا أى نوع من الضعف فى سندها أو متنها؟!
.
.
.
سؤال أخير:ما الفرق الجوهرى بين المتابعات و الإعتبارات و الشواهد؟ أظنها تستخدم فى نفس الأغراض!!
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ليست الإعتبارات نوع من أنواع الحديث حتى يقوى بها الضعيف وإنما هي عملية التتبع والإستقراء والجمع للروايات والتي من نتائجها معرفة المتابعات والشواهد للحديث المراد معرفة حاله ضعفا وصحة.
وأما في التفريق بينها قال العراقي رحمه الله:
الاعْتِبَارُ وَالمُتَابَعَاتُ وَالشَّوَاهِدُ
171. الاعْتِبَارُ سَبْرُكَ الحَدِيْثَ هَلْ شَارَكَ رَاوٍ غَيْرَهُ فيْمَا حَمَلْ
172. عَنْ شَيْخِهِ فَإنْ يَكُنْ شُوْرِكَ مِنْ مُعْتَبَرٍ بِهِ فَتَابِعٌ، وَإنْ
173. شُورِكَ شَيْخُهُ فَفَوْقُ فَكَذَا وَقَدْ يُسَمَّى شَاهِدَاً ثُمَّ إذَا
174. مَتْنٌ بِمَعْنَاهُ أتَى فَالشَّاهِدُ وَمَا خَلاَ عَنْ كُلِّ ذَا مَفَارِدُ
¥(27/135)
175. مِثَالُهُ ((لَوْ أَخَذُوا إهَابَهَا)) فَلَفْظَةُ ((الدِّبَاغِ)) مَا أتَى بِهَا
176. عَنْ عَمْرٍو الاَّ ابنُ عُيَيْنَةٍ وَقَدْ تُوبِعَ عَمْروٌ في الدِّبَاغِ فَاعْتُضِدْ
177. ثُمَّ وَجَدْنَا ((أَيُّمَا إِهَابِ)) فَكَانَ فيهِ شَاهِدٌ في البابِ
هذهِ الألفاظُ يتداولها أهلُ الحديثِ بينَهم.
فالاعتبارُ: أنْ تأتيَ إلى حديثٍ لبعضِ الرواةِ، فتعتبرُه برواياتِ غيرِهِ منَ الرواةِ بسبرِ طُرُقِ الحديثِ ليُعرفَ هلْ شاركَهُ في ذلكَ الحديثِ راوٍ غيرُهُ فرواهُ عنْ شيخِهِ أمْ لا؟
فإنْ يَكنْ شاركَهُ أحدٌ ممَّنْ يُعتبرُ بحديثهِ، أيْ: يصلحُ أنْ يخرجَ حديثُه للاعتبارِ بهِ والاستشهادِ بهِ، فيسمَّى حديثُ هَذَا الَّذِي شاركَهُ تابعاً - وسيأتي بيانُ مَنْ يعتبرُ بحديثهِ في مراتبِ الجرحِ والتعديلِ - وإنْ لمْ تجدْ أحداً تابعَهُ عليهِ عنْ شيخهِ فانظرْ هلْ تابعَ أحدٌ شيخَ شيخِهِ فرواهُ متابعاً لهُ أمْ لاَ؟ إنْ وجدتَ أحداً تابعَ شيخَ شيخِهِ عليهِ، فرواهُ كما رواهُ فسمِّهِ أيضاً تابعاً. وقدْ يسمُّونَهُ شاهداً، وإنْ لمْ تجدْ فافعلْ ذلكَ فيمنْ فوقَهُ إلى آخرِ الإسنادِ حتَّى في الصحابيِّ، فكلُّ مَنْ وُجِدَ لهُ متابعٌ فسمِّهِ تابعاً. وقدْ يسمُّونَهُ شاهداً، كما تقدَّمَ، فإنْ لَمْ تَجدْ لأحدٍ ممَّنْ فَوقَهُ متابعاً عليهِ فانظرْ هلْ أتى بمعناهُ حديثٌ آخرُ في البابِ أمْ لا؟ فإنْ أتى بمعناهُ حديثٌ آخرُ فسمِّ ذلكَ الحديثَ شاهداً، وإنْ لَمْ تجدْ حديثاً آخرَ يؤدِّي معناهُ، فقد عُدِمَتِ المتابعاتُ والشواهدُ. فالحديثُ إذاً فردٌ. قالَ ابنُ حبَّانَ: وطريقُ الاعتبارِ في الأخبارِ، مثالُهُ أنْ يرويَ حمَّادُ بنُ سَلَمَةَ حديثاً لَمْ يُتابعْ عليهِ، عنْ أيُّوبَ، عنِ ابنِ سِيرينَ، عنْ أبي هريرةَ، عنِ النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فيُنْظرَ: هلْ روى ذلكَ ثقةٌ غيرُ أيوبَ، عنِ ابنِ سيرينَ؟ فإنْ وُجِدَ عُلِمَ أنَّ للخبرِ أصلاً يُرْجَعُ إليهِ، وإنْ لَمْ يُوجَدْ ذلكَ، فثِقَةٌ غيرُ ابنِ سيرينَ رواهُ عنْ أبي هريرةَ، وإلاَّ فصحابيٌّ غيرُ أبي هريرةَ، رواهُ عنِ النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فأيُّ ذلكَ وُجِدَ يُعْلَمُ بهِ أنَّ للحديثِ أصلاً يرجعُ إليهِ، وإلاَّ فَلاَ. انتهى. قلتُ: فمثالُ مَا عُدِمَتْ فيهِ المتابعاتُ من هَذَا الوجهِ من وجهٍ يثبتُ ما رواهُ الترمذيُّ منْ روايةِ حمّادِ بنِ سَلَمَةَ، عنْ أيوبَ، عنِ ابنِ سيرينَ، عنْ أبي هريرةَ، أراهُ رَفَعَهُ: ((احببْ حبيبكَ هوناً مَا، … الحديثَ)). قالَ الترمذيُّ: حديثٌ غريبٌ لا نعرفُهُ بهذا الإسنادِ إلاَّ منْ هَذَا الوجهِ. قلتُ: أيْ من وجهٍ يثبتُ، وقدْ رواهُ الحسنُ بنُ دينارٍ، وهوَ متروكُ الحديثِ، عنِ ابنِ سيرينَ، عنْ أبي هريرةَ، قالَ ابنُ عَدِيٍّ في " الكاملِ ": ((ولا أعلمُ أحداً قالَ عنِ ابنِ سيرينَ، عنْ أبي هريرةَ إلاَّ الحسنَ بنَ دينارٍ. ومن حديثِ أيوبَ، عنِ ابنِ سيرينَ، عنْ أبي هريرةَ، رواهُ حمادُ بنُ سلمةَ، ويرويهِ الحسنُ بنُ أبي جعفرٍ، عنْ أيوبَ، عنِ ابنِ سيرينَ عنْ حُمَيدِ بنِ عبدِ الرحمنِ الحِمْيريِّ، عنْ عليٍّ مرفوعاً. انتهى.
والحسنُ بنُ أبي جعفرٍ منكرُ الحديثِ، قالَهُ البخاريُّ.
وقولُهُ: (مثالُه لو أخذوا إهابها)، هذا مثالٌ لما وُجِدَ لهُ تابعٌ وشاهدٌ أيضاً. وهوَ مَا روى مسلمٌ والنسائيُّ من روايةِ سفيانَ بنِ عُيينةَ، عنْ عَمْرِو بنِ دينارٍ، عنْ عطاءٍ، عنِ ابنِ عبّاسٍ، أنَّ رسولَ اللهَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((مَرَّ بِشَاةٍ مَطْرُوحَةٍ أُعْطِيَتْهَا مَوْلاَةٌ لِمَيْمُونَةَ مِنَ الصَّدَقَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أَلاَّ أَخَذُوا إِهَابَهَا فَدَبَغُوهُ فَانْتَفَعُوا بِهِ))، فلمْ يذكرْ فيهِ أحدٌ منْ أصحابِ عمرِو بنِ دينارٍ: فدبغوهُ، إلاَّ ابنُ عيينةَ. وقدْ رواهُ إبراهيمُ بنُ نافعٍ المكيُّ عن عمرٍو، فلمْ يذكرِ الدِّباغَ. وقولُ ابنِ الصلاحِ: ورواهُ ابنُ جريجٍ عن عمرٍو، عنْ عطاءٍ، ولَمْ يذكرْ فيهِ الدِّباغَ، يوهمُ موافقةَ روايةِ ابنِ جريجٍ لروايةِ ابنِ عيينةَ في السندِ وليسَ كذلكَ، فإنَّ ابنَ جريجٍ زادَ في السندِ ميمونةَ فجعلهُ من مسندها. وفي روايةِ ابنِ عيينةَ أنَّهُ من مسندِ ابنِ عبّاسٍ، فلهذا مَثَّلْتُ: بإبراهيمَ بنِ نافعٍ، واللهُ أعلمُ. فَنَظَرنَا هلْ نجدُ أحداً تابعَ شيخَهُ عمرَو بنَ دينارٍ على ذكرِ الدباغِ فيهِ، عنْ عطاءٍ أمْ لاَ؟ فوجدنا أسامةَ بنَ زيدٍ الليثيَّ تابعَ عَمْرَاً عليهِ. ورواهُ الدارقطنيُّ والبيهقيُّ من طريقِ ابنِ وَهْبٍ، عنْ أسامةَ، عنْ عطاءِ بنِ أبي رباحٍ، عنِ ابنِ عبّاسٍ: أنَّ النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قالَ لأهلِ شاةٍ ماتتْ: ((ألا نزعتُمْ إِهَابَهَا فدبَغْتُمُوهُ، فانتَفَعْتُمْ بهِ)).
قالَ البيهقيُّ وهكذا رواهُ الليثُ بنُ سعدٍ، عنْ يزيدَ بنِ أبي حبيبٍ، عنْ عطاءٍ. وكذلكَ رواهُ يحيى بنُ سعيدٍ، عنِ ابنِ جريجٍ، عنْ عطاءٍ.
فكانتْ هذهِ متابعاتٍ لروايةِ ابنِ عيينةَ. ثمَّ نظرْنَا فوجَدْنَا لها شاهداً، وهوَ ما رواهُ مسلمٌ وأصحابُ السُّننِ من روايةِ عبدِ الرحمنِ بنِ وَعْلةَ المصريِّ، عنِ ابنِ عبّاسٍ، قالَ: قالَ رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((أيُّمَا إهَابٍ دُبِغَ فقدْ طَهُرَ)).اهـ
والله تعالى أعلم
¥(27/136)
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 06:11 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[06 - 07 - 09, 05:50 ص]ـ
كتاب الإرشادات كما ذكر فيه الشيخ طارق عوض الله وفقه الله يتناول الجانب الأول من الموضوع وهو شروط صحة المتابعة أو الشاهد
و قال أن الجانب الآخر لم يتحدث عنه فى كتابه , و هو شروط الإعتداد بالمتابعة التى يصح أن تكون متابعة
أى أن الأمر به شقان: شروط صحة المتابعة , و شروط الإعتداد بها و إن صحت
يبدو أن الأمر ليس يسيراً على الإطلاق بل لازال يحتاج الكثير من الدراسة و التأمل
أرجو أن تدلوننا على بحث تناول بتوسع الحديث عن هذا الشق أو الجانب الثانى فى مبحث الإعتبار
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 02:49 م]ـ
أى أن الأمر به شقان: شروط صحة المتابعة , و شروط الإعتداد بها و إن صحت
[ COLOR=#0000ff]COLOR]
أرجو أن تدلوننا على بحث تناول بتوسع الحديث عن هذا الشق أو الجانب الثانى فى مبحث الإعتبار
أرجو الإفادة
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[14 - 10 - 09, 03:01 ص]ـ
كتاب الإرشادات كما ذكر فيه الشيخ طارق عوض الله وفقه الله يتناول الجانب الأول من الموضوع وهو شروط صحة المتابعة أو الشاهد
و قال أن الجانب الآخر لم يتحدث عنه فى كتابه , و هو شروط الإعتداد بالمتابعة التى يصح أن تكون متابعة
أى أن الأمر به شقان: شروط صحة المتابعة , و شروط الإعتداد بها و إن صحت
[ B][SIZE=5][COLOR=#0000ff
أرجو أن تدلوننا على بحث تناول بتوسع الحديث عن هذا الشق أو الجانب الثانى فى مبحث الإعتبار
أكرر طلبى
أرجو المزيد من الإهتمام
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[14 - 10 - 09, 03:24 م]ـ
تقوية الحديث بالشواهد و المتابعات
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7197
ـ[أبو معاوية غالب]ــــــــ[18 - 10 - 09, 06:36 م]ـ
إذا لم يكن سبب ضعف الحديث فسق الراوي أو كذبه فإنه يتقوى بالشواهد والمتابعات كسيء الحفظ أما المرسل والمنقطع والمجهول فقد يتقوى وقد لا يتقوى عند شيخنا الألباني أي بحسب القرائن لذلك لم يقو شيخنا الألباني حديث الغرانيق مع أنه روي من طرق مرسلة.
مع أن من أهل الحديث من قواه.
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[22 - 10 - 09, 10:06 م]ـ
يتقوى الحديث الضعيف إذا كان ضعفه غير شديد، فشدة الضعف تعود على الطعن في عدالة الراوي. أما إذا كان ضعفه لا يتعلق بالعدالة، وإنما كان في ضبطه، فإنه يرتقي إلى مرتبة الحسن عند العلماء، بشرط أن يكون المتابع أو الشاهد مساويا له في المرتبة أو أعلى منه. وكذلك بشرط أن لا يكون الحديث مما أخطأ فيه الراوي وخالف فيه غيره، فيكون بذلك شاذا، فالشاذ لا يرتقي إلى مرتبة الحسن، فالاحتجاج بالمحفوظ لا بالشاذ.
وينبغي التنبيه هنا بأن الحديث قد يكون ضعيفا شاذا في إسناده، ولكن متنه معروف يروى من غير وجه صحيح، فالحديث لا يصح إسنادا، ولكن متنه صحيح محتج به. وهذا يختلف عن حديث شاذ في المتن، فلا يصح إسنادا ومتنا. والله أعلم
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[24 - 10 - 09, 05:34 ص]ـ
يتقوى الحديث الضعيف إذا كان ضعفه غير شديد، فشدة الضعف تعود على الطعن في عدالة الراوي. أما إذا كان ضعفه لا يتعلق بالعدالة، وإنما كان في ضبطه، فإنه يرتقي إلى مرتبة الحسن عند العلماء، بشرط أن يكون المتابع أو الشاهد مساويا له في المرتبة أو أعلى منه. وكذلك بشرط أن لا يكون الحديث مما أخطأ فيه الراوي وخالف فيه غيره، فيكون بذلك شاذا، فالشاذ لا يرتقي إلى مرتبة الحسن، فالاحتجاج بالمحفوظ لا بالشاذ.
وينبغي التنبيه هنا بأن الحديث قد يكون ضعيفا شاذا في إسناده، ولكن متنه معروف يروى من غير وجه صحيح، فالحديث لا يصح إسنادا، ولكن متنه صحيح محتج به. وهذا يختلف عن حديث شاذ في المتن، فلا يصح إسنادا ومتنا. والله أعلم
بارك الله فيك أخي
لم أقرأ في كتب المصطلح شرطية أن يكون المتابع أو الشاهد مساويا له في المرتبة أو أعلى منه فأرجو منك أحسن الله إليك أن ترشدني إلى مصدرك في ذلك كي أزداد علما ولك الأجر إن شاء الله
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[24 - 10 - 09, 11:53 ص]ـ
أخي الحبيب ... أسامة أبو المنذر
قال ابن حجر في النكت وهو يرد على من اعترض على ابن الصلاح (وذلك في النوع الثاني: حسن)، فقال: والجواب عن المصنف أن المثال الذي أورده مستقيم، والذي طولب به قسم من المسألة، وذلك أن الحديث الذي يروى بإسناد حسن لا يخلو إما أن يكون فردا أو له متابع.
الثاني: لا يخلو المتابع إما أن يكون دونه أو مثله أو فوقه، فإن كان دونه فإنه لا يرقيه عن درجته، وإن كان مثله أو فوقه، فكل منهما يرقيه إلى درجة الصحة. (النكت على كتاب ابن الصلاح ص:135 - 136)
فكلام الحافظ وإن كان يتحدث عن ارتقاء الحسن إلى الصحيح، فكلامه في المتابع عام لا يخص الحسن فقط، بل لا يتصور أن يكون الحديث الضعيف بسبب سوء الحفظ يرقيه الحديث الضعيف بسبب غفلة الراوي، أو بسبب اتهام راويه بالكذب.
وقد جاء في كلام السخاوي قوله: ويكون العاضد الذي لا ينحط عن الأصلي .... الخ. (فتح المغيث 1/ 86) فوصف العاضد بعدم انحطاطه عن الأصلي.
وعلق الدكتور صحبي الصالح في كتابه علوم الحديث ومصطلحه على الحسن لغيره: وحسبنا الآن أن نفهم من هذين اللفظين -يعني المتابع والشاهد- مجرد اعتضاد الحسن لغيره برواية أخرى مماثلة تتابع لفظه أو تشهد لمعناه، ليصبح صالحا للاعتبار. (ص:159 ط4،دار العلم للملايين)
¥(27/137)
ـ[الباحث]ــــــــ[24 - 10 - 09, 12:32 م]ـ
هل تعدد طرق الحديث يزيده قوة أو ضعفاً؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=181069
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[24 - 10 - 09, 01:09 م]ـ
[ QUOTE= الباحث;1150442] هل تعدد طرق الحديث يزيده قوة أو ضعفاً؟ [/ QUOTE
أخي الحبيب ... الباحث
ما أشرت إليه من عدم ارتقاء الحديث الضعيف إلى الحسن بسبب الطعن في عدالته أمر لا يكاد يختلف فيه أهل الحديث.
وإنما الخلاف في تطبيق هذه القاعدة على جزئياتها، فهذا يرجع إلى اجتهاد كل عالم. هل يرى ما يراه غيره من العلماء أم لا؟
فحديث طلب العلم فريضة مثلا، فقد رآه بعض العلماء أن بعض أسانيده ليست ضعيفة جدا، فقام بتحسينه بمجموع الطرق، وبعضهم قد لا يرى رأيه. والله أعلم
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 09:40 ص]ـ
إجابة على قولك أخي الحبيب ابراهيم راجع هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39334
والله تعالى أعلم
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[25 - 10 - 09, 02:03 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم الحبيب أبي مسلم
وجزيت الجنة مع النبيين والشهداء والصالحين ... آمين
ـ[رقاء الحديث]ــــــــ[31 - 10 - 09, 12:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
للشيخ الدكتور خالد بن منصور الدريس بحث الدكتوراه باسم: الحديث الحسن لذاته ولغيره، مطبوع في خمسة مجلدات، في الجزء الخامس منه هذه العناوين الرئيسة -وهي بعض الموجود-:
الحديث الحسن لغيره:
- تعريف الحسن لغيره وما يشبهه.
- نشأة الرأي القائل باعتضاد الضعيف وتطوره.
- أنواع الحديث الضعيف الصالح للتقوية ومكان وجوده.
- الاعتبار والرواة المعتبر بهم.
- شروط تقوية الحديث الضعيف. (وهذا أطولها، وأظنه أنفعها فيما تسأل عنه)
- اختلاف المتأخرين في تقوية بعض الضعيف المعتضد بمثله.
-منهج النقاد المتقدمين في الضعيف المعتضد بمثله.
- الخلاف في حجية الحسن لغيره في أحاديث العقائد والأحكام.
وهي مباحث مفيدة جدا، بقلم شيخ حريص متقن فيما نعلمه، وقد انتُفع بهاوالحمدلله.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.
ـ[إبراهيم محمد زين سمي الطهوني]ــــــــ[31 - 10 - 09, 04:57 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأين نجد هذه الرسالة؟
ـ[رقاء الحديث]ــــــــ[01 - 11 - 09, 10:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الكتاب من مطبوعات أضواء السلف في الرياض، مطبوع في 5 مجلدات فاخرة.
تباع بـ 145 ريال سعودي.
وفقكم الله.
ـ[عبد الله دريد حقي]ــــــــ[06 - 11 - 09, 03:44 م]ـ
كتاب الإرشادات كما ذكر فيه الشيخ طارق عوض الله وفقه الله يتناول الجانب الأول من الموضوع وهو شروط صحة المتابعة أو الشاهد
و قال أن الجانب الآخر لم يتحدث عنه فى كتابه , و هو شروط الإعتداد بالمتابعة التى يصح أن تكون متابعة
أى أن الأمر به شقان: شروط صحة المتابعة , و شروط الإعتداد بها و إن صحت
أرجو أن تدلوننا على بحث تناول بتوسع الحديث عن هذا الشق أو الجانب الثانى فى مبحث الإعتبار
أكرر طلبى
و يبدو أن أحداً لم يجيبنى هنا
ـ[معتز ابراهيم]ــــــــ[08 - 11 - 09, 02:56 م]ـ
هل توجد طرق تقوى حديث من صلى الفجر فى جماعة ثم جلس يذكرالله حتى تطلع الشمس(27/138)