ـ[الدارقطني]ــــــــ[23 - 11 - 07, 12:53 م]ـ
841 - يونس بن الحارث. الثقات (9/ 288).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 493 - 494) وقال:"يونس بن الحارث الطائفي، .... ،سئ الحفظ، كثير الوهم، كان يروي عن الثقات الأشياء المقلوبات، لا يعجبني الإحتجاج بما وافق الثقات ظن فكيف إذا انفرد عنهم بالمعضلات".
تنبيه: أنظر كتاب الشيخ مبارك الهاجري (ص338 - 339).
842 - النضر بن زرارة الذهلي أبو الحسن الكوفي، ابن أخي سماك بن الوليد، سكن بلخ، ...... ،روى عنه قتيبة بن سعيد أشياء مستقيمة.الثقات (9213).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1591):"مستقيم الأمر في الحديث".
843 - عاصم بن لقيط بن صبرة العقيلي من أهل الطائف، وهو الذي يقال له: عاصم بن أبي رزين. الثقات (5/ 234).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم969):"من الأثبات في الروايات".
844 - عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان الظفري الأنصاري الأوسي من أهل المدينة، ... ،كنيته أبو محمد. الثقات (5/ 234).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم479):"من سادات الأنصار وعبّادهم".
845 - عاصم بن بشر السلولي.الثقات (5/ 236).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم859):"من خيار أهل الإسلام ومتقنيهم".
846 - أسد بن وداعة الشامي كنيته أبو العلاء، ... ،وكان عابداً. الثقات (4/ 56).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم863):"من عبّاد أهل الشام وقرائهم".
847 - المسيب بن نجبة الفزاري من أهل الكوفة. الثقات (5/ 437).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم819):"من جلّة الكوفيين".
848 - مالك بن مالك، وكان صديقاً لمسروق. الثقات (5/ 388).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 376) وقال:"مالك بن مالك، شيخ يروي عنه أبو إسحاق السبيعي في فضائل عليّ مراسيل ليست بمسانيد كلها مناكير ما لها أصول،لا يجوز الإحتجاج به ولا ذِكر ما روى إلا ّ على جِهة التعجّب".
تنبيه: في الثقات لابن حبان (5/ 390) ما نصّه:"مالك، شيخ يروي عن سلمان، روى عنه أبو إسحاق السبيعي، إن لم يكن مالك بن مالك، فلا ادري من هو".
849 - مسلم بن يسار أبو عبدالله مولى لبني أمية عداده في أهل البصرة، وكان من عبّادها وزهّادها. الثقات (5/ 390).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم644):"من عبّاد التابعين وزهّادهم ممّن كان يلزم التقشّف والتخلّي بالعبادة".
850 - أبو حمزة القصاب، اسمه: عمران بن أبي عطاء، مولى بني أسد، عداده في أهل واسط. الثقات (5/ 218).
قلت: قال ابن حبان في صحيحه (5/ح1739):"أبو حمزة: من متقني أهلها، اسمه: عمران بن أبي عطاء". أقول: قوله:"من أهلها" يعني: البصرة.
يتبع إن شاء الله .....
ـ[الدارقطني]ــــــــ[24 - 11 - 07, 11:55 ص]ـ
851 - علقمة بن أبي علقمة مولى عائشة، واسم أبيه: بلال، سمع أنس بن مالك.الثقات (5/ 211).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم529):"كان من المتقنين"، وذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (7/ 291) وقال:"علقمة بن أبي علقمة،من أهل المدينة،,,,،وكان نحوياًّ يتعاطى الأدب، .. ،وقد روى عن أنس بن مالك أحرفاً فلست أدري أدَلَّسَها عنه أَم سمعها منه".
852 - يعلى بن عبيد الطنافسي الأيادي مولى لهم من، أهل الكوفة كنيته أبو يوسف. الثقات (7/ 653 - 654).
قلت: قال ابن حبان في صحيحه (12/ح5603):"عمر، ويعلى، ومحمد بنو عبيد الطنافسي، كوفيون ثقات".
853 - أبو الأعين. الثقات (7/ 655).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 504) وقال:"أبو الأعين العبدي، ... ،كان ممّن يأتي بأشياء مقلوبة وأوهام معلومة، كان يعمد لها، لا يجوز الإحتجاج به".
854 - أبو بكر بن عياش من أهل الكوفة من عبّادهم، .... ،كان أبو بكر بن عياش من الحفّاظ المتقنين، .... ،لمّا كبر سنّه ساء حفظه فكان يهم إذا روى، .... ،والصواب في أمره مُجانبة ما عُلم أنّه أخطأ فيه، والإحتجاج بما يرويه سواء وافق الثقات أو خالفهم لأنّه داخلٌ في جُملة أهل العدالةِ. الثقات (7/ 668 - 670).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1373):"ممّن كان يهم في الأحايين".
855 - عبدالله بن بكر بن حبيب الباهلي من أهل البصرة كنيته أبو وهب، وقد قيل: أبو محمد. الثقات (7/ 61 - 62).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1285):"من جلّة أهل البصرة".
856 - عسل بن سفيان، .... ، يخطئ ويخالف على قلّة روايته. الثقات (7/ 292).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 188) وقال:"عسل بن سفيان، .... ، كان قليل الحديث، كثير التّفرّد عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات على قلّة روايته، ولا يتهيّأ الإحتجاج بانفراد من لم يسلك سنن العدول في الروايات على قلّة روايته ودخوله في جملة الثقات إن دخل، وهو ممّن أستخير الله فيه".
857 - عياش بن عباس القتباني من أهل مصر كنيته أبو عبدالرحمن. الثقات (7/ 292 - 293).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم) 1510):"من ثقات أهل مصر".
858 - حفص بن عمر المهرقاني من أهل الري، ... ،حسن الحديث يُغرب، كنيته أبو عمر. الثقات (8/ 201).
قلت: قال ابن حبان في المجروحين (1/ 527 - ترجمة: عبدالله بن عبدالعزيز):"حفص بن عمر المهرقاني هذا ثقة متقن من أهل الري".
859 - حماد بن قيراط أخو بشار بن قيراط،من أهل نيسابور، ... ،يخطئ. الثقات (8/ 206).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (1/ 309 - 310) وقال:"حماد بن قيراط، ... ، يقلب الأخبار على الثقات، ويجئ عن الأثبات بالطامات، لا يجوز الإحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الإعتبار".
860 - طاهر بن الفضل بن سعيد، ... ، يخطئ ويخالف. الثقات (8/ 328).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (1/ 491) وقال:"يضع الحديث على الثقات وضعاً، ويقلب الأسانيد، يلزق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة، لا تحلّ كتابة حديثه إلا على جهة التّعجّب".
يتبع إن شاء الله .......
¥(18/395)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[26 - 11 - 07, 10:45 م]ـ
861 - عبدالله بن بحير بن ريسان، من أهل اليمن. الثقات (8/ 331).
قلت: قال ابن حبان في المجروحين (1/ 518 - ترجمة: أبو وائل القاص، اسمه: عبدالله بن بحير الصنعاني):"ثقة".
862 - عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني، كنيته أبو عمرو، .... ، وكان متقناً. الثقات (7/ 238).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1487):"كان متيقّظاً ثبتاً".
863 - عمران بن حدير السدوسي كنيته أبو عبيدة من أهل البصرة. الثقات (7/ 238).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1214):"من حفّاظ أهل البصرة ومتقنيهم".
864 - عمران بن مسلم القصير المنقري من أهل البصرة كنيته أبو بكر، .... ، إلا أنّ في رواية يحيى بن سليم عنه بعض المناكير وكذلك في رواية سويد بن عبدالعزيز عنه. الثقات (7/ 242).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 104 - 105) وقال:"أما رواية أهل بلده عنه فمستقيمة تشبه حديث الأثبات، وأما ما رواه عنه الغرباء مثل سويد بن عبدالعزيز ويحيى بن سليم ففيه مناكير كثيرة، فلست أدري أكان يُدخل عليه فيُجيب أم تغيّر حتى حمل عنه هذه المناكير، على أنّ يحيى بن سليم وسويد بن عبدالعزيز جميعاً يكثران الوهم والخطأ عليه، ولا يجوز أن يُحكم على مسلم بالجرح، وأنّه ليس بعدل إلا بعد السّبر، بل الإنصاف عندي في أمره مجانبة ما روى عنه من ليس بمتقن في الرواية، والإحتجاج بما روى عنه الثقات، على أنّ له مدخلاً في العدالة في جهة المتقنين، وهو ممّن أستخير الله فيه"، وقال ابن حبان أيضاً في المشاهير (رقم1215):"من المتقنين ليس في أحاديثه التي رواها بالبصرة إلا ما في حديث الناس، ما حدّث بمكّة فيها مناكير كثيرة كأنّه يُحدّثهم بها من حفظه فكان يهم في الشئ بعد الشئ، سماع يحيى بن سليم وسويد بن عبدالعزيز عنه كان بمكّة".
865 - أبو طيبة، اسمه: عيسى بن سليمان بن دينار الدارمي من أهل جرجان، .... ،يخطئ. الثقات (7/ 234).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير" (رقم1599):"كان يهم في الأحايين".
866 - عيسى بن يزيد أبو معاذ المروزي. الثقات (7/ 237 - 238) و (8/ 490).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1595):"ولي القضاء بسرخس وكان من العبّاد ".
867 - سفيان بن حسين بن حسن السلمي من أهل واسط، ... ،وأما روايته عن الزهري فإنّ فيها تخاليط يجب أن يجانب، وهو ثقة في غير حديث الزهري، ... ،يجب أن يمحى اسمه من كتاب المجروحين. الثقات (6/ 404).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين كما أشار (1/ 454) وقال:"يروي عن الزهري المقلوبات، وإذا روى عن غيره أشبه حديثه حديث الأثبات، وذاك أنّ صحيفة الزهري اختلفت عليه، فكان يأتي بها على التوهّم، فالإنصاف في أمره تنكّب ما روى عن الزهري والإحتجاج بما روى عن غيره".
868 - سعيد بن أبي عروبة، ... ،مول بني يشكر، كنيته أبوالنضر، ... ،وكان قد اختلط سنة خمس وأربعين ومائة، وبقي خمس سنين في اختلاطه وأحبُّ إليّ أن لا يُحتجّ إلا بما روى عنه القدماء قبل اختلاطه مثل ابن المبارك ويزيد بن زريع وذويهما، ويُعتبر برواية المتأخرين عنه دون الإحتجاج بهما،وكان سماع شعيب بن إسحاق منه سنة أربع وأربعين ومائة قبل أن يختلط بسنة. الثقات (6/ 360).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1249):"من فقهاء أهل البصرة ومتقنيهم، في سماع المتأخرين عنه مناكير وأوهام كثيرة".
869 - سليمان بن يزيد أبو المثنى الكعبي من أهل المدينة. الثقات (6/ 395).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 505) وقال:"أبو المثنى، ... ، يخالف الثقات في الروايات، لا يجوز الإحتجاج به ولا الرواية عنه إلا للإعتبار".
فائدة: قال الدارقطني في تعليقاته على المجروحين (ص295):"اسم أبي المثنى هذا: سليمان بن يزيد الكعبي".
870 - سوار بن داود أبو حمزة، ... ،يخطئ. الثقات (6/ 422).
قلت: انقلب اسمه على ابن حبان وذكره في المجروحين (1/ 355) وقال:"داود بن سوار المزني أبو حمزة، ... ،قليل الرواية، ينفرد مع قلّته بأشياء لا تشبه حديث من يروي عنهم".
تنبيه: كان وكيع يقلب اسمه، يقول:"داود بن سوار".
يتبع إن شاء الله .............
ـ[الدارقطني]ــــــــ[27 - 11 - 07, 08:57 م]ـ
871 - عاصم بن عبدالعزيز الأشجعي. الثقات (8/ 505).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 111) وقال:"كان ممّن يخطئ كثيراً، فبطل الإحتجاج به إذا انفرد".
¥(18/396)
872 - العلاء بن عمرو الحنفي من أهل الكوفة، ... ،ربما خالف. الثقات (8/ 504).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 176) وقال:"شيخ يروي عن أبي إسحاق الفزاري العجائب، لا يجوز الإحتجاج به بحال".
873 - أبو الشعثاء الواسطي، اسمه: علي بن الحسين بن سليمان، وقد قيل: ابن الحسن بن سليمان.الثقات (8/ 469).
قلت: قال ابن حبان في صحيحه (10/ح4356):"واسطي ثقة".
874 - علي بن حجر بن سعد بن إياس بن مقاتل بن المشمرخ، أبو الحسن، من أهل مرو، ... ، متيقّظ متقن. الثقات (8/ 468).
قلت: قال ابن حبان في المجروحين (1/ 119 - ترجمة: إبراهيم بن إسحاق بن عيسى بن محمد بن مسلمة):"ثقة".
875 - علي بن موسى الرضا، ... ،أبو الحسن، من سادات أهل البيت وعقلائهم، وجلّة الهاشميين ونبلائهم، يجب أن يُعتبر حديثه إذا روى عنه غير أولاده وشيعته وابي الصلت خاصة، فإنّ الأخبار التي رُوِيِت عنه وبين بواطيل إنّما الذّنب فيها لأبي الصلت ولأولاده وشيعته، لأنّه في نفسه كان أجلّ من أن يكذب. الثقات (8/ 456).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 81) وقال:"يروي عن أبيه العجائب، روى عنه أبو الصلت وغيره، كأن كان يهم ويخطئ".
876 - عبدالرحمن بن بديل بن ميسرة العقيلي.الثقات (8/ 371).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 16) وقال:"عبدالرحمن بن بديل بن ورقاء، .... ، منكر الحديث جداًّ، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، وينفرد عن أبيه بأشياء كأنها مقلوبة، يجب التنكّب عن أخباره".
فائدة: قال الذهبي في الميزان (2/ 549 - ترجمة: عبدالرحمن بن بديل بن ميسرة):"وقد وهّاه ابن حبان،وَوَهَمَ حيث يقول: عبدالرحمن بن بديل بن ورقاء".
877 - سلام بن سليمان القارئ، كنيته أبو (المنذر) من أهل البصرة، ... ،وكان يقرأ بالألحان بالبصرة. الثقات (8/ 296 - 297).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (6/ 416 - 417) وقال:"سلام بن سليمان أبو المنذر القارئ، .... ،وكان يخطئ، وليس هذا بسلا الطويل، ذاك ضعيف وهذا صدوق".
تنبيه: وقع في الثقات (8/ 296) تصحيف:"أبو المنير"، وقد صوّبته.
878 - حنظلة بن عبيدالله السدوسي. الثقات (4/ 167). و (8/ 208).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (1/ 325) وقال:"حنظلة بن عبيدالله السدوسي، ... ،وهو الذي يقال له: حنظلة بن أبي صفية، .... ،اختلط بأخرة حتى كان لا يدري ما يحدّث، فاختلط حديثه القديم بحديثه الأخير".
879 - أفلح بن سعيد الأنصاري من أهل قبا. الثقات (8/ 134).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (1/ 199) وقال:"أفلح بن سعيد، شيخ من أهل قباء كان يسكن المدينة، يروي عن الثقات الموضوعات، وعن الأثبات الملزقات، لا يحلّ الإحتجاج به ولا الرواية عنه بحال".
880 - عبدالله بن بشر مولى بني يربوع، ... ،عداده في أهل الجزيرة. الثقات (7/ 56).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (1/ 526) وقال:"عبدالله بن بشر من أهل الرقة، .... ،كان ممّن يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، وتفرّد بأشياء يشهد المستمع لها إذا كان الحديث صناعته أنّها مقلوبة".
يتبع إن شاء الله ..........
ـ[الدارقطني]ــــــــ[28 - 11 - 07, 04:22 م]ـ
881 - يحيى بن بسطام، أبو بسطام التميمي.الثقات (9/ 251 - 252).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 471) وقال:"يحيى بن بسطام بن حريث، .... ، كان قدرياًّ داعيةً إلى القدر، لا تحلّ الرواية عنه لهذه العلّة، ولِما في روايته من المناكير التي تُخالف رواية المشاهير".
882 - يحيى بن محمد الجاري، .... ،يُغرب. الثقات (9/ 259 - 260).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 483) وقال:"يحيى بن محمد الجاري، .... ،كان ممّن ينفرد بأشياء ما لا يُتابع عليها على قلّة روايته، كأنّه كان يهمُ كثيراً، فمن هنا وقع المناكير في روايته، يجب التنكّب عمّا انفرد من الروايات، وإن احتجّ به مُحتجّ فيما وافق الثقات لم أَرَ به بأساً".
883 - محمد بن عبدالأعلى الصنعاني أبو عبدالله.الثقات (9/ 104).
قلت: قال ابن حبان في المجروحين (1/ 292 - ترجمة: الحسن بن علي بن زكريا أبو سعيد العدوي):"الزهراني والصنعاني، وهما مُتقِنا أهل البصرة".
تنبيه: قوله:"الزهراني والصنعاني " يعني: محمد بن عبدالأعلى الصنعاني، وسليمان بن داود العتكي أبو الربيع الزهراني.
884 - أبو الربيع الزهراني العتكي، اسمه: سليمان بن داود من أهل البصرة. الثقات (8/ 278).
¥(18/397)
قلت: قال ابن حبان في المجروحين (1/ 292 - ترجمة: الحسن بن علي بن زكريا أبو سعيد العدوي):"الزهراني والصنعاني، وهما مُتقِنا أهل البصرة".
تنبيه: قوله:"الزهراني والصنعاني " يعني: محمد بن عبدالأعلى الصنعاني، وسليمان بن داود العتكي أبو الربيع الزهراني.
885 - عمارة بن غزية بن الحارث بن عمرو المازني، من أهل المدينة.الثقات (7/ 260 - 261).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1064):"من حفّاظ أهل المدينة، ..... ، كان يخطئ".
886 - العلاء بن الحارث أبو وهب الحضرمي الدمشقي، .... ، يُعتبر حديثه من رواية الثقات عنه. الثقات (7/ 264 - 265).
قلت: قال ابن حبان في المجروحين (2/ 173 - ترجمة: العلاء بن كثير):"صدوق".
887 - العلاء بن زياد بن مطر بن شريح العدوي، من أهل البصرة، .... ،وكان من عبّاد أهل البصرة وقُرّائهم. الثقات (7/ 264).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم653):"من أفاضل أهل البصرة وعُبّادهم، ممّن يصبر على السّهر الطويل والتّهجّد الكثير".
888 - العلاء بن زهير الأزدي.الثقات (7/ 265).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 174) وقال:"العلاء بن زهير أبو زهير الأزدي، ..... ،كان ممّن يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، فبطل الإحتجاج به فيما لم يُوافق الثقات".
889 - عباس بن عبدالله بن معبد بن عباس بن عبدالمطلب الهاشمي، ... ، من أهل المدينة.الثقات (7/ 274).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1103):"من متقني أهل المدينة على قلّة روايته".
890 - القاسم بن أبي بزة، كنيته أبو عاصم، وقد قيل: أبو عبدالله، من أهل مكة، واسم أبي بزة: يسار، وقد قيل: نافع.الثقات (7/ 330 - 331)
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1153):"كان القاسم من المتقنين وقدماء مشايخ المكيين، مات سنة خمس وعشرين ومائة، ما سمع التفسير عن مجاهد غير القاسم بن أبي بزة، نظر الحكم بن عتيبة وليث بن أبي سليم وابن أبي نجيح وابن جريج وابن عيينة في كتاب القاسم ونسخوه ثمّ دلّسوه عن مجاهد".
يتبع إن شاء الله ...........
ـ[الدارقطني]ــــــــ[29 - 11 - 07, 02:52 م]ـ
891 - سفيان بن عيينة بن أبي عمران الهلالي كنيته أبو محمد من أهل الكوفة انتقل إلى مكة، .... ،وكان من الحفاظ المتقنين وأهل الورع والدين ممّن علم كتاب الله وكثر تلاوته له وشهر فيه. الثقات (6/ 403 - 404).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1181):"كان سفيان رحمه الله من الحفاظ المتقنين وأهل الورع في الدين ممّن عني بعلم كتاب الله وكثرة تلاوته له وسهرِهِ فيه، عني بعلم السنن وواظب على جمعها والتفقّه فيها إلى أن مات".
892 - سفيان بن سعيد بن مسروق، أبوعبدالله الثوري، .... ،وكان سفيان من سادات أهل زمانه فقهاً وورعاً وحفظاً وإتقاناً، شمائله في الصلاح والورع أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في ذكرها. الثقات (6/ 401 - 402).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1349):"كان رحمة الله عليه من الحفاظ المتقنين والفقهاء في الدين ممّن لزم الحديث والفقه وواظب على الورع والعبادة ولم يُبالِ بما فاته من حطام هذه الفانية الزائلة مع سلامة دينه له حتى صار عَلَماً يُرجع إليه في الأمصار وملجئاً يُقتدى به في الأقطار".
893 - سعيد بن عبدالعزيز بن أبي يحيى التنوخي من أهل دمشق كنيته أبو محمد، وكان من عبّاد أهل الشام وفقهائهم ومتقنيهم في الرواية. الثقات (6/ 369).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1466):"من فقهاء أهل الشام وعبّادهم وحفاظ الدمشقيين وزهّادهم".
894 - عيسى بن طلحة بن عبيدالله التيمي القرشي، .... ،كان من أفاضل أهل المدينة وعقلائهم وأسخيائهم. الثقات (5/ 212).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم489):"من عبّاد أهل المدينة وعقلائهم وسمحائهم".
895 - علقمة بن بجالة بن الزبرقان، من أهل اليمن.الثقات (5/ 210).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم977):"كان ثبتاً".
896 - عامر بن عبدالله بن عبد قيس التميمي العنبري كنيته أبو عبدالله من عبّأد أهل البصرة وزهّادهم، .... ، لست أحفظ له خبراً مسنداً حدّث به. الثقات (5/ 187).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم647):"من عبّاد التابعين وزهّادهم وأورع أهل البصرة وأفضلهم، ممّن كان لا يأخذه في الله لومة لائم، ... ، وليس له حديثٌ مسندٌ يُرجع إليه".
897 - القاسم بن مخيمرة، كوفي، سكن الشام، كنيته أبو عروة،يروي عن أبي موسى الأشعري إن كان سمع منه، ... ،وقد سأل عائشة عمّا تلبس المُحرمة. الثقات (5/ 307).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (7/ 332) وقال:"القاسم بن مخيمرة الهمداني، ... ،وما أحسبه سمع أبا موسى، ... ،وكان من خيار الناس، .... ،كان القاسم بن مخيمرة من صالحي أهل الكوفة، ... ، وليس يصحّ له عندي عن أبي موسى سماع "، وقال ابن حبان أيضاً في المشاهير (رقم1447):"لا يصحّ له من صحابيّ لُقِيّ".
898 - قبيصة بن ذؤيب الخزاعي الكعبي كنيته أبو سعيد، وقد قيل: أبو إسحاق، .... ،وكان من فقهاء أهل المدينة وصالحيهم، وكان معلّم كتاب. الثقات (5/ 317 - 318).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم433):"من فقهاء أهل المدينة وعبّادهم".
899 - محمد بن كعب بن سليم القرظي، من أهل المدينة، ... ،وكان من أفاضل أهل المدينة علماً وفقهاً، ... ،وكنيته أبو حمزة. الثقات (5/ 351).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم436):"من عبّاد أهل المدينة وعلمائهم بالقرآن".
900 - مالك بن أبي عامر الأصبحي، من أهل المدينة، كنيته أبو أنس،وهو جدّ مالك بن أنس، ... وهو حليف بني تيم. الثقات (5/ 383).
قلت: قال ابن حبان في صحيحه (8/ح3434):"من ثقات أهل المدينة"، وقال ابن حبان أيضاً في المشاهير (رقم570):"من متقني أهل المدينة".
يتبع إن شاء الله ........
¥(18/398)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[01 - 12 - 07, 02:52 م]ـ
901 - إسماعيل بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة، ... ،وهو أخو سعيد بن عمرو، من أهل المدينة، صاحب الوجادات في كتب سعد بن عبادة. الثقات (6/ 28).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1024):"من خيار أهل المدينة".
902 - مسلم بن عطية الفقيمي. الثقات (7/ 444) و (6/ 419).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 341) وقال:"مسلم بن عطية الفقيمي، .. ،منكر الحديث جداًّ، ينفرد عن عطاء وغيره من الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، إذا نظر المُتَبَحّر في روايته عن الثقات علِم أنّها معمولة".
فائدة: قال ابن حبان (7/ 444):"مسلم بن عطية الفقيمي"، قال الدارقطني في تعليقه على المجروحين (ص259):"قوله: مسلم بن عطية، خطأ،إنّما هو: سلم بن عطية ".
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (6/ 419) على الصواب فقال:"سلم بن عطية، من أهل الكوفة".
903 - جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب-رضوان الله عليهم- كنيته أبو عبدالله، .... ،وكان من سادات أهل البيت فقهاً وعلماً وفضلاً، ... ، يُحتجّ بروايته ما كان من غير رواية أولاده عنه لأنّ في حديث ولده عنه مناكير كثيرة، وإنّما مرّضَ القَولَ فيه مّن مَرّض من أئمّتنا لما رأوا في حديثه من رواية أولاده، وقد اعتبرت حديثه من الثقات عنه مثل ابن جريج والثوري ومالك وشعبة وابن عيينة ووهب بن خالد ودونهم، فرأيت أحاديث مستقيمة ليس فيها شئ يخالف حديث الأثبات، رأيت في رواية ولده عنه أشياء ليس من حديثه ولا من حديث أبيه ولا من حديث جدّه، ومن المُحال أن يلزق به ما جَنَت يدا غيره. الثقات (6/ 131 - 132).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم997):"من سادات أهل البيت وعبّاد أتباع التابعين وعلماء أهل المدينة".
904 - عبدالعزيز بن جريج، والد عبدالملك، يروي عن عائشة ولم يسمع منها وهو من أتباع التابعين.الثقات (7/ 114).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1145):"من فقهاء أهل مكة، ليس له عن صحابي سماع وكلّ ما روى عن عائشة مُدَلّس لم يسمع منها شيئاً".
905 - عثمان بن حصين بن عبيدة بن علاق الدمشقي. الثقات (7/ 196 - 197).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 449) وقال:"عثمان بن عبدالرحمن بن علاق القرشي، من أهل دمشق، كنيته أبو عبدالرحمن، .... ،دمشقي مستقيم الحديث".
تنبيه: قد ذكر ابن حبان بعدها بترجمة نفس هذا الراوي، فقال في الثقات (8/ 449 - 450):"عثمان بن محصن بن علاق القرشي من أهل الشام، يروي عن زيد بن واقد، روى عنه الهيثم بن خارجة".
قلت: هكذا سماّه الهيثم بن خارجة فقال:"نا عثمان بن محصن بن علاق القرشي".
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 327):"كذا قال،وهو: ابن حصن".
فائدة: وهؤلاء الثلاثة الذين ذكرهم ابن حبان هم واحد، قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 324):" عثمان بن حصن بن عبيدة بن علاق، ويقال: عثمان بن عبيدة بن حصن بن علاق، ويقال: عثمان بن عبد الرحمن،أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو عبد الله القرشي"، والله أعلم.
906 - شعيب بن صفوان الثقفي كنيته أبو يحيى أصله من الكوفة سكن بغداد، .... ،يخطئ. الثقات (6/ 440).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1388):"كان يهم ويخالف".
907 - الضحاك بن مزاحم الهلالي، ... ،كنيته أبو القاسم، وقد قيل: أبو محمد، لقي جماعة من التابعين ولم يُشافِه أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. الثقات (6/ 480 - 482).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1562):"كان ممّن عني بعلم القرآن عناية شديدة مع لزوم الورع".
908 - حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات مولى تيم الله من أهل الكوفة كنيته أبة عمارة، .... ،وكان من علماء زمانه بالقراءات وكان من خيار عباد الله عبادةً وفضلاً وورعاً ونسكاً. الثقات (6/ 228).
قلت: قال ابن حبان في االمشاهير (رقم1341):"كان من قرّاء القرآن والمتورّعين في السرّ والإعلان ".
909 - صالح بن مسلم بن رومان. الثقات (6/ 464) و (7/ 457 - 458).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (1/ 465) وقال:"صالح بن مسلم بن رومان، ..... ، كان ممّن يخطئ حتى خرج عن حدّ الإحتجاج به إذا انفرد".
تنبيه: هو نفسه:"موسى بن مسلم بن رومان" المذكور في الثقات (7/ 457 - 458) وفيه ما نصّه:"موسى بن مسلم بن رومان، يروي عن أبي الزبير، روى عنه يزيد بن هارون".
قال أبو عبيد الآجري:"سمعت أبا داود، وذكر صالح بن مسلم بن رومان فقال: أخطأ يزيد بن هارون في اسمه، فقال: موسى بن رومان". (ينظر تهذيب الكمال-ترجمة: موسى بن مسلم بن رومان).
910 - أيوب بن أبي تميمة السختياني، كنيته أبو بكر، واسم أبي تميمة: كيسان مولى لعنزة، من أهل البصرة، ... ،وقد قيل: إنه سمع من أنس ولا يصحّ ذلك عندي، ... ،ولعمري كان من ساداتها-يعني البصرة- فقهاً وعلماً وفضلاٍ وورعاً.الثقات (6/ 53).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1183):"كان من سادات أهل البصرة وعُبّاد أتباع التابعين وفقهائهم ممّن اشتُهِر بالفضل والعلم والنّسك والصّلابة في السّنّة والقمع لأهل البدع".
يتبع إن شاء الله ............
¥(18/399)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[02 - 12 - 07, 10:27 ص]ـ
911 - مياح، شيخ يروي عن عبدالملك بن أبي محذورة روى عنه أبو معشر البراء. الثقات (7/ 523).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 345 - 346) وقال:"مياح بن سريع، شيخ يروي عن مجاهد العجايب، لا يحلّ الإحتجاج به".
912 - فضيل بن مرزوق الرؤاسي كنيته أبو عبدالرحمن من أهل الكوفة، ... ،كان ممّن يخطئ. الثقات (7/ 316).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 210) وقال:"فضيل بن مرزوق، .... ، منكر الحديث جداًّ، كان ممّن يخطئ على الثقات، ويروي عن عطية الموضوعات، وعن الثقات الأشياء المستقيمة فاشتبه أمره،والذي عندي أنّ كلّ ما روى عن عطية من المناكير يلزق ذلك كله بعطية، ويبرأ فضيل منها، وفيما وافق الثقات من الروايات عن الأثبات يكون مُحتجاًّ به،وفيما انفرد عن الثقات ممّا لم يُتابع عليه،يتنكب عنها في الإحتجاج بها، .... ،وأرجو فيما ذكرت فيه ممّا يستدلّ به على ما وراءه إن شاء الله، وهو ممّن أستخير الله عز وجل فيه".
913 - مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن ذي أصبح، .... ،وكان أبو عامر جدّه حليف عثمان بن عبيدالله التيمي، كنيته أبو عبدالله، من أهل المدينة، ... ، وكان مالك رحمه الله أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة وأعرض عمّن ليس بثقة في الحديث،ولم يكن يروي إلا ما صحّ ولا يحدّث إلا عن ثقة مع الفقه والدين والفضل والنسك. الثقات (7/ 459 - 560).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1110):"من سادات أتباع التابعين وجلّة الفقهاء والصالحين ممّن كثرت عنايته بالسنن وجمعه لها وذبّه عن حريمها وقمعه من خالفها أو رامَ مباينتها مؤثراً لسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم على غيرها من المخترعات الداحضة قائلاً بها دون الإعتماد على المقايسات الفاسدة ".
914 - يزيد بن عبدالعزيز التنوخي، أخو سعيد بن عبدالعزيز، من أهل دمشق، .... ،لم يشتهر حتى أخذ عنه الشئ الكثير من العلم. الثقات (7/ 619).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1470):"لم يشتهر له كبير حديث".
915 - المطلب بن عبدالله بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف.الثقات (7/ 506).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1099):"من سادات أهل المدينة وجلّة هذه الطبقة".
916 - مسعر بن كدام العامري من قيس عيلان، كنيته أبو سلمة، من أهل الكوفة، .... ،وكان مرجئاً ثبتاً في الحديث. الثقات (7/ 507 - 508).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1344):"كان متقناً".
917 - عبدالملك بن عبدالعزيز بن جريج المكي مولى أمية بن خالد بن أسيد القرشي،له كنيتان: أبو الوليد، وأبو خالد، ...... ، وكان من فقهاء أهل الحجاز وقرّائهم ومتقنيهم، وكان يدلّس. الثقات (7/ 93094).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1146):"من فقهاء أهل مكة وقرّائهم ممّن جمع وصنّف وحفظ وذاكر، .... ،وكان يدلّس".
918 - عبدالملك بن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي من أهل المدينة، .... ،وكان سخياًّ سرياًّ. الثقات (7/ 93).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1037):"من جلّة أهل المدينة".
919 - عبدالرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق القرشي، .... ،كان عبدالرحمن من سادات أهل المدينة فقهاً وعلماً وديانةً وفضلاً وحفظاً وإتقاناً. الثقات (7/ 62).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم999):"من سادات أهل المدينة ومتقنيهم وعبّاد قريش وصالحيهم".
920 - عبدالله بن كيسان المروزي كنيته أبو مجاهد، ..... ، (يتقى) حديثه من رواية ابنه عنه. الثقات (7/ 33).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 52) وقال:"عبدالله بن كيسان من أهل مرو، ..... ،يخطئ".
تنبيه: في الثقات (7/ 33):"يبقى"، وصوّبته إلى:"يتقى"، والله أعلم.
يتبع أن شاء الله ............
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[02 - 12 - 07, 10:48 ص]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فلعله قد آن لي أن أشمر عن ساعد الجد في ترتيب هذه الحاشية الطيبة،
أدام الله تعالى بك النفع
ـ[الدارقطني]ــــــــ[04 - 12 - 07, 02:44 م]ـ
921 - عتبة بن أبان بن صمعة، الذي يُعرف بعتبة الغلام، من عبّاد أهل البصرة وقرائهم، له حكايات عجيبة في الرقائق، ... ، ما له حديثٌ مسندٌ يُرجع إليه. الثقات (8/ 507).
¥(18/400)
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (7/ 270) وقال:"عتبة الغلام، .... ،من عبّاد أهل البصرة وزهّادهم ممّن جالس الحسن وأخذ هديه في العبادة ودلّه في التقشّف، روى عنه البصريون الحكايات،ما له حديثٌ مسندٌ صحيح يرويه"، وانظر المشاهير (رقم1196).
922 - عبدالله بن المؤمل بن وهب المخزومي، ... ،وليس هذا بصاحب أبي الزبير الذي روى عنه ابن المبارك. الثقات (7/ 28).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (1/ 521) وقال:"عبدالله بن المؤمل المخزومي شيخ من أهل مكة يروي عن أبي الزبير روى عنه ابن المبارك، كان قليل الحديث منكر الرواية، لا يجوز الإحتجاج بخبره إذا انفرد،لأنّه لم يتبيّن عندنا عدالته فنقبل ما انفرد به،
وذاك أنّه قليل الحديث، لم يتهيّأ اعتبار حديثه بحديث غيره لِقِلّته، فيحكم له بالعدالة أو الجرح"، وقال ابن حبان في المشاهير (رقم1175):"من صالحي أهل مكة، وكان يهم في الشئ بعد الشئ".
فائدة: فرّق ابن حبان بين الذي في" المجروحين" والذي في "الثقات" بقوله:"وليس هذا بصاحب أبي الزبير الذي روى عنه ابن المبارك"،لكن ردّهُ الحافظ ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب (6/ 46) وقال:"والحق َأنّهُ هُوَ".
923 - شعبة بن الحجاج بن الورد الواسطي مولى عتيك كنيته أبو بسطام، .... ،وكان من سادات أهل زمانه حفظاً وإتقاناً وورعاً وفضلاٍ، وهو أول من فتّش بالعراق عن أمر المحدّثين وجانب الضعفاء والمتروكين حتي صار علماً يُقتدى به ثمّ تبعه عليه بعده أهل العراق. الثقات (6/ 446).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1399):"كان ممّن عني بعلم السنن وسعى في طلبها وواظب على درسها وداوم على الرحلة فيها وعرّج على الأقوياء من الثقات وجرّح الضعفاء في الروايات".
924 - حماد بن سلمة بن دينار الخزاز كنيته أبو سلمة من أهل البصرة، ... ،لم يكن من أقران حماد مثله في البصرة في الفضل والدين والعلم والنسك والجمع والكتبة والصلابة في السنة والقمع لأهل البدعة،ولم يكن يثلبه في أيامه إلا قدريّ أو مبتدع جهميّ لما كان يُظهِر من السّنن الصحيحة التي يُنكِرُها المعتزلة. الثقات (6/ 216 - 217).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1243):"من عبّاد أهل البصرة ومتقنيهم، ممّن لزم العبادة والعلم والورع ونُصرَةِ السّنّة والطبق على البدع، ... ،ولم يُنصف من ترك حديثه ثم لم يترك حديث ابن أخي الزهري وعبدالرحمن بن عبدالله بن دينار وأقرانهما"، وقال ابن حبان أيضاً في الثقات (8/ 1):"ثقة مأمون".
925 - حماد بن زيد بن درهم الأزرق كنيته أبو إسماعيل مولى آل جرير بن حازم الجهضمي من أهل البصرة، ..... ، وكان ضريراً يحفظ حديثه كلّه، .... ، وما كان حماد بن زيد يُحدّث إلا من حفظه، .... ،حماد بن زيد كان أحفظ وأتقن وأضبط من حماد بن سلمة. الثقات (6/ 217 - 219).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1244):"كان من الحفاظ المتقنين وأهل الورع في الدين ممّن كان يقرأ حديثه كله حفظاً وهو أعمى".
926 - عبدالعزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب الدمشقي. الثقات (8/ 396).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (8/ 392 - 393) وقال:"كان من عبّاد أهل الشام".
927 - عبدالله بن عبدالعزيز العمري أبو عبدالرحمن العابد ممّن لزم الخلوة والإنفراد وأقبل على الجلال المحض والإستعداد، ... ، ما له كثير حديث يُرجع إليه. الثقات (8/ 342).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (7/ 19 - 20) وقال:"كان عبدالله من أزهد أهل زمانه وأكثرهم تخلياً للعبادة وأكثرهم مواظبةً عليها، ولعل كل شئ حدّث في الدنيا لا يكون أربعة أحاديث"، وذكره أيضاً ابن حبان في المشاهير (رقم1009).
928 - أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن حبتة، من أهل الكوفة، .... ،وكان شيخاً متقناً. الثقات (7/ 645 - 646).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1356):"من الفقهاء المتقنين".
929 - محمد بن عمرو بن أبي رزين يروي عن عمران بن حدير، روى عنه الحكم بن المبارك الخاشتي إن لم يكن وَهماً، لأنّي خائف أنه: عمرو بن محمد بن أبي رزين، فَوَهَمَ الحكم فيه. الثقات (9/ 62 - 63).
قلت: قد ذكر ابن حبان عمراً هذا في الثقات أيضاً (8/ 482) وقال:"عمرو بن محمد بن أبي رزين الخزاعي من أهل البصرة كنيته أبو عثمان، .... ، ربما أخطأ".
¥(18/401)
930 - جعفر بن الحارث أبة الأشهب الواسطي، .... ،وليس هذا بأبي الأشهب العطاردي، ذلك بصري وهذا من أهل واسط، وجميعاً ثقتان. الثقات (6/ 139).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (1/ 250 - 251) وقال:"جعفر بن الحارث أبو الأشهب أصله من الكوفة سكن واسطاً وكان مكفوفاً، .... ، كان يخطئ في الشئ بعد الشئ، ولم يكثر خطؤه حتى يصير من المجروحين في الحقيقة، ولكنه لا يُحتجّ به إذا انفرد، وهو من الثقات يقرُب، وهو ممّن أستخير الله فيه".
يتبع إن شاء الله ......
ـ[الدارقطني]ــــــــ[05 - 12 - 07, 08:45 م]ـ
931 - مشرح بن هاعان، من أهل مصر، .... ،يخطئ ويخالف. الثقات (5/ 452).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 367) وقال:"مشرح بن هاعان، .... ،يروي عن عقبة بن عامر أحاديث مناكير لا يُتابَع عليها، ..... ، والصواب في أمره ترك ما ينفرد من الروايات، والإعتبار بما وافق الثقات منها".
932 - وهب بن كيسان، مولى لآل الزبير بن العوام، كنيته أبو نعيم، من أهل الحجاز. الثقات (5/ 490).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم582):"من متقني أهل المدينة".
933 - الوليد بن أبي الوليد، أبو عثمان المدني. الثقات (5/ 494).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (7/ 552) وقال:"الوليد بن أبي الوليد، أبو عثمان المدني، ..... ،ربما خالف على قلّة روايته".
934 - الوليد بن كثير المخزومي، من أهل المدينة. الثقات (7/ 548 - 549).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1093):"من خيار أهل المدينة، كان إذا حفظ الشئ أتقنه".
935 - يونس بن عبيد بن دينار مولى عبدالقيس من أهل البصرة، .... ، من سادات أهل زمانه علماً وفضلاً وحفظاً وإتقاناً وسُنّةً وبُغضاً لأهل البدع.الثقات (7/ 647).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1184):"ممّن يرجع إلى العبادة والورع والفضل والزهد والحفظ والإتقان والصلابة في السنة، .... ، وليس يصحّ له عن أنس بن مالك سماع".
936 - يسير بن عمرو الشيباني، ويقال: أسير بن عمرو، وهو الذي يقال له: أسير بن جابر، .... ،كان مولده في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. الثقات (5/ 557) و (4/ 61).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم814):"لا صحبة له".
937 - مطرف بن عبدالله بن الشخير العامري، ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنيته أبو عبدالله، .... ، وكان من عبّاد أهل البصرة وزهّادهم. الثقات (5/ 429 - 430).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم645):"من أهل العبادة والزهد والتقشّف ممّن لزم الورع الخفي".
938 - عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود الهذلي الأعمى، كنيته أبو عبدالله، من سادات التابعين، وكان يُعَدّ من الفقهاء السبعة، وربما قال الشّعر. الثقات (5/ 63).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم429):"من الفقهاء والقرّاء على ما كان يرجع إليه من العقل والأدب والمعرفة بأيام الناس".
939 - عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي، ... ،عداده في أهل مكة. الثقات (5/ 231).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم594):"من خيار أهل مكة وصالحي قريش".
940 - أبو سعيد المهري. الثقات (5/ 588).
قلت: قال ابن حبان في صحيحه (9/ح3743):"ثقة مأمون".
يتبع إن شاء الله ............
ـ[الدارقطني]ــــــــ[07 - 12 - 07, 02:23 م]ـ
941 - الحسن بن أبي الحسن، أبو سعيد البصري، ...... ، وكان يدلّس، ...... ، وكان الحسن من أفصح أهل البصرة لساناً وأجملهم وجهاً وأعبدهم عبادةً وأحسنهم عشرةً وأنقاهم بدناً-رحمة الله عليه-.الثقات (4/ 122 - 123).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم642):"كان من علماء التابعين بالقرآن والفقه والأدب، وكان من عبّاد أهل البصرة وزهّادهم، .... ، وكان معرّى عمّا قُذِفَ به من القَدَر على تدليسٍ كان منه في الروايات".
942 - أحمد بن عمرو،قاضي باذغيس، ..... ، فلست أدري أهُوَ أحمد بن حريش أو آخر غيره، ويشبه أن يكون أحمد بن حريش بن عمرو، كان أبو عبدالله –يعني محمد بن نصر المروزي- أسقط اسم أبيه، فإن لم يكن كذلك فهو شيخ مستقيم الحديث. الثقات (8/ 31).
قلت: هُوَ هُوَ، ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 27 - 28) وقال:"احمد بن حريش،كان على قضاء باذغيس، ....... ،وكان من عقلاء الناس، وكان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يُفَخِّمُ أمره ".
¥(18/402)
943 - احمد بن داود الواسطي، سكن الأبلّة، .... ، حديثه يشبه حديث الثقات، وهو الذي يقال له:احمد بن داود بن رواد الضبي، .... ،يُغرب. الثقات (8/ 48).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (8/ 39) وقال:"أحمد بن داود الضبي، .... ، مستقيم الأمر في الحديث".
944 - أبو داود الحفري،اسمه: عمر بن سعد. الثقات (7/ 189).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (8/ 440) وقال:"كان من العبّاد الخشن".
945 - عمرو بن الحارث بن يعقوب، مولى الأنصار كنيته أبو أمية، عداده في أهل مصر، ...... ،وكان من الحفاظ المتقنين وأهل الورع في الدين. الثقات (7/ 228 - 229).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1498):"كان من أهل الضبط والإتقان والورع في السرّ والإعلان".
946 - عمران بن يحيى المعافري من أهل مصر. الثقات (7/ 241).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1497):"من جلّة المصريين".
947 - عاصم بن أبي النجود الأسدي، وهو عاصم بن بهدلة، كان اسم أبي النجود: بهدلة، كنيته أبو بكر، من أهل الكوفة، .... ، وكان من القرّاء. الثقات (7/ 256).
قلت: ذكر ابن حبان في صحيحه خلافاً في متن حديث بين: نعيم بن أبي هند وعاصم بن أبي النجود ثم قال عنهما (5/ح2118 وح2119):"وهما-يعني نعيم وعاصم- ثقتان حافظان متقنان"، وقال ابن حبان في المجروحين (2/ 60 - ترجمة: عمر بن غياث):"فلعلّه -يعني: عمر بن غياث- سمع في اختلاط عاصم، لأنّ عاصماً اختلط في آخر عمره ".
948 - عبدالله بن ميسرة، أبو ليلى الحارثي.الثقات (8/ 333) و (7/ 665).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (1/ 525 - 526) وقال:"عبدالله بن ميسرة أبو إسحاق، ....... ، كان كثير الوهم على قلّة روايته، كثير الخلاف للثقات فيما يروي عن الأثبات، وهو الذي يروي عنه هشيم ويقول: حدثنا أبو عبدالجليل، وحدثنا أبو ليلى، وحدثنا أبو إسحاق الكوفي، كي لا يُعرف، لا يحلّ الإحتجاج بخبره".
فائدة: هذا الراوي هو نفسه الذي ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 665) وقال:"أبو عبدالجليل يروي عن عبدالله بن فروخ عن عائشة، روى عنه هشيم بن بشير"، والله أعلم.
949 - محمد بن سوقة الغنوي، كان ينزل غنى، وهو مولى جرير بن عبدالله البجلي، من أهل الكوفة، ... ،كنيته أبو بكر،ويقال: أبو عبدالله، وكان من القراء ومن أهل العبادة والفضل والدين والسخاء. الثقات (7/ 404).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1337):"من عبّاد أهل الكوفة وقراّئهم، وكان أسخى الناس وأكثرهم بذلاً لأهل العلم والخير".
950 - نعيم بن أبي هند الأشجعي، من أهل الكوفة، واسم أبي هند: النعمان بن أشيم. الثقات (7/ 536).
قلت: ذكر ابن حبان في صحيحه خلافاً في متن حديث بين: نعيم بن أبي هند وعاصم بن أبي النجود ثم قال عنهما (5/ح2118 وح2119):"وهما-يعني نعيم وعاصم- ثقتان حافظان متقنان".
يتبع إن شاء الله ............
ـ[الدارقطني]ــــــــ[08 - 12 - 07, 09:29 م]ـ
951 - ميسرة الأشجعي مولى موسى بن باذان، من أهل مكة، يروي عن ابن عمر، روى عنه عطاء وحميد بن قيس. الثقات (5/ 426).
قلت: قال ابن حبان في المجروحين (1/ 251 - ترجمة: جعفر بن ميسرة الأشجعي):"مستقيم الحديث".
952 - فهد بن عوف،أبو ربيعة، من أهل البصرة. الثقات (9/ 13).
قلت: فهد لقبه،واسمه: زيد، ذكره ابن حبان في المجروحين (1/ 390) وقال:"زيد بن عوف أبو ربيعة من بني ذهل، من أهل البصرة، ولقبه فهد، .... ،كان ممّن اختلط بأخرة، فما حدّث قبل اختلاطه فمستقيم، وما حدّث بعد التّخليط ففيه المناكير، يجب التنكّب عمّا انفرد من الأخبار".
953 - مفضل بن مهلهل السعدي، من أهل الكوفة. الثقات (7/ 496).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (9/ 183 - 184) وقال:"مفضل بن مهلهل السعدي، .... ،كنيته أبو عبدالرحمن، .... ،وكان من العبّاد الخشن ممّن يُفَضَّل على الثوري".
954 - أبو يوسف الغسول اسمه: يعقوب بن المغيرة، من عبّاد أهل الثغر‘ممّن لا يأكل إلا الحلال المحض فإن لم يجد استفّ الرملة، له مقدار خمسة أحاديث مسندة رواه عن ثور بن يزيد. الثقات (9/ 284).
قلت: قال ابن حبان في المجروحين (1/ 111 - 112 - ترجمة: إبراهيم بن إسحاق الواسطي):"أبو يوسف الغسولي هذا من العبّاد من أقران إبراهيم بن ادهم، ممّن كان لا يأكل إلا الحلال المحض".
955 - أبو وهب الجيشاني، اسمه: ديلم بن الهوشع، وجيشان من اليمن. الثقات (6/ 291).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1503):"من جلّة المصريين".
956 - ثابت بن أسلم البناني البصري أبو محمد، ... ،وكان من أعبد أهل البصرة. الثقات (489).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم650):"كان من أعبد أهل البصرة وأكثرهم صبراً على كثرة الصلاة ليلاً ونهاراً مع الورع الشديد ".
957 - أبو عبيد مولى ابن أزهر، .... ، عداده في أهل المدينة. الثقات (5/ 593).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم543):"من متقني أهل المدينة، اسمه كنيته"، وقد سمّاه ابن حبان في الثقات (4/ 295) وقال:"سعد بن عبيد القرشي،أبو عبيد،مولى عبدالرحمن بن أزهر، كان من فقهاء أهل المدينة ومفتيهم".
958 - حجر بن عدي الكندي، .... ،وقد قيل: إنّ له صحبة، ... ،عداده في أهل الكوفة، وهو الذي يقال له: حجر بن الأدبر. الثقات (4/ 176 - 177).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم648):"من عبّاد التابعين".
959 - أسيد بن أخي رافع بن خديج. الثقات (4/ 42).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (4/ 55) وقال:"أسيد بن ظهير ابن أخي رافع بن خديج الأنصاري، يروي عن عمّه، وقد قيل: إنّ له صحبة، ولا يصحّ ذلك عندي لأنّ إسناد خبره فيه اضطراب".
960 - هلال بن زيد بن يسار بن بولا، .... ،كنيته أبو عقال. الثقات (5/ 506).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 434) وقال:"هلال بن زيد بن يسار بن بولاأبو عقال، يروي عن أنس أشياء موضوعة ما حدّث بها أنس قط، منها رواية الثقات عنه ورواية الضعفاء جميعاً، لا يجوز الإحتجاج به بحال، ولا ذكر حديثه إلا على جهة الإعتبار".
يتبع إن شاء الله .......
¥(18/403)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[12 - 12 - 07, 04:35 م]ـ
961 - هلال بن خباب،أبو العلاء العبدي مولى زيد بن صوحان، ..... ،يخطئ ويخالف. الثقات (7/ 574).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 434 - 435) وقال:"هلال بن خباب أبو العلاء العبدي مولى زيد بن صوحان، من أهل الكوفة قد انتقل إلى البصرة وسكنها، .... ،كان ممّن اختلط في آخر عمره، فكان يحدّث بالشئ على التوهّم، لا يجوز الإحتجاج به إذا انفرد، وأما فيما وافق الثقات فإنِ احتجّ به مُحتجّ أرجو أن لم يجرح في فعله ذلك ".
تنبيه: في الثقات (7/ 574) قبل ترجمة هذا الراوي ما نصّه:"هلال بن خباب من أهل البصرة يروي عن عكرمة روى عنه ثابت بن يزيد وأهل البصرة"، قلت: فهذا بصري وصاحب الترجمة كوفي، ويجمعهما قول ابن حبان في المجروحين:"من أهل الكوفة قد انتقل إلى البصرة وسكنها"، فهما واحد، والله أعلم.
962 - عروة بن رويم اللخمي، من أهل الشام. الثقات (5/ 196) و (5/ 198) و (7/ 287).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم862):"من متقني الشاميين".
963 - عثمان بن زائدة، شيخ يروي عن عكرمة بن عمار قال سمعت الهرماس بن زياد يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"للضيف حق وإن جاء على فرس"، حدثنا محمد بن خالد البردعي بمكة من كتابه قال ثنا عبدالعظيم بن إبراهيم السالمي قال ثنا سليمان بن عبدالرحمن قال ثنا عثمان بن زائدة قال ثناعكرمة بن عمار قال سمعت الهرماس بن زياد، أخاف أن يكون هذاعثمان بن فائد. الثقات (7/ 195 - 196).
قلت: هو نفسه:عثمان بن فائد، ذكره ابن حبان أيضاً في المجروحين (2/ 75) وقال:"عثمان بن فائد أبو لبابة القرشي، ..... ،يأتي عن الثقات بالأشياء المعضلات حتى يسبق إلى القلب أنّه كان يعملها تعمّداً، لا يجوز الإحتجاج به".
تنبيه: ممّا يؤكد أنه عثمان بن فائد هو: رواية ابن قانع لنفس الحديث الذي رواه ابن حبان في الثقات، قال ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/ص211):حدثنا إسماعيل بن الفضل البلخي نا سليمان بن عبدالرحمن نا عثمان بن فائد عن عكرمة بن عمار عن الهرماس بن زياد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"للسائل حق وإن جاء على فرس".
964 - محمد بن مهاجر الدمشقي مولى أسماء بنت يزيد الأشعرية، أخو عمرو بن مهاجر، ..... ،وكان متقناً. الثقات (7/ 413 - 414).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1464):"كان متقناً ثبتاً".
965 - عمرو بن المهاجر الدمشقي مولى أسماء بنت يزيد، كنيته أبو محمد، وهو أخو محمد بن مهاجر. الثقات (7/ 219).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1464 - ترجمة: محمد بن المهاجر):"عمرو لا شئ" وقال ابن حبان أيضاً في الثقات (7/ 413 - 414 - ترجمة: محمد بن الهاجر):"عمرو واهٍ، وقد ذكرناه في كتاب الضعفاء".
تنبيه: لم يذكر ابن حبان ل"عمرو بن المهاجر" ترجمة في كتاب المجروحين، والله أعلم.
966 - وهب بن منبه بن كامل، .... ،من أبناء فارس، كنيته أبو عبدالله، .... ،وكان عابداً فاضلاً، قرأ الكتب. الثقات (5/ 487 - 488).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم956):"كان ممّن قرأ الكتب ولزم العبادة وواظب على العلم وتجرّد للزّهادة".
967 - حبة بن جوين العرني أبو قدامة، كوفي، روى عن عليّ وابن مسعود. روى عنه سلمة بن كهيل، حبة بن جوين ضعيف. الثقات (4/ 182).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (1/ 329) وقال:"حبّة العرني، من أهل الكوفة، ..... ،كان غالياً في التشيّع، واهناً في الحديث".
968 - هشام بن حبيش بن خالد بن الأشعر الخزاعي. الثقات (5/ 501) و (5/ 503).
قلت: ذكره ابن حبان في طبقة الصحابة من الثقات (3/ 433) وقال:"هشام بن حبيش الخزاعي، له صحبة"، وقال ابن حبان أيضاً في الثقات (9/ 207 - ترجمة: مكرم بن محرز):"قد أدرك هشام بن حبيش جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم".
969 - سفيان بن وهب الخولاني، سكن مصر، له صحبة. الثقات (3/ 183).
قلت: ذكره ابن حبان في التابعين (4/ 319) وقال:"سفيان بن وهب الخولاني، عداده في أهل مصر، ........ ،ومن زعم أنّ له صحبة فقد وهم"، وقال ابن حبان أيضاً في المشاهير (رقم922):"أدرك الجاهلية ومنهم من زعم أنّ له صحبة، وفيه نظر".
970 - سلمة بن صهيبة الهمداني،من أهل الكوفة، كنيته أبو حذيفة. الثقات (4/ 317).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم833):"مات بالكوفة على فضلٍ فيه".
يتبع إن شاء الله ........
ـ[الدارقطني]ــــــــ[14 - 12 - 07, 10:29 ص]ـ
¥(18/404)
971 - أبو حازم الأعرج، اسمه: سلمة بن دينار مولى الأسود بن سفيان المخزومي من أهل المدينة، وقد قيل: إنه مولى بني ليث بكر بن عبد مناة، كان أشقر أحول، أصله من فارس، وكانت أمّه روميّة، وكان قاصّ أهل المدينة من عبّادهم وزهّادهم. الثقات (4/ 316).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم575):"من عبّاد أهل المدينة وزهّادهم ممّن كان يتقشّف ويلزم الورع الخفيّ والتخلّي بالعبادة ورفض الناس وما هم فيه، ... ،وكان يقصّ بالمدينة".
972 - حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف الأنصاري من أهل المدينة،أخو عثمان بن حكيم. الثقات (6/ 214).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1015):"من جلّة أهل المدينة".
973 - حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري،بصري. الثقات (4/ 161).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم703):"من صالحي أهل البصرة".
974 - حكيم بن جابر بن أبي طارق بن عوف الأحمسي الكوفي. الثقات (4/ 160).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم824):"من جلّة مشايخ الكوفيين".
975 - عبدالملك بن حبيب الكندي أبو عمران الجوني من أهل البصرة. الثقات (5/ 117).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم707):"من صالحي أهل البصرة".
976 - حسان بن حريث، أبو السوار العدوي البصري، .... ،وقد قيل:اسم أبي السوار منقذ. الثقات (4/ 162 - 163).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم705):"من علماء أهل البصرة".
977 - أبو التياح الضبعي، اسمه: يزيد بن حميد، من أهل البصرة. الثقات (5/ 534).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم711):"من صالحي أهل البصرة".
978 - سعيد بن أبي الحسن،أخو الحسن بن أبي الحسن مولى زيد بن ثابت. الثقات (4/ 276).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم657):"كان من المتعبّدين وسادات التابعين".
979 - سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي،كنيته أبو عثمان، وقد قيل: أبو عبدالرحمن. الثقات (4/ 276 - 277).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم446):"من سادات بني امية وعبّاد قريش".
980 - شتير بن شكل بن حميد العبسي من أهل الكوفة. الثقات (4/ 370).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم777):"من جلّة الكوفيين ممّن صحب علياًّ وعبدالله".-يعني ابن مسعود-.
يتبع إن شاء الله ...........
ـ[الدارقطني]ــــــــ[19 - 12 - 07, 10:50 ص]ـ
981 - صالح بن عبدالله بن أبي فروة القرشي الأموي مولى آل عثمان بن عفان، من أهل المدينة، ... ،كنيته أبو عروة، وقد قيل: أبو عفراء. الثقات (6/ 462).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1058):"من جلّة أهل المدينة وقدماء مشايخهم".
982 - معبد بن خالد الجدلي من عدوان.الثقات (5/ 434).
قال ابن حبان في المشاهير (رقم1314):"من العبّاد الصابرين على التهجّد الطويل".
983 - سعيد بن يسار،أخو أبي مزرد، مولى شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، .... ،كنية سعيد بن يسار أبو الحباب. الثقات (4/ 279).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم502):"من عقلاء أهل المدينة".
984 - محمد بن حبير بن مطعم بن عدي القرشي الحجازي،كنيته أبو سعيد، ... ،وكان من أعلم قريش بأحاديثها. الثقات (5/ 355 - 356).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم500):"من علماء قريش وحُفّاظهم لأيامها".
985 - عبدالعزيز بن أبي سلمة الماجشون، من أهل المدينة كنيته أبو عبدالله، .... ،وكان فقيهاً ورعاً متابعاً لمذهب أهل الحرمين من أسلافها مفرِّعاً على أصولهم ذاباًّ عنهم".
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1112):"من فقهاء أهل المدينة ممّن كان يحفظ مذاهب الفقهاء بالحرمين ويذبّ عن أقاويلهم ويُفرّع على أصولهم".
986 - عبدالله بن ربيعة بن عبدالله بن الهدير التيمي القرشي، من أهل المدينة.الثقات (7/ 30).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1029):"من جلّة أهل المدينة وصالحيهم".
987 - ذفيف مولى ابن عباس. الثقات (4/ 224).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم572):"من علماء الناس بأيام العرب".
988 - الربيع بن خثيم الثوري التميمي الكوفي، كنيته أبو يزيد، ... ،من العبّاد الثمانية،أخباره في العبادة والزهد أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في ذكرها. القفات (4/ 224 - 225).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم737):"من عبّاد أهل الكوفة وزهادهم والمواظبين منهم على الورع الخفيّ والعبادة الدائمة إلى أن مات بها".
989 - الربيع بن مسلم الجمحي القرشي،كنيته أبو بكر، من أهل البصرة. الثقات (6/ 297).
¥(18/405)
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1240):"من جلة أهل البصرة ومتقنيهم".
990 - رجاء بن حيوة الكندي الشامي كنيته أبو المقدام، وقد قيل: أبو بكر، .... ،وكان من عبّاد أهل الشام وزهادهم وفقهائهم. الثقات (4/ 237 - 238).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم901):"من عبّاد أهل الشام وزهادهم وفقهاء التابعين وعلمائهم".
يتبع إن شاء الله ..........
ـ[الدارقطني]ــــــــ[20 - 12 - 07, 08:58 م]ـ
991 - طيسلة بن علي البهدلي، من أهل اليمامة. الثقات (4/ 399).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم965):"من أصحاب عبدالله بن عمر بن الخطاب، وكان خيّراً فاضلاً".
992 - عبدالرحمن بن جبير بن نفير بن مالك بن عامر الحضرمي، ... ،كنيته أبو حميد، وقد قيل: أبو حمير. الثقات (4/ 79).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1417):"من خيار الشاميين وقدماء مشايخهم".
993 - حاتم بن وردان، من أهل البصرة، كنيته أبو صالح. الثقات (6/ 237) و (8/ 210).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1236):"من جلّة أهل البصرة".
994 - علي بن صالح بن حي الهمداني من أهل الكوفة أخو الحسن بن صالح، كنيته أبو محمد. الثقات (7/ 208 - 209).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1347):"من جلّة الكوفيين".
995 - زكريا بن أبي زائدة الهمداني الأعمى كنيته أبو يحيى، .... ،من أهل الكوفة. الثقات (6/ 334).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1352):"من قدماء مشايخ الكوفيين وصالحي الفقهاء في الدين".
996 - محمد بن الوليد بن عامر الكندي من أهل حمص كنيته أبو الهذيل، .... ،وكان من الحفاظ المتقنين والفقهاء في الدين، ... ،وهو من الطبقة الأولى من أصحاب الزهري. الثقت (7/ 373).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1442):"من جلّة الحمصيين والحفاظ المتقنين والفقهاء في الدين من أتباع التابعين".
997 - علي بن أبي طلحة مولى بني هاشم سكن الشام كنيته أبو الحسن، .... ،وهو الذي يروي عن ابن عباس الناسخ والمنسوخ ولم يره. الثقات (7/ 211).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1450):"لم يلقَ أحداً من الصحابة".
998 - يزيد بن مرثد أبو عبدالرحمن الهمداني،ويقال أيضاً: كنيته أبو عثمان، ... ،كان ممّن لا يجفّ عينيه عامّة دهره من البكاء حتى منعه ذلك من الطعام والشراب. الثقات (5/ 546 - 547).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1457):"من عبّاد أهل الشام وقرّائهم".
999 - عبدالله بن شقييق العقيلي عداده في أهل البصرة يكنى أبا عبدالرحمن،وقيل: أبا عامر. الثقات (5/ 10).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم691):"من صالحي أهل البصرة".
1000 - عبدالله بن عبدالله بن عمر بن الخطاب أخو عبيدالله بن عبدالله، كنيته أبو عبدالرحمن. الثقات (5/ 6 - 7).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم439):"من صالحي قريش وعبّاد أهل المدينة".
يتبع إن شاء الله ............
ـ[الدارقطني]ــــــــ[22 - 12 - 07, 07:51 ص]ـ
1001 - عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري من أهل المدينة. الثقات (5/ 16).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم468):"من سادات الناس وفقهائهم".
1002 - أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري. الثقات (4/ 59).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم532):"من سادات أهل المدينة وجلّة االتابعين".
1003 - عبيدالله بن عبدالله بن موهب القرشي من أهل المدينة، .... ،يحيى بن عبيدالله وهو لا شئ وأبوه ثقة وإنما وقعت المناكير في حديث أبيه من قِبل ابنه يحيى. الثقات (5/ 72).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم493):"من ثقات أهل المدينة وإنّما وقعت المناكير في حديثه من قِبل ابنه يحيى".
1004 - أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، من أهل الحجاز، ... ،وكان سيداً. الثقات (5/ 561 - 562).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم544):"من سادات التابعين، اسمه كنيته".
1005 - إبراهيم بن المطلب بن السائب بن أبي وداعةاالقرشي السهمي مدني. الثقات (6/ 7).
قلت: قال ابن حبان في المشاخير (رقم1018):"من خيار أهل المدينة".
1006 - عطاء بن أبي رباح القرشي مولى أبي خثيم الفهري،واسم أبي رباح أسلم، كنيته أبو محمد، ..... ،وكان من سادات التابعين فقهاً وعلماً وورعاً وفضلاً. الثقات (5/ 198 - 199).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم589):"كان من سادات التابعين وكان المقدّم في الصالحين مع الفقه والورع".
1007 - عبيد بن عمير الليثي من كنانة من أفاضل أهل مكة، كنيته أبو عاصم، وكان قاضياً لابن الزبير. الثقات (5/ 132).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم592):"قاصّ أهل مكة ومتعبدَهُم".
1008 - إياس بن عبدالله بن أبي ذباب الدوسي، عداده في أهل مكة، يقال: إنّ له صحبة. الثقات (3/ 12).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (4/ 34) وقال:"يقل: إنّ له صحبة، ولا يصحّ ذلك عندي"، وقال ابن حبان أيضاً في المشاهير (رقم596) وقال:"ليس يصحّ عندي صحبته فلذلك حططناه عن طبقة الصحابة إلى التابعين رضي الله عنّا وعنهم أجمعين".
1009 - عبدالله بن بديل بن ورقاء الخزاعي.الثقات (5/ 12).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم600):"من جلّة التابعين ومشايخ مكة".
1010 - عبدالرحمن بن حاطب بن أبي بلتعة. الثقات (5/ 76).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم609):"من جلّة التابعين".
يتبع إن شاء الله .......
¥(18/406)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[23 - 12 - 07, 11:16 ص]ـ
1011 - المغيرة بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي. الثقات (5/ 407 - 408).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم614):"من جلّة القرشيين وسادات التابعين".
1012 - عمران بن عصام الضبعي، كان على قضاء البصرة. الثقات (5/ 221 - 222).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم665):"ممّن يرجع إلى الفقه والعلم".
1013 - الأزرق بن قيس الحارثي من بلحارث بن كعب، بصري. الثقات (4/ 62).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم668):"من صالحي أهل البصرة".
1014 - عمرو بن النعمان بن مقرن المزني، .... ،عداده في أهل البصرة،وكان من قرّائهم. الثقات (5/ 170).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم672):"من سادات التابعين وقرّاء أهل البصرة".
1015 - قبيصة بن حريث الأنصاري. الثقات (5/ 319).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم708):"من عبّاد أهل البصرة وزهّادهم".
1016 - أبو خلدة اسمه: خالد بن دينار السعدي الخياط، ... ،وكان ابن مهدي يُحسن الثناء عليه. الثقات (4/ 199).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم717):"من حفاظ أهل البصرة".
1017 - كعب بن سور الأزدي القاضي، ... ،وهو أول قاضٍ ولاّه عمر بن الخطاب بالبصرة. الثقات (5/ 333).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم744):"من أفاضل التابعين والعقلاء الصالحين".
1018 - قيس بن السكن الأسدي الكوفي.الثقات (5/ 309).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم767):"من خيار الكوفيين".
1019 - علي بن مدرك النخعي الكوفي، وكنيته أبو مدرك. الثقات (5/ 165).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم766):"من جلّة الكوفيين".
1020 - علي بن ربيعة الوالبي الأسدي،ووالبة من أسد بن خزيمة، كنيته أبو المغيرة، عداده في أهل الكوفة. الثقات (5/ 160).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم773):"من جلّة الكوفيين وقدماء مشايخهم".
يتبع إن شاء الله ..........
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[23 - 12 - 07, 11:26 ص]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال،
وكل عام أنتم بخير،
بارك الله تعالى لك أخي الحبيب، وأسأل الله تعالى أن تراجع بريدك الخاص
ـ[الدارقطني]ــــــــ[26 - 12 - 07, 08:52 م]ـ
1021 - تميم بن طرفة الطائي الكوفي المسلي.الثقات (4/ 85).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم774):"من خيار الكوفيين".
1022 - الحارث بن قيس الجعفي. الثقات (4/ 133).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم816):"من خيار الكوفيين وقدماء مشايخهم".
1023 - ميمون بن أبي شبيب. الثقات (5/ 416 - 417).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم813):"من جلّة مشايخ الكوفيين".
1024 - تميم بن سلمة الكوفي السلمي. الثقات (4/ 86).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم805):"من جلّة الكوفيين".
1025 - أبو رهم السمعي. الثقات (5/ 585).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (4/ 60) وقال:"أبو رهم السمعي، اسمه: أحزاب بن أسيد الظهري"،وذكره أيضاً في المشاهير (رقم855) وقال:"ممّن أدرك الجاهلية ولا صحبة له".
1026 - حبيب بن عبيد الرحبي الشامي. الثقات (4/ 138).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم864):"كان فاضلاً".
1027 - مغيث بن سمي الأوزاعي، كنيته أبو أيوب. الثقات (5/ 447).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم869):"كان شيخاً صالحاً".
1028 - مكحول بن عبدالله، أبو عبدالله، ..... ، وكان من فقهاء أهل الشام. الثقات (5/ 446 - 447).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم870):"كان من فقهاء أهل الشام وصالحيهم وجمّاعيهم للعلم".
1029 - ميمون بن مهران مولى بني أسد، ... ، وكنيته أبو أيوب. الثقات (5/ 417 - 418).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم908):"كان فقيهاً فاضلاً ديّناً".
1030 - مسلم بن يسار أبو عثمان رضيع عبدالملك بن مروان، وهو الذي يقال له: الطنبذي، ... ،عداده في أهل مصر. الثقات (5/ 390).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم947):"من جلّة المصريين".
يتبع إن شاء الله .......
ـ[الدارقطني]ــــــــ[01 - 01 - 08, 09:50 ص]ـ
1031 - طاوس بن كيسان اليماني الهمداني، كنيته أبو عبدالرحمن، ... ،كان من عبّاد اليمن ومن فقهائهم ومن سادات التابعين. الثقات (4/ 391).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم955):"من فقهاء أهل اليمن وعبّادهم وخيار التابعين وزهّادهم".
1032 - مغيرة بن حكيم الصنعاني من أبناء فارس. الثقات (5/ 406 - 407).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم971):"كان يتصالح".
¥(18/407)
1033 - محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني أخو عبدالله بن أبي بكر.الثقات (7/ 363).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1007):"كان من فقهاء الأنصار".
1034 - الحارث بن فضيل الأنصاري الخطمي من أهل المدينة كنيته أبو عبدالله. الثقات (4/ 136) و (6/ 175).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1026):"من خيار أهل المدينة".
1035 - محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي من أهل المدينة، ... ،وكان ذا هيبة لازماً لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. الثقات (7/ 377).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1048):"من متقني أهل المدينة وصالحيهم".
1036 - يزيد بن رومان مولى لآل الزبير بن العوام من أهل المدينة كنيته أبو روح. الثقات (5/ 545) و (7/ 615).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1067):"من قرّاء أهل المدينة".
1037 - عبدالله بن الحارث بن الفضيل الخطمي الأنصاري من أهل المدينة. الثقات (7/ 31).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1082):"من جلّة أهل المدينة وصالحيهم".
1038 - علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الأنصاري الزرقي من أهل المدينة. الثقات (7/ 205).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1097):"من خيار أهل المدينة".
تنبيه: وقع اسم الراوي في المشاهير:"علي بن محمد" وهو خطأ والصواب:"علي بن يحيى"، والله أعلم.
1039 - محمد بن إسحاق بن يسار مولى عبدالله بن قيس بن مخرمة القرشي من أهل المدينة كنيته أبو بكر، .... ،لم يكن أحد بالمدينة يُقارب ابن إسحاق في علمه ولا يوازيه في جمعه، ... ،ومن أحسن الناس سياقاً للأخبار وأحسنهم حفظاً لمتونها،وإنّما أتى ما أتى لأنّه كان يدلّس على الضعفاء فوقع المناكير في روايته من قِبل أولئك، فأما إذا بيّّن السّماع فيما يرويه فهو ثبتٌ يُحتجّ بروايته، .... ،كان محمد بن إسحاق يكتب عمّن فوقه ومثله ودونه لرغبته في العلم وحرصه عليه وربما يروي عن رجل عن رجل قد رآه،ويروي عن آخر عنه في موضعٍ آخر،ويرزي عن رجل عن رجل عنه،فلو كان ممّن يستحلّ الكذب لم يحتج إلى الإنزال بل كان يُحدّث عمّن رآه ويقتصر عليه،فهذا ممّا يدلّ على صدقه وشُهرة عدالته في الروايات. الثقات (7/ 380 - 385).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1105):"ممّن عني بعلم السنن وواظب على تعاهد العلم وكثرت عنايته فيه وجمعه له على الصدق والإتقان، يروي عن مشايخ قد رآهم ويروي عن مشايخ عن أولئك وربما روى عن أقوام رووا عن مشايخ يروون عن مشايخه، يدلّ ما وصفت من توقّيه على صدقه، ... ،وكان من أحسن الناس سياقاً للأخبار وأحفظهم لمتونها".
1040 - عبدالله بن أبي نجيح الثقفي مولى لآل الأخنس،واسم أبي نجيح: يسار، وكنية عبدالله أبو يسار، .... ،ابن أبي نجيح وابن جريج نظرا في كتاب القاسم بن أبي بزة عن مجاهد في التفسير فرويا عن مجاهد من غير سماع. الثقات (7/ 5).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1140):"كان من علماء الناس بالقرآن".
يتبع إن شاء الله ...............
ـ[الدارقطني]ــــــــ[07 - 01 - 08, 07:47 ص]ـ
1041 - حسين بن ذكوان المعلم العوذي من أهل البصرة، ... ،وهو الذي يقول بعض الرواة: حسين بن ذكوان، وبعضهم: حسين المكتب. الثقات (6/ 206).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1212):"من حفّاظ أهل البصرة وقرّائهم".
1042 - عمر بن عامر السلمي من أهل البصرة كنيته أبو حفص. الثقات (7/ 180 - 181).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1216):"من المتقنين".
1043 - قرة بن خالد السدوسي كنيته أبو خالد من أهل البصرة، ..... ، وكان متقناً. الثقات (7/ 342).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1233):"من حفاظ أهل البصرة ومتقنيهم".
1044 - يزيد بن إلراهيم التستري أبو سعيد من أهل البصرة مولى بني أسيد. الثقات (7/ 631).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1254):"من زهّاد أهل البصرة وعبّادهم".
1045 - إبراهيم بن محمد بن المنتشر بن الأجدع الهمداني ابن أخي مسروق بن الأجدع،من أهل الكوفة. الثقات (6/ 14).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1299):"من متقني أهل الكوفة".
1046 - عصام بن خالد الحضرمي من أهل حمص كنيته أبو إسحاق.الثقات (7/ 301).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (8/ 520) وقال:"عصام بن خالد،شيخ حمصي، يروي عن ابن ثوبان، روى عنه محمد بن عوف الحمصي أشياء يُغرب عنه فيها".
1047 - عمرو بن قيس الملائي من أهل الكوفة كنيته أبو عبدالله، ..... ،من ثقات أهل الكوفة ومتقنيهم وعبّاد أهل بلده وقرّائهم. الثقات (7/ 221 - 222).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1326):"كان متيقّظاً في الروايات".
1048 - سلام بن سليم أبو الأحوص الحنفي من أهل الكوفة.الثقات (6/ 417).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1363):"من الأثبات في الروايات".
1049 - محمد بن بشر بن الفرافصة أبو عبدالله الكوفي العبدي من عبدالقيس. الثقات (7/ 441).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1375):"من المتقنين".
1050 - صالح بن عمر الواسطي.الثقات (8/ 316).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1407):"من متقني الواسطيين".
يتبع إن شاء الله ........
¥(18/408)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[12 - 01 - 08, 07:48 ص]ـ
1051 - إسماعيل بن عبيدالله بن أبي المهاجر من أهل الشام كنيته أبو عبدالرحمن مولى عبدالرحمن بن الحارث بن هشام. الثقات (6/ 40 - 41).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1418):"من صالحي أهل الشام وخيار الدمشقيين".
1052 - سليمان بن عتبة الدمشقي من أهل الشام.الثقات (6/ 387) و (8/ 274).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1421):"من خيار الشاميين وقرّائهم".
1053 - عبدالرحمن بن عمرو بن يحمدالأوزاعي، ... ،كنيته أبو عمرو، ... ،وكان من فقهاء الشام وقرائهم وزهادهم ومرابطيهم، .... ،وقد روى عن ابن سيرين نسخة رواها عنه بشر بن بكر التنيسي ولم يسمع الأوزاعي من ابن سيرين شيئاً. الثقات (7/ 62 - 63).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1425):"أحد أئمة الدنيا فقهاً وعلماً وورعاً وحفظاً وفضلاً وعبادةً وضبطاً مع زهادةٍ".
1054 - عبادة بن نسي الكندي من أهل الشام. الثقات (7/ 162).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1428):"من جلّة أهل الشام وقدماء مشايخهم، .... ،ولا يصحّ له عن صحابي لُقٍيّ".
1055 - سليمان بن سليم أبو سلمة الكناني كنانة كلب من أهل حمص. الثقات (6/ 385 - 386).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1439):"من خيار أهل الشام ومتقنيهم كان يُغرب".
1056 - عبدالرحمن بن نمر اليحصبي، من ثقات أهل الشام ومتقنيهم. الثقات (7/ 82).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1445):"من ثقات الشاميين وفقهاء الدمشقيين،وكان متيقّظاً يحفظ حافظاً يتفقّه".
1057 - شعيب بن إسحاق الدمشقي، ... ،وكان ينتحل مذهب الرأي. الثقات (6/ 439).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1486):"من المتقنين".
1058 - حيي بن ماتع المعافري من أهل مصر، يروي المراسيل. الثقات (6/ 236).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1500):"من جلة أهل مصر".
1059 - عمرو بن مالك النكري كنيته أبو مالك من أهل البصرة، ... ،يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه. الثقات (7/ 228).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1223):"وقعت المناكير في حديثه من رواية ابنه عنه،وهو في نفسه صدوق اللهجة".
1060 - الليث بن سعد مولى فهم من قيس بن عيلان، كنيته أبو الحارث من أهل مصر، ... ، وكان رحمة الله عليه من سادات أهل زمانه فقهاً وعلماً وورعاً وفضلاً وسخاءً. الثقات (7/ 360 - 361).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1536):"كان أحد الأئمة في الدنيا فقهاً وورعاً وفضلاً وعلماً ونجدةً وسخاءً".
يتبع إن شاء الله ...........
ـ[الدارقطني]ــــــــ[19 - 01 - 08, 11:04 ص]ـ
1061 - معمر بن راشد، مولى عبدالسلام بن عبدالقدوس، ... ،من أهل البصرة سكن اليمن، .... ،وكان فقيهاً متقناً حافظاً ورعاً،كنيته أبو عروة. الثقات (7/ 484).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1543):"من الفقهاء المتقنين والحفّاظ المتورّعين.
1062 - الفضل بن موسى السيناني مولى بني قطيعة كنيته أبو عبدالله من أهل مرو. الثقات (7/ 319).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1586):"من جلّة أهل مرو ومتقني المحدّثين بها".
الحمد لله فقد تم لي ما تيسّر جمعه على ثقات ابن حبان سميته:"حاشية على كتاب الثقات لابن حبان من كلام ابن حبان"، وقد تركت ذكر رواةٍ مثل:"قتادة بن دعامة، وسليمان بن طرخان"، فبإمكان المستدرك أن يضمهما لهذا المجموع، ولعله توجد تراجم فاتتني فعمل البشر ناقص، ولكن بقيت استدراكات على بعض التراجم في هذه الحاشية سأذكرها إن شاء الله تعالى، كما أنّي لم أضم إلى هذا المجموع كلام ابن حبان المنقول من كتابه:"الذيل على الضعفاء" وقد نقل منه الذهبي وابن حجر في "الميزان"،و"لسانه"،ولنعد إلى الإستدراكات وهي كالتالي:
339 - محمد بن جحادة الأودي، من أهل الكوفة، ...... ،وكان عابداً ناسكاً. الثقات (7/ 404).
قلت: قال ابن حبان في صحيحه (5/ح1862):"من الثقات المتقنين وأهل الفضل في الدين"، وقال ابن حبان أيضاً في المشاهير (رقم1338):"من عبّاد أهل الكوفة وقرّائهم، لم يسمع من أنس ولا من أحدٍ من الصحابةِ شيئاً".
257 - عبدالرحمن بن أبي الرجال واسم أبي الرجال: محمد بن عبدالرحمن، من أهل المدينة. الثقات (8/ 376).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 91 - 92) وقال:"عبدالرحمن بن أبي الرجال من أهل المدينة، ... ،ربما أخطأ"، وقال ابن حبان في المشاهير (رقم1109):"من جلّة أهل المدينة".
230 - القاسم بن فياض بن عبدالرحمن بن جندة، ... ،عداده في أهل اليمن. الثقات (7/ 334).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 216) وقال:"كان ممّن ينفرد بالمناكير عن المشاهير، فلمّا كَثُرَ ذلك في روايته بطل الإحتجاج بخبره"، وقال ابن حبان في المشاهيرأيضاً (رقم1548):"من جلّة أهل اليمن وخيار محدّثيهم".
563 - غبراهيم، الصواب: إبراهيم.
408 - مروام، الصواب: مروان.
811 - الربيع بن أنس، يروي عن أبي العالية، روى عنه عبدالعزيز بن مسلم القسملي وأبو جعفر الرازي. الثقات (6/ 300).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات أيضاً وقال (4/ 228):"الربيع بن أنس بن زياد البكري، .... ،والناس يتّقون حديثه ما كان من رواية أبي جعفر عنه، لأنّ فيها اضطرابٌ كثير"، وقال ابن حبان أيضاً في المشاهير (رقم987):"وكل ما في أخباره من المناكير إنّما هي من جهة أبي جعفر الرازي".
هذه الإستدراكات استجدّت لي بحمد الله تعالى على الحاشية التي جمعتها،فتراجع أرقام الرواة الذين استدركت فيهم من زيادة في الكلام أو خطأ مطبعي، فتلغى وتثبت هذه التعديلات الجديدة وبنفس الأرقام، والحمد لله رب العالمين وصلّ الله على محمد وعلى أصحابه الميامين وأهل بيته المكرّمين وسلّم تسليماً كثيراً.
¥(18/409)
ـ[يوسف بن عبدالله]ــــــــ[22 - 01 - 08, 03:54 م]ـ
أحسن الله تعالى إليك، فإنّ ما قمت به صنيع مفيد جداً، وجهد مشكور عليه مأجور إن شاء الله تعالى به.
ونأمل أن نجده في ملف وورد، كما نأمل أن نجده في عالم المطبوعات.
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[01 - 02 - 08, 04:10 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد تمكنت - بفضل الله تعالى - من نقل كافة مشاركات أستاذنا الفاضل الدارقطني -حفظه الله - إلى ملف نصي، وقد شرعت بفضل الله تعالى في تنسيقه وترتيبه،
وأسأل الله تعالى أن يُخرجه في أحسن صورة، كأحسن ما أنت راء مما خطت به العرب كتبها من الخط إن شاء الله
فلا تنسونا من صالح دعائكم:
أحسن الله تعالى إليك، فإنّ ما قمت به صنيع مفيد جداً، وجهد مشكور عليه مأجور إن شاء الله تعالى به.
ونأمل أن نجده في ملف وورد، كما نأمل أن نجده في عالم المطبوعات.
ـ[يوسف بن عبدالله]ــــــــ[02 - 02 - 08, 05:30 م]ـ
أخي الحبيب: أبو مريم
جزاك الله خيراً على المبادرة، ونحن بالانتظار
ـ[الدارقطني]ــــــــ[22 - 02 - 08, 07:38 ص]ـ
هذا راو مستدرك على الحاشية:
1063 - كثير بن زيد مولى الأسلميين من أهل المدينة. الثقات (7/ 354).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 227) وقال:"كثير بن زيد، .... ، وهو الذي يقال له: كثير أبو النضر، ... ،كان كثير الخطأ على قلّة روايته،لا يعجبني الإحتجاج به إذا انفرد".
ـ[محمد بن أبي عامر]ــــــــ[22 - 02 - 08, 12:16 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[10 - 04 - 08, 01:16 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد بدا لي بالأمس أن أنظر أي كتب ابن حبان ألفه أولا،
فرجعت إلى كتاب الشيخ مبارك بن سيف الهاجري حفظه الله في الرواة الذين ذكرهم ابن حبان في الثقات ثم أعادهم في المجروحين،
وقد اعتنى - حفظه الله تعالى - بهذه المسألة، وبين أن ابن حبان صنف المجروحين قبل أن يصنف الثقات، وأنه أملى الثقات قبل أن يملي المجروحين، وجاء بما يدل على ذلك من كلام ابن حبان في الثقات،
والسؤال: هل مر بكم شيء يدل على الترتيب في التأليف بين الثقات أو المجروحين، وبين مشاهير علماء الأمصار، وبين التقاسيم والأنواع؟
وفقني الله تعالى وإياكم إلى ما يحب ويرضى
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[11 - 04 - 08, 09:21 ص]ـ
بارك الله فيك وأثابك , جهد مميز , كم في زوايا علم الرجال من خبايا , وما أخطر التسرع في الحكم على الرجال قبل استيفاء أقوال النقاد.
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[22 - 04 - 08, 03:34 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
أبشروا، بارك الله فيكم، فقد يسر الله تعالى لي الفراغ من ترتيب الأسماء الواردة في هذا الكتاب الطيب، أحسن الله تعالى إلى مصنفه، فبلغوا سبعة وسبعين وألفا، إلا أن يكون فاتني شيء
ويبقى إن شاء الله تعالى التنسيق والفهرسة
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[24 - 04 - 08, 10:46 ص]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد يسر الله تعالى تنسيق الكتاب وفهرسته، وهو الآن قيد المراجعة النهائية من قبل المصنف حفظه الله تعالى،
ـ[الدارقطني]ــــــــ[14 - 06 - 08, 03:47 م]ـ
هذا راو مستدرك على الحاشية:
1065 - هلال بن سراج، يروي عن أبي هريرة وابن عمر، روى عنه يحيى بن مطر. الثقات (5/ 506).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (9/ 248) وقال:"هلال بن سراج بن مجاعة بن مرارة، من أهل اليمن، .... ،مستقيم الحديث".
تنبيه: استفدت هذه الترجمة من حاشية الشيخ بشار عواد على تهذيب المزي، والله الموفق.
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[19 - 06 - 08, 12:44 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
اما بعد،
فقد تمت الإضافة بتوفيق الله تعالى، مع تحديث الفهرس إن شاء الله تعالى
هذا راو مستدرك على الحاشية:
1065 - هلال بن سراج، يروي عن أبي هريرة وابن عمر، روى عنه يحيى بن مطر. الثقات (5/ 506).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (9/ 248) وقال:"هلال بن سراج بن مجاعة بن مرارة، من أهل اليمن، .... ،مستقيم الحديث".
تنبيه: استفدت هذه الترجمة من حاشية الشيخ بشار عواد على تهذيب المزي، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[28 - 06 - 08, 11:58 م]ـ
هذا راو مستدرك أيضاً:
1066 - سعيد بن طهمان، يروي عن أنس بن مالك، روى عنه يحيى بن أبي كثير. الثقات (4/ 286).
قلت: قال ابن حبان في الذيل على كتاب "الضعفاء":"حديثه منكر". ميزان الإعتدال للذهبي (2/ 146).
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[07 - 07 - 08, 03:10 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
اما بعد،
فقد تمت الإضافة بتوفيق الله تعالى، مع تحديث الفهرس
هذا راو مستدرك أيضاً:
1066 - سعيد بن طهمان، يروي عن أنس بن مالك، روى عنه يحيى بن أبي كثير. الثقات (4/ 286).
قلت: قال ابن حبان في الذيل على كتاب "الضعفاء":"حديثه منكر". ميزان الإعتدال للذهبي (2/ 146).
¥(18/410)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[19 - 08 - 08, 07:55 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو مريم أتعبتك معي، هذا راو مستدرك على الحاشية:
1067 - سمعان المدني أبو يحيى مولى أسلم.الثقات (4/ 345).
قلت: خرّج حديثه في الصحيح (ح1666) ولفظه:"المؤذن يُغفر له مُدَّ صوته .... " الحديث، ثم قال ابن حبان:"أبو يحيى هذا: اسمه سمعان مولى أسلم من أهل المدينة، والد أنيس و محمد، ابني أبي يحيى الأسلمي، من جلة التابعين".
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[22 - 08 - 08, 11:35 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فليس كل تعبٍ يُشتكى إلى الله تعالى منه، فالتعب في مثل هذا - أشهد بالله ولله أنه - راحة،
والحق أن التصحيح بنسبة تسع وتسعين من كل مائة، أيسر من تصحيح الواحد الباقي (من كل مائة)
أعانك الله ووفقك،
وسأضيفه إن شاء الله تعالى غدا،
ـ[يوسف بن عبدالله]ــــــــ[13 - 02 - 09, 02:26 م]ـ
يرفع للفائدة ..
وننتظر جمع المادة في ملف واحد ..
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 11:42 ص]ـ
ايش صار في الكتاب يا بو مريم؟؟
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[17 - 02 - 09, 02:37 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
ايش صار في الكتاب يا بو مريم؟؟
فقد كدنا نفرغ، بفضل الله تعالى وتوفيقه، لكن بقيت رتوشٌ من الإصلاحات،
هانت يا جماعة، لم يبق إلا القليل إن شاء الله تعالى
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[17 - 02 - 09, 10:09 م]ـ
اللهم يسر لأبي مريم، وبارك له في وقته، وزده همة ونشاطا، ثم تقبل منه، وضاعف له ...
ـ[الدارقطني]ــــــــ[12 - 03 - 09, 08:13 م]ـ
هذا راوٍ مستدرك أيضاَ على الحاشية:
1067 - محمد بن عمرو بن أبي حفص العطار، كوفي، يروي عن أبان بن تغلب، روى عنه الكوفيون. الثقات (9/ 66).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (7/ 437) وقال:"محمد بن عمر بن أبي حفص العطار النصاري، .... ، يخطئ".
تنبيه:1 - وقع اسم أبيه:"عمرو"، ومرة أخرى:"عمر"، والأخير هو الصواب.
2 - هذا الراوي استفدته من كتاب للدكتور رشوان صنفه في:"زوائد رجال الدارمي على رواة
الكتب الستة"، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[14 - 03 - 09, 07:22 ص]ـ
هذا راوٍ مستدرك أيضاَ على الحاشية:
1068 - خالد بن عمرو بن عبدالله بن سعيد بن العاص أبو سعيد، يروي عن هشام الدستوائي، روى عنه مجمد بن أبي رجاء. الثقات (8/ 223).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (1/ 283 - طبعة محمود إبراهيم زايد) وقال:"خالد بن عمرو السعيدي من ولد سعيد بن العاص من أهل الكوفة، .... ، كان ممّن ينفرد عن الثقات بالموضوعات لا يحلّ الإحتجاج بخبره، تركه يحيى بن معين".
تنبيه: هذا الراوي لم أجده في طبعة المجروحين للشيخ حمدي السلفي، وقد استفدت هذا الإستدراك من كتاب:"تعارض أحكام الإمام محمد بن حبان التميمي" للدكتورأمين الشقاوي، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[14 - 03 - 09, 07:36 ص]ـ
هذا راوٍ مستدرك أيضاَ على الحاشية:
1069 - الزبير بن سعيد بن سليمان بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب. الثقات (6/ 333).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (1/ 392) وقال:"الزبير بن سعيد المديني، شيخ يروي عن عبد الحميد بن سالم، روى عنه سعيد بن زكريا المدائني، قليل الحديث منكر الرواية فيما يرويه، وجب التنكّب عن مفاريده والإحتجاج بما وافق الثقات عنه، ... ، وليس هذا بالزبير بن سعيد صاحب عبدالله بن علي بن يزيد بن ركانة ".- يعني المذكور في الثقات -.
أقول: الصواب أنّ الذي في الثقات والمجروحين شخصٌ واحد وهو صنيع ابن أبي حاتم في"الجرح والتعديل" والمزي في "تهذيب الكمال" وليس كما ذهب إليه ابن حبان في التفريق بينهما، وقد استفدت هذا الإستدراك من كتاب:"تعارض أحكام الإمام محمد بن حبان التميمي" للدكتورأمين الشقاوي، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[16 - 03 - 09, 08:53 ص]ـ
هذا راوٍ مستدرك أيضاَ على الحاشية:
1070 - عمران بن ظبيان كنيته أبو حفص مولى أسلم من أهل المدينة يروى عن جماعة من التابعين روى عنه أهل المدينة وهو خال إبراهيم بن محمد بن أبى يحيى مات سنة سبع وخمسين ومائة. الثقات (7/ 239).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (2/ 123 - طبعة محمود إبراهيم زايد) وقال:"عمران بن ظبيان من أهل الكوفة يروي عن حكيم بن سعد روى عنه الثوري وابن عيينة كان ممن يخطىء لم يفحش خطؤه حتى يبطل الاحتجاج به ولكن لا يحتج بما انفرد به من الأخبار ".
تنبيه: نبّه الحافظ ابن حجر العسقلاني في "تهذيب التهذيب" على ذلك.
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[16 - 03 - 09, 03:26 م]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد وفقني الله تعالى إلى إضافة هؤلاء الأربعة
ـ[الدارقطني]ــــــــ[16 - 03 - 09, 09:39 م]ـ
هذا راوٍ مستدرك أيضاَ على الحاشية:
1071 - محرز بن عبدالله أبو رجاء مولى هشام من أهل الجزيرة، يروي عن مكحول، روى عنه إسماعيل بن زكريا والمحاربي، وكان يدلّس عن مكحول، يعتبر حديثه ما بيّن السماع فيه عن مكحول وغيره. الثقات (7/ 504).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين (3/ 158 - طبعة محمود إبراهيم زايد) وقال:"أبو رجاء الجزري شيخ يروي عن فرات بن السائب وأهل الجزيرة المناكير الكثير التي لا يتابع عليها لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد لغلبة المناكير على أخباره".
فائدة: خطّأ الألباني في السلسلة الضعيفة (9/حديث رقم4452) ابن حبان بتفرقته بين الذي في الثقات وفي المجروحين فقال -رحمه الله تعالى -:" ابن حبان أخطأ مرتين:الأولى: تفريقه بين الجزري المسمى، والجزري المكني، وهما واحد".
أقول: هذا الراوي استفدته من كتاب الدكتور أمين الشقاوي.
¥(18/411)
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[18 - 03 - 09, 11:45 ص]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد وفقني الله تعالى إلى إضافة هؤلاء الأربعة
وهذا الراوي أيضا
ـ[الدارقطني]ــــــــ[18 - 03 - 09, 09:58 م]ـ
هذا راوٍ مستدرك أيضاَ على الحاشية:
1072 - محمد بن عبيدالله بن أبي رافع، يروي عن أبيه، روى عنه يحيى بن يعلى الأسلمي. الثقات (7/ 400).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في المجروحين (2/ 258) وقال:"محمد بن عبيدالله بن أبي رافع، .... ، منكر الحديث جداًّ، يروي عن أبيه ما ليس يشبه حديث أبيه، فلماّ غلب المناكير على روايته استحق التّرك".
تنبيه: استفدت هذه الترجمة من كتاب الدكتور أمين الشقاوي.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[19 - 03 - 09, 09:06 ص]ـ
هذا راوٍ مستدرك أيضاَ على الحاشية:
1073 - العلاء بن خالد القرشي يروى عن عطاء بن أبى رباح قال: رأيت أبا هريرة هو يطوف بهذا البيت وهو ينادى لا صدقة إلا عن فضل العيال، حدثناه الثقفى قال ثنا قتيبة بن سعيد قال ثنا العلاء بن خالد القرشي عن عطاء بن أبى رباح، أحسبه الذي روى عن أبى وائل. الثقات (7/ 267).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في المجروحين (2/ 183) وقال:" العلاء بن خالد من أهل البصرة يروي عن عطاء وقتادة وثابت روى عنه التبوذكي ومسدد وكان يعرف بأربع أحاديث ثم زاد الأمر وجعل يحدث بكل شيء سئل فلا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه".
فائدة: قال ابن حبان عن هذا الراوي:"أحسبه الذي روى عن أبى وائل" -يعني به: العلاء بن خالد الأسدي الكاهلي الكوفي-.
قلت: ردّ ابن حجر العسقلاني هذا القول في "تهذيب التهذيب" قائلاً:" وأظن الصواب التفرقة بينهما وفرّق بينهما العقيلي وقبله البخاري وابن أبي حاتم ورجّحه النباتي"، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[19 - 03 - 09, 09:53 م]ـ
هذا راوٍ مستدرك أيضاَ على الحاشية:
1074 - الحسن بن محمد الليثي أبو محمد البلخي، كان على قضاء مرو، يروي عن مقاتل بن حيان والناس، روى عنه أهل مرو الحكايات، وكان ابن المبارك يميل إليه وكان في أيامه على القضاء بها.الثقات (8/ 168).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في المجروحين (1/ 288) وقال:"الحسن بن محمد البلخي، شيخ يروي عن حميد الطويل وعوف الأعرابي الأشياء الموضوعة، وغيرهما من الثقات الأشياء المقلوبة، لا يجوز الإحتجاج به ولا الرواية عنه بحال، وهذا شيخ ليس يعرفه إلا الباحث عن هذا الشأن".
تنبيه: نبّه الحافظ ابن حجر العسقلاني في "لسان الميزان" على ذلك.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[21 - 03 - 09, 07:34 ص]ـ
هذا راوٍ مستدرك أيضاَ على الحاشية:
1075 - ثمامة بن بجاد رجل من عبد القيس قيل له في مرضه أوصنا قال أنذركم سوف روى عنه أبو إسحاق السبيعي.الثقات (6/ 127).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في طبقة الصحابة من الثقات (3/ 48) وقال:"ثمامة بن بجاد رجل من عبد القيس له صحبة حديثه عند العيزار بن حريث ".
وكفى بالصحبة حجّة، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[23 - 03 - 09, 10:15 م]ـ
هذا راوٍ مستدرك أيضاَ على الحاشية:
1076 - عبدالملك بن مهران الجبان من أهل دمشق يروي عن معروف الخياط عن واثلة، روى عنه أهل بلده.الثقات (7/ 108).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (7/ 103 - 104) وقال:"عبدالملك بن مهران يروي عن أبي صالح عن أبي هريرة، روى عنه سهل بن عبدالله، يُعتبر حديثه من غير رواية سهل بن عبدالله عنه".
فائدة: جعل الذهبي في "ميزان الإعتدال" (2/ 665) هذا الراوي اثنين فقال:"عبدالملك بن مهران"، ثم ذكره بعده:"عبدالملك بن مهران الرّقاعي"،وهما واحد ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق (37/ 173 - 177)، قال ابن حجر العسقلاني في"لسان الميزان":"وما أدري لِمَ فرّق المؤلف- (يعني الذهبي) - بين هذا والذي قبله، فإنّ ابن عساكر في "تاريخه" قد جمع بينهما وجعلهما ترجمة واحدة". والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[24 - 03 - 09, 09:28 م]ـ
هذا راوٍ مستدرك أيضاَ على الحاشية:
1077 - محمد بن حمزة الأسدي، من أهل الكوفة، يروي عن جعفر بن برقان، روى عنه سعيد بن يحيى الأموي. الثقات (9/ 49).
قلت: أعاد ابن حبان ذكره في الثقات (9/ 73) وقال:"محمد بن حمزة الرقي، يروي عن الخليل بن مرة، روى عنه سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، يُعتبر حديثه إذا روى (عن) غير الخليل بن مرة لأنّه ضعيف".
فائدة: ترجم هذا الراوي البخاري في التاريخ الكبير (1/ 59) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 236) وسمّياهُ:"محمد بن حمزة الأسدي الرقي".
تنبيه:في الثقات:"عنه"، فصححتها إلى: " (عن) " كما في "لسان الميزان" لابن حجر العسقلاني، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[25 - 03 - 09, 10:06 ص]ـ
هذا راوٍ مستدرك أيضاَ على الحاشية:
1078 - مختار بن منيح يروى عن قتادة روى عنه أبو معاوية الضرير.الثقات (7/ 488).
قلت: أعاد ابن حبان ذكره في الثقات (7/ 513) وقال:"المختار بن منيح الثقفى من أهل الكوفة، ....... ، يغرب"، والله الموفق.
¥(18/412)
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[25 - 03 - 09, 11:50 ص]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد وفقني الله تعالى إلى إضافة هؤلاء أيضا،
ويبقى السؤال عن تفاصيل بعض ما تفضلت بذكر من الكتب:
كتاب:
1 - :"تعارض أحكام الإمام محمد بن حبان التميمي" للدكتورأمين الشقاوي
2 - كتاب للدكتور رشوان صنفه في:"زوائد رجال الدارمي على رواة الكتب الستة
من حيث دار النشر وسنة النشر
ـ[الدارقطني]ــــــــ[26 - 03 - 09, 08:28 ص]ـ
هذا راوٍ مستدرك أيضاَ على الحاشية:
1079 - مستلم بن سعيد الواسطي، يروى عن منصور بن زاذان والتابعين، روى عنه يزيد بن هارون والناس. الثقات (7/ 520).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (9/ 196) وقال:" مستلم بن سعيد الثقفى مولاهم من أهل واسط، ...... ، ربما خالف".والله الموفق.
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[26 - 03 - 09, 12:30 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد وفقني الله تعالى إلى إضافته أيضا
ـ[الدارقطني]ــــــــ[27 - 03 - 09, 10:56 ص]ـ
هذا راوٍ مستدرك أيضاَ على الحاشية:
1080 - محمد بن معاوية بن عبدالرحمن الزيادي، يروي عن أبي عاصم وأهل البصرة، حدثنا عنه الطبري.الثقات (9/ 112).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (9/ 98) وقال:" محمد بن معاوية الزيادي، من أهل البصرة، يروي عن أبي عاصم وأهل العراق، ........ ، وكان صاحب حديث ". والله الموفق.
ـ[أبو محمّد الإدريسي]ــــــــ[27 - 03 - 09, 06:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الدارقطني]ــــــــ[28 - 03 - 09, 07:16 ص]ـ
هذا راوٍ مستدرك أيضاَ على الحاشية:
1081 - مشمعل بن ملحان الطائي، يروي عن عكرمة وسعيد بن جبير، روى عنه أبو إبراهيم الترجماني.الثقات (7/ 517).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (9/ 195) وقال:"مشمعل بن ملحان الطائي، يروي عن مطرح بن يزيد وأهل البصرة، ....... ، ربما أخطأ ".
والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[31 - 03 - 09, 10:46 ص]ـ
هذا راوٍ مستدرك أيضاَ على الحاشية:
1082 - يحيى بن عبد العزيز يروى عن عبد الله بن نعيم عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبى موسى الأشعري، روى عنه الوليد بن مسلم. الثقات (9/ 250 - 251).
قلت: أعاد ابن حبان ذكره بعد أربع تراجم (الثقات-9/ 251) وقال:"يحيى بن عبد العزيز الأزدي، يروى عن يحيى بن أبى كثير، روى عنه الوليد بن مسلم، ربما أخطأ".
فائدة: جعل ابن أبي حاتم هذا الراوي اثنين (الجرح والتعديل- 9/ 170) وكذا ابن حبان فيما يظهر لي كما تقدّم، ولكنّ صنيع البخاري في التاريخ الكبير (8/ 291) وابن عساكر في تاريخ دمشق (64/ 317 - 321) على أنّه واحد، وهو الصواب، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[01 - 04 - 09, 10:25 ص]ـ
هذا راوٍ مستدرك أيضاَ على الحاشية:
1083 - أبو هزان اسمه يزيد بن (سمرة) يروى عن جماعة من أهل الشام روى عنه أهلها. الثقات (7
/620).
قلت: أعاد ابن حبان ذكره في الثقات (9/ 272) وقال:" يزيد بن سمرة أبو هران الدهان يروى عن عطاء الخراساني روى عنه هشام بن عمار ربما أخطأ".
تنبيه: وقع في الثقات (7/ 620) اسم الأب:"ميسرة"، والصواب:"سمرة"، نبّه على ذلك الدكتور موفق عبدالقادر في تعليقه على كتاب:"المؤتلف والمختلف" للدارقطني، والله الموفق.
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[01 - 04 - 09, 07:24 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد وفقني الله تعالى إلى إضافة هؤلاء أيضا فبلغوا ثلاثة وثمانين راويا وألفا
ـ[أنس الحلو]ــــــــ[02 - 04 - 09, 11:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا , ونفع الله بكم ...
ونسأل الله أن يوفقكم ويسدد خطاكم
ـ[الدارقطني]ــــــــ[04 - 04 - 09, 12:19 م]ـ
هذا راو مستدرك على الحاشية:
1084 - خالد بن عمرو السلفي أبو الأخيل من أهل حمص، يروي عن ابن عيينة، حدثنا عنه حنبل بن محمد بحمص، ربما أخطأ. الثقات (8/ 226).
قلت: ذكره أيضاً في "المجروحين" (2/ 384) لكنّ ابن حبان وهم في اسمه فسمّاه:"مخلد" حيث قال في "المجروحين":"مخلد بن عمرو الحمصي الكلاعي، يروي عن عبيدالله بن موسى، روى عنه أهل بلده، يروي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات، لا يجوز الإحتجاج به ".
قال الدارقطني في "التعليقات على المجروحين" (ص268):"قوله: مخلد بن عمرو خطأ أيضاً، إنّما هو: خالد بن عمرو يكنى أبا الأخيل السلفي"، وقال الذهبي في "الميزان" (4/ 83):"مخلد بن عمرو الحمصي الكلاعي، ... ، كذا سمّاه ابن حبان وتكلّم فيه، وصوابه خالد بن عمرو ". والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[04 - 04 - 09, 10:12 م]ـ
هذا راو مستدرك على الحاشية:
1085 - حبان بن يسار أبو روح الكلابي، يروي عن العراقيين، روى عنه مالك بن إسماعيل والتبوذكي. الثقات (6/ 239 - 240) و (8/ 214).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في المجروحين (1/ 319) لكنّ ابن حبان وهم في اسم الأب فسماّه:"زهير" فقال في "المجروحين":"حبان بن زهير، يروي عن يزيد بن أبي مريم ومحمد بن واسع، كنيته أبو روح الكلابي، روى عنه أبو همام الخاركي و البصريون، اختلط بأخرة، حتى كان لا يدري ما يحدّث، ولم يتميّز حديثه القديم من حديثه الذي حدّث به في اختلاطه، فبطل الإحتجاج به ".
قال الدارقطني في "التعليقات على المجروحين" (ص80 - 81):"أبو روح الكلابي هو: حبان بن يسار، وليس في نسبه زهير ".
¥(18/413)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[05 - 04 - 09, 10:11 م]ـ
هذا راو مستدرك على الحاشية:
1086 - بشر بن سريج البزار، من أهل البصرة، أخو حرب بن سريج، يروي عن البصريين ابن أبي عدي وغيره، روى عنه إبراهيم بن الحسن العلاف. الثقات (8/ 141) و (8/ 151).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في "المجروحين" (1/ 218 - 219) لكن ابن حبان وهم في تسمية الأب فسمّاه:"حرب" حيث قال في"المجروحين:"بشر بن حرب البزار، شيخ يروي عن أبي رجاء العطاردي، وليس بالندبي، روى عنه عبدالرحمن بن عمرو بن جبلة، منكر الحديث جداًّ، لا يحتجّ بما روى من الأخبار، ولا يعتبر بما حدّث من الآثار".
قال الدارقطني في "التعليقات على المجروحين" (ص60 - 61):"قد وهم في اسم الرجل الراوي عن أبي رجاء العطاردي، فلا أدري الوهم منه، أو ممّن حدّثه؟ والصواب أنّ عبدالرحمن بن جبلة روى هذا الحديث عن بشير بن سريج المنقري، لا بشر بن حرب، ولا أعلم أنّ أحداً يُعرف ببشر بن حرب من رواة الحديث غير أبي عمرو الندبي ".
فائدة: لما ذكر ابن حبان هذا الراوي في الثقات (8/ 151) سمّاه:"بشير بن سريج". والله الموفق.
ـ[أبو سراقة الأثري]ــــــــ[06 - 04 - 09, 04:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
اخواني في الله
يسر الله لنا ولكم العلم والعمل الصالح ونفعنا بما يعلمنا.
وبعد
فقد يسر الله لي جمع هذه الحاشية الطيبة، جزى الله أخونا الدارقطني خير الجزاء على هذا المجود وجعله في ميزان حسناته.
وهي عبارة عن ملف وورد ولم تنسق بل نقلت كما هي، فعسى الله أن تتم الفائدة ويخرج لنا أخونا أبو مريم نتسيقه الطيب على هذه الحاشية.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[08 - 04 - 09, 05:39 م]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
اخواني في الله
يسر الله لنا ولكم العلم والعمل الصالح ونفعنا بما يعلمنا.
وبعد
فقد يسر الله لي جمع هذه الحاشية الطيبة، جزى الله أخونا الدارقطني خير الجزاء على هذا المجود وجعله في ميزان حسناته.
وهي عبارة عن ملف وورد ولم تنسق بل نقلت كما هي، فعسى الله أن تتم الفائدة ويخرج لنا أخونا أبو مريم نتسيقه الطيب على هذه الحاشية.
وجزاكم الله خيرا
أسأل الله تعالى أن ترى ما يسرك عما قليل إن شاء الله،
ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 04 - 09, 11:35 م]ـ
هذا راو مستدرك على الحاشية:
1087 - عمر بن عبيد الجزار بيّاع الخُمُر السابري، يروي عن يونس بن عبيد، روى عنه المقرئ والحميدي، وهو الذي يُقال له: الفرار الذي يروي عن سهيل بن ابي صالح.الثقات (8/ 441).
قلت: ذكره ابن حبان أيضاً في الثقات (7/ 185 - 186) وقال:"عمر بن عبيد بيّاع الخُمُر، من أهل البصرة، يروي عن هشام بن عروة، ولم أَرَ في القلب من حديثه إلا ما حدّثنا أبو يعلى الموصلي ثنا حفص بن عبدالله بن عمر الحلواني قال: ثنا عمر بن عبيد البصري بيّاع الخُمُر قال: ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنّ الله يُحبّ أن تُؤتى رُخصه كما يُحبّ أن تُؤتى عزائمه".
تنبيه: في الثقات:"غرائمه".
ـ[الدارقطني]ــــــــ[20 - 04 - 09, 06:17 م]ـ
هذا راو مستدرك على الحاشية:
1088 - شبيل بن عزرة الضبعي، ختن قتادة، ربما أخطأ. الثقات (4/ 369).
قلت: ذكره ابن حبان في المشاهير (رقم724) وقال:"من عبّاد أهل البصرة"، وقال ابن حبان أيضاً في "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" (ص118):"شبيل بن عزرة هذا من أفاضل أهل البصرة وقرّائهم، ولكنّه لم يحفظ إسناد هذا الخبر، لأنّ أنس بن مالك سمع هذا الخبر من أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقصر به شبيل ولم يحفظه".
فائدة: هذا الحديث الذي أشار إليه ابن حبان هو:"مثل الجليس الصالح مثل العطار .... " الحديث، وهو في"روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" (ص118)، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[21 - 04 - 09, 10:06 م]ـ
هذا راو مستدرك على الحاشية:
1089 - يوسف بن ميمون القرشي، يروي عن أبي عبيدة بن حذيفة، روى عنه العراقيون.الثقات (7/ 637).
قلت: ذكره ابن حبان في "المجروحين" (2/ 487) وقال:"يوسف بن ميمون الصباغ مولى آل عمرو بن حريث، كنيته أبو خزيم، يروي عن عطاء، روى عنه أهل العراق، فاحش الخطأ كثير الوهم، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، فلمّا فحش ذلك منه في روايته بطل الإحتجاج به"، وأعاد ذكره ابن حبان في موضع آخر من "المجروحين" (2/ 485) وقال:"يوسف أبو خزيمة، يروي عن أنس بن سيرين أشياء لا تشبه حديث الثقات عنه، أستحبّ مُجانبة حديثه إذا انفرد"، قال الدارقطني عن:"يوسف بن ميمون الصباغ" في"تعليقاته على المجروحين" (ص290):"قد تقدّم ذكره في ترجمة قبل هذه، قال: يوسف أبو خزيمة، يروي عن أنس بن سيرين، روى عنه وكيع، هُو هذا".
فائدة: فرّق ابن أبي حاتم في"الجرح والتعديل" (9/ص230) بين:"يوسف بن ميمون القرشي" و"يوسف بن ميمون الصباغ"، وهما واحد، وهو صنيع المزي في تهذيب الكمال، وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" حيث ذكر الحديث الي رواه يوسف بن ميمون القرشي عن أبي عبيدة بن حذيفة بن اليمان في ترجمة:"يوسف بن ميمون الصباغ"، والله الموفق.
¥(18/414)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[26 - 04 - 09, 10:30 ص]ـ
هذا راو مستدرك على الحاشية:
1090 - محمد بن عبد الله بن المهاجر الشعيثي يروى عن زفر بن وثيمة روى عنه وكيع وعمر بن علي المقدمي. الثقات (7/ 407).
قلت: قال ابن حبان في الثقات (7/ 45):"عبد الله بن مهاجر الشعيثي، ..... ، روى عنه ابنه محمد بن عبد الله الشعيثي، يعتبر بحديثه (من) غير رواية ابنه (عنه) ".
أقول: قول ابن حبان:"يعتبر بحديثه (من) غير رواية ابنه (عنه) "، تضعيف لرواية: محمد بن عبدالله بن المهاجر الشعيثي، عن أبيه، والله الموفق.
تنبيه: ما القوسين ( .. ) سقط من الثقات استدركته من "تهذيب التهذيب" لابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى.
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[26 - 04 - 09, 02:58 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد تمت بفضل الله تعالى هذه الإضافات
هذا راو مستدرك على الحاشية:
1090 - محمد بن عبد الله بن المهاجر الشعيثي يروى عن زفر بن وثيمة روى عنه وكيع وعمر بن علي المقدمي. الثقات (7/ 407).
قلت: قال ابن حبان في الثقات (7/ 45):"عبد الله بن مهاجر الشعيثي، ..... ، روى عنه ابنه محمد بن عبد الله الشعيثي، يعتبر بحديثه (من) غير رواية ابنه (عنه) ".
أقول: قول ابن حبان:"يعتبر بحديثه (من) غير رواية ابنه (عنه) "، تضعيف لرواية: محمد بن عبدالله بن المهاجر الشعيثي، عن أبيه، والله الموفق.
تنبيه: ما القوسين ( .. ) سقط من الثقات استدركته من "تهذيب التهذيب" لابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[28 - 04 - 09, 10:41 ص]ـ
هذا راو مستدرك على الحاشية:
1091 - إسحاق بن حاتم بن بيان المدائني العلاف يروى عن أسباط بن محمد وأهل العراق روى عنه العراقيون والغرباء. الثقات (8/ 118).
قال أبو حاتم:"هو الذي يقال له الشقري مات سنة 252".
قلت: قال ابن حبان في الثقات (8/ 118 - 119):" إسحاق بن وهب العلاف الواسطي، .... ، وكان هذا والمدائني جميعاً علافين صدوقين، وهما من واسط".
أقول: قول ابن حبان:"والمدائني" وضّحها ابن حجر العسقلاني في "تهذيب التهذيب -ترجمة: إسحاق بن وهب العلاف " فقال:"والمدائني المذكور هو: إسحاق بن حاتم بن بيان العلاف روى عنه ابن خزيمة وغيره "، والله الموفق.
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[28 - 04 - 09, 01:38 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد تمت بفضل الله تعالى هذه الإضافة
ـ[أحمد محمد بسيوني]ــــــــ[02 - 05 - 09, 10:30 م]ـ
[ quote= الدارقطني;680291]
369 - عطاء بن يعقوب الكيخاراني من أهل اليمن مولى ابن سباع. الثقات (7/ 252).
قلت: قال ابن حبان في المشاهير (رقم1545):"كان ثبتاً، روايته عن الصحابة كلها مدلّسة".
[ quote]
وهو عطاء بن نافع ومذهب البخاري وأبي حاتم وأبي داود السجستاني وغيرهم عدم التفريق بينه وبين عطاء بن يعقوب المدني، مولى سباع، خلافا لمذهب أحمد بن حنبل وعلي بن المديني ومسلم بن الحجاج وغيرهم، كما نقل ذلك المزي في تهذيب الكمال، ويظهر أن مذهب الطبراني كالبخاري؛ وقد ذكره في موضع آخر من المعجم الكبير باسم عطاء الكيخاراني، وأيضا في مكارم الأخلاق.
ورجح المزي وتابعه ابن حجر مذهب أحمد ومن وافقه، وعد القول الآخر وهمًا.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[18 - 05 - 09, 06:46 م]ـ
1092 - خالد بن يزيد بن جابر الأزدي، من أهل البصرة، كنيته أبو حمزة.
الثقات (8/ 223).
قلت: ذكره أيضاً في الثقات (6/ 266) وقال:"خالد بن يزيد الهدادي، يروي عن ابن أبي مليكة وثابت والحسن، روى عنه زياد بن يحيى الحساني وأهل البصرة، وهو أخو الوليد بن يزيد، كنية خالد: أبو حمزة، مات سنة 182، ربما أخطأ ".
تنبيه: في الثقات (8/ 223) ما نصّه:"خالد بن يزيد العتكي، كنيته أبو يزيد، يروي عن ورقاء بن عمر، روى عنه ابنه محمد بن خالد، عداده في أهل البصرة".
وأيضاً في الثقات (8/ 222) ما نصّه:"خالد بن يزيد صاحب اللؤلؤ، من أهل البصرة، يروي عن أبي جعفر الرازي، روى عنه عمرو بن علي الفلاس".
أقول: عدّ المزي في "تهذيب الكمال"هذين الراويين وصاحب الترجمة شخصاً واحداً، وقد فرّق بينهم ابن حبان وكذا ابن أبي حاتم (الجرح -3/رقم1620، و1633، و1635)، وكذا البخاري في (التاريخ الكبير-3 (رقم616، و619) إلا أنّه جعل العتكي وصاحب اللؤلؤ واحداً، والذي تميل إليه النفس أنّ الهدادي غير هذين المذكورين -أعني العتكي وصاحب اللؤلؤ-، والله أعلم.
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[26 - 05 - 09, 04:40 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد تمت الإضافات بفضل الله تعالى، مع تحديث الفهرس، ولم يبق بعد إلا تجميل الفهري، إن شاء الله تعالى
ـ[منال محمد أبو العزائم]ــــــــ[09 - 06 - 09, 02:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[03 - 01 - 10, 12:43 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
والكتاب ا?ن في المطبعة، كما أخبرني بذلك د/ عاطف عبد ا?ول صاحب مطبعة العمرانية،
وسيطبع إن شاء الله تعالى بلونين، أسأل الله التوفيق، دعواتكم!!
¥(18/415)
ـ[عدو التقليد]ــــــــ[03 - 01 - 10, 04:17 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[الدارقطني]ــــــــ[07 - 02 - 10, 04:04 م]ـ
طبع الكتاب بحمد الله تعالى، كما أخبرني بذلك الشيخ الفاضل / أبو مريم طويلب علم، حفظه الله تعالى، وهو في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة، في مكتبة السنة، والله لموفق.
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[08 - 02 - 10, 03:13 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
طبع الكتاب بحمد الله تعالى، كما أخبرني بذلك الشيخ الفاضل / أبو مريم طويلب علم، حفظه الله تعالى، وهو في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة، في مكتبة السنة، والله لموفق.
بارك الله لنا ولكم!
وقد حصلت أخيرا - بفضل الله تعالى - على نسخة من الكتاب!
وعندنا مثل يقول: من طبع كتابا فلا بد أن يحصل منه على نسخة!!!
ـ[يوسف بن عبدالله]ــــــــ[15 - 05 - 10, 09:45 م]ـ
هل يباع الكتاب في الإمارات .. ؟
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[16 - 05 - 10, 11:53 ص]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
هل يباع الكتاب في الإمارات .. ؟
لا أدري: لكن انظر أي المكتبات لديكم توزع كتب مكتبة السنة،
والله الموفق(18/416)
ما الصواب في الحالات التالية
ـ[عالية الهمة]ــــــــ[04 - 09 - 07, 11:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي بعض الأسئلة الحديثية
* ما سبب اختلاف روايات يحي بن معين وغيره , وكيف السبيل إذا لم نميز الرواية المتأخرة من المتقدمة في حال تعارض قوله في الروايات.
* كيف نحكم على حديث يكون أحد رواته ثقة إلا في فلان .. أو ثقة وفي روايته عن فلان شيء
مثلا: معمر ثقة وفي روايته عن ثابت البناني شيء
وداود بن الحصين ثقة إلا في عكرمة
وهل هناك فرق بين اللفظين .. بأن يكون أحدهما أضعف من الآخر؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 01:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد
فإن اختلاف الروايات عن أئمة الجرح والتعديل له أسباب عديدة، أذكر ثلاثة من أهمها:
الأول:
اختلاف المناسبات التي قال فيها ذلك الكلام
قال ابن حجر في لسان الميزان: «وينبغي أن يتأمل أيضاً أقوال المزكين ومخارجها ... فمن ذلك أن الدوري قال عَن ابن معين إنه سئل عَن ابن إسحاق وموسى بن عبيدة الربذي أيهما أحب إليك؟ فقال: ابن إسحاق ثقة. وسئل عَنْ محمد بن إسحاق بمفرده فقال: صدوق وليس بحجة. ومثله أن أبا حاتم قيل له: أيهما أحب إليك يونس أو عقيل؟ فقال: عقيل لا بأس به. وهو يريد تفضيله على يونس. وسئل عَنْ عقيل وزمعة بن صالح فقال: عقيل ثقة متقن. وهذا حكم على اختلاف السؤال. وعلى هذا يحمل أكثر ما ورد من اختلاف كلام أئمة أهل الجرح والتعديل ممن وثق رجلاً في وقت وجرحه في وقت آخر
ومما يدخل في ذلك أنهم قد يضعفون الرجل بالنسبة إلى بعض شيوخه أو إلى بعض الرواة عنه أو بالنسبة إلى ما رواه من حفظه أو بالنسبة إلى ما رواه بعد اختلاطه وهو عندهم ثقة فيما عدا ذلك.
الثاني:
اطلاع الإمام على ما يجعله يغير حكمه في الراوي:
ذكر ابن الجنيد أنه سأل ابنَ معين عن محمد بن كثير القرشي الكوفي فقال: "ما كان به بأس" (وهو توثيق باصطلاحه). فحكى له أحاديث تُستنكر، فقال ابن معين: "فإن كان هذا الشيخ روى هذا فهو كذَّاب، وإلا فإني رأيتُ حديث الشيخ مستقيماً".
الثالث:
تصرف أصحاب الكتب كثيراً في عبارات الأئمة بقصد الاختصار أو غيره وربما يخل ذلك بالمعنى. فينبغي للباحث أن يراجع عدة كتب فإذا وجد اختلافاً بحث عن العبارة الأصلية ليبني عليها.
فإذا رأى الباحث في الترجمة ((وثقة فلان)) أو ((ضعفه فلان)) أو ((كذبه فلان ((فليبحث عن عبارة فلان، فقد لا يكون قال: ((هو ثقة)) أو ((هو ضعيف)) أو ((هو كذاب)) ففي (مقدمة الفتح) في ترجمة إبراهيم بن سويد بن حبان المدني ((وثقه ابن معين وأبو زرعة)) والذي في ترجمته من (التهذيب): قال أبو زرعة ليس به بأس)) وفي (المقدمة) في ترجمة إبراهيم ابن المنذر الحزامي ((وثقه ابن معين ... والنسائي)) والذي في ترجمته من ((التهذيب)):
((قال عثمان الدارمي رأيت ابن معين عن كتب إبراهيم بن المنذر أحاديث ابن وهب ظننتها المغازي وقال النسائي ليس به بأس)).
وفي (الميزان) و (اللسان) في ترجمة معبد بن جمعة ((كذبة أبو زرعة الكيشي)) وليس في عبارة أبي زرعة الكيشي ما يعطي هذا بل فيها أنه ((ثقة في الحديث)).
والله ولي التوفيق
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 01:21 ص]ـ
* كيف نحكم على حديث يكون أحد رواته ثقة إلا في فلان .. أو ثقة وفي روايته عن فلان شيء
مثلا: معمر ثقة وفي روايته عن ثابت البناني شيء
وداود بن الحصين ثقة إلا في عكرمة
وهل هناك فرق بين اللفظين .. بأن يكون أحدهما أضعف من الآخر؟
وجزاكم الله خيرا
مثل هذا الراوي يحكم بصحة أحاديثه عن غير هذا الشيخ الذي ضُعِّف فيه، أما ذلك الشيخ المعين، فإن تفرد عنه برواية فهذا يدل على نكارتها، فلا يقبل حديثه عنه إلا أن يتابعه مقبول (صدوق أو ثقة) ممن عرف بالرواية عن ذلك الشيخ
أما ما ذكرتم فالظاهر أن العبارة الثانية أشد، لكن هذا لا يُحكم بإطلاقه حتى يتم الرجوع لأقوال أهل العلم في هذه الرواية المعينة، وقولهم في هذا الراوي بإطلاق.
وفي المثالين المذكورين نجد الآتي:
المثال الأول: معمر بن راشد عن ثابت البناني
قال يحيى بن معين: حديث معمر عن ثابت و عاصم بن أبى النجود و هشام بن عروة وهذا الضرب مضطرب كثير الأوهام
والحكم العام فيه أنه ثقة ثبت من الحفاظ، لكن تكلم فيما حدث به في البصرة
المثال الثاني: داود بن الحصين عن عكرمة
قال على ابن المدينى: ما روى عن عكرمة، فمنكر الحديث
وقال أبو داود: أحاديثه عن عكرمة مناكير، و أحاديثه عن شيوخه مستقيمة
والحكم العام عليه عندي أنه صدوق وبعضهم تكلم فيه بإطلاق
والله ولي التوفيق
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[07 - 09 - 07, 12:48 م]ـ
و قد يكون التعارض في ظاهر اللفظ فقط و لكن المعنى واحد لأن الأئمة المتقدمين و خاصة ما قبل الإمام ابن أبي حاتم لم يكن عندهم مراتب ذات ألفاظ محددة في الجرح أو التعديل, فحتمال مثلا أن يقول الإمام في راوي " ليس فيه بأس " و في مرة يقول " ليس بالقوي " و في مرة " ضعيف " , فربما قوله " ليس فيه بأس " أي أنه ضعيف و لكنه لم يصل إلى درجة الضعيف المتروك ... وهكذا.
أما إن ثبت بالفعل إختلاف قول الإمام الواحد في راوي ما, فنعود إلى الأسباب التى ذكرها أخونا الشيخ " عيد " , و إذا لم نميز الرواية المتأخرة من المتقدمة في حال تعارض قوله في الروايات, فنعود إلى كلام غيره من الأئمة, فإن كلامهم رحمهم الله كثيرا ما يفسر بعضه بعضا أو يدخل هذا في عموم مسألة تعارض الجرح و التعديل. و الله أعلم.
¥(18/417)
ـ[عالية الهمة]ــــــــ[07 - 09 - 07, 03:04 م]ـ
جزاك الله الأخ عيد الفهمي خير الجزاء
على إفادتك الطيبة النافعة بإذن الله
* كيف نحكم على حديث يكون أحد رواته ثقة إلا في فلان .. أو ثقة وفي روايته عن فلان شيء
مثلا: معمر ثقة وفي روايته عن ثابت البناني شيء
وداود بن الحصين ثقة إلا في عكرمة
وهل هناك فرق بين اللفظين .. بأن يكون أحدهما أضعف من الآخر؟
فبالنسبة لهذه الأقوال فهي للحافظ ابن حجر في التقريب
وكانت لرواة حديثين مختلفين .. مدار الأول على معمر عن ثابت
ومدار الآخر على داود عن عكرمة ولم أجد لهذه الحديثين متابعات أو شواهد
وقد صححت الأول لأنه ليس فيه تصريح بضعف أو توهين وإنما قال في روايته عنه شيء ولم يحدد
بينما ضعفت الثاني لأنه حدد أنه ثقة إلا في فلان .. ومعناه أنه في فلان غير ثقة
والله أعلم بالصواب
الأخ ابن صادق المصري بارك الله فيك وجزاك الله خير
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[07 - 09 - 07, 03:39 م]ـ
بارك الله فيكم.
فبالنسبة لهذه الأقوال فهي للحافظ ابن حجر في التقريب
وكانت لرواة حديثين مختلفين .. مدار الأول على معمر عن ثابت
ومدار الآخر على داود عن عكرمة ولم أجد لهذه الحديثين متابعات أو شواهد
وقد صححت الأول لأنه ليس فيه تصريح بضعف أو توهين وإنما قال في روايته عنه شيء ولم يحدد
هذا من مترتبات الاعتماد على التقريب دون الرجوع لكلام الأئمة في أصوله وغيرها، وهذا مهيع خاطئ في الحكم على المرويات.
فقد قال ابن معين: " معمر عن ثابت ضعيف "، وفي رواية: " حديث معمر عن ثابت وعاصم بن أبي النجود وهشام بن عروة وهذا الضرب= مضطربٌ كثير الأوهام ".
وذكر ابن معين قاعدة عامة، قال: " إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه، إلا عن الزهري وابن طاووس؛ فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا، وما عمل في حديث الأعمش شيئًا "، وقوله: " ما عمل في حديث الأعمش شيئًا " يفيد في ظاهره التوهين والتضعيف، حيث لم تقم لحديثه عن الأعمش قائمة، فكأنه لم يحدث عنه لضعفه فيه.
والله أعلم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 04:01 م]ـ
الأخت الفاضلة/ محبة العلم
وفقكِ الله، وزادكِ حبًّا للعلم
فبالنسبة لهذه الأقوال فهي للحافظ ابن حجر في التقريب
قد علمتُ ذلك بمجرد رجوعي لترجمتيهما، وقد نبهتُ بضرورة الرجوع للمصادر الأصلية وعدم الاعتماد على المختصرات كالتقريب
ولم أجد لهذه الحديثين متابعات أو شواهد
أولا: الصواب: لهذين الحديثين
ثانيا: قد بينتُ أن في مثل هذين الإسنادين مع عدم وجود المتابعات والشواهد فلا يطمئن القلب لتصحيح واحد منهما
وقد صححت الأول لأنه ليس فيه تصريح بضعف أو توهين وإنما قال في روايته عنه شيء ولم يحدد
قد ذكرتُ قول يحيى بن معين وفيه: معمر عن ثابت ... مضطرب كثير الأوهام، فكيف يصحح حديثه بغير متابع؟
بينما ضعفت الثاني لأنه حدد أنه ثقة إلا في فلان .. ومعناه أنه في فلان غير ثقة
أولا: دلالة المفهوم ضعيفة
ثانيا: قد بينتُ أن هذا الراوي لا يرتقي لدرجة ثقة أصلا، ولابد من التمرس في أقوال أهل الجرح والتعديل؛ لاكتساب ملكة الحكم على الرواة والأسانيد.
أسأل الله سبحانه أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى(18/418)
الترمذي هو أول من قسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 09 - 07, 01:42 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
نقل الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تحقيقه لكتاب " قواعد في علوم الحديث " للتهانوي (100) كلام تلميذه الشيخ محمد عوامة في تعقبهم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في قوله أن الترمذي هو أول من قسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف.
قال: والذي حمل الشيخ ابن تيمية - ومن تابعه - على هذا التفسير لكلام الإمام أحمد رأي آخر له أي لابن تيمية بني على هذا التفسير وهو ادعاؤه أن الحديث عند المتقدمين ينقسم إلى صحيح وضعيف فقط وأن الحسن اصطلاح أحدثه الترمذي بل نقل ابن تيمية الإجماع على هذا الادعاء كما في فتح المغيث للسخاوي (5).
وهذا غير صحيح إذ أن إطلاق (الحسن) على الحديث وعلى الراوي وارد على لسان عدة من العلماء السابقين للترمذي ومن طبقة شيوخه وشيوخ شيوخه بل ورد هذا الإطلاق على لسان الإمام أحمد نفسه ... ثم نقل كلاما طويلا في بيان أن الحسن كان معروفا قبل الترمذي ..
والسؤال هل نفى شيخ الإسلام أن الحسن لم يكن معروفا قبل كلام الترمذي أم أنه قصد أمرا آخر؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:وأما قسمة الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف فهذا أول من عرف أنه قسمه هذه القسمة أبوعيسى الترمذى ,ولم تعرف هذه القسمة عن أحد قبله , وقد بين أبوعيسى مراده بذلك فذكر أن الحسن ما تعددت طرقه ولم يكن فيهم متهم بالكذب ولم يكن شاذا وهو دون الصحيح الذى عرفت عدالة ناقليه وضبطهم وقال الضعيف الذى عرف أن ناقله متهم بالكذب ردىء الحفظ فإنه إذا رواه المجهول خيف أن يكون كاذبا أو سىء الحفظ فإذا وافقه آخر لم يأخذ عنه عرف أنه لم يتعمد كذبه وإتفاق الاثنين على لفظ واحد طويل قد يكون ممتنعا وقد يكون بعيدا ولما كان تجويز إتفاقهما فى ذلك ممكنا نزل عن درجة الصحيح.
ثم قال رحمه الله:
وأما من قبل الترمذى من العلماء فما عرف عنهم هذا التقسيم الثلاثى لكن كانوا يقسمونه إلى صحيح وضعيف.
والضعيف عندهم نوعان:
ضعيف ضعفا لا يمتنع العمل به وهو يشبه الحسن فى إصطلاح الترمذى.
وضعيف ضعفا يوجب تركه وهو الواهي وهذا بمنزلة مرض المريض قد يكون قاطعا بصاحبه فيجعل التبرع من الثلث وقد لا يكون قاطعا بصاحبه وهذا موجود فى كلام الإمام أحمد وغيره ,ولهذا ليقولون هذا فيه لين فيه ضعف وهذا عندهم موجود فى الحديث.
مجموع الفتاوى (18|25)
يتبين من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما يلي:
1 - أراد أن الترمذي هو أول جعل الحسن قسما خاصا (كاصطلاح خاص) , ولم يرد أن ينفي أن الحسن لم يكن معروفا في عرف من سبقه من العلماء؛ ويوضح ذلك أنه أعقب كلامه بمعنى الحسن عند الترمذي فقال:
وقد بين أبوعيسى مراده بذلك فذكر أن الحسن ما تعددت طرقه ولم يكن فيهم متهم بالكذب ولم يكن شاذا وهو دون الصحيح الذى عرفت عدالة ناقليه وضبطهم وقال الضعيف الذى عرف أن ناقله متهم بالكذب ردىء الحفظ.
فقد كان المتقدمون يطلقون الحسن على الصحيح ويريدون بذلك المعنى اللغوي لا المعنى الاصطلاحي.انظر فتح المغيث (1|26)
وربما أرادوا بالحسن المنكر
قال السخاوي:قد وجد إطلاقه على المنكر قال ابن عدي في ترجمة سلام بن سليمان المدايني حديثه منكر وعامته حسان إلا أنه لا يتابع عليه.
وقيل لشعبه لأي لا تروي عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي وهو حسن الحديث فقال: من حسنه فررت وكأنهما أراد المعنى اللغوي وهو حسن المتن.
وربما أطلق على الغريب قال إبراهيم النخعي كانوا إذا اجتمعوا كرهوا أن يخرج الرجل حسان حديثه فقد قال ابن السمعاني: أنه عني الغرائب
ووجد للشافعي إطلاقه في المتفق على صحته ولابن المديني في الحسن لذاته وللبخاري في الحسن لغيره ونحوه فيما يظهر قول ابي حاتم الرازي فلان مجهول والحديث الذي رواه حسن وقول إبراهيم بن يعقوب الجوزاتي في الطلحي إنه ضعيف الحديث مع حسنه على أنه يحتمل إرادتهما المعنى اللغوي أيضا.
فتح المغيث (1|86)
وربما أطلقوا على الحديث الصحيح أنه ضعيف وهم لا يريدون الضعيف بالمعنى الاصطلاحي بل يريدون كما تقدم عن شيخ الإسلام ضعفا لا يمتنع العمل به وهو يشبه الحسن فى إصطلاح الترمذى.
¥(18/419)
وقال ابن القيم رحمه الله في بيان أصول مذهب الإمام أحمد
الأصل الرابع: الأخذ بالمرسل والحديث والضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه وهو الذي رجحه على القياس وليس المراد بالضعيف عنده الباطل ولا المنكر ولا ما في روايته متهم بحيث لا يسوغ الذهاب إليه فالعمل به بل الحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح وقسم من أقسام الحسن , ولم يكن يقسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف بل إلى صحيح وضعيف وللضعيف عنده مراتب.
إعلام الموقعين (1|31)
قال شيخ الإسلام:
قال أبو اسحاق الجوزجاني قال ابن أبي شيبة ثبت لنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا وضوء لمن لم يسم.
وتضعيف أحمد لها محمول على أحد الوجهين:
إما أنها لا تثبت عنده أولا لعدم علمه بحال الراوي ثم علمه فبنى عليه مذهبه برواية الوجوب , ولهذا أشار إلى أنه لا يعرف رباحا ولا أبا ثفال وهكذا تجئ عنه كثيرا الإشارة إلى انه لم يثبت عنده ثم زال ثبوتها فإن النفي سابق على الإثبات.
وإما أنه أشار إلى أنه لم يثبت على طريقة تصحيح المحدثين.
فإن الاحاديث تنقسم الى صحيح وحسن وضعيف وأشار إلى إنه ليس بثابت أي ليس من جنس الصحيح الذي رواه الحافظ الثقة عن مثله وذلك لا ينفي أن يكون حسنا وهو حجة ومن تأمل الحافظ الامام علم أنه لم يوهن
الحديث وإنما بين مرتبته في الجملة أنه دون الأحاديث الصحيحة الثابتة.
وكذلك قال في موضع آخر أحسنها حديث أبي سعيد ولو لم يكن فيها حسن لم يقل فيها أحسنها , وهذا معنى احتجاج أحمد بالحديث الضعيف وقوله ربما أخذنا بالحديث الضعيف وغير ذلك من كلامه يعني به الحسن.
شرح العمدة (1|171)
وقال ابن الملقن:ونقل عن أحمد أنه يعمل بالضعيف إذا لم يوجد غيره ولم يكن ثم ما يعارضه. وقال مرة: الضعيف عندنا أولى من القياس.
وقد يحمل على (الحسن) فإن المتقدمين يطلقون عليه (الضعيف).
المقنع (1|104)
وهذا الذي فهمه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أن الترمذي هو أول من قسم الحديث إلى (صحيح وحسن وضعيف) أشار إليه علماء فحول
قال الحافظ الذهبي رحمه الله: وأما الترمذي فهو أول من خص هذا النوع باسم الحسن وذكر أنه يريد به: أن يسلم راويه من أن يكون متهما وأن يسلم من الشذوذ وأن يروى نحوه من غير وجه.
الموقظة (27)
2 - لايعكر صفو هذا التوجيه ما ذكره ابن الصلاح لما ذكر الحديث الحسن
قال:" كتاب أبي عيسى الترمذي رحمه الله أصل في معرفة الحديث الحسن وهو الذى نوه باسمه وأكثر من ذكره في جامعه ويوجد في متفرقات من كلام بعض مشايخه والطبقة التي قبله (كأحمد بن حنبل) و (البخاري) وغيرها.
مقدمة ابن الصلاح (20)
فقد تعقبه ابن حجر رحمه الله بقوله:لكن منهم من يريد بإطلاق ذلك المعنى الاصطلاحي ومنهم من لا يريده فأما ما وجد في ذلك في عبارة الشافعي ومن قبله بل وفي عبارة أحمد بن حنبل فلم يتبين لي منهم إرادة المعنى الاصطلاحي بل ظاهر عبارتهم خلاف ذلك.
النكت على كتاب ابن الصلاح (1|424)
وهذا التعقب من ابن حجر لكلام ابن الصلاح يفهم منه أن من أطلق الحسن قبل الترمذي لم يرد المعنى الاصطلاحي في الأغلب , وأن الترمذي هو أول من أفرد هذا القسم باصطلاح خاص.
3 - أن كبار العلماء تتابعوا على نقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ولم يتعقبوه.
قال الشيخ إبراهيم اللاحم في شرح الباعث الحثيث (24)
في سؤال وجه إليه من أول من قسَّم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف؟
ج: هو موجود في كلام العلماء -رحمهم الله تعالى-، تقسيمهم للحديث إلى صحيح وحسن -يعني- موجود في كلام البخاري، وكلام ابن المديني، وكلام الشافعي، أنه يصف بعض الأحاديث بأنها حسنة.
لكن ابن تيمية -رحمه الله تعالى- أطلق كلمة ووافقه عليها الذهبي، ووافقه عليها السخاوي وابن حجر -رحمه الله-، وهؤلاء فحول -يعني- ما يتركونها بدون نقد إلا ولها حظ من الصواب، حظ كبير.
يقول ابن تيمية -رحمه الله-: إن أول من قسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف هو من؟ الإمام الترمذي.
ومراد ابن تيمية، ليس مراد ابن تيمية أن الترمذي هو أول من أطلق كلمة "حسن"، ليس مراده هذا فيما يظهر؛ وإنما مراده هذا التقسيم، وأن الحسن قسم غير الصحيح وغير الضعيف.
أما الأولون فيطلقون كلمة حسن، وربما كان الحديث في أعلى درجات الصحة، يعني: لم يتمخض عندهم مصطلح الحسن بشيء خاص به كما فعل به مَن؟ كما فعل به الترمذي.
فالذي قسمه هذه القسمة الثلاثية، الذي كل واحد له تعريف هو مَن هو؟ الترمذي، هذا فصل الكلام في هذا الموضوع فيما أرى، يعني: بعض العلماء اعترض على ابن تيمية، بعض الباحثين، وصار يبحث في كلام للأولين، أطلقوا وصف ماذا؟ الحسن وهذا لا إشكال فيه، ما يمكن يخفى أصلا على ابن تيمية، قصدي ليس معصوما.
ولكنه باطلاعه على كلام العلماء سيجد الأمر يسيرا أن يقف على أن إماما قال في حديث إنه حسن، ولكن مراده هذه القسمة الثلاثية التي كل قسم له خصائصه، وله يعني تعريفه، فهو الترمذي -رحمه الله تعالى-.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
¥(18/420)
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[05 - 09 - 07, 10:53 م]ـ
قد ناقش أبو إسحاق الحويني الألباني في هذه المسألة، فليرجع إليه.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[06 - 09 - 07, 07:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا
كذلك تابع ابن رجب الحنبلي شيخ الإسلام ابن تيمية في قوله المتقدم
قال رحمه الله: اعلم أن الترمذي قسم في كتابه هذا الحديث إلى صحيح وحسن وغريب وقد يجمع هذه الأوصاف الثلاثة في حديث واحد ... وقد نسب طائفة من العلماء الترمذي إلى التفرد بهذا التقسيم ولا شك أنه هو الذي اشتهرت عنه هذه القسمة وقد سبقه البخاري إلى ذلك ..
وأكثر ما كان الأئمة المتقدمون يقولون في الحديث أنه صحيح أو ضعيف ويقولون منكر وموضوع وباطل.
وكان الإمام أحمد يحتج بالحديث الضعيف الذي لم يرد خلافه ومراده بالضعيف قريب من مراد الترمذي بالحسن.
شرح علل الترمذي (204)
ـ[مسعر العامري]ــــــــ[17 - 09 - 07, 11:37 م]ـ
ويضاف إلى ما سبق أن الإمام أحمد والبخاري -وغيره ممن هم فوق الترمذي تاريخا ورتبة- ربما قالوا عن الحديث: حسن صحيح، وقد نقل الترمذي عنهم ذلك في سننه في مواضع ..
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[18 - 09 - 07, 07:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عباس العقباوي]ــــــــ[20 - 09 - 07, 08:55 م]ـ
يعطيك العافية
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[20 - 09 - 07, 11:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابوهادي]ــــــــ[21 - 09 - 07, 12:30 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
كتاب الحديث الحسن لذاته ولغيره دراسة استقرائية نقدية
تأليف الدكتور الفاضل خالد الدريس
أصل الكتاب رسالة دكتوراة بجامعة أم القرى أشرف عليها فضيلة الشيخ الدكتور المحقق المشهور وصي الله
بذل فيه الشيخ خالد جهدا كبيرا فذكر كل من وجد أنه أطلق لفظة حسن على الحديث قبل الترمذي
طبع في خمس مجلدات في أضواء السلف
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[21 - 09 - 07, 10:55 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[28 - 09 - 07, 05:40 م]ـ
نعم الحديث الذي رواه الترمذي في جامعه: "حديث الملىء الأعلى و اختصامهم في الكفارات"
قال الإمام الترمذي: سألت محمد بن اسماعيل [البخاري] عن هذا الحديث فقال هذا حديث حسن صحيح
ـ[أبو أفنان المصري]ــــــــ[28 - 09 - 07, 08:29 م]ـ
يعتبر الإمام الخطابي هو أول من قسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف من حيث الاصطلاح الذي استقر عليه بعد ذلك، أما صنيع الترمذي فليس فيه قسمة للحديث إلى صحيح وحسن وضعيف من حيث القسمة المصطلح عليها لا سيما أن الحسن عنده يشمل ما توفرت فيه شروط الصحة وصححه من أتى بعده ومنه ما يشمل الضعيف بل وأدنى درجة من الضعيف فالحسن عنده يشمل الصحيح والحسن الاصطلاحي والضعيف ضعفا يقبل الجبر وما دون ذلك، وأن الحسن عند الترمذي ليس هو الحسن الاصطلاحي.
ـ[أبو أفنان المصري]ــــــــ[21 - 12 - 07, 06:01 م]ـ
راجع في بيان الحسن عند الترمذي كلام الحافظ ابن حجر في نكته على مقدمة ابن الصلاح ففيه كلام يكتب بماء الذهب.(18/421)
أين أجد شرح هذه القصيدة الرائعة فى علم الحديث؟؟
ـ[أبويوسف الحنبلى]ــــــــ[05 - 09 - 07, 10:21 م]ـ
1 - غَرَامى صَحِيحٌ والرَّجاءُ فيك معضلٌ ..... وحُزنى ودَمعى مُرسَلٌ ومُسَلسَلُ
2 - وصَبرى عنكَ يَشهَدُ العَقلُ أنَّه ..... ضَعِيفٌ ومتروكٌ وذُلى أجملُ
3 - ولا حُسْنَ إلا فى سماعَ حَديثكم ..... مشافهةً تُملى علىَّ فأَنْقُلُ
4 - وعَذْلُ عَذُولى مُنْكَرٌ لا أُشِيعُهُ ..... و زورٌ وتدليسٌ يُرَدُّ ويُهْمَلُ
5 - وأَمرى موقوفٌ عليكَ وليسَ لى ..... على أحدٍ إلا عليكَ المُعَوَّلُ
6 - ولو كان مَرْفوعاً إليكَ لكُنتَ لى ..... على رَغْمِ حُسَّادٍ تَرِقُ وتعدِلُ
7 - أقْضِى زمانى فيكَ مُتَصِلُ الأَسَى ..... ومُنقَطِعَاً عمَّا بِهِ أَتَوَصَّلُ
8 - وها أنا فى أَثْوابِ هَجرِكَ مُدْرَجٌ ..... تُكَلِّفُنِى مالا أُطِيقُ فَأَحمِلُ
9 - فمتفِقٌ سَهرى ووجدى وعَبرَتى ..... ومُفتَرِقٌ قلبى وصَبرى المُبَلْبَلُ
10 - وَمؤْتَلِفٌ حُبى وشَوقى وفِكرى ..... ومُخْتَلِفٌ حظِّى وما مِنكَ آمُلُ
11 - خُذِ الوَجْدَ عَنى مُسْنَداً ومُعَنْعَنا ..... فغيرى بمْوضُوعِ الهوى يَتَعلَّلُ
12 - وإذا نبذ من مُبهَمِ الحبِّ فاعتَبِر ..... وغامِضُهُ إن رُمْتَ شَرحاً أُفَصِّلُ
13 - عَزيزٌ بكم فَردُ ذَليلٌ بغِيركم ..... ومَشْهُورُ أوصافِ المُحِبِّ التَّذلُلُ
14 - غَريبٌ يُقاسى البُعدَ عَنكم ومالهُ ..... وحقِّكَ عن دارِ الهوى مُتَحَوَّلُ
15 - فرفقاً بمَقْطوعِ الرَّسائلِ مالهُ ..... إليكَ سَبيلٌ لا ولا عنكَ مَعدلُ
16 - فلا زلتَ مملوكاً ولا زلتَ مالكاً ..... ولا زلتَ تعلُو بالتَجَنِّى وأَنزِلُ
هذه القصيدة من نظم الإمام أبو العباس الإشبيلى رحمه الله وهى قصيدة غزلية فى ألقاب علوم الحديث تعد بحق من أعجب القصائد إعتنى بها العلماء وكثر شراحها
فهل يدلنى أحد الإخوان على شرح لها؟؟؟
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[06 - 09 - 07, 04:55 ص]ـ
شروحها أشهر من أن تُذكر، و قد تُكُلِّمَ عنها هُنا، أظن ظناً، فلو بحثتَ وجدتَ ..
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[06 - 09 - 07, 06:40 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82928&highlight=%22%DB%D1%C7%E3%ED+%D5%CD%ED%CD%22
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=51813&highlight=%22%DB%D1%C7%E3%ED+%D5%CD%ED%CD%22
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77520&highlight=%22%DB%D1%C7%E3%ED+%D5%CD%ED%CD%22
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=77567&highlight=%22%DB%D1%C7%E3%ED+%D5%CD%ED%CD%22
ـ[مسدد2]ــــــــ[06 - 09 - 07, 07:15 ص]ـ
وهذه من تحقيق آخر، كان أول ما درستُه في الحديث (صيف 1983) وضبطتُه إلى البيت 8 عند أحد مشايخي حفظه الله (ثم حالت الحرب دون الاستمرار في هذا الدرس)، وهو من تلاميذ الشيخ عبد الفتاح رحمه الله. والشرح الذي قرأناه كان للشيخ بدر الدين الحسني رحمه الله في كتيب صغير طبع دار البصائر ط2 - 1981 (وكانت الاولى في بولاق 1286 هـ)
1 - غَرَامي صَحِيحٌ والرَّجا فيك معضَلُ ..... وحُزنى ودَمعى مُرسَلٌ ومُسَلسَلُ
2 - وصَبري عنكمْ يَشهَدُ العَقلُ أنَّه ..... ضَعِيفٌ ومتروكٌ وذُلىَ أجمَلُ
3 - ولا حُسْنٌ إلا سماعُ حَديثكُمُ ..... مشافهةً يُملى علىَّ فأَنْقُلُ
4 - وأَمرى موقوفٌ عليكَ وليسَ لي ..... على أحدٍ إلا عليكَ المُعَوَّلُ
5 - ولو كان مَرْفوعاً إليكَ لكُنتَ لي ..... على رَغْمِ عُذّالي تَرِقُ وتعدِلُ
6 - وعَذْلُ عَذُولي مُنْكَرٌ لا أُسِيغُهُ ..... و زورٌ وتدليسٌ يُرَدُّ ويُهْمَلُ
7 - ُأقَضِّى زمانى فيكَ مُتَصِلُ الأَسَى ..... ومُنقَطِعَاً عمَّا بِهِ أَتَوَصَّلُ
8 - وها أنا فى أكفانِ هَجرِكَ مُدْرَجٌ ..... تُكَلِّفُنِى مالا أُطِيقُ فَأَحمِلُ
9 - وأجريتُ دمعي بالدماء مدبَّجاً ...... وما هي إلا مهجتي تتحلّلُ
10 - فمتفِقٌ جَفني وسُهدي وعَبرَتي ..... ومُفتَرِقٌ صبري و قلبى المُبَلْبَلُ
11 - وَمؤْتَلِفٌ شَجْوي ووَجدي ولوعتي ..... ومُخْتَلِفٌ حظِّى وما فيكَ آمُلُ
12 - خُذِ الوَجْدَ عَنى مُسْنَداً ومُعَنْعَنا ..... فغيرى بمْوضُوعِ الهوى يَتَجمَّلُ
13 - وذي نُبَذٌ مِن مُبهَمِ الحبِّ فاعتَبِر ..... وغامِضُهُ إن رُمْتَ شَرحاً أطوِّلُ
14 - عَزيزٌ بكم صَبٌّ ذَليلٌ لعزِّكمْ ..... ومَشْهُورُ أوصافِ المُحِبِّ التَّذلُلُ
15 - غَريبٌ يُقاسي البُعدَ عَنكم ومالهُ ..... وحقِّكَ عن دارِ الهوى مُتَحَوَّلُ
16 - فرِفقاً بمقطوعِ الوسائل ماله ...... إليك سبيلٌ لا ولا عنك مَعدِلُ
17 - فلا زلتَ في عزٍ منيعٍ ورفعةٍ ..... ولا زلتَ تعلُو بالتَجَنِّي فأَنزِلُ
18 - أورّي بسعدَى والرباب وزينبٍ ..... وأنتَ الذي تُعنى وأنت المُؤمَّلُ
19 - فخُذ أولاً من آخرٍ ثم أولاً ... منَ النصفِ منه فهو فيه مُكمَّلُ
20 - أبَرُّ إذا اقسمتُ أني بحبه ...... أَهيمُ و قلبي بالصبابة مشعَلُ
رحم الله تلك الايام ما أجملها ..
مسدد
¥(18/422)
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 02:01 ص]ـ
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=612
واستمع إلى الشيخ أبي اسحاق الحويني ـ حفظه الله تعالى ــ يشرح القصيدة في أحد ملفات هذه السلسلة ولو استمعت إلى السلسلة كلها لكان أفضل ففيها علم مفيد.
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2328
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[15 - 10 - 07, 02:10 ص]ـ
جزيتم خيرا على ذكر القصيدة وشروحها ...............
ألا يوجد منجد لي يعلمني بقصيدة غزلية أخرى في المصطلح تبدأ:
صلوا صحيح غرام وصله ضعفا .............
مع ذكر ناظمها وشروح لها .................................................. ... إذا تكرمتم ......
ـ[بشير يوسف]ــــــــ[22 - 10 - 07, 07:05 ص]ـ
شرحها الإمام النقاد ابن عبد الهادي - رحمه الله تعالى - وطبع شرحه ضمن كتاب "مجموع رسائل ابن عبد الهادي" ص263 - 283. تحقيق أبي عبد الله حسين بن عكاشة. مطبعة الفاروق الحديثة للطباعة و النشر.
ـ[أبو القعاع]ــــــــ[15 - 02 - 08, 01:22 ص]ـ
ممن شرحها صوتيا الشيخ عادل السبيعي والشرح موجود في تسجيلات الراية بالرياض
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[15 - 02 - 08, 10:43 م]ـ
والشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله له شرح عليها على موقع البث المباشر
ـ[ابو مشاري القاهري]ــــــــ[19 - 02 - 08, 01:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد شرحها الشيخ ابو اسحاق الحويني في اولي حلقات برنامج فضفضة (فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق)
ـ[ابو مشاري القاهري]ــــــــ[19 - 02 - 08, 01:44 ص]ـ
في اولي حلقات (فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق) وستجدها علي موقع طريق الاسلام
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[20 - 02 - 08, 12:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم أخي ونفع بكم
هذه المنظومة لللإشبيلي من المنظومات التي لا تجد من ينسج على منوالها ولله الحمد ضمت العدد الكثير من أنواع علوم الحديث
وهذا شرح لهذه المنظومة للشيخ العلامة المحدث عبد الكريم بن عبد الله الخضير ألقاها في الإحساء
http://38.100.87.57/2004/09/khudair8.rm
http://38.100.87.57/2004/09/khudair9.rm
http://38.100.87.57/2004/09/khudair9a.rm
نفعنا الله وإياكم بها
عفا الله عنا وعنكم
آمين(18/423)
من يعرف شرحا للأدب المفرد للبخاري؟
ـ[خالد عياد]ــــــــ[05 - 09 - 07, 10:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأفاضل هل فيكم من يعرف إذا كان هناك شرح لكتاب اللأدب المفرد
للبخاري؟ فإذا كان هناك فدلونا عليه بارك الله فيكم
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[05 - 09 - 07, 10:47 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هناك شرح شهير يسمى: < فضل الله الصمد شرح الأدب المفرد > لفضل الله الجيلاني ... وهو مطبوع قديما في مجلدين كبيرين.
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[06 - 09 - 07, 10:07 ص]ـ
يوجد شرح الشيخ حسين العوايشة 3 مجلدات طبع دار ابن حزم
ـ[خالد عياد]ــــــــ[06 - 09 - 07, 10:03 م]ـ
بارك الله فيكم وجزيتم خيرا
ـ[ابو المثنى الزرقاوي]ــــــــ[11 - 09 - 07, 04:25 م]ـ
بارك الله فيكم وهناك شرح حديث للشيخ لقمان السلفي اسمه رش البرد(18/424)
قطعة من مقدمة شرح نظم منج البخاري في صحيحه
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 05:41 م]ـ
ـ بدايات شرح بدايات نظم منهج الإمام البخاري في صحيحه
ـ الحمد لله هذه قطعة من مقدمتي لشرح نظم منهج الإمام البخاري في صحيحه رأيت عرضها بغية تمحيصها وتقييمها من قبل الأخوة الباحثين وإن كانت مواطن منها لم تكتمل بعد رغم وجود مادتها العلمية لظروف مانعة.
ـ ولقد حرصتُ في بحثي على عزو الفوائد والتّحقيقات إلى أصحابها جرياً على ما قال مُحدِّثُ العصر العلاّمة الألباني رحمه الله: من بركة العلم أن يعزى كل قول لقائله. وليس العكس كما هو معروف عند العلماء. اهـ مقدّمة تحقيق رفع الأستار.
ـ إنّ كشْف مناهج العلماء لا يستطيعه إلاّ خواصّ من النّاس قد مارسوا كتب الأئمّة، فلا عجب مِن مَن لم يمارس الصّحيح الجامع ممارسة جيّدة أن يُبعد النّجعة في بيان طريقة مُصنّفِه فيه [وهذا شأن كلّ متّبع مع متبوعه فإنّ للأخصّ به الحريص على تتبّع أقواله وأفعاله من العلم بها والتّمييز بين ما يصحّ أن ينسب إليه وما لا يصحّ ما ليس لمن لا يكون كذلك وهذا شأن المُقلّدين مع أئمّتهم يعرفون أقوالهم ونصوصهم ومذاهبهم].ملتقط من المنار المنيف.
ـ[وشاهد هذا أنّ إنساناً لو خدم إنساناً سنين وعرف ما يحبّ وما يكره فجاء إنسان وادّعى أنّه يكره شيئاً يعلم ذلك أنّه يحبّه فبمجرّد سماعه يبادر إلى تكذيب من قال إنّه يكرهه.] محاسن الاصطلاح ص141.
ـ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ج10/ ص191: حتّى إنّ المُحِبَّ يعرفُ من فحوى كلام محبوبه مُرادهُ منه تلويحاً لا تصريحاً
ـ والعينُ تعرِفُ من عيني مُحدِّثِها ... إن كان من حزبها أو من أعاديها.
ـ إنارة العقل مكشوفٌ بطوعِ هوى .... وعقلُ عاصي الهوى يزدادُ تنويراً. انتهى.
ـ ومن النّماذج التّي يُمثّل بها لمن أبعد النّجعة في بيان طريق الإمام البخاري رحمه الله ـ 1 ـ قول الميّانجي في بيان شرط البخاري حيث قال: شرط الشّيخين في صحيحيهما أن لا يُدخلا فيه إلاّ ما يصحّ عندهما وذلك ما رواه عن أربعة من التّابعين فأكثر وأن يكون عن كلّ واحد من التّابعين أكثر من أربعة. انتهى
ـ قال الحافظ ابن حجر معلّقاً: وهو كلام من لم يُمارس الصّحيحين أدنى ممارسة فلو قال قائل: ليس في الكتابين حديث واحد بهذه الصّفة لما أبعد. اهـ. التّدريب ص52 دار الحديث مصر
ـ 2 ـ ومن النّماذج أيضاً قول الكِرماني كما في الفتح 1/ 319: قلتُ: البخاريّ لا يُراعي حسن التّرتيب وجملة قصده إنّما هو في نقل الحديث وما يتعلّق بصحيحه لا غير. انتهى.
ـ وقال أيضاً: ما وجه التّرتيب بين هذه الأبواب مع أنّ التّسميّة إنّما هي قبل غسل الوجه لا بعده ثمّ توسيط أبواب الخلاء بين أبواب الوضوء؟.انتهى.
ـ وردّ عليه الحافظ ابن حجر في الفتح 1/ 319 فقال: والعجب من دعوى الكِرماني أنّه [أيّ البخاري] لايقصد تحسين التّرتيب بين الأبواب، مع أنّه لايعرف لأحد من المصنّفين على الأبواب من اعتنى بذلك غيره، حتّى قال جمع من الأئمّة: فقه البخاري في تراجمه. قال الحافظ: وقد أبديتُ في هذا الشّرح من محاسنه وتدقيقه في ذلك ما لا خفاء به، وقد أمعنت النّظر في هذا الموضع فوجدته في باديء الرّأي يظنّ النّاظر فيه أنّه لم يعتن بترتيبه كما قال الكرماني، لكنّه اعتنى بترتيب كتاب الصّلاة اعتناءً تامّاً كما سأذكره هناك .... إلى آخر كلامه رحمه الله تعالى.
ـ 3 ـ ومنها أيضاً زعم الشّارح ابن التّين رحمه الله أنّ الإمام البخاري لم يَلْق الحميدي. قال الحافظ في الفتح 1/ 20: وهو ممّا يُتَعجَّبُ من إطلاقه مع قول البخاري حدّثنا الحميدي وتكرار ذلك منه في هذا الكتاب وجزم كلّ من ترجمهُ بأنّ الحميدي من شيوخه في الفقه والحديث. اهـ.
¥(18/425)
ـ ولمّا كانت صنائع العلماء وتصرّفاتهم في مصنّفاتهم مُعرِّفةً بمذاهِبِهم واختياراتهم فإنّ الحافظ اقتنص [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn1) كثيراً من مسالك الإمام عن طريق تتبّع تصرّفاته في كلّ باب وضمّ النّظائر لبعضها البعض لتُشكِّّل قاعدةً قد تكون مطّرِدةً مطلقاً [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn2) وقد تكون أغلبيّةً. [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn3) قال الحافظ في الفتح 1/ 20: ولمّا كانت عادة المصنّفين أن يُضمِّنوا الخُطب اصطلاحهم في مذاهبهم واختياراتهم، وكان من رأي المصنّف جواز اختصار الحديث والرّواية بالمعنى والتّدقيق في الاستنباط وإيثار الأغمض على الأجلى وترجيح الإسناد الوارد بالصّيغ المُصرّحة بالسّماع على غيره استعمل جميع ذلك في هذا الموضع بعبارة هذا الحديث متناً وإسناداً. اهـ.
ـ وقال في الفتح 1/ 21: وقد وقع في روية حمّاد بن زيد في باب الهجرة تأخّر قوله: فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله. عن قوله: فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها. فيحتمل أن تكون رواية الحميدي وقعت عند البخاري كذلك فتكون الجملة المحذوفة هي الأخيرة كما جرت به عادة من يقتصر على بعض الحديث. وعلى تقدير أن لا يكون ذلك فهو مصيرٌ من البخاري إلى جواز الاختصار في الحديث ولو من أثنائه، وهذا هو الرّاجح، والله أعلم.اهـ.
ـ بوّب الإمام البخاري قائلاً: باب الاستجمار وتراً
ـ وأخرج رقم [162] قال: حدّثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن أبي الزّناد عن الأعرج عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: إذا توضّأ أحدكم فليجعل في أنفه ماءً ثمّ لينثر. ومن استجمر فليوتر. وإذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يده قبل أن يُدخلها في وَضوءه، فإنّ أحدكم لا يدري أين باتت يدُه.
ـ قال الحافظ في الفتح 1/ 345 شارحاً: قوله: [وإذا استيقظ]: هكذا عطفه المصنِّف، واقتضى سياقه أنّه حديث واحد، وليس هو كذلك في الموطّأ. وقد أخرجه أبو نعيم في المستخرج من موطّأ يحيى رواية عبد الله بن يوسف شيخ البخاري مفرَّقاً، وكذا هو في موطّأ يحيى بن بكير وغيره، وكذا فرّقه الإسماعيلي من حديث مالك، وكذا أخرج مسلم الحديث الأوّل من طريق ابن عيينة عن أبي الزّناد، والثّاني من طريق المغيرة بن عبد الرّحمن عن أبي الزّناد، وعلى هذا فكأنّ البخاري كان يرى جواز جمع الحديثين إذا اتّحد سندهما في سياق واحد، كما يرى جواز تفريق الحديث الواحد إذا اشتمل على حكمين مستقلّين.اهـ.
ـ وما سلكه الحافظ هنا هو منهجٌ للعلماء يكشفون به مذاهب الأئمّة واختياراتهم. قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله: قلتُ: ويغلب على ظنّي أنّ هذا الضِّرب [يعني قول الصّحابي من السنّة ومن باب أولى قول التّابعي] لم يذكرْهُ أحمد في الحديث المسند فلا يكون عندهُ مرفوعاً. اهـ من المسوّدة ص [294 ـ 295] بواسطة إتحاف النّبيل ج2/ص246. ومفهوم كلامه أنّ الإمام أحمد لو كان يرى له حكم الرّفع لذكره في الحديث المسند فإعراضه عن ذلك تصرّفٌ يُنبيءُ عن مذهبهِ في هذه المسألة. والله أعلم.
ـ وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة كما في الإتقان للسيوطي ص114: قولهم: نزلت هذه الآية في كذا، يُرادُ به تارة سبب النّزول، ويُرادُ به تارة أنّ ذلك داخل في الآية و إن لم يكُن السّبب، كما تقول: عُني بهذه الآية كذا. وتنازع العلماء في قول الصّحابي: نزلت هذه الآية في كذا، هل يجري مجرى المُسنَد كما لو ذكر السّبب الذّي أنزلت لأجله، أو يجري مجرى التّفسير منه الذّي ليس بمسند؟ فالبخاري يدخله في المسند، وغيره لا يُدخلُه فيه، وأكثر المسانيد على هذا الاصطلاح كمسند أحمد وغيره، بخلاف ما إذا ذكر سببا فنزلت عقبه، فإنّهم كلّهم يُدخلون مثل هذا في المُسند. انتهى.
قلت: فيُستفاد من تصرّف الإمام البخاري في إدخاله مثل ذلك في المسند أنّهُ يُجريهِ مجرى المُسندِ. والله أعلم.
ـ ونعطي مثالاً آخر من صنيع الحافظ ابن رجب في فتح الباري
¥(18/426)
فقد أخرج البخاري برقم [430] حدثنا صدقة بن الفضل: ثنا سليمان بن حيان: ثنا عبيد الله، عن نافع، قال: رأيت ابن عمر يصلي إلى بعيره، فقال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يفعله.قال ابن رجب في الفتح 3/ ص204:
سليمان بن حيان، هو: أبو خالد الأحمر.
وقد خرج الشيخان هذا الحديث في ((صحيحيهما)) من طريقه ومن طريق المعتمر بن سليمان - أيضا -، عن عبيد الله بن عمر.
ورواه - أيضا- شريك، عن عبيد الله كذلك.
وخالفهم ابن نمير ومحمد بن عبيد، فروياه عن عبيد الله، عن نافع، أن ابن عمر كان يفعل ذلك - ولم يرفعاه.
وزعم الدارقطني: أنه صحيح.
وتصرف الشيخين يشهد بخلاف ذلك، وأن الصحيح رفعه؛ لأن من رفعه فقد زاد، وهم جماعة ثقات.
والحديث نص في جواز الصلاة إلى البعير.
قال ابن المنذر: فعل ذلك ابن عمر وأنس، وبه قال مالك والأوزاعي.
وقال أبو طالب: سألت أحمد: يصلي الرجل إلى بعيره؟ قال: نعم؛ النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل، وابن عمر.
وكلام أحمد هذا يدل على صحة رفع الحديث عنده، كما هي طريقة البخاري ومسلم.اهـ.
ـ وقال ابن رجب في الفتح 3 / ص 355: وأما جمهور أهل العلم الذين لم يروا قطع الصلاة وبطلانها بمرور شيء بين يدي المصلي، فاختلفت مسالكهم في هذه الأحاديث المروية في قطع الصلاة:
فمنهم: من تكلم فيها من جهة أسانيدها، وهذه تشبه طريقة البخاري؛ فإنه لم يخرج منها شيئا، وليس شيء منها على شرطه كما سبق بيانه.اهـ
ـ من الأسباب التّي جعلت شرح الحافظ ابن حجر مُمَيَّزاً عن غيره من الشّروح أنّ صاحبه ذو اطّلاع واسع على كلّ ما يتعلّق بهذا الجامع الصّحيح من شروحٍ وغيرها ومن انتفت عنه هذه الصّفة ولو في بابٍ مُعيّن رُبّما لم يُوفّق في بيان المُشكل وإيضاح الخفيّ. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتحه 1/ 21 واصفاً العلاّمة الكِرمانيّ رحمه الله: وهو كلام من لم يطّلع على شيء من أقوال من قدّمت من الأئمّة على هذا الحديث ولا سيما كلام ابن العربي. اهـ
ـ وهذا يدلّ على أنّ الحافظ لم يكن في غنى عن شروحات من تقدّمه ولم يكن ذا نزعة استقلاليّة لا تلتفت إلى جهود من تقدّم وهذا رغم عُلوّ كعب الرّجل فما بال أقوامٍ في زماننا يصدق فيهم قول الإمام الذّهبيّ رحمه الله الذّي أفاده العلاّمة الألباني في أحد أشرطته قوله: أراد أن يطير ولمّا يُريِّش.
قلتُ: وهاك نص كلام الإمام الذهبي في ترجمة ابن حزم من السير قلت [القائل الذهبي]: نعم، من بلغ رتبة الاجتهاد، وشهد له بذلك عدة من الأئمة، لم يسغ له أن يقلد، كما أن الفقيه المبتدئ والعامي الذي يحفظ القرآن أو كثيرا منه لا يسوغ له الاجتهاد أبدا، فكيف يجتهد، وما الذي يقول؟ وعلام يبني؟
وكيف يطير ولما يريش؟ والقسم الثالث: الفقيه المنتهي اليقظ الفهم المحدث، الذي قد حفظ مختصرا في الفروع، وكتابا في قواعد الأصول، وقرأ النحو، وشارك في الفضائل مع حفظه لكتاب الله وتشاغله بتفسيره وقوة مناظرته، فهذه رتبة من بلغ الاجتهاد المقيد، وتأهل للنظر في دلائل الأئمة، فمتى وضح له الحق في مسألة، وثبت فيها النص، وعمل بها أحد الأئمة الأعلام كأبي حنيفة مثلا، أو كمالك، أو الثوري، أو الأوزاعي، أو الشافعي، وأبي عبيد، وأحمد، وإسحاق، فليتبع فيها الحق ولا يسلك الرخص، وليتورع، ولا يسعه فيها بعد قيام الحجة عليه تقليد، فإن خاف ممن يشغب عليه من الفقهاء فليتكتم بها ولا يتراءى بفعلها، فربما أعجبته نفسه، وأحب الظهور، فيعاقب.
ويدخل عليه الداخل من نفسه، فكم من رجل نطق بالحق، وأمر بالمعروف، فيسلط الله عليه من يؤذيه لسوء قصده، وحبه للرئاسة الدينية، فهذا داء خفي سار في نفوس الفقهاء، كما أنه داء سار في نفوس المنفقين من الأغنياء وأرباب الوقوف والترب المزخرفة، وهو داء خفي يسري في نفوس الجند والأمراء والمجاهدين، فتراهم يلتقون العدو، ويصطدم الجمعان وفي نفوس المجاهدين مخبآت وكمائن من الاختيال وإظهار الشجاعة ليقال، والعجب، ولبس القراقل المذهبة، والخوذ المزخرفة، والعدد المحلاة على نفوس متكبرة، وفرسان متجبرة، وينضاف إلى ذلك إخلال بالصلاة، وظلم للرعية، وشرب للمسكر، فأنى ينصرون؟ وكيف لا يخذلون؟ اللهم: فانصر دينك، ووفق عبادك.
¥(18/427)
فمن طلب العلم للعمل كسره العلم، وبكى على نفسه، ومن طلب العلم للمدارس والافتاء والفخر والرياء، تحامق، واختال، وازدرى بالناس، وأهلكه العجب، ومقتته الانفس * (قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها) * [الشمس: 9 و 10] أي: دسسها بالفجور والمعصية. اهـ
ـ ومن النّماذج الدّالة على تبحّر هذا الحبر الشّارح أنّه وُفِّق للإجابة على ما تعجّب منه غيره من صنيع الإمام البخاري.بوّب الإمام البخاري في صحيحه: باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر. وممّا ذكر فيه قوله: وقال ابن أبي مُليكة: أدركتُ ثلاثين من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم كلّهم يخاف النّفاق على نفسه. ما منهم أحد يقول إنّه على إيمان جبريل وميكائيل. ويُذكرُ عن الحسن: ما خافه إلاّ مؤمن، ولا أمنه إلاّ مُنافق ...
قلتُ: قال الإمام ابن رجب في شرحه للبخاري فتح الباري 1/ 195: والعجب من قوله في هذا [أيّ أثر الحسن] ويُذكر وفي قوله الذّي قبله وقال ابن أبي مُليكة جزماً. اهـ يعني كيف يُصدَّرُ الصّحيح بصيغة التّمريض التّي حَقُّها أن تُصدَّرَ للضَّعيف وكيف يجزم بالأثر الذّي في إسناده الصّلت الذّي فيه ضعف.
ـ لكن تبحّر الحافظ جعلهُ يجيبُ قائلاً 1/ 148: قوله: [ويُذكرُ عن الحسن] هذا التّعليق وصله جعفر الفريابي في كتاب صفة المنافق له من طرق متعدّدة بألفاظ مختلفة. قال: وقد يُستَشكلُ ترك البخاري الجزم به مع صحّته عنه، وذلك محمول على قاعدة ذكرها لي شيخنا أبو الفضل بن الحُسين الحافظ رحمه الله وهي: أنّ البخاري لا يخصّ صيغة التّمريض بضعف الإسناد، بل إذا ذكر المتن بالمعنى أو اختصره أتى بها أيضاً، لما عُلِم من الخلاف في ذلك، فهنا كذلك. اهـ.
ـ ونجدُ الحافظ رحمه الله يستنكر الأقوال التّي لا سلف لمُدَّعيها قال في الفتح 1/ 195: وقد أعاد الكِرمانيّ هذا الكلام في شرحه مِراراً، ولم أجد له سلفاً في ذلك.والله المُستعان. اهـ
ـ وقال في مناقشة كلامٍ لابن الصّلاح رحمه الله كما في التّدريب ص114: وهذا إذا انضمّ إلى ما قبله من أنّه لا سلف فيما ادّعاه، وعمل أهل عصره ومن بعدهم على خلاف ما قال انتهض دليلاً للردِّ عليهِ. اهـ يعني على ابن الصّلاح.
ـ ومِمَّا ينبغي التنبُّهُ له عند محاولة بيان منهج البخاري بواسطة كلام الحافظ أنّ ابن حجر رحمه الله رُبّما قرّر تقعيداً في موضعٍ ما وأعاده في موضعٍ آخر بإضافة قيودٍ لابُدّ منها لم يذكرها في الموضع السّابق. وهذا من تصرّفات العلماء يطلقون في مواضع ويقيّدون في أخرى ويجملون في موضع و يبيّنون في موضع آخر.
ـ ومن أمثلته:
ـ قال الحافظ في الفتح 1/ 114: الفائدة الثّانية: تقرّر البخاري أنّه لا يعيد الحديث إلاّ لفائدة، لكن تارة تكون في المتن، وتارة في الإسناد، وتارة فيهما. وحيث تكون في المتن خاصّة لا يعيده بصورته بل يتصرّف فيه، فإن كثرت طرقه أورد لكلّ بابٍ طريقاًً، وإن قَلَّت اختصر المتن أو الإسناد. اهـ
ـ و قال الحافظ في الفتح 1/ 21 في معرضِ ردّه على الكِرماني: وكأنّه لم يطّلع على حديثٍ أخرجه البخاري بسند واحد من ابتدائه إلى انتهائه فساقه في موضع تامّاً وفي موضع مقتصراً على بعضه، وهو كثير جدّاً في الجامع الصّحيح، فلا يرتاب من يكون الحديث صناعته أنّ ذلك من تصرّفه،لأنّه عُرِف بالاستقراء من صنيعه أن لا يذكر الحديث الواحد في موضعين على وجهين، بل إن كان له أكثر من سند على شرطه ذكره في الموضع الثّاني بالسّند الثّاني وهكذا مابعده، ومالم يكن على شرطه يعلّقه في الموضع الآخر تارة بالجزم إن كان صحيحاً وتارة بغيره إن كان فيه شيء، وما ليس له إلاّ سند واحد يتصرّف في متنه بالاقتصار على بعضه بحسب ما يتّفق، ولا يوجد فيه حديث واحد مذكور بتمامه سنداً وتناً في موضعين أو أكثر إلاّ نادِراً، فقد عنِيَ بعض من لقيتُهُ بتتبُّع ذلك فحصل منه نحو عشرين موضعاً. اهـ.
ـ فقوله في الموضع الأوّل: فإن كثرت طرقه أورد لكلّ بابٍ طريقاً. مقيّدٌ بقوله:
بل إن كان له أكثر من سند على شرطه ذكره في الموضع الثّاني بالسّند الثّاني وهكذا مابعده ومالم يكن على شرطه يعلّقه في الموضع الآخر ...
¥(18/428)
قلتُ: فقيْدُ كون الحديث الذّي كثرت طرقه على شرطه غير مذكور في الموضع الأوّل. فيكون المعنى بضمّ ذاك القيد هو: فإن كثرت طرقه التّي على شرطه أورد لكلّ بابٍ طريقاً.
ـ ومن الأمثلة أيضاً:
ـ قال الحافظ في الفتح 1/ 420: قوله [باب] كذا ثبت لأبي ذرّ، وقد قرّرنا أنّه في موضع الفصل من الباب. اهـ.
ـ قلتُ: وأضاف في موضعٍ آخر له قيداً فقال في الفتح 1/ 721: قوله: [باب] كذا هو في الأصل بلا ترجمة، وكأنّه بيّض له فاستمرّ كذلك. وأمّا قول ابن رشيد: إنّ مثل ذلك إذا وقع للبخاري كان كالفصل من الباب فهو حسن حيث يكون بينه وبين الباب الذّي قبله مناسبة، بخلاف مثل هذا الموضع. اهـ.
ـ فقوله الذّي ذكرناه أوّلاً مقيّد بما إذا كان بين هذا الباب والذّي قبله مناسبة.
ـ ورغم استماتة الحافظ ابن حجر في الدّفاع عن الإمام البخاري إلاّ أنّه لم يتعصّب له بحيث لا يرُدُّ له قولاً مُطلقاً بل نراه خالفه في مسائل وفي ذلك قلتُ واصفاً ابن حجرٍ رحمه الله:
ـ .. ودِفاعُهُ بدلائلٍ لم يرْتَدي .... ثوب التَّعصُّبِ منشأ الطُّغيانِ.
ـ .. وخلافه لإمامِنا في شرْحهِ .... في قوْلةٍ فبمُقْتضى البُرْهانِ.
ـ ومن أمثلته: ـ مخالفة ابن حجرٍ للإمام البخاري في اختياره أنّ سؤر الكلب طاهر. الفتح 1/ 363، 364، 365.
ـ وخالفه في موضع في القول بتعدّد قصّة فقال في الفتح 1/ 564: وقد جنح البخاري في التّفسير إلى تعدّدها [يعني القصّة] قال الحافظ: وما تقدّم من اتّحاد القصّة أظهر. اهـ.
ـ ورُبّما تعقّبه في مواطن منها قوله:
1/ 339: وعلى هذا فحَقُّ حديث عبد الله بن زيد أن يُبوَّب له غسل بعض الأعضاء مرّة وبعضها مرّتين وبعضها ثلاثاً. اهـ.
ـ ولمّا كان فتح الباري موسوعةً علميّة فإنّه يُعتبرُ شرحاً للكتب الستّة و أقصد بذلك الأحاديث التّي اشترك الستّة في إخراجها. ونرى الحافظ لا يقتصر في تعليقاته على هذا القدر المشترك بين الستّة بل ربّما علّق على تراجم أو أحاديث انفرد بها أحد الستّة كما صنع ذلك على سنن أبي داود مثلاً ومن ذلك:
ـ 1 ـ بوّب الإمام أبو داود في سننه بقوله: باب في طهور الأرض إذا يبست.وأخرج [382] من حديث عبد الله بن عمر قال: كنت أبيتُ في المسجد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم وكنت فتى شابّاً عزباً وكانت الكلاب تبولُ وتُقبلُ وتُدبِرُ في المسجد فلم يكونوا يرُشّون شيئاً. قلتُ وأخرجه الإمام البخاري في صحيحه برقم [174] فقال الحافظ في أواخر شرحه لهذا الحديث 1/ 365: واستدلّ به أبو داود في السنن على أنّ الأرض تطهُرُ إذا لاقتها النّجاسة بالجفاف، يعني أنّ قوله: لم يكونوا يرُشّون. يدلُّ على نفي صبّ الماء من باب الأولى، فلولا أنّ الجفاف يُفيدُ تطهير الأرض ما تركوا ذلك، ولا يخفى ما فيه.اهـ.
ـ 2 ـ ومن ذلك أنّ الإمام أبا داود بوّب في سُننه قائلاً: باب ما جاء في المشرك يدخل المسجد. وأخرج [486] من حديث أنس بن مالك قال: دخل رجل على جملٍ فأناخه في المسجد ثمّ عقله ثمّ قال: أيّكم محمّد ورسول الله صلى الله عليه وسلّم متّكيء بين ظهرانيهم فقلنا له: هذا الأبيض المتّكيء فقال له الرّجل يا ابن عبد المطّلب فقال له صلى الله عليه وسلّم: قد أجبتك. فقال له الرّجل: يا محمّد إنّي سائلك وساق الحديث. قلتُ: أخرج البخاريُّ هذا الحديث بتمامه برقم [63]. وقال الحافظ أثناء شرحه له 1/ 201: وأمّا تبويب أبي داود عليه: باب المشرك يدخل المسجد. فليس مصيراً منه إلى أنّ ضماماً قَدِمَ مُشركاً بل وجهُه أنّهم تركوا شخصاً قادِماً يدخل المسجد من غير استفصال. اهـ.
ـ 3 ـ من تراجم الإمام البخاري في صحيحه: باب دفع السّواك إلى الأكبر. أخرج فيه [246] من حديث ابن عمر رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: أراني أتسوّك بسواك، فجاءني رجلان أحدهما أكبر من الآخر، فناولتُ السّواك الأصغر منهما، فقِيل لي: كبِّر، فدفعتُهُ إلى الأكبر منهما. قال أبو عبد الله [قلتُ هو البخاري]: اختصره نُعيم عن ابن المبارك عن أسامة عن نافع عن ابن عمر.
¥(18/429)
قال الحافظ ابن حجر في شرحه 1/ 464:وفيه [أي في الحديث من الفوائد] استعمال سواك الغير ليس بمكروه، إلاّ أنّ المستحبّ أن يغسله ثمّ يستعمله، وفيه حديث عن عائشة في سنن أبي داود قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعطيني السّواك لأغسله فأبدأ به فأستاك ثمّ أغسله ثمّ أدفعه إليه. قال الحافظ معلّقاً: وهذا دالٌّ عل عظيم أدبها وكبير فطنتها، لأنّها لم تغسله ابتداءً حتّى لا يفوتَها الاستشفاء بريقه، ثمّ غسلتهُ تأدُّباً وامتثالاً. ويُحتَملُ أن يكون المُرادُ بأمرِها بغسله تطييبُهُ وتليينُهُ بالماء قبل أن يستعمِله. والله أعلم انتهى كلام الحافظ رحمه الله تعالى.
ـ 4 ـ بوّب الإمام البخاري في صحيحه بقوله: باب الوضوء قبل الغسل. وأخرج من حديث عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه، ثمّ يتوضّأ كما يتوضّأ للصّلاة ... الحديثَ.
قال الحافظ في شرحه 1/ 468: قوله [بدأ فغسل يديه] يحتمل أن يكون غسلهما للتّنظيف ممّا بهما من مُستقذر، وسيأتي في حديث ميمونة تقوية ذلك. ويُحتملُ أن يكون هو الغُسل المشروع عند القيام من النّوم، ويدلُّ عليه زيادة ابن عيينة في هذا الحديث عن هشام: قبل أن يُدخلهما في الإناء. رواه الشّافعي والتّرمذي، وزاد أيضاً: ثمّ يغسل فرجه.، وكذا لمسلم من رواية أبي مُعاوية، ولأبي داود [242] من رواية حمّاد بن زيد كلاهما عن هشام، وهي زيادة جليلة، لأنّ بتقديم غسله يحصلُ الأمن من مسّه في أثناء الغسل. اهـ.
ـ وجملة القول أنّه لو انبرى لجمع هذه المتفرّقات طالب علمٍ نجيب لخرج لنا بسِفرٍ لطيف. ويحسُنُ أن يُعَنْونَ ب: تعليقات الحافظ ابن حجر على سنن أبي داود من خلال الفتح. والله أعلم.
ـ ولقد كان الحافظ رحمه الله ذا ذكاءٍ شديدٍ مُفرط بحيث يتفطّن بذهنه الثّاقب إلى إشكالاتٍ يوردُها على بعض الأقوال المذهبيّة فمن ذلك: ـ 1 ـ قوله في شرح حديث رقم [223] من الجامع [حديث بول الصبيّ وأنّه يُنضح ولا يُغسل]: واستدلّ به بعض المالكيّة على أنّ الغسل لا بُدّ فيه من أمر زائد على مُجرّد إيصال الماء إلى المحلّ. قال الحافظ: وهو مُشكِل عليهم لأنّهم يدّعون أنّ المُراد بالنّضح هنا الغُسل. اهـ.
ـ 2 ـ وقال في 1/ 354 من فتحه: لكنّه [يقصد الشّافعي] لم يقُل بذلك [أيّ بوجوب التّرتيب] في اليدين ولا في الرّجلين لأنّهما جُمِعا في لفظ القرآن. لكن يُشكِل على أصحابه حكمهم على الماء بالاستعمال إذا انتقل من يدٍ إلى أُخرى مع قولهم بأنّ الماء ما دام مُتردِّداً على العضو لا يُسمّى مُستعملاً. اهـ.
ـ وفي المُقابلُ يُقال: أنّ الحافظ ابن حجر رحمه الله رُبّما لم يظهر له وجه صنيع الإمام البخاري وهذا في القليل النّادر. و لايُنقِصُ ذلك من مكانة الشّرح شيئاً إذ هو مغمور في بحر زخّارٍ بالدّرر الغوالي مثاله:
ـ من تراجم الإمام البخاري في صحيحه: باب التيمّم في الحضر إذا لم يجد الماء وخاف فوت الصّلاة. وقال فيه: وأقبل ابن عمر من أرضه بالجرف فحضرت العصر بمربد النّعم فصلّى، ثمّ دخل المدينة والشّمس مرتفعة فلم يُعد.
ـ قال الحافظ ابن حجر شارحاً هذا الأثر 1/ 572: قوله: [وأقبل ابن عمر] قال الشّافعي: أخبرنا ابن عيينة عن ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر أنّه أقبل من الجرف، حتّى إذا كان بالمربد تيمّم فمسح وجهه ويديه وصلّى العصر. وذكر بقيّة الخبر كما علّقه المُصنّف، قال الحافظ: ولم يظهر لي سبب حذفه منه ذكر التّيمم مع أنّه مقصود الباب. اهـ.
ـ وربّما لم يظفر الحافظ على بغيته رغم استفراغ الوسع وشدّة البحث لأنّه لا يخلوا كتاب من نقصٍ حاشا كتاب الله جلّ وعزّ وسنّة نبيّه الثّابتة عنه. ويظهر ذلك في تطلُّب تغليق التّعليق مثاله: أورد الإمام البخاري في أوّل بابٍ عقده في كتاب الإيمان عدّة آياتٍ وآثار منها قول ابن عمر رضي الله عنه: لا يبلغ العبد حقيقة التّقوى حتّى يدع ما حاك في الصّدر. قال الحافظ في شرحه 1/ 68: ولم أره إلى الآن موصولاً. اهـ قلتُ: ونحوه قال الإمام ابن رجب في فتح الباري عن هذا الأثر. 1/ص16: هذا الأثر لم أقف عليه إلى الآن في غير كتاب البخاري، وقد رُوي معناه مرفوعاً وموقوفاً على أبي الدّرداء.اهـ.
¥(18/430)
ـ وقال الحافظ في الفتح عن أثر عن عثمان رضي الله عنه 1/ ص758: ولم أرهُ عن عثمان إلى الآن. اهـ.
ـ وقال الحافظ في هدي السّاري ص 39: رواية ابراهيم بن طهمان عن حجّاج ـ هو ابن حجّاج ـ عن أنس بن سيرين عن أنس لم أجدها.
ـ وقال في الهدي أيضاً ص27: رواية ابراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السّبيعي عن أبيه عن أبي إسحاق حدّثني عبد الرحمن بن الأسود لم أجدها. اهـ.
ـ وقال في المصدر السّابق أيضاً ص28: رواية سعيد بن أبي مريم عن يحيى بن أيّوب عن حميد سمعت أنساً لم أجدها اهـ.
ـ وفي نفس الصّفحة قال: ورواية الجدّي وهو: عبد الملك بن ابراهيم لم أجدها اهـ.
وقال أيضاً: زيادة مسلم بن ابراهيم عن شعبة لم أجدها. اهـ
ـ وقال ص 76 منه ورواية يزيد بن ابراهيم عن محمّد
بن سيرين لم أرها وكذا رواية أصبغ عن ابن وهب. اهـ.
ـ وفي وجهة نظري الفتح حقيقٌ بالتّحشية وقد صنع ذلك الإمام الصنعاني رحمه الله وأحال إليه في عدّة مواطن من عُدّته على الإحكام لابن دقيق ولقد شرعتُ في ذلك فجاوزت تعليقاتي عليه إلى الآن العشرة ضمّتُ كثيراً منها بحثيَ الموسوم بالتّوضيحات والتّنبيهات على مسائل حوتها كتب أمّهات و سأحاول عرضها هنا تعجيلاً للفائدة:
ـ التّنبيه 1 ـ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn4) : فائدة: وقع في تاريخ أحمد بن حنبل عن الشّعبي أنّ مدّة فترة الوحي كانت ثلاث سنين، وبه جزم ابن إسحاق ....... إلى أن قال: ثمّ راجعت المنقول عن الشعبي من تاريخ الإمام أحمد، ولفظه من طريق داود ابن أبي هند عن الشّعبي: أنزلت عليه النبوّة وهو ابن أربعين ... الأثر إلى أن قال: وأخرجه ابن أبي خيثمة من وجه آخر مختصراً عن داود بلفظ بُعث لأربعين، ووكل به إسرائيل ثلاث سنين، ثمّ وكل به جبريل. قال الحافظ: فعلى هذا فيحسُنُ بهذا المرسل إن ثبت الجمع بين القولين ... إلى آخر كلامه رحمه الله.
ـ الشّاهد من نقل نصّ كلامه قوله: فيحسُنُ بهذا المرسل إن ثبت.اهـ.
ـ فهنا يرِدُ سؤال مفادُه: كيف سمّى ما قال الشّعبيّ مرسلا وصورته صورة المقطوع. وهل يصحُّ أن يُقال: ما قاله الشّعبي لا يُعلم إلاّ بوحي فهو في حكم المرفوع فكأنّ الشّعبي رفعه إلى الشارع صلوات الله وسلامه عليه فمن هذه الحيثيّة سمّاه مُرسلاً. وأُضيفُ: نستعينُ بما في النيل [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn5): وروى القاسم بن عبد الرحمن عن موسى بن طلحة قال: من مسح قفاه مع رأسه وُقِيَ الغلّ يوم القيامة. قال الحافظ ابن حجر في التّلخيص: فيحتمل أن يُقال هذا وإن كان موقوفاً فله حكم الرّفع لأنّ هذا لا يُقال من قَبيل الرأي فهو على هذا مرسل. اهـ. قلتُ: يُنظر ترجمة موسى بن طلحة هل هو تابعي أم صحابي إن كان الأوّل ساعد بإذن الله. والحمد لله بعد الرجوع إلى ترجمته في السير تبين أنّ ليس بصحابي بل هو تابعي.
وممّا يساعدُ قول الإمام السّيوطي في إتقانه [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn6) في مسألة قول التّابعي: نزلت الآية في كذا:ما تقدّم أنّه من قَبيل المُسند من الصّحابي إذا وقع من تابعي فهو مرفوع لكنّه مرسل. اهـ. قلت: يقصد الإمام السّيوطي قول التّابعي نزلت الآية في كذا.
ـ ومن أصرح ما وجدتُ ما في نتائج الأفكار [1/ 392/80 بواسطة إتحاف النبيل] حيث ذكر الحافظ ابن حجر هناك قول عطاء بن أبي رباح: تُفتح أبواب السّماء عند ثلاث خِلال فتحرّوا فيهنّ الدُّعاء ... الأثر. ثمّ قال الحافظ: وهو مقطوع جيّد، له حكم المرسل لأنّ مثله لا يُقال من قِبَلِ الرّأي. اهـ.قلتُ: أفاد هذا النقل الثمين عن الحافظ في النّتائج الباحث أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل في كتابه إتحاف النّبيل الجزءالثّاني ص265.
ـ فيما اطّلعتُ عليه من كتب المصطلح لم أظفِر على هذه الفائدة ممّا يدلّ عل أنّ بطون الكتب المطوّلات تحوي نوادر لا نجدها في كتب التّأصيلات لأنّ التطبيق العملي يجعل العالم يفصح عن دقائق من العلم.والله أعلم.
¥(18/431)
ـ التّنبيه الثّاني: قال الحافظ ابن حجر في الفتح 1/ 511: وقال ابن عبد البرّ: ذهب الجمهور إلى أنّه [وضوء الجنب إذا أراد النّوم] للاستحباب، وذهب أهل الظّاهر [كذا] إلى إيجابه وهو شذوذ. اهـ. قلتُ: سكت الحافظ عن هذا الإطلاق عن الظاهرية من قِبَل ابن عبد البرّ ولِنَاسِبٍ أن ينسِبَ ما حكاه ابن عبد البر لابن حجر من جهة أنّ الحافظ أقرّه و أمرّه بلا تعقّب. فيقول مثلاً قال الحافظ: ذهب الجمهور إلى أنّه للاستحباب وذهب أهل الظّاهر إلى إيجابه وهو شذوذ. اهـ.
ـ لكن في هذا الإطلاق عن الظاّهرية نظر إذ أنّ ابن حزم الظّاهري [وهو شيخ الظاهرية كما وصفه ابن حجر نفسه في موضع من الفتح] لم يقل بالوجوب بل صرّح بالاستحباب ووافق الجمهور كما تراه في مُحلاّه مسألة رقم [118].
ـ ولقد تعقّبني بعض الأفاضل بما مُلخّصه: أنّ ابن حجر رحمه الله إذا أطلق لفظ الظاهرية لا يدخل في ذلك ابن حزم وأنّ الحافظ يُفرِدُهُ بالذّكر لكثرة مخالفته لهم و أنّه لا مانع من الإطلاق وإرادة البعض كقولنا مثلاً: قال به المالكية ونريد بعضهم لا كُلّهم. وللإجابة عمّا أورد عملتُ بحثاً صغيراً فخُذهُ بلفظه:
ـ الحمدلله: فهذه عملية استقراء جزئي لكلام الحافظ وبعض أهل العلم الهدف منها الإجابة عن إشكال مفاده: هل إذا أطلق الحافظ لفظ الظاهرية يريد الأغلب أم هذا الإطلاق على بابه؛ إذ أنّ لفظ الظاهرية حقيقة في الكلّ مجاز في البعض على القول بالمجاز، وهل التسامح في الإطلاق وإن وجد مخالف من مسالك العلماء، وهل هذا ينافي التحقيق العلمي الدقيق.
· ـ قال الحافظ في الفتح1/ 366 متعقبا ابن المنيّر حينما أطلق حكاية مذهب عن الشافعية: على أنّ في المسألة خلافا عندهم اهـ فلو لم يعب الحافظ إطلاق ابن المنير فلما تعقبه فالعالم لا يتعقب بلا مستند يراه.
ـ ومن دقة الحافظ العلمية قوله في موضع من فتحه2/ 263: وقال جمهور الشافعية: لو حلقت أجزأها ويكره وقال القاضيان ابو الطيب وحسين لا يجوزاهـ وهذا دليل على أنّهم يرون فرقا شاسعا بين الإطلاق والتقييد في باب عزو المذاهب
وقال في نسبة مذهب ح [2110]: وبه قال المالكية إلاّ ابن حبيب والحنفية كلّهم اهـ وقال في موضع ح [136]: وقال ابن بطّال وطائفة من المالكيّة اهـ وقال بعدها بأسطر: وقد صرّح باستحبابه جماعة من السّلف وأكثر الشافعية والحنفيّة اهـ وفي موضع آخر12/ 91 تجده يحكي قولا عن أبي ثور وأكثر أهل الظاهر ثمّ يقول بعدها: وخالفهم ابن حزم فوافق الجمهوراهـ ألا تراه اعتبر مخالفة ابن حزم واستثناه فعبّر بالأكثر جريا على المنهج العلميّ الدقيق في العزو.
وأصرح من ذلك قوله في موضع من فتحه ح [444] في بيان حكم تحية المسجد: واتفق أئمة الفتوى على أنّ الأمر في ذلك للندب ونقل ابن بطّال عن أهل الظاهر الوجوب قال الحافظ: والذي صرح به ابن حزم خلافه اهـ وهذا النقل ظاهر في المطلوب للمتأمّل
ـ والجزئيات في تقرير ذلك كثيرة متواترة تدل بمجموعها على قدر مشترك وهو: أنّ الجادة المسلوكة عند الحافظ وغيره من العلماء المحققين التدقيق في العزو وعدم إرسال الكلام على عواهنه وعلاّته وقولي: وغيره من العلماء المحققين إشارة إلى بعض من تتبعت جملة من نقولاتهم ومنهم صاحب عمدة القاري في مواضع ومن نقولاته قوله: وبه قال سائر الظاهرية ومنها وبه قال جميع الظاهرية، وفي موضع طائفة من الظاهرية، جماعة من الظاهرية، وبه قال جماعة من الظاهرية وبه قال ابن حزم.
ومن أصرح ما رأيت من كلامه ما قاله في مسألة:هل يجب الوضوء على الجنب إذا أراد النوم حيث قال ما نصّه: قلت: قد خالف ابن حزم داود في هذا الحكم
ـ ونراهم ينبهون على اختلاف الظاهرية فيما بينهم إذا لاح لهم ذلك قال الشوكاني في نيله: واختلفت الظاهرية فمنهم من أوجب الاستيعاب ومنهم من قال يكفي البعض اهـ
وفي الإحكام لابن دقيق: وخالف في ذلك داود وبعض أصحابه الظاهرية وخالف بعض الظاهرية ووافق الجماعةاهـ ومن دقة ابن دقيق قوله: والظاهرية خالفت فيه أو بعضهم اهـ
وانظر مثلا صاحب سبل السلام كيف يعتبر مخالفة ابن حزم ويقول: وإلى قتله ذهبت الظاهرية واستمرّ عليه ابن حزم اهـ وفي موضع: فأفرط جماعة من الظاهرية منهم ابن حزم ومن تبعه اهـ
¥(18/432)
ـ وفي فتح الباري لابن رجب الحنبلي 1/ ص11: وقد ذكر محمّد بن نصر المروزي في كتابه أنّ التّصديق يتفاوت وحكاه عن الحسن والعُلماء. قال ابن رجب: وهذا يُشعِرُ بأنّه إجماع عنده. اهـ
ـ قلتُ: وهذا يُنتَزَعُ من إطلاقه لفظ العلماء فإنّ الألف واللاّم الظّاهر أنّها للاستغراق لا للعهد إلاّ لِصارف ولا يُقال يُريدُ الأغلب، إلاّ بدليل، قال ابن دقيق العيد في الإحكام ص34: لأنّ الألف واللاّم إذا لم يَقُم دليل على صرفها إلى المعهود المُعيّن فالظّاهر كونها للعموم. اهـ. ّ.
ـ ومن المحققين الذين سلكوا هذه الطريق الشيخ الألباني رحمه الله قال في الثمر المستطاب في موضع منه: وبه قال ابن حزم وجمهور الظاهريةاهـ
وفي موضع آخر منه قال: وذهب إلى هذا الظاهرية [يقصد وجوب تحية المسجد وحرمة الجلوس قبل صلاتها] قال: حاشا ابن حزم منهم فإنّه صرح في المحلى بأنّه سنة وهو قول الجمهوراهـ
وقال أيضا في موضع آخر منه: قال [يقصد الشوكاني] وحكى ابن بزيزة عن بعض أهل العلم وجوبه على المأموم عملا بظاهر الأمر وأوجبته الظاهرية على كل مصل اهـ قلت [القائل الألباني]:ابن حزم من أئمّتهم كما هو مشهور ولم يوجبه مطلقا بالقيد المذكور قال في المحلّى .... اهـ
قلتُ: رغم موافقة ابن حزم للظاهرية في أصل الحكم وهو الوجوب ولأنه خالفهم في قيد فإنّ الشيخ تعقب إطلاق العزو إلى الظاهرية ففي حالة مخالفة ابن حزم الظاهرية في مطلق الحكم فالتعقب أولى وأحرى أن يكون
تنبيه: ما نقله الشوكاني عن ابن بزيزة سبقه إلى نقله عنه الحافظ في الفتح تحت ح [780]
ـ وننبّه هنا على أمر قد ينقدح في نفوس البعض وهو أنّ الهدف من هذه المناقشات والبحوث في هذه المسألة وغيرها من المسائل هو كشف مناهج العلماء العلمية لا مجرّد التعقب والتخطئة فليتنبه لهذا.
ـ فجملة القول أنّ التحقيق العلمي الدقيق يقتضي عدم الإطلاق في حالة وجود خلاف في المذهب وهذه هي الجادّة التي سار عليها المحققون فلذا تجدهم يدققون في العبارة ومن دقتهم ما تراه في تعبيرهم بالأكثر والطائفة والبعض والجمهور والجماعة وحسبك بمن ثبت عنه سلوك هذه الطريقة صراحةً وهو الشيخ الألباني رحمه الله وهو من أئمّة التحقيق في عصرنا والله أعلم. انتهى.
ـ التّنبيه الثّالث:قال الحافظ في الفتح تحت ح [689] في عزو قول: وحكاه الوليد بن مسلم عن مالك اهـ
ـ قلتُ: قال الإمام أبو عمر بن عبد البر: وهذه الرواية غريبة عن مالك اهـ تفسير القرطبي 2/ 185
وقد قال الحافظ في عزو قول2/ 289: وحكاه ابن خويز منداد عن مالك وهو شاذ اهـ
وقال في موضع آخر1/ 334: وما وقع في العتبية عن مالك من عدم الكراهة قد أنكره حذّاق أصحابه اهـ
ـ وقال في 6/ 288: ونقله منذر بن سعيد عن مالك وهو شاذ عندهم. اهـ.
وقال في موضع آخر1/ 427: وأصحاب صاحب المذهب أعلم بمراده من غيرهم اهـ. والله أعلم.
ـ التّنبيه الرّابع:
ـ قال الحافظ في الفتح 1/ 25: قوله: [كيف يأتيك الوحي] يُحتملُ أن
يكون المسؤول عنه صفة الوحي نفسه، ويُحتملُ أن يكون صفة حامله أو ما هو أعمّ من ذلك، وعلى كلّ تقدير فإسناد الإتيان إلى الوحي مجاز،
لأنّ الإتيان حقيقة من وصف حامِلِه. اهـ.
ـ قلتُ: إذا قُلنا أنّ إتيان كلّ شيء بحسَبه فلا نقول بالمجاز، على أنّ إثبات المجاز باطل من أصله، فالإتيان ككُُلِيّ لا وُجود له في الخارج مُطلَقاً عن كلِّ قيد بل موطنه الذِّهن و في الخارج لا نجده في إلاّ مُقيّداً. فمعناه يتّضحُ باعتبار ما أُضيفَ إليه. وقد قال الحافظ في موضع من فتحه 1/ 705 شرح حديث [450]: إذ بناء كلّ شيء بِحَسبِه. اهـ. لكنّه قال قبل ذلك:لكن لا يمتنع إرادة الآخر مجازاً. اهـ، ثمّ قال ما ذكرناه عنه: إذ بناء كلّ شيء بِحَسبِه. فيبقى في كلامه نظر.
ـ جمع الحافظ لطرق الحديث ليتبّن المراد:
ـ قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في مقدّمته للمسند ص13: ولجمع الرّوايات فوائد عند علماء هذا الشّأن يدركها كلّ من عاناها و أقرب فوائدها تحقيق المعنى الصّحيح للحديث، وتقوية أسانيده بانضمام بعضها إلى بعض. اهـ.
ـ قلتُ: ومن لم يعتن بجمع طرق الحديث ربّما زلّ في بيان المراد منه وربّما أدّى به ذلك إلى التعقّب على الإمام البخاري وفي حقيقة الأمرأنّ الإمام البخاري يريد بالترجمة ما جاء في أحد طرق الحديث لا أصله الذّي يورده في الباب.
¥(18/433)
ـ مثاله: بوّب الإمام البخاري بقوله: باب الصّلاة إذا قدم من سفر.
وأخرج برقم 443 من حديث جابر بن عبد الله قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلّم وهو في المسجد ـ قال مسعر: أُراه قال ضحى ـ فقال: صلِّ ركعتين. وكان لي عليه دين فقضاني وزادني.
ـ قال الحافظ في الفتح 1/ 695: ومطابقته للترجمة من جهة أنّ تقاضيه لجمل الجمل كان عند قدومه من السّفر كما سيأتي واضحاً. وغفل مغلطاي حيث قال: ليس فيه ما بوّب عليه؛ لأنّ لقائل أن يقول إنّ جابراً لم يقدم من سفر لأنّه ليس فيه ما يُشعر ذلك. اهـ.
ـ وهناك مواطنُ في الفتح أحال الحافظ النّظر فيها للباحثين ذوي الاختصاص.
ـ قال في هدي السّاري ص 40: ورواية ابن أبي الزّناد عن موسى بن عقبة يُنظرُ فيها. اهـ.
ـ قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: باب استقبال الرجل صاحبه أو غيره في صلاته وهو يصلّي.
وكره عثمان أن يُستقبل الرّجلُ وهو يُصلّي، وإنّما هذا إذا اشتغل به. فأمّا إذا لم يشتغل فقد قال زيد بن ثابت: ما باليتُ، إنّ الرجل لا يقطع صلاة الرّجل.
ـ قال الحافظ في الفتح 1/ ص758: قوله: [باب استقبال الرّجل الرّجل وهو يُصلّي] في نسخة الصغاني: [استقبال الرّجل صاحبه أو غيره في في صلاته] أي هل يُكره أو لا، أو يُفرَّق بين ما إذا ألهاه أو لا؟ وإلى هذا التّفصيل جنح المصنّف وجمع بين ما ظاهره الاختلاف من الأثرين اللّذين ذكرهما عن عثمان وزيد بن ثابت، ولم أرهُ عن عثمان إلى الآن، وإنّما رأيتُهُ في مصنّفَي عبد الرزّاق وابن أبي شيبة وغيرهما من طريق هلا بن يساف عن عمر أنّه زجر عن ذلك، وفيهما أيضاً عن عثمان ما يدُلُّ على عدم كراهية ذلك، فليُتَأمَّل لاحتِمال أن يكون فيما وقع في الأصل تصحيف من عمر إلى عثمان. اهـ.
ـ ومن مِيزات شرح الحافظ ابن حجر أنّ صاحبه سلك طريق الاختصار ما أمكن.
ـ قال الحافظ في الفتح 1/ 166: ولهذا أشبعتُ القول في الكلام عليه [يقصد حديث جبريل عليه السلام في بيان الإسلام والإيمان والإحسان] مع أنّ الذّي ذكرتُهُ وإن كان كثيراً لكنّه بالنّسبة لما يتضمّنه قليل فلم أُخالف طريق الاختصار والله أعلم. اهـ.
ـ منهج الحافظ في مجال التّعامل مع زيادات الثّقات.
ـ والدّارس لشرح الحافظ يراه يسلك منهج التّوفيق والجمع بين الرّوايات ما أمكن وهذا يجرّنا للبحث عن موقف الحافظ من زيادات الثّقات والشّذوذ وهل يشترط الحافظ المنافاة للحكم بالشّذوذ.
ـ قال في الفتح 2/ ص49: وبحثُهُ الأوّل مُتّجه لأنّه لا سبيل إلى ادِّعاء توهيم الرّاوي الثّقة مع إمكان التّوفيق بين الرّوايات، لا سِيما أنّ الزّيادة من العدل الضّابط مقبولة.اهـ.
ـ وقال: قال الحافظ: ((الجمع بين الروايتين أولى ولا سيما إذا كان الحديث واحداً والأصل عدم التعدد)) (1) اهـ.
ـ وقال في نزهة النّظر: [وزيادة راويهما] أي الصّحيح والحسن [مقبولة ما لم تقع منافية ل] رواية [من هو أوثق] ممن لم لم يذكر تلك الزّيادة، لأنّها في حكم الحديث المستقل الذّي ينفرد به الثّقة ولا يرويه عن شيخه غيره، وإمّا أن تكون منافية بحيث يلزم من قبولها ردّ الرّواية الأخرى، فهذه التّي يقع التّرجيح بينها وبين معارضها، فيُقبل الرّاجح ويُردّ المرجوح. اهـ.
ـ قلتُ: فكلامه هنا ظاهر في أنّه يشترط المنافاة للحكم بالشّذوذ وفسّر المنافاة بأن يلزم من قبول الزّيادة ردّ الرواية الأخرى. والله أعلم. لكن هل استمرّ الحافظ على هذا القول؟ وهل تطبيقاتُه العمليّة تتماشى مع هذا التّأصيل الذّي قرّره هنا.؟ فإذا وجدنا الحافظ يحكم بالشّذوذ بمجرّد المخالفة بلا تنافي في جزئيّات كثيرة فهل يقوى هذا لكي يُقال: للحافظ في هذه المسألة قولان؟ نعم إن وُجِد له تصريح بذلك فهو أقوى وأَرْيَحُ للباحث من مشقّة الاستقراء.
ـ قال الحافظ في الفتح ج9/ ص440: ولا شكّ أنّ الأخذ بما رواه الأكثر والأحفظ أولى من مُقابِله عند تعذّر الجمع عند الجمهور. اهـ.
¥(18/434)
ـ وقال في الفتح شرح ح [5282]: وحاول بعض الحنفيّة ترجيح رواية من قال: كان حُرّاً على رواية من قال: كان عبداً، فقال: الرِقُّ تعقُبُه الحريّة بلا عكس، وهو كما قال، لكن محلّ طريق الجمع إذا تساوت الرّوايات في القوّة أمّا مع التفرد في مُقابلة الاجتماع فتكون الرِّواية المُنفرِدة شاذّة والشّاذ مردود، ولهذا لم يعتبِر الجمهور طريق الجمع بين الرِّوايتين مع قولهم: إنّه لا يُصار إلى التّرجيح مع إمكان الجمع. والذّي يتحصّل من كلام مُحقِّقيهم وقد أكثر منه الشّافعي ومن تبِعه أنّ محلّ الجمع إذا لم يظهر الغلط في إحدى الرِّوايتين ومنهم من شرط التّساوي في القوّة. اهـ
ـ قلتُ: العلماء الذّين شرطوا تعذّر الجمع بين الأصل والزّيادة للحكم بالشّذوذ وصفهم الحافظ ابن حجر رحمه الله بأنّهم الجمهور؛ فالسّؤال الذّي يَرِدُ بقوّة هنا هو: من هؤلاء الجمهور آجمهور المحدّثين أم جمهور الفقهاء والأصوليّين؟ محلّ بحث ينتظِر الإجابة.
ـ وأُضيفُ: الذّي قرّره الحافظ هنا من أنّ محلّ طريق الجمع إذا لم يظهر الغلط في إحدى الرّوايتين، وأنّه لا يُصار إلى التّرجيح مع إمكان هذا الجمع،وأنّه مذهب الجمهور هو عين ماذكره رداًّ على العلماء الذّين انتقدوا بعض ما في الصّحيحين. قال الحافظ في هدي السّاري ص507: القسم الثّالث منها: ما تفرّد به بعض الرواة بزيادة فيه دون من هو أكثر عدداً أو أضبط ممّن لم يذكرها، فهذا لا يؤثِّر التّعليلُ به إلاّ إن كانت الزِّيادة منافيةً بحيث يتعذّر الجمع. أمّا إن كانت الزّيادة لا منافاة فيها بحيث تكون كالحديث المُستقِلّ فلا، اللهمّ إلاّ إن وضح بالدّلائل القويّة أنّ تلك الزّيادة مُدرجة في المتن من كلام بعض روّاته، فما كان من هذا القسم فهو مؤثّر كما في الحديث الرّابع والثّلاثين. اهـ.
ـ فيتحصّل من كلام الحافظ أنّ الأصل عند الجمهور هو قبول الزّيادة وذلك بشروط:
ـ 1 ـ أن لا تكون مُنافية بحيث يتعذّر الجمع.
ـ 2 ـ أن لا يتّضح بالدّلائل والقرائن المُعتبرة أنّها غلط.
ـ 3 ـ وهو شرط عند البعض منهم "التّساوي في القوّة". والله أعلم.
ـ قال الإمام البخاري في صحيحه: باب إثم المارّ بين يديّ المُصلّي. حدّثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن أبي النَّضر مولى عمر بن عبيد الله عن بُسر بن سعيد أنّ زيد بن خالد أرسله إلى أبي جُهيْم يسأله ماذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلّم في المار بين يدي المُصلّي، فقال أبو جُهيْم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: لو يعلم المارّ بين يديّ المُصالّي .... الحديث.
ـ قال الحافظ في الفتح 1/ 755 شارحاً: قوله: [باب إثم المارّ بين يديّ المُصلّي] أورد فيه حديث بسر بن سعيد أنّ زيد بن خالد ـ أي الجهني الصحابي ـ أرسله إلى أبي جهيم أي ابن الحارث بن الصمة الأنصاري الصّحابي الذّي تقدّم حديثه في: باب التيمم في الحضر. هكذا روى مالك هذا الحديث في الموطأ لم يُختلَف عليه في أنّ المُرسِل هو زيد، و أنّ المُرسَل إليه هو أبو جهيم، وتابعه سفيان الثّوري عن أبي النضر عند مسلم وابن ماجه وغيرهما، وخالفهما ابن عيينة عن أبي النّضر فقال: عن بسر بن سعيد قال: أرسلني أبو جهيم إلى زيد بن خالد أسأله. فذكر الحديث. قال ابن عبد البر: هكذا رواه ابن عيينة مقلوباً، أخرجه ابن أبي خيثمة عن أبيه عن ابن عيينة، ثمّ قال ابن أبي خيثمة: سُئِل عنه يحيى بن معين فقال: هو خطأ، إنّما هو أرسلني زيد إلى أبي جهيم كما قال مالك. وتَعقَّب ذلك ابن القطّان فقال: ليس خطأ ابن عيينة فيه بمُتعيِّن، لاحتمال أن يكون أبو جهيم بعث بسراً إلى زيد، وبعثه زيد إلى أبي جهيم يستثبت كلّ واحد منهما ما عند الآخر. قلت [القائل هو الحافظ]: تعليل الأئمّة للأحاديث مبني على غلبة الظنّ، فإذا قالوا أخطأ فلان في كذا لم يتعيّن خطؤُهُ في نفس الأمر، بل هو راجح الاحتِمال، فيُعتَمَد. ولولا ذلك لما اشترطوا انتفاء الشّاذ، وهو ما يُخالف الثّقة فيه من هو أرجح منه في حدّ الصّحيح. انتهى.
¥(18/435)
ـ قلتُ: ماذكره ابن القطّان من الجمع مُمكِن وليس بمُمتنِع على طريقة التّجويز العقليّ وهو يتلاءم مع قول الحافظ الذّي سبق: لا سبيل إلى ادِّعاء توهيم الرّاوي الثّقة مع إمكان التّوفيق بين الرّوايات، لا سِيما أنّ الزّيادة من العدل الضّابط مقبولة.اهـ.
ـ وإنّما قال ابن القطّان ذلك جرياً على أصله في هذا الباب فقد قال: ((لا نرى الاضطراب في الإسناد علة؛ فإنما ذلك إذا كان الذي يدور عليه الحديث ثقة فنجعل حينئذ اختلاف أصحابه عليه إلى رافع وواقف ومرسل وواصل غير ضار، بل ربما كان سبب ذلك انتشار طرق الحديث، وكثرة رواته وإن كان المحدثون يرون ذلك علة تسقط الثقة بالحديث المروي بالإسناد المضطرب فيه)) (4) اهـ. النظر في أحكام النظر (110) لابن القطان، وانظر منه (88).
وقال ابن القطان أيضاً في معرض بيانه لحديث روي مرفوعاً وموقوفاً: ((ليس فيه أكثر من أن ابن وهب وقفه وزيد بن الحباب رفعه. وهو أحد الثقات، ولو خالفه في رفعه جماعة ثقات فوقفته ما ينبغي أن يحكم عليه في رفعه إياه بالخطأ)) (5) اهـ. بيان الوهم (3/ 371). أفاد هاذين النقلين عن ابن القطّان صاحب كتاب المقترب في بيان المضطرب أحمد بن عمر بن سالم بازمول جزاه الله خيراً.
ـ وقال الحافظ في زيادة: و على تقدير تفرّد الأوزاعي بذكرها لا يستلزم ذلك تخطئته لأنّها تكون زيادة من حافظ غير منافية لرواية رفقته فتُقبلُ ولا تكون شاذّة ولا معنى لردّ الرّوايات الصّحيحة بهذه التّعليلات الواهية.
ـ أخرج الإمام البخاري في صحيحه برقم [200] حدّثنا مُسدّد قال: حدّثنا حمّاد عن ثابت عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم دعا بإناء من ماء، فأُتِي بقدَح رحراح فيه شيء من ماء، فوضع أصابعه فيه، قال أنس: فجعلتُ أنظر إلى الماء ينبُعُ من بين أصابعه. قال أنس: فحزَرتُ من توضّأ ما بين السّبعين إلى الثّمانين.
ـ قال الحافظ في الفتح 1/ص397: وروى ابن خزيمة هذا الحديث عن أحمد بن عبدة عن خمّاد بن زيد فقال بدل "رحراح" "زجاج" بزاي مضمومة وجيمين، وبوّب عليه الوضوء من آنية الزّجاج ضدّ قول من زعم من المتصوّفة أنّ ذلك إسراف لإسراع الكسر إليه. قلتُ [القائل هو الحافظ]: وهذه اللّفظة تفرّد بها أحمد بن عبدة، وخالفه أصحاب حمّاد بن زيد فقالوا: "رحراح"، وقال بعضهم: "واسع الفم" وهي رواية الإسماعيلي عن عبد الله بن ناجية عن محمّد بن موسى وإسحاق بن أبي إسرائيل وأحمد بن عبدة كلّهم عن حمّاد. وكأنّه ساقه على لفظ محمّد بن موسى، وصرّح جمع من الحُذّاق بأنّ أحمد بن عبدة صحّفها، ويُقوّي ذلك أنّ أتى في روايته بقوله "أحسبه" فدلّ على أنّه لم يتقنه، فإن كان ضبطه فلا منافاة بين روايته و رواية الجماعة لاحتمال أن يكونوا وصفوا هيأته وذكر هو جنسه. اهـ.
ـ تنبيه: قد ينقدح في نفس العالم الذّي يرى أن لا شذوذ مع إمكان الجمع أنّ الرواية شاذّة و إن أمكن الجمع لملابسات وقرائن في ذاك الجزئي. قال الإمام الشّوكاني في نيله شرح ح [602]: قال النّسائي عمرو بن يحيى لا يُتابعُ على قوله: على حمار، وربّما قال: على راحلته. وقال الدّارقطني وغيره: غلط عمرو بن يحيى بذكر الحمار والمعروف على راحلته وعى البعير. وقد أخرجه مسلم في الصّحيح من طريق عمرو بن يحيى بلفظ "على حمار". قال النّووي: وفي الحكم بتغليط عمرو بن يحيى نظر لأنّه ثقة نقل شيئاً مُحتملا فلعلّه كان الحمار مرّة والبعير مرّات؛ ولكنّه يُقال: إنّه شاذّ فإنّه مُخالف رواية الجمهور "على البعير والرّاحلة" والشّاذ مردود وهو المُخالف للجماعة. والله أعلم. اهـ.
ـ قال الحافظ في الفتح 2/ 156: لكن إذا كان مخرج الحديث واحداً واختلف لفظه و أمكن ردّ الاختلاف إلى معنى واحد كان أولى. اهـ.
ـ يُتبع
ـ انتهى والحمد لله.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref1) معنى الاقتناص عبّربه الإمام الزركشي في نكته عل ابن الصّلاح ص101
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref2). مثال القاعدة المطّردة مطلقاً أنّ الإمام البخاري رحمه الله لا يُخرج في الأصول إلاّ ما كان على شرطه فلا تجد في جامعه حديثاً خرّجه في الأصول وهو ليس على شرطه ..
.
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref3) مثال ذلك تصديره بصيغة التمريض لما كان ضعيفاً وقد يصنع ذلك إذا روى بالمعنى أو اختصر.
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref4) شرح حديث رقم [30] 1/ 37
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref5) ج1 / ص297
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref6) ص115 طبع دار الحديث مصر(18/436)
هل كان للعلماء المتقدّمين فهارس للكتب
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 06:01 م]ـ
ــ هل كان للعلماء المتقدّمين فهارس للكتب وهل من نقولات تؤيّد الجواب؟ وبالأخصّ هل كان للحافظ ابن حجررحمه الله فهارس للكتب؟
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[07 - 09 - 07, 08:15 م]ـ
ما علاقة الحافظ ابن حجر رحمه الله بالمتقدمين؟ و إلا فمن تقصد بالمتقدمين؟
ـ[بشير يوسف]ــــــــ[17 - 10 - 07, 04:01 ص]ـ
كتب الأطراف بمثابة الفهارس وللحافظ ابن حجر كثير منها استوعبها تلميذه السخاوي في الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر أكبرها إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة مطبوع كاملا في 19 جزءا.(18/437)
ـ ما معنى قول أهل الفنّ: جوّده فلان أو جوّدوه وكذا قولهم: حديثٌ مجوّد؟
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 06:08 م]ـ
ـ ما معنى قول أهل الفنّ: جوّده فلان أو جوّدوه وكذا قولهم: حديثٌ مجوّد؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[09 - 09 - 07, 12:32 م]ـ
وفقك الله.
قال الشيخ مشهور في أحد أجوبته: ( ... أما جوده فلان، هذه كلمة دقيقة، ولا يستطيع أن يقولها إلا متبحر في العلم، وتعب تعباً شديداً وفحص ومحص وتأنى وتثبت. فعندما يكون عندنا حديث يكون ورد على أكثر من شكل، سواء في الإسناد أو المتن، وروي على ألوان وضروب، وبينها اختلاف، فمثلاً تكون قطعة من الحديث عزاها النبي صلى الله عليه وسلم لربه، وهو ما يسمى بالحديث القدسي، والقطعة الأخرى من الحديث حديث نبوي، أو حديث قسم منه مرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم، وقسم آخر موقوف على صحابي كله حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم، فيأتي بعض المدققين يمحص ويفصل، فيفرق بين المرفوع والموقوف،وبين الحديث النبوي والحديث القدسي، فمن فصل وميز يقال عنه جوده. فالمجود هو الذي يأتي بالحديث على حقيقته، وصورته.
والتجويد لا يستلزم منه التصحيح. قد يكون كثير من الرواة رووا الحديث مرفوعاً للنبي، صلى الله عليه وسلم، وهو في حقيقة أمره كلام لتابعي. مثل الحديث المشهور على ألسنة كثير من الناس اليوم: {رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر} وعند الفحص عنه نجد في ترجمة إبراهيم ابن أبي عيلة، التابعي الشامي، في "تهذيب الكمال" يقول: أخرج النسائي في الكني، ويسوق هذا الحديث من كلام إبراهيم بن أبي عيلة بإسناد نظيف غاية، فالراوي الذي أتى بالحديث على حقيقة أمره بعد الفحص هو الذي يقال فيه جوده، فلا يلزم من القول: جوده فلان أن يكون مرفوعاً للنبي صلى الله عليه وسلم).
هذا ... وقد قال العلامة السخاوي في فتح المغيث أثناء حديثه عن التدليس والمدلسين: ( ... وأما القدماء فسموه - تدليس التسوية - تجويدا حيث قالوا جوده فلان وصورته أن يروي المدلس حديثا عن شيخ ثقة بسند فيه راو ضعيف فيحذفه المدلس من بين الثقتين الذي لقي أحدهما الآخر ولم يذكر أولهما بالتدليس ويأتي بلفظ محتمل فيستوي الإسناد كله ثقات).
و في الأمر تفصيل وبيان لا يتسع المقام له الآن رعاك الله ... ربما قام به أحد المجودين المتقنين من إخواننا.
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[16 - 10 - 07, 10:49 م]ـ
هذا الاصطلاح وهو: (جوده) بكل تصريفاته؛ يطلق في جملة من الاطلاقات التي تختلف معانيها، فربما أطلق بمعنى حفظ الحديث وضبطه، وكثيراً ما يطلق إشارة إلى وجود نوع زيادة في الإسناد أو المتن، فهو من هذه الحيثية إشارة إلى وجود اختلاف أو علَّة في الحديث إسناداً أو متناً، وأحدهم ذكر ما لم يذكره غيره، ولا يلزم أن تكون تلك العلة قادحة في ثبوت الحديث، أو أن هذه الزيادة غير مقبولة، فإن ذلك راجع إلى قرائن الرواية.
وهذه الزيادة في الحديث قد تقع في المتن وقد تقع في الإسناد، وقد تكون زيادة صحيحة مقبولة ممن زادها، وقد تكون على عكس ذلك زيادة إنما هي وهم وغلط ممن زادها، ومن هنا يعلم أن عبارة الشيخ مشهور -وفقه الله-: (فالمجود هو الذي يأتي بالحديث على حقيقته، وصورته) غير دقيقة فإن ذلك غير لازم، وقد يكون المجوِّد مخطئاً فيما زاده.
وأما ما تتابعت عليه كتب مصطلح الحديث من القول بأن كلمة (جود) كانت تطلق عند المتقدمين بمعنى تدليس التسوية، فهذا القول ليس هناك ما يدل عليه من جهة النقل عن المتقدمين -في حدود علمي والله تعالى أعلم بالصواب- غير أنه قد نقل ما يحتمل هذا المعنى في موضع واحد فقط عن الإمام العقيلي رحمه الله وفيه نظر.
ولكن: هل يصح استحساناً واسترواحاً أن يطلق على التسوية تجويد؟ هذا من جهة النظر ممكن لأن المدلس المسوِّي أظهر الإسناد على هيئة حسنة قابلة للجواز بعد أن أسقط منه الضعفاء .. أما أن ذلك استخدم عند المحدثين المتقدمين وأطلقوه على هذا النحو فهذا والله أعلم مما لم يقم على وجوده دليل في حدود علمي القاصر.
ـ[شكر أبو علي]ــــــــ[17 - 10 - 07, 12:32 م]ـ
السلام عليكم،
¥(18/438)
مصطلح جوّده فلان، مصطلح محايد، وهذا يلاحظ من فعل أئمة النقد، ولايقصدون به ترجيج رواية على أخرى، وإنما التنبيه على وجود اختلاف فيها، والدليل في أسئلة ابن أبي حاتم لأبيه، فيقول أحيانا أبو حاتم: جوده فلان. فيعقبه ابن أبي حاتم بقوله: أيهما أحفظ؟ فهذا دليل على عدم الترجيح ابتداء. ويراجع كذلك بحث الدكتور ياسر الشمالي في التجويد، منشور في الجامعة الأردنية.
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[17 - 10 - 07, 01:31 م]ـ
الأستاذ (شكر أبو علي): هل طبعت رسالة الدكتوراه التي ذكرتها؟ وأي دار طبعتها؟ فإن لم يكن: فما السبيل للوصول إليها؟
وثانياً: فإن قولك عن (جوده) إنه اصطلاح محايد هو كلام يستقيم في كثير من الأمثلة-وهي أحد الاستخدامات لهذا المصطلح-، ولكن تبقى هناك أمثلة في كلامهم تدل على أنهم قصدوا بيان كون الراوي المجوّد كان أحفظ من غيره وأضبط لسياق الرواية.
مثال ذلك قول الإمام البخاري عن حديث كبشة بنت كعب عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه في الهرة وقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إنها ليست بنجس .. ) الحديث، فقد قال البخاري عن سياق الإمام مالك وروايته للحديث: (جوَّد مالك بن أنس هذا الحديث، وروايته أصح من رواية غيره).وبالتأمل في قول الإمام البخاري: (جوَّد مالك بن أنس هذا الحديث، وروايته أصح من رواية غيره) نجد أن الإمام مالك حفظ الحديث على وجهه فلم يسقط من رواته أحداً، وضبط أسماء رواته وميَّزهم؛ إذ سمى من كناه غيره وهي حميدة بنت عبيد، وكبشة بنت كعب بن مالك، ونسب كلاً منهما، فقال: (عن حميدة بنت عبيد بن رفاعة عن كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت بن أبي قتادة أن أبا قتادة دخل عليها .. ) فكان هذا الحفظ والضبط للحديث إسناداً ومتناً هو الذي عبر عنه البخاري –والله أعلم- بقوله: (جود مالك بن أنس هذا الحديث).
قال الترمذي في بيان هذا المعنى بعبارة أوضح في الدلالة على المقصود: (وقد جَوَّدَ مَالِكٌ هذا الحديث عن إسحاق بن عبد اللَّهِ بن أبي طَلْحَةَ ولم يَأْتِ بِهِ أَحَدٌ أَتَمَّ من مَالِكٍ)، وقال ابن عبد البر: (حديث مالك وهو أصح الناس له نقلا عن أسحاق .. ) وقال: (فمالك ومن تابعه قد أقام إسناده وجوده).
ويمكن أن يكون هذا أيضا راجع -كما سبق- إلى معنى الزيادة، لأن أثر هذا الضبط والحفظ هو ذكر مالم يذكره الغير، والعلم عند الله تعالى.
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[18 - 10 - 07, 05:22 م]ـ
لم تجبني أخي: شكر أبو علي .. كيف يمكن الحصول على رسالة الشيخ ياسر الشمالي التي ذكرتها أنت تكرماً؟؟ وهل يمكن التكرّم بإرسالها عبر البريد الالكتروني مثلاً أو غيره؟؟
ـ[شكر أبو علي]ــــــــ[21 - 10 - 07, 09:15 ص]ـ
أخي الزيات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، البحث المشار إليه في التجويد لأستاذنا الدكتور الشمالي ليس رسالة دكتوراه، وإنما هو بحث محكّم منشور في مجلة الدراسات في الجامعة الأردنية، وهو عندي تصويرا،،، وبارك الله فيك.
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[22 - 10 - 07, 12:44 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وشكراً لك أخي شكر أبو علي على التلطف بالرد ..
ولكن أنا بحاجة ماسة لهذه الرسالة، وقد بحثت في الشبكة عن مجلة للجامعة الأردنية يمكن أن أجد فيها هذا البحث منشوراً عبر الشبكة .. ولكن -مع الأسف-لم أوفق للوقوف على بحث للشيخ الشمالي بهذا العنوان ..
والسؤال: هل من طريق للحصول على هذا البحث، بمعنى= هل يملك الشيخ الشمالي نسخة على ملف وورد؛ فتقوم أنت مشكوراً بتنزيلها عبر هذا المنتدى المبارك، أو تتكرم بإرسالها على بريدي مثلاً إن أمكنك ذلك؟
فإن لم يكن: فهل يمكن أن نتراسل عبر البريد العادي لكي أحصل على نسخة منه؟
ـ[شكر أبو علي]ــــــــ[22 - 10 - 07, 02:18 م]ـ
الأخ الزيات سأبحث لك عن نسختي المصورة في مكتبتي وأرسلها لك، ولكن انتظر عليّ قليلا،،،وبارك الله فيك.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[22 - 10 - 07, 03:30 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما قولهم حديث مجود فقد تتابعت كتب العلماء الذين كتبو فى مصطلح الحديث من المتأخرين أن الحديث المجود يشمل الصحيح والحسن
وفى هذا ينقل القاسمي عليه رحمة الله فى قواعد التحديث هذا القول فيقول
23 - بيان ألقاب للحديث نشمل الصحيح والحسن وهي الجيد والقوى والصالح والمعروف والمحفوظ والمجود والثابت والمقبول
((هذه الألفاظ مستعملة عند أهل الحديث في الخبر المقبول والفرق بينها أن الجودة قد يعبر بها عن الصحة فيتساوى حينئذ الجيد والصحيح إلا أن المحقق منهم لا يعدل عن الصحيح إلى جيد إلا لنكتة كأن يرتقى الحديث عنده عن الحسن لذاته ويتردد في بلوغه الصحيح فالوصف به حينئذ أنزل رتبة من الوصف بصحيح وكذا القوى وأما الصالح فيشمل الصحيح والحسن لصلاحيتهما للاحتجاج ويستعمل أيضاً في ضعيف يصلح للاعتبار وسيأتي إن شاء الله معنى الاعتبار في تنبيه على حدة قبل بحث الأنواع التي تختص بالضعيف وأما المعروف فهو مقابل المنكر والمحفوظ مقابل الشاذ وسيأتي بيان ذلك ((والمجود والثابت يشملان الصحيح والحسن)) كذا في التدريب وقد عرف الحافظ ابن حجر المقبول في شرح النخبة بالذي يجب العمل به عند الجمهور والمراد بالذي لم يرجح صدق المخبر به
¥(18/439)
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[22 - 10 - 07, 10:39 م]ـ
أنا بانتظارك أخي شكر أبو علي شكر الله لك ..
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[22 - 10 - 07, 10:58 م]ـ
أخي الأستاذ الكريم: (ياسر بن مصطفى) في الواقع أنّ ما نقلته من التدريب ومن قواعد التحديث؛ وهو كون الحديث المجوَّد يشمل الصحيح والحسن: ليس من هذه البابة التي جرى حولها الكلام فيما مضى (هذا فيما يبدو لي والعلم عند الله تعالى)، وذلك أن اصطلاح: التجويد اصطلاح مبهم يطلق بإطلاق واسع يشمل:
1 - استجادة الحديث بمعنى الحكم عليه بالجودة (من الجيِّد) وهو الذي نقلته فيه الكلام السابق.
2 - ويطلق ويراد به فعل يقوم به أحد رواة السند= (فيزيد فيه راوياً فأكثر، أو يضبط حفظه بحيث يرويه على أتمّ صورة، أو يفصِّل ما يجمله غيره من المتن أو الإسناد، أو يذكر لفظة أو جملة لم يذكرها غيره .. وهكذا الخ).
3 - ويطلق على تدليس التسوية عند المتقدمين: وهذا ما سبقت الإشارة إلى إشكاله.
فعلى الإطلاق الأول: يصدق عليه أنه يشمل الصحيح والحسن أو بمعنى أدقّ: هو مرتبة دون الصحيح وفويق الحسن.
وأما بالإطلاق الثاني: فأنت تلاحظ أنه قد يكون الحديث فيه صحيحاًً أو حسناً وقد يكون أيضاً شاذاً منكراً معلولاً، لما في العبارة من الإشارة إلى الاختلاف في الإسناد أو المتن الذي مرجع الحكم فيه إلى القرائن والبحث وجمع الطرق وسعة الاطلاع.
والله أعلم بالصواب.
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[23 - 10 - 07, 12:32 ص]ـ
للفائدة:
فإن من أدق من تكلم على مصطلح (جوَّده) -في تقديري الشخصي والله أعلم- هما الشيخان:
طارق عوض الله في تعليقه النفيس على كتاب تدريب الراوي.
وعبد الله الجديع في تحرير علوم الحديث.
فيراجع للفائدة، وإن نشط أحد من الأفاضل لنقله هنا بحروفه فحسن.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[23 - 10 - 07, 01:21 ص]ـ
جزاكم الله أخى الفاضل الاستاذ الكريم صلاح
وسأراجع إن شاء الله كتاب الشيخ طارق وكذا كتاب تحرير الحديث للجديع
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[29 - 10 - 07, 12:37 م]ـ
حفظك الله أخي ياسر ..
ثم عسى أن يكون الشيخ شكر أبو علي قد وقف على البحث ..
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - 11 - 07, 09:17 م]ـ
جزاك الله خيرا(18/440)
هل هذا البحث من قبيل العقد أو المُلح
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 06:11 م]ـ
ـ هل الاعتناء بمعرفة المناسبات بين الأبواب والكتب وكذا بين التّرجمة وحديث الباب من المُلح أو العُقد أعني في صحيح البخاري وغيره من الكتب كالموطّأ مثلاً؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[12 - 09 - 07, 01:10 م]ـ
وفقك الله.
بالنسبة للبخاري خاصة ... يشبه أن يكون ذلك من باب العقد - وإن لم أدر مرادك بهذه الكلمة تحديدًا، وإنما علمنا الشاطبي في أوائل موافقته الفرق بين ما كان من صلب العلم وملحه وما ليس منهما -- ... فمعرفة ذلك ضرورية في تبين منهج الإمام في تصنيف كتابه ... و معرفة مذهب الإمام وفقهه ... وربما تعدت ذلك إلى معرفة تصحيحه لبعض الأحاديث أو تضعيفه لها ... الخ ما ذكروا ... ولأهمية معرفة مناسبات الأحاديث لأبواب صحيحه أفرد جماعة كرام ذلك بتآليف شهيرة طبع بعضها ...
أما إن كان مرادك: هل ذلك من صلب العلم أو من ملحه ... فلا شك أن ذلك من ملحه كما يفهم من كلام الشاطبي رحمه الله.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[28 - 03 - 09, 11:46 ص]ـ
للفائدة(18/441)
كيف تُصبطُ هذه اللفظة في الفتح؟
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 06:18 م]ـ
ـ قال الحافظ في الفتح 1/ 404 شرح حديث رقم 206 قال ابن خزيمة: ذكرته للمُزني فقال لي: حدّث به أصحابنا، فإنّه أقوى حُجّةً للشّافعي.انتهى. اهـ
ـ السّؤال هو: كيف تُضبطُ لفظة حدّث هل هو بكسر الدّال المهملة وسكون التاء المثنّاة من فوق على صيغة الأمر أم هو بفتح الدّال وفتح التّاء على صيغة الخبر؟ وجزاكم الله خيراً
ـ[مسدد2]ــــــــ[07 - 09 - 07, 09:07 م]ـ
أين التاء المثناة؟ بل هو بتسكين المثلثة!
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[07 - 09 - 07, 09:14 م]ـ
أين التاء المثناة؟ بل هو بتسكين المثلثة!
وما هو توجيهها؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 10:26 م]ـ
(حَدِّثْ) بصيغة الأمر.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[07 - 09 - 07, 11:00 م]ـ
(حَدِّثْ) بصيغة الأمر.
هو استفسار وليس تعقيبا على ما قلتم:
ما هي حيثيات الحكم؟ لعلنا نتعلم
ـ[مسدد2]ــــــــ[07 - 09 - 07, 11:42 م]ـ
مستنتَج من السياق، فإن حرف العطف لا يسمح بضبط آخر من حيث المعنى والا يختل الكلام. حاول (حُدِّث) و (حَدَّث) ..
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[07 - 09 - 07, 11:50 م]ـ
مستنتَج من السياق، فإن حرف العطف لا يسمح بضبط آخر من حيث المعنى والا يختل الكلام. حاول (حُدِّث) و (حَدَّث) ..
أخي الفاضل
ليس الأمر كذلك، وإنما هي (حَدِّث) بفتح الحاء وتشديد الدال المكسورة وتسكين الثاء
و (حَدَّثَ) بفتح الحاء وتشديد الدال المفتوحة وفتح الثاء
فتأمل
ـ[مسدد2]ــــــــ[08 - 09 - 07, 12:14 ص]ـ
أخي الكريم، كلامي يشير الى ان (حَدِّثْ) هو الخيار الوحيد. حيث أشرتُ الى أن:
((حرف العطف لا يسمح بضبط آخر من حيث المعنى والا يختل الكلام. حاول (حُدِّث) و (حَدَّث) .. ))
لا يستقيمان.
وقبل هذا أنا جزمتُ بأن المثلثة ساكنة، و حيث أني أيضاً جزمتُ بأن (حُدِّث) و (حَدَّث) لا يستقيمان، فلا يبقى الا حل واحد، والباقي على السائل ِ البحر .. !
مسدد
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 01:20 ص]ـ
السياق لا يحتمل إلا هذا الضبط.
ولو ذهبنا كل مذهب في تَعداد الاحتمالات لكل لفظة فلن ننتهي، فمثلا (ذكرته) كيف تضبط؟
ذَكَرْتُه - ذُكِّرْتُه - ذَكَرَتْهُ - ذُكِّرَتْهُ - ... إلخ
قال الشافعي رحمه الله: العرب تتكلم بالكلام ينبئ آخره عن أوله وأوله عن آخره.
يشير رحمه الله إلى أن القرائن الحالية والمقالية والعقلية هي التي تحدد دلالة الألفاظ وضبطها بحسب ما يحتمله السياق.
هذا الكلام من حيث الإجمال، وأما من حيث التفصيل فيقال:
العقل يفهم الكلام عادة بناء على استبعاد الاحتمالات البعيدة فلا يبقى إلا الصواب الموافق للسياق، كما ذكر الأخ مسدد - سدده الله -
فإن قوله (فإنه أقوى ... ) يشير إلى أن هذه العبارة تعليل للعبارة السابقة، فإن كانت العبارة السابقة بالبناء للمفعول فستكون العبارة قلقة غير مستساغة؛ لانفصال طرفيها، وكذلك إذا كانت بصيغة الماضي.
ولو كنت قرأت كلام الحافظ ابن حجر في الفتح لاتضح لك الضبط والمراد.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[08 - 09 - 07, 06:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هذا نص الفتح:
"ولابن خزيمة من حديث صفوان بن عسال أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نمسح على الخفين إذا نحن أدخلناهما على طهر ثلاثا إذا سافرنا ويوما وليلة إذا أقمنا قال ابن خزيمة ذكرته للمزنى فقال لي حدث به أصحابنا فإنه أقوى حجة للشافعي انتهى "
فالكلمة - فعلا - لا تحتمل إلا صيغة الأمر.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[08 - 09 - 07, 07:20 م]ـ
أرجو من الإخوة أن يبينوا، لم لا تضبط "حَدَّث "،فيكون المعنى، رواه أصحابنا إذ هو أقوى حجج المذهب.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 07:44 م]ـ
لو كان كما تقول يا أخي الكريم لقال: (احتج به أصحابنا) أو (استدل به أصحابنا)
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[08 - 09 - 07, 11:27 م]ـ
الشيخ الحبيب أبا مالك، بارك الله فيك.
يمكن أن أقول لكم مثل قولكم:
" لو كان كما تقول يا أخى الكريم لقال: سأرويه عنك لأصحابنا، فإنه أقوى حجة للشافعى".
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 11:34 م]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
ولماذا يرويه بنزول، والأصل موجود؟!
ثم
هل (حَدِّثْ به أصحابَنا) تساوي (سأرويه عنك لأصحابنا)؟!(18/442)
هل ـ هل صحيح أنّ الإمام ابن حبيب رحمه الله مزجيّ البضاعة في الحديث والصّناعة الحديثية
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 06:22 م]ـ
ـ هل صحيح أنّ الإمام ابن حبيب رحمه الله مزجيّ البضاعة في الحديث والصّناعة الحديثية؟ ما الأدلّة على صحّة هذا القول أو غلطه؟.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[12 - 09 - 07, 12:46 م]ـ
أحسن الله إليك.
نعم ذكروا ذلك في ترجمته ... منهم ابن الفرضي وغيره ... وعللوا ذلك بكثرة غلطه وكثرة أوهامه ... وكثرة ذكره للأحاديث الضعاف ... والأحاديث الغرائب ... بسبب عدم تمييزه بين صحيح الحديث وسقيمه ... وضعف معرفته برجاله ... وأخذه العلم من الصحف ... وتوسعه في استعمال الإجازة ... الخ ... وأفرط من نسبه للكذب كابن حزم ... رحم الله الجميع بمنه وكرمه ... وجزاهم عنا خير الجزاء.
ـ[علي موجان الشامي الشافعي]ــــــــ[13 - 09 - 07, 10:58 م]ـ
قرأتُ ما كتبه د. عبدالرحمن العثيمين حول عبدالملك بن حبيب في مقدمة تحقيقه لشرحه لغريب الموطأ ..
لكن ما هو القول الفصل في روايته، وماتفرد به من أحاديث، ومن هو أوسع من بحث هذا الجانب من المعاصرين(18/443)
ـ ما معنى قولهم:استروح قائلاً ...
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 06:31 م]ـ
ـ ما معنى قولهم:استروح قائلاً ...
ـ[مسدد2]ــــــــ[07 - 09 - 07, 09:09 م]ـ
مِن: قال، يَقِيلُ .. !(18/444)
ـ ما مذهب ابن حبّان في زيادة الثقة من خلال تتبّع تطبيقاته العمليّة في مصنّفاته؟
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 06:32 م]ـ
ـ ما مذهب ابن حبّان في زيادة الثقة من خلال تتبّع تطبيقاته العمليّة في مصنّفاته؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[12 - 09 - 07, 09:00 م]ـ
أحسن الله إليك.
أما التتبع فله أهله ... ولكني رأيتُه يقول في تقدمة كتابه " التقاسيم والأنواع ": ( ... وأما زيادة الألفاظ في الروايات، فإنا لا نقبل شيئا منها إلا عن من كان الغالب عليه الفقه حتى يعلم أنه كان يروي الشيء ويعلمه، حتى لا يشك فيه أنه أزاله عن سننه، أو غيره عن معناه أم لا، لأن أصحاب الحديث الغالب عليهم حفظ الأسامي والأسانيد دون المتون، والفقهاء الغالب عليهم حفظ المتون وأحكامها وأداؤها بالمعنى دون حفظ الأسانيد وأسماء المحدثين، فإذا رفع محدث خبرا وكان الغالب عليه الفقه لم أقبل رفعه إلا من كتابه، لأنه لا يعلم المسند من المرسل، ولا الموقوف من المنقطع، وإنما همته إحكام المتن فقط، وكذلك لا أقبل عن صاحب حديث حافظ متقن أتى بزيارة لفظة في الخبر لأن الغالب عليه إحكام الإسناد، وحفظ الأسامي، والإغضاء عن المتون وما فيها من الألفاظ إلا من كتابه، هذا هو الاحتياط في قبول الزيادات في الألفاظ).
وله شبيه بهذا الكلام في كتابه المجروحين 1/ 93.
ـ[عبدالله حمود سعيد النيادي]ــــــــ[26 - 09 - 07, 10:54 ص]ـ
السلا م عليكم, بارك الله فيك (الفهم الصحيح).(18/445)
ـ هل صحيح ابن حبّان هو كتابه المسمّى بالأنواع والتّقاسيم وما دليل ذلك من كلام العلماء
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 06:34 م]ـ
ـ هل صحيح ابن حبّان هو كتابه المسمّى بالأنواع والتّقاسيم وما دليل ذلك من كلام العلماء؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[12 - 09 - 07, 12:28 م]ـ
وفقك الله.
نعم، و اسم الكتاب كاملا: < المسند الصحيح على التقاسيم والأنواع من غير وجود قطع في سندها، ولا ثبوت جرح في ناقليها >.
واقتصر علاء الدين ابن بلبان في مقدمة ترتيبه لكتاب ابن حبان على ذكر جزء من عنوانه: < التقاسيم والأنواع > ... والله أعلم.
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[20 - 09 - 07, 08:38 م]ـ
إجابة على سؤال الأخ: هل صحيح ابن حبّان هو كتابه المسمّى بالأنواع والتّقاسيم وما دليل ذلك من كلام العلماء؟
انظر على سبيل المثال إلى ما قاله الحاكم عن ابن حبان كما نقله السخاوي في فتح المغيث (1/ 35): (وقال الحاكم كان من أوعيه العلم في الفقه واللغه والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجال، واسم مصنفه التقاسيم والأنواع).
والإمام ابن كثير في تفسيره (1/ 587): (وقد روى هذا الحديث بطوله الحافظ أبو حاتم بن حبان البستي في كتابه الأنواع والتقاسيم، وقد وسمه بالصحة، وخالفه أبو الفرج بن الجوزي فذكر هذا الحديث في كتابه الموضوعات).
وقال الإمام السيوطي في تدريب الراوي (1/ 109): (صحيح ابن حبان ترتيبه مخترع ليس على الأبواب ولا على المسانيد، ولهذا سماه التقاسيم والأنواع؛ وسببه أنه كان عارفاً بالكلام والنحو والفلسفة، ولهذا تكلم فيه ونسب إلى الزندقة، وكادوا يحكمون بقتله ثم نفي من سجستان إلى سمرقند والكشف من كتابه عسر جداً، وقد رتبه بعض المتأخرين ... ).(18/446)
ـ هل يشترط للحكم بالشّذوذ اتّحاد المخرج؟ وما معنى ذلك وهل من نماذج توضيحية من تطبيقات
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 06:36 م]ـ
ـ هل يشترط للحكم بالشّذوذ اتّحاد المخرج؟ وما معنى ذلك وهل من نماذج توضيحية من تطبيقات العلماء وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[24 - 12 - 07, 08:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه بعض التوضيحات حول الحديث الشاذ بما يبين مراده.
الشاذ: هو ما رواه ثقة مخالفا لرواية الثقات.
وهو نوع من أنواع علوم الحديث، وهو من أهمها؛ لأن الشذوذ نوع من أنواع إعلال الحديث؛ لأن له تعلقا بعلة الحديث، لكن العلماء يهتمون به؛ لأن فيه مخالفة بين الثقات.
الشاذ: هو أن يروي الثقة ما يخالف فيه الثقات. قولنا هنا: الثقة. نعني به: من يقبل حديثه سواء كان ثقة أو صدوقا. يعني: راوي الحديث الحسن، أو راوي الحديث الضعيف. وقوله: ما يخالف الثقات. يعني: إذا روى الثقة حديثا خالف فيه جمعا من الثقات، فإننا نحكم على حديثه بأنه شاذ.
أما قولنا: "وخالف فيه الثقات". لا نقصد أنه لا بد أن يكون المخالف قد خالف عددا، ولكن إذا خالف من هو أحفظ منه، أو أكثر عددا مع الضبط، فإنه يسمى حديثه حديثا شاذا؛ ولهذا يعبَر عنه بأنه: ما رواه الثقة مخالفا من هو أوثق منه، يعني: أوثق منه عددا، أو أوثق منه حفظا؛ لأن الراوي قد يخالف غيره، لكن هذا الغير يكون واحدا، وهذا واحد مقابل واحد، فيختلفان في الحديث، أحدهما قد يكون أضبط وأحفظ، فنقدم رواية الأحفظ على رواية الذي هو أدنى منه.
ذكروا مثلا سفيان بن عيينة: إذا روى حديثا عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، من المعلوم أن سفيان بن عيينة أضبط الناس في عمرو بن دينار، فإذا روى الحديث ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، هنا وقع شذوذ من ابن جريج، ابن جريج ثقة، وسفيان بن عيينة ثقة، لكن ابن جريج خالف سفيان ابن عيينة، ابن جريج ثقة، وخالف من هو أوثق منه في عمرو بن دينار، وهو سفيان بن عيينة، فسفيان بن عيينة يقول: عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس. وابن جريج يقول: عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر. فهذا خلاف؛ لأن سفيان ابن عيينة جعل راوي الحديث ابن عباس، ووابن جريج جعله ابن عمر، فمثل رواية ابن جريج هذه تسمى "رواية شاذة" لأن ابن جريج ثقة وخالف من هو أوثق منه، وهو سفيان بن عيينة، فنقضي على حديثه بأنه حديث شاذ.
والشاذ نوع من أنواع الضعف، نوع من أنواع الضعف المتعلقة بالضبط؛ لأن راوي الحديث الشاذ وإن كان ثقة، لكنه في خصوص ذلك الحديث لم يضبطه؛ فلهذا وقعت منه المخالفة، أحيانا يخالف من هو أكثر منه عددا، إذا جاء في المثال السابق سفيان بن عيينة، وروى الحديث عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، وخالفه جماعة كثير: خالفه الثوري، وابن جريج، والأوزاعي، ومعمر، فرووه عن عمرو بن دينار، عن ابن عمر، نقول هنا: رواية ابن عيينة شاذة؛ لأنه وإن كان ثقة، إلا إنه خالف من هو أكثر منه عددًا، لكن لا بد أن يكون هذا العدد الأكثر -لا بد أن يكون- عندهم حفظ، أما إذا كانوا ضعفاء، فإن روايتهم لا ترجح على رواية الثقات، فمثل هؤلاء إذا جاءوا، مثل: الثوري والأوزاعي وابن جريج، فرووا حديثا، نسمي حديث سفيان حينئذ شاذا؛ لأنه خالف من هو أكثر من عددا مع اتصافهم بالحفظ، فهنا ليس واحد مقابلا للواحد، وإنما هو واحد مقابل للجماعة، هذا هو معنى الحديث الشاذ.
وبعد ذلك نقول: إن الشاذ يقابله المحفوظ، الرواية المرجوحة تسمى رواية شاذة، والرواية الأخرى تسمى رواية محفوظة، فعندنا لما اختلف ابن عيينة مع ابن جريج، ورجحنا رواية ابن عيينة، نسمي رواية ابن عيينة الرواية المحفوظة، أو الحديث المحفوظ، ونسمي رواية ابن جريج الرواية الشاذة، ولما رجحنا رواية الأكثر على رواية ابن عيينة، نسمي رواية الأكثر هي المحفوظة، ورواية ابن عيينة هي الشاذة، فالشاذ يكون مقابلا للمحفوظ. والله تعالى أعلم.
ـ[الطيّار]ــــــــ[28 - 12 - 07, 02:58 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا المعالي، وبارك فيك،،،،،،
لكن هذا المنهج الذي ذكرته والطريقة التي يفرق فيها بين الشاذ والمحفوظ، هل هي على منهج المتقدمين أم منهج المتأخرين،،،،،،،،،،،
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[29 - 12 - 07, 12:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه يا أخي ـ حفظك الله ورعاك وثبت خطاك ـ على منهج المتأخرين والمعاصرين وجرى العمل بها عند كثير من المتقدمين كالشافعي وابن أبي حاتم والليث وأبي زرعة وغيرهم كذلك، ومن المتأخرين، الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه التقريب وابن الصلاح، والسيوطي رحمه الله تعالى في شرحه عليه (أي على التقريب) وهو المسمى بتدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، وابن حجر، وغيرهم من أئمة الحديث، وهذا الذي نعمل به ويعمل به المعاصرون.
قلت: قد عمل كثير من أئمة الحديث بغير هذه الطريقة وبمذاهب أخرى، وذلك حسب تعريفهم للحديث الشاذ، وإلا فإن كثيرا منهم خلط بين الشاذ والمنكر واعتبره واحدا، ومنهم من اعتبر الحديث المفرد الذي ليس له إلا إسناد واحد جعله شاذا أيضا، وهكذا حسب تعاريفهم لمصطلح الشاذ، وقد اختلف المحدثون المتقدمون والمعاصرون على ثلاثة من هذه المذاهب التي ذكرت:
1 - أن الشاذ هو تفرد الثقة مطلقا. وممن عمل به من المتقدمين (الحاكم، وغيره).
2 - هو تفرد الراوي مطلقا. (قلت: فيدخل فيه الراوي الثقة، والراوي الضعيف وغيرهما). وهو ظاهر قول أبي يعلى الخليلي وابن رجب وغيرهما.
3 - وهو الذي ذكرت في الموضوع السابق، وهو الراجح والجاري به العمل لا بغيره وهو ظاهر أقوال المحدثين وأغلبها، هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه أو أكثر منه عددا. والله أعلم.
¥(18/447)
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[18 - 05 - 08, 08:17 م]ـ
لعل كلام ال أخوة لم يُفِد في الإجابة وإن كان خيرا فأرجوا المزيد والتدقيق في الإجابة. بارك الله فيكم.
ـ[أبو المعالي القنيطري]ــــــــ[18 - 05 - 08, 10:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فلعل الكلام قد اختلط عليك- أخي-، ولربما لم تميز بين الكلام الذي قلته لك وما ينطوي في ذهنك، وعلى أية حال سأبين المسألة وأفصلها تفصيلا، غير ممل ولا مخل، والله المستعان.
نرجع إلى كلامنا في تعريف الشاذ، وهو: ما رواه الثقة مخالفا من هو أوثق منه.
وقولنا: (من هو أوثق منه) معناه: من هو أولى منه، أي أرجح منه لمزيد ضبط أو كثرة عدد أو غير ذلك من وجوه الترجيح.
ومن هنا نقول: لا يشترط اتحاد المخرج للحديث، وسواء اتحد المخرج أم لا، فإن هذا لا يضر.
مثال: (وليس لدي مثال حقيقي لعدم استعادي للبحث).
روى أبو المعالي القنيطري، عن أبو عبد الله الرازي، عن أحمد، أنه قال: لا تقوموا الليل كله. (مثال فقط للتوضيح لا غير).
ورو أبو جابر، عن أبي عبد الله، عن زيد، وذكر في فضل قيام الليل كله.
فهاذان القولان متعارضان، لأن الأول يحرم قيام الليل كله، بينما الثاني يرغب في قيامه كله.
ولنجعل أحمداً (راوي القول الأول) ثقة فقط.
وزيدا (رواي القول الثاني) ثقة ثقة جبلا.
فهنا، زيد أوثق من أحمد، لأن زيدا وُثق ثلاثا، وبأعلى درجات التوثيق.
بينما أحمد وثق بالدرجة التي قبلها، فقيل فيه: ثقة، فقط.
فهنا نحكم على حديث أحمد بالشذوذ لأنه خالف من هو أوثق منه، وهو زيد، وهذا الترجيح أخذ باعتبار الضبط، أي أن زيدا أضبط وأوثق من أحمد.
فإن كان أحمد وزيد في الضبط والتوثيق سواء، لكن توبع زيد من قيل سفيان، وهو مثلهما في الدرجة أيضا، فهنا أيضا حديث أحمد شاذ، وحديث زيد هو المحفوظ، لماذا؟؟؟
لأن زيدا تابعه سفيان فغلب أحمد، فالحديث الثاني رواه راويان وهما ثقتان زيد وسفيان، أما الأول فما رواه إلا واحد وهو أحمد، فهو شاذ، وذلك باعتبار العدد.
وأنا لا أعلم (حسب علمي) أحدا من أهل العلم ورد عنه شيء في اتحاد المخرج شيء (حسب علمي).
وهناك مثال حقيقي:
مارواه الترمذي والنسائي وابن ماجة من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عوْسَجَةَ عن ابن عباس1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن رجلا توفي على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولم يدع وارثا إلا مولىً هو أعتقه.
وقد توبع ابن عيينة من قبل ابن جريج وغيره على وصل الحديث، فرواه ابن عيينة- كما تراه في السند- رواه موصولا، وكذا رواه ابن جريج موصولا، لكن خالفهم حماد بن زيد فرواه مرسلا مقطوعا، ولم يذكر ابن عباس1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
ولذا قال أبو حاتم: (المحفوظ حديث ابن عيينة).
قلت: فحماد من أهل العدالة والضبط، ومع ذلك رجحت رواية من هم أكثر منه عددا، أي باعتبار العدد، لأن الرواية الثانية رواها ابن عيينة وابن جريج وغيره موصولة، أما حماد فخالفهم وحده، والآخرون أكثر منه عددا، كما قال أبو حاتم.
قلت: وهذا الشذوذ في السند، وهناك شذوذ في المتن أيضا.
ومثاله:
ما رواه أبو داود والترمذي من حديث عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مرفوعا: (إذا صلى أحدكم الفجر فليضطجع عن يمينه).
وقد روى البخاري ومسلم وابن خزيمة وأبو داود، عن عائشة1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنها قالت: (كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا صلى فإن كنت مستيقظة حدثني وإلا اضطجع حتى يؤذن بالصلاة).
وعليه، فحديث عبد الواحد بن زياد شاذ، لأن الناس إنما رووه بفعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهم أكثر منه عددا. كما قال البيهقي.
ومثال آخر في الشذوذ في المتن:
ما رواه مسلم عن نبيشة الهذلي قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى).
فإنه جاء من جميع طرقه هكذا، ورواه موسى بن عُلَيٍ- بالتصغير- ابن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر بزيادة: (يوم عرفة).
وهنا نحكم على حديث موسى بن علي بالشذوذ لمخالفته الجماعة بتلك الزيادة.
هذا والله تعالى أعلم، وإذا كان هناك مزيد غموض فأنا قيد المساعدة والتوضيح أكثر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(18/448)
هل دعوى الإجماع صحيحة في هذا الباب أنّه لا يثبت استحباب شيء بالحديث الضّعيف
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 06:38 م]ـ
ـ نقل الشيخ العلاّمة الألباني رحمه الله في أحد أشرطته أنّ شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله حكى إجماع العلماء عل أنّه لا يثبت استحباب شيء بالحديث الضّعيف فهل دعوى الإجماع في هذه المسألة صحيحة غير منتقضة.؟
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 06:52 م]ـ
أفيدونابارك الله فيكم.
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[23 - 05 - 08, 04:21 ص]ـ
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع 4/ 252
"وقد ذكر ابن مفلح رحمه الله في النكث على المحرر أن الحديث إذا كان ضعيفا وكان نهيا فإنه يحمل على الكراهة ولكن بشرط ألا يكون الضعف شديدا وإذا كان أمرا فإنه يحمل على الاستحباب "اهـ
وقال الإمام المحدث (كما هو مكتوب على غلاف الكتاب) أحمد رضاخان الحنفي
في كتابه (الهاد الكاف في حكم الضعاف) ص /39
"لا يعمل بالأحاديث الضعيفة في الفضائل فحسب وإنما العمل بها يأتي في إطار الاستحبابويعد الضعيف كافيا لإثبات الاستحباب"
ثم نقل عن ابن الهمام قوله
"الاستحباب يثبت بالضعيف غير الموضوع"
وقال ص /49
"قال الحافظ السيوطي: ويعمل بالضعيف أيضا في الأحكام إذا كان فيه احتياط"
وانظر كذلك ص/125
وانظر كتاب الحديث الضعيف للشيخ الخضير
ص/ 249 فإن فيه بحثا نفيسا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 05 - 08, 04:29 ص]ـ
أحمد رضا خان هذا هو رأس الطائفة (البريلوية)
http://www.saaid.net/feraq/mthahb/25.htm
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 05 - 08, 04:41 ص]ـ
وهنا قائمة بأسماء كتب هذا الضال
http://www.masabih.org/archive/index.php/t-4581.html
والعجب أنك تجد في بعض الأبحاث العلمية والفقهية من ينقل أراء الرجل واختياراته
تجد ذلك في بعض بحوث المجامع الفقهية
وغلاة الصوفية يحثون أتباعهم على وضع الأحاديث
ويحتجون بالموضوعات
وانظر كلام إسماعيل حقي وتأمل
وهولاء الباطنية لا عبرة بخلافهم أصلا
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[23 - 05 - 08, 05:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب على نصحك
فلم أكن أعلم هذا لأن الكتاب قد قدم له مجموعة من الأزهريين منهم أحمد عمر هاشم نفسه
وكذلك بعض الجامعيين من مصر
وقد ترجم المحقق لصاحب الكتاب ولم يشر إلى هذا وإن كنت وقفت على شطحات للمؤلف في هذا الكتاب منها قوله
ص /46
"إن السادة الصوفية يمتلكون أسانيد روحية رفيعة القدر عظيمة المراتب بالإضافة إلى أسانيد ظاهرية ولذلك قال سيدنا أبو يزيزد البسطامي رضي الله عنه للمنكرين: قد أخذتم علمكم ميتا عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت
ثم قال
صرح سيد المكاشفين الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي ..... الى آخر هذا الهراء
فينظر في النقولات التي نقلها عن أهل العلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 05 - 08, 05:11 ص]ـ
بارك الله فيك
ومن كتب الضال
جد الممتار على رد المحتار
ينظر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=516500&postcount=55
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[23 - 05 - 08, 09:48 ص]ـ
قال الشيخ المحققُ جمال الدين الدوَّاني في رسالته "أُنْمُوذَج العلوم": «اتفقوا على أن الحديثَ الضعيفَ، لا تَثبُتُ به الأحكام الخمسة الشرعية، ومنها الاستحباب». ويؤيده قول شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (1|250): «ولا يجوز أن يُعتَمَدُ في الشريعة على الأحاديث الضعيفة –التي ليست صحيحة ولا حسنة–. لكن أحمد بن حنبل وغيره من العلماء، جَوّزوا أن يُروى في فضائل الأعمال، ما لم يُعلم أنه ثابت، إذا لم يُعلم أنه كذب. وذلك أن العمَلَ إذا عُلِمَ أنه مشروعٌ بدليلٍ شرعي، ورُوِيَ في فضلِهِ حديثٌ لا يُعلَمُ أنه كذب، جازَ أن يكون الثوابُ حقاً. ولم يَقُل أحدٌ من الأئمة إنه يجوز أن يجعل الشيء واجباً أو مستحباً بحديثٍ ضعيف. ومن قال هذا فقد خالف الإجماع».
فالحديث الضعيف لا يُعمل به مُطلقاً: لا في الفضائل والمستحبّات ولا في غيرهما. ذلك لأن الحديث الضعيف إنما يفيد الظن. والله –عز وجل– قد ذَمّه في غير موضع من كتابه فقال: {إن الظن لا يُغني من الحقّ شيئاً}. وقال: {إن يتبعون إلا الظن}. وقد قال رسول الله r: « إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث». متفق عليه.
ـ[أبو عبد الله بن أبي بكر]ــــــــ[23 - 05 - 08, 04:39 م]ـ
اظن أنه من رجع إلى كلام الشيخ الخضير في رسالته الآنفة الذكر يعلم أنه لا إجماع في المسألة والله أعلم(18/449)
ـ لماذا افتتح الإمام أحمد كتابه المسند بحديث أبي بكر لا بغيره ما المناسبة؟
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 06:43 م]ـ
ـ لماذا افتتح الإمام أحمد كتابه المسند بحديث أبي بكر لا بغيره ما المناسبة
ـ وهذا نصّ الحديث الذي افتتح به بعد البسملة. قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: حدّثنا عبد الله بن نمير قال: أخبرنا إسماعيل يعني ابن أبي خالد عن قيس قال: قام أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: يا أيّها النّاس إنّكم تقرؤون هذه الآية {يا أيّها الذّين ءامنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم} وإنّا سمعنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: إنّ النّاس إذا رأو المنكر فلم يغيّروه أوشك أن يعمّهم الله بعقابه.
ـ[مسدد2]ــــــــ[07 - 09 - 07, 09:41 م]ـ
لم يُراعِ فيه الترتيب ..
ـ[أبو محمود الراضي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 03:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قدم الإمام أحمد الخلفاء الأربعة الراشدين في المسند .. فبدأ بأبي بكر رضي الله عنه .. ثم عمر رضي الله عنه .. ثم عثمان رضي الله عنه .. ثم علي رضي الله عنه.
ـ[مسدد2]ــــــــ[08 - 09 - 07, 03:54 م]ـ
سؤال أخينا كان عن عين ذلك الحديث المذكور حسبما يُتَوقع، لا عن البدء بمسند ابي بكر، وجوابي منحصر في ترتيب الاحاديث ضمن مسند كل صحابي على حدة. وزيادة الخير خير.
ـ[د صالح حمد]ــــــــ[31 - 01 - 08, 04:48 م]ـ
ليس كل شيئ له مناسبة ... والله أعلم.(18/450)
ـ هل يوجد في مسند الإمام أحمد مرويّات معلّقة إن وُجدت فهل من فوائد حولها؟.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 06:45 م]ـ
ـ هل يوجد في مسند الإمام أحمد مرويّات معلّقة إن وُجدت فهل من فوائد حولها؟.(18/451)
هل من توصيح لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية؟
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 06:49 م]ـ
ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى واصفاً أهل العلم المأثور عن الرسول صلوات ربّي وسلامه عليه: وهم في ذلك على درجات منهم المقتصر على مجرّد النقل والرّواية، ومنهم أهل المعرفة بالحديث والدّراية، ومنهم أهل الفقه فيه والمعرفة بمعانيه.اهـ. مجموع الفتاوي 1/ ص12. فنراه هنا غاير بين أهل المعرفة بالحديث والدّراية، وبين أهل الفقه في الحديث والمعرفة بمعانيه ومعلوم أنّ الدراية فقه الحديث فهل من توضيح وتوجيه بارك الله فيكم.
ـ[مسدد2]ــــــــ[07 - 09 - 07, 09:11 م]ـ
الدراية قد تُقتصر على ضبط المعاني والالفاظ، والفقه يتعدى ذلك الى الاستخراج.(18/452)
قطعة من المهنّد شرح المسند لأحد المشتغلين.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 06:52 م]ـ
ـ من مقدّمة المُهنّد في شرح المُسند لأحد طلبة العلم يطلب من المهتمّين التّوجيه والإفادة.
ـ الحمد لله والصّلاة و السّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين أمّا بعد: فلقد قوي العزم على الخوض في هذا المشروع الضّخم،الشّاقّ، الطّويل الطّريق، العظيم الخطر، وفقني الله تعالى للشروع فيه وإتمامه.
ـ تمنّى الإمام الذّهبي أن يُقيِّض الله لهذا السِّفر من يتكلّم على رجاله ويبوِّبُ عليه ولقد رأيتُ شرح الشّيخ أحمد شاكر رحمه الله فوجدتُهُ لا يوفي بالمقصود حيث لم يهتمّ بشرح متونه شرحاً يليقُ بمكانة هذا السِّفر الجليل بل تراه يركّز على الصّناعة الحديثية وصرّح بذلك في المقدّمة 1/ص13 فقال: ولم أعرض في شرحي لشيء من أبحاث الفقه والخلاف ونحوهما، فما هذا من عملي في هذا الكتاب، إنّما هو عمل المستفيد المستنبط بعد أن تجتمع له الأحاديث بدلالة الفهرس العلمي، وليس المسند من الكتب المرتّبة على الأبواب حتّى يستقيم هذا لشارحه. اهـ.
على أنّه وقعت له رحمه الله أغلاط منها التنظيري ومنها التطبيقي نبّه عليها النّاصحون، ومن ذا الذي لا يخطيء قطُّ.
و حاولتُ أن أصنع لكلّ حديثٍ تبويباَ وترجمةً فإن وجدتُ الحديث مُخرّجاً عند من اعتنى بالتّبويب وألفيتُهُ قد ترجم له فإنّي أذكر ترجمة ذاك الإمام وربّما بوّبتُ للحديث الواحد بعدّة تراجم على ما جرى عليه الأئمّة كالإمام البخاري في صحيحه مثلاً.
ـ قوله رحمه الله: بسم الله الرحمن الرّحيم.
ـ لم يفتتح المصنّف كتابه بخطبة تنبيء عن مقصوده مفتتحة بالحمد والشّهادة ويروى في الحمد
حديث مرفوع لفظه: كل كلام لا يبدأ فيه بالحمدفهو أجذم. أخرجه أبوداود في سننه برقم [4840] وقال فيه المنذري في المختصر: فيه قرّة وهو ابن عبد الرحمن بن حيوئيل المعافري المصري قال الإمام أحمد: منكر الحديث. اهـ قلتُ: وضعّفه العلامة الألباني رحمه الله في ضعيف أبي داود. وفي الباب حديث آخر مرفوع أيضاً لفظه: كلّ خطبة ليس فيها شهادة فهي كاليد الجذماء. أخرجه أبوداود في سننه برقم [4841] والتّرمذي في الجامع برقم [1106] وقال: حسن صحيح غريب. اهـ وهذا الأخير صحّحه العلامة الألباني في صحيح أبي داود. لكن قال الحافظ في الفتح1/ص 10عن هذين الحديثين: بل في كلّ منهما مقال. اهـ وبهذا قد يُجاب عن صنيع الإمام أحمد في عدم افتتاحه كتابه بالحمد والشّهادة بأن يُقال: لعلّ الحديثين لم يصحّا عنده، وفيه بحث.
أو يُجابُ بأنّ الخطبة لا يتحتّم فيها سياق واحد يمتنع العدول عنه، بل الغرض منها الافتتاح بما يدلّ على المقصود وقد صدّر كتابه بحديث أبي بكر رضي الله عنه وفيه قوله: فحمد الله وأثنى عليه فلعلّه اكتفى بذلك وأراد أن يُقيمه مقام الخطبة للكتاب لأنّ فيه قوله: يا أيّها النّاس.وكذا الحمد والثناء ففي هذا إيماء إلى أنّه كان في حال الخطبة. وإذا صلح أن يكون في خطبة أبي بكر للنّاس صلح أن يكون في خطبة الكتاب.
ـ فكأنّ الإمام يقول: قصدت جمع وحي السنّة المتلقّى عن خير البريّة امتثالاً لقول الله عزّ وجلّ {يا أيّها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم} على أحد معاني الآية القاضي بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تصنيفه المسند الذّي يحوي العلم الذّي هو من شروط الأمر بالمعروف. الذّي به الفوز في الدّارين.
فتحصّل من هذا أنّه صدّر الكتاب بهذا الحديث الدّال على سبب تصنيفه. المتضمن الحمد والثّناء المطلوب في الخطب فاكتفى به في خطبة كتابه.وبصنيعه هذا ظهر حسن نيّته لأنّ مقصده الفوز بالدّارين بسلوك طريق الأمر بالمعروف عن طريق تصنيف هذا الكتاب المتضمّن لشرط من شروط الأمر بالمعروف وهو العلم بالوحيين.
ـ وهذا المعنى يناسبُ قول الإمام لابنه: احتفظ بهذا المسند فإنّه سيكون للنّاس إماماً. أيّ يرجعون إليه ومن ذلك إذا أرادوا أن يأمروا بالمعروف ليعلموا الدّليل الشّرعي فيما يريدون الدّعوة إليه أو التّحذير منه.
¥(18/453)
ـ وتصديره بهذا الحديث فيه إشارة إلى مكانة السنّة بالنسبة للكتاب فهي المفسّرة له لأنّ أبابكر وضّح معنى الآية بالحديث الذّي أورده. فكانّ الإمام يدعوا المسلمين إلى سلوك طريق أبي بكر وذلك بالإهتمام بسنّة النبي صلى الله عليه وسلّم والتّي حوى منها كتابه هذا قسطاً كبيراً وهذا أيضاً يناسب قوله لابنه: احتفظ بهذا المسند فإنّه سيكون للنّاس إماماً. أي إذا أرادوا سلوك نهج الصدّيق الأكبر بتوضيح الكتاب بالسنّة فإنّ المسند سيقودهم إلى ذلك لتضمّنه الكثير من سنن النبي صلوات الله وسلامه عليه.
ـ كأن المصنف يدعوا المسلمين إلى الاقتداء بالصدّيق الأكبر وذلك با
للاهتمام بهذا المسند الذّي حوى السنّة المفسّرة للقرآن.
ـ ومنا سبة أخرى وهو أنّ المصنّف بتصنيفه هذا كأنّه قام في النّاس قيام أبي بكرفي الصّحابة وذلك بتبين الحقّ للناس وقد كان كذلك رحمه الله وخير برهان وقوفه في محنة خلق القرآن كما وقف الصدّيق الأكبر في محنة ارتداد طوائف من المسلمين عن دينهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ قلتُ: ومع هذه المناسبات لا يليق الجزم بأنّه لا تعلّق لتصديره هذا الحديث بمقصوده من تصنيفه الكتاب
ـ ومن الأدلّة على وجود المناسبة أنّ مسند أبي بكرفيه ما هو أقوى صحّة من هذا الحديث ولكنّه لم يبتديء به مراعاة لما ذكرنا من المناسبة. والله أعلم.
وإن كان فيما قلت بعدٌ عند البعض لكن هذا أولى من تجريد صنيعه من كلّ مناسبة. هذا ما لا يليق بهذا الحبر البحر.
ـ ولا يقول قائل: إنّ الإمام أحمد رحمه الله ابتدأ بخطبة فيها حمد وشهادة، فحذفها بعض من حمل عنه الكتاب لأنّا إذا نظرنا إلى تصانيف الأئمّة [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn1) وجدنا ما لا يُحصى منهم لم يقدّم في ابتداء تصنيفه خطبة، ولم يزد على التّسمية، وهم الأكثر، والقليل منهم افتتح كتابه بخطبة، أفيُقال في كلّ من هؤلاء إنّ الرواة عنه حذفوا ذلك؟ كلاّ بل يُحمل ذلك من صنيعهم على أنّهم حمدوا لفظاً. ويؤيّده ما رواه الخطيب في الجامع عن أحمد أنّه كان يتلفظ بالصّلاة على النبي صلى الله عليه وسلّم إذا كتب الحديث ولا يكتبها، والحامل له على ذلك إسراع أو غيره.انتهى مُلتقطاً من الفتح بتصرّف.
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref1)(18/454)
نقد الشيخ بكر بن عبد الله لارواء الغليل
ـ[ابو عبد الله الهلالى]ــــــــ[08 - 09 - 07, 11:53 ص]ـ
ما راى المشايخ الفضلاء فيما قاله الشيخ بكر ابو زيد فى كتاب المدخل المفصل الى مذهب الامام احمد (2/ 193 - 194) فى كلامه عن ارواء الغليل
(هذا الكتاب خدمة جليلة عظيمة لادلة المذهب لكن على الناظر فيه التنبه لامرين
الاول: كثرة مافيه من الوهم والخطأ بحيث ان الناظر فيه يحتاج الى تطبيق ماذكره
من المصادر التى عزا اليها وقد اختبرته فى مواطن كثيرة فوجدته ذلك
مثاله حديث (من ترك حقا فلورثته)
عزاه الى الصحيحين وغيرهما وساق بعض الفاظه الى مخرجيه مع ان لفظ حقا ليس فى شيى من لكتب المذكورة وهذه اللفظة لها شان عند الفقيه فلو اخذت بتخريجه للحديث لاثبتها فى الكتب المذكورة
الثانى: انه -اثابه الله- فى النتيجة الحكمية للحديث تصحيحا وتضعيفا لايوافق على كثير من احكامه فكان لابد من معرفة المرتبة عند الحفاظ وجماعة النقاد وتنزيلها على القواعد الاصطلاحية لمن ملك الآلة والله المستعان)
ارجوا من مشايخ الحديث الفضلاء التعليق على هذا الكلام
فلو صحت ملاحظات الشيخ بكر بن عبد الله على ارواء الغليل
وكلامه عليه
فهذا معناه ان ارواء الغليل ليس من الكتب الموثوق بهاوانه ليس له قيمة علمية
ارجوا عدم اهمال الاجابة -بارك الله-فيكم فالمسئلة مهمة جدا وحساسة جدا
وقد لانجد جوابا لها الا فى هذا الموقع العلمى الرائد المبارك
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 02:35 م]ـ
هذا الكتاب خدمة جليلة عظيمة لادلة المذهب
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[08 - 09 - 07, 03:09 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20883(18/455)
مسألة رقم (20):::: ضرورة عدم التصرف في نقل أقوال الأئمة::::
ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 11:27 م]ـ
مسألة رقم (20):::: ضرورة عدم التصرف في نقل أقوال الأئمة::::
يكتبها: أبو عاصم الحسيني المحلي
(اللهم إنا نستهديك وتسترضيك ونستغفرك)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان
وبعد
فهذه مسألة جزئية [كأحد المقدمات لمسائل عدة ستأتي فيما بعد (إن شاء الله)] أفردتها لمزيد تنبيه وتفصيل ذكر
وملخصها: أن من رام أن ينقل نقلا ما عن إمام ما
فمن جميل الصنيع أن ينقل نص كلام القائل بلا تصرف منه
فهذا أمنع لمادة إلصاق الزيادة بالنصوص وأحكم في بيان ما أراده القائل (وأن لا ينسب له ما لم يقله)
وإني ذاكر بعض الأمثلة كذكر الشاهد والمثال لا الحصر [وهي كثيرة وفيرة]
لتصرف كل من الحافظين الذهبي وابن حجر " رحمهما الله "
وغيرهما تجاه بعض نقولات الأئمة فأقول مستعينا بالله
(1) أحمد بن ثابت الجحدري
قال الحافظ في " التهذيب " [(ج1/ 18)]
قال ابن حبان في " الثقات ": كان مستقيم الأمر في الحديث.
قلت (أبو عاصم): قوله " في الحديث " فيه تصرف
إنما أطلق ذلك ابن حبان ولم يقيده بالحديث
فقد قال في " الثقات " [(ج8/ 42)]
....... يروي عن سفيان بن عيينه مستقيم الأمر.
قلت (أبو عاصم):وإنما لم نجوز الزيادة على النقل لاحتمال إرادة استقامة العدالة والضبط والمذهب
ولو كان لكلام الحافظ وجه ومحمل إلا أن النقل عن القائل يصان عن ذلك
بل يفصل ما بين النقل والشرح والتوضيح [هذه نظرية]
(2) أسد بن عطاء
قال الذهبي في " الميزان " [(ج1/ 362)]
قال العقيلي: لا يتابع على حديثه.
قلت (أبو عاصم): فيه تصرف [بإطلاق ما قيده العقيلي]
إنما خص العقيلي ذلك بحديث بعينه فقال في " الضعفاء " [(ج1/ 36)]
روى عن عكرمة حديثا لا يتابع عليه.
قلت (أبو عاصم): فلم يطلق العقيلي نفي المتابعة لكل ما يرويه أسد بن عطاء.
ولو لم يكن لأسد إلا حديث واحد
(3) عمر بن سهل
قال الذهبي في " الميزان " [(ج5/ 244)]
قال العقيلي: لا يتابع على حديثه.
قلت (أبو عاصم): فيه تصرف [فلم يعني العقيلي نفي المتابعة إنما ذكر المخالفة وحسب]
فقال في " الضعفاء " [(ج3/ 912)]: عمر بن سهل المازني
عن شعبة يخالف في حديثه
قلت (أبو عاصم): ربما سبق نظرالحافظ الذهبي " رحمه الله رحمه واسعة "
(4) الفضل بن الربيع
قال الذهبي في " الميزان " [(ج5/ 426)]
قال العقيلي: لا يتابع على حديثه.
قلت (أبو عاصم): فيه تصرف [بإطلاق ما قيده العقيلي]
فقال في " الضعفاء " [(ج3/ 1135)]:
الفضل بن الربيع عن ابن جريج
لا يتابع عليه من وجه يثبت.
(5) محمد بن جابرالحلبي
قال الذهبي في " الميزان " [(ج6/ 86)]
قال العقيلي: لا يتابع على حديثه.
قلت (أبو عاصم): كسابقه تماما فيه تصرف [بإطلاق ما قيده العقيلي]
إنما خص العقيلي نفي المتابعة لحديث بعينه فقال في " الضعفاء " [(ج4/ 1210)]
محمد بن جابر الحلبي
عن الأوزاعي: لا يتابع عليه
ثم ساقه وختم ذلك فقال:
وهذا يروى من غير هذا الوجه بإسناد أصلح من هذا.
(6) محمد بن موسى الجريري
قال الذهبي في " الميزان " [(ج6/ 349)]
قال العقيلي: حدثنا عنه إبراهيم بن محمد. لا يتابع على حديثه.
قلت (أبو عاصم): كسابقه تماما فيه تصرف [بإطلاق ما قيده العقيلي]
إنما خص العقيلي نفي المتابعة لحديث بعينه فقال في " الضعفاء " [(ج4/ 1291)]
محمد بن موسى الجريري عن جويرية ولا يتابع عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[09 - 09 - 07, 03:03 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا وننتظر المزيد
ـ[أبو الفضل الأثري]ــــــــ[10 - 09 - 07, 04:30 م]ـ
بارك الله فيكم(18/456)
الحاكم هل ضعفوه
ـ[المرزوقي ح]ــــــــ[09 - 09 - 07, 12:10 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندي سؤال حول مستدرك الحاكم أو الأصح حول الحاكم
ففي كتابه أحاديث موضوعة و ضعيفة جدا و ضعيفة و غير ذلك من العلل.
فالحاكم لم يحكم ضبط كتابه
سؤالي هو هل ضعف بعض أهل العلم الحاكم؟
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 09 - 07, 12:30 ص]ـ
لا لم يضعفه أحد على حد علمي القاصر
فهو عدل ضابط إلى أنه يصحح أحاديث الضعفاء والمجاهيل
ـ[المرزوقي ح]ــــــــ[09 - 09 - 07, 12:37 ص]ـ
بارك الله فيك
و لكن ألم تسقط عنه مثل هذه الغلطات صفة الضبط
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[10 - 09 - 07, 05:09 م]ـ
اتق الله, قال الذهبي في التذكرة:
الحاكم الحافظ الكبير امام المحدثين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبى الطهمانى النيسابوري المعروف بابن البيع صاحب التصانيف، ولد سنة احدى وعشرين وثلاث مائة في ربيع الاول، طلب الحديث من الصغر باعتناء ابيه وخاله فسمع سنة ثلاثين ورحل إلى العراق وهو ابن عشرين وحج ثم جال في خراسان وما وراء النهر وسمع بالبلاد من الفى شيخ أو نحو ذلك وقد رأى أبو ه مسلما.
وعليك بمقدمة تحقيق المستدرك لشيخ شيخنا, أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي فإنها نافعة وفيها ما تريد.
ـ[مسدد2]ــــــــ[10 - 09 - 07, 06:23 م]ـ
المرزوقي ح:
و لكن ألم تسقط عنه مثل هذه الغلطات صفة الضبط
أي أخطاء وغلطات؟؟ هو يخرج بدقة متناهية كما سمع وحفظ من كبار الحفاظ والمتقنين، كما روى أيضاً عن الضعفاء، و عن ثقات رووا عن ضعفاء. وهذا دور المخرجين والمصنفين. فأي لوم عليهم؟
اختلال الضبط يكون برواية ما سمع على غير الوجه الذي نُقل اليه، وشتان بين ما فعله الحاكم وهذا الامر.
ولو أخرج مصنفٌ كتاباً في فضل العقل كله او اكثره موضوعات، وقد رواها بدقة كما سمعها، هل يفقد ذلك المصنف صفة الضبط إن كان من الحفاظ المتقنين في النقل؟ وليس كل ناقل ٍ متقن ٍ في النقل، ماهرٌ في الرجال والعلل. وصفة الضبط لا تزول برواية الضعيف إن نقل كل ذلك بدقة وأمانة تامة.
والله اعلم
مسدد
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[11 - 09 - 07, 05:59 ص]ـ
أخي الكريم المرزوقي ,
الضبط هو عبارة عن ملكة تمكن الراوي من رواية المروي كما سمعه. و هذا شيء و تصحيح الضعيف _ أو المنهج في التصحيح و التضعيف _ شيء آخر فلا تلازم بينهما ألبتة. و الحاكم رحمه الله تعالى اتُهم بالتساهل في التصحيح في كتابه المستدرك , و لا يستلزم هذا خفة الضبط. و الله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 09 - 07, 07:47 ص]ـ
قالوا عن مستدرك الحاكم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=63870#post63870)
ـ[المرزوقي ح]ــــــــ[11 - 09 - 07, 04:46 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله,
بارك الله فيكم جميعا,
يبدو أن البعض قد فهمني خطأ.
أجليه إن شاء الله.
فأنا لا أضعف الحاكم فمن أنا حتى أقول ما ظنه البعض
و حتى إن ضعفته فارم برأيي عرض الحائط بل ان شئت
فأرم بي أنا عرض الحائط أو أسقطه علي.
فغرضي من السؤال المسألة فقط و لم أضمنه الجواب. فافهم بارك الله فيك.
هذا و إني أنوه (من قاموس جامعة الدول العربية)
بمشاركة الشيخ الفاضل عبد الرحمان الفقيه حفظه الله و رعاه فقد جمعت ما أردت معرفته
و زادت. فقرؤوها أخواني.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و صلي اللهم و سلم على سيدنا محمد و آله و صحبه و من تبعهم الى يوم الدين.
ـ[عبدالله حمود سعيد النيادي]ــــــــ[12 - 09 - 07, 04:27 م]ـ
اخي الكريم الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الحاكم عندما ألف كتابه المستدرك وانتهى منه لم يتسنى له الوقت ان ينقحه ويراجعه للأن المنية حالت بينه وبين هذا العمل. وتنقيح الكتب بعد تأليفها منهج معروف عند المتقدمين كما هو معروف عن الإمام مالك والبخاري وغيرهم. وسؤالك لا حرج فيه ولا تخجل من طرح الأسئلةز
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[12 - 09 - 07, 05:07 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد فاستكثر العلماء الذين عاصروا الحاكم عليه أن يستدرك شيئا من الحديث فات البخاري ومسلم
فهو يستدرك عليهما مثلا بأمور ليست من نهجهما مثلا احتج البخاري بعكرمة مولى عبد الله بن عباس وأعرض عنه مسلم
والعكس تماما بالنسبة لسماك بن حرب
والحاكم يرى رواية سماك عن عكرمة أنها من شرطهما وهذا ليس بصحيح لكن قال الذهبي (أنظر سيرة الحاكم في سير الأعلام) م
أنه يصفو له تقريبا نصف ما في مستدركه على أنه صحيح مستدرك على البخاري ومسلم
أما القول أنه ضعيف فليس بصحيح لأنه لو كان كذلك لأصبح كل رواياته بما في ذلك المستدرك ضعيفا
والله أعلم
ـ[أبوصهيب المغربي]ــــــــ[12 - 09 - 07, 07:22 م]ـ
اخي الكريم الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الحاكم عندما ألف كتابه المستدرك وانتهى منه لم يتسنى له الوقت ان ينقحه ويراجعه للأن المنية حالت بينه وبين هذا العمل. وتنقيح الكتب بعد تأليفها منهج معروف عند المتقدمين كما هو معروف عن الإمام مالك والبخاري وغيرهم. وسؤالك لا حرج فيه ولا تخجل من طرح الأسئلةز
جزاك الله خيرا كلامك في محله وهذا هو الصحيح انه اراد ان يصحح كتابه من بعد الانتهاء منه ولكنه وافته المنية قبل ذلك رحمه الله ......
¥(18/457)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[12 - 09 - 07, 10:20 م]ـ
العدل والضبط أمر متعلق بالرواية
وأما الحكم على الرواية فله مقاييس أخرى
فقد يرجع التصحيح لضعف النفس النقدي في نقد متون وأسانيد مرويات الراوي
وليس كل حافظ ناقد بارك الله فيك
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[12 - 09 - 07, 10:39 م]ـ
الحاكم النيسابوري امام حافظ كبير ثقة، والكلام في المستدرك من جهة التزامه الصحة ولو لم يلتزمها ما تكلم فيه أحد كشأن أصحاب السنن لم يتكلم عليهم أحد، فالكلام فيه من جهة التزامه بالصحة فقط.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[12 - 09 - 07, 10:43 م]ـ
الحاكم النيسابوري امام حافظ كبير ثقة، والكلام في المستدرك من جهة التزامه الصحة ولو لم يلتزمها ما تكلم فيه أحد كشأن أصحاب السنن لم يتكلم عليهم أحد، فالكلام فيه من جهة التزامه بالصحة فقط.
نعم كلام صحيح
ومن جهة أنه جعل بعض الأحاديث التي ليست من شرط على شرطهما
واستدرك عليهما موجودة فيهما
ـ[عبدالله حمود سعيد النيادي]ــــــــ[23 - 09 - 07, 09:17 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله,
بارك الله فيكم جميعا,
يبدو أن البعض قد فهمني خطأ.
أجليه إن شاء الله.
فأنا لا أضعف الحاكم فمن أنا حتى أقول ما ظنه البعض
و حتى إن ضعفته فارم برأيي عرض الحائط بل ان شئت
فأرم بي أنا عرض الحائط أو أسقطه علي.
فغرضي من السؤال المسألة فقط و لم أضمنه الجواب. فافهم بارك الله فيك.
هذا و إني أنوه (من قاموس جامعة الدول العربية)
بمشاركة الشيخ الفاضل عبد الرحمان الفقيه حفظه الله و رعاه فقد جمعت ما أردت معرفته
و زادت. فقرؤوها أخواني.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و صلي اللهم و سلم على سيدنا محمد و آله و صحبه و من تبعهم الى يوم الدين.
ها ها ها, بارك الله فيك اخي الفاضل وجعلك من حراس وفرسان علم الحديث.(18/458)
دروس حديثية للشيخ محمود الطحان حفظه الله
ـ[مسدد2]ــــــــ[09 - 09 - 07, 06:41 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم،
فيما يلي محتوى دروس حديثية كنت دونتُها حينما تشرفتُ بصحبة الشيخ سنة 1999
قال حفظه الله:
ألفاظ الجرح تزيد على 200 لفظ،
الشيخ جمع 145 لفظاً للآن
ذكر السخاوي أنه توجد ألفاظ أُخرى لم يجمعها هو، ورجى أن يكون هناك بارع يجمع هذه الالفاظ ويرتبها. وكان الحافظ ابن حجر يلهج بهذا ولم يتيسر له (فتح المغيث ج1 - 391)
ولم يُصنع الى الآن، هناك محاولة مبدئية أن تجمع.
بعض الالفاظ ظاهرها اللغوي يخالف المراد منها اصطلاحاً، مثل (شيخ) و (صالح الحديث)
صالح الحديث: قد يُظن أن المراد رجل طيب، لكن هي من أدنى مراتب التعديل التي هي قريبة من التجريح.
شيخ: فعند المحدثين لا تعني لفظ تكريم وانما (شيخ، هكذا ... بالكاد)
وقسموا مراتب التعديل الى ست مراتب، ولا تعني كل مرتبة ان الحديث صحيح او مقبول
وكذلك الجرح، فإن المراتب الاخيرة مثل كذاب، وضاع، دجال، فهذا حديثه موضوع
منكر الحديث، واهٍ بمرة، متروك الحديث، هذا حديثه ضعيف جداً
ضعيف، سيء الحفظ، هذا ضعيف ضعف محتمل
أول من بدأ بتقسيم ألفاظ الجرح والتعديل الى مراتب: ابن ابي حاتم في مقدمة كتابه. فقسم مراتب التعديل الى اربع، والجرح الى اربع، ومثّل لها بألفاظ قليلة جداً.
ابن الصلاح ذكر مراتب ابن ابي حاتم وزاد عليها، ثم جاء الذهبي وذكر مراتب ابن ابي حاتم وابن الصلاح وزاد عليهما ثم جاء ابن حجر وهو آخر من زاد في هذه المراتب وجعلها ستاً.
هذه الالفاظ فيها تداخل وما يوجد في الثانية قد يجعلها بعض العلماء في الثالثة، لكنها تبقى متقاربة.
اثنا عشر مرتبة تقسم الى خمس مجموعات من حيث الحكم على الحديث.
التعديل ستة، الثلاثة الأولى يعتبر حديثم صحيحاً، وبعضهم حديثه أصح من بعض. فائدة هذا الخلاف تظهر عند التعارض.
المجموعة الثانية: غير ثابتتين من حيث الحكم، حكم هذين المرتبتين أنه يُكتب حديثهم ويُختبر، بعرض حديثهم على أحاديث الثقات المتقنين. فإن كان موافقاً لهم، كان صحيحاً، أو كان مخالفاً للمتقنين شيئاً خفيفاً كان حسناً. وإن خالف مخالفة كبيرة كان حديثه ضعيفاً مردوداً. (يقول مسدد: هذه الفقرة الاخيرة خالف فيها فضيلة الشيخ كثيراً من المشتغلين بالحديث ممن يحسنون أحاديث أولئك، بينما الشيخ يراه حسناً بعد العرض.)
المجموعة الثالثة: واحدة من التعديل، و اثنتان من الجرح: هؤلاء أحاديثم تُكتب للاعتبار. أحاديثهم ضعيفة قولاً واحداً لكنه ضعف محتمل. (للاعتبار) أي للتفتيش والبحث عن مشاركة هؤلاء الراوة، ليرتقي حديثم الى مرتبة الحسن لغيره.
المجموعة الرابعة تضم المجموعتين التاليتين من مراتب التجريح: وحديثهم ضعيف جداً.
المجموعة الخامسة تضم آخر مجموعتين من المجروحين: هؤلاء حديثم موضوع
ألفاظ التعديل أقل من ألفاظ الجرح، وهو طبيعي لأن الجيد أقل عادة.
يتوقع أن تصل الى 250، بقراءة بين عشرة الى خمسة عشر كتاباً من كتب الجرح والتعديل مثل الجرح والتعديل لابن ابي حاتم، كامل ابن عدي، تهذيب التهذيب، او المزي ..
اضافة 1
(يتبع بذكر هذه المجموعات والحكم الحديثي على رواتها، إن شاء الله)
ـ[مسدد2]ــــــــ[09 - 09 - 07, 07:13 ص]ـ
(اضفت توضيحات،بين اقواس، وتتمة للموضوع بما يغني عن المشاركة فوق)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الكريم،
فيما يلي محتوى دروس حديثية كنت دونتُها حينما تشرفتُ بصحبة الشيخ سنة 1999
قال حفظه الله:
ألفاظ الجرح تزيد على 200 لفظ،
الشيخ جمع 145 لفظاً للآن
ذكر السخاوي أنه توجد ألفاظ أُخرى لم يجمعها هو، ورجى أن يكون هناك بارع يجمع هذه الالفاظ ويرتبها. وكان الحافظ ابن حجر يلهج بهذا ولم يتيسر له (فتح المغيث ج1 - 391)
ولم يُصنع الى الآن، هناك محاولة مبدئية أن تجمع.
بعض الالفاظ ظاهرها اللغوي يخالف المراد منها اصطلاحاً، مثل (شيخ) و (صالح الحديث)
صالح الحديث: قد يُظن أن المراد رجل طيب، لكن هي من أدنى مراتب التعديل التي هي قريبة من التجريح.
شيخ: فعند المحدثين لا تعني لفظ تكريم وانما (شيخ، هكذا ... بالكاد)
وقسموا مراتب التعديل الى ست مراتب (يقول مسدد: تسهيلاً وتوضيحاً سأسمّي هذه المراتب الست: ت1 ت2 ت3 ت4 ت5 ت6 والتاء ترمز لكلمة تعديل)،
¥(18/459)
ولا تعني كل مرتبة ان الحديث صحيح او مقبول
وكذلك الجرح (مسدد اي يقسم الى ستة ج1 ج2 ج3 ج4 ج5 ج6)، فإن المراتب الاخيرة مثل كذاب، وضاع، دجال، فهذا حديثه موضوع
منكر الحديث، واهٍ بمرة، متروك الحديث، هذا حديثه ضعيف جداً
ضعيف، سيء الحفظ، هذا ضعيف ضعف محتمل
أول من بدأ بتقسيم ألفاظ الجرح والتعديل الى مراتب: ابن ابي حاتم في مقدمة كتابه. فقسم مراتب التعديل الى اربع، والجرح الى اربع، ومثّل لها بألفاظ قليلة جداً.
ابن الصلاح ذكر مراتب ابن ابي حاتم وزاد عليها، ثم جاء الذهبي وذكر مراتب ابن ابي حاتم وابن الصلاح وزاد عليهما ثم جاء ابن حجر وهو آخر من زاد في هذه المراتب وجعلها ستاً.
هذه الالفاظ فيها تداخل وما يوجد في الثانية قد يجعلها بعض العلماء في الثالثة، لكنها تبقى متقاربة.
اثنا عشر مرتبة تقسم الى خمس مجموعات (م1 م2 م3 م4 م5) من حيث الحكم على الحديث.
التعديل ستة،
(مسدد: م1 تضم ت1 ت2 ت3) الثلاثة الأولى يعتبر حديثم صحيحاً، وبعضهم حديثه أصح من بعض. فائدة هذا الخلاف تظهر عند التعارض.
(مسدد م2 تضم ت4 ت5) المجموعة الثانية: غير ثابتتين من حيث الحكم، حكم هذين المرتبتين أنه يُكتب حديثهم ويُختبر، بعرض حديثهم على أحاديث الثقات المتقنين. فإن كان موافقاً لهم، كان صحيحاً، أو كان مخالفاً للمتقنين شيئاً خفيفاً كان حسناً. وإن خالف مخالفة كبيرة كان حديثه ضعيفاً مردوداً. (يقول مسدد: هذه الفقرة الاخيرة خالف فيها فضيلة الشيخ كثيراً من المشتغلين بالحديث ممن يحسنون أحاديث أولئك، بينما الشيخ يراه حسناً بعد العرض.)
(مسدد م3 تضم ت6 ج1 ج2) المجموعة الثالثة: واحدة من التعديل، و اثنتان من الجرح: هؤلاء أحاديثم تُكتب للاعتبار. أحاديثهم ضعيفة قولاً واحداً لكنه ضعف محتمل. (للاعتبار) أي للتفتيش والبحث عن مشاركة هؤلاء الراوة، ليرتقي حديثم الى مرتبة الحسن لغيره.
المجموعة الرابعة (م4 تضم ج3 ج4) تضم المجموعتين التاليتين من مراتب التجريح: وحديثهم ضعيف جداً.
المجموعة الخامسة (م5 تضم ج5 ج6) تضم آخر مجموعتين من المجروحين: هؤلاء حديثم موضوع
ألفاظ التعديل أقل من ألفاظ الجرح، وهو طبيعي لأن الجيد أقل عادة.
يتوقع أن تصل الى 250، بقراءة بين عشرة الى خمسة عشر كتاباً من كتب الجرح والتعديل مثل الجرح والتعديل لابن ابي حاتم، كامل ابن عدي، تهذيب التهذيب، او المزي ..
(مسدد: خلاصة:
المجموعة 1: ت1+ت2+ت3 حديثم صحيح، وبعضهم أقوى من بعض
المجموعة 2: ت4 + ت5 غير ثابتتين من الحكم على أحاديثهم، يُكتب حديثهم ويختبر ويدور بين الصحيح والحسن والضعيف)
المجموعة 3: ت6 + ج1+ ج2 يكتب حديثم للاعتبار قد يرتقي الى الحسن لغيره
المجموعة 4: ج3+ج4 حديثهم ضعيف جدا
المجموعة 5: ج5 + ج6 حديثهم موضوع)
اضافة 1 - 2
(يتبع بذكر هذه المجموعات والحكم الحديثي على رواتها، إن شاء الله)
ـ[مسدد2]ــــــــ[09 - 09 - 07, 07:38 ص]ـ
تتمة:
المرتبة الاولى للتعديل ت1
90% من الالفاظ المذكورة (اي في الجدول الذي جمعه الشيخ) مأخوذة من فتح السخاوي
وهي تدل على المبالغة في التوثيق
المرتبة الثانية ت2
ما أكد لفظ التوثيق فيه بإعادة اللفظ
التأكيد يدل على زيادة في المعنى
وليس عند علماء الحديث مجاملة وليونة او اطراء، بل هي ألفاظ محددة
أكثر ما أحصي في هذا: تسع، وهو قول سفيان بن عيينة: حدثنا عمرو بن دينار، وكان ثقة ثقة .... ثقة تسع مرات، ولعل نفَسَه ضاق!
ومرات يقول حدثنا فلان وكان أكذب الناس .. دليل على عدم المجاملة
هذه الالفاظ الخمسة (مسدد: أي التي في الجدول الذي سأرفقه) ذُكرت في كتب المصطلح، وبالتتبع في كتب الرجال قد يوجد أكثر
المرتبة الثالثة ت3
قد يوجد من قيل فيه إمام، لكن فيه ضعف. لكن في باب الجرح والتعديل المراد به أنه ثقة.
لا اعلم الا خيراً. ظاهره واضح، ولكن لا يعني أنه يمكن أن يكون خبيثاً في الحقيقة والباطن
المرتبة الرابعة ت4
جيد الحديث، حسن الحديث: حديثهم حسن
البقية من المرتبة الرابعة: قال العلماء يُكتبُ حديثهم وينظر فيه، ويعبر عنه بالاختبار. يكتب حديثهم ويختبر.
اي ثبتت عنده عدالتهم ولم يثبت ضبطهم
الصدوق، مبالغة من الصدق، ونحن بحاجة الى التأكد من الضبط كذلك.
قال الامام مالك: ادركتُ في هذا المسجد مئة كلهم أرجو شفاعته لم آخذ عن واحد منهم حديثاً .. قيل لم؟ قال: لم يكونوا من أهله
ولو ثبت عندهم أنه مع صدقه لا يضبط، لعبّروا عنه بلفظ آخر، مثل ضعيف، فهذه نقطة حائرة لا تعطي حكماً، وإنما تؤجل الحكم على ضبطه
قال ابن الصلاح بعد ان ساق كلام ابن ابي حاتم: يُعرض حديثه على حديث الثقات المتقنيين. فإن خالف الثقات بأشياء قليلة جداً فيُعطى درجة الحسن، وان خالف باكثر من كذا يعطى حكم الضعف، سيء الحفظ
في هذا الزمان جرى خلاف على هذا الموضوع بين مشايخنا وزملائنا، وبعضهم يقول ما سبق، وآخرون يقولون (من قيل فيه) الصدوق، خيار، محله الصدق، لابأس به، مأمون هؤلاء حديثهم حسن.
أنا أميل الى القول الأول وهو الذي تدعمه النصوص الصريحة من قبل 7 او 8 من حفاظ الحديث.
يتبع ان شاء الله
¥(18/460)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[09 - 09 - 07, 06:48 م]ـ
جزاك الله خيرا.
هل هي موجودة صوتيا؟
ـ[مسدد2]ــــــــ[09 - 09 - 07, 07:59 م]ـ
وجدتُ شريط ألفاظ التعديل، وتاريخه 4 سبتمبر 1999، ولم أجد بعد شريط الفاظ الجرح، لكن إن لم يتوفر عندي فهو إن شاء الله عند غيري، لوجود شخص كان مختصاً بالتسجيل.
ولو أن الملتقى له قسم فني يستلم هذه المواد لأرسلتها له إن كان على استعداد لتنزيلها.
مسدد
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[09 - 09 - 07, 08:05 م]ـ
لو كانت موجودة على الشبكة فأين رابطها؟
وإن لم تكن فيمكنك رفعها، جزاك الله خيرا
ـ[مسدد2]ــــــــ[09 - 09 - 07, 08:21 م]ـ
ليست موجودة على الشبكة، وانما في علبة بجانبي .. وهي اشرطة وليست سي دي
ولا خبرة لي بنقلها من شريط الى ملف الكتروني، ولو تفضل احد الاخوة بإحالتي الى موقع او صفحة تعلمني كيف أقوم بهذا ثم كيفية تنزيلها على الشبكة او الملتقى، فسأقوم بها ان شاء الله.
جزاكم الله خيرا
مسدد
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[09 - 09 - 07, 08:31 م]ـ
هذا الرابط قد يفيدك، أخي الحيبب:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=103676
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[12 - 09 - 07, 05:38 م]ـ
للرفع للاستفادة من علم الشيخ
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[15 - 11 - 07, 02:20 م]ـ
جزاكم الله خيراً(18/461)
كيف أكون طالبا من طلاب الحديث؟؟
ـ[أبويوسف الحنبلى]ــــــــ[09 - 09 - 07, 08:28 م]ـ
مشائخى وإخوانى الأكارم بالمنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أرغب فى أن أكون طالبا من طلاب الحديث
فما هو المنهج الصحيح الذى أسير عليه كطالب مبتدئ للحديث ألتزم به ثم يقودونى إلى التمكن بإذن الله فى هذا الفن؟؟
ـ[أبو فهر الأثري]ــــــــ[10 - 09 - 07, 03:13 ص]ـ
المنهج الصحيح لطلب علم الحديث
هو الذهاب إلى عالم من علماء الحديث والمكوث عنده كما كان دأب السلف
وفقني الله وإياك إلى ما يحب ويرضى(18/462)
ما هو احسن كتاب فى الجمع بين الصحيحين!!
ـ[خالد عميش]ــــــــ[11 - 09 - 07, 12:47 م]ـ
ما هو احسن كتاب فى الجمع بين الصحيحين ???
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[11 - 09 - 07, 01:43 م]ـ
السلم عليكم
يا أخ خالد
احسن كتاب في ذلك هو اللؤلؤ والمرجان لاستاذ جيله الاستاذ الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي
وهو أحسن حالا من زاد المسلم للشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي كما قرر عبد الباقي في المقدمة
والله اعلم
ـ[الغواص]ــــــــ[16 - 09 - 07, 07:11 م]ـ
الجامع بين الصحيحين
لمؤلفه الشيخ: صالح الشامي
ـ[مبارك العبدالله]ــــــــ[16 - 09 - 07, 10:27 م]ـ
والذي للشيخ يحيى اليحيى؟
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[17 - 09 - 07, 04:46 ص]ـ
لكن الذي أعرفه أن الشيخ / يحيى - حفظه الله - لا يطبع كتبه
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[20 - 09 - 07, 08:21 م]ـ
بالنسبة للجمع بين الصحيحين للشيخ يحيى اليحيى فهو مطبوع، ولكن لا يعطيه الشيخ إلا لمن يريد أن يحفظه. وبالنسبة للزوائد والمذكرات الأخرى فهي في طريق الطبع.
وكتاب الشيخ يحيى أفضل من اللؤلؤ لشموليته ولأنه أيضاً يذكر الألفاظ المختلفة، بخلاف اللؤلؤ فإن الشيخ محمد فؤاد يكتفي بلفظ البخاري. إلا إن الذي أعجبني في اللؤلؤ وهذا من مميزاته: أنه يذكر تبويب البخاري في نهاية كل حديث ومعلوم أن فقه البخاري في تراجمه. وكذلك كتب مسلم وتبويب النووي في أوائل الأحاديث.
المشكلة في اللؤلؤ أن الطالب لا يعرف أين يذهب بعد اللؤلؤ في حفظ الزوائد، فأنصح بحفظ كتب الشيخ يحيى. والله أعلم.
ـ[محمد العامر]ــــــــ[20 - 09 - 07, 11:52 م]ـ
الإخوة الفضلاء:
وماذا عن كتب المتقدمين كالحميدي والإشبيلي؟
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[21 - 09 - 07, 03:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ / أبا عبد الله المليباري ..
جزاك الله خيرا على هذه البشريات التي أثلجت صدري ..
وكم أود أن أذهب إلى الشيخ / يحي -حفظه الله , وبارك في عمره وعمله-.
ومعلوم أن كتاب الشيخ / يحي - أكرمه الله - يتميز بمالم يتميز به الكتب الأخرى , وهذه الميزة هي جمع الزيادات من جميع طرق الحديث , وقد رأيته مع بعض الأخوة - جزاهم الله خيرا -
أما بخصوص تبويبات البخاري وفقهه .. فمن أراد ذلك فعليه بصحيحه , فلينظر فيه لأنه يشمل فقه البخاري - رحمه الله - ..
أما ذكر أبواب البخاري في اللؤلؤ فإنما هو تخريج لرواية البخاري؛
وهذا يدل على أن فقه البخاري لم يُذكر كله في اللؤلؤ .... فانتبه (ابتسامة)
وجزاكم الله خيراً ..
والحمد لله رب العالمين ..
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[21 - 09 - 07, 03:41 م]ـ
ومن لم يجد كتاب الشيخ / يحي , ماذا يصنع؟؟؟
لاعليه ... يحفظ اللؤ لؤ والمرجان , والله أعلم
(ابتسامة)
ـ[الرايه]ــــــــ[21 - 09 - 07, 04:14 م]ـ
الاخوة الكرام
ارجو ان تجدوا في هذه الروابط ما يفيدكم
أيهما أحسن وأنفع: حفظ الصحيحين والسنن في دورة الشيخ يحيىاليحي أو عن طريق كتاب الشامي؟؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29575&highlight=%C7%E1%D5%CD%ED%CD%ED%E4
كيف أحصل على مذكرات الشيخ يحيي اليحيى التي جمع فيه بين الصحيحين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20511&highlight=%C7%E1%D5%CD%ED%CD%ED%E4
الجامع بين الصحيحين (لصالح الشامي) ما رأيكم فيه؟؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23806&highlight=%C7%E1%D5%CD%ED%CD%ED%E4
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[23 - 09 - 07, 06:36 م]ـ
أخانا الراية ......
جزاك الله خيرا ... وشكر الله لك صنعك هذا ..
(ابتسامة)
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[23 - 09 - 07, 06:39 م]ـ
وهناك سؤال أحب أن أسأله ...
ليس هناك حفظ مع الشيخ / يحي -حفظه الله- إلا في هذه الدورة؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[23 - 09 - 07, 06:41 م]ـ
وسؤال آخر ...
أين يمكث الشيخ / يحي - أكرمه الله -؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو خالد الأزدي]ــــــــ[24 - 09 - 07, 03:20 ص]ـ
الأخ أبو بكر البيلى
الشيخ يحيى اليحيى -أطال الله في عمره- يقيم في المدينة الآن
وله درس في الحرم المدني يوم الاثنين والخميس وفي المواسم كل يوم
وتراه يختبر طلابه غالبا بعد الفراغ من درسه أمام الناس
ومكانه المعتاد في الحرم معروف
وهو دائم التواجد بين المغرب والعشاء
وبالنسبة لمذكرات الشيخ فالحصول عليها للحفظ إما عن طريقه والبدء بالحفظ معه
أو إن كنت خارج المدينة فعن طريق أحد طلابه الذين يعتمدهم الشيخ
و يمدهم بالنسخ للإشراف على غيرهم
ولو خلال أيام السنة فلا يشترط الدورة
هذا ماأعلمه وأرجو أن أكون قد أفدتك
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[24 - 09 - 07, 07:04 م]ـ
الأخ/ أبا خالد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أسعدك الله في الدنيا والآخرة ...
لإسعادك لي بهذه الأخبار التي أسعدتني كثيراً ...
بشرك الله بكل خير ..
¥(18/463)
ـ[أبو خالد الأزدي]ــــــــ[27 - 09 - 07, 01:42 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اللهم آمين، ولو أرسلت لي على الخاص وحددت لي منطقتك-إن كنت في السعودية-فلعلي أدلك على أحد
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[21 - 10 - 07, 10:16 م]ـ
أخي / أبا خالد .... حفظك الله ورعاك
قد رأيت جدول الدروس في الحرم النبوي ولم أجد للشيخ / يحي - حفظه الله -أي درس
فهلا تأكدتَ لنا عن ما نقلته حتى تكتمل الفرحة
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو بكر البيلى]ــــــــ[21 - 10 - 07, 10:18 م]ـ
وأنا الآن في جدة
إن استطعت أن تساعدني ..
وجزاك الله خيراً ...
والحمد لله رب العالمين
ـ[ابو ميمونة]ــــــــ[23 - 10 - 07, 12:22 ص]ـ
أفضل كتاب على الاطلاق في الجمع بين الصحيحين هو كتاب القرطبي
ـ[أبو خالد الأزدي]ــــــــ[26 - 10 - 07, 04:28 م]ـ
أهلا أبو بكر
صحيح فالشيخ لايوجد اسمه في القائمة لكن درسه مستمر ولاأعلم سبب عدم إضافة درسه في الجدول
ومكان كرسيه خلف كرسي الشيخ العباد حفظه الله عند الحاجز الفاصل قبل مصلى النساء على زاوية(18/464)
فوائد جوال " زاد طالب العلم " الحديثية
ـ[طالبة الشهادة]ــــــــ[14 - 09 - 07, 04:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كره جماعة من العلماء التطوع بين التراويح، وقال أحمد: (وفيه عن ثلاثة من الصحابة كراهيته، عبادة بن الصامت، وعقبة بن عامر،وأبو الدرداء)
وذكر – رحمه الله – في ذلك رخصة عن بعض الصحابة فقال:
" باطل "! أي لا يصح عن أحد من الصحابة الترخيص فيه،وإنما يروى هذا عن بعض من كان بعدهم.
{انظر التمهيد 8/ 118،
الاستذكار 5/ 163،
المغني 2/ 607،
الفروع 1/ 549،
الإنصاف 2/ 183}
وهذا تخريج مختصر للآثار الثلاثة التي ذكرها أحمد {وإن كان لا يستبعد وقوفه – رحمه الله – على طرق أخرى لهذه الآثار}
- أما أثر عبادة، فقد رواه ابن أبي شيبة 3/ 403، وغيره (وأشار إلى إعلال، البخاري {نقله عنه العقيلي وابن عدي}
والعقيلي في الضعفاء 1/ 155،
وابن عدي في الكامل 2/ 56،
والذهبي في الميزان 1/ 299،
وابن حجر في اللسان / 263،
وغيرهم، وانظر العلل لابن أبي حاتم 1167).
- وأما أثر عقبة بن عامر فقد ذكر في مختصر المقريزي لكتاب {قيام رمضان للمروزي} ص 93.
والذي يغلب على الظن أنه جاء مسندا في الأصل.
- أي كتاب المروزي المفقود – {قيام رمضان})
- أما أثر أبي الدرداء ولفظه: (أن أبا الدرداء أبصر قوما يصلون بين التراويح فقال: ما هذه الصلاة؟
أتصلي، وإمامك قاعد بين يديك؟!
ليس منا من رغب عنا)
فقد رواه الأثرم.
وقد ذكر ابن عبد البر في التمهيد 8/ 118 إسناد الأثرم إلى أبي الدرداء {ثم ذكر إسناده المعتمد إلى الأثرم}.
وهذا إسناد جيد، ولكن في سماع راشد بن سعد من أبي الدرداء (نظر) - كما قال ابن حجر في التهذيب 3/ 26، ونص في التقريب على أن راشدا
(كثير الإرسال).
{وانظر الضعيفة 4/ 431}
تنبيه:
وقع في إسناد الأثرم خطأ مطبعي في كلتا طبعتي التمهيد (8/ 118) و (4/ 99) حيث جاء فيهما أن شيخ الأثرم في هذا الأثر اسمه (أحمد بن حباب)، والظاهر أن صوابه، (أحمد بن جناب) – أي المصيصي - {وكأن ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه 3/ 13 استحضر التباس أحدهما بالآخر في بعض الأسانيد، فأشار إلى التفريق بينهما فالحميري بالحاء، والمصيصي بالجيم}، فإنه هو الذي اشتهر بالرواية عن عيسى بن يونس {أحد رجال إسناد الأثرم} وروايته عنه في صحيح مسلم وغيره، وأما أحمد بن الحباب
(الحميري النسابة) فلا تعرف له رواية عن عيسى، وإنما اشتهر بالرواية عن مكي بن إبراهيم،ثم إن اسم أبيه إنما يذكر – غالبا- معرفا باللام {وانظر الثقات 8/ 53}،وأبعد من ذلك أن يكون المذكور في الإسناد هو (أحمد بن الحباب المقرئ) {وانظر تاريخ بغداد 4/ 123}.
ـ[طالبة سنة]ــــــــ[15 - 09 - 07, 07:00 ص]ـ
وفقك الله وسددك
ـ[طالبة الشهادة]ــــــــ[16 - 09 - 07, 05:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال ابن مسعود: (من أراد العلم فليثور القرآن).
رواه سعيد 1/ 7
وابن أبي شيبة 10/ 225
وعبد الله {زوائد الزهد 854}
واللفظ له، وسنده صحيح، ورجاله رجال الشيخين.
قال شمر: {تثوير القرآن}،، قراءته، ومفاتشة العلماء به
في تفسيره ومعانية (تهذيب اللغة).
وقال ابن الأثير (يفكر في معانيه وتفسيره، وقراءته) 1/ 653
قال ابن القيم:
فتدبر القرآن إن رمت الهدى ... فالعلم تحت تدبر القرآن.
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[11 - 11 - 09, 06:27 م]ـ
لِلصِّلَة ...
ـ[عبدالحميد حسن]ــــــــ[12 - 11 - 09, 02:31 ص]ـ
للافاده من جوال زاد كذلك قال الشوكاني في ترجمة شيخه علي ابراهيم الشهيد رحمهما الله:كنت اعجب من سرعة مايتحصل له من ذلك (يعني: الكتابه) مع شغله بالتدريس فسألته بعض الايام عن هذا فقال انه لايترك النسخ يوما واحدا واذا عرض مايمنع فعل من النسخ شيئا يسيرا ولو سطرا أو سطرين
قال العلامه الشوكاني: (فلزمت قاعدته هذه فرأيت في ذلك منفعة عظيمة) البدر الطالع ص425(18/465)
هل ثمة كتاب عني بتخريج أدلة الفقه المالكي؟!! اقترحوا علينا
ـ[محمد الناظوري]ــــــــ[15 - 09 - 07, 10:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حينما نجد كثيرا من أرباب المذاهب المحدثين أوغيرهم اعتنوا بالتخاريج الحديثية لبعض متونهم الفقهية، مثل: (نصب الراية) للزيلعي في الفقه الحنفي، وابن الملقن في تخريجه لكتاب الرافعي في الفقه الشافعي، و (إرواء الغليل) في تخريج منار السبيل في الفقه الحنبلي ...
فماذا عن المذهب المالكي؟!
قد شكى أحمد الغماري في مقدمة كتابه (مسالك الدلالة) في تخريجه لرسالة ابن أبي زيد من قلة الاستدلال بالنصوص في كتب الفقه المالكي، المتأخر منه على وجه الخصوص ...
فهل هذا هو السبب في قلة من كتب في هذا الشأن؟
نعم ثمة محاولات وأعمال اهتمت بهذا الموضوع، كما هو حاصل في رسالة الدكتوراه (تخريج مدونة الإمام مالك) طبعة الإمارات ...
لكن، هل تعلمون كتابا (ذا بال!!) اهتم بتخريج أدلة مذهب دار الهجرة تخريجا حديثيا مع الحكم على الأحاديث أو الآثار؟! ..
أرجو من المشايخ وطلاب العلم الإفادة ... جزيتم خيرا
ـ[أبو حذيفة الجزائري]ــــــــ[20 - 09 - 07, 07:03 م]ـ
السلام عليكم
مع الأسف يا أخي الكريم يوجد شبه إجماع على أن الفقه المالكي ما خدم بالدليل و هذا أمر لا يختلف فيه اثنان
لكن أنا سمعت الشيخ عبد القادر الأرناؤوط في شرحه على الباعث الحثيث و الشرح موجود هنا في هذا الموقع المبارك سمعته قال إن هناك تخريجا لا بأس به لأدلة و أحاديث المدونة الكبرى يعني لصاحبه الدردير
هذا كل ما عندي و أرجو أنني أفدت أخي
و وفقك الله
و أنا سأبحث في الموضوع فإنه يهمني أنا أيضا كما أعلمكم أن الشيخ العابدين بن حنفية الجزائري حفظه الله قد شرع في شرح الرسالة و أصدر الجزء الأول وهذه الأيام سيصدر الجزء الثاني إلى أحكام الجنائز و هو عازم على إتمامها نسأل الله له العون
و هي -و إن كنت لم أطلع عليها بعد لأنها لم تصدر - إلا أنها ستكون فاتحة خير و خطوة في اتجاه صحيح لخدمة هذا المذهب خدمة جدية و نافعة نسأل الله له التوفيق
و إذا تبين عندكم شيء من هذا فأرجو أن تفيدوني جزاكم الله خيرا و السلام عليكم
ـ[محمد الناظوري]ــــــــ[27 - 09 - 07, 09:43 م]ـ
هل تقترحون كتابا في الفقه المالكي ليشتغل في تخريجه؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[27 - 09 - 07, 11:36 م]ـ
وفقك الله.
الأخ أبو حذيفة قال لك: هناك شبه إجماع أنه ما خدم بالدليل ... لا بل يترقى ويقول لك: هذا أمر لا يختلف فيه اثنان ... فأي شئ تخرج رعاك الله؟ بل هناك بعض الجهلة الأغمار يزعم أكثر من ذلك ... ويقول: إنهم لا يعرفون إيراد الأدلة .. إلا بعض العراقيين منهم ...
مشكلة إخواننا أنهم ما وقفوا من كتب المالكيين المساكين إلا على بعض شروح خليل ... أو بعض شروح الرسالة ... أو حواشي متن العزية وشروحه ... أو حاشية الصفتي ... الخ ما كتب المتأخرون ... والتجريد واضح فيها ... كما هو واضح في كتب المتأخرين من الشافعية والحنابلة والحنفية ...
طيب أخي الفاضل أنا أقترح عليك الجزئين الأولين من البيان والتحصيل لحافظ المذهب ابن رشد الجد ... وهو اليوم مطبوع متداول ... انظر كم في هذين الجزئين من حديث وأثر فخرجهما مشكورًا مبرورًا ... وإن شئت فانظر إلى نهاية كتاب الصلاة فقط من: تنبيه الطالب لفهم كلام ابن الحاجب، للشيخ محمد بن عبد السلام الهواري المتوفى 749هـ ... فخرج ما به من أحاديث وآثار ... ثم بعد ذلك ننظر هل يستحق الأمر كل هذا التضخيم والتعميم ... أم لا ... وفقكم الله.
وانظر مصداق ذلك هما:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=321265&postcount=27
وهي من ضمن المشاركات في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=59205&highlight=%C7%E1%D1%CC%D1%C7%CC%ED
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[28 - 09 - 07, 08:33 م]ـ
كتاب أحمد ابن الصديق فرد في بابه. وقد كتب بعض الوراينيين في المغرب شرحا بالدليل على المرشد المعين.وقد اثنى عليه شيخنا بوخبزة. وليس الكتاب عندي لأن كتاب ابن الصديق كاف في بابه.(18/466)
سؤال عن تراجم اصحاب الكتب الاربعة الشيعية
ـ[سلطان الشافعي]ــــــــ[16 - 09 - 07, 11:13 ص]ـ
الاخوة الكرام أبحث منذ زمن عن تراجم اصحاب الكتب الحديثية الشيعية الاربعة:الكافي، من لايحضره الفقيه، الاستبصار والتهذيب وهم
محمد بن يعقوب الكليني، محمد بن بابويه القمي، محمد بن الحسن الطوسي
وكلام علماء اهل السنة فيهم ارجو ممن لديه بحث ان يفيدني
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو يوسف الشافعي المصري]ــــــــ[17 - 09 - 07, 11:52 ص]ـ
محمد بن يعقوب الكليني
محمد بن يعقوب الكليني الرازي لقب بالكليني نسبة إلى قرية من بلاد إيران في منطقة الري تسمى كلين، لا يعلم تاريخ ميلاده على وجه التحديد، انتقل إلى بغداد وسكن بها إلى ان توفي بها سنة 328 هجرية، وقيل سنة 329 هـ.
مؤلفاته التي أشتهرت " الكافي" و "الرجال" و" الرد على القرامطة" و " رسائل الأئمة" و" تعبير الرؤيا".
كتاب الكافي هو أهم كتبه حيث جمع فيه روايات القوم، والكافي عند الشيعة مثل صحيح البخاري عند السنة، وقد زعمت جماعة أن محمد بن الحسن – إمامهم الغائب – قد قال في الكافي "الكافي كافي لشيعتنا"، ويعلق على ذلك هاشم معروف الحسيني – من علماء الشيعة المعاصرين - "على ان بعض مرويات الكافي لو عرضت على الإمام محمد بن الحسن (ع) لا يمكن ان يقره عليها " (دراسات في الحديث والمحدثين ص 128).
وهذا الكتاب من أخطر كتبهم وهو الذي وردت فيه الروايات عن مصحف فاطمة وأخبار تحريف القرآن وهو الذي أستند إليه الخوميني في جعل مرتبة الإمام أعلى النبي.
محمد بن بابويه القمي
هو محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي، كنيته أبو جعفر، وعرف بالشيخ المفيد
ولد 305 هـ في قم بإيران وتوفي 381 هـ بالري
له العديد من المؤلفات منها " مَن لا يحضره الفقيه" و "فضائل الشيعة" و "صفات الشيعة" و"الاعتقادات" و"المقنع" و"الغيبة" و " إكمال الدين وإتمام النعمة"
كان في حاشية الأمير ركن الدين البويهي – وكان بني بويه شيعة – حيث رعاه هذا الأمير وأكرمه وفي معيته ألف معظم مؤلفاته وتسلط القمي على هذا الأمير حتى كان الأمير يقول " إنّ اعتقادي في الدِّين هو ما ذكره هذا الشيخ الأمين " (روضات الجنات – ج6: ص 141)
ويجمع الشيعة على توقيره وتعظيمه وأعتباره من شيوخهم
محمد بن الحسن الطوسي
هو أبو جعفر محمد بن محمد بن الحسن، المعروف بنصير الدين الطوسي، ولد 571 هـ في نيسابور وتوفي في 672 هـ ببغداد
كان فليسوفاً ومنطقيا ومارس الطب والكيمياء والتنجيم، من مؤلفاته "تجريد الأعتقاد" و"جواهر الفوائد"
أتصل بالإسماعيلية الحشاشين في قلعة آلموت ودرس مذهبهم ثم أنقلب عليهم وأعتنق مذهب الإمامية الإثنى عشرية، دخل في خدمة هولاكو ملك المغول، وصحبه في حملته على بغداد عام 665هـ، ويشير بعض الباحثين إلى أن هناك ثمة علاقة تأمرية كانت بين أبن العقمي الوزير الشيعي الذي سلم بغداد للمغول وبين نصير الدين الطوسي، وأن الرجلين قد اشتركا في التحريض على المذبحة الكبري التي تعرضت لها بغداد علي يد سفاحي هولاكو، ولهذه الأسباب أطلق عليه غير واحد من العلماء "نصير المشركين" بدلاً من "نصير الدين"
ـ[سلطان الشافعي]ــــــــ[17 - 09 - 07, 02:06 م]ـ
جزاك الله خيرا لكني ابحث عن تراجمهم في كتب اهل السنة المتقدمة المختصة بالرجال. أما الطوسي فهو شيخ الطائفة عندهم المتوفى 460هجري وهو غير النصير الطوسي الخائن وجزاك الله خيرا
ـ[وسام البغدادي]ــــــــ[17 - 09 - 07, 02:16 م]ـ
تسلم ابو يوسف الشافعي جزاك الله خير على هل الرد الرائع(18/467)
سؤال عن كتاب الحافل
ـ[أم الاء]ــــــــ[18 - 09 - 07, 12:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني بارك الله فيكم
أسأل عن كتاب الحافل للنباتي. فإنني أقرأ دائماً: "قال النباتي في الحافل "
فهل هذا الكتاب موجود أي مطبوع؟ وأين أجده؟ وما هو اسمه كاملاً؟
نفع الله بكم , وتقبل طاعتكم
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[19 - 09 - 07, 01:21 ص]ـ
لا أعلمه مخطوطا فضلا أن يكون مطبوعا، والله أعلم.
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[20 - 09 - 07, 02:06 ص]ـ
اسم الكتاب: الحافل، ذيل به على الكامل ومؤلفه ابو العباس العشاب. ميزان الإعتدال (3/ 10)(18/468)
سؤال: ما الفرق بين اختصار الحديث وتقطيعه؟
ـ[أبو أكرم الحنبرجي]ــــــــ[21 - 09 - 07, 04:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختلف علماء الحديث في جواز اختصار الحديث النبوي الشريف وتقطيعه في التصنيف.
واشتهر الإمام البخاري باختصاره وتقطيعه للحديث في صحيحه ...
السؤال:
1ـ ما الفرق بين اختصار الحديث وتقطيعه؟
2ـ لماذا يختصر الإمام البخاري الحديث؟
3ـ لماذا يقطع الإمام البخاري الحديث؟
أرجو أن تكون مشاركتكم مدعمة بذكر المراجع لكي استفيد منها في بحثي ...
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[16 - 10 - 07, 01:08 ص]ـ
الأخ الفاضل/ أبو أكرم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إليك أجوبة على أسئلتك أرجو أن تكون صواباً، فإن لم تكن أو كانت ناقصة فلينبهني من عنده فضل علم:
إجابة السؤال الأول: إختصار الحديث أن لا يورد جميع طرقه في موضع واحد، بل يورده مثلاً عن صحابي ثم يورده عن صحابي آخر، ومراده ـ والله أعلم ـ أن يخرج الحديث عن حد الغرابة، ثم يفعل ذلك في بقية الطبقات - أو يورد الحديث في مواضع متعددة من طرق شتى كل منها يشتمل على معان متغايرة - أو يورد بعض الطرق تامة وبعضها مختصرة كما رواها ناقلوه ليزيل عنهم الشبهة - أو تكون أحاديث تعارض فيها الوصل والارسال ورجح عنده الوصل فاعتمده و أورد الارسال منبهاً على أنه لا تأثير له عنده في الوصل، وكذلك إذا تعارض الرفع والوقف - أو يورد طريقاً للحديث فيه عنعن الراوي فيورده من طريق آخرى مصرحاً فيها بالسماع ليثبت أن الحديث على شرطه لأنه اشترط ثبوت اللقاء بين الراوي وشيخه.
وأما تقطيع الحديث فهو إيراد قطعة منه في باب من الأبواب للتنبيه على حكم فقهي فيه، ثم إيراد قطعة أخرى في باب آخر لنفس العلة، وربما أورده تاماً في موضع آخر، ومراده من ذلك ـ والله أعلم ـ عدم التطويل فإنه لو أورده تاماً في كل موضع يريد أن يورده فيه لفائدة لطال الكتاب جداً، ولم يكن مراده التطويل بل عكس ذلك كما ورد عنه أنه قال أنه خرج الصحيح من أكثر من ستمائة ألف حديث، قال: وما تركت من الصحيح أكثر.
إجابة السؤال الثاني والثالث: كان السؤال الثاني والثالث عن سبب اختصار الإمام البخاري للحديث وتقطيعه إياه، وقد أوردت هذين السببين ضمن الاجابة عن السؤال الأول، فأرجو المعذرة.
أنظر في ذلك: هدي الساري لابن حجر العسقلاني(18/469)
شرح طارق عوض الله على الباعث الحثيث
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[21 - 09 - 07, 06:17 م]ـ
قمت بنقله من الاكاديمية الاسلامية وهو مكتوب على هيئة دروس كل ما قمت به هو قصه ولصقه
فقط لا غير
50771
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[21 - 09 - 07, 06:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[21 - 09 - 07, 09:58 م]ـ
سبب الموضوع ان الاستاذ خليل بن محمد قد طلب ذلك ولعل ذلك اجابة لطلبه
ـ[أم حنان]ــــــــ[05 - 12 - 07, 02:45 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم، وشروحات الشيخ طارق عوض في علوم الحديث رائعة.
ـ[الجسارى]ــــــــ[08 - 12 - 07, 02:33 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا المجهود
وكتب الشخ وشروحاتة كلها ممتعة والطالب يستفاد منها كثيرا(18/470)
دعاء الافطار
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[23 - 09 - 07, 12:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا منكم افادتي بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله وعليه وسلم؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن جبير]ــــــــ[23 - 09 - 07, 12:50 ص]ـ
حديث ابن عمر رض الله عنهما - قال: كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إِذا أَفطر، قال: " ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأَجر - إن شاء الله تعالى -"
عند ابي داود - باب القول عند الإِفطار (2/ 419) والنسائي والحاكم والدارقطني وقال " تفرد به الحسين بن واقد، وإسناده حسن " وكذا الحافظ في " التلخيص الحبير "
وكذا الألباني في الإرواء - والهلالي أكثر النقل فيه عن الألباني في تحقيقه على الأذكار للنووي
- عن معاذ بن زهرة انه بلغه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا افطر قال " اللهم لك صمت وعلى رزقك افطرت " هكذا مرسلاً
الاصابة في معرفة الصحابة / معاذ بن زهرة: ذكره يحيى بن يونس الشيرازي في الصحابة وهو تابعي أرسل حديثاً أخرجه أبو داود في المراسيل. وقال جعفر المستغفري: وهم من زعم أن له صحبة. وقال البخاري عن يحيى بن معين: حديثه مرسل. وقد ذكره البغوي في الصحابة ولكنه قال: لا أدري له صحبة أم لا؟.
واعله بعضهم بالجهالة ايضاً
وحدي ابن عباس (اللهم لك صمنا وعلى رزقك افطرنا، فتقبل منا انك انت السميع العليم) ضعفوه لاجل عبدالمللك بن هارون - متروك
قال الهلالي / وأشار الى ضعفه في مجمع الزوائد والحافظ في التلخيص الحبير وابن القيم في زاد المعاد والصواب انه ضعيف جداً ... الخ
والله اعلم
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[28 - 09 - 07, 01:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
وبارك الله فيك(18/471)
فائدةٌ من (لسان المحدثين) للشيخ محمد خلف سلامة ـ حفظه الله ـ
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[23 - 09 - 07, 11:26 م]ـ
قال ـ حفظه الله ـ في (اللسان) (4/ 5 ـ 7):
859.ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها:
ذكر المزي في (تهذيب الكمال) (2/ 386) في ترجمة إسحاق بن راهويه أن أبا حاتم الرازي قال: (ذكرت لأبي زرعة إسحاق وحفظه للأسانيد والمتون، فقال أبو زرعة: ما رؤي أحفظ من إسحاق، قال أبو حاتم: والعجب من إتقانه وسلامته من الغلط، مع ما رزق من الحفظ.
وقال أحمد بن سلمة: قلت لأبي حاتم: أنه أملى التفسير عن ظهر قلبه فقال أبو حاتم: وهذا أعجب فإن ضبط الأحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها).
فما معنى عبارة أبي حاتم هذه؟
شرحُ معناها أنه كان من عادة طلبة الحديث أنهم إذا بدأوا بتحفُّظ الأحاديث قدموا المسند (أي المرفوع) على غيره؛ وقدموا من المرفوع الأصحَّ، في الجملة؛ هذا معروف ومعقول جداً وهو مقتضى صحة طريقة طالب العلم.
فيظهر - والله أعلم - أن المراد بعبارة أبي حاتم هذه هو أن أحاديث التفسير يغلب عليها أن تكون موقوفة غير مرفوعة، وأنها أيضاً يغلب أن تكون من رواية غير المتقنين، كالمتروكين والضعفاء والمدلسين والمختلطين وأشباههم، وأسانيد هؤلاء في الجملة كثيراً ما يقع فيها الغلط والاضطراب والاختلاف وتبديل الأسماء وتغيير الأسانيد وتركيبها ونحو ذلك؛ وهذا كله يكون في أغلب الأوقات سبباً في إعراض الأئمة وثقات الرواة عن تلك المرويات، فيقل تداولها بين أهل الحديث، وتقل عنايتهم بها وبتحفظها، أي لكونها موقوفة أولاً، ولكونها غير ثابتة ثانياً، ولكثرة ما فيها من اضطرابات واختلافات وإرسال ونحو ذلك من أسباب الضعف وأوهام الضعفاء، فتبقى تلك المرويات بسبب ذلك كله محصورة غير مشهورة، فلا يحفظها إلا حافظ كبير، ولا يعتني بها إلا متبحر؛ ولذلك قل نصيب مرويات التفسير من اهتمام الحفاظ وأئمة الحديث؛ وقد أسند الخطيب البغدادي في (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) (2/ 162) إلى الإمام أحمد قال: (ثلاثة كتب ليس لها أصول: المغازي والملاحم والتفسير).
قال الخطيب: (وهذا الكلام محمول على وجه، وهو أن المراد به كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمَدٍ عليها ولا موثوق بصحتها لسوء أحوال مصنفيها وعدم عدالة ناقليها وزيادات القُصّاص فيها؛ فأما كتب الملاحم فجميعها بهذه الصفة، وليس يصح في ذكر الملاحم المرتقبة والفتن المنتظرة غير أحاديث يسيرة اتصلت أسانيدها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من وجوه مرضية وطرق واضحة جلية.
وأما الكتب المصنفة في تفسير القرآن فمن أشهرها كتابا الكلبي ومقاتل بن سليمان).
ثم أسند إلى أحمد أنه سئل عن تفسير الكلبي فقال: من أوله إلى آخره كذب، فقيل له: فيحل النظر فيه؟ قال: لا. ثم ذكر الخطيب كذب مقاتل.
ثم قال: (ولا أعلم في التفسير كتاباً مصنفاً سلم من علة فيه أو عري من مطعن عليه----). انتهى النقل عن الخطيب.
___________________________
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[24 - 09 - 07, 03:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا(18/472)
أحببت ان أسأل بعض الأسئلة تتعلق بصحيح البخاري ومن ألف في فضل النبي صلي الله عليه وسلم
ـ[أبو هريرة منير البركي]ــــــــ[24 - 09 - 07, 07:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ....
حيا الله أخواني طلبة العلم أحببت ان أسأل بعض الأسئلة تتعلق بصحيح البخاري ومن ألف في فضل النبي صلي الله عليه وسلم
الأسئلة هي:
ماهو الكتاب الذي أختصر فتح الباري؟
ما الأسم المشهور لكتاب الجامع الصحيح المسند من حديث الرسول الله صلي الله عليه وسلم وسننه وأيامه؟
لماذا يندر وجد العلماء المنصفين بين المستشرقين؟
ـ[أبو هريرة منير البركي]ــــــــ[01 - 10 - 07, 07:11 م]ـ
نتمنا من الأخوه الرد.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 10 - 07, 08:31 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مختصر فتح الباري للشيخ فيصل المبارك_رحمه الله_.
للشيخ صفاء العدوي " إتحاف القاري باختصار فتح الباري " في خمس مجلدات طبع دار ابن الجوزي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=169041#post169041
اسم صحيح البخاري:
الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=62244#post62244
ما هو أوسع كتاب للرد على شبهات المستشرقين والنصارى؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=135492#post135492
بحوث ندوة العناية بالسنة والسيرة النبوية
الجلسة السادسة عشرة (16)
1 - الاستشراق وموقفه من السنة النبوية
أ. د. فالح بن محمد الصغير
2 - مزاعم وأخطاء وتناقضات وشبهات بودلي في كتابه "الرسول: حياة محمد" دراسة نقدية
أ. د. مهدي بن رزق الله أحمد
3 - العيوب المنهجية في كتابات المستشرق شاخت المتعلقة بالسنة النبوية
د. خالد بن منصور الدريس
4 - السيرة النبوية في دائرة المعارف البريطانية دراسة تحليلية لما كُتب تحت مادة "محمد: النبي ورسالته"
د. وليد بن بليهش العمري
5 - الرد على مزاعم المستشرقين جولدتسيهر ويوسف شاخت ومن أيدهما من المستغربين
د. عبدالله بن عبدالرحمن الخطيب.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=133041#post133041
ـ[أبو هريرة منير البركي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 07:33 م]ـ
الله يجزيك خير أخي (عبد الرحمن) ونسأل الله أن يغفر لنا ولك في هذا الشهر الكريم ....
ولكن نتمنا منك أن تجيبني علي هذا السؤال وأكون لك شكراً:
لماذا يندر وجد العلماء المنصفين بين المستشرقين؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 10 - 07, 07:31 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
أسباب عدم إنصاف جمهور المستشرقين لدين الإسلام كثيرة:
فمنها الحسد، كما قال تعالى (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا) [النساء/54]
ومنها الظلم والعلو كما قال تعالى: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ [النمل/14]
ومنها العداء الديني
يقول تعالى
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ [المائدة/82]
وغير ذلك من الأسباب المذكورة في كتاب الله تعالى.
ـ[أبو طه المصرى]ــــــــ[01 - 11 - 07, 02:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا(18/473)
فائدة: الحديث الأبتر اسم قديم للحديث المرسل
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[26 - 09 - 07, 07:59 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورد فى كتاب العلل للامام أحمد بن حنبل عليه رحمة الله ما يلي
(480) حدثني أبي قال حدثنا يحيى القطان قال سألت شعبة كم سمعت من أبي معشر قال أربعة بتر يعني مراسيل (1/ 295)
وقال الامام يعقوب بن سفيان الفسوى فى كتابه المعرفة والتاريخ حدثني أبو بكر بن عبد الملك قَال: حَدَّثَنَا أحمد بن مُحَمد بن حنبل قَال: حَدَّثَنَا يحيى بن سَعِيد القَطَّان قَال: سألت شُعبة: أسمعت من أبي معشر قَال: أربعة بتر (3/ 182)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 10 - 07, 08:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا
جاء في لسان المحدثين (معجم مصطلحات المحدثين) -للشيخ محمد خلف سلامة
أحاديثٌ بُترٌ:
شرح معنى هذا التعبيرِ الشيخُ إبراهيم اللاحم في (الاتصال والانقطاع) (ص446) فقال: (يعني مراسيل، والبتر هو القطع، قال يحيى القطان: "سألتُ شعبة: كم سمعت من أبي معشر؟ قال: أربعة بتر - يعني مراسيل- " (1).
وسئل أبو حاتم عن حديث روي عن ضمام بن إسماعيل، عن أبي قبيل، عن عبدالله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم "زر غباً تزدد حباً "، فقال: ليس هذا الحديث بصحيح، إنما يرويه ضمام مبتراً" (2).
فالظاهر أن مراد أبي حاتم أنه يرويه مرسلاً)؛ انتهى.
(2) علل ابن أبي حاتم (2/ 229).
فائدة عن الشيخ خليل بن محمد الشاعري حفظه الله:
قال عبد الله بن الإمام أحمد:
[قال أبي: الحارث بن سليمان الفزاري لم يكن به بأس، حديثه يهوي، يعني مراسيل].
((العلل ومعرفة الرجال)) (2603).
وقال أيضاً:
[قال أبي: كان شعبة يقول: فلان [حدثنيه] (1) يهوى، قلت لأبي: ما يهوي؟ قال: مرسل].
((العلل ومعرفة الرجال)) (4342).
معنى قول الإمام أحمد (حديثه يهوي) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7989)
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[28 - 12 - 07, 09:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا المكرم
على الفائدة النفيسة.(18/474)
ما رأيكم بملف يتم تحديثه يحتوي على أحكام العلماء على الرواة؟
ـ[الباحث]ــــــــ[26 - 09 - 07, 08:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفكر في إنشاء ملف (إكسل) يحتوي بين حين وآخر على أحكام العلماء على الرواة من حيث الجرح والتعديل.
ولتقريب الصورة لكم أقوال:
أقوم باستقراء السلسلة الصحيحة مثلاً للعلامة الألباني رحمه الله وأستخرج أقواله في الرواة وأضعها في جدول إكسل مرتبة على الحروف الهجائية مع ذكر المصدر للحكم على كل راوي.
وبعد الانتهاء من الكتاب الأول أقوم بوضعه في المنتدى في ملف مرفق ليتم تحميله وإبراز الملاحظات عليه.
ثم بعد ذلك أذهب إلى كتاب آخر للألباني أو تقريب التهذيب لابن حجر مثلاً وأضيفه للملف.
ثم أضعه في المنتدى مرة أخرى بعد التحديث.
وهكذا.
وقد ينشط بعض الأخوة فيضيف كتاباً آخر صغيراً كان أو كبيراً.
ككتب السؤالات مثلاً.
ومع الوقت نجد أنفسنا قد وضعنا كتباً كثيرة تحتوي على معلومات الرواة والحكم فيهم من حيث الجرح والتعديل في ملف واحد.
ونكون بذلك قد يسرنا على طلاب العلم والباحثين الوقت الكثير والجهد الكبير في استخراج معلومات كثيرة عن راوٍ واحد.
وقد وضعتُ لكم ملفاً مرفقاً لتروا بداية المشروع ورأيكم فيها.
فما رأيكم إخواني الأفاضل؟(18/475)
الدكتور محمد مصطفى الأعظمي ..
ـ[مسدد2]ــــــــ[28 - 09 - 07, 05:11 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ..
كتاب له في مكتبتي منذ دهر، لم أقرأه، وقع بين يديي حديثاً و هو (منهج النقد عند المحدّثين) .. لكن أحببتُ أن أطّلع على شيء من سيرته وترجمته إذ لا أعرف عنه إلا القليل القليل، قبل أن أقرأه.
وما رأي الأفاضل في الكتاب المذكور؟
وقد قمتُ باستعمال محرك البحث في الملتقى فلم أقع على مرادي ولا على قريب.
فأرجو من أهل الفضل هنا أن يرشدوني أو يفيدوني وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو خالد الأزدي]ــــــــ[29 - 09 - 07, 02:00 ص]ـ
الذي أعرفه أن الشيخ الدكتور محمد ضياء الرحمن عبدالله الأعظمي من مواليد 1362 هـ
ودرّس في كلية الحديث الشريف بالجامعة الاسلامية بالمدينة النبوية
وتولى عمادة الكلية فترة من الزمن
وهو شيخ كثير من أعضاء هيئة التدريس بالكلية المذكورة
وهو الآن كما أعلم في المدينة -أطال الله عمره على طاعته-
من كتبه التي ألفها أو حققها:
**أقضية رسول الله صلى الله عليه و سلم تأليف ابي عبدالله محمد بن فرج المالكي المعروف بابن الطلاع؛ تحقيق و تعليق و استدراك
**دراسات في الجرح و التعديل
**المدخل الى السنن الكبرى للحافظ ابي بكر البيهقي، دراسة وتحقيق
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وكتابه منهج النقد: كما أفاد بعض مشايخنا أنه من أوائل من جمع في هذا الباب (أقصد النقصد) بهذا الترتيب والطريقة
وجاء في هذا الباب كتاب د. مسفر الدميني: مقاييس نقد متون السنة،
وكتاب د. محمد السلفي وأيضا لـ د. أكرم العمري وغيرهم ..
أرجو أن أكون قد أفدتك
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[29 - 09 - 07, 02:23 ص]ـ
أحسن الله إليك أبا خالد، هما رجلان، والذي ترجمتَه غير المسؤول عنه.
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[29 - 09 - 07, 02:41 ص]ـ
ولد الشيخ محمد مصطفى الأعظمي في الهند سنة 1350.
تخرج من دار العلوم بديوبند في حدود سنة 1372، ثم التحق بالأزهر بمصر، والتحق بقسم التخصص بكلية اللغة العربية، وحصل على شهادة العالمية مع الإجازة بالتدريس، ثم رجع إلى الهند.
ثم عمل في قَطَر مدرسا للغة العربية لغير الناطقين بها، ثم أصبح الأمين على دار الكتب القَطَرية، وكانت تُسمى: المكتبة العامة.
ونال العالمية العالية من جامعة كمبردج.
ثم قَدِم إلى الحجاز، ودرّس بكلية الشريعة بمكة المكرمة، ثم انتقل إلى كلية الشريعة بالرياض مدرسا مصطلحَ الحديث في قسم الثقافة الإسلامية.
من أشهر تصانيفه: دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه، ومنهج النقد عند المحدثين، وألحق به قطعة من مختصر التمييز لمسلم، وأخرج ما وقف عليه من مختصر المختصر لابن خزيمة، وأخرج أيضا: الموطأ للإمام مالك - رواية الليثي، والسنن لابن ماجه.
ومن أحسن كتبه: كتابه الذي صنفه في تاريخ تدوين القرآن الكريم، نسف فيه دعوى تحريف القرآن، كتبه باللغة الإنجليزية، وعسى أن تكتحل عيني برؤيته مطبوعا بلغتي الحبيبة الأثيرة.
نال جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية سنة 1400، ومن مآثره الحميدة إعلانه عن تبرّعه بهاتيك الجائزة السخية للطلبة النابهين من فقراء المسلمين.
أحسن الله إليه وكثّر من أمثاله.
ـ[أبو خالد الأزدي]ــــــــ[29 - 09 - 07, 03:12 ص]ـ
جزيت خيرا أبا أويس، ولعلي تسرعت في قراءة الاسم دون التنبه للاختلاف في اسم الأب
أجزل الله لك الأجر و المثوبة
فالذي يسأل عنه الأخ مسدد2 هو د. محمد مصطفى الأعظمي
وكنت أتحدث عن د. محمد ضياء الرحمن عبدالله الأعظمي
ونفع الله بالشيخين وأطال في عمرهما
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[29 - 09 - 07, 03:16 ص]ـ
ونفع الله بالشيخين وأطال في عمرهما
آمين.
بارك الله فيك أخي أبا خالد ووفقك وأعلى مقامك.
ـ[مسدد2]ــــــــ[29 - 09 - 07, 05:56 ص]ـ
بارك الله فيكما وجزاكما خيراً ..
ـ[أبو عمر العامري]ــــــــ[20 - 05 - 08, 07:56 م]ـ
هل من مرجع نرجع إليه في ترجمة الدكتور محمد مصطفى الأعظمي؟(18/476)
سؤال عت مسألة في كتاب أسئلة و أجوبة في مصطلح الحديث للعدوي
ـ[محمدزين]ــــــــ[28 - 09 - 07, 10:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المشايخ الفضلاء ما ذا يقصد الشيخ من قوله في السؤال ال27
في 3 - لم يكثر البخاري الإخراج لمن تكلم فيه و ليس لواحد منهم نسخة كثيرة أخرجها إلا ترجمة عكرمة ...
ما ذا يقصد بنسخة و كيف توصف النسخة بأنها كثيرة
وفي 5 - قال إن البخاري يخرج عن الطبقة الأولى البالغة في الحفظ و الإتقان ويخرج عن الطبقة التي تليها في طول الملازمة اتصالا وتعليقا ومسلم يخرج عن هذه الطبقة أصولا
لم أفهم ما المراد بالملازمة: أي ملازمة ماذا؟
و لو أمكن شرح النقطة 5 من أحد الإخوة فحسن
جزاكم الله خير
ـ[ابو طالب السلفى]ــــــــ[29 - 09 - 07, 07:23 م]ـ
اخى محمد اما عن سؤالك الاول فمعنى النسخه ان لراوى معين احاديث كثيره عن شيخه تكون هذه الاحاديث مجموعه ومعروفه عند اهل العلم مثل نسخة عكرمه عن ابن عباس او ابى الزبير عن جابر وغيرها والله اعلم
اما عن اسؤال الثانى فلعل مقصود الشيخ بالملازمه هى ملازمة الراوى لشيخه
مثل شعيب عن الزرى فقد لازمه زمنا وليس من اثبت الناس فى الزهرى وحديثه
عنه ليس كحديث مالك مثلا هذا ولعل الشيخ يقصد امرا اخر(18/477)
سؤال عت مسألة في كتاب أسئلة و أجوبة في مصطلح الحديث للعدوي
ـ[محمدزين]ــــــــ[28 - 09 - 07, 10:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المشايخ الفضلاء ما ذا يقصد الشيخ من قوله في السؤال ال27
في 3 - لم يكثر البخاري الإخراج لمن تكلم فيه و ليس لواحد منهم نسخة كثيرة أخرجها إلا ترجمة عكرمة ...
ما ذا يقصد بنسخة و كيف توصف النسخة بأنها كثيرة
وفي 5 - قال إن البخاري يخرج عن الطبقة الأولى البالغة في الحفظ و الإتقان ويخرج عن الطبقة التي تليها في طول الملازمة اتصالا وتعليقا ومسلم يخرج عن هذه الطبقة أصولا
لم أفهم ما المراد بالملازمة: أي ملازمة ماذا؟
و لو أمكن شرح النقطة 5 من أحد الإخوة فحسن
جزاكم الله خير
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 10 - 07, 07:41 ص]ـ
لعل الشيخ مصطفى العدوي حفظه الله قصد بقوله نسخة أي أحاديث
فمقصود كلامه أن البخاري لايخرج أحاديث كثيرة لمن تكلم فيهم ولكنه أكثر من أحاديث عكرمة مع أنه متكلم فيه خلافا لغيره من الرواة المتكلم فيهم.
قد يكون هذا توجيه كلام الشيخ، والله أعلم.
والمقصود بالكلام الثاني للشيخ حفظه الله أن الرواة المشاهير الذين يدور عليهم الحديث كالزهري ومالك وغيرهم ينقسم الرواة عنهم إلى طبقات، فبعضهم يقسمهم إلى خمس طبقات أو أقل أو أكثر، فالطبقة الأولى من الرواة عن الزهري مثلا هي أوثق الطبقات عنه وأكثر ملازمة له أي طول صحبة له،ثم تليها الطبقة الثانية وهكذا.
فالبخاري يخرج أحاديث أهل الطبقة الأولى في الأحاديث الأصول التي يحتج بها ويصدرها، بينما يخرج لأصحاب الطبقة الثانية في الأحاديث المعلقة والشواهد ونحوها.
بينما مسلم في صحيحه يعتمد على رواة الطبقة الثانية في الأصول أحيانا.
هذا ما ظهر من تفسير لكلام الشيخ ورأيه في هذه المسائل، والله أعلم.
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[17 - 10 - 07, 01:55 م]ـ
أضيف إلى ما ذكره الشيخ المفيد عبد الرحمن الفقيه سلمه الله فأقول:
كلمة نسخة فلان عن فلان: المراد بها عندهم هي القطعة من الأحاديث التي تروى كلها بإسناد واحد، مثل: عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وبهز بن حكيم عن أبيه عن جده، وعكرمة عن ابن عباس، وأبو الزبير عن جابر، والعلاء بن عبد الرحمن عن أبيه .. الخ.
فهذه التراجم التي هي عبارة عن إسناد واحد تروى به جملة من الأحاديث تسمى: نسخة فلان عن فلان.
فنسخة عكرمة عن ابن عباس مع كونه قد تكلم فيه إلا أن البخاري أخرج أكثر أحاديثه أو كلها لأسباب ليس هذا مكان تفصيلها.
وأما المقصود بـ (الملازمة):
فإن التلميذ كلما كان أكثر ملازمة لشيخه إقامة وسفراً، وأطول صحبة له، كان أعلم بحديثه وأجمع له، وأحفظ لأحاديث شيخه ورواياته من غيره ممن لم يتصف بذلك، فإن جمع مع ذلك قوة الحفظ كان هذا الراوي من أقوى الناس في روايات هذا الشيخ المعين، بحيث إن روايته عن هذا الشيخ لا تعارض بها غيرها من روايات بقية التلاميذ الذين لم يحصل لهم من الحفظ أو من الملازمة للشيخ ما حصل لهذا التلميذ.
فالبخاري يخرج في أصوله روايات الشيوخ عمن كان أجمع لهذه الأوصاف من تلاميذه فتكون طريقه طريقاً في غاية من النظافة والصحة والقوة عن هؤلاء الشيوخ .. وهكذا نزولاً في انجماع هذه الأوصاف في التلميذ بحيث ينزل عنها طبقة أخرى ويخرج عن هذه الطبقة النازلة في أصول أحاديثه وربما علق بعضها فيرويها على غير شرط كتابه، في الحين الذي يروي فيه مسلم في صحيحه عن أصحاب هذا الطبقة الأدنى من الأولى في أصول كتابه وعلى شرطه، والله تعالى أعلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 10 - 07, 02:09 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل صلاح الزيات على هذه الإضافة المهمة
والذي جعلني أقول أن المقصود بالنسخةفي كلام الشيخ هي الأحاديث أن حمل كلام الشيخ على النسخ الحديثية قد يكون بعيدا
فنص كلامه المنقول (لم يكثر البخاري الإخراج لمن تكلم فيه و ليس لواحد منهم نسخة كثيرة أخرجها إلا ترجمة عكرمة ... ).
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[17 - 10 - 07, 02:48 م]ـ
حياك الله شيخنا المفيد عبد الرحمن:
أنا أوافقك سلمك الله، فهو لا يقصد النسخ الحديثية التي هي عبارة عن الأجزاء، ولكن هو يريد جملة من الأحاديث تروى من طريق واحد، وهي التي يعبرون عنها بترجمة واحدة، وبعض هذه التراجم عبارة عن جزء منسوخ كنسخة عمرو بن شعيب عن أبي عن جده، وبعضها أحاديث تروى بنفس الترجمة ولا يلزم وجودها على شكل جزء حديثي أو نسخة حديثية.
وهذا ما فهمته من كلام الحافظ ابن حجر، والشيخ العدوي نقله عنه، فقد قال الحافظ في هدي الساري 1/ 11: (ثانيها أن الذين انفرد بهم البخاري ممن تكلم فيه لم يكثر من تخريج أحاديثهم وليس لواحد منهم نسخة كبيرة أخرجها كلها أو أكثرها الا ترجمة عكرمة عن ابن عباس بخلاف مسلم فإنه أخرج أكثر تلك النسخ كأبي الزبير عن جابر وسهيل عن أبيه والعلاء بن عبد الرحمن عن أبيه وحماد بن سلمة عن ثابت وغير ذلك).
¥(18/478)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 10 - 07, 03:07 م]ـ
بارك الله فيكم، ولعل تسمية الشيخ العدويلها بترجمة ونحوها أولى من تسميتها بنسخة، لما في ذلك من الإيهام، و كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله فيما يتعلق بالنسخ، فكلام الشيخ العدوي موهم وقد اختصر كلام الحافظ ابن حجر اختصارا مخلا، وأما كلام الحافظ ابن حجر فهو واضح مستقيم.
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[21 - 10 - 07, 02:52 م]ـ
بارك الله فيكم، ولعل تسمية الشيخ العدويلها بترجمة ونحوها أولى من تسميتها بنسخة، لما في ذلك من الإيهام، و كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله فيما يتعلق بالنسخ، فكلام الشيخ العدوي موهم وقد اختصر كلام الحافظ ابن حجر اختصارا مخلا، وأما كلام الحافظ ابن حجر فهو واضح مستقيم.
شيخنا الفاضل: عبد الرحمن
الاختصار ليس من شيخنا العدوي، فلقد نقل الكلام كاملا " عكرمة عن ابن عباس "، لكن الاختصار من أخينا محمدزين، والذي يبدو أنه لعدم استيعابه للكلام لم ينقله كاملا، ظنا منه أنه لا يؤثر
وجزاكم الله خيرا على مشاركاتكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 10 - 07, 03:16 م]ـ
أحسن الله إليك، وبارك الله في الشيخ العدوي.
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[21 - 10 - 07, 08:08 م]ـ
وإليك أحسن
وفيك بارك، وفي جهدك ومسعاك
ورزقنا الله وإياكم حسن الفهم، والإخلاص في القول والعمل
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 10 - 07, 10:23 م]ـ
وإليك أحسن
وفيك بارك، وفي جهدك ومسعاك
ورزقنا الله وإياكم حسن الفهم، والإخلاص في القول والعمل
آمين، ولك بمثل ذلك.
وقد تكلم الحافظ ابن حجر كذلك في النكت بنحو الكلام السابق في الهدي
حيث قال:
الوجه الثاني: أن الذين انفرد بهم البخاري ممن تكلم فيه لم يكن يكثر من تخريج أحاديثهم، وليس لواحد منهم نسخة كبيرة أخرجها أو أكثرها إلا نسخة عكرمة عن ابن عباس ـ رضي الله تعالى عنهما ـ.
…بخلاف مسلم فإنه يخرج أكثر تلك النسخ التي رواها عمن تكلم فيه كأبي الزير عن جابر ـ رضي الله تعالى عنه ـوسهيل عن أبيه عن أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ وحماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ـ رضي الله تعالى عنه ـ والعلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ونحوهم) انتهى.(18/479)
مالمراد من هذا الحديث [يا رسول الله إني أكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي؟]
ـ[السمرقنديه]ــــــــ[29 - 09 - 07, 02:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال: يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله , جاءت الراجفة تتبعها الرادفة , جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه. قال أبي بن كعب فقلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت. قلت: الربع؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير لك. قلت: النصف؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير لك. قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذن تكفى همك ويغفر ذنبك}
هل المراد بان يجعل دعائه كله صلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم بمعنى انه يستغني به تماما عن الدعاء لنفسه؟؟
وهل يلزم له نية اي انه يصلي على النبي لكي يكفى همه ويغفر ذنبه؟
أرجو إفادتي جزاكم الله خيرا
ـ[السدوسي]ــــــــ[30 - 09 - 07, 03:15 م]ـ
أخي الفاضل: الحديث فيه ضعف ولي عودة لبيان ذلك.
ـ[ابولينا]ــــــــ[02 - 10 - 07, 02:50 ص]ـ
أختنا الفاضلة
السمرقندية
إليك ما اردتي
1670 - (حسن صحيح)
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه
قال أبي بن كعب فقلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي
قال ما شئت قال قلت الربع
قال ما شئت وإن زدت فهو خير لك قال فقلت فثلثين قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك
قلت النصف قال ما شئت وإن زدت فهو خير لك
قال أجعل لك صلاتي كلها قال إذا يكفى همك ويغفر لك ذنبك
رواه أحمد والترمذي والحاكم وصححه قال الترمذي حديث حسن صحيح
وفي رواية لاحمد عنه قال قال رجل يا رسول الله أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك قال إذا يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمك من دنياك وآخرتك وإسناد هذه جيد
قوله أكثر الصلاة فكم أجعل لك من صلاتي معناه أكثر الدعاء فكم أجعل لك من دعائي صلاة عليك
هذا والله أعلم
ـ[ابولينا]ــــــــ[02 - 10 - 07, 02:52 ص]ـ
وهذا شرح الحديث كاملاً
2381 - حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتْ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ قَالَ أُبَيٌّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي فَقَالَ مَا شِئْتَ قَالَ قُلْتُ الرُّبُعَ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ النِّصْفَ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا قَالَ إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
2381 - قَوْلُهُ: (عَنْ الطُّفَيْلِ بْنِ أَبِيِّ بْنِ كَعْبٍ)
الْأَنْصَارِيِّ الْخَزْرَجِيِّ كَانَ يُقَالُ لَهُ أَبُو بَطْنٍ لِعِظَمِ بَطْنِهِ ثِقَةٌ يُقَالُ وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الثَّانِيَةِ
(عَنْ أَبِيهِ)
هُوَ أَبِيُّ بْنُ كَعْبِ بْنِ قَيْسٍ الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ أَبُو الْمُنْذِرِ سَيِّدُ الْقُرَّاءِ وَيُكَنَّى أَبَا الطُّفَيْلِ أَيْضًا مِنْ فُضَلَاءِ الصَّحَابَةِ.
قَوْلُهُ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ)
أَرَادَ بِهِ النَّائِمِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ الْغَافِلِينَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ يُنَبِّهُهُمْ عَنْ النَّوْمِ لِيَشْتَغِلُوا بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَالتَّهَجُّدِ
(جَاءَتْ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ)
¥(18/480)
قَالَ فِي النِّهَايَةِ: الرَّاجِفَةُ النَّفْخَةُ الْأُولَى الَّتِي يَمُوتُ لَهَا الْخَلَائِقُ. وَالرَّادِفَةُ النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ الَّتِي يَحْيَوْنَ لَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَصْلُ الرَّجْفِ الْحَرَكَةُ وَالِاضْطِرَابُ اِنْتَهَى. وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} وَعَبَّرَ بِصِيغَةِ الْمُضِيِّ لِتَحَقُّقِ وُقُوعِهَا فَكَأَنَّهَا جَاءَتْ وَالْمُرَادُ أَنَّهُ قَارَبَ وُقُوعُهَا فَاسْتَعِدُّوا لِتَهْوِيلِ أَمْرِهَا
(جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ)
أَيْ مَا فِيهِ مِنْ الشَّدَائِدِ الْكَائِنَةِ فِي حَالَةِ النَّزْعِ وَالْقَبْرِ وَمَا بَعْدَهُ
(جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ)
التَّكْرَارُ لِلتَّأْكِيدِ
(إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْك)
أَيْ أُرِيدَ إِكْثَارَهَا. قَالَهُ الْقَارِي وَلَا حَاجَةَ لِهَذَا التَّأْوِيلِ كَمَا لَا يَخْفَى
(فَكَمْ أَجْعَلُ لَك مِنْ صَلَاتِي)
أَيْ بَدَلَ دُعَائِي الَّذِي أَدْعُو بِهِ لِنَفْسِي قَالَهُ الْقَارِي. وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ: مَعْنَاهُ أُكْثِرُ الدُّعَاءَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَك مِنْ دُعَائِي صَلَاةً عَلَيْك
(قَالَ مَا شِئْت)
أَيْ أَجْعَلُ مِقْدَارَ مَشِيئَتِك
(قُلْتُ الرُّبُعَ)
بِضَمِّ الْبَاءِ وَتُسَكَّنُ أَيْ أَجْعَلُ رُبُعَ أَوْقَاتِ دُعَائِي لِنَفْسِي مَصْرُوفًا لِلصَّلَاةِ عَلَيْك
(فَقُلْت ثُلُثِي)
هَكَذَا فِي بَعْضِ النُّسَخِ بِحَذْفِ النُّونِ وَفِي بَعْضهَا فَالثُّلُثَيْنِ وَهُوَ الظَّاهِرُ
(قُلْتُ أَجْعَلُ لَك صَلَاتِي كُلَّهَا)
أَيْ أَصْرِفُ بِصَلَاتِي عَلَيْك جَمِيعَ الزَّمَنِ الَّذِي كُنْت أَدْعُو فِيهِ لِنَفْسِي
(قَالَ إِذًا)
بِالتَّنْوِينِ
(تُكْفَى)
مُخَاطَبٌ مَبْنِيٌّ لِلْمَفْعُولِ
(هَمَّك)
مَصْدَرٌ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ ثَانٍ لِتُكْفَى فَإِنَّهُ يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعُولَيْنِ وَالْمَفْعُولُ الْأَوَّلُ الْمَرْفُوعُ بِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَهُوَ أَنْتَ، وَالْهَمُّ مَا يَقْصِدُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، يَعْنِي إِذَا صَرَفْت جَمِيعَ أَزْمَانِ دُعَائِك فِي الصَّلَاةِ عَلَيَّ أُعْطِيت مَرَامَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
قَوْلُهُ: (هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ)
وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَفِي رِوَايَةٍ لِأَحْمَدَ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْت إِنْ جَعَلْت صَلَوَاتِي كُلَّهَا عَلَيْك؟ قَالَ: " إِذَا يَكْفِيك اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا أَهَمَّك مِنْ دُنْيَاك وَآخِرَتِك ". قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: وَإِسْنَادُ هَذِهِ جَيِّدٌ اِنْتَهَى. قَالَ الْقَارِي: وَلِلْحَدِيثِ رِوَايَاتٌ كَثِيرَةٌ. وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: إِنِّي أُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ بَدَلَ أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْك فَعَلَى هَذَا قَوْلُهُ فَكَمْ أَجْعَلُ لَك مِنْ صَلَاتِي أَيْ بَدَلَ صَلَاتِي مِنْ اللَّيْلِ اِنْتَهَى.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[02 - 10 - 07, 03:52 ص]ـ
واحسرتاه هذا عقاب الكسل
كنت نويت ان انقل شرح الحديث من تحفة الاحوذى امس ولكنى تكاسلت ودخلت الآن ووجدت اخى ابو لينا سبقنى فهنيئا له الاجر ان شاء الله وان كانت اضافه اقول
الحديث اسناده حسن لاجل عبد الله بن محمد بن عقيل
وتصحيح الحاكم وافقه عليه الذهبى وقال المنذرى اسناد احمد جيد وكذا الهيثمى وهو عند البيهقى فى شعب الايمان 499 والله تعالى اعلم
ـ[فيصل عوض]ــــــــ[10 - 04 - 08, 06:28 ص]ـ
للرفع
لازال الموضوع لم يكتمل فى الاجابة على سؤال الاخ وهل ممكن ان اترك الدعاء واصلى على النبى صلى الله عليه وسلم يعنى يوم عرفه هل اجتهد بالصلاة على رسول الله وأدع الدعاء افضل لى؟
وما هى الصيغة الصحيحة؟
وهل قولى اللهم صل على محمد تكون كذلك؟
ارجو من الاخوة الذين لديهم علم المداخلة 0
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[10 - 04 - 08, 06:47 ص]ـ
....................
ـ[السدوسي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 04:23 م]ـ
الحديث تفرد برواته عبد الله بن محمد بن عقيل والأئمة على تضعيفه وإليك أقوالهم:
¥(18/481)
قال المزي في تهذيب الكمال:
(بخ د ت ق): عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبى طالب، القرشى الهاشمى،
أبو محمد المدنى. أمه زينب الصغرى بنت على بن أبى طالب. اهـ.
و قال المزى:
ذكره محمد بن سعد فى الطبقة الرابعة من أهل المدينة، و قال: و كان منكر
الحديث، لا يحتجون بحديثه، و كان كثير العلم.
و قال الحسن بن على الحلوانى، عن على ابن المدينى، عن بشر بن عمر الزهرانى:
كان مالك لا يروى عنه.
قال على: و كان يحيى بن سعيد لا يروى عنه.
و قال يعقوب بن شيبة، عن على ابن المدينى: لم يدخل مالك فى كتبه ابن عقيل،
و لا ابن أبى فروة.
و قال فى موضع آخر، عن على ابن المدينى: قال سفيان بن عيينة: رأيته يحدث
نفسه فحملته على أنه قد تغير.
قال على: و لم يرو عنه مالك بن أنس، و لا يحيى بن سعيد القطان. قال يعقوب: و هذان ممن ينتقى الرجال.
قال يعقوب: و ابن عقيل صدوق، و فى حديثه ضعف شديد جدا.
و قال سعيد بن نصير: قلت ليحيى بن معين: إن ابن عيينة كان يقول: أربعة من
قريش، يمسك عن حديثهم. قال: من هم؟ قلت فلان، و على بن زيد، و يزيد بن أبى زياد، و ابن عقيل و هو الرابع. فقال يحيى: نعم. قلت: فأيهم أعجب إليك؟ قال: فلان، ثم على بن زيد، ثم يزيد بن أبى زياد، ثم ابن عقيل.
و قال عمرو بن على: سمعت يحيى و عبد الرحمن جميعا يحدثان عن عبد الله بن محمد ابن عقيل، و الناس يختلفون عليه.
و قال أبو معمر القطيعى: كان ابن عيينة لا يحمد حفظه.
و قال الحميدى عن سفيان: كان ابن عقيل فى حفظه شىء، فكرهت أن ألقه.
و قال صالح بن أحمد بن حنبل، عن على ابن المدينى: ذكرنا عند يحيى بن سعيد ضعف
عاصم بن عبيد الله، فقال يحيى: هو عندى نحو ابن عقيل.
و قال حنبل بن إسحاق، عن أحمد بن حنبل: ابن عقيل منكر الحديث.
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن يحيى بن معين: هؤلاء الأربعة ليس حديثهم
حجة: سهيل بن أبى صالح، و العلاء بن عبد الرحمن، و عاصم بن عبيد الله،
و ابن عقيل. قيل: فمحمد بن عمرو؟ قال: فوقهم.
و قال عباس الدورى، عن يحيى بن معين: ابن عقيل لا يحتج بحديثه.
و قال معاوية بن صالح، و أحمد بن سعد بن أبى مريم، عن يحيى: ضعيف الحديث.
و قال مسلم بن الحجاج: قلت ليحيى بن معين: عبد الله بن محمد بن عقيل أحب إليك
أو عاصم بن عبيد الله؟ فقال: ما أحب واحدا منهما، يعنى: فى الحديث.
و قال أبو بكر بن أبى خيثمة، عن يحيى بن معين: ليس بذاك.
و قال المفضل بن غسان الغلابى، عن يحيى بن معين: ابن عقيل و عاصم بن
عبيد الله متشابهان فى ضعف الحديث.
و قال محمد بن عثمان بن أبى شيبة، عن على ابن المدينى: كان ضعيفا.
و قال أحمد بن عبد الله العجلى: مدنى تابعى، جائز الحديث.
و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى: توقف عنه، عامة ما يرويه غريب.
و قال أبو زرعة: يختلف عنه فى الأسانيد.
و قال أبو حاتم: لين الحديث، ليس بالقوى، و لا بمن يحتج بحديثه، يكتب حديثه
، و هو أحب إلى من تمام بن نجيح.
و قال النسائى: ضعيف.
و قال أبو بكر بن خزيمة: لا أحتج به لسوء حفظه.
و قال الحاكم أبو أحمد: كان أحمد بن حنبل و إسحاق بن إبراهيم يحتجان بحديثه،
ليس بذاك المتين المعتمد.
و قال الترمذى: صدوق، و قد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، و سمعت محمد
ابن إسماعيل يقول: كان أحمد بن حنبل، و إسحاق بن إبراهيم، و الحميدى يحتجون
بحديث ابن عقيل. قال محمد بن إسماعيل: و هو مقارب الحديث.
و قال أبو أحمد بن عدى: روى عنه جماعة من المعروفين الثقات، و هو خير من
ابن سمعان، و يكتب حديثه.
قال خليفة بن خياط: مات بعد الأربعين و مئة.
و قال محمد بن سعد: قال محمد بن عمر: مات بالمدينة قبل خروج محمد بن عبد الله
ابن حسن، و خرج محمد بن عبد الله بن حسن سنة خمس و أربعين و مئة.
روى له البخارى فى " الأدب " و فى " أفعال العباد "، و أبو داود، و الترمذى،
و ابن ماجة. اهـ.
ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 6/ 15:
و قال العقيلى: كان فاضلا خيرا موصوفا بالعبادة، و كان فى حفظه شىء.
و قال ابن خراش: تكلم الناس فيه.
و قال الساجى: كان من أهل الصدق، و لم يكن بمتقن فى الحديث.
و قال مسعود السجزى، عن الحاكم: عمر فساء حفظه فحدث على التخمين.
و قال فى موضع آخر: مستقيم الحديث.
و قال الخطيب: كان سىء الحفظ.
و قال ابن حبان: كان ردىء الحفظ، يحدث على التوهم فيجىء بالخبر على غير سننه، فوجب مجانبة أخباره.
و أرخ ابن قانع وفاته سنة اثنتين و أربعين و مئة.
و قال الآجرى، عن أبى داود: كان ينزل الحيرة.
و قال ابن عبد البر: هو أوثق من كل من تكلم فيه. انتهى.
و هذا إفراط. اهـ.
ثم لو جارينا من حسن حديثه فالصدوق إذا تفرد بما لا متابع له فيه ولا شاهد ولم يكن عنده من الضبط ما يشترط في المقبول فهذا أحد قسمي الشاذ كذا في فتح المغيث.
وحسبك أن الراوي قد ضعفه ابن حبان الذي اشتهر بتوثيق المجاهيل ولذا قيل: ويل لمن ضعفه ابن حبان.
والراوي قد تفرد بأمر لا يقبل فيه تفرد مثله فظاهر الحديث ترك الدعاء والإقتصار على الصلاة والسلام على نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولم يكن هذا هدي سلف الأمة بل كانوا يجمعون بينهما بل أول الحديث يفيد ترك قيام الليل والاكتفاء بالصلاة على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولو كان شرعا لاشتهر عن الثقات الأثبات.
¥(18/482)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[17 - 03 - 09, 02:34 ص]ـ
واحسرتاه هذا عقاب الكسل
كنت نويت ان انقل شرح الحديث من تحفة الاحوذى امس ولكنى تكاسلت ودخلت الآن ووجدت اخى ابو لينا سبقنى فهنيئا له الاجر ان شاء الله وان كانت اضافه اقول
الحديث اسناده حسن لاجل عبد الله بن محمد بن عقيل
وتصحيح الحاكم وافقه عليه الذهبى وقال المنذرى اسناد احمد جيد وكذا الهيثمى وهو عند البيهقى فى شعب الايمان 499 والله تعالى اعلم
نعم، واحسرتاه هذا عقاب الكسل!
لقد تعبت وأنا أبحث عن معنى هذا الحديث، لشدة إلحاح أختي لمعرفة الشرح، وكذا أنا أريد شرحه بأسرع وقت، وإذا بي أجد الأخ الموقر (أبو لينا) قد وضع الشرح الوافي الكافي، وأراح عيناي من شدة البحث، فلا أعلم كيف أشكرك صراحة يا أخي المبارك!
جزاك الله خيرا، وأثقل به ميزان حسناتك ..
وأكرر: هذا عقاب الكسل يا أخي (ابن عبد الغني) بيد أنه لك أجر النية بإذن الله، فلا تحزن ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[17 - 03 - 09, 02:40 ص]ـ
ولتتمة الفائدة أنقل لكم شرح هذا الحديث، لفضيلة الشخ: (عبد العزيز بن باز) - رحمه الله - ..
السؤال: (جاء رجل إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وقال: يا رسول الله! إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: (ما شئت!) قال: الربع؟ قال: (ما شئت، وإن زدت فهو خير لك)، قال: النصف؟ قال (ما شئت، وإن زدت فهو خير لك)، قال: الثلثين؟ قال: (ما شئت، وإن زدت فهو خير) ..
الجواب: (هذا الحديث صحيح، ومعنى الصلاة هنا الدعاء، فإذا جعل الإنسان وقتاً يصلي فيه على النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيراً، فالله -جل وعلا- يأجره على ذلك، والحسنة بعشر أمثالها، إلى ما لا يحصى من الفضل، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذاً تكفى همك، ويغفر ذنبك).
إذا أكثر من الصلاة عليه -عليه الصلاة والسلام-، قال بعض أهل العلم: هذا السائل له وقت خصه للدعاء، فإذا صرف ذلك الوقت كله في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - حصل له هذا الفضل، (إذا تكفى همك) يعني يكفيك الله همك، (ويغفر ذنبك).
فينبغي الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإذا صلى على النبي في السجود قبل الدعاء أثنى على الله وصلى على النبي-صلى الله عليه وسلم- هذا من أسباب الإجابة، كما أن الصلاة عليه في آخر التحيات ثم الدعاء بعد ذلك من أسباب الإجابة.
وهكذا في غير ذلك، إذا حمد الله وأثنى عليه وصلَّى على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم دعا كان هذا من أسباب الإجابة، لما ثبت عنه-صلى الله عليه وسلم- أنه قال لما رأى رجل دعا ولم يصلِ على النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: (عجل هذا)، ثم قال: (إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه، والثناء عليه، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم يدعو بما شاء).
فأرشد إلى أنه يحمد الله أولاً، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يدعو بما يشاء. وهذا من أسباب الإجابة، فيشرع لكِ -أيتها الأخت في الله- أن تجتهدي في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في الليل والنهار.
وإذا صليت على النبي في السجود فلا بأس؛ لأن السجود محل دعاء، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء). ويقول صلى الله عليه وسلم: (أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم).
يعني فحري أن يستجاب لكم. فيشرع في ذلك الثناء على الله، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم الدعاء، وهكذا في آخر الصلاة: يقرأ التحيات، ويتشهد، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة الإبراهيمية، ثم يتعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، ثم يدعو بما شاء، فهو حري بالإجابة.
وهكذا إذا دعا في غير ذلك في الضحى أو الظهر أو الليل أو في أي وقت إذا دعا يستحب له أن يبدأ دعائه بحمد الله، والثناء على الله، ثم الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم الدعاء) انتهى.
المفتي: الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - ..
المصدر: من موقع الشيخ - رحمه الله - ..
[/ SIZE][/FONT]http://binbaz.org.sa/mat/11382 (http://binbaz.org.sa/mat/11382)
ـ[ابراهيم خطاب]ــــــــ[17 - 03 - 09, 06:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لقد سأل أحد مشايخنا الأفاضل هذا السؤال فقال:
هذا الحديث معناه في الحديث الضعيف السند الصحيح المعنى"من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" وذلك لأن الذكر مقدم على الدعاء, ووردت آيات كثيرة في فضل الذكر, والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم من الذكر, ومما لا شك فيه أن من انشغل بالله عن نفسه أفضل ممن انشغل بنفسه عن الله, وهذا كله لا ينافي الدعاء ولكنه يحث على الإكثار من الذكر.
¥(18/483)
ـ[أبوحفص الليبي]ــــــــ[17 - 03 - 09, 12:02 م]ـ
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك
وغفر الله لك وللوالديك(18/484)
هل يوجد كتاب جامع لأحكام الألباني على الرواة؟
ـ[الباحث]ــــــــ[29 - 09 - 07, 10:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يوجد كتاب جامع لأحكام الشيخ الألباني رحمه الله على الرواة؟
حيث أنني أنوي جمع أحكامه رحمه الله في ملف واحد ووضعه في الملتقى.
أفيدونا بارك الله فيكم.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[29 - 09 - 07, 02:03 م]ـ
نعم وهو تحت الطبع، بارك الله فيك.
ـ[أبي يحيى المكاوي]ــــــــ[29 - 09 - 07, 03:14 م]ـ
أرجو الأفاده به بعد الانتهاء ءان شاء الله
جزاكم اله خيرا
ـ[أبي يحيى المكاوي]ــــــــ[15 - 12 - 07, 01:49 ص]ـ
هل تم الأنتهاء من طباعه الكتاب
جزاكم الله خيرا
ـ[الزهرية]ــــــــ[17 - 12 - 07, 12:00 ص]ـ
نعم تم الانتهاء من طباعة الكتاب، وهو عبارة عن أربعة مجلدات:
اسمه: معجم الرواة الذين ترجم لهم الألباني
إعداد: أحمد إسماعيل شكوكاني، وصالح عثمان اللحام.
طبعة: دار ابن حزم - (1412هـ - 2000م)
وهو كتاب مفيد جدا، حيث يبدأ بذكر الراوي وما قال فيه الألباني رحمه الله تعالى مع العزو إلى المصادر الأصلية(18/485)
هام جدا يااهل الحديث اود حفظ مختصرا لصحيح الامام البخارى
ـ[ابو طالب السلفى]ــــــــ[29 - 09 - 07, 06:54 م]ـ
اود حفظ مختصرا لصحيح الامام البخارى فباى مختصر تنصحونى.مختصر الزبيدى ام مختصر الالبانى.جزيتم خيرا على هذا الجهد المبارك
ـ[مسدد2]ــــــــ[29 - 09 - 07, 09:50 م]ـ
لازال العلماء ينصحون بحفظ بلوغ المرام فهو: أقرب فائدة، وأخصر مادة، ولا حظ للنفس فيه عادة، إن شاء الله.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[30 - 09 - 07, 12:25 ص]ـ
اود حفظ مختصرا لصحيح الامام البخارى فباى مختصر تنصحونى.مختصر الزبيدى ام مختصر الالبانى.جزيتم خيرا على هذا الجهد المبارك
أخي العزيز أبي طالب:
لماذا لا تحاول حفظ صحيح البخاري نفسه؟؟ فأنا ماضي على هذا الهدف منذ سنوات فإيش رأيك ترافقني في هذه الرحلة العظيمة، العظيمة الأجر؟ لحفظ سنن إمام الهدى والتقى؟؟ وربما نكون مجموعة لذلك؟؟
الحفظ متنا وسندا وتفسيرا وسيرة رجال!! فلو أفنينا أعمارنا في ذلك لكان شيئا طيبا .. !! الهمة ... الهمة ..
ـ[السدوسي]ــــــــ[30 - 09 - 07, 03:10 م]ـ
عليك بالمختصر الذي قام به الشيخ سعد الشثري فهو في نظري أفضل المختصرات.(18/486)
سؤال للأهمية عن مرويات الحارث الأعور
ـ[ابوهادي]ــــــــ[30 - 09 - 07, 11:01 م]ـ
إخواني جزاكم الله خيرا
هل توجد دراسة لمرويات الحارث الأعور صاحب علي رضي الله تعالى عنه؟
وفقكم الله جميعا
ـ[ابوهادي]ــــــــ[01 - 10 - 07, 04:19 ص]ـ
الا يوجد جواب؟
ولو الله أعلم!!!
ـ[ابو الحسن المصرى]ــــــــ[01 - 10 - 07, 04:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم بمعنى دراسة فى مروياته وعرضها على ما رواه اصحاب سيدنا على رضى الله عنه اوعرضها على طرق الاحاديث الاخرى لايجد على حد علمى وان كنت تفكر فى هذه الدراسة فتوكل على الله لانها ستكون مفيدة باذن الله اما من جهة الكلام على الراوى فهناك دراسة فى حاله فى الرواية بين الشيخ الالبانى والشيخ محمود سعيد وبين المدافعين عن كل ولله العلم فى الاولى والاخرة
ـ[ابوهادي]ــــــــ[01 - 10 - 07, 05:34 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي ابا الحسن
وإنما قصدت حصر مروياته من بعض المصادر ودراستها كما تفضلت بارك الله فيك
لأني كنت أعلم أن الشعبي كذبه وتاول هذا ابن حجر وقبله ايضا احمد بن صالح
لكني وجدت اربعة من المتقديمن غير الشعبي كلهم اطلق الكذب عليه منهم:
أبو خيثمة
وابن المديني
وابواسحاق
وابراهيم؟
والعجب أني سابقا لما قرئت التقريب لم أفكر بالرجوع لأصله لأني قلت في نفسي يظهر من كلام ابن حجر في التقريب أن الشعبي تفرد بتكذيبه فلما رجعت للتهذيب وجدت العجب،
يعني رجل يكذبه خمس من المتقدمين يأول كلامهم!!!!
لو وثقه الف رجل سواهم حقيقة لا يغفل ابدا أن خمسة كذبوه بل يتعبر قولهم لأنه من باب الجرح المفسر
ووالله لا أظن بخمسة من أئمة اهل الحديث أنهم يتعجلون في هذا بل يقينا انهم وقفو على كذبه
والامور تبدو على طرفي نقيض هذا محدث لا يروي عمن يكذب على دابته وهذا يقبل من يكذب بحجة انه يكذب في رأيه أو حكاياته!!!!!!!!!!!!!!
أنا أشك في عدد من الرواة الذين قيل انهم يكذبون مثل الاعور وابن ابي يحي انهم زنادقة تستروا بطلب العلم واقتربوا من العلماء ليكسبوا ثنائهم ومن ثم الناس؛
لذا تجدهم حريصين على التحديث بالصحيح والمشهور امام غالب الناس وعامتهم وخاصة امام علمائهم
لكي يأخذوا تزكيات منهم بأن حديثهم ما فيه كذب
والعلماء بشر يعني يمكن ان يفلح احدهم في الكذب عليهم والتظاهر بالصلاح امامهم وذلك لأمر يريده الله ولحكمة يعلمها سبحانه وتعالى
ويكفي من تلك الحكم انه لولا ما وجد من هذه الاهواء والبدع التي أسسها وارسى قواعدها زنادقة متسترون
لولا تلك البدع لم يعرف فضل لسني على مبتدع ولم يعرف من هو مائل مع هواه ممن السنة والشرع امامه وهواه (ان صح والا قلنا هواءه)
وهنا ايضا وقفة مع من يأتي الى مثل هذا الراوي ويقول يعتبر به في الشواهد والمتابعات لوجود من وثقه
ويأتي الى راو ثاني واه مثله لكنه يرى انه يعتبر حديثه فيجعل حديثهما بدل من الموضوع او المنكر يجعله حسنا لغيره
هكذا يعني 1+1=2 انتهى الامر والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات!!!!
وهذا لازم نظريا لمن يتساهل في حديث مثل الحارث وابن ابي يحي ويتجاهل انهم متهمون مشبوهون،
وما جعلني اتمنى وجود حصر ودراسة لمرويات هذا الراوي ليس هو احتفالي بها ولا لاني اعتقد ان الله سبحانه جعل مروياته حجة علي يدينني سبحانه بها
لكن السبب هو بعض العبارات التي ظاهرا فيه تناقض
كقول احمد بن صالح عن الاعور: ثقة ما احفظه وما أحسن ماروى عن علي ............... لخ
وقول ابن عدي عامة مايرويه عن علي وعبدالله غير محفوظ
إن حملنا قول احمد بن صالح على ماهو الاشهر والاكثر عند المتقدمين ان الحسن بمعنى حسن المعنى وبمعنى الغريب لأن الغرائب كذلك على حد قوله من حسنها فررت
فهنا يقترب القولان،
والحقيقة لم اطلع على ما تفضلت بذكره من الخلاف بين المدافعين عن ناصر السنة وغيرهم حول هذا الراوي،
ومهما يكن فلا يضير (عند المنصفين) الالباني رحمه الله تبني وجهة نظر احد من العلماء حول الحارث
وعندي سؤال حول حديث الوصية المعلق في البخاري عن علي فابن حجر والعيني وغيرهما ذكروا ان الحديث مقبول وان كان من طريق الحارث لاعتضاده بالاجماع كما اشار الترمذي قبلهم
لماذا لا نحتج بالاجماع بعيدا عن حديث هذا الراوي مالحاجة الى ان نقول هذا الحديث مقبول في معرض الاحتجاج ولا يعني تصحيح حديثه!!!!
¥(18/487)
خاصة ان بعض العلماء يذكر احيانا مجتهدا حديث راوي صالح ثقة في دينه لكن في حفظه خلل فيأتي عالم آخر ويشنع عليه ويقول اتق الله كيف تروي عن الضعفاء؟!
ماذا يعني هذا؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا
اللهم ما كن فيه من خطأ فبصرني به وعلمني ما جهلت
ورحم الله امرءا دلني على خطئي
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 10 - 07, 06:53 م]ـ
هناك رسالة (الباحث عن علل الطعن في الحارث)
تأليف
عبدالعزيز بن الصدّيق الحسني
الغُماري المغربي
و (بيان نكث الناكث المتعدّي بتضعيف الحارث) لنفس المصنف
وفي هذه الرسالة محاولة تقوية الحارث
حيث أورد أدلة من بينها أن عليا رضي الله عنه لم يوثق أحدا على المنبر سواه وأنه قد أوصى ريحانتي الجنة بأخذ العلم من الحارث وغير ذلك من الأدلة التي لايوافق عليها كما طعن في الشعبي وعدد من علماء السنة من أجل ثوثيق الحارث.
وقد رد عليه الشيخ الألباني رحمه الله وغيره
وهناك رسالة ضمن ثلاث رسائل (الحجج اللطاف في الرد على الغماري والسقاف)
وهي رفع الارتياب بتوهين الحارث الكذاب.
المؤلف: محمد عادل ملاح
فيها الرد على مزاعم الغماري
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=2765
الرسالة الثالثة
رفع الارتياب بتوهين الحارث الكذاب
?
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد.
فقد ألف الأستاذ الغماري رسالتين الأولى " الباحث عن علل الطعن في الحارث " والثانية بعنوان " نكث الناكث المعتدي بتضعيف الحارث " رد على تنويه الشيخ ناصر الدين الألباني في مقدمة أحد كتبه بقوله: " حتى أن أحدهم ألف رسالة خاصة في توثيق الحارث الأعور الشيعي " وكلها شتائم للشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله حتى في عنوانها ومن ثم في مقدمتها وهنا في رسالتي هذه أرد على الثانية لأنها أحدث وقد جمع الأستاذ الغماري كل قواه ليرد على الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله ويتحفه بشتائمه وقد عمدت في هذا الرد كما في الردود السابقة إلى إيراد فقرات من رسالته والرد عليها بما تستحقه.
فقال الغماري في المقدمة ص29: وحمله (الألباني) عليه (هذا التنويه) ما عرف به واشتهر عنه من تسليط لسانه الأعجمي على عباد الله تعالى بدون ذنب اكتسبوه ولا إثم اقترفوه .....
أقول: أي جريمة أكبر من هذه الجريمة التي تقوم بها يامحدث المغرب من الإتيان إلى أكذب رجل بين الرواة والذي أجمع على رد حديثه كل علماء الجرح والتعديل وعلى رأسهم الشيخان بل ولم يستطع الإمام مسلم بعد أن تجنب روايته أن يسكت عنه كي لايظن ظان بأنه تركه سهواً بل نوه عنه في مقدمة صحيحه فقال مسلم (ثنا قتيبة ثنا جرير عن الشعبي حدثني الحارث الأعور وكان كذاباً) ثم تخطِّىء الشيخين وتقول بأنه كان عليهما أن يصنفاه في مقدمة رجال الصحيح بل يجب أن يكون سنده عن علي عليه السلام أصح الأسانيد من غير شك كما ذكرت ذلك في رسالتك ص37. وبذلك يكون الحارث الأعور الكذاب عن علي أصح من مالك عن نافع عن ابن عمر والسند الثاني سماه المحدثون السلسلة الذهبية وباستدراك محدث المغرب بأنه على الشيخين أن يصنفاه في مقدمة رجال الصحيح يصبح الحارث الأعور الكذاب عن علي أقوى وأصح سنداً من مالك عن نافع عن ابن عمر.
وإني لأتساءل ما الهدف من توثيق هذا الكذاب؟
فأقول: إنه لا يخفى على أي إنسان بأن من يسعى لذلك يكون هدفه ترويج أحاديثه الموضوعة التي رواها للناس واعتبارها فوق أحاديث الصحيحين ليخرب بذلك للمسلمين دينهم وليحلل لهم الحرام ويحرم عليهم الحلال كما هو هدف الشعوبيين والزنادقة كما صرح بذلك عبد الكريم بن أبي العوجاء حين قتله محمد بن سليمان العباسي الأمير بالبصرة على الزندقة بعد سنة 160 هجرية في خلافة المهدي ولما أُخذ لتضرب عنقُه قال " لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث أحرم فيها الحلال وأحلل الحرام " الميزان 2/ 644. وهذا الذي يسعى إليه المستشرقون الحانقون على الإسلام وأهله أن يدلسوا علينا من يتظاهر بأنه من أبناء جلدتنا ويضعوه في مصاف علمائنا ثم يفتري ويدلس على المسلمين دينهم وينهال على العلماء بالشتائم والقذف والتشنيع ويتهمهم بالجهل بل ويعيرهم بلسانهم الأعجمي
¥(18/488)
ويصفهم بأنهم أعاجم.
فهل يجوز لمحدث المغرب أن يعير إنساناً بأن أصله غير عربي وقد قال ? لأبي ذر عندما عير بلالاً بأمه بقوله ياابن السوداء قال له " أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية " أخرجه البخاري في الإيمان باب المعاصي من أمر الجاهلية، والله سبحانه وتعالى يقول:
? يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ? (الحجرات: 13)
ثم إنه من المعلوم أن محمد بن إسماعيل البخاري هو من بخارى ومحمد ابن ماجه هو من قزوين وأبو داود هو من سجستان والنسائي من نسا والترمذي من ترمذ وأبو حنيفة النعمان بن ثابت هو فارسي فهؤلاء كلهم ليسوا عرباً وقد سخرهم الله سبحانه وتعالى لنقل ديننا وحفظه لنا والذب عنه من أعداء الدين.
وقال محدث المغرب في مقدمته: وتطاول (أي الألباني) على مقام أكابر الحفاظ كالمنذري الحافظ المتقن رحمه الله تعالى وغيره بدون أدنى سبب يوجب ذلك التطاول على مقامهم في خدمة الحديث النبوي.
أقول: هل يجوز لمحدث المغرب الافتراء على الألباني أو غيره بأنه يتهجم على أكابر الحفاظ كالمنذري وغيره دون دليل علماً بأن كتب الألباني مليئة بنقوله عنهم مع تأدبه معهم أجمعين بل وحثَّ قراءَه وأتباعَه على احترامهم حتى في حال مخالفتهم، ونسي المسكين أنه بمؤلََّفه هذا والمؤلَّف الذي يدافع عنه قد تطاول فيه على الأمة الإسلامية بأسرها التي أجمعت على رد حديث الحارث الأعور وعمد إلى توثيقه، ثم يتهم العلماء تارة بالعداوة لهذا الكذاب وتارة بالغفلة والتقصير في العلم والفهم وخاصة أصحاب الصحيحين (أصح كتابين بعد كتاب الله) لعدم رفعهما هذا الحارث الأعور الكذاب من الحضيض في مراتب الحديث وتقديمه على جميع رجال الصحيح.
فهل يسلك هذا المسلك من كان من أبناء جلدتنا ومن قال لا إله إلا الله مخلصاً بها من قلبه؟
والآن لنتتبع جميع الإشكالات التي أوردها هذا الغماري في رسالته ونرد عليها بما يناسبها من العلم ثم بعد ذلك نورد ماقاله أهل العلم في الحارث الكذاب في كتب التراجم.
وعند الإشارة إلى رقم الصفحة يلاحظ أننا لم نبدأ بالصفحة رقم 1 لأن الرسالة مطبوعة عقب رسالة أخرى لقريبه عبد الله الغماري فهي تبدأ من الصفحة رقم 29.
1 - قال الغماري ص30:
لأن الحارث الأعور الهمذاني الذي وثقته وبينت بطلان جرح من جرحه مَثلُه مثَلُ سائر رواة الصحيح الذين اختلف فيهم أئمة الجرح ما بين مادح وقادح ومجرح وموثق كما يعلم ذلك من تتبع أحوال رجال الصحيحين .....
بل من يتتبع أحوال الرجال ويطلع على كتب الجرح والتعديل يحصل عنده العلم اليقين أنه لا يوجد راوٍ مهما علا قدره وسمت منزلته لم يتناوله جرح ولو بالتدليس مثلاً .... وإذا كان هذا حال سائر الرواة إلا النادر منهم جداً فلا ينبغي أن يحمل باللوم على من اختار توثيق الحارث.
أقول: هل تقارن الحارث الأعور الكذاب الذي أجمعت الأمة على طرح حديثه برجال الصحيحين كمالك وابن اسحاق اللذين اختصما فجرح كل منهما الآخر مما يعبر عن الخصومة فنبذ أهل الجرح والتعديل كلامهما هذا واعتبروه كأن لم يكن ولم يؤثر ذلك على توثيقهما وأما الحارث الأعور فقد كذبه الشعبي في الرواية وهو ما زال يتردد عليه ليتعلم منه الفرائض والحساب ووصفه بأنه من أحسب الناس إذن كذبه الشعبي ديانة لا عداوة وبقي عنده ليتعلم منه ما يجيده من العلوم سوى الرواية التي تعتمد على الصدق والحفظ.
ثم إن اختيار التوثيق ليس مزاجياً وإنما ينضوي تحت قواعد وضوابط معروفة في علم الحديث فإذا كان التضعيف مثلاً لعداوة أو لعمل يقوم به الراوي وهو مباح في مذهبه لكنه محرم في مذهب الجارح أو لخطأ أخطأ فيه راوٍ بحديثٍ أو حديثين بجانب كمٍّ هائل من أحاديث يرويها على وجهها فيرد تجريحه وأما توثيق الحارث فليس هو من هذا القبيل إنما هو مخالفة متعمدة لقواعد الحديث وضرب بكلام علماء الجرح والتعديل عرض الحائط.
2 - يقول عن كتابه " الباحث عن علل الحارث " ص31:
" الكتاب الذي أعجب به كل من قرأه من أهل العلم السالمين من داء الشغب والشغف بنشر الخلاف بين المسلمين ".
أقول يعجب به فريقان لا ثالث لهما:
¥(18/489)
*أ- جاهل بعلم الحديث وقواعده ومصطلحات القوم في الجرح والتعديل فتُدلَّسَ عليه من غير أن يتنبه لذلك فالبخاري مثلاً يصف بعض الرواة بقوله " سكتوا عنه " أو " فيه نظر " ولغوياً تعني أن علماء الجرح لم يتعرضوا لهذا الراوي بالنقد فمرروا حديثه بينما هذه اللفظة المهذبة عنده يستعملها هذا الإمام لمن كان في أدنى المنازل وأردئها عنده، وكذلك قال ابن أبي حاتم: إذا قيل " صدوق " أو " محله الصدق " أو " لابأس به " فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه (أي يقارن مع غيره ليُرى هل يعضده فيتحسن به أم لا) وهذا المصطلح لغوياً يعني أنه ثقة وحديثه صحيح وكذلك هو في اصطلاح ابن حجر مثلاً أنه بين الثقة والضعيف فحديثه حسن، أما حين يقول ابن حجر عن راوٍ إنه " مقبول " فيعني ذلك أن حديثه مقبولٌ حين يتابع وإلا فليِّنُ الحديث أي ضعيف كما في مقدمة التقريب ولغوياً كلمة مقبول تعني أنه مقبول الحديث لدى المحدثين وحديثه صحيح. كما أن وصف راوٍ بالفضل والزهد والتعبد والفقه لايفيد التوثيق في مصطلحهم فتسويد صفحات بمدح لأحد الرواة لا تعادل كلمة ثقة فكلمة ثقة تعني الصدق والحفظ والضبط والصفتان الثانية والثالثة ليست بيد الإنسان وإنما هي هبة من الله فنقصها أو عدم وجودها لا يقدح في جلالة وعدالة وفهم الراوي وفقهه ودينه ولكنها تقدح في روايته. إذن الرواية وشروطها الصدق والحفظ والضبط لأدائها كما تلقاها شيء والفقه والفهم والعبادة والدين شيء آخر ليس له أي علاقة بالرواية إلا اذا انضم للشرط الأول فيزيدها بهاءً.
*ب- عدو للحديث وأهله ومتعصب للهوى فكيف لايفرح هذا بأي سهم يصوب إلى نحور المسلمين وعلمائهم.
3 - قال ص31:
" في الوقت الذي هم فيه أحوج ما يكونون إلى الوفاق والالتئام والوئام ...... وطرح الترهات والخزعبلات التي يراها الجاهلون ومن في قلوبهم مرض أنها من صميم الدين وليست من الدين لا في قبيل ولا في دبير وإنما أثارها المثيرون وأخرجها المضلون من زوايا الإهمال ومخابىء النسيان تلبية لنداء الشر وإجابة لدعوة الشيطان في التفرقة ورفع لواء التنافر والتناحر وإيغار الصدور بين أهل لا إله إلا الله ليسهل اجتياحهم على عدوهم والقضاء عليهم في عقر دارهم رغم ما هم فيه من البلاء ".
أقول: أليس هذا هو حالك يا محدث المغرب وياليتك أتيت بمسألة خلافية لتطرحها بين المسلمين فتثير فيها ما تصف وإنما تأتي بأمر أجمع العلماء عليه قديماً وحديثاً ألا وهو رد حديث الحارث الأعور الكذاب وتقوم الآن بعد أربعة عشر قرناً وتشتم السلف والخلف وتصفهم بعدم الفهم لأنهم لم يرفعوا الحارث الكذاب إلى مقدمة رجال الصحيح بما فيهم البخاري ومسلم.
4 - ثم يقول ص31:
" ووطنه (أي الألباني) الذي ينتمي إليه وعرف بالانتساب إليه يحكمه الشيوعيون بل المتطرفون منهم وإنا لله وإنا إليه راجعون وإخوانه يذوقون الويل والعذاب من تسلطهم فكان ينبغي للألباني قبل الهجوم على العلماء وأئمة السلف والسعي بين المسلمين بالفرقة لقصد أو بدون قصد أن يكرس جهوده ويوجه لسانه على الأقل لدعوة الألبانيين إخوانه للجهاد وقتال الشيوعيين الملاحدة مع أني لم أسمع عنه شيئاً يتعلق بهذا الأمر مطلقاً بل كان الواجب عليه أن يكون أول الحاملين للسلاح لتحرير بلاده من حكم الملاحدة وعند ذلك يعطي الدليل وألف دليل على غيرته على الإسلام ونصيحته لدينه والدفاع عن أهل ملته ".
أقول: لا يا ألباني لِمَ لَمْ تفعل ذلك؟! حقاً إنك لمجرم أما كان لك أسوة بالغماري الذي لم يقر له جفن حزناً على إخوانه المسلمين في الأندلس الذين خضعوا لحكم بلاده المغرب سنين عديدة وحتى أنها فتحت انطلاقاً من بلده ويفصل بين بلده وبين الأندلس ما ينوف عن مئات الأمتار من المياه ومع ذلك فهو يتقلد سيفاً ويذهب إلى الأندلس كل يوم ويقتل المئات من الإسبانيين الذين أنشأوا محاكم التفتيش وقتلوا كل من أظهر انتقاله للنصرانية وأبطن ثباته على دينه الإسلام هذا إضافة إلى مؤلفاته التي طبقت شهرتها الآفاق وهي تدعو هؤلاء المسلمين إلى الجهاد ضد حكامهم من النصارى المجرمين في الأندلس منها مثلاً كتاب " الدعوة لتحرير الأندلس " و " الدعوة لنجدة المسلمين في الأندلس " و " لبيك يا أندلس " وغيرها كثير بينما لا يفصل بينك وبين بلدك سوى بضعة آلاف من الأميال ولم يتجاوز سنك بعُد
¥(18/490)
المئة أي إجرام أكبر من هذا يا ألباني.
5 - ثم يتابع الغماري حديثه ص32:
" أما حمل القلم وتجريد اللسان للطعن في أئمة المسلمين وحماة الشريعة من رجال السلف والخلف والدعوة إلى الخلاف والشقاق في أمور تافهة للغاية فذلك لا يجمل صدوره من مسلم عامي فضلاً عمن يدعي خدمة الإسلام ...... إلى درجة أن يدخل من أجل ذلك في مداخل لا قبل له بها ولا تقرها السنة النبوية التي نصب نفسه للدعوة إليها.
أقول: ليس لك حق يا ألباني أن تشير إلى أن الغماري - ولو إشارة بسيطة - قد ألف كتاباً مستقلاً لتوثيق الحارث الأعور المتفق على رد حديثه عند الأمة فإنك بذلك تطعن في الأئمة - وليس الذي ينتقدهم وعلى رأسهم البخاري ومسلم ويجهلهم ويعنفهم في عدم توثيقهم للحارث الكذاب - سلفها وخلفها فإنك بذلك تقطع الطريق عليه في تلبيسه على الناس دينهم وبذلك تثير الخلاف والشقاق وهذه أمور تافهة للغاية لايجمل صدورها من مسلم عامي ولا تقرها السنة فتوثيق الكذابين أمر تافه لايجمل بك يا ألباني أن تنبه الناس عليه ولا تقرك عليه سنة المستشرقين لذا فإنك تستحق ماجرده عليك الغماري من قلمه بالشتائم والافتراءات.
6 - قال الغماري متابعاً:
" والذين لا يجوز لأجل ذلك تكفيرهم أو منع الصلاة خلفهم وعليهم أو معاملتهم بغير ما يعامل به المسلم الذي حرم الله تعالى دمه وماله وعرضه ".
أقول: عتبي عليك يا ألباني هل يسمع بهذه الفتوى من يبعد عنك آلاف الأميال ولا نسمعها منك ونحن بجوارك عشرات السنين وكيف سمعها منك الغماري هل نشرتها في كتاب وزعته في بلاد الماو ماو ولم تَجُدْ علينا بنسخة منه ثم لم نرك تطبق هذه الفتوى حتى نقتدي بك.
6 - ويتابع الغماري ص32:
" لأنهم من أهل لا إله إلا الله التي يثقل بها ميزانهم يوم يقوم الناس للحساب مهما ارتكبوا من موبقات ومهما خرجوا عن الطريق وفعلوا وفعلوا كما يشهد بذلك حديث البطاقة لأنه حديث قاصم لظهر كل من يريد أن يحجر على أهل لا إله إلا الله رحمة الله تعالى وفضله ومغفرته التي وعد بها قائلها".
أقول: ما يمنعك يا ألباني أن تدعو إلى ما يدعو إليه الغماري فتقول للناس قولوا لا إله إلا الله وافعلوا ما تشاؤون وما تريدون من الموبقات فهذه البطاقة سوف تثقل ميزانكم مهما فعلتم من الموبقات واستحللتموها، بل لِمَ العبادة إذن ولِمَ تثقل علينا بمصنفاتك كل يوم وتعلمنا فيها صفة صلاة النبي ? وحجة النبي ? والصيام وغيرها من العبادات وهذا ماصح عن النبي ? وهذا ما لم يصح وكان يكفيك من ذلك أن تقول لنا كما ورد في بعض روايات الحديث " قولوا لا إله إلا الله تفلحوا " وكفى المؤمنين القتال فلا حاجة لصلاة ولاصيام ولاحج ولازكاة ولا ولا ولا بأس من ارتكاب الموبقات مهما تعدد أشكالها. ثم ما الفائدة من العلم والعلماء وهذه القناطير المقنطرة من كتب التوحيد والفقه والحديث بل ما الفائدة من نزول الوحي على محمد ? ثلاثاً وعشرين سنة ثم لماذا حرب أبي بكر للمرتدين عندما منعوا الزكاة و و ........ طالما أن الدين كله يكفي منه أن يقول أحدنا لاإله إلا الله حتى ولو بلسانه دون اعتقاد بها هذا لعمري مالم يحلم أي مستشرق بتحقيقه بين المسلمين! قال تعالى: ? قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ? (الحجرات آية14).
والإيمان كما عرفه العلماء ومنهم إمام مذهبك الشافعي هو قول وعمل (قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان) أم أنك يا غماري تستشهد بالآية الكريمة ? لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ ? (النساء آية43). وتقف كما وقف غيرك عندها!؟
فانظر أخي المسلم إلى النصح بين المسلمين ومن يريد لهم الخير شتان بين شخص يدعوهم إلى قول لاإله إلا الله حتى ولو بلسانهم ويبيح لهم فعل الموبقات مهما تعددت ولا يكلفهم بأي نوع من العبادات مهما صغرت وبين إنسان يطلع علينا كل يوم بكتاب يصحح فيه لنا عقيدتنا وعبادتنا ويعلمنا ما صح عن النبي ? وما لم يصح.
إلا أنه يوجد لي عليك اعتراض ياغماري أو سمِّه إشكالاً: ما الحاجة لرسالتك هذه لتوثيق الحارث الكذاب وماتفيدنا طالما أنه يكفينا قول لاإله إلا الله ولو بلساننا رغم ماتثيره من الجدل ومافيها من الطعن في الحديث وأهله من السلف والخلف.
6 - ويتابع ص 33 قوله:
¥(18/491)
" أقول: لايجمل بالمسلم الناصح أن يسعى بين جماعة المسلمين ـ في هذا الوقت ـ بالتفرقة وبث الشقاق والخلاف في أمور تافهة للغاية إثمها أكبر من نفعها إن كان فيها نفع وإلا فإثمها محقق وضررها قد ظهر للعيان ".
قلت: لايجمل بك ياألباني أن تنبه الناس إلى مايدلسه الغماري على المسلمين في دينهم ولو بإشارة خفيفة فيضطر للرد عليك بصفحاتٍ عديدةٍ وبذلك ينقسم المسلمون قسمين ويتنازعون فيما بينهم أما لو سكتَّ فعندها يستطيع أن يخدعهم ويلفهم حوله.
9 - يعلق السقاف على كلام الغماري محشياً ص 33:
" حتى أن أتباع الألباني ومقلديه في أمريكا كانوا وما يزالون سبباً لإغلاق مساجد عديدة من قبل البوليس الأمريكي لأجل ما فعلوه وسببوه من فتن وخلافات وشجار في تلك المساجد ا هـ حسن.
قلت: يسلم فمك يا حسن قل للألباني: لو سكت أتباعك يا ألباني ولم يعترضوا على ما ننشره من ترهات وأغاليط لما اضطررنا لضربهم ولما تدخل البوليس الأمريكي فأغلق المساجد التي تواجدتم فيها وكان بإمكانهم السكوت عليها لأنها أباطيل وخرافات واهية فماذا يكون إذا عبدنا الجيلاني واستغثنا به من دون الله وماذا يكون لو اتبعنا البدع وتركنا السنة وماذا يكون لو عبدنا المشايخ مع الله وماذا لو قلنا:
الرب عبد والعبد رب فما أدري من المكلف
كما يقول ابن عربي وماذا يكون لو قلنا:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في كنيسة
كما يقرر ابن عربي وماذا يكون لو قلنا: " ما في الجبة إلا الله " كما يقول الحلاج أليس نقول في النهاية لا إله إلا الله هل تحتاج هذه الخلافات الواهية إلى هذه الاعتراضات التي لانستطيع أن نقضي عليها بالدليل فنلجأ معذورين إلى أن نقضي عليها بالقوة.
وهؤلاء المشركون قالوا لمحمد ? " ? مَا نَعْبُدُهُمْ (أي الأصنام) إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ? (الزمر: آية 3). أي نعلم أنهم لا يخلقون شيئاً ولكن يُخْلَقون ولايرزقون أحداً ولكن نعبدهم ليكونوا لنا شفعاء عند الله، أما قول الرسول ? لابن عباس " إذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف ". رواه الترمذي في صفة القيامة باب ولكن يا حنظلة ساعة وساعة وقال هذا حديث حسن صحيح وصححه الألباني.
فابن عباس هذا فيما يبدو من أهل الظاهر ولا يعرف علم الباطن فخاطبه الرسول ? على قدر فهمه ولو فهم ابن عباس طريقة القوم في التصوف وتحريف الكلام عن مواضعه لخاطبه بغير ذلك أما قول الله سبحانه وتعالى:
? وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ? (البقرة آية 186). فهذه الآية وغيرها كثير هي لأهل الظاهر ولا يحق لك ياألباني أن تعترض على شيء مما ندعو إليه وإن خالف القرآن والسنة لأنها خلافات واهية وإذا تكلمت بشيء عنها فسنقيم الدنيا ولا نقعدها وعندها تتفرق كلمة الإسلام والمسلمين والإسلام ينهى عن الفرقة فاحذر هذا.
أنسيت يا ألباني أن المشركين قالوا لمحمد ? قد أتيت بدين فرق بين الأب وابنه وبين الأخ وأخيه أتريد أن تتابع عنادك ودعوتك إلى الله ورسوله كما تابع محمد ? الدعوة إلى الله وحده وتقف في وجه أعداء السنة؟
10 - وقال الغماري ص33:
" إن الحارث ثقة عدل رضي وثقه جماعة السلف والخلف واعتمدوا على روايته واحتجوا بحديثه لأنه إمام من أئمة العلم والحديث في الكوفة.
أقول: إن التوثيق هو أن ينص إمام من أئمة الجرح على توثيقه بلفظ ثقة فدلنا على واحد فقط من جماعة السلف والخلف ممن وثقه بهذا اللفظ أو بلفظ معتمد في مصطلح الحديث ثم من اعتمد على روايته ومن احتج بحديثه هل البخاري أم مسلم؟
11 - وتابع الغماري ص33:
" وقدمه أهل الكوفة على غيره في العلم وفي الصلاة بهم في الوقت الذي كانت عامرة بسادات التابعين وأئمة العلم والحديث في الكوفة ".
قلت: نعم قدموه في العلم الذي هو الفقه وليس في الرواية فذاك عمدته الفهم وهذه عمدتها الصدق والضبط أما الصلاة فليس لها علاقة بالرواية.
12 - وتابع الغماري ص34:
¥(18/492)
" ولو لم يكن دليل على توثيق الحارث وجعله في الطبقة الأولى من أهل العدالة وتقديمه على أغلب رجال الصحيح إلا هذا لكان كافياً لأهل العلم في ذلك ومغنياً عن غيره من الأدلة ".
قلت: ولا في الدرجة العاشرة من أهل العدالة لما سبق وبيَّنا أن العلم والفقه والإمامة هي غير الرواية فالرواية كما أسلفنا تعتمد على الصدق والضبط لا على الفقه والإمامة.
13 - وتابع ص34:
" لأن من المقرر عند أهل الحديث أن من الأمور التي يعرف بها عدالة الراوي وكونه ثقة شهرته بذلك بين أهل بلده ووطنه وربما كان عندهم هذا أعلى وأرقى في التعديل والتوثيق من ثناء رجل واحد من أئمة الجرح عليه.
أقول: قال ابن الصلاح في النوع الثالث والعشرين من علوم الحديث: معرفة من تقبل روايته ومن لا تقبل وبيان الجرح والتعديل المقبول: الثقة الضابط لما يرويه وهو المسلم العاقل البالغ ..... وأن يكون مع ذلك متيقظاً غير مغفل حافظاً إن حدث من حفظه فاهماً إن حدث على المعنى فإن اختل شرط مما ذكرنا ردت روايته. وتثبت عدالة الراوي باشتهاره بالخير والثناء الجميل عليه أو بتعديل الأئمة أو اثنين منهم له أو واحد على الصحيح ولو بروايته عنه في قول. قال ابن الصلاح وتوسع ابن عبد البر فقال كل حامل علم معروف العناية به فهو عدل محمول أمره على العدالة حتى يتبين جرحه.
إذن حتى يتبين جرحه وصاحبنا هذا لم يختلفوا في جرحه وإنما أجمعوا على جرحه.
14 - وتابع الغماري ص34:
" وأول من اعتمد عليه في الرواية عنه والأخذ منه سيدا شباب أهل الجنة - الحسن والحسين عليهما السلام - فقد روى ابن سعد في الطبقات 6/ 168 عن الشعبي قال " لقد رأيت الحسن والحسين يسألان الحارث الأعور عن حديث علي " ..... وفي هذا أعظم دليل وأكبر حجة وأقوى برهان على أنه ثقة عندهما، عنده من حديث علي والدهما - عليه السلام - مالايوجد عند غيره ..... إلا أنا نقول مثل الحسن والحسين في العلم والجلالة في الدين لايأخذ الحديث عمن عرف بالكذب وعدم الصدق في الرواية.
أقول: فعلاً الحسن والحسين سألا الحارث عما عنده من حديث علي فتبين لهما كذبه فلم يروياعنه وإلا فليقل لنا الغماري أين روايتهما عنه؟
15 - وتابع الغماري ص35:
" فرواية الحسن والحسين عن الحارث ترد طعن الشعبي فيه بالكذب وتظهر أنه أراد به - إن سلم ذلك له - الكذب في الرأي كما قال أحمد بن صالح المصري.
أقول: قال أبو عمرو بن الصلاح في كتاب علوم الحديث ص104 بتحقيق نور الدين عتر: التائب من الكذب في حديث الناس وغيره من أسباب الفسق تقبل روايته ..... وأطلق الإمام أبو بكر الصيرفي الشافعي فيما وجدت له في شرحه لرسالة الشافعي فقال " كل من أسقطنا خبره من أهل النقل بكذب وجدناه عليه لم نعد لقبوله بتوبة تظهر ومن ضعَّفنا نقله لم نجعله قوياً بعد ذلك ". والحارث حتى لم يعلن توبته.
16 - قال الغماري ص35:
" ومع ذلك فقد قال يحيى بن معين ما زال الناس يقبلون حديثه ".
قلت: هو إلى الضعف أقرب لأن معناه في اصطلاح القوم يقبلون حديثه حيث يتابع وإلا فلا وهذا الكلام يفسر قول ابن معين ثقة والرواية الأخرى لابأس به ثم ما زال المحدثون يقبلون حديثه أي أنهم مترددون بين قبوله وبين طرحه تهذيب التهذيب 2/ 145 ثم حزم أمره في الأخير وقال ليس بالقوي ثم قال ضعيف كما نقله عنه الذهبي. الميزان 1/ 435 وذلك بعد أن تأكد الرجل من عدم صحة رواياته.
17 - وتابع الغماري ص35:
" وقد وثقه أحمد بن صالح المصري إمام أهل مصر في الحديث فقيل لأحمد بن صالح قول الشعبي حدثنا الحارث وكان كذاباً قال أحمد بن صالح لم يكن بكذاب وإنما كان كذبه في رأيه.
أقول: مر معنا أنهم اختلفوا في قبول رواية التائب من الكذب وهذا لم يتب.
18 - وتابع الغماري ص36:
" ثم إن علي بن أبي طالب خطب الناس فقال من يشتري علماً بدرهم فاشترى الحارث الأعور صحفاً بدرهم ثم جاء بها علياً فكتب له علماً كثيراً ثم إن علياً خطب الناس بعد فقال يا أهل الكوفة غلبكم نصف رجل وهذا أيضاً شهادة من علي بفضل الحارث وأنه من أهل العلم الذين يؤخذ عنهم وأنه غلب أهل الكوفة في العلم ولو كان متهماً في ذلك لبين علي أمره وحذرهم منه ".
¥(18/493)
أقول: إن تشجيع علي لأهل الكوفة لكتابة علمه واندفاع الحارث لذلك هذا ليس توثيقاً له فالتوثيق يكون بعد الرواية لا قبل الرواية وقبل الأخذ وعلي لايعلم الغيب ولا يعرف ما سوف يؤديه هذا الحارث من الرواية على وجهها أم على غيره وقد وصفه بنصف رجل فهل هذا الوصف مدح أم قدح؟ **!
19 - وتابع الغماري ص36:
" عن أبي إسحاق أنه كان يصلي خلف الحارث الأعور وكان إمام قومه وكان يصلي على جنائزهم ".
قلت: الإمامة في الصلاة لا دخل لها بالرواية ولا بالتوثيق. وقد نُقلَ عن السلف رحمهم الله (الصلاة خلف كل برَّ وفاجر).
20 - وأعاد الغماري ص36 ذكر تقديم أهل الكوفة للحارث الأعور على عبيدة السلماني وعلقمة ومسروق وشريح.
أقول: التقديم في العلم والفقه والإمامة وليس في الرواية وإلا فليس منهم من جرح أو ردت روايته غيره.
21 - وتابع الغماري ص36:
"وبعد أن أعاد ذكر تقديمه الحارث على الأربعة (عبيدة وعلقمة ومسروق وشريح). قال: قال ابن سيرين: إن قوماً آخرهم شريح لَقوم لهم شأن ا هـ انظر المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان 2/ 557 وتهذيب الكمال 1/ 215 وتهذيب التهذيب 2/ 146 والميزان 1/ 203. وفي بعض الروايات قال ابن سيرين: " إن قوماً آخرهم شريح لَقوم خيار " وفي اللفظ الذي ذكره الذهبي في الميزان قال ابن سيرين وفاتني الحارث فلم أره وكان يفضل عليهم وكان أحسنهم.
أقول: فكما تلاحظ أن قول الذهبي في الميزان يختلف عن الرواية التي ساق فيها ذكر المصادر لفظاً ومعنى إلا أنها في الميزان 1/ 437 طبعة دار إحياء الكتب العربية كما أن هذا الكلام غير موجود في التهذيب أما تهذيب الكمال والمعرفة والتاريخ فليست هذه الكتب تحت يدي لأتأكد من نقله ومهما يكن فمعنى هذا الكلام هو تقديم الحارث في الفقه وليس في الرواية.
22 - وتابع الغماري ص37:
"وإنه ممن يجب أن يكون في مقدمة رجال الصحيح بل يجب أن يكون سنده عن علي عليه السلام أصح الأسانيد من غير شك لأنهم قالوا فيما ذكروه في أصح الأسانيد: محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني عن علي.
أقول: لقد وصفه مسلم فعلاً في مقدمة صحيحه وذكر سبب تجنب روايته بذكر كلام الشعبي فيه ألا وهو الكذب واعتبر سنده عن علي رضي الله عنه كما قال الغماري بإبدال كلمة واحدة منه فقط فأبدل كلمة أصح بكلمة أحط وذلك بوصفه بالكذب ونقل ابن حبان في الضعفاء له 1/ 222 بسنده عن أبي نعيم سمع الحارث من علي عليه السلام أربع أحاديث ونقل ابن حجر في التهذيب 2/ 145: وقال أبو بكر بن عياش لم يكن الحارث بأرضاهم ونقل الذهبي في الميزان 1/ 437 عن مغيرة قال لم يكن الحارث يصدق عن علي في الحديث.
23 - قال الغماري ص 38:
" بل جعلوا طعن إبراهيم النخعي في الشعبي بكذبه في السماع من مسروق عقوبة من الله تعالى له حيث تعدى على الحارث في لمزه بالكذب ".
أقول: قد خاف جماعة من العلماء من التكلم في الرواة بما فيهم وظنوه غيبة لكن البخاري وغيره من أهل الجرح و التعديل اعتبروه فرضاً في الدين لتبيان حال الرواة من أجل الحكم على صحة أحاديثهم ومن عده عقوبة خاف أن تكون غيبة.
24 - قال الغماري ص 38:
" ولو لم يرد طعن الشعبي في الحارث فهو باطل لأنه غير مفسر ولا مبين السبب وهو مردود اتفاقاً.
قلت: أي تفسير أوضح من أن يقال و كان كذاباً وأي عبارة أردأ من هذه العبارة في الجرح أما الجرح الذي لا يقبل إلا مفسراً كأن يوثقه جماعة كثر و يضعفه واحد بقوله ضعيف فهذا الجرح لا يقبل إلا مفسراً لأنه ما يكون جرحاً في رأي شخص قد لايكون جرحاً عند الآخرين وقصة البخاري الذي سافر مسافة طويلة ليأخذ حديثاً عن راوٍ ورآه يكذب على دابته التي تفلتت منه يوهمها أن معه شيئاً تأكله فتركه وعاد دون أن يسأله و قال إن الذي يكذب على الدابة لا آمن أن يكذب علي فهذا الجرح عندما عرف سببه من البخاري لم يأخذ به أهل الحديث و لم يعتبروه جرحاً فكلمة ضعيف تخبىء وراءها أشياء و أشياء فهي مقبولة و لو كانت غير مفسرة في حق من لم يعدل أما من كثر معدلوه وقل جارحوه فلا يقبل جرحهم إلا مفسراً هذا الذي يقوله أهل هذه الصناعة. و صاحبنا أجمعوا على ذمه ووصفوه بالكذب و في حالته و لو وصف بالضعف من غير تفسير الضعف فمقبول جرحه لعدم تعديل أحد منهم له فكيف وهو موصوف بالكذب.
25 - قال الغماري ص 38:
¥(18/494)
" ولا يخرج تكذيب الشعبي له عن أن يكون من كلام الأقران في بعضهم بعضاً و ذلك معروف مشهور بين أهل العلم وعقد له ابن عبد البر في جامع بيان العلم بابا خاصاً استوفى الكلام فيه على ذلك، انظر 2/ 150 منه ".
أقول: لقد عقد ابن عبد البر هذا الباب في 2/ 184 من الطبعة الثانية له طبع المكتبة السلفية و لخصه 2/ 186 بما يلي: قال أبو عمر " هذا باب قد غلط فيه كثير من الناس وضلت به نابتة جاهلة لا تدري ماعليها في ذلك. و الصحيح في هذا الباب أن من صحت عدالته وثبتت في العلم أمانته وبانت ثقته وعنايته بالعلم لم يلتفت فيه إلى قول أحد إلا أن يأتي في جرحته ببينة عادلة تصح بها جرحته على طريق الشهادات والعمل فيها من المشاهدة والمعاينة لذلك بما يوجب قبوله من جهة الفقه والنظر وأما من لم تثبت إمامته ولاعرفت عدالته ولاصحت لعدم الحفظ والإتقان روايته فإنه ينظر فيه إلى مااتفق أهل العلم عليه ويجتهد في قبول ماجاء به على حسب مايؤدي النظر إليه.
و الشعبي اعترف بتقدمه في الفقه والفرائض والحساب لذا واظب على تعلمها منه وقد قيل للشعبي كنت تختلف إلى الحارث قال نعم أختلف إليه أتعلم منه الحساب كان أحسب الناس.
إذن هذا ليس من كلام الأقران بعضهم في بعض فكلام الأقران في بعضهم يأتي عند الغضب و لايأخذه أهل الحديث على محمل الجد. أما الشعبي فعلى الرغم من تكذيبه له كان يختلف إليه ليتعلم منه الفقه والفرائض والحساب ولا أثر هنا للخصام بل الرجل قد واظب على الاستفادة من الحارث في الحساب.
و الحارث كما سنرى في نهاية هذه الرسالة إن شاء الله قد ضعفه حوالي خمسون إماماً وعدله منهم ثلاثة هم ابن معين و النسائي وأحمد بن صالح المصري، تراجع الاثنان الأولان عن تعديله وضعفاه بأصرح عبارات التضعيف مع إصرار الثالث على توثيقه مع وصفه بأنه كان يكذب في رأيه أي في حديثه مع الناس وهذا مما لايقبله حتى الغماري ويرفض حديثه لأن الغماري يقول في ص 44 من رسالته هذه التي ننتقدها بقوله: لأن المقرر عند أهل الحديث أن الراوي إذا كان يكذب في لهجته و كلامه ولا يكذب في حديثه فروايته أيضاً غير مقبولة لأن العدالة لا تتجزأ ولا تتبعض فلا يكون الراوي ثقة عدلاً في جهة و كذاباً فاسقاً في جهة أخرى.
26 - و قال الغماري ص 39:
" ومعلوم أن الحارث كان أعلم بحديث علي - عليه السلام - من الشعبي فلما سمع منه ما لم يبلغه من حديث علي عليه السلام - سارع إلى تكذيبه و هكذا حاله حتى مع الصحابة فكيف بالحارث. فقد نقل الحافظ الذهبي في ترجمة الشعبي من " تذكرة الحفاظ " 1/ 83 عن الحاكم عن ربيعة بن يزيد قال: قعدت إلى الشعبي بدمشق في خلافة عبد الملك فحدث رجل من الصحابة عن رسول الله ? أنه قال: اعبدوا ربكم و لاتشركوا به شيئاً وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الأمراء فإن كان خيراً فلكم و إن كان شراً فعليهم و أنتم منه براء " فقال له الشعبي كذبت. فهذه القصة فيها دليل بين على أن الشعبي كان سريع التكذيب لمن حدث بما لم يبلغه. فمن جعل طعن الشعبي في الحارث بالكذب حجة فليجعله في تكذيب هذا الصحابي كذلك مع أني أكاد أجزم بأن تكذيب الشعبي للحارث إنما هو من جهة رأيه لا غير.
أقول: يا فضيلة الشيخ أخطأت في الفهم وفي الاستدلال وغالطت في الاستنتاج بأمور:
1 - هذا الكلام غير صحيح ولاعبرة لردة فعله في حادثة أو حادثتين (لو صحت و هذا لم يصح كما سنبينه) و إلا لما عدَّ من أهل الجرح والتعديل ولم يقبل كلامه أصلاً في جرح أو تعديل أي راوٍ إذا كان هذا طبعه ثم لم يتفرد بتضعيف الحارث كما سنبينه فيما بعد.
2 - الذهبي نقل هذه القصة في مآثر الشعبي و ليس في مساوئه و لم يستنتج مااستنتجته أنت منها فقد نقل قبلها و بعدها أقوالاً تدل على فهمه و حيطته منها:
* مولده أثناء خلافة عمر في ما قيل كان إماماً حافظاً فقيهاً متفنناً ثبتاً متقناً.
* وروى عن علي فيقال مرسل وعن عمران بن حصين وجرير بن عبد الله وأبي هريرة وابن عباس وعائشة وعبد الله بن عمر وعدي بن حاتم والمغيرة بن شعبة وفاطمة بنت قيس وخلق.
* قال أحمد العجلي مرسل الشعبي صحيح لا يكاد يرسل إلا صحيحاً.
* عن الشعبي قال أدركت خمسمائة من أصحاب النبي ?.
¥(18/495)
* عن أبي مجلز ما رأيت أفقه من الشعبي لاسعيد بن المسيب ولاطاوس ولاعطاء ولا الحسن ولا ابن سيرين.
* جرير عن (في الأصل بن وهو خطأ) أيوب قال سأل رجل الشعبي عن ولد الزنا شر الثلاثة هو؟ فقال لو كان كذلك لرجمت أمه وهو في بطنها (أي لم يحل رجمها إلى أن يولد ويرضع ويفطم لتسلم حياته).
* وعن أبي بكر الهذلي قال قال لي ابن سيرين الزم الشعبي فلقد رأيته يستفتى والصحابة متوافرون.
* وعن ابن المديني قال قيل للشعبي من أين لك هذا العلم كله؟ قال بنفي الاعتماد والسير في البلاد وصبر كصبر الجماد وبكور كبكور الغراب.
* قال ابن عيينة: العلماء ثلاثة: ابن عباس في زمانه والشعبي في زمانه والثوري في زمانه.
* جعفر بن عون سمعت ابن أبي ليلى يقول و ذكر هذين فقال كان الشعبي صاحب آثار و كان إبراهيم صاحب قياس.
* وعن عبد الملك بن عمير قال مرَّ ابن عمر بالشعبي و هو يحدث بالمغازي فقال شهدت القوم ولهذا أحفظ لها وأعلم بها مني.
* و قال عيسى الحناط قال الشعبي إنما كان يطلب هذا العلم من جمع النسك و العقل فإن كان عاقلاً بلا نسك قيل هذا لا يناله وإن كان ناسكاً ولم يكن عاقلاً قيل هذا أمر لا يناله إلا العقلاء ثم قال فلقد رأيت اليوم يطلبه من لا عقل له ولا نسك.
* عن حصين عن عامر قال: ماكُذب على أحد في هذه الأمة ما كُذب على علي رضي الله عنه.
* أشعث عن ابن سيرين قال: قدمت الكوفة وللشعبي حلقة عظيمة وأصحاب رسول الله ? يومئذ كثير.
* ثنا داود بن يزيد سمعت الشعبي يقول: و الله لو أصبت تسعاً وتسعين مرة و أخطأت مرة لأعدوا عليَّ تلك الواحدة.
* وعن الشعبي: أنا مبغض لمن أبغض عثمان وعلياً.
* زكريا بن أبي زائدة قال كان الشعبي يمر بأبي صالح فيأخذ بأذنه ويقول تفسر القرآن وأنت لا تقرأ القرآن.
* أنا مجالد عن الشعبي قال كره الصالحون الأولون الإكثار من الحديث ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما حدثت إلا بما أجمع عليه أهل الحديث.
* ثم أورد هذه الحادثة للدلالة على فهمه ومعارضته حتى للصحابة في فهمهم. (الحادثة التي استشهد بها الغماري).
* ثم أورد بعدها قوله: ما كنت أعرف فقهاء الكوفة إلا أصحاب عبد الله (أي لا يوجد فقهاء فقههم صحيح سوى أصحاب عبد الله بن مسعود وإلا فأدعياء الفقه كثر). فقال له قيس الأرقب: أفلا تعرف أصحاب علي؟ فقال: نعم، قال: فتعرف الحارث الأعور؟ قال: نعم لقد تعلمت منه حساب الفرائض والجد فخشيت على نفسي منه الوسواس فلا أدري ممن تعلمه. قال: فهل تعرف ابن حبتن؟ قال: نعم لم يكن بفقيه ولم يكن فيه خير قال: فهل تعرف صعصعة بن صوحان؟ قال: كان رجلاً خطيباً ولم يكن بفقيه قال: فهل تعرف رشيداً (في الأصل رشيد وهو خطأ) الهجري؟ قال الشعبي: نعم بينما واقف في الهجريين إذ قال لي رجل: هل لك في رجل يحب أمير المؤمنين قلت: نعم فأدخلني على رشيد فلما رآني أشار بيده إلي وأنشأ يحدث قال: خرجت حاجاً فلما قضيت نسكي قلت لو أحدثت عهداً بأمير المؤمنين فمررت بالمدينة فأتيت باب علي فقلت لإنسان استأذن لي على سيد المسلمين فقال هو نائم وهو يظن أني أعني الحسن فقلت: لست أعني الحسن إنما أعني أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، قال أو ليس قد مات؟ فقلت أما والله إنه ليتنفس الآن بنفس حي ويعرق من الدثار الثقيل فقال أما إذا عرفت سرَّ آل محمد فادخل وسلم عليه واخرج فدخلت على أمير المؤمنين فأنبأني بأشياء تكون فقلت لرشيد إن كنت كاذباً فلعنك الله وقمت وبلغ الحديث زياداً فبعث إلى رشيد فقطع لسانه وصلبه.
* عاصم الأحول عن الشعبي إنه كان أكثر حديثاً من الحسن وأسن منه بسنتين.
* ابن شبرمة سمعت الشعبي يقول ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا ولا حدثني رجل بحديث قط إلا حفظته ولا أحببت أن يعيده علي ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه أحد لكان به عالماً.
* وفي نهاية الترجمة قال ابن شبرمة سمعت الشعبي يقول ماسمعت منذ عشرين سنة من رجل يحدث بحديث إلا وأنا أعلم به منه.
* فكما ترى يافضيلة الشيخ كل ما نقله الذهبي يدل على حفظ الشعبي وعلمه وورعه وفقهه وحيطته وروايته عن خمسمائة صحابي وأنه أعلم بالحديث من راويه وإن كان صحابياً وأعلم بالمغازي ممن حضرها بشهادة ابن عمر رضي الله عنه له.
¥(18/496)
3 - وفي هذا الحديث يا فضيلة الشيخ لم يذكر لنا ربيعة بن يزيد اسم هذا الصحابي لنر مرتبته في الحفظ والضبط والفهم ومهما يكن فليس هو أفضل من عبد الله بن عمر الذي يشهد بأن الشعبي أعلم بالمغازي منه مع أن ابن عمر رآها وأن الشعبي رواها فهذا الصحابي روى الحديث صحيحاً حتى وأطيعوا الأمراء ثم أتبعه بتفسيره له بعبارة " فإن كان خيراً فلكم وإن كان شراً فعليهم وأنتم منه براء ". وهذا لم يكن من الحديث أصلاً؛ لأن الأحاديث التي رويت في طاعة الأمراء كلها توصي بالسمع والطاعة لهم ماأقاموا كتاب الله أو مالم يأمروا بمعصية فكيف يتلاءم هذا مع رواية هذا الصحابي: " وإن كان شراً فعليهم وأنتم منه براء ".
فقد روى مسلم في صحيحه في كتاب الإمارة باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية: عن أم الحصين عن رسول الله ? قال: " إن أُمِّرَعليكم عبد مجدَّع حسبتها قالت أسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا ".
وروى عن ابن عمر بعده عن النبي ? قوله: "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة " ورواه الترمذي في كتاب الجهاد باب ما جاء لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق ورواه أيضاً البخاري وباقي الستة وأحمد ورواه ابن الجارود في المنتقى باب ما يجب من طاعة الأمراء وتركه إذا أمروا بمعصية حديث رقم 1041 وهناك أحاديث كثيرة عن رسول الله ? تحض على ترك طاعة الأمير حين يأمر بما يخالف كتاب الله منها ما رواه مسلم عقب الحديث السابق عن علي أن رسول الله ? بعث جيشاً وأَمَّر عليهم رجلاً فأوقد ناراً وقال ادخلوها فأراد ناس أن يدخلوها وقال الآخرون إنا قد فررنا منها فذُكر ذلك لرسول الله ? فقال للذين أرادوا أن يدخلوها لو دخلتموها لم تزالوا فيها إلى يوم القيامة وقال للآخرين قولاً حسناً. وقال لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف. ولا عجب أن يكون فهم الشعبي للحديث أجود من فهم ذلك الصحابي والرسول ? يقول: " فرب مبلَّغٍ أوعى من سامع " رواه الترمذي في العلم وأحمد وابن حبان وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وصححه الألباني.
4 - إن طلاب المرحلة الابتدائية يعرفون الفرق بين كذبْتَ وكذَّاب فالأولى تدل على الفعل في حالة واحدة أما الثانية فتعني الاستمرارية والملازمة فما بالك بالشعبي العربي الهمداني اليمني الأصل الذي كتب عن خمسمائة صحابي ووصفه قراء الكوفة " بأنه زعيم القراء " الذي تذوق اللغة العربية في مهده وورثها عن أجداده حقيقة لاادعاءً كما فعل غيره فقال للصحابي لما استنبط حكماً خاطئاً من الحديث كذبت ولم يقل له كذاب كما قال للحارث الأعور.
5 - لجهل فضيلتك أو تجاهلك وصفت الشعبي بأنه سريع التكذيب لمن حدث بما لم يبلغه. وكأن الرجل يحفظ حديثاً أو حديثين فينصب نفسه ميزاناً للرواة ونسيت فضيلتك قول الشعبي:
" لقد نسيت من العلم ما لو حفظه أحد لكان به عالماً " (هذا مما لم يكتبه وما بقي في ذهنه مما لم يكتبه أكثر بكثير عدا الذي كتبه).
6 - لجهل فضيلتك بلغات العرب وصفت الشعبي هذا الوصف وكأنه أحمق يبادر بالتكذيب لأي كان لمجرد تحديثه بحديث لم يبلغه.
فقد قال ابن حبان في كتاب علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار ص92: أبو محمد البخاري الذي كان يقول: الوتر حق فقال عبادة بن الصامت: كذب أبو محمد اسمه مسعود بن زيد بن سبيع الأنصاري ومن قال إن اسمه أحمد فقد وهم وليس في الصحابة أحد اسمه أحمد وقول عبادة كذب يريد أخطأ هذه لغة سائرة في أهل الحجاز.
فهذه لغة أهل الحجاز يا فضيلة الشيخ ولا يسع الذي يوثق ويضعف ويصدر الأحكام بأن يقول هذا سريع التكذيب وهذا يُرَدُّ قولُه أقول لا يسعه أن يجهل لغات الأمصار واصطلاح أهل الفن.
فقول الشعبي لهذا الصحابي كذبت يعني أخطأت أي أخطأت في تفسير الحديث بعبارتك التي فسرت بها الحديث " وإن كان شراً فعليهم وأنتم منه براء " هذا التفسير خطأ يرده الروايات التي أوردناها سابقاً ومنها " إنما الطاعة في المعروف " وهو ليس من الحديث أصلاً.
قد تعود إلى مغالطاتك وتقول بأن الشعبي كوفي وبعيد عن الحجاز فأقول لك بأنه أخذ عن عائشة وابن عمر في الحجاز وفي المدينة بالذات وقضى فترة لا بأس بها في المدينة والصحابي غالباً هو من أهل الحجاز فيفهم كلامه أيضاً على محمله.
¥(18/497)
7 - لم يصفه أحد من السابقين ولا اللاحقين بأنه سريع التكذيب حتى الذين أوردوا له هذه القصة طوال أربعة عشر قرناً حتى تبادر فضيلتك فتصفه بهذا الوصف.
8 - من قال بأن الحارث أعلم بحديث علي من الشعبي؟ إذا كان الشعبي أعلم بالمغازي التي رواها من ابن عمر الذي رآها بشهادة ابن عمر نفسه وقول الشعبي: ما سمعت منذ عشرين سنة من رجل يحدث بحديث إلا وأنا أعلم به منه (أي بمعناه) فمع هذا العلم الغزير والفهم القويم هل يقدم علم الحارث على علم الشعبي بحديث علي ومن أين استنبطته؟
9 - لا تجزم بما لا تعرف ولا تقل إن تكذيب الشعبي للحارث إنما هو من جهة رأيه لا غير فقد نقلنا لك من تذكرة الحفاظ للذهبي قوله في الحارث لقد تعلمت منه حساب الفرائض والجد فخشيت على نفسي منه الوسواس فلا أدري ممن تعلمه فالرجل لم يرو عنه بل اكتفى في البداية وبعد أن عرف حاله بتعلم الفرائض منه.
ثم خاف على نفسه الوسواس لعدم وثوقه بالحارث وبكلامه عمن تعلمه وإلا لسأله ولكنه جرب عليه الكذب.
27 - وتابع الغماري ص40:
" و إلا لما أخذ (الشعبي) عنه (الحارث) وتعلم منه وهو معدود من الرواة عن الحارث ".
قلت: لا مانع من الرواية عنه مع بيان حاله وقد روى مسلم في مقدمة صحيحه عنه قوله حدثني الحارث وكان كذاباً. فالرجل روى عنه مع بيان حاله وهذا أبو حنيفة يروي عن جابر الجعفي ويقول ما رأيت في التابعين أكذب منه. أحوال الرجال للجوزجاني ص50.
أما التعلم فتعلم منه الحساب وقال ما رأيت أحسب منه.
28 - وتابع الغماري ص40:
" لاسيما والكذب لم يكن له سوق بين التابعين ولا له رواج على لسانهم ..... وما صار التابعون يأخذون الحذر من الرواة ويحتاطون في الأخذ حتى وقعت الفتنة فلما وقعت نظروا من كان من أهل السنة أخذوا حديثه ومن كان من أهل البدع تركوا حديثه - كما قال ابن سيرين رحمه الله ".
أقول: قال الزهري " وقعت الفتنة وأصحاب رسول الله ? متوافرون " شرح الطحاوية ص609 الطبعة الأولى للمكتب الاسلامي. فوقعت الفتنة بين علي ومعاوية وبين علي وعائشة وبين علي والمنشقين عنه من الخوارج وهذه الفتن جميعها في عهد الصحابة وقام كثيرون من أنصار كل فرقة ووضعوا أحاديث تؤيد فريقهم في الفتنة وتدحض الطرف الآخر عداء للإسلام وأهله ومنهم تديناً ظناً منهم كما أجاب أحدهم عندما ذكر بحديث " من كذَبَ عليَّ فليتبوأ مقعده من النار " أجاب إنا نكذب له لاعليه. وهذا أبو حنيفة يقول عن شيخه جابر الجعفي ما رأيت أكذب منه وهذا الحارث قد كذبه الشعبي فالكذب موجود في عهد التابعين نتيجة لدخول أعداء الإسلام فيه ليطعنوه من الداخل كما تفعل أنت يا غماري وإلا فما غرضك من توثيق كذاب أجمع علماء الأمة سلفهم وخلفهم منذ أربعة عشر قرناً على رد حديثه.
وقد روى مسلم في مقدمة صحيحه 1/ 80 عن ابن عباس: إنا كنا نحدث عن رسول الله ? إذ لم يكن يكذب عليه فلما ركب الناس الصعب والذلول تركت الحديث عنه.
وقال أيضاً: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول قال رسول الله ? ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف.
إذن في عهد ابن عباس ركب الناس الصعب والذلول وكذبوا على رسول الله ? لذا أخذ يرد حديثهم ولا يأخذ منهم إلا ما يعرف وهذا في عهد الصحابة فما بالك بعصر التابعين.
وقال البخاري في التاريخ الصغير 1/ 147:
1 - فأوحى المختار الثقفي ابن الربعة الخزاعي وهو صحابي فقال: إنك شيخ أدركت النبي ? ولا تكذَّبُ بما حدثت عنه فقونا بحديث النبي ? وهذه سبعمائة دينار. قلت الكذب على النبي ? النار وما أنا بفاعل.
2 - يقول محمد بن عمار بن ياسر قدمت على رجل (أي المختار) يفتري على الله ورسوله.
3 - يقول عدي بن حاتم أشهد أن هذا كذاب يعني المختار.
4 - يقول صلة: قاتل الله الكذاب (المختار) أي حديث أفسد وأي شيعة شان.
فإذا كان الكذب على رسول الله ? انتشر في عهد ابن عباس والصحابة فهل يصدق قولك " والكذب لم يكن له سوق بين التابعين ولا له رواج على لسانهم " فلا أدري أجهلاً قولك هذا أم كذباً؟
¥(18/498)
وأما قولك إن التابعين أخذوا حديث أهل السنة وتركوا حديث أهل البدع فليس بصحيح فقد رووا للثقة من أهل السنة والبدعة على السواء وتركوا الكذاب من أهل السنة والبدع على السواء وهذا صحيح البخاري وصحيح مسلم مليئان بأحاديث الشيعة والخوارج لكن الثقات منهم.
29 - ثم نقل الغماري ص40 كلام الذهبي في رسالته " في الثقات المتكلم فيهم فيما لا يوجب ردهم " ما نصه:
" ..... فمن ندر في جنب ما قد حمل احتمل ومن تعدد غلطه وكان من أوعية العلم اغتفر له أيضاً ونقل حديثه وعمل به على تردد بين الأئمة الأثبات في الاحتجاج عمن هذا نعته كالحارث الأعور وعاصم بن ضمرة وصالح مولى التوأمة وعطاء بن السائب ونحوهم ".
وأخذ انطلاقاً من هذا الكلام يستنتج ما يحلو له من التوثيق ووصف الحافظ الذهبي بالناقد المتقن متناسياً أن الحافظ الذهبي قد قال بأن الأئمة الأثبات ترددوا بالاحتجاج في هؤلاء ولما عاد إلى تراجمهم بصفة موسعة وصف كلاً منهم بما له وما عليه في الميزان وضعفهم إلى المرتبة التي يستحقونها ولما عاد صاحبنا الغماري إلى ترجمة الذهبي للحارث في الميزان ورأى ما فيها تراجع عما وصف به الذهبي في الصفحة 40 من رسالته: الحافظ الناقد المتقن الذهبي فذكر في ص43 من رسالته: وكذلك ناقض الذهبي نفسه حيث قال: مع روايتهم لحديثه في الأبواب وهذا الشعبي يكذبه ثم يروي عنه والظاهر أنه يكذب في لهجته وحكاياته وأما في الحديث النبوي فلا وكان من أوعية العلم ..... الخ كلامه المذكور في الميزان 1/ 202 وعلق على ذلك بقوله:
فرواية أهل الحديث لحديثه في الأبواب دليل على أنه لم يوهنوه وأما قوله والظاهر أنه كان يكذب في لهجته فباطل أيضاً بل من أبطل الباطل لأن المقرر عند أهل الحديث أن الراوي إذا كان يكذب في لهجته وكلامه ولايكذب في حديثه فروايته أيضاً غير مقبولة لأن العدالة لاتتجزأ ولا تتبعض فلا يكون الراوي ثقة عدلاً في جهة وكذاباً فاسقاً في جهة أخرى وهذا مما تشترك فيه الرواية مع الشهادة (ونسي بأنه أقر أحمد بن صالح المصري قوله لم يكن بكذاب وإنما كان كذبه في رأيه ص 35).
أقول: مهلاً مهلاً عندما يقول إمام كلمة تظنها في صالحك [وهي ليست في صالحك كما ذكرت عما أورده الذهبي في ص40 من رسالتك] ترفعه إلى أعلى عليين وتصفه بالحافظ الناقد المتقن وعندما يوضح كلامه في مكان آخر تصفه بالتناقض وبأن قوله من أبطل الباطل كما ذكرت عنه في رسالتك ص43 و44 فما ذنبه إذا فسرت القول الأول جاهلاً أو متجاهلاً على مزاجك وبما يحلو لك وتركت قوله الآخر الذي هو المعتمد لأن كلامه في الرسالة " في الثقات المتكلم فيهم ..... " ليس هو موضع ترجمة وإنما هو تقرير قواعد وأما الترجمة المعتمدة فموضعها الميزان وهو مسؤول عن كلامه عن التراجم في الميزان وليس في غيره من الكتب التي ليس موضوعها الترجمة وأما القول بأن رواية أهل الحديث لحديثه في الأبواب دليل على أنهم لم يوهنوه فهذا غير صحيح لأنهم لم يلتزموا الصحة في السنن بل رووا لكثير من الوضاعين وممن نصوا هم على أنهم وضاعون مثل جابر الجعفي وغيره فقد قال فيه أبو حنيفة ما لقيت فيمن لقيت أكذب من جابر الجعفي ما أتيته بشيء من رأيي إلا جاء فيه بأثر. تهذيب التهذيب 2/ 48، وفي أحوال الرجال للجورجاني ص50 بمعناه.
30 - يعود الغماري لاستنتاجاته من كلام الذهبي ص40 بقوله:
فأفاد هذا التقرير من الحافظ الناقد المتقن الذهبي فيما يتعلق بالحارث أموراً:
1 - إن الحارث لم يكن كذاباً كما زعم الشعبي لأن الكذب لم يكن يصدر من التابعين عمداً.
فأقول: لقد أورد الذهبي كلام الشعبي في الميزان وأقره كما أقره مسلم في مقدمة صحيحه وأورده البخاري في ضعفائه إضافة لتاريخه الكبير والصغير واتفق النقاد على ضعفه كما سنرى في نهاية هذه الرسالة فهل بعد هذا الكلام حاجة لمستزيد أما عن تعمد الكذب فهذا أبو حنيفة يقول عن جابر الجعفي مارأيت في التابعين أكذب منه كما تقدم في أحوال الرجال للجوزجاني ص50 وفي تهذيب التهذيب 2/ 48 " ما لقيت فيمن لقيت أكذب منه ..... ".
¥(18/499)
2 - إن حديثه يعمل به في الأحكام وينقل بين الناس ولهذا احتج أصحاب كتب السنة بحديثه للمعنى الذي ذكره الذهبي والتردد في ذلك لا يضر فقد ذكرت أن ذلك التردد لا أساس له ولا دليل عليه وأن الحارث ثقة يعمل بحديثه قولاً واحداً على حسب القواعد المقررة.
أقول: مهلاً سوف تقرر بعد ثلاث صفحات بأن العدالة لا تتجزأ ولا تتبعض فلا يكون الراوي ثقة عدلاً في جهة وكذاباً فاسقاً في جهة أخرى فكيف يعمل بحديث الحارث في الأحكام ويرد في العبادات. أما احتجاج أصحاب كتب السنة بحديثه فقد سبق وبينا أن أصحاب السنن لم يلتزموا الصحة في أحاديثهم وإنما رووا فيها عن وضاعين نصوا هم على أنهم وضاعون فلا حجة في رواية أصحاب السنن عن الحارث.
2 - إن الحارث لم يقع منه تفرد في حديثه وإنه لم يكن ممن فحش خطؤه وكذا وهمه لأنه كان من التابعين الأولين وإنما ذلك يوجد في صغار التابعين فمن بعدهم.
قلت: لم يقولوا عنه بأنه ممن فحش خطؤه وكثر وهمه وإنما وصفوه بالكذب.
31 - ثم يقول الغماري ص41:
" فأين يذهب الألباني من هذا الكلام الذي قرره الذهبي الحافظ الناقد الذي ما أتى بعد يحيى بن معين خبير بأحوال الرجال مثله، في شأن الحارث وحكمه فيه بأنه ممن يعمل بحديثه وينقل عنه.
أقول: بعد أن وصفت الذهبي هذا الوصف فما ذنب الذهبي إذا فهمت كلامه بالعكس وفسرت كلامه في غير مكان الترجمة حينما ذكره من بين الرواة الذين تردد الأئمة في الاحتجاج بهم على أنه توثيق له واستغربت ما ترجمه ونقل ما له وما عليه في الميزان بشكل موسع فنقل تكذيبه وتوهين الجمهور له وقد قالوا: " آفة العلم من الفهم السقيم " هذا إذا أضيف للفهم السقيم الغرض الخبيث فتكون النتيجة عجائب فلم يقل الرجل لا هنا ولا هناك بأنه ممن يعمل بحديثه وينقل عنه فأكثر من عدهم لا يقبل حديثهم إذا انفردوا لأنهم ضعفاء وترجمهم في الميزان ووصف كلاً منهم بما يليق به. فأين تذهب ياغماري من قول الذهبي الحافظ الناقد المتقن كما وصفته أنت ونقلته عنه في الصفحة 43 وهذا الشعبي يكذبه ثم يروي عنه والظاهر أنه يكذب في لهجته وحكاياته وأما في الحديث النبوي فلا ثم تقرر بعدها بأن العدالة لا تتجزأ ولا تتبعض.
32 - وقال الغماري ص41: فظهر من هذا أن الألباني ليس له معرفة بالرجال ولا له غوص في نقل عبارات أهل الجرح.
أقول: الحمد لله أنه ليس للألباني معرفة بالرجال كمعرفتك هذه ولا له غوص كغوصك وإنما شأن الرجل يقتصر على جمع طرق الحديث والحكم على سندها كما يقول أهل الجرح والتعديل وعلى حسب مصطلحات القوم. ولا يغوص كغوصك لأنه إذا غاص كهذا الغوص ما خرج من جهنم والعياذ بالله. رجل يغوص غوصاً يخطىء به الأمة وعلماءها وما أجمعت عليه منذ أربعة عشر قرناً ويستنتج أن البخاري ومسلماً والشعبي والذهبي وابن حجر وابن سعد والنووي والنسائي وابن معين وابن المديني وأحمد بن حنبل وأبا حاتم وابن أبي حاتم وبنداراً وو ...... كلهم أخطؤوا في ردهم لحديث الحارث حتى من عاصر منهم الحارث واختبره وغمارينا الذي ينتسب إلى نفس الفرقة التي ينتسب إليها الحارث ألا وهي الشعوبية هو أخبر به ممن عاصره بأحواله فله الحق بتوثيقه.
33 - وقال الغماري ص41: فنجده (الألباني) يصحح ما هو موضوع ويضعف ما هو صحيح ويحكم بوقف ما هو مرفوع.
أقول: إن الألباني يخاف أن يقدم على ما أقدمت عليه ياغماري فيخالف الأمة وعلماءها وما اتفقت عليه منذ أربعة عشر قرناً أما أنت فشجاع كشجاعة أبي طالب وأبي لهب وأبي جهل فلا تخاف من إعلان رأيك أحداً حتى الله أما الألباني فجبان فهو يخاف الله ولا يجرؤ على مخالفة إجماع الأمة لأنه أولاً وأخيراً مسلم لذا فهو يصحح ما هو صحيح بنظر الأمة وإن كان موضوعاً بعرفك ويضعف كل حديث صححته طائفتك (الشعوبية) لتطعن به ديننا.
34 - وتابع الغماري ص41:
" ولكنه (الألباني) اغتر لفراغ الجو وخلو البلاد ممن يشتغل بالحديث على الوجه الصحيح.
أقول: الحمد لله على فراغ الجو وخلو البلاد ممن يشتغل بالحديث على الوجه الصحيح الذي تشتغل به أنت والذي تبغي به وجه الشيطان فتخالف إجماع الأمة فتصحح ماأجمعت الأمة على تضعيفه وتضعف ماأجمعت الأمة على تصحيحه وتوثق من أجمعت الأمة على تكذيبه وتضعف من أجمعت الأمة على توثيقه.
¥(18/500)
35 - قال الصياد السقاف ص41 معلقاً على كلام الغماري هذا:
" وخصوصاً بلاد الشام فليس فيها محدث البتة ".
أقول: إذا كان ذلك كذلك فمن هو الذي دعوته شعيب أرناؤوط - وعذراً من الأستاذ شعيب- وأين بلده الذي نقلت بحثاً كاملاً بحروفه من بحثه في حديث تحريك الإصبع في رسالتك تحذير العبد الأواه من تحريك الإصبع في الصلاة وأفردت فصلاً خاصاً به؟ ص23 دون أن تتحفظ على ما قرره وما ذهب إليه؟ وتصف تحقيقه في الحاشية ص28 بقولك: " ومن هذا التحقيق الدقيق والاستقصاء العميق يتبين ..... ":
1 - فإن كان محدثاً فتكذب أنت والغماري في ادعائكما أنه لا يوجد محدث في البلاد وخصوصاً بلاد الشام ممن يشتغل بالحديث على الوجه الصحيح.
2 - وإن لم يكن محدثاً فما هي صفته حتى استشهدت به ضد الألباني؟
3 - وإن كان محدث أوراق كما هو الألباني فتكون بذلك قد استشهدت بكلام جاهل على كلام جاهل.
4 - في أي المكانين تكذب هل هنا بقولك " وخصوصاً بلاد الشام فليس فيها محدثٌ البتة؟ أم هناك حيث تصف تحقيقه بالتحقيق الدقيق والاستقصاء العميق.
36 - وتابع الغماري نقده للألباني ص42:
" حتى يعلم الطلبة أنه محدث الأوراق والصحف ".
أقول: إن الألباني رحمه الله محدث الأوراق والصحف ينظر فيما نقلته لنا الأمة ثقة عن ثقة وحفظت به لنا ديننا فيبينه لنا ولا يخلو بالمستشرقين وأعداء الإسلام والمسلمين ثم ينقل إلينا ما يشرعونه لنا في ديننا.
37 - وتابع الغماري ص42:
" وأعظم دليل على هذا (أن الألباني محدث أوراق وصحف) ما وقع له في شأن الحارث في الميزان أن الجمهور على توهينه فأخذ ذلك منه مسلماً ورأى أن ذلك هو الحق لأنه ليس له أهلية لمعرفة صواب كلام أهل الجرح من خطئه ".
أقول: الألباني أصلحه الله ليس له أهلية لمعرفة صواب كلام إجماع الأمة من خطئه فهل لك اتصال يا ألباني بأعداء المسلمين ليوجهونك إلى صواب إجماع الأمة من خطئه؟ إنك لا تعدو كونك تبحث في الأوراق والصحف وتتقيد بالقواعد التي قعدها علماء الأمة لتحكم على الحديث صحة أو ضعفاً ولكن الغماري الذي يتصل بالمستشرقين ليعرف منهم صواب إجماع الأمة من خطئه هو المحدث الحديث وصاحب الدين الجديد. فهذا وإن كان الذهبي (الحافظ المتقن كما وصفه في الصفحة 40 من رسالته) قال في ترجمة الحارث: والجمهور على توهينه وإن نقل ابن حجر بأن الجمهور قد كذبوه ووهنوه لكن أحاديثه المكذوبة تفيد المستشرقين والشعوبيين الجدد في نشر الأباطيل بين صفوف المسلمين وبذلك يفسد دينهم فهو نتيجة لمصلحة أعداء المسلمين يجب أن يوثق لتقبل أحاديثه وتدلس على المسلمين.
38 - وتابع الغماري ص42:
" لأن الذهبي وإن كان حافظاً ناقداً لكنه له أوهام وأغلاط في كلامه على بعض الرجال ".
أقول: لذا فكلام الذهبي في الميزان المخصص للتراجم والذي وافق فيه إجماع الأمة على رد حديث الحارث خطأ ووهم أما كلامه العام واستشهاده على قواعد في علم الحديث بإيراد أسماء فيمن تردد العلماء في قبول روايتهم فهو الصحيح، تخطئة الذهبي في المكان المختص وتصويب رأيه في مكان الاستشهاد هذا هو المنطق الصحيح عند الغماري ومع ذلك فالرأيان فيهما التضعيف لو فهم النصين كما يفهمه أهل اللغة والحديث.
39 - وتابع الغماري ص42:
" كما يقع له أيضاً (الذهبي) أوهام في تصحيح الأحاديث وتضعيفها .... كما يعلم من قرأ تلخيص المستدرك له ومن ذلك قوله في الحارث إن الجمهور على توهينه فإنه وهم محض وتسرع في القول.
أقول: لم يكتف الذهبي بتكذيب الحارث في الميزان أثناء ترجمته - وهو الحافظ الناقد المتقن - حتى يطبق كلامه ويوافق فيه أئمة الجرح والتعديل أثناء تلخيصه المستدرك وتحقيق أحاديثه. فالألباني ليس وحده الذي يصحح ويضعف جاهلاً بل الذهبي أيضاً يصحح ويضعف واهماً ولا يعرف قواعد الحديث كما يعرفها الخبير الذي طلع علينا بعد أربعة عشر قرناً ليجدد النظر في توثيق الرواة وجرحهم!
40 - وتابع الغماري ص42:
" ولو تتبع الألباني كلام أهل الجرح في الحارث كما حصل لنا - ونظر في مخرج جرح المجرحين له لعلم وتحقق أن الجمهور الذي قال الذهبي أنه اتفق على توهين الحارث لا يوجد إلا في الميزان للذهبي رحمه الله تعالى - وأنه لا حقيقة له في الخارج مطلقاً كما يقولون في العنقاء.
¥(19/1)
أقول: فعلاً لو تتبع الألباني كلام أهل الجرح في الحارث على طريقة تتبع الغماري ونظر في مخرج جرح المجرحين له لعلم وتحقق أن الجمهور الذي قال الذهبي أنه اتفق على توهين الحارث لا يوجد إلا في الميزان للذهبي - وهو طبعاً واهم - وأنه لا حقيقة له في الخارج مطلقاً كما يقولون في العنقاء فلا وجود للبخاري ولا لمسلم ولا لأحمد بن حنبل ولا لابن معين ولا لعلي بن المديني ولا للشعبي ولا لابن سعد ولا لأبي حاتم ولا لابن أبي حاتم ولا لأبي زرعة ولا لأحمد بن يونس ولا لزائدة ولا لمنصور بن المعتمر ولا للمغيرة بن مقسم ولا لإبراهيم النخعي ولا لأبي سعيد الأشج ولا للجوزجاني ولا ليحيى بن سعيد القطان ولا لعبد الرحمن بن مهدي ولا للنسائي ولا للدارقطني ولا لابن عدي ولا لابن شاهين ولا لابن حجر ولا لابن العماد الحنبلي ولا للنووي ولا ولا ....... فهؤلاء خيال ولاوجود لهم وتحكى عنهم الحكايات كما تحكى عن العنقاء.
41 - ويتابع الغماري في ص42 قوله:
" لأن الجمهور الذي يخرج منه الحسن والحسين ومعهما والدهما وأهل الكوفة وابن سيرين وسعيد بن جبير وابن معين وأحمد بن صالح المصري وحبيب بن أبي ثابت والنسائي وأبو بكر بن أبي داود وأبو حفص بن شاهين وابن عبد البر وغيرهم كثير ممن وثقه وأثنى عليه بل قال ابن معين: ما زال المحدثون يقبلون حديثه. الجمهور الذي يخرج منه هذا العدد الجم من أئمة السلف والخلف لجدير أن ينبذ نبذ النواة ويطرح في زوايا الترك والإهمال ويسدل عليه ستار النسيان ".
أقول: نعم الجمهور الذي يخرج منه الحسن والحسين ومعهما والدهما وأهل الكوفة وو ...... لجدير أن ينبذ نبذ النواة فكيف إذا انضموا إلى من عددناهم في الفقرة السابقة فلم يبق من الجمهور الذي يوثق الحارث غيرك يا غماري وأنت حكمت على نفسك بما تستحق.
فسؤال الحسن والحسين له كما أسلفنا عن حديث والدهما - عليهم السلام - ليس بتوثيق له فالرسول الكريم ? " مات ودرعه مرهونة عند يهودي " رواه البخاري في الجهاد باب 89 والمغازي باب 86 والترمذي في البيوع باب الرخصة في الشراء إلى أجل والنسائي في البيوع باب مبايعة أهل الكتاب وابن ماجة في الرهون والدارمي في البيوع وأحمد.
فهل يصبح اليهودي ثقة في الحديث إذا عامله أو كلمه ليس الحسن والحسين أو علي بل سيد البشر محمد ?.
أقول: إن الحسن والحسين سألا الحارث ولو وثقاه لرويا عنه فِلمَ لم يرويا عنه ولم يقل أحد بأنهما رويا عنه غيرك وإلا فأين الرواية وأما علي رضي الله عنه فقد حثه كما حث غيره على العلم والحث على العلم ليس بتوثيق والنسائي ذكره في كتابه الضعفاء ولم ينقل توثيقه مما يؤكد على أنه استقر في نهاية الأمر على تضعيفه وأحمد بن صالح المصري نزل كلام الشعبي في تكذيبه للحارث على الكذب في حديثه (ومن كانت هذه صفته فحديثه مردود عند المحدثين وكذلك مردود عندك) وابن معين أوردت كلامه الذي هو إلى التضعيف أقرب فلو كنت محدثاً لنأيت عن هذا الاستشهاد بقول ابن معين الواضح لطلبة الحديث وللمبتدئين به إن هذا الوصف معناه أنهم يترددون في قبول حديثه ولما يستقر رأيهم بعد على نبذ حديثه وبذلك يتذكر القارىء ما استقر عليه رأي ابن معين في النهاية وحزم عليه أمره فأطلق عليه لقب ضعيف وليس بالقوي.
أما باقي من عددتهم فقد وصفوه بالعلم والفهم والفضل وهذا ليس موضوع بحثنا الآن.
42 - وتابع الغماري في ص43:
" فَذَكَرَ ذِكْرَ أبي إسحاق الشيرازي للحارث في فقهاء التابعين وأنه من أصحاب ابن مسعود وقول سعيد بن جبير عن أصحاب ابن مسعود بأنهم سرج المدينة وقول الشعبي بأن ابن مسعود أفقه أصحاب النبي ? ثم قال: فالذي يتمسك بقول الذهبي في توهين الحارث بعد هذا هو الواهي حقيقة.
قلت: لو كنت مسلماً حقاً ما تجرأت على هذا القول لكن كل إناء بما فيه ينضح فحقدك الأسود على الإسلام والمسلمين أعماك ولم تدر مايخرج من فيك وكل من عددنا وسنرتبهم مع أقوالهم في نهاية الرسالة من علماء الأمة كلهم واهون عندك يا غماري لكن إذا لم تستح فاصنع ماشئت إذا كان البخاري ومسلم وأحمد والنسائي وابن معين وابن المديني وو ...... واهين فمن الثقة إذن؟ **!
طبعاً مسيلمة وعبد الله بن سبأ والغماري هؤلاء هم ثقات الأمة وعنهم يؤخذ الدين.
¥(19/2)
فهذا الكلام الذي ترد به توهين الحارث على علماء الأمة، قول العلماء في فقه ابن مسعود ومن ثم فقه أصحابه ليس توثيقاً لأصحابه في الرواية ياجاهلاً بالرواية وأهلها.
43 - وتابع الغماري في ص43:
فذكر تناقض الذهبي في رسالته " الرواة الثقات المتكلم فيهم " وبقوله فيها أن الحارث وشبهه يعمل بحديثه وينقل على تردد بين الأئمة الأثبات في الاحتجاج عمن هذا نعته وبين توهينه له في الميزان وكذلك مع قوله " مع روايتهم لحديثه في الأبواب وهذا الشعبي يكذبه ثم يروي عنه والظاهر أنه يكذب في لهجته وحكاياته وأما في الحديث النبوي فلا ".
أقول: إن المكان المخصص للتراجم والمرجع لذلك والمعتمد في التوثيق والتضعيف هو الميزان عند الذهبي أما رسالته واستشهاده فيها بأسماء فلا عبرة له للتوثيق والتضعيف فيها إلا إذا لم يكن للمؤلف رأي آخر أودعه المكان المخصص له ففي الميزان نظر الإمام الذهبي الحافظ الناقد المتقن الذي لم يأت أحد بعد ابن معين مثله كما أسلفت أنت نظر في جميع ما قيل في الحارث وحكم عليه بما يستحق فكلامه في الميزان هو بعد التحقيق والتمحيص وفي غيره يكون الكلام عرضاً. ثم إن الرجل لا يتناقض وإنما ينقل آراء الناس ويقول مع أن الجمهور على توهينه فقد رووا حديثه في الأبواب واستنتج الرجل أن الحارث لا يكذب في الحديث النبوي وإنما يكذب في حديث الناس.
44 - وقال الغماري في ص 45:
" بل قال الذهبي في الميزان 1/ 23: والنسائي مع تعنته في الرجال قد احتج به.
قلت: نقل ابن حجر هذا الكلام عن الذهبي في التهذيب في ترجمة الحارث ثم أتبعه بقوله قلت لم يحتج به النسائي وإنما أخرج له في السنن حديثاً واحداً مقروناً بابن ميسرة وآخر في اليوم والليلة متابعة هذا جميع ماله عنده وذكر الحافظ المنذري أن ابن حبان احتج به في صحيحه ولم أر ذلك لابن حبان وإنما أخرج من طريق عمرو بن مرة عن الحارث بن عبدالله الكوفي عن ابن مسعود حديثاً والحارث بن عبدالله الكوفي هذا هو عند ابن حبان رجل ثقة غير الحارث الأعور كذا ذكر في الثقات وإن كان قوله هذا ليس بصواب والله أعلم.
45 - وقال في ص 45:
" وهذه شهادة من النسائي بأن الطعن الذي وقع في الحارث مردود غير مقبول.
قلت: مر معنا في التعليق السابق بأن النسائي لم يرو له إلا حديثين متابعة ولم يوثقه بل وذكره في كتابه الضعفاء له وبذلك لم يخرج النسائي المتعنت في الرجال عن قاعدته وهو الذي يرد حديث الراوي بما لايكون جرحاً فكيف إذا جرح بالكذب كما قلت أنت.
46 - وتابع في ص 45:
" فاحتجاجه (أي النسائي) مع هذا دليل واضح على أنه ثقة ... وأن حديثه صحيح كسائر أحاديث الثقات.
أقول: لم يحتج به النسائي كما مر معنا بل روايته له حديثين فقط متابعة دليل على أنه ليس بثقة عنده وليس حديثه صحيحاً كسائر أحاديث الثقات وكيف يكون حديثه صحيحاً عنده وقد ذكره في الضعفاء وقال ليس بالقوي.
47 - وقال في ص 45 منوهاً أن ابن عبد البر قال عن حديث " والصحيح عن علي من وجوه شتى صحاح أنه قال في الصلاة الوسطى صلاة العصر وروى ذلك عن النبي ? رواه عنه جماعة من أصحابه منهم عبيدة السلماني وشتير بن شكل ويحيى الجزار والحارث والأحاديث في ذلك صحاح ثابتة أسانيدها حسان ا هـ ".
أقول: فكما تلاحظ أن ابن عبد البر لم يقل قال الحارث وإنما أورد عدة من أصحاب علي وذكره في آخرهم ومع ذلك ومع متابعة بعضهم البعض فلم يحكم على مجموع أسانيدها بالصحة وإنما حكم لها بالحسن وقوله هذا ليس تعديلاً للحارث فقد روى ابن عبد البر هذا الحديث له متابعة لغيره وهم كثر كما ترى.
48 - وقال في ص 45 " والألباني لشذوذه وجهله ....... خالف عمل هؤلاء الأئمة من السلف والخلف في توثيق الحارث وتصحيح حديثه ".
أقول: واضح مما سبق مَنِ الشاذ والجاهل هل من خالف الأمة وشتمها ليوثق كذاباً أم من تابع الأمة ووافقها؟
49 - وقال في ص 45:
" كما وقع منه في كلامه (أي الألباني) على حديث: " الأنبياء قادة والفقهاء سادة ومجالسهم زيادة " وقال موضوع.
أقول: هل حديث الحارث الكذاب حسب قواعد المصطلح في الحديث يستحق أعلى من هذه المرتبة إضافة لعلة ثانية وهي أن أبا إسحاق لم يسمعه من الحارث؟
50 - وقال في ص 46:
وقد أظهر في هذا الكلام من الجهل ما يضحك منه صغار الطلبة.
¥(19/3)
أقول: بما فيهم أنت لجهلكم قواعد المصطلح إذا كنتم مخلصين ولكشف عواركم إن كان غير ذلك.
51 - وقال في ص 46:
" واعتماد الألباني - لعدم وصوله إلى درجة الاجتهاد في الكلام على الرجال أوقعه كما قلنا فيما كشف به عن جهله.
أقول: إن الألباني لايجتهد بعد إجماع الأمة وأئمة الحديث على تكذيب راوٍ بعد أربعة عشر قرناً ويطلع على الأمة الإسلامية بأنها كانت طوال هذه العصور مخطئة في تضعيفها الحارث والحق الذي ارتآه بعد أربعة عشر قرناً أن الحارث الكذاب ثقة. لا لم يصل الألباني إلى هذه المرتبة لعدم ارتباطه مع جهات معينة توجهه بل غاية فعل الألباني أن يتتبع قول علماء الأمة ويحكم على الحديث حسب قواعد المصطلح.
52 - وقال الغماري في ص 46:
" والألباني أوقعه في هذا الخطأ القبيح والغلط الشنيع تقليده لأبي الطيب العظيم آبادي.
قلت: فعلاً الألباني جاهل والغماري عالم ومجتهد وو .......... حتى أن الغماري اختصر اسم أبي الطيب اختصاراً لايمكن أن يقع من جاهل فأبو الطيب اسمه محمد شمس الحق العظيم آبادي وليس العظيم آبادي فالعظيم هو بدل من الحق وليس صفة لمحمد ولا لأبي الطيب فالحق والعظيم هما اسمان لله وشمس مضافة لله باسميه الحق والعظيم فإذا حذفت شمساً من اسمه فكأنك تحذف عبداً من اسم عبد الله أو عبد الرحمن فتسميهما الله أو الرحمن فهل يقبل هذا جاهل؟ *! فإذا كنت لاتعرف اسم من تنقل عنه ولا تفقه معنى اسمه ثم تسميه بأحد أسماء الله (العظيم) بدلاًَ من شمس الحق العظيم فأنا أقر بأنك غصت لكنك لم تخرج وبان جهلك بل وعدم فهمك وحسبنا الله ونعم الوكيل.
53 - وقال في ص 46:
" فالقاعدة المقررة عند أهل العلم بالحديث والأمر الذي عليه العمل عندهم وهو الذي يقتضيه النظر أيضاً: أن الحديث يجب أن يعلل أولاً بالهيثم بن موسى المروزي المجهول فإني لم أقف له على ترجمة فيما لدي من كتب الرجال ..... فالرجل في عداد المجهولين فيما يظهر. فكان يجب على الألباني - لو كان بصيراً بنقد الأحاديث - أن يبدأ في الكلام على سند الحديث الذي أعله بالحارث من أوله ليسلم له التعليل.
أقول: اعتراضك على طريقة التعليل ليس بأغرب من اعتراضك على علماء الأمة بتضعيف الحارث فمن المنطقي:
1 - أن يبدأ المحدث بتحقيق الحديث من الأعلى وليس من الأسفل لاحتمال المتابعة وورود الحديث من طريق أخرى.
2 - هل يعلل الحديث بالمجهول أو الضعيف وينسب إليه الوضع ويترك الكذاب؟
فهذا لم يقل به من انتسب إلى هذا العلم الشريف من المسلمين وأما من غيرهم فهم أحرار في طريقة بحثهم وقد علق شمس الحق العظيم آبادي على الحديث في سنن الدارقطني بقوله وأما رواية علي في الكتاب ففيها الحارث بن عبد الله الأعور وهو ضعيف جداً فهل هو جاهل أيضاً أم محدث أوراق وصحف؟
54 - ويقول في ص 47:
" فوجود عبد العزيز بن الحصين هذا هو الذي يجب أن يعلل به الحديث كما هي قاعدة أهل العلم في مثل هذا لأنه لم يوثقه أحد.
أقول: أنسيت ما ذكرته قبل سطرين قول ابن حجر في اللسان: وأعجب من كل ما تقدم أن الحاكم أخرج له في المستدرك وقال إنه ثقة.
55 - ويقول في ص 48:
" كأنه لايوجد ضعيف في السند إلا هو ".
أقول: لا يوجد في السند كذاب غيره.
56 - وتابع الغماري في ص 48:
" وحتى لو سلمنا له أن الحارث ضعيف وكذاب - كما قال - ولكن من يثبت لنا أنه هو صاحب الحديث مادام الطريق إليه فيها متروكاً - والصواب متروك - وغير ثقة ".
قلت: اسأله فلو كنت تدري ما تقول لما سألت هذا السؤال فحتى البعيد عن علم الحديث لو قلت له من يتهم بالحديث الكذاب أم متروك الحديث لأجابك مباشرة الكذاب ولكن الهوى يعمي ويصم.
57 - قال في ص 48:
" ولو سلمنا له سلامة السند من كل هذا وإن التهمة من جهة الحارث وحده .... ولكن فيه أبو إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه " ا هـ ملخصاً.
أقول: لجهلك في علم الحديث تقول هذا فعلة التدليس تؤدي بالحديث إلى الضعف وليس إلى الوضع فلو كنت فعلاً محدثاً لما أبديت أيَّ اعتراض من اعتراضاتك هذه لأنها كلها ضد طريقة المحدثين وهل يقدم التعليل بالضعف على الوضع ومع ذلك فقد ذكر الألباني أبا إسحاق في تعليل الحديث.
58 - وقال الغماري في ص 49:
¥(19/4)
" ومن الأمور التي تدل على قصور الألباني أنه اقتصر في كلامه على الحارث على قوله: ضعفه الجمهور وقال ابن المديني كذاب وترك ذكر العدد الكبير الذي وثقه وأثنى عليه كما ذكر ذلك في ترجمة الحارث من كتب الجرح ".
أقول: لقد نسي أن يقول أن الحسن والحسين سألاه عن حديث علي فوجداه كذاباً فلم يرويا عنه وقد حثه علي على العلم ووصفه بنصف رجل.
59 - وقال الغماري ص 49:
" ومما يضحك ويجعل حبوتك تنحل عجباً من هذا الألباني أنه جعل قول شعبة لم يسمع منه (أي أبو إسحاق من الحارث) إلا أربعة أحاديث مما يجرح به الحارث.
أقول: الظاهر أن حبوتك محلولة لكل طالب. وعجبك هذا ناتج من عدم فهمك ما يلي:
1 - اللغة العربية لأن الألباني يتكلم عن علل الحديث وكلامه هذا هو في علل الحديث وليس في علل الحارث.
2 - لغة القوم فعندما يقول الألباني أبو إسحاق لم يسمع من الحارث سوى أربعة أحاديث يفهم أي مبتدئ بالعلم أن هذا ليس طعنا بالحارث ولا بأبي إسحاق وإنما يفهم أن هناك انقطاعاً في السند بين أبي إسحاق والحارث ولو كان هذا الحديث من الأربعة لصرح بالتحديث فيه أبو إسحاق ولكن كما سبق وقلنا إن " آفة العلم من الفهم السقيم " وكيف من يتصف بهذا الفهم لا يسمي نفسه بمحدث المغرب وقد ذهب لتسويد صفحة كاملة ليبرهن على أن قلة الرواية عن شيخ لا تضعفه.
60 - وقال الغماري في ص 50:
" ثم مما يعرفك بضعف الألباني في هذا العلم وقصوره فيه وعدم اتباعه للمقرر فيه عند أهله أنه حكم على الحديث أولاً بأنه موضوع ثم قال بعد أن ذكر سند الحديث الذي علقه من طريق عن الحارث عن علي بن أبي طالب: وهذا سند ضعيف جداً فحكمه أولاً بأن الحديث موضوع وهو شر الضعيف لأنه لادرجة بعده مطلقاًـ ثم حكمه على السند بأنه ضعيف جداً ثانياً تناقض عظيم وجهل كبير يعلمه طلبة نخبة الفكر لأن السند الضعيف جداً لايصل أن يكون به الحديث موضوعاً بل يحتمل أ ن يكون واهياً يرتفع إلى درجة الضعيف بخلاف الحديث الموضوع ".
أقول: لو تأمل الغماري صنيع الألباني لرآه يذكر الحديث أولاً ثم يذكر فيه رتبة هذا الحديث ثم يذكر العلل التي بموجبها حكم عليه هذا الحكم فقال الألباني في هذا الحديث موضوع ثم ذكر طريق الحديث ووصفه بأنه ضعيف جداً وبين علله ثم قول العلماء فيه ثم قال من طريق المعنى بأن لوائح الوضع عليه ظاهرة فلم يحكم الألباني على الحديث بأنه موضوع ثم ضعيف جداً لكنه أعطى نتيجة الحكم وبخط عريض ثم بين كيف توصل إلى هذا الحكم وهذا ما يفهمه أي قارئ للكتاب وإن لم يكن محدثاً للمغرب أو للمشرق.
61 - ثم قال الغماري في ص 51:
" كأن القاري ـ رحمه الله تعالى ـ يحيى بن معين أو علي بن المديني أو الحافظ ابن حجر أو المنذري رضي الله عنهم جميعاً مع أنه لايعد في العلم شيئاً مذكوراً.
فأقول: حتى ولو كان هو هؤلاء فهل يعدون عندك شيئاً مذكوراً.
62 - وقال الغماري في ص 51:
"وفي الختام أراد الألباني أن يجهز على الحديث مرة واحدة ولايدع للنزاع معه طريقاً فتناول الطعن في الحديث من جهة معناه فقال ولوائح الوضع عليه ظاهرة وهذا منه مجرد تحكم بالهوى ودفع بالصدر وإلا فما الذي يلوح عليه من علامات الوضع؟.
أقول: إن من يعمل بالحديث ليله ونهاره ويتذوق حلاوته فبمجرد أن يمر عليه كلام منسوب إلى النبي ? فيعرف إذا كان من كلام النبي ? أم لا لمجرد أن يرى آثار النبوة عليه لكن لايجعل كلامه هذا مقدماً على النقد العلمي وإنما ينقد السند نقداً علمياً ثم يضيف إليه ذوقه الذي تذوقه من الحديث ولصنيع الألباني هذا عند الحفاظ سابقة فقال ابن كثير في الباعث الحثيث النوع الثالث عشر المعلل من الحديث " وهو فن خفي على كثير من علماء الحديث حتى قال بعض حفاظهم معرفتنا بهذا كهانة عند الجاهل وإنما يهتدي إلى تحقيق هذا الفن الجهابذة النقاد منهم ... فمن الأحاديث المروية ما عليه أنوار النبوة ومنها ماوقع فيه تغيير لفظ أو زيادة باطلة أو مجازفة أو نحو ذلك يدركها البصير من أهل هذه الصناعة ". وأما من طمس الله على بصره وبصيرته فلايحسن حتى أن يقرأ لغة القوم ولايفهم اصطلاحاتهم فكيف يرى آثار النبوة على الحديث هذا مستحيل. ثم إنك أضفت إلى الحارث صاحبك هذا الذي اتهمه الألباني بالوضع عللاً أخرى وحاولت إلصاق الوضع بأناس آخرين في السند مما يزيد في
¥(19/5)
ظلامة السند فهل زيادة العلل تصحح الحديث أم تنزل به إلى الحضيض.
63 - وقال الغماري في ص 51:
" وورد ما يشهد له في أحاديث كثيرة ".
أقول: أين هي بالله عليك؟
64 - وتابع الغماري في ص 51:
" وورد موقوفاً عن أبي مسعود ـ والصواب ابن مسعود ـ بلفظ " المتقون سادة والفقهاء قادة ومجالسهم زيادة ". رواه الطبراني في الكبير قال الهيثمي في المجمع 1/ 126 ورجاله موثقون.
أقول: هل الأثر الموقوف على الصحابي هو بمثابة المرفوع وهل يكون عليه آثار النبوة ثم ألا تدري أن اصطلاح القوم رجاله موثقون لاتعني صحة الحديث أو الأثر لأنها تقتصر على أن رجال السند وصفوا بالثقة وهذا لايدفع الانقطاع في السند ولا التدليس ولا الاختلاط الذي طرأ على بعض الرواة ولاتغير الحفظ والأثر الموقوف رواه الخطيب في " الفقيه والمتفقه " 1/ 32 قال:
أنا الحسين بن عمر الغزال وعبد الله بن يحيى السكري قال أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا عباس بن عبد الله الترقفي نا أبو عبد الرحمن المقري (في الأصل القري وفيه خطأ مطبعي) نا سعيد ـ يعني ابن أبي أيوب ـ عن عبد الله بن الوليد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة (في الأصل عبد الرحمن بن حجيرة وهو سقط مطبعي) عن أبيه قال كان عبد الله بن مسعود يقول فذكره وقال الهيثمي في مجمع الزوائد رجاله موثقون وهو كما قال فرجاله كلهم ثقات ماعدا عبد الله بن الوليد بن قيس بن الأخرم التجيبي المصري قال الحافظ في التقريب لين الحديث وقال في التهذيب ذكره ابن حبان في الثقات وضعفه الدارقطني فقال لايعتبر بحديثه. فالأثر عن ابن مسعود ضعيف.
65 - ثم قال الغماري في ص 52:
" وإذا كان الألباني لايقول بقاعدة ولايرجع إلى أصل يحتكم إليه وهو يخترع القواعد على حسب ما يظهر له ويريد فهمه ولهذه تجده في كلامه على الأحاديث يصحح ويضعف ويثبت ويبطل بما يخالفه هو نفسه إذا اقتضى نظره وجداله وخصامه ولدده ذلك.
أقول: أي قاعدة اخترعها الألباني وطبقها وهي غير موجودة في كتب المصطلح ثم من الذي يصحح ويضعف خلافاً لجمهور علماء المسلمين ويخطئ ما سار عليه علماء الأمة وقرروه منذ أربعة عشر قرناً والآن يطلع علينا بتوثيق الكذابين ويعيب على البخاري ومسلم أنهما لم يخرجا للحارث الكذاب واعتباره في مقدمة رجالهما ومن يدري غداً فقد يطعن في رجال الصحيح فلا عجب من ذلك ثم يدعونا لتصحيح أحاديث الموضوعات لابن الجوزي.
66 - وقال الغماري في ص 52:
"لأن قواعده (أي الألباني) مبعثرة فلا هي تابعة لأهل الحديث ولا لأهل الأصول ولا للفقهاء وغرضه بذلك الهرب من الوقوع في يد خصمه إذا (في الأصل إذ وهو خطأ) وقع في نزاع فيما يختاره من الأقوال الشاذة الواهية وهي كثيرة في صفة صلاته وتجهيز جنازته وحجاب امرأته وحلية نسائه وسلسلة أحاديثه ".
أقول لهذا المتعالم المتعجرف: إنك لم تقرأ القرآن ولم تتذوق معناه ولم تتأدب بأخلاقه فتسمي كتب الألباني بغير مسماها فتشير إلى كتاب صفة صلاة النبي ? بصفة صلاته فإن اعتبرت أن الألباني هو النبي ? فقد كفرت وإن اعتبرت أن هذه هي صفة صلاة الألباني اخترعها من عنده فقد أنكرت أحاديث النبي ? ورددتها فقد كفرت وما قيل عن هذا الكتاب يقال عن باقي الكتب التي ذكرها الغماري مستهزئاً بها. أما تجهيز جنازته فلا يوجد كتاب بهذا الاسم لاعنده ولاعند غيره وإنما عنده كتاب أحكام الجنائز وبدعها فإن كنت تدعو عليه بهذا التعبير التهكمي فلا مانع عندنا وعنده بعد أن ذهب رحمه الله تعالى إلى لقاء ربه وتجهزت جنازته على السنة وذهب إلى لقاء ربه بنفس راضية مرضية وأما أنت إذا أبيت إلا أن تكون جنازتك على غير هذه الصفة ويكون لقاؤك لله على غير هذا اللقاء فلك ذلك إن شاء الله.
67 - وتابع الغماري ص 52:
" بحيث لو تتبعها الإنسان لأخرج منها كتاباً مفيداً للفكاهة وقت الاستراحة من العمل الشاق يصلح أن يكون ذيلاً لكتاب أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي رحمه الله تعالى.
¥(19/6)
أقول: إن هذا الكلام يستحيي أن يقوله وأن يجاهر به أشد الناس إلحاداً فكيف تدعي بأنك محدث المغرب وبكل صفاقة وقلة حياء تتبع أحاديث رسول الله ? التي استشهد بها الألباني في كتبه ثم لاترفعها لتصبح كتاباً وإنما ذيل كتاب لأخبار الحمقى والمغفلين قبحك الله من محدث وقبح علمك ولابارك الله بك ولا بعلمك ولو أقيم حكم إسلامي لحكم عليك بالإعدام لاستهزائك بأحاديث رسول الله ? أيما استهزاء ولسوف تتفكه بهذه الأحاديث وقت الاستراحة من العذاب في جهنم إن شاء الله إن كان هناك وقت للاستراحة وما أظن ذلك فـ " إذا لم تستح فافعل ما شئت " أخرجه البخاري في الأدب باب إذا لم تستح وأبو داود في الأدب باب الحياء وابن ماجة في الأدب باب الحياء وأحمد عن أبي مسعود وعن حذيفة فلستَ أقل سوءاً وشراً من سلمان رشدي صاحب كتاب الآيات الشيطانية الذي نبذه المسلمون وهددوا حياته فهو يعيش الآن كالجرذان ويهرب من وكر لوكر.
68 - وقال الغماري في ص 52: " ومن شذوذه المضحك "
أقول: نعم شذوذه عن جادة الكفر واتباعه طريق الإيمان ? فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً ? (التوبة الآية82).
69 - وتابع الغماري في ص 52 بقوله:
" ما وقع منه في شأن الحارث من جزمه بكذبه واعتراضه علي في توثيقي له الأمر الذي يوهم الغُرَّ المبتدئ أني تفردت بذلك عن الجمهور.
قلت: قد بَرْهَنَّا ذلك هنا وسنوضح إجماع الأمة على ذلك في أواخر الرسالة إن شاء الله وهذا الذي أثار حنقك وضغينتك عليه فلم يتركك تسرح وتمرح وتضلل المسلمين.
70 - ثم يستشهد محدث المغرب في ص 52 بحديث موضوع آخر وينسبه لرسول الله ? ألا و هو " اتركوا الترك ".
أقول: لفظ الحديث " اتركوا الترك ما تركوكم فإن أول من يسلب أمتي ما خولهم الله عز وجل بنو قنطورا من كركرا " رواه الطبراني في الكبير 3/ 76 / 1 والخلال في أصحاب ابن منده 152/ 5 و أبو جعفر الطوسي في الأمالي عن مروان بن سالم الجزري عن الأعمش عن أبي وائل وزيد بن وهب (الطبراني والخلال عن ابن مسعود) (و الطوسي عن حذيفة) به و فيه مروان بن سالم الجزري قال البخاري ومسلم وأبو حاتم منكر الحديث و قال أبو عروبة الحراني يضع الحديث تهذيب التهذيب 10/ 93 فهل هذا الراوي الوضاع أيضاً عندك ثقة و لكي تدعم حديثك هذا يافضيلة الشيخ عليك أن تؤلف رسالة أخرى في توثيق الجزري وتطعن في البخاري ومسلم لطعنهم في هذا الراوي الكذاب و تتابع سلسلة رسائلك بتوثيق باقي الكذابين والوضاعين لتدعم بها الأحاديث الموضوعة التي تستشهد بها وتدلسها على المسلمين.
و لم يكتف محدث المغرب بتوثيق الكذابين بل ذهب يستشهد بالأحاديث الموضوعة أيضاً.
فما فائدة الاشتغال بعلم الحديث والمهاترات فيه إذا كان لا فرق عندك في الاستشهاد بين الحديث الصحيح والموضوع قل كل صحيح و كفى. فقبل صفحات دافعت عن حديث موضوع " الأنبياء سادة ... " و ها أنت تستشهد بحديث موضوع آخر " اتركوا الترك " و قد قال الله تعالى في حق أحبار اليهود ? مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً ? (الجمعة الآية 5).
وها أنت تحمل علماً وتسود صفحات لتدلس على الناس توثيق كذاب ولم تتأن حتى يتقبل الناس منك ذلك بل عاجلتهم بحديثين موضوعين أحدهما من طريق صاحبك الكذاب الحارث و الآخر يساندك في شتم الألباني و طبعاً هذا هو هدفك من توثيق الكذابين و قد روى مسلم في مقدمة صحيحه عن رسول الله ? أنه قال " من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " وقال أيضاً " من حدث عني حديثاً يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ".
71 - و تابع الغماري قوله في ص 53:
" و كذلك أقواله الشائنة فيما يتعلق بذات الله تعالى مما يدل على أنه لا يعرف ما يستحيل وصف الحق تعالى به كقوله العصمة لله تعالى.
أقول: العصمة هي المنع من الخطأ والله سبحانه و تعالى لا يجوز عليه الخطأ لكماله سبحانه و طبعاً لا يعصمه غيره وإنما كماله.
72 - ثم يأتي دور الصياد السقاف ليعلق على قوله ص 52 في الحاشية بقوله:
" و كإقراره لشارح الطحاوية في ما ذكره في الشرح من أغلاط كقدم نوع العالم وإثبات الحد لله دون أن يعلق على تلك العبارات بالإنكار ".
¥(19/7)
أقول: إن الألباني لم ينتقد صاحب الكتاب و لم يناقشه آراءه وعقيدته بل كان كل عمله فيه تخريج أحاديثه فسكوته هنا لا يختلف عن سكوته في جميع ما أصاب به الشارح أو أخطأ أما التحقيق والانتقاد فقد تركه لمشروع آخر كما قال في التوضيح و لو نظرت إلى غلاف الكتاب لرأيت: خرج أحاديثه محمد ناصر الدين الألباني.
و مع ذلك فإن الشيخ ناصراً قد علق على ذلك ورد قول شارح الطحاوية كما سيأتي مما يبين كذب السقاف أو جهله وغفلته وحكمه على الشيء بدون علم.
فقد علق الشيخ ناصر في الصفحة 295 من الطبعة الرابعة و الصفحة 233 من الطبعة الثالثة على حديث:
" إن أول ما خلق الله القلم ....... " (و في الحديث إشارة إلى الرد على من يقول من العلماء بحوادث لا أول لها). ثم من يثبت الحد لله سبحانه و تعالى فلقد وصفنا الله سبحانه و تعالى بما وصف به نفسه فقال تعالى:
? الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ? (طه الآية 5).
? إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ? (فاطر الآية10).
? إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ? (آل عمران الآية55).
? وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ? (النساء آية 157 – 158).
? يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ? (النحل الآية50).
? أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ ? (الملك الآية16).
? ذِي الْمَعَارِجِ تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ? (المعارج الآية 3 – 4).
? وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِباً ? (غافر الآية 36 – 37).
و قد شهد رسول الله ? للجارية بالإيمان حين سألها " أين الله " فقالت في السماء. رواه مسلم في المساجد باب تحريم الكلام في الصلاة وأبو داوود في الصلاة باب تشميت العاطس في الصلاة و في الإيمان باب الرقبة المؤمنة والنسائي في السهو باب الكلام في الصلاة ومالك في العتق باب ما يجوز من العتق في الرقاب الواجبة والشافعي في الرسالة فقرة 242 و أحمد 2/ 291، 5/ 447 - 448 - 449.
لكننا لا نكيف كيف هو في السماء و لا نشبهه بشيء كالمجسمة ولا ننفي عنه الجهة حتى يصبح عدماً كالمعتزلة فالله سبحانه وتعالى على عرشه فوق سماواته بائن عن خلقه وقد نقل الذهبي رحمه الله عن الرسول ? وعن الصحابة والتابعين وأتباع التابعين وأئمة الحديث والفقه وعلماء الأمة سلفهم وخلفهم قولهم بالعلو ومن شاء التوسع فليراجع في هذا كتاب (العلو للعلي الغفار). لكننا لانقول بعقيدة الحلول كعقيدة الحلاج " ما في الجبة إلا الله " ولانقول بعقيدة الاتحاد كعقيدة ابن عربي الذي يقول إن الله سبحانه وتعالى اتحد بمخلوقاته ويدلل على ذلك بقوله:
العبد رب والرب عبد فما أدري من المكلف
ويقول أيضاً:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في كنيسة
وما هذا الكلام إلا لقوله بأن الله سبحانه وتعالى اتحد بمخلوقاته فإن عَبَدَ الله عَبَدَ نفسه وإن عَبَدَ نفسه عبد الله وكذلك فإلهه يظهر في الكلب ويظهر في الخنزير ويظهر في الراهب فأي شيء يعبده ابن عربي فكأنما عَبَدَ الله تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً. فهل هذه العقيدة التي تعتقدها ياسقاف هل تعتقد أن الكلب إلهك والخنزير إلهك والحجر إلهك والشجر إلهك أم تعتقد أنك أنت الله؟!
نحن مسلمون مؤمنون موحدون ياسقاف ولسنا عبدة أوثان وننزه ربنا عن الحلول والاتحاد والتعطيل والإحداث وعن كل مالايليق به سبحانه وتعالى فإن اخترت أنت غير هذه العقيدة فأنت حر ? قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ? (يوسف الآية 108).
¥(19/8)
73 - ثم عقد الغماري فصلاً من 7 صفحات ليدافع عن الحارث وعن تشيعه ويرمي الألباني بالقصور لاعتراضه عليه في توثيقه الحارث لكونه شيعياً وأخذ يستشهد بالصحيحين في قبولهما أحاديث الشيعة وصال وجال بكلام لاخلاف عليه بين العلماء ولم يقل الألباني خلافه فالألباني لم يضعف الحارث لكونه شيعياً لكنه جرت العادة لدى المحدثين أن يضيفوا للراوي بدعته إلى كذبه أو ضعفه وليست سبباً لضعفه وإنما تكون له حافزاً ودافعاً لكذبه في أكثر الأحيان وليس دائماً وقد قال الذهبي عن أبان بن تغلب شيعي جلد لكنه صدوق فلنا صدقه وعليه بدعته.
أما أنت ياغماري فلجوؤك لهذا البحث ناتج عن غبائك وعدم فهمك لغة القوم ومرادهم بنسبة البدعة إلى المترجم حين يذكرون ضعفه كغبائك في توثيق الحارث وظنك سؤال الحسن والحسين له توثيقاً له.
74 - ثم تطرق الغماري في ص58 لحديث " أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب " وقال فإنه (أي الألباني) حكم بوضعه في مقدمة كتبها لبعض الرسائل مستدلاً على وضعه بأن روح التشيع واضحة في الحديث ولا أدري أين هذا التشيع الذي وضح له من الحديث مع أن الحديث له شواهد وطرق وعلى قوله هذا وقاعدته الفارغة ينبغي ألا نقبل حديثاً في فضل علي عليه السلام ولو تواتر إذا كان يخبر بفضل لعلي لايوجد لغيره من الصحابة رضوان الله عليهم كحديث " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه و انصر من نصره ".
أقول: أين قال الألباني أن القاعدة أن يستدل على الحديث بوضعه بأن روح التشيع واضحة فيه فهذا لم يقل به أحد ولقد ذكرنا سابقا بأنه جرت عادة المحدثين أن ينقدوا سند الحديث وبعد أن يتبين لهم ضعفه أو وضعه ينتقلوا للتكلم على معناه ومرماه ويتبينوا نور النبوة فيه أو ظلمة الوضع.
فهاهو الحاكم يروي الحديث الأول في المستدرك 3/ 124 " أنا سيد ولد آدم .... " وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وفي إسناده عمر بن الحسن وأرجو أنه صدوق ولولا ذلك لحكمت بصحته على شرط الشيخين. وعقب عليه الذهبي بقوله قلت أظن أنه هو الذي وضع هذا وكذلك شاهده عقب عليه الذهبي بقوله قلت وضعه ابن علوان وكذلك شاهده الثالث بقوله ورواه عمر بن موسى الوجيهي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً قلت عمر وضاع فهل يجبر الوضاع حديث وضاع يامحدث المغرب وهل الذهبي الذي وصفته بالحافظ الناقد المتقن الذي لم يأت بعد يحيى بن معين مثله كما قلت يقلد غيره في الحكم على الحديث بالوضع أم أنه أيضاً محدث أوراق وصحف؟ أم أنه لايعرف أن الوضاع يجبر ويشهد لحديث الوضاع وعرفته أنت؟ فاسمع إلى ماقاله أبو عمرو بن الصلاح ص 40 من الباعث الحثيث تعليق أحمد شاكر: لايلزم من ورود الحديث من طرق متعددة كحديث الأذنان من الرأس أن يكون حسناً لأن الضعف يتفاوت فمنه مالايزول بالمتابعات يعني لايؤثر كونه تابعاً أو متبوعاً كرواية الكذابين والمتروكين ومنه ضعف يزول بالمتابعة كما إذا كان راويه سيء الحفظ أو روى الحديث مرسلاً فإن المتابعة تنفع حينئذ.
فهل عرفت ياغماري من أين وضح له التشيع في هذا الحديث رغم شواهده وطرقه لأن فيها كلها وضاعين شيعة لايخشون الله فيكذبون على الله ورسوله ليؤيدوا دعاويهم.
أما قوله: وعلى قوله هذا وقاعدته الفارغة ينبغي ألا نقبل حديثاً في فضل علي عليه السلام ولو تواتر لاسيما إذا كان يخبر بفضل لعلي لايوجد لغيره من الصحابة كحديث " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره ". فكلامك ينبئ عن أنك شيعي متحرق فضلاً عن جهلك بعلم الحديث فمتى رفض الألباني أو أي محدث سني حديثاً صحيحاً يخبر بفضل علي إلا إذا ركبه شيعي متحرق مثلك فلا يقول به الألباني ولاغيره وليس إن كان فيه فضل لعلي بل إذا كان لأبي بكر بل وللرسول الكريم ? فالفضائل لاتنسج بالأحاديث الموضوعة وإنما تروى بالسند الصحيح عن الصادق المصدوق وأما أنك تأتي إلى كل حديث فيه فضيلة لعلي وتقول إنه صحيح حتى ولو كان موضوعاً فهذا لم يقل به عاقل. أما الحديث " من كنت مولاه فعلي مولاه ... " فقد تتبع الشيخ ناصر طرقه في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 1750 وصححه لتعدد طرقه بل قال عن الشطر الأول " من كنت مولاه فعلي مولاه " بأنه متواتر والشطر الثاني " اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " صحيح بمجموع طرقه الكثيرة إلا أنه
¥(19/9)
توقف في الشطر الأخير " وانصر من نصره " لعدم وقوفه سوى على طريق واحدة ضعيفة ورجح أن يكون تفسيراً للشطر الثاني وزيادة على ذلك لام شيخه ابن تيمية لتسرعه بالحكم على الشطر الأول بالضعف والشطر الثاني بالوضع وعدم جمعه طرقه قبل الحكم عليه. فالرجل ليس منحرفاً عن علي فعلي رضي الله عنه هو صحابي وابن عم النبي ? وصهره على ابنته فاطمة التي هي أحب بناته إليه وهو رابع الخلفاء الراشدين المهديين وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في فئة معاوية بأنها الفئة الباغية بقوله لعمار " تقتلك الفئة الباغية " رواه الترمذي عن أبي هريرة في مناقب عمار والطيالسي عن أبي سعيد وعن أم سلمة في مناقب عمار والبرقاني والإسماعيلي بطرق يعضد بعضها بعضاً وصححه الألباني. وقد قتل عمار وهو في فئة علي.
أما أن يقر الألباني بكل مايدعيه الشيعة في فضل علي فهذا مالا يفعله كما أنه لايفعله إذا ورد في فضل أبي بكر أو عمر أو النبي صلى الله عليه وسلم إلا بطريق صحيح.
75 - وأضاف في ص 58 قوله: وهكذا إذا اتبع الإنسان كل جاهل وأجاب كل صارخ ولم يعمل النظر ويبحث عن الأقوال قبل قائلها فإنه يرد السنة الصحيحة جملة ويعطي مع ذلك السلاح لأعداء الدين وملاحدة العصر في رد مالايعجبهم ويوافق هواهم من حديث سيد المرسلين ?.
قلت: هذا الكلام صحيح وأضيف إليه ويوثقون الكذابين ليدسوا أكاذيبهم في دين المسلمين ويهدموا دينهم.
وقبل أن أجمع كلام علماء الجرح في الحارث أرى أن أورد هنا بعض ما أورده مسلم في مقدمة صحيحه وما علق عليه النووي في شأن الحارث: فقد روى مسلم في مقدمة صحيحه بسنده إلى الشعبي قال حدثني الحارث الأعور الهمداني وكان كذاباً.
فعلق النووي عليه بقوله بعد ضبط اسم الشعبي ولد (أي الشعبي) لستِّ سنين خلت من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان الشعبي إماماً عظيماً جليلاً جامعاً للتفسير والحديث والفقه والمغازي والعبادة قال الحسن كان الشعبي والله كثير العلم عظيم الحلم قديم السلم من الإسلام بمكان. وأما الحارث الأعور فهو الحارث بن عبد الله وقيل ابن عبيد أبو زهير الكوفي متفق على ضعفه.
ثم روى مسلم بعده بسنده: حدثنا أبو عامر عبد الله بن براد الأشعري حدثنا أبو أسامة عن مفضل عن مغيرة قال سمعت الشعبي يقول حدثني الحارث الأعور وهو يشهد أنه أحد الكذابين.
فعلق عليه النووي بقوله هذا إسناد كله كوفيون. فهذا دليل على كذب الغماري بأن الحارث مقدم عند الكوفيين وهؤلاء الرواة الكوفيون كلهم ينقل تكذيب الشعبي للحارث دون أن يعترض عليه أو يرده ثم روى مسلم بسنده إلى إبراهيم (وهو النخعي) قال قال علقمة قرأت القرآن في سنتين فقال الحارث القرآن هين الوحي أشد. ثم روى بسنده إلى الحارث أنه قال: تعلمت القرآن في ثلاث سنين والوحي في سنتين أو قال الوحي في ثلاث سنين والقرآن في سنتين.
وعلق عليه النووي بقوله فقد ذكره مسلم في جملة ما أنكر على الحارث وجرح به وأخذ عليه من قبيح مذهبه وغلوه في التشيع وكذبه.
قال القاضي عياض رحمه الله وأرجو أن هذا من أخف أقواله لاحتماله الصواب فقد فسره بعضهم بأن الوحي هنا الكتابة ومعرفة الخط قال الخطابي يقال أوحى ووحى إذا كتب (ولم يقل أحد أن الكتابة أشد من تعلم القرآن ولايتلاءم هذا التفسير مع كلام الحارث). وعلى هذا ليس على الحارث درك وعليه الدرك في غيره قال القاضي ولكن لما عرف من قبح مذهبه وغلوه في مذهب الشيعة ودعواهم الوصية إلى علي رضي الله عنه وسرِّ النبي ? من الوحي وعلم الغيب مالم يطلع غيره عليه بزعمهم سيء الظن بالحارث في هذا وذهب به ذلك المذهب ولعل هذا القائل فهم من الحارث معنى منكراً فيما أراده والله أعلم.
ثم أورد مسلم بعد ذلك بسنده إلى إبراهيم أن الحارث اتهم.
ثم أورد مسلم بسنده إلى حمزة الزيات قال سمع مُرَّة الهمداني من الحارث شيئاً فقال له اقعد بالباب قال فدخل مرة وأخذ سيفه قال وأحس الحارث بالشر فذهب.
ونقل الذهبي في الميزان 1/ 435 كان ابن سيرين يرى أن عامة مايروى عن علي باطل. ونقل عن الشعبي: ما كُذِبَ على أحد من هذه الأمة ما كذب على علي رضي الله عنه.
¥(19/10)
فيا أيها الغماري هل نزل الوحي على هذا الحارث فرآه أشد من القرآن؟ أم أنك تكذب وإياه؟ ثم هل رجل يدّعي نزول الوحي عليه يوثق ولا يوصف بالكذب؟ تالله لأنت أكذب منه!
ترجمة الحارث
والآن نعود إلى بحثنا ونورد ماقاله أهل العلم في الحارث الأعور الكذاب:
- يقول ابن حجر في التهذيب 2/ 145:
الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني الخارفي أبو زهير الكوفي ويقال الحارث بن عبيد ويقال الحوتي وحوت بطن من همدان روى عن علي وابن مسعود وزيد بن ثابت وبقيرة امرأة سلمان. روى عنه الشعبي وأبو إسحاق السبيعي وأبو البختري الطائي وعطاء بن أبي رباح وعبد الله بن مرة وجماعة.
- قال مسلم في مقدمة صحيحه ثنا قتيبة ثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي حدثني الحارث الأعور وكان كذاباً.
- وقال منصور عن إبراهيم إن الحارث اتهم.
- وقال أبو معاوية عن محمد بن شيبة الضبي عن أبي إسحاق زعم الحارث الأعور وكان كذاباً.
- وقال يوسف بن موسى عن جرير كان الحارث زيفاً.
- وقال أبو بكر بن عياش لم يكن الحارث بأرضاهم.
- وقال الثوري كنا نعرف فضل حديث عاصم بن ضمرة على حديث الحارث.
- وقال عمرو بن علي كان يحيى وعبد الرحمن لايحدثان عنه غير أن يحيى حدثنا يوماً عن شعبة عن أبي إسحاق عن الحارث يعني عن علي: " لايجد عبد طعم الإيمان حتى يؤمن بالقدر " فقال هذا خطأ من شعبة حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن عبد الله وهو الصواب.
- وقال أبو خيثمة كان يحيى بن سعيد يحدث عن حديث الحارث ما قال فيه أبو إسحاق سمعت الحارث.
- وقال الجوزجاني سألت علي بن المديني عن عاصم والحارث فقال مثلك يسأل عن ذا الحارث كذاب.
- وقال الدوري عن ابن معين الحارث قد سمع من ابن مسعود وليس به بأس.
- وقال عثمان الدارمي عن ابن معين ثقة. قال عثمان ليس يتابع ابن معين على هذا.
- وقال أبو زرعة لايحتج بحديثه.
- وقال أبو حاتم ليس بقوي ولاممن يحتج بحديثه.
- وقال النسائي ليس بالقوي.
- وقال في موضع آخر ليس به بأس.
- وقال مجالد قيل للشعبي كنت تختلف إلى الحارث قال نعم أختلف إليه أتعلم منه الحساب كان أحسب الناس.
- وقال أشعث بن سوار عن ابن سيرين أدركت الكوفة وهم يقدمون خمسة من بدأ بالحارث ثنَّى بعبيدة ومن بدأ بعبيدة ثنَّى بالحارث.
- وقال علي بن مجاهد عن أبي جناب الكلبي عن الشعبي شهد عندي ثمانية من التابعين الخير فالخير منهم سويد بن غفلة والحارث الهمداني حتى عد ثمانية أنهم سمعوا علياً يقول فذكر خبراً.
- وقال ابن أبي داوود كان الحارث أفقه الناس وأحسب الناس وأفرض الناس تعلَّمَ الفرائض من علي.
- وقال البخاري في التاريخ عن أبي إسحاق إن الحارث أوصى أن يصلي عليه عبد الله بن يزيد الخطمي.
- قلت وفي مسند أحمد عن وكيع عن أبيه قال حبيب بن أبي ثابت لأبي إسحاق حين حدث عن الحارث عن علي في الوتر يا أبا إسحاق يساوي حديثك هذا ملأ مسجدك ذهباً.
- وقال الدارقطني الحارث ضعيف.
- وقال ابن عدي عامة مايرويه غير محفوظ.
- وقال ابن حبان كان الحارث غالياً في التشيع واهياً في الحديث مات سنة 65.
- وكذا ذكر وفاته إسحاق القراب في تاريخه وقرأته بخط الذهبي.
- وقال ابن أبي خيثمة قيل ليحيى يحتج بالحارث فقال مازال المحدثون يقبلون حديثه.
- وقال ابن عبد البر في كتاب العلم له لما حكى عن إبراهيم أنه كذب الحارث أظن الشعبي عوقب بقوله في الحارث كذاب ولم يبن من الحارث كذبه وإنما نقم عليه إفراطه في حبِّ علي.
- وقال ابن سعد كان له قول سوء وهو ضعيف في روايته (في الأصل رأيه والتصويب من الطبقات).
- وقال ابن شاهين في الثقات قال أحمد بن صالح المصري الحارث الأعور ثقة ما أحفظه وما أحسن ماروى عن علي وأثنى عليه قيل له فقد قال الشعبي كان يكذب قال لم يكن يكذب في الحديث إنما كان كذبه في رأيه.
- وقرأت بخط الذهبي في الميزان: والنسائي مع تعنته في الرجال قد احتج به والجمهور على توهينه مع روايتهم له في الأبواب وهذا الشعبي يكذبه ثم يروي عنه والظاهر أنه يكذب في حكاياته لا في الحديث.
- قلت (القائل ابن حجر) لم يحتج به النسائي وإنما أخرج له في السنن حديثاً واحداً مقروناً بابن ميسرة وآخر في اليوم والليلة متابعة هذا جميع ماعنده.
¥(19/11)
- وذكر الحافظ المنذري أن ابن حبان احتج به في صحيحه ولم أر ذلك لابن حبان وإنما أخرج من طريق عمرو بن مرة عن الحارث بن عبد الله الكوفي عن ابن مسعود حديثاً والحارث بن عبد الله الكوفي هذا هو عند ابن حبان رجل ثقة غير الحارث الأعور كذا ذكر في الثقات وإن كان قوله هذا ليس بصواب والله أعلم. انتهى بحروفه.
2 - وقال الذهبي في الميزان 1/ 435:
- الحارث بن عبد الله الهمداني الأعور من كبار علماء التابعين على ضعف فيه يكنى أبو (في الأصل أبا وهو خطأ) زهير عن علي وابن مسعود وعنه عمرو بن مرة وأبو إسحاق وجماعة.
- قال شعبة لم يسمع أبو إسحاق منه إلا أربعة أحاديث وكذلك قال العجلي وزاد وسائر ذلك كتاب أخذه.
- وروى مغيرة عن الشعبي حدثني الحارث الأعور ـ وكان كذاباً.
- وقال منصور عن إبراهيم إن الحارث اتهم.
- وروى أبو بكر بن عياش عن مغيرة قال لم يكن الحارث يصدق عن علي في الحديث.
- وقال ابن المديني كذاب.
- وقال جرير بن عبد الحميد كان زيفاً.
- وقال ابن معين ضعيف.
- وقال عباس عن ابن معين ليس به بأس.
- وكذا قال النسائي وعنه (عن ابن معين) قال ليس بالقوي.
- وقال الدارقطني: ضعيف.
- وقال ابن عدي عامة مايرويه غير محفوظ.
- وقال يحيى القطان عن سفيان قال كنا نعرف فضل حديث عاصم على حديث الحارث.
- وقال عثمان الدارمي سألت يحيى بن معين عن الحارث الأعور فقال ثقة قال عثمان ليس يتابع يحيى على هذا.
- حصين عن الشعبي قال ما كُذِبَ على أحد من هذه الأمة ماكذب على علي رضي الله عنه.
- وقال أيوب كان ابن سيرين يرى أن عامة مايروى عن علي باطل.
- وقال الأعمش عن إبراهيم إن الحارث قال تعلمت القرآن في ثلاث سنين والوحي في سنتين.
- وقال مفضل بن مهلهل عن مغيرة سمع الشعبي يقول حدثني الحارث وأشهد أنه أحد الكذابين.
- وروى محمد بن شيبة الضبي عن أبي إسحاق قال زعم الحارث الأعور وكان كذاباً.
- جرير عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال قرأت القرآن في سنتين فقال الحارث الأعور القرآن هين الوحي أشد من ذلك.
- وقال بندار أخذ يحيى وعبد الرحمن القلم من يدي فضربا على نحو من أربعين حديثاً من حديث الحارث عن علي.
- جرير عن حمزة الزيات قال سمع مرة الهمداني من الحارث أمراً فأنكره فقال له اقعد حتى أخرج إليك فدخل مرةٌ فاشتمل على سيفه فأحس الحارث بالشر فذهب.
- وقال ابن حبان كان الحارث غالياً في التشيع واهياً في الحديث وهو الذي روى عن علي قال لي النبي ? " لاتفتحن على الامام في الصلاة " رواه الفريابي عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عنه وإنما هو قول علي.
- محمد بن يعقوب بن عباد عن محمد بن داود عن إسماعيل عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي سمعت رسول الله ? يقول أنين المريض تسبيحه وصياحه تهليله ونومه على الفراش عبادة ونفسه صدقة وتقلبه جنباً بجنب قتال لعدوه ويكتب له من الحسنات مثل ما كان يعمل في صحته فيقوم وما عليه خطيئة أخرجه البخاري في كتاب الضعفاء له.
- قال أبو بكر بن أبي داود كان الحارث الأعور أفقه الناس وأفرض الناس وأحسب الناس تعلم الفرائض من علي.
- و حديث الحارث في السنن الأربعة و النسائي مع تعنته في الرجال فقد احتج به وقوى أمره والجمهور على توهين أمره مع روايتهم لحديثه في الأبواب فهذا الشعبي يكذبه ثم يروي عنه والظاهر أنه كان يكذب في لهجته وحكايته وأما في الحديث النبوي فلا وكان من أوعية العلم.
- قال مرة بن خالد: أنبأنا محمد بن سيرين قال كان من أصحاب ابن مسعود خمسة يؤخذ عنهم أدركت منهم أربعة و فاتني الحارث فلم أره و كان يفضل عليهم و كان أحسنهم و يختلف في هؤلاء الثلاثة أيهم أفضل علقمة و مسروق و عبيد مات الحارث سنة خمس و ستين.
و الآن لننقل تراجمه من غير التهذيب و الميزان مقتصرين على ما يتعلق منها بالرواية فقط:
3 - قال ابن حجر في التقريب 1/ 141: الحارث ..... كذبه الشعبي في رأيه و رمي بالرفض و في حديثه ضعف.
4 - قال الخزرجي في خلاصة تذهيب الكمال ص 58: قال الشعبي وابن المديني كذاب، قال ابن معين في رواية والنسائي ليس به بأس وقال أبو حاتم والنسائي في رواية ليس بالقوي وقال ابن معين ضعيف له في س (رمز النسائي) حديثان.
¥(19/12)
5 - قال الذهبي في المفني ص 141: قال ابن المديني كذاب وقال الدارقطني ضعيف وقال النسائي ليس بالقوي وقد كذبه الشعبي وقال أبو بكر بن عياش عن مغيرة: لم يكن يصدق عن علي في الحديث إلا أصحاب عبد الله.
6 - قال ابن حبان في الضعفاء 1/ 222: كان غالياً في التشيع واهياً في الحديث. قال الشعبي حدثنا الحارث و أشهد أنه أحد الكذابين حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي سمعت العباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول حدثنا جرير عن حمزة الزيات قال سمع مرة الهمداني من الحارث الأعور شيئاً فأنكره فقال له اقعد حتى أخرج إليك فدخل مرةٌ واشتمل على سيفه وأحس الحارث بالشر فذهب. وروى عن أحمد بن زهير بسنده سئل يحيى بن معين عن الحارث صاحب علي فقال ضعيف. وروى بسنده أيضاً عن أبي نعيم سمع الحارث من علي عليه السلام أربع أحاديث (و هو راوية علي لم يسمع منه سوى أربعة أحاديث).
7 - قال النسائي في الضعفاء له ص 29: حارث بن عبد الله الأعور ليس بالقوي.
8 - قال ابن سعد في الطبقات الكبرى 6/ 116: كان له قول سوء وهو ضعيف في روايته. وروى عن علباء بن أحمر أن علي بن أبي طالب خطب الناس فقال من يشتري علماً بدرهم (قيمة الورق الذي يكتب عليه) فاشترى الحارث الأعور صحفاً بدرهم ثم جاء بها علياً فكتب له علماً كثيراً (و مع ذلك لم يسمع منه سوى أربعة أحاديث كما روى ابن حبان) و قال روى جرير عن مغيرة عن الشعبي قال حدثني الحارث الأعور و كان كذوباً.
9 - قال ابن أبي حاتم في الجرح 3/ 78: واتهمه الشعبي بالكذب ولم يسمعه إبراهيم النخعي. حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج نا أبو أسامة حدثني مفضل بن مهلهل قال حدثني مغيرة قال سمعت الشعبي يقول حدثني الحارث وأنا أشهد أنه أحد الكذابين. حدثنا أبي نا أحمد بن يونس نا زائدة عن منصور ومغيرة عن إبراهيم قال اتهم الحارث الأعور.
- حدثنا أبو سعيد الأشج نا أبو معاوية عن محمد بن شيبة الضبي عن أبي إسحاق قال زعم الحارث و كان كذوباً.
- حدثنا عبد الرحمن أنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي ثنا أبي قال قال أبو بكر بن عياش لم يكن الحارث بأرضاهم كان غيره أرضى منه كانوا يقولون إنه صاحب كتب. وكان ابن مهدي قد ترك حديث الحارث.
- حدثنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال قيل ليحيى بن معين الحارث صاحب علي فقال ضعيف.
- حدثنا ابن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت أبي يقول الحارث الأعور كذاب.
- سألت أبي عن الحارث الأعور فقال ضعيف الحديث ليس بالقوي و لا ممن يحتج بحديثه.
- سمعت أبا زرعة يقول الحارث الأعور لا يحتج بحديثه.
10 - قال البخاري في التاريخ الكبير 1/ 273: قال لنا ابن يونس عن زائدة عن إبراهيم أنه اتهم الحارث.
- و قال أبو أسامة حدثنا مفضل عن مغيرة سمعت السدي حدثنا الحارث وأشهد أنه أحد الكذابين.
11 - قال البخاري في التاريخ الصغير 1/ 156: قال الشعبي حدثني الحارث و كان كذاباً، حدثني أحمد بن يونس ثنا زائدة عن مغيرة عن إبراهيم أنه اتهم الحارث.
12 - قال البخاري في الضعفاء له ص 28: قال ابن يونس عن زائدة عن مغيرة عن إبراهيم أنه اتهم الحارث.
13 - و قال ابن العماد الحنبلي في الشذرات 1/ 73: و فيها (أي سنة خمس وستين) توفي الحارث بن عبد الله الهمداني الكوفي الأعور صاحب علي وابن مسعود و كان متهماً بالكذب و حديثه في السنن الأربعة.
14 - قال النووي في المجموع شرح المهذب 3/ 288 من طبعة مطبعة الإمام بمصر: و أما الأثر عن علي رضي الله عنه فضعيف أيضاً لأن الحارث الأعور متفق على ضعفه و ترك الاحتجاج به و كذلك قال في شرحه لمسلم في مقدمة صحيحه متفق على ضعفه.
15 - قال محمد شمس الحق العظيم آبادي في تعليقه على سنن الدارقطني 3/ 80 أما رواية علي في الكتاب ففيها الحارث بن عبد الله الأعور ضعيف جداً.
والآن لكي نستوعب ما قيل فيه نجمع الآراء ونحذف المكرر وبعزل الجارحين عن الموثقين:
- مسلم عن قتيبة عن جرير عن مغيرة عن الشعبي حدثني الحارث الأعور وكان كذاباً.
- ابن أبي حاتم عن أبيه عن أحمد بن يونس عن زائدة عن منصور ومغيرة عن إبراهيم قال: اتهم الحارث.
- أبو سعيد الأشج عن أبي معاوية عن محمد بن شيبة الضبي عن أبي إسحاق زعم الحارث الأعور وكان كذاباً.
- يوسف بن موسى عن جرير كان الحارث زيفاً.
¥(19/13)
- ابن أبي حاتم عن ابن أبي خيثمة عن أبيه عن أبي بكر بن عياش لم يكن الحارث بأرضاهم كان غيره أرضى منه كانوا يقولون إنه صاحب كتب.
- يحيى القطان عن الثوري: كنا نعرف فضل حديث عاصم بن ضمرة على حديث الحارث.
- عمرو بن علي: كان يحيى وعبد الرحمن لايحدثان عنه.
- ابن مهدي ترك حديث الحارث.
- الجوزجاني سألت علي بن المديني عن عاصم والحارث فقال مثلك يسأل عن ذا؟ الحارث كذاب.
- عثمان الدارمي عن ابن معين ثقة قال عثمان ليس يتابع ابن معين على هذا.
- أبو زرعة قال لايحتج بحديثه.
- ابن أبي حاتم سألت أبي: الحارث الأعور؟ فقال ضعيف الحديث ليس بالقوي ولا ممن يحتج بحديثه.
- النسائي قال: ليس بالقوي.
- الدارقطني قال: الحارث ضعيف.
- ابن عدي قال: عامة ما يرويه غير محفوظ.
- ابن حبان: كان الحارث غالياً في التشيع واهياً في الحديث.
- ابن أبي خيثمة عن ابن معين: مازال المحدثون يقبلون حديثه أو مازال الناس يقبلون حديثه وقال مرة ضعيف.
- ابن سعد: كان له قول سوء وهو ضعيف في رأيه أو روايته.
- ابن شاهين عن أحمد بن صالح المصري: ثقة إنما كان كذبه في رأيه.
- الذهبي: الظاهر أنه يكذب في حكاياته أو لهجته والجمهور على توهينه.
-ابن حجر: كذبه الشعبي في رأيه ورمي بالرفض وفي حديثه ضعف.
- ابن المديني قال: كذاب.
- مغيرة عن الشعبي قال: كذاب.
- أبو بكر بن عياش عن مغيرة لم يكن الحارث يصدق عن علي في الحديث.
- (البخاري) و (ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الأشج) عن أبي أسامة عن مفضل بن مهلهل عن مغيرة عن الشعبي حدثني الحارث وأشهد أنه أحد الكذابين.
- بندار أخذ يحيى وعبد الرحمن القلم من يدي فضربا على نحو أربعين حديثاً من حديث الحارث عن علي.
- جرير عن حمزة الزيات سمع مرة الهمداني من الحارث أمراً فأنكره فحاول قتله.
- جرير عن مغيرة عن الشعبي حدثني الحارث الأعور وكان كذاباً.
- ابن أبي حاتم اتهمه الشعبي بالكذب.
- لم يسمعه إبراهيم النخعي.
- ابن أبي حاتم عن ابن أبي خيثمة عن أبيه: الحارث الأعور كذاب.
- البخاري قال لنا ابن يونس عن زائدة عن مغيرة عن إبراهيم: أنه اتهم الحارث.
- ابن العماد الحنبلي: الحارث كان متهماً بالكذب.
- النووي: الحارث الأعور متفق على ضعفه وترك الاحتجاج به.
- محمد شمس الحق العظيم آبادي: الحارث بن عبد الله الأعور ضعيف جداً.
- إبراهيم (النخعي) إن الحارث قال: تعلمت القرآن في ثلاث سنين والوحي في سنتين وفي رواية: القرآن هين الوحي أشد من ذلك.
وكما هو واضح إن أقوال هؤلاء كلهم جرح صريح لا لبس فيه.
والآن لنعدد من ضعفه من الدراسة السابقة باعتبار من استشهد بقول غيره بدون الاعتراض عليه أن له فيه نفس الرأي مرتبين أسماءهم حسب الأحرف الأبجدية:
1 - إبراهيم بن يزيد النخعي الشهير بـ (إبراهيم النخعي) تابعي جليل.
2 - إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني أبو إسحاق الشهير بـ (الجوزجاني) صاحب كتاب أحوال الرجال.
3 - أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي الشهير بـ (ابن أبي خيثمة) صاحب التاريخ الكبير.
4 - أحمد بن شعيب النسائي الشهير بـ (النسائي) صاحب السنن.
5 - أحمد بن صالح المصري من رجال البخاري وأبي داود.
6 - أحمد بن عبد الله بن يونس المصري الشهير بـ (ابن يونس) من كبار رجال الجرح بمصر.
7 - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشهير بـ (ابن حجر) صاحب تهذيب التهذيب.
8 - جرير بن عبد الحميد الرازي الضبي من رجال الستة.
9 - حماد بن أسامة الشهير بـ (أبي أسامة) من رجال الستة.
10 - حمزة بن حبيب الزيات من رجال مسلم والأربعة.
11 - زائدة بن قدامة تابعي جليل.
12 - زهير بن حرب النسائي أبو خيثمة الشهير بـ (أبي خيثمة) من كبار رجال الجرح.
13 - سفيان الثوري من رجال الستة ومن كبار رجال الجرح.
14 - عامر بن شراحيل الشعبي الشهير بـ (الشعبي) تابعي جليل.
15 - عباس بن محمد الدوري الشهير بـ (عباس الدوري).
16 - عبد الحي بن العماد الحنبلي الشهير بـ (ابن العماد الحنبلي) صاحب شذرات الذهب.
17 - عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي الشهير بـ (ابن أبي حاتم) صاحب الجرح والتعديل.
18 - عبد الرحمن بن مهدي من رجال الستة ومن كبار رجال الجرح.
19 - عبد الله بن سعيد الأشج أبو سعيد الشهير بـ (أبي سعيد الأشج) من كبار رجال الجرح.
¥(19/14)
20 - عبد الله بن عدي الجرجاني الشهير بـ (ابن عدي) صاحب الكامل.
21 - عبيد الله بن عبد الكريم الرازي أبو زرعة الشهير بـ (أبي زرعة) من كبار رجال الجرح.
22 - عثمان بن سعيد الدارمي صاحب المسند الكبير.
23 - علي بن عبد الله بن المديني الشهير بـ (ابن المديني) صاحب كتاب العلل.
24 - علي بن عمر الدارقطني الشهير بـ (الدارقطني) صاحب السنن والضعفاء.
25 - عمرو بن عبد الله السبيعي أبو إسحاق الشهير بـ (أبي إسحاق السبيعي) من رجال الستة.
26 - عمرو بن علي الفلاس الشهير بـ (الفلاس) من كبار رجال الجرح.
27 - عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الشهير بـ (ابن شاهين) صاحب كتاب الثقات.
28 - قتيبة بن سعيد الشهير بـ (قتيبة) من شيوخ الستة.
29 - محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي الشهير بـ (الذهبي) صاحب كتاب الميزان وكتاب المغني في الضعفاء.
30 - محمد بن إدريس الرازي أبو حاتم الشهير بـ (أبي حاتم) من كبار رجال الجرح.
31 - محمد بن إسماعيل البخاري الشهير بـ (البخاري) صاحب الصحيح.
32 - محمد بن بشار بندار الشهير بـ (بندار) من شيوخ الستة.
33 - محمد بن حاتم بن حبان الشهير بـ (ابن حبان) صاحب كتاب الثقات والضعفاء والصحيح.
34 - محمد بن خازم الضرير أبو معاوية الشهير بـ (أبي معاوية الضرير) من رجال الستة.
35 - محمد بن سعد الشهير بـ (ابن سعد) صاحب الطبقات.
36 - محمد بن شيبة الضبي من رجال مسلم.
37 - محمد شمس الحق العظيم آبادي محقق سنن الدارقطني وغيره.
38 - مرة بن شراحيل الخير الطيب الهمداني الشهير بـ (مُرَّة الهمداني) من كبار التابعين.
39 - مسلم بن الحجاج الشهير بـ (مسلم) صاحب الصحيح.
40 - مغيرة بن مقسم الضبي الشهير بـ (مغيرة) تابعي جليل.
41 - مفضل بن مهلهل من رجال مسلم والنسائي وابن ماجة.
42 - منصور بن المعتمر تابعي جليل.
43 - يحيى بن سعيد القطان من كبار رجال الجرح.
44 - يحيى بن شرف بن مري النووي الشهير بـ (النووي) الشافعي الصغير.
45 - يحيى بن معين صاحب كتاب معرفة الرجال.
46 - يوسف بن موسى ين راشد القطان من رجال البخاري والترمذي وابن ماجة والنسائي في مسند علي.
47 - أبو بكر بن عياش من رجال الستة إلا مسلماً في المقدمة.
أما الموثقون:
1 - ابن معين قال عثمان الدارمي عن ابن معين ثقة وليس يتابع ابن معين على هذا وقال عباس الدوري عن ابن معين لابأس به وقال ابن أبي خيثمة أحمد بن زهير عن ابن معين مازال الناس أو المحدثون يقبلون حديثه وقال مرة أخرى ضعيف وقال الذهبي عن ابن معين ليس بالقوي.
2 - النسائي قال ليس به بأس وذكره في الضعفاء وقال ليس بالقوي دون أن يذكر الرأي الأول.
3 - أحمد بن صالح المصري وثقهُ إلا أنه قال يكذب في رأيه.
وبدراسة أقوال الأئمة الثلاثة نرى أن:
1 - ابن معين قد وثقه في أول الأمر ثم بدأ يضعف أمره مرة بعد مرة إلى أن قال في النهاية ضعيف، ليس بالقوي.
2 - النسائي نقل عنه أنه قال لابأس به وهي منزلة دون الثقة وفوق الضعيف ولايذكر أحد أين قالها ولكنه ذكره في الضعفاء وقال ليس بالقوي والعبرة في رأيه لهذا الكتاب.
3 - أحمد بن صالح المصري وثقه إلا أنه قال يكذب في رأيه.
نستنتج من الدراسة السابقة:
1 - قد ضعف الحارث أربعة وأربعون إماماً من أئمة الجرح والتعديل.
2 - قد عدله ثلاثة:
أ - ابن معين والنسائي ثم تراجعا عن تعديله وضعفوه.
ب - أحمد بن صالح المصري وثقه ثم غمزه غمزة أدت به إلى عدم قبول روايته نهائياً ألا وهي كان يكذب في رأيه وهذا حتى في مذهب الغماري غير مقبول الرواية نهائياً لأن العدالة لاتتجزأ ولا تتبعض.
أما مجرد سؤاله بدون الرواية عنه من قبل الحسن والحسين أو حث علي له على التعلم وتعليمه من قبله الفرائض وتقديم أهل الكوفة له في الصلاة أو العلم الذي هو الفقه و مدحه بأنه كان أفقه الناس أو أفرض الناس وأحسب الناس فهذا كله لايفيد التوثيق لأن الرواية عمادها الصدق والضبط وهذه كلها أمور ليس لها علاقة بالصدق والحفظ والضبط.
¥(19/15)
نصل في النتيجة إلى أن أربعة وأربعين إماماً لم يترددوا في جرحِه يضاف إليهم ثلاثة عدلوه في البداية ثم رجعوا عن ذلك بعد أن تبينوا ضعفه وبذلك يحصل الإجماع التام على جرحه بين جميع من تكلم في هذا الموضوع فلم يحصل أن أجمع سبعة وأربعون إماماً على تضعيف شخص كما أجمعوا على تضعيف الحارث الأعور الكذاب دون أن يوثقه أحد.
مما سبق يتبين أن موضوع تضعيف الحارث وجرحه ليس موضوع اجتهاد بين آراء علماء بعضهم عدله وبعضهم جرحه من غير بيان السبب وإنما الموضوع هو إجماع بين عدد هائل من الأئمة وهو قريب من خمسين إماماً يكفي جرح أي واحد منهم فقط لأي راوٍ حتى ولو لم يذكر السبب ولم يوثقه أحد أقول يكفي لقبول جرحه بلا معارضة.
فهل يجرؤ على توثيق هذا الشخص مسلم يخاف الله فضلاً عمن يدعي أنه محدث المغرب وينفي وجود العلماء في العالم الإسلامي كله وخاصة بلاد الشام وموافقة السقاف له ودعمه لرأيه لولا أنهما مدفوعان وراء غاية لاترضي الله نسأل الله العافية. وبذلك يظهر على من تنطبق الآية التي استشهدتَ بها في الصفحة 55 من رسالتك هذه
? وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ? (النساء آية 115). وليس كما أوردتها أنت (ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم) فهل تحريفك في الكتب أدى بك إلى تحريفك في القرآن نسأل الله العافية.
قد يقول قائل قد يكون هذا التحريف سهواً فأقول وأنا خطر لي ذلك بادئ الأمر ولكن بعد التدقيق ظهر لي أن هذا التحريف عمداً لأمور:
1 - لو عزا الآية لسورة النساء لقلنا أنه عزاها من حفظه وخانته ذاكرته ولكنه عزاها للسورة مع رقم الآية والحافظ لايحفظ القرآن مع أرقام آياته بل يحفظه سرداً ولو قلنا بأن البعض يحفظون القرآن مع أرقام الآيات لقلنا ليس سيء الحفظ مثل هذا يحفظ أرقام الآيات ويخطئ في تلاوتها. إذن الرجل فتش عن هذه الآية في القرآن ونقلها بعد تحريفها ونقل رقم الآية.
2 - حرف الآية لتخدم غرضه ومن الواضح لكل لبيب أن الآية الصحيحة ليست بمعنى الآية المحرفة فبعد أن صور الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله ـ بالكذب والتحريف ـ أنه خرج عن آراء المؤمنين حرف هذه الآية لتخدم غرضه وقد أظهرنا بهذه الرسالة كيف وافق الألباني إجماع الأمة وخالفه الغماري بعد أربعة عشر قرناً وشتم جميع علماء الأمة الذين خالفوه رأيه نسأل الله السلامة من الهوى والحقد.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه محمد عادل ملاح ونقحه على فترات حتى تاريخ صف حروفه
ـ[ابوهادي]ــــــــ[01 - 10 - 07, 07:08 م]ـ
أثابك الباري يا شيخ عبدالرحمن على افادتنا
ووفقنا واياك لكل خير(19/16)
لاضرر ولاضرار
ـ[القنوجي]ــــــــ[01 - 10 - 07, 11:49 ص]ـ
إخواني الاعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد لعل العلماء قد اكثروا الكلام عن صحة حديث "لاضرر ولا ضرار" من ناحية السند تصحيحا وتضعيفا فالرجا من الاخوان الكرام الذين عندهم في هذا الجانب اهتمام التعليق على هذا الحديث وذكر اقوال العلماء والمحققين المعاصرين عليه
ـ[ابولينا]ــــــــ[02 - 10 - 07, 02:17 ص]ـ
أخي في الله
القنوجي
سوف اسرد لك مقال صاحب كتاب: مجمع الزوائد
(باب لاضرر ولا ضرار) عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار في الاسلام.
رواه الطبراني في الاوسط وفيه ابن اسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس.
وعن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ضرر ولاضرار.
رواه الطبراني في الاوسط وسمر بن أحمد بن رشدين وهو ابن محمد بن الحجاج ابن رشدين وقال ابن عدى كذبوه.
أنتهى كلام صحاب كتاب
مجمع الزوائد
*******
عن أبي سعيد سعد بن سنان الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا ضرر ولا ضرار)، حديث حسن، رواه ابن ماجة و الدارقطني وغيرهما مسندا. ورواه مالك في الموطأ مرسلا: عن عمروا بن يحيى، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. فأسقط أبا سعيد. وله طرق يقوي بعضها بعضا.
هذا والله اعلم
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 04:59 ص]ـ
كما نقل الاخ ابو لينا جزاه الله خيرا: الحديث روايته مرسلة
ويكاد العلماء أن يجمعون وخاصة علماء الاصول والقواعد الفقهية على اعتبار صحة معنى الحديث وانه موافق لمقاصد الشريعة واصولها ....... واعتبارهم له القاعدة الكلية الخامسة الكبرى ,, والله اعلم
ـ[القنوجي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 10:42 ص]ـ
بارك الله فيكم وفي علمكم الحديث حكم عليه العلامة الالباني بالصحة في الارواء وحكم عليه البوصيري في مصباح الزجاجة بالضعف لانه مروي من طريق الجعفي وهو متهم كما قال البوصيرى ولكن اكثر العلماء حكموا عليه بالصحة لتعدد طرقه وشواهده والسؤال من العلماء المعاصرين الذين تكلموا عنه
ـ[ابو عبد الله الهلالى]ــــــــ[08 - 11 - 07, 03:20 ص]ـ
ضعفه الشيخ سلمان العلوان فى إحدى جلساته(19/17)
هل ثبت في فضل الدنو من الإمام أحاديث؟
ـ[يوسف السبيعي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 11:46 ص]ـ
ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فضل في الدنو من الإمام يوم الجمعة، فهل ثبت عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شيء من الأحاديث في فضل الدنو في غير يوم الجمعة؟ أنا أعلم أنه ورد في فضل الصف الأول، لكن أنا أقصد القرب من الإمام.
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[18 - 10 - 07, 05:27 م]ـ
نعم ما ثبت في صحيح مسلم من حديث ابن مسعود وحديث ابي مسعود رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ((ليلني منكم اولوا الاحلام والنهى)) ومعلوم باليقين ان الامر في هذا الحديث ليس للو جوب فهو للندب.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[18 - 10 - 07, 10:37 م]ـ
جزاك الله خيرا قد يستدل بهذا الحديث
عن أنس قال: - كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يليه المهاجرون والأنصار ليأخذوا عنه.
ابن ماجه في سننه وأحمد في مسنده وغيرهم
ـ[إبراهيم]ــــــــ[19 - 10 - 07, 02:19 ص]ـ
وجدت سؤالاً للشخ حاتم الشريف
هل ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يبين فضل يمين الصف في الصلاة عن يساره؟
أخرج الإمام مسلم (رقم 709)؛ وأبو داوود (رقم 615)، والنسائي (رقم 822)، وابن ماجة (رقم 1006)، وابن خزيمة في صحيحه (رقم 1563 – 1565)، من حديث البراء بن عازب، قال: "كُنّا إذا صًلّينا خلفَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحببنا أن نكون عن يمينه، يُقبل علينا بوجهه ".
وقد بّوب عليه ابن خزيمة بقوله: "استحباب قيام المأموم في ميمنة الصفّ"
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنّف (1/ 341) من طريق ابن جريج عن عطاء عن عبد الله بن عَمرو، قال: "خير المسجد المقام، ثم ميامن المسجد".
وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة (رقم 1027)، من هذا الوجه، بلفظ " خير المسجد خلف المقام،وعن يمين الإمام".
وإسناده صحيح، إذا كان عطاء بن أبي رباح سمع من عبد الله بن عَمرو، وظاهر تصحيح ابن خزيمة وابن حبّان والحاكم لعطاء عن عبد الله بن عَمرو أنه قد سمع منه.
وهذان الحديثان وإن كان ظاهرهما الوقف، لكنهما مثالان صحيحان للموقوف الذي له حكم الرفع:
أمّا الأول: لأنه فعلٌ بمحضر النبي صلى الله عليه وسلم وأقرّهم عليه.
وأمّا الثاني: فلأنه فضيلةٌ لا تُقال بالاجتهاد،ولا يظهر أنها من الإسرائيليّات. لذلك فهما كافيان لبيان فضيلة ميامن الصفوف على مياسرها.
وهناك حديث آخر لكنه ضعيف، وهو حديث عائشة مرفوعاً: "إن الله وملائكته يُصَلون على الذين يُصَلّون على ميامن الصفوف". انظره في تمام المنّة للألباني (288) والله أعلم.
ـ[يوسف السبيعي]ــــــــ[20 - 10 - 07, 03:14 م]ـ
نعم ما ثبت في صحيح مسلم من حديث ابن مسعود وحديث ابي مسعود رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ((ليلني منكم اولوا الاحلام والنهى)) ومعلوم باليقين ان الامر في هذا الحديث ليس للو جوب فهو للندب.
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم، ولكن حديث ((ليلني منكم ... )) ليس نصا في فضل الدنو من الإمام لكل أحد، وإنما هو نص في الذين اتصفوا بهذه الصفة.
وغرضي أنا هو بيان معرفة ما صح فيه لكل أحد.
فهل إذا جئت للمسجد مبكرا يكفي في الفضل أن أجلس في أي مكان من ميمنة المسجد أو أن الأفضل أن أدنو من الإمام؟(19/18)
ما كيفية إجابة الإمام في القنوت؟
ـ[يوسف السبيعي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 11:47 ص]ـ
إذا قال الإمام في القنوت: ولا يذل من واليت ولا يعز من عاديت، فبما ذا يجبيه المأموم، هل ثبت في هذا شيء عن السلف؟
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[18 - 10 - 07, 05:28 م]ـ
الافضل انك تسكت وبهذا افتى الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في رواية الشيخ العصيمي عنه.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[18 - 10 - 07, 06:29 م]ـ
قال الإمام النووي في المجموع: "وأما الثناء وهو قوله فانك تقضي ولا يقضى عليك الي آخره فيشاركه في قوله أو يسكت والمشاركة أولي لانه ثناء وذكر لا يليق فيه التأمين" انتهى
ـ[يوسف السبيعي]ــــــــ[20 - 10 - 07, 03:18 م]ـ
الافضل انك تسكت وبهذا افتى الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في رواية الشيخ العصيمي عنه.
غفر الله لك، أين ذكر هذا الشيخ العصيمي؟ ومن الشيخ العصيمي هذا؟ لا تستغرب من سؤالي، قد تعرفه وأنا لا أعرفه؛ لأعرف مدى ثقته لأنك نقلت نقلا عن إمام جبل تطمئن القلوب إلى فتواه، فنريد أن نتحقق من الفتوى.
جزاك ربي خيرا ورفع درجتك وغفر ذنبك.
ـ[يوسف السبيعي]ــــــــ[20 - 10 - 07, 03:22 م]ـ
بارك الله فيك يا يحيى بن صالح، جعلك الله تحيى صالحا، وتموت صالحا، وتبعث صالحا، وتدخل الجنة معنا.
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[20 - 10 - 07, 05:17 م]ـ
بارك الله فيك يا يحيى بن صالح، جعلك الله تحيى صالحا، وتموت صالحا، وتبعث صالحا، وتدخل الجنة معنا.
صوابها: وندخل الجنة معاً إن شاء الله ..
حتى تسلم يا أُخيَّ:)
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[20 - 10 - 07, 05:53 م]ـ
صوابها: وندخل الجنة معاً إن شاء الله ..
حتى تسلم يا أُخيَّ:)
هداك الله تعالى، هو يقصد الذي تقوله وزيادة: أن نكون في نفس الدرجة أو نفس المكان " إخوانا على سرر متقابلين " (ابتسامة)
جزاكما الله خيرا، و. . . (خلينا في الموضوع)
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[21 - 10 - 07, 03:55 ص]ـ
ما أحب بعض الإخوان للجدل!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 10 - 07, 07:46 ص]ـ
أو
تسبح
فالأقوال ثلاثة:
مثل ما يقول
تسكت
تسبح
والأفضل: الثالث
ـ[يوسف السبيعي]ــــــــ[21 - 10 - 07, 09:27 م]ـ
صوابها: وندخل الجنة معاً إن شاء الله ..
حتى تسلم يا أُخيَّ:)
الدعاء لا تدخله المشيئة؛ لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة، فإن الله لا مكره له))
وأنا قصدت: معنا، وليس خطأ إملائيا.
ـ[يوسف السبيعي]ــــــــ[21 - 10 - 07, 09:28 م]ـ
أو
تسبح
فالأقوال ثلاثة:
مثل ما يقول
تسكت
تسبح
والأفضل: الثالث
لم أفهم المقصود يا إحسان، بارك الله فيك.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 10 - 07, 10:41 م]ـ
سؤال رقم 46962 - قول بعض المأمومين نشهد وحقا عند ثناء الإمام على الله
أحيانا نسمع من بعض المأمومين: " آمين، نشهد، سبحانك، وغيرها " في دعاء القنوت، فإن كان ذلك وارداً أوضحوا لنا متى تقال؟.
الحمد لله
وردت السنة بأن الإمام إذا قنت في الصلاة فإن المأمومين يؤمنون
على دعائه، فيقولون: آمين، وأما عند الثناء على الله فإن الأفضل هو سكوتهم
اكتفاء بثناء الإمام على الله، وأما قول بعض المأمومين: " نشهد " و " يا الله "
ونحو ذلك، فهذا لا أصل له.
قال الشيخ بكر أبو زيد:
" وقد حصل من الأغاليط والمحدَثات في الدعاء والذِّكر فيها ما
يأتي:
...
45. جواب المأموم على مواطن الذكر من قنوت الإمام بلفظ: " حقّاً
" أو " صدقت " أو " صدقاً وعدلاً " أو " أشهد " أو " حق " ونحو ذلك: كلها لا أصل
لها.
"تصحيح الدعاء" (ص419 - 423) مختصراً.
والله أعلم.
" موقع الشيخ المنجد "
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 10 - 07, 10:52 م]ـ
السؤال
ما حكم أن يردد المصلون وراء الإمام عندما يدعو (ياالله)
هل هي واردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعاء
وإن كانت غير واردة أهي بدعة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالسنة إذا دعا الإمام في القنوت جهراً أن يقول المأموم: "آمين"
ومعناها: اللهم استجب، أما في الثناء الذي يتخلل الدعاء مثل:
إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت،
فلم يثبت أن يقول المأموم "يا الله" أو "نشهد" أو "حقاً"،
فإما أن يؤمّن لأن الثناء في سياق الدعاء، وإما أن يسكت،
وقد ذهب بعض الفقهاء إلى إبطال صلاة من قال "يا الله" ونحوه،
لأنه كلام خارج عن الصلاة لم تثبت به سنة، وقد جزم بعض العلماء
كالشيخ ابن عثيمين رحمه الله بأن هذا القول بدعة.
هذا .. واستحب بعض الفقهاء أن يشارك الإمام بأن يقول
ما يقوله الإمام من الثناء سراً في نفسه، قال النووي في المجموع:
والمشاركة أولى لأنه ذكر وثناء لا يليق فيه التأمين.
أما إن كان قول "ياالله" بدلاً من قول "آمين" في موضع الدعاء
فهو لا شك بدعة.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
¥(19/19)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 10 - 07, 11:12 م]ـ
وهذا ما قلتُه في " التسبيح ":
السؤال:
عند ثناء الإمام في دعائه في القنوت وفي التلاوة في صلاة التراويح على الله سبحانه وتعالى كقوله: إنك تقضي ولا يقضى عليك، فإن من خلفه يقولون: سبحانك! أو يا الله! هل هذا وارد عن السلف وله أصل؟ فإذا لم يكن كذلك فماذا يقال والحال هذه؟.
الجواب:
نعم هذا له أصل، ففي حديث حذيفة رضي الله عنه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل فكان لا يمر بآية تسبيح إلا سبح، ولا بآية رحمة إلا سأل، ولا بآية وعيد إلا تعوذ، لكن في القنوت لم يكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقنت في صلاة الوتر فلم يصح عنه ذلك، إلا أنه علم الحسن بن علي أن يقول في قنوت الوتر: (اللهم اهدني فيمن هاديت) فإذا ورد ثناء على الله عز وجل في قنوت الوتر وقال المأموم سبحانك فلا بأس، وكذلك لو ورد دعاء فأمن فلا بأس، لأن الإمام يدعو لنفسه ولهم.
" جلسات رمضانية 1415هـ "
الشيخ العثيمين
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[23 - 10 - 07, 01:53 ص]ـ
وهذا ما قلتُه في " التسبيح ":
السؤال:
عند ثناء الإمام في دعائه في القنوت وفي التلاوة في صلاة التراويح على الله سبحانه وتعالى كقوله: إنك تقضي ولا يقضى عليك، فإن من خلفه يقولون: سبحانك! أو يا الله! هل هذا وارد عن السلف وله أصل؟ فإذا لم يكن كذلك فماذا يقال والحال هذه؟.
الجواب:
نعم هذا له أصل، ففي حديث حذيفة رضي الله عنه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل فكان لا يمر بآية تسبيح إلا سبح، ولا بآية رحمة إلا سأل، ولا بآية وعيد إلا تعوذ، لكن في القنوت لم يكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقنت في صلاة الوتر فلم يصح عنه ذلك، إلا أنه علم الحسن بن علي أن يقول في قنوت الوتر: (اللهم اهدني فيمن هاديت) فإذا ورد ثناء على الله عز وجل في قنوت الوتر وقال المأموم سبحانك فلا بأس، وكذلك لو ورد دعاء فأمن فلا بأس، لأن الإمام يدعو لنفسه ولهم.
" جلسات رمضانية 1415هـ "
الشيخ العثيمين
انا النكرة اخالف الشيخ محمد بن عثيمين في استدلاله بهذا الحديث فالحديث صريح انه لا يسبح الا اذا مر باية تسبيح ولم يقل اذا مر بثناء او ذكر لله = سبح.
فالقول الرابع في المسألة انه لا يسبح الا اذا سبح الامام.
واما الذي اختاره فالسكوت.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 10 - 07, 03:29 ص]ـ
حفظك الله أخي سعود
الشيخ قال " له أصل "
ولم يقل إنه سنة، ولم يستدل بالحديث على فعله
لكنه تفقه رحمه الله في بيان جواز التسبيح إذا سمع ما يسبَّح له، والثناء منه
والذي يقول بالسكوت: ليس معه أصل
والذي يقول بمشاركته بالثناء: ليس معه أصل
ولو دققنا النظر لرأينا - على الأقل - قبول التسبيح، وعدم إنكاره
وفقك الله(19/20)
اخواني أيهما أحفظ أولأً؟ وجزيتم خيراً
ـ[داود كريم محمد]ــــــــ[14 - 10 - 07, 10:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني بعد حفظ كتاب الله تعالى أيهما أحفظ
هل أحفظ
1 - عمدة الأحكام مع بلوغ المرام
2 - المنتقى في الأحكام الشرعية
تحيرت أيهما أحفظ
لأن الأول مخدوم من حيث الشروحات الاّ انه صعبٌ للمراجعة
والثاني لا يتوفر شروحاته عندنا الاّ انه سهلٌ للمراجعة
أفيدونا جزاكم الله خيراً
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[15 - 10 - 07, 12:20 ص]ـ
أحسن الله إليك
ابدأ أولا أخي بحفظ الأربعين لأبي زكريا النووي ثم تتمتها لأبي الفرج ابن رجب ثم العمدة ثم البلوغ ثم إن كان عندك:
_ همة عالية
_ورغبة في التخصص بعلم الحديث بعد أخذك مباديء باقي العلوم
فاشرع بحفظ صحيح أبي عبد الله البخاري بالسند _عليك بالأصل وتجنب المختصرات فمن حفظ مختصرا للصحيح فاته أكثر من نصف علم البخاري الذي أودعه في كتابه الفذ والمتخصص بهذا الفن لا يستغني عن أصل الصحيح _ ثم اشرع بحفظ مسلم وهكذا إلى ما تبلغه همتك ورغبتك
والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[15 - 10 - 07, 12:29 ص]ـ
وقولك عن العمدة أو البلوغ صعب المراجعة لم يتضح لي
فما هو الصعب في مراجعتهم؟؟
إن كان التخريج الذي يذكره الحافظ في أواخر الحديث فلا عليك من عدم ضبطه في هذه المرحلة لأنك غدا بعد تخصصك وكثرة سماعك لكلام أهل هذا العلم سيسهل عليك هذا الأمر جدا
بحيث لو سمعت أو قرأت أن الحديث الفلاني خرجه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم مثلا لم تنسه
والله أعلم
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[15 - 10 - 07, 04:36 ص]ـ
حفظ المنتقى للمجد ابن تيمية أفضل بلا شك لانه جمع فيه خمسة الاف حديثا. وجميعها أحاديث الأحكام ولها شرح جميل لم أرى مثله قط وهو شرح نيل الأوطار للعلامة الشوكاني.
ومتن المنتقى كان يحفظه العلماء في بلاد الحرمين.وهو بلا شك حفظه أفضل من حفظ البلوغ. والذي لايستطيع حفظ المنتقى فعليه بحفظ البلوغ فهي تجمع أحاديث العمدة الا بضعة عشر حديثا.
ـ[داود كريم محمد]ــــــــ[16 - 10 - 07, 08:39 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وأسأل الله أن ينفع بكم الاسلام والمسلمين.(19/21)
أين أجد زوائد البخاري على مسلم
ـ[وادي ريم]ــــــــ[17 - 10 - 07, 12:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أجد زوائد البخاري على مسلم
وهل طبعت في كتاب مستقل
ملاحظة: أريد الزوائد فقط ولا أريد كتابا في الجمع بين الصحيحين
ـ[بشير يوسف]ــــــــ[17 - 10 - 07, 03:11 ص]ـ
يذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري في خاتمة كل كتاب: كتاب الإيمان، كتاب العلم ... ما انفرد به البخاري عن مسلم.
ـ[وادي ريم]ــــــــ[17 - 10 - 07, 08:34 ص]ـ
أخي العزيز بارك الله فيك أريد الزيادات في كتاب مستقل
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 10 - 07, 10:44 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ذكرها تاج الدين الساوي رحمه الله تعالى في كتابه (الأنوار اللمعة في الجمع بين مفردات الصحاح السبعة) طبع دار الكتب العلمية
(تنبيه: طبع الكتاب منسوبا للحافظ ابن الصلاح ولايصح ذلك)
http://www.al-ilmiyah.com/Upload/2-7451-4939-3.jpg
السعر:32 $
» إضافة إلى السلة http://www.al-ilmiyah.com/images/basket.jpg (**********:document.AddToBasketForm.submit();)
» كتب لنفس المؤلف ( http://www.al-ilmiyah.com/_Product.php?FieldToSearch=Moualef&Keyword= ابن الصلاح/أبو عمرو الشهرزوري& Action=Search)
» كتب بنفس الموضوع ( http://www.al-ilmiyah.com/_Product.php?Keyword= حديث& FieldToSearch=Subject&Action=Search)
ردمك: I2-7451-4939-3
عنوان الكتاب: الأنوار اللمعة في الجمع بين مفردات الصحاح 1/ 4
Book Title:al’anwar allm’aah fy aljm’a byn mfrdat alsahaaha 1/4
المؤلف: ابن الصلاح/أبو عمرو الشهرزوري</ B>
Author:abn alsalaha/’abw ’amrw alshhrzwry</B>
المحقق: سيد كسروي حسن
الموضوع: حديث</ B>
نوع التجليد: مجلد
نوع الورق: ابيض
عدد الصفحات:1728
القياس: cm 17×24
الوزن: Kg.3.175
عدد ألوان الطباعة: لون واحد
تاريخ الإصدار: I2006-09-05
رقم فسح المملكة العربية السعودية:0
كتاب في الحديث جمع فيه المؤلف ما ورد في كتب الاحاديث الصحيحة السبعة، وقد اتجه المؤلف الى اراحة القارىء العادي والمتخصص او القاصد معرفة الاحاديث دون جهد او عناء، فوضع بين يديه الاحاديث مجردة تماما من الاسانيد والمقدمات التي اضافها الراوي او المؤلف، فهو يهتم اهتماما شديدا بالنص الوارد في الكتاب من حيث المتن فقط تاركا ما.سوى ذلك
ـ[وادي ريم]ــــــــ[17 - 10 - 07, 02:13 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ذكرها تاج الدين الساوي رحمه الله تعالى في كتابه (الأنوار اللمعة في الجمع بين مفردات الصحاح السبعة) طبع دار الكتب العلمية من الجزء الثاني ص 159 إلى ص 318.
بارك الله فيك وجعلها في موازين حسناتك(19/22)
س: أهناك كتاب في الأحاديث التي رواها الجماعة؟
ـ[ابن الحميدي الشمري]ــــــــ[17 - 10 - 07, 11:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
...........................
س: أهناك كتاب في الأحاديث التي رواها الجماعة؟
.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 10 - 07, 12:09 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جمعها بعض المعاصرين، ومنهم الشيخ الفاضل سعيدالمري حفظه الله، وقد نشرها في ملتقى أهل الحديث
وهي في الملف المرفق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلله فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
فهذا جمع لما اتفق عليه الجماعة من الأحاديث عن صحابي [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=682568#_ftn1)، وهم؛ أحمد والبخاري ومسلم وابن ماجه وأبو داود والترمذي والنسائي [[2]] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=682568#_ftn2)، قصدتُ قصدَهم [[3] [/ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=682568#_ftn3) لِما لكتبهم من المكانة الجليلة، ولكون ما اجتمعوا عليه من الأحاديث قليلة [4] [/ COLOR]، فيسهل حينئذٍ حفظه على الطلاب، وبالحفظ يعظُمُ النفعُ بالكتاب'] [5]، مختاراً اللفظ الذي اجتمعوا عليه دون زيادة [6) إلا إذا لم يكن فيها إفادة [7 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=682568#_ftn7)، أو كان في السياق ما يهدي إليها8 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=682568#_ftn8) وغيرها لا يصدق اتفاقهم عليها، مقدماً لفظ البخاري غيرَ مشيرٍ إليه عند ذلك، فإن اخترت غيره فلشيءٍ ثَمّ هنالك، مع مراعاة تقارب الألفاظ والسياق، إذا لم يكن في مخرج الحديث9 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=682568#_ftn9) اتفاق، وسماه بعض الفضلاء [10 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=682568#_ftn10) حين عرضت عليه جمعَه، نَفاق السلعةِ باتفاق السبعة.
1 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=682568#_ftnref1) هذا هو الشرط الأول لنعت الحديث بكونه متفقاً عليه، وهو أن يكون الاتفاق مراعاً فيه كون الحديث عن صحابي واحد، فأما إذا كان لفظه متفقاً عليه إلا أن بعضهم أخرجه بذلك اللفظ من طريق صحابي وبعضهم الآخر أخرجه من طريق صحابي آخر فإن ذلك الحديث لا ينعت بكونه متفقاً عليه على جهة الإطلاق، لكن إذا أراد المتكلم أن ينعت من الحديث ما هذه صفته بكونه متفقاً عليه فلابد من بيان طريقة إخراجهم له حينئذٍ.
2 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=682568#_ftnref2) المراد بالنسائي سننه، سواء المسماة بالصغرى أو المسماة بالكبرى، لأنهما روايتان لكتاب واحد، الصغرى رواية ابن السني، وقد حصل فيها حذفٌ لبعض الكتب، ككتاب الفرائض والاعتكاف والسير وعمل اليوم والليلة وغير ذلك، وأما القول بأنها اجتباء فغير صحيح كما قال الذهبي في ترجمته، والكبرى رواية ابن الأحمر، وقد قال عند روايته لها: أخبرنا بجميعه الإمام الناقد أحمد بن شعيب النسائي، ولذلك نرى بعض أهل العلم يطلقون الرواية للنسائي ويريدون الكبرى، والله أعلم.
3 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=682568#_ftnref3) أي نحوت نحوهم، واتجهت إلى جهتهم.
4 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=682568#_ftnref4) وقد بلغت في هذا المؤلف ثلاثة وسبعين مئتي حديث.
5 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=682568#_ftnref5) وقد كان السلف الصالح يمتدحون الحفظ، قال الشافعي:
علمي معي أين ما يممت يتبعني
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي
جوفي وعاء له لا جوف صندوقِ
أو كنت في السوق كان العلم في السوقِ
وكانت العرب تقول: لا خير في علم لا يعبر معك الوادي ولا يعمر بك النادي.
6 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=682568#_ftnref6) أي أن لفظ الحديث إذا كان الجماعة قد أخرجوه إلا أن بعضهم أخرج منه بعض اللفظ دون بعضه الآخر فإنني حينئذٍ أقتصر على اللفظ الذي اجتمعوا عليه، وهو القدر الذي يكون عند جميعهم دون القدر الزائد الذي يكون في الحديث ولم يخرجه بعضهم، لأن ذلك القدر الذي يكون في الحديث ولم يخرجه البعض لا يصدق وصفه بكونه مما اتفق عليه الجماعة.
7 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=682568#_ftnref7) هذا استثناء مما تقدم في شأن الزيادة، وهو أن الزيادة إذا لم تكن مشتملة على حكم زائد فإن عدم اجتماعهم على إخراجها لا يضر في صحة نسبتها إلى جميعهم، بخلاف الزيادة التي تثبت حكماً من الأحكام.
8 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=682568#_ftnref8) وهذا استثناء آخر في شأن الزيادة، وهو أن الزيادة المشتملة على فائدة قد لا يضر نسبتها إلى الجميع ولو لم يخرجها بعضهم، وذلك إذا كان في سياق الرواية عند من لم يخرجها ما يدل على وجودها في الحديث.
وعليه يتحصل مما تقدم أن الزيادة التي لم يخرجها بعض الجماعة لا تجوز نسبتها إلى جميعهم إلا في حاتين. {إلى هنا}
9 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=682568#_ftnref9) المراد بمخرج الحديث هو راويه عن الصحابي.
10 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=682568#_ftnref10) وهو الشيخ الفاضل محمد سيديا بن سليمان بن اجدود الأبياري الملقب بالنووي.
¥(19/23)
ـ[عويضة]ــــــــ[18 - 10 - 07, 03:51 م]ـ
السلام عليكم
جمع احد المعاصرين في ذلك كتابا وهو مطبوع باسم مصابيح السنن فيما اتفق عليه رجال الصحيح والسنن ل طالب عبد الرحمن بن احمد الاستاذ بجامعة وهران ووصفه بقوله: وهو مؤلف جمعت فيه الاحاديث الصحيحة التي وقع الاتفاق على تخريجها من قبل الائمة: مالك والبخاري ومسلم وابو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وهو من منشورات المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائر 1984 م
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 11:01 م]ـ
وكذا يوجد كتاب: صحيح الحفاظ مما اتفق عليه الأئمة الستة للدكتور عواد الخلف وقد رتبه موضوعياً على ترتيب مسلم وذكر لفظه كذلك.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[19 - 10 - 07, 01:08 ص]ـ
و هناك كتابُ لـ: إبراهيم الحازمي، مُجلدٌ صغيرٌ، لا أذكرُ حالَ حجمه الآن، ذكرتُ شأنَه وَ وَصفه لأستاذنا الدكتور عبد الغني التميمي فلم يرُقْ لَه شأنه، و استصغرَ عملَه، و قال: أحاديث الجماعةِ كثيرة و ليست بهذا العدد.
لأستاذنا عبد الغني التميمي كتابٌ في جمع أحاديثهم، أذكرُ أنه قريبٌ من مجلدين، يسَّر الله بروزَ الكاتب و الكتاب ...
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[19 - 10 - 07, 01:27 ص]ـ
وكذا يوجد كتاب: صحيح الحفاظ مما اتفق عليه الأئمة الستة للدكتور عواد الخلف وقد رتبه موضوعياً على ترتيب مسلم وذكر لفظه كذلك.
هذا كتابٌ جيِّد ..
وقد طبع في دار البشائر الإسلامية ـ على ما أذكر ـ.(19/24)
أرشدوا حائرًا يسعى لحفظ كتب السنة .. ولكم الأجر عند الله تعالى
ـ[أبو البراء السكندري]ــــــــ[18 - 10 - 07, 12:22 ص]ـ
المشايخ الأفاضل ...
وطلاب العلم الكرام ...
أرشدوا حائرًا يسعى لحفظ أحاديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا يدري كيف ومن أين يبدأ؟ وعلى أي طبعات كتب السنة يعتمد عند بدء الحفظ؟
أريد منهجًا مجربًا أسيرُ عليه لحفظ كتب السنة ... وكذلك أطلب النصح ممن سار في هذا الدرب من قبل ...
فلا تحرمونا من نصائحكم وفوائدكم رفع الله قدركم في الدارين ...
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 12:59 ص]ـ
ليتك دخلت في منتدى وسائل تحصيل العلم الشرعي فستجد بغيتك
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[18 - 10 - 07, 05:36 م]ـ
تبدأ بعمدة الاحكام ثم بالمحرر لا بن عبدالهادي ثم بما زاد ابن حجر عليه ثم بما اتفق عليه الشيخين وافضل جمع هو للأشبيلي ثم بمفردات ابي داود عن الكتب الستة ثم بمفردات الترمذي ثم بمفردات النسائي ثم بمفردات ابن ماجه ثم بمفردات الموطأ ثم بمفردات الدارمي ثم بصحيح ابن خزيمة ثم بصحيح ابن حبان ثم بمجمع الزوائد ((وفيه زوائد مسند احمد والطبراني والبزار)) ثم بمصنف عبدالرزاق ثم بمصنف ابن ابي شيبة ثم بالسنن الكبرى للبيهقي. وإذا انتهيت من هذه الكتب ارفع الموضوع عشان ازيدك ((ابتسامة))
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[18 - 10 - 07, 09:01 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله في الأخ السائل وهمته وفي الأخ المجيب و إفادته
وسؤالي: أين أجد مفردات أبي داود أو ابن ماجة ... وغيرهم
ـ[أسامة]ــــــــ[18 - 10 - 07, 09:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:-
إلى الأخوة طلاب العلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبعث إليكم هذه الورقات الخاصة بمنهج طلب العلم والتي يفضل أن يطبق ما فيها مع مجموعة من الشباب لكي يتعاونوا على البر والتقوى ويكون ذلك أدعى لمواصلة الطريق وأعظم للأجر، وأسأل الله أن يجعل فيها خيراً وينفع بها.
يقول الله سبحانه وتعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) ففي هذه الآية دليل على فرضية العلم كفرضية الجهاد وكلاهما فرض على الكفاية وكما يتعين الجهاد لحالات فأيضاً يتعين العلم لحالات ولعل الأمة حققت بعض تلك الحالات لتعينه عليها، فيأثم من لا يتفقه أو يعين على التفقه بعد الاستطاعة على ذلك، ولا أريد الإطالة بهذا إنما المقصد التذكير بمنزلة العلم والأمر بالتفقه كالنفور إلى الجهاد وقال القرطبي عن الآية ”أنما أصل في وجوب طلب العلم وقال وفي هذا إيجاب التفقه في الكتاب والسنة وأنه على الكفاية دون الأعيان“ (1)، ولا يخفى عليكم ما للعالم من فضل وأثر على المجتمع وأن نقص العلم يكون بقبض العلماء وذلك من علامات الساعة وإذا صُدر الجهال سئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا فهلكنا، ومن يريد أن يسير بالحركة العلمية قُدماً فيجب عليه أن ينظر إلى منهج سلفنا الصالح وكيف حققوا الرقي العلمي وأصبحوا صروحاً ومصابيح يهتدي بها، فلم يكن العلم يوماً حكراً على أحد إنما متأخرة نسبياً فإنه لا ريب سيصل إلى ما يرجوه، فالعلم نور من الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وقد كان السلف يبدأون بحفظ القرآن ثم السنة مع الفهم الصحيح ثم بعد ذلك يجتهدون على حسب ما فهموا من الكتاب والسنة، فمثلاً شيخ الإسلام أفاد في فتاواه أنه كانت له ردود على بعض العلماء في العقيدة وهو ابن الحادية عشرة وكذلك الإمام مالك تصدر للفتوى وهو ابن الثامنة عشرة واجتهد الإمام الشوكاني في مثل سنة أيضاً وغيرهم كثير، إذاً فالعلم سهل ولا يحتاج إلى تهويل أهل هذا الزمان، ولو سلكنا طريقهم لوصلنا كما وصلوا، ولا شك أنهم كانوا متفرغين للرحلة والطلب وليسوا من الموظفين، أما نحن فقد أضعنا الأوقات في دراسة تفاصيل فضول علوم الآلة رغم أن الفقهاء والمحدثين وضعوها كطريق لفهم الكتاب والسنة لا عوضاً عنهما، فهي وسيلة لا غاية، وللأسف فمن أراد العلم في زماننا فإنه يضيع عمره ومجهوده بحفظ كلام الرجال وفتاواهم عوضاً عن
¥(19/25)
حفظ الكتاب والسنة وكفى بذلك شراً حتى لو اعتضنا عنهما بكلام أبي بكر وعمر.
وهنا أريد أن أتكلم عن أمرين الأول: كيفية إزالة عوائق طلب العلم، والثاني: عن مدن الطلب مفصلة على المنهج المقترح والمجرب.
لا شك أن أكبر العوائق أمام طالب العلم هو عائق الوقت فكثير من الشباب المقبلٌ على الطلب يعمل يومياً لمدة لا تقل عن سبع ساعات ثم لا يكاد يرجع إلى أهله إلا مع أذان العصر مرهقاً وبقية يُستهلك في شؤون أهله وأمور أخرى، وأنا أقول إزالةً لهذا العائق:-
أولا: ينتخب ما لا يقل عن عشرة من خريجي التخصصات الشرعية ويراعى ألا تزيد أعمارهم على الأربعة والعشرين وأن يكون لديهم نسبة من الذكاء وقوة في الحافظ وأن يكون طيب المعدن ومزكى من قبل جلسائه أو شيوخه حسن الخلق ومتعالياً عن سفاسف الأمور وأهمها أن يكون لديه إقبال على طلب العلم، كما تكتب له ترجمة ملخصة عن حفظه وتخصصه وشيوخه وأعماله الدعوية وأن يكون غير مرتبط ببرامج أخرى غير ما نحن بصدده، إلى غير ذلك من المقومات التي تصلح أن ينصف بها الطالب.
ثانياً: يفرغ هؤلاء العشرة لمدة أربع سنوات وليس بالضرورة أن يتفرغوا بين يدي مجتهد لأن هذا يصعب علينا، إنما يكفي آخر ستة أشهر أن يلازموه ليقرأوا عليه خلاصة فهمهم وحفظهم كما يفرغ معهم أحد المشايخ أو طلبة العلم كمشرف على برنامجهم ومقوّم لمستوياتهم، وجدير بالذكر هنا أن عامل التفريغ هو العامل الذي خرج من خلاله كثير من العلماء سلفاً وخلفاً وكانوا يدرسون في دور للعلوم الشرعية ينفق عليهم من الصدقات والزكاة كالصالحية للحنابلة وكذلك دار الجوزية وغيرهما وقبل ذلك كله كان أهل الصفحة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرغوا بسبب فقرهم للعلم والجهاد وينفق عليهم من أموال الصدقات وكان أميرهم إمام الحُفّاظ أبو هريرة رضي الله عنه وكان يقول عمر ”ألهاني الصفق بالأسواق“ لما غابت عنه سنة الاستئذان فمن كان من أهل الصفة برز بالعلم أكثر من أكابر الصحابة كابن عمر وعمار وأبي موسى وأبي سعيد وأنس الذي كان مفرغاً للخدمة وغيرهم رضي الله عنهم جميعاً إذا فالعلم يحتاج إلى أن يُفرد بالاهتمام وتفرّغ له الأوقات والطاقات فمنهج التفريغ نهج نبوي سلفي سُبقنا إليه خرّج للأمة عُلماً وحُفّاظاً، وللأسف هجرنا هذا الطريق وعمل به النصارى في كنائسهم واليهود في بيعهم والرافضة في حسينياتهم.
ثالثاً: يصرف على كل واحد منهم أربعة آلاف ريال شهرياً على الأقل فتكون في السنة 50 ألف ريال وفي الأربع سنوات 200 ألف ريال تقريباً وذلك من خلال مشروع يكون ريعه لهم، أو لن نعدم من زكاة أموال المسلمين، وعلى كل حالة ما يحتاجون من كتب وبحوث ولن تكون هذه كثيرة من خلال ما سوف أذكره في المنهج المقترح، ويحبذ أن يكون لهم مكتبة كبيرة يجتمعون فيها للبحث والتسميع والنقاش.
ثم بعد ذلك التفريغ يوضع لهم منهج علمي ليس بمذهبي تقليدي ولا نظامي وإنما منهج قائم أولاً على الكتاب والسنة بفهم السلف الصحيح ولا يشغلوا بحفظ تفاصيل علوم الأصول والزيادة والإعادة فيها، وأنا أقترح منهجاً سهلاً جربته وكان فيه خيراً كثيراً وهو:-
أولاً: يغطى مدة شهرين (2) يحفظ فيها النخبة مع فهم الشرح والورقات والأجرومّية أيضاً وبعض قواعد التفسير والقواعد الفقهية ولا يطال عليه في شروحها لأنه سوف يفهمها بالتفصيل مع الاستدراكات عليها من خلال دراسته القادمة، ويفضل أن تكون دراسة هذه المتون على يد عالم متمكن يريح الطالب في تلخيص آداب الطلب وطرقه والقول الراجح في مواطن النزاع.
ثانياً: يعكف على حفظ القرآن ويحفظ كل يوم من صفحتين إلى أربع صفحات حتى لا يتجاوز التسعة أشهر إلا وقد أتم الحفظ، ومع حفظ ورده اليومي يلخص تفسير ورده من تفسير ابن كثير والبغوي والقرطبي والشوكاني يسمع كل ورده على المشرف مع نقاش في بعض أقوال المفسرين ثم يبقىّ طيلة يومه يراجع ما حفظ مع ضبط التجويد الجلي ويحفظ بعض الجزرية وبعد أربع تسعة أشهر تخرج بحافظ مجوداً ملما بأقوال العلماء والراجح على كل آية.
¥(19/26)
ثالثاً: ينتقل بعد ذلك إلى حفظ السنة ويبدأ أولاً بحفظ عمدة الأحكام مع حفظ الراجح في فقه كل حديث فلو حفظ 12 حديثا كل يوم لختمه خلال شهر حفظاً وفهماً ويكفي أن يحفظ من الأقوال ما أورده صاحب تيسير العلام ويقتصر على ذلك ولا يتشعب في الشروح.
رابعاً: حتى نوسع مداركه الحديثية والفقهية ينتقل إلى حفظ البلوغ مع فهم شرح صاحب السبل وصاحب النيل وتلخيص الراجح في الضعفاء، ولو حفظ في كل يوم 20 حديثا لختم الكتاب خلال شهرين، وهذه الكمية ليست كثيرة لأن الحافظ ابن حجر في البلوغ لا يورد الحديث بطوله إنما يورد الشاهد من الحديث في الباب وأيضاً سوف يسقط عنه 410 أحاديث كان قد حفظها من العمدة.
خامساً: ينتقل إلى حفظ مختصر صحيح مسلم مع فهم شرحه وتلخيصه، والمختصر يبلغ مقداره 2200حديثاً لو حفظ في كل يوم 15 حديثاً لختم المختصر خلال خمسة أشهر على الأكثر.
سادساً: ينتقل إلى حفظ أفراد البخاري على مسلم من مختصر الزبيدي وعددها 680 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر لو حفظ منها كل يوم 15 حديثاً لختم البخاري خلال 45 يوما وأثناء ذلك يقرأ فتح الباري مع تلخيص القول الراجح وشواهد أحاديث الباب وكذلك قيودها وصوارفها ومخصصاتها وأقوال ابن حجر في الرجال وعلل الحديث والقواعد الفقهية والحديثية، والفتح يأخذ تلخيصاً بهذه الطريقة أربعة أشهر على الأكبر.
سابعاً: ينتقل إلى حفظ ما لم يورده المنذري والزبيدي في الصحيحين وذلك إما من أصل الصحيحين مرفوعاً غير معلق أو من الجمع بين الصحيحين أو من اللؤلؤة والمرجان وسوف تجتمع لقرابة 100 حديث منهما تأخذ معه أسبوع.
ثامناً: ينتقل إلى حفظ أفراد داود على الصحيحين وعدتها 2450 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر لو حفظ منها 20 حديثاً كل يوم لختمه خلال أربعة اشهر ويقرأ خلالها عون المعبود مع التلخيص للقول الراجح وعلل الأحاديث المحفوظة كل يوم وشواهدها وقيودها وصوارفها إلى غير ذلك من الفوائد.
تاسعاً: ينتقل إلى حفظ أفراد الترمذي على الصحيحين وأبي داود وعدتها 1350 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر لو حفظ منها كل يوم 20 حديثاً لختمه خلال شهرين تقريباً وخلالها يقرأ تحفه الأحوذي مع التلخيص كما فعل في العون.
عاشراً: ينتقل إلى حفظ أفراد النسائي على الأربعة الذين سبق ذكرهم وعدتها 2400 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر لو حفظ منها كل يوم 20 حديثاً لختمها خلال اثنا عشر يوماً.
الحادي عشر: ينتقل إلى حفظ أفراد ابن ماجة على من سبق ذكرهم وعدتها 600 حديثاً مرفوعاً بلا مكرر 500 منها ضعيف يحفظ الصحيح البالغ 100 حديث خلال أسبوع مع كثرة قراءة البقية الضعيفة.
الثاني عشر: ينتقل إلى حفظ أفراد الموطأ المرفوعة على الستة وعدتها 50 حديثاً وتستغرق ثلاثة أيام مع تلخيص ما في الموطأ من الموقوفات وفتاوى مالك وفتاوى الصحابة مع الإطلاع على التمهيد والاستذكار.
الثالث عشر: ينتقل إلى حفظ أفراد نيل الأوطار وليس المنتقى لأن الشرح فيه أحاديث ينبغي حفظها يفترض أن يكون قد لخصها عندما قرأ النيل أول مرة وعدة تلك الأحاديث مرفوعة 500 حديث يحفظها خلال شهر.
الرابع عشر: ينتقل لحفظ أفراد المسند على من سبق ذكرهم وتبلغ أفراده مرفوعةً بلا مكرر ولا شواهد عند من سبق ذكرهم 1500 حديث تستغرق شهرين.
الخامس عشر: ينتقل إلى تلخيص مجموع الفتاوى مع الفتاوى الكبرى وتأخذ أربعة أشهر.
السادس عشر: يحفظ بعد ذلك متناً فقهياً كالزاد أو الدرة وذلك لترتيب الأدلة التي حفظها وكيفية عرضها للتعليم والإفادة لا نصرة للمذهب ويستغرق ذلك شهرا للثاني وأكثر للأول.
السابع عشر: يحفظ الواسطية ولن يجد عناءً في ذلك لأنه يحفظ جميع أدلتها غير أنه سوف يرتب الأدلة على الأبواب وأثناء الحفظ يقرأ شرحها ويتوسع فيها بقراءة كتاب التوحيد لابن خزيمة وبعدها ينتهي يلخص أصول الاعتقاد لللاكائي ويحفظ بعض المواضع التي عليها الخلاف الكثير من الطحاوية ويلخص شرح الطحاوية ويختم ذلك بحفظ كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلخيص شرحه ولن يجد عناءً في حفظه أيضاً لأن الأدلة التي فيه كلها سبق له حفظها وهذا كله يستغرق ثلاثة أشهر.
¥(19/27)
الثامن عشر: يخرج المسائل الخلافية التي مرت عليه فيما سبق من الشروح ويفترض أنه كان يدونها أول بأول منذ البداية ويبدأ بالبحث عنها في المغني والمجموع والتمهيد ونصب الراية والمحلى وبعض أمهات المذاهب المعتمدة ويكونوا جميعهم مشتركين في ذلك بحثاً ونقاشاً وحفظاً لبعض ما يحتاجه الطالب ويستغرق على الأكبر شهرين على حسب اجتهادهم أثناء التلخيص بإخراج مسائل الخلاف مما سبق من الشرح.
التاسع عشر: يقرأ البداية والنهاية وزيادة محمود شاكر عليها وهذا خلال شهرين.
العشرون: ينتقل الجميع لملازمة أحد المجتهدين ليعرضوا عليه أهم ما حفظوا وما فّهموا وبعض مسائل الخلاف كما يدرسون عنده العلوم التي تؤخذ بالتلقي كالرحبية وبعض مواضع الألفية في اللغة وفي الحديث وما أشكل من قواعد الجرح والتعديل ودراسة الأسانيد وبالجملة يحققوا درجةً تؤهلهم للتصدر للتعليم والفتوى وهذا يسير بإذن الله ويستغرق ستة أشهر.
وأخيراً يحاولوا جمع ما انتقوه من الأحاديث وما لخصوه من الأقوال والإشكالات مع بسط القول فيها ويوضع في مصنف واحد بعد عرضه على أحد العلماء لإقرار ما فيه وتهذيبه، ولهذا الجمع طريقة يسيرة باستخدام الحاسب لا أريد الإطالة ببسطها ولكن يخرج لنا في النهاية أصول الأحاديث لكل ما مضى من مصادر السنة مع عللها وأقوال الأئمة على كل المسائل الخلافية وفتاوى أهل الاجتهاد إلى غير ذلك من الفوائد وهي خلاصة مجهود أربع سنوات لعشر طلاب.
وهكذا يكون قد استغرق البرنامج ثلاثة سنوات وسبعة أشهر حفظ الطالب خلالها القرآن وفهم فهماً صحياً مستفيضاً وحفظ تسعة آلاف ومئتي حديث، ثم بعد ذلك يفرغوا للتعليم والفتوى والبحوث النافعة وقراءة الكتب المعاصرة والعلوم الأخرى، وأنا أذكر هنا للفائدة والتحريض على الطلب والتحدث بنعمة الله وإثباتاً أني لم أكتب خيالاً ولا أحلاماً فإني بحمد الله قد أتممت ما يقرب من تسعة أعشار هذا البرنامج خلال سنتين وأسأل الله أن يعينني على إتمام ما أريد والله ولي التوفيق.
تنبيهات:-
1 - الطالب الذي يعطى ثلاث إنذارات لعدم حفظه أو حضوره يتم إخراجه من البرنامج.
2 - يلتزم كل طالب منهم ألا يتصدر للتدريس أو النشطات الدعوة أو الأعمال التجارية أو أي شكل من أشكال الصوارف حتى الإمامة إن كانت تشغله.
3 - خلال كل تلك الفترة بعدما يتم حفظ القرآن لا بد وأن يراجع كل يوم ما لا يقل عن أربعة صفحات وبذلك يستطيع ختم القرآن كل أربعة اشهر.
4 - يعطى كل طالب مهلة أسبوعين مراجعة لكل مصنف يتم حفظه.
5 - الاستعانة بالكتمان على إتمام البرنامج حتى لا تعوق العوائق ويكثر الحسّاد والمثبطون إذا ظهرت التفاصيل.
6 - عدم التحدث حتى مع المشايخ عن كيفية البرنامج حتى لا تكثر الاقتراحات المخالفة للمنهج فتسبب ذبذبة وتثبيط للطالب وتردد في الاستمرار.
هذا والله المستعان على ما أقول.
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
28/ 3/1419هـ
--------------------------------
الموضوع منقول(19/28)
إذا اختلف المتقدم والمتأخر في مسألة فقول من يُقدم؟؟
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[19 - 10 - 07, 10:12 م]ـ
بسم الله ...
هذه مسألة مهمة وخاصة في هذا العصر الذي هجرت فيه طريقة السلف في التلقي والتفقه عند الأكثر إلا من رحم الله ولأنها أيضا متعلقة بجميع العلوم
- اعلم أولا أن المتقدم أعلم من المتأخر في جميع العلوم الشرعية
وأما في العلوم الدنيوية فقد يكون العكس في بعضها وقد لا يكون
دليل المقدمة الأولى تجده في رسالة فضل علم السلف على الخلف لابن رجب ودليل الثانية الواقع وطبيعة العلوم الدنيوية
- ثانيا: عايشت كما عايش غيري بعض المجتمعات العلمية ممن أخطأ في هذه القضية فكنت أقول لأحدهم ضعفه أحمد أو أبو حاتم فيقول لكن صححه الألباني فيضرب بقول أحمد الحائط ولا يلتفت إليه وهذا في موطن التقليد لا عند ذكر الأدلة
وقد قلت لأحدهم قد تقرر عند الفقهاء والأصوليين تقليد الأعلم والبخاري أعلم من الألباني فاعترض قائلا الألباني أعلم لأنه متأخر ووقف على طرق لم يقف عليها البخاري
ومنهم من إذا قلت له هذا الحديث ضعفه أحمد قال لعلّ له طريقا صحيحا فإذا قلت له وضعفه الألباني اطمأنت نفسه وسكت
هذه نماذج عايشتها بنفسي لا من قبيل الخيال والافتراض
وكذا هو في الفقه إذا قلت لبعضهم كرهه الشافعي جادل وناقش فإذا قلت وابن عثيمن أو والألباني قال الآن نعم
بل حتى في طريقة الطلب تراه يهتم بكتب المعاصرين ويتفقه عليها ويأنف عن حفظ متن في مذهب من المذاهب الأربعة والتفقه على كتبها
وكل هذا خلل في منهجية التعلم والتفقه وخلاف منهج السلف في ذلك
وقد شكى أبو عمر ابن عبد البر تنكب أهل عصره طريقة السلف في التعلم فما ظنكم بعصرنا وزماننا
وهذه بعض النقول عن بعض العلماء توضح هذا الأمر وتجليه وكلامهم وإن كان خاصة في علم الحديث إلا أنه يسري في باقي العلوم كما هو معلوم ومشهور من كلامهم
جواب للشيخ عمر المقبل المحاضر في جامعة الإمام فرع القصيم
س/ أحياناً نجد بعض الأحاديث التي حكم عليها علماء الحديث قديماً بالضعف كابن حبان، وأبي حاتم، وابن خزيمة وغيرهم. وهذه الأحاديث حكم عليها علماء حديث معاصرون بالتصحيح أو العكس. فلمن يكون الترجيح؟
فهناك من يقول نأخذ قول العلماء الأوائل؛ لأنهم أقرب عهداً برواة الحديث، وبالسلف الصالح. وهناك من يقول إن الترجيح للمعاصرين؛ لأنهم أوتوا من سبل البحث والتحقيق ما لم يؤتَ أولئك. نرجو التوضيح.
الجواب:
الحمد لله، وبعد: فهذا السؤال يتصل بقضية كثر الكلام فيها في الآونة الأخيرة، ولعلي أجمل الجواب في ست نقاط:
الأولى: لا ريب أن الأصل هو التعويل والرجوع إلى الأئمة المتقدمين، وهذا ليس خاصاً بعلم الحديث بل في كل علم من علوم الشريعة.
الثانية: من حيث العموم فأئمة الحديث المتقدمون أعلم من المتأخرين، وأدقّ نظراً، وأقرب عهداً بعصور الرواية والتدوين -كما ذكر السائل- فقد شاهدوا جمعاً غفيراً من حملة الآثار ورواة الأسانيد، ووقفوا على كتبهم وأصولهم التي يروون منها، فتحصّل عندهم، وتهيأ لهم من ملكة النقد، والقدرة على التمحيص ما لم يتهيأ لغيرهم ممن أتى بعدهم، خاصة في أدق وأجل علوم الحديث، وهو علم (العلل) الذي برز فيه جمع من الأئمة الكبار كابن المديني، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، والدارقطني، وغيرهم.
الثالثة: إذا تقرر أن الأئمة المتقدمين لهم من المزايا والخصائص ما ليس لغيرهم ممن أتى بعدهم، فإنه يجب التسليم لقولهم إذا اتفقوا ولم ينقل عنهم اختلاف، ولو خالفهم بعض المتأخرين، يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: ((فمتى وجدنا حديثاً قد حكم إمام من الأئمة المرجوع إليهم بتعليله، فالأولى اتباعه في ذلك، كما نتبعه في تصحيح الحديث إذا صححه)) (انظر: النكت 2/ 711) وللعلائي، وابن كثير، والسخاوي رحمهم الله كلام يدور حول هذا المعنى، فينظر: اختصار علوم الحديث: 79، وفتح المغيث 1/ 237. (1)
¥(19/29)
الرابعة: هذا الذي سبق فيما إذا اتفق المتقدمون على الحكم على الحديث بالصحة أو الضعف، فأما إذا اختلفوا، فإن كان الشخص قادراً على المقارنة والترجيح أخذ بما تطمئن إليه نفسه، وإن كان لا يقدر فيقلد من يرى أنه أعلم بهذا الشأن، كما بيّن ذلك غير واحد من الحفاظ المتأخرين كالعلائي رحمه الله. (ينظر: فتح المغيث 1/ 237).
الخامسة: أن قول بعض الناس إن سبب ترجيح قول المعاصرين لكونهم أوتوا من سبل البحث والتحقيق ما لم يكن للأوائل، فالحقيقة أن هذا الكلام لا يصدر ممن له أدنى اطلاع ومعرفة بأقدار الأئمة، وما آتاهم الله عز وجل من سعة الاطلاع العجيب، والفهم الدقيق، والنظر العميق في الأحاديث، وطرقها وعللها، ومعرفة أحوال رواتها على وجه الدقة. ويكفي أن يعلم السائل الكريم أن المتأخرين لم يظفروا بكثير من الطرق التي كانت معروفة عند الأئمة المتقدمين.
ثم أين يقع علم المعاصرين الذين علم أكثرهم في كتبه، مع علم الأئمة المتقدمين الذين أكثر علمهم محفوظ في صدورهم، يأتون به متى شاؤوا؟! ولا ريب أن هذا كلّه لا يعني انتقاص أقدار العلماء المتأخرين - ومنهم المعاصرون - حاشا وكلا، بل لهم فضل وأثر كبير في نفع الأمة، وخدمة السنة، فكم نفع الله بكتبهم وتحريراتهم! وإنما المقصود بيان منازل أولئك الأئمة ومعرفة أقدارهم على وجه الإيجاز الشديد -رحم الله الجميع –.
السادسة: أن السائل - بارك الله فيه - قرن في سؤاله بين ثلاثة من الأئمة وهم: أبو حاتم الرازي، وابن خزيمة، وابن حبان. ومع الاتفاق على جلالة هؤلاء الأئمة إلاّ أن أهل العلم بالحديث يقدمون أبا حاتم على ابن خزيمة، كما يقدمون ابن خزيمة على تلميذه ابن حبان رحم الله الجميع.
فأبو حاتم له طريقة متميزة في النقد على مشرب الأئمة الكبار: أحمد، والبخاري، وأبي داود، والنسائي، وغيرهم. وابن خزيمة مع موافقته في كثير من الأحيان لمشرب الأئمة، إلاّ أنه أحياناً - مع تلميذه ابن حبان - لهما طريقة في النقد لا يوافقهما عليها الأئمة الكبار، ومن سار على طريقتهم.
ومقصودي من هذا التنبيه: أن تُعلم أقدار الأئمة، وأن الله تعالى فضّل بعضهم على بعض في العلم والفهم، فينبغي أن يلاحظ هذا ويعتبر عند النظر في كلامهم، والله أعلم
**********************
(1) نص كلام السخاوي: "ولذا كان الحكم من المتأخرين عسراً جداً، وللنظر فيه مجال، بخلاف الأئمة المتقدمين الذين منحهم الله التبحر في علم الحديث والتوسع في حفظه كشعبة والقطان وابن مهدي ونحوهم وأصحابهم مثل أحمد وابن المديني وابن معين وابن راهويه و طائفة، ثم أصحابهم مثل البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي، وهكذا إلى زمن الدارقطني البيهقي ولم يجئ بعدهم مساو لهم ولا مقارب أفاده العلائي، وقال: فمتى وجدنا في كلام أحد المتقدمين الحكم به كان معتمداً لما أعطاهم الله من الحفظ الغزير وإن اختلف النقل عنهم عدل إلى الترجيح ا. هـ فتح المغيث 1/ 237
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[19 - 10 - 07, 10:19 م]ـ
جواب للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
هنا على هذا الرابط
http://islamway.com/?Islamway&iw_s=F...w&fatwa_id=115
وهذا تفريغ السؤال وجوابه وما كان فيه من كلمة بين القوسين فيعني أني لم أتأكد من سماع الكلمة جيدا وما كان فيه من نقط فيعني أن ثمت كلمة لم أفهمها:
قال السائل: فضيلة الشيخ سؤالنا في مؤلفات الشيخ الألباني الفقهية التي تتضمن الحديث هناك بعض طلبة العلم يقول أقتني مؤلفات الشيخ الحديثية دون الفقهية فما قولكم جزاكم الله خيرا؟؟
الجواب:
لا شك أن الألباني حفظه الله نفع الناس بما كتبه في علم الحديث وجعل الناس ينظرون إلى علم الحديث غير النظرة السابقة هذا بالإضافة إلى ما حصل للشباب من يقظة وحرص على اتباع الشريعة من منبعها الأصلي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
ولكن الألباني وغيره من أهل العلم السابقين واللاحقين عرضة للخطأ فلا يكاد يسلم أحد من الخطأ لا في العلم الخاص ولا في العلم العام ولا أحد يعرف كتب الألباني إلا يعلم أن الرجل متخصص بعلم الحديث ولم يكن (وصوله) في علم الفقه هذا ......
ولكن لا يعني هذا أنه معصوم من الخطأ لا في علمه التخصصي ولا في العلم الآخر
¥(19/30)
كل إنسان يمكن أن يخطأ ويصيب ولكن لا ينبغي لنا أبدا أن تخذ من خطأ عالم من العلماء في مسألة أو مسألتين أو خمس أو عشر أن نتخذ من هذا الخطأ سلما (للنكير) والكلام فيه وإنكار جميع ما (ينفع) من مؤلفاته فإن هذا ليس من العدل الذي جاء به الشرع فأن الله تعالى يقول "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ "
ويقول " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ "
والشاعر يقول .................... كفي المرء نبلا أن تعد معايبه
فنحن نعتبر بما كتبه الألباني في علم الحديث ونعتبر أيضا بما استنبط منه من فقه وعلم
ولكننا نعلم أننا نحن وإياه نخطأ ...... والميزان الصحيح في هذا أي في معرفة الخطأ من الصواب في كلام أي واحد من الناس أن تعرضه على الكتاب والسنة إن استطعت وإلا فعليك (الاعتماد) على كلام عالم يكون في هذا العلم أوسع منه علما وإنني أقول إنه لو تعارض عندنا حديث صححه بعض المتأخرين وضعفه السابقون أو العكس صححه السابقون وضعفه المتأخرون فلا شك أن ثقتنا بعلم السابقين أكبر من ثقتنا بعلم اللاحقين
لاسيما إذا كان مصدر البحث واحد لأن السابقين أخلص وأنصح من اللاحقين وهذا على سبيل العموم لا بالنسبة لكل فرد ولا شك أنهم أقرب إلى معرفة الرواة لأن الرواة كلهم في الزمن الأول فهم لما كانوا أقرب إلى (زمنهم) كانوا أقرب إلى معرفة أحوالهم
وخلاصة جوابي أن الشيخ الألباني حفظه الله ووفقه لا أحد يشك في طول باعه في علم الحديث ولا أحد يشك أن لديه قدرة كبيرة في استنباط الأحكام من الأحاديث أيضا كما يعرف ذلك من قرأ كتابه الأحاديث الصحيحة وفقهها ولكن مع ذلك لا (يسلم) لا هو ولا أحد غيره من الخطأ أبدا فكل إنسان من أتباع الرسل معرض للخطأ قد يخطأ وقد يصيب ...... إلخ الشريط
ثم ذكر نصيحة لمن يطعن في العلماء ويتتبع زلاتهم
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[19 - 10 - 07, 10:23 م]ـ
جواب الشيخ مقبل رحمه الله
السؤال 20 إن كان الأئمة قد ضعفوا حديثًا بعينه، ثم جاء المتأخرون فصححوه، وقد ذكر الأئمة في السابق أن له طرقاً بعضها ضعيفة، وبعضها كذا، إلا أن الرجل المتأخر رد هذه العلة، مرةً يرد هذه العلة، ومرةً يقول: أنا بحثت عن الحديث فوجدت له سندًا لم يطلع عليه الحفاظ الأولون، فماذا تقول؟
الجواب: سؤال حسن ومهم جدًا -جزاكم الله خيرًا- العلماء المتقدمون مقدّمون في هذا، لأنّهم كما قلنا قد عرفوا هذه الطرق، ومن الأمثلة على هذا: ما جاء أن الحافظ رحمه الله يقول في حديث المسح على الوجه بعد الدعاء: أنه بمجموع طرقه حسن، والإمام أحمد يقول: إنه حديث لا يثبت، وهكذا إذا حصل من الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى هذا؛ نحن نأخذ بقول المتقدمين ونتوقف في كلام الشيخ ناصر الدين الألباني، فهناك كتب ما وضعت للتصحيح والتضعيف، وضعت لبيان أحوال الرجال مثل: "الكامل" لابن عدي و"الضعفاء" للعقيلي، وهم وإن تعرضوا للتضعيف، فهي موضوعة لبيان أحوال الرجال، وليست بكتب علل، فنحن الذي تطمئن إليه نفوسنا أننا نأخذ بكلام المتقدمين، لأن الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى ما بلغ في الحديث مبلغ الإمام أحمد بن حنبل، ولا مبلغ البخاري، ومن جرى مجراهما. ونحن ما نظن أن المتأخرين يعثرون على مالم يعثر عليه المتقدمون اللهم إلا في النادر، فالقصد أن هذا الحديث إذا ضعفه العلماء المتقدمون الذين هم حفاظ، ويعرفون كم لكل حديث من طريق، فأحسن واحد في هذا الزمن هو الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله تعالى، فهو يعتبر باحثًا، ولا يعتبر حافظًا، وقد أعطاه الله من البصيرة في هذا الزمن ما لم يعط غيره، حسبه أن يكون الوحيد في هذا المجال، لكن ما بلغ مبلغ المتقدمين.
السؤال 11: إذا قال أحد من أئمة الحديث: إن الحديث معلول. فهل لا بد من أن يبين السبب ويظهره لنا كطلبة علم، أو لا يقبل منه هذا القول، أو يقبل منه من غير بيان؟
¥(19/31)
الجواب: أنا وأنت في هذا الأمر ننظر إلى القائل، فإذا قاله أبوحاتم، أو أبوزرعة، أو البخاري، أو أحمد بن حنبل، أو علي بن المديني، ومن جرى مجراهم، نقبل منه هذا القول، وقد قال أبوزرعة كما في "علوم الحديث للحاكم" ص (113) عند جاء إليه رجل وقال: ما الحجة في تعليلكم الحديث؟ قال: الحجة -إذا أردت أن تعرف صدقنا من عدمه، أنحن نقول بتثبت أم نقول بمجرد الظن والتخمين؟ - أن تسألني عن حديث له علة فأذكر علته، ثم تقصد ابن وارة -يعني محمد بن مسلم بن وارة- وتسأله عنه ولا تخبره بأنك قد سألتني عنه فيذكر علته، ثم تقصد أبا حاتم فيعلله ثم تميز كلام كل منا على ذلك الحديث، فإن وجدت بيننا خلاف فاعلم أن كلاً منا تكلم على مراده، وإن وجدت الكلمة متفقة فاعلم حقيقة هذا العلم. ففعل الرجل فاتفقت كلمتهم عليه فقال أشهد أن هذا العلم إلهام.
وقد قال عبدالرحمن بن مهدي كما في "العلل" لابن أبي حاتم (ج1 ص10): إن كلامنا في هذا الفن يعتبر كهانة عند الجهال.
وإذا صدر من حافظ من المتأخرين، حتى من الحافظ ابن حجر ففي النفس شيء، لكننا لا نستطيع أن نخطّئه، وقد مرّ بي حديث في "بلوغ المرام" قال الحافظ: إنه معلول. ونظرت في كلام المتقدمين، فما وجدت كلامًا في تصحيح الحديث ولا تضعيفه، ولا وجدت علةً، فتوقفت فيه.
ففهمنا من هذا، أنه إذا قاله العلماء المتقدمون ولم يختلفوا، أخذنا به عن طيبة نفس واقتناع، وإذا قاله حافظ من معاصري الحافظ ابن حجر نتوقف فيه.
السؤال 30 الذهبي رحمه الله أحيانًا يذكر في ترجمة الرجل أقوال المتقدمين بالتعديل، ثم يعقّب ذلك بقوله: (لا يعرف) كما في شبيب بن عبدالملك التميمي، قال أبوزرعة: صدوق، وقال أبوحاتم: شيخ بصري ليس به بأس لا أعلم أحدًا حدث عنه غير معتمر بن سليمان -وهو أكبر منه- قال الذهبي: قلت: لا يعرف. فما وجه قول الذهبي وقد وثقه غيره؟
الجواب: نحن نأخذ بأقوال العلماء المتقدمين، وقول الإمام الذهبي في هذا إذا كان لا يعرفه هو فقد عرفه غيره، وكثيرًا ما يتعقب عليه الحافظ ابن حجر.
وقد مرت بي في أيام قريبة قال في ترجمة راو: (لا يعرف) فتعقبه الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" فقال: عجبًا، إنه لعجب، قد عرفه يحيى بن معين فكيف يقال فيه: (لا يعرف). فنأخذ بأقوال العلماء المتقدمين.
انتهي من المقترح في علم المصطلح للشيخ مقبل رحمه الله
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[19 - 10 - 07, 10:24 م]ـ
وليس في هذا سد لباب الاجتهاد لأنهم يلزمون يتقليد المتقدمين في حالتين:
الأولى: إذا اتفقوا فلا يسع المتأخر مخالفتهم
الثانية: إذا وجدنا لبعضهم كلاما ولم نعلم بينهم خلافا
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[19 - 10 - 07, 10:26 م]ـ
تقرير للمسألة وتأصيلها نظريا وتطبيقيا للشيخ الدكتور بشار عواد معروف
قال د: بشار عواد في مقدمة تحقيقه على جامع أبي عيسى الترمذي بعد أن ذكر أن ثمت خلافا بين منهج المتقدمين والمتأخرين في الحديث:
ألا ترى أننا إذا اتفق الجهابذة الأول على توثيق رجل قبلنا حديثه عموماً، وإذا اتفقوا على تضعيفه طرحنا حديثه عموماً، نأخذ بأحكامهم من غير مساءلة لهم عن الدواعي التي دعتهم إلى ذاك التوثيق أو هذا التضعيف؟!
وكذلك كان فعل المتأخرين وهلم جرا إلى عصرنا، فإن عمدتهم على أحكام المتقدمين، يضعفون الحديث إذا وجدوا في إسناده رجلاً ضعفه المتقدمون.
فإذا كان الأمر كما بينا والحال كما وصفنا فالأولى أن تعتبر أقوال المتقدمين في تعليل الأحاديث أقصى حدود الاعتبار، والتحرز من مخالفتهم لا سيما عند اجتماع كبرائهم على أمر، وإنما يُصار إلى ذلك عند اختلافهم وتباينهم فتنظر الأدلة والأسباب، ويوازن بينها، ويرجع الباحث عندئذ بين رأي وآخر بمراجحات وأدلة من جنس أدلتهم ومرجحاتهم، مثلنا في ذلك مثل الموازنة في الجرح والتعديل حينما يُطالب الجارح المنفرد بالتفسير.
ولو لم يكن إلا تتبع آراء المتقدمين وبيان اختلافهم وإيرادها في موضع التعليق لكان وحده غاية، فإن أقوال المتقدمين ثمينة لا ينبغي التفريط بها وإهمالها بحجة الاكتفاء باتباع القواعد .... ثم ذكر مثالا ثم قال:
ثانياً: إعلال جهابذة المتقدمين لحديث ما، لا ينفعه تصحيح المتآخرين:
¥(19/32)
واستناداً إلى ما تقدم، ومع إيماننا بأن تصحيح الأحاديث وتضعيفها من الأمور الاجتهادية التي تتباين فيها القدرات العلمية والذهنية والمؤثرات المحيطة والاختلاف في تقويم الرواة، فإن اجتماع أكثر من واحد من الجهابذة على إعلال حديث ما ينبغي التنبه إليه وعدم تجاوزه بحيثيات بنيت قواعدها بعدهم.
ولا بد لي هنا من بعض أمثلة دالة مبينة لهذا الأمر، فقد روى الترمذي حديث عيسى بن يونس، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سرين، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ذرعه القيء فليس عليه قضاء، ومن استقاء عمداً فليقضي" ثم قال بعده: "وفي الباب عن أبي الدرداء، وثوبان، وفضالة بن عبيد. حديث أبي هريرة حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من حديث عيسى بن يونس. وقال محمد: لا أراه محفوظاً. وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح إسناده".
فهذا الحديث صححه الحاكم، ومن المحدثين: العلامة الألباني والعلامة شعيب الأرنؤوط، وكذلك فعلت في تعليقي على سنن ابن ماجه قبل نستين (1676). والحديث معلول، وإن كان ظاهره الصحة إذا رجاله ثقات رجال الصحيحين، فقد قال الإمام أحمد: "ليس من ذا شيء" يعني: أنه غير محفوظ، وإنما يروي هذا عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة رفعه، وخالفه يحيى بن صالح، قال: حدثنا معاوية، قال: حدثنا يحيى، عن عمر بن حكم بن ثوبان سمع أبا هريرة، وقال: إذا قال أحدكم فلا يفطر فإنما يخرج ولا يولج" فكان يرى الصحيح فيه الوقف. وقال النسائي: "أوقفه عطاء على أبي هريرة ".
وقال منها عن أحمد: "حدث بن عيسى وليس هو في كتابه، غلط فيه، وليس هو من حديثه". وقال الدرامي: "قال عيسى – يعني ابن يونس – زعم أهل البصرة أن هشام أوهم فيه، فموضع الخلاف هاهنا".
قلت: فالوهم من هشام إذن، فإن عيسى بن يونس لم ينفرد به كما ذكر الترمذي، فقد تابعه حفص بن غياث عند ابن ماجة، وقال أبو داود: "رواه أيضاً حفص بن غياث عن هشام مثله".
وقد أخرجه النسائي من طريق عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن عطاء، عن أبي هريرة موقوفاً، وإسناده صحيح. وأخرجه البخاري في تاريخه الكبير موقوفاً كما تقدم أيضاً، وإسناده حسن.
فحديث يعله الأئمة: أحمد، والبخاري، والدرامي، والنسائي، وغيرهم من الجهابذة لا ينفعه تصحيح الحاكم وغيره
ثم ذكر حديثا تفرد به ضمرة وذكر من صححه من المتأخرين كابن حزم ومن ضعفه من المتقدمين كأحمد والترمذي والنسائي وغيرهم ثم قال:
وحديث ينكره النسائي وأحمد والترمذي وأضرابهم ويعدوه غلطاً لا ينفع فيه تصحيح أحد من المتأخرين كابن التركماني وغيره
ثم ذكر حديث غيلان الذي أخطأ فيه معمر ثم قال:
ومثل هذا الحديث الذي يتفق على تضعيفه البخاري ومسلم وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، وغيرهم، ويرجحون المرسل، ولا يخفى عليهم إسناد له متصل صحيح لا يعرفونه إن كان موجوداً ... ألخ آخر مقاله وهو نفيس
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[19 - 10 - 07, 10:29 م]ـ
وهذا جواب الشيخ الألباني رحمه الله:
...... فيه سؤال أيضاً العكس:الآن إذا اختلف عليكم الأمر بين البخاري وبين الألباني؟! أنا أقول لكم خذوا بقول البخاري ودعوا قول الألباني إذالم يكن عندكم مرجح. أما إذا وُجِدَ عندكم مرجح أي مرجح كان من المرجحات المعروفة مثلاً: لوقيل للألباني أنت خالفت البخاري في كذا؟ فقال لك نعم لكن البخاري له قاعدة يضعف فيها الحديث إعتماداً على هذه القاعده لكن هذه القاعدة هي عنده مرجوحه والراجح عند جمهور العلماء خلافها فأنا إعتمدت هذه القاعده التي تبناها الجمهور من العلماء على القاعدة التي إتكأ عليها البخاري ويضعف فيها بعض الأحاديث ومن ذلك مثلاً حديث نحتاجه في كل صلاة وهو قوله} eإذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه {،كثيراً ماسؤلنا ياشيخ انت ماتقوي هذا الحديث والبخاري أعله بالنفس الزكية أي أحد الرواة من أهل البيت ولا يعرف له لقاء بشيخه أظن الأعرج فيما يغلب على ظني. لا يعرف له لقاء هذا منهج للبخاري [إذا كان هناك راوي معروف معاصرته للشيخ الذي روى عنه لكن ليس معروف أنه سمع منه]، البخاري يُعل هذه
¥(19/33)
الرواية ولا يكتفي بالمعاصرة، أما جمهور العلماء وعلى ذلك قام علم الحديث تصحيحاً وتضعيفاً جمهور العلماء يقولون [المعاصرة كافية] أضرب لكم مثلاً أنا مثلاً عاصرت الشيخ محمد عبده لكن مالقيته فإذا قلت أنا قال محمد عبده .. ينبغي أن يفهم الحاضرون أن روايتي هذه عنه مباشرةً إلا إذا عرف عني أنني لم ألقه وكما هو الواقع حينئذٍ يقال هذه الرواية منقطعة وعلى منهج علماء الحديث أنا ثقة ومحمد عبده ثقة لكن الرواية منقطعة لأن الواسطه بيني وبينه مجهولة!! كذلك لوأني لقيته ودرست مثلاً في الأزهر كما يفعل كثير من الأزهريين من قبل وسمعوا بعض الأحاديث وبعض الكلمات من محمد عبده فأخذوا يحدثون بها فهل نحملها على الإتصال مادام لقيه! إلا في حالة واحده إذا عرف أنه يروي عن محمد عبده أشياء لم يسمعها منه يقال في إصطلاح المحدثين هذا مدلس! فلا نأخذ بحديثه إلا إذا قال حدثني فلان.
الشاهد أن البخاري [لا يأخذ من رواية الراوي عن من عاصره إلا إذا عرف أنه سمع منه في بعض الروايات] فيقول عن هذا أن المسمى (بالنفس الزكية) بأنه لم يعرف عنه أنه لقيَ ذلك التابعي الذي روى الحديث عن الرسول يقول أنا أتوقف عن أخذ هذا الحديث ويقول في مثله لا يتابع عليه. يأتي من لا أصول عنده بالأصول والقواعد فيقول الإمام البخاري ضعف هذا الحديث! نقول صدقت والبخاري لما ضعف أقام تضعيفه على منهج له وهو [أن المعاصرة لا تكفي في إثبات اللقاء إلا أن يكون هناك نص سمعته حدثني ونحو ذلك من عبارات].
الإمام مسلم وجمهور العلماء على أنه هذا المذهب فيه تضييق وفيه تضعيف لأحاديث بالمئات بل بالألوف بل الإمام مسلم في مقدمة صحيحه يشير الى أن الإمام البخاري نفسه لا يستطيع أن يطبق هذا المنهج في أحاديث صحيحه فضلاً عن أحاديث رواها في خارج صحيحه. ا. هـ
المصدر هنا:
http://www.alalbany.net/misc/misc014.php
تنبيه:
البخاري رحمه الله لم يعل الحديث فقط بعدم معرفة سماع النفس الزكية من أبي الزناد بل أعله بذلك وبتفرد النفس الزكية به عن أبي الزناد إذ قال البخاري رحمه الله " لم يتابع عليه " وأبو الزناد صاحب مدرسة كبيرة وله تلاميذ كثر وحديثه مبسوط ومحفوظ عند أهل الحديث وهذا الإسناد من أصح الأسانيد والدواعي متوفرة لنقل أي متن يأتي بهذا الإسناد وأين كان مالك عن هذا الحديث وأين كان الثوري وشعيب بن أبي حمزة وغيرهم عن هذا الحديث
كل هذا يدلل على أن تفرد النفس الزكية به علة قادحة بالحديث
تنبيه آخر:
قول الشيخ أن مذهب مسلم في الاكتفاء بالمعاصرة وإمكان اللقي هو مذهب الجمهور فيه بحث
إذ نسب ابن رجب مذهب البخاري إلى الجمهور يعني جمهور أئمة النقد لا المتأخرين إذ هو واضح أن جمهور المتأخرين على مذهب مسلم
وفي المسألة مصنفات وكتب
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[19 - 10 - 07, 10:34 م]ـ
وهذا جواب الشيخ الشريف حاتم العوني
س7: ما هو الضابط في مخالفة المتقدمين في التصحيح والتضعيف، وهل يسوغ تصحيح أو تضعيف حديث مخالفة للمتقديمن. أقصد إذا ورد حد يث ضعيف لم يصححه أحد فهل يسوغ تصحيحه للمتأخرين بناء على ما تبين لهم من حيث خبرتهم وعلمهم في التصحيح والتضعيف لا اتباعاً للهوى بل عن طريق الدراسة والبحث.
الجواب: هذه المسألة من أهم المسائل التي بينتها في كتابي الذي نوهت بذكره في بداية الأسئلة، حول مسألة التصحيح والتحسين والتضعيف لأهل الأعصار المتأخرة. وهي مسألة طويلة، ولذلك لايمكن تفصيلها هنا. لكني أذكر هنا ضابطاً كلياً، قد يكون في حاجة إلى أمثلة، أرجئها إلى صدور الكتاب؛ فأقول:
إن أحكام الأئمة المتقدمين: منها ما نفهم مأخذه ودليله وعندنا أهلية الاجتهاد فيه، ومنها ما لانفهم دليله ومأخذه أو ليس لدينا أهلية الاجتهاد فيه. فالقسم الأول: يحق لنا أن نخالف فيه الإمام المتقدم، والقسم الثاني: لايحق لنا فيه أن نخالفه.
أضف الى ذلك: أن المتقدمين إذا اتفقوا على حكم، أو تلقت الأمة حكم أحدهم بالقبول (مثل أحاديث الصحيحين)، فلا يحق للمتأخرين نقدها، إلا بدعوى صادقة أنها مستثناة مما تلقي بالقبول، كأن يكون خالف في ذلك أحد المتقدمين تصريحاً بالقول أو بالتصرف أو تلميحاً، وكلما كان القول أو التصرف أقوى في دلالته ودليله كلما قوي الاعتماد عليه، وكلما كان التلميح أخفى كلما احتاج إلى بينة أقوى تسند اجتهاد المتأخر.
والخلاصة أيها الإخوان من أهل الحديث وطلبته: إن طريقكم لطويل، وسهركم في سيركم غير قليل. لكن العاقبة فيه حميدة والأجر عند الله جزيل.
س25: كثر في الآونة الأخيرة رد كلام الأئمة النقاد بحجة "كم ترك الأول للآخر"، من ذلك قول الإمام أحمد أو أبي زرعة أو غيره: "لا يثبت في الباب شي" فيأتي البعض ويقول: " بل ثبت"، مثل حديث التسمية في الوضوء.
رد كلام الأئمة على الأحاديث مزلة قدم، ولايقبل الا بالدليل الناصع. وقد تقدم الحديث عن محالفة المتقدمين، وضابط المقبول منه وغير المقبول.
ا. هـ من أجوبته على أسئلة الملتقى
¥(19/34)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[19 - 10 - 07, 10:37 م]ـ
وينبغي لإتقان هذه المسألة النظر في المجلد الرابع من إعلام الموقعين وفضل علم السلف على الخلف لابن رجب وكلام أبي العباس في عدم جواز إحداث قول ثالث إذا انفصل المتقدمون على قولين
وهذه بعض النقول عن غير المعاصرين:
- قَالَ شيخُ الإسلام ابنُ تيمية: ((ومَنْ آتاه اللهُ علماً وإيماناً عَلِمَ أنّه لا يكون عند المتأخرين من التحقيق إلا ما هُو دونَ تحقيقِ السلفِ لا في العلم ولا في العمل)) المجموع (7/ 436).
- وقَالَ ابنُ رَجَب: ((وقد ابتلينا بجَهَلةٍ من النّاس يعتقدون في بعض من توسع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم، فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم من كل من تقدم من الصحابة ومن بعدهم لكثرة بيانه ومقاله، ومنهم من يقول هو أعلم من الفقهاء المشهورين المتبوعين ... وهذا تنقص عظيم بالسلف الصالح وإساءة ظن بهم ونسبته لهم إلى الجهل وقصور العلم)) فضل علم السلف على علم الخلف
- وقَالَ العلائيُّ: ((الحكمُ على الحديثِ بكونهِ موضوعاً من المتأخرين عَسرٌ جداً ... وهذا بخلاف الأئمة المتقدمين الذين منحهم الله التبحر في علم الحَدِيث، والتوسع في حفظه، كشعبة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ونحوهم.
ثمّ أصحابهم مثل: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وطائفة منهم.
ثمّ أصحابهم مثل: البخاريّ، ومسلم، وأبي داود، والترمذي، والنسائيّ وكذلك إلى زمن الدارقطنيّ والبيهقي، ممن لم يجيء بعدهم مساوٍ لهم بل ولا مقارب - رحمة الله عليهم -.
فمتى وجد في كلام أحد من المتقدمين الحكم على حَدِيث بشيء كان معتمداً لما أعطاهم الله من الحفظ العظيم، والإطلاع الغزير، وإنْ اختلف النقل عنهم عدل إلى الترجيح))
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[20 - 10 - 07, 03:11 ص]ـ
جزاكم الله كل خير أخى الفاضل .. كفيت ووفيت, وعبرت عما بداخلى
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[26 - 11 - 07, 08:03 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أخ أمجد وجعل لك لسان صدق في الآخرين أحياناً بعض الناس ممن يعلم الله وحده سرهم ينسفون ليظهروا.
ـ[عبدالله حمود سعيد النيادي]ــــــــ[28 - 11 - 07, 12:34 م]ـ
جزاك الله خير يا اخي أمجد.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 11 - 07, 01:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لا ريب أن المتقدِّم أمكن وأقعد وأقرب إلى إصابة الحق من المتأخر لأسباب كثيرة .. فإذا نشب الخلاف بين المتقدِّم والمتأخِّر .. فالأصل: الاتِّباع على بصيرة .. بعد البحث والجرد وإجهاد الجهد .. والله أعلم وأحكم.
ـ[عبدالله حمود سعيد النيادي]ــــــــ[28 - 11 - 07, 02:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لا ريب أن المتقدِّم أمكن وأقعد وأقرب إلى إصابة الحق من المتأخر لأسباب كثيرة .. فإذا نشب الخلاف بين المتقدِّم والمتأخِّر .. فالأصل: الاتِّباع على بصيرة .. بعد البحث والجرد وإجهاد الجهد .. والله أعلم وأحكم.
صحيح جزاك الله خير
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[28 - 11 - 07, 02:55 م]ـ
جزاكم الله خيراً
لا نستطيع الخروج عن كلام المتقدم لعدة أسباب: أهمها:
توفر ما ليس عندنا الآن! فمثلاً: عبد الله بن وهب المصري: قال أبو زرعة رحمه الله: نظرت في نحو ثمانين ألف حديث من حديث بن وهب بمصر فلا اعلم انى رأيت حديثا له لا أصل له وهو ثقة. (الجرح والتعديل)
وقال أحمد بن صالح: حدث بمائة ألف حديث.
قلت: والسابر لآحاديث عبد الله بن وهب الآن لم يستطع أن يجمع ألفين من آحاديثه.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[28 - 11 - 07, 05:42 م]ـ
فإذا نشب الخلاف بين المتقدِّم والمتأخِّر .. فالأصل: الاتِّباع على بصيرة
جزاكم الله خيرا
وليس في هذا سد لباب الاجتهاد لأنهم يلزمون يتقليد المتقدمين في حالتين:
الأولى: إذا اتفقوا فلا يسع المتأخر مخالفتهم
الثانية: إذا وجدنا لبعضهم كلاما ولم نعلم بينهم خلافا
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 11 - 07, 06:47 م]ـ
أخي الفاضل أمجد،
لا يُفهَم من قولي أنني أقول بأنَّ المتقدِّم إذا صرَّح بأن حديثا ما ظاهره الصحة بأنه معلول، وذهب المتأخر إلى ظاهر الحديث فصححه، أنني أقول بتقديم قول المتأخر في هذه الحالة .. لا ثم لا .. بل إني أقول أنه ينبغي على الباحث استفراغ وسعه في الكشف عن العلة التي أشار إليها المتقدِّم بإجمال على وجه التفصيل .. فإن لم ينكشف له الغطاء، فلا يسعه حينئذ إلا تقليد الأئمة الكبار أمثال ابن المديني وأحمد وابن معين والبخاري وهكذا .. فإذا اختلف هؤلاء .. فهنا يُلجأ إلى الترجيح بإعمال آلة البحث والنظر شأن أي مسألة اجتهادية .. والله أعلم وأحكم.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[28 - 11 - 07, 07:04 م]ـ
مع التنبّه إلى أنني لم أقرأ موضوعك- أخي الفاضل أمجد - لطوله، بل وضعت رأيي مباشرة .. والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[28 - 11 - 07, 08:34 م]ـ
نعم أعلم هذا عنك
ولكن خشيت أن يفهم عنك غير هذا إذ إن قولك "فالأصل: الاتِّباع على بصيرة"
محتمل
بارك الله فيك
¥(19/35)
ـ[المعلمي]ــــــــ[29 - 11 - 07, 02:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك أن مخالفة إجماع المتقدمين، لا يسلم من الخطأ ..
لكن ..
هناك مسائل أفراد للمتقدمين، كأن يقول ولا يعرف إلا من هذا الوجه، فيأتي المتأخر ويستدرك عليه طرقا أخرى من غير ذاك الوجه الذي ذكره ..
أو يقول المتقدم: وفلان لم يسمع من فلان، ثم تبين من خلال سبر رواياته أنه سمع منه؟!
لكن في الجملة أخذ رأي وأقوال المتقدمين أحوط وإن كانت لا تطرد.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 11 - 07, 05:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك أن مخالفة إجماع المتقدمين، لا يسلم من الخطأ ..
لكن ..
هناك مسائل أفراد للمتقدمين، كأن يقول ولا يعرف إلا من هذا الوجه، فيأتي المتأخر ويستدرك عليه طرقا أخرى من غير ذاك الوجه الذي ذكره ..
أو يقول المتقدم: وفلان لم يسمع من فلان، ثم تبين من خلال سبر رواياته أنه سمع منه؟!
لكن في الجملة أخذ رأي وأقوال المتقدمين أحوط وإن كانت لا تطرد.
هذا قد يحصل ولكن يبنغي الحذر في التعقب فأحيانا يكون الاستدراك خطأ
وخصوصا ما كان من كتب الفوائد والأجزاء
وكمثال على صحة الاستدراك
(و قال أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمى: سألت الدراقطنى عن سويد بن سعيد فقال: تكلم فيه يحيى بن معين و قال: حدث عن أبى معاوية، عن الأعمش، عن عطية، عن أبى سعيد أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ". قال يحيى بن معين: و هذا باطل عن أبى معاوية لم يروه غير سويد بن
سعيد و جرح سويد لروايته لهذا الحديث.
قال الشيخ أبو الحسن الدارقطنى: لم يزل يظن أن هذا كما قال يحيى، و أن سويد أتى أمرا عظيما فى روايته هذا الحديث حتى دخلت مصر فى سنة سبع و خمسين ـ يعنى
و ثلاث مئة ـ فوجدت هذا الحديث فى مسند أبى يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادى المعروف بالمنجنيقى و كان ثقة، روى عن أبى كريب، عن أبى معاوية كما قال سويد سواء، و تخلص سويد و صح الحديث عن أبى معاوية، و قد حدث
أبو عبد الرحمن النسائى عن إسحاق بن إبراهيم هكذا، و مات أبو عبد الرحمن قبله.
)
وأما الأمثلة على خطأ الاستدراك فكثيرة
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[29 - 11 - 07, 06:13 ص]ـ
[ quote= ابن وهب;706561] هذا قد يحصل ولكن يبنغي الحذر في التعقب فأحيانا يكون الاستدراك خطأ
كأن يكون مراد النافي نفي الطرق الصحيحة
أو الطرق عن الراوي الفلاني فقط
فيأني من يستدرك بطرق ضعيفة
أو من غير طريق الراوي الفلاني
وخصوصا ما كان من كتب الفوائد والأجزاء
خاصة المتأخرة
جزاكم الله خيرا
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[29 - 11 - 07, 06:16 ص]ـ
أو يقول المتقدم: وفلان لم يسمع من فلان، ثم تبين من خلال سبر رواياته أنه سمع منه؟!
ممكن لكن ينبغي الحذر في ذلك فقد يكون التصريح بالسماع خطأ ممن هو دون الرواي المراد إثبات سماعه ممن فوقه
وعلى هذا أمثلة كثيرة
وكان أحمد وابن معين ينكرون التصريح بالسماع في بعض الطرق كما ذكره ابن رجب في شرح العلل
والإسماعيلي في كلامه على تساهل الشاميين
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 11 - 07, 06:59 ص]ـ
نعم بارك الله فيك
ولكن كما وضحتم ينبغي الحذر
فإذا ابن حبان - رحمه الله - مع جلالته وحفظه و سعة اطلاعه
يقع في الخطأ حين يتعقب كبار أئمة النقد
ففي الأنواع والتقاسيم أمثلة لذلك
يقول الرد على من زعم تفرد فلان أو شبه هذا
ثم يحضر اسناد وقع فيه خطأ
فالحذر واجب
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[02 - 12 - 07, 01:51 م]ـ
الأخ أمجد، بارك الله فيك، وأثابك على هذا الموضوع الهام.
أمجد الفلسطينى تنبيه آخر:
قول الشيخ أن مذهب مسلم في الاكتفاء بالمعاصرة وإمكان اللقي هو مذهب الجمهور فيه بحث
إذ نسب ابن رجب مذهب البخاري إلى الجمهور يعني جمهور أئمة النقد لا المتأخرين إذ هو واضح أن جمهور المتأخرين على مذهب مسلم
قلت: وكذلك قال النووي في شرحه على مسلم، وهذا نص كلامه هناك:
¥(19/36)
" حاصل هذا الْبَاب أَنَّ مُسْلِمًا - رَحِمَهُ اللَّه - اِدَّعَى إِجْمَاع الْعُلَمَاء قَدِيمًا وَحَدِيثًا عَلَى أَنَّ الْمُعَنْعَن، وَهُوَ الَّذِي فِيهِ فُلَان عَنْ فُلَان مَحْمُولٌ عَلَى الِاتِّصَال وَالسَّمَاع إِذَا أَمْكَنَ لِقَاءُ مَنْ أُضِيفَتْ الْعَنْعَنَة إِلَيْهِمْ بَعْضهمْ بَعْضًا يَعْنِي مَعَ بَرَاءَتِهِمْ مِنْ التَّدْلِيس. وَنَقَلَ مُسْلِم عَنْ بَعْض أَهْل عَصْره أَنَّهُ قَالَ: لَا تَقُوم الْحُجَّةُ بِهَا، وَلَا يُحْمَلُ عَلَى الِاتِّصَال، حَتَّى يَثْبُت أَنَّهُمَا اِلْتَقَيَا فِي عُمُرِهِمَا مَرَّةً فَأَكْثَرَ، وَلَا يَكْفِي إِمْكَانُ تَلَاقِيهِمَا. قَالَ مُسْلِم: وَهَذَا قَوْل سَاقِط مُخْتَرَع مُسْتَحْدَث، لَمْ يُسْبَقْ قَائِلُهُ إِلَيْهِ، وَلَا مُسَاعِدَ لَهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَيْهِ، وَإِنَّ الْقَوْلَ بِهِ بِدْعَةٌ بَاطِلَةٌ وَأَطْنَبَ مُسْلِمٌ - رَحِمَهُ اللَّه - فِي الشَّنَاعَة عَلَى قَائِله، وَاحْتَجَّ مُسْلِمٌ - رَحِمَهُ اللَّه - بِكَلَامِ مُخْتَصَرِهِ: أَنَّ الْمُعَنْعَن عِنْد أَهْل الْعِلْم مَحْمُول عَلَى الِاتِّصَال إِذَا ثَبَتَ التَّلَاقِي، مَعَ اِحْتِمَال الْإِرْسَال، وَكَذَا إِذَا أَمْكَنَ التَّلَاقِي. وَهَذَا الَّذِي صَارَ إِلَيْهِ مُسْلِم قَدْ أَنْكَرَهُ الْمُحَقِّقُونَ، وَقَالُوا: هَذَا الَّذِي صَارَ إِلَيْهِ ضَعِيفٌ، وَاَلَّذِي رَدَّهُ هُوَ الْمُخْتَار الَّذِي عَلَيْهِ أَئِمَّة هَذَا الْفَنّ: عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ، وَالْبُخَارِيّ وَغَيْرهمَا. وَقَدْ زَادَ جَمَاعَة مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ عَلَى هَذَا؛ فَاشْتَرَطَ الْقَابِسِيّ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَدْرَكَهُ إِدْرَاكًا بَيِّنًا، وَزَادَ أَبُو الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِيّ؛ فَاشْتَرَطَ طُولَ الصُّحْبَةِ بَيْنَهُمَا، وَزَادَ أَبُو عَمْرو الدَّانِيّ الْمُقْرِي؛ فَاشْتَرَطَ مَعْرِفَتَهُ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُ ".
قلت: فمن العجيب أن يقول الألباني ـ رحمه الله ـ هذا، ومن الأعجب أن تلميذه شيخنا أبا إسحاق الحويني تبعه في ذلك و رجح مذهب مسلم.
وأما قول الألباني ـ رحمه الله ـ أن مسلماً يشير في مقدمة صحيحه أن الإمام البخاري نفسه لا يستطيع أن يطبق هذا المنهج في أحاديث صحيحه فضلاً عن أحاديث رواها في خارج صحيحه. اهـ
قلت:
(1) لم أر هذا في مقدمة الصحيح.
(2) البخاري طبق هذا المنهج في صحيحه، حتى أنه أحياناً يذكر حديثاً ليبين سماع راو من شيخه قد رواه عنه في موضع آخر بالعنعنة.
(3) المعروف أن هذا من شرط البخاري في صحيحه دون سائر كتبه.
أقول: لكن إذا كان تضعيف المتقدم مسبباً، و لم نر من معاصريه من وافقه أو خالفه، و استطاع المتأخر أن يبين أن سبب التضعيف واهٍ، أفلا يُعتمد قول المتأخر في هذه الحالة؟
و ربما دل على ذلك ما تفضلتم بنقله عن الشيخ الشريف حاتم العوني: " رد كلام الأئمة على الأحاديث مزلة قدم، ولايقبل الا بالدليل الناصع."
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 01 - 08, 11:39 م]ـ
جزى الله خيرا الأخ الفاضل الشيخ أمجد الفلسطيني
وعندي بعض الملحوظات أرجو أن يتسع صدرك لها
أولا: ما المانع أن يكون الحكم في ذلك إلى القرائن والأدلة
فمع الاتفاق إلى سبق علم السلف في علمهم وحفظهم لكن لا يسلم لهم في كل صغيرة وكبيرة فربما يقع من الواحد منهم الوهم أو الخطأ , وأصدق مثال على ذلك صحيح الإمام البخاري فمع الاتفاق إلى أنه أصح كتاب بعد كتاب الله وأنه جاوز القنطرة إلا أنه قد نقده عدة من المتقدمين والمتأخرين في بعض الروايات والأسانيد وكذا الحال في صحيح مسلم وغيرهما.
ومن الأمثلة على ذلك - وهو منقول -
روى ابن السني في (عمل اليوم والليلة) (برقم 351) باب:
ما يقول إذا استصعب عليه أمر، و البيهقي في (الدعوات الكبير) برقم 234 مرسلاً بإسناد صحيح، ورواه
متصلاً بإسناد صحيح أيضاً برقم 235، وأبو نعيم في (أخبار أصبهان) 2/ 305،
وابن حبان في (صحيحه) 3/ 255 برقم 974، والضياء المقدسي في (الأحاديث المختارة) 5/ 62 –
63 برقم 1683، 1685، 1686، 1687، والأصبهاني في (الترغيب والترهيب) 2/ 147:
كلهم من حديث أنس مرفوعاً:
¥(19/37)
(كان يدعو: اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً، وأنت إن شئت جعلت الحزن سهلاً)؟
فقد حكم على الحديث:
أبو حاتم الرازي رحمه الله في (علل الحديث) 2/ 193 - 194 برقم 2074 بالإرسال؛
فقد سأله ابنه عن حديث رواه محمد بن أبي عمر العدني، عن بشر بن السري، عن حماد بن سلمة، عن
ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
: (أنه كان يدعو: اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً،
وأنت إن شئت جعلت الحزن سهلاً)؟
قال أبي:
هذا خطأ:
حدثناه القعنبي، عن حماد، عن ثابت، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم 000 مرسل،
ولم يذكر أنس، وبلغني أن جعفر بن عبد الواحد لقن القعنبي، عن أنس، ثم أُخبِر بذلك فدعا عليه 0
قال أبي:
هو حماد، عن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم 00 مرسل 0
وكان بشر بن السري ثبتاً، فليته أن لا يكون أدخِل على ابن أبي عمر 0 انتهى
وهذا الحديث: قد وصله جماعة فوافقوا ابن أبي عمر على رفعه؛
فالقول قولهم بلا ريب؛ ولا يضره إرسال القعنبي له
ولهذا قال السخاوي عن رواية القعنبي:
ولا يؤثر في وصله 0
(المقاصد الحسنة) ص 91
وكذلك صححه شيخ السخاوي ألا وهو الحافظ ابن حجر العسقلاني في (أمالي الأذكار)
كما في (الفتوحات الربانية) لابن علان 4/ 25
وسبقهما الحافظ الضياء المقدسي
فقال بعد أن رواه:
فهؤلاء ثلاثة رووه عن حماد مرفوعاً،
ورواه القعنبي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلاً 0
وصحح إسناده على شرط مسلم شيخنا الألباني في (الصحيحة) برقم 2886
مثال آخر
الحديث الذي رواه الإمام أحمد في (المسند)
6/ 397 من رواية عمرو بن العاص، عن رجل من الصحابة مرفوعاً:
(إن الله – عز وجل – زادكم صلاة؛ فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة
الصبح: الوتر الوتر).
قال الحافظ ابن حبان عن شاهد هذا الحديث من رواية خارجة بن حذافة مرفوعاً بنحوه:
(إسناد منقطع، ومتن باطل)!! (الثقات) 5/ 45.
وقد رد هذا التعنت من ابن حبان جماعة من الأئمة، منهم الحافظ الزيلعي في:
(نصب الراية) 2/ 108 – 112) وبين أن الحديث روي عن ثمانية من الصحابة،
وكذا بين ذلك الحافظ ابن حجر في (تلخيص الحبير) 2/ 16.
وفصل في ذلك أجمل تفصيل شيخنا المحدث الألباني في (إرواء الغليل) 2/ 156 –
159 برقم 423 وبين أن قول ابن حبان عن متن الحديث بأنه باطل تعنت منه:
(وإلا فكيف يكون باطلاً، وقد جاءت له شواهد كثيرة يقطع الواقف عليها بصحته؛ كيف
لا وبعض طرقه صحيح لذاته؟!).
وقد ذكر ذلك – أيضاً – الحافظ في (الدراية) ص189، وأنه قد ورد من وجهين جيدين
عن ابن هبيرة، عن أبي تميم، عن عمرو بن العاص، عن أبي بصرة!
ومن الأمثلة كذلك - وهو منقول -
قال ابن أبي حاتم:
(وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه أحمد بن حنبل وفَضْلٌ الاعرج عن هشام بن سعيد أبي أحمد الطَّالْقَاني عن محمد بن مهاجر عن عَقيل بن شَبيب عن أبي وَهْبٍ الجُشَمى -وكانت له صحبة- قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَمُّوا أولادكم أسماءَ الأنبياء، وأحسنُ الأسماء عبدالله وعبدالرحمن، وأصدقها حارثٌ وهمام، وأقبحها حربٌ ومرة. وارتبطوا الخيلَ، وامسحوا على نواصيها، وقَلِّدوها، ولا تقلدوها الأوتار"
قال أبي: سمعتُ هذا الحديث من فَضْلٍ الأعرج، وفاتني من أحمد، وأنكرتُه في نفسي
وكان يقع في قلبي أنه أبو وهب الكَلاعى صاحب مكحول، وكان أصحابنا يستغربون
فلا يمكنني أن أقول شيئاً لما رواه أحمد ثم قدمتُ حمصَ فإذا قد حدثنا
ابنُ المصفَّى عن أبي المغيرة قال: حدثنى محمد بن مهاجر قال حدثني عَقيل بن سعيد
عن أبي وَهْبٍ الكَلاعى قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم.
وأخبرنا أبو محمد قال: وحدثنا به أبي مرة أخبرني قال: حدثنا هشام بن عمار عن يحيى بن حمزة عن أبي وهب عن سليمان بن موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبي: فعلمتُ أنَّ ذاك باطلٌ، وعلمتُ أنَّ إنكارى كان صحيحاً، وأبو وهب الكَلاعى هو صاحبُ مكحول؛ الذي يروى عن مكحول، واسمه: عبيدالله بن عبيد، وهو دون التابعين، يروى عن التابعين. وضربُه مثلُ الاوزاعىِّ ونحوِه.
¥(19/38)
فبقيتُ مُتعجِّباً من أحمدَ بن حنبل كيف خَفِيَ عليه! فإني أنكرته حين سمعتُ به قبلَ أن أقفَ عليه قلتُ لأبي: هو عقيل بن سعيد أو عقيل بن شبيب؟
قال: مجهولٌ لا أعرفه).
مثال آخر
قال عبد الرحمن ابن أبي حاتم رحمه الله رحمة واسعة ورضي عنه في العلل (732):
سمعت أبي يقول روى عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن ابراهيم بن عبد الله بن قارظ عن السائب بن يزيد عن رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم: أفطرالحاجم والمحجوم قال أبي إنما يروى هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان واغتر أحمد بن حنبل بأن قال الحديثين عنده وإنما يروى بذلك الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن كسب الحجام ومهر البغي وهذا الحديث في "يفطر الحاجم والمحجوم " عندي باطل. ا. هـ
والأمثلة في ذلك كثيرة جدا وسوف أقوم بجمعها إن شاء الله.
ثانيا: أن الفصل بين منهج المتقدم والمتأخر يؤدي إلى التلفيق فهؤلاء المفرقين بين منهج المتقدمين والمتأخرين لايستطيعوا:
1 - أن يستغنوا عن المتأخرين في كثير من أبواب المصطلح وفي الكلام على الرواة لأنهم لن يجدوا إلا قول المتأخر في ذلك.
بل وهؤلاء المتأخرين هم الذين حفظوا لنا كثيرا من كلام المتقدمين في الرواة والحديث.
ثالثا:أن تمضي قرونا - عشرة قرون - على إقرار مدرسة ما اصطلح عليهم بالمتأخرين إلى أن ظهر في هذا العصر من نادى بالتفريق بين هذين المدرستين يلزم منه تنقص من في هذه القرون من علماء عرفوا بالتقوى والورع والفضل , فهذه تضم مئات المحدثين الحفاظ كشيخ الإسلام وابن القيم والذهبي المزي والعراقي وابن حجر العسقلاني والسخاوي ومن بعدهم من العلماء إلى علماء هذا العصر كالمعلمي وأحمد شاكر وغيرهم كثير جدا.
رابعا: كثير من الإخوة من طلبة العلم من يكتب في هذا المنهج أعني منهج المفرقين بين المتقدمين والمتأخرين دائما يحاول التركيز أو أقول الإشارة إلى شيخنا العلامة الألباني رحمه الله - والذي قد يفهم منه تحاملا - وكأن الخلاف في ذلك بينه وبين المتقدمين مع أن شيخنا رحمه الله أكد في أكثر من موضع أنه يحرص على أن لا يتحدث في مسألة ليس له فيها إمام سواء في كلامه على الرواة أو الأحاديث.
نعم هو كغيره يخطيء ويصيب لكن منهجه العام ولا أزكي على الله أحدا منهج سوي , وتحقيقه تحقيق دقيق شهد له على ذلك الكثير من العلماء.
وتحقيقاته تقبل المناقشة والأخذ والرد كغيره من العلماء.
وفي الختام ظني أن منهج المتأخرين متمم ومكمل لمنهج المتقدمين لا مخالف له , وعند الاختلاف ينظر إلى القرائن والأدلة فإن لم يوجد ما يرجح قول المتأخر فأنا أتفق معك بل و أظن أن لا أحد يخالف أن قول المتقدم هو المقدم والأولى.
والله أعلم.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[03 - 01 - 08, 11:56 م]ـ
فمع الاتفاق إلى سبق علم السلف في علمهم وحفظهم لكن لا يسلم لهم في كل صغيرة وكبيرة فربما يقع من الواحد منهم الوهم أو الخطأ
بارك الله فيكم ونفع بكم
نعم لا يسلم والواحد منهم غير معصوم وإنما المعصوم إجماعهم
ولذلك قد ذكرتُ تقرير المسألة سابقا وهو:
بواسطة أمجد الفلسطيني
وليس في هذا سد لباب الاجتهاد لأنهم يلزمون بتقليد المتقدمين في حالتين:
الأولى: إذا اتفقوا فلا يسع المتأخر مخالفتهم
الثانية: إذا وجدنا لبعضهم كلاما ولم نعلم بينهم خلافا
فلم يدع أحد من أبناء هذه الدعوة أن المتقدمين معصومون فردا فردا لا بلسان المقال ولا بلسان الحال
ولذلك نراهم يقولون ويكررون أن الاستدراك على أحد العلماء المتقدمين ينبغي أن يكون بعد بحث شديد وتأن وتروٍ
وأصدق مثال على ذلك صحيح الإمام البخاري فمع الاتفاق إلى أنه أصح كتاب بعد كتاب الله وأنه جاوز القنطرة إلا أنه قد نقده عدة من المتقدمين والمتأخرين في بعض الروايات والأسانيد وكذا الحال في صحيح مسلم وغيرهما.
الاستدراك على الإمام البخاري وغيره وارد بعد البحث الشديد والتحري الدقيق
لكن الكلام في مخالفة اجماعهم أو مخالفة بعضهم مع عدم علمنا بثبوت الخلاف بينهم
وما ذكرته عن الصحيحين فإن الأحاديث التني انتقدها بعض الأئمة كأبي الحسن الدارقطني وأبي مسعود وغيرهم _وهي أحاديث معروفة عند أهل الشأن_ لا يشملها الاجماع المذكور كما ذكره أبو عمرو بن الصلاح وغيره
¥(19/39)
أما انتقاد المتأخرين للصحيحين فإن كان الحديث المنتقد من تلك الأحاديث المستثناه من الإجماع فلا حرج فيه وإلا فهو مردود والله أعلم
ولا يصح أن نستدل بمخالفة بعض المتأخرين لإجماع المتقدمين أو لبعضهم مع عدم علمنا بثبوت الخلاف بينهم لأنه في محل النزاع إذ الإنكار واقع على هذا الفعل من بعض المتأخرين فكيف يستدل به على محل النزاع
وإنما يصح الاستدلال بإجماع المتأخرين (يعني زمنا) وهذا ما لم يقع
- أما ما ذكرته من أمثلة فغايتها أن بعض الأئمة المتقدمين قد يخطأ في بعض أحكامه وأقواله
وهذا ما لم ننكره كما تقدم
لكن ينبغي أن يعلم هنا أننا إذا وجدنا حديثا ضعفه نقاد الحديث كأحمد وعلي وابن معين والبخاري مثلا ولم نعلم أنا أحدا ممن هو على منهجهم من النقاد خالفهم لم تصح مخالفتهم بل ينبغي علينا أن نبحث عن وجه قولهم وفهمه وتوجيهه
وانظر مثلا حديث حماد بن سلمة المذكور فقد تبين بعد البحث والتنقيب أن الصواب مع أبي حاتم
أحيلك على هذا الرابط للشيخ محمد بن عبد الله فقد بين فيه رجحان قول أبي حاتم ودقة أحكام المتقدمين وصعوبة الاستدراك عليهم لا استحالته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=99600
- وما ذكر من استدراك أبي حاتم على شيخه أحمد فإضافة إلى ما تقدم ليس هو في محل النزاع على التنزل لأنه استدراك من متقدم على متقدم لا من متأخر على متقدم فإن قيل المراد بيان أن المتقدم قد يفوته علمٌ أو يخطأ قيل ومن أنكر هذا؟!
- والأمثلة التي ساقها المنقول عنه إنما ساقها ردا على كذبة كذبها بعضهم على أصحاب هذه الدعوة فصدقوها وهي أنهم يمنعون الاستدراك على المتقدم ولازمه القول بالعصمة
وهو ما ينكره أصحاب هذه الدعوة في كتبهم وأشرطتهم
ثانيا: أن الفصل بين منهج المتقدم والمتأخر يؤدي إلى التلفيق فهؤلاء المفرقين بين منهج المتقدمين والمتأخرين لايستطيعوا:
1 - أن يستغنوا عن المتأخرين في كثير من أبواب المصطلح وفي الكلام على الرواة لأنهم لن يجدوا إلا قول المتأخر في ذلك.
بل وهؤلاء المتأخرين هم الذين حفظوا لنا كثيرا من كلام المتقدمين في الرواة والحديث.
هذا مما ألزق بهذه الدعوة زورا وبهتانا
إذ لم ينادي أحد منهم بالاستغناء عن علم المتأخرين
بل كتب القوم وكلامهم شاهدة في تقرير ما يلي:
وهو أن ثمت هنا منهجان منهج المتقدمين وهو الصواب ومنهم المتأخرين المخالف للأول وهو خطأ
فإذا وافق كلام المتأخرين كلام المتقدمين أو شرحه وقرره أو فصله وبينه فنور على نور
وإذا خالفه ردّ
وإذا لم يخالفه ولم يوافقه نظر فيه فإن كان صوابا قبل وإلا ردّ على أن هذه نادر بالنسبة للرواة إذ المتأخرين عالة في معرفة الرواة على المتقدمين
وأما مسائل المصطلح والحكم على الأحاديث فإنه كما تقدم ينظر فيه على وفق منهج المتقدمين فإن كان صوابا قبل وإلا ردّ
فلا يمكن أن يستغنى عن علم المتأخرين
فلم تأت هذه الدعوة لتسفيه آراء المتأخرين والتزهيد في كتبهم وأقوالهم كما يشنع به البعض
ولكنها أتت لتقديم منهج المتقدمين على المتأخرين إذا اختلفا
ثالثا:أن تمضي قرونا - عشرة قرون - على إقرار مدرسة ما اصطلح عليهم بالمتأخرين إلى أن ظهر في هذا العصر من نادى بالتفريق بين هذين المدرستين يلزم منه تنقص من في هذه القرون من علماء عرفوا بالتقوى والورع والفضل , فهذه تضم مئات المحدثين الحفاظ كشيخ الإسلام وابن القيم والذهبي المزي والعراقي وابن حجر العسقلاني والسخاوي ومن بعدهم من العلماء إلى علماء هذا العصر كالمعلمي وأحمد شاكر وغيرهم كثير جدا
هذه الدعوة ليست وليدة العصر سواء كانت في علم الحديث أو في غيره من العلوم
بل دعى إليها علماء أجلاء نظرا وتطبيقا كابن رجب والمعلمي وغيرهم
وينبغي أن يعلم أن بعض العلماء المتأخرين زمنا قد يجتمع فيه الأمران موافقة المتقدمين في بعض ومخالفتهم في بعض وبعضهم يكون الغالب عليه منهج المتأخرين وبعضهم يكون الغالب عليه منهج المتقدمين
- ما ذكرته عن الألباني رحمه الله
فإن أصحاب هذه الدعوة يحترمونه ويشهدون له بسعة الاطلاع في هذا العلم كما هو مزبور في كتبهم ومسموع في أشرطتهم
ولكنهم يقولون أن الشيخ قد خالف المتقدمين في أمور وجب التنبيه عليها مع حفظ حقه في الإسلام
هو كغيره من العلماء تأخر كالسيوطي أم عاصر كشاكر رحم الله الجميع
لكن التركيز على الألباني رحمه الله إن صح من البعض فهو لأن الواقع فرضه
لاعتماد أغلب أهل العصر على كلامه
ولكثرة المتعصبين له في مسائل الحديث والنقد
ولأن حكم الألباني على الأحاديث أكثر من غيره
وعلى كل فإن نقد الألباني رحمه الله مع حفظ حقه في الإسلام غيرَ منكر عند أهل العلم والحجا
ولكن اللوم على من انتقصه ولم ينزله منزلته
وفي الختام ظني أن منهج المتأخرين متمم ومكمل لمنهج المتقدمين لا مخالف له , وعند الاختلاف ينظر إلى القرائن والأدلة فإن لم يوجد ما يرجح قول المتأخر فأنا أتفق معك بل و أظن أن لا أحد يخالف أن قول المتقدم هو المقدم والأولى.
عند الوفاق لا كلام وعند الخلاف فإن كان ثمت إجماعا أو قولا لبعضهم ولم نعلم له مخالفا لم يقبل وإن كان ثمت خلافا بين المتقدمين نظر إلى القرائن والأدلة ورجح ما وافق الصواب
والله أعلم.
¥(19/40)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[04 - 01 - 08, 01:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا
البريقي هداه الله
إن كثرة الجعجعة بما لا يفيد لن تنصر حقا ولن تكسر بدعة _ بزعمكم _ أصلحكم الله
أنتم تتهمون من يقولون بهذا المنهج _ الذي صورتموه زورا وبهتانا منكم على غير ما يريد من قال به _ أنهم يردون جميع أحكام من يصمونهم بالمتأخرين
وأنا أتحداك أنت أولا وبقية المفترين المزوِّرين ثانيا أن تأتونا برجل عنده ذرة عقل يقول بهذا الزور والباطل الذي تحاولون إلصاقه بمن يقول بالتفريق
وهذا الشيخ مقبل يقول: (نعم يوجد فرق) بين أحكام المتقدمين والمتأخرين، فهل ستدخلونه في المبتدعة _ بزعمكم _ وتلزمونه بالزور الذي رميتمونا به
وهذا الرابط مرة أخرى لعلك تراه وتعطينا رأيك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13224&highlight=%C7%E1%CA%DD%D1%ED%DE
وإن كان ردك على تقديمنا لأئمة العلل على غيرهم كما يقول كثير من الصُحفيين: أئمة العلل رجال ونحن رجال، فأقول على عقولكم العفاء
كثير من الصحفيين ينطق اسم الراوي على غير وجهه و يغتر بما تصحف في النسخ و يريد بعد ذلك أن يجاري أئمة العلل فيزعم أن لنا ظواهر الأسانيد التي اطلع على شيء منها وفاته كثير مما هو موجود أو مفقود
وأقول لك ولمن يريد التلبيس على القراء كما لبس على بعض البلهاء الذين صدَّقو ما رميتمونا به من زور بأنا لا نقبل أحكام المتأخرين مطلقا ولا نحترم أقوالهم
إن هذا كذب وزور والذي يقول به الإخوة إن أي حديث أعله أحد الأئمة _ ولم يعارضه إمام مثله_ لا يقبل تصحيح من يأتي بعدهم و حاله كحاطب الليل يجمع من هنا وهناك من الواهيات والمعلولات ثم يصحح الرواية من أجلها
بل لا بد من الإجابة على ما علل به ذلك الإمام، والحقيقة أن المشتغل بهذا العلم يشك في كثير من المعاصرين أنهم لا يقيمون لأئمة العلل وزنا ويظنونهم صبية يلعبون بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلَّم (1)
والذي أدين الله به أنا طويلب العلم خالد بن عمر الفقيه الغامدي أني لن أترك تعليل إمام من أئمة العلل المتقدمين لحديث صححه من جاء بعده إلا بعد أن يتبين لي خطأ ذلك الإمام إن شاء الله وأظن أن هذا حال من يقول بالتفريق.
* وهذه تذكرة للغافلين بأنهم لا يساوون شيئا بجانب النقاد المتقدمين:
1 - في كتاب التاريخ لأبي عبدالله محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي
(977) _ حدثنا أبو زكريا نا المقدمي حدثني أحمد بن منصور الرمادي قال: قلت لعلي بن المديني حدَّثني بعض مشايخنا المصريين عن ابن وهب عن جرير بن حازم عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة عن عائشة قالت: أصبحت أنا وحفصة صائمتين ... فذكر الحديث.
فحرَّك عليٌّ رأسَهُ؛ وضحِكَ
قال: ليس هذا بشيء، وقال: جرير بن حازم إنَّما سمع من يحيى بن سعيد بالبصرة مع حمَّاد بن زيد في كتاب حمَّاد، وهذا الحديث إنَّما رواه حمَّاد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن الزهري قال قالت عائشة أصبحت أنا وحفصة صائمتين ... .
وهذا ليس من حديث عمرة، إنَّما سمعه يحيى من الزهري، والزُّهريُّ إنَّما سمعه من رجل لا يعرفه، حدَّثه به عن بعض من يدخل على عائشة، عن عائشة. اهـ (2)
فأين من يعرف مثل هذه العلة أو يستطيع أن يقولها من المتأخرين الذين ليس لهم إلا الصحف المنقولة بالأسانيد
وقد أنكر هذا الطريق أيضا الإمام أحمد و مسلم و النسائي فمن أهل الحديث بعدهم
وليت المتأخر يُسلِّم لهم بل إنه يرد عليهم بقوله: ((لم يخف علينا قول من قال إن جرير بن حازم أخطأ في هذا الخبر إلا أن هذا ليس بشيء لأن جريرا ثقة، ودعوى الخطأ باطل إلا أن يقيم المدعي له برهان على صحة دعواه، وليس انفراد جرير بإسناد علة لأنه ثقة)). (3)
_ ومثله حديث قتيبة في الجمع في المطر الذي قال البخاري لقتيبة: مع من كتبت عن الليث حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل؟
فقال: كتبته مع خالد المدايني.
قال البخاري: وكان خالد المدايني يدخل الأحاديث على الشيوخ.
وقد رجع الشيخ مقبل عن تصحيحه
2 - قال يعقوب: عن حديث التهليل في السوق:
هو حديث ليس بصحيح الإسناد، ولا له مخرج يرضاه أهل العلم بالحديث، وإنا لنرجوا من ثواب الله عز وجل على هذه الكلمات ماروي في هذا الحديث، وأكثر منه، فهو أهل الفضل و الإحسان.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8361&highlight=%CD%CF%ED%CB+%C7%E1%D3%E6%DE
فرحم الله امرأ عرف قدر نفسه، وقدر أئمة هذا الفن
وصدق الشيخ مقبل رحمه الله عندما قال: (حقا لقد وجدنا من كثير من العصريين الاستخفاف بأولائك الأئمة ... ) نصيحته للمعاصرين في كتابه غارة الفصل على المعتدين على كتب العلل.
والله أعلم وأحكم
___________
(1) انظر غارة الفصل للشيخ مقبل رحمه الله
(2) ص 155
(3) المحلَّى (6/ 271)، وأخرجه ابن حبان في النوع الأول القسم السابع والستين (الإحسان 6/ 284)، وهذا ليس المقصود به ابن حزم رحمه الله تعالى عينه، ولكنه حال كثير ممن يرد تعليلات الأئمة النُّقَّاد بأمثال هذه الكلمات الباردة، نسأل الله العافية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=209548#post209548
¥(19/41)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 01 - 08, 04:59 م]ـ
لابأس بما قلت جزاك الله خيرا وبارك فيك
1 - قولك: وليس هذا سدا لباب الاجتهاد لأنهم يلزمون بتقليد المتقدمين في حالتين:
الأولى: إذا اتفقوا فلا يسع المتأخر مخالفتهم
والثانية: إذا وجدنا لبعضهم كلاما ولم نعلم بينهم خلاف
أما الأولى فمسلم فيها ولا أظن أحدا يخالف
أما الثانية فلا يسلم فيها فإذا قال بعض المتقدمين قولا - هكذا بإطلاق - ولم نعلم أن أحدا نقل خلاف قوله فلا يجوز مخالفته بل ويلزم الأخذ بما قال.
هذا يحتاج إلى دليل لأن من القواعد المقررة عند العلماء أنه لا ينسب لساكت ولا يعدو الأمر من الاحتمال ربما وقفوا على قوله وربما لا.
نعم لو اشتهر هذا القول ودلت القرائن على عدم المخالفة فيسلم له.
وكذلك قولك: ولا يصح أن نستدل بمخالفة بعض المتأخرين لإجماع المتقدمين أو لبعضهم مع عدم علمنا بثبوت الخلاف بينهم.
فقولك لبعضهم: قصدت لقول بعضهم.
فهذا القول لا يعدو أن يكون نوعا من التقليد , وربما لا يسلم له إن جاء المتأخر بقرائن وأدلة على خطأ قوله.
أما إن حصر الأمر بين تقليد المتقدم أو المتأخر فنحن مع المتقدم.
ولكن النقطة التي ينبغي أن يتوقف عندها إن جاء المتأخر بأدلة وبراهين على خطأ قول هذا المتقدم.
فعلى أي أساس يسلم له وقوله ليس إجماعا.
وأنت في المثال الذي أشرت إليه لجأت إلى القرائن والأدلة في ترجيح قول أبي حاتم
فقلت: وانظر مثلا حديث حماد بن سلمة المذكور فقد تبين بعد البحث والتنقيب أن الصواب مع أبي حاتم ثم أحلتني لبحث الشيخ محمد بن عبد الله.
فلم لا يكون الأمر من الأساس إذا لم يكن إجماعا أو اتفاقا أن ينظر أهل العلم إلى القرائن والأدلة وإلا لا يعدو الأمر أن يكون تقليدا.
والله أعلم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 01 - 08, 05:41 م]ـ
وهذه مقال مفيد إن شاء الله يتعلق بهذا الموضوع
علوم الحديث بين المتقدمين والمتأخرين
أ. د أحمد معبد عبد الكريم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبعد:
المقصود بعلوم الحديث أنواع المصطلحات والقواعد التي تعارف عليها المحدثون عليها في تناول الحديث الشريف ومصنفاته تعلماً وتعليماً وروايةً ودراية.
والمتقدمون والمتأخرون من حيث المعنى اللغوي العام المتقدم: هو من يسبق غيره حسياً أو معنوياً، والمتأخر من يسبقه غيره حسياً أو معنوياً، وقد جاء الأمران في القرآن الكريم كما في سورة المدثر، قال -تعالى-: {نذيراً للبشر لمن شاء منكم أن يتقدّم أو يتأخر}، وفي سورة الحجر قال -تعالى-: {ما تسبق من أمّة أجلها وما يستأخرون}، وقال -أيضاً- في السورة نفسها: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}.
وبهذين المعنيين للفظي المتقدمين والمتأخرين وقع استعمالهما في مؤلفات علوم الحديث حتى ممن أطلق عليهم اسم المتقدمين أنفسهم في وصف من يكون أقدم منهم، كما سيأتي ذكر مثال لذلك.
لكن لمّا بدأ الأخوة المعاصرون في إطلاق هذين اللفظين مضافين إلى الآراء أو المناهج مثل قولهم: رأي المتقدمين أو منهج المتقدمين كذا، أو آراء المتأخرين أو مناهج المتأخرين أو عند المتقدمين أو استعمالهم أو صنيعهم أو اصطلاحهم، أو عند المتأخرين أو صنيعهم أو استعمالهم، لوحظ في استعمالاتهم هذه اختلاف، فبعضهم تولى من نفسه بيان مراده بهذا لكي يرتب عليه ما يريد تقريره من آراء، أو انتقادات أو اقتراحات، وبعضهم طُلب منه بيان مراده بهذين اللفظين مع ما قرنهما به من عبارات أخرى كالآراء أو المناهج أو المصطلحات.
والذي وقفت عليه مكتوباً كالتالي:
1 - الأخ الفاضل الدكتور إبراهيم اللاحم – بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم.
ذكر ما يفيد أن المتقدمين هم: نقاد السنة في عصور الرواية وأنها عبارة عن القرون الثلاثة الأولى.
وأن المتاخرين هم: نقاد السنة ممن بعد أهل القرون الثلاثة الأولى إلى وقتنا الحاضر.
2 - الدكتور بشار معروف - وهو معروف لدى الجميع، وتحقيقاته ومؤلفاته الحديثية.
قال: أنا أقصد بالمتقدمين: علماء القرن الثالث الهجري مثل أصحاب الكتب الستة. . . وربما وضعت معهم من العلماء الذين ختم بهم العلم كالدارقطني (385هـ) (ص11).
¥(19/42)
ثم قال: هل يعقل أن هؤلاء الأئمة يفوتهم حديث صحيح، ثم يأتي الحاكم بعد مائة سنة فيخرجه في مستدركه؟ ما معنى هذا؟ يعني أن الحاكم ذهب يبحث في الأحاديث التي تركوها، وهم إنما تركوها عن علم، ثم يضيف (ص13) هذه النظرية لا يقرني عليها كثير من العلماء.
ثم يقول: المتأخرون: الحاكم (405هـ) ومن بعده.
3 - الشيخ الشريف حاتم بن عون العبدلي في كتابه «المنهج المقترح لفهم المصطلح» فيذكر تحديد الذهبي للحد الفاصل بين المتقدمين برأس 3هـ ويعقب عليه بأن هذا اصطلاح منه خاص بكتابه «ميزان الاعتدال» الذي ذكر فيه هذا التحديد (ص52 - 53).
ثم يقول: إن التقدم والتأخر أمر نسبي يختلف باختلاف الأزمان.
لكنه في استعراضه لنشأة وتطور علم مصطلحات الحديث وقواعد الجرح والتعديل وعلل الحديث وغيرها قرر أنها قد بلغت ذروة اكتمالها مع ذروة اكتمال تدوين السنة -أيضاً-، وأن ذلك على الأرجح عنده بغير منازع كان نهاية القرن الثالث الهجري (ص55 - 58، 61)، ثم ذكر في موضع متأخر عن هذا (ص174 - 176) أنه كان امتداداً لأهل القرن الثالث بعض أعيان أئمة القرن الرابع -أيضاً-، وأنه بناءً على ذلك يعتبر أن أهل الاصطلاح المعتبرين الذين لا تفهم علوم السنة إلا بفهم اصطلاحهم، ومعرفة قوانين علمهم هم أهل القرن الثالث فمن قبلهم وأعيان أئمة القرن الرابع، وأن هؤلاء هم أهل الاصطلاح الذين منهم بدأ وإليهم يعود، وهم الذين يجب علينا فهم اصطلاحهم، وأنهم لم يتركوا لمن بعدهم ممن يريد معرفة مقبول السنة من مردودها إلا أن يتبع نهجهم ويقتفي أثرهم.
ومقتضى هذا أنه يعتبر نهاية القرن الرابع هي آخر المتقدمين، ومن بعدها هم المأخرون وتفاصيل كلانه ومباحثه التي أوردها عن أهل القرن الخامس ونقده مناهج ومحتوى مؤلفاتهم في علوم المصطلح يؤيد هذا، ويلقي في كثير من التفاصيل مع نقد من ألف في موازنة مناهج المتقدمين والمتأخرين.
4 - الدكتور حمزة المليباري:
قد تناول الدكتور بيان مفهوم المتقدمين والمتأخرين والمقصود بكل منهما في كتابه المنشور عام 1995م سنة 1416هـ والذي عنونه بقوله: نظرت جديدة في علوم الحديث.
فقال: شاع استخدام كلمتي المتقدمين والمتأخرين في مواضع كثيرة من علوم الحديث دون بيان شاف عن مدلوليهما (1).
إلا ما ذكره الذهبي في مقدمة ميزان الاعتدال (1/ 4) من أن الحد الفاصل بينهم رأس سنة ثلاثمائة (2).
وتعقب هذا بأنه تحديد زمني قائم على أساس الفضل والشرف للقرون الأولى فلا يعتبر في المجالات العلمية والمنهجية كعلوم الحديث، لأن حفاظ القرن الرابع، بل النصف الأول من القرن الخامس أيضاً يشتركون مع سلفهم في الأعراف العلمية والمناهج التعليمية والأساليب النقدية وكيفية التعابير الفنية، دون اللاحقين بهم.
وأن هذا الفاصل أيضاً لم يكن معمولاً به في الصناعات الحديثة عموماً.
ثم يقول: إن من يتتبع السياق الذي وردت فيه هاتان الكلمتان ومناسبة إطلاقهما يجد أن المفهوم السائد لهذين المصطلحين هو المعنى النسبي، أي كل من سلف يعتبر متقدماً بالنسبة إلى من لحقه.
ويتعقب هذا بقوله: وهذا المفهوم غير صالح أيضاً في المجالات العلمية التي يتوخى فيها المنهج والاصطلاح، نظراً إلى كونه تحديداً لغوياً، دون أدنى اعتبار للفاصل العلمي الحقيقي، وإلا فإنه يؤدي إلى الخلط بين أصحاب الرؤى المتباينة جوهرياً وفنياً ثم يضيف قائلاً: فحين يقع بين مجموعتين خلاف جوهري وتباين منهجي في كثير من مسائل علوم الحديث فإنه يصبح من الضروري فصلهما بما يميز كلاً منهما عن الأخرى، كي لا يشيع الزلل ويكثر حوله الجدل بسبب عدم التميز بين ذوي المناهج المختلفة (ص: 9 - 10).
ومن يتأمل ما تقدم يجد أن المؤلف قد رد ما تعارف عليه كافة علماء الاصطلاح قديماً وحديثاً حتى عصره هو سواء المدلول الزمني الذي حدده الإمام الذهبي، أو المدلول اللغوي النسبي الذي وصفه بنفسه بأنه هو السائد في كتب علوم الحديث مع تعليله هذا بأن كلا المدلولين المستعملين عند السابقين غير متوافقين مع ما يراه هو، من وجود مجموعتين من العلماء بينهما خلاف جوهري وتبيان منهجي وأن تمييز كل منهما عن الأخرى ضرورة علمية ملحة.
وسيأتي عند مناقشة بعض الأمثلة أن التعليل المذكور ليس في محله.
¥(19/43)
ولكننا نريد هنا أن نقول: إذا كان المؤلف الفاضل قد رأى بحكم اختصاصه وخبرته بعلوم الحديث أنه إذا ظهرت له ضرورة علمية تقتضي مخالفة مدلول اصطلاح معين لمن سبقوه ولو من المتقدمين، وتقريره مدلولاً اصطلاحياً آخر مع تعضيده بدليل معتبر في نظره، فلماذا يذكر مثل هذا على من سبقه من أئمة النقد والحفظ من مصطلح هو وقرنه وافقه على تسميتهم بالمتأخرين؟ كالإمام ابن الصلاح ومن بعده، بل كابن خزيمة وابن حبان والحاكم، الذين قالوا بإخراجهم من المتقدمين كما سيأتي لكونهم في نظرهم متساهلين مطلقاً في التصحيح وبعد رد المؤلف للمدلولين السابقين لمصطلحي المتقدمين والمتأخرين قرر المداول الذي يراه هو من وجهة نظره متعينا.
فقال: إن المسيرة التاريخية للسنة النبوية يتعين تقسيمها إلى مرحلتين زمنيتين كبيرتين لكل منهما معالمها وخصائصها المميزة، وآثارها المختلفة فأما الأولى فيمكن تسميتها بمرحلة الرواية، وهي ممتدة من عصر الصحابة إلى نهاية القرن الخامس الهجري تقريباً وذكر أن أهم خصائص هذه المرحلة التعويل على الرواية المباشرة والإسناد.
ثم قال: وأما المرحلة الثانية فيمكن تسميتها بمرحلة ما بعد الرواية، وذكر تميزها بالاعتماد بدلاً من الرواية على كتب السابقين.
وتأمل قوله: يمكن تسميتها، وتأمل التسمية التي ذكرها لكل من المرحلتين والمدلول الذي ذكره، فستجد بوضوح- أن كلاً من الاسمين والمدلولين، من ابتكار فضيلة المؤلف، وحسب نظره المسند إلى خاصية مشتركة بين أهل كل مرحلة وخلال باقي الكتاب صار يحيل عليهما كما لو كانا اصطلاحاً مقرراً، أو كما وصفه في البداية بأنه متعين.
ولما كانت خاصية الرواية وعدمها التي ذكرت في تسمية المرحلتين لا تقتضي بمفردها ما يراد إثباته من التباين المنهجي والاختلاف الجوهري بينهما.
فإن المؤلف قد أضاف ما رآه مؤيداً لمقصوده.
فذكر: أن المواد العلمية التي تشكل المحاور الرئيسية في علوم الحديث بمصطلحاتها وقواعدها إنما انبثقت من جهود المحدثين النقاد في المرحلة الأولى (يعني مرحلة الرواية) وهي التي عنى بها المتقدمين.
ثم يقرر أن أهل المرحلة الثانية- يعني ما بعد الرواية وهي التي عنى بها المتأخرين- كان لهم أنواع جديدة من الضوابط لتوثيق النسخ والمؤلفات.
ثم يخلص من هذا إلى نتيجة إجمالية بقوله: إنه بناء على ما تقدم أصبح النقاد في المرحلة الأولى يعني المتقدمين هم العمدة والمصدر الرئيس لمباحث علوم الحديث ومصطلحاتها ثم يقول: وأما المتأخرون –يعني أهل المرحلة الثانية- فتبع لهم، يتمثل دورهم في النقل والتهذيب والاستخلاص، والاختصار، دون التأسيس والإبداع كما شهد بذلك الواقع.
ثم يرتب على ذلك قائلاً: فمن الطبيعي إذن بروز تباين منهجي بين حفاظ المرحلة الأولى –يعني المتقدمون، وبين أئمة المرحلة الثانية- يعني المتأخرين- في علوم الحديث.
ويضيف لإثبات القول بالتباين ما وجد في نتائج أهل المرحلة الثانية من التأثير القوي لعلم المنطق الذي لم يفلت منه علم من العلوم الشرعية وذلك في صياغة الحدود والتعريفات الاصطلاحية، ومراعاة كون التعريف جامعاً مانعاً موجزاً.
في حين كان أكثر ما يُذكر للتعريف في المرحلة الأولى لا يخلو من غموض، أو تطويل، أو لا يكون جامعاً، أو لا يكون مانعاً، أو يكون بالإشارة والإلغاز، مع ترك توضيح كل ذلك لإدراك المخاطب للمناسبات والقرائن التي كانوا يرونها تساعد على ذلك.
ثم يقول: إن مقتضى ذلك ضرورة الاعتبار بمناسبات كلام النقاد وتعابيرهم الفنية، كي تتضح مقاصدهم، ويعلل ذلك بأن العديد من تعاريف المصطلحات التي استقر عليها المتأخرون لا يصلح التقيد بها في كثير من المواضع؛ لأنها وقعت مضيقة لمدلولاتها التي كانت متسعة في إطلاق المتقدمين.
ثم يقول: وفي ضوء هذه الحقائق العلمية فإننا نستخلص بأن المعنيين بالمتقدمين هم حفاظ مرحلة الرواية، وبالخصوص نقادهم وبالمتأخرين أهل مرحلة ما بعد الرواية، فإن كلاً من هاتين المجموعتين تنفصل عن الأخرى أصالة وتبعية في مجال الحديث وعلومه.
فلا ينبغي الخلط بينهما؛ لأنه ظهر بينهما خلاف جوهري وتباين منهجي.
ثم يحيل بالتفاصيل على باقي فقرات الكتاب (ص15).
وسيأتي بمشيئة الله ذكر بعض نماذج منه ومناقشتها.
¥(19/44)
ثم عرض في بقية الكتاب نماذج تفصيلية لما يراه من تباين منهجي وخلاف جوهري بين من اصطلح على تقسيمهم وجوبياً إلى متقدمين ومتأخرين.
وقبل ذكر بعض ما يتسع له الوقت من نماذج التباين المنهجي والخلاف الجوهري في نظره مع مناقشته.
أرى أن نتأمل فضيله السابق فإن من سماهم اصطلاحاً بالمتأخرين قد حدد بنفسه موقفهم من المتقدمين بأنهم ليسوا إلا تابعين لهم، ومقلدين، كما حدد بنفسه أيضاً دور المتأخرين العلمي بأنه: نقل وتهذيب واستخلاص واختصار، دون تأسيس ولا إبداع.
فكيف يتأنى للتابع أو المقلد بوصفه تابعاً أو مقلداً أن يحدث مخالفة جوهرية لمتبوعه أو مقلده؟
وكيف يقال: إن مجموعة المتأخرين منفصلة عن مجموعة المتقدمين أصالة وتبعية- حسب نص عبارة المؤلف السابقة، وما دام المتأخر قد شهد له الواقع حسب نص كلام المؤلف-بأنه لم يؤسس ولم يبدع ولكن فقط نقل عن المتقدمين، وهذب، واختصر، واستخلص من أصولهم فروعاً، فكيف والحالة هذه يكون منهجه مبايناً لما في أصوله المقدمة أو بعبارة أخرى كيف يكون منهجه مبايناً لمرجعيته ومنطلقة الأصلي.
إن المباينة تعني أول ما تعني عدم التبعية وعدم المرجعية، وفي الحديث الشريف: «ما أبين من الحي فهو ميت».
نعم يمكن للتابع أن يخالف متبوعه في بعض الأمور الجزئية أو الجوانب الشكلية أو التفريع على أصول المتبوع، ونحو ذلك.
أما أن يخالف جوهرياً ويباين منهجياً، ويبقى مع ذلك موصوفاً بالتابع لمن خالفه وباينه فهذا مالا أظن أحداً يقره.
الأمر الثاني الذي يحتاج إلى تأمل أن فضيلة المؤلف حدد هنا منذ البداية-أو صاف المتقدمين بأنهم حفاظ المرحلة الأولى، وبالخصوص نقادها (ص:15) فأصبح المتقدمون معروفون زمنياً واختصاصاً.
أما المتأخرون فوصفهم فقط بأئمة المرحلة الثانية (ص:14) وهذا وصف لايميزهم مثلما ميز وصفه للمتقدمين بأنهم حفاظ وبالخصوص نقاد، كما أنه لم يحدد فترة زمنية للمتأخرين.
في حين سبق له أن رفض مدلولين مستعملين لكلمتي المتقدمين والمتأخرين لكونهما في نظره لا يحققان التميز بين أصحاب الرؤى المتباينة، فكان مقتضى هذا أن يحدد المراد بالمتأخرين زمناً واختصاصاً.
فلذلك احتاج عند ذكر النماذج التفصيلية لقضايا علوم الحديث أن يذكر الأوصاف العلمية لأئمة مرحلة المتأخرين فقال: إن حركة التأليف في علوم الحديث شارك فيها فئات مختلفة في طليعتهم الأصوليين والفقهاء، وفيهم من اندفع إلى ذلك لا لغرض سوى الإندراج في سلك المؤلفين فيها (ص:16).
كما ذكر من النماذج التفصيلية ما يشير إلى الإمتداد الزمني للمتأخرين حتى عصرنا الحاضر وقد سبق أن ذكر ذلك صراحة الأخ الدكتور إبراهيم اللاحم.
وقد كتب الدكتور المليباري بعد كتابه السابق بحثاًَ آخر في الموضوع نفسه وعول فيه على استعراض قدر كبير من المواضع والمناسبات المذكورة في كتب علوم الحديث لأجل ذكر شيء من الخلاف بين المتقدمين أو بعضهم وبين المتأخرين أو بعضهم فبدأ بذكر مجموعة من ذلك، وعقب عليها بقوله:-
(ص:24) (من البحث).
هذه النصوص تحمل إشارة واضحة إلى أن كلمة المتقدمين يقصدون بها نقاد الحديث باستثناء المعروفين منهم بالتساهل في التصحيح كابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
بينما يعنون بالمتأخرين من ليسوا بنقاد ممن كان يقبل الأحاديث ويردها بعد الدارقطني (ت 385هـ) من الفقهاء وعلماء الأصول وعلماء الكلام وغيرهم ممن ينتهج منهجهم أو يلفق بينه وبين منهج المحدثين النقاد.
ثم يقول: ولذلك ينبغي أن يكون الحد الفاصل بينهم منهجياً أكثر من كونه زمنياً.
أقول وبمقارنة كلامه هذا بما تقدم عنه في كتابه السابق يلاحظ اختلاف ظاهر فهو هناك حدد فاصلاً زمنياً بنهاية القرن الخاص الهجري على وجه التقريب ولم يستثن أحداً باعتبار التساهل أو التشدد، وهنا قرر استثناء كل من ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، باعتبار اتصافهم بالتساهل في التصحيح، مع أن أولهم وهو ابن خزيمة متوفى سنة 311هـ وآخرهم وهو الحاكم متوفى سنة 405هـ، وبذلك أنقص وضيق تحديده السابق للمتقدمين، ثم عند الأمثلة التطبيقية وسَّع فذكر ابن الجوزي المتوفى سنة 597هـ ضمن المتقدمين (ص19) كما جعل بداية المتأخرين هم من بَعد الدارقطني المتوفى سنة 385هـ وذكر فيهم صراحةالفقهاء والأصوليين والمتكلمين، ومن ينهج نهجهم- يعني في قبول ورد الأحاديث- أو من يلفق بين منهجهم
¥(19/45)
ومنهج المحدثين النقاد، ويحدد منهج الفقهاء بأنه النظر في عدالة الرواة واتصال السند والتصحيح والتضعيف على ضوء ذلك لكنه ذكر طائفة ثانية من الأقوال وعقب عليها بأن مما تفيده: أن المتقدمين هم النقاد، وأن المتأخرين هم: الفقهاء وعلماء الكلام والأصول ومن تبعهم في النهج من أهل الحديث دون النظر إلى الفصل الزمني في التفريق (ص:29) وصرح في هذا الموضع أيضاً بما يدل على إدخاله المعاصرين في مصطلح المتأخرين.
ثم ذكر طائفة ثالثة من القوال وعقب عليها بقوله: إن مصطلح المتأخرين هنا يشمل جميع علماء الطوائف الثلاث: أئمة الفقه وأئمة الأصول والكلام، وأهل الحديث.
وأدخل في مصطلح المتاخرين هنا كلا من البيقهي والخطيب البغدادي (ص:32).
أما الطائفة الرابعة من القوال التي ذكرها بعد ذلك فعقب عليها بقوله (ص:35) في ضوء ماتقدم من النصوص نستطيع أن نلخص أن الحد الفاصل بين المتقدمين والمتاخرين هو سنة 500هـ، ثم يقول: وان البيقهي هو خاتمة المتقدمين.
ثم ذكر أن قائمة المتأخرين حتى السيوطي المتوفي سنة 911هـ تضم أهل الحديث وأهل الفقه وأهل الأصول وعدد من أهل هذه القائمة ابن المرابط والقاضي وعياض المغربين وابن تيمية وابن كثير وعبد الغني المقدسي وابن الصلاح والذهبي وابن الحاجب والنووي وابن عبدالهادي والضياء المقدسي- صاحب المختارة- وابن القطان الفاسي والمنذري والدمياطي وتقي الدين السبكي وابن دقيق العبد والمزي وابن حجر العسقلاني.
ثم إنه يعود مرة خامسة (ص:35 - 36) فيذكر أن العوامل التاريخية أدت إلى وقوع تباين منهجي بين المتقدمين والمتأخرين بحيث اقتضت أن نقسمها مرحلتين:-
الأولى: يمكن تسميتها بمرحلة الرواية- وتمتد من عصر الصحابة إلى نهاية القرن الخامس الهجري على وجه التقريب ... ثم يقول:
وأما المرحلة الثانية فيمكن تسميتها بمرحلة ما بعد الرواية، وذكر عنها نحواً مما ذكره عنها في كتاب النظرات كما تقدم ذكر ملامحه فيما سبق.
5 - أما تلمذي النجيب وأخي الفاضل الشيخ عبدالله السعد فذكر أنه لا فرق بين: أن يقال: مذهب أو منهج المتقدمين، وأن يقال: مذهب أو مناهج أهل الحديث أو أئمة الحديث، أو المحدثين (ص:9 - 10) ولا يخفى على فطنته أنه عند التأمل نجد فرقاً ظاهراً لا سيما في مجال تميز المناهج وأصحابها، لأجل الأخذ والإستفادة، أو الرد، فإذا قلنا إنه لا فرق بين مفهوم كلمة «المتقدمين» ومفهوم كلمة «أهل الحديث» ومفهوم كلمة «أئمة الحديث» دخل في المتقدمين على هذا أمثال الحافظ العراقي (ت 806 هـ) والحافظ ابن رجب الحنبلي (ت 795 هـ) والحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفي سنة 852هـ وأمثالهم.
في حين نجد الشيخ السعد- حفظه الله- يذكر الحافظ ابن كثير (ت 774هـ) أنموذجاً للمتأخرين الذين يستفاد منهم ويؤخذ بكلامهم.
ثم يذكر فضيلته أن أهل العلم المتقدمين ليس لهم منهج واحد في الصناعة الحديثية، بل هم على مناهج متعددة، فلا بد من معرفة طريقتهم ثم السير عليها.
6 - وأما تلمذي وأخي الفاضل النجيب الدكتور تركي الغميز فقد وقعت له على ورقة عمل مفيدة، ومما ذكره فيها أن المتقدمين هم أئمة الحديث في عصور الإزدهار، ومثل بجماعة، أولهم شعبة، وأخرهم النسائي (ت 303هـ).
وذكر أنهم كانوا على نهج واحد، وطريق متحد في عمومه في الأصول العامة التي يسيرون عليها، وإنما ينتج الإختلاف في التطبيقات الجزئية، بحسب تفاوت الإطلاع، والفهم والتشدد والتسامح، دون الخروج عن الأصل العام الذي يسيرون عليه.
أقول: وبهذا التوجيه لم يحتج إلى إخراج من أخرجهم سابقة لأجل التساهل في التصحيح كما مر.
7 - النتيجة: مما يتضح أن هؤلاء الإخوة الأفاضل قد تنوعت أقوالهم وضوابطهم في تحديد مقصودهم بالمتقدمين والمتأخرين، بل نجد أن فضيلة الدكتور المليباري تعدد قوله من بحث إلى آخر.
كما نجد كلامهم إختلافاً في كون المتقدمين لهم منهج واحد مع الإختلاف في التطبيق، أو أن كل واحد منهم منهجاً خاصاً به تقعيداً وتطبيقاً.
هذا مع اتفاق جميعهم في الجملة على إطلاق القول بوجود تباين منهجي، وخلاف جوهري بين النتقدمين والمتأخرين.
8 - والذي يسمح به المقام الآن حيال ما اطلعت عليه في هذا الموضوع ما يلي:
¥(19/46)
أولاً: أن عدداً ممن كتب في هذا الموضوع أعرفهم شخصياً وعلمياً، وأعرف أن دافعهم الأساسي إلى ما كتبوا هو الحماس المشكور والغيرة المحمودة على علوم السنة النبوية المطهرة التي لا يخفى عظيم في نفوس المسلم وحياته الدنيا والآخرة.
وكذلك اقدر قصدهم النبيل في خدمة هذه السنة وعلومها، وصيانتها من أي شوب أو دخيل.
كما قرر أن المعاصرين الذين يعملون في نشر تراث السنة وعلومها فيهم نماذج طيبة ومؤهلة لحمل مسؤلية هذه المانة الغالية على الجميع، وفيهم نماذج دون الهلية المطلوبة، والأولون أصحاب الكفاءة والهلية نتاجهم أقل من الطلب المتزايد للاستفادة بهذا التراث العظيم.
ومن هنا وجد الأخرون أصحاب الأهلية الأدنى فرصتهم في ملء الفراغ، فصار نتاجهم هو الظهر والمتداول بما فيه من قصور، وهذا مما حرك حماس هؤلاء الأخوة لما كتبوه، كما يظهر من تفاصيله وأمثلته.
ثانياً: لكن هذا الحماس والإنفعال بما لمسوه من قصور وتجاوز جعل فيما كتبوه بعض الملحوظات في الإستنتاج وفي النتائج، بل حتى في صياغة الأفكار وتنسيقها، ولا تتسع مثل هذه العجالة إلا لبعض المثلة التي ارجو ان يعتبرها من يطلع عليها انها من باب النصيحة الخالصة- شهد الله- وتلك الأمثلة على النحو التالي:-
أ-جاء في شرح العلل لابن رجب- رحمه الله (1/ 377) مايلي:-
نقل عن يحيى بن معين (ت233هـ) أنه إذا روى عن الرجل مثل ابن سيرين والشعبي، وهؤلاء، أهل العلم، فهو غير مجهول ... ، وإذا روى عنه مثل سماك بن حرب وأبي إسحق- يعني السبيعي- ونحوهما فمن يروون عن مجهولين، فلا تزول جهالة المروي عنه، برواية واحد من أمثال هؤلاء.
وعقب ابن رجب على ذلك بقوله: وهذا تفصيل حسن، وهو يخالف إطلاق محمد بن يحيى الذهلي (ت 258هـ) الذي تبعه عليه المتاخرون: أنه لا يخرج الرجل من الجهالة غلا برواية رجلين.
فهذا المثال يوضح وجود اختلاف بين قول ابن معين وقول الذهلي فيما ترتفع به جهالة الراوي، ويلاحظ أنه خلاف بين اثنين معدودين من المتقدمين، ولكن الذهلي متاخر الطبقة عن ابن معين كما يظهر من تاريخي وفاتهما ومراجعة ترجمتيهما في التقريب مثلاً.
وقد استحسن الحافظ ابن رجب قول المتقدم منهما، وفي تطبيقات المتقدمين ما يؤيده، ولكن ابن رجب قرر ان المتأخرين تبعوا قول الذهلي المتأخر الطبقة، وإشارة ابن رجب إلى المتاخرين تنطبق على ما قرره الخطيب البغدادي (ت 463هـ) في الكفاية بشأن ما تزول به الجهالة ويؤيده غير قول الذهلي أدلة نقلية صحيحة ومعروفة ورغم مخالفة الذهلي لقول ابن معين فإن ابن معين جاء عنه انه كان يثني عليه ويشيد بجمعه لحديث الزهري.
ويلاحظ ان الذهلي الذي يعتبر متاخراً عن ابن معين، يعتبر أيضاً متقدماً عن الخطيب.
كما جاء عن الدارقطني (ت 385هـ) قوله: من أحب أن يعرف قصور علمه عن علم السلف فلينظر في علل حديث الزهري لمحمد بن يحيى (يعني الذهلي) فاعتبر الدارقطني نفسه خلفاً متأخراً بالنسبة لسلفه المتقدم عليه وهو الذهلي.
كما ان ابن رجب المعدود من المتأخرين قد اعتبر من بعد الذهلي ممن وافقه على قوله متأخراً حتى عصر ابن رجب، كما هو مقتضى إطلاقه.
ثم إنه وصف المتأخر الأخذ بقول الذهلي متبعاً لقول من هو متقدم، ولم يصف قول المتقدم وهو ابن معين بالتفصيل في مواجهة المتأخر المخالف بالإطلاق إلا بكونه حسناً فقط، لم يصفه بأنه خلاف جوهري كما وصف بعض الإخوة مثل هذا الخلاف بالتقييد والإطلاق من المتأخرين لبعض ما جاء عن المتقدمين بأنه خلاف جوهري.
فمثل هذا المثال وكثير غيره يوضح أن مفهوم المتقدم والمتأخر أمر نسبي يفسر في كل موضع يذكر فيه بحسبه وأن التحديد المطلق زمنياً أو منهجياً للمتقدمين والمتأخرين لا يطرد بحسب واقع تراث علوم السنة الذي بين أيدينا.
كما يوضح هذا المثال أيضاً أن الإختلاف المعتبر بين المتقدمين والمتأخرين له ما يؤيده من صنيع المتقدمين أيضاً.
ب- ذكر الدكتور المليباري من أمثلة الخلاف الجوهري بين المتقدمين والمتأخرين مصطلح «المنكر» فقال: فإنه عند المتأخرين ما رواه الضعيف مخالفاً للثقات، غير أن المتقدمين لم يتقيدوا بذلك.
وإنما عندهم كل حديث لم يعرف (إلا) (3) عن مصدره، ثقة كان رواية أم ضعيفأ، خالف غيره، أم تفرد، وهناك في كتب العلل والضعفاء أمثلة كثيرة توضح ذلك.
¥(19/47)
فالمنكر في لغة المتقدمين أعم منه عند المتأخرين، وهو أقرب إلى معناه اللغوي فإن المنكر لغة ..... معناه «جهاله» وذكر آيتين كريمتين تأييد لذلك ثانيتهما قوله تعالى: «يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها» (سورة النحل:83).
ثم قال فضيلته: وعلى هذا فإن المتأخرين خالفوا المتقدمين في مصطلح المنكر، بتضييق ما وسعوا (النظرات ص:31).
ومناقشة ماذكره فضيلته هنا من وجوه:-
1 - التعريف الذي عزاه إلى المتأخرين مطلقاً هو تعريف الحافظ ابن حجر في شرح النزهة فقط، وغير الحافظ من المتأخرين كابن الصلاح والسيوطي تبعاً له- يذكر كل منهما أن المنكر قسمان:-
أحدهما: الفرد الثقة المخالف للثقات،
وثانيهما: الفرد الضعيف دون مخالفة.
ثم يذكر السيوطي ثالثاً، وهو الذي اقتصر المؤلف عليه، وقد عزاه السيوطي للحافظ ابن حجر وحده.
2 - التعريف الذي نسب إلى المتأخرين عموماً في شخص الحافظ ابن حجر يرجع إلى المتقدمين ممثلين في الإمام مسلم حيث قال في مقدمة صحيحة: علامة المنكر في حديث المحدث، إذا عرضت روايته للحديث على رواية غيره من أهل الحفظ والرضى خالفت روايته روايتهم أو لم تكد توافقها، فإن كان الغلب من حديثه كذلك كان مجهور الحديث غير مقبولة ولا مستعملة.
فعبارة الحافظ في تعريف المنكر مستقاة من عبارة مسلم هذه كما يلاحظ ذلك بأدنى تأمل. كما يلاحظ إشارة الإمام مسلم إلى المعنى المناسب لتعريف، وهو وهو المجهور وليس المجهول كما اختاره فضيلة المؤلف. كما أن الآية الثانية التي ذكرها فضيلته تأييداً للمعنى اللغوي الذي اختاره، فسرت النكار فيها بمعنى الجحود لا بمعنى الجهالة لذكر العلم قبلها في قوله عزوجل: «يعرفون نعمة الله».
ثم يلاحظ أيضاً أن تعريف الإمام مسلم هذا للمنكر يعتبر حسب توصيف الأخوة تعريفاً نظرياً، حيث ذكره في مقدمة صحيحة، ولم يذكر من أمثلته شيئاً، كما هو معروف.
ثم إن الحافظ لم يقتصر على التعريف النظري بل ذكر له مثالاً مطابقاً ومن كتب العلل التي أشار فضيلة المؤلف إلى وجود المنكر فيها بما يخالف تعريف المتأخرين هذا.
فقد مثل الحافظ للحديث المنكر بما رواه ابن أبي حاتم في (العلل 2/ 182) من طريق حبيب بن أبي حمزة الزيات عن أبي إسحق عن العيزار بن حريث عن ابن عباس عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: من أقام الصلاة وآتى الزكاة وصام عن أبي إسحق موقوفاً.
وحبيب الزيات أكثر الأقوال فيه بتضعيفه، وقال ابن عدي حدث بأحاديث عن الثقات لا يرويها غيره/ اللسان 2/ (ت2322هـ). فاتفق حكم أبي حاتم بالنكارة مع تعريف مسلم الذي استفاد منه الحافظ تعريفه، كما أن قول ابن عدي السابق- وهو من المتقدمين- في وصف راوي الحديث يفيد أنه ينفرد مع ضعفه بما يخالف رواية الثقات.
فهل تعريف المتأخرين ممثلين في الحافظ ابن حجر للمنكر بما تقدم يعتبر من عند أنفسهم أو مما اتفق عليه أكثر من واحد ممن هم بلا خلاف من أعمدة نقاد الحديث المتقدمين؟.
أما القول بأن هذا التعريف ضيق ما وسعه المتقدمون هكذا مطلقاً فهو أيضاً غير صحيح فلدينا من النقاد المتقدمين أحمد بن هارون البريديجي المتوفي سنة 301ه جاء عنه تعريفه للمنكر بانه الفرد الذي لا يعرف متنه عن غبير راويه، ثم قال السيوطي وكذا أطلقه كثيرون.
فيلاحظ أن هذا التعريف قيد النكارة بالمتن فقط، في حين لم تقيد بذلك في عبارة الإمام مسلم ولا الحافظ ابن حجر، وجاءت النكارة في الحديث الذي مثل بها من عند ابن أبي حانم متعلقة بالسند، حيث ذكر فيه الرفع، مخالفاً للوقف، وغن كان كلا الوصفين يرجعان إلى المتن أيضاً. فهذا توسيع لما ضيق في تعريف البريديجي وهو متقدم كما ترى
ورقة مقدمة للمؤتمر
التخصصي الأول لقسم التفسير والحديث
بكلية الشريعة - جامعة الكويت
21 - 22/ 12/1422هـ الموافق 5 - 6/ 3/2002م
منقول
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 01 - 08, 07:53 م]ـ
وهذا جواب للشيخ أبي الحسن المأربي في هذا الموضوع
وقد نقلته بتصرف يسير - وقد لطفت بعض العبارات -
سؤال: ظهرت طائفة من طلاب العلم مؤخرا تدعو إلى التمسك بمنهج المتقدمين وترك ما عليه الأئمة المتأخرون، زاعمين أن بينهم اختلافا كبيرا وتباينا ظاهرا، فما حقيقة دعوة هؤلاء، وهل هم متفقون في دعوتهم على ما بينهم من بعد في البلاد؟؟
الجواب:
¥(19/48)
أقول: من ناحية مذهب المتقدمين ومذهب المتأخرين .. عندما يقال " متقدمون ومتأخرون " و " أن المتأخرين خالفوا مذهب المتقدمين " .. فأنا أقول: لا شك أنه يجب على المتأخر والمعاصر والسابق واللاحق أن يأخذ بطريقة المتقدمين التي بثوها في كتبهم والتي بينوها في المراجع التي وصلت إلينا منهم، ولا يسعنا الخروج عن طريقة المتقدمين؛ لكن .. من أين لنا أو لهؤلاء أن المتأخرين خالفوا المتقدمين؟ أنا الذي أعتقده وأدين الله به أن من يسمون بالمتأخرين كالحافظ ابن حجر والحافظ الذهبي والحافظ العراقي وابن الصلاح والنووي وأمثال هؤلاء .. خدموا مذهب المتقدمين ونصروه وأشادوا به وبينوه وشرحوه ومهدوه وقربوه للناس أحسن بمرات لا توصف بالنسبة لمن جاء بعدهم من طلبة العلم أو بالنسبة للمعاصرين الذين يتكلمون بهذا، هذا الذي أدين الله به، أن المتأخرين خدموا مذهب المتقدمين .. أقول " خدموا " ولا أقول " هدموا " كما يتصور هؤلاء الذين يتكلمون بهذه الكلمة، وأقول إن كل مسألة أصاب فيها هؤلاء القائلون بهذه المقالة أنا أثبتها من كلام المتأخرين .. أنهم سُبقوا إليها، أي مسألة أصابوا فيها، سأثبتها من كلام المتأخرين الذين يعتقدون أنهم قد – خرجوا - من مذهب المتقدمين، موجود هذا الكلام في كلام المتأخرين، أي مسألة أصابوا فيها مسبوقون إليها .. هذه الدعوة فقط أوغرت صدور طلبة العلم على العلماء، وأدخلت في صدور طلبة العلم التهوين والتحقير للعلماء، بأن هؤلاء لم يفهموا مذهب المتقدمين، بأن هؤلاء ما عرفوا ولم يتذوقوا ما كان عند المتقدمين .. وهذا افتراء وظلم، عندما يقال في الحافظ ابن حجر والحافظ الذهبي وابن الصلاح وفلان وفلان ما فهموا مذهب المتقدمين، ونحن نراهم يرد بعضهم على بعض بطريقة المتقدمين، فإذا عرف أحدهم تعريفا أورد عليه إيراد واستدل على هذا الإيراد بنص من كلام الأئمة المتقدمين .. ما كان هَمّ المتأخرين التعريفات – كما يقال – إنهم تأثروا بعلم الكلام وأصبح همهم التعريفات حتى سموا كتبهم علم المصطلح، وكان هذا العلم معروفا بعلم معرفة علوم الحديث، والآن أصبح عند الناس معروفا بالمصطلح، لاعتنائهم ولتشبثهم بقضية التعريف، وكأن هؤلاء يعرفون تعريفات لا واقع لها عند المتقدمين، هذا ظلم .. وهذا أقل أحواله جهل حقيقة ما عليه المتقدمون فضلا عن المتأخرين .. المتقدمون الذين نقول نحن ننصر مذهبهم ونقوم به وندافع عنه .. الحقيقة أن الكثير ما فهِم مذهبهم فضلا عن أن يفهم مذهب المتأخرين الذين هم عنده قد أخذوا أو قبضوا بمعاول الهدم ليهدموا هذا الصرح العظيم .. ألا وهو مذهب المتقدمين. ما هي المسائل التي يتكلم بها كثير من طلبة العلم بأن المتأخرين خالفوا مذهب المتقدمين؟ يقولون: إن المتأخرين ما عندهم سبر للمتون، ما عندهم نقد للمتون؟ أهم شيء عندهم النظر في الأسانيد! سبحان الله! هم قد نصوا بأنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن، ما قالوا هذا؟؟ ولا يلزم من ضعف الإسناد ضعف المتن، صرحوا بهذا وقالوه، فكيف يقال إنهم إذا صح عندهم السند .. وكأنه ثقة عن ثقة عن ثقة عن ثقة يساوي صحيح؟؟ ثقة عن ثقة عن صدوق عن ثقة يساوي حسن؟ ما شاء الله! هذا مستوى الحافظ ابن حجر؟؟ هذا مستوى ابن رجب؟ هذا مستوى الأئمة الذين جاءوا بعد ذلك؟ وأكون أنا – الذي لا أبلغ عشر معشارهم – الذي فهمت وأتقنت طريقة المتقدمين؟؟ لا!! المتأخرون عندهم سبر للمتون، وعندهم نظرة دقيقة للمتن، لكن المتأخر – نظرا – لقلة حصيلته العلمية – إذا سمع حديثا ظن أنه يخالف أصلا، فإذا به يرده، ثم تفحص كلام المتأخرين فلم يجد أحدا رده، إنما اتفقوا على تصحيحه، قال: إذن هؤلاء لا يلتفتون إلى النكارة في المتن، مع أنه لو اتسعت حصيلته وكثر علمه لوجد لهذا المتن شاهدا غاب عنه، فظن أن هذا الحديث يخالف الأصول، ولهذا أمثلة كثيرة .. لا يتسع المقام لضرب الأمثلة، ولذلك ابن خزيمة محمد بن إسحاق – رحمه الله –عندما يقول " اتوني بأي حديث يعارض آخر، فسأجمع بينهما "، هذا نتيجة ماذا؟ أنه مغامر؟ لا! نتيجة أن عنده من العلم والحصيلة الواسعة – حتى وصفه تلميذه ابن حبان وشبّهه برجل قام على رأس جبل وجمعت السنة بين يديه في شعب، فهو يأخذ منها ما يريد وما يشتهي، لأنه استحضر السنة، وجمع أطرافها في الغالب، فكلما كثرت حصيلة علم
¥(19/49)
الرجل كلما قلت دعوى النكارة، لماذا؟ لأنه يجد لهذا المتن مخارج ومحامل يحمله عليه، بخلاف الإنسان الذي ما معه إلا عدد يسير من العلم، سمع هذا الحديث .. خالف ما يعرف فادعى فيه النكارة، فلما التفت .. هل أحد سبقه بالنكارة؟ لا! المتأخرون قالوا فيه بالقبول وصححوه: إذن المتأخرون لا يلتفتون إلى المتن! وأقول: الحقيقة أن القصور في الإلمام بالمتون هو الذي فتح هذا الباب، أقول هذا وأنا أستحضر تماما بعض المواضع التي حكم فيها بعض المتقدمين بالنكارة وصححها المتأخرون أو بعضهم، وهنا نقطة لا بد أن تبين، لو قال أبو حاتم في حديث " هذا الحديث منكر " فجاء الحافظ ابن حجر أو من بعده فصحح هذا الحديث .. قالوا: إذن ابن حجر أو هذا المصحح لا يلتفت إلى النكارة في المتن، أو لا يأبه إلى مذهب المتقدمين ولا يبالي به، أقول: لا! متى نقول هذا القول؟ أقول: إذا أمكن أن تجمع بين كلام المتقدم وكلام المتأخر فلا تعارض ولا تناقض، فمن الممكن عندما قال أبو حاتم " هذا حديث منكر " أي: من هذا الوجه، أي: بهذا السند، والذي جاء بعده، عندما قال " حديث صحيح " أي: بمجموع طرقه، ففي هذه الحالة لا مخالفة، وقد وجد ذلك بكثرة، كم من حديث يطلق أبو حاتم فيه القول بأنه منكر فيقول ابنه " يعني: بهذا السند "، وكم من حديث يطلق فيه أبو حاتم في موضع من علله بأنه منكر وفي موضع آخر يقيد، ويقول بهذا السند، ونحن نعلم في كتب العلل أنهم يطلقون النكارة على أحاديث أصلها صحيح، وهذا موجود بكثرة، وقد يقول " هذا غير محفوظ " والحديث في الصحيحين، وهو يعني " غير محفوظ من حديث فلان، أو من رواية فلان عن فلان، وإن كان محفوظا من غير هذا الوجه " .. في هذه المسائل ينبغي التوسع والاستقراء التام في معرفة كلام أهل العلم، حتى لا نحملهم ما لم يقولوا، وليس ذلك فقط .. نرجع ونتهم الأئمة الآخرين الذين منّ الله عليهم بالعلم والفهم، فالمسألة الأولى .. مسألة النظر في المتون والعلل المتنية، وأن المتأخرين – ولله الحمد – لم يغب عنهم هذا الأمر، وباشروه وعملوا به، ولكن عند المعاصر، ربما أنه – لقلة علمه وعدم اتساع حصيلته - لم ير ما رآه غيره .. فإذا أمكن الجمع بين كلام المتقدم والمتأخر فلا مناص عن ذلك، أما إذا تعارض كلامهما ولا يمكن تأويل هذا الموضع .. إما أنك أن تأخذ بكلام المتقدم أو بكلام المتأخر .. فأنا عن نفسي، وأنصح به إخواني: أننا لا نعدل عن كلام المتقدم ولا نرضى به بديلا. إذا كان هناك تناقض معناه: إن أخذت بكلام المتأخر تركت كلام المتقدم، فأقول: إن المتقدمين وقفوا على أصول الرواة، ووقفوا على رواية مشايخهم وزملائهم وتلامذتهم، وعرفوا النكارة، وعرفوا الأمر أكثر من المتأخرين .. كما تعرفون، قال ابن حبان: " دخلت حمص، فكان جل همي أن اعرف حديث بقية، فتتبعت حديثه عاليا ونازلا ". من في إمكانه أن يتتبع اليوم حديث الرواة عاليا ونازلا؟ ليس باستطاعتنا هذا الأمر، فإذا أمكن الجمع فهو الواجب، وإلا فلا أظن رجلا قد تشبع بهذا العلم وألفت نفسه هذا العلم يترك كلام المتقدم، لأن المتقدم بعرف ما لا يعرفه المتأخر .. هذه المسألة الأولى التي خالف فيها المتأخرون - عند من ورد السؤال عنه - المتقدمين.
المسألة الثانية غير مسألة المتن، الشواهد والمتابعات .. هل الحديث الضعيف يشتد بالضعيف الآخر إذا اختلفت المخارج على الشروط السابقة أم لا؟ قال قائلهم: إن المتقدمين لم يعملوا بذلك، ولم يقولوا بهذا الشرط! سبحان الله! ألم يقل الشافعي في الرسالة إن الحديث المرسل يتقوى بكذا وكذا وكذا .. ، ومنه مرسل آخر مثله إذا اختلفت المخارج، أو موصول ضعيف، أو اتصل بعمل أو بفتوى صحابي، أو بغير ذلك؟ أيقال إن الشافعي ليس من المتقدمين؟ بقي لنا سؤال: ما حدود المتقدمين من المتأخرين؟؟ لكن أنا أتركه للأخير .. طيب .. عندما يقولون الشافعي متساهل ولم يُعرف بالحديث فهذه فرية أخرى، الشافعي أعرف بالحديث وألصق بالحديث منهم، والشافعي ما أخطأ – كما قالوا – إلا في حديث واحد، والشافعي مدحه الإمام أحمد في هذا الشأن، لكن ممكن أن يقولوا: هذا في باب الأصول، وشرط الأصوليين يختلف عن شرط المحدثين، فنقول لهم: مع أن هذا كلام باطل، إلا أن هناك أدلة أخرى، ماذا يقولون في تعريف الترمذي في تعريف الحديث الحسن؟
¥(19/50)
الترمذي متقدم أم لا؟ ربما يقولون: الترمذي ليس له صلة بهذا العلم، كيف وهو صاحب العلل؟ والترمذي من علماء العلل ومن علماء هذا الشأن، وهو تلميذ الإمام البخاري، الفارس في هذا الميدان، قد يقولون " متساهل "، نقول: لكِنّكم – إذن - تحتاجون إلى قيود في هذا القول، تقولون: هذا ليس معروفا عن مذهب المتقدمين، الذين ليسوا بأصوليين، وليسوا بمتساهلين، وكلما أتينا لكم بمثال، ضعوا له شرطا أو قيدا جديدا في قاعدتكم حتى تسلم لكم القاعدة من الإيراد، لكن أقول: بقي إيراد ثالث، وهو: جاء في كتاب الضعفاء الكبير للعقيلي في ترجمة ابن أخي عبد الله بن وهب، فيما أذكر الجزء الرابع صفحة 80 أو 88 .. ابن معين عدّ ابنَ أخي عبد الله بن وهب ... لا .. ابنَ أخي الزهري .. فيما أذكر .. عَدّهُ من جملة الضعفاء، قال العقيلي: وأما محمد بن يحيى الذهلي – تعرفون أنه شيخ الإمام البخاري وشيخ الإمام مسلم، وكانوا يقولون لاعتنائه بحديث الزهري " إنه محمد بن يحيى الزهري " وليس الذهلي، حتى ألف كتابا سماه " الزهريات " في حديث الزهري – فقد قسم تلامذة الزهري إلى ثلاث طبقات، الأولى طبقة الاحتجاج والقبول والقوة، هم الذين بِهم يُخْتبر ويُمتحن تلامذة الزهري، فمن وافقهم فقد أصاب ومن خالفهم فقد أخطأ، وهؤلاء مثل مالك بن أنس، ومثل معمر وسفيان بن عيينة .. الذين هم أهل التثبت وأهل الملازمة وأهل المعرفة لحديث شيخهم، وأما ابن أخي الزهري فهو في الطبقة الثانية، أهل الضعف والاضطراب، هذا ما يقول محمد بن يحيى الذهلي، قال: فإذا اختلف أصحاب الطبقة الثانية في حديثٍ نظرنا في أهل الطبقة الأولى، هل وافقهم أحد أم لا .. اختلف اثنان في الطبقة الثانية فننظر في الطبقة الأولى من يوافقهم على هذا، فإذا رأينا من الطبقة الأولى من يوافق رواية أحد هذين الاثنين رجحنا رواية الذي ووفق في الطبقة الأولى وتوبع، وكانت الثانية خطأ بلا شك، فإذا لم نجد في الطبقة الأولى، طبقة الاحتجاج – وهنا يبدأ الشاهد – نظرنا في الطبقة الثانية طبقة الضعف والاضطراب هل تابع أحد هذين الاثنين رجل في الطبقة الثانية على قوله، فإذا كان كذلك قبلنا رواية الاثنين ورددنا رواية الواحد، [هنا قبول رواية الاثنين، قبول رواية ضعيف مع ضعيف أم لا؟؟ بقي ما هو أظهر في ذلك] فإذا لم نجد لأحد هذين الاثنين في الطبقة الثانية من يشده – أو بهذا المعنى – نظرنا في الطبقة الثالثة .. .. الطبقة الثالثة لا شك أنها أشد ضعفا من الطبقة الثانية، قال رحمه الله: ويعرف ذلك كله بالشواهد والدلائل.
قال: وقد روى ابن أخي الزهري ثلاثة أحاديث لم نجد لها أصلا عند الطبقة الأولى، ولا الثانية ولا الثالثة، إذن معناها: لو وُجد لها ما يشدها من الطبقة الثانية أو الثالثة ما سماها أنها ليس لها أصل .. هذا النص من محمد بن يحيى الذهلي، وهو إمام متقدم، ويسوقه العقيلي - تلميذ البخاري، وهو إمام متقدم – مقرا له دليل في هذا الموضع أن من مذهب المتقدمين تقوية الضعيف بالضعيف .. .. أما أنه يصرح ويدعي أن هذا مذهب المتقدمين، ولا يكتفي بهذا، بل يكر على المتأخرين وينقض بنيانهم ويرميهم بأنهم لا يعرفون طريقة المتقدمين وأنهم .. وأنهم .. لا شك بأن القائل بهذا القول يكون قد وقع في باب عظيم من الخطأ والانحراف عن النهج العلمي السديد وعن الطريقة العلمية التي عرفت عن أهل العلم.
المسألة الثالثة التي قيل إن المتأخرين خالفوا فيها المتقدمين: " مسألة الجهالة ": لا شك أني لا أستحضر كل الأشياء، لكني أذكر لكم ما أستحضره في مجلسي هذا. قالوا: إن المتقدمين ليس عندهم قانون مطرد في من وُصفوا بالجهالة، فمرة يصححون حديث المجهول، ومرة يضعفونه، وأما المتأخرون فإنهم وضعوا قاعدة مطردة وأطلقوها في جميع المجاهيل، وقالوا إن رواية المجهول لا تقبل! أقول: مع أن هذا النقل أيضا ليس بصحيح عن المتأخرين، فأنت تعرفون أن كثيرا من المتأخرين أيضا يقبلون رواية المجهول، وعُدّ ذلك من تساهلهم، لكن لنجعل كلامنا على الأئمة النقاد المعروفين، قالوا إنهم ردوا رواية المجهول مطلقا، وأما المتقدمون فإنهم يفصلون، فمرة يكون الحديث عندهم صحيحا ومرة يكون ضعيفا، فيأتي السؤال: المجهول يكون مرة عند المتقدمين صحيحا لذاته، ومرة يكون ضعيفا لذاته، أم لقرائن أخرى؟؟ إن قال: لا، إن المتقدمين
¥(19/51)
يضعفون رواية الراوي المجهول مرة ويصححونها مرة دون أي قرينة أخرى، فقد رمى المتقدمين بالتناقض، فكيف يكون هذا الراوي الذي هو في حيز الجهالة مرة يكون مقبولا ومرة يكون مردودا مع التجرد عن القرائن؟ فإن قلنا وإن تجرد عن القرائن فمرة كذا ومرة كذا، فنحن نكون بهذا قد أسأنا إلى المتقدمين، ونقول لهم إنكم تصححون وتضعفون بأهوائكم، فما الذي جعلكم تقبلون هذا الرجل في هذا الحديث ثم تردونه في الحديث الآخر وليس معه في هذا الحديث الذي قبلتموه فيه أي قرينة تزيد عن الحديث الذي رددتموه فيه؟؟ معنى هذا أننا نرمي المتقدمين بالتناقض وعدم الفهم، وحاشاهم من ذلك، فإن قال إنهم مرة يصححون ومرة يضعفون حديث المجهول لقرائن، قلنا جزاك الله خيرا، وهذا الذي نريد أن تقوله، وهذا عين قولنا! إذن، عندما صححوا حديث المجهول، لعلهم صححوه لطرق أخرى، لعلهم صححوه لأنهم يعلمون أن لهذا الحديث أصلا، لعلهم صححوه لقرينة كذا أو لقرينة كذا، عَلِمَها من علمها وجهلها من جهلها .. إذن، القول بأن المتقدمين يصححون حديث المجهول ويضعفون حديث المجهول .. أحيانا وأحيانا .. إذا آل إلى هذا الأمر .. أنهم يدورون مع ذلك بالقرائن، وحكمهم في ذلك راجع للقرائن، إذن لا إشكال، وهذا عين قولنا، وهذا لا يلزم منه كلامٌ على المتأخرين، ولا يلزم المتأخرين من ذلك عيب ولا لوم. لأن عندهم أيضا أن المجهول يصحح حديثه إذا جاء من طرق أخرى، أما المجهول وحده فلا، ونحن نريد أيضا في هذا الموضع أن نلزم المخالف بإلزام آخر، نقول له: ما حكم رواية الضعيف عندك؟ يقول: الضعيف عندي مردود، بمعنى أني أتوقف فيه حتى يتقوى .. وقد يقول: وإن تقوى من طريق أخرى لا أقبله .. لكن دعنا مع الصنف الذي يرى أنه يتقوى بمثله، فنقول له: لو أوقفناك على كلام عند المتقدمين أنهم صححوا مرة رواية الضعيف وضعفوا مرة روايته، هل تقول في النهاية إن المتأخرين أيضا أخطئوا عندما أطلقوا عدم قبول رواية الضعيف؟؟ لأنه قد ثبت عن المتقدمين أنهم مرة ضعفوا رواية الضعيف ومرة صححوا رواية الضعيف نفسه، هذا موجود، أنتم تعرفون أن الإمام البخاري أخرج احتجاجا لبعض الضعفاء، وإن كان البعض قد يكابر في بعض الضعفاء ويقول " ليسوا بضعفاء "، هذه مسألة أخرى، البحث في الرواة أمر سهل، ارجع إلى كتب الجرح والتعديل، وكلام الأئمة حاكمٌ على الجميع، لكني أقول في هذا الموضع: إذا كنا نسلم أن المتقدمين مرة يصححون للضعيف ومرة يضعفون له، ورأينا أن المتأخرين – ووافقناهم نحن على ذلك – على إطلاق أن رواية الضعيف لا تقبل، فلماذا لا نجعل صنيع المتقدمين في المجهول وصنيع المتأخرين في المجهول مثل صنيع المتقدمين والمتأخرين في الضعيف؟
.. أنا أريد أن أقول لتعرفوا فهم .. ولتعرفوا قدر .. لا أقول فهم ولكن أقول قدر خدمة المتأخرين لنا، وأننا عالة عليهم، شيء سهل جدا .. عندما تقرؤون في تهذيب الكمال أو في تهذيب التهذيب، ترَوْن المزي يقول " فلان بن فلان، روى عن فلان وفلان وفلان، روى عنه فلان وفلان وفلان "، وأحيانا يزيد المسألة بيانا وإيضاحا فيقول " روى عن فلان، ويشير برموز البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي "، تصوروا أنتم كيف وصل المزي – رحمه الله – إلى هذه النتيجة، بأن فلانا هذا مشايخه كذا وكذا ويسوقهم على نسق وعلى حروف المعجم في التلامذة وفي الشيوخ، هذا نتيجة الحفظ، فكأنه – مثلا – عندما أراد أن يعرف مشايخ وتلامذة هذا الرجل أدار بخاطره وبذهنه جميع روايات هذا الرجل في كتب السنة، أو في الكتب التي اشترط أن يتكلم حولها، سواء كتب الأئمة الستة، أو في بعض الكتب الأخرى ... فجال بخاطره رواية هؤلاء وبسرعة خرج " يروي عن فلان في كذا وعن فلان في كذا "، أنت الآن أيها الطالب الذي قد نفعك الله، وأنك قد أتيت بما لم يأت به الأوائل وتعرف ما لا يعرف هؤلاء الناس أنا أطلب منك أن تجمع لي تلامذة ابن لهيعة ومشايخ ابن لهيعة، بدون الرجوع إلى كتب الرجال، ماذا يقع للإنسان؟؟ يمكن أن يبقى عمره كاملا ويقرأ كتب السنة المطبوعة والمخطوطة وينتظر المفقودة حتى يقف على روايات ابن لهيعة في كل هذه الكتب ويرى أن تلميذه فلان وشيخه فلان!! وأحيانا يكون للأئمة نقد آخر، يقولون روى عن فلان على قول فلان، أو كما قيل، يشككون في أن الشيخ هذا أو أن هذا الراوي شيخ لفلان في
¥(19/52)
هذه الرواية، هذا علم ثاني .. علم العلل .. أدخلوه في هذا الموضع، فعرفوا الحديث وعرفوا ما حوله من كلام وإشكالات وكذا وكذا، وترجح عندهم أن ذكر هذا الرجل كشيخ لهذا التلميذ في هذه الرواية غير محفوظ، إنه من رواية فلان بن فلان، ذاك الذي تحته في السند، فأخطأ وخالفه فلان وفلان وفلان، حتى لم يسموا هذا الرجل شيخا له في هذه الرواية .. علم يا إخوان!! جهد عجيب!! إذا أردت أن تترجم لتلامذة ابن لهيعة ومشايخه تأخذ عمرك، فاحمد الله أنه قدر 8500 ترجمة عندك في تهذيب التهذيب، 8500 ترجمة أو نحوها أتتك بين يديك مذللة مسهلة لتستفيد منها .. ثم في النهاية .. هؤلاء الناس ما فهموا كلام المتقدمين .. هؤلاء الناس ما عرفوا .. وأنت عالة عليهم قلبا وقالبا وظاهرا وباطنا!! إذا قالوا ابن لهيعة روى عن فلان وروى عنه فلان، ولم يقولوا في الترمذي ولا في كذا ولا في كذا، أبهمها المزي، أنا أريد منك أن تثبت لي أين روى ابن لهيعة، أين شيخ ابن لهيعة هذا، وفي أي رواية؟؟ في أي كتاب؟؟ إذا لم يقل المزي " في الترمذي " .. فأنت الذي تبين لي أين رواية الترمذي .. هذا الرواي عن هذا الشيخ .. كيف تفعل؟؟ تحتاج إلى قراءة واستقراء واطلاع، حتى تصل في النهاية .. رحمك الله بالمزي، فقال لك بين قوسين " ت " أو " خ " أو " م " أو "ع " .. رحمك الله بهذه الجهود، التي لو بقيت أنت وأمثالك وأمثالك ما وصلت إلى شيء منها يذكر، فمع ذلك – في النهاية – نتنقص هؤلاء القوم ونراهم لا يحسنون العلل!! سبحان الله!! من الذي علمنا العلل؟؟ أنتم تعرفون من أين جاء العلماء بقواعد علوم الحديث هذه، أو ما يسميه الكثير من الناس بقواعد المصطلح؟؟ أنا أريد من رجل لا يرى الاستفادة من كتب المصطلح أن يعرف لي الحديث الصحيح، متى يكون الحديث صحيحا، ويخبرني بأدلته في ما قال!! لن يأتي بجديد، بعد بحث طويل، وسيصدق عليه قول القائل: " تمخض الجبل فولد فأرا "، ما أتى بشيء يذكر، إما أن يقول بقول المتقدمين هؤلاء أو ما يسمونهم بالمتأخرين، وإما أن يخالف فيخطئ، عندما قالوا الحديث الصحيح هو الذي يتصل إسناده .. هؤلاء عملوا .. أعطوا نظرة وتأملا لكتب العلل ولكتب التخاريج، ولأحكام الأئمة المتقدمين على الرواية وعلى الأحاديث، فرأوا الأئمة المتقدمين إذا كان الحديث فيه انقطاع جلي أو خفي لا يحكمون عليه بالصحة، واسقترؤوا هذا .. فقالوا: هذا معناه أن الحديث لا يكون صحيحا إلا إذا اتصل، ثم رأوا الأئمة المتقدمين إذا كان في الحديث رجل في عدالته أو في ضبطه طعن توقفوا في تصحيح روايته، قالوا إذن يشترط أن يكون راويه عدلا ضابطا، ثم رأوا الأئمة المتقدمين إذا كان فيه شذوذ .. مخالفة، لا يصححونه، قالوا: ولا يكون شاذا .. ولا يكون معللا .. إذن هذه الشروط ما جاءت من فراغ، ولا جلسوا تحت هذه النخلة أو هذه الشجرة، في الظلال وقالوا: نجلس ونقسم تقسيمات .. مصطلحات علم الكلام .. علماء الكلام الذين تكلموا في السفسطة .. جمعوا بين النقيضين وفرقوا بين المتماثلين .. علماء الحديث بهذه المثابة؟؟ تأثروا بهذه الكتب؟؟ صحيح يمكن أن يكون عندهم مبالغة في بعض المواضع، أو في تقرير تعريف من التعاريف أو حد من الحدود، لكن الأصل في ذلك أيضا هو خدمة ما عليه المتقدمون، وليس البعد بالناس والذهاب بهم والرغبة بهم عن طريق المتقدمين، إنها خدمة طريق المتقدمين .. قد تملون كثرة الكلام في هذه المسألة .. الحقيقة أن الكلام فيها ذو شجون .. وله أهميته، لاسيما وقد أُلِّفت في ذلك كتب، وعقد لذلك مجالس، ورُمي بهذه الكتب وهذه المجالس علماء، فمن حق هؤلاء العلماء علينا، ونحن لهم تبع، ونحن ننتمي لهذه الدعوة المباركة .. أننا ننتصر لهم، وأن نبين حقهم وفضلهم بالمعروف، دون تنقص ودون احتقار ودون ازدراء المخالفين لنا في ذلك، إننا نتكلم عن فكرة ولا يهمنا أن الذي يتكلم بهذه فلان بن فلان، أو ذاك أو زيد أو عمر، ما يهمنا هذا الشيء، إنما يهمنا هذه المقالة، ما حكمها وما مدى صحتها وما مقدار قوتها في ميزان النقد العلمي؟؟ فباب الجهالة من جملة المسائل التي رمي بها أيضا العلماء .. كذلك التفرد .. باب الشذوذ .. أبواب كثيرة .. خلاصة هذا: أن ما أصاب فيه القائلون بمذهب المتقدمين والمتأخرين أنهم مسبوقون إليه، وما أخطئوا فيه فيمكن أن نلخصه في
¥(19/53)
نقاط: - أوغروا صدور الشباب – بحسن نية، وهذا الذي نعتقده، أنهم قصدوا خيرا، ما قصدوا سب العلماء، وإنما قصدوا الدفاع عن هذا العلم ونصرته - على علمائهم. - أرادوا – بحسن نية – أن يسلخوا جهود وثمرة عدة قرون في هذه الأمة، ويضيعوا الاستفادة منها، ومآل كلامهم دفن هذه الثروة العظيمة التي هي حصيلة وثمرة هذه القرون التي تسمى بالمتأخرين، والتي، كما عرفها بعضهم بأنها بعد انقطاع الإسناد، الإسناد الذي هو إسناد التصنيف والكتب المشهورة، وأما هذه الأمة – ولله الحمد – فقد اختصت بالإسناد، ولا يزال الإسناد فيها باقيا ولله الحمد، وذلك لأن الله حفظ لهذه الأمة هذا العلم المبارك، ألا وهو علم الإسناد، وإن كنا نرى من جهلة من ينتمي إلى الدعوة ومن ينتمي إلى العلم من يخذل عن علم الإسناد، ويقول " لسنا في زمن حدثنا وأخبرنا، ولسنا في حاجة لمعرفة صحيح وضعيف، الناس وصلوا للقمر وأنتم عندكم صحيح وضعيف .. "، أنا أعتقد أن قائل ذلك جاهل، إن لم يكن والعياذ بالله قد زج به للطعن في هذا الدين، لأنه ما أثر الطعن في علم الإسناد إلا عن الزنادقة .. لا أستطرد بعيدا عن المسألة التي أنا بصددها .. أليس النبي عليه الصلاة والسلام قال: إن الله يبعث لهذه الأمة كل مائة عام من يجدد لها دينها؟؟ من سنة 800 إلى الآن ما أحد عرف هذا العلم إلا اليوم؟؟ من بعد ما انقطع الإسناد وتصنيف الكتب ما أحد عرف هذا العلم إلا في زماننا؟؟ أين تجديد الدين؟ وإذا كان علم الحديث قد اندرس فأين الدين الذي انجدد، ....
سؤال: هل القائلون بهذا القول هم جميعا على قول سواء؟؟ جواب: ليسوا في ذلك سواء، هناك من ادعى على المتقدمين والمتأخرين قولا، وهناك من ينفي هذا القول، وما أحد يقلد أحدا، إنما نحن نتفق معهم – على جميع أصنافهم – بأن كلام المتقدمين له وجاهته وله مكانته ولا يسهل على النفس تجاوزه أو عدم المبالاة به، لكن المسائل التي تكلمنا عليها من قبل لا نقرهم عليها .. هناك أيضا بعض المسائل حول المجهول .. بعض طلبة العلم يرى أن هذا المجهول ينظر في حديثه ويحكم عليه بما يستحق، فإذا سئل عن رجل مجهول قد روى حديثا يقول: هاتوا ننظر هذا المتن، هل هو يوافق الأصول والمنقول أم يخالف، فإن وافق بقية روايات السنة وظاهر القرآن والسنة فيكون المتن صحيحا، وبذلك يكون الراوي ثقة، وإذا كان هذا المتن يخالف المنقول أو المعقول أو غير ذلك فإنه يكون ضعيفا أو منكرا وبذلك يكون ضعيفا، فعلى ذلك – بهذا القول – يلزمهم أن طبقة المجهول وقسم المجهول يمحى من الوجود، لماذا؟ لأن أي راوي إذا روى رواية يكون عندنا أحد أمرين، إما خالف المنقول وإما وافقه، فإن خالف فضعيف وإن وافق فثقة، إذن متى يكون المجهول مجهولا؟؟ لا يوجد مجهول!! وإذا قالوا: نعم، يأتي علينا وقت نكون فيه قد مررنا على جميع من وصف بالجهالة وقد عرفنا حاله مدحا أو قدحا، فإذا وصل بهم الأمر إلى ذلك فنستطيع حينذاك أن نقول " أنتم خالفتم مذهب المتقدمين "! لأن المتقدمين عندهم قسم اسمه مجهول، فإذا أنتم ألغيتم هذا القسم فأنتم خالفتم مذهب المتقدمين، وليس العلماء. هناك مسألة التفرد .. يقولون: إن المتقدمين كانوا يردون الروايات إذا تفرد صاحبها، فيأتي المتأخر، الذي لا يفهم كلامهم ولا يعرف مرادهم ولا يدرك غور كلامهم، فإذا به يقول – متعقبا قول أحد الأئمة المتقدمين " تفرد به فلان ": فلان ثقة وتفرده مقبول، فهذه علة عليلة، فيقول: إنه لم يفهم أن التفرد علة عند المتقدمين، فأقول: التفرد ليس دائما علة عند المتقدمين .. المتقدمون أحيانا يعلون بالتفرد، وأحيانا – وهو الغالب – يقبلون رواية الثقة وإن تفرد، لأنه لا يشترط في الثقة أن يتابع، ولا يشترط في الحديث الصحيح أن يأتي من وجهين فثلاثة فأكثر، الأصل أن الثقة وحده يكفي، وقد قامت الأدلة بقبول خبر العدل، ولو قلنا بأن خبر الواحد لا يكفي لذهبنا إلى المعتزلة ... أريد أن أنبه إلى أنك لو تأملت الأحاديث التي قال فيها الأئمة " هذا الحديث تفرد به فلان ولم يتابع عليه " مع أن فلانا هذا ثقة، وقد يكون ثقة ثبتا، بل وقد يكون مالك بن أنس، ومع ذلك ترى بعض الأئمة يقول " هذا الحديث رواه مالك ولم يتابع عليه "، هل معنى ذلك أننا كلما انفرد مالك بحديث لا نقبله؟ لا! متى يقول العلماء هذه الكلمة؟
¥(19/54)
متى يقولها العلماء في الثقة أو في الثقة الثبت أو في الإمام الحافظ، ويقولون هذه الكلمة معلِّين بها هذه الرواية؟ إنما يقولون هذا إذا ظهرت نكارة في السند أو في المتن! وإلا فلا يقولونها، فإن التفرد مقبول من الثقة! فيأتي بعض من لا يحسن هذه المسألة فيقول إن الأئمة يضعفون بالتفرد، والمتأخرون يقبلون التفرد!! والحقيقة ليست كذلك .. الأئمة يضعفون بالتفرد ويذكرون التفرد علةً إذا كان لهذه العلة وجاهة، في نكارة سند أو متن، أما إذا لم يكن لها وجاهة فلا، وقد مررت في سؤالات ابن معين على أمثلة كثيرة في هذا، وقد مررت في كتب العلل على أمثلة كثيرة في هذا – حتى أني الآن لا أستحضر مثالا – توضح أنهم أعلوا بالتفرد على سبيل الإعلال لا على سبيل الإخبار، ما أعلوا بالتفرد إلا وهناك نكارة في سند أو في متن، أم مجرد أن يشير العلماء إلى أن هذا الحديث تفرد به فلان أو لم يروه عن فلان إلا فلان كما يفعله البزار والطبراني في معاجمه وأبو نعيم في الحلية وابن أبي شيبة، عندما يقول تفرد به فلان .. مع أنهم لا يسلم لهم في كثير من المواضع، صرحوا بالتفرد وكان هناك من يتابع ويقوي .. يصيب في بعض المواضع بإطلاق التفرد .. لكن في كثير من المواضع يقولون ذلك لا على سبيل الإعلال، فترى البزار أحيانا يقول " تفرد به فلان " ويصحح الحديث، فإذا كان ذكر التفرد على سبيل الإخبار فهذا أمر ليس له صلة بالإعلال، أما إذا كان ذلك على سبيل الإعلال فلذلك علة أخرى ولا يلزم الناقد أن يذكر كل أدلته في العلة .. علة أخرى في السند أو في المتن .. كأن يكون هذا المتفرد - إذا لم يكن بذاك في التفرد - يروي عن شيخ قد اشتهر بكثرة حديثه وكثرة تلامذته، ثم يروي عنه أصلا، فيقال في هذه الحالة: أين تلامذة فلان؟؟ أين فلان وفلان الذي ما رووا هذه الزيادة، أو هذا الحديث، حتى تفرد به فلان وإن كان صدوقا، وإن كان ثقة؟؟ إذن هناك قرائن، ليس التفرد دائما دليل على العلة، ولكن إذا كان هناك مسوغ لهذه العلة فإنهم يعرجون على التفرد، هذه مسألة مهمة جدا، وينبغي أن تتنبهوا لها، وهي ما تأتي إلا بالاستقراء والمتابعة لكلام أهل العلم، فإنك تجد لذلك أمثلة، فإذا وفقك الله لسعة الحصيلة وكثرة الاطلاع وإلى ممارسة هذا الفن وإلى مذاكرة أهل العلم .. لا بد أن تفهم هذا .. مذاكرة أهل العلم، أهل الممارسة وأهل الخبرة، ولعلكم كنتم تسمعون كثيرا في الأسئلة التي كنت ألقيها على شيخنا محمد ناصر الدين الألباني، فكان كثيرا ما يقول: هناك علم جلي، وهناك علم خفي!! العلم الخفي: الممارسة والخبرة!!
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 01 - 08, 09:05 م]ـ
وهذا كلام للشيخ أبي إسحاق الحويني في هذه المسألة
في شريط ماتع للشيخ، اسمه " أسئلة حول تخريج الأحاديث "، وهو موجود في موقع " طريق الإسلام "، طرح عليه هذا السؤال:
هناك أيضا مقولة الآن تنتشر بين طلبة العلم، يعني أن أقوال العلماء المتأخرين ما يُأْخَذُ بهم، فنحن نعتمد على أقوال العلماء المتقدمين في هذا العلم، يعني لو جاء مثلا الذهبي أو الحافظ ابن حجر، وهو متأخر عندهم، وتكلم في هذا العلم، لا يؤخذ عنه كلامه، لا بد نرجع إلى الأصل: العلماء المتقدمين، فما رأيك في هذا؟ وهل سمعت عنه؟
فأجاب الشيخ قائلا:
ج 7: نعم، طبعا سَمِعْت، أنا أجيب بجواب إجمالي، لأن الجواب التفصيلي مكانه واسع:
لا مانع أن تُبحث هذه المسألة بحثا علميا، لكن بين أهله. مسألة تعليل المتقدمين والمتأخرين، هذه مسألة مشهورة، لكن الخطورة في المسألة: دخول الصغار في هذه القضية، الخطورة البالغة أن يدخل صغير حدث له من العمر أربع سنوات في علم الحديث، ويقول: أنا لا أحتج بالذهبي ولا بابن حجر، ولا أحتج بالخطيب البغدادي، ولا أحتج بفلان، إنما أحتج بتعليل فلان. المسألة تناقش .. يعني مثلا .. تعليل المتقدمين تعليل إجمالي في الغالب، كثيرا ما يُعِلّون تعليلا إجماليا، فمثلا يسأل أبو حاتم الرازي عن حديث فيقول: هذا خطأ، ويسكت! خطأ من أين؟ من المخطئ؟ وما وجه الخطأ؟ و .. و .. الخ ..... بعض المتأخرين يأتي فيقول: أما قول أبي حاتم "خطأ" فلا وجه له، طيب .. كلمة "لا وجه له " لأنه لم يظهر للمتأخر وجه تخطئة أبي حاتم الرازي مع ثقة الرجال، لأن المتقدمين مع جلالتهم ليسوا بمعصومين، وما كان
¥(19/55)
قولهم قانونا لا يجوز الخروج عليه، والله تبارك وتعالى ما احتجر الصواب لفلان على فلان، ولا أعطاه للمتقدمين وحجبه عن المتأخرين، بل جعل العلم شيئا مقصورا بين عباده، يفتح للمتأخر منه ما أغلقه عن المتقدم. فإذا انطلقنا من هذه المسألة .. الذي يأتي فيقول: أنا آخذ بتعليل أبي حاتم الرازي وأرد المتأخر، نقول له: ما الحجة في قبولك أبي حاتم الرازي؟ يعني: لما أنت الآن تتبنى قول أبي حاتم الرازي أن هذا الحديث خطأ، أنا أسألك: أين وجه الخطأ؟ يمكن أن تقول لي: أبو حاتم أعلم، إذن، دخلنا في التقليد، وهذا علم المجتهدين .. علم الحديث علم المجتهدين، فلما يأتي فيقول: أنا قلدت أبا حاتم الرازي، أقول له شيئا أحسن من هذا: لو أن البخاري صحح حديثا وأبو حاتم أعله، وكلاهما من المتقدمين، فماذا نفعل؟ يعني: البخاري أودعه في صحيحه، وهو إمام كبير ثقة فحل، وأبو حاتم الرازي قال: هذا خطأ، أو الإمام مسلم وضع في الصحيح حديثا وأعله أبو حاتم الرازي؟ وفي العلل عدة أحاديث هي في صحيح مسلم، ويقول أبو حاتم الرازي إنها خطأ، فبأي القولين تأخذ، وكلاهما من المتقدمين .. دعك من المتأخرين؟ .. ما هو الدليل الذي ترجح به قول هذا على ذاك؟ إن قال: أنا أرجح قول فلان على فلان .. هذا نفس الكلام الذي أحتج أنا به في ترجيح كلام المتأخر على المتقدم أحيانا، فالمسألة ليست جديدة، لكن الجديد، أو الخطير في المسألة أن يدخل الصغار في هذا الفن، بالذات في معترك الأقران الكبار الفحول، يعني مثلا أنه دخل في ماء ضحل، لكنه أَوْغَلَ في البحر. و - الجواب ما زال إجماليا حتى الآن - مما يدل على أن القضية التي تبناها هؤلاء تحتاج إلى نظر: أن الكبار من أئمة الفن ما تكلم أحد منهم ولا تبنى هذه القضية، فاليوم: رجل له ستين سنة أو سبعين سنة في الفن، يمارس، وعنده ذكاء، وعنده ملكة وتبحر واطلاع، أم رجل له أربع سنوات فقط في علم الحديث؟ أيهما أولى أن يأخذ بقوله إجمالا؟ مع أننا نعتقد أن الصواب قد يكون مع الصغير أحيانا، لكن إجمالا يكون الصواب يكون مع الكبير، فما وجدنا حتى الآن عالما ممن يشار إليه بالبنان، الآن في الأرض تبنى هذه الدعوة، فهذا – على الأقل – يعطي علامة استفهام، يقال لهذا الرجل: قف. لكن القضية طويلة، والبحث فيها طويل مثلها.
العجيب، أنهم يجعلون الخطيب البغدادي أول المتأخرين، والدارقطني آخر المتقدمين. فيقال: إن الدعاوي يستدل لها، لا بها، فما هو الدليل على أن الخطيب البغدادي من المتأخرين؟ يعني - مثلا - الدارقطني توفي سنة 385 هـ، يقولون: هذا آخر المتقدمين، مَنْ مِنَ السابقين قال إن الدارقطني آخر المتقدمين؟ هذه مجرد دعوى .. طيب .. لو مثلا مات أحد سنة 390 هـ، هذا متقدم أو متأخر؟ أم نجعله في البرزخ، على الأعراف، نجعله لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء؟ 385 هـ هذا آخر المتقدمين .. طيب 386 نلحقه بمن؟ و387؟ ونبقى نمشي سنة وراء سنة، إلى أن يقول لنا: هنا في هذا المكان الفيْصَل، نقول له: ما الدليل على أن هذا هو الفيصل؟ ولماذا الخطيب البغدادي يكون أول المتأخرين؟ مع أنهم يردون كلام الخطيب.
أنا أدري لماذا جعلوه أول المتأخرين: لأن الخطيب البغدادي هو الذي فَصَّلَ هذا العلم، وكل من جاء بعده نسج على منواله، فلو أنه قال إن الخطيب البغدادي من المتقدمين لَلَزِمَهُ القول بأن كل ما أتى بعده يجري على سنن المتقدمين، لكنهم لما رأوا أنه ليس هناك أحد قبل الخطيب سطر علوم الحديث ولا قيدها، ولا وضع لها ضوابط ولا قوانين .. إذن يكون هذا من المتقدمين، إنما لو قال إن الخطيب من المتقدمين، فَكُلُّ النسج على منواله، وبالتالي تُهْدَمُ الدَّعوى، فاضطر أن يقول إن الخطيب البغدادي هو أول المتأخرين والدارقطني آخر المتقدمين.
ومع أن هذه مجرد دعوى لا دليل عليها، فلم يقل أحد من العلماء قط إن الدارقطني هو آخر المتقدمين، لكن أنا كشفت – في ظني – أنهم قالوا إن الخطيب أول المتأخرين لهذه العلة التي ذكرتها، والله - تبارك وتعالى - يهدي المسلمين لما يحب ويرضى.
انتهى
منقول
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[18 - 01 - 08, 03:43 ص]ـ
بارك الله فيك
الكلام حول هذه المسألة مسألة الفرق بين منهج المتقدمين والمتأخرين متشعب وموضوعي إنما هو جزء من هذه المسألة الكبيرة
¥(19/56)
أما الكلام عن صحة الفرق بين المنهجين ففي الملتقى وغيره أكثر من موضوع عرضت فيه أدلة ذلك وهي لا تخفاك
فمن أراد الوقوف على ذلك فليستخدم خاصية البحث
ولي عودة إن شاء الله مع ما ذكر هنا في موضوع مستقل لأن هذا الموضوع جزء منه والله الموفق
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[18 - 01 - 08, 11:39 ص]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فقد قال البخاري في كتاب العلم من صحيحه باب 34:
100 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِى أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنِى مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعاً، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِماً، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوساً جُهَّالاً فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا».
قَالَ الْفِرَبْرِىُّ حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ هِشَامٍ نَحْوَهُ. طرفه 7307 - تحفة 8883
والفربري كما هو معروف راوي الصحيح عن البخاري
وقال البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب 7:
7307 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ تَلِيدٍ حَدَّثَنِى ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِى الأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ حَجَّ عَلَيْنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاهُمُوهُ انْتِزَاعاً، وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ، فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ، فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ». فَحَدَّثْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو حَجَّ بَعْدُ فَقَالَتْ يَا ابْنَ أُخْتِى انْطَلِقْ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فَاسْتَثْبِتْ لِى مِنْهُ الَّذِى حَدَّثْتَنِى عَنْهُ. فَجِئْتُهُ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِى بِهِ كَنَحْوِ مَا حَدَّثَنِى، فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ فَأَخْبَرْتُهَا فَعَجِبَتْ فَقَالَتْ وَاللَّهِ لَقَدْ حَفِظَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو. طرفه 100 - تحفة 8883
وفي هذا الحديث الدليل على تناقص العلم،
ومن الأدلة على تناقص العلم أيضا،
قال البخاري في كتاب العلم 21:
81 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ لأُحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثاً لاَ يُحَدِّثُكُمْ أَحَدٌ بَعْدِى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يَقِلَّ الْعِلْمُ، وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا، وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ». أطرافه 80، 5231، 5577، 6808 - تحفة 1240 - 31/ 1
ويمكننا أن نتساءل:
هل وقف أحد من المعاصرين ممن يخالفون المتقدمين في أحكامهم، على مسند أبي عبد الله البخاري؟ هل وقف على مسند بقي بن مخلد؟ هل وقف على السنن لأبي بكر الأثرم (إلا قطعة صغيرة منه) وكتب عن أبي بكر الأثرم خمسمائة ورقة في كتاب الصلاة ليست في المصنف لأبي بكر بن أبي شيبة (راجع ترجمته في تاريخ مدينة السلام 2790، بتحقيق د/ بشار عواد)
ولو ظللنا نتساءل على هذا المنوال لضاع العمر في التساؤل ..
فعلى المعاصر أن يتأدب مع الأئمة الحفاظ المتقدمين، ولا يدعي كما يفعل بعضهم أنه (وقف على طرق لم يقف عليها البخاري) وأن يعرف قدر العلم.(19/57)
تعداد علماء الحديث على ترتيب البلدان
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[19 - 10 - 07, 11:07 م]ـ
نقترح على الإخوة جمع أسماء علماء الحديث وأهله ويكون ترتيب الأسماء على البلدان ويشترط في هذا الجمع أن يكون هذا العالم سلفياً وله شهرة بين أهل بلده وحبذا لوتذكر أشهر مؤلفاته وما يتميز به، وعلى الإخوة في هذا الجمع والتعداد قطع المجاملة لبعض أهل العلم فقد يكون بعض العلماء له مشاركة في الحديث ولكن ليس بدقيق في هذا العلم وتراه قصارى معرفته بعلم المصطلح فقط، كما هو الواقع في كثير من أساتذة الجامعات ممن تراه قد حسب على علم الحديث.
وفائدة هذا الجمع عقد الصلة بين طلبة الحديث وبين علماء هذا الشأن، ولينتفع الطلبة بعلمهم، ويميز بين علماء الحديث على الحقيقة وبين ادعياء هذا العلم، إلى غير ذلك من الفوائد.
وملتقى أهل الحديث لعله ينشط ويكون له السبق في هذا الجمع المبارك.
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[20 - 10 - 07, 02:28 م]ـ
أين الأسماء:
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[20 - 10 - 07, 03:00 م]ـ
جزاك الله خيرا على موضوعك المفيد
ونحن في ملتقى أهل الحديث لانحبذ مثل هذه المواضيع للأنها قد تؤدي إلى الاختلاف والتنابز ونحو ذلك مما لايخفى
ويمكن إبراز علماء الحديث من خلال مشاركات خاصة تذكر فيها فوائدهم ومؤلفاتهم ونحو ذلك.(19/58)
فهرس أسماء المذكورين في كتب المختلطين
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[20 - 10 - 07, 01:26 م]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فهذا فهرس بأسماء من ذكروا في كتب المختلطين، ( http://www.box.net/shared/qciru7c4zd)
وهذه هي المصادر المفهرس لها وطريقة العزو إليها
1. كتاب المختلطين للحافظ صلاح الدين العلائي, بتحقيق الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب, و علي عبد الباسط مزيد, مكتبة الخانجي 1417 هـ (المختلطين للعلائي واعتمدت رقم الترجمة, فإن كانت الترجمة في الزوائد فأشير إليها بقولي زوائد المختلطين وأذكر رقم الترجمة الزائدة)
2. نهاية الاغتباط, وهو دراسة لكتاب الاغتباط بمن رمي بالاختلاط, قام بها علاء الدين علي رضا, دار الحديث بالقاهرة 1408 هـ (رقم الترجمة)
3. الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات, لمحمد بن أحمد بن محمد الخطيب ابن الكيال, حققه كمال يوسف الحوت , دار الكتب العلمية 1407 هـ (رقم الترجمة)
4. اختلاط الرواة الثقات, تأليف الدكتور عبد الجبار سعيد, مكتبة الرشد 1426 ه (رقم الفصل على رقم الترجمة, فإن كان في ملحق الضعفاء صدرته بالضاد المفردة ض , وإن كان في ملحق المتأخِّرين صدرته بالخاء المفردة خ ثم أذكر رقم الترجمة فيه)
5. معجم المختلطين من إعداد محمد بن طلعت, دار أضواء السلف 1425 هـ (رقم الترجمة)
وقد أثبتُّ كل من ذكر في كتب المختلطين هذه – ما عدا السهو والخطأ ? وإن لم يثبت اختلاطه, فمنهم من أعقب عليه بقولي لم يكن ينبغي ذكره, ومنهم من أعقب عليه بعلامة لا, ومن زدته على هذه الكتب فإني أضع له علامة حرف الزاي (ز) , ومن لم يؤثِّر تغيُّره ميزته بعلامة التعجب بين قوسين, هكذا (!) , ومن لم أقطع فيه برأي وضعت له علامة استفهام ?,ليعلم أنهم يحتاجون مني إلى مزيد من البحث,
وأسأل الله تعالى أن يجزي المصنفين والمحققين خيرا, وأن ينفع بهذا الفهرس من اطلع عليه من أهل هذا العلم, ولا يفوتني صالح الدعاء لمن جاءني بالكتابين الأولين من بلاد الشام (مع أن الكتابين مطبوعان بمصر!!!)(19/59)
أحاديث في قص الأظفار
ـ[محمد المصراتي]ــــــــ[20 - 10 - 07, 08:34 م]ـ
ما صحة الأحاديث هذه الواردة في قص الأظفار؟:
“إن من قص أظفاره يوم الجمعة دخل فيه شفاء وخرج منه داء”
وقد روى وكيع بإسناده عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا أنت قلمت أظفارك فابدئي بالخنصر، ثم الوسطى، ثم الإبهام، ثم البنصر، ثم السبابة فإن ذلك يورث الغنى”
وفي حديث آخر “من قص أظفاره مخالفاً لم ير في عينيه رمدا” رواه ابن بطة
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[21 - 10 - 07, 03:49 ص]ـ
قال ابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (1/ 146): (قال الدارقطني تفرد به صالح بن بيان وهو متروك)
وقال ملا علي قاري في الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة (1/ 497): (من أقبح الموضوعات).
ـ[محمد المصراتي]ــــــــ[21 - 10 - 07, 09:13 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي محمد، ولكن عن أي الأحاديث الثلاثة هذا الوصف الذي ذكرته؟
أظن ذاك الوصف عن حديث ابن بطة الأخير، فقد وصفه ابن القيم في المنار المنيف بذات الوصف: من أقبح الموضوعات.
قال العجلوني في كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس (68 من 69):
ومنه أيضا (أي الموضوعات) قول من قال مما نسبه للحافظ ابن حجر قال السخاوي: وحاشاه من ذلك:
في قص ظفرك يوم السبت آكلة * تبدو وفيما يليه يذهب البركه
وعالم فاضل يبدو بتلوهما * وإن يكن في الثلاثا فاحذر الهلكه
ويورث السوء في الأخلاق رابعها * وفي الخميس الغنى يأتي لمن سلكه
والعلم والرزق زيدا في عروبتها * عن النبي روينا فاقتفوا نسكه
وقال الجلال السيوطي في الأسفار عن قلم الأظفار: قد اشتهر على الألسنة هذه الأبيات ولا يدرى قائلها ولا هي صحيحة في نفسها، وذكر هذه الأبيات المنسوبة للحافظ ابن حجر.
ومن هذا القسم الثاني أيضا (أي المكذوبات): ما ذكره بعضهم ونسبه إلى علي كرم الله وجهه، قال السخاوي: وكذب القائل:
إبدأ بيمناك بالخنصر * في قص أظفارك واستبصر
وثن بالوسطى وثلث كما * قد قيل بالإبهام والبنصر
واختتم الكف بسبابة * في اليد والرجل ولا تمتر
وفي اليد اليسرى بإبهامها * والإصبع الوسطى وبالخنصر
وبعد سبابتها بنصر * فإنها خاتمة الأيسر
فذاك أمن خذ به يا فتى * من رمد العين فلا تزدر
هذا حديث قد روى مسندا * عن الإمام المرتضى حيدر
وقال ابن نباتة:
قي قص يمنى رتبت خوابس * أو خسب لليسرى وباء خامس
ثم قال السيوطي: قد أنكر ابن دقيق العيد جميع هذه الأبيات وقال: لا يعتبر هيئة مخصوصة، وما اشتهر من قصها على وجه مخصوص لا أصل له في الشريعة، ثم ذكر الأبيات، وقال هذا لا يجوز اعتقاد استحبابه لأن الاستحباب حكم شرعي لا بد له من دليل وليس استسهال ذلك بصواب.
وقال ابن حجر المكي في التحفة: وخبر من قص أظفاره مخالفا لم ير في عينه رمدا لم يثبت، قال الحافظ السخاوي: هو في كلام غير واحد ولم أجده بمكان.
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[21 - 10 - 07, 05:16 م]ـ
نعم أخي الكريم هو كما ذكرت عن حديث ابن بطة
ـ[أبو الحسن اللاذقاني]ــــــــ[21 - 10 - 07, 07:36 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله بكم
ـ[صالح العقل]ــــــــ[29 - 10 - 07, 03:17 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[29 - 10 - 07, 03:29 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - 11 - 07, 09:18 م]ـ
جزاك الله خيرا(19/60)
هل كتاب (زاد المسلم في ما اتفق عليه البخاري و مسلم لحبيب الله الشنقيطي جيد
ـ[ابو بكر عطون]ــــــــ[21 - 10 - 07, 01:31 م]ـ
السلام عليكم
هل كتاب (زاد المسلم في ما اتفق عليه البخاري و مسلم) لحبيب الله الشنقيطي جيد في جمع المتفق عليه من الصحيحين أم انه كثير الاخطاء و لا ينصح بحفظه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[21 - 10 - 07, 10:20 م]ـ
قال محمد فؤاد عبد الباقي في مقدمة (اللؤلؤ والمرجان) (1/ 42) ط دار الآثار:
((ولا أعلم كتاباً جمع فيه مؤلفه الأحاديث المتفق عليها إلا كتاب (زاد مسلم - كذا - فيما اتفق عليه البحاري ومسلم) لأستاذنا المرحوم الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي، ولكنه لم يستوف فيه جميع المتفق عليه، بل اقتصر على الأحاديث القولية ... فكان عدد جميع الأحاديث 1368) انتهى بتصرف.
قلتُ: وأحاديث اللؤلؤ (1906) وزعم مؤلفه أنها 2006 وليس كذلك.
وبالله التوفيق.(19/61)
موقع به كتب حديثية مدققة
ـ[أبو العصماء]ــــــــ[21 - 10 - 07, 02:41 م]ـ
أيها الأخوة أهل الحديث
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عثرت على هذا الموقع الذي به برنامج المكتبة الإسلامية للحاسب الشخصي وبرنامج المكتبة الإسلامية للحاسب الكفي مجانا وذلك لدعم إنتشار الكتب الإسلامية ولتيسير البحث فيها. وهذا هو الرابط
http://www.amadsoft.com/main.jsp
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[21 - 10 - 07, 02:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا ولكن الرابط لا يعمل
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[21 - 10 - 07, 07:59 م]ـ
الرابط يعمل، حاول مرة أخرى
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[22 - 10 - 07, 11:25 ص]ـ
بالفعل يعمل جزاكم الله خيرا
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[31 - 10 - 07, 06:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو طه المصرى]ــــــــ[01 - 11 - 07, 02:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتكم(19/62)
شرح كتاب الطهارة من بلوغ المرام لفضيلة الشيخ خليل بن سليمان المديفر
ـ[أبو محمد الحضرمي]ــــــــ[22 - 10 - 07, 01:03 ص]ـ
كتاب الطهارة
باب المياه
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? في البحر ((هو الطهور ماؤه الحل ميتته)) أخرجه الأربعة وابن أبي شيبة واللفظ له، وصححه ابن خزيمة والترمذي، ورواه مالك والشافعي وأحمد.
الشرح:
هذا الحديث سئل فيه النبي ? عن البحر، وفي بعض الروايات قالوا: يا رسول الله يكون معنا الماء القليل فإذا توضأنا به عطشنا فهل نتوضأ من ماء البحر؟، وسبب سؤالهم رضي الله عنهم وجود الملح في ماء البحر، فهل يتوضؤون منه مع وجوده؟. فأفتاهم النبي ? بأنه طهور وإن كان لا يُشرب وهذا الملح لا يضر، فقال ? ((هو الطهور ماؤه الحل ميتته)) وزادهم عليه الصلاة والسلام هذا الحكم وهذه الفائدة.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله: هذا من الكرم في العلم.
إذا سُئل المفتي عن شيء فأجاب عنه وعمَّا يلابسه أو ما يكون السائل محتاجاً إليه وإن لم يكن سأل عنه فهذا من أفضل ما يكون من الكرم، فكما أن الكرم في المال مطلوب فالكرم في العلم من باب أولى، فالسائل قد يكون بأمس الحاجة إلى هذا الشيء الذي زاده المفتي، فقد يكون هذا الشيء قد غاب عن بال السائل أو استحيى أن يكثر من المسألة أو ما شابه ذلك، فالمسؤول إذا رأى أن السائل بحاجة إلى أن يزيده على ما سأل فإن هذا يكون من الكرم والجود في العلم والخير.
فالنبي ? قال ((هو الطهور ماؤه الحل ميتته)) فكل ما مات في البحر مما لا يعيش إلا فيه فهو حلال سواءً أُخذ حياً أو وُجد ميتاً، وهذا هو الصحيح من أقوال أهل العلم.
وابن عباس رضي الله عنهما فسر قوله تعالى (أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعاً لكم) قال: صيده ما أُخذ حياً وطعامه ما أُخذ ميتاً.
فإذا وجد الإنسان سمكة طافية على ماء البحر وقد ماتت فإنه يجوز له أن يأخذها ويأكلها ما لم تنتن لأنها إذا أنتنت صارت خبيثة، وكذلك لو وجد سمكة قد لفظها البحر فإنها تحل ما لم تكن قد أنتنت وتغيرت.
وأبو عبيدة رضي الله عنه لما بعثه النبي ? وبعض الصحابة يتلقون عيراً لقريش وجاعوا جوعاً شديداً وجدوا أن البحر قد لفظ حوتاً كبيراً فأكلوا منه وأقرهم النبي ? والحديث متفق عليه، وهذا الحوت إما أن يكون مات في البحر ثم لفظه ميتاً أو يكون قد حسر عنه الماء ومات، المهم أنه لم يُصَد. فهذا دليل على أن ما مات في البحر مما كان من حيوان البحر فإنه حلال سواء أخذه الإنسان حياً أو وجده في البحر ميتاً أو وجده قد لفظه البحر.
وهذا الحديث صححه جمع من أهل العلم وله طرق كثيرة وهو دليل على أن الماء الباقي على خلقته التي خلقه الله عليها طهور ولو تغير طعمه، فهذا ماء البحر قد تغير طعمه بهذا الملح ولكنه خلقه الله على هذه الصفة، فكذلك ما يشق صون الماء عنه كالماء الذي سقطت فيه أوراق الشجر أو نبتت فيه الطحالب أو ما شابه ذلك وتغير طعمه بهذه الأوراق أو الطحالب التي نبتت فيه ولا يمكن صون الماء عنه فإن هذا لا يؤثر فيه ولا ينقله عن الطهورية ولو تغير طعمه ما دام أنه يسمى ماءً ولم يزل باقياً على خلقته.
وحيوان البحر ينقسم إلى قسمين:
الأول: ما كان يعيش في البحر وخارج البحر مثل الضفادع والثعابين والتماسيح والسلاحف وما شابه ذلك، فهذا حكمه كحكم حيوان البر، فإن كان من ذوات الأنياب كالتماسيح وثعابين الماء أو كان خبيثاً فهو حرام.
والثاني: ما لا يعيش إلا في الماء فإنه حلال مهما كان ولو كان مفترساً مثل أسماك القرش لهذا الحديث ((هو الطهور ماؤه الحل ميتته))، فهذا نص عام ولم يأت دليل يستثني شيئاً، والأصل إعمال العموم حتى يقوم المخصص.
2 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? ((إن الماء طهور لا ينجسه شيء)) أخرجه الثلاثة وصححه أحمد.
3 - وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? ((إن الماء لا ينجسه شيء إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه)) أخرجه ابن ماجه وضعفه أبو حاتم.
4 - وللبيهقي: ((الماء طهور إلا إن تغير ريحه أو طعمه أو لونه بنجاسة تحدث فيه)).
الشرح:
¥(19/63)
حديث أبي سعيد سئل فيه النبي ? عن بئر بُضاعة وهي بئر معروفة بالمدينة ليست كبيرة ولكنها أكثر من القلتين. قال أبو داود: طولها قرابة ستة أذرع وماؤها يصل إلى العانة وإذا نقص إلى الركبة.
فسئل عنها النبي ? فقال ((إن الماء طهور لا ينجسه شيء)). فبيَّن ? أن الأصل في الماء الطهورية وأن الماء يدفع عنه الخبث وأنه لا ينجس إلا إذا غلبت النجاسة على لونه أو ريحه أو طعمه.
وحديث أبي أمامة ضعيف فيه رجل متروك، ولكنه إجماع أهل العلم على أن الماء إذا تغير لونه أو طعمه أو ريحه بنجاسة فإنه ينجس لأنه صار خبيثاً، والله سبحانه وتعالى قد حرم الخبائث. فالماء الذي تغلب عليه النجاسة يصير خبيثاً حساً، والشريعة لا تخالف الحس.
وأما إذا وقع فيه شيء طاهر فإنه لا يقال إنه نجَّسه وإنما يقال ليس بماء، فمثلاً عندنا ماء طهور وضعنا فيه من ورق الشاي فتغير وصار لونه أحمر.
هل هذا الآن نجس؟ الجواب: لا، لأن الذي وقع فيه طاهر.
هل هو الآن مطهِّر؟ الجواب: لا.
كيف يكون لا يطهِّر والذي وقع فيه طاهر؟ الجواب: المذهب يقولون: إنه صار طاهراً لا يقال طهور ولا يقال نجس، ولذلك الماء عندهم ثلاثة أقسام الطهور والطاهر والنجس: الطهور هو الباقي على خلقته، والطاهر هو الذي تغير بطاهر، والنجس ما تغير بنجاسة.
ولكن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يرى أن هذا لا دليل عليه وأن الماء قسمان قسم طهور وقسم نجس، وهذا الثالث لا وجود له، فهذا الذي وقع فيه الشيء الطاهر لا يسمى ماءً أصلاً، وهو لا يخلو من أحد أمرين: إما أن يكون الشيء الذي وقع في الماء يسيراً فإنه لا يضر ويبقى الماء على طهوريته، ماء وقع فيه شيء من الزعفران أو شيء من الشاي ولكن لم يتغير وإنما أثَّر فيه شيئاً يسيراً ولم ينقله عن كونه ماء فإنه يبقى طهوراً، فإذا كثر هذا الطاهر وغلب عليه نقله من كونه ماءً إلى شيء آخر كالعصير والشاي ونحو ذلك.
وهذا يريح الإنسان فإما أن يكون قد غلبت عليه النجاسة فهو نجس، أو لم تؤثر فيه فيبقى على طهوريته، وهذا كما أنه الأرجح دليلاً فهو الأريح عملاً.
5 - وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ? ((إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث)) وفي لفظ ((لم ينجس)) أخرجه الأربعة وصححه ابن خزيمة والحاكم وابن حبان.
الشرح:
هذا الحديث مختلف في صحته، فمنهم من ضعَّفه بسبب الاضطراب في سنده ومنهم ابن القيم رحمه الله. وابن حجر رحمه الله قال: هذا لا يضر، فهذا إذا ثبت فإنه انتقال من ثقة إلى ثقة فإنه لا يضر الحديث.
وقد صححه جماعة من أهل العلم كما ذكر المؤلف وغيرهم كثير.
هذا الحديث يدل ظاهره على أن الماء إذا بلغ القلتين فأكثر لم ينجس مطلقاً ولو تغير بالنجاسة، ولكن قد ثبت الإجماع على أنه ينجس إذا تغير بالنجاسة ولو كان أكثر من القلتين.
ويُفهم من هذا الحديث أن الماء إذا نقص عن القلتين أنه ينجس بمجرد الملاقاة ولو لم يتغير بالنجاسة، وهذا هو المذهب بناءً على هذا الحديث، ويؤيده الأمر بإراقة الماء الذي ولغ فيه الكلب دون النظر للتغير، والحديث في صحيح مسلم.
والقول الثاني: أنه إذا كان دون القلتين فلا يلزم من ذلك أن ينجس بمجرد الملاقاة، والحديث ليس صريحاً في ذلك، لأن النجاسة عين خبيثة إذا وُجدت وُجد حكمها وإذا زالت زال حكمها، والشريعة لا تحرم إلا الخبائث، فالنجاسة اليسيرة إذا وقعت في الماء ولم تغيره فإنه ما زال طيباً فلا ينجس شرعاً.
والجواب على الحديث أن دلالته على التنجس دلالة مفهوم، ودلالة المفهوم لا عموم لها كما قال ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهي تصدق بصورة واحدة، فالحديث ((إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث)) فإذا كان دون القلتين فإنه قد يحمل الخبث وقد لا يحمله، وفائدة الحديث أن ما دون القلتين يُهتم به ويُتأكد منه هل تغير أم لا، وما فوق القلتين ليس كذلك فالغالب أنه لا يحمل الخبث.
والجواب على الأمر بإراقة الماء الذي ولغ فيه الكلب أن هذا لا يلزم منه النجاسة لعدم ذكرها في الحديث، فقد يكون لأجل الضرر والأمراض التي تحصل في الإناء من فم الكلب.
والقول الثاني أصح وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
¥(19/64)
6 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? ((لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب)) أخرجه مسلم.
7 - وللبخاري: ((لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه)).
8 - ولمسلم: ((منه)). ولأبي داود: ((ولا يغتسل فيه من الجنابة)).
الشرح:
هذا النهي من النبي ? لا يدل على أن الإنسان إذا بال في الماء أنه يتنجس، قد يكون الماء كثيراً جداً وإذا بال فيه فإنه لا ينجس.
ولكن الحكمة في ذلك لئلا يُقذَّر هذا الماء من جهة ولئلا يكون وسيلة إلى تنجيسه، فإذا بال هذا والثاني والثالث وكثر البول فقد يتغير بالنجاسة.
والبول في الماء الدائم أمر مستقذر فالنفوس السليمة والفطر السوية تنفر من هذا الماء الذي فيه البول ولو كان الماء كثيراً، وكذلك الجنب إذا اغتسل في هذا الماء وفيه بقايا المني فإن الإنسان أيضاً يستقذر من ذلك ويأنف أن يشرب وأن يستفيد من هذا الماء الذي اغتسل فيه هذا الجنب، فالواجب عليه إذا أراد أن يبول أن يخرج وأن يبول خارج الماء، والجنب يجب عليه أن يغترف من الماء ويغتسل، يأخذ بإناء ويغتسل خارج الماء، فإن لم يكن معه إناء تناوله بيده كما قال أبو هريرة رضي الله عنه لما قيل له: يا أبا هريرة كيف يصنع؟ قال: يتناوله تناولاً.
9 - وعن رجل صحب النبي ? قال: نهى رسول الله ? أن تغتسل المرأة بفضل الرجل أو الرجل بفضل المرأة وليغترفا جميعاً. أخرجه أبو داود والنسائي وإسناده صحيح.
الشرح:
ورد النهي عن الوضوء وورد النهي عن الغسل، والوضوء والغسل جنس واحد هذه طهارة كبرى وهذه طهارة صغرى فإذا نُهي عن هذا نُهي عن هذا، فجاءت الروايات بالنهي عن الغسل والنهي عن الوضوء، وجاء في أحاديث أخرى كما سيذكر المؤلف أن النبي ? اغتسل بفضل ميمونة، رواه مسلم. ولما أراد أن يغتسل من إناء اغتسلت منه إحدى زوجاته قالت: يا رسول الله إني كنت جنباً. فقال ? ((إن الماء لا يجنب)).
والأصل في النهي التحريم، ولكن فعل الرسول ? يكون صارفاً لهذا النهي من التحريم إلى الكراهة. وهذه قاعدة معروفة إذا نهى النبي ? عن شيء ثم فعله فإن هذا الفعل يكون صارفاً للنهي من التحريم إلى الكراهة، وهذه هي القاعدة الصحيحة في الجمع بين الأحاديث.
وأما ما ذهب إليه الشوكاني رحمه الله من قوله: إن الفعل يكون خاصاً فهذه قاعدة ضعيفة وجرى عليها في شرحه للمنتقى، إذا تعارض النهي مع الفعل جعل النهي للتحريم والفعل خاصاً، وهذا مسلك ضعيف، وهو مخالف لقول الله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) فالأصل أن أفعاله ? تشريع وقد قال ? ((صلوا كما رأيتموني أصلي))، وإذا نهاهم عن شيء فقالوا: يا رسول الله لست مثلنا غضب عليه الصلاة والسلام ويقول ((إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي)) متفق عليه، وفي رواية ((أتقاكم لله وأشدكم له خشية))، فهذا يدل على أنه ? يبين لأصحابه أنه مثلهم وأنه يتقي الله كما يتقون.
ولذا فإن ادعاء الخصوصية يحتاج إلى دليل، والأصل هو التشريع ومن ادعى أن هذا الفعل أو أن هذا القول خاص بالنبي ? فعليه الدليل، فإذاً القاعدة الصحيحة في الجمع هو أن يقال: إن النهي الأصل فيه التحريم والفعل يدل على أن النهي للكراهة، كذلك الأمر الأصل فيه الوجوب وإذا أمر بشيء ثم تركه دل الترك على أن الأمر للاستحباب، وهذا هو الذي يحصل به الجمع بين النصوص. وإعمال الدليل أولى من إهماله والذي ذهب إلى هذا المذهب قد أعمل النصوص جميعاً ولم يُعْمِل بعضها دون بعض.
وأما الطريقة التي سار عليها الشوكاني ففيها إهمال لهذه النصوص، فهو يدَّعي أنه خاص فيهمله وهذا لا يصح.
فالنهي للكراهة، فالأولى والأحسن أن الرجل لا يتطهر بفضل المرأة، فإذا اغتسلت المرأة أو توضأت من إناء فيه ماء وبقي في هذا الإناء شيء من الماء، فإن الأولى أن يتركه وأن يطلب ماءً آخر، وكذلك المرأة إذا بقي ماء من الرجل فالأولى لها تركه.
والعلماء لم يذكروا حكمة واضحة، ولذلك قالوا: الحكمة هنا تعبدية، فالله أعلم.
10 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ? كان يغتسل بفضل ميمونة رضي الله عنها. أخرجه مسلم.
¥(19/65)
11 - ولأصحاب السنن اغتسل بعض أزواج النبي ? في جفنة فجاء ليغتسل منها، فقالت إني كنت جنباً، فقال ((إن الماء لا يُجْنِب)) وصححه الترمذي وابن خزيمة.
الشرح:
المذهب أن الرجل لا يجوز له أن يتطهر بالماء الذي خلت به امرأة عن نظر مميِّز. وهذا لا دليل عليه وإنما أخذوه من قول الصحابي عبدالله بن سرجس رضي الله عنه، واشتراط الخلوة بالماء ليس عليه دليل.
فالقول الثاني هو الأصح في هذه المسألة وأنه يكره مطلقاً سواءً خلت به أم لم تخل به. والخلوة هنا ليس عليها دليل، والنبي ? ما استثنى هذا، وإنما نهى مطلقاً أن يتوضأ الرجل بفضل المرأة وأن تتوضأ المرأة بفضل الرجل.
12 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? ((طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب)). أخرجه مسلم. وفي لفظ له ((فليرقه)). وللترمذي ((أولاهن أو أخراهن)).
الشرح:
جاءت عدة روايات بعضها ((أولاهن بالتراب)) وبعضها ((أخراهن بالتراب)) وفي رواية ((وعفروا الثامنة بالتراب)).
ولكن الأَولى أن يكون التراب في الغسلة الأُولى. قال ابن حجر رحمه الله: لأن أكثر الروايات على هذا.
أكثر الروايات على أنها الأُولى. وفيه فائدة أخرى أنَّ جعل التراب في الأولى أسرع في التطهير فلو وضع التراب مع الغسلة الأولى ثم غسله الثانية وتطاير الماء على إناء آخر فإنه لا يحتاج إلى أن يغسله بالتراب مرة ثانية لأن التراب كفى في هذه الغسلة الأُولى، فهذا يكون أَولى وأسرع في إزالة هذه النجاسة المغلظة، فيكون المترجح أن يجعل التراب في الأولى.
لكن لو جعله في الثانية أو في الثالثة أو في الرابعة أو في الخامسة أو في السادسة أو في السابعة فلا حرج، المهم أن يكون التراب مع أحد هذه الغسلات، وفي رواية مسلم: ((وعفروه الثامنة بالتراب)) فلو غسله ثامنة فلا بأس.
وقال بعض أهل العلم: إنه ليس المراد ثماني غسلات وإنما المراد أن يجعل التراب في السابعة فتكون غسلتين باعتبار التراب مع الماء، التراب شيء والماء، فتكون غسلتين.
ولكن هذا فيه بُعْد وتكلف، والأَولى إجراء الحديث على ظاهره فيقال: إن النبي ? بيَّن أن السبع كافية وأن من زاد ثامنة فلا حرج، فالأولى إجراء الحديث على ظاهره ولا حاجة إلى هذا التكلف في تأويل هذا الحديث.
واختلف أهل العلم في بقية جسد الكلب، فإذا أدخل الكلب جزءاً من جسده في الإناء غير لسانه فهل يغسل سبعاً أم لا؟.
أكثر أهل العلم على أنه يجب غسله سبعاً وأن الولوغ هو مجرد مثال وأن هذا يتعلق بالكلب فلو بال فيه أو وقع في الإناء شيء من عرقه فإنه يكون كذلك، وإنما الولوغ خرج مخرج التمثيل.
وبعض أهل العلم يرى أن هذا خاص بالولوغ لا سيما الذين يرون أن الحكمة وجود الدودة الشريطية في فم الكلب فهي موجودة في برازه، فإذا تبرَّز لعق دبره بلسانه فتنتقل إلى فمه.
ولكن الأحوط أن يغسله سبعاً، لأنه إذا غسله سبعاً خرج من هذا بيقين، وإذا غسله مرة أو مرتين أو ثلاثاً فإن هذا الإناء على قول جمهور أهل العلم لم يطهر. فالأحوط للإنسان أن يأخذ بالعزيمة، إذا تعارضت الأقوال وليس هناك دليل واضح يرجح أحدها فالأولى هو الاحتياط.
هذا بالنسبة للكلب، أما بالنسبة للخنزير فإن الصحيح أنه لا يُغسل سبعاً، فهذا خاص بالكلب لأن الخنزير كان موجوداً في عهد النبي ? والله تعالى ذكره في القرآن، فلو كان الخنزير له هذا الحكم لذكره النبي ?، والقياس لا يصح، إذا كان الشيء موجوداً على عهد النبي ? ولم يذكره فإنه لا قياس، وإنما القياس يكون فيما جدَّ وما حدث بعد النبي ?.
وكذلك القول الصحيح أن غير التراب لا يكفي كالأشنان والصابون والمنظفات لا تكفي. ويقولون في الطب: إن التراب فيه خاصية في قتل هذه الدودة والقضاء عليها.
وإذا ثبت هذا فإنه يزيد المؤمن إيماناً، فإذا عرف الإنسان الحكمة ازداد بصيرة وازداد نوراً وإذا لم يصح هذا الكلام فإنه لا يضر الحديث.
المقصود أن غير التراب لا يكفي لأن الأشنان كان موجوداً على عهد النبي ?، ولم يقل نظِّفُوا الإناء بالأشنان أو بكذا أو بأي مزيل وإنما قال ((إحداهن بالتراب)).
¥(19/66)
13 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله ? قال في الهرة ((إنها ليست بنجس، إنما هي من الطوافين عليكم)). أخرجه الأربعة وصححه الترمذي وابن خزيمة.
الشرح:
هذا دليل على أن الهرة ليست نجسة كالكلب، فإذا ولغت في الإناء لم ينجس.
فأبو قتادة رضي الله عنه كان معه إناء فجاءت هرة فأصغى لها الإناء حتى شربت فتعجبت كبشة بنت كعب بن مالك رضي الله عنها. فقال رضي الله عنه: أتعجبين يا ابنة أخي؟. قالت: نعم. فقال: إن رسول الله ? قال ((إنها ليست بنجس إنما هي من الطوافين عليكم والطوافات)) هذا تعليل الحكم، فبين عليه الصلاة والسلام أنه عفي عن نجاستها بسبب هذا الأمر وأنها تطوف على الناس وأنه يشق عليهم أن يتحرزوا منها. ولذا فكل ما كان كذلك فإنه يعطى مثل هذا الحكم فالذي يلابس الناس كثيراً ويشق التحرز منه فإنه يحكم بطهارته كما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وأما المذهب فإنهم يعللون بتعليل آخر يقولون: ما كان كالهرة فأصغر في الخلقة فإنه طاهر.
وهذا تعليل فيه نظر لأن الخلقة لا أثر لها في الحكم فهذه الفأرة إذا ماتت في الإناء فإنها تكون نجسة كما في حديث ميمونة في الفأرة التي وقعت في السمن قال عليه الصلاة والسلام ((ألقوها وما حولها وكلوا سمنكم)) فالتعليل الذي يجب أن يعتبر هو ما علل به النبي ? ((إنها من الطوافين عليكم)).
فما كان يطوف على الناس كثيراً ويشق التحرز منه فإنه يحكم بطهارته مثل الحمار، فالحمار أصله نجس لكن عفي عن عرقه وريقه من أجل كثرة الملابسة، فالناس يحتاجون إلى الحمر يركبونها فيعرقون عليها، وليس كل من ركب الحمار يضع البرذعة أو شيئاً يحول بينه وبين الحمار، فالناس يحتاجون أن يركبوه ولا يكون بينهم وبينه حائل، وقد يصيبهم شيء من ريقه أو لعابه أو ما شابه ذلك فيكون محكوماً بطهارته.
كذلك ما يشق التحرز منه مثل بعر الفأر الذي يكون في الطعام فإن الفأر يكثر وروده على الناس فقد يكون له بعر في الطعام ويشق التحرز منه فإنه لا يضر يزال البعر ويؤكل الطعام ولا يضر.
أما إذا ماتت الفأرة فإنه لا يشق التحرز لأنها إذا ماتت يسهل إلقاؤها، ولكن إذا كانت حية فإنه يشق التحرز منها، يعني يشق على الناس أن ينظفوا بيوتهم من الفأر، لكن إذا ماتت الفأرة فإزالتها سهلة تزال هذه الفأرة وما حولها والذي يبقى ولم يتأثر بالنجاسة يكون طاهراً.
14 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء أعرابي فبال في طائفة المسجد فزجره الناس فنهاهم النبي ?، فلما قضى بوله أمر النبي ? بذنوب من ماء فأهريق عليه. متفق عليه.
الشرح:
وهذا دليل على أن النجاسة في الأرض لا تحتاج إلى دلك أو إلى نقل للتراب أو ما شابه ذلك وإنما يكفي الصب، إذا وقعت النجاسة على التراب أو على الفرش فلا يحتاج إلى دلك الفرش أو عصرها أو تجفيف الماء وما شابه ذلك، وإنما يكفي أن يُصَبَّ عليها ماءٌ كثيرٌ يذهب بعين النجاسة فلا يبقى لها أثر.
فالنبي ? لم يأمر بنقل التراب، وما جاء من أحاديث أنه أمر بنقل التراب فإنها ضعيفة والثابت في الصحيحين أنه لم يأمر بذلك وإنما أمر بذنوب من ماء وهو الدلو فجيء به وصُب على بول الأعرابي.
أما إذا كانت النجاسة لها جرم كالعذرة وما شابه ذلك فإنه لا بد أن تنقل لأن الماء لا يزيلها، فإذا صُب عليها الماء فإنها تبقى فهذه لا بد أن تزال، أما إذا كانت النجاسة مائعة فإنه يكفي الصب عليها سواء كانت على التراب أو كانت على الفرش.
وهل هذا دليل على أن النجاسة لا تطهر بالشمس والتغير كما ذهب إليه بعض أهل العلم؟.
فالجواب: أن هذا ليس فيه دليل، وإنما فعل ذلك النبي ? من أجل التعجيل بطهارة هذه البقعة من المسجد لأن هذه البقعة يُحتاج إليها في الصلاة فالشمس تحتاج إلى وقت، فهذا الحديث لا دلالة فيه وإنما أمر النبي ? بالمبادرة من أجل تطهيره هذه البقعة سريعا لأن المسلمين يحتاجون إليها فإنهم سيصلون في هذه البقعة ولن ينتظروا حتى تطهر بالشمس.
¥(19/67)
ومما يدل على أن النجاسة تطهر بأي مزيل حديث ابن عمر رضي الله عنهما علقه البخاري قال: كانت الكلاب تقبل في المسجد وتدبر وتبول ولم يكونوا يرشون شيئا من ذلك. فهذا يدل على أن هذا البول قد زال، فإذا بالت الكلاب في بقعة من المسجد ولم يُرَ له أثر وزال بالهواء أو بالشمس فإنه لا يحتاج إلى غسل وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال: النجاسة عين خبيثة فإذا زالت بأي مزيل زال حكمها لأن العلة فيها معقولة.
فمثلاً إنسان عنده سكين صقيلة لا تتخللها النجاسة وأراد أن يذبح بهذه السكين فأصابها دم نجس ثم قام بمسحها مسحاً جيداً فإنها تطهر ولا تحتاج إلى غسل. ومما يؤيد ذلك الاستجمار، فالإنسان يستجمر ويطْهُر المحل ولا يحتاج إلى ماء.
لكن الذين يقولون لا تطهر إلا بالماء قالوا: هذا مستثنى للمشقة لأن الإنسان قد لا يتيسر له الماء كلما قضى حاجته فهذا مستثنى بالنص.
وهذا يؤيد هذا القول وأن النجاسة عين خبيثة وأنها إذا زالت بأي مزيل فإنه يزول حكمها، بالماء أو بالمسح أو بالشمس ونحو ذلك.
15 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ? ((أحلت لنا ميتتان ودمان، فأما الميتتان فالجراد والحوت، وأما الدمان فالطحال والكبد)) أخرجه أحمد وابن ماجه وفيه ضعف.
الشرح:
هذا الحديث يقول المؤلف فيه ضعف، والضعف في المرفوع عن النبي عليه الصلاة والسلام وأما من قول ابن عمر رضي الله عنهما فهو صحيح ثابت، وإذا صح من قول ابن عمر فقد ثبت الحديث لأنه إذا قال الصحابي أُحل لنا أو أُمرنا أو نُهينا فهو عند جمهور المحدثين في حكم الرفع لأن الصحابي لا يقول أُمرنا ولا يقول نُهينا إلا وهو يريد النبي عليه الصلاة والسلام لأنه هو الآمر الناهي، فإذا ثبت أن ابن عمر رضي الله عنهما قاله فإنه ينصرف إلى النبي عليه الصلاة والسلام.
أما الحوت فقد نص الله تعالى على حله في كتابه العظيم فقال تعالى (أحل لكم صيد البحر وطعامه) قال ابن عباس رضي الله عنهما: صيد البحر ما أخذ حياً وطعامه ما أخذ ميتاً، ولا إشكال أن السمك لا يُذكى، فإذا أُخذ ومات حل أو إذا مات في البحر، والجراد كذلك لا يحتاج إلى تذكية فإنه يوضع في الماء الحار مباشرة ولا يحتاج إلى أن يقطع رأسه ولا شيء من ذلك وإنما يؤخذ ويوضع في الماء ويطبخ على النار مباشرة، وكذلك إذا وضعه في كيس ومات في هذا الكيس فهو حلال، فإذا مات سواءً في الماء الحار أو في الكيس أو في أي شيء فإنه يحل لا يحتاج إلى أن يُقتل بطريقة معينة ولا أن يُقطع رأسه ولا شيء من ذلك، فإذا مات بأي طريقة سواءً بالماء أو بالحرارة أو بالبرودة أو بأي سبب كان فإنه يحل لقول ابن عمر رضي الله عنهما: أحل لنا ميتتان ودمان فأما الميتتان فالجراد والحوت وأما الدمان فالطحال والكبد.
الدمان الكبد والطحال، فالكبد حلال والسنة أن يأكل الإنسان من كبد أضحيته، كما جاء عند البيهقي أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا صلى العيد أكل من كبد أضحيته.
وأصل الكبد دم متجمد وليست لحماً، والأصل في الدم التحريم كما قال تعالى (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً) فالدم المسفوح هو الذي يخرج عند الذبح، وهو نجس وحرام، وأما ما يبقى في العروق في اللحم بعد الذبح فإنه لا يضر ولا بأس به، فإذا طُبِخ اللحم ووُضِع في الماء وصار الماء أحمر فإن هذا لا يضر وإنما المحرم هو الدم المسفوح.
وكانوا في الجاهلية يأكلون هذا الدم، فإذا ذبحوا الشاة وخرج الدم وتجمد فإنهم يأكلونه فالله تعالى حرمه لما فيه من الضرر والخبث قال تعالى (ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث).
16 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? ((إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء)) أخرجه البخاري وأبو داود وزاد ((وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء)).
الشرح:
¥(19/68)
هذا الحديث يدل على أن السنة إذا وقع الذباب في الإناء أن يُغمس سواءً فيه شراب أو طعام لأنه جاء في رواية ((إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه))، والإناء يعم ما فيه طعام وما فيه شراب. وقال ? ((وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء)) وهذا يدل على خبث هذا المخلوق فهو حشرة خبيثة فيها هذا الداء وجبلها الله سبحانه وتعالى على هذا الخُبث فإذا سقط فإنه يضع الجناح الذي فيه الداء، فأمر النبي ? بأن يغمس، وفي رواية ((فليمقله)) يغمسه ويحركه ثم يخرجه.
وهذا يدل على أن الذباب ليس بنجس إذا مات لأن النبي ? لم يأمر بإهراق ما في الإناء وإنما أمر بأن يغمس ثم يُشرب الشراب ويُؤكل الطعام.
ومن هنا أخذ العلماء أن ما لا نفس له سائلة أنه لا ينجس بالموت مثل الذباب والبعوض والخنافس والصراصير والعناكب وما شابه ذلك من الحشرات التي ليس لها نفس سائلة، أما الفأرة فإن لها نفساً سائلة، والنفس المراد بها الدم ولذا قال النبي ? لأم سلمة لما حاضت قال ((أنفستِ)) قالت: نعم. فالنفس يراد بها هنا الدم، فما لا نفس له سائلة أي ليس له دم يسيل، فإذا قُتلت هذه الحشرة فإنها ليس لها دم يسيل.
أما الفأرة والوزغ فإنه نجس لأن له نفساً سائلة أي دم سائل أما هذه الحشرات التي ليس لها نفس سائلة فإنها طاهرة في حال الحياة وبعد الموت قياساً على الذباب.
وبعض العلماء يقول: إن الصراصير فيها تفصيل، فالتي تكون في الكنف وتتكون من العذرة فإنها نجسة، ومنهم من يقول إنها ليست بنجسة لأنها وإن كان أصلها نجساً لكنها تطهر بالاستحالة لأنها تحولت لشيء آخر. وهذا هو الأقرب، إذا كان فيها رطوبة من بول أو نجاسة فإنها تكون نجسة لهذه النجاسة التي فيها، والأصل أن هذه الحشرات التي لا نفس لها سائلة طاهرة.
وجاء في حديث ذكره الحافظ رحمه الله في الفتح وقال: إنه حديث حسن قال عليه الصلاة والسلام ((الذباب كله في النار إلا النحل)) وقال العلماء: المعنى أن الذباب يكون في النار يسلط على أهل النار زيادة في عذابهم والعياذ بالله، وليس المقصود أنها تعذب في النار وإنما المراد أنها تكون في النار عذاباً على أهل النار.
فالنبي e قال ((كلها في النار إلا النحل)) والنحل حشرة طيبة، وقد نهى النبي ? عن قتلها كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في سنن أبي داود قال: أربع نهى رسول الله ? عن قتلهن الهدهد والصُرد والنحلة والنملة هذه الأربع نهى الرسول ? عن قتلها. وجاء في حديث آخر في السنن أيضاً أنه نهى عن قتل الضفدع، فهذه الأشياء لا تُقتل.
والصُرد طائر أصغر من الهدهد قليلا يأكل الطيور الصغيرة، وهو معروف عند الذين يعرفون الطيور، له منقار معقوف، ونُهِي عن قتله لأنه لا يؤكل. والقاعدة أن كل شيء نهى النبي ? عن قتله أو أمر بقتله فإنه يحرم أكله، فأما ما نهى عن قتله فالأمر فيه واضح، وأما ما أمر بقتله فإنه لا يؤكل لأن القتل غير التذكية فلما أمر بقتله دل على أنه لا يؤكل، فالحية مثلاً أمر النبي ? بقتلها فهي لا تؤكل لأن القتل ليس هو الذكاة الشرعية.
وهل يجب على الإنسان أن يغمس الذباب إذا وقع في الإناء أم يجوز له أن يريق هذا الطعام أو الشراب؟.
فالجواب فيه تفصيل: إذا كانت نفسه لا تطيب بشرب هذا الشراب الذي وقع فيه الذباب وأراقه مع الإيمان بما قاله النبي ? فإنه لا حرج عليه في ذلك، وهذه الأمور ترجع إلى النفس، والنبي ? كره أكل الضب وقال ((أجدني أعافه))، فإذا كره الإنسان بجبلته شيئاً معيناً فإنه لا حرج عليه وأما إذا لم يفعل ذلك شكاً في قول النبي ? فهو آثم فإنه يجب عليه أن يؤمن ويصدق بما قاله النبي ?.
وبعض الناس طعن في هذا الحديث واعترض عليه بعقله الفاسد. وهذا من الفتنة فإن المؤمن يجب عليه أن يرضى ويسلم بما قاله النبي ?.
فإذا لم يغمس الذباب وأراق ما في الإناء قلنا له: لماذا أرقت هذا الذي في الإناء؟. فإن قال: أنا مؤمن بما قاله النبي ? وأعلم أني إذا غمست الذباب زال الداء الذي فيه ولا يضر، ولكنني أعافه أجد نفسي ما تطيب أن تشرب هذا الشراب الذي وقع فيه الذباب وتكرهه فإن هذا لا حرج عليه، وأما إذا أراقه شكاً في قول النبي ? فلا شك أن هذا حرام وقد يصل إلى الكفر.
¥(19/69)
17 - وعن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال: قال النبي ? ((ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميت)) أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه واللفظ له.
الشرح:
والحديث له شواهد كثيرة وهذا يدل على أن الإنسان إذا قطع من البهيمة شيئاً وهي حية فإنه ميت، فإذا قطع مثلاً إلية شاة أو قطع عضواً من بهيمة فإنه لا يحل أكله سواءً ماتت من هذا القطع أم لم تمت لأنها لم تذكَّ الذكاة الشرعية.
واستثنى العلماء الطريدة في الصيد فإن الصحابة كانوا يفعلون ذلك في مغازيهم، إذا طردوا بهيمة، طردوا غزالاً أو شيئاً من هذه الصيود ثم ظفروا بها وضربوها ضربة رجل واحد، اجتمع أكثر من واحد وضربوها بالسيوف فقطَّعوها ضربها هذا وهذا وهذا وقطَّعوها بهذه الضربات كل واحد قطع منها شيئاً وماتت فإن هذا لا بأس به ما دام أنه في الصيد لأن الصيد لا يشترط فيه الذكاة.
لكن لو أنه ضرب هذه البهيمة وقطع منها جزءاً ثم عاشت ولم تمت فإن هذا الجزء لا يحل، أما إذا ماتت في الحال من هذه الضربة فإن هذا الجزء يكون تابعاً لها ما دام أنه في الصيد.
أما في الذكاة فلا، إذا قدر على البهيمة فلا بد من التذكية، وأما في الصيد إذا رماها فإنها تحل، يرميها في أي موضع، وكذلك الحيوان الإنسي إذا هرب ولم يستطع أن يمسكه فلا بأس أن يرميه يسمي ويرمي وإذا قتله فإنه يحل كما في الصحيحين لما ندَّ بعير - يعني هرب - فرماه رجل بسهم فحبسه فقال النبي ? ((إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش فإذا غلبكم منه شيء فاصنعوا به هكذا)).
وقال العلماء أيضاً: لو عجز عن تذكيته مثل بعير سقط في بئر، دخل فيه رأسه ومقدمه وبقي عجزه والبئر فيه ماء ولا يستطيع إخراجه ولو تركه على هذه الحالة لمات، فإنه لا بأس أن يطعنه في بطنه ويحل لأنه عجز عن تذكيته.
وأما ما قدر على تذكيته فإنه لا يجوز أن يُرمى لأن النبي ? نهى عن المجثمة وهي التي تُصْبَرُ بالنبل كما في السنن نهى عن المجثمة، وهي التي تُصْبَرُ بالنبل. مثل دجاجة وُضِعَتْ هدفاً ثم رُميت بالسهام حتى قُتلت فإنها لا تحل لأن النبي ? نهى عن المجثمة وهي التي تُصْبَرُ بالنبل.
ولعن النبي ? من اتخذ شيئاً فيه الروح غَرَضَاً – يعني هدفاً يُرمى إليه - فبعض الناس لجهله إذا صاد الصيد ثم سقط ولم يمت، وليس معه شيء يذبحه به فإنه يرميه مرة أخرى حتى يموت، هذا لا يجوز، فإذا مات من الرمية الثانية فإنه حرام ولا يحل أكله لأن هذه هي المجثمة، ما دام أنه سقط ولا يستطيع الهروب فلا يجوز أن يرمى مرة أخرى، بل يجب عليه أن يذكيه بأي شيء بسكين أو بحديدة أو بزجاجة أو بشوكة أو بأي شيء يقول النبي ? ((ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكُلْ)) متفق عليه. أي شيء ذكاه به جاز، وفي سنن أبي داود أن رجلاً عنده ناقة وكادت تموت فأخذ وتداً – خشبة لها رأس مدبب – فنحرها به فسأل النبي ? فأمره بأكلها.
المقصود أن التذكية تحصل بأي شيء ((ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل ليس السن والظفر أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة)) السن والظفر لا يجوز التذكية بهما وأما ما عداه مما ينهر الدم فإنه يجوز.
باب الآنية
18 - عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ? ((لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافهما فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة)) متفق عليه.
الشرح:
المؤلف بدأ بباب الآنية قبل الوضوء لأن الإنسان يضع الماء في هذه لآنية ثم يتوضأ به فبدأ أولاً بباب المياه ثم ذكر باب الآنية لأن الآنية تسبق الوضوء، وبيَّن أن آنية الذهب والفضة حرام ليس لأنها نجسة والكلام في كتاب الطهارة، لكن لما كان يتكلم عن الآنية ذكر الذي لا يجوز إما لنجاسته أو لتحريمه وإن كان طاهراً، فآنية الذهب والفضة محرمة فلو توضأ من إناء من فضة فوضوؤه صحيح على القول الراجح ولكنه آثم، فلا يجوز له أن يتوضأ في آنية الذهب والفضة ولا يأكل فيها ولا يشرب لكن لو فعل فلا علاقة له بالوضوء، الوضوء صحيح مع الإثم.
¥(19/70)
وجاءت الأحاديث الصحيحة في تحريم الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة قال عليه الصلاة والسلام ((الذي يأكل في آنية الذهب والفضة فإنما يجرجر في بطنه نار جهنم)) متفق عليه، وفي رواية ((الذي يأكل أو يشرب)) ومعنى يجرجر الجرجرة هي صوت الماء إذا نزل في حلق الشارب، فالذي يشرب في آنية الذهب والفضة فكأنه يبتلع نار جهنم وإن كان يشرب من الماء لكنه سيصير عليه ناراً يُعذب بها، كما في قول النبي ? ((ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار)) رواه البخاري، لأنه يؤول به إلى ذلك، وكقوله تعالى (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً) لأن مآلهم إلى النار فهذا يجرجر أي كأنه يشرب نار جهنم في بطنه والعياذ بالله وهذا يدل على أن هذا من الكبائر.
واختلف العلماء في اتخاذ الآنية من الذهب والفضة يعني إنسان عنده أباريق من الذهب والفضة وما أشبه ذلك ولا يستعملها ولكن وضعها للزينة، فهل يجوز ذلك؟.
نقول: هذا أيضاً لا يجوز لأنها وسيلة فهذه الآنية الموجودة وإن كان لا يستعملها فقد يأتي بعده من يستعملها، فلو مات فقد يأتي بعده من يستعملها، فإذاً وجودها على هذا الشكل يُمنع منه لأنه يؤول إلى الاستعمال فهو وسيلة إليه.
والمسألة الثانية وهي أيضا مما اختلف فيه أهل العلم وهي اتخاذ الأشياء في غير الأكل والشرب من غير الأواني، تتخذ أشياء من الذهب والفضة لكن ليست آنية مثل إنسان يضع براويز من ذهب أو دولاب فيه ذهب أو ما أشبه ذلك من الأثاث، ولكنه لا يتعلق بالأكل والشرب فهل يجوز هذا أم لا؟.
هذا فيه خلاف والأحوط تركه، فمن أهل العلم من قال إنه جائز، لأن النبي ? قال ((الذي يأكل أو يشرب)) فهو إنما نص على الأكل والشرب ولم ينص على غير ذلك من وجوه الاستعمال. فمن نظر إلى نص الحديث قال هذا جائز والأصل الإباحة والنبي ? نص على الأكل والشرب ولو أراد غيره لنص عليه.
ومنهم من قال: إن هذا جاء في الحديث على سبيل التنبيه فلما حرم الأكل والشرب وهي أهم شيء وأكثر ما يُحتاج إليه فغيره مما لا حاجة إليه من باب أولى.
وليس فيه دليل واضح على التحريم، ولكن الأحوط ترك ذلك والبعد عنه.
19 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ? ((الذي يشرب في إناء الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم)) متفق عليه.
الشرح:
الذين ذهبوا إلى جواز اتخاذ الذهب والفضة في غير الأكل والشرب استدلوا بفعل أم سلمة رضي الله عنها فقد روى البخاري في الصحيح أن أم سلمة رضي الله عنها كان عندها جلجل من فضة وهو إناء صغير وضعت فيه شعرات من شعر النبي ? وكان إذا مرض الإنسان أرسل إليها إناءً فيه ماء فتضع الشعرات في هذا الماء ثم يشربه ويغتسل به يستشفون بذلك. فقالوا هذا يدل على الجواز فإن أم سلمة رضي الله عنها وضعت هذا الجلجل من فضة ولم يُنكر عليها.
ولكن الذين ذهبوا إلى التحريم قالوا هذا فعل صحابي والصحابي إذا فعل شيئاً مخالفاً للنصوص فإنه يعتذر عنه ولا يحتج به، ولكن أصحاب القول الثاني قالوا: هذا فعل صحابي لم يخالف النص.
ولا شك أن هذا يقوي القول بجواز اتخاذ هذه الأشياء في غير الأكل والشرب، ولكن الأحوط والأولى هو الترك والبعد ما دام أن هذا ليس فيه حاجة ولا ضرورة وفيه خلاف فالأولى تركه.
20 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ? ((إذ دبغ الإهاب فقط طهر)) أخرجه مسلم.
21 - وعند الأربعة ((أيما إهاب دبغ)).
22 - وعن سلمة بن المحبق رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? ((دباغ جلود الميتة طهورها)) صححه ابن حبان.
الشرح:
الكلام هنا على جلود الميتة، فالميتة لا شك أنها نجسة ولكن جلدها إذا دُبغ فإنه يطهر، وقد دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة، منها حديث ميمونة في الصحيحين أن النبي ? مر بشاة لميمونة قد ماتت فقال ? ((هلا أخذتم إهابها فدبغتموه فانتفعتم به)) فقالوا يا رسول الله: إنها ميتة فقال ? ((إنما حُرِّم أكلها)) يعني ما حُرِّم الجلد وإنما حُرِّم الأكل، فأفتاهم النبي ? أن الجلد يطهر بالدباغ وقال ? ((دباغه طهوره)) رواه مسلم، وجا في السنن ((أيما إهاب دبغ فقد طهر)) فأما إهاب ما يؤكل لحمه - والإهاب هو الجلد قبل الدبغ - فهذا لا إشكال فيه أنه طاهر خلافاً للمذهب، فإن المذهب يرون أنه لا يطهر
¥(19/71)
ويجوز استعماله في غير المائع.
ولكن هذا القول ضعيف ومخالف لهذه الأحاديث الصحيحة، فالنبي ? نص على طهارته قال ((دباغه طهوره)) وقال ? ((أيما إهاب دبغ فقد طهر)) وقال ? ((إذا دبغ الإهاب فقد طهر)) وقال ? ((يطهره الماء والقرظ)) فالأحاديث كثيرة وواضحة في أنه يطهر.
وإذا طهر الإهاب بالدباغ فإنه يستعمل في المائع وفي غيره والنبي ? توضأ من مزادة امرأة مشركة كما في حديث عمران في الصحيحين، والمشركون ذبائحهم حرام وميتة ولا تحل، ولكن لما دبغوا هذا الإهاب وجعلوه سقاءً توضأ منه النبي ?، ولو كان نجساً ما توضأ منه.
فالمقصود أن الأحاديث الكثيرة دلت على طهارته. فجلد ما يؤكل لحمه لا إشكال في طهارته وأنه طاهر ويستخدم في المائع وغيره وهذا واضح.
ولكن الخلاف في جلد ما لا يؤكل لحمه إذا دُبِغ فهل يطهر أم لا؟ كجلد الثعلب والنمر وما شابه ذلك من السباع التي لا تؤكل هل يطهر بالدباغ أم لا؟.
بعض العلماء قال يطهر أخذاً بعموم هذا الحديث ((أيما إهاب دبغ فقد طهر)) وهذا عام.
والقول الثاني: أن هذا العام مخصوص بما يؤكل لحمه وأما ما لا يؤكل لحمه فإنه لا يطهر لا بالدباغ ولا بغيره ودليل ذلك حديث سلمة بن المحبق رضي الله عنه عند النسائي، وجاء عن عائشة رضي الله عنها قال ? ((دباغه ذكاته)) فجعل الدباغ قائماً مقام الذكاة، والذي لا تطهره الذكاة وهي الأصل فمن باب أولى أنه لا يطهره الدباغ، لأن الدباغ فرع والذكاة هي الأصل والنبي ? قال ((دباغه ذكاته)) يعني أن الدباغ يطهِّر كما تطهِّر الذكاة، فالذي لا تطهره الذكاة كالحمار والكلب والخنزير والسباع والثعالب والقطط والحيات والنمور والأسود، فالدباغ من باب أولى. وهذا القول هو الراجح أن ما لا يؤكل لحمه لا يطهر جلده بالدباغ.
ومن هنا نعلم أن الذين يتخذون هذه الأشياء من جلود الحيات أو النمور أو ما شابهها يضعونها في الساعات أو النعال أن هذا لا يجوز، لأنها نجسة ولا تطهر بالدباغ.
وجلود السباع قد جاء فيها نص خاص في سنن أبي داود أن النبي ? نهى عن جلود السباع أن يركب عليها، وفي رواية نهى عن جلود النمار فجلود السباع لا يجوز أن تتخذ فرشاً يجلس عليها. ومن أسباب النهي ما فيها من التشبه بالأعاجم، فقد كانوا يضعونها على المراكب، وفيها علو وفخر ولذا نهى النبي ? عنها.
فصار النهي عن جلود السباع لثلاثة أمور: الأول: لأنها لا تطهر بالدباغ. والثاني: لما فيها من الكبر والعلو. والثالث: لما فيها من التشبه بالأعاجم.
23 - وعن ميمونة رضي الله عنها قالت: مرَّ النبي بشاة يجرونها فقال ((لو اتخذتم إهابها)) فقالوا: إنها ميتة فقال ((يطهرها الماء والقرظ)) أخرجه أبو داود والنسائي.
الشرح:
وفيه هنا مسألة مختلف فيها وهي إذا دُبغ الإهاب فهل يجوز بيعه أم لا؟ من العلماء من قال لا يجوز بيعه لأنه جزء من الميتة والنبي ? في حديث جابر في الصحيحين لما خطب يوم الفتح قال ((إن الله ورسوله حرما بيع الميتة والخنزير والخمر والأصنام)) فالله ورسوله حرما بيع الميتة وهذا جزء منها فكيف يباع وهو جزء منها.
ومنهم من أجازه وقال المراد بالميتة التي نهي عن بيعها هي تلك الميتة الخبيثة النجسة وأما هنا فقد تغير الأمر فالجلد لما طهر وجاز استعماله صار طيباً نافعاً والإسلام لا ينهى عن بيع الشيء الطاهر الطيب وإنما ينهى عن بيع الخبيث النجس، ومما يؤيد هذا أن الإنسان لو وجد ميتة فأخذ صوفها فلا إشكال في جواز بيعه، مع أنه جزء من أجزاء الميتة.
وبيع الجلد قبل الدبغ أيضاً محل خلاف، والأحوط أن لا يبيعه حتى يدبغه، ولكن لو باعه على من يدبغه فلا بأس لأنه صار شيئاً نافعاً وفي طريقه إلى التطهير كالثوب المتنجس ما دام أنه يمكن تطهيره فلا بأس في بيعه لأن هذا الذي اشتراه سيطهره وينتفع به، مثل لو أن إنساناً باع ثوباً نجساً على شخص وأخبره بنجاسته فيجوز للمشتري أن يشتريه ويغسله ويطهره.
24 - وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله إنا بأرض قوم أهل كتاب أفنأكل في آنيتهم؟ قال ((لا تأكلوا فيها إلا أن لا تجدوا غيرها فاغسلوها وكلوا فيها)) متفق عليه.
الشرح:
¥(19/72)
وهذا محمول على قوم يأكلون النجاسات يأكلون الخنزير والميتة ويشربون الخمر في هذه الأواني فالنبي ? نهى عن استعمالها وقال ((إلا أن لا تجدوا غيرها فاغسلوها وكلوا فيها)).
وجاءت أحاديث أخرى كحديث جابر رضي الله عنه أنهم استأذنوا النبي ? في بعض الغزاوات في استعمال آنية المشركين فأذن لهم في ذلك.
فالجمع بين الأحاديث أن النهي محمول على قوم يستعملون النجاسات، والإذن محمول على قوم لا يفعلون ذلك أو أنه لا يُعلم حالهم فالأصل الطهارة. فالأصل طهارة آنية المشركين إلا إذا عُلم أنهم يستخدمون فيها النجاسات من الخمر والخنزير والميتة وما شابه ذلك.
25 - وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي ? وأصحابه توضؤوا من مزادة امرأة مشركة. متفق عليه في حديث طويل.
الشرح:
تقدم الكلام على هذا الحديث في شرح الحديث رقم (20).
26 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن قدح النبي ? انكسر فاتخذ مكان الشَّعْبِ سلسلة من فضة. أخرجه البخاري.
الشرح:
وهذا مستثنى، فإذا انصدع القدح واحتاج إلى أن يجمع هذا الصدع بسلسلة من فضة جاز بشروط:
1 - أن يكون للحاجة فلا يجوز للتجميل.
2 - أن يكون من فضة فلا يجوز من ذهب.
3 - أن يكون يسيراً.
فبهذه الشروط الثلاثة يجوز استعمال الفضة في الإناء. وإذا فعل ذلك فإنه لا يحرم عليه أن يشرب من المكان الذي فيه هذه الفضة ما دام أنها صارت حلالاً جائزة فإنه لا يجب عليه أن يتحاشاها.
وبعض العلماء يرى أنه إذا وضع الفضة فإنه لا يجوز أن يشرب من المكان الذي فيه الفضة.
ولكن هذا القول لا دليل عليه فما دام أنه جاز وضع هذه الفضة فقد صارت مباحة فلا فرق أن يشرب من المكان الذي فيه الفضة أو أن يشرب من مكان آخر.
باب إزالة النجاسة وبيانها
27 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سئل رسول الله ? عن الخمر تتخذ خلاً؟ قال ((لا)). أخرجه مسلم والترمذي وقال: حسن صحيح.
الشرح:
العلماء مختلفون في الخمر هل هي نجسة أم لا؟. والأقرب أنها ليست بنجسة وليس هناك دليل واضح على النجاسة.
أما قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان) فالرجس يطلق على النجاسة الحسية ويطلق على النجاسة المعنوية، فالرجس يشمل هذا وهذا.
فالله سبحانه وتعالى حكم على الميسر والأنصاب والأزلام بأنها رجس ومعلوم أن الميسر ليس بنجس، الميسر أشياء يُلعب بها فهذه ليست نجسة نجاسة حسية ولكنها خبيثة، وكذلك الأزلام التي يتخذونها من ثلاثة أحجار يُكتب على أحدها افعل والثاني لا تفعل والثالث ليس فيه شيء، وهذه الأحجار ليست نجسة النجاسة الحسية ولكنها خبيثة.
إذاً هذا النص ليس صريحاً في النجاسة والأصل الطهارة، والله تعالى قد جمع مع الخمر الميسر والأزلام وهذه ليست بنجسة.
والذين يرون الطهارة قالوا: يؤيد هذا أن النبي ? لما نزل تحريم الخمر أقر الصحابة عندما أراقوها في الطرقات، ولو كانت نجسة ما جاز لهم أن يريقوها في طريق المسلمين فإنه لا بد أن يمروا في هذا الطريق فتتلوث أقدامهم ونعالهم بهذه النجاسة.
فالأصل عدم النجاسة ومما يؤيد هذا أيضاً أن الخمر إذا تخللت بنفسها فإنها تطهر والذين قالوا إنها نجسة لا يرون أن الشيء يطهر بالاستحالة فهذا مما يشكل عليهم فإن الخمر المسكرة إذا تخللت أي تحولت إلى خل – وهو العصير الذي فيه حموضة – وذهب عنها الإسكار فإنها تطهر، لكن لا يجوز للإنسان أن يخللها بنفسه لأن الخمر إذا وُضع عليها أشياء ذهب عنها مادة الإسكار وتحولت إلى عصير فيه حموضة.
فالنبي ? سئل عن الخمر تتخذ خلاً فقال ((لا)) رواه مسلم. فنهى النبي ? عن ذلك سدا للباب لأنها إذا خللت صارت عصيراً وليست حراماً، لكن النبي ? نهى عن ذلك سداً للباب لئلا يتذرع الإنسان بإبقاء الخمر وإذا سئل عن ذلك قال: أَجْعَلُها خلا.
والعلماء على أنها إذا تخللت بفعل الله فإنها لا تحرم، وإنما المحرم هو أن يتخذها هو خلاً. فإذاً يقولون: إن هذه الخمر التي كانت نجسة لما تخللت لم يتغير فيها شيء مجرد أنه ذهب عنها مادة الإسكار وإلا فهي بذاتها ما تحولت إلى شيء آخر، وهذا يؤيد أن الخمر ليست بنجسة. والأحوط للإنسان أن يتجنبها إذا لم يحتج لها.
¥(19/73)
وهل يجوز أن تتخذ الخمر أو هذه الأشياء التي فيها الكحول وهو مسكر هل يجوز أن تتخذ في تعقيم الجروح وما شابه ذلك؟.
الجواب: فيه خلاف والصحيح أنه لا بأس باستخدام هذه المطهرات التي فيها الكحول مع أنها تسكر، لكن لا مانع أن تستخدم في تطهير الجروح وما شابه ذلك لأنها ليست بنجسة ولم يستعملها في الشرب، والله سبحانه وتعالى يقول (فاجتنبوه) أي اجتنبوه شرباً لأن هذا هو الواقع ولدلالة الآية التي بعدها (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر) وهذا إنما يكون في الشرب، فلو احتاجها في أن يستخدمها في التطيب وما شابه ذلك فلا بأس.
28 - وعنه رضي الله عنه قال: لما كان يوم خيبر أمر رسول الله ? أبا طلحة فنادى إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس. متفق عليه.
29 - وعن عمرو بن خارجة رضي الله عنه قال: خطبنا النبي ? بمنى وهو على راحلته ولعابها يسيل على كتفي. أخرجه أحمد والترمذي وصححه.
الشرح:
الحديث الأول يدل على نجاسة لحوم الحمر الأهلية، فالحمار في حال الحياة طاهر عرقه وريقه لأنه يشق التحرز منه، والنبي ? ثبت عنه في صحيح مسلم أنه صلى على حمار وهو قادم من خيبر، فهذا يدل على أن الحمار في حال الحياة طاهر عرقه وريقه، أما بوله فهو نجس لأنه لا يشق التحرز منه.
أما ما يؤكل لحمه فإنه طاهر، بوله وريقه وعرقه كله طاهر ما عدا الدم المسفوح فإنه نجس.
وإذا مات الحمار فإنه يكون نجساً ولا يُذكى، فهو إذا مات فإنه نجس بكل حال، وكذلك البغل لأنه اختلط فيه طاهر بنجس فالبغل متولد من الخيل والحمار إذا نزا الحمار على الخيل جاء البغل.
ولا يجوز إنزاء الحمير على الخيل لأن النبي ? نهى عن ذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما: أمرنا رسول الله ? بأن لا ننزي الحُمر على الخيل، وفي رواية أخرى قال علي رضي الله لما رأى البغلة التي أهديت للنبي ? قال يا رسول الله لو حملنا الحمير على الخيل لجاءنا مثل هذه فقال النبي ? ((إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون)) رواهما أبو داود. فلا يجوز إنزاء الحمار على الخيل.
ولعل من الأسباب أن الخيل شريفة ولها قيمة فلا يجوز أن يشغل رحمها بماء الحمار فإنها لو نزا عليها خيل لجاءت بخيل وهو أفضل من البغل لأن الخيل وسيلة الجهاد والخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، فلا يجوز أن يشغل رحم هذه الفرس بماء حمار لا ينتفع به في الجهاد ولا يتوالد، لكن لو نزا عليها خيل لجاءت بخيل يستفاد منه في الجهاد.
فالمقصود أن لحوم الحمير والبغال محرمة ونجسة فالنبي ? قال ((إن الله ورسوله ينهيانكم عنها فإنها رجس من عمل الشيطان)) وليس المراد أن الشيطان هو الذي عمل أو خلق الحمير، ولكن المقصود أن الأكل من وحي الشيطان ومن تزيينه، فمن أكلها فإن هذا الأكل ما حصل إلا بوحي الشيطان وعمله ووسوسته وإيقاعه في هذا المحرم، وأما الريق فإنه طاهر حتى من الحمار.
أما بالنسبة للإبل والخيل والبقر والغنم فريقها وبولها وعرقها ولحمها طاهر ما عدا الدم المسفوح فإنه حرام.
30 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله ? يغسل المني ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب وأنا أنظر إلى أثر الغسل. متفق عليه.
31 - ولمسلم: لقد كنت أفركه من ثوب رسول الله ? فركاً فيصلي فيه.
32 - وفي لفظ له: لقد كنت أحكه يابساً بظفري من ثوبه.
الشرح:
وهذا يدل على طهارة المني وأنه ليس بنجس ولكنه مستقذر، فينبغي للإنسان إما أن يغسله إن كان رطباً أو يفركه إن كان يابساً. وقد روى الإمام أحمد في المسند أن النبي ? كان يسلته رطباً بعود الإذخر، وهذا أبلغ في الدلالة على طهارة المني، ولو كان نجساً ما كان ليسلته بعود الإذخر فيحتاج إلى غسل، وأما الغسل فهو للنزاهة لأنه مستقذر فعائشة رضي الله عنها كانت تغسله من ثوب النبي ? لأنه مستقذر، كما لو وقع على ثوب الإنسان مخاط فإنه يغسله ولا يمكن أن يخرج على الناس وفي ثوبه مخاط فهذا مما يستقذر ويستكره، أما إن كان يابساً فالأمر فيه واسع.
¥(19/74)
فالمني غليظ فإذا كان يابساً وحتَّه زال، فهذا يدل على أن المني طاهر، وهذا هو القول الصحيح وهذا هو الذي يوافق حكمة الله عز وجل، فالله سبحانه وتعالى جعل المني أصل هذا الإنسان المكرم فيبعد أن الله يخلق هذا الإنسان المكرم من مادة نجسة.
أما الذين يرون أنه نجس ويقولون إنه فضلة من الفضلات، فإن هذا لا يسلم. هذا قياس مع الفارق فالمني هو خلاصة الطعام وأما البول والغائط فهي فضلات الطعام ففرق كبير بين هذا وهذا ولا يمكن أن يقاس هذا على هذا.
وهنا فائدة أخرى وهي طهارة رطوبة فرج المرأة فالنبي كان يسلت المني من ثوبه بعود الإذخر، فهذا يدل على طهارة رطوبة فرج المرأة، وهذا أيضاً فيه خلاف بين أهل العلم، والصحيح أنها طاهرة وأن المرأة لا يجب عليها غسل ما أصابته هذه الرطوبة لأن كثيراً من النساء تبتلى بهذه الرطوبة وتكون موجودة معها دائماً فيشق عليها غسل الملابس منها.
ووجه الاستدلال أن المني يختلط بهذه الرطوبة إذا جامع الرجل امرأته، فلو كانت نجسة لنجست المني ولم يكف فيه السلت ولوجب فيه الغَسل.
33 - وعن أبي السمح رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? ((يغسل من بول الجارية ويرش من بول الغلام)) أخرجه أبو داود والنسائي وصححه الحاكم.
الشرح:
حسنه البخاري أيضاً ودلت أحاديث أُخَر على أن نجاسة بول الغلام مخففة، فقد ثبت في الصحيحين أن صبياً بال في حجر النبي e فدعا بماء فأتبعه إياه ولم يغسله غسلاً كما ذكرت ذلك أم قيس رضي الله عنها فهذا يدل على أن نجاسة بول الغلام الذي لم يأكل الطعام مخففة.
وجاء في حديث علي رضي الله عنه عند الترمذي قوله e (( بول الغلام الرضيع يُنضح)) فهذان قيدان: الأول الغلام، أي الذَكَر، والقيد الثاني الرضيع، فتكون نجاسة البول مخففة بشرطين أن يكون بول غلام، والشرط الثاني أن لا يأكل الطعام. فإذا اختل أحد الشرطين فنجاسته كالنجاسة العادية لا بد فيها من الغَسل.
والفرق بين الغَسل والنضح أو الرش أن النضح يؤخذ ماء أكثر من النجاسة فيُصَب عليها بدون دلك ولا عصر، وأما الغَسل فلا بد أن يدلك ويعصر، وهذه تسمى النجاسة المخففة.
فالنجاسة المخففة هي المذي وبول الغلام الذي لم يأكل الطعام، والنجاسة المغلظة هي نجاسة الكلب تُغسل سبع مرات، أما ما عداها فهي النجاسة المعروفة المتوسطة فالنجاسات ثلاثة أقسام.
وأما الجارية وهي الصبية الأنثى فإن بولها يُغسل ولو كانت صغيرة. واختلف العلماء في حكمة ذلك فذكروا أشياء ولكن ليس عليها دليل. فمن هذه الأشياء قولهم: إن الغلام يفرح به أبوه أو وليه فيحمله معه فيكثر بوله فيشق غسله، والأنثى لا يُفرح بها كثيراً ولا تُحمل كالذكر فلا يُشق غسل بولها.
وهذه استنباطات واجتهادات قد تكون موافقة للحكمة التي أرادها الله وقد لا تكون، فهذا الذي شرعه الله لنا فنقبله ونسلم به سواء علمنا الحكمة أم لم نعلمها.
وأما إذا كان الصبي يرضع الحليب الصناعي فإن الأقرب أنه يُغسل بوله، فالطفل الذي يرضع الحليب الصناعي هذا كالذي يأكل ليس هناك فرق بين أن يرضع حليباً صناعياً وبين أن يؤتى مثلاً بأرز ويطحن ويوضع في حلقه أو تمر يذاب ويشربه، إلا إذا كان شيئاً يسيراً تمرة أو تمرتين أذيبت في الماء فشربها أو شرب عسلاً مع الماء فهذا لا يضر، لأن العبرة بالأغلب وهذا شيء يسير فلا يضر، لكن الذي يتغذى باللبن الصناعي دائماً فإن هذا ليس هو حليب الأم فيكون كالذي يأكل الطعام.
إذاً فهذا الحكم خاص بمن يرضع من أمه أو نحوها.
34 - وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي ? قال في دم الحيض يصيب الثوب ((تحته ثم تقرصه بالماء ثم تنضحه ثم تصلي فيه)) متفق عليه.
الشرح:
هذا الحديث يدل على أن الإنسان إذا أصاب ثوبه نجاسة فالواجب عليه غسلها وإزالتها. وفي هذا الحديث قال النبي ? لمن أصاب ثوبها دم الحيض قال: ((تحته)) وهذا أسرع في التطهير لأن دم الحيض إذا يبس صار له جرم على الثوب ((تحته)) أي تزيل هذا الدم بظفرها أو بشيء قبل الماء، لأنه إذا جاءه الماء تفرق وانتشر.
¥(19/75)
وجاءت رواية في سنن أبي داود أن النبي e قال ((حكيه بضلع)) فبعضهم قال الضلع المعروف، وبعضهم قال عود. المهم أنها تحكه إما بظفرها أو بعود أو بشيء من أجل أن يذهب هذا الدم الذي قد يبس. وهذا أسرع في التطهير فإذا زال هذا الجرم فالباقي تقرصه، والقرص هو الدلك لا بد من الدلك تصب عليه الماء ثم تدلكه حتى تذهب هذه النجاسة.
وهل في هذا الحديث دليل على أن النجاسة لا تزول إلا بالماء؟. الجواب: أن هذا ليس بلازم، لا يلزم من هذا أن النجاسة لا تزول إلا بالماء.
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن النجاسة لا تزول إلا بالماء.
والقول الثاني: أنها تزول بأي مزيل. ومما يدل على القول الثاني وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يدل عليه رواية البخاري أن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت إحدانا إذا أصاب ثوبها من دم الحيض قصعته بريقها ثم صلت فيه. إذا كان فيه دم يسير تضع عليه من ريقها ثم تقصعه أي تحكه حتى يزول الدم. فهذا يدل على أن النجاسة تزول بأي مزيل والريق يكفي في هذا.
والصحابي إذا قال كنا نفعل كذا فهو محمول على أن النبي ? أقره. وهذا هو القول الصحيح وإن لم يأت دليل أن النبي ? قد علم به.
فإذا قال الصحابي: فعلنا كذا، أو إذا فُعِل شيء على عهد النبي ? فهل يلزم أن يعلم به وأن يقره أم لا؟.
فيه خلاف والصحيح أنه لا يلزم لأنه لو كان حراماً لأخبره الله به من أجل أن يغيره، كما قال جابر رضي الله عنه كما في الصحيحين كنا نعزل والقران ينزل هذا فهم الصحابة، وفي رواية قال: ولو كان شيء ينهى عنه لنهانا عنه القرآن.
والله سبحانه وتعالى كان يفضح المنافقين مع أنهم يفعلون أشياء سراً ومنهم كذا ومنهم كذا، وقال تعالى (يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم) فالله سبحانه وتعالى كان يفضح المنافقين مع أن هذه الأعمال كانت خفية وما كانت تبلغ النبي ?، ومع ذلك كان الله ينزل القرآن يفضحهم.
فالمقصود أن الأقرب أن النجاسة تزول بأي مزيل ولكن الماء أولى وأسرع في التطهير.
35 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالت خولة: يا رسول الله فإن لم يذهب الدم؟ قال ((يكفيك الماء ولا يضرك أثره)) أخرجه الترمذي وسنده ضعيف.
الشرح:
هذا فيه ابن لهيعة وهو ضعيف، ومن العلماء من يصحح أحاديثه إذا رواها عنه أحد العبادلة عبدالله بن وهب وعبدالله بن المبارك وعبدالله بن يزيد المقري، ولكن الأقرب أن أحاديثة ضعيفة مطلقاً لكنها تصلح للشواهد كما قال الإمام أحمد رحمه الله قيل له: تكتب أحاديث ابن لهيعة يعني يقصدون وأنت تضعفه. قال: أعتبر به.
والمسند فيه أحاديث كثيرة جداً من رواية ابن لهيعة. والإمام أحمد رحمه الله يكتب حديثه.
وكان ابن لهيعة قد احترقت كتبه فاختلط وهو ضعيف قبل ذلك ومدلس، فروايته فيها ضعف في الأصل، ولكن زيادة على ذلك أنها احترقت كتبه فاختلط.
فالمقصود أن روايته ضعيفة مطلقاً لكن رواية العبادلة أحسن من غيرها فهو يصلح في الشواهد.
فالحديث ضعيف من جهة السند ولكن المعنى صحيح أن الدم إذا ذهب جرمه فإنه قد يبقى شيء من لونه، فاللون قد لا يذهب إلا بصعوبة فإذا ذهب الجرم وذهبت الرائحة فبقية اللون لا تضر.
باب الوضوء
36 - عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله ? أنه قال ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء)) أخرجه مالك وأحمد والنسائي وصححه ابن خزيمة وذكره البخاري تعليقاً.
الشرح:
هذا الحديث قال المؤلف رواه النسائي والصحيح أن النسائي ما روى هذا الحديث، والحديث رواه الإمام مالك وأحمد. وبكل حال فالحديث ثابت وهو يدل على أن السواك عند الوضوء سنة وهذا مناسب فإن الإنسان عند الوضوء يطهر هذه الأعضاء وينظفها والفم ينظفه بالماء وأيضاً يحتاج إلى السواك من أجل أن يكون أبلغ في النظافة، ففي حديث عائشة رضي الله عنها عند النسائي قال ? ((السواك مطهرة للفم مرضاة للرب)) فالسواك له شأن عظيم، وفي المسند قال ? ((شُدد علي في السواك حتى ظننت أنه سيفرض علي)) وفي بعض الأحاديث ((أمرت بالسواك حتى خشيت على أسناني)) وفي رواية ((حتى كدت أن أدرد)) أي تسقط أسنانه من شدة التسويك، وكان عليه الصلاة والسلام يعتني بالسواك عناية شديدة وكانت عائشة رضي الله عنها تغسله للنبي ? ويستاك به.
¥(19/76)
فالسواك عند الوضوء مستحب، والسواك مستحب مطلقاً ولكنه يتأكد في مواطن: عند الوضوء وعند الصلاة لحديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين قال ? ((لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)) قبل الصلاة، وعند القيام من النوم كما في حديث حذيفة رضي الله عنه قال: كان رسول الله ? إذا قام من النوم يشوص فاه بالسواك. متفق عليه، كذلك عند دخول البيت لقول عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم كان النبي ? إذا دخل بيته بدأ بالسواك، وكذلك عند قراءة القران فجاء في بعض الأحاديث أن الملك يتلقف القرآن من فم القارئ فينبغي أن ينظف فمه لئلا يؤذي الملائكة.
فالمقصود أن السواك متأكد مطلقاً والنبي ? لم يأمر به خشية المشقة فإذا أراد الإنسان أن يتوضأ يستعمل السواك قبل الوضوء ثم يتوضأ.
وكان النبي ? يسوك لسانه حتى يتهوع يدخل السواك إلى آخر لسانه ويسوكه حتى يتهوع، لأن اللسان يجمع بقايا الطعام فتخرج منه الرائحة الكريهة. فينبغي للإنسان أن يعتني بالسواك على لسانه وأسنانه عناية فائقة حتى لا يبقى منه روائح كريهة تؤذي الملائكة وتؤذي المصلين.
وبعض الناس لا يهتم بهذا الأمر فتراه يأتي ورائحته كريهة لا سيما في صلاة الفجر، والنبي ? كان يشق عليه أن يوجد منه الريح وكلما كانت النفس طيبة كلما كانت تميل إلى الروائح الطيبة، فالله تعالى فطر النفوس الطيبة على الميل إلى الروائح الطيبة والنفوس الخبيثة تميل إلى الروائح الخبيثة، فترى الخبيث لا يرتاح إلا إلى الخبائث فتراه يدخن ويرتاح لرائحة الدخان والشيشة، فهذه لا تقبلها إلا نفس فيها خبث.
أما النفس الطيبة فإنها تميل إلى الروائح الطيبة، وكان النبي ? يحب الطيب كما في حديث النسائي قال ? ((حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة))، وكان يشتد عليه أن يوجد منه الريح، تقول عائشة رضي الله عنها: لبس النبي ? جبة من صوف فلما عرق وجد لها ريحاً فنزعها وكان يشق عليه أن يوجد منه الريح. رواه أبو داود. ولما احتال عليه أزواجه في العسل قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله أكلت مغافير - وهو شيء حلو كالصمغ يخرج من شجر يسمى العُرفط له رائحة كريهة - فقالت يا رسول الله أكلت مغافير قال ((لا ولكن سقتني زينب شربة من عسل)) فقالت: جرست نحله العُرفط. تعني إذا كان عسلاً فالنحل أكلت من شجر العرفط فصارت رائحته في العسل فقال النبي ?: ((شربت عسلاً عند زينب ولن أعود له)) والقصة في الصحيحين فأنزل الله فيها أول سورة التحريم.
فينبغي للمسلم أن يعتني بنظافة فمه وإبطيه وجسده وثيابه ويعتني بالطيب والسواك حتى يكون طيباً مطيباً يألفه جلساؤه والملائكة ولا يتأذى منه أحد.
مسألة: هل السواك يكون باليد اليمنى أم اليسرى؟.
الجواب: هذا محل خلاف والأقرب أنه يكون باليسرى لأنه إزالة أقذار، ولو تسوك باليمين فالأمر واسع.
بعض العلماء يقول إنه سنة فيكون باليمين، وبعضهم يقول إنه إزالة أوساخ فيكون بالشمال. والأقرب أنه بالشمال، ولا يُعرف دليل في هذا ولكن من حيث التعليل الأقرب أنه باليسار، ولكن إن شق عليه أن يسوك لسانه أو داخل أسنانه باليسار فتسوك باليمين فالأمر واسع.
37 - وعن حمران أن عثمان رضي الله عنه دعا بوضوء فغسل كفيه ثلاث مرات ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ثم اليسرى مثل ذلك ثم مسح برأسه ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ثم اليسرى مثل ذلك ثم قال: رأيت رسول الله ? توضأ نحو وضوئي هذا. متفق عليه.
الشرح:
أصح ما ورد في الوضوء حديث عثمان وحديث عبدالله بن زيد رضي الله عنهما وكلاهما في الصحيحين، فما خالف هذين الحديثين فهو شاذ مثل مسح الرأس ثلاثاً جاء في السنن، ولكنه حديث شاذ لأنه مخالف لما في الصحيحين. وفي حديث عبدالله بن زيد رضي الله عنه قال: ومسح برأسه فبدأ بمقدم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه، فقد فَصَّل وضَبَط وذَكَر المسح تماماً فما خالفه من الأحاديث فإنه لا يعول عليه.
فالمعتمد ما ثبت في الصحيحين وتلك رواية شاذة لأن الشاذ هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه وحديث عبدالله بن زيد في الصحيحين وهو أصح من الأحاديث التي فيها المسح ثلاث مرات.
¥(19/77)
ومن حيث التعليل: المسح مبناه علي التخفيف فلو مسحه ثلاث مرات فإنه يكون شبيهاً بالغسل، فإذا مسحه ثلاث مرات فإنه يبتل حتى يكون كالمغسول فالذي يظهر أن المراد بالمسح التخفيف لأنه يشق على الإنسان أن يغسل شعر رأسه، وبقاء الماء في الشعر قد يضره في أيام البرد ويشق عليه فالله عز وجل خفف ذلك وجعله مسحاً كما أن الخف يمسح مرة واحدة لأن المراد هو التخفيف.
فهذه هي صفة الوضوء يغسل كفيه ثلاث مرات ثم يتمضمض ويستنشق من كف واحدة لحديث عبدالله بن زيد رضي الله عنه نصفها يتمضمض به والنصف الثاني يستنشق به فإن تمضمض من كف واستنشق من كف أخرى فلا بأس، لكن السنة أن يتمضمض ويستنشق من كف واحدة، ولم يثبت عن النبي ? أنه توضأ بكف واستنشق بكف آخر كما ذكره ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد.
والمضمضة والاستنشاق واجبان على القول الصحيح، أما الاستنشاق ففي الصحيحين قال ? ((إذا توضأ أحدكم فليستنشق بمنخريه من الماء ثم لينتثر)) يدخل الماء في منخريه لكن لا يدخله إلى الخياشيم لأن هذا يضره فيدخل الماء في منخريه ثم ينتثر، والسنة أن يدخله باليمين ويخرجه باليسار لحديث علي عند النسائي قال: كان ? يستنشق باليمين ويستثنر بيده اليسرى.
وأما المضمضة ففي حديث لقيط بن صبرة في رواية قال? ((إذا توضأت فمضمض)) فأمره النبي ? بالمضمضة، ثم إنه عليه الصلاة والسلام داوم على المضمضة والاستنشاق ولم ينقل عنه أنه توضأ بدونهما والله تعالى أمره بالوضوء وهذا الفعل مفسر للأمر فيكون على الوجوب. والأصل في الفعل الاستحباب إلا إذا كان تفسيراً لأمر، فهذا يدل على وجوب المضمضة والاستنشاق والسنة في الجميع ثلاث غسلات وتكفي الواحدة إذا أسبغت.
وقد ثبت في صحيح البخاري أن النبي ? توضأ مرة مرة وثبت أنه توضأ مرتين مرتين وثبت أنه توضأ ثلاثاً ثلاثاً كما في حديث عثمان رضي الله عنه.
وجاء في حديث عبدالله بن زيد رضي الله عنه أنه غسل وجههه ثلاثا ويديه مرتين ورجليه مرة، فهذا يدل على أنه لا بأس أن يتوضأ مرة في جميع الأعضاء أو مرتين في جميع الأعضاء أو ثلاثاً في الجميع أو ينوع في الوضوء الواحد ثلاث مرات مرتين مرة، فالأمر في هذا واسع، لكن السنة والأفضل والأكمل أن يكون ثلاثاً يغسل وجهه ثلاثاً ويديه إلى المرفقين ثلاثاً ثم يمسح برأسه ويغسل رجليه ثلاثاً فهذا أكمل ما يكون.
ولا يجوز الزيادة على الثلاث لقول النبي ? لما توضأ ثلاثاً ((هذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد تعدى وأساء وظلم)) رواه أبو داود، وفي رواية ((فمن زاد أو نقص)) ولكنها رواية ضعيفة لأن النقص جائز كما تقدّم. والصحيح ((فمن زاد فقد تعدى وأساء وظلم)) فيحرم الزيادة على ثلاث إلا إذا كان هناك سبب، كما لو كان في قدميه أو يديه أوساخ ولم تزل بالثلاث وزاد من أجل إزالتها فلا بأس لأنه لم يزد من أجل التعبد وإنما زاد من أجل التنظيف فلا بأس بذلك.
ومن هنا نعلم أن غسل الميت أكثر من ثلاث أنه ليس على سبيل التعبد وإنما للتنظيف لأنه جاء في حديث أم عطية رضي الله عنها في غسل زينت رضي الله عنها قال عليه الصلاة والسلام ((اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً)) وفي رواية ((اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك)) متفق عليه. فهذا على حسب الحاجة فإذا كان الميت فيه أوساخ واحتيج إلى الزيادة زِيد.
ولذا قال بعض أهل العلم: إنه إذا تعذر تغسيله فإنه لا ييمم لأن الغسل هنا ليس لرفع الحدث وإنما للتنظيف والتيمم لا يحصل به التنظيف. فالمسألة فيها خلاف هل ييمَّم الميت عند عدم الماء أو عند العجز عن استعماله، كما لو كان الميت محترقاً وخيف أن يتقطع؟. والأقرب أنه لا ييمم لعدم الدليل ولأن تغسيل الميت من أجل النظافة وليس من أجل رفع الحدث.
38 - وعن علي رضي الله عنه في صفة وضوء النبي ? قال: ومسح برأسه واحدة. أخرجه أبو داود وأخرجه الترمذي والنسائي بإسناد صحيح. بل قال الترمذي: إنه أصح شيء في الباب.
39 - وعن عبدالله بن زيد بن عاصم رضي الله عنهما – في صفة الوضوء – قال: ومسح رسول الله ? برأسه فأقبل بيديه وأدبر. متفق عليه.
40 - وفي لفظ لهما: بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه.
الشرح:
¥(19/78)
الرواية الأولى فيها فأقبل بيديه وأدبر، فالواو لا تفيد الترتيب فهذه رواية مجملة والثانية مفسَّرة، فالمعول على الثانية بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه، فهذه الرواية مفسَّرة فهي التي يُعَوَّل عليها ويُعمل بها.
ولكن لو مسح بأي طريقة فلا حرج ولو بيد واحدة أو من الخلف إلى الأمام فإنه يجزئ، ولكن السنة أن يبدأ من الإمام إلى الخلف ثم يرجع.
ومَسْحُ بعض الرأس لا يكفي فلا بد من مسح الرأس كاملاً والباء في قوله تعالى (وامسحوا برؤوسكم) الصحيح أنها للملاصقة وليست للتبعيض، والنبي ? فسَّر القرآن بفعله فمسح جميع الرأس، إلا إذا كان على رأسه عمامة فإنه يمسح أول الرأس مع العمامة فهذا سنة كما جاء في الأحاديث الصحيحة، أما إذا لم يكن عليه عمامة فلا بد أن يمسح الرأس كله.
41 - وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما – في صفة الوضوء – قال: ثم مسح برأسه وأدخل إصبعيه السباحتين في أذنيه ومسح بإبهاميه ظاهر أذنيه. أخرجه أبو داود والنسائي وصححه ابن خزيمة.
الشرح:
وهذه زيادة على حديث عثمان وحديث عبدالله بن زيد وهي زيادة مقبولة والأذنان من الرأس. وهذا الحديث يدل على أنه إذا مسح رأسه مسح أذنيه يدخل السبابتين في الصماخ ثم يمسح ظاهر أذنيه بإبهاميه ولو مسحهما بأي طريقة أجزأ، ولكن هذا هو الأفضل والسنة وهو الأيسر أيضاً.
42 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? ((إذا استيقظ أحدكم من نومه فليستنثر ثلاثاً فإن الشيطان يبيت على خيشومه)) متفق عليه.
الشرح:
الاستنثار مرة واجب، ولكن عند القيام من النوم تتأكد الثلاث مع الوضوء كما في الرواية الأخرى عند البخاري ((إذا استيقظ أحدكم من نومه فتوضأ فليستنثر ثلاثاً ... الحديث)). وبيَّن الرسول ? العلة وهي أن الشيطان يبيت على خيشومه وفي رواية على خياشيمه وهذا من حكمة الله أن يجعل الشيطان يلابس الإنسان ويقترب منه ويجري منه مجرى الدم من أجل الابتلاء والامتحان والله سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة، لكنه جل وعلا أعطى العباد سلاحاً يحاربون به الشيطان، فشرع الاستعاذة من الشيطان وشرع في حل عقد الشيطان الذكر ثم الوضوء ثم الصلاة، وقد قال تعالى (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون) فإذا استعان العبد بالله عز وجل وفعل ما شرعه له فإن الشيطان يندحر ولا يكون له عليه سلطان.
43 - وعنه رضي الله عنه ((إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده)) متفق عليه. وهذا لفظ مسلم.
الشرح:
وهذا يدل على وجوب غسل اليدين ثلاثاً قبل إدخالها الإناء، وهذا خاص بنوم الليل كما في رواية الترمذي ((إذا قام أحدكم من نوم الليل)) وأيضاً في هذا الحديث قال ((فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده)) والبيتوتة إنما تكون في نوم الليل. أما نوم النهار فإنه غالباً لا يطول والحديث خاص بنوم الليل فإذا استيقظ فإنه لا يجوز له أن يدخل يده في الإناء مباشرة، ولكن يصب على يديه ثم يغسلهما ثلاثاُ، كذلك إذا كان يتوضأ من الصنابير فإنه لا يبدأ بالمضمضة مباشرة وإنما يغسل يديه ثلاثا ثم يبدأ في الوضوء فغسل اليدين في الوضوء الأصل أنه مستحب إلا في قيام الليل فإنه يكون واجباً ثلاث مرات. وهذا عند مسلم، أما البخاري فليس فيه ذكر الثلاث، وقيل في حكمة ذلك: إن اليد قد تلامس نجاسة وقد يتعرض لها الشيطان وما شابه ذلك، وقيل: إن العلة تعبدية لأنه إذا غمس يده في الماء فإن الماء لا ينجس لعدم وجود النجاسة والماء لا ينجس إلا بنجاسة واضحة فلا يحكم بنجاسته إلا إذا تعير لونه أو طعمه أو ريحه بنجاسة، وهذا الماء لا يُرى فيه نجاسة، ولذلك قالوا: إن العلة تعبدية.
وسواءً عُرفت الحكمة أم لم تُعرف فيقال: لا تغمس يديك ولا تبدأ في الوضوء حتى تغسلهما ثلاثاً كما أمر النبي ?.
44 - وعن لقيط بن صبرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? ((أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً)) أخرجه الأربعة وصححه ابن خزيمة.
45 - ولأبي داود في رواية ((إذا توضأت فمضمض)).
الشرح:
¥(19/79)
وهذا يدل على أن تخليل الأصابع والمبالغة في الاستنشاق من سنن الوضوء، وهذا يعم تخليل أصابع اليدين والرجلين لأن هذه أعضاء قد ينبو عنها الماء لا سيما إذا كان الماء قليلاً فيخللها ويتعاهدها، وفي المسند أن النبي ? كان يتعاهد المأقين وهو طرف العين الذي يلي الأنف، فهذا قد ينبو عنه الماء.
وكذلك في الغُسل يتعاهد السرة وما بين الإليتين ومصافط البطن وما شابه ذلك من الأجزاء التي قد ينبو عنها الماء ليتأكد أنه أوصل الماء إلى جميع الأعضاء، لأنه إذا بقي من الأعضاء شيء لم يصله الماء فالطهارة لا تصح ومن ثم لا تصح الصلاة. والنبي ? أمر الذي رأى في قدمه لمعة كالظفر لم يصبها الماء قال ((ارجع فأحسن وضوءك)) والحديث رواه مسلم، وفي رواية عند أبي داود فأمره أن يعيد الوضوء والصلاة لأنه صلى بوضوء غير صحيح فأمره أن يعيد الوضوء وأن يعيد الصلاة.
وقوله ((إلا أن تكون صائماً)) هذا يستفاد منه أن الصائم يفطر بما يدخل من أنفه، فقطرة الأنف والسعوط الذي يكون مع الأنف وما شابه ذلك يُفَطِّر، فالأنف منفذ يفطر الصائم بخلاف الأذن والعين فإنهما ليستا بمنفذ، فلو قطَّر في عينه أو أذنه لم يفطر ولو وجد طعمه في حلقه بخلاف الأنف، لأن النبي e جعله منفذاً حيث قال ((وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً)).
لكن لو أن الصائم بالغ في الاستنشاق ودخل الماء فإنه لا يفطر لأنه لم يتعمد الفطر ولكنه آثم، وكذلك المضمضة.
46 - وعن عثمان رضي الله عنه أن النبي e كان يخلل لحيته في الوضوء. أخرجه الترمذي. وصححه ابن خزيمة.
الشرح:
وهذه الأحاديث قال بعض العلماء: إنها ضعيفة، فلا يُسن تخليل اللحية. وبعضهم ذهب إلى أنها بمجموعها تكون حسنة كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله في تهذيب السنن وبيَّن أن هذه الأحاديث منها ما هو حسن وأنها إذا اجتمعت فإنه تتقوى بلا شك، فتكون دالة على مشروعية تخليل اللحية.
فإذا كانت اللحية خفيفة تشف البشرة فإنه لا بد من إيصال الماء إلى البشرة لأن البشرة إذا كانت تُرى فهي في حكم الظاهر، فلا بد فيها من الغَسل. وأما إذا كانت اللحية كثيفة والبشرة لا تُرى فإنه يكفي التخليل.
والتخليل يكون بأي طريقة إما أن يدخل الماء تحت الحنك كما جاء في حديث أنس عند أبي داود أو يبلل يده ويدخلها في الشعر، المهم أن يخللها بأي طريقة. وهذا التخليل سنة على الصحيح لعدم ذكره في حديث عثمان وعبدالله بن زيد رضي الله عنهما.
47 - وعن عبدالله بن زيد رضي الله عنه قال: إن النبي e أُتي بثلثي مد فجعل يدلك ذراعيه. أخرجه أحمد وصححه ابن خزيمة.
الشرح:
وهذا فيه استحباب تقليل الماء كما في حديث أنس في الصحيحين كان النبي e يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد، والمد هو ملء الكفين المعتدلتين، فلا ينبغي للإنسان أن يكثر من صب الماء ولو كان الماء كثيراً، فالسنة أن يقتصد في صب الماء لئلا يصل إلى الوسواس والإسراف.
ولا يقال: إن السنة أن لا يتوضأ بالصنابير وإنما يأخذ ماء بقدر المد أو قريباً منه ثم يتوضأ من الإناء، فهذا فيه تكلف وتنطع فيتوضأ من الصنابير ما دام أن الله يسرها ومنَّ بها فهي أيسر للإنسان، ولكن يقال: حتى لو توضأ من الصنابير فإنه لا يبالغ في صب الماء، وإنما يقتصد على قدر الحاجة.
وأما دلك الأعضاء فليس بواجب إلا إذا كان هناك سبب، كما لو كان في الشتاء والماء بارد وخشي أن ينبو الماء عن بعض الأماكن فإنه يدلك من أجل أن يتيقن وصول الماء إلى الأعضاء، كما قال عليه الصلاة والسلام ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات إسباغ الوضوء على المكاره)) الحديث رواه مسلم.
فورد في هذا الحديث أن النبي e دلك، وجاءت أحاديث أخرى بدون ذكر الدلك فيكون الدلك من باب الكمال، إلا إذا كان هناك سبب كالأوساخ والطين ونحو ذلك فلا بد من الدلك حتى تزول ويصل الماء إلى البشرة. وأما ما عدا ذلك فالدلك سنة وليس بواجب، فالواجب إيصال الماء إلى البشرة إلا إذا رأى بقعاً فلا بد من غسلها.
48 - وعنه رضي الله عنه أنه رأى النبي e يأخذ لأذنيه ماء غير الماء الذي أخذه لرأسه. أخرجه البيهقي، وهو عند مسلم من هذا الوجه بلفظ: ومسح برأسه بماء غير فضل يديه، وهو المحفوظ.
الشرح:
¥(19/80)
المحفوظ أنه لا يأخذ ماءً جديداً لأذنيه ((ومسح برأسه بماء غير فضل يديه)) أي إذا غسل يديه وبقي فيهما ماء فهذا الماء لا يمسح به رأسه، وإنما يأخذ ماءً جديداً لمسح الرأس هذا هو المحفوظ وهو الذي رواه مسلم.
فلا حاجة أن يأخذ ماء جديداً للأذنين لأن الأذنين من الرأس كما جاء من حديث أبي إمامة وغيره، وهذه الأحاديث لها طرق كثيرة تتقوى بها يقول e (( الأذنان من الرأس)) فالأذنان مع الرأس عضو واحد فلا يحتاج إلى تجديد الماء.
49 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله e يقول ((إن أمتي يأتون يوم القيامة غراً محجلين من أثر الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل)) متفق عليه، واللفظ لمسلم.
الشرح:
ابن حجر رحمه الله في فتح الباري بيَّن أن الزيادة من قول أبي هريرة رضي الله عنه، فقوله: فمن استطاع إلى آخره. هذه مدرجة من قول أبي هريرة رضي الله عنه وليست من قول النبي e ، والدليل على ذلك أن الراوي عن أبي هريرة وهو نعيم المجمر قال: لا أدري هل هي من قول النبي e أو من قول أبي هريرة. والأمر الثاني الدال على الإدراج أنه روى هذا الحديث عن النبي e عشرة من الصحابة ولم يذكروا هذه الزيادة فهذا يرجح أنها مدرجة.
ومما يدل على ذلك أيضاً أن الغرة لا يمكن أن تطال ((فمن استطاع منكم أن يطيل غرته)) الغرة هي بياض الوجه فكيف يطيل غرته؟! إذا أراد أن يطيل غرته فلا بد أن يغسل مقدم الرأس أو يغسل الرقبة.
وعلى هذا فإنه لا يسن أن يزيد في غسل القدمين، لأنه قد جاء في بعض الروايات ((من استطاع أن يطيل غرته وتحجيله)) فلا يشرع أن يزيد في غسل القدم إلى نصف الساق أو إلى الركبة، فهذا من الغلو بل يغسل حتى يشرع في الساق ليتيقن من غسل الكعبين كما فعل النبي e ، فإن أبا هريرة رضي الله عنه قال: توضأ النبي e فغسل وجهه فأسبغ الوضوء ثم غسل يديه حتى أشرع في العضد ثم غسل رجليه حتى أشرع في الساق. ولم يقل: غسل العضد وإنما قال: حتى أشرع في العضد. ومعنى أشرع فيه أي بدأ فيه أي غسل بداية العضد، وقوله: أشرع في الساق أي غسل بداية الساق.
أما أن يزيد كما كان يفعل أبو هريرة رضي الله عنه كان يمد حتى يصل إلى إبطيه فقال له عبدالله بن إبراهيم بن قارظ: ما هذا الوضوء يا أبا هريرة؟ فقال: يا بني فروخ أنتم هاهنا لو علمت أنكم هاهنا ما توضأت هذا الوضوء سمعت خليلي e يقول ((إن الحلية تبلغ من المؤمن حيث يبلغ الوَضوء)) رواه مسلم. فهل هذا دليل على الزيادة في غسل الأعضاء كما فهم أبو هريرة؟.
الجواب: لا، لأن هذا الحديث معناه: إن الحلية تبلغ من المؤمن حيث يبلغ الوضوء الشرعي الذي توضأه النبي e ، والله سبحانه وتعالى يقول (وأرجلكم إلى الكعبين) حدده الله سبحانه إلى الكعبين فالزيادة فيها إسراف وغلو، والنبي e قال ((فمن زاد فقد تعدى وأساء وظلم)) وهذا يشمل الزيادة في العدد والزيادة في الموضع.
فالمقصود أن الأدلة تدل على أنه لا يجوز الزيادة على ما فعله النبي e ، فلا يغسل العضدين ولا يغسل الساقين وإنما يقتصر على الوضوء الذي فعله النبي e .
50- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي e يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله. متفق عليه.
الشرح:
وهذا عام، فكل ما كان مستحسناً فإنه يكون باليمين، فإذا دخل المسجد باليمين وإذا خرج بالشمال، إذا لبس النعل باليمين وإذا خلع بالشمال، يناول باليمين، يسلم باليمين، يستلم الحجر الأسود والركن اليماني باليمين، إذا لبس قميصاً يبدأ باليمين، إذا لبس السراويل يبدأ باليمين، وهكذا في جميع أحواله كل ما كان مستحسناً يكون باليمين.
وأما ما كان خلاف ذلك فإنه يكون بالشمال، كالاستنجاء والاستجمار والسواك والاستنثار ودخول الخلاء وخلع النعال، والخروج من المسجد.
فاليمين لما كان مستحسنا والشمال لما سوى ذلك تقول عائشة رضي الله عنها: كانت يد رسول الله e اليمنى لطهوره وطعامه وشرابه وثيابه، وكانت شماله لخلائه وما كان من أذى. رواه أبو داود. فهذا يدل على أن اليمين للأشياء المستحسنة والشمال للأشياء المستقذرة.
51 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e (( إذا توضأتم فابدؤوا بميامنكم)) أخرجه الأربعة وصححه ابن خزيمة.
الشرح:
¥(19/81)
المشهور عند جمهور أهل العلم أن البداءة باليمين سنة وأنه لو غسل اليد الشمال ثم اليمين فوضوؤه صحيح لكنه خالف السنة.
وفيه قول لبعض أهل العلم أن البدء باليمين واجب لهذا الحديث، فالنبي e قال ((إذا توضأتم فابدؤوا بميامنكم)) وكان عليه الصلاة والسلام يبدأ باليمين ففعله وقوله يدل على وجوب البدء باليمين.
والمسألة محتملة، والأحوط لمن بدأ بالشمال أن يعيد فهذا الحديث ظاهره الوجوب.
52 - وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي e توضأ فمسح بناصيته وعلى العمامة والخفين. أخرجه مسلم.
الشرح:
هذا يدل على جواز المسح على العمامة، وبعض العلماء يشترط أن تكون محنكة وهي التي تدار تحت الحنك لأنه يشق نزعها.
ولكن هذا الشرط لا دليل عليه، والعرب كانوا يلبسون المحنكة وغير المحنكة، والحديث عام.
وقد تكون العلة ليست هي مشقة النزع، فقد يسهل نزعها ولكن قد تنفل إذا نزعها فيحصل بذلك مشقة، أو يكون الرأس قد عرق فإذا مسحه فقد يتضرر لا سيما في الشتاء. فمن لبس العمامة فلا بأس أن يمسح عليها، فإذا كانت الناصية بادية مسحها ومسح على العمامة، وإذا كان الرأس كله مغطى فإنه يمسح على العمامة ويكفي ولا يحتاج إلى أن يزيلها.
وكذلك المرأة يجوز لها أن تمسح على خمارها إذا شدته على رأسها لما يروى عن أم سلمة رضي الله عنها أنها كانت تمسح على الخمار، كذلك إذا كانت المرأة قد شدت حلياً على رأسها، فبعض النساء قد تلبس ما يسمى بالهامة وهو الحلي الذي يُلبس على الرأس فلا بأس أن تمسح على هذا الحلي.
وكذلك إذا وضعت الحناء على رأسها فإنها تمسح عليه. فالمسح على الخمار يجوز قياساً على العمامة وقد فعلته أم سلمة رضي الله عنها.
كذلك لو لبس القبع الذي يكون على الرأس ويكون تحت الحنك فإنه يمسح عليه قياساً على العمامة.
وهل يشترط للعمامة أن تُلبس على طهارة وأن يُمسح عليها يوماً وليلة كالخفين؟.
ذهب إلى هذا بعض أهل العلم ولكن هذا القول لا دليل عليه، وقياسه على الخفين قياس مع الفارق، فلبس العمامة يختلف عن لبس الخفين، فالرأس عضو ممسوح بخلاف القدمين فهما عضو مغسول، وجرت العادة أن الإنسان يخلع العمامة كثيراً كلما دخل أو جلس خلع العمامة ثم يلبسها فيبعد أن يلبس الإنسان العمامة يوماً وليلة لا يخلعها بخلاف الخف فإنه يجلس فيه وكذلك الجوارب، فالجوارب يمكن أن يبقى المقيم لابساً لها يوماً وليلة، والمسافر ثلاثة أيام بلياليهن، لأن الخف أو الجوارب يسهل أن تبقى على القدم يوماً وليلة أو أكثر، لكن العمامة يبعد أن الإنسان ينام ويجلس وقتاً طويلاً والعمامة عليه فهذا الشرط فيه مشقة والمقصود من هذا هو الرخصة والتيسير والعبادات الأصل فيها عدم القياس.
فالصحيح أن العمامة يُمسح عليها ولا يحتاج إلى أن يلبسها على طهارة ولا يقال إنه يمسح عليها يوماً وليلة وإنما يمسح عليها مطلقاً لأن الأحاديث جاءت مطلقة.
53 - وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما في صفة حج النبي e – قال e (( ابدؤوا بما بدأ الله به)). أخرجه النسائي هكذا بلفظ الأمر وهو عند مسلم بلفظ الخبر.
الشرح:
لفظ مسلم ((أبدأ بما بدأ الله به)) لأن الله تعالى بدأ بالصفا قال تعالى (إن الصفا والمروة من شعائر الله) وهذه هي القاعدة أن الله سبحانه وتعالى لا يقدم شيئا في القرآن إلا لفضله والعناية به. ولذلك فإن المهاجرين أفضل من الأنصار لأن الله تعالى بدأ بهم (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة) فالله تعالى بدأ بالمهاجرين فهذا يدل على أنهم أفضل فالمقصود أن ما بدأ الله به يُبدأ به.
كذلك في التيمم قال تعالى (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم) فالواو لا تفيد الترتيب ولكن البدء بما بدأ الله به هو الأولى كما أمر به النبي e وفعل ذلك بدأ بالصفا وأخبر أنه يبدأ بما بدأ الله به كذلك التيمم، فالله سبحانه بدأ بالوجه (فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم).
فالقول الصحيح في التيمم أنه يجب الترتيب والمسألة خلافية بين أهل العلم لكن الصحيح أنه يجب الترتيب لظاهر القرآن ولرواية البخاري: مسح وجهه ثم يديه، وثم تفيد الترتيب.
54 - وعنه رضي الله قال: كان النبي e إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه. أخرجه الدار قطني بإسناد ضعيف.
الشرح:
¥(19/82)
هذا الحديث فيه رجل متروك، ويغني عنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه غسل يديه حتى أشرع في العضد، فهذا دليل على أنه لا بد أن يغسل المرفق.
وهنا سؤال: هل المرفق داخل لأن الله تعالى يقول (وأيديكم إلى المرافق) والمعروف أن ما بعد (إلى) لا يدخل كما في قوله تعالى (ثم أتموا الصيام إلى الليل) فالغاية التي بعد (إلى) لا تدخل إلا بدليل. ولكن الدليل دل هنا على أن المرفق داخل وكذلك الكعبان داخلان في غسل القدم قال تعالى (وأرجلكم إلى الكعبين) فالأصل أن ما بعد (إلى) لا يدخل، ولكن دلت السنة الصحيحة على أنه داخل، فأبو هريرة رضي الله عنه غسل يديه حتى أشرع في العضد وغسل رجليه حتى أشرع في الساق، وقال رضي الله عنه: هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ. رواه مسلم.
55 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e (( لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)) أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه بإسناد ضعيف.
56 - وللترمذي عن سعيد بن زيد وأبي سعيد رضي الله عنهما نحوه. قال أحمد: لا يثبت فيه شيء.
الشرح:
أحاديث التسمية كثيرة قرابة عشرة أحاديث أو أكثر، لكنها كلها معلولة. قال الإمام أحمد: لا يصح في هذا الباب شيء.
ولو صح هذا الحديث لكانت التسمية شرطاً وأن الذي لا يسمي وضوؤه باطل فيجب عليه أن يعيد الوضوء ويعيد الصلاة، فلو صح هذا الحديث لكانت التسمية شرطاً لا يصح الوضوء إلا بها ولا تصح الصلاة إلا بوضوء، ومن ترك التسمية لا يصح وضوؤه ومن ثم لا تصح صلاته.
ولكن هذه الأحاديث فيها ضعف، وأيضا فالأحاديث الصحيحة كحديث عثمان وحديث علي وحديث عبدالله بن زيد رضي الله عنهم التي تقدمت تدل على عدم اشتراط التسمية لأن الذين ذكروا وضوء النبي e لم يذكروا التسمية، فعثمان دعا بوضوء فبدأ فغسل كفيه ولو كان النبي e يسمي عند الوضوء لنقله هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم الذين اعتنوا بوضوء النبي e وضبطوه ونقلوه، فهذا مما يؤيد ضعف هذه الأحاديث وأنها لا تصح.
وبعض أهل العلم قال: إنها تتقوى بمجموعها. قال ابن حجر: إن مجموعها يحدث قوة.
وهذه القوة التي يحدثها المجموع يضعفها عدم ذكر التسمية في الأحاديث الصحيحة الثابتة، ولذلك فالذين قالوا: إن التسمية واجبة لم يأخذوا بظاهر هذا الحديث، وهذا يدل على أن الحديث فيه ضعف حتى عندهم لأنه لو صحت هذه الأحاديث لصارت التسمية شرطاً، والشرط أقوى من الواجب فالواجب يصح العمل بتركه مع الإثم وأما الشرط فإنه لا يصح، فظاهر الحديث - لو صح - أنها شرط ((لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)) فيبعد أن أمراً بهذه الأهمية وهذه المثابة ويتوقف عليه صحة الوضوء ثم لا يذكره الذين نقلوا وضوء النبي e وهم نقلوا ما هو دون ذلك، نقلوا السنن كتخليل الأصابع وتخليل اللحية وتعاهد المأقين وما شابه ذلك من الأمور الدقيقة فلو كان هذا واجباً لنقلوه فإنه أعظم.
والأولى للإنسان أن يسمِّي احتياطاً، لكن من نسي التسمية أو تركها تساهلاً فإننا لا نحكم ببطلان وضوئه ولكن يقال سمِّ احتياطاً.
ومنهم من قال: إن التسمية تثبت بدليل آخر وهو ما رواه النسائي أن النبي e قال ((توضؤوا باسم الله)) لما نبع الماء من بين أصابعه الشريفة عليه الصلاة والسلام فقالوا: إن هذا يدل على مشروعية التسمية وأنها سنة.
لكن هذا لا دلالة فيه كما ذكره ابن حجر رحمه الله لأنه e قال ((توضؤوا باسم الله)) ولم يقل توضؤوا واذكروا اسم الله، بل قال ((توضؤوا باسم الله)) فهو الذي سمى e ليتوضؤوا، كما قال e في حديث بريدة رضي الله عنه في صحيح مسلم ((اعزوا باسم الله)) فلا يجب على من أراد الغزو أن يقول باسم الله عند الغزو، وقوله ((اغزوا باسم الله)) أي على بركة الله كأنه قال هنا توضؤوا على بركة الله.
57 - وعن طلحة بن مصرف عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله e يفصل بين المضمضة والاستنشاق. أخرجه أبو داود بإسناد ضعيف.
الشرح:
قال ابن القيم رحمه الله: إنه لا يصح في الفصل شيء، وإنما السنة أن يجمع بين المضمضة والاستنشاق إن تيسر، وإن شق عليه فالأمر واسع.
58 - وعن علي رضي الله عنه – في صفة الوضوء – ثم تمضمض e واستنثر ثلاثاً يمضمض ويستنثر من الكف الذي يأخذ منه الماء. أخرجه أبو داود والنسائي.
¥(19/83)
59 - وعن عبدالله بن زيد رضي الله عنه – في صفة الوضوء – ثم أدخل e يده فمضمض واستنشق من كف واحد يفعل ذلك ثلاثاً. متفق عليه.
الشرح:
هذا يدل على أن السنة أن يجمع بين المضمضة والاستنشاق من كف واحد بعضه يتمضمض به وبعضه يستنشق منه، فإن شق عليه فالأمر واسع.
60 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: رأى النبي e رجلاً في قدمه مثل الظفر لم يصبه الماء. فقال ((ارجع فأحسن وضوءك)) أخرجه أبو داود والنسائي.
الشرح:
هذا الحديث رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه، وهو يدل على أن الوضوء لا يصح إذا ترك شيئاً من الأعضاء بدون غسل وطال الفصل عرفاً.
وبعض العلماء يحدد طول الفصل بنشاف الأعضاء، وبعضهم يحدده بالعرف لأن نشاف الأعضاء لا ينضبط. والأقرب أنه يُرجع فيه إلى العرف فإذا طال الفصل فإنه يعيد الوضوء من أوله وإذا لم يطل الفصل ووجد بقعة وهو يتوضأ، كما لو مسح رأسه ثم وجد بقعة في يده اليمنى فإنه يغسل هذه البقعة ثم يكمل، ولا يلزمه أن يعيد المضمضة وغسل الوجه. وهذا إذا علم في أثناء الوضوء أو بعده بقليل.
أما إذا طال الفصل فإنه يعيد الوضوء، وإذا صلى فإنه يعيد تلك الصلاة أو تلك الصلوات التي صلاها بهذا الوضوء لأن صلاته لم تنعقد فلا تصح، ولأنه جاء في رواية عند أبي داود قال أحمد بسند جيد: فأمره أن النبي e أن يعيد الوضوء والصلاة، فإن قيل: ألم يقل الله تبارك وتعالى (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) وهذا قد أخطأ. فنقول: بلى إن الله عفى عنه ورفع عنه الإثم لأنه لولا الخطأ لأثم فالله رفع عنه الإثم، لكن الواجب دَين في ذمته فلا بد أن يأتي به.
61 - وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله ? يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد. متفق عليه.
الشرح:
هذا هو السنة، أن لا يكثر الإنسان من صب الماء ولو كان الماء متوفراً. وجاءت أحاديث في هذا ولكنها ضعيفة منها حديث ((إن للوضوء شيطاناً يقال له الولهان فاتقوا وسواس الماء))، وفي الحديث الآخر ((لا تسرف ولو كنت على نهر جار)) فهذه أحاديث ضعيفة، ولكن هذا هو سنة النبي ? عدم الإكثار من صب الماء. وقال بعض السلف: من فقه الرجل عدم ولعه بالماء.
مسألة: ما هو مقدار الصاع؟
الجواب: الصاع أربعة أمداد والمد ملء الكفين المعتدلتين، والنبي ? كان يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد، فهذا يدل على أنه لم يكن يكثر من صب الماء يحثو عند الغُسل على رأسه ثلاث حثيات بعد الوضوء ثم يغسل جسده، ولكن لا بد أن يسيل الماء على الأعضاء لأن مجرد المسح بدون سيلان الماء لا يجزئ، لأن هذا مسح والواجب هو الغَسل في الوضوء وفي الغُسل، فلا بد أن يصب الماء على العضو بحيث إن الماء يسيل عليه، أما لو بلل يده ومسحها مسحاً فإن هذا لا يجزئ لأن هذا مسح والواجب هو الغَسل.
62 - وعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? ((ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة)) أخرجه مسلم والترمذي وزاد ((اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)).
الشرح:
فيه زيادة لم يثبتها المؤلف وهي موجودة في أصل الحديث في صحيح مسلم ((إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء))، وهذا يدل على فضل الوضوء وجاءت أحاديث كثيرة في فضله وأن الخطايا تخرج من الإنسان إذا توضأ كما في حديث أبي هريرة وحديث عمرو بن عبسة رضي الله عنهما وكلها في صحيح مسلم ((إن العبد إذا توضأ وغسل وجهه خرجت خطاياه من وجهه حتى تخرج من أشفار عينيه وإذا غسل يديه خرجت كل خطيئة بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء وفي رواية حتى تخرج من أطراف أظفاره وإذا مسح رأسه خرجت خطاياه من رأسه حتى تخرج من أطراف شعره وإذا غسل رجليه خرج من رجليه كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقياً من الذنوب)) وهذا التكفير يكون في الصغائر وأما الكبائر فلا بد من التوبة وليس المعنى أن هذا لا يكفر الكبائر لا، وإنما المراد أن هذه الأعمال من الوضوء والصلاة والصيام والجمعة وما شابه ذلك من أعمال تكفر الصغائر ولا ينقص ثوابها.
¥(19/84)
وأما الكبائر فإنها تكون معها مقاصة، فإذا لم يتب وقد عمل كبيرة فإنها تكون مقاصة. فالوضوء والصلاة والصيام تُذْهب عنه الكبائر ويذهب ما يقابلها من حسناته قال تعالى (والوزن يومئذ الحق) فالحسنات توضع في كفه والسيئات في كفه فإذا رجحت الحسنات فاز، ويذهب من الحسنات ما يقابلها من السيئات، فمثلاً إنسان عنده ألف حسنة ومائة سيئة فهذا لا يُعذب لأن حسناته أكثر ويذهب من حسناته مقابل ما عليه من السيئات هذا بالنسبة للكبائر ودليل ذلك حديث أبي هريرة في صحيح مسلم قال ? ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما لم تغش الكبائر)) وفي رواية ((إذا اجتنب الكبائر)) فهذا شرط، لا بد أن يجتنب الكبائر من أجل أن تُكفر عنه الصغائر، وإذا اجتنب الكبائر فإنه لا يكون عنده كبائر فتكون هذه الأعمال لا تواجه إلا الصغائر فتكفرها، أما الكبائر إذا حصلت فإنها لا تُكَفَّرُ عنه الصغائر، وهذا ظاهر القرآن والسنة الصحيحة قال تعالى (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً) فالله سبحانه شرط تكفير السيئات باجتناب الكبائر فالذي يُقارف الكبائر يُحْرَم من تكفير الصغائر، فالكبائر تبقى عليه والصغائر لا تُكفر عنه، وهذا من شؤم المعاصي.
واختلف العلماء في الحج هل يكفر الصغائر والكبائر أم أنه كالصلاة؟.
وجمهور العلماء أنه كالصلاة لأن الصلاة أعظم، فهي الركن الثاني والحج الركن الخامس، ومع ذلك اشترط النبي ? ترك الكبائر.
ومن نظر إلى ظاهر النصوص قال إن الحج يكفر كل شيء لقوله ? ((من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه)) فالنص صريح في تكفير الجميع، وفي صحيح مسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه قال ? ((أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله)) فالنبي ? قرن بين الحج والإسلام والهجرة، وهذه تكفر كل شيء. فظاهر النصوص أن الحج يكفِّر كل شيء.
ومنهم من جمع بين هذا وهذا وتوسط وقال: إن الحج المبرور هو الحج الذي لا يخالطه إثم ويكون خالصاً لله وهذا يتضمن التوبة، والواقع يؤيد هذا الجمع فإن الإنسان إذا حج حجة خالصة واجتنب الآثام والمعاصي في هذه الحجة وعمل لله جل وعلا فإن الغالب أن حاله يصلح ويستقيم، ولكن هذا قد لا يكون لازماً.
فالمقصود أن ظاهر الحديث أن الحج يكفِّر كل شيء حتى الكبائر، فمن حج خالصاً لوجه الله وأتى به كما شرعه الله واجتنب المعاصي وصار حجه مبروراً فإنه يرجى أن يُكَفَّر عنه كل شيء حتى الكبائر.
ولكن من قال: سأعمل الكبائر ثم أحج من أجل أن تُكَفَّر فهذا متلاعب والله تعالى لا يقبله منه، فظاهر النصوص يؤيد أنه يكفر عنه كل شيء حتى الكبائر.
باب المسح على الخفين
63 - عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: كنت مع النبي ? فتوضأ فأهويت لأنزع خفيه فقال ((دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين)) فمسح عليهما. متفق عليه.
64 - وللأربعة عنه إلا النسائي: أن النبي ? مسح أعلى الخف وأسفله. وفي إسناده ضعف.
الشرح:
الحديث الثاني ضعيف والصحيح أنه يمسح أعلى الخف كما في حديث علي رضي الله عنه قال: لو كان الدين بالرأي لكان مسح أسفل الخف أولى من أعلاه وقد رأيت رسول الله ? يمسح أعلى خفيه.
وهذا يدل على أن المسح يكون على أعلى الخف ولا بد أن يلبس الخف على طهارة، ولذا قال بعض أهل العلم: إنه لو غسل رجله اليمين ثم لبس الخف ثم غسل رجله اليسار ثم لبس الثاني فإنه هنا لا يمسح، لأنه لبس الخف الأول على غير طهارة كاملة، فلا بد أن يخلع ثم يلبس ولا يحتاج أن يتوضأ لأنه وضوءه صحيح، لكنه قد لبس الأول في القدم اليمنى على غير طهارة كاملة، فعندما لبس اليمين لم تكن طهارته قد تمت فهو على غير طهارة، ومعلوم أن من غسل أعضاءه ووصل إلى غسل القدم اليمنى فإنه إلى الآن ما ارتفع حدثه ولا يكون طاهراً فلا تتم طهارته إلا بعد أن يغسل القدم اليسرى، فإذا لبس الخف في اليمنى فإنه هنا لا يصدق عليه أنه أدخله طاهراً، فلا بد أن يخلع اليمين ثم يلبسه مرة أخرى.
¥(19/85)
فلو قيل: ما الفائدة من الخلع ثم اللبس فهذا أشبه بالعبث؟. فنقول: هذا شرط شرطه النبي ? وأنت ما أتيت به فالأحوط لك أن لا تلبس اليمين حتى تغسل القدم اليسرى.
والفقهاء لهم شروط في هذا الباب ولكن ليس عليها دليل، منها: أن يكون ساتراً للمحل فلا يجيزون المسح على الخف المخرق ولا الشفاف، وهذا ليس عليه دليل، ولكن الأحوط للإنسان أنه لا يمسح عليه، فإذا كانت الخروق واضحة وكبيرة فالأحوط له خروجاً من الخلاف أنه لا يمسح، أما إذا كانت الخروق يسيرة فإنه يتسامح فيها. وهذا وإن كان لا دليل عليه، ولكن الخف المعروف على عهد النبي ? هو الذي يستر القدم، والنبي ? مسح على هذا الخف الساتر، أما المخرق خروقاً كبيرة وواضحة فإن هذا ليس معروفاً في عهد النبي ?.
فالمسألة وإن كان ليس فيها دليل واضح، ولكن الأحوط إذا كانت الخروق واسعة وكبيرة أن لا يمسح.
أما الأشياء اليسيرة التي يصعب التحرز منها فلا بأس لما في ذلك من الحرج والمشقة، لأن غالب الجوارب إذا لبسها الإنسان وشدها إما أن تبين الأصابع أو تبين الجوانب أو مؤخر القدم.
ومن الشروط عندهم أن يثبت بنفسه فلو ثبت بالشد فلا يمسح عليه. وهذا ليس عليه دليل فإذا لبس الخف المعروف أو الجوارب المعروفة فإنه يمسح عليها سواءًَ ثبتت بنفسها أو ثبتت بالربط والشد.
مسألة: هل يمسحهما معاً أو يمسح اليمين ثم الشمال؟.
الجواب: هذا محل خلاف بين أهل العلم، فمن نظر إلى ظاهر الحديث ((ومسح عليهما)) قال: لا بأس أن يمسح عليهما معاً.
ولكن هذا ليس بصريح، فهذه لفظة مجملة فمن مسح اليمين ثم اليسار يصدق عليه أنه مسح عليهما، ولو مسح عليهما جميعاً يصدق عليه أيضاً أنه مسح عليهما. فهذه اللفظة محتملة لهذا وهذا.
والألفاظ المحتملة المجملة يُرجع فيها إلى الألفاظ المبينة، فهذا لفظ مجمل والمجمل يرد إلى المبين، والنبي ? كان يغسل قدمه اليمين ثم اليسار وأمر بالبدء باليمين ((إذا توضأتم فابدؤوا بميامنكم)) وهذا عام فيكون المسح كذلك، يمسح اليمين أولاً ثم اليسار، ولكن لو مسح الخفين معاً فلا حرج، لا نقول له أعد المسح أو أن وضوءك غير صحيح، ولكن نقول الأحوط والأولى أن تبدأ باليمين أولاً ثم اليسار.
65 - وعن علي رضي الله عنه قال: لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيت رسول الله ? يمسح على ظاهر خفيه. أخرجه أبو داود بإسناد حسن.
الشرح:
وهذا دليل على أنه لا يمسح أسفل الخف لأن مسح أسفل الخف يحصل فيه تلويث، فلا حاجة لمسح أسفل الخف، والمسح مبناه على التخفيف فيمسح ظاهر الخف والجوارب كذلك، والأحاديث جاءت بالمسح على الخفين، والخف ما يلبس على القدم من جلد ونحوه، والجوارب من القماش وهي ما يسمى بالشراب فهذه يمسح عليها أيضاً قياساً على الخف. وهي أيضاً داخلة في لفظة التساخين التي جاءت في حديث ثوبان رضي الله عنه عند أبي داود، وذلك أنهم شكوا للنبي ? البرد في بعض الغزوات، فأمرهم أن يمسحوا على العصائب – العمائم - والتساخين، وهي كل ما يسخن به القدم من خف ونحوه.
66 - وعن صفوان بن عسال قال: كان النبي ? يأمرنا إذا كنا سفراً أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم. أخرجه النسائي والترمذي، واللفظ له، وابن خزيمة وصححاه.
67 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: جعل النبي ? ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوماً وليلة للمقيم – يعني في المسح على الخفين – أخرجه مسلم.
68 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال: بعث رسول الله ? سرية فأمرهم أن يمسحوا على العصائب – يعني العمائم – والتساخين – يعني الخفاف -. رواه أحمد وأبو داود وصححه الحاكم.
الشرح:
هذه الأحاديث صحيحة وفيها تحديد مدة المسح والعمل عليها عند أهل العلم وما خالف هذا فهو شذوذ لا يعول عليه، فهذه الأحاديث الصحيحة فيها تحديد مدة المسح للمقيم والمسافر، للمقيم يوم وليلة وللمسافر ثلاثة أيام بلياليهن.
ومتى تبدأ مدة المسح؟ هل من اللبس أو من الحدث أو من أول مسحة؟.
¥(19/86)
اختلف العلماء في ذلك، فالمذهب أنه يبدأ من الحدث. والصحيح أنه يبدأ من المسح لرواية ابن ماجه وحسنها البخاري قال ? ((يمسح المقيم يوماً وليلة)) ولم يقل يلبس. فيبدأ اليوم والليلة من أول مسحة بعد الحدث، فمثلاً لبس الخف بعد صلاة الفجر وصلى الظهر بوضوء الفجر، ثم أحدث بعد الظهر ثم مسح عليه لصلاة العصر، فالمدة تبدأ من المسح، فلا نقول تنتهي في الفجر من الغد – وقت اللبس –، ولا في الظهر - وقت الحدث -، وإنما وقت المسح وهو العصر، فيصدق عليه أنه مسح يوماً وليلة، مسح من الساعة الثالثة عصراً مثلاً إلى الساعة الثالثة عصراً من الغد، فيكون قد مسح يوماً وليلة.
وبعض العامة يظن أنه لا بد أن يمسح خمسة أوقات، فيكون مثلاً مسح لصلاة العصر وصلى المغرب بوضوء العصر وصلى العشاء بالوضوء نفسه ثم مسح الفجر والظهر، فيقول أنا لم أمسح خمسة أوقات مسحت العصر والفجر والظهر ولما جاء العصر من الغد قلنا له انزع قال: ما تمت خمسة أوقات. وهذا غير صحيح، فالمسح مقيد بالمدة لا بعدد المسحات.
ولا بد أن تكون المسحة التي بدأ منها بعد حدث، فلو توضأ تجديداً للوضوء من غير حدث فإنه لا يعتبر، وإنما المعتبر هو أول مسحة بعد الحدث، فيمسح يوماً وليلة، للمقيم أربعاً وعشرين ساعة وثلاثة أيام ولياليهن للمسافر.
وما عدا ذلك من الأحاديث فإنه لا يعول عليه، فقد جاء عند ابن ماجه حديث صححه بعض أهل العلم أن عقبة بن عامر رضي الله عنه قدم على عمر رضي الله عنه من مصر فقال عمر رضي الله عنه: منذ كم لم تنزع خفيك. قال: من الجمعة إلى الجمعة. قال: أصبت السنة.
فإن هذا الحديث وإن كان بعض العلماء قد صححه ولكنه لا يقاوم الأحاديث الصحيحة.
قال الطحاوي رحمه الله: ليس لأحد أن يترك الآثار المتواترة في التوقيت إلى مثل هذه الأحاديث.
وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يحمله على الضرورة كالمسافر الذي يحتاج إلى السير المتواصل، مثل البريد أو الشخص الذي له غرض يفوت، كمن سافر من أجل أن يدرك مريضاً أو يصلي على ميت واحتاج إلى السير المتواصل فإنه يسعه أن يمسح أكثر من ثلاثة أيام. ويقول: وهذا قد وقع لي، أي لما دعاه حاكم مصر لأمر من الأمور فخرج مع البريد مسرعاً، قال: فلم أنزع – أظنه قال – أسبوعاً واستدل بحديث عقبة رضي الله عنه.
وحديث عقبة لا يؤخذ به مطلقا بل للضرورة كما قال شيخ الإسلام رحمه الله، ولا يتجاوز المسافر ثلاثة أيام والمقيم يوماً وليلة لهذه الأحاديث الصريحة الصحيحة.
وإن نسي ومسح بعد انتهاء المدة فإن صلاته غير صحيحة لأنه لم يصح وضوؤه فلم تصح صلاته، فعليه أن يخلع خفيه ويتوضأ ثم يعيد الصلوات التي صلاها بالمسح ولو كانت أكثر من صلاة.
69 - وعن عمر رضي الله عنه – موقوفاً – وعن أنس – مرفوعاً – ((إذا توضأ أحدكم ولبس خفيه فليمسح عليهما وليصل فيهما ولا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة)) أخرجه الدارقطني والحاكم وصححه.
الشرح:
وهذا يوافق حديث صفوان بن عسال رضي الله عنه في قوله: إلا من جنابة.
وهذا محل إجماع أن الجنب لا يمسح على الخفين، فلا بد أن يخلعهما ويغتسل، فالغسل ليس فيه مسح المسح في الوضوء خاصة.
70 - وعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي ? أنه رخص للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوماً وليلة إذا تطهر فلبس خفيه أن يمسح عليهما. أخرجه الدارقطني وصححه ابن خزيمة.
71 - وعن أُبيِّ بن عمارة رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله أمسح على الخفين؟ قال ((نعم)). قال: يوماً؟ قال ((نعم)). قال: ويومين؟ قال ((نعم)). قال: وثلاثة أيام؟ قال: ((نعم، وما شئت)) أخرجه أبو داود وقال: ليس بالقوي.
الشرح:
هذا الحديث ضعيف ضعفه أبو داود والبخاري والإمام أحمد فهذا الحديث فلا يعول عليه. قال الإمام أحمد رحمه الله: في سنده من لا يعرف.
وهل للإنسان أن يخلع خفيه ويغسل رجليه كلما توضأ ولا يمسح؟.
¥(19/87)
الجواب: فيه تفصيل: إن فعل ذلك رغبة عن السنة فهذا حرام ولا يجوز له وهذا فعل أهل البدع كالرافضة، فإن هذا قد رغب عن سنة النبي ?، وأما إن خلع لسبب كما لو كان الحر شديداً لا رغبة عن السنة فإن الأمر في هذا سهل، الأولى له أن يمسح لكن إن اختار الغسل وخلع ولم يقصد مخالفة السنة فلا حرج عليه في ذلك لقوله ? في حديث أنس المتقدم ((ولا يخعلهما إن شاء)).
فالمحرم أن يخلع رغبة عن السنة، وهذا يشبه صيام الدهر فإن من صام الدهر راغباً عن سنة النبي ? ومشدداً على نفسه ويظن أن هذا أكمل وأفضل فهو متوعد بما جاء في حديث أبي موسى رضي الله عنه عند الإمام أحمد قال النبي ? ((من صام الدهر ضيقت عليه جهنم هكذا)) وشبك بين أصابعه. فهذا محمول على من صام الدهر رغبة عن السنة واختياراً للرهبانية وتركاً لرخصة الله عز وجل.
وأما صيام الدهر بغير هذه النية فقد فعله بعض الصحابة وبعض السلف رضي الله عنهم اجتهاداً منهم. ولكن هذا خلاف السنة ولا ينبغي ولكنه لا يصل إلى هذا الوعيد الشديد.
باب نواقض الوضوء
72 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أصحاب رسول الله ? – على عهده – ينتظرون العشاء حتى تخفق رؤوسهم ثم يصلون ولا يتوضؤون. أخرجه أبو داود، وصححه الدارقطني، وأصله في مسلم.
الشرح:
أصل هذا الحديث متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه قال: أقيمت الصلاة ورسول الله ? نجيٌ لرجل فما قام الصلاة حتى نام القوم ثم جاء فصلى بهم. وكذلك في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما لما أخر الرسول ? صلاة العشاء ذات ليلة إلى ثلث الليل وفي رواية إلى نصف الليل قال: فرقدنا في المسجد ثم استيقظنا ثم رقدنا ثم استيقظنا ثم خرج النبي ?.
النوم ليس حدثاً بذاته وإنما هو مظنة الحدث ففيه تفصيل: إذا نام نوماً عميقاً لا سيما إذا كان مضطجعاً وغير متمكن فإنه ينتقض وضوؤه، وأما إذا نام نوماً خفيفاً بحيث إنه لو أحدث شعر ولا سيما إذا كان قاعداً متمكناً فإنه لا ينتقض، وحتى لو اضطجع ونام نوماً خفيفاً، أغفى إغفاءة يسيرة ثم انتبه والوقت لم يطل فإنه لا يتوضأ لما تقدم من فعل الصحابة رضي الله عنهم، وفي حديث علي رضي الله عنه في سنن أبي داود وفيه ضعف لكن له شواهد تقويه قال النبي ? ((العين وكاء السه)) أي الدبر ((فمن نام فليتوضأ)) وفي رواية ((فإذا نامت العينان استطلق الوكاء)). فالنوم مظنة الحدث فإذا نام نوماً عميقاً انتقض وضوؤه وإذا كان النوم خفيفاً كما فعل الصحابة رضي الله عنهم وهم جلوس تخفق رؤوسهم لم ينتقض.
وجاء في رواية أبي داود أنهم كانوا يضعون جنوبهم، لكنه محمول على النوم اليسير الذي لا يستغرق صاحبه فإذا كان النوم يسيراً لا سيما من القاعد فإنه لا ينقض لأن الغالب أن القاعد متمكناً لا يحدث ولو أحدث لشعر، كذلك لو وضع جنبه ونام نوماً يسيراً مثل لو اضطجع بعد صلاة الفجر وأغفى إغفاءة يسيرة ثم استيقظ فإنه لا يتوضأ، وإذا أشكل عليه الأمر هل نام قليلاً أو كثيراً فالأصل الطهارة وقد شك في الحدث فيبقى على الأصل وأنه على طهارة.
والعلماء لهم أقوال كثيرة تصل إلى ستة أقوال أو أكثر وهذه الأقوال لا دليل عليها، وهذا هو خلاصة ما دلت عليه النصوص، أما التفصيل بين القائم والقاعد والمضطجع والساجد وما شابه ذلك فكل هذا ليس عليه دليل.
وأما فقدان العقل فإنه من باب أولى فإذا كان النوم ينقض الوضوء فالإغماء والسكر والجنون ينقض الوضوء من باب أولى، فإذا أُغمي عليه فإنه يجب عليه الوضوء من باب أولى لأن الإغماء أشد من النوم.
ويستحب أن يغتسل كما فعل النبي ?، فقد روت عائشة رضي الله عنها أنه اغتسل ثلاث مرات كلما أُغمي عليه استيقظ وقال ((ضعوا لي ماءً في المخضب)) ثم يغتسل. متفق عليه.
فإذا اغتسل فهو أفضل وأقل الأحوال أن يتوضأ، فإذا أُغمي عليه أو سكر أو بُنِّج لعملية وما شابه ذلك فإنه لا بد من الوضوء.
73 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش رضي الله عنها إلى النبي ? فقالت: يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة؟ قال ((لا إنما ذلك عرق وليس بحيض فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي)). متفق عليه.
¥(19/88)
74 - وللبخاري ((ثم توضئي لكل صلاة)) وأشار مسلم إلى أنه حذفها عمداً.
الشرح:
مسلم رحمه الله يرى أن هذه الزيادة شاذة لأنه انفرد بها بعض الرواة، ولكن بيَّن ابن حجر رحمه الله في فتح الباري أنها ليست شاذة وأنه رواها جمع.
ومنها أخذ العلماء أن من به حدث دائم كسلس البول وما شابهه من الأحداث الدائمة أنه يغسل عنه الحدث، فصاحب سلس البول مثلاً يضع ما يقلل انتشار البول في ثيابه، يضع مناديل أو يضع أشياء تمنع انتشار البول، لأن الواجب عليه إزالة النجاسة، فإن لم يستطع فالواجب عليه تخفيفها ما استطاع، وإذا دخل وقت الصلاة فإنه يزيل هذه المناديل ويغسل ما أصابه البول من ثيابه ويستنجي ويتوضأ ثم يصلي هذه الفريضة وما شاء من النوافل إلى الفريضة الأخرى إلى الوقت الثاني لقول النبي ? للمستحاضة ((توضئي لكل صلاة)).
وبعض العلماء حمل هذا الحديث على ظاهره وقال إنه لا يجوز له أن يجمع بين الصلاتين إلا إذا توضأ، فإذا أراد أن يجمع بين الظهر والعصر فإنه يصلي الظهر ثم يتوضأ ثم يصلي العصر.
لكن هذا ليس هو المراد، وإنما المراد أن يتوضأ لكل صلاة أي لوقت الصلاة، لرواية الترمذي ((وتوضئي وقت كل صلاة)).
وكان الواجب في أول الأمر الوضوء لكل صلاة كما جاء في سنن أبي داود عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي ? أمر بالوضوء لكل صلاة طاهراً وغير طاهر فلما شق ذلك عليهم أمر بالسواك لكل صلاة فكان ابن عمر يرى أن به قوة فكان لا يدع الوضوء لكل صلاة. والنبي ? كان يتوضأ لكل صلاة كما ثبت في صحيح مسلم من حديث بريدة رضي الله عنه أن النبي ? صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد، فقال عمر: يا رسول الله صنعت اليوم شيئاً لم تكن تصنعه، فقال ? ((عمداً صنعته يا عمر)) فصلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد ليبين الجواز ?.
وعلى هذا حمل ابن رجب رحمه الله في فتح الباري شرح صحيح البخاري قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم) فقال رحمه الله: إنها على ظاهرها وإن الوضوء وجب أول الأمر لكل صلاة حتى جاء التخفيف وصار الإنسان يصلي بالوضوء ما شاء ما لم يحدث.
وبعض العلماء أشكل عليهم سياق هذه الآية وقدروا (إذا قمتم إلى الصلاة) أي من النوم لأن الإنسان لا يجب عليه أن يتوضأ كلما قام إلى الصلاة ما دام على طهارة. ولكن هذا ليس بظاهر ولا خصوص للنوم عن بقية الأحداث.
وبعضهم قدَّر: إذا قمتم إلى الصلاة وأنتم محدثون. وهذا أيضاً لا تدل عليه الآية.
وأحسن ما قيل في هذا هو ما قاله ابن رجب رحمه الله: إن هذا محمول على أول الأمر (إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا) هذا أمر عام سواء كان على طهارة أم لم يكن كلما قام إلى الصلاة المفروضة فإنه يتوضأ هذا كان أولاً ثم نسخ فصار الإنسان يصلي بالوضوء ما شاء ما لم يحدث.
ولكن النسخ نسخ للوجوب وأما الاستحباب فإنه باقٍ، فيستحب للإنسان أن يتوضأ عند كل صلاة ولو كان على طهارة، أما أن يجدد الوضوء وهو لم يصل فإن هذا بدعة ولا يجوز، لأن الله تعالى أمر بالوضوء مرة واحدة وهذا يعيد الوضوء أكثر من مرة، فإن هذا يشبه الذي يغسل العضو ست مرات لأنه غسله ثلاث مرات في الوضوء الأول ثم أعاد الوضوء وغسله ثلاثاً في الوضوء الثاني وهو لم يحدث ولم يصلِّ، فهو داخل في قول النبي ? بعدما توضأ ثلاثاً ((هذا الوضوء فمن زاد فقد أساء وظلم)) رواه أبو داود من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
75 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كنت رجلاً مذاءً فأمرت المقداد أن يسأل النبي ? فسأله، فقال ((فيه الوضوء)) متفق عليه واللفظ للبخاري.
الشرح:
وفي رواية في الصحيحين الأمر بالوضوء، وفي رواية يغسل ذكره ويتوضأ، وزاد أبو داود في السنن بسند صحيح ((يغسل ذكره وأنثييه)) وغسل الأنثيين من أجل أن المذي يسيل على أنثييه وما حولهما في الغالب، فإذا حصل منه المذي فإنه يغسل ذكره ويغسل أنثييه وينضح ثيابه كما في سنن أبي داود، النضح جاء في سنن أبي داود وجاء عند الأثرم الرش كما ذكره الشوكاني في نيل الأوطار، فيجوز هذا وهذا.
والنضح أن يأخذ ماء بكفه ثم يصبه على ما أصابه المذي من ثيابه، والرش يأخذ ماءً ويرشه نقطاً متوالية على ثيابه.
وهذا يدل على أن نجاسة المذي مخففة وأنه ينقض الوضوء.
¥(19/89)
76 - وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي ? قبَّل بعض نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ. أخرجه أحمد وضعفه البخاري.
الشرح:
هذا الحديث ضعفه البخاري، ولكن له شواهد وطرق يتقوى بها، ويشهد له حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين أن النبي ? كان إذا أراد أن يسجد يغمزها فتكف قدمها ثم يسجد، فهذا يدل على أن مس المرأة لا ينقض الوضوء.
والتفريق بين ما إذا كان بشهوة أو بغير شهوة لا دليل عليه، فالأصل أن مس المرأة لا ينقض الوضوء هذا هو الصحيح، وأما قوله تعالى (أو لامستم النساء) المراد به الجماع كما فسره ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن الله حيي يكني، وحتى قراءة (أو لمستم النساء) فإنها أيضاً ليست صريحة، فالمراد به الجماع.
وهذا هو الذي يوافق ظاهر القرآن فإن من تأمل الآية تبين له أن المراد به الجماع لأن الله تعالى يقول (وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمموا) فأمر الله بالوضوء بالماء ثم أمر بالغسل، لما ذكر الوضوء قال سبحانه (وإن كنتم جنباً فاطهروا) فذكر الله الطهارتين طهارة الماء وطهارة التراب وذكر في طهارة الماء الحدثين الأصغر والأكبر، ثم في التيمم ذكر الحدث الأصغر في قوله (أو جاء أحد منكم من الغائط) ثم قال (أو لامستم النساء) فالأَولى حمله على الحدث الأكبر وهو الجنابة.
وهذا الذي يناسب بلاغة القرآن من أجل أن تدل الآية على أن التيمم يكفي في الحدثين الأصغر والأكبر (وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط) هذا الحدث الأصغر (أو لامستم النساء) هذا الحدث الأكبر (فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيباً).
فالصحيح أن مس المرأة لا ينقض سواء كان بشهوة أو بغير شهوة.
وحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي ? كان يغمز قدمها إذا سجد، بعضهم قال: إنه محمول على أنه يغمز قدمها من وراء الثياب والذين يرون النقض يرون أنه ينقض إذا كان مباشرة، لكن نقول: لو ثبت النص أنه ينقض لقلنا إن هذا محتمل، ولكن ليس هناك دليل على النقض، والآية ليست صريحة وابن عباس رضي الله عنهما فسرها بالجماع، والأصل أن الوضوء صحيح ولا يُنقض إلا بناقض بيِّن، فالعبادة إذا صحت بدليل لا تبطل إلا بدليل.
وحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي قبَّل بعض نسائه ولم يتوضأ له شواهد يتقوى بها، ويؤيده الحديث الثاني أن النبي ? كان يغمزها.
77 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? ((إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً)) أخرجه مسلم.
الشرح:
هذا الحديث متفق عليه من حديث عبدالله بن زيد رضي الله عنه. وهذه قاعدة من قواعد الإسلام العظيمة أن اليقين لا يزول بالشك، إذا ثبت شيء بيقين فإنه لا يزول بالشك.
وهذا من رحمة الله بعباده أنه يسر عليهم وطرح عنهم الشكوك التي إذا تسلطت على العبد أفسدت عليه دينه ودنياه، فالله سبحانه وتعالى عفا عن عباده وسهل عليهم ورخص لهم فإذا أشكل عليه وتردد فإن الأصل أنه على طهارة، فقد يشكل على الإنسان مثلاً أنه خرج منه ريح أو خرج منه قطرات من البول أو ما شابه ذلك فهذا الشك لا يزول به اليقين ولو كان الشك قوياً، ما دام أنه لم يصل إلى حد اليقين فهو معفو عنه ولو كان في الواقع قد أحدث ولم يتقين وصلى وهو محدث فصلاته صحيحة، لأن العبرة بما في ظنه والله سبحانه لا يكلف نفساً إلا وسعها، فهذا الرجل لم تيقن الحدث فالله سبحانه وتعالى قد رخص له وعفا عنه هذا الشك سواء كان الشك واقعاً أو غير واقع.
وهذا يستفاد منه في أحكام كثيرة، فمثلاً إنسان شك في طهارة الفرش، فيقال الأصل فيها الطهارة ولا تبحث فما دام أنك لا تعلم أن فيها نجاسة فلا توسوس صلِّ ولا حرج، حتى ولو كان في البيت صبيان وقد يتبولون هنا وهناك فما دام أنه لا يرى فيها نجاسة فالأصل الطهارة.
ولو أن إنساناً يمشي في الشارع وأصابه ماء من ميزاب ولا يدري هل هو طاهر أو نجس فالأصل الطهارة ولا ينبغي له أن يبحث، أو أصابه ماء من الشارع فلا يبحث، فالأصل الطهارة ما لم يتقين النجاسة.
¥(19/90)
78 - وعن طلق بن علي رضي الله عنه قال: قال رجل مسست ذكري أو قال: الرجل يمس ذكره في الصلاة أعليه الوضوء؟ فقال النبي ? ((لا، إنما هو بضعة منك)) أخرجه الخمسة وصححه ابن حبان وقال ابن المديني: هو أحسن من حديث بسرة.
79 - وعن بسرة بنت صفوان رضي الله عنها، أن رسول الله ? قال ((من مس ذكره فليتوضأ)) أخرجه الخمسة وصححه الترمذي وابن حبان، وقال البخاري: هو أصح شيء في هذا الباب.
الشرح:
هذا من النواقض المختلف فيها، وللعلماء فيه ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن مس الذكر لا ينقض الوضوء لحديث طلق رضي الله عنه وهو حديث صحيح، ومن زعم أنه منسوخ فعليه الدليل، وليس هناك دليل على النسخ، وكونه جاءه والنبي ? يبني مسجده لا يعني هذا أنه منسوخ لأنه وإن رواه متقدماً فإن حديث بسرة قد يكون قبله وقد يكون طلق سمعه من غير النبي ?، فنقله عن صحابي آخر متأخر الإسلام فلا يثبت النسخ إلا بشرطين: تعذر الجمع ومعرفة التاريخ، والشرطان هنا لم يتحققا فالجمع ممكن والتاريخ غير معلوم وإعمال الدليل أولى من إهماله. فالقول الأول أن مس الذكر لا ينقض الوضوء وإنما يستحب.
القول الثاني: التفصيل، فإن مس ذكره بشهوة وجب الوضوء وإن مسه بغير شهوة فلا يجب، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
القول الثالث: وهو الذي عليه أكثر أهل العلم أنه ينقض للأحاديث الكثيرة كحديث بسرة رضي الله عنها وما جاء في معناه وحديث أبي هريرة رضي الله عنه وغيره، فإن هذا يروى عن قرابة عشرة من الصحابة أن النبي ? أمر بالوضوء من مس الذكر. وفي مسند الإمام أحمد يقول ? ((من أفضى بيده إلى ذكره من غير ستر فقد وجب الوضوء)) فهذا أيضاً فيه دلالة أنه من وراء الساتر لا ينقض الوضوء وإنما النقض إذا مسه من غير حائل فإنه يجب الوضوء.
فكثير من أهل العلم يرى النقض ويرى أن حديث طلق رضي الله عنه إما شاذ أو منسوخ لهذه الأحاديث الصحيحة الكثيرة ويقولون: إن حديث طلق لا يقاوم هذه الأحاديث الكثيرة الثابتة، ويؤيد هذا أن حديث طلق على البراءة الأصلية وحديث بسرة ناقل عنها فهو مقدم، وهذا هو الأرجح، والقول الأول قول قوي.
وأما التفصيل ما كان بشهوة وبغير الشهوة فإن هذا ليس عليه دليل، ولو أراده النبي ? لنص عليه ولقال ((من مس ذكره بشهوة فليتوضأ)) لكن لما أطلق دل على أنه لا فرق بين الشهوة وعدمها. فالنبي ? كلامه واضح فصل يفهمه كل من سمعه، ولو كانت الشهوة لها أثر في وجوب الوضوء لنص عليها.
ولكن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أراد أن يجمع بين النصوص وقال: حديث طلق ((وهل هو إلا بضعة منك)) هذا إذا لمسه بغير شهوة فإنه كمن لمس فخذه أو كمن لمس أي عضو من جسده، وأما حديث ((من مس ذكره فليتوضأ)) هذا فيمن مسه بشهوة لأن هذا مظنة خروج المذي.
وهذا وإن كان له حظ من النظر ولكن يقال: إن الدليل لا يدل عليه دلالة واضحة.
مسألة: هل يلحق بذلك ما عدا الذكر كالدبر والمرأة إذا مست فرجها؟.
الجواب: نعم، لأنه جاء في رواية عند الإمام أحمد وصححها ((من مس فرجه فليتوضأ)) والفرج يشمل القبل والدبر، وكذلك المرأة إذا مست ذكر الصبي الصغير، لأنه جاء في رواية عند الإمام أحمد ((ويُتَوضأُ من مس الذكر)) فهذا يدل أنه يَتَوضأ مِنْ مسِّ ذكر نفسه أو ذكر غيره، وحديث أبي هريرة قال ? ((من أفضى بيده إلى فرجه من غير ستر فقد وجب الوضوء)) ظاهره أنه لا ينقض إلا مسُّ ذكر نفسه، والرواية الثانية تدل على أنه ينقض مطلقاً لقوله ? ((ويُتوضأ من مس الذكر)) وهذا عام سواء ذكر نفسه أو غيره فالزوجة إذا مست ذكر زوجها مثلاً انتقض وضوؤها، وكذلك المرأة إذا مست ذكر صبيها أو دبره انتقض وضوؤها، فإن هذا يشمل نفس الشخص وغيره.
مسألة: هل المقصود بالمس مس الذكر بظاهر الكف أو باطنه؟.
الجواب: المس يشمل هذا وهذا بظاهر الكف أو باطنه أو بالحرف لأن هذا عام، والذراع لا يدخل في ذلك لأن اليد إذا أطلقت يراد بها الكف لقوله تعالى (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما)، وإذا أُريد بها غير ذلك قُيدت، كما في آية الوضوء (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق).
¥(19/91)
80 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ? قال ((من أصابه قيء أو رُعاف أو قلس أو مذي فليتوضأ ثم ليبن على صلاته وهو في ذلك لا يتكلم)) أخرجه ابن ماجه وضعفه أحمد وغيره.
الشرح:
وهذا الحديث ضعيف. قال الإمام أحمد رحمه الله: الصواب عن ابن جريج عن أبيه مرسلاً.
فهذه الأشياء لا تنقض، والقلس هو القليل من القيء، فالصحيح أن القيء لا ينقض، وإنما يستحب الوضوء منه لحديث ثوبان رضي الله عنه عند الترمذي أن النبي ? قاء فتوضأ. قال ثوبان رضي الله عنه: أنا صببت له وضوءه. فهذا يدل على أنه مستحب لأن الفعل المجرد لا يدل على الوجوب وإنما يدل على الاستحباب فهذه الأشياء القيء والرعاف وخروج الدم لا تنقض الوضوء لعدم صحة الدليل على ذلك، والأصل عدم النقض إلا بدليل صحيح.
والحجامة إذا خرج منه الدم فالسنة أن يغتسل، لحديث عائشة رضي الله عنها عند أبي داود أن النبي ? كان يغتسل من أربعة: من الجنابة والحجامة وللجمعة ومن تغسيل الميت.
وأما المذي فقد ثبت في حديث علي رضي الله عنه في الصحيحين وجوب الوضوء منه كما تقدم.
81 - وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي ? أتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: (إن شئت) قال: أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال (نعم). أخرجه مسلم.
الشرح:
هذا الحديث يدل على وجوب الوضوء من لحوم الإبل، وكذلك حديث البراء ابن عازب الذي رواه أبو داود بسند صحيح، فهذان حديثان صحيحان عن رسول الله ? يدلان على وجوب الوضوء من لحوم الإبل، وهذا مذهب الإمام أحمد رحمه الله خلافاً للثلاثة فهم يرون أن لحم الإبل لا ينقض، والعبرة بالدليل لا بالكثرة فإذا صح الدليل عن النبي ? فالواجب على المؤمن العمل به ولو كان الكثير من أهل العلم على خلاف ذلك.
وهذا الحديث وهو وجوب الوضوء من لحوم الإبل فيه دلالة على أنه بعد قول جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: كان آخر الأمرين من رسول الله ? ترك الوضوء مما مست النار، ففي حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه سئل النبي ? عن الوضوء من لحوم الغنم فقال ((إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ)) فدل هذا على أن الحديث خاص بلحوم الإبل دون غيرها مما مسته النار هذا وجه، والوجه الثاني أن المعنى يختص بلحوم الإبل وأنه يجب الوضوء منها ولو أكله نيئاً فإنه يجب أن يتوضأ لأن الحديث عام أنتوضأ من لحوم الإبل قال ((نعم))، فالنبي ? علَّق وجوب الوضوء بأكل لحوم الإبل ولم يشر إلى كونه مطبوخاً أو غير ذلك. وهذا هو القول الصحيح، وهو وجوب الوضوء من لحوم الإبل.
ولكن إذا صلى الإنسان خلف من لا يرى وجوب الوضوء من لحوم الإبل فصلاته صحيحة لأن هذه المسألة محل خلاف، والمسائل الخلافية التي يسع فيها الخلاف لا يضلل أحد فيها الآخر، فهذا الذي يعتقد أن لحوم الإبل لا تنقض الوضوء صلاته صحيحة بناء على اعتقاده وهذا الذي يرى أنه ينقض فإنه يأتم به ولا حرج.
واختلف العلماء الذين يرون النقض هل هذا خاص باللحم أو أنه يعم جميع أجزاء البعير من الكبد والطحال والأمعاء والكرش إلى غير ذلك من أجزاء البعير؟ والأقرب من أقوال أهل العلم أنه يعم، واللحم يطلق على اللحم الأحمر تغليبا وإلا فإنه يعم جميع الحيوان كما في قول الله تعالى (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير) ولا أحد يقول إن كبد الخنزير أو إن أمعاءه أو ما شابه ذلك حلال، والله تعالى نص على لحم الخنزير، فاللحم يطلق لأنه هو المقصود الأعظم من الأكل فيطلق تغليباً فالأقرب أنه يعم جميع أجزاء البعير سواءً أكله نيئا أو مطبوخاً كما لو أكل الكبد نيئة فإنه يجب عليه الوضوء وهذا هو الأحوط، فإنه لا يُعرف في الشريعة حيوان تتبعض أجزاؤه بعضها يحرم وبعضها يحل، بعضها ينقض وبعضها لا ينقض، فالحكم يكون لجميع الحيوان ولا فرق بين جزء وآخر.
¥(19/92)
وأما ألبان الإبل فقد جاء فيها حديث رواه ابن ماجه وحسنه بعض أهل العلم، والمشهور عند أهل العلم أنه لا يجب الوضوء من ألبان الإبل وإنما يستحب، فالأحوط له أن يتوضأ من ألبان الإبل ولكنه ليس بواجب، ويؤيد هذا حديث أنس رضي الله عنه في قصة العرنيين أن النبي ? أمرهم بشرب ألبان الإبل وأبوالها ولم يأمرهم بالوضوء. وحديث ابن ماجه فيه كلام فلا يقوى على الإيجاب، والأصل براءة الذمة.
مسألة: هل المرق مثل اللبن في الحكم؟.
الجواب: المرق فيه تفصيل إن كان فيه قطع وأجزاء من اللحم فإن هذا يُتوضأ منه، وإذا لم يكن فيه ذلك مجرد ماء فهذا أيضاً محل خلاف والأحوط أن يتوضأ إلا إذا اختلط بالطعام ولم يبق له طعم.
82 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي ? ((من غسَّل ميتاً فليغتسل ومن حمله فليتوضأ)) أخرجه أحمد والنسائي والترمذي وحسنه، وقال أحمد: لا يصح في هذا الباب شيء.
الشرح:
هذا الحديث له طرق كثيرة ذكرها ابن حجر رحمه الله وقال: إن أقل أحواله أن يكون حسنا. فالحديث له طرق كثيرة تدل على أن له أصلاً وبعض هذه الطرق حسن لذاته فأقل أحواله أن يكون حسناً لغيره، فظاهر هذا الحديث أن من غسَّل الميت أنه يجب عليه أن يغتسل ((من غسَّل ميتاً فليغتسل ومن حمله فليتوضأ))، ولكن هذا الظاهر مصروف بما رواه البيهقي وقال ابن حجر بسند حسن قال ? ((إن ميتكم يموت طاهراً فبحسبكم أن تغسلوا أيديكم)) فهذا صارف للأمر بالغسل من الوجوب إلى الاستحباب فيكون الغسل من تغسيل الميت على سبيل الاستحباب، ويؤيد ذلك ما رواه الإمام مالك في الموطأ أن أسماء بنت عميس رضي الله عنها لما غسلت أبا بكر وكان يوماً شديد البرد فسألت المهاجرين الذين اجتمعوا قالت: هل يجب عليَّ الغسل فإن البرد شديد وأنا صائمة؟. فأفتوها بأنه لا غُسل عليها. فلو كان هذا واجباً لعلمه أصحاب رسول الله ? فهم أفتوها بأنه لا يجب عليها الغسل.
وأما قوله ? ((ومن حمله فليتوضأ)) الحمل المراد به أن يحمل الميت نفسه وليس المراد حمل النعش ((ومن حمله فليتوضأ)) أي حمل الميت مباشرة ولمسه مباشرة فالذي غسَّله ولمس جسمه كله يغتسل والذي ساعد في حمله فإنه يتوضأ.
ولكن الوضوء ليس بواجب لأن النبي ? قال ((إن ميتكم يموت طاهرا فبحسبكم أن تغسلوا أيديكم)) وهذا عام، فإذا كان من غسَّله يكفيه غسل اليدين فمن حمله من باب أولى لأن التغسيل أعظم، فإذا كان لا يجب فيه إلا غسل اليدين فالحمل من باب أولى.
83 - وعن عبدالله بن أبي بكر رحمه الله أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله ? لعمرو بن حزم ((أن لا يمس القرآن إلا طاهر)) رواه مالك مرسلاً ووصله النسائي وابن حبان وهو معلول.
الشرح:
هذا الحديث له طرق كثيرة جاء من حديث عمرو بن حزم وجاء من حديث ابن عمر وغيرهما فله طرق كثيرة، وهو بمجموع هذه الطرق لا بأس به وعليه العمل، ولذلك لم يختلف أهل العلم في العمل بما في هذا الكتاب فإنهم قبلوا ما فيه من الديات وما فيه من الأحكام وعملوا به، فالصحابة رضي الله عنهم عملوا به والتابعون وتلقوه بالقبول. قال ابن المنذر رحمه الله: إن شهرة هذا الكتاب تغني عن سنده.
ولكن هذا لا يقبل على إطلاقه، فالشهرة وحدها لا تكفي ولكنه أراد يبين أن هذا الكتاب مشهور ومعروف عمل به الصحابة وعمل به السلف من بعدهم ولم يختلفوا أنه كتاب رسول الله ?.
وفي هذا الحديث ((لا يمس القرآن إلا طاهر)) قال بعض أهل العلم: إن المراد بالطاهر في هذا الحديث المؤمن، لأنه متطهر من الشرك فلا يمس القرآن إلا طاهر أي مؤمن.
ولكن هذا غير صحيح، فليس من عادة النبي ? أن يُعبِّر عن المؤمن بالطاهر، والكلام يحمل على ما يعرف من عادة المتكلم، فهذا الحديث نص في وجوب الوضوء عند مس المصحف.
والعلماء لهم تفاصيل في مس المصحف إذا كان فيه كلام آخر خلاصته أنه إذا كان فيه تفسير أو كلام آخر غير القرآن فإنه يُنظر فإن كان القرآن أكثر حرم مسه إلا بطهارة، وإن كان الكلام أكثر مثل كتب التفسير فإنه لا بأس لأن العبرة بالأكثر، وإذا تساويا فإنه قد اجتمع مبيح وحاظر فيغلب جانب الحظر.
¥(19/93)
وهل الذي يحرم مس الورق أو مس الحروف؟. من نظر إلى ظاهر الحديث قال: إن المحرم هو مس الحروف لأنه قال ((لا يمس القرآن)) فالقرآن هو المقروء، ولكن يثبت تبعاً ما لا يثبت استقلالاً، فالأحوط للإنسان أن لا يمس المصحف إلا وهو متطهر فإن احتاج فإنه يمسه بحائل منديل أو ثوب أو ما شابه ذلك.
84 - وعن عائشة رضي الله عنها قال: كان رسول الله ? يذكر الله على كل أحيانه. رواه مسلم وعلقه البخاري.
الشرح:
هذا الحديث يدل على أن الذكر لا تشترط له الطهارة ولكنها تستحب، لما ثبت في صحيح البخاري أن النبي ? لما جاء من بئر جمل وسلم عليه رجل أتى الحائط وتيمم ثم رد عليه السلام، زاد أبو داود قوله ? ((إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر)) وهذا يدل على أن الأفضل للإنسان إذا أراد أن يذكر الله أو أن يقرأ القرآن حفظاً أن يكون متطهراً، ولكن لو ذكر الله على غير طهارة فلا حرج حتى لو كان جنباً فإنه لا بأس أن يذكر الله لكنه لا يقرأ القرآن.
85 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ? احتجم وصلى ولم يتوضأ. أخرجه الدارقطني وليَّنه.
الشرح:
هذا الحديث ضعيف، فيه صالح بن مقاتل وفيه لين، ولكن الأصل أنه لا دليل صحيح على وجوب الوضوء من خروج الدم، والحجامة يستحب لها الغسل لحديث عائشة رضي الله عنها عند أبي داود والحديث له طرق يتقوى بها قالت: كان النبي يغتسل من أربع من الجمعة والحجامة والجنابة وتغسيل الميت. فهذا يدل على أنه يستحب لمن احتجم أن يغتسل، لأن الفعل المجرد لا يدل على الوجوب فيكون الأمر للاستحباب، فمن احتجم فإنه يستحب له أن يغتسل لأن الحجامة قد يعقبها الضعف بسبب خروج الدم فإذا اغتسل فإنه يستعيد نشاطه.
والحجامة لا تنقض الوضوء وكذلك خروج الدم من الأنف أو من أي مكان فإنه لا دليل صحيح على أنه ناقض للوضوء والأصل عدم النقض فلا يثبت إلا بدليل صحيح.
86 - وعن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله ? ((العين وكاء السه، فإذا نامت العينان استطلق الوكاء)) رواه أحمد والطبراني.
87 - وزاد ((ومن نام فليتوضأ)) وهذه الزيادة في هذا الحديث عند أبي داود من حديث علي دون قوله: ((استطلق الوكاء)) وفي كلا الإسنادين ضعف.
الشرح:
حديث علي حسَّنه بعض أهل العلم كالنووي والعراقي وابن الصلاح، وقال الإمام أحمد: هو أجود من حديث معاوية.
وهذا الحديث وإن كان فيه ضعف ولكن تشهد له الأحاديث الأخرى كحديث صفوان بن عسال رضي الله عنه الذي رواه الترمذي قال: أمرنا رسول الله ? إذا كنا سَفْرا – يعني مسافرين – أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام بلياليهن إلا من جنابة لكن من غائط وبول ونوم. فهذا الحديث يدل على أن النوم ناقض من نواقض الوضوء.
وهل هو حدث أو مظنة الحدث؟. النوم مظنة الحدث لدلالة هذا الحديث لأنه قال ((فإذا نامت العينان استطلق الوكاء)) فمن نام نوماً خفيفاً لا سيما إذا كان قاعداً متمكناً فإنه لا يجب عليه الوضوء كما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون، وكذلك إذا نام مضطجعاً ففي رواية أبي داود ((ويضعون جنوبهم)) لكنه محمول على النوم اليسير.
وفي رواية الترمذي أنه يكون لهم غطيط. والرواية أشكلت على بعض أهل العلم كيف يضع جنبه وينام نوماً عميقاً يصير له غطيط وهو الشخير ثم يقومون ويصلون ولا يتوضؤون. لكن إن ثبتت هذه اللفظة فإن هذا يُحمل على أنه قبل الأمر بالوضوء من النوم، فيُحمل على البراءة الأصلية والأحاديث التي جاءت بأن النوم ناقض أو مظنة الحدث وأنه يتوضأ أحاديث صحيحة وإذا تعارض حديثان أحدهما على البراءة الأصلية والثاني ناقل فإنه يُرجَّح الناقل ويحمل ذاك على البراءة الأصلية.
فالنوم مظنة الحدث ولا فرق بين القاعد والمضطجع فمن نام نوماً خفيفاً بحيث لو أحدث شعر بذلك فهذا ليس عليه وضوء أما إذا استثقل ونام نوماً عميقاً فإنه يجب عليه الوضوء لهذه الأحاديث التي صحت عن النبي ?. وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
88 - ولأبي داود أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً ((إنما الوضوء على من نام مضطجعاً)) وفي إسناده ضعف أيضاً.
الشرح:
وهذا ضعيف، قال أبو داود رحمه الله: هذا حديث منكر. فلا فرق بين المضطجع وغيره.
¥(19/94)
ورواية أبي داود أن الصحابة كانوا ينامون ويضعون جنوبهم ويقومون ويصلون ولا يتوضؤون ترد هذا. فهذا الحديث ضعيف ولا يعارض الأحاديث الصحيحة.
89 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ? قال ((يأتي أحدكم الشيطان في صلاته فينفخ مقعدته فيخيل إليه أنه أحدث ولم يحدث فإذا وجد ذلك فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً)) أخرجه البزار.
90 - وأصله في الصحيحين من حديث عبدالله بن زيد.
91 - ولمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه نحوه.
92 - وللحاكم عن أبي سعيد مرفوعاً ((إذا جاء أحدكم الشيطان فقال: إنك أحدثت. فليقل: كذبت)) وأخرجه ابن حبان بلفظ ((فليقل في نفسه)).
الشرح:
هذا الحديث ذكر له الحافظ طرقاً وشواهد في التلخيص، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: رجاله رجال الصحيح.
والشيطان لا شك أنه عدو مبين وأنه يوسوس للمؤمن في كل شيء، فكثيراً ما يحصل الوسواس في الطهارة، في الحدث والوضوء والغُسل ونحو ذلك.
فالمقصود أن النبي e أعطانا قاعدة عظيمة فمن أخذ بهذه القاعدة استراح من هذه الوساوس الكثيرة، ففي حديث عبدالله بن زيد رضي الله عنه قال ? ((إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً)) فهذا الحديث يدل على أنه لا يُحكم بنقض الوضوء إلا إذا تيقن بالصوت أو بالريح، وإذا تيقن بغير ذلك انتقض، فهذا فيمن شك وأشكل عليه. أما من تيقن الحدث فلا حاجة أن يسمع الصوت أو يجد الريح.
وهذا ليس خاصاً بالصلاة فبعض الروايات دلت على العموم ((إذا وجد أحدكم في بطنه شيئاً فأشكل أخرج منه شيء أم لا فلا يخرجن من المسجد)) قد يكون في صلاة وقد لا يكون في صلاة.
وأيضاً فليس خاصاً بالمسجد فإن الحكم عام فالوساوس والشكوك مطرحة ولا يعمل بها والأصل أن الإنسان على طهارة حتى يتيقن الحدث.
وهذا من فضل الله ورحمته وتيسيره فإنه جل وعلا وضع عن عباده هذه الشكوك والوساوس لأنها إذا تمادت بالعبد شقت عليه مشقة عظيمة ولذلك يقول ? ((إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه)) رواه البخاري.
فالذي يشاد الدين هو الذي يتكلف ويشدد على نفسه فإنه سيُغلب مهما فعل، فإن الأمر سيزداد عليه فلا يستطيع أن يستمر على ذلك، ولذلك تجد بعض الموسوسين كما ذكر ابن قدامة رحمه الله في كتابه ذم الموسوسين يعيد تكبيرة الإحرام مائة مرة كلما بدأها شككه الشيطان أنه ما قال فيعيد، وذكر أشياء من أحوالهم.
فالواجب على المؤمن أن يقبل رخصة الله عز وجل ويحمد الله على ذلك ومن شدَّدْ شدَّدَ الله عليه.
باب قضاء الحاجة
93 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله e إذا دخل الخلاء وضع خاتمه. أخرجه الأربعة وهو معلول.
الشرح:
علة هذا الحديث أنه أخطأ فيه همام رواه عن ابن جريج وابن جريج رواه عن شعبة بالعنعنة وابن جريج مدلس ولم يسمعه من شعبة، والصواب ما جاء عن الزهري في الروايات الأخر متصلاً وهو أن النبي e اتخذ خاتماً ثم طرحه، وجاء في رواية أخرى أنه اتخذ خاتماً من ذهب ثم طرحه، اتخذ خاتماً من ذهب في أول الأمر ثم صعد على المنبر وأخذه بيده وقال: أيها الناس إني كنت ألبس هذا الخاتم وأجعل فصه من داخل ثم طرحه وقال والله لا ألبسه أبداً. متفق عليه.
فكأن همام التبس عليه هذا الحديث فظن أنه عند دخول الخلاء، والصواب أنه لبس الخاتم ثم طرحه فهذه علته عند أهل العلم. قال أبو داود رحمه الله: هذا حديث منكر، وقال النسائي رحمه الله: غير محفوظ.
والحديث وإن كان ضعيفاً فالمشهور عند أهل العلم أنه لا ينبغي للإنسان أن يدخل الخلاء بشيء فيه ذكر الله عز وجل تعظيما ً له سبحانه.
ولكن إذا كان ذلك لحاجة أو ضرورة فلا بأس، كمن كان معه أوراق يشق عليه إخراجها كلما دخل فهذه حاجة، أو يخشى عليها السرقة فهذه ضرورة، فلا بأس أن يدخل بها، ومما يخفف ذلك أنها مستورة في ثيابه.
وأما المصحف فلا يدخل فيه إلا لضرورة، كما لو خاف عليه أن يُسرق لما له من الحرمة العظيمة.
مسألة: ما حكم دخول الخلاء بشريط قد سُجِّل فيه قرآن أو ذكر الله، وكذلك الكلام في الخلاء؟.
الجواب: دخول الخلاء بالشريط لا يضر لأنه ليس فيه كتابة، والعبرة بوجود الكتابة، وكذلك الكلام لا بأس به إذا كان في غير ذكر الله عز وجل.
¥(19/95)
وأما ذكر الله عز وجل في الخلاء فبعض أهل العلم يرخص فيه إذا كان واجباً كالبسملة قبل الوضوء على قول. ولكن الأحوط أنه لا يذكر الله مطلقاً، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما عند مسلم أن رجلاً سلَّم على النبي e وهو يبول فلم يرد عليه. مع أن رد السلام واجب، ولكن لما كان مشتملاً على ذكر الله عز وجل لم يرد عليه. والدليل على أن السلام ذكر ما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي الجهم رضي الله عنه أن رجلاً سلَّم على النبي e فلم يرد عليه حتى أتى الجدار فضربه بيديه ثم مسح وجهه وكفيه فردَّ عليه. زاد أبو داود وقال ((إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر)).
94 - وعنه رضي الله عنه قال: كان النبي e إذا دخل الخلاء قال ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)) أخرجه السبعة.
الشرح:
أكثر الروايات على السكون ((الخبْث)) ومعناه الشيء الخبيث، والخبائث النفوس الشريرة. فيكون قد تعوذ من الشياطين ومن غيرهم. ولذا يقول الخطابي إن أكثر الروايات على السكون.
وجاء في بعض الروايات بالضم ((اللهم إني أعوذ بك من الخبُث)) الخبُث ذكران الشياطين، والخبائث إناثهم.
فالرواية بالسكون أعم، وقد صح عن النبي e كما في حديث علي عند الترمذي قال e (( ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدكم الخلاء أن يقول باسم الله)) ولذا فإنه ينبغي أن يجمع معها البسملة إذا أراد الدخول أن يقول: باسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث، فإنه إذا قال ذلك حفظه الله من الشياطين أن يطلعوا على عورته.
وجاء في رواية عند البخاري كان إذا أراد أن يدخل الخلاء قال ... . فهذا يدل على أنه يقوله قبل دخول الخلاء.
ثم يقدم رجله اليسرى قياس عكس على المسجد لأن المسجد جاء فيه حديث أنس عند الحاكم أن النبي e أمر من أراد أن يدخل المسجد أن يقدم رجله اليمنى وإذا خرج يبدأ باليسرى. فدخول الخلاء يكون بالشمال قياس عكس على المسجد، فالمسجد يُدخل باليمنى لأنه مكان طيب، والخلاء يُدخل باليسرى لأنه مكان خبيث، وإذا أراد الخروج خرج بقدمه اليمنى.
مسألة: إذا دخل الخلاء ولم يذكر الدعاء ناسياً فهل يخرج ويقول الدعاء؟.
الجواب: إذا خرج وقال الدعاء فهذا طيب.
95 - وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله e يدخل الخلاء فأحمل أنا وغلام نحوي إداوة من ماء وعنزة فيستنجي بالماء. متفق عليه.
الشرح:
هذا كان فيه خلاف قديم ثم زال، كان بعض أهل العلم يرى أنه لا يجوز الاستنجاء بالماء لأنه سيباشر النجاسة بيده وأما الاستجمار فإنه لا يباشرها بيده وإنما يزيلها بشيء بأحجار أو مناديل أو ما شابه ذلك.
ولكن الأحاديث في هذا ثابتة فزال هذا الخلاف واستقر الأمر على أن الاستنجاء بالماء لا محذور فيه، وهو أبلغ في الإنقاء من غيره، والنبي ? فعله، والله تعالى مدح أهل قباء بقوله (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) لأنهم كانوا يستنجون بالماء كما جاء في سنن أبي داود، وأما الحديث أنهم كانوا يستجمرون بالحجارة ثم يتبعونه الماء فهو ضعيف، والصحيح أنهم كانوا يستنجون بالماء.
ومسه للنجاسة بيده لا محظور فيه لأنه إنما مسها ليزيلها، كما أن المُحْرِم لو أصاب بدنه طيب فإنه يمس هذا الطيب ليغسله ولا حرج عليه في ذلك، كما قال النبي e ليعلى بن أمية ((اغسل عنك هذا الخلوق)) ولم يقل: ولا تمسه بيدك، وحديثه ثابت في الصحيحين.
والإداوة إناء صغير من جلد يكون فيه الماء وأما العنزة فهي رمح قصير. وحمل العنزة قيل: لعله يستتر بها، ولكن هذا غير صحيح لأنها رمح دقيق فلا يحصل به الستر. وقيل: لعله كان إذا أحدث e يتوضأ ثم يصلي فيحتاج إلى العنزة من أجل أن يضعها سترة، وهذا أقرب من الأول. ولكنه ليس ظاهراً تماماً فالله أعلم.
96 - وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قال لي النبي e (( خذ الإداوة)) فانطلق حتى توارى عني، فقضى حاجته. متفق عليه.
الشرح:
¥(19/96)
يستحب لمن أراد قضاء الحاجة أن يغيِّب بدنه كله لحديث المغيرة هذا، وإن رؤي بعضُ الجسد مع ستر العورة فلا بأس، لما ثبت في الصحيحين أن النبي e بال وحذيفة وراءه، قال حذيفة: كنت أتماشى أنا والنبي e فأتى سباطة قوم فقام كما يقوم أحدكم فبال فانتبذت منه فدعاني فجئت فقمت عند عقبه حتى فرغ. فستر العورة واجب والاستتار بجميع البدن مستحب، إلا إذا كان الإنسان يتغوط فإنه لا ينبغي أن يتغوط قريباً من شخص لأنه سيجد منه رائحة كريهة، ولا ينبغي للإنسان أن يوجد منه شيء كريه يتقذر الناس منه.
97 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e (( اتقوا اللعانين: الذي يتخلى في طريق أو ظلهم)) رواه مسلم.
98 - وزاد أبو داود، عن معاذ رضي الله عنه ((والموارد)) ولفظه ((اتقوا الملاعن الثلاثة: البَراز في الموارد وقارعة الطريق والظل)).
99 - ولأحمد عن ابن عباس ((أو نقع ماء)) وفيهما ضعف.
100 - وأخرج الطبراني النهي عن قضاء الحاجة تحت الأشجار المثمرة وضفة النهر الجاري. من حديث ابن عمر بسند ضعيف.
الشرح:
أما الحديث الأول ((اتقوا اللعانين)) قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟. قال ((الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم)) فهذا متفق على صحته. فالنبي e بيَّن أن هذا سبب للعن فيجب على المؤمن أن يحذره، لأن الناس إذا رأوا هذا الأذى فإنهم سيلعنونه لأنه قد آذاهم في أماكنهم التي ينتفعون بها إما في الطرقات أو في الظل تحت الأشجار أو في أماكن الجلوس في الشمس في الشتاء أو تحت الأشجار المثمرة أو في ضفة الأنهار أو في الموارد أو ما شابه ذلك مما ينتفع به الناس، فكل ما ينتفع به الناس فإنه يحرم قضاء الحاجة فيه، وإن كانت هذه الأحاديث فيها ضعف لكن هذا معلوم من العلة.
وهل يجوز لمن وجد هذا الشيء أن يلعن من فعله؟.
هذا محتمل فقد روى الطبراني عن حذيفة بن أَسِيْد رضي الله عنه وحسنه المنذري قال e (( من آذى المسلمين في طرقاتهم وجبت عليه لعنتهم)) يعني تحل عليه اللعنة. والنبي e يقول كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند أبي داود ((وإنه من لعن شيئاً ليس لها بأهل إلا رجعت عليه)) فمن لعن الذي قضى حاجته في الطريق ونحوه فإنه يَسْلَم ولا ترجع عليه لأنه يستحق اللعن قال e (( من آذى المسلمين في طرقاتهم وجبت عليه لعنتهم)) فهذا يدل على أنه فَعَل كبيرة من الكبائر وهو مستحق للعن.
والأحوط أن لا يُلعن، لكن لو لُعن فإنه لا يُنكر على اللاعن لأنه لعن من يستحق اللعن.
وحديث معاذ رضي الله فيه ضعف، لأن الراوي عن معاذ لم يسمع منه وهو أيضاً مجهول فالحديث ضعيف، ولكن يشهد له حديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم قال e (( لا تبل في الماء الدائم الذي لا يجري ثم تغتسل منه)) والبول محرم سواء اغتسل أو لم يغتسل، فهذا الماء الدائم هو الموارد التي يردها الناس يشربون منها ويسقون بهائمهم.
101 - وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله e (( إذا تغوط الرجلان فليتوار كل واحد منهما عن صاحبه ولا يتحدثا فإن الله يمقت على ذلك)) رواه أحمد وصححه ابن السكن وابن القطان وهو معلول.
الشرح:
هذا الحديث من رواية عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير، وعكرمة وإن كان ثقة ولكن روايته عن يحيى خاصة فيها ضعف، نص على ذلك الإمام أحمد والبخاري والنسائي رحمهم الله، وفيه علة أخرى وهي جهالة هلال بن عياض أحد رواته.
وما جاء في الحديث من التحدث حال كشف العورة فتحريمه معلوم من النصوص الأخرى.
وبعض الفقهاء أخذ من هذا الحديث كراهة التحدث أثناء قضاء الحاجة وهذا لا يصح لأمرين:
الأول: ضعف الحديث كما تقدم.
الثاني: أن الذي نص الحديث على تحريمه ليس هو الكلام فقط، وإنما هو التحدث حال كشف العورة.
ويقال أيضاً: إن الحديث فيه التحريم المؤكد ((إن الله يمقت على ذلك))، فأين الكراهة من هذا.
وخلاصة القول: أن الحديث أثناء قضاء الحاجة لا دليل على تحريمه ولا كراهته، والأصل الإباحة.
102 - وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e (( لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ولا يتمسح من الخلاء بيمينه ولا يتنفس في الإناء)) متفق عليه واللفظ لمسلم.
الشرح:
¥(19/97)
النبي e نهى عن هذه الأمور الثلاثة، الأول: قال ((لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول)) لأن حال البول مظنة النجاسة، فإذا أمسك ذكره بيمينه فقد تتلوث بالنجاسة واليمين مكرمة.
واختلف العلماء هل النهي عن مس الذكر باليمين خاص بحال البول أم أنه يعم حال البول وغيره؟.
فمنهم من قال: إنه يعم حال البول وغيره لأنه إذا نُهي عنه حال البول وقد يحتاج إن يمسكه بيمينه، فإنه في غير ذلك من باب أولى.
والقول الثاني: أنه خاص بحال البول لظاهر الحديث، ودعوى الحاجة غير مسلمة فيستغني بإمساكه باليسار عن اليمين.
والقول الثاني أقرب لعدم الدليل والأصل الإباحة. وأما ما يروى عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: ما مسست ذكري بيميني منذ بايعت رسول الله e ، فإنه لا يصح. وجاء أثر عن صحابي آخر وهو كذلك لا يصح.
والثاني: قال e (( ولا يتمسح من الخلاء بيمينه)) لأن اليمين مصونة عن هذه الأشياء المستقذرة فلا يجوز التمسح بها من الخلاء.
والثالث: قال ((ولا يتنفس في الإناء)) إذا شرب فلا يتنفس في الإناء وإنما يتنفس خارج الإناء. ولما قال رجل: يا رسول الله القذاة أراها في الإناء قال ((أهرقها)) فلم يرخص له في النفخ. قال: يا رسول الله إني لا أروى بنفس واحد قال فأبن القدح إذاً عن فيك، يعني أبعد الإناء ثم تنفس ثم ارجع. والحديث رواه الترمذي.
وأما حديث أنس رضي الله عنه في الصحيحين أن النبي e كان يتنفس في الشراب ثلاثاً ويقول ((إنه أروى وأبرأ وأمرأ)) وزاد أبو داود ((وأهنأ)) فمعناه أنه يشرب بثلاثة أنفاس يشرب ثم يبعد الإناء ويتنفس ثم يعود وهكذا، وهذا هو السنة.
واختلف العلماء هل هذا خاص بما إذا كان الإناء مشتركاً بينه وبين غيره أم أنه يعم حتى لو كان يشرب في إناء خاص؟.
منهم من قال: إن هذا النهي محمول على ما إذا كان الإناء عاماً لئلا يقذره على غيره، وقد يكون فيه شيء من الضرر.
والقول الثاني: أنه عام سواء كان الإناء خاصاً أو كان عاماً لأن الحديث عام.
وهذا القول أقرب أن الأصل العموم إلا إذا ثبت مخصص ولا نعلم مخصصاً لهذا النهي، ثم إن أهل الطب يذكرون أن التنفس في الإناء مُضِرٌّ حتى ولو كان من الشخص نفسه، إذا تنفس في الإناء أو نفخ في الطعام أو الشراب فإن هذا يضره ولو كان هو الذي يأكل أو يشرب وحده.
فهذا إن ثبت فهو مؤيد للعموم، فالأحوط للإنسان أن لا يتنفس في الإناء مطلقاً سواءً كان الإناء مشتركاً أو خاصاً ولا ينفخ في الطعام إذا كان الطعام حاراً، وإذا أراد أن يبرده فإنه يروِّح عليه بشيء ولا ينفخ فيه.
103 - وعن سلمان رضي الله عنه قال: لقد نهانا رسول الله e أن نستقبل القبلة بغائط أو بول أو أن نستنجي باليمين أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار أو أن نستنجي برجيع أو عظم. رواه مسلم.
104 - وللسبعة عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ((ولا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها بغائط أو بول ولكن شرقوا أو غربوا)).
الشرح:
هذا الحديث نهى فيه النبي e من أراد قضاء الحاجة أن يستقبل القبلة أو أن يستدبرها تكريماً وتعظيماً للقبلة وقال ((شرِّقوا أو غرِّبوا)) وهذا بالنسبة لأهل المدينة لأن قبلتهم من جهة الجنوب فإذا شرَّق أو غرَّب يكون قد انحرف عن القبلة تماماً، وهذا يدل على أن الانحراف اليسير لا يكفي وأنه ما يزال في حكم القبلة وكذلك أيضاً يدل على أن الإنسان لو انحرف عن القبلة قليلاً أن صلاته صحيحة ما دام في الجهة.
وهل هذا محرم في البنيان وفي الصحراء أم أنه خاص بالصحراء؟.
هذا فيه خلاف، ومذهب ابن عمر رضي الله عنهما أن النهي خاص بالبنيان، روى أبو داود عن مروان بن الأصفر أنه كان مع ابن عمر رضي الله عنهما فعرض راحلته وبال مستقبل القبلة فقال مروان: أليس قد نُهي عن هذا؟. قال ابن عمر رضي الله عنهما: بلى إذا لم يكن بينك وبين القبلة شيء أما إذا كان بينك وبين القبلة شيء يسترك فلا بأس.
فهذا مذهب ابن عمر رضي الله عنهما وكأنه أخذ هذا من حديثه الذي في الصحيحين قال: رقيت على بيت حفصة فرأيت النبي e قاعداً على لبنتين مستقبلاً بيت المقدس لحاجته.
فيكون مستدبراً للكعبة فكأنه فهم أن النبي e فعل ذلك لأنه في البنيان.
¥(19/98)
والقول الثاني: أنه لا فرق بين البنيان وبين الصحراء وأنه لا دليل على التفريق بين البنيان والصحراء، وكون النبي e فعله في البنيان هذا اتفاقاً وفَهْم ابن عمر رضي الله عنهما خالفه أبو أيوب رضي الله عنه قال: فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض بُنيت قبل القبلة فننحرف عنها ونستغفر الله.
فأبو أيوب رضي الله عنه جعل النهي على عمومه، ومن جهة المعنى لا فرق بين البنيان وبين غيره فإن من يقضي حاجته في الصحراء لا بد أن يكون بينه وبين القبلة أشياء كثيرة من جبال وبيوت ونحو ذلك، فلا فرق بين أن تكون قريبة أو بعيدة.
وأقرب ما يقال في هذا: أن الاستقبال مكروه كراهة تنزيه، وأن الصارف للنهي من التحريم إلى الكراهة هو حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه رأى النبي e مستقبلاً بيت المقدس مستدبراً الكعبة، فهذا فعل منه e فيكون صارفاً للنهي من التحريم إلى الكراهة.
وكذلك ما جاء عند أبي داود من حديث جابر رضي الله عنه قال: رأيت النبي e قبل أن يقبض بعام يستقبلها. وهذا الحديث صحيح، وهو إن كان من رواية محمد ابن إسحاق، ولكنه صرح بالتحديث ومحمد بن إسحاق ثقة وإذا صرح بالتحديث فحديثه صحيح، فالحديث صحيح وهو صارف للنهي من التحريم إلى الكراهة، وهذا هو الراجح لأنه ليس هناك دليل واضح في التفريق بين البنيان وبين الصحراء، فيكون الجمع بين الأحاديث على هذا الوجه أن النهي للكراهة والصارف هو فعله e .
وهذا هو مذهب جماعة من السلف منهم عروة بن الزبير وربيعة شيخ مالك وابن حزم وغيرهم.
مسألة: هل يحرم استقبال بيت المقدس حال قضاء الحاجة؟.
الجواب: لا يحرم، وما رواه أبو داود من النهي عن استقبال القبلتين ببول أو غائط. فهو حديث ضعيف فيه راوٍ مجهول ذكره الحافظ في الفتح.
وفي حديث سلمان رضي الله عنه لما قال له اليهود: علمكم نبيكم كل شيء حتى الخِراءة. قال: أجل نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول أو أن نستنجي باليمين أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار أو أن نستنجي برجيع أو بعظم. هذا الحديث ذكر فيه سلمان رضي الله عنه هذه الآداب التي علمهم النبي e وجاء في السنن قال e (( إنما أنا لكم مثل الوالد أعلمكم)) فكان النبي e يعلمهم كل شيء حتى ما يتعلق بقضاء الحاجة.
وقول سلمان رضي الله عنه: وأن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، هذا يدل على أنه لا يجوز للإنسان الاستنجاء بحجرين أو واحد، إلا إذا كان الحجر له ثلاث شعب فإنه لا حرج أن يمسح بحجر واحد بكل شعبة مسحة، والمراد هو المسحات لا ذات الحجر، فالمراد بهذا أن يمسح ثلاث مسحات، لأن الغالب أن الخارج لا يزول إلا بالثلاث فما فوق فالاقتصار على ما دون الثلاث لا يجوز.
وأما حديث ابن مسعود رضي الله عنه في صحيح البخاري لما أتى النبي e الغائط قال ((ابغني أحجاراً)) يعني ائتي بأحجار. قال ابن مسعود رضي الله عنه: فأتيته بحجرين فالتمست ثالثاً فلم أجد، فأتيته بروثه فأخذ الحجرين وألقى الروثة وقال ((هذا ركس))، وفي رواية ابن خزيمة أنها روثة حمار، وعند ابن خزيمة أيضاً قال ((هذا رجس)) يعني نجس.
فمنهم من قال: إن هذا الحديث يدل على أنه لا يلزم الثلاثة لأنه أخذ الحجرين وألقى الثالث وقال ((هذا ركس)).
لكن الجواب من وجهين: الوجه الأول: أنه جاء عند الإمام أحمد، وقال الحافظ: رواته ثقات أنه قال ((أبغني ثالثاً)).
الوجه الثاني: أنه على فرض أن هذه الرواية لا تثبت فإنه لا يدل على الاقتصار على أقل من ثلاث لأن هذه قضية عين محتملة، فقد يكون النبي e مسح بشيء آخر أو التمس حجراً ثالثاً فقضايا الأعيان محتملة فلا يعارض بها النصوص المحكمة، وهذه قاعدة مفيدة لطالب العلم إذا جاء نص محكم في مسالة وجاءت قضية عين فإنه لا يعارض بها النص المحكم لأن هذه القضية يدخلها الاحتمالات، أما النص فهو محكم لا يدخله الاحتمال، كما في حديث سلمان رضي الله عنه قال: ونهانا أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار. هذا نص محكم لا يدخله الاحتمال، أما حديث ابن مسعود رضي الله عنه فإنها قضية عين يدخلها الاحتمال.
105 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: إن النبي e قال ((من أتى الغائط فليستتر)) رواه أبو داود.
الشرح:
¥(19/99)
هذا الحديث وإن كان ضعيفاً ولكن حفظ العورة دلت على وجوبه العمومات، فمنها حديث أبي سعيد رضي الله عنه في صحيح مسلم قال e (( لا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد)) يعني أن يجتمع رجل وآخر في ثوب واحد وليس بين عورتيهما ستر.
وكذلك حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر قال e (( احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك)) قال قلت: يا رسول الله إذا كان القوم بعضهم في بعض. قال ((إن استطعت أن لا يريَنَّها أحد فلا يرينَّها)). قال قلت: أرأيت إن كان أحدنا خالياً؟ قال ((فالله أحق أن يستحيا منه)) رواه أبو داود. وهذا أيضاً يدل على وجوب حفظ العورة.
وكذلك في قوله تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) ذكر المفسرون أن المراد بالآية الحفظ عن النظر وعن الفواحش.
106 - وعنها أن النبي e كان إذا خرج من الغائط قال ((غفرانك)) أخرجه الخمسة وصححه أبو حاتم والحاكم.
الشرح:
هذه السنة إذا خرج الإنسان من الخلاء أن يقول غفرانك. وغفرانك: إما أنها مصدر مثل سبحانك أو أنها مفعول به لفعل محذوف تقديره أسألك غفرانك أي أسألك المغفرة.
وللعلماء أقوال في مناسبة هذا الدعاء بعد قضاء الحاجة منهم من قال: لمَّا احتبس عن الذكر في الخلاء فإنه يستغفر من ذلك ولكن هذا فيه نظر لأن الاحتباس عن الذكر ليس ذنباً والإنسان يحتبس عن الذكر كثيراً إما غفلة أو عند الطعام ونحو ذلك، فلو كان لأجل ذلك لكان يشرع له كلما غفل عن الذكر أن يستغفر الله.
والقول الثاني: أنه لما تخفف من الأذى الدنيوي تذكر الأذى الأخروي وهو أعظم وهو ثقل الذنوب والمعاصي، فناسب أن يسال الله كما عافاه في الدنيا من هذا الأذى أن يعافيه في الآخرة من الذنوب والمعاصي.
وهذه مناسبة أقرب من الأولى والشيء بالشيء يذكر كما أن الإنسان إذا تطهر شُرع له أن يتشهد، فلما طهر ظاهره بالماء شُرع له أن يطهر باطنه بالشهادة وتجديد التوحيد يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
مسألة: إذا كان الإنسان في الصحراء متى يقول دعاء دخول الخلاء؟.
الجواب: في حديث أنس رضي الله عنه ((إذا دخل أحدكم الخلاء)) هذا يدل على أنه إذا دخل المكان المعد مثل الحمامات والحشوش وما شابه ذلك. وجاءت رواية ذكرها الحافظ في الفتح ((إذا أتى أحدكم الغائط)) والإتيان أعم فإذا أتى هذا المكان المنخفض الذي يريد أن يقضي حاجته فيه قبل أن يرفع ثوبه يقول هذا الدعاء بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث.
107 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: أتى النبي e الغائط فأمرني أن آتيه بثلاثة أحجار فوجدت حجرين ولم أجد ثالثاً فأخذهما وألقى الروثة وقال ((هذا رجس – أو ركس)) أخرجه البخاري. وزاد أحمد والدارقطني ((ائتني بغيرها)).
الشرح:
تقدم الكلام على هذا الحديث في شرح الحديث رقم (103).
108 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله e نهى أن نستنجي بعظم أو روث وقال ((إنهما لا يطهِّران)). رواه الدارقطني وصححه.
الشرح:
الاستنجاء بالعظام والروث لا يجوز، لأنها لا تخلو من أحد حالين إما أن يكون العظم عظماً لما يؤكل لحمه وقد ذُكي فإن هذا طعام الجن، كما ثبت في صحيح مسلم أن النبي e أتى الجن وأنه قرأ عليهم القرآن فسألوه الزاد فقال e (( لكم كل عظم ذُكر عليه اسم الله تجدونه أوفر ما يكون لحماً ولكم كل بعرة علف لدوابكم)) فنهى النبي e عن الاستنجاء بالعظام والروث وقال إنها طعام إخوانكم من الجن، وفي رواية ((زاد إخوانكم من الجن)) فعظام المذكاة المأكولة طعام الجن فهي محترمة ولا يجوز إفسادها، وكذلك الروث إذا كان روث ما يؤكل لحمه فهو طعام دواب الجن، فلا يجوز الاستنجاء به.
وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه عند أبي داود أن الجن أتوا النبي e فقالوا: يا محمد إنْهَ أمتك أن يستنجوا بعظم أو روثة أو حممة فإن الله جعل لنا فيها رزقاً. والحممة هي الفحم، فهذا أيضاً لا يجوز الاستنجاء به وهذا كله من أجل الجن.
¥(19/100)
وأما إذا كان العظم عظم ميتة أو عظم محرم الأكل كالحمار فإنه نجس خبيث لا يطهر، وكذلك الروث إذا كان روث ما لا يؤكل لحمه كالحمار فإنه نجس ولا يطهر، فالخبيث لا يزيد إلا خبثاً، ولذلك قال ((إنهما لا يطهِّران)).وحتى المأكول إذا كان رطباً فإنه أيضاً لا يطهر.
والخلاصة أن علة النهي أنه لا يطهر وأنه طعام الجن فيعُلل بما جاء في مجموع الروايات.
مسألة: هل هناك فرق بين القبل والدبر في عدد المسحات؟.
الجواب: لا فرق، فلا بد من ثلاثة أحجار أو ثلاث مسحات للقبل وثلاث للدبر لعموم الحديث.
109 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e (( استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه)) رواه الدارقطني.
110 - وللحاكم ((أكثر عذاب القبر من البول)) وهو صحيح الإسناد.
الشرح:
وله شاهد أيضاً من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند الحاكم بسند حسن حسنه الحافظ رحمه الله، وكذلك يشهد له حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين في اللذين يعذبان في قبورهما قال e (( أما إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير بلى إنه كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة)). فهذا يدل على أن البول من أسباب عذاب القبر والمراد من قوله ((لا يستتر من بوله)) يعني أنه لا يتقي رشاش البول ولا ينظف ثيابه من البول، وهذا يدل على نجاسة البول وأنه يجب التحرز منه.
وورد في بعض الأحاديث أن النبي e كان يرتاد لبوله موضعاً رخواً، لكن الحديث فيه ضعف رواه أبو داود وسنده فيه راوٍ مجهول، وحديث ابن عباس رضي الله عنهما يؤيده.
وجاءت أحاديث بأن النبي e أمر من أراد البول أن يتوخى الريح أن تهب إليه. وهذه الأحاديث وإن كان فيها ضعف، ولكن معناها صحيح، فما دام أن البول من أسباب عذاب القبر فإنه يجب التحرز منه، وإذا أصاب ثيابه شيء منه فإنه يجب عليه أن يغسله.
أما إذا شك هل رجع عليه البول أم لا، فينظر في ملابسه فإذا لم ير شيئاً فالأصل الطهارة، ولا يجب عليه الغسل، وإذا رأى شيئاً بيِّناً غسله.
111 - وعن سراقة بن مالك رضي الله عنه قال: علمنا رسول الله e في الخلاء أن نقعد على اليسرى وننصب اليمنى. رواه البيهقي بسند ضعيف.
الشرح:
هذا الحديث ضعيف، في سنده من لا يُعرف، وهذا العمل فيه عسر ومشقة، فيقعد الإنسان على ما يتيسر له.
112 - وعن عيسى بن يزداد عن أبيه رضي الله عنهما قال: قال رسول الله e
(( إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاث مرات)) رواه ابن ماجه بسند ضعيف.
الشرح:
عيسى هذا وأبوه مجهولان، فالحديث ضعيف وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: إن النتر بدعة ويزيد خروج البول، فالذكر كالضرع إن حلبته درَّ وإن تركته قرَّ.
وبعض الفقهاء لهم تكلفات في هذا، كلها لا حاجة إليها، بعضهم يقول: يتنحنح، وبعضهم يقول: يمسح الذكر من أصله أي من عند حلقة الدبر إلى أعلى الذكر، وبعضهم قال: يصعد درجات وينزل من أجل أن يخرج الباقي.
وكل هذا من التكلف والتعسف وهو في الواقع مضر لأنه يدر البول، فالإنسان يكون على طبيعته يبول وإذا انتهى فلا يعجل حتى ينتهي بوله ثم يستنجي.
والسنة أن ينضح سراويله كما في حديث الحكم بن سفيان رضي الله عنه عند أبي داود وغيره أن النبي e كان إذا بال أخذ حفنة من ماء ونضح بها فرجه.
وفائدة النضح أنه لو شك في خروج شيء من البول وأحس ببلل فإنه يحمله على هذا الماء الذي نضحه، إلا إذا تيقن خروج البول فإنه يستنجي ويغسل ثيابه ويتوضأ. ولا ينبغي له أن يفتح على نفسه باب الوسواس لئلا يقع في الحرج.
والواقع أن الإنسان إذا أهمل هذا وتركه ولم يلتفت إليه فإنه ينقطع، وأما إذا تتبعه وصار يهتم به وصار يفعل ما ذكره الفقهاء من النتر وما شابهه ويشدد على نفسه، فالغالب أنه يتمادى معه البول.
ولذا فإن كثيراً من الناس يسأل عن هذه القطرات التي تنزل بعد البول فيقال: الأصل السلامة إلا إذا تيقن يقيناً فإنه هنا يجب عليه أن يستنجي وأن يغسل ما أصابه البول من ثيابه ويتوضأ، وإذا كان في صلاة قطعها، ولكن لا يفتح على نفسه باب الوسواس.
¥(19/101)
113 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي e سأل أهل قباء فقال ((إن الله يثني عليكم)) فقالوا: إنا نتبع الحجارة الماء. رواه البزار بسند ضعيف، وأصله في أبي داود والترمذي.
114 - وصححه ابن خزيمة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بدون ذكر الحجارة.
الشرح:
هذا الحديث ضعيف في سنده محمد بن عبدالعزيز وهو ضعيف، وكذلك عبدالله ابن شداد وهو أيضاً ضعيف، والصحيح أنهم كانوا يستنجون بالماء، والاستنجاء بالماء أكمل.
والحجارة ونحوها مجزئة إذا كانت ثلاث مسحات فأكثر، والسنة أن يقطعه على وتر لقوله e (( ومن استجمر فليوتر)) متفق عليه. وجاء في السنن ((من فعل فقد أحسن ومن ترك فلا حرج)) لكن هذه الرواية ضعيفة، ومع ذلك فالقطع وتراً سنة لأنه من الآداب والكمال.
باب الغسل وحكم الجنب
115 - عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله e (( الماء من الماء)) رواه مسلم وأصله في البخاري.
116 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e (( إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغُسل)) متفق عليه.
117 - وزاد مسلم ((وإن لم ينزل)).
الشرح:
هذا كان في أول الأمر، والحديث له قصة، ففي حديث أبي سعيد رضي الله عنه في صحيح مسلم أن النبي e أتى باب عتبان بن مالك رضي الله عنه فصرخ به فخرج يجر إزاره فقال e أعجلنا الرجل، ثم قال عتبان رضي الله عنه: يا رسول الله أرأيت الرجل يُعجَل عن امرأته ولم يمنِ ماذا عليه؟ فقال النبي e (( إنما الماء من الماء)) يعني الماء الأول الذي هو ماء الغُسل من الماء الثاني الذي هو المني، يعني الغُسل لا يجب إلا بالإنزال، وهذا كان في أول الأمر.
وفي حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم سئل النبي e عن الرجل يجامع أهله ثم يُكسَل فقال ((إني لأفعل ذلك أنا وهذه ثم نغتسل)) فكان هذا في أول الإسلام رخصة ثم نُسخ ووجب الغسل بالإيلاج وإن لم ينزل كما في الصحيحين قال e (( إذا جلس بين شعبها الأربع وجهدها)) وفي رواية ((ومس الختان الختان فقد وجب الغسل)) وفي رواية لمسلم ((وإن لم ينزل)) فهذا يدل على أنه إذا أولج وجب عليه الغسل.
وقوله e (( ومس الختان الختان)) هذا يُفهم من ظاهره أنه يجب الغسل بمجرد المس إذا مس الذكر فرج المرأة، ولكن جاء في رواية الترمذي قال e (( وجاوز الختان الختان)) وجاوز يعني لا بد من إيلاج الحشفة. وقال ابن العربي أجمع أهل العلم على أنه لا يجب الغسل إلا بإيلاج الحشفة.
وهذا أيضاً يُفهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي في الصحيحين ((ومس الختان الختان)) فإن ختان الرجل هو في الحشفة كلها ولا يمكن أن يمس ختان المرأة إلا إذا أولجها في فرجها.
وأخذ بعض أهل العلم من هذا أن السنة في حق النساء الختان لقوله e (( ومس الختان الختان)) الأول للرجل والثاني للمرأة. فهذا يدل على أن السنة للمرأة الختان.
وجاءت أحاديث في السنن وفيها ضعف، ولكن لها شواهد تتقوى بها أن النبي e قال للخاتنة ((اخفضي ولا تنهكي فإنه أنظر للوجه وأحظى عن البعل)) فدلت هذه الأحاديث على أن إيلاج الحشفة يوجب الغُسل وإن لم ينزل.
وكان في أول الإسلام لا يجب الغُسل ثم نُسخ كما جاء في سنن أبي داود من حديث أبي ابن كعب رضي الله عنه قال: كان ذلك رخصة في أول الإسلام ثم أمر النبي e بالغُسل. فهذا صريح في النسخ.
وهذا من الأمور التي يُعرف بها النسخ وهو تصريح الصحابي وكذلك تصريح النبي e كقوله ((كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأوعية كلها)) رواه مسلم. فهذا كله صريح في النسخ.
118 - وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله e – في المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل – ((تغتسل)) متفق عليه.
119 - زاد مسلم فقالت أم سلمة رضي الله عنها: وهل يكون هذا؟. قال e (( نعم فمن أين يكون الشبه؟)).
الشرح:
¥(19/102)
وهذا دليل على أن المرأة كالرجل إذا احتلمت ورأت الماء فإنها تغتسل. قالت أم سليم رضي الله عنها: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟. فقال e (( نعم إذا هي رأت الماء)) فإذا احتلم الإنسان فإنه لا يجب عليه الغسل حتى يرى الماء، فقد يرى الإنسان شيئاً في المنام لكن ليس بالضرورة أن ينزل، والأصل هو عدم الإنزال فلا ينتقل عنه.
وأما إذا رأى بللاً وأشكل عليه هل هو مني أم لا؟ فإنه يُنظر إن كان رأى شيئاً في المنام فإن هذا يؤيد أنه مني، فيجب عليه الغُسل، وأما إذا لم يرَ شيئاً في المنام ووجد بللاً فلا غسل عليه ما لم يتيقن أنه مني، لأن الأصل عدمه.
مسألة: ما معنى قول النبي e (( فمن أين يكون الشبه))؟.
الجواب: المعنى أن الشبه يكون من ماء المرأة. الرجل يكون منه ماء والمرأة كذلك، فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة كان له الشبه، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل كان لها الشبه، كما جاء في حديث عبدالله بن سلام رضي الله عنه عند البخاري.
وإذا علا ماء الرجل ماء المرأة أَذْكَرَ بإذن الله وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل آنث بإذن الله، كما جاء في حديث ثوبان رضي الله عنه عند مسلم.
120 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله e يغتسل من أربع: من الجنابة ويوم الجمعة ومن الحجامة ومن غُسْل الميت. رواه أبو داود وصححه ابن خزيمة.
الشرح:
وهذا الحديث فيه مقال، ولكن له طرق يتقوى بها كما قال ابن القيم رحمه.
أما بالنسبة لغُسل الجمعة فهو ثابت في الأحاديث الصحيحة الكثيرة، والغسل من الجنابة ثابت بنص القرآن والأحاديث الصحيحة.
بقي الحجامة وتغسيل الميت، فالغسل من الحجامة سنة وليس بواجب، وهذا فعل مجرد لا يدل على الوجوب، وكذلك الغُسل من تغسيل الميت سنة وقد تقدم الكلام فيه.
121 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه – في قصة ثمامة بن أثال عندما أسلم – وأمره النبي e أن يغتسل. رواه عبدالرزاق وأصله متفق عليه.
الشرح:
الحديث ثابت في الصحيحين بدون الأمر فإن ثمامة رضي الله عنه ذهب واغتسل.
وثمامة قد أسره الصحابة رضي الله عنهم وجاؤوا به فربطوه في سارية من سواري المسجد، فخرج عليه النبي e فقال ((ماذا عندك يا ثمامة)). قال: عندي يا محمد خير إن تقتل تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل تعطَ منه ما شئت. فتركه النبي e إلى بعد الغد ثم خرج عليه فقال e (( ماذا عندك يا ثمامة)). قال: ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت. تغير كلامه هذه المرة، في الأولى قال: إن تقتل، لأنه كان يتوقع القتل فلما تركه النبي e طمع في كرمه وفي عفوه e فقدم العفو في المرة الثانية فقال: إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم – أي دم له قيمة يستحق القتل لأنه سيد – وإن كنت تريد الماء فسل تعط منه ما شئت. فتركه النبي e ثم خرج عليه من الغد في المرة الثالثة فقال e (( ماذا عندك يا ثمامة)) قال: ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعطَ منه ما شئت. فقال النبي e (( أطلقوا ثمامة)).
وهذا فيه دليل على أنه يجوز للإمام أن يمن على الأسير إذا رأى المصلحة في ذلك كما قال الله تعالى ((فإما مناً بعد وإما فداء)) فمنَّ عليه النبي e ، فلما فعل ذلك ذهب إلى نخل قريب من المسجد واغتسل ثم جاء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، والله يا محمد ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك، ولقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي، والله ما كان على الأرض دين أبغض إلي من دينك ولقد أصبح دينك أحب الدين كله إلي، والله ما كان على الأرض بلد أبغض إلي من بلدك ولقد أصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي، وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟. فبشَّره رسول الله e وأمره أن يعتمر، فلما قدم مكة قال له قائل صبوت؟. قال: لا ولكني أسلمت مع رسول الله e ، ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله e .
ففي هذه الرواية رواية أحمد وعبدالرزاق أن النبي e أمره، لكن هذه الرواية فيها ضعف كما بين ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله.
¥(19/103)
واختلف العلماء في الكافر إذا أسلم هل يجب عليه الغسل أم لا؟. فمذهب الإمام أحمد أنه يجب عليه الغُسل، واستدلوا بحديث قيس بن عاصم رضي الله عنه في سنن أبي داود أن النبي e أمره أن يغتسل بماء وسدر والحديث صحيح.
وذهب الشافعي وغيره إلى عدم الوجوب وأن الغسل سنة، واستدلوا بأن النبي e لم يأمر الذين أسلموا يوم الفتح بالغسل وكانوا عدداً غفيراً، ولو كان الغُسل واجباً لأمرهم بذلك ولو أمرهم به لاشتُهر ونُقل، فلما لم ينقل عُلم أنه لم يأمرهم به فدل هذا على أنه ليس على سبيل الوجوب، فهذا يكون قرينة تصرف الأمر الذي في حديث قيس من الوجوب إلى الاستحباب لأنه لو كان واجباً لأمرهم به واشتهر ذلك ونُقل، لكنه لما لم ينقل دل على أنه ليس على سبيل الوجوب. وهذا القول أقرب وهو مذهب الشافعي رحمه الله.
وذهب أبو حنيفة رحمه الله إلى التفصيل فقال: إن كان الكافر ممن يغتسل من الجنابة فإنه يستحب له، وإن كان هذا الكافر ممن لا يغتسل من الجنابة في حال كفره فإنه يجب عليه، لأنه يكون عليه جنابة.
لكن هذا التفصيل ليس بظاهر وليس عليه دليل فالغالب أن الكفار لا يغتسلون من الجنابة، والنبي e ما فصَّل، ما قال من كان لا يغتسل من الجنابة فليغتسل، فهذا تفصيل ليس عليه دليل.
فأقرب الأقوال أنه يستحب للكافر إذا أسلم أن يغتسل ولا يجب عليه.
122 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله e قال ((غُسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم)) أخرجه السبعة.
123 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله e (( من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل)) رواه الخمسة وحسنه الترمذي.
الشرح:
الحديث الأول فيه الأمر بالغُسل للجمعة وهذا محل خلاف بين أهل العلم فمن يرى الوجوب يستدل بحديث أبي سعيد وهو صريح في الوجوب ((غُسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم وسواك ويمس من الطيب ما قدر عليه)).
والقول الثاني: أن غسل الجمعة مستحب إلا من كان فيه روائح كريهة فإنه يجب عليه، لأن النبي e لما وجد الروائح الكريهة من المصلين في المسجد أمرهم بالغسل كما ثبت في الصحيحين. وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو الذي تجتمع عليه النصوص، فإنه في حديث أبي سعيد رضي الله عنه أمر بالغُسل، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه في صحيح مسلم قال e (( من توضأ ثم أتى الجمعة فصلى ما كُتب له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته ثم يصلي معه غُفر له ما بين الجمعة والتي تليها وفضل ثلاثة أيام)) فهذا صريح في عدم الوجوب.
ولو ذكر المؤلف حديث أبي هريرة رضي الله عنه هذا لكان أولى، لأنه أصح من حديث سمرة رضي الله عنه، وحديث سمرة من رواية الحسن عن سمرة وفيه الخلاف المشهور والذي ثبت سماع الحسن من سمرة حديث العقيقة. فقد سئل الحسن رحمه الله فقيل له: ممن سمعت حديث العقيقة قال: من سمرة. وأما ما عداه فهو محل خلاف بين أهل العلم، والحسن مدلِّس فإذا قال: عن سمرة فإنه يحتمل السماع وعدمه، والمدلِّس إذا عنعن فإنه لا يقبل حديثه حتى يصرِّح بالسماع.
ولكن بعض العلماء قال: إن حديثه عن سمرة يُنظر فيه فإذا كان مستقيماً تشهد له النصوص قُبل وإن كان فيه شذوذ أو نكارة فإنه يرد. وحديثه هذا تشهد له النصوص، يشهد له حديث أبي هريرة في صحيح مسلم فالمعول عليه في هذا ((من توضأ ثم أتى الجمعة)) فلو كان الغسل واجباً ما اقتصر النبي e على الوضوء، فالنبي e أقرَّ المتوضئ قال ((من توضأ ثم أتى الجمعة)).
وذكر النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم أن الغسل ليس بواجب وأن هذا الحديث صارف للأمر عن الوجوب إلى الاستحباب.
ومما يؤيد هذا أن النبي e جمع مع الغُسل السواك والطيب ولم يقل أحد من أهل العلم بوجوب السواك والطيب، وظاهر الحديث يدل على الوجوب لأنه قال ((غُسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم)) المحتلم هنا البالغ ((وسواك)) فالنبي e جمع مع الغسل السواك والطيب فقال ((وسواك ويمس من الطيب ما قدر عليه)) ولا يعرف قائل بوجوب الطيب والسواك.
¥(19/104)
ومنهم من أجاب على هذا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما عند البخاري لما ذكروا أن النبي ? قال ((اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا رؤوسكم وإن لم تكونوا جنباً)) فقال ابن عباس رضي الله عنهما: أما الغسل فنعم وأما الطيب فلا أدري.
فيقال: عدم علم ابن عباس بأمر النبي e بالطيب لا ينفي علم غيره فأبو سعيد رضي الله عنه علمه، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ، فأبو سعيد روى الوجوب في الغسل والسواك والطيب. فمن قال: إن الغسل واجب واستدل بحديث أبي سعيد يلزمه أن يقول أيضاً بوجوب السواك والطيب، وهذا لا قائل به.
فأقوى هذه الأقوال وأرجحها هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: من كان فيه روائح كريهة لقدم عهده بالغُسل فإنه يجب عليه، لأن النبي e لما وجد الروائح أمرهم بالغسل، ولأن الإنسان يجب عليه أن يدفع ضرره عن الآخرين ((لا ضرر ولا ضرار)) والروائح الكريهة يتأذى بها الناس.
والنبي e نهى من أكل الثوم والبصل عن إتيان المسجد فيقال: من كان له رائحة كريهة وجب عليه الغُسل، ومن لم يكن له فالغُسل مستحب، ولا ينبغي له أن يدعه خروجاً من خلاف أهل العلم. وهذا هو الصحيح وهو الذي تجتمع عليه النصوص.
مسألة: من فاتته الجمعة فهل يشرع له الغُسل أم لا؟ وكذلك من ليس عليه جمعة كالنساء والمريض؟.
الجواب: لا يشرع للنساء ومن فاتته الجمعة والمريض الغُسل، لأن الحكمة منه لئلا يوجد من رائحة كريهة في هذه الصلاة لأنها تكون وقت الزوال في شدة الحر، ولذلك يوم العيد لا يشرع له الغسل لأنه يكون في أول النهار قبل شدة الحر، والغالب أنها لا توجد منه الرائحة الكريهة، والأحاديث التي جاءت في غسل العيد ضعيفة.
124 - وعن علي رضي الله عنه قال: كان رسول الله e يقرئنا القرآن ما لم يكن جنباً. رواه الخمسة وهذا لفظ الترمذي وحسنه، وصححه ابن حبان.
الشرح:
كذلك حسنه الحاكم ووافقه الذهبي. وهذا الحديث له علة لأنه من رواية عبدالله بن سلمة وهذا كان قد اختلط والذي روى عنه عمرو بن مرة يقول: كان عبدالله بن سلمة يحدثنا فنعرف منه وننكر. ووهَّن الإمام أحمد رحمه الله شأن عبدالله بن سلمة لأنه كان قد اختلط.
ولكن هذه العلة مجبورة بمتابعة أبي الغَرِيْف عند الإمام أحمد وأبو الغريف ذكره ابن حبان في الثقات ولا يُعرف له جرح، فيكون شاهداً ومقوياً لطريق عبدالله بن سلمة فإذا انضم هذا إلى هذا أعطي الحديث قوة، ولذلك حسنه من حسنه من أهل العلم. فالحديث فيه ضعف لكنه بهذا الشاهد يكون حسناً لغيره.
وحديث علي رضي الله عنه الذي رواه الإمام أحمد أصرح في التحريم من رواية الترمذي فإن أبا الغريف روى عن علي رضي الله عنه أنه أُتي بوَضوء فتوضأ ثم قال: هكذا رأيت النبي e توضأ ثم قرأ شيئاً من القرآن ثم قال ((هذا لمن لم يكن جنباً أما الجنب فلا ولا آية)) يعني لا يقرأ ولا آية، فهذا صريح في نهي الجنب عن قراءة القرآن.
وبعض العلماء يرى أنه لا بأس أن يقرأ الجنب القرآن، وصح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه لا يحرم على الجنب أن يقرأ القرآن.
لكنَّ هذه الأحاديث بمجموعها تكون حجة في نهي الجنب عن قراءة القرآن.
وأما ما يقصد به الذكر ويوافق القرآن فلا بأس، مثل لو قال: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، يقصد الدعاء، أو قال: ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً، ولم يقصد التلاوة وإنما قصد الدعاء فلا بأس والأعمال بالنيات ولا يعد تالياً للقرآن.
وكذلك لو قرأ بعض آية فلا بأس، فلو استدل ببعض آية فلا بأس لقوله e (( أما الجنب فلا ولا آية)).
125 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله e (( إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوءاً)) رواه مسلم.
126 - زاد الحاكم ((فإنه أنشط للعود)).
الشرح:
إذا جامع الرجل أهله ثم أراد أن يعود أي يجامع مرة أخرى فإن السنة أن يتوضأ وضوءه للصلاة، وبيَّن النبي e الحكمة فقال ((فإنه أنشط للعود)) أخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
127 - وللأربعة عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله e ينام وهو جنب من غير أن يمس ماءً وهو معلول.
الشرح:
¥(19/105)
قيل إنه أخطأ فيه أبو إسحاق ولم يسمعه من الأسود، ذكر هذا جمع من أهل العلم منهم الإمام أحمد وأبو داود. وقد صححه البيهقي وقال: إن أبا إسحاق سمعه من الأسود.
والأصل في الحديث الصحة، وأبو إسحاق ثقة وكونه أخطأ فيه هذا محل نظر، والأصل أن الراوي الثقة يقبل حديثه وليس هناك ما يدل على هذا الخطأ.
فالسنة أن يتوضأ، وهذا الحديث يدل على أن الأمر بالوضوء لمن أراد النوم ليس على سبيل الوجوب لأنه ثبت في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه ذكر للنبي e أنه تصيبه الجنابة من الليل فقال e (( اغسل ذكرك وتوضأ ثم نم)) هذا فيه أمر والأصل في الأمر الوجوب.
ولكن حديث عائشة رضي الله عنها هذا يدل على أن الأمر للاستحباب وأنه لو نام جنباً ولم يمس ماءً فإنه ليس بآثم، ولكنه يُحْرَم من قربان الملائكة، كما في حديث عمار رضي الله عنه في سنن أبي داود قال e (( ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر والجنب حتى يتوضأ والمتضمخ بالزعفران – أي الذي يدهن جسده بالزعفران –)) فكون الملائكة لا تقرب الجنب في نومه هذا من باب فوات الفضل، فعدم قربان الملائكة لا يدل على أنه آثم، ولكن هذا يكون من فوات الفضيلة، لأنه ترك السنة ففاته هذا الخير.
وصح عن النبي e أنه كان إذا كسِل أن يقوم ضرب على الحائط وتيمم، فلو كان عند الإنسان تراب وكسل أن يقوم بعد الجماع ليتوضأ فلا بأس أن يتيمم ثم ينام.
والنبي e كان أحياناً يغتسل قبل النوم وأحياناً يتوضأ وأحياناً يتيمم وأحياناً ينام من غير شيء، كل ذلك كان يفعل. والأفضل أن لا ينام حتى يغتسل أو يتوضأ.
128 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله e إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه ثم يُفْرِغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه ثم يتوضأ ثم يأخذ الماء فيدخل أصابعه في أصول الشعر ثم حَفَنَ على رأسه ثلاث حفنات ثم أفاض على سائر جسده ثم غسل رجليه. متفق عليه، واللفظ لمسلم.
129 - ولهما من حديث ميمونة ثم أفرغ على فرجه وغسله بشماله ثم ضرب بها الأرض.
130 - وفي رواية: فمسحها بالتراب، وفي آخره: ثم أتيته بالمنديل فرده، وفيه: وجعل ينفض الماء بيده.
الشرح:
هذان الحديثان حديث عائشة وحديث ميمونة رضي الله عنهما في صفة الغُسل وهذا يسمى الغُسل المستحب أو الكامل. وأما المجزئ فهو تعميم الجسد بالماء مع المضمضة والاستنشاق.
والغُسل المستحب هو أن يفرغ الماء على يديه فيغسل كفيه، ثم يغسل فرجه بشِماله، ثم يدلك شماله بالأرض من أجل أن يزول ما علق بها من آثار غَسل الفرج، ويكفي عنه ما يقوم مقامه من صابون ونحوه، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة، ثم يدخل أصابعه في شعره حتى يصل الماء إلى أصول الشعر، ثم يأخذ ثلاث حفنات، في رواية كل حفنة ملء كفه وفي رواية ملء كفيه، ولعله يكون أحياناً كذا وأحياناً كذا، وفي بعض الروايات في الصحيح أيضاً أنه جعل حفنة للشق الأيمن والثانية للأيسر والثالثة على الوسط، ثم بعد ذلك يعمم سائر جسده بالماء.
وفي حديث ميمونة أنه e تنحى وغسل رجليه. فإن قيل: ما الحكمة من غَسل القدمين بعد الغُسل مع أنه قد غسل جسده كله؟. فالجواب: أن هذا ذُكر في حديث ميمونة ولم يُذكر في حديث عائشة فلعل المكان كان فيه طين أو تراب فلما فرغ من غُسله احتاج أن يزيله، فهذا يرجع إلى الحاجة، إن احتاج بعد الغُسل أن يغسل قدميه غسلهما وإلا كفى الغَسل الأول، هذا هو الغُسل المستحب.
وهل يسمي أم لا؟. كثير من أهل العلم على أنه يسمي قياساً على الوضوء، فإذا كانت التسمية مشروعة في الوضوء وهو الطهارة الصغرى، فتكون في الغُسل من باب أولى لأنه طهارة كبرى.
وهل يشترط في الغُسل أن ينوي رفع الحدث الأصغر عند الغُسل أو يكفي أن ينوي رفع الأكبر ويرتفع الحدثان؟. الصحيح أنه يكفي أن ينوي رفع الحدث الأكبر ولا يلزمه أن ينوي رفع الحدث الأصغر لأن الله تعالى يقول (وإن كنتم جُنُباً فاطَّهَروا) فالله تعالى أمر الجنب أن يتطهر إذا أراد الصلاة، فإذا تطهر بنية رفع الجنابة فإنه يكفي ويرتفع الحدثان معاً الأكبر والأصغر، وكذلك إذا اغتسل مع المضمضة والاستنشاق فإنه يكفي وإن لم يتوضأ.
¥(19/106)
وفي حديث عمران بن حصين رضي الله عنه في الصحيحين قصة الرجل الذي لم يصلِ وأصابته جنابة أمره النبي e أن يتيمم ثم لما حضر الماء أعطاه ماءً وقال ((أفرغه عليك)) فلم يأمره بالوضوء، فدل على أنه إذا عمم جسده بالماء كفى ويرتفع الحدثان ولا حاجة أن ينوي رفع الأصغر ولا حاجة أن يتوضأ بعد الغُسل، ما دام أنه اغتسل بنية رفع الحدث الأكبر فإنه يصلي سواءً توضأ أم لم يتوضأ.
مسألة: لو اغتسل للجمعة وليس عليه جنابة فهل يجزئه عن الوضوء؟.
الجواب: من اغتسل للجمعة وليس عليه جنابة ولم يتوضأ فالظاهر أنه لا يكفي، فإذا اغتسل رجل للجمعة وعمم بدنه بالماء سواء تمضمض أم لم يتمضمض وليس عليه جنابة وإنما اغتسل للجمعة فقط، فالظاهر أنه لا يكفي في رفع الحدث، وغُسل الجمعة المراد به التنظيف لأن النبي e أمر أصحابه به لما وجد منهم الرائحة الكريهة.
مسألة: في هذا الحديث قالت عائشة رضي الله عنها في صفة غسل النبي e : فيغسل فرجه ثم يتوضأ. فهل يكفي غسل الفرج قبل الوضوء عن غسله أثناء الغُسل؟.
الجواب: نعم يكفيه غسل الفرج قبل الوضوء. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: يغسل فرجه حتى لا يحتاج إلى مسه بعد الوضوء لأنه لو مسه انتقض وضوؤه، فإذا غسله قبل أن يشرع في الوضوء فإنه لا يحتاج إلى أن يمسه أثناء الغُسل لئلا ينتقض وضوؤه.
مسألة: هل رد النبي e للمنديل يدل على أن عدم التنشيف سنة؟.
الجواب: هذا فيه خلاف، فهل يقال إن عدم التنشيف سنة أو أنه من الأمور العادية؟ الأقرب أنه من الأمور العادية لا يقال: إن التنشيف سنة ولا تركه سنة، وكون ميمونة رضي الله عنها جاءت بالمنديل فهذا يدل على أنه كان من عادته e أن يتنشف لكنه تركه هذه المرة لأمر من الأمور.
وجاءت أحاديث عند ابن ماجه عن سلمان رضي الله عنه أن النبي e توضأ ثم قلب جبة كانت عليه ومسح بها وجهه، لكن الحديث ضعيف، وله شواهد كثيرة.
فالمقصود أن الظاهر من هذه الأحاديث أن النبي e كان من عادته أن يتنشف لمفهوم حديث ميمونة وحديث سلمان وإن كان فيه ضعف، فالظاهر أنه كان أحياناً يتنشف وأحياناً لا يتنشف.
131 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله إني امرأة أشد رأسي أفأنقضه لغُسل الجنابة؟ وفي رواية: والحيضة. قال ((لا، إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات)) رواه مسلم.
الشرح:
بعض العلماء يرى أن المرأة يجب عليها أن تنقض شعرها لغُسل الحيضة، وحكموا على رواية مسلم هذه بأنها شاذة.
ولكن الصحيح أنه لا يجب لهذا الحديث، والأصل أنها ثابتة فهي زيادة من ثقة، وزيادة الثقة الأصل فيها أنها مقبولة.
وما استدلوا به على وجوب النقض إما صريح غير صحيح أو صحيح غير صحيح.
أما الصريح فهو ما رواه البيهقي وغيره من حديث أنس رضي الله عنه مرفوعاً ((إذا اغتسلت المرأة من حيضها نقضت شعرها نقضاً وغسلته بخطمي وأشنان)) قال الهيثمي: فيه سلمة بن صبيح لم أجد من ذكره.
وأما الصحيح فهو حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين لما حاضت في الحج أمرها النبي e أن تنقض شعرها وتمتشط، وفي رواية وتغتسل. فهذا ليس هو غسل الطهر من الحيض ولكنه نظافة لأجل الإحرام فلا دلالة فيه.
فإذا اغتسلت فإنها تدخل أصابعها حتى تبلغ شؤون رأسها كما في حديث أسماء بنت شَكَل رضي الله عنها في صحيح مسلم في غُسل الحيضة قال e (( تأخذ إحداكن ماءها وسدرتها فتطهر فتحسن الطهور، ثم تصب على رأسها فتدلكه دلكاً شديداً حتى تبلغ شؤون رأسها ثم تصب عليها الماء، ثم تأخذ فرصة ممسَّكة فتطهر بها)) فقالت أسماء رضي الله عنها: وكيف أتطهر بها؟ فقال ((سبحان الله تطهرين بها)) فقالت عائشة: كأنها تخفي ذلك تتبعين أثر الدم. تأخذ فرصة يعني قطعة قماش أو قطن ممسَّكة فيها مِِسْك تتبع بها أثر الدم، يعني تطيب الفرج وما حوله من أجل إزالة الرائحة الكريهة التي تكون من آثار دم الحيض.
فهذا هو غسل الحيض تخلل رأسها وتدلكه دلكاً شديداً حتى تبلغ شؤون رأسها من أجل أن يصل الماء إلى أصول الشعر، والشؤون: هي عظام الرأس. وفي رواية عند أبي داود من حديث أم سلمة رضي الله عنها قال e (( واغمزي قرونك عند كل حثية)) تغمزها حتى يدخل الماء إلى داخل الشعر.
¥(19/107)
132 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله e (( إني لا أحل المسجد لحائض ولا جُنُب)) رواه أبو داود وصححه ابن خزيمة.
الشرح:
هذا الحديث ضعَّفه بعض أهل العلم، وقال الإمام أحمد رحمه الله: لا بأس به. والنصوص تشهد له.
أما الجنب فقد دل القرآن على أنه لا يدخل المسجد إلا عابر سبيل، قال الله تعالى (ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا) وظاهر الآية أن النهي عن الصلاة، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلا عابري سبيل) فالظاهر أن النهي عن الصلاة، ولكن لا يمكن حمله في الجنب على الصلاة لأن الجنب لا يمكن أن يصلي حتى ولو كان عابر سبيل لأنه لا بد إما أن يغتسل أو يتيمم إذا كان مسافراً وإذا تيمم لم يبق جنباً.
فلذا حملها الجمهور على أن المراد بالصلاة موضع الصلاة (لا تقربوا الصلاة) أي موضع الصلاة وهو المسجد فيكون في هذه الآية نهي عن دخول المسجد للجنب إلا عابر سبيل، كما لو احتاج أن يمر في المسجد من جهة إلى جهة فلا حرج ولو كان جنباً.
وقد روى الترمذي حديثاً في النهي عن المرور في المسجد واتخاذه طريقاً والحديث فيه كلام، والآية تدل على ضعفه، فالله سبحانه وتعالى أباح المرور في المسجد (ولا جنباً إلا عابري سبيل) فإذا جاز للجنب أن يمر في المسجد مجتازاً فغير الجنب من باب أولى.
وأما الحائض فإن النبي e نهى عائشة رضي الله عنها لما حاضت أن تطوف بالبيت قال ((اقضي ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت)) متفق عليه. ولما قال لها e (( ناوليني الثوب)). قالت: إني حائض. فقال e (( إن حيضتك ليست في يدك)) متفق عليه. فدل على أنها لا بأس أن تدخل يدها في المسجد وأما جسدها فلا.
فالنصوص تشهد لهذا الحديث وتؤيده، فالحائض لا يجوز لها دخول المسجد ولا المرور، والجنب يحرم عليه المكث ولا بأس بالمرور.
وبعض أهل العلم يرى أن الجنب إذا توضأ فلا بأس أن يجلس في المسجد، وكان الصحابة يفعلون ذلك.
ومنهم من يمنع من ذلك ويقول: إن ظاهر القرآن يدل على أنه لا يجلس حتى يغتسل قال تعالى (ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا) ولم يقل: حتى تتوضؤوا ولكن لا يظن بالصحابة رضي الله عنهم أنهم يتواردون على فعل محرم، فما دام أن الصحابة رضي الله عنهم اشتُهر عنهم أنهم يجلسون في المسجد إذا توضؤوا وهم مجنبون فإن هذا يدل على جواز جلوس الجنب في المسجد إذا توضأ.
والوضوء يخفف الجنابة، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي ? أمر الجنب إذا أراد أن ينام أن يتوضأ، وهذا يدل على أن الوضوء له أثر في تخفيف الجنابة، وكذلك الجنب لا تقربه الملائكة إلا أن يتوضأ كما في حديث عمار رضي الله عنه عند أبي داود.
133 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله e من إناء واحد تختلف أيدينا فيه من الجنابة. متفق عليه، وزاد ابن حبان: وتلتقي.
الشرح:
وهذا يدل على أنه لا حرج على كل من الزوجين في رؤية عورة الآخر. وذكر الحافظ في الفتح أن مناسبة الحديث أن عائشة رضي الله عنها سئلت عن نظر كل واحد من الزوجين إلى عورة الآخر فذكرت هذا الحديث، والظاهر أن الزوجين إذا اغتسلا من إناء واحد أن كلاً منهما كاشف عن عورته. فهذا هو الصحيح أن الزوجين ليس بينهما عورة وأنه يجوز لكل منهما أن ينظر إلى عورة الآخر.
وأما حديث عائشة رضي الله عنها ما رأيته من رسول الله e وما رآه مني، فهو حديث ضعيف.
ومما يدل على الجواز حديث معاوية القشيري قال e (( احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك)) وقال تعالى (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين) فهذا يعم النظر وغيره.
134 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e (( إن تحت كل شعرة جنابة فاغسلوا الشعر وأنقوا البشر)) رواه أبو داود والترمذي وضعفاه.
135 - ولأحمد عن عائشة رضي الله عنها نحوه، وفيه راو مجهول.
الشرح:
¥(19/108)
هذا وإن كان ضعيفاً، ولكن الأحاديث تدل على أنه لا بد في الغُسل من غسل الشعر، ففي حديث أم سلمة رضي الله عنها قال e (( واغمزي قرونك))، وفي حديث أسماء بنت شَكَل رضي الله عنها في غسل الجنابة والحيضة قال e (( ثم تفيض على رأسها الماء فتدلكه حتى تبلغ شؤون رأسها)) أي عظام الرأس.
وكان النبي e يحثي على رأسه ثلاث حثيات حتى إذا ظن أنه قد أروى بشرته أفاض الماء على جسده.
ففي الغُسل لا بد من غَسل الشعر وجوباً ولو كان الشعر كثيفاً ولا يصف البشرة التي تحته وكذلك في الحيض، فالغسل لا بد من غسل الشعر حتى يبلغ إلى شؤون الرأس.
وأما الوضوء فتخليل اللحية الكثيفة سنة وليس بواجب.
باب التيمم
136 - عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن النبي e قال ((أُعطيت خمساً لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل أدركته الصلاة فليصل)) وذكر الحديث.
137 - وفي حديث حذيفة رضي الله عنه عند مسلم ((وجعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء)).
138 - وعن علي عند أحمد ((وجعل التراب لي طهوراً)).
الشرح:
هذا الحديث أصله عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال e (( فُضِّلتُ على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب مسيرة شهر وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون))، فقوله e (( أرسلت إلى الخلق كافة)) يدل على أنه مرسل إلى الجن أيضاً لأن هذه لفظة عامة تشمل الجن والإنس.
وجاءت الآيات والأحاديث بأن النبي e بلغهم جاؤوا واجتمعوا به كما في سورة الجن وفي آخر الأحقاف، وسمعوا القرآن وأنذروا قومهم، وجاء في صحيح مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن داعي الجن جاء النبي e فذهب معه وتلا عليهم القرآن وسألوه الزاد ... الحديث. فهذا يدل على أنه مرسل e إلى الثقلين الجن والإنس.
وهذا الحديث يدل على أن الإنسان إذا لم يجد الماء فإنه يتيمم كما قال الله سبحانه وتعالى (وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً)، وقوله e (( وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً)) فهذا دليل على أن التيمم أنه رافع للحدث وليس مبيحاً فقط.
وهذا فيه خلاف بين أهل العلم، منهم من يقول: إن التيمم مبيح لا رافع، ومعنى مبيح أن الإنسان ما زال على حدثه، ولكن الله أذن له بالصلاة، والحدث لم يرتفع ويستدلون بأمرين:
الأمر الأول: أن الحدث لو ارتفع لما احتاج إلى استعمال الماء إذا وجده.
والأمر الثاني: حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه عند أبي داود في قصة صلاته رضي الله عنه لما أجنب وتيمم وصلى بأصحابه قال له النبي e (( يا عمرو أصليت بهم وأنت جنب)) قال: يا رسول الله ذكرت قول الله عز وجل (ولا تقتلوا أنفسكم) فخشيت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت فضحك النبي e ولم ينكر عليه. فاستدلوا بقوله e (( أصليت بأصحابك وأنت جنب)) فالنبي e صرح بأنه جنب.
والقول الثاني: أن التيمم رافع للحدث ولكنها طهارة مؤقتة، ودليل هذا القول هذا الحديث ((وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً)) فنص النبي e على أنه طهور وقال في حديث أبي ذر رضي الله عنه ((الصعيد الطيب طهور أحدكم ولو لم يجد الماء عشر سنين)) فصرح النبي e بأن الصعيد طهور.
والراجح هو القول الثاني لصراحة هذه الأدلة.
وأما الجواب على ما استدل به أصحاب القول الأول: فأما دليلهم في قولهم إنه إذا وجد الماء يجب عليه أن يغتسل أو أن يتوضأ. نقول: نعم لأن هذا الرفع مؤقت فدلت الأدلة على أنه رافع وعلى أنه مؤقت وليس بينهما تعارض، فلا يمتنع أن يكون الشيء رافعاً للحدث رفعاً مؤقتاً، فإذا وجد الماء فلا بد أن يستعمله.
¥(19/109)
وأما قوله e لعمرو بن العاص رضي الله عنه ((أصليت بأصحابك وأنت جنب)) المراد أي فيما تعتقد لأن عمراً ليس عنده دليل صريح في هذه المسألة وإنما استنبط ذلك من قوله تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم) وأقره النبي e على استنباطه، فالنبي e خاطبه بما يعتقد قال ((أصليت بأصحابك وأنت جنب)) أي في اعتقادك فقال يا رسول الله: ذكرت قول الله عز وجل (ولا تقتلوا أنفسكم) فخشيت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت. فالنبي e هو الذي صرح بأن الصعيد طهور فلا يمكن أنه يقول هو طهور مرة ومرة يقول ((أنت جنب)) فيكون قد قاله بناءً على اعتقاد عمرو رضي الله عنه.
مسألة: ماذا يترتب على القول بأن التيمم رافع وعلى القول بأنه مبيح؟.
الجواب: يترتب عليه أنه إذا كان مبيحاً فإنه لا بد أنه يتيمم لكل صلاة، يستبيح به هذه الصلاة فقط وإذا دخل وقت الصلاة الأخرى يتيمم مرة أخرى.
وأما إذا كان رافعاً فإن الحدث ارتفع ويصلي جميع الصلوات حتى يحدث أو يجد الماء.
ومما يتعلق بالتيمم هل يجزئ بأي جزء من أجزاء الأرض سواء كان صخوراً أو رملاً أو ما شابه ذلك من أجزاء الأرض؟.
هذا فيه خلاف، فبعض العلماء يرى أنه يجزئ بأي شيء من أجزاء الأرض لقوله تعالى (فتيمموا صعيداً) والصعيد هو ما تصاعد على وجه الأرض، ولا فرق بين أن يكون تراباً أو رملاً أو حصى أو ما شابه ذلك ما دام أنه من جنس الأرض.
والقول الثاني: أنه لا بد أن يكون تراباً له غبار، والفرق بين التراب والرمل أن الرمل هو الأحمر الذي لا غبار له والتراب هو الذي له غبار.
ودليل هذا القول حديث حذيفة في صحيح مسلم قال e (( وجعلت ترتبها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء)) فالنبي e خص التراب فيكون الأول عاماً والثاني خاصاً.
ومنهم من نازع في هذه الاستدلال وقال: إن هذا ذكر لفرد من أفراد العام بحكم يوافق العام فلا يكون تخصيصاً للعام، كما لو قال: أكرم الطلبة، ثم قال: أكرم زيداً وهو من الطلبة فلا يُفهم منه أن يكرم زيداً فقط دون بقية الطلبة.
ولكن يقال: إن التراب لا بد أن له خاصية وإلا لما خصه النبي e مع أنه في مقام بيان الامتنان قال e (( فضلت على الأنبياء بست)) فمقام الامتنان يتطلب أن يذكر غاية ما يكون من المنة ومن النعمة، فالنبي e في مقام بيان الفضائل التي فضل الله بها تعالى هذه الأمة فهذا المقام يقتضي أن يذكر أعلى ما ورد من التفضيل، فلو كان الله أباح التيمم بكل شيء لما ناسب أن يقول ((وجعلت تربتها لنا طهوراً)) ولعمم فقال ((وجعلت لنا الأرض)). فدليل هذا القول فيه قوة، فالأحوط للمسلم أن لا يعدل عن التراب إذا وجده.
ومما يؤيد ذلك أن الله تعالى قال (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه) و (من) الأصل أنها للتبعيض، أي بجزء منه وهو الغبار الذي يعلق باليد.
ولكن إذا لم يجد التراب فإنه يتيمم على حسب حاله ولا يُلزم بأن يحمل التراب معه، لأن التيمم مبناه على التيسير والتخفيف، فلو أُلزم بحمل التراب لصار فيه حرج ومشقة، والنبي e كان يسافر ويمر على أراضٍ مختلفة فيها التراب والحصى والرمل ولم يُنقل أنه حمل التراب معه وإنما يتيمم على حسب حاله.
مسألة: إذا دخل وقت الصلاة وليس عنده ماء فهل يجب عليه البحث عن الماء أم يصلي من غير بحث؟.
الجواب: إذا دخل الوقت وليس عنده ماء فلا بد أن يطلب الماء لقوله تعالى (ولم تجدوا ماء) فلا يقال للإنسان لم يجد الماء إلا إذا طلبه فيما حوله من غير مشقة.
وهذا يُرجع فيه إلى العرف، فمثلاً العشرة كيلو متر والعشرون على السيارة ليس فيها مشقة إذا كان الطريق معبداً، وغير المعبد قد تكون الخمسة فيها مشقة، فهو يختلف باختلاف الأحوال، والضابط المشقة فإذا وجدت تيمم.
فإذا طلب الماء ولم يجد فهل يصلي في أول الوقت أو يؤخر لعله يجد الماء لا سيما إذا غلب على ظنه أنه سيجد الماء في آخر الوقت؟.
¥(19/110)
هذا فيه خلاف، والصحيح أن الأفضل أن لا يؤخر لرواية البخاري في قوله e (( وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل)) ولم يقل فلينتظر لعله يجد الماء فهذه رخصة، فإذا دخل الوقت ولم يجد الماء تيمم وصلى، وإذا وجد الماء في أثناء الوقت فإنه لا يعيد لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند أبي داود قال: خرج رجلان في سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء فتيمما وصليا ثم وجدا الماء في الوقت فتوضأ أحدهما وأعاد الصلاة ولم يعد الآخر، ثم أتيا النبي e فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد ((أصبت السنة وأجزأتك صلاتك)) وقال للآخر ((لك الأجر مرتين)).
قول النبي e للذي لم يُعد ((أصبت السنة وأجزأتك صلاتك)) يدل على أن السنة عدم الإعادة إذا وجد الماء أثناء الوقت.
وأما إذا كان التأخير يفوت الجماعة فإنه يحرم، فيكون قد ترك رخصة وهي التيمم ووقع في المحرم وهو ترك الجماعة.
مسألة: إذا وجد الماء أثناء الصلاة فما الحكم؟.
الجواب: هذا محل خلاف، والصحيح أنه يقطع صلاته لعموم قوله e (( فإذا وجد الماء فليتق الله وليمسه بشرته)) فهذا عام، فقوله ((فإذا وجد الماء)) يعم حال الصلاة وغيره.
139 - وعن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال: بعثني النبي e في حاجة فأجنبت فلم أجد الماء فتمرغت في الصعيد كما تمرغ الدابة، ثم أتيت النبي e فذكرت له ذلك. فقال: ((إنما يكفيك أن تقول بيديك هكذا)) ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة، ثم مسح الشمال على اليمين وظاهر كفيه ووجهه. متفق عليه واللفظ لمسلم.
140 - وفي رواية للبخاري: وضرب بكفيه الأرض ونفخ فيهما ثم مسح بهما وجهه وكفيه.
141 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله e (( التيمم ضربتان ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين)) رواه الدارقطني، وصحح الأئمة وقفه.
الشرح:
حديث عمار رضي الله عنه أصح ما ورد في صفة التيمم يضرب الأرض بيديه ضربة واحدة ويمسح الشمال على اليمين من أجل أن يزيل التراب الذي علق بيديه لئلا يؤذيه أو ينفخ أو ينفض، جاء ثلاث روايات المسح والنفض والنفخ لإزالة التراب الذي علق في يديه ويبقى الغبار، فالتراب لا حاجة له وإنما يمسح بما علق من الغبار، ثم يمسح وجهه وكفيه هذا أصح ما ورد في صفة التيمم.
وهل يجب الترتيب بأن يبدأ بالوجه ثم اليدين؟.
هذا محل خلاف، والصحيح أنه يجب الترتيب لظاهر القرآن فالله سبحانه وتعالى بدأ بذكر الوجه (فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم) وإن كانت الواو لا تدل على الترتيب، ولكن الله إذا بدأ بشيء فهذا يدل على العناية به.
والنبي e أشار إلى ذلك في حديث جابر رضي الله عنه في صحيح مسلم قال e (( ( إن الصفا والمروة من شعائر الله) أبدأ بما بدأ الله به)) وكذلك هنا نقول: نبدأ بما بدأ الله به، ثم إنه في رواية البخاري جاءت لفظة ((ثم)) وهي صريحة في الترتيب، وأكثر الروايات فيها حرف الواو مسح وجهه ويديه، وفي بعضها مسح يديه ووجهه، وهذه لا تدل على الترتيب وإنما الواو لمجرد العطف، ورواية ((مسح وجهه ثم كفيه)) صريحة في الترتيب، فتقدم عليها ويؤيدها ظاهر القرآن. فالصحيح أنه لا بد من الترتيب.
وما جاء من الأحاديث في الضربتين أو المسح إلى المرفقين، فهذه الأحاديث إما موقوفة أو ضعيفة مخالفة لهذا الحديث المتفق عليه، وهذا أصح ما ورد في صفة التيمم وهو الذي عليه العمل وما خالفه فإنه إما ضعيف وإما موقوف.
والمذهب أنه يمسح الوجه بالأصابع ويمسح اليدين بالراحتين وهذا مبني على قاعدة ضعيفة وهي أن الماء المستعمل لا يرفع الحدث، فقاسوا عليه الغبار، فعلى هذا إذا مسح وجهه صار الغبار الذي في يديه مستعملاً فيكون غير مطهر، فإذاً يمسح الوجه بالأصابع فقط ثم يمسح الكفين بالراحتين.
وهذا كما أنه مخالف لظاهر النصوص ((مسح وجهه ويديه)) لم يقل بأصابعه ومسح كفيه براحتيه، فهو أيضاً مبني على قاعدة ضعيفة، وما بني عليها فهو أضعف منها.
مسألة: الترتيب في التيمم هل يجب في الحدث الأكبر وفي الحدث الأصغر؟.
الجواب: الذين قالوا بالوجوب قالوا إنه يجب الترتيب في الحدث الأصغر، وأما بالنسبة للحدث الأكبر فلا يجب قياساً على الأصل وهو الغُسل فإنه لا يجب فيه الترتيب فالتيمم من باب أولى.
¥(19/111)
والأرجح وجوب الترتيب في التيمم مطلقاً سواءً تيمم لرفع الحدث الأصغر أو الأكبر لعموم الأدلة، فالله تعالى ذكره في القرآن مرتباً بعد ذكر الحدثين معاً، وكذلك في حديث عمار رضي الله عنه في رواية البخاري ((فمسح وجهه ثم يديه)) وهو في الحدث الأكبر.
مسألة: هل تشرع التسمية للتيمم؟.
الجواب: الأقرب أنها لا تشرع لأمرين: الأول: لعدم ذكرها في حديث عمار رضي الله عنه، فالنبي e لم يقل له تسمي ثم تضرب الأرض. والثاني: القياس على الوضوء قياس مع الفارق، فالوضوء يختلف عن التيمم في أشياء كثيرة، فالوضوء أعضاؤه كثيرة وفيه غسل وفيه تخليل، وأما التيمم فليس كذلك ليس فيه إلا مسح عضوين الوجه والكفين، وليس فيه تخليل.
مسألة: ألا يدخل التيمم في قول النبي e (( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أقطع)).
الجواب: هذا الحديث ضعيف فلا يصح الاستدلال به.
142 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e (( الصعيد وَضُوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين فإذا وجد الماء فليتق الله وليمسه بشرته)) رواه البزار وصححه ابن القطان لكن صوب الدارقطني إرساله.
143 - وللترمذي عن أبي ذر نحوه، وصححه.
الشرح:
حديث أبي هريرة صحيح وهو يدل على أن الإنسان إذا لم يجد الماء أو كان يضره استعماله أنه يتيمم ولو مكث سنين، وهذه رخصة من الله.
وهل يشرع التيمم في الحضر إذا فقد الماء أم لا بد أن يكون في سفر؟.
هذا محل خلاف، والصحيح أنه لا فرق بين السفر والحضر وظاهر القرآن يدل على أنه يجوز التيمم حتى في الحضر كما ذكر ذلك ابن رجب رحمه الله، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جنباً فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمموا)، فقوله (وإن كنتم مرضى) هذا الحال الأول في إباحة التيمم (أو على سفر) هذا الحال الثاني (أو جاء) هذا الحال الثالث وهو في الحضر.
وبعض أهل العلم قالوا: إن (أو) الثالثة بمعنى الواو، فالمعنى وإن كنتم مرضى أو على سفر وجاء أحد منكم من الغائط. ولكن هذا خلاف الأصل، الأصل في (أو) أنها للتخيير أو للتنويع وليست للعطف، فيكون ظاهر القرآن أن التيمم يجوز حتى في الحضر (وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً) يعني في غير السفر فذكر أولاً المرض ثم ذكر السفر ثم ذكر العموم، والعموم يشمل الحضر فإن الإنسان قد لا يجد الماء حتى في الحضر، فقد ينقطع الماء، وقد يكون الماء قليلاً لا يكفي إلا للشرب وليس هناك ماء، فلا فرق بين أن يعدم الماء في السفر أو في الحضر، ولكن السفر هو مظنة فقد الماء وقلما يُفقد في الحضر، ولكن لو فُرض أنه فُقد فإنه يتيمم.
وإذا عجز عن الوضوء وعن التيمم فإنه يصلي بلا شيء، كما لو حُبس إنسان في مكان ليس فيه ماء وليس فيه تراب فإنه يصلي من غير شيء، لأنه لا يشرع التيمم على الفرش أو على شيء ليس من جنس الأرض، فإذا لم يكن هناك تراب ولا طين ولا أحجار ولا شيء من جنس الأرض فإنه لا يتيمم ويصلي على حسب حاله.
ومما يدل على ذلك عموم قوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) وكذلك في قصة عائشة لما فقدت العقد ذهب الناس يبحثون عنه فحضرت الصلاة فصلوا من غير وضوء ولا تيمم فأنزل الله آية التيمم. رواه البخاري.
مسألة: هلي يجوز أن يتيمم بالجدار؟.
الجواب: إن كان من طين فإنه يجوز، وقد فعله النبي e كما في حديث أبي الجهم رضي الله عنه عند البخاري. وأما غيره كالجدار المدهون فلا، لأن الدهان ليس من جنس الأرض.
144 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج رجلان في سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء فتيمما صعيداً طيباً فصليا ثم وجدا الماء في الوقت فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء ولم يعد الآخر ثم أتيا رسول الله e فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد ((أصبت السنة وأجزأتك صلاتك)) وقال للآخر ((لك الأجر مرتين)) رواه أبو داود والنسائي.
الشرح:
أيهما أفضل الذي له الأجر مرتين أو الذي أصاب السنة؟.
¥(19/112)
لا شك أن الذي أصاب السنة أفضل لأن هذا هو المطلوب وذاك قد آجره الله تعالى على تكرار العمل، لأنه كرره يعتقد أنه صحيح فلما فعل فعلاً يظنه صواباً أُجر عليه، كما لو صلى وهو محدث ناسياً فإنه مأجور على صلاته هذه، ولكن يجب عليه أن يعيد.
والقاعدة أن كل من عمل عملاً يظنه صواباً وهو معذور فإنه مأجور، فالنبي e بيَّن له أن له الأجر مرتين، مرة على صلاته الأولى ومرة على الثانية.
فلو قال إنسان أنا سأفعل هذا، إذا تيمم وصلى ووجد الماء في الوقت قال: أنا سأتوضأ وأعيد الصلاة أريد الأجر مرتين فهل هذا صحيح أم لا؟.
نقول: ليس لك الأجر مرتين بل عليك الوزر والإثم، لأنك الآن علمت الحكم وتعمدت مخالفة السنة، فيكون هذا من البدع وتأثم عليه.
145 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل (وإن كنتم مرضى أو على سفر) قال: إذا كانت بالرجل الجراحة في سبيل الله والقروح فيجنب فيخاف أن يموت إن اغتسل تيمم. رواه الدارقطني موقوفاً، ورفعه البزار وصححه ابن خزيمة.
الشرح:
وإن كان هذا الحديث ضعيفاً فإن ظاهر القرآن يدل عليه، كما في قوله تعالى بعد أن ذكر الطهارة بالماء (وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه)، فمن كان لا يستطيع استعمال الماء لمرض كقروح أو حروق ونحو ذلك فإنه يتيمم بالتراب.
وإذا كان يستطيع غسل بعض الجسد ويعجز عن البعض فَيُنْظَر، فإن كان الذي يستطيع غسله هو الأكثر غسله ومسح على الباقي ولا حاجة إلى التيمم، كما جاء في أحاديث المسح على الجبيرة وهي لا تخلو من ضعف، وقياساً على الخفين، وإن كان الذي لا يستطيع غسله هو الأكثر فإنه يغسل ما يستطيع ثم يتيمم عن الباقي، كما فعل عمرو بن العاص رضي الله عنه كما في رواية البيهقي أنه غسل مغابنه وتوضأ.
والتيمم لا يجتمع مع المسح، فالمسح هو البدل الأول عن الغَسل، والتيمم هو البدل الثاني.
مسألة: إذا كان الماء لا يكفي للطهارة فماذا يصنع؟.
الجواب: يغسل ما يستطيع ثم يتيمم عن الباقي في الوضوء والغسل، وهو داخل في قوله تعالى (فلم تجدوا ماءً) فهذا لم يجد من الماء ما يكفيه.
مسألة: إذا كان في ظَهر الإنسان لصقة ولا يستطيع إزالتها بسبب آلام في ظهره، فهل يمسح عليها عند الاغتسال من الجنابة؟.
الجواب: إذا كان محتاجاً لها يبقيها ويمسح عليها، ويكفي المرور عليها ولكن بنية المسح، أما لو مرَّ الماء على هذه اللصقة بدون نية فإن ذلك لا يكفي.
146 - وعن علي رضي الله عنه قال: انكسرت إحدى زندي فسألت النبي e فأمرني أن أمسح على الجبائر. رواه ابن ماجه بسند واهٍ جداً.
الشرح:
هذا الحديث فيه رجل كذاب، والأحاديث في المسح على الجبائر كلها ضعيفة.
ولكن لا إشكال في جواز المسح عليها لأنها أولى بالمسح من الخف، فإذا جاز المسح على الخف مع أنه يستطيع خلعه وغسل القدم فجوازه على الجبيرة التي في خلعها مشقة أو ضرر من باب أولى.
147 - وعن جابر رضي الله عنه - في الرجل الذي شج فاغتسل فمات – ((إنما يكفيه أن يتيمم ويعصب على جرحه خرقة ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده)) رواه أبو داود بسند فيه ضعف وفيه اختلاف على رواته.
الشرح:
الضعف من جهة الزبير بن خريق فإنه ضعيف، وأما بالنسبة للاختلاف على رواته فإن الزبير رواه عن عطاء عن جابر رضي الله عنه، وخالفه الأوزاعي ورواه عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما فهذا هو الاختلاف، وأيضاً فإن الأوزاعي لم يسمعه من عطاء، فالحديث فيه ضعف من جهة الزبير وفيه انقطاع من جهة الأوزاعي وفيه اختلاف من جهة أنه روي مرة عن جابر ومرة عن ابن عباس.
فالحديث يضعفه كثير من أهل العلم بسبب هذا الاختلاف وبسبب الضعف والانقطاع، ومنهم من يحسنه بمجموع هذه الطرق.
والحديث وإن كان ضعيفاً ولكن الحكم الذي دل عليه لا إشكال فيه ولا يُعلم أحد من أهل العلم قال بعدم جواز المسح على الجبيرة، فالمسح عليها ضرورة وقد قال الله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم) وقياس أولى على الخفين كما تقدم.
¥(19/113)
وأما الجمع بين التيمم وبين المسح فإنه لا يصح، فعلى فرض صحة الحديث فإن لفظة التيمم مع المسح ضعيفة لأنها من رواية الزبير وهو ضعيف، فلا يجتمع المسح والتيمم، إما أن يتيمم إذا عدم الماء أو عجز عن استعماله بالكلية وإما أن يمسح، إذا قدر على استعمال الماء في أكثر الأعضاء وبقي شيء منها فإنه يمسح عليه ويكفي سواءً كان المحل مكشوفاً أو مستوراً.
مسألة: هل يشترط للجبيرة أن يضعها على طهارة؟.
الجواب: هذا فيه تفصيل: إن كان سيضعها باختياره ويمكنه غسل المحل من غير ضرر فإنه يتوضأ ثم يضعها قياساً على الخف.
وإن كان لا يمكنه وضعها على طهارة فلا حرج لأجل الضرورة.
وكذلك التوقيت إن كان يستطيع نزْعها بلا ضرر نَزَعها بانتهاء المدة وإلا فلا حرج.
148 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: من السنة أن لا يصلي الرجل بالتيمم إلا صلاة واحدة ثم يتيمم للصلاة الأخرى. رواه الدار قطني بإسناد ضعيف جداً.
الشرح:
هذا الحديث ضعيف كما قال المؤلف رحمه الله لأنه من رواية الحسن بن عمارة وهو ضعيف.
وتقدم لنا أن الصحيح أن التيمم رافع للحدث للأدلة التي تقدمت، فإذا تيمم فإنه يصلي ما شاء من فروض ونوافل حتى يحدث أو يجد الماء، فالتيمم يقوم مقام الوضوء حتى يحدث أو يجد الماء ولو صلى أكثر من فريضة.
باب الحيض
149 - وعن عائشة رضي الله عنها أن فاطمة بنت أبي حبيش كانت تستحاض فقال لها رسول الله e (( إن دم الحيض دم أسود يعرف فإذا كان ذلك فأمسكي عن الصلاة فإذا كان الآخر فتوضئي وصلي)) رواه أبو داود والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم واستنكره أبو حاتم.
150 - وفي حديث أسماء بنت عميس عند أبي داود ((ولتجلس في مركن فإذا رأت صفرة فوق الماء فلتغتسل للظهر والعصر غُسلاً واحداً وتغتسل للمغرب والعشاء غُسلاً واحداً وتغتسل للفجر غُسلاً واحداً وتتوضأ فيما بين ذلك)).
الشرح:
الحديث الأول وهو قوله e (( دم الحيضة أسود يُعرَف)) وضُبِطَت أيضاً ((يُعْرِف)) بضم الياء وكسر الراء، أي له عَرْف وهو الرائحة. ولكن الأشهر ((يُعْرَف)) أي تعرفه المرأة، فهو دم أسود ثخين له رائحة كريهة يختلف عن دم العرق الذي هو دم الفساد.
والمستحاضة هي من غلب عليها الدم واستمر كل الشهر أو كله إلا يوماً أو يومين.
وفيه قول آخر: أنها هي التي تجاوزت أكثر الحيض وحددوه بخمسة عشر يوماً. ولكن هذا لا يصح ولا يثبت شيء في تحديد أقل الحيض ولا أكثره.
وأما ما يروى عن النبي e (( أليست إحداكن تمكث شطر الدهر لا تصلي)) فإن هذا الحديث لا يُعرف، قال النووي وأبو الخطاب وغيرهما: إن هذا الحديث يذكره الفقهاء ولكن لا أصل له في دواوين الإسلام، فليس هناك دليل على أقل الحيض وأنه يوم وليلة ولا على أكثر الحيض أنه خمسة عشر يوماً.
والحيض أذى كما قال الله تعالى (ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض) فإذا وُجد هذا الأذى وُجد حكمه يوماً أو خمسة أو عشرة أو أكثر ما لم يُطْبِق فإذا أطبق عُلم أنه ليس بحيض، لأن الحيض لا يستمر الشهر كله ولا أكثر الشهر، فإذا تتابع الشهر كله أو أكثره ولم ينقطع عُلم أن هذا استحاضة كما أفتى النبي e المستحاضة بذلك فقال ((إنما ذلكِ عرق)) وقال ((إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان)) فبيَّن لها أن الحيض لا يستمر فلا تدع الصلاة إلا وقت الحيض فقط.
فالمقصود أن الدم إذا أطبق على المرأة فهي مستحاضة، والمستحاضة دلت الأحاديث أن لها ثلاثة أحوال:
الأول: إذا كان لها عادة فإنها ترجع إلى عادتها، كما لو كانت تحيض ستة أيام أو سبعة من أول الشهر أو من اليوم السابع مثلاً ثم أطبق عليها الدم بعد ذلك فإنها ترجع إلى عادتها، لحديث عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة رضي الله عنها استفتت النبي e فقال ((إنما ذلكِ عرق فدعي الصلاة قدر الأيام التي كنتِ تحيضين فيها ثم اغتسلي وصلي)) متفق عليه وهذا لفظ البخاري. فقال e (( دعي الصلاة قدر الأيام التي كنت تحيضين فيها)) فتجلس الأيام التي هي عادتها من أول الشهر إلى اليوم السابع أو من السابع إلى الرابع عشر، ثم بعد ذلك تغتسل وتصلي وتكون في حكم الطاهرات وتستنجي إذا أرادت الصلاة وتستثفر كما قال النبي e لحمنة قال ((أنعت لك الكرسف فإنه يُذهب الدم)). قالت: إنه أكثر من ذلك قال ((فاتخذي
¥(19/114)
ثوباً)) والاستثفار شبيه بالحفاظة، فتستنجي وتتحفظ لئلا ينتشر الدم وتغسل ما أصاب الدم من ثيابها وتتوضأ وتفعل ذلك لكل صلاة، وإن اغتسلت فالغسل أفضل كما في هذا الحديث في رواية أبي داود.
هذا الحال الأول إذا كان لها عادة معروفة قبل الاستحاضة فإنها ترجع إلى عادتها.
الثاني: إذا لم يكن لها عادة بأن كانت مبتدأة، جاءها الحيض لأول مرة واستمر معها أو كان لها عادة فنسيت عادتها، فإنها ترجع إلى التمييز لهذا الحديث.
وهذا الحديث له شواهد يتقوى بها، والتمييز كما جاء في الحديث ((دم الحيضة أسود يعرف فإذا كان ذلك فأمسكي عن الصلاة فإذا ذهب فاغتسلي وصلي)) فإذا جاءها الدم الأسود جلست وإذا ذهب وجاء الدم الأحمر اغتسلت وصلت.
والتمييز يقيده الفقهاء بأنه لا بد أن يكون تمييزاً صالحاً، يعني يصلح أن يكون حيضاً، أما إذا كان يأتي يوماً أسود ويوماً أحمر، أو نصف يوم أسود ونصف يوم أحمر فهذا تمييز غير صالح، فلا يمكن أن تعمل به المرأة لما فيه من المشقة العظيمة.
الثالث: إذا لم يكن لها تمييز أو لها تمييز لا يصلح أن يكون حيضاً فإنها تنتقل إلى الحال الثالث، وهو ما جاء في حديث حمنة رضي الله عنها تتحيض في علم الله ستة أيام أو سبعة، الأقرب لنسائها من أمها وأخواتها وخالاتها وما شابه ذلك، فإذا كانت أمها تحيض سبعة أيام تجعلها سبعة، وإذا كانت أمها تحيض ستة تجعلها ستة فتجلس ستة أيام أو سبعة على حسب حيض نسائها، لأن الغالب أن المرأة يكون حيضها قريباً من حيض أمها وأخواتها وقريباتها.
وهذه المرأة ليس أمامها إلا أحد أمرين إما أن تصلي طوال الشهر، وهذا لا يجوز لأنه يُعلم يقيناً أنها قد أحدثت الحدث الأكبر والصلاة تحرم عليها، وكذلك الصيام فلا يمكن أن تؤمر بالصلاة طوال الشهر، وإما أن تقعد طوال الشهر لا تصلي، وكل من الأمرين لا يجوز لأن الحيض لا يستمر طوال الشهر، فإذاً تجتهد وتتحرى وتجلس ستة أيام أو سبعة على حسب حال نسائها، وهذا هو الذي يمكنها فإذا فعلت ذلك برئت ذمتها سواءً وافق حيضها في الواقع أم لم يوافق، فهي قد فعلت ما في وسعها والله سبحانه وتعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها.
فهذه أحوال ثلاثة للمستحاضة.
فإن قيل: ما هو الدليل على تقديم العادة على التمييز؟. فالجواب: أن العادة تقدم على التمييز لأمرين:
الأمر الأول: أن حديث العادة أصح لأنه متفق عليه، أما حديث التمييز فمن العلماء من ضعفه.
الأمر الثاني: أن العادة أضبط وأريح للمرأة، فالعادة معروفة ومنضبطة، وأما التمييز فقد يضطرب، قد يتقدم وقد يتأخر وقد يتقطع، فيكون عليها بذلك حرج في متابعة هذا الدم الأسود. والأحاديث ليس فيها نص على تقديم هذا أو هذا، فنقدم العادة لما ذُكر.
ثم الحديث الثاني رواه أبو داود وهذا الحديث قال الحاكم: إنه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي وصححه ابن حزم وحسنه المنذري.
وفيه من الأحكام أن المستحاضة يسن لها أن تؤخر الظهر وتقدم العصر، وهذا يسمى الجمع الصوري تؤخر الظهر إلى آخر وقتها، ثم تقدم العصر وتغتسل وتجمع بين الصلاتين، وتؤخر المغرب وتقدم العشاء وتغتسل، وكذلك تغتسل لصلاة الفجر.
ثم قال e (( وتتوضأ فيما بين ذلك)) تتوضأ فيما بين ذلك أي تغتسل في آخر وقت الظهر ثم تصلي الظهر ثم إذا دخل وقت العصر تتوضأ لأن المستحاضة تتوضأ لكل صلاة كما في رواية البخاري ((وتوضئي لكل صلاة)) لأن الحدث معها مستمر، فإذا اغتسلت وصلت الظهر ثم دخل وقت العصر فإنها لا بد أن تتوضأ لصلاة العصر.
ولذلك قاس العلماء عليها من به سلس البول وأنه يتوضأ لكل صلاة، وجاءت رواية عند الترمذي وصححه قال e (( وتوضئي لوقت كل صلاة)) فهذا هو حكم من به حدث دائم يتوضأ في وقت هذه الصلاة ثم يصلي ما شاء، فيصلي النوافل ويمس القرآن ويطوف ويفعل ما شاء ما لم يحدث بحدث آخر حتى يأتي وقت الصلاة الأخرى، فإذا دخل وقت العصر فإنه يستنجي ويتوضأ، وهكذا كلما دخل وقت صلاة فإنه يتوضأ ويصلي.
لو توضأ لصلاة الفجر وجلس في مصلاه حتى طلعت الشمس فإنه يصلي سنة الضحى ولا حاجة إلى أن يتوضأ، لأنه لم يأت وقت الصلاة الأخرى إلا إذا أحدث حدثاً آخر، أما الحدث الدائم فإنه لا يلزمه الوضوء لأجله إلا إذا دخل وقت الصلاة الثانية.
¥(19/115)
مسألة: المستخاضة التي تجلس عادة نسائها إذا كانت عادة نسائها مختلفة فكيف تفعل؟.
الجواب: تأخذ بالأغلب والأكثر، الأم والخالات والعمات والأخوات تنظر للأكثر، فإذا كان أكثرهن يحضن ستة أيام جلست ستة، وإن كان سبعة جلست سبعة.
مسألة: التي تكون عادتها حسب عادة نسائها متى تبدأ عادتها؟.
الجواب: قيل من أول يوم أتاها فيه دم الاستحاضة أول الشهر أو وسطه أو آخره. والأرجح أنها تجلس ميقات حيض نسائها، لحديث حمنة بنت جحش رضي الله عنها عند أبي داود ((تحيضي ستة أيام أو سبعة كما تحيض النساء وكما يطهرن ميقات حيضهن وطهرهن)) فردها إلى ميقات حيض النساء، ولم يقل: لها من أول يوم أتاكِ فيه الدم.
151 - وعن حمنة بنت جحش رضي الله عنها قالت: كنت أُستحاض حيضة كثيرة شديدة فأتيت النبي e أستفتيه، فقال ((إنما هي ركضة من الشيطان فتحيضي ستة أيام أو سبعة أيام ثم اغتسلي، فإذا استنقأت فصلي أربعة وعشرين أو ثلاثة وعشرين وصومي وصلي فإن ذلك يجزئك وكذلك فافعلي كل شهر كما تحيض النساء فإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر ثم تغتسلي حين تطهرين وتصلي الظهر والعصر جميعاً ثم تؤخرين المغرب وتعجلين العشاء ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي وتغتسلين مع الصبح وتصلين قال: وهو أعجب الأمرين إلي)). رواه الخمسة إلا النسائي وصححه الترمذي وحسنه البخاري.
152 - وعن عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة بنت جحش شكت إلى رسول الله e الدم. فقال ((امكثي قدر ما كانت تحبسكِ حيضتكِ ثم اغتسلي)) فكانت تغتسل لكل صلاة. رواه مسلم.
153 - وفي رواية للبخاري ((وتوضئي لكل صلاة)) وهي لأبي داود وغيره من وجه آخر.
الشرح:
سياق المؤلف لهذا الحديث فيه نقص في لفظه عن لفظ أبي داود، فلعله ساقه بلفظ آخر غير لفظ أبي داود، وتمامه كما جاء في سنن أبي داود أن حمنة قالت: كنت أستحاض حيضة كثيرة شديدة فأتيت رسول الله e أستفتيه وأخبره فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش فقلت: يا رسول الله إني امرأة أستحاض حيضة كثيرة شديدة فما ترى فيها قد منعتني الصلاة والصوم. فقال ((أنعت لك الكرسف فإنه يُذهب الدم)). قالت: هو أكثر من ذلك. قال ((فاتخذي ثوباً)). فقالت: هو أكثر من ذلك إنما أثج ثجاً. قال رسول الله e (( سآمرك بأمرين أيهما فعلت أجزأ عنك من الآخر وإن قويت عليهما فأنت أعلم. قال لها: إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان فتحيضي ستة أيام أو سبعة في علم الله ثم اغتسلي حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستنقأت فصلي ثلاثاً وعشرين ليلة أو أربعاً وعشرين ليلة وأيامها وصومي فإن ذلك يجزئك وكذلك فافعلي في كل شهر كما تحيض النساء وكما يطهرن ميقات حيضهن وطهرهن وإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر فتغتسلين وتجمعين بين الصلاتين الظهر والعصر وتؤخرين المغرب وتعجلين العشاء ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي وتغتسلين مع الفجر فافعلي وصومي إن قدرت على ذلك. قال: وهذا أعجب الأمرين إلي)).
وهذا الحديث من رواية عبدالله بن محمد بن عقيل وهذا الرجل مختلف فيه، فمن العلماء من يحسن حديثه ومنهم من يضعفه، وهذا الحديث صححه الترمذي وحسنه أحمد والبخاري، وعبدالله بن عقيل ليس مجمعاً على ضعفه، فهذا الحديث حسنه إماما الحديث في زمانهما الإمام أحمد والبخاري رحمهما الله.
والعمل على هذا الحديث فالمرأة إذا لم يكن لها عادة ولا تمييز فليس أمامها إلا أن تعمل بما جاء في هذا الحديث، فلا يمكن أن تترك الصلاة لأجل الدم لأنه دم فساد، ولا يمكن أن تصلي الشهر كله لأنها تحيض قطعاً، فلم يبق إلا العمل بما دل عليه هذا الحديث.
وهذا الحديث دليل على أن الإنسان إذا كان يترك شيئاً من الواجبات جهلاً ولم يفرط أنه لا يؤمر بالإعادة، فحمنة رضي الله عنها لم تكن تصلي تظن هذا حيضاً، فلم يأمرها النبي e بإعادة ما مضى، وإنما أمرها أن تصلي فيما يأتي، وكذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الصحيحين في قصة المسيء صلاته كان يصلي صلاة سريعة ينقرها فقال له النبي e (( ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ)) إلى أن قال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلمني، فعلمه النبي e ولم يأمره بإعادة الصلوات الماضية.
¥(19/116)
وقوله e (( إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان)) المعنى أن ترك الصلاة من الشيطان، فالشيطان أوهمها أنه حيض من أجل أن تترك الصلاة، كما في قول الله عز وجل عن الخمر والميسر (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان) أي من وحيه، وليس المراد أنه هو الذي صنع الخمر والميسر.
وبعض أهل العلم حمله على ظاهره وقال: ((ركضة من ركضات الشيطان)) والركضة هي الضرب بالقدم، فالشيطان ركضها في رحمها حتى خرج هذا الدم. والأقرب هو الأول.
وقوله e (( سآمرك بأمرين أيهما فعلت أجزأ عنك من الآخر وإن قويت عليهما فأنت أعلم)) فالنبي e أمر المستحاضة بأمرين:
الأول: الغُسل، تغتسل لصلاة الفجر، وتغتسل وتجمع الظهر مع العصر، وتغتسل للمغرب والعشاء.
الثاني: الوضوء لكل صلاة، وهو وإن لم يُصَرَّح به في هذه الرواية، فقد صرح به في رواية البخاري ((وتوضئي لكل صلاة)).
والصحيح أنه لا يجب عليها الغُسل. والأحاديث التي جاءت بالأمر به مطلقة تُقيَّد برواية أبي داود ((وهذا أعجب الأمرين إليَّ))، والأمران هما الغُسل والوضوء، فدلت هذه الرواية على جواز الاقتصار على الوضوء والغُسل أفضل.
ومما يؤيد هذا أن الاستحاضة ليست حدثاً أكبر حتى يجب عليها الغُسل، وإنما يستحب لها لأجل أن يقلل من خروج الدم، فالماء لا سيما إذا كان بارداً له أثر بالغ في تقليص الأوعية وإيقاف الدم، وإيجاب الغُسل عليها في اليوم ثلاث مرات فيه حرج ومشقة. فالقول بوجوب الغُسل على المستحاضة ثلاث مرات كل يوم قول ضعيف.
ومن مسائل المستحاضة هل يجوز لزوجها أن يطأها أم لا؟.
هذا فيه خلاف، والصحيح أنه يجوز، فقد جاء في سنن أبي داود أن أم حبيبة رضي الله عنها كانت تستحاض وكانت تحت عبدالرحمن بن عوف وكان يجامعها، وكذلك روى أبو داود أن حمنة رضي الله عنها كانت تحت طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه وكان يجامعها وهي مستحاضة، وابن عباس رضي الله عنهما لما سئل عن ذلك قال: الصلاة أعظم.
154 - وعن أم عطية رضي الله عنها قالت: كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئاً. رواه البخاري وأبو داود واللفظ له.
الشرح:
لفظ البخاري: كنا لا نعد الكدرة والصفرة شيئاً، والتقييد جاء في رواية أبي داود: كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئاً.
والطهر يُعرف بأحد أمرين: إما بالقَصَّة البيضاء وهو سائل أبيض يخرج من الرحم بعد انقضاء الحيض. ومن لم يكن معها هذا فإن الطهر يُعرف بالجفاف بأن تحشو قطناً في فرجها فيخرج نقياً ليس فيه أثر الدم.
فالتي من عادتها أن ترى القصة فإنها لا تعجل حتى تراها لقول عائشة رضي الله عنها، كما في الموطأ أن النساء كن يبعثن إلى عائشة رضي الله عنها بالدَّرَجة فيها الكُرْسُف فيه الصفرة من دم الحيضة يسألنها عن الصلاة، فتقول لهن: لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء، تريد بذلك الطهر من الحيضة.
والدَّرَجَة جمع دَرَج وهو إناء صغير تضع فيه المرأة الخفيف من متاعها، والكرسف هو القطن.
فإذا حصل الطهر ثم جاءت الكدرة أو الصفرة، الصفرة سائل لونه أصفر والكدرة لونه بني وليس بأحمر، فهذه الكدرة ليست دماً خالصاً فيكون حيضاً وليست نقاءً، فهي وسط بين الأمرين فلا تكون حيضاً إلا بمرجح، فإذا كانت مع الدم قبل الطهر فإنها حيض لأنه يثبت تبعاً ما لا يثبت استقلالاً، وأما إذا طهرت وجاءت الكدرة بعد ذلك فإنها لا تكون حيضاً بل حدثاً أصغر.
مسألة: ما حكم الكدرة والصفرة إذا كانت قبل الحيض؟.
الجواب: بعض العلماء يرى أنه إذا كان معها علامات الحيض من الألم ونحوه وما شابه ذلك وكانت في وقت الحيض فإنها تعطى حكم الحيض لأنها من مقدماته.
والقول الثاني: أنها لا تُعد حيضاً، فما دام أن دم الحيض لم يأت فهذه ليست بشيء، وهذا أرجح، لأن الأصل عدم وجود الدم والله سبحانه وتعالى علَّق الحكم بوجود الدم قال تعالى (ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى) وهذه الكدرة ليست دماً وهي تثبت تبعاً، ولكن الآن ليس هناك دم حتى نلحق به هذه الكدرة.
وأيضاً فقد تأتي الكدرة ولا يأتي بعدها الدم، وقد تبقى أياماً قبل مجيء الدم وهذا القول أريح للمرأة وأضبط.
¥(19/117)
155 - وعن أنس رضي الله عنه أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها، فقال النبي e (( اصنعوا كل شيء إلا النكاح)) رواه مسلم.
الشرح:
المؤلف اختصر الحديث وفيه تتمة ((لم يؤاكلوها ولم يجامعوهن في البيوت)) فتُجعل في بيت خاص مبالغة في البعد عنها.
واليهود قد شدد الله عليهم فكانوا إذا أصاب جلد أحدهم أو ثوبه بول أو نجاسة قرضه بالمقاريض، فهذه من الآصار التي جعلها الله عليهم، والنصارى بعكس ذلك لا يتنزهون من النجاسات، ودين الإسلام وسط بين هذا وهذا، فلم يبح لزوجها جماعها في الفرج محل الأذى ولم يأمره باعتزالها كما يفعل اليهود.
فاليهود عندهم هذا التشديد في باب النجاسات فكانوا إذا حاضت المرأة فمن شدة التنزه عن دم الحيض النجس أنهم لا يؤاكلونها ولا يشاربونها ولا يجلسون معها في المجلس ولا تأكل معهم بل ولا يجامعونها في البيوت فتخرج في بيت آخر حتى تطهر ثم تعود. فالإسلام نسخ هذا وجاء بالرخصة فصار وسطاً، لا يجوز أن يجامعها زوجها ولا يفعل كما تفعل اليهود بأن يبتعد عنها.
وكان النبي e يضع رأسه في حجر عائشة وهي حائض ويقرأ القرآن. متفق عليه. وإذا شربت وهي حائض ناولته الإناء فيضع فاه على موضع فيها ويشرب، وتتعرق العرق – وهو العظم فيه بقية لحم – ثم تناوله النبي e فيضع فاه موضع فيها. رواه مسلم.
وهذا يدل على أن الحيض أذى في محله وأما بقية جسد الحائض فهو طاهر ولا وجه لتركه والبعد عنه، ولذلك قال النبي e لعائشة رضي الله عنها وهو في المسجد ((ناوليني الثوب)). قالت: يا رسول الله إني حائض. قال ((إن حيضتك ليست في يدك)) فناولته. رواه مسلم.
ولذا فإنه e قال ((اصنعوا كل شيء إلا النكاح)) وهذا أصح ما ورد فيما يُستمتع به من الحائض قال ((اصنعوا كل شيء إلا النكاح)) فإن الزوج يستمتع بجميع جسد زوجته الحائض إلا القبل، فلا يجوز له أن يولج فيه.
وجاء في بعض الأحاديث ((لك ما فوق الإزار)) وهذا الحديث فيه ضعف، ولكن له شواهد، فعلى فرض صحته فهو محمول على أحد أمرين: إما على التنزه والاحتياط فيكون على سبيل الاستحباب، وإما أن يكون في حق من لا يملك نفسه ويُخشى عليه من الوقوع في المحذور، كمن كان حديث عهد بعرس ومن كان شديد الشهوة ولا يأمن نفسه، فإنه يحرم عليه ما بين السرة والركبة سداً للباب وبعداً عن أسباب الحرام.
156 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله e يأمرني فأتزر فيباشرني وأنا حائض. متفق عليه.
الشرح:
يحتمل أن المراد بالمباشرة مس البشرة تتزر وتنام معه في لحاف، كما فعلت أم سلمة رضي الله عنها حينما حاضت وقامت فدعاها النبي e فجاءت فنامت معه في لحافه، وإن كان المراد بالمباشرة الجماع فإن هذا لا يدل على أنه لا يجوز أن يباشر فيما بين الفخذين لأن هذا فعل مجرد، فقد يكون فعله النبي e احتياطاً.
وحديث أنس رضي الله عنه صريح في جواز المباشرة فيما بين الفخذين إذا أمن الوقوع في المحرم.
157 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله e – في الذي يأتي امرأته وهي حائض - قال ((يتصدق بدينار أو بنصف دينار)) رواه الخمسة وصححه الحاكم وابن القطان ورجح غيرهما وقفه.
الشرح:
إذا تعارض الرفع إلى النبي e والوقف على الصحابي فالأصل أنه يُقدم الرفع، لأنه زيادة ثقة وهي مقبولة، إلا إذا دلت القرائن على خلاف ذلك. فالراجح في هذا الحديث أنه مرفوع إلى النبي e .
وجاءت روايات ضعيفة فيها اضطراب نصف دينار أو دينار وجاء إذا كان الدم أحمر أو أصفر وجاء سُبع دينار أو قريب من هذا، فمنهم من أعله بالاضطراب.
ولكن أجاب ابن القطان على هذا، ورد هذا القول في تضعيفه وقال: إن هذا لا يضر، وهذه الروايات الضعيفة إذا اضطربت فرواية الثقات لم تضطرب فهي رواية صحيحة ثابتة وليس فيها اضطراب، فقوله ((دينار أو نصف دينار)) هذا للتنويع يعني إن شاء أخرج ديناراً وإن شاء أخرج نصف دينار.
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إن كان الدم أحمر فدينار وإن كان أصفر فنصف دينار. وهذا اجتهاد من ابن عباس رضي الله عنهما ولا يلزم الأخذ به، فإن أخرج ديناراً كفى وإن أخرج نصف دينار كفى وإن احتاط وأخرج ديناراً في الدم الأحمر فإنه أولى ولكن إن لم يخرج إلا نصف دينار فإنه يكفي.
¥(19/118)
والحديث صححه جمع من أهل العلم منهم ابن القيم وابن حجر والحاكم ووافقه الذهبي على التصحيح.
158 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله e (( أليس إذا حاضت المرأة لم تصل ولم تصم؟)) متفق عليه في حديث طويل.
الشرح:
وهذا يدل على أن المرأة إذا حاضت لا تصلي ولا تصوم. وعائشة رضي الله عنها لما سألتها معاذة قالت: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟. قالت عائشة: أحرورية أنت؟. قالت: لا، ولكني أسأل – الحرورية هم الخوارج نسبة إلى حروراء، وكانوا يأمرون الحائض بقضاء الصوم - قالت عائشة: كان يصيبنا ذلك على عهد النبي e فنؤمر بقضاء الصيام ولا نؤمر بقضاء الصلاة.
فهذا يدل على أن الصحابة ما كانوا يتكلفون في الحِكَم والتعليل وإنما كانوا يذكرون النصوص فهي كافية. لم تقل لها: إن الصلاة تتكرر وتشق ولأن الصيام لا يتكرر ولا يشق، وهذا وإن كان صحيحاً ولكن عائشة رضي الله عنها أرادت أن تربي هذه السائلة على اتباع النص وعدم التعرض له بالرأي، قالت: كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة. فهذا هو الجواب الذي يجب على كل مؤمن أن يسلِّم به ويقول: سمعنا وأطعنا سواء عرف الحكمة أم لم يعرفها.
159 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: لما جئنا سَرِفَ حضت فقال النبي e (( افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري)) متفق عليه في حديث طويل.
الشرح:
مما يحرم على الحائض الصلاة والصيام والطواف والمكث في المسجد ومس المصحف والصحيح أنها تقرأ القرآن، والحديث الذي جاء فيه أن الحائض لا تقرأ شيئاً من القرآن ولا الجنب حديث ضعيف لا حجة فيه، والأصل عدم النهي فلا بأس أن تقرأ الحائض القرآن، ولكن لا تمس المصحف فتقراً القرآن حفظاً أو تمسه من وراء حائل كالمنديل وما شابه ذلك، وكذلك لا تطوف بالبيت فالنبي e نهى عائشة أن تطوف بالبيت قال ((افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت)).
أما السعي فلا حرج إذا طافت المرأة في حج أو عمرة ثم أتاها الدم فإنها تسعى ولا حرج، والمسعى خارج المسجد.
160 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سأل النبي e ما يحل للرجل من امرأته وهي حائض؟ فقال ((ما فوق الإزار)) رواه أبو داود وضعفه.
الشرح:
له طرق يتقوى بها، وتقدم الكلام عليه في شرح الحديث رقم (155).
161 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كانت النفساء تقعد على عهد النبي e بعد نفاسها أربعين يوماً. رواه الخمسة إلا النسائي، واللفظ لأبي داود.
162 - وفي لفظ له: ولم يأمرها النبي e بقضاء صلاة النفاس. وصححه الحاكم.
الشرح:
وله شاهد من حديث أنس رضي الله عنه عند ابن ماجه يتقوى به وهذا أحسن ما يقال في مدة النفاس.
وهذا الحديث أولى من القول بآراء الرجال لأن من العلماء من يرى أن النفاس خمسون يوماً ومنهم من يرى أنه ستون يوماً، ومنهم من يقول إنه يتعلق بوجود الدم ولكن لا يجاوز الستين. فهذه الأقوال ليس عليها دليل، والعمدة في هذا الباب على حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: كانت النفساء تقعد على عهد النبي e بعد نفاسها أربعين يوماً.
والذين لم يعملوا بهذا الحديث قالوا: هذا هو واقع النساء أنها تجلس أربعين يوماً ثم ينقطع الدم.
ولكن هذا التوجيه ضعيف والواقع يكذبه، فالنساء يختلفن في هذا، منهن من تطهر بعد عشرين يوماً أو ثلاثين أو أكثر أو أقل، وهذا أمر معلوم. فدل على أن الأربعين حكماً وليست واقعاً.
ومما يرجح هذا حديث أنس رضي الله عنه عند ابن ماجه ((إلا أن ترى الطهر قبل ذلك)) فاستثناء هذا يدل على أن بعض النساء قد ترى الطهر قبل الأربعين وأنهن لا يتفقن واقعاً على الأربعين. فإذا طهرت قبل الأربعين فإنها تغتسل وتصلي وبجامعها زوجها، وإذا عاد الدم في الأربعين فهو نفاس إلى تمام الأربعين، فإذا تمت الأربعين فإنها تغتسل وتصلي سواء انقطع الدم أم لم ينقطع، حتى لو استمر فإنها تغتسل وتصلي ويكون هذا الدم دم استحاضة كما تقدم، لهذا الحديث الصحيح، إلا إذا وافق وقت حيضها فإنه يكون حيضاً.
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[22 - 10 - 07, 01:33 ص]ـ
بارك الله فيك .. وحبذا لو نزل الشرح على ملف وورد تكرما
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[26 - 10 - 07, 12:19 ص]ـ
ما شاء الله عليك يا اخي.
اسال الله ان ينفع قدر شيخنا المربي خليل المديفر
ـ[مصعب الخضير]ــــــــ[03 - 02 - 08, 12:51 ص]ـ
جزاك الله خيراً.,ونفع الله بالشيخ خليل.
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[28 - 03 - 08, 11:16 م]ـ
حفظ الله شيخنا ونفع بعلمه ما أنفعه وأحرصه على طلابه، نفعني الله به كثيرا(19/119)
متى يبداء درس الشيخ طارق عوص الله
ـ[كريم البحيرى]ــــــــ[22 - 10 - 07, 01:09 م]ـ
السلام عليكم
اخوانى متى يبداء درس الشيخ طارق عوض الله
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[22 - 10 - 07, 01:39 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
يبدأ إن شاء الله الأحد القادم واحتمال الذي بعده.
ـ[كريم البحيرى]ــــــــ[22 - 10 - 07, 01:46 م]ـ
السلام عليكم
يعنى الاحتمال الاكيد القادم والا بعده
ـ[محمد عثمان]ــــــــ[24 - 10 - 07, 10:11 م]ـ
هل من معلومات أكثر عن الدرس ومكانه ...... ؟
ـ[أبو صالح بن غسان]ــــــــ[05 - 12 - 07, 08:24 م]ـ
درس الأحد في مسجد بحي الزيتون بالقاهرة
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[08 - 12 - 07, 05:00 ص]ـ
المسجد بجسر السويس لصيق حدائق الزيتون.
يمكنك الوصول إليه عن طريق محطة مترو حدائق الزيتون.
ـ[خالد عبد الجواد]ــــــــ[08 - 12 - 07, 03:46 م]ـ
السلام عليكم
اخوانى اين المسجد بالظبط ما اسم المسجد
و ماذا يشرح الشيخ من كتب
ومتى الدرس
وجزاكم الله كل خير
ـ[كريم البحيرى]ــــــــ[08 - 12 - 07, 04:06 م]ـ
السلام عليكم
اخى الحبيب اسم المسجد مسجد الرضا بشارع نصوح من جسر السويس والشيخ بيشرح كتاب مختصر علوم الحديث لابن كثير تحقيق الشيخ احمد شاكر والدرس يوم الاحد من كل اسبوع بعد العشاء(19/120)
كيف تضع الملائكة اجنحتها لطالب العلم؟
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[23 - 10 - 07, 04:28 ص]ـ
جاء فى الحديث إن الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضاءً بما يصنع فما معنى وضع اجنحتها؟
قيل معناه انها تتواضع لطالب العلم توقيرا لعلمه كقوله تعالى 00 واخفض لهما جناح الذل من الرحمةاى تواضع لهما
وقيل ان المراد الكف عن الطيران والنزول للذكر كما جاء فى الحديث 00 وحفتهم الملائكة00
او بمعنى المعونة وتيسير المؤونة لطالب العلم
او المراد الفىء عليه بالرحمة
وقيل ان المراد حقيقته اى فرش اجنحتها وبسطها لطالب العلم لتحمله عليها وتبلغه مقصده وان لم يشاهد هذا لانه امر غيبى
ونقل ابن القيم عن احمد بن شعيب قال كنا عند بعض المحدثين بالبصرة فحدثنا بهذا الحديث وفى المجلس شخص معتزلى فجعل يستهزىء بالحديث فقال والله لاطرقن غدا نعلى واطأبها اجنحة الملائكة ففعل ومشى فى النعلين فوقعت فيها الأكلة
وقال الطبرانى سمعت ابن يحيى الساجى يقول كنا نمشى فى ازقة البصرة الى باب بعض المحدثين فأسرعنا المشى وكان معنا رجل ماجن متهم فى دينه فقال ارفعوا ارجلكم عن اجنحة الملائكة لاتكسروها كالمستهزىء بالحديث فما زال عن موضعه حتى حفت رجلاه وسقط على الارض والله تعالى اعلم
انظر تحفة الاحوذى
ـ[مدارج]ــــــــ[23 - 10 - 07, 11:30 ص]ـ
اذا يا عزيزي الكريم ما دام وأنَّ المسئلة فيها (قيل وقيل) نعود إلى الأصل .. الكيف مجهول والسؤال عنه في اعتقادي تنطعٌ وبدعة لأنه من الأمور الغيبية والتي وجب الايمان بها وحياكم الله وبياكم ..(19/121)
حديثين كيف نجمع بينهما ..
ـ[احمد ابو سهيل]ــــــــ[23 - 10 - 07, 01:32 م]ـ
هناك حديثين كيف نجمع بينهما
الحديث الاول
حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن يحيى، عن أبي سلمة، قال أخبرتني عائشة، وابن، عباس رضى الله عنهم قالا لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشرا.
الحديث الثاني
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ قَالَ أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، فَمَكَثَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ أُمِرَ بِالْهِجْرَةِ، فَهَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَمَكَثَ بِهَا عَشْرَ سِنِينَ، ثُمَّ تُوُفِّيَ صلى الله عليه وسلم.
الإشكالية في الثلاث سنوات هذه
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد المصراتي]ــــــــ[23 - 10 - 07, 11:01 م]ـ
انظر فتح الباري في الجمع بينهما في كتاب بدء الوحي ....
والذي أطمئن إليه في الجمع بينهما: ثلاث سنين هي ما بين نزول الوحي عليه صلى الله عليه و آله وسلم أول مرة (سورة العلق)، و نزول الوحي عليه وأمره بالدعوة والجهر بها (سورة المدثر).
فمن الصحابة من يحتسب الثلاث سنين الأولى بدءاً من أول اتصال له بالوحي عليه الصلاة والسلام.
ومنهم من يبدأ الحساب بعمر الدعوة الفعلية و نشرها بين الناس، وهي الغاية من بعثته صلى الله عليه وآله وسلم.
ـ[احمد ابو سهيل]ــــــــ[24 - 10 - 07, 01:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وأحسن الله إليك أخي الحبيب الشيخ محمد
هل من مزيد(19/122)
مشاهير الرواة عن الإمام جعفر بن محمد (الصادق)
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[23 - 10 - 07, 09:38 م]ـ
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:
فقد يسر الله لي الانتهاء من جمع مرويات الإمام جعفر بن محمد الصادق في كتب السنة
وأستقطع منه هذا الفصل ا من هذا البحث المتواضع وأرجو من الإخوة المشاركة
مشاهيرالرواة عن الإمام جعفر بن محمد الصادق
بعد تتبعي للرواة عن الإمام جعفر الصادق من خلال كتب الحديث المتنوعة من سنن ومسانيد ومصنفات وتواريخ وطبقات وجدت أن عددهم يزيد على المائة راو وقد قسمتهم إلى سبعة أقسام:
فالقسم الأول: الأئمة الفقهاء أمثال: الإمام مالك بن أنس وسفيان الثوري وأبي حنيفة والحسن بن صالح وابن جريج وعبد العزيز بن الماجشون المدني وابن أبي ذئب القرشي
القسم الثاني الحفاظ الأثبات: أمثال شعبة بن الحجاج وسفيان بن عيينة ويحيى القطان وحاتم بن إسماعيل ويحيى بن سعيد الأنصاري و مسعر بن كدام ويزيد بن عبدالله بن الهاد الليثي وروح بن القاسم التميمي وحفص بن غياث ومعمر بن راشد وأيوب السختياني
القسم الثالث: الأئمة القراء أمثال:حمزة بن حبيب الزيات وعلي بن حمزة الكسائي القارئ وإسماعيل بن جعفر بن أبي كثير وأبو عمرو بن العلاء
القسم الرابع:الثقات والصدوقون أمثال عبد العزيز الدراوردي وعبد الوهاب الثقفي ووهيب بن خالد ومحمد بن إسحاق والحسن بن عياش وهشام بن سغد المدني وسليمان بن بلال وأبان بن تغلب ومصعب التميمي وموسى بن قيس وأبو ضمرة أنس بن عياض وابن أبي فديك و مكي بن إبراهيم الحنظلي البرجمي ونعيم بن ميسرة وأبو جعفر الرازي وحمزة بن حبيب القارئ وحصين السلمي وعثمان بن فرقد و معاوية بن عمار بن أبي معاوية الدهني ومحمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي وعبد الله بن رجاء البصري و عبدالله بن جعفر المخرمي و يحيى بن سليم الطائفي و عبد الله بن دكين أبو عمر الكوفى والأجلح بن عبد الله الكندي و مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام و سالم بن أبي حفصة وإسحاق بن محمد الفروي المديني ومحمد بن ميمون أبو النضر الزعفراني
القسم الخامس: الضعفاء أمثال محمد بن ثابت البناني وحماد بن عيسى الجهني ومسلم بن خالد الزنجي ويحيى بن كثير وزيد بن الحسن الأنماطي ومحمد بن الحسن التل وسعيد بن مسلمة الأموي وداود بن عطاء المديني وعمرو بن القاسم الكوفي وأبو طيبة وعيسى بن سليمان الدارمي و السري بن عبدالله وأبو عبد الله غورك بن الحصرم الصغدي وعثمان ابن ساج، وحسين بن زيد بن علي وأبان بن عثمان بن يحيى بن زكريا اللؤلؤي البجلي مولاهم والسرى بن خالد
القسم السادس: الكذابون والمتروكون أمثال: عبدالله بن ميمون القداح وأبو البختري وهب بن وهب وهيثم بن عدي ومسعدة بن إليسع وعبدالغفار بن القاسم العمري وعمر بن هارون البلخي وموسى بن عمير وعبد العزيز الزهري وعلي بن أبي علي اللهبي والحارث بن عمران الجعفري وخارجة بن مصعب السرخسي وداود بن الزبرقان وصالح بن حسان النضري وسلام بن سليم (سلم) التميمي وأيوب بن واقد ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي مليكة و يحيى بن عقبة بن أبى العيزار الكوفى ويعقوب بن الوليد أبو يوسف الأزدي المديني و زرارة بن أعين وشيطان الطاق وطلحة بن زيد الشامي وعمرو بن شمر الجعفي ومسعدة بن صدقة وبشر بن ميمون الخراساني وعباد الكلبي وقيل الكليبي وإسحاق بن بشر الهاشمي مولاهم،وأبوحاتم أرطاة بن الأشعث ومغيث مولى جعفر بن محمد والسري بن عبدالله السلمي وأبان بن عبدالله ومحمد بن عبيد بن ثعلبة و محمد بن مجيب الثقفي الصائغ ,زرارة ين أعين،والحارث بن محمد بن النعمان أبو محمد بن أبي جعفر البجلي الكوفي وأبوه يعرف شيطان الطاق، وإبراهيم بن هراسة، حبيب بن العلاء المعلى، لحسن بن محبوب أبو علي مولى بجيلة, الحسين بن أحمد المالكي، أبو بصير ليث البختري
القسم السابع: أبناء الإمام جعفر الصادق وهم كالتالي: موسى الكاظم وعلي العريضي ومحمد الديباج وإسحاق المؤتمن وستأتي تراجمهم وأعقابهم
وأما تقسيم الرواة عن جعفر بن محمد بالنسبة للبلدان فيمكن تقسيمهم كالتالي:
الرواة عنه من المدنيين وهم أكثر الرواة: مالك بن أنس ومحمد بن إسحاق وحاتم بن إسماعيل وسليمان بن بلال وابن أبي ذئب وعبد العزيز الدراوردي وغيرهم
وأما الرواة من المكيين: من أشهرهم ابن جريج وسفيان بن عيينة المكي وعمر بن هارون
وأما الرواة من البصريين: من أشهرهم يحيى القطان ووهيب بن خالد بن عجلان وشعبة بن الحجاج وأبوعاصم النبيل
وأما الرواة من الكوفة:من أشهرهم حفص بن غياث والحسن بن عياش وسفيان الثوري والحسن بن صالح وأبو حنيفة وأبان بن تغلب
ومن الشام: طلحة بن زيد الرقي ومعاوية بن صالح
ومن خراسان: إبراهيم بن طهمان وزهير بن محمد
ومن مصر: الليث بن سعد الفهمي ويحيى بن أيوب الغافقي
وأما تقسيمهم بالنسبة للطبقات فيمكن تقسيمهم كالتالي:
1 - الطبقة الأولى: الذين جمعوا بين الملازمة والكثرة وقوة الضبط ومنهم: حاتم بن إسماعيل المدني وسليمان بن بلال وعبد العزيز الدراوردي وأنس بن عياض والثوري وغيرهم
2 - الطبقة الثانية: الثقة والعدالة من غير كثرة وهم كثير جدا ومنهم مالك بن أنس وابن أبي ذئب ويحيى الأنصاري ويحيى القطان وإبراهيم بن طهمان وغيرهم
3 - الطبقة الثالثة: الملازمة والكثرة وضعف في الحفظ والرواية ومنهم: حسين بن زيد العلوي
4 - الطبقة الرابعة: ضعف الحفظ من غير كثرة:مثاله: محمد بن ثابت البناني وزيد بن الحسن الأنماطي وغيرهم كثير
كتبه: ناجي بن تركي الهجاري
¥(19/123)
ـ[الطنجي]ــــــــ[27 - 01 - 08, 12:33 ص]ـ
أخي الكريم، أسألك بالله أن تكرمنا بنسخة من بحثك النفيس، لأننا نحتاجه في الرد على الرافضة الخبثاء
ننتظر جوابكم ايها الكريم
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[27 - 01 - 08, 05:00 ص]ـ
يا أبا حاتم جزاك الله خيرا.
هذه هى البحوث النافعة و الله، سدد الله خطاك.
ياليتك ترفق البحث كاملا ليكون غصة فى حلق الرافضة.
ـ[ابو حفص الجزائري]ــــــــ[31 - 01 - 08, 05:19 م]ـ
بارك الله في بحثك و نود منكم الكلام على ما ذكره يحي القطان من الكلام فيه و ابن حبان في أبنائه و شكرا
ـ[الشريف زيد بن علي بن الحسين]ــــــــ[31 - 01 - 08, 09:58 م]ـ
كيف تقول ان ابو البختري وهب بن وهب كذاب
الرجل كان قاضي هارون الرشيد هل يقبل المسلمين ان يكون القاضي كذاب
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[13 - 02 - 08, 11:18 ص]ـ
أخي الكريم، أسألك بالله أن تكرمنا بنسخة من بحثك النفيس، لأننا نحتاجه في الرد على الرافضة الخبثاء
ننتظر جوابكم ايها الكريم
أخي الطنجي بارك الله فيك والله الميسر
محمد البيلى
يا أبا حاتم جزاك الله خيرا.
هذه هى البحوث النافعة و الله، سدد الله خطاك.
ياليتك ترفق البحث كاملا ليكون غصة فى حلق الرافضة
أخي البيلي وفقه الله البحث يحتاج إلى طباعة ونحن نبحث عن ناشر
ابو حفص الجزائري بارك الله في بحثك و نود منكم الكلام على ما ذكره يحي القطان من الكلام فيه و ابن حبان في أبنائه و شكرا
أخي الفاضل أما يحيى القطان فالجواب عليه من عدة أوجه
1 - يحيى القطان يعد من المتشددين في الجرح وكلام المتشدد ينظر إليه بحذر إذا انفرد فما بالك إذا عورض؟!
2 - يحيى القطان روى عن جعفر الصادق وروايته عنه مشهورة ويحيى لايروي إلا عن الثقات
3 - قال حنبل بن إسحاق قال سمعت أبا عبد الله (أحمد بن حنبل) يقول:ما رأيت أحدا أقل خطأ من يحيى بن سعيد ولقد أخطا في أحاديث ثم قال أبو عبد الله:ومن يعرى من الخطا والتصحيف؟!
4 - قال الذهبي: هذه من زلقات يحيى القطان بل أجمع أئمة هذا الشأن على أن جعفرا أوثق من مجالد ولم يلتفتوا إلى قول يحيى.
وهناك أجوبة أخرى لعلك تراجع كتابنا إذا طبع إن شاء الله
الشريف زيد بن علي بن الحسين
كيف تقول ان ابو البختري وهب بن وهب كذاب
الرجل كان قاضي هارون الرشيد هل يقبل المسلمين ان يكون القاضي كذاب
أخي الكريم زيد علم الحديث لايخضع للمجاملات ولا المحاباة كما قال أحمد بن حنبل
قال أبو طالب: سمعت أحمد بن حنبل يقول: كان أبو البختري يضح الحديث وضعًا فما يروي، وأشياء لم يروها أحد. قلت: الذي كان قاضيًا؟ قال: نعم، وكنت عند أبي عبد الله، وجاءه رجل فسلم عليه. وقال: أنا من أهل المدينة. وقال: يا أبا عبد الله كيف كان حديث أبي البختري. فقال: كان كذابًا يضع الحديث. فقال: أنا ابن عمه لحًا. قال أبو عبد الله المستعان، ولكن ليس في الحديث محاباة. ((الكامل)) (1990).
ومما ذكرته في بحثي عن وهب بن وهب ما يلي:
أبو البختري القرشي المديني (ت200)
وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب أبو البختري القرشي المديني
حدث عن جعفر بن محمد بن علي وابن جريج وكان قد انتقل عن المدينة إلى بغداد فسكنها وولاه هارون الرشيد القضاء بعسكر المهدي ثم عزله فولاه مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد بكار بن عبد الله وجعل إليه صلاتها وقضاءها وحربها وكان جوادا سخيا ثم عزل عن المدينة فقدم بغداد وأقام بها حتى مات
قال لما قدم الرشيد المدينة أعظم أن يرقى منبر النبي صلى الله عليه وسلم في قباء أسود ومنطقة فقال أبو البختري حدثني جعفر بن محمد عن أبيه قال نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم قباء ومنطقة مخنجرا فيها بخنجر فقال المعافى التيمي
ويل وعول لأبي البختري ... إذا ثوى الناس في المحشر
من قول الزور واعلانه ... بالكذب في الناس على جعفر
والله ما جالسه ساعة ... للفقه في بدو ولا محضر
ولا رآه الناس في دهره ... يمر بين القبر والمنبر
يا قاتل الله بن وهب ... لقد أعلن بالزور وبالمنكر
يزعم أن المصطفى احمدا ... أتاه جبريل التقي السري
عليه خف وقبا أسود ... مخنجرا في الحقو بالخنجر
عن يحيى بن معين أنه وقف على حلقة أبي البختري فإذا هو يحدث بهذا الحديث عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر فقال له كذبت يا عدو الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فاخذني الشرط قال فقلت لهم هذا يزعم أن رسول رب العالمين نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه قباء قال فقالوا لي هذا والله قاض كذاب وأفرجوا عني
عبد الخالق بن منصور قال وسألت يحيى بن معين عن أبي البختري القاضي فقال كان يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
مات أبو البختري بعده في سنة مائتين وقيل في سنة تسع وتسعين ومائة حدثنا خليفة بن خياط قال مات أبو البختري القاضي سنة مائتين
وأبو البختري بفتح الباء الموحدة وسكون الخاء المعجمة وفتح التاء المثناة من فوقها وبعدها راء وهو مأخوذ من البخترة التي هي الخيلاء وهو يتصحف على كثير من الناس بالبحتري
قال الشريف:وأضيف هنا ما يلي:
(*) وقال أبو طالب أحمد بن حميد: قلت لأحمد بن حنبل: أحد يضع الحديث؟ قال: نعم أبو البختري الذي كان قاضيًا، كان كذابًا يضع الحديث، روى أشياء لم يروها أحد. ((الجرح والتعديل)) 9/ (116).
(*) وقال إسحاق بن منصور: قال أحمد بن حنبل: أبو البختري أكذب الناس. قال إسحاق بن راهويه كما قال: كان كذابًا. ((الجرح والتعديل)) 9/ (116).
(*) (*) وقال إبراهيم الحربي: قيل لأحمد بن حنبل: تعلم أحدًا روى؛ ((لا سبق إلا في خف، أو حافر، أو جناح))؟ فقال: ما روى هذا إلا ذاك الكذاب، أبو البختري. ((تاريخ بغداد)) 13/ 455.
(*) وقال أبو مزاحم الخاقاني: سمعت إبراهيم الحربي غير مرة يقول: ما سمعت أحمد بن حنبل يقول في رجل كذاب، إلا في أبي البختري، يعني القاضي. ((تاريخ بغداد)) 13/ 455 و456.
¥(19/124)
ـ[الباحث]ــــــــ[28 - 10 - 08, 08:40 م]ـ
نرجو وضع هذا البحث مرفقاً لنستفيد منه بارك الله فيك.
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[04 - 11 - 08, 10:45 م]ـ
بارك الله فيك , ونفع بك الإسلام والمسلمين
ولكن من أين علمت شيخنا حال الحسن بن محبوب البجلي؟ فقد أهلكني البحث عنه!
وأرجوا منكم أن تخبرونا بحال بقية من تزعم الشيعة أنهم أوثق أصحاب الصادق , وبالذات مسلم بن محمد الثقفي الطائفي.
ـ[أبو عمران]ــــــــ[07 - 11 - 08, 01:46 م]ـ
هناك رسالة ماجستير مناقشة ومطبوعة منذ عامين عن مرويات الإمام جعفر الصادق في الكتب التسعة، للباحث ياسر بطيخ من مصر، وهناك نسخة إلكترونية من الرسالة على موقع صيد الفوائد.
الكتاب اسمه: الإمام جعفر الصادق ومروياته الحديثية
الناشر: دار العلم والإيمان بمصر
المؤلف: ياسر بطيخ
تقديم: أ. د. مصطفى رجب
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[07 - 11 - 08, 05:45 م]ـ
الباحث
نرجو وضع هذا البحث مرفقاً لنستفيد منه بارك الله فيك.
أخي الكريم إذا طبعنا الكتاب فأبشر
أبو بكر الغنامي
بارك الله فيك , ونفع بك الإسلام والمسلمين
ولكن من أين علمت شيخنا حال الحسن بن محبوب البجلي؟ فقد أهلكني البحث عنه!
وأرجوا منكم أن تخبرونا بحال بقية من تزعم الشيعة أنهم أوثق أصحاب الصادق , وبالذات مسلم بن محمد الثقفي الطائفي
أخي الكريم بارك الله فيك وأما الراوي الذي ذكرت فسوف أفيدك عندما أرجع للكتاب والله يرعاك
أبو عمران هناك رسالة ماجستير مناقشة ومطبوعة منذ عامين عن مرويات الإمام جعفر الصادق في الكتب التسعة، للباحث ياسر بطيخ من مصر، وهناك نسخة إلكترونية من الرسالة على موقع صيد الفوائد.
الكتاب اسمه: الإمام جعفر الصادق ومروياته الحديثية
الناشر: دار العلم والإيمان بمصر
المؤلف: ياسر بطيخ
تقديم: أ. د. مصطفى رجب
أشكرك أخي الكريم شكرا جزيلا فقد رجعت للكتاب من خلال الموقع الذي ذكرته
وسوف أنظر للفروق بين كتابه وكتابي ومن أهمها:
أن عدد الأحاديث عنده أكثر من 200 حديث
وعددها عندي مئة حديث!
فإن قلت ما هو الفرق؟ الذي ذكره المؤلف ياسر وفقه الله أنه اعتمد على الإسناد فبذلك إذا كان الحديث بإسنادين فهو يعده حديثين!
وأنا أعده حديثا واحدا.
وأما الكتب فهو اقتصر على الكتب التسعة وأنا زدت عليه بأكثر من عشرة كتب فيما يبدو لي!
ومهما يكن من أمر فالرجل اجتهد وفقه الله وأعانه ولا ماتع أن تكون هناك أكثر من بحث فالفائدة لطالب العلم والطريقة مختلفة بيني وبينه
وهو يزيد علي أن بحثه رسالة علمية بعكس بحثي فهو جهد شخصي
وعلى كل فمن اجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد
والله الموفق
ـ[ابن حميد]ــــــــ[13 - 02 - 10, 10:34 م]ـ
أخي الحبيب: الشريف
انظر متفضلا
http://www.ahlalhdeeth.com/~ahl/vb/showthread.php?p=1229845#post1229845
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[07 - 07 - 10, 10:29 ص]ـ
أشكرك أخي الكريم على هذا الرابط وكتابي ما زال حبيس الأدراج ّ!
ـ[نور الدين الجزائري]ــــــــ[08 - 07 - 10, 07:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع القيم
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[09 - 07 - 10, 12:01 م]ـ
وفيك بارك أخي الكريم
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 03:25 م]ـ
هل طبعتم هذا البحث أخي أبو حاتم؟
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[10 - 07 - 10, 04:40 م]ـ
أخي الكريم لم أطبعه بعد وأود إعادة النظر فيه والموضوع حساس شوية ويحتاج إ؟ لى تؤدة في ظني!
ـ[كاوا محمد ابو عبد البر]ــــــــ[11 - 07 - 10, 12:11 ص]ـ
بارك الله فيك(19/125)
سؤال يتعلق بفتح الباري لابن رجب - رحمه الله-
ـ[إيثار]ــــــــ[24 - 10 - 07, 07:39 ص]ـ
عندما شرح ابن رجب صحيح البخاري في كتابه (فتح الباري) لماذا بدأ بكتاب الإيمان وأغفل ما يتعلق بالوحي فلم يشرحه؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 10 - 07, 08:53 ص]ـ
المخطوطات الموجودة من هذا الشرح النفيس ناقصة، وشرح بدء الوحي ساقط من المخطوطات، فلذلك طبع الموجود فقط.
فابن رجب رحمه الله قد شرح بدء الوحي ولكنه فقد، والله المستعان.
ـ[إيثار]ــــــــ[24 - 10 - 07, 09:03 ص]ـ
شكر الله لكم هذه الإفادة ونفع بكم(19/126)
هل النفخ في النوم هو الغطيط؟؟؟
ـ[عبد الله أحمدي]ــــــــ[24 - 10 - 07, 08:25 م]ـ
روى الإمام البخاري: (كتاب الدعوات/ باب إذا انتبه بالليل) عن ابن عباس رضي الله عنهما:
قال
بت عند ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم فأتى حاجته فغسل وجهه ويديه ثم نام ثم قام فأتى القربة فأطلق شناقها ثم توضأ وضوءا بين وضوءين لم يكثر وقد أبلغ فصلى فقمت فتمطيت كراهية أن يرى أني كنت أتقيه فتوضأت فقام يصلي فقمت عن يساره فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه فتتامت صلاته ثلاث عشرة ركعة ثم اضطجع فنام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ فآذنه بلال بالصلاة فصلى ولم يتوضأ وكان يقول في دعائه اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا واجعل لي نورا
ورواه مسلم أيضا، وفي رواية عنه (أي مسلم): ثم نام حتى نفخ وكنا نعرفه إذا نام بنفخه "
وفي حديث آخر للترمذي:
أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم نام وهو ساجد حتى غط أو نفخ ثم قام يصلي فقلت يا رسول الله إنك قد نمت قال إن الوضوء لا يجب إلا على من نام مضطجعا فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله
فهل النفخ (في الحديث الأول) هو الغطيط؟؟؟ وكيف يستقيم هذا المعنى مع ما ورد في بعض كتب الشمائل أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا يغط غطيطا؟؟ فإن كان النفخ دون الغطيط؟ فما هو وما حقيقته؟؟ أعينونا بارك الله فيكم فأنا بحاجة إلى شرح هذه العبارة
ـ[عبد الله أحمدي]ــــــــ[25 - 10 - 07, 04:38 ص]ـ
.. هل من مفيد؟؟ بارك الله فيكم؟؟
ـ[عبد الله أحمدي]ــــــــ[25 - 10 - 07, 08:17 م]ـ
سبحان الله!
ألا تجيبون إلا من تعرفون من كبار الكتاب في هذا الملتقى؟؟
أظنني سأستعين ب"جاهة" لنطلب منكم الإجابة؟؟
الله المستعان
ـ[عبد الله أحمدي]ــــــــ[28 - 10 - 07, 05:32 م]ـ
الله المستعان ..
إلى الله المشتكى، يا أهل الملتقى!!
ـ[عبد الله أحمدي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 12:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على الإفادة يا شيوخ الملتقى!!
ـ[أبو محمد العدني]ــــــــ[08 - 11 - 07, 12:35 ص]ـ
أولاً أخي هذا يخص قسم اللغة بشكل كبير، ثانياً معنى الغط: غَطْ في نومه غَطَاً وغطيطاً صات وردَّد النَّفس في خياشيمه، ويقال: غطَّ النائم .... الخ من كتاب المعجم الوسيط (ص688).
وأظن أن هناك فرق بين النفخ، والغط، لأن النفخ يكون بالفم بخلاف الغط كما هنا، وانظر المعجم أيضاً (ص978).
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[01 - 05 - 08, 07:50 م]ـ
قال في فتح الباري:
قَوْله: (أَوْ خَطِيطه)
بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة، وَالشَّكّ فِيهِ مِنْ الرَّاوِي، وَهُوَ بِمَعْنَى الْأَوَّل قَالَهُ الدَّاوُدِيّ. وَقَالَ اِبْن بَطَّال: لَمْ أَجِدهُ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة عِنْد أَهْل اللُّغَة. وَتَبِعَهُ الْقَاضِي عِيَاض فَقَالَ: هُوَ هُنَا وَهْم. اِنْتَهَى. وَقَدْ نَقَلَ اِبْن الْأَثِير عَنْ أَهْل الْغَرِيب أَنَّهُ دُون الْغَطِيط.
قال ابن رجب في فتح الباري:
((الغطيط)): صوت تردد النفس، ومنه: غطيط البكر. و ((الخطيط)): نحوه: والغين والخاء متقاربا المخرج.
وفي شرح ابن بطال:
قال صاحب العين: غَطّ النائم يَغُطُّ غطيطًا. وقال ابن دريد: غطيط النائم أعلى من النخير، وكذلك المخنوق والمذبوح.
قال في عون المعبود:
(غَطِيطه)
: فِي النِّهَايَة: الْغَطِيط الصَّوْت الَّذِي يَخْرُج مِنْ نَفَسِ النَّائِم وَهُوَ تَرْدِيده حَيْثُ لَا يَجِد مَسَاغًا.
(أَوْ خَطِيطه)
: وَهُوَ قَرِيب مِنْ الْغَطِيط وَهُوَ صَوْت النَّائِم.
[من الشاملة](19/127)
موضوع محدد (المرأة في السنة النبوية)
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[24 - 10 - 07, 11:42 م]ـ
السلام على جميع أعضاء الملتقى
أرجو ممن لديه الخبرة يدلني على طريقة البحث عن موضوع محدد في الملتقى فأنا حين أكتب عنوان موضوع أجد كلماته مفرقة بين صفحات المنتدى مثل موضوع: المرأة في السنة النبوية. أجد كلمة المرأة في صفحة، وكلمة في أجدها في صفحة أخرى وهكذا ...
وبهذه المناسبة من لديه مراجع متعلقة بهذا الموضوع فليدلني عليها وجزى الله الجميع خير الجزاء
ـ[أبو عبد الرحمن اليمني]ــــــــ[28 - 10 - 07, 10:43 م]ـ
موضوع لرسالة الماجستير، فهل موضوع الأحاديث الواردة بالتداوي، وأحاديث الثلاثيات بحث أم لا.موضوع لرسالة الماجستير، فهل موضوع الأحاديث الواردة بالتداوي، وأحاديث الثلاثيات بحث أم لا.(19/128)
ما اسم هذا الراوي؟
ـ[أبو الفضل المنزهي]ــــــــ[25 - 10 - 07, 02:20 ص]ـ
اخرج ابو داود في سننه برقم 566
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ
والسؤال هل حماد هذا المذكور في الاسناد ابن زيد أم ابن سلمة؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[25 - 10 - 07, 06:16 م]ـ
سلامٌ عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد
فقد قال الإمام أبو داود في كتاب الصلاة باب 53
566 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ». تحفة 7582
فحماد هو حماد بن زيد، وإذا أطلق سليمان بن حرب فهو يعني حماد بن زيد، إلا أن تدل قرينة على أنه حماد بن سلمة،
وحديث سليمان بن حرب عن حماد بن زيد عن أيوب في سبعةٍ وأربعين موضعا من صحيح البخاري
ولم أجد لسليمان بن حرب عن حماد بن سلمة عن أيوب إلا حديثا واحدا بين فيه أنه حماد بن سلمة:
قال الدارمي رحمه الله
1389 - أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَعَدَ فِى آخِرِ الصَّلاَةِ وَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُمْنَى وَنَصَبَ إِصْبَعَهُ. تحفة 7580
والله تعالى أجلُّ وأعلم
ـ[بشير يوسف]ــــــــ[25 - 10 - 07, 06:38 م]ـ
ذكر الحافظ الذهبي في السير فصلا نافعا في هذه الجزئية جاء فيه:
عادة عفان لا يروي عن حماد بن زيد إلا وينسبه، وربما روى عن حماد بن سلمة فلا ينسبه، وكذلك يفعل حجاج بن منهال، وهدبة بن خالد، فأما سليمان بن حرب، فعلى العكس من ذلك، وكذلك عارم يفعل، فإذا قالا: حدثنا حماد، فهو ابن زيد. سير النبلاء (7/ 465 - 466).اهـ
ـ[أبو الفضل المنزهي]ــــــــ[26 - 10 - 07, 02:33 ص]ـ
جزى الله الأخوة الكرام أبو مريم وبشير خيرا على ما أفادوني ونفع بهم وجعله في ميزان حسناتهم
فكم شغلتني هذه المسألة؟(19/129)
ذكر مصادر ومراجع في بلاغات الموطأ
ـ[أبو الرجاء الأصفهاني]ــــــــ[25 - 10 - 07, 03:59 ص]ـ
السلام عليكم يا من ترك فراغه لعلمه واستثمر وقته في أخراه
إخواني أريد مساعدتكم في ذكر مصادر ومراجع لموضوع بلاغات الموطأ القديم منها والحديث وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[27 - 10 - 07, 10:36 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من أهم الكتب في ذلك كتابي التمهيد والاستذكار للحافظ ابن عبدالبر رحمه الله فقد استوعب غالب هذه البلاغات.
وللحافظ ابن الصلاح رحمه الله رسالة في وصل البلاغات الاربع في الموطأ
طبعت بتحقيق عبدالله بن محمد بن الصديق وهو مطبوع في آخر كتاب توجيه النظر لطاهر الجزائري وأيضًا طُبع في كتاب " خمس وسائل في علوم الحديث " بتحقيق عبد الفتاح أبو غدة.(19/130)
ماذا يسن للائم المؤذن
ـ[طلحة محمد خالد]ــــــــ[26 - 10 - 07, 05:17 م]ـ
إذا كنت مؤذن للمسجد فما المسنون لي عند الاذان في رمضان هل افطر ثم اوأذن ام اواذن ثم افطر وهل ورد حديث في ذلك
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[29 - 10 - 07, 07:31 م]ـ
سمعتُ الشيخ سليمان العلوان - فك الله أسره - يقول:
ينبغي للمؤذن أن يقدم ويبارد بالآذان قبل الإفطار.
ولا أدري ما دليله.
وفقك الله.
ـ[طلحة محمد خالد]ــــــــ[30 - 10 - 07, 06:13 م]ـ
اخي ابو الوليد التويجري حفظك الله ووفقك اشكرك على التجاوب وأتمنى ممن يعرف الدليل إن وجد أن يتحف به القراء
والله الهادي لكل خير
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[30 - 10 - 07, 07:20 م]ـ
http://www.islamqa.com/index.php?ref=66605&ln=ara(19/131)
شرح بلوغ المرام للشيخ سامي جاد الله
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[27 - 10 - 07, 07:02 ص]ـ
الشرح من هنا
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=2102
ـ[أبو علي]ــــــــ[27 - 10 - 07, 07:29 م]ـ
هل الشرح مكتمل؟
فالشيخ حفظه الله من خيرة طلبة العلم، نحسبه كذلك والله حسيبه
ـ[أبو عبيدالله]ــــــــ[28 - 10 - 07, 04:49 م]ـ
من يترجم للشيخ،وله منا الدعاء؟
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[29 - 10 - 07, 01:43 ص]ـ
هو من طلاب الشيح عبد الله السعد(19/132)
أريد روابط في مناهج المحدثين
ـ[ماهر]ــــــــ[27 - 10 - 07, 05:08 م]ـ
إخواني أعضاء هذا الملتقى المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المواد التي أوكل اليَّ تدريسها هذا العام مادة " مناهج المحدثين " للمرحلة الثالثة من كلية العلوم الإسلامية في جامعة الأنبار - حرسها الله -
فأود منكم مساعدتي بذكر روابط تعينني في تدريس المادة.
وهذه المفردات:
تمهيد - منهج الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في تعليم الصحابة - منهج الصحابة في رواية الحديث - منهج التابعين في رواية الحديث.
مناهج الأئمة:
مالك: حياته ومنهجه.
البخاري: حياته ومنهجه.
مسلم: حياته ومنهجه.
أبو داود: حياته ومنهجه.
الترمذي: حياته ومنهجه.
ابن ماجه: حياته ومنهجه.
النسائي: حياته ومنهجه.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[27 - 10 - 07, 05:29 م]ـ
الحبيب الشيخ / ماهر الفحل
هل يفيدكم هذا؟
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=91&book=274
وهذا فيه من الفائدة ما فيه:
http://www.ibnamin.com/
وهنا أصل للأول وبيان له:
http://www.jannah.com/audbase/auth/121.html
وهذا " مناهج المحدثين " (كامل):
http://www.islamport.com/isp_eBooks/mst/e-Books/5359.rar
أسألك الدعاء
ـ[ماهر]ــــــــ[09 - 05 - 08, 03:13 م]ـ
جزاكم الله كل خير ونفع بكم وزادكم من فضله.
ـ[وليد الحربي]ــــــــ[09 - 05 - 08, 04:23 م]ـ
شيخنا الحبيب أرجو أن ينفعكم هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=134344
ـ[المنتبه]ــــــــ[09 - 05 - 08, 08:53 م]ـ
تفضل شيخنا الكريم
http://www.sunnah.org.sa/index.php?view=pages&page_id=8
ـ[ماهر]ــــــــ[12 - 09 - 08, 04:22 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً.
أسأل الله أن يوفقكم جميعاً ويحفظكم.
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[16 - 09 - 08, 10:35 ص]ـ
محاضرة في مناهج المحدثين:
http://www.4shared.com/file/48881430/aee4973e/________20042008.html?s=1
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[17 - 09 - 08, 11:17 م]ـ
بارك الله فيكم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=141812
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[17 - 09 - 08, 11:18 م]ـ
علما أن في الروابط بعض كتبكم شيحنا الغالي
ـ[ماهر]ــــــــ[29 - 11 - 08, 09:36 م]ـ
وأنتم فيكم بارك الله وستر عليكم وزادكم من فضله
أسأل الله أن يحفظكم وينفع بكم.
وأسأله تعالى أن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.(19/133)
مادرجة حديث: "ابْدَأْ بِحَقِّ اللَّهِ ..
ـ[صالح العقل]ــــــــ[27 - 10 - 07, 05:58 م]ـ
بسم الله
مادرجة حديث أبي هريرة رضي الله عنه موقوفا:
سُئل عن صيام العشر قبل قضاء رمضان فقال: "ابْدَأْ بِحَقِّ اللَّهِ فَاقْضِهِ، ثُمَّ تَطَوَّعْ بَعْدُ مَا شِئْتَ".
ـ[ابولينا]ــــــــ[27 - 10 - 07, 11:27 م]ـ
أخي الفاضل الكريم
ذكر في لسنن الكبري للبيهقي
الجزء 4 ص/ 285
وذكره عبد الرزاق في مصنفه
الجزء 4 ص/ 257
وهذا التخريج حسب ترتيب الشاملة
هذا والله أعلم(19/134)
قولهم: الكتب الستة المعتمدة
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[28 - 10 - 07, 09:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله، وبعد
الاخوة الكرام،
كثيرا ما نسمع قولهم " كتب الحديث الستة المعتمدة "،
يقصدون صحيح البخاري ومسلم وابو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه؟
فمن صاحب هذا القول؟ ومن اعتمد؟ وكيف؟ ومتى قيل؟
وأين كتب مثل صحيح ابن حبان والمستدرك ومسند أحمد والبزار والطبراني؟
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[29 - 10 - 07, 05:32 م]ـ
ثم وجدت في تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للمزي، قال في المقدمة:
فإني عزمت على أن أجمع في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى أطراف الكتب الستة التي هي عمدة أهل الإسلام وعليها مدار عامة الأحكام وهي: (صحيح محمد بن إسماعيل البخاري) , و (صحيح مسلم بن الحجاج النيسابوري) , و (سنن أبي داود السجستاني) , و (جامع أبي عيسى الترمذي) , و (سنن أبي عبدالرحمن النسائي) , و (سنن أبي عبد الله بن ماجة القزويني).
(قلت) هذا أول الغيث، والله الموفق.
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[29 - 10 - 07, 06:33 م]ـ
قال أبو عمرو ابن الصلاح في مقدمته – في معرفة الصحيح من الحديث:
ثم أن الزيادة في الصحيح على ما في الكتابين (البخاري و مسلم) يتلقاها طالبها مما اشتمل عليه أحد المصنفات المعتمدة المشهورة لائمة الحديث: كأبي داود السجستاني، وأبي عيسى الترمذي، وأبي عبد الرحمن النسائي، وأبي بكر بن خزيمة، وأبي الحسن الدار قطني وغيرهم. منصوصأ على صحته فيها.
(قلت عدّ سبعة كتب)
ثم قال في معرفة الرواة:
أصحاب كتب الحديث الخمسة المعتمدة رضي الله عنهم
فالبخاري أبو عبد الله ... ومسلم .. وأبو داود السجستاني .. وأبو عيسى الترمذي ..
وأبو عبد الرحمن النسائي.
.................................................. ...........
وفي تدريب الراوي للسيوطي، من كلام ابن الصلاح:
ثمَّ إنَّ الزِّيَادة في الصَّحيح تعرف من السُّنن المُعْتمدة, كَسُنن أبي داود, والتِّرمذي, والنَّسائي, وابن خُزَيمة, والدَّارقُطْني, والحاكم, والبَيْهقي, وغيرها مَنْصوصًا على صِحَّته, ولا يكفي وجُوده فيهَا إلاَّ في كتاب من شَرْط الاقْتَصار على الصَّحيح, واعْتَنى الحاكم بِضَبط الزَّائد عليهما, وهو مُتَساهلٌ.
(قلت) أضاف إلى كلام ابن الصلاح كتابين هما الحاكم والبيهقي،
ويلاحظ عدم ذكر ابن ماجه والذي فيه أحاديث ضعيفة وأيضا عدم ذكر صحيح ابن حبان.(19/135)
أفيدوني بارك الله فيكم.
ـ[أم الاء]ــــــــ[29 - 10 - 07, 07:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في " التهذيب " 4/ 453. في ترجمة عيسى بن طهمان: " قال ابن حبان: يتفرد بالمناكير عن أنس كأنه كان يدلس عن أبان بن أبي عياش , ويزيد الرقاشي عنه , لا يجوز الاحتجاج بخبره , وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير.
س: ما تفسير هذا الكلام؟ وهل يزيد من شيوخ عيسى , أم من شيوخ أبان؟
س: ما معنى قول ابن حبان: " ولكن عيسى تبرأنا من عمدته , فلو كان عيسى ممن يحتج بخبره لأدخلنا النضر بن زرازة في الطبقة الثالثة على ما أصلنا عليه الكتاب , وإن تقدم موته " الثقات 9/ 213.
وزادكم الله من واسع فضله ... آمين.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[29 - 10 - 07, 08:29 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نفع الله بكم.
كلام ابن حبان الذي نقله ابن حجر هو في المجروحين له (2/ 118)، ويمكن ترتيبه ليتضح معناه كما يلي -وما بين المعقوفين في سائر هذه المشاركة هو من توضيحي-:
" ينفرد بالمناكير عن أنس، ويأتي عنه بما لا يشبه حديثه، كأنه كان يدلس عن:
1 - أبان بن أبي عياش،
2 - ويزيد الرقاشي،
عنه [يعني: عن أنس]، لا يجوز الاحتجاج بخبره.
وإن اعتُبِر بما وافق الثقات من حديثه؛ فلا ضير " ا. هـ.
فابن حبان يستظهر أن عيسى يدلس عن هذين الاثنين عن أنس، بسبب المناكير التي يأتي بها، مما لا يأتي بمثله إلا هما أو نحوهما.
وأما كلام ابن حبان الذي في الثقات، فجاء في ترجمة النضر بن زرارة، وهذا هو بتمامه: قال ابن حبان:
" النضر بن زرارة الذهلي، أبو الحسن الكوفي، ابن أخي سماك بن الوليد، سكن بلخ،
يروي عن: أبي جناب، وعمرو [كذا، والصواب كما في نسخةٍ: عمر] بن ذر، والكوفيين،
روى عنه: قتيبة بن سعيد أشياء مستقيمة،
وقد سمع [يعني: النضر] عن عيسى بن طهمان عن أنس،
ولكن عيسى تبرأنا من عمدته [كذا، ولعل صوابها: عهدته]، فلو كان عيسى ممن يحتج بخبره لأدخلنا النضر بن زرارة في الطبقة الثالثة، فلما لم يصح بينه وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا ثلاثة أنفُس؛ أدخلناه في هذه الطبقة -على ما أصّلنا عليه الكتاب- وإن تقدم موته " ا. هـ.
ومعلومٌ أن ابن حبان قسم كتابه " الثقات " على الطبقات، وترجمة النضر بن زرارة تقع في الطبقة التي عنون لها ابن حبان بقوله (8/ 2): " وممن روى عن أتباع التابعين وشافههم من المحدثين ... "، وختمها بقوله (9/ 293): " قد أملينا ما حضر من من ذكر تَبَع الأتباع على حسب ما منَّ الله -عز وجل- به من التوفيق لذلك، وله الحمد ".
فابن حبان أدخل النضر بن زرارة في طبقة تَبَع أتباع التابعين (من روى عن أتباع التابعين). ولما كان النضر يروي عن عيسى بن طهمان، وعيسى يُعتبر من التابعين، لأنه يروي عن أنس، فيتوجه هنا اعتراض على صنيع ابن حبان، حيث إن الأصل أن يجعل النضر في طبقة أتباع التابعين (من روى عن التابعين)، وليس في طبقة تبع أتباع التابعين -كما صنع-؟
فأجاب عن ذلك الاعتراض بقوله: " ولكن عيسى تبرأنا من عهدته، فلو كان عيسى ممن يحتج بخبره لأدخلنا النضر بن زرارة في الطبقة الثالثة [وهي طبقة: أتباع التابعين]، فلما لم يصح بينه وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا ثلاثة أنفُس؛ أدخلناه في هذه الطبقة -على ما أصّلنا عليه الكتاب- وإن تقدم موته " ا. هـ.
فبيّن ابن حبان أنه لا يعتبر رواية عيسى بن طهمان شيئًا يمكن أن يثبت به تقديم النضر بن زرارة إلى أتباع التابعين، وبقية شيوخه يروون عن التابعين، فلا تصح للنضر رواية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا والواسطة بينه وبينه ثلاثة رجال (الصحابي، والتابعي، وتابع التابعي)، فأخّره عن أتباع التابعين لذلك، ولو كان موته متقدمًا.
وقد بيّن ذلك ابن حبان في خاتمة كتابه، قال (9/ 294): " وكلُّ من كان بينه وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أنفُس في اللُّقي؛ أدخلناه في كتاب تبع الأتباع هذا، ولم أعتبر برواية المدلسين عنه ولا الضعفاء، وربما ذكرتُ في هذه الطبقة رجلاً بينه وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلان [الصحابي والتابعي] أحدهما [وهو التابعي] ضعيف، فلم أدخله [أي: الراوي عن التابعي الضعيف] في كتاب أتباع التابعين، ولكن أدخلته في هذه الطبقة [يعني: طبقة تبع أتباع التابعين]؛ لأن بينه وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أنفس ثقات، ولم أعتبر ذلك الضعيفَ [يعني: التابعي]؛ لأن رواية الواهي ومن لم يروِ سيَّان [يعني: يستوي أن لا يروي أحدٌ شيئًا، وأن يروي الراوي الواهي حديثًا] ... " ا. هـ.
أرجو أن يكون ما ذكرتُ موضحًا شيئًا من الأمر. وجزاكم الله خيرًا.
ـ[أم الاء]ــــــــ[29 - 10 - 07, 06:09 م]ـ
جزاك الله خيراً , وزادك من واسع فضله(19/136)
كلمة (ابن ماجة) هل تكتب بالتاء المربوطة أم باالهاء
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[29 - 10 - 07, 07:42 ص]ـ
السلام عليكم
كلمة (ابن ماجة) هل تكتب بالتاء المربوطة أم باالهاء سألني أحد الاخوة فذكرت له ان الذي أعرفه أنها تكتب بالتاء فقال إنه قرأ أنها تكتب بالهاء
فما هو الصحيح مع التعليل
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[29 - 10 - 07, 08:39 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13447
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[29 - 10 - 07, 08:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي محمد
ـ[عويضة]ــــــــ[29 - 10 - 07, 11:45 ص]ـ
السلام عليكم
اخي حقق القضية المرحوم محمد فؤاد عبد الباقي في تحقيقه للسنن في اخر الكتاب في ترجمته لابن ماجة وانتهى الى جواز الامرين فانظره فانه مفيد
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[29 - 10 - 07, 04:54 م]ـ
في الصور المرفقة تعليق للشيخ أبو غدة على هذا الموضوع:
http://http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=51337&stc=1&d=1193665999
http://http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=51338&stc=1&d=1193665999
ـ[أبو سكينة المغربي]ــــــــ[01 - 11 - 07, 11:21 م]ـ
السلام عليكم
الصحيح عند الكتاني في الرسالة المستطرفة أنها بالهاء
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[02 - 11 - 07, 11:44 م]ـ
لعل أفضل من تكلم عن ذلك الشيخ محمد ادم الاثيوبي في مقدمة شرحه على سنن ابن ماجه(19/137)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحتاج إلى مساعدتكم إلى تخريج هذه الأقوال ,
ـ[عبدالله السندي]ــــــــ[29 - 10 - 07, 01:16 م]ـ
أيها العلماء الكرام: أحتاج إلى مساعدتكم إلى تخريج هذه الأقوال ,
1: أ أترك سنة حبيبي لهؤلاء الحمقاء. لمن هذه القول.
2: لايفلح آخرهذه الأمة إلا بماصلح بها أولها.(19/138)
مناهج العلماء
ـ[صالح العقل]ــــــــ[29 - 10 - 07, 02:52 م]ـ
قمت بتعديل المشاركة، لوجود بعض هذا الموضوع هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40699
ـ[بشير يوسف]ــــــــ[29 - 10 - 07, 08:23 م]ـ
أخي صالح روابط thamarat لم تعمل معي.(19/139)
أحاديث استشهد بها مسلم في مسئلة اشتراط اللقاء
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[29 - 10 - 07, 09:22 م]ـ
هذه رسالة للشيخ المعلمي رحمه الله تعالى طبعت بدار أطلس للنشر والتوزيع
الأحاديث التي استشهد بها مسلم في الخلاف في اشتراط العلم باللقاء
جمع الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني أمين مكتبة الحرم الشريف
(1) حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة "كنت أطيب" رواها الدرامي [1/ 364]
عن حماد بن سلمه كذلك روى الرواية التي ذكر فيها عثمان عن أبيه ... أخرج مسلم روايته عن أخيه ولم يخرج روايته (بدونه) وكذلك النسائي مثل مسلم (5/ 138) وكذلك البخاري مثلهم (10/
ص1
370).
قال البيهقي عند روايته لحديث (عن ابن عيينة) عن عثمان بن عروة عن أبيه به قال عثمان ما روى هشام هذا الحديث إلا عني أقول فهذا تدليس فمن هشام وراجع ترجمة هشام في مقدمة الفتح (488)
ص2
ومعرفة الحديث للحاكم.
(2) حديث هشام عن أبيه عن عائشة
" كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف" رواه مالك عن الزهري عن عروة عن عمرة عن عائشة.
ص3
أقول في باب الاعتكاف "باب لا يدخل البيت إلا لحاجة عندنا"
روى البخاري المتن بمعنى هذا الليث عن الزهري عن عروة وعمرة ذكر الحافظ أن منهم من اختصر على عروة ثم قال: " اتفقوا على أن الصواب قول الليث وأن الباقين اختصروا منه ذكر عمرة وأن ذكر عمرة في رواية مالك من المزيد في متصل الأسانيد" أقول ويؤيد ذلك ما في كتاب الحيض من صحيح البخاري من طريق هشام عن أبيه وفيه من قوله "أخبرتني عائشة أنها كانت ترجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حائض ورسول الله مجاور في المسجد يدني لها رأسه فترجله وهي حائض".
(3) الزهري وصالح بن أبي حسان عن أبي سلمه عن عائشة"كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم" فقال يحيى
ص4
بن أبي كثيرة: أخبرني أبو سلمه أن عمر بن عبد العزيز أخبروه أن عروة أخبره أن عائشة أخبرته"السنة الكبرى (2:202) [ح: 3067]. أقول الظاهر أن الحديث عند أبي سلمه من الوجهين وإنما رواه بنزول توقيرا لعمر بن عبد العزيز وإظهارا لفضله وهذا أولى بلا ريب من اتهام أبي سلمه بالتدليس.
(4) روى ابن عيينة وغيره عن عمرو بن دينار عن جابر قال: "أطعمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الخيل" رواه حماد ابن زيد عن عمرو عن محمد بن علي عن جابر.
أقول: عمرو ذكره ابن حجر في الطبقات المدلسين وقال: أشار الحاكم في علوم الحديث إلى
ص5
أنه كان يدلس".
أقول عبارة الحاكم في المعرفة (111) في الكلام على المدلسين "هذا باب " يقول: فليعلم صاحب الحديث أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة وأن الأعمش لم يسمع من أنس وأن قتادة لم يسمع من صحابي غير أنس وأن عامة حديث عمرو بن دينار عن الصحابة غير مسموعة" وقد حمل الترمذي رواية حماد على الوهم وقال: "سمعت محمدا أي البخاري يقول: ابن عيينة أحفظ من حماد.
ولكن ذكر الحافظ في الفتح (9:513) أن حمادا توبع ثم قال:"والحق أنه إن وجدت رواية تصريح عمرو بالسماع من جابر فتكون رواية حماد من المزيد في متصل الأسانيد وإلا فرواية حماد بن زيد هي المتصلة".
أقول: إن لم يثبت عن عمرو بن دينار ما يدل على
ص6
التدليس غير هذا فينبغي حمل كلام الحاكم على الصحابة الذين لم يلقهم عمرو وقد بين الأئمة كثيرا منهم في ترجمة عمرو في التهذيب وهذا عند الحاكم تدليس كما صرح به والحق أنه لا يلزم من ثبوت هذا عن الراوي أن يحكم عليه بالتدليس في شيوخه الذين قد سمع منهم ثم يحمل ما وقع في هذا الحديث على نحو ما تقدم في الذي قبله وهو أن عمرا زاد للتكريم محمدا بن علي لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم وفضله فروى عنه ما قد سمعه هو من شيخه , والله أعلم.
ثم رأيت في مسند أحمد ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن جابر عن عبد الله قال: "كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني العزل قال: قلت لعمرو: أنت سمعته من جابر. قال: لا".
(5) عبد الله بن يزيد الأنصاري وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم روى عن حذيفة حديثاً وعن أبي مسعود حديثاً ولم
ص7
يصرح بالسماع ولا علمنا لقيه لهما.
أقول:" أما حديث حذيفة فذكر النووي أنه قوله" أخبرني النبي صلى الله عليه وسلم بما هو كائن".
¥(19/140)
أقول: أخرج أولا معناه مطولا من طريق أبي إدريس عن حذيفة ومن طريق أبي وائل عن حذيفة ثم ذكره فهو متابعة. والحديث مشهور عن حذيفة فإن صح قول مسلم في عدم العلم بلقاء عبد الله بن يزيد لحذيفة فالجواب أنه لما لم يكن له عنه إلا حديث واحد والحديث مشهور من غير طريقه عن حذيفة لم يحتج أهل العلم إلى الكلام فيه بل رووا الحديث على أنه متابعة فهو مقبول في مثل ذلك وإن كان محكوما عليه بالانقطاع.
ص8
وأما حديثه عن أبي مسعود فقد شرح النووي أنه حديث نفقة الرجل على أهله.
أقول: والحديث في الصحيحين من طرق وفي رواية البخاري عن عبد الله بن يزيد أنه سمع أبا مسعود فقد ثبت اللقاء والسماع لهذا الحديث نفسه.
(6) أبو عثمان النهد وأبو رافع الصايغ وهما ممن أدرك الجاهلية وصحبا البوريين ونقلا عنهم الأخبار حتى نزلا إلى مثل أبي هريرة قد أسند كل واحد منهما عن أبي كعب حديثا ولا يعلم لقاؤهما له.
أقول: حديث أبي عثمان قال النووي إنه قوله
ص9
" كان رجل لا أعلم أحدا أبعد من المسجد بيتا منه"
والجواب عنه أن في مسند أحمد حدثنا سفيان عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي , فذكر الحديث ثم قال: أحمد ثنا علي بن إسحاق ثنا عبد الله بن المبارك أنا عاصم الأحول عن أبي عثمان حدثني أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ط أما إن لك ما احتسبت" وهي قطعة من هذا الحديث فثبت اللقاء والسماع.
قال النووي وأما حديث أبي رافع عنه فهو "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الآخر فسافر عاما فلما كان في العام المقبل اعتكف عشرين يوما رواه أبو
ص10
لم يخرجه مسلم رحمه الله في الصحيح وذلك يدل على توقف له فيه لأنه ليس هناك طريق أخرى صحيحة يوردها ويجعل هذه متابعة لها والحديث في حكم وسنة وقد أنصف بذلك.
(7) أسند أبو عمرو الشيباني وأبو معمر عبد الله بن سخبرة كل واد منهما عن أبي مسعود خبرين.
قال النووي: حديثنا الشيباني أحدهما حديث
ص11
" جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنه أُبْدع بي" والآخر "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بناقة مخطومة فقال: لك بها" وأسند أبو عمرو أيضا عن أبي مسعود حديث ... " المستشار مؤتمن رواه ابن ماجة.
أقول: ومتن الأول " من دل على خير فله مثل أجر فاعله".
وأما الثاني فمتنه"لتأتين" أي الناقة وكلها في
ص12
فضائل الأعمال وشواهد الأول من السنن الثابتة معروفة كقوله صلى الله عليه وسلم "من سنن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها" وقوله" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه".
ودليل الثاني قوله تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة ... الآية"
وللثالث شواهد من حديث جابر وابن عباس وأبي هريرة ومعناه ثابت في المعقول أن الإنسان لا يستشير على الحقيقة إلا من يأتمنه فمن استشارك فقد إتمنك.
ص13
قال النووي:" وأما حديثا أبي معمر فأحدهما كان النبي صلى الله عليه وسلم" يمسح مناكبنا في الصلاة" أخرجه مسلم والآخر" لا تجزي صلاة لا يقيم الرجل صلبه فيها في الركوع" أخرجه أصحاب السنن وغيرهم وقال الترمذي:" هو حديث حسن صحيح".
أقول أما الحديث الأول فأخرج معه مسلم عدة
ص14
أحاديث صحيحة يؤدى معناها فهو في حكم المتابعة وأقرب تلك الشواهد من لفظه حديث النعمان بن بشير فهو إذا في معنى المتابعة.
وأما الحديث الثاني فلم يخرجه مسلم ولعل ذلك لأنه في حكم ٍ مختلف فيه ولم يجد له شاهدا ً صريحا ً صحيحا ً.
ومن شواهده: حديث المسيء صلاته وفيه قوله صلى الله عليه وسلم "ارجع فصل فإنك لم تصل" وهو في الصحيحين لكن لم يقع في روايتهما أن الرجل إنما قصر لأنه لم يقم صلبه في الركوع والسجود وإن وقع ذلك في رواية لغيرهما كما في الفتح.
ص15
ومن شواهده قول زيد بن وهب: رأي حذيفة رجلا ً لا يتم الركوع والسجود فقال: ما صليت ولو مت مت على غير الفطرة التي فطر الله محمدا ً صلى الله عليه وسلم أخرجه. ولكن بالحكم له بالرفع خلاف, والله أعلم.
(8) قال مسلم:" وأسند عمير عن أم سلمه زوج النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ً, وعبيد بن عمير ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم". قال النووي:" هو قولها لما مات أبو سلمه قلت غريب وفي أرض غريبة لأبكينه بكاء يتحدث عنه أخرجه مسلم.
¥(19/141)
أقول: حاصله أن بعد موت سلمه جاءت امرأة لتسعدها في البكاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أتريدين أن تدخلي الشيطان بيتا ً قد أخرجه الله منه" فهو في النهي عن النياحة وهو ثابت بأحاديث كثيرة وفيه فضيلة لأبي
ص16
سلمه ذلك – أيضا ً – ثابت.
(9) قال مسلم وأسند قيس بن أبي حازم – وقد أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم- عن أبي مسعود الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أخبار".
قال النووي:"هي حديث "إن الإيمان ههنا وإن الفسوق وغلظ القلوب في الفدادين" وحديث "إن الشمس والقمر لا يكسفان لموت أحد" وحديث "لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان أخرجها كلها
ص17
البخاري ومسلم.
أقول: قال البخاري في الصحيح في كتاب الكسوف: حدثنا شهاب بن عباد قال: حدثنا إبراهيم بن حميد بن إسماعيل عن قيس قال سمعت أبا مسعود يقول فذكر الحديث الثاني.
وقال في أبواب الإمامة: حدثنا أحمد بن يونسي قال: حدثنا زهير قال: حدثنا إ: سماعيل قال: سمعت قيسا ً قال: أخبرني أبو مسعود فذكر الحديث الثالث فثبت اللقاء والسماع ولله الحمد.
قال مسلم: "وأسند عبد الرحمن بن أبي ليلى وقد حفظ عن عمر وصحب عليا عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ً".
قال النووي:"وهو قوله: أمر أبو طلحة أم سليم
ص18
أصغي طعاما ً للنبي صلى الله عليه وسلم" أخرجه مسلم.
أقول: هو عنده في كتاب الأشربة والأطعمة "باب جواز استتباع غيره" ساق مسلم الحديث من طريق إسحاق بن عبد الله عن أبي طلحة انه سمع أنسا ً"ثم من طريق بسر بن سعيد حدثني أنس ومن طريق أخرى عنه سمعت أنسا ًثم ذكر رواية ابن أبي ليلى فهي عنده متابعة ثم ذكره من طريق خمسة آخرين عن أنس.
(11) قال مسلم: "وأسند ربعي بن حراش عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين وعن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ً وقد سمع ربعي من علي وروى عنه".
قال النووي:" أما حديثاه عن عمران فأحدهما في إسلام حصين والد عمران رواه عبد بن حميد في مسنده والنسائي في كتاب عمل اليوم
ص19
والليلة بإسناديهما الصحيحين والحديث الآخر "لأعطين الراية رجل يحب الله ورسوله" رواه النسائي في سننه.
أقول: لم يخرجهما مسلم ولا فيهما حكم وقد توبع ربعي على كل منهما.
قال النووي: "وأما حديثه عن أبي بكرة فهو: "إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما على حرف جهنم" أخرجه مسلم وأشار إليه البخاري.
ص20
أقول: ذكراه في المتابعات.
(12) قال مسلم: وأسند نافع بن جبير بن مطعم عن أبي شريح الخزاعي عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ً"
قال النووي:"أما حديثه فهو حديث "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره" أخرجه مسلم في كتاب الإيمان هكذا وقد أخرجه البخاري ومسلم – أيضا ً – في رواية سعيد بن أبي سعيد المقبري".
أقول: أخرج مسلم حديث نافع عن أبي شريح فهو شاهد مع ثبوته عن أبي شريح
ص21
من طريق سعيد المقبري سماعا ً من أبي شريح.
(13) قال مسلم: "أسند النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أحاديث".
قال النووي: "الأول: من صام يوما ً في سبيل الله" والثاني:"إن في الجنة شجرة" أخرجهما البخاري ومسلم. والثالث"إن أدنى أهل الجنة"أخرجه مسلم.
ص22
أقول قال البخاري: في التاريخ: "النعمان بن أبي عياش الزرقي الأنصاري سمع أبا سعيد الخدري" وقال في الصحيح في كتاب الرقاق في باب صفة الجنة والنار: "وقال إسحاق بن إبراهيم: أنبأنا المغيرة بن سلمه حدثنا وهيب عن أبي حازم عن سهل بن سعد أخبرني أبو سعيد فذكر الحديث الثاني بل رواه مسلم نفسه في أوائل كتاب الجنة بهذا السند نفسه وفيه وقال: أبو حازم فحدثت به النعمان بن أبي عياش الزرقي فقال حدثني أبو سعيد الخدري.
(14) قال مسلم: "وأسند عطاء بن يزيد الليثي عن تميم الداري عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ً".
قال النووي: "هو حديث الدين النصيحة".
ص23
أقول
¥(19/142)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن وذكر منه أحاديث تؤدي معناها منها: حديث أبي هريرة "لا تؤمنوا حتى تحابوا" وحديث جرير "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم" وقد روى الدين النصيحة من حديث ثوبان وغيره ومعناه ثابت بنصوص كثيرة كقوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة) وقوله صلى الله عليه وسلم "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه" وقوله صلى الله عليه وسلم "من غشنا فليس منا" إلى غير ذلك.
(15) قال مسلم: " وأسند سليمان بن يسار عن رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ً".
ص24
قال النووي: "هو حديث المحاقلة أخرجه مسلم".
أقول: في باب كراء الأرض بالطعام وأخرج له عدة متابعات وشواهد.
(16) قال مسلم: "وأسند حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث".
قال النووي:"من هذه الأحاديث: أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" أخرجه مسلم" ثم ذكر الحميدي
ص25
أنه ليس للحميري حديثا ً عن أبي هريرة في الصحيح غيره قال النووي: "وربما اشتبه بحميد بن عبد الر حمن بن عوف الزهري وقد رويا له في الصحيحين أحاديث كثيرة وليس للحميري عن أبي هريرة – أيضا ً – في سنن أبي داوود والترمذي والنسائي غير هذا الحديث" على ما فيه"
قال مسلم في باب فضل صوم المحرم والنسائي في باب فض ل صلاة الليل قال النسائي: أخبرنا قتيبة زاد مسلم والنسائي ابن سعيد ثنا أبو عوانة عن ابي بشر عن حميد بن عبد الرحمن الحميري كذا قال مسلم والترمذي أما النسائي فقال: هو ابن عوف عن أبي هريرة وقال أبو داوود: باب في صوم المحرم حدثنا مسدد وقتيبة بن سعيد قال: أبو عوانة عن أبي بشر عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
وقال أحمد في المسند (334:3): ثنا عفان ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي
ص26
هريرة وأخرجه النسائي عن نصر عن عبد الله عن شعبة عن أبي بشر جعفر بن أبي وحيشة أنه سمع حميد بن عبد الرحمن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النسائي: أرسله شعبة.
ورواه
أحمد (3:335) عن أبي داوود الطياليسي عن أبي عوانة عن عبد الملك عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة.
ورواه البيهقي في السنن (91:4) من طريق مسدد ثنا عوانة عن عبد الملك بن عمير عن محمد بن المنتشر عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبي هريرة.
وقد رواه مسلم من طريق جرير عن عبد الملك بن عمير عن محمد بن المنتشر عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ومن طريق زائدة عن عبد الملك بن عمير قال مسلم بهذا الإسناد في ذكر الصيام عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
وقد أخرجه ابن ماجة من طريق زائدة عن عبد الملك بن عمير عن محمد بن المنتشر عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ص27
فقال: أي الصيام أفضل بعد شهر رمضان؟ قال:" شهر الله الذي تدعونه المحرم".
قال البيهقي: "وخالفهم في إسناده عبيد الله بن عمير الرقي" ثم ساقه من طريق الربيع بن نافع عن عبيد الله عن عبد الملك بن عمير عن جندب بن سفيان البجلي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول مذكرة.
أقول: ورجاله ثقات ويمكن أن يكون شعبة – والله أعلم – إنما أرسله لهذا الاختلاف.
وقال البخاري في التاريخ (1/ 2/343) "حميد بن عبد الرحمن الحميري البصري عن أبي هريرة وابن عباس".
أقول وفي الحديث نظر من وجوه:
الأول: ما ذكره مسلم من أنه لا يعلم لحميد الحميري لقاء لأبي هريرة.
الثاني: ما سمعت من الاختلاف.
الثالث: أنه لا يتابع عن أبي هريرة ولا عن جندب
ص28
مع ما لأبي هريرة من الأصحاب الحفاظ المكثرين.
الرابع: أنه بالنسبة إلى الصوم ليس له شاهد – فيما أعلم – إلا ما رواه الترمذي من طريق عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي وقال الترمذي: "حديث حسن غريب"وعبد الرحمن بن إسحاق هو ابن شيبة الواسطي قال أحمد ويحيى: "ليس بشيء" وقال أحمد وغيره: "منكر الحديث" أو قال مرة: "ليس بذاك وهو الذي يحدث عن النعمان بن سعد أحاديث مناكير" وضعفه غيرهم أيضا ً والنعمان بن سعد تفرد عنه عبد الرحمن بن إسحاق فيما قال أبو حاتم وكذا قال البخاري (4/ 3/77) كما ثبت في بعض نسخ التاريخ. قال ابن حجر في التهذيب: "والراوي عنه ضعيف فلا يحتج بخبره".
ص29
أقول ذكره ابن حبان في الثقات والثقة عنده من روى عن ثقة وروى عنه ثقة ولم يرو منكرا وهذا الشرط مع تساهله مفقود هنا لأن الراوي عنه غير ثقة وروى عنه المناكير كما مر.
الخامس: أن الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن يصوم شهرا ً كاملا إلا أنه كان يكثر الصيام في شعبان والله أعلم.
تمت وبالخير عمت وافق الفراغ من تسويده يوم الأربعاء
الموافق 20/ 4/1382هـ.
كتبه الراجي عفو ربه الباري حماد بن محمد الأنصاري في مكة المكرمة.
انتهى ولله الحمد وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ص30
========================
¥(19/143)
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[07 - 11 - 07, 09:19 م]ـ
جزاك الله خيرا(19/144)
سؤال هام يا أهل الحديث
ـ[ابو طالب السلفى]ــــــــ[29 - 10 - 07, 11:43 م]ـ
ذكر إبن إسحاق فى السيرأثناء ذكره للأحاديث التي تذكر صفه ولاده النبي صلى الله عليه وسلم حديث يرويه بن إسحاق عن جهم إبن أبي جهم عن عبدالله بن أبي جعفر بإسناده وجاء فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد ويديه إلى الأرض رافعاً رأسه إلى السماء ولم أجد هذه الزياده في الأحاديث الصحيحه التي تذكر صفه ولادته صلى الله عليه وسلم وأرجو من أحد الأخوه لو يبين لي صحه هذه الزياده أو ضعفها وهل هذا النوع مما يطبق عليه قواعد المصطلح أم لا؟(19/145)
حديث شاذ
ـ[ابن عبدالغفار]ــــــــ[30 - 10 - 07, 11:09 ص]ـ
قال الحافظ ابن حجر في النخبة:"الشاذ مارواه المقبول مخالفاً لمن هو أولى منه فإن خولف بأرجح منه لمزيد ضبط أو كثرة عدد أو غير ذلك من وجوه الترجيحات فالراجح يقال له المحفوظ ويقابله هو المرجوح يقال له الشاذ"
فسؤالي: ما هي وجوه الترجيحات الأخرى وما هي أمثلتها؟؟؟؟؟
شكراً
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[30 - 10 - 07, 10:04 م]ـ
يجيبك الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في النكت نقلا عن العلائي رحمهم الله تعالى (بل عملهم في ذلك دائر على الترجيح بالنسبة إلى ما يقوى عند أحدهم في حديث حديث)
ثم المرجحات لا يمكن حصرها وإنما كما يقال كل حديث له وجه ترجيح خاص فمن تمرس في الحديث والتخريج والجرح والتعديل جعل لكل حديث قرينة تدل عليه لذا تجد إذا حكم أحد العلماء على حديث بالشذوذ أو النكارة مثلا فإنه يذكر وجه الشذوذ أو النكارة المتعلق بهذا الحديث بعينه ثم تجده يتكلم على حديث آخر بالشذوذ أو النكارة ويذكر وجه قد يكون مخالف للوجه الأول تماما
فمع التمرس يستطيع طالب العلم معرفة قرائن تدل عليه أما من أراد معرفتها مجرد معرفة لا للتطبيق فما ذكره ابن حجر يكفي
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[30 - 10 - 07, 10:49 م]ـ
من ذلك أخى الحبيب الملازمة و الخبرة بالشيخ.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[30 - 10 - 07, 10:50 م]ـ
و من ذلك أن يكون من أهل بلده. و الله تعالى أعلى و أعلم فى كلتا الإجابتين.(19/146)
من يذاكرنى تدريب الراوى؟
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[30 - 10 - 07, 11:56 م]ـ
كثير من المواضع مبهمة تحتاج إلى توضيح؟ فمن يذاكرنى فيه؟
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[31 - 10 - 07, 11:52 م]ـ
للرفع
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[01 - 11 - 07, 12:02 ص]ـ
يا أخي الكريم محمد كثير من الأخوة ستنتفع منهم في هذا الباب ولكنهم يتحرجون عندما تتطرح المواضيع بهذه الطريقة من الإجابة ولولا معرفتي لكراهتهم للتصدر لأخبرتك بأسمائهم وعلى كل حال المسألة التي تشكل عليك أطرحها،،، يتذاكرها الجميع فالعلم رحم بين أهله
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[01 - 11 - 07, 12:36 ص]ـ
الشيخ أبا الحسن، لو أنك تذكر لى أسماءهم على الخاص حتى أبعث إليهم فأضمن متابعتهم.(19/147)
كلام في الجرح والتعديل و يحتاج الى توضيح!
ـ[أبو تامر المصري]ــــــــ[01 - 11 - 07, 01:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله، وبعد،
جاء في كتاب التخريج ودراسة الأسانيد، للشيخ حاتم بن عارف الشريف،
فصل مراحل دراسة الاسناد - الخطوة الثالثة: في معرفة مرتبة الراوي في الجرح والتعديل، في صفة العدل في الراوي، قال:
والعدل: "هو المسلم العاقل البالغ السالم من أسباب الفسق وخوارم المروءة"، وهذه هي العدالة الباطنة، وهي التي لا تُعرف إلا من خلال طول المعاشرة والمخالطة،
أما العدالة الظاهرة فهي ما تعرف بظاهر الأمر،
ويمكن التفريق بين العدالة الباطنة والعدالة الظاهرة بأن نقول:
أن العدالة الباطنة: هي العلم بعدم المُفسّق،
والعدالة الظاهرة: هي عدم العلم بالمُفسّق
فالأولى: نعلم ونتيقن بعدم وجود أمر يفسق الراوي به، أما الثانية: فلا نعلم عن الراوي شيئاً يفسق به.
وبعد بيان العدالة الظاهرة والباطنة، فهل يُشترط في قبول الراوي العدالة الباطنة فقط، أم أنه قد تقبل العدالة الظاهرة في بعض الأحيان؟ الصواب: أنه مَنْ كان عدلاً في الظاهر قد نقبله في بعض الأحيان، وهذه الحالات هي:
1 - مَنْ تعذرت الخبرة الباطنة بأحوالهم؛ لتقادم العهد بهم، فكل من تعذرت الخبرة الباطنة بحاله نكتفي منه بالعدالة الظاهرة، وهذا هو الذي سار عليه أهل العلم بعامة.
2 - المتأخرون من رواة النسخ الحديثية، فهؤلاء لا يشترط فيهم شئ كثير؛ لأنهم مجرد رواة لكتب ترويها الأمة كلها، كمن يروي (صحيح البخاري)، وعنده إجازة بروايته بإسناده إلى مؤلفه، فكتاب البخاري تناقلته الأمة كلها، وليس هناك مزيّة في هذه الرواية إلا بقاء اتصال الإسناد، فيُقبل من أيّ شخصٍ مادام أن ظاهره الإسلام، ولم يكذب في دعواه، فيُقبل منه وإن كان في الباطن ليس عدلاً.
المقصود أن المتأخرين يُتساهل فيهم، ونصّ على هذا التساهل الإمام الذهبي في مقدمة كتابه (ميزان الاعتدال)، واعتبر الحدّ الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين من هذه الناحية -وهي: الاكتفاء بالظاهر، وعدم معرفة بواطن أحوالهم- سنة ثلاثمائة للهجرة،
فمن جاء بعد سنة ثلاثمائة للهجرة يُتساهل فيما يتعلق بهم -وهم المتأخرون-،
ومن أجل ذلك قال: لن أذكر كل من تُكُلِمَ فيه بعد سنة ثلاثمائة للهجرة، إلا من طُعن فيه بقادح شديد، أما من سواهم فيُتساهل معهم؛ لأنهم رواة نسخ. وعليه كلما تقادم العهد يتساهل في رواة النسخ، حيث لم يبق إلا مزية الإسناد، وهو شرفٌ مهم.
(قلت) ثم نظرت في مقدمة ميزان الاعتدال للذهبي فاذا فيه:
كذلك من قد تكلم فيه من المتأخرين لا أورد منهم إلا من قد تبين ضعفه، واتضح أمره من الرواة، إذ العمدة في زماننا ليس على الرواة، بل على المحدثين والمقيدين والذين عرفت عدالتهم وصدقهم في ضبط أسماء السامعين.
ثم من المعلوم أنه لابد من صون الراوى وستره فالحد الفاصل بين المتقدم والمتأخر هو رأس سنة ثلثمائة، ولو فتحت على نفسي تليين هذا الباب لما سلم من إلا القليل، إذ الاكثر لا يدرون ما يروون، ولا يعرفون هذا الشأن، إنما سمعوا في الصغر، واحتيج إلى علو سندهم في الكبر، فالعمدة (6) على من قرأ لهم، وعلى من أثبت طباق السماع لهم، كما هو مبسوط في علوم الحديث، والله الموفق، وبه الاستعانة، ولا قوة إلا به.
والمطلوب من شيوخنا واخواننا الكرام، توضيح الآتي:
1 - بيان وشرح ما تقدم بصورة أوضح، وهل هناك فرق بين كلا القولين؟
2 - كيفية تطبيق هذه الاقوال.
3 - وما سر الحد الفاصل سنة 300 هجرية،
وما موقف رجال الكتب المؤلفة في الحديث بعد هذا العام مثل:
صحيح ابن خزيمة والمتوفي في 311
البغوي 317
العقيلي 322
الخرائطي 327
ابن شاهين 385
ابن منده 395
الحاكم 405
أبو نعيم 430
الخطيب 463
ابن عبد البر 463(19/148)
(عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري)
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[01 - 11 - 07, 10:14 ص]ـ
(الحلقة الأولى)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،
أما بعد، فهذا بحث قدمته لدار الحديث أيام الدراسة بها عن (عبد الرحمن بن أبي ليلى) وهو عبارة عن دراسة تحليلية لترجمته.
وسأدخل في صلب الترجمة مباشرة دون نقل خطة البحث وأسباب اختيار الموضوع ... إلخ، توفيرا لوقت الزملاء.
الفصل الأول
وفيه ثمانية مباحث
المبحث الأول: اسمه ونسبه وكنيته.
المبحث الثاني: مولده.
المبحث الثالث: شيوخه.
المبحث الرابع: طبقته.
المبحث الخامس: من يُحكم على روايته عنهم بالانقطاع.
المبحث السادس: تلاميذه.
المبحث السابع: وفاته.
المبحث الثامن: من أخرج له من أصحاب الكتب الست.
المبحث الأول: اسمه ونسبه، ونسبته، وكنيته:
عبد الرحمن بن أبي ليلى واسمه: يسار (1) , ويقال: داود بن بلال بن مالك بن أحيحة بن الجلاح (2)، أو (بن بلال بن أحيحة بن الجلاح) (3)، أو (بلال بن بليل بن أحيحة بن الجلاح (4)) بن حريش بن جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن عمرو بن مالك بن الأوس. ويقال: ليس لأبي ليلى اسم. ويقال: بلال هو أخو أبي ليلى (5) الأنصاري، وقد أبت ذلك عليهم الأوس (6)، وفي اسم أبيه خلاف غير هذا (7). ولقبه: أيسر (8) أبو عيسى (9) الكوفي (10)، المدني (11). (12)
-----------------
1 - الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 109) واقتصر عليه، ولم يحك فيه خلافا، بينما في ترجمته لأبي ليلى والد عبد الرحمن سماه " بلالا" واقتصر عليه أيضا، والتاريخ الكبير لأبي عبد الله البخاري (5/ 368) وعبارته" عبد الرحمن بن يسار، وهو بن أبي ليلى"، و تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1/ 187).
2 - تاريخ بغداد (1/ 187). .
3 - طبقات خليفة (1/ 53)، وانظر: أسد للغابة لابن الأثير (1/ 1129). وأحيحة: بضم الهمزة وفتح الحاء المهملة وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الحاء الثانية وبعدها هاء ساكنة. والجلاح: بضم الجيم وبعد اللام ألف حاء مهملة. كذا في وفيات الأعيان (3/ 126).
4 - الطبقات الكبرى (6/ 54)
5 - طبقات خليفة - (1/ 252)
6 - تاريخ دمشق، للحافظ ابن عساكر (36/ 81).
7 - وفيات الأعيان (3/ 126). وقال ابن عبد البر"الاستيعاب في معرفة الأصحاب" (2/ 61): اختلف في اسمه فقيل: يسار بن نمير وقيل: أوس بن خولي وقيل: داود بن بليل بن بلال بن أحيحة وقيل: يسار بن بلال بن أحيحة بن الجلاح وقيل: بلال بن بليل وقال ابن الكلبي: أبو ليلى الأنصاري اسمه داود بن بلال بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبي بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس" انتهى. وكذا قال ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 1238). وقال النووي في" تهذيب الأسماء" (4/ 41): واسم أبي ليلى مختلف فيه، قيل: اسمه يسار وهو قول مسلم بن الحجاج ومحمد بن عبد الله بن نمير، وقيل: اسمه داود بن بلال، وقيل: سيار بن نمير، وقيل: اسمه بلال، وقيل: اسمه بليل بباء موحدة مضمومة ثم لام مفتوحة ثم ياء مثناه من تحت ساكنة، وقيل: لا يحفظ اسمه. وقال ابن الجوزي في المنتظم (2/ 297): "وفي اسم أبي ليلى أربعة أقوال: أحدهما يسار، والثاني بلال، والثالث بليل، والرابع داود".
8 - تاريخ بغداد (1/ 187)
9 - حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصبهاني (2/ 243)، تهذيب الكمال (17/ 372)، تاريخ دمشق (36/ 76).
10 - تاريخ دمشق (36/ 76)، تذكرة الحفاظ (1/ 58)، طبقات الحفاظ (1/ 2)، مشاهير علماء الأمصار (1/ 164).
11 - لسان الميزان (3/ 220).
12 - تنبيهات:
(1) هناك راوٍ آخر يحمل نفس سم عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو عبد الرحمن بن أبي ليلى رجل من هذيل وعداده في قريش. لكنه ليس له إلا راو واحد يروي عنه. انظر المنفردات والوحدان [1/ 145].
(2) يطلق على عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعلى بعض أبنائه (ابن أبي ليلى):
¥(19/149)
ففي (المحدث الفصل (1/ 268)، وتدريب الراوي (2/ 339): عند ذكر من يُنسب إلى جده: " وابن أبي ليلى "هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. و قال المزي في تهذيب الكمال (34/ 472): ابن أبي ليلى، هو: عبد الرحمن بن أبي ليلى، وابنه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وابن ابنه عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وقال ابن حجر في تقريب التهذيب (2/ 537): ابن أبي ليلى هو عبد الرحمن وابناه محمد وعيسى وعبد الله". انتهى.
ولكن أكثرهم شهرة في إطلاق هذه النسبة عليه هو " عبد الرحمن " صاحب الترجمة، وابنه" محمد" الفقيه المشهور، وهي بمحمد" الابن" أكثر التصاقا منها بعبد الرحمن"الأب"، كما أن "محمد بن عبد الرحمن" هو أكثر هذه الأسرة شهرة، وذلك لمذهبه الفقهي الذي يميل إلى الرأي. والمقصود أنه قد يطلق (ابن أبي ليلى) على أي واحد من هؤلاء الأربعة. ويعرف المراد به منهم بالقرائن. وفي عمدة القاري للعيني (16/ 218):" قال بن الأثير في جامع الأصول: إذا أطلق المحدثون ابن أبي ليلى فإنما يعنون به عبد الرحمن بن أبي ليلى وإذا أطلقه الفقهاء يعنون به عبد الرحمن" كذا في أكثر من نسخة من عمدة القاري، وقد رجعت إلى جامع الأصول وتتبعت أحاديث عبد الرحمن بن أبي ليلى، بل وكل موضع جرى ذكره فيه، بل راجعت التمهيد الذي بدأ به ابن الأثير كتابه، فلم أظفر بهذه العبارة، ولم أجد لها أثرا، فلعلها كانت في النسخ القديمة. ولعل الصواب في العبارة أن تكون هكذا" إذا أطلق المحدثون ابن أبي ليلى فإنما يعنون به عبد الرحمن بن أبي ليلى وإذا أطلقه الفقهاء يعنون به محمد بن عبد الرحمن". لأن محمدا أكثرهم شهرة في الفقه كما تقدم، ومع ذلك فلا تعدو العبارة أن تكون أغلبية أكثرية لا كلية مطردة؛ فإنه لو سلم بذلك في إطلاق الفقهاء؛ لكون محمد بن عبد الرحمن فقيه مشهور وله مذهب معروف يذكر عند إيراد الأقوال والمذاهب الفقهية، فهو غير مسلم به في إطلاق المحدثين؛ فإنهم كثيرا ما يطلقون ذلك، ويريدون به محمدا، خصوصا عند تمثيلهم لمن ضُعف بسبب سوء حفظه. وقد وقع في الخلط بين عبد الرحمن الأب وبين محمد الابن بعض الأفاضل كما سيأتي في موضعه!.
(3) أبو ليلى والد عبد الرحمن ممن لم يرو عنه إلا واحد، وقد أوردوه مثالا لمن لم يرو عنه عير ابنه (مقدمة ابن الصلاح ص 190) وعلق عليه صاحب الشذا الفياح بقوله (2/ 576): "وقال المزي: روى عنه أيضا عدي بن ثابت قال: ولم يدركه".
--------------------------------------------------------------------------------------------------------
المبحث الثاني: مولده
هناك ثلاثة أقوال حول مولد عبد الرحمن بن أبي ليلى ذكرها المترجمون له:
القول الأول:
أنه ولد لست بقين من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه. وهو قول الأكثر:
.. قال البخاري (1): وقال أحمد عن النضر عن شعبة عن الحكم عن بن أبي ليلى ولدت لست سنين بقيت من خلافة عمر?.
وهكذا قال أبو أحمد الحاكم (2)، وابن حبان (3). وابن عساكر (4)، وابن خلكان (5)، والمزي (6)، وابن حجر (7)، والسيوطي (8). وعلى هذا القول تكون ولادته سنة تسع عشرة تقريبا.
القول الثاني:
أنه ولد في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه. وهو قول أبي نعيم في الحلية (9)، والذهبي في السير (10). وعلى هذا القول يكون مولده إما: سنة اثني عشر، أو ثلاث عشر.
القول الثالث:
إطلاق القول بأنه ولد في خلافة عمر. وهو صنيع الخطيب البغدادي (11)، والذهبي في تذكرته (12)، ويمكن أن يحمل هذا القول على أن المراد به: أنه ولد لست بقيت من خلافة عمر، كما ذهب إليه الأكثرون. وتظهر أهمية هذا الاختلاف في مولد عبد الرحمن بن أبي ليلى، عند الكلام على سماعه من بعض شيوخه الذين روى عنهم وبخاصة عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه. وسيأتي الكلام على ذلك في موضعه.
--------------------------
1 - التاريخ الكبير (5/ 368)
2 - تاريخ دمشق (36/ 79).
3 - الثقات (5/ 100)، مشاهير علماء الأمصار (1/ 102).
4 - تاريخ دمشق (36/ 82).
5 - وفيات الأعيان (3/ 126).
6 - تهذيب الكمال (17/ 373).
7 - تهذيب التهذيب (6/ 234).
8 - طبقات الحفاظ (1/ 2).
9 - حلية الأولياء (2/ 244).
10 - سير أعلام النبلاء (4/ 262)، وعبارة الذهبي: "ولد في خلافة الصديق، أو قبل ذلك".
11 - تاريخ بغداد (10/ 199).
12 - تذكرة الحفاظ (1/ 58).
يتبع بإذن الله تعالى(19/150)
بحث البسملة في اول الطعام
ـ[أبنة الإسلام]ــــــــ[01 - 11 - 07, 10:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي بحث بعنوان البسملة في اول الطعام
واحتاج مراجع في هذا البحث
وارجو من طلبة العلم ومشايخي الأفاضل مساعدتي
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[01 - 11 - 07, 10:43 ص]ـ
لعلك تراجع شروح الأحاديث المتعلقة بالتسمية عند الطعام(19/151)
الموسوعة للحديث الشريف (صخر)
ـ[سلامي القونوي]ــــــــ[01 - 11 - 07, 10:44 ص]ـ
عندي اصدار الموسوعة للحديث الشريف (صخر) 2.00 هل صدر صخر اصدارا جديدا
ـ[أبو محمد الجعلى]ــــــــ[03 - 11 - 07, 03:50 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=115390(19/152)
الكلام و الإمام يخطب
ـ[محمدزين]ــــــــ[01 - 11 - 07, 11:53 ص]ـ
سؤالي للإخوة الأفاضل
عن حديث جابر عند مسلم
في السلام في باب تحريم إقامة الإنسان من موضعه المباح الذي سبق إليه ( http://hadith.al-islam.com/Display/Hier.asp?Doc=1&n=5199)
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقيمن أحدكم أخاه يوم الجمعة ثم ليخالف إلى مقعده فيقعد فيه ولكن يقول افسحوا
هل في قوله عليه الصلاة والسلام -يقول -دلالة على جواز الحديث من قبل الذي يريد الجلوس وهل للناس أن يردوا عليه, أم الأمر غير ذلك
ـ[محمدزين]ــــــــ[31 - 12 - 07, 12:34 ص]ـ
هل من مجيب(19/153)
أين أجد هذا الحديث
ـ[أبو حذيفة الجزيري]ــــــــ[03 - 11 - 07, 05:15 م]ـ
(لاترفع الايدى الا فى سبع مواطن) وهذا الحديث ذكر فى باب الصلاة
ودمتم بخير
ـ[ابوعبدالله زياد]ــــــــ[03 - 11 - 07, 10:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
166867 - ترفع الأيدي في سبع مواطن في افتتاح الصلاة وعند البيت وعلى الصفا والمروة وبعرفات وبالمزدلفة وعند الجمرتين
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الطحاوي - المصدر: شرح معاني الآثار - الصفحة أو الرقم: 2/ 176
استخرجته من موقع الدرر السنيه
http://www.dorar.net/hadith.php
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[03 - 11 - 07, 11:25 م]ـ
الحديث في مصنف ابن أبي شيبة برقم (15748)، وفي صحيح ابن خزيمة (2703) عن ابن عمر، ولا يصح رفعه والصحيح وقفه على ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما.
ـ[أبو البراء السكندري]ــــــــ[04 - 11 - 07, 12:58 ص]ـ
جاء في المسند الجامع - (ج 22 / ص 289) لجامعه أبي الفضل السيد أبو المعاطي النوري المتوفى 1401 هجرية:
7243 - عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُصَلَّى فِى سَبْعِ مَوَاطِنَ فِى الْمَزْبَلَةِ وَالْمَجْزَرَةِ وَالْمَقْبَرَةِ وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ وَالْحَمَّامِ وَمَعَاطِنِ الإِبِلِ وَفَوْقَ الْكَعْبَةِ.
أخرجه عَبْد بن حُميد (765) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد الُمقرىء، قال: حدثنا يحيى بن أيوب. و"ابن ماجة" 746 قال: حدثنا مُحَمَّد بن إبراهيم الدمشقي، حدثنا عبد الله بن يزيد، عن يحيى بن أيوب. والتِّرْمِذِيّ"346 قال: حدثنا مَحْمود بن غَيْلان، حدثنا المقرىء، حدثنا يحيى بن أيوب. وفي (347) قال: حدثنا علي بن حُجْر، حدثنا سُويد بن عبد العزيز.
كلاهما (يحيى بن أيوب، وسُويد بن عبد العزيز) عن زَيْد بن جَبِيرةَ، عن داود بن الحُصين، عن نافع، فذكره.
- قال الترمذي: وحديث ابن عمر إسناده ليس بذاك القوي , وَقَدْ تُكُلِّمَ فِى زَيْدِ بْنِ جَبِيرَةَ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ.
قَالَ الترمذي: وَزَيْدُ بْنُ جُبَيْرٍ الْكُوفِىُّ أَثْبَتُ مِنْ هَذَا وَأَقْدَمُ , وَقَدْ سَمِعَ مِنَ ابْنِ عُمَرَ.
وَقَدْ رَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِىِّ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , عَنْ عُمَرَ , عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم , مِثْلَهُ.
وَحَدِيثُ دَاوُدَ , عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَشْبَهُ , وَأَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْعُمَرِىُّ ضَعَّفَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْحَدِيثِ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ , مِنْهُمْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ.
* * *
وجاء في السلسلة الضعيفة
1054 - " لا ترفع الأيدي إلا في سبع مواطن: حين تفتتح الصلاة، و حين يدخل المسجد
الحرام فينظر إلى البيت، و حين يقوم على المروة، و حين يقف مع الناس عشية
عرفة، و بجمع، و المقامين حين يرمي الجمرة ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (3/ 166):
باطل بهذا اللفظ.
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (3/ 146/2): حدثنا محمد بن عثمان بن
أبي شيبة: نا محمد بن عمران بن أبي ليلى: حدثني أبي: نا ابن أبي ليلى عن
الحكم عن مقسم عن ابن عباس مرفوعا.
قلت: و هذا سند ضعيف من أجل ابن أبي ليلى و هو محمد بن عبد الرحمن، فإنه سيىء
الحفظ، و رواه البزار في " مسنده " (رقم 519 ـ كشف الأستار) من طريقه بلفظ:
" ترفع الأيدي .. "، دون " لا " النافية و قال:
رواه جماعة فوقفوه، و ابن أبي ليلى ليس بالحافظ، إنما قال: " ترفع الأيدي "
، و لم يقل: لا ترفع إلا في هذه المواضع.
و أقره عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام " (ق 102/ 1) و قال:
رواه غير واحد موقوفا، و ابن أبي ليلى لم يكن حافظا.
و قال الحافظ في ترجمته من " التقريب ":
صدوق سيىء الحفظ جدا.
و كذا قال الذهبي في " الضعفاء "، إلا أنه لم يقل: " جدا "، و ذلك لا يخرج
حديثه من رتبة الضعف المطلق، و إنما من رتبة الضعف الشديد كما هو ظاهر، و أما
قول الهيثمي في " المجمع " (3/ 238):
¥(19/154)
في إسناده محمد بن أبي ليلى و هو سيىء الحفظ، و حديثه حسن إن شاء الله تعالى.
فهو غير مستقيم، لأن السيئ الحفظ حديثه من قسم المردود كما هو مقرر في
" المصطلح " و خصوصا في " شرح النخبة " للحافظ ابن حجر، و هذا إن كان يعني
بقوله: حديثه جملة، كما هو الظاهر، و إن كان يعني هذا الحديث بخصوصه فما هو
الذي جعله حسنا؟ و هو ليس له شاهد يقويه، ثم إنه يستحيل أن يكون هذا الحديث
حسنا، و قد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم رفعه يديه عند الركوع
و الرفع منه، و رفع يديه في الدعاء في الاستسقاء و غيره، و قد كفانا بسط
الكلام في رد هذا الحديث الحافظ الزيلعي الحنفي في " نصب الراية " (1/ 389 ـ
392)، و بين أنه لا يصح مرفوعا و لا موقوفا، فراجعه، ثم إن في إسناد
الطبراني محمد بن عثمان بن أبي شيبة، و فيه كلام كثير، فلا يحتج به عند
المخالفة على الأقل، كما هو الشأن هنا، إذ زاد (لا) في أوله خلافا لرواية
البزار، و هي أصح، إذ ليس فيها إلا ابن أبي ليلى، و يؤيد ذلك أنه أخرجه
الشافعي (2/ 38/1023) من طريق سعيد بن سالم عن ابن جريج قال: حدثت عن مقسم به
بلفظ:
" ترفع الأيدي في الصلاة ... " فذكر هذه السبع و زاد: " و على الميت ".
بيد أنه سند ضعيف، لانقطاعه بين ابن جريج و مقسم، و لعل الواسطة بينهما هو
ابن أبي ليلى نفسه.
و سعيد بن سالم فيه ضعف من قبل حفظه، لكنه قد توبع، فقد أخرجه البيهقي في
" السنن " (5/ 72 ـ 73) من طريق الشافعي، ثم قال:
و بمعناه رواه شعيب بن إسحاق عن ابن جريج عن مقسم، و هو منقطع لم يسمع ابن
جريج من مقسم، و رواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن
عباس، و عن نافع عن ابن عمر، مرة موقوفا عليهما، و مرة مرفوعا إلى النبي
صلى الله عليه وسلم دون ذكر الميت: و ابن أبي ليلى هذا غير قوي في الحديث.(19/155)
محمد بن يوسف: البيكندى أم الفريابى؟
ـ[تقى الدين]ــــــــ[03 - 11 - 07, 05:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
من هو محمد بن يوسف؟ أهو البيكندى أم الفريابى؟
أورد البخارى فى صحيحه،
فى كتاب الحدود،
باب الحدود كفاره،
حديث رقم 6784،
"حدثنا محمدبن يوسف حدثنا ابن عيينة عن الزهرى عن أبى ادريس الخولانى عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه ........... الحديث"
وذكر ابن حجر فى الفتح،
وكذلك العينى فى عمدة القارى،
أنه أى محمد بن يوسف اما البيكندى أو الفريابى وجزم بذلك أبو نعيم،
ومنه وضح الشك لدى ابن حجر والعينى،
وكما هو عند أهل العلم (فعند الاشتراك عند السفيانيين فأصحاب الثورى كبار قدماء، وأصحاب ابن عيينة صغار لم يدركوا الثورى، وذلك أبين. فمتى رأيت القديم قد روى فقال: حدثنا سفيان، وأبهم، فهو الثورى، وهم كوكيع وابن مهدى والفريابى وأبى نعيم فان روى واحد منهم عن ابن عيينة، بينه.
فأما الذى يلحق الثورى، وأدرك ابن عيينة فلا يحتاج أن ينسبه، لعدم الالتباس،
فعليك بمعرفة طبقات الناس) ______________ (رضا بن زكريا)
وكثير من مشايخنا أجزموا أنه الفريابى،
الا أننى وجدت أن بعضهم جزم مع أنهم أخذوا بقول السيوطى فى مسألة غلبة الظن، قال السيوطى فى تدريب الراوى (ان لم يبين _ اى المهمل _، واشتركت الرواة، فمشكل جدا، يرجع فيه الى غالب الظنون والقرائن، أو يتوقف).
لذلك أرجو لمن آراد أن يفيد ويسدد لأخوة له فهما بتفصيل مأجورا من المولى عز وجل ان شاء فهو الموفق وبه نستعيين.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[06 - 11 - 07, 04:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم تقى الدين وفقني الله وإياك
مما يرجح أنه الفريابي أمران:
أحدها: ما ذكره الحافظ ابن حجر والعيني:
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 162): (البخاري حيث يطلق محمد بن يوسف لا يريد به الا الفريابي وإن كان يروي عن محمد بن يوسف البيكندي أيضاً)
وقال ايضاً: (والذي استقرأته أن البخاري إذا أطلق محمد بن يوسف لا يريد إلا الفريابي .... وإذا روى عن محمد بن يوسف البيكندي نسبه ... ) الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة (ص 87)
قال العيني في عمدة القاري (2/ 44): (البخاري حيث يطلق محمد بن يوسف لا يريد به إلا الفريابي وإن كان يروي أيضا عن البيكندي فافهم)
الثاني: أنه عند الشك وعدم وجود المرجحات يحمل المهمل على الأشهر كما ذكر المزي والذهبي والحافظ ابن حجر، ولا شك أن الفريابي أشهر وأجل وأكبر من البيكندي، كما هو الحال في الحمادين والسفيانين يقدم حماد بن سلمة والثوري عند عدم وجود المرجحات؛ لأنهما أشهر.
ينظر: طبقات الشافعية للسبكي (10/ 407) سير أعلام النبلاء (7/ 464) فتح الباري (4/ 438)
ومما يرجح أنه البيكندي أمران:
أحدهما: ان البيكندي اشتهر بالرواية عن ابن عيينة أكثر من الفريابي و إنما أكثر الفريابي عن سفيان الثوري ولذا لم يذكر بعضهم ابن عيينة من شيوخ الفريابي والمزي حينما ذكر شيوخه لم يرمز لمن خرج رواية الفريابي عن ابن عيينة بينما رمز لروايته عن الثوري ورمز لرواية البيكندي عن ابن عيينة بـ (خ).
وهناك قاعدة عند عدم وجود المرجحات ينظر فيمن اشتهر بالرواية عن ذلك الشيخ:
قال الحافظ ابن حجر: (القاعدة في كل من روى عن متفقي الاسم أن يحمل من أهمل نسبته على من يكون له به خصوصية من إكثار ونحوه .. ) الفتح (1/ 204) وكذا قال العيني في عمدة القاري (2/ 158)
وقال ابن حجر أيضاً: (المهمل إنما يُحمل على من يكون لمن أهمله به اختصاص) الفتح (13/ 299)
ولذلك ذكر الحافظ ابن حجر في بيان المراد بسفيان عند الاطلاق هل هو الثوري أو ابن عيينة أنه ينظر في الراوي هل هو البيكندي أو الفريابي فإن كان الأول فهو ابن عيينة وإن كان الثاني فهو الثوري وهذا يدل على اشتهار كل واحد منهما بشيخ معين، وهذا يمكن الاستدلال به بالعكس عن طريق ملازمة كل راو منهما لشيخه؛ بل قال الحافظ إنه عند عدم نسبة سفيان ينظر في شيخ سفيان فإن كان من شيوخ الثوري فتلميذه هو الفريابي وإن كان من شيوخ ابن عيينة فتلميذه هو البيكندي.
ينظر: الأجوبة الواردة على الأسئلة الوافدة (ص 86 - 87)
الثاني: أن الإمام الحافظ أبا نصر أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي البخاري المتوفى سنة 398هـ ذكر في كتابه رجال صحيح البخاري أن الذي روى له البخاري في كتاب الحدود هو البيكندي
ينظر: رجال صحيح البخاري (2/ 685 - 686)
والكلاباذي حدث عنه الدارقطني والحاكم وهو عارف بصحيح البخاري كما وصفه بذلك الحاكم وينقل عنه المزي في تهذيب الكمال والحافظ ابن حجر في الفتح و تهذيب التهذيب والعيني وغيرهم.
والله أعلم
ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[09 - 11 - 07, 01:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الفاضل أبا حازم
[رميتَها بحجرها]
شكر الله لك وسددك ونفع بك
¥(19/156)
ـ[تقى الدين]ــــــــ[09 - 11 - 07, 01:51 ص]ـ
الأخ الكريم أبا حازم،
جزاك الله خيرا عن ماتفضلتم به من علم، ونفع الله بكم.(19/157)
صحيح البخاري صوت
ـ[أبو فهر الأثري]ــــــــ[03 - 11 - 07, 08:17 م]ـ
أريد صحيح البخاري مقروء
وجزاكم الله خيراً
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[03 - 11 - 07, 09:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك أخي؟
تفضل بعضه
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=118
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=996
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 - 11 - 07, 10:11 م]ـ
أريد صحيح البخاري مقروء
وجزاكم الله خيراً
اظن انهم انزلوها في سيديهات لكن لا افتكر لأي شركة
لكن ابشرك بإذن الله سيخرج قريبا فتاوي ابن تيمية في سيدي (صوت)
وكتب ابن القيم عامة
والكتب الستة
والكتب العلمية الكبرى
فادعوا ان ييسر الله خروجها
ـ[أبو فهر الأثري]ــــــــ[07 - 11 - 07, 02:25 م]ـ
[ quote= مصطفى أبو محمد;692880] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك أخي؟
حياك الله أخي مصطفى.
كيف حالك؟
وأين أنت الآن؟
أريد أن اراك ..........
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 - 11 - 07, 10:45 م]ـ
اظن انهم انزلوها في سيديهات لكن لا افتكر لأي شركة
لكن ابشرك بإذن الله سيخرج قريبا فتاوي ابن تيمية في سيدي (صوت)
وكتب ابن القيم عامة
والكتب الستة
والكتب العلمية الكبرى
فادعوا ان ييسر الله خروجها
من سينتج ذلك أخي الكريم؟
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 11 - 07, 04:38 ص]ـ
من سينتج ذلك أخي الكريم؟
بارك الله فيك
لم تعطني الجهة المخرجة الأذن الأن للإبلاغ عن خروج المواد حتى تتم
بإذن الله عندما تخرج سأبشر الأخوان هنا وهناك
لأنهم تأتي عليهم اتصالات كثيرة لا تعد ولا تحصى
فلذلك استوقفني الأخ المشرف هناك عن اخراج الخبر ((من هيا الجهة المنتجة))
واقترب الموعد بفضل الله
ـ[محمد الفاتح]ــــــــ[11 - 11 - 07, 01:14 م]ـ
أظن أخي هذه الروابط تعمل إلى الآن
وهي مستخرجة من قرص شركة التراث
الملف الأول من صحيح البخاري
http://www.archive.org/download/bukhari/disk1.wav
الثاني
http://www.archive.org/download/Albukhari2/disk2.wav
الثالث
http://www.archive.org/download/Albukhari2/disk3.wav
الرابع
http://www.archive.org/download/Albukhari2/disk4.wav
أو
http://www.archive.org/download/al_Bukhari1-4/disk1.wav
http://www.archive.org/download/al_Bukhari1-4/disk2.wav
http://www.archive.org/download/al_Bukhari1-4/disk3.wav
http://www.archive.org/download/al_Bukhari1-4/disk4.wav
http://www.archive.org/download/Al_Bukhar/disk5.wav
http://www.archive.org/download/Al_Bukhar/disk6.wav
http://www.archive.org/download/Al_Bukhar/disk7.wav
http://www.archive.org/download/Al_Bukhar/disk8.wav
http://www.archive.org/download/Al_Bukhar/disk9.wav
http://www.archive.org/download/Al_Bukhar/disk10.wav
http://www.archive.org/download/bukhari11/disk10a.wav
http://www.archive.org/download/bukhari11/disk11.wav
http://www.archive.org/download/al_Bukhari1-4/disk12.wav
http://www.archive.org/download/al_Bukhari1-4/disk13.wav
http://www.archive.org/download/al_Bukhari1-4/disk14.wav
http://www.archive.org/download/al_Bukhari1-4/disk15.wav
http://www.archive.org/download/al_Bukhari1-4/disk16.wav
http://www.archive.org/download/al_Bukhari1-4/disk17.wav
وللملفات بقيّة ولكنها بحاجة لجمع فهي متناثرة وأحياناً الملف في قراءة لحديث واحد
أسأل الله تعالى أن ييسّر جمعها وترتيبها
ـ[السمرقندي]ــــــــ[07 - 10 - 08, 06:35 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أخي أبا فهر , هل خرجت الكتب بالصوت؟
و أين نجدها؟
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[08 - 10 - 08, 01:06 م]ـ
بشرى لأخواننا المكفوفين ولطلبة العلم عامة (الكتب الستة صوتياً) كل كتاب في سي دي خاص من شركة التراث ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149848)
ـ[محمد المسلم السلفي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 09:01 ص]ـ
ـ[البهي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 10:21 ص]ـ
في موقع السنة النبوية وعلومها قراءة لصحيح البخاري (سنداً ومتناً)
انظر هذا الرابط ففيه ما تحب:
http://www.alssunnah.com/articles.aspx?article_no=2599
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 04:11 ص]ـ
أظن أخي هذه الروابط تعمل إلى الآن
وهي مستخرجة من قرص شركة التراث
الملف الأول من صحيح البخاري
http://www.archive.org/download/bukhari/disk1.wav
الثاني
http://www.archive.org/download/albukhari2/disk2.wav
الثالث
http://www.archive.org/download/albukhari2/disk3.wav
الرابع
http://www.archive.org/download/albukhari2/disk4.wav
أو
http://www.archive.org/download/al_bukhari1-4/disk1.wav
http://www.archive.org/download/al_bukhari1-4/disk2.wav
http://www.archive.org/download/al_bukhari1-4/disk3.wav
http://www.archive.org/download/al_bukhari1-4/disk4.wav
http://www.archive.org/download/al_bukhar/disk5.wav
http://www.archive.org/download/al_bukhar/disk6.wav
http://www.archive.org/download/al_bukhar/disk7.wav
http://www.archive.org/download/al_bukhar/disk8.wav
http://www.archive.org/download/al_bukhar/disk9.wav
http://www.archive.org/download/al_bukhar/disk10.wav
http://www.archive.org/download/bukhari11/disk10a.wav
http://www.archive.org/download/bukhari11/disk11.wav
http://www.archive.org/download/al_bukhari1-4/disk12.wav
http://www.archive.org/download/al_bukhari1-4/disk13.wav
http://www.archive.org/download/al_bukhari1-4/disk14.wav
http://www.archive.org/download/al_bukhari1-4/disk15.wav
http://www.archive.org/download/al_bukhari1-4/disk16.wav
http://www.archive.org/download/al_bukhari1-4/disk17.wav
وللملفات بقيّة ولكنها بحاجة لجمع فهي متناثرة وأحياناً الملف في قراءة لحديث واحد
أسأل الله تعالى أن ييسّر جمعها وترتيبها
جزاكم الله خيرا
في انتظار البقية(19/158)
مسألة رقم (21):::: من نسب في (الرواية إلى غير أبيه وأثر ذلك على تعيين الرواة::::
ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[06 - 11 - 07, 03:25 ص]ـ
مسألة رقم (21):::: من نسب في (الرواية إلى غير أبيه) وأثر ذلك على تعيين الرواة والترجمة::::
يكتبها: أبو عاصم الحسيني المحلي
(اللهم إنا نستهديك وتسترضيك ونستغفرك)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان
وبعد
[صالح بن حيان]
فهذا [صالح بن حي] صاحب حديث الرقيق
[ثلاثة لهم أجران رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه ورجل كانت عنده أمة فأدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران]
ـــــــــــــــــــــــ
قلت: أخرجه البخاري في كتاب " العلم " [رقم 97] قال:
أخبرنا محمد هو ابن سلام حدثنا المحاربي قال حدثنا صالح بن حيان قال قال عامر الشعبي حدثني أبو بردة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وذكره
قلت (أبو عاصم): أما صالح بن حيان
فهو صالح بن صالح بن مسلم بن حيان [نسب إلى جد أبيه]
ويشاركه على هذا الرسم وطبقته " صالح بن حيان القرشي وهو " ضعيف "
والحديث أخرجه مسلم في " الإيمان " رقم [154] من طريقه به
فقال: حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن صالح بن صالح الهمداني عن الشعبي قال رأيت رجلا من أهل خراسان سأل الشعبي فقال يا أبا عمرو إن من قبلنا من أهل خراسان يقولون في الرجل إذا أعتق أمته ثم تزوجها فهو كالراكب بدنته فقال الشعبي حدثني أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وذكره
وأخرجه ابن ماجه في " النكاح " رقم [1956] قال:
حدثنا عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج حدثنا عبدة بن سليمان عن صالح بن صالح بن حي عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وذكره
وأعاده البخاري في " الجهاد " رقم [3011] قال:
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا صالح بن حي أبو حسن قال سمعت الشعبي يقول حدثني أبو بردة أنه سمع أباه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وذكره
وأشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر" رحمه الله رحمة واسعة "
في الفتح [ج1/ 240] والتهذيب [ج4/ 386] فقال:
روى البخارى فى كتاب العلم حديثا من طريق المحاربى عن صالح بن حيان عن الشعبى وعاب غير واحد على البخارى إخراج حديثه فما أصابوا و إنما هو صالح بن صالح ابن حيان المذكور بعد هذا نسبه إلى جد أبيه فإنه صالح بن صالح بن مسلم بن حيان وهو معروف بالرواية عن الشعبى دون هذا.
قلت (أبو عاصم): والظاهر أن أبا زكريا يحيي بن معين" رحمه الله"
لم يتفطن إلى ذلك فقد قال ابن محرز:
وسألت يحيي بن معين عن صالح بن حيان فقال: ليس بشئ يحدث بحديث الرقيق [معرفة الرجال ج1/ 52]
قلت (أبو عاصم):والظاهر أنه يعني صالح بن حي [الذي أنبأناك بحديثه في الرقيق من موضع الصحيح]
ولا أعلم لصالح بن حيان القرشي حديثا في الرقيق يحمل عليه قول ابن معين.
والله أعلم
ــــــــــــــــــــــــــ
وكل من صالح بن حيان القرشي والهمداني متعاصران
ترجم لهما الهروي في " مشتبه أسامي المحدثين [ج1/ 165] فقال:
صالح بن حيان وصالح بن حيان [كانا في عصر واحد فأولهما]
صالح بن حيان وهو صالح بن حي أبو الحسن وعلي يروي عن أبي بردة بن أبي موسى
والآخر: صالح بن حيان القرشي يروي عن أبي وائل
فائدة
صالح بن حيان القرشي
قال الحافظ " ضعيف" من السادسة
قلت (أبو عاصم): اللائق به أن يكون من الطبقة الخامسة لا السادسة
وهي على شرط الحافظ كما قال في مقدمة " التقريب":
الخامسة (الطبقة الصغرى منهم): الذين رأوا الواحد والاثنين (من الصحابة) ولم يثبت لبعضهم السماع من الصحابة]
قلت (أبو عاصم): ويسرى هذا على صالح بن حيان القرشي
فقد رأى أنس بن مالك رضي الله عنه يطوف ويصلى عند مقام إبراهيم وكذا رأى خلوق الكعبة يصيب ثوبه ولم يغسله
[ولا أعلم له عنه رواية (والله اعلم)]
قال ابن أبي شيبة [ج5/ 364]
حدثنا عبدة عن صالح بن حيان قال: طفت مع أنس بن مالك الطواف الأول فلما فرغ ركع ركعتين عند المقام
وفيه [ج5/ 270] قال:
¥(19/159)
حدثنا مروان بن معاوية عن صالح بن حيان قال رأيت أنس بن مالك أصاب ثوبه من خلوق الكعبة وهو محرم فلم يغسله.
وإسنادهما إلى صالح صحيح على شرط مسلم.
وعند الفاكهي في" أخبار مكة " [ج1/ 175] قال:
حدثنا محمد بن أبي عمر قال ثنا مروان بن معاوية قال ثنا صالح بن حيان قال قال لي أنس بن مالك رضي الله عنه: الزق بطنك
قال صالح: أو قال [كبدك] بالكعبة فتعوذ برب هذه الكعبة من النار.
قلت (أبو عاصم):
كل ما سبق بأسانيد صحاح [على شرط مسلم] إلى صالح بن حيان
وبمقتضى تقسيم طبقات الحافظ ابن حجر في تقريبه
يكون صالح القرشي من الطبقة الخامسة لا الطبقة السادسة
وشأن صالح في ذلك كشأن الأعمش
كل منهم رأى أنس بن مالك وليس للواحد عنه رواية مرفوعة
ولا أعلم لصالح رواية عن صحابي [(والله أعلم)]
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(يعلى بن أوس)
أخرج الطبري في " تهذيب الآثار " [ج2/ 796] والبزار [ج8/ 406]
والطبراني في " الكبير " [ج3/ 230] والأوسط [ج1/ 70] والشاميين [ج3/ 230] والحاكم (4/ 365) وصححه
كلهم من طريق عمارة بن غزية عن يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه [شداد بن أوس] رضي الله عنه قال: كنا نعد الشرك الأصغر على عهد رسول الله الرياء
قلت (أبو عاصم): وهو حديث صحيح رجاله رجال مسلم
لا يروى عن عمارة بن غزية إلا من طريق يحيي بن أيوب الغافقي وابن لهيهة
كلاهما عن عمارة به
إلا أن ابن لهيعه رواه على وجه آخر
أولا: جعل شيخه " عبد ربه بن سعيد " فيه
بدلا من " عمارة بن غزية " [وما ذلك إلا جراء وهمه]
ثانيا: نسب (يعلى بن شداد بن أوس) إلى جده (أوس)
فصار (يعلى بن أوس) عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم [وهذا هو الشاهد]
أخرجه عبد الباقي ابن قانع في " معجمه " [ج1/ 31]
بهذا مترجما لمن اسمه " أوس " بلا نسبه
فقال:حدثنا عبيد بن شريك البزار نا عبد الغفار بن داود الحراني بمصر نا ابن لهيعة عن عبد ربه بن سعيد عن يعلى بن أوس عن أبيه قال: كنا نعد الرياء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الأكبر
وكذا حكاه ابن الأثير [ج1/ 330]
أما الإمام الحافظ ابن حجر " رحمه الله تعالى " فقد فصل ذلك في " الإصابة " ج1/ 138]
فقال: أوس غير منسوب ذكره ابن قانع أيضاً وروى عن ابن لهيعة عن عبد ربه بن سعيد عن يعلى بن أوس عن أبيه قال: كنا نعد الرياء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر.
وهذا غلط نشأ عن حذف وذلك أن هذا الحديث إنما هو من رواية يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه فالصحابية لشداد بن أوس فلما وقع يعلى في هذه الرواية منسوبا إلى جده أوس ظن ابن قانع أنه على ظاهره. أ. هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحة
قال الحاكم حدثنا أبو زكريا العنبري سمعت محمد بن يونس سمعت الحسين بن محمد القباني يقول حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى فلما فرغ
قال: أتدرون عمن حدثتكم ..... ؟
قالوا: حدثتنا عن بندار عن يحيى القطان
قال لا والله حدثنا محمد بن عبد السلام بن بشار حدثنا يحيى بن يحيى
[سير أعلام النبلاء ج13/ 460]
ــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[06 - 11 - 07, 07:10 ص]ـ
عوداً حميداً ومرحباً بالشيخ الكريم أبي عاصم ذي الفوائد النفيسة والنكت اللطيفة(19/160)
أين أجد كتاب "مباحث في علم الجرح والتعديل" لـ د. قاسم علي سعد؟
ـ[الكوكب]ــــــــ[06 - 11 - 07, 04:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين أجد كتاب "مباحث في علم الجرح والتعديل" للدكتور قاسم علي سعد؟
أريده للتحميل.
ـ[الكوكب]ــــــــ[08 - 11 - 07, 03:06 ص]ـ
للتذكير
.
ـ[الكوكب]ــــــــ[10 - 11 - 07, 04:35 م]ـ
للتذكير
.
ـ[الكوكب]ــــــــ[17 - 11 - 07, 09:20 م]ـ
للتذكير
.
ـ[الكوكب]ــــــــ[25 - 11 - 07, 05:53 ص]ـ
للتذكير
.
ـ[الكوكب]ــــــــ[29 - 11 - 07, 10:34 م]ـ
استغرب أن يكون مثل هذا الكتاب المفيد غير موجود على الشبكة!
ـ[الكوكب]ــــــــ[03 - 12 - 07, 09:49 ص]ـ
استغرب أن يكون مثل هذا الكتاب المفيد غير موجود على الشبكة!
للتذكير
-
ـ[محمد عثمان]ــــــــ[03 - 12 - 07, 02:42 م]ـ
هل من تعريف أكثر أخي الكريم عن الكتاب
ـ[الكوكب]ــــــــ[06 - 12 - 07, 07:38 م]ـ
أخي الكريم الكتاب واضح من عنوانه، [مباحث في علم الجرح والتعديل].
وراجع
منهج الإمام النسائي في التوثيق والتجهيل والتجريح لقاسم على سعد ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9285&highlight=%DE%C7%D3%E3+%DA%E1%ED+%D3%DA%CF)
و
منهج الإمام أبي عبد الرحمن النسائي في الجرح والتعديل ( http://www.waqfeya.com/open.php?cat=12&book=615)
و
شيوخ النسائي بين العوني وقاسم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16045&highlight=%DE%C7%D3%E3+%DA%E1%ED+%D3%DA%CF)
فهل من مساعد لإيجاد كتابه المذكور أعلاه على الشبكة؟!
.
ـ[الكوكب]ــــــــ[16 - 12 - 07, 01:59 ص]ـ
للتذكير
.
ـ[عويضة]ــــــــ[25 - 12 - 07, 02:01 م]ـ
السلام عليكم
الكتاب عندي لكن في الاردن وانا الان في مكة وما اظن ان فيه ما يزيد على غيره من الكتب وخير ما كتب في الموضوع كتاب اللكنوي في الجرح والتعديل بتحقيق عبد الفتاح ابي غدة وبالذات الطبعة الاخيرة
ـ[أحمد محمد نجيب]ــــــــ[26 - 12 - 07, 01:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم، الكتاب موجود عندي، فهل تريد صفحات محددة منه، وأرسلها لك؟
ـ[الكوكب]ــــــــ[02 - 01 - 08, 01:22 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بل أبحثُ عن نسخة كاملة للكتاب للتحميل
بارك الله بكم
.
ـ[أحمد محمد نجيب]ــــــــ[02 - 01 - 08, 04:31 م]ـ
الأخ الكوكب: أبشر بالذي يسرك، أرسل لي عنوانك كي أرسل الكتاب لك، وهذا عنواني على البريد الإلكتروني
ahmadnajeeb1@hotmail.com
ـ[الكوكب]ــــــــ[09 - 01 - 08, 03:54 م]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم أشكر لك اهتمامك
ولكن لا أدري هل تقصد انك سترسل لي نسخة ورد word للكتاب أم ماذا؟
لأن الكتاب عندي لكني أريده نسخة وورد
لك
ـ[الكوكب]ــــــــ[18 - 03 - 08, 01:09 ص]ـ
يا كريم
ـ[أحمد محمد نجيب]ــــــــ[18 - 03 - 08, 06:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم، الكتاب عندي مطبوع، وليس نسخة وورد، وإني أعتذر إليك حيث إني أحببت أن أخدمك قدر استطاعتي.
ـ[الكوكب]ــــــــ[18 - 02 - 09, 08:41 م]ـ
أشكر لك أخي تفضلك بالمساعدة
لكن هل من خبر عن نسخة Word لهذا الكتاب؟!
!.
ـ[الكوكب]ــــــــ[30 - 03 - 09, 03:00 ص]ـ
للتذكير
.
ـ[الكوكب]ــــــــ[04 - 09 - 09, 07:38 م]ـ
للتذكير
.
ـ[الكوكب]ــــــــ[02 - 02 - 10, 12:12 م]ـ
للتذكير
..
ـ[الكوكب]ــــــــ[24 - 03 - 10, 03:39 م]ـ
للتذكير
..
ـ[أحمد محمد نجيب]ــــــــ[25 - 03 - 10, 10:22 ص]ـ
أخي الفاضل لم أقف على أنَّ له نسخة وورد(19/161)
جديد الشيخ عبدالعزيز الطريفي كتاب (أسانيد التفسير) (هنا)
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[06 - 11 - 07, 06:32 ص]ـ
أسانيد التفسير
لفضيلة الشيخ
عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي
محاضرة مفرغة ألقيت عام 1427
مراجعة
تم تنسيقها ووضع العناوين بنوع خط مغاير وتحتها خط لتسهيل الاستفادة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمدَ الشاكرين، نحمدُه على عظيمِ نعمائِه، وجميلِ بلائهِ، ونرغبُ إليه في التوفيقِ والعصمةِ، ونبرأُ إليه من الحَولِ والقوة، ونسأله يقيناً يملأُ الصدرَ ويعمرُ القلبَ ويستولي على النَّفس، والصلاة على خيرِ خلقهِ والمصطفى من بريَّته محمدٍ سيد المرسلينَ وعلى أصحابهِ وآلهِ الأخيارِ وسلم، وبعد:
فالتفسير والبيان رسالة خير الخلق، قال تعالى: (لتبين للناس ما نزل إليهم)، وهو خير ما يُتعلَّم ويُعلم، وقد أنزل الله كتابه بيناً واضحاً لأهل اللسان العربي، فقال: (بلسان عربي مبين) والتفسير مردُّه إلى لغة العرب، فيها بيانُه، وجلاؤه.
واللسان العربي يتفاوت مِن جيل إلى جيل، وما كُل من تكلم العربية استطاع معرفةَ مقاصد الكتاب، ما لم يقرِن ذلك بفهم الصدر الأول وخير القرون.
روى الخطيب البغدادي في "جامع بيان العلم" عن إبراهيم التيمي قال: خلا عمرُ بن الخطاب ذات يوم، فجعل يحدِّث نفسه، فأرسل إلى ابن عباس، قال: كيف تختلف هذه الأمة وكتابها واحد، ونبيها واحد وقبلتها واحدة؟ قال ابن عباس: يا أميرَ المؤمنين، إنما أُنزل علينا القرآنُ فقرأناه، وعلِمنا فيم نزل، وإنه يكون بعدَنا أقوامٌ يقرؤن القرآن ولا يعرفون فيم نزل، فيكون لكلّ قومٍ فيه رأي، فإذا كان لكل قوم فيه رأي اختلفوا فإذا اختلفوا اقتتلوا. فزَبَرَه عمر وانتهره، فانصرف ابن عباس، ثم دعاه بعدُ، فعرف الذي قال، ثم قال: إيهٍ، أعِدْ عليّ.
أنواع التفسير
روى ابن جرير في "تفسيره" عن ابن عباس: التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب مِن كلامها، وتفسير لا يعذر أحدٌ بجهالتِه، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله.
فجعل ابن عباس أنواع التفسير أربعة:
الأول وهو الأصل: ما يعرفه أصحاب اللسان العربي الصحيح؛ لأن القرآن بلسانهم نزل، فيُلتمس تفسير القرآن في الشعر العربي الجاهلي، وما بعدَه بقليل قبل دخول العُجْمَة، ويأتي مزيد كلام على هذا النوع.
الثاني: ما لا يُعذر أحد بجهله مِن أهل العربية، لظهوره ووضوحه عند أهل السَّليقة، وهذا أصلُ النوع الأول، وذاك فرعٌ منه.
الثالث: ما يعلمه العلماء العارفون بالوحي، وكلّما كان العالم بصيراً بالسُّنة ووجوه اللغة، وأسباب النزول، وعمل الصحابة، كان للتفسير أبصرَ، وما لا يعرفه بعد ذلك فهو المتشابه. ويتفاوت العلماء في ذلك؛ فقد يكون الموضع متشابهاً عند عالِمٍ، محكماً بيناً واضحاً عند غيره، ومَن عرف السنة والعربية وعمل السلف وقرائن الحال عند نزول الآي قل المتشابه عنده، وظهر المحكم.
الرابع: ما لا يعلمه إلا الله، ونصَّ بعض العلماء أن ثمَّة شيئاً مِن التفسير ما يحرُم الخوض فيه، وهو ما لا يعلمه إلا الله.
ومِن أحسن ما يمثَّل لذلك هو الحروفُ المقطَّعة في أوائل السور، ولم يثبُت فيها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصحابة رضي الله عنهم شيء يعتمد عليه، وقد جاء في ذلك جملةٌ مِن المرويّات عن الصحابة، وجُلُّها ضعيف أو منكر.
التفسير وأسانيده من المهمات التي ينبغي لطالب العلم أن يعتني بها، ويتبصر فيها، ويعرف الصحيح منها والضعيف، ويجهل كثير من طلبة العلم هذا العلم، ولا يعتنون به.
التفسير المرفوع قليل
ومسالك العلماء في قبول الأسانيد - في هذا الباب - أو رَدِّهَا، تختلف عن غيرها، وإن كان بالجملة التفسير هو مما يقِلُّ فيه المرفوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك يقول السيوطي رحمه الله في أوائل كتابه " الإتقان ": " والمرفوع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التفسير هو فِي غاية القلة ".
وساقها في أواخر كتابه " الإتقان " مما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحيح والضعيف.
¥(19/162)
وإذا كان عبد الله بن عباس، وهو من اشتهر بمعرفة التأويل والتفسير والإكثار فيه، يقول فيه الإمام الشافعي كما ذكر البيهقي في " مناقب الشافعي " في (بابٌ ما يدل على معرفته بصحيح الحديث): ليس شيء يصح عن عبد الله بن عباس في التفسير إلا شبيه مائة حديث ".
فإذا كان هذا الحال فيما يروى عن عبد الله بن عباس في الموقوف فالمرويُّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقلّ.
وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن تفسير كلام الله ما هو صحيحٌ بأسانيدَ كالشمس، ومنها جاء جملة منها في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما.
ومن ذلك: تفسير الظلم بالشرك، وكذلك تفسير الحساب بسؤال الله ومناقشته للعبد يوم القيامة، كما جاء في حديث عائشة في الصحيح وغيره، وغير ذلك مِن التأويل.
وما جاء شيء من التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو حُجَّة قاطعة، وهو مِن الوحي، وهو أولى ما يُؤْخَذ ويُعمل به، وهو مقدَّم على قول كل أحدٍ؛ لأن الله ما جعل الحُجة في قول أحدٍ إلا في قول نبيه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم 3: 4].
معنى قول أحمد: ثلاثة لا أصل لها ..
ومِن أقل المروياتُ في الأبواب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم المرويات في باب التفسير، وأكثرها معلولٌ، يقول الإمام أحمد رحمه الله: " ثلاثةٌ ليس لهَا إِسْنِاد: التفسير والملاحم والمغازي ".
وقد جاء في رواية عنه: " ثلاثةٌ لا أصل لها .. ".
ومرادُه بذلك: أن الضعيف أكثرُ مِن الصحيح، والصحيحُ عنه مقارنة بما جاء في هذا الباب من المرفوع والموقوف لا يكاد يُذكر، وإنما هو عشرات المواضع فقط.
وهكذا فسره المحققون من أصحاب أحمد، كما حكاه الزركشي في "البرهان" بقوله: «قال المحققون من أصحابه: مُراده: أن الغالبَ أنه ليس لها أسانيدُ صِحاحٌ متصلةٌ، وإلا فقد صحّ من ذلك كثيرٌ؛ كتفسير الظلم بالشرك في آية الأنعام، والحساب اليسير بالعرض، والقوة بالرمي، وغيره».
وكثير من المرفوع هو في عِدَاد الضعيف، والمنكر، والموضوع، ولذلك قال: "ثلاثة ليس لها إسناد، أو لا أصل لها"، يعني: " ليس لها إسناد يُعتمد عليه، وإن وُجِدَ فوجودُه كعدمه"، بخلاف ما يفهمُه بعضُهم من ظاهر لفظه بأنها تُروى بغير إسناد، وهذا غير صحيح؛ فإن الإمام أحمد قد أخرج جملة مِن الأحاديث في "مسنده". وقال في موضع آخر من "سؤالاته" وغيرها: "إنها ليس لها إسناد أو ليس لها أصل"، وهو أعلمُ الناس بما يروي، والأمثلة على ذلك كثيرة ..
من ذلك: ما رواه في "مسنده" مِن حديث ابن عمر مرفوعاً: ((مَنِ اشترى ثوباً بعشرة دراهم وفيه درهمٌ حرامٌ لم تُقْبل له صلاةٌ ما دام عليه))، قال فيه في رواية أبي طالب: (هذا ليس بشيءٍ ليس له إسناد).
ومنها: ما رواه عن أبي مِجْلَزٍ عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في الركعة الأولى من صلاة الظهر، فرأى أصحابُه أنه قرأ (تنزيل) السجدة، وقد قال أحمد: (ليس له إسناد).
ومنها حديث "كنّا نَعُدُّ الاجتماع إلى أهل الميت وصَنْعَةَ الطعام مِن النياحة". رواه في "مسنده"، ونقل عنه أبو داود في "سؤالاته" قوله فيه: (لا أصل له).
وغير ذلك كثير ..
تساهل السلف في التفسير
ولما كان الرواة الثقات يعتنون بأمور الديانة، ومسائل الأحكام الظاهرة التي يُخَاطب بها الناس في حياتهم، وحرصوا عليها، ونقلوها، وشدَّدوا بالنقل، تساهلوا- لما كان العمر يضيق بالكل – بغيرها، فاعتَنوا بالأهم. ولَمَّا حُفظت الشريعة وبُدئ بتدوينها، ظهرت العناية بعلوم التفسير والسِّير والتاريخ والفتن والمغازي وغيرها، وهي في التابعين أظهرُ من الصحابة وفي أتباع التابعين أظهرُ من التابعين وفي أتباع أتباع التابعين أظهرُ من أتباع التابعين وهكذا، حتى توسَّعت العلوم.
وفي الغالب فالمبرزون في التفسير والسير والمغازي لا يصلون لمتوسطي الثقات من رواة أحاديث الأحكام، ولهذا كثُر في أسانيد التفسير الضعيفُ والواهي والمنكَرُ والموضوع، فلم يحملْه الكبار ولم يعتنوا به؛ كشعبةَ وسفيانَ ومالكٍ وابن مهدي، وغيرهم من الأئمة الحفَّاظ الكبار الأثبات، وإن كانوا قد روَوْا جملةً مِن ذلك.
والأئمة يتساهلون في التفسير، ولا يتساهلون في أمور الأحكام.
¥(19/163)
يقول عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله: "إذا روينا في الثواب والعقاب وفضائل الأعمال، تساهلنا في الأسانيد، وتسامحنا في الرجال، وإذا روينا في الحلال والحرام والأحكام، تشدَّدنا في الأسانيد، وانتقدنا الرجال".
ويقول يحيى بن سعيد: " تساهلوا في أخذ التفسير عن قوم لا يوثِّقونهم في الحديث - ثم ذكر ليثَ بن أبي سُلَيْم وجُوَيْبِرَ بن سعيدٍ والضَّحَّاك، ومحمد بن السائب. وقال: - هؤلاء لا يُحْمَدُ أمرُهم، ويكتب التفسيرُ عنهم". رواه الخطيب عنه في "الجامع".
والكتابة عنهم في التفسير تُحتمل؛ لأنهم قد اعتَنوا بذلك، فصاروا مِن أئمة التفسير، وكذلك مِن أئمة اللغة.
ويُحَّدث عن هؤلاء الضعفاء، وإن كان بعضهم لا يُعْتَمدُ عليه.
سبب عدم عناية الأوائل بالتفسير
وسبب عدم عناية الحفاظ الأوائل بالتفسير يرجع إلى أمور:
أولاً: الانشغال بالأحكام والمسائل الأصول وفروع الأحكام التعبُّديِّة كما تقدم بيانه.
ثانياً: وهو الأهم، ومبيِّن للسبب الأول: أن القرآن نزل بلسانٍ عربي مبين، يفهمه عامَّة الناس في الصدر الأول، وتفسير ألفاظه وبيانه مِن فضول العلم عند كثيرٍ منهم، بل إن فهم الأعرابي منهم لألفاظه ومقاصده يفوق فهم كثيرٍ مِن كبار المفسرين مِن المتأخِّرين، وما نزل القرآن إلا ليفهمه الناس بلا تكلُّفٍ وبيانٍ، وهذا مقتضى التكليف بمجرد السماع وبلوغ الحُجَجِ للأسماع، كما قال تعالى: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله)، لأن الأصل أن القرآن مفهوم بمجرد سماعه عند جمهور الخلْق، ولكن لمَّا توسَّعت بلدان المسلمين، وكثُرت الفتوحات، واختلط العرب بالعجم، دخلت العُجْمة على اللسان العربي، فاحتاج للتفسير، وهذا سبب قلَّة التفسير المرفوع؛ لأنه لا حاجةَ إليه عندهم، فلو فسَّروا القرآن لفسَّروه بما يرادِفه فهماً، واستوى المفسَّر والمفسَّر به من جميع الوجوه أو أكثرها، ولأصبَحَ التفسير حَشْواً، يزهد الناس في النظر فيه، مع استحالة حصول ذلك منهم؛ فالعرب تكره الحَشْوَ والتِّكرار وتُنَزِه نفسَها عنه، والنفوس تأبى أن تفسَّر لها الواضحاتُ، ولذلك كلِّه يعرفُ قلَّة التفسير للقرآن عندهم، بل إذا كان العربي يُنَزِه نفسَه والمخاطَبَ عن سماع المترادفات في كلامهم، فذلك في كلام الله أولى؛ لأن جُلَّ كلامه واضحٌ بيِّنٌ لا يُحتاجُ معه إِلى قَلبٍ ولا تَعَسُّفٍ.
مع أنهم عربٌ يُعربون الكلام سليقةً، ولا يحتاجون إلى قواعدَ وضوابطَ نحويَّةٍ، بل لا يعرفونها، لذا يقول الشاعر:
ولَستُ بِنَحْويٍّ يَلُوكُ لِسَانَهُ ** ولكن سَلِيْقيٌّ أَقولُ فأُعْرِبُ
قال الشافعي: كان مالكُ بن أنسٍ يقرأ بالسَّليقية.
لهذا امتاز لسان البصريين عن لسان الكوفيين؛ لأنهم أخذوه من منبعِه الأصلي، وهو لسان الأعراب الأقحاح، يقول الرِّياشي أبو الفضل البصري، وهو يلمز الكوفيين: إنما أخذنا اللغة من حَرَشَةَ الضِّباب وأكَلَة اليرابيع، وهؤلاء أخذوا اللغة من أهل السواد أكَلَة الكواميخ والشَّواريز.
ويقول أبو محمد اليزيدي البصري:
كنَّا نَقِيسُ النحوَ فيما مَضى ** على لسانِ العَرَبِ الأوَّلِ
فجاءَ أقوامٌ يقيسُونَهُ ** على لُغَى أشياخ قُطْرُبُلِ
الاحتراز في تأويل القرآن
ثم إنه يجب الاحترازُ في تأويل القرآن ما لا يجب في غيره؛ لأن تأويل كلام المتكلم مما يُنسب إليه معنىً، وإن لم ينسب إليه لفظاً، ولهذا جوّز جماعةٌ من المحدِّثين روايةَ الحديث بالمعنى بشروطه.
والعرب وغيرُهم قديماً وحديثاً يعتنون بنقل نصوص العظماء والملوك كما قالوها مِن غير زيادة أو تأويلٍ لمن يفهمُها، كما أنهم يحترزون عند الحديث معهم؛ لأن التَّبعَة في ذلك أكبرُ من غيرهم، وهذا في حقِّ الله وكلامه أعظم وأجلُّ.
ميل العرب إلى الاختصار
وكذلك الأولى في كلِّ معنى أن يُبَلَّغ بأقصرِ عبارة، ولهذا كان كلام السلف فيه من الاختصار مَعَ كمال المعنى ما ليس في كلام المتأخرين مَعَ كثرة عباراتِهِم.
¥(19/164)
وهذا كما أنه في الألفاظ، كذلك في المعاني؛ فالقرآن لا يذكُر فيه مخاطبة كلِّ مُبْطِل بكل طريق وكل حجة، ولا ذكر كل الشُّبهات الواردة على الأذهان وجوابَها، فإن هذا لا حدَّ له ولا نهايةَ، بل ولا يَنضبط بضابطٍ، وإنما يذكر الحق والأدلة الموصلة إليه لذوي الفِطَرِ السليمة؛ لأن هذا هو الأصلُ في الخلق، ثم إذا اتفق مُعَاندٌ ومكابرٌ أو جاهل، كان مَنْ يخاطبه مخاطباً ومحاججاً له بحسب ما تقتضيه المصلحة، وقد يكون مقامهُ كمقام المترجِم لمعاني القرآن.
وما يُعرف بالمشاهدة، أو ما يُسلَّم دخوله تحت لفظ عام يشمل جملة من الأفراد؛ كالكواكب مثلاً معروفة بالمشاهدة ويدخل تحتَها ما لا يحصى من الأفراد، بيانُه حَشْوٌ، فببيان أن الشمس موجودةٌ والقمر موجود والكواكب موجودة، والإنسان يعلم هذا بالمشاهدة، هذا مما يُسْتقبَح ذكره، ويستثقلُهُ جمهورُ العقلاء، فضلاً عن البُلغاء؛ لأن هذا عندهم معلومٌ مستقرٌّ في عقولهم، لا يحتاجون فيه إلى خطابٍ وتفسيرِ عالمٍ من العلماء فضلاً عن كتاب مُنَزلٍ من السماء.
الأصل في القرآن أنه واضح عند السلف لا يحتاج إلى تفسير
وكثيرٌ من تفاسير المتأخرين التي يحفَلُ بها الخاصة، لو عُرِضتْ على العرب عند نزول القرآن لزَهدوا فيه، فكثيرٌ مما فيها يعدُّونه لُكْنةًَ وعَيَّاً لا يحتاج إليه، ويروْنه من باب إيضاح الواضحات.
وإذا قُدر أن بعض الناس فيهم احتاج إلى بيان وتوضيح ما عُرض عليه من القرآن، كان هذا من الأعراض النادرة التي لا تعرِض لجمهورهم، ولعُدَّ هذا مِن العَيِّ والقصور، وما تزال مثل هذه الأعراض تزداد حتى غلبت في الناس، فاستثقلوا القرآن بلا تفسيرٍ لألفاظه، كما استثقله الأوائل بالتفسير.
والتفسير ليس مقصوداً لذاته ..
وأساليب القرآن معلومةٌ لدى العرب الفصحاء غير خافيةٍ، وإن كان قد يخفى على بعضهم شيء منها؛ وذلك لغرابتها على مسمعه، وعدم اعتياده عليها في لغة قومه، ومن حولهم، كما خفي على ابن عباس بعض معاني مفرداته؛ كلفظ "فاطر"؛ فقد روى الطبري في "تفسيره"، وأبو عبيد عن مجاهد، قال: سمعت ابن عباس يقول: كنت لا أدري ما (فاطر السموات والأرض)؛ حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: لصاحبه: أنا فطرتها؛ يقول: أنا ابتدأتها.
ومثل ذلك أيضاً: ما أخرجه ابن جرير عن سعيد بن جُبير أنه سئل عن قوله: (وحنانا من لدنا) فقال: سألت عنها ابن عباس فلم يُجِب فيها شيئاً.
وأخرج من طريق عكرمة عن ابن عباس قال: لا والله ما أدري ما (وحناناً).
وهذا نادر فيهم، وإن جَهِلَه فردٌ منهم عَلِمَه جمهورهم.
بلاغة السلف سليقةً
وأساليب القرآن لما كانت على طريقتهم في كلامهم في يومهم وليلتهم، لم يَخْفَ عليهم المراد بها، فيعلمون من قوله تعالى: (ذُقْ إِنَّكَ أَنْت الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) أنّ هذا الخطابَ خطابُ امتهان وتهكَّم، وإن كانت ألفاظُه مما يُستعمل في المدح، عرفوا ذلك من السياق لا من اختصاص اللفظ.
ونظير هذه الآية وصف شعيب عليه الصلاة والسلام بالحلم والرشد من قومه المعاندين: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) [هود: 87] قد يتبادر إلى ذهن القارىء أن المراد بذلك: إنك حليم رشيد؛ والصواب لست بحليم ولا برشيد. قاله ابن عباس وغيره.
وهذا ونظائره لم يكن منهم بجُهدٍ ولا تكلُّفٍ؛ فهي لغتُهم التي يتحدثون بها، ولأنها كذلك لم ينصُّوا في كلِّ موضع على المقصود منه في القرآن، ولو قيل لأعجمي يعرف معاني الألفاظ: فسر الآية، لفسَّرها على غير وجهها؛ لأن الأمر مُتعلِّق بالسياق لا بذاتِ اللفظ.
ولما تقادم العهد، ودخلت العُجْمَة على العرب بالاختلاط بالعجم، ظهر لهذه الأساليب الفنُّ المدوَّنُ بعدُ باسم (علم البلاغة) لمعرفة طرائق العرب وتفنُّنها في أساليب خطابها، فوضعوا المصطلحات والقواعد لتقريب هذا العلم، لا لإتقانه؛ إذ لا يتقنُه إلا من تحدث بلغتهم وحَفِظ أشعارهم ومنثورهم، وهذا يعز وجوده في المتأخرين.
نشأة علم البلاغة
¥(19/165)
وعُرفت البلاغة في عصر متأخري التابعين، ثم اشتهرت بعد ذلك، وحُكي الإجماع على أن البلاغة ما نشأت إلا تحت تفسير القرآن، وقد اعتنى بها كثير مِن الأئمة باستخراج البديع والإعجاز من كلام الله. وصنف معمر بن المثنى كتابه فيها، وقيل: إنه قد أخذ من نافع بن الأزرق عن عبد الله بن عباس. ويحتمل أنه أخذه من غيره؛ وهو إمامٌ في لغة العرب، ونافع عرض ألفاظاً من غريب القرآن أشكلت عليه على عبدالله بن عباس؛ إذ جاءه بمكة يسأله عنها، واشترط على ابن عباس؛ أن يأتيه على كل مسألة وتفسير بشواهد من أشعار العرب، وذلك حينما خرج ونَجْدَة بنُ عويمر وآخرون من الخوارج إلى مكه فلقوا ابن عباس، فسأله نافع عن مسائل من القرآن.
ومسائل ابن الأزرق أخرجها أبو بكر بن الأنباري في (الوقف والابتداء)، وهي منثورةٌ في عدة من كتب التفسير، رواها محمد بن زياد اليشكُري عن ميمون بن مهران، واليشكري هذا كذاب، وروى جملة منها الطبراني في "معجمه الكبير" عن جُويبر - وهو ضعيف جداً - عن الضحاك. ورويت من وجوه أخرى لا تخلو من ضعف.
نص القرآن قطعي الثبوت وتأويله في اللغة
والأئمة النقاد جوزوا الرواية في التفسير عن بعض من لا تُقبل روايته في الأحكام؛ لأن مَرَدَّ التفسير إلى اللغة، ومرد الأحكام إلى النص، والنص لا يثبت إلا بصحة الإسناد، واللغة تثبت بوجوه عدَّةٍ، ونص القرآن قطعي الثبوت.
يقول يحيى بن معين: " اكتبوا عن أبي مَعْشَرٍ حديث محمد بن كعب خاصَّة "، وذلك أن رواية أبي معشر عن محمد بن كعب هي في التفسير خاصة، لا يكاد يكون له حديث في غيره.
والمنكر في باب التفسير بيِّن واضحٌ أظهَرُ من غيره، للاشتراك في مخالفته لوجوه اللغة مَعَ أصول الشرع، أو لا يكون له نظائرُ في القرآن.
الإجماع في التفسير
ومن ثمرة ذلك ونتيجته: قلةُ حكاية الإجماع في التفسير، فهو من أقلِّ أبواب العلم، ولا يلزم من ذلك كثرة الخلاف وغَلَبَتُه، بل لأن القرآن جاء ليُحمَلَ على وجوه تتَّفق في الأصل والمقصد، تختلف في اللفظ، فاختلاف ألفاظ المفسرين للقرآن هي من اختلاف التنوُّع، لا من اختلاف التَّضَادِّ على الأغلب.
وأكثر القرآن مجمع على تفسيره بمعاني منصوصة، لكن لا ينصون على الإجماع في الواضح البين متمحض الوضوح.
وإذا علم أن في المسألة إجماعاً في تأويلِ آيةٍ، أو الاتفاق على أنها نزلت في كذا ونحو ذلك، فلا يُعتمَدُ على ما يخالفها.
وقد أكثر بعض الأئمة مِنْ حِكَايَات الإجماع؛ كابن جرير الطبري، وكذلك ابن عطية. وهو يعتمد على ابن جرير كثيراً، والقرطبي، ويعتمد كثيراً على ابن عطية، والواحدي له إجماعات في تفسيره، وفي بعضها نظر فهو من المتساهلين في هذا الباب. والإجماع المنصوص عليه عندهم في التفسير دون المائتين، ولا يزيد عليها قطعاً، وأكثرها عند ابن جرير الطبري.
ومنهج ابن جرير الطبري في حكاية الإجماع أنه لا يعتدُّ بمخالفة الواحد ولا الاثنين، مع علمه ومعرفته بخلافهم؛ لذلك قد روى في كثيرٍ من المواضع ما يخالِف ما يحكيه من الإجماع.
ومن أكثر الأئمة نقلاً من المفسرين المتأخرين: الإمام القرطبي، وقد اعتمد على غيره في حكاية الإجماع - سواء في مسائل الأحكام أو غيرها - كابن جرير الطبري وابن المنذر، وابن عبد البر، وابن العربي، وابن عطية، ممن كان معروفاً بالعناية بحكاية الإجماع، وإن كان هو ممن لا يحكي الإجماعَ جُزافاً؛ فإنه يُمَحِّصُه في كثيرٍ من المواضع، ولا يسلَّم له في كثير من المواضع؛ فإنَّ أقلَّ من ربعها لا يثبت فيه إجماع، والخلاف فيها مُعْتَبَرٌ.
تفسير الضعفاء موافق لوجوه اللغة في الغالب
وبالسبر لمرويات الضعفاء في التفسير؛ فإنها - في الغالب - لا تخالف وجهًا من وجوه العربية؛ فإن خالفت وجهًا فإنها تُحْمَل على الوجه الآخر، الذي لا يخالف نصاً ولا حكماً ولا أصلاً، والنبي ? كلامه مبيِّن للقرآن موضِّح له، ومع ذلك فهو يجمع المعاني الكثيرة باللفظ القليل، وهو ما يُسَمَّى بجوامعِ الكلمِ؛ قال النبي ?: ?? إِنَّمَا بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ ?? رواه البخاري. وجَوامِعُ الكَلِم - كما فسرها الزهري عند البخاري في "الصحيح" - قال: " هي جمع المعاني لأمورٍ كثيرة بألفاظٍ قليلة "؛ فإذا كان هذا لكلام النبي ? المبيِّنِ الموضِّحِ للقرآن؛ فهو لكلام الله جل وعلا من باب أَوْلَى، فكلام الله له
¥(19/166)
وجوهٌ عدةٌ، كما أخرج ابن سعد من طريق عكرمة عن ابن عباس: أن علي بن أبي طالب أرسله إلى الخوارج، فقال: "اذهب إليهم فخاصمهم ولا تحاجَّهم بالقرآن؛ فإنه ذو وجوه، ولكن خاصمهم بالسنة". وأخرج من وجه آخر أن ابن عباس قال له: يا أمير المؤمنين، فأنا أعلَمُ بكتاب الله منهم؛ في بيوتنا نزل. قال: صدقت، ولكن القرآن حَمَّال ذو وجوهٍ، تقول ويقولون، ولكن خاصمهم بالسُّنن؛ فإنهم لن يجدوا عنها مَحِيصاً. فخرج إليهم فخاصمهم بالسنن، فلم تبق بأيديهم حجَّة".
وقد جعل بعضُ العلماء ذلك من أنواع معجزات القرآن، حيث كانت الكلمةُ الواحدةُ تنصرف إلى عشرة أوجه وأكثر وأقلَّ، ولا يوجد ذلك في كلام البشر؛ فقد يشتبه على الإنسان اختلافُ بعض الصحابة بحَمْلِ بعض الألفاظ على تأويل آيةٍ ويخالفه الآخر ونحو ذلك، وهذا كلُّه يُحْمَل على باب التنوُّع، ولا يُحْمَل على المخالفة.
اختلاف المفسرين
والخلاف في التفسير على نوعين: خلاف تنوُّع – و – خلاف تضاد
والخلاف المروي عن المفسرين جُلُّه هو من خلاف التنوع، لا من خلاف التَّضادَّ، كما نصَّ عليه سفيان الثوري، وابن قتيبة في "تأويل مشكل القرآن" والشاطبي في "الموافقات"، وابن تيمية في مواضع.
والخلاف في التفسير قليل جداً في الصحابة، كثيرٌ في التابعين، وفي أتباعهم أكثرُ؛ لأنه كُلَّما قلَّ التمكُّن من لغة القرآن وفهم معنى ألفاظه المنزَّل بها، احتيج لتفسيره بالمرادف أو القريب منه، وكلَّما توسع المفسِّر في هذا، ظهر معه الخطأ.
واختلاف التنوع هو أن يكون لفظ الآية محتمِلاً لجميع المعاني المفسِّرة، والاختلاف في العبارة مع اتفاق في المعنى.
وخلاف التنوُّع ينبغي ألا يحكى خلافاً هكذا؛ بل يقال: إن هذا من اختلاف التنوُّع والوجوه التي جاء المعنى فيها بكلام الله، ولذلك يَسْهُل على الإنسان إِنْ تَبَصَّر بهِذا الأصل أن يجمع ويُوَفِّق، وألا يُضَعِّف بعض الوجوه من النوع الواحد، أو يرجح بعضها على بعض؛ لأن كلها تحمل على الحق المقصود من كلام الله.
ولما كان كثير من التفسير من اختلاف التنوع، تساهل العلماءُ بالرواية عَنْ الضعفاء؛ لأن الأصل الأصيل والمقصِدَ العليَّ من النقد والتعليل خَوْفَ ورود شيءٍ من المعاني المنكرة، والتي تخالف الأصول الثابتة، ولأنَّ تفاسيرهم لا تخرج عن الوجوه المشروعة، واعتمادهم كلَّه على لغة العرب.
وإعمال منهج النُقَّاد في أحاديث الأحكام بقواعده وأصوله وتشدده، على أحاديث التفسير قصورٌ، إذ إن المقصود من نقد الحديث سلامته من الدخيل فيه، والقرآن ليس كذلك، فهو محفوظ لقوله: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
أسباب التسامح بالرواية عن الضعفاء في التفسير
وفي أبواب التفسير ثمة قرائنُ عِدَّة تسامحوا لأجلها في رواية التفسير وكتابته:
القرينة الأولى: أن المصنفات أو المرويات عن الصحابة والتابعين إنما هي كتبٌ يروونها عن بعض، وليست محفوظات تُحْفَظ في الصدور، ولذلك فإن أقلَّ المحفوظات في الأبواب في الشرع هي في التفسير، فكان ثمة نُسَخٌ تُروى، واشتهرت؛ كتفسير علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، وتفسير عطيةَ العوفي عنه، وتفسير السُّدي عن أشياخه، وتفسير قتادة الذي يرويه عنه معمر بن راشد وسعيد بن أبي عروبة، وتفسير الضَّحاك بن مُزاحم، وكذلك تفسير مجاهد بن جَبْر الذي يرويه عنه القاسم بن أبي بَزَّة وغيرهم. وهذه الصحف تُروى وتُحْمل إن كان الراوي لها ليس متهمًا بالكذب؛ لأنه يحمل على أنه يُحدِّث من هذه الصحف؛ فالأئمة يُطلقون القول بتضعيف الراوي، ويريدون بذلك - غالباً - رواياتِه في الأحكام في الحلال والحرام، وعند العمل والاحتجاج يفرِّقون؛ لأن الأحكام هي المقصودة من الجرح والتعديل، لذا روى الخطيب في "الجامع" عن يحيى بن سعيد قال: تساهلوا في أخذ التفسير عن قوم لا يوثِّقونهم في الحديث، ثم ذكر ليثَ بن أبي سُلَيْم وجُوَيبِر بن سعيد والضَّحاك ومحمد بن السائب، وقال: هؤلاء لا يُحْمَد أمرُهم، ويكتب التفسيرُ عنهم.
وقد يَلْتَبِس على الناظر هذا الأمر، ويختلط عليه من وجهين:
¥(19/167)
الوجه الأول: أن الأئمة يُطلقون ألفاظ الجرح على الراوي كالتضعيف، فيُشْكِل على الناظر في كتب الرجال والجرح والتعديل والعِلَل كيف تُصَحَّحُ له روايةٌ وقد ضعَّفه الأئمة. ومن المشكل أيضاً حينما يقف على تضعيف إمامٍ ناقدٍ لحديثٍ في الأحكام بسبب راوٍ من رواة التفسير وينصُّ عليه.
وبيان ذلك: أن كلام العلماء على هذا الراوي بعينه كلام مُجْمَل، يفصِّله طريقةُ العلماء مَعَ أسانيد التفسير عملاً، وكذلك نصاً في بعض الأحيان؛ لأنها من صُحفٍ ونُسَخ تُروى. وتفسير مجاهد بن جبر المشهور - الذي هو من أصحِّ روايات التفسير- لو أعمل النقاد منهجهم المتشدِّد في نقد الأحكام، لَضُعِّف جُل تفسيره، وذلك أنها منقطعة بكتاب يرويه القاسم بن أبي بَزَّة عن مجاهد بن جبر، سواء كان عن عبد الله بن عباس، أو من قول مجاهد بن جبر نفسه.
ومثله رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس المشهورة التي لم يسمعْها منه.
الوجه الآخر مما يلتبس فيه على الناظر: أن هؤلاء الذين يروون التفسير يقع لهم من المرويات في باب الأحكام مما يشترك مع التفسير، أو تكون تلك الرواية تتضمن حكمًا شرعيًا بنفسها.
وجواب ذلك: أنه إذا تضمَّنت حكمًا شرعيًا في الحلال والحرام؛ فإنه يُشَدَّدُ في ذلك، وإلا فالأصل أنَّها لا تتضمَّن، وإنما طريقُها هو تفسير ذلك المعنى الواردِ في كلام الله. وفي الغالب فإن مرويات الأحكام في التفسير إذا كانت مرفوعةً لا تخلو كتبُ الأحكام منها وبيان حكمها، وكذلك الموقوفات والمقطوعات إذا كانت فرداً في الباب.
القرينة الثانية: التي يتساهل لأجلها العلماء في مرويات المفسرين: أن المتخصص في فنٍّ من الفنون يُقدَّمُ على غيره، وإن كان من كبار الثقات أو الحفاظ الأثبات يُقدم من هو دونه عليه في الغالب، إذا كان مختصًّا بما يرويه، ولذلك قد اشتهر وعُرف عن كثيرً من الأئمة والرواة أنه قد اختصَّ بباب من الأبواب، وامتاز به، وقُدِّم على من هو أثبتُ منه بالحفظ والرواية، وأظهر في باب الديانة والصلاح؛ فعِلْم القراءات الأئمةُ فيه من الكبار، ومنهم من لا تُقْبَل روايتُه في أحاديث الأحكام، وإن كان هو من الأئمة الثقات في غير هذا الباب، كعاصم بن أبي النَّجود، وحفصِ بن عمر، وحفص بن سليمان.
يقول الحافظ ابن حجر في حفص بن سليمان: "متروك الحديث، وهو إمام في القراءات".
وكذلك نافع بن أبي نُعيم المدني، وعيسى بن ميناء المدني المعروف بقالون، وهو أحد الرواة عن نافع، روايته ضعيفة.
والاختصاص معروف، وعناية بعض الرواة بعلمٍ دون غيره مشهورةٌ، بل قد يُعرف بعض الرواة في باب ولا يعرف بآخر مطلقاً، كعثمانَ بن سعيدٍ المعروف بوَرْشٍ، وهو أحد الرُّواة عن نافع في القراءات، ليس بمعروف برواية الحديث مطلقاً.
وقد يختص بعضهم في باب من الأبواب، ويعتني به، ويستفرغ وُسْعه، فيقدَّم على غيره فيه، وإن كان أوسع علماً وأكبر فضلاً منه؛ فمجاهد بن جبر يُقدَّم في التفسير على غيره من كبار التابعين، وليس هو بأجلِّهم ولا بأعلَمِهم في الدين؛ لأنه مختصٌّ بالتفسير، ولذلك يقول عن نفسه: " القرآن قد استفرغَ علمي "؛ أي كلَّ علمي قد وضعتُه في القرآن. ولتخصُّصه قدَّمه الأئمة على غيره؛ فهذا ابن جرير الطبري قد اعتمد في التفسير على مرويات مجاهد، بل لو قيل: إن المرويات عن التابعين في تفسير ابن جرير الطبري ثلثاها عن مجاهد بن جبر ما كان ذلك بعيدًا، ولذلك قد حوى تفسير ابن جرير الطبري عِلْم مجاهدِ بن جبر بالجملة، ولا يكاد يَنِدُّ عنه إلا القليلُ؛ ولأجل هذا الاختصاص فاق غيره وقُدِّم عليه.
يقول يحيى بن سعيد: " تساهلوا بالرواية عن بعض الضعفاء كليث بن أبي سُليم، وجُويبر، والضحاك، والكلبي وقال: " ولا يحمد مذهبك ويكتب عنهم التفسير "؛ لأنهم أئمة اختصوا بذلك.
¥(19/168)
ومن يطبق مناهج الأئمة النقاد في الأحكام على روايات التفسير قد أخطأ في ذلك، وقد اشتهر عند من لا عناية له من المتأخرين تطبيق تلك القواعد الحديثية التي نصَّ عليها العلماءُ فيما يسمى بعلوم الحديث ومصطلح الحديث على أسانيد التفسير، وهذا مخالف لمناهج الأئمة، وقد بلغ ببعضهم التشدد في هذا الباب، فردَّ مروياتِ كثيرٍ من المفسرين مطلقاً؛ كمرويات السُّدي إسماعيل بن عبد الرحمن، ومرويات محمد بن كعب، ومرويات ليث بن أبي سليم في روايته عن مجاهد بن جبر، وغيرها باعتبار أن الأسانيد ضعيفة، وهذا إفراط.
وينبغي أن يُعلم أن النقل والحكاية شيءٌ، والاعتماد شيء آخر، ولا يلزم من الأول الآخر.
القرينة الثالثة: أن أصل الاحتجاج والاعتماد في التفسير هو على لغة العرب، وإليها يجب أن يُرجع، قال تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) وقال: (بلسان عربي مبين). وأكثر المفسرين ورواة التفسير هم من العرب، وقد نص البيهقي على هذا فقال: (وإنما تساهلوا في أخذ التفسير عنهم، لأنَّ ما فسَّروا به؛ ألفاظُه تشهد لهم به لغاتُ العرب، وإنما عملهم في ذلك الجمعُ والتقريبُ فقط)
القرينة الرابعة: أنَّ جُلَّ مرويات التفسير هي من الموقوفات والمقطوعات، والنُّقاد يتساهلون في الموقوف والمقطوع ما لا يتساهلون في المرفوع.
الموقوفات على الصحابة وحكمها
وإن كان بعض الأئمة يجعل الموقوفَ في التفسير على الصحابة في حُكم المرفوع معنىً، قال الحاكم في كتابه المستدرك: «تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين –البخاري ومسلم- حديثٌ مُسند».
وقال في موضع آخر من كتابه: «هو عندنا في حكم المرفوع"، وَمُراده: أنه في حُكمهِ في الِاستدلالِ بِهِ والاحتجَاج، لا أنَّه يُنْسَبُ مرفوعاً، وذلك من وجهين:
الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم مأمورٌ بالبيان لهم، لذا قال تعالى: (لتبين للناس ما نزل إليهم). والمقطوع به أنه بيَّن ما يحتاج إلى بيان، لذا كان آخر ما نزل من القرآن (اليوم أكملت دينكم وأتممت عليكم نعمتي)، ومن تمامُ الدين تمام بيانه المذكور في الآية.
الثاني: أن القرآن إذا نزل يكون مفهوماً، وما نَدَّ عن الفهم يُسأل عنه، وما لم يُسْأَلْ عنه، موكول إلى لغتهم التي نزل بها القرآن وفهموه عليها، فكان سكوتُهم مع علم النبي صلى الله عليه وسلم عن فهمهم، شبيهٌ بالإقرار. هذا ما أراده الحاكم. والأصل أنهم يَسألون عما ينزل ويَنِدُّ عن أفهامهم، فإذا أَشكل على أَحدٍ منهم سأله، فقد سأله أبو بكر الصديق عن قوله تعالى: (من يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ)، وسأله عمرُ عن آية الكلالة، فذكر له آية الصفِّ. ولمَّا نزل: (الَّذِينَ آمَنُوا ولم يَلْبِسُوا إيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ) سأله الصحابة عن معنى الظلم في الآية، وسألتْه أم سلمه عن الحساب في قوله تعالى: (فسوف يحاسب حسابا عسيراً) فبيَّن أن المراد به العرْض.
تفسير الراوي الضعيف
وينبغي التنبه إلى أمرين:
أولاً: أن الراوي إن كان ممن يُضَعَّف، أو كان واهيَ الحديث، أو منكراً، فإنه في باب التفسير إِنْ قال بقوله، فإن هذا قولاً له؛ فلا يقال بردِّه بوجه من الوجوه، وبعض المعتنين يَحْكُم بضعف روايةٍ من الروايات؛ لأن قائلها ضعيف، فكيف تكون ضعيفةً وهي صحيحة إليه وهو قائلها؛ فالسُّديُّ أو الكلبيُّ واهي الحديث جدًا، إلا أنه من أئمة التفسير، ومن المتبصِّرين بلغة العرب؛ فإذا قال قولاً، فينظر إسناده إليه فحسب، وإن كان قال عن غيره، فيفرَّق بين نقله عن غيره وبين قوله هو؛ فقوله هو يعني أنه قد فسر كلام الله تعالى على ما فَهِمَه من لغة العرب، وما يضعف به هو ما ينقله عن غيره؛ لذلك يقال: إن الضعفاء في التفسير ما يفسِّرون من قولهم هو أقوى مما ينقلونه عن غيرهم، ويدخل الضعف في نقلهم ولا يدخل في قولهم؛ لأنهم لا يتكلمون بجهل، وإنما يتكلمون بمعرفةٍ وعلمٍ، والخطأ والغلط يدخل في حفظهم، لا يدخل في معرفتهم، لأن معتمدَهُمُ العربية.
وفي قول يحيى القطان السابق: "هؤلاء لا يحمد حديثهم ويكتب التفسير عنهم": أن كلامهم في التفسير يُكتب ويُعتنى به ما لا يُعتنى بمرويِّهم، فقد يكون فيما يكتب عنهم من البيان للقرآن ما يزيل اللبس عنه، ويكون المُفَسِّرُ عمدةً في فهمه، كما تُعتَمدُ مفردات اللغويين في بيان معانيه.
¥(19/169)
ثانيًا: أن بعض الرواة ممن يُضَعَّفُ في الحفظ والرواية قد يقع له ما يُستنكر من المرويات، وهذا لا يُرَدُّ به تفسيرُه، بل يقال: إنه لو وُجِدَ شيء من المنكر - كبعض الحكاية عن بني إسرائيل، أو حُمِلَ بعض معاني القرآن على وجوه شاذَّة - فإن هذا لا يعني اطِّراح قول ذلك المفسر على وجه العموم؛ بل يُقَارَن ذلك بمروياته، فإن كان من المكثرين من المرويات؛ فإنه لا يُعَد ذلك شيئاً يرد حديثه؛ بل يعد ذلك من ضبطه إن وجد له خطأ قليل؛ فمجاهد بن جبر مروياته بالآلاف في التفسير، ولديه من الأقوال ما هو شاذ، ولديه من الأقوال ما لم يُوَافَق عليه، ومع ذلك فقوله هو المعتمد، وقد أخرج ابن جرير الطبري عن أبي بكر الحنفي قال: سمعت سفيان الثوري يقول: اذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبُك" أي تمسَّك به ويكفيك، وقال قتادة: "أعلَمُ من بقي بالتفسير مجاهد". لذلك اعتمد العلماء على تفسيره، كالشافعي والبخاري وغيرهم كثير، ولم يردَّه أحدٌ من أهل العلم، لا متقدم ولا متأخر، وقد أخذ عنه جمع غفير من أصحابه: عكرمة مولى ابن عباس، والفُضيل بن عمرو، وقتادة بن دعامة السَّدوسي، وعطاء ابن أبي رباح، وعمرو بن دينار، ومحمد بن مسلم، وعمرو بن عبد الله بن عبيد، وأيوب بن كيسان، وفِطْرُ بن خليفة، وعبد الله بن عوْن البصري، وغيرهم.
أنواع التفسير المسند
والتفسير المروي بالأسانيد على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: المرفوع:
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا قليلٌ، بل قال الإمام السيوطي رحمه الله في كتابه "الإتقان": (أصل المرفوع منه في غاية القِلَّة).
وقد جُمعت هذه المروياتُ مؤخراً، وقد توسَّع الجامع في هذا الباب، فوقع في جمعه شيءٌ من الخلط وعدم التحرير والتدقيق. وَجُل هذه المرويات تأتي بأسانيدَ ضعيفةٍ، وبعضها يأتي بأسانيدَ صحيحةٍ؛ منها ما هو مشهور في التفسير ومنها ما لا يعرف في التفسير.
وقد يأتي التفسير بعض كلام الله بالأسانيد المشهورة في الأحكام؛ كالأسود وعلقمةَ والنَّخعي عن عبد الله بن مسعود، وسعيد بن جبير عن ابن عباس، ونافع عن ابن عمر، ومن التفاسير ما هو دون ذلك شهرةً.
التفاسير الموقوفة
والنوع الثاني: الموقوف: وأشهر هذه التفاسير:
تفسير عبد الله بن عباس رضي الله عنه:
وهو مَنْ دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (اللهَّم عَلَّمْهُ التَأْوِيْل)، وهو الفيصل عند الصحابة، وأكثرُهم تفسيراً، وقد كان يعتمد على قوله عمر بن الخطاب، وكان يرجع إليه كثيرٌ من الصحابة إن استشكل عليهم شيءٌ من كلام الله.
كثرة الرواية لا تعني تفضيل العالم على غيره
وابن مسعود أبصر منه، مع كونه دونَه في التفسير كثرةً، وذلك لتقدُّم وفاته، وقلَّة المعتنين من أصحابه بالتفسير مقارنةً بابن عباس.
وكثرةُ الأثر المروي عن العالم لا تعني تميزه عن المُقِلِّ، وقد يشتهر عالم عند الناس في باب، ولا يشتهر آخر، فيظنُّ أن شهرتَه وكثرةَ قوله تُقدِّمه على غيره، وقد قال الشافعي - كما أسنده عنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" -: الليث أفقهُ من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به.
وبنحوه قال يحيى بن بكير: الليث أفقه من مالك، لكن الحَظْوَةَ كانت لمالك.
ومن ذلك قول الشعبي لإبراهيم النخعي: إني أفقه منك حياً، وأنت أفقه مِني ميتاً، وذاك أن لك أصحاباً يلزمونك، فيُحْيُون علمك.
وينبغي أن يُعْلَم أن العلماء يعرفون بالنظر إلى معاني قولهم وحقائقه، لا بالكثرة ولا بالشهرة، فقد يُوفَّق الإنسان إلى أحد أصحابه لينقل قوله ويشْهِره، وقد لا يوفق الإنسان إلى أحد يرفع قوله. وثمة اعتبارات لهذا الأمر منها ما يكون ظاهرًا، ومنها ما يكون باطناً أمرًا غيبيًا أمره إلى الله، وقد يتعلق بقرائن الحال، وأمور الزمان، وما يحيط بالإنسان في وقته.
يقول ابن مسعود عن نفسه كما رواه البخاري ومسلم من حديث الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله، قال: ((والذي لا إله غيره، ما من كتاب الله سورةٌ إلا أنا أعلم حيث نزلت, وما من آية إلا أنا أعلم فيما أنزلت, ولو أعلم أحداً هو أعلمُ بكتاب الله مني تبلغُه الإبل لركِبْتُ إليه)).
¥(19/170)
وقال مجاهد بن جبر عنه، وهو قد عرض القرآن على ابن عباس ثلاث –وقيل ثلاثين- مرة، كما روى الترمذي بسند صحيح عن سفيان بن عيينة عن الأعمش، قال: قال مجاهد: لو كنتُ قرأت قراءة ابن مسعود لم أحتج إلى أن أسأل ابن عباس عن كثيرٍ من القرآن مما سألت.
ولتأخُّر وفاة ابن عباس، ولحاجة الناس إليه، انتشر قوله وكثُر تلاميذه، والمروي عن ابن عباس كثير، يقرب من ستة آلاف أثر، ولكثرة المروي عنه، وقع الغلط في نسبة بعض أقواله، وضبط بعض ألفاظه، ولذا قال ابن تيمية: ما أكثر ما يحرف قول ابن عباس ويَغلَط عليه.
تفسير ابن عباس وعنايته بلغة العرب وأشعارهم
وأكثر تفسيره احتجاج بلغة العرب، وأقوال الفصحاء من الشعراء وغيرهم، بخلاف ابن مسعود؛ فهو يعتني بالقراءات وأسباب النزول.
وجُل تفسير ابن عباس صحيح، وأما ما نقله البيهقي ومحمد بن أحمد بن شاكر القطَّان في "مناقب الشافعي" من طريق ابن عبد الحكم، قال: سمعت الشافعي يقول: لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيهٌ بمائة حديث، فيظهر أنه قصد ما قصده أحمد بقوله المتقدم: "ثلاثة ليس لها إسناد التفسير والملاحم والمغازي"؛ أي: لا يكاد يوجد فيها ما يسلم من علةٍ على طريقة التشديد، ولعله قصد المرفوع من حديثه.
* وأصحُّ المرويات عن عبد الله بن عباس:
- رواية مجاهد بن جبر عن ابن عباس:
وهي مُقَدَّمْة عند عامة العلماء، إلا ابن المديني، فَإِنَّه يُقَدِّم رواية سعيد بن جبير على مجاهد بن جبر، بل يقدمها على روايات سائر أصحاب عبد الله بن عباس، والأظهر أن رواية مجاهد بن جبر هي أصح الروايات عن عبد الله بن عباس، وتقدم على غيرها عند التضادِّ في الأغلب، إلا في الأحكام؛ فسعيد بن جبير لا يقدم عليه أحد فيها، ولعل هذا ما قصده ابن المديني رحمه الله.
ومجاهد بن جبر قد عرض التفسير على عبد الله بن عباس عرضًا واسعًا، وكرَّره عليه مرارًا، يقول الفضل بن ميمون: قال لي مجاهد بن جبر: " عرضت التفسير على عبد الله بن عباس ثلاثين مرة أُوقفه عند كل آيه "، ولذلك قد استفرغ علمه تفسير القرآن، وكان علمُه جُلُّه فيه.
وقد غلب على حال أصحاب عبد الله بن عباس العنايةُ بشيءٍ من أبواب التفسير على غيره؛ فقد اعتنى مجاهد بن جبر بالمفردات وغريب القرآن وأشعار العرب، وغيره من أصحاب عبد الله بن عباس قد اعتنوا ببعض الأبواب؛ كَعِكْرِمَة مولى عبد الله بن عباس قد اعتنى بأسباب النزول، واعتنى سعيد بن جبير بالأحكام والغيبيات وأكثر من الرواية في الإسرائيليات وغيره مما يأتي الكلام عليه.
قلة رواية مجاهد عن ابن عباس
ثمة أمر ينبغي أن يتنبه له:
أَنَّ مجاهد بن جبر، وإن كان مختصًا بعبد الله بن عباس وعرض عليه التفسير مراراً، إلا أن كثيراً من تفسيره لا ينقله عن ابن عباس، بل هو أقل أصحابه روايةً عنه، يفسر القرآن ولا يعزوه؛ ومع وَفْرة تفسير ابن عباس، إلا أن ما يرويه عنه مجاهد لا يزيد عن المائتين، والعلة في ذلك - فيما يظهر - أن التفسيرَ علم تحصَّل لديه وفَهِمَه على وجهه، فكان من الاحتياط والورع ألا ينسُبَه بلفظه إليه، فربما غايَرَ في اللفظ، ولذلك حينما يعرض الإنسان شيئًا من الألفاظ والمعاني على عالمٍ أكثر من مرةٍ، ويُكثر الأخذ عن عالم من العلماء يخلط قوله بعضه ببعض، وإن كانت المعاني حقيقةً على وجهها، لكن في نسبة اللفظ شيءٌ.
الغلط على ابن عباس
ولكثرة تفسير ابن عباس يقول ابن تيمية: " وما أكثر ما يقع التحريف والغلط على عبد الله بن عباس "؛ أي: فيما يُروى عنه من التفسير، وهذا ما حمل مجاهد بن جبر أن يُقِلَّ الرواية عن عبد الله بن عباس وإن كان علمه جله بل كله في التفسير عن عبد الله بن عباس. وقد رُوي عن مجاهد بن جبر في التفسير ما يقرب من ستة آلاف مروية، إلا أنه ما روى عن ابن عباس إلا نحو مائتي رواية، وهذا قليلٌ جدًا، وذلك لكثرة عرضه عليه؛ فربما في العَرْضة الأولى غاير في اللفظ واتفق في المعنى، وفي العرضة الثانية غاير في اللفظ واتفق في المعنى؛ فلم ينسُب القول إليه لتَحَقُّق اللفظ والمعنى في نفسه أكثر من تحقُّق اللفظ والمعنى عند عبد الله بن عباس؛ فنسب إليه ما تيقن منه ولم ينسب إليه ما لم يتيقن، وهذا من باب الاحتياط.
¥(19/171)
ثم إن ما أخذه عن ابن عباس أصله لغة العرب، وما أخذه عنه كثير، فنسبة كلِّ قول إلى ابن عباس، ثقيل على السامع والمتكلم.
ومجاهد بن جبر إمام التفسير من التابعين على الإطلاق، لا يوازيه في ذلك أحد، ولا يقاربه، وإن كان من أصحاب عبد الله بن عباس من هو أكثر منه؛ كسعيد بن جبير أكثر منه رواية عن عبد الله بن عباس لكن في الحقيقة من جهة أخذ الأقوال، فمجاهد بن جبر أكثر التابعين على الإطلاق أخذاً عنه في التفسير، وروايته أصح المرويات، ولا ريب في ذلك.
وقد استفرغ علمه القرآن، كما قاله عن نفسه، ولذا يعتمد تفسيره الأئمة؛ كالشافعي وأحمد والبخاري وغيرهم؛ قال الثوري: "إذا جاءك التفسير عن مجاهد، فحسبُكَ به".
تفسير مجاهد كتاب صحيح غير مسموع
وتفسير مجاهد بن جبر كتاب يرويه عنه القاسم بن أبي بَزَّة، وكل من يروي التفسير عن مجاهد هو من طريقه وكتابه، كما قال ابن حبان: (لم يسمع التفسير من مجاهد أحد غير القاسم بن أبي بزة، وأخذ الحكم وليث بن أبي سُليم وابن أبي نَجيح وابن جريج وابن عيينة من كتابه، ولم يسمعوا من مجاهد).
الروايات عن مجاهد وأصحها
وجاء التفسير عن مجاهد من وجوه عِدة، أصحها ما يرويه ابن أبي نَجيح عنه، وإن لم يسمعه من مجاهد، كما قاله يحيى القطان وابن حبان، فهو كتاب صحيح، نص على صحة تفسيره الثوري كما حكاه عنه وكيع، وصححه ابن المديني أيضاً.
وعدم السماع ليس علة مطلقاً، بل هناك مما لم يسمع ما هو أصح مما سمع، لقرينةٍ قوية دفعت تلك العلة، كاحتراز الناقل وشدة تحريه؛ كسعيد عن عمر، أو لكونه من كتاب صحيح، كرواية التفسير عن مجاهد، أو لمعرفة الواسطة ولم تذكر، كالنخعي عن ابن مسعود، وابن سيرين عن ابن عباس.
وقد يُشْكِل على البعض أن من يروي عن مجاهد بن جبر لم يسمع التفسير منه، وإنما هو من كتاب؛ فيقال: إن القاسم بن أبي بَزَّه هو من الثقات الكبار، وكتابه صحيح، وقد اعتنى بكتابه؛ فكل من روى عنه ذلك الكتاب على أخذٍ صحيح؛ فالرواية عنه صحيحةٌ معتبرةٌ.
يقول ابن تيمية: " ليس بأيدي أهل التفسير تفسير أصح من تفسير ابن أبي نجيح عن مجاهد بن جبر".
وأكثر تفسير مجاهد هو من طريق ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه، بل هو ناشر تفسيره، وأخص الناس به، ويرويه عنه أيضاً شبل بن عباد وعيسى بن ميمون. ويأتي بعد ذلك رواية ابن جريج عن مجاهد.
ومن الرواة عن مجاهد بن جبر:- ليث بن أبي سُليم، وهو ضعيف بالاتِّفاق، لضعف حفظه، لكنه في التفسير يَروي من كتابٍ، كما قال ذلك ابن حبان - وقد تقدَّم قوله - وقال يحيى بن سعيد: " تساهلوا في أخذ التفسير عن قوم لا يوثقونهم في الحديث - ثم ذكر ليث بن أبي سُليم .. ".
وحديثه عنه محمول على الصحة؛ لأن ضعف ليثٍ من جهة حفظه وضبطه، وقد أخذ التفسير من كتاب القاسم. وكتابه صحيح، ولا أرى ما يوجب رَدَّه، وقد سَبَرْت حديثه عن مجاهد في التفسير، فلم أر ما ينفرد به مما يوجب رده، ولا ما يستنكر إلا شيئاً قليلاً، لا يضره مع كثرة حديثه، روى عنه تفسيره جماعة من الثقات وغيرهم منهم سفيان، وابن فضيل، وإسماعيل بن إبراهيم.
وعلق له البخاري في "صحيحه" في الطب عن مجاهد عن ابن عباس حديثاً مجزوماً به.
وما استُنْكِرَ من حديثه، فهو قليل، وبعضُه قد توبع عليه؛ من ذلك ما رواه عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: (مقاماً محموداً) قال: يُجلسه معه على عرشه؛ فقد تُوبع عليه، فقد أخرجه الخلال في السنة من طريق عبد الرحمن بن شريك، عن أبيه عن عطاء بن السائب، وليث بن أبي سليم، وجابر بن يزيد، كلهم عن مجاهد، به.
- ومن الرواة عن مجاهد: عطاء بن السائب ويرويه عن عطاء بن السائب جماعة؛ منهم محمد بن فضيل؛ وعمران بن عُيينة، وشريك.
وعطاء ثقة اختلط بآخر، روى عنه السفيانان وشعبة وزهير بن معاوية وزائدة وأيوب والأعمش وهشام الدَّسْتَُوائي وهمام بن يحيى قبل الاختلاط والباقون بعده إلا حماد بن سلمة، روى عنه في الحالين.
- ومن الرواة عن مجاهد: ابن عيينة، وربما ذكر الواسطة.
- وكذلك الحكم، وحديثهما قليل جداً، وهو صحيح محمول على الاتصال لما تقدم.
ومنهم خُصيف بن عبدالرحمن، وهو مُقِلٌّ، وعنه سفيان.
¥(19/172)
ولسفيان الثوري عنايةٌ بتفسير مجاهد وتعظيم له، وله رواية عنه قليلة جداً، ولم يدركه، ولا أعرف واسطته، ولا من نص عليها، ويغلب على ظني أنه يأخذ ممن أخذ عن القاسم بن أبي بزة، فهو يسميهم في الأكثر، والله أعلم.
ويروي عن مجاهد شيئاً من التفسير منصور وعبدالله بن أبي المغيث.
رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس* ومن أصح الروايات عن عبد الله بن عباس:
رواية سعيد بن جبير: وكان مكِّيِّاً مقدَّماً، فهذا علي بن المديني يقدمه على سائر أصحاب عبد الله بن عباس، وهو أكثر الرواة عنه رواية، وأكثرُ التابعين من المكيين عناية بالإسرائيليات، وجل ما جاء عن ابن عباس من الإسرائيليات من طريقه، وقد أكثر من حكاية الغيبيات من أخبار السابقين والقيامة عن عبد الله بن عباس.
ومقامه رفيعٌ ومنزلته عليه عند ابن عباس، وقد روى مجاهد أن ابن عباس كان يأمره أن يتحدث وهو شاهد، ويحيل إليه في الفتوى هو وابن عمر، وهو المقدَّم في الأحكام عن ابن عباس عند الخلاف بإطلاق، لعنايته بذلك، ورجع مجاهد وطاووس عن قولهما إلى قوله في الأحكام، ومن ذلك في تفسير قوله تعالى: (الذي بيده عقدة النكاح) قالا: هو الولي، وقال سعيد: هو الزوج، فرجعا إلى قوله لما علما به.
وكان من أعلم الناس بالحلال والحرام، بل قيل: إنه أعلم أهل زمانه في بلده.
وروى عنه خلقٌ؛ منهم جعفر وعبدالأعلى وعمرو بن مرة والمنهال وعطاء بن دينار وعطاء بن السائب والأعمش، وجل الأسانيد عنه في التفسير صحيحة.
وله رواية عن ابن مسعود، وابن عمر، في التفسير، وهي قليلةٌ، لكنه يقدِّمُ ابن عباس على غيره، فإذا روى وقال: عن عبدالله، فمراده ابن عباس، كما قاله عمرو بن مُرَّة. أسنده ابن حنبل، كما في "العلل".
والغالب إذا قال البصري: "عن عبدالله"، فمراده ابن عباس، وكذلك في مكة على الأغلب، وإذا قال ذلك المدنيُّ، فمراده ابن عمر، وإذا قال المصري: "عبدالله"، فهو ابن عمرو، وفي الكوفة ابن مسعود، حاشا سعيد بن جبير؛ فهو ممن ارتحل إلى الكوفة واستوطنها، فإذا قال "عبدالله"، فهو ابن عباس.
وتفسير عطاء بن دينار عنه لم يسمعه منه، بل لم يسمع منه شيئاً مطلقاً، وهو صحيفة كما قاله أحمد بن صالح وأبو حاتم، وقال أبو حاتم أن سعيد بن جبير كتب التفسير لعبدالملك بن مروان فوجده عطاء في الديوان فحدَّث به، وهو ثقة معروف، والذي يروي عنه التفسير من هذه الصحيفة عبدالله بن لهيعة، وهي صحيفة صحيحة، لا تُعَلُّ بالانقطاع ولا بابن لهيعة، والله أعلم.
وحديث عطاء بن السائب عنه يرويه محمد بن فضيل وغيره.
رواية عكرمة عن ابن عباس
ومن الرواة عن ابن عباس عكرمة مولى عبد الله بن عباس:
وعكرمة قريب من سعيد بن جبير؛ فقد تزوج أم سعيد بن جبير، وهو إمام في التفسير، قال الشعبي وقتادة: إنه أعلم الناس فيه، وقال أبو حاتم: أصحاب ابن عباس عيال عليه في التفسير.
وهو مقدَّم في أسباب النزول، ومناسبات السور، لعنايته بذلك، حافظٌ لأشعار العرب، وَجُل أقواله عن ابن عباس وإن لم ينسبها له.
أخرج ابن أبي حاتم عن سماكٍ، قال: قال عكرمة: كل شيء أحدثكم في القرآن، فهو عن ابن عباس.
وله تفسيرٌ من قوله يجتهد فيه، وهو قليل، ويظهر ذلك في مخالفته لقول ابن عباس، كما في قصة أصحاب السبت.
سبب قلة الرواية عن عكرمة
ومع عنايته بالتفسير، إلا أن النقل عنه قليل، وذلك لانتحاله رأي الخوارج، كما نص عليه عطاء وأحمد وابن المديني وابن معين، وهذه عادة الأئمة فيمن عرف بالابتداع أن لا يُكْثر الأخذُ عنه، لكي لا يرتفع شأنُه بأخذ الأجلة عنه، فيتأثر ببدعته تبعاً من يجهلهُ، وإن كان إماماً في نفسه، كل هذا صيانة للدين وحماية لجنابه، ولأجل هذا كان مالك يروي عن عكرمة في موطئه ولا يسميه.
ومع هذا، فهو إمام جليل القدر، وإن كان وقع في شيء من التكفير بالكبيرة، - وقد بَرَّأه من ذلك بعض العلماء كالعجلي وابن عبدالبر - فينبغي العناية بقوله وجمعه واعتباره وتأمُّله، وهو من المكثرين عن ابن عباس، بل هو أكثر رواية عنه من مجاهد في التفسير.
وتفسيره بالجملة صحيح، وأجوده وأمثله ما يعتني فيه بأسباب النزول، فله معرفة فيه، وهو مقدم على غيره في هذا النوع، وقد علق البخاري عنه في الصحيح مجزوماً به في التفسير، وأشهر الطرق عن عكرمة ما يرويه عنه ابن جريج، وهو أكثرهم، وعكرمة قليل التلاميذ.
¥(19/173)
ومن الطرق عنه ما يرويه يزيد النحوي، ومحمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، وهذه الطرق أشهرها، وكذلك أيوب وعطاء وداود بن أبي هند وعمرو بن دينار وعثمان بن غِياث وسماك بن حرب وداود بن الحصين والحكم بن أبان وغيرهم، وأكثر المرويات عنه أو جُلّها هي دائرة بين الصحة والحسن، وقليل منها ما يتوقف فيه خاصة منه ما في الأحكام المروية عن ابن عباس التي ينفرد بها سِماك وداود بن الحصين.
ويشكُّ محمد بن أبي محمد في روايته كثيراً، فيقول: عن عكرمة أو سعيد، وقد سمع منهما جميعاً، ولا يضره ذلك.
والحكم بن أبان يروي عنه ابنه إبراهيم، وهو مضعَّف؛ لأنه يصل الأسانيد بذكر ابن عباس.
رواية محمد بن سيرين عن ابن عباس
ومن الرواة عن ابن عباس:
محمد بن سيرين، ولم يسمع منه، لكن حديثه عنه صحيح، وقد رأيت مَن يضعِّفه لانقطاعه، وهذا من التهوُّك، فالواسطة معروفة، فهو قد أخذ التفسير عن ابن عباس بواسطة عكرمة، ولا يسميه لسوء رأيه فيه، قال خالد الحذاء: كل ما قال محمد بن سيرين: نُبِّئتُ عن ابن عباس، فإنما أخذَه عن عكرمة، لَقِيَه أيام المختار.
وكذلك قال شعبة: أحاديث محمد بن سيرين عن ابن عباس قال شعبة: إنما سمعها من عكرمة.
رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس
ومن الرواة عن ابن عباس: علي بن أبي طلحة.
وقد روى عن علي بن أبي طلحة إسناده عن عبد الله بن عباس معاوية بن صالح، وقد رواه عن معاوية بن صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث أبو صالح، وقد اشتهر هذا الإسناد، وهو صحيفة لم يسمعها علي بن أبي طلحة من عبد الله بن عباس، وقد وقع في هذه الرواية خوضٌ وخلافٌ كثيرٌ عند المتأخرين، وخلاصة القول:
أنه قد اتفق الحفاظ على أن علياً لم يسمع من عبد الله بن عباس شيئًا، وإن كان قد يستشكل على البعض ما روى البلاذري في "أنساب الأشراف" عن عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة قال: كان عبد الله بن عباس مديدَ القامة جيد الهامة، مستدير الوجه، جميلَه أبيضَه، وليس بالمفرط البياض، سبط اللحية، في أنفه قنى، معتدل الجسم، وكان أحسن الناس عيناً قبل أن يكف بصره.
قيل: في ذلك ما يشعر بأنه رآه، فيقال: إن هذا لا يعني أنه قد رآه، بل يكون قد حكى عمن رآه، وهذا شك لا يثبت مع يقين عدم سماعه.
ومثل هذه الحكاية مليئة كتب التاريخ والسير منها، يحكيها من بينه وبين الموصوف قرون، ولا خلاف في علي أنه لم يسمع من ابن عباس شيئًا، جزم به أبو حاتم ودُحيم وابن معين وابن حبان، بل قال الخليلي في "الإرشاد": أجمع الحفاظ على ذلك.
وقيل: إنما سمعه من مجاهد بن جبر، أو عكرمة، وقيل أيضًا: إنه سمعه من سعيد بن جبير، جزم المِزِّي والذهبي أنه بواسطة مجاهد، وجزم ابن حجر في "الأمالي المطلقة" أنه بواسطة مجاهد وسعيد بن جبير، وهي صحيحة بلا ريب عند عامة النقاد، وصححها جمع من النقاد؛ منهم:
أحمد بن حنبل، قال: (بمصر صحيفة في التفسير، رواها علي بن أبي طلحة لو رحل رجل فيها إلى مصر قاصداً ما كان كثيراً)، أسنده عنه أبو جعفر النحَّاس في "الناسخ والمنسوخ".
ومنهم النحاس تلميذ النسائي فقد قال في "الناسخ": (والذي يطعن في إسناده يقول: ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، وإنما أخذ التفسير عن مجاهد وعكرمة، وهذا القول لا يوجب طعناً؛ لأنه أخذه عن رجلين ثقتين، وهو في نفسه ثقة صدوق).
قال أبو حاتم: " علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس مرسلٌ؛ سمعه من مجاهد، والقاسم بن محمد، وراشد بن سعد، ومحمد بن زيد ".
وقد قال الطحاوي في شرح معاني الآثار: (وإن كان خبراً منقطعاً لا يثبت مثله، غير أن قوماً من أهل العلم بالآثار يقولون: إنه صحيح، وإن علي بن أبي طلحة، وإن كان لم يكن رأى ابن عباس رضي الله عنهما، فإنما أخذ ذلك عن مجاهد وعكرمة مولى ابن عباس).
وجزم بذلك في "بيان مشكل الآثار"، فقال: وحَمَلنا على قبول رواية علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، وإن كان لم يلقه؛ لأنها - في الحقيقة - عنه عن مجاهد وعكرمة. أ. هـ.
وحديثه صحيفةٌ وكتابٌ، وهو في نفسه فيه ضَعْف يسير، قال أحمد فيه: "له منكرات"، وهذه العبارة منه ليست بتضعيف له، وقد قالها في عدد من الثقات والحفاظ، ويقصد بها التفرد.
¥(19/174)
وضعَّف علياً يعقوب بن سفيان، وتفرد بتضعيفه، فقد وثقه العجلي وابن حبان، وقال النسائي: لا بأس به، وقد روى له مسلم في "الصحيح"، وحديثه في التفسير صحيح، اعتمد عليه البخاري في مواضع من صحيحه، وليس له ما يُستنكر بعد النظر في حديثه إلا شيء قليل تفرد به، وقِلَّتُه تدل على صحة حديثه مع كثرة مروياته عن ابن عباس.
فإذا عُلمت الواسطة؛ فإنه لا ملجأ لإعلالها، وإن كان قد نص صالح بن محمد جَزَرَة على الانقطاع، فقد سئل عمن سمع منه عن عبد الله بن عباس قال: " لا أحد "؛ فلعل مراده أن روايته كتاب، وليست بسماع، وهذا يوافق قول أحمد السابق أنها صحيفةٌ، ثم إن من علم حجة على من لم يعلم، والواسطة علمت وهي: مجاهد بن جبر وسعيد بن جبير وعكرمة مولى عبد الله بن عباس. إذاً، فرواية علي بن أبي طلحة هي من رواية مجاهد بن جبر، أومن طريق سعيد بن جبير، أو من طريق عكرمة، وتقدم الكلام عليها.
وعلي بن أبي طلحة، مُقِل بالرواية في غير التفسير، ولا يكاد يوجد له رواية في الأحكام، وجُلُّ روايته في التفسير، وهي كتاب يرويه عنه معاوية بن صالح وعنه عبدالله بن صالح، وقد يصحُّ الإسناد في موضع ولا يصح في موضع، وهذا الطريق لو جاء مثله في الأحكام عند التفرد لا يُعتمد عليه مالم يُعضد، وفي التفسير حجة، لا وجه لإعلاله، إلا ما يستنكر من حديثه، مما لا يوافق عليه، ومثل هذا يوجد عند الثقات، ومنهج النقاد في ذلك معروف.
ما يستنكر من حديث علي بن أبي طلحة
وبالسبر والنظر في تفسير علي عن ابن عباس لم أر فيه ما يستنكر إلا شيئاً قليلاً؛ من ذلك ما رواه البيهقي في كتابه "الأسماء والصفات"، وابن جرير الطبري من حديث عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة، عن عبد الله بن عباس في الحروف المقطَّعة، قال: " هذا قَسَمٌ أقسم الله به وهي من أسماء الله ".
وهذا منكرٌ لم يروِه أحدٌ غيره. وهذه من منكراته، التي تُرَد وأمثالها، وهذا ما يعنيه أحمد بقوله: "له منكرات"، مع قوله بنفاسة صحيفة علي، والرحلة إليها.
وقوعه في البدعة، وحكم الرواية عن المبتدع
ولعلي مذهب على طريقة الخوارج، ولذلك يقول أبو داود - كما في "سؤالات الآجري " - لما سأله عن علي بن أبي طلحة، قال: " إن شاء الله هو مستقيم الحديث وكان يرى السيف".
لعلَّه من هذا الوجه قد طعن فيه يعقوبُ الفسوي. وللعلم فَإِنَّ رأي العلماء في الرواية عن المبتدع إذا كان من الثقات الضابطين أنه لا يُرد حديثه، خاصة إذا كان متقدماً.
يقول أحمد: لو تركنا الرواية عن القدرية، لتركنا أكثر أهل البصرة.
ويقول علي بن المديني: " لو تركت رواية الراوي لأجل القدر، لتركت الرواية عن أهل البصرة، ولو تركت الرواية لأجل التشيع، لتركت الرواية عن أهل الكوفة ولخربت الكتب ".
والعلماء يروون عن المبتدعة إذا كانوا من أهل الثقة والديانة والضبط؛ لأن البدعة لا تجعل الإنسان يكذب في الحديث إذا كان ثقةً، فإن كذب فليس بثقةٍ، فإذا عُرِفَ أنه من الثقات، وممن يُؤخذ منهم الحديث، فإنه يُقبل، وقد يوجد من أهل البدع من هو أضبط في الرواية والتحرِّي والصدق من أهل السنة والجماعة، كالخوارج؛ فالخوارج يَروْن أن من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم كفر. ومن يعتقد أن من كذب على النبي ? يكفر هو أقرب للاحتياط ممن لا يرى أن الراوي يَكْفُر بذلك!
الغلو في البدع لا يوجد في متقدمي التابعين
والغلوُّ في البدع لم يوجد في عصر التابعين، فالتابعون الرواة لا يوجد فيهم سَبَئية ولا رافضة، وإنما هو تشيع يسير بتقديم علي بن أبي طالب على عثمان بن عفان رضي الله عنهما، وهذا غاية ما يوصفون به من التشيع، فإذا وُجد نص عن راوٍ من الرواة أنه يتشيع من تلك الطبقة، فمرادُهم ذلك، فأهلُ الكوفة كلهم شيعة على هذا المذهب، إلا نَزْرٌ يسير. قال أحمد بن حنبل: أهل الكوفة يفضِّلون علياً على عثمان، إلا رجلين طلحة بن مُصِّرف وعبدالله بن إدريس.
والتشيع في تلك الطبقة لم يخرُجْ عن الكوفة إلى الشام واليمن والحجاز ومصر، إلا شيئاً يسيراً، كطاووس بن كيسان فيه تشيعاً على تلك الطريقة، وهو يمانيٌّ.
¥(19/175)
وما نقله ابن تيمية رحمه الله في كتابه "في الرد على البكري" أن أحمد قال في علي بن أبي طلحة: ضعيفٌ، فهذا النقل لا أعلمه في المسائل عن أحمد، ولا في مروياته سوى في هذا الموضع، ولعله أراد قوله: "يروي المنكرات". وإلا فالمعروف عن الإمام أحمد أنه حَمِدَ صحيفة علي بن أبي طلحة عن عبد الله بن عباس.
ولا يُوجد شيء يكاد يُذكر من التفسير من قول علي بن أبي طلحة، وإنما هو عن عبد الله بن عباس، أو عن رسول الله ? وهو قليل، فعليٌّ ناقل فقه ليس بفقيه.
رواية عطاء عن ابن عباس
ومن الرواة عن ابن عباس: عطاء:
ومن يروي عن ابن عباس ممن اسمه عطاء: ابن أبي رباح، وهو أجلُّهم وأعلمهم، وابن أبي مسلم الخراساني، ولم يسمع من ابن عباس إلا ابن أبي رباح، والخراساني بواسطة، والذي يرد في التفسير كثيراً هو عطاء بن أبي مسلم الخراساني، ويُنسب في الغالب في الأسانيد.
وقد روى أكثر تفسيره ابن جريج، ويروي عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس في التفسير وأكثر مروياته يرويها عنه ابن جريج أيضاً، وما جاء في التفسير في سورة البقرة وآل عمران فليس هو الخراساني، وإنما هو ابن أبي رباح؛ لأن الخراساني امتنع عن تفسير السورتين لابن جريج.
وكلُّ مالم يُسَمِّه ابن جريج في التفسير عن عطاء، فهو الخراساني، ولم يسمع ابن عباس.
وعطاء الخراساني صدوق حسن الحديث، وله رواية عن ابن عباس ولم يسمع من أحد من الصحابة، وفي الغالب يُسمى، وقد لا يُسمى فيلتبس على البعض، وقد روى له البخاري في "صحيحه" ولم ينسبه في تفسير سورة نوح وفي الطلاق، قال ابن حجر: إن البخاري يظنُّه ابنَ أبي رباح، ويظهر لي أن البخاري لا يخفى عليه ذلك، وقد قصد الإخراج للخراساني عن ابن عباس، وحديثه الذي أخرجه رواه عبدالرزاق عن ابن جريج وسمى عطاءً بالخراساني، ويظهر أن الخراساني أخذ التفسير من كتابٍ عن ابن عباس، فله رواية عن سعيد بن جبير وعكرمة وعلي بن أبي طلحة وهم من نَقَلَةِ التفسير.
ويروي عثمان بن عطاء - وهو ضعيف الحديث جداً - عن أبيه عطاء الخراساني عن ابن عباس، ولكن حديثه من كتاب، ورواية ابن جريج أشهر بكثيرٍ وأصحُّ، وقد أخرج البخاري لعطاء عن ابن عباس في الصحيح في غير الأصول، في تفسير سورة الكوثر.
ورواية ابن جريج هي من طريق عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه، عن عبد الله بن عباس، كما قاله الحافظ أبو مسعود الدمشقي في "الأطراف"، ومن نظر في سيرة عثمان بن عطاء وَجَدَ أنه ضعيفٌ، ولكن العلماء يذكرون أن لديه كتاباً في التفسير عن أبيه، ويظهر أن ابن جريج قد أخذ التفسير من عثمان بن عطاء، فأسنده عن ابن عباس؛ وعليه يقال أن التفسير عن ابن جريج عن عطاء صحيح، وإن كان منقطعاً في موضعين.
ولابن جريج أقوالٌ في التفسير من رأيه، وله أيضاً عن ابن عباس، أخذها بالجملة بواسطة صحف، إما من تفسير مجاهد بن جبر، أو من غيره، ونسبة التفسير إليه وارد وصحيح ولا إشكال فيه، فهو من أئمة التفسير في الرواية، وكذلك له معرفة بلغة العرب وبكلام المفسرين ممن كان يروي عنهم.
ويَرْوي عن ابن جريج عن عطاء الخراساني جماعةٌ؛ منهم: حجَّاج بن محمد ومحمد بن ثور، ويروي موسى بن عبدالرحمن الثقفي عنه، وهو متَّهم في حديث.
رواية أبي صالح وأبي مالك عن ابن عباس
ومن الرواة عن عبد الله بن عباس:
أبو صالح باذام مولى أم هانئ بنت أبي طالب.
وأبو مالك غزوان بن مالك الغفاري.
ورواية أبي مالك عن ابن عباس في التفسير هي من طريق أبي الشعثاء جابر بن زيد.
ويَرْوي عن أبي مالك وأبي صالح إسماعيلُ بن عبد الرحمن السُّدِّي الكبير، والسدي هذا وثقه أحمد، وأخذ عليه تكلُّفه في وصله الأسانيد، ويظهر أن مرادَ أحمد أنه يتكلف بالوصل حتى لو لم يتحصل عليه إلا بنزول، لا أنه يختلق الأسانيد، وهو لم يسمع من ابن عباس.
تفسير السُّدي
راوية تفسير السدي: أسباطُ بنُ نصر، بل تفرغ لتفسير السدي ونقله، وعليه المُعَوَّل فيه، ويوجد شيء يسير من غير طريق أسباط بن نصر.
والسُّدي أكثر التابعين بإطلاق حكاية للإسرائيليات، بل فاق الإخباريين عن بني إسرائيل؛ ككعب الأحبار ووهب بن منبه وأمثالهم.
وله اجتهاداتٌ ونظرٌ، وهو غير حجة فيما ينفرد فيه من دعاوى النسخ، فهو جسر في هذا الباب جداً.
وتفسير السُّدي جله عن ابن عباس وابن مسعود، ولم يلق من الصحابة إلا أنس بن مالك.
¥(19/176)
ويرويه عن ابن مسعود من طريق مُرَّة الهمداني عن ابن مسعود.
وتفسير السُّدي ساقه منثوراً ابنُ جَرير الطبري، ولم يورِد منه ابن أبي حاتم شيئاً في تفسيره؛ لأنه التزم أن يخرج أصحَّ ما ورد، وأبو عبدالله الحاكم في "المستدرك" يخرج منه ويصححه لكن من طريق مُرَّة عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة فقط، دون الطريق الأول.
تفسير الكلبي
وأبو صالح يروي عنه أيضاً الكلبي محمد بن السائب، وعن الكلبي السُّدي الصغير محمد بن مروان، ورواه عن محمد بن مروان، صالح بن محمد الترمذي وهم ضعفاء، ومحمد بن السائب الكلبي متهم بالكذب، وإن كان عالماً بالتفسير.
وأمثلُ وأصح تفسير الكلبي ما يرويه الثقات عنه؛ كسفيان الثوري ومحمد بن فضيل بن غزوان، ومن الضعفاء من قِبَل الحفظ حِبَّان بن علي العنزي، لكنه أحسن حالاً من محمد بن مروان وصالح بن محمد.
وتفسير الكلبي على نوعين:
النوع الأول: ما يرويه وينقله عن أئمة التفسير، فهذا يطرح، ولذلك سئل الإمام أحمد عن تفسير الكلبي؛ فقال: "من أوله إلى آخره كذبٌ ". فقيل: " أيحل النظر فيه "؟ قال: " لا ". وَسُئِلَ يحيى بن معين عنه فقال: " حقُّه أن يُدفن ".
النوع الثاني: التفسير من قوله مما لا يرويه عن غيره، فهذا يؤخذ ويُكتب عنه؛ لأنه عالم بالتفسير، وإمام فيه، ومن أهل العربية؛ فيستفاد منه في التفسير وبمعرفة الوجه المقصود في الآية من قوله، لا مما يحكيه.
ما يرسله ابن جريج عن ابن عباس
ومن الرواة أيضًا عن عبد الله بن عباس:
ما يرويه " ابن جريج " عنه ولا يُسنِدُه؛ ولم يسمع منه، إلا أنه سمع من جملة من أصحاب ابن عباس المفسرين، وتقدم الكلام على ذكرهم، وكثير من الرواة ربما لا ينشط في إسناد الحديث، ولا يعتمد على ذكر إسناد لوضوح اللفظ؛ وإنما يجعله من قوله، كابن جريج، وكذلك - كما تقدم - مجاهد بن جبر يجعل التفسير من قوله لمثل هذه العلة. ومثلهم: قتادة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وإن كان جُلُّ تفسيره عن أبيه زيد بن أسلم، وقتادة فَإِنَّه يروي عن أنس بن مالك، ويروي عن غيره من الصحابة، لكنه يجعل التفسير من قوله ولا يُسنده إلى من سمع منه في كثير من المواضع؛ إمَّا لظهور المعنى، فلا يحتاج إلى أن يعزى لبيانه وجلاؤه، ولعل هذا من العلل الظاهرة والأسباب التي تجعل هؤلاء الرواة لا يسندون الأسانيد عمن أخذوا القول عنه؛ لأن المعنى المحكيَّ عنهم محل تسليمٍ عند السامع.
رواية العوفي عن ابن عباس
ومن الأسانيد عن عبد الله بن عباس:
رواية " عطية العوفي ". وهذا الإسناد إليه يُرْوى من طريق واحدة، قد أسنده ابن جرير الطبري في تفسيره وغيره، وهو من حديث محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي يقول: حدثنا أبي، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي عن أبيه عطية العوفي، عن عبد الله بن عباس.
وهذا الإسناد صحيح، ما لم ينفرد بحكم وأصل، وإن كان الرواة ممن ضعفهم الأئمة، وعلى رأسهم عطية، ولكنهم في التفسير عن عبد الله بن عباس حديثهم من كتاب، وتسمى صحيفة عطية العوفي في التفسير، وفيها أحاديث مسندةٌ كثيرة في التفسير عنه، بل فيها نحو ربع ما يروى عن ابن عباس في باب التفسير.
ومن المهم جدًا العناية بالنُّسَخ والأجزاء والصحف التي تروى في التفسير، ولو اعتنى وانبرى لها من يجيد النظر في الأسانيد على منهاج الأئمة النقاد، وميز المنكر من الأقوال من غيرها حتى يحكم على أمثال هذه الأجزاء، لكان في ذلك نفع كبير، ويعطي معرفة بالرواة الذين يقع لديهم الوهم والغلط عن غيرهم من الحفاظ الأثبات. وقد اعتنى الأئمة بالأجزاء الحديثية، ولم يعتنوا بالأجزاء والنسخ في التفسير كما اعتنوا بها، بل يحكُونها هكذا من غير جمع، فلو جُمِعَت وأُخْرِجَ ما يتعارض مَعَ ظواهر الأدلة من الكتاب والسنة، وما يُحْمَل على الشاذ، لبان فضلُ كثيرٍ منها مما يطَّرِحُه المتأخرون، ولا يعتنون به، ويُعلُّونه بعلل مدفوعة.
وما ينفرد فيه العوفيُّ ويخالف ثقات أصحاب عبدالله بن عباس، فإنه يُرَد، وهذا ما بينه البيهقي في "معرفة السنن والآثار"، فقال عمَّا رُوي عن ابن عباس من أن الفداء منسوخ بقوله: (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم)، قال: فإنه لم يبلغْني عنه بإسناد صحيح، إنما هو عندي في تفسير عطية العوفي برواية أولاده عنه، وهو إسناد ضعيف أ. هـ.
¥(19/177)
التفسير عن عبدالله بن مسعود
ومن أئمة التفسير من الصحابة:
عبد الله بن مسعود:
وهو من العلماء في التفسير، ويكفينا ما جاء في صحيح البخاري من فضله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:استقرؤوا القرآن من أربعة: من عبدِ الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حُذيفَة، وأُبيِّ بن كعب، ومُعاذِ بن جَبَل».
وروى الإمام مسلم من حديث أبي الأحوص قَالَ: كنا في دار أبي موسى مع نفر من أصحاب عبدالله. وهم ينظرون في مصحف، فقام عبدالله، فقال أبو مسعود: ما أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك بعده أعلم بما أنزل الله من هذا القائم. فقال أبو موسى: أما لئن قلت ذاك، لقد كان يشهد إذا غبنا، ويؤذن له إذا حجبنا. أي: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك كان من أعلم الناس بالتأويل، ومن أقلِّ الصحابة نقلاً عن أهل الكتاب الإسرائيليات.
وثمة مرويات كثيرة عنه في التفسير، منها: ما يشترك مع عبد الله بن عباس، ومنها ما ينفرد بها.
ما يشترك فيه ابن مسعود مع ابن عباس في أسانيد التفسير
وقد تقدم الإشارة إلى إسنادٍ يشترك فيه عبد الله بن مسعود مع عبد الله بن عباس، وهو رواية عطاء بن السائب عن سعيد عنهما، وكذلك السدي يروي عنهما بواسطة مختلفة، عن ابن مسعود بواسطة مُرة بن شراحيل الهمداني، وعن ابن عباس بواسطة أبي مالك وأبي صالح.
ومن طريق السُّدي عن مرة عن ابن مسعود أكثر تفسير ابن مسعود، وفيها غرائبُ ومنكراتٌ.
أصح أسانيد التفسير عن ابن مسعود
وأصح الأسانيد عن عبد الله بن مسعود: ما يرويه أبو الضُّحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود. وهذا أصح على الإطلاق، ومنها وهو صحيح وقد أخرجها البخاري في الصحيح عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود، ويأتي بعدها ما تقدم ذكره من الأسانيد، وجملةٌ منها في عِداد الواهي والمنكر.
ومن يعتني بفقهه من أصحاب ابن مسعود، كعلقمة والأسود وأبي الأحوص والشعبي وعَبيدة بن عمرو السَّلماني والربيع بن خُثيم، وغيرهم لهم مرويات عنه في التفسير، وهي في غاية الصحة، ومثلهم النخعي، وإن لم يدرك ابن مسعود، وبين هؤلاء الكبار: علقمة والأسود والنخعي قرابةٌ وصلةٌ، تزيد قوة لأسانيدهم ومتانةً لها، فعلقمة عمّ أم النخعي، والأسود خال إبراهيم، وعلقمة عم الأسود، والقرابة في الأسانيد قرينة لشدة الضبط، ومعرفة مقاصد المتحدث، وأشد سبراً لحاله من غيره.
تفسير علي بن أبي طالب
ومن أئمة الرواية في التفسير من الصحابة:
علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
وهو أكثر الخلفاء الراشدين رواية في التفسير، لا لقلةٍ في معرفتهم به، بل لتقدُّم وفاتهم، وسلامة لسان أهل عصرهم، وقد تأخر الأمر بعلي حتى احتاج الناس للتفسير.
وأصح الأسانيد عنه في التفسير: هو ما يرويه هشام بن عروة عن محمد بن سيرين عن عَبيدة السلماني عن علي بن أبي طالب.
وكذلك من الصحيح أيضًا ما يروية ابن أبي الحسين عن أبي الطفيل، عن علي بن أبي طالب، وما عدا ذلك، فهو بين الضعيف والمنكر في الغالب، وبعضها ما يستقيم معناه وَيُمَشَّى حاله.
تفسير أبي بن كعب
ومن الأئمة في التفسير:
أُبي بن كعب: وهو من الأئمة في علوم القرآن ومعرفتها، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اسْتَقْرِؤوا الْقُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ ... ) وذكر منهم (أُبَيّ بْنِ كَعْبٍ .. ) وقد أبلغه الله جل وعلا بواسطة نبيه عليه الصلاة والسلام، كما روى الترمذي، فقال: ?? أَسْمَانِي الله جَل وَعَلا؟ قَالَ: نَعَمْ. فبكى رضي الله عنه.
وأمثل الأسانيد إلى أُبَيِّ بن كعب: ما يرويه أبو جعفر عن الربيع بن أنس عن أبي العالية رُفيْع بن مِهران، عن أُبي بن كعب، وإن كان فيها ضعفٌ، لكنها في التفسير صحيحةٌ، لأنها نسخة كبيرة منقولة، أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم منها كثيراً، وكذا أخرج الحاكم في مستدركه وأحمد في مسنده منها شيئاً.
أختصاص بعض الرواة بمفسِّرٍ واحد
¥(19/178)
وينبغي على المتعلم لهذا الباب أن يعلم أن بعض الرواة في التفسير لا يكون له عنايةٌ إلا بشخص واحد، فعليه المدار؛ سواء ممَّا لا ينسبه من التفسير، أو ما ينسبه لذلك الشخص؛ فالربيع بن أنس لم يرو في التفسير إلا عن أبي العالية فقط ليس له رواية عن غيره، وليس له عناية بغيره، كذلك السُّدِّي ليس له رواية - على الإطلاق - في التفسير إلا عن عبد الله بن عباس، وعن ابن مسعود شيئاً يسيراً، وإن لم ينسبه فهو عنهما في الأغلب؛ فإن نفسه هو نفس عبد الله بن عباس، وكذلك فإن جل تفسيره من طريق أسباط بن نصر.
التمييز بين السدي الكبير والصغير
وثمَّ سُّدِّيان: الكبير والصغير.
أما الكبير: فهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي، أبو محمد القرشي الكوفي الأعور، أصله حجازيٌّ سكن الكوفة، وكان يقعد في سُدَّةِ باب الجامع بالكوفة؛ فسُمِّي السُّدي، وهو إمام في التفسير، وفد وثقه الإمام أحمد في رواية أبي طالب، وكذلك العجلي وابن حبان، وَعَدَّلَه جماعة؛ كالنسائي وابن عدي في كتابه "الكامل" وغيره.
وأما الصغير: فمحمد بن مراون، وهو الراوي عن الكلبي تفسيره وهو ضعيف.
وإذا أطلق السُّدي في التفسير، فهو الكبير، وأما الصغير فهو راوٍ وليس مفسراً.
والسدي الكبير له أصحاب يروي عنهم التفسير؛ وهم:
أبو مالك غزوان بن مالك.
وأبو صالح باذام مولى أم هانئ.
ومُرَّة الهمداني.
يروي عن الأولَيْن تفسيرَ ابن عباس، وعن الثالث تفسير ابن مسعود.
ويروي عنه أسباط بن نصر.
الصحابة المفسرون
ومن الصحابة المفسرين: زيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن الزبير، وهم في المرتبة دون من سبق ذكرهم، والتفسير عنهم قليل، وجاء عن عائشة وابن عمر وغيرهم شيء يسير.
طبقات المفسرين التابعين
النوع الثالث: التفسير عن التابعين وأتباعهم:
وهم على طبقات: طبقة المكيين، وطبقة المدنيين وطبقة العراقيين. وأعلم أهل التفسير أهلُ مكة، خاصة أصحاب ابن عباس منهم؛ كسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وعطاء بن أبي رباح؛ لسلامة لسانهم وتأخر ورود العُجْمَة إليهم، ثم أصحاب ابن مسعود في الكوفة، وأهل المدينة.
يقول سفيان الثوري: خذوا التفسير عن أربعة: سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وعطاء. وهم مَكِّيُّون.
المفسرون المكيون كمجاهد وابن جبير وعكرمة وعطاء
وأعلم المكيين مجاهد، وتقدم الإشارة إلى الطرق عنه، وإلى حديثه عن ابن عباس.
وأكثر تفسيره عناية بالمفردات، وله اجتهاداتٌ في التفسير يخالف فيها، بل شذَّ في مواضعَ، وهي - مع كثرة ما يروى عنه - قليلة.
وأُخذ عليه النقل عن بني إسرائيل ما يُستنكَر، كما في قصة يوسف مَعَ امرأة العزيز، قال: حلَّ السروايل حتى إليتيه واستلقت له.
وكان في بعض تفسيره مُستمسَك لبعض أهل البدع، كالمعتزلة وغيرهم.
قال الذهبي في "السير": لمجاهد أقوالٌ وغرائبُ في العلم والتفسير تُستنكر.
وقال في "الميزان": ومن أنكر ما جاء عن مجاهد في التفسير في قوله: (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا)، قال: يجلسه معه على العرش.
وما أنكره الذهبي قال به غير واحد من أئمة السنة، وصححوا الأثر واعتمدوا عليه كأبي داود وأحمد بن أصرم ويحيى بن أبي طالب، وإسحاق بن راهويه وعبد الوهاب الوراق، وإبراهيم الحربي، وعبد الله ابن الإمام أحمد، والمروزي وبشر الحافي وابن جرير الطبري، وأبي الحسن الدارقطني، بل قال أحمد بن حنبل: قد تلقته العلماء بالقبول نسلِّمُ الخبر كما جاء.
ومن المكيين: سعيد بن جبير:
وتقدم الكلام على ذكر الرواة عنه وبيان جلالته وإمامته.
ومن المكيين: عكرمة مولى ابن عباس:
وتقدم الكلام عليه أيضاً، في حديثه عن ابن عباس.
ومنهم أيضاً: عطاء بن أبي رباح، وقد تقدم.
المفسرون المدنيون كزيد بن أسلم وأبي العالية ومحمد بن كعب
ويليهم في التفسير طبقة المدنيين، منهم:
زيد بن أسلم تابعي كبير القدر، وعنه ابنه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ويروي تفسيرَ عبدالرحمن: عبد الله بن وهب وغيرُه، وأخذ تفسيرَه عن أبيه " زيد بن أسلم "، لكنه لا يعزوه إلى أبيه إلا في القليل، وإذا قال المفسرون: " قال: ابن زيد "، فالمراد به عبد الرحمن.
وعبد الرحمن، وإن كان ضعيف الحديث، إلا أنه إمامٌ في التفسير.
وممن أخذ التفسير عن زيد: مالك بن أنس.
ومن المدنيين: أبو العالية رُفيع بن مِهْران:
¥(19/179)
وهو مدنيٌّ، ثمَّ بصري، وقد أخذ التفسير عن ابن عباس، وهو من رواة أبي بن كعب، وراوية تفسيره الربيع بن أنس، وعن الربيع أبو جعفر، وتقدم الكلام حول هذا الإسناد.
ثم إن الربيع ليس من المفسرين، بل من النَّقَلَة، والرُّواة، وجل ما يرويه هو عن أبي العالية.
ومن المدنيين: محمد بن كعب القرظي، وأكثر تفسيره هو من طريق أبي مَعْشَر، ومن طريق موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب، وكلاهما – موسى وأبو معشر – ضعيف، ونحو شطر تفسير القُرظي من طريقهما.
لكن يقول يحيى بن معين: " اكتبوا عن أبي مَعشر عن محمد بن كعب خاصة "؛ لأنه يروي عنه التفسير، وهي نسخة، ويُغتفر في التفسير ما لا يُغتفر في غيره، ثم إن أبا معشر مختصٌّ بمحمد بن كعب، والاختصاص قرينةٌ على المعرفة والضبط، هذا مع أن أبا معشر ضعيف الحديث.
المفسرون العراقيون كمسروق وقتادة والحسن وعطاء الخراساني ومرة
ويليهم طبقة المفسرين العراقيين:
منهم: مسروق بن الأجدع، روى عنه الشعبي وأبو وائل، وهو من الرواة عن ابن مسعود.
ومنهم: قتادة بن دِعامة السَّدوسي: أكثر التابعين تفسيراً بعد مجاهد، بل أكثر من نصف تفسير التابعين بالإطلاق عنهما، وتفسيره جُلُّه صحيح، أكثره يرويه عنه سعيد بن أبي عروبة، والبقية يرويه عنه معمر بن راشد الأزدي، وهم ثقات حُفَّاظ.
وثمة شيء آخر يسير جدًّا يرويه غير سعيد ومعمر، وهو صحيح بالجملة أيضًا، ولا يحمل قولي: إن قوله صحيح كله، فيقف الإنسان على بعض المرويات من غير طريق معمر، وغير طريق سعيد بن أبي عروبة، فيجد فيه ضعفاً، ولكن بالسَّبْر فإن جميع تفسير قتادة صحيح، ولا يوجد لديه قولٌ شاذٌ.
وقتادة لم يرو عن أحد من الصحابة إلا عن أنس سماعاً، كما قاله أحمد، وصحَّحَ سماعه من ابن سَرْجَس أبو زرعة، وصحَّحَ سَماعه من أبي الطفيل ابن المديني.
وقد أخذ عن الحسن البصري التفسير والفقه والوعظ وغيره، وهو من أكبر شيوخه، وقد أكثر في تفسيره من الوعظ كالحسن، وأكثرُ تفسيره لا يعزوه لأحد، بل يفسِّرُ القرآن بما يعلمه.
وله معرفة بالناسخ والمنسوخ أكثر من كثير من التابعين من أهل طبقته.
تفسير الحسن البصري
ومنهم الحسن البصري:
من كبار أئمة السلف، متساهل بالنقل، والإرسال، ويميل في التفسير إلى الوعظ، وما يروى عنه في التفسير في آيات العذاب والوعد والوعيد أكثر من غيره، وتفسيره يكاد يخلو من الأحكام، وهو أكثر المفسرين من التابعين شذوذًا - والله أعلم -، والسبب في ذلك: أن الحسن البصري قد تشبَّث به المعتزلة ونسبوه إليهم، وأكثروا من النقل عنه، ولقِلَّة عناية المعتزلة بالأسانيد والرواية؛ لأنهم لا يعتدُّون بها مجردةً، وإنما بالعقل، فلذلك لم يعتنوا بها ولم ينقوا الأسانيد عن الحسن، وإنما تشَبَّثوا بالحكايات التي تُوافق أصولهم، ولذلك يُنسب في كتب المعتزلة في التفسير إلى الحسن ما لا ينسب إلى غيره من الغرائب والمفردات، ولذلك يجب أن يحذر الإنسان مما يُحكى عن الحسن البصري من شذوذات في التفسير مما لا يوافق غيره، ولا بد من النظر إلى الأسانيد، ويشدِّد في مرويات الحسن ما لا يشدَّد في غيرها، سيَّما وهو يرى الرواية بالمعنى ويكثر منها.
وراوية تفسيره: قتادة، فقد روى عنه نحو ثلث تفسيره، ورواه عنه مَعمَر بن راشد، وبقية تفسيره متفرِّق في الرواة.
ومنهم: عطاء الخراساني:
وهو بصريٌّ أقام بخراسان، وإليها نُسب، صدوقٌ، في حفظه سوء، وقد تقدم الكلام على طرق التفسير إليه في حديث ابن عباس رضي الله عنه.
ومنهم: مُرَّة بن شراحيل الهمداني:
كان عابداً صالحاً لكثرة عبادته. قيل له: مُرَّة الطيب، ومُرَّة الخير، أخذ عن أبي كعب وعمر بن الخطاب وروى عن ابن مسعود، وغيره، وروى عنه الشعبي والسدي وغيرهم، وقد تقدم الإشارة إليه.
من يشابه المكيين قوة في التفسير
وثَمَّة جملةٌ من المفسرين من غير المكيين من يقاربهم في التفسير؛ كطاووس بن كيسان اليماني، وقد روى عنه ابنه عبدالله وروى عنه شيئاً مجاهد بن جبر، وكذلك عمرو.
وكذلك عامر الشعبي، وله تفسيرٌ يسيرٌ حسنٌ، وأجودُ تفسيره: ما يعتمد فيه على أشعار العرب، فقد كان أحفظ التابعين للشعر.
من يلي تلك الطبقات كالنخعي والضحاك والسدي ومقاتل وأبي صالح
¥(19/180)
ومن المفسرين ممن هم بعد أولئك: إبراهيم النخعي، وهو جليل القدر، لم يسمع من أحدٍ من الصحابة، وإنما عدَّه بعض الأئمة من جملة التابعين؛ لرؤيته عائشة رضي الله عنها، وله في التفسير يدٌ، وخاصةً في تفسير آيات الأحكام، وهو أكثر التابعين في ذلك على الإطلاق.
راوية حديثه مُغيرة بن مِقْسَم فقد روى نحو شطرِ تفسيرِه، وروى كذلك منصور بن المعتمر شيئاً ليس بالقليل عنه.
وتفسيره المنقول عن ابن مسعود صحيحٌ، إذا صح إليه السند، وغالبه صحيح، وأما تفسيره من تلقاء نفسه فيما يوافق اللسان العربي، فهو دون أقرانه مرتبةً، وقد كان يلحَنُ في كلامه.
ومن المفسرين: السُّدي الكبير: وتفسيره جَمْعٌ، كما جمع ابن إسحاق السيرة، وهو ثقة في نفسه، إلا أنه لم يسمع من ابن عباس ولا ابن مسعود.
وتقدم الكلام على من روى عنه وأسانيده إلى ابن عباس وابن مسعود.
ومنهم: الضَّحاك بن مُزاحِم الهلالي:
وهو من كبار مفسري التابعين، وجُل تفسيره من طريق جُويبر بن سعيد عنه، وجويبر ضعيف جداً، لكن روايته من كتاب، وحديث الضحاك عن ابن عباس مرسل، أخذه من سعيد بن جبير، وتفسير الضحاك - ما لم يخالف - مقبول حسن.
ويروي عبيدالله بن سليمان عن الضحاك التفسير أيضاً، وهو ضعيف أيضاً.
ومنهم: مقاتل بن سليمان:
وهو في نفسه ضعيف واه، وقد أدرك الكبار من التابعين، وهو فصيح اللسان سيء المذهب، يؤخذ من تفسيره ما وافق اللسان العربي، وله شذوذات في التفسير كثيرة.
وروى تفسير مقاتل هذا عنه أبو عِصْمَة نُوحُ ابن أبي مريم الجامع، وقد نسبوه إلى الكذب، ورواه أيضاً عن مقاتل هذيلُ بن حبيب، وهو ضعيف لكنه أصلح حالاً من أبي عصمة.
ومنهم: مقاتل بن حيان:
من طريق محمد بن مزاحم عن بكير بن معروف عنه، ومقاتل هذا صدوق.
وأبو صالح باذام: لا يعتد بقوله في التفسير، وليس له معرفة فيه، وكان مجاهدٌ ينهى عن تفسيره، وزجره الشعبي حينما فسَّر القرآن؛ إذ كيف يفسره وهو لا يحفظه.
وهذه التفاسير: تدور عليها أسانيد كتب التفسير المسندة، ولم أُرد الاستقصاءَ والاستيعابَ، وإنما قصدتُ الكلام على أصول التفسير عن الصحابة والتابعين، وبيان منهج النقاد في الحكم على هذه الأسانيد، ومراتب تلك الأسانيد من جهة القوة والضعف، وتفاوتها في وجوه التفسير بتفاوت أصحابها في الرُّسوخ في العلم، ومعرفة لغة العرب.
وتلك الأسانيد منثورةٌ في كتب التفسير المسنَدَة، يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه " أسباب النزول": " ومدار أسانيد التفسير عن الصحابة وعن التابعين تُوجَد في الكتب الأربعة: ابن جرير الطبري وعبد بن حُميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ". قال: " وقليلٌ ما يُشذُّ عنها ". وهذا صحيح؛ فمن تأمل الكتب المصنفة في الأسانيد، وجد أنه لا يكاد يوجد من ألفاظ التفسير مما لا يوجد في هذه الكتب، وإن وقع التغاير في بعض الألفاظ قد يكون دخله بعض الغلط والتصحيف، كما قال الحافظ الذهبي رحمه الله عن أمثال صُحف التفسير: «وهذه الأشياء يدخلها التصحيف، ولا سيَّما في ذلك العصر، لم يكن حدث في الخطِّ بعد شَكْلٌ ولا نَقْطٌ".
وقد يُروى بعض التفسير عن عبد الله بن عباس، أو مجاهد بن جبر، بلفظٍ مشابهٍ رسماً مغايرٍ معنى، وهذا بسبب عدم نقط الكتب، فسبق لفظ في ذهن الناسخ على لفظ؛ وينبغي أن يتنبَّه لأمثال هذه المسائل.
وكتب التفسير التي قد اعتنت بالأسانيد كثيرة، كـ: " تفسير ابن جرير الطبري "، و" عبد بن حميد "، و"تفسير ابن أبي حاتم" و"ابن أبي المنذر"، و"تفسير الإمام أحمد" و" تفسير أسحاق ابن راهوية "، و" آدم بن أبي إياس "، و" تفسير ابن شاهين"، و"تفسير ابن مردويه" و"تفسير سعيد بن منصور" و"تفسير عبدالرزاق" و" تفسير ابن ماجة " وغيرهم من الأئمة، وثمة عشرات التفاسير المسندة؛ تقرُب من خمسين تفسيرًا، أكثرُها مفقود.
مسائل مهمة
وقبل الختام هنا مسائل عدة يحتاج إليها، وهي:
الأولى: هل للإنسان أن يفسر القرآن على وجه لم يُسبق إليه أم لا؟
¥(19/181)
جوابه: نعم، له ذلك. وقد تكلم على هذه المسألة الشنقيطي رحمه الله في تفسيره، وأورد فيه ما رواه البخاري من حديث علي بن أبي طالب أنه قال: " إن مما تركه النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إلا فَهْمًَا يُؤْتِيِهِ الله عَزَّ وَجَلَّ عَبْدًَا فِي كِتَابِهِ)، وهذا دليل على أن الإنسان له أن يفسر القرآن على وجه لا يعارض شيئًا صريحًا من الكتاب والسنة، أو ما أُجمع على تأويله.
الثانية: الإسرائيليات، وهي نسبة إلى نبي الله "إسرائيل" وفي العبرية معناها: عبد الله, أو صَفوة الله, والمعني بذلك نبي الله يعقوب، وقد سماه الله بذلك فقال: {كل الطعام كان حلاًّ لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه .. الآية).
والاسرائيليات عند المكيين أكثر من غيرهم.
وهي في التفسير كثيرة، وقد عُرف عن بعض الصحابة من له عناية برواية الإسرائيليات، كعبد الله بن عباس، وأُبَي بن كعب أخذوها عن أهل الكتاب.
وبالجملة. فمن اشتهر عنه القرب من أهل الكتاب ثم دخل الإسلام - وهم عبد الله بن سلام وكعب الأحبار ووهب بن منبِّه - هؤلاء كانوا يهوداً ثم أسلموا؛ فاعتنوا بحكاية ما لديهم من علم من أهل الكتاب مما يوافق كلام الله سبحانه وتعالى، ونقل عنهم الكثير من الأئمة من الصحابة والتابعين، وممن جاء بعدهم، فهؤلاء أجودُ سياقاً وضبطاً لمعرفتهم بدينهم وعقيدتهم.
المكثرون من رواية الإسرائيليات من التابعين
ومن أكثر التابعين روايةً للإسرائيليات: السُّدي، ومحمد بن كعب القرظي، وسعيد بن جبير وأبو العالية رفيع بن مهران؛ فإنهم من المكثرين في الرواية عن أهل الكتاب، ويوجد شيئٌ يسير عند مجاهد بن جبر كما قال أبو بكر بن عياش:" قلت للأعمش: قال ما هذه المخالفة في تفسير مجاهد بن جبر؟ فقال: إنه يأخذ شيئاً من أهل الكتاب ".
فما هو الموقف من هذه المرويات؟
يقال: إن من الغلط طرح هذه الروايات؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يطرحها، وقد جاء عند ابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع لبعض أقوال عبد الله بن سلام رضي الله عنه في ما يجده في التوراة منها ساعة الجمعة، ومنها بعض القصص مما قد اعتمد عليه بعض الصحابة، كما جاء في تأويل قصة سليمان مع الجن، وغيره مما لم يأتِ فيه نص في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا حَرَجَ).
أقسام الإسرائيليات
والإسرائيليات على ثلاثة أنواع:
1 - ما وافق كلام الله أو كلام نبيه، فهذا صحيح، ويصدق، ولا حرج من نقله على الإطلاق والاحتجاج به، وكان الصحابة عليهم رضوان الله تعالى يقبلون ما وافق كلام الله منه، وإن كان وجهاً من الوجوه، فقد روى ابن جرير الطبري من حديث سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال: قابل علي بن أبي طالب رجلاً من اليهود، فقال له علي بن أبي طالب: أين النار؟ فقال: في البحر، فقال علي بن أبي طالب: ما أراه إلا صادقًا فإن الله جلا وعلا يقول: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير:6]؛ فهو قد صدَّقه؛ لأنه قد وافق كلام الله تعالى من وجه، فَقَبِلَهُ وإن كان اللفظ عامًا في البحار أنها تُسَجَّر يوم القيامة؛ فالبحار أين تكون؟ وهل المقصود هذه البحار.
2 - ما عارض شيئًا من النصوص، أو كان شاذًا مُنْكرًا لا يستقيم مع الأصول الثابتة، والمقاصد الكلية؛ فإنه يُرَد وهذا فيه شيء ليس بالقليل من الإسرائيليات.
وقد ذكر كثير من المفسرين في تفسير كثير من الآيات ما لا يليق ذكره ولا نقله، ومن ذلك ما جاء في قصة سليمان عليه السلام:َأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ [ص:34] جاء في تفسيره من الإسرائيليات أن سليمان قد وضع خاتمه وأعطاه الجرادة، وكانت زوجته جرادة فأُعطيها ثم دخل الحمام، فَتَلَبَّس إبليس بصورة سليمان، وأخذ الخاتم من الجرادة، فتَحَكم في الناس، فخرج سليمان إلى الجرادة، وقال: أين خاتمي؟ أنا سليمان. قالت له: لستَ سليمانَ. فتحكَّم الشيطان في الناس حتى كان يأتي نساءَ سليمان! وأخذ سليمانُ يعرِض نفسه على الناس فترة حتى رُمي بالحجارة؛ فعمل على البحر يصيد الأسماك حتى لما شكُّوا بصنيع سليمان والشيطان ذهبوا إلى أزواجه، وقالوا: ما تُنكرون من سليمان؟ قالوا: نستنكرُ منه أنه كان لا يأتينا ونحن حُيَّض وإنه يأتينا الآن ...
¥(19/182)
إلى آخر القصة بطولها. وهذا مما يستنكر.
والاستنكار ينبغي أن يكون بالنظر إلى الأصول والنصوص صريحة، لا بمجرَّد الذوق؛ لأن العقل لا يعارَضُ بالنصوص لقصوره وضعفه، وإن كان تصديق تلك المرويات من جهة الواقع محالٌ، لكنها قد تكون من باب المعجزات، فقد يثبت من أخبار الأمم السابقة والأنبياء ما يستغربه العقل المجرد لقصوره، فربما تجاسر على مثل هذه النصوص فردها وأنكرها من غير تثبت ونظر؛ ومن ذلك ما رواه البخاري في قصة موسى عليه الصلاة والسلام عند قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا) [الأحزاب:69] وذلك أنهم قد اتَّهموا في جسده فكان موسى عليه الصلاة والسلام حييًا ستيرًا، فلا يخرج من جسده، شيء عند غسله وذلك لشدة حيائه، فقالوا: ما يستَتِر هذا التستُّر إلا من عيب بجلده: إما برصٌ، وإما أُدْرَةٌ، وإما آفةٌ.
ثم ذهب ليغتسل، فوضع ثيابه على حجر؛ فلما فرغ من غسله ذهب إلى لباسه فهرب الحجر بلِبِاَسِهِ؛ فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، ويقول: ثوبي حجر ثوبي حجر ثوبي حجر، حتى رآه بنوا إسرائيل على أجمل هيئة؛ فبرَّأه الله عز وجل مما قالوا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فأخذ يضرب موسى الحجر وإِنَّ بِالْحَجَرِ لَنَدَبًا مِنْ أَثَرِ ضَرْبِهِ ثَلاثًا أَوْ أَرْبَعًا ". وهذا مما قد يستنكره الإنسان في الظاهر، ولكن يقال: إن هذا مِن باب الإعجاز الذي أجراه الله عز وجل لنبيِّه موسى عليه الصلاة والسلام.
ومع ذلك، فلا ينبغي التساهلُ في الإسرائيليات والحكايات، منها؛ فعمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لأُبي بن كعب وقد كان يحدث عنهم: " لتتركن الأحاديث أو لألحقنك بأرض القردة "؛ ومقصد عمر عدمُ التوسُّع لا مطلق الحكاية، وإلا فعمرُ ممن يسأل عن أخبار بني إسرائيل، فقد سأل أبيّاً، فقال: ما أول شيءٍ ابتدأه مِنْ خلقه؟
3 - ما لم يأت في مخالفته نصٌّ، ولا يعارض نصًا في كلام الله تعالى، وكلام النبي ?، ولا يخالف إجماعًا؛ فهذا لا حرج في حكايته على أيِّ وجهٍ؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (حدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج).
والله أعلم، وصلى اللهم وسلم وبارك على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://www.islamlight.net/index.php?...&filecatid=323
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[29 - 11 - 07, 05:52 م]ـ
مجهود تشكر عليه وهذا الشيخ قرات له قبلا شرح لبعض الاحاديث
ـ[ابو سعد الحميّد]ــــــــ[29 - 11 - 07, 08:23 م]ـ
أين نجد الكتاب مطبوع؟(19/183)
بلوغ القمة بتضمين أحكام الأئمة " هام جداً "
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[06 - 11 - 07, 09:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه أما بعد:
توصلت و لله الحمد إلى طريقة لتضمين " تشفير " إثنين و ثلاثين (32) حكم حديثي لثمانية أئمة هم:
أبو حاتم
أحمد
البخاري
الترمذي
ابن خزيمة
الدارقطني
الحافظ
الألباني
في أربعة أحرف هجائية مثل (دردز)
بحيث يحفظ ذلك التضمين رأي كل إمام من هؤلاء في الحديث المتبوع بهذه الأحرف التي بعد فك تضمينها " تشفيرها " نحصل على قول كل إمام من أربعة احتمالات هي:
لا يعرف له رأي في الحديث
صحيح
حسن
ضعيف
و يستطيع أصغر طالب علم أن يقوم بهذا التضمين " التشفير " يدويا على ورقة صغيرة في نصف دقيقة و يستطيع أيضا أن يفك التضمين بنفس المدة.
فأرجو ممن كانت له علاقة مباشرة مع المشايخ
شيخنا ابن جبرين
شيخنا عبد الكريم الخضير
شيخنا صالح الفوزان
الشيخ عبد الله السعد
الشيخ محمد آدم الأثيوبي
الشيخ أبو إسحاق الحويني
مراسلتي للاتفاق مع المشايخ على " وضع قياسي " Standard ثابت لهذه الطريقة بحيث تخرج بشكل مكتمل و ثابت لأنني أحتاج آراء هؤلاء المشايخ في اختيار الأئمة الذين سوف يتم تضمين آراءهم و كذلك لطرد الفكرة على " الجرح و التعديل " في كتب الرجال.
الطريقة مكتملة تماما و لكن لابد من الاتصال بهؤلاء المشايخ أو على الأقل بعضهم و لن اقبل أي وسيط في شرح الطريقة و لن اتكلم عن الطريقة الا مع الشيخ مباشرة لأن هذه الطريقة إن خرجت قبل أن تكتمل فسيبطل العمل بها و لن يجتمع الناس في استخدامها على طريقة ثابتة موحدة.
من كانت له صلة مباشرة بهؤلاء المشايخ أو غيرهم ممن هو أهل لذلك فليراسلني على الخاص أو يرسل رسالة على الرقم " جوال " 0508098269 - الرجاء عدم الاتصال - و الا فانني استطيع الوصول اليهم غير أن هذه الطريقة أسرع و اسلم في حفظ الوقت و أنا أتكلم في غاية الجدية فهذه الطريقة فتح كبير في ضبط أحكام الأئمة على الأحاديث لمن ليست له حافظة قوية كذلك من خلالها تستطيع تضمين أقوال الأئمة الأربعة الفقهية في حرفين بحيث يعرف قوله من اربعة احتمالات: حرام , مكروه , واجب أو مستحب أي بمعنى أنك تستطيع تضمين 16 قولا في حرفين.
فمن كانت له قدرة على أن ينفع أخاه فليفعل و أجري و اجره على الله.
و الله حسبنا و نعم الوكيل
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[06 - 11 - 07, 11:08 ص]ـ
و ددت أن استدرك شيخنا عبد المحسن العباد و قد سقط سهوا ً من القائمة السابقة
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[24 - 12 - 09, 12:49 ص]ـ
هل من جديد أخانا أبا حمزة؟؟!!
ننتظر منذ أمد!!!(19/184)
في ذكر بعض معلقات البخاري التي لم يصلها ابن حجر
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 11 - 07, 03:27 م]ـ
فصل في ذكر بعض المعلقات التي لم يقف عليها ابن حجر أو أنه ما ذكر من وصلها
سواء أكان عن نسيان أو ذهول أو عدم وقوف
وسواء أصرح بذلك أو لم يصرح
وسواء وقف عليها ابن رجب قبله أو لا
في كتاب الصيام
اغتسال الصائم
....
1 - (وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ إِذَا كَانَ صَوْمُ أَحَدِكُمْ فَلْيُصْبِحْ دَهِينًا مُتَرَجِّلاً)
هذا الأثر ما وصله ابن حجر في الفتح وبيض له في التغليق (2\ 9)
وقد روى ابن عساكر في تاريخ دمشق
(أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين نا أبو الحسين بن المهتدي أنا علي بن عمر بن محمد نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث نا الحسن بن علي بن مهران نا عبد الله بن هارون الغساني عن حماد بن واقد عن حصين عن أبي الأحوص قال سمعت ابن مسعود يقول لمسروق يا مسروق أصبح يوم صومك دهينا كحيلا وإياك وعبوس الصائمين وأجب دعوة من دعاك من أهل ملتك ما لم يظهر لك منه معزاف أو مزمار وصل على من مات منهم ولا تقطع عليه الشهادة واعلم أنك لو تلقى الله بأمثال الجبال ذنوبا خير لك من أن تلقاه كلمة ذكرها وأن تقطع عليه الشهادة يا مسروق وصل عليه وإن رأيته مصلوبا أو مرجوما فإن سئلت فأحل علي وإن سئلت أحلت على النبي (صلى الله عليه وسلم)
انتهى
وهذا فيه حماد بن واقد
وروى الطبراني في الكبير وعنه أبو نعيم في الحلية
قال الطبراني
(حَدَّثَنَا يَحْيَى بن عَبْدِ الْبَاقِي الْمِصِّيصِيُّ، حَدَّثَنَا الْيَمَانُ بن سَعِيدٍ الْمِصِّيصِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بن عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ مَيْسَرَةَ بن عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ أُصْبِحَ يَوْمَ صَوْمِي دَهِينًا مُتَرَجِّلا، وَلا تُصْبِحْ يَوْمَ صَوْمِكَ عَبُوسًا، وَأَجِبْ دَعْوَةَ مَنْ دَعَاكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مَا لَمْ يُظْهِرُوا الْمَعَازِفَ، فَإِذَا أَظْهَرُوا الْمَعَازِفَ فَلا تُجِبْهُمْ، وَصَلِّ عَلَى مَنْ مَاتَ مِنْ قِبْلَتِنَا، وَإِنْ قُتِلَ مَصْلُوبًا أَوْ مَرْجُومًا، فَلأَنْ تَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ قُرَابِ الأَرْضِ ذُنُوبًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَبُتَّ الشَّهَادَةَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ.
)
وهذا اسناد تالف
فتبين بهذا أن الأثر الذي ذكره البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه مما لم نقف عليه
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 11 - 07, 03:29 م]ـ
وفي كتاب الصوم
2 - وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ فِي صَوْمِ الْعَشْرِ لَا يَصْلُحُ حَتَّى يَبْدَأَ بِرَمَضَانَ)
قال ابن حجر - رحمه الله
(قَوْله: (وَقَالَ سَعِيد بْن الْمُسَيِّب فِي صَوْم الْعَشْر لَا يَصْلُح حَتَّى يَبْدَأَ بِرَمَضَانَ)
وَصَلَهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة عَنْهُ نَحْوه وَلَفْظه " لَا بَأْس أَنْ يَقْضِي رَمَضَان فِي الْعَشْر " وَظَاهِر قَوْله جَوَاز التَّطَوُّع بِالصَّوْمِ لِمَنْ عَلَيْهِ دَيْنٌ مِنْ رَمَضَان، إِلَّا أَنَّ الْأَوْلَى لَهُ أَنْ يَصُوم الدَّيْنَ أَوَّلًا لِقَوْلِهِ " لَا يَصْلُح " فَإِنَّهُ ظَاهِرٌ فِي الْإِرْشَاد إِلَى الْبُدَاءَة بِالْأَهَمِّ وَالْآكَد،)
قال العيني - رحمه الله
(وقال سعيد بن المسيب في صوم العشر لا يصلح حتى يبدأ برمضان
معنى هذا الكلام أن سعيدا لما سئل عن صوم العشر والحال أن على الذي سأله قضاء رمضان فقال لا يصلح حتى يبدأ أولا بقضاء رمضان وهذه العبارة لا تدل على المنع مطلقا وإنما تدل على الأولوية والدليل عليه ما رواه ابن أبي شيبة عن عبدة عن سفيان عن قتادة عن سعيد أنه كان لا يرى بأسا أن يقضي رمضان في العشر وقال بعضهم عقيب ذكر الإثر المذكور عن سعيد وصله ابن أبي شيبة عنه نحوه وقال صاحب (التلويح) هذا التعليق رواه ابن أبي شيبة ثم ذكره نحو ما ذكرنا وليس الذي ذكره ابن أبي شيبة عنه أصلا نحو الذي ذكره البخاري عنه وهذا ظاهر لا يخفى
)
فائدة = التلويح لمغلطاي
تبين مما سبق أن هذا الأثر عن سعيد ما وقفنا على من وصله باللفظ الذي أورده البخاري في الصحيح
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 11 - 07, 03:29 م]ـ
في كتاب الإيمان
3 - (وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ التَّقْوَى حَتَّى يَدَعَ مَا حَاكَ فِي الصَّدْر)
ما وقف عليه ابن حجر ولا ابن رجب
(قال زين الدين ابن رجب: هذا الأثر لم أقف عليه إلى الآن في غير كتاب البخاري)
وقال ابن حجر في تغليق التعليق
(لم أقف عليه)
------
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 11 - 07, 03:30 م]ـ
وفي كتاب التفسير
4 - (قَوْله (عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس: وَحَرُمَ بِالْحَبَشِيَّةِ وَجَبَ)
لَمْ أَقِفْ عَلَى هَذَا التَّعْلِيق مَوْصُولًا، وَقَرَأَتْ بِخَطِّ مُغَلْطَاي وَتَبِعَهُ شَيْخُنَا اِبْن الْمُلَقِّن وَغَيْره فَقَالُوا: أَخْرَجَهُ أَبُو جَعْفَر عَنْ اِبْن قَهْزَاد عَنْ أَبِي عَوَانَة عَنْهُ. قُلْت: وَلَمْ أَقِفْ عَلَى ذَلِكَ فِي تَفْسِير أَبِي جَعْفَر الطَّبَرِيّ وَإِنَّمَا فِيهِ وَفِي تَفْسِير عَبْدِ بْن حُمَيْدٍ وَابْن أَبِي حَاتِم جَمِيعًا مِنْ طَرِيق دَاوُدَ اِبْن أَبِي هِنْد عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى (وَحَرُمَ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا) قَالَ: وَجَبَ، وَمِنْ طَرِيق سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: حَرُمَ عَزَمَ، وَمِنْ طَرِيق عَطَاء عَنْ عِكْرِمَة: وَحَرُمَ وَجَبَ بِالْحَبَشِيَّةِ
¥(19/185)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[06 - 11 - 07, 03:31 م]ـ
5 - (ِ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَلَمْ يَرَ الْحَسَنُ بَأْسًا أَنْ يُصَلَّى عَلَى الْجُمْدِ وَالْقَنَاطِرِ وَإِنْ جَرَى تَحْتَهَا بَوْلٌ أَوْ فَوْقَهَا أَوْ أَمَامَهَا إِذَا كَانَ بَيْنَهُمَا سُتْرَةٌ)
ما وصله ابن حجر وبيض له في التغليق
وأما ابن رجب فنقل عن مسائل حرب
(روى حرب بإسناده، عن همام: سئل قتادة عن المسجد يكون على القنطرة؟ فكرهه. قال همام: فذكرت ذلك لمطر، فقال: كان الحسن لا يرى به بأسا.)
ثم ذكر بعد ذلك بأسطر
(وقد حكى البخاري عن الحسن، أنه يصلي على القناطر وأن جرى تحتها بول، أو فوقها أو أمامها، إذا كان بينهما سترة)
فهذا يشير إلى أن ابن رجب لم يقف على الأثر موصولا عن الحسن
إلا في الجزئية التي في مسائل حرب
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[06 - 11 - 07, 04:36 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضلَ / ابن وهب ....
واصل .. أمتع الله بك ..
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[11 - 11 - 07, 06:12 م]ـ
تابع ارجو المتابعة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 11 - 07, 07:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
6 - 7 -
بَاب فَضْلِ الْعَمَلِ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ 6وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ 7وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا وَكَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ
قال ابن رجب
(وأما ما ذكره البخاري عن ابن عمر وأبي هريرة، فهو من رواية سلام أبي المنذر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد، أن ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان في العشر إلى السوق يكبران، لا يخرجان إلاّ لذلك.
خرجه أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في ((كتاب الشافي)) وأبو بكر المروزي القاضي في ((كتاب العيدين)).
ورواه عفان: نا سلام أبو المنذر -فذكره، ولفظه: كان أبو هريرة وابن عمر يأتيان السوق أيام العشر، فيكبران، ويكبر الناس معهما، ولا يأتيان لشيء إلا لذلك.
وروى جعفر الفريابي، من رواية يزيد بن أبي زياد، قال: رأيت سعيد بن جبير
وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومجاهدا - أو اثنين من هؤلاء الثلاثة - ومن رأينا من فقهاء الناس يقولون في أيام العشر: ((الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر. الله أكبر ولله الحمد)).
وروى المروزي، عن ميمون بن مهران، قال: أدركت الناس وإنهم ليكبرون في العشر، حتى كنت أشبهه بالأمواج من كثرتها، ويقول: إن الناس قد نقصوا في تركهم التكبير.
وهو مذهب أحمد، ونص على أنه يجهر به.
وقال الشافعي: يكبر عند رؤية الأضاحي.)
انتهى
وانظر المشاركة التالية
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 11 - 07, 07:04 ص]ـ
وهذا موضوع قديم
15 - 03 - 02
لشيخنا الفاضل عبد الرحمن الفقيه - نفع الله به
فوائد من فتح الباري لابن رجب (1) أحاديث معلقة وصلها ابن رجب لم يقف عليها ابن حجر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=61108#post61108
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[13 - 11 - 07, 05:16 م]ـ
شكرا لابن وهب الاستاذ
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[04 - 12 - 07, 09:19 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 06 - 08, 02:53 م]ـ
بارك الله فيكم
ومنها
قال البخاري:
باب تعليم الفرائض وقال عقبة بن عامر تعلموا قبل الظانين يعني الذين يتكلمون بالظن
قال الحافظ ابن حجر: هذا الأثر لم أظفر به موصولا.انتهى.
وهذا الأثر قد جاء في الجزء الثامن من مسند ابن وهب جمع الأصم، رقم (196) ص 179 من طبع دار التوحيد لإحياء التراث
ابن وهب أخبرني سعيد بن (أبي أيوب) عن شرحبيل بن شريك عن أبي عبدالرحمن الحبلي عن عقبة بن عامر الجهني أنه قال (تعلموا الفرائض قبل الظانين).
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[21 - 06 - 08, 08:14 م]ـ
الشيخان الكريمان الموفقان المسددان عبد الرحمن الفقيه و ابن وهب، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذه بعض المواضع – غير ما ذكرتموه – التي لم يقف عليها الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) ولا وصلها في ((تغليق التعليق))، ولا وصلها ابن رجب في ((شرحه على البخاري))
الموضع الأول:
قَالَ الإمامُ البخاري في كتاب ((الجمعة)) ((بَاب صَلَاةِ التَّطَوُّعِ عَلَى الْحِمَارِ)) برقم ((1036)): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَبَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ اسْتَقْبَلْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
حِينَ قَدِمَ مِنْ الشَّأْمِ فَلَقِينَاهُ بِعَيْنِ التَّمْرِ فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي عَلَى حِمَارٍ وَوَجْهُهُ مِنْ ذَا الْجَانِبِ يَعْنِي عَنْ يَسَارِ الْقِبْلَةِ فَقُلْتُ رَأَيْتُكَ تُصَلِّي لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ فَقَالَ لَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَهُ لَمْ أَفْعَلْهُ
رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ الحافظُ ((فتح الباري)) (4/ 72): قَوْله: (وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَانَ عَنْ حَجَّاج)
يَعْنِي اِبْن حَجَّاج الْبَاهِلِيّ، وَلَمْ يَسُقْ الْمُصَنِّف الْمَتْن وَلَا وَقَفْنَا عَلَيْهِ مَوْصُولًا مِنْ طَرِيق إِبْرَاهِيم، نَعَمْ وَقَعَ عِنْد السَّرَّاج مِنْ طَرِيق عَمْرو بْن عَامِر عَنْ الْحَجَّاج بْن الْحَجَّاج بِلَفْظِ " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى نَاقَته حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ " فَعَلَى هَذَا كَأَنَّ أَنَسًا قَاسَ الصَّلَاة عَلَى الرَّاحِلَة بِالصَّلَاةِ عَلَى الْحِمَار.
¥(19/186)
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[28 - 06 - 08, 03:58 م]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 07 - 08, 07:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ونفعنا بعلمكم
شيخنا الفاضل عبد الرحمن الفقيه
بارك الله فيكم
ومنها
قال البخاري:
باب تعليم الفرائض وقال عقبة بن عامر تعلموا قبل الظانين يعني الذين يتكلمون بالظن
قال الحافظ ابن حجر: هذا الأثر لم أظفر به موصولا.انتهى.
وهذا الأثر قد جاء في الجزء الثامن من مسند ابن وهب جمع الأصم، رقم (196) ص 179 من طبع دار التوحيد لإحياء التراث
ابن وهب أخبرني سعيد بن (أبي أيوب) عن شرحبيل بن شريك عن أبي عبدالرحمن الحبلي عن عقبة بن عامر الجهني أنه قال (تعلموا الفرائض قبل الظانين).
فائدة جليلة
بارك الله فيكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 - 07 - 08, 07:40 م]ـ
الشيخان الكريمان الموفقان المسددان عبد الرحمن الفقيه و ابن وهب، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذه بعض المواضع – غير ما ذكرتموه – التي لم يقف عليها الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) ولا وصلها في ((تغليق التعليق))، ولا وصلها ابن رجب في ((شرحه على البخاري))
الموضع الأول:
قَالَ الإمامُ البخاري في كتاب ((الجمعة)) ((بَاب صَلَاةِ التَّطَوُّعِ عَلَى الْحِمَارِ)) برقم ((1036)): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَبَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ اسْتَقْبَلْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
حِينَ قَدِمَ مِنْ الشَّأْمِ فَلَقِينَاهُ بِعَيْنِ التَّمْرِ فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي عَلَى حِمَارٍ وَوَجْهُهُ مِنْ ذَا الْجَانِبِ يَعْنِي عَنْ يَسَارِ الْقِبْلَةِ فَقُلْتُ رَأَيْتُكَ تُصَلِّي لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ فَقَالَ لَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَهُ لَمْ أَفْعَلْهُ
رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ الحافظُ ((فتح الباري)) (4/ 72): قَوْله: (وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيم بْن طَهْمَانَ عَنْ حَجَّاج)
يَعْنِي اِبْن حَجَّاج الْبَاهِلِيّ، وَلَمْ يَسُقْ الْمُصَنِّف الْمَتْن وَلَا وَقَفْنَا عَلَيْهِ مَوْصُولًا مِنْ طَرِيق إِبْرَاهِيم، نَعَمْ وَقَعَ عِنْد السَّرَّاج مِنْ طَرِيق عَمْرو بْن عَامِر عَنْ الْحَجَّاج بْن الْحَجَّاج بِلَفْظِ " أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عَلَى نَاقَته حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ " فَعَلَى هَذَا كَأَنَّ أَنَسًا قَاسَ الصَّلَاة عَلَى الرَّاحِلَة بِالصَّلَاةِ عَلَى الْحِمَار.
بارك الله فيكم ونفعنا بعلمكم
وقد تكرر ذلك في أحاديث ابن طهمان
في عدة مواضع
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[19 - 07 - 08, 11:48 م]ـ
الشيخُ الكريمُ ابن وهبٍ، جزاكُم اللهُ خيراً ونَفَعَنَا اللهُ بعلمكم، لَقَدْ غَمَرتني بإحسانِكَ، وأسرتني بكريمِ خلالِكَ، ولا تنسْ أيها الشيخ الحبيب أنك مِنْ بَعْدِ الشيخ الكريم / عبد الرحمن الفقيه أبو عذرة هذه الدرر ومالك أزمتها، فالفضلُ موصولٌ بنسبكم، وما أنا إلا طفيلي على مائدتكم.
الموضع الثاني والثالث والرابع
قَالَ البخاري في ((أبواب التطوع)) (بَاب مَا جَاءَ فِي التَّطَوُّعِ مَثْنَى مَثْنَى) (1/ 278):
وَيُذْكَرُ ذَلِكَ عَنْ عَمَّارٍ وَأَبِي ذَرٍّ وَأَنَسٍ وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَعِكْرِمَةَ وَالزُّهْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ مَا أَدْرَكْتُ فُقَهَاءَ أَرْضِنَا إِلَّا يُسَلِّمُونَ فِي كُلِّ اثْنَتَيْنِ مِنْ النَّهَارِ.
قَالَ الحَافظُ في ((فَتحِ الباري)) (ج 4 / ص 162):
1 - وَأَمَّا جَابِر بْن زَيْد وَهُوَ أَبُو الشَّعْثَاء الْبَصْرِيّ فَلَمْ أَقِف عَلَيْهِ بَعْدُ.
2 - وَأَمَّا الزُّهْرِيُّ فَلَمْ أَقِف عَلَى ذَلِكَ عَنْهُ مَوْصُولًا.
3 - قَوْله: (وَقَالَ يَحْيَى بْن سَعِيد الْأَنْصَارِيّ إِلَخْ) لَمْ أَقِف عَلَيْهِ مَوْصُولًا أَيْضًا.
قُلْتُ: وَقَدْ بَيَّضَ لهم الحَافِظُ في ((تغليقِ التعليقِ)) (2/ 436).
فهذه المواضع لم يصلها الحافظُ ابْنُ حَجَرٍ في ((الفتح)) ولا في ((تغليق التعليق))، ولا بلغها قلم الإمام ابن رجب – فيما بلغنا من شرحه والله أعلم - رَحِمَهما الله تعالى.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 07 - 08, 12:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا مشايخنا الكرام
جاء في مختصر المقريزي لصلاة الوتر لمحمد بن نصر المروزي -ص 66 مكتبة المنار
وعن عقيل، رأيت ابن شهاب يوتر بعد العشاء بخمس، يسلم في كل ركعتين ويوتر بواحدة.
وفيه ص 65
وعن جابر بن زيد الوتر من صلاة العشاء إلى الفجر قد كان ابن عمر رضي الله عنه يفصل بينهما وبين الركعتين وكان ابن عباس رضي الله عنه يفعل ذلك وغيرهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
¥(19/187)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 07 - 08, 01:11 ص]ـ
سامحكم الله وغفر لكم
فلقب الشيخ ما يناسبني أصلا ونحن هنا لنستفيد من علم الإخوة والمشايخ
بارك الله فيكم ونفع بكم
أستاذنا عبد الرحمن الفقيه
بارك الله فيكم ونفعنا بعلمكم
فائدة
أما أثر يحيى بن سعيد فأظنه في كتاب ابن وهب
بدليل
أنه في المدونة
(قال ابن وهب عن عمروبن الحارث عن بكيربن عبد الله عن عبد الله بن أبي سلمة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان حدثه أنه سمع عبد الله بن عمر يقول: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى يريد التطوع ابن وهب وقاله علي بن أبي طالب وابن شهاب ويحيى بن سعيد والليث بن سعد وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم النافلة بالمرأة واليتيم مثنى مثنى)
انتهى
ومن مظان الأثر أيضا كتاب إسماعيل القاضي
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 07 - 08, 01:45 ص]ـ
وعن أنس
قال الحافظ ابن حجر
(
وأما أنس فكأنه أشار إلى حديثه المشهور في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بهم في بيتهم ركعتين وقد تقدم في الصفوف وذكره في هذا الباب مختصرا)
انتهى
ولعل أصرح من ذلك ما رواه عبدالرزاق
عن معمر عن ثابت قال بت عند أنس ليلة فصلى مثنى مثنى ثم سلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 07 - 08, 02:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
جاء في مختصر صلاة الوتر لمحمد بن نصر المروزي - (ص 82)
وعن يحيى بن سعيد:» ما أحب إذا نمت على وتر، ثم استيقظت أن أنقض وتري، ولي كذا وكذا، ولكن أصلي مثنى مثنى حتى أصبح.
فهذا من قوله
ويبقى نقله عن فقهاء بلده.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 08 - 08, 07:32 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 08 - 08, 11:04 م]ـ
أثر ابن عمر رضي الله عنهما
في صحيح البخاري
في كتاب الأيمان
30
- باب مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ نَذْرٌ. (30) وَأَمَرَ ابْنُ عُمَرَ امْرَأَةً جَعَلَتْ أُمُّهَا عَلَى نَفْسِهَا صَلاَةً بِقُبَاءٍ فَقَالَ صَلِّى عَنْهَا. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ نَحْوَهُ.
قال ابن حجر - رحمه الله - في الفتح
(11/ 584)
(قَوْله (بَاب مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ نَذْر)
أَيْ هَلْ يُقْضَى عَنْهُ أَوْ لَا؟ وَاَلَّذِي ذَكَرَهُ فِي الْبَاب يَقْتَضِي الْأَوَّل، لَكِنْ هَلْ هُوَ عَلَى سَبِيل الْوُجُوب أَوْ النَّدْب؟ خِلَاف يَأْتِي بَيَانُهُ.
قَوْله (وَأَمَرَ اِبْن عُمَر اِمْرَأَة جَعَلَتْ أُمّهَا عَلَى نَفْسهَا صَلَاة بِقُبَاءٍ)
يَعْنِي فَمَاتَتْ
(فَقَالَ صَلَّى عَنْهَا، وَقَالَ اِبْن عَبَّاس نَحْوه)
وَصَلَهُ مَالِك عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي بَكْر أَيْ اِبْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حَزْم عَنْ عَمَّته أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ عَنْ جَدَّتِهِ أَنَّهَا كَانَتْ جَعَلَتْ عَلَى نَفْسهَا مَشْيًا إِلَى مَسْجِد قُبَاءٍ فَمَاتَتْ وَلَمْ تَقْضِهِ فَأَفْتَى عَبْد اللَّه بْن عَبَّاس اِبْنَتهَا أَنْ تَمْشِيَ عَنْهَا، وَأَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ مَرَّة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: إِذَا مَاتَ وَعَلَيْهِ نَذْر قَضَى عَنْهُ وَلِيُّهُ. وَمِنْ طَرِيق عَوْن بْن عَبْد اللَّه بْن عُتْبَةَ أَنَّ اِمْرَأَة نَذَرَتْ أَنْ تَعْتَكِفَ عَشَرَة أَيَّام فَمَاتَتْ وَلَمْ تَعْتَكِفْ فَقَالَ اِبْن عَبَّاس اِعْتَكِفْ عَنْ أُمّك. وَجَاءَ عَنْ اِبْن عُمَر وَابْن عَبَّاس خِلَاف ذَلِكَ فَقَالَ مَالِك فِي الْمُوَطَّأ: إِنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَبْد اللَّه بْن عُمَر كَانَ يَقُول: لَا يُصَلِّي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ وَلَا يَصُوم أَحَد عَنْ أَحَد، وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيق أَيُّوب بْن مُوسَى عَنْ عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ: لَا يُصَلِّي أَحَد عَنْ أَحَد وَلَا يَصُوم أَحَد عَنْ أَحَد أَوْرَدَهُ اِبْن عَبْد الْبَرّ مِنْ طَرِيقه مَوْقُوفًا ثُمَّ قَالَ: وَالنَّقْل فِي هَذَا عَنْ اِبْن عَبَّاس مُضْطَرِب. قُلْت: وَيُمْكِن الْجَمْع بِحَمْلِ الْإِثْبَات فِي حَقّ مَنْ مَاتَ وَالنَّفْي فِي حَقّ الْحَيّ، ثُمَّ وَجَدْت عَنْهُ مَا يَدُلّ عَلَى تَخْصِيصه فِي حَقّ الْمَيِّت بِمَا إِذَا مَاتَ وَعَلَيْهِ شَيْء وَاجِب فَعِنْد اِبْن أَبِي شَيْبَة بِسَنَدٍ صَحِيحٍ: سُئِلَ اِبْن عَبَّاس عَنْ رَجُل مَاتَ وَعَلَيْهِ نَذْر فَقَالَ: يُصَام عَنْهُ النَّذْر، وَقَالَ اِبْن الْمُنِير: يَحْتَمِل أَنْ يَكُون اِبْن عُمَر أَرَادَ بِقَوْلِهِ " صَلَّى عَنْهَا " الْعَمَل بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا مَاتَ اِبْن آدَم اِنْقَطَعَ عَمَله إِلَّا مِنْ ثَلَاث " فَعَدَّ مِنْهَا الْوَلَد لِأَنَّ الْوَلَد مِنْ كَسْبه فَأَعْمَاله الصَّالِحَة مَكْتُوبَة لِلْوَالِدِ مِنْ غَيْر أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْره، فَمَعْنَى صَلَّى عَنْهَا أَنَّ صَلَاتَك مُكْتَتَبَةٌ لَهَا وَلَوْ كُنْت إِنَّمَا تَنْوِي عَنْ نَفْسك، كَذَا قَالَ، وَلَا يَخْفَى تَكَلُّفُهُ. وَحَاصِل كَلَامِهِ تَخْصِيص الْجَوَاز بِالْوَلَدِ، وَإِلَى ذَلِكَ جَنَحَ اِبْن وَهْب وَأَبُو مُصْعَب مِنْ أَصْحَاب الْإِمَام مَالِك، وَفِيهِ تَعَقُّب عَلَى اِبْن بَطَّال حَيْثُ نَقَلَ الْإِجْمَاع أَنَّهُ لَا يُصَلِّي أَحَد عَنْ أَحَد لَا فَرْضًا وَلَا سُنَّة لَا عَنْ حَيّ وَلَا عَنْ مَيِّت، وَنُقِلَ عَنْ الْمُهَلَّب أَنَّ ذَلِكَ لَوْ جَازَ لَجَازَ فِي جَمِيع الْعِبَادَات الْبَدَنِيَّة وَلَكَانَ الشَّارِع أَحَقّ بِذَلِكَ أَنْ يَفْعَلهُ عَنْ أَبَوَيْهِ، وَلَمَا نُهِيَ عَنْ الِاسْتِغْفَار لِعَمِّهِ، وَلَبَطَلَ مَعْنَى قَوْله (وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا) اِنْتَهَى. وَجَمِيع مَا قَالَ لَا يَخْفَى وَجْه تَعَقُّبه خُصُوصًا مَا ذَكَرَهُ فِي حَقّ الشَّارِع، وَأَمَّا الْآيَة فَعُمُومهَا مَخْصُوص اِتِّفَاقًا وَاَللَّه أَعْلَم.
(تَنْبِيهٌ):
ذَكَرَ الْكَرْمَانِيُّ أَنَّهُ وَقَعَ فِي بَعْض النُّسَخ " قَالَ صَلِّي عَلَيْهَا " وُجِّهَ بِأَنَّ " عَلَى " بِمَعْنَى " عَنْ " عَلَى رَأْيٍ قَالَ: أَوْ الضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى قُبَاءٍ.
)
انتهى
¥(19/188)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 10 - 08, 10:48 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم ابن وهب
ومن الآثار المعلقة التي لم يقف عليهاالحافظ ابن حجر
ما جاء في صحيح البخاري
باب التيمن في دخول المسجد وغيره
وكان ابن عمر يبدأ برجله اليمنى، فإذا خرج بدأ برجله اليسرى.
قال ابن حجر في فتح الباري لم أره موصولاً عن ابن عمر
وبيض له الحافظ ابن رجب في شرح البخاري حيث قال
وأما ما ذكره عن ابن عمر تعليقا ......
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[20 - 10 - 08, 09:39 م]ـ
وهذا الأثر قد جاء في الجزء الثامن من مسند ابن وهب جمع الأصم، رقم (196) ص 179 من طبع دار التوحيد لإحياء التراث
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شيخنا الفاضل / عبد الرحمن الفقيه - نفع الله بكم -
أرجو - إن أمكن - أن تنقل لي هذا الحديث من مسند ابن وهب، مع توثيقه بذكر رقمه، والصفحة، ومعلومات هذه الطبعة: اسم المحقق، وسنة النشر ...
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=60379&stc=1&d=1224520615
وجزاكم الله خيرا، وبارك فيكم، ونفع بكم.
محبكم، والداعي لكم / إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم الأبياري
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 10 - 08, 12:49 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=60382&stc=1&d=1224535046
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=60384&stc=1&d=1224535518
الموطأ للإمام عبدالله بن وهب
تحقيق الدكتور هشام الصيني
الطبعة الثانية
جمادى الثانية 1420 - 1999
دار ابن الجوزي
وللفائدة حول موطأ ابن وهب ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=98663#post98663
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[21 - 10 - 08, 02:59 ص]ـ
شيخنا المفضال / عبد الرحمن الفقيه
جزاكم الله كل خير، ودفع عنكم كل أذى وضير
وأعتذر للشيخ / ابن وهب عن خروجي عن موضوعه.
فعود على بدء:
قال الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الأحكام:
وكان الشعبي يجيز الكتاب المختوم بما فيه من القاضي ويُروى عن ابن عمر نحوُه. اهـ
أثر ابن عمر بيّض له الحافظ في التغليق (5/ 290)، وقال في الفتح (16/ 657.دار طيبة):
(ويروى عن ابن عمر نحوه) قلت: لم يقع لي هذا الأثر عن ابن عمر إلى الآن. اهـ
ـ[ابن وهب]ــــــــ[30 - 11 - 08, 12:10 م]ـ
في البخاري
(باب لبس السلاح للمحرم. (199) وقال عكرمة إذا خشي العدو لبس السلاح وافتدى
. ولم يتابع عليه فى الفدية.)
انتهى
قال ابن حجر في فتح الباري
(قوله: (وقال عكرمة إذا خشي العدو لبس السلاح وافتدى)
أي وجبت عليه الفدية، ولم أقف على أثر عكرمة هذا موصولا. وقوله " ولم يتابع عليه في الفدية " يقتضي أنه توبع على جواز لبس السلاح عند الخشية وخولف في وجوب الفدية)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 07 - 10, 07:05 م]ـ
في البخاري
(باب لبس السلاح للمحرم. (199) وقال عكرمة إذا خشي العدو لبس السلاح وافتدى
. ولم يتابع عليه فى الفدية.)
انتهى
قال ابن حجر في فتح الباري
(قوله: (وقال عكرمة إذا خشي العدو لبس السلاح وافتدى)
أي وجبت عليه الفدية، ولم أقف على أثر عكرمة هذا موصولا. وقوله " ولم يتابع عليه في الفدية " يقتضي أنه توبع على جواز لبس السلاح عند الخشية وخولف في وجوب الفدية)
كأن البغوي لم يقع له متصلا فنسبه للبخاري، حيث قال في شرح السنة
قال محمد ابن إسماعيل: قال عكرمة: إذا خشي العدو لبس السلاح، وافتدى ولم يتابع عليه في الفدية.
شرح السنة [7/ 249]
ـ[الناصح]ــــــــ[04 - 08 - 10, 11:25 ص]ـ
في صحيح البخاري "باب التجارة في البز"
وقال قتادة كان القوم يتبايعون ويتجرون ولكنهم إذا نابهم حق من حقوق الله لم تلههم تجارة ولا بيع
عن ذكر الله حتى يؤدوه إلى الله
قال في فتح الباري-
قوله: "وقال قتادة: كان القوم يتبايعون الخ" لم أقف عليه موصولا عنه
وفي تغليق التعليق
قال أحمد في الزهد حدثنا يحيى بن سعيد عن عوف ثنا سعيد بن أبي الحسن قال قال فلان سماه
ونسبه عوف ولعله قتادة وقال {لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} قال هم رجال في
سوقهم وتجارتهم لا تلهيهم بيوعهم وتجاراتهم عن ذكر الله
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[06 - 08 - 10, 10:15 ص]ـ
¥(19/189)
بارك الله فيكم ونفعنا وإياكم .. واسمحوا لي بهذه المساهمة المتواضعة.
كتاب الشهادات
باب: إذا اشترط البائع ظهر الدابة إلى مكان مسمَّى جاز
قال البخاريّ: ((وقال أبو إسحاق، عن سالم، عن جابر: بمائتي درهم)).
قال ابن حجر في الفتح: ((أما رواية أبي إسحاق فلم أقف على مَن وصلها)). اهـ
ـ[الناصح]ــــــــ[06 - 08 - 10, 04:17 م]ـ
هذا ليس من باب المعلقات ولكن ربما يدخل في الموضوع من باب أن الحافظ قال "ولم أره عن قتادة إلا معنعنا "
فليسمح لي الشيخ ابن وهب
قال - ابن حجر - في فتح الباري
قوله في حديث أنس فإن تسوية الصفوف وفي رواية الأصيلى الصف بالافراد والمراد به الجنس قوله من إقامة الصلاة هكذا ذكره البخاري عن أبي الوليد وذكره غيره عنه بلفظ من تمام الصلاة كذلك أخرجه الإسماعيلي عن بن حذيفة والبيهقي من طريق عثمان الدارمي كلاهما عنه وكذلك أخرجه أبو داود عن أبي الوليد وغيره وكذا مسلم وغيره من طريق جماعة عن شعبة وزاد الأسماعيلى من طريق أبي داود الطيالسي قال سمعت شعبة يقول داهنت في هذا الحديث لم أسأل قتادة أسمعته من أنس أم لا انتهى ولم أره عن قتادة إلا معنعنا ولعل هذا هو السر في إيراد البخاري لحديث أبي هريرة معه في الباب تقوية له
في مستخرج أبي عوانة
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، يَقُولُ: كَانَ هِمَّتِي مِنَ الدُّنْيَا شَفَتَيْ قَتَادَةَ، فَإِذَا قَالَ: سَمِعْتُ، كَتَبْتُ، وَإِذَا قَالَ: قَالَ: تَرَكْتُ، وَأَنَّهُ حَدَّثَنِي بِهَذَا، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يَعْنِي حَدِيثَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ تَمَامِ الصَّلاةِ، فَلَمْ أَسْأَلْهُ أَسَمِعْتَهُ مَخَافَةَ أَنْ يُفْسِدَهُ عَلَيٌّ.
مسند أبي يعلى - (5/ 477)
حدثنا أحمد حدثنا أبو داود حدثنا شعبة عن قتادة قال: قال أنس: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم: سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة
قال أبو داود: قال شعبة: داهنت في هذا لم أسأل قتادة سمعه أم لا
والغريب دعوا الانقطاع هنا
ففي مسند السراج ـ
(744) حدثنا عباد بن الوليد الكرخي ثنا حبان ثنا شعبة قال: قتادة، أخبرني عن أنس ولم يسمعه من أنس عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة.
المؤلف: محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج الثقفي النيسابوري
دار النشر: أدارة العلوم الأثرية - فيصل آباد / باكستان - 1423 هـ - 2002م
الطبعة: الأولى
تحقيق: إرشاد الحق الأثري
[ترقيم الشاملة موافق للمطبوع]
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[06 - 08 - 10, 05:24 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=60382&stc=1&d=1224535046
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=60384&stc=1&d=1224535518
هل موطأ ابن وهب هو نفسه جامع ابن وهب(19/190)
البديع من فوائد ونكت المجالس العلمية لشيخنا أبي محمدعبد الله بن يوسف الجديع
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[06 - 11 - 07, 04:21 م]ـ
(1) البديع من فوائد ونكت المجالس العلمية لشيخنا المحدث عبد الله بن يوسف الجديع
هذه بعض الفوائد التي وفقني الله لتدوينها أثناء شرح شيخنا أبي محمد لكتابه "تحريرعلوم الحديث" وأريد أن أنبه هنا إلي ثلاثة أمور:
الأول: أن هذه الفوائد أنشرها بموافقة شيخنا لكن بدون مراجعته لها ولا الإطلاع منه عليها.
الثاني: أن الصيغة للعبارات في الغالب هي عبارات الشيخ لكن قد اتدخل في الصيغة لاختصر الفكرة إذ أني أن الأصل في باب تدوين الفوائد هو الاختصار، وأيضاحتى لا يطول علي نقل السياق كله.
الثالث: أن هذه الفوائد ليست كل مافي المجلس من فوائد، وإنما هي من بعض ما وفقت لتدوينه.
فوائد ونكات من المقدمة والمجلس الأول
(1) تحدث الشيخ عن النية وأهميتها وقال يجب أن نستحضر النية الصادقة وإخلاص القصد لله، ثم قال"نريد العلم لله وأن نستعمله لله ونحن نحفظ حديث " إنما الأعمال بالنية ..... )
(2) أهل الحديث هم أهل القرآن وإنما التنبيه على الحديث لعسره ولقلة اهتمام الناس به.
(3) سبق أهل الحديث سائر الناس بالخير لان علمهم اشتمل على سائر العلوم ونعني بذلك العلوم التي وضعت تأسيسا لأجل هذا الدين.
(4) لو استغنى الناس بالمعقول عن المنقول لسبق بالإمامة رؤوس الفلاسفة لكنهم قد ضلوا السبيل لانهم ماأوتوا نصيبا كافيا مما يدلهم على الهدى، إذ العقول وحدها لاتهدي وإنما تعين على الهداية وهي بحاجة إلي نور يأتيها من مصدر معصوم.
(5) علم الحديث هو العلم الذي جاء به النبييون صلوات الله وسلامه عليهم، علم الحديث هو علم نبينا صلى الله عليه وسلم.
(6) علم الحديث هو ميراثنا نحن عن نبينا صلى الله عليه وسلم والذي كان يقسم في مسجده عليه الصلاة والسلام ويقسم في كل المساجد ويقسم الآن في مسجدنا هنا.
(7) من أطاع الرسول فقد أطاع الله لانه عليه الصلاة والسلام معصوم، لا ينطقوا عنه الهوى، لذلك لا يقال أن من أطاع الأمير فقد أطاع الله.
(8) المساوة بين القرآن والسنة من حيث إفادة الحكم عقيدة يجب أن تكون مسلمة في الأذهان والعقول، وهذا المبدأ الخطير الكبير المهم العقدي الآن بأتي من يطعن فيه طعنا شنيعا، وهذا يعيدنا إلي تاريخ قديم وهو تاريخ طعن المعتزلة في السنة وفي نقلة السنة، ولعل استشعار هذا الخطر يشعرنا ما يجب علينا تجاه بيان القرآن وهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
(10) (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ..... ) كاف الخطاب هذه في " إليك" هذه غير صالحة التعويض بغير" محمد" صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[06 - 11 - 07, 04:23 م]ـ
(11) " واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة ......... ) آيات الله القرآن، والحكمة هي السنة وهذا دليل على أن السنة تتلى كمايتلى القرآن، وإن كان معنى" يتلى" يأتي بمعنى يتبع" لكن هنا المقصودة التلاوة بدليل "واذكرنّ .... "
(12) مصطلح" مصطلح الحديث" هذا مصطلح لم يستعمل عند الأئمة المتقدمين وإنما اصطلح عليه المتأخرون.
(13) أول من ألف في مصطلحات الحديث هو أبو عبد الله الحاكم صاحب المستدرك.
(14) لم يُؤلف منذو القديم استقلالا في علم الجرح والتعديل وإنما وجد منثورا في كتب المتقدمين كالأسئلة التي سُئلها الحافظ المنذري صاحب "الترغيب والترهيب" وإجابات متناثرة للذهبي وكذلك وجد لابن حجر، لكن أول من ألف استقلالا (مؤلفا مستقلا) في الجرح والتعديل هو الشيخ عبد الحي اللكنوي الهندي " الرفع والتكميل في علم الجرح والتعديل"وحققه المحدث الكبير الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله.
(15) ليس كل إسناد ظاهره الصحة يعني أن الحديث صحيح، فلا يلزم من صحة الإسناد صحة الحديث.
(16) علم علل الحديث هو علم يحتاج إلي غوص وغوص بعلم، فهو علم الغوص في الحديث لذلك قال بعض أهل العلم من كبار الحفاظ المتقنين كأبي زرعة وابن أبي حاتم وهما من أئمة السنة وليسوا من المتصوفة أصحاب العلم اللدني و ... ، قالوا أن هذا العلم كهانة وذلك لعسره.
(17) محمدبن شهاب الزهري من صغار التابعين وممن أدرك جماعة من الصحابة وإليه أنتهى علم أهل المدينة.
(18) الإمام محمد بن يحيى الذهلي هو لا يقل في الدرجة العلمية عن الإمام البخاري، ولم يعرف عند عامة الناس لانه ما خلف شيئا من المؤلفات، والذهلي كان له عناية بمرويات الزهري والذي عرف فيما بعد بـ" الزهريات"
(19) حديث من كذب علي متعمدا .... ) حديث متواتر رواه أكثر من سبعين نفسا من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(20) علم الحديث أوسع من أن يكون علم مصطلحات وإنما يشمل علم مصطلحات الحديث وعلم نقد الرواة وهو ما يعرف بـ" علم الجرح والتعديل"
يتبع إن شاء الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 11 - 07, 05:24 م]ـ
جزاك الله خيرا
وينظر للفائدة:
ملحوظات حديثية على كتاب تحرير علوم الحديث للجديع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=111689#post111689
¥(19/191)
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[07 - 11 - 07, 03:47 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبو عبدالله السعيدي على هذه الفوائد النافعة من شيخنا الكريم عبد الله بن يوسف الجديع.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 11 - 07, 02:05 م]ـ
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
في النقل السابق قال الشيخ الجديع:
(18) الإمام محمد بن يحيى الذهلي هو لا يقل في الدرجة العلمية عن الإمام البخاري، ولم يعرف عند عامة الناس لانه ما خلف شيئا من المؤلفات، والذهلي كان له عناية بمرويات الزهري والذي عرف فيما بعد بـ" الزهريات"انتهى.
وفيما قاله نظر، حيث أن الإمام البخاري رحمه الله أعلى في الدرجة العلمية من الذهلي بمراحل.
وفي مقدمة الفتح
وقال أحمد بن حمدون الحافظ رأيت البخاري في جنازة ومحمد بن يحيى الذهلي يسأله عن الأسماء والعلل والبخاري يمر فيه مثل السهم كأنه يقرأ قل هو الله أحد.
وقد أثنى مشايخ البخاري عليه وقدموه على أهل عصره مع معرفتهم بالذهلي، كما في تاريخ ابن عساكر وغيره.
بل حتى حيكان ابن الذهلي أقر بذلك ونصح أباه بترك الكلام في البخاري:
جاء في تاريخ دمشق - (ج 52/ 95)
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو محمد عبد الله ابن أحمد حدثنا أحمد بن إسماعيل الرازي حدثنا أبو أحمد بن عدي قال سمعت عبد المجيد يقول سمعت أبي يقول سمعت حيكان بن محمد بن يحيى يقول قلت لأبي يا أبة ما لك ولهذا الرجل يعني محمد بن إسماعيل ولست من رجاله في العلم) انتهى.
والنصوص في هذا كثيرة.
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[08 - 11 - 07, 02:49 م]ـ
وفيما قاله نظر، حيث أن الإمام البخاري رحمه الله أعلى في الدرجة العلمية من الذهلي بمراحل.
الشيخ الجديع بالتأكيد لديه أدلته على الذي قاله , فلن يقول ذلك من فراغ!
و هو غير موجود هنا للمناقشة و ذكر الأدلة , لذا أرى ترك الإستدراكات على كلامه , و جزاكم الله خيرا.
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[08 - 11 - 07, 02:52 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أيمن صلاح وإن شاء الله سأستمر بحسب نشاطي في الكتابةب هنا.
جزاك الله خيرا أخي و إن شاء الله ننتظر الفوائد الجديدة بفارغ الصبر.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 11 - 07, 03:17 م]ـ
الشيخ الجديع بالتأكيد لديه أدلته على الذي قاله , فلن يقول ذلك من فراغ!
و هو غير موجود هنا للمناقشة و ذكر الأدلة , لذا أرى ترك الإستدراكات على كلامه , و جزاكم الله خيرا.
قد يكون عند الشيخ الجديع أدلة على ما ذهب إليه، ولكن هناك أدلة قوية تدل على غير ما ذهب إليه، والمسألة للمدارسة والفائدة، وقد ذكرت في المشاركة السابقة بعض الأدلة على تقديم البخاري على الذهلي وكلهم أئمة.
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[08 - 11 - 07, 04:08 م]ـ
قد يكون عند الشيخ الجديع أدلة على ما ذهب إليه، ولكن هناك أدلة قوية تدل على غير ما ذهب إليه، والمسألة للمدارسة والفائدة، وقد ذكرت في المشاركة السابقة بعض الأدلة على تقديم البخاري على الذهلي وكلهم أئمة.
جزاكم الله خيرا , و لعل أخي السعيدي يفيدنا بخصوص هذه المسألة إذا كان عنده مزيد علم بها عن الشيخ حفظه الله.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 11 - 07, 05:06 م]ـ
بارك الله فيكم
شيخنا الفقيه
نفع الله بكم
لا شك أن البخاري أعلم من البخاري شهد له بذلك علماء عصره فمن بعدهم
وكلامه في هذا الشأن واضح وكثير ويكفي كتابه الصحيح لبيان فضله على الذهلي - رحمه الله
والذهلي - رحمه الله - تخصصه الدقيق حديث الزهري ومع هذا تجد في كلامه
توجه نحو الجمع في بعض الأحيان بينما تجد البخاري يرجح
والترجيح عن زيادة معرفة
وإذا قارنا طريقة البخاري بطريقة الذهلي فإن الذهلي يعتبر عنده نوع تساهل
يقرب من منهج أحمد بن صالح في بعض الأحيان
وأظن للشيخ السعد - وفقه الله -كلام حول هذا الموضوع نقله بعض الإخوة
وهذا منهج أحمد بن حنبل مع منهج إسحاق بن إبراهيم الحنظلي
فلا شك أن الإمام أحمد أعلم ومنهجه أقوى
والكلام ليس عن المنهج والطريقة فحسب بل عن العلم والمعرفة
وقد نقل شيخنا الفقيه - وفقه الله - نصوص العلماء في هذا الباب
ومن تأمل وجد أن البخاري أعلى شأنا ومعرفة من الذهلي - رحمهما الله -
وشهادة الولد من أقوى الشهادات ولولا الخصومة بين الابن والأب لقلت هذه الشهادة أقوى شهادة
ومع الخصومة فهي شهادة قوية لأن الذهلي لم يعترض على هذا
فدل هذا وغيره على فضل علم البخاري على علم الذهلي - رحمهما الله
والله أعلم
أخي الحبيب أيمن صلاح - وفقه الله -
ذكرتم
(لذا أرى ترك الإستدراكات على كلامه)
لا شك أن الفائدة في المدارسة وحيا الله الشيخ الجديع
يمكنه الكتابة في الملتقى
وفي جميع الأحوال لاشك أن باب التعقيب مفتوح
ولا يشترط معرفة أدلة الشيخ الجديع - وفقه الله - قبل الاستدراك
وهذه نصحية
(لا يعرف الإنسان خطأ شيخه حتى يجلس عند شيوخ آخرين)
¥(19/192)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 11 - 07, 05:42 م]ـ
وهذا موضوع لشيخنا محمد خلف سلامة - حفظه الله ونفع به -
وهو صاحب كتاب لسان المحدثين وهو كتاب العصر في هذا الفن
فائدة في منهج الإمام محمد بن يحيى الذهلي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=498039#post498039
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 11 - 07, 09:08 م]ـ
((18) الإمام محمد بن يحيى الذهلي هو لا يقل في الدرجة العلمية عن الإمام البخاري، ولم يعرف عند عامة الناس لانه ما خلف شيئا من المؤلفات، والذهلي كان له عناية بمرويات الزهري والذي عرف فيما بعد بـ" الزهريات")
الظاهر أن الذهلي صنف التصانيف إلا أنها لم تنتشر
(قَالَ أَبُو حَامِدٍ بنُ الشَّرْقِيِّ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو المُسْتَمْلِي، يَقُوْلُ: دَفَنْتُ مِنْ كُتُبِ مُحَمَّدِ بنِ يَحْيَى بَعْدَ وَفَاتِهِ أَلْفَي جُزءٍ.
)
تنبيه
وهم صاحب العارفين حيث ذكر
كتاب التوكل من تصانيف الإمام الذهلي
وهذا خطأ
فكتاب التوكل هذا من تصنيف محمد بن يحيى الأزدي
ففي الفهرست لابن النديم
(محمد بن يحيى الازدي أو الادمى الشك منى وله من الكتب، كتاب التوكل: رواه عنه أبو على محمد بن معن بن هشام القارى)
وهذا الشيخ له ترجمة في تاريخ بغداد
(محمد بن يحيى بن عبد الكريم بن نافع أبو عبد الله الأزدي)
روى عنه عبد الله بن أحمد وابن أبي الدنيا
فوهم صاحب
العارفين
فذكر
(الذهلي: محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الحافظ أبو عبد الله الذهلي النيسابوري المتوفى سنة 259 تسع وخمسين ومائتين. من تصانيفه علل حديث الزهري. كتاب التوكل.)
وهذا خطأ بين
وأحسب والعلم عند رب البريات عالم الخفيات - أن الذهلي أوصى بدفن كتبه
-هذا مجرد ظن -
والظاهر أنه صنف وتلاميذه أئمة الشأن نقلوا حديثه من مصنفاته التي حدث بها
لأن كثرة حديثه تحوي أنه صنف كما صنف أهل عصره
ونجد حديثه في تصانيف تلاميذه
وأظن أن الخراسانيين مثل الدغولي وابن الشرقي وابن خزيمة
قد سمعوا منه بعض مصنفاته
طبعا غير تصنيفه في حديث الزهري
والله أعلم بالصواب
ولعله يراجع كتاب العسيري فلعل فيه فوائد والكتاب ليس بين يدي الآن لأكشف منه
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[10 - 11 - 07, 01:53 ص]ـ
(21) علم علل الحديث يدخله شيء من التوفيق، ويستطيع أن يتقنه الشخص بتوسعه في الحفظ والاطلاع مثل الأئمة الحفاظ.
(22) علم الحديث بقي فيه حظ وافر للمتأخرين وهنا يقال كم ترك المتقدم للمتأخر.
(23) من أخطاء الأمة المعاصرة أنها تحتقر نفسها إذا تدينت حتى يقول قائل أين نحن من من أولئيك مع أن التكاليف هي التكاليف والسيئة هي نفس السيئة والحسنة هي الحسنة.
(24) الناس دائما في علوم الحياة يحاولون أن يبرزوا لماذا لا يكون هذا في العلوم الشرعية.
(25) علم الحديث يُتعلم ويُتلقى ويُتلقن ويُتدرب عليه ويستطيع بعد ذلك الناس أن ينقدوا كما نقد الأئمة البخاري ومسلم وأبو زرعة وأبو حاتم.
(26) سكوت النبي صلى الله عليه وسلم على شيء هو إقرار وتشريع أي إقرار بكون ذلك الفعل تشريعا، لانه صلى الله عليه وسلم لا يسكت إلا على حق وغيره قد يسكت خوفا أومحاباة أو مجاراة ..
(27) كل صفة تدخل في صفات النبي صلى الله عليه وسلم حديث، وتسمى أيضا شمائل كما ألف الترمذي" الشمائل" وزيادة المحمدية إقحام لان ما يوجد في المخطوط للترمذي ما سماه إلا " الشمائل"
(28) السنة تفارق الحديث في أن الصفات الخلقية أي الخصائص البشرية لا تدخل في السنة وإنما السنة ما أريد به التشريع.
(29) قول الوعاظ." حديث شريف" بعد ذكر الأحاديث ليست علمية ويا ليت يقولون بعد الحديث رواه البخاري رواه مسلم ...
(30) الجامع للترمذي هكذا هو سماه وهكذا اسمه في المخطوط وزيادة "الجامع الصحيح" هذا إقحام
(30) أجل كتاب ينبغي أن يقتنى في غريب الحديث هو كتاب " النهاية " لابن الأثير
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[11 - 11 - 07, 07:33 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب ابن وهب على التوضيح , و لكن يجب أن نرى أدلة الشيخ عبد الله الجديع أولا لنحكم هل أخطأ أم لا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 11 - 07, 08:21 م]ـ
الخطأ الظاهر لايحتاج إلى إيراد أدلة.
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[12 - 11 - 07, 02:09 ص]ـ
الخطأ الظاهر لايحتاج إلى إيراد أدلة.
هذا إذا كان بالفعل ظاهرا. و كبار العلماء يصعب تحديد من الأعلم فيهم , و عندك مثلا الشافعي و أحمد بن حنبل , فهل تستطيع أن تحدد من الأعلم فيهما؟
فهذه من الأمور التي يصعب الجزم فيها و علمها عند الله سبحانه و تعالى , و لكن نجتهد فيها بحسب ما لدينا من علم قاصر.
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[12 - 11 - 07, 02:33 ص]ـ
قال أبو حاتم الرازي عن محمد بن يحيى الذهلي: (هو إمام أهل زمانه).
و قال ابن خزيمة: حدثنا محمد بن يحيى الذهلى، إمام أهل عصره بلا مدافعة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 11 - 07, 02:42 ص]ـ
ولكن أخي الفاضل من من العلماء قدم الذهلي على البخاري كما قال الشيخ الجديع؟
¥(19/193)
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[12 - 11 - 07, 02:55 ص]ـ
يمكن أن يفهم ذلك أخي الفاضل من قول أبي حاتم الرازي و قول ابن خزيمة و بخاصة قول ابن خزيمة حيث قال (بلا مدافعة) , و أنا لا أقول و لا أجزم بأن ذلك هو الصواب.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 11 - 07, 03:42 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل، فهذا لايكفي دليلا على أن مكانة الذهلي في العلم لاتقل عن مكانة البخاري.
فائدة من التهذيب:
قال الحاكم سمعت أبا الطيب يقول سمعت ابن خزيمة يقول ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا أحفظ له من البخاري.
وقال إسحاق بن أحمد بن زبرك سمعت محمد بن إدريس الرازي أبا حاتم يقول محمد بن إسماعيل أعلم من دخل العراق
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[12 - 11 - 07, 12:15 م]ـ
وبارك الله فيكم أخي الفاضل عبد الرحمن الفقيه , لعل ما نقله ابن أبي حاتم الرازي عن أبيه أنه (إمام أهل زمانه) هو ما استقر عليه رأيه فهو أعلم برأي أبيه بحكم قربه منه. و أنا لا أتعصب لرأي أحد كما قد يظن البعض لذلك لم أجزم بأن ما قاله الشيخ الجديع هو الصواب.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 11 - 07, 12:19 م]ـ
أخي الحبيب أيمن صلاح - وفقه الله
أبو حاتم قال نفس العبارة عن الإمام الدارمي - رحمه الله -
في السير
(وَرَوَى: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي حَاتِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِمَامُ أَهْلِ زَمَانِهِ.
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 11 - 07, 12:29 م]ـ
وهذا ابنه عبد الرحمن
يقول عن أحمد بن سنان - رحمه الله
في السير
(وَقَالَ فِيْهِ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: هُوَ إِمَامُ أَهْلِ زَمَانِهِ.)
تراه يفضله على الإمام أحمد بن حنبل مثلا
فالدارمي والذهلي وأحمد بن سنان وأحمد بن حنبل والبخاري كلهم أئمة
ولكن الإمام أحمد أعلم من أحمد بن سنان
وكذا البخاري أعلم من الذهلي
رحم الله الجميع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 11 - 07, 12:30 م]ـ
مك1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[12 - 11 - 07, 01:15 م]ـ
ولكن أخي الفاضل من من العلماء قدم الذهلي على البخاري كما قال الشيخ الجديع؟
الشيخ الجديع لم يقل ذلك أخي الفاضل , بل قال: (الإمام محمد بن يحيى الذهلي هو لا يقل في الدرجة العلمية عن الإمام البخاري). و هذه العبارة تحتمل أنه يتساوى معه.
أخي الحبيب ابن وهب هذه الأقوال تفيد ارتفاع منزلة هؤلاء العلماء , و يصعب تحديد من الأعلم فيهم , و الأمر اجتهادي كما قلت من قبل و لا يستدعي كل هذا الخلاف و كنت فقط أريد أن أنتظر حتى أعرف ما استند إليه الشيخ الجديع حفظه الله , و في النهاية أرجو ألا أكون قد أفسدت الموضوع على أخي السعيدي بالدخول في مناقشات جانبية طويلة و لعله كان من الأفضل أن تناقش في موضوع مستقل , و أعتذر له لذلك و ننتظر باقي الفوائد منه لنستفيد إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 11 - 07, 05:38 م]ـ
جزاك الله خيرا على التنبيه وقد أصبت في هذا وفقك الله. فكلام الشيخ يفيد المساواة.
وأما ما يتعلق بفهم كلام العلماء فقد وضح الشيخ ابن وهب حفظه الله المسألة فجزاه الله خيرا.
مسألة أخرى
في النقل السابق عن الشيخ الجديع
(17) محمدبن شهاب الزهري من صغار التابعين وممن أدرك جماعة من الصحابة وإليه انتهى علم أهل المدينة.
كون الزهري أدرك جماعة من الصحابة إن قصد به الإدراك في الزمان فهذا حصل له ولغيره، وإن قصد أنه سمع منهم واستفاد من علمهم فهذا لم يتميز به الزهري رحمه الله حيث أن غالب رواياته عن الصحابة مرسلة وبعض الباقي فيه نزاع.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[13 - 11 - 07, 12:14 ص]ـ
كون الزهري أدرك جماعة من الصحابة إن قصد به الإدراك في الزمان فهذا حصل له ولغيره، وإن قصد أنه سمع منهم واستفاد من علمهم فهذا لم يتميز به الزهري رحمه الله حيث أن غالب رواياته عن الصحابة مرسلة وبعض الباقي فيه نزاع.
بارك الله فيكم شيخنا
تميز الزهري بالسماع من صغار الصحابة
فلا نزاع أنه سمع من أنس وسهل والسائب وابن صعير وابن لبيد وابن الربيع وسنين وأبي الطفيل وهؤلاء جماعة
قال أبو داود سمع الزهري من ثلاثة عشر رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
نعم أغلب رواياته عن كبار التابعين
لكن هو متميز في السماع عن أقرانه
فانظر إلى سماع ربيعة ويحيى بن سعيد وحميد الطويل وقارنه بسماع الزهري تجد أنه تميز عنهم
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 11 - 07, 02:15 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا على ما تفضلت به من فوائد مهمة ونافعة، والشيء من معدنه لايستغرب
الحكاية التي ذكرها الحاكم رحمه الله في تاريخ نيسابور
وحدثني أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة حدثني عبد الكريم بن النسائي حدثني أبي حدثنا أبو داود سليمان بن الأشعث بالبصرة قال سمع الزهري من ثلاثة عشر رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم - أنس سهل السائب سنين أبي جميلة محمود بن الربيع رجل من بلي ابن أبي صعير أبو أمامة بن سهل وقالوا ابن عمر؟ فقال رأيت ابن عمر سن على وجهه الماء سنا.
فلو تأملنا في سند هذه الحكاية الغريبة لو جدنا أن عبدالكريم بن الإمام النسائي رحمه الله يرويها عن والده، وعبدالكريم بن أحمد بن شعيب من رواة السنن عن والده رحمه الله إلا أنا نحتاج إلى معرفة منزلته من الجرح والتعديل، فليتك تفيدنا بذلك حفظك الله.
وأما ما ذكرته حفظك الله من تميزه عن أقرانه بالسماع من الصحابة فسيأتي الكلام عليه إن شاء الله.
¥(19/194)
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 04:30 ص]ـ
أثابكم الله وأحسن إليكم،
قد كان حام حول هذه المسألة بعض الحفاظ، وكان العراقي نكّت في تقييده وإيضاحه على ابن الصلاح، ثم تلاه ابن حجر فعقّب عليه بنكتة نفيسة لولا انشغالي لنقلتها، فليرجع من رام تحقيق المسألة إلى النكت (ص210 ط. السعدني!).
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 11 - 07, 05:03 ص]ـ
بوركت على هذه الإحالة النفيسة، وماهي بأول فوائدكم
وهذا ما أشرت إليه حفظك الله من النكت لابن حجر (2/ 558 - 559)
(
قوله (ع): ((وما ذكر في حق من سمى من صغار التابعين أنهم لم يلقوا من الصحابة رضي الله عنهم إلا الواحد والاثنين ليس بصحيح بالنسبة إلى الزهري)).
قلت (ابن حجر): تمثيله بالزهري في صغار التابعين صحيح.
فإنه لا يلزم من كونه لقي كثيراً من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أن يكون من لقيهم من كبار الصحابة حتى يكون هو من كبار التابعين فإن جميع من سموه من مشايخ الزهري من الصحابة كلهم من صغار الصحابة أو ممن لم يلقهم الزهري وإن كان روى عنهم أو ممن لم تثبت له صحبة، وإن ذكر في الصحابة أو من ذكر فيهم بمقتضى مجرد الرؤية ولم يثبت له سماع،
فهذا حكم جميع من ذكر من الصحابة في مشايخ الزهري إلا أنس بن مالك رضي الله عنه وإن كان من المكثرين، فإنما لقيه، لأنه عُمّر وتأخرت وفاته.
ومع ذلك فليس الزهري من المكثرين عنه، ولا أكثر أيضاً عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه فتبين أن الزهري ليس من كبار التابعين، وكيف يكون منهم وإنما جل روايته عن بعض كبار التابعين لا كلهم، لأن أكثرهم مات قبل أن يطلب هو العلم. وهذا بين لمن نظر في أحوال الرجال والله الموفق) انتهى.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 05:32 ص]ـ
بارك الله فيكم
شيخنا الحبيب عبد الرحمن الفقيه
بارك الله فيكم ونفع بكم
عبد الكريم بن أحمد بن شعيب رواي كتب النسائي الكنى والسنن والتمييز
و لا يخفى عليكم - وفقكم الله أن العلماء اعتمدوا على روايته
لكتب النسائي في الكنى وغير الكنى
ورى عنه جماعة من أهل الفضل والعلم
وأظن له ترجمة في كتاب ابن يونس فليراجع
وهذا الأثر لا أدري هل هو من كتاب النسائي أو مجرد حكاية وراوية رواها
فلينظر وليحرر
والزهري - رحمه الله- أثبت سماعه من ابن عمر معمر تلميذه
فروى الذهلي - وهو في كتابه حديث الزهري فيما أحسب
قال الذهلي - رحمه الله
(حدثنا عبد الرزاق قال قلت لمعمر هل سمع الزهري من ابن عمر؟ قال نعم سمع منه حديثين)
انظر تاريخ دمشق فقد رواه بنفس سند حديث الزهري للذهلي
وذكر علي بن المديني
(وقد سمع من ابن عمر فيما حدثنا عبد الرزاق حديثين ولم يحفظهما عبد الرزاق إلا أنه ذكر عن الزهري أنه شهد ابن عمر مع الحجاج بعرفات)
قد يقول قائل
(وقال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين لم يسمع من بن عمر شيئا)
ولكن أثبت السماع معر وهو تلميذه
فإن قال قائل
قد يكون مما أخطأ فيه معمر عن الزهري
فيقال محتمل ولكن معمر أجاب عبد الرزاق بذلك
فالله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 06:09 ص]ـ
ومع هذا فهو من صغار التابعين لما بينه الشيخ عبد الرحمن الفقيه - وفقه الله
وقد نص غير واحد أنه من صغار التابعين
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 06:24 ص]ـ
ثم ظهر لي شيء
وهو أن معمر أخطأ
فالزهري روى عن عبد الله بن عبد الله بن عمر
فلعله مراده ولينظر
مجرد احتمال
الحديث الأول
قال مسلم
(حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ رُمْحٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ «مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ».)
الحديث الثاني
قال النسائي
(حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى ذُبَابٍ قَالَ قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- «لاَ تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ».
¥(19/195)
فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ ذَئِرَ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ فَأْمُرْ بِضَرْبِهِنَّ. فَضُرِبْنَ فَطَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- طَائِفُ نِسَاءٍ كَثِيرٍ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ «لَقَدْ طَافَ اللَّيْلَةَ بِآلِ مُحَمَّدٍ سَبْعُونَ امْرَأَةً كُلُّ امْرَأَةٍ تَشْتَكِى زَوْجَهَا فَلاَ تَجِدُونَ أُولَئِكَ خِيَارَكُمْ».
)
انتهى
وهذا ما ظهر لي
ولكن معمر روى الحديث
قال البيهقي
(أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْمِشٍ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ: مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى ذُبَابٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لاَ تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ». قَالَ: فَذَئِرَ النِّسَاءُ وَسَاءَتْ أَخْلاَقُهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ فَقَالَ عُمَرُ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَئِرَ النِّسَاءُ وَسَاءَتْ أَخْلاَقُهُنَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ مُنْذُ نَهَيْتَ عَنْ ضَرْبِهِنَّ قَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم-: «فَاضْرِبُوهُنَّ». قَالَ فَضَرَبَ النَّاسُ نِسَاءَهُمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ قَالَ فَأَتَى نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْتَكِينَ الضَّرْبَ فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ أَصْبَحَ: «لَقَدْ أَطَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ اللَّيْلَةَ سَبْعُونَ امْرَأَةً كُلُّهُنَّ يَشْتَكِينَ الضَّرْبَ وَايْمُ اللَّهِ لاَ تَجِدُونَ أُولَئِكَ خِيَارَكُمْ». {ج} بَلَغَنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِىِّ أَنَّهُ قَالَ: لاَ يُعْرَفُ لإِيَاسٍ صُحْبَةٌ)
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 06:53 ص]ـ
المشاركة 33 فيه تكلف
وقد قال النسائي
(أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ وَهُوَ قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ مَنْ جَاءَ مِنْكُمْ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ
قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ اللَّيْثَ عَلَى هَذَا الْإِسْنَادِ غَيْرَ ابْنِ جُرَيْجٍ وَأَصْحَابُ الزُّهْرِيِّ يَقُولُونَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ بَدَلَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ)
ويحتمل
(شهد ابن عمر مع الحجاج بعرفات)
(رأيت ابن عمر سن على وجهه الماء سنا.)
ويحتمل أنهما حديث واحد
ولكن نص العبارة في كتاب الذهلي كما في رواية ابن عساكر
(حدثنا عبد الرزاق قال قلت لمعمر هل سمع الزهري من ابن عمر؟ قال نعم سمع منه حديثين)
فالله أعلم
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 07:10 ص]ـ
أستاذنا الحبيب المكرَّم ابن وهب،
على ذكر شهود عرفة مع ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -،
ألا ترون أن معمرا قصّر،
أو دخل له حديث في حديث،
وحبذا لو تتأملون في حديث الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر في قصة ابن عمر مع الحجاج بعرفة،
ويحسُن النظر في الجامع الصحيح للإمام البخاري (1662، 1663) مع شرحه لأبي الفضل الكناني،
على أنني لا أُبرِّئ عبد الرزاق من الغلط،
ولا أُعصِّب الخطأ برقبة معمر دون تلميذه،
ولسنا نملك إلا تطريق الاحتمالات، مع عدم توفّر نص قاطع، أو نقل عن إمام من أئمة النقد،
والله أعلم بما كان،
ثم أود أن أسأل:
أين مالك وابن عيينة ومن في طبقتهما من أصحاب الزهري عن رواية خبر فيه ما يدل على سماع شيخهم ابن شهاب من ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -؟
ثم أين سائر أصحاب معمر من رواية هذا النبإ العجيب؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 08:00 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفعنا الله بعلمكم
فوائد جليلة
وما أشرتم إليه
(ثم أود أن أسأل:
أين مالك وابن عيينة ومن في طبقتهما من أصحاب الزهري عن رواية خبر فيه ما يدل على سماع شيخهم ابن شهاب من ابن عمر؟
¥(19/196)
ثم أين سائر أصحاب معمر من رواية هذا النبإ العجيب؟)
انتهى
قد خطر في بالي مثله فجزاكم الله خيرا
وأحسنتم الاشارة إلى شرح الكناني ففيه فوائد والانسان يغفل عن القريب ويبحث عن البعيد
بارك الله فيكم ونفع بكم
وأما قولكم -بارك الله فيكم ونفع بعلمكم -
(على أنني لا أُبرِّئ عبد الرزاق من الغلط،
ولا أُعصِّب الخطأ برقبة معمر دون تلميذه،)
ولكن عبد الرزاق سأل معمرا
وهذا غير الرواية فالخطأ يكون من معمر لا من عبد الرزاق
وفي علل ابن أبي حاتم
(وَسَأَلْتُ أَبِي، وَأَبَا زُرْعَةَ، عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَقَدْ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ الإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ الْحَدِيثُ
فَقَالا هَذَا خَطَأٌ، رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، وَشُعْبَةُ، وَإِسْرَائِيلُ، وَجَمَاعَةٌ يَقُولُونَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ عَمَّارٍ قَوْلَهُ، لا يَرْفَعُهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ، وَالصَّحِيحُ مَوْقُوفٌ عَنْ عَمَّارٍ
قُلْتُ لهما الخطأ ممن هو
قَالَ أَبِي أرى من عَبْد الرازق، أو من معمر، فإنهما جَمِيعًا كثيرا الخطأ
وقال أَبُو زُرْعَةَ لا أعرف هَذَا الْحَدِيث من حَدِيث معمر
ثم قَالَ من يَقُولُ هَذَا
قُلْتُ حَدَّثَنَا شيخ بواسط يقال له ابْن الكوفي، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، فسكت
)
انتهى
وإن كان هذا في حديث معمر عن أبي إسحاق
نعم قد قال الترمذي
(حدثنا حسين بن مهدي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن سفيان الثوري، عن يحيى بن سعيد، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر». سألت محمدا عن هذا الحديث فقال: لا أعرف أحدا روى هذا الحديث عن معمر غير عبد الرزاق، وعبد الرزاق يهم في بعض ما يحدث به)
ولكن معمر أخطأ في بعض أحاديث الزهري
ولكن هنا سؤال من عبد الرزاق لمعمر
إلا أن يكون وهم عبد الرزاق في الحكاية فهذا أمر آخر
بارك الله فيكم ونفع بكم
وهنا ينبه إلى شيء
قال العراقي في سماع الزهري من ابن عمر
(وأثبته علي بن المديني)
مع أن ابن المديني إنما ذكر عبارة عبدالرزاق
وقولكم - بارك الله فيكم
(ثم أين سائر أصحاب معمر من رواية هذا النبإ العجيب؟)
هذه لا أوفقكم عليه لأمر وهو أن هذا سؤال وحكاية وعبدالرزاق له اختصاص بمعمر
وأصلا نحن ما بلغنا أغلب مرويات معمر إلا من طريق عبد الرزاق
فابن المبارك فمروياته قليلة
وهشام بن يوسف ما تجد رواياته إلا عند البخاري وأمثاله
حتى مما يصعب على الذين استخرجوا حديث البخاري تخريج بعض الأحاديث
يمكن أن يكون عبد الرزاق وهم حال تحديثه للذهلي لأن في نقل علي بن المديني ليس فيه نقل ذلك عن معمر
وفي بعض مرويات الذهلي عن عبد الرزاق ما يستغرب
(طبعا الخطأ يكونمن عبد الرزاق)
فالله أعلم
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 08:32 ص]ـ
قال الحافظ الكناني
(قَوْله: (فَجَاءَ اِبْن عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَأَنَا مَعَهُ)
الْقَائِل هُوَ سَالِم وَوَقَعَ فِي رِوَايَة عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ الزُّهْرِيِّ " فَرَكِبَ هُوَ وَسَالِمٌ وَأَنَا مَعَهُمَا " وَفِي رِوَايَتِهِ " قَالَ ابْنُ شِهَاب: وَكُنْت يَوْمئِذ صَائِمًا فَلَقِيتُ مِنْ الْحَرِّ شِدَّة " وَاخْتَلَفَ الْحُفَّاظُ فِي رِوَايَة مَعْمَر هَذِهِ فَقَالَ يَحْيَى بْن مَعِين: هِيَ وَهْمٌ، اِبْن شِهَاب لَمْ يَرَ اِبْن عُمَر وَلَا سَمِعَ مِنْهُ وَقَالَ الذُّهْلِيّ لَسْت أَدْفَعُ رِوَايَة مَعْمَر لِأَنَّ اِبْن وَهْبٍ رَوَى عَنْ الْعُمَرِيِّ عَنْ اِبْن شِهَاب نَحْوَ رِوَايَة مَعْمَر وَرَوَى عَنْبَسَة بْن خَالِد عَنْ يُونُسَ عَنْ اِبْن شِهَاب قَالَ " وَفَدْت إِلَى مَرْوَانَ وَأَنَا مُحْتَلِم " قَالَ الذُّهْلِيّ: وَمَرْوَانُ مَاتَ سَنَة خَمْس وَسِتِّينَ وَهَذِهِ الْقِصَّة كَانَتْ سَنَة ثَلَاث وَسَبْعِينَ اِنْتَهَى. وَقَالَ غَيْره: إنَّ رِوَايَةَ عَنْبَسَة هَذِهِ أَيْضًا وَهْمٌ وَإِنَّمَا قَالَ الزُّهْرِيّ وَفَدْت عَلَى عَبْد الْمَلِك وَلَوْ كَانَ الزُّهْرِيّ وَفَدَ عَلَى مَرْوَانَ لَأَدْرَكَ جِلَّة الصَّحَابَة مِمَّنْ لَيْسَتْ لَهُ عَنْهُمْ رِوَايَة إِلَّا بِوَاسِطَة. وَقَدْ أَدْخَلَ مَالِك وَعُقَيْل - وَإِلَيْهِمَا الْمَرْجِعُ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ - بَيْنَهُ وَبَيْنَ اِبْن عُمَر فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ سَالِمًا فَهَذَا هُوَ الْمُعْتَمَدُ.
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 08:34 ص]ـ
أخطأت
فابن المديني ذكر
((وقد سمع من ابن عمر فيما حدثنا عبد الرزاق حديثين ولم يحفظهما عبد الرزاق إلا أنه ذكر عن الزهري أنه شهد ابن عمر مع الحجاج بعرفات)
فيقال لو كان عنده رواية عن هشام وعلي بن المديني له اختصاص بهشام لذكره
بارك الله فيكم
¥(19/197)
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 09:16 ص]ـ
أحسن الله إليكم أستاذنا الكريم،
ما تفضلتم به وجيهٌ، لكن لتطريق احتمال خطإ عبد الرزاق مدرك آخر لا يخى عليكم،
وفحواه أن كبار أصحاب عبد الرزاق لم يُسلّموا نقله وروايته،
وأنتَ ترى حية الوادي كيف ساق رواية ابن همام، وأبرأ عهدته بمثل ذاك السياق الدقيق،
وأين الإمام أحمد وأو زكريا من اعتماد هاتيك الرواية التي سُرَّ بِها - ثم سَرَّبها - ابن همام عفا الله عنه؟
أما الذهلي فعلى جلالة قدره فقد قال أبو حاتم: محمد بن يحيى كان بابه السلامة.
والله أعلم.
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 09:19 ص]ـ
وتأملوا قول أبي الحسن: وقد سمع من ابن عمر - فيما حدثنا عبد الرزاق - حديثين ولم يحفظهما!!
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 09:21 ص]ـ
فأنتم ترونه لم يأتِ بالقصة كاملة على الوجه، بله أن يحفظ الحديثين.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[13 - 11 - 07, 09:35 ص]ـ
أما الذهلي فعلى جلالة قدره فقد قال أبو حاتم: محمد بن يحيى كان بابه السلامة.
والله أعلم.
بارك الله فيكم
لكن هذا قد يعارض بأن الذهلي أعلم القوم بحديث الزهري
وأعيد ذكر قول الذهلي السابق لكن من التهذيب لابن حجر لمزيد التدبر به:
"وقال الذهلي لست ادفع رواية معمر عن الزهري أنه شهد سالما وعبد الله بن عمر مع الحجاج في الحج فقد روى ابن وهب عن عبد الله العمري عن الزهري نحوه ...... قلت رواية معمر التي أشار إليها أخرجها عبد الرزاق في مصنفه عنه ولفظه كتب عبد الملك إلى الحجاج أن اقتد بابن عمر في المناسك فأرسل إليه الحجاج يوم عرفة إذا أردت أن تروح فآذنا فراح هو وسالم وأنا معهما وقال في آخره قال بن شهاب وكنت صائما فلقيت من الحر شدة" ا. هـ
فذكر له متابعا
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[13 - 11 - 07, 09:43 ص]ـ
عبد الكريم بن النسائي اعتمده الخطيب وابن عساكر في تاريخيهما كثيرا في النقل عن أبيه ذكر وفاته الذهبي في التاريخ
روى عنه الحسن بن رشيق المصري وابن الخصيب وأحمد بن سعيد بن سعد البغدادي
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[13 - 11 - 07, 09:46 ص]ـ
أثابكم الله وأحسن إليكم،
قد كان حام حول هذه المسألة بعض الحفاظ، وكان العراقي نكّت في تقييده وإيضاحه على ابن الصلاح، ثم تلاه ابن حجر فعقّب عليه بنكتة نفيسة لولا انشغالي لنقلتها، فليرجع من رام تحقيق المسألة إلى النكت (ص210 ط. السعدني!).
- واعتراض الزين العراقي في التقييد مهم وذكره ابن الملقن في المقنع وزاد عليه نفائس وذكره ابن الوزير في التنقيح وتعقب الصنعاني الحافظ ابن حجر بعد أن ذكره كلامه في النكت وصحح اعتراض ابن الوزير
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[13 - 11 - 07, 09:50 ص]ـ
بارك الله فيكم
وجملة الصحابة الذين ذكر أنه روى عنهم أو سمع منهم:
1_ أنس بن مالك (لاخلاف في سماعه منه)
2_ سهل بن سعد (وروايته عنه في الصحيح)
3_ محمود بن لبيد (وسماعه منه في الصحيح ومحمود صحبته ثابتة في الصحيح)
4_ والسائب بن يزيد (وسماعه منه في الصحيح وصحبته ثابتة في الصحيح)
5_ أبو الطفيل ابن واثلة (وسماعه منه في مسلم والطبراني وصحبة أبي الطفيل ثابتة كما هو معلوم)
6_ عبد الله بن ثعلبة بن صعير (وسماعه منه في الصحيح وصحبة ابن صعير ثابة في الصحيح أيضا)
7_ عبد الله بن عامر بن ربيعة (وسماعه منه في الصحيح وغيره وصحبة عبد الله أثبتها أبو حاتم والترمذي وغيرهم كما تجده في الإصابة)
8_ وسنين أبي جميلة (وروايته عنه في الصحيح وكذا صحبة سنين في الصحيح)
9_ وربيعة ابن عباد الدؤلي له صحبة كما قال البخاري وابن أبي حاتم وغيره وينظر أين رواية الزهري عنه فإني لم أجدها
10_ أبو أمامة بن سهل ابن حنيف له إدراك وسماه النبي صلى الله عليه وسلم وعده أبو عمر في كبار التابعين وذكره في الاستيعاب لأنه أدرك فقط وليس له سماع ورواية الزهري عنه مشهورة في الصحيح وغيره
11_ وأبي عمر رجل من بلي له صحبة قاله ابن الأثير والذهبي روى عنه الزهري ورواه عن الزهري سعد بن سعيد الأنصاري من رجال مسلم وفيه خلاف في توثيقه وتضعيفه وينظر كلام ابن القيم عنه في التهذيب
12_ عبد الرحمن بن أزهر أثبت صحبته البخاري وغيره ورواية الزهري في المسند وغيره قال أحمد بن حنبل ما أراه سمع من عبد الرحمن بن أزهر ومعمر وأسامة يقولان عنه ولم يصنعا عندي شيئا
¥(19/198)
قال أبو داود بعد أن أخرج حديث أسامة بن زيد: أدخل عقيل بن خالد بين الزهرى وبين ابن الأزهر فى هذا الحديث عبد الله بن عبد الرحمن بن الأزهر عن أبيه
13_ عبد الله بن عمر وفي سماع الزهري منه خلاف كبير بين العلماء لا يخفاكم
14_ والمسور بن مخرمة قال الدارقطني لم يسمع الزهري منه شيئا
15_ عبد الله بن جعفر بن أبي طالب صحبته ثابة في مسلم وغيره وينظر أين روى عنه الزهري قال أبو حاتم رأى عبد الله بن جعفر ولم يسمع منه
16_ مسعود بن الحكم مختلف في اسمه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم رواية الزهري عنه في الزهريات للذهلي والنسائي وغيرهما قال البخاري في التاريخ لا يصح
وقال الذهلي لم يسمع من مسعود بن الحكم
وكذا رجح الدارقطني رواية الزبيدي عن الزهري قال بلغني عن مسعود ... الحديث كما في السنن والعلل له
وقرة بن عبد الرحمن الراوي عن الزهري ضعيف
17_ عبد الله بن سندر أثبت صحبته ابن أبي حاتم وأيده الحافظ في الإصابة بأدلة ولم أتحقق بعد من الذي روى عنه الزهري هل هو سندر بن أبي سندر أم عبد الله بن سندر أم مسروح بن سندر يحتاج إلى بحث
18_ عبد الله ابن الزبير ولعلّ مراد ابن الملقن ما ذكره البخاري في صحيحه في كتاب الكسوف:
"قال الزهرى فقلت ما صنع أخوك ذلك عبد الله بن الزبير ما صلى إلا ركعتين مثل الصبح إذ صلى بالمدينة قال أجل إنه أخطأ السنة" فليحرر
19و 20 _ الحسن والحسين رضي الله عنهما والمعروف رواية الزهري عن الحسن بن محمد بن علي وعلي بن الحسين عن أبيه فليحرر
21_ أم عبد الله الدوسية قال الدارقطني لم يصح سماع الزهري منها ا. هـ
وفي السند إلى الزهري الحكم بن عبد الله بن سعد وهو ضعيف
22_ أبو رهم قال ابن المديني حديثه يعني الزهري عن أبي رهم عندي غير متصل
23_ تمام بن العباس قال أبو عمر ابن عبد البر كل ولد العباس له رؤية وللفضل وعبد الله سماع
وقال بن السكن يقال كان أصغر إخوته وكان أشد قريش بطشا ولا يحفظ له عن النبي صلى الله عليه و سلم رواية من وجه ثابت وقال بن حبان في ثقات التابعين حديثه عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسل قال أبو حاتم روى عنه الزهري
24_ مروان بن الحكم روى عنبسة عن يونس عن ابن شهاب قال وفدت إلى مروان وأنا محتلم وقيل أن هذا وهم فليحرر
25_ أبو مويهبة المزني مولى النبي صلى الله عليه و سلم كان من مولدي السراة من موالي مزينة اشتراه النبي صلى الله عليه و سلم فأعتقه وشهد معه المريسيع وكان يقود لعائشة رضي الله عنها بعيرها ينظر أين روى عنه الزهري ولا أظنه يصح
26_ كثير بن العباس قال أبو علي بن السكن أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو صغير ولم يصح سماعه منه
ذكره ابن سعد في الطبقة الرابعة من الصحابة وقال لم يبلغنا انه روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً كذا قال وقد ذكره الخطابي في كتاب " من روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو وأبوه ". وقال قالوا رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وقال الدارقطني في كتاب الإخوة روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مراسيل
قال أبو حاتم روى عنه الزهري
هذا مجموع ما ذكره أبو نعيم في الحلية وعبد الغني في الكمال والعراقي في التقييد وابن الملقن في المقنع وغيرهم
وفي الاستيعاب لابن عبد البر: وقال الزبيري (لعلها الزبيدي) عن الزهري: أدركت ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أنس بن مالك وسهل بن سعد وأبا جميلة سنينا السلمي
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[13 - 11 - 07, 10:00 ص]ـ
ومع هذا فهو من صغار التابعين لما بينه الشيخ عبد الرحمن الفقيه - وفقه الله
وقد نص غير واحد أنه من صغار التابعين
والله أعلم
هذا يتوقف على مصطلح "صغار التابعين"
فإن قيل هو من لم يسمع إلا من واحد أو اثنين من الصحابة
لم يصح عد الزهري منهم لأنه كما تقدم إذا حررنا التراجم السابقة خلص لنا منه وصفى أن الزهري قد سمع من أكثر من ثمانية من ضغار الصحابة
وإن قيل التابعي الضغير هو من روى عن صغار الصحابة لا أكابرهم صح عد الزهري منهم
وعلى كل فإن الزهري يتميز في سماعه وعلو إسناده عن أقرانه كقتادة والأنصاري والطويل وربيعة
ولذلك عده الحاكم من كبار التابعين والله أعلم
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 10:01 ص]ـ
بارك الله فيكم
لكن هذا قد يعارض بأن الذهلي أعلم القوم بحديث الزهري
وأعيد ذكر قول الذهلي السابق لكن من التهذيب لابن حجر لمزيد التدبر به:
"وقال الذهلي لست ادفع رواية معمر عن الزهري أنه شهد سالما وعبد الله بن عمر مع الحجاج في الحج فقد روى ابن وهب عن عبد الله العمري عن الزهري نحوه ...... قلت رواية معمر التي أشار إليها أخرجها عبد الرزاق في مصنفه عنه ولفظه كتب عبد الملك إلى الحجاج أن اقتد بابن عمر في المناسك فأرسل إليه الحجاج يوم عرفة إذا أردت أن تروح فآذنا فراح هو وسالم وأنا معهما وقال في آخره قال بن شهاب وكنت صائما فلقيت من الحر شدة" ا. هـ
فذكر له متابعا
أحسن الله إليك،
أما مالك النجم فروى عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أن عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجاج أن يأتمَّ بعد الله بن عمر،
أما العمري فليس من رجال المحامل، ولا ممن يحق إبرازه أمام البُزْل القناعيس،
ولو أن الزهري حضر ذيّاك الموقف المُنِيف لتبجّح به في المجالس، وصاح به وباح، ولحُقَّ لمُترجِميه أن يُصدِّروا بهاتيك الرواية مَسْرَد أخباره، ولحلَّوْا بها جِيد سيرته؛ فإن الصدارة لمثلها، وما كان على شكلها،
فهي حقا: الشرف على الأسِرَّة والكراسي.
¥(19/199)
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 10:24 ص]ـ
هذا يتوقف على مصطلح "صغار التابعين"
فإن قيل هو من لم يسمع إلا من واحد أو اثنين من الصحابة
لم يصح عد الزهري منهم لأنه كما تقدم إذا حررنا التراجم السابقة خلص لنا منه وصفى أن الزهري قد سمع من أكثر من ثمانية من ضغار الصحابة
وإن قيل التابعي الضغير هو من روى عن صغار الصحابة لا أكابرهم صح عد الزهري منهم
وعلى كل فإن الزهري يتميز في سماعه وعلو إسناده عن أقرانه كقتادة والأنصاري والطويل وربيعة
ولذلك عده الحاكم من كبار التابعين والله أعلم
أحسن الله إليك،
لا شك أن الزهري صغير إذا ذُكر في مصافّ كبار التابعين والمخضرمين منهم، وأنتَ إذا وازنتَه برفيقه صالح بن كيسان، أو بإبراهيم النخعي = يظهر لك البَوْن الساسع، والفرق الواسع، بينه وبين من كان في سنِّه وطبقته،
وإن تذكّرتَ قصته مع صاحبه - ثم تلميذه - صالح بن كيسان، حين توفّرا على تقفُّر الحديث = ستعلم أن الزهري مُؤَيَّدٌ موفَّقٌ، وستُوقن أن السماع رزقٌ، خاصة حين تتأمل مرويات صالح عن الزهري، وحين تتذكّر أن الزهري أصغر من صالح بأربع سنوات،
والأشبه بالصواب أن يُقال: إن الزهري من أواسط التابعين؛ لقِدَم سماعه، موازنة بأقرانه، من صغارهم إذا محَّضْنا النظر إلى سِنِّه ومولده،
والله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 10:24 ص]ـ
بارك الله فيكم
أما الذهلي - رحمه الله فأحسب أنه لما
سمع حكاية سماع الزهري عن شيخه عبد الرزاق
ثم وجد هذه الراوية فجمع بين هذا وهذا صحة سماع الزهري من ابن عمر رضي الله عنهما
والذهلي - رحمه الله على جلالة قدره يذهب مذهب الجمع
قال الإمام النميري - رحمه الله
(
أحدها أنها كالماء
والثاني أنها أولى بعدم التنجس من الماء لأنها طعام وإدام فإتلافها فيه فساد ولأنها أشد إحالة للنجاسة من الماء أو مباينة لها من الماء
والثالث أن الماء أولى بعدم التنجس منها لأنه طهور وقد بسطنا الكلام على هذه المسألة في غير هذا الموضع وذكرنا حجة من قال بالتنجيس وأنهم احتجوا بقول النبي إن كان جامدا فألقوها وما حولها وكلوا سمنكم وإن كان مائعا فلا تقربوه رواه أبو داود وغيره وبينا ضعف هذا الحديث وطعن البخاري والترمذي وأبو حاتم الرازي والدارقطني وغيرهم فيه وأنهم بينوا أنه غلط فيه معمر على الزهري
قال أبو داود باب في الفأرة تقع في السمن حدثنا مسدد حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس عن ميمونة أن فأرة وقعت في سمن فأخبر النبي فقال ألقوها وما حولها وكلوه وقال ثنا أحمد بن صالح والحسين بن علي واللفظ للحسين
قالا ثنا عبدالرزاق قال أنبأنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله إذا وقعت الفأرة في السمن فإن كان جامدا فألقوها وما حولها وإن كان مائعا فلا تقربوه قال الحسن قال عبدالرزاق ربما حدث به معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس عن ميمونة عن النبي
قال أبو داود قال أحمد بن صالح قال عبد الرزاق قال أخبرنا عبدالرحمن بن مردويه عن معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس عن ميمونة عن النبي بمثل حديث الزهري عن سعيد بن المسيب وقال أبو عيسى الترمذي في جامعه
باب ما جاء في الفأرة تموت في السمن
حدثنا سعيد بن عبدالرحمن وأبو عمار قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس عن ميمونة أن فأرة وقعت في سمن فماتت فسئل عنها النبي فقال ألقوها وما حولها وكلوه قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي هذا الحديث عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس أن النبي سئل ولم يذكروا فيه عن ميمونة وحديث ابن عباس عن ميمونة أصح
وروى معمر عن الزهري عن سعيد ين المسيب عن أبي هريرة عن النبي نحوه وهو حديث غير محفوظ قال سمعت محمد بن إسماعيل يقول حديث معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي في هذا خطأ قال والصحيح حديث الزهري عن عبيدالله عن ابن عباس عن ميمونة
¥(19/200)
قلت وحديث معمر هذا الذي خطأه البخاري وقال الترمذي إنه غير محفوظ هو الذي قال فيه إن كان جامدا فألقوها وما حولها وإن كان مائعا فلا تقربوه كما رواه أبو داود وغيره وكذلك الإمام أحمد رضي الله عنه في مسنده وغيره وقد ذكر عبدالرزاق أن معمرا كان يرويه أحيانا من الوجه الآخر فكان يضطرب في إسناده كما اضطرب في متنه وخالف فيه الحفاظ الثقات الذين رووه بغير اللفظ الذي رواه معمر ومعمر كان معروفا بالغلط وأما الزهري فلا يعرف منه غلط فلهذا بين البخاري من كلام الزهري ما دل على خطأ معمر في هذا الحديث قال البخاري في صحيحه
باب إذا وقعت الفأرة في السمن الجامد أو الذائب
ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا الزهري أخبرني عبيدالله بن عبدالله بن عتبة أنه سمع ابن عباس يحدث عن ميمونة أن فأرة وقعت في سمن
فماتت فسئل النبي عنها فقال ألقوها وما حولها وكلوه قيل لسفيان فإن معمرا يحدثه عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال ما سمعت الزهري يقوله إلا عن عبيدالله عن ابن عباس عن ميمونة عن النبي ولقد سمعته منه مرارا
ثنا عبدان ثنا عبدالله يعني ابن المبارك عن يونس عن الزهري أنه سئل عن الدابة تموت في الزيت أو السمن وهو جامد أو غير جامد الفأرةأو غيرها قال بلغنا أن رسول الله أمر بفأرة ماتت في سمن فأمر بما قرب منها فطرح ثم أكل من حديث عبيدالله بن عبدالله ثم رواه من طريق مالك كما رواه من طريق ابن عيينة
وهذا الحديث رواه الناس عن الزهري كما رواه ابن عيينة بسنده ولفظه وأما معمر فاضطرب فيه في سنده ولفظه فرواه تارة عن ابن المسيب عن أبي هريرة وقال فيه وإن كان جامدا فألقوها وما حولها وإن كان مائعا فلا تقربوه وقيل عنه وإن كان مائعا فاستصبحوا به واضطرب على معمر فيه وظن طائفة من العلماء أن حديث معمر محفوظ فعملوا به وممن يثبته محمد بن يحيى الذهلي فيما جمعه من حديث الزهري وكذلك احتج به احمد لما أفتى بالفرق بين الجامد
والمائع وكان أحمد يحتج أحيانا بأحاديث ثم يتبين له أنها معلولة كاحتجاجه بقوله لا نذر في معصية وكفارته كفارة يمين ثم تبين له بعد ذلك أنه معلول فاستدل بغيره
وأما البخاري والترمذي وغيرهما فعللوا حديث معمر وبينوا غلطه والصواب معهم فذكر البخاري هنا عن ابن عيينة أنه قال سمعته من الزهري مرارا لا يرويه إلا عن عبيدالله بن عبدالله وليس في لفظه إلا قوله ألقوها وما حولها وكلوه وكذلك رواه مالك وغيره وذكر من حديث يونس أن الزهري سئل عن الدابة تموت في السمن الجامد وغيره فأفتى بأن النبي أمر بفأرة ماتت في سمن فأمر بما قرب منها فطرح فهذه فتيا الزهري في الجامد وغير الجامد فكيف يكون قد روى في هذا الحديث الفرق بينهما وهو يحتج على استواء حكم النوعين بالحديث ورواه بالمعنى
والزهري أحفظ أهل زمانه حتى يقال إنه لا يعرف له غلط في حديث ولا نسيان مع أنه لم يكن في زمانه أكثر حديثا منه وياقل إنه حفظ على الأمة تسعين سنة لم يأت بها غيره وقد كتب عنه سليمان بن عبدالملك - كتابا من حفظه ثم استعاده منه بعد عام فلم يخط منه حرفا فلو لم يكن في الحديث إلا نسيان الزهري أو معمر لكان نسبة النسيان إلى معمر أولى باتفاق أهل العلم
بالرجال مع كثرة الدلائل على نسيان معمر وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن معمرا كثير الغلط على الزهري قال الإمام أحمد رضي الله عنه فيما حدثه به محمد بن جعفر غندر عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه أن غيلان بن سلمة أسلم وتحته ثمان نسوة فقال أحمد هكذا حدث به معمر بالبصرة وحدثهم بالبصرة من حفظه وحدث به باليمن عن الزهري بالاستقامة
وقال أبو حاتم الرازي ما حدث به معمر بن راشد بالبصرة ففيه أغاليط وهو صالح الحديث وأكثر الرواة الذين رووا هذا الحديث عن معمر عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة هم البصريون كعبدالواحد بن زياد وعبدالأعلى بن عبدالأعلى الشامي
)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[13 - 11 - 07, 10:26 ص]ـ
أما العمري فليس من رجال المحامل
بارك الله فيكم
هذا لا يخفى على الذهلي لكن ليس هذا موضعه
والأمر يدور على غلبة الظن في مثل هذه الأمور
فمتابعة العمري هنا مفيدة ولها تأثير والله أعلم
على أن ما ذكرتموه بعد ذلك محتمل وله وجه
فحقيقة لو حضر ذلك المشهد لصاح به
فالله أعلم
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 10:39 ص]ـ
بارك الله فيكم
هذا لا يخفى على الذهلي لكن ليس هذا موضعه
والأمر يدور على غلبة الظن في مثل هذه الأمور
فمتابعة العمري هنا مفيدة ولها تأثير والله أعلم
على أن ما ذكرتموه بعد ذلك محتمل وله وجه
فحقيقة لو حضر ذلك المشهد لصاح به
فالله أعلم
أما أن مثله لا يخفى على الذهلي، فمُسلّم في الغالب، لكن قد يتجوّز أحيانا ويُمشِّي ما لا يمشي ولا يجيء،
ولذلك نبّه صاحبه أبو حاتم أن بابه السلامة،
وهل يصح عند من فقه هذا الشأن وصَلُب فيه عُوده أن يُلَوِّح برواية العمري إزاء رواية الأسطوانة = أعني مالكًا نجم الحفاظ ومُقدَّمهم في الزهري،
اللهم إن هذا لا يكاد يسكن عليه قلبي،
والله المُلْهِمُنا الصواب.
¥(19/201)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 10:48 ص]ـ
(أدركت ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أنس بن مالك وسهل بن سعد وأبا جميلة سنينا السلمي (
وهذا مما يدعم القول بعدم سماعه من ابن عمر رضي الله عنه
لأنه قصد في هذا الصحابة الكبار (بالنسبة لمن سمع منهم الزهري)
فلو كان سمع من ابن عمر رضي الله عنه لذكره في هذا المقام
والله أعلم
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[13 - 11 - 07, 10:57 ص]ـ
والذهلي - رحمه الله على جلالة قدره يذهب مذهب الجمع
بارك الله فيكم
لا شك أن المقدم في باب العلل الترجيح على الجمع ولا يصار إلى الجمع إلا في حالات معينة عند توفر قرائن معينة
ولا يخفى ضعف التوسع في الجمع في مثل هذه الأمور كما هو مسلك الفقهاء وغيرهم
إلا أني أرى أن الذهلي إنما صحح الطريقين هنا لتوفر قرائن معينة حفت الحديث وطرقه
وهي:
- سعة رواية الزهري وكثرة مشايخه فلا ينكر أن يكون له فيه إسنادان
- رواية ابن عيينة من طريق ابن راهوية
- رواية الليث عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال " بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن فأرة وقعت في سمن جامد " الحديث وهذا يدل على أن لرواية الزهري عن سعيد أصلا
- رواية عبد الجبار بن عمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر به وعبد الجبار مختلف فيه
- رواية ابن جريج عن الزهري عن سالم عن ابن عمر به لكن السند إلى ابن جريج ضعيف والمحفوظ أنه من قول ابن عمر
- رواية معمر للطريقين معا مما يدل على حفظه لهما
ونص كلام الذهلي:"الطريقان عندنا محفوظان لكن طريق ابن عباس عن ميمونة أشهر"
فكأن الذهلي نظر أولا في صحة السند عن معمر ثم في سعة رواية الزهري وكثرة مشايخه ثم رواية الليث عن الزهري ثم رواية معمر للطريقين معا ثم الخلاف فيه على الزهري وإن كان ضعيفا
فكأنه نظر إلى مجموع هذه الأمور فأثبت أن كلا الطريقين محفوظين والله أعلم
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 10:59 ص]ـ
وقد يحتاج أئمة النقد إلى الاستئناس بأمثال العمري، لكن في مقامات غير هذا المقام = مقام الموازنة، وتحقيق المرويات ونخلها، وتحرير المحفوظ مما رواه الحفاظ الأيقاظ، فإن رواية العمري مُزحزحة هاهنا، إذ هو من الطبقات المتأخرة عند من طبَّق أصحاب الزهري.
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 12:35 م]ـ
الذهلي أعلم القوم بحديث الزهري
لا شك أن الذهلي من أعلم أهل طبقته بحديث الزهري، وقد كان توفَّر على جمعه، واحتشد لذلك واحتفل، لكن لا يلزم من ذلك ألا يغلط في تمشية حال حديث، بل الواقع أنه قد ندّتْ عنه رواياتٌ من حديث الزهري، ثم قد كان نبغ من أصحابه من استدرك عليه وأفاده ببعض ما فاته من حديث الزهري،
وأنت تتذكر ما حكاه سعيد البرذعي عن الذهلي من احتفاله وتعظيمه ما أفاده أبو زرعة من علة حديث ابن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ركعتان بسواك ــ وقوله: لم أستفد منذ دهر علمًا أوقعَ عندي ولا آثَرَ من هذه الكلمة، ولو فهمتُم عظيم خطرها؛ لاستحلَيْتُمُوه كما استحليْتُه - وجعل يمدح أبا زرعة ـ في كلام كثير،
انتهى بنصِّه وفصِّه،
والحكاية مشهورة متداولة تعالمها وتعارفها المعتنون بهذه الصنعة، وحلَّى بها أبو محمد الحنظلي جِيد سيرة أبي زرعة من تقدمة المعرفة ص329 - 330،
ولو أن المقام لا يُساعد على الاستطراد؛ لنقلتُ ما في أجوبة أبي زرعة عن أسئلة البرذعي (ص1154 - 1156 ـ ط 1426)؛ إذ هنالك نقلٌ عزيز يتصل برواية لعبد الرزاق في جامعه عن معمر، فيه كشفُ أبي زرعة علتَه، ثم استفادها الذهلي،
ولا تَنْسَ رأي أبي زرعة في رتبة عبد الرزاق ودرجته، مما نقله البرذعي ص644 - 646؛ فهو نفيس عزيز فائق السياق، في قالَب يستحليه ويستجليه مَنْ مَنَّ الله عليه بطرف من معارف القوم،
وحسبك أن أبا حاتم قال: قَدِم محمد بن يحيى النيسابوري الري، فألقيتُ عليه ثلاثة عشر حديثا من حديث الزهري، فلم يعرف منها إلا ثلاثة أحاديث، وسائر ذلك لم يكن عنده، ولم يعرفها!!
روى هذا النبأ العجيب: أبو محمد في التقدمة ص358 عن أبيه.
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 12:53 م]ـ
إذ هو من الطبقات المتأخرة عند من طبَّق أصحاب الزهري.
¥(19/202)
الطبقات التي سردها الحافظ ابن رجب في شرح العلل معروفة مشهورة، ويطيب لي أن أنوِّه بسياق آخر للطبقات فائق رائق شائق، تراه في أسماء شيوخ مالك لابن خلفون الأونبي ص197 - 200، وذكر العمري في الطبقة السادسة من أصحاب الزهري.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[13 - 11 - 07, 02:04 م]ـ
قال أبو عمر ابن عبد البر في التمهيد:
"وروى معمر عن الزهري أنه كان شاهدا مع سالم وأبيه هذه القصة مع الحجاج وذكر ذلك عبدالرزاق وغيره عن معمر عن الزهري وذلك عند أهل العلم وهم من معمر وقال يحيى بن معين وهم في ذلك معمر وابن شهاب لم ير ابن عمر ولا سمع منه شيئا وقال أحمد بن عبدالله بن صالح قد روى الزهري عن عبدالله بن عمر نحو ثلاثة أحاديث قال أبو عمر هذا مما لا يصححه أحد سماعا وليس لابن شهاب سماع من ابن عمر غير حديث معمر هذا إن صح عنه
وأما محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري فقال: "ممكن أن يكون الزهري قد شاهد ابن عمر مع سالم في قصة الحجاج واحتج برواية معمر وفيها فركب هو وسالم وأنا معهما حين زاغت الشمس وفيها قال الزهري وكنت يومئذ صائما فلقيت من الحر شدة
قال محمد بن يحيى وقد روى ابن وهب عن عبدالله العمري عن ابن شهاب نحو رواية معمر في حديثه قال ابن شهاب وأصاب الناس في تلك الحجة من الحر شيء لم يصبنا مثله
واحتج أيضا بأن عنبسة روى عن يونس عن ابن شهاب قال وفدت إلى مروان وأنا محتلم قال ومروان مات سنة خمس وستين ومات ابن عمر (في تلك الحجة) سنة ثلاث وسبعين (قال) وأظن مولد الزهري سنة خمسين أو نحو هذا وموته سنة أربع وعشرين ومائة
فممكن أن يكون شاهد ابن عمر في تلك الحجة فلست أدفع رواية معمر هذا كله كلام الذهلي
وذكر الحلواني قال سمعت أحمد بن صالح يقول قد أدرك الزهري الحرة وهو بالغ وعقلها أظنه قال وشهدها وكانت الحرة في أول خلافة يزيد بن معاوية وذلك سنة إحدى وستين
قال أبو عمر أما رواية معمر لهذا الحديث فيما ذكر عبدالرزاق قال أنبأنا معمر عن الزهري قال كتب عبدالملك بن مروان إلى الحجاج أن اقتد بابن عمر في مناسك الحج فأرسل إليه الحجاج يوم عرفة إذا أردت أن تروح فآذنا فراح هو وسالم وأنا معهما حين زاغت الشمس فوقف بفناء الحجاج فقال ما يحبسه فلم ينشب أن خرج الحجاج فقال إن أمير المؤمنين كتب إلي أن أقتدي بك وأن آخذ عنك فقال له سالم إن أردت السنة فأوجز الخطبة والصلاة قال الزهري وكنت يومئذ صائما فلقيت من الحر شدة
وذكر الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا عبدالرزاق قال أنبأنا معمر عن الزهري في حديثه الذي ذكر أن عبدالملك بن مروان كتب إلى الحجاج أن اقتد بابن عمر في مناسك الحج قال وقال الزهري وأنا يومئذ بينهما وكنت صائما فلقيت من الحر شدة
قال عبدالرزاق فقلت لمعمر فرأى الزهري ابن عمر قال نعم وقد سمع منه حديثين فسلني عنهما أحدثكهما قال فجعلت أتحين خلوته لأن أسأله عنهما ولا يكون معنا أحد قال فلم يمكني ذلك حتى أنسيته فما ذكرت حتى نفضت يدي من قبره فندمت بعد ذلك فقلت وما ضرني لو سمعتهما وسمع معي غيري
فهذا يدل على أن الحديث الثاني لم يسمع من معمر ولا أنه ذكر فيما علمت عند أحد من أهل العلم
وقد قال أحمد بن خالد أن الحديث الآخر في الحج وهذا لا يوجد ولا يعرف والله أعلم
قال الحلواني وحدثنا يعقوب بن إبراهيم قال أنبأنا شريك عن خالد بن ذؤيب عن الزهري قال رأيت ابن عمر يمشي أمام الجنازة
قال حدثنا أحمد بن صالح قال أنبأنا عنبسة بن خالد بن أخي يونس بن يزيد عن الزهري قال وفدت إلى مروان بن الحكم وأنا محتلم قال الحسن ومات ابن مروان سنة أربع وسبعين في أولها إلا أنه حج سنة ثلاث وسبعين ومات بعد الحج ومنهم من يقول مات في آخر سنة ثلاث وسبعين.ا. هـ
في كلام أبي عمر فوائد:
- تثبت معمر من هذين الحديثين ومن سماع الزهري من ابن عمر وثقته من ذلك كما يفهم من الحوار الذي دار بينه وبين عبد الرزاق
- احتمال أن يكون الخطأ من عبد الرزاق بعيد
- في كلام الذهلي تدقيق وتحرير مما يدل على اعتنائه بالمسألة وأن عنده زيادة علم كيف لا وقد أفنى عمره في تتبع حديث الزهري وأخباره
- أحمد بن صالح المصري من أعلم الناس بحديث الزهري فقد جمعه وجوده وقدمه قرينه ابن حنبل مع الذهلي على أهل عصرهما في معرفة حديث الزهري وبينهما قصة في مذاكرة حول الزهري
وابن الطبري شيخ الذهلي وبينهما قصة وفيها نصحه له بتنقيح أحاديث الذهلي
ولمست قرب منهج الذهلي من منهج ابن صالح
وأظن أن ابن صالح يثبت سماع الزهري من ابن عمر وما تقدم في التمهيد عنه يؤيد ذلك
ويبقى كل هذا ظن حتى نقف على نص ابن صالح في المسألة يسر الله الوقوف عليه
- صحة سند وفود الزهري على مروان تلك السنة وعنبسة مكثر عن الزهري
- الحوار الذي دار بين معمر وتلميذه يدل على تفردهما بهذا العلم عن غيرهما ومعمر طويل الصحبة للزهري
لكن يستشف منها أن معمرا كان يكتم ذينك الحديثين
- ينظر من هو أحمد بن خالد؟
¥(19/203)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 02:12 م]ـ
فقال رأيت ابن عمر سن على وجهه الماء سنا
رواه ابن أبي شيبة فيما أحسب
ينظر
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 02:40 م]ـ
- ينظر من هو أحمد بن خالد؟
أحسن الله إليك،
هو الحافظ الفقيه الرحال أبو عمر ابن الجبّاب القرطبي (246 - 322)،
قال ابن الفرضي: كان إمام وقته غير مدافع في الفقه والحديث والعبادة.
وقال عياض السبتي: كان إماما في الفقه لمالك، وكان في الحديث لا يُنازَع، سمع منه خلقٌ كثيرٌ، وصنف مسند مالك، وكتاب الصلاة، وكتاب الإيمان، وكتاب قصص الأنبياء.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 02:47 م]ـ
(ال حدثنا أحمد بن صالح قال أنبأنا عنبسة بن خالد بن أخي يونس بن يزيد عن الزهري قال وفدت إلى مروان بن الحكم وأنا محتلم قال الحسن ومات ابن مروان سنة أربع وسبعين في أولها إلا أنه حج سنة ثلاث وسبعين ومات بعد الحج ومنهم من يقول مات في آخر سنة ثلاث وسبعين)
أما مولده
(.
قال أبو زرعة الدمشقى عن عبد الرحمن بن إبراهيم، و أحمد بن صالح المصرى: مولده سنة خمسين من التأريخ.
و قال أبو داود عن أحمد بن صالح: يقولون مولده سنة خمسين.
و قال خليفة بن خياط: ولد سنة إحدى و خمسين.
و قال يحيى بن بكير: مولده سنة ست و خمسين.
و قال الواقدى: مولده سنة ثمان و خمسين، فى آخر خلافة معاوية، و هى السنة التى ماتت فيها عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم)
قال ابن عساكر
(أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا سليمان بن إسحاق ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا محمد بن سعد (5) قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة الزهري واسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله الأصغر بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة وأمه عائشة بنت عبد الله الأكبر بن شهاب ويكنى أبا بكر قال محمد بن عمر ولد الزهري سنة ثمان وخمسين في آخر خلافة معاوية بن أبي
سفيان وهي السنة التي ماتت فيها عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان الزهري قد قدم في سنة أربع وعشرين ومائة إلى أمواله بثلبة (1) بشغب وبدا فأقام فيها فمرض هناك فمات وأوصى أن يدفن على قارعة الطريق ومات لسبع عشرة من رمضان سنة أربع وعشرين ومائة وهو ابن خمس وسبعين سنة قالوا وكان الزهري ثقة كثير الحديث والعلم والرواية فقيها جامعا)
وابن سعد مادته الواقدي في بعض الأحيان
ولكن العجيب أنه يقول توفي وعمره 75 سنة
وهذا يعني أنه ولد سنة خمسين
فليحرر
(قال إبراهيم بن سعد، و ابن أخى الزهرى، و الهيثم بن عدى، و الواقدى،
و خليفة بن خياط، و على ابن المدينى، و أبو نعيم، و يحيى بن بكير، و عمرو ابن على، و محمد بن المثنى، و محمد بن سعد، و أبو عمر الضرير، و غيرهم: مات سنة أربع و عشرين و مئة.
و كذلك قال محمد بن يحيى بن أبى عمر العدنى، و غير واحد عن سفيان بن عيينة.
زاد الواقدى، و غيره: لسبع عشرة مضت من رمضان، و هو ابن اثنتين و سبعين)
وهذا النقل عن الواقدي فيه تحديد 72 سنة
وهذا يعني أنه ولد سنة خمسين في رأي الواقدي
فليحرر
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 03:11 م]ـ
(سعة رواية الزهري وكثرة مشايخه فلا ينكر أن يكون له فيه إسنادان
رواية ابن عيينة من طريق ابن راهوية
رواية الليث عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال " بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن فأرة وقعت في سمن جامد " الحديث وهذا يدل على أن لرواية الزهري عن سعيد أصلا
رواية عبد الجبار بن عمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر به وعبد الجبار مختلف فيه
رواية ابن جريج عن الزهري عن سالم عن ابن عمر به لكن السند إلى ابن جريج ضعيف والمحفوظ أنه من قول ابن عمر
رواية معمر للطريقين معا مما يدل على حفظه لهما)
أما
سعة رواية الزهري وكثرة مشايخه فلا ينكر أن يكون له فيه إسنادان
فنعم
وأما
(رواية ابن عيينة من طريق ابن راهوية)
ففالذهلي أجل من يستدل بالخطأ وهذا مما أخطأ فيه اسحاق بن ابراهيم
وهذا الحديث و حديث ذات عرق من أغرب أحاديث اسحاق
(رواية الليث عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال " بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن فأرة وقعت في سمن جامد " الحديث وهذا يدل على أن لرواية الزهري عن سعيد أصلا)
هذا فمحتمل وإن كنت أستبعد ذلك
¥(19/204)
(رواية عبد الجبار بن عمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر به وعبد الجبار مختلف فيه)
عبد الجبار ضعيف جدا قاله الذهلي ولا أظن أنه يعتبر به
(رواية ابن جريج عن الزهري عن سالم عن ابن عمر به لكن السند إلى ابن جريج ضعيف والمحفوظ أنه من قول ابن عمر)
هذا من المنكرات والذهلي لا يمكن أن يستأنس بالمنكرات
(رواية معمر للطريقين معا مما يدل على حفظه لهما)
نعم هذا صحيح
بارك الله فيكم ونفعنا بعلمكم
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 03:15 م]ـ
محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة الزهري واسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله الأصغر بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة وأمه عائشة بنت عبد الله الأكبر بن شهاب ويكنى أبا بكر قال محمد بن عمر ولد الزهري سنة ثمان وخمسين في آخر خلافة معاوية بن أبي سفيان وهي السنة التي ماتت فيها عائشة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان الزهري قد قدم في سنة أربع وعشرين ومائة إلى أمواله بثلبة بشغب وبدا فأقام فيها فمرض هناك فمات وأوصى أن يدفن على قارعة الطريق ومات لسبع عشرة من رمضان سنة أربع وعشرين ومائة وهو ابن خمس وسبعين سنة قالوا وكان الزهري ثقة كثير الحديث والعلم والرواية فقيها جامعا)
وابن سعد مادته الواقدي في بعض الأحيان
ولكن العجيب أنه يقول توفي وعمره 75 سنة
وهذا يعني أنه ولد سنة خمسين
زاد الواقدى، و غيره: لسبع عشرة مضت من رمضان، و هو ابن اثنتين و سبعين)
وهذا النقل عن الواقدي فيه تحديد 72 سنة
وهذا يعني أنه ولد سنة خمسين في رأي الواقدي
فليحرر
أنتم أعلم بأن محمد بن عمر هذا هو الواقدي،
ويلزم على قولَيْ الواقدي في سنتَيْ ولادة ووفاة الزهري أن يكون مات عن 66 سنة،
وهذا قولٌ شاذٌّ مهجورٌ،
أما من نقل عن الواقدي أن الزهري توفي وهو ابن 72 سنة = فلازمه أن يكون وُلد سنة 52،
يُنظر هل وقع في نُسَخ الطبقات تحريفٌ وإزالة للعدد عن وجهه،
ولستُ هاهنا بصدد التنبيه على الخلاف الواقع بين الطبقات الكبرى والصغرى، والتفاوت الثابت فيهما في تحديد طبقة الراوي، فلهذا تحريرٌ ليس هذا موضعه.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 03:29 م]ـ
أعلم رعاك الله
ولكني قلت لعل كلام الواقدي ينتهي عند تحديد سنة المولد لا الوفاة
لأنه كما ترون ابن حجر ينقل عنه خلاف هذا القول
ورواية الحارث بن أبي أسامة عن ابن سعد
ولولا الاختلاف الكبير لرجحت قول الواقدي لأنه مدني خبير بأهل المدينة وقوله مقدم على قول غيره
في هذا الباب
وأحمد بن صالح نقل عن الزهريين سنة خمسين
وإلا كان كلام الواقدي أقرب لأنه مدني
وفي تهذيب الكمال
(وقال الواقدي (1): مولده سنة ثمان وخمسين في آخر خلافة معاوية، وهي السنة التي ماتت فيها عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال ضمرة بن ربيعة: مات سنة ثلاث وعشرين ومئة.
وكذلك قال رباح بن خالد عن سفيان بن عيينة.
وقال يحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن معين: مات سنة
ثلاث أو أربع وعشرين ومئة.
وقال أبو عبيد: مات سنة ثلاث، ويقال: سنة أربع وعشرين ومئة قال: وهذا أثبت من قول من قال سنة ثلاث وعشرين.
وقال إبراهيم بن سعد، وابن أخي الزهري، والهيثم بن عدي، والواقدي (1)، وخليفة بن خياط (3)، وعلي بن المديني، وأبو نعيم، ويحيى بن بكير، وعمرو بن علي، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن سعد، وأبو عمر الضرير، وغيرهم: مات سنة أربع وعشرين ومئة.
وكذلك قال محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وغير واحد (4) عن سفيان بن عيينة.
زاد الواقدي، وغيره: لسبع عشرة مضت من رمضان، وهو ابن اثنتين وسبعين.
__________
(4) طبقاته: 9 / الورقة 172.
(1) طبقات ابن سعد: 9 / الورقة 172.
(2) طبقاته: 261.
(3) منهم علي بن المديني تاريخ البخاري الكبير: 1 / الترجمة 693، وتاريخه الصغير: 1/ 320.
(*))
فأشار أي المحقق إلى طبقات الواقدي في تاريخ المولد ولم يشر إليه في تاريخ الوفاة
فالله أعلم
فينظر في هذا
وما ذكرتم من صحة هذا الحرف في المطبوع فينظر فيه أيضا
وكذا ما ذكرتم من اختلاف بين الطبقات الكبرى والصغرى
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 03:35 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=51587&d=1194957597 وهذا خبر ابن عمر عند ابن أبي شيبة والسند خطأ كذا هو في نسخة الحوت ونسخة الرشد
ويراجع نسخة عوامة
وهذه صورة من نسخة الرشد
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 03:44 م]ـ
أحمد بن صالح قال أبنا عنبسة بن خالد ابن أخي يونس بن يزيد عن الزهري قال وفدت إلى مروان بن الحكم وأنا محتلم
- صحة سند وفود الزهري على مروان تلك السنة وعنبسة مكثر عن الزهري
أحسن الله إليكم وبارك فيكم،
سقط من السند ذكر عمه يونس بن يزيد بسبب انتقال النظر،
وعنبسة لم يدرك الزهري قولا واحدا،
ثم هل ترون صحة رواية عنبسة عن عمه عن الزهري؟
وما القول المحرَّر في درجة حديث عنبسة؟
¥(19/205)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 03:51 م]ـ
أخي الحبيب - حفظك الله
السؤال موجه لي أم لأخي أمجد
ودمتم
وأنا إنما نقلت العبارة لبيان المولد لا لبيان صحة الراوية
فأنا مع من يرى أن هذا وهم والصواب عبد الملك
وإن صح فيحمل على أن رآه في الحج هذا وإن كان فيه تكلف فهو أولى من أن يقال أن الزهري وفد على مروان وهو ابن 13 في بلاد الشام
وإلا فأنا مع من يرى الوهم في هذا الحرف
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 03:53 م]ـ
والخطأ ليس من انتقال البصر بل من النسخة الالكترونية
فكذا هو في الشاملة 1
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 04:13 م]ـ
نحن الآن أمام 3 أحاديث
حديث الحج
حديث المشي أمام الجنازة
وخبر رأيت ابن عمر يسن الماء على وجهه سنا
الأول عند عبد الرزاق وقد تكلم عليه المشايخ
الخبر الثاني نقله الأخ الكريم أمجد - وفقك الله- عن التمهيد نقلا عن الحلواني
الخبر الثالث عند ابن أبي شيبة وما في المطبوع خطأ
وهو ما نقله النسائي عن أبي داود
والعجلي ذكر أن الزهري روى عن ابن عمر 3 أحاديث غير أنه لم يذكر السماع وإنما الراوية
إي روى الزهري عن ابن عمر
أما الأحاديث أو الأخبار التي أمامنا ففيه بيان رؤية الزهري لابن عمر
فهي غير ما قصده العجلي
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[13 - 11 - 07, 04:48 م]ـ
ثم هل ترون صحة رواية عنبسة عن عمه عن الزهري؟
كانت عند عنبسة نسخة فيها حديث يونس عن الزهري شاركه فيها ابن وهب
وعنهما أخذها أحمد بن صالح فأكثر من هذه السلسة
وكان عنبسة قد وقعت له أصول يونس
قال أبو داود: عنبسة أحب إلينا من الليث بن سعد سمعت أحمد بن صالح يقول عنبسة صدوق قيل لأبي داود يحتج بحديثه قال:
سألت أحمد بن صالح قلت كانت أصول يونس عنده أو نسخه؟ قال بعضها أصول وبعضها نسخه
فحديث عنبسة عن عمه أقوى من حديثه عن غيره
ورأيت أحمد ابن صالح _وهو الخبير بحديث الزهري_ يرجح قولا لعنبسة على ابن وهب
وأما قول أحمد بن حنبل: ما لنا ولعنبسة أي شئ خرج علينا من عنبسة من روى عنه غير أحمد بن صالح
فقد رده الحافظ في الميزان قائلا: بل روى عنه جماعة وأثنى عليه أبو داود ا. هـ
وقد اعتمده أحمد بن صالح وأكثر عنه وهو بلديه وأعلم به
- لعلّ إنكار يحي بن بكير على عنبسة روايته وفود الزهري على مروان لأنه كان سيء الرأي به
قال يعقوب بن سفيان عن يحيى بن بكير إنما يحدث عن عنبسة مجنون أحمق كان يجيئني ولم يكن موضعا للكتابة أن يكتب عنه
وهذا تعنت والله أعلم
وأما قول الساجي: تفرد عن يونس بأحاديث
فلا ينكر هنا لأن له بعمه مزيد اختصاص لما بينهما من قرابة ولاطلاعه على أصول عمه فتفرده هنا لا ينكر
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 11 - 07, 05:16 م]ـ
(وأحمد بن صالح نقل عن الزهريين سنة خمسين)
الصواب دحيم
في تاريخ دمشق
وقال الذهلي حدثنا يحيى قال مات يوم سبعة عشر من شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومائة وقال ابن نمير سمعت يحيى بن بكير يقول مات سنة أربع وعشرين ومائة وقال الواقدي مثل يحيى بن بكير وزاد وهو ابن اثنتين وسبعين سنة وقال الواقدي في التاريخ وهو ابن تسعين (3) سنة
_________
(1) بدا: واد قرب أيلة من ساحل البحر وقيل: بوادي القرى وقيل بوادي عذرة قرب الشام (معجم البلدان)
(2) تحرفت بالاصل إلى: " سعيد " والمثبت عن " ز "
(3) كذا جاء بالاصل وفي " ز ": " سبعين " وهو أقرب)
(
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 11 - 07, 05:24 م]ـ
بارك الله فيكم مشايخنا الكرام على هذه الفوائد العظيمة النفع
أما ما يتعلق بالإمام الزهري رحمه الله فروايته عن الصحابة الثابتة بالسماع قليلة،، وقد يكون بعض من عاصره روى عن عدد أقل منه من الصحابة ولكن حديثه عنهم أكثر، فيستدل بها على طول الملازمة والتفقه على الصحابة رضوان الله عليهم وهذه الثمرة المهمة، وليست بكثرة العدد، وقد سبق في كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في النكت ما يكفي إن شاء الله من كون أكثر روايته عن التابعين وعدم روايته عن كبار الصحابة وغير ذلك.
أما عبدالكريم النسائي فهو كما تفضلتم في نقل العلماء عنه والرواية، وإن لم نقف على توثقيق له من أحد من أهل العلم، ومثل هذه المسألة تحتاج إلى تثبت أكثر خاصة مع غرابة متنها شيئا ما؟ فإذا وجد في المتن نكارة ألصقت بمثل هذا.
فائدة:
جاء في المنتخب من الإرشاد
¥(19/206)
سمعت عبد الله بن محمد الحافظ يقول: سمعت محمد بن الحسين يقول: سمعت محمد بن يحيى الذهلي يقول: لما جمعت حديث الزهري عرضت على علي بن المديني فنظر فيه، فقال: أنت وارث الزهري فبلغ ذلك أحمد بن صالح المصري فلما دخلت مصر قال لي أحمد بن صالح - وذاكرته في أحاديث الزهري -: أنت الذي سماك علي بن المديني وارث حديث الزهري؟ قلت: نعم، قال: بل أنت فاضح الزهري، قلت: لم؟ قال: لأنك أدخلت في جمعك أحاديث للضعفاء عن الزهري. فلما تبحرت في العلم ضربت على الأحاديث التي أشار إليها وبينت عللها.
وفي كتاب الإرشادات للشيخ طارق عوض الله
قال المروذي " العلل ومعرفة الرجال" (270).:
" سألت أحمد عن حديث: عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضَمرة، عن علي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، أنه مسح على الجبائر.
فقال: باطل، ليس من هذا شيء؛ من حدث بهذا؟
قلت: ذكروه عن صاحب الزهري.
فتكلم فيه بكلام غليظ " ا هـ.
وصاحب الزهري؛ هو: محمد بن يحيى الذهلي، الإمام الحافظ المعروف، لقب بذلك لجمعه حديث الزهري واعتنائه به، وقد أنكر الإمام أحمد هذا الحديث عليه، بل أنكره قبل أن يسأل عن راويه؛ فثبت المطلوب من أن المنكر أبداً منكر، بصرف النظر عن حال راويه.
وقد سئل الإمام ابن معين (1) عن هذا الحديث أيضاً، فأجاب بمثل جواب الإمام أحمد.
" فقال: باطل، ما حدث به معمر قط، عليَّ بدنة مقلدة مجللة إن كان معمر حدث بهذا! هذا باطل! ولو حدث بهذا عبد الرزاق كان حلال الدم!! من حدث بهذا عن عبد الرزاق؟! قالوا له: فلان (2).
فقال: لا والله! ما حدث به معمر، وعليّ حجة من هاهنا ـ يعني: المسجد ـ إلى مكة إن كان معمر حدث بهذا" ا هـ.
فقد أنكره غاية الإنكار، وضعفه هذا الضعف الشديد، وحكم بأنه باطل، وأنكر أن يكون معمر حدث به، فالآفة عنده ممن دون معمر، وليس دونه إلا عبد الرزاق والراوي عن عبد الرزاق، وعبد الرزاق ثقة، والراوي عنه قد علمتَ أنه حافظ ثقة، وابن معين ممن يوثقه، ومع هذا؛ فقد صرح هو بأنه لو أن عبد الرزاق حدث به لكان حلال الدم، مع أن عبد الرزاق من الثقات.
وهذا من أدل دليل، على أن الحديث المنكر أبداً منكر، وأنه لا يصلح في الاحتجاج ولا في الاستشهاد، وأن رواية الثقة له لا تدفع نكارته، بل الحديث إذا تُحقق من نكارته ـ إسناداً أو متناً ـ، وكان راويه ثقة، حمل على أنه مما أخطأ فيه الثقة.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[13 - 11 - 07, 11:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وهذا خبر ابن عمر عند ابن أبي شيبة والسند خطأ كذا هو في نسخة الحوت ونسخة الرشد
ويراجع نسخة عوامة
في تاريخ البخاري: خالد بن زيد بن جارية سمع ابن عمر فعله نسبه يحيى بن قزعة عن شريك
وهو كذلك في الطبعة التي أخرجها أبو المعاطي من الطبعة الهندية وطبعة الرشد وطبعة عوامة وهي على الشبكة
وطبعة عوامة مرفوعة على الملتقى ولم أنظر فيها
وفي الطهور لأبي عبيد ثنا خالد بن عمرو عن شريك بن عبد الله عن فلان بن زيد قال: رأيت ابن عمر يسن الماء على وجهه سنا
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[14 - 11 - 07, 12:07 ص]ـ
فأظن أن هذا سندا آخر
ويبحث عن رواية الزهري لهذا الفعل من ابن عمر
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[14 - 11 - 07, 02:01 ص]ـ
قال الحلواني وحدثنا يعقوب بن إبراهيم قال أنبأنا شريك عن خالد بن ذؤيب عن الزهري قال رأيت ابن عمر يمشي أمام الجنازة
الحديث مشهور من رواية الزهري عن سالم عن ابن عمر مرسلا ومرفوعا
أما هذه الطريق ففي التنقيح لابن عبد الهادي:
"وسئل عنه الدارقطني فذكر فيه كلاما كثيرا واختلافا وذكر رواية شعيب بن أبي حمزة وغيره عن الزهري ثم قال والصحيح عن الزهري قول من قال عن سالم عن أبيه أنه كان يمشي وقد مشى رسول الله وأبو بكر وعمر
وقال أيضا وروي عن شريك عن خالد بن ذؤيب عن الزهري رأيت ابن عمر يمشي أمام الجنازة
قال والزهري وإن كان لقي ابن عمر فإن هذا القول وهم لأن الحفاظ رووه عن الزهري عن سالم أنه رأى ابن عمر وهو الصواب"
- فيه أن الدارقطني ممن يثبت لقاء الزهري لابن عمر
- وفيه أن هذه الرواية خطأ يعني رواية خالد بن ذؤيب
- من هو خالد بن ذؤيب؟؟
لم أجده في الرواة عن الزهري ولا في مشايخ شريك
هل يمكن أن يكون محرفا؟؟
ينظر في مطبوعة العلل للدارقني في الجزء الرابع والخامس (المجلدات الخمس الأخيرة)
أما في التمهيد طبعة هجر فهو هكذا "خالد بن ذؤيب"
قال حدثنا أحمد بن صالح قال أنبأنا عنبسة بن خالد بن أخي يونس بن يزيد عن الزهري قال وفدت إلى مروان بن الحكم وأنا محتلم قال الحسن ومات ابن مروان سنة أربع وسبعين في أولها إلا أنه حج سنة ثلاث وسبعين ومات بعد الحج ومنهم من يقول مات في آخر سنة ثلاث وسبعين.ا. هـ
في طبعة هجر "مروان بن الحكم" وأشاروا في الحاشية أن في (م) _وهي طبعة وزارة الأوقاف المغربية_ "ابن مروان"
والصواب ما في طبعة هجر لا شك فيه والسياق يدل عليه
فأنا مع من يرى أن هذا وهم والصواب عبد الملك
قال الليث: قدم ابن شهاب على عبدالملك سنة اثنتين وثمانين
¥(19/207)
ـ[أبو عبدالله السعيدي]ــــــــ[14 - 11 - 07, 02:16 ص]ـ
الإخوة بالرغم من هذه المدارسة المفيدة لبعض المسائل إلا أنكم أضعتم علينا الموضوع الرئيسي غفر الله لكم، وياليت أن يفرد موضوع خاص للتعقيبات والتعليقات، ويكون فيه المدارسة والمناقشة.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[14 - 11 - 07, 02:21 ص]ـ
أؤيد ذلك لو أفرد المشرف التعقيبات في موضوع مستقل ويسميه كأن يسميه الصحابة الذين سمع منهم الزهري
أو هل سمع الزهري من ابن عمر أم لا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 11 - 07, 03:24 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
يتبين مما ذكرتموه ونقلتموه بأن
الحديث الأول رجح جمع من أهل العلم رواية مالك وعقيل على رواية عبد الرزاق عن معمر
والحديث الثاني خطأ وقع من بعض الرواة
والحديث الثالث أيضا خطأ ولعل بعض الراوة أخطأ فيه أيضا
وجزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 11 - 07, 03:38 ص]ـ
(قال ابن شهاب وكنت صائما فلقيت من الحر شدة (
أقول لعل مذهبه استحباب صوم يوم عرفة للحاج
وهذ مخالف لاختيار ابن عمر رضي الله عنه
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 11 - 07, 03:51 ص]ـ
ولعل أحد الراوة عن شريك أخطأ فجعل رواية شريك عن خالد عن الزهري في المشي أمام الجنازة
رواية شريك عن خالد عن الزهري في الوضوء
فيكون الخطأ من الرواة عن شريك
فيكون الحديث الثالث خطأ من الراوة عن شريك
ولينظر
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[22 - 11 - 07, 12:43 م]ـ
هلا افردتم المناقشات عن الموضوع الرئيسي؟؟
ان استطاع احد الاخوة صف الموضوع في ملف وورد، ووضع هوامش عليه بتعليقات اخواننا الكرام، لكان له الاجر والمثوبة ...
جزى الله الجميع خيرا واخص منهم اخي وصديقي العزيز ... ابي عبدالله السعيدي
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[15 - 04 - 09, 11:37 م]ـ
قال أبو عبد الله البخاري:صالح بن كيسان أكبر من الزهري وهو قد أدرك ابن عمر
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[15 - 04 - 09, 11:48 م]ـ
قال أبو عبد الله البخاري:صالح بن كيسان أكبر من الزهري وهو قد أدرك ابن عمر
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[18 - 04 - 09, 03:46 م]ـ
قال أبو عبد الله البخاري:صالح بن كيسان أكبر من الزهري وهو قد أدرك ابن عمر
وقال أحمد صالح أكبر من الزهري قد رأى صالح ابن عمر
وقال ابن معين صالح أكبر من الزهري سمع من ابن عمر وابن الزبير
فهذا يشعر أن البخاري يرى أن الزهري لم يدرك ولم يسمع من ابن عمر
وقال علي بن المديني عن صالح بن كيسان: كان أسن من الزهري رأى ابن عمر
وقال: قد سمع الزهري من ابن عمر حديثين فيما حدثنا به عبدالرزاق ولم يحفظهما عبدالرزاق إلا أنه ذكر عن الزهري أنه شهد ابن عمر مع الحجاج بعرفات فروى مالك فأدخل بين الزهري وبين ابن عمر في هذا الحديث سالم بن عبدالله وقد تقدم
وعند أبي حاتم أنه رآه ولم يسمع منه فلعله جمع بين رواية معمر ومالك بأنه رآه في الحج ولم يسمع منه بدليل إدخال سالم بينه وبين ابن عمر
قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول الزهري لم يصح سماعه من ابن عمر رآه ولم يسمع منه
هذا للفائدة
وإلا فأني لا أستطيع أن أدفع رواية معمر في الحج والحوار الذي دار بينه وبين عبد الرزاق الذي نقله أبو عمر آنفا
فيقال: الأصل في رواية الزهري عن ابن عمر الإرسال ولكنه سمع منه حديثا أو حديثين فقط
والله أعلم(19/208)
كلام للشيخ صالح آل الشيخ في منهج المتقدمين.
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[07 - 11 - 07, 01:53 م]ـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح كشف الشبهات في معرض كلامه عن الحديث الذي ورد في تفسير قول الله ((وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً))
في التعليل الذي أعل به البعض هذا الحديث:
إن الذين ذكروا هذه العلة ليسوا من المتقدمين من حفاظ الأحاديث , وإنما هم من المتأخرين , و المتقدمون من أهل الحديث أدرى بالبيت , لأن فهمهم بالعلل أعظم من فهم من بعدهم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 11 - 07, 02:01 م]ـ
الذين ذكروا العلة هم أئمة النقد
الإسماعيلي وغيره
وقد نقل عن الإمام علي بن المديني
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 11 - 07, 02:03 م]ـ
انظر
حديث رقم 41 من موضوع شيخنا ماهر - وفقه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=122422&postcount=10
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 11 - 07, 02:07 م]ـ
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرح كشف الشبهات في معرض كلامه عن الحديث الذي ورد في تفسير قول الله ((وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً))
في التعليل الذي أعل به البعض هذا الحديث:
إن الذين ذكروا هذه العلة ليسوا من المتقدمين من حفاظ الأحاديث , وإنما هم من المتأخرين , و المتقدمون من أهل الحديث أدرى بالبيت , لأن فهمهم بالعلل أعظم من فهم من بعدهم.
انتهى
وإن كان المقصود المعنى دون المثال فصحيح
بمعنى أن المتقدمين أعلم من المتأخرين وفهمهم لعلم العلل أعظم
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[07 - 11 - 07, 08:59 م]ـ
جزاكم الله خيراً:
نعم أخي الحبيب , المقصود الاستشهاد بكلام الشيخ صالح في تقديم منهج المتقدمين.
ـ[النقاء]ــــــــ[08 - 11 - 07, 03:50 ص]ـ
إخواني إن المتأمل في كلام الحافظ ابن حجر و كلام الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه لم يجد تناقضا أبدا ...
و من باب ((إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت)) فهذه المسألة تتعلق بحق الله ((التوحيد)) أقول:
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه لكشف الشبهات عند الكلام على تفسير الآية المذكورة:
ولهذا ذكر البخاري في كتاب التفسير في تفسير صورة نوح قال باب ودّ وسواع ويغوث ويعوق ونسر، وذكر الحديث المعروف حديث ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح. وهذا القدر -وهو أنهم أسماء رجال صالحين- هو الذي يعرض فيه كثير من المعارضين اليوم، ويقولون إن هذه الأسماء أن تعدّ أسماء رجال صالحين لم تأتِ إلا في هذا الحديث عن ابن عباس.
وهذا الحديث رواه ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، وابن جريج له تفسير معروف، وفي تفسيره ذكر التصريح بأن عطاء هذا هو عطاء الخُرساني، كذلك ذكره عبد الرزاق في تفسيره وهو مطبوع؛ طبع مؤخرا، قال: عن ابن جريج عن عطاء الخرساني عن ابن عباس. والعلماء يقولون -علماء الجرح والتعديل-: إن عطاء الخُرساني لم يسمع عن ابن عباس. لهذا قال أولئك هذه الرواية ضعيفة وليست بصحيحة وإن رواها البخاري؟
والجواب عن ذلك أن ابن عباس رضي الله عنهما حينما ذكر أنها أسماء رجال صالحين جعلها البخاري رحمه الله تعالى -يعني جعل تلك الرواية- جعل البخاري رحمه الله تعالى تلك الرواية أصل في تفسير الآية، ورواها بإسناده المتصل لابن عباس، وكون عطاء أتى عند البخاري بلا نسبة، لا يعني أنه عند البخاري عطاء الخُرساني، ودلّلوا على ذلك بأن التفريق في روايات ابن جريج عن عطاء بأن منها عن عطاء الخرساني خاصة بالتفسير إنما هو عن علي بن المديني، وعلي بن المديني معروف بأنه إمام في العلل وله كتاب في العلل وكتبه مشهورة في ذلك والبخاري رحمه الله تلميذه، فلا يخفى عليه تعليل علي ابن المديني لهذه الرواية -أنا أُفَصِّل هذا لأن الدعاة إلى عبادة القبور أو إلى أن التوسط بالصالحين ليس هو شرك المشركين؛ الدعاة قالوا عمدتكم في ذلك هو رواية ابن عباس، ورواية ابن عباس ضعيفة، ولو رواها البخاري في صحيحه، فهذا رد لهذه الشبهة- نقول: البخاري قال عن ابن جريج قال: قال عطاء عن ابن عباس. ومن المتقرر في علم الرجال أن ابن جريج إذا قال: قال عطاء. وهو يعني ابن جريج ممن عرف بالتدليس، فإن قوله قال عطاء محمول على السماع وسماعه إنما هو من عطاء بن
¥(19/209)
أبي رباح وليس من عطاء الخرساني، فنستدل بذلك على أن هذه الرواية عند البخاري إنما هي عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس، وإسنادها متصل في غاية الصحة، وابن حجر رحمه الله حينما عرض لهذه المسألة قال وهي عندي -يعني هذه المسألة- عن عطاء الخرساني وعن عطاء ابن أبي رباح جميعا؛ لأن البخاري رحمه الله مشترط في صحيحه أن لا يروي الحديث إلا إذا كان متصلا، وهو لا يخفى عليه أن ابن جريج يروي عن عطاء الخرساني بانقطاع، وأن عطاء الخرساني راويته عن ابن عباس [منقطعة] لا يخفى عنه ذلك؛ لأنه من مشاهير العلم، ولأنه لم يروِ بهذه الترجمة مما يظن أنه عن عطاء الخرساني لم يروِ إلا حديثين، فهو رواها مسندة متصلة، فمن نازع في صحتها ينازع البخاري رحمه الله في تصحيحه له هذا واحد.
الثاني أن عطاء في الرواية هو عطاء ابن أبي رباح ولو كان روي في تفسير عبد الرزاق وتفسير ابن جريج التصريح بأنه عطاء الخرساني فإنّ ابن جريج قد يسمع من هذا وهذا، يعني قد يأخذ من هذا وهذا؛ قد يأخذ من عطاء بن أبي رباح، وقد يأخذ بواسطة عن عطاء الخرساني فهذا محتمل, وتغليط البخاري رحمه الله في تصحيحه للحديث هذا غير وارد.
الثالث أن الذين ذكروا هذه العلة ليسوا من المتقدمين من حفاظ الأحاديث، وإنما هم من المتأخرين، والمتقدمون من أهل الحديث أدرى بالبيت؛ لأن فهمهم بالعلل أعظم من فهم من بعدهم.
فنخلص من ذلك إلى أن رواية ابن عباس هذه هي الأصل في هذا الباب، وأنّ ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر أنها أسماء رجال صالحين صارت في العرب، وأن أولئك لم يعبدوها أول الأمر وإنما آتاهم الشيطان فمثّل لهم -كما ذكرتُ لكم- مثّل لهم صورا فلما تمسخ العلم وفي رواية فلما نسي العلم عبدت يعني لما نسي التوحيد وتمسخ العلم ورثها أناس لم يعرفوا حقيقة الأمر فعبدت، يدل على ذلك أن ودّا وسواع ويغوث ويعوق ونسرا هذه صارت في العرب معروفة وأبيات الشعر التي حفظت في ذلك عن العرب في ذكر هذه الأصنام مشهورة، الله جل وعلا ذكرها عن قوم نوح وهي موجودة العرب بهذه الأسماء والأشعار بها محفوظة، ويؤيد ذلك أيضا أنها في العرب أن العرب فيهم التعبيد لهذه الآلهة، فيهم من اسمه عبد ودّ، وفيهم من اسمه عبد يغوث، وفيهم من اسمه عبد نسر وهكذا، فالتعبيد لها يدل على أنها موجودة في العرب، وهي موجودة في قوم نوح بنص القرآن، فلما كان كذلك صارت هذه الرواية متفقة مع ظاهر القرآن، ومتفقة مع واقع العرب المعروف الذي حفظ، فمن طعن فيها فإنما هو من جهة عدم استيعابه للمسألة.
قلت: و قول ابن حجر المشار إليه في كلامه هو مذكور في مشاركة الأخ أبي بكر بن عبد الوهاب التي يشير إليها الرابط و هو قوله" لكن الذي قوي عندي أن هذا الحديث بخصوصه عند ابن جريج عن عطاء الخراساني وعن عطاء بن أبي رباح جميعا، ولا يلزم من امتناع عطاء بن أبي رباح من التحديث بالتفسير أن لا يحدث بهذا الحديث في باب آخر من الأبواب أو في المذاكرة , وإلا فكيف يخفي على البخاري ذلك مع تشدده ما شرط الاتصال واعتماده غالبا في العلل على علي بن المديني شيخه وهو الذي نبه على هذه القصة.
ومما يؤيد ذلك أنه لم يكثر من تخريج هذه النسخة وإنما ذكر بهذا الإسناد موضعين هذا وآخر في النكاح , ولو كان خفي عليه لاستكثر من إخراجها لأن ظاهرها أنها على شرطه.
فلعل أخي الذي فرق بين ما قرره الشيخ من علم التقدمين و بين المثال أن يتأمل هذا، و الشيخ حفظه الله معروف بكثرة إجازاته الحديثية و بتقعيده العلمي بارك الله في عمره.
نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل و أن يعلمنا ما ينفعنا.
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 05:15 م]ـ
المتقدمين أنفسهم إختلفوا
في إعلال بعض الأحاديث من نفي العلة عنها
هذا أولا
ثانيا: رائحة التفريق بين المنهجين بادية للعيان و الشيخ صالح آل الشيخ ليس على هذا المنهج
ثالثا: ليس هناك فرق بين المتقدمين و المتأخرين في المنهج و هذا واضح بل كلام الشيخ صالح أن المتقدمين أعلم لا أن منهجهم أفضل لأنه لا فرق بين المنهجين
رابعا: منهج المتأخرين هو إعمال قواعد المتقدمين كمنهج في التصحيح و التضعيف و التحسين
خامسا: كان الإمام الألباني رحمه الله - و يطيب لي كثيرا أن أسميه دارقطني العصر - كثيرا ما يردد عبارة * كم ترك الأول للآخر *
سادسا: دعوى الإكتفاء بأحكام المتقدمين على الأحاديث و عدم إعادة النظر فيها كدعوى الجمود على المذاهب الفقهية و التعصب لها سواءا بسواء.
سابعا: لعل الناظر المدقق في كلام المتأخرين و المتقدمين لا يكاد يجد حديثنا مما إعترض عليه الأقدمون و خالفهم المتأخرون إلا و كان للمتأخرين سلفٌ من المتقدمين.
ثامنا: هل إختلف المتقدمون أم إتفقوا؟ إن إتفقوا على جميع الأحاديث و لم يختلفوا فيها أبدا قلنا لم يجز الخروج عليهم و إحداث خلاف قولهم لأنه من مخالفة إجماع الأمة , و إجماع الأمة معصوم.
و إن كان الجواب بأنهم إختلفوا فهنا نقول: ما لكم ترضون منهم الإختلاف و تحرمون على الغير
تاسعاً: إلى أي سنة يقف تصنيفنا للمتقدمين , و ما دليلكم على هذا؟.
و الله المستعان.
¥(19/210)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 11 - 07, 05:22 م]ـ
بارك الله فيكم
الأخ العكرمي - وفقه الله
الشيخ صالح - وفقه الله
يقول
(إن الذين ذكروا هذه العلة ليسوا من المتقدمين من حفاظ الأحاديث , وإنما هم من المتأخرين , و المتقدمون من أهل الحديث أدرى بالبيت , لأن فهمهم بالعلل أعظم من فهم من بعدهم)
ألا تراه يرجح فعل المتقدمين وكأن المعنى أن هذا التعليل هو من صنيع المتأخرين
فلا يلتفت إليه
وكأن المعنى أن الحديث الذي صححه أئمة الشأن
يكون كلام من يعترض عليه من المتأخرين متعقب أو مردود
أما بقية المسائل التي ذكرتها - بارك الله فيك
فتجد الكلام عليه في موضوعات شتى في الملتقى وغيره
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 05:28 م]ـ
الأخ المكرم ابن وهب وفقه الله
لم تفعل إلا أن أعدت كلام الشيخ الذي يكشف بكل وضوح أنه يرى و كذلك جميع المسلمبن أن فهم المتقدمين للعلل أعظم و هذا لا خلاف فيه و هكذا الحال مع هذا الحديث فقد وفق الأولون و حاد المتأخرون
على أنني أي أخي لا أعترف بهذا التقسيم أصلا لأنني أعتقد أن المنهج واحد و الإختلاف إنما هو في الفهم و النظر و لئن إقتسرنا على أحكام المتقدمين لكنا قد حجرنا واسعاً
و الله يوفقني و إياكم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 11 - 07, 05:32 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
وحياكم الله
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 05:36 م]ـ
و فيكم بارك الله أخي الحبيب
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[10 - 11 - 07, 03:26 م]ـ
[ QUOTE= أبو عبد الرحمن العكرمي;694617] المتقدمين أنفسهم إختلفوا
في إعلال بعض الأحاديث من نفي العلة عنها
هذا أولا
جزاك الله خيرا
المسألة قتلت بحثا على هذا الملتقى وغيره
ولذلك سوف أحيلك في ردي على الروابط التي تم فيها الكلام على هذه القضية
ولا يخفاك أن في المسألة كتب كمقدمات الشيخ عبد الله السعد لبعض الكتب وككتب الشيخ المليباري وغيره
وأشرطة كأشرطة الشيخ إبراهيم اللاحم والشريف حاتم وغيرهم كثير
- اختلاف المتقدمين في بعض الأحاديث تصحيحا وتضعيفا لا يلزم منه الخلاف في منهجية النقد لأن كل حديث عندهم له نقد خاص فقد يظهر لهذا ما لا يظهر لغيره
لكن هم متفقون على منهجية محددة كالترجيح بالقرائن عند تعارض الزيادة والنقص والوصل والإرسال ونحو ذلك
فهم متفقون في منهجية النقد وإن كان هناك بعض الخلاف في بعض الجزئيات فإنه لا يؤثر في المنهج الكلي الذي يسير عليه المتقدم
كالاختلاف في اشتراط السماع وعدم الاكتفاء بالمعاصرة
فلا يلزم منه أن البخاري له منهج ومسلم له منهج آخر وهكذا
ثانيا: رائحة التفريق بين المنهجين بادية للعيان و الشيخ صالح آل الشيخ ليس على هذا المنهج
نعمت الرائحة هي إذ فيها إحياء لمنهج المتقدمين وتجديد ما اندرس من معالمه
فمن وافقهم من المتأخرين فنور على نور ومن خالفهم اعتذر له وترك قوله لقول المتقدم لأنه أعلم وأقعد بهذا الفن من غيره وعنه أخذ
أما مذهب الوزير آل الشيخ حفظه الله في المسألة فلا أعلمه وكلامه هنا ظاهر كما تقدم في كلام الشيخ ابن وهب
وعلى كل فالقول بالتفريق تبناه كثير من العلماء المتخصصين كما هو في الروابط المحال عليها
ثالثا: ليس هناك فرق بين المتقدمين و المتأخرين في المنهج و هذا واضح
دفع بالصدر
والفروق بين المنهجين تجده في الروابط المحال عليها كما سيأتي
بل كلام الشيخ صالح أن المتقدمين أعلم لا أن منهجهم أفضل لأنه لا فرق بين المنهجين
منهج المتقدمين أفضل من المتأخرين في كل العلوم ليس فقط في علم الحديث وانظر رسالة الزين ابن رجب الموسومة بفضل علم السلف على الخلف والمجلد الرابع من إعلام الموقعين لابن القيم وغيرها كما سيأتي
رابعا: منهج المتأخرين هو إعمال قواعد المتقدمين كمنهج في التصحيح و التضعيف و التحسين
- قواعد المتقدمين ليست مطردة بينما جاء المتأخر فطرد كثيرا من قواعد المتقدم كما هو واضح في مسألة زيادة الثقة وتجزئة حال الراوي ومسألة التفرد وغيرها كما سيأتي مقررا في كلام المشايخ
- أو يقال المتأخر قعد قواعد لا تعرف عند المتقدم كقاعدة أن زيادة الثقة مقبولة مطلقا وتفرد الثقة مقبول بإطلاق والوصل مقدم على الإرسال والتوسع في شد الضعيف بالضعيف ونحو هذا
¥(19/211)
خامسا: كان الإمام الألباني رحمه الله - و يطيب لي كثيرا أن أسميه دارقطني العصر - كثيرا ما يردد عبارة * كم ترك الأول للآخر *
لا شك عند أهل العلم أن المتقدم أعلم من المتأخر في جميع العلوم وأنه يستحيل أن يخطأ السلف الحق ويصيبه المتأخرون
لكن تقرير المسألة أن يقال:
إذا اتفق المتقدمون على منهج معين أو قول معين سواء كان في الفقه أو الحديث أو غير ذلك من العلوم فإنه لا يجوز للمتأخر أن يخالفهم لأن اتفقاق أهل الفن حجة
وإذا علمنا لبعضهم قولا ولم نعلم له مخالف فهو كالأول
وإذا اختلفوا فللمتأخر أن يختار من أقوالهم ما ترجح له بالدليل
أما الأحاديث التي لم يصل لنا حكمهم عليها فيحكم عليها على وفق قواعدهم ومنهجهم
سادسا: دعوى الإكتفاء بأحكام المتقدمين على الأحاديث و عدم إعادة النظر فيها كدعوى الجمود على المذاهب الفقهية و التعصب لها سواءا بسواء.
لم يدع ذلك أحد وتقرير المسألة سواء كان في علم الفقه أو الحديث كما تقدم في "خامسا"
سابعا: لعل الناظر المدقق في كلام المتأخرين و المتقدمين لا يكاد يجد حديثنا مما إعترض عليه الأقدمون و خالفهم المتأخرون إلا و كان للمتأخرين سلفٌ من المتقدمين.
- ليس هذا من التدقيق فكم من حديث اتفق المتقدمون على ضعفه وصححه المتأخر أو حسنه كحديث أنا مدينة العلم ... وحديث السبيعي في عدم مس الماء قبل النوم للجنب وغيرها
- ينبغي هنا معرفة من هو المتقدم ومن هو المتأخر كما سيأتي
و إن كان الجواب بأنهم إختلفوا فهنا نقول: ما لكم ترضون منهم الإختلاف و تحرمون على الغير
- لا تضييق إلا في بعض الصور وهو مخالفة منهجهم لأنهم لم يختلفوا في المنهج
وكذا إذا اتفقوا كما تفضلت به وكذا إذا كان لبعضهم قولا لم يعلم له مخالف كما تقدم
تاسعاً: إلى أي سنة يقف تصنيفنا للمتقدمين , و ما دليلكم على هذا؟.
من كان على منهج المتقدمين كالقطان وابن مهدي وابن المديني وأحمد وابن معين والبخاري ومسلم وأبي حاتم وأبي زرعة وغيرهم فهو من المتقدمين وإن تأخر زمنا ومن خالف منهجهم ككثير من الفقهاء والأصوليين ومن تبعهم من أهل الحديث فهو من المتأخرين وإن تقدم زمنا
والدليل وجود الفرق بين المنهجين كما تجده في هذه الروابط وغيرها:
أنظر هنا:
مقالات ومقدمات حول [منهج المتقدمين والمتأخرين في الصناعة الحديثية]
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=523
منهج المتقدمين أم المتأخرين؟ جديد شيخنا العلوان
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4782
ثلاث مقالات جديدة حول منهج المتقدّمين في علم الحديث الشريف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7584
أريد أن أعرف مسألة: (الفرق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في الحديث)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95021
بيان حقيقة الدعوة إلى منهج أئمة الحديث المتقدمين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38132
إذا اختلف المتقدم والمتأخر في مسألة فقول من يُقدم؟؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=114226
سلسلة تفسير علل الأحاديث المعللة عند المتقدمين التي خفيت عللها على المتأخرين
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79509
من ثمرات التفريق بين منهمج المتقدمين وبين المتأخرين في الحديث
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13224
أرجو أن تطلع على هذه الروابط وفقك الله
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[10 - 11 - 07, 04:54 م]ـ
لأخي أمجد أنا أعي ما أقول
و شكرا على الإجتهاد في تركيم الروابط
و الله الموفق.(19/212)
لماذا يذكر النووي مذهب الشيعة؟؟
ـ[أبو المعتز القرشي]ــــــــ[07 - 11 - 07, 07:06 م]ـ
تكرر في أكثر من موضع في شرح صحيح مسلم نقل الإمام النووي - رحمه الله - مذهب الشيعة في المسائل الفقهية وإن كان قد صرح بعد الاعتداد بمخالفة الشيعة فقال:"ولا اعتداد بخلاف الشيعة".
فما مقصوده من ذكر أقوالهم؟
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[07 - 11 - 07, 07:55 م]ـ
يرى الامام النووى ان اهل البدع لايعدون فى الخلاف
\ المتكلمين لا يعتد بهم في الاجماع والخلاف علي المذهب الصحيح الذى عليه جمهور اهل الاصول من اصحابنا وغيرهم لاسيما في المسائل الفقهيات\
المجموع شرح المهدب ج2ص7 55
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 12:02 ص]ـ
تكرر في أكثر من موضع في شرح صحيح مسلم نقل الإمام النووي - رحمه الله - مذهب الشيعة في المسائل الفقهية وإن كان قد صرح بعد الاعتداد بمخالفة الشيعة فقال:"ولا اعتداد بخلاف الشيعة".
فما مقصوده من ذكر أقوالهم؟
السلام عليكم ورحمة الله
الأخ الفاضل
أولاً: قولك (وإن كان قد صرح بعد الاعتداد بمخالفة الشيعة) أظنك تقصد (بعدم الاعتداد) وقد جعلت الكلمة باللون الأحمر في كلامك فأرجو المعذرة، وأظنه منك خطأ غير مقصود.
ثانياً: أكبر الظن أن النووي ـ رحمه الله تعالى ـ يذكر أقوالهم للتحذير، والله أعلم.(19/213)
من لي بترجمة الترمذي و كيف أجد جميع شيوخه؟
ـ[ابو اسحاق]ــــــــ[07 - 11 - 07, 08:16 م]ـ
من لي بترجمة الترمذي و كيف أجد جميع شيوخه؟
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 12:35 ص]ـ
تجدها في تذكرة الحفاظ وفي سير أعلام النبلاء إن شاء اللهفهذه مضان تراجم هؤلاء الرواة
وتجدها أيضا في التهذيبين(19/214)
جامع الأحاديث القدسية للصبابطي هل أجده في السعودية
ـ[النقاء]ــــــــ[08 - 11 - 07, 03:18 ص]ـ
أسأل عن كتاب جامع الأحاديث القدسية الصحيصة للصبابطي ’ هل أجده في المكتبات السعودية أم أنه في مصر فقط؟
من عنده علم فليبادرني به فإني على عجلة من أمري ...
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو عمر وصهيب]ــــــــ[09 - 11 - 07, 12:08 ص]ـ
الكتاب بمصر
فالشيخ عصام الصبابطى من المنيا التابعة لمصر
ـ[النقاء]ــــــــ[16 - 11 - 07, 12:55 م]ـ
جزاكم الله خيراً، و هل تعلمون أنه موجود في السعودية أو مكتبات في السعودية تتكفل بإحضاره؟
ـ[أبو معتصم الأندلسى]ــــــــ[17 - 12 - 07, 09:53 م]ـ
الكتاب مطبوع فى ثلاث مجلدات ولا لأظن أنه موجود فى المملكه.(19/215)
سؤال عن حديث طلاق الأخرس
ـ[أم الاء]ــــــــ[08 - 11 - 07, 04:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني بارك الله في علمكم وعمركم.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في ترجمة " جرير بن عبد الحميد الضبي " ,
" تهذيب التهذيب 1/ 369 ": وقال يعقوب بن شيبة , عن عبد الرحمن بن محمد , عن سليمان الشاذكوني , حدثنا (يعني جرير الضبي) عن مغيرة , عن إبراهيم في طلاق الأخرس , ثم حدثنا به , عن سفيان , عن مغيرة , ثم وجدته على ظهر كتاب لابن أخيه , عن ابن المبارك , عن سفيان , عن مغيرة. قال سليمان: فوقفته عليه. فقال لي: حدثنيه رجل , عن المبارك , عن سفيان , عن مغيرة , عن إبراهيم. وانظر: تاريخ بغداد 7/ 260.
س1: أسأل عن حديث طلاق الأخرس. فإنني بحثت عنه ولم أجده. وقد قال سليمان: وكان هذا الحديث موضوعاً. حفظكم الله لو تساعدوني في تخريجه والحكم عليه.
س2: هل يصح وصف جرير بن عبد الحميد الضبي بالتدليس من خلال قول سليمان الشاذكوني؟
حفظكم الله , ودمتم في خدمة الإسلام والمسلمين.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 11 - 07, 05:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيكم
الأثر المذكور رواه البخاري معلقاً (3/ 412) كتاب الطلاق باب اللعان، ووصله ابن أبي شيبة (4/ 79) برقم (17998) من طريق جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: إذا كتب الطلاق بيده وجب عليه.
ورواه عبد الرزاق في المصنف (6/ 413) برقم (11435) عن الثوري عن مغيرة عن إبراهيم في الرجل يكتب بالطلاق ولا يلفظ به ولا يراه كاملا قال هو جائز.
قال الحافظ في الفتح (9/ 441): (قوله: " وقال إبراهيم الأخرس إذا كتب الطلاق بيده لزمه " وصله بن أبي شيبة بلفظه وأخرجه الأثرم عن ابن أبي شيبة كذلك وأخرجه عبد الرزاق بلفظ الرجل يكتب الطلاق ولا يلفظ به أنه كان يراه لازما)
والأثر صحيح عن إبراهيم فقد رواه عبد الرزاق عن الثوري به كما سبق.
أما جرير بن عبد الحميد الضبي فمجمع على ثقته كما ذكر أبو القاسم اللالكائي وأخرج له الجماعة، ولم أر من وصفه بالتدليس فيما اطلعت عليه من تراجم أو مصنفات في المدلسين، وغاية ما نقم عليه وصفه بالتغير في آخره وخلطه بين حديث عاصم الأحول و أشعث بن سوار وقد بين أحمد أن بهز بن أسد قدم على جرير فقال له: هذا حديث عاصم وهذا حديث أشعث قال: فعرفها فحدث بها الناس، وذكر أبو حاتم أنه لما تغير حجبه أولاده كما ذكر الذهبي في الميزان.
وأما ما ذكره سليمان الشاذكوني فيجاب عنه بما يلي:
1 - الجواب الأول: ما ذكره الحافظ ابن حجر بقوله: (قلت إن صحت حكاية الشاذكوني فجرير كان يدلس) والقصة لا تصح فهي من رواية سليمان بن داود المنقري الشاذكوني:
قال البخاري: فيه نظر.
وكذبه ابن معين وقال مرة: كان الشاذكوني يضع الحديث.
وقال أبو حاتم: متروك الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال أبو احمد الحاكم: متروك الحديث.
2 - الجواب الثاني: لو صحت القصة فتدليس حديث واحد لا يؤثر في الراوي الثقة فقل من يسلم من تدليس بهذا الشكل حتى كبار الأئمة والمحدثين فغاية ما يقال هنا لو صحت القصة ان يكون من الطبقة الأولى من المدلسين وهم من لم يوصف بذلك إلا نادرا بحيث إنه لا ينبغي أن يوصفوا بذلك.
3 - الجواب الثالث: أنه ذكر لأبي خيثمة يوما إرسال جرير للحديث وأنه لم يكن يقول حدثنا وقيل له تراه كان يدلس فقال أبو خيثمة لم يكن يدلس لأنا كنا إذا أتيناه وهو في حديث الأعمش أو منصور أو مغيرة ابتدأ فأخذ الكتاب فقال حدثنا فلان ثم يحدث عنه مبهم في حديث واحد ثم يقول بعد ذلك منصور منصور أو الأعمش الأعمش لا يقول في كل حديث حدثنا حتى يفرغ من المجلس.
وهذا جواب دقيق من تلميذه أبي خيثمة زهير بن حرب وهو أعلم به.
والله أعلم
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 05:28 م]ـ
ما شاء الله بارك الله فيك أبا حازم
ـ[أم الاء]ــــــــ[08 - 11 - 07, 06:34 م]ـ
بارك الله فيكم وحفظكم وفرج همكم ... آمين
لقد وصف الترمذي جرير الضبي بالتدليس فقال:
حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف , أخبرنا عمر بن علي المقدمي , عن هشام بن عروة , عن أبيه , عن عائشة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى أن الخراج بالضمان. قال أبو عيسى: وقد روى مسلم بن خالد الزنجي هذا الحديث , عن هشام بن عروة , ورواه جرير عن هشام - أيضاً - وحديث جرير يقال: تدليس دلس فيه جرير , لم يسمعه من هشام بن عروة.
سنن الترمذي (كتاب: البيوع , باب: ما جاء فيمن يشتري العبد ويستغله ثم يجد به عيباً , ص 373 , ح 1286).
وقد ذكره محمد طلعت في كتابه " معجم المدلسين " ص 122.
وأخيراً جزاكم الله خير الجزاء.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 11 - 07, 08:03 م]ـ
بارك الله فيكم
الأهم عندنا هنا ما نقل عن الترمذي _ رحمه الله _ وهو لا يدل على وصف الترمذي لجرير بالتدليس من وجهين:
الوجه الأول: أنه ذكره بصيغة التمريض ولم يجزم به فقال: (وحديث جرير يقال: تدليس دلس فيه جرير , لم يسمعه من هشام بن عروة)
الوجه الثاني: أن الترمذي بين سبب رواية جرير هذا عن هشام فيما نقله عن البخاري في كتاب العلل الكبير (ص 192) برقم (338) فقال:
(قلت له _ أي البخاري _: رواه جرير عن هشام بن عروة؟
فقال _ أي البخاري _: قال محمد بن حميد: إن جريراً روى هذا في المناظرة ولا يدرون له سماعاً)
ومحمد بن حميد هو ابن حيان الرازي ممن حدث عن جرير، ومعلوم أن رواية الحديث عن طريق المناظرة لا توصف بالتدليس.
ومعلوم أنه لو كان الترمذي وصفه بالتدليس لم يغفله من كتب في ذلك كالذهبي في منظومته والحلبي وابن حجر وغيرهم.
والله أعلم
¥(19/216)
ـ[أم الاء]ــــــــ[09 - 11 - 07, 02:53 ص]ـ
بارك الله فيكم , ونضر وجوهكم.
وآمل أن تسمحوا لي بالاستفادة من آرائكم بكتابتها في بحثي. وشكراً.(19/217)
استفسار
ـ[نبيل علي علي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 06:00 م]ـ
ناقشت أحد الزملاء في مسألة فجرى ذكر الألباني فحط من قدره كثيرا وقال إن عليه انتقادات كثيرة ليست في أحاديث أخطأ في الحكم عليها فحسب بل أخطاء في منهجه ككل كعدم الأخذ بزيادة الثقة وعدم تتبع الطرق وغير ذلك كما حط من منزلة ابن باز وابن عثيمين وقال من سلم لهم ببلوغهم رتبة الاجتهاد وإنما هم كآحاد الطلبة في العصور الماضية وأنهم ليسوا أهلا للتقليد وأنه لا يمكن مقارنة عالم في العصور المتأخرة مهما علت رتبته بأي عالم في العصور المتقدمة بل إن ذكر الاسمين بجوار بعضهما إجحاف بحق المتقدم فلو قلت صححه ابن حجر والألباني قال ومن الألباني بجانب ابن حجر
فهل كل متقدم أعلم من المتأخر وهل أنه لا يمكن للمتأخر بلوغ منزلة المتقدم؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا وهل ما نسبه للألباني صحيح أم لا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - 11 - 07, 07:20 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لا شك أن الفضل للمتقدم، وأن أئمة السلف الصالح أجل شأناً وأعظم فقهاً وأوسع علماً، وقد اجتمع للأئمة الأربعة -مثلاً- ما لم يجتمع لغيرهم من المتأخرين ..
ومن ذلك:
* قربهم من عصر النبوة.
* إجماع أهل تلك القرون ومن بعدهم على إمامتهم وكونهم أهلاً للاجتهاد.
* انشغال جمع كبير من علماء المسلمين بتتبع أقوالهم وجمعها وتحريرها والاستدلال لها.
لكنَّ هذا كله لا يعني الحط من شأن المتأخر واطراح قوله إن عضده الدليل ولم يخالف إجماعاً وادعاء أنه ليس أهلاً للتقليد، بل المستفتي له أن يقلد المتأخر إن وثق بعلمه وديانته ..
وإن كان المذكور قد حط -فعلاً- من شأنهم فليذكَّر بأن لحوم العلماء مسمومة كما هو معلوم، وأن غير العلماء لا يجوز احتقارهم وغيبتهم فضلاً عن أهل العلم والفضل.
وأنبه إلى أن بعض الشباب لديه حساسية من كل من يذكر نقداً هادفاً أو ملاحظة شرعية صحيحة في حق من يحبه ويجله من العلماء، ويعتبر أن ذلك حطٌّ من قدر العالم، وليس هذا بالمنهج السوي، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم. والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 08:39 م]ـ
أنا متأكد أن هدا الدي قال لك هدا الكلام أجهل من أخيه الصغير
ـ[نبيل علي علي]ــــــــ[08 - 11 - 07, 11:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا ولكني أريد إجابة على الاستفسارات التي طرحتها
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[10 - 11 - 07, 10:11 م]ـ
ناقشت أحد الزملاء في مسألة فجرى ذكر الألباني فحط من قدره كثيرا
أقول هذا إنما يدل على قلة أدبه مع العلماء إذ عالم كبير كالألباني رحمه الله تعالى نفع الله به المسلمين وانتشر علمه في الشرق والغرب فيأتي هذا بكل سهولة ويحط من قدره (كما يقول المثل البرق ما يضر الجبال)
وقال إن عليه انتقادات كثيرة ليست في أحاديث أخطأ في الحكم عليها فحسب بل أخطاء في منهجه ككل كعدم الأخذ بزيادة الثقة وعدم تتبع الطرق
بل يصرح في كثير من كتبه عيانا بيانا أنه يقبل زيادة الثقة ويخالف في ذلك الأئمة وليس محل بحثنا وفي الملتقى بحث حول منهج الشيخ الألباني في زيادة وتفرد الثقة عند الشيخ الألباني رحمه الله وذكر أنه يقبلها وأما عدم تتبع الطرق فهذا غير صحيح بل إنه يأتي بطرق من أجزاء حديثيه ينقل عنه غيره منها من المحدثين وإنما عيب عليه التاهسل في تقوية الطرق الضعيفة أما في جمعها فلا تكاد تجد مثله في جمع الطرق
كما حط من منزلة ابن باز وابن عثيمين وقال من سلم لهم ببلوغهم رتبة الاجتهاد وإنما هم كآحاد الطلبة في العصور الماضية
أقول من شبه العالم بغير عصريه فقد ظلمه وهما رحمهما الله تعالى غالب العلماء الذين يدرسون في المساجد والذين يفتون ينقلون أقوالهم كثيرا ويقرون لهم بالإمامة والتبحر في العلم فكيف يجرأ هذا الصعلوك بما عقد عليه من بيدهم الحل والعقد في العلم
فلو قلت صححه ابن حجر والألباني قال ومن الألباني بجانب ابن حجر
ومن هو حتى يجرح ويعدل؟؟
فهل كل متقدم أعلم من المتأخر وهل أنه لا يمكن للمتأخر بلوغ منزلة المتقدم؟
ليس على إطلاقها لكن المتقدمين أعلى شأنا وأرسخ قدما في الحديث من الذين جائوا من بعدهم وقد يقف المتأخر على مالم يقف عليه المتأخر (والله أعلم)
أفيدوني جزاكم الله خيرا وهل ما نسبه للألباني صحيح أم لا
تبين لك أنه غير صحيح
====================
قال الطحاوي رحمه الله تعالى (الطحاوية مع شرحها ص 491)
(وعلماء السلف من السابقين و من بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر وأهل الفقه والنظر لا يُذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بسوء فهو على غير سبيل)
وأقول له ختاماً
قدر لرجلك قبل الخطو موضعها فمن علا زلقا عن غرة زلجا
والله اعلم(19/218)
مسألة رقم (22):::الراوي المهمل ومعرفة طبقات الرواة [فوائد وضوابط]:::
ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[09 - 11 - 07, 03:19 ص]ـ
مسألة رقم (22):::الراوي المهمل ومعرفة طبقات الرواة [فوائد وضوابط]:::
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى لآله وصحبه والتابعين لهم بإحسان وبعد
فقد رأيت مقالة [محمد بن يوسف الفريابي أم البيكندي]
وهذا رابطها
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=115622
وبابها: هو ما يذكر في الراوي المهمل
[أي: ما يرد من ذكر الراوي بلا نسبة إلى أبيه (في مقام الرواية)] كـ (محمد) (سليمان) .......
[توطئة]
وإني لأزعم أن صحيح الإمام البخاري هو أكثر كتب الحديث غني بهذا المبحث سيما (ما يهمل من شيوخه)
ولعل سبب ذلك [من الخوض في مبحث الراوي المهمل] أصله اعتناء العلماء بالصحيح
مابين شرح و أطراف و تصنيف في رجال كتابه ومن أخرج له
وكل واحد منهم لازم له تعيين ما أهمل في أسانيد الصحيح
فينسبه الشارح وصاحب الأطراف
وكذا يترجم له من اعتنى برجال الصحيح
ومن جميل قدر الله تعالى (وقدره كله خير) أن وفقني لمزيد الاعتناء بصحيح البخاري
ولما قمت بإمعان النظر في رجال أسانيده استوجب الأمر أن اصطدم بهذا المبحث المشكل
وهو تعيين الراوي المهمل واستخراج الضوابط التي تعين ذلك [في الصحيح خاصة]
سواء باعتبار صنيع الحافظ ابن حجر أو المتابعة والتنقيب المجرد
ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[09 - 11 - 07, 03:25 ص]ـ
[ما يعتبر به في تعيين المهمل]
ــــــــــــــــــــــــ
وقد أعياني ذلك ولم يكن بالسهل وهذا لعدة أسباب
أهمها اختلاف صنيع الحافظ ابن حجر نفسه في الصناعة الحديثية لهذا الباب
في بعض المواضع عن بعض والأمر قد يكون مشابها.
فوجدته يستخدم في تعيين المهمل عدة اعتبارات وهي
أولا: ما يذكر في نسخ الصحيح من روايات الفربري أو النسفي عن البخاري
فيعين الحافظ الراوي المهمل قائلا: وفي رواية أبي ذر والأصيلي أنه (فلان)
ثانيا: ما يذكره صاحب المستخرج على الصحيح
فيعين الحافظ المهمل بقوله " وجزم ابو نعيم في " المستخرج " أو " الإسماعيلي " (بأنه فلان)
ما يذكره أصحاب الأطراف على الصحيح
كأبي مسعود الدمشقي وخلف الواسطي والمزي وغيرهم
فيعين الحافظ المهمل بقوله " وجزم المزي في الأطراف بأنه (فلان)
ثالثا: ما يرد في طرق الحديث
فيعين المهمل بورود الحديث خارج الصحيح من طريق من أهمل
بقوله وعند مسلم (مثلا) أنه (فلان)
أو داخل الصحيح
يذكر ما يشابه السند بتكراره في موضع آخر من الصحيح
فيعين المهمل بقوله وفي كتاب الجهاد (مثلا: من كتب الصحيح) مصرح به بأنه (فلان)
رابعا: ما ينقله الحافظ عن شراح الصحيح
كالكرماني وغيره
وقد تكون هذه الأربعة على ما قدمت بحسب الأقوى
فيقدم بعضها على بعض عند التعارض
فنسخ روايات الصحيح أولى من قول صاحب الأطراف أو " المستخرج "
وتعيين من اعتنى بأطراف الصحيح أولى من جزم أحد شراح البخاري
واظنني لا أكن متعديا إن قلت: أن صنيع الحافظ ابن حجر في تقديم أي الأربعة على بعض ليس مطلقا (ولا تخلص منه بقاعدة مطردة)
وأن كان غالب ما رأيته من صنيعه " يرحمه الله"
تقديم هذا الترتيب على ما قدمت (والله أعلم بالصواب)
فتارة يقضى برواية الصحيح على غيره والعكس
(وستأتي أمثلة ذلك إن شاء الله وقدر)
وهذا ما عنيته بقولي
وقد أعياني ذلك ولم يكن بالسهل وهذا لعدة أسباب
أهمها اختلاف صنيع الحافظ ابن حجر من بعض المواضع
ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[09 - 11 - 07, 03:37 ص]ـ
[مدخل]
وهذه عدة فوائد تأتي تترا
اقتضبها من بعض فصول كتابي" إيقاظ الكُمهَل فيما يرد من الراوي المهمل "
أورد فيه ما يحسن التنبيه عليه من هذا الباب سيما
[المهمل في صحيح الإمام البخاري " رحمه الله "]
وشئ من تصرف الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني " رحمه الله "
وقد قسمت الخوض فيه (هناك) على مبحثين:
الأول: ما يرد مهملا من شيوخ الإمام البخاري ويكثر المقال والمنازعة في تعيينه
وهم على نوعين
(أ) ما أهمل من شيوخه وليس في الباب من شيوخه غيره في الاسم
نحو [آدم] و [أصبغ] و [قتيبة]
فعلى طول الصحيح
آدم من شيوخه: هو ابن أبي إياس
وأصبغ: هو ابن الفرج المصري
وقتيبة: هو ابن سعيد ........................ وهكذا
¥(19/219)
(ب) ما أهمل من شيوخه وفي الباب من الاسم غيره
نحو [أحمد] و [إسحاق] و [محمد] و [يحيي] وغيرهم من شيوخ البخاري
فأحمد يترد الأمر بين كونه
[أحمد بن عيسى المصري] أو [أحمد بن وهب] أو [أحمد بن صالح] .................
وكذا إسحاق يترد الأمر بين كونه
[إسحاق بن راهويه] أو [إسحاق بن منصور] أو [إسحاق بن نصر]
وكذا محمد يترد الأمر بين كونه
[محمد بن سلام البيكندي] أو [الفريابي] ..........
وهكذا
الثاني: مايرد مهملا ممن هو فوق شيوخه إلى الصحابي
نحو [إسماعيل] و [حاتم] و [عباد] و [سفيان] و [سليمان] و [هشام] وغيرهم
والنوع الأول [ما يرد من شيوخ الإمام البخاري] أكثر إشكالا وجهدا من الثاني
وذلك لعدة أسباب من أهمها
فقدان المستخرجات على البخاري
فليس في المطبوع من مستخرجات البخاري شئ (فيما أعلم) بخلاف ما أهمل من طبقة الأعمش أو ابن سيرين أو غيرهما
فبطرق الحديث قد يسهل الأمر أكثر في تعيين ما أهمل
فتساوي قسمة الاحتمال على الراويين [الذين هما شيخا البخاري] أعسر من المهمل في الطبقات الأخرى.
تنبيه: وهذا المبحث في تعيين المهمل قائم على التجريد والحصر لرجال الصحيح
مما كان يلزم دراسة ما كتب في رجال البخاري " خاصة "
فعمدة ما صنعت كتاب شيخنا " أبي عمير " مجدي بن عرفات " " حفظه الله ورضي عنه "
" معجم شيوخ الإمام البخاري "
وقد افادنيه فيه جدا " جزاه الله خيرا وعافيه
ثم كتاب أبي نصر الكلاباذي " الهداية والإرشاد ......... "
وكتاب ابن مندة " أسامي مشايخ الإمام البخاري "
وكتاب ابن عساكر " المعجم المشتمل "
وكتاب ابن فرحون " المعلم بشيوخ البخاري و مسلم "
وفوائد من كتابي ابن القيسراني " الجمع بين رجال الصحيح " وكتاب أبي الوليد الباجي
هذا جل ما اعتمدت عليه ثم ملاحق ومباحث أخرى
كان ذلك لتمييز ما أفرد من الرواة [في الطبقة الواحدة]
وما تشارك فيه غير واحد
ـــــــــــــــــــــــــــ
يتبع
ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[09 - 11 - 07, 03:45 ص]ـ
[شواهد]
وإني ذاكر في هذا المقام بعض ما أخالف فيه الحافظ " رحمه الله " في تعيين بعض ما عينه من بعض الرواة في الصحيح
دفعني إلى ذلك أني لم أسبق إلى ذلك [والحمد لله المان بنعمه وآلائه]
وإنما أطلب المذاكرة وأنس الموافقة أو الرد المتكئ على الدليل الواضح
وقد عرضت كثير منه على بعض مشائخي وإخواني فصوب البعض وسكت البعض
[سهل الله لهم الجنة]
فأقول مستعينا بالله
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) [إسماعيل]
قال الإمام البخاري في كتاب " مناقب الأنصار" رقم [3916]
حدثني محمد بن صباح أو بلغني عنه حدثنا إسماعيل عن عاصم عن أبي عثمان قال سمعت ابن عمر رضي الله عنهما إذا قيل له هاجر قبل أبيه يغضب قال وقدمت أنا وعمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدناه قائلا فرجعنا إلى المنزل فأرسلني عمر وقال اذهب فانظر هل استيقظ فأتيته فدخلت عليه فبايعته ثم انطلقت إلى عمر فأخبرته أنه قد استيقظ فانطلقنا إليه نهرول هرولة حتى دخل عليه فبايعه ثم بايعته
قال الحافظ في الفتح [ج7/ 307]
وإسماعيل شيخ محمد فيه هو ابن إبراهيم المعروف بابن علية
وعاصم هو بن سليمان الأحول وأبو عثمان هو النهدي والإسناد كله بصريون
قلت (أبو عاصم): وقوله عن إسماعيل "
هو ابن إبراهيم المعروف بابن علية " (خطا عندي) والله أعلم
إنما هو إسماعيل بن زكريا الخلقاني: أبو زياد
ولا أعرف للحافظ دليلا على قوله هذا [على خلاف عادته " رحمه الله " في تعيين المهمل وتشدده المحمود على من يخالفهم في تعيين بعض الرواة بلا دليل كالكلاباذي والكرماني وغيرهما ممن اعتنى برجال الصحيح أو شرحه
وكذا أبي مسعود الدمشقي وخلف الواسطي ممن اعتنى بأطراف الصحيح
وغيرهما في مواضع كثيرة
وما علمناه الحافظ في ذلك هو ما نقوله له تماما (أين دليله ...... ؟
أما دليل أنه إسماعيل بن زكريا
فهاك
أولا: أنه ورد مصرحا به في خارج الصحيح من نفس الطريق به
فعند الإمام أحمد في " فضائل الصحابة " رقم [367]:
حدثنا عبد الله قثنا أبو جعفر محمد بن الصباح الدولابي قثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول عن أبي عثمان قال: سمعت ابن عمر يغضب إذا قيل: إنه هاجر قبل عمر قال: قدمت أنا وعمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوجدناه قائلا فرجعنا إلى المنزل، فبعثني عمر فقال: اذهب فانظر هل استيقظ؟ فأتيته فدخلت عليه فبايعته ثم انطلقت إلى عمر فأخبرته أنه قد استيقظ، فانطلقنا إليه فهرول هرولة حتى دخل عليه عمر فبايعه ثم بايعته فكان ابن عمر يغضب إذا قيل إنه هاجر قبل أبيه.
ثانيا: إخراج البخار ي لهذا السند في أكثر من موضع موضحا فيه إسماعيل أنه ابن زكريا
ففي كتاب " الحوالة " رقم [2294] قال:
حدثنا محمد بن الصباح حدثنا إسماعيل بن زكرياء حدثنا عاصم ..........
وفي " الأطعمة " رقم [5442] قال:
حدثنا محمد بن الصباح حدثنا إسماعيل بن زكرياءعن عاصم عن أبي عثمان
وفي" الأدب " رقم [6083] قال:
حدثنا محمد بن صباح حدثنا إسماعيل بن زكرياء حدثنا عاصم ..............
ثالثا: ما جاء في أطراف الصحيح " للمزي "
قلت: ولم يخف تعيينه على الإمام المزي كما في تحفة الأشراف [ج5/ 479] فقال:
*7299 (خ) حديث: سمعت ابن عمر يغضب إذا قيل له: هاجر قبل أبيه قال: قدمت أنا وعمر على النبيّ صلى الله عليه وسلم فوجدناه قائلاً ... الحديث.
خ في الهجرة (المناقب 105: 19) حدثني محمد بن الصباح أو بلغني عنه، عن إسماعيل بن زكريا عن عاصم الأحول عنه به.
قلت: وقد اجتمع في التصويب
(1) التصريح بتعيين المهمل في طرق الحديث [كما في رواية الإمام أحمد]
(2) حمل الرواية المهملة على المبينة في روايات الصحيح لأحاديث أخر
(3) قول المزي في تحفة الأشراف
وبآحاد ذلك يمشى عليه الحافظ في الفتح فكيف بهن مجتمعات
تنبيه: قول الحافظ " والإسناد كله بصريون " على كون إسماعيل هو ابن عليه
منقوض بأن إسماعيل بن زكريا كوفي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع
¥(19/220)