ـ[محمد آل جندى]ــــــــ[19 - 05 - 09, 11:26 ص]ـ
بارك الله فيكم دكتور عبد القادر، و أحسن إليكم و نفع بكم.
ـ[صالح بن عمير]ــــــــ[26 - 05 - 09, 05:23 م]ـ
هذا المنهج الذي تصفه بالغرابة و الذهول و ... ، اطلع و أثنى عليه من هو أعلم منك و أعلم من كثير ممن تقلّدهم
قول الشيخ مقبل في تصحيح و تضعيف الألباني
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22909
وهنا رأي آخر للشيخ مقبل الوادعي رحمه الله تعالى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2890
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[27 - 05 - 09, 12:33 ص]ـ
#####
ـ[أبو خالد عوض]ــــــــ[30 - 05 - 09, 03:28 م]ـ
أعتقد أن مثل هذه المساهمات الجليلة من شأنها أن تزيد في جانب التوعية
والترقية العملبة العقلية المستمرة
فعلم الحديث واسع وجليل ويستطيع أي فاهم وخبير بطرائقه أن تكون له مقالات مفيدة على الأقل
إن لم تكن كتبا
والله تعالى أعلم ..
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[06 - 06 - 09, 08:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو البركات بن أبي عامر]ــــــــ[29 - 06 - 09, 08:43 م]ـ
أعزكم الله يا ضيوف ملتقى أهل الحديث
ـ[ابن القطان العراقي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 11:44 ص]ـ
الأخ ابو فرحان وفقك الله:
أرى أنك ناقشت الموضوع بشيء من التعصب الذي تذمه،وإلا فلم لم ترد على الشيخ في انتقاده تصحيح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله؟؟
علما أنك لم تتأن في ردك وانما رحت تناقش بنفس متعصب جدا،أرجو أن يسعني صدرك وقلبك:
أما عن قولك:
"جعلك ما يسمى بمنهج المتقدمين هو مذهب الصحابة مصادرة واضحة و إلا ليس ثمة سند بين صحابي و الرسول الكريم، حتى نطالب الصحابة أن يفتشوا في الإسناد":
فهذا ما لم أكن أتصوره من طالب علم وإلا فكتب العلماء مليئة بالأمثلة على ذلك،ومنها توقف قبول عمر ابن الخطاب من ابي موسى رضي الله عنهما وغيرها كثير فالصحابة توقف بعضهم في قبول الحديث من بعض لأسباب ذكرها أهل العلم.
وهل رد امنا عائشة رضي الله عنها لحديث أبي هريرة رضي الله عنه في (من حمل جنازة فليغتسل) إلا من الأمثلة الكثيرة على ذلك؟؟؟
وأما قولك:
ليس كل من أتى بعد النووي قَبِل الزيادة على إطلاقها بل الكثير منهم ينظر إلى القرائن فترد و تقبل بناء على القرائن المتوفرة، و هذا عند من تسميهم المتاخرين
بل إن ابن عبد الهادي ردّ على من قال بإطلاق القبول لأي زيادة، فقال كما نقله الزيلعي ............ الخ".
فكلام الشيخ واضح كونه لم يعن مطلق العلماء والا فإنه رجح كلام ابن حجر ت 852هـ وهو بعد النووي ت 676هـ وكذا ابن رجب 795هـ فهو ممن لم يقبل الزيادة على اطلاقها.
وانما اطلاق الشيخ يفهم منه الغلبة وليس الاطلاق والقران يقول:"هو الذي بعث في الاميين رسولا ". فهل كل الامة امية؟؟
أما قولك:"إذا جاء الشيخ الألباني رحمه الله بطريق لم يذكرها أبو حاتم أو غيره من المتقدمين، ينبغي للمنصف أن يقبلها أو أقل أحواله أن ينظر إليها ذلك أن استدراك أهل العلم بعضهم على بعض وارد و لا ينكره أحد و إلا للزم من ذلك أن نقول بالعصمة لأبي حاتم و ابن معين و غيرهما من المتقدمين و هذا ما لا يقول به عاقل، فوقوف الحاكم او ابن حجر او ابن تيمية أو حتى الألباني على طريق لم يتبين لنا وقوف أبي حاتم عليها هو أمر وارد .. "
يا أخي كلام أهل الشيخ واضح: فالحديث الذي مثل به قد وقف عليه أبو حاتم والترمذي وقد نقل ذلك الشيخ الالباني رحمه الله ولم يلتفت الى تضعيف الامامين؟؟
فلو جاء بطريق سكت عليه الأئمة - مثلا- أو نزعم أنه لم يقفوا عليه لكانت المسألة تحتاج الى تفصيل وتحرير أما وقد أعله الأئمة الحفاظ فكيف التسليم للشيخ حينذ،وإذا كان البيهقي ت 457وهو من هو في الحفظ يقول في المعرفة:"فمن جاء اليوم بحديث لا يعرف عند هم -يريد المتقدمين - فلا يقبل منه ". بتصرف.
ويقول الحاكم:"ظهر في زماننا رجال يشترون الكتب ثم ينسبوها لأنفسهم ". بتصرف.
وهكذا فالأصل التسليم لقول الأئمة الحفاظ أما القبول من الشيخ رحمه الله وقد خالف به أئمة جهابذ نصوا على على نكارته فهذا والله قمة التعصب؟ وكما يقول الذهبي:" ومن هنا دخل الدخل على الحاكم ".بتصرف
أما عن قولك:"هذا المنهج الذي تصفه بالغرابة و الذهول و ... ، اطلع و أثنى عليه من هو أعلم منك و أعلم من كثير ممن تقلّدهم ".
¥(16/95)
فأراك والله جانبت الصواب فالشيخ حفظه الله من أشد المعارضين المنكرين للتعصب وأنا من ألصق الناس به،وأعرفهم به فاتق الله يا أخي.
ومنهج الشيخ هو منهج السلف الصالح في التلقي والاستدلال وهومنهج أئمة كبار معاصرين أعلم من كثير ممن تقلدهم يا شبخ -عذرا-.
أما عن قولك:"نعم إن كان الحديث رجاله ثقات نقول صحيح الإسناد و لا يعني ذلك أن الحديث صحيح بل المقصود أن هذا الطريق بهذا الإسناد صحيح و هذا لا غبار عليه، فلا يلزم من تصحيح طريق أن الحديث برمّته صحيحا، كما لا يلزم من تصحيح الإسناد أن المتن هو الآخر صحيح، و هذا ما يذكره من تسميهم بالمتأخرين بل و يطبّقونه و من قرأ لابن حجر أو استمع للألباني علم ذلك.".
فهذا ما يبن أنك تحتاج إلى تأن وترو في القراءة والكتابة وإلا فمن من العلماء قال ذلك؟ يصح طريق للحديث ولا يصح متنه؟؟؟ أنا طويلب علم ما سمعت بهذا لا من عالم ولا من غيره؟؟؟
فلو صح طريق واحد يعني صحة السند ويعني صحة المتن. لأن هناك فرقا بين صحة السند وثقة رجال السند فتنبه أخي الكريم.
أما عن قولك:
أضف إلى ذلك أن ما كتبه ابن حجر في التهذيب هو تلخيص لأقوال أهل العلم متقدمهم و متأخرهم جرحا و تعديلا في الراوي، ثم لخّص هذا كله في التقريب، فالنظر في مثل هذا الكتاب مطلوب و إن كان الاقتصار عليه قصور
فلا أرى فيه شيء جديد؟؟؟؟
وأما عن هذه:
####
فجزى الله المراقبين خيرا،فهذا مما لاتليق بطلبة العلم والخلاف في الراي محمود ولكن تجاوز حدود المناقشة العلمية مذمومة وأعيذك بالله منها ولا سيما في مثل هذا الملتقى الكريم.
أما عن قولك:"تخطئة العلماء واردة، لا توجد عندنا عصمة لأحد كائنا من كان غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا كنا نجزم بخطأ بعض الصحابة في عدد من المسائل أفلا يمكن أن نخطّء إمام من الأئمة جاء من بعدهم، نعم نحن نجلّهم و نحترمهم لكن لا يعني أن كل ما يقوله فلان و فلان هو صواب دوما، و إلا لشابهنا الرافضة في القول بالعصمة، اللهم إلا أن الرافضة يصرّحون بها و نحن لا نصرّح [/ QUOTE]".
فأنا أتعجب منه فلماذا يجوز تخطئة العلماء الحفاظ النقاد ثم لا يجوز تخطئة الشيخ الألباني رحمه الله؟؟ علما أنه قد يفهم من كلامك كله أن الدكتور عبد القادر حفظه الله لا يعترف للشيخ بالفضل والعلم،لا والله بل هو من أشد المحبين له ويعيب على طلبة العلم
إلا ينتفعوا من علمه ومؤلفاته بل يتعصب على كل طالب في مناقشاته في الرسائل العلمية لانهم لا يرجعون الى كتب الشيخ،والصوفية والمبتدعة في بغداد يحاربونه ويشنعون عليه لانه يدافع عن الشيخ.
ـ[محمد بحبح]ــــــــ[12 - 07 - 09, 04:39 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 11:56 ص]ـ
جزيت خيرا أخي الكريم أبا فرحان، وزادك الله حرصا وحبا لهذا العلم.وكذا الاخوة جميعاً.
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[15 - 08 - 09, 08:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
لعل أهم ماورد في تعليق الأخ ابن القطان ما يلي:
أما عن قولك:
"جعلك ما يسمى بمنهج المتقدمين هو مذهب الصحابة مصادرة واضحة و إلا ليس ثمة سند بين صحابي و الرسول الكريم، حتى نطالب الصحابة أن يفتشوا في الإسناد":
فهذا ما لم أكن أتصوره من طالب علم وإلا فكتب العلماء مليئة بالأمثلة على ذلك،ومنها توقف قبول عمر ابن الخطاب من ابي موسى رضي الله عنهما وغيرها كثير فالصحابة توقف بعضهم في قبول الحديث من بعض لأسباب ذكرها أهل العلم.
وهل رد امنا عائشة رضي الله عنها لحديث أبي هريرة رضي الله عنه في (من حمل جنازة فليغتسل) إلا من الأمثلة الكثيرة على ذلك؟؟؟
هذه فائدة من الفتاوى الحديثية للشيخ سعد الحميّد:
س/ هل صحيح أن أبا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما لم يكونا يقبلان الحديث إلا بشاهد، وأن علياً رضي الله عنه كان يستحلف عند سماع الحديث من محدثه أنه سمعه من رسول الله، أليس في هذا طعن في الصحابة وعدم الوثوق بهم؟
ج/ أقول: هذه المسألة تحتاج إلى تفصيل قليل، فهذه الأمور من الأدلة التي يستدل بها من لا يرى حجية أحاديث الآحاد.
¥(16/96)
فالجواب بكل سهولة أن يقال له: أنت الآن خلطت في المسألة؛ فهل إذا جاءك الحديث من طريقين كما تزعم الآن عن أبي بكر وعمر وعن علي، أو جاءك أحد واستحلفته،أو وجدت أنه حُلف فحلف على ذلك الحديث ينتهي الأمر وتقبله؟ فتجد أن يقول: لا؛ لأن الحديث ما يزال عنده بتلك الصورة حديث آحاد، لكنه كالذي يصطاد في الماء العكر؛ فهو يريد من هذه الأمور أن يطعن فقط، ولا يريد أن يستدل بها.
فتقول: إما أن تأخذ هذه الأحاديث برمتها، وإما أن تدعها برمتها؛ فهي ليست من اختصاصك.
أما الجواب عن هذه الأحاديث على التفصيل فنقول: حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه لم يقبل حديث المغيرة بن شعبة في توريث الجدة إلا بعد أن شهد معه محمد بن مسلمة الأنصاري (4)، فهذا الحديث حديث ضعيف.
وأما حديث عمر بن الخطاب الذي طلب فيه من أبي موسى الأشعري أن يأتيه بشاهد يشهد معه في حديث الاستئذان (5)، وهذا منهج لهم معروف، وهو أنهم يتحرزون في رواية الحديث عن الرسول.
وأيضاً هو قد تعجب عجباً تاماً؛ إذا كيف أنه كان ملازماً للنبي (وفاتته هذه السنة العملية طيلة هذه السنوات ولم يحفظها؟ فأراد أن يتوثق، والدليل أنه في نهاية الحديث قال لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: (أما إني لم أتهمك ولكني أحببت أن أتثبت).
وإذا ما نظرنا إلى عمر بن الخطاب فنجد أن هذا ليس منهجاً موجوداً عنده في جميع الأحيان، فهو قد قيل حديث عبد الرحمن بن عوف فقط في الطاعون - وهو فرد - ولم يطلب منه شاهداً ولا بينة، وقيل حديثه أيضاً في مسألة ضرب الجزية على المجوس، أن النبي (قال: (سنوا بهم سنة أهل الكتاب) (6)، ولم يأت بهذا الحديث إلا عبد الرحمن بن عوف، وهكذا في أحاديث كثيرة فيها أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل أحاديث من بعض الصحابة ولم يستحلفهم ولم يطلب منهم البينة.
وأما حديث علي بن أبي طالب (7) أنه كان يستحلف، فهذا الحديث بنفسه حجة على من ذكره؛ لأنه قال: (حدثني أبو بكر، وصدق أبو بكر)، ولم يقل (استحلفت أبا بكر) - في نفس الحديث.
وأيضاً الحديث في حد ذاته ضعيف، ويدل على ضعفه أن علي بن أبي طالب كان يقبل حديث الواحد، ففي حديث المذني يقول: (كنت امرءاً مذاءً؛ فاستحيت أن أسال رسول الله (عن حكم المذي؛ لمكان ابنته مني .. ) إلى أن قال: (فأرسلت المقداد بن الأسود، فسأله، فأخبره بأن أغسل فرجي وأنضح) (8)، إذن قبل حديث المقداد بن الأسود، ولم يستحلفه ولم يشكك إطلاقاً في قبول خبره. أ. هـ(16/97)
كيف أعرف من روى عن أهل الكتاب؟
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[30 - 03 - 07, 04:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
حي الله الملتقى وأهل الملتقى
لى بعض الاسئلة
أولا:كيف أفرق بين الصحابى الذي أخذ عن أهل الكتاب وبين الصحابى الذي لم يأخذ عن أهل الكتاب فإذا ثبت عن صحابى جليل مثل عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما أنه أصاب زاملتين من كتب اهل الكتاب فكان يحدث بهما كيف أفرق بين الاحاديث التى قالها هل هى مما أخذه عن اهل الكتاب ام لا سواء فى الاحاديث المرفوعة _وطبعا لااعتقد هذا ان الصحابى يقول عن رسول الله يكون قد اخذه عن اهل الكتاب _ولكن هى شبهة يرددها غير المسلمين او الموقوفة عليه وهو سؤالى ومثال ذلك ماأخرجه ابن ابى حاتم وارجو الجواب عن صحة هذا الاثر: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْوَاسِطِيُّ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:"لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَ عِيسَى إِلَى السَّمَاءِ، فَخَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَفِي الْبَيْتِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلا مِنَ الْحَوَارِيِّينَ، يَعْنِي فَخَرَجَ عِيسَى مِنْ عَيْنٍ فِي الْبَيْتِ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً، فَقَالَ: إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يَكْفُرُ بِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً بَعْدَ أَنْ آمَنَ بِي، قَالَ: أَيُّكُمْ يُلْقَى عَلَيْهِ شَبَهِي، فَيُقْتَلَ مَكَانِي وَيَكُونَ مَعِي فِي دَرَجَتِي، فَقَامَ شَابٌّ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا، فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ الشَّابُّ: أَنَا، فَقَالَ: أَنْتَ هُوَ ذَاكَ، فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَهُ عِيسَى، وَرُفِعَ عِيسَى مِنْ رَوْزَنَةٍ فِي الْبَيْتِ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: وَجَاءَ الطَّلَبُ مِنَ الْيَهُودِ فَأَخَذُوا الشَّبَهَ، فَقَتَلُوهُ ثُمَّ صَلَبُوهُ، فَكَفَرَ بِهِ بَعْضُهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرةَ مَرَّةً بَعْدَ أَنْ آمَنَ بِهِ، وَافْتَرَقُوا ثَلاثَ فِرَقٍ، فَقَالَتْ فِرْقَةٌ: كَانَ اللَّهُ فِينَا مَا شَاءَ ثُمَّ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ، فَهَؤُلاءِ الْيَعْقُوبِيَّةُ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: كَانَ فِينَا ابْنُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ رَفَعَهُ إِلَيْهِ، فَهَؤُلاءِ النَّسْطُورِيَّةُ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: كَانَ فِينَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ، وَهَؤُلاءِ الْمُسْلِمُونِ، فَتَظَاهَرَتِ الْكَافِرَتَانِ عَلَى الْمُسْلِمَةِ فَقَتَلُوهَا، فَلَمْ يَزَلِ الإِسْلامُ طَامِسًا حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
والسؤال فى هذا الاثر
اولا: هل ابن عباس معروف بالاخذ عن اهل الكتاب واذا كان معروف بالاخذ عنهم هل ان اقول ان هذا الحديث اخذه ابن عباس عن اهل اكتاب من غير ان يصرح هو بذلك ولايوجد دليل على كلامي ام اقول ان هذا الاثر له حكم الرفع لانه لايقال بالراي وابن عباس مايعرف الغيب الماضى فكيف احدد وبناء على ماذا؟؟؟
السؤال الثاني: معروف أن ائمة الجرح والتعديل وضعو قواعد صارمة حازمة فى قبول الاخبار ولم يقصرو فى ذلك فلله درهم وجزاهم الله عن الاسلام والمسلمين خيرا وقد سمعت من الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني حفظه الله أن من الاخطار التى احاطت بالسنة هو خطر الوهم من الراوي الثقة اذا تفرد فقد يخطئ الثقة فى بعض الاحيان وهو ليس معصوم من الخطا او النسيان قال حفظه الله وهو خطر واجهه اهل العلم والنقد بنقد المتون ... والسؤال هو على أي قواعد استند عليها أهل العلم الكبار فى نقد المتون وهل مجرد انتفاء ما جعلوه اذا وجد فى المتن يكون منكرا او لايصح يشعر بالقطع بصحة الحديث من الراوي المتفرد به أو على الاقل الظن الراجح أو غلبة الظن ألايمكن أن تتوفر جميع الشروط التى يطلبها أهل العلم فى نقدهم للمتن من عدم مخالفة صريح القران وصريح السنة وفحش الكلام وركاكة اللفظ الى اخر ذلك من الشروط الايمكن ان تتوفر هذه الشروط ومع ذلك يخطئ الراوي؟؟
فمثلا مالذي يجعلنا نقطع بصحة حديث إنما الاعمال بالنيات وقد رواه فرد واحد عن الرسول وهو الصحابى الجليل عمر بن الخطاب ألايجوز عليه الوهم والنسيان قد يجاب بانه كان على المنبر وسمعه الصحابة وقد لانتكلم فى الصحابة لعدالتهم وضبتهم وثبوت ذلك بالادلة الصحيحة التى تقطع بضبطهم قبل عدالتهم لكن قد رواه فرد واحد عن سيدنا عمر بن الخطاب وهو علقمة بن وقاص الليثى ألايجوز عليه الوهم أو النسيان ولا أريد أن أقول تعمد الكذب وحاشاه رضى الله عنه ولكن هى شبهة قد تطرح بحجة أنه غير معصوم من الكذب لاعمدا ولا سهوا ولامن النسيان والغفلة الخ
كيف لى أن أقطع بصحة هذا الحديث بغير نقد المتون لانه من المممكن توفر هذه الشروط التى يطلبها النقاد فى المتن ومع ذلك لايستحيل عقلا ان يخطئ الراوي مع توفر هذه الشروط
وجزاكم الله عني خيرا واعذروني على جهلى ولكن انا اتعلم من فضيلتكم
¥(16/98)
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[04 - 10 - 10, 02:32 م]ـ
وفاتت سنوات, ورفعت الموضوع!
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[04 - 10 - 10, 08:45 م]ـ
وفاتت سنوات, ورفعت الموضوع!
أخي الكريم , انظر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=51104
و لا أعلم بحثا شافيا جامعا طرح في ملتقانا المبارك , على أهمية الموضوع , وربما نفرد لهذا موضوعا نتدارس فيه المسألة ببعض البسط حتى يكون مرجعا لمن يبحث في الملتقى , بإذن الله.
و انظر أيضا: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=207596
وليس هناك في كل هذا ما يشفي
و الله أعلم.(16/99)
طلب: تخريج أثر مسروق (رفع الإمام يوم الجمعة يديه على المنبر فرفع الناس أيديهم ... )
ـ[أبو صفوان العوفي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 01:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطلب من مشائخنا الكرام تخريج هذا الأثر التالي لأني أحتاج إليه بشدة
أثر مسروق: (رفع الإمام يوم الجمعة يديه على المنبر، فرفع الناس أيديهم فقال: مسروق قطع الله أيديهم)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 07, 02:00 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال ابن أبي شيبة في المصنف الجزء الأول
في رفع الأيدي في الدعاء يوم الجمعة
حدثنا ابن نمير وأبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال رفع الإمام يوم الجمعة يديه على المنبر فرفع الناس أيديهم فقال مسروق قطع الله أيديهم.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[31 - 03 - 07, 11:32 ص]ـ
شيخنا عبد الرحمن الفقيه
هل هذا الاثر يدل على بدعية رفع اليدين للمامومين يوم الجمعة على أساس أن الناس لم تكن ترفع ايديها قبل أن رفع هذا الامام يديه فرفع الناس ورائه؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[القندهاري]ــــــــ[31 - 03 - 07, 04:05 م]ـ
لإبن حجر كلام نفيس جدا في مسألة رفع اليدين في خطبة الجمعة في فتح الباري فليراجع
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[31 - 03 - 07, 05:08 م]ـ
حدثنا ابن نمير وأبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال رفع الإمام يوم الجمعة يديه على المنبر فرفع الناس أيديهم فقال مسروق قطع الله أيديهم.
جزاكم الله خيرا شيخنا
كنتُ قد علّقت على بعض كتبي أنّ أبا نعيم الفضل بن دكين قال: لم يسمع الأعمش من عبد الله بن مرة إلا عشرة أحاديث كلها عندي
وعزوتها لتاريخ أبي زرعة الدمشقي إلا أني بحثت عن قول أبي نعيم هذا فلم أجده غاب عني
فهل وقفتم عليه؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 04 - 07, 02:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
رفع اليدين في خطبة الجمعة سبق بحثها على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=428737#post428737
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=248200#post248200(16/100)
سؤال إذا قال البيهقي في سننه قال الشيخ , أو قال قال علي من المقصود بذلك
ـ[محمد بن عبدالله بن محمد]ــــــــ[31 - 03 - 07, 02:54 ص]ـ
وشكراً لكم
ـ[ابن السائح]ــــــــ[31 - 03 - 07, 03:23 ص]ـ
الشيخ هو البيهقي نفسه
والظاهر أن القائل راوي الكتاب عنه
ويقول مرات: قال الشيخ أحمد
ويقول كرات: قال الإمام أحمد
والمقصود من ذلك كله البيهقي
خلافا لمن ظن أنه الإمام ابن حنبل
أما علي
فكثيرا ما يريد به ابن المديني
لكن لا بد من أن تنقل النص الذي وجدت فيه النقل عن علي لينظر فيه إخوانك ويفيدوك
وفقك الله وأعانك
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 09:55 ص]ـ
السلام عليكم
ما ذكره الأخ ابن السائح صحيح .. يعرف هذا من عانى السنن الكبرى
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[31 - 03 - 07, 04:59 م]ـ
وقد يريد بقول (علي) الدارقطني، ويعرف هذا من خلال السياق.
ـ[محمد بن عبدالله بن محمد]ــــــــ[01 - 04 - 07, 12:25 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[عمر الفرماوي]ــــــــ[01 - 04 - 07, 11:34 م]ـ
ما قاله الإخوة الكرام صحيح فجزاهم الله خيرا
ملحوظة درجة الماجستير التي حصلت عليها من جامعة الأزهر في كلية أصول الدين بالقاهرة قسم الحديث وعلومه عام 1994 ميلادية كانت تحقيقا لأحد مصنفات الإمام البيهقي رحمه الله تعالى
ـ[أبو عبيدالله]ــــــــ[03 - 04 - 07, 01:25 م]ـ
تحقيقا لأحد مصنفات الإمام البيهقي رحمه الله تعالى
ما هو هذا المصنف،جزيت خيرا
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[03 - 04 - 07, 03:59 م]ـ
ما قاله الإخوة الكرام صحيح فجزاهم الله خيرا
ملحوظة درجة الماجستير التي حصلت عليها من جامعة الأزهر في كلية أصول الدين بالقاهرة قسم الحديث وعلومه عام 1994 ميلادية كانت تحقيقا لأحد مصنفات الإمام البيهقي رحمه الله تعالى
هلا أعطيتنا فكرة عن الرسالة، وحبذا لو رفعت لنا مختصرا منها، وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو احمد الحسيني]ــــــــ[03 - 04 - 07, 11:44 م]ـ
ماعنوان الرسالة اعطنا لمحة عنها(16/101)
أريد معلومات عن كتاب العلل للخلال؟!
ـ[بالحارث]ــــــــ[31 - 03 - 07, 06:54 ص]ـ
إخواني الأكارم في هذا الملتقى المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو ممن يعلم شيئا عن كتاب العلل للإمام أبي بكر الخلال أن يفيدنا
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن السائح]ــــــــ[31 - 03 - 07, 10:58 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بين إخوانك
لم يبق من ذلك الكتاب الحافل بالنقول النفيسة عن الإمام أحمد وغيره إلا الجزء العاشر والجزء الحادي عشر من منتخب الموفق ابن قدامة منه
وقد اعتنى به الشيخ طارق بن عوض الله
وطبعته دار الراية سنة 1419
ـ[القندهاري]ــــــــ[31 - 03 - 07, 04:06 م]ـ
يالها من حسرة على ضياع العلم
ـ[بالحارث]ــــــــ[01 - 04 - 07, 03:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي ابن السائح
والإخوة القائمين على هذا الملتقى المبارك
نعم الكتاب مطبوع في مجلد واحد
وهو منتخب منه
لكن الكتاب الأصل كم جزء؟
متى فقد؟ بمعنى آخر من آخر من أدركه من العلماء؟
ذكر الشيخ محمدزياد التكلة حفظه الله أن المطبوع إنما هو جزءان وبقي جزء ثالث, يقول:" وبقي جزء ثالث منه لم يُطبع أظنه في العراق".
إذاًَ: الكتاب الأصل مفقودكله؟
وكذلك منتخب الموفق منه = أكثره مفقود؟
علماًَ أن أبا بكر الخلال توفي 311هـ، والموفق ابن قدامة 630هـ, فمتى فقد منتخب الموفق؟
وجدير بالذكر أن الحافظ ابن رجب (736 - 795هـ) كان ينقل عن الخلال في بعض المواضع من شرحه على علل الترمذي، ولم يرد في شرحه هذا ذكر للموفق ابن قدامة, بل تحدث عن علل الخلال في أول شرحه لعلل الترمذي عند تعداده للمصنفات في العلل, فقال:
"وقد رتب أبو بكر الخلال (العلل) المنقولة عن أحمد على أبواب الفقه وأفردها, فجاءت عدة مجلدات"
وبهذا المعنى ذكر أيضاً في آخر شرحه. مما يشير إلى أنه على معرفة بالكتاب وأنه قد عاينه واستفاد منه مباشرة,
بينما لم يذكر اسم الشيخ الموفق فضلاًَ عن أن يذكر أن له عملاً عليه بالانتخاب، مع ماعرف به الحافظ ابن رجب من سعة استقرائه, وكثرة مصادره ومراجعه, وشدة تحريه وضبطه لأصوله وخاصة كتب أصحابه الحنابلة! يؤكد ذلك تقسيم ابن رجب لكتب العلل إلى ماهو مبعثر, وإلى مرتب على المسانيد, وعلى أبواب الفقه وذكر (العلل لأبي بكر الخلال) , وذكر أن العلل الكبير للترمذي أوله مرتب وآخره غير مرتب ...
نحن بانتظار تفاعلكم وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[01 - 04 - 07, 04:14 ص]ـ
العلل للخلاّل جزء من الجامع له
وينظر للفائدة هذا الرابط
الجامع للخلاّل والروايات عن أحمد ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=292162#post292162)
ـ[بالحارث]ــــــــ[28 - 04 - 07, 08:04 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن على مرورك وإحالتك(16/102)
إشكال في التصحيح و التضعيف
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[31 - 03 - 07, 03:48 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
عند دراسة بعض المسائل الفقهية, أو أجزاء من التاريخ, و ما إلى ذلك, يتعذر عندي الوقوف على كل حديث و جمع طرقه و البحث في رواته و في درجته. فهل هناك كتب للأئمة الكرام (بجانب كتب الشيخ الألباني) أستطيع أن أعتمد عليها في التصحيح و التضعيف بحيث إن كان هناك إجماع منهم على صحة هذا الحديث, أو ضعفه, أستطيع أن أعتمد عليه و لا داعي لأن أخوض في البحث فيه؟
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 04:20 م]ـ
موسوعة أحكام الحافظ ابن حجر، التي طبعتها دار الحكمة، كتاب حسنٌ يُرشِدُك إلى أحكام الحافظ ابن حجر رحمه الله، على أنَّ الرُّجوع إلى الكتب الأصلية له لازم.
وأحسب يا أخي أن الأحاديث المتعلقة بالأحكام قد تناولها الأئمة، وأحسنوا في تخريجها، كالبدر المنير لابن الملقن، ومختصره لتلميذه ابن حجر، الذي وسمه بـ"التلخيص الحبير". وكتاب نصب الرية كتاب حسنٌ جدا في جمع الطرق، ونقل أحكام الأئمَّة على تلك الأحاديث.
وقد طبع -كما في كريم علمكم- كتاب "الإمام" لتقي الدين بن وهب (الذي يقال له: ابن دقيق العيد)، فهو جليل، وإن كان لم يكمله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 07, 05:03 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كذلك يمكنك الاستفادة من موقع الدرر السنية
http://www.dorar.net/mhadith.asp
ـ[أبو الفضل المنزهي]ــــــــ[02 - 04 - 07, 04:03 ص]ـ
طبع مؤخرا المعجم المفهرس للأحاديث التي حكم عليها الشيخ الحويني تصحيحا وتضعيفا فهو يفيدك ان شاء الله في معرفة اجتهادات الشيخ -حفظه الله-
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[02 - 04 - 07, 04:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا(16/103)
ما مدى صحه هذة الروايه؟؟
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[31 - 03 - 07, 06:46 م]ـ
روي أن سيدنا سليمان بن داود عليه السلام جلس يوما في ساحل البحر فرأي نملة في
فمها حبة حنطة تذهب الى البحر فلما بلغت اليه خرجت من الماء سلحفاة وفتحت فيها
فدخلت فيه النملة ودخلت السلحفاة في الماء وغاصت فيه , فتعجب سليمان من ذلك
وغرق في بحر من التفكر ,حتى خرجت السلحفاة من البحر بعد مدة وفتحت فيها وخرجت
النملة ولم يكن الحنطة معها فطلبها سليمان وسألها عن ذلك فقالت: يا نبي الله
> >ان في قعر هذا البحر حجرا مجوفا وفيه دودة عمياء خلقها الله تعالى فيه وأمرني
> >بايصال رزقها وأمر السلحفاة بأن تأخذني وتحملني في فيها الى ان تبلغني الى ثقب
> >الحجر , فاذا بلغته تفتح فاها فأخرج منه وأدخل الحجر حتى أوصل اليها رزقها ثم
أرجع فأدخل في فيها فتوصلني الى البر.
فقال سليمان: سمعت عنها تسبيحا قط؟
قالت: نعم تقول يا من لا ينساني في جوف هذه الصخرة تحت هذه اللجة لا تنس
عبادك المؤمنين برحمتك يا أرحم الراحمين.؟؟؟
فما مدى صح ههذة الروايه؟؟؟؟؟
ـ[خالد الجنوبي]ــــــــ[02 - 04 - 07, 11:10 م]ـ
الله يجزاك خير على الموضوع ونتمنى من الاخوة يفيدونا
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[06 - 04 - 07, 08:23 م]ـ
ولك بمثله اخى الجنوبى ..... ونحن نتمنى ايضا(16/104)
جُزءٌ فيه: ذِكْرُ شُيُوخِ البُخاريِّ الذِيْنَ رَوَى عنهم بغير واسِطَة.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[31 - 03 - 07, 11:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني الكرام! أهل الحديث والأثر.
ما كان لمثلي أن يتقدَّم على أمثالكم من الكبار، ولكن شيءٌ يسير مما منَّ الله به على العبد الفقير عسى أن يكون فيه نفعٌ له ولغيره.
هذا جُزْءٌ قد وفَّقني الله تعالى لكتابته، ويحتوي على:
أسماء شُيوخ البخاري الذين رَوَى عنهم في " صحيحه " بغير واسطة، فيخرج منهم - بداهةً -:
1 - شيوخه الذين رَوَى عنهم في " الصحيح " بواسطة؛ أمثال: أحمد بن حنبل، وغيره.
2 - شيوخه الذين سمع منهم خارج " الصحيح " في كتبه الأخرى؛ مثل: " الأدب "، " وخلق أفعال العباد "، وغير ذلك.
وكُنتُ في البداية أودُّ ذكر تعداد أحاديث كلِّ شيخ في " الصحيح " - لا سيَّما الذين ليس لهم سوى حديث أو حديثين -، ولكن لم أنشط لذلك، عملته في بعض التراجم، ولم أُكمل، فحذفتُهُ كُلّهُ، للسبب الآتي.
وهو أني بعدما كتبتُ هذا الفهرس؛ وجدتُ أنه نقصني بعض التراجم، فقُمتُ بوضعها في أماكنها المناسبة، فأدَّى ذلك إلى نُزول بعض التراجم، وصعود الأخرى، وهذا أيضًا راجعٌ إلى أنِّي كنتُ أَهِمُ في ذِكْر بعض مشايخ البخاري، فتبيَّن لي بعد ذلك أنهم ليسوا على الشَّرط، فقُمتُ بالحذف أيضًا.
منهجي في عمل الفهرس، وذِكْر المراجع:
أولًا: المنهج:
1 - قُمتُ بتتبُّعِ كتاب " التَّقريب " ترجمةً ترجمةً.
2 - قيَّدتُ ما اخترتُه من هذا التتبُّع.
3 - راجعتُ الأسماء المُختارة على " الصحيح "، فتبيَّن لي بعض الأوهام، فقيَّدتُها، فقُمتُ بمراجعة " التقريب " حتى أُقيِّد الساقط مني.
4 - كنتُ أرجع - في الغالب - إلى " الفتح " لمعرفة التراجم مُفصَّلة.
5 - من المعلوم أنَّ كثيرًا من العلماء اهتمُّوا بالصحيحين، ورجالهما، فدوَّنوا رجالهما، أو أحدهما، ولكنَّهم كتبوا كُلَّ الرجال - والنساء - الذين أخرج لهم الإمامان، أو أحدهما.
ثانيًا: المراجع:
1 - " التقريب " للإمام ابن حجر (ط. عوَّامة، و ط. أبي الأشبال الباكستاني).
2 - " التهذيبان " للإمامان: المِزِّي، وابنِ حجر.
3 - " التعديل والتَّجْريح " لأبي الوليد الباجي.
4 - " الجرح والتعديل " للإمام ابن أبي حاتم.
5 - " التاريخ الكبير " للإمام البخاري.
6 - " أسامي شيوخ البخاري " للإمام ابن منده.
7 - " أسامي شيوخ البخاري " للإمام الحسن بن محمد الصَّغاني.
وغير ذلك مما لم أتذكَّره الآن.
ملحوظة: هذا من عمل البشر، فإن كان صوابًا فمن الله الواحد الديَّان، وإن كان تقصير فمني ومن الشيطان، والله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - منه بريئان، والله المستعان.
وصلى الله وسلَّم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[01 - 04 - 07, 12:07 ص]ـ
أحسن الله اليك ... وغفر لوالديك
ـ[خالد الجنوبي]ــــــــ[02 - 04 - 07, 11:14 م]ـ
بارك الله فيك(16/105)
ماهي الكتب والرسائل التي تكلمت عن منهج البخاري في التاريخ الكبير بدقة وتفصيل.
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[01 - 04 - 07, 01:43 ص]ـ
السلام عليكم
ماهي الكتب والرسائل التي تكلمت عن منهج البخاري في التاريخ الكبير بدقة وتفصيل.
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[15 - 04 - 07, 10:31 م]ـ
للرفع يا علماء
ـ[أبوصالح]ــــــــ[27 - 04 - 07, 04:17 ص]ـ
مرحباً بك أخي العزيز حامد الأندلسي .. وكلنا طلبة علم نتذاكر مع بعضنا البعض ونستفيد بعون الله.
هناك رسالة للشيخ الفاضل عادل الزرَقي وأظن اسمها دراسة الأحاديث المعلة في التاريخ الكبير وهي مخطوطة لم تُطبع ..
أثنى عليها الشيخ الفاضل تيسير أبوحيمد وذكر أنه استفاد منها في تحقيقه لجزءٍ من الكتاب المشهور باسم (التاريخ الأوسط) للبخاري، وطُبع (التاريخ الأوسط) كاملاً مشتركاً بين الشيخ تيسير والثمالي وفي ثنايا التحقيق خصوصاً الجزء الذي أشرف عليه الشيخ تيسير فوائد في الهوامش جليلة القدر عن منهج البخاري بشكل عام في تواريخه فيحسنُ الإفادة منها والرجوع إليها، والرسالة بكل أسف غير موجودة في الشبكة وطبعتها الرشد.
وفقك الله لكل خير.(16/106)
جزيتم الجنة اريد موضوع او مخطوط لرسالة ماجستير
ـ[خالد الجنوبي]ــــــــ[02 - 04 - 07, 04:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اخواني في الله اعضاء ملتقى الحديث السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد المساعدة في اختيار موضوع لرسالة ماجستير في الحديث او مخطوط لم يسبق تحقيقه وحبذا لو يساعدني احد في احضار المخطوط او لديه نسخة يزودني بها
وماهي المراجع التي تساعدني في الموضوع المختار او المخطوط ومن يقدر على الاخذ بيدي ويكون كمرشد لي اولديه الاستعداد للاشراف على رسالتي فليتفضل مشكورا وفقكم الله وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[03 - 04 - 07, 06:20 م]ـ
أخي الفاضل:
ذكرت في هذا الملتقى عناوين علها تنفعك انظر تحت عنوان:عناوين مقترحة لرسائل جامعية.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[04 - 04 - 07, 02:08 ص]ـ
الاخ الكريم: يوجد نظم الصنعاني على بلوغ المرام وهو مخطوط في مكتبة الملك فهد الوطنية
ـ[خالد الجنوبي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 03:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اخ عبد القادر والاخ نايف واتمنى ممن يدخل الافادة واريد عناوين موضوعات حديثة واخ نايف هل سبق تحقيق المخطوط ام لا وفقكم الله
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 11:26 م]ـ
أخي الشيخ خالد الجنوبي
الموضوعات جديدة لم تدرس - حسب علمي- ولم تكتب الا من مدة قريبة وفقك الله
ـ[خالد الجنوبي]ــــــــ[05 - 04 - 07, 04:19 ص]ـ
شيخ عبدالقادر جزيت الجنة ووالله انك انت الشيخ وانا طالب العلم حفظك الله وجزاك خيرا
ـ[فاضل بن خلف الحمادة الرقي]ــــــــ[06 - 04 - 07, 02:27 ص]ـ
أقترح: 1 - منهج تعليل الأحاديث بين الأصوليين والمحدثين دراسة مقارنة
2 - حركة تدوين الحديث في القرن الرابع الهجري. دراسة تحليلية
3 - مرويات ابن لهيعة في السنن الأربعة عدا النسائي دراسة تطبيقية.
4 - زوائد ابن الجعد على الكتب الستة دراسة منهجية.
وللمزيد راسلني على: alraqi_974@hotmail.com
ـ[أبو إسحاق الفواخري]ــــــــ[10 - 04 - 07, 01:39 ص]ـ
انتبه أخي فإن نظم الصنعاني لبلوغ المرام مطبوع طبعة قديمة وقد رأيتها ولكن لا يحضرني الآن وصفها ولا سنة النشر وقد أوافي الأخوة بأخبارها عما قريب إن شاء الله
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[16 - 04 - 07, 03:03 ص]ـ
منظومة الصنعاني الذي يظهر لي انها لم تطبع وهو لم يتم النظم الى نهاية البلوغ ,وجاء بعده تلميذه وأكمل النظم ,والنظمان في مكتبة الملك فهد الوطنية.
ـ[خالد الجنوبي]ــــــــ[17 - 04 - 07, 09:45 م]ـ
الاخ فاضل وابو اسحاق ونايف جزيتم الجنة وشكرا لكم على المرور(16/107)
ابن اجد شرح كتب الحديث التسعة؟
ـ[صالح عبدربه]ــــــــ[02 - 04 - 07, 07:39 ص]ـ
ارجو ان تدلوكني على شرح الكتب التسعة ولو في ملف وورد ولكم جزيل الشكر؟
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[02 - 04 - 07, 08:22 ص]ـ
في هذا الرابط شروح كتب السنة:
http://www.almeshkat.net/books/list.php?cat=22(16/108)
انفراد راو بإسناد وثقه ابن حبان والعجلي
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[02 - 04 - 07, 09:17 م]ـ
ما الحكم لو انفرد راوي بحديث لم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا سوى ذكر ابن حبان له في الثقات مع توثيق العجلي له في معرفة الثقات؟ هل تفرده يكون تضعيفا للحديث نظرا لعدم توثيقه من غير ابن حبان والعجلي أو يحسن إسناد ذلك الحديث أم يكون ضعيفا يعتبر به أم ماذا؟؟
وهل يختلف هذا الحكم لو صحح حديث ذلك الرجل الترمذي أو الحاكم أم لا يختلف؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[بدر العمراني]ــــــــ[02 - 04 - 07, 10:21 م]ـ
مثل أخي، فبالمثال يتضح المقال.
أي: اذكر الرجل، و ما قال فيه ابن حبان و العجلي باللفظ، ثم اذكر لفظ الحديث، عند ذلك يمكن التقرير. و الله أعلم
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[02 - 04 - 07, 10:47 م]ـ
مثال لللإيضاح
الراوي: يزيد بن عبد الرحمن بن الأسود الأودي
وثقه العجلي وذكره ابن حبان في الثقات ولا يعرف فيه جرحا
هل هذا الرجل ومن على شاكلته لو جاءنا حديث من طريقه فقط وتفرد به هل يضعف هذا الحديث للكلام المعروف في توثيق ابن حبان والعجلي أم هل يحسن هذا الحديث بناء على أن توثيق ابن حبان والعجلي لم يعارضه ما يدفعه ولم يذكر فيه جرحا فهل يحسن إسناد ذلك الحديث؟؟ أم يقال هو ضعيف يعتبر به في المتابعات والشواهد؟؟ ولماذا؟؟
وهل لو صحح حديث ذلك الرجل الترمذي أو الحاكم هل هذا التصحيح يعضد توثيق العجلي وابن حبان؟؟
ملحوظة هذا الراوي تفرد بحديث وهو ما ورد عند ابن ماجة حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن إدريس الأودي عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يقوم أحدكم إلى الصلاة وبه أذى "
وعموما أنا أريد أن أثبت قاعدة وذكرت المثال للإيضاح
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[02 - 04 - 07, 11:11 م]ـ
هذه فائدة عن توثيق ابن حبان وأنه على مراتب:-
التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل للمعلمي - (ج 2 / ص 151)
(((هذا وقد اكثر الأستاذ من رد توثيق ابن حبان، والتحقيق أن توثيقه على درجات،
الأولى: أن يصرح به كأن يقول ((كان متقنا")) أو ((مستقيم الحديث)) أو نحو ذلك.
الثانية: أن يكون الرجل من شيوخه الذين جالسهم وخبرهم. ^ 437
الثالثة: أن يكون من المعروفين بكثرة الحديث بحيث يعلم أن ابن حبان وقف له على أحاديث كثيرة.
الرابعة: أن يظهر من سياق كلامه أنه قد عرف ذاك الرجل معرفة جيدة.
الخامسة: ما دون ذلك.
فلأولى لا تقل عن توثيق غيره من الأئمة بل لعلها أثبت من توثيق كثير منهم، والثانية قريب منها، والثالثة مقبولة، والرابعة صالحة، والخامسة لا يؤمن فيها الخلل.
والله أعلم))) (1)
__________________________
(1) (((قلت (الألباني): هذا تفصيل دقيق، يدل على معرفة المؤلف رحمه الله تعالى، وتمكنه من علم الجرح والتعديل، وهو مما لم أره لغيره ن فجزاء الله خيرا" .... قد ثبت لدي بالممارسة أن من كان منهم من الدرجة الخامسة فهو على الغالب مجهول لا يعرف، ويشهد بذلك صنيع الحفاظ كالذهبي والعسقلاني وغيرهما من المحققين، فإنهم نادرا" ما يعتمدون على توثيق ابن حبان وحده ممن كان في هذه الدرجة، بل والتي قبلها أحيانا". ولقد أجريت لطلاب الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة يوم كنت أستاذ الحديث فيها سنة (1382) تجربة عملية في هذا الشأن في بعض دروس (الأسانيد)، فقلت لهم: لنفتح على أي راو في كتاب ((خلاصة تذهيب الكمال)) تفرد بتوثيقه ابن حبان، ثم لنفتح عليه في ((الميزان)) للذهبي، و ((التقريب)) للعسقلاني، فسنجدهما يقولان فيه ((مجهول)) أو ((لا يعرف))، وقد يقول العسقلاني فيه ((مقبول)) يعني لين الحديث، ففتحنا على بضعة من الرواة تفرد بتوثيقهم ابن حبان فوجدناهم عندهما كما قلت: إما مجهول، أو لا يعرف، أو مقبول.
إلا أن ما ذكر المؤلف من رد الكوثري لتوثيق ابن حبان فإنما ذلك حين يكون هواه في ذلك، وإلا فهو يعتمد عليه ويتقلبه حين يكون الحديث الذي فيه راو وثقه ابن حبان، ويوافق هواه، كبعض الأحاديث التي رويت في ((التوسل)) وقد كشفت عن صنيعه هذا في كتابي (الأحاديث الضعيفة) رقم (23))))
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[02 - 04 - 07, 11:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا
قال ابن رجب في شرح العلل:"أكثر الحفاظ المتقدمين يقولون في الحديث إذا انفرد به واحد وإن لم يرو الثقات خلافه: إنه لا يتابع عليه، ويحعلون ذلك علة فيه، اللهم إلا أن يكون ممن كثر حفظه واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون بعض تفردات به الثقات الكبار أيضا، ولهم في كل حديث نقد خاص، وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه "
وقال الذهبي في الموقظة: "فمثلُ يحيى القطان، يقال فيه: إمامُ، وحُجَّة، وثَبْت، وجِهْبِذ، وثِقَةُ ثِقَة،ثم ثقةُ حافظ، ثم ثقةُ مُتقن ثم ثقةُ عارف، وحافظُ صدوق، ونحوُ ذلك
فهؤلاء الحُفَّاظُ الثقات، إذا انفرد الرجلُ منهم من التابعين، فحديثهُ صحيح. وإن كان من الأتباعِ قيل: صحيح غريب. وإن كان من أصحاب الأتباع قيل: غريبُ فَرْد. ويَنْدُرُ تفرُّدهم، فتجدُ الإمامَ منهم عندهَ مِئتا ألف حديث، لا يكادُ ينفرد بحديثينِ ثلاثة. ومن كان بعدَهم فأين ما يَنفرِدُ به، ما علمتهُ، وقد يوُجَد.
ثم نَنْتَقِلُ إلى اليَقِظ الثقةِ المتوسِطِ المعرفةِ والطلب، فهو الذي يُطلَقُ عليه أنه ثقة، وهم جُمهورُ رجالِ ((الصحيحين)) فتابِعِيُّهم، إذا انفَرَد بالمَتْن خُرَّج حديثهُ ذلك في (الصحاح).
وقد يَتوقَّفُ كثيرُ من النُّقاَّد في إطلاق (الغرابة) مع (الصحة)، في حديثِ أتباعِ الثقات. وقد يُوجَدُ بعضُ ذلك في (الصحاح) دون بعض. وقد يُسمِّي جماعةٌ من الحفاظ الحديثَ الذي ينفرد به مثلُ هُشَيْم، وحفصِ بنِ غِياثٍ: منكراً
فإن كان المنفرد من طبقة مشيخة الأئمة، أطلقوا النكارةَ على ما انفرد مثلُ عثمان بن أبي شيبة، وأبي سَلَمة التَّبُوْذَكِي، وقالوا: هذا منكر. "
هذه هي القاعدة ومن خلال ما تقدم يجاب عن السؤال بارك الله فيكم
¥(16/109)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 04 - 07, 12:52 ص]ـ
كلام المعلمي نظري بحت، وقليل الفائدة من حيث التطبيق. فالمرتبة الأولى نسبة عدد رواتها إلى عدد الكتاب تقارب الصفر. والمرتبة الثانية لا تكاد تكون، لأن ابن حبان لا يكاد يذكر شيوخه في "ثقاته". وأما المرتبة الثالثة فيعكر على كلام المعلمي إخراج ابن حبان لضعفاء في ثقاته، وبعضهم جرحهم بنفسه في كتابه المجروحين. أما المرتبة الرابعة، فنعم إن نص ابن حبان على أنه قد سبر مروايات الراوي كما فعل مع بقية فيعتبر توثيقه لكن هذا نادر للأسف.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[11 - 04 - 07, 04:20 م]ـ
قال شيخنا الفاضل ابو عبد الله مصطفى العدوي حفظه الله وسلمه من كل مكروه وسؤ فى كتابه شرح علل الحديث مع اسئلة وأجوبة فى مصطلح الحديث
بعد أن نقل كلام الشيخين الالباني والمعلمى عليهما رحمة الله::
هذا وقد تُعُقِّبَ عداب الحمش في رسالته (رواة الحديث الذين سكت عليهم أئمة الجرح والتعديل بين التوثيق والتجهيل ص69) بقوله: إن هذا الكلام على إطلاقه من الشيخين فيه نظر؟!.
فالرواة المترجمون في كتاب الثقات قسمان: قسم انفرد ابن حبان بالترجمة له، أو كان اعتماد مَن ترجمه بعده عليه، وهؤلاء يزيد عددهم على ألفي ترجمة في الكتاب، والقسم الثاني: الرواة الذين اشترك مع غيرهم في الترجمة لهم، وهؤلاء صنفان:
الصنف الأول: الرواة الذين أطلق عليهم ألفاظ الجرح والتعديل، وهؤلاء يقرب عددهم من ثلاثة آلاف راوٍ.
وقد تعددت ألفاظ النقد وتباينت دلالاتها كما قدمت بعض ذلك فبينما تجده يصف الرجل بالحفظ والإتقان أو الوثاقة أو الصدق أو استقامة الحديث، إذا بك تجده يصف الرجل بأنه قد يخطيء أو يخطيء أحياناً، أو يخطيء كثيراً، أو يخطىء ويخالف، أو يخطىء ويُغْرب، ويدلس ويخالف. والراوة الذين يصرح فيهم بالتوثيق ليسوا على درجة واحدة في نفس الأمر في كل مصطلحات التوثيق.
فقد وجدته وصف خمسة وخمسين رجلاً بالإتقان بيد أنني لم أجد لغيره كلاماً في ثمانية منهم، والذين وجدت لهم تراجم كانوا جميعاً من الحفاظ أو الثقات.
أما لفظ (مستقيم الحديث) وما دار في فلكه فقد أطلقه ابن حبان على ستةٍ وخمسين راوياً ومائتي راوٍ، وقد جاءت ألفاظه الدالة على الاستقامة متعددة، فتارة يصف الراوي بأنه مستقيم الحديث جداً، وتارة يصفه بأنه مستقيم الأمر في الحديث، وتارة يقيد الاستقامة بشروط فيقول مثلاً: مستقيم الحديث إذا روى عن الثقات، أو إذا روى عنه الثقات، وتارة يقول: روى أحاديث مستقيمة، وأنه مستقيم الحديث يغرب، ومستقيم الحديث ربما أخطأ.
كما أطلق عبارات أوضحت لنا مقصوده من الاستقامة، ولكنه أكثر ما أطلق هذا المصطلح بلفظ (مستقيم الحديث) مجرداً، وله ألفاظ أخرى مشابهة، ولكنها قليلة. وقد وجدت فيمن وصفه ابن حبان بأنه (مستقيم الحديث) الحافظ والثقة والصدوق، ووجدت فيهم المجروح والمضعف والمجهول حسب اصطلاح المتأخرين، وقد كانت ألفاظ النقد التي أطلقها ابن حبان في كتابيه (الثقات والمجروحين) تسعة عشر لفظاً ومائتي لفظ درستها جميعاً دراسة نقدية في رسالتي سالفة الذكر، وأعددت لها ملاحق خاصة بألفاظها، ولذلك فإنني أرى أن هذه الإطلاقات من فضيلة الشيخ اليماني - رحمه الله - عامة وعائمة.
وما ذكره فضيلة الشيخ الألباني من أن كلام الشيخ المعلمي (تفصيل دقيق)، غير دقيق ولا مفيد في التحقيق العلمي شيئاً. انتهي المراد من كلام عداب الحمش. ص 27
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[11 - 04 - 07, 06:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن أين هذه الرسالة في مصر وما اسم الدار التي طبعتها؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[12 - 04 - 07, 12:54 ص]ـ
أين أجد هذه الرسالة في مصر "رواة الحديث الذين سكت عليهم أئمة الجرح والتعديل بين التوثيق والتجهيل "
وجزاكم الله خيرا(16/110)
هل صحيح أم ضعيف أم موضوع،، هذا الحديث
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[03 - 04 - 07, 03:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،،
عن على ابن ابى طالب كرم الله وجهه ان النبى قال لى اعطيك خمسه الاف شاه او اعلمك خمس كلمات فيهن دينك ودنياك؟ فقلت يا رسول الله خمسة الاف شاه كثيرة ولكن علمنى فقال النبى:قل اللهم اغفر لى ذنبى ووسع لى خلقى وطيب لى كسبى وقنعنى بما رزقتنى ولا تذهب قلبى الى شىء صدقته عنى0
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[03 - 04 - 07, 05:37 ص]ـ
هذا حديث موضوع بهذا اللفظ:
أخرجه ابن النجار - كما في "كنز العمال" (5061) - من طريق محمد بن زياد، عن ميمون بن مهران، عن علي بن أبي طالب به.
قلت: وهذا إسناد موضوع؛ فيه "محمد بن زياد" وهو ((محمد بن زياد اليشكري الطحان))؛ قال الحافظ ابن حجر: [كَذَّبوه].
وقد ورد الحديث بلفظ آخر عن علي، ولكنه لا يصح أيضاً؛ فيه مجاهيل.
ـ[أم مالك الكويتي]ــــــــ[03 - 04 - 07, 03:22 م]ـ
جزيت الجنان و القصور يا فاضل،،(16/111)
مَن المقصود بقول التِّرْمذيِّ: " وأما أصحابنا فذهبوا إلى ... "؟
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[03 - 04 - 07, 08:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إذا قال التِّرْمذيُّ - رحمه الله -: " ذهب أصحابنا إلى كذا "، أو " قال أصحابنا كذا "، فمَن المقصود بهؤلاء الأصحاب؟
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[03 - 04 - 07, 08:32 ص]ـ
وجدتُ العلَّامة الشيخ / عبد المُحسن العبَّاد - حفظه الله - يقول في (34) من شرح " جامع التِّرْمذيّ ": إنَّ مُراد التِّرْمذيّ بهذه القَوْلة: أهل الحديث.
فهل عند أحدٍ فائدة في ذلك؟
ثم وجدتُ التِّرمذيَّ - رحمةُ الله عليه - يقول -[كتابُ الصلاة] {بابُ ما جاء فيمن أدركَ ركعة من العصر قبل أن تغرُبَ الشمس}: " حديث حسن صحيح، وبه يقول أصحابُنا: الشَّافعيُّ، وأحمد، وإسحاق ".
فتبيَّنَ ليَ بذلك صِحَّة قول الشيخ العبَّاد، والله أعلم.
ـ[ابو احمد الحسيني]ــــــــ[03 - 04 - 07, 11:46 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[فاضل بن خلف الحمادة الرقي]ــــــــ[03 - 04 - 07, 11:46 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالمقصود بأصحابنا في قول الترمذي: هم أهل الحديث المتمسكون بالأثر؛ كمالك والشافعي، وأحمد، وإسحاق وابن المبارك وغيرهم من أئمة الحديث، وكل محدث فقيه.
أما أبو حنيفة فليس من أصحابه؛ فقد جاء في سنن الترمذي مانصه: 559 - حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة، عن أبيه، فذكر نحوه، وزاد فيه: متخشعا.
قال أبو عيسى:هذا حديث حسن صحيح.
وهو قول الشافعي قال: يصلي صلاة الاستسقاء نحو صلاة العيدين يكبر في الركعة الأولى سبعا، وفي الثانية خمسا، واحتج بحديث ابن عباس.
قال أبو عيسى: وروي عن مالك بن أنس أنه قال: لا يكبر في صلاة الاستسقاء كما يكبر في صلاة العيدين.
وقال النعمان أبو حنيفة: لا تصلى صلاة الاستسقاء، ولا آمرهم بتحويل الرداء، ولكن يدعون ويرجعون بجملتهم.
قال أبو عيسى: خالف السنة.
وانظر بيان ذلك في كتابه العلل الصغير المطبوع في آخر الجامع، حيث ذكر أسانيده إلى أصحابه من الأئمة المتبوعين. والله أعلم.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[04 - 04 - 07, 02:50 ص]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الكريم.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[04 - 04 - 07, 11:19 ص]ـ
فائدة جليلة جزاكما الله كل خير
ـ[فاضل بن خلف الحمادة الرقي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 06:50 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ونضيف هنا ما أثبته الترمذي رحمه الله تعالى عقب بعض الأحاديث تبيانا للمقصود بقوله أصحابنا:
قال الترمذي عقب الحديث (178): ويروى عن علي بن أبي طالب أنه قال في الرجل ينسى الصلاة قال يصليها متى ما ذكرها في وقت أو في غير وقت وهو قول الشافعي وأحمد بن حنبل وإسحق ويروى عن أبي بكرة أنه نام عن صلاة العصر فاستيقظ عند غروب الشمس فلم يصل حتى غربت الشمس وقد ذهب قوم من أهل الكوفة إلى هذا وأما أصحابنا فذهبوا إلى قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقال عقب الحديث (583): والعمل على هذا عند أصحابنا الشافعي وأحمد وإسحق قالوا إذا أم الرجل القوم في المكتوبة وقد كان صلاها قبل ذلك أن صلاة من ائتم به جائزة واحتجوا بحديث جابر في قصة معاذ وهو حديث صحيح.
وقال عقب الحديث (1128): والعمل على حديث غيلان بن سلمة عند أصحابنا منهم الشافعي وأحمد وإسحق.
وقال عقب الحديث (1221): وهو قول الشافعي وغيره من أصحابنا.
وقال عقب الحديث (1252): والعمل على هذا الحديث عند أصحابنا منهم الشافعي وأحمد وإسحق.
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[06 - 04 - 07, 08:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
و لا شك أن أصحاب الترمذي هم أهل الأثر , لا أهل الرأى
وهذا معروف أن أهل الأثر لا ((يتمذهبون)) كسفيان والبخاري وأبو حاتم ........ إلخ.
فمذهبهم هو الحديث(16/112)
الأجزاء الحديثية المشتهرة عند المحدثين بأسماء خاصة
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[03 - 04 - 07, 05:34 م]ـ
د. جمال عزون
تزخر المكتبة الحديثيّة بعدد هائل من الأجزاء التي حرص العلماء عامّة والمحدّثون خاصّة على سماعها عن الشّيوخ المسندين أصحاب الأسانيد العالية إلى مؤلّفي تلك الأجزاء أو رواتها عنهم، والنّاظر في كتب التّراجم والمشيخات والأثبات والبرامج يعجب جدّا من هذا العدد الهائل من أجزاء المحدّثين المتداولة في مجالس السّماع، ويكفي الباحث مثلاً أن ينظر في مجاميع المكتبة الظّاهريّة ليرى نموذجاً ممّا وصلنا من تلك الأجزاء، وإذا قارن ذلك بثبت الضّياء المقدسي وفهرس ابن المبرد وغيرهما يدرك بجلاء أنّ المفقود أعظم بكثير من هذا المحفوظ في خزانة الظّاهريّة وغيرها من المكتبات.
وقد لفت انتباهي في أثناء قراءة كثير من أثبات المحدّثين وفهارسهم أسامي خاصّة عرفت بها أعداد من الأجزاء الحديثيّة، وصارت تلك الأسامي عَلَمًا عليها، ولذلك أسباب عديدة نشير إلى بعضها في خاتمة مبحثنا هذا الذي أكتفي فيه بنماذج من تلك الأجزاء المشتهرة عند المحدّثين بأسماء معيّنة خاصَّة، وهي تدلّ الباحث على ما سواها، وترشده إلى ما عداها.
1 - جُزْءُ البَرَاغِيثِ:
ذكره ابن حجر في كتابه ((المعجم المفهرس)) وقال: ((جزء من حديث عبيد الله بن هارون القطّان يُعرف بجزء البراغيث)) [1].
وأفاد أنّه قرأه على شيخه زين الدّين أبي بكر بن الحسين بن عمر المراغي نزيل المدينة النّبويّة، بسماعه له على صالح بن مختار الأُشْنُهِيّ، بإجازته من محمّد بن عبد الهادي، أنبأنا السِّلَفي في كتابه، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عليّ بن أبي الصّقر، أنبأنا عبيد الله بن هارون به [2].
2 - جُزْءُ ابن بَوْشٍ:
ذكره الطّبري المكّي في مقدّمة كتابه ((الرّياض النّضرة)) حين عدّد مصادره فقال: ((جزء من حديث محمّد بن إبراهيم السّرّاج يُعرف بجزء ابن بَوْشٍ)) [3].
وابن بَوْشٍ هو الشّيخ المعمَّر الرُّحَلَةُ أبو القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى بن محمّد بن بَوْشٍ البغدادي الأزَجِيّ الحنبلي الخبّاز، كان سماعه صحيحاً، وبورك له في عمره، وحدّث نحواً من أربعين سنةً، توفّي سنة 593هـ[4].
ومحمّد بن إبراهيم السّرّاج هو ابن إسحاق بن إبراهيم بن مهران البغدادي محدّث صدوق، توفّي سنة 313هـ[5].
3 - جُزْءُ ابن قُلُنْبَا:
ذكره ابن حجر ضمن مرويّاته فقال:
((فوائد السِّلَفِي يُعرف بجزء قُلُنْبَا)) [6]. ويرويه بإسناده إلى جعفر بن عليّ الهَمْداني بسماعه من السِّلَفي وهو - أي السّلفي - مخرّجه.
وابن قُلُنْبَا هو بضمّ القاف واللاّم كما قال الزَّبيدي [7].
وقد حيّرني الحافظ الذّهبي في تحديد المقصود بابن قُلُنْبَا الذي اشتُهر بهذا الجزء حيث ذكر في تاريخ الإسلام ترجمتين لعَلَمَيْن مختلفين عزا لكلّ واحد منها جزءنا هذا:
الأوّل: هو الفقيه المحدّث أبو القاسم عليّ بن مهدي بن عليّ بن قُلُنْبَا اللّخمي الإسكندري، كان ثقة، وله أدب وشعر، وبنو قُلُنْبَا من أقدم بيت في الإسلام يقال: إنّ أسلافهم حضروا فتح الإسكندريّة، توفّي عام 574هـ.
قال الذّهبي في آخر ترجمته: ((وإليه يُنسب جزء ابن قُلُنْبَا [8] الذي للسِّلَفي)) [9].
الثّاني: الإمام الفاضل البارع المناظر أبو الحسين إبراهيم بن مهدي بن عليّ بن محمّد بن قُلُنْبَا الإسكندري المتوفّى سنة 538هـ.
قال الذّهبي في آخر ترجمته: ((وإليه يُنسب جزء ابن قُلُنْبَا أظنّه انتقاه من روايات السِّلَفي رواه جعفر الهَمَذاني عن السِّلَفي)) [10].
ويبدو من تشابه الأسماء أنّ هذين العلمين أخوان، فهل صاحب الجزء هو عليّ كما قال الذّهبي في الموطن الأوّل جزماً، أم إبراهيم كما قال في الموطن الثّاني ظنّاً؟ وأجزم أنّ وقوف الباحث على الجزء يقطع الإشكال، ويزيل الاحتمال [11].
4 - جُزْءُ المَنْبِجِيَّيْنِ:
ذكره ابن طولون ضمن مرويّاته فقال: ((جزء من حديث أبي القاسم المنبجي وأبي عليّ المنبجي ويعرف بجزء المَنْبِجِيَّيْنِ)) [12].
وذكره ابن رافع في ترجمة شرف الدّين الحسن بن علي بن عيسى اللّخمي الشّافعي 737هـ فقال: ((حضر على أبي بكر ابن الأنماطي جزء الكراعي وجزء المَنْبِجِيَّيْنِ)) [13].
¥(16/113)
وقد يجري - خطأً - على لسان القرّاء ((جُزْءُ المَنْبِجِيِّينِ)) بالجمع والصّواب أنّه بالتّثنية؛ ولهذا نرى الحافظ ابن حجر يحتاط لهذا الإيهام بطريقة الفصل والإفراد حيث قال: ((جزء المنبجي والمنبجي قرأته على أبي الحسن عليّ بن أحمد بن محمّد بن محمود المرادوي، أنبأنا محمّد بن عليّ بن أحمد بن فضل الواسطي، وأبو عبيد الله محمّد ابنا أحمد بن المحبّ، قالا: أنبأنا محمّد بن عليّ بن أحمد بن فضل الواسطي، حدّثنا الحسن بن عليّ بن الحسين ابن البنّ، أنبأنا جدّي الحسين بن الحسن، أنبأنا أبو القاسم عليّ بن محمّد بن أبي العلاء، أنبأنا أبو القاسم عمر بن محمّد المنبجي عن شيوخه، وأبو عليّ الحسن بن الأشعث المنبجي، عن أبي عليّ الكندي عن شيوخه)) [14].
والعلمان المنبجيّان اللّذان عرف بهما الجزء هما:
1 - أبو عليّ الحسن بن أشعث بن محمّد بن علي المنبجي كان حيّاً عام 417هـ، وهو محدّث كان له مسجد في مدينة منبج يؤمّ النّاس فيه ويقرؤون عليه فيه كتب الحديث. روى عن عدد من الشّيوخ منهم شيخه في هذا الجزء المحدّث المسند الفقيه أبو علي الحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي الحمصي [15] سمع عليه ببعلبك في مسجدها الجامع عام 388هـ[16].
2 - أبو القاسم عمر بن محمّد المنبجي: ولا تُسعف المصادر بخبر عنه، ولعلّه كان رفيقاً لأبي عليّ الحسن بن أشعث بن محمّد بن علي المنبجي، ومن بلدٍ واحد هو منبج، وعنوان الجزء ((جُزْءُ المَنْبِجِيِّينِ)) يشير على شيء من ذلك والعلم عند الله تعالى.
5 - جُزْءُ التَّرَاجِم:
ذكره العلائي ضمن مرويّاته فقال: ((جزء من حديثه - أي النّجّاد - يُعرف بجُزْءِ التَّرَاجِم)) [17]. وهو للإمام الحافظ الفقيه المفتي شيخ العراق أبي بكر أحمد بن سلمان بن الحسن البغدادي الحنبلي المعروف بالنّجّاد المتوفّى سنة 348هـ[18]، ذكره جمع من العلماء كالذّهبي والصّفدي والفاسي [19] وغيرهم. ولا تُعرف له نسخة، وثمّة بعض أجزاء من حديث النّجّاد في الظّاهريّة تحتاج إلى تفتيش وكشف لمعرفة ما إذا كان من بينها جزء التّراجم هذا، وما ذكره محقّقا ثبتَي العلائي وابن حجر [20]- وفّقهما الله - عن وجود الجزء بالظّاهريّة مجرّد احتمال يُقطع بالوقوف على تلك الأجزاء الخطّيّة ودراستها بدقّة.
ملاحظة: في الدّرر الكامنة ((جزء التّراجم للبخاري))، وفي الدّرّ المنثور ((أخرج البخاري في جزء التّراجم)) [21]، وكلّ ذلك تصحيف صوابه النّجّاد، والبخاري لا يُعرف له جزء بهذا الاسم.
6 - جُزْءُ البَيْتُوتَةِ:
ذكره ابن حجر ضمن مرويّاته فقال:
((جزء البَيْتُوتَةِ وهو جزء لطيف من عوالي أبي العبّاس السَّرّاج كان لا يحدّث به إلاّ من بات عنده ليلة)) [22].
وصاحب الجزء هو محدّث خراسان الإمام الحافظ أبو العبّاس محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الثّقفي السّرّاج المتوفّى سنة 313هـ[23].
فهذه نماذج من الأجزاء الحديثيّة التي عُرفت عند المحدّثين بأسماء معيّنة خاصَّة واشتُهرت بها عندهم، ولا شكّ أنّ ثمّة أجزاء أخرى كثيرة جديرة بالبحث والتّتبّع، والاستقصاء والتّوسّع، مثل جزء الحاكم ((فوائد الفوائد)) المعروف بـ: ((المئة))، والجزء التّاسع من حديث ابن السّماك المعروف بـ: ((جزء حنبل))، وحديث أبي الطّيّب الجعفري المعروف بـ: ((جزء ابن عمشليق))، وجزء هلال الحفّار المعروف بـ: ((حديث القطّان))، والفوائد المنتقاة والأفراد والغرائب الحسان للقَطيعي المعروف بـ: ((جزء الألف دينار)) وغيرها كثير.
ويمكن للباحث أن يلتمس أسبابَ هذه التّسمية التي التصقت بهذه الأجزاء واشتُهرت بها عند المحدّثين من ذلك:
1 - اشتراط المؤلّف شرطاً معيّنا لسماع جزئه؛ كما فعل أبو العبّاس السّرّاج الذي كان لا يحدّث به إلاّ من بات عنده ليلة، زيادة في إكرام المحدّثين الذين تجشّموا عناء السّفر والرّحلة لسماع ذلك الجزء.
2 - اعتبار كلمة من حديث جليل؛ كما فعل أبو القاسم الكناني في جزء البطاقة الذي يُشير به إلى حديث الرّجل الذي يُنشر له يوم القيامة تسعةٌ وتسعون سجلاّ أُحصيت فيها أعماله، ثمّ يؤتى له ببطاقة فيها كلمة التّوحيد، فترجح كِفّتها على كِفّة تلك السّجلاّت، وبهذا اشتُهر الجزء عند المحدّثين بجزء البطاقة.
¥(16/114)
3 - اعتبار مجموعة من الأحاديث عالجت موضوعاً معيَّناً ورد في الجزء؛ ومثله ((جزء البراغيث)) لعبيد الله بن هارون القطّان الذي جمع فيه - على ما يبدو - طرق الأحاديث الواردة في البُرغُوث [24].
4 - لاشتراكٍ في الرّواية من محدّثَين نسبتهما واحدة مثل جزء المنبجيّين.
5 - انفراد راوٍ برواية ذلك الجزء على حدّ قول النّاظم:
وبعد ذا الأجزاءُ وهي وحدَها بكثرةٍ لا تستطيعُ عَدَّها
وبعضُها في كلِّ وقتٍ ينفردْ بهِ جماعةٌ إليهِ تَستنِدْ
والله وليّ التّوفيق، وهو الهادي إلى سواء الطّريق.
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] المعجم المفهرس 340.
[2] المعجم المفهرس 344، والمعجم المؤسّس 1/ 546.
[3] المعجم المفهرس 340.
[4] تاريخ الإسلام - وفيات 593هـ، ص 152، وسير أعلام النّبلاء 21/ 243.
[5] تاريخ الإسلام 25/ 474.
[6] المعجم المؤسّس 1/ 153، والمعجم المفهرس 341، وانظر كشف الظّنون 1/ 587.
[7] تاج العروس، فما في المعجم المفهرس من ضبطه شكلاً بفتح القاف واللاّم ((قَلَنْبَا)) غير معروف. وانظر الحاشية التالية.
[8] تصحّف في تاريخ الإسلام إلى: ((قلينا)) بياء بعدها نون، وصوابه نون بعدها باء.
[9] تاريخ الإسلام 40/ 153 - وفيات 574هـ، ص 153.
[10] تاريخ الإسلام 40/ 153 - وفيات 574هـ، ص 153.
[11] ينبغي التّوثّق أكثر ممّا جاء في حاشية المعجم المفهرس 1/ 153 من اعتبار الفوائد المرويّة من طريق جعفر بن عليّ الهمذاني عن شيخه السّلفي مخطوطة محفوظة في مكتبة الأوقاف ضمن مجموع تحت رقم: 2841؛ لأنّ ثمّة عدداً من الأجزاء والكتب للسّلفي مرويّة من طريق جعفر المذكور، وتحديد أساميها متوقّف على معرفة من خُرّجت له.
[12] السّفينة الطّولونيّة رقم: 201.
[13] وفيات ابن رافع 1/ 232.
[14] المعجم المفهرس 366، والمعجم المؤسّس 2/ 251 - 252، وسمّاه في الثّاني: حديث المنبِجِيَّيْن.
[15] انظر عن الكندي: سير أعلام النّبلاء 16/ 415.
[16] انظر عن أبي عليّ المنبجي: تاريخ دمشق 13/ 38، وبغية الطّلب 5/ 2305.
[17] إثارة الفوائد المجموعة في الإشارة إلى الفرائد المسموعة 2/ 570.
[18] انظر عن النّجّاد: سير أعلام النّبلاء 15/ 502.
[19] انظر السّير 15/ 505، والوافي 21/ 145، وذيل التّقييد 1/ 104، 2/ 196.
[20] إثارة الفوائد المجموعة 2/ 570، والمعجم المؤسّس 1/ 135.
[21] الدّرر الكامنة 4/ 88، والدّرّ المنثور 1/ 487، وجاء على الصّواب في 3/ 529.
[22] المعجم المفهرس 250.
[23] انظر عن السّرّاج: مقدّمة تحقيق مسنده بقلم إرشاد الحقّ الأثري.
[24] يشار هنا إلى جزء أفرده الحافظ ابن حجر في الموضوع سمّاه: البسط المبثوث في خبر البرغوث، وزاد عليه أشياء جلال الدّين السّيوطي في جزء آخر سمّاه: الطّرثوث في فوائد البرغوث. وقد صرّح أهل الحديث بعدم صحّة شيء من الأحاديث الواردة في هذا الباب.
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=552
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[05 - 04 - 07, 12:26 م]ـ
السلام عليكم
المقالة على ملف وورد(16/115)
من يجدد لها دينها
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[04 - 04 - 07, 12:43 ص]ـ
من يجدد لهذه الأمة دينها؟ http://www.khieronline.com/images/space5X1.gifhttp://www.khieronline.com/Photos/larg(3).JPG
بقلم: محمد مسعد ياقوت
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" (1)، وهنا يتبادر إلى الذهن تساؤل عمن يجدد لهذه الأمة دينها في هذا الوقت العصيب؟ وما صفات هذا المجدد وسماته وشروطه؟ ونقصد بالقائم على عملية التجديد المسلم الفقيه المجتهد في تخصص معين .. كلٌّ يجدد في مجال تخصصه؛ بحسب القدرات والملكات التي رزقه الله إياها .. "، والمجدد صفة يطلقها العلماء على من قام بإصلاح شأن من شؤون الأمة.
والمجدد من يعرف غاية الإسلام، ويضحي من أجلها بنفسه ونفيسه لا يغتر بمنصب ولا جاه، ولا ينخدع ببريق الذهب و الفضة، لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يلتفت إلى قدح قادح، بل تكون همته الأسمى تطهير الدين مما علق به من الخرافات و البدع، ويسعى في نشره طاهراً نقياً كما أنزل .. وربما تعدد المجددون في قرن واحد، وفي إقليم واحد. (2).
ونرى أن شروط القائم بالتجديد هي مجموع الشروط التي وردت في الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة في شروط الدعاة والمصلحين والمجتهدين ومن ثم المجددين. وتنقسم إلى:
أولاً: الشروط الإيمانية العقدية.
ثانياً: الشروط العلمية التخصصية.
ثالثاً: الشروط الأخلاقية السلوكية. الشروط الإيمانية العقدية وتفصيلها
1 أن يكون مسلماً عاقلاً بالغاً، صحيح الإسلام
2 أن يؤمن بأركان الإيمان الستة: الله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
3 أن يؤدي الفرائض والأركان والواجبات التي أمر الله بها.
4 أن يؤمن بكل ما ورد من نصوص الشارع الحكيم، ما دامت قطعية الثبوت.
5 أن يؤمن بصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان ومجال ولكل جنس وعرق.
6 أن يؤمن بشمولية الإسلام لكل مجالات الحياة: الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والتربوية ... إلخ.
7 أن يؤمن بحاكمية الشرع الحنيف.
8 أن يكون متحلياً بالتقوى والورع والنية الخالصة لله تبارك وتعالى.
9 أن يتصف بروح الثقة في موعود الله ونصره ومدده، ويعتقد أن المستقبل للإسلام.
الشروط العلمية التخصصية
هذه الشروط تحدد المجدد كفقيه مجتهد أو كعالم راسخ العلم في مجال تخصصه .. من أهمها:
1 معرفة كتاب الله تعالى: وهذا من أهم الشروط التي يجب تحققها في المجدد كمجتهد وفقيه، إذ إن القرآن الكريم هو عمدة الأحكام والمصدر الرئيسي للاجتهاد .. لذلك لابد من معرفة معانيه اللغوية، وحفظ سوره أو على الأقل حفظ آيات الأحكام ومعرفة أسباب النزول والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والمدارس المختلفة في تفسير القرآن.
2 معرفة السنة النبوية الغراء: والسنة النبوية الكريمة إما قولية وإما فعلية وإما تقريرية، لذا كان لابد لمن يتصدى للتجديد والاجتهاد من معرفة هذه الأنواع الثلاثة .. ولأن السنة مفسرة لكتاب الله، وموضحة لمبهمه، ومقيدة لمطلقه، ومخصصه لعامه، ونقصد بمعرفتها:
أ العلم بمعاني مفرداتها وتراكيبها والاطلاع على شروحها.
ب معرفة مصطلح الحديث ورجال الحديث؛ لمعرفة مدى قوة السند، ومرتبته؛ قوة وضعفاً.
ج معرفة ناسخ الحديث ومنسوخه (3).
3 معرفة اللغة العربية: حتى يستطيع أن يميز بين المعنى الظاهر والخفي في النصوص الشرعية؛ حتى يتسنى له العلم بما تدل عليه كل كلمة ودلالاتها وفحواها ومغزاها.
4 العلم بأصول الفقه: لابد لمجدد الدين من معرفة القواعد العامة للفقه .. كي يتعرف على حقيقة الحكم، والأدلة، وشروطها، ووجوه الأدلة ووجوه الترجيح بين الأدلة عند التعارض ومعرفة الناسخ والمنسوخ، والراجح والمرجوح (4).
5 معرفة العرف الجاري: وهذا أمر لابد منه؛ وذلك لأن العرف يعتبر مصدراً أساسياً للمجتهد والمفتي والقاضي والمصلح والخطيب.
6 "المعرفة الجيدة بتاريخ الإسلام العلمي والسياسي، ونشأة الفرق المختلفة فيه، والصراع الطويل بين هذا الدين وبقايا الديانات القديمة من سماوية أو وثنية" (5).
7 على مجدد الدين أن يتقن مجال تخصصه موضع التجديد وأن يحيط بكل مصادره وبكل مستجداته وبكل أبوابه، وأن يرجع باستمرار إلى مراجع وأمهات تخصصه .. سواء كان هذا التخصص في مجال القرآن وعلومه أو السنة وأبوابها، أوالعقيدة وقضاياها، أو الحكم وفقه الدولة، أو الاقتصاد ومستجداته .. الخ.
8 الاعتدال والوسطية: "بعيداً عن الغلو والإفراط.
الشروط الأخلاقية
نستطيع القول إن أخلاق المجدد هي أخلاق الداعي إلى الله (6)، بل هي أخلاق الذين قال الله عنهم: أولئك هم المؤمنون حقا (الأنفال 74). ومن ثم نقول:
1 التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم.
2 الصدق.
3 الصبر.
4 الرحمة.
5 التواضع.
الهوامش
1 صحيح عن أبي هريرة، أخرجه أبو داود.
2 آدم عبدالله الألوري: تاريخ الدعوة إلى الله بين الأمس واليوم.
3 عبد القادر بن بدران الدمشقي: المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي.
4 مصطفى ريحان: تيسير أصول الفقه.
5 محمد عبد الستار السيد: التجديد والاجتهاد بين المعاول الهدامة والأفكار البناءة الرغبات الخارجية والحاجات الداخلية.
6 عبد الكريم زيدان: أصول الدعوة.
yakoote@gmail.com
المصدر: مجلة المجتمع الكويتية- العدد 1709(16/116)
أريد تعلم المصطلح فكيف؟
ـ[بو محمد الموسوي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 01:57 ص]ـ
السلام عليكم
أنا عضو جديد وأرجو منكم أن تقبلوني في منتداكم الذي آمل أن يفيدنا وإياكم ...
أريد أن أدرس علم الحديث ...
أو بمعنى أصح أن يكون لدي إلمام بمصطلحات الحديث وكيفية تصحيحه وتضعيفه وتحسينه ...
ومعرفة المرسل من المنقطع من المسند وما إلى ذلك ...
فعلم الحديث مهم لهذا الزمان لذلك أرجو من أهل العلم والمشايخ الموجودين في هذا المنتدى أن يعطوني رؤس الأقلام التي أستطيع من خلالها أن أتعلم هذا العلم القيم ...
وأشكركم جميعا
أخوكم / بو محمد الموسوي
ـ[أبو الفضل المنزهي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 02:32 ص]ـ
السلام عليكم ياأخي
أنصحك ان تبحث عن شيخ في الحديث يأخذ بيدك لهذا العلم فإن الشيخ:
-يسدد لك الفهم
-يؤدبك
-يوفر لك عمرك
وان لم يتيسر لك شيخ فاستعن بشروح العلماء المسجلة على أشرطة مثل:
شرح البيقونية لابن عثيمين-شرح نخبة الفكر له ايضا
شرح المدخل لعلم الحديث للشيخ طارق عوض الله
ثم بعد ذلك تتدرج ان شاء الله
وان كنت من ساكني مصر فأستطيع ان انصحك وأدلك على شيخ يعلمك
وفقك الله ياأخي ولا تنسني من دعائك بظهر الغيب
ـ[بو محمد الموسوي]ــــــــ[05 - 04 - 07, 10:43 ص]ـ
شكرا لك أخي العزيز أبو الفضل
وإن شاء الله آخذ بنصيحتك
وأنت أيضا لا تنساني من دعائك في ظهر الغيب
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[05 - 04 - 07, 03:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أخي الكريم:بو محمد الموسوي.
أنصحك بسماع الدروس التي ستجدها في الرابط التالي عسى الله تعالى أن يهدينا ويهديك إلى خير مايحبه ويرضاه.
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=331
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[08 - 04 - 07, 08:18 ص]ـ
أول ماتعلمت المصطلح أخذته عن طريق الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله من شرحه على المنظومة البيقونية شرح سهل وبسيط جدا ويمتاز بكثرة الأمثله.(16/117)
اريد شرح حديثين صلو خلف كل بر وفاجر وليأمكم خياركم
ـ[نوف]ــــــــ[04 - 04 - 07, 05:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابغى مساعده منكم وان شاء الله ماتقصرون ..
واريد شرح هالحديثين ..
انا الحين بكتبلكم راس الحديث مع تخريجه وانا ابغى الشرح منكم لان هذه الكتب لاتتوفر لدي ....
* قال عليه الصلاه والسلام "صلو خلف كل بر وفاجر .. الخ الحديث"روي في الجامع الصغير للالباني ورواه ايضا ابي داود
*وحديث قال صلى الله عليه وسلم"ليأمكم خياركم .. الخ الحديث"
رواه البيهقي في شعب الايمانوايضا في سنن الدار قطني رقم 10 ص57ج2
وسنن البيهقي ج4 ص19 رقم الحديث 6623
اذا لم تستطيعو الاتيان بالشرح اعطوني روابط هذه الكتب بحث استطيع ان ابحث فيها .. لاني ابغاها خلال هاليومين اذا كان في استطاعتكم ..
وجزاكم الله خير وجعله في ميزان حسناتكم
امين يارب ..
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[04 - 04 - 07, 01:01 م]ـ
قال صاحب عون المعبود:
(الصلاة المكتوبة واجبة خلف كل مسلم برا كان أو فاجرا)
ورواه الدارقطني بمعناه. وقال مكحول لم يلق أبا هريرة. وقد ورد هذا الحديث من طرق كلها كما قال الحافظ: واهية جدا. قال العقيلي: ليس في هذا المتن إسناد يثبت. وقال في سبل السلام: وهي أحاديث كثيرة دالة على صحة الصلاة خلف كل بر وفاجر إلا أنها كلها ضعيفة، وقد عارضها حديث " لا يؤمنكم ذو جرأة في دينه " ونحوه وهي أيضا ضعيفة قالوا: فلما ضعفت الأحاديث من الجانبين رجعنا إلى الأصل وهي أن من صحت صلاته صحت إمامته، وأيد ذلك فعل الصحابة فإنه أخرج البخاري في التاريخ عن عبد الكريم أنه قال " أدركت عشرة من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم يصلون خلف أئمة الجور " ويؤيده أيضا حديث مسلم " كيف أنت إذا كان عليكم أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها أو يميتون الصلاة عن وقتها قال: فما تأمرني؟ قال: صل الصلاة لوقتها فإن أدركتها معهم فصل فإنها لك نافلة " فقد أذن بالصلاة خلفهم وجعلها نافلة لأنهم أخرجوها عن وقتها. وظاهره أنهم لو صلوها في وقتها لكان مأمورا بصلاتها خلفهم فريضة. انتهى.
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[04 - 04 - 07, 01:05 م]ـ
جاء في "تأويل مختلف الحديث" ما نصه:
قالوا: حديثان متناقضان، قالوا: رويتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليؤمكم خياركم فإنهم وفدكم إلى الجنة وصلاتكم قربانكم ولا تقدموا بين أيديكم إلا خياركم.
ثم رويتم: صلوا خلف كل بر وفاجر ولا بد من إمام بر أو فاجر وهذا تناقض واختلاف.
قال أبو محمد: ونحن نقول إنه ليس ههنا بنعمة الله اختلاف وللحديث الأول موضع وللثاني موضع وإذا وضع كل واحد منهما موضعه زال الاختلاف.
أما قوله: ليؤمكم خياركم فإنهم وفدكم إلى الجنة ولا تقدموا بين أيديكم إلا خياركم فإنه أراد أئمة المساجد في القبائل والمحال وأن لا تقدموا منهم إلا الخير التقي القارئ ولا تقدموا الفاجر الأمي.
وأما قوله: صلوا خلف كل بر وفاجر ولا بد من إمام بر أو فاجر فإنه يريد السلطان الذي يجمع الناس ويؤمهم في الجمع والأعياد يريد لا تخرجوا عليه ولا تشقوا العصا ولا تفارقوا جماعة المسلمين وإن كان سلطانكم فاجرا فإنه لا بد من إمام بر أو فاجر ولا يصلح الناس إلا على ذلك ولا ينتظم أمرهم وهو مثل قول الحسن: لا بد للناس من وزعة يريد سلطانا يزعهم عن التظالم والباطل وسفك الدماء وأخذ الأموال بغير حق.
ـ[نوف]ــــــــ[04 - 04 - 07, 03:08 م]ـ
جزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك
ـ[نوف]ــــــــ[04 - 04 - 07, 05:22 م]ـ
مشكورين وجزاك الله خير
وجعله في ميزان حسناتك ..
بس انا ودي اعرف كتاب سنن البيهقي وسنن الدار قطني وابي داوود لا توجد به شروح لهذين الحديثين؟؟
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 06:28 م]ـ
كتب السنن تجدين فيها الحديث فقط , أما الشروح ففي كتب مستقلة لشرح الأحاديث ..
ـ[نوف]ــــــــ[07 - 04 - 07, 08:13 ص]ـ
تشكر على ردك على سؤالي جزاك الله خير
وحبيت اعلق عليك يلاخ ابو صفوان
"الرجاء عدم نشر الملف" مو انا سئلت السؤال وكنت محتاجه المساعده من الجميع لان بفعل هذي الكتب مهي موجوده عندي ولا شروحها وهذا المنتدى اعتقد انه فتح لمساعدة الناس وجزى الله خير كل من ساعدني في ايجاد الشروح ولو اني عارفه اني تعبتكم معايا
بس جعل عملكم هذا في ميزان حسناتكم اللهم امين.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[07 - 04 - 07, 02:55 م]ـ
سئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث "صلوا خلف كل بر وفاجر" فقال: (ما سمعنا بهذا).
وقال في "كشف الخفاء" (2/ 598): (رواه البيهقي عن أبي هريرة وفي سنده انقطاع. وأورده ابن حبان في الضعفاء).
وقال في (2/ 615): (وكل طرقه واهية كما صرح به غير واحد وأصح ما فيه حديث مكحول عن أبي هريرة على إرساله).
وفي "تخريج الطحاوية" (1/ 67): (وأما حديث " صلوا خلف كل بر وفاجر وصلوا على كل بر وفاجر. . . " فهو ضعيف الإسناد كما أشرت إليه في " الشرح " وبينته في " ضعيف أبي داود " (97) و " الإرواء " (520) ولا دليل على عدم صحة الصلاة وراء الفاسق وحديث " اجعلوا أئمتكم خياركم " إسناده ضعيف جدا كما حققته في " الضعيفة " (1822) ولو صح فلا دليل فيه إلا على وجوب جعل الأئمة من الأخيار وهذا شيء وبطلان الصلاة وراء الفسق شيء آخر، لا سيما إذا كان مفروضاً من الحاكم. نعم لو صح حديث ". . . . ولا يؤم فاجر مؤمنا. . . " لكان ظاهر الدلالة على بطلان إمامته ولكنه لا يصح أيضا من قبل إسناده كما بينته في أول " الجمعة " من " الإرواء " [رقم 591]).
وفي "نيل الأوطار" (1/ 428): (وحديث: (صلوا خلف كل بر وفاجر) ونحوهما ضعيفة أيضاً ولكنها متأيدة بما هو الأصل الأصيل وهو أن من صحت صلاته لنفسه صحت لغيره فلا ننتقل عن هذا الأصل إلى غيره إلا لدليل ناهض).(16/118)
ضبط الصحابة
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[04 - 04 - 07, 07:15 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى اله عليه وسلم
فقد كنت كتبت هذه المسالة فى منتدي من المنتديات الاسلامية التى تعنى بالسنة النبوية ورد الشبهات المثارة حولها فأردت أن أنقل الموضوع هنا حتى يتسن لمشايخي الاعضاء فى هذا الملتقى المكريم أن يعلقو عليه وأن يصححو ما فيه من أخطاء وجزاكم الله عني كل خير
هذا وإن هذا الكلام ليس لي منه إلا الجمع والترتيب فقط وبعض الملاحظات البسيطة والعناصر القليلة والتى استفدتها من فضيلة الدكتور الشيخ الفاضل الذي أحبه كثيرا فى الله فضيلة الشريف حاتم بن عارف العوني حفظه الله ومتعنا بعلمه وفضله
المسالة كما هوو اضح من العنوان ضبط الصحابة فمن المعروف ان المحدثين اشترطو لقبول الحديث
شروط هذه الشروط منها ما يتعلق بالرواة ومنها ما يتعلق بالسند ومنها ما يتعلق بالمتن فمن الشروط التى تتعلق بالرواة العدالة والضبط وإذا طبقنا هذه الشروط على الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين فنجد أن الصحابة قد ثبتت عدالتهم بالكتاب والسنة والاجماع والعقل ولااريد الحديث هنا عن عدالة الصحابة
والكلام هنا عن الشرط الثاني وهو الادلة على ضبط الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين ويجب التنويه الى ان هناك عوامل لضبط الصحابة وادلة على ان الصحابة بالفعل قامت فيهم هذه الصفة صفة الضبط ولكنى احببت ان ادمج العوامل مع الادلة تحت تقسيم اذكره ان شاء الله
فاما ما يتعلق بالنبى صلى الله عليه وسلم فهو كالاتي:
اولا: ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يكرر الحديث ولايسرده سردا مما يساعد على الحفظ والضبط
والدليل على ذلك ما اخرجه الامام البخارى فى صحيحه حديث رقم 3303 حيث قال رحمه الله حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ الْبَّزَّارُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا لَوْ عَدَّهُ الْعَادُّ لَأَحْصَاهُ
وَقَالَ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ أَلَا يُعْجِبُكَ أَبُو فُلَانٍ جَاءَ فَجَلَسَ إِلَى جَانِبِ حُجْرَتِي يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْمِعُنِي ذَلِكَ وَكُنْتُ أُسَبِّحُ فَقَامَ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ سُبْحَتِي وَلَوْ أَدْرَكْتُهُ لَرَدَدْتُ عَلَيْهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ كَسَرْدِكُمْ
اما عن تكرار الحديث وفعل ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال الامام البخارى فى صحيحه: 93 - حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَارُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسٍ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلَاثًا حَتَّى تُفْهَمَ عَنْهُ وَإِذَا أَتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلَاثًا
ولو ذهبنا نسوق الامثلة من كلام سيد الخلق صلى الله عليه وسلم على تكراره الحديث اكثر من مرة او اثنين او ثلاث لما اتسع المقام والوقت ونذكر على سبيل المثال الحديث المتفق عليه من حديث ابى بكرة رضى الله عنه قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلَاثًا قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَجَلَسَ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَقَالَ أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ قَالَ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ
وايضا مثال على ذلك الحديث المتفق عليه ايضا من حديث عبد الله بن عمرو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ
¥(16/119)
تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلَاةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا
ويلاحظ ان المقصود من تكرار الحديث هو التفهيم لاصحابه الكرام رضوان الله عليهم اجمعين واعانتهم على حفظ الحديث وعقله فاذا تحقق هذا المقصود من غير تكرار فلا باس بعدم التكرار
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله فى كتابه الماتع جامع بيان العلم وفضله الجزء الاول صفحة 557 ((وذلك عندهم كان ليفهم عنه كل من جالسه من قريب او بعيد وهكذا يجب ان يكرر المحدث الحديث حتى يفقهم عنه واما اذا فهم عنه فلا وجه للتكرار))
وربما دعت الحاجة الى تحفيظهم بعض النصوص المهمة فيكررها اكثر من ثلاث مرات حتى يطمئن الى حفظهم اياها كنصوص بعض الادعية والتشهد وصلاة الاستخارة ونحو ذلك ففى صحيح البخارى عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ ... الخ
وفى صحيح البخارى ايضا عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ كَمَا تُعَلَّمُ الْكِتَابَةُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْقَبْرِ
واحب ان انوه هنا بمناسبة هذا الحديث عن اقتداء الصحابة رضوان الله عليهم بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم فى كل شئ حتى فى طريقة التعليم فهذا سعد بن ابى وقاص رضى الله عنه وارضاه كان يفعل نفس الشئ مع بنيه ففى صحيح البخارى عن عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الْأَوْدِيَّ قَالَ كَانَ سَعْدٌ
يُعَلِّمُ بَنِيهِ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ كَمَا يُعَلِّمُ الْمُعَلِّمُ الْغِلْمَانَ الْكِتَابَةَ وَيَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْهُنَّ دُبُرَ الصَّلَاةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ
وهذا المنهج التربوى الكريم الذي طبقه النبى الامين ووعاه اصحابه المكرمين يبعث على الاطمئنان الى دقة ما نقلو عنه وتمام ضبطهم له ان شاء الله تعالى ولله الحمد والمنة.
ثانيا:ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يتخول الصحابة بالموعظة وكان معتدلا معهم فى الحديث وكان يراعى عدم الاملال عليهم وكذالك اختيار الوقت المناسب للحديث فكان صلى الله عليه وسلم يختار اوقات النشاط الذهنى والاستعداد النفسي لدى اصحابه ومباعدته بين الموعظة واختها حتى تشتاق النفس وينشرح الصدر للتلقى مم كان لهذا كله الاثر البالغ فى حفظ الصحابة وتمام ضبطهم رضوان الله عليهم اجمعين
والادلة على ذلك كثيرة ففى صحيح البخارى عن عبد الله بن مسعود قال كان النبى صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة فى الايام كراهة السامة علينا
ولاريب ان أن مثل هذا الاسلوب يراعى طاقات المتعلمين ويطارد الملل الذي قد يصيب بعضهم وتبقى النفوس فى حالة من الشوف والترقب والاذهان فى حالة من النشاط والتحفز فتجتهد فى الحفظ والضبط والوعى قال الجاحظ ((قليل الموعظة مع نشاط الموعوظ خير من كثير وافق من الاسماع نبوة ,ومن القلوب ملالة))
¥(16/120)
ثالثا .. ضرب الامثال ... فللمثل الاثر البالغ فى ايصال المعنى الى العقل والقلب ,ذلك أنه يقدم المعنوى فى صورة حسية فيربطه بالواقع ويقربه الى الذهن فضلا عن ان للمثل بنختلف صوره بلاغة تأخذ بمجامع القلوب وتستهوى العقول وبخاصة عقول البلغاء ولذلك استكثر القران من ضرب الامثال وذكر حكمة ذلك فى ايات كثيرة فقال تعالى ((وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)) والنبى صلى الله عليه وسلم اكثر جدا من ضرب الامثال حتى قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه ((حفظت عن رسول الله الف مثل)) اخرجه الرامهرمزى فى الامثال وسنده ضعيف
وقد ألفت كتب كثيرة فى الامثال النبوية منها على سبيل المثال: امثال الحديث للقاضى ابى محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي المتوفى سنة 360
والاحاديث التى فيها ضرب الامثال من النبى صلى الله عليه وسلم كثيرة جدا مثل حديث البخارى مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ....
وما رواه البخارى من حديث ابى موسى ان النبى قال ((مثل ما بعثنى الله به من الهدى والعلم كمثل غيث ...
وهناك نوع اخر من ضرب الامثال ويسمى المثل السائر يتداوله الحكماء فى كلامهم مثل قول الرسول ((لايلدغ المؤمن من جحر مرتين))
رابعا:طرح المسائل فمن المعلوم أن توجيه السؤال يفتح ذهن المسؤل ويركز على اهتمامه فى الاجابة ويحدث حالة من النشاط الذهنى الكامل ,ويحدث لونا من التواصل القوى بين السائل والمسؤل
وقد استخدم النبى السؤال فى صور متعددة لتعليم الصحابة رضى الله عنهم مما كان له اكبر الاثر فى حسن فهمهم وتمام حفظهم
أ_فاحيانا يوجه النبى السؤال لمجرد الاثارة والتشويق ولفت الانتباه من ذلك ما اخرجه الامام مسلم فى صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ
ب- وأحيانا يسألهم النبى صلى الله عليه وسلم عما يعلم أنهم لاعلم لهم بهوانهم سيكلون علمه الى الله ورسوله وإنما يقصد إثارة انتباههم للموضوع ولفت انظارهم إليه من ذلك الحديث المتفق عليه من حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
بَيْنَمَا أَنَا رَدِيفُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ إِلَّا آخِرَةُ الرَّحْلِ فَقَالَ يَا مُعَاذُ قُلْتُ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ يَا مُعَاذُ قُلْتُ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ قُلْتُ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ قَالَ هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ حَقُّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ثُمَّ سَارَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ يَا مُعَاذُ بْنَ جَبَلٍ قُلْتُ لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ قَالَ هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوهُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ
ج-وأحيانا يسالهم النبى عن شئ معلوم لديهم فيجيبون بما يعلمون فيلفت النبى أنظارهم إلى معنى غريب لم ينتبهو إليه
من ذلك ما اخرجه مسلم فى صحيحه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
¥(16/121)
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ
د-وأحيانا يسأل فيحسن أحد الصحابة الاجابة فيثنى عليه ,ويمدحه تشجيعا له وتحفيزا لغيره كما فعل مع ابى بن كعب حين استحسن إجابته وذلك فى الحديث الذي اخرجه مسلم عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ قَالَ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَعَكَ أَعْظَمُ قَالَ قُلْتُ
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}
قَالَ فَضَرَبَ فِي صَدْرِي وَقَالَ وَاللَّهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ
خامسا: القاء المعاني الغريبة المثيرة للاهتمام والداعية الى الاستفسار والسؤال
وهذا لون رائع من ألوان التعليم يثيرفى النفس الرغبة القوية فى السؤال ويدفعها بقوة إلى التطلع للمعرفة واستشراف الجواب ومن ثم استيعابه وحفظه لما فيه من طرافة وغرابة
من ذلك الحديث المتفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ
ومن ذلك وهو مثال لطيف ما اخرجه مسلم فى صحيحه من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِالسُّوقِ دَاخِلًا مِنْ بَعْضِ الْعَالِيَةِ وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ فَقَالُوا مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ وَمَا نَصْنَعُ بِهِ قَالَ أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ قَالُوا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ حَيًّا كَانَ عَيْبًا فِيهِ لِأَنَّهُ أَسَكُّ فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ فَقَالَ فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ
سادسا:::استخدام الوسائل التوضيحية فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يستخدم الوسائل التوضيحية لتقرير وتاكيد المعنى فى نفوس وعقول السامعين وشغل كل حواسهم بالموضوع وتركيز انتباههم فيه مما يساعد على تمام وعيه وحسن حفظه بكل ملابساته وهذه الوسائل كثيرة منها
أ-التعبير بحركة اليد: كتشبيكه بين اصابعه الشريفة وذلك للتعبير عن الاخوة بين المؤمنين وكانهم مثثل الاصابع التى شبكت مع بعضها البعض فى الحديث الذي اخرجه البخارى من حديث أَبِي مُوسَى
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ
ومن ذلك تمثيله للقرب بين بعثته وبين قيام الساعة بالقرب بين اصعيه السبابة والوسطى وذلك فى الحديث المتفق عليه من حديث سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بِإِصْبَعَيْهِ هَكَذَا بِالْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الْإِبْهَامَ بُعِثْتُ وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ
ب_التعبيربالرسم فكان النبى يخط خطوطا على الارض توضيحية تلفت نظر الصحابة ثم يأخذ فى شرح مفردات ذلك التخطيط وبيان المقصود منه
فمن ذلك ماأخرجه البخارى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
¥(16/122)
خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ وَقَالَ هَذَا الْإِنْسَانُ وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الْأَعْرَاضُ فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا نَهَشَهُ هَذَا
ومن ذلك رسمه صورة توضيحية للاسلام صراط الله المستقيم بالنسبة للسبل الاخرى وذلك فى الحديث الذي اخرجه البخارى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ
خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا ثُمَّ قَالَ هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ هَذِهِ سُبُلٌ قَالَ يَزِيدُ مُتَفَرِّقَةٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ
{إِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}
ج-التعبير برفع الشئ وإظهاره موضع الحديث كما فعل عند الحديث عن لبس الحرير والذهب فعن عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ
إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ حَرِيرًا فَجَعَلَهُ فِي يَمِينِهِ وَأَخَذَ ذَهَبًا فَجَعَلَهُ فِي شِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَيْنِ حَرَامٌ عَلَى ذُكُورِ أُمَّتِي أخرجه ابو داوود وهو حديث صحيح
د-التعليم العملى بفعل الشئ امام الناس حتى يتعلمو من مشاهدتهم له فى فعله كما فعل عند تعليمهم طريقة الصلاة وذلك فى الحديث الذي اخرجه البخارى ومسلم وفيه عن سهل بن سعد قال ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَلَيْهَا وَكَبَّرَ وَهُوَ عَلَيْهَا ثُمَّ رَكَعَ وَهُوَ عَلَيْهَا ثُمَّ نَزَلَ الْقَهْقَرَى فَسَجَدَ فِي أَصْلِ الْمِنْبَرِ ثُمَّ عَادَ فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا وَلِتَعَلَّمُوا صَلَاتى
سابعا:::استعمال لطيف الخطاب ورقيق العبارات فان ذلك مما يؤلف القلوب ويستميلها الى الحق ويدفع المستمعين الى الوعى والحفظ ,كما فعل مع ربيبه عمر بن أبى سلمة حين أخذ فى تعليمه لآداب الاكل فعن عمر بن أبى سلمة رضى الله عنه قال:دخلت على النبى صلى الله عليه وسلم فقال اجلس يابنى وسمى الله وكل بيمينك وكل مما يليك
كما كان النبى صلى الله عليه وسلم يمهد لكلامه وتوجيهه بعبارة لطيفة رقيقة وبخاصة اذا كان يعلمهم امر قد يستحيا من ذكره كما فعل مع الصحابة عند تعليمهم آداب الجلوس لقضاء الحاجةإذ قدم لذلك بانه مثل الوالدين للمؤمنين يعلمهم شفقة بهم
ففى الحديث الذي اخرجه الامام ابو داود من حديث ابى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أنا لكم بمنزلة الوالد اعلمكم فإذا اتى احدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ولا يستطيب بيمينه))
وعن ابن عمر رضى الله عنهما ان عمر استاذن النبى صلى الله عليه وسلم فى العمرة فأذن له وقال لاتنسنا من دعائك يا اخي))
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ يامعاذ والله انى لاحبك
ثامنا:التحذير من الكذب عليه صلى الله عليه وسلم وبيان العقوبة الشديدة فى ذلك مما دعا الصحابة الكرام الى الدقة فى سماع الاخبار عن سيد الاخيار بل ان هناك من الصحابة البررة من أحجم عن الحديث كلية خشية ان يقع فى وعيد الاحاديث الاتية
عن رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَكْذِبُوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَلِجْ النَّارَ)) متفق عليه
عَنْ الْمُغِيرَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
¥(16/123)
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ*متفق عليه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ)) متفق عليه
ومما يلفت النظر ان اكثر الاحاديث طرقا هو حديث من كذب على متعمدا فالعلماء يمثلون له دائما بالحديث المتواتر لفظا وهذا يدفعك الى التامل واستنتاج حفظ هذه السنة المطهرة اذ ان العشرات من الصحابة الافاضل روو هذا الحديث والتحذير من الكذب فهل هم بعد ذلك يقعون فى الكذب عمدا او سهوا بل كما قلت ان هناك من الصحابة من امسك عن الحديث خشية الوقوع فى هذا الوعيد الا وهو الصحابى الجليل الزبير بن العوام فقد اخرج البخارى عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قُلْتُ لِلزُّبَيْرِ
إِنِّي لَا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ فُلَانٌ وَفُلَانٌ قَالَ أَمَا إِنِّي لَمْ أُفَارِقْهُ وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ
الا فليخسأ المعتدون على جناب اسيادنا من صحابة نبينا
واخيرا وهو اهم شئ واهم دليل هو أمر النبى صلى الله عليه وسلم اصحابه بالحفظ والفهم والتبليغ ولن يستطيعو ان يبلغو الا اذا حفظو ولا نتخيل من اناس مثل اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم مع شدة اقددائهم بالرسول صلى الله عليه وسلم وحرصهم ومباردتهم الى امتثال امره أن يتخلفو عن شئ هو سجية لهم الا وهو حفظ النصوص والحديث من رسول الله
والاحاديث التى امر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم اصحابه بالحفظ والتبليغ كثيرة منها
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ
وعند البخاري من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ
هذا مايتعلق بالرسول صلى الله عليه وسلم.
وهناك ما يتعلق بالصحابة انفسهم رضوان الله عليهم اجمعين مثلما حرص النبى صلى الله عليه وسلم على استخدام الوسائل التربوية السامية التى سبق ذكرها حرص الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين على التزام آداب ومبادئ مهمة كان لها عظيم الاثر فى حسن الحفظ وتمام الضبط وجودة التحمل والاخذ وهاك اهم تلك الاداب:
1_الانصات التام وحسن السماع:حتى لايفوتهم شئ من حديثه صلى الله عليه وسلم ويكون الاذهان من الصفاء بحيث يسهل الحفظ ويكمل الضبط ,ومعلوم أن الانصات مقدمة الحفظ وأن حسن الاستماع أول ابواب العلم ,كما جاء عن عدد كبير من السلف
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أجل فى نفوس الصحابة وأعظم من أن يلغوا إذا تحدث ,أو ينشغلو عنه إذا تكلم أو يرفعو أصواتهم بحضرته وإنما كانو يلقون إليه أسماعهم ويشهدون عقولهم وقلوبهم ويحفزون ذاكرتهم لاستقبال ما يلقيه ووعيه وحفظه ليسهل لهم العمل به والتبليغ له ولم لا وقد أدبهم بذلك الحق جلا وعلا فقال ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ
¥(16/124)
امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4
ولذلك كانو يوقرون مجلسه صلى الله عليه وسلم وينصتون بين يديه
فعن أسامة بن شريك رضى الله عنه قال: أتيت النبى صلى الله عليه وسلم وإذا اصحابه كأنما على رؤسهم الطير ما يتكلم منا متكلم
واخرج البخارى رحمه الله فى صحيحه من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ إِنَّمَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ الْأَرْضِ ثُمَّ ذَكَرَ زَهْرَةَ الدُّنْيَا فَبَدَأَ بِإِحْدَاهُمَا وَثَنَّى بِالْأُخْرَى فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ فَسَكَتَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا يُوحَى إِلَيْهِ وَسَكَتَ النَّاسُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِمْ الطَّيْرَ ثُمَّ إِنَّهُ مَسَحَ عَنْ وَجْهِهِ الرُّحَضَاءَ فَقَالَ أَيْنَ السَّائِلُ آنِفًا أَوَخَيْرٌ هُوَ ثَلَاثًا إِنَّ الْخَيْرَ لَا يَأْتِي إِلَّا بِالْخَيْرِ وَإِنَّهُ كُلَّمَا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ إِلَّا آكِلَةَ الْخَضِرِ كُلَّمَا أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَلَأَتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتْ الشَّمْسَ فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ ثُمَّ رَتَعَتْ وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ لِمَنْ أَخَذَهُ بِحَقِّهِ فَجَعَلَهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَنْ لَمْ يَأْخُذْهُ بِحَقِّهِ فَهُوَ كَالْآكِلِ الَّذِي لَا يَشْبَعُ وَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وكان العدد ربما كثر بين يدي النبى صلى الله عليه وسلم فكان يقيم من يستنصتهم ومن يبلغ عنه حتى يصل كلامه الى اسماع جميع الحاضرين كما حدث فى يوم النحر حيث أمر جرير بن عبد الله البجلى ان يستنصت الناس وامر على بن ابى طالب ان يبلغ عنه حتى يسمع من لم يبلغه صوته صلى الله عليه وسلم
فقد اخرج البخارى ومسلم من حديث جرير بن عبد الله أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ اسْتَنْصِتْ النَّاسَ فَقَالَ لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ
واخرج ابو داود فى سننه وصححه الالبانى عن رافع بن عمرو المزني قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس بمنى حين ارتفع الضحى على بغلة شهباء وعلي رضي الله عنه يعبر عنه والناس بين قاعد وقائم.
2 - ترك التنازع وعدم مقاطعة المتحدث حتى يفرغ من حديثه
وهذا من تمام الادب المفضى الى ارتياح جميع الجالسين واقبال بعضهم على بعض والمعين على سهولة الحفظ والضبط وقد مر بنا فى حديث على بن ابى طالب السابق وفيه ((ولايتنازعون عنده الحديث من تكلم عنده انصتو له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث اولهم .... الخ)) وقد شهد بذلك عروة بن مسعود الثقى وقد كان كافر حينما اتى يوم الحخديبية لمفاوضة الرسول صلى الله عليه وسلم وسفيرا لقريش فلما رجع الى اصحابه هاله ما راه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ووتعظيم اصحابه له فقال لهم ((
ثُمَّ إِنَّ عُرْوَةَ جَعَلَ يَرْمُقُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَيْنَيْهِ قَالَ فَوَاللَّهِ مَا تَنَخَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ فَرَجَعَ عُرْوَةُ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ أَيْ قَوْمِ وَاللَّهِ لَقَدْ وَفَدْتُ عَلَى الْمُلُوكِ وَوَفَدْتُ عَلَى قَيْصَرَ وَكِسْرَى وَالنَّجَاشِيِّ وَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصْحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ
¥(16/125)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَمَّدًا وَاللَّهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ دَعُونِي آتِيهِ فَقَالُوا ائْتِهِ ...
ثالثا:ان الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين كانو يراجعون النبى صلى الله عليه وسلم فيما أشكل عليهم حتى يتبين لهم فمع كمال هيبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشدة تعظيمهم له لم يكونو يترددون فى مراجعته صلى الله عليه وسلم لاستيضاح ما أشكل عليهم فهمه حتى يسهل حفظه بعد ذلك ولاشك ان المراجعة اعون على الضبط واحسن تهيئة لتمام الوعى والفهم
وقد اخرج البخارى فى صحيحه عن ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَتْ لَا تَسْمَعُ شَيْئًا لَا تَعْرِفُهُ إِلَّا رَاجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَهُ وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ أَوَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى
{فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}
قَالَتْ فَقَالَ إِنَّمَا ذَلِكِ الْعَرْضُ وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَهْلِكْ
قال ابن حجر فى الفتح:وَفِي الْحَدِيث مَا كَانَ عِنْد عَائِشَة مِنْ الْحِرْص عَلَى تَفَهُّم مَعَانِي الْحَدِيث، وَأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَتَضَجَّر مِنْ الْمُرَاجَعَة فِي الْعِلْم. وَفِيهِ جَوَاز الْمُنَاظَرَة، وَمُقَابَلَة السُّنَّة بِالْكِتَابِ، وَتَفَاوُت النَّاس فِي الْحِسَاب. وَفِيهِ أَنَّ السُّؤَال عَنْ مِثْل هَذَا لَمْ يَدْخُل فِيمَا نُهِيَ الصَّحَابَة عَنْهُ فِي قَوْله تَعَالَى: (لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاء)
واخرج ابن ماجه فى سننه وصححه الالباني عَنْ حَفْصَةَ قَالَتْ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي لَأَرْجُو أَلَّا يَدْخُلَ النَّارَ أَحَدٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ اللَّهُ
{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا}
قَالَ أَلَمْ تَسْمَعِيهِ يَقُولُ
{ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}
رابعا: عرض الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم وترديده بين يديه للتاكيد من حفظه وضبطه ولاادل على ذلك ودقته من الحديث الذي اخرجه البخارى فى صحيحه عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ قَالَ فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا بَلَغْتُ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ قُلْتُ وَرَسُولِكَ قَالَ لَا وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ
خامسا::مذاكرة الحديث فقد كان الصحابة ومن بعدهم من التابعين الى يوم الناس هذا يتدارسون الحديث ويتذاكرونه فيما بينهم ويراجعونه تأكيدا لحفظه وتقوية لاستيعابه وحفظه والادلة على ذلك كثيرة جدا
واشهرها حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه وارضاه مع صاحبه وشريكه الذين كانو يتناوبون سماع الحديث من النبى صلى الله عليه وسلم عَنْ عُمَرَ قَالَ
¥(16/126)
كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنْ الْأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهِيَ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِخَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ الْوَحْيِ وَغَيْرِهِ وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ فَنَزَلَ صَاحِبِي الْأَنْصَارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا فَقَالَ أَثَمَّ هُوَ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ
اخرجه البخارى ومسلم فى صحيحهما
ومذاكرة الحديث امر معروف ومشهور تكلمت عليه كتب المصطلح وكانو يمتدحون بعضهم بالمذاكرة حتى ان بعض الصحابة فضل مذاكرة الحديث على قراءة القران كما ورد ذلك عن ابى سعيد الخدري رضى الله عنه
وعن أبي سعيد، قال: «تذاكروا الحديث، فإن مذاكرة الحديث تهيج الحديث»
وعن علي بن أبي طالب قال تزاوروا وأكثروا مذاكرة الحديث فإن لم تفعلوا يندرس الحديث
وقد كانت المذاكرة بابا من ابواب تحمل الصحابة للسنةفيسمع احدهم فى مجلس المذاكرة ما غاب عنه سماعه من النبى صلى الله عليه وسلم ويوضح ذلك الحديث المتفق عليه
فعن شَقِيقٌ قَالَ سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ قَالَ
كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ أَيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتْنَةِ قُلْتُ أَنَا كَمَا قَالَهُ قَالَ إِنَّكَ عَلَيْهِ أَوْ عَلَيْهَا لَجَرِيءٌ قُلْتُ فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ وَالنَّهْيُ قَالَ لَيْسَ هَذَا أُرِيدُ وَلَكِنْ الْفِتْنَةُ الَّتِي تَمُوجُ كَمَا يَمُوجُ الْبَحْرُ قَالَ لَيْسَ عَلَيْكَ مِنْهَا بَأْسٌ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا قَالَ أَيُكْسَرُ أَمْ يُفْتَحُ قَالَ يُكْسَرُ قَالَ إِذًا لَا يُغْلَقَ أَبَدًا قُلْنَا أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ الْبَابَ قَالَ نَعَمْ كَمَا أَنَّ دُونَ الْغَدِ اللَّيْلَةَ إِنِّي حَدَّثْتُهُ بِحَدِيثٍ لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ فَأَمَرْنَا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ فَقَالَ الْبَابُ عُمَرُ
سادسا: ملازمة الصحابة رضوان الله عليهم وارضاهم للرسول صلى الله عليه وسلم ونذكر مثالا على ذلك وهو اكثر من وجه اليه سهام الطعن من اعداء السنة الا وهو ابو هريرة رضى الله عنه كيف كان حاله وملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم
أخرج البخارى فى صحيحه
عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ النَّاسَ كَانُوا يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَإِنِّي كُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِبَعِ بَطْنِي حَتَّى لَا آكُلُ الْخَمِيرَ وَلَا أَلْبَسُ الْحَبِيرَ وَلَا يَخْدُمُنِي فُلَانٌ وَلَا فُلَانَةُ وَكُنْتُ أُلْصِقُ بَطْنِي بِالْحَصْبَاءِ مِنْ الْجُوعِ وَإِنْ كُنْتُ لَأَسْتَقْرِئُ الرَّجُلَ الْآيَةَ هِيَ مَعِي كَيْ يَنْقَلِبَ بِي فَيُطْعِمَنِي وَكَانَ أَخْيَرَ النَّاسِ لِلْمِسْكِينِ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ كَانَ يَنْقَلِبُ بِنَا فَيُطْعِمُنَا مَا كَانَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى إِنْ كَانَ لَيُخْرِجُ إِلَيْنَا الْعُكَّةَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ فَنَشُقُّهَا فَنَلْعَقُ مَا فِيهَا
واخرج البخارى ايضا عن أَبُي هُرَيْرَةَ قَالَ
إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاللَّهُ الْمَوْعِدُ إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَشْغَلُهُمْ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ وَكَانَتْ الْأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمْ الْقِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ فَشَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَالَ مَنْ يَبْسُطْ رِدَاءَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي ثُمَّ
¥(16/127)
يَقْبِضْهُ فَلَنْ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي فَبَسَطْتُ بُرْدَةً كَانَتْ عَلَيَّ فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالْحَقِّ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ
هذا من أقسام الادلة التى ترجع الى الصحابة انفسهم وقد ذكرت ان هناك بعض الادلة راجع الى الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ذكرتها ومنها راجع الى الصحابة الكرام وسبقت.
ومنها عوامل خارجية مؤثرة في ضبط الصحابة وادلة على ظهور هذا الضبط ومنها ما يلى:
أولا: كلما ازدادت العدالة ازداد الضبط وخاصة الطبقة العليا من الصحابة الكرام لاسيما وأن من عدلهم ليس ابن معين او شعبة او سفيان بل ان من عدلهم هو الله تبارك وتعالى من فوق سبع سموات ورسوله صلى الله عليه وسلم مبلغا عن رب العزة هذا التعديل
ثانيا: أن العرب أصلا عرفو بالحفظ والضبط والاتقان فقد كان الواحد منهم يحفظ القصيدة الطويلة وسمعنا عن القصائد الالفية التى تبلغ الالف بيت بل اننا سمعنا عمن يحفظ القصائد منكوسة من اخرها الى اولها وما امر المعلقات السبع واسواق قريش التى كان يتمارى فيها الشعراء منا ببعيد
ثالثا: ثناء بعض الصحابة على بعض فهذا ابن عمر رضى الله عنه يقول كان ابو هريرة الزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظنا
وقال عنه بعض الصحابة ولاشك انه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم مالم نسمع والادلة على تعديل بعضهم بعضا وثناء بعضهم على بعض فى الحفظ والضبط كثيرة
رابعا: حرصهم على عدم الزيادة او النقصان فكان احدهم ربما توقف فى الحديث ان يحدث به بالكلية خشية أن يزيد او ينقص
خامسا:وهو امر مهم جدا الا وهو إجماع الامة على تلقى حديثهم من غير كلام فى ضبطهم ولا عدالتهم ولاشك ان اجماع الامة معصوم وهو احد الادلة فى الاسلام ... وإذا كان التعديل والتجريح يكون بأمرين الاول كلام العلماء والثاني الشهرة والاستفاضة فإن الصحابة الكرام جمعو بين الامرين فما جرح فيهم احد وشهرتهم سبقتهم بل ان من دونهم بكثير قبلنا حديثهم مثل الشافعى ومالك و السفيانين وشعبة وغيرهم من الائمة المشهورين افنرد من هم خير منهم واجل
سادسا: دعاء النبى صلى الله عليه وسلم لبعضهم بالحفظ والضبط بل انه جعل أحدهم محدثا ملهما لايقول من نفسه الا وهو الفاروق عمر لما قال النبى صلى الله عليه وسلم إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه
وقال لابي هريرة انى ظننت انه لن يسالنى عن هذا غيرك لما علمته من حرصك على الحديث وكما ذكرنا ان اكثر من وجه اليه سهام الطعن هو ابو هريرة ويقول عنه الرسول صلى الله عليه وسلم انه حريص على الحديث
سابعا:وهو مهم ايضا جدا قول النبى صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع:ليبلغ الحاضر منكم الغائب هذا أمر لاكثر من مائة ألف صحابى بالتبليغ وأمره العام هذا لكل من حضر حجة الوداع يدل على انهم كلهم أهل التبليغ فكان من الممكن أن يقول لايبلغ الا فلان وفلان لانهم اهل للتبليغ وربما لم يحضر الا الاعرابى مرة واحدة ولكن علم النبى صلى الله عليه وسلم أنه أهل للتبليغ.
ثامنا: صاحب القصة أولى بحفظها فهم الذين شاهدو أحوال وأخبار النبى صلى الله عليه وسلم كمن حضر غزوة بدر مثلا وقص علينا ماحدث فيها فالذين شاهدو التنزيل يؤدي بهم الى تمام ضبطهم.
تاسعا: انعدام الاسناد فليس بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم احد انما سمعه من الرسول مباشرة فى الاعم الاغلب
بالاضافة إلى انهم انزاح عنهم علوم الحديث من الشاذ والمنكر والمعلول والكلام فى الجرح والتعديل وكل هذه الاشياء فكان الحديث عندهم سجية والله اعلم
وبهذا انتهى من الادلاء بدلوى الفارغ فى هذه المسالة اسال الله العلى العظيم ان يكتب لى الاجر وأن يرزقنى وإياكم الصدق والاخلاص والتوفيق والسداد إنه ولى ذلك والقادر عليه
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[12 - 06 - 07, 06:09 م]ـ
لاتعليق؟
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[12 - 06 - 07, 08:29 م]ـ
أستاذي الكريم لدي سؤال واعذرني لجهلي، النقاط التي ذكرتها حضرتك قد لا تنطبق كلها على الصحابي الذي سمع الحديث من صحابي آخر (مراسيل الصحابة)، وقد لا تنطبق أيضاً على الصحابة الذين لم يلازموا النبي صلى الله عليه وسلم فترة كافية. فهل هناك صحابي غير تام الضبط؟
وجزاك الله خيراً.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[12 - 06 - 07, 09:41 م]ـ
بالفعل أخى الفاضل لاتنطبق جميع النقاط على جميع الصحابة
لكن هناك بعض النقاط تنطبق على جميع الصحابة عن طريق غير مباشر
فمثلا سرد الحديث وقوة حفظ العرب وانعدام الاسناد وايضا خامسا وسادسا وسابعا تنطبق على جميع الصحابة
ولاحظ أخى الفاضل أن مراسيل الصحابة ليست بالامر الكثير مقارنة بباقى السنة المروية
كما أشكر لك أخى الفاضل ما قدمته من مجهود ووقت فى مطالعة هذه الكلمات فما كتبتبها الا لكي يعلمنى أمثالك ما فيها من خطأ
جزاكم الله عني خيرا
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[13 - 06 - 07, 11:44 ص]ـ
أستاذي الفاضل، هل وقف أحدكم على صاحبي غير تام الضبط؟
واعذرني على السؤال.
¥(16/128)
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[13 - 06 - 07, 12:50 م]ـ
أخى الكريم
هذا المقال إثبات لضبط الصحابة وهو بغرض رد على شبهة من يقول لماذا لاتبحثون فى الصحابة فى عدالتهم وضبطهم
وليس معنى ذلك أنى أتهم بعض الصحابة بعدم الظبط بل اتكلم فى الاصل من اجل ان ابرهن على هذه انقطة ضبط الصحابة
وقد طرجت هذا المووع لتعليق مشايخنا الفضلاء عليه وتصويب ما فيه من خطا إن وجد
أما عن شؤالك فلا أعلم صحابى من الصحابة اتهم بعدم الظبط من نسيان و سؤ حفظ وماشابه
طبعا باستثناء النوادر التى يقع فيها كل انسان والتىلاتكاد تذكر من نسيان بعض حديث او جزء من حديث او اسم رجل فى حديث او مكان او غير ذلك وهذا نادر جدا
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو حسان السلفي]ــــــــ[24 - 05 - 08, 11:27 م]ـ
بارك الله فيك
يرفع للفائدة
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[26 - 05 - 08, 11:20 ص]ـ
أشكر أخانا الفاضل ياسر بن مصطفى على جهده في تحرير المقال وأقول:
هذه بعض التأملات للمناقشة:
ألا ترى أن التابعين - وخصوصا كبراءهم - يشتركون مع الصحابة في بعض العوامل الخارجية السابقة، فأسانيدهم من رجل أو رجلين بالكثير، ومنهم عرب أقحاح؟ ألا يدعو هذا لعدم التدقيق التام في ضبطهم؟ وأنا أتكلم عن مقبولي الرواية لا الضعفاء ولا المتروكين.
هل يستوي الصحابة في مقدار الضبط؟ وهل ما رواه آحادهم كان بذات ألفاظه عليه الصلاة والسلام أم بمعانيها المرادفة؟
بم تفسر اختلاف روايات الصحابة للحديث الواحد الذي يظهر من سياقه أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله مرة واحدة، كقضايا الحوادث أو الأعيان؟
هذه بعض تساؤلات، لعل الإخوة يثرونها بإجاباتهم ...
وليكن النقاش علميا منضبطا ..
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[27 - 05 - 08, 11:59 م]ـ
هناك كلام متين للحافظ الذهبي في مقدمة "الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم" عن الصحابة فمن بعدهم، قال (ص24):
فأما الصحابة رضي الله عنهم فبساطهم مطوي وإن جرى ما جرى وإن غلطوا كما غلط غيرهم من الثقات فما يكاد يسلم أحد من الغلط، لكنه نادر لا يضر أبداً، إذ على عدالتهم وقبول ما نقلوه العمل وبه ندين الله تعالى.(16/129)
الكلام عن من سكت عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل
ـ[الدارقطني]ــــــــ[04 - 04 - 07, 10:33 ص]ـ
هذا موضوع رأيت أن أضعه في هذا الملتقى الرائع والذي يحوي المفيد ولن أطيل في الكلام على الراوي الذي سكت عنه ابن أبي حاتم في كتابه إن كان من رجال تهذيب التهذيب أو لسان الميزان أو تعجيل المنفعة وسأكتفي بالإحالة إليها وإلى غيرها من المصادر ولنبدأ بالمقصود:
1 - أحمد بن أيوب الضبي روى عن إبراهيم بن أدهم روى عنه إبراهيم بن الشماس، الجرح (2\رقم6).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (8\ص4) وقال:"مستقيم الحديث، يُعتبر حديثه من غير رواية النضر بن سلمة عنه".
2 - أحمد بن أيوب بن راشد البصري.الجرح (2\رقم7).
قلت: هو من رجال التهذيب، وذكره ابن حبان في الثقات (8\ص19) وقال:"ربما أغرب". يتبع بإذن الله تعالى.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[04 - 04 - 07, 02:07 م]ـ
3 - أحمد بن برد الأنطاكي روى عن ضمرة وابن أبي فديك كتب عنه أبي. الجرح (2\رقم18).
قلت: ذكره ابن أبي حاتم في موضعين غير هذا وهما (2\رقم148 و176) وقال عنه في الموضع (رقم148):"سئل أبي عنه فقال: شيخ"، وذكره ابن حبان في الثقات (8\ 38).
ـ[عبد الرحمن القيرواني]ــــــــ[05 - 04 - 07, 12:18 ص]ـ
سلمت يداك ....
ـ[الدارقطني]ــــــــ[05 - 04 - 07, 10:57 ص]ـ
4 - أحمد بن بشر بن عبدالوهاب الحمصي أبو طاهر. (الجرح2\رقم19).
قلت: قال ابن عقدة الكوفي الحافظ:"سمعت عبدالله بن أحمد يثني عليه ويوثّقه".تاريخ بغداد (4\ 52 - 53).
5 - أحمد بن أبي عبيد الوراق وهو ابن بشر، أبو عبدالله البصري.الجرح (2\رقم20).
قلت: هذا من رجال التهذيب، قال النسائي:"ثقة".
6 - أحمد بن جواس الحنفي أبو عاصم. الجرح (2\رقم24).
قلت: قال مطيّن:"ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات. سير أعلام النبلاء (11\ 37 - 38)، الثقات (8\ 20).
ـ[الدارقطني]ــــــــ[05 - 04 - 07, 11:39 ص]ـ
7 - أحمد بن حميد أبو طالب صاحب أحمد بن حنبل. الجرح (2\رقم37).
قلت: كان أحمد بن حنبل يكرمه ويقدمه، وهو من مشاهير الرواة المعتمدين عن الإمام أحمد. تاريخ بغداد (4\ 122).
8 - أحمد بن حاتم البغدادي. الجرح (2\رقم38).
قلت: قال صالح جزرة:"كان من الثقات"، وقال الدارقطني:"ثقة".تاريخ بغداد (4\ 112 - 114)، وله ترجمة في تعجيل المنفعة.
9 - أحمد بن حازم بن محمد بن يونس بن قيس بن أبي غرزة الغفاري أبو عمرو كوفي.الجرح (2\رقم40).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (8\ 44) وقال:"كان متقناً".
10 - أحمد بن حفص بن عبدالله السلمي النيسابوري. الجرح (2\رقم41).
قلت: أمر مسلم بن الحجاج بالكتابة عنه، وقال النسائي:"ثقة"، وهو من رجال التهذيب.
11 - أحمد بن الحسن بن خراش البغدادي أبو جعفر. الجرح (2\رقم42).
قلت: قال الخطيب البغدادي:"كان ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو من رجال التهذيب.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[06 - 04 - 07, 11:42 ص]ـ
أناشد من يملك مخطوط كتاب:"المتفق والمفترق" للخطيب البغدادي أن ينقل لي منه ترجمة:"أحمد بن أسد بن عاصم البجلي"، فهذه الترجمة فيها سقط في الأسانيد وذلك في النسخة المطبوعة وفيها توثيق له لم أتبيّن لمن هو في توثيق أحمد بن اسد هذا، فأرجو مرة أخرى ممّن يملط هذا المخطوط أن ينقلها من المخطوط لما فيه مزيد فائدة لطلبة العلم ولما له من علاقة مباشرة في هذا الموضوع وحبذا لو أرفق صفحة المخطوط التي تحتوي على هذه الترجمة العزيزة، والله الموفق.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 07, 01:07 م]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن إليك كنت أبحث لك اللتو عن المخطوطة في سلسلة المصطفى والطريف في ذلك أني نظرت في المشاركة قبل العنوان.
عندي لك إقتراح لو تتفرغ في جمع كتاب يحوي من تصحف اسمه من الرواة في الأسانيد لأن معظم الرواة الذين لا يتم العثور على تراجمهم يكون اسمهم مصحف فيحتاج الإسم إلى تعديل قبل البحث عنه.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[07 - 04 - 07, 10:05 ص]ـ
12 - أحمد بن حماد الدولابي أبو علي والد أبي بشر الدولابي. الجرح (2\رقم45).
قلت: أفاد مسلمة بن قاسم الأندلسي بأنه:"من أهل العلم"، قاله حينما ذكر ابنه أبا بشر، كما في لسان الميزان في ترجمة أبي بشر الدولابي.
13 - أحمد بن داود أبو سعيد الحداد الواسطي. الجرح (2\رقم50).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات وقال:"كان حافظاً متقناً"، وقال ابن سعد:"كان ثقة"، وقال ابن محرز عن ابن معين:"ثقة لا بأس به". الثقات (8\ 10) تاريخ بغداد (4\ 138 - 140).
ـ[الدارقطني]ــــــــ[07 - 04 - 07, 02:41 م]ـ
14 - أحمد بن زهير المروزي. الجرح (2\رقم54).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (8\ 11) وقال:"شيخ جمع وصنّف، من جلساء ابن المبارك، ولكن قدم موته فما ظهر له كثير علم".
15 - أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي أبو جعفر. الجرح (2\رقم62).
قلت: قال يحيى بن زكريا النيسابوري:"كان ثقة جليلاً"،وقال ابن حبان في الثقات (8\ 33):"كان ثقة ثبتاً صاحب حديث يحفظ"، وهو من رجال التهذيب.
16 - أحمد بن سعيد بن يعقوب الكندي أبو العباس الحمصي. الجرح (2\رقم63).
قلت: قال النسائي:"لا بأس به" وهو من رجال التهذيب.
17 - أحمد بن سعيد الهمداني المصري. الجرح (2\رقم64).
قلت: قال زكريا الساجي:"ثبت"، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو من رجال التهذيب.
¥(16/130)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[08 - 04 - 07, 09:48 ص]ـ
18 - أحمد بن سعيد الرباطي. الجرح (2\رقم65).
قلت: قال النسائي:"ثقة"، وهو من رجال التهذيب.
19 - أحمد بن سهل البلخي المعروف بحمدان بن سهل المتفقه. الجرح (2\رقم68).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (8\ 220) وقال:"كان ممّن جمع وصنّف وحفظ وذاكر وقمع المخالفين وذبّ عن من انتحل السننمع الورع الشديد والجهد الجهيد".
20 - أحمد بن سلمة بن عبدالله أبو الفضل النيسابوري. الجرح (2\رقم69).
قلت: قال الخطيب البغدادي:" أحد الحفّاظ المتقنين". تاريخ بغداد (4\ 186 - 187).
21 - أحمد بن شبويه المروزي أبو الحسن الخزاعي. الجرح (2\رقم71).
قلت: هو: أحمد بن محمد بن ثابتبن عثمان بن مسعود بن يزيد الخزاعي، قال النسائي:"ثقة"، وهو من رجال التهذيب.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[08 - 04 - 07, 02:29 م]ـ
22 - أحمد بن عبدالله بن علي بن سويد بن منجوف البصري. الجرح (2\رقم85).
قلت: قال النسائي:"صالح"، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو من رجال التهذيب.
23 - أحمد بن عبدالرحمن الحراني الكزبراني. الجرح (2\رقم92).
قلت: قال الخطيب البغدادي:"ما علمت من حاله إلا خيراً"، وذكره ابن حبان في الثقات. تاريخ بغداد (4\ 243)، الثقات (8\ 49).
ـ[عبد الله بن إبراهيم المدني]ــــــــ[08 - 04 - 07, 11:23 م]ـ
7 - أحمد بن حميد أبو طالب صاحب أحمد بن حنبل. الجرح (2\رقم37).
قلت: كان أحمد بن حنبل يكرمه ويقدمه، وهو من مشاهير الرواة المعتمدين عن الإمام أحمد. تاريخ بغداد (4\ 122).8 - .....
انظر ترجمته في: المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد لابن مفلح (ترجمة: 32).
ـ[عبد الله بن إبراهيم المدني]ــــــــ[08 - 04 - 07, 11:25 م]ـ
جزاك الله خيراً .... جهد تشكر عليه.
تنبيه: العنوان يخالف صلب الموضوع، حيث أن الذي يقرأ العنوان يفهم أن الكلام حول منهج ابن أبي حاتم في الرواة الذين سكت عنهم، ولو كان العنوان: ترجمة من سكت عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل لكان أنسب والله أعلم.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[09 - 04 - 07, 10:08 ص]ـ
24 - أحمد بن عبدالمؤمن المصري. الجرح (2\رقم94).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (8\ 44 - 45) وقال:"كان من المتعبدين"، وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي:"كان يكون بالفيوم وهو ضعيف جداًّ "، وقال ابن يونس:"رفع أحاديث موقوفة"، وهو مترجم في لسان الميزان.
25 - أحمد بن عبدالواحد بن عبود بن واقد أبو عبدالله التميمي. الجرح (2\رقم95).قلت: وثّقه العقيلي وابن أبي عاصم ومسلمة بن قاسم وغيرهم، وهو من رجال التهذيب.
26 - أحمد بن عمر الوكيعي الجلاب الضرير.الجرح (2\رقم102).
قلت: قال ابن معين وغيره:"ثقة"، وهو من رجال التهذيب.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[10 - 04 - 07, 02:50 م]ـ
27 - أحمد بن عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أبو طاهر العلوي. الجرح (2\رقم111).
قلت: قال الدارقطني:"كذاب"، وهو مترجم في لسان الميزان.
28 - أحمد بن عباد المعروف بحمدون بن عباد أبو جعفر الفرغاني. الجرح (2\رقم113).
قلت: قال أبو علي الحافظ:"حدث عن عاصم بن علي عن قيس عن أبي حصينبأحاديث بواطيل"، فال الخطيب البغدادي:"محله عندنا الصدق، وإن كان الأمر على ما ذكر أبو علي الحافظ من روايته الأحاديث الأباطيل فنرى الحمل فيها على غيره، والله أعلم، وهو مترجم في لسان الميزان.
29 - أحمد بن عصام الموصلي وراق المعافى بن عمران. الجرح (2\رقم116).
قلت: قال الدارقطني:"ضعيف"، وهو مترجم في لسان الميزان.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 04 - 07, 10:36 ص]ـ
30 - أحمد بن عاصم أبو عبدالله الأنطاكي. الجرح (2\رقم117).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات وقال:" من عبّاد أهل الثغر، ما له كثير حديث يُرجع إليه"، وله ترجمة طويلة في حلية أبي نعيم. الثقات (8\ 20) الحلية (9\ 280 - 297).
31 - أحمد بن الفرات أبو مسعود الضبي الرازي. الجرح (2\رقم122).
قلت: قال أبو نعيم الأصبهان:"أحد الأئمة والحفاظ " وقال أبو الشيخ بن حيان:"من الحفاظ الكبار صنّف المسند والكتب الكثيرة"، وهو من رجال التهذيب.
32 - أحمد بن الفضل العسقلاني أبو جعفر ويعرف بالصائغ. الجرح (2\رقم123).
قلت: قال ابن حزم:"مجهول"، وهو مترجم في لسان الميزان.
ـ[بن سالم]ــــــــ[12 - 04 - 07, 02:57 ص]ـ
... أَسْْأَلُ اللهَ - العَلِيَّ العَظِيْمَ - أَنْ يُجْزِيْكَ خَيْراً وَعافِيَةً [آمِيْنَ].
... وَاصِلْ وَصَلَكَ اللهُ بِطاعَتِهِ.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[12 - 04 - 07, 11:39 م]ـ
33 - أحمد بن محمد بن هانئ أبو بكر الأثرم الطائي. الجرح (2\رقم134).
قلت: قال أبراهيم الأصبهاني:"الأثرم أحفظ من أبي زرعة الرازي وأتقن "، وهو من رواة الإمام أحمد، وهو من رجال التهذيب.
34 - أحمد بن محمد بن سوادة بغدادي. الجرح (2\رقم141).
قلت: قال الدارقطني:"كوفي يعتبر بحديثه ولا يحتج به"، علّق الخطيب البغدادي على هذه المقالة قائلاً:"ما رأيت أحاديثه إلا مستقيمة، فالله أعلم". تاريخ بغداد (5\ 10 - 11)، وهو مترجم في لسان الميزان.
35 - أحمد بن محمد بن أنس أبو العباس البغدادي. الجرح (2\رقم146).
قلت: قال الخطيب البغدادي:" كان ثقة".تاريخ بغداد (4\ 397).
36 - أحمد بن معاوية. الجرح (2\رقم159).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (8\ 41)، وقال الخطيب البغدادي:"لم يكن به بأس"، واتهمه ابن عدي في كامله، وهو مترجم في لسان الميزان. تاريخ بغداد (5\ 162).
¥(16/131)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[13 - 04 - 07, 10:52 م]ـ
37 - أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي أبو عبدالله وهو المصلوب. الجرح (2\رقم173).
قلت: أحسن يحيى بن معين الثناء عليه، وقال الخطيب:"كان أحمد بن نصر من أهل الفضل والعلم مشهوراً بالخير أمّاراً بالمعروف قاولاً بالحق "،وقال أحمد بن حنبل:" رحمه الله ما كان أسخاه لقد جاد بنفسه"، وهو من رجال التهذيب.
38 - أحمد بن نصر النيسابوري. الجرح (2\رقم174).
قلت: قال أحمد بن سيار:"كان ثقة"، وقال الحاكم النيسابوري:"فقيه أهل الحديث في عصره"، وهو من رجال التهذيب.
39 - أحمد بن أبي نافع أبو سلمة الموصلي. الجرح (2\رقم175).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات وقال:" يُعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه "، وقال أبو يعلى الموصلي:"لم يكن أهلاً للحديث"، وذكر له ابن عدي في كامله أحاديث منكرة، وهو مترجم في لسان الميزان.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[14 - 04 - 07, 09:50 ص]ـ
40 - أحمد بن يعقوب أبو يعقوب المسعودي الكوفي. الجرح (2\رقم180).
قلت: وثّقه العجلي وابن حبان، وقال ابن خلفون:"هو ثقة"، وقال الحاكم:"كوفي قديم جليل"، وهو من رجال التهذيب.
41 - أحمد بن يوسف المعروف بحمدان بن يوسف السلمي النيسابوري. الجرح (2\رقم184).
قلت: قال مسلم بن الحجاج:" ثقة "، وقال الدارقطني:"ثقة نبيل"، وهو من رجال التهذيب.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[14 - 04 - 07, 11:31 م]ـ
42 - إبراهيم بن إسماعيل بن عبدالله بن أبي ربيعة المخزومي روى عن أبيه عن جدّه أن النبي صلى
الله عليه و سلم استسلف منه حين غزا حنينا ثلاثين أو أربعين الفا فلما انصرف قضاه ودعا له وقال إنما جزاء السلف الوفاء والحمد روى عنه وكيع بن الجراح.الجرح (2\رقم200).
قلت: هذا الراوي اسمه على الصواب هو:"إسماعيل بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبدالله بن أبي ربيعة الخزومي"، لكن اسمه كما قال ابن حجر في تهذيبه (1\ 272):"وقع في مسند أحمد ثنا وكيع ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن عبدالله بن أبي ربيعة، وكأنه انقلب، نبّه عليه الحافظ صلاح الدين العلائي ".
قلت: ها هي رواية المسند، قال الإمام أحمد بن حنبل في المسند (4\ 36): ثنا وكيع ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي عن أبيه عن جده:" ان النبي صلى الله عليه و سلم استسلف منه حين غزا حنينا ثلاثين أو أربعين ألفا فلما انصرف قضاه إياه ثم قال بارك الله لك في أهلك ومالك إنما جزاء السلف الوفاء والحمد".
وجاء من وجه آخر عن وكيع اسم هذا الراوي على الصواب قال ابن ماجه في سننه (ح2424):حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عبدالله بن أبي ربيعة المخزومي عن أبيه عن جدّه: أن النبي صلى الله عليه وسلم استلف منه حين غزا حنيناً ثلاثين أو أربعين ألفاً فلمّا قدم قضاها إياه ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم:"بارك الله لك في أهلك ومالك إنّما جزاء السّلف الوفاء والحمد".
قلت: وعليه فقد ذكره ابن حبان في الثقات، وذكره ابن أبي حاتم في موضعه على الصواب في (2\رقم509) ونقل عن أبيه قوله:"شيخ"، وقال الآجري عن أبي داود السجستاني:"ثقة". وهو من رجال التهذيب (1\ 272).
ـ[الدارقطني]ــــــــ[15 - 04 - 07, 11:08 ص]ـ
43 - إبراهيم بن إسحاق الصيني الكوفي. الجرح (2\رقم203).
قلت: ذكره ابن في الثقات وقال:"ربما خالف وأخطأ"، وقال الدارقطني:"متروك الحديث"، وهو مترجم في لسان الميزان.
44 - إبراهيم بن إسحاق السواق الواسطي. الجرح (2\رقم208).
قلت: ذكره ابن حبان في المجروحين وقال:"شيخ يروي عن ثور بن يزيد ما لا يُتابع عليه، وعن غيره من الثقات المقلوبات على قلّة روايته، لا يجوز الإحتجاج به "، وله ترجمة في لسان الميزان.
45 - إبراهيم بن أدهم. الجرح (2\رقم209).
قلت: قال النسائي:"ثقة مأمون أحد الزّهاد"، وقال الدارقطني:"إذا روى عنه ثقة فهو صحيح الحديث"، وهو من رجال التهذيب.
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[15 - 04 - 07, 12:21 م]ـ
بارك الله فيك.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[16 - 04 - 07, 10:18 ص]ـ
46 - إبراهيم بن الأسود الكناني، ويقال: إبراهيم بن عبدالله بن أبي الأسود من أهل السراة. الجرح (2\رقم213).
قلت: قال البخاري:"فيه نظر"، وقال الأزدي:"ضعيف لا يُحتجّ به "، وقال ابن الجارود:"فيه نظر"، وقال ابن عدي:" ليس بمعروف وهو عزيز الحديث جداً، وإنما يُذكر له عن ابن أبي نجيح مقطعات وأرجو أنه لا بأس به "، وهو مترجم في لسان الميزان في موضعين.
47 - إبراهيم بن أورمة الأصبهاني أبو إسحاق. الجرح (2\رقم218).
قلت: قال الدارقطني:"ثقة نبيل"، وقال ابن المنادي:" ما رأينا في معناه مثله".تاريخ بغداد (6\ 42 - 44).
48 - إبراهيم بن أيوب الحوراني الدمشقي. الجرح (2\رقم219).
قلت: قال أبو الطاهر أحمد بن محمد بن عثمان المديني المصري:"إبراهيم بن أيوب، حوراني ضعيف"، وهو مترجم في لسان الميزان.
¥(16/132)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[16 - 04 - 07, 02:22 م]ـ
49 - إبراهيم بن بديل الخزاعي. الجرح (2\رقم224).
قلت: صعفه ابن معين في الزهري، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي:"يكتب حديثه"، وله ترجمة في لسان الميزان.
50 - إبراهيم بن أبي بكر بن المنكدر التيمي. الجرح (2\رقم227).
قلت: قال الدارقطني:"ضعيف"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الأزدي:"منكر الحديث"،وهو مترجم في لسان الميزان.
51 - إبراهيم بن بكر الشيباني. الجرح (2\رقم228).
قلت: قال أحمد بن حنبل:"كانت أحاديثه موضوعة"، وقال الدارقطني:"بغدادي متروك"، وقال الأزدي:"منكر الحديث". تاريخ بغداد (6\ 46 - 47).
ـ[الدارقطني]ــــــــ[18 - 04 - 07, 11:25 ص]ـ
52 - إبراهيم بن جرير بن عبدالله البجلي. الجرح (2\رقم233).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي:"يقول في بعض رواياته: حدثني أبي، ولم يُضعّف في نفسه، وإنما قيل: لم يسمع من أبيه شيئاً، وأحاديثه مستقيمة تكتب "، وهو من رجال التهذيب.
53 - إبراهيم بن أبي الحصن. الجرح (2\رقم246).
قلت: هو:" أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري الإمام الثقة المأمون"، يروي عن مروان بن معاوية ونسبه إلى جدّه فقال: حدثنا أبراهيم بن أبي الحصن، وقد نبه ابن أبي حاتم على ذلك في (2\رقم 402)، وهو من رجال التهذيب.
54 - إبراهيم بن الحجاج السامي بصري. الجرح (2\رقم248).
قلت: قال السلمي للدارقطني:"وسألته عن إبراهيم بن الحجاج السامي وإبراهيم النيلي؟ فقال: ثقتان "، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو من رجال التهذيب.
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[22 - 04 - 07, 07:36 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الدارقطني موضوع طيب واود من أحد طلبة الدراسات العليا أن يتوسع بهذا الموضوع فهو موضوع جيد ويستحق الدراسة فجزاك الله خيرا على فتحه بيننا.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[23 - 04 - 07, 12:41 ص]ـ
55 - إبراهيم بن حبيب بن الشهيد. الجرح (2\رقم255).
قلت: قال النسائي:"ثقة"، وهو من رجال التهذيب.
56 - أبراهيم بن حرب أخو سماك بن حرب. الجرح (2\رقم258).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (4\ 10)، وذكره الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص246) في النوع التاسع والأربعين "معرفة الأئمة الثقات المشهورين من التابعين وأتباعهم ممن يجمع حديثهم ليحفظ" فقال:"أبراهيم بن حرب أخو سماك أسند ثلاثة أحاديث".
57 - أبراهيم بن خالد البطيطي المروزي.الجرح (2\رقم265).
قلت: قال السمعاني:"أبو إسحاق إبراهيم بن خالد بن نصر الجرميهني الحافظ إمام الدنيا في عصره وكان يُشبّه بإمامي العصر أبي زرعة عبيدالله بن عبدالكريم الرازي وأبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري في الحفظ والإتقان".الأنساب (2\ 47).سير أعلام النبلاء (12\ 76).
58 - إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص. الجرح (2\رقم282).
قلت: قال ابن سعد:"كان ثقة كثير الحديث"، وهو من رجال التهذيب.
59 - إبراهيم بن سليمان الزيات. الجرح (2\رقم287).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي:"ليس بالقوي"، وهو مترجم في لسان الميزان.
60 - إبراهيم بن شعيث. الجرح (2\رقم298).
قلت: قال ابن معين:"ليس بشئ"، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو مترجم في لسان الميزان.
61 - إبراهيم بن صالح بن درهم الباهلي. الجرح (2\رقم302).
قلت: قال العقيلي:"إبراهيم وأبوه ليسا بمشهورين بنقل الحديث، والحديث غير محفوظ "، وهو من رجال التهذيب.
62 - إبراهيم بن طريف الشامي. الجرح (2\رقم309).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أحمد بن صالح المصري:" ثقة" وهو من رجال التهذيب.
63 - إبراهيم بن عبدالله بن حنين. الجرح (2\رقم312).
قلت: قال النسائي:"ثقة"، وهو من رجال التهذيب.
64 - إبراهيم بن أبي موسى عبدالله بن قيس الأشعري. الجرح (2\رقم314).
قلت: قال العجلي:"كوفي تابعي ثقة"، روى له مسلم حديثاً واحداً، وهو من رجال التهذيب
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 01:33 ص]ـ
جزيت خيرا
واصل بارك الله فيكم فالموضوع جيد
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[23 - 04 - 07, 07:06 ص]ـ
أخي الدارقطني: جزاكم الله خيرا وبارك الله فيك.
¥(16/133)
ولكن لاحظت أنك تكتب عبارة (وهو من رجال التهذيب) ثم وجدتك تركتها في أول التراجم، فهل هناك من مقصد وارء ذلك؟ وبغض النظر عن المقصد، لو تذكرها من أول التراجم لكان أفضل، حتى لا يتوهم البعض أن الراوي ليس له ترجمة في التهذيب، ثم لو أردفت هذه الدراسة الطيبة ببحث تذكر فيه السبب في سكوت ابن أبي حاتم عن هذا الراوي - وهو ما قد يفهمه الكثير من خلال عنوان المشاركة- من خلال استقراء هذه التراجم لكان هذا أحسن وأحسن.
واعتذر منك بارك الله فيك.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[23 - 04 - 07, 10:41 م]ـ
65 - إبرهيم بن عبدالله بن قارظ. الجرح (2\رقم316).
قلت: وأعاد ذكره ابن أبي حاتم باسم:"عبدالله بن إبراهيم بن قارظ" الجرح (5\رقم8)،قال ابن حجر:"والحق أنهما واحد"، ذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن خلفون:"ثقة مشهور"، الإكمال (1\ 233)، وهو من رجال التهذيب.
66 - إبراهيم بن عبدالله بن العلاء بن زبر الدمشقي. الجرح (2\رقم319)؟
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات،وقال النسائي:"ليس بثقة"، وقال ابن منده في كتاب الإيمان (2\ 894):"ثقة"،وله ترجمة في لسان الميزان.
67 - إبراهيم بن عبدالله بن الجنيد صاحب كتاب الزهد. الجرح (2\رقم325).
قلت: قال الخطيب البغدادي:"كان ثقة". تاريخ بغداد (6\ 120).
68 - إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف القرشي الزهري. الجرح (2\رقم328).
قلت: قال العجلي:"تابعي ثقة"، وقال يعقوب بن شيبة:"كان ثقة"، وهو من رجال التهذيب.
69 - إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبدالله بن أبي ربيعة المخزومي. الجرح (2\رقم330).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن خلفون:"ثقة مشهور"، وهو من رجال التهذيب. إكمال مغلطاي (1\ 240).
70 - إبراهيم بن عبدالرحمن بن مهدي. الجرح (2\رقم333).
قلت: قال ابن عدي:"روى عن الثقات المناكير، ولم أر له حديثاُ منكراُ يُحكم عليه بالضعف من أجله "، وقال ابن حبان في الثقات (867):"يُتّقى حديثه من رواية جعفر عنه"، وهو من رجال التهذيب.
71 - إبراهيم بن عبدالملك القناد. الجرح (2\رقم336).
قلت: قال النسائي:" لا بأس به"، وقال ابن حبان في الثقات:"يُخطئ"، وقال العقيلي:"يهم في الحديث"، وضعّفه ابن معين، وهو من رجال التهذيب.
72 - إبراهيم بن عبدالعزيز بن عبدالملك بن أبي محذورة. الجرح (2\رقم238).
قلت: قال ابن حبان في الثقات (6\ 7):"يُخطئ"، وقال الأزدي:"إبراهيم بن أبي محذورة وإخوته يضعّفون"، وهو من رجال التهذيب.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[24 - 04 - 07, 11:12 ص]ـ
73 - إبراهيم بن عمر بن سفينة.الجرح (2\رقم346).
قلت: أعاده ابن أبي حاتم في (2\رقم1744) وقال:"بريه بن عمر بن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وبريه لقب واسمه إبراهيم، ذكره ابن حبان في الثقات (6\ 119) وقال:"كان ممن يُخطئ"، وذكره أيضاً في المجروحين، وهو من رجال الهذيب.
74 - إبراهيم بن عيسى الأصبهاني. الجرح (2\رقم353).
قلت: ذكره أبو الشيخ في طبقات الأصبهانيين (2\ 341) وقال:"كان عنده عن أبي داود وشبابة، وكان صحب معروف الكرخي، .... ، وكان خيّراً فاضلاً لم يكن ببلدنا مثله في زمانه"، وهو مترجم في لسان الميزان.
75 - إبراهيم بن عمرو بن أبي صالح. الجرح (2\رقم368).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (8\ 66) وقال:"كان يخطئ"، وهو مترجم في لسان الميزان.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[24 - 04 - 07, 11:06 م]ـ
76 - إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيدالله القرشي التيمي. الجرح (2\ 385).
قلت: قال العجلي:"ثقة"، وقال يعقوب بن شيبة:"ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو من رجال التهذيب.
77 - إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي هو ابن الحنفية. الجرح (2\ 386).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال العجلي:"ثقة"، وهو من رجال التهذيب.
78 - إبراهيم بن محمد بن عبدالعزيز بن عمر بن عبدالرحمن بن عوف أبو إسحاق. الجرح (2\رقم399).
قلت: قال ابن حبان في المجروحين:"تفرد بأشياء لا تُعرف حتى خرج عن حدّ الإحتجاج به على قلّة تيقّظه في الحفظ والإتقان"، وقال ابن عدي:"عامة حديثه مناكير"، وهو مترجم في لسان الميزان.
79 - إبراهيم بن محمد بن ميمون الكوفي. الجرح (2\رقم400).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، وذكره الأسدي في الضعفاءوقال: إنه منكر الحديث، هذا ما وجدته في ترجمته في لسان الميزان.
80 - إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص. الجرح (2\رقم406).
قلت: قال النسائي:"ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو من رجال التهذيب.
81 - إبراهيم بن محمد التيمي أبو إسحاق قاضي البصرة. الجرح (2\رقم413).
قلت: قال النسائي والدارقطني:"ثقة"، وهومن رجال التهذيب.
82 - إبراهيم بن المغيرة ختن علي بن الحسين بن واقد. الجرح (2\رقم 432).
قلت: ذكره ابن حبا ن في الثقات (6\ 5)، وخرّج حديثه في صحيحه وقال عنه:"ثقة" (صحيح ابن حبان-6\ح2657).
83 - إبراهيم بن موسى الزيات الموصلي. الجرح (2\رقم435)
قلت: قال ابن حبان في الثقات (8\ 64 - 65):"كان يُخطئ"، وقال أبو زكريا الأزدي:"كان من غلمان الكسائي، وكان له علمٌ بالقرآن "، وقال ابن عمّار الموصلي:"أول من رحل في طلب الحديث من المواصلة"، التذييل (ص10).
84 - إبراهيم بن المطلب بن السائب بن أبي وداعة.الجرح (2\رقم440).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (6\ 7)، وقال ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار:"من خيار أهل المدينة". (رقم1018).
85 - إبراهيم بن مرة.الجرح (2\رقم441).
قلت: قال النسائي:"ليس به باس"،وذكره ابن حبان في الثقات، وضعّفه الهيثم بن خارجة وأقرّه الوليد بن مسلم على ذلك، وهو من رجال التهذيب.
¥(16/134)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[25 - 04 - 07, 10:08 م]ـ
86 - إبراهيم بن معاوية الحذاء بصري. الجرح (2\رقم448).
قلت: قال ابن حبان في الثقات:"ربما خالف"، وقال العقيلي:"يخالف في حديثه"، وصعّفه زكريا الساجي، وهو مترجم في لسان الميزان.
87 - إبراهيم بن مكتوم البصري. الجرح (2\رقم452).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (8\ 84)، وقال الطحاوي:"وهو عند أهل الحديث معروف ثقة "، تاريخ بغداد (6\ 183 - 184).
88 - إبراهيم بن المستمر العروقي أبو إسحاق بصري. الجرح (2\رقم455).
قلت: قال النسائي:"صدوق"، وقال ابن حبان في الثقات:"ربما أغرب" (8\ 81)، وهو من رجال التهذيب.
89 - إبراهيم بن نصر السوريانيالنيسابوري. الجرح (2\رقم463).
قلت: قال ابن أبي حاتم:" سمعت أبي وأبا زرعة يقدمان إبراهيم بن نصر السوريني المطوعي النيسابوري في حفظ المسند"، وقال ابن خراش:" سمعت أبا زرعة يثني على إبراهيم بن نصر فقال: هو رجل مشهور صدوق أعرفه رأيته بالبصرة وأثنى عليه خيرا قال أبو محمد نظرت في علمه فلم أر فيه منكرا وهو قليل الخطأ "، تاريخ دمشق لابن عساكر (7\ 238)، وقال الخليلي في الإرشاد:"ثقة إمام" (3\ 826)، وله ترجمة في تذكرة الحفاظ للذهبي.
90 - إبراهيم بن يزيد بن قديد. الجرح (2\ؤقم477).
قلت: قال ابن حبان قي الثقات (8\ 61):"يُعتبر حديثه من غير رواية سعد بن عبدالحميد عنه"، وله ترجمة في لسان الميزان.
91 - إبراهيم بن يزيد أبو إسحاق الكوفي. الجرح (2\رقم479).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، ونقل الدارقطني عن ابن المديني: مجهول، وهو مترجم في لسان الميزان.
ـ[سلوم السلوم]ــــــــ[26 - 04 - 07, 07:45 م]ـ
.
بَارَكَ اللَّهُ فِيْك ..
.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[27 - 04 - 07, 06:59 م]ـ
92 - إبراهيم بن يحيى بن أبي يعقوب.الجرح (2\رقم483).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الأزدي:"لا يُتابع على حديثه"، وقال سفيان بن عيينة:"كان من أسناني، وكان رجلاً صالحاً "، وهو مترجم في لسان الميزان.
93 - إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني السعدي. الجرح (2\رقم490).
قلت: قال النسائي:"ثقة"،وقال الدارقطني:"كان من الحفّاظ المصنّفين والمخرّجين الثقات"، وهو من رجال التهذيب.
94 - إبراهيم بن أبو إسحاق.الجرح (2\رقم502).
قلت: قد ذكره ابن أبي حاتم في (2\رقم207)، ونقل عن أبيه أنه قال:"مجهول"، وذكره ابن حبان في الثقات، وانظر حاشية الجرح والتعديل (2\ص86 - 87).
95 - إسماعيل بن إبراهيم بن أبي ربيعة.الجرح (2\رقم519).
قلت: هو إسماعيل بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبدالله بن أبي ربيعة المخزومي، وقد ذكره البخاري في تاريخه (1\رقم1070)، وترجم عقبه هذا فقال (1\رقم1071):"أسماعيل بن إبراهيم بن أبي ربيعة" ثم قال البخاري:"إن لم يكن هذا هو الأول فلا أدري"، أقول إن كان الأول فانظر حاله في رقم (42) من هذه السلسلة،وبالله التوفيق.
96 - إسماعيل بن إبراهيم بن البصير. الجرح (2\رقم522).
قلت: أخشى أن يكون هو من ذكره ابن أبي حاتم في (2\رقم199) وقال:"إبراهيم بن إسماعيل بن البصير وهو ابن بشير بن سلمان "، أقول: إن كان هو فله ترجمة في لسان الميزان، خاصة أنّ الشيخ والتلميذ في الترجمتين واحد، والله الموفق.
97 - إسماعيل بن إبراهيم بن سليمان بن رزين التميمي. الجرح (2\رقم523).
قلت: قال الدارقطني:"ضعيف لا يحتج به"، وقال الأزدي:"ضعيف منكر الحديث"، وذكره ابن حبان في الثقات، وله ترجمة في لسان الميزان.
98 - إسماعيل بن أبي إسحاق الملائي أبو إسرائيل وهو إسماعيل بن خليفة العبسي. الجرح (2\رقم532).
قلت: ذكره ابن أبي حاتم في (2\رقم559) ذكر عن ابن معين:"صالح "، وعن الفلاس:" ليس من أهل الكذب"، وقال ابن المبارك:" لقد منّ الله على المسلمين بسوء حفظ أبي إسرائيل"، وأورد كلاماً لغيرهم، والله الموفق.
99 - إسماعيل بن إياس بن عفيف الكندي. الجرح (2\رقم 534).
قلت: قال البخاري (1\رقم1087 - التاريخ الكبير):"في حديثه نظر"، وذكره ابن حبان في الثقات (6\ 35)، وقال ابن عدي:"ليس هو بالمعروف"، وله ترجمة في لسان الميزان.
100 - إسماعيل بن جستاس. الجرح (2\رقم548).
قلت: ضعّفه الأزدي، وقال البخاري:"لا يتابع عليه" وذكره ابن حبان في الثقات، وذكره العقيلي في الضعفاء، وهو مترجم في لسان الميزان.
101 - إسماعيل بن حماد يعد في البصريين روى عن أبي خالد عن ابن عباس روى عنه معتمر بن سليمان. الجرح (2\رقم552).
قلت: أفاد ابن أبي حاتم في ترجمة" أبي خالد" شيخ إسماعيل أنه هو: ابن حماد بن أبي سليمان، قال ابن أبي حاتم (9\رقم1671):" أبو خالد روى عن ابن عباس روى عنه إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان "، وقد ترجم ابن أبي حاتم "إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان" (2\رقم550) ونقل عن ابن معين أنه قال:"ثقة"، وعن أبيه أنه قال:"شيخ يكتب حديثه"، وهو من رجال التهذيب، أفاد ذلك الشيخ المعلمي اليماني في حاشية الجرح والتعديل (2\ص165).
102 - إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة. الجرح (2\رقم553).
قلت: قال صالح جزرة:"كان جهميّا ليس هو بثقة"، وله ترجمة في لسان الميزان.
103 - إسماعيل بن دارس أبو دارس صاحب الحور. الجرح (2\رقم563)
قلت: ذكره البن أبي حاتم أيضاً في الكنى (9\رقم1695) وقال:"أبو دارس صاحب الحور"، وقال أيضاً:"سألت أبي عنه فقال: شيخ ليس بمعروف"، وروى عن ابن معين قوله:"إنما يروي حديثاً واحداً، ليس به بأس"، قال ابن رجب الحنبلي في فتح الباري (3\ 315):"قد فرّق بينهما ابن أبي حاتم وهو واحد".
¥(16/135)
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[28 - 04 - 07, 12:41 ص]ـ
اليكم مرفوعا
http://www.c23c.com/download.php?filename=8c99f981c5.doc
ـ[الدارقطني]ــــــــ[28 - 04 - 07, 11:20 م]ـ
104 - إسماعيل بن رياح بن عبيدة السلمي. الجرح (2\رقم568).
قلت: وذكره ابن أبي حاتم في (2\رقم697) وقال:"إسماعيل بن فلان"، ثم قال:"سألت أبي عن إسماعيل هذا، قال: لا أدري من هو"، وهو من رجال التهذيب.
105 - إسماعيل بن زربي. الجرح (2\رقم571).
قلت: قال الأزدي:"يتكلمون فيه"، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو مترجم في لسان الميزان.
106 - إسماعيل بن زيد بن ثابت الأنصاري. الجرح (2\رقم573).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (4\ 15) وقال ابن سعد (5\ 203):"أصغر ولد زيد بن ثابت، ولم يرو عن أبيه شيئاً ولم يُدركه وقد روى عن غيره وكان قليل الحديث".
107 - إسماعيل بن شروس وهو ابن أبي سعيد الصنعاني أبو المقدام. الجرح (2\رقم597).
قلت: قال علي بن المديني:"ثقة"، وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات، وقال ابن معين:"ثقة"،وقال معمر:"كان يثبج الحديث"،التذييل (ص33 - 34).
108 - إسماعيل بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب.الجرح (2\رقم606).
قلت: قال الدارقطني:"ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو من رجال التهذيب.
109 - إسماعيل بن عبدالله ابن بنت ابن سيرين.الجرح (2\رقم609).
قلت: قال الحافظ أبو علي النيسابوري:"شيخ بصري صدوق"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الأزدي:"ذاهب الحديث"، وهو من رجال التهذيب.
110 - إسماعيل بن عبدالله بن زرارة الرقي. الجرح (2\رقم615).
قلت: قال الأزدي:"منكر الحديث "، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو من رجال التهذيب.
فائدة: قال الخطيب (6\ 262):حدثني الحسن بن محمد الخلال عن أبي الحسن الدارقطني قال:" إسماعيل بن عبدالله السكري ثقة".
قال ابن العديم في "بغية الطلب في تاريخ حلب" (4\ص1663 - 1664):"هكذا أورده الخطيب عن أبي الحسن الدارقطني هذا الكلام في ترجمة إسماعيل بن عبدالله بن زرارة أبي الحسن، ويُحتمل أن يكون قول الدارقطني عن إسماعيل بن عبدالله بن خالد بن يزيد أبي عبدالله السكري الآتي ذكره وهو به أشبه لوصف أبي حاتم الرازي له بالصدق، ولم يذكر في ابن زرارة شيئاً غير ما أوردناه".
ـ[الدارقطني]ــــــــ[29 - 04 - 07, 02:36 م]ـ
111 - إسماعيل بن عبدالكريم بن معقل بن منبه أبو هشام الصنعاني. الجرح (2\رقم631).
قلت: قال النسائي:"ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو من رجال التهذيب.
112 - إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني. الجرح (2\رقم635).
قلت: قال الدارقطني:"ثقة"، وقال ابن الجعابي:"يحدّث عن محمد بن سلمة بعجائب"، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو من رجال التهذيب.
113 - أسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي. الجرح (2\رقم641).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات مرتين في التابعين ثم أتباع التابعين، وقال ابن عبدالبر الأندلسي:"كان ثقة"، وهو من رجال التهذيب.
114 - إسماعيل بن عيسى العطار. الجرح (2\رقم649).
قلت: قال الخطيب (6\ 262):"كان ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات،وضعّفه الأزدي، وله ترجمة في لسان الميزان.
115 - إسماعيل بن يحيى بن عبيدالله التيمي. الجرح (2\رقم687).
قلت: قال صالح جزرة:"كان يضع الحديث"، وقال الأزدي:"ركن من أركان الكذب، لا تحلّ الرواية عنه"، وقال الدارقطني:"متروك كذاب"، وهو مترجم في لسان الميزان.
116 - إسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب الثقفي جار المبارك بن فضالة. الجرح (2\ 703).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي:"روى عن الثقات بما لا يُتابع عليه"، ثم قال في آخر الترجمة:"وأحاديثه غير محفوظة"، وهو من رجال التهذيب.
117 - إسحاق بن إبراهيم بن عمير مولى عبدالله بن مسعود.الجرح (2\ 706).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، وذكره ابن الجارود والعقيلي في الضعفاء، وقال البخاري:"لا يُتابع في رفع حديثه عن القاسم بن عبدالرحمن:قال عبدالله بن مسعود: يا عميّر أعتقك، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من أعتق مملوكاً فليس للمملوك من ماله شئ"، وهم من رجال التهذيب.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[01 - 05 - 07, 05:55 م]ـ
118 - إسحاق بن الأحبلي الحلبي. الجرح (2\رقم731).
قلا: اسمه على الصواب:"إسحاق بن أبي الأخيل الحلبي"، قال ابن ماكولا في الإكمال (1\ 44):"ثقة"، وقال ابن العديم:"كان من الثقات"، بغية الطلب فتاريخ حلب (3\ص1371).
119 - إسحاق بم بزرج. الجرح (2\رقم732).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، وضعّفه الأزدي، وأخرج حديثه الحاكم في المستدرك وقال:"لولا جهالة إسحاق لحكمت بصحته"، وله ترجمة في لسان الميزان.
12 - إسحاق بن الحارث القرشي المديني. الجرح (2\رقم741).
قلت: قال ابن حبان في المجروحين:"منكر الحديث، فلا أدري التخليط في حديثه منه أو من ابنه، على أنّ ليس له راوٍ صدوق غير ابنه، وابنه أيضاً ليس بشئ في الحديث، فمن هنا اشتبه أمره ووجب تركه "، وهو مترجم في لسان الميزان.
121 - إسحاق بن حمزة بن فروخ الأزدي البخاري.الجرح (2\رقم742).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقا، وقال الخليلي في الإرشاد (3\ 966):" ثقة"، وهو مترجم في لسان الميزان.
122 - إسحاق بن حاتم العلاف.الجرح (2\رقم748).
قلت:ذكره ابن حبان في الثقات (8\ 118)، وقال الخطيب البغدادي:" كان ثقة "، تاريخ بغداد (6\ 365 - 366).
¥(16/136)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[01 - 05 - 07, 06:03 م]ـ
118 - إسحاق بن الأحبلي الحلبي. الجرح (2\رقم731).
قلت: اسمه على الصواب:"إسحاق بن أبي الأخيل الحلبي"، قال ابن ماكولا في الإكمال (1\ 44):"ثقة"، وقال ابن العديم:"كان من الثقات"، بغية الطلب في تاريخ حلب (3\ص1371).
119 - إسحاق بن بزرج. الجرح (2\رقم732).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، وضعّفه الأزدي، وأخرج حديثه الحاكم في المستدرك وقال:"لولا جهالة إسحاق لحكمت بصحته"، وله ترجمة في لسان الميزان.
120 - إسحاق بن الحارث القرشي المديني. الجرح (2\رقم741).
قلت: قال ابن حبان في المجروحين:"منكر الحديث، فلا أدري التخليط في حديثه منه أو من ابنه، على أنّ ليس له راوٍ صدوق غير ابنه، وابنه أيضاً ليس بشئ في الحديث، فمن هنا اشتبه أمره ووجب تركه "، وهو مترجم في لسان الميزان.
121 - إسحاق بن حمزة بن فروخ الأزدي البخاري.الجرح (2\رقم742).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الخليلي في الإرشاد (3\ 966):" ثقة"، وهو مترجم في لسان الميزان.
122 - إسحاق بن حاتم العلاف.الجرح (2\رقم748).
قلت:ذكره ابن حبان في الثقات (8\ 118)، وقال الخطيب البغدادي:" كان ثقة "، تاريخ بغداد (6\ 365 - 366).
ـ[الدارقطني]ــــــــ[02 - 05 - 07, 10:51 م]ـ
123 - إسحاق بن الربيع العصفري أبو إسماعيل.الجرح (2\رقم758).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (8\ 107) وقال:"يُغرِب"، وله ترجمة في لسان الميزان.
124 - إسحاق بن سعد بن أبي وقاص. الجرح (2\رقم763).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (4\ 21)، وقال العجلي (1\رقم66):"مدني تابعي ثقة ".
125 - إسحاق بن سعد بن كعب بن عجرة. الجرح (2\رقم765).
قلت: هكذا سمّاه أبو نعيم الفضل بن دكين، قال أبو زرعة الرازي:"نراه أراد سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة "، وقال أبو حاتم الرازي:"هكذا قال أبو نعيم، وهو سعد بن إسحاق، وغلط فيه عبدالرحمن بن النعمان أو أبو نعيم".
قلت: قد ترجم ابن أبي حاتم:"سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة" في (4\رقم348) ونقل عن ابن معين قوله:"ثقة"، وعن أبيه قوله:"صالح"، وهو من رجال التهذيب، وله ترجمة في لسان الميزان باسم:"إسحاق بن سعد بن كعب بن عجرة " وقد نبّه في آخرها أن اسمه:"سعد بن إسحاق"، وبالله التوفيق.
126 - إسحاق بن سيار أبو النضر. الجرح (2\رقم769).
قلت: ذكره أبو زرعة الدمشقي في "تسمية الثقات من الشاميين"، وقال أبو حاتم الرازي:"إسحاق بن سيار، ليس بالمشهور"، تاريخ دمشق (8\ 218 - 219)، العلل لابن أبي حاتم (1\ح82).
127 - إسحاق بن سليمان بن أبي سليمان واسم أبي سليمان هرمز وهو إسحاق بن ابي إسحاق الشيباني مولاهم.الجرح (2\رقم772).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال البرقاني في سؤالاته (رقم26)، عن الدارقطني:"ثقة كوفي"، وله ترجمة في تهذيب التهذيب.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[04 - 05 - 07, 02:20 م]ـ
128 - إسحاق بن الصباح من ولد الأشعث بن قيس.رالجرح (2\رقم780).
قلت: هو الأشعثي الكبير الكوفي، ضعّفه الدارقطني ويحيى بن سعيد القطان وقال ابن حبان في المجروحين:"كثير الوهم فاحش الخطأ "، وله ترجمة في تهذيب التهذيب.
129 - إسحاق بن عبدالله بن الحارث بن نوفل. الجرح (2\رقم790).
قلت: قال العجلي:"مدني ثقة "، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو من رجال التهذيب.
130 - إسحاق بن عبدالله بن كيسان. الجرح (2\رقم794).
قلت: قال البخاري:"منكر الحديث"، وليّنه أبو أحمد الحاكم، وله ترجمة في لسان الميزان.
ـ[خلود الحمادي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 02:17 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[الدارقطني]ــــــــ[07 - 05 - 07, 11:38 ص]ـ
131 - إسحاق بن عمرو بن الحصين الآزاذاني. الجرح (2\رقم809).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقلت (8\ 119) وقال:"لم أر في حديثه ما في القلب منه إلا حديثاٍ واحداً، روى عن معاوية بن هشام عن الثوري عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذكاة الجنين ذكاة أمّه ".
132 - إسحاق بن محمد بن عبيدالله العرزمي. الجرح (2\رقم821).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني (الضعفاء-رقم100 ‘ 339):"متروك"، وله ترجمة في لسان الميزان.
ـ[عبد الله منصور]ــــــــ[08 - 05 - 07, 01:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على ما تقدمه لنا من بحوث
جعله الله فى ميزان حسناتك
ـ[الدارقطني]ــــــــ[08 - 05 - 07, 11:39 ص]ـ
133 - إسحاق بن محمد المسيبي المدني وهو ابن محمد بن عبدالرحمن بن عبدالله بن المسيب المسيبي. الجرح (2\رقم822).
قلت: قال أبو الفتح الأزدي:"ضعيف يرى القدر "، وقال الساجي: سئل عنه ابن معين فقال:"أفمن أسس بنيانه" الآية، وهو من رجال التهذيب.
134 - إسحاق بن منصور بن حيان الأسدي. الجرح (2\رقم823).
قلت: قال العجلي:"ثقة متعبّد، رجل صالح، وقد رأيته ولم أكتب عنه "، وقال أبو داود السجستاني:"هذا من خيار الناس، مات وهو شاب، كان لا يكتب الحديث كان يحضر المجالس يحفظ، ثم كتب بأخرة"، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:"كان عابداً فاضلاً"، الجامع في الجرح والتعديل (1\ص64)، الثقات (8\ 112).
¥(16/137)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[20 - 06 - 08, 12:14 ص]ـ
135 - إسحاق بن يحيى بن الوليد ابن أخي عبادة بن الصامت. الجرح والتعديل (2/رقم836).
قلت: قال الدارقطني:"لم يسمع من عبادة بن الصامت"، وقال ابن حزم في المحلى:"مجهول"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدي (1/ 552 - الكامل):"يروي عنه موسى بن عقبة لا يرويها غيره "، وهو من رجال التهذيب.
136 - إسحاق بن يحيى الكلبي الحمصي. الجرح والتعديل (2/رقم837).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحاكم عن الدارقطني (رقم280):"أحاديثه صالحة، والبخاري يستشهده ولا يعتمده في الأصول"، وهو من رجال التهذيب.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[20 - 06 - 08, 12:52 ص]ـ
137 - إسحاق بن يزيد الهذلي.الجرح والتعديل (2/رقم840).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (6/ 50)، وفي سؤالات البرقاني عن الدارقطني (رقم27) ما نصّه:"إسحاق بن زيد الهذلي، يحدّث عنه ابن أبي ذئب، مدنيّ، لا بأس به "، كأنّه هو، والله أعلم.
138 - إسحاق الأنصاري. قال أبو حاتم الرازي: يرون أنه إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة الأنصاري. الجرح والتعديل (2/رقم849).
قلت: إن كان الأمر كما يقول أبو حاتم الرازي، فقد ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/رقم786) ونقل عن أبيه وأبي زرعة الرازي وابن معين قولهم فيه:"ثقة"، والله الموفق.
139 - إسحاق والد عبدالرحمن بن إسحاق أبي شيبة الكوفي. الجرح والتعديل (2/رقم850).
قلت: ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/رقم741) أيضاً، وتقدّم الكلام عليه في رقم (120) من أرقام هذه السلسلة، والله الموفق.
140 - أيوب بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف. الجرح والتعديل (2/رقم855).
قلت: قال الأزدي:"منكر الحديث"، وذكره ابن حبان في الثقات (6/ 53) وقال:"يروي المقاطيع والمراسيل"، وهو من رجال لسان الميزان.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[20 - 06 - 08, 04:23 م]ـ
141 - أيوب بن بشير المعاوي الأنصاري أبو سليمان الأمسي. الجرح والتعديل (2/رقم858).
قلت: قال ابن سعد:"كان ثقة وليس بكثير الحديث"، وهو من رجال التهذيب.
142 - أيوب بن بشير بن كعب العدوي. الجرح والتعديل (2/رقم859).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال عبدالرحمن بن خراش:"مجهول"، وقال أحمد بن حنبل:" لا أعرفه" (رواية المروذي-رقم300)، وهو من رجال التهذيب.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[21 - 06 - 08, 03:08 م]ـ
143 - "أيوب بن الحسن بن علي بن أبي رافع".الجرح والتعديل (2/رقم866)، ثم قال ابن أبي حاتم بعده (2/رقم867):"أيوب بن الحسن المديني"، وكان قبل ذلك ذكره ابن أبي حاتم فيمن اسم أبيه على الجيم وقال (2/رقم864) وقال:"أيوب بن جبير"، قال ابن حجر العسقلاني في تعجيل المنفعة (1/ 331 - 332):"والثلاثة واحد، وقوله:ابن جبير، تصحيف بلا شك من حسن".
قلت: نقل ابن أبي حاتم في ترجمة "أيوب بن جبير" قول ابن معين فيه:"ليس به بأس"،وانظر ترجمته في تعجيل المنفعة، والله الموفق.
144 - أيوب بن الحسن المديني. الجرح والتعديل (2/رقم867).
قلت: أنظر الذي قبله رقم (143).
ـ[الدارقطني]ــــــــ[21 - 06 - 08, 11:03 م]ـ
145 - أيوب بن حبيب المديني مولى سعد بن أبي وقاص.الجرح والتعديل (2/رقم868).
قلت: قال النسائي:"ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو من رجال التهذيب.
146 - أيوب بن خالد بن صفوان الأنصاري الحجازي. الجرح والتعديل (2/رقم873).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (4/ 29) وقال:"يعتبر بحديثه من غير حديث موسى عنه"، وقال الأزدي:"أيوب بن خالد ليس حديثه بذاك تكلّم فيه أهل العلم بالحديث وكان يحيى بن سعيد ونظراؤه لا يكتبون حديثه"، وهو من رجال التهذيب.
147 - أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري المديني. الجرح والتعديل (2/رقم874).
قلت: هو الذي قبله (رقم146)، فرّق بينهما ابن أبي حاتم وجعلهما البخاري وأبو سعيد بن يونس المصري واحداً، قال ابن حجر العسقلاني في تهذيبه (1/ 401):"فالأشبه قول ابن يونس فقد سبقه إليه البخاري وذكره ابن حبان في الثقات ورجّحه الخطيب".
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[22 - 06 - 08, 12:38 م]ـ
والله زمان
ـ[الدارقطني]ــــــــ[22 - 06 - 08, 07:19 م]ـ
148 - أيوب بن زياد، أبو زياد الحمصي. الجرح والتعديل (2/رقم879).
قلت: قال ابن القطان الفاسي:"لا تُعرف حاله"، وحسّن حديثه ابن المديني، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو من رجال لسان الميزان.
149 - أيوب بن سليمان بن بلال مولى ابن أبي عتيق بن أبي بكر الصديق.الجرح والتعديل (2/رقم886).
قلت"قال الحاكم عن الدارقطني:"ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الآجري عن أبي داود:"ثقة"، وقال الساجي والأزدي:"يحدّث بأحاديث لا يتابع عليها"، وهو من رجال التهذيب.
150 - أيوب بن سليمان، أبو سليمان المكتب الأزدي بصري. الجرح والتعديل (2/رقم888).
قلت: قال أحمد بن منصور الرمادي:"كان من الثقات"، وذكره ابن حبان في الثقات.التذييل على كتب الجرح والتعديل (ص41).
151 - أيوب بن أبي سهلة. الجرح والتعديل (2/رقم892).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (6/ 54)، وقال الآجري (2/رقم992)، عن أبي داود:"حدّث عنه حماد، مشهور".
152 - أيوب بن شبيب الصنعاني أبو يزيد. الجرح والتعديل (2/رقم894).
قلت: ذكره ابن حبان في الثقات (8/ 125) وقال:"يخطئ".
153 - أيوب بن عبدالله بن مكرز من بني عامر بن لؤي.الجرح والتعديل (2/رقم898).
قلت: قال علي بن المديني:"مجهول"، وذكره ابن حبان في الثقات، وهو من رجال التهذيب.
¥(16/138)
ـ[أبو إلياس السلفي]ــــــــ[17 - 06 - 10, 06:43 ص]ـ
ممكن تكمل هذه السلسلة أخي الدارقطني(16/139)
هل لهذه القصة أصل؟
ـ[أبو عبدالعزيز العتيبي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 11:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرني أحدهم بقصة شاب أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذهب ورجع مرة أخرى
وقد زان وجهه ثم تكرر مثل ذلك فلما سئل عن ذلك قال أنه يكتحل في الأسبوع مرة ويجامع
في الشهر مرة ويحتجم في العام مرة؛ والقصة أرويها بالمعنى؛ وفي القلب من صحتها شك
وقد بحثت وفتشت عن القصة فلم أعثر على شيء فهل لهذه القصة أصل (إسناد)؟
ملحوظة:
هذه القصة منتشرة بين العامة وقد بحثت في الملتقى فلم أعثر على شيء
وجزاكم الله خيراً(16/140)
كم عدد الأحاديث التي خالف فيها أحكام المتقدمين؟
ـ[أبو إسماعيل محمد]ــــــــ[05 - 04 - 07, 10:40 ص]ـ
كم عدد الأحاديث التي خالف فيها أحكام المتقدمين؟
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[05 - 04 - 07, 11:20 ص]ـ
معذرة أخى الفاضل ممكن توضيح سؤالك ... من الذي خالف احكام المتقدمين فى الحديث.تقصد من؟؟
ـ[عدلان بن عبدالعزيز]ــــــــ[05 - 04 - 07, 12:10 م]ـ
الأخ يقصد العلامة الألباني. والسؤال منا طلبة الحديث في ماليزيا. ننتظر الجواب من المشايخ , بارك الله فيكم(16/141)
أريد المساعدة في اختيار رسالة ماجستير
ـ[أبو محمد الحربي]ــــــــ[05 - 04 - 07, 03:20 م]ـ
الإخوة الكرام ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم التكرم علي بمساعدتي في اختيار موضوع رسالة ماجستير يتعلق بعلم الرجال.
ولكم جزيل الشكر والتقدير
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[05 - 04 - 07, 10:24 م]ـ
أخي الفاضل ذكرت عناوين انظرها في هذا الرابط
علها تنفعك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95141
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[05 - 04 - 07, 10:29 م]ـ
وهذا الرابط ايضا وفقك الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90226
ـ[أبو محمد الحربي]ــــــــ[05 - 04 - 07, 10:54 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولكنني أبحث عن مخطوط في كتب الرجال
ـ[فاضل بن خلف الحمادة الرقي]ــــــــ[06 - 04 - 07, 02:26 ص]ـ
أقترح: 1 - منهج تعليل الأحاديث بين الأصوليين والمحدثين دراسة مقارنة
2 - حركة تدوين الحديث في القرن الرابع الهجري. دراسة تحليلية
3 - مرويات ابن لهيعة في السنن الأربعة عدا النسائي دراسة تطبيقية.
4 - زوائد ابن الجعد على الكتب الستة دراسة منهجية.
وللمزيد راسلني على: alraqi_974@hotmail.com(16/142)
سؤال: تعارض المروي عن الصحابة؟
ـ[أبو صفوان العوفي]ــــــــ[05 - 04 - 07, 04:35 م]ـ
السلام عليكم
إذا تعارض المروي عن الصحابة فماذا نفعل؟
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[05 - 04 - 07, 10:47 م]ـ
لو وضحت بمثال بارك الله فيك ...
ـ[أبو صفوان العوفي]ــــــــ[05 - 04 - 07, 10:58 م]ـ
يعني اذا تعارض قول صحابي بالتحريم واخر بالجواز - رضي الله عنهما-
مثلا قال ابن عباس رضي الله عنه ان المتعة جائزة وخالفه بن الزبير رضي الله عنه وقال انها محرمة
ـ[أبو صفوان العوفي]ــــــــ[12 - 04 - 07, 08:40 م]ـ
لا أحد
ـ[أبو صفوان العوفي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:23 ص]ـ
مشايخنا الكرام .....
ـ[مجاهد الحسين]ــــــــ[01 - 07 - 07, 07:27 ص]ـ
أخي الفاضل:
ما الإشكال في هذه المسألة؟
لابد أن نعلم أولاً أنه لا حجة لقول صحابي على آخر من حيث هو ..
بل المعوّل عليه قوة الدليل، فالكل سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وعايشه، وأخذ من معينه ...
ثم إن المثال التي تكرمت بذكره، مثله كثير ..
فكل مسألة لم يجمع عليها الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ فهي من قبيل هذا الخلاف الذي ينظر فيه إلى مأخذ الصحابي،،،،
فمن سمع الدليل حجة على من لم يسمعه ..
ومن عرف الناسخ والمنسوخ حجة على من عرف المنسوخ فحسب ..
ومن عرف قرينة صرف الأمر عن الوجوب مثلاً حجة على من لم يعرف الصارف ..
وهكذا ... (طبعاً مع توفر الشروط)
فليس ابنُ عمر حجة على ابن عباس ..
ولا عائشة حجة على أبي هريرة .... لذواتهم ..
رضي الله عنهم أجمعين.
فالعبرة بالدليل ..
ولعلك أخي الفاضل تنظر في المباحث الأصولية التالية (قول الصحابي ـ أسباب الخلاف ـ تعارض الأدلة)
ولعل المشايخ الفضلاء في هذا المنتدى يفيدونك، فأنا ـ والله ـ لم أشارك معك إلا حينما رأيت أنه لم يجب عليك أحد ..
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.
ـ[مجاهد الحسين]ــــــــ[01 - 07 - 07, 07:46 ص]ـ
لعلك أخي الفاضل تطرح هذا التساؤل في منتدى اصول الفقه.
ـ[أبو صفوان العوفي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 05:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي مجاهد الحسين
ـ[مجاهد الحسين]ــــــــ[04 - 07 - 07, 04:27 م]ـ
وإياك.(16/143)
موافقات عمر رضي الله عنه
ـ[أبو عبد الرحمن الحمصي]ــــــــ[05 - 04 - 07, 11:23 م]ـ
السلام عليكم
اشتهر هذا العنوان كثيراً بين العلماء وطلبة العلم، وصنفت فيه مصنفات توسع فيها أصحابها في سرد موافقات عمر للقرآن والسنة
فأرجو من الإخوة الأكارم أن يفيدوني على بعض هذه المصنفات المطبوعة أو المخطوطة التي تكلمت عن موافقات عمر رضي الله عنه، ولكم جزيل الشكر
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[22 - 04 - 07, 09:37 ص]ـ
سئل السيوطي عنها فاجاب في كتابه الحاوي بقصيدة سماها:
قطف الثمر في موافقات عمر
وبلغت عشرين موافقة ..
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[22 - 04 - 07, 11:31 ص]ـ
راجع هذا الرابط لعله يفيد بارك الله فيك ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=5023)
ـ[جابر بن محمد العرجاني]ــــــــ[20 - 05 - 10, 06:00 م]ـ
للرفع(16/144)
سؤال عن منهج يعقوب بن شيبة في التدليس
ـ[أبوصالح]ــــــــ[07 - 04 - 07, 12:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
في شرح العلل لابن رجب –رحمه الله- ((ورخص في التدليس طائفة، قال يعقوب بن شيبة: من رخص فيه فإنما عن ثقة سمع منه.وأما من دلّس عمن لم يسمع منه فلم يرخص فيه، وكذا إذا دلّس عن غير ثقة)) كذا قال يعقوب.وقد كان الثوري وغيره يدلّسون عمن لم يسمعوا منه أيضاً، فلا يصح ما ذكره يعقوب.))
هذه العبارة استوقفتني طويلاً .. خصوصاً استدراك ابن رجب (فلا يصح ما ذكره يعقوب)، فإن ابن رجب من خير من يفهم كلام من تقّدم من أئمة العلل والنقد خصوصاً من خلال شرحه الموفق للعلل وهو هنا يستدرك على علمٍ من الأئمة في باب هام من أبواب نقد المرويات.
فعدت إلى الكفاية للخطيب فوجدتها في سياق أتم وهي:
أخبرني أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ الواسطي، ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال، ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، ثنا جدي، قال التدليس جماعة من المحدثين لا يرون به بأسا وكرهه جماعة منهم ونحن نكرهه، ومن رأى التدليس منهم فإنما يجوزه عن الرجل الذي قد سمع منه فيسمع من غيره عنه ما لم يسمعه منه، فيدلسه يري أنه قد سمعه منه، ولا يكون ذلك أيضا عندهم إلا عن ثقة فأما من دلس عن غير ثقة وعمن لم يسمع هو منه فقد جاوز حد التدليس الذي رخص فيه من رخص من العلماء. ا.هـ
وحتى يسهل التصور:
ظاهر عبارة يعقوب في نقاط:
1/ كراهته للتدليس.
2/شرحه لموقف من رأى لا بأس بالتدليس ورخصه وبيانه:
أ/ الواسطة ثقة، دلسها راوي سمع من الواسطة الثقة فتحصّل ظاهراً أنه سمع من شيخ الثقة وهو في الحقيقة لم يسمعه لإخفاءه الواسطة. وهذا هو الترخيص.
3/ شرحه للصور التي هي خارج بحث التدليس:
ب/ نفس (أ) إلا الواسطة غير ثقة.
ج/ رواية الراوي عمن لم يسمع منه.
إذاً خلاصةً: (ب) و (ج) خارج حد الترخيص للتدليس عند المدلس نفسه.
ظاهر فهم ابن رجب:
أن يعقوب يجعل من يدلس عمن لم يسمع منه خارج حد الترخيص في التدليس عند المدِلس نفسه.
هذا ما فهمته ..
بناءً عليه:
هل الامام الناقد يعقوب بن شيبة يعني كلامه الطعن في الرواة الذين يدلسون عمن لم يسمعوا منه كالثوري وابن جريج وغيرهم؟ إذا كان نعم كما هو ظاهر عبارة يعقوب.
فما فائدة النقل عن منهج المتقدمين في باب التدليس – يعقوب أحد أئمتهم- أنهم يعتبرون الكثرة والقلة في التدليس عن الراوي المعين الذي غالب صورته هو (ج) .. خصوصاً أن هذا النقل من أشهر كلام لابن المديني يرويه عنه يعقوب بن شيبة.
بمعنى أنه يمكن لقائلٍ أن يقول: يُقرر في باب التدليس منهج معين باعتبار القلة والكثرة في الراوي المدلس عن شيخه وهذا حسن، لكن بعض تنصيصات الأئمة في التعامل مع المدلسين تعتبر كثيراً من الصور المبحوثة في التدليس = ما لا يُعتبر مرخصاً في باب التدليس.
غفر الله لمن يعين ويجيب ويوجه لي استدراك الامام ابن رجب أو كلام يعقوب.
مذاكرةً بغية الاستفادة منكم.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[07 - 04 - 07, 12:02 م]ـ
بناءً عليه:
هل الامام الناقد يعقوب بن شيبة يعني كلامه الطعن في الرواة الذين يدلسون عمن لم يسمعوا منه كالثوري وابن جريج وغيرهم؟ إذا كان نعم كما هو ظاهر عبارة يعقوب.
جزاك الله خيرا
لا يظهر _ والله أعلم _ أن مراد يعقوب رحمه الله من كلامه الطعن في هذا النوع من الرواة _ بمعنى أنهم ضعفاء أو روايتهم المدلَسة ضعيفة _ لأنه رحمه الله يتكلم عن حكم التدليس من حيث الجواز وعدمه ولا يتكلم عن حكم الرواية المدلسة هل هي في حيز القبول أم لا
فكل ما في الأمر أنه رحمه الله يرى أن من روى عمن لم يسمع منه أو دلس عن غير ثقة لا يدخل في حد التدليس الذي رخص به بعض العلماء
يعني فعله هذا لا يطلق عليه تدليس عند من رخص بالتدليس
وإذ كان التدليس عنده رحمه الله مكروها فهذا الفعل أشد كراهة عنده _ يعني فاعله جاء بما هو أشد من المكروه _وهذ لا يستلزم الطعن فيه أو في روايته المدلسة لأته لا يتكلم عن حكم الرواية المدلسة هنا بل يتكلم عن حكم التدليس
وعليه لا يرد ما ذكرته من استشكال من تأثير قلة التدليس وكثرته
هذا ما فهمته والله أعلم
ـ[أبوصالح]ــــــــ[14 - 04 - 07, 01:25 م]ـ
بارك الله فيك أخي أمجد.
اجتهدت في فهم كلامك لكن في أمر يحتاج إلى توضيح:
الذي يظهر أن الكلام في الحكم من جنس الكلام في الرواية نفسها.
بمعنى آخر:
إذا قال يعقوب هذا النوع من التدليس لا يجوز. (1)
يعني نفسه إذا قال يعقوب تدليس الراوي الفلاني غير مقبول. (2)
لا أستطيع أن أرى فرق بين (1) و (2) بين الحكم على الرواية المعين أو الحكم على النوع ..
إذا كان الأمر ليس عند يعقوب تدليس، فما هو يكون .. منقطع / مرسل/ .. ؟
وإلا فإن شئت تجلّي الأمر مشكوراً مأجوراً لعل الله يفقهنا في الدين.
ويبقى هذا جانب، وفهم ابن رجب لكلام يعقوب في هذا الباب الواسع جانبُ آخر .. أليس مستبعداً وصعباً أن الامام ابن رجب يخطي في فهم كلام الامام يعقوب ..
رحم الله الجميع ..
ونفعنا الله بعلمك أخي الفاضل.
¥(16/145)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[14 - 04 - 07, 02:09 م]ـ
أخي أبا صالح
راجع توجيه كلام الحافظ يعقوب في كتاب الشيخ علي الصياح 1/ 204 - 209 تستفد
ولو طوله لنقلته لنفاسته
ـ[أبوصالح]ــــــــ[14 - 04 - 07, 02:19 م]ـ
الأخ العزيز ابن السائح
جزاك الله خيرا وبارك فيك
لا توجد لدي الرسالة فلو تنقل مختصره أكون لك شاكرا داعيا بظهر الغيب
دمت موفقا مسددا(16/146)
نقل عزيز للبخارى لتفسير سكوته عن راو وقوله عن راو فيه نظر
ـ[ابو عبد الله الهلالى]ــــــــ[07 - 04 - 07, 05:26 ص]ـ
قال الشيخ خالد بن منصور الضريس فى كتابه القيم جدا الحديث الحسن
اذا ترجم البخارى فى تاريخه الكبير لراو ولم يذكرفيه جرحا او تعديلا فانه يكون عنده ممن يحتمل حديثه
قال الحافظ الحجه ابو الحجاج المز ى فى اخر ترجمة عبد الكريم بن ابى المخارق قال الحافظ ابو محمدعبد الله بن احمد بن سعيد بن يربوع الاشبيلى بين مسلم جرحهفى صدر كتابه واما البخارى فلم ينبه من امر ه على شيء فدل انه عنده على الاحتمال لانه قال فى التاريخ كل من لم ابين فيه جرحهفهو على الاحتمال واذا قلت فيه نظر فلا يحتمل
قال الشيخ خالد -حفظه الله-هذا النص غير موجود فى التاريخ الكبير المطبوع ومن هنا يجب النظر فى القرائن التى تجعل ثبوت ذلك ممكنا فمن ذلك
من الاحتمالات القويه جدا ان يكو ن بن يربوع نقل ذلك النص عن احدى روايات التاريخ التى لم تعتمد فى النسخه المطبوعه والاندلسيون يروون كتاب التاريخ الكبير عن ثلاثة طرق هى رواية محمد بن عبد الرحمن بن الفضل الفسوى ورواية محمدبن سليمان بن فارس الدلال ورواية محمد بن سهل بن عبد الله المقرىء والمطبوع اعتمد فقط على عدة نسخ ولم يذكر المحققون الا رواية محمد بن سهل
وذكر الشيخ -حفظه الله- قرائن اخرى لثبوت ذلك النقل للبخارى
ـ[ابن العدوي]ــــــــ[07 - 04 - 07, 06:01 ص]ـ
موضوع قيم جدا يستحق أن يدرس. ونرجو أن نجد نسخة من الكتاب المذكور عن الحديث الحسن جزاكم الله خيراً
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[07 - 04 - 07, 06:14 ص]ـ
وفقك الله.
نفيسة: نصُّ البخاريِّ في حالِ من سكت عنهم في تاريخه الكبير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38165)(16/147)
تنبيهات على مقال غذاء النبي صلى الله عليه
ـ[أبومحمد المديني]ــــــــ[07 - 04 - 07, 11:31 ص]ـ
المدينة النبوية
مركز أبحاث الطب النبوي
تنبيهات على مقال
غذاء النبي صلى الله عليه وسلم المعجزة الالهية
إعداد اللجنة العلمية
بمركز ابحاث الطب النبوي
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
هذا المقال منتشر بين الناس خاصة في الانترنت كموقع منتديات أضواء الكويت وقد نشر في مواقع كثيرة في النت، وفيه أمور لا يصح نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم، رغم أن فيه فوائد علمية حسنة تتعلق ببعض الأغذية النبوية كالتمر، لكن لا بد من باب النصح بيان مافيه من أحاديث ضعيفة أو مكذوبة لا تصح، قد تؤدي لتشويه الطب النبوي لافائدته، فمن ذلك
شرب النبي صلى الله عليه وسلم العسل على الريق
1. قوله في المقال "كان النبي صلى الله عليه وسلم حينما يستيقظ من نومه وبعد فراغه من الصلاة وذكر الله عزوجل يتناول كوبا من الماء مذابا فيه ملعقة من عسل النحل ويذيبها إذابة جيدة، لأنه ثبت علميا أن الماء يكتسب خواص المادة المذابة فيه "
هذا لايثبت باسناد صحيح رغم أن ابن حجر ذكر في فتح الباري (9/ 557) أنه صلى الله عليه وسلم كان يشرب كل يوم قدح عسل يمزج بالماء " وسكت عليه ولم يورد له سندا
وكذا قال العيني في عمدة القاري (21/ 232):" وكان يشرب كل يوم قدح عسل ممزوجا بماء على الريق وهي حكمة عجيبة في حفظ الصحة ولا يعقلها إلا العالمون وكان بعد ذلك يتغدى بخبز الشعير مع الملح أو الخل ونحوه ويصابر شطف العيش ولا يضره لما سبق من شربه العسل"
والثابت في صحيح مسلم (3/ 1591) (89 (2008) عن أنس قال: لقد سقيت رسول الله بقدحي هذا الشراب كله العسل والنبيذ والماء واللبن
وكذا عن عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب العسل والحلواء وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس فغرت فسألت عن ذلك فقيل أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل فسقت النبي صلى الله عليه وسلم منه شربة "رواه البخاري صحيح البخاري (5/ 2017) 4967ومسلم صحيح مسلم (2/ 1100) رقم 1474
وهذا بعد العصر لا بعد الفجر.
حديث (عليكم بشراب العسل)
2. قوله "روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"عليكم بشراب العسل "
بعد تتبع وبحث لم نجده بهذا اللفظ وهناك أحاديث تدل على معناه مثل حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال (الشفاء في ثلاثة شربة عسل وشرطة محجم وكية نار وأنهى أمتي عن الكي) أخرجه البخاري في صحيحه (5 - صفحة 2151)
التفكر وتناول سبع تمرات:
3. قوله "بعدما ما يتناول النبي شراب العسل يتكئ قليلا وبعد العبادة التي كان يؤديها صلوات الله وتسليمه عليه وهي التفكر في طاعة الله وبعد صلاة الضحى، يتناول النبي صلى الله عليه وسلم {سبع تمرات مغموسة في كوب لبن كما روي عنه وحدد النبي صلى الله عليه وسلم الجرعة بسبع تمرات في حديثه الذي رواه أبو نعيم وأبو داود أن النبي {قال: "من تصبّح بسبع تمرات لا يصيبه في هذا اليوم سم ولا سحر".
هذه الأمور لاتثبت بدليل صحيح إلا ماكان من حديث: (من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولاسحر) أخرجه البخاري (5/ 2075 ح5130)، وقال رسول الله ?: (إن في العجوة العالية شفاء أو إنها ترياق أول البكرة) [رواه مسلم (3/ 1619 ح2048)).
وكذلك بعد بحث لم نجد ورود حديث صحيح يفيد تناوله صلى الله عليه وسلم التمر مغموسا في اللبن
وورد عن ابن عباس يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتبذ له في أول الليل فيشربه إذا أصبح يومه ذلك والليلة التي تجيء والغد والليلة الأخرى والغد إلى العصر فإن بقي شيء سقاه الخادم أو أمر به فصب) رواه مسلم (3/ 1589) (2004)
والوارد عن جابر بن سمرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس فإذا طلعت الشمس قام وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم صلى الله عليه وسلم رواه مسلم (1/ 463). ويجلس يذكر الله ولا شك أن ذلك بتدبر وخشوع إن كان هذا هو المقصود بالتفكر في طاعة الله
حديث (التمر من الجنة):
¥(16/148)
4. قوله "يثبته حديث النبي صلى الله عليه وسلم {الذي رواه الترمذي في سننه من أن (التمر من الجنة وفيه شفاء من السم)
هو في الترمذي (4 - صفحة 400) بلفظ (العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم) وفي السلسلة الصحيحة (8 - صفحة 118) (3111) أيضا حديث آخر
ليس في الأرض من الجنة إلا ثلاثة أشياء: غرس العجوة وأواق تنزل في الفرات كل يوم من بركة الجنة والحجر " وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (1 - صفحة 282)
شرب الخل مع العسل بعد العصر:
5. قوله "بعد تناول النبي صلى الله عليه وسلم لوجبة الإفطار التي ذكرناها سابقاً، يظل حتى يفرغ من صلاة العصر، ثم يأخذ ملء السقاية (تقريباً ملء ملعقة) من زيت الزيتون وعليها نقطتا خل مع شعير، أي ما يعادل كف اليد"
هذا لا يثبت لكن كان أكثر طعامه التمر والماء وخبز الشعير فعن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول والله يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار قلت يا خالة فما كان يعيشكم قالت الأسودان التمر والماء إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار وكانت لهم منايح فكانوا يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها فيسقيناه رواه البخاري صحيح البخاري (2/ 907) ومسلم (4/ 2282)
و لحديث (كان يبيت الليالي المتتابعة طاويا و أهله لا يجدون عشاء و كان أكثر خبزهم خبز الشعير) أخرجه الترمذي في سننه (4/ 580) عن ابن عباس و قال الإمام الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 4895 في صحيح الجامع
تناول جزرة بعد الغداء:
6. قوله " ثم بعد أن يتناول النبي صلى الله عليه وسلم غداءه كان يتناول جزرة حمراء من التي كانت تنبت في شبه الجزيرة العربية"
بعد بحث لم نجد حديثا صحيحا يفيد تناوله صلى الله عليه وسلم الجزر مطلقا.
تناول الروب والشعير بعد العشاء:
7. قوله " كان النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ينتهي من صلاة العشاء والنوافل والوتر وقبل أن يدخل في قيام الليل، كان يتناول وجبته الثالثة في اليوم وهي وجبة العشاء، وكانت تحتوي على اللبن الروب مع الشعير"
نعم كان يشرب اللبن في العشاء، فعن المقداد قال: أقبلت أنا وصاحبان لي وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس أحد منهم يقبلنا فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاثة أعنز فقال النبي صلى الله عليه وسلم (احتلبوا هذا اللبن بيننا) قال فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان منا نصيبه ونرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه قال فيجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان قال ثم يأتي المسجد فيصلي ثم يأتي شرابه فيشرب " وهو في صحيح مسلم (3/ 1625) 174 (2055
لكن مفهوم اللبن والحليب كان بمعنى واحد عند العرب الأوائل فيما يظهر ولم يكتشف الزبادي أو الروب إلا متأخرا
تقول دائرة معارف ( Everyman ) : " إن اللبن الرائب قد اكتشف صدفة من قبل البدو والعرب حينما كانوا يحملون الحليب في أوعية مصنوعة من معدة الغنم. فقد تخمر هذا الحليب بفعل جرثومة اللبن الموجودة في معدة الغنم، وساعدت على هذا التخمر حرارة الصحراء. واستخدم اللبن الرائب لأول مرة في التاريخ في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام. ومن هناك انتشر إلى جميع أنحاء العالم.
وقد انتقل اللبن الرائب إلى الغرب أثناء الحروب الصليبية، وظلت طريقة تركيب اللبن سرا لا تعرفه إلا قصور الملوك في أوروبا. ويقال بأن (فرانسوا الأول) ملك فرنسا كان يعطى اللبن الرائب كغذاء حينما أصيب بالتهاب الأمعاء، إلى أن شفي تماما من هذا المرض. وبعدها انتقلت صناعة اللبن إلى بيوت الناس في أوروبا ".
وقد دخل اللبن الطب الشعبي الحديث في القرن التاسع عشر حينما أعلن الدكتور
(ميتشنكوف) الذي كان يعمل في معهد باستور - أن تناول اللبن يطهر الأمعاء من الجراثيم، وأن اللبن علاج للشيخوخة وتدهور حالة الجسم.
ويقول كتاب Food & Nutrition طبعة 1992 م أن استهلاك اللبن الرائب في بريطانيا قد تضاعف 4 مرات ما بين عام 1970 م وعام 1980 م وأن الإنجليز يستهلكون مائة ألف طن من اللبن في العام الواحد" فهذا يفيد تأخر معرفة اللبن الرائب حتى انه دخل الغرب في فترة الحروب الصليبية، رغم أنه لايمكن تحديد دقيق لزمن اكتشافه.
وأما الشعير فحديث (كان يبيت الليالي المتتابعة طاويا و أهله لا يجدون عشاء و كان أكثر خبزهم خبز الشعير) السابق قد يفيد أنه يتناول خبز الشعير في العشاء، لكن ذلك يمكن أن يشمل حتى الفطور والغداء كما تقدم لأنه أكثر خبزهم كما ورد.
ولمركزنا بحث حول غذاء النبي صلى الله عليه وسلم سيرى النور قريبا وخلاصته أن ما صح
1 - من الأطعمة التي كان يحبها النبي صلى الله عليه وسلم هي: اللحم خاصة الذراع والقرع والعسل والحلوى والتمر والزبد.
2 - ومن الأطعمة التي مدحها صلى الله عليه وسلم هي: الخل والثريد وزيت الزيتون والملح والشعير والسلق
3 - ومن الاطعمة التي أكلها صلى الله عليه وسلم هي: البطيخ والقثاء والخربز وسمك العنبر ولحم الجمل والأرانب والدجاج والجراد والقديد والإهالة (ماأذيب من الشحم) والجبن
4 - أطعمة لولا سببب معين لأكلها كالبصل والثوم ولحم حمار الوحش والضب.
5 - أشربة مدحها أو شربها كالماء خاصة ماء زمزم ونبيذ التمر واللبن والسويق
إعداد اللجنة العلمية بمركز أبحاث الطب النبوي بالمدينة النبوية
ت 8485508
¥(16/149)
ـ[مليحةجان]ــــــــ[13 - 04 - 07, 09:11 ص]ـ
وهل من أحد يجمع لنا (جميع ما أكله النبي صلى الله عليه وسلم وعاداته الشريفة) فى صفحات. ومن اللازم له الأجر من الله عز وجل , والدعاء من الإخوة.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[13 - 04 - 07, 10:29 ص]ـ
جزاك الله خيراً ..
ما أكثر الكذب على النبي في مثل هذه الأمور، ولا حول ولا قوة إلابالله.
ـ[خالد الجنوبي]ــــــــ[24 - 04 - 07, 10:18 م]ـ
يااخي نبيذ التمر اليس الخمر فكيف كان عليه الصلاة والسلام يشربه؟؟
ـ[أبو جابر الجزائري]ــــــــ[03 - 07 - 08, 09:18 م]ـ
بارك الله فيكم، فقد بذلت في وقت مضى الجهد المضني بحثا على صحة ما نُقل، دون جدوى
فشكرا مرة أخرى، ومن لم يشكر النّاس لم يشكر الله(16/150)
قصد إيهام السماع هو الفرق بين التدليس والإرسال
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[08 - 04 - 07, 06:28 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فقد كتبت بحثاً في متطلبات مواد الدكتوراه، وعنوانه الفرق بين التدليس والإرسال، وهو يعالج قضية من قضايا المصطلح المهمة فيما أرى، حيث ترتب عليها بعض الأخطاء المنهجية في الساعة الحديثية المعاصرة، كاعتبار الفرق بين تدليس من لم يلق وتدليس من لقي من حيث الحكم، فأردت أن أعرض بعضه - إن لم يكن الجميع فيما بعد - على إخواني أهل الاختصاص في هذا الملتقى، فأرجو ألا يبخلوا بآرائهم ومعارضاتهم العلمية.
وهذا أول ما أعرضه وهو ملخص البحث، على أن هذا الملخص لا يعطي الصورة الكاملة عن البحث، إلا أنه قد أتى على أهم مقصوده
خلاصة هذا البحث هو الجواب عن سؤال محدد، وهو هل هناك فرق بين التدليس والإرسال، أم لا؟، وإذا كان بينهما فرق، فما هو ذلك الفرق؟، وماذا يترتب عليه.
وقد خلص البحث إلى أن التدليس والإرسال يشتركان في صور ويختص الإرسال ببعض الصور عن التدليس، وأن الإرسال الذي يشترك مع التدليس هو الإرسال الخفي، والإرسال الذي يختص ببعض الصور هو الإرسال الجلي.
وعليه انحصر طلب الفرق بين التدليس والإرسال في الصور التي يشتركان فيها، فكان في المسألة ثلاثة أقوال: قول اشتهر عند المعاصرين نسبة تحقيقه إلى الحافظ ابن حجر، وهو أن التدليس رواية الراوي عمن سمع منه ما لم يسمعه منه، والإرسال الخفي هو رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه.
وأما رواية الراوي عمن لم يدركه فهو الإرسال الجلي الظاهر، وهو قول لم يتفرد به الحافظ، بل هو مسبوق إليه من قِبَلِ أبي الحسن بن القطان، وقد نبه الحافظ نفسه على ذلك.
وقول آخر تبناه الشريف حاتم بن عارف العوني وزعم أنه القول الذي عليه أهل العلم بالحديث قديماً وحديثاً وهو أن ما يسميه الحافظ إرسالاً خفياً هو في الحقيقة تدليس، لا ينفك عن اتصافه بذلك، سواء سمي إرسالاً أم لا، كرواية الراوي عمن سمع منه ما لم يسمعه منه، وإنما الإرسال المجرد عن التدليس هو رواية الراوي عمن لم يعاصره، فالتدليس عنده وصف لازم لرواية الراوي عمن عاصره، سواء لقيه أو لم يلقه، وراويها عنده مدلس على كل حال.
وقول ثالث وهو القول الأول في الحقيقة لأني أزعم بأنه هو القول الذي عليه أهل العلم قديماً وحديثاً، إلا من شذ، وهو أن التدليس والإرسال يشتركان في صورتين؛ الصورة الأولى: رواية المعاصر عمن سمع منه، والثانية رواية المعاصر عمن لم يسمع منه، ومن باب الأولى رواية المعاصر عمن لم يثبت سماعه منه، لأنها صورة بين الصورتين، فصاحبها في الحقيقة إما أن يكون قد سمع فيدخل في الصورة الأولى، أو لم يسمع فيدخل في الثانية.
فهاتان الصورتان قد توصفان بالتدليس المتضمن للإرسال، ويوصف راويهما بكونه مدلساً، وقد توصفان بالإرسال الذي لا تدليس فيه، فيوصف راويهما بكونه مرسلاً لا مدلساً، والفرق بين ما يكون من قبيل الإرسال وما يكون من قبيل التدليس - فيما أرى - هو إرادة الراوي إيهام السماع من عدم ذلك، فإذا تقصد الراوي الإيهام كان مدلساً وإلا كان مرسلا لا مدلساً.
فالصواب من القول في ذلك ليس هو قول ابن حجر ولا قول الشريف العوني، بل هو مركب منهما جميعاً، لاسيما ولكلا الرأيين أدلة تؤيد القول به، فالرأيان متباينان، لأن الحافظ ابن حجر يرى أن رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه من قبيل الإرسال، وليس من قبيل التدليس، والشريف حاتم العوني يرى العكس، وهو أن رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه من قبيل التدليس وليست من قبيل الإرسال المجرد عن التدليس، وإنما الإرسال المجرد عن التدليس عنده رواية الراوي عمن لم يعاصره.
والحقيقة أن رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه تعد عند أهل العلم من المحدثين صورة من صور التدليس كما تعد أيضاً صورة من صور الإرسال، كما أن رواية الراوي عمن سمع منه ما لم يسمعه منه تعد صورة من صور التدليس تارة وتعد صورة من صور الإرسال تارة أخرى، إلا أن ثمة فارقاً بين التدليس والإرسال في كلا الصورتين، وهو تقصد الراوي للإيهام وعدم تقصده.
وهذا الفارق بين التدليس والإرسال لم يتنبه إليه الحافظ ابن حجر، ولو تنبه له لما جزم بأن التدليس مختص باللقي، لكثرة الدلائل على دخول رواية المعاصر الذي لم يلق في مسمى التدليس.
وأما الشريف حاتم العوني فقد علم بهذا الفارق، حيث وقف على كلام لابن رشيد، يقرر فيه هذا الفارق بين التدليس والإرسال، إلا أنه - أعني الشريف - قد قلل من شأن هذا التفريق، وعده مهجوراً لم ير من وافق ابن رشيد عليه، محتجاً بأن تعليق الوصف بالتدليس على قصد الإيهام تعليق على محال، وأنه علم لا يعلمه إلا الله عز وجل.
والأدلة كثيرة على خطإ ما ذهب إليه الحافظ من عدم إطلاق اسم التدليس على رواية المعاصر عمن لم يلقه، وكذلك على خطإ ما ذهب إليه العوني من لزوم وصفها بالتدليس، وأن ما ذهبا إليه يخالف ما عليه أهل العلم بالحديث من وصفها تارة بالتدليس دون الإرسال، وتارة بالإرسال دون التدليس، وقد ذكرت من هذه الأدلة ما تيسر لي في هذا البحث.
وأما وصف رواية المعاصر عمن لم يلقه وكذا روايته عمن سمع منه بالتدليس والإرسال في آن واحد فهذا حيث ثبت أنها تدليس، لأن التدليس يتضمن الإرسال، فكل تدليس فيه إرسال ولا عكس، والله الموفق والهادي إلى الصراط المستقيم.
¥(16/151)
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[08 - 04 - 07, 03:12 م]ـ
أخي الشيخ أبا محمد، مما أُنبِّهُ عليه -وليس بخاف على مثلكم- أنَّ أبا الحسن بن القطان المذكور في إفادتكم، هو ابن القطان الشَّافعي، لا ابن القطَّان الفاسي صاحب كتاب "بيان الوهم والإيهام"، والإمامُ الزركشي يُكثِرُ من النَّقل عن ابن القطَّان الشافعي في كتاب "البحر المحيط".
وأحْسَنَ الله إليك شيخَنا، ومفيدَنا .. وإني في انتِظار مَزيدٍ من فوائدكم الجليلَة التي يُرْحَلُ لها .. بارَك الله فيك، وأمْتَعَ بك ..
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[08 - 04 - 07, 05:23 م]ـ
الحمد لله
ابن القطان الذي أشرت أنه قد سبق الحافظ ابن حجر إلى القول الذي قاله هو صاحب كتاب الوهم والإيهام، وسيأتي ذلك في ثنايا البحث إن قدر الله عرضه في هذا الملتقى، غير أنه لا مانع من بيان سريع لذلك، فأقول:
1 - صرح ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (5/ 493) بهذا القول الذي انتصر له الحافظ ابن حجر حيث قال: "التدليس، ونعني به أن يروي المحدث عمن قد سمع منه، ما لم يسمع منه، من غير أن يذكر أنه سمعه منه".
2 - وصرح بنسبة هذا القول إليه بدر الدين الزركشي في النكت على مقدمة ابن الصلاح (2/ 69) بقوله: "وقال ابن القطان في الوهم والإيهام: التدليس أن يروي عمن قد سمع منه ما لم يسمع منه وكذلك قال الحافظ أبو بكر البزار صاحب المسند في جزء له في معرفة من يترك حديثه أو يقبل".
3 - كما صرح به الحافظ العراقي في التقييد والإيضاح ص (97 - 98)، بقوله: "وقد حده غير واحد من الحفاظ بما هو أخص من هذا، وهو أن يروي عمن قد سمع منه ما لم يسمعه منه من غير أن يذكر أنه سمعه منه، هكذا حده الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في جزء له في معرفة من يترك حديثه أو يقبل، وكذا حده الحافظ أبو الحسن بن محمد بن عبد الملك بن القطان في كتاب بيان الوهم والإيهام".
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[08 - 04 - 07, 05:27 م]ـ
... أخطأتُ .. قاتَلُ الله العَجَلَةَ، ما تُرْدِي! ..
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[08 - 04 - 07, 05:56 م]ـ
الحمد لله، أخي أبا إسحاق، مرحبا بك، ما عرفتك إلا الآن، وجل من لا يخطئ، على أن الخطأ من مثلك عزيز، ولو عرفتك ما رددت عليك.
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[08 - 04 - 07, 06:07 م]ـ
ما زِلْنا نتعلَّمُ من خُلُقك وأدَبك، شيخي أبا مُحمَّد، فرَفَعَ الله ذِكْرَك، وأعْلَى مَقامك!.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[08 - 04 - 07, 08:03 م]ـ
المبحث الأول: معنى التدليس والإرسال
وصور كل منها
هذا المبحث - في الحقيقة - هو المرتكز الذي يمكن به معرفة الفرق بين التدليس والإرسال، لأن من المعلوم أن كلاً من التدليس والإرسال يعد انقطاعاً في الإسناد، لكن السؤال هو: هل انقطاع كل واحد منهما متميز بصور معينة عن انقطاع الآخر أم لا؟.
من المعلوم أن الانقطاع يقع في ثلاث صور مشهورة، بحسب وجود المعاصرة واللقاء وعدم ذلك؛ فيقع الانقطاع من الراوي المعاصر الملاقي، ويقع من المعاصر غير الملاقي، ويقع من غير المعاصر.
والذي عليه أهل العلم قديماً وحديثاً إلا من شذ أن الانقطاع إذا حصل من غير المعاصر يكون انقطاعاً ظاهراً جلياً، ومن ثم فإنهم يطلقون عليه اسم الإرسال، ولا يطلقون عليه اسم التدليس، كإطلاقهم اسم الإرسال على رواية التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أما حصول الانقطاع من المعاصر الملاقي والمعاصر غير الملاقي فهو موضوع هذا البحث في الحقيقة، لأن المتأخرين قد تباينت أنظارهم في إدخال الصورة الثانية في مسمى التدليس، فأدخلها بعضهم، وأبى ذلك بعضهم الآخر، بينما اتفقوا على أن الصورة الأولى وهي حصول الانقطاع من المعاصر الملاقي داخلة في مسمى التدليس.
وهذا الاختلاف منهم سببه تباينهم في فهم كلام القدماء، فمن قائل بأن القدماء يخصون التدليس بالصورة الأولى، وأن الصورة الثانية إرسال خفي، وليست تدليساً، ومن ثم فإن الفرق بين التدليس والإرسال واضح، فالتدليس انقطاع في الإسناد بشرط اللقاء، والإرسال انقطاع مع عدم اللقاء، فإن كانت المعاصرة موجودة كان خفياً وإلا كان جلياً، وهذا القول هو قول الحافظ ابن حجر وعامة من جاء بعده.
¥(16/152)
ومن قائل بأن القدماء يدخلون في مسمى التدليس الصورة الثانية أيضاً، إلا أن هؤلاء لم يتحدث عامتهم عن التفريق بين التدليس والإرسال، حتى جاء الشريف العوني فأنكر وجود الإرسال الخفي، وقال بأنه ليس ثمة إلا تدليس أو إرسال، يعني الإرسال الجلي، وأما ما خصصه المتأخرون باسم المرسل الخفي فهو عنده تدليس لا محالة.
ومن ثم فإن الفرق بين التدليس والإرسال عنده أوضح منه عند الحافظ ابن حجر، لأن الفرق حينئذٍ سيكون بين التدليس والإرسال الجلي، وهو وجود المعاصرة وعدم وجودها، فالتدليس عنده انقطاع في الإسناد بشرط المعاصرة، سواء ثبت اللقاء أم لم يثبت، والإرسال انقطاع في الإسناد مع عدم المعاصرة.
والحقيقة أن الإرسال لا يختص بالانقطاع مع عدم المعاصرة، بل يشمل أيضاً الانقطاع مع وجود المعاصرة، على خلاف ما يرى العوني، وكذلك يشمل الانقطاع مع وجود اللقاء على خلاف ما يرى الحافظ ابن حجر، والتدليس يختص بالمعاصرة، سواء ثبت اللقي أم لا، وسيأتي بيان ذلك.
المطلب الأول: محل النزاع وهو موضع الالتباس
من المعلوم أن التدليس والإرسال انقطاع في الإسناد، وعليه فإن معرفة الفرق بينهما متوقفة على معرفة صور الانقطاع، وما يشتركان فيه منها وما ينفرد به كل واحد منهما.
ومعرفة صور الانقطاع في الإسناد بين الرواة تتوقف - في الحقيقة - على معرفة وجود المعاصرة والسماع، من عدم ذلك، وبحسب المعرفة بهذين الأمرين يكون الانقطاع ظاهراً أو خفياً، فكلما قويت المعرفة بثبوتهما كلما اشتد خفاء الانقطاع، والعكس بالعكس، كلما قويت المعرفة بعدم ثبوتهما كلما اشتد ظهور ذلك الانقطاع.
وعليه فمعيار الانقطاع هو وجود المعاصرة والسماع أو عدم وجودهما، ومعيار ظهور ذلك الانقطاع وخفائه هو مقدار المعرفة بثبوت هذين الأمرين من عدم ذلك، فيكون الانقطاع ظاهراً كلما قوي العلم بانتفاء واحدٍ منهما، ويكون خفياً كلما قوي العلم بوجود أحدهما أو كلاهما، وكذلك يكون خفياً كلما ضعف العلم أو انعدم بوجود أيٍّ منها أو انتفائه.
ومن المعلوم أن المعرفة أمرٌ نسبيٌ يختلف من شخص إلى آخر، فقد تكون المعرفة بوجود المعاصرة أو السماع قوية عند عالم، ومن ثم يكون الانقطاع في الرواية بالنسبة له خفياً، ولا تكون كذلك عند آخر فيكون الانقطاع بالنسبة له أقل خفاء، وقد تكون المعرفة بانتفاء أي منهما عند عالم قوية فيكون الانقطاع بالنسبة له ظاهراً، وقد تضعف المعرفة بذلك عند آخر فيكون في الانقطاع حينئذٍ نسبة من الخفاء، وهكذا.
وعليه فانتفاء السماع إذا كان ظاهراً يجعل الانقطاع ظاهراً، سواء علم انتفاء المعاصرة أم لا، ومن باب الأولى إذا علم انتفاء المعاصرة، إذ يلزم عليه انتفاء السماع.
وإذا ثبتت المعاصرة كان الانقطاع خفياً، سواء ثبت وجود السماع أم لا، وإذا ثبت وجود السماع كان الانقطاع خفياً من باب الأولى، إذ يلزم على ثبوته ثبوت المعاصرة.
وكذلك يكون الانقطاع خفياً عند عدم العلم بوجود أي منهما أو انتفائه، وإنما يكون ذلك عند ازدياد الجهل بحال الراوي أو المروي عنه، أو كليهما، إذ لا يمكن معرفة المعاصرة أو السماع بين راويين أحدهما أو كلاهما لا يدرى عنه شيءٌ، ومثل هذا الصنف من الرواة تكون روايته محتملة للانقطاع والاتصال في آن واحد، ومن ثم فإن وجود الانقطاع في روايته في الحقيقة أمرٌ في غاية من الخفاء، ولذلك نجد بعض الأئمة يعللون رواية المجاهيل بعدم العلم بالسماع.
وسبب ذلك في نظري هو أن الجهالة بحال الراوي ليست موضع طعن بالاتفاق، فقد يكون المجهول مقبول الرواية، إذ إن روايته للحديث وتسميته في الرواية مع عدم جرح العلماء له تقوي الاحتمال بعدم الطعن من جهته، إذ لو كان مطعوناً عليه لتكلم فيه الناس، وأما الانقطاع فإنه إحالة على مجهول العين أصلاً، فليس المحال عليه عند الانقطاع معروفاً باسمه بخلاف المجهول، ومن ثم فإن الاحتمال الموجود في رواية المجهول ليس موجوداً هنا، ولذلك كان تعليل بعض الأئمة لرواية المجهول بعدم العلم بسماعه تعليلاً مما منه الخشية في الحقيقة وهو الانقطاع.
وعليه فينبغي أن ينحصر الخلاف في التفريق بين الإرسال والتدليس في الصور التي يكون الانقطاع فيها خفياً، وذلك لمعرفة ما يكون منها من قبيل الإرسال وما يكون منها من قبيل التدليس، لأن الانقطاع الظاهر ليس موضع التباس، لأن أهل العلم إنما يفرقون بين التدليس والإرسال عند الالتباس، ولا التباس عند ظهور الانقطاع، ومن ثم اتفق كل من يعتد به على تسمية ما رواه التابعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا واسطة إرسالاً، لا تدليس فيه.
الخلاصة
قال مقيده - عفا الله عنه -: ما تقدم ذكره هو - في الحقيقة - خلاصة القول في سبب وجود الانقطاع وعدمه، وخفائه وظهوره، وهو مقتضى النظر وأقوال أهل العلم، ويمكن تفريع صور كثيرة من الانقطاع بناء على ذلك إلا أن نصوص أهل العلم تقتصر في هذا الصدد على ذكر ثلاث صور من الانقطاع، لوضوحها ولكون غيرها تابعاً لها، وملحقاً بها بوجه من الوجوه، وهي التي ينبغي الاقتصار عليها في هذا البحث لئلا يتشعب الكلام، ويخرج الموضوع عن المقصود.
وهذه الصور هي ما يلي؛
1 - الصورة الأولى: رواية غير المعاصر، وهو من ثبت عدم معاصرته لمن روى عنه، والانقطاع في هذه الصورة ظاهر جلي.
2 - الصورة الثاني: رواية المعاصر غير الملاقي، وهو من ثبتت معاصرته، ولم يلاق في حقيقة الأمر، سواء ثبت عندنا عدم ملاقاته أم لا، والانقطاع في هذه الصورة خفي.
3 - الصورة الثالثة: رواية المعاصر الملاقي، وهو من ثبتت معاصرته، وثبت لقاؤه، سواء علمنا ثبوت السماع أم لم نعلم، والانقطاع في هذه الصورة خفي.
¥(16/153)
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[08 - 04 - 07, 11:01 م]ـ
المطلب الثاني: معنى التدليس وصوره
من المعلوم أن التدليس عند أهل الاصطلاح قسمان مشهوران، أحدهما تدليس الإسناد، والآخر تدليس الشيوخ، ولكل واحد منهما تعريف يختص به، إلا أن ما يهمنا هنا هو الأول، أعني تدليس الإسناد، والمتتبع لكتب أهل العلم من أهل الاصطلاح يجد عندهم لهذا النوع من التدليس تعريفين مشهورين، يمكن من خلالهما معرفة صور التدليس، والتعريفان هما؛
التعريف الأول لتدليس الإسناد
هو: "أن يروي الراوي عمن سمع منه، أو لَقِيَهُ، أو عاصره، ما لم يسمعه منه، موهماً أنه سمعه منه".
هذا التعريف هو الذي عليه أكثر أهل الاصطلاح، إلا أن بعضهم يعبر باللقاء، وبعضهم يعبر بالسماع، ولو اكتفى أصحاب هذا التعريف بمجرد ذكر المعاصرة لكان ذلك دالاً على مرادهم مع الاختصار، إلا أن القصد من التنصيص على اللقاء أو السماع إنما هو زيادة التوضيح.
وأصحاب هذا التعريف - في الحقيقة - مقتفون فيه أَثَرَ الخطيب البغدادي، حيث قال في أول الكفاية في باب (معرفة ما يستعمل أصحاب الحديث من العبارات في صفة الأخبار):
"والْمُدَلَّسُ: رواية المحدث عمن عاصره ولم يلقه، فيتوهم أنه سمع منه، أو روايته عمن قد لقيه ما لم يسمعه منه، هذا هو التدليس في الإسناد" [1]، ونحوه قول ابن الصلاح: "تدليس الإسناد، وهو أن يروي عمن لقيه ما لم يسمع منه، موهماً أنه سمع منه، أو عمن عاصره ولم يلقه، موهما أنه قد لقيه، وسمعه منه" [2].
وقد تتابع أهل الاصطلاح بعد الخطيب وابن الصلاح على هذا التعريف [3]، حتى عده العراقي التعريف المشهور عند أهل الحديث، حيث قال في التقييد والإيضاح بعد أن ذكر تعريف ابن الصلاح: "وما ذكره المصنف في حد التدليس هو المشهور بين أهل الحديث" [4].
دلالة التعريف
أولاً: دلالة الشق الأول من التعريف، وهو قوله: (المدلس رواية المحدث عمن عاصره ولم يلقه، فيتوهم أنه سمع منه)
يتبين من هذا الشق من التعريف دخول الصورة الثانية - وهي رواية المعاصر غير الملاقي - في مسمى التدليس، سواء علمنا أنه لم يلق من عاصره أم لم نعلم، ما دام أنه لم يلقه في حقيقة الأمر، فيدخل في ذلك من ثبت عندنا عدم لقائه لمن عاصره، ومن لم يثبت عندنا لقاؤه ولا عدم لقائه من باب الأولى.
وأما الصورة الأولى وهي رواية غير المعاصر، أو من ثبتت عدم معاصرته، فليست داخلة في مسمى التدليس على هذا التعريف، إذ لا إيهام فيها، ولذلك لم يعد عامة أهل العلم بالحديث رواية ابن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا رواية مالك عن ابن المسيب [5]، ولا رواية الثوري عن النخعي [6]، وأمثال ذلك من قبيل التدليس، لانتفاء المعاصرة.
وكذا رواية من لم تثبت معاصرته أصلاً، كروايات المجهولين، فليست معاصرتهم معلومة الثبوت ولا معلومة الانتفاء، ومثل هؤلاء لا يمكن الحكم على رواياتهم بالتدليس، لعدم العلم بالإيهام أصلاً، إذ لا يعلم عن حالهم أكثر من وجودهم في الإسناد، ولكن الخشية من الانقطاع واردة، ومن ثم كان بعض أهل العلم يعلل روايات أمثالهم بعدم العلم بالسماع.
ثانياً: دلالة الشق الثاني من التعريف، وهو قوله: (أو روايته عمن قد لقيه ما لم يسمعه منه)
وهذا الشق من التعريف يثبت دخول الصورة الثالثة وهي رواية المعاصر الملاقي لما لم يسمعه، فيدخل في مسمى التدليس بحسب هذا الشق من التعريف الانقطاع بين راويين قد علم بينهما ما هو أخص من المعاصرة وهو اللقاء أو السماع.
وقول الخطيب هذا يحتمل أمرين؛
الأول: ثبوت مجرد اللقاء وانتفاء السماع في حقيقة الأمر، والثاني: ثبوت السماع وعدم سماع ما دلسه المدلس في حقيقة الأمر، فقوله (عمن لقيه) أي سواء علمنا أنه سمع منه أم لم نعلم، ما دام أنه لم يسمع منه ما رواه في حقيقة الأمر.
الخلاصة
ويستخلص مما سبق، أن التدليس يدخل في مسماه على هذا التعريف صورتان؛ إحداهما: رواية المعاصر غير الملاقي، والأخرى رواية المعاصر الملاقي، وأما رواية غير المعاصر فلا تدخل في مسمى التدليس بحسب هذا التعريف.
التعريف الثاني لتدليس الإسناد
هو: "أن يروي الراوي عمن لقيه ما لم يسمعه منه موهما أنه سمعه منه".
¥(16/154)
هذا التعريف ذكر نحوه الحافظ العراقي في التقييد والإيضاح، فقال بعد أن ذكر التعريف الأول: "وقد حده غير واحد من الحفاظ بما هو أخص من هذا، وهو أن يروي عمن قد سمع منه ما لم يسمعه منه من غير أن يذكر أنه سمعه منه، هكذا حده الحافظ أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في جزء له في معرفة من يترك حديثه أو يقبل، وكذا حده الحافظ أبو الحسن بن محمد بن عبد الملك بن القطان في كتاب بيان الوهم والإيهام" [7].
وهذا التعريف هو الذي تبناه ونصره الحافظ ابن حجر، ونقله في النكت - تبعاً لشيخه الحافظ العراقي - عن الحافظ أبي بكر البزار وعن ابن القطان [8].
بل نقله في شرح النخبة عن الشافعي أيضاً، وقال بأن كلام الخطيب في الكفاية يقتضيه [9].
دلالة التعريف
وأما دلالة هذا التعريف فهو كسابقه إلا أنه مقتصر على الشق الثاني منه دون الأول، ومن ثم فإن دلالة هذا التعريف كدلالة الشق الثاني من التعريف الذي قبله.
وعليه فشرط التدليس على هذا التعريف أن يكون الانقطاع بين راويين قد ثبت لقاء أحدهما للآخر، ومن ثم فإن رواية غير المعاصر ورواية المعاصر غير الملاقي ومن باب أولى رواية من لم تثبت معاصرته أصلاً كرواية المجهولين ليست داخلة في مسمى التدليس على هذا التعريف.
فالفرق بين هذا التعريف للتدليس والذي قبله هو أن هذا التعريف يشترط ثبوت اللقاء لكي يكون الانقطاع تدليساً، بينما التعريف الأول لا يشترط ذلك.
الخلاصة
ويستخلص مما تقدم أن التدليس بناء على هذا التعريف يدخل في مسماه صورة واحدة، وهي رواية المعاصر الملاقي فقط، دون رواية غير المعاصر، ورواية المعاصر غير الملاقي.
الصواب من التعريفين
والصواب من التعريفين السابقين - فيما أرى - هو التعريف الأول، وذلك للأدلة التالية؛
الدليل الأول: أن المتتبع لأقوال الأئمة يجدها متظافرة على اعتبار رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه من التدليس، كروايته عمن لقيه، ومن أقوالهم ما يلي:
أ- قول يعقوب بن شيبة
قال يعقوب بن شيبة: "التدليس جماعة من المحدثين لا يرون به بأساً، وكرهه جماعة منهم، ونحن نكرهه، ومن رأى التدليس منهم فإنما يجوزه عن الرجل الذي قد سمع منه، ويسمع من غيره عنه ما لم يسمعه منه، فيدلسه، يُري أنه قد سمعه منه، ولا يكون ذلك أيضا عندهم إلا عن ثقة، فأما من دلس عن غير ثقة وعمن لم يسمع هو منه فقد جاوز حد التدليس الذي رخص فيه من رخص من العلماء" [10].
وكلام يعقوب بن شيبة هذا صريح في إدخال رواية المعاصر غير الملاقي في مسمى التدليس لأن يعقوب بن شيبة يتحدث عن التدليس الذي رخص فيه من رخص من أهل العلم، وأنه ما اشتمل على شرطين؛ أحدهما: ثقة الواسطة، والثاني: لقاء المدلس لمن دلس عنه، أي أن الراوي إذا دلس على قول من يرخص فيه فينبغي أن يكون تدليسه عمن سمع منه، وأن يكون الساقط ثقة.
ومفهوم المخالفة من كلامه هذا يدل على تسمية ما فقد أحد الشرطين تدليساً، لأنه قيد ما اشتمل على الشرطين بكونه التدليس الجائز، الذي ينبغي التقيد به على قول من رخص فيه، فما فقد أحدهما يسمى أيضاً تدليساً إلا أنه تدليس ليس بجائز.
هذا لو لم يصرح يعقوب بن شيبة بمفهوم المخالفة، فكيف وقد صرح بذلك المفهوم، الذي يقتضى دخول رواية الراوي عمن لم يسمع منه في مسمى التدليس، وذلك بقوله: "فأما من دلس عن غير ثقة وعمن لم يسمع هو منه فقد جاوز حد التدليس الذي رخص فيه من رخص من العلماء" [11].
ثم إن في كلام يعقوب بن شيبة دلالة أخرى، وهي أن تنصيصه على السماع في أول كلامه عن التدليس أعني قوله (عن الرجل الذي قد سمع منه) ليس المراد منه ثبوت كون المدلَّس عنه شيخاً للمدلس، بأن يكون السماع قد ثبت بينهما بوجود التصريح به في رواية ما، بل المراد من قول يعقوب هذا هو كون الظاهر من حال الرواية بينهما يفيد ذلك، بوجود ما يدل ظاهره على السماع، سواء كان ذلك بصيغة التحديث أو بصيغة العنعنة.
¥(16/155)
والدليل على صحة هذه الدلالة من كلام يعقوب بن شيبة هو تسميته في آخر كلامه لراوية الراوي عمن لم يسمع منه تدليساً، ووجه الدلالة من ذلك هو أنه لا يمكن حمل قوله (عن الرجل الذي قد سمع منه) على وجود التصريح بالسماع، لأن ذلك يقتضي أن الإيهام إنما يوجد بين راويين قد وجد التصريح بالسماع بينهما، ولو مرة واحدة، وأنه لا إيهام في رواية منقطعة بين راويين لم يوجد بينهما تصريح بالسماع مطلقاً، ومن ثم لا تكون من باب التدليس، لأن ركن التدليس هو الإيهام فإذا لم يوجد الإيهام في الرواية المنقطعة لم يصح تسميتها تدليساً.
بينما قول يعقوب بن شيبة: (وعمن لم يسمع هو منه) لا شك أنه يقتضي عدم ثبوت تصريح بالسماع مطلقاً، أي أن الراوي التي قيلت فيه هذه العبارة لم يرو عمن روى عنه إلا بصيغة العنعنة، ومع ذلك فقد سمى يعقوب بن شيبة رواية الراوي عمن لم يسمع منه تدليساً.
ولا شك أن قوله هذا يدل على أن الرواية المنقطعة بين المتعاصرين يدخلها الإيهام، ولو لم يقع بينهما تصريح بالسماع مطلقاً، وذلك دليل على أن مراده بقوله الأول في بداية كلامه ليس ثبوت التصريح بالتحديث بينهما، وإنما هو وجود ما يدل بظاهره على السماع، سواء كان ذلك بالتحديث أو العنعنة أو غير ذلك.
ويؤيد فهم هذه الدلالة من قوله أن أصحاب التعريف الأول للتدليس عللوا كون رواية الراوي عمن لم يسمع منه تدليساً بأن في فعله إيهام كونه سمع ممن لم يسمع منه، وهذا يدل على أن العنعنة عندهم يدل ظاهرها على السماع، لأن قولهم (رواية الراوي عمن لم يسمع منه) تقتضي عدم وجود تصريح بالسماع بينهما مطلقاً.
وعليه يكون مقصودهم أن راوي الرواية المنقطعة قد أوهم بروايته المعنعنة السماع ممن لم يسمع منه، وكذلك مقصود يعقوب بن شيبة في قوله المتقدم، فكأنه قال: من روى عن معاصره بصيغة العنعنة فالمفترض أن تكون روايته متصلة، وأنه لا يجوز له التدليس فيها، ومن جوز التدليس ههنا فإنما يجوزه بشرطين، ثقة الواسطة ووجود السماع بين المدلس ومن دلس عنه في حقيقة الأمر.
وأما إن كانت حقيقة روايته هي أنه دلس عمن ليس بثقة ولو كان قد سمع ممن دلس عنه، أو كانت حقيقة روايته هي أنه دلس عمن لم يسمع منه فعلاً ولو كان الساقط ثقة فذلك الذي لم يرخص فيه أحد من أهل العلم، لأن الأول يوهم بروايته صحة الرواية عمن دلس عنه، والثاني يوهم بروايته صحة سماعه ممن دلس عنه.
ب- قول الحاكم
قال الحاكم في ذكره لأنواع التدليس: "والجنس السادس من التدليس قوم رووا عن شيوخ لم يروهم قط ولم يسمعوا منهم إنما قالوا قال فلان فحمل ذلك عنهم على السماع وليس عندهم عنهم سماع عال ولا نازل" [12].
وقول الحاكم هذا صريح في المسألة حيث سمى رواية الراوي عمن لم يره ولم يسمع منه تدليساً، وكذلك يدل أيضاً على أن المقصود بالسماع الذي يذكره بعض أهل العلم ما يدل ظاهره على السماع، لقوله فحمل ذلك عنهم على السماع.
ج- قول الخطيب البغدادي
قال الخطيب في بداية كتابه: "والْمُدَلَّسُ: رواية المحدث عمن عاصره ولم يلقه، فيتوهم أنه سمع منه، أو روايته عمن قد لقيه ما لم يسمعه منه، هذا هو التدليس في الإسناد" [13].
وهذا القول من الخطيب نص في المسألة أيضاً، حيث أدرج رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه في التدليس، وفيه أيضاً الدلالة التي ذكرتها عند التعليق على كلام يعقوب بن شيبة، وهي أن إدخاله رواية الراوي عمن لم يسمع منه في مسمى التدليس يقتضي كونها موهمة، وأن العنعنة محمولة في الظاهر على السماع.
د- قول الخطيب حكاية عن أهل العلم
لقد حكى الخطيب أقوال أهل العلم في حكم رواية المدلس، فذكر في المسالة أربعة أقوال؛ الأول: القبول مطلقاً، والثاني: الرد مطلقاً، والرابع: قبول خبره إذا صرح بالتحديث، والثالث وهو موضع الشاهد قوله: "وقال بعض أهل العلم: إذا دلس المحدث عمن لم يسمع منه ولم يلقه وكان ذلك الغالب على حديثه لم تقبل رواياته، وأما إذا كان تدليسه عمن قد لقيه وسمع منه فيدلس عنه رواية ما لم يسمعه منه فذلك مقبول، بشرط أن يكون الذي يدلس عنه ثقة" [14].
¥(16/156)
وهذا يدل على أن ثمة شبه اتفاق من أهل العلم على إدخال رواية المعاصر عمن لم يلقه في مسمى التدليس، لأنه لو لم يكن التدليسان - أعني تدليس المعاصر عمن سمع منه وتدليس المعاصر عمن لم يسمع منه - داخلين في الأقوال الأخرى لما حسن ذكر قول المفرقين بينهما من ضمن تلك الأقوال.
هـ- قول أبي عمر بن عبد البر
لابن عبد البر في التدليس ثلاثة أقوال؛ قولان متقاربان في المعنى، وقول ثالث ظاهره يعارضهما إلا أنه - في الحقيقة - ليس كذلك.
فأما القولان المتقاربان في المعنى فأولهما قوله: "وأما التدليس فمعناه عند جماعة أهل العلم بالحديث أن يكون الرجل قد لقي شيخاً من شيوخه فسمع منه أحاديث لم يسمع غيرها منه، ثم أخبره بعض أصحابه ممن يثق به عن ذلك الشيخ بأحاديث غير تلك التي سمع منه، فيحدث بها عن الشيخ دون أن يذكر صاحبه الذي حدثه بها، ... ، وهو قد سمعه من رجل وثق به، عن الذي حمله عنه، وهذا أخف ما يكون في الذين لقي بعضهم بعضا، وأخذ بعضهم عن بعض، وإذا وقع ذلك فيمن لم يلقه فهو أقبح وأسمج" [15].
والثاني: قوله بعد ذلك حيث قال: "وجملة تلخيص القول في التدليس الذي أجازه من أجازة من العلماء بالحديث هو أن يحدث الرجل عن شيخ قد لقيه وسمع منه بما لم يسمع منه، وسمعه من غيره عنه، فيوهم أنه سمعه من شيخه ذلك، وإنما سمعه من غيره، أو من بعض أصحابه عنه، ولا يكون ذلك إلا عن ثقة، فإن دلس عن غير ثقة فهو تدليس مذموم عند جماعة أهل الحديث، وكذلك إن دلس عمن لم يسمع منه، فقد جاوز حد التدليس الذي رخص فيه من رخص العلماء، إلى ما ينكرونه ويذمونه ولا يحمدونه".
فهذان هما القولان المتقاربان في كلام ابن عبد البر، وقوله فيهما قريب من قول يعقوب بن شيبة، وكأنه مصدره، لأن ابن عبد البر يتحدث فيهما عن التدليس الجائز الذي يمكن قبوله، ولذلك شرط له فيهما الشرطين السابقين في كلام يعقوب بن شيبة، وهما ثقة الواسطة والسماع، أي أن التدليس إذا وقع من راوٍ فينبغي أن يكون الساقط من الرواية ثقة، وأن يكون ذلك الراوي المدلس قد لقي من دلس عنه، ولذلك بين بعد ذلك أن التدليس إذا وقع ممن لم يلق من حدث عنه فهو أقبح وأسمج، وقد جاوز حد التدليس الذي رخص فيه العلماء.
وتسميته ابن عبد البر في هذين القولين لرواية من لم يلق تدليساً فيها الدلالة عينها التي نبهت عليها من كلام يعقوب بن شيبة، وهي أن تقييده للتدليس في بداية كلامه باللقاء في قوله (قد لقي شيخاً من شيوخه فسمع منه أحاديث) وقوله: (عن شيخ قد لقيه وسمع منه) ليس المقصود منه وجود التصريح بالسماع بين الراوي وشيخه، وإنما المقصود منه وجود ما يدل ظاهره على السماع، سواء كان ذلك بصيغة التحديث أو بصيغة العنعنة.
وأما قوله الثالث، فهو قوله قبل القولين السابقين حيث قال: "وأما التدليس فهو أن يحدث الرجل عن الرجل قد لقيه وأدرك زمانه وأخذ عنه وسمع منه، وحدث عنه بما لم يسمعه منه، وإنما سمعه من غيره عنه، ممن ترضى حاله، أو لا ترضى، على أن الأغلب في ذلك أن لو كانت حاله مرضيه لذكره، وقد يكون لأنه استصغره، هذا هو التدليس عند جماعتهم، لا اختلاف بينهم في ذلك، وسنبين معنى التدليس بالأخبار عن العلماء في الباب بعد هذا إن شاء الله.
واختلفوا في حديث الرجل عمن لم يلقه، مثل مالك عن سعيد بن المسيب والثوري عن إبراهيم النخعي، وما أشبه هذا، فقالت فرقة: هذا تدليس لأنهما لو شاءا لسميا من حدثهما، كما فعلا في الكثير مما بلغهما عنهما، قالوا: وسكوت المحدث عن ذكر من حدثه مع علمه به دلسة، قال أبو عمر: فإن كان هذا تدليسا فما أعلم أحدا من العلماء سلم منه، في قديم الدهر ولا في حديثه، اللهم إلا شعبة بن الحجاج ويحيى بن سعيد القطان ... وقالت طائفة من أهل الحديث ليس ما ذكرنا يجرى عليه لقب التدليس، وإنما هو إرسال، قالوا وكما جاز أن يرسل سعيد عن النبي صلى الله عيه وسلم وعن أبي بكر وعمر وهو لم يسمع منهما ولم يسم أحد من أهل العلم ذلك تدليساً كذلك مالك عن سعيد بن المسيب" [16].
فهذا القول من ابن عبد البر قد يتمسك به من استحكم في نفسه القول باشتراط اللقاء في التدليس، ولا يتمعن في دلالته، ويجعل دلالته على ما ذهب إليه قطعية، والحقيقة خلاف ذلك.
¥(16/157)
وإنما يدعو مشترطَ اللقاء في التدليس إلى الاحتجاج بهذا القول أمران، يجعلانه في الحقيقة معذوراً في احتجاجه به، وذلك عند قطع النظر عن غيره من الأقوال، وعند عدم التمعن والتدقيق في دلالته، ولكن المنصف إذا دقق في المسألة وحاول الجمع بين الأقوال لم ير - في الحقيقة - في ذينك الأمرين إلا ما يؤيد عدم اشتراط اللقاء، أو على الأقل لم ير دلالة هذا القول على اشتراط اللقاء دلالة ظاهرة.
أما الأمر الأول فهو تنصيصه في قوله هذا على وجود السماع وتأكيده لذلك بألفاظ مترادفة حيث قال: (قد لقيه وأدرك زمانه وأخذ عنه وسمع منه).
والجواب عن ذلك هو أن ابن عبد البر لم يرد في الحقيقة ثبوت التصريح بالسماع وإنما أراد تأكيد ما ينبغي أن يكون عند تدليس المدلس، وهو وجود السماع في الحقيقة بين المدلس والمدلس عنه، لأن المدلس إذا لم يكن في الحقيقة قد لقي شيخه الذي دلس عنه كان ذلك الفعل منه من أقبح ما يكون وأسمجه، لأنه بذلك يوهم أمراً غير مقبول إيهامه، وهو أنه مع إيهامه السماع لحديث لم يسمعه يوهم مطلق السماع الذي يثبت العلو له دون غيره ممن لم يسمع من ذلك الشيخ، والحقيقة على خلاف ذلك.
وأما الأمر الثاني فهو ما ذكره من الاختلاف في حديث الراوي عمن لم يلقه، فإن الناظر في هذا القول مع التنصيص على السماع المشار إليه في الأمر الأول قد يظن أن ابن عبد البر يفرق بين التدليس والإرسال باشتراط اللقي في الأول دون الثاني، وهو في الحقيقة عين ما أراده ابن عبد البر، إلا أنه لا يخالف قوليه السابقين، وذلك لأن الإرسال الذي أراده ابن عبد البر هنا ليس هو الإرسال الخفي، وإنما أراد ههنا الإرسال الجلي، الذي لا يخفى على عامة أهل الحديث.
وتنصيصه على اللقي الذي ذكره ليس المراد منه كونه شرطاً في تعريف التدليس، وأن ما لم يكن فيه لقي ليس بتدليس، وإنما المراد منه وجود ما ظاهره يدل على اللقي، وما ينبغي أن يكون عليه التدليس، وإنما كرر تلك الألفاظ لتوضيح الفرق بينه وبين الإرسال الجلي الذي وقع الخلاف في تسميته تدليساً، ولذلك عطف على اللقي إدراك الزمان مع أنه معلوم من اللقي، وذلك لتأكيد أن الإرسال الجلي واضح فيه عدم السماع وعدم الإدراك وعدم الأخذ وعدم اللقي، فلا إيهام فيه بخلاف التدليس.
والذي يدل على أن ابن عبد البر إنما أراد في قوله هذا المفارقة بين التدليس والإرسال الجلي ثلاثة أمور؛
1 - الأول: كلامه المتقدم ذكره في تسمية رواية الراوي عمن لم يلقه تدليساً.
2 - والثاني: الأسانيد التي ذكرها أمثلة على قوله (لم يلقه)، فإن عامة رواة الحديث لا يجهلون انقطاع تلك الأسانيد، لعدم وجود المعاصرة أصلاً بين رواتها، ولذلك عقب على خلاف من جعله من قبيل التدليس بكونه لا يعلم أحداً سلم منه.
3 - والثالث: تشبيهه لهذا الانقطاع برواية سعيد بن المسيب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والذي يدل على أن ابن عبد البر لم يرد بقوله (لقيه وأدرك زمانه ... ) وجود التصريح بالسماع لأنه أمكن إدخال عدم اللقاء في مسمى التدليس مع وجود مثل هذه العبارة في القولين السابقين، وهذا يدل على أن هذه العبارة مجملة، وأن المراد باللقاء والسماع الذي ذكره أولاً ليس وجود التصريح بالسماع، وإنما هو وجود ما يدل بظاهره على ذلك، ومن ثم يكون تدليس الراوي عمن لم يلقه إذا كان ما رواه موهما لقاءه إياه داخلاً على قوله هذا في مسمى التدليس، ولا يكون ذكره اللقاء والسماع في أول قوله مفهماً عدم الدخول.
الدليل الثاني: أن المتتبع لصنيع أهل العلم يجدهم يدخلون رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه في مسمى التدليس، وقد أفاض في ذلك الشريف حاتم العوني في كتابه المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس، ومن تطبيق الأئمة العملي في هذا الصدد ما يلي؛
أ - قال عباس الدوري: "سمعت يحيى يقول: لم يلق يحيى بن أبي كثير زيد ابن سلام، وقدم معاوية بن سلام عليهم فلم يسمع يحيى بن أبي كثير، أخذ كتابه عن أخيه، ولم يسمعه، فدلسه عنه" [17].
ب - قال البخاري: "لا أعرف لسعيد بن أبي عروبة سماعاً من الأعمش وهو يدلس ويروي عنه" [18].
ج - قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي يقول: لم يسمع الأعمش من أبي صالح مولى أم هانىء، قيل له: إن ابن أبي طيبة يحدث عن الأعمش يحدث عن أبي صالح مولى أم هانىء، فقال: هذا هو مدلس عن الكلبي" [19].
¥(16/158)
الدليل الثالث: أن العمدة في معنى التدليس هو وجود الإيهام في الرواية، ورواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه قد تكون موهمة، وقد لا تكون كذلك، كما هو الحال في رواية الراوي عمن لقيه وسمع منه، فإنها قد تكون موهمة، وهو الغالب، وقد لا تكون موهمة، وذلك عند ظهور ما يدل على الانقطاع، كأن يظهر من صنيع الراوي أنه لم يرد التحديث، أو كأن يبين الراوي عدم سماعه لذلك الخبر.
وذلك لأن المقصود بنفي اللقاء في قولهم (ولم يلقه) ليس هو ذلك الانقطاع الظاهر الواضح، الذي يعرفه عوام رواة الحديث، كالذي يكون مصدر معرفته الشهرة لدى أصحاب الحديث بأنه لم يلق من حدث عنه، أو كالذي يكون مصدر معرفته تصريح الراوي نفسه بعدم لقاء من روى عنه، لأن الرواية على ذلك الوجه لا إيهام فيها، وإنما المقصود بنفي اللقاء هو ذلك الذي لا يكاد يُعْرَفُ ممن يريد الإيهام بروايته إلا بعد الاستقصاء والبحث والتتبع، ولا يكاد يعرفه مع ذلك إلا النقاد الجهابذة.
وعليه فلا فرق بين رواية المعاصر الملاقي والمعاصر غير الملاقي من حيث الإيهام وعدمه، إذ كل منهما قد تكون روايته موهمة للسماع، وقد لا تكون كذلك، وإذا كان ذلك كذلك لم يكن للتفريق بينهما من حيث التدليس أي معنى، إذ كان التدليس معتمداً في معناه على وجود الإيهام.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] الكفاية ص (22).
[2] مقدمة ابن الصلاح ص (73).
[3] انظر إرشاد طلاب الحقائق للنووي (1/ 205)، والمنهل الروي لابن جماعة ص (72)، والمقنع في علوم الحديث لسراج الدين الأنصاري (1/ 154)، وغير ذلك.
[4] التقييد والإيضاح ص (98).
[5] توفي ابن المسيب سنة ثلاث وتسعين أو أربع وتسعين، كما في تهذيب التهذيب (4/ 76)، وولد مالك سنة ثلاث وتسعين كما في التقريب رقم (6425).
[6] توفي إبراهيم بن يزيد النخعي سنة ست وتسعين، كما في التقريب رقم (270)، وولد الثوري سنة سبع وتسعين، كما في تهذيب التهذيب (4/ 101).
[7] التقييد والإيضاح ص (97 - 98).
[8] انظر النكت على كتاب ابن الصلاح لابن حجر (2/ 614 - 615).
[9] انظر شرح النخبة مع شرحها لملا علي القاري ص (427).
[10] الكفاية ص (362).
[11] مراده فيما أحسب بقوله لم يرخص فيه أحد من العلماء أي من حيث النظر، وإلا فإن كثيراً منهم قد فعله.
[12] معرفة علوم الحديث ص (109).
[13] الكفاية ص (22).
[14] الكفاية ص (361).
[15] التمهيد لابن عبد البر (1/ 27).
[16] التمهيد لابن عبد البر (1/ 15 - 16).
[17] تاريخ ابن معين برواية الدوري (4/ 207).
[18] علل الترمذي الكبير ص (348).
[19] المراسيل لابن أبي حاتم ص (82).
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[09 - 04 - 07, 06:17 ص]ـ
نسبة الحافظ ابن حجر ما ذهب إليه من تخصيص التدليس باللقاء إلى الشافعي وغيره
نسبة هذا القول للشافعي
وأما نسبة هذا القول للشافعي فالظاهر على ما أشار إليه الشريف حاتم العوني [1] بأن عمدة الحافظ في ذلك ما ذكره الشافعي في الرسالة وهو يعدد شروط قبول خبر الراوي حيث قال: "برياً من أن يكون مدلساً يحدث عن من لقي ما لم يسمع منه".
وأجاب الشريف العوني عن ذلك بأن هذا الشرط لا يفهم منه قصر تعريف التدليس على الملاقاة، لأن من صور التدليس رواية الراوي عمن لقي وروايته عمن لم يلق، فإذا بين الشافعي بأنه لا يقبل حديث المدلس عمن لقي فمن باب الأولى ألا يقبل حديثه عمن لم يلقه، وكلاهما يسمى تدليساً، فغاية كلام الشافعي أنه يطلق التدليس على رواية الملاقي، ولا يستفاد من ذلك أنه ينفيه عن رواية غير الملاقي.
وهناك جواب آخر، وهو ما أجبت به على ما أوهم ذلك في كلام ابن عبد البر الأخير، وذلك بأن يقال إن قوله (عمن لقي) ليس المراد منه ثبوت اللقي بوجود التصريح وإنما بوجود ما يدل ظاهره على ذلك، كالعنعنة، وقد لا يكون اللقاء في الحقيقة ثابتاً.
نسبة هذا القول للبزار
وأما نسبة اشتراط اللقاء للبزار فلأجل ما ذكره العراقي وغيره عنه، من أنه عرف التدليس في جزء معرفة من يترك حديثه أو يقبل بأن: "يروي عمن قد سمع منه ما لم يسمعه منه من غير أن يذكر أنه سمعه منه".
¥(16/159)
وهذا القول في الحقيقة ليس دليلاً على أن البزار يشترط اللقاء في تسمية التدليس تدليساً، لأنه كلام محتمل، وحمل الكلام المحتمل على موافقة أهل العلم أولى من حمله على مخالفتهم.
والجواب عن العبارة التي ظاهرها اشتراط السماع على فرض صحة هذا القول عن البزار كالجواب على ابن عبد البر الأخير، وهو أن البزار لم يرد بقوله (يروي عمن قد سمع منه) وجود التصريح بالسماع، وإنما أراد ما يدل ظاهره على السماع، سواء كان ذلك بصيغة التحديث أو بصيغة العنعنة، وهو احتمال قائم بدليل ثبوته في كلام ابن عبد البر المتقدم، وهو نظير كلام البزار.
هذا على فرض صحة هذا اللفظ عن البزار، وإلا فإني لست على يقين من أن ما نقله العراقي هو لفظ الحافظ البزار، فإنه لم يتيسر لي التحقق من ذلك، لأن الجزء المذكور لم أجد لذكره أثراً عند غير العراقي والزركشي، ولا أراه إلا مفقوداً، فإن الحافظ ابن حجر على كثرة ما توفر لديه من الكتب قد نقل قول ابن القطان من كتابه، حيث قال الحافظ: "وقد ذكر ابن القطان في أواخر البيان له تعريف التدليس بعبارة غير معترضة"، ثم ذكر قوله مطولاً، بينما لم ينقل الحافظ قول البزار، وإنما أحال في ذلك على شيخه العراقي [2].
وإنما قلت بأني لست على يقين من صحة هذا النقل عن البزار، لأني أشك في وقوف العراقي نفسه على ذلك الجزء، وذلك لثلاثة أسباب؛
1 - السبب الأول: أن الحافظ ابن حجر لم يقف على ذلك الجزء، لكونه لم ينقل لفظ البزار، وإنما أحال على ذكر شيخه له، ومن البعيد أن يقف شيخه العراقي على جزء حديثي بهذه المنزلة ولا يتيسر للحافظ نقل لفظ البزار من ذلك الجزء بعينه، مع أنه نقل قول ابن القطان من كتابه بلفظه.
2 - السبب الثاني: أن بدر الدين الزركشي قد نقل في نكته على مقدمة ابن الصلاح هذا القول عن البزار وابن القطان أيضاً، وبدر الدين الزركشي متقدم على الحافظ العراقي إلا أنه حين نقل ما نقله عنهما قدم الحكاية عن ابن القطان أولاً ثم قال: "وكذلك قال الحافظ أبو بكر البزار صاحب المسند في جزء له في معرفة من يترك حديثه أو يقبل" [3]، فحكاية الزركشي لهذا القول عن ابن القطان أولاً مع تأخره ثم عطفه للبزار عليه تدل على أن اللفظ المنقول لفظ ابن القطان وليس هو لفظ البزار.
3 - السبب الثالث: أن اللفظ الذي نقله العراقي وعزاه للبزار أولاً هو بعينه لفظ ابن القطان في كتاب الوهم والإيهام، فقد قال ابن القطان: "التدليس، ونعني به أن يروي المحدث عمن قد سمع منه، ما لم يسمع منه، من غير أن يذكر أنه سمعه منه" [4].
فكأن الحافظ العراقي قد استفاد هذا العزو إلى البزار وابن القطان من بدر الدين الزركشي، إلا أنه تصرف فيه، بتقديم ذكر البزار على ابن القطان، وذلك مراعاة منه لقدم البزار وإمامته في هذا الشأن، فكان في هذا التصرف منه إيهام كون اللفظ المنقول هو لفظ الحافظ البزار، وليس هو كذلك بل اللفظ لفظ ابن القطان، وأما البزار فقد يكون لفظه موافقاً للفظ ابن القطان وقد يكون غير ذلك.
نعم قد يقال بأن لفظ البزار ينبغي أن يكون موافقاً للفظ ابن القطان في المعنى لما ينبغي أن نكون عليه من تحسين الظن بمعرفة الأئمة الناقلين لهذين القولين بتباين الألفاظ وتوافقها في ذلك، غير أن هذا القول من تحسين الظن بنقل العلماء وإن كان سمة مطلوبة عند التحقيق إلا أنه قد يوجد من الدواعي ما ينبغي معه ترك تحسين الظن والتدقيق في النقول.
لاسيما والزركشي حين نقل تعريف ابن الصلاح فسر ذلك التعريف بأن جعل الملاقاة من شرط التدليس، وأن الرواية مع عدمها من قبيل الإرسال، مع أن تعريف ابن الصلاح ليس فيه اشتراط الملاقاة، قال الزركشي: "قوله: (وهو أن يروي عمن لقيه إلى آخره) أي شرط التدليس أن يكون المدلس قد لقي المروي عنه، ولم يسمع منه ذلك الحديث الذي دلسه عنه ... أما إذا روى عمن لم يدركه بلفظ موهم فليس بتدليس على الصحيح المشهور بل هو من قبيل الإرسال كما سبق في بابه عن حكاية الخطيب" [5].
¥(16/160)
فكأن الزركشي انتقد ابن الصلاح على إدخال رواية الراوي عمن لم يسمع منه في التدليس، ظاناً أن هذه الصورة هي صورة رواية الراوي عمن لم يدركه، ولذلك عبر بقوله: (أما إذا روى عمن لم يدركه)، محتجاً بأن الخطيب قد ذكر أنها من قبيل الإرسال كما سيأتي، ثم أراد الزركشي أن يؤكد ما انتقده على ابن الصلاح فنقل قول ابن القطان، وهو صريح في عدم دخول رواية الراوي عمن لم يلقه في التدليس وقصره على رواية الراوي عمن لقيه، وزعم أن ما قاله ابن القطان قد قاله أبو بكر البزار، ولو كان قول البزار في ذلك صريحاً لنقله بحروفه، وقدمه على قول ابن القطان والله تعالى أعلم.
ثم وقفت بعد ذلك على قول البزار بحروفه [6]، حيث نقله سبط ابن العجمي في كتابه التبيين لأسماء المدلسين قال: "قال أبو بكر البزار: إن الشخص إذا روى عمن لم يدركه بلفظ موهم فان ذلك ليس بتدليس على الصحيح المشهور. انتهى" [7].
وقول البزار هذا يؤكد ما تقدم ذكره عن رأي البزار وأنه لا يخالف غيره من أهل العلم في المسألة، ولو كان مخالفاً لهم لنقل ذلك الخطيب وهو يتكلم عن التدليس، وعن أقوال أهل العلم في حكم رواية المدلس، وإنما قلت بأن كلام البزار هذا يؤكد ما سبق لأنه ينفي في قوله هذا أن تكون رواية الراوي عمن لم يدركه تدليساً، وهذا هو المشهور عند أهل العلم، لأن رواية الراوي عمن لم يدركه إرسال جلي، والإرسال الجلي لا إيهام فيه، ومن شرط التدليس وجود الإيهام، وهو ههنا منتفٍ.
وأما رواية المعاصر الذي لم يسمع فلم يتعرض لها البزار بشيء، وعلى فرض أن يكون البزار قد ذكر في التدليس السماع واللقاء كابن عبد البر، فإنه لا يعني نفي تسمية رواية المعاصر الذي لم يلق من روى عنه تدليساً، كما هو الحال في عبارة ابن عبد البر.
نسبة هذا القول للخطيب البغدادي
وأما نسبة الحافظِ اشتراطَ اللقاء في التدليس للخطيب البغدادي فهي خطأ واضح، لأن الخطيب قد صرح بعدم اشتراط اللقاء في التدليس، وقد تقدم ذكر قوله، والذي جعل الحافظ ينسب إلى الخطيب البغدادي هذا القول أمران؛
الأول: أنه لم يقف على قول الخطيب المتقدم ذكره، لأنه لم يذكره عند كلامه على التدليس، وإنما ذكره في أول كتابه في باب (معرفة ما يستعمل أصحاب الحديث من العبارات).
والثاني: أنه وقف على كلام للخطيب في التدليس وكلام له في الإرسال فيهما بعض العبارات التي حملت الحافظ على نسبة هذا القول إليه.
إلا أن هذين القولين لا يدلان مطلقاً على نسبة اشتراط اللقاء في التدليس للخطيب، وسيأتي ذكرهما، ثم إن قول الخطيب الصريح قاطع للنزاع في ذلك فلا يلتفت إلى غيره، والله تعالى أعلم.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] انظر المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس (1/ 75).
[2] انظر النكت على كتاب ابن الصلاح لابن حجر (2/ 614 - 615)، فقد ذكر قول ابن القطان ثم قال: "وابن القطان في ذلك متابع لأبي بكر البزار، وقد حكى شيخنا قولهما".
[3] النكت على مقدمة ابن الصلاح للزركشي (2/ 69).
[4] بيان الوهم والإيهام (5/ 493).
[5] النكت على مقدمة ابن الصلاح للزركشي (2/ 68).
[6] وقد استفدت ذلك من كتاب (المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس) (1/ 86) للشريف حاتم العوني.
[7] التبيين لأسماء المدلسين ص (36).
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[09 - 04 - 07, 06:20 ص]ـ
أرجو ألا يبخل علينا من اطلع على الموضوع من الأخوة الأفاضل بتعليقاتهم
ـ[عبد الله بن إبراهيم المدني]ــــــــ[10 - 04 - 07, 07:05 ص]ـ
جزيت خيراً ... سوف يكون هذا المبحث محل اهتمام بالنسبة لي.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[13 - 04 - 07, 12:19 ص]ـ
المطلب الثالث: معنى الإرسال وصوره
المراد بالإرسال الذي يبحث في صوره ليفرق بعد ذلك بينه وبين التدليس ههنا، هو الإرسال بمعناه العام، وهو الانقطاع، وليس المراد من الإرسال هنا الإرسال بمعناه الخاص الذي هو إسناد التابعي الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الإرسال عند المحدثين هو الانقطاع
¥(16/161)
من المعلوم أن أهل الحديث يطلقون الإرسال ويريدون به المعنى الخاص، ويطلقونه أيضاً لإرادة المعنى العام، الذي هو الانقطاع، غير أن إرادة المعنى الخاص لا تنافي إرادة المعنى العام أيضاً، لأن إرسال التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم نوع انقطاع، وعليه لا يكون ثمة بين أهل العلم من المحدثين في مسمى الإرسال خلاف، ويكون المراد من إطلاقه عندهم الانقطاع، أياً كان موضعه، وإنما يكون إطلاقه على المعنى المشهور أكثر في الاستعمال فقط، قال الخطيب البغدادي: "وأما المرسل فهو ما انقطع إسناده، بأن يكون في رواته من لم يسمعه ممن فوقه، إلا أن أكثر ما يوصف بالإرسال من حيث الاستعمال ما رواه التابعي عن النبي صلى الله عليه وسلم" [1].
والمتتبع لصنيع أهل الحديث يجدهم يطلقون الإرسال فيقولون هذا مرسل، وأرسله فلان، ويعنون بذلك الانقطاع. ومثل ذلك كثير جداً في صنيعهم لا يمكن إنكاره، فلا يكاد يوجد إمام من أئمة الصنعة إلا ويطلق الإرسال على الانقطاع أياً كان موضعه.
وتتبع صنيعهم لمعرفة مثل ذلك لا أظنه يعسر على المتخصصين، ومن أيسر الأمثلة وأقربها، كتب المراسيل والعلل والتواريخ، كالمراسيل لأبي داود، وابن أبي حاتم، والعلل لأحمد وابن المديني والدارقطني، والتاريخ الكبير للبخاري وغير ذلك، فإن فيها إطلاق المرسل على المنقطع.
ومن أئمة هذا الشأن الذين أثر عنهم إطلاق المرسل على المنقطع، أحمد بن حنبل [2]، ويحيى بن معين [3]، وعلي بن المديني [4]، والبخاري [5]، وأبو زرعة الرازي [6]، وأبو حاتم الرازي [7]، وأبو داود [8]، والترمذي [9]، والنسائي [10]، وأبو بكر البزار [11]، وابن خزيمة [12]، وغيرهم كثير جداً يعسر في الحقيقة استقصاؤهم لكثرتهم.
وأول من صرح بقصر إطلاق الإرسال على المعنى الخاص هو الحاكم النيسابوري في معرفة علوم الحديث [13]، إلا أنه مع ذلك في المستدرك يطلقه على المعنى العام، فقد قال في حديث من رواية الحسن: "مرسل صحيح فإن الحسن لم يسمع من عثمان بن أبي العاص" [14]، وقال في حديث من رواية مجاهد: "هذا إسناد صحيح مرسل فإن مجاهدا لم يسمع من علي" [15]، وقال في حديث آخر: "هذا حديث مرسل، فإن بين عمارة بن غزية وبين أبي أيوب ومعاوية مفازة" [16].
الصور الداخلة في مسمى الإرسال
تقدم أن معرفة صور الانقطاع في الإسناد بين الرواة تتوقف على معرفة وجود المعاصرة واللقاء أو السماع، من عدم ذلك، وأن معرفة كون الانقطاع ظاهراً أو خفياً تتوقف على قوة المعرفة بهذين الأمرين، فكلما قويت المعرفة بثبوتهما كلما اشتد خفاء الانقطاع، والعكس بالعكس.
ومن خلال ما تقدم نقله عن أهل العلم من النقاد في مسمى الإرسال، وأنه الانقطاع من أي موضع كان، يمكن الجزم بأن جميع صور الانقطاع داخلة في مسمى الإرسال، سواء في ذلك ما كان الانقطاع فيها خفياً، وما كان الانقطاع فيها ظاهراًً، فكل انقطاع في الإسناد يسمى إرسالاً، إلا أن بعضه إرسالٌ جلي ظاهر، وبعضه إرسال خفي.
وذلك بحسب وجود المعاصرة واللقاء وعدم وجودهما، فما كان الانقطاع فيه مع نفي المعاصرة أو شهرة نفي اللقاء فهو إرسال جلي، وما كان الانقطاع فيه مع وجود المعاصرة أو عدم ثبوتها فهو إرسال خفي.
الأدلة على دخول صور الانقطاع كلها في مسمى الإرسال
تقدم أن إطلاق الأئمة الإرسال بمعنى الانقطاع يقتضي دخول جميع صور الانقطاع في مسمى الإرسال، لأنهم لم يقيدوا الإرسال بصور معينة، وكلام الخطيب في تعريف الإرسال يدل على ذلك، ومما يؤيد دخول جميع صور الانقطاع في مسمى الإرسال ما يلي:
أن الأئمة يدخلون في مسمى الإرسال رواية المعاصر الملاقي، كما يطلقون الإرسال على رواية المعاصر غير الملاقي، ومثل ذلك دليل على دخول رواية غير المعاصر في مسمى الإرسال من باب الأولى، فإذا كان الأئمة يطلقون على رواية المعاصر الملاقي ورواية المعاصر غير الملاقي اسم الإرسال، مع إطلاقهم على الصورة الأولى اسم التدليس بالاتفاق، وعلى الثانية عند الأكثر، فإن إطلاق اسم الإرسال على غيرهما من الصور يكون من باب الأولى.
ومن الأدلة الواضحة على دخول تينك الصورتين في مسمى الإرسال ما يلي؛
¥(16/162)
1 - أولاً: إطباق الأئمة من النقاد وغيرهم على تسمية ما رواه الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمعوه منه مراسيل، وقد اشتهر الخلاف في مراسيل الصحابة، وإن كانت عند عامة أهل العلم مقبولة، كما هو معلوم، لأن إطباقهم على هذه التسمية - بغض النظر عن سببه - دليل واضح على دخول صورة رواية المعاصر الملاقي لما لم يسمعه في مسمى الإرسال.
2 - ثانياً: إطباق النقاد على تسمية ما رواه التابعي المخضرم عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وهذا دليل واضح أيضاً على دخول صورة رواية المعاصر غير الملاقي في مسمى الإرسال.
3 - ثالثاً: ما يذكره الأئمة في تراجم الرواة من أن فلاناً عن فلانٍ مرسل، مع وجود المعاصرة بينهما، بل مع وجود اللقاء كقولهم فلان لم يسمع من فلان إلا حديثين مثلاً والباقي مرسل، وهذا كثير في أقوالهم، بل قد سمى الأئمة الكتب التي تعتني بعدم سماع الرواة بعضهم من بعض كتب المراسيل، وقد أثبتوا فيها كثيراً من الرواة، ونصوا على عدم سماعهم لبعض حديث من عاصروهم، أو عدم سماعهم من بعض من عاصروهم مطلقاً.
4 - رابعاً: ما ذكره مسلم في مقدمة صحيحه حيث قال: "وإن كان قد عرف في الجملة أن كل واحد منهم قد سمع من صاحبه سماعاً كثيراً، فجائز لكل واحد منهم أن ينزل في بعض الرواية، فيسمع من غيره عنه بعض أحاديثه، ثم يرسله عنه أحياناً، ولا يسمي من سمع منه، وينشط أحياناً، فيسمي الرجل الذي حمل عنه الحديث، ويترك الإرسال، وما قلنا من هذا موجود في الحديث مستفيض من فعل ثقات المحدثين وأئمة أهل العلم، ... وهذا النحو في الروايات كثير يكثر تعداده، وفيما ذكرنا منها كفاية لذوي الفهم…لِما بينا من قبل عن الأئمة الذين نقلوا الأخبار، أنهم كانت لهم تارات يرسلون فيها الحديث إرسالا ولا يذكرون من سمعوه منه، وتارات ينشطون فيها فيسندون الخبر على هيئة ما سمعوا، فيخبرون بالنزول فيه إن نزلوا، وبالصعود إن صعدوا، كما شرحنا ذلك عنهم" [17].
وهذا القول من مسلم دليل واضح على دخول رواية المعاصر الملاقي في مسمى الإرسال، وإذا كانت صورة رواية المعاصر الملاقي تدخل في مسمى الإرسال فغيرها من الصور من باب الأولى.
5 - خامساً: ما ذكره الخطيب في باب المرسل، حيث قال: "باب الكلام في إرسال الحديث ومعناه وهل يجب العمل بالمرسل أم لا: لا خلاف بين أهل العلم أن إرسال الحديث الذي ليس بمدلس هو رواية الراوي عمن لم يعاصره أو لم يلقه"، ومثل الخطيب ببعض الأمثلة ثم قال: "فهذه كلها روايات ممن سمينا عمن لم يعاصروه، وأما رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه"، ومثل ببعض الأمثلة ثم قال: "وكذلك الحكم فيمن أرسل حديثاً عن شيخ لقيه إلا أنه لم يسمع ذلك الحديث منه، وسمع ما عداه" [18].
فذكر الخطيب في هذا الباب الصور كلها، فقوله (عمن لم يعاصره) مدخل لرواية غير المعاصر في مسمى الإرسال، وقوله (أو لم يلقه)، وكذلك قوله بعد ذلك (عاصره ولم يلقه) مدخل لرواية المعاصر غير الملاقي في مسمى الإرسال، وقوله (وكذلك الحكم فيمن أرسل حديثاً عن شيخ لقيه) مدخل لرواية المعاصر الملاقي في مسمى الإرسال.
فقول الخطيب هذا صريح في جعل الصور الثلاث داخلة في مسمى الإرسال، وذلك لتصريحه بإطلاق اسم الإرسال عليها، أما تصريحه بإطلاق اسم الإرسال على (رواية المعاصر الملاقي) في آخر كلامه فواضح، حيث قال: (وكذلك الحكم فيمن أرسل حديثاً عن شيخ لقيه).
وأما تصريحه بذلك في (رواية المعاصر غير الملاقي) فلكونه عطفها على (رواية غير المعاصر)، وهي الإرسال الظاهر، وقد شمل الصور كلها قوله: (إرسال الحديث الذي ليس بمدلس)، فكان المعنى في ذلك واضحاً بأن الخطيب يجعل الصور الثلاث من قبيل الإرسال.
وقد تأول الشريف العوني - حفظه الله - هذا القول من الخطيب بتأويل بعيد لا يصح، فجعل المقصود بكلام الخطيب في الإرسال هنا هو الصورة الأولى فقط، وهي رواية غير المعاصر، وأما رواية المعاصر غير الملاقي، وكذلك المعاصر الملاقي فإنهما غير مقصودتين بكلام الخطيب عند الشريف العوني.
¥(16/163)
لأنه لم يتصور إطلاق الإرسال على هذه الصور مع نفي التدليس عنها، في آنٍ واحدٍ، فذكر بأن الخطيب لم يرد بقوله: (أو لم يلقه) في قوله (عمن لم يعاصره أو لم يلقه) إثبات المعاصرة، وإنما أراد نفيها، وذلك لأنه أراد رواية الراوي عمن عاصره معاصرة هي وعدم المعاصرة سواء، فهي عدم معاصرة حكماً ومجازاً.
ثم استدل الشريف على أن المراد بهذه اللفظة نفيَ المعاصرة لا إثباتها ببعض الأمثلة التي ساقها الخطيب للصورة الأولى، فإن من الأمثلة ما تحققت فيه معاصرةٌ ما، مع أن الخطيب يقول بعد ذلك: "فهذه رواياتٌ ممن سمينا عمن لم يعاصروه" فجعل الشريف وجود معاصرة ولو كانت قليلة مع نفي الخطيب لها دليل على أنه أراد ببعض الأمثلة عدم المعاصرة حقيقة وعلى ذلك يتنزل قوله (رواية الراوي عمن لم يعاصره) وأراد بالبعض الآخر من الأمثلة عدم المعاصرة حكماً، وعلى ذلك يتنزل قوله (أو لم يلقه).
واستدل أيضاً بأن الصورة الأخيرة، وهي رواية المعاصر الملاقي هي صورة التدليس المتفق عليه، فلا يمكن أن يكون مقصوداً بكلام الخطيب.
وإنما ألجأه لهذا التأويل خشية أن يكون في كلام الخطيب دليل على قول من يفرق بين التدليس والإرسال الخفي وهو ابن حجر بجعل الأول مختصاً برواية المعاصر الملاقي وجعل الثاني مختصاً برواية المعاصر غير الملاقي، والحال أنه قد ثبت عن أهل العلم تسمية الصورتين تدليساً.
وبما أن في إطلاق الخطيب اسم الإرسال على تينك الصورتين معارضة لإطلاقه عليهما اسم التدليس، لعدم وجود فرق بينهما حينئذٍ لزم عنده التأويل، ولما كان إطلاق اسم التدليس عليهما عند الشريف أمراً مقطوعاً به كان تأويل كلام الخطيب المعارض لذلك والمقتضي إطلاق اسم الإرسال عليهما أمراً محتماً.
ولعمري لئن كان إطلاق اسم التدليس على رواية الملاقي وغير الملاقي أمراً مقطوعاً به، فليس إطلاق الإرسال عليهما بدون ذلك، وليس تأويل أحد الإطلاقين بأولى من تأويل الآخر، لأن إمكان تأويل قول الخطيب في المدلس بمثابة إمكان تأويل قوله في المرسل.
فكما أمكن عند الشريف تأويل قول الخطيب في المرسل (عمن لم يعاصره أو لم يلقه) بأن المراد من الصورتين صورة واحدة وهي عدم المعاصرة، حقيقة أو حكماً، فيكون معنى (لم يعاصره) أي لم يعاصره حقيقة، ومعنى (أو لم يلقه) أي لم يعاصره حكماً، فليمكن تأويل قول الخطيب في المدلس (رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه أو لقيه) بأن المراد بالصورتين صورة واحدة وهي اللقاء ويكون معنى (عاصره ولم يلقه) أي حكماً ومجازاً، أي أن الراوي لقي شيخه لقاء هو وعدم اللقاء سواء، ومعنى (أو لقيه) أي حقيقة، ومجرد اللقاء ولو حكماً في التدليس كافٍ في مفارقته للإرسال على قول من يفرق بينهما على ذلك الوجه.
ومع عدم قيام المقتضي لذلك التأويل المتقدم عن الشريف العوني - حفظه الله - لتلك اللفظة، لم يكن تأويله صحيحاً، لأن التأويل الصحيح هو حمل اللفظ على غير مدلوله الظاهر منه مع احتماله له بدليل يعضده [19]، والشريف قد حمل اللفظ على ما لا يحتمله أصلاً، ثم لم يأت على ذلك الحمل بدليل صحيح، وإنما قلت بأنه حمل اللفظ - أعني قول الخطيب (أو لم يلقه) - على ما لا يحتمله لما يلي:
أ- أن الخطيب قد ذكر ذلك القول في صدد تحرير الكلام عن المرسل، إذ بوب على ذلك الكلام بقوله: "باب الكلام في إرسال الحديث، ومعناه، وهل يجب العمل بالمرسل، أم لا"، وليس يتناسب مع إرادة تحرير الكلام أن يورد لفظة صريحة أو ظاهرة في معنى عند أهل الاصطلاح في مثل ذلك السياق ويكون مراده منها غير ما هو معروف.
ب- أنه لو لم يصرح الخطيب بمراده من هذه اللفظة لكان حملها على غير ما يعرفه أهل الاصطلاح منها على سبيل التأويل تأويلاً فاسداً، فكيف وقد صرح الخطيب بمراده منها على ما يعرفه أهل الاصطلاح، بقوله (فهذه كلها روايات ممن سمينا عمن لم يعاصروه، وأما رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه)، وقوله أيضاً (وكذلك الحكم فيمن أرسل حديثاً عن شيخ لقيه إلا أنه لم يسمع ذلك الحديث منه وسمع ما عداه).
¥(16/164)
ج- أن الخطيب ذكر بعد تلك الصور الثلاث أقوال أهل العلم في وجوب العمل بما هذه حاله، فذكر في ذلك قولين: القول الأول القبول، وأن العمل يجب به، والقول الثاني أن مثل ذلك لا يجب العمل به، بينما ذكر في باب المدلس لأهل العلم أربعة أقوال تقدمت الإشارة إليها، ولو كان المراد عند الخطيب بالصورتين الأخيرتين التدليس دون الإرسال لما صح أن يقتصر عند نقله لأقوال أهل العلم على ذينك القولين.
ولا يصح أن يقال بأن ذكر الخطيب لهذين القولين في العمل بالمرسل إنما يشمل الصورة الأولى ويرجع إليها دون الصورتين الأخيرتين، لأن الخطيب قد صدر ذكره لهذين القولين بعد ذكره للصور الثلاث بقوله (وقد اختلف العلماء في وجوب العمل بما هذه حاله) فاسم الإشارة (هذه) لا يصح أن يقال بأنه راجع إلى أبعد مذكور وهو رواية الراوي عمن لم يعاصره دون ما عداه، لعدم القائل بذلك، فقد قال ابن حزم: "والإشارة بخلاف الضمير، وهي عائدة إلى أبعد مذكور، وهذا حكمها في اللغة، إذا كانت الإشارة بذلك أو تلك أو هو أو أولئك أو هم أو هي أو هما، فإن كانت بهذا أو هذه فهي راجعة إلى حاضر قريب ضرورة، وهذا ما لا خلاف فيه بين أحد من أهل اللغة، ولا يعرف نحوي أصلا غير ما ذكرنا" [20]، ونقل ذلك عنه الزركشي في البحر المحيط ولم يخالفه [21].
وعليه فإن المراد بقول الخطيب (بما هذه حاله) تلك الصور الثلاث لأنها هي القريبة الحاضرة في كلام الخطيب، وأما قصر المراد بها على أولى الصور فلا وجه له، ولا حامل عليه، مع ما فيه من نسبة وجود اللبس في كلام إمام أراد بكلامه تحرير المقام.
د- أن الخطيب قد ذكر في ذلك الباب اختلاف مسقطي العمل بالمرسل من أهل العلم في قبول مراسيل الصحابة، ولو قلنا بأن المراد بالمرسل عند الخطيب في قوله المتقدم ليس إلا رواية الراوي عمن لم يعاصره لكان من غير المناسب أن يورد ذلك الخلاف في مراسيل الصحابة تحت ذلك الباب، لأن رواية الصحابي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبيل رواية المعاصر الملاقي، ولو كان الخطيب لا يرى دخول رواية المعاصر الملاقي في الإرسال لكان من المناسب أن يعقد لمراسيل الصحابة على أقل تقدير باباً أو فصلاً مستقلاً، على أن تسميتها بالمراسيل كافية في إثبات دخول رواية المعاصر الملاقي في باب المرسل.
هـ- أن الخطيب لو أراد في تعريف المرسل نفي المعاصرة حقيقة وحكماً لكان قوله (رواية الراوي عمن لم يعاصره) كافياً في ذلك لعمومه، ولما احتاج إلى أن يزيد قوله (أو لم يلقه) بل إن هذه الزيادة حينئذٍ دليل على إرادته صورة زائدة على الصورة المذكورة، والله تعالى أعلم.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] الكفاية ص (21).
[2] قال عبد الله بن أحمد كما في العلل ومعرفة الرجال (3/ 189): "قرأت على أبي: يحيى بن عبد الملك ابن أبي غنية قال حدثنا سفيان عن نافع عن ابن عمر أنه كان يغسل ذكره، قال: أبي هو مرسل، أراه بينهما إسماعيل بن أمية".
[3] قال كما في تاريخ ابن معين (رواية الدوري) (3/ 328): "كل ما روى الأعمش عن أنس فهو مرسل وقد رأى الأعمش أنسا".
[4] قال كما في العلل له ص (85): "عثمان بن حكيم عن عثمان بن أبي العاص ليس بالمتصل وهو مرسل لأنه لم يسمع من عثمان".
[5] قال الترمذي في العلل الصغير ص (244): "سألت محمدا عن حديث أبي المثنى من هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضحايا؟، فقال: هو حديث مرسل لم يسمع أبو المثنى من هشام بن عروة"، بل وفي الصحيح مواضع تدل على مثل ذلك.
[6] قال كما في المراسيل لابن أبي حاتم ص (15): "إبراهيم النخعي عن عمر مرسل وعن علي مرسل وعن سعد بن أبي وقاص مرسل".
[7] قال ابن أبي حاتم كما في المراسيل له ص (18): "سمعت أبي يقول: بيان عن علقمة والأسود مرسل لم يدركهما".
[8] قال في سننه ح (178)، (1/ 45): "وهو مرسل إبراهيم التيمي لم يسمع من عائشة".
[9] قال في سننه ح (1270)، (3/ 570): "هذا حديث مرسل، عون بن عبد الله لم يدرك ابن مسعود".
[10] حيث أخرج في سننه (4/ 219) حديثاً فيه ذكر مطرف بين ابن أبي هند وعثمان بن أبي العاص ثم رواه بدون ذكر مطرف ووصفه بالإرسال، وهذا نص قوله: "أخبرنا قتيبة قال حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن أبي هند أن مطرفا حدثه أن عثمان بن أبي العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صيام حسن ثلاثة أيام من الشهر، أخبرنا زكريا بن يحيى قال أنبأنا أبو مصعب عن مغيرة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي هند قال عثمان بن أبي العاص نحوه مرسل".
[11] حيث قال في مسنده (1/ 181): "لو ذكرنا كل ما روي عن أبي بكر؛ مرسلٍ ومنكرٍ وضعيف الإسناد إلى أبي بكرٍ لكثر ذلك" فوصف الرواية المنقطعة عن أبي بكر بالإرسال.
[12] حيث قال في صحيحه (3/ 115): "غلطنا في إخراج هذا الحديث، لأن هذا مرسل، موسى بن أبي عثمان لم يسمع من أبي هريرة".
[13] قال في معرفة علوم الحديث ص (28): " والنوع الثالث من المنقطع أن يكون في الإسناد رواية راو لم يسمع من الذي يروى عنه الحديث قبل الوصول إلى التابعي الذي هو موضع الإرسال ولا يقال لهذا النوع من الحديث مرسل إنما يقال له منقطع".
[14] المستدرك على الصحيحين (1/ 283).
[15] المستدرك على الصحيحين (2/ 585).
[16] المستدرك على الصحيحين (3/ 525).
[17] انظر مقدمة صحيح مسلم ص21 - 22.
[18] الكفاية ص (384).
[19] انظر إحكام الأحكام للآمدي (3/ 59).
[20] إحكام الأحكام لابن حزم (4/ 436).
[21] انظر البحر المحيط (4/ 435).
¥(16/165)
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[13 - 04 - 07, 07:53 م]ـ
أخي الفاضل اذا سمحت لي ان أدلي بدلوي فأقول:
إن تدليس الإسنداد هو المراد بالتدليس عند الإطلاق، وهو أهم صوره وأشهرها وأكثرها وجوداً. وهو أن يروي غير الصحابي عمن سمع منه - أو عمن حصل له من اللقاء به ما يظن معه حصول السماع - ما لم يسمعه منه من حديثه، حاذفاً الواسطة، قاصداً إيهام السماع بإحدى طرق الإيهام. وهو بتعبير آخر: أن يروي الشيخ حديثاً فيسمعه بعض تلامذته عنه، لا منه، أي يسمعه بواسطة وليس من الشيخ مباشرة، ثم بعد ذلك يرويه عن ذلك الشيخ موهماً سماعه إياه منه بحذف الواسطة والتعبير بإحدى الطرق الموهمة للسماع وهذا النوع من التدليس فيه إخفاء الانقطاع.
وعرف ابن الصلاح تدليس الإسناد بقوله:"أن يروي الراوي عمن لقيه ما لم يسمعه منه موهما أنه سمعه منه أو عمن عاصره ولم يلقه موهما أنه قد لقيه وسمعه منه" ().
وكذا عرفه الخطيب البغداي في كفايته () و ابن كثير ()،والنووي () وابن جماعة () غيرهم.
وعرفه الحافظ العراقي بقوله:"وهو أن يسقط اسم شيخه الذي سمع منه ويرتقي إلى شيخ شيخه أو من فوقه فيسند ذلك إليه بلفظ لا يقتضي اتصال بل بلفظ موهم له كقوله عن فلان أو أن فلانا أو قال فلان موهما بذلك أنه سمعه ممن رواه عنه وإنما يكون تدليسا إذا كان المدلس قد عاصر المروي عنه أو لقيه ولم يسمع منه أو سمع منه ولم يسمع منه ذلك الحديث الذي دلسه عنه " ().
وعلق الحافظ العراقي على تعريف ابن الصلاح بقوله:"ان الذي ذكره المصنف في حد التدليس هو المشهور عن اهل الحديث" ().
وزاد ابن جماعة في تعريفه:"ثم قد يكون بينهما واحد وقد يكون أكثر" ().
وسار عامة أهل المصطلح على هذا التعريف فجعلوا ما يرويه الراوي عمن "سمع منه" أو "عاصره" ما لم يسمعه منه موهما أنه سمعه منه،بمرتبة واحدة وعدوه تدليساً.
وذهب ابن القطان، وابن عبد البر، والعلائي، وابن حجر، والسخاوي، والسيوطي، وغيرهم إلى التفريق بينهما –كما سيأتي-واعترض الحافظ ابن حجر عليه (التعريف) بكونه (غير مانع)،إذ قال في معرض الاعتراض على تعريف ابن الصلاح للتدليس: ((وقوله: عمن عاصره ليس من التدليس في شيء،وانما هو:المرسل الخفي .... وقد ذكر ابن القطان في أواخر البيان () له تعريف التدليس بعبارة غير معترضة قال:"ونعني به أن يروي المحدث عمن قد سمع منه ما لم يسمعه منه من غير أن يذكر أنه سمعه منه،والفرق بينه وبين الإرسال، هو أن الإرسال: روايته عمن لم يسمع منه ولما كان في حديثه ما سمع منه جاءت روايته عنه بما لم يسمعه منه كأنها إيهام لسماعه ذلك الشيء فلذلك سمي تدليسا"،وهو صريح في التفرقة بين التدليس والإرسال،وأن التدليس مختص بالرواية عمن له عنه سماع بخلاف الإرسال –والله أعلم – وابن القطان في ذلك متابع لابي بكر البزار ()،وقد حكى شيخنا كلامهما ثم قال:"إن الذي ذكره المصنف في حد التدليس هو المشهور عن أهل الحديث وإنه إنما حكى البزار وابن القطان لئلا يغتر به" (). قلت – والقائل ابن حجر-ولا غرو هنا بل كلامهما هو الصواب،على ما يظهر لي في التفرقة بين التدليس والمرسل الخفي،وان كانا مشتركين في الحكم هذا ما يقتضيه النظر وأما كون المشهور عن أهل الحديث خلاف ما قالاه ففيه نظر. فكلام الخطيب في باب التدليس من الكفاية يؤيد ما قاله ابن القطان، قال الخطيب:"التدليس متضمن للإرسال لا محالة، لإمساك المدلس عن ذكر الواسطة وإنما يفارق حال المرسل بإيهامه السماع ممن لم يسمعه فقط وهو الموهن لأمره فوجب كون التدليس متضمنا للإرسال، والإرسال لا يتضمن التدليس لأنه لا يقتضي إيهام السماع ممن لم يسمع منه، ولهذا لم يذم العلماء من أرسل وذموا من دلس ())) أ. هـ كلام الحافظ. ()
قلت – عبد القادر-وتمام كلام الخطيب:" والتدليس يشتمل على ثلاثة أحوال تقتضي ذم المدلس وتوهينه فأحدها ما ذكرناه من إيهامه السماع ممن لم يسمع منه وذلك مقارب الإخبار بالسماع ممن لم يسمع منه" (). ففرق الحافظ بين المعاصرة واللقاء في ذلك،وعد الأولى تدليسا والثانية إرسالا خفيا ()،والحقيقة أن هذا التفريق متجه، والله أعلم.
وقال العلائي:"قال ابن عبد البر: اختلفوا في حديث الرجل عمن لم يلقه، مثل مالك عن سعيد ابن المسيب والثوري عن إبراهيم النخعي فقالت فرقة هذا تدليس، لأنهما لو شاءا لسميا من حدثهما كما فعلا في الكثير مما بلغهما عنهما، قالوا: وسكوت المحدث عمن حدثه مع علمه به دلسة، قال أبوعمر-يريد ابن عبد البر- فإن كان هذا تدليسا فما أعلم أحدا من العلماء سلم منه في قديم الدهر ولا حديثة اللهم إلا شعبة بن الحجاج ويحيى بن سعيد القطان فإنهما ليس يوجد لهما شيء من هذا لا سيما شعبة.وقالت طائفة ليس هذا بتدليس وإنما هذا إرسال، وكما جاز أن يرسل سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما وهو لم يسمع منهما ولم يسم أحد من أهل العلم ذلك تدليسا، كذلك مالك في سعيد بن المسيب انتهى كلامه.
والقول الأول ضعيف لأن التدليس أصله التغطية والتلبيس وإنما يجيء ذلك فيما أطلقه الراوي عن شيخه بلفظ موهم للاتصال وهو لم يسمعه منه فأما إطلاقه الرواية عمن يعلم أنه لم يلقه أو لم يدركه أصلا فلا تدليس في هذا يوهم الاتصال وذلك ظاهر وعليه جمهور العلماء والله أعلم " ().
وقال السيوطي:"والفرق بينه وبين الإرسال أن الإرسال روايته عمن لم يسمع منه، قال العراقي: والقول الأول هو المشهور وقيده شيخ الإسلام بقسم اللقاء وجعل قسم المعاصرة إرسالا خفيا." ().
وهكذا بان الفرق بين التدليس والمرسل الخفي، فما رواه الراوي عمن لقاه وسمع منه ما لم يسمعه فهو المدَلَس،وما رواه عمن عاصر ولم يلقه فهو المرسل الخفي.
¥(16/166)
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[13 - 04 - 07, 11:11 م]ـ
الحمد لله، يبدو أنك يا أخي عبد القادر كتب ما كتبته ولم تقرأ ما تقدم من المشاركات، فهذا الذي ذكرته ليس بخاف علي ولا على عامة طلاب الحديث، إذ هو المشهور عند المعاصرين، والحقيقة على خلاف ذلك، وليتك تفيدني بالتعليق على خصوص ما هو مكتوب هنا، فتقول مثلاً قولك كذا فيه نظر من جهة كذا، ونحو ذلك، ولك مني الشكر الجزيل.
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[14 - 04 - 07, 10:11 ص]ـ
المبحث الثاني: أقوال أهل العلم
في التفريق بين التدليس والإرسال
لم أجد في الحقيقة عن الأئمة المتقدمين قولاً بيناً للتفريق بين التدليس والإرسال، وأول من بين هذه المسألة بياناً - أراه - شافياً واضحاً هو الخطيب البغدادي في كتاب الكفاية، إلا أن ذلك البيان الذي وضحه الخطيب قد بقي حبيس كتابه، وإن كان قد نقله عنه الحافظ ابن حجر في النكت محتجاً به على التفريق بينهما، وتبعه في ذلك تلميذه السخاوي في فتح المغيث، إلا أن نقلهما لكلامه لم يتجاوز النقل دون بيان وجه الاستشهاد أو توضيح لمدلول ذلك التفريق الذي احتواه كلامه.
وقبل الدخول في تفاصيل الموضوع لا بد من تحديد موضع الاشتباه بين التدليس والإرسال الذي يفتقر إلى معرفة الفرق بينهما، فأقول:
تقدم أن صور الانقطاع في الإسناد التي عليها مدار كلام أهل العلم ثلاث صور؛ الأولى: رواية غير المعاصر، والثانية: رواية المعاصر غير الملاقي، والثالثة رواية المعاصر الملاقي، وتقدم أن الصورتين الثانية والثالثة داخلتان في مسمى التدليس، وأن الصور الثلاث كلها داخلة في مسمى الإرسال.
وعليه فالتدليس والإرسال يشتركان في صورتين، هما رواية المعاصر غير الملاقي، والمعاصر الملاقي، ويفترقان في صورة، يزيد بها الإرسال على التدليس، وهي رواية غير المعاصر.
وإذا كان التدليس والإرسال يشتركان في صورتين وهي عند وجود المعاصرة واللقاء وعند وجود المعاصرة دون اللقاء، فلا بد من وجود فرق بينهما، وإلا كان كل منهما بمعنى الآخر في هتين الصورتين، بحيث يجوز أن يوصف المرسل فيهما بكونه مدلساً، وأن توصف راويته بالتدليس، ويوصف المدلس بكونه مرسلاً، وتوصف رواية بالإرسال، فهل هذا هو الواقع عند أهل العلم أم أن ثمة فرقاً بين التدليس والإرسال في هتين الصورتين؟.
المطلب الأول: قول الخطيب في التفريق
بين التدليس والإرسال
أول من بين الفرق بين التدليس والإرسال بياناً واضحاً فيما أظن هو الخطيب البغدادي، فمع أنه جعل تينك الصورتين وهما رواية المعاصر الملاقي ورواية المعاصر غير الملاقي، داخلتين في التدليس والإرسال، إلا أنه بين فرقاً بينهما رغم اتحادهما في كلا الصورتين، حيث قال: "والتدليس على ضربين، قد أفردنا في ذكر كل واحد منهما بشرحه وبيانه كتاباً، إلا أنا نورد في هذا الكتاب شيئاً منه، إذ قد كان مقتضياً له.
الضرب الأول: تدليس الحديث الذي لم يسمعه الراوي ممن دلسه عنه، بروايته إياه على وجه يوهم أنه سمعه منه، ويعدل عن البيان لذلك [1]، ولو بين أنه لم يسمعه من الشيخ الذي دلسه عنه، فكشف ذلك لصار ببيانه مرسلاً للحديث، غير مدلس فيه، لأن الإرسال للحديث ليس بإيهام من المرسل كونه سامعا ممن لم يسمع منه، وملاقياً لمن لم يلقه، إلا أن التدليس الذي ذكرناه متضمن للإرسال لا محالة، من حيث كان المدلس ممسكاً عن ذكر من بينه وبين من دلس عنه، وإنما يفارق حاله حال المرسل بإيهامه السماع ممن لم يسمع منه فقط، وهو الموهن لأمره، فوجب كون هذا التدليس متضمناً للإرسال، والإرسال لا يتضمن التدليس، لأنه لا يقتضي إيهام السماع ممن لم يسمع منه، ولهذا المعنى لم يذم العلماء من أرسل الحديث، وذموا من دلسه" [2].
خلاصة ما ذكره الخطيب ههنا أن التدليس يتضمن الإرسال لدلالة التدليس على الانقطاع، وهو معنى الإرسال، ولا عكس، أي أن كل تدليس يكون مشتملاً على الانقطاع وهو الإرسال، وأما الإرسال فإنه لا يتضمن التدليس، فليس الإرسال مشتملاً على التدليس، ولذلك لا يمكن وصف الإرسال بأنه تدليس، وإنما يوصف التدليس بأنه إرسال، وذلك لأن التدليس يقتضي الإيهام، والإرسال لا يقتضيه، لكن ما هو مراده من كون التدليس يقتضي الإيهام والإرسال لا يقتضيه؟.
تفسير ابن حجر لكلام الخطيب
¥(16/167)
ذهب الحافظ ابن حجر في النكت [3] إلى أن كلام الخطيب هذا يعزز قول ابن القطان باشتراط العلم باللقاء في مسمى التدليس، ونقل جملة من كلام الخطيب وهي من قوله: (التدليس ... متضمن للإرسال) إلى قوله (لأنه لا يقتضي إيهام السماع ممن لم يسمع منه) فكأن الحافظ ابن حجر قد فهم من كلام الخطيب أنه يفرق بين التدليس والإرسال الخفي، وهذا صحيح، إلا أن الحافظ ظن أن ذلك التفريق تفريقٌ بين التدليس والإرسال الخفي بسبب اختلافهما من حيث الصور، ومن ثم جعل التدليس مختصاً بالمعاصرة واللقاء والإرسال الخفي مختصاً بالمعاصرة مع عدم اللقاء.
وهذا الذي ذهب إليه الحافظ لا يسعفه فيه كلام الخطيب، لأمور؛
1 - الأمر الأول: أن الخطيب قد أدخل الصورتين، وهما رواية المعاصر الملاقي والمعاصر غير الملاقي في مسمى التدليس والإرسال في آن واحد، فالقول بأن التفريق بينهما سببه اختلاف الصور ليس هو مقتضى كلام الخطيب.
2 - الأمر الثاني: أن عبارة الخطيب ههنا تشمل تدليس الملاقي وغير الملاقي، لأنه أتى بعبارة غير مقيدة بالسماع حيث قال: (الضرب الأول: تدليس الحديث الذي لم يسمعه الراوي ممن دلسه عنه) فلم يقل (ممن سمع منه) وإنما قال (ممن دلسه عنه) أي سواء سمع منه أم لا.
3 - الأمر الثالث: أن الخطيب نص صراحة على أن بيان الراوي بأنه لم يسمع ذلك الحديث ممن روى عنه يجعله مرسلاً لا مدلساً، فجعل الفارق في هذه الحالة هو بيان الراوي وليست الصور نفسها حيث قال (ولو بين أنه لم يسمعه من الشيخ الذي دلسه عنه، فكشف ذلك لصار ببيانه مرسلاً للحديث، غير مدلس فيه).
4 - الأمر الرابع: أن الخطيب نص على كون التدليس يتضمن الإرسال ولا عكس، وهذا يدل على أن بينهما عموم وخصوص، فالتدليس أخص من الإرسال والإرسال أعم، وتخصيص الحافظ ابن حجر التدليس بصورة معينة والإرسال بصورة معينة أخرى يجعلهما خاصين فليس واحد منهما بأعم من الآخر، ومن ثم فإن مقتضى قول الحافظ أن التدليس لا يتضمن الإرسال، وهو خلاف المراد من قول الخطيب.
وعليه فما ذهب إليه الحافظ من أن قول الخطيب في التدليس يؤيد ما قاله ابن القطان من أن الفرق بين التدليس والإرسال مرده إلى الصور وهي اختصاص التدليس باللقاء والإرسال بعدمه ليس بصواب والله تعالى أعلم.
تفسير الشريف العوني لكلام الخطيب
وذهب الشريف حاتم العوني [4] إلى أن الخطيب يفرق في كلامه هذا بين التدليس والإرسال الجلي وليس تفريقه هنا بين التدليس والإرسال الخفي كما يظنه الحافظ ابن حجر، واستدل الشريف على ذلك بأمور؛
1 - أن الإرسال - على فرض وجود مصطلح الإرسال الخفي - إذا أطلق فالمراد منه الإرسال الظاهر الجلي، فالذي ينبغي هو حمل الإرسال في كلام الخطيب عليه.
2 - أن صورة رواية المعاصر عمن لم يسمع منه قد صرح الخطيب بكونها تدليساً في تعريف التدليس، والخطيب يفارق بين التدليس وإرسال ما، وهذا الإرسال هو الإرسال الظاهر وإلا لكان الخطيب يفارق بين التدليس والتدليس.
3 - أن الفارق عند الخطيب هو الإيهام وهو موجود في رواية المعاصر عمن لم يلقه، وليس موجوداً في الرواية مع عدم المعاصرة وعليه تكون الأخيرة هي مقصود الخطيب.
4 - أن الخطيب بين أنه يريد المفارقة بين التدليس و (رواية الراوي عمن لم يعاصره) عندما قال: (لأن الإرسال للحديث ليس بإيهام من المرسل كونه سامعاً ممن لم يسمع منه وملاقياً لمن لم يلقه) أي لعدم وجود المعاصرة.
5 - أن الخطيب نص على أن الإرسال الذي يفرق بينه وبين التدليس لم يذمه العلماء، ورواية المعاصر عمن لم يلقه مذمومة فليست هي المعنية.
هذا هو ما ذهب إليه الشريف العوني من معنى كلام الخطيب، وهذه هي أدلته، والحقيقة أن ما ذهب إليه الشريف لا يسعفه فيه كلام الخطيب هنا لأمور؛
1 - الأمر الأول: أن حمل الإرسال في كلام الخطيب هنا على الظاهر الجلي الذي يختص بصورة معينة فقط يفقد الكلام أهميته، لأن المفارقة بين التدليس والإرسال الجلي معلوم لكل أحد، بحيث لا يقتضي ذلك كل هذا العناء من الخطيب لبيان الفرق بينهما.
¥(16/168)
2 - الأمر الثاني: أنه ثبت كما تقدم كون التدليس والإرسال عند الخطيب مشتركين في بعض الصور، وهذا لا يقتضي أنهما عنده بمعنى واحد، حتى يقال بأن الخطيب على هذا يفارق بين التدليس والتدليس، لإمكان وجود فارق بينهما مع الاشتراك في الصور، وسيأتي بيانه، إلا أن المهم في هذه النقطة هو كون الخطيب يعتبر التدليس والإرسال مشتركين في بعض الصور، بينما كلام الشريف هنا يقتضي أنهما غير مشتركين في أي من الصور، وليس ثمة إلا تدليس مختص بصور معينه وإرسال جلي مختص بصورة غيرها.
3 - أن الخطيب نص صراحة على أن تدليس المدلس وهو ما يشمل رواية المعاصر عمن سمع منه وعمن لم يسمع منه يكون إرسالاً بمجرد بيان الراوي أنه لم يسمعه ممن رواه عنه، فبمجرد بيان الراوي أنه لم يسمع الحديث يكون ببيانه ذلك مرسلاً للحديث غير مدلس فيه.
ولا شك أن صورة هذا الإرسال ليست هي صورة الإرسال الجلي، بل هو إرسال يشترك مع التدليس في الصورة، فليست الصورة هي الفارقة، وليست هي سبب نفي الإيهام عن ذلك الإرسال، وهو ما يخالفه كلام الشريف العوني.
4 - أن الخطيب علق التفريق بين التدليس والإرسال على مسألة الإيهام، لا على اختلاف الصور بينهما، فالإيهام هو الأصل، والصور تابعة له، لا العكس، وأما الشريف العوني فقد جعل مسألة الإيهام تابعة للصور، فعنده إذا كانت الرواية بطبيعتها موهمة لوجود المعاصرة كانت تدليساً لا إرسالاً، وإذا كانت الرواية غير موهمة لعدم المعاصرة كانت إرسالاً لا تدليساً، فالفرق الحقيقي عنده هو اختلاف الصور بينهما.
والحقيقة أن الإيهام وإن كان غير موجود عند انتفاء المعاصرة إلا أنه لا يلزم من ذلك وجوده عند وجود المعاصرة، فقد تكون المعاصرة موجودة ولا يوجد إيهام، كرواية من اشتهر عند عوام المحدثين أنه لم يسمع من فلان وقد عاصره، فروايته مع تلك الشهرة عمن عاصره لا إيهام فيها، بل قد يكون اللقاء موجوداً ولا يكون في الرواية المنقطعة إيهام، كأن يصرح الراوي بأنه لم يسمع من شيخه إلا عدداً معيناً، فتكون روايته عند طلابه بعد ذلك غير موهمة، أو كأن يبين في رواية معينة بأنه لم يسمعها من شيخه كما ذكر الخطيب.
وعليه فليس تخصيص التدليس بصور والإرسال بأخرى هو الفارق بين التدليس والإرسال لاشتراكهما في بعض الصور، ولعدم وجود التلازم بين صور التدليس والإيهام كما تقدم، ومن ثم فإن مفهوم المخالفة الذي فهمه الشريف العوني من قول الخطيب (لأن الإرسال للحديث ليس بإيهام من المرسل كونه سامعا ممن لم يسمع منه، وملاقياً لمن لم يلقه) ليس بلازم، لأنه فهم من قول الخطيب هذا بأنه يتحدث عن الإرسال الجلي الذي لا يوهم السماع ممن لم يسمع منه ولم يلقه، وأن السبب في عدم وجود الإيهام في هذا الإرسال هو عدم وجود المعاصرة.
والحقيقة أن هذا الفهم ليس بصواب لأنه مبني على كون صورة رواية المعاصر الملاقي وغير الملاقي موهمة دائماً، وقد تقدم أنه لا تلازم بين الإيهام وصور التدليس، وعليه فإن السبب في عدم وجود الإيهام من المرسل ليس لكون الإرسال المقصود هو الجلي، بل لوجود القرائن الدالة على عدم وجود الإيهام في صور الإرسال التي يفرق الخطيب بينها وبين التدليس.
ويؤيد هذا أن الخطيب عند ذكره لكون الإرسال لا يقتضي الإيهام جعله لا يقتضيه في صورتين لا صورة واحدة، الصورة الأولى ما ذكرها بقوله: (ليس بإيهام من المرسل كونه سامعا ممن لم يسمع منه) وهذه الصورة هي صورة رواية المعاصر الملاقي، فنفى كونها تقتضي الإيهام عن المرسل ولم ينفه عن المدلس، والصورة الثانية ما ذكرها بقوله: (ليس بإيهام من المرسل كونه ... ملاقياً لمن لم يلقه) وهذه الصورة هي صورة رواية المعاصر غير الملاقي، وقد نفى كونها تقتضي الإيهام عن المرسل ولم ينفه عن المدلس، وهذا النفي ليس لكون المقصود بالإرسال هنا الإرسال الجلي الظاهر، لأنه لو كان ذلك كذلك لاكتفى بذكر صورة واحدة، ولما حسن جعل المنفي عن الإرسال صورتين، وهما رواية المعاصر الملاقي، ورواية المعاصر غير الملاقي.
¥(16/169)
بل كان ينبغي على ما ذكره الشريف أن يذكر الخطيب في هذه المفارقة بين التدليس والإرسال صورة رواية غير المعاصر، إذ هي التي يجعلها الخطيب على رأي الشريف الفارق بين التدليس والإرسال، فكان حق الكلام أن يقول لأن رواية المرسل لا توهم المعاصرة، بخلاف رواية المدلس فإنها توهم لقاء من لم يلق وسماع ما لم يسمع.
وعليه فإن النفي لوجود الإيهام في المرسل وعدم نفيه في المدلس إنما هو لأن الإرسال والتدليس وصفان مبنيان على وجود القرائن التي تقتضي وجود الإيهام وعدم وجوده، فلا توصف الرواية بكونها إرسالاً لا تدليساً إلا إذا توفرت القرائن الدالة على عدم إرادة الإيهام أو وجوده، ولا توصف الرواية بالتدليس إلا لوجود تلكم القرائن، وهذه مسألة في غاية من الدقة سيأتي مزيد بيان لها، وهي تدل في نفس الوقت على دقة هذا العلم ودقة أهله المعتنين به.
5 - أن الخطيب قد جعل التدليس متضمناً للإرسال، أي أن كل تدليس يمكن وصفه بكونه إرسالاً، لدلالته على الانقطاع، ولكنه لم يجعل الإرسال متضمنا للتدليس، فلا يجوز وصف الإرسال بالتدليس عند الخطيب، فما كان إرسالاً لا يجوز وصفه بكونه تدليساً، وذلك لأن الإرسال لا إيهام فيه مطلقاً، فالوصف بالإرسال مقتضٍ عدم الإيهام، وهو مقتضٍ عدم الوصف بالتدليس، ولذلك ذكر الخطيب في أول كلامه بأن الراوي لو بين أنه لم يسمع (فكشف ذلك لصار ببيانه مرسلاً للحديث، غير مدلس فيه).
فقوله (غير مدلس فيه) نفي لوجود التدليس فيما أطلق عليه بأنه إرسال، وذلك لأن الإرسال لا يقتضي الإيهام بخلاف التدليس، هذا هو معنى قول الخطيب بأن التدليس يتضمن الإرسال ولا عكس.
أما الشريف العوني - حفظه الله - فقد فسر قول الخطيب هذا على أنه من باب الخصوص والعموم، فكل تدليس إرسال، وليس كل إرسال تدليساً، وهذا يعني أن بعض الإرسال تدليس، والحقيقة أنه ليس شيء من الإرسال بتدليس، لأن دلالة التدليس على الإرسال التي ذكرها الخطيب هي من قبيل دلالة التضمن المعروفة في علم الأصول، وهي دلالة اللفظ على جزء مسماه كدلالة البيت على الجدار، فالبيت مشتمل على الجدار وغيره، وليس الجدار مشتملاً على البيت وإنما هو جزء منه، فإذا ذكر البيت دل على الجدار، ولكن إذا ذكر الجدار لم يدل على بيت، وهكذا التدليس والإرسال، إذا ذكر التدليس دل على الإرسال، ولكن إذا ذكر الإرسال لم يدل على التدليس.
وهذا في الحقيقة خلاف ما عناه العوني من تفسيره لكلام الخطيب، لأن العوني يرى أن التفريق بين التدليس والإرسال من جهة اختلاف الصور، وأن الإرسال مخصوص برواية غير المعاصر، والتدليس مخصوص برواية المعاصر، إلا أنه يرى هذا الأخير إرسالاً أيضاً، ولكنه لا يتصور عنده انفكاك رواية المعاصر عن الوصف بالتدليس، فما من رواية منقطعة عن معاصر إلا ويلزم وصفها بالتدليس، وهذا خلاف ما يراه الخطيب من جواز وصف رواية المعاصر بكونها تدليساً متضمنا للإرسال تارة، وبكونها إرسالاً لا تدليس فيه تارة أخرى.
التفسير الصواب لكلام الخطيب
تبين مما تقدم أهم معالم كلام الخطيب غير أني أود تلخيص مراد الخطيب وإن كنت سأحتاج إلى مزيد شرح لقوله فيما سيأتي لكن أهم نقطة اشتمل عليها كلام الخطيب أن الصور الداخلة في التدليس قد تكون إرسالاً لا تدليس فيه بمجرد بيان الراوي أنه لم يسمع الحديث ممن روى عنه، وهذا استدلال منه بأن العمدة في التفريق هو على إيهام الراوي وعدم إيهامه في الصور نفسها التي يشترك فيها التدليس والإرسال، وهذا دليل على أن الفارق بينهما ليس سببه اختلافهما في الصور، وإنما سببه عائد إلى صنيع الراوي نفسه، فإن كان صنيعه يقتضي الإيهام كان تدليساً، وإلا كان إرسالاً فحسب، وبمعنى آخر إن كان قد قصد الإيهام فهو مدلس وإلا فلا.
وسيأتي بإذن الله ذكر الدلائل على أن الفارق بين التدليس والإرسال هو تقصد الراوي للإيهام وعدم تقصده، كما ستأتي الإشارة بإذن الله إلى كيفية معرفة النقاد أن الراوي قد تقصد الإيهام أو لم يتقصده، وأن ذلك ليس من علم الغيب، والله الهادي إلى صراط مستقيم.
--------------------------------------------------------------------------------
¥(16/170)
[1] جاء ت هذه الكلمة في المطبوع من الكفاية هكذا (بذلك) وهي في حاشية طبعة أخرى على ما ذكرته، وفي الطبعة التي حققها أبو إسحاق الدمياطي لم يذكر سوى الوجه الذي أثبته، وكذا جاءت في فتح المغيث للسخاوي وهو أصح.
[2] الكفاية ص (357).
[3] النكت على كتاب ابن الصلاح (2/ 615).
[4] انظر المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس (1/ 112 - 116).
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[14 - 04 - 07, 05:57 م]ـ
المطلب الثاني: قول ابن حجر في التفريق
بين التدليس والإرسال
تقدم أن الخطيب هو أول من بَيَّنَ الفرق بين التدليس والإرسال ببيان واضح شاف، وأهل الاصطلاح بعد الخطيب من ابن الصلاح فمن بعده إلى عصر الحافظ ابن حجر يشيرون إلى المرسل الخفي إشارة، ويعنونون له بـ (المراسيل الخفي إرسالها)، والناظر في كلامهم يتبين له أنه يوافق كلام الخطيب، وإن لم يبينوا الفرق بين التدليس والإرسال ببيان يرفع اللبس، ويجلي المسألة، ولعلهم تركوا بيان ذلك لوضوحه عندهم.
إلا أن ثمة رجلين من أهل الاصطلاح قبل الحافظ ابن حجر قد بينا الفرق بين التدليس والإرسال بياناً واضحاً، أحدهما معاصر لابن الصلاح، وهو أبو الحسن بن القطان الفاسي، والآخر بعدهما بقرن، وهو ابن رشيد الفهري.
أما قول ابن رشيد فليس هو مخالفاً لقول الخطيب وسيأتي ذكره، إن شاء الله تعالى، وأما أبو الحسن ابن القطان فإن قوله أول قول يخالف قول الخطيب البغدادي في معنى التدليس والفرق بينه وبين الإرسال، وذلك أنه قال: "التدليس ونعني به أن يروي المحدث عمن قد سمع منه ما لم يسمع منه من غير أن يذكر أنه سمع منه، والفرق بينه وبين الإرسال هو أن الإرسال روايته عمن لم يسمع منه، ولما كان في هذا قد سمع منه جاءت روايته عنه ما لم يسمع منه كأنها إيهام سماعه ذلك الشيء، فلذلك سمي تدليساً" [1].
هذا هو قول ابن القطان، والمراد منه هو أن التدليس يختص برواية الملاقي فقط، والإرسال مختص برواية غير الملاقي، ويدخل في رواية غير الملاقي رواية المعاصر الذي لم يسمع ورواية غير المعاصر أصلاً، وعليه فالفرق بين التدليس والإرسال عند أبي الحسن ابن القطان، هو اختلاف صور التدليس عن صور الإرسال، فالتدليس ليس له إلا صورة واحدة، وهي رواية الملاقي ما لم يسمعه، وما عدا هذه الصورة من صور الانقطاع فهي من الإرسال.
والفرق بين قول ابن القطان وقول الخطيب هو أن الخطيب جعل الفارق بين التدليس والإرسال مرده إلى صنيع الراوي لا إلى روايته حيث قال: (لأن الإرسال للحديث ليس بإيهام من المرسل)، وقال: (وإنما يفارق حاله حال المرسل بإيهامه السماع) فنسب الإيهام إلى الراوي لا إلى الرواية، بينما ابن القطان قد جعل الفارق بين التدليس والإرسال مرده إلى رواية الراوي فقال: (ولما كان في هذا قد سمع منه جاءت روايته عنه ما لم يسمع منه كأنها إيهام سماعه ذلك الشيء، فلذلك سمي تدليساً).
تحقيق ابن حجر
وهذا القول الذي ذكره ابن القطان اشتهر عند المعاصرين نسبة تحقيقِهِ للحافظ ابن حجر، وهو أن التدليس رواية الراوي عمن سمع منه ما لم يسمعه منه، والإرسال الخفي هو رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه، وأما رواية الراوي عمن لم يدركه فهو الإرسال الجلي الظاهر [2].
ثم إن الحافظ ابن حجر قد استدل على قوله بأدلة ذكرها وناقشها الشريف العوني مناقشة مطولة في كتابه المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس، وتتلخص أدلة الحافظ ابن حجر فيما يلي:
1 - أن هذا القول هو الظاهر من تصرفات الحذاق [3]، وكأنه يقصد ما فهمه من أن الشافعي والبزار والخطيب يشترطون اللقاء في التدليس، وقد تقدم بيان أنهم لا يشترطون ذلك.
2 - أن النقاد قد "أطبقوا على أن رواية المخضرمين مثل قيس بن أبي حازم وأبي عثمان النهدي وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم من قبيل المرسل لا من قبيل المدلس" [4]، فكأن الحافظ يقول بأن رواية المخضرم عن النبي صلى الله عليه وسلم هي رواية المعاصر عمن لم يلقه، ومع ذلك لم يسمها أحد تدليساً، وهذا يدل على أن التدليس مختص برواية الملاقي، وأن الإرسال مختص برواية غير الملاقي.
¥(16/171)
والجواب عن هذا الاستدلال هو أن يقال بأن وصف أهل العلم لرواية المخضرمين عن النبي صلى الله عليه وسلم بالإرسال دون التدليس لا يلزم منه أن يكون سبب ذلك كون صورة روايته صورة إرسالٍ، لما تقدم من أن الإرسال والتدليس يشتركان في بعض الصور ومنها صورة رواية المعاصر عمن لم يلقه أو لم يثبت لقاؤه له، وقد تقدم أن العمدة في معرفة الفرق بين التدليس والإرسال هو إيهام الراوي السماع وعدم إيهامه له.
ومن ثم فإن هناك احتمالاً آخر لعدم وصف رواية المخضرمين بالتدليس، بل هو السبب الحقيقي لعدم وصف روايتهم بالتدليس، وذلك بأن يكون الإيهام غير مقصود للمخضرم إما لوضوح الانقطاع في حالة من علم عدم لقائه، وإما لما اشتهر من أن القدماء لم يكونوا يعرفون التدليس ولا يقصدونه، وإنما يرسلون الأخبار إرسالاً لعدم العناية بالإسناد آنذاك.
وقد قال الشافعي: "ولم نعرف بالتدليس ببلدنا فيمن مضى ولا من أدركنا من أصحابنا إلا حديثاً" [5]، فقوله (إلا حديثاً) دليل على أن التدليس لم يكن معروفاً ببلده الحجاز في العصر القديم، ولا شك أن المخضرمين معدودين من أهل العصر القديم.
3 - أن إدخال المعاصرة ولو بغير لقي في تعريف التدليس يلزم منه إدخال المرسل الخفي في تعريفه ذلك [6].
والجواب على هذا أن الحافظ لم ير وجها للتفريق بين الإرسال والتدليس إلا بإثبات اختصاص كل منهما بصور غير صور الآخر، والحقيقة أنهما مشتركان في الصور، وهما مع ذلك مفترقان في اقتضاء أحدهما الإيهام دون الآخر، وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك، وسيأتي مزيد بيان له إن شاء الله تبارك وتعالى.
وخلاصة ما حققه الحافظ ابن حجر هو أن كلاً من التدليس والإرسال يختص بشيء دون الآخر، فالتدليس مختص برواية المعاصر الملاقي دون غيره، والإرسال مختص برواية غير الملاقي، سواء كان معاصراً أم لا، فإن كان معاصراً فهو الإرسال الخفي، وإلا كان هو الإرسال الجلي.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] بيان الوهم والإيهام 5/ 493.
[2] انظر النكت على كتاب ابن الصلاح لابن حجر (2/ 623).
[3] المصدر السابق.
[4] النكت لابن حجر (2/ 623).
[5] الرسالة ص (378).
[6] انظر شرح النخبة مع شرح الملا علي ص (425).
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[14 - 04 - 07, 10:23 م]ـ
المطلب الثالث: قول الشريف العوني
في التفريق بين التدليس والإرسال
من المعلوم أن عامة من جاء بعد الحافظ أو أكثرهم قد تابعوه على ما قاله من التفريق بين التدليس والإرسال، ومنهم من ذكر قول الحافظ، ومخالفته لابن الصلاح وغيره في ذلك، دون أن ينتقد أيٍّ من القولين، إلى أن جاء الشريف حاتم بن عارف العوني - حفظه الله -، فانتقد الحافظ في تزعمه لهذا التفريق، وأنه خلاف ما عليه أهل العلم بالحديث قديما وحديثاً ممن تقدم على عصر الحافظ ابن حجر، وذكر الشريف العوني أن ما يسميه الحافظ إرسالاً خفياً هو في الحقيقة تدليس، ودلل على ذلك بأدلة كثيرة، بل وزعم أن ذلك هو قول جميع أهل العلم، وأجاب عما يمكن أن يكون مؤيداً للتفريق بينهما.
قال العوني في آخر الفصل الثاني من الباب الأول من كتابه المرسل الخفي: "وخلصنا من هذا العرض الواسع إلى أن (الإرسال الخفي) كل انقطاع خفي، وإلى أن (الإرسال الخفي) ليس من مصطلحات الحديث عند أهل الاصطلاح، وعليه فقد خلصنا إلى أهم ما في هذا الباب، وهو أن التدليس يشمل: (رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه) وأن ادعاء أنها ليست من التدليس خطأ محض" [1].
وقال في كتاب الإجماع: "رواية الراوي عمن عاصره ولم يلقه تدليس، وفاعل ذلك مدلس. هذا ما كان عليه جميع أهل العلم، متقدمهم ومتأخرهم، كما ستراه في كتابي المذكور. إلى أن خالفهم في ذلك كله الحافظ ابن حجر، وعامة من جاء بعده" [2].
¥(16/172)
قد يقول قائل بأن قول الشريف العوني هذا لا يخالف ما عليه أهل العلم، لأنه يطلق على رواية المعاصر الملاقي وعلى رواية المعاصر غير الملاقي اسم التدليس والإرسال في آنٍ واحدٍ، وهذا هو الذي تقتضيه أقوال النقاد وصنيعهم، وهذا صحيح إلا أن للشريف العوني - حفظه الله - ههنا مخالفة جوهرية لما عليه أهل العلم، وهي أنه وإن كان يجعل الصورتين السابقين من صور التدليس والإرسال معاً إلا أنه لا يرى فرقاً بين إطلاق التدليس وإطلاق الإرسال على هذه الصور، لأن إطلاق الإرسال عليها من بعض الأئمة لا يقتضي عنده عدم إطلاق اسم التدليس عليها، فوصف تلك الصور بالتدليس أمرٌ لازمٌ عنده لا مناص عنه، وراوي ذلك مدلس على كل حال، سواء أطلق على روايته الإرسال أم لا.
والحقيقة أن أقوال النقاد وعملهم على خلاف ذلك، فقد يصفون الرواية بالتدليس، وقد يصفون نظيرتها في الصورة بالإرسال دون التدليس، والأدلة على ذلك أكثر من أن تدفع، وسوف تأتي الإشارة إلى ذلك عند ذكر الأدلة على أن الفرق بين التدليس والإرسال هو تقصد الإيهام.
وأما قول الشريف هذا فإنه وإن لم يصرح به إلا أن الدلائل على قوله به كثيرة جداً، لولا خشية إطالة البحث دون الحاجة الماسة إلى ذلك، إضافة إلى ضيق الوقت لسردت جملة من الدلائل على قوله بذلك، غير أن المتنبه لأقواله التي ترد معنا سيتضح له تبنيه لهذا القول، ومع ذلك فلن أخلي البحث من شيء يشير إلى هذا المعنى، ومن ذلك؛
أولاً: قوله بعد عرضه لمصطلح الإرسال الخفي في كتب المصطلح حيث قال: "لا وجود لمصطلح باسم الإرسال الخفي!!! هذا هو القول الصحيح، ولست أرضى وصفه بأنه الراجح ... وهو فصل الخطاب في مسألة التفريق بين التدليس و (رواية المعاصر عمن لم يلقه: الإرسال الخفي)، فلا (إرسال خفياً) أصلاً، حتى نسمي به (رواية المعاصر عمن لم يلقه) لنفارقها عن (التدليس)!! ".
مع قوله في آخر المبحث الأول من كتابه المرسل الخفي: "وإلى هنا أكون - والحمد لله - قد رصدت كل ما وقفت عليه من أقوال تطبيقية، وتصرفات عملية، لأئمة القرون الأولى، مما يبين علاقة ما يسميه المتأخرون الإرسال الخفي بالتدليس، وهل بينهما فرق أم لا فرق بينهما" [3].
فإن هذين القولين في الحقيقة كالتصريح بنفي أن توصف رواية المعاصر عمن لم يلقه بالإرسال دون التدليس، لأنه قيد عدم وجود الإرسال الخفي أصلاً بإرادة المفارقة بينه وبين التدليس، فكأنه يقول إذا كان المرسل الخفي غير التدليس فلا وجود له لأن الراوية التي توصف بالإرسال الخفي هي في الحقيقة التدليس، وأما إذا كان المراد منه التدليس نفسه فلا فرق بينهما حينئذٍ، ومن ثم فلا داعي لجعله اصطلاحاً خاصاً بصورة معينة.
ثم إن تنظيره لإثبات أن الإرسال الخفي ليس مصطلحاً عند أهل العلم لكون الصورة التي خصص لها عند المتأخرين تعتبر تدليساً يقتضي أنه يرى التدليس وصفاً لازما لرواية المعاصر غير الملاقي، ولو لم يكن ذلك لازما عنده لما كان في تسمية رواية المعاصر غير الملاقي بل والمعاصر الملاقي ما لم يسمعه إرسالاً خفياً في بعض الأحيان لا تدليساً أيُّ إشكال، حتى يوجب عند الشريف كل هذا التنظير والتنقيب والبحث والتعقيب.
ثانياً: إطلاقه على رواية المعاصر عمن لم يلقه اسم التدليس دائماً، ثم استشكاله بعد ذلك نفي بعض الأئمة التدليس عن مثل تلك الصورة، كاستشكاله مثلاً لنفي أبي حاتم التدليس عن أبي قلابة حين سأله ابنه فقال: "أبو قلابة عن معاذة أحب إليك أو قتادة عن معاذة؟ فقال: جميعا ثقتان، وأبو قلابة لا يعرف له تدليس" [4]، مع أن أبا حاتم قد ذكر في موضع آخر رواية أبي قلابة عمن لم يسمع منه، حين قال: "قد أدرك أبو قلابة النعمان بن بشير ولا أعلم سمع منه" [5].
فلولا أن الشريف العوني يرى لزوم وصف رواية المعاصر عمن لم يسمع منه بالتدليس أمراً لازما لما استشكل نفي أبي حاتم التدليس عن أبي قلابة مع إثباته لرواية أبي قلابة ممن لم يسمع منه، لإمكان حمل رواية أبي قلابة عن النعمان على الإرسال دون التدليس لو كان لا يقول بذلك اللزوم.
ولذلك أجاب عن هذا الاستشكال وهو استدلال في الحقيقة لابن حجر بأن نفي أبي حاتم التدليس يحتمل أحد أمرين؛
¥(16/173)
1 - الأمر الأول: أن أبا حاتم ينفي التدليس عن أبي قلابة فعلاً، وأن ذلك هو مقتضى كلامٍ للذهبي والمعلمي نقله، وتكون رواية أبي قلابة عن النعمان بن بشير منقطعة واضحة الانقطاع عند أبي حاتم [6]، وإنما قال الشريف ذلك لأن الانقطاع الخفي تدليس لا يصح نفيه عن فاعله عنده، وهو دليل على التلازم بين الوصف بالتدليس ورواية المعاصر عمن لم يسمع منه.
إلا أن هذا الجواب من الواضح أنه لا يصح لتصريح أبي حاتم بأنه لا يعلم لأبي قلابة سماعاً من النعمان مع جزمه بإدراكه له، وهذه الصورة من الانقطاع لا يصح وصفها بالوضوح مطلقاً.
2 - والأمر الثاني: أن أبا حاتم إنما يقصد بنفيه التدليس خصوص رواية أبي قلابة عن معاذة، وأنه لا يعرف له تدليس عنها، لا أنه ينفي التدليس عن أبي قلابة مطلقاً [7].
وهذا الجواب خلاف ظاهر عبارة أبي حاتم لدلالتها على العموم من جهة كون التدليس المنفي عن أبي قلابة نكرة في سياق النفي وهي تعم كما هو معلوم، وثمة ما يدل على عدم صحة جواب الشريف هذا غير ما في ظاهر عبارة أبي حاتم من العموم إلا أنني لست بصدد بيان ذلك.
وإنما القصد من إيراد جواب الشريف العوني هنا الاستدلال به على اعتقاده التلازم بين التدليس ورواية المعاصر عمن لم يسمع منه، فلولا أنه يرى لزوم وصف رواية المعاصر عمن لم يسمع منه بالتدليس لما تكلف حمل نفي أبي حاتم التدليس عن أبي قلابة على أن المراد منه نفيه عن رواية معينة لا نفيه مطلقاً.
ثالثاً: تأويله لقول الخطيب عند بيانه للفرق بين التدليس والإرسال بأنه يريد بالإرسال الإرسال الظاهر الجلي، وتعليله ذلك التأويل بأن الخطيب لو كان يريد بالإرسال رواية المعاصر ما لم يسمعه لكان يفارق بين التدليس والتدليس، وقد تقدم قوله هذا عند ذكر تفسير كلام الخطيب في التدليس، وسيأتي نظير له عند ذكر الأدلة على أن قصد الإيهام هو الفارق.
وهذا التأويل والتعليل من أوضح الدلائل على كون رواية المعاصر ما لم يسمعه من قبيل التدليس عند الشريف العوني ولا بد.
هذه بعض الشواهد على قوله بلزوم وصف رواية المعاصر ما لم يسمعه بالتدليس، وثمة شواهد في كلامه كثيرة تدل على هذا المعنى غير أن فيما ذكرت كفاية إن شاء الله تعالى.
وخلاصة قول الشريف العوني هو أن العمدة عدم وجود فرق بين التدليس وما يسمى بالإرسال الخفي، فكل إرسال خفي تدليس وكل تدليس إرسال خفي، وأما الإرسال الظاهر فالفرق بينه وبين التدليس ظاهر، وهو أن التدليس رواية المعاصر ما لم يسمعه، والإرسال هو رواية غير المعاصر ما لم يسمعه.
وهذا القول يعتبر الإرسال الخفي المجرد عن الوصف بالتدليس لا وجود له، فوصف رواية المعاصر ما لم يسمعه بالتدليس - عنده - أمر لازم لا مناص عنه ولا محيد، والله تعالى أعلم.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس (1/ 216).
[2] إجماع المحدثين ص (144).
[3] المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس (1/ 74).
[4] الجرح والتعديل (5/ 57).
[5] المراسيل لابن أبي حاتم ص (110).
[6] انظر المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس (1/ 64).
[7] انظر المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس (1/ 66).
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[15 - 04 - 07, 01:31 م]ـ
المبحث الثالث: حقيقة الفرق
بين التدليس والإرسال
بعد هذا العرض المتقدم للأقوال في التفريق بين التدليس والإرسال أكاد أجزم بأن الصواب هو القول الأول، والذي يقتضي أن يكون الفرق بين التدليس والإرسال هو تقصد الراوي لإيهام السماع وعدم تقصده، وهو قول الخطيب البغدادي، بل أزعم أنه قول كافة النقاد، والأدلة في الحقيقة على هذا الزعم كثيرة جداً، غير أني سأحاول أن أنظم عقدها في عناوين كلية أجعل تحت كل عنوان طرفاً من تلك الأدلة، وكما قيل يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق.
ثم إنه يمكن تقسيم تلك الأدلة إلى قسمين في مطلبين؛ المطلب الأول في الأدلة نظرية، والمطلب الثاني في الأدلة التطبيقية، فأقول:
المطلب الأول: الأدلة النظرية على كون
تقصد الإيهام هو الفارق بين التدليس والإرسال
في هذا المطلب عدد من الأدلة إلا أن الوقت المخصص للبحث يضيق عن استيعابها، غير أن من أهم تلك الأدلة النظرية أربعة أدلة، وهي؛
¥(16/174)
الدليل الأول: تنصيص جماعة من العلماء على أن القصد معتبر في التدليس، وهم:
1 - أبو الحسين بن القطان الشافعي، ت (359) [1].
فقد قال بعد أن ذكر كراهة التدليس: "وجملته أن المحدث إن قصد بقوله عن فلان إيهام أنه سمع منه فهو غش، وإن كان على طريق الفتوى كقصة أبي هريرة في الجنب يصوم فإن ذلك لا يضره، ... ، ومن عرف بالتدليس لا يقبل منه حرف حتى يبين سماعه" [2].
2 - أبو بكر الجصاص الفقيه الحنفي، وكان من أصحاب الحديث، ت (370) [3].
فقد تحدث عن التدليس ثم قال: "وليس [4] كل من أسقط من بينه وبين من روى عنه رجلا مدلسا, لأن الصحابة قد رووا عن النبي عليه السلام كثيرا من الأحاديث التي لم يسمعوها، وحذفوا ذكر من بينهم وبين النبي عليه السلام, واقتصروا على أن قالوا: قال النبي عليه السلام، وكذلك التابعون, ولا يسمون مدلسين من وجهين؛
أحدهما: أنهم إنما قصدوا الاختصار, وتقريب الإسناد على السامعين منهم.
الآخر: أنهم أرادوا بالإسناد تأكيد الحديث, والقطع على رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه قاله, ولم يقصدوا التزين بعلو الإسناد.
وكذلك نقول فيمن بعدهم, من قصد منهم بحذف الرجل الذي بينه وبين المروي عنه أحد هذين الوجهين، فإنا لا نسميه مدلسا, وإنما المدلس من يقصد بحذف الرجل الذي سمعه التزين بعلو السند, ونحو ذلك، وهذا القصد غير محمود" [5].
3 - أبو عبد الله الحاكم النيسابوري أحد أئمة الصنعة الحديثية ت (405).
فقد تحدث عن ذم التدليس، وذكر بعض من عرفوا به ثم قال: "ففي هذه [6] الأئمة المذكورين بالتدليس من التابعين جماعة، وأتباعهم، غير أني لم أذكرهم، فإن غرضهم من ذكر الرواية أن يدعو إلى الله عز وجل فكانوا يقولون قال فلان لبعض الصحابة فأما غير التابعين فأغراضهم فيه مختلفة" [7].
ووجه الدلالة من قول الحاكم ظاهر، وهو تصريحه بكون المانع من ذكره لبعض الأئمة في المدلسين مع أن صورة ما فعلوه هو التدليس كونهم لم يكن قصدهم إلا الدعوة إلى الله، ولو علم منهم تقصد الإيهام لذكرهم، مما يدل على اعتبار القصد عنده في مسمى التدليس.
4 - الخطيب البغدادي إمام الصناعة الحديثية، ت (463)
فقد ذكر ما يستعمله المحدثون من ألفاظ التحديث وذكر مراتبها، فذكر أن أرفعها سمعت ثم حدثنا ثم أنبأنا ثم أخبرنا ثم قال: "وقد قال بعض أهل العلم بالعربية: هذه الألفاظ الثلاثة بمنزلة واحدة في المعنى، وقال غيره: حدثنا ونبأنا أدخل إلى السلامة من التدليس من أخبرنا، وإنما استعمل من استعمل أخبرنا ورعا ونزاهة، لأمانتهم فلم يجعلوها للينها بمنزلة حدثنا ونبأنا، وإن كانت نبأنا تحتمل ما تحتمله حدثنا وأخبرنا، وبالجملة فان النية هي الفارقة بين ذلك على الحقيقة" [8].
ووجه الدلالة من قول الخطيب أنه جعل النية هي الفارقة بين مراتب هذه الألفاظ، فمن علم من نيته أنه يستعمل شيئاً من هذه الألفاظ في التدليس كان ذلك اللفظ الذي يستعمله على ذلك الوجه أقل مرتبة من اللفظ الذي لا يستعمله كذلك، هذا ما ظهر لي من معنى كلام الخطيب هذا، وهو دليل على اعتبار تقصد الإيهام في التدليس عند الخطيب.
ويؤيد هذا الفهم الذي ذكرته في معنى كلام الخطيب المتقدم أنه نقل عن بعض أهل العلم في موضع آخر بأن القارئ على الشيخ لا يجوز له أن يقول حدثني ولا أخبرني، ثم ذكر بأنه الصحيح، ثم قال: "وليس ببعيد عندنا جواز ذلك، لمن علم حاله أنه لا يقصد إيهام سماع لفظه، وإخباره، وحديثه، من لفظه، وأنه إنما يستعمل ذلك على معنى أنه قرئ عليه وهو يسمع، وأنه أقر به، أو سكت عنه سكوت مقر به، إذا كان ثقة عدلا، لا يقصد التمويه والإلباس، فأما إن عرف بقصد ذلك لم يقبل حديثه، ولم يسغ له ذلك" [9].
وفي هذا القول دلالة واضحة على اعتبار تقصد الإيهام في التدليس، حيث لم يجوز للمحدث أن يقول فيما قرأه على شيخه حدثني ولا أخبرني، إذا كان يقصد إيهام السماع من لفظ الشيخ، بينما أجاز له أن يقول ذلك إذا لم يقصد التمويه.
وشاهدي من هذا النقل أن الخطيب قد جعل قصد الإيهام سبباً لعدم جواز لفظ من ألفاظ التحمل التي لا يترتب عليها في الحقيقة انقطاع أصلاً، لكون ذلك اللفظ مع قصد الإيهام نوعاً من التدليس، وإلا لما كان لمنع الخطيب إياه أي وجه حينئذٍ.
¥(16/175)
وإذا كان قصد التمويه قد جعل فارقاً بين التدليس وعدمه في مسألةٍ لا يترتب عليها رد الرواية، فإن جعله الفارقَ في مسألة يترتب عليها ذلك أحرى وأولى، لأن التدليس الذي يترتب عليه الانقطاع أولى بالذم من التدليس الذي لا يترتب عليه ذلك، ومن ثم كانت نسبة التدليس الأول - وهو ما يترتب عليه الانقطاع - إلى الراوي أولى بالتحري من نسبة التدليس الثاني إليه، فكان تعليق النسبة على قصد التمويه هو مقتضى ذلك التحري.
5 - شمس الأئمة السرخسي الفقيه الحنفي، ت (490) [10]
فقد تكلم عن التدليس ثم قال: "وقد بينا أن الصحابة كانوا يفعلون ذلك، فيقول الواحد منهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، فإذا روجع فيه قال سمعته من فلان يرويه عن رسول الله عليه السلام، وما كان ينكر بعضهم على بعض ذلك، فعرفنا أنه لا بأس به، وأن هذا النوع لا يكون تدليساً مطلقاً، فإنه لا يجوز لأحد أن يسمي أحدا من الصحابة مدلساً.
وإنما التدليس المطلق أن يسقط اسم من رواه له، ويروى عن راوي الأصل على قصد الترويج بعلو الإسناد، فإن هذا القصد غير محمود، فأما إذا لم يكن على هذا القصد، وإنما كان على قصد التيسير على السامعين بإسقاط تطويل الإسناد عنهم، أو على قصد التأكيد بالعزم على أنه قول رسول الله عليه السلام قطعاً، فهذا لا بأس به، وما نقل عن الصحابة والتابعين محمول على هذا النوع" [11].
6 - ابن رشيد الفهري، وكان بصيراً بالحديث، ت (721) [12].
فقد نقل ابن رشيد عن ابن الصلاح قوله: "ومن الحجة في ذلك وفي سائر الباب أنه لو لم يكن قد سمعه منه لكان بإطلاقه الرواية عنه من غير ذكر الواسطة بينه وبينه مدلسا" [13]، فاعترض ابن رشيد على قول ابن الصلاح هذا بقوم عنعنوا مرسلين ولم يعدوا مدلسين، ثم قال: "هذا لا يلزم لإمكان وسط بينهما وهو كونه مرسلاً، فليس بمجرد العنعنة من غير ذكر الواسطة يعد مدلساً، بل بقصد إيهام السماع فيما لم يسمع" [14] ثم قال بعد ذلك: "هذا هو الفيصل في هذه المسألة وهذه نكتة نفيسة تكشف لك حجاب الإشكال، وتوضح الفرق بين من عنعن فعد مرسلاً، ومن عنعن فعد مدلسا" [15].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (16/ 159): "ابن القطان، من كبراء الشافعية، أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد البغدادي، قال الخطيب: له مصنفات في أصول الفقه وفروعه، مات سنة تسع وخمسين وثلاث مئة، ذكره مختصرا، تفقه بابن سريج ثم بأبي إسحاق المروزي، وتصدر للإفادة واشتهر اسمه، وذكره أبو إسحاق في الطبقات".
[2] انظر البحر المحيط في أصول الفقه للزركشي (3/ 369).
[3] قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (16/ 340 - 341): "أبو بكر الرازي، الإمام العلامة المفتي المجتهد، علم العراق، أبو بكر أحمد بن علي الرازي الحنفي صاحب التصانيف، تفقه بأبي الحسن الكرخي، وكان صاحب حديث، ورحلة لقي أبا العباس الأصم وطبقته بنيسابور، وعبد الباقي بن قانع ودعلج بن أحمد وطبقتهما ببغداد، والطبراني وعدة بأصبهان، وصنف وجمع وتخرج به الأصحاب ببغداد، وإليه المنتهى في معرفة المذهب ... مات في ذي الحجة سنة سبعين وثلاث مئة، وله خمس وستون سنة"، وانظر طبقات الحنفية ص (84) فقد بين أنه الجصاص فقال: "أحمد بن علي أبو بكر الرازي الإمام الكبير الشان المعروف بالجصاص".
[4] الذي في المطبوع (ولا سيما) وهو غلط ظاهر.
[5] الفصول في الأصول (3/ 189 - 190).
[6] كذا في المطبوع ولعل الصواب (هؤلاء).
[7] معرفة علوم الحديث ص (104).
[8] الكفاية ص (287).
[9] الكفاية ص (296).
[10] قال ابن أبي الوفا في طبقات الحنفية (2/ 28): "محمد بن أحمد بن أبي سهل أبو بكر السرخسي، ... ، الإمام الكبير، شمس الأئمة، صاحب المبسوط وغيره، أحد الفحول، الأئمة الكبار، أصحاب الفنون، كان إماما علامة حجة متكلما فقيها أصوليا مناظراً، ... ، مات في حدود التسعين وأربع مائة".
[11] أصول السرخسي (1/ 379 - 380).
[12] قال السيوطي في طبقات الحفاظ ص (528 - 529): "ابن رشيد، الإمام المحدث ذو الفنون محب الدين، أبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد ابن عمر بن محمد بن إدريس بن سعيد بن مسعود بن حسن بن محمد بن عمر بن رشيد الفهري السبتي، قال لسان الدين ابن الخطيب في تاريخ غرناطة: كان إماما مضطلعا بالعربية واللغة والعروض فريد دهره عدالة وجلالة وحفظا وأدباً، عالي الإسناد، صحيح النقل، تام العناية بصناعة الحديث، قيما عليها، بصيرا بها، محققا فيها، ذاكرا للرجال، ... ، وقال ابن حجر: طلب الحديث فمهر فيه، ... ، مات بفاس في محرم سنة إحدى وعشرين وسبعمائة".
[13] مقدمة ابن الصلاح ص (64)، وانظر السنن الأبين ص (65).
[14] السنن الأبين ص (66 - 67).
[15] السنن الأبين ص (67).
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[15 - 04 - 07, 05:08 م]ـ
العفو، تكرر رقم 4 ثلاث مرات، والصواب أن عدد الأئمة الذين نصوا على اعتبار القصد ههنا ستة، كما أن المعلمي في التنكيل نص على اعتبار القصد، كنت قد اطلعت على ذلك أثناء كتابة ثم نسيته فلم أدرجه ضمن نصوص الأئمة، وقد ذكرني به فضيلة الشيخ عبد الرحمن الفقيه فله جزيل الشكر
¥(16/176)
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[15 - 04 - 07, 05:28 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه، وبعد؛
أيها الأخوة الفضلاء، كتاب هذا الملتقى المبارك، من المتخصصين في علم الحديث، لقد كتبت كثيرا من مطالب البحث ولم أر شيئاً ذا بال من تعليقاتكم، وكنت أظن البحث ذا أهمية لكونه يعالج قضية من مهمات قضايا المصطلح، وقد ترتب عليها في هذا العصر أخطاء منهجية، كنت بصدد التعرض لذكر بعضها، غير أني بدأت أشعر الآن بخيبة الأمل في جدوى عرض مثل هذا البحث في هذا الوقت، على أني لست أدري هل سبب إعراض الإخوة عن التعليق كون نتيجة البحث معلومة لديهم، أم أن الأمر ليس بالأهمية التي أتصورها، وعليه فقد رأيت أن أتوقف عن كتابة بقية المطالب، والله الموفق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[15 - 04 - 07, 09:44 م]ـ
أخي الحبيب أنت لم تأت بجديد وما نقلتُه وما نقلتَه مسطور ومدون ومتداول أسأل الله أن يوفقك على هذا الجمع الجيد
ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[15 - 04 - 07, 10:19 م]ـ
شكراً جزيلاً
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[15 - 04 - 07, 10:48 م]ـ
لا شك أن آخر مبحث هو واسطة العقد وأظن أن التعليقات ستكون بعد الانتهاء من البحث
ولي سؤال:
ألا يعكر على استثناء التابعين من مسمى التدليس كما نقلتم عن الحاكم والجصاص رحمهما الله إطلاق مسمى التدليس على الحسن البصري وغيره.
فإن كان ذلك كذلك، ألا يكون الأولى أن نقول أن إطلاق اسم التدليس هو متعلق بمطلق الإيهام سواء قصده أم لم يقصده؟
واستفدت هذا من قول الحاكم في معرفة علوم الحديث -وقد تفضلتم بنقله- وأنا أزعم أنه قد يفهم منه خلاف ما قررتم وهو قوله رحمه الله:
ففي هذه الأئمة المذكورين بالتدليس من التابعين جماعة وأتباعهم غير أني لم أذكرهم فإن غرضهم من ذكر الرواية أن يدعو الى الله عز وجل فكانوا يقولون قال فلان لبعض الصحابة فأما غير التابعين فأغراضهم فيه مختلفة
وفي هذه العبارة يقول رحمه الله "الأئمة المذكورين بالتدليس من التابعين" فدل هذا على أنه قد نقل وصفهم بالتدليس عن أهل العلم، ولكنه لم يذكرهم لنبل مقصدهم لا لنفي الوصف بالتدليس عنهم والله تعالى أعلم
ويدل على هذا أنه في النوع التالي وهو "قوم يدلسون الحديث فيقولون قال فلان فإذا وقع إليهم من ينقر سماعاتهم ويلح ويراجع ذكروا فيه سماعاتهم" ذكر أيضا هشام بن عروة و أبي إسحاق وهم من التابعين
بل وذكر في الجنس الرابع من التدليس وهو "قوم دلسوا أحاديث رووها عن المجروحين فغيروا أساميهم وكناهم كي لا يعرفوا" فذكر فيهم من التابعين الحسن البصري و الحكم بن عتيبة والسبيعي رحمهم الله بل إن الحاكم رحمه الله قد نقل نقلا مهما في هذا الباب فروى عن خلف بن سالم قال سمعت عدة من مشايخ أصحابنا تذاكروا كثرة التدليس والمدلسين فأخذنا في تمييز أخبارهم فاشتبه علينا تدليس الحسن بن أبي الحسن وإبراهيم بن يزيد النخعي لأن الحسن كثيرا ما يدخل بينه وبين الصحابة أقواما مجهولين وربما دلس عن مثل عتي بن ضمرة وحنيف بن المنتجب ودغفل بن حنظلة وأمثالهم وإبراهيم أيضا يدخل بينه وبين أصحاب عبد الله مثل هني بن نويرة وسهم بن منجاب وخزامة الطائي وربما دلس عنهم وذكر تدليس أبي إسحاق السبيعي فأكثر من عجائبه وكذلك الحكم ومغيرة وابن إسحاق وهشيم
وخلف بن سالم حافظ مجود ومن مشايخه ابن علية ويحيى بن سعيد القطان و غندر فهم أثبتوا التدليس على هؤلاء القوم ونقل الحاكم ذكرهم بالتدليس عنهم رغم أن الحاكم نفسه قد نص على خروج التابعين عنده من قصد الإيهام و نص على أن قصدهم من الإرسال الدعوة أو تخفيف الإسناد لا التزين بعلو الإسناد.
والمحصلة فإن استدلالكم -سددكم الله- بكلام الحاكم لا يصفو لكم، فإن الظاهر في نظري القاصر -والله أعلم- أن الحاكم إنما أعرض عن ذكرهم لنبل قصدهم لا إخراجا لهم من وصف التدليس ودللت على ذلك بأنه عاد فوصف كثيرا من هؤلاء الأئمة بهذا حينما فصل أجناس التدليس واحدا واحدا، ونقل وصف هؤلاء الأئمة الذين وصفوا بالتدليس على نبل مقصدهم وهم أئمة التابعين عن غير واحد من أئمة الشأن.
وأخيرا: لا تبخلوا علينا ببقية البحث رعاكم الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 04 - 07, 04:12 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك(16/177)
هل العجلي عنده مجهول؟؟
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[08 - 04 - 07, 08:00 ص]ـ
معذرة لكتابة اسم الموضوع خطأ إذ كنت كتبت اسم موضوع مشابه فنقلته خطأ مكان العنوان الصحيح
والعنوان الصحيح: هل العجلي عنده مجهول؟؟
معذرة
كثير من أهل العلم الذين لم يعتمدوا توثيق العجلي قالوا أن العجلي لا يعرف المجهول أي كل ما لم يثبت فيه جرح عنده فهو ثقة!!
فقلت أتتبع في الكتاب المعروف بمعرفة الثقات للعجلي هل ذكر المجهول أم لا؟
فوجدته ذكره مرتين فقط طيلة الكتاب:
1 - شعيب بن ميمون الواسطي مجهول
2 - يحيى بن عباد السعدي مجهول بالنقل لا يقيم الحديث حديثه يدلك على ضعفه
فهل المقولة التي مفادها أن ما لم يثبت فيه جرح عند العجلي فهو ثقة عنده بدليل أنه لم يذكر المجهول إلا مرتين فقط في كتابه صحيحة وجعل ذلك مذهبا للعجلي أم ليست المقولة صحيحة وبالتالي لا يكون ذلك مذهبا للعجلي؟؟
نرجو التوضيح والبيان
كما ما معنى ذكره لبعض الرواة في ذلك الكتاب المعروف بمعرفة الثقات-طبعا في اعتراض على التسمية- دون أن يذكرهم بعبارة جرح أو تعديل تضعيف أو توثيق وخلافه وهو كثير , هل هذا يكون مجهولا عنده أم ماذا؟ وما الفرق إذن لو كان مراده بعدم ذكر عبارة جرح أو تعديل أن يكون هذا الراوي مجهول عنده وبين ذكره مجهول كما في الموضعين فقط
أريد التوضيح والمساعدة
وجزاكم الله خيرا
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[11 - 04 - 07, 01:48 م]ـ
هل من جديد إخواني
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 04 - 07, 04:25 م]ـ
ينظر: ما ذكره (عبد العليم البستوي) في مقدمة تحقيقه (ص 127)
وينبغي أن تُراعى مسألة اختلاف الاصطلاح بين أهل العلم، فإن العجلي مثلا يطلق على الصحابي الصغير (تابعي)، ويطلق على المخضرم (جاهلي).
فـ (الثقة) عند العجلي يقصد به مطلق القبول، وليس الدرجة العالية من القبول.
وقد صرح ابن حبان بمذهبه في توثيق المجاهيل، أما العجلي فلم يصرح بذلك، وإنما استنبطه من استنبطه من المتأخرين لما وجده من التشابه بين منهج ابن حبان ومنهج العجلي.
وأما الذين ذكرهم العجلي في كتابه ولم يذكر فيهم جرحا ولا تعديلا فلا يلزم من ذلك أن يكونوا مجهولين عنده، فربما ترك مكانهم فارغا حتى يلحقه فيما بعد، أو لم يصل إلى قول يترجح له فيهم، وكذلك من لا يذكر أبو حاتم فيهم جرحا ولا تعديلا لا يلزم أن يكونوا من المجاهيل.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[11 - 04 - 07, 04:35 م]ـ
إذن ما يذكره العجلي بكونه ثقة هل يكون في منزلة صدوق حسن الحديث؟! أم يعتبر ضعيف يعتبر به؟؟
وهل عدم ذكره مجهول إلا مرتين فقط في كتابه يدل على أن ما لم يثبت جرح فيه أنه ثقة عنده أم ماذا يدل؟؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 04 - 07, 04:46 م]ـ
الظاهر من استعمال (ثقة) عند العجلي أنها لا تحدد مرتبة الراوي بدقة، وإنما تحدد فقط هل يقبل أو لا يقبل، أما درجته في القبول فليست مقصودة بهذه اللفظة، والله أعلم.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[11 - 04 - 07, 06:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن يبقى السؤال المهم ما الحكم لو انفرد العجلي بتوثيق راو ولم يذكر فيه جرح من إمام آخر هل يقال على ذلك الرجل أنه ثقة أم صدوق حسن الحديث أم ضعيف يعتبر به؟؟
وأكرر السؤال الآخر هل هناك مصطلح المجهول عند العجلي أم كل ما لم يثثبت فيه جرح عنده فهو ثقة نظرا لعدم ذكر المجهول إلا مرتين فقط؟؟
مع خالص تحياتي لك لمشاركتي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 04 - 07, 07:19 م]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
نعم يا أخي
المجهول ذكره العجلي كما تفضلتَ بالنقل، ومواضعه أكثر من اثنين كما قال المحقق في المصدر الذي ذكرتُه لك.
وأما إذا انفرد العجلي بتوثيق راو، فإن قرر باقي النقاد أنه مجهول فلا يُلتفت لكلام العجلي، وأما إن لم يتكلم فيه أحد بكلام على الإطلاق، فحينئذ لم يبق إلا استقراء مرويات هذا الراوي، وقد يستأنس بكلام العجلي إن لم يكن في المتن شذوذ ولا كان مخالفا للمعلوم من الشريعة، لا سيما إن كان الراوي من طبقة التابعين كما صرح جمع من أهل الحديث.
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[11 - 04 - 07, 07:25 م]ـ
ما هي دار النشر التي تولت تخريج ذلك الطبعة لثقات العجلي؟؟
وهل يوجد في مصر هذه الطبعة؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 04 - 07, 11:16 م]ـ
يمكنك تحميله من هنا:
http://shamela.ws/open.php?cat=25&book=646
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[12 - 04 - 07, 12:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن ألا تعرف أين يوجد مطبوعا وما اسم دار النشر؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 04 - 07, 01:14 ص]ـ
الطبعة الأولى 1405 - 1985
مكتبة الدار بالمدينة المنورة
دراسة وتحقيق عبد العليم عبد العظيم البستوي
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[12 - 04 - 07, 10:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل(16/178)
زيادة الثقة والمدرج
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[08 - 04 - 07, 09:35 ص]ـ
معلوم أن لو كان عدد كثير جدا من الرواة رووا لفظة عن شيخهم وزأد أحد الرواة لفظة معينة أنه على الراجح من مذاهب المحدثين الحكم بشذوذ هذه الزيادة نظرا لمخالفتها للجمع الغفير
لكن ما الحكم لو روى عدد كثير من الرواة عن شيخهم جملة مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم انفرد راو عن ذلك الشيخ بأنه ليست كل الجملة مرفوعة إلى النبي بل بعضها مرفوعة من كلام النبي وبعضها مدرجة من كلام صحابي أو تابعي
هل يقال هذا الإدراج زيادة شاذة لمخالفته لجمع الغفير فيقال الراجح ثبوت الجملة كلها إلى النبي مرفوعة أم يقال هذا الراوي لما أتي بلفظة مدرجة أعلت الروايات الأخرى المرفوعة فكانت الرواية المدرجة علة في عدم ثبوت كل الجملة مرفوعة؟؟
أي القولين أصح هل الإدراج زيادة شاذة غير مقبولة أم الإدراج علة تضعف ثبوت الجملة كلها؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[10 - 04 - 07, 03:55 م]ـ
هل من جديد إخواني
ـ[مليحةجان]ــــــــ[11 - 04 - 07, 09:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا ثبت بأن هذا الكلام ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم , فيعد من مدرج الراوي , وليس فيه أي قدح عليهم , ونجد فى كثير من أحاديث صحيح البخاري الكلمات المدرجة و نص عليها الشراح دون الرواة , لكن لا يثبت الإدراج بمطلق الدعوي. والله أعلم
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[11 - 04 - 07, 01:43 م]ـ
محل النزاع هل هذا مدرج شاذ فلا تعل رواية الإدراج روايات الرفع أم هذا مدرج علة وقدح وتكون رواية الإدراج تعلل ثبوت روايات الرفع؟؟
هذا هو السؤال وأريد الجواب عليه
وجزاكم الله خيرا
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[12 - 04 - 07, 01:16 م]ـ
مثال واحد لبيان أهمية هذا البحث حديث المستحاضة والأمر بالتوضؤ لكل صلاة جاءت في أكثر الروايات أن الأمر بالتوضؤ لكل صلاة مرفوعة من كلام النبي وجاء في رواية أظنها عند البخاري أنها مدرجة فهل يقال هذه رواية مدرجة شاذة فلا تعل هذه الرواية روايات الرفع الكثيرة أم هذه الرواية المدرجة علة وقدح في ثبوت روايات الرفع
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[21 - 04 - 07, 12:28 ص]ـ
هل من جديد إخواني(16/179)
هل يشترط البحث فى حال الرواة فى حالة الحديث المتواتر؟
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[08 - 04 - 07, 10:05 ص]ـ
و جزاكم الله خيرا ...
ـ[فايز العريني]ــــــــ[09 - 04 - 07, 10:08 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله واله وصحبه ... معظم اللذين تكلمو في هذه المسئله قالو لا يبحث في رجال الاسانيد ولعلهم يقصدون انه لا يبحث في ضبطهم واما عدالتهم فلا بد من البحث فيها والصحيح انه لا بد من معرفة عدالة الرواة الذين يروون تلك الطرق واما الضبط فيمكن ان يتسامح فيه ... والله اعلم
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[15 - 04 - 07, 01:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخى.
ـ[محمد الرابع بن عمر بن موسى]ــــــــ[26 - 04 - 07, 11:23 م]ـ
السلام عليكم
لقد أشار الشيخ الألباني - رحمه الله - إلى ضرورة البحث في رواة حديث المتواتر في تعليقه على كتاب "نخبة الفكر" للحافظ ابن حجر - رحمه الله. راجع: النكت على نزهة النظر " للشيخ علي حسن الحلبي.
ـ[عويضة]ــــــــ[30 - 04 - 07, 03:07 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين
اخي الكريم لاثبات الاخبار عدة طرق ومناهج منها: منهج الاسناد ودراسة حال الرواة والرواية. هذا المنهج قوامه دراسة احوال الرواة باعتبارهم دليل صحة الرواية. اما منهج اثبات الاخبار بالنقل المتواتر فلا يحتاج لدراسة احوال الرواة لا عدالة ولا ضبطا لان العلماء لما عرفوه قالوا: ما رواه جمع لا يمكن تواطؤهم على الكذب فهذا الوصف هو قوام اثبات الرواية وليس حال الرواه كما في غيره. فتأمل.
ـ[محمد الرابع بن عمر بن موسى]ــــــــ[30 - 04 - 07, 06:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد: هناك ملاحظة مهمة ينبغي أن تكون على بالنا حين الكلام على الحديث المتواتر، وهي: ليس كل ما أُطلق عليه التواتر يكون متواترا حقيقة، بل هناك تواتر وهمي، أي ليس له حقيقة في نفس الأمر، وذلك لأن العلماء ينقل بعضهم عن بعض، فقد يطلق واحد منهم على حديث أنه متواتر - حسب فهمه - فينقل هذا القول كل من جاء بعده مسلما به، مثال ذلك: حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه في القياس، (بم تحكم قال: بكتاب الله ... الخ) قد اشتهر عند الأصوليين بأنه حديث متواتر، مع أنه في حقيقة الأمر حديث ضعيف لا يصح عند المحدثين، لذا ينبغي التأني والتروي قبل القول بأن الحديث الفلاني متواتر، والرجوع إلى أصحاب الفن أحسن. والله أعلم.(16/180)
سؤال عن ما تعارض من الأحاديث فى الصحيحين.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[08 - 04 - 07, 10:29 ص]ـ
أفاد الحافظ فى النزهة أن ما وقع التجاذب بين مدلوليه من أحاديث الصحيحين حيث لا ترجيح لا يفيد العلم النظرى.
هل وقع هذا فعلا أن تعارض حديثان فى الصحيحين و لا ترجيح؟
وهل من أمثلة؟
و ماذا عن إمكانية الجمع بين الحديثين؟
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[14 - 04 - 07, 10:37 م]ـ
هل من مجيب مشايخنا؟(16/181)
كيف أحصل على عناويين البريد الإلكتروني لفضيلة الأساتذة
ـ[أحمد يوسف بني ياسين]ــــــــ[08 - 04 - 07, 11:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني في الملتقى أرغب بالحصول على العناويين الإلكترونية لفضيلة الممشايخ؛ الشيخ ابراهيم اللاحم، والشيخ حاتم الشريف، والشيخ خالد الدريس، فلهم علي حق الشيخ على تلميذه وإن لم ألتق بهم ولكني عشت مع كتبه.
إن أمكن تزويدي بذلك ولو على عنواني الخاص obanyyassen@yahoo.com(16/182)
سؤال بارك الله فيكم بخصوص راو في البخاري
ـ[حسين ابو يحي]ــــــــ[09 - 04 - 07, 07:06 ص]ـ
مكرر
نعتذر عن الخطأ(16/183)
سؤال بارك الله فيكم بخصوص راو في البخاري
ـ[حسين ابو يحي]ــــــــ[09 - 04 - 07, 07:11 ص]ـ
السلام عليكم
قرات في كتاب هدي الساري للامام بن حجر العسقلاني حول شيخ البخاري محمد بن كثير ما نصه
محمد بن كثير العبدي البصري من شيوخ البخاري قال بن معين لم يكن بالثقة وقال أبو حاتم صدوق ووثقه أحمد بن حنبل قلت روى عنه البخاري ثلاثة أحاديث في العلم والبيوع والتفسير قد توبع عليها
والذي اشكل علي
1 - انني قد وجدت اكثر من ثلاثة احاديث لمحمد بن كثير الا ذا كان تشابه اسماء
2 - هل قول بن حجر انه توبع عليها اقرار منه بضعفه؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[فايز العريني]ــــــــ[09 - 04 - 07, 09:28 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله واله وصحبه محمد بن كثير ابو عبداللّه العبدي البصري اخو سليمان بن كثير كان اكبر منه بخمسين سنة قال ابن حبان ((762)): ثقة فاضل مات (223) عن مائة سنة كذا في خلاصة الخزرجي ((763)) (ص 295)، وقال ابن حجر في التقريب ((764)) (ص 232): ثقة لم يصب من ضعفه وفي التهذيب ((765)) عن احمد: ثقة، لقد مات على سنة ورواية البخاري له في المتابعات ... والله اعلم
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[09 - 04 - 07, 09:48 ص]ـ
نقل الإمام ابن حجر - رحمه الله - في " تهذيب التهذيب " عن صاحب " الزهرة " أنَّ محمد بن كثير روى له البخاري ثلاثة وستين حديثًا.
قُلتُ: وجُلُّها قد رواها البخاري من طريق آخر غير طريق محمد بن كثير؛ يعني: متابعات، والله أعلم.
ـ[حسين ابو يحي]ــــــــ[09 - 04 - 07, 10:01 ص]ـ
بارك الله فيكما
لكن الاشكالات مازالت قائمة
ماذا يقصد بن حجر بان البخاري لم يرو له الا ثلاثة احاديث متابعة هل يعني انه ضعيف؟؟
ـ[فايز العريني]ــــــــ[09 - 04 - 07, 10:26 ص]ـ
قول الحافظ توبع عليها اي اذا توبع الراوي في الشيخ فهذا اقوى ولم ينفرد واما قولك هل يعني انه ضعيف فقد ذكرنا قول الحافظ في التقريب
ـ[حسين ابو يحي]ــــــــ[11 - 04 - 07, 10:17 ص]ـ
'
الان فهمت
لكن هل المقصود انه توبع في البخاري ام انه ليس شرطا ان تكون المتابعة في نفس الكتاب؟؟
واذا كان الشرط هو وجود متابعة له في البخاري نفسه فقد وجدت حديثا في البخاري تفرد به محمد بن كثير
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد محب الصالحين]ــــــــ[11 - 04 - 07, 10:37 ص]ـ
أخي الفاضل بما إن ابن حجر ذكر لنا أن الرجل ثقة ولم يصب من ضعّفه. فهذا يعتبر عند أكثر المحدثين بعد الحافظ ابن حجر خلاصة القول في الراوي، أضف إلى ذلك أن البخاري قد خرج له فإن كان تخريجه له في صلب الحيح فمعنى ذلك أن الرجل عنده ثقة والله أعلم لأن الإمام البخاري أدرى به من غيره، وقد قيل كل من روى له البخار فقد جاز القنطرة والله أعلم
ـ[فايز العريني]ــــــــ[11 - 04 - 07, 11:55 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله واله وصحبه اما بعد
علينا ان نعلم امر هو الامام البخاري رحمه الله وهو ان البخاري شديد الانتقاء في الرواة وينتقي من رواياتهم اصحها كما ذكر اهل العلم هذا
اما با النسبه لقول اهل العلم ان رجال الصحيحين جاز القنطرة فهو في عمومه وليس على اطلاقه ولكن يجب علينا ان نفرق بين مايروى لهم في الاصول ومايروى لهم في المتابعات والشواهد ولذالك نجد ان بعض رواة الصحيح ممن خرج لهم في المتابعات والشواهد قد مسو بضرب من التجريح وان كان خفيف ولكن علينا ايضا نعلم قوة تحري الشيخين في الرواة فمثل هل رواية ابي عوانه في الصحيح كاروايته خارج الصحيح او هل رواية مسلم عن يزيد بن ابي زياد هل هي بنفس روايته خارج الصحيح ام ان الشيخين ادق في هذا من غيرهم وكما ذكر الامام مسلم في مقدمة صحيحه انه ينزل الى مثل طبقة يزيد وخصوص اذا توبع
والله اعلم
ـ[حسين ابو يحي]ــــــــ[12 - 04 - 07, 12:26 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا(16/184)
التخريج ودراسة الأسانيد للشيخ حاتم العون
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[09 - 04 - 07, 05:03 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد
فهذه شرائط في: التخريج ودراسة الأسانيد لشيخنا الفاضل: حاتم العوني - زاده الله فضلا وعلما - , وهذه الشرائط قد فرغت وطبعت في كتاب يحمل هذا الاسم
وهي مكونة من: 6 أشرطة , نوالي رفعها إن شاء الله
فإليكم 00
الشريط الأول
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=HIffcAxut (http://up.9q9q.net/up/index.php?f=HIffcAxut)
ـ[كريم البحيرى]ــــــــ[10 - 04 - 07, 11:51 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله كل الخير
ـ[القباني]ــــــــ[10 - 04 - 07, 02:22 م]ـ
جزاك الله كل الخير
آمين
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[10 - 04 - 07, 03:25 م]ـ
وجزاكم
اليكم00
الشريط الثاني
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=rtOlJHQOM
ـ[أبو سفيان السلفى]ــــــــ[10 - 04 - 07, 09:56 م]ـ
روابط مباشرة للشريطين السابقين:
1 ( http://www.archive.org/download/ajromia4/1.rm)
2 (http://www.archive.org/download/ajromia4/2.rm)
فى انتظار البقية
و الحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[11 - 04 - 07, 12:17 ص]ـ
الشريط الثالث
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=LNjSON56Z
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[11 - 04 - 07, 12:58 ص]ـ
الشريط الرابع
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=NPlTqOECB
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[11 - 04 - 07, 01:06 ص]ـ
جزيت خيرا
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[11 - 04 - 07, 01:29 ص]ـ
الشريط الخامس
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=oqLB73HKF
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[11 - 04 - 07, 02:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
ممكن ترفعوا لنا الكتاب المطبوع.
بارك الله فيكم.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[12 - 04 - 07, 12:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا أيوب
أخي الكريم
هل بإمكانك المساعدة هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28571)
وبموقع البث الإسلامي توجد سلسلة للشيخ حاتم بعنوان "مصادر السنة ومناهج مصنفيها"
لكن تنقصها الدروس: 5، 8، 9
فهل توجد لديك؟
سلمك الله
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[12 - 04 - 07, 01:23 ص]ـ
الشريط الأخييييييييييييير
http://up.9q9q.net/up/index.php?f=FidmNlCe9
ـ[عدلان بن عبدالعزيز]ــــــــ[12 - 04 - 07, 06:34 ص]ـ
أريد ترجمة الدكتور حاتم. جزاكم الله خيرا
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[12 - 04 - 07, 09:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا أيوب
أخي الكريم
هل بإمكانك المساعدة هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28571)
وبموقع البث الإسلامي توجد سلسلة للشيخ حاتم بعنوان "مصادر السنة ومناهج مصنفيها"
لكن تنقصها الدروس: 5، 8، 9
فهل توجد لديك؟
سلمك الله
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2414
أعتقد أن ما تطلبه على الرابط المشار اليه في هذه المشاركة
والله تعالى أعلم
ـ[أبو سفيان السلفى]ــــــــ[12 - 04 - 07, 03:04 م]ـ
روابط السلسلة كاملة مباشرة:
1 ( http://www.archive.org/download/ajromia4/1.rm)
2 (http://www.archive.org/download/ajromia4/2.rm)
3 (http://www.archive.org/download/asaned/3.rm)
4 (http://www.archive.org/download/asaned/4.rm)
5 (http://www.archive.org/download/asaned/5.rm)
6 (http://www.archive.org/download/asaned/6.rm)
و لله تعالى وحده الحمد و المنة.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[13 - 04 - 07, 03:41 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2414
أعتقد أن ما تطلبه على الرابط المشار اليه في هذه المشاركة
والله تعالى أعلم
نعم هي والحمد لله
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ماذا عن الدروس الأخرى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=28571) ؟
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[14 - 05 - 07, 09:48 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هل ينشط احد من ذوى الهمه فى تحويل الاشرطه الى كتاب و جازاكم الله خيرا
ـ[صالح قاسم عبد الله]ــــــــ[09 - 12 - 08, 09:04 م]ـ
الروابط لا تعمل ايها الاخوة
الرجاء رفعها مرة اخرى
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[25 - 12 - 08, 01:32 م]ـ
الروابط لا تعمل
بارك الله بكم
ـ[رندا مصطفي]ــــــــ[31 - 12 - 08, 11:42 ص]ـ
الراوابط لا تعمل ولعلكم ترفعهوها علي موقع آخر(16/185)
شروط الكتب التسعة, أرجو الإفادة و جزيتم الجنة
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[09 - 04 - 07, 09:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
ما هى شروط الأئمة التسعة فى كتب الحديث التسعة بإختصار؟؟؟
فمعلوم أن شرط البخاري السماع, و مسلم المعاصرة مع إمكانية السماع
و لكن لم يأتى فى كثير من كتب المصطلح عن باقى شروط الكتب التسعة
خاصة ابو داود, و ابن ماجة, و مالك, و الدارمي
و جزاكم الله خيرا(16/186)
هل أفرد موضوع الجهالة بتأليف مستقل، وخاصة كرسالة أو دراسة معاصرة؟
ـ[أبو عبد الرحمن الحمصي]ــــــــ[11 - 04 - 07, 12:59 ص]ـ
السلام عليكم
إخواني الكرام: هل أفرد موضوع الجهالة بتأليف مستقل، وخاصة كرسالة أو دراسة معاصرة؟
وكذلك موضوع الوهم، هل أفرد برسالة أو تأليف؟
أرجو من الإخوة الكرام الإفادة
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 04:37 م]ـ
انظر هذه الأبحاث لعلها تنفعك:
هل الجهالة جرح أم توقف ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39969)
حقيقة الجهالة وهل هي جرح محض أو نوع جرح ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41219)
لماذا ينسبون النسائي للتشدد؟ اقرأ الموضوع كاملا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4557)
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 09:24 م]ـ
أخي الفاضل هناك رسالة ماجستير تكتب في الجامعة الاسلامية ببغداد تحت عنوان (الجهالة ومفهومها عند علماء الجرح والتعديل دراسة وتطبيق) للطالب الشيخ عبد الحميد المشهداني وباشرافي وهي في اللمسات الاخيرة ان شاء الله
ـ[أبو عبد الرحمن الحمصي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 01:21 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك الله فيكم دكتور عبد القادر
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 10:18 م]ـ
وجزاك اخي الفاضل
ـ[احمد العجمي]ــــــــ[23 - 04 - 09, 10:50 م]ـ
السلام عليكم
هل انتهى الأخ عبدالحميد المشهداني من رسالته أم لا؟؟؟
أرجو التكرم بالرد والإجابة
ـ[أبو صهيب المقدسي خالد الحايك]ــــــــ[28 - 04 - 09, 09:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
رسالتان في الجهالة:
1 - الجهالة عند المحدثين / رسالة دكتوراة للأخ الفاضل الدكتور عبدالصمد البرادعي، بإشراف الدكتور وصي الله عباس، جامعة أم القرى/ مكة، 1426هـ.
2 - الراوي المجهول - دراسة نظرية وتطبيقية في كتاب تقريب التهذيب لابن حجر / رسالة دكتوراة للباحث خالد الحايك، بإشراف الدكتور سلطان العكايلة، الجامعة الأردنية/عمّان، 1429هـ.
ـ[الشريف المكي]ــــــــ[30 - 04 - 09, 01:54 ص]ـ
حياك الله أبا صهيب
ـ[احمد العجمي]ــــــــ[10 - 05 - 09, 03:33 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن بالنسبة لرسالة (الجهالة ومفهومها عند علماء الجرح والتعديل دراسة وتطبيق) للطالب الشيخ عبد الحميد المشهداني
هل انتهى منها ام لا؟(16/187)
أريد العنوان لرسالة الدكتوراة
ـ[مليحةجان]ــــــــ[11 - 04 - 07, 09:06 ص]ـ
السلام عليكم
أرجو من أهل العلم المتخصصين في مجال الدراسات العليا أن يرشدوني عن بعض عناوين هادفة ممكن أن تكون رسالة دكتوراه في الحديث النبوي وعلومه , والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه.
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[11 - 04 - 07, 03:19 م]ـ
أخي سجلنا عناوين في هذا الملتقى الحبيب فانظره
على هذه الروابط
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[11 - 04 - 07, 03:20 م]ـ
أخي انظر هذه الروابط علها تنفعك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95141
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1295
وفقك الله
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[16 - 04 - 07, 03:07 ص]ـ
الأحاديث القدسية من الكتب الستة
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[16 - 04 - 07, 04:21 م]ـ
محاولة تحقيق جزء من الأحاديث النبوية وفقا لقواعد وعلوم الحفاظ النقاد.
ـ[مليحةجان]ــــــــ[03 - 06 - 07, 08:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ عبدالقادر المحمدي حفظه الله سجل على هذا الملتقي المبارك بعض العناوين المقترحة للماجستير والدكتوراة , و هل يمكن: أن يجمع المراسيل بمسانيد المرسِلين بترتيب المعجم.
ومن المعلوم , أن الكتب المصنفة فى المراسيل على نوعين:
النوع الأول:
الكتب التي تجمع الأحاديث المرسلة , و تعنى بالمتون ,
مثل مراسيل أبى داود , وأضاف الحافظ المزي إليه فى آخر كتابه (تحفة الأشراف في معرفة الأطراف) , وكذلك الحفظ السيوطي أفرد للمراسيل جزءا فى كتابه (الجامع الكبير) وقد رتبها على أسماء المرسلين , وعزا كل مرسل منها إلى من أخرجه.
النوع الثاني:
الكتب التي تعنى بذكر الرواة المرسلين , الذين رووا عمن لم يسمعوا منهم.
والمؤلفات فى ذلك هي:
كتاب المراسيل , لإبن أبي حاتم
جزء فى المراسيل , للمقدسي
جامع التحصيل , للحافظ العلائي.
فهل يمكن , أن يجعل أحد جميع تلك المراسيل في موسوعة واحدة , ويكون هذا رسالة للدكتوراة.
وأرجو منكم المشورة , وقال النبي صلى الله عليه وسلم (المستشار مؤتمن). وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:11 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما تكرمت ِ بذكره حسن وجيد
فجمع المراسيل مع التخريج المطول والكلام على العلل مفيد جدا
مجرد الجمع حسن
فكيف إذا كان معه التخريج والكلام على العلل
والله أعلم بالصواب
ـ[عويضة]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:08 م]ـ
السلام عليكم
اختاه موضوع المراسيل كلها جمعا وتخريجا موضوع كبير جدا على رسالة دكتوراة فاياك ان تقعي في هذا المطب مع التحية أ. د. في الحديث وعلومة مكة المكرمة
ـ[عويضة]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:11 م]ـ
وانصحك باختيار موضوع في المجتمع او فروعه او الاقتصاد او السياسة ا و الاخلاق جمعا ودراسة مثلا البيعة او الشورى او مشاركة المراة
ـ[إحسان شواهنة]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:22 م]ـ
الأستاذ عبدالقادر المحمدي حفظه الله، هل ينفع أن تكون رسالة الدكتوراه في تحقيق احاديث كتاب نيل الأوطار سنداً ومتناً مع تحقيق أقوال العلماء وردها إلى أصولها أن الموضع طويل وشائك
أرجو الرد حفظك الله ورعاك
ـ[محمدسراج]ــــــــ[03 - 06 - 07, 04:09 م]ـ
اقترح عليك اختنا الفاضلة دراسة الموضوع التالي:
احاديث الاشعث عن الحسن البصري. دراسة ونقد.
ـ[مليحةجان]ــــــــ[03 - 06 - 07, 09:19 م]ـ
و هل يمكن مثل هذا , فى الناسخ والمنسوخ , أي: لو جمع أحد فى موسوعة الناسخ والمنسوخ فى الحديث النبوي الشريف
ـ[مليحةجان]ــــــــ[05 - 06 - 07, 10:47 ص]ـ
بارك الله فيكم .......... ساعدوني
ـ[أبو بلال عبد القادر منير]ــــــــ[06 - 06 - 07, 03:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بدلا من أن يشتغل طالب العلم في جمع رواة المراسيل لتقديمها كبحث للدكتراه أرى له أن يشتغل على تحقيق كتاب بالغ الأهمية، أما رواة المراسيل فلا يحتاجون إلى مؤلف مستقل ثم ليس فيهم جهد كبير، فقط سيستعين فيه الطالب بتلك الأقراص، يكتب فقط لم يسمع من فلان، أو مرسل، أو نحو ذلك وبهذا العمل بإمكانه أن يجمع كل الأحاديث المرسلة، والرواة المراسيل. والله أعلم.
ـ[أبو بلال عبد القادر منير]ــــــــ[06 - 06 - 07, 03:28 ص]ـ
يا أخانا إحسان لا تنسى أن العمل على تحقيق أحاديث نيل الأوطال عمل شاق وشاق لا أراك تستطيع أن تقوم به لوحدك، خاصة والكتاب به من الأحاديث الشيء الكثير، منها الصحيح، والحسن، لكن الذي سيأخذ لك من وقتك الشيء الكثير هي تلك الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وأنت مجبر على أن تبين درجتها، وهذه العملية تحتاج منك إلى جهد كبير وكبير، حاول أن تبحث لك عن مخطوط صغير بعدها شاور أستاذك المشرف. والله المستعان
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[13 - 06 - 07, 04:21 م]ـ
اقتراح أخي الفاضل نايف أبو محمد جميل جداً ..
وهو الاحاديث القدسية في الكتب الستة. وأقول بل الكتب التسعة.
¥(16/188)
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[15 - 06 - 07, 12:33 م]ـ
أخوتي الفضلاء
اعتذر عن تاخري في الرد والسبب اننا في بغداد وانتم تعرفون الحال:
بالنسبة للسؤال عن نيل الاوطار فانا اضم صوتي الى الاخ ابي بلال في كونه شاق وطويل ولكن لو اقتصرتم على جزئية منه فلا ارى باسا؟؟
واما عن موضوع الاحاديث القدسية في الكتب الستة فانا اعطيته عنوانا لاخ سوداني في العراق ولعله كتب فيه فانا لا اعرف ما حصل له غذ انقطع عني قبل سنة؟؟ اسال الله ان يكون بخير
وفي العناوين التي ذكرتها سابقا الفوائد الكثيرة لمن اراد -والله اعلم-
ـ[أبو مسلم الأثري]ــــــــ[15 - 06 - 07, 04:23 م]ـ
تحقيق مسند البزار او جزء منه(16/189)
أسماء مجلدات الحافظ السخاوي
ـ[هنوده]ــــــــ[11 - 04 - 07, 12:23 م]ـ
أريد معرفة ثلاث أسماء مجلدات
للحافظ السخاوي في مصطلح الحديث
وشكراً
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[11 - 04 - 07, 01:00 م]ـ
تقصد ثلاث كتب للحافظ السخاوي.
1 - فتح المغيث شرح ألفية الحديث. مطبوع
2 - الغاية شرح منظومة الهداية لابن الجزري. مطبوع
3 - التوضيح الأثر لتذكرة ابن الملقن في الأثر. مخطوط
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[11 - 04 - 07, 01:27 م]ـ
جزاك الله خيرا.
التوضيح الأبهر مطبوع، وسيطبع إن شاء الله شرح السخاوي لتقريب النواوي.(16/190)
شرط الإمام أحمد في مسنده.
ـ[خالد جمال]ــــــــ[11 - 04 - 07, 05:56 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فهذا مبحث جمعت فيه ما تيسر من أقوال العلماء في شرط الإمام أحمد –رحمه الله - في مسنده، والكتاب غنيٌ عن التعريف، إذ كان مُصنِّفُه الإمام المقدّم في معرفة هذا الشأن.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله -:" نَزَّه أحمد مُسندهُ عن أحاديثِ جَماعةٍ يَروي عنهم أهلُ السُّننِ، كأبي داود والترمذي، مثل نُسخَةِ كثير بن عبدالله بن عمرو بن عبد عوفِ المزني، عن ابيه، عن جده، وإن كان أبوداودَ يروي في سُنَنِهِ منها، فشرطُ أحمدَ في مُسنَدِهِ أجودُ من شَرطِ أبي داودَ في سُنَنِهِ ".اهـ (قاعدة في التوسل والوسيلة) وقال أيضاً:" وليسَ كُلُّ ما رواه احمد في المسند وغيره يكون حجة عنده بل يروي ما رواه أهل العلمِ، وَشَرطُهُ في المسنَدِ: أن لا يروي عن المعروفينَ بالكذِبِ عنده و أن كان في ذلكَ ما هو ضَعيفٌ وَشَرطُهُ في المسنَدِ مثلُ شرطِ أبي داود في سُنَنِهِ ".اهـ (منهاج السنة) ج7 صـ96 - 97
وقد رد الإمام ابن القيم – رحمه الله - قول الحافظ أبي موسى المديني في كتاب (خصائص المُسنَد) أَنَّ:" ما أودعه الإمام أحمد رحمه الله تعالى مسنده قد احتاط فيه إسناداً ومتناً ولم يورد فيه إلا ما صح عنده " صـ16
فقال: فإنَّ هذه المقدمة لا مُستَند لها البتة بل أهلُ الحديث كلهم على خِلافها والإمام أحمد لم يشترط في " مُسنَدِهِ " الصحيح ولا التزمه وفي مسنده عدة أحاديث سئل هو عنها فضعفها بعينها وأنكرها. اهـ (الفروسية) صـ 188
ثم أورد ابن القيم عدداً من الأحاديث التي تؤيد ما ذهب إليه ومنها:
"كما روى حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة يرفعه " إذا كان النصف من شعبان فأمسكوا عن الصيام حتى يكون رمضان ".
وقال حرب سمعت أحمد يقول هذا حديث منكر ولم يحدث العلاء بحديث أنكر من هذا وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث به البتة ". (الفروسية) صـ188وروى " أنه لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه "
وقال المروزي لم يصححه أبو عبد الله وقال ليس فيه شيء يثبت " اهـ. المصدر السابق صـ190
ثم قال ابن القيم بعد هذه الأحاديث: وبهذا يُعرَفُ وهم الحافظ ابي موسى المديني في قوله: إنَّ ما خرَّجه الإمام أحمد في "مسنده"فهو صحيح عنده".اهـ المصدر السابق صـ201
ويدل لهذا قول شيخ الاسلام ابن تيمية:" وقد يروي الإمام أحمد و اسحاق و غيرهما أحاديث تكون ضعيفة عندهم لاتهام رواتها بسوء الحفظ و نحو ذلك ليُعتَبَر بها ويُستشهدَ بها فانه قد يكون لذلك الحديث ما يشهد له انه محفوظ وقد يكون له ما يشهد بأنه خطا و قد يكون صاحبها كذبها في الباطن ليس مشهوراً بالكذب بل يروى كثيراً من الصدق فيُروى حديثه. اهـ (منهاج السنة) ج7/ 53
وقد نقل ابن القيم حكاية حنبل بن اسحاق قال: جمعنا أحمد بن حنبل أنا وصالح وعبد الله وقرأ علينا المسند وما سمعه منه غيرنا وقال لنا هذا كتاب جمعته من سبع مئة ألف وخمسين ألف حديث فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله فارجعوا إليه فإن وجدتموه فيه وإلا فليس بحجة.
قلت: هذه الحكاية قد ذكرها حنبل في " تاريخه " وهي صحيحة بلا شك لكن لا تدل على أن كل ما رواه في المسند فهو صحيح عنده فالفرق بين أن يكون كل حديث لا يوجد له أصل في المسند فليس بحجة وبين أن يقول كل حديث فيه فهو حجة وكلامه يدل على الأول لا على الثاني.
وقد استشكل بعض الحفاظ هذا من أحمد وقال: في الصحيحين أحاديث ليست في المسند وأُجيب عن هذا بأن تلك الألفاظ بعينها وإن خلا المسند عنها فلها فيه أصول ونظائر وشواهد وأما أن يكون متن صحيح لا مطعن فيه ليس له في المسند أصل ولا نظير فلا يكاد يوجد ألبتة. (الفروسية) صـ208
وأخيراً يتلخص
" ومسند أحمد أدعى قوم فيه الصحة وكذا في شيوخه وصنف الحافظ أب موسى المديني في ذلك تصنيفا والحق أن أحاديثه غالبها جياد والضعاف منها إنما يوردها للمتابعات وفيه القليل من الضعاف الغرائب الافراد أخرجها ثم صار يضرب عليها شيئاً فشيئاً، وبقي منها بعده بقية.
وقد ادَّعى قومٌ أن فيه أحاديث موضوعات وتتبع شيخنا الإمام الحافظ أبو الفضل العراقي من كلام ابن الجوزي في الموضوعات تسعة أحاديث أخرجها من المسند، وحكم عليها بالوضع، وكنت قرأت ذلك الجزء عليه ثم تتبعت بعده من كلام ابن الجوزي في الموضوعات ما يلتحق به فكملت نحو العشرين ثم تعقبت كلام ابن الجوزي فيها حديثاً حديثاً فظهر من ذلك أن غالبها جياد وأنه لا يتأتى القطع بالوضع في شيءٍ منها، بل ولا الحكم بكون واحد منها موضوعًا إلا الفردُ النادر مع الاحتمالِ القوي في دفع ذلك وسَمَيته (القولُ المُسدد في الذبِ عنِ ُمسنَدِ أحمد) ".اهـ مقدمة (تعجيل المنفعة).
والحمد لله رب العالمين
جمع الفقير الى عفو ربه
خالد بن جمال(16/191)
المسح على الجبيرة
ـ[أبو إسماعيل محمد]ــــــــ[11 - 04 - 07, 06:46 م]ـ
ما حكم المسح على الجبيرة؟(16/192)
ما الفرق بين السند و الإسناد جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[11 - 04 - 07, 08:00 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
ما الفرق بين السند و الإسناد جزاكم الله خيرا.
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[11 - 04 - 07, 11:43 م]ـ
أما (السند) فهم رجال الحديث أي رواته، فإذا قال: حدثني فلانٌ عن فلان عن فلان، فهؤلاء هم سند الحديث؛ لأن الحديث اعتمد عليهم، وصاروا سنداً له.
أما (الإسنادُ): فقال بعض المحدثين: الإسناد هو السند، وهذا التعبير يقع كثيراً عندهم فيقولون: إسناده صحيح، ويعنون بذلك سنده أي الرواة.
وقال بعضهم: الإسناد هو نسبة الحديث إلى راويه.
يقالُ: أسند الحديث إلى فلان أي نسبه إليه.
والصحيح فيه: أنه يُطلق على هذا وعلى هذا.
فيطلق الإسناد أحياناً: على السند الذين هم الرواة.
ويطلق أحياناً: على نسبة الحديث إلى راويه، فيقال أسند الحديث إلى فلان، أسنده إلى أبي هريرة، أسنده إلى ابن عباس، أسنده إلى ابن عمر وهكذا.
قاله ابن عثيمين رحمه الله في شرح البيقونية(16/193)
ما هي أفضل النسخ المحققة لألفية العراقي؟
ـ[أبو معاذ القصيمي]ــــــــ[12 - 04 - 07, 11:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ما هي أفضل النسخ أو الطبعات المحققة لألفية العراقي في الحديث؟
ـ[أبو البراء البشيري]ــــــــ[12 - 04 - 07, 03:57 م]ـ
نسخة الأخ العربي دايز بتقديم الدكتور: عبدالكريم الخضير
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[12 - 04 - 07, 08:48 م]ـ
إضافة إلى نسخة العربي دايز هناك نسخة بديعة التحقيق قام بإخراجها الشيخ عبد الله الحكمي بمراجعة الشيخ محمد الددو ضمن سلسة المتون التي أخرجها
وهي في قسمين القسم الأول مقدمات والقسم الثاني المتن وفيها تعديل لبعض أبيات الألفية من نظم الشيخ محمد الددو ومن نظم الشيخ ابن عدود مع شريطين مسجلين للألفية بصوت جميل.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[12 - 04 - 07, 10:04 م]ـ
هل يمكن احد ان يضع التسجيل الصوتي لنظم ألفية العراقي
بصوت سعد الغامدي والبشيري
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[17 - 04 - 07, 03:50 م]ـ
كذلك النسخة المرفقة مع فتح المغيث بتحقيق الشيخ عبد الكريم الخضير نفسه(16/194)
مشايخي أهل الحديث مارأيكم بتهذيب فتح الباري بهذه الطريقة؟
ـ[أبومالك السنوسي]ــــــــ[12 - 04 - 07, 02:56 م]ـ
مشايخي أهل الحديث , مارأيكم بتهذيب شرح الصحيحين (المنهاج النووي وفتح الباري لابن حجر) بهذه الطريقة , علما بأني قطعت شوطا كبيرا بحمد الله وسأعرض نموذجا واحدا لآبواب مختلفة وليس كل الأبواب لأني أردت مشورتكم حتى يطمئن القلب للعمل وهل هي طريقة مجدية أم لا وأود أن لاتبخلوا علي بالسلبيات والإيجابيات لأستنير بآراءكم , علما بأني اعتمد لفظ مسلم في الحديث وأذكر ماكان للبخاري من زيادات , وكذلك التبويب للنووي ووضعت تبويب البخاري في الشرح أسفل , ولم أتصرف في اللفظ بل هو لهما جميعا ولكني هذبته فقط ليكون قريبا من القارئ فما رأيكم أستمر أم لا؟ وإليكم النماذج ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
نموذج من كتاب الفتن
باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما
عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ هَـ?ذَا الرَّجُلَ. فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرَةَ فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ يَا أَحْنَفُ قَالَ قُلْتُ: أُرِيدُ نَصْرَ ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللّهِ. يَعْنِي عَلِيًّا. قَالَ فَقَالَ لِي: يَا أَحْنَفُ ارْجِعْ. فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ: «إِذَا تَوَاجَهَ الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ» قَالَ: فَقُلْتُ، أَوْ قِيلَ: يَا رَسُولَ اللّهِ هَـ?ذَا الْقَاتِلُ. فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: «إِنَّهُ قَدْ أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ».
•قال النووي في المنهاج/
•معنى تواجها ضرب كل واحد وجه صاحبه أي ذاته وجملته، وأما كون القاتل والمقتول من أهل النار فمحمول على من لا تأويل له ويكون قتالهما عصبية ونحوها، ثم كونه في النار معناه مستحق لها وقد يجازى بذلك وقد يعفو الله تعالى عنه، هذا مذهب أهل الحق، وقد سبق تأويله مرات وعلى هذا يتأول كل ما جاء من نظائره.
•اعلم أن الدماء التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم ليست بداخلة في هذا الوعيد، ومذهب أهل السنة والحق إحسان الظن بهم والإمساك عما شجر بينهم وتأويل قتالهم وأنهم مجتهدون متأولون لم يقصدوا معصية ولا محض الدنيا، بل اعتقد كل فريق أنه المحق ومخالفه باغ فوجب عليه قتاله ليرجع إلى أمر الله، وكان بعضهم مصيباً وبعضهم مخطئاً معذوراً في الخطأ لأنه لاجتهاد والمجتهد إذا أخطأ لا إثم عليه، وكان علي رضي الله عنه هو المحق المصيب في تلك الحروب هذا مذهب أهل السنة.
• «إن المقتول في النار لأنه أراد قتل صاحبه» فيه دلالة للمذهب الصحيح الذي عليه الجمهور أن من نوى المعصية وأصر على النية يكون آثماً وإن لم يفعلها ولا تكلم.
•قال ابن حجر في فتح الباري/ (بَاب إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا)
•كان الأحنف أراد أن يخرج بقومه إلى علي بن أبي طالب ليقاتل معه يوم الجمل فنهاه أبو بكرة فرجع، وحمل أبو بكرة الحديث على عمومه في كل مسلمين التقيا بسيفيهما حسما للمادة، وإلا فالحق أنه محمول على ما إذا كان القتال منهما بغير تأويل سائغ، وقد رجع الأحنف عن رأي أبي بكرة في ذلك وشهد مع علي باقي حروبه، وسيأتي الكلام على حديث أبي بكرة في كتاب الفتن إن شاء الله تعالى، ورجال إسناده كلهم بصريون، وفيه ثلاثة من التابعين يروي بعضهم عن بعض وهم أيوب والحسن والأحنف. (ج1حديث31)
•قال العلماء معنى كونهما في النار أنهما يستحقان ذلك ولكن أمرهما إلى الله تعالى إن شاء عاقبهما ثم أخرجهما من النار كسائر الموحدين وإن شاء عفا عنهما فلم يعاقبهما أصلا، وقيل هو محمول على من استحل ذلك، ولا حجة فيه للخوارج ومن قال من المعتزلة بأن أهل المعاصي مخلدون في النار لأنه لا يلزم من قوله فهما في النار استمرار بقائهما فيها.
¥(16/195)
•واحتج به من لم ير القتال في الفتنة وهم كل من ترك القتال مع علي في حروبه كسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة وأبي بكرة وغيرهم وقالوا: يجب الكف حتى لو أراد أحد قتله لم يدفعه عن نفسه، ومنهم من قال لا يدخل في الفتنة فإن أراد أحد قتله دفع عن نفسه، وذهب جمهور الصحابة والتابعين إلى وجوب نصر الحق وقتال الباغين، وحمل هؤلاء الأحاديث الواردة في ذلك على من ضعف عن القتال أو قصر نظره عن معرفة صاحب الحق، واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك ولو عرف المحق منهم لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد، بل ثبت أنه يؤجر أجرا واحدا وأن المصيب يؤجر أجرين كما سيأتي بيانه في كتاب الأحكام، وحمل هؤلاء الوعيد المذكور في الحديث على من قاتل بغير تأويل سائغ بل بمجرد طلب الملك، ولا يرد على ذلك منع أبي بكرة الأحنف من القتال مع علي لأن ذلك وقع عن اجتهاد من أبي بكرة أداه إلى الامتناع والمنع احتياطا لنفسه ولمن نصحه.
•قال الطبري: لو كان الواجب في كل اختلاف يقع بين المسلمين الهرب منه بلزوم المنازل وكسر السيوف لما أقيم حد ولا أبطل باطل، ولوجد أهل الفسوق سبيلا إلى ارتكاب المحرمات من أخذ الأموال وسفك الدماء وسبي الحريم بأن يحاربوهم ويكف المسلمون أيديهم عنهم بأن يقولوا هذه فتنة وقد نهينا عن القتال فيها وهذا مخالف للأمر بالأخذ على أيدي السفهاء انتهى.
•قلت: ومن ثم كان الذين توقفوا عن القتال في الجمل وصفين أقل عددا من الذين قاتلوا، وكلهم متأول مأجور إن شاء الله، بخلاف من جاء بعدهم ممن قاتل على طلب الدنيا كما سيأتي عن أبي برزة الأسلمي والله أعلم.
•واستدل بقوله ” إنه كان حريصا على قتل صاحبه ” من ذهب إلى المؤاخذة بالعزم وإن لم يقع الفعل، وأجاب من لم يقل بذلك أن في هذا فعلا وهو المواجهة بالسلاح ووقوع القتال، ولا يلزم من كون القاتل والمقتول في النار أن يكونا في مرتبة واحدة، فالقاتل يعذب على القتال والقتل، والمقتول يعذب على القتال فقط فلم يقع التعذيب على العزم المجرد.
(13حديث7083)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
نموذج من كتاب الطهارة
باب وجوب الطهارة للصلاة
عن ابن عمرقال إني سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ: «لاَ يَقْبَلُ الله صَلاَةً بِغَيْرِ طُهُورٍ. وَلاَ صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ» انفرد به مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله «لاَ تُقْبَلُ صَلاَةُ أَحَدِكُمْ، إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ».
•قال النووي في المنهاج/
• (لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول) هذا الحديث نص في وجوب الطهارة للصلاة، وقد أجمعت الأمة على أن الطهارة شرط في صحة الصلاة.
•قال القاضي عياض: واختلفوا متى فرضت الطهارة للصلاة؟ فذهب ابن الجهم إلى أن الوضوء في أول الإسلام كان سنة ثم نزل فرضه في آية التيمم، قال الجمهور: بل كان قبل ذلك فرضاً، قال: واختلفوا في أن الوضوء فرض على كل قائم إلى الصلاة أم على المحدث خاصة؟ فذهب ذاهبون من السلف إلى أن الوضوء لكل صلاة فرض بدليل قوله تعالى: {إذا قمتم إلى الصلاة} الآية، وذهب قوم إلى أن ذلك قد كان ثم نسخ، وقيل الأمر به لكل صلاة على الندب، وقيل بل لم يشرع إلا لمن أحدث، ولكن تجديده لكل صلاة مستحب، وعلى هذا أجمع أهل الفتوى بعد ذلك ولم يبق بينهم فيه خلاف، ومعنى الآية عندهم إذا كنتم محدثين، هذا كلام القاضي رحمه الله تعالى.
•وأجمعت الأمة على تحريم الصلاة بغير طهارة من ماء أو تراب، ولا فرق بين الصلاة المفروضة والنافلة وسجود التلاوة والشكر وصلاة الجنازة.
¥(16/196)
•ولو صلى محدثاً متعمداً بلا عذر أثم ولا يكفر عندنا وعند الجماهير. وحكى عن أبي حنيفة رحمه الله تعالى أنه يكفر لتلاعبه، ودليلنا أن الكفر للاعتقاد، وهذا المصلى اعتقاده صحيح، وهذا كله إذا لم يكن للمصلي محدثاً عذر، أما المعذور كمن لم يجد ماء ولا تراباً ففيه أربعة أقوال للشافعي رحمه الله تعالى وهي مذاهب للعلماء، قال بكل واحد منها قائلون أصحها عند أصحابنا يجب عليه أن يصلي على حاله، ويجب أن يعيد إذا تمكن من الطهارة. والثاني: يحرم عليه أن يصلي ويجب القضاء. والثالث: يستحب أن يصلي ويجب القضاء. والرابع: يجب أن يصلي ولا يجب القضاء وهذا القول اختيار المزني وهو أقوى الأقوال دليلاً. فأما وجوب الصلاة فلقوله صلى الله عليه وسلم: «وإذا أمرتكم بأمر فافعلوا منه ما استطعتم». وأما الإعادة فإنما تجب بأمر مجدد والأصل عدمه، وكذا يقول المزني: كل صلاة أمر بفعلها في الوقت على نوع من الخلل لا يجب قضاؤها والله أعلم.
•وأما قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الثاني: «لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ» فمعناه حتى يتطهر بماء أو تراب، وإنما اقتصر صلى الله عليه وسلم على الوضوء لكونه الأصل والغالب والله أعلم.
•وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «ولا صدقة من غلول» فهو بضم الغين والغلول الخيانة وأصله السرقة من مال الغنيمة قبل القسمة. (ج3حديث224 - 225)
•قال ابن حجر في فتح الباري/ (باب لا تُقْبَلُ صَلاةٌ بغير طُهور)
•والمراد بالقبول هنا ما يرادف الصحة وهو الإجزاء، وأما القبول المنفي في مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ” من أتى عرافا لم تقبل له صلاة ” فهو الحقيقي، لأنه قد يصح العمل ويتخلف القبول لمانع، ولهذا كان بعض السلف يقول: لأن تقبل لي صلاة واحدة أحب إلي من جميع الدنيا، قاله ابن عمر، قال: لأن الله تعالى قال: (إنما يتقبل الله من المتقين)
• (أحدث) أي وجد منه الحدث، والمراد به الخارج من أحد السبيلين، وإنما فسره أبو هريرة بأخص من ذلك تنبيها بالأخف على الأغلظ، ولأنهما قد يقعان في أثناء الصلاة أكثر من غيرهما.
•واستدل بالحديث على بطلان الصلاة بالحدث سواء كان خروجه اختياريا أم اضطراريا، وعلى أن الوضوء لا يجب لكل صلاة لأن القبول انتفى إلى غاية الوضوء.
• (يتوضأ) أي بالماء أو ما يقوم مقامه، وقد روى النسائي بإسناد قوي عن أبي ذر مرفوعا ” الصعيد الطيب وضوء المسلم ” فأطلق الشارع على التيمم أنه وضوء لكونه قام مقامه. (ج1حديث135)
•قال ابن بطال: فيه رد على من قال إن من أحدث في القعدة الأخيرة أن صلاته صحيحة لأنه أتى بما يضادها.
•وانفصل الحنفية بأن السلام واجب لا ركن، فإن سبقه الحدث بعد التشهد توضأ وسلم وإن تعمده فالعمد قاطع وإذا وجد القطع انتهت الصلاة لكون السلام ليس ركنا وقال ابن بطال: فيه رد على أبي حنيفة في قوله إن المحدث في صلاته يتوضأ ويبني. (ج12حديث6954)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
نموذج من كتاب الصيام
باب فضل شهر رمضان
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضي اللّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ». وفي رواية: ( ... فُتِّحَتْ أَبْوابُ الرَّحْمَةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّياطِين).
•قال النووي في المنهاج/
•فيه دليل للمذهب الصحيح المختار الذي ذهب إليه البخاري والمحققون أنه يجوز أن يقال رمضان من غير ذكر الشهر بلا كراهة، وفي هذه المسألة ثلاثة مذاهب، قالت طائفة: لا يقال رمضان على انفراده بحال وإنما يقال شهر رمضان هذا قول أصحاب مالك، وزعم هؤلاء أن رمضان اسم من أسماء الله تعالى فلا يطلق على غيره إلا بقيد. وقال أكثر أصحابنا وابن الباقلاني إن كان هناك قرينة تصرفه إلى الشهر فلا كراهة وإلا فيكره، قالوا: فيقال صمنا رمضان قمنا رمضان. والمذهب الثالث مذهب البخاري والمحققين أنه لا كراهة في إطلاق رمضان بقرينة وبغير قرينة، وهذا المذهب هو الصواب والمذهبان الأولان فاسدان لأن الكراهة إنما تثبت بنهي الشرع ولم يثبت فيه نهي. وقولهم أنه
¥(16/197)
اسم من أسماء الله تعالى ليس بصحيح ولم يصح فيه شيء وإن كان قد جاء فيه أثر ضعيف، وأسماء الله تعالى توقيفية لا تطلق إلا بدليل صحيح، ولو ثبت أنه اسم لم يلزم منه كراهة، وهذا الحديث المذكور في الباب صريح في الرد على المذهبين، ولهذا الحديث نظائر كثيرة في الصحيح.
•قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته، وأن تفتيح أبواب الجنة وتغليق أبواب جهنم وتصفيد الشياطين علامة لدخول الشهر وتعظيم لحرمته، ويكون التصفيد ليمتنعوا من إيذاء المؤمنين والتهوي عليهم، قال: ويحتمل أن يكون المراد المجاز ويكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو، وأن الشياطين يقل إغواؤهم وإيذاؤهم ليصيرون كالمصفدين ويكون تصفيدهم عن أشياء دون أشياء ولناس دون ناس، ويؤيد هذه الرواية الثانية فتحت أبواب الرحمة، وجاء في حديث آخر صفدت مردة الشياطين. قال القاضي: ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله تعالى لعباده من الطاعات في هذا الشهر التي لا تقع في غيره عموماً كالصيام والقيام وفعل الخيرات والانكفاف عن كثير من المخالفات، وهذه أسباب لدخول الجنة وأبواب لها، وكذلك تغليق أبواب النار، وتصفيد الشياطين عبارة عما ينكفون عنه من المخالفات، ومعنى صفدت غللت وهو معنى سلسلت في الرواية الأخرى، هذا كلام القاضي أو فيه أحرف بمعنى كلامه.
(ج 7 حديث 1079)
•قال ابن حجر في فتح الباري/ (باب هَلْ يُقَالُ رَمَضَانُ أَوْ شَهْرُ رَمَضَانَ وَمَنْ رَأَى كُلَّهُ وَاسِعًا)
•أشار البخاري بهذه الترجمة إلى حديث ضعيف رواه أبو معشر نجيح المدني عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعا ” لا تقولوا رمضان، فإن رمضان اسم من أسماء الله، ولكن قولوا شهر رمضان ” أخرجه ابن عدي في الكامل وضعفه بأبي معشر. وقد احتج البخاري لجواز ذلك بعدة أحاديث. ونقل عن أصحاب مالك الكراهية، وعن ابن الباقلاني منهم وكثير من الشافعية إن كان هناك قرينة تصرفه إلى الشهر فلا يكره، والجمهور على الجواز.
•اختلف في تسمية هذا الشهر رمضان فقيل: لأنه ترمض فيه الذنوب، أي تحرق لأن الرمضاء شدة الحر، وقيل وافق ابتداء الصوم فيه زمنا حارا، والله أعلم.
•قال غيره: المراد بالشياطين بعضهم وهم المردة منهم، وترجم لذلك ابن خزيمة في صحيحه وأورد ما أخرجه هو والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة بلفظ ” إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ” وأخرجه النسائي من طريق أبي قلابة عن أبي هريرة بلفظ (وتغل فيه مردة الشياطين).
•قال القرطبي بعد أن رجح حمله على ظاهره: فإن قيل كيف نرى الشرور والمعاصي واقعة في رمضان كثيرا فلو صفدت الشياطين لم يقع ذلك فالجواب أنها إنما تقل عن الصائمين الصوم الذي حوفظ على شروطه وروعيت آدابه، أو المصفد بعض الشياطين وهم المردة لا كلهم كما تقدم في بعض الروايات، أو المقصود تقليل الشرور فيه وهذا أمر محسوس فإن وقوع ذلك فيه أقل من غيره، إذ لا يلزم من تصفيد جميعهم أن لا يقع شر ولا معصية لأن لذلك أسبابا غير الشياطين كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية. (ج 4 حديث 1898, 1899)
__________________________________________________ _______________________
نموذج من كتاب الإيمان
باب السؤال عن أركان الإسلام
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: نُهِينَا أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللّهِ عَنْ شَيْءٍ. فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةَ، الْعَاقِلُ، فَيَسْأَلَهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ. فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أَتَانَا رَسُولُكَ فَزَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ الله أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «صَدَقَ». قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ قَالَ: «الله» قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ الأَرض؟ قَال: «الله» قَالَ: فَمَنْ نَصَبَ ه?ذِهِ الْجِبَالَ، وَجَعَلَ فِيهَا مَا جَعَلَ؟ قَالَ: «الله». قَالَ: فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَخَلَقَ الأَرْضَ وَنَصَبَ ه?ذِهِ الْجِبَالَ، آلله أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»، قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا، قَالَ: «صَدَقَ». قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ. آلله
¥(16/198)
أَمَرَكَ بِه?ذَا؟ قَالَ: «نَعَمْ». قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا زَكَاةً فِي أَمْوَالِنَا. قَالَ «صَدَقَ» قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ. آللّهُ أَمَرَكَ بِهَـ?ذَا؟ قَالَ «نَعَمْ» قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي سَنَتِنَا. قَالَ: «صَدَقَ». قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، الله أَمَرَكَ بِه?ذَا؟ قَالَ: «نَعَمْ». قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا حَجَّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً. قَالَ: «صَدَقَ». قَال، ثُمَّ وَلَّى. قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ! لاَ أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ وَلاَ أَنْقُصُ مِنْهُنَّ. فَقَالَ النَّبِيُّ: «لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ». رواه مسلم ورواه البخاري معلقا وفي لفظه: " ..... دَخَلَ رَجُل على جَمَل فأناخَهُ في المسجدِ ثمَّ عَقَلَهُ ثم قال لهم: أَيُّكُمْ محمد؟ ـ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم مُتَكِّىءٌ بَيْنَ ظَهْرَانيهمْ ـ فقلنا: هذا الرجُلُ الأبيضُ المُتَّكِىءُ، فقال له الرجُل: ابنَ عبدِ المطَّلبِ؟. فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم: قدْ أَجَبْتُكَ. فقال الرجلُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: إِني سائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عليكَ في المَسْألةِ، فلا تَجْد علىَّ في نَفْسِكَ. فقال: سَلْ عَمَّا بدا لك ..... " الحديث وفيه " آمَنْتُ بما جِئتَ بهِ، وأنا رسولُ مَنْ وَرائي مِن قَومي، وأنا ضِمامُ بنُ ثَعْلبةَ، أخو بني سَعْدِ بنِ بَكر "
•قال النووي في المنهاج/
• «نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع فجاء رجل من أهل البادية فقال: يا محمد أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله تعالى أرسلك، قال: صدق» إلى آخر الحديث. قوله: نهينا أن نسأل يعني سؤال ما لا ضرورة إليه كما قدمنا بيانه قريباً في الحديث الآخر: «سلوني» أي عما تحتاجون إليه.
• (الرجل من أهل البادية) يعني من لم يكن بلغه النهي عن السؤال.
• (العاقل) لكونه أعرف بكيفية السؤال وآدابه والمهم منه وحسن المراجعة، فإن هذه أسباب عظم الانتفاع بالجواب، ولأن أهل البادية هم الأعراب ويغلب فيهم الجهل والجفاء، ولهذا جاء في الحديث: «من بدا جفا» والبادية والبدو بمعنى وهو ما عدا الحاضرة والعمران.
• (فقال يا محمد) قال العلماء: لعل هذا كان قبل النهي عن مخاطبته صلى الله عليه وسلم باسمه قبل نزول قوله الله عز وجل: {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً} على أحد التفسيرين، أي لا تقولوا: يا محمد، بل يا رسول الله، يا نبي الله، ويحتمل أن يكون بعد نزول الآية، ولم تبلغ الآية هذا القائل.
• (زعم رسولك أنك تزعم أن الله تعالى أرسلك، قال: صدق) فقوله: زعم وتزعم مع تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه دليل على أن زعم ليس مخصوصاً بالكذب والقول المشكوك فيه، بل يكون أيضاً في القول المحقق والصدق الذي لا شك فيه، وقد جاء من هذا كثير في الأحاديث.
•اعلم أن هذا الرجل الذي جاء من أهل البادية اسمه ضمام بن ثعلبة بكسر الضاد المعجمة، كذا جاء مسمى في رواية البخاري وغيره.
•قال صاحب التحرير: هذا من حسن سؤال هذا الرجل وملاحة سياقته وترتيبه، فإنه سأل أولاً عن صانع المخلوقات من هو؟ ثم أقسم عليه به أن يصدقه في كونه رسولاً للصانع، ثم لما وقف على رسالته وعلمها أقسم عليه بحق مرسله، وهذا ترتيب يفتقر إلى عقل رصين، ثم إن هذه الأيمان جرت للتأكيد وتقرير الأمر لا لافتقاره إليها كما أقسم الله تعالى على أشياء كثيرة، هذا كلام صاحب التحرير قال القاضي عياض: والظاهر أن هذا الرجل لم يأت إلا بعد إسلامه، وإنما جاء مستثبتاً ومشافهاً للنبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم. (ج1 حديث 12)
•قال ابن حجر في فتح الباري/ (باب ما جاءَ في العِلْمِ. وقولهِ تعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً})
¥(16/199)
•المشهور الذي عليه الجمهور أن السماع من لفظ الشيخ أرفع رتبة من القراءة عليه، ما لم يعرض عارض يصير القراءة عليه أولى، ومن ثم كان السماع من لفظه في الإملاء أرفع الدرجات لما يلزم منه من تحرز الشيخ والطالب، والله أعلم، قوله: (عن الحسن قال: لا بأس بالقراءة على العالم) هذا الأثر رواه الخطيب أتم سياقا مما هنا، فأخرج من طريق أحمد بن حنبل عن محمد بن الحسن الواسطي عن عوف الأعرابي أن رجلا سأل الحسن فقال: يا أبا سعيد منزلي بعيد، والاختلاف يشق علي، فإن لم تكن ترى بالقراءة بأسا قرأت عليك، قال: ما أبالي قرأت عليك أو قرأت علي، قال: فأقول حدثني الحسن قال: نعم، قل حدثني الحسن، ورواه أبو الفضل السليماني في كتاب الحث على طلب الحديث من طريق سهل بن المتوكل قال: حدثنا محمد بن سلام، بلفظ: ” قلنا للحسن: هذه الكتب التي تقرأ عليك أيش نقول فيها قال: قولوا: حدثنا الحسن”.
• (الأبيض) أي المشرب بحمرة كما في رواية الحارث بن عمير ” الأمغر ” أي بالغين المعجمة قال حمزة بن الحارث: هو الأبيض المشرب بحمرة، ويؤيده ما يأتي في صفته صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن أبيض ولا آدم، أي لم يكن أبيض صرفا.
• (أن تأخذ هذه الصدقة) قال ابن التين: فيه دليل على أن المرء لا يفرق صدقته بنفسه، قلت: وفيه نظر، وقوله: ” على فقرائنا ” خرج مخرج الأغلب لأنهم معظم أهل الصدقة.
• (آمنت بما جئت به) يحتمل أن يكون إخبارا وهو اختيار البخاري، ورجحه القاضي عياض، وأنه حضر بعد إسلامه مستثبتا من الرسول صلى الله عليه وسلم ما أخبره به رسوله إليهم، لأنه قال في حديث ثابت عن أنس عند مسلم وغيره: ” فإن رسولك زعم ” وقال في رواية كريب عن ابن عباس عند الطبراني ” أتتنا كتبك وأتتنا رسلك ” واستنبط منه الحاكم أصل طلب علو الإسناد لأنه سمع ذلك من الرسول وآمن وصدق، ولكنه أراد أن يسمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم مشافهة، ويحتمل أن يكون قوله: ” آمنت ” إنشاء، ورجحه القرطبي لقوله: ” زعم ” قال: والزعم القول الذي لا يوثق به، قاله ابن السكيت وغيره، قلت: وفيه نظر، لأن الزعم يطلق على القول المحقق أيضا.
•ومما يؤيد أن قوله ” آمنت ” إخبار أنه لم يسأل عن دليل التوحيد، بل عن عموم الرسالة وعن شرائع الإسلام، ولو كان إنشاء لكان طلب معجزة توجب له التصديق.
•فالصواب أن قدوم ضمام كان في ستة تسع وبه جزم ابن إسحاق وأبو عبيدة وغيرهما.
•وقع في رواية كريب عن ابن عباس عند الطبراني، ” جاء رجل من بني سعد بن بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - وكان مسترضعا فيهم - فقال: أنا وافد قومي ورسولهم ” وعند أحمد والحاكم: ” بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم علينا ” فذكر الحديث، فقول ابن عباس: ” فقدم علينا ” يدل على تأخير وفادته أيضا، لأن ابن عباس إنما قدم المدينة بعد الفتح.
•ووقع في رواية عبيد الله بن عمر عن المقبري عن أبي هريرة التي أشرت إليها قبل من الزيادة في هذه القصة أن ضماما قال بعد قوله وأنا ضمام بن ثعلبة: ” فأما هذه الهناة فوالله إن كنا لنتنزه عنها في الجاهلية ” يعني الفواحش، فلما أن ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم، ” فقه الرجل”، قال: وكان عمر بن الخطاب يقول: ما رأيت أحسن مسألة ولا أوجز من ضمام، ووقع في آخر حديث ابن عباس عند أبي داود: ” فما سمعنا بوافد قوم كان أفضل من ضمام ”
•وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم العمل بخبر الواحد، ولا يقدح فيه مجيء ضمام مستثبتا لأنه قصد اللقاء والمشافهة كما تقدم عن الحاكم، وقد رجع ضمام إلى قومه وحده فصدقوه وآمنوا كما وقع في حديث ابن عباس.
وفيه نسبة الشخص إلى جده إذا كان أشهر من أبيه، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين: ” أنا ابن عبد المطلب”، وفيه الاستحلاف على الأمر المحقق لزيادة التأكيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شاكرا لكم توجيهي ونصحي مقدما ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ـ[شكر أبو علي]ــــــــ[17 - 04 - 07, 01:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم فكرتك طيبة، وفيها فوائد جليلة، لكن للعلم فهذا المشروع شارف على الانتهاء، فنحن نقوم به منذ سنوات بإشراف أساتذة كرام، وهو الآن في مراحل صفه ومن ثم طبعه
وبارك لك الله تعالى في جهدك ووقتك.
ـ[الشريف أبو وائل]ــــــــ[17 - 04 - 07, 03:39 م]ـ
أخي السنوسي أكمل عملك وبارك الله فيك وريثما يخرج عمل الأخوة الذي شارف على الإنتهاء تكون أنت قد طبعت الطبعة الرابعة من كتابك وفقك الله تعالى.
ـ[أبومالك السنوسي]ــــــــ[17 - 04 - 07, 10:34 م]ـ
أخي شكر أبوعلي وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكر الله لك أسلوبك ورأيك , وهداك ربي فأنا لم أطلب منك سوى الرأي , بغض النظر هل قام أحد بهذا العمل أم لا وأنا سأستمر بعملي بإذن الله لآن هدفي هو إفادة نفسي ثم غيري , وأنا وأنت كلنا نعمل في سفينة الدعوة والنجاة , وأخيرا أسأل الله لعملكم توفيقا وقبولا وسدادا ,
أخي الشريف أبو وائل شكر الله لك تشجيعك ورأيك ودمت بألف خير.
¥(16/200)
ـ[ابو عبد الرحمن محمود بن عثمان الاثري]ــــــــ[29 - 08 - 10, 05:22 م]ـ
أخي حياك الله هلا اعلمتنا اين وصلت في بحثك وتزوجيك للاصلين
ـ[بن موسى]ــــــــ[11 - 09 - 10, 06:22 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله
عمل مشكور
نفعل الله بك وبجهدك وتيسيرك لاخوانك للاستفادة منه
وأتمنى ان تضعه في هذا المنتدى المبارك على حلقات حتى يستفيد منها الاخوة والاخوات
وأتمنى ان لا تنس الاحالات بأرقامها
وفقك الله
ـ[الدكتور فتح الرحمن]ــــــــ[13 - 09 - 10, 09:06 ص]ـ
جزاك الله خيراً قبل كل شيئ
والفكرة تستحق العمل عليها لانها ظاهرة الفائدة
كنت منذ زمن أتوق إلى عمل كهذا وفقك الله لإكماله
أتمنى أن توضح لي القاعدة أو القواعد التي سرت عليها في الجمع بين الشرحين(16/201)
مراتب العلماء كما ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم (من نفائس ابن حزم)
ـ[احمد بن فارس السلوم]ــــــــ[12 - 04 - 07, 04:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال البخاري رحمه الله تعالى (79):
نَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ، نَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضاً، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ، قَبِلَتْ الْمَاءَ، وأَنْبَتَتْ الْكَلاَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ، أَمْسَكَتْ الْمَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ، لاَ تُمْسِكُ مَاءً، وَلاَ تُنْبِتُ كَلاَ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْساً، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ ".
قَالَ البُخَارِيُّ: قَالَ إِسْحَاقُ "وَكَانَ مِنْهَا طَائِفَةٌ قَبلَت الْمَاءَ".
هذا الحديث من جوامع الكلم التي جمع فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم مراتب العلماء ومنازلهم، ولأبي محمد بن حزم شرح على هذا الحديث لطيف، هو من نفائس مقالاته، وبدائع قلمه.
قال رحمه الله تعالى:
قد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث مراتب أهل العلم دون أن يشذ منها شيء، فالأرض الطيبة النقية هي مثل الفقيه الضابط لما روى، الفهم للمعاني التي يقتضيها فهم النص، المتنبه على رد ما اختلف فيه الناس إلى نص حكم القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما الاجادب الممسكة للماء التي يستقي الناس منها، فهي مثل الطائفة التي حفظت ما سمعت أو ضبطته بالكتاب و أمسكته، حتى أدته إلى غيرها غير مغير، ولم يكن لها تنبه على معاني ألفاظ ما روت، ولا معرفة بكيفية رد ما اختلف الناس فيه إلى نص القرآن والسنة التي روت، لكن نفع الله بهم في التبليغ، فبلغوه إلى من هو أفهم بذلك، فقد أنذر الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا إذ يقول: " فرب مبلغ أوعى من سامع"، وكما روي عنه عليه السلام: "فرب حامل فقه ليس بقيه".
قال أبو محمد: فمن لم يحفظ ما سمع ولا ضبطه، فليس مثل الأرض الطيبة، ولا مثل الأجادب الممسكة للماء، بل هو محروم معذور أو مسخوط، بمنزلة القيعان التي لا تنبت الكلأ ولا تمسك الماء، وفي هذا كفاية بيان، وبالله تعالى التوفيق.
قال أبو محمد: فمن استطاع منكم فليكن من أمثال الأرض الطيبة، فمن حرم ذلك فمن الأجادب، وليس بعد ذلك درجة في الفضل والبسوق، ونعوذ بالله من أن نكون من القيعان، لكن من استقى من الأجادب ورعى من الطيبة فقد نجا، وبالله التوفيق أهـ
المصدر: (الإحكام في أصول الأحكام 130 - 131).
ـ[ابن السائح]ــــــــ[12 - 04 - 07, 05:08 م]ـ
جزاك الله خيرا
نقل نفيس
ـ[محمد العامر]ــــــــ[13 - 04 - 07, 11:12 م]ـ
للإمام ابن القيم رحمه الله كلام نفيس حول هذا الحديث قريب من كلام الإمام ابن حزم رحمه الله، ولكن لا يحضرني الآن في أي كتبه؟
ـ[ابو هاجر المهاجر]ــــــــ[14 - 04 - 07, 10:31 ص]ـ
جزاك الله خير اخوي احمد ورحم الله الامام ابن حزم وجعلنا الله واياكم أمثال الأرض الطيبة
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[15 - 08 - 08, 07:21 ص]ـ
جزآكم الله خيرا
ـ[أبوصهيب المغربي]ــــــــ[15 - 08 - 08, 02:48 م]ـ
بارك الله فيك ..
وكم لهذا الإمام الأشم من نفائس، .. أضل أقلب يدي عجبًا مما يأتي به رحمات ربي عليه.(16/202)
حكم الرواية بالمعنى
ـ[محمد الجنوبي]ــــــــ[12 - 04 - 07, 05:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ماحكم رواية الحديث بالمعنى
وهل هناك مصنفات في الباب
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[13 - 04 - 07, 12:41 ص]ـ
لا خلاف بين أهل العلم في أن رواية الحديث بلفظه المسموع منه - صلى الله عليه وسلم - هو الأصل الذي ينبغي لكل راوٍ وناقل أن يلتزمه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، بل قد أوجبه بعضهم ومنعوا الرواية بالمعنى مطلقاً، وألزموا أنفسهم وغيرهم بأداء اللفظ كما سُمِع.
والذين أجازوا الرواية بالمعنى إنما أجازوها على أنها رُخْصة تقدر بقدرها، إذا غاب اللفظ عن الذهن أو لم يتأكد منه، لا على أنها أصل يتبع ويلتزم في الرواية.
ومع ذلك فقد اشترطوا لجوازها شروطاً تضمن سلامة المعنى وعدم تحريفه، فقالوا: نقل الحديث بالمعنى دون اللفظ حرام على الجاهل بمواقع الخطاب، ودقائق الألفاظ، أما العالم بالألفاظ، الخبير بمقاصدها، العارف بما يحيل المعاني ويغيرها، البصير بمقدار التفاوت بينها حيث يفرق بين المحتمل وغير المحتمل، والظاهر والأظهر، والعام والأعم، فإنه يجوز له ذلك، وإلى هذا ذهب جماهير الفقهاء والمحدثين.
وهذا التجويز منهم للرواية بالمعنى إنما هو في غير ما تضمنته بطون الكتب، أما ما دُوِّن في الكتب فليس لأحد أن يغير لفظ شيء من كتاب مصنف، ويثبت بدله لفظاً آخر بمعناه لأن الرواية بالمعنى إنما رُخِّص فيها لما في ضبط الألفاظ والمحافظة عليها من الحرج والمشقة، وذلك غير موجود فيما تضمنته بطون الكتب، ولأنه لا يملك تغيير تصنيف غيره - كما ذكر ذلك الإمام ابن الصلاح -.
ومن الأحاديث ما لا يجوز روايته بالمعنى كالأحاديث التي يتعبد بلفظها مثل أحاديث الأذكار والأدعية والتشهد ونحوها، وما كان من جوامع كلمه - صلى الله عليه وسلم -، والأحاديث التي تتعلق بالأمور التوقيفية كأسماء الله وصفاته وغير ذلك، فليس كل الأحاديث إذاً يجوز روايته بالمعنى.
على أن الرواية بالمعنى إنما تكون غالباً في الكلمة والكلمتين والثلاث، وقل أن تقع في جميع ألفاظ الحديث، وربما ذكر الراوي عقب الحديث - إذا اضطر إلى الرواية بالمعنى ولم يتأكد من اللفظ - لفظاً يفيد التصون والاحتياط، لعلمهم بما في الرواية بالمعنى من الخطورة، كما ثبت عن ابن مسعود أنه قال يوماً: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فاغرورقت عيناه، وانتفخت أوداجه، ثم قال: ((أو مثله أو نحوه أو شبهه)) رواه ابن ماجة وغيره.
http://www.islamweb.net/ver2/archive/readart.php?id=57965
ـ[محمد الجنوبي]ــــــــ[14 - 04 - 07, 06:34 م]ـ
جزاك الله خير أخي خالد(16/203)
مصطلحات الحديث عند الإمام الترمذى
ـ[مليحةجان]ــــــــ[12 - 04 - 07, 09:27 م]ـ
خاصة " تعريف الحسن عند الإمام الترمذي"
بيان مصطلحات الحديث عند الإمام الترمذى.
ان الإمام الترمذى قسم الحديث من حيث القبول والرد إلى ثلاثة أقسام: "صحيح" و "حسن" و "غريب". وهذا التقسيم لم يكن مشهورا من قبل.
قال ابن تيمية: أول من عرف أنه قسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف أبوعيسى الترمذى ولم تعرف هذه القسمة عن أحد قبله ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn1)).
وقال ابن رجب: اعلم ان الترمذى قسم فى كتابه هذا الحديث إلى صحيح وحسن وغريب وقد يجمع هذه الأوصاف الثلاثة فى حديث واحد وقد يجمع منها وصفين فى الحديث وقد يفردأحدها فى بعض الأحاديث ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn2)).
أنواع الحديث فى السنن:
الإمام الترمذى لا يكتفى ببيان نوع الحديث من حيثية واحدة بل يمزج هذه الإصطلاحات فتتكون من هذه الثلاثة العبارات التالية:
"صحيح غريب" "حسن غريب" "حسن صحيح" "حسن صحيح غريب".
فأنواع الحديث صار سبعة فى كتابه:
"صحيح" و "حسن" و "غريب" و "صحيح غريب" و "حسن غريب" و"حسن صحيح" و"حسن صحيح غريب". والإمام الترمذى كان فى عصرإزدهارالعلم وعصرالأئمة يعلم كل واحد هذه الإصطلاحات والأنواع ولذا ما فسرالأنواع هذه لكنه فسر بعض مصطلحاته لأنه تفرد به.
فأولا أقدم تعريف الأنواع الثلاثة "صحيح" و "حسن" و "غريب"
ثم نقدم بيان مصطلحات الإمام.
تعريف الحديث الصحيح:
أقدم تحديد للحديث الصحيح تحديد الإمام الشافعى.
قال فى الرسالة: ولا تقوم الحجة بخبر الخاصة حتى يجمع أمورا.
منها: ان يكون من حدث به ثقة في دينه معروفا بالصدق في حديثه عاقلا لما يحدث به عالما بما يحيل معاني الحديث من اللفظ وأن يكون ممن يؤدي الحديث بحروفه كما سمع لا يحدث به على المعنى لأنه إذا حدث على المعنى وهوغيرعالم بما يحيل به معناه لم يدر لعله يحيل الحلال الى حرام وإذا اداه بحروفه فلم يبق وجه يخاف فيه احالته الحديث , حافظا إن حدث به من حفظه , حافظا لكتابه إذا حدث من كتابه , إذا شرك أهل الحفظ في حديث وافق حديثهم , بريا من أن يكون مدلسا , يحدث عن من لقي ما لم يسمع منه , ويحدث عن النبي ما يحدث الثقات خلافه عن النبي , ويكون هكذا من فوقه ممن حدثه حتى ينتهي بالحديث موصولا الى النبي أو الى من انتهى به اليه دونه. لأن كل واحد منهم مثبت لمن حدثه ومثبت على من حدث عنه ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn3)).
تلخيص ابن صلاح للتعريف:
وقد لخص ابن صلاح تعريف الصحيح فقال:
الحديث الصحيح: "ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله ولا يكون شاذا ولا معللا" ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn4)).
مراده من قوله: " أصح شئ فى الباب ".
يقول الإمام الترمذى فى كثير من المواضع فى سننه: "هذا أصح شئ فى الباب" فليس المراد منه صحة الحديث كما توهم بعض الناس.
قال النووى: لا يلزم من هذه العبارة صحة الحديث , فانهم يقولون هذا أصح ما جاء فى الباب , وإن كان ضعيفا ومرادهم أرجحه أو أقله ضعفا ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn5)).
الحديث الحسن:
" الحسن" لم يكن مشهورا قبل الإمام الترمذى كنوع خاص من انواع الحديث.
قال ابن صلاح: كتاب أبى عيسى الترمذى أصل فى معرفة الحديث الحسن وهو الذى نوه بإسمه وأكثر من ذكره فى جامعه ويوجد فى متفرقات من كلام بعض مشايخه والطبقة التى قبله كأحمد بن حنبل والبخارى وغيرهما ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn6)).
تعريف الترمذى للحديث الحسن:
عرفه الإمام فى كتاب العلل , فقال:
وما ذكرنا فى هذا الكتاب " حديث حسن " فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا كل حديث يروى لا يكون فى إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذا ويروى من غير وجه نحو ذاك , فهو عندنا حديث حسن" ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn7)).
شرح التعريف:
قوله:" كل حديث يروى" بمنزلة الجنس , يشمل جميع انواع الحديث.
¥(16/204)
قوله: " لا يكون فى إسناده من يتهم بالكذب" خرج به حديث المتهم بالكذب. وعدل الإمام عن لفظ " الثقة" إلى قوله "غير متهم بالكذب" مشعرا بأنه قاصر عن درجة الصحيح لكى يميز الحسن من الصحيح ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn8)).
قوله: "لايكون الحديث شاذا" أراد بالشاذ ما قاله الإمام الشافعى , وهو أن يروى الثقات عن النبى صلى الله عليه وسلم خلافه" ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn9)).
قوله: "أن يروى من وجه آخر نحوه"لا يشترط فيه الفظ بل يكفى أن يروى معناه.
قال ابن رجب: "أن يروى معناه من غير وجه لا نفس لفظه ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn10)).
فإذا كان الحديث لايكون شاذا وورد مثله ونحوه من وجه آخر ترجح أن راويه ضبطه وحسن الظن فيه أنه حفظه وأداه كما سمعه ولذلك سمى الحديث حسنا.
تعريف الحسن لذاته والحسن لغيره:
ثم ان الإمام الترمذىعرف "الحسن لغيره" وأغفل "الحسن لذاته" وتفصيل المقام أن الحسن عند المحدثين على قسمين:
الأول "حسن لذاته" والثانى:"حسن لغيره".
تعريف الحسن لذاته:
عرفه ابن الصلاح فقال: أن يكون راويه من المشهورين بالصدق والأمانة غير أنه لم يبلغ درجة رجال الصحيح لكونه يقصرعنهم فى الحفظ والإتقان وهو مع ذلك يرتفع عن حال من يُعّد ما يتفرد به من حديثه منكرا ويعتبر فى كل هذا مع سلا مة الحديث من أن يكون شاذا ومنكرا سلامته من أن يكون معللا" ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn11)).
فإذا قال المحدثون "هذا حديث حسن" كان مرادهم "الحسن لذاته". فالحسن هذا اذن مثل "الصحيح" إلا أنه قد خف ضبط راويه عن راوى الصحيح.
قال ابن حجر بعد تعريف الصحيح: فإن خف الضبط فهو الحسن لذاته" ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn12)).
تعريف الحسن لغيره:
هو الحديث الضعيف الذى تعددت طرقه , وبكثرت طرقه يجبر وهنه وضعفه , وهو ما يطلق عليه الترمذى "حسن".
ونزل ابن الصلاح كلام الترمذى عليه فقال:
"الحسن الذى لا يخلو رجال إسناده من مستور لم تتحقق أهليته غير أنه ليس مغفلا كثير الخطاء فيما يرويه ولا متهم بالكذب .... وكلام الترمذى على هذا القسم يتنزل" ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn13)).
وقد يرد عليه:
1. أن عبارة الترمذى أعم من قوله مستور؟ فالجواب: ان ابن الصلاح ذكر المستور للتمثيل لا للتقييد , يعنى نحو المستور ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn14)).
2. أنه قيد المستور بكونه ليس مغفلا كثير الخطاء وهذا لا يدل عليه كلام الترمذى ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn15)).
والجواب عن هذا بوجهين:
الوجه الأول: أنه يوخذ هذا القيد من كلام الترمذى حيث ذكر فى العلل أن من كان متهما فى الحديث بالكذب أو كان مغفلا يخطى الكثير فالذى اختاره أكثر أهل الحديث من الائمة أن لايشتغل بالرواية عنه ([16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn16)).
الوجه الثانى: أن ابن الصلاح قيد بذلك لأنه أراد أن إجتماع الخستين الستروالتغفيل قصورلا يصلح معه جابركالإتهام بالكذب" ([17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn17)).
3. قال البنوري: "ما قاله ابن الصلاح غير صالح حيث يضطر أن يدخل فى الحسن عندالترمذى ما كان فى إسناده مستور الحال , ومنشاء ما زعمه عدم ذكر الترمذى فى الحسن شرط اتقان الرواة وغيره , وهذا الزعم غير صحيح لأن ذلك مراد عند الكل , ولكون معرفة هذا الشرط وإشتهاره لم يصرح به الترمذى لا أنه صرح بعدم هذا" ([18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn18)).
والجواب: أن الذى يشترط فيه إتقان الرواة هو الحسن لذاته , أما الذى عرفه الترمذى فيشترط فيه التعدد ليكافى عدم إشتراط الإتقان.
خلاصة الكلام:
¥(16/205)
حاصل الكلام: أن الإمام الترمذى تفرد بهذا التعريف ولذا أضافه لنفسه فقال:" وماذكرنا فى هذا الكتاب "حديث حسن" فإنما أردنا به حسن إسناده عندنا" ([19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn19)) فإذا أطلق فى الحكم على الحديث "هذا حديث حسن" فمراده الحديث الحسن لغيره , وهو فى الأصل حديث ضعيف فأحيانا يخرج الحديث ويقول فلان ضعيف ثم يقول "هذا حديث حسن" فإنما حسنه لكونه يتعاضد بتعدد طرقه , ويميز هذا عن " الحسن لذاته" بقوله"حسن غريب".والمحدثون يطلقون القول على الحسن لذاته بقولهم"حسن" ولا يقيدون بشئ.
حكم حديث الحسن لذاته والحسن لغيره:
الحسن لذاته:
هذا الحديث مقبول للإحتجاج والعمل به عند جميع الفقهاء ومعظم المحدثين والأصوليين. وذلك أنه اذا ترجح الصدق فى خبر الواحد وجب العمل به , والحسن قد ترجح صدقه على كذبه , فوجب أن يكون مثل الصحيح فى الإحتجاج به والعمل بموجبه ولذلك جعله بعضهم مندرجا فى أنواع الصحيح لإندراجه فى أنواع ما يحتج به.
قال ابن الصلاح: وهو الظاهر من كلام الحاكم أبى عبدالله الحافظ فى تصرفاته , وإليه يومى فى تسمية كتاب الترمذى بالجامع الصحيح وأطلق الخطيب ابوبكر ايضا عليه إسم الصحيح" ([20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn20)).
الحسن لغيره:
هذا وإن كان فى الأصل ضعيفا لكنه تدرج إلى درجة الحسن بوروده من طريق آخر فتحصل بالمجموع قوة تصلح للإحتجاج وهذا الإحتجاج بالمجموع لا بإنفراد حديث حديث.
الحديث الغريب:
تعريف الإمام الترمذى للحديث الغريب:
قال: "وما ذكرنا فى هذا الكتاب حديث غريب فإن أهل الحديث يستغربون الحديث لمعان:
رب حديث يكون غريبا لايروى إلا من وجه واحد
ورب حديث إنما يستغرب لزياده تكون فى الحديث
ورب حديث يروى من أوجه كثيرة وإنما يستغرب لحال الإسناد" ([21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn21)).
تعريف المحدثين للحديث الغريب:
الإمام الترمذى جرى فى هذا التعريف على إصطلاح المحدثين ولذا قال"فإن أهل الحديث يستغربون". وهكذا عرفه الآخرون , قال ابن صلاح: "الحديث الذى يتفرد به بعض الرواة يوصف بالغريب , وكذلك الحديث الذى يتفرد فيه بعضهم بأمر لا يذكره فيه غيره إما فى متنه وإما فى إسناده" ([22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn22)).
أقسام الغريب:
يحصل من تعريف ابن صلاح للحديث الغريب ثلاثة أقسام:
الأول: " غريب متنا وإسنادا" لأن قوله: " الحديث الذى يتفرد به بعض الرواة يوصف بالغريب" أعم من أن يكون الإنفراد بالسند والمتن جميعا أو بالسند , ويدخل فيه المعنيين الأولين ذكرهما الترمذى , ويحصل من قوله " وكذلك الحديث الذى يتفرد فيه بعضهم بأمر لا يذكره فيه غيره إما فى متنه وإما فى إسناده " قسمان , " غريب إسنادا لا متنا" وهو الثانى , و" غريب متنا لا إسنادا " وهو الثالث. ويدخل فى الثانى المعنى الثالث الذى ذكره الترمذى لأن مراده بقوله " يستغرب لحال الإسناد" التفرد بالإسناد. ويطلق الحافظ ابن حجر على الأول " الفرد المطلق" وعلى الثانى "الفردالنسبى" لأن التفرد حصل فيه بالنسبة إلى شخص معين ([23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn23)).
والقسم الثالث ذكره ابن الصلاح فى كتابه واختلفوا فى وجوده وعدمه وكذا إختلف فى صورته.
فقال ابن صلاح: لايوجد ماهو غريب متنا وليس غريبا إسنادا إلا اذا اشتهر الحديث الفرد عمن تفرد به فرواه عنه عدد كثيرون فانه يصير غريبا مشهورا , غريب متنا وغير غريب إسنادا لكن بالنظر إلى أحد طرفى الإسناد , فان إسناده متصف بالغرابة فى طرفه الأول متصف بالشهرة فى طرفه الآخر كحديث "إنما الأعمال بالنيات" وكسائر الغرائب التى أشتملت عليها التصانيف المشهورة" ([24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn24)).
فابن الصلاح قيده بالنسبة لآخر السند فهو فى الحقيقة غريب متنا وإسنادا لأن الرواة تفردوا بالمتن فى الإبتداء وطرأت الشهرة بعد ذلك.
مثال القسم الأول:
¥(16/206)
مثل الترمذى له بمثالين وقال الحافظ ابن رجب ([25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn25)) وهما فى الحقيقة نوعان:
الأول: أن يكون ذلك الإسناد لا يروى به إلا ذلك الحديث ايضا.
مثاله:
حديث حماد بن سلمة عن ابى العشراء عن أبيه قال: قلت يارسول الله أما تكون الزكاة إلا فى الحلق واللبة؟ فقال لو طعنت فى فخذها أجزا عنك".
قال الترمذى: فهذا حديث تفرد به حماد بن سلمة عن أبى العشراء ولايعرف لأبى العشرء عن أبيه إلا هذا الحديث وان كان الحديث مشهورا عند أهل العلم وانما اشتهر من حديث حماد بن سلمة لا يعرف إلامن حديثه" ([26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn26)).
وقد خرج الترمذى فى كتاب الصيد "ما جاء فى الذكاة فى الحلق واللبة" هذا الحديث وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة ولا نعرف لأبى العشراء عن أبيه إلا هذا الحديث" ([27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn27)).
قال ابن رجب: ولم يقل انه حسن لما ذكر ههنا أن شرطه فى الحسن أن يروى نحوه من غير وجه وهذا ليس كذلك فإنه لم يرو فى الزكاة فى غير الحلق واللبة إلا فى حال الضرورة غيره ([28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn28)).
الثانى: أن يكون الإسناد مشهورا يروى به أحاديث كثيرة لكن لم تصح رواية هذا المتن إلا بهذا الإسناد.
مثاله:
حديث عبدالله بن دينارعن ابن عمرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الولاء.
قال الترمذى: لا يعرف إلا من حديث عبدالله بن ينار رواه عنه عبيدالله بن عمر وشعبة وسفيان الثورى ومالك بن أنس وابن عيينة وغير واحد من الأئمة وروى يحي بن سليم هذا الحديث عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر فوهم فيه يحي بن سليم" ([29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn29)). ورواه فى" كراهية بيع الولاء وهبته" عن محمد بن بشار عن طريق سفيان وشعبة عن عبدالله بن دينار , وقال: هذا حديث حسن صحيح , لا نعرفه إلا من حديث عبدالله بن دينار عن ابن عمر" ([30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn30)).
فهذا الحديث لم يصح إلا من هذاالوجه عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر.
وقال ابن رجب: هو معدود من غرائب الصحيح فإن الشيخين خرجاه ([31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn31)).
مثال القسم الثانى:
أى الغريب من جهة الإسناد , والمتن نفسه مشهور فيتفرد الراوى بروايته عن شخص لم يرو الأخرون عنه هذا الحديث. وهذ ايضا على قسمين:
الأول: أن يكون الحديث معروفا من رواية صحابى أو اكثر من طرق معروفة ثم يروى عن صحابى آخر من وجه يستغرب عنه بحيث لا يعرف حديثه إلا من ذلك الوجه.
مثاله: حديث أبى كريب عن أبى أسامة عن بريد بن عبدالله ابن أبى بردة عن جده عن ابيه أبى موسى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: الكافر يأكل فى سبعة أمعاء والمومن يأكل فى معى واحد".
قال ابوعيسى:" هذا حديث غريب من هذ الوجه من قبل إسناده وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن النبى صلى الله عليه وسلم" ([32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn32)).
فهذا الحديث غريب سندا عن أبى كريب ولا غرابة فى المتن , لأن المتن معروف عن النبى صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة وقد خرجاه فى الصحيحين من حديث أبى هريرة ([33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn33)) ومن حديث ابن عمر ([34] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn34)) عن النبى صلى الله عليه وسلم وأما حديث أبى موسى هذا فخرجه مسلم عن أبى كريب ([35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn35)) وقد إستغربه غير واحد من هذا الوجه وذكروا أن أباكريب تفرد به منهم البخارى وابوزرعة , وذكر لأبى زرعة من رواه عن أبى أسامة غير أبى كريب؟ فكانه أشار إلى انهم أخذوه منه ([36] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn36)).
¥(16/207)
الثانى: أن يكون الحديث يروى عن النبى صلى الله عليه وسلم معروفا من رواية صحابى عنه من طريق أو من طرق ثم يروى عن ذلك الصحابىمن وجه آخر يستغرب من ذلك الوجه خاصة ([37] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn37)).
مثاله:
ذكر الترمذى مثالا له من حديث الدارمى قال: أخبرنا مروان عن معاوية بن سلام عن يحي بن أبى كثير عن أبى سعيد مولى المهدىعن حمزة بن سفينة عن السائب سمع عائشة عن النبى صلى الله عليه من تبع جنازة فله قيراط ....
قال ابوعيسى: وهذا حديث قد روى من غير وجه عن عائشة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم وإنما يستغرب هذا الحديث لحال إسناده لرواية السائب عن عائشة عن النبى صلى الله عليه وسلم ([38] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn38)).
الغريب من حيث القبول والرد:
الغرابة وتفردالراوى بالحديث لا تنفى الصحة إذا توفرت فيه شروط الصحة وإذا لم يستوف هذه الشروط فهو غير صحيح وعلى هذا ينقسم الغريب إلى ثلاثة أقسام:
1. الغريب الصحيح: وهو ما توفرت فيه شروط الصحة.
مثاله: حديث عمرعن النبى صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات".
وقد خرجه الترمذى: فى الجهاد "فيمن يقاتل رياء" ([39] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn39)).
عن محمد بن المثنى عن عبد الوهاب الثقفي عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص الليثي عن عمر بن الخطاب.
وقال: هذا حديث حسن صحيح ... ولا نعرفه إلا من حديث يحي بن سعيد.
فانه لم يصح إلا من حديث يحي بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عمر ([40] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn40)).
2. الغريب الحسن: الذى توفرت فيه شروط الصحة مع خف ضبط راويه. مثاله: " باب ما جاء في السيوف وحليتها" ([41] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn41)).
روىعن محمد بن صدران أبو جعفر البصري عن طالب بن حجير عن هود بن عبد الله بن سعد عن جده مزيدة قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وعلى سيفه ذهب وفضة قال طالب فسألته عن الفضة فقال كانت قبيعة السيف فضة.
قال أبوعيسى: وفي الباب عن أنس و"هذا حديث حسن غريب".
1. الغريب الضعيف: هو ما لم يجمع صفة الصحيح أو الحسن وذلك هوالغالب على الغرائب ([42] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn42)).
والعلماء نهوا عن الإستكثارمن روايتها قال أحمد:"شر الحديث الغرائب التى لا يعمل بها ولا يعتمد عليها" ([43] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn43)).
وقال الإمام ابويوسف:"من اتبع غريب الحديث كذب" ([44] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn44)).
مثاله: "باب ما جاء في الجلوس قبل أن توضع" ([45] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn45)).
روى عن محمد بن بشارعن صفوان بن عيسى عن بشر بن رافع عن عبدالله بن سليمان بن جنادة بن أبي أمية عن أبيه عن جده عن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اتبع الجنازة لم يقعد حتى توضع في اللحد فعرض له حبر فقال هكذا نصنع يا محمد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال خالفوهم.
قال أبوعيسى: هذا حديث غريب وبشر بن رافع ليس بالقوي في الحديث.
الإصطلاحات المركبة فى سنن الترمذى:
"صحيح غريب" و"حسن صحيح" و"حسن غريب" و "حسن صحيح غريب".
صحيح غريب:
لا إشكال فى معنى هذا الكلام لان الصحيح لا يشترط فيه تعدد الطرق والغرابه لا تنفى الصحة , فقصد الإمام من هذه العبارة إفاده هاتين الحيثيتين فى الحديث "الصحة" و "الغرابة".
حسن غريب:
فسرالإمام "الحسن" بتعدد الإسناد والمراد منها عند المحدثين " الحسن لغيره" وما تعرض لتعريف " الحسن لذاته" فالحديث الصحيح اذا خف ضبط راويه يكون حسنا وقد يروى من وجه واحد والإمام يعبر عن هذا القسم بقوله"حسن غريب".
فالحاصل: أن التعدد شرط حيث يفرد " الحسن" فى وصف الحديث فإذا قيد بالغرابة علم أن التعدد غير ملاحظ فيه مع بلوغ الحديث بنفسه رتبة الحسن.
حسن صحيح:
¥(16/208)
كثرت الآراء فى تحليل هذه العبارة وأشكل أمرها كثيرا , لأن الحسن قاصرعن درجة الصحيح فكيف يجمع بينهما فى حديث واحد.
فأذكر المذهب المختار فيه حذرا من الإطالة.
قال ابن صلاح: إن ذلك راجع إلى الإسناد فإذا روى الحديث الواحد بإسنادين أحدهما إسناد حسن والآخر إسناد صحيح استقام أن يقال فيه أنه حديث حسن صحيح , أى أنه حسن بالنسبة إلى إسناد صحيح بالنسبة إلى إسناد آخر" ([46] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn46)).
وعمم ابن دقيق العيد الحسن من الصحيح فقال:
والذى أقول: أن الحسن لا يشترط فيه قيد القصورعن الصحيح وإنما يجيئه القصور حيث إنفرد الحسن يعنى إذا إقتصر على قوله" حسن " فالقصور يأتيه من قيد الإقتصار لا من حيث حقيقته وذاته , أما إذا يرتفع إلى درجة الصحة فالحسن حاصل لا محالة تبعا للصحة ...
حاصل كلامه:
أنه يجتمع فى الراوى صفة الدنيا كالصدق والصفة العلياء كالحفظ والإتقان , فإذا وجدت الدرجة العلياء لم يناف ذلك وجود الدنيا, فيصح أن يقال فى هذا: إنه حسن بإعتبار وجود صفة الدنيا وهى الصدق مثلا , صحيح بإعتبار الصفة العلياء وهى الحفظ والإتقان" ([47] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn47)).
فيلزم من هذا أن كل صحيح عنده حسن وليس كل حسن صحيحا لكنه مخالف لاصطلاحات الترمذى لأنه إشترط فى الحسن أن يروى نحوه من وجه آخرولم يشترط ذلك فى الصحيح ويظهر من صنيع الإمام أنه يميزبين الحسن والصحيح حيث إستعملاهما مفردين" ([48] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn48)).
قال ابن حجر فى تحقيق قوله "حسن صحيح ":
"فإن جمعا فى وصف حديث واحد كقول الترمذى وغيره "حسن صحيح ".
1. فللتردد الحاصل من المجتهد فى الناقل هل إجتمعت فيه شروط الصحة أو قصرعنها وهذا حيث يحصل منه التفرد بتلك الرواية. ومحصل الجواب أن تردد أئمة الحديث فى حال ناقله إقتضى للمجتهد ألا يصفه بأحد الوصفين فيقال فيه "حسن" بإعتبار وصفه عند قوم , "صحيح" بإعتبار وصفه عند قوم وغاية ما فيه أنه حذف حرف التردد (أو) لأن حقه أن يقول حسن أو صحيح.
الملاحظة: كلامه هذا يصدق على قول الترمذى"حسن صحيح غريب" وسيأتى بيانه.
2. وإلا أى إذا لم يحصل التفرد فإطلاق الوصفين معا على الحديث يكون بإعتبارإسنادين أحدهما "صحيح" والآخر"حسن" , وعلى هذا فما قيل فيه "حسن صحيح" فوق ما قيل فيه "صحيح" فقط إذا كان فردا لأن كثرة الطرق تقوى" ([49] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn49)).
وهذا القول الثانى موافق لما قال ابن الصلاح وهو المذهب المختار.
مثال لقول الترمذى " حسن صحيح":
حديث: " لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها كلها فاقتلوا منها كل اسود بهيم" ([50] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn50)).
رواه عن أحمد بن منيع عن هشيم عن منصور بن زاذان ويونس بن عبيد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .... .
قال: وفي الباب عن بن عمر وجابر وأبي رافع وأبي أيوب
قال أبو عيسى: حديث عبد الله بن مغفل "حديث حسن صحيح"
ثم روى فى الباب الذى يليه: " من أمسك كلبا ما ينقص من أجره ".
عن عبدالله بن مغفل , قال:
حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي حدثنا أبي عن الأعمش عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال: إني لممن يرفع أغصان الشجرة عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقال: لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها فاقتلوا منها كل اسود بهيم وما من أهل بيت يرتبطون كلبا إلا نقص من عملهم كل يوم قيراط إلا كلب صيد أو كلب حرث أو كلب غنم.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن الحسن عن عبد الله بن مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم".
وفيه إسماعيل بن مسلم ضعيف , وحسن حديثه لتعدد طرقه , وجمع الحسن والصحة فى الأول لأنه صحيح بنفسه والثانى حسن بتعدد طرقه.
المثال الثانى: " باب من العقيقة " ([51] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn51)).
¥(16/209)
حديث:"الغلام مرتهن بعقيقته يذبح عنه يوم السابع ويسمى ويحلق رأسه". رواه الترمذى عن علي بن حجر عن علي بن مسهر عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. حدثنا الحسن بن علي الخلال حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
قال أبوعيسى: "هذا حديث حسن صحيح"
فالإسناد الأول فيه إسماعيل بن مسلم وهو ضعيف وحسن حديثه لتعدد طرقه ورجال الإسناد الثانى ثقات فالحديث صحيح. فحصل به أن الحديث حسن بالأول صحيح بالإسناد الثانى.
قوله: "حسن صحيح غريب":
يعبر الإمام الترمذى هذا النوع بعبارات تالية:
- هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث فلان.
- حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
- قد يجمع بينهما فيقول: "حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث فلان".
مراده منها:
- أن الحديث لا يعرف من غيره على هذا اللفظ.
- أو لا يعرف صحيحا إلا من هذا الوجه.
- أو كان الحديث صحيحا ولا يعرف إلا من فلان
فالغرابة إما بالنظر إلى المتن أو بالنظر إلى الإسناد أو بالنظر إلى الراوى أو بالنظر إلى الصحة.
مثاله: "حديث ابن عمر فى بدء الاذان" ([52] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn52)).
رواه الترمذى عن أبى بكر بن النضر بن أبي النضر عن حجاج بن محمد عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمرقال: كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلوات وليس ينادي بها أحد فتكلموا يوما في ذلك فقال بعضهم اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى وقال بعضهم اتخذوا قرنا مثل قرن اليهود قال فقال عمر بن الخطاب أولا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال قم فناد بالصلاة. قال أبوعيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن عمر.
فهذا اللفظ لا يعرف إلا من حديث ابن عمر والحديث أخرجه أحمد عن عبدالرزاق ([53] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn53)) والبخارى عن محمود بن غيلان ([54] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn54)) ومسلم عن إسحاق بن إبراهيم ([55] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn55)) والنسائي عن محمد بن إسماعيل ([56] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn56)) كلهم عن طريق ابن جريج عن نافع عن ابن عمر , فالحديث "حسن" لتعدد أسانيده "صحيح" لصحته وعلو رجاله و"غريب" من حديث ابن عمربهذا اللفظ ولأنه تفرد به ابن جريج عن نافع.
المثال الثانى: حديث أبي هريرة في"الإضطجاع بعد ركعتي الفجر" ([57] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn57)).
قال حدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فَلْيَضْطَجِعْ على يمينه وفي الباب عن عائشة.
قال أبو عيسى: حديث أبي هريرة "حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه" وقد روى عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى ركعتي الفجر في بيته اضطجع على يمينه". فالحديث "صحيح" أخرج الشيخان عن عائشة رضى الله عنها ([58] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn58)) بأسانيد متعددة , وهذا الحديث الذى أخرجه الترمذى "حسن" بإسناده , والغرابة فيه من قبل هذا الإسناد فقال:"غريب من هذا الوجه".
قال ابن رجب: وعلى هذا فلا يشكل قوله"صحيح حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" لأن مراده أن هذا اللفظ لا يعرف إلا من هذا الوجه , لكن لمعناه شواهد من غير هذا الوجه , وإن كانت شواهد بغير لفظه" ([59] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn59)).
وإن حصل التفرد فى رواية فيحمل قوله على التردد كما قال ابن حجر:
"أن تردد أئمة الحديث فى حال ناقله إقتضى للمجتهد ألا يصفه بأحد الوصفين فيقال فيه "حسن" بإعتبار وصفه عند قوم , "صحيح" بإعتبار وصفه عند قوم وغاية ما فيه أنه حذف حرف التردد (أو) لأن حقه أن يقول حسن أو صحيح.
([1]) (قواعد التحديث 104) طبع دار الكتب العلمية بيروت , ط.1.
([2]) شرح العلل (1/ 342)
¥(16/210)
([3]) الرسالة (ص370) طبع مصطفى البابى الحلبى , بتحقيق أحمد محمد شاكر.
([4]) تدريب الراوى (62) علوم الحديث (مقدمة ابن صلاح) مع التقييد والإيضاح (ص20) طبع: دارالعلوم حقانية بدون.
([5]) تدريب الراوى (87_88)
([6]) علوم الحديث (51_52)
([7]) كتاب العلل (2/ 340)
([8]) تدريب الراوى (1/ 156)
([9]) شرح العلل (1/ 384)
([10]) شرح العلل (1/ 386)
([11]) علوم الحديث (47)
([12]) نزهة النظر (40) طبع: فاروقي كتب خانة ملتان باكستان.
([13]) علوم الحديث (46)
([14]) علوم الحديث (63_64)
([15]) شرح العلل (1/ 287)
([16]) شرح العلل (1/ 387)
([17]) علوم الحديث (37)
([18]) معارف السنن (1/ 87) ايج ايم سعيد كمبنى كراتشى 1404هـ
([19]) كتاب العلل (2/ 238)
([20]) علوم الحديث (60)
([21]) كتاب العلل (2/ 340)
([22]) علوم الحديث (270) تدريب الراوى (2/ 181)
([23]) نزهة النظر (29)
([24]) علوم الحديث (273_274)
([25]) شرح العلل (1/ 413)
([26]) كتاب العلل (2/ 238)
([27]) سنن الترمذى (1/ 273)
([28]) شرح العلل (1/ 414)
([29]) كتاب العلل (2/ 238)
([30]) سنن الترمذى (1/ 233)
([31]) شرح العلل (1/ 415)
([32]) كتاب العلل (2/ 238)
([33]) البخارى: عن إسماعيل عن مالك عن أبى الزناد عن الأعرج عن أبى هريرة (5/ 2062).
([34]) البخارى: عن محمد بن سلام عن عبدة عن عبيدالله عن نافع عن ابن عمر (5/ 2061).
مسلم: عن زهير بن حرب عن طريق نافع عن ابن عمر (3/ 1631)
([35]) عن أبى كريب محمد بن العلاء عن أبى أسامة عن بريد عن جده عن أبى موسى , صحيح مسلم (3/ 1632).
([36]) شرح العلل (1/ 440 - 441)
([37]) شرح العلل (1/ 446)
([38]) كتاب العلل (2/ 239)
([39]) سنن الترمذى (1/ 294)
([40]) ابن رجب (1/ 416)
([41]) سنن الترمذى (1/ 298)
([42]) علوم الحديث (271) تدريب الراوى (1/ 179)
([43]) الكفاية (141) طبع: دائرة المعارف العثمانية هند , 1357هج
([44]) شرح العلل 1/ 407)
([45]) سنن الترمذى (1/ 98)
([46]) علوم الحديث (59)
([47]) قوت المغتذى على هامش سنن الترمذى (1/ 8).
([48]) التقييد والإيضاح للعراقى (61) طبع: دارالعلوم حقانية باكستان , بدون.
([49]) نزهة النظر (42_44)
([50]) سنن الترمذى (1/ 274)
([51]) سنن الترمذى (1/ 278)
([52]) سنن الترمذى (1/ 48)
([53]) مسند أحمد (2/ 148) طبع: المكتب الإسلامى , بيروت ط , 1 , 1389هـ.
([54]) صحيح البخارى (1/ 219)
([55]) صحيح المسلم (1/ 285)
([56]) سنن النسائي (2/ 2) طبع: دارالبشائر , بيروت , 2 , 1406هـ.
([57]) سنن الترمذى (1/ 96)
([58]) البخارى (1/ 225) مسلم (1/ 508)
([59]) شرح العلل (1/ 386)
ـ[غزوان العزاوي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 12:18 ص]ـ
اخي العزيز هناك كتاب للدكتور عداب محمود الحمش وعنوانه دراسه نقديه في سنن الترمذي انصح الاخوه بالاطلاع عليهاوالكتاب عباره عن ثلاثة مجلدات والسلام عليكم اخوكم غزوان العزاوي
ـ[عويضة]ــــــــ[30 - 04 - 07, 03:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فللدكتور نور الدين العتر كتاب حول الترمذي عنوانه: جامع الترمذي والمقارنة بينه وبين الصحيحين تناول فيه مصطلحات الترمذي وهو رسالته للدكتوراه يمكن الافادة منه في الموضوع.(16/211)
ابن الوزير اليماني ت 840هـ سبق المعلمي والألباني في وصف العجلي بالتساهل
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[13 - 04 - 07, 03:03 م]ـ
فائدة عزيزة:/
للإمام ابن الوزير اليماني ت 840 هـ كلامٌ يدل على وصف العجلي بالتساهل،فانظره في ((العواصم والقواصم)) 8/ 27ـ 34 ط. الرسالة
وعليه،فليس العلامة المعلمي ثم الألباني أول مَن وصف العجلي بالتساهل، كما ذكره بعض أهل العلم،ومنهم الشيخ الفاضل د. حاتم الشريف ــ وفقه الله ــ
في كتابه ((إضاءات بحثية في علوم السنة)) ص 78
تنبيه:/ ليس لي علمٌ بهذه الفائدة، حتى أوقفني عليها الشيخ الفاضل د. راجح بن عبدالله الزيد، عضو هيئة التدريس في قسم السنة،جامعة الإمام ـ جزاه الله خير الجزاء ـ
وقد نقلت هذه الفائدة لأجل مسألة الأولية في وصفه بالتساهل،لاغير
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[14 - 04 - 07, 04:15 م]ـ
أخي الحبيب: جزاك الله خيرا
مسألة التساهل والتشدد مسألة نسبية وتحتاج الى بحوث،وأعتقد أنها تتبع منهج الامام ولكل منهجه وطريقته،واتمنى على طلبة العلم للبحث في هذه الجزئية برسالة ماجستير او دكتوراه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[14 - 04 - 07, 04:52 م]ـ
أحسن الله إليكم وجزاكم خيرا
ابن الوزير لم يصفه بالتساهل! وإنما قال: إنه يوثق الصدوق في روايته بغض النظر عن حاله في دينه.
وهذا يختلف تماما عن التساهل وتوثيق المجاهيل الذي عرفه الشيخ المعلمي بالاستقراء كما ذكر.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 05:37 ص]ـ
أحسن الله إليكم وجزاكم خيرا
ابن الوزير لم يصفه بالتساهل! وإنما قال: إنه يوثق الصدوق في روايته بغض النظر عن حاله في دينه.
وهذا يختلف تماما عن التساهل وتوثيق المجاهيل الذي عرفه الشيخ المعلمي بالاستقراء كما ذكر.
يا شيخ لعلك تريده نصا صريحا هكذا العجلي متساهل.
أما: جملة (إنه يوثق الصدوق في روايته بغض النظر عن حاله في دينه) فكلام لا يفيد معنى!
مثل السماء فوقنا.
والأرض تحتنا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 02:05 م]ـ
اقرأ كلام ابن الوزير أولا قبل أن تعترض يا أخي الكريم!(16/212)
جواب ابن كثير عن هذا الحديثين
ـ[آل عامر]ــــــــ[13 - 04 - 07, 04:03 م]ـ
. قال الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن حجاج الصواف عن أبي الزبير عن جابر أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي صلى الله علية وسلم فقال: يا رسول الله هل لك في حصنٍ حصينٍ ومنعةٍ؟ قال: حصنٍ كان لدوسٍ في الجاهلية فأبى ذلك رسول الله صلى الله علية وسلم للذي ذخر الله للأنصار فلما هاجر النبي صلى الله علية وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه فاجتووا المدينة فمرض فجزع فأخذ مشاقص فقطع بها براجمه فشخبت يداه فما رقأ الدم حتى مات فرآه الطفيل بن عمرو في منامه في هيئة حسنة ورآه مغطياً يديه فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله علية وسلم قال: فما لي أراك مغطياً يديك؟ قال: قيل لي: لن يصلح منك ما أفسدت قال: فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله علية وسلم فقال رسول الله صلى الله علية وسلم ((اللهم وليديه فاغفر)) (1) رواه مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن سليمان بن حرب به فإن قيل: فما الجمع بين هذا الحديث وبين ما ثبت في (الصحيحين) من طريق الحسن عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم ((كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات فقال الله عز وجل: عبدي بادرني بنفسه فحرمت عليه الجنة)) (2).
قال ابن كثير رحمه الله في البدية والنهاية:
الجواب من وجوهٍ:
أحدها: أنه قد يكون ذاك مشركاً وهذا مؤمن ويكون قد جعل هذا الصنيع سبباً مستقلاً في دخوله النار، وإن كان شركة مستقلاً إلا أنه نبه على هذا لتعتبر أمته.
الثاني: قد يكون هذاك عالماً بالتحريم وهذا غير عالم لحداثة عهده بالإسلام
الثالث: قد يكون ذلك فعلاً مستحلاً له وهذا لم يكن مستحلاً بل مخطئاً.
الرابع: قد يكون أراد ذاك بصنيعه المذكور أن يقتل نفسه بخلاف هذا فإنه يجوز أنه لم يقصد قتل نفسه وإنما أراد ذلك غير ذلك.
الخامس: قد يكون هذاك قليل الحسنات فلم تقاوم كبر ذنبه المذكور فدخل النار، وهذا قد يكون كثير الحسنات فقاومت الذنب فلم يلج النار بل غفر له بالهجرة إلى نبيه صلى الله علية وسلم ولكن بقي الشين في يده فقط وحسنت هيئة سائره فغطى الشين منه فلما رآه الطفيل بن عمرو مغطياً يديه قال له: مالك؟ قال: قيل لي: لن يصلح منك ما أفسدت. فلما قصها الطفيل على رسول الله صلى الله علية وسلم دعا له فقال ((اللهم وليديه فاغفر)) أي: فأصلح منها ما كان فاسداً.
والمحقق أن الله استجاب لرسول الله صلى الله علية وسلم في صاحب الطفيل بن عمرو.(16/213)
اريد ان اسئل عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لابي امامه عن الحزن
ـ[ابو هاجر المهاجر]ــــــــ[14 - 04 - 07, 12:51 ص]ـ
السلام عليكم جزيتم الفردوس الاعلى من الجنه طبعا اول مشاركه لي واتمنى ان استفيد من اخواني طلبة العلم في هذا المنتدى المبارك
اريد ان اسئل عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لابي امامه عن الحزن
والاحزان والهموم اريد نص الحديث رفع الله قدركم في الدارين
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[14 - 04 - 07, 02:25 ص]ـ
عَنْ أَبِى نَضْرَةَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو أُمَامَةَ فَقَالَ «يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلاَةِ». قَالَ هُمُومٌ لَزِمَتْنِى وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلاَمًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ». قَالَ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ «قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ». قَالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّى وَقَضَى عَنِّى دَيْنِى.
أخرجه أبو داود (1555) قال: حدَّثنا أحمد بن عُبَيْد اللهِ الغُداني، أخبرنا غَسَّان بن عَوْف، أخبرنا الجُرَيْرِي، عن أَبي نَضْرَة، فذكره.
* * *
ـ[ابو هاجر المهاجر]ــــــــ[14 - 04 - 07, 10:19 ص]ـ
جزك الله خير وغفر الله ذنبك اخي بلال
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[15 - 04 - 07, 12:44 م]ـ
تحقيق الألباني:
ضعيف(16/214)
ما مقصد الني صلى الله عليه و سلم من هذا القول؟؟
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[14 - 04 - 07, 02:52 ص]ـ
عنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى بِنَا النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - الْعِشَاءَ فِى آخِرِ حَيَاتِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ فَقَالَ «أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لاَ يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ».
ما مقصد النبي صلى الله عليه و سلم من هذا القول؟
ما فهمته أنه بعد 100 سنة من صلاة العشاء هذه لن يكون هناك أحد على الأرض كان موجو د زمن قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هذه القول؟؟؟ أهذا صحيح
أفيدونا بارك الله فيكم؟
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[20 - 04 - 07, 02:38 ص]ـ
قال الامام ابن رجب الحنبلى فى كتابه فتح البارى شرح صحيح البخارى
وأماما قاله - صلى الله عليه وسلم - من أنه: ((لا يبقى على رأس مائة سنة من تلك الليلة أحد))، فمراده بذلك: انخرام قرنه وموت أهله كلهم الموجودين منهم في تلك الليلة على الأرض، وبذلك فسره أكابر الصحابة كعلي بن أبي طالب وابن عمر وغيرهما.
ومن ظن أنه أراد بذلك قيام الساعة الكبرى فقد وهم، وإنما اراد قيام ساعة الأحياء حينئذ وموتهم كلهم، وهذه الساعة الوسطى، والساعة الصغرى موت كل أنسان في نفسه، فمن مات فقد قامت ساعته الصغرى، كذا قاله المغيرة بن شعبة وغيره
وقال الامام ابن حجر عليه رحمة الله فى فتح البارى
وَهَذَا نَظِير قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيث الَّذِي تَقَدَّمَ بَيَانه فِي الْعِلْم أَنَّهُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ فِي آخِر عُمْره " أَرَأَيْتُكُمْ لَيْلَتكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ عَلَى رَأْس مِائَة سَنَة مِنْهَا لَا يَبْقَى عَلَى وَجْه الْأَرْض مِمَّنْ هُوَ الْيَوْم عَلَيْهَا أَحَد " وَكَانَ جَمَاعَة مِنْ أَهْل ذَلِكَ الْعَصْر يَظُنُّونَ أَنَّ الْمُرَاد أَنَّ الدُّنْيَا تَنْقَضِي بَعْد مِائَة سَنَة، فَلِذَلِكَ قَالَ الصَّحَابِيّ " فَوَهِلَ النَّاس فِيمَا يَتَحَدَّثُونَ مِنْ مِائَة سَنَة " وَإِنَّمَا أَرَادَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ اِنْخِرَام قَرْنه، أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ عِيَاض مُخْتَصَرًا. قُلْت: وَوَقَعَ فِي الْخَارِج كَذَلِكَ " فَلَمْ يَبْقَ مِمَّنْ كَانَ مَوْجُودًا عِنْدَ مَقَالَته تِلْكَ عِنْدَ اِسْتِكْمَال مِائَة سَنَة مِنْ سَنَة مَوْته أَحَد " وَكَانَ آخِر مَنْ رَأَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْتًا أَبُو الطُّفَيْل عَامِر بْن وَاثِلَة كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم، وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ بَعْد أَنْ قَرَّرَ أَنَّ الْمُرَاد بِالسَّاعَةِ سَاعَة الَّذِينَ كَانُوا حَاضِرِينَ عِنْدَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّ الْمُرَاد مَوْتهمْ وَأَنَّهُ أَطْلَقَ عَلَى يَوْم مَوْتهمْ اِسْم السَّاعَة لِإِفْضَائِهِ بِهِمْ إِلَى أُمُور الْآخِرَة، وَيُؤَيِّد ذَلِكَ أَنَّ اللَّه اِسْتَأْثَرَ بِعِلْمِ قِيَام السَّاعَة الْعُظْمَى كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْآيَات وَالْأَحَادِيث الْكَثِيرَة، قَالَ: وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِقَوْلِهِ " حَتَّى تَقُوم السَّاعَة " الْمُبَالَغَة فِي تَقْرِيب قِيَام السَّاعَة لَا التَّحْدِيد، كَمَا قَالَ فِي الْحَدِيث الْآخَر " بُعِثْت أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْنِ " وَلَمْ يُرِدْ أَنَّهَا تَقُوم عِنْدَ بُلُوغ الْمَذْكُور الْهَرَم. قَالَ. وَهَذَا عَمَل شَائِع لِلْعَرَبِ يُسْتَعْمَل لِلْمُبَالَغَةِ عِنْدَ تَفْخِيم الْأَمْر وَعِنْدَ تَحْقِيره وَعِنْدَ تَقْرِيب الشَّيْء وَعِنْدَ تَبْعِيده، فَيَكُون حَاصِل الْمَعْنَى أَنَّ السَّاعَة تَقُوم قَرِيبًا جِدًّا، وَبِهَذَا الِاحْتِمَال الثَّانِي جَزَمَ بَعْض شُرَّاح " الْمَصَابِيح " وَاسْتَبْعَدَهُ بَعْض شُرَّاح " الْمَشَارِق " وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ: الْمَحْفُوظ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَلِكَ لِلَّذِينَ خَاطَبَهُمْ بِقَوْلِهِ تَأْتِيكُمْ سَاعَتكُمْ، يَعْنِي بِذَلِكَ مَوْتهمْ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا أَعْرَابًا فَخَشِيَ أَنْ يَقُول لَهُمْ لَا أَدْرِي مَتَى
¥(16/215)
السَّاعَة فَيَرْتَابُوا فَكَلَّمَهُمْ بِالْمَعَارِيضِ، وَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى حَدِيث عَائِشَة الَّذِي أَخْرَجَهُ مُسْلِم " كَانَ الْأَعْرَاب إِذَا قَدِمُوا عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلُوهُ عَنْ السَّاعَة مَتَى السَّاعَة؟ فَيَنْظُر إِلَى أَحْدَث إِنْسَان مِنْهُمْ سِنًّا فَيَقُول إِنْ يَعِشْ هَذَا حَتَّى يُدْرِكهُ الْهَرَم قَامَتْ عَلَيْكُمْ سَاعَتكُمْ " قَالَ عِيَاض وَتَبِعَهُ الْقُرْطُبِيّ: هَذِهِ رِوَايَة وَاضِحَة تُفَسِّر كُلّ مَا وَرَدَ مِنْ الْأَلْفَاظ الْمُشْكِلَة فِي غَيْرهَا، وَأَمَّا قَوْل النَّوَوِيّ: يَحْتَمِل أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ أَنَّ الْغُلَام الْمَذْكُور لَا يُؤَخَّر وَلَا يُعَمِّر وَلَا يَهْرَم، أَيْ فَيَكُون الشَّرْط لَمْ يَقَع فَكَذَلِكَ لَمْ يَقَع الْجَزَاء، فَهُوَ تَأْوِيل بَعِيد، وَيَلْزَم مِنْهُ اِسْتِمْرَار الْإِشْكَال لِأَنَّهُ إِنْ حَمَلَ السَّاعَة عَلَى اِنْقِرَاض الدُّنْيَا وَحُلُول أَمْر الْآخِرَة كَانَ مُقْتَضَى الْخَبَر أَنَّ الْقَدْر الَّذِي كَانَ بَيْنَ زَمَانه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ ذَلِكَ بِمِقْدَارِ مَا لَوْ عَمَّرَ ذَلِكَ الْغُلَام إِلَى أَنْ يَبْلُغ الْهَرَم، وَالْمُشَاهَد خِلَاف ذَلِكَ، وَإِنْ حَمَلَ السَّاعَة عَلَى زَمَن مَخْصُوص رَجَعَ إِلَى التَّأْوِيل الْمُتَقَدِّم، وَلَهُ أَنْ يَنْفَصِل عَنْ ذَلِكَ بِأَنَّ سِنَّ الْهَرَم لَا حَدَّ لِقَدْرِهِ. وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ: يَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْجَزَاء مَحْذُوفًا، كَذَا قَالَ.
وان شاء الله تراجع الشروح تجد المزيد والمزيد فلله الحمد علماؤنا لم يتركو قولا مهملا الا وبينوه ولا مشكلا الا ووضحوه فلله درهم ونفعنا الله بعلومهم
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 03:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب(16/216)
المنتخب من فوائد التمييز
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[14 - 04 - 07, 10:38 ص]ـ
المنتخب من فوائد التمييز
للإمام مسلم بن الحجاج (204 - 261هـ)
انتخبها وخرجها
رياض بن عبد المحسن بن سعيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين.
وبعد:
أن من أهم كتب العلل كتاب التمييز للإمام مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (204 - 261م).
وللأسف الشديد لا يوجد لهذا الكتاب العظيم إلا نسخة واحدة وهي من نفائس دار الكتب الظاهرية بدمشق، ووصل إلينا وفيه نقص كبير، وقد طبع الكتاب بتحقيق الشيخ محمد مصطفى الأعظمي، وهذه الطبعة فيها أخطاء وسقط ولكنها أحسن الموجود، وقد اعتمدت عليها.
وقد قرأت الكتاب أكثر من مرة وقيدت عليه هذه الفوائد راجياً أن ينتفع بها طلبة علم الحديث.
وكتب
رياض بن عبد المحسن بن سعيد
أولاً: [أجناس التعليل]
1 - أن يروي أحد الرواة حديثاً مخالفاً بذلك رواية الجماعة.
قال الإمام مسلم: (ص 172): «فيعلم حينئذ أن الصحيح من الروايتين ما حدث الجماعة من الحفاظ، دون الواحد المنفرد وإن كان حافظاً».
2 - أن يروى أحد الرواة حديثاً فيهم في متنه مخالفاً بذلك ما تظاهر من الأخبار الصحيحة.
قال الإمام مسلم: (ص 183) " «وخبر ابن شهاب هذا في قصة ذي اليدين وهم غير محفوظ لتظاهر الأخبار الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا»
3 - أن يروى أحد الرواة حديثاً أخذه من الكتب دون السماع والعرض فيقع في الوهم والخطأ.
قال الإمام مسلم؛ (ص 188) " «الآفة أخذ الحديث من الكتب من غير سماع من المحدث أو عرض عليه، فإن كان أحد هذين.
- السماع والعرض – فخليق أن لا يأتي صاحبة التصحيف القبيح وما أشبه ذلك من الخطأ الفاحش».
4 - أن يروي راوٍ حديثاً أخطأ في متنه، ويرويه من طريق آخر على الصحيح ويكون هو الصواب.
قال الإمام مسلم: (ص180): «أخطأ شعبة في هذه الرواية حين قال: وأخفى صوته، وسنذكر إن شاء الله رواية من حديث شعبة فيها فأصابه».
5 - أن يروي أحد الرواة حديثاً فيهم في الإسناد ولمتن جميعاً مخالفاً بذلك رواية الحفاظ.
قال الإمام مسلم: (ص189): «فلما بأن الوهم في حفظ أيمن الإسناد الحديث بخلاف الليث وعبد الرحمن إياه دخل الوهم أيضاً في زيادته في المتن، فلا يثبت ما زاد فيه، والزيادة في الأخبار لا يلزم إلا عن الحفاظ الذين لم يعثر عليهم الوهم في حفظهم».
6 - أن يروى أحد الرواة حديثاً على الغلط والتصحيف.
قال الإمام مسلم: (ص1920): «هذا خبر صحف فيه قبيصة وإنما كان الحديث بهذا الإسناد عن عياض».
إلى غير ذلك من أجناس العلل والتي ذكر بعضها في قرائن الترجيح.
ثانياً: [العبارات المستخدمة في التعليل]:
1 - ص 169 - هذا حديث خطأ.
2 - ص 169 - فلان يخطئ في روايته حديث كذا، والصواب ما روى فلان بخلافه.
3 - ص 180 - أخطأ شعبة في هذه الرواية.
4 - ص181 - هذه الرواية عن أبي إسحاق خاطئة.
5 - ص 183 - خبر ابن شهاب هذا وهم غير محفوظ.
6 - ص183 - الزهري واهم في روايته.
7 - ص 184 - هذا خبر غلط غير محفوظ.
8 - ص 185 - وهم وخطأ غير ذي شك.
9 - ص 186 - هذا الخبر وهم من أبي معاوية لا من غيره.
10 - ص186 - هذا خبر محال.
11 - ص186 - أفسد أبو معاوية معنى الحديث.
12 - ص187 - وسبيل وكيع كسبيل أبي معاوية.
13 - ص 187 - هذه رواية فاسدة من كل جهة فاحش خطؤها في المتن والإسناد جميعا.
14 - ص 187 - ابن لهيعة المصحف في متنه، المغفل في إسنانده.
15 - ص 189 - غير ثابت الإسناد والمتن جميعا.
16 - ص189 - بأن الوهم في حفظ أيمن لإسناد الحديث ودخل الوهم أيضاً في زيادته في المتن، فلا يثبت ما زاد فيه.
17 - ص 190 - هذا خبر صحف فيه قبيصة.
18 - ص191 - قد لقن اللفظ.
19 - ص192 - هذا خبر لم يحفظه سعيد بن عبيد على صحته ودخله الوهم حتى أغفل موضع ...
20 - ص 194 - يحيي بن سعيد أحفظ من سعيد بن عبيد وأرفع منه شأناً في طريق العلم وأسبابه.
21 - ص-194 - هذا الخبر يخالف الخبر الثابت المشهور.
22 - ص195 - مستنكر غير مفهوم صحة معناه.
23 - ص197 - زيادتهم في الخبر غير البيع فخطأ لم يحفظ.
24 - ص198 - غلط لا شك فيه.
25 - ص198 - أو هموا جميعاً في إسناده.
26 - ص199 - الحديث للزائد والحافظ.
27 - ص199 - زيادة مختلة ليست من الحروف بسبيل.
28 - ص 201 - رواية ساقطة وحديث مطرح.
¥(16/217)
29 - ص 203 - الحمل فيه على أبي قبيس أشبه وبه أولى منه بهزيل.
30 - ص 204 - لم يجئ به غيره فعسى أن يكون وهماً
31 - ص206 - لا معنى في التشاغل به
32 - ص 206 - فهذه الرواية المتقنون من أهل الحفظ على خلافها.
33 - ص 206 - لم يوطأ عليه من وجه من الوجوه المعروفة وخولف في إسناده عن ابن عجلان.
34 - ص208 - هذا الخبر وهم عن ابن عمر.
35 - ص208 - وهم غير محفوظ.
36 - من 209 - هذه الرواية ليست بمحفوظة.
37 - 209 - أخطأ فيه إما سهواً أو تعمداً.
38 - ص 214 - ليس منقولاً في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
39 - ص 214 - هذا ما لا يحتمل التوهم على مالك.
40 - ص214 - ليس منها واحد يثبت.
41 - ص 215 - شيخ من الشيوخ ولا يقر الحديث بمثله إذا تفرد.
42 - ص215 - انقى حديثه الناس.
43 - ص 215 - كل واحد أولى منهم أولى بالصحيح عن ابن عمر.
44 - ص217 - فسد الحديث لفساد الإسناد.
45 - ص217 - زميل لا يعرف له ذكر في شيء إلا في هذا الحديث فقط وذكره بالجرح والجهالة.
46 - ص217 - لا يكاد يأتي بها على التقويم والاستقامة.
47 - ص219 - الوهم من مالك.
ثالثاً: (قرائن التراجيح)
1 - قال الإمام: (ص170 - 172): «أعلم أرشدك الله أن الذي يدور به معرفة الخطأ رواية ناقل الحديث إذا هم اختلفوا فيه من جهتين:
أحدهما: أن ينقل الناقل حديثاً بإسناد فينسب رجلاً مشهوراً بنسب في إسناد خبره خلاف نسبته التي هي نسبته أو يسميه باسم سوى اسمه، فيكون ذلك خطأ غير خفي على أهل العلم حين يرد عليهم ...
والجهة الأخرى: أن يروي نفر من حفاظ الناس حديثاً عن مثل الزهري أو غيره من الأئمة بالإسناد والمتن، لا يختلفون فيه في معنى، فيرويه آخر مواهم عمن حدث عنه النفر الذين وصفناهم بعينه، فيخالفهم في الحفاظ، فيعلم حينئذ أن الصحيح من الروايتين ما حدث الجماعة الحفاظ، دون الواحد المنفرد وإن كان حافظاً على هذا المذهب رأينا أهل العلم بالحديث يحكمون في الحديث مثل شعبة وسفيان بن عينية ويحيى بن سعيد ...
2 - اعتماد ما يرويه الجماعة الحفاظ على ما يرويه الواحد المنفرد وإن كان حافظاً.
قال الإمام مسلم: (ص172):): «فيعلم حينئذ أن الصحيح من الروايتين ما حدث الجماعة من الحفاظ، دون الواحد المنفرد وإن كان حافظاً، على هذا المذهب رأينا أهل العلم بالحديث يحكمون في الحديث».
3 - الترجيح بالأثبت في الشيخ والأخفص.
قال الإمام مسلم: (ص181):): «فهذه رواية عن أبي إسحاق خاطئة، وذلك أن النخعي وعبد الرحمن بن الأسود جاءا بخلاف ما روى أبو إسحاق».
والرواية ثم رواية عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه.
4 - ترجيح من يأخذ الحديث من السماع والعرض على من يأخذ من الكتب من غير سماع من المحدث أو عرض عليه.
قال الإمام مسلم: (ص188):): «وابن لهيعة إنما وقع في الخطأ من هذه الرواية أنه أخذ الحديث من كتاب موسى بن عقبة، وهي الآفة التي تخشى على من أخذ الحديث من الكتب من غير سماع من الحديث أو عرض عليه فإذا كان أحد هذين – السماع العرض – فخليق أن لا يأتي صاحبه التصحيف القبيح وما أشبه ذلك من الخطأ الفاحش».
5 - ترجيح الزيادة من الحافظ دون من زادها من أهل الوهم.
قال الإمام ملم: (ص189): «ما الزيادة في الأخبار لا يلزم إلا عن الحفاظ الذين لم يعثر عليهم الوهم في حفظهم».
وقال في (ص 199): «والحديث للزائد والحافظ».
وقال في (ص194): «يحيى بن سعيد أحفظ من سعيد بن عبيد وأرفع منه شأناً في طريق العلم».
6 - ترجيح من ضبط على صحف.
قال الإمام مسلم: (ص190): «هذا خبر صحف فيه قبيصة وإنما كان الحديث بهذا الإسناد عن عياض».
7 - وقوع الوهم في المتن من بعض الرواة مخالفاً بذلك رواية الجماعة الحفاظ.
قال الإمام مسلم: (ص191):: «هذا خبر لم يحفظه سعيد بن عبيد على صحته، ودخله الوهم حتى أغفل موضع حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم على جهته، ... وستذكر ها الخبر بخلاف ما روى سعيد ... وتواطؤ هذه الأخبار التي ذكرناها بخلاف رواية سعيد تقضي على سعيد بالغلط والوهم في خبر القسامة .. ».
8 - وقوع الشذوذ والنكارة في المتن من بعض الرواة مخالفاً بذلك الأخبار الصحاح.
¥(16/218)
قال الإمام مسلم: (ص194 - 195):: «هذا الخبر الذي ذكرناه عن سلمه بن وردان عن أنس خبر يخالف الخبر الثابت المشهور، فنقل عوام أهل العدالة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الشائع من قوله:: «قل هو الله أحد: تعدل ثلث القرآن فقال ابن وردان في روايته: «إنها ربع القرآن» وهو مستنكر غير مفهوم صحة معناه».
9 - وقوع الغلط في حديث إذا رواه بعض الجهات كالوفيين وتصحيحه إذا رواه غيرهم.
قال الإمام مسلم: (ص196 - 198): «ذكر رواية أخرى نقلها الكوفيون على الغلط ... وما ذكرنا من زيارتهم في الخبر غير البيع فخطأ لم يحفظ، وسنذكر إن شاء الله رواية من حفظ هذا الخبر وأداه على جهته وصحته .. ».
وقال الإمام مسلم في (ص199): « ... فهذه رواية البصريين لهذا الحديث، وهم في روايته أثبت، وله أحفظ من أهل الكوفة، إذ هم الزائدون في الإسناد عمر بن الخطاب ولم يحفظ الكوفيون فيه عمر، والحديث للزائد والحافظ، والحفظ غالب على النسيان وقاضي عليه لا محالة».
10 - فساد الرواية لعدم العاضد لها من الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولاتفاق العلماء على القول بخلافها.
قال الإمام مسلم: (ص200): «ذكر رواية فاسد بلا عاضد لها في شيء من الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتفق العلماء على القول بخلافها».
11 - عدم المتابعة في المتن والإسناد.
قال الإمام سلم: (ص206): «ذكر رواية لا يتابع روايتها في متنها ولا في إسنادها ... فهذه الرواية المتقنون من أهل الحفظ على خلافها ... كذلك روى أصحاب أبي هريرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويروى عن غير أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم».
12 - الوهم في رواية ما يخالف مذهب الراوي.
قال الإمام مسلم: (ص209):: « ... هذه الرواية في المسح عن أبي هريرة ليست بمحفوظة، وذلك أن أبا هريرة لم يحفظ المسح عن النبي صلى الله عليه وسلم لثبوت الرواية عنه بإنكاره المسح على الخفين وسنذكر ذلك عنه ... ».
13 - الشذوذ.
قال الإمام مسلم: (ص211): «ذكر رواية فاسدة بين خطؤها بخلاف الجماعة من الحفاظ ... وسنذكر إن شاء الله من رواية أصحاب نافع بخلاف ما روى عبد العزيز بن أبي رواد ... فقد عرف من عقل الحديث وأسباب الروايات حين يتابع هؤلاء من أصحاب نافع، على خلاف روى ابن أبي رواد، فلم يذكروا جميعاً في الحديث إلا الشعير والتمر ... ».
14 - معرفة أن بعض الرواة ليست له عناية بحديث شيخه بخلاف غيره ممن له عناية.
قال الإمام مسلم: (ص217): « ... وأما حديث يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، فلم يسنده عن يحيى إلا جرير بن حازم وجرير لم يعن في الرواية عن يحيى، إنما روى من حديثه نزراً ولا يكاد يأتي بها على التقويم والاستقامة ... ».
رابعاً: [طرق الكشف عن العلة]
طرق الكشف عن العلة تعتمد على أمور ثلاثة:
جمع طرق الحديث.
تحديد مدار الخلاف على من يكون.
الترجيح بين الرواة.
قال مسلم موضحاً مراتب الرواة مما يستعان به على الترجيح:
(ص170): «فمنهم الحافظ المتقن الحفظ، المتوفى لما يلزم توقيه فيه، ومنهم التساهل المشيب حفظه بتوهم يتوهمه، أو تلقين يلقنه من غيره فيخلطه بحفظه، ثم لا يميزه عن أدائه إلى غيره، ومنهم من همه حفظه متون الأحاديث دون أسانيدها، فيتهاون بحفظ الأثر، يتخرصها من بعد فيحيلها بالتوهم على قوم غير الذين أدى إليه عنهم».
وقال في (ص191): «ذكر مالك وعبيد الله وأيوب وجرير بن حازم في حديثهم ... ، وليس حجاج وأشعث والدالاتي عن الصائغ بشيء يعتبر من الرواية من أحد هؤلاء إذا خالفوه، فكيف بهم جميعاً، وقد أطبقوا على الخلاف لهم».
وقال في (ص194): «وغير مشكل على من عقل التميز من الحفاظ من نقلة الأخبار ومن ليس كمثلهم أن يحيى بن سعيد أحفظ من سعيدين عبيد وأرفع منه شأناً في طريق العلم وأسبابه». وقال في (ص212): «فهؤلاء الأجلة من أصحاب نافع قد أطبقوا على خلاف رواية ابن أبي رواد».
وقال في (ص215): «إنما روى هشام بن بهرام، وهو شيخ من الشيوخ، ولا يقر الحديث بمثله إذا تفرد».
وقال في (ص218): «ولو ذهبت تزن جعفراً في غير ميمون وابن الأصم، وتعتبر حديثه عن غيرهما، كالزهري وعمرو بن دنيار وسائر الرجال لوجدته ضعيفاً ردئ الضبط والرواية عنهم».
¥(16/219)
ومن أمثلة جمعة لطرق الحديث:
قال في (ص181): «فهذه الرواية عن أبي إسحاق خاطئة وذلك أن النخعي وعبد الرحمن الأسود جاء بخلاف ما روى أبو إسحاق» ثم ذكر هذه الروايات.
وقال في (ص184) «وهذا خبر غلط غير محفوظ، لتتابع الأخبار الصحاح برواية الثقات على خلاف ذلك ... وسنذكر إن شاء رواية أصحاب كريب عن كريب عن ابن عباس ... ثم نذكر بعد ذلك رواية سائر أصحاب ابن عباس عن ابن عباس بموافقتهم كريباً ... ».
وقال في (ص190): «والدليل على خطئه اتفاق الحفاظ من أصحاب نافع على ذكرهم في الحديث ... وسنذكر إن شاء الله ما روى الحفاظ من أصحاب نافع، بخلاف ما قدمنا روايته في هذا الخبر ... ».
وقال في (ص192): «هذا خبركم لم يحفظه سعيد بن عبيد على صحته، ودخله الوهم ... وستذكر هذا الخبر بخلاف ما روى سعيد ... ». ثم ذكر الإمام مسلم أكثر من عشرة طرق دلالة على عدم حفظ سعيد بن عبيد ووهمة في هذا الخبر.
وكتاب التمييز اعتنى الإمام مسلم في بياته للعلل بجمع الطرق والروايات وغالب الكتاب على هذا، ولا شك أن هذه ميزة عظيمة ومهمة لمن أراد معرفة علل بعض الأحاديث.
وذكر الإمام مسلم لطرق الحديث المعل فيه إعانة لتحديد المدار الذي حصل عليه الخلاف، فيكون بالنظر في الراوي المشترك بين الطرق، ومعرفة الوجه الإسنادي الذي يأتي بعد ذكر اسمه، وتحديد الرواة الذين اختلفوا عليه في كل إسناد وضم كل راوٍ إلى الراوي الذي وافقه في روايته عن ذلك الشيخ نفسه، لذلك الوجه الإسنادي، وتكرار ذلك حتى تتم معرفة الأوجه التي اختلف فيها على ذلك الشيخ ومعرفة عددها إلى غير ذلك. وأنظر ما كتبه الأخ عادل الأخ الزرقي في (قواعد العلل وقرائن الترجيح) (ص43).
وهذا الكتاب جديد بالمدراسة فهو من نفأئس ما كتب في هذا الفن فجزاه الله خيراً ونفع به.
هذا آخر الفوائد من كتاب (التمييز) للإمام الحافظ مسلم بن الحجاج، كتبته وانتخبت فوائده على عجل، راجياً النفع لي ولإخواني من أهل الحديث، وأوصي الإخوان من طلبة الحديث بالقراءة والمذاكرة في كتب العلل ومعرفة قواعد العلل وقرائن الترجيح ومناهج الأئمة النقاد، وللأسف الشديد هجر بعض طلبة الحديث ما تقدم ذكره، وقصروا نظرهم وقفوا فقط على كتب مصطلح الحديث، والتصحيح والتضعيف عندهم على قاعدة ظواهر الأسانيد وحكمهم على الرواة على قاعدة النظر في (تقريب التهذيب) ومن كان على هذه الطريقة كيف يكون تعامله مع تراث الأئمة النقاد هذا إذا نظر إليه؟ ً!!!.
هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وكتب
أبو سعد الأثري رياض بن عبد المحسن بن سعيد
في مدينة الرياض
12/ 3/1428هـ
ـ[أبوصالح]ــــــــ[14 - 04 - 07, 01:43 م]ـ
جزاك الله خيرا
للفائدة
هذا شرح للشيخ المحدث عبدالله السعد
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2139
ـ[رياض السعيد]ــــــــ[14 - 04 - 07, 06:32 م]ـ
وستأتي فوائد أخرى على باقي كتب العلل وكتب الرجال(16/220)
روح بن عبادة كان أحد من يتحمل الحِمالات .. ماذا يقصد بالحمالات؟
ـ[أبوصالح]ــــــــ[14 - 04 - 07, 01:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم ..
في ميزان الاعتدال (2/ 58) في ترجمة روح بن عبادة:
قال يعقوب بن شيبة: روح بن عبادة كان أحد من يتحمل الحِمالات، و كان سرياً مرياً، كثير الحديث جدا، صدوقا.
بارك الله فيكم ماذا يقصد بالحمالات؟
فكرتُ فيها كثيراً لكن لم أهتدي فيها إلى جواب.
غفر الله لمن يجيب
ـ[السني]ــــــــ[14 - 04 - 07, 05:45 م]ـ
قال في تاج العروس: "الحَمالَةُ كسَحابةٍ: الدِّيَةُ أو الغَرامَةُ التي يَحْمِلُها قَومٌ عن قَوْمٍ ومنه الحديث: " لا تَحِل المَسألةُ إلّا لثلاثةٍ ... ورجُلٍ تَحَمَّلَ حَمالَةً بينَ قَوْمٍ وهو أن تقَعَ حربٌ بينَ قومٍ وتُسْفَكَ دِماءٌ فيتحَمَّلَ رجل الدِّياتِ ليُصْلِحَ بينَهم"
ـ[ابو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[14 - 04 - 07, 11:24 م]ـ
قال صاحب عون المعبود عند شرحه لهذا الحديث
(قال تحملت حمالة)
: بفتح الحاء وتخفيف الميم ما يتحمله عن غيره من دية أو غرامة لدفع وقوع حرب تسفك الدماء بين الفريقين. ذكره ابن الملك. قال الطيبي: أي ما يتحمله الإنسان من المال أي يستدينه ويدفعه لإصلاح ذات البين فتحل له الصدقة إذا لم تكن الحمالة في المعصية.
وفي النيل: وشرط بعضهم أن الحمالة لا بد أن تكون لتسكين فتنة. وقد كانت العرب إذا وقعت بينهم فتنة اقتضت غرامة في دية أو غيرها قام أحدهم فتبرع بالتزام ذلك والقيام به حتى ترتفع تلك الفتنة الثائرة، ولا شك أن هذا من مكارم الأخلاق وكانوا إذا علموا أن أحدهم تحمل حمالة بادروا إلى معونته وأعطوه ما تبرأ به ذمته، وإذا سأل لذلك لم يعد نقصا في قدره بل فخر.
ـ[الضبيطي]ــــــــ[15 - 04 - 07, 12:52 ص]ـ
قال ابن الأثير في كتابه النهاية: وفيه " لا تحل المسألة إلا لثلاثة: رجل تحمل حمالة " الحمالة بالفتح: ما يتحمله الإنسان عن غيره من دية أو غرامة، مثل أن يقع حرب بين فريقين تسفك فيها الدماء، فيدخل بينهم رجل يتحمل ديات القتلى ليصلح ذات البين. والتحمل: أن يحملها عنهم على نفسه.
انظر: ج 1 ص 442 من الكتاب.
وللسائل الدعاء، والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبوصالح]ــــــــ[27 - 04 - 07, 03:56 ص]ـ
بارك الله فيكم وأحسن إليكم إخواني (السني والتهامي والضبيطي) ..
اتضح المعنى فجزاكم الله خيرا ..
والسبب في البحث ما أثر وصف الرجل بكونه يتحمل الحمالات .. ما أثر وصفه جرحاً وتعديلاً؟
قد أتفهّم عندما يحكي إمام في النقد عن أحدهم أنه كان قاضياً يعني أن حفظه سيتأثر وبالتالي يكون هناك أثر على الراوي جرحاً ... وقل مثله في شخصٍ حكوا عنه في سياق جرحه أنه كان زاهداً أو متنسكاً ..
والأمر ليس أخذاً بالحزم بل إرادة الفهم.
غفر الله لكم.(16/221)
سؤالات فى المصطلح 1
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[14 - 04 - 07, 11:04 م]ـ
حول الشروط الثلاثة للحديث الصحيح وهى العدالة والضبط واتصال السند هل هى متفق عليها بين المحدثين والفقهاء
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[15 - 04 - 07, 12:49 ص]ـ
علوم الحديث لا شأن للفقهاء بها فلا تذكر أقوالهم فيها
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[15 - 04 - 07, 12:59 ص]ـ
علوم الحديث لا شأن للفقهاء بها فلا تذكر أقوالهم فيها
؟؟؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 04 - 07, 02:18 ص]ـ
حول الشروط الثلاثة للحديث الصحيح وهى العدالة والضبط واتصال السند هل هى متفق عليها بين المحدثين والفقهاء
ليست من المتفق عليه، ولكن يمكن أن نقول: هناك اتفاق في الجملة على اشتراط شروط في قبول الأخبار.
ولكن هذه الشروط تتفاوت قوة وضعفا من ناقد لآخر، ومن عالم لآخر
فبعضهم يقبل المرسل وبعضهم يرده.
وبعضهم يقبل مجهول العدالة، وبعضهم يرده.
وبعضهم يقبل زيادة الثقات مطلقا، وبعضهم يردها لقول الأكثر.
وهكذا تجد كثيرا من الاختلافات في شروط القبول والرد.
فالعبارة عبارة اصطلاحية، يعني لو قلنا: (أجمعوا على اشتراط العدالة والضبط) فهذا صحيح، ولكنهم سيختلفون في تعريف العدالة والضبط المطلوبين.
ولو قلنا (أجمعوا على اشتراط اتصال السند) فهذا صحيح، ولكنهم قد يختلفون في المقصود باتصال السند، هل يدخل فيه المعنعن؟ هل يدخل فيه المرسل؟ وهكذا.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[15 - 04 - 07, 03:43 ص]ـ
أحسن الله إليك أبا مالك وبارك لك في علمك وعملك
ـ[أبو عبد الرحمن الأسكندراني]ــــــــ[15 - 04 - 07, 03:55 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
أظن كلام الأخ ابو مالك العوضي فيه الكفاية والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو عبد الرحمن الأسكندراني]ــــــــ[15 - 04 - 07, 04:07 ص]ـ
ويا اصحاب الملتقى أرجو تبليغ حبي وسلامي الكبير واشتياقي لشيخي الحبيب وليد ادريس ولعله يتذكرني أنا المحب له محمد رمضان
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[15 - 04 - 07, 10:30 م]ـ
أخي الفاضل هذه الشروط لا تكفي لصحة الحديث -كما تعلم- وانما لابد من الشرو العدمية وهي عدم الشذوذ والعلة.
وفقكم الله
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[20 - 04 - 07, 02:41 ص]ـ
أخي الفاضل هذه الشروط لا تكفي لصحة الحديث -كما تعلم- وانما لابد من الشروط العدمية وهي عدم الشذوذ والعلة.
وفقكم الله
اخى الفاضل سؤالى حول تلك الشروط لا عن شروط الحديث الصحيح ككل(16/222)
الإمام الدارمي
ـ[أبو زرعة الأندلسي]ــــــــ[14 - 04 - 07, 11:20 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا من الإخوة الأفاضل أن يعينوني ببعض البحوث حول الإمام الدارمي صاحب السنن رحمة الله عليه
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو زرعة الأندلسي]ــــــــ[14 - 04 - 07, 11:53 م]ـ
منذ مدة وأنا أسال ولا مجيب
بارك الله فيكم
ـ[أبو زرعة الأندلسي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 11:16 م]ـ
السلام عليكم
هل من مجيب بارك الله فيكم
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[21 - 04 - 07, 12:06 ص]ـ
علمت ان هناك رسالة علمية عن الامام الدارمي وكتابه ((المسند)) اي السنن قدمها الدكتور محمد مبارك السيد في بعض جامعات مصر
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[21 - 04 - 07, 01:09 ص]ـ
ما أسم الرسالة. بارك الله فيك
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[21 - 04 - 07, 02:23 م]ـ
لا أعرف اسمها بالنص
لكن هي عن الامام الدارمي وكتابه السنن
ـ[عويضة]ــــــــ[21 - 04 - 07, 02:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد
فانا صاحب الرسالة عن الامام الدارمي وهي من الازهر عام 1977م بعنوان الامام الدارمي وجهوده في الحديث وموضوعها التعريف بالامام الدارمي وجهوده والتعريف بكتابه السنن ومكانته واحاديثه ورجاله ومنهجه وشرطه ومقارنة ذلك كله مع الكتب الستة. وبالرغم من العنوان التقليدي الذي حرص عليه القسم الا ان الرسالة جلها حول سنن الدارمي وكل ما يتعلق به وهي في مجال مناهج المحدثين الصق. يوجد نسخة من الرسالة في مكتبة كلية اصول الدين بجامعة الازهر ونسخة بمكتبة المخطوطات بالجامعة الاردنية وانا احاول طبعها لكن لم يتيسر ذلك بعد ... أ. د محمد عبد الله عويضة مكة المكرمة حاليا(16/223)
حمل صحيح طعام وشراب النبي صلى الله عليه وسلم للجنة العلمية بمركز أبحاث الطب النبوي
ـ[أبومحمد المديني]ــــــــ[15 - 04 - 07, 12:39 م]ـ
هذا صحيح طعام وشراب النبي صلى الله عليه وسلم كما وعدت برفعه لكم لتحميله وهو من إعداد اللجنة العلمية بمركزنا ولم يطبع بعد
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[15 - 04 - 07, 12:48 م]ـ
وفقك الله لكل خير
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[15 - 04 - 07, 09:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
جزاك الله خيرا أخي الكريم: أبو محمد المديني.
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[15 - 04 - 07, 10:04 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أويس نمازي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 03:46 ص]ـ
حياكم و بياكم و جعل الجنة مثواكم!!!
ـ[أبو علي التونسي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 09:42 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[أبو عبدالكريم الملاح]ــــــــ[28 - 04 - 07, 01:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا(16/224)
أريد كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائدمنهج المؤلف في كتابه مؤاخذات العلماء عليه
ـ[أحمدالحربي]ــــــــ[15 - 04 - 07, 02:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الإخوة الكرام من يساعدني في الآتي وجزاه الله خير الجزاء:
موضوع كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
منهج المؤلف في كتابه
مؤاخذات العلماء عليه
وشكرآ لكم
ـ[أحمدالحربي]ــــــــ[16 - 04 - 07, 04:49 م]ـ
ليه مافيه ردود مالكم نيه تخدمون
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[16 - 04 - 07, 05:28 م]ـ
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما بعد: ......
فوائد سريعة في الكتاب:
في الجزء الأول صفحة (111) عد أصحاب العقبة من المنافقين الذين حاولوا اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم، وسرد قائمةً بأسماء هؤلاء المنافقين، وفي صفحة (191) من نفس الجزء، حديثٌ يروى بالإسناد عن العبادلة الأربعة رضي الله عنهم، ولا بأس أن يساق يقول وعن العبادلة -كذا في أعلى الصفحة- وعن العبادلة ابن عمر وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمرو قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {القاص ينتظر المقت -الواعظ أو المحدث- والمستمع ينتظر الرحمة، والتاجر ينتظر الرزق، والمحتكر ينتظر اللعنة، والنائحة ومن حولها من امرأةٍ عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين} رواه الطبراني في الكبير وفيه بشر بن عبد الرحمن الأنصاري، عن عبد الله بن مجاهد بن جبر ولم أر من ذكرهما. والمهم هنا أن هذا الحديث يعتبر من الطرائف، لأنه من رواية العبادلة جميعاً، عبد الله بن عمرو بن العاص وابن عمر وابن عباس وابن الزبير. وفي (1/ 65) ذكر حديث ماشطة ابنة فرعون، وهو حديثٌ طريفٌ وله طرقٌ كثيرة وبعضها في السنن -في سنن ابن ماجة وغيره- ومن طريق جماعةٍ من الصحابة، وأذكر لكم طرف الحديث لأنه حديثٌ عجيبٌ وغريب وفيه عبر، عن ابن عباس رضي عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لما كان ليلة أسري بي أتيت على رائحةٍ طيبة، فقلت يا جبريل ما هذه الرائحة؟ قال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها، قلت: وما شأنها؟ قال: بينما هي تمشط لابنة فرعون ذات يومٍ، إذ سقط المدراء من يدها -والمدراء هو المشط- فقالت: بسم الله، فقالت لها ابنة فرعون: أبي؟ قالت: لا، ولكن ربي ورب أبيك الله، قالت: أخبره بذاك؟ قالت: نعم، فأخبرته ودعاها، وقال: يا فلانة وإن لك رباً غيري؟ قالت: نعم ربي وربك الله، فأمر بنقرةٍ من نحاس -القدر- فأحميت، ثم أمر أن تلقى هي وأولادها فيه، قالت له: إن لي إليك حاجة، قال: وما حاجتك؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام أولادي في ثوبٍ واحد فتدفننا جميعاً، قال: ذلك علينا من الحق، قال فأمر بأولادها فألقوا بين يديها واحداً واحداً، إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مُرضَع كأنها تقاعست من أجله، قال: يا أمه اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، فاقتحمت، قال ابن عباس: تكلم في المهد أربعة: عيسى بن مريم عليه السلام، وصاحب جريج وشاهد يوسف وابن ماشطة ابنة فرعون} رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط، ولكن هذا الحديث وإن كان فيه ضعفٌ، فله شواهدٌ عن جماعةٍ من الصحابة. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
طريقة ترتيبه للأحاديث وعده للزوائد:
وقد رتب الهيثمي الأحاديث كما هو ظاهرٌ ومعروف على حسب الموضوعات الفقهية، فأذكر لكم بعض الفوائد التي اقتبستها من الكتاب وإن كانت غير منظمة كما أشرت ... أولاً: طريقته في عد الزوائد: فهو يعدُّ الحديث من الزوائد ولو كان فيه لفظٌ واحدٌ زائد، فمثلاً حديث أنس رضي الله عنه: {ثلاثٌ من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .... الحديث} فهذا الحديث يوجد في البخاري، ومسلم، وقد عده هو من الزوائد في الجزء الأول صفحة (56). وقد عده من الزوائد لأنه ذكره بزيادة: {أن يحب في الله ويبغض في الله} وزيادة: (يبغض في الله) ليست في الصحيحين. ومثل ذلك حديث جابر: {أذن لي أن أحدث عن ملكٍ ... الحديث} وهو في الجزء الأول صفحة (80)، وحديث ابن عمر: {مثل المؤمن كمثل النخلة ... الحديث} الجزء الأول صفحة (83) إلى غير ذلك. ثانياً:
¥(16/225)
كأن الهيثمي اعتمد في معرفة أطراف الستة على المزي، ويبدو لي أنه لم يراجع الكتب الستة، وإنما يعتمد على أطراف الكتب الستة للمزي، وأطراف الكتب الستة للمزي هي تحفة الأشراف وقد سبق شرحها، والذي يجعلني أقول ذلك، أنه في صفحة (1/ 171) قال: لما ذكر حديث جابر: {أفضل الكتاب كتاب الله ... الحديث} قال: رواه الطبراني في الأوسط، وعزا الشيخ جمال الدين المزي بعض هذا إلى النسائي، والظاهر أنه في الكبرى فكأنه كان يراجع تحفة الأشراف وهذا الأمر أيضاً يمكن أن تجده في صفحة (198) فإنه يقول في هذه الصفحة لما ذكر حديث فتح القسطنطينية قال: رواه الطبراني، وقد عزاه في الأطراف إلى أبي داود في الملاحم ولم أجده، وهو يعني بالأطراف أطراف المزي فيما يظهر لي. وكذلك في (ص:289) من نفس الجزء وفي آخرها، لما ذكر حديث ضمام بن ثعلبة ووفادته على النبي صلى الله عليه وسلم قال: عزاه صاحب الأطراف إلى أبي داود ولم أجد في أبي داود إلا طرفاً من أوله. وهذا يدل على أنه قد استفاد من أطراف المزي في معرفة الكتب الستة، وقد ذكرت لكم من الأحاديث التي عدها زوائد، وليست زوائد كحديث: {يسروا ولا تعسروا} فهذا قد عده من الزوائد في الجزء الأول صفحة (61) وأحياناً يكرر الأحاديث بنصها وفصها بصورةٍ حرفية، مثل حديث أبي سعيد الخدري: {المؤمنون على ثلاثة أجزاء} وهو في [1/ 52] وحديث أبي سعيد يقول: {المؤمنون في الدنيا على ثلاثة أجزاء، الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، والذي يأمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، ثم الذي إذا أشرف له طمع تركه لله عز وجل} رواه أحمد وفيه دراج وقد وُثق وضعفه غير واحد. فهذا الحديث انظر له أيضاً (ص:63 - 64) من نفس الجزء، تجد أن هذا الحديث بنصه وفصه في باب زيادة إيمان المؤمنين، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: {المؤمنون في الدنيا على ثلاثة أجزاء إلى آخر الحديث} فكرر الحديث، ومثله حديث سلمان في (2/ 322) في قصة المحتضر يقول: {خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود رجلاً من الأنصار فلما دخل عليه، وضع يده على جبينه فقال: كيف تجدك؟ فلم يجبه فقيل: يا رسول الله، إنه عنك مشغول، فقال: خلوا بيني وبينه، فخرج الناس من عنده وتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع رسول الله صلى الله يده، فأشار المريض؛ أن أعد يدك حيث كانت، ثم ناداه: يا فلان، ما تجد؟ قال: أجدني بخيرٍ وقد حضر اثنان، أحدهما أسود والآخر أبيض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيهما أقرب منك؟ قال: الأسود، فقال صلى الله عليه وسلم: إن الخير قليلٌ وإن الشر كثير -كأنه خوفه- قال: فمتعني منك يا رسول الله بدعوة، فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر الكثير وأتم القليل، ثم قال ما ترى؟ قال: خيراً بأبي أنت وأمي؛ أرى الخير ينمي وأرى الشر يضمحل، وقد استأخر عني الأسود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي عملك أملك بك؟ قال: كنت أسقي الماء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسمع ياسلمان هل تنكر مني شيئاً؟ قال: نعم بأبي أنت وأمي، قد رأيتك في مواطنٍ ما رأيتك على مثل حالك اليوم، قال: إني أعلم ما يلقى، ما منه عرق إلا وهو يألم الموت على حدته} لكن الإمام الهيثمي يقول: رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة وهو الربذي المشهور وهو ضعيفٌ. والمهم أن حديث أبي سعيدٍ هذا، تجده أيضاً في (2/ 326) مكرراً. فالهيثمي يكرر أحياناً بعض الأحاديث. وأحياناً يجمع الهيثمي طرق الحديث الواحد، وهذا من فوائد الكتاب ومزاياه، فمثلاً حديث: {من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار} ذكر له العلماء طرقاً تزيد عن أكثر من ثمانين صحابي، والهيثمي في [1/ 142 - 148] ذكر منها خمسة وأربعين حديثاً: {من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار}. وأحياناً يحيل الهيثمي من موضعٍ إلى موضعٍ آخر، فانظر -مثلاً- الجزء الثالث صفحة (52) والجزء الخامس صفحة (290) حيث أحال في موضعِ زيارة القبور، وإدخار الأضاحي، والانتباذ في الظروف والأوعية إلى موضعٍ آخر، أي إذا كان الموضوع مفرقٌ بين موضعين أحياناً قد يحيل إليهما. وكذلك إذا كان عند الهيثمي حديث زائد اشتبه بحديثٍ آخر في الصحيح أو في السنن فيشير إليه ويذكر الحديث، ثم يقول: وهي الصحيحُ لفلانٍ غير هذا، أو نحو هذا بدون زيادة، أو طرفٍ منه، أو يسوق
¥(16/226)
الحديث ثم يقول: في أبي داود طرفٌ منه، أو يقول: الحديث في أبي داود بدون هذه الزيادة، أو الحديث في الترمذي بنحوه أو ما أشبه ذلك. ومما يتعلق بموضوع أطراف المزي حيث أشار إلى أطراف المزي في (3/ 30) وفي (4/ 217). وأحياناً قليلة جداً قد يخرِّج من كتب غير الكتب الستة التي ذكرت لكم وهي أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في معاجمه الثلاثة، فمثلاً في (4/ 322) عزا لكتاب أبي الشيخ الأصفهاني الأمثال، وفي الجزء الرابع أيضاً صفحة (329) خرّج من كتاب الأحاديث المختارة لالضياء المقدسي، وهذه نادرة, وأحياناً يخرج من الحاكم كما سبق، والغالب أنه يقتصر على الكتب الستة. وأحياناً يكرر الباب بأكمله، وذلك كما في باب: الأرواح جنودٌ مجندة، فانظره في الجزء العاشر صفحة (273) وكذلك باب: إن لهذا الدين إقبالاً وإدباراً، فانظر الجزء السابع صفحة (271) وقلما يترك الحديث من دون كلام. ومن الأشياء التي أعجبتني في هذا الكتاب أن الهيثمي في أحيانٍ قليلةٍ جداً ينقد متن الحديث بعد ما ينقد إسناده، وأعطيكم مثالين لنقد الحديث في الجزء السابع صفحة (318) حيث ذكر حديث: {أن علياً والعباس جاءا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يخرج من هذا -وأشار إلى العباس- رجلٌ يملأ الأرض جوراً وظلماً، ويخرج من هذا -وأشار إلى علي- رجلٌ يملأ الأرض قسطاً وعدلاً} ثم تكلم على الحديث، ثم قال: ولكن الحديث منكر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يستقبل أحداً في وجهه بشيءٍ يكرهه، وخاصةً عمه العباس الذي قال فيه إنه صنو أبيه، وهذا حقيقة ملحظٌ جميلٌ في رد الحديث، والحديث ضعيف لكن يمكن رده من جهة المتن أيضاً، فمن غير المعقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول للعباس: يخرج منك رجلٌ كذا وكذا، وهذا عمه له فضلٌ ومكانة، وكان يحامي دونه صلى الله عليه وسلم، وكذلك في الجزء السابع صفحة (347) رد حديثاً لشهر بن حوشب، وشهر بن حوشب فيه كلامٌ كثير، وقد كان من أهل الحديث، لكن يقولون: إنه دخل على السلطان، فأعطاه بعض دريهمات فسقط من عين أهل الحديث، فكانوا يقولون فيه:- لقد باع شهر دينه بخريطةٍ فمن يأمن القراء بعدك يا شهر وهو ليس بذاك الضعيف، والمهم أن الهيثمي ذكر حديث شهر بن حوشب: {أن الدجال يعمر أربعين سنة} وقال: وفيه شهر ولا يحتمل مخالفته للأحاديث الصحيحة، وهذا جيد. لكنه أشار إلى أنه مخالفٌ لما ورد في الأحاديث الصحيحة من أن الدجال يمكث في الأرض أربعين يوماً، وفي هذا الحديث قال يمكث أربعين سنة، فرد الحديث أيضاً من جهة المتن حيث أنه ذكر مكث الدجال أربعين سنة، والواقع أن الدجال يمكث في الأرض أربعين يوماً كما في الأحاديث الصحاح. وأما فيما يتعلق بكلام الهيثمي في الرجال، فأشير إلى شيءٍ من ذلك، منها أنه قد يجهل أحياناً عن مشاهير الرجال، ففي الجزء الأول صفحة (58) جِهلَ عن سليمان بن بلال وفي صفحة (29) ذهل عن أبي سلمة التبوذكي وفي صفحة (22) ذهل عن عمران القصير، وفي صفحة (17) ذهل عن محمد بن إسماعيل بن سمرة وعلي بن شعيب وكلُّ هؤلاء رجالٌ معروفون في التهذيب وغيره. وكذلك كلامه في الرجال يختلف كثيراً رحمه الله، وكأنه لا يستحضر ما مضى، وذكرُ الأمثلة على ذلك يطول، لكن أعطيكم بعض الأمثلة: عبد الله بن لهيعة سبق معنا الكلام أنه اختلط في آخره، ورواية العبادلة عنه مقبولة ..
يتبع ـ بمشيئة الله ـ
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[16 - 04 - 07, 05:34 م]ـ
مؤلفه رحمه الله:
فسوف نتكلم عن كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للإمام الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المولود سنة 735 للهجرة، والمتوفى سنة 807هـ. وفي الواقع -ولله الحمد- أن عندنا معلومات وافية عن هذا الكتاب، نظراً لأنني سبق أن مررت على الكتاب، وإن كان مرور الكرام؛ لكن من خلال مروري عليه كنت أكتب بعض الملاحظات على منهج الهيثمي وطريقته، فهي مفيدة إن شاء الله وإن كانت غير منظمة، ولم يتسن لي الوقت لتنظيم هذه المعلومات تنظيماً تاماً.
فكرة الكتاب:
¥(16/227)
أولاً: فكرة الكتاب، واسم الكتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. وفكرة الكتاب تقوم على جمع زوائد كتب معينةٍ على كتبٍ أخرى، والزوائد ليس أول من جمعها الهيثمي بل جمعها جماعةٌ من أهل العلم، كمثل مغلطاي والبوصيري وغيرهم ممن يجمعون زوائد بعض الكتب، والهيثمي تابعهم في ذلك، فجمع الأحاديث الزائدة في الكتب التي اختارها على الكتب الستة فجاء إلى زوائد مسند الإمام أحمد وأبي يعلى والبزار، والطبراني في معجم الطبراني الكبير والأوسط والصغير -فهذه هي الكتب ستة- فجاء إلى زوائد هذه الكتب الستة -أي الأحاديث الزائدة التي لا توجد في الكتب الستة: البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة- فأخذ هذه الزوائد وجمعها في هذا الكتاب، وكان ذلك بإشارةٍ من شيخه ومربيه ومعلمه، وهو الإمام الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي الحافظ المشهور، وللعراقي في عنق الهيثمي مِننٌ عظيمة، فإن العراقي كان يصحبه في جميع أسفاره، حتى إن الهيثمي لم يترك العراقي في سفرٍ من أسفاره، وفي جميع حِجَجِه أيضاً كان يرافقه، وفي مجالسه، ولذلك شاركه في معظمِ شيوخه، وكان العراقي يحتفي به وينيبه عنه أحياناً، وإن كان في مجلس العراقي من هو أفضل منه من حيث العلم والحفظ والإتقان، ولكنه كان رجلاً محبباً فيما يبدو ديناً متعبداً، وكأن العراقي ارتاح إليه، وصار يقدمه في مجلسه. فالذي أشار عليه بجمع الزوائد هو العراقي، فجمع زوائد مسند الإمام أحمد ثم أبي يعلى ثم البزار ثم الطبراني، ثم خلط هذه الزوائد في هذا الكتاب الواحد، فجاء كتاباً فذاً في بابه، بحيث لو وجد عندك مع الكتب الستة فكأن المسند والطبراني والبزار وأبا يعلى موجودةً في بيتك، وهذا بطبيعة الحال هو هدفه؛ لكن لا يعني هذا أن الرجل استوفى جميع الزوائد، بل قد يوجد زوائد غفل عنها، كما أنه لا يعني أن جميع ما ذكره من الزوائد كذلك فإنني قد استدركت عليه أحاديثَ كثيرة جداً، وإن كانت من حفظي أيضاً، ولم أراجع الكتب الأخرى، حيث يبدو لي أنه جعلها من الزوائد، وهي ليست من الزوائد بل هي موجودةٌ في الكتب الستة أو في أحدها. والهيثمي كان يتجنب ذكر الأسانيد فلا يذكر إسناد الحديث بل يذكر صحابي الحديث ومتنه، ولا يذكر الإسناد إلا إذا وجدت حاجةٌ تدعو إلى ذكر الإسناد، فمثلاً قد يكون في الإسناد سقط فيذكرُ إسناداً معيناً ليبين السقط الموجود فيه. وأذكر على سبيل المثال لهذا مثلاً، فإنه في الجزء العاشر صفحة (396) ذكر الإسناد لسقطٍ فيه؛ ولكن العادة أنه لا يذكر الأسانيد. ثم بعد أن يذكر الحديث يذكر من خرجه، ثم يحاول أن يحكم على الحديث؛ لكن طريقته في الحكم على الحديث طريقة تحتاج إلى تنبه، فهو أولاً: قلما يعطي حكماً على الحديث نفسه، فلا تجده يقول: هذا حديثٌ صحيح، أو حسن، أو ضعيف، إنما يحاول أن يحكم على الإسناد، وهذه تعتبر ميزةٌ للكتاب، فيقول -مثلاً-: رواه أحمد بسندٍ جيد، أو بسندٍ حسن، أو: رواه أحمد بسندٍ رجاله ثقات، أو بسندٍ فيه فلانٌ وهو ضعيف، أو فيه جماعةٌ من الضعفاء، أو فيه رجالٌ قد وثقوا، أو ما أشبه ذلك من العبارات، أو يقول: رجاله رجال الصحيح، وإن كانت هذه العبارات ليست دقيقة، لأن الإمام الهيثمي رحمه الله لم يكن بالحافظ المستوفي خاصة في موضوع الرجال، ولذلك يقول أحياناً في الرجل: لم أقف عليه، وهو قد ترجم له في موضعٍ آخر من نفس الكتاب، ففي موضع يقول: وفيه فلان وهو ضعيف وفي موضع آخر يقول: وفيه فلانٌ لم أقف عليه وهو قد ضعفه قبل قليل، فهو ليس بذاك المستوفي للرجال، ولهذا فالعلماء لا يعتمدون على توثيق الهيثمي إلا على سبيل الاستئناس في الحكم، أي: لموافقته غيره أو ما أشبه ذلك، أما الاعتماد على توثيقه فليس حسناً.
(بتصرف عن الشبكة الإسلامية)
ـ[أحمدالحربي]ــــــــ[17 - 04 - 07, 04:16 ص]ـ
شكرآ لكم وجزاك الله خير الجزاء(16/228)
حديث زواج السيدة فاطمة رضي الله عنها
ـ[أبو معاذ القماري]ــــــــ[15 - 04 - 07, 09:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد خلق الله أجمعين سيدنا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أما بعد:
يسعدني أن أنضم إلى ملتقى أهل الحديث جعله الله سيًفا في نحر أعداء الدين يرد به كيدهم ويبطل به مكرهم
خلال أحد الأبحاث قابلني حديث ولكني شككت في صحته ونظرًا لعدم توفر مصادر البحث، بحثت عنه في الشبكة العالمية وفوجئت بأن معظم النتائج في مواقع شيعية؛ فأثار هذا الأمر إرتيابي أكثر وأكثر فعمدت إلى ملتقاكم لما سمعت عنه من تأصيل للمسائل ودقة في البحث وسعة في العلم، نحسبكم على خير ولا نزكي على الله أحدا، وأود معرفة تخريج الحديث وصحته فإن كان صحيحا بحثت عن معاني ألفاظه الغامضة بالنسبة لي أو أرشدتموني إلى مظان البحث وإليكم جزء من هذا الحديث:
جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقعد بين يديه فقال: يا رسول الله، قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام، وإني وإني، قال: وما ذاك؟ قال: تزوجني فاطمة، قال: فسكت عنه، قال: فرجع أبو بكر إلى عمر، فقال: هلكت وأهلكت، قال: وما ذاك، قال: خطبت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأعرض عني، قال: مكانك حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم، فقعد بين يديه، فقال: يا رسول الله، قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام، وإني وإني، قال: وما ذاك؟ قال: تزوجني فاطمة، فسكت عنه، فرجع إلى أبي بكر، فقال: إنه ينتظر أمر الله فيها، قم بنا إلى علي حتى نأمره يطلب مثل الذي طلبنا، قال علي: فأتياني، وأنا أعالج فسيلا لي، فقالا: إنا جئناك من عند ابن عمك بخطبة). (قال علي: فنبهاني لأمر، فقمت أجر ردائي، حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقعدت بين يديه، فقلت: يا رسول الله، قد علمت قدمي في الإسلام ومناصحتي، وإني وإني، قال: وما ذاك، قلت: تزوجني فاطمة، قال: وما عندك؟ قلت: فرسي وبزتي، قال: أما فرسك، فلا بد لك منها، وأما بزتك فبعها، قال: فبعتها بأربعمائة وثمانين). (قال: فجئت بها حتى وضعتها في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبض منها قبضة، فقال: أي بلال، أبغنا بها طيبا، وأمرهم أن يجهزوها ...
جزاكم الله كل خير(16/229)
إقتراح لرسالة ماجيستير ..
ـ[طالبة علم]ــــــــ[17 - 04 - 07, 03:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
مشايخي الكرام ..
الآن أنا في مرحلة إختيار موضوع رسالة الماجيستير .. وأود أخذ آرائكم وإقتراحاتكم ..
وهدفي أن يكون الموضوع يفيد المتخصص وكذلك يمكن للعوام الإطلاع عليه والإستفادة منه وفيه إفادة لم يسبق لها ونحتاجها الآن في الواقع فهلاّ أرشدتموني ولكم الأجر؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[17 - 04 - 07, 05:24 م]ـ
أختاه أفتح هذه الروابط لعل فيها بغيتك وفقك الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14167
http://www.hadiith.net/montada/showthread.php?t=1295
ـ[عويضة]ــــــــ[30 - 04 - 07, 03:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فاقترح عليك ان تكتبي في الحديث الموضوعي بان تختاري جانبا اجتماعيا او اقتصاديا او سياسيا في السنة النبوية دراسة موضوعية. او منهج التعليل في سنن النسائي. او منهج الترمذي في العمل بالحديث واثره في قبول الحديث ... والله ولي التوفيق استاذ الحديث بمكة المكرمة .. أ. د. محمد عويضة(16/230)
مساعد جعلكم الجنه
ـ[ناصر بن شري]ــــــــ[17 - 04 - 07, 07:01 م]ـ
يا اخوان اريد موقع اخرج منه حديث معلل وتكون العله كامله وجزاكم الله خير.(16/231)
إذا صدر البخاري الباب من كتابه الصحيح بقول صحابي أو تابعي فهو اختياره
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[18 - 04 - 07, 11:26 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أما بعد:
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح (9|286):والذي يظهر من مذهب البخاري أن الحرام ينصرف إلى نية القائل ولذلك صدر الباب بقول الحسن البصري وهذه عادته في موضع الاختلاف مهما صدر به النقل عن صحابي أو تابعي فهو اختياره ..
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[19 - 04 - 07, 07:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذا النقل المهم.
وسأضيف بعض الأمثلة للفائدة من كتاب البيوع في صحيح البخاري:
1 - باب تفسير المشبهّات، وقال الحسن بن أبي سنان: ما رأيت شيئا أهون من الورع دع ما يريبك إلى ما لا يريبك.
قال ابن حجر:" لما تقدم من حديث النعمان بن بشير " إن الشبهات لا يعلمها كثير من الناس " اقتضى ذلك أن بعض الناس يعلمها، فأراد البخاري أن يعرف الطريق إلى معرفتها لتجتنب، فذكر أولا ما يضبطها"
وهو ما قاله حسان بن أبي سنان.
2 - التجارة في البحر وغيره، وقال مطر: لابأس به .....
قال ابن حجر: "أي إباحة ركوب البحر للتجارة".
3 - باب ما ذكر في الأسواق، وقال عبدالرحمن بن عوف:لما قدمنا المدينة قلت: هل من سوق فيه تجارة؟ قال: سوق قينقاع.
وقال أنس: قال عبدالرحمن دلوني على السوق.
وقال عمر: ألهاني الصفق بالأسواق.
قال ابن بطال:" إنما أراد بذكر الأسواق إباحة المتاجرة ودخول السوق، والشراء فيه للعلماء والفضلاء"
والله أعلم وأحكم.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[29 - 04 - 07, 12:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا(16/232)
تحقيق وتخريج ودراسة كتاب العلل لابن أبي حاتم ... هل اكتمل؟
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[19 - 04 - 07, 10:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد وقفت على رسالة الدكتوراة لفضيلة الشيخ / علي بن عبد الله الصياح.
وهي عبارة عن جزء لتحقيق كتاب العلل، واشار أنه شاركة بعض زملاءه فيه على نفس الطريقة أو قريبا من ذلك.
فهل اكتمل هذا التحقيق، وهل من الممكن الحصول عليه كما حصلنا على رسالة الدكتور علي بن عبد الله الصايح.
بارك الله فيكم.
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[21 - 04 - 07, 12:22 م]ـ
أخي هل تريد تحقيق جيد للكتاب أم تسأل عن التحقيق الخاص بالشيخ علي الصياح؟
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[22 - 04 - 07, 12:13 م]ـ
لو كان هناك تحقيق أجود مما سألت عليه فلا مانع، ولقد وقفت على النسخة التي بإشراف الشخ سعد الحميد أيضاً. وجزاكم الله خيرا على الاهتمام.
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[22 - 04 - 07, 09:45 م]ـ
أخي الفاضل هناك طبعة جيدة للشيخ محمد بن صالح الدباسي وقدم له الشيخ الدكتور ابراهيم اللاحم،وهي من اصدارات مكتبة الرشد في الرياض.
وفقك الله
ـ[ماهر]ــــــــ[11 - 07 - 07, 06:42 ص]ـ
وفيها إعواز
وطبعة الشيخ سعد الحميد لم تصلنا بعد
وما دمنا ننتظر تحقيق الشيخ إبراهيم بن شريف الميلي للكتاب
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[11 - 07 - 07, 10:57 ص]ـ
الطبعة التي أشرف عليها الدكتور: سعد الحميد جيدة
وتعليقات وتخريجات الإخوة في هذه الطبعة جيدة كذلك
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[17 - 07 - 07, 04:04 م]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد،
فهذا رابط كتاب علل الحدبث ( http://www.waqfeya.com/open.php?cat=12&book=685) لعبد الرحمن بن أبي حاتم على المكتبة الوقفية:
وإليكم التفاصيل:
اسم الكتاب: علل ابن أبي حاتم
المؤلف: ابن أبي حاتم الرازي
المحقق: سعد بن عبد الله الحميد - خالد بن عبد الرحمن الجريسي
الناشر:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: 1427 - 2006
عدد المجلدات: 7
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[31 - 07 - 07, 01:09 ص]ـ
طَبْعَةُ مُؤَسَسَةِ الجريسيِّ بِإِشْرَافِ الدُّكْتُور / سَعْدِ الحُمَيِّدِ، وَالشَّيْخِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْلَّهِ الجريسيِّ ـ حَفِظَهُمَا الْلَّهُ ـ أَفْضَلُ بِكَثِيْرٍ مِنْ طَبْعَةِ الرُّشْدِ بِتَحْقِيْقِ الأَخِ الفَاضِلِ / مُحَمَّدِ الدَّبَّاسِيِّ ـ حَفِظَهُ الْلَّهُ ـ، وَكَذَا مِنْ نُسْخَةِ الفَارُوْقِ الحَدِيْثَةِ بِتَحْقِيْقِ الأَخِ / نَشْأَتِ بْنِ كَمَالٍ ـ حَفِظَهُ الْلَّهُ ـ؛ فَقَدْ كَانَ لِي مُقَابَلاَتٌ كَثِيْرَةٌ بَيْنَ هَذِهِ الطَّبَعَاتِ الثَّلاَثِ أَثْنَاءَ قِيَامِي بِشَرْحِ بَعْضِ المَبَاحِثِ فِي ((العِلَلِ)).
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[31 - 07 - 07, 07:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد وقفت على رسالة الدكتوراة لفضيلة الشيخ / علي بن عبد الله الصياح.
وهي عبارة عن جزء لتحقيق كتاب العلل، واشار أنه شاركة بعض زملاءه فيه على نفس الطريقة أو قريبا من ذلك.
فهل اكتمل هذا التحقيق، وهل من الممكن الحصول عليه كما حصلنا على رسالة الدكتور علي بن عبد الله الصايح.
بارك الله فيكم.
للتذكير فقط
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[25 - 09 - 09, 10:48 ص]ـ
وفيها إعواز
وما دمنا ننتظر تحقيق الشيخ إبراهيم بن شريف الميلي للكتاب
فيم بلغنا ان الشيخ في لمساته الاخيرة وهو في طور البحث عن الطباعة , مع عدة كتب له.
يسر الله له مطلبه وعجل بانزاله.(16/233)
ما منهج الذهبي في الكاشف (عاجل)
ـ[أم هاشم]ــــــــ[19 - 04 - 07, 11:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعضاء الملتقى الكرام ..
هل من مفيد في ما يخص منهج الإمام الذهبي في كتابه الكاشف؟
وأبرز مزاياه وما انتقد عليه؟
بارك الله فيكم
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[29 - 04 - 07, 09:21 ص]ـ
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فقد وجدت هذا الكتاب ولعله يُفيدك وهو فى نفس المنتدى على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attac...s=&postid=40164
والحمد لله رب العالمين
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[29 - 04 - 07, 09:25 ص]ـ
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بسبب خطأ ما الرابط لا يعمل ولا حول ولا قوة الا بالله واذا ما توصلت إلى شىء سأنقلها لك
والحمد لله رب العالمين
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[29 - 04 - 07, 09:32 ص]ـ
حدث خطأ ما فى الرابط لا اعلم ما سببه واذا ما توصلت إلى سأعمل على الافادة
والحمد لله رب العالمين
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[29 - 04 - 07, 09:45 ص]ـ
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فقد علمت ان هذا الكتاب اختصار لكتاب المذى تهذيب الكمال, ولم يذكر فيه سوى رواة الكتب الستة ولم يتعدها إلى غيرها, وقال الذهبى: فجاء الكتاب فى عشر الاصل يقصد تهذيب الكمال
والحمد لله رب العالمين(16/234)
" كيف تجمع الإيمان "
ـ[الضبيطي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 12:54 ص]ـ
روى البخاري في صحيحه (كتاب الإيمان) عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما، أنه قال: " ثلاث من جمعهن، فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالَم، والإنفاق من الإقتار "
أثر صحيح، وروي مرفوعا لكن المرفوع ضعيف.(16/235)
يا أهل الحديث: هل سمع الحسن البصري من علي ابن أبي طالب أو أبي هريرة
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 08:33 م]ـ
السلام عليكم أيها الإخوة الأفاضل هل سمع الحسن البصري من علي ابن أبي طالب و أبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين؟ أم لم يسمع منهم؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 09:40 م]ـ
اختلف في سماعه من أبي هريرة، وجمهور النقاد على أنه لم يسمع منه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=44192
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 09:42 م]ـ
قال الشيخ عبدالله السعد في شرح ((الالزامات)) أن الحسن لم يسمع من ابي هريرة وعلي.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[21 - 04 - 07, 01:20 ص]ـ
جزيت خيرا يا اندلسي.
اين يمكن أن اجد شرح الشيخ على الشبكة؟
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[21 - 04 - 07, 01:26 ص]ـ
islamway.com(16/236)
علمنا أن حديث تغير أوصاف الماء ضعيف ولكن عليه العمل كيف ذلك وهل هناك أحاديث أخرى مثله
ـ[أبو عبيدة محمد بن صلاح]ــــــــ[21 - 04 - 07, 07:20 ص]ـ
أفيدونا يا أهل الحديث
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[21 - 04 - 07, 10:04 ص]ـ
أظنك تقصد ما رواه بن ماجه وغيره عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه: (الْمَاءُ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ إلَّا مَا غَيَّرَ لَوْنَهُ أَوْ طَعْمَهُ أَوْ رِيحَهُ) وإسناده ضعيف، ففيه رِشدِين بن سعد: ضعيف منكر الحديث.
1. أن الله تعالى قال: (وأنزلنا من السماء ماءً طهوراً) والمعوَّل على ظاهره، وهو ما بقي على صفاته، فإِذَا تَغَيَّرَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهَا خَرَجَ عَنْ الِاسْمِ بِخُرُوجِهِ عَنْ الصِّفَةِ.
2. الإجماع على مضمون هذه الزيادة، والإجماع وحده دليلٌ يُحتَج به. والله أعلم.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[21 - 04 - 07, 11:41 ص]ـ
وحتى ان لم يثبت الاجماع ... فليس هناك تعارض بين العمل بهذه الشروط وتضعيف الحديث ...
فالماء اذا تغير, فان التغير اما أن يكون في طعمه أو لونه أو ريحه ... وهذا معروف بالتجربة والمشاهدة ...
وهو أشبه باستشهاد الأئمة باحاديث ضعيفة ذات المعاني الصحيحة.
والله تعالى أعلم(16/237)
ما مدى صحة حديث هذا الحديث؟
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[21 - 04 - 07, 08:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتمنى من اخواني توضيح مدى صحة هذا الحديث "انتم اعلم بشئون دنياكم"
وما المقصود بشئون الدنيا هنا؟؟
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[21 - 04 - 07, 08:32 ص]ـ
اعتذر عن الخطا الموجود في عنوان الموضوع
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[21 - 04 - 07, 09:54 ص]ـ
عن أنس وعائشة - رضي الله عنهما -: «أَنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- مَرّ بِقَوْم يُلَقِّحُونَ. فقال: لو لم تفعلوا لَصَلُحَ قال: فخرج شِيصا. قال: فمرَّ بهم. فقال: ما لِنَخْلِكم؟ فقالوا: قلتَ كذا وكذا. قال: أنتم أعلم بأمر دنياكم». أخرجه مسلم (4/ 1836، رقم 2363).
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[21 - 04 - 07, 12:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخرج مسلم في صحيحه في الأصول: حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي وأبو كامل الجحدري –وتقاربا في اللفظ وهذا حديث قتيبة– قالا حدثنا أبو عوانة عن سماك عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: مررت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بقوم على رءوس النخل، فقال: «ما يصنع هؤلاء؟». فقالوا: يلقحونه، يجعلون الذكر في الأنثى فيلقح. فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «ما أظن يُغني ذلك شيئاً». قال فأُخبِروا بذلك فتركوه. فأُخبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بذلك، فقال: «إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه. فإني إنما ظننت ظناً. فلا تؤاخذوني بالظن، ولكن إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به، فإني لن أكذب على الله عز وجل».
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم (15|116): «قال العلماء: ولم يكن هذا القول خبراً، وإنما كان ظناً كما بيّنه في هذه الروايات».
وأخرج مسلم في الشواهد:
حدثنا عبد الله بن الرومي اليمامي وعباس بن عبد العظيم العنبري وأحمد بن جعفر المعقري قالوا حدثنا النضر بن محمد (مستور) حدثنا عكرمة –وهو ابن عمار– (مدلّسٌ فيه كلام) حدثنا أبو النجاشي حدثني رافع بن خديج قال: قدم نبي الله (صلى الله عليه وسلم) المدينة وهم يأبرون النخل –يقولون يلقحون النخل– فقال: «ما تصنعون؟». قالوا كنا نصنعه. قال: «لعلكم لو لم تفعلوا كان خيراً». فتركوه فنفضت أو فنقصت. قال فذكروا ذلك له، فقال: «إنما أنا بشر. إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوا به. وإذا أمرتكم بشيء من رأي، فإنما أنا بشر». قال عكرمة: «أو نحو هذا» (قلت هذا دلالة على عدم حفظه). قال المعقري: «فنفضت»، ولم يشك.
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد كلاهما عن الأسود بن عامر، قال أبو بكر حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سلمة (له أوهام كثيرة): عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وعن ثابت عن أنس: أن النبي (صلى الله عليه وسلم) مَرَّ بقوم يلقحون. فقال: «لو لم تفعلوا لصلح». قال فخرج شيصا. فمر بهم، فقال: «ما لنخلكم؟». قالوا: قلت كذا وكذا. قال: «أنتم أعلم بأمر دنياكم».
قال العلامة عبد الرحمن المعلمي في "الأنوار الكاشفة" (ص29): «عادة مسلم أن يرتب روايات الحديث بحسب قوتها: يقدم الأصح فالأصح. قوله (صلى الله عليه وسلم) في حديث طلحة "ما أظن يغني ذلك شيئاً"، إخبارٌ عن ظنه. وكذلك كان ظنه، فالخبرُ صِدقٌ قطعاً. وخطأ الظن ليس كَذِباً. وفي معناه قوله في حديث رافع "لعلكم ... ". وذلك كما أشار إليه مسلم أصح مما في رواية حماد (بن سلمة)، لأن حماداً كان يخطئ. وقوله في حديث طلحة "فإني لن أكذب على الله" فيه دليلٌ على امتناع أن يكذب على الله خطأ، لأن السياق في احتمال الخطأ. وامتناعه عمداً معلومٌ من باب أولى، بل كان معلوماً عندهم قطعاً».
يتبين من الرواية الصحيحة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يقل «أنتم أعلم بأمر دنياكم» وحاشاه أن يقول ذلك. كما بيّن النبي (صلى الله عليه وسلم) أن ذلك مجرد ظنٌّ منه. وبهذا يُعلم أن ذلك ليس نهياً أو أمراً أو سنة أو ندباً، وهذا ضابط مهم في الفقه. فقال منذ البداية «ما أظن»، ولم ينههم. ثم أكد على هذا البيان مرة أخرى حين بلغه ما بلغه، فقال: «فإني إنما ظننت ظناً فلا تؤاخذوني بالظن». فالله الذي رضي لنا الإسلام دينا إلى يوم القيامة، أعلم بأمور دنيانا منا.
¥(16/238)
ونلاحظ كذلك أنه لم يكن يخاطبهم أصلاً، ولم يسمعوه هم يتكلم بل نقل هذا الكلام عنه أحد أصحابه. فلما علم بذلك، أخبرهم أن ذلك كان من الظن (كما صرح أول مرة) ولم يكن خبراً من الله. فلم يتركوا تلقيح النخل أصلاً، كما في الروايتين الضعيفتين اللتين في الشواهد. ففي إسناد الشاهد الأول عكرمة بن عمار، وفيه كلام. وبالغ ابن حزم فاتهمه بالكذب ووضع الحديث كما في كتابه الإحكام (6|199). وهو غير عكرمة أبو عبد الله مولى ابن عباس، فلا تخلط بينهما. والراوي عنه هو النضر بن محمد، فيه جهالة، لم يوثقه إلا العجلي وذكره ابن حبان في الثقات، وتوثيقهما أضعف أنواع التوثيق. وإخراج مسلم له ليس بتوثيق، لأنه في الشواهد لا في الأصول.
كما أن في إسناد تلك الرواية الموضوعة حماد بن سلمة. وهو وإن كان من أئمة أهل السنة، فهو كثير الأوهام خاصة لما كبر. وفوق هذا فهو يروي بالمعنى ويتوسع جداً بهذا، وكثيراً ما يتحرّف الحديث ويصبح حسب فهمه أو وهمه. قال عنه ابن حبان في صحيحه (1|154): «كان يسمع الحديث عن أيوب وهشام وابن عون ويونس وخالد وقتادة عن ابن سيرين، فيتحرى المعنى ويجمع في اللفظ». وقال أبو حاتم في الجرح والتعديل (9|66): «حماد ساء حفظه في آخر عمره». وروى الذهلي عن أحمد أنه قال: «كان حماد بن سلمة يخطئ –وأومأ أحمد بيده– خطأً كثيراً». وقال الذهبي في "السير" (7|446): «قال أبو عبد الله الحاكم: قد قيل في سوء حفظ حماد بن سلمة، وجمعه بين جماعة في الإسناد بلفظ واحد، ولم يخّرج له مسلم في الأصول إلا من حديثه عن ثابت، وله في كتابه أحاديث في الشواهد عن غير ثابت». وكلام الحاكم موجود مطولاً بالأمثلة في كتابه "المدخل إلى الصحيح" باب "من عيب على مسلم إخراج حديثه والإجابة عنه". وأشار الترمذي في علله (1|120) إلى أن بعض أهل الحديث قد تكلموا في حفظ حماد. ونقل الذهبي في السير (7|446 و 452) والزيلعي في نصب الراية (1|285)، عن البيهقي في "الخلافيات" أنه قال في حماد بن سلمة: « .. لما طعن في السن ساء حفظه. فلذلك لم يحتج به البخاري. وأما مسلم فاجتهد فيه وأخرج من حديثه عن ثابت مما سُمِعَ منه قبل تغيّره. وأما سوى حديثه عن ثابت فأخرج نحو اثني عشر حديثاً في الشواهد دون الاحتجاج. فالاحتياط أن لا يُحتج به فيما يخالف الثقات». قلت وهو هنا قد أخطأ وخالف بروايته رواية الثقات، والكتاب والسنة وأمراً معلوماً من الدِّين بالضرورة، وهو أن الله أعلم من جميع خلقه بكل شيء، بما في ذلك أمور دنياهم.
وهذه الزيادة الباطلة صارت مفتاحاً لبني علمان ضدنا. حتى أن أحد العلمانيين كتب كتاباً بعنوان «أنتم أعلم بأمور دنياكم»، يدعو به للفصل بين الدين والسياسة، وهذا كفرٌ وردة بلا خلاف.
منقول
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[21 - 04 - 07, 12:47 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي خالد على التنبيه
ـ[ابو مصعب القاهري]ــــــــ[21 - 04 - 07, 01:41 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي خالد على التنبيه وعلى توضيح موقف العلمانيين الذي سالت السؤال من اجله اولا
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[21 - 04 - 07, 02:06 م]ـ
شرح حديث: أنتم أعلم بشئون دنياكم.
فضيلة الشيح:حامد بن عبد الله العلي.
http://www.h-alali.net/f_open.php?id=f19d525c-dc20-1029-a62a-0010dc91cf69
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[21 - 04 - 07, 02:26 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي مصعب.(16/239)
سؤالات أبي عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني لأبي حاتم الرازي
ـ[الدارقطني]ــــــــ[22 - 04 - 07, 08:57 ص]ـ
هذا كتاب معروف عند أهل الحديث وقد نقلوا منه نصوصاً جليلةإلى كتبهم منهم الذهبي ومغلطاي وابن عساكر، وصاحب السؤالات ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ (3\ 785) فقال الحافظ أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن محمد بن الوليد الأصبهاني نزيل سمرقند ذكره الحافظ يحيى بن منده في تاريخه لأهل أصبهان غير مطول فقال:" كان من أئمة الحديث والمعتمد عليه في معرفة الصحابة والعلل، جالس أبا حاتم الرازي وأبا زرعة ومسلم بن الحجاج وصالح بن محمد جزرة وأخذ عنهم وسكن سمرقند مدة طويلة"، قلت: لم أظفر له بتاريخ وفاة)، وأشار السيوطي في كتابه الذي ألفه في الحفاظ أيضا إلى أن هذا الحافظ له أسئلة عن أبي حاتم الرازي، وباستخدام خاصية البحث في cd الخاص بتاريخ دمشق لابن عساكر عثرت على هذه النصوص وهناك نصوص أخرى لهذه السؤالات في إكمال مغلطاي وميزان الذهبي، وإليكم ما وجدته عن طريق خاصية البحث من نصوص لهذه الأسئلة من تاريخ ابن عساكر:
1 - حكى أبو عبدالله محمد بن إبراهيم بن محمد الكتاني الأصبهاني أنه قال لأبي حاتم: ما تقول في خليد بن دعلج؟ فقال: كان بصري الأصل سكن بيت المقدس ليس بمشهور بالبصرة وليس هو عندي بالمتين. تاريخ دمشق (17\ 24).
2 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني: أنه سأل أبا حاتم الرازي عن داود بن ابي هند؟ فقال: ثقة.تاريخ دمشق (17\ 127).
3 - قال أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني: قلت لأبي حاتم: ما تقول في الحكم بن هشام يحدّث عن عبدالملك بن عمير؟ فقال: هو ثقفي كوفي يُكتب حديثه ولا يُحتجّ به. تاريخ دمشق (15\ 87).
4 - ذكر ابو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني أنّه سأل ابا حاتم الرازي عن الصلت بن بهرام التيمي الكوفي أبو هاشم؟ فقال: كان صدوقاً. تاريخ دمشق (24\ 194).
5 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم الرازي ما تقول في ابي مسهر عبدالأعلى بن مسهر؟ فقال: ثقة. تاريخ دمشق (33\ 435).
6 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الصبهاني أنه سال أبا حاتم عن عبدالرحمن بن يزيد بن تميم السلمي يعد في الشاميين؟ فقال: ضعيف الحديث، وغلط فيه أبو أسامة وقال: عبدالرحمن بن يزيد بن جابر. تاريخ دمشق (36\ 47).
7 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني الكتاني أنه سأل أبا حاتم عن عبدالرزاق بن عمر أبي بكر الشامي؟ فقال: ضعيف الحديث. تاريخ دمشق (36\ 157).
8 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن عبدالوهاب بن بخت وقع بالمدينة؟ فقال: صالح الحديث. تاريخ دمشق (37\ 307).
9 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن عروة بن رويم؟ فقال: يُكتب حديثه. تاريخ دمشق (40\ 234).
10 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم الرازي: العلاء بن الحارث كان يرى القدر؟ فقال: كان دمشقياًّ من خيار أصحاب مكحول صدوق في الحديث ثقة. تاريخ دمشق (47\ 212).
11 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني الكتاني أنه سأل أبا حاتم عن العلاء بن كثير عن مكحول؟ فقال: ضعيف الحديث. تاريخ دمشق (47\ 227).
12 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني أنه سأل أبو حاتم عن القاسم أبي عبدالرحمن عن أبي أمامة شامي؟ فقال: حديث الثقات عنه مستقيم لا بأس به وإنما يُنكر عنه الضعفاء. تاريخ دمشق (49\ 108).
13 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني أنه سأل أبو حاتم عن محمد بن بكار بن بلال؟ فقال: صدوق صالح الحديث. تاريخ دمشق (52\ 156).
14 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني الكتاني قال: قلت لأبي حاتم ما تقول في محمد بن الزبير الحنظلي عن أبيه والحسن؟ فقال: ليس بالقوي. تاريخ دمشق (53\ 38).
15 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني: أنه سأل أبا حاتم الرازي عن مروان بن محمد الطاطري؟ فقال: صالح الحديث. تاريخ دمشق (57\ 316).
16 - قال أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني: قلت لأبي حاتم: معاوية بن يحيى الأطرابلسي أحب إليك أم معاوية ابن يحيى الصدفي؟ فقال: الأطرابلسي أحبّ إليّ. تاريخ دمشق (59\ 293).
¥(16/240)
17 - -قال أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني الكتاني: قلت لأبي حاتم ما تقول في أبي الصبح موسى بن أبي كثير؟ فقال: يُكتب حديثه ولا يُحتجّ به. تاريخ دمشق (60\ 420).
18 - -ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني الكتاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن موسى بن وردان المدني كان بمصر؟ فقال: ليس بالمتين يُكتب حديثه. تاريخ دمشق (61\ 229).
19 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن الوليد بن محمد الموقري الشامي؟ فقال: ضعيف الحديث. تاريخ دمشق (63\ 264).
20 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم ما تقول في أبي إسحاق الفزاري؟ فقال: كان عظيم الغناء في الإسلام ثقة مأموناً. تاريخ دمشق (7\ 127).
21 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم ما تقول في الوليد بن مسلم الدمشقي؟ فقال: صالح الحديث يُكتب حديثه. تاريخ دمشق (63\ 288).
22 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم الرازي ما تقول في يحيى بن حسان صاحب سليمان بن بلال؟ فقال: صالح الحديث. تاريخ دمشق (64\ 117).
23 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم عن يزيد بن ربيعة أبي كامل الدمشقي الصنعاني صنعاء دمشق؟ فقال أبو حاتم: ليس هو بالقوي. تاريخ دمشق (65\ 175).
24 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم ما تقول في أيوب بن ميسرة بن حلبس؟ فقال: صالح الحديث. تاريخ دمشق (10\ 135).
25 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني أنه سأل أبو حاتم الرازي عن حفص بن ميسرة الصنعاني؟ فقال: يُكتب حديثه ومحله الصدق وفي حديثه بعض الأوهام. تاريخ دمشق (14\ 444).
26 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن الحكم بن عبدالله بن سعد الأيلي؟ فقال: ذاهب الحديث يفتعل الحديث عندي. تاريخ دمشق (15\ 22).
27 - - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم ما تقول في داود بن فراهيج؟ فقال: هو صحيح أو قال: صالح الحديث إلا أنّ شعبة روى عنه فقال حدثني بعدما كبر. تاريخ دمشق (17\ 186).
28 - - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم الرازي كان دثار النهدي كوفياًّ؟ فقال: نعم روى عنه الثوري ومسعر، صالح الحديث. تاريخ دمشق (17\ 197).
29—قال [أبو عبدالله] محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني: قلت لأبي حاتم ما تقول في زرعة بن إبراهيم؟ فقال: الشامي كان خرج فقاتل في الفتنة، ليس بقوي يُكتب حديثه. تاريخ دمشق (19\ 5).
30 - - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم الرازي ما تقول في حجوة بن مدرك يروي عنه الحكم بن موسى؟ فقال: الغساني صدوق. تاريخ دمشق (12\ 237).
31 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكتاني قال: قلت لأبي حاتم الرازي ما تقول في محمد بن راشد صاحب مكحول؟ فقال: صدوق في الحديث. تاريخ دمشق (53\ 12).
32 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكتاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن محمد بن مهاجر؟ فقال: صالح الحديث وهو أخو عمرو بن مهاجر احب حرس عمر بن عبدالعزيز. تاريخ دمشق (56\ 96).
33 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني قال قلت لأبي حاتم ما تقول في إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي؟ فقال: ليس بقوي الحديث. تاريخ دمشق (8\ 302).
34 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني قال قال أبو حاتم الرازي: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان أبوه من كبار أصحاب مكحول ممن يسند عنه وابنه راوية عن أبيه وقد روى عن ابيه الأوزاعي كان الأب ثقة. تاريخ دمشق (11\ 117).
قلت: جاء هذا النص بلفظ أتم في تاريخ دمشق (34\ 253):" ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني
أنه سأل أبا حاتم عن ابن ثوبان؟ فقال أبو حاتم: ابن ثوبان عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان أبوه من كبار أصحاب مكحول ممن يسند عنه وابنه راوية عن أبيه وقد روى عن أبيه الأوزاعي كان الأب ثقة والابن يشوبه شيء من القدر وتغير عقله في آخر حياته وهو مستقيم الحديث.
¥(16/241)
35 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن الحكم بن مينا؟ فقال: شيخ يروى عنه مديني. تاريخ دمشق (15\ 68).
36 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم عن عبد الله بن العلاء بن زبر؟ فقال: يكتب حديثه. تاريخ دمشق (31\ 383).
37 - قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني: قلت لأبي حاتم الرازي ما تقول في عبد الحميد بن أبي العشرين كاتب الأوزاعي؟ فقال: ليس بذاك القوى. تاريخ دمشق (34\ 59).
38 - قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني: قلت لأبي حاتم ما تقول في عبد الواحد بن قيس عن أبي وعروة بن الزبير روى عنه الأوزاعي وثور بن يزيد؟ فقال: يكتب حديثه وليس بالقوي. تاريخ دمشق (37\ 265).
39 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن عيسى بن سنان؟ فقال: عيسى بن سنان أبو سنان القسملي الفلسطيني يكتب حديثه ولا يحتج به. تاريخ دمشق (47\ 308).
40 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني: أنه سأل أبا حاتم الرازي عن محمد بن كثير أبو يوسف المصيصي؟ قال: كان رجلا صالحا يسكن المصيصة وأصله من صنعاء اليمن وفي حديثه بعض الإنكار. تاريخ دمشق (55\ 125).
41 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني: أنه قال لأبي حاتم الرازي ما تقول في أبي غسان محمد بن مطرف؟ قال: صالح الحديث. تاريخ دمشق (55\ 423).
42 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني قال قلت لأبي حاتم الرازي ما تقول في مخرمة بن سليمان؟ فقال: صالح الحديث يروي عن كريب. تاريخ دمشق (57\ 145).
43 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن معاوية بن سلام؟ فقال: لا بأس بحديثه. تاريخ دمشق (59\ 43).
44 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي وكان شاميا نزل المدينة؟ فقال: صالح الحديث مدني ثقة. تاريخ دمشق (60\ 73).
45 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني قال: سألته يعني أبا حاتم الرازي عن أبي روح النضر ابن عربي؟ فقال: صالح الحديث. تاريخ دمشق (62\ 75).
46 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الرازي قال قلت لأبي حاتم الرازي ما تقول في يحيى بن الحارث الذماري؟ فقال: صالح الحديث. تاريخ دمشق (64\ 110).
47 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم الرازي ما تقول في يحيى بن حمزة؟ فقال: صدوق.تاريخ دمشق (64\ 130).
48 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني قال قلت لأبي حاتم ما تقول في يحيى بن صالح الوحاظي؟ فقال: صدوق. تاريخ دمشق (64\ 280).
49 - قال أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني قلت لأبي حاتم الرازي ما تقول في يزيد بن زياد عن الزهري؟ فقال: ذاهب الحديث. تاريخ دمشق (65\ 195).
50 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكناني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن يزيد الفقير؟ فقال: يكتب حديثه. تاريخ دمشق (65\ 259).
51 - ذ كر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني قال سألته يعني أبا حاتم الرازي عن مليح بن وكيع؟ فقال: صدوق. تاريخ دمشق (60\ 262).
52 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن وهب بن وهب أبو البختري؟ فقال: كان كذابا كان قاضي القضاة بغداد. تاريخ دمشق (63\ 420).
53 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن عمرو بن قيس السكوني؟ فقال: شامي ثقة. تاريخ دمشق (46\ 319).
54 - قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني: قلت لأبي حاتم ما تقول في زيد العمي؟ قال: كان شعبة يحدث عنه ويبخسه قليلاً. تاريخ دمشق (19\ 388).
55 - قال أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني قلت لأبي حاتم ما تقول في زيد بن واقد الدمشقي يحدث عن سليمان بن موسى؟ فقال: كان صدوقا. تاريخ دمشق (19\ 528).
56 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم الرازي ما تقول في سعيد بن عبد العزيز التنوخي؟ فقال: ثقة من ثقات أهل الشام. تاريخ دمشق (21\ 202).
¥(16/242)
57 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن سليمان بن موسى؟ فقال: ابن الأشدق يكتب حديثه وفي حديثه بعض الأضطراب. تاريخ دمشق (22\ 387).
59 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم الرازي ما تقول في شعيب بن إسحاق يحدث عن سعيد بن أبي عروبة؟ فقال: شعيب صدوق. تاريخ دمشق (23\ 85).
60 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني قال: قلت لأبي حاتم ما تقول في صدقة بن خالد؟ فقال: ثقة.
تاريخ دمشق (24\ 15).
61 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن صدقة بن عبدالله السمين؟ قال: ليس يكتب حديثه ولا يحتج به. تاريخ دمشق (24\ 26).
62 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن عبد الخالق بن زيد بن واقد عن أبيه؟ فقال: ضعيف الحديث. تاريخ دمشق (34\ 99).
63 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن عبد الواحد بن زيد؟ فقال: ليس بقوي في الحديث. تاريخ دمشق (37\ 224).
64 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن علي بن عروة عن محمد بن المنكدر؟ فقال: متروك الحديث. تاريخ دمشق (43\ 91).
65 - قال أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني: قلت لأبي حاتم ما تقول في أحاديث علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة؟ قال: ليست بالقوية هي ضعاف. تاريخ دمشق (43\ 285).
66 - قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصبهاني: قلت لأبي حاتم ما تقول في روح بن جناح؟ قال: ليس بالقوي وأخوه مروان بن جناح أحب إلي منه وجميع الناس. تاريخ دمشق (57\ 222).
67 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن هانيء الكتاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة أبي سليمان المديني مولى عثمان بن عفان؟ فقال: ضعيف الحديث. تاريخ دمشق (8\ 254)
68 - ذكر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكناني الأصبهاني أنه سأل أبا حاتم الرازي عن محمد بن عبدالله الشعيثي؟ فقال: يكتب حديثه ولا يحتج به. تاريخ دمشق (54\ 44).
69 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكتاني قال: قلت لأبي حاتم الرازي ما تقول في ذر بن عبدالله الهمداني؟ فقال: كان يرى الإرجاء وابنه أيضا كان يرى وكان محلهما الصدق. وقال –يعني الكتاني- في موضع آخر: وسألته عن عمر بن ذر؟ فقال: كان رجلا صالحا محله الصدق. تاريخ دمشق (45\ 19).
فمن زاد على ما ذكرت زاده الله خيراً، والله الموفق.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[22 - 04 - 07, 05:53 م]ـ
جزاك الله على خيرا على هذه الدُّرر والغُرر
ومن النقول عن كتاب أبي عبد الله الأصبهاني ما في إكمال تهذيب الكمال 4/ 90:
70 - وفي تاريخ أبي حاتم الرازي - رواية الكتاني: قلت لأبي حاتم: - سمع الحسن من أم سلمة زوج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
فقال: لا أعلمه ولا سمعته وإنما يروي عنها أمُّه
71 - وفي الإكمال 4/ 102 أيضا: وفي تاريخ أبي حاتم الرازي - رواية الكناني! - قال أبو حاتم: الحكم بن عتيبة لقي من الصحابة: زيد بن أرقم ولا نعلم أنه سمع منه شيئا رآه في جنازة
[كذا روى الأصبهاني عن أبي حاتم، أما ابن أبي حاتم فذكر في الجرح والتعديل 3/ 123 - 124 قول أبيه: وسمع من أبي جحيفة] (وحديث الحكم عن أبي جحيفة في الصحيحين وغيرهما)
* - ونقل مغلطاي 4/ 110 عن السؤالات قول أبي حاتم في الحكم بن مينا: شيخ
وقد تقدم هذا في النقل (35) عن تاريخ مدينة دمشق
ـ[ابن السائح]ــــــــ[22 - 04 - 07, 06:16 م]ـ
* - وفي الإكمال 1/ 74 (ترجمة أحمد بن عبد الرحمان بن بكار البُسري):
وقال أبو حاتم الرازي في تاريخه: دمشقي صالح اهـ
فلتُراجع ترجمة أحمد هذا من تاريخ مدينة دمشق
وفي الجرح والتعديل 2/ 59 عن أبي حاتم قال: رأيته يحدّث ولم أكتب عنه وكان صدوقا اهـ
* - ومما أغرب به مغلطاي قوله 1/ 39:
قال محمد بن سعيد بن حاجب: سمعت أبا حاتم الرازي في تاريخه يقول:
قدم أحمد بن حنبل دمشق حين أراد الفريابي فمرّ يسأل عن الشيوخ فقالوا: أحمد الوهبي وبشر بن شعيب بن أبي حمزة
فأتى الوهبي فأخرج له كتاب ابن إسحاق
فقال أحمد: أيام محمد بن إسحاق ـ في بغداد من كان؟
قال: عبد العزيز الماجشون والمسعودي
فمسح أحمد قلمه وقام
قال الصريفيني: قوله: (دمشق) فيه نظر ويَحتمل أنه حمص
وليُنظر هل للقصة أصل في تاريخ مدينة دمشق
قال ابن حجر في تهذيبه:
ونقل أبو حاتم الرازي أن أحمد امتنع من الكتابة عنه
ووقع في كلام بعض شيوخنا أن أحمد اتهمه ولم أقف على ذلك صريحا فالله أعلم
الظاهر أن شيخ ابن حجر أخذ ذلك من فحوى القصة
فكأن الإمام أحمد امتحنه فسأله عمن كان ببغداد من المشايخ مع ابن إسحاق
فلما ذكر عبد العزيز الماجشون والمسعودي كأنه اتهمه
فلعل الإمام كان عنده علم أفاده أن ابن إسحاق لم يكن ببغداد أيام عبد العزيز الماجشون والمسعودي
فلعل ذلك سبب ما وقع منه من قيامه وانصرافه عنه وتركه الكتابة عنه
والله أعلم
¥(16/243)
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[23 - 04 - 07, 07:35 ص]ـ
أخي الدارقطني:
رااااااااااااائع بارك الله فيك، وحبذا لو بحثت عن مخطوط لاصل الكتاب، أو بحثت عن سؤالاته في كتب أخرى، ثم تجمعه في رسالة وتقوم على تحقيقها وتقدم بترجمة مختصرة للسائل والمسؤول، لكان أروع.
بارك الله فيك، وارجو المعذرة.
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[25 - 04 - 07, 12:19 م]ـ
الشيخ (الدارقطني) جعلك الله كالإمام الدارقطني
جزاك الله خيراً على الإفادة الرائعة، وأتمنى أن أراها قريباً في جزء مطبوع
زادك الله توفيقاً
ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 08 - 08, 09:36 ص]ـ
قال الذهبي في"ميزان الإعتدال" (2/ص594):"عبدالرحمن بن نشوان. قال الكتاني:سألت أبا حاتم عنه، فقال: ليس بالقوي".
ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 08 - 08, 09:59 ص]ـ
وأخرج محمد بن إبراهيم بن محمد الكتاني في تاريخه في باب القضاة قال:" سألت أبا حاتم الرازي عن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي الكوفى؟ فقال:كان قاضيا".تاريخ بغداد (9/ 477).
ـ[ابن السائح]ــــــــ[11 - 08 - 08, 10:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا
والنص الأخير نقله الوليد بن بكر في مقدمة تاريخ أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي
ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 08 - 08, 10:14 ص]ـ
قال الشيخ المحدث محمد عمرو بن عبداللطبف -رحمه الله تعالى- في كتابه"أحاديث ومرويات في الميزان" (1/ 24):"قال الذهبي في ترجمته-يعني: مخلد بن عبدالواحد- من «الميزان» (4/ 83):"قال محمد بن إبراهيم الكتاني: سألت أبا حاتم عن حديث شبابة، عن مخلد من قرأ سورة كذا فله كذا؟ فقال: ضعيف». استفدت هذه من بحثي في الشاملة، والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 08 - 08, 10:47 ص]ـ
قال الذهبي في"سير أعلام النبلاء" -ترجمة: روح بن عبادة- (9/ص406):"وقد روى الكتاني عن أبي حاتم الرازي قال: روح لا يحتج به". والله الموفق.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 08 - 08, 11:02 ص]ـ
قال ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب- (ترجمة: سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية أبو عثمان ويقال أبو عنبسة الاموي) - (4/ص61):"وقال الكتاني عن أبي حاتم هو: ثقة".
ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 08 - 08, 05:59 م]ـ
قال الذهبي في "ميزان الإعتدال" (3/ص84):"عقبة بن أبي الحسناء عن أبي هريرة مجهول رواه الكتاني عن أبي حاتم الرازي ثم قال أبو حاتم:روى عنه فرقد بن الحجاج مجهول".
ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 08 - 08, 06:08 م]ـ
قال ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب (4/ص374) -ترجمة: صفوان بن سليم المدني أبو عبدالله،وقيل: أبو الحارث القرشي الزهري مولاهم الفقيه-:"وقال الكتاني: قلت لأبي حاتم: هل رأى صفوان أنسا؟ قال: لا، ولا يصحّ روايته عن أنس".
ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 08 - 08, 06:31 م]ـ
قال الذهبي في ميزان الإعتدال (3/ص347) -ترجمة: فضال بن جبير أبو المهند الغدانى صاحب أبي أمامة-:"روى الكتاني، عن أبي حاتم الرازي قال: ضعيف الحديث".
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[11 - 08 - 08, 06:59 م]ـ
أثابكم الله شيخنا طارق!
وحمدا لله على عودتكم سالمين، وبالأمس كنت ذكرت بعض من غاب عنا من المشايخ الفضلاء، فذكرتكم منهم:).
أكملو بارك الله فيكم.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[12 - 08 - 08, 05:50 م]ـ
الشيخ الفاضل ابن السائح، والأخ المكرم أبو القداد أكرمكما الله تعالى وإياي بالجنة,
قال ابن ناصر الدين الدمشقي في توضيح المشتبه (9/ص48):"وقال محمد بن إبراهيم الكتاني في تاريخ أبي حاتم الرازي:" وسألته _ يعني أبا حاتم _ عن الحسن بن حبيب بن ندبة؟ فقال: شيخ ".
ـ[الدارقطني]ــــــــ[12 - 08 - 08, 06:28 م]ـ
وقال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الكتاني الأصفهاني:" قلت لأبي حاتم الرازي: لم سمي موطأ مالك بالموطأ؟ فقال: شيء قد صنفه ووطأه للناس حتى قيل موطأ مالك كما قيل جامع سفيان".
نقلته من كتاب: [موطأ مالك - رواية محمد بن الحسن]
الكتاب: موطأ الإمام مالك
المؤلف: مالك بن أنس أبو عبدالله الأصبحي
الناشر: دار القلم - دمشق
الطبعة: الأولى 1413 هـ - 1991 م
تحقيق: د. تقي الدين الندوي أستاذ الحديث الشريف بجامعة الإمارات العربية المتحدة
عدد الأجزاء: 3
مع الكتاب: التعليق الممجد لموطأ الإمام محمد وهو شرح لعبد الحي اللكنوي
مستفيداً في البحث من الموسوعة الشاملة.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[13 - 08 - 08, 09:21 ص]ـ
قال الذهبي في "ميزان الإعتدال" (2/ 421):"عبدالله بن رجاء الحمصي. حدّث عنه إسحاق بن زبرق. روى الكتاني عن أبي حاتم أنه:" مجهول".
ـ[الدارقطني]ــــــــ[13 - 08 - 08, 09:26 ص]ـ
قال الذهبي في "ميزان الإعتدال" (3/ 9):"عبيدالله بن سعيد، أبو مسلم قائد الأعمش، ....... ‘ قال الكتاني: قلت لأبي حاتم: حديث أبي مسلم قائد الأعمش، عن عبيدالله، عن نافع، عن ابن عمر أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلّم نهى أن تُسقى البهائم الخمر؟ فقال: هذا باطل ".
¥(16/244)
ـ[الدارقطني]ــــــــ[13 - 08 - 08, 09:28 ص]ـ
قال الذهبي في"ميزان الإعتدال" (3/ 9):"عبيدالله بن سلمة بن وهرام. عن أبيه. روى الكتاني عن أبي حاتم: تليينه".
ـ[الدارقطني]ــــــــ[13 - 08 - 08, 09:37 ص]ـ
قال الذهبي في "ميزان الإعتدال" (3/ 543):"محمد بن راشد المكحولي الشامي، ...... ، وقال محمد بن إبراهيم الكتاني: سألت أباحاتم عن محمد بن راشد؟ فقال: كان رافضياًّ ".
قلت: وفي تاريخ دمشق ما نصه:"31 - ذكر أبو عبدالله محمد بن إبراهيم الكتاني قال: قلت لأبي حاتم الرازي ما تقول في محمد بن راشد صاحب مكحول؟ فقال: صدوق في الحديث ". تاريخ دمشق (53\ 12).
ـ[الدارقطني]ــــــــ[15 - 08 - 08, 10:50 م]ـ
قال مغلطاي في "إكمال تهذيب الكمال" (4/ص153 - 154):"خالد بن مهران الحذاء أبو المنازل البصري مولى قريش، وقيل مولى بني مجاشع، ....... ، وقال أبو حاتم - فيما ذكره الكتاني -: يُكتب حديثه ولا يُحتجّ به ".
ـ[الدارقطني]ــــــــ[16 - 08 - 08, 10:17 م]ـ
قال مغلطاي في "إكمال تهذيب الكمال" (8/ 329 - 333):"عبدالملك بن عمير بن سويد بن جارية القرشي، ويقال: اللخمي أبو عمرو، ويقال: أبو عمر الكوفي المعروف بالقبيطي، ..... ،وفي "تاريخ أبي حاتم" -في تاريخه رواية الكتاني -:لا أعلمه سمع من ابن عباس شيئاً ".
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[08 - 09 - 08, 11:21 م]ـ
الغريب أن في المواضع التي ذكر فيها الحافظ ابن عساكر أقوال ابن أبي حاتم من رواية الأصبهاني، وجدت أنه يشاركه في الرواية عن ابن أبي حاتم رجل اسمه: (أبو الحسن علي بن محمد الفأفاء) هكذا يسميه ابن عساكر، لكن في " تاريخ الإسلام " للذهبي في وفيات سنة 363 ما يلي:
محمد بن علي بن حسين، أبو بكر بن الفأفاء الرازي، قاضي الدينور.
حدث بهمذان سنة ثلاث وستين بكتاب " الجرح والتعديل " عن ابن أبي حاتم، ويروي عن جماعة.
روى عنه الكتاب: أبو طاهر بن سلمة، وابن فنجويه، وابن تركان، وغيرهم. انتهى.
فينظر في الأمر.
ويا حبذا لو قارنا بين ما نقله ابن عساكر وبين نصوص الجرح والتعديل، فإني لاحظت بعض الإضافات عند ابن عساكر تفيد الباحث في علم الرجال.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[11 - 09 - 08, 10:44 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد أبو السعد أنا أتكلم عن رواية وكتاب مفقود لأبي حاتم الرازي، وكلامك هنا عن كتاب "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم، فكلامك مختلف لاختلاف الكتاب الذي تناوله جنابك الكريم، والله الموفق.
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[11 - 09 - 08, 03:30 م]ـ
أصبت يا أخي الدارقطني، وفقك الله.
واستفدت من هذه المداخلة ما يلي:
1 - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم الرازي، المطبوع، هو برواية الفأفاء المذكور، كما جاء في بداية الكتاب في الجزء الثاني، وهي الرواية التي ينقل عنها ابن عساكر.
2 - كما ينقل ابن عساكر من رواية أخرى للكتاب، أجيز بها حمد بن عبد الله الأصبهاني، وترجم له الخطيب.
3 - فيما ينقله ابن عساكر من رواية الكتاني، لا يذكر إسنادا، بل يقول: ذكر أبو عبد الله ... إلخ، فهي وجادة.
ـ[الدارقطني]ــــــــ[15 - 09 - 08, 06:49 ص]ـ
قال الحافظ مغلطاي في كتابه "إصلاح كتاب ابن الصلاح" (ص232):"ذكر مسلم بن الحجاج في"صحيحه" أنّ سنّ سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين توفّاهُ الله جلّ وعزّ خمس وستون سنة، وصحّحهُ أيضاً أبو حاتم الرازي في "تاريخه" الذي رواه عنه الكناني".
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[15 - 09 - 08, 10:39 ص]ـ
يا جماعة الخير: ألاحظ هنا البعض يسميه (الكناني) بنونين، وآخرون يسمونه (الكتاني) بتقديم المثناة الفوقية، فإيش السالفة؟
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[15 - 09 - 08, 02:08 م]ـ
السلام عليكم
إخواني: تسهيلا على الباحثين في أحوال رجال الحديث، وتيسيرا للإخوة الذين يريدون المشاركة هنا بإضافة نصوص أخرى، قمت بصنع فهرس لأسماء الرواة الذين وردت فيهم أقوال أبي حاتم الرازي برواية الأصبهاني، فرتبت أسماءهم هجائيا، وذكرت عقب الاسم رقم المشاركة التي ورد فيها، سوى المشاركة الأولى فذكرت عقب الاسم رقمين، الأول للمشاركة، والثاني رقم النص.
ولم أقم بترقيم الرواة لترك الباب مفتوحا للإدخال بسهولة.
أدعو لي معكم في رمضان، والشكر موصول لأخينا أبي بجدتها (الدارقطني).
¥(16/245)
سؤالات أبي عبد الله الكتاني الأصبهاني، أبا حاتم الرازي، رحمهما الله تعالى
أبو إسحاق الفزاري (1/ 20)
أحمد بن عبد الرحمان بن بكار البُسري (3)
أحمد الوهبي (3)
إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة أبي سليمان المديني مولى عثمان بن عفان (1/ 67)
إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي (1/ 33)
أيوب بن ميسرة بن حلبس (1/ 24)
ثابت بن ثوبان (1/ 34)
حجوة بن مدرك (1/ 30)
الحسن البصري (2)
الحسن بن حبيب بن ندبة (16)
حفص بن ميسرة الصنعاني (1/ 25)
الحكم بن عبدالله بن سعد الأيلي (1/ 26)
الحكم بن عتيبة (2)
الحكم بن مينا (1/ 35)
الحكم بن هشام (1/ 3)
خالد بن مهران الحذاء، أبو المنازل البصري مولى قريش، وقيل: مولى بني مجاشع (22)
خليد بن دعلج (1/ 1)
داود بن فراهيج (1/ 27)
داود بن ابي هند (1/ 2)
دثار النهدي الكوفي (1/ 28)
ذر بن عبدالله الهمداني (1/ 69)
روح بن جناح (1/ 66)
روح بن عبادة (10)
زرعة بن إبراهيم (1/ 29)
زيد العمي (1/ 54)
زيد بن واقد الدمشقي (1/ 55)
سعيد بن عبد العزيز التنوخي (1/ 56)
سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية أبو عثمان ويقال أبو عنبسة الاموي (11)
سليمان بن موسى، ابن الأشدق (1/ 57)
شعيب بن إسحاق (1/ 59)
صدقة بن خالد (1/ 60)
صدقة بن عبدالله السمين (1/ 61)
صفوان بن سليم المدني أبو عبدالله،وقيل: أبو الحارث القرشي الزهري مولاهم الفقيه (13)
الصلت بن بهرام التيمي الكوفي أبو هاشم (1/ 4)
عبدالأعلى بن مسهر (1/ 5)
عبد الحميد بن أبي العشرين كاتب الأوزاعي (1/ 37)
عبد الخالق بن زيد بن واقد (1/ 62)
عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان (1/ 34)
عبدالرحمن بن نشوان (6)
عبدالرحمن بن يزيد بن تميم السلمي الشامي (1/ 6)
عبدالرزاق بن عمر أبو بكر الشامي (1/ 7)
عبدالله بن رجاء الحمصي (18)
عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي الكوفى (7)
عبد الله بن العلاء بن زبر (1/ 36)
عبدالملك بن عمير بن سويد بن جارية القرشي، ويقال: اللخمي أبو عمرو، ويقال: أبو عمر الكوفي المعروف بالقبيطي (23)
عبد الواحد بن زيد (1/ 63)
عبد الواحد بن قيس (1/ 38)
عبدالوهاب بن بخت، وقع بالمدينة (1/ 8)
عبيدالله بن سعيد، أبو مسلم قائد الأعمش (19)
عبيدالله بن سلمة بن وهرام (20)
عروة بن رويم (1/ 9)
عقبة بن أبي الحسناء، عن أبي هريرة (12)
العلاء بن الحارث (1/ 10)
العلاء بن كثير (1/ 11)
علي بن عروة (1/ 64)
علي بن يزيد (1/ 65)
عمر بن ذر الهمداني (1/ 69)
عمرو بن قيس السكوني (1/ 53)
عيسى بن سنان أبو سنان القسملي الفلسطيني (1/ 39)
فضال بن جبير أبو المهند الغدانى صاحب أبي أمامة (14)
القاسم أبو عبدالرحمن (1/ 12)
محمد بن بكار بن بلال (1/ 13)
محمد بن راشد المكحولي الشامي (21)، (1/ 31)
محمد بن الزبير الحنظلي (1/ 14)
محمد بن عبدالله الشعيثي (1/ 68)
محمد بن مطرف أبو غسان (1/ 41)
محمد بن كثير أبو يوسف المصيصي (1/ 40)
محمد بن مهاجر (1/ 32)
مخرمة بن سليمان (1/ 42)
مخلد بن عبدالواحد (9)
مروان بن محمد الطاطري (1/ 15)
معاوية بن سلام (1/ 43)
معاوية بن يحيى الأطرابلسي (1/ 16)
معاوية ابن يحيى الصدفي (1/ 16)
المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي (1/ 44)
مليح بن وكيع (1/ 51)
موسى بن أبي كثير أبو الصبح (1/ 17)
موسى بن وردان المدني كان بمصر (1/ 18)
النضر ابن عربي، أبو روح (1/ 45)
الوليد بن محمد الموقري الشامي (1/ 19)
الوليد بن مسلم الدمشقي (1/ 21)
وهب بن وهب أبو البختري (1/ 52)
يحيى بن الحارث الذماري (1/ 46)
يحيى بن حسان صاحب سليمان بن بلال (1/ 22)
يحيى بن حمزة (1/ 47)
يحيى بن صالح الوحاظي (1/ 48)
يزيد بن ربيعة أبو كامل الدمشقي الصنعاني صنعاء دمشق (1/ 23)
يزيد بن زياد (1/ 49)
يزيد الفقير (1/ 50)(16/246)
ما رأيكم فيما كتبته في بعض مسائل مصطلح الحديث
ـ[ابوتميم]ــــــــ[22 - 04 - 07, 05:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عملت علي جمع هذا الموضوع من عدة مصادر بتصرف و اختصار شديد
ارجوا منكم بما انكم متخصصون بعلم الحديث ارجوا ان وجد فيه خلل او شي لا بد من ذكره ارجوا التكرم بذالك وهذا دخل من باب التعاون علي البر.
.................................
انطلاقاً من قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} الحجرات
و انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم (من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين) صحيح مسلم
و قوله صلى الله عليه و سلم (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) صحيح البخاري
كان من الواجب علي العلماء ان يتثبتوا من كل رواية تردهم و كل خبر يصلهم هل ثبت فعلا عن رسول الله أم لا؟
الحديث:
يتألف الحديث من متن و سند:
المتن: هو نص الحديث المنقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلا كان او قولا أو تقريرا.
السند: هو سلسلة الرجال الذين رووا الحديث بعضهم عن بعض.
مثلاً: قال البخاري في صحيحه: حدثنا الحميدي، قال –: حدثنا سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري، قال: أخبرني محمد
بن إبراهيم التيمي: أنه سمع علقمة بن وقاص الليثي، يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر، قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((إنما الأعمال بالنيات ... ))
قبول الحديث أو رده:
فالمقبول هو الواجب العمل به.
و المردود هو الذي لم يصح به الخبر عن رسول الله.
و المقبول اربعة اقسام:
الصحيح (الصحيح لذاته): وهو ما اتصل اسناده برواية العدل الضابط عن مثله الى منتهاه من غير شذوذ و لا علة.
الصحيح لغيره: اذا لم يشتمل الحديث من صفات القبول اعلاها فهو صحيح لغيره فان خف ضبطه فحو الحسن و لكن ان خف
ضبطه و كثرت طرقه فهذا هو الحديث الصحيح لغيره أي انه ليس بمفرده كرتبة الصحيح و لكن بسبب وجود طرق اخرى اصبح صحيح
(بسبب وجود هذه الطرق الاخرى لذا سمي الصحيح لغيره)
الحديث الحسن (الحسن لذاته): هو ما قصر عن رتبة الحديث الصحيح من ناحية ضبط الرجال.
الحديث الحسن لغيره: هو اي حديث فقد فيه شرط أو اكثر من شروط الحديث الصحيح و (لكن ان تعددت طرقه صار من رتبة
الحسن لغيره و لكن بشروط و هو ان لا يكون في سنده كاذب و ان لا يكون شاذا كأن يرد الحديث في اكثر من طريق دون ان يوجد
في كل هذه الطرق من هو كاذب أو شاذ عندها يعتبر الحديث حسنا لغيره بسبب توافر عدة طرق من هذا الحديث
الحديث المردود:
الضعيف:
هو اي حديث فقد فيه شرط أو اكثر من شروط الحديث الحسن.
و قال ابن صلاح: هو ما لم يجمع صفات الصحيح و لا صفات الحسن.
و هو أقسام منها: المضطرب و المقلوب و المنكر و الموضوع و الشاذ.
و هناك سببين رئيسسين لرد الحديث:
1 - سقوط أحد الرواة من السند أو اكثر.
2 - ان يطعن في واحد من رواته أو أكثر.
الحديث الموضوع:
هو الحديث المكذوب على النبي صلى الله عليه و سلم و الوضع هو الافتراء و الاختلاق و تحرم رواية الموضوع في حال كان الرواي
عارفا بحال الحديث الا ان كان ذاكرا له لغرض تبيانه و كشفه.
و من ذكره و هو عارف انه موضوع دون الاشارة الى ذلك فقد حق عليه قوله صلى الله عليه وسلم (من حدث عني حديثا يرى أنه
كذب فهو أحد الكاذبين) صحيح مسلم
سواء ذكره لحلال او حرام أو ترغيب أو ترهيب كما يحرم العمل به من اي باب من الابواب.
يوضع الحديث بسبب عدة دوافع:
1 - الزندقة: حيث يقوم الزنادقة بوضع الحديث ليضلوا به الناس أو ربما يضعونه انتصاراً لمذهبهم و عقائدهم.
2 - التقرب للخلفاء: حيث كان يقوم بعض السفهة الكاذبون بوضع الاحاديث ليتقربوا بذلك من الخلفاء الخليفة مثلاً
قام الغياث بن ابراهيم الذي وضع زيادة للخليفة المهدي في حديث (لا سبق الا في نصل أو خف أو حافر) حيث زاد عليه أو جناح لان
الخليفة المهدي آنذاك يلعب بالحمام فتوقف الخليفة المهدي عن ذلك و أمر بذبح الحمام و قال: لعبي بالحمام حمله على ذلك.
3 - قوم كانوا يتكسبون من وراء وضع الاحاديث ويرتزقون من ورائها.
4 - قوم يضعون الحديث في ذم من يريدون ذمه أو مدح من يريدون مدحه و مثال ذلك
ما قاله سعد بن طريف الاسطافي حين رأى ابنه يبكي فقال له لم تبك. فأجاب ابنه ضربني المعلم فقال سعد: أما و الله لاخزينهم
حدثني عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (معلموا صبيانكم شراركم) فوضع سعد هذا الحديث بسب
غضبه من معلم ولده
5 - قوم حملتهم رغبتهم في الشهرة و الظهور على وضع الاحاديث.
6 - قوم يكذبون على النبي صلى الله عليه و سلم و يزعمون أنهم بذلك يرغبون في الخير أو يرهبون من المعاصي و هذا صنف شديد
الضرر و خاصة لعامة الناس و جهالهم. (((انتشر في هذا الوقت)))
((الحديث الضعيف))
استثنى بعض أهل العلم الأحاديث الضعيفه التي تروى في فضائل الأعمال و الترغيب و الترهيب ..
فاشترطوا لروايتها أربعة شروط:
1 - أن يكون الحديث في فضائل الأعمال و الترغيب و الترهيب.
2 - ألا يكون ضعفه شديدا.
3 - أن يكون لهذا الحديث أصل صحيح في الكتاب او السنة.
فمثلا لو وجدنا حديثا ضعيفا يحث على بر الوالدين .. فنجد أن الله سبحانه و تعالى قد أمر ببرهما و هناك أحاديث صحيحة تحث على ذلك.
4 - ألا يعتقد أن النبي صلى الله عليه و سلم قاله لأنه لا يجوز أن يعتقد ذلك إلا في حديث ثابت يصح عنه عليه الصلاة و السلام قوله.
من راي جواز نقل الضعيف وضع هذه الشروط اذن نقل الضعيف (مقيد) بالشروط المذكوره.
¥(16/247)
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[25 - 04 - 07, 06:28 م]ـ
أحسن الله اليك أخي الكريم ...
موضوع جيد ... فما المشكلة التي فيه؟
هل تريد النصيحة ام التعليق على ما كتبت هنا؟
والسلام عليكم
ـ[محمود المصري]ــــــــ[25 - 04 - 07, 06:31 م]ـ
مسائل مفيدة أخي بارك الله فيك وزادك علما وحرصا
طبعا السبب الرئيسي للتعليق هو .... لعل الدعوة تنالني (ابتسامة)
لا زلت أنتظر تفضلكم علي و الرد
اللهم اغفر لمن يجيب و رزقه الزوجه الصالحه
اسأل الله أن ينفع بك
إضافه على الرد السابق:
سبحان الله, دائما يسبقني الأخ بلال جعله الله سباقا إلى كل خير:-)
ـ[ابوتميم]ــــــــ[25 - 04 - 07, 06:34 م]ـ
المشكله أخي الفاضل بلال
أني لست متخصص بالحديث
و جمعت هذه المعلومات بجتهاد شخصي
و نشرتها بالمنتديات ثم جائني الشيطان
و قال انت قلت علي الله ما لا تعلم و تجرأت علي البحث وانت لست اهل له
و انبني ضميري فأحببت أن التأكد هل في الموضوع خلل أو قول شاذ(16/248)
أريد مادة علمية عن دراسة علم الاسانيد وتخريجها مع كيفية رسم شجرة الاسناد
ـ[احمد عوض الله]ــــــــ[22 - 04 - 07, 08:01 م]ـ
الاخوة والاخوات الاعزاء مشرفى المنتدى الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
برجاء مساعدتى فى توفير مواد علمية مبسطة عن دراسة علم الاسانيد وتخريجها
مع كيفية رسم شجرة الاسناد
للضرورة القصوى
وجزاكم الله خيرا
احمد عوض الله
الفرقه الرابعه حديث
جامعة الازهر - مصر
ـ[العوضي]ــــــــ[22 - 04 - 07, 09:16 م]ـ
تفضل أخي الكريم
لأول مرة: طريقة رسم شجرة الإسناد في الوورد / شرح كامل بالصور
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20677
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 03:05 ص]ـ
الاخوة والاخوات الاعزاء مشرفى المنتدى الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
برجاء مساعدتى فى توفير مواد علمية مبسطة عن دراسة علم الاسانيد وتخريجها
مع كيفية رسم شجرة الاسناد
للضرورة القصوى
وجزاكم الله خيرا
احمد عوض الله
الفرقه الرابعه حديث
جامعة الازهر - مصر
أخي المكرم إن شاء الله تعالى في النية تدريس الإخوة علم العلل عن طريق شجرة الإسناد لأنها تسهل إدراك العلة وتنسيق الأسانيد وخصوصا نحن لسنا بحفاظ.
وأما ما أنفعك به الآن هو إرشادك إلى كتب الشيخ أبي الحسن السليماني حفظه الله تعالى فهو يدرس الإخوة بهذه الطريقة المتميزة النادرة وأحسن ما تنتفع به وهو شرحه على إكمال الفرح بدروس المصطلح الدروس المرئية تتكون من إحدى عشر شريط فعليك بها فهي أنفع ما يكون لك الآن.
ـ[محمد الرابع بن عمر بن موسى]ــــــــ[26 - 04 - 07, 10:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك كتاب "المدخل إلى تخريج الأحاديث والآثار" للدكتور عبد الصمد عابد المحاضر بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية كلية الحديث الشريف، وقد تطرف فيه إلى كيفية رسم شجرة الإسناد وكيفية الاستفادة منها، يمكنك الاستفادة به.
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[08 - 03 - 10, 07:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك كتاب "المدخل إلى تخريج الأحاديث والآثار" للدكتور عبد الصمد عابد المحاضر بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية كلية الحديث الشريف، وقد تطرف فيه إلى كيفية رسم شجرة الإسناد وكيفية الاستفادة منها، يمكنك الاستفادة به.
كيف نحصل عيها؟
ـ[ابو محمد حسام محمد]ــــــــ[05 - 04 - 10, 05:17 م]ـ
اخى كيف نحصل على الكتاب وخاصة ليس متوفر فى مصر
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[06 - 04 - 10, 03:52 ص]ـ
هل لك في كتاب نظرية الاعتبار عند المحدثين، لأخيك الدكتور منصور الشرايري
ـ[ابو محمد حسام محمد]ــــــــ[25 - 04 - 10, 04:16 م]ـ
جزاك الله خيرا سأبحث عنه
ـ[محمد الرابع بن عمر بن موسى]ــــــــ[27 - 07 - 10, 09:11 م]ـ
يمكنك الحصول على هذا الكتاب عن طريق أحد طلاب الجامعة الإسلامية القدامى. لأنني لا أعلم هل هو موجود في الشبكة العنكبوتية أم لا؟(16/249)
من لقب بشعبة الصغير
ـ[محب آل مندة]ــــــــ[22 - 04 - 07, 11:26 م]ـ
اطلق بعض المحدثين لقب شعبة الصغير على بعض الرواة
فمن يتحفنا باسمائهم؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[23 - 04 - 07, 12:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الحبيب محب آل مندة هؤلاء الرواة الذين ذكر في ترجمتهم هذا اللقب حسب ما اطلعت عليه:
1 / زياد بن أيوب بن زياد البغدادي أبو هاشم المعروف بدلويه: لقبه بذلك أحمد وغيره: تاريخ بغداد (8/ 479) تذكرة الحفاظ (2/ 508) تهذيب الكمال (9/ 435) تهذيب التهذيب (3/ 306) لسان الميزان (7/ 510)
2 / الحسن بن محمد الكرابيسي: الثقات لابن حبان (8/ 174)
3 / الهيثم بن خارجة: ذكر ذلك هشام بن عمار وأحمد الصوفي: ينظر: تاريخ بغداد (14/ 58) الثقات لابن حبان (9/ 236) تذكرة الحفاظ (2/ 469) الكاشف (2/ 344) تهذيب الكمال (30/ 376)
ـ[محب آل مندة]ــــــــ[25 - 04 - 07, 10:33 م]ـ
جزاك الله خيرا(16/250)
أتمنى مساعدتي في إتمام بحثي وتكميلي بـ (مسائل معاصرة في مسألة - بيعتان في بيعة -)
ـ[ياسر بن عبد الرحمن]ــــــــ[23 - 04 - 07, 02:23 ص]ـ
أهلاً بالأخوة الأفاضل , أرجو مساعدتي في جمع بعضاً من المسائل المعاصرة والتي تدخل في مسألة (بيعتان في بيعة) , وكذلك حكم المسألة في المذاهب الأربعة؟
ولكم مني جزيل الشكر والعرفان.
أنتظر إضافاتكم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/progress.gif
ـ[ياسر بن عبد الرحمن]ــــــــ[24 - 04 - 07, 04:10 م]ـ
أتمنى أن أجد من يفيدني في هذا الباب , ولولا الحاجة ما وضعتُ طلبي , فهل من مجيب؟
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[24 - 04 - 07, 05:02 م]ـ
راجع كتاب ((صحيح فقه السنة)) فقد توسع في المسألة
والله تعالى أعلم(16/251)
كيف أرد على من يرد الحديث الصحيح بعقله
ـ[ابو حذيفة البستاني]ــــــــ[23 - 04 - 07, 03:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني الكرام ..... مشايخنا الأجلاء
ابتليت بالحديث مع رجل مثقف وتبادلنا أطراف الحديث حتى انتهى الكلام بنا الى أن رد أكثر من حديث ولما أخبرته بأنه في البخاري قال أن السنة ظنية الثبوت وأنها ترد اذا تعارضت مع العقل الجدير بالذكر أن هذا الرجل هدانا الله واياه يدين بهذا المذهب منذ زمن بعيد ويدعوا اليه وأصبح له أنصارا مستعينا على ذلك بما أوتي من مكانة بين الناس وفصاحة في الكلام وقدرة على الاقناع!! أفيدوني بالله عيكم ......
أريد منكم مواقع على النت أختصت بالرد على مثل هذا الكلام، أو أسماء كتب، أوالرد على مثل هذه الشبه.
هدانا الله واياكم الى مايحب ويرضاه.
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[23 - 04 - 07, 04:06 ص]ـ
ابرك فوق صدره واقرأعليه اية الكرسي والمعوذتين فان معه قرين
ـ[ابو حذيفة البستاني]ــــــــ[23 - 04 - 07, 04:13 ص]ـ
اخي الكريم: الأخ الأثري جزاكم الله خيرا على مشاركتك
ولكن الأمر لم يكن مجرد مشاده كلاميه بل انه مذهبه الذي يدين به ويدعو اليه
فأرجوا منكم المسانده .................. وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[23 - 04 - 07, 04:21 ص]ـ
1. قل له: إذا اختلف عقلي وعقلك. فمن الحَكَم؟!
2. قل له: من قال بأن السنة ظنية الثبوت، والقرآن الذي هو قطعي الثبوت عندك يقول الله تعالى فيه: (وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحي يوحى)، ويقول: (من يطع الرسول فقد أطاع الله).
3. قل له: كيف تصلي الفجر ركعتين، والظهر أربعاً ... ؟ وكل هذا في السنة.
وكيف تزكي ربع العشر من الفلوس النقدية؟ ......
4. أخبره بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الامر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا ادرى ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه).
وخوفه بالله ... فإن اتعظ وإلا فعليك بنصيحة الأخ البهجاتي.
ـ[أبو سُليم الإسافني]ــــــــ[23 - 04 - 07, 04:34 ص]ـ
عليك بكتاب (درء تعارض العقل و النقل) لشيخ الإسلام
ـ[أبو يحيى الأثري]ــــــــ[23 - 04 - 07, 04:56 ص]ـ
عليك بكتاب (درء تعارض العقل و النقل) لشيخ الإسلام
و ِنعمَ الإحالة هي ,فقد أفحمهم شيخ الإسلام رحمه الله و حاجّهم بالحق البيِّن
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[23 - 04 - 07, 04:30 م]ـ
هذا الكتاب جميل في الرد على هذه الفئة المنكوسة أتباع إبليس كما كان يسميهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
نقض أصول العقلانيين - الجزء الأول
وهذا رابط التحميل:
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/1.zip
وعليك بالكتب التي ردت على القرضاوي و على محمد الغزالي والترابي ومن سار على دربهم.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[23 - 04 - 07, 04:34 م]ـ
وهذا رابط صفحة الشيخ سليمان الخراشي وفقه الله وستجد فيه ما يتعلق بهذا الموضوع:
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/index.htm
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[23 - 04 - 07, 04:51 م]ـ
من يرد السنة بعقله فقط ... يلزمه اثبات كمال عقله وعلوه عن العقول جميعاً, ولو تساوت العقول لما كان تضعيفه حجة على غيره ... كما ذكر الأخ الكريم أبو يوسف التواب من قبل.
ومن رد السنة لأنها آحاد نقول له ... من أثبت أن هذه السنة متواترة ... فسيقول لنا أن الذي أثبت تواترها السيوطي مثلاً ... فنقول له هذا الخبر تواتر الى الامام السيوطي ... فمن أين حصل لك تواتر رواية السيوطي هذه من زمنه الى زمننا هذا؟!
فمن ما سبق يتبين أن لا متواتر على وجه الأرض ... بالشرط الذي اشترطه المبتدعة.
والله تعالى أعلم
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[23 - 04 - 07, 05:02 م]ـ
الكتب المنضبطة فكريا والتي تكلمت عن التجديد وخصائصه وشروطه ... إلخ فدائما تجد الحديث عن التجديد في خطابات العقلانيين لأنه مدخلهم لتحريف الدين بدعوى التجديد وهناك كتاب مهم جدا في هذا الباب وهو رسالة ماجستير: "التأويل بين ضوابط الأصوليين وقراءات المعاصرين "
وتجده في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33503
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[23 - 04 - 07, 05:07 م]ـ
وهذه مقالة جيدة بعنوان"بيان حال طائفة العصرانيين الضالة عقيدة ومنهجاً وفقهاً"
وهذا الرابط:
http://www.islamselect.com/index.php?ref=2294
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[23 - 04 - 07, 05:36 م]ـ
وهذا موضوع فيه فوائد مهمة:"هل حقا جمال البنّا مفكر إسلامي؟ "
http://alukah.net/majles/showthread.php?t=2482
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[23 - 04 - 07, 05:43 م]ـ
مقال للشيخ الخراشي وفقه الله- وكل مقالات الشيخ مهمة ومفيدة-:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=128305
ـ[ابو حذيفة البستاني]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:22 م]ـ
جزى الله خيرا كل من ساهم بالرد وأسأل الله جل وعلى أن يجعله في ميزان حسناتكم وأن يهدينا ويهديكم الى مايحبه ويرضاه. ومازال الموضوع مفتوحا لمشاركة باقي الأعضاء(16/252)
ما رأيكم بكلام الشيخ بن عثيمين رحمه الله هذا؟؟
ـ[أبو سُليم الإسافني]ــــــــ[23 - 04 - 07, 04:59 ص]ـ
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله خلال درس في شرح نخبة الفكر: هل لمن ليس عنده علم بـ (الحديث أو التخريج) أن يقلد العلماء؟؟
فأجاب رحمه الله: أنا أقول لك بصراحة كل علم الحديث تقليد , مثلا إذا قيل فلان ثقة وقد مات قبل القائل بألف سنة! فما يدريه أنه ثقة هل عاصره هل ماشاه هل رافقه؟؟ من أين قال أنه ثقة؟؟ من قول غيره, في الحقيقة نحن نقلد ... ما فيه إجتهاد في علم التاريخ, علم التاريخ خبر محض ما فيه اجتهاد ما فيه إلا تقليد ...
ـ[أبو سُليم الإسافني]ــــــــ[23 - 04 - 07, 05:01 ص]ـ
و هذا في الشريط الثالث (الدقيقة 4,25)
فما رأي مشايخنا في كلام الشيخ هذا رحمه الله
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 07:53 ص]ـ
الخبر لا اجتهاد فيه نعم وهذا كلام مسلم به لكن من تعارضت فيه الأخبار فلا بد من دراسة اجتهادية (بذل مجهود) لبيان حاله من حيث الحفظ والضبط وغير ذلك وكذلك تعارض الترجيحات بين العلماء الأولين فهذا يصحح الحديث وآخر يضعفه فبمن نأخذ؟ لا بد من أجتهاد أو بالأحرى مجهود للوصول إلى الحقيقة وهذا ليس فيه اجتهاد مثل الاجتهاد الفقهي ومثل الاجتهاد للمصلي الذي لم يتبين جهة القبلة فيرجح ما يطمأن له قلبه ثم يصلي وصلاته صحيحة مطلقا على رأي ومالم يخرج الوقت على آخر فالققيه بعد دراسة الأدلة يستنبط والمحدث بعد دراسته التاريخية يقر أصح الأخبار الثابتة لديه والله أعلم وعذرا على الإجابة ولا أعني أنني من المشايخ إذ أجبت فالسؤال موجه إليهم وننتظر إجاباتهم
ـ[ابو سلمان]ــــــــ[23 - 04 - 07, 11:27 ص]ـ
توثيق الرجال وتضعيفهم ليس من التقليد في شئ
اذ هو من باب الشهادة
فهل ثبوت الحدود والحقوق بالشهود تقليد من القاضي!
وفقك الله اخي ابا سليم
ـ[أبو سُليم الإسافني]ــــــــ[24 - 04 - 07, 01:31 ص]ـ
بارك الله فيكما أخوي الكريمان(16/253)
مامدى صحة هذا الحديث اذا صعد الخطيب على المنبر فلا صلاة ولا سلام"
ـ[ابو العلا]ــــــــ[23 - 04 - 07, 08:39 ص]ـ
ان هذا الحديث الذي ساورده لكم مكتوب على منابر الكثير من مساجد دمشق وهو
"اذا صعد الخطيب على المنبر فلا صلاة ولا سلام"
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[23 - 04 - 07, 03:36 م]ـ
" إذا صعد الخطيب المنبر، فلا صلاة و لا كلام ".
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 199):
باطل.
قد اشتهر بهذا اللفظ على الألسنة و علق على المنابر و لا أصل له! و إنما رواه
الطبراني في " الكبير " عن ابن عمرو مرفوعا بلفظ: " إذا دخل أحدكم المسجد
و الإمام على المنبر فلا صلاة و لا كلام، حتى يفرغ الإمام "، و فيه أيوب بن
نهيك، قال ابن أبي حاتم في " الجرح و التعديل " (1/ 1 / 259): سمعت أبي
يقول: هو ضعيف الحديث، سمعت أبا زرعة يقول: لا أحدث عن أيوب ابن نهيك، و لم
يقرأ علينا حديثه و قال: و هو منكر الحديث، و قال الهيثمي في " المجمع "
(2/ 184): و هو متروك ضعفه جماعة ... و لهذا قال الحافظ في " الفتح " (2 /
327): إنه حديث ضعيف، و أخرجه البيهقي في سننه (3/ 193) من حديث أبي
هريرة مرفوعا بلفظ: " خروج الإمام يوم الجمعة للصلاة يقطع الكلام "، و قال:
رفعه خطأ فاحش و إنما هو من كلام سعيد بن المسيب أو الزهري، و أقره الزيلعي في
" نصب الراية " (2/ 201)، و إنما حكمت على الحديث بالبطلان لأنه مع ضعف
سنده يخالف حديثين صحيحين: الأول: قوله صلى الله عليه وسلم: " إذا جاء أحدكم
يوم الجمعة و قد خرج الإمام فليصل ركعتين ". أخرجه البخاري و مسلم في
" صحيحيهما " من حديث جابر، و في رواية أخرى عنه قال: جاء سليك الغطفاني
و رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال له: " يا سليك قم فاركع ركعتين
و تجوز فيهما "، ثم قال: " إذا جاء أحدكم يوم الجمعة و الإمام يخطب فليركع
ركعتين و ليتجوز فيهما "، أخرجه مسلم (3/ 14 - 15) و غيره، و هو مخرج في
" صحيح أبي داود " (1023).
الآخر: قوله صلى الله عليه وسلم: " إذا قلت لصاحبك: أنصت، يوم الجمعة
و الإمام يخطب فقد لغوت " متفق عليه، و هو مخرج في " الإرواء " (619).
فالحديث الأول صريح بتأكد أداء الركعتين بعد خروج الإمام، بينما حديث الباب
ينهي عنهما! فمن الجهل البالغ أن ينهي بعض الخطباء عنهما من أراد أن يصليهما
و قد دخل و الإمام يخطب خلافا لأمره صلى الله عليه وسلم، و إني لأخشى على مثله
أن يدخل في وعيد قوله تعالى: * (أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى) * و قوله:
* (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) * و لهذا
قال النووي رحمه الله: هذا نص لا يتطرق إليه التأويل، و لا أظن عالما يبلغه
و يعتقده صحيحا فيخالفه.
و الحديث الآخر يدل بمفهوم قوله: و الإمام يخطب أن الكلام و الإمام لا يخطب لا
مانع منه، و يؤيده جريان العمل عليه في عهد عمر رضي الله عنه، كما قال ثعلبة
بن أبي مالك: إنهم كانوا يتحدثون حين يجلس عمر بن الخطاب رضي الله عنه على
المنبر حتى يسكت المؤذن، فإذا قام عمر على المنبر لم يتكلم أحد حتى يقضي
خطبتيه كلتيهما، أخرجه مالك في " موطئه " (1/ 126) و الطحاوي (1/ 217)
و السياق له، و ابن أبي حاتم في " العلل " (1/ 201) و إسناد الأولين صحيح.
فثبت بهذا أن كلام الإمام هو الذي يقطع الكلام، لا مجرد صعوده على المنبر،
و أن خروجه عليه لا يمنع من تحية المسجد، فظهر بطلان حديث الباب، و الله
تعالى هو الهادي للصواب.(16/254)
التسمية عند الذبح
ـ[ابو العلا]ــــــــ[23 - 04 - 07, 08:48 ص]ـ
إعجاز علمي منقول من موقع افكار علمية
30 طبيباً وعالماً يؤكدون: التسمية والتكبير عند الذبح تطهر اللحوم من
الجراثيم توصل فريق من كبار الباحثين واساتذة الجامعات في سوريا الى اكتشاف علمي
يبين ان هناك فرقا كبيرا من حيث التعقيم الجرثومي بين اللحم المكبر عليه واللحم
غير المكبر عليه. وقام فريق طبي يتألف من 30استاذا باختصاصات مختلفة في مجال الطب المخبري
والجراثيم والفيروسات والعلوم الغذائية وصحة اللحوم والباثولوجيا التشريحية http://afkaaar.com/images/kroof.jpg
وصحة الحيوان والامراض الهضمية وجهاز الهضم بابحاث مخبرية جرثومية وتشريحية
على مدى ثلاث سنوات لدراسة الفرق بين الذبائح التي ذكر اسم الله عليها
ومقارنتها مع الذبائح التي تذبح بنفس الطريقة ولكن بدون ذكر اسم الله
عليها. واكدت الابحاث اهمية وضرورة ذكر اسم الله) بسم الله الله اكبر (على ذبائح
الانعام والطيور لحظة ذبحها وكانت النتائج الصاعقة والمفاجئة والتي وصفها
اعضاء الطاقم الطبي بانها معجزات تفوق الوصف والخيال.
وقال مسؤول الاعلام عن هذا البحث الدكتور خالد حلاوة ان التجارب المخبرية
اثبتت ان نسيج اللحم المذبوح بدون تسمية وتكبير مليء بمستعمرات الجراثيم
ومحتقن بالدماء بينما كان اللحم المسمى والمكبر عليه خاليا تماما من
الجراثيم .....
ومعقما ولا يحتوي نسيجه على الدماء.
وقال حلاوة (ان هذا الاكتشاف الكبير يمثل ثورة علمية حقيقية في مجال صحة
الانسان وسلامته المرتبطة بصحة ما يتناوله من لحوم الانعام والتي ثبت بشكل
قاطع أنها تزكو وتطهر من الجراثيم بالتسمية والتكبير على الذبائح عند
ذبحها) وقد أمر الله سبحانه وتعالى بالتسمية عند الذبح فقال جل جلاله في سورة
الانعام (فكلوا مما ذكر اسم الله عليه ان كنتم بآياته مؤمنين (آية (18)
وقال جل شأنه (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق (آية (121) وقال
ايضا (وانعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه (آية (138).
وحول طريقة البحث العلمي التي اتبعها الفريق المخبري والطبي قال الدكتور
نبيل الشريف عميد كلية الصيدلة السابق في جامعة دمشق قمنا باجراء دراسة جرثومية
على عينات عديدة من لحوم العجول والخروف والطيور المذبوحة مع ذكر اسم الله
وبدون ذلك وتم نقع العينات لمدة ساعة في محلول الديتول (10بالمائة) ثم
قمنابزراعتها في محلول مستنبت من الثيوغليكولات وبعد 24ساعة من الحضن في محمم
جاف بحرارة 37درجة مئوية نقلت اجزاء مناسبة الى مستنبتات صلبة من الغراء المغذي
والغراء بالدم ووسط) اي ام بي (وتركت في المحمم لمدة 48ساعة.
وأضاف بعد ذلك بدا لون اللحم المكبر عليه زهريا فاتحا بينما كان لون اللحم
غير المكبر عليه احمر قاتما يميل الى الزرقة اما جرثوميا لوحظ في العينات
المكبر عليها ان كل انواع اللحم المكبر عليه لم يلاحظ عليها أي نمو جرثومي
اطلاقا وبدا وسط الثيوغليكولات عقيما ورائقا اما العينات غير المكبر عليها
بدا وسط الاستنبات) الثيوغليكولات (معكر جدا مما يدل على نمو جرثومي كبير.
وتابع انه بعد 48ساعة من النقل على الاوساط التشخيصية تبين ان نموا غزيرا
من المكورات العنقودية والحالة للدم بصورة خاصة من المكورات العقدية الحالة
للدم ايضا ومن مكورات اخرى عديدة وايضا نمو كبير للجراثيم السلبية مثل العصيات
الكولونية والمشبهة بالكولونية في حين بدا على الغراء المغذي نموا جرثوميا
غزيرا ايضا. وبالنسبة للنسيج قال الشريف انه لوحظ وجود عدد اكبر من الكريات البيض
الالتهابية في النسيج العضلي وعدد اكبر من الكريات الحمر في الاوعية
الدموية، وذلك في العينات غير المكبر عليها بينما خلت نسيج لحوم الذبائح المكبر
عليها تقريبا من هذه الكريات الدموية.
وحول اضرار بقاء الدم والجراثيم في لحوم الذبائح التي لم يذكر اسم الله
عليها وتأثيرها على صحة الانسان قال استاذ صحة اللحوم في كلية الطب البيطري
الدكتور فؤاد نعمة ان هيجان واختلاج اعضاء وعضلات الحيوان الذي يولده ذكر اسم الله
عند الذبح يكفل باعتصار اكبر كمية من الدماء من جسد الذبيحة.
وتابع انه في حال عدم التكبير تبقى نسبة كبيرة من هذا الدم في جسده مما
يسمح لكثير من الجراثيم الممرضة الانتهازية الموجودة في جسم الحيوان بشكل مسبق
بالنمو والتكاثر بشكل غير طبيعي فاذا تناول المستهلك هذه اللحوم فانها تعبر
الغشاء المخاطي للمعدة وتدخل الى جميع اعضاء الجسم وان هذه
السموم و الجراثيم قد تسبب نخرا في العضلة القلبية والتهابا في شغاف القلب وتحدث
انتانات دموية شديدة قد تصل نسبة الوفيات فيها الى 20بالمائة وتؤدي كذلك
الى تسمامات غذائية عديدة.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[23 - 04 - 07, 01:18 م]ـ
سبحان الله
وإن تطيعوه تهتدوا.
جزاك الله خيراً.(16/255)
من هو الشيخ تقي الدين المذكور في فتح الباري
ـ[يبناوي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 02:41 م]ـ
من هو الشيخ تقي الدين المذكور في فتح الباري
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[23 - 04 - 07, 02:54 م]ـ
أليس هو ابن دقيق العيد
ـ[القباني]ــــــــ[23 - 04 - 07, 03:22 م]ـ
أليس هو ابن دقيق العيد
نعم وإذا أراد غيره نسبه كما تبين من خلال البحث في الشاملة:)
ـ[يبناوي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 03:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في علمكم ونفع بكم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 04:20 م]ـ
ويريد به أحيانا - في غير " فتح الباري " -: ابن تيمية
ففي "الرد الوافر " قال:
ولقد قام على الشيخ تقي الدين جماعة من العلماء مراراً ...
انتهى
وقال - أيضاً -:
ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف: لكان غاية في الدلالة على عظم منزلته ...
انتهى
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[25 - 04 - 07, 02:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
كما ذكر الإخوة _ بارك الله فيهم _ الأظهر أنه إذا أطلق فالمراد ابن دقيق العيد فقد ذكر الحافظ ابن حجر لقب (تقي الدين) في الفتح (22) مرة _ حسب بحثي في الموسوعة _:
أولا: تقي الدين ابن الصلاح وذكره مرة واحدة في مقدمة الفتح (ص 465)
ثانيا: تقي الدين السبكي وذكره (12) مرة في المواضع التالية: (1/ 472) (2/ 119) (3/ 66، 429) (7/ 313) (9/ 138، 409) (10/ 594) (11/ 95) (12/ 299، 378) (13/ 382)
ثالثاً: تقي الدين ابن تيمية وذكره (4) مرات في المواضع التالية: (6/ 289) (11/ 408) (13/ 524، 531)
رابعاً: تقي الدين ابن دقيق العيد وذكره (2) في المواضع التالية: (3/ 365) (10/ 190)
فهذه (19) موضعا صرح فيها بالاسم بقي ثلاث مواضع وهي:
1 / قوله _ عند حديث عائشة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله " _ (1/ 270): (قال الشيخ تقي الدين هو عام مخصوص لأن دخول الخلاء والخروج من المسجد ونحوهما يبدأ فيهما باليسار انتهى)
والمراد بتقي الدين هنا ابن دقيق العيد وكلامه المذكور في الإحكام (1/ 44)
2 / قوله في تفسير الحمو في حديث الحمو الموت (9/ 332): (فكأنه قال الحمو الموت أي لا بد منه ولا يمكن حجبه عنها كما أنه لا بد من الموت وأشار إلى هذا الأخير الشيخ تقي الدين في شرح العمدة)
والمراد به هنا ابن دقيق العيد أيضا وكلامه المذكور في الإحكام (4/ 44)
3 / قوله في (12/ 178): (هذا يدفع إيراد الشيخ تقي الدين على العصري المذكور) بينه قبل ذلك بأسطر فقال: (قال بن دقيق العيد بلغني أن بعض العصريين قرر هذا المعنى ... )
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[25 - 04 - 07, 03:12 ص]ـ
يتبع:
ومما ذكره أيضا مطلقاً وفاتني:
1 / قوله في الفتح (2/ 242): (قال الشيخ تقى الدين وغاية ما في هذا البحث أن يكون في الحديث دلالة مفهوم على صحة الصلاة بقراءة الفاتحة في كل ركعة واحدة منها فإن دل دليل خارج منطوق على وجوبها في كل ركعة كان مقدما انتهى) وتقي الدين هنا هو ابن دقيق العيد وكلامه في الإحكام (2/ 14)
وفي الموضع نفسه قال: (واستدل به على وجوب قراءة الفاتحة على المأموم سواء أسر الإمام أم جهر لأن صلاته صلاة حقيقة فتنتفى عند انتفاء القراءة إلا إن جاء دليل يقتضى تخصيص صلاة المأموم من هذا العموم فيقدم قاله الشيخ تقى الدين) وهو ابن دقيق أيضا وكلامه أيضا في الموضع السابق.
2 / قوله في (2/ 327) عند حديث " الذكر بعد الصلاة في تفسير السبق: (والسبقية هنا يحتمل أن تكون معنوية وأن تكون حسية قال الشيخ تقى الدين والأول أقرب)
وهو ابن دقيق العيد وكلامه في الإجكام (2/ 95)
3 / قوله في الفتح (4/ 165) عند حديث من وقع على أهله في نهار رمضان: (واستدل بهذا على أن من أرتكب معصية لا حد فيها وجاء مستفتيا أنه لايعزر لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعاقبه مع اعترافه بالمعصية وقد ترجم لذلك البخاري في الحدود وأشار إلى هذه القصة وتوجيهه أن مجيئه مستفتيا يقتضى الندم والتوبة والتعزيز إنما جعل للاستصلاح ولا استصلاح مع الصلاح وأيضا فلو عوقب المستفتى لكان سببا لترك الاستفتاء وهي مفسدة فاقتضى ذلك أن لا يعاقب هكذا قرره الشيخ تقى الدين) والمراد به ابن دقيق وكلامه المذكور في الإحكام (2/ 213 - 214)
4 / قوله في الفتح (4/ 172) عند الحديث نفسه ايضا: (قال الشيخ تقى الدين وأقوى من ذلك أن يجعل الإعطاء لا على جهة الكفارة بل على جهة التصدق عليه وعلى أهله بتلك الصدقة لما ظهر من حاجتهم وأما الكفارة فلم تسقط بذلك ولكن ليس استقرارها في ذمته ماخوذا من هذا الحديث .. ) واالمراد به ابن دقيق العيد وكلامه المذكور في الإحكام (2/ 218)
وما قيده الحافظ قوله (8/ 197) في ذكر القوال في تحديد الصلاة الوسطى: (الثاني عشر الوتر وصنف فيه علم الدين السخاوي جزءا ورجحه القاضي تقى الدين الاخنائي واحتج له في جزء رأيته بخطه
¥(16/256)
ـ[أبو ثابت المترجم]ــــــــ[25 - 04 - 07, 05:28 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع الله بكم
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[25 - 04 - 07, 06:18 ص]ـ
فائدة طيبة
جزاكم الله خيرًا
ـ[يبناوي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 03:34 م]ـ
الله يجزيكم الخير ويبارك فيكم
وجزا الله الاخ ابوحازم الكاتب كل خير
ـ[أبو علي التونسي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 09:40 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 02:26 م]ـ
الحمد لله والصلاة على رسول الله أمّا بعد: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرخه قواعد ابن رجب ص435 بيت الأفكار: إذا أطلق فقهاء الحنابلة "تقي الدين" فهو شيخ الإسلام ابن تيميّة أمّا لو أطلق ابن حجر وغيره من المحدثين فهو ابن دقيق. اهـ.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[28 - 06 - 08, 07:21 م]ـ
شكرا لابى حازم
ـ[مسلمة فلسطينية]ــــــــ[06 - 07 - 08, 01:10 ص]ـ
بارك الله فيكم(16/257)
مقدمة في طلب علم الحديث: لفضيلة الشيخ/صلاح عبد الموجود
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:32 م]ـ
1 - مقدمةبِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّ الحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ -وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ-.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} [سورة آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1)} [سورة النساء: 1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)} [سورة الأحزاب:70 - 71].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخيرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَة.
و َبَعْدُ:
فقد طلب من بعض إخواني من طلبة العلم بعض الدروس في علم الحديث , ونظرا لكثرة مشاغلي وعدم التماس فراغ كي ألبي رغبتهم فكنت ألتمس الأعذار , وأطلب التريث والانتظار , ولكن كثرة الإلحاح دفعتني لصياغة بعض الدروس في علم الحديث , أسوقها على فترات , بدأتها بمقدمة لا بد منها , ثم الباقي على دفعات , وأسأل الله أن ينفع بها , وأنبه الإخوة أن الحوار مفتوح , ومن تعسر عليه شيء فالمراسلة أو الاتصال - والله ولي التوفيق
http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#11
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:36 م]ـ
2 - مقدمة في الطلبمقدمة في الطلب
فإن من أعظم سعادةِ الرُّوحِ , والقَلْبِ , والبدنِ , طلب العلم النّافع؛ الذي يَدُلُّ على الله ويقرب العبد منه , فَإِنَّ في مشقةِ هذا العلم لَذَّة لا تعدلها لذة , ولولا جهل الأكثرين بحلاوةِ هذه اللذة , وعِظَمِ قدرها لتجالدوا عليه بالسيوف , ولكن حُجبوا عنها بحجاب من جهل , ليخص الله بها من شاء من عباده , والله ذو فضلٍ عظيم , لقد دل الله عليهم , وأرشد إليهم فقال تَعَالَى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (43)} [سورة النحل: 43]
وقال تَعَالَى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ من كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)} [سورة التوبة: 122]
وما أمر سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم بطلب الزِّيادة في شيء في الدُّنيا، إلا من العلم، قَالَ تَعَالَى: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [سورة طه: 114]
وأشاد سبحانه – أيما إشادة! – بفضل أهل العلم، ورفع من شأنهم، وأعلى من قدرهم، بما يعجز عن بيانه إلا البيان المبين، من كَلامِ رَبِّ العالمين
فقد جعلهم سبحانه وتعالى شهودٌ؛ على أجلِّ مَشْهُودٍ , وقرنهم بخير شُهُودٍ فَقَالَ تَعَالَى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)} [سورة آل عمران: 18]
¥(16/258)
وقد ذكر سبحانه فضله ومنته على أنبيائه ورسله وعباده بما آتاهم من العلم , فذكر سبحانه نعمته على خاتم أنبيائه ورسله فَقَالَ تَعَالَى: {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ من شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (113)} [سورة النساء: 113]
وقال في يوسف عليه السلام: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (22)} [سورة يوسف: 22]
وقال في كَلِيمِهِ مُوسى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14)} [سورة القصص: 14]
وقال في حَقِّ الْمَسِيحِ: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاس فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ} [سورة المائدة: 110] فجعل تعليمه مما بشر به أمه وأقر عينها به.
وقال في حَقِّ داود: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ (20)} [سورة ص: 20]
وقال في حَقِّ الخضر صاحب موسى وفتاه: {فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً من عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ من لَدُنَّا عِلْماً (65)} [سورة الكهف: 65]
{وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} [سورة الأنبياء: 78 - 79] فذكر النبيين الكريمين وأثنى عليهما بالحكم والعلم , وخص بفهم القضية أحدهما.
وحصر سبحانه الخشية منه على العلماء , فَقَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)} [سورة فاطر: 28]
وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذين يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [سورة الزمر: 9].
وَقَالَ تَعَالَى: {يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذين آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [سورة المجادلة: 11].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا؛ سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ. (1) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#(1 ))
فالعلم دينٌ فانظر ممن تأخذ دينك , فإن وجدت من تأمنه على دينك؛ فخُطَاك أشرفُ خُطى؛ فقد سهل الله لها الطَّريق إلى الجنة.
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ , فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ. (2) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#(2))
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:38 م]ـ
3 - الإخلاص في طلب العلمالإخلاص في طلب العلم
فالإخلاص لا يكون إلا بتجريد العمل لله سبحانه وتعالى بحيث لا تشوبه ذرةُ شركٍ , ولا تُحيطُ به شبهةُ رياء , وعلى هذا فإن الإخلاص هو ميزان الأعمال كلها , وعلى قدر توفره يكون الأجر , ويكون بتخليصِ العملِ تَمَامًا لله سبحانه وتعالى.
والإخلاص من أجلِّ عبادات القلب وأعظمها , إذ هو مصفاة الأعمال كُلِّها , فأي عمل لا يقبله الإخلاص فهو هباء منثور , وليس لصاحبه منه إلا النَّصَبُ والتَّعَبُ , قَالَ تَعَالَى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاة وَيُؤْتُوا الزّكاة وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5)} [سورة البينة: 5]
وقال تَعَالَى: {فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [سورة الزمر: 2 - 3]
وقال تَعَالَى: {قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14)} [سورة الزمر: 14]
وقال تَعَالَى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)} [سورة الأنعام: 162 - 163]
وعلى ذلك فإنه يجب على طالب العلم أن يحرص على متابعة الإخلاص في نفسه، و لا يمتنع عن الطلب بدعوى أنه لم يتحقق لديه الإخلاص.
ومعنى الإخلاص في طلب العلم فقال ابن جماعة: "هو حسن النية في طلب العلم بأن يقصد به وجه الله تعالى، والعمل به، وإحياء الشريعة وتنوير قلبه وتجلية باطنه والقرب من الله تعالى يوم القيامة، والتعرض لما أعد لأهله من رضوانه وعظيم فضله".
قال سفيان الثوري رحمه الله: "ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي".
و لا يقصد به الأغراض الدنيوية من تحصيل الرياسة والجاه والمال ومباهاة الأقران، وتعظيم الناس له، وتصديره في المجالس ونحو ذلك فيستبدل الأدنى بالذي هو خير.
قال أبو يوسف رحمه الله:" يا قوم أريدوا بعلمكم الله تعالى، فإني لم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أتواضع إلا لم أقم حتى أعلوهم، ولم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أعلوهم إلا لم أقم حتى افتضح.
والعلم عبادة من العبادات وقربة من القرب فإن أخلصت فيه النية قبل وزكي وتمت بركته، وإن قصد به غير وجه الله تعالى، حبط وضاع وخسرت صفقته وربما تفوته تلك المقاصد و لا ينالها فيخيب قصده ويضيع سعيه"اهـ (3) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#(3)).
¥(16/259)
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:39 م]ـ
4 - أهم الأصول
أهم الأصول
أن ما يلم به الشيطان قلب بعضهم يريد صرفهم عن العلم بدعوى ترك الطلب حتى يتحقق إخلاص النية، حيلة شيطانية ومكر وخديعة. بل على المسلم أن يستمر في طلب العلم ويتابع نيته، كما قال سفيان الثوري: "ما عالجت شيئاً اشد عليّ من نيتي"، هذا وهو سفيان، فمن باب أولى غيره! فلا يجعل ذلك صارفاً له عن طلب العلم.
ولمّا قال هشام الدستوائي رحمه الله: "والله ما أستطيع أن أقول: إني ذهبت يوماً قط أطلب الحديث أريد به وجه الله".
علّق عليه الذهبي رحمه الله بقوله: "والله ولا أنا". فقد كان السلف يطلبون العلم لله فنبلوا، وصاروا أئمة يقتدى بهم، وطلبه قوم منهم أوّلاً لا لله، وحصّلوه ثم استفاقوا وحاسبوا انفسهم فجرّهم العلم إلى الإخلاص في أثناء الطريق. كما قال مجاهد وغيره:" طلبنا هذا العلم وما لنا فيه كبير نية، ثم رزقنا الله النية بعد".
وبعضهم يقول:" طلبنا هذا العلم لغير الله فأبى العلم أن يكون إلا لله" فهذا أيضاً حسن، ثم نشروه بنية صالحة.
وقوم طلبوه بنية فاسدة لأجل الدنيا وليثنى عليهم، فلهم مانوَوْا.
قال عليه السلام: "من غزا ينوي عقالاً فله مانوى"،وترى هذا الضرب لم يستضيئوا بنور العلم، و لا لهم وقع في النفوس، و لا لعلمهم كبير نتيجة من العمل، وإنما العالم من يخشى الله تعالى.
وقوم نالوا العلم وولوا به المناصب فظلموا وتركوا التقيد بالعلم وركبوا الكبائر والفواحش، فتباً لهم فما هؤلاء بعلماء.
وبعضهم من لم يتق الله في علمه بل ركب الحيل وأفتى بالرخص وروى الشاذ من الأخبار.
وبعضهم اجترأ على الله، ووضع الأحاديث فهتكه الله وذهب علمه، وصار زاده إلى النار.
وهؤلاء الأقسام كلهم رووا من العلم شيئاً كبيراً وتضلعوا منه في الجملة، فخلف من بعدهم خلف بأن نقصهم في العلم والعمل وتلاهم قوم انتموا إلى العلم في الظاهر ولم يتقنوا منه سوى نزر يسير أوهموا به أنهم علماء فضلاء، ولم يدر في أذهانهم قط أنهم يتقربون به إلى الله؛ لأنهم ما رأوا شيخاً يقتدى به في العلم، فصاروا همجاً رعاعاً غاية المدرس منهم أن يحصل كتباً مثمنة يخزنها وينظر فيها يوماً ما، فيصحف ما يورده و لا يقرره، فنسأل الله النجاة والعفو، كما قال بعضهم:" ما أنا عالم و لا رأيت عالماً" (4) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#( 4)).
هذا الأصل من الأصول المهمة وهو أن على الطالب أن يحرص على تحقيق الإخلاص لله عز وجل في طلبه للعلم وتحقيق الإخلاص أمر مطلوب قال تعالى: {وَمَآ أُمِرُوَاْ إِلاّ لِيَعْبُدُواْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ} [البينة:5]، وكما تقدم طلب العلم الشرعي فيما يتحقق به عبادة الله هو من عبادة الله وهو من تحقيق لا إله إلا الله وبالتالي هو عبادة ينبغي أن يحرص فيها على الإخلاص والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى " (5) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#(5))، وعليه نقول: يجب على طالب العلم أن يحرص على تصحيح النية وإخلاصها لله عز وجل.
قد يقول قائل:هل معنى هذا أني لا أطلب العلم حتى أصحح نيتي؟
أقول: لا، أطلب العلم. وأنت في طلبك راجع نفسك وعالج نفسك في باب تصحيح النية.
فإن قال: أنا أريد أن أترك طلب العلم حتى أصحح نيتي؟
أقول: هذه حيلة شيطانية فتح لك باباً من أبواب الخير يريد أن يصرفك عن ما هو خير وأولى، ولذلك استمر في طلب العلم وعالج نفسك فإن في علمك سيهديك إن شاء الله إلى إخلاص النية لله تعالى. والسلف كانوا يقولون:"طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون العلم إلا لله".
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:39 م]ـ
5 - شرف العلمشرف العلم
ومما لا نزاع فيه أن العلوم تتفاوت في مقدار ذلك الشرف، منها الشريف والأشرف، و المهم و الأهم ,
ومهما يتصور لعلوم الفلسفة الطبيعيات و الرياضيات ولأدبيات و الصناعيات و غيرها من العلوم الكونيات – مهما يتصور لها من الشرف و الفضيلة، و المرتبة الرفيعة – فإنها لا تداني في ذلك العلم – الذي مع مشاركته لها في ترقية المدارك، و تنوير العقول – ينفرد عنها بإصلاح الأخلاق، و تحصيل السعادة الأبدية، و هو علم الدين.
مهما ترقى الإنسان في الصنائع و المعارف الكونية، و تسهيل أسباب الراحة، فان ذلك إن رفعه عن البهيمية من جهة، فانه ينزل به عنها من جهة أخرى، ما لم تتطهر أخلاقه، فيتخلق بالرأفة و الرحمة و الإيثار و العفة و التواضع و الصدق و الأمانة و العدل و الإحسان، و غيرها من الأخلاق الكريمة.
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:40 م]ـ
6 - العلم والأخلاق
العلم والأخلاق
كل من كان له وقوف على الأمم والأفراد في هذا العصر، علم انه بحق انه يسمى عصر العلم، و لكنه يرى أنه مع ذلك يجب أن يسمى – بالنظر إلى تدهور الأخلاق – اسما آخر ..
النفوس الأرضية تربة من شأنها إن تنبت الأخلاق الذميمة ما لم تسق بماء الإيمان الطاهر، و تشرق عليها شمس العلم الديني الصحيح، و تهب عليها رياح التذكير الحكيم,
فأي أرض أمحلت من ذلك الماء، و حجب عنها شعاع تلك الشمس، و سدت عنها طرق تلك الرياح، كان نباتها كما قال الملائكة عليهم السلام {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء}. [البقرة:30].
¥(16/260)
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:41 م]ـ
7 - أهل الحديث
أهل الحديث
هم أهل السنة والجماعة , وهم السلف رضي الله عنهم , ويرمز إليهم لأنهم رأس الناس , وسلفهم في كل خير , ومن تبعهم ونحا نحوهم؛ كان منهم وهو معهم؛ إذ لا ينفصل الجسد عن الرأس , ولعلّ أخصّ أوصاف أهل الحديث , أنهم يحتجّون بفهم سلف الأمّة؛ الصحابة , والتابعين لهم بإحسان، ويستندون في ذلك إلى قوله تعالى: {وَمَنْ يُشاَقِقِ الرّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَاتَبَيّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَاتَوَلّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسآءتْ مَصِيراً} [النساء: 115]
فقد عد سبحانه اتباع غير سبيل المؤمنين - الصحابة ومن نحا نحوهم - ممن تولاه الله ما تولى , ومأواه جهنم , وساءت مصيرا.
والمقصود بالمؤمنين , هم: الصحابة , ومن سار على هديهم , وتبعهم إلى قيام الساعة , ومن أولى بهذا من أهل الحديث والأثر.
عَنْ ثَوْبَانَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ , لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ , حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ , وَهُمْ كَذَلِكَ. (6) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#( 6))
قال يزيد بن هارون رحمه الله , شارحاً الحديث: (إن لم يكونوا أصحاب الحديث، فلا أدري من هم؟) (7) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#(7 )) ، وقال بمثله الإمام أحمد أيضاً (8) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#(8 ))، وعلي بن المديني ورواه البخاري (9) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#( 9)).
قال الشافعي رحمه الله:
إذا رأيت رجلاً من أصحابِ الحديث , فكأني رأيتُ رجلاً من أصحابِ النبي صلى الله عليه وسلم , جزاهم اللهُ خيراً , هم حفظوا لنا الأصل , فلهم علينا الفضل. (10) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#( 10))
وقال: عليكم بأصحاب الحديث , فإنهم أكثر الناس صواباً. (11) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#(11 ))
وعن يزيد بن هارون , قال: قلت لحماد بن زيد: هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن قال: نعم , الله يقول: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)} [سورة التوبة: 122] (12) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#( 12))
فنتبين من هذا أن الفرقة الناجية , هم: السواد الأعظم من المسلمين؛ الذين ساروا على منهج الصحابة رضي الله عنهم , ومن تبعهم إلى يوم القيامة؛ من العلماء , و العباد , و الدعاة , و المجاهدين , وعوام الناس على مختلف طبقاتهم , فمن سار على هذا المنهج و لم يشذ؛ فهو منهم إن شاء الله تبارك وتعالى.
وستبقى هذه الطائفة , كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم تدعو إلى الحق والخير , وتأمر بالمعروف , وتنهى عن المنكر , وتدحض البدع والشبهات المضللة بالحجج والبراهين , وتجاهد الباطل حسب استطاعتها باليد و اللسان و القلب، فعلى المؤمن الثبات على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في عقيدته وعبادته و أخلاقه , و عليه الأخذ بسنة نبيه و الإقتداء بأمره و مجانبة الأهواء و المعاصي و البدع , ثم الدعوة إلى الحق و بذل ما يستطيعه في نصرة دينه , ليلحق بمن سلف , فهم كانوا مفاتيح الحق , مغاليق الشر , فكم من جاهل علَّموه , و من ضال قد ردوه , و هم مصابيح الهدى و النور الذي بهم يستضاء و يقتدى.
¥(16/261)
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما , قال: لما خرجت الحرورية , اجتمعوا في دار وهم ستة آلاف , أتيت علياً فقلت: يا أمير المؤمنين أبرد بالظهر؛ لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم , قال: أني أخاف عليك , قلت: كلا , قال ابن عباس: فخرجت إليهم , ولبست أحسن ما يكون من حلل اليمن , فأتيتهم وهم مجتمعون في دارهم قائلون , فسلمت عليهم , فقالوا: مرحباً بك يا ابن عباس , فما هذه الحلة؟ قال: قلت: ما تعيبون علي؟ لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن ما يكون من الحلل , ونزلت: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ} [سورة الأعراف: 32] قالوا: فما جاء بك , قلت: أتيتكم من عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , من المهاجرين والأنصار , لأبلغكم ما يقولون؛ المخبرون بما يقولون فعليهم نزل القرآن , و هم أعلم بالوحي منكم , وفيهم أنزل , وليس فيكم منهم أحد , فقال بعضهم: لا تخاصموا قريشا , فإن الله يقول: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف 58] , قال ابن عباس: و أتيت قوماً لم أر قوما قط أشد اجتهاداً منهم , مسهمة وجوههم من السهر , كأن أيديهم وركبهم تثني عليهم , ثم ناظرهم فرجع من القوم ألفان , وقتل سائرهم على ضلالة. (13) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#(13 ))
وعن يَزِيدِ الْفَقِيرِ , قَالَ: كُنْتُ قَدْ شَغَفَنِي , رَأْيٌ مِنْ رَأْيِ الْخَوَارِجِ , فَخَرَجْنَا فِي عِصَابَةٍ ذَوِي عَدَدٍ نُرِيدُ , أَنْ نَحُجَّ ثُمَّ نَخْرُجَ عَلَى النَّاسِ , قَالَ: فَمَرَرْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ فَإِذَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَالِسٌ إِلَى سَارِيَةٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ: فَإِذَا هُوَ قَدْ ذَكَرَ الْجَهَنَّمِيِّينَ , قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ , مَا هَذَا الَّذِي تُحَدِّثُونَ؟ وَاللَّهُ يَقُولُ: "إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ" [آل عمران 192] , "كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا" [السجدة 20] , فَمَا هَذَا الَّذِي تَقُولُونَ؟ قَالَ: فَقَالَ: أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ , قَالَ: فَهَلْ سَمِعْتَ بِمَقَامِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلَام يَعْنِي الَّذِي يَبْعَثُهُ اللَّهُ فِيهِ , قُلْتُ: نَعَمْ , قَالَ: فَإِنَّهُ مَقَامُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَحْمُودُ الَّذِي يُخْرِجُ اللَّهُ بِهِ مَنْ يُخْرِجُ , قَالَ: ثُمَّ نَعَتَ وَضْعَ الصِّرَاطِ , وَمَرَّ النَّاسِ عَلَيْهِ , قَالَ: وَأَخَافُ أَنْ لَا أَكُونَ أَحْفَظُ ذَاكَ , قَالَ: غَيْرَ أَنَّهُ قَدْ زَعَمَ أَنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنْ النَّارِ بَعْدَ أَنْ يَكُونُوا فِيهَا , قَالَ: يَعْنِي فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ عِيدَانُ السَّمَاسِمِ , قَالَ: فَيَدْخُلُونَ نَهَرًا مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُونَ فِيهِ فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ الْقَرَاطِيسُ , فَرَجَعْنَا , قُلْنَا: وَيْحَكُمْ , أَتُرَوْنَ الشَّيْخَ يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟! فَرَجَعْنَا , فَلَا وَاللَّهِ مَا خَرَجَ مِنَّا غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ. (14) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#(14 ))
قال عبد الحق الإشبيلي: أراد بالرأي الذي شغفه من رأي الخوارج , تكذيبهم بالشفاعة , وقولهم إنه من دخل النار من المذنبين فلن يخرج منها.
وكذلك من تبعهم وسار على نهجهم؛ كان لهم الفضل , والسبق في تقويم من اعوج وإصلاح من تلف.
فهذا سفيان الثوري وفقه الله إلى السنة عن طريق أيوب السختياني.
قال رحمه الله: كانت الخشبية (15) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#(15 )) قد أفسدوني ,حتى أنقذني الله بأربعة لم أر مثلهم: أيوب و يونس و ابن عون وسليمان التيمي , الذين يرون أنه لا يحسن أن يُعصى الله. (16) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#(16 ))
¥(16/262)
وكذلك هو رحمه الله كان له فضلٌ ومنة على طُلَّابهِ في اتباع عقيدة السَّلف، فقد كان سبباً في إنقاذ الإمام يوسف بن أسباط من ضلالتينِ!! القدر والرفض، وظلّ بعد ملازما لسفيان كظله 0
قال يوسف بن أسباط: كان أبي قَدَرياً، وأخوالي روافض، فأنقذني الله تعالى بسفيان. (17) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#(17 ))
وعبد الله ابن وهب: لولا مالك بن أنس لضللت عن الطريق. (18) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#(18 ))
قال الحاكم (19) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#( 19)) عن موسى بن هارون قال سمعت أحمد بن حنبل يقول وسئل عن معنى هذا الحديث [لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ] فقال إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري من هم , قال الإمام أبو عبد الله الحاكم تعقيباً على كلام الإمام أحمد: وفي مثل هذا قيل من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحق فلقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر أن الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث , ومن أحق بهذا التأويل من قوم سلكوا محجة الصالحين , واتبعوا آثار السلف من الماضين , ودمغوا أهل البدع والمخالفين بسنن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله أجمعين من قوم آثروا قطع المفاوز والقفار , على التنعم في الدمن والأوطار , وتنعموا بالبؤس في الأسفار مع مساكنة العلم والأخبار , وقنعوا عند جمع الأحاديث والآثار بوجود الكسر والأطمار , قد رفضوا الإلحاد الذي تتوق إليه النفوس الشهوانية , وتوابع ذلك من البدع والأهواء والمقاييس والآراء والزيغ , جعلوا المساجد بيوتهم , وأساطينها تكاهم , وبواريها فرشهم , قال حفص بن غياث وقيل له ألا تنظر إلى أصحاب الحديث وما هم فيه؟! قال هم خير أهل الدنيا , وعن أبي بكر بن عياش قال إني لأرجو أن يكون أصحاب الحديث خير الناس يقيم أحدهم ببابي وقد كتب عني , فلو شاء أن يرجع ويقول: حدثني أبو بكر جميع حديثه فعل إلا أنهم لا يكذبون , قال أبو عبد الله: ولقد صدقا جميعا إن أصحاب الحديث خير الناس , وكيف لا يكونون كذلك , وقد نبذوا الدنيا بأسرها وراءهم , وجعلوا غذاءهم الكتابة , وسمرهم المعارضة واسترواحهم المذاكرة , وخلوقهم المداد ونومهم السهاد , واصطلاءهم الضياء , وتوسدهم الحصى , فالشدائد مع وجود الأسانيد العالية عندهم رخاء , ووجود الرخاء مع فقد ما طلبوه عندهم بؤس , فعقولهم بلذاذة السنة غامرة , وقلوبهم بالرضاء في الأحوال عامرة , تعلم السنن سرورهم , ومجالس العلم حبورهم , وأهل السنة قاطبة إخوانهم , وأهل الإلحاد والبدع بأسرها أعداؤهم.أهـ
وعن يزيد بن هارون قال: قلت لحماد بن زيد هل ذكر الله أصحاب الحديث في القرآن قال: بلى , الله يقول: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)} [سورة التوبة: 122] (20) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#( 20))
قال الخليفة المأمون: ما بقي من لذة الدنيا لذة إلا نلتها؛ إلا قول المستملي من ذكرت -يعن سماع الحديث - فاجتمع من في الدار من الخدم والأولياء واتخذوا دفاتر ومحابر وحدثهم بتسعة أحاديث فلما فرغ قال: ما ألذه لو كان في أهله. (21) ( http://www.salahmera.com/modules.php?name=Tutoriaux&rop=tutoriaux&did=26#(21 ))
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:42 م]ـ
8 - ينابيع الإسلامينابيع الإسلام
للدين - وهو الإسلام - ينبوعان عظيمان: كتاب الله عز و جل، و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:42 م]ـ
9 - تعريف السنةتعريف السنة
السنة عبارة عما: ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم من الأقوال و الأفعال و غيرها مما هو تبيين للقرآن، و تفصيل للأحكام، و تعليم للآداب، و غير ذلك من مصالح المعاش و المعاد.
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:43 م]ـ
10 - الصحابة والسنةالصحابة والسنة
أول من تلقى السنة هم الصحابة الكرام، فحفظوها و فهموها، و علموا جملتها و تفصيلها، و بلغوها – كما أمروا- إلى من بعدهم.
ثم تلقاها التابعون، و بلغوها إلى من يليهم ... و هكذا، فكان الصحابي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كيت و كيت، و يقول التبعي: سمعت فلانا الصحابي يقول: سمعت النبي صلى الله عليه واله وسلم، و يقول الذي يليه: سمعت فلانا يقول: سمعت فلانا الصحابي يقول: سمعت النبي صلى الله عليه و سلم وهكذا.
¥(16/263)
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:44 م]ـ
11 - الحاجة إلى حفظ السنةالحاجة إلى حفظ السنة
كل من علم أن محمدا صلى الله عليه وآله و سلم خاتم الأنبياء، وأن شريعته خاتمة الشرائع و الحياة الأبدية في اتباعه: يعلم أن الناس أحوج إلى حفظ السنة منهم إلى الطعام والشراب.
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:44 م]ـ
12 - وجوب معرفة أحوال الرجالوجوب معرفة أحوال الرجال
قد وقعت الرواية ممن يجب قبول خبره، و ممن يجب رده، و ممن يجب التوقف فيه، و هيهات أن يعرف ما هو من الحق الذي بلغه خاتم الأنبياء عن ربه عز و جل، و ما هو الباطل الذي يبرأ عنه الله و رسوله، إلا بمعرفة أحوال الرواة.
وهكذا الوقائع التاريخية، بل حاجتها إلى معرفة أحوال رواتها أشد، لغلبة التساهل في نقلها. على إن معرفة أحوال الرجال هي نفسها من أهم فروع التاريخ. و إذا كان لا بد من معرفة أحوال الرواة، فلا بد من بيانها، بأن يخبر كل من عرف حال راو بحاله ليعلمه الناس. و قد قامت الأمة بهذا الفرض كما ينبغي.
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:45 م]ـ
13 - أول من تكلم بأحوال الرجالأول من تكلم بأحوال الرجال
أول من تكلم في أحوال الرجال القرآن، ثم النبي صلى الله عليه و آله وسلم، ثم أصحابه. و الآيات كثيرة في الثناء على الصحابة إجمالا، و ذم المنافقين إجمالا، و وردت آيات في الثناء على أفراد معينين من الصحابة – كما يعلم ممن كتب الفضائل – و آيات في التنبيه على نفاق أفراد معينين، و على جرح أفراد آخرين. وأشهر ما جاء في هذا قوله تعالى: {إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات 6] نزلت في رجل بعينة، كما هو معروف في موضعه، وهي مع ذلك قاعدة عامة.
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:46 م]ـ
14 - أحاديث الفضائلأحاديث الفضائل
وثبتت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحاديث كثيرة في الثناء على أصحابه جملة، و على أفراد منهم معينين، معروفة في كتب الفضائل، و أحبار أحر في ذم بعض الفرق إجمالا، كالخوارج، و في تعيين المنافقين و ذم أفراد معينين، كعيينة بن حصن، و الحكم بن أبي العاص. وثبتت آثار كثيرة عن الصحابة في الثناء على بعض التابعين، و آثار في جرح أفراد منهم.
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:46 م]ـ
15 - التابعون والجرح و التعديلالتابعون والجرح و التعديل
وأما التابعون، فكلامهم في التعديل كثير، ولا يروى عنهم من الجرح إلا القليل، و ذلك لقرب العهد بالسراج المنير – عليه و على آله افضل الصلاة و التسليم -، فلم يكن أحد من المسلمين يجترئ على الكذب على الله ورسوله. و عامة المضعفين من التابعين إنما ضعفوا للمذهب، كالخوارج أو لسوء الحفظ أو للجهالة.
ثم جاء عصر أتباع التابعين عما بعده، فكثر الضعفاء، و المغفلون، و الكذابون، و الزنادقة، فنهض الأئمة لتبيين أحوال الرواة و تزييف ما لا يثبت، فلم يكن مصر من أمصار المسلمين إلا و فيه جماعة من الأئمة يمتحنون الرواة، و يختبرون أحوالهم و أحوال رواياتهم، و يتتبعون حركاتهم و سكناتهم، و يعلنون للناس حكمهم عليهم.
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:47 م]ـ
16 - كتب الرجال
كتب الرجال
استمر ذلك إلى القرن العاشر، فلا تجد في كتب الحديث اسم راو إلا وجدت في كتب الرجال تحقيق حاله، و هذا مصداق الوعد الإلهي – قيل لابن المبارك: هذه الأحاديث المصنوعة؟؟ قال: تعيش لها الجهابذة، و تلا قول الله سبحانه و تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر 9].
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:48 م]ـ
17 - الرحلة لتحقيق العلمالرحلة لتحقيق العلم
و كان نشاط الأئمة في ذلك آية في من الآيات؛ فمن أمثلة ذلك: قال العراقي في شرح (مقدمة ابن صلاح) روينا عن مؤمل أنه قال: حدثني شيخ بهذا الحديث – يعني حديث فضائل القرآن سورة سورة – فقلت للشيخ: من حدثك؟ فقال: حدثني رجل بالمدائن وهو حي، فصرت إليه، فقلت: من حدثك؟ فقال: حدثني شيخ بواسط، وهو حي؛ فصرت إليه، فقال: حدثني شيخ بالبصرة، فصرت إليه، فقال: حدثني شيخ بعبادان، فصرت إليه، فأخذ بيدي، فأدخلني بيتا، فإذا فيه قوم من المتصوفة / و معهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت: يا شيخ من حدثك؟ فقال: لم يحدثني أحد، و لكننا رأينا الناس قد رغبوا عن القرآن، فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن. لعل هذا الرجل قطع نحو ثلاثة أشهر مسافرا لتحقيق رواية هذا الحديث الواحد.
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:49 م]ـ
18 - طرق اختبار الرواةطرق اختبار الرواة
للأئمة في اختبار الرواة؛ منها: النظر في حال الراوي في المحافظة على الطاعات و اجتناب المعاصي، و سؤال أهل المعرفة به.
قال الحسن بن صالح بن يحيى: كنا إذا أردنا أن نكتب عن الرجل سألنا عنه، حتى يقال: أتريدون أن تزوجوه؟؟.
و منها أن يحدث أحاديث عن شيخ حي، فيسأل الشيخ عنها. مثاله: قول شعبة: قال الحسن بن عمارة: حدثني الحكم، عن يحيى بن الجزار، عن علي سبعة أحاديث، فسألت الحكم عنها؟ فقال: ما سمعت منها شيئا.
و منها أن يحدث عن شيخ قد مات، فيقال للراوي: متى ولدت؟ و متى لقيت هذا الشيخ؟ و أين لقيته؟ ثم يقابل بين ما يجيب به و بين ما حفظ من وفاة الشيخ الذي روى عنه و محل إقامته و تواريخ تنقله. و مثاله: ما جاء عن عفير بن معدان أن عمر بن موسى بن وجيه حدث عن خالد بن معدان، قال عفير: فقلت له في أي سنه لقيته؟ قال سنة ثمان و خمسين و مائة، في غزاة أرمينية. قلت اتق الله يا شيخ، لا تكذب، مات خالد سنة أربع و خمسين و مائة، أزيدك أنه لم يغز أرمينية.
ومنها: أن يسمع من الراوي أحاديث عن مشايخ قد ماتوا، فتعرض هذه الأحاديث على ما رواه الثقات عن أولئك المشايخ، فينظر: هل انفرد هذا الراوي بشيء أو خالف أو زاد و نقص؟ فتجدهم يقولون في الجرح (ينفرد عن الثقات بما لا يتابع عليه (،) في حديثه مناكير (،) يخطئ و يخالف) ... و نحو ذلك.
¥(16/264)
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:50 م]ـ
19 - حفظ أهل الحديثحفظ أهل الحديث
و منها: أن يسمع الراوي عدة أحاديث، فتحفظ أو تكتب، ثم يسأل عنها بعد مدة، و ربما كرر السؤال مرارا لينظر: أيغير أو يبدل أو ينقص؟
دعا بعض الأمراء أبا هريرة، و سأله أن يحدث – و قد خبأ الأمير كاتبا حيث لا يراه أبو هريرة – فجعل أبو هريرة يحدث و الكاتب يكتب، ثم بعد سنة دعا الأمير أبا هريرة، ودس رجلا ينظر في تلك الصحيفة، و سأل أبا هريرة عن تلك الأحاديث؟
فجعل يحدث و الرجل ينظر في الصحيفة، فما زاد وما نقص و لا قدم و لا أخر.
و سأل بعض الخلفاء ابن شهاب الزهري أن يملي على بعض ولده، فدعا بكاتب،فأملى عليه أربع مائة حديث، ثم إن الخليفة قال للزهري بعد مدة: إن ذلك الكتاب قد ضاع. فدعا الكاتب فأملاه عليه، ثم قابلوا الكتاب الثاني على الكتاب الأول، فما غادر حرفا.
وكانوا كثيرا ما يبالغون في الاحتياط، حتى قيل لشعبة: لم تركت حديث فلان؟ قال: رأيته يركض على برذون. وقال جرير: رأيت سماك بن حرب يبول واقفا فلم أكتب عنه. وقيل للحكم بن عتيبة: لم لم ترو عن زاذان؟ قال كان كثير الكلام.
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:51 م]ـ
20 - مخالطة الأمراءمخالطة الأمراء
وكانوا يطعنون فيمن خالط الأمراء، أو قبل عطاياهم، أو عظمهم، بل ربما بالغوا في ذلك، كما وقع لمحمد بن بشر الزنبري المصري مع سعة علمه، كان يملي الحديث على أهل بلده فاتفق أن خرج الملك غازيا، فخرج الزنبري يشيعه، فلما انصرف و جلس يوم الجمعة عي مجلسه، قام إليه أصحاب الحديث فنزعوه من موضعه، و سبوه و هموا به، و مزقوا رواياتهم. ثم ذكره ابن يونس في (تاريخ مصر) فقال: (لم يكن يشبه أهل العلم).
إنما كانوا يتسامحون فيمن بلغ من الجلالة بحيث يعلم أنه إنما يخالط الأمراء ليأمرهم بالمعروف، و ينهاهم عن المنكر، و يكفهم عن الباطل ما استطاع، كالزهري و رجاء بن حيوة. و روى الشافعي، قال: دخل سليمان بن يسار على هشام بن عبد الملك، فقال له: يا سليمان، الذي تولى كبره من هو؟ يعني في قول الله تعالى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 24]، - قال: عبد الله بن أبي، قال كذبت، هو فلان قال: أمير المؤمنين أعلم بما يقول، فدخل الزهري، فقال: يا ابن شهاب، من الذي تولى كبره؟ قال: ابن أبي / قال: كذبت، هو فلان. فقال الزهري لهشام: أنا أكذب لا أبا لك؟ و الله لو نادى مناد من السماء: إن الله أحل الكذب ما كذبت، حدثني عروة و سعيد و عبيد الله و علقمة، عن عائشة: أن الذي تولى كبره عبد الله بن أبي. و ذكر تمام القصة و فيها خضوع هشام للزهري و استرضاؤه له.
و قد وقعت للزهري قصة تشبه هذه مع الوليد بن عبد الملك، و فيها: أن الوليد قال له: يا أبا بكر! من تولى كبره أليس فلانا؟ قال الزهري: قلت: لا! فضرب الوليد بقضيبه على السرير: فمن؟ فمن؟ حتى ردد ذلك مرارا، قال الزهري: لكن عبد الله بن أبي. و في جواب سليمان لهشام لطيفة، حيث لم يقل: (أمير المؤمنين أعلم) و يسكت، بل قال أعلم: بما يقول، أي: أعلم بقول نفسه، لا أعلم بحقيقة الحال، و لكن المقام بم يكن لتغني فيه مثل هذه الإشارة، فلذلك قيض الله تعالى الزهري و وفقه، فقال ما قال. وقوله لهشام - وهو الملك- {لا أبا لك} جرأة عظيمة.
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:52 م]ـ
21 - ورع أهل الحديث
ورع أهل الحديث
و كانوا من الورع و عدم المحاباة على جانب عظيم، حتى قال زيد بن أبي أنيسة: أخي يحيى يكذب.
و سئل جرير بن عبد الحميد عن أخيه أنس، فقال: قد سمع من هشام بن عروة، و لكنه يكذب في حديث الناس فلا يكتب عنه.
وروى علي بن المديني عن أبيه، ثم قال: (وفي حديث الشيخ ما فيه).
وقال أبو داود: ابني عبد الله كذاب.
و كان الإمام أبو بكر الصبغي ينهى عن السماع من أخيه محمد بن إسحاق.
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:53 م]ـ
22 - حفظ علماء السلف لتراجم الرجال
حفظ علماء السلف لتراجم الرجال
كان الرجل لا يسمى عالما حتى يكون عارفا بأحوال رجال الحديث.
ففي (تدريب الراوي) قال الرافعي و غيره: إذا أوصي للعلماء لم يدخل الذين يسمعون الحديث ولا علم لهم بطرقه ولا بأسماء الرواة ... و قال الزركشي: أما الفقهاء، فاسم المحدث عندهم لا يطلق إلا على من حفظ متن الحديث، و علم عدالة رواته و جرحها ... و قال التاج السبكي ... إنما المحدث من عرف الأسانيد و العلل و أسماء الرجال ... و ذكر عن المزي أنه سئل عمن يستحق اسم الحافظ، فقال: (أقل ما يكون أن يكون الرجال الذين يعرفهم و يعرف تراجمهم و أحوالهم و بلدانهم أكثر من الذين لا يعرفهم ليكون الحكم للغالب).
فكان العالم يعرف أحوال من أدركهم، إما باختباره لأحوالهم بنفسه، و إما بإخبار الثقات له، و يعلم أحوال من تقدمه بأخبار الثقات، أو بإخبار الثقات عن الثقات .... و هكذا و يحفظ ذلك كله، كما يحفظ الحديث بأسانيده، حتى كان منهم من يحفظ الألوف، و منهم من يحفظ عشرات الألوف و منهم من يحفظ مئات الألوف بأسانيدها. فكذلك كانوا يحفظون تراجم الرواة بأسانيدها، فيقول أحدهم أخبرني فلان أنه سمع فلانا قال: قال فلان: لا تكتبوا عن فلان، فانه كذاب ... و هكذا ..
فلا بد لمن أراد أن يدخل في هذا العلم أن يحدد الهدف والمطلوب من علمه ثم تصحيح النية ثم الشروع في الطلب على أيدي علماء متخصصين أو طلبة علم تلقوا عن مشايخ وهم على دراية بهذا العلم.
انتهى الدرس الأول ويليه الدرس الثاني [علم الحديث رواية ودراية]
¥(16/265)
ـ[مصطفى أبو محمد]ــــــــ[23 - 04 - 07, 06:54 م]ـ
23 - الهوامش (1) رواه مسلم (2699)
(2) رواه مسلم (المقدمة)
(3) تذكرة السامع والمتكلم ص69ـ70.
(4) سير أعلام النبلاء (7/ 152ـ153).
(5) رواه البخاري ومسلم.
(6) رواه مسلم (1920)
(7) شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي ص59.
(8) المصدر السابق ص61، ومعرفة علوم الحديث للحاكم ص2، وانظر فتح الباري (13/ 306)، وشرح النووي على مسلم (13/ 68).
(9) شرف أصحاب الحديث ص62، وسنن الترمذي (4/ 505) رقم (2229).
(10) سير أعلام النبلاء (10/ 60)
(11) سير أعلام النبلاء (10/ 70)
(12) الهروي "ذم الكلام" (4/ 996)
(13) رواه الحاكم (2/ 150) وقال هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه والبيهقي "الكبرى" (8/ 179) وحسنه الألباني "صحيح سنن أبي داود.
(14) رواه مسلم (191)
(15) فرقة من الشيعة
(16) ابو نعيم "الحلية" (3/ 28)
(17) اللالكائي "اعتقاد أهل السنة" (1/ 60)
(18) ذم الكلام للهروي (4/ 876)
(19) علوم الحديث (2)
(20) الهروي "ذم الكلام" (4/ 996)
(21) الهروي "ذم الكلام" (4/ 987)
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[14 - 05 - 07, 09:31 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك و فى علمك و جعله فى ميزان حسناتك
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[20 - 07 - 07, 06:32 م]ـ
الأخ مصطفى
جزاك الله خيرا .. لقد رأيت هذه المقدمة في موقع الشيخ و قمت بتنزيله إلا أن الشيخ أو المشرفين على الموقع لم يضعوا إضافات بعدها أو فوائد أخرى!!
و عندي استفسارات للشيخ فهل لك لقاء به؟؟
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[08 - 11 - 07, 07:10 ص]ـ
نعم أخي الكريم , اطلب ما تريد
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[16 - 11 - 07, 08:13 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[هشام العباسى]ــــــــ[05 - 06 - 10, 11:12 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء(16/266)
من هو المولى عند المحدثين
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[24 - 04 - 07, 11:41 ص]ـ
لم أقدر على فهمه جيدا فهل من أحد يسهله علي بالأمثلة بارك الله فيكم
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[24 - 04 - 07, 03:23 م]ـ
مثلا كان عندك عبد مملوك فأعتقته فإنه يصبح مولى لك
وهناك نوع آخر لا اعرفه
ـ[أبو فيصل بن صالح]ــــــــ[24 - 04 - 07, 10:27 م]ـ
لم أقدر على فهمه جيدا فهل من أحد يسهله علي بالأمثلة بارك الله فيكم
1) الولاء بسبب العتق، فبلال مولى أبي بكر رضي الله عنهم جميعا.
2) الولاء بسبب الحلف كمالك بن أنس حميري أصلا قرشي حلفا.
3) الولاء بسبب الإسلام كالبخاري أصوله أعجميه ونسب إلى الجعفيين لأن جده أسلم على أيديهم.
والله أعلم
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[24 - 04 - 07, 10:49 م]ـ
بارك الله فيكم
أخونا أبو فيصل هذه أحتاج لمن يبسطها لي خاصة الولاء بالخلف وبالإسلام(16/267)
برجاء مساعدتى فى تخريج هذا الحديث تخريجا اجماليا
ـ[احمد عوض الله]ــــــــ[24 - 04 - 07, 04:02 م]ـ
الاخوة والاعزاء مشرفى المنتدى الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسال الله عز وجل ان يعينكم فيما انتم عليه وان يجعل جهدكم هذا فى ميزان حسناتكم يوم القيامة
وان يجمعنا جميعا تحت ظل عرشه بتلاقينا على محبته ومدارستنا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
اما بعد ...
فانى ارجوا ان تقدموا لى المساعدة فى تخريج هذا الحديث (حديث: الخازن الأمين المعطي ما أمر به كاملاً موفراً طيباً به نفسه أحد المتصدقين، متفق عليه عن أبي موسى الأشعري به مرفوعاً)
فقد خرجته _ على قدر جهدى _
وارجوا ان تساعدونى فى تخريجه تخريجا اجماليا ان امكن
وجزاكم الله عنى وعن طلاب العلم كل الخير والجزاء
تلميذكم - احمد عوض الله.مصر
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[24 - 04 - 07, 05:01 م]ـ
في المرفقات تخريج الحديث من كتاب المسند للامام أحمد رحمه الله تعالى - تحقيق شعيب.
والسلام عليكم(16/268)
الحديث الشاذ
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[24 - 04 - 07, 06:55 م]ـ
( kaiserhauter252@yahoo.com)) ذكر الشيخ حاتم الشريف في شرح الموقضة انه في هذا الزمان لا يمكن لا حد ان يحكم على حديث أنه شاذ أو غريب فهل هذا الاطلاق صحيح ارجو الافادة من الاخوة الافاضل وهل قال بهذا القول احد قبله
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 09:46 م]ـ
يقول السيوطي في تدريب الراوي:" الحديث الشاذ عسير ولعسره لم يفرده أحدٌ بالتصنيف".
وإن هذا المصطلح نادر الاستعمال لدى المتقدمين، فإذا تتبعت أقوالهم في كتب العلل فإنك لا تكاد تجد فيها كلمة " الشاذ "،، ولا يعني هذا أنهم لا يعتبرون الشذوذ علة، وإنما أوردوا ما يقال فيه الشاذ بعبارات أخرى واضحة مثل قولهم: هذا خطأ، هذا غير محفوظ، هذا وهم، ونحوها، وسأعرض الأقوال التي استطعت أن أقف عليها في كتب المصطلح،حتى نحدد مفهوم الحديث الشاذ عندهم.
وانظر كتابنا الشاذ والمنكر وزيادة الثقة(16/269)
استفسار عن رسائل علمية
ـ[أبوعمارالمكي المدني]ــــــــ[25 - 04 - 07, 01:35 ص]ـ
الأخوة أعضاء المنتدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تقبلوني ضيفاً غير ثقيل عليكم، فأنا أحد طلاب مرحلة الدكتوراه في أحد الجامعات السعودية، ويشرفني أن أجد مكاناً بين أهل الحديث في هذا الملتقى، لعل الله أن يحشرنا جميعاً تحت ظل عرشه.
سؤالي واستفساري:
لو تكرم أحد الباحثين في الملتقى ممن لهم الخبرة وطول الباع في الدراسات الحديثية أن يفيدني عن البحوث والدراسات العلمية (رسائل الماجستير والدكتوراه) التي دارت حول شروح كتاب عمدة الأحكام للمقدسي، وأكون له شاكراً ممتناً(16/270)
دعوة لحضور ندوة بعنوان (أهل الحديث بعد القرن الثالث عشر الهجري) ..
ـ[أحمد بن عبدالرحمن]ــــــــ[25 - 04 - 07, 06:09 ص]ـ
يسرني دعوتكم للحضور أو المشاركة في ندوة بعنوان
(أهل الحديث بعد القرن الثالث عشر الهجري)
المقامة بجامعة العلوم الماليزية
في 15/ 16 شعبان 1428
ـ[أحمد بن عبدالرحمن]ــــــــ[25 - 04 - 07, 06:10 ص]ـ
لمزيد من التفاصيل وللاستفسارات الرجاء زيارة موقعنا
فضلاُ أنقر هنا
http://www.usm.my/hadith/arab.htm
ـ[المقدادي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 09:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
و نسأل الله ان ينفع بهذه الندوة
ـ[أبو أيمن المكي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 05:30 م]ـ
أسأل الله تعالى أن ينفع بالندوة ..
ومرحباً بالشيخين الفاضلين:
علي بن عبد الحميد الحلبي الأثري
وسليم بن عيد الهلالي
على أرض ماليزيا الخضراء.(16/271)
هل تملك إفادة للندوة المقامة عن ترجمة السنة والسيرة النبويه آمل المشاركة
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[25 - 04 - 07, 11:46 ص]ـ
الإخوة والمشايخ الفضلاء ــ أحسن الله إليكم جميعاً ــ
هل من إفادة،
أو إقتراح،
أو دِلالة؛
للندوة التي ستقام عن
ترجمةِ سُنَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَسِيرَتِهِ
واقِعُهَا ـ وتَطَوُّرُهَا ـ ومُعَوِّقَاتُهَا
لتفيد بها، خِدمةً للسُّنَّةِ والسِّيرةِ النَّبَوِيَّة
وإليك الخبر المنشور عن الندوة والتعريف بها، من موقع
((الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها))
بسم الله الرحمن الرحيم
صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود على إقامة ندوة (ترجمة السنة والسيرة النبوية: الواقع، التطوير، المعوقات) التي تقيمها وتنظمها الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها في مقرها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض في الفترة من 21/ 11/1428هـ إلى 23/ 11/1428هـ.
ندوة: ترجمة السنة والسيرة النبوية ـ الواقع، التطوير، المعوقات
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد
فيدين بالإسلام ويعتنقه مئات الملايين الذين يتكلمون بلغات مختلفة غير اللغة العربية التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكثير منهم لايعرف العربية، وليس عنده إمكانية لتعلمها؛ لعدة عوامل، تختلف من شخص إلى آخر، ومن مكان إلى آخر، وهم في الوقت نفسه يحتاجون ـ ضرورة شرعية ـ إلى تعلم السنة والسيرة النبوية وصولا إلى فهم القرآن، ثم العمل به.
إضافة إلى الحاجة الملحة لبيان السنة للعالم؛ وفق أسلوب علمي متميز بالأصالة والفهم السديد، وصحة الترجمة، وحسن الأسلوب، خاصة في ظل الظروف العالمية المعاصرة، والمتغيرات الدولية، والتطور الكبير في وسائل الإعلام والاتصال، الذي يفرض على الأمة، حتمية تنفيذ برامج مدروسة؛ حماية لهوية الأمة من الذوبان في الثقافات العالمية، ونشرا للسنة باللغات العالمية؛ لتوضيح حقيقة الإسلام ووسطيته، وما يدعو إليه نبيه صلى الله عليه وسلم من الرحمة والعدل والإحسان.
من أجل هذا كان من المهم جدا، بل من المتعين ترجمة السنة والسيرة النبوية للعالم أجمع؛ لأنه ضرورة شرعية.
وبما أن من أهداف الجمعية: نشر السنة وتقوية الوعي بها رواية ودراية، ومن مناشطها: التأليف والترجمة والنشر في السنة، وعقد الندوات والحلقات الدراسية والدورات، ودعوة العلماء والمختصين للمشاركة في نشاطات الجمعية، فيقترح إقامة ندوة عن ترجمة السنة والسيرة النبوية، وتهدف الندوة إلى ما يلي:
أهداف الندوة:
ـ التعرف على أساليب الترجمة ووسائلها، وسبل تطويرها.
ـ التعرف على أبرز الجهود المعاصرة في ترجمة السنة والسيرة النبوية، وتقويمها.
ـ إيجاد الحلول المناسبة للتغلب على معوقات الترجمة.
المحاور الرئيسة للندوة.
تنطلق المحاور الرئيسة للندوة من أهدافها المذكورة آنفا، ويتبعها عناصر تفصيلية لكل محور من هذه المحاور.
ـ الأسس العلمية التي تقوم عليها الترجمة، والشروط الذي يجب أن تتوافر فيها.
ـ أساليب الترجمة ووسائلها، وسبل تطويرها.
ـ معوقات الترجمة وسبل التغلب عليها.
ـ دراسة تقويمية لواقع الترجمة المعاصرة للسنة وعلومها والسيرة النبوية.
ـ تحقيق العلاقة بين الجامعات والمؤسسات المتخصصة وغيرها في دراسة السنة والسيرة النبوية.
الموعد:
تقام الندوة في المدة من 21 ـ 23/ 11 / 1428 هـ إن شاء الله في مقر الجمعية بالرياض.
المشاركون:
تكون الندوة محلية على مستوى المملكة العربية السعودية، ويشارك فيها ببحوث أو أوراق عمل أو حضور، ممن لهم علاقة بتخصص الندوة، سواء على مستوى الأفراد أو الهيئات، ومنهم:
ـ أساتذة الجامعات السعودية المتخصصون في السنة وعلومها والسيرة النبوية.
ـ أساتذة الجامعات السعودية المتخصصون في الترجمة.
ـ أعضاء الهيئات والمؤسسات العلمية ذات العلاقة بموضوع الندوة.
ـ المؤسسات التجارية ذات العلاقة.
ـ طلاب المنح من غير الدول العربية.
المستهدفون:
تستهدف الندوة جمهور المسلمين، وعلى وجه الخصوص:
ـ المشتغلون في ميدان الترجمة.
ـ المراكز والهيئات العلمية والجامعات.
ـ المكاتب الدعوية وتوعية الجاليات.
ـ المؤسسات التجارية ذات العلاقة.
وقد دعت الجمعية جميع المختصين لتقديم البحوث وأوراق العمل المتعلقة بموضوع الندوة.
المصدر:/ C:\Documents and Settings\ff\Desktop\ الجمعية العلمية السعودية لنشر السنة وعلومها. htm
أيها الإخوة:/ من يستطيع تقديم بحث، أو يعلمُ أحداً يملك بحثاً في المحاور السابقة
فلو يتكرم بمراسلة الجمعية
أو على بريدي التالي
abrahim270@hotmail.com (abrahim270@hotmail.com)
أخوك:/
إبراهيم بن عبدالله المديهش
عضو الجمعية السعودية للسنة النبوية وعلومها
¥(16/272)
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[01 - 05 - 07, 11:43 م]ـ
الرفع؛ لأجل سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم وسيرته!؟
فهل من رأي أو إقتراح؟!
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 11:56 ص]ـ
يتصل بمجمع الملك فهد لطباعةالمصحف الشريف لكون عندهم قسم خاص للترجمة بلغات مختلفة
وفق الله الجميع لما بحب ويرضى
ـ[خلود الحمادي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 02:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[21 - 05 - 07, 07:12 م]ـ
د. مسدد
الأخت خلود
شكر الله لكم حرصكم ومروركم
لازلت أؤمل من محبي السنة ((فقط)) إبداء رأي ومشورة واقتراح علّها أن تفيد المسلمين، لأجل السنة النبوية المطهرة
ـ[ابو معاوية]ــــــــ[31 - 05 - 07, 09:19 م]ـ
لدي بعض اهتمام بهذا الموضوع، ولا ادري ان كان ساكتب هو ما تبحث عنه، و لكن اتمنى تزويدنا بالبحوث المقدمة و توصيات الندوة ان امكن
بالنسبة للسيرة، فهناك العديد من الكتب المترجمة للانجليزية مثل الرحيق المختوم و روضة الانوار و السيرة النبوية لمهدي رزق الله و الصلابي و الغزالي و غيرهم
و في رأيي أن الحاجة قائمة لمؤلف في السيرة يتميز بالتالي:
1 - متوسط الحجم بحيث لا يزيد عن 100 او 150 صفحة حتى يتمكن عموم النصارى من قراءته و يسهل توزيعه
2 - تكون لغته سهلة واضحة
3 - يعتمد الصحيح فقط و يتجنب ذكر الخلاف الا ما اضطر اليه
4 - يركز على الجانب الايماني و العاطفي و يتتبع عرض القرآن للسيرة
5 - يعقد فصلا لعرض و تفنيد افتراءات المشركين ضد الرسول صلى الله عليه و سلم و القرآن، ثم يقارن هذا بافتراءات النصارى خلال العصور الوسطى و عصري النهضة و التنوير و ترسباته في العصر الحديث
6 - يختم بفصل في الشمائل و الخصائص النبوية مع دلائل النبوة
7 - يورد طائفة مختارة من الاحاديث في الاخلاق و الادب و الايمان بالله و حبه و التوكل عليه و الثقة به. و هذا يمكن ان يكون مؤلفا مستقلا
ـ[ابو معاوية]ــــــــ[02 - 06 - 07, 06:00 م]ـ
و بناء على ما سبق، فاقترح جمع المادة العلمية باللغة العربية، ثم يتم التأليف في اللغة المراد النشر فيها، لا أن يتم التأليف بالعربية ثم ترجمته الى كافة اللغات. لأنا ان اردنا الوصول الى عقول القراء و قلوبهم، فعلينا مخاطبتهم بأساليب لغتهم و تعبيراتها التي يتداولونها، و هذا مفقود في الترجمة الحرفية أو شبه الحرفية. بل ان التأليف يتيح عرض السيرة بأساليب مختلفة: تاريخيا او قصصيا.
و ليتنا نرى نشوء مركز يعنى بالترجمة من و إلى اللغة العربية، مع فروع له في العواصم الأجنبية لتتبع و دراسة ما يقرؤه الناس هناك و النسج على منواله عند التأليف
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[02 - 06 - 07, 07:27 م]ـ
موضوع مهم وجيد ولدي سؤال للمختصين كيف يمكن الاشتراك في جمعية السنة وكم الرسوم
والله يرعاكم
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 06:13 ص]ـ
الاشتراك نوعان نوع 100 ريال
والآخر 200 ريال سنويا
والتفاصيل في الموفع
http://www.sunnah.org.sa/index.php?view=contactus&contactus_action=register(16/273)
لماذا حسن ابن حجر إسناد هذا الحديث؟
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[25 - 04 - 07, 05:46 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته:
في مسند أبى يعلى الموصلى قال: حدثنا أبو بكر، حدثنا أحمد بن عبد الله، عن أم الأسود، عن منية، عن حديث أبي برزة، قال: سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل أقلف أيحج بيت الله؟ قال: «لا، نهاني الله عز وجل عن ذلك حتى يختتن».
قال الإمام الذهبي في هذا الحديث (فيه مجهولتان). و ذلك إشارة إلى أم الأسود و منية , فلم أجد لهما شيئا غير أن الإمام النسائي رحمه الله قال في أم الأسود (غير ثقة) , أما منية فلم أجد لها نصا بالتعديل أو بالتجريح.
ولكن ابن حجر رحمه الله قال في هذا الحديث " إسناده حسن" (المطالب العالية - 205:3) , غير أنه قال في أم الأسود أنها ثقة (تقريب التهذيب - 664:2)
فما هو المنهج الذي اتبعه رحمه الله في تحسين هذا الإسناد حتى و إن كانت أم الأسود ثقة عنده؟
و جزاكم الله خيرا.(16/274)
هل من الممكن مساعدتى فى تخريج حديث (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى ابدا ....
ـ[احمد عوض الله]ــــــــ[26 - 04 - 07, 01:48 ص]ـ
هل من الممكن مساعدتى فى تخريج حديث (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى ابدا ..... )
مع ترتيبه باعتبار صحة رواياته ... وترتيبه على رواته
مع شجرة اسناده
وجزاكم الله خيرا
احمد عوض الله
ـ[أبو الحارث السنى]ــــــــ[27 - 04 - 07, 07:30 م]ـ
أخى الكريم الحديث صحيح ان شاء الله ولا أستطيع مساعدتك الا أن أوجهك للنظر فى تخريج هذا الحديث فى الجامع الصغير للشيخ الألبانى _أسأل الله أن يسدد خطاك
ـ[احمد عوض الله]ــــــــ[28 - 04 - 07, 04:36 ص]ـ
أخى الكريم الحديث صحيح ان شاء الله ولا أستطيع مساعدتك الا أن أوجهك للنظر فى تخريج هذا الحديث فى الجامع الصغير للشيخ الألبانى _أسأل الله أن يسدد خطاك
.................................................. .
استاذى الفاضل
جزاك الله عنى خير الجزاء
احمد عوض الله.مصر
ـ[نويرجمن]ــــــــ[01 - 05 - 07, 02:20 ص]ـ
السلام عليكم
قد جمع طرقه بعض الشيعة منهم النقوي النيسابوري في عبقات الانوار المجلد الاول والثاني. وقد روي الحديث من زيد بن ارقم وابي سعيد الخدري وجابر بن عبدالله الانصاري وعلي بن ابي طلب وزيد بن ثابت وحذيفة بن اسيد وغيرهم رضي الله عنهم اجمعين.
اما رواية علي فصححه الحافظ ابن حجر العسقلاني والبوصيري وحسنه الشيخ شعيب الأرنؤوط.
اما رواية زيد بن ارقم فصححه الذهبي والطحاوي والحاكم والشيخ أحمد محمد شاكر.
والحديث صححه الشيخ الالباني رحمه الله (سلسلة الاحاديث الصحيحة رقم 1761)
وهذا لفظ رواية علي بن ابي طالب:
إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَضَرَ الشَّجَرَةَ بِخُمٍّ، ثُمَّ خَرَجَ آخِذًا بِيَدِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَوْلَى بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ، وَأَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَوْلِيَاؤُكُمْ؟ فَقَالُوا: بَلَى قَالَ: فَمَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مَوْلاَهُ، فَإِنَّ هَذَا مَوْلاَهُ، وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، سَبَبُهُ بِيَدِهِ، وَسَبَبُهُ بِأَيْدِيكُمْ، وَأَهْلُ بَيْتِي
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[01 - 05 - 07, 03:14 ص]ـ
أخي أحمد عوض الله ستجد في هذا إن شاء الله بغيتك
إصدار موسوعي لمؤلفات الإمام محمد ناصر الدين الألباني، وتعد الموسوعة من أكبر الموسوعات الالكترونية التي عنيت بجمع كتب وتراث الإمام الألباني، وتبلغ الكتب في الموسوعة خمس وثلاثين (35) كتاب الكتروني من إصدار موقع الألباني لمؤلفات الشيخ تم جمعها في إصدار واحد، وتتيح الموسوعة تصفح الكتب إضافة إلى خواص النسخ والبحث والطباعة ....
والكتب في الموسوعة هي:
- السلسلة الصحيحة (كاملة)
- السلسلة الضعيفة (كاملة)
- السلسلة الصحيحة (مختصرة)
- السلسلة الضعيفة (مختصرة)
- سنن أبي داود
- إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل
- جامع الترمذي
- صحيح وضعيف سنن ابن ماجة
- سنن النسائي
- تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد
- التوسل أنواعه وأحكامه
- صحيح الترغيب والترهيب
- ضعيف الترغيب والترهيب
- الجامع الصغير وزيادته
- مشكاة المصابيح
- الأدب المفرد
- ظلال الجنة في تخريج السنة
- صفة صلاة النبي
- حكم تارك الصلاة
- الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب
- تخريج الطحاوية
- حجة النبي كما رواها عنه جابر
- تمام المنة في التعليق على فقه السنة
- آداب الزفاف في السنة المطهرة
- أحكام الجنائز وبدعها
- جلباب المرأة المسلمة
- رسالة قيام رمضان
- مختصر العلو للعلي الغفار
- مناسك الحج والعمرة
- مختصر الشمائل المحمدية
- صحيح السيرة النبوية
- تحريم آلات الطرب
- المسح على الجوربين
- الكلم الطيب
- رياض الصالحين
للتحميل:
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/mawsat%20albani2.zip
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[01 - 05 - 07, 03:17 ص]ـ
شيء آخر قد يفيدك:
تزخر هذه الموسوعة باحتوائها على تخريجات الشيخ الألباني الدقيقة، وتحقيقاته العميقة، وأحكامه العلمية على الأحاديث النبوية؛ مستقاةً من الكتب المطبوعة للشيخ ـ رحمة الله عليه ـ. والبرنامج لا يمكِّن المستخدم ـ فقط ـ من الوقوف على متون الأحاديث، بل يسوق له الحكم عليها، مع التوثيق والإحالة إلى مصادر هذه الأحكام في مظانها من كتب الشيخ، إضافةً إلى ذكر الأرقام الخاصة للأحاديث، وصفحاتها.
للتحميل:
http://www.almeshkat.net/books/archive/books/aljni_aldani2.zip(16/275)
ما المعنى اللفظ في الحديث: خمسة عشر بين ليلة ويوم؟
ـ[بهزاد الطشقندي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 06:35 ص]ـ
السلام عليكم! إخواني, هناك في صحيح مسلم حديث:
عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ أَنَّ أَبَاهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحَ مَكَّةَ قَالَ فَأَقَمْنَا بِهَا خَمْسَ عَشْرَةَ (ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ)
و في رواية أحمد: خمسة عشر بين ليلو ويوم. وأظن أن رواة مسلم أحفظ من رواة أحمد.
ما المعنى اللفظ: خمسة عشر (ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ)؟ أنا إلى الآن لم أجد جوابي في كتب الشروح التي موجودة لدي.
جزاكم الله خيرا!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 07:51 ص]ـ
وعليكم السلام
يعني هذه الثلاثون بعضها أيام وبعضها ليالي، والمقصود باليوم النهار فقط؛ فيجتمع منها من الأيام الكاملة (المشتملة على نهار وليل) خمسة عشر.
كما في قوله تعالى: {سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام} فيجتمع من ذلك من الأيام الكاملة (سبعة ونصف)
والله أعلم
ـ[بهزاد الطشقندي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 06:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا(16/276)
كلكم راع
ـ[ماجد الخير]ــــــــ[26 - 04 - 07, 05:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال النبي صلى الله عليه وسلم (كلكم راع ..... )
ارجو من الإخوة الكرام ان يقدموا لي شرحا ً لمفردات الحديث ومسائل الحديث وذكر نبذة عن الصحابي عبد الله بن عمرو
وأرجو أن يكون على هيئة الشكل التالي:
1/ الراوي لهذا الحديث
2/ شرح مفردات الحديث
3/ ومسائل الحديث
ـ[ماجد الخير]ــــــــ[27 - 04 - 07, 06:25 م]ـ
ـ ارجو من الأخوة الكرام شرح هذا الحديث ةجواكم الله خيرا(16/277)
إشكال في استنكار أحمد لحديث عند مالك عن الطواف لمن جمع الحج والعمرة
ـ[أبوصالح]ــــــــ[27 - 04 - 07, 04:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إشكال في استنكار أحمد لحديث عند مالك عن الطواف لمن جمع الحج والعمرة.
بارك الله فيكم ..
في شرح علل الترمذي لابن رجب:
وكذا قال أحمد في حديث مالك عن الزهري عند عروة عن عائشة: ((إن الذين جمعوا الحج والعمرة طافوا حين قدموا لعمرتهم، وطافوا لحجهم حين رجعوا من منى))، قال ((لم يقل هذا أحد إلا مالك، وقال: ما أظن مالكاً إلا غلط فيه، ولم يجيء به أحدٌ غيره)) وقال مرة: ((لم يروه إلا مالكٌ، ومالكٌ ثقة)).
ولعل أحمد إنما استنكره لمخالفته الأحاديث في أن القارن يطوف طوافاً واحداً. ا.هـ
عدتُ إلى موطأ مالك فالنص يبدو أنه مشكل:
باب دخول الحائض
حدثني يحيى، عن مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع. فأهللنا بعمرة. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمرة، ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا "، قالت: فقدمت مكة وأنا حائض. فلم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة. فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: " انقضي رأسك وامتشطي وأهلي بالحج ودعي العمرة "، قالت: ففعلت. فلما قضينا الحج، أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق إلى التنعيم، فاعتمرت. فقال: " هذا مكان عمرتك "، فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة ثم حلوا منها. ثم طافوا طوافا آخر. بعد أن رجعوا من منى لحجهم، وأما الذين كانوا أهلوا بالحج أو جمعوا الحج والعمرة، فإنما طافوا طوافا واحدا وحدثني عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة بمثل ذلك. ا.هـ
النتيجة من موطأ مالك:
1/قول مالك أن حديث عبدالرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة مثل حديث ابن شهاب عن عروة عن عائشة .. وهذا لا إشكال لعبارة (مثل ذلك).
2/ وهو موطن الإشكال:
أ/ ((وأما الذين كانوا أهلوا بالحج أو جمعوا الحج والعمرة، فإنما طافوا طوافا واحدا)) طافوا طوافاً واحداً .. وهذا من موطأ مالك.
ب/ ونص أحمد كما ينقله ابن رجب: ((إن الذين جمعوا الحج والعمرة طافوا حين قدموا لعمرتهم، وطافوا لحجهم حين رجعوا من منى)) أنه طوافيَن ... !.
3/ النتيجة التي ينبني عليها تعليل أحمد: أن القارن يطوف طوافاً واحداً ..
وهو بالفعل نص الحديث الذي أسنده مالك في الموطأ.
فلا يظهر لي وجه تعليل الإمام أحمد ..
بحثتُ في سؤالات أحمد التي بين يدي (الأثرم + عبدالله) لأحرر مورد نص أحمد ما وقفت على شيء.
الخلاصة:
كيف توجّه كلام الإمام أحمد ((لم يقل هذا أحد إلا مالك، وقال: ما أظن مالكاً إلا غلط فيه، ولم يجيء به أحدٌ غيره)) .. ؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[27 - 04 - 07, 04:52 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعل في هذا الرابط ما يفيدك أخي أبا صالح وفقك الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=46353&highlight=%E6%C7%CD%CF
ـ[أبوصالح]ــــــــ[05 - 05 - 07, 10:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي العزيز خالد الفقيه ونفع الله بك
احتفظت بالرابط وسااقراه بتامل وفقك الله(16/278)
موقع يعلن الحرب على السنة النبوية
ـ[أبو عبد الله الجزائري]ــــــــ[27 - 04 - 07, 08:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني لقد ظهر موقع على الشبكة باسم "موقع أهل القرآن" يشرف عليه وللآسف أحد الدكاترة المتخرجين من الأزهر (اسمه أحمد صبحي منصور -لا بارك الله فيه) همه الوحيد القدح في السنة والحديث والقدح في الرواة من الصحابة وغيرهم وبه العشرات من البحوث والمقالات في هذا الصدد وإن من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان يشعر بالأسى والحزن لما آلت إليه الأمة حتى تصدى هؤلاء المخنثون فكريا للقدح في سنة سيد المرسلين بحجة الدفاع عن الدين ووضع القرآن الكريم في مكانته التي تليق به وكأن السنة أخذت مكانته واستولت عليه.
والمطلوب يا إخوان أن نجد حلا لمثل هذه الدعوات سواء بكتابة البحوث والمقالات أو حتى الأطروحات في رد الشبه التي يتلقفها هؤلاء لإضعاف أعتقاد عامة المسلمين في سنة نبيهم ورغم وجود بعض الكتب إلا أن حجم النشاط المبذول من هؤلاء الضلال يقتضي بذل نشاط أكبر من أهل السنة والحديث لدحض باطلهم والقضاء على هؤلاء المارقين والزنادقة المعاصرين.
والله إنها لمسؤولية الجميع والله تعالى سوف يسألنا يوم القيامة مذا فعلنا لنصرة سنة النبي صلى الله عليه وسلم
فهل من مجيب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أبو عبد الله الجزائري
ـ[البتيري]ــــــــ[27 - 04 - 07, 12:41 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي على غيرتك على سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى صحابته الكرام رضوان الله عليهم ....
اود ان افهم ما نوع العقيدة التي تدرس في الازهر،
ولماذا هذه الهجمة التي يشنها بعض خريجي الازهر بل وبعض اساتذته على السنة والصحابة وعلم الحديث خصوصا ..
..
ـ[أبو علي التونسي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 09:36 م]ـ
بارك الله فيك على هذا التنبيه ونرجو أن لا يبخل أهل العلم بالدفاع عن السنة
ـ[أبو عبد الله المكي]ــــــــ[28 - 04 - 07, 01:56 ص]ـ
إخواني الكرام:
لا يعتبر هذا الدعي من أهل الأزهر صانه الله
وإليكم هذا الرابط في بيان حقيقة المدعو: أحمد صبحي منصور
http://eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3730
والحمد لله قد تعلمت في الأزهر العقيدة الصحيحة على بعض علمائها داخل الجامعة وتعلمت الرد على الأشاعرة وغيرهم من المبتدعة نصرة لمذهب السلف الصالح
لكن ليس هذا بمنهج عام بين الأزهريين لكنه على حسب الشيخ ومذهبه.
وأسأل الله أن يرد للأزهر زهرته وأن يجعلنا من أهل القرآن حقا وممن يذود عن السنة النبوية صدقا
وجزاكم الله خيرا
ـ[شتا العربي]ــــــــ[28 - 04 - 07, 04:23 ص]ـ
باستخدام (بحث) وجدت لك هذه الروابط:
هكذا صنع اليهود أحمد صبحي منصور
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3729
أحمد صبحي منصور ونظرية المؤامرة
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3804
لِكُلّ مُسَيْلِمَةٍ سَجَاحٌ: كلمة عن أحمد صبحي منصور
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4164
قاصمة الظهر وواصمة الدهر! (مع كتاب "القرآن وكفى" لأحمد صبحى منصور)
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3631
وموضوعات أخرى كثيرة تجدها هنا
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3731
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3730
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3710
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3659
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3661
http://www.eltwhed.com/vb/forumdisplay.php?f=30&page=5&order=desc
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3732
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4090
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3722
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4389
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3721
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4362
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=4717
ويا أخي الكريم الشبكة ممتلئة بالكفر والإلحاد والشبهات فلا تخرج من المواقع المأمونة ولا تدخل مثل هذه المواقع المفسدة الفاسدة ثم تأتي تصرخ غيرة فأنت بهذا تعمل لهم إعلانا مجانيا بغير قصد بارك الله فيك
ـ[أبو عبد الله الجزائري]ــــــــ[28 - 04 - 07, 06:46 ص]ـ
(ويا أخي الكريم الشبكة ممتلئة بالكفر والإلحاد والشبهات فلا تخرج من المواقع المأمونة ولا تدخل مثل هذه المواقع المفسدة الفاسدة ثم تأتي تصرخ غيرة فأنت بهذا تعمل لهم إعلانا مجانيا بغير قصد بارك الله فيك)
السلام عليكم
يا أخي الكريم لو قرأت ما كتبت لرأيت أنني أردت تنبيه إخواني إلى ما يحاك ضد السنة لعل من لديه علم يكتب في الرد على الشبه المعروضة فإنه ليس كل من يقرأ في الإنترنت يحمل ما يكفيه من العلم لرد هذه الشبه وهذه السموم تصل إلى كل الناس وليس فقط في المواقع المسمومة كما تفضلت وأنت تعلم جيدا ما أقصد فكم من الكتب الضالة وضعت في هذا الملتقى من جماعة التكفير وحملها بعضعهم وكان الأولى أن تستعمل شدتك وفضاضة الألفاظ ضد هؤلاء وليس ضد إخوانك أعيدك بالله من أن تكون من يفسر النيات أو من يدعي علم مكنونات الصدور.
¥(16/279)
ـ[أبو طلحة الرباطي]ــــــــ[28 - 04 - 07, 06:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الإخوة على هذه الغيرة على الإسلام، ولكن أريد أن أذكر بشيء وهو أن مثل هؤلاء التوافه لا يستحقون حتى الذكر، فنقالاته تدل على جهل فضيع يستحيل أن يصدر من طالب علم مبتدئ فضلا عن شخص يحمل درجة (دكتور)، مما يدل على أن الرجل إما مستهتر يريد الشهرة بأي سبيل كانت، ولو كانت على نمط ذلك الأعرابي الذي بال في بئر زمزم، فلما سئل عن سبب ذلك، أجاب بأنه فعل ذلك حتى يذكره التاريخ. وإما أنه إنسان مصنوع ومأجور ليؤدي دورا مهما في صرف جهود المخلصين إلى تفاهاته. وأمثال هذا كثير، فقد ظهر من قبل سلمان رشدي، وتسليمة نسرين في بنغلاديش، ونصر حامد أبو زيد في مصر، ومصطفى بوهندي هنا في المغرب، وغيرهم كثير، وصدق الشاعر حين قال:
ولو أن كل كلب عوى ألقمته حجرا لأصبح الصخر مثقالا بدينار
فالأولى تجاهل هؤلاء الناس، فأبلغ رد عليهم هو تجاهلهم، ودع الكلاب تنبح، ولتواصل القفالة سيرها، والسلام(16/280)
الليث بن سُليم في التفسير
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 04:20 م]ـ
سُئل الشيخ عبدالعزيز الطريفي حفظه الله عن روايه ليث بن سُليم في التفسير:
الليث بن سُليم اتفق الإئمة على ضعفه حكى الاتفاق النووي وغيره و لا أعلم أحد وثقه، لكنه صاحب ديانه ولا يتعمد الكذب لكنه في الحفظ ضعيف ويروي من حفظه، أما التفسير فلم يحفظه انما لديه كتاب فهو لم يحفظه حتى يقال له يحدث من حفظه وانما يرويه روايه لهذا قيل بصحة مروي ليث بن سُليم عن مجاهد بن جبر من قوله او عن عبدالله بن عباس في التفسير وهذا يُستثنى. أ, هـ.
فائدة أحببت ان يستفيد اهل الملتقى منها.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[ابن السائح]ــــــــ[27 - 04 - 07, 05:29 م]ـ
اتفق الإئمة على ضعفه حكى الاتفاق النووي وغيره و لا أعلم أحد وثقه
أما التفسير فلم يحفظه انما لديه كتاب
جزاكما الله خيرا
كادوا أن يتفقوا على ضعفه
لكن روى أبو داود عن ابن معين أنه قال: لابأس به وعامة شيوخه لا يعرفون
وذكر البرقاني أن الدارقطني قال: صاحب سنة يُخرَّج عنه إنما أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاوس ومجاهد حسبُ!
هذا ولا أشك البتة أن ليث بن أبي سليم ضعيف غير حافظ ولا ضابط ولا متقن
وراجع تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع ص91
وأرجو نقل الدليل على أنه لا يحدّث بالتفسير إلا من كتاب
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 08:28 م]ـ
وأرجو نقل الدليل على أنه لا يحدّث بالتفسير إلا من كتاب
قال الشيخ الطريفي حفظه الله تعالى:
قاله ابن حبان في رواة الأمصار.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 04 - 07, 05:16 ص]ـ
حتى وإن كان ابن حبان قد قاله، فله أقوال يطلقها من غير تحقيق ... والناظر يجد بعض روايات ليث عن مجاهد تخالف روايات ابن أبي نجيح. كم نسبة هذه المخالفة؟ الله أعلم فالأمر يحتاج إلى دراسة كاملة تصلح لأن تكون رسالة ماجستير
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[28 - 04 - 07, 04:14 م]ـ
الشيخ الأمين وابن السائح جزاكما الله خيراً.
سألت احدى المشائخ من اهل الحديث عن ابن حبان وكتابه قال (هو وكتابه ضعيف) ولم أستفصل منه عن السبب؟؟؟
والسؤال هل ابن حبان ضعيف ام متساهل؟ وكتابه هذا؟
للمناقشة للمشائخ وطلبة العلم في الملتقى.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[28 - 04 - 07, 04:43 م]ـ
ابن حبان ثقة في النقل لكن لعل الشيخ يقصد قلة التحقيق عند ابن حبان بمعنى أنه يتسرع قليلا في اطلاق بعض الاحكام
ـ[ابن السائح]ــــــــ[28 - 04 - 07, 06:50 م]ـ
سألت احدى المشائخ من اهل الحديث عن ابن حبان وكتابه قال (هو وكتابه ضعيف) ولم أستفصل منه عن السبب؟؟؟
والسؤال هل ابن حبان ضعيف ام متساهل؟ وكتابه هذا؟
للمناقشة للمشائخ وطلبة العلم في الملتقى.
الظاهر أنه يقصد أن كتاب مشاهير علماء الأمصار غير محرر تحريرا دقيقا
ففيه إطلاقات غير سديدة
وفيه حكمٌ على بعض الضعفاء بالإتقان
ومخالفات لِما جرى عليه الأئمة النقاد
أما ابن حبان فثبت متقن
لكن كتاب المشاهير غير محرر
على أن المستعرب (المستشرق!) الذي نشر كتاب (المشاهير!) ألقى كلمة في دمشق أعلن فيها أن المطبوع منه مختصر وأن الأصل لم يُوقف عليه بعدُ
وهنا سؤال
من وقف على نقل عن كتاب المشاهير في كتاب من الكتب المصنفة في القرون الخالية؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 05 - 07, 09:58 ص]ـ
من وقف على نقل عن كتاب المشاهير في كتاب من الكتب المصنفة في القرون الخالية؟
سؤال مهم للغاية
ـ[ابن السائح]ــــــــ[10 - 05 - 07, 01:11 م]ـ
الظاهر أن بعضهم نقل عنه
وكثير من المصادر ليست في متناول يدي
فمن كان راغبا في البحث فليوازن بين ما في مختصر طبقات علماء الحديث 1/ 315 والمشاهير ص140 مثلا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[11 - 05 - 07, 04:28 ص]ـ
لا زلنا نطمع أن يحرر أهل الفن في الصناعة الحديثية منزلة تفسير ليث بن أبي سُليم. مشكورين.
ـ[مجاهد الحسين]ــــــــ[02 - 07 - 07, 09:09 ص]ـ
الأكثرون على ضعفه مطلقاً ...
ولم أسمع من صحح له في روايته عن مجاهد في التفسير خاصة إلا الشيخ الفاضل عبد العزيز الطريفي حفظه الله.
ونقل هذا عن ابن حبان في (الثقات) و (مشاهير علماء الأمصار) ...
وهو غالباً يذكر هذا التوثيق النسبي لليث ...
ونص عليه في محاضرة (الغناء في الميزان)
وقال (ومن ضعّفه في هذا لا يعرف مناهج الأئمة النقاد)!
وقد سألته عن ليث قبل أن أسمع المحاضرة، فأجابني بنفس الجواب ...
على أنه قد ضعفه حتى في التفسير عن مجاهد جمعٌ، منهم الشيخ الفيروائي في تحقيقه لكتاب الزهد لوكيع (رسالة علمية).
الأخ محمد الأمين:
قلتَ ـ بارك الله فيك ـ: أن لليث مخالفات لابن أبي نجيح ...
هل المخالفات له عن مجاهد في التفسير خاصة؟ وهل لك أن تتحفنا بأمثلة على ذلك،،
فشيخنا ـ خفظه الله ـ يصحح له عن مجاهد في التفسير خاصة ..
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[16 - 07 - 07, 09:42 م]ـ
الأخ محمد الأمين
أين رأيت مخالفات ليث بن أبي سليم لإبن أبي نجيح؟
نعم أنا أيضا أتذكر أنه كان يخالفه أحيانا، لكن لا يحضرني الآن مثال لذلك
لكن بعد البحث السريع رأيت أنه يوافق كثيرا ابن أبي نجيح وغيره ممن روى عنه في التفسير كإبن جريج
في انتظار ردك
¥(16/281)
ـ[الكاتب عبدالله]ــــــــ[17 - 07 - 07, 03:21 ص]ـ
تتبعت كثيرا من مرويات ليث بن أبي سُليم عن مجاهد، فوقفت فيها على مناكير.
وماذا يمكن أن نقول عن هذا التقييد المنقول عن ابن حبان في مقابلة اتفاق أهل العلم على ضعفه؟!
ـ[أبوحنين المدني]ــــــــ[31 - 07 - 07, 06:08 ص]ـ
السلام عليكم
اطلاق لفظ متساهل على الإطلاق فيه نظر فهذه رساله لشيخ الممحدث سليمان العلوان يبن منهج ابن حبان في بعض كتبه
منهج الإمام أبي حاتم محمد بن حبان البستي في بعض كتبه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فقد اشتهر عند كثير من علماء عصرنا أن ابن حيان متساهل في التصحيح يوثق ما يضعفه العلماء ويصحح ما يرغب عنه أهل التحقيق حتى أدى ذلك إلى عدم الاعتماد على آرائه وأقواله، وهذا حيد عن الصواب ورغوب عن التحقيق. ولذا سنتكلم عن كتبه الثلاثة على وجه الاختصار:
1/ الصحيح 2/ المجروحين 3/ الثقات
إنصافاً لهذا الإمام وإيضاحاً لبعض طلاب العلم من أهل هذا العصر الذين يطلقون الكلام على عواهنه دون رجوع إلى كلام المتقدمين إنما غالب اعتمادهم على الذهبي وابن حجر وهما من المتأخرين مع أنهما لم يتفوها بكثير من كلام المعاصرين.
1/ كتابه الصحيح:
أما الصحيح فقد حصل لنا استقراء وقراءة لكتابه وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1ـ الصحيح الذي يوافقه عليه جمهور أهل العلم، وهذا ولله الحمد هو الغالب على كتابه، يعرف ذلك من قرأه وأمعن النظر فيه.
2ـ مما تنازع العلماء فيه وأورده ـ رحمه الله ـ في صحيحه، فهذا لا عتب عليه فيه، لأنه إمام له مكانته العلمية يعدل ويجرح وينتقد كغيره من العلماء. ومن هؤلاء ممن خرج لهم في صحيحه ممن تنازع العلماء فيهم: محمد بن إسحاق، ومحمد بن عجلان، والعلا بن عبد الرحمن، والمطلب بن حنطب وغيرهم. وهؤلاء فيهم أن أحاديثهم لا تنزل عن مرتبة الحسن، مع العلم أن مسلماً قد أخرج في صحيحه لمحمد بن عجلان وابن إسحاق (1) ( http://66.7.198.8/~ahl/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=634134#_ftn1)
3 ـ أن يكون ـ رحمه الله ـ قد وهم فيه كتخرجه لسعيد بن سماك بن حرب، فإنه قد روى عن أبيه عن جابر بن سمرة: (أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقرأ ليلة الجمعة في صلاة المغرب، بقل يا أ] ها الكافرون، وقل هو الله أحد) وهذا حديث متروك، سعيد بن سماك قال عنه أبو حاتم: متروك الحديث. ولكن هذا لا يدل على أن ابن حبان متساهل لأنه بشر يخطئ ويصيب والعبرة بكثرة الصواب وهو كثير كما قدمنا قال الشاعر:
……………… كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه
وقد انتقد شئ كثير على البخاري ومسلم في توثيقهم لبعض الضعفاء ومن ذلك:
(إسماعيل بن أبي أويس) (1) ( http://66.7.198.8/~ahl/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=634134#_ftn2) أخرج له البخاري في الأصول، وهو ضعيف الحديث على القول الصحيح، ومع ذلك من أمعن في كتب الرجال كتهذيب الكمال وتهذيب التهذيب والجرح والتعديل لابن أبي حاتم وغيرها ولم يعتمد على المختصرات والله الهادي إلى سواء السبيل.
2/ كتاب المجروحين:
هذا كتاب عظيم فرد في بابه، حتى قال جماعة من العلماء: (كل رجل يزثقه ابن حبان فعض عليه بالنواجذ، وأما يضعفه فتوقف عليه) فهذا يفيد أهمية توثيق ابن حبان ـ رحمه الله ـ
ورماه الحافظان الذهبي وابن حجر: بالتشديد في نقد الرجال.
ومما يدلنا على ذلك أنه تكلم في عارم محمد بن الفضل السدوسي مع أنه إمام ثقة أخرج له السبعة.
وقال في كثير بن عبدالله بن عمر بن عوف المزني: منكر الحديث يروي عن أبيه عن جده ((نسخة موضوعة، لا يحل ذجرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب ومع ذلك فقد صحح الترمذي حديثه: (الصلح جائز بين المسلمين)، فالترمذي إذا متساهل على هذا عند أهل عصرنا وقد فعلوا وما ذخروا.
3/ كتاب الثقات:
وقد حصل لنا إستقراء للكتاب، وأنه على أقسام:
1ـ أن يوثق من ضعفه بنفسه في كتابه المجروحين، فله حالتان:
ـ أن يكون تغير اجتهاده، إحساناً للظن في أئمة الإسلام.
ـ أن يكون قد وهم فيه، ومن الذي يسلم من الوهم ويعرى من الخطأ.
¥(16/282)
ولقد وقفت على كتاب لبعض من يتصدى للتصحيح والتضعيف من أهل عصرنا ممن يلمز ابن حبان ولا يعتد في تصحيحه فوجدت في كتابه خمسين خطأ له، فلو كان كل عالم يخطئ تطرح أقواله لكان هذا أولى بالطرح.
2ـ أن يوثقه ابن حبان ويضعفه غيره فهذا سبيله سبيل الإجتهاد، وهناك جماعة وثقهم أحمد وضعفهم البخاري فهل يقول عاقل أن أحمد متساهل.
وهناك جماعة وثقهم ابن معين وابن المديني وضعفهم غيرهم فهل يقول أحد بأنهما متساهلان.
ولو فتحنا هذا الباب ورمي أئمة الحديث بالتساهل مع بذلهم وجهدهم وتعبهم، لفتحنا باباً عظيماً للتجرأ على هداة الإسلام والعلماء الأعلام.
3ـ أن لا يروي عن الراوي إلا راو واحد (1) ( http://66.7.198.8/~ahl/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=634134#_ftn3) ولا يأتي بما ينكر عليه من حديثه، فابن حبان يرى أنه
ثقة لأن المسلمين كلهم عدول لذلك أودع من هذه صفته في كتابه الثقات.
وهذا اجتهاد منه، خالفه فيه الجمهور، ولكن قوله هذا ليس بحد ذاك من الضعف، بل في قوله هذا قوة خصوصاً في التابعين بل إن ابن القيم ـ رحمه الله ـ قال: (المجهول إذا عدله الراوي عنه الثقة ثبتت عدالته وإن كان واحداً على أصح القولين) (2) ( http://66.7.198.8/~ahl/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=634134#_ftn4)
وأكثر المعاصرين شنع عليه من جهة هذه المسألة فقط، فلا يكاد يمر ذكر ابن حبان في كتبهم إلا ويوصف بأنه من المتساهلين في التصحيح فلا يعتمد عليه والأولى على منهجهم تقييد تساهله في هذه المسألة لا أنه يعمم وتهضم مكانة الرجل العلمية حتى جر ذلك إلى طرح قراءة كتبه، وخاض في ذلك من يحسن ومن لا يحسن دون بحث وتروي.
4ـ أن يروي عن الراوي اثنان فصاعداً ولا يأتي بما ينكر من حديثه فيخرج له ابن حبان في ثقاته وهذا لا عتب عليه فيه لأنه هو الصواب.
مع العلم أن العلماء اختلفوا في ذلك على أقوال:
1 - القبول مطلقاً (وهو الراجح). 2 - الرد مطلقاً. 3 - التفصيل.
والصواب الأول بشرط أن لا يأتي بما ينكر عليه.
ورجحناه لوجوه:
1ـ أن رواية اثنين فصاعداً تنفي الجهالة على القول الصحيح وقد نص على ذلك ابن القيم (3) ( http://66.7.198.8/~ahl/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=634134#_ftn5)
2 ـ أنه لم يأتي بما ينكر من حديثه فلا داعي لطرح حديثه بل طرح حديثه في هذه الحالة تحكم بغير دليل.
3ـ أن الإمامين الجليلين الجهبذين الخريتين البخاري ومسلماً قد خرجا في صحيحهما لمن كانت هذه صفته (1) ( http://66.7.198.8/~ahl/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=634134#_ftn6) مثاله:
ـ (جعفر بن أبي ثور) الراوي عن جابر بن سمرة: (الوضوء من أكل لحوم الإبل) هذا الحديث أخرجه مسلم وتلقته الأمة بالقبول حتى قال ابن خزيمة: لا أعلم خلافاً بين العلماء في قبوله.
مع أن فيه جعفر بن أبي ثور لم يوثقه أحد إلا ابن حبان، ولكنه لكا لم يأتي بما ينكر من حديثه
وروى عنه اثنان فصاعداً قبل العلماء حديثه، وممن روى عنه: عثمان بن عبدالله بن موهب وأشعث بن أبي الشعثاء وسماك بن حرب.
(أبو سعيد مولى عبدالله بن عامر بن كريز) الراوي عن أبي هريرة حديث: (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا … .. الحديث في مسلم).
أبو سعيد أخرج له مسلم في صحيحه مع العلم أنه لم يوثقه إلا ابن حبان ولكنه لم يرو عنه إلا الثقات ولم يأت بما ينكر.
احتمل العلماء حديثه وقد روى عنه داود بن قيس والعلاء بن عبدالرحمن ومحمد بن عجلان وغيرهم.
وفي الصحيحين من هذا الضرب شئ كثير جداً.
حتى قال الذهبي في ترجمة مالك بن الخير الزيادي: ((قال ابن القطان: هو ممن لم تثبت عدالته.
قال الذهبي: يريد أنه ما نص أحد على أنه ثقة.
وفي رواة الصحيحين عدد كثير ما علمت أن أحداً نص على توثيقهم، والجمهور على أنه من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح)).
تمت والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
(1) ( http://66.7.198.8/~ahl/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=634134#_ftnref1) قال الحاكم: أخرج مسلم لمحمد بن عجلان (13) حديثاً كلها في الشواهد، (ميزان الاعتدال). أما ابن إسحاق فقد أخرج له مسلم خمسة أحاديث كلها أيضاً في الشواهد.
(1) ( http://66.7.198.8/~ahl/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=634134#_ftnref2) ومثله مصعب بن شيبة خرج له مسلم حديث عشر من الفطرة وهو ضعيف الحديث على القول الصحيح كما ذهب إليه أحمد وانظر (3/ 147) شرح مسلم.
(1) ( http://66.7.198.8/~ahl/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=634134#_ftnref3) بشرط أن يكون ثقة أما إن كان ضعيفاً فابن حبان لا يوثقه كما نص على ذلك ـ رحمه الله ـ في كتاب المجروحين في ترحمه (سعيد بن زياد الداري)).
(2) ( http://66.7.198.8/~ahl/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=634134#_ftnref4) ـ زاد المعاد ((5/ 456))
(3) ( http://66.7.198.8/~ahl/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=634134#_ftnref5) زاد المعاد ((5/ 38))، وذكره الإمام الدار قطني في سننه ((3/ 174)) عن أهل العلم.
(1) ( http://66.7.198.8/~ahl/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=634134#_ftnref6) وأيضاً مما يؤكد أن الراوي إّا روى عنه اثنان ولم يأت بما ينكر من حديثه أنه حجة (اتفاق الحديث على تصحيح حديث حميده بن عبيد بن رفاعة في حديث الهرة انظر عون المعبود ((1/ 140))
¥(16/283)
ـ[أم الاء]ــــــــ[31 - 07 - 07, 11:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال د. مسفر الدميني رواية ليث بن أبي سليم للتفسير عن مجاهد , ولم يسمعه منه دليل على تدليسه , ولما كان ضعيفاً لاختلاطه فهو عندي في المرتبة الخامسة من مراتب المدلسين. والله أعلم.
التدليس في الحديث: ص 437 , ت 219.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 05:06 م]ـ
قرأت كتاب اسانيد التفسير للشيخ عبدالعزيز الطريفي ووجدت ما يتعلق بموضوعنا هذا، ونقلته لعله يثري البحث.
قال الشيخ:
ويقول يحيى بن سعيد: " تساهلوا في أخذ التفسير عن قوم لا يوثِّقونهم في الحديث - ثم ذكر ليثَ بن أبي سُلَيْم وجُوَيْبِرَ بن سعيدٍ والضَّحَّاك، ومحمد بن السائب. وقال: - هؤلاء لا يُحْمَدُ أمرُهم، ويكتب التفسيرُ عنهم". رواه الخطيب عنه في "الجامع".
والكتابة عنهم في التفسير تُحتمل؛ لأنهم قد اعتَنوا بذلك، فصاروا مِن أئمة التفسير، وكذلك مِن أئمة اللغة. يقول يحيى بن سعيد: " تساهلوا بالرواية عن بعض الضعفاء كليث بن أبي سُليم، وجُويبر، والضحاك، والكلبي وقال: " ولا يحمد مذهبك ويكتب عنهم التفسير "؛ لأنهم أئمة اختصوا بذلك.
ومن يطبق مناهج الأئمة النقاد في الأحكام على روايات التفسير قد أخطأ في ذلك، وقد اشتهر عند من لا عناية له من المتأخرين تطبيق تلك القواعد الحديثية التي نصَّ عليها العلماءُ فيما يسمى بعلوم الحديث ومصطلح الحديث على أسانيد التفسير، وهذا مخالف لمناهج الأئمة، وقد بلغ ببعضهم التشدد في هذا الباب، فردَّ مروياتِ كثيرٍ من المفسرين مطلقاً؛ كمرويات السُّدي إسماعيل بن عبد الرحمن، ومرويات محمد بن كعب، ومرويات ليث بن أبي سليم في روايته عن مجاهد بن جبر، وغيرها باعتبار أن الأسانيد ضعيفة، وهذا إفراط.
وينبغي أن يُعلم أن النقل والحكاية شيءٌ، والاعتماد شيء آخر، ولا يلزم من الأول الآخر.
تفسير مجاهد كتاب صحيح غير مسموع
وتفسير مجاهد بن جبر كتاب يرويه عنه القاسم بن أبي بَزَّة، وكل من يروي التفسير عن مجاهد هو من طريقه وكتابه، كما قال ابن حبان: (لم يسمع التفسير من مجاهد أحد غير القاسم بن أبي بزة، وأخذ الحكم وليث بن أبي سُليم وابن أبي نَجيح وابن جريج وابن عيينة من كتابه، ولم يسمعوا من مجاهد).
ومن الرواة عن مجاهد بن جبر:
- ليث بن أبي سُليم
وهو ضعيف بالاتِّفاق، لضعف حفظه، لكنه في التفسير يَروي من كتابٍ، كما قال ذلك ابن حبان - وقد تقدَّم قوله - وقال يحيى بن سعيد: " تساهلوا في أخذ التفسير عن قوم لا يوثقونهم في الحديث - ثم ذكر ليث بن أبي سُليم .. ".
وحديثه عنه محمول على الصحة؛ لأن ضعف ليثٍ من جهة حفظه وضبطه، وقد أخذ التفسير من كتاب القاسم. وكتابه صحيح، ولا أرى ما يوجب رَدَّه، وقد سَبَرْت حديثه عن مجاهد في التفسير، فلم أر ما ينفرد به مما يوجب رده، ولا ما يستنكر إلا شيئاً قليلاً، لا يضره مع كثرة حديثه، روى عنه تفسيره جماعة من الثقات وغيرهم منهم سفيان، وابن فضيل، وإسماعيل بن إبراهيم.
وعلق له البخاري في "صحيحه" في الطب عن مجاهد عن ابن عباس حديثاً مجزوماً به.
وما استُنْكِرَ من حديثه، فهو قليل، وبعضُه قد توبع عليه؛ من ذلك ما رواه عن مجاهد في تفسير قوله تعالى (مقاماً محموداً) قال: يُجلسه معه على عرشه؛ فقد تُوبع عليه، فقد أخرجه الخلال في السنة من طريق عبد الرحمن بن شريك، عن أبيه عن عطاء بن السائب، وليث بن أبي سليم، وجابر بن يزيد، كلهم عن مجاهد، به. أ، هـ
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[26 - 12 - 07, 08:46 ص]ـ
طالما أن رواية ليث هي كتاب القاسم بن أبي بزة، فمن الأولى أخذ هذه الرواية عن الثقات أمثال ابن أبي نجيح، أما ليث، فلا حاجة له مطلقاً لوجود من أوثق منه وقد نقل كتاب القاسم.(16/284)
توثيق ابن حبان
ـ[التشادى]ــــــــ[27 - 04 - 07, 07:43 م]ـ
توثيق ابن حبان
ـ[التشادى]ــــــــ[27 - 04 - 07, 07:45 م]ـ
حول توثيق ابن حبان للمجاهيل(16/285)
المساعدة فى ملخص لإرواء الغليل
ـ[احمد عوض الله]ــــــــ[28 - 04 - 07, 04:39 ص]ـ
هل من الممكن مساعدتى فى ايجاد ملخص بسيط
لكتاب ارواء الغليل للامام الالبانى
يحتوى على نبذة عن المؤلف
ومضمون الكتاب
وطريقة التاليف
ومميزات الكتاب وعيوبه
وجزاكم الله خيرا
احمد عوض الله
مصر(16/286)
بحث بعنوان تدوين الحديث النبوي الشريف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ا
ـ[دكتور محمود عيدان]ــــــــ[28 - 04 - 07, 09:50 ص]ـ
اخواني في الملتقى
اضع بين يديكم هذا البحث الذي كتبته حول الشبهات التي اثارها المبطلون حول تدوين الحديث
عسى ان ينتفع بها أخواني في الله
تدوين الحديث الشريف
على عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصحابته الكرام
شبهات وردود
بحث كتبه
الدكتور محمود عيدان أحمد
1426 2006
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإيمان وإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن موضوع تدوين أو كتابة الحديث الشريف على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الموضوعات التي تنوع النقل فيها بين المنع والإباحة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وكان لهذا التنوع في النقل أسبابه ومبرراته، غير أن هذه الأسباب والمبررات لم تكن بمعزل عن التأثير المباشر على مواقف الصحابة والتابعين من هذه المسألة، وربما وجد من يجد نفسه سعيدا وهو يتصيد في الماء العكر في هذه المواقف المتنوعة فرصة لبث سمومه، وصولا إلى التشكيك في السنة النبوية.
لذا رأيت من المفيد أن تبسط المسألة على فراش البحث، وأن ننظر بعمق إلى موقف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من مسألة تدوين الحديث،ثم ننظر في انعكاسات هذا الموقف النبوي الى مواقف الصحابة رضي الله عنهم ومن جاء بعدهم، وبعدها ننظر في موقف علماء الأمة من هذه النصوص المتعارضة، ونختم ذلك ببعض شبهات اولئك المشككين وتفنيدها بالحجة والبرهان ..... ومن الله التوفيق وهو الهادي الى سواء السبيل.
الباحث
تعريف التدوين:
التدوين لغة: مشتق من الديوان وهو مجمع الصحف، أو الكتاب، كما جاء في القاموس المحيط.
والتدوين على وزن تفعيل بمعنى جعل الشيء في الديوان
أما في الاصطلاح.فالتدوين يتحدد معناه بما أضيف إليه، فتدوين القرآن هو غير تدوين السنة،وهما غير تدوين العلوم الأخرى. وما يهم في هذه التوطئة هو تدوين القرآن والسنة. فنقول: إن كنا قد حملنا معنى الديوان على (مجمع الصحف) فالتدوين هو جمع الصحف المكتوبة بعضها الى البعض الآخر، وهو بهذا المعنى لم يتم في حياة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا بالنسبة الى القرآن ولا بالنسبة الى السنة النبوية المطهرة.وإن كنا حملنا معنى الديوان على (الكتاب) فالتدوين معناه الكتابة مطلقا، سواء أجمعت هذه المكتوبات في مصحف واحد أم بقيت مفرقة،وهو بهذا المعنى قد تم بالنسبة الى القران الكريم في حياة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بشكل نهائي لا غبار عليه، قال أبو الحارث المحاسبي (ت 243هـ) في كتاب فهم السنن كما نقله عنه الزركشي في البرهان:"كتابة القرآن لم تكن محدثة فإنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يأمر بكتابته ولكنه كان مفرقا في الرقاع والأكتاف والعسب "
وقال الإمام الطبري (ت 310هـ) ولم يكن القرآن جمع في شيء، وإن كان في الكرانيف والعسب"
المطلب الأول
موقف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من التدوين
لقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم مواقف مختلفة من قضية التدوين بحسب متعلق تلك القضية. فموقفه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من تدوين القران يختلف عن موقفه من تدوين السنة بصورة عامة، ثم إن موقفه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من تدوين السنة في العهد الأول لرسالة الإسلام يختلف عن موقفه في السنوات الأخيرة من عمره الشريف - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وهذا التباين يحتم علينا أن نتناول هذا الموقف النبوي بحسب المسألة التي ورد بها الحديث، وكما يأتي:
أولا: الموقف النبوي من القرآن الكريم:
¥(16/287)
وقف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - موقفا واضحا وبينا من تدوين القران الكريم، فلم يكتف - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بتوجيه عناية المسلمين الى القران الكريم دون السنة النبوية والإذن لهم بالكتابة من خلال الحديث الذي يرويه ابو سعيد ألخدري " لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن "، بل لم يكتف - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالأمر بتقييد القران بالكتابة بقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص " قيدوا العلم بالكتاب".
بل إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - باشر بنفسه الإشراف على عملية تدوين القران فقد اتخذ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جملة ممن يتقنون القراءة والكتابة كتابا للوحي يدونون القرآن عند نزوله بين يدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ اخرج الهيثمي في مجمع الزوائد عن عبدالله بن الزبير أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - استكتب عبد الله الأرقم ... واستكتب زيد بن ثابت ... وقد كتب له عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان،وعلي بن أبي طالب، والمغيرة بن شعبة، ومعاوية بن أبي سفيان وخالد بن سعيد بن العاص وغيرهم "، وكان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يتعهد هؤلاء الكتاب بالعناية والمتابعة فيحدد لهم المكان الذي يضعون فيه الآيات الجديدة التي دونوها في مجلسه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
أخرج ابن أبي داود في كتاب المصاحف قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لكتبة الوحي من أصحابه " ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وتنزل عليه الآيات فيقول ضعوا هذا في السورة التي فيها كذا وكذا ".
وثبت عن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قوله: " كنا عند رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نؤلف القران في الرقاع ".
وفوق ذلك كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يسمع من كتبة الوحي ما دونوه في مجلسه من اجل إصلاح ما يمكن أن يقع من سقط أو خلل، فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه انه قال."كنت اكتب الوحي لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته بحاء شديدة وعرق عرقا شديدا مثل الجمان ن ثم سري عنه، فكنت اخل عليه بقطعة الكتف أو كسرة فاكتب وهو يملي علي، فما افرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القران،حتى أقول لا امشي على رجلي أبدا فإذا فرغت قال اقرأ فاقرأ فان كان به سقط أقامه ثم اخرج به الى الناس ".
ثانيا: الموقف النبوي من تدوين لسنة:
اختلف النقل عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في أمر كتابة السنة النبوية، غير أننا نستطيع بصورة عامة أن نصنف الآثار الواردة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هذه المسألة الى طائفتين وهما:
أولا: الآثار التي تمنع أو تنهى عن تدوين السنة، وتأمر بمحو ما سبق تدوينه.
ثانيا: الآثار التي تبيح تدوين الحديث، أو تدعو الى تدوينه.
وسنعرض فيما يأتي من بحثنا الى ذكر طرف من هذه الآثار بقسميها محاولين الجمع بين هذه النصوص، ومستعرضين لأبرز أقوال العلماء في ذلك وبالله التوفيق.
المطلب الثاني
أولا:الآثار الدالة على منع كتابة الحديث
• عن أبي سعيد ألخدري رضي الله عنه أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " لا تكتبوا عني،ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".
• وعن أبي سعيد ألخدري أيضا قال: " جهدنا بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يأذن لنا بالكتاب فأبى".
• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " خرج علينا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ونحن نكتب الأحاديث، فقال: ما هذا الذي تكتبون؟ فقلنا أحاديث نسمعها منك، فقال كتاب غير كتاب الله؟ أتدرون ما ضل الأمم قبلكم إلا بما اكتتبوا من الكتب مع كتاب الله تعالى".
• عن عبد الله بن حنطب قال: " دخل زيد بن ثابت على معاوية، فسأله عن حديث فأمر أنسانا أن يكتبه، فقال له زيد إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمرنا أن لا نكتب شيئا فمحاه ".
¥(16/288)
• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " بلغ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن أناسا قد كتبوا حديثه، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما هذه الكتب التي بلغني إنكم تكتبون؟ إنما أنا بشر من كان عنده منها شيء فليأت به،فجمعناها فاحرقت فقلنا يارسول الله نتحدث عنك؟ قال: تحدثوا ولا حرج، ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار".
• واخرج الدارمي في سننه عن يحيى بن جعدة قال: " أتي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بكتف فيه كتاب، فقال كفا بقوم ضلالا أن يرغبوا عما جاء به نبيهم الى ما جاء به غير نبيهم، أو كتاب غير كتاب ربهم، فانزل الله تعالى (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (العنكبوت:51).
لا بد من الإشارة الى أن هذا الحديث الذي ساقه الدرامي ضمن الأحاديث التي ساقها للدلالة على عدم جواز كتابة الحديث الشريف ليس فيه دلالة على ذلك، وإنما الدلالة الواضحة في الحديث أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أتي بما ليس من سنته ولا مما نزل عليه من القران، بل مما كتبه بنو إسرائيل سواء كان من التوراة أو الإنجيل،أو مما كتب علماؤهم، بدلالة قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " كفى بقوم ضلالا أن يرغبوا عما جاء به نبيهم " وهو كتاب الله وسنة نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وفي قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " أو كتاب غير كتاب ربهم " إشارة الى التحريف الذي لحق كتب بني إسرائيل أو الى ما نقل عن علماء بني إسرائيل.
لعل هذه الأحاديث التي أوردناها هي ابرز ما يذكر في هذا الباب، وان كان هناك أحاديث أخرى في نفس المعنى، أعرضنا عن ذكرها لسببين:
الأول: أن القسم الأكبر منها يكاد يتطابق مع ما ذكرناه لفظا ومعنى، وإن اختلف طريق وروده عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
الثاني: إن بعضا منها لا يسلم أمام النقد العلمي مما يؤدي الى الحكم بضعفها الأمر الذي يجعلنا في غنى عنها لثبوت أصل المسألة بالأحاديث التي ذكرناها.
لكن يجب أن نعرف مسألة مهمة بعد هذه الأحاديث التي أوردناها؛ هي انه لا مجال لرد هذه الأحاديث، فان كان بالمكان أن نتكلم في الأثر الخامس المروي عن أبي هريرة بأنه مما انفرد بإخراجه الخطيب البغدادي في تقييد العلم، ولم يشاركه احد فيه، فان غيره من الأحاديث التي أوردناها ثابتة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا مجال للطعن فيها.
ثانيا: الآثار الدالة على إباحة الكتابة
مثلما نقل عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الأحاديث التي تدل صراحة على عدم الإذن في كتابة الحديث فقد ورد عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الأحاديث والنصوص التي مفادها الإذن بكتابة الحديث ما لا يمكن ردها هي الأخرى، وسنستعرض فيما يأتي ابرز الأحاديث الدالة على ذلك:
• عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: " كنت اكتب كل شيء اسمعه من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أريد حفظه، فنهتني قريش وقالوا: تكتب كل شيء سمعته من رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بشر يتكلم بالغضب والرضا، فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فأومأ بإصبعه الى فيه، وقال: اكتب فوالذي نفسي بيده لا يخرج منه إلا الحق ".
• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما فتح الله على رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - .... وذكر في الحديث أن رجلا من أهل اليمن طلب من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يكتبوا له خطبة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في ذلك اليوم، فاستأذنوا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في ذلك فقال: " اكتبوا لأبي شاه ".
• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن أنصاريا شكا الى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قلة حفظه فقال له النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:"استعن بيمينك"
¥(16/289)
• عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " قيدوا العلم بالكتاب ".
• عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال قلت لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: إنا نسمع منك أشياء افنكتبها؟ قال: " اكتبوا ولا حرج ".
• عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال في مرضه الذي توفي فيه: "
• ائتوني بكتاب اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا".
• ما ثبت من كتابة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الصدقات والديات والسنن لعمرو بن حزم رضي الله عنه.
• عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: بينما نحن جلوس حول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نكتب إذ سئل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أي المدينتين تفتح أولا قسطنطينية أو رومية؟ قال: " لا بل مدينة هرقل أولا".
• وعنه رضي الله عنه أنه أتى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فقال يا رسول الله إني أريد أن اروي من حديثك، فأردت أن استعين بكتاب يدي مع قلبي إن رأيت ذلك؟ فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إن كان حديثي ثم استعن بيدك مع قلبك ".
فهذه ابرز الأحاديث التي وردت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الإذن في الكتابة،وسنعرض لأقوال العلماء في توجيه التعارض الذي يبدو بين هذه الأحاديث وتلك التي نقلناها في المطلب السابق وبالله التوفيق.
ثالثا: موقف العلماء من أحاديث المنع والإباحة:
بعد أن رأينا أن الأحاديث المنقولة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مختلفة وتبدو متعارضة في مسألة السماح في تدوين الحديث النبوي أو عدم ذلك،كان لابد للعلماء من توجيه يجمعون به بين هذه الأحاديث،خاصة إذا علمنا أن لا سبيل لترجيح كفة على أخرى من حيث الثبوت، فكما أن أحاديث المنع عن الكتابة بمجموعها صحيحة وثابتة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا سبيل لردها، كذلك لا سبيل للكلام في ثبوت الأحاديث التي تأذن في الكتابة،لذا تعين البحث في الجمع بين هذه الأحاديث خارج دائرة ترجيح إحدى الكفتين على الأخرى، لذا تعددت تخريجات العلماء لدفع هذا التعارض، وهذا ما سنحاول التعرض له في الصفحات القادمة إن شاء الله.
• ذهب كثير من العلماء الى أن النهي الوارد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إنا كان في بداية الدعوة الإسلامية كي لا يختلط الحديث بكتاب الله تعالى، فلما زال هذا الاحتمال وامن اللبس أذن لهم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالكتابة من دون حمل ذلك على النسخ ولا تصريح به؛ يقول الإمام ابو سعيد السمعاني في أدب الإملاء والاستملاء بهذا الخصوص: " إن كراهة تدوين الحديث، إنما كانت في الابتداء، كي لا تختلط بكتاب الله،فلما وقع الأمن عن الاختلاط جاز كتابته ".
وممن ذهب الى هذا الرأي الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم فقال: " وقيل كان النهي أولا لما خيف اختلاطه بالقران،والإذن بعده لما امن من ذلك ".
ونقل صاحب عون المعبود عن الخطابي قوله في توجيه المسألة: " أن يكون النهي متقدما، وآخر الأمرين الإباحة ".
• ومن العلماء من صرح أن أحاديث الإباحة ناسخة لأحاديث المنع، حكي ذلك ابن حجر في الفتح فقال: " أو أن النهي متقدم والاذن ناسخ له". وقال السيوطي في الديباج:" هذا منسوخ بالأحاديث الواردة في الإذن بالكتابة، وكان النهي حين خيف اختلاطه بالقرآن، فلما امن ذلك إذن فيه".
• بينما ذهب فريق آخر من العلماء الى أن النهي خاص والإذن عام؛ " والنهي متعلق بمن يخشى منه الاتكال على الكتابة دون الحفظ، والإذن لمن أذن منه ذلك ". قال السمعاني في هذا الخصوص: " وكانوا يكرهون الكتاب أيضا لكي لا يعتمد العالم على الكتاب بل يحفظه". وقال النووي رحمه الله: " كان النهي لمن خيف اتكاله على الكتاب وتفريطه في الحفظ،مع تمكنه منه والإذن لمن لا يتمكن من الحفظ".
¥(16/290)
• وذهب فريق خامس من العلماء الى أن النهي متوجه الى منع الجمع بين القران والسنة في صحيفة واحدة، والإذن وارد في التفريق بينهما؛ حكا هذا القول الإمام ابن حجر في الفتح فقال: " النهي خاص بكتابة غير القرآن مع القران في شيء واحد والإذن في تفريقهما". وقال السيوطي:" وقيل النهي مخصوص بكتابة الحديث مع القران في صحيفة واحدة لئلا يختلط فيشتبه على القارئ". ونقل الشيخ عبد العظيم آبادي في شرحه لسنن أبي داود عن الشيخ علي القارئ ما يؤيد هذا المعنى بقوله: " فأما أن يكون نفس الكتاب محظورا فلا وقد أمر الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمته بالتبليغ وقال:"ليبلغ الشاهد الغائب". فان لم يقيدوا ما يبلغونه تعذر التبليغ، ولم يؤمن ذهاب العلم، وان يسقط أكثر الحديث،فلا يبلغ آخر القرون من الأمة ... فدل ذلك على جواز كتابة الحديث والله اعلم "، ويشهد لهذا الرأي ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه وغيره من الصحابة من الأمر بتجريد المصاحف وعدم إدخال شيء عليها؛ يقول الإمام الزيلعي: " عن ابن مسعود أنه قال "جردوا القرآن"ويروى" جردوا المصاحف" قلت:رواه ابن أبي شيبة في مصنفه في الصلاة، وفي فضائل القران، ... وفي مصنف عبد الرزاق "جردوا القران لا تلحقوا به ما ليس منه".
• وذهب بعض العلماء الى أن حديث أبي سعيد ألخدري لا يصح رفعه الى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإنما يصح موقوفا على أبي سعيد ألخدري وهو لاشك ابرز الأحاديث في المسألة المطروحة وبالتالي فالحديث الموقوف لا يقوى على معارضة الأحاديث التي ثبت رفعها الى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيكون الحكم لأحاديث الإذن وليس لأحاديث المنع؛ ذكر هذا الرأي الإمام ابن حجر وعزاه الى الإمام البخاري فقال:" ومنهم من أعل حديث أبي سعيد وصحح وقفه عليه، قاله البخاري وغيره".
ومنهم من قال إن النهي مختص بزمن نزول الوحي والتخصيص في الكتاب يدخل مرحلة الإذن بعد انقطاع الوحي،حكا هذا القول الإمام ابن حجر والمباركفوري، وهو بعيد لأن تخصيص النصوص لا يملكها احد بعد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والله اعلم
المطلب الثالث
موقف الصحابة رضي الله عنهم من التدوين:
اختلف الصحابة رضي الله عنهم في موقفهم من التدوين الى مجيز ومانع، وقد أنبنى موقفهم هذا على الاختلاف الوارد في النقل في هذه المسألة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، بل إن الإختلاف في المواقف من هذه المسألة وصل الى الصحابي الواحد، فكم من الصحابة المبرزين نقل عنهم ما يدل على إباحة التدوين، ونقل عنهم أنفسهم ما يفيد النهي عن التدوين، كما سنرى في الصفحات القادمة، فما سبب هذا التنوع في المواقف؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه بعد أن نستعرض طائفة من الآثار الدالة على حضر التدوين ثم طائفة من الآثار الدالة على منع التدوين،ونرى بعد ذلك لمن تكون كفة الترجيح؟.
أولا: الآثار المنقولة عن الصحابة رضي الله عنهم
في كراهة التدوين
نقلت عن الصحابة رضي الله عنهم مجموعة من الآثار تدل على كراهتهم لتدوين حديث الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - منها:
• عن أبي نضرة قال قلت لأبي سعيد:" ألا تكتبنا فانا لا نحفظ فقال: لا إنا لن نكتبكم،ولن نجعله قرآنا،ولكن أحفظوا عنا كما حفظنا نحن عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:.
• عن القاسم بن محمد قال قالت عائشة:جمع أبي الحديث عن رسول اله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،فكانت خمسمائة حديث، فبات ليلة يتقلب كثيرا،قالت فغمني،فقلت: تتقلب لشكوى أو لشيء بلغك؟،فلما أصبح قال أي بنية:هلمي الاحاديث التي عندك، فدعا بنار فاحرقها فقال خشيت أن أموت وهي عندك فيكون فيها أحاديث عن رجل ائتمنته ووثقت به ولم يكن قد حدثني، فأكون قد تقلدت ذلك".
¥(16/291)
• عن عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد أن يكتب السنن فاستشار أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،فأشاروا عليه أن يكتبها فطفق يتخير الله فيها شهرا، ثم أصبح يوما وقد عزم الله له فقال:"إني كنت أريد أن اكتب السنن،واني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا، فاكبوا عليها،وتركوا كتاب الله، واني والله لا البس شيئا بكتاب الله أبدا".
• عن جابر بن عبد الله بن يسار قال سمعت عليا يقول:"اعزم على كل من كان عنده كتاب الا رجع فمحاه، فإنما هلك الناس حيث يتبعون أحاديث علمائهم وتركوا كتاب ربهم ".
• عن الاوزاعي قال سمعت أبا كثير يقول سمعت أبا هريرة يقول: "لا يكتب ولا يكتب ".
• عن أبي بردة انه كان يكتب حديث أبيه فرآه ابو موسى (يعني الأشعري) فمحاه".
• واخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق ثلاثة أحاديث عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري تصرح بموقفه الرافض للتدوين نكتفي بذكر واحد منها: " عن أبي بردة كنت آتي أبي فكلما حدث بحديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فكتبته، فقمت فقال لي: أتكتب كل ما احدث به؟ فقلت نعم، فقال اذهب واتني بكتابك،فجئته به فدعا بطست فغسل ما فيها ".
• عن حصين بن مرة الهمداني قال جاء ابو مرة الكندي بكتاب من الشام فدفعه الى عبد الله بن مسعود، فنظر فيه، فدعا بطست، ثم دعا بماء فمرسه فيه وقال: إنما هلك من كان قبلكم بإتباعهم الكتب وتركهم كتاب ربهم".
• عن ابراهيم التيمي قال:بلغ ابن مسعود أن عند ناس كتابا يعجبون به فلم يزل بهم حتى أتوه به فمحاه ثم قال: "انما هلك أهل الكتاب قبلكم أنهم اقبلوا على كتب علمائهم وتركوا كتاب ربهم ".
• عن سعيد بن أبي الحسن قال: لم يكن احد من أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أكثر حديثا عنه من أبي هريرة رضي الله عنه،وان مروان بعثه على المدينة،وأراد حديثه، فقال ارو كما روينا،فلما أبى عليه تغفله فاقعد له كاتبا،فجعل ابو هريرة يحدث ويكتب الكاتب حتى استفرغ حديثه اجمع فقال مروان:تعلم أنا قد كتبنا حديثك اجمع؟ قال:أوقد فعلتم؟ وان تعطني تمحه قال فمحاه".
ثانيا: الآثار المنقولة عن الصحابة رضي الله عنهم
في إباحة التدوين
مثلما نقل عن الصحابة رضي اله عنهم من الآثار التي لا يمكن الطعن في ثبوتها بخصوص كراهتهم لتدوين الحديث، فقد نقل عنهم مثل ذلك من النصوص التي تبيح التدوين وهي من الكثرة والقوة الى الحد الذي لا يسمح بالحديث حول ثبوتها أو عدمه، فمن تلك الآثار:
• ماروي عن انس بن مالك من أن أبا بكر رضي الله عنه كتب لهم (أي انس وقومه) ان هذه فرائض الصدقة التي فرض رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - التي أمر الله عز وجل بها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فمن سئلها من المسلمين على وجهها فليعطها، ومن سئل فوق ذلك فلا يعطه ".
• عن عاصم الأحول عن أبي عثمان قال: جاءنا كتاب عمر بن الخطاب ونحن بأذربيجان:"يا عتبة بن فرقد إياكم والتنعم وزى أهل الشرك ولبوس الحرير،فان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نهانا عن لبوس الحرير وقال:إلا هكذا ورفع لنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إصبعيه ".
• عن عمرو بن سفيان انه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:"قيدوا العلم بالكتاب ".
• عن إبراهيم التميمي عن أبيه قال:خطبنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال:"من زعم إن عندنا شيئا نقرأه غير كتاب الله، وهذه الصحيفة، قال وصحيفة معلقة في قراب سيفه،فقد كذب،فيها أسنان الإبل وأشياء من الجراحات،وفيها قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - المدينة حرم ما بين عير الى ثور،فمن احدث فيها حدثا أو آوى محدثا،فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا".
• عن ربيعة قال: اخبرني ابن لسعد بن عبادة قال: وجدنا في كتاب سعد إن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قضى باليمين والشاهد".
¥(16/292)
• عن انس بن مالك قال حدثني محمود بن ربيع عن عتبان بن مالك قال قدمت المدينة فلقيت عتبان فقلت حديث بلغني عنك، قال أصابني في بصري بعض الشيء فبعثت الى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إني أحب أن تأتيني فتصلي في منزلي فاتخذه مصلى قال فأتى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومن شاء الله من أصحابه فدخل وهو يصلي في منزلي وأصحابه يتحدثون بينهم ثم اسندوا عظم ذلك وكبره الى مالك بن دخشم قالوا ودوا انه دعا عليه فهلك ودوا انه أصابه شر، فقضى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الصلاة،وقال:أليس يشهد أن لا اله إلا الله،واني رسول الله؟ قالوا انه يقول ذلك وما هو في قلبه،قال: لا يشهد احد أن لا اله إلا الله واني رسول الله فيدخل النار أو تطعمه،قال انس فأعجبني هذا الحديث فقلت لابني اكتبه فكتبه".
وإذا أنعمنا النظر في الروايات التي أوردنا فيما سبق يظهر لنا ما يأتي:
أولا: إن كثيرا ممن ورد عنهم النهي عن التدوين روي عنهم أنفسهم الإذن بكتابة الحديث، كابي بكر وعمر وعلي وأبي هريرة وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وأبي موسى الأشعري، رضي الله عنهم جميعا، كما يبدو ذلك واضحا من الروايات التي نقلناها.
ثانيا: إن الجمع بين هذه المنقولات المختلفة يجب أن يكون خارج منطقة القول بنسخ أحاديث الإذن لأحاديث المنع، لان القول بالنسخ يصادر حق العودة الى القول بكراهة الكتابة بعد وفاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذ لم يقل احد من العلماء إن لأي مسلم حق النسخ أو العودة الى المنسوخ سوى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ثالثا: إن حمل هذا الاختلاف في الموقف من التدوين على تغير العلم الحاصل لدى كل صحابي بمعنى أنهم تبنوا المنع لجهلهم بأحاديث الإذن ثم تبنوا الإذن لما علموا بترخيص النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أقول إن هذا بعيد لأنه لم يقم لواحد أو اثنين من الصحابة لنقول بإمكانية حمله على ذلك،وإنما وقع هذا الأمر لأكثر الصحابة الذين عرف لهم موقف من التدوين فما هو السبب الحقيقي وراء هذا التنوع في المواقف من هذه المسألة؟.
رابعا: إن السبب الذي نراه راجحا وراء هذا التنوع يمكن إجماله فيما يأتي:
1. إن الصحابة رضي الله عنهم لم يحملوا النهي الوارد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على الحرمة، إذ لو كان هذا ماثلا في أذهانهم لما تجرأ احد من الصحابة الى تدوين شيء من الحديث أو الإذن فيه، وهم من هم في إتباعهم للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإنما حملوا ذلك على الكراهة، أو التخصيص.
2. كذلك لم يحمل الصحابة تلك النصوص النبوية على النسخ، لاستمرار القول بكراهة التدوين عند كثير من الصحابة بعد وفاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،ومعلوم أن التمسك بالحكم المنسوخ يتنافى مع منهج الاقتداء المطلق برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
3. إن الصحابة فهموا أن كراهة التدوين مرتبطة بعلة وهدف؛ أما العلة فهي خشية اختلاطها بالقران، وأما الهدف فهو المحافظة على توقد الذهن وسعة الحفظ، فإذا زالت العلة وامن الاختلاط جاز القول بالتدوين، بالقدر الذي لا يكون سببا في الاتكال على الكتاب دون الحفظ، فأن جعل الكتاب وسيلة للحفظ وليس بديلا عنه قالوا به وإلا فلا، يشهد لنا قول ابن عون " رأيت حمادا يكتب بين يدي ابراهيم (النخعي) فقال له ابراهيم الم أنهك؟ قال: إنما هي إطراف". فكتابة
المطلب الرابع
الشبهات التي أثيرت حول تدوين الحديث ومناقشتها:
لقد اثار المبطلون كثيرا من الشبهات حول مسألة تدوين الحديث على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصحابته الكرام رضي الله عنهم، وقد جاءت هذه الشبهات في كثير من الأحيان تحمل عوارها بيدها وتدل على بطلانها بنفسها فكفتنا مئونة تفنيدها والرد عليها، وجاء بعضها الاخر وقد البس ثوب الحق من اجل تمريره على بسطاء الناس، فرأيت لزاما أن نستعرض هذه الشبهات ونحاكمها أمام المنطق والعقل السوي، وستكون طريقة عرضها اعتمادا على من تبناها وروج لها:
أولا شبهات الشيخ علي الكوراني والرد عليها:
¥(16/293)
أثار الشيخ علي الكوراني جملة من الشبهات حول تدوين الحديث، وموقف الصحابة رضي الله عنهم من ذلك في كتابه تدوين القران، وسنكتفي بذكر ابرز هذه الشبهات فيما يأتي:
1. الشبهة الأولى: حمل الكوراني في هذه الشبهة الأحاديث الواردة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الإذن والمنع من الكتابة على التناقض متناسيا كل ما يمكن أن يعتمد عليه من الوسائل المعتبرة في الجمع بين النصوص المتعارضة، وهو إنما حملها على التناقض من اجل الوصول الى مسالة خطيرة جدا لها مساس مباشر بعقيدة المسلمين، لان القول بالتناقض لا يخرج عن واحد من احتمالين: الأول: صحة الرواية بطرفيها عن النبي وهي متناقضة وهو لازم للكفر والعياذ بالله لان فيها اتهاما للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالتناقض في التبليغ عن الله.
والثاني: عدم صحة احد إطرافها وهو لازم لاتهام رواتها بالكذب، وهو ما يريد الكوراني أن يسوق القارئ إليه بصورة غير مباشرة، فاستمع إليه وهو يقول:"وقد عقد (أي الهيثمي) في مجمع الزوائد بابا باسم" باب كتابة العلم " وروى فيه روايات متناقضة في تحريم التدوين، وفي الحث علي التدوين".
2. الشبهة الثانية:محاولة خلط مفهوم التثبت بمفهوم المنع من انتشار السنة: بنا الكوراني هذه الشبهة على جملة من الأحاديث ساقها عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كحديث " ليحدث الحاضر منكم الغائب" وحديث" نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني، فرب حامل فقه غير فقيه،ورب حامل فقه الى من هو افقه منه ". فقال بعد أن أورد هذه الأحاديث وأمثالها:" من المعلوم لمن عرف أسلوب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولمح مقاصده الشريفة،أن هدفه .. أن تصل أحاديثه وما أوحاه الله إليه الى أوسع نطاق، الى الأمة والعالم،وان يحفظ العلماء والطلبة هذه الأحاديث ويلقوها على الناس،ويشرحوها، سواء كان ذلك بتحفيظها أو تكتيبها أو تدوينها .. فهل ينسجم ذلك مع سياسة تغييب السنة ومنع تدوين الحديث والعقوبة عليهما ". والكوراني إن كان هنا يعرض بما نقل عن سيدنا عمر من كراهة التدوين، فانه منقول كذلك عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كما أثبتنا ذلك في الصفحات السابقة. وان كان يعرض بذلك عما روي عنه من استشهاده على من يحدثه بحديث الرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بمن يشاركه في تلك الرواية عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فان ذلك محمول على تثبته وحرصه على الأمانة في نقل السنة المطهرة، ويكفي للرد على الكوراني إن أهل السنة المتهمين عنده بالسعي من اجل منع انتشار سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هم أنفسهم الذين رووا تلك الأحاديث التي تحث على التبليغ عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولو أرادوا أن يكتموا شيئا من حديثه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لكانت هذه الأحاديث أولى بالكتمان من غيرها لأنها تتقاطع مع منهجهم ألتكتمي ولأنها ستكون حجة في فم مخالفيهم.
3. الشبهة الثالثة: ادعاء الانتقائية في التدوين والرواية: يقول الشيخ علي الكوراني متحدثا عن النتائج التي برزت على الساحة الإسلامية من جراء السياسة العمرية المزعومة من منع التدوين والتحديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:"وكانت النتيجة أن روايات السنة التي ارتضتها السلطة، استثنيت من المنع،وأخذت طريقها الى الرواية، ثم الى التدوين ... وكانت النتيجة أن سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صارت سنتين، سنة مسموحة متبناة من الدولة،وترويجها في جماهير الأمة وعوامها ... وسنة ممنوعة ترويها المعارضة على خوف ووجل وتكذيب ومطاردة". ولست ادري أية سنة هذه التي ترويها المعارضة؟ هل هي الأحاديث الواردة في فضل علي رضي الله عنه وأهل بيته؟ إن كان يقصد ذلك،فلست ادري أين يذهب الكوراني بالأحاديث التي رواها أهل السنة بخصوص ذلك، ولو كلف نفسه الشيخ مئونة النظر في باب فضائل علي رضي الله عنه في كتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل فقط لوجد أن كلامه عار عن الصحة، وان أهل السنة نقلوا من الأحاديث في فضل علي وأهل بيته ما لم يرووه في حق أي صحابي آخر.
¥(16/294)
الشبهة الثالثة: ثم تحدث الكوراني محاولا إثارة شبهة أخرى مستعينا في تحقيق ذلك بالتدليس وخلط المفاهيم على بسطاء الناس محاولا أن يصور إن تدوين الحديث إذن فيه بعد مئة سنة بشرط اقتران الأحاديث المروية عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بما روي عن عمر رضي الله عنه فيقول:"وكانت النتيجة أن دولة عثمان وبني أمية بعد قرارات عمر وسياسته في منع الحديث والعقوبة عليه الى نهاية القرن الأول ... ثم أجازت تدوين الحديث المسموح به فقط للمسموح لهم فقط،وبشرط أن تدون أحاديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأحاديث عمر رضي الله عنه ".
فهو هنا يلمح بكتاب عمر بن عبد العزيز الى أبي بكر بن محمد عمرو بن حزم واليه على المدينة بخصوص تدوين الحديث،وسننقل الرواية من كتب الامامية أنفسهم ثم نرى كيف حاول الكوراني تحريف النص ثم تحميله ما لم يحتمل،يقول الميرزا ألنوري في مستدرك الوسائل:"فقد كتب الى عامله على المدينة لأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يأمره:إن انظر ما كان من حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،أو سنة ماضية، أو حديث عمرة،فاكتبه، فاني قد خفت دروس العلم وذهاب أهله".
فهو قد حرف لفظة (حديث عمرة) بعبارة (حديث عمر) من اجل التلبيس على الناس وسياقاتهم الى قناعات وتصورات بعيدة عن الواقع.
4. الشبهة الرابعة: ادعاء الانتقائية في الرواة المسموح لهم بالرواية:
ومن الشبه التي أثارها الكوراني حول مسألة تدوين الحديث وروايته،ادعاءه أن الدولة الاسلامية أذنت لعدد قليل جدا من الرواة برواية الحديث وتدوينه،ومنعت جماهير الصحابة عن ذلك فقال:"وكانت النتيجة أن كعب الأحبار وجماعته، وتميما الداري وجماعته، صدرت لهم إجازة رسمية بان يحدثوا الناس في مسجد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومساجد بلاد المسلمين بأحاديث اليهود والنصارى ... بينما أمثال علي باب مدينة العلم،وأبو ذر اصدق من عليها،وحذيفة بن اليمان،أمين سر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصاحب سره ممنوعون من الرواية ".
ولا ادري حقيقة الى أي درجة يؤمن الكوراني نفسه بهذا الكلام؟ وهو يعلم أن ما أخرجه اهل السنة عن حذيفة بن اليمان أكثر مما أخرجه عنه الشيعة الأمامية إذا ما استثنينا الأحاديث المختلقة التي الصقها به الوضاعون من الرافضة، ولا ادري بعد ذلك عن ماهية تلك الإجازة الرسمية التي صدرت من الدولة الاسلامية للترويج لعقائد اليهود والنصارى؟ إن هذا اتهام مباشر وخطير للأمة الاسلامية ممثلة بخلفائها وعلمائها بالنكوص عن الدين والانحدار الى هاوية الردة لان الذي يمنع حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ويسمح بحديث اليهود والنصارى لا يبقى من إسلامه شيء، ثم إن كان كلامه هذا صحيحا فمن الذي روى هذا الكم الهائل من أحاديث المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهم ممنوعون من الرواية.
والشيخ الكوراني في سبيل الوصول الى ما يريد لا ما نع لديه من ركوب الصعب والسهل على حد سواء، فهو لكي يظهر عليا رضي الله عن بمظهر الحريص على نقل السنة - وهو كذلك بلا شك – يسوق من الأحاديث ما لا تقوم به الحجة، غاضا نظره عما قال العلماء عن ذلك الحديث مع علمه بذلك، فاستمع إليه وهو يقول:"وقف على عليه السلام ضد سياسة منع الحديث،وكان يأمر من يطيعه بالتحديث والتدوين،ويروي لهم أحاديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالتحديث عنه وتدوين حديثه الشريف ... روي في كنز العمال ج1/ 262 (عن علي قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اكتبوا هذا العلم فأنكم تنتفعون به إما في دنياكم وإما في آخرتكم وان العلم لا يضيع صاحبه ". وحذف الشيخ الكوراني أو غض نظره عن تعقيب المحقق على هذا الحديث مباشرة في نفس الطبعة التي اعتمد عليها الشيخ وهو قوله" وفيه محمد بن محمد بن علي بن الأشعث كذبوه"، فالشيخ يبيح لنفسه أن ينقل من الأحاديث ما حكم العلماء عليه بالسقوط لا لشيء إلا لان هذا الحديث متفق مع القناعات التي يؤمن بها أو يريد إيصال الناس إليها، وإلا فان عليا رضي الله عن قد نقل عنه ما يخالف هذا الموقف تماما وهو الدعوة الى عدم التدوين حال غيره من كبار الصحابة في هذه
¥(16/295)
المسألة. بل إن الشهيد الثاني وهو من علماء الشيعة المبرزين في علم الحديث، كلامه مناقض لما رواه الكوراني فيقول:" إن تدوين الحديث لم يكن شائعا بين المحدثين الشيعة،فلم تصلنا عن ابن عباس مثلا رغم كثرة رواياته إلا ما جمعه الفيروز آ بادي من رواياته في التفسير والتأويل، وظاهرة التدوين ظهرت أيام الإمام الباقر عليه السلام،ونمت أيام الإمام الصادق عليه السلام ". فأين هذا الكلام من مقتضى تلك الرواية التي ساقها الشيخ الكوراني والتي اتهم رواتها بالكذب
ثانيا: من شبهات عبد الحسين شرف الدين الموسوي
لقد حظي سيدنا عمر بن الخطاب بالحظ الأوفر من الطعون من قبل متطرفي الشيعة والنيل منه، فأصبح كل ما يبدر عنه موضع تهمة ونقد كبير، حتى لكأنه الصحابي الوحيد الذي روي عنه المنع من التدوين في فترة من فترات حياته تمشيا مع المصلحة الراجحة في ذلك الوقت. متناسين كل ما روي عنه من جواز التدوين،الأمر الذي يجعل أصابع الاتهام تتجه إليهم بالازدواجية في الرؤية وعدم الموضوعية في تناول المسائل المطروحة.
ومن هؤلاء الذين أسرفوا على أنفسهم في حق خليفة المسلمين وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب،الشيخ عبد الحسين شرف الدين الموسوي فاستمع إليه وهو يتحدث عن عمر رضي الله عنه:"والأخبار متواترة في منعه الناس من تدوين العلم، وردعه إياهم عن جمع السنن والآثار،وربما حظر عليهم الحديث عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مطلقا، وحبس أعلامهم في المدينة الطيبة لكي لا يذيعوا الأحاديث في الآفاق".
ولا يخفى على كل ذي عقل حصيف أن عمر بن الخطاب لم يبق كبار الصحابة في المدينة إلا لما في اجتماعهم فيها من خير عظيم يعود نفعه للأمة،فلطالما جمع عمر رضي الله عنه الصحبة وهو يستشيرهم فيم يحزب من الأمور، أو يسألهم إن كان عندهم علم عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في مسألة بعينها.
إما بالنسبة لادعاء الموسوي من أن عمر رضي الله عنه كان يمنع الصحابة من الحديث عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقد كفانا هو مئونة الرد عليه في نفس الكتاب الذي يتهم به عمر بذلك فقد جاء فيه ما يأتي:"عن عبد الرحمن بن عوف قال ما مات رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى بعث الى أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فجمعهم من الآفاق:عبد الله بن حذيفة وأبي الدرداء وأبي ذر وعقبة بن عامر، فقال ما هذه الأحاديث التي افشيتم عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قالوا: أتنهانا؟ قال: لا أقيموا عندي ولا تفارقوني ما عشت".
ثالثا: شبهة السيد حسين الصدر ومن وافقه
"ادعاء وقوع التحريف بسبب تطاول الأمد قبل التدوين"
يرى الشيخ حسين الصدر، والسيخ علي السيستاني إن نقطة الضعف الكبيرة التي لحقت بالحديث الشريف عند أهل السنة،هي تأخر التدوين الرسمي للحديث الى نهاية القرن الأول بمعنى بقاء مدة الرواية الشفوية مئة عام،وهذا في نظرهم علة تامة في وقوع التحريف المتعمد وغير المتعمد، يقول السيد علي السيستاني:"إن تدوين الحديث عند العامة قد تأخر عن عصر صاحب الرسالة بما يزيد على مئة عام، مما استتبع ذلك اتكاء رواياتهم على الحفظ في نقل الروايات، ومعلوم أن ذلك يفضي الى حالات كثيرة من إهمال خصوصيات الكلام، لان ذاكرة الرواة غير المعصومين لا تستوعب عادة جميع خصوصيات الرواية، وملابساتها، وهذه العلة لا توجد في رواياتنا،بالشكل الذي يوجد في روايات العامة، لان رواياتنا متلقاة عن أئمة أهل البيت".
وكذلك يرى السيد حسين الصدر في كتابه نهاية الدراية، فيقول:"فمن منعهما (أي ابو بكر وعمر رضي الله عنهما) تدوين الحديث،ومنعهما الإكثار من التحديث بالسنة،اضر بهذا التراث المقدس،واحدث فيه الثغرات العميقة،وعرضه للتحريف المقصود وغير المقصود،لان الاعتماد على حافظة الإنسان فقط دون تدوين،مع ضخامة هذا التراث وانتشاره مظنة لحصول مثل ذلك،ثم إن هناك حقائق تكوينية لا يمكن إنكارها، كتعرض الإنسان لضعف ملكة الحفظ والنسيان كلما تقدم به العمر، أو تعرض لضعف التركيز لقساوة الظروف المعاشة،أو لظروف الحرب الطويلة والمستمرة،إضافة الى وفاة الرجال،مما يعرض جمل من الأحاديث الى الانقراض،لا سيما التي تفردوا
¥(16/296)
بروايتها .. وقد أكدت الإخبار والنصوص التاريخية حصول مثل ذلك وصدوره حتى من كبار الصحابة".
وهذا الكلام غير مسلم به لأمور منها:
• إن هذه الشبهة ليست من بنات أفكارهم وإنما أثارها وروج لها قدماء المستشرقين في ظل حملاتهم المتواصلة في حربهم على الإسلام؛ ففي بحث للأستاذ احمد محمد بوقرين الأستاذ في قسم أصول الدين في الجامعة الأمريكية المفتوحة بخصوص شبهات المستشرقين حول السنة النبوية يقول:" من الشبهات التي ادعاها بعض غلاة المستشرقين من قديم، وقام بناؤها على وهم فاسد،هي إن الحديث بقي مائتي سنة غير مكتوب،ثم بعد هذه المدة الطويلة قرر المحدثون جمع الحديث، وقد ردد عدد من المستشرقين هذه الشبهة منهم: جولدزيهر،وشبرنجر، ودوزي ".
• إن هذا الكلام يلزم منه ان ترد كل المصنفات المؤلفة لنقل الآثار عمن توفي إن لم تكن معاصرة لمن الفت في حقه، والسنة والشيعة على حد سواء في هذه المسألة إذ الغالب على المدونات الحديثية إنها كتبت في القرن الثالث الهجري وهذا يعني اعتمادها في مرحلة من مراحلها على النقل الشفوي. وبعبارة أخرى: فان الكافي الذي يعد عند الأمامية أهم مصنف يعتمد عليه في نقل الثار عن أئمتهم واقع تحت تأثير هذه الشبهة، لان الكليني مصنف الكافي متوفى سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، فلكي يحدث الكليني عن جعفر الصادق لا بد له من خمس طبقات من الرواة غير المعصومين الذين يعتمدون على حفظهم الذي يؤدي قطعا كما يقول السيد السيستاني الى إهمال خصوصيات الرواية فيقول مثلا: عن عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن الربيع بن محمد ألمسلمي عن محمد بن مروان قال سمعت أبا عبد الله يقول:" إن الإمام ليسمع في بطن أمه ... الخ". ولكي يحدث عن أبي عبد الله الحسين رضي الله عنه فانه يحتاج عشر طبقات من الرواة. وما يصدق على كتاب الكافي فانه يصدق على غيره من المصنفات الشيعية بسبب تأخر تصنيفها الى ما بعد الفترة التي صنف فيها الكليني كتابه.
• إن علماء المتقدمين نصوا على إن تدوين الحديث قد تأخر عندهم الى ما بعد القرن الأول كما نقلنا ذلك عن الشهيد الثاني في شرح الروضة البهية،وبالتالي فلا حجة لسيد حسين الصدر ولا السيد السيستاني فيما عده مثلبة على أهل السنة لوجود العلة بذاتها في الفريقين بل إن وجودها عند الشيعة آكد وأوسع.
رابعا:شبهة الدكتور عبد الهادي ألفضلي
"إنكار ما ورد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من النهي عن الكتابة"
لقد اعتمد الدكتور عبد الهادي ألفضلي في إثارة هذه الشبهة على مبدأ الانتقائية بين الروايات فيأخذ ويتبنى ما يتناسب وقناعاته، ويلقي ويتصدى لما يخالف تلك القناعات، من اجل تضليل الناس ودفعهم الى ما يريد، فيقول:" وهذه الرواية [يعني حديث عبد الله بن عمرو بن العاص بخصوص الكتابة] كما تعرب أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أجاز الكتابة عنه وجوزها ورد التهمة التي وجهتها إليه قريش تشير الى أن هناك من الصحابة من نهى عن كتابة حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على عهده، وقد اشتهر هذا النهي والمنع عن الخليفة عمر بن الخطاب ".
" ولو كان النهي عن الكتابة – كما ذكر – صادرا عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما أقدم الذين أقدموا على الكتابة، ومنهم علي والحسن، ولما أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عبد الله بن عمرو بن العاص بالكتابة، ولما أمر أن يكتب لأبي شاه ".
ثم يؤكد هذا بقوله:" كل هذا يدل على أن عمر [رضي الله عنه] كان قد اجتهد رأيه في المسألة،ولم يستند فيها على نص ". ويقول في موضع آخر:" أن هذا كان اجتهادا من عمر [رضي الله عنه] تأثر فيه بواقع اليهود وموقفهم من التوراة،لا انه كما قيل اعتمد النهي المروي عن النبي [- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -] لأنه لم يشر إليه ... إلا انه كما ترى اجتهاد في مقابلة النص الأمر بالكتابة ".
¥(16/297)
وواضح أن الشيخ الدكتور ألفضلي يخبط خبط عشواء لأنه وقع أسير هواه، وصريع مذهبه،فلكي يصل بالقارئ الى اتهام عمر رضي الله عنه وإظهاره بمظهر المتمرد على أوامر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لابد من إنكار كل ما ورد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أحاديث النهي عن الكتابة، لأنه إذا لم يتم إنكارها أو إغفالها فسوف يكون موقف عمر رضي الله عنه متسقا مع سنته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهذا ما لا يريده الدكتور ألفضلي، هذا أولا، وثانيا: أن ما ورد عن عمر رضي الله عنه من النهي عن التدوين لم ينفرد دون عيره من كبار الصحابة وعلمائهم، فقد ورد كذلك عن أبي بكر وعلي رضي الله عنهم وغيرهم ممن ذكرناهم إثناء حديثنا على موقف الصحابة من التدوين.
ومن الشبه التي أثارها الدكتور ألفضلي؛ محاولة تزوير الحقيقة في الأسباب التي دعت عمر رضي الله عنه الى عدم تدوين الحديث أو النهي عن تدوينه فقال:" ويبدو لي أن هذا كان منه لئلا ينتشر فضل أهل البيت من خلال نشر الحديث،ولئلا يبين فضل علي في الخلافة". ويبدو أن ألفضلي لم يكن وحده الذي يدندن حول هذا الوتر الحساس وهو محاولة تمزيق الأمة من خلال طرح التصورات التي تظهر صحابة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بمظهر الأعداء،فهاهو هاشم معروف الحسيني يتحدث عن الأسباب التي منعت عمر رضي الله عنه من التدوين فيقول:"أن تأخر المسلمين عن تدوين الحديث والآثار الإسلامية لا يعود بالدرجة الأولى الى ندرة وسائل التدوين وتفشي الأمية كما يدعي بعض المؤلفين من العرب والمستشرقين،وذلك لان وسائل التدوين لم تكن بتلك الندرة حتى قبل ظهور الإسلام .. فلا بد من تلمس الأسباب التي صرفت المسلمين عن تدوين أحاديث الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خلال القرن الأول من الهجرة ... ولو تقصينا الاسباب التي يمكن افتراضها لتلك الرغبة الملحة في بقاء السنة في طي الكتمان لم نجد سببا يخوله هذا التصرف، ولا نستبعد انه كان يتخوف من اشتهار أحاديث الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في فضل علي وبنيه ".
ولست ادري ما الذي كان يخشاه عمر رضي الله عنه والمسلمون من بعده لمدة مئة عام من انتشار أحاديث فضل علي وبنيه؟ ولماذا يحاول هؤلاء أن يظهروا عمر وعلي رضي الله عنهما بمظهر المتخاصمين، وقد كان عمر يقول " بئس المقام بأرض ليس فيها أبو الحسن) وهو الذي كان يفضل الحسن والحسين في الاعطيلت على اولاده وكان يقول " ابوهما اقرب إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من ابيكم " كما هو ثابت في سيرته، وعلي رضي الله عنه بعد ذلك هو من جعل ابنته حليلة لعمر، فهل يعقل أن يعيش هؤلاء الصحابة العظام هذه الروح الازدواجية التي يحاول الفضلي ان يصورهم بها؟
ثم ما الذي تغير بعد المائة من الهجرة حتى يسمح أهل السنة الذين كانوا حريصين على أن تبقى السنة في طي الكتمان حتى تتجه وتتبنى الدولة تدوين السنة بما فيها الأحاديث الواردة في فضل علي وأهل بيته؟؟ لكن يبدو واضحا أن الإنسان حين تستولي عليه الكراهية وضيق الصدر والإحكام المسبقة فانه لا يستطيع أن يتخلص من هيمنتها، فتنقلب لديه كل التصورات فيبصر الفضيلة رذيلة والخير شرا. نسأل الله السلامة في القصد والصلاح في السلوك.
الخاتمة
في نهاية هذا البحث المتواضع أود أن أسجل ابرز النتائج التي توصلت إليها خلال بحثي المتواضع هذا:
• إن هدف الطاعنين ووسائلهم لتحقيق ذلك الهدف كانت ناجمة عن التعصب، وليس على اساس البحث العلمي، ولهذا جاءت شبههم حاملة للخواء الفكري الذي ابتلوا به.
• إن تأخر تدوين الحديث، لم يؤثر على سلامة الحديث النبوي الشريف بسبب عرض الرواة على ميزان الجرح والتعديل حتى قبل التدوين وهو المنهج الذي وضعه علماء الحديث من اهل السنة ليميزوا بين من تقبل روايته ومن ترد. في حين أن غير أهل السنة لم يعرفوا هذا العلم قبل القرن التاسع الهجري باعترافهم انفسهم بذلك.
¥(16/298)
• ليس من الانصاف أن ننصت إلى اقوال من لا ينصت لكلام الله رب العالمين أو كلام نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، إذ المؤمن الحقيقي ليس له خيرة امام اختيار الله ورسوله له، بمعنى ان من لا يسمع لكلام الله وهو يعدل صحابة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا يسمع لكلام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو يشهد لصحابته بحسن الطوية، لسنا ملزمين بأقواله في اولئك الصحابة، بل لا يجوز لنا بأي حال من الاحوال أن ننظر في أقوالهم الا في سبيل الرد عليها وتفنيدها.
• أن الآثار الواردة في المنع من كتابة الحديث ثابتة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا مجال للتشكيك في صحتها، كما أن الآثار الواردة في الإذن في الكتابة ثابتة لا مجال للخوض في ثبوتها أو عدمه.
• من خلال النظر في ترتيب الأحاديث والنظر في قرائن الأحوال يتبين أن أحاديث المنع مقدمة على أحاديث الإذن بالكتابة.
• أن هذا التنوع في النقل عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هذه المسألة انعكس على موقف الصحابة بين مانع ومجيز.
• ورد عن كثير من الصحابة منقولات متعارضة في هذه المسألة مما يؤكد أن الحكم عنهم كان تابعا لعلة متغيرة فتغيرت مواقفهم تبعا لتغير تلك العلة.
• أن الصحابة رضي الله عنهم حملوا النهي الوارد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على الكراهة دون التحريم،بدلالة استمرار القول به بعد وفاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
• لم يحمل الصحابة أحاديث الإذن على نسخ أحاديث النهي،لأنهم لو قالوا بنسخها لما وجد بعد وفاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من يقول بكراهة التدوين، لان العودة الى الإحكام المنسوخة بعد وفاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمر غير جائز ينأى عوام المسلمين بانفسهم عنه فكيف بصحابة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهم أكثر الناس اقتداء برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
مصادر البحث
1. القرآن الكريم
2. أدب الإملاء والاستملاء/عبد الكريم بن محمد بن منصورا لسمعاني/تحقيق سعيد محمد اللحام/مكتبة الهلال- ط1 - 1409هـ 1989.
3. أصول الحديث/د. عبد الهادي ألفضلي /مؤسسة أم القرى ط2 – 1420 بيروت
4. البرهان في علوم لقران/بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي (ت794هـ) ت. محمد ابو الفضل ابراهيم ط1 – 1376/دار إحياء الكتب العربية/القاهرة.
5. تاريخ بغداد أو مدينة السلام /ابو بكر احمد بن علي الخطيب البغدادي (463هـ) ت مصطفى عبد القادر عطا ط1 - 1417 / دار الكتب العلمية/ بيروت.
6. تاريخ مدينة دمشق/ابو القاسم علي بن الحسن المعروف بابن عساكر (571 هـ) ت علي شبري /1415 /دار الفكر / بيروت.
7. تحفة الاحوذي شرح جامع الترمذي /محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري (ت1353هـ) دار الكتب العلمية / بيروت.
8. تدوين القران / علي الكوراني العاملي /دار الفكر/ بيروت.
9. تذكرة الحفاظ/ابو عبد الله شمس الدين الذهبي (ت748 هـ) دار إحياء التراث العربي.
10. تفسير الطبري / ابو جعفر محمد بن جرير الطبري (ت310 هـ) توثيق صدقي جميل العطار /1415 / دار الفكر / بيروت.
11. تقييد العلم / ابو بكر احمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463 هـ)
12. تهذيب التهذيب /شهاب الدين احمد بن علي بن حجر العسقلاني (852 هـ) ط1 – 1404 دار الفكر/ بيروت.
13. جامع بيان العلم وفضله/
14. الجامع الصغير /ابو بكر جلال الدين السيوطي (ت 911هـ) ط1 – 1401 دار الفكر /بيروت.
15. دراسات في الحديث والمحدثين / هاشم معروف الحسيني ط2 – 1398 دار التعارف / بيروت.
16. الديباج على مسلم /ابو بكر جلال الدين السيوطي (ت911هـ) ت ابو اسحق الحويني الأثري ط1 _ 1416 دار ابن عفان/المملكة العربية السعودية.
17. سنن ابن ماجة/ محمد بن يزيد القز ويني (ت 275هـ) ت محمد فؤاد عبد الباقي / دار الفكر /بيروت.
18. سنن أبي داود /سليمان بن الأشعث السجستاني (ت275هـ) ت سعيد محمد اللحام ط1 – 1410 دار الفكر /بيروت.
19. سنن الترمذي /ابو عيسى محمد بن عيسى الترمذي (279هـ) ت عبد الوهاب عبد اللطيف 1403 دار الفكر / بيروت.
¥(16/299)
20. سنن الدار قطني /علي بن عمر الدار قطني (385 هـ) ت مجدي ابو منصور الشورى ط1 – 1417 دار الكتب العلمية/ بيروت.
21. سنن الدارمي /عبد الله بن بهرام الدارمي (ت255هـ) مطبعة الاعتدال/دمشق.
22. السنن الكبرى / احمد بن علي بن الحسين البيهقي (ت458هـ) دار الفكر / بيروت.
23. السنن الكبرى /احمد بن شعيب النسائي (ت 303هـ) دار الفكر / بيروت.
24. شبهات المستشرقين حول السنة النبوية / احمد محمد بوقرين / موقع بحوث ودراسات.
25. شرح اللمعة البهية / الشهيد الثاني (ت966هـ) ط1 – 1410 مطبعة أمير / قم.
26. شرح معاني الآثار / عبد الملك بن سلمة الازدي (ت321هـ) ت محمد زهري النجار ط3 - 1416 دار الكتب العلمية / بيروت.
27. شرح النووي على مسلم / ابو زكريا بن شرف الدين النووي (ت676هـ) ط2 - 1407 دار الكتاب العربي / بيروت.
28. الصحاح تاج اللغة / إسماعيل بن حماد الجوهري (ت 393هـ) ت احمد عبد الغفور عطار ط4 - 1407 دار العلم للملايين / بيروت.
29. صحيح ابن حبان /محمد بن حبان بن احمد (ت354هـ) ت شعيب الارنؤوط ط2 – 1414 مؤسسة الرسالة / بيروت.
30. صحيح ابن خزيمة/ ابو بكر محمد بن اسحق بن خزيمة السلمي (ت311هـ) ت محمد مصطفى الاعظمي ط2 - 1412 المكتب الإسلامي.
31. صحيح البخاري / محمد بن إسماعيل البخاري (ت256هـ) 1410 دار الفكر / بيروت.
32. صحيح مسلم / مسلم بن الحجاج النيسابوري (ت261هـ) دار الفكر / بيروت.
33. الطبقات الكبرى /محمد بن سعد (ت230هـ) دار صادر / بيروت.
34. عون المعبود شرح سنن أبي داود / محمد شمس الحق العظيم آبادي (ت1329هـ) ط2 - 1415 دار الكتب العلمية / بيروت.
35. فتح الباري شرح صحيح البخاري/ ابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) ط2 - دار المعرفة / بيروت.
36. فيض القدير شرح الجامع الصغير / محمد عبد الرءوف المناوي (ت1331هـ) ت احمد عبد السلام ط1 - 1415 دار الكتب العلمية / بيروت.
37. قاعدة لا ضرر ولا ضرار / السيد علي السيستاني ط1 - 1414 مطبعة مهر / قم ز
38. القاموس المحيط / مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزبادي / دار الجيل / بيروت.
39. الكافي من الأصول ابو جعفر محمد بن يعقوب الكليني (ت329هـ) ت علي اكبر غفاري / مطبعة الحيدري.
40. كتاب المصاحف ابو بكر عبدالله بن سليمان بن الأشعث السجستاني (ت316 هـ) ت نحب الدين عبد السبحان واعظ وزارة الأوقاف قطر ط1 - 14116.
41. كشف الخفاء ومزيل الالتباس /إسماعيل بن محمد العجلوني (ت1162هـ) ط2 - 1408 دار الكتب العلمية / بيروت.
42. كنز العمال/ علاء الدين علي المتقي الهندي (ت975هـ) ت الشيخ بكري الحياني،الشيخ مصطفى السقا /مطبعة الرسالة/ بيروت.
43. مجمع الزوائد / علي بن بكر الهيثمي (ت807هـ) 1408 دار الكتب العلمية / بيروت.
44. المحدث الفاصل بين الراوي والواعي / الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي (ت 360هـ) ت محمد عجاج الخطيب ط3 - 1404 دار الفكر / بيروت.
45. المستدرك على الصحيحين / ابو عبد الله محمد بن محمد الحاكم النيسابوري (ت405هـ) ت يوسف المرعشي 1406 دار المعرفة / بيروت،
46. مسند ابن الجعد / علي بن الجعد بن عبيد الجوهري (ت230هـ) ت ابو القاسم البغوي / دار الكتب العلمية / بيروت.
47. مسند أبي يعلى / احمد بن علي بن المثنى التميمي (ت307هـ) ت حسن سليم أسد دار المأمون للتراث.
48. مسند احمد / ابو عبد الله احمد بن حنبل (ت 241هـ) دار صادر / بيروت.
49. مسند ألحميدي / ابو بكر عبد الله بن الزبير ألحميدي (219هـ) ت حبيب الرحمن الاعظمي ط1 - 1409 دار الكتب العلمية / بيروت.
50. مسند الشافعي م محمد بن إدريس الشافعي (ت 204هـ) ت مطبعة بولاق /دار الكتب العلمية / بيروت.
51. مسند الشهاب / محمد بن سلامة القضاعي (454هـ) ت حمدي عبد المجيد السلفي ط1 - 1405 مؤسسة الرسالة / بيروت.
52. مسند ابن المبارك / عبد الله بن المبارك (ت181هـ) ت صبحي السامرائي ط1 – 1407 مكتبة المعارف / الرياض.
53. مشكلة تدوين الحديث في عصر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - / غالب حسن الشابندر ط1 - 1414 دار العلوم / بيروت.
54. المصنف / ابن أبي شيبة الكوفي (ت235هـ) ت محمد سعيد اللحام ط1 – دار الفكر / بيروت.
55. المصنف / ابو بكر عبد الرزاق (211هـ) ت حبيب الرحمن الاعظمي / منشورات المجلس العلمي.
56. المعجم الأوسط / سليمان بن احمد السجستاني الطبراني (ت360هـ) ت ابراهيم الحسني / دار الحرمين / المملكة العربية السعودية.
57. المعجم الكبير / سليمان بن احمد السجستاني الطبراني (ت360هـ) ت تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي ط2 - دار إحياء التراث العربي.
58. معجم ما استعجم / عبد الله بن عبد العزيز البكري (ت487هـ) ت مصطفى السقا ط3 – 1403 عالم الكتب / بيروت.
59. المفاريد عن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - / ابو يعلى الموصلي (ت 307هـ) ت عبد الله بن يوسف الجد يع ط1 - 1405 دار الأقصى / الكويت.
60. مكاتيب الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - / علي بن الحين الأحمدي ط1 – 1419 دار الحديث.
61. ناسخ الحديث ومنسوخه/ ابو حفص عمر بن احمد بن شاهين (ت385هـ) ت سمير بن أمين الزهري ط1 1408 مكتبة المنار/ الزرقاء.
62. نصب الراية لأحاديث الهداية / جمال الدين الزيلعي (762هـ) ت أيمن صالح شعباني ط1 – 1415 دار الحديث / القاهرة.
63. نهاية الدراية / سيد حسين الصدر (ت 1354هـ) ت ماجد الغرباوي / مطبعة اعتماد / المعشر.
¥(16/300)
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[13 - 05 - 08, 05:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا يادكتور
لكن النصوص الواردة في النهي بحاجة إلى البحث عن صحتها
لاني سمعت من أهل العلم أنه لم يصح في النهي عن كتابة الحديث إلا حديث أبي سعيد الأول
ـ[رمضان عوف]ــــــــ[13 - 05 - 08, 06:29 م]ـ
هل اطلع الدكتور الفاضل على رسالة شيخنا الفاضل الدكتور محمد مصطفى الأعظمي -كتب الله له الشفاء العاجل -
دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه
طبعة المكتب الإسلامي
وهذا الكتاب هو رسالة دكتوراة من جامعة كمبردج
وهذا رابط الكتاب
http://www.archive.org/download/wahawaha/dhntt.pdf
http://www.archive.org/download/wahawaha/dhnttp.pdf
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[13 - 05 - 08, 09:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وللشيخ الدكتور محمد بن مطر الزهراني الأستاذ بكلية الحديث بالجامعة الإسلامية كتاب تحت عنوان "تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري"
وقد تناول الكتاب كل جانب يتعلق بالموضوع(16/301)
حكم رواية الحديث الضعيف والعمل به
ـ[عبده نصر الداودي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 12:05 ص]ـ
انقسم العلماء في رواية الحديث الضعيف وحكم العمل به إلى ثلاثة مذاهب:
- المذهب الأول: أنه لايعمل بالحديث الضعيف مطلقًا، لا في الأحكام والعقائد، ولا في فضائل الأعمال؛ وهذا الرأي حكاه ابن سيد الناس في " عيون الأثر " عن يحيى بن معين، ونسبه في "فنح المغيث " لأبي بكر بن العربي، ويبدو أن ذلك أيضًا مذهب الإمامين؛ البخاري ومسلم، فقد اشترطا على نفسيهما ألا يخرجا إلا الصحيح فقط، بل إن مسلمًا قد شنّع في مقدمة "صحيحه" على من يروون الحديث الضعيف، وهذا المذهب - كذلك - مذهب ابن حزم، ومن المعاصرين الذين قالوا به؛ العلامة أحمد شاكر، والشيخ الألباني، وغيرهم 0
- المذهب الثاني: أنه يُعمل بالحديث الضعيف مطلقًا في الأحكام، وفي فضائل الأعمال، وقد عُزي ذلك إلى الإمام أحمد بن حنبل وإلى تلميذه الإمام أبي داود السجستاني، فلقد كانا يريان أن الضعيف أقوى في الاستدلال من آراء الرجال، ولكن يبدو أن هذا الرأي يحتاج إلى تحليل ومراجعة، فليس من المنطق أن يجيز الإمام أحمد رواية الحديث الضعيف والعمل به على هذا الإطلاق، وهو إمام أهل السنة والجماعة، والذي كان منهجه التدقيق والتحري في رواية الضعيف، فضلاً عن العمل به 0 وكذا فإن الإمام أبا داود السجستاني قد شرط في " سننه " أنه ماكان من ضعيف فإنه يبينه، وينبه عليه 0 والحق أن الإمام أحمد وأبا داود حينما قالا ذلك قالاه وقد كان الحديث على عهدهما ينقسم إلى قسمين:
- صحيح 0 - وضعبف 0
والضعيف نوعان؛ متروك، وليس بمتروك، وهذا الأخير كان يعد نوعًا من أنواع الحديث الحسن، فالمتروك لم يجزه أحد منهما، وإذا كانا قد أجازا روايته فقط وليس العمل به، وذلك بعد الكشف عن ضعفه ليحذره الناس 0
- وأما الثاني: الضعيف الذي ليس بمتروك، والذي سماه الترمذي فيما بعده بـ (الحسن)، فهذا تجوز روايته 0
_ وأما المذهب الثالث: أنه يعمل بالضعيف في فضائل الأعمال بشروطه المعتمدة عند الأئمة الثقات، والتي لخصها الإمام ابن حجر، رحمه الله، في ثلاثة شروط هي:
*أحدها؛ أن يكون الضعف غير شديد، فيخرج من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب، ومن فحش غلطه 0
*والثاني؛ أن لايعتقد عند العمل به ثبوته، بل يعتقد الاحتياط 0
*والثالث؛ أن يكون مندرجًا تحت أصل معمول به، فيخرج مايخترع،أو ما لا أصل له 0
والذي ينبغي أن يُنتبه له أن فتح المجال لرواية الحديث الضعيف، والقول بالعمل به، قد فتح المجال للدخلاء من أنصاف العلماء، والوعاظ الجاهلين، والقصاص، والمتصوفة المتأولين لأن يتقولوا على الرسول صلى الله عليه وسلم مالم يقله 0
وحتى إنهم على أقل تقدير لم يراعوا شروط رواية الضعيف والعمل به، بل أخذوا يروون الموضوعات والمناكير بحجة أنه يجوز رواية الضعيف في فضائل الأعمال 0
وإن من يقرأ دواوين الخطباء، ومن يستمع إلى أكثرهم - إلا من رحم الله - لتتأذى أذناه بما يسمع من روايات مكذوبة، وأحاديث موضوعة، والتي كان لها أثرها السيء على الأمة عقيدةً وفكرًا وسلوكًا، وعلينا أن نعلم أن في الأحاديث الصحيحة مندوحة لنا وكفاية نبني عليه معتقداتنا وأخلاقنا 0 والله مولانا، وهو خير الناصرين 0
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[29 - 04 - 07, 12:10 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم وهذه بعض المشاركات لإثراء الموضوع
العمل بالأحاديث الضعيفة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=92580&highlight=%C7%E1%D6%DA%ED%DD)
حكم الاحتجاج والعمل بالحديث الضعيف للشيخ عبدالكريم الخضير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7130&highlight=%C7%E1%D6%DA%ED%DD)
ـ[عبده نصر الداودي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 12:14 ص]ـ
جزاك الله كل خير أخي المبارك(16/302)
هل هناك أحاديث أجمع المحدثون على ضعفها أو تصحيحها؟
ـ[هشام بن سعد]ــــــــ[29 - 04 - 07, 12:17 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
هل هناك أحاديث أجمع المحدثون على ضعفها أو تصحيحها؟
أرجوا ذكرها، وذكر من نقل الإجماع ..
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[23 - 05 - 07, 11:51 م]ـ
هناك أحاديث كثيرة منها مثلاً:
1 - 898 - حدثنا محمد بن مرزوق قال: نا إبراهيم بن زكريا أبو إسحاق الضرير المعلم قال: نا همام عن قتادة عن قدامة بن وبرة عن الأصبغ ابن نباتة عن علي قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عند البقيع يعني بقيع الغرقد في يوم مطير فمرت امرأة على حمار ومعها مكاري فمرت في وهدة من الأرض فسقطت فأعرض عنها بوجهه فقالوا يا رسول الله إنها متسرولة فقال: اللهم اغفر المتسرولات من أمتي
وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد و إبراهيم بن زكريا هذا لم يتابع على هذا الحديث وهو منكر الحديث مسند البزار 3/ 112 ومصنف عبد الرزاق 3/ 131 رقم 5043 وشعب الإيمان 6/ 186 رقم 7808
2 - 758 - حدثنا مسدد ثنا عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي عن سيار أبي الحكم عن أبي وائل قال قال أبو هريرة
: أخذ الأكف على الأكف في الصلاة تحت السرة
قال أبو داود سمعت أحمد بن حنبل يضعف عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي.
قال الشيخ الألباني: ضعيف. سنن أبي داود 1/ 260
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - 05 - 07, 12:58 ص]ـ
هناك أحاديث كثيرة منها مثلاً:
1 - 898 - حدثنا محمد بن مرزوق قال: نا إبراهيم بن زكريا أبو إسحاق الضرير المعلم قال: نا همام عن قتادة عن قدامة بن وبرة عن الأصبغ ابن نباتة عن علي قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عند البقيع يعني بقيع الغرقد في يوم مطير فمرت امرأة على حمار ومعها مكاري فمرت في وهدة من الأرض فسقطت فأعرض عنها بوجهه فقالوا يا رسول الله إنها متسرولة فقال: اللهم اغفر المتسرولات من أمتي
وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد و إبراهيم بن زكريا هذا لم يتابع على هذا الحديث وهو منكر الحديث مسند البزار 3/ 112 ومصنف عبد الرزاق 3/ 131 رقم 5043 وشعب الإيمان 6/ 186 رقم 7808
2 - 758 - حدثنا مسدد ثنا عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي عن سيار أبي الحكم عن أبي وائل قال قال أبو هريرة
: أخذ الأكف على الأكف في الصلاة تحت السرة
قال أبو داود سمعت أحمد بن حنبل يضعف عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي.
قال الشيخ الألباني: ضعيف. سنن أبي داود 1/ 260
أين الإجماع؟!
وإذا نقلت عن مصنف فقل: قال فلان: حدثنا ... ، ولا تنسب قوله إلى نفسك.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[25 - 05 - 07, 06:57 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الحبيب محمد على هذه النصيحة الغالية
اللبس عندي كوني وضعت اسم صاحب الكتاب أسفل الحديث
وأنا أقول لك لم يصحح هذين الحديثين أحد لا من المتقدمين ولا من المتأخرين فإن كان عندك عكس ذلك فأتحفنا به وجزاكم الله خيراً
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[25 - 05 - 07, 07:05 م]ـ
وإياك.
ظننتك تنقل الإجماع عن بعض العلماء.
إذن للأخ هشام بن سعد: هذان الحديثان ضعيفان بإجماع المحدثين، وناقل الإجماع: الأخ محمد عبدالكريم محمد.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 11:23 م]ـ
ماأكثر الأحاديث التي يقول فيها النووي رحمه الله ضعيفة باجماع المحدثين.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 11:12 م]ـ
ومنها حديث أشار إليه الإمام النووي في مقدمة الأربعين النووية في فضل من حفظ أربعين حديثاً
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:17 ص]ـ
كثيرا ماتوجد هذه الإجماعات في كتب الأحاديث الضعيفة والموضوعة ..
فانظر مثلا: (المنار المنيف في الصحيح والضعيف) لابن قيم الجوزية.
(الفوائد المجموعة في الأحديث الموضوعة)
وما الفه: ابن الجوزي، وغيره ..
* حديث (لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القران) قال شيخي المحدث: سليمان العلوان: ان شيخ الإسلام قال عنه: ضعيف بإتفاق اهل الحديث. (الفتاوى الحديثيه للعلوان).(16/303)
التنبيهات والتوضيحات على مسائل حوتها كتب أمّهات
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 02:06 ص]ـ
الحمد لله والصلاة على نبيه الكريم وتابعيه إلى يوم الدّين أمّا بعد: فهذا مشروع علمي عزمت البدء فيه عبارة عن جمع ما تفرق لي من تنبيهات أو توضيخ لمشكلات فمنها ماوفّقت إليه ومنها ما أفاده علماؤنا رحمهم الله. هذا وأودّ من طلبة العلم النجباء أن يشاركوني بحثي بتنبيهاتهم وتوجيهاتهم ليترقى البحث في منازل الكمال.
ـ قال الحافظ ابن حجر في الفتح ج1 ص511 ـ فيحاء ـ:وقد ذهب أهل الظّاهر إلى إيجابه [يقصد الوضوء قبل النوم لمن كان جنبا] وهو شذوذ اهـ
ـ قلت: أطلق الحافظ حكاية الوجوب عن الظاهرية وفيه نظر؛ لأنّ ابن حزم وهو شيخ الظّاهرية ـ كما وصفه ابن حجر نفسه في موضع من فتحه ـ موافق للجمهور في هذه المسألة وقائل بالاستحباب كما تراه في محلاّه ا. هـ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 03:43 ص]ـ
ابن حزم يسمى باسمه عند ذكر تفرداته ومخالفاته؛ لكثرة ما خالف فيه أهل الظاهر.
أما أهل الظاهر عند الإطلاق فيقصد بهم (داود الظاهري) وأتباعه.
والله أعلم
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 02:57 م]ـ
قال الإمام الشوكاني في نيله شارحا حديث رقم1311 من المنتقى [توقيفية]:وظاهر قوله ثم قضى هؤلاء ركعة أنّهم أتمّوا في حالة واحدة ويحتمل أنهم أتموا على التعاقب ثم قال: وهو الراجح من حيث المعنى وإلّا فيستلزم تضييع الحراسة المطلوبة وإفراد الإمام وحده ويرجحه ما رواه أبو داود من حديث ابن مسعود ولفظه: ثم سلم وقام هؤلاء أي الطائفة الثانية فصلوا لأنفسهم ركعة ثم سلموا ثم ذهبوا ورجع أولئك إلى مقامهم فصلوا لأنفسهم ركعة ثم سلموا قال [يقصد الحافظ ابن حجر]: وظاهره أن الطائفة الثانية والت بين ركعتيها ثم أتمت الطائفة الأولى بعدها. قال النووي: وبهذا الحديث أخذ الأوزاعي وأشهب المالكي وهو جائز عند الشافعي. قال الشوكاني: قال في الفتح: وبهذه الكيقية أخذ الحنفية. قلت: وهذا هو الشاهد من نقل نص كلامه فقوله الأخير هذا يدل على أن الحافظ ابن حجر يرى أن الحنفية أخذوا بحديث ابن مسعود ومقتضاه أنهم يرون الموالاة بين الركعتين لكن بعد الرجوع إلى الأصل وهو الفتح تحت حديث رقم942 وجد خلاف هذا فإنه فال هناك: ووقع في الرافعي تبعا لغيره من كتب الفقه أنّ في حديث ابن عمر هذا أن الطائفة الثانية تأخرت وجاءت الطائفة الأولى فأتموا ركعة ثم تأخروا وعادت الطائفة الثانية فأتموا ولم نقف على ذلك في شيء من الطرق قال الحافظ بعدها مباشرة: وبهذه الكيقية أخذ الحنفية واختار الكيفية التي في حديث ابن مسعود أشهب والأوزاعي. اهـ فتحصل من هذا النقل عن الحافظ أنّ ما اختاره الحنفية هو ما وقع للرافعي وغيره وهي صفة مغايرة لما في حديث ابن مسعود وهذا موافق لما ذكره ابن حزم حكاية عن الحنفية. ونفس هذا الوهم موجود في طبعة دار الوفاء تحقيق أنور الباز وهي فيما أحسب أحسن الطبعات فيما رأيت فانظرج3 ص51 منها ط3 1426هـ.والله أعلى وأعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 04:14 م]ـ
الذي يظهر أن هذا سبق نظر من الشوكاني نفسه، والله أعلم.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 05:09 م]ـ
الحمد لله فيما يخص تنبيهي الأول أقول: هناك كلام للحافظ في الفتح تحت حديث رقم2626 يدل على خلاف ما ظهر لك من أنّ مصطلح الظاهرية إذا أطلق لا يتناول ابن حزم. ونصه: وذهب الجمهور إلى صحة العمرى إلا ما حكاه أبو الطيب الطبري عن بعض الناس والماوردي عن داود وطائفته قال الحافظ متعقبا: لكن ابن حزم قال بصحتها وهو شيخ الظاهرية.اهـ. فخرج لنا من هذا النقل أنه إذا خالف ابن حزم الظاهرية ينبغي استثنائه فيقال: قال به الظاهرية عدا ابن حزم كما يقولون مثلا قال به المالكية عدا ابن حبيب وعلى هذا المنوال نجري والله أعلم.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 05:12 م]ـ
فيما يخص تنبيهي الثاني لم أفهم مقصودك جيدا فهل تراه وهما من الشوكاني أم صوابا وما وجه ذلك بارك الله فيك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 05:48 م]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
هذا ليس تعقبا من الحافظ، ولكنه إضافة واستدراك؛ فليس المراد به تخطئة الماوردي.
وأنت تحتاج لاستقراء طريقة الحافظ رحمه الله وهل كان يقصد بالظاهرية في غالب الأحيان ما يعم ابن حزم؟!
وقد وجدنا الحافظ ابن حجر نقل عن الظاهرية كثيرا مع مخالفة ابن حزم لهم.
= مثل مسألة وجوب الاشتراط في الحج
= ومثل مسألة المنع من صلاة الفرض داخل الكعبة
= ومثل المسألة الأولى التي تفضلتَ بنقلها
ونجد الحافظ كثيرا ينص على ابن حزم إن أراد أن ينسب إليه قولا، فيقول مثلا (وبه قال ابن حزم من الظاهرية)، أو (وكأن المقصود ابن حزم من الظاهرية)، ونحو ذلك.
والمقصود أن تعقبك للحافظ ابن حجر لا يلزمه؛ لأنه لم يُعهد من اصطلاحه ذلك.
وحتى لو افترضنا أن الأصل دخول ابن حزم في الظاهرية، فهذا لا يمنع من إطلاق القول (ذهب الظاهرية) مع مخالفة بعضهم، كما نقول: (ذهب الشافعية أو الحنفية ... إلخ) مع وجود بعض المخالفين من أتباع المذهب.
والله أعلم.
¥(16/304)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 05:51 م]ـ
فيما يخص تنبيهي الثاني لم أفهم مقصودك جيدا فهل تراه وهما من الشوكاني أم صوابا وما وجه ذلك بارك الله فيك
وفيك بارك الله
المقصود أن الخطأ ليس من المحققين، وإن كان الأولى بهم الرجوع إلى الفتح للتوثيق.
ولكن أغلب الظن أن نظر الشوكاني انتقل إلى العبارة التالية وظنها قول الحنفية.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 08:59 م]ـ
بارك الله فيك على التوجيه والمسألة تبقى محلّ بحث ولقد وفقت لما بينت أنّ الاستقراء يلعب دورا كبيرا في فهم كلام العالم.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 09:16 م]ـ
قال الحافظ في الفتح تحت ح [1403]: قوله عن أبي صالح: كذا رواه عبد الرحمن وتابعه زيد بن أسلم عن أبي صالح عند مسلم وساقه مطوّلا وكذا رواه مالك عن عبد الله بن دينار ورواه ابن حبان من طريق ابن عجلان عن القعقاع بن حلية عن أبي صالح ولكنه وقفه على أبي هريرة ...
ـ قلت: على هذا الكلام ملاحظتان:
ـ الأولى: القعقاع المذكور إنما هو القعقاع بن حكيم وليس هو ابن حلية كما تراه عند رجوعك إلى صحيح ابن حبان.
ـ الثانية: قوله: ولكنه وقفه على أبي هريرة. عند الرجوع إلى الأصل تبين أن هذا عنده مرفوع وليس بموقوف.ونص إسناده: أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان حدثنا عيسى بن حماد قال: أخبرنا الليث عن ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الحديث. صحيح ابن حبان طبعتي بيت الأفكار والرسالة.
ـ قلت: فالذي يتعين في مثل هذه المواطن الاعتذار للأئمة بلا تعسف ولا تكلف ظاهر ووجوه الاعتذار كثيرة ولله الحمد. والله أعلم.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 09:34 م]ـ
الحمد لله في صحيحة العلامة الألباني رحمه الله برقم [1564] نقل قول الحافظ ابن كثير من تفسيره الذي فيه أنّ الإمام الدارقطني رجح وقف ذاك الحديث. ثمّ بنى رحمه الله على هذا النقل تخطئة الحافظ ابن كثير وبين أنّ كلام الدارقطني الموجود بين الأيدي الذي نقله الضياء المقدسي [وهو في العلل] ليس فيه ما رآه ابن كثير من أنّ الدارقطني يرجح الوقف بل ظاهر كلامه أنّه إلى الرفع أميل. وعند الرجوعت لتفسير ابن كثير وجد أنّ ابن كثير يرى أنّ الدارقطني يرجح الرفع لا الوقف والذي أرشدني إلى البحث في هذه الجزئية ما وجدته في تحفة الأحوذي في شرح ذاك الحديث فإنّه نقل هناك كلام ابن كثير في تفسيره وفيه أنّ الدارقطني رجّح الرفع فعلمت أنّ أحد النقلين وهم والذي يغلب على الظن في هذا وأمثاله إرجاع الوهم على النسّاخ والله أعلم
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[30 - 04 - 07, 03:17 م]ـ
الحمد لله قال الحافظ في الفتح ح رقم 137 وقال العراقي [كذا] ماذهب إليه مالك أرجح لأنه .....
ـ قلت وفي العدة على الإحكام للصنعاني ذكر القرافي بدل العراقي وبما أنّ الكلام في تأييد مذهب مالك وتطغى عليه الصبغة الأصولية وبما أنّ القرافي مالكي المذهب يغلب عليه النفس الأصولي فالغالب على الظنّ أن الصواب القرافي لا العراقي. ومن أراد التوجيه فليتفضل مشكورا. والله أعلم
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[30 - 04 - 07, 03:25 م]ـ
الحمد لله
ـ 3 ـ أنّ الإمام البخاري يكتفي بالتلويح عن التصريح:
قال الحافظ: فاكتفى [البخاري] بالتلويح عن التصريح وقد سلك هذه الطريقة في معظم تراجم هذا الكتاب على ما سيظهر بالاستقراء. ا.هـ. الفتح1 ـ ص10
ـ قال الحافظ: قال ابن المنيّر: وفي انتزاعه من حديث الباب خفاء. اهـ. الفتح 5 ـ 261
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[30 - 04 - 07, 03:37 م]ـ
الحمد لله قال في الفتح: وذكر ابن المنذر أن الشافعي لم يحتج على عدم وجوب الاستنشاق مع صحة الأمر به إلا لكونه لا يعلم خلافا في أن تاركه لا يعيد وهذا دليل قوي فإنه لا يحفظ عن أحد من الصحابة ولا التابعين إلا عن عطاء وثبت عنه أنه رجع عن إيجاب الإعادة ...
ـ قلت وهل يصح التعقب على هذا بما حكاه الترمذي في الجامع: واختلف اهل العلم فيمن ترك المضمضة والاستنشاق فقالت طائفة منهم: إذا تركهما في الوضوء حتى صلى أعاد الصلاة ورأوا ذلك في الوضوء والجنابة سواء وبه يقول: ابن ابي ليلى وعبد الله ابن المبارك وأحمد وإسخاق وقال أحمد الاستنشاق أوكد من المضمضة. اهـ.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[30 - 04 - 07, 03:48 م]ـ
الحمد لله
ـ 3 ـ أنّ الإمام البخاري يكتفي بالتلويح عن التصريح:
قال الحافظ: فاكتفى [البخاري] بالتلويح عن التصريح وقد سلك هذه الطريقة في معظم تراجم هذا الكتاب على ما سيظهر بالاستقراء. ا.هـ. الفتح1 ـ ص10
ـ قال الحافظ: قال ابن المنيّر: وفي انتزاعه من حديث الباب خفاء. اهـ. الفتح 5 ـ 261
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[01 - 05 - 07, 02:51 م]ـ
أبو عبد الله الزاوي; الحمد لله فيما يخص تنبيهي الأول أقول: هناك كلام للحافظ في الفتح تحت حديث رقم2626 يدل على خلاف ما ظهر لك من أنّ مصطلح الظاهرية إذا أطلق لا يتناول ابن حزم. ونصه: وذهب الجمهور إلى صحة العمرى إلا ما حكاه أبو الطيب الطبري عن بعض الناس والماوردي عن داود وطائفته قال الحافظ متعقبا: لكن ابن حزم قال بصحتها وهو شيخ الظاهرية.اهـ. فخرج لنا من هذا النقل أنه إذا خالف ابن حزم الظاهرية ينبغي استثنائه فيقال: قال به الظاهرية عدا ابن حزم كما يقولون مثلا قال به المالكية عدا ابن حبيب وعلى هذا المنوال نجري والله أعلم.
ـ قلت: الذي في الفتح نصه: والماوردي عن داود وطائفة. وليس طائفته وبين اللفظتين فرق ظاهر. لذا فإن ها الكلام لا أراه يساعد في مسألتنا هذه. لكن يقال: انتفاء الدليل المعين لا يزم منه انتفاء المدلول ونظيره قولهم: لا يلزم من بطلان مأخذ معيّن بطلان مأخذ الحكم في نفس الأمر. الإحكام شرح العمدة تحت ح رقم 253 ـ 254. والله أعلم.
¥(16/305)
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 01:01 ص]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
هذا ليس تعقبا من الحافظ، ولكنه إضافة واستدراك؛ فليس المراد به تخطئة الماوردي.
وأنت تحتاج لاستقراء طريقة الحافظ رحمه الله وهل كان يقصد بالظاهرية في غالب الأحيان ما يعم ابن حزم؟!
وقد وجدنا الحافظ ابن حجر نقل عن الظاهرية كثيرا مع مخالفة ابن حزم لهم.
= مثل مسألة وجوب الاشتراط في الحج
= ومثل مسألة المنع من صلاة الفرض داخل الكعبة
= ومثل المسألة الأولى التي تفضلتَ بنقلها
ونجد الحافظ كثيرا ينص على ابن حزم إن أراد أن ينسب إليه قولا، فيقول مثلا (وبه قال ابن حزم من الظاهرية)، أو (وكأن المقصود ابن حزم من الظاهرية)، ونحو ذلك.
والمقصود أن تعقبك للحافظ ابن حجر لا يلزمه؛ لأنه لم يُعهد من اصطلاحه ذلك.
وحتى لو افترضنا أن الأصل دخول ابن حزم في الظاهرية، فهذا لا يمنع من إطلاق القول (ذهب الظاهرية) مع مخالفة بعضهم، كما نقول: (ذهب الشافعية أو الحنفية ... إلخ) مع وجود بعض المخالفين من أتباع المذهب.
والله أعلم.
ـ الحمدلله فإني قد ذكرت أن المسألة تبقى محل بحث فأقول بحمد الله: هذه عملية استقراء جزئي لكلام الحافظ وبعض أهل العلم الهدف منها الإجابة عن إشكال مفاده: هل إذا أطلق الحافظ لفظ الظاهرية يريد الأغلب أم هذا الإطلاق على بابه؛ إذ أنّ لفظ الظاهرية حقيقة في الكلّ مجاز في البعض على القول بالمجاز، وهل التسامح في الإطلاق وإن وجد مخالف من مسالك العلماء، وهل هذا ينافي التحقيق العلمي الدقيق
ـ قال الحافظ في الفتح1/ 366 متعقبا ابن المنيّر حينما أطلق حكاية مذهب عن الشافعية: على أنّ في المسألة خلافا عندهم اهـ فلو لم يعب الحافظ إطلاق ابن المنير فلما تعقبه فالعالم لا يتعب بلا مستند يراه
ـ ومن دقة الحافظ العلمية قوله في موضع من فتحه2/ 263: وقال جمهور الشافعية: لو حلقت أجزأها ويكره وقال القاضيان ابو الطيب وحسين لا يجوزاهـ وهذا دليل على أنّهم يرون فرقا شاسعا بين الإطلاق والتقييد في باب عزو المذاهب
وقال في نسبة مذهب ح [2110]: وبه قال المالكية إلاّ ابن حبيب والحنفية كلّهم اهـ وقال في موضع ح [136]: وقال ابن بطّال وطائفة من المالكيّة اهـ وقال بعدها بأسطر: وقد صرّح باستحبابه جماعة من السّلف وأكثر الشافعية والحنفيّة اهـ وفي موضع آخر12/ 91 تجده يحكي قولا عن أبي ثور وأكثر أهل الظاهر ثمّ يقول بعدها: وخالفهم ابن حزم فوافق الجمهوراهـ ألا تراه اعتبر مخالفة ابن حزم واستثناه فعبّر بالأكثر جريا على المنهج العلميّ الدقيق في العزو
وأصرح من ذلك قوله في موضع من فتحه ح [444] في بيان حكم تحية المسجد: واتفق أئمة الفتوى على أنّ الأمر في ذلك للندب ونقل ابن بطّال عن أهل الظاهر الوجوب قال الحافظ: والذي صرح به ابن حزم خلافه اهـ وهذا النقل ظاهر في المطلوب للمتأمّل
ـ والجزئيات في تقرير ذلك كثيرة متواترة تدل بمجموعها على قدر مشترك وهو: أنّ الجادة المسلوكة عند الحافظ وغيره من العلماء المحققين التدقيق في العزو وعدم إرسال الكلام على عواهنه وعلاّته وقولي: وغيره من العلماء المحققين إشارة إلى بعض من تتبعت جملة من نقولاتهم ومنهم صاحب عمدة القاري في مواضع ومن نقولاته قوله: وبه قال سائر الظاهرية ومنها وبه قال جميع الظاهرية، وفي موضع طائفة من الظاهرية، جماعة من الظاهرية، حزم
ومن أصرح ما رأيت من كلامه ما قاله في مسألة:هل يجب الوضوء على الجنب إذا أراد النوم حيث قال ما نصّه: قلت: قد خالف ابن حزم داود في هذا الحكم
ـ ونراهم ينبهون على اختلاف الظاهرية فيما بينهم إذا لاح لهم ذلك قال الشوكاني في نيله: واختلفت الظاهرية فمنهم من أوجب الاستيعاب ومنهم من قال يكفي البعض اهـ
وفي الإحكام لابن دقيق: وخالف في ذلك داود وبعض أصحابه الظاهرية وخالف بعض الظاهرية ووافق الجماعةاهـ ومن دقة ابن دقيق قوله: والظاهرية خالفت فيه أو بعضهم اهـ
وانظر مثلا صاحب سبل السلام كيف يعتبر مخالفة ابن حزم ويقول: وإلى قتله ذهبت الظاهرية واستمرّ عليه ابن حزم اهـ وفي موضع: فأفرط جماعة من الظاهرية منهم ابن حزم ومن تبعه اهـ
ومن المحققين الذين سلكوا هذه الطريق الشيخ الألباني رحمه الله قال في الثمر المستطاب في موضع منه: وبه قال ابن حزم وجمهور الظاهريةاهـ
وفي موضع آخر منه قال: وذهب إلى هذا الظاهرية [يقصد وجوب تحية المسجد وحرمة الجلوس قبل صلاتها] قال: حاشا ابن حزم منهم فإنّه صرح في المحلى بأنّه سنة وهو قول الجمهوراهـ
وقال أيضا في موضع آخر منه: قال [يقصد الشوكاني] وحكى ابن بزيزة عن بعض أهل العلم وجوبه على المأموم عملا بظاهر الأمر وأوجبته الظاهرية على كل مصل اهـ قلت [القائل الألباني]:ابن حزم من أئمّتهم كما هو مشهور ولم يوجبه مطلقا بالقيد المذكور قال في المحلّى اهـ
قلت: رغم موافقة ابن حزم للظاهرية في أصل الحكم وهو الوجوب ولأنه خالفهم في قيد فإنّ الشيخ تعقب إطلاق العزو إلى الظاهرية ففي حالة مخالفة ابن حزم الظاهرية في مطلق الحكم فالتعقب أولى وأحرى أن يكون
تنبيه: ما نقله الشوكاني عن ابن بزيزة سبقه إليه الحافظ في الفتح تحت ح [780]
ـ وننبّه هنا عى أمر قد ينقدح في نفوس البعض وهو أنّ الهدف من هذه المناقشات والبحوث في هذه المسألة وغيرها من المسائل هو كشف مناهج العلماء العلمية لا مجرّد التعقب والتخطئة فليتنبه لهذا.
ـ فجملة القول أنّ التحقيق العلمي الدقيق يقتضي عدم الإطلاق في حالة وجود خلاف في المذهب وهذه هي الجادّة التي سار عليها المحققون فلذا تجدهم يدققون في العبارة ومن دقتهم ما تراه في تعبيرهم بالأكثر والطائفة والبعض والجمهور والجماعة وحسبك بمن ثبت عنه سلوك هذه الطريقة صراحة وهو الشيخ الألباني رحمه الله وهو من أئمّة التحقيق في عصرنا والله أعلم
¥(16/306)
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 04:21 م]ـ
تنبيه لفائدة جليلة:
ـ للحافظ ابن حجر شرح على جامع الترمذي
قال في الفتح 1/ 511:ولم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام في النهي عنه شيء [يقصد البول قائما] كمات بينته في أوائل شرح الترمذي والله أعلم اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في موضع من تلخيص الحبير ح [173] ما نصّه: وقد أوضحت طرقه وألفاظه في الكلام على أوائل الترمذي
قلت: والعجب ممّن لم يذكر ذلك في ترجمته وكذا من اعتنى بسرد شروح جامع الترمذي مع وجود هذا النص في أوائل الفتح. نعم بقي عليّ الرجوع للبحث في الجواهر والدرر للسخاوي لكنها ليست متوفرة لديّ الآن والله أعلم
وأحبّة العلماء فاعلم أنّهم صحب لهم في الحشر والأهوال
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 05:12 م]ـ
قال الحافظ في الفتح تحت ح [689] في عزو قول: وحكاه الوليد بن مسلم عن مالك اهـ
ـ قلت: قال الإمام أبو عمر بن عبد البر: وهذه الرواية غريبة عن مالك اهـ تفسير القرطبي 2/ 185
وقد قال الحافظ في عزو قول2/ 289: وحكاه ابن خويز منداد عن مالك وهو شاذ اهـ
وقال في موضع آخر1/ 334: وما وقع في العتبية عن مالك من عدم الكراهة قد أنكره حذّاق أصحابه اهـ
وقال في موضع آخر1/ 427: وأصحاب صاحب المذهب أعلم بمراده من غيرهم اهـ. والله أعلم
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 06:47 م]ـ
قلت: والعجب ممّن لم يذكر ذلك في ترجمته وكذا من اعتنى بسرد شروح جامع الترمذي مع وجود هذا النص في أوائل الفتح. نعم بقي عليّ الرجوع للبحث في الجواهر والدرر للسخاوي لكنها ليست متوفرة لديّ الآن والله أعلم
قال السخاوي في الجواهر 2/ 676: شرح الترمذي، كان شرع فيه في سنة ثمان وثمان مئة في الدروس، أولَ ما ولي درس الحديث بالشيخونية، فكتب منه قدر مجلدة مسوّدة، وفتر عزمه عنه، ولو كمل لجاء في خمسة عشر سِفْرًا، أو ستة أسفار كبار، حسبما قرأته بخطه في موضعين.
وجزاك الله خيرا على تنبيهاتك التي أتحفتنا بها.
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 06:58 م]ـ
جزاك الله خيرا على حسن ظنك بأخيك وأقول إن هده التنبيهات قد بلغت إلى الآن أربعة وثلاثين تنبيها ولكن بعض الظروف والعوارض تمنعني من سردها وعرضها دفعة لكن ستعرض على التوالي شيئا فشيئا
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[25 - 06 - 09, 03:15 م]ـ
للفائدة.(16/307)
التوفيق بين عبارتين في المصطلح
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[29 - 04 - 07, 01:55 م]ـ
الأخوة الكرام:
يذكر علماء المصطلح عبارتين أرجو من الله أن أجد عندكم من يوفق بينهما أو يوضحها
وهي قولهم (زيادة الثقة مقبولة)
في حين يقولون في تعريف الحديث الشاذ (مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه)
فالتبس الأمر علي لا عليكم
فوضحوا لنا بارك الله فيكم
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[30 - 04 - 07, 04:48 م]ـ
إذا قال المحققون من النقاد، وأعني بهم علماء العلل: (الزيادة من الثقة مقبولة) في معرض تخريجهم بعض الروايات، فليس معنى ذلك أن هذه قاعدة عامة عندهم، وأن زيادات الثقات مقبولة بإطلاق؛ وإنما المعنى الحقيقي لتلك العبارة مقيد بذلك الموضع ومحصور به، لا يتعداه إلى غيره، فكأن ذلك الناقد قال: (زيادة الثقة أي الذي يوثق بما زاده في ذلك الموضع: مقبولة)؛ ولقد تكررت هذه العبارة كثيراً في كتب العلل ونحوها، ولم يكن مرادهم بها الإطلاق الذي مشى عليه الفقهاء وأكثر المتأخرين، وإنما مرادهم ما ذكرت، ودليله أن أصحاب كتب العلل المشار إليها هم أنفسهم قد ردوا كثيراً من زيادات الثقات في تلك الكتب نفسها وفي غيرها أيضاً.
فإن قيل: حصرُك لتلك العبارة في الموضع الذي قيلت فيه: فيه تحجُّرٌ لواسع ودعوى غير واضحة البرهان، أقول: دعونا من الألفاظ والعبارات ولنأت إلى ساحة الحقائق، فأقول: لا مانع من أن يقال: إن مراد علماء العلل بالعبارة المذكورة هو أن الأصل في زيادات الثقات القبول إلا إذا منع مانع من قبول بعضها؛ ولكن لا بد أن ننفي أن يكون المانع من القبول محصوراً في القدر الذي اعتبره المتأخرون، وهو عدم إمكان الجمع ونحو ذلك؛ فإن موانع تصحيح زيادة الثقة عند علماء العلل كثيرة جداً وفيها كثير من الخفاء والدقة والبعد بحيث لا يقدر على التصريح بانتفاء الموانع من تصحيح زيادة الثقة في حديث بعينه إلا علماء العلل، ومَن سار على طريقتهم واستضاء بنور علمهم في أصوله وفروعه، من الطلبة الجادين النابهين الذين تقوم دراساتهم المتبحرة الشاملة وسهرهم الدائم وتفتيشهم الدائب – مع اقتصارهم على قدر غير كبير من الأحاديث أو الأبواب -، في تلك الأبواب، مقامَ ما منَّ الله به على جهابذة الفن وكبار علمائه من معرفة ثاقبة وحفظ عجيب وبديهة حاضرة؛ ومن الله التوفيق.
قال الحاكم في (المستدرك) (1/ 112) عقب حديث أخرجه من طريق علي بن حفص (1) المدائني: (قد ذكر مسلم هذا الحديث في أوساط الحكايات التي ذكرها في خطبة الكتاب ----، ولم يخرجه محتجاً به في موضعه من الكتاب، وعلي بن حفص المدائني ثقة؛ وقد نبهنا في أول الكتاب على الاحتجاج بزيادات الثقات).
وهذا التنبيه الذي أومأ إليه، هو قوله في خطبة «المستدرك» (1/ 3): (وأنا أستعين الله على إخراج أحاديث رواتها ثقات قد احتجَّ بمثلها الشيخان - رضي الله عنهما - أو أحدهما، وهذا شرط الصحيح عند كافة فقهاء أهل الإسلام أن الزيادة في الأسانيد والمتون من الثقات مقبولة؛ والله المعين على ما قصدته، وهو حسبي ونعم الوكيل».
فتعقبه الشيخ محمد عمرو عبداللطيف في (أحاديث ومرويات في الميزان) (ك2/ 42 - 44) بقوله:
(قلت: من المتقرر أنه لا بد لمعرفة أصول وقواعد كل علم شرعي أو دنيوي، أن يُرجَع إلى أهل الاختصاص فيه، الذين هم أدرى به من غيرهم بداهة.
والمذهب الذي صححه الحاكم - وإن كان هو المترجح عند غير أهل الحديث - فلا كذلك عند جهابذة النقاد من المحدثين، فإنهم لا يقبلون الزيادة من الثقة بإطلاق، بل إذا كانت من أمثال مالك والثوري رحمهما الله، المبرزين في الحفظ والإتقان.
وهم لا يَجرون على قاعدة ثابتة لا محيد عنها أبداً، بل ينظرون إلى كل حديث على انفراده، ويرجحون أحدَ وَجْهَي أو وجوه الاختلاف بعد مراعاة القرائن المحيطة بهذا الحديث.
ونظراً لأن أصحاب الزيادة في الأسانيد والمتون كثيراً ما تكون كفة الواحد منهم مرجوحة، تارةً في الحفظ والإتقان، وتارةً في العدد، بل أحياناً فيهما جميعاً كما في حديثنا هذا، فإننا نجدهم في الغالب يرجحون الرواية الأنقص إرسالاً أو وقفاً أو قطعاً أو إبهاماً لاسم راوٍ أو غير ذلك، ولا يفعلون ذلك باطِّراد.
ولذلك نجد الدارقطني يقول أحياناً: «فلان ثقة والزيادة من الثقة مقبولة»، وهو بالضرورة لا يعني آحاد الثقات الذين لا يتميزون بمزيد تثبت وإتقان، أو بمزيد حفظ، أو بأصحية كتاب، أو بطول ملازمة للشيخ ... إلخ، بل يقصد الحفاظ المبرزين في الحفظ والإتقان.
ولو كان الأمر كما قال الحاكم - عفا الله تعالى عنه - ما استحق علم «علل الحديث» أن يوصف بأنه (أوعر وأدق علومه على الإطلاق) بحيث لا يقوم به ولا يُطيقه إلا جهابذةُ النقاد وحُذّاقُهم؛ ولَمَا كان لتصنيف مثل ابن المديني والنسائي والبرديجي وابن رجب (أصحاب فلان) - من المشاهير - وذكر طبقاتهم ومعرفة المقدَّم والمؤخَّر، بل والثقة المضعف في شيخ من الشيوخ، كبيرُ فائدة، بل لاستوى المبتدئ في هذا العلم مع الناقد الجهبذ لو علم - فقط - من مثل «تقريب التهذيب» أن فلاناً من الرواة ثقة، وأن مخالفيه أيضاً ثقات، بعد اجتماع وجوه الاختلاف عنده بالحاسوب مثلاً!
ولذلك نجد المذهب الذي انتصر له الحاكم، وسيأتي مثله عن الإمام النووي - رحمهم الله جميعاً - لم يأخذ به إلا المتسمحون أمثال: ابن حبان، والضياء المقدسي، بحيث صححوا عشرات الأحاديث المعلولة إسناداً أو متناً.
فحديثنا هذا، لم يُخرج ابن حبان لعلي بن حفص المدائني سواه - والعهدة على صانع فهارس «الإحسان» -، على الرّغم من أنه قال في ترجمته من «الثقات»: «ربما أخطأ»، وذلك لأن زيادة الوصل - عنده - زيادة ثقة، وهي مقبولة، بينما عند أهل التحقيق كالدارقطني ومن وافقه زيادة مرجوحة، وخطأ، ووهم، وسلوك للجادة!).
------------------------------------------
(1) تحرف في (المستدرك) إلى (جعفر)، وجاء في (التلخيص) على الصواب.
¥(16/308)
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[02 - 05 - 07, 10:58 ص]ـ
أخي محمد خلف
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة
حيث قلتم حفظكم الله ورعاكم (فليس معنى ذلك أن هذه قاعدة عامة عندهم، وأن زيادات الثقات مقبولة بإطلاق؛ وإنما المعنى الحقيقي لتلك العبارة مقيد بذلك الموضع ومحصور به، لا يتعداه إلى غيره)
ولكن هل هناك ارتباط بين القاعدتين؟
قاعدة (قبول زيادة الثقة) وقاعدة (رد مخالفة الثقة)
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[02 - 05 - 07, 12:21 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل.
الحقيقة أن قاعدة زيادة الثقة لم تكن قاعدة مطلقة عند علماء العلل، وإن أوهمت بعضُ عباراتهم أنها كذلك (أعني أوهمتْ أنها قاعدة مطلقة).
ولكنها في الحقيقة أصلٌ أغلبي، معنى ذلك أنهم يقولون: (الزيادة من الثقة مقبولة) ونحو ذلك، وهم إنما يريدون بذلك أن الأصل في الثقة قبول زيادته، فترد زيادته إذا خالف فيها من هو أوثق منه أو كانت تلك الزيادة غير محتملة من مثله.
ومن أمثلة ذلك: أن يكون شيخه في تلك الزيادة من المحدثين الذين تكاثر طلابهم وحرص الناس على ملازمتهم ورواية أحاديثم وألفاظهم، وهو مع ذلك قد تفرد عنه بتلك الزيادة.
ومنها أن لا يعرف ذلك الراوي الزائد بملازمة ذلك الشيخ.
ومنها أن لا يكون الزائد من الحفاظ الأثبات المتقنين.
ومنها أن تكون تلك الزيادة مهمة أي لها معنى مهم فلا يُتصور أن يُغفلها أقرانه ممن روا عن ذلك الشيخ.
وهذه أمثلة فقط وأما التفاصيل واستيعاب أسباب رد الزيادة فعلمٌ تفرد به علماء العلل.
إذن العلاقة بين القاعدتين هي كالعلاقة بين أصل واستثناء من ذلك الأصل.
وفقني الله وإياكم الله إلى كل خير.
ـ[أبو دوسر]ــــــــ[03 - 05 - 07, 02:49 م]ـ
وفقك الله لكل خير
ونفعنا الله بعلمكم
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[04 - 05 - 07, 08:44 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أنا لم أطلع على كتابة الأخوة الذين سبقوني في بيان الفرق بين هذه المصطلحات و لكن حتى نبسط المسألة لطلاب العلم المبتدئين أقول و بالله التوفيق:
قول العلماء في تعريف الحديث الشاذ (مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه): أي أن الراوي الثقة خالف في روايته راو أو رواة أحفظ منه و أضبط روى أو رووا عن نفس الشيخ فجاء بعارات مخالفة أو رواه عن شيخ أخر أو من طريق أخرى فتعارضت روايته مع ماروى هؤلاء.
و أما قولهم (زيادة الثقة مقبولة): هو أن يروي رجل أو مجموعة من الرجال الثقات حديثا و يروي هو هذا الثقة الحديث و لكنه يزيد فيه كلمة أو أكثر. فهذه الزيادة تكون مقبولة شريطة:
أن لا تخالف (أي تعارض) هذه الزيادة ما نص عليه الحديث فيتغير المعنى أو الحكم (و أذكر قول الشيخ الألباني رحمه الله شريطة أن لا تخالف الزيادة المزيد).
فقد تكون الزيادة مبينة لعدد أو مفسرة لكلمة في نفس الحديث او غير ذلك بالشرط أعلاه،و الله تعالى أعلم.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[04 - 05 - 07, 08:55 م]ـ
و أما قولهم (زيادة الثقة مقبولة): هو أن يروي رجل أو مجموعة من الرجال الثقات حديثا و يروي هو هذا الثقة الحديث و لكنه يزيد فيه كلمة أو أكثر. فهذه الزيادة تكون مقبولة شريطة:
أن لا تخالف (أي تعارض) هذه الزيادة ما نص عليه الحديث فيتغير المعنى أو الحكم (و أذكر قول الشيخ الألباني رحمه الله شريطة أن لا تخالف الزيادة المزيد).
فقد تكون الزيادة مبينة لعدد أو مفسرة لكلمة في نفس الحديث او غير ذلك بالشرط أعلاه
ظهر - بحمد الله - أن هذا مخالفٌ لمنهج أئمة الحديث ونقّاده في هذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95219
والأمر على ما فصَّل الشيخ محمد خلف سلامة، وأن التعامل مع الزيادة بحسب القرائن ولو لم تنافِ معنى أصل الحديث.
مع التنبيه إلى أن كلامه - رعاه الله - على إطلاقات الأئمة النقاد المتقدمين، أما المتأخرون وأهل الاصطلاح ففي كلامهم في هذه القضية اضطراب، فهم يقبلون الزيادة في المتن مع عدم المنافاة مع أنها من جنس الزيادة، ويردّونها في السند وهي من جنس الزيادة أيضًا، ولهم كلام أيضًا على الزيادات في أبواب المزيد في متصل الأسانيد والمدرج وغيرها.
ومردّ ذلك ما ذكره الشيخ أمجد الفلسطيني في الرابط السابق، وكلامه قيّم ومهم.
والله أعلم.
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 09:26 ص]ـ
¥(16/309)
زيادة الثقة في كتب أهل العلم على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنها تقبل مطلقا.
والقول الثاني: أنها ترد مطلقا.
والقول: الثالث التفصيل لا تقبل مطلقا ولا ترد مطلقا وهو مذهب الحافظ ابن حجر العسقلاني وغيره من أهل التحقيق وطول النفس في البحث.
وممن قال بأنها تقبل مطلقا من المتقدمين ابن حبان والحاكم وتابعه على ذلك أهل الفقه والأصول.
قال الحافط في النكت على ابن الصلاح محققا لهذه المسألة بحنكة بالغة:
وجزم ابن حبان والحاكم وغيرهما بقبول زيادة الثقة مطلقاً في سائر الأحوال سواء اتحد المجلس أو تعدد، سواء أكثر الساكتون أو تساووا. وهذا قول جماعة من أئمة الفقه والأصول، وجرى على هذا الشيخ محي الدين النووي في ((مصنفاته)).
وفيه نظر كثير، لأنه لا يرد عليهم الحديث الذي يتحد فيرويه جماعة من الحفاظ الأثبات على وجه
ويريه ثقة دونهم في الضبط والاتقان على وجه (يشتمل على زيادة) تخالف ما رووه إما في المتن وإما
في الإسناد، فكيف تقبل زيادته وقد خالفه من لا يغفل مثلهم عنها لحفظهم أو لكثرتهم، ولا سيما
إن كان شيخهم ممن يجمع حديثه ويعتني بمروياته كالزهري وأضرابه بحيث يقال: إنه لو رواها لسمعها منها حفاظ أصحابه ولو سمعوها لرووها ولما تطابقوا على تركها، والذي يغلب على الظن في هذا وأمثاله تغليط راوي الزيادة، وقد نص الشافعي في ((الأم)) على نحو هذا فقال في زيادة مالك ومن تابعه في حديث ((فقد عتق منه ما عتق)): إنما يغلط الرجل بخلاف من هو أحفظ منه أو بأن يأتي بشئ يشركه فيه من لم يحفظه عنه، وهم عدد وهو منفرد)).
فأشار إلى أن الزيادة متى تضمنت مخالفة الأحفظ أو الأكثر عدداً أنها تكون مردودة. وهذه الزيادة التي زادها مالك لم يخالف فيها من هو أحفظ منه ولا أكثر عدداً فتقبل، وقد ذكر الشافعي رضي الله عنه هذا في مواضع وكثيراً ما يقول: ((العدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد)).
وقال ابن خزيمة في صحيحه:
((لسنا ندفع أن تكون الزيادة مقبولة من الحفاظ، ولكنا نقول: إذا تكافأت الرواة في الحفظ والاتقان فروى حافظ بالأخبار زيادة في خبر قبلت زيادته. فإذا تواردت الأخبار، فزاد وليس مثلهم في الحفظ زيادة لم تكن تلك الزيادة مقبولة)).
وقال الترمذي في أواخر الجامع: ((وإنما تقبل الزيادة ممن يعتمد على حفظه)).
وفي سؤالات السهمي للدار قطني:
((سئل عن الحديث إذا اختلف فيه الثقات؟
قال: ينظر ما اجتمع غليه ثقتان فيحكم بصحته، أو ما جاء بلفظة زائدة، فتقبل تلك الزيادة من متقن، ويحكم لأكثرهم حفظاً وثبتاً على من دونه)).
قلت: وقد استعمل الدار قطني ذلك في ((العلل)) و ((السنن)) كثيراً فقال: في حديث راوه يحيى بن أبي كثير عن أبي عياش عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في النهي عن بيع الرطب بالتمر نسيئة: ((قد رواه مالك وإسماعيل وأسامة بن زيد والضحاك بن عثمان عن أبي عياش، فلم يقولوا: نيسئة، واجتماعهم على خلاف ما رواه يحيى يدل على ضبطهم ووهمه)).
وقال ابن عبد البر في ((التمهيد)): ((إنما تقبل الزيادة من الحافظ إذا ثبت عنه وكان أحفظ وأتقن ممن قصر أو مثله في الحفظ، لأنه كأنه حديث آخر مستأنف. وأما إذا كانت الزيادة من غير حافظ، ولا متقن، فإنها لا يلتفت إليها. وسيأتي إن شاء الله كلام الخطيب بنحو هذا.
فحاصل كلام هؤلاء الأئمة أن الزيادة إنما تقبل ممن يكون حافظاً متقناً حيث يستوي مع من زاد عليهم في ذلك، فإن كانوا أكثر عدداً منه أو كان فيهم من هو أحفظ منه أو كان غير حافظ ولو كان في الأصل صدوقاً فإن زيادته لا تقبل.
وهذا مغاير لقول من قال: زيادة الثقة مقبولة وأطلق والله أعلم. واحتج من قبل الزيادة من الثقة بأن
الراوي إذا كان ثقة وانفرد بالحديث من أصله كان مقبولاً، فكذلك انفراده بالزيادة وهو احتجاج مردود، لأنه ليس كل حديث تفرد به أي ثقة كان يكون مقبولاً كما سبق بيانه في نوع الشاذ.
ثم إن الفرق بين تفرد الراوي بالحديث من أصله وبين تفرده بالزيادة ظاهر، لأن تفرده بالحديث لا يلزم منه تطرق السهو والغفلة إلى غيره من الثقات إذ لا مخالفة في روايته بخلاف تفرده بالزيادة إذا لم يروها من هو أتقن منه حفظاً وأكثر عدداً فالظن غالب بترجيح روايتهم على روايته. ومبنى هذا الأمر على غلبة الظن.
¥(16/310)
واحتج بعض أهل الأصول بأنه من الجائز أن يقول الشارع كلاماً في وقت، فيسمعه شخص ويزيده في وقت آخر فيحضره غير الأول، ويؤدي كل منهما ما سمع (وبتقدير اتحاد المجلس فقد يحضر أحدهما في أثناء الكلام فيسمع) ناقصاً ويضبطه الآخر تاماً أو ينصرف أحدهما قبل فراغ الكلام ويتأخر الآخر، وبتقدير حضورها فقد يذهل أحدها أو يعرض له ألم أو جوع أو فكر شاغل، أو غير ذلك من الشواغل ولا يعرض لمن حفظ الزيادة، ونسيان الساكت محتمل والذاكر مثبت.
والجواب عن ذلك أن الذي يبحث فيه أهل الحديث في هذه المسألة، إنما هو في زيادة (بعض الرواة) من التابعين فمن بعدهم. أما الزيادة الحاصلة من بعض الصحابة على صحابي آخر إذا صح السند إليه فلا يختلفون في قبولها (كحديث) أبي هريرة رضي الله عنه الذي في ((الصحيحين)) في قصة آخر من يخرج من النار، وإن الله تعالى يقوله له بعد أن يتمنى ما يتمنى لك ذلك ومثله معه، وقال أبو سعيد الخدري: أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لك ذلك وعشرة أمثاله.
وكحديث ابن عمر رضي الله عنهما ((الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء)). متفق عليه. وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند البخاري ((فأبردوها بماء زمزم)).
وإنما الزيادة التي يتوقف أهل الحديث في قبولها من غير الحافظ حيث يقع في الحديث الذي يتحد مخرجه، كمالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما إذا روى الحديث جماعة من الحفاظ الأثبات العارفين بحديث ذلك الشيخ وانفرد دونهم بعض رواته بزيادة، فإنها لو كانت محفوظة لما غفل الجمهور من رواته عنها. فتفرد واحد عنه بها دونهم، مع توفر (دواعيهم) على الأخذ عنه وجمع حديثه يقتضي ريبة توجب التوقف عنها.
وأما ما حكاه ابن الصلاح عن الخطيب، فهو وإن نقله عن الجمهور من الفقهاء وأصحاب الحديث، فقد خالف في اختياره فقال بعد ذلك: ((والذي نختاره أنالزيادة مقبولة إذا كان راويها عدلاً حافظاً ومتقناً ضابطاً)).
قلت ــ أي الحافط ابن حجر ــ: وهو توسط بين المذهبين، فلا ترد الزيادة من الثقة مطلقاً ولا نقبلها مطلقاً. وقد تقدم مثله عن ابن خزيمة وغيره وكذا قال ابن طاهر: إن الزيادة إنما تقبل عند أهل الصنعة من الثقة المجمع عليه.
وممن حقق هذه المسألة من أئمة الحديث المعاصرين شيخنا محدث الديار اليمنية أبو عبد الرحمن مقبل بن هادي الوادعي الهمداني فأفرد لها بحثا مستقلا في مقدمة كتابه تحقيق الإلزامات والتتبع للإمام الحافظ أبي الحسن الدارقطني.
وقد أثنى على بحث شيخنا، محدث الديار المصرية أبو عبد الرحمن محمد عمرو عبد اللطيف كما في كتابه القيم تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة.
ـ[عويضة]ــــــــ[05 - 05 - 07, 03:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الاحبة كل مشاركاتكم في هذا المقام قيمة ويتم بعضها بعضا لكني اريد ان اعود الى اصل السؤال وهو الفرق بين المصطلحين حيث التبسا عند الاخ السائل فاقول وبالله التوفيق: الاصل في زيادة الثقة عدم المحالفة فهي كما لو تفرد الثقة بكل الحديث والاصل في الشاذ المخالفة واذا انتبهنا الى هذا التفريق سيزول الالتباس من الاذهان.
وبناء على هذا الاصل فان مرد القضية الى الترجيح فان رجح القول بالزيادة قبلت وان ترجح الخطأ فيها ردت اما الشاذ فهو ما ترجح خطؤه بخلاف الزيادة فهي ما ترجح حفظها وصحة روايتها وهذا ارجح الاقوال في قبول الزيادة او ردها اي حسب المرجحات وذكر العلماء كثيرا من المرجحات كان تكون في مجلس اخر او نفس المجلس او تكون من نفس الرواي او من راو اخر او مخالفة في الحكم وما الى ذلك من المرجحات والله اعلم(16/311)
منهج الإمام البخاري في صحيحه
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 02:11 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده وعلى آله وصخبه ومن اتّبع نهجه أمّا بعد: فهذا بحث متواضع الهدف منه تسليط الضوء على منهج البخاري في صحيحه مستعينا فيه بأقوال العلماء وخاصة الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ وأدعو طلبة العلم لإثراء هذا الموضوع.
ـ 1 ـ عادة الإمام في صحيحه الاقتصار على ما يدل بالاشارة وحذف ما يدلّبالصراحة: قال الخاقظ في الفتح [ج1 ص67 ـ 68] فيحاء: وجرى المصنف على عادته في الاقتصار على ما يدلّ بالاشارة وحذف مايدلّ بالصّراحة اهـ فمن يثري هذه الجزئية ويتحفنا ببعض النماذج التطبيقية لها في الصحيح الجامع وجزاه الله خيرا.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[29 - 04 - 07, 05:05 م]ـ
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8567
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 08:51 م]ـ
2 ـ أنّ البخاري يراعي اتحاد الواقعة في مجال قبول الزيادات أو ردّها:
قال الإمام البخاري في صحيحه: لأنّهم لم يحكوا صلاة واحدة فاختلفوا فيها وإنّما زاد بعضهم على بعض والزيادة مقبولة من أهل العلم. اهـ. الصحيح مع الفتح ج2 ص288 فيحاء
ـ[أبو عبد الله الزاوي]ــــــــ[30 - 04 - 07, 10:12 م]ـ
الحمد لله
ـ 3 ـ أنّ الإمام البخاري يكتفي بالتلويح عن التصريح:
قال الحافظ: فاكتفى [البخاري] بالتلويح عن التصريح وقد سلك هذه الطريقة في معظم تراجم هذا الكتاب على ما سيظهر بالاستقراء. ا.هـ. الفتح1 ـ ص10
ـ قال الحافظ: قال ابن المنيّر: وفي انتزاعه من حديث الباب خفاء. اهـ. الفتح 5 ـ 261(16/312)
تعريف بعض المصطلحات التي تطلق على روات الحديث ودرجة الاحتجاج بأصحابها
ـ[ابو مالك المغربي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 03:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اريد من الاخوة الكرام تعريف بعض المصطلحات التي تطلق على روات الحديث ودرجة الاحتجاج بكل راو يطلق عليه وصف منها مع مدعمة بذكر آراء العلماء في ذالك. وهي كالتالي:
مستور
يهم او له اوهام
صدوق
مدلس بكل أنواع التدليس
ليس بالقوي
تلقن
اختلط
سُبر
......
وجزاكم الله كل خير
ـ[ابو مالك المغربي]ــــــــ[29 - 04 - 07, 07:52 م]ـ
وكذلك قولهم:
لابأس به
مستقيم الحديث
صالح الحديث
له مناكير
منكر الحديث
متكلم فيه
ـ[ابو مالك المغربي]ــــــــ[30 - 04 - 07, 04:16 ص]ـ
يلا هممكم اخواني ..................
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[30 - 04 - 07, 08:03 ص]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=1925
في الرابط أعلاه كتاب شفاء العليل, قام مؤلفه حفظه الله بجمع جل مصطلحات الجرح والتعديل الموجودة في كتب الرجال ... وتكلم عن معنى كل كلمة بما جاء في معناها من كلام أهل العلم.
وهو أجل ما كتب في بابه - على ما أعلم -
والسلام عليكم
ـ[ابو مالك المغربي]ــــــــ[30 - 04 - 07, 10:30 ص]ـ
شكرا لك اخي بلال
ـ[خالد الجنوبي]ــــــــ[01 - 05 - 07, 04:10 م]ـ
الرابط لايعمل جزيت خيرا
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[01 - 05 - 07, 09:31 م]ـ
الرابط لايعمل جزيت خيرا
http://ia340925.us.archive.org/3/items/shalaqgt/shalaqgt.pdf(16/313)
شذوذ لفظة: ((والنهار)) في حديث: ((صلاة الليل والنهار مثنى مثنى)).
ـ[ماهر]ــــــــ[29 - 04 - 07, 11:33 م]ـ
روى علي بن عبد الله البارقي الأزدي (1)، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الليل والنهار مثنى مثنى)). أخرجه: الطيالسي (2)، وابن أبي شيبة (3)، وأحمد (4)، والدارمي (5)، والبخاري في التاريخ الكبير (6)، وأبو داود (7)، وابن ماجه (8)، والترمذي (9)، والنسائي (10)، وابن الجارود (11)، وابن خزيمة (12)، والطحاوي (13)، وابن حبان (14)، وابن عدي (15)، والدارقطني (16)، وابن حزم (17)، والبيهقي (18)، والخطيب (19)، وابن عبد البر (20).
وقد خالف الأزدي غيره من الرواة عن ابن عمر فزاد كلمة ((النهار)) وجمع الرواة عن ابن عمر لا يذكرون هذه الكلمة، وهم:
1. أنس بن سيرين، أخرجه: أحمد (21)، والبخاري (22)، ومسلم (23)، وابن ماجه (24)، والترمذي (25)، والنسائي (26)، وابن خزيمة (27)، وأبو عوانة (28)، والطبراني (29)، وأبو نعيم (30)، والبغوي (31).
2. حميد بن عبد الرحمان، أخرجه: النسائي (32)، وأبو عوانة (33).
3. سعد بن عبيدة، أخرجه: الطبراني (34).
4. سالم بن عبد الله بن عمر، أخرجه: الشافعي (35)، وعبد الرزاق (36)، والحميدي (37)، وابن أبي شيبة (38)، وأحمد (39)، والبخاري (40)، ومسلم (41)، وابن ماجه (42)، والنسائي (43)، وأبو يعلى (44)، وابن الجارود (45)، وابن خزيمة (46)، وأبو عوانة (47)، وابن حبان (48)، والطبراني (49)، وأبو نعيم (50)، والبيهقي (51)، والخطيب (52)، والبغوي (53).
5. طاووس، أخرجه: الشافعي (54)، وعبد الرزاق (55)، والحميدي (56)، وابن أبي شيبة (57)، وأحمد (58)، ومسلم (59)، وابن ماجه (60)، والنسائي (61)، وأبو يعلى (62)، وابن خزيمة (63)، والطحاوي (64)، والطبراني (65)، وأبو نعيم (66)، والبيهقي (67).
6. عبد الله بن دينار، أخرجه: الشافعي (68)، وعبد الرزاق (69)، والحميدي (70)، وابن أبي شيبة (71)، وابن ماجه (72)، وابن خزيمة (73)، والطحاوي (74)، والبيهقي (75)، وابن عبد البر (76).
7. عبد الله بن شقيق (77)، أخرجه: ابن أبي شيبة (78)، وأحمد (79)، ومسلم (80)، وأبو داود (81)، والنسائي (82)، وأبو يعلى (83)، وابن خزيمة (84)، وأبو عوانة (85)، والطحاوي (86)، وابن حبان (87)، والطبراني (88)، وأبو نعيم (89)، والبيهقي (90).
8. عبيد الله بن عبد الله، أخرجه: مسلم (91)، وأبو عوانة (92)، وأبو نعيم (93)، والبيهقي (94).
9. عقبة بن حريث (95)، أخرجه: أحمد (96)، ومسلم (97)، وأبو عوانة (98)، وأبو نعيم (99)، والبيهقي (100).
10. عقبة بن مُسْلِم (101)، أخرجه: الطحاوي (102).
11. عطية بن سعد (103)، أخرجه: أحمد (104)، والطرسوسي (105)، وابن قانع (106)، وأبو نعيم (107).
12. القاسم بن محمد، أخرجه: البخاري (108)، والنسائي (109).
13. محمد بن سيرين، أخرجه: عبد الرزاق (110)، وأحمد (111)، وابن الأعرابي (112)، والطبراني (113).
14. نافع، أخرجه: ابن أبي شيبة (114)، وأحمد (115)، والدارمي (116)، والبخاري (117)، والطرسوسي (118)، وابن ماجه (119)، والترمذي (120)، والنسائي (121)، وأبو يعلى (122)، وابن خزيمة (123)، والطحاوي (124)، وابن قانع (125)، وابن حبان (126)، والطبراني (127)، والخطيب (128)، وابن عبد البر (129)، والبغوي (130).
15. أبو سلمة بن عبد الرحمان بن عوف، أخرجه: الحميدي (131)، وأحمد (132)، وابن ماجه (133)، والنسائي (134)، وابن خزيمة (135)، وابن حبان (136).
16. أبو مجلز (لاحق بن حميد) (137)، أخرجه: ابن ماجه (138).
17. نافع وعبد الله بن دينار مقرونين، أخرجه: مالك (139)، والشافعي (140)، والبخاري (141)، ومسلم (142)، وأبو داود (143)، والنسائي (144)، وأبو عوانة (145)، والطحاوي (146)، وأبو نعيم (147)، والبيهقي (148)، والبغوي (149).
18. سالم بن عبد الله بن عمر وحميد بن عبد الرحمان مقرونين، أخرجه: عبد (150) الرزاق (151)، وأحمد (152)، ومسلم (153)، والنسائي (154)، وأبو عونة (155)، والطحاوي (156)، وأبو نعيم (157).
¥(16/314)
19. أبو سلمة بن عبد الرحمان بن عوف ونافع مقرونين، أخرجه: أحمد (158)، والطرسوسي (159)، والنسائي (160)، والطحاوي (161).
والمتأمل الناظر يجد الأزدي قد خالف جميع الرواة عن ابن عمر إذ قال الترمذي: ((والصحيح ما روي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة الليل مثنى مثنى))، وروى الثقات عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكروا فيه صلاة النهار)) (162).
وقال النسائي: ((هذا الحديث عندي خطأ والله تعالى أعلم)) (163)، وقال أيضاً: ((هَذَا إسناد جيد ولكن أصحاب ابن عمر خالفوا علياً الأزدي …)) (164).
وقال البيهقي: إن البخاري قد سئل عن حديث يعلى بن عطاء أصحيح هو؟
فقال: نعم. قال أبو عبد الله وقال سعيد بن جبير كان ابن عمر لا يصلي أربعاً لا يفصل بينهن إلا المكتوبة (165).
وقال ابن عبد البر: ((لم يقله أحد عن ابن عمر غيره وأنكروه عليه)) (166) وساق ابن عبد البر بسنده عن مضر بن محمد أنه قال: ((سألت يحيى بن معين عن صلاة الليل والنهار فقال: صلاة النهار أربعاً لا يفصل بينهن فاصل، وصلاة الليل ركعتين، فقلت له: إن أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول صلاة الليل والنهار مثنى مثنى، فقال: بأي حديث؟ فقلت: بحديث شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن عَلِيّ الأزدي، عن ابن عمر أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((صلاة الليل والنهار مثنى مثنى)) فَقَالَ: ومن عَلِيّ الأزدي حَتَّى أقبل مِنْهُ هَذَا)) (167).
وقال ابن تيمية: ((فهذا الحديث يرويه الأزدي عن علي بن عبد الله البارقي، عن ابن عمر (168)، وهو خلاف ما رواه الثقات المعروفون عن ابن عمر فإنهم رووا ما في الصحيحين أنه سئل عن صلاة الليل فقال: ((صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خفت الفجر فاوتر بواحدة)))) (169).
وقد أفاض ابن تيمية في تضعيف هذه الزيادة في مجموعة فتاويه (170).
وقال الزيلعي: ((والحديث في الصحيحين من حديث جماعة عن ابن عمر ليس فيه ذكر النهار (171))) (172).
.................................................. .
(1) هُوَ عَلِيّ بن عَبْد الله البارقي الأزدي، أبو عَبْد الله بن أبي الوليد: صدوق رُبَّمَا أخطأ.
تهذيب الكمال 5/ 278 - 279 (4687)، والكاشف 2/ 43 (3939)، والتقريب (4762).
(2) في مسنده (1932).
(3) في مصنفه (6633).
(4) في مسنده 2/ 26و51.
(5) في سننه (1466).
(6) 1/ 285.
(7) في سننه (1295).
(8) في سننه (1322).
(9) في جامعه (597).
(10) في المجتبى 3/ 227 وفي الكبرى، له (472).
(11) في المنتقى (278).
(12) في صحيحه (1210).
(13) في شرح معاني الآثار: 1/ 334.
(14) في صحيحه: (2479) و (2480) و (2491) وط الرسالة (2482) و (2483) و (2894).
(15) في الكامل: 6/ 307.
(16) في سننه 1/ 417.
(17) في المحلى 1/ 80.
(18) في السنن الكبرى: 2/ 487، وفي المعرفة (1350) و (1351).
(19) في موضح أوهام الجمع والتفريق: 2/ 273.
(20) في التمهيد: 13/ 246 - 247.
(21) في مسنده 2/ 31 و45 و49 و78.
(22) في صحيحه 2/ 31 (995).
(23) في صحيحه 2/ 174 (749) (157) و (158).
(24) في سننه (1318).
(25) في جامعه الكبير (461).
(26) الكبرى (437).
(27) في صحيحه (1073).
(28) في مسنده 2/ 364.
(29) في الأوسط: ط العلمية (2369) وط الطحان (2390).
(30) في المستخرج (1711) و (1712).
(31) في شرح السنة (958).
(32) في المجتبى 3/ 228، وفي الكبرى، له (1381).
(33) في مسنده 2/ 361.
(34) في الأوسط:ط العلمية (3409) وط الطحان (3433) وفي الصغير: 1/ 125.
(35) في مسنده: (387) بتحقيقي.
(36) في مصنفه (4678) و (4681).
(37) في مسنده (628).
(38) في مصنفه (6623) و (6802) و (36385) و (36386).
(39) في مسنده 2/ 9 و133 و148.
(40) في صحيحه 2/ 64 (1137).
(41) في صحيحه 2/ 172 (749) (146).
(42) في سننه (1320).
(43) في المجتبى 3/ 227و228 وفي الكبرى، له (439) و (473) و (1380).
(44) في مسنده (5431) و (5494).
(45) في المنتقى (267).
(46) في صحيحه (1072).
(47) في مسنده 2/ 360.
(48) في صحيحه (2617) وط الرسالة (2620).
¥(16/315)
(49) في الكبير (13184) و (13215) وفي الأوسط ط العلمية (758) (940) (4110) (4674) وط الطحان (762) (944) (4122) (4671).
(40) في المستخرج (1698).
(41) في السنن الكبرى 3/ 22، وفي المعرفة، له (1352).
(42) في تاريخه 9/ 105.
(43) في شرح السنة (955).
(44) في مسنده (388) بتحقيقي.
(45) في مصنفه (4679).
(46) في مسنده (629).
(47) في مصنفه (36399).
(48) في مسنده 2/ 30و113و142.
(49) في صحيحه 2/ 172 (749) (146).
(50) في سننه (1320).
(51) في المجتبى 3/ 227 وفي الكبرى، له (438) (475).
(52) في مصنفه (5618) (5620) (5624).
(53) في صحيحه (1072).
(54) في شرح المعاني 1/ 278.
(55) في الكبير (13461).
(56) في الحلية 4/ 20 وفي المستخرج، له (1699).
(57) في السنن الكبرى 3/ 22 وفي معرفة السنن والآثار، له (1352).
(58) في مسنده (386) بتحقيقي.
(59) في مصنفه (4680).
(60) في مسنده (631).
(71) في مصنفه (6624).
(72) في سننه (1320).
(73) في صحيحه (1072).
(74) في شرح المعاني 1/ 278.
(75) في السنن الكبرى 3/ 21 - 22 وفي المعرفة، له (1352).
(76) في التمهيد 13/ 242.
(77) هُوَ عَبْد الله بن شقيق العقيلي، أَبُو عَبْد الرَّحْمَان البصري، وَقِيْلَ: أبو مُحَمَّد: ثقة فِيْهِ نصب، توفي سنة (108ه). تهذيب الكمال 4/ 162 (3321)، والكاشف 1/ 561 (2777)، والتقريب (3385).
(78) في مصنفه (6625) (6804) (36384).
(79) في مسنده 2/ 40 و58 و71 و76 و79 و81 و100.
(80) في صحيحه 2/ 172 (749) (148).
(81) في سننه (1421).
(82) في المجتبى 3/ 232 - 233 وفي الكبرى، له (1398).
(83) في مسنده (5635).
(84) في صحيحه (1072).
(85) في مسنده 2/ 361.
(86) في شرح المعاني 1/ 278.
(87) في صحيحه (2620) وط الرسالة (2623).
(88) في الأوسط ط العلمية (2614) وط الطحان (2635).
(89) في المستخرج (1701) (1702).
(90) في السنن الكبرى 3/ 22.
(91) في صحيحه 2/ 173 (749) (156).
(92) في مسنده 2/ 362.
(93) في المستخرج (1710).
(94) في السنن الكبرى 3/ 22.
(95) هُوَ عقبة بن حريث التغلبي، الكوفي: ثقة.
تهذيب الكمال 5/ 194 - 195 (4563)، والكاشف 2/ 28 (3835)، والتقريب (4635).
(96) في مسنده 2/ 44و77.
(97) في صحيحه 2/ 174 (749) (159).
(98) في مسنده 2/ 359.
(99) في المستخرج (1713).
(100) في سننه الكبرى 2/ 486.
(101) هُوَ عقبة بن مُسْلِم التجيبي، أبو مُحَمَّد المصري، إمام الجامع العتيق بمصر: ثقة، توفي قريباً من سنة عشرين ومئة.
الثقات 7/ 247، وتهذيب الكمال 5/ 200 - 201 (4576)، والتقريب (4650).
(102) في شرح المعاني 1/ 279.
(103) هُوَ عطية بن سعد بن جنادة الكوفي الجدلي، أبو الحسن الكوفي: صدوق يخطئ كثيراً، وَكَانَ شيعياً مدلساً، توفي سنة (111 ه).
التاريخ الكبير 7/ 8 - 9، والكاشف 2/ 27 (3820)، والتقريب (4616).
(104) في مسنده 2/ 155.
(105) في مسند ابن عمر (5).
(106) في معجم الصحابة 8/ 2993 (917).
(107) في الحلية 7/ 254.
(108) في صحيحه 2/ 30 (993).
(109) في المجتبى 3/ 233 وفي الكبرى، له (444).
(110) في مصنفه (4675) و (4676).
(111) في مسنده 2/ 32و82و154.
(112) في معجمه (89).
(113) في الأوسط ط العلمية (961) (3893) وط الطحان (965 (3905).
(114) في مصنفه (6805).
(115) في مسنده 2/ 5و48و49و54و66و102و119.
(116) في سننه (1467) (1592).
(117) في صحيحه 1/ 137 (472) (473).
(118) في مسند ابن عمر (62).
والطرسوسي: هُوَ مُحَمَّد بن إبراهيم بن مُسْلِم الخزاعي أبو أمية الطرسوسي، بغدادي الأصل: صدوق صاحب حَدِيْث يهم، وَقَدْ وثقه أبو داود، وَقَالَ أبو بكر الخلال: إمام في الْحَدِيْث، رفيع القدر جداً، لَهُ من المصنفات " مسند عَبْد الله بن عمر "، توفي سنة (273 ه).
سير أعلام النبلاء 13/ 91، وميزان الاعتدال 3/ 447 (7106)، والتقريب (5700).
(119) في سننه (1319).
(120) في جامعه (437).
(121) في المجتبى 3/ 227 - 228 و228 و233 وفي الكبرى، له (474).
(122) في مسنده (2623).
¥(16/316)
(123) في صحيحه (1072).
(124) في شرح المعاني 1/ 278.
(125) في معجم الصحابة 8/ 2997 (918).
(126) في صحيحه (2619) وط الرسالة (2622).
(127) في الأوسط ط العلمية (76) (2175) (2694) وط الطحان (76) (2196) (2715)، وفي الصغير 1/ 13.
(128) في تاريخه 2/ 257، وفي موضح أوهام الجمع والتفريق، له 2/ 225.
(129) في التمهيد 13/ 241.
(130) في شرح السنة (956) (957).
(131) في مسنده (630).
(132) في مسنده 2/ 10.
(133) في سننه (1320).
(134) في المجتبى 3/ 227.
(135) في صحيحه (1072).
(136) في صحيحه (2617) وط الرسالة (2620).
(137) هُوَ لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي البصري، أبو مِجْلَز: ثقة، توفي سنة (100 ه)، وَقِيْلَ: (106 ه)، وَقِيْلَ: (109 ه).
تهذيب الكمال 7/ 507 (7367)، والكاشف 2/ 359 (6120)، والتقريب (7490).
(138) في سننه (1175).
(139) في الموطأ (100) برواية سويد بن سعيد، و (298) برواية أبي مصعب الزهري، و (319) برواية الليثي.
(140) في مسنده (384) بتحقيقي.
(141) في صحيحه 2/ 30 (990) وفي التاريخ الصغير، له 1/ 294.
(142) في صحيحه 2/ 171 (749) (145).
(143) في سننه (1326).
(144) في المجتبى 3/ 233 وفي الكبرى، له (1399).
(145) في مسنده 2/ 364.
(146) في شرح المعاني 1/ 278.
(147) في المستخرج (1697).
(148) في سننه 2/ 486 و 3/ 21.
(149) في شرح السنة (954).
(150) في مطبوع عبد الرزاق عن سالم بن عبد الله عن حميد بن عبد الرحمان، والصواب سالم وحميد.
(151) في مصنفه (4677).
(152) في مسنده 2/ 134.
(153) في صحيحه 2/ 172 (749) (147).
(154) في المجتبى 3/ 228.
(155) في مسنده 2/ 360.
(156) في شرح المعاني 1/ 278.
(157) في المستخرج (1700).
(158) في مسنده 2/ 75.
(159) في مسند ابن عمر (62).
(160) في المجتبى 3/ 233 - 234.
(161) في شرح المعاني 1/ 278.
(162) جامعه عقب الحديث (597).
(163) المجتبى 3/ 227.
(164) الكبرى عقب حديث (472).
(165) السنن الكبرى 2/ 487 وفي المعرفة، له 2/ 296.
(166) التمهيد 13/ 243.
(167) التمهيد 13/ 244 - 245، وانظر: الاستذكار، له 2/ 105 - 106.
(168) كذا قال الحافظ ابن تيمية والصواب أن الأزدي هو نفسه علي بن عبد الله البارقي وهو كما جاء في جميع الروايات التي ذكرت الحديث.
(169) مجموعة الفتاوى 21/ 165.
(170) مجموعة الفتاوى 21/ 165.
(171) نصب الراية 2/ 144.
(172) روى الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص 58 والورقة 53 من نسختنا الخطية) النوع التاسع عشر هَذَا الْحَدِيْث من طريق محمد بن سيرين، عن ابن عمر وفيه زيادة لفظة: ((النهار)) ثم قال عقبه: ((هذا حديث ليس في إسناده إلا ثقة ثبت وذكر النهار فيه وهم والكلام عليه يطول)).
ـ[ماهر]ــــــــ[29 - 04 - 07, 11:35 م]ـ
أثر الحديث في اختلاف الفقهاء (كيف تصلى نافلة النهار)؟
اختلف العلماء في نافلة النهار كيف تصلى على مذهبين:
المذهب الأول: وهو أن تصلى مثنى مثنى، وهو ما ذهب إليه سعيد بن جبير (1)، والحسن البصري (2)، وحماد بن أبي سليمان (3)، ومالك (4)، والشافعي (5)، وهو ما فضّله أحمد (6)، وداود (7)، وابن المنذر (8).
قال الشافعي - رحمه الله -: ((صلاة الليل والنهار من النافلة سواء يسلم في كل ركعتين، هكذا جاء الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل، وقد يروى عنه خبر يثبت أهل الحديث مثله في صلاة النهار، ولو لم يثبت كان إذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل أن يسلم من كل ركعتين كان معقولاً في الخبر عنه أنه أراد والله تعالى أعلم الفرق بين الفريضة والنافلة، ولا تختلف النافلة في الليل والنهار كما لا تختلف المكتوبة في الليل والنهار؛ لأنها موصولة كلها)) (9).
وقال أيضاً: ((وهكذا ينبغي أن تكون النافلة في الليل والنهار)) (10).
¥(16/317)
المذهب الثاني: أنها تصلى أربعاً وهو ما ذهب إليه ابن عمر (11)، وأبو حنيفة (12)، إذ ذهب إلى أنه يصلى في نفل النهار أربعاً بتسليمة أو اثنتين، والأفضل أربع، والأوزاعي (13)، وأبو يوسف (14)، ومحمد (15)، وإسحاق (16)، واستدلوا بحديث أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أربع قبل الظهر لا يسلم فيهن تفتح لهن أبواب السماء)) (17)، وأجاز ذلك أحمد (18)، وقال ابن قدامة في المغني: ((وحديث أبي أيوب يرويه عبيد الله بن معتب وهو ضعيف، ومفهوم الحديث المتفق عليه يدل على جواز الأربع لا على تفضيلها، وأما حديث البارقي فإنه تفرد بزيادة لفظة النهار من بين سائر الرواة، وقد رواه عن ابن عمر نحو خمسة عشر نفساً لم يقل ذلك أحد سواه وكان ابن عمر يصلي أربعاً فيدل ذلك على ضعف روايته أو على أن المراد بذلك الفضيلة مع جواز غيره والله تعالى أعلم)) (19).
.............................. .............
(1) انظر: المغني 1/ 761، والمجموع 4/ 56.
(2) انظر: المغني 1/ 761، والمجموع 4/ 56.
(3) انظر: المغني 1/ 761، والمجموع 4/ 56.
(4) انظر: المدونة الكبرى 1/ 99، والمنتقى 1/ 213 - 214، والاستذكار 2/ 91 - 92، وبداية المجتهد 1/ 150 - 151، والقوانين الفقهية: 87.
(5) انظر: الأم 1/ 139 - 140، والحاوي الكبير 2/ 366 - 367، والمهذب 1/ 92، والوسيط 2/ 817، والتهذيب 2/ 225 - 226، والمجموع شرح المهذب 4/ 51و56، وروضة الطالبين 1/ 332، وكفاية الأخيار 1/ 166 - 167.
(6) انظر: مسائل أبي داود: 72، ومسائل عبد الله بن أحمد 2/ 296 - 297، والمقنع: 34، والهادي: 23 - 24، والمغني 1/ 761، والمحرر 1/ 88، وشرح الزركشي 1/ 387 - 388.
(7) انظر: المجموع 4/ 51و56.
(8) انظر: المجموع 4/ 51و56.
(9) انظر: الأم 7/ 142.
(10) انظر: الأم 7/ 142.
(11) مصنف ابن أبي شيبة (5948)، وانظر: المجموع 1/ 51و56، والمغني 1/ 761.
(12) انظر: الحجة على أهل المدينة 1/ 272، والمبسوط 1/ 159، وبدائع الصنائع 1/ 284 - 285، والهداية 1/ 67، وشرح فتح القدير 1/ 314 - 315، والاختيار في تعليل المختار 1/ 65 - 68، وتبيين الحقائق 1/ 172، ويكره الأحناف الزيادة على أربع ركعات في صلاة النهار.
(13) انظر: المغني 1/ 761، والمجموع 4/ 56، وفقه الإمام الأوزاعي 1/ 295.
(14) انظر: المبسوط 1/ 159، والهداية 1/ 67.
(15) كتاب الحجة على أهل المدينة 1/ 272، وانظر: المبسوط 1/ 159، والهداية 1/ 67.
(16) انظر: المغني 1/ 761، والمجموع 4/ 51و56.
(17) أخرجه: محمد بن الحسن الشيباني في الحجة على أهل المدينة 1/ 272 - 273، والطيالسي (597)، وعبد الرزاق (4814)، والحميدي (385)، وابن أبي شيبة (5940) و (5941)، وأحمد 5/ 416 و418 و419، وعبد بن حميد (226)، وأبو داود (1270)، وابن ماجه (1157)، والترمذي في الشمائل (293) و (294) بتحقيقنا، وابن خزيمة (1214) و (1215)، والطحاوي في شرح المعاني 1/ 335، وابن حبان في الثقات 5/ 163 - 164، والطبراني في الكبير (4031) (4032) (4033) (4034) (4035) (4036) (4037) (4038)، والدارقطني في العلل 6/ 169، وابن عدي في الكامل 7/ 59، والحاكم في المستدرك 3/ 461، وتمام في فوائده (380)، والبيهقي 2/ 488و489، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 168 - 169 من طرق عن أبي أيوب الأنصاري، به.
وللحديث شاهد من حديث عبد الله بن السائب، عند أحمد 3/ 411، والترمذي في الجامع الكبير (478)، وفي الشمائل (295) بتحقيقنا، والنسائي في الكبرى (331)، والبغوي (890) وسنده صحيح.
(18) مسائل أبي داود: 72، ومسائل عبد الله بن أحمد 2/ 296، والمقنع: 34، والمغني 1/ 761، والمحرر 1/ 86، وشرح الزركشي 1/ 387 - 388.
(19) انظر: المغني 1/ 761.
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[29 - 04 - 07, 11:40 م]ـ
جزاكم الله خيراً على ما تفضلتم به
ـ[حذيفة بن فاروق]ــــــــ[08 - 05 - 07, 06:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا شيخنا الحبيب ...
ـ[ابو على المصرى]ــــــــ[08 - 05 - 07, 02:06 م]ـ
اضافة لما ذكرت اخى العزيز جزاك الله خيرا
فقد روى يحي بن يحى عن مالك عن نافع عن بن عمر ان النبى صلى الله عليه وسلم قال "صلاة الليل مثنى مثنى فاذا خشى احدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى " لفظ مالك فى الموطا (باب الامر بالوتر 262)
وتابعة القعنبى وبن يوسف والبخارى ومسلم وايوب وبن دينار وجماعة كما ذكرت
- وروى الحنينى وهو من تلاميذ مالك وكان سيىء الحفظ قال:حدثنا مالك وعبد الله ابن عمر ابن حفص ابن عاصم ابن عمر ابن الخطاب عن نافع عن ابن عمر" صلاة الليل والنهار مثنى مثنى "
وهذة اللفظة منكرة ومعنى منكرة اى خالفت روايات من ذكر ماهر جزاه الله خيرا
وذكر الامام مسلم فى مقدمة صحيحة قال "وعلامة المنكر فى حديث المحدث اذا ما عرضت روايته برواية غيرة من اهل الحفظ والرضا خالفت روايته روايته او لم تكد توافقها_كما مر بنا من حديث على الازدى والحنينى فقد خالفوا اهل الحفظ _ثم قال:فان كان الاغلب من حديثة كذالك كان مهجور الحديث غير مقبول ولا مستعمل
وجزاكم الله خيرا
¥(16/318)
ـ[ماهر]ــــــــ[08 - 05 - 07, 02:16 م]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
وجزاكم الله خيراً على هذه الفائدة:
- وروى الحنينى وهو من تلاميذ مالك وكان سيىء الحفظ قال:حدثنا مالك وعبد الله ابن عمر ابن حفص ابن عاصم ابن عمر ابن الخطاب عن نافع عن ابن عمر" صلاة الليل والنهار مثنى مثنى "
وسؤالي لو تكرمتم: أين مصدر هذه الرواية؟
وفقكم الله
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[08 - 05 - 07, 10:10 م]ـ
راجع شيخنا الفاضل شرح معاني الآثار للطحاوي والتمهيد لابن عبد البر
ـ[ابو على المصرى]ــــــــ[09 - 05 - 07, 12:43 ص]ـ
انا وصلت الى الرواية وتعبت فى البحث عن المصدر ولم اجده
وطرحت الموضوع للبحث
وجزاكم كل خير
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[09 - 05 - 07, 04:00 م]ـ
ومفهوم الحديث المتفق عليه يدل على جواز الأربع لا على تفضيلها
لكن يشكل على هذا تعارض هذا المفهوم مع قاعدة الأصل في العبادات المنع
ـ[ابو على المصرى]ــــــــ[10 - 05 - 07, 09:54 م]ـ
فى المعجم الاوسط للطبرانى والرقم قد يكون مختلفا 47 - حدثنا أحمد بن محمد الجمحي المصيصي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني، حدثنا عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الليل والنهار مثنى مثنى» غريب لم يرو هذه اللفظة «والنهار» عن العمري إلا الحنيني
وجزاكم الله خيرا
ـ[ماهر]ــــــــ[10 - 05 - 07, 10:27 م]ـ
أجزل الله لكم الثواب، وأدخلكم الجنة بغير حساب، وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
ـ[أبو عبد الله الخضراوي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 11:57 م]ـ
قام الشيخ أبو إسحاق الحويني وفقه الله بجمع الروايات عن ابن عمر لهذا الحديث في تخريجه القديم لمنتقى ابن الجارود المسمى "غوث المكدود" 1/ 234 - 236 ثم خرج في 242 - 247 رواية البارقي وذكر رواية ابن عون عن ابن سيرين للحديث بزيادة النهار.
وذكر رواية الحنيني ووكيع عن العمري.
وأزيد أن رواية الحنيني: كما رواها الطبراني في الأوسط 79، قد رواها أيضاً في الصغير 47، وهي عند تمام في الفوائد 2/ 12 –الروض البسام-. [انظر تخريجه].
كما وجدت طريقاً آخر عن نافع عند أبي نعيم في تاريخ أصبهان 2/ 73: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا علي بن الصباح ثنا أبو بشر ثنا دحيم ثنا الوليد عن ابن لهيعة عن بكير بن الأشج عن نافع عن ابن عمر قال قال النبي صلاة الليل والنهار مثنى مثنى.
كما جاء للحديث طريق آخر من مسند عائشة، رواه أيضاً أبو نعيم في الكتاب السابق 2/ 290 حدثنا أبي ثنا علي بن الصباح بن علي ثنا مسعود بن يزيد أبو أحمد ثنا محبوب بن مسعود أبو هاشم البصري البجلي ثنا عمار بن عطية عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلاة الليل والنهار مثنى مثنى
ولعل الشيخ ماهر متع الله به ينشط لتحقيق هذه الروايات ثم يتحفنا بالنتائج.
سلسلة فوائد من درس:تعليقات على صحيح مسلم" الفائدة 2
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=562257#post562257
ـ[ماهر]ــــــــ[11 - 05 - 07, 06:28 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد والعوائد
ستر الله عليكم، وكفاكم شر ما خلق وذرأ وبرأ
ـ[مرفت عبدالجبار]ــــــــ[11 - 05 - 07, 06:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[14 - 05 - 07, 07:41 ص]ـ
بارك الله فيك ...
قال الشيخ العلوان فرج الله عنه:
قوله "وأن يسلم من الشذوذ": كأن يسلم من اللفظ الشاذ, كرواية البارقي عن ابن عمر (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى) فإن زيادة (النهار) شاذة, تفرد بها علي البارقي عن ابن عمر, وقد خالفه ما لا يقل عن عشرة من الحفاظ كنافع وسالم وحُمَيد وأبي سلمة وجماعة, يروون هذا الخبر بلفظ (صلاة الليل مثنى مثنى) وذِكْرُ النهار غلط.
ـ[ماهر]ــــــــ[09 - 05 - 08, 03:22 م]ـ
جزاكم الله كل خير.
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[09 - 05 - 08, 04:29 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الماهر ماهر على هذا الجهد المبارك
وتتميما للفائدة في هذا الموضوع لا اعتراضا على ما سطرت، أنقل رأي العلامة المحدث ابن باز رحمه الله في هذه الزيادة لعلكم والأفاضل تناقشون سبب تصحيحه لهذه الزيادة حيث قال في مجموع الفتاوى (30/ 55):
((أما في النهار ففيه خلاف بين أهل العلم، والذي ينبغي أيضا أن يصلي اثنتين اثنتين في النهار أيضا؛ لأن رواية: "والنهار" في الحديث زيادة صحيحة، رواه الخمسة وهم أهل السنن الأربعة والإمام أحمد بإسناد جيد عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: " صلاة الليل والنهار مثنى مثنى "))
http://www.alifta.com/Fatawa/FatawaDetails.aspx?View=Page&PageID=5816&PageNo=1&BookID=4P55
ـ[أبو صهيب المقدسي خالد الحايك]ــــــــ[09 - 05 - 08, 06:57 م]ـ
روى الحاكم في ((معرفة علوم الحديث)) (ص58) في ذكر النوع التاسع عشر من علوم الحديث ((وهو معرفة الصحيح والسقيم))، روى هذا الحديث من طريق أبي حاتم الرازي عن نصر بن علي عن أبيه عن ابن عون عن محمد بن سيرين عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صلاة الليل والنهار مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل)).
قال الحاكم: "هذا حديث ليس في إسناده إلا ثقة ثبت، وذكر ((النهار)) فيه وهم، والكلام عليه يطول".
¥(16/319)
ـ[ماهر]ــــــــ[12 - 08 - 08, 11:43 م]ـ
أسأل الله أن يوفقكم جميعاً ويستر عليكم ويزيدكم من فضله.
وأسأله تعالى أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[13 - 08 - 08, 06:33 ص]ـ
أسأل الله أن يوفقكم جميعاً ويستر عليكم ويزيدكم من فضله.
وأسأله تعالى أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
جزاك الله كل خير شبخنا الفاضل ماهر
وإذا سمح وقتك وسمحت
وقال البيهقي: إن البخاري قد سئل عن حديث يعلى بن عطاء أصحيح هو؟
فقال: نعم
هل معنى هذا أن البخاري يصحح هذه الزيادة
أي اللفظة التي وصفتها بالشاذة؟
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[14 - 08 - 08, 12:05 ص]ـ
الشيخ ماهر، جزاك الله خيرا.
قال الإمام أحمد: كان شعبة يتهيب حديث ابن عمر، كما في مسائل أبي داود (1872).
وفي الفتح لابن رجب (9/ 98): تضعيف الإمام أحمد للزيادة.
وفي التمهيد (3/ 243): تضعيف يحيى بن معين لها.
وأعلها الدارقطني أيضا.
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 08 - 08, 12:47 ص]ـ
بارك الله فيكم
الأخ أبو الأشبال عبد الجبار - وفقه الله
انظر
هذا الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=391242#post391242
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[14 - 08 - 08, 05:24 ص]ـ
بارك الله فيكم
الأخ أبو الأشبال عبد الجبار - وفقه الله
انظر
هذا الموضوع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=391242#post391242
جزى الله الشيخ الكريم ابن وهب كل خير.
ـ[ماهر]ــــــــ[12 - 09 - 08, 04:21 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً.
أسأل الله أن يوفقكم جميعاً ويحفظكم.(16/320)
لماذا نقول (صحيح ابن خزيمة ـ صحيح ابن حبان)؟؟
ـ[عمر]ــــــــ[30 - 04 - 07, 03:52 م]ـ
السلام عليكم اخواني
حسب علمي ان اهل السنة والجماعة ليس لديهم الا كتابين يوصفان بالصحة،هما صحيح البخاري وصحيح مسلم.
سؤالي: اذن لماذا نقول صحيح ابن خزيمة و صحيح ابن حبان؟
وشكرا.
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[30 - 04 - 07, 04:07 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم / عمر.
إنَّ تأليف العلماء قديمًا كان على أنواع وأقسام؛ ومن هذه الأنواع: (التأليف على جمع ما صحَّ فقط)، وأوَّل من صنَّف في ذلك هو: الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، ثمَّ تبِعَه على ذلك تلميذُه: الإمام أبو الحسين مسلمُ بنُ الحجَّاج - رحمهما الله تعالى -.
وفي ذلك يقول الحافظُ العراقي - رحمه الله - في ألفيته:
أوّلُ من صنَّفَ في الصَّحيحِ ..... محمدٌّ وخُصَّ بالترجيح.
ومسلمٌ بعدُ وبعضُ الغربِ معْ ..... أبي عليٍّ فضَّلوا ذا لوْ نَفَعْ.
ثمَّ تكلَّم بعد ذلك على من ألَّف وجمع في الصحيح بعد ذلك، فقال:
وخُذْ زيّادةَ الصَّحيح إذْ تُنصّ ..... صِحَّتُهُ أو مِنْ مُصنَّفٍ يُخَصّ.
بِجَمْعِهِ نحو ابنِ حِبَّانَ الزَّكي .... وابنِ خُزَيْمةَ وكَالمُسْتَدْرَك.
إذن؛ تبيَّن أنَّ الذين ألَّفوا في الصحيح ليسا البخاريّ والمسمًا فقط؛ وإنَّما هؤلاء الثلاثة بعدهم أيضًا.
ولكن؛ لم يُوفِّ بهذا الشرط - أعني: جمع الصحيح فقط - إلا البخاريُّ ومسلم - رحمهما الله -.
أما الثلاثة الآخرون - رحمهم الله - لم يُوفُّوا بذلك، ولذلك ترى العلماء رتَّبوهم من الأعلى للأدنى - من حيثُ الصحَّة - على وفق هذا الترتيب: ابن خُزَيْمة، ثم ابن حِبَّان، ثم الحاكم.
فأفضلهم - من حيث الصحة -: ابن خزيمة، وهو كذلك أكبرهم سنًّا، وأغزرهم حفظًا وعلمًا، وهما تبَعٌ له في ذلك - رحم الله الجميع -.
والكلام على هذه المسألة يطولُ.
أرجو أن أكون قد أوضحتُ، والله تعالى أعلى وأعلم.
وإضافةً إلى ذلك: من باب الفائدة:
قد أطلق بعضُ العلماء كلمة (الصحاح الستة) على صحيحي البخاري ومسلم، وسنن أبي داود، وجامع الترمذي، وسنن النسائي، وسنن ابن ماجه؛ مثل: الشيخ صدِّيق حسن خان القِنَّوْجي - رحمه الله - وغيره، ولكن هذه الكلمة غير صحيحة، وبيان ذلك أيضًا تجده في مثل كتاب الشيخ الطحَّان - رحمه الله -: " تيسير مصطلح الحديث ".
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[01 - 05 - 07, 03:16 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء يا أبا مالك(16/321)
أول من سمى السلسلة الذهبية
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[30 - 04 - 07, 06:54 م]ـ
أرجو الإفادة العاجلة عن أول من أطلق اسم (السلسلة الذهبية) على رواية مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ..
جزاكم الله خيرا
ـ[القباني]ــــــــ[30 - 04 - 07, 10:12 م]ـ
البخاري
ـ[فايز العريني]ــــــــ[01 - 05 - 07, 06:21 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله واله وصحبه امابعد
لاشك ان سلسلة مالك عن نافع عن ابن عمر من السلاسل الذهبيه لكن الصواب ان لا نطلق عليها انها اصح الاسانيد كما ذكر الامام البخاري رضي الله عنه فقبله مثل الامام احمد ذهب الى ان اصح الاسانيد الزهري عن سالم عن ابن عمر والصحيح ان هذا ليس على الاطلاق والله اعلم يقول الحافظ العراقي رحمه الله
إمساكنا عن حكمنا على سند ... بأنه أصح مطلعا وقد)
(خاض به قوم فقيل مالك ... عن نافع بما رواة الناسك)
(عن مثله من غير ما شذوذ ... من عله قادحة فتؤذي)
(مولاة واختر حيت عنه بسند ... الشافعي قلت عنه وأحمد)
(وجزم ابن حنبل الزهري ... عن سالم أي عن أبيه البري)
(وقيل زين العابدين عله أبه ... عن جدة وابن شهاب عنه به)
(أو فابن سيرين عن السلماني ... او الأعمش فيه ذي الشأن)
(النخعي عن ابن علقمة ... عن ابن مسعود ولم من عممه
ـ[القباني]ــــــــ[02 - 05 - 07, 01:54 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله واله وصحبه امابعد
لاشك ان سلسلة مالك عن نافع عن ابن عمر من السلاسل الذهبيه لكن الصواب ان لا نطلق عليها انها اصح الاسانيد كما ذكر الامام البخاري رضي الله عنه فقبله مثل الامام احمد ذهب الى ان اصح الاسانيد الزهري عن سالم عن ابن عمر والصحيح ان هذا ليس على الاطلاق والله اعلم يقول الحافظ العراقي رحمه الله
إمساكنا عن حكمنا على سند ... بأنه أصح مطلعا وقد)
(خاض به قوم فقيل مالك ... عن نافع بما رواة الناسك)
(عن مثله من غير ما شذوذ ... من عله قادحة فتؤذي)
(مولاة واختر حيت عنه بسند ... الشافعي قلت عنه وأحمد)
(وجزم ابن حنبل الزهري ... عن سالم أي عن أبيه البري)
(وقيل زين العابدين عله أبه ... عن جدة وابن شهاب عنه به)
(أو فابن سيرين عن السلماني ... او الأعمش فيه ذي الشأن)
(النخعي عن ابن علقمة ... عن ابن مسعود ولم من عممه
الكلام بارك الله فيك لو تريثت قليلا عن من أول من أطلق لفظ سلسلة الذهب ليس الذي أشرت وهو أصح الأسانيد بارك الله فيك والخلاف فيها فليس هذا هو المسؤول عنه(16/322)
أريد التعرف على علماء الحديث فى مصر الذين لديهم إسناد فى قراءة البخارى ومسلم والصحاح
ـ[محمود شبيب]ــــــــ[01 - 05 - 07, 06:22 م]ـ
أريد التعرف على العلماء الذين لديهم إسناد فى الصحاح الستة فى مصر وخاصة القاهرة وأريد التعرف على مجالس إقراء الحديث(16/323)
هل يُعد قول الصحابه للشعر من الأحاديث الموقوفه؟
ـ[أبو ثابت المترجم]ــــــــ[01 - 05 - 07, 10:54 م]ـ
هل يُعد قول الصحابى للشعر من الأحادبث الموقوفه وبالتالى هل يمكن أن نعد قصيده مثل (بانت سعاد) مثلا من الأحاديث الموقوفه Question
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[11 - 05 - 07, 04:03 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يعتمد ذلك على الشعر الذي يقوله الصحابي فإن كان في الأحكام و العقائد،كأن يقول الصحابي بيتاً يشتمل على شيء من ذلك فيكون الحكم المأخوذ من بيت الشعر أو القصيدة له حكم المرفوع،أما إذا ردد الصحابي شعرا قاله النبي صلى الله عليه و سلم كحديث أنس:
اللهم إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الآخرة فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ والمهاجرة
فإن هذا مرفوع للنبي صلى الله عليه و سلم بلا جدال،و فيما عدا ذلك فهو موقوف،و الله تعالى أعلم.
أما قصيدة بانت سعاد فإن في ثبوتها إلى كعب بن زهير نظر و الله أعلم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - 05 - 07, 08:42 م]ـ
فإن كان في الأحكام و العقائد،كأن يقول الصحابي بيتاً يشتمل على شيء من ذلك فيكون الحكم المأخوذ من بيت الشعر أو القصيدة له حكم المرفوع
هل كل ما يقوله الصحابة في الأحكام والعقائد له حكم الرفع؟!
ـ[السلفي إسلام]ــــــــ[12 - 05 - 07, 06:28 ص]ـ
ورد فى المقدمة مع التقييد ص 51 و52ا
الأول قول الصحابى كنا نفعل كذا أو كذا تقول كذا إن لم يضيفة إلى زمان رسول الله صلى الله علية وسلم فهو من قبيل الموقوف وإن من إضافتة إلى زمان رسول الله صلى الله علية وسلم فالصحيح الذى قطع الذي قطع به إبو عبدالله ابن البيع الحافظ وغيرة من اهل الحديث أنه من قبيل المرفوع وكذ قطع بة الجمهور من اهل الحديث والأصول.
كحديث السيدة عائشة رضي الله عنها (كانت اليد لا تقطع في الشئ التافة)
وإيضاً فى حديث جابر (كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله علية وسلم).
وجاء فى التدريب (1/ 188)
إذا قال الصحابى أمرنا بكذا أو نهينا عن كذا نوع من المرفوع والمسند عند أًصحاب الحديث وهو قول أكثر أهل العلم وخالف فى ذلك فريق منهم أبو بكر الإسماعيلى والأول هو الصحيح لأن مطلق ذلك ينصرف بظاهرة إلى من إلية الأمر وهو رسول الله صلى الله علية وسلم وذلك كقول أم عقيل أمرنا أن نخرج فى العيدين العواتق وذوات الخدور وامر الحيض أن يعتزلن المصللة) أخرجة الشيخان.
ـ[عويضة]ــــــــ[12 - 05 - 07, 02:52 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وبعد
فالجواب يعتمد على مراد الاخ السائل. فان يريد التفريق بين ما يكون مرفوعا او ياخذ حكم المرفوع من كلام الصحابي وبين ما يكون موقوفا فما ذكر في الاجابات السابقة يحقق المراد اما اذا كان السائل يريد ان يعرف ان كان الشعر من الصحابي موقوفا او لا بمعنى تحددي ما يكون موقوفا وما لا يكون او بمعنى تحديد المراد بالموقوف فالجواب نعم لان كل ما يصدر عن الصحابي من قوله او فعله او تقريراته فهو موقوف ولا يشترط ان يختص بما له عللاقة بالدين كما قد يتبادر. فالتعريف قسيم لتعريف المرفوع والمقطوع بجامع لمن يضاف الكلام فان اضيف للنبي صلى الله عليه وسلم فهو المرفوع وان اضيف للصحابي فهو الموقوف وان اضيف للتابعي فهو المقطوع .... لعلي بهذا نبهت على جانب قد يكون في ظهن السائل .. والله اعلم
ـ[أبو ثابت المترجم]ــــــــ[14 - 05 - 07, 08:14 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً(16/324)
اود جزاكم الله خيرا ارشادي حول معنى الحديث الصحيح و شروطه
ـ[محمد اقصبي]ــــــــ[01 - 05 - 07, 11:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اود جزاكم الله خيرا ارشادي حول معنى الحديث الصحيح و شروطه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 05 - 07, 10:13 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جاء في رسالة (الخبر الثابت)
اشترط علماء الحديث رحمهم الله لثبوت الخبر شروطاً، وقصدنا هنا أن نذكر ضابطاً بجمعها.
فإنما يثبت الخبر بضبط رواته له، والضبط غالباً عليه مدار التصحيح والتعليل، والجرح والتعديل، وذلك لأن صحة الحديث لا تحصل إلا بالعناية به من حين سماعه وحتى تبليغه، وذلك هو الضبط.
فيرد ما انقطع سنده وأرسله راويه، وليس لعدم الاتصال؛ بل لأن الساقط من السند لا ندري هل هو ضابط للحديث أم لا. وقبول الحديث المتصل سنده ليس لأنه متصل بل لأمر آخر.
ولا تقبل أحاديث الضعفاء إذا انفردوا؛ لأنهم ليسوا أهل ضبط، وتفردهم وعدم مواطئة الثقات على ما رووه دليل على غلطهم وغفلتهم.
ولا تقبل أحاديث الثقات وممن تجاوز القنطرة إذا خالفوا من هو أوثق منهم، وتبين لنا خطؤهم فلم يضبطوا.
وإذا توبع الرجل الضعيف أو ورد الحديث المنقطع من وجه آخر معتبر به، دلّ ذلك على حفظه له، وأن الساقط من السند ضابط لهذا الحديث، والحديث الصحيح ما ضبطه رواته.
قال الإمام الشافعي: ولا تقوم الحجة بخبر الخاصة (1) حتى يجمع أموراً:
__________
(1) يعني الشافعي بـ ((خبر الخاصة)) كل ما روي بإسناد، ولو رواه جمع كثير عن جمع كثير، وأما خبر العامة عنده، فهو ما تناقله المسلمون قرناً بعد قرن مما هو معلوم من الدين بالضرورة.
منها: أن يكون من حدث به ثقة في دينه، معروفاً بالصدق في حديثه، عاقلاً لما يحدث به، عالماً بما يحيل معاني الحديث من اللفظ، وأن يكون ممن يؤدي الحديث بحروفه كما سمع، لا يحدث به على المعنى؛ لأنه إذا حدث به على المعنى وهو غير عالم بما يحيل معناه لم يدر لعله يحيل الحلال إلى الحرام.
وإذا أداه بحروفه فلم يبق وجه فيه إحالته الحديث، حافظاً إن حدث به من حفظه، حافظاً لكتابه إن حدث من كتابه، إذا شرك أهل الحفظ في الحديث وافق حديثهم، برياً أن يكون مدلساً: يحدث عن من لقي ما لم يسمع منه، يحدث عن النبي ما يحدث الثقات خلافه عن النبي.
ويكون من فوقه ممن حدثه، حتى ينتهي بالحديث موصولاً إلى النبي أو إلى من انتهى به إلى دونه؛ لأن كل واحد منهم مثبت لمن حدثه، ومثبت على من حدث عنه، فلا يستغني في كل واحد منهم عما وصفت (1). ثم كلامه.
قال الحميدي: فإن قال قائل: فما الحديث الذي يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلزمنا الحجة به؟
قلت: هو أن يكون الحديث ثابتاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، متصلاً غير مقطوع معروف الرجال.
أو يكون حديثاً متصلاً حدثنيه ثقة معروف عن رجل جهلته وعرفه الذي حدثني عنه فيكون ثابتاً يعرفه من حدثنيه عنه حتى يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإن لم يقل كل واحد ممن حدثه: سمعت أو حدثنا، حتى ينتهي ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولازم صحيح يلزمنا قبوله ممن حمله إلينا إذا كان صادقاً مدركاً لمن روى ذلك عنه (2).
قال الذهلي: لا يجوز الاحتجاج إلا بالحديث الموصول غير المنقطع الذي ليس فيه رجل مجهول ولا رجل مجروح (3).
__________
(1) الرسالة (370ـ372). (1)
(2) الكفاية (24). (2)
(3) الكفاية (20). (3)
ـ[محمد اقصبي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 08:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اما بعد اخي الغامدي
جزاك الله خيرا على ما افدت به
خلال الايام القليلة الماضية قرات عن الصحيح في مقدمة ابن الصلاح فهذا مما عنده:
أما الحديث الصحيح: فهو الحديث المسند، الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه، ولا يكون شاذاً، ولا معللاً.
وفي هذه الأوصاف احتراز عن المرسل، والمنقطع، والمعضل، والشاذ، وما فيه علة قادحة، وما في راويه نوع جرح.
فهذا هو الحديث الذي يحكم له بالصحة بلا خلاف بين أهل الحديث.
وفي الفية العراقي ملخصه:
وَأَهْلُ هَذَا الشَّأْنِ قَسَّمُوا السُّنَنْ
إلى صَحِيْحٍ وَضَعِيْفٍ وَحَسَنْ
فَالأَوَّلُ الْمُتَّصِلُ الإسْنَادِ
بِنَقْلِ عَدْلٍ ضَابِطِ الْفُؤَادِ
عَنْ مِثْلِهِ مِنْ غَيْرِ مَا شُذُوْذِ
وَعِلَّةٍ قَادِحَةٍ فَتُوْذِي
و السلام(16/325)
الكتب التي خصصت للحديث عن نقد المتن!!!
ـ[العجيل]ــــــــ[02 - 05 - 07, 02:03 ص]ـ
أرجو من الاخوة الكرام أن يتفضلوا بذكر الكتب التي خصصت لمواضيع تتعلق بنقد المتن.
وهل هي موجودة على الشبكة.
مع جزيل الشكر والاحترام.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[02 - 05 - 07, 09:52 ص]ـ
هذه بعض الفوائد المنقولة حول الموضوع:
نقد المتن عند الإمام النسائي في السنن الكبرى / محمد مصلح محمد الزعبي - ماجستير - الجامعة الأردنية - الشريعة - أصول الدين - 1999 - م. سلطان العكايلة.
1 - (منهج النقد عند المحدثين نشأته وتاريخه-ويليه كتاب التمييز للإمام مسلم).
محمد مصطفى الأعظمي.
شركة الطباعة العربية السعودية، الرياض، ط 2، (1402هـ)، (149) ص.
ويليه كتاب " التمييز " في (80) ص.
2 - (منهج نقد المتن عند علماء الحديث النبوي).
صلاح الدين الإدلبي.
دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط1، (1403هـ)، (375) ص.
3 - (مقاييس نقد متون السنة).
مسفر بن غرم الله الدميني.
الناشر: خاص، الرياض- السعودية -، ط1، (1404هـ)، (565) ص.
4 - (أسباب اختلاف المحدَّثين - دراسة نقدية مقارنة حول أسباب الاختلاف في قبول الأحاديث وردّها -).
خلدون محمد سليم الأحدب.
الدار السعودية، جدة، ط1، (1405هـ)، (2) مج (753) ص.
5 - (دراسات في مناهج المحدَّثين - دراسة تحليلية لمناهج مشاهير المحدَّثين من العهد النبوي إلى وقتنا الحاضر).
محمد محمود أحمد هاشم.
مكتب مهيب للطباعة، المنصورة - مصر-، (1413هـ)، (321) ص.
6 - (الموازنة بين المتقدمين والمتأخرين في تصحيح الأحاديث وتعليلها).
حمزة عبد الله المليباري.
المكتبة المكية في مكة المكرمة، ودار بن حزم في بيروت، ط1، (1416هـ)، (102) ص.
7 - (منهج النقد عند المحدَّثين مقارناً بالمنهج النقدي الغربي).
أكرم ضياء العمري.
دار إشبيليا، الرياض - السعودية-، (1417هـ)، (58) ص.
8 - (دراسات في منهج النقد عند المحدَّثين).
محمد علي قاسم العمري.
دار النفائس، عمان - الأردن-، ط 1، (1420هـ)، (471) ص.
9 - (مناهج المحدَّثين).
سعد بن عبد الله آل حميد.
دار علوم السنة، الرياض- السعودية -، ط 1، (1420هـ)، (276) ص.
10 - (القواعد والمسائل الحديثية المختلف فيها بين المحدَّثين وبعض الأصوليين وأثر ذلك في قبول الأحاديث أو ردها).
أميرة بنت علي الصاعدي.
مكتبة الرشد، الرياض - السعودية-، ط1، (1421هـ)، (488) ص.
الرد على مزاعم المستشرقَين إجناتس جولدتسيهر ويوسف شاخت ومن أيدهما من المستغربين
د. عبدالله عبدالرحمن الخطيب
عيوب المنهجية
في كتابات المستشرق شاخت
المتعلقة بالسنة النبوية
تأليف
د / خالد بن منصور بن عبدالله الدريس
- نقد المتن وعلاقته بالحكم على رواة الحديث عند علماء الجرح والتعديل: خالد بن منصور الدريس
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[02 - 05 - 07, 11:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[03 - 05 - 07, 01:42 ص]ـ
الحمد لله أنه يوجد مثل هذه الكتب التى اعتنت بنقد المتون وتطبيق القواعد العقلية عند علماء الحديث
ولكن اخواني الكرام هل نجد هذه الكتب أو بعضها على الشبكة
أفيدونا وجزاكم الله كل خير
ـ[طارق عاشور]ــــــــ[21 - 09 - 10, 03:23 م]ـ
أرجو من الاخوة الكرام أن يتفضلوا بذكر الكتب التي خصصت لمواضيع تتعلق بنقد المتن.
وهل هي موجودة على الشبكة.
مع جزيل الشكر والاحترام.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وأضيف كتابا بعنوان: جهود المحدثين في نقد متن الحديث النبوي الشريف للدكتور محمد طاهر الجوابي
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[21 - 09 - 10, 06:46 م]ـ
المنار المنيف، لابن القيم.(16/326)
هل سمع عبد الرحيم بن سليمان من محمد بن عمرو بن علقمة؟؟ بارك الله فيكم
ـ[أبو سُليم الإسافني]ــــــــ[02 - 05 - 07, 04:27 ص]ـ
هل سمع عبد الرحيم بن سليمان من محمد بن عمرو بن علقمة؟؟ بارك الله فيكم(16/327)
ما منهج ابن عدى
ـ[محمد عطية]ــــــــ[02 - 05 - 07, 01:31 م]ـ
ياريت لو أحد منكم يعرف ايشى على الموضوع يدلنى عليه وهو المنهج الذى سار عليه ابن عدى في كتابه الكامل فى ضعفاء الرجال ولو كان فى كتب ياريت تذكروها لى ومشكورين
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[02 - 05 - 07, 01:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هناك رسالة اسمها: " ابن عديّ ومنهجه في كتاب الكامل في ضعفاء الرجال ".
تأليف: د / زهير عثمان علي نور، طبعة مكتبة الرشد.
وها هو:
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=17&book=1439
نفعك الله بهذه الرسالة.
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[09 - 05 - 07, 06:37 ص]ـ
ياريت!!!
عربية هذه أو فرنسية(16/328)
" الحديث الجيد عند أهل السنن الأربعة " للشيخ د/ عبد الرحمن الزيد
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[02 - 05 - 07, 07:17 م]ـ
المقدمة
الحمد لله حمداً كثيراً طيبا مباركاً فيه أحمده سبحانه وأشكره ومن كل ذنب أستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخاتم رسله بلّغ رسالة ربه ونصح أمّته r تسليماً كثيراً إلى يوم يبعثون أما بعد: فهذا بحث بعنوان
" الحديث الجيد عند أهل السنن الأربعة "
قصدت فيه تجلية هذا المصطلح وما المراد به عند المحدثين المتقدمين أهل السنن ولأني لم أجد استعمال هذا اللفظ في الصحيحين فقد قصرته على أهل السنن الأربعة
والذي دفعني إلى هذا البحث عدة أسباب:-
1 - قلة من تكلم في هذا الموضوع من كتب مصطلح الحديث فلا تكاد تجد كلاماً عليه وماالمرادبه إلا كلاماً يسيراًعند البلقيني وعند السيوطي في تدريب الراوي وقد نقلته بكامله.
2 - كثرة استعمال هذا المصطلح في كتب المحدثين خاصة المتأخرين منهم.
3 - ان الامام السيوطي رحمه الله ذكر في التدريب بعد النقل عن ابن حجر والبلقيني وغيرهم أن المراد بالجيد هو الصحيح وقد توصلت بعد التتبع والاستقراء إلى غير هذه النتيجة كما سيأتي.
منهج البحث:-
جمعت الأحاديث التي أطلق الأئمة عليها "جيد" واستعنت في ذلك ببرامج الحاسوب فتحصل لدي (16) ستة عشر حديثا في السنن الأربعة حكموا عليها بالجودة غير أن الأخير الذي أورده الإمام ابن ماجة رحمه الله إنما نقل الحكم عليه عن الإمام عبدالله بن عثمان مقرا له كذلك أوردت ماحكم عليه بالجيد مع حكم آخر كما في الحديث الثالث حيث قال عنه الترمذي: "حسن صحيح غريب من هذا الوجه واسناده جيد ".فهذاداخل في مجال البحث إذ يهمني الحكم على الإسناد والإمام الترمذي هنا حكم على المتن ثم على الإسناد كما هو واضح من سياق كلامه فجمعت هذه الأحاديث و قمت بتخريجها ودراسة أسانيدها والحكم عليها حسب قواعد المحدثين. ثم كتبت خلاصة في هذا المصطلح توصلت منها الى مرادهم به من خلال الاستقراء الحاصل من الحكم على الأحاديث.
وطريقتي هي أني أثبت الحديث بسنده وما يتبعه من حكم الإمام عليه بالجودة ,ثم أخرّجه من المصادر الأصلية, ثم أدرس إسناده ثم اذكر ما توصلت إليه في درجته.
أما طريقة التخريج: فإن كان الحديث له أصل في الصحيح فأختصر تخريجه, أما غير ذلك فأذكر ما تيسر لي من طرقه وأعزوها إلى مصادرها بذكر الكتاب والباب والجزء والصفحة ,وأحياناًَ أكتفي بذكر رقم الحديث وأذكر سند الحديث وأقوم بدراسته.
وفي دراسة الإسناد: أترجم للرواة بذكر ما يعرف به الراوي من اسم وكنية وبلد ثم أذكر شيوخه وتلاميذه وحاله من الثقة وعدمها فان كان متفقاً على أنه ثقة أو صدوق فأذكر ذلك وأكتفي به وإن كان مختلفاً فيه فأذكر التوثيق ثم التجريح ثم أرجح ما ظهر لي, وقد أكتفي بترجيح الحافظ ابن حجر في التقريب إذا تبين لي رجحانه, ثم أختم بذكر درجة الحديث حسب ما ظهر من دراسة إسناده.
أما الخاتمة فأثبت فيها ما توصلت إليه من خلال هذا البحث مؤيدا ً ذلك بما توفر لي من أدلة , كذلك ذكرت فيها العلاقة بين الجيد والقوي. وتنبيه حول قولهم جودة فلان.
ولا يخلو البحث كأي عمل بشري من خلل ونقص فمن رأى فيه خطأ فليدلني على إصلاحه فالمؤمن مرآة أخيه والعصمة لله سبحانه وأسأل الله أن يرزقني العلم النافع والعمل الصالح والنية الخالصة.
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ماورد في كتب المصطلح حول الجيد:
وقبل البدء بإيراد الاحاديث أوردماقاله السيوطي حول الجيد قال رحمه الله:
"فأما الجيد فقال شيخ الإسلام ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn1)) في الكلام على أصح الأسانيد لما حكى ابن الصلاح عن أحمد بن حنبل أن أصحها الزهري عن سالم عن أبيه عبارة أحمد" أجود الأسانيد كذا" أخرجه الحاكم قال: هذا يدل على أن ابن الصلاح يرى التسوية بين الجيد والصحيح ولذا قال البلقيني ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn2)) بعد أن نقل ذلك: من ذلك يعلم أن الجودة يعبر بها عن الصحة وفي جامع الترمذي كتاب الطب: هذا حديث جيد حسن. وكذا قال غيره: لا مغايرة بين جيد وصحيح عندهم إلا أن الجهبذ منهم لا يعدل عن
¥(16/329)
صحيح إلى جيد إلا لنكتة كأن يرتقي الحديث عنده عن الحسن لذاته ويتردد في بلوغه الصحيح فالوصف به أنزل رتبة من الوصف بصحيح ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn3)) "
هذا ماذكره السيوطي ومن خلال الإستقراء الآتي سنتبين المراد بقولهم:"جيد"
ماورد عند الأئمة الأربعة مما أطلقوا عليه "جيد"
1 - قال الترمذي:: حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا سلمه بن الفضل عن محمد ابن إسحاق عن حميد عن أنس" أن النبي r كان يتوضأ لكل صلاة طاهراً أوغيرطاهر" قلت لأنس فكيف كنتم تصنعون أنتم؟ قال: كنا نتوضأ وضؤا و احداً. قال أبو عيسى: وحديث حميد عن أنس حديث جيد غريب حسن ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn4)) .
* تخريجه:
أخرجه البخاري في صحيحه ك: الوضوء باب الوضوء من غير حدث ح: 207. من طريق عمرو بن عامر الانصاري سمعت انساَبه وأخرجه أبوداود ك: الطهارة ح: 146. و النسائي ك: الطهارة ح: 131. كلهم من طرق عن عمرو بن عامر عن أنس وطريق عمرو بن عامر أخرجها الترمذي بعد طريق حميد
* دراسة اسناده:
- محمد بن حميد الرازي التميمي الحافظ روىعن يعقوب القمي وجرير بن عبد الحميد وسلمه بن الفضل وغيرهم، وعنه أحمد وأبوداود والترمذي وابن ماجه، وأسند ابن عدي في الكامل عن أبي زرعة قال: وكان عندي ثقة، وفي رواية أخرى عن أبي زرعة قال:
ثلاثة ليس لهم عندنا محاباة، فذكر منهم محمد بن حميد، وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ثقة، وقال عبدالله بن أحمد عن أبيه: لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حميد حياً، وقال أبو بكر الصاغاني: حدثنا محمد بن حميد فقيل له: أتحدّث عنه؟ فقال: وما لي لا أحدث عنه وقد حدّث عنه أحمد بن حنبل وابن معين. وقال يعقوب بن شيبة: كثير المناكير. وقال أبو علي النيسابوري: قلت لابن حزيمة: لو أخذت الإسناد عن ابن حميد فإن أحمد بن حنبل قد أحسن الثناء عليه، قال: إنه لم يعرفه، ولو عرفه كما عرفناه ما أثنى عليه أصلاً. وقال البخاري فيه نظر، وقال النسائي: ليس بثقة، وكذّبه ابن خراش وصالح جزره والكوسج، وذكر الذهبي أن أبا زرعة كذبه، وهذا يخالف ما سبق أن نقله عنه ابن عدي من توثيقه ويظهر أن أبا زرعة تغير رأيه فيه.
وقال فضلك الرازي: دخلت على محمد بن حميد وهو يركب الأسانيد على المتون، وجاء عن غير واحد أن ابن حميد يسرق الحديث، وقال الذهبي: من بحور العلم وهو ضعيف، وقال ابن حجر: حافظ ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه.
أقول: والذي يظهر لي أنه ضعيف جداً فهو يسرق الحديث ويركب الأسانيد على المتون، وهذا جرح مفسر، والجرح مقدم على التعديل.
أما توثيق أبي زرعة فقد سبق أن الذهبي نقل عنه تكذيبه فيظهر أنه تراجع عن توثيقه. وأما توثيق أحمد فإنه كما سبق عن ابن خزيمة أنه لم يعرفه، وكذا يقال عن توثيق
ابن معين توفي ابن حميد 248هـ، روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn5)) .
- سلمه بن الفضل: الأبرشي الأنصاري مولاهم أبو عمير بن الأزرق قاضي الري روىعن ابن إسحاق وأبي جعفر الرازي والثوري وغيرهم, وعنه ابن معين وعثمان بن أبي شيبه ومحمد بن حميد وآخرون. وثقه ابن معين. وقال: كتبنا عنه وليس به بأس، وكان يتشيع، وقال ابن معين: سمعت جريراً يقول: ليس من لدن بغداد إلى أن يبلغ خراسان أثبت في ابن إسحاق من سلمة، ووثقة أيضاً ابن سعد وقال أبوحاتم: محله الصدق وفي حديثه انكار يكتب حديثه ولا يحتج به. ووهنه علي بن المديني وضعفه النسائي. وقال البخاري: عنده مناكير .. وقال ابن عدي: عنده غرائب وأفراد لم أجد في حديثه حديثاً قد جاوز الحد في الإنكار وأ حاديثه متقاربه محتمله. والراجح في حاله قول ابن حجر في التقريب: صدوق كثير الخطأ ,توفي: بعد التسعين ومائه روى له أبوداود والترمذي ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn6)) .
¥(16/330)
- محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي أبو عبد الله ويقال أبوبكرإمام المغازي رأى أنساً وابن المسيب وروى عن القاسم بن محمد وحميد الطويل وخلق, وعنه يحيى بن سعيد الإنصاري وهومن شيوخه وجرير بن حازم وابن عون والحمادان والسفيانان وغيرهم, قال عنه ابن معين: كان ثقة وكان حسن الحديث. وقال أحمد: هو حسن الحديث. وقال البخاري: رأيت علي بن عبد الله يحتج بحديث ابن إسحاق وقال ابن عيينه: ما رأيت أحداً يتهم ابن إسحاق, وتكلم فيه الإمام مالك رحمه الله تعالى لكن من أهل العلم من حمل كلامه فيه لأنه اتهمه بالقدر وقيل إنه من كلام الأقران. وقال ابن نمير: إذا حدّث عن من سمع منه فهو حسن الحديث وإنما أتي أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة ولخص حاله ابن حجر بقوله: صدوق يدلس ورمى بالتشيع والقدر. وقد ذكره ابن حجر في المرتبة الرابعة من مراتب المدلسين وهم من اتفق على انه لا يحتج الا بما صرحوا فيه بالسماع.توفي ابن اسحاق (150هـ) وروىله الأربعة ومسلم والبخاري تعليقاً ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn7)) .
- حميد: بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني روى عن أنس وبكربن عبد الله وثابت بن أسلم، وغيرهم، وعنه أبو بكر بن عياش وجرير بن حازم وابن عينيه وابن إسحاق ت: 105 هـ، ثقة، روى له الجماعه ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn8)) .
* درجته:
فيه محمد بن حميد وقد تكلم فيه وضعّف كما سبق وكان أحمد وابن معين يقويانه وفيه ابن اسحاق مدلس وقد عنعنه, لكن الحديث له طريق آخرعند الترمدي وهو طريق عمرو بن عامر عن أنس وهي صحيحة أخرجها البخاري كماسبق أقول: ولإجل ذلك حكم الترمذي على الحديث بالجوده والحسن والله أعلم.
2 - قال الإمام الترمذي"رحمه الله ":
حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عامر وأبو داود قالا: حدثنافليح بن سليمان عن أيوب بن عبد الرحمن ,عن يعقوب بن أبي يعقوب, عن أم المنذر قالت: دخل علي رسول الله r ومعه عليُ t ولنا دوال معلّّقة ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn9)) قالت: فجعل رسول الله r يأكل وعليُ معه يأكل فقال رسول الله r لعلي:مه مه يا علي! فإنك ناقه ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn10)) . قال فجلس عليُ والنبي r يأكل قالت فجعلت لهم سلقاً وشعيراً فقال النبي r:" يا علي من هذا فأصب فإنه أنفع لك" هذا حديث جيد غريب ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn11)) .
* تخريجه:-
أخرجه ابن أبي شيبه في مصنفه (5/ 57) قال حدثنا يونس حدثنا فليح به
وأحمد في المسند (6/ 364)، و أبو داود ك: الطب، رقم 3358، من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي وأبي داود بن الجارود به.وأخرجه ا بن ماجه ك: الطب (3433) من طريق أبي بكر بن أبي شيبه. وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 451) من طريق علي القطار حدثنا الدوري حدثنا يونس به وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
* دراسة سنده:
- محمدبن بشار: بن عثمان الملقب بندار أبوبكر البصري روى عن إبراهيم بن عمر وأزهر بن سعد وأبوعامر عبد الملك بن عمرو وغيرهم، وعنه البخاري والترمذي وغيرهم، ثقة مشهور ت: 252 هـ، روى عنه أيضاً بقية الجماعة ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn12)) .
- أبو عامر: عبد الملك بن عمرو العقدي القيسي روى عن إبراهيم بن الفضل وإسرائيل وفليح وغيرهم, وعنه: ابن خراش وإسحاق بن إبراهيم وزهير بن حرب وغيرهم، وهو ثقة روى له الجماعة ت: 204 هـ ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn13)) .
- أبوداود: سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي البصري فارسي الأصل روى عن أبي بكر بن عياش وإسماعيل بن أبي كثير وجرير بن حازم وآخرين , وعنه عباس ابن عبد العظيم والإمام أحمد بن حنبل ومحمد بشار وغيرهم.
¥(16/331)
قال عمر بن علي الفلاس: ما رأيت في المحدثين أحفظ من أبي داود، وقال أيضاً عنه: ثقة، وقال ابن المديني: ما رأيت أحفظ منه، وقال أحمد: ثقة صدوق فقيل: إنه يخطئ، فقال: يحتمل منه، وقال النسائي: ثقة من أصدق الناس لهجة، وقال وكيع: أبو داود جبل العلم، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث وربما غلط، وقال ابن عدي: له أحاديث يرفعها وليس بعجب من يحدث بأربعين ألف حديث من حفظه أن يخطئ في أحاديث منها يرفع أحاديث يوقفها غيره، ويوصل أحاديث يرسلها غيره وإنما أتي ذلك من حفظه، وما أبو داود عندي وعند غيري إلا متيقظاً ثبتاً.
وقال ابن ججر افي التقريب ثقة حافظ لكنه غلط في أحاديث ت: 204 هـ. روى له الأربعة ومسلم والبخاري تعليقاً ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn14)) .
- فليح بن سليمان بن أبي المغيرة أبو يحيى الخزاعي روى عن ربيعه بن أبي عبد الرحمن وزيد بن أبي أنيسه وأيوب بن عبد الرحمن وآخرين. روى عنه زيد بن الحباب وسريج بن النعمان وسعيد بن منصور وآخرون قال: الدارقطني: ليس به بأس وقال الساجي: من أهل الصدق ويهم وقال ابن عدي: له أحاديث مستقيمة وغرائب ولا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات، وضعفه يحيى بن معين وأبو حاتم وقال الدارقطني: يختلفون فيه ولا بأس به وقال الحاكم: إتفاق الشيخين عليه يقوىأمره. ولخّص حاله ابن حجر بقوله: صدوق كثيرالخطأ روىله الجماعة ت:168 هـ ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn15)) .
- أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة الأنصاري روى عن عبد الرحمن بن عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي صعصعة ويعقوب بن أبي يعقوب وعنه فليح بن سليمان, قال ابن حجر: صدوق. روى له أبوداود والترمذي وابن ماجه، قال ابن حجر: له عندهم حديث واحد. ذكره ابن حبان في الثقات ([16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn16)) .
- يعقوب ابن أبي يعقوب المدني. روى عن أبي هريرة وعن أم المنذر سلمى بنت قيس بن عمرو رضي الله عنهما , وعنه أيوب بن عبد الرحمن عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان وعبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة , قال أبو حاتم: صدوق. ذكره ابن حبان في الثقات, وقال الذهبي:ثقة روى له أبوداود والترمذي وابن ماجه ([17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn17)).
- أم المنذر الأنصارية: سلمى بنت قيس بن عمرو النجارية الأنصارية أحدى خالات النبي r وقد صلّت معه القبلتين وبايعت فيمن بايعه من النساء ([18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn18)) .
* درجته:
إسناده حسن تفرد به فليح بن سليمان عن أيوب بن عبد الرحمن عن يعقوب بن أبي يعقوب وكلهم صدوق وإن كان فليح فيه كلام إلا أنه إحتج به البخاري ومسلم والأقرب أن حديثه من قبل الحسن والله أعلم، والحديث صححه الحاكم كما سبق في التخريج.
3 - وقال الترمذي: حدثنا عبد الله بن أبي زياد حدثنا يعقوب بن ابراهيم بن سعد حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله – r –"" إن المرأة كالضلع إن ذهبت تقيمها كسرتها وإن تركتها استمتعت بها على عوج "، قال وفي الباب عن أبي ذر وسمرة وعائشة قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه وإسناده جيد ([19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn19)) .
* تخريجه: -
أخرجه مسلم في صحيحه (ك: النكاح، رقم: 2669) قال: حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب به ,وأخرجه عن زهير بن حرب وعبد بن حميد عن يعقوب بن ابراهيم به , وأخرجه البخاري من طريق أبي حازم عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: ((استوصوا بالنساء فان المرأة خلقت من ضلع وإن اعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج))، (ك: أحاديث الأنبياء، ح: 3084) ([20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn20)) .
* دراسة إسناده: -
¥(16/332)
- عبد الله بن أبي زياد: هو ابن الحكم القطواني الكوفي بن الدهقان واسم أبي زياد سليمان،روى عن ابن عينية وأبي داود الطيالسي ويعقوب بن ابراهيم بن سعد، وعنه: أبو داود والترمذي وابن ماجة وأبو حاتم وأبو زرعة، وثقه ابن حبان وابن أبي حاتم ,وقال أبوه عنه: صدوق. وكذا قال ابن حجر في التقريب، ت: 255 هـ ([21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn21)) .
- يعقوب بن ابراهيم بن سعد: بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري روى عن أبيه وشعبه وابن أخي الزهري وعنه أحمد وعلي واسحاق، ثقة فاضل، ت: 208 هـ، روى له الجماعة ([22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn22)) .
- ابن أخي الزهري: هو محمد بن عبد الله بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، روى عن أبيه وعمه, وعنه ابن اسحاق وابراهيم بن سعد وأمية بن خالد وغيرهم، قال أحمد: لا بأس به. ووثقه أبو داود وقال ابن عدي: لم أر بحديثه بأساً إذا روى عن ثقة وقال ابن معين مرة: صالح ومرة قال: ليس بذاك القوي، وقال مرة: ضعيف، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي يكتب حديثه .. ويقوي حاله احتجاج الشيخين به، فهو كما قال ابن حجر: صدوق له أوهام. ت: 152 هـ، روى له الجماعة ([23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn23)) .
- عمه: هو الإمام محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري،
متفق على جلالته وإتقانه، روى له الجماعة. ت: 125 هـ ([24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn24)) .
- سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي القرشي التابعي الجليل أحد الأثبات الفقهاء والكبار، مات بعد التسعين ([25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn25)) .
- أبو هريرة الصحابي الجليل المشهور (عبد الرحمن بن صخر الدوسي) – t - .
* درجة الحديث: -
اسناده حسن من أجل ابن أخي الزهري فهو صدوق له أوهام تكلم فيه من أجلها لكن صحح له مسلم هذا الحديث لأنه توبع فيه تابعه يونس كما في التخريج فأٌمن وهمه.
4 - وقال الامام الترمذي: حدثنا يحيى بن موسى قال: قلت لعبد الرحيم بن هارون الغساني حدثكم عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر أن النبي – r –
قال:" إذا كذب العبد تباعد عنه الملك ميلاً من نتن ما جاء به " قال يحيى: فأقر به عبد الرحيم بن هارون فقال: نعم، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن جيد غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه تفرد به عبد الرحيم بن هارون ([26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn26)) .
· تخريجه: -
أخرجه الخرائطي في كتاب مكارم الأخلاق (1/ 53) بنحوه، قال: حدثني
عبد الله بن أيوب حدثني عبد الرحيم بن هارون به وأخرجه ابن حبان في كتاب المجروحين (2/ 137) في ترجمة عبد العزيز بن أبي رواد من طريق الحسن بن سفيان حدثني يحي بن موسى به وحكم على الحديث بالوضع، ومن طريقه أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية
(2/ 774).
* دراسة اسناده: -
- يحيى بن موسى: بن عبد ربه بن سالم أبو زكريا الحداني البلخي الملقب بـ "خت "، روى عن ابراهيم بن عينية وأنس بن عياض وعبد الرحيم بن هارون وغيرهم وعنه البخاري وبقية الستة إلا ابن ماجة , ثقة. ت: 240 هـ ([27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn27)) .
- عبد الرحيم بن هارون الغساني الواسطي أبو هشام، روى عن عبد العزيز بن أبي رواد وعنه يحيى بن موسى بن عبد ربه، قال ابن حبان: يعتبر به إذا حدث عن الثقات من كتابه، وقال أبو حاتم: مجهول لا أعرفه، وقال الدار قطني: متروك الحديث يكذب وقال ابن عدي: روى مناكير عن قوم ثقات وقال في التقريب: ضعيف كذّبه الدارقطني، توفي نحو المئتين روى له الترمذي فقط ([28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn28)) .
¥(16/333)
- عبد العزيز بن أبي رواد – ميمون – أبو عبد الرحمن المكي المروذي روى عن أبي سلمة ونافع وسالم بن عبد الله وغيرهم وعنه: اسحاق بن سليمان وروح بن عبادة ووكيع وآخرون، وثقه يحيى القطان وابن معين، وقال أبو حاتم: صدوق ثقه، وقال النسائي: ليس به بأس وقال ابن حجر: صدوق عابد ربما وهم ورمي بالإرجاء. ت: 159 هـ. روى له الأربعة والبخاري تعليقاً ([29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn29)).
- نافع: أبو عبد الله المدني الفقيه مولى ابن عمر، روى عن مولاه وأبي هريرة وأبي سعيد وغيرهم وعنه أولاده عمر وعبد الله. ويحيى بن سعيد وأبو اسحاق وغيرهم ثقه أمام مشهور، روى له الجماعة ([30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn30)) .
- ابن عمر الصحابي الجليل – t - .
* درجته: -
اسناده واه فقد تفرد به عبد الرحيم بن هارون الغساني وهو ضعيف متهم.
وكأن الترمذي – رحمه الله – أحسن الظن به لروايته حديثاً في ذم الكذب, ثم انه رواه من كتابه كما دلّ على ذلك ظاهر السند ورواه عن صدوق , وقد تقدم قول ابن حبان أنه يعتبر به اذا حدّث عن الثقات من كتابه. لكن الرجل تكلم فيه من جاء بعد الترمذي كالدارقطني وابن عدي واتهموه، وقد تفرد بالحديث، فالحديث ضعيف جداً.
5 - وقال الترمذي ـ رحمه الله ـ: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي بمكة وإبراهيم بن سعيد الجوهري، قالا: حدثنا الأحوص بن جواب عن سعير بن الخمس عن سليمان التيمى عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال، قال رسول الله – r – " من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء "، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن جيد غريب لا نعرفه من حديث أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه وقد روى عن أبي هريرة عن النبي – r – بمثله وسألت محمداً ([31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn31)) فلم يعرفه ([32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn32)) .
* تخريجه: -
أخرجه النسائي في سننه الكبرى (6/ 53) ح: 1008، قال: أخبرنا إبراهيم بن سعيد الجوهري به, ومن هذا الطريق أيضاً أخرجه البزار (7/ 54) وأخرجه الضياء في المختاره
وحسنه (4/ 110). وشاهد الحديث الذي أشار إليه الترمذي أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (2/ 216) بلفظ ((إذ قال الرجل لأخيه جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء))، قال: عن الثوري عن موسى بن عبيده عن محمد بن ثابت عن أبي هريرة، ومن هذا الطريق أخرجه الحميدي في مسنده (2/ 490، ح: 116).
* دراسة اسناده: -
- الحسين بن الحسن بن حرب المروزي أبو عبد الله الحمصي السلمي. روى عن أحوص بن جواب وابن عينية وابن المبارك وغيرهم، وعنه الترمذي وابن ماجة ,وثقة ابن حبان ومسلمة بن قاسم والذهبي وقال أبو حاتم: صدوق. وكذا قال ابن حجر – رحمه الله ت: 246 هـ ([33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn33)) .
- إبراهيم بن سعيد الجوهري أبو إسحاق الطبري روى عن أحوص بن جواب وإسماعيل بن أبي أويس والأسود بن عامر وغيرهم، وعنه الجماعة إلا البخاري، وهو ثقة حافظ وتكلم فيه بلا حجة، ت: 249 هـ ([34] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn34)) .
- أحوص بن جواب الضبي، أبو الجواب الكوفي، روى عن سعيد بن الخمس وعمار بن رزيق بن أبي اسحاق وغيرهم، وعنه ابراهيم بن سعيد وزهير بن حرب , وثقة ابن نمير وابن شاهين وقال أبو حاتم: صدوق، زاد ابن حجر: ربما وهم. ت: 211 هـ ([35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn35)) .
- سعير بن الخمس التميمي أبو مالك، روى عن حبيب بن أبي ثابت والمغيرة بن مقسم وسليمان التيميي وآخرين, وعنه أحوص بن جواب وسفيان بن عينية وعلي بن عثام وغيرهم، ثقة، وثقه ابن معين والترمذي وابن حبان والدارقطني، روى له مسلم والنسائي والترمذي ([36] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn36)) .
¥(16/334)
- سليمان بن طرخان التيمي أبو المعتمرالبصري روى عن أسماء بنت يزيد وأنس بن مالك وبكر بن عبد الله وآخرين، وعنه أزهر بن سعد وجرير بن عبد الحميد وسعير بن الخمس وغيرهم، ثقة، روى له الجماعة. ت: 143 هـ ([37] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn37)) .
- أبو عثمان النهدي: عبد الرحمن بن مُل بن عمرو الكوفي، روى عن أبيّ بن كعب وبلال وأسامة بن زيد وغيرهم، وعنه أيوب السختياني وسليمان بن طرخان وقتادة وخلق. وهو ثقة ثبت روى له الجماعة، ت: 95 هـ ([38] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn38)) .
- أسامة بن زيد: الصحابي الجليل t .
* درجته: -
مما سبق يتبين أن اسناده حسن، والله أعلم.
6 - قال الإمام أبوداود-رحمه الله-: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا خالد بن نزار حدثني القاسم بن مبرور, عن يونس عن هشام بن عروه عن أبيه عن عائشة رضي الله عنهما قالت: شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه سلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوماً يخرجون فيه ,قالت عائشة: فخرج رسول الله r حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبّر r وحمد الله عز وجل ثم قال: ((إنّكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم وقد أمركم الله عزوجل أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ,ثم قال: (الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين) لا إله إلا الله يفعل مايريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت , أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين))، ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ثم حوّل إلى الناس ظهره وقلب أو حوّل رداءه وهو رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين ,فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت بإذن الله فلم يأت مسجده حتى سالت السيول, فلما رأى سرعتهم إلى الكِنّ ([39] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn39)) ضحك r حتى بدت نواجذه فقال: ((أشهد أن الله على كل شيء قدير وأني عبد الله ورسوله)) قال أبوداود: وهذا حديث غريب إسناده جيد أهل المدينة يقرؤون (ملك يوم الدين) وإن هذا الحديث حجة لهم ([40] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn40)) .
تخريجه:
أخرجه ابن حبان في صحيحه (3/ 271) بنحوه من طريق طاهر بن خالدبن نزار عن أبيه به، وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 476) من طريق إسماعيل بن مهران، حدثنا هارون بن سعيد به، وأخرجه البيهقي في سننه (3/ 349)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 325)، قال: حدثنا روح بن الفرج، حدثنا هارون به.
دراسة سنده:
- هارون بن سعيد الأيلي: أبو جعفر السعدي روى عن ابن عيينة وابن وهب وخالدبن نزار وعنه مسلم والأربعة إلا الترمذي ثقة فاضل ت:253هـ (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn41)
- خالد بن نزاربن مغيرة الغساني الأيلي, روى عن القاسم بن مبرور وعنه هارون بن سعيد، قال ابن وضاح: ثقة وقال ابن الجارود: أثبت من جرير بن عماره ووثقه ابن حبان وقال: يخطيء ويغرب وقال الذهبي: ثقة وقال ابن حجر: صدوق يخطيء ولعله الأقرب، روى له أبو داود. ت: 222 هـ ([/ URL]2) .
- القاسم بن مبرور الأيلي روى عن عمه طلحة بن عبد الملك، ويونس بن يزيد وهشام ابن عروة وابن جريج، وعنه خالد بن نزار وخالد بن حميد المهري وعمرو بن مروان، قال ابن حجر: صدوق أثنى عليه مالك. ت: 109 هـ روى له أبوداود والنسائي (3 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn42)) .
- يونس: هوابن يزيد بن أبي النجاد الأيلي أبويزيد. روى عن أخيه أبي علي والزهري ونافع وهشام بن عروه , وعنه جرير وعمرو بن الحارث والقاسم بن مبرور وغيرهم, وثقه أحمد وابن معين وغيرهم إلا أن أحمد ذكر أن عنده مناكير عن الزهري، وقد تكلم وكيع وأحمد في حفظه، وقال أبوزرعة: لا بأس به, وقال ابن خراش: صدوق. وقال ابن حجر: ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهماً قليلاً وفي غير الزهري خطأ. ت: 152 هـ روى له الجماعه ([42] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn44)) .
¥(16/335)
- هشام بن عروه: بن الزبير بن العوام الأسدي، رأى بعض الصحابة وسمع من أبيه وعمه عبدالله بن الزبير ووهب بن كيسان، وعنه أيوب السختياني ومعمر وابن جريج ويونس بن يزيد وخلق. ثقة فقيه ربما دلس. روى له الجماعه ([43] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn45)) .
- أبوه: عروه بن الزبير بن العوام يروي عن أبيه وأخيه عبد الله وخالته عائشة وعلي ابن أبي طالب وغيرهم، وعنه أولاده عبد الله وهشام وسعد بن إبراهيم والزهري, ثقة إمام فقيه روى له الجماعه ([44] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn46)) .
درجته:
يتبين مما سبق أن إسناده حسن، وقال أبو الطيب العظيم أبادي تعليقاً على قول أبي داود: هذا حديث غريب إسناده جيد، أي قوي لا علة فيه لاتصال إسناده وثقة رواته ([45] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn47)) ، والحديث صححه الحاكم على شرط الشيخين وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (1/ 217).
7 - ما ورد عند الإمام النسائي – رحمه الله تعالى - قال:
أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد بن جعفر وعبد الرحمن بن مهدي قالا: حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء أنه سمع علياَ الأزدي ,أنه سمع ابن عمر يحدث عن رسول الله r قال:
" صلاة الليل والنهار مثنى مثنى " قال أبوعبد الرحمن ـ النسائي ـ: هذا إسناد جيد, ولكن أصحاب ابن عمر خالفوا علياَالأزدي خالفه سالم ونافع وطاووس ([46] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn48)) .
* تخريجه:
أخرجه أبو داود في سننه ك: الصلاة ب: في صلاة النهار (2/ 29) ح:1295 وأخرجه ابن الجارود في المنتقى ك: الصلاة ب: ركعات السنه (1/ 79) كلاهما من طريق عمرو بن مرزوق ثنا شعبة به، وأخرجه الترمذي (2/ 499) ح: (597) من طريق عبدالرحمن بن مهدي حدثنا شعبة به، وأخرجه ابن ماجه ك: اقامةالصلاة ب: ماجاء في صلاةالليل (1/ 419) ح:1322 وابن خزيمة في صحيحه ك: الصلاة ب: التسليم في كل ركعتين (2/ 2144) من نفس طريق النسائي
وأخرجه ابن حبان في صحيحه (6/ 231) من طريق معاذ بن معاذ وأخرجه الدارمي في سننه (1/ 404) من طريق وكيع وغندر ثلاثتهم عن شعبة به
وأخرجه البيهقي في سننه (2/ 487) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن ابن عمر بنحوه ومن الطريقين أخرجه الدارقطني في سننه (1/ 417)
دراسة سنده:
- محمد بن بشار:ثقة تقدم في الحديث الثاني
- محمد بن جعفر الهذلي-مولاهم- أبوعبدالله البصري المعروف بغندر روى عن شعبة وأكثرعنه وروىعن الثوري وابن عيينه وطبقتهم وعنه أحمد وإسحاق وابن معين ومحمد بن بشاروغيرهم
, ثقة روىله الجماعة ت: 194هـ ([47] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn49)) .
- عبد الرحمن بن مهدي:بن حسان العنبري –مولاهم- أبوسعيد البصري ,ثقة ثبت عارف بالرجال والحديث, قال ابن المديني: مارأيت أعلم منه. مات سنةثمان وتسعين ومائه روى له الجماعة ([48] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn50)) .
- شعبة: بن الحجاج بن الورد العتكي إمام مشهور أمير المؤمنين في الحديث حافظ متقن وهو أول من فتش بالعراق عن الرجال, روىله الجماعة ت:160هـ ([49] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn51)) .
- يعلى بن عطاء العامري ويقال:الليثي الطائفي ,روى عن أبيه وأوس بن أبي أوس وعلي البارقي وغيرهم , وعنه شعبة والثوري وحماد بن سلمة وآخرون ,ثقة روى له مسلم والأربعة ت:120 هـ ([50] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn52)) .
- علي الأزدي:هو علي بن عبدالله أبوعبدالله بن أبي الوليد البارقي , روى عن ابن عمر وابن عباس وأبي هريرة, وعنه مجاهد بن جبر ويعلى بن عطاء وأبو الزبير وقتادة وغيرهم, وثقه العجلي, وقال ابن عدي: لابأس به. وقال ابن حجرفي التقريب: صدوق ربما أخطأ ([51] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn53)) .
- ابن عمر الصحابي الجليل t
درجته:
¥(16/336)
إسناده حسن لكن عليا الأزدي خولف كما ذكر النسائي فقدرواه غيره بدون ذكر" النهار" والذين خالفوه أوثق منه وأحفظ وقد تابعه محمد بن عبدالرحمن بن ثوبان كما مرّفي التخريج وهو ثقة كمافي التقريب (492) وقال الترمذي: اختلف أصحاب شعبة في حديث ابن عمر، فرفعه بعضهم، ووقفه بعضهم، وروي عن عبدالله العمري عن نافع عن ابن عمر نحو هذا والصحيح ما روي عن ابن عمر عن النبي r قال: صلاة الليل مثنى مثنى، وروى الثقات عن عبدالله بن عمر عن النبي r ولم يذكروا فيه صلاة النهار.، والحديث بدون هذه اللفظة صحيح رواه البخاري ك: الوتر ب: ماجاء في الوتر (الفتح 2/ 477)،والحديث بزيادة ((النهار)) صححه ابن حبان، وروى البيهقي بسنده عن البخاري أنه سئل عنه فقال: صحيح (سنن البيهقي (2/ 417) رقم 4351.
8 - وقال الإمام النسائي: أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: ثنا حجاج عن ابن جريج عن عطاء أنه سمع عبيد ابن عمير قال: سمعت عائشة زوج النبي r " أن النبي r كان يمكث عند زينب ويشرب عندها عسلا فتواصيت أنا وحفصة أينا دخل النبي r فلتقل: إ ني أجد منك ريح مغافيرفدخل على احداهما فقالت ذلك له, فقال: بل شربت عسلا عند زينب. وقال: لاأعودله. فنزل ((ياأيها النبي لم تحرم ماأحل الله لك ...... إن تتوبا إلى الله .. ـ لعائشة وحفصة ـ وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا)) لقوله بل شربت عسلا " هذا الكلام كله في حديث عطاء
قال أبو عبد الرحمن: إسناده جيد غاية صحيح ([52] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn54)) .
تخريجه:
أخرجه البخاري في صحيحه ك: الطلاق ب: لم تحرم ماأحلّ الله لك (5/ 2016) ح: 4966 ط: البغا وأخرجه مسلم في صحيحه ك: الطلاق ب: وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطلاق (2/ 1100) قال: حدثني محمد بن حاتم حدثنا حجاج به.
* دراسة إسناده:
- قتيبة بن سعيد:بن جميل بن طريف أبورجاء البغلاني, روى عن مالك والليث وحماد ابن زيد وخلق , وعنه الجماعة سوى ابن ماجه وعلي بن المديني والحميدي وغيرهم ,إمام ثقة ت:240هـ ([53] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn55)) .
- حجاج هو بن محمد المصيصي الأعور أبو محمد ,روى عن ابن جريج وابن أبي ذئب وآخرين, وعنه أحمد والزعفراني وهلال بن العلاء وغيرهم ,ثقة ثبت لكنه اختلط آخر عمره, ت:206هـ روى له الجماعة ([54] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn56)) أقول: يظهرأن اختلاطه لم يضرفقد ذكر عن ابن معين أن ابنه منع أن يدخل عليه بعد اختلاطه ([55] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn57)) .
- ابن جريج: عبد الملك بن عبدالعزيز بن جريج الأموي, روى عن حكيمة بنت رقيقه وعطاء والزهري وخلق ,وعنه الأوزاعي والليث ووهيب بن خالد وغيرهم, ثقة فقيه فاضل لكنه يدلس ويرسل وقد ذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين وهم الذين لا يقبل منهم إلا ما صرحوا فيه بالسماع، روى له الجماعة ت:150هـ ([56] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn58)) .
- عطاء بن أبي رباح واسم أبي رباح أسلم القرشي ـ مولاهم ـ المكي روى عن ابن عباس وابن عمر وجماعة من الصحابة , وعنه: مجاهد وأيوب وأبوإسحاق والأعمش وابن جريج وغيرهم، قال ابن حجر: ثقة فقيه فاضل لكنه كثير الأرسال ت:114هـ روى له الجماعة ([57] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn59)) .
- عبيد بن عمير بن قتادة بن سعد بن عامر الجندعي أبو عاصم المكي، روى عن أبيه وله صحبة وعن عمروعلي وعائشة وغيرهم , وعنه ابنه عبدالله وعطاء ومجاهد وأبو الزبير وآخرون ,ثقة، وقد قال مسلم: إنه ولد في عهد النبي r وله رؤية ولذا أورده ابن حجر في الإصابة. روى له الجماعة ت:68هـ ([58] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn60)) .
* درجته:
فيه ابن جريج مدلس ولم يصرح بالسماع لكنه توبع عند الشيخين كما سبق فالحديث صحيح
¥(16/337)
9– وقال النسائي:أخبرنا عثمان بن عبد الله بن خرزاذ الأنطاكي قال: ثنا إبراهيم بن الحجاج قال: ثنا وهيب عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس "أن النبي r نكح ميمونه وهو حرام جعلت أمرها إلىالعباس فأنكحها إياه " قال أبوعبدالرحمن: هذا إسناد جيد ([59] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn61)) .
* تخريجه:
أخرجه البخاري ك: الحج ب: تزويج المحرم (2/ 652) من طريق الأوزاعي عن عطاء به وأخرجه أيضاً مسلم في صحيحه (2/ 1031) ح: 1410
* دراسة إسناده:
- عثمان بن عبد الله بن خرزاذ الأنطاكي , روى عن عفان وسهل بن بكار وابراهيم بن الحجاج وأحمد بن عبدة وغيرهم وعنه النسائي وأبوحاتم وهو أكبر منه وأبو عوانه وغيرهم ,
ثقة حافظ ت: 281هـ ([60] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn62)) .
- ابراهيم بن الحجاج بن زيد السامي أبو إسحاق البصري , روى عن الحمادين وأبان بن يزيد وخلق, وعنه عثمان بن خرزاذ وأبو زرعة وأبو يعلى وآخرون، وثقة الدارقطني وابن حبان، وقال ابن قانع: صالح. أقول: قد روى عنه أبو زرعة كما ذكر ابن أبي حاتم وهو لايروي إلا عن ثقة فتبين أنه ثقة. قال الحافظ: ثقة يهم قليلا , روى له النسائي ت: 231هـ ([61] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn63)) .
- وهيب:هو ابن خالد بن عجلان الباهلي أبوبكر البصري صاحب الكرابيس, روى عن حميد الطويل وأيوب وابن جريج وغيرهم ,وعنه ابن عليه وابن المبارك وابن مهدي وغيرهم, ثقة ثبت لكنه تغير قليلا بآخره ,روىله الجماعة ت: 165هـ ([62] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn64)) .
- ابن جريج:تقدم في الحديث السابق وهو ثقة لكنه مدلس من المرتبة الثالثة عند ابن حجر.
- عطاء:ابن رباح تقدم في الحديث السابق وهو ثقة فاضل
- ابن عباس الصحابي الجليل t
درجته:
اسناده صحيح لولا عنعة ابن جريج وهومدلس من الثالثة لكنه متابع والحديث في الصحيحين كما سبق.
10 - وقال الإمام النسائي: أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدثنا خالد عن شعبة قال: أخبرني ميسرة بن حبيب قال: سمعت المنهال بن عمرو يحدث عن أبي عبيدة عن عبدالله أنه رأى رجلاً قد صفّ قدميه ([63] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn65)) ، قال: أخطأ السنة، لو راوح بينهما كان أعجب إلي. قال أبو عبدالرحمن: أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، والحديث جيد ([64] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn66)) .
* تخريجه:
أخرجه عبدالرزاق في المصنف (2/ 265) رقم (3306) عن الثوري، عن رجل، عن المنهال به، وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 109) من طريق الأعمش، عن المنهال، وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 270) من طريق عبدالرزاق، وأخرجه البيهقي في سننه (1/ 311) من طريق ميسرة بن حبيب: سمعت المنهال به.
* دراسة إسناده:
- إسماعيل بن مسعود: الجحدري، روى عن خلف بن خليفة، وبشر بن المفضل، وخالد بن الحارث، ومعتمر، وغيرهم. وعنه النسائي، وزكريا الساجي، وأبو حاتم، ثقة، وثقه النسائي وابن حبان، وقال أبو حاتم: صدوق. ت: 248هـ ([65] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn67)) .
- خالد بن الحارث: أبو عثمان الهجميي، البصري، روى عن أيوب السختياني، وحميد الطويل، وهشام بن عروة، وطبقتهم، وعنه: شعبة وهو من شيوخه، وإسحاق بن راهويه، وابن المديني، وخلق كثير، حافظ حجة. ت: 186هـ، وروى له الجماعة ([66] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn68)).
- شعبة بن الحجاج، إمام مشهور، تقدمت ترجمته في ح: 7
- ميسرة بن حبيب: النهدي، روى عن المنهال بن عمرو، وعدي بن ثابت، وأبي إسحاق السبعي، وروى عنه: إسرائيل بن يونس، والثوري، وشعبة، وثقة أحمد، وابن معين، وابن حبان، وغيرهم، روى له أبو داود، والترمذي، والنسائي ([67] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn69)) .
¥(16/338)
- المنهال بن عمرو: الأسدي – مولاهم – الكوفي، روى سعيد بن جبير، وسويد بن غفلة، وعامر بن سعد بن أبي وقاص، وعبيدالله بن عبدالله بن مسعود، وغيرهم، وعنه: أيوب، وحصين بن عبدالرحمن، والأعمش، وغيرهم. وثقه ابن معين والنسائي، وقال الداقطني: صدوق، وغمزه يحيى بن سعيد وحكى أن شعبة تركه، وقال الحافظ بن حجر: صدوق ربما وهم. وهذا الأقرب في حاله , روى له البخاري والأربعة ([68] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn70)).
- أبو عبيدة بن عبدالله بن مسعود، مشهور بكنيته والأشهر أنه لا اسم له غيرها، ويقال: اسمه عامر، روى عن أبيه، والأكثر على أنه لم يسمع منه، ورى عن أبي موسى، وعائشة والبراء بن عازب، وغيرهم، وروى عنه: النخعي، وأبو إسحاق السبيعي، والمنهال بن عمرو، وغيرهم، ثقة روى له الجماعة. ت: 81 وقيل 82 هـ ([69] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn71)) .
- عبدالله هو ابن مسعود: الصحابي الجليل رضي الله عنه.
* درجته:
منقطع لأن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه كما ذكر النسائي، ورجحه ابن حجر في التقريب، وجوّده النسائي لأن سماعه محتمل ولمعناه ما يشهد له حيث أخرج ابن أبي شيبة آثارا بمعناه (انظر: المصنف لابن أبي شيبة 2/ 109).
11 - وقال الإمام النسائي: أخبرنا محمد بن العلاء قال:حدثنا أبومعاوية عن الأعمش عن عمارة هو ابن عمير عن عبد الرحمن بن يزيد قال:أكثروا على عبد الله ذات يوم فقال عبد الله:" إنه قد أتىعلينا زمان ولسنا نقضي ولسنا هنالك ثم إن الله عزوجل قدر علينا أن بلغنا ما ترون فمن عرض له منكم قضاء بعداليوم فليقض بمافي كتاب الله فإن جاء أمر ليس في كتاب الله ولا قضى به نبيه صلى الله عليه وسلم فليقض بما قضى به الصالحون فإن جاء أمر ليس في كتاب الله ولا قضى به نبيه r ولا قضى به الصالحون فليجتهد رأيه ولا يقول إني أخاف وإني أخاف فإن الحلال بيّن والحرام بين وبين ذلك أمور مشتبهات فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك" قال أبو عبد الرحمن: هذا الحديث جيد جيد ([70] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn72)) .
* تخريجه:
أخرجه ابن أبي شيبه في مصنفه (4/ 544) قال: حدثنا أبو معاوية به، والدارمي في مقدمتة (1/ 71) رقم 165، قال: أخبرنا محمد بن يوسف عن سفيان عن الأعمش عن عمارةبن عميرعن حريث بن ظهير عن عبد الله بن مسعود بنحوه. فيظهر أن عمارة بن عمير رواه عن إثنين عن عبد الله بن مسعود وأشار إلى هذاالبيهقي (10/ 115). وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 106) ح: 7030، بنحوه من طريق عبد الله بن نميرثنا أبو معاوية عن الأعمش عن القاسم عن أبيه عن عبد الله بن مسعود t وقال: صحيح الإسناد.
* دراسة الإسناد:
- محمد بن العلاءبن كريب أبو كريب الهمداني , روى عن أبي بكر بن عياش وإسحاق بن منصور وأبي معاوية محمد بن خازم وغيرهم. وروى عنه الجماعة وهو ثقة حافظ مشهور
ت: 248 هـ ([71] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn73)) .
- أبو معاوية: محمد بن خازم التميمي السعدي الضرير الكوفي روى عن عاصم الأحول وأبي مالك الأشجعي والأعمش وغيرهم , وعنه ابن جريج وأبو كريب ويحيى القطان وهو من أقرانه , ذكر ابن معين أنه أثبت أصحاب الأعمش بعد شعبة وسفيان, وقال أحمد: أبومعاوية الضريرفي غير حديث الأعمش مضطرب. وقال النسائي: ثقة في الأعمش. ووثقه يعقوب بن شيبة والعجلي وابن حبان وابن سعد, وقال ابن حجر: ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره وقد رمي بالإرجاء. ت: 195هـ روى له الجماعة ([72] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn74)).
- الأعمش سليمان بن مهران التيمي الكاهلي أبومحمد الكوفي. روى عن أنس ولم يثبت له منه سماع وعن الشعبي وطاووس والحسن البصري وغيرهم، وعنه الحكم بن عتيبة، وشعبه والسفيانان وغيرهم. ثقة عابد روى الجماعة ت: 143 هـ وعمره 97 سنة ([73] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn75)).
¥(16/339)
-عمارةبن عمير التيمي الكوفي, رأى عبدالله بن عمر وروى عن عمته والأسود بن يزيد وعبد الرحمن بن يزيد النخعي وغيرهم، وعنه النخعي والحكم بن عتيبة والأعمش وآخرون, ثقة ثبت روى له الجماعة, مات بعد المائة ([74] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn76)) .
- عبدالرحمن بن يزيد النخعي أبوبكر الكوفي ,روى عن أخيه الأسود و علقمة وعن حذيفة وابن مسعود وسلمان وغيرهم ,وعنه ابنه محمد وعمارة بن عمير وآخرون ,ثقة ت:83هـ روى له الجماعة ([75] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn77)).
- عبدالله: هو ابن مسعود t
* درجته:
مما سبق يتبين أن اسناده صحيح، وقال الألباني – رحمه الله -: صحيح الإسناد موقوف (3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn78). ويظهر أن النسائي حكم عليه بالجودة وعدل عن الصحة لأن الأعمش مدلس ولم يصرح بالسماع لكن الأعمش ممن احتمل الأئمة تدليسه.
12 - قال الامام النسائي: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم عن ابن عليه قال حدثنا سفيان الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن طاوس عن ابن عباس أن رسول الله r (( صلّى عند الكسوف ثماني ركعات وأربع سجدات)) وعن عطاء مثل ذلك قال أبو عبد الرحمن:
هذاحديث جيد ([76] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn79)) .
* تخريجه:
أخرجه مسلم في صحيحه ك: الصلاة ب: صلاة الكسوف (2/ 627) ح: 99
من طريق يحيى القطان عن سفيان به بمعناه، وأخرجه أبو داود أيضاً من طريق يحيى (1/ 308) ح: 1183، والترمذي ك: الصلاة، ب: ما جاء في صلاة الكسوف (1/ 279) عن بندار، عن يحيى، عن سفيان به، وقال الترمذي: حسن صحيح، وأخرجه البيهقي في سننه (3/ 327).
* دراسة اسناده:
- يعقوب بن إبراهيم: ابن كثير بن زيد الدورقي أبو يوسف البغدادي الحافظ روى عن الدراوردي وابن أبي حازم وابي معاوية وغيرهم، وعنه الجماعة. ثقة حافظ ت: 252هـ ([77] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn80)) .
- ابن علية: هو اسماعيل بن ابراهيم بن مقسم الأسدي أبو بشر وعلية أمه ,سمع من أيوب السختياني وعلي بن جدعان وسفيان الثوري، وغيرهم، وروى عنه عبدالرحمن بن مهدي، وعلي بن المديني، والدورقي، وخلق (أحد الأعلام) ثقة، حافظ روى له الجماعة ت: 193 هـ ([78] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn81)) .
- سفيان الثوري، هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، إمام ثقة مشهور، روى عن عمرو بن مرة، وسلمة بن كهيل، وأبي صخرة، وخلق، وعنه ابن جريج وشعبة والأوزاعي، وابن علية, أحد الأعلام الكبار، روى له الجماعة، ت: 161هـ ([79] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn82)) .
- حبيب بن أبي ثابت –، واسمه: ثابت قيس بن دينار، كوفي مولى لبني أسد، روى عن ابن عمر، وابن عباس، وأنس، وغيرهم، وروى عنه عطاء بن رباح ومنصور الأعمش وغيرهم، وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة. وقال القطان: له غير حديث عن عطاء لا يتابع عليه وليست بمحفوظة. وذكر ابن حجر أنه يرسل وأنهم اتفقوا على أنه لم يسمع من عروة، وقال ابن عدي: وقد حدّث عنه الأئمة، وهو ثقة حجة، وذكر ابن خزيمة أنه يدلس، وأورده ابن حجر في المرتبة الثالثة في المدلسين، روى له الجماعة، ت: 119هـ ([80] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn83)) .
- طاووس بن كيسان: اليماني أبو عبد الرحمن الحميري مولاهم الفارسي يقال اسمه ذكوان وطاوس لقب، روى عن أبي هريرة، وابن عباس، وعائشة، وغيرهم، وعنه الزهري وسليمان التيمي وعبدالله ابنه،ثقة فقيه فاضل, روى له الجماعة ت: 106 هـ ([81] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn84))
- ابن عباس: الصحابي الجليل t .
* درجته:
¥(16/340)
الحديث على شرط مسلم إلا أن حبيب بن ابي ثابت مدلس ولم يصرح بالسماع , كما أن في الحديث خطأ وذلك أن الأئمة لم يصححوا أحاديث صلاة الكسوف التي فيها أكثر من ركوعين، قال البيهقي بعد إخراجه: وحبيب بن أبي ثابت وإن كان من الثقات فقد كان يدلس ولم أجده ذكر سماعه في هذا الحديث من طاووس، قال ابن القيم: كبار الأئمة لا يصححون ذلك كالامام أحمد والبخاري والشافعي ويرونه غلطاً .. ثم فصّل وقال: وأماحديث حبيب بن أبي ثابت عن طاووس عن ابن عباس , فرواه مسلم وهو مما تفرد به حبيب بن أبي ثابت ,وحبيب وإن كان ثقة فكان يدلس ولم يبين سماعه من طاووس فيشبه أن يكون حمله عن غير موثوق به وقد خالفه في رفعه ومتنه سليمان المكي الأحول فرواه عن طاووس عن ابن عباس من فعله ثلاث ركعات في ركعة ... ([82] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn85)) .
أقول: رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (2/ 217) رقم (9307) من طريق سليمان الأحول، عن طاوس موقوفاً على ابن عباس.
وقال في عون المعبود: الحديث مع كونه في صحيح مسلم ومع تصحيح الترمذي له قال ابن حبان في صحيحه: إنه ليس بصحيح ,قال لأنه من روايه حبيب بن أبي ثابت عن طاووس ولم يسمع حبيب من طاووس وحبيب معروف بالتدليس ولم يصرح بالسماع من طاووس وقد خالفه سليمان الأحول فوقفه وروي عن حذيفة نحوه قاله البهيقي ([83] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn86)) .
13- وقال الإمام النسائي: أخبرنا عمرو بن علي قال ثنا عبد الأعلى قال: ثنا سعيد عن قتادة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى: ((أن رجلين اختصما إلى الرسول صلى الله عليه ووسلم في دابة ليس لواحد منهما بينة فقضى بها بينهما نصفين)) قال أبو عبد الرحمن: إسناد هذا الحديث جيد ([84] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn87)) .
* تخريجه:
أورد النسائي له طريقاً آخر ح (5997) من طريق محمد بن كثير، عن حماد بن سلمة عن قتادة عن النضر، عن أنس، عن أبي بردة، لكن قال النسائي: خطأ، ومحمد بن كثير وهو صدوق إلا أنه كثير الخطأ، خالفه سعيد بن أبي عروبة في إسناده ومتنه.
أخرجه أحمد في المسند (18778)، مسند الكوفيين (4/ 402) قال حدثنا محمد ابن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه بلفظه. وأخرجه ابن ماجه (2/ 780) ح (2330) من طريق سفيان، عن قتادة به.
وأخرجه أبو داود (3/ 310) ب: الرجلان يدعيان شيئاً وليس لهما بينة – حدثنا محمد بن المنهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا ابن أبي عروبة عن قتادة به بلفظه.
* دراسة سنده:
- عمرو بن علي: بن بحر بن كنيز الباهلي أبو حفص البصري الصيرفي الفلاس، روى عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى وعبد الوهاب الثقفي ويزيد بن زريع وأبو داود الطيالسي وغيرهم، وعنه الجماعة، إمام متقن، ت: 249 هـ ([85] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn88)) .
- عبد الأعلى: بن عبدالأعلى بن محمد وقيل ابن شراحيل القرشي البصري السامي روى عن حميد الطويل ويحيى بن أبي اسحاق وسعيد بن أبي عروبة، وعنه اسحاق بن راهوية وأبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن المديني وغيرهم، ثقة روى له الجماعة. وقال ابن خلفون يقال إنه سمع من سعيد بن ابي عروبة قبل اختلاطه وكان ثقة ([86] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn89)) .
- سعيد: هو ابن أبي عروبة –مهران – العدوي أبو النضر البصري، روى عن قتادة والنضر بن أنس والحسن البصري وغيرهم، وعنه الأعمش وشعبة وعبد الأعلى وآخرون، ثقة حافظ له تصانيف لكنه يدلس واختلط وكان أثبت الناس في قتادة، روى له الجماعة ت: 157 هـ ([87] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn90)) .
أقول: يظهر أن عبدالأعلى روى عنه قبل الاختلاط حيث ذكر في الكواكب النيرات (1/ 37) أن الشيخين رويا لسعيد بن أبي عروبة من رواية عبدالأعلى عنه، أما التدليس فقد ذكره ابن حجر في الثانية.
¥(16/341)
- قتادة:ابن دعامة السدوسي أبو الخطاب البصري ولد أكمه روى عن أنس وعبد الله بن سرجس وأبي الطفيل وأبي بردة بن أبي موسى وابنه سعيد. وعن أيوب والتيمي وشعبة وسعيد بن أبي عروبة وغيرهم. ثقة ثبت روى له الجماعة. ت: 200 هـ ([88] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn91)) . أقول: ذكره ابن حجر في المرتبة الثالثة في المدلسين، (ص 146)، لكن في ذلك نظر حيث احتج البخاري بأحاديث كثيرة رواها بالعنعنة ثم إنه لم يرد عن المتقدمين وصفه بكثرة التدليس (1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn92) .
- سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري الكوفي، روى عن ابيه وأنس وربعي بن حراش، وعنه قتادة وابو اسحاق الشيباني والمسعودي وغيرهم، ثقة ثبت وروايته عن عمر مرسلة روى له الجماعة ((2)).
- أبو بردة بن أبي موسى الأشعري. قيل اسمه عامر وقيل الحارث روى عن أبيه وعلي وحذيفة وغيرهم وعنه أولاده سعيد وبلال والشعبي وغيرهم، ثقة. ت: 107هـ روى له الجماعة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn93)(3) .
- أبو موسى الأشعري: الصحابي الجليل المشهور t .
* درجته:
فيه سعيد بن أبي عروبة، اختلط لكنه احتج الشيخان برواية عبدالأعلى عنه وكذا قتادة مدلس لم يصرح بالسماع لكن تدليسه، نادر وقد احتج البخاري كثيراً كما أسلفت بعنعنته، فالحديث فيما يظهر صحيح ويقويه، شاهد بمعناه عن أبي هريرة أخرجه ابن حبان في صحيحه (11/ 457).
14 - وقال النسائي: أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال ثنا عبد الله بن الحارث عن سيف هو ابن سليمان عن قيس بن سعد عن عمرو بن دينار عن ابن عباس ((أن النبي r قضى باليمين مع الشاهد)) قال لنا أبو عبد الرحمن: هذا إسناد جيد وسيف ثقة وقيس ثقة ([91] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn95)) .
* تخريجه:
أخرجه مسلم ك: الاقضية ب: القضاء باليمين والشاهد (1712) وأخرجه أيضاً أبو داود ك: الاقضية ب: القضاء باليمين والشاهد (3608)
* دراسة اسناده:
- عبيد الله بن سعيد: بن يحيى بن برد اليشكري أبو قدامة السرخسي الحافظ, روى عن عبد الله بن نمير وابن عيينة وحماد بن زيد ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم ,وعنه الشيخان والنسائي وأبو زرعة وغيرهم. ثقة حافظ. ت: 241 هـ ([92] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn96)) .
- عبد الله بن الحارث: بن عبد الملك المخزومي أبو محمد المكي ,روى عن حنظلة بن أبي سفيان وسيف بن سليمان وثور بن يزيد وجماعة، وعنه أحمد واسحاق وأبو قدامة السرخسي، ثقة، روى له مسلم والأربعة ([93] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn97)) .
- سيف بن سليمان ويقال ابن أبي سليمان المخزومي أبو سليمان المكي ,روى عن مجاهد وقيس بن سعد وأبي امية البصري، روى عنه الثوري ويحيى القطان وعبد الله بن الحارث المخزومي، ثقة ثبت رمي بالقدر ت: 156هـ ,روى له الجماعة إلا الترمذي ([94] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn98)) .
- قيس بن سعد: المكي أبو عبد الملك ويقال أبو عبد الله الحبشي، روى عن عطاء وطاووس وعمرو بن دينار, وعنه الحمادان وجرير بن حازم وسيف بن سليمان، ثقة ت: 119 هـ روى له مسلم والأربعة إلا الترمذي ([95] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn99)) .
- عمرو بن دينار: أبو محمد المكي الجمجي أحد الأعلام ,روى عن ابن عباس وابن الزبير وابن عمر وطائفة, وعنه قتادة وأيوب ومالك وقيس بن سعد وغيرهم. إمام حافظ ثبت ت: 126 هـ روى له الجماعة ([96] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn100)) .
¥(16/342)
· درجته:ظاهر اسناده الصحة إلا أن الترمذي في العلل قال: سألت محمد يعني البخاري فقال: لم يسمعه عندي عمرو من ابن عباس (العلل 1/ 20). وقال الحاكم قد سمع عمرو من ابن عباس عدة أحاديث وسمع من جماعة من أصحابه فلا ينكر عليه أن يكون سمع منه حديثاً وسمعه من أصحابه. (نيل الأوطار 9/ 191). ونقل الصنعاني عن ابن ابي حاتم في العلل عن أبيه قال: هو صحيح، وقد أخرج الحديث عن اثنين وعشرين من الصحابة ([97] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn101)) .
15- قال النسائي: أخبرنا سويد بن نصر قال: أنا عبد الله هو ابن المبارك عن الفضيل بن غزوان عن ابن أبي نعم عن أبي هريرة أنه حدثه قال قال أبو القاسم – r - نبي التوبة "مَن قذف مملوكه وليس كما قال أقام الله عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال" قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث جيد ([98] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn102)) .
* تخريجه:
متفق عليه، البخاري. ك: الحدود ب: قذف العبيد رقم (6858) ومسلم ك: الايمان ب: التغليظ من قذف مملوكه بالزنى (1660)
· دراسه سنده
- سويد بن نصر: بن سويد المروزي – راوية ابن المبارك - أبو الفضل الطوساني روى عن ابن المبارك وابن عيينة، وعلي بن الحسين بن واقد وغيرهم وعنه الترمذي والنسائي. ثقة.
ت:240 هـ ([99] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn103)) .
- عبد الله بن المبارك: المروزي إمام ثقة مشهور تقدم.
- الفضيل بن غزوان: بن جرير الضبي – مولاهم – أبوالفضل الكوفي، روى عن أبي حازم الأشجعي وسالم بن عبد الله بن عمر ونافع مولى ابن عمر وعبد الرحمن بن أبي نعم البجلي وغيرهم, وعنه ابنه محمد والثوري وابن المبارك – ثقة روى له الجماعة ([100] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn104)) .
- ابن أبي نعم: هو عبد الرحمن بن أبي نعم أبو الحكم الكوفي العابد ,روى عن أبي هريرة وأبي سعيد ورافع بن خريج وغيرهم, وعنه: سعيد بن مسروق ويزيد بن أبي زياد وفضيل بن غزوان وغيرهم، وثقه ابن حبان وأثنى عليه ووثقه ابن سعد والنسائي وقال ابن معين: ضعيف وقال أبو حاتم وابن حجر: صدوق، ولعله الأقرب، روى له الجماعة ([101] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn105)) .
* درجته:
إسناده حسن والحديث صحيح في المتفق عليه كما سبق.
16 - قال الإمام ابن ماجه رحمه الله: حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع حدثنا الأسود بن شيبان عن خالد بن سمير عن بشير بن نهيك عن بشير بن الخصاصية، قال: "بينما أنا أمشي مع رسول الله – r – ، فقال:" يا ابن الخصاصية ما تنقم على الله أصبحت تماشى رسول الله؟ "، فقلت: يا رسول الله ما أنقم على الله شيئاً كل خير قد آتانيه الله, فمرّّ على مقابر المسلمين فقال: "أدرك هؤلاء خيراَ كثيرا" ثم مرّ على مقابر المشركين، فقال: " سبق هؤلاء خيراً كثيراًً "، قال: فالتفت فرأى رجلاً يمشي بين المقابر في نعليه، فقال:" يا صاحب السبتيتين ألقهما ".
حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: كان عبد الله بن عثمان يقول حديث جيد ورجل ثقة ([102] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn106)) .
* تخريجه: -
أخرجه النسائي في المجتبى (الصغرى) ك: الجنائز باب المشي بين القبور رقم 2048، (4/ 96) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال: حدثنا وكيع به نحوه وأخرجه أبو داود ك: الجنائز باب المشي في النعل بين القبور (3/ 217) رقم 3230 قال: حدثنا سهل بن بكار حدثنا الأسود بن شيبان به نحوه وأخرجه أحمد في المسند مسند البصريين رقم 19856، قال: حدثنا وكيع به مختصراً. وأخرجه ابن حبان في صحيحه ك:الجنائز باب الزجر عن دخول المقابر بالنعال (7/ 441) ح: 3170 من طريق أبي داود. وأخرجه الحاكم في المستد رك (1/ 528)
دراسة إسناده: -
¥(16/343)
- علي بن محمد: بن أبي الخصيب القرشي الكوفي، روى عن وكيع وأبي أسامة وعمرو بن محمد وابن عيينة وآخرون وعنه ابن ماجة والبرديجي وابن أبي حاتم. قال ابن أبي حاتم: محله الصدق وذكره ابن حبان في الثفات، وقال: ربما أخطأ، وقال في التقريب: صدوق ربما أخطأ ([103] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn107)) .
- وكيع: بن الجراح بن مليح الرؤاسي أبو سفيان الكوفي , روى عن أبيه وهشام بن عروة والأعمش وخلق، وعنه أبناؤه وشيخة سفيان الثوري والحميدي وغيرهم. إمام ثقة مشهور روى له الجماعة، ت: 197 هـ ([104] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn108)) .
- الأسود بن شيبان السدوسي: أبو شيبان روى عن بحربن مرار وعطاء بن أبي رباح وخالد بن سمير وغيرهم، وعنه سليمان بن حرب وسهل بن بكار ووكيع وابن مهدي وغيرهم, ثقة عابد. روى له مسلم و الأربعة إلا الترمذي. ت: 165 هـ ([105] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn109)) .
- خالد بن سمير السدوسي البصري روى عن بشير بن نهيك، وعبد الله بن رباح، وعنه الأسود بن شيبان وثقة النسائي والعجلي وابن حبان، وقال ابن حجر: صدوق يهم قليلاً روى له البخاري في الأدب وأبو داود والنسائي وابن ماجة ([106] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn110)) .
- بشير بن نهيك السدوسي ويقال السلومي أبو الشعثاء البصري روى عن بشير بن معبد وأبي هريرة ويونس بن شداد، وعنه بركة وخالد بن سمير وعبد الملك بن عبيد وغيرهم، ثقة روى له الجماعة ([107] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn111)) .
- بشير بن معبد، ويقال بن نذير السدوسي المعروف بابن الخصاصية وهي أمه، وقيل جدته. صحابي كان اسمه زحماً، فغيره النبي – r
وله أحاديث ([108] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn112)) .
* درجته: -
مما سبق يتبين ان إسناده حسن، وقد صححه الحاكم في مستدركه والله أعلم.
خلاصة ماسبق:
مما سبق يتبين أن هذه الأحاديث الستة عشرحديثا في السنن، تسعة أحاديث منها أسانيدها حسنة وأربعة وهي الثامن والتاسع والحادي عشروالثاني عشر التي عند النسائي فالثامن والتاسع في اسناديهما عنعنة مدلس لكنه متابع في الصحيحين فهما من الحسن لغيره، والحادي عشر فسنده صحيح لكن النسائي كررفيه كلمة جيد وعدل عن كلمة صحيح فيما يظهر لعنعنة الأعمش، أماالثاني عشر وإن كان أخرجه مسلم إلا أن الحديث فيه خطأ وأعلّ ففيه مدلس لم يصرح بالسماع وأعلّ بالوقف كما سبق في درجته، وبقي حديث واحد وهو الرابع وهو ضعيف،، فكما أسلفت في درجته يظهر أن الترمذي حكم عليه بالجودة لأنه أحسن الظن بعبد الرحيم بن هارون لأنه رواه من كتابه وقد رواه عنه ثقة وهورواه عن صدوق وقد قوى ابن حبان مايرويه من كتابه.
فالذي يترجح لي مماسبق أنهم يعنون بالجيدالحسن بنوعيه هذا هو الغالب في استعمالهم كما ترى في الدراسة السابقة، ويحتمل أن يكون كما قال البلقيني: تردد في بلوغه الصحيح ,لأمر ما في السند أو المتن , لكن الأول أقوى فليس كما ذكر السيوطي أن المراد به الصحيح ومما يدل على أنهم لايريدون بالجيد الصحيح اضافة لما سبق حكم النسائي رحمه الله على الحديث العاشر بالجودة -كما سبق- مع أنه ذكر أنه منقطع
ومما يؤيد أنهم يريدون بالجيد الحسن – أن السيوطي رحمه الله ذكر أن العراقي رحمه الله زاد في ألفاظ المرتبة الخامسة من مراتب التعديل قوله: جيد الحديث حسن الحديث ([109] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn113)) ، فانظر كيف قرن العراقي رحمه الله بين الحسن والجيد فجعلهما مترادفين، كذلك البيهقي رحمه الله استعمل الجيد بمعنى الحسن لغيره حيث قال في سننه: ((إلا أن حديث مسح الذراعين أيضاً جيد بالشواهد التي ذكرناها)) ([110] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn114)) . وهذا واضح أنه يريد الحسن لغيره؛ لأنه هو الذي يحتاج فيه إلى الشواهد، والله أعلم.
تنبيهان مهمان:
¥(16/344)
التنبيه الأول: (القوي)، ذكر السيوطي في كلامه على الجيد أن القوي مثله سواء حيث قال: وكذا القوي.
أقول: وهذا المصطلح نادر عند المتقدمين وهو فعلاً مثل الجيد لكن بمعنى الحسن بنوعيه. ويؤيد هذا أنهم يستعملون القوي مرادفاً للجيد، فقد ذكر ابن كثير في تفسيره حديث ((لا تقل تعس الشيطان))، فقال: تفرد به أحمد وإسناده جيد قوي ([111] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn115)) . وأيضاً نقل صاحب عون المعبود عن ابن كثير في الإرشاد عن حديث ابن عباس ((أن النبي r ردّ زينب على أبي العاص بن الربيع ... ))، قال: حديث جيد قوي ([112] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn116)) . ومما يؤيد هذا أيضاً ما ذكره ابن حجر عن حديث عبيدالله بن عدي مرفوعاً ((لاحظّ فيها – يعني الصدقة – لغني ولا لقوي مكتسب))، حيث نقل في التلخيص الحبيرعن أحمد قال: ما أجوده من حديث ([113] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn117)) ، ثم إن الحافظ بن حجر في بلوغ المرام قال عن الحديث: رواه أحمد وقواه ([114] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn118)) ، فانظر كيف عبّر ابن حجر عن الجودة بالقوة مما يدل على أنهما سواء، والله أعلم.
التنبيه الثاني: لفظ: جوّده فلان. يستعمله القدماء في تدليس التسوية وهو إسقاط ضعيف بين ثقتين لقي أحدهما الآخر فيقولون: فيمن دلّس في حديث تدليس التسوية: جوّده فلان فليس المعنى أنه قال عنه: جيد، بل المراد أنه ذكر من فيه من الأجواد وأسقط غيرهم. يقول السخاوي عن تدليس التسوية: وأما القدماء فسموه تجويداً حيث قالوا: جوّده فلان ([115] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn119)) . وكذا قال السيوطي في التدريب، والقدماء يسمونه تجويداً فيقولون: جوّده فلان أي ذكر ما فيه من الأجواد وحذف غيرهم ([116] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn120)) .
فالذي نخلص إليه بعد هذه الدراسة أن المحدثين يطلقون مصطلح ((جيد)) على الحديث الحسن بنوعيه، وقد يطلقونه على صحيح فيه كلام يسير.والله تعالى أعلم
هذا ما تيسر لي في جمع هذا البحث، وأسأل الله التوفيق والسداد، وصلى الله على
نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
فهرس المراجع والمصادر
- الإصابة في تمييز الصحابة للحافظ أحمد بن علي بن حجر ط: دار الكتب العربية
- اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة اصحاب الجحيم لشيخ الاسلام ابن تيمية تحقيق: الشيخ د. ناصر العقل ط: مكتبة الرشد، الرياض
- البحرالذي زخر في شرح ألفية أهل الأثر للحفظ جلال الدين السيوطي تحقيق:أنيس بن أحمد الأندونيسي, ط: مكتبة الغرباء الأثرية الأولى،1420هـ المدينة
- بلوغ المرام في أدلة الأحكام لإبن حجر العسقلاني تحقيق: محمد حامد الفقي
- التأريخ الكبير للإمام محمد بن إسماعيل البخاري طبعة دار الكتب العلمية عن دائرة المعارف العثمانية حيدر آباد، الهند
- تأريخ بغداد لأبي بكر أحمد بن ثابت الخطيب البغدادي ط: دار الكتب العلمية، بيروت
- تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي للشيخ محمد بن عبدالرحمن المباركفوري طبع بإشراف:عبد الوهاب عبد اللطيف ط: مؤسسة قرطبة.
- الترغيب والترهيب للإمام زكي الدين عبد العظيم المنذري تحقيق: مصطفى عمارة ط: دار الحديث
- تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس للحافظ ابن حجر تحقيق: أحمد علي سير المباركي، الأولى 1413هـ
- تفسير القرآن العظيم لأبي الفداء إسماعيل بن كثير القرشي ط: دار الفيحاء دمشق دار السلام بالرياض
- تقريب التهذيب للحافظ احمد بن علي بن حجر العسقلاني حققه: عبدالوهاب عبد اللطيف ط: دار التراث، القاهرة
- التلخيص الحبير للحافظ الإمام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني تحقيق: السيد عبد الله هاشم اليماني المدني – المدينة المنورة 1384هـ
- تهذيب الكمال: الحافظ يوسف بن الزكي المزي ط: دار المؤيد تحقيق: بشار عواد
- تهذيب تهذيب الكمال للحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني تحقيق: إبراهيم الزيبق وعادل مرشد ط: دار السلام
¥(16/345)
- الثقات للإمام محمد بن حبان البستي ط: مؤسسة الكتب الثقافية عن طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية حيدر آباد، الهند
- جامع التحصيل في أحكام المراسيل للحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي تحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي ط: الدار العربية للطباعة، العراق
- جامع الترمذي = سنن الترمذي
- الجامع الصحيح للبخاري – بشرح فتح الباري الامام محمد بن اسماعيل البخاري. حقق أجزاء منه: سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ط: السلفية
- جامع العلوم والحكم للحافظ ابن رجب تحقيق شعيب الارناؤوط وإبراهيم باجس ط: مؤسسة الرسالة
- الجرح والتعديل للإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي. ط: دائرة المعارف العثمانية حيدر آباد، الهند
- حاشية السندي على سنن النسائي مع شرح السيوطي ط: دار الفكر بيروت.
- زاد المعاد في هدي خير العباد للإمام شمس الدين محمد بن بكر الزرعي المشهور بأبي قيم الجوزية تحقيق: شعيب وعبد القادر الأرناؤوط ط: مؤسسة الرسالة ومكتبة المنار، بيروت.
- سبل السلام للإمام محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني إعداد مكتب التحقيق بدار التراث العلمي ط: دار إحياء التراث العربي ومؤسسة التأريخ العربي
- سنن أبي داود للإمام سليمان بن الأشعث السجستاني تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد ط: دار إحياء التراث العربي
- سنن الترمذي: الإمام محمد بن عيسى الترمذي. تحقيق أحمد شاكر ط: دار إحياء التراث العربي
- سنن النسائي الصغرى: الإمام أحمد بن شعيب النسائي. بحاشية السندي ط: دار الكتاب العربي، بيروت
- سنن النسائي الكبرى: أحمد بن شعيب النسائي. تحقيق: د. عبد الغفار البنداري وسيد كسروي ط: دار الكتب العلمية. بيروت. الأولى 1411هـ
- صحيح الإمام مسلم. للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري. تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ط: دار إحياء التراث العربي
- عمل اليوم والليلة للإمام أحمد بن شعيب النسائي تحقيق: فاروق حمادة ط: المكتب التعليمي السعودي بالمغرب
- عون المعبود شرح سنن أبي داود المؤلف: أبو عبد الرحمن شرف الحق محمد اشرف ط: دار الكتب العلمية، بيروت، الثانية
- فتح المغيث الإمام محمد بن عبد الرحمن السخاوي تحقيق: علي حسين علي ط: دار الإمام الطبري، الثانية.
- قواعد التحديث محمد جمال الدين القاسمي ,تحقيق: محمد بهجة البيطار ط: دارالنفائس, بيروت ,الأولى ,1407هـ
- الكاشف فيمن له رواية في الكتب الستة للإمام الذهبي راجعه لجنة من العلماء ط: دارالكتب العلمية
- الكامل للحافظ أبي عبد الله أحمد بن عدي الجرجاني تحقيق: سهيل زكار ط: دار الفكر بيرت
- الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة لإبن الكيال أبو البركات محمد بن أحمد تحقيق: عبد القيوم عبد رب النبي ط: دار المأمون للتراث
- لسان الميزان للحافظ أحمد بن حجر بن علي العسقلاني. مصورة مؤسسة الأعلمي عن طبعة دائرة المعارف العثمانية حيدر آباد الهند
- المجتبى = سنن النسائي الصغرى
- مجمع الزوائد للإمام نور الدين الهيثمي ط: دار الكتب العلمية، بيروت.
- محاسن الإصطلاح لأبي حفص عمر بن رسلان البلقيني مطبوع مع مقدمة ابن الصلاح تحقيق: عائشة عبدالرحمن (بنت الشاطى) ط: دار المعارف ,القاهرة.
- مسند الإمام أحمد ط: دار صادروأيضاً تحقيق أحمد شاكر ط: دار المعارف العامة، مصر وأيضاط: الرسالة تحقيق شعيب الأرناؤط ومجموعة
- المعجم الكبير للإمام سليمان بن أيوب الطبراني ط: الدار العربية بالعراق تحقيق: حمدي السلفي
- المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الأحياء من الأحاديث والآثار للإمام عبد الرحيم بن حسين العراقي. طبع بهامش الاحياء ط: دار الكتب العلمية، بيروت الاولى 1406 هـ
- المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي ط: دار الكتب العلمية
- ميزان الاعتدال: للإمام الحافظ شمس الدين محمد أحمد الذهبي تحقيق: علي البجاوي ط: دار المعرفة، بيروت
- النهاية في غريب الحديث للإمام أبي السعادات محمد بن مبارك بن الأثير الجزري تحقيق محمد الطناحي وطاهر الزاوي ط: المكتبةالاسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة مدير تحرير مجلة الأحمدية الصادرة من دائرة البحوث الإسلامية
فضيلة الدكتور:عبدالحكيم الأنيس حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¥(16/346)
تحية طيبة وبعد:أرجو من الله أن يبارك فيكم وآمل أن تكونو ا على خير مايرام
وأبعث لكم ببحثي "الحديث الجيد عند أهل السنن الأربعة" وذلك بعد إجراء التعديلات عليه
واستدراك الملاحظات التي لاحظها فضيلة الأستاذ الذي قام بتحكيم البحث الا ماكان من قبيل اختلاف وجهات النظر مع شكري وتقديري لكم وللدكتور المحكم على ملاحظاته التي أفدت منها.
هذا مع اعتذاري الشديد عن التأخر في إعادة البحث بسبب ظروف انتقالي من الإمارات العربية الى مسكن جديد في السعودية
آمل أن يأخذ البحث طريقه للنشر في مجلتكم الموقرة كما آمل أن تبعثوا لي بإفادة مكتوبة بقبول البحث للنشر وإرسالها على عنواني ولكم مني خالص الشكر وجزيل الدعاء
والله يحفظكم ويرعاكم ويسدد خطاكم.
كتبه
د. عبدالرحمن عبدالكريم الزيد
ص ب:17999 الرياض 11494
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية أصول الدين قسم السنة
ت:00966500676778
([1]) يعني بذلك شيخه الحافظ ابن حجر العسقلآني وقد بحثت عن كلامه فلم أجده وقد ذكر في كتابه النكت
علىابن الصلاح في خاتمة الكلام على الحديث الصحيح والحسن قوله:" قد وجدنا في عبارة جماعة من أهل
الحديث ألفاظا يوردونها في مقام القبول ينبغي الكلام عليها وهي الثابت والجيد والقوي ... وسنستوفي الكلام
على هذه الأنواع في آخر الكتاب ان شاء الله.وعلق المحقق في الحاشية د. ربيع عمير: لم يقدر للحافظ رحمه الله ان
يكمل هذا الكتاب.
أقول: نقْل السيوطي تلميذه يدل على أنه تكلم على الجيد، لكن يظهر أن ذلك في نسخة لم يطلع
عليها المحقق، حيث إن النسخ التي اعتمد عليها لم تتجاوز المقلوب بينما أشار السخاوي في الجواهر والدرر كما
نقل المحقق نفسه أنه تجاوز المقلوب. (انظر: النكت على كتاب ابن الصلاح 1/ 196، 197).
قلت هذا، لكن أثناء الطبع للبحث طبع كتاب البحر الذي زخر شرح ألفية أهل الأثر للسيوطي، وعند
كلامه على الجيد نقل الكلام السابق في التدريب، وذكر أنه من النكت الكبرى على ابن الصلاح لشيخه ابن
حجر، وذكر أنه لم يقدر له إتمام النكت الصغرى؛ فتبين بهذا أن ابن حجر رحمه الله له النكت الكبرى وفيها
الكلام على الجيد والنكت الصغرى وهي المطبوعة، وقد أثبت ذلك وحققه محقق ((البحر الذي زخر)) في الملحق
رقم (1).
انظر: البحر الذي زخر، شرح ألفية أهل الأثر للسيوطي (1/ 51) بتحقيق: أنيس بن أحمد الأندونيسي.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref1)([2]) انظر: كلام البلقيني الذي نقله السيوطي في محاسن الإصلاح (ص:154) ت: د. عائشة عبدالرحمن،
مطبوع مع مقدمة ابن الصلاح.
وذكر البلقيني أن صيغة: ((أجود الأسانيد)) بهذا اللفظ نقلها الحاكم في معرفة الحديث عن أحمد وابن
المديني.
انظر: معرفة علوم الحديث للحاكم، ص: 54. ولم أجد في كتب المصطلح المعاصرة كلاماً على الجيد إلا
في قواعد التحديث للقاسمي (ص: 111)، نقل فيه كلام السيوطي المذكور في التدريب.
([3]) تدريب الراوي (1/ 178).
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref3)([4]) سنن الترمذي، ك: الطهارة، ب: ما جاء في الوضوء لكل صلاة، ح: 58 (1/ 88).
([5]) انظر: ترجمته: الكامل لابن عدي (6/ 274، 275)، التاريخ الكبير للبخاري (1/ 69)، تاريخ بغداد
(2/ 259، ميزان الاعتدال (2/ 530)، الضعفاء لابن الجوزي (3/ 54)، سير أعلام النبلاء (1/ 503)،
تهذيب التهذيب (3/ 564)، التقريب ص 475.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref5)([6]) التاريخ الكبير (4/ 84)، الجرح والتعديل (4/ 739)، الكامل لابن عدي (3/ 340)، الميزان (2/ 192)،
تهذيب التهذيب (2/ 76)، التقريب ص 284.
([7]) التاريخ الكبير (1/ 240)، الجرح والتعديل (7/ 191)، الميزان (3/ 468)، تهذيب التهذيب (3/ 504)،
التقريب ص 467، تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس ص 168.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref7)([8]) الكاشف (1/ 257)، التقريب ص 182، التاريخ الكبير (2/ 345)، الجرح والتعديل (2/ 989)، الثقات لابن
حبان (6/ 146).
([9]) الدوال المعلقة: هي العدق من البسر فإذا أرطب أكل. تحفة الأحوذي (6/ 187).
¥(16/347)
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref9)([10]) نقه فهوناقه، إذا صح من مرضه وفيه ضعف. تحفة الأحوذي (6/ 187).
([11]) سنن الترمذي ك: الطب، ب: الحمية (4/ 382)، ح: 2037.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref11)([12]) التاريخ الكبير للبخاري (1/ 49)، الجرح والتعديل (7/ 1187)، الثقات لابن حبان (9/ 11)، تاريخ الثقات
ص 401، التهذيب (3/ 519)، التقريب (469).
([13]) التاريخ الكبير (5/ 425)، الجرح والتعديل (5/ 2698)، الثقات (8/ 388)، التهذيب (2916 - التقريب
364).
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref13)([14]) التاريخ الكبير (4/ 10)، الجرح والتعديل (4/ 691)، الكامل لابن عدي (3/ 278)، سير أعلام النبلاء
(9/ 378)، الميزان 2/ 302)، لسان الميزان (7/ 237)، التهذيب (2/ 90، التقريب 250).
([15]) التاريخ الكبير للبخاري (3/ 133)، الثقات لابن حبان (7/ 324)، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين، ص
1142، الكامل لابن عدي (6/ 30)، الجرح والتعديل (4/ 84)، الميزان (3/ 365)، سير أعلام النبلاء،
التهذيب (3/ 404، التقريب 448).
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref15)([16]) الجرح والتعديل (2/ 251)، الكاشف (1/ 147)، الثقات لابن حبان (6/ 57)، التقريب (118).
([17]) التاريخ الكبير (8/ 392)، الجرح والتعديل (9/ 217)، الثقات (5/ 553)، الكاشف (3/ 294)، التقريب،
ص 609.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref17)([18]) الإصابة (4/ 325).
([19]) سنن الترمذي، ك: الطلاق، ب: ما جاء في مداراة النساء (3/ 493)، ح: 1188.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref19)([20]) انظر: البخاري بشرح فتح الباري (9/ 252).
([21]) الجرح والتعديل (5/ 38)، الثقات لابن حبان (8/ 364)، التهذيب (2/ 322)، التقريب، ص 300.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref21)([22]) التاريخ الكبير للبخاي (8/ 397)، ميزان الاعتدال (4/ 448)، الكاشف (3/ 290)، التهذيب (4/ 439)،
التقريب، ص 607.
([23]) ميزان الاعتدال (3/ 592)، لسان الميزان (7/ 364)، تهذيب الكمال (5/ 554)، التهذيب (3/ 616)،
التقريب 490.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref23)([24]) التقريب، ص 506.
([25]) التقريب، ص 241.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref25)([26]) سنن الترمذي، ك: البر والصلة، ب: ما جاء في الصدق والكذب (4/ 348)، ح: 192.
([27]) التاريخ الكبير (8/ 37)، الجرح والتعديل (9/ 188)، تذكرة الحفاظ (2/ 477، تهذيب الكمال (32/ 6)،
التهذيب (4/ 393)، التقريب، ص 597.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref27)([28]) الثقات لابن حبان (8/ 413)، الميزان (2/ 607)، تهذيب الكمال (18/ 44)، الجرح والتعديل (5/ 340)،
التاريخ الكبير (6/ 103)، تهذيب التهذيب (2/ 471)، التقريب، ص 354، الكامل (5/ 283).
([29]) الجرح والتعديل (5/ 394)، الضعفاء الكبير للعقيلي (3/ 6)، الكامل (4/ 102)، المجروحين لابن حبان
(2/ 136)، الميزان (2/ 628)، تهذيب التهذيب (2/ 585)، التقريب، ص 357.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref29)([30]) التاريخ الكبير (8/ 84)، تهذيب الكمال (29/ 298)، تذكرة الحفاظ (1/ 99)، التهذيب (4/ 210)،
التقريب، ص 559.
([31]) يعني محمد بن إسماعيل البخاري وهو شيخ الترمذي.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref31)([32]) سنن الترمذي، ك: البر والصلة، ب: ما جاء في المتشبع بما لم يعط (4/ 380)، ح: 2035.
([33]) الجرح والتعديل (3/ 49)، تهذيب الكمال (6/ 361)، الكاشف للذهبي (1/ 169)، التهذيب (1/ 421)،
التقريب، 166.
¥(16/348)
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref33)([34]) تاريخ بغداد (1/ 212)، تهذيب الكمال (2/ 95)، تذكرة الحفاظ (2/ 515)، التهذيب (1/ 67)، التقريب،
ص 89.
([35]) الجرح والتعديل (2/ 328)، التاريخ الكبير (2/ 58)، الثقات لابن حبان (6/ 89)، التهذيب (1/ 99)،
التقريب، 96.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref35)([36]) انظر ترجمته: التاريخ الكبير (4/ 213)، الجرح والتعديل (4/ 323)، الثقات (6/ 436)، تهذيب الكمال
(11/ 130)، الكاشف للذهبي (1/ 447)، التهذيب (2/ 53)، التقريب، 243.
([37]) انظر ترجمته: تذكرة الحفاظ للذهبي (1/ 150)، مشاهير علماء الأمصار (1/ 93)، التهذيب (2/ 99)،
التقريب، ص 252.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref37)([38]) انظر ترجمته في: الجرح والتعديل (5/ 283)، تاريخ بغداد (10/ 202)، تذكرة الحفاظ (1/ 95)، التهذيب
(2/ 555)، التقريب، 351.
([39]) الكنّ: قال ابن الأثير: ما يرد الحر والبرد من الأبنية والمساكن. (النهاية في غريب الحديث 4/ 206).
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref39)([40]) سنن أبي داود، ك: الصلاة، ب: رفع اليدين في الاستسقاء (1/ 304)، ح: 1173، وقد نقل المزي في تحفة
الإشراف (12/ 225) قول أبي داود: إسناده جيد.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref41)(1) الجرح والتعديل (9/ 91) , تهذيب الكمال (30/ 90) , الكاشف (2/ 329) تهذيب التهذيب (4/ 254)
التقريب 568.
(2) الجرح والتعديل (4/ 499)، تهذيب الكمال (8/ 184)، الثقات لابن حبان (8/ 223)، الكاشف
(1/ 275)،
تهذيب التهذيب (3/ 419)، التقريب، ص 419.
(( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref42)3) الجرح والتعديل (7/ 121)، تهذيب الكمال (23/ 426)، الكاشف (2/ 130)، التهذيب (4/ 474)،
التقريب، ص 614.
([42]) معرفة الثقات (2/ 279)، التاريخ الكبير (8/ 406)، الجرح والتعديل (9/ 247)، تهذيب الكمال
(32/ 551)، الكاشف (3/ 305)، الميزان (4/ 484)، التهذيب (4/ 273)، التقريب، 573.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref44)([43]) تهذيب الكمال (30/ 232)، تذكرة الحفاظ (1/ 144)، التهذيب (4/ 273)، التقريب، 573.
([44]) التهذيب (3/ 95)، التقريب ص 389.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref46)([45]) عون المعبود (4/ 37).
([46]) سنن النسائي (1/ 179)، ك: الصلاة، ب: كم صلاة الليل، رقم 472.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref48)([47]) تهذيب الكمال (25/ 5)، الكاشف (2/ 162)، التهذيب (3/ 531)، التقريب، 472.
([48]) تهذيب الكمال (17/ 430)، الكاشف (1/ 645، التقريب، 351.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref50)([49]) تذكرة الحفاظ (1/ 193)، مشاهير الأمصار (1/ 177)، تهذيب الكمال (12/ 479)، التقريب، 266.
([50]) الجرح والتعديل (9/ 302)، التاريخ الكبير (8/ 415)، تهذيب الكمال (32/ 393)، الكاشف (3/ 296)،
التقريب، 609.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref52)([51]) الثقات (5/ 164)، الكامل لابن عدي (5/ 180)، تهذيب الكمال (21/ 40)، التهذيب (3/ 180)،
التقريب، 403.
([52]) السنن الكبرى للنسائي (3/ 356)، رقم الحديث 5614، ك: التفسير، ب: قوله تعالى: {يا أيها النبي لم
تحرم ما مأحل الله لك}.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref54)([53]) تهذيب الكمال (23/ 523)، تذكرة الحفاظ (2/ 446)، الجرح والتعديل (7/ 140)، تهذيب التهذيب
(3/ 431)، التقريب، ص 454.
([54]) التاريخ الكبير (2/ 380)، الجرح والتعديل (3/ 166)، تهذيب الكمال (5/ 451)، الكاشف (1/ 207)،
التقريب، ص 152.
¥(16/349)
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref56)([55]) انظر: ملحق الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة، ص 457.
([56]) الجرح والتعديل (5/ 378)، التاريخ الكبير (5/ 422)، تذكرة الحفاظ (1/ 169)، تهذيب الكمال
(18/ 338)، التهذيب (4/ 616)، التقريب، ص 363، تعريف أهل التقديس، ص 141.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref58)([57]) التاريخ الكبير (6/ 463)، تهذيب الكمال (20/ 69)، تذكرة الحفاظ (1/ 98)، طبقات ابن سعد (5/ 467)،
التهذيب (3/ 101)، التقريب، ص 391.
([58]) الجرح والتعديل (5/ 409)، تهذيب الكمال (19/ 225)، التاريخ الكبير (5/ 455)، الإصابة (5/ 60)،
التهذيب (3/ 83)، التقريب، ص 377.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref60)([59]) سنن النسائي الكبرى (3/ 285)، رقم 5393.
([60]) الجرح والتعديل (6/ 146)، تذكرة الحفاظ (2/ 623)، الكاشف (2/ 9)، التهذيب (3/ 67)، التقريب، ص
385.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref62)([61]) الثقات لابن حبان (8/ 78)، تهذيب الكمال (2/ 70)، الجرح والتعديل (2/ 93)، الكاشف (1/ 78)،
التقريب، ص 88.
([62]) التاريخ الكبير (8/ 177)، الجرح والتعديل (9/ 34)، الكاشف (2/ 358)، تهذيب الكمال (31/ 164)،
التهذيب (4/ 333)، التقريب، ص 586.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref64)([63]) قال السندي في حاشيته على النسائي: كأن المراد قد وصل بينهما. (حاشية السندي، طبعت على شرح
السيوطي (2/ 128). أما المراوحة فذكر ابن الأثير في النهاية أن المراد بها أن يعتمد على أحدهما مرة وعلى
الأخرى أخرى؛ ليوصل الراحة إلى كلٍّ منهما. النهاية (2/ 274). أقول: الذي يظهر أن المراد بها هنا المباعدة
بينهما، فهو المقابل لقوله: ((قد صفّ بينهما)).
([64]) سنن النسائي الكبرى، ك: الصلاة، ب: الصف بين ا لقدمين (1/ 311) رقم 967.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref66)([65]) الثقات (8/ 102)، تهذيب الكمال (3/ 195)، الكاشف (1/ 249).
([66]) الجرح والتعديل (3/ 325)، تذكرة الحفاظ (1/ 309)، الكاشف (1/ 362).
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref68)([67]) انظر ترجمته في: التاريخ الكبير (7/ 376)، الثقات لابن حبان (7/ 484)، الجرح والتعديل (8/ 253)، تهذيب
الكمال (29/ 192)، الكاشف (2/ 310).
([68]) تهذيب الكمال (28/ 568)، الكاشف (2/ 298)، تهذيب التهذيب (4/ 162)، التقريب، 547.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref70)([69]) انظر ترجمته في: التاريخ الكبير (1/ 51)، تهذيب التهذيب (2/ 268)، التقريب، 656.
([70]) سنن النسائي الصغرى (المجتبى)، ك: آداب القضاة، ح: 5397، وفي الكبرى، ب: في الحكم بما اتفق عليه
أهل العلم (3/ 468)، رقم الحديث 5945.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref72)([71]) التاريخ الكبير (1/ 205)، تذكرة الحفاظ (2/ 497)، تهذيب الكمال (26/ 243)، التهذيب (3/ 38)،
التقريب، ص 377.
([72]) التاريخ الكبير (1/ 74)، الثقات (7/ 441)، الجرح والتعديل (2/ 130)، تذكرة الحفاظ (1/ 294)، تهذيب
الكمال (25/ 123)، التهذيب (3/ 552)، التقريب، ص 475.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref74)([73]) التاريخ الكبير (4/ 37)، تذكرة الحفاظ (1/ 154)، تهذيب الكمال (2/ 76)، التهذيب (2/ 109)، التقريب،
ص 475.
([74]) الجرح والتعديل (6/ 366)، الثقات (5/ 243)، تهذيب الكمال (21/ 256)، مشاهير الأمصار (1/ 105)،
الطبقات لابن سعد (6/ 288)، تهذيب التهذيب (2/ 212)، التقريب، 409.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref76)([75]) التاريخ الكبير (5/ 363)، الكاشف (1/ 649)، الثقات (5/ 86)، تهذيب الكمال (18/ 12)، التهذيب
(2/ 567)، التقريب، ص 353.
¥(16/350)
(3) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref78) انظر صحيح سنن النسائي للألباني رقم (4987)
([76]) سنن النسائي الكبرى، ك: الصلاة، ب: ذكر الاختلاف على ابن عباس في صلاة الكسوف (1/ 186)، ح
506.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref79)([77]) الجرح والتعديل (9/ 202)، تهذيب الكمال (32/ 311)، تذكرة الحفاظ (2/ 505)، تهذيب التهذيب
(4/ 239)، التقريب، ص 607.
([78]) الجرح والتعديل (2/ 153)، الثقات (6/ 44)، الكاشف (1/ 243)، تذكرة الحفاظ (1/ 322)، التقريب،
ص 105.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref81)([79]) انظر ترجمته: التاريخ الكبير (4/ 92)، الجرح والتعديل (4/ 222)، تاريخ بغداد (9151)، تذكرة الحفاظ
(1/ 213)، تهذيب الكمال (11/ 154).
([80]) انظر ترجمته: الجرح والتعديل (3/ 107)، التاريخ الكبير (2/ 313)، تهذيب الكمال (5/ 358)، الكامل لابن
عدي (2/ 406)، جامع التحصيل (1/ 158)، تعريف أهل التقديس، 132.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref83)([81]) التاريخ الكبير (4/ 365)، الكاشف (1/ 512)، تهذيب الكمال (13/ 357)، تذكرة الحفاظ (1/ 90)،
التقريب، ص 281.
([82]) زاد المعاد (1/ 453/455).
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref85)([83]) عون المعبود، شرح سنن أبي داود (4/ 35).
([84]) سنن النسائي الكبرى، ك: القضاء، ب: الشيء يدعيه الرجلان وليس لكل واحد منهما بينة (3/ 487)، ح:
5998، ونقل ابن حجر رحمه الله في بلوغ المرام حكم النسائي ((إسناده جيد)).
انظر: بلوغ المرام، ك: الدعاوى والبينات، رقم 1441، ص 290، 292.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref87)([85]) تهذيب الكمال (22/ 162)، لسان الميزان (7/ 509)، التهذيب (3/ 293)، التقريب، ص 424.
([86]) الجرح والتعديل (6/ 28)، تذكرة الحفاظ (1/ 296)، التاريخ الكبير (6/ 73)، الكاشف (1/ 611)، تهذيب
الكمال (16/ 359)، التهذيب (2/ 465)، التقريب، ص 231.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref89)([87]) معرفة الثقات (1/ 403)، التاريخ الكبير (3/ 504)، الكامل (3/ 93)، تهذيب الكمال (11/ 5)، تذكرة
الحفاظ (1/ 177)، التهذيب (2/ 33)، التقريب، ص 239.
([88]) الجرح والتعديل (7/ 133)، الثقات (9/ 22)، تهذيب الكمال (23/ 49)، تذكرة الحفاظ (1/ 122)،
التهذيب (3/ 428)، التقريب، ص 453.
(1) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref91) قد فصّل في هذاالشيخ ناصر الفهد في كتابه "منهج المتقدمين في التدليس "ص 74وذكر أن تدليس قتادة قليل لكنه يرسل عمن لم يسمع منه وأجاب على القول المشهور عن شعبة "كنت أتفطن الى فم قتادة فإذا قال: سمعت كتبت وإذا قال عن لم أكتب"
(2) التاريخ الكبير (3/ 460)، الكاشف (1/ 432)، تهذيب الكمال، التهذيب (2/ 8)، التقريب، ص 233.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref93)(3) معرفة الثقات (2/ 387)، تذكرة الحفاظ (1/ 95)، الثقات (3/ 451)، التهذيب (4/ 484)، التقريب، ص
621.
([91]) سنن النسائي، ك: القضاء، ب: الحكم باليمين مع الشاهد (3/ 490)، ح: 6011.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref95)([92]) الجرح والتعديل (5/ 317)، التاريخ الكبير (5/ 383)، الثقات (8/ 406)، الكاشف (1/ 680)، تذكرة
الحفاظ (2/ 500)، تهذيب التهذيب (2/ 12)، التقريب، 371.
([93]) التاريخ الكبير (5/ 67)، الكاشف (1/ 544)، الثقات (8/ 336)، تهذيب الكمال (14/ 394)، الجرح
والتعديل (5/ 33)، التهذيب (2/ 317)، التقريب، 299.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref97)([94]) الجرح والتعديل (4/ 274)، التاريخ الكبير (4/ 171)، الكاشف (1/ 475)، تهذيب الكمال (12/ 320)،
التهذيب (2/ 143)، التقريب، 457.
¥(16/351)
([95]) معرفة الثقات (2/ 220)، لسان الميزان (7/ 343)، الكاشف (2/ 140)، تهذيب الكمال (24/ 47)، الجرح
والتعديل (7/ 99)، التهذيب (3/ 499)، التقريب 457.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref99)([96]) التاريخ الكبير (6/ 328)، الكاشف (2/ 75)، تهذيب الكمال (22/ 5)، الجرح والتعديل (6/ 231)،
التهذيب (3/ 268)، التقريب، 421.
([97]) سبل السلام (4/ 173/174).
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref101)([98]) السنن الكبرى (4/ 325)، ك: الحدود، ب: قذف المملوك، رقم 7352.
([99]) الجرح والتعديل (4/ 239)، التاريخ الكبير (4/ 148)، الكاشف (1/ 473)، تهذيب الكمال (12/ 272)،
التهذيب (2/ 136)، التقريب، 260.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref103)([100]) الجرح والتعديل (7/ 74)، التاريخ الكبير (7/ 122)، الكاشف (2/ 124)، الثقات (7/ 316)، تهذيب
الكمال (23/ 301)، التهذيب (3/ 401)، التقريب، 488.
([101]) التاريخ الكبير (5/ 356)، تهذيب الكمال (17/ 456)، الكاشف (1/ 646)، الثقات (5/ 112)، تهذيب
التهذيب (2/ 560)، التقريب، 352.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref105)([102]) سنن ابن ماجه، ك: الجنائز، ب: ما جاء في خلع النعلين في المقابر، ح: 1568، وعبدالله بن عثمان هو:
البصري صاحب شعبة , قال النسائي: ثقة ثبت. وقال الدارقطني: هو أجل من روى عن شعبة وأضبطهم ومات قبل شعبة.
وذكر ابن حجر في ترجمته قوله هذا الذي ذكره ابن ماجه. (تهذيب التهذيب 2/ 384).
([103]) الجرح والتعديل (6/ 206)، الثقات (8/ 457)، تهذيب الكمال (21/ 123)، الكاشف (2/ 46)، التهذيب
(3/ 191)، التقريب، 581.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref107)([104]) التاريخ الكبير (8/ 179)، تهذيب الكمال (30/ 462)، تذكرة الحفاظ (1/ 306)، التهذيب (4/ 311)،
التقريب، 111.
([105]) الجرح والتعديل (2/ 293)، التاريخ الكبير (1/ 446)، الثقات (8/ 129)، تهذيب الكمال (3/ 224)،
الكاشف للذهبي (1/ 131)، التقريب، 111.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref109)([106]) تهذيب الكمال (8/ 90)، الكاشف (1/ 270)، الجرح والتعديل (3/ 335)، التاريخ الكبير (3/ 135)،
الثقات (4/ 204)، التقريب (188).
([107]) الجرح والتعديل (2/ 379)، الثقات (4/ 7)، التاريخ الكبير (2/ 105)، تهذيب الكمال (4/ 181)، الكاشف
(1/ 272)، التقريب، 125.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref111)([108]) الإصابة (1/ 163).
([109]) تدريب الراوي (1/ 345).
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref113)([110]) سنن البيهقي (1/ 211).
([111]) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (4/ 748).
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref115)([112]) عون المعبود شرح سنن أبي داود (4/ 249).
([113]) التلخيص الحبير، ك: قسمة الصدقات ومصارفها (3/ 108)، ح: 1412.
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref117)([114]) بلوغ المرام، ص 129.
([115]) فتح المغيث للسخاوي (1/ 227).
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftnref119)([116]) تدريب الراوي (1/ 226).
[ url]http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=29252
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 07:50 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي المكرم على هذه الفوائد، وأخبرنا لزيادة الفائدة، من هو الدكتور عبد الله الزيد؟
وهل هذا البحث مطبوع؟
وقد خلصت من هذا البحث الجيد الى أن الحديث الحسن مرادف للجيد.(16/352)
شرح البخاري - للشيخ الحويني - كتاب الرقاق
ـ[عمر بن مختار]ــــــــ[02 - 05 - 07, 08:33 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بدأ فضيلة الشيخ العلامة المحدث أبي إسحاق الحويني بشرح كتاب الرقاق الذي في صحيح البخاري على قناة الناس في برنامج فضفضة
الحلقة الأولى: ترجمة الإمام البخاري
الجزء الأول بجودة عالية ( http://ia340939.us.archive.org/3/items/Bukhary-001/-01.wmv)
الجزء الأول للجوال بجودة عالية ( http://ia340939.us.archive.org/3/items/Bukhary-001/-01_256kb.mp4)
الجزء الأول للجوال بجودة متوسطة ( http://ia340939.us.archive.org/3/items/Bukhary-001/-01_64kb.mp4)
الجزء الثاني بجودة عالية ( http://ia340928.us.archive.org/1/items/Bokhary001/01.wmv)
الجزء الثاني للجوال بجودة عالية ( http://ia340928.us.archive.org/1/items/Bokhary001/01_256kb.mp4)
الجزء الثاني للجوال بجودة متوسطة ( http://ia340928.us.archive.org/1/items/Bokhary001/01_64kb.mp4)
الحلقة الثانية: تابع ترجمة الإمام البخاري
رابط بجودة عالية ( http://ia340929.us.archive.org/3/items/bokhary002/002.wmv)
رابط للجوال بجودة عالية ( http://ia340929.us.archive.org/3/items/bokhary002/002_256kb.mp4)
رابط للجوال بجودة متوسطة ( http://ia340929.us.archive.org/3/items/bokhary002/002_64kb.mp4)
الحلقة الثالثة: مفاتيح صحيح البخاري
رابط بجودة عالية ( http://ia340933.us.archive.org/3/items/slfia-lsns/003.wmv)
رابط للجوال بجودة عالية ( http://ia340933.us.archive.org/3/items/slfia-lsns/003_256kb.mp4)
رابط للجوال بجودة متوسطة ( http://ia340933.us.archive.org/3/items/slfia-lsns/003_64kb.mp4)
الحلقة الرابعة: بداية كتاب الرقاق
رابط بجودة عالية ( http://ia340911.us.archive.org/1/items/Bokhary004/004.wmv)
رابط للجوال بجودة عالية ( http://www.archive.org/download/Bokhary004/004_256kb.mp4)
رابط للجوال بجودة متوسطة ( http://ia340911.us.archive.org/1/items/Bokhary004/004_64kb.mp4)
الحلقة الخامسة: باب ما جاء في الصحة و الفراغ
رابط بجودة عالية ( http://ia350641.us.archive.org/3/items/Bokhary5/005.wmv)
رابط للجوال بجودة عالية ( http://ia350641.us.archive.org/3/items/Bokhary5/005_256kb.mp4)
رابط للجوال بجودة متوسطة ( http://ia350641.us.archive.org/3/items/Bokhary5/005_64kb.mp4)
الحلقة السادسة: وقفة مع الحديث الأول
رابط بجودة عالية ( http://ia340918.us.archive.org/2/items/Bokhary006/006.wmv)
رابط للجوال بجودة عالية ( http://ia340918.us.archive.org/2/items/Bokhary006/006_256kb.mp4)
رابط للجوال بجودة متوسطة ( http://ia340918.us.archive.org/2/items/Bokhary006/006_64kb.mp4)(16/353)
حكم رواية الضعيف و الموضوع؟
ـ[جميل_أبو_فاطمة]ــــــــ[03 - 05 - 07, 02:48 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
قال الدكتور محمود الطحان في كتابه" تيسير مصطلح الحديث" ما نصه: (يجوز عند أهل الحديث و غيرهم رواية الأحاديث الضعيفة، و التساهل في أسانيدهامن غير بيان ضعفها- بخلاف الأحاديث الموضوعة فإنه لا يجوز روايتهاإلا مع بيان وضعها- بشرطين:
أ) أن لا تتعلق بالعقائد، كصفات الله.
ب) أن لا تكون في بيان الأحكام الشرعيةمما يتعلق بالحلال و الحرام.
يعني يجوز روايتها في مثل المواعظ و الترغيب و الترهيب و القصص و ما أشبه ذلك، و ممن روي عنه التساهل في روايتها: سفيان الثوري و عبد الرحمن بن مهدي و أحمد بن حنبل.)
تيسير مصطلح الحديث، الصفحة: 65
أرجو من الإخوة أهل الاختصاص أن يعلقوا على كلام الشيخ بما يليق به بالأسلوب العلمي البناء، فأنا الآن أدرس هذا الكتاب و أريد الاستفادة منه و جزاكم الله خيرا.
أخوكم أبو فاطمة [/ b]
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[04 - 05 - 07, 08:11 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
الأخ جميل
الموضوع فيه خلاف بين العلماء و سوف تجد جمع من أقوال العلماء في هذا الموضوع و كلام الدكتور واضح حيث نقل كلام من سبقوه في هذا المضمار.
أقوال العلماء في رواية الحديث الموضوع:
- محمد عبد الحي بن محمد عبد الحليم اللكنوي (الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة) صفحة 21 - :
حرمة رواية الحديث الموضوع:"اعلم إنه قد صرح الفقهاء والمحدثون بأجمعهم في كتبهم بأنه تحرم رواية الموضوع وذكره ونقله والعمل بما فاده مع اعتقاد ثبوته إلا مع التنبيه على أنه موضوع ويحرم التساهل فيه سواء كان في الأحكام والقصص أو الترغيب والترهيب أو غير ذلك، ويحرم التقليد في ذكره ونقله إلا مقروناً ببيان وضعه بخلاف الحديث الضعيف فإنه إن كان في غير الأحكام يتساهل فيه ويقبل بشروط عديدة "
- أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي (صحيح مسلم بشرح النووي ج 1 ص 71):"يحرم رواية الحديث الموضوع على من عرف كونه موضوعا أو غلب على ظنه وضعه فمن روى حديثا علم أو ظن وضعه ولم يبين حال روايته". .
-: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني (الإصابة في تمييز الصحابة، ج 5 ص 690): تجوز رواية الحديث الموضوع إن كان بهذين الشرطين:
1 - ألا يكون فيه حكم.
2 - وأن تشهد له الأصول.
- جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (تحذير الخواص من أكاذيب القصاص، ج 1 ص 690):" وقد أطبق على ذلك علماء الحديث فجزموا بأنه لا تحل رواية الموضوع في أي معنى كان الا مقرونا ببيان وضعه بخلاف الضعيف فانه تجوز روايته في غير الأحكام والعقائد. وممن جزم بذلك شيخ الإسلام محيى الدين النووي في كتابيه الإرشاد والتقريب وقاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة في المنهل الروي والطيبي في الخلاصة وشيخ الإسلام سراج الدين البلقيني في محاسن الاصطلاح وحافظ عصره الشيخ زيد الدين أبو الفضل عبد الرحيم العراقي في ألفيته وشرحها وعبارة الألفية
وكيف كان لم يجيزوا ذكره لعالم ما لم يبين أمره
وقال بعد ذلك:
وسهلوا في غير موضوع رووا من غير تبيين لضعف ورأوا
وقال الإمام بدر الدين الزركشي في نكتة على مختصر ابن الصلاح
حكم الحديث الموضوع أنه لا تحل روايته إلا لقصد بيان حال راويه لقوله صلى الله عليه وسلم (من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)
قال وأما الضعيف فيجوز بشروط:
أحدها أن لا يكون في الأحكام والعقائد ذكره النووي في الروضة والأذكار وغيرهما من كتبه.
الثاني أن يكون له أصل شاهد لذلك ذكره الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد في شرح الإلمام
الثالث أن لا يعتقد ثبوت ما فيه.
ثم قال فإن قيل لم جوزتم العمل بالضعيف مع الشاهد القوي ولم تجوزوه بالموضوع مع الشاهد قلنا لأن الضعيف له أصل في السنة وهو غير مقطوع بكذبة ولا أصل للموضوع أصلا فشاهده كالبناء على الماء أو على جرف هار انتهى.
وقال حافظ العصر قاضي القضاة شهاب الدين أبو الفضل ابن حجر في شرح النخبة:
اتفقوا على تحريم رواية الموضوع إلا مقرونا ببيانه لقوله صلى الله عليه وسلم (من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)
¥(16/354)
- محمد عبد السلام خضر الشقيري (السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والصلوات ج 1 ص 690): (الحديث الموضوع): وتحرم روايته مع العلم إلا للبيان.
-: إبراهيم بن موسى بن أيوب البرهان الأبناسي (الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح، ج 1 ص 223):الحديث الموضوع شر الأحاديث الضعيفة ولا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مقرونا ببيان وضعه.
بخلاف غيره من الأحاديث الضعيفة التي يحتمل صدقها في الباطن حيث جاز روايتها في الترغيب والترهيب.
- محمد جمال الدين القاسمي (قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث، ج 1 ص 150):
الحديث الموضوع اتفقوا على أنه تحرم روايته، مع العلم بوضعه، سواء كان في الأحكام، أو القصص والترغيب ونحوها، إلا مبينا وضعه.
- أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري (علوم الحديث):واعلم أن الحديث الموضوع شر الأحاديث الضعيفة ولا تحل روايته لأحد علم حاله في أي معنى كان إلا مقرونا ببيان وضعه بخلاف غيره من الأحاديث الضعيفة التي يحتمل صدقها في الباطن حيث جاز روايتها في الترغيب والترهيب
- طاهر الجزائري الدمشقي (توجيه النظر إلى أصول الأثر، ج 2 ص 238):"وقد ذكر الحافظ ابن حجر أن للأخذ بالحديث الضعيف في الفضائل ونحوها عند من سوغ ذلك ثلاثة شروط:
أحدها: أن يكون الضعيف غير شديد الضعف فيخرج من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب ومن فحش غلطه.
الثاني: أن يندرج تحت أصل معمول به.
الثالث: أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته بل يعتقد الاحتياط.
ويظهر من الشرط الثالث أنه يلزم بيان ضعف الضعيف الوارد في الفضائل ونحوها كي لا يعتقد ثبوته في نفس الأمر مع أنه ربما كان غير ثابت في نفس الأمر.
- محمد بن إسماعيل الأمير الحسني الصنعاني (توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار، ج 2 ص 238):منها لا يجوز ذكر الموضوع إلا مع البيان في أي نوع كان وأما غير الموضوع كالأحاديث الواهية فجوزوا أي أئمة الحديث التساهل فيه وروايته من غير بيان لضعفه إذا كان واردا في غير الأحكام وذلك كالفضائل والقصص والوعظ وسائر فنون الترغيب والترهيب. قلت وكأنهم يعنون بالأحكام الحلال والحرام وإلا الندب من الأحكام والترهيب وفضائل الأعمال ترد بما يفيده والعقائد كصفات الله تعالى وما يجوز وما يستحيل عليه ونحو ذلك فلم يروا التساهل فيه وممن نص على ذلك من الحفاظ عبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وعبد الله بن المبارك وغيرهم وكأنهم يقولون الأصل براءة الذمة من أحكام الحلال والحرام فلا تثبت إلا بدليل صحيح فلا يتساهل في طرقه وكذلك صفات الله فانه جناب رفيع لا يثبت إلا بدليل صحيح، لما فيه من الخطر بخلاف الترغيب والترهيب وفضائل الأعمال فالأمر فيها أخف.
الخلاصة:
الأحاديث الضعيفة:
اختلف العلماء في رواية الأحاديث الضعيفة فمنهم من جوز روايتها بالمطلق من غير بيان حالها، و ذهب فريق إلى وجوب بيان حالها شريطة أن لا تكون في العقائد و الأحكام وذهب فريق ثالث إلى وضع شروط لروايتها و العمل بها مع بيان حالها،كالحافظ ابن حجر العسقلاني:
أحدها: أن يكون الضعيف غير شديد الضعف فيخرج من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب ومن فحش غلطه.
الثاني: أن يندرج تحت أصل معمول به.
الثالث: أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته بل يعتقد الاحتياط.
- ويظهر من الشرط الثالث أنه يلزم بيان ضعف الضعيف الوارد في الفضائل ونحوها كي لا يعتقد ثبوته في نفس الأمر مع أنه ربما كان غير ثابت في نفس الأمر.
في الحديث الموضوع:
1 - اتفق العلماء على عدم رواية الحديث الموضوع إلا مع بيان حاله.
2 - اتفق العلماء على حرمة العمل بالحديث الموضوع و اعتقاده.
3 - جوز بعض العلماء (كالحافظ ابن حجر) روايته بشرطين:
- ألا يكون فيه حكم.
- وأن تشهد له الأصول.
و زاد غيره و أن لا يكون في العقائد
وقال آخر الحديث الموضوع لا تحل روايته إلا لقصد بيان حال راويه لقوله صلى الله عليه وسلم (من حدث عني بحديث وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين).
قلت: وفيما صح عن النبي –صلى الله عليه و سلم- غنى و كفاية لأخذ الأحكام والعمل والاعتقاد و فضائل الأعمال.
ـ[جميل_أبو_فاطمة]ــــــــ[05 - 05 - 07, 09:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي خالد و أحسن إليكم.
في الحقيقة بيانكم إن شاء الله شاف كاف موثوق و موثق.
فأنا أخي الكريم طالب مبتدئ في هذا الفن أسأل الله أن يعينني على بلوغ الهدف و الله من وراء القصد.
أخي كلما أشكلت علي مسألة سأستشيرك فيها إن شاء الله.
أحسن الله إليكم و بارك في علمكم
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[11 - 05 - 07, 12:10 م]ـ
أخي جميل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحمد الله سبحانه و تعالى أن و فقني لذلك، و نحن كلنا طلاب علم، و أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لما يحبه و يرضاه.
ـ[أبوعبدالرحمان المهدي]ــــــــ[13 - 05 - 07, 08:55 م]ـ
بالنسبة للأحاديث الضعيفة التي يرويها احمد بن حنبل و عبد الرحمان بن مهدي يراد بها الحسن لغيره, لانه معروف عند العلماء انه يحتج به وإلا فإن الإمام أحمد وابن مهدي كانا من أشد الناس عناية بالرواة وأحرصهم على تنقيح حديث النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يعقل أن يتساهلا في رواية الحديث الضعيف.والحق ان ما نقلته أخي عن الدكتور فيه تعميم ويجب أن يراجع والله اعلم
¥(16/355)
ـ[عمرو الدرعمى]ــــــــ[27 - 11 - 07, 05:33 م]ـ
كذلك أخى ألا يكون شديد الضعف
و يكون فى فضائل الأعمال(16/356)
سؤال حول حديث (البس جديدا وعش حميدا ومت شهيدا)
ـ[ابن الحصائري]ــــــــ[03 - 05 - 07, 03:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أرجو من الإخواة الإفادة
حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عمر ثوبا أبيض فقال ثوبك هذا أجديد ام غسيل فقال بل غسيل (وفي رواية بل جديد، وفي رواية ثالث لا ادري ما رد عليه) فقال النبي صلى الله عليه وسلم البس جديدا وعش حميدا ومت شهيدا) وزاد بعض الرواة (ويرزقك الله قرة عين في الدنيا الآخرة فقال وإياك يا رسول الله)
هذا الحديث قرات أن يحيى بن سعيد القطان ويحيى بن معين والبخاري وعبد الله بن احمد بن حنبل والكناني قد انكروه على عبد الرزاق وقالوا هذا وهم من عبد الرزاق وليس هو من حديث معمر ولا من حديث الزهري وأن الصواب فيه انه من حديث أبي الأشهب عن رجل ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عمر ... الحديث، مرسلا
وكنت قد قرات كلام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في الصحيحة وكلام تلميذه الشيخ سليم بن عيد الهلالي في عجالة الراغب المتمني حيث حسنا الحديث، فلم ينشرح صدري لقولهما
فمن كان من الاخوة قد وقف علي ما ينفعنا في هذا الحديث فارجو منه أن يسعفني به فما زلت اتمهل في دراسة الحديث وقد جمعت طرقه وأقول علماء الحديث فيه ولكني أريد الانتفاع منكم وقد كتب ما كتب لأن رجائي أني لن أعدم فائدة منكم
وبارك الله فيكم ونفع بكم
وللتواصل
abusofian79@yahoo.com (abusofian79@yahoo.com)
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[03 - 05 - 07, 03:43 ص]ـ
هذا تعليق كتبته على هذا الحديث منذ (4 سنوات) وهو كالتالي:
هذا حديث ضعيف:
أخرجه النسائي في "الكبرى" (6/ 85/10143)، والترمذي في "العلل الكبير" (649)، وابن ماجه (2/ 1178/3558)، وأحمد (2/ 88)، وفي "فضائل الصحابة" (322)، وعبد بن حميد (723)، وأبو يعلى (9/ 204/5545)، وابن حبان في "صحيحه" (15/ 320/6897)، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/ 283/13127) من طرق عن عبد الرزاق وهذا في "مصنفه" (11/ 223/20382) عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه.
* قال الترمذي في "العلل الكبير" (373/ 694): [سألت محمداً عن هذا الحديث قال: قال سليمان الشاذكوني: قدمت على عبد الرزاق، فحدثنا بهذا الحديث عن معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه، ثم رأيت عبد الرزاق يحدث بهذا الحديث عن سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم عن ابن عمر.
قال محمد: وقد حدثونا بهذا عن عبد الرزاق عن سفيان أيضاً.
قال محمد: وكلا الحديثين لا شيء]. انتهى.
وقال أبو حاتم - كما في "العلل" (1/ 490) -: [فأنكر الناس ذلك، وهو حديث باطل].
وقال النسائي: [وهذا حديث منكر؛ أنكره يحيى بن سعيد القطان على عبد الرزاق، لم يروه عن معمر غير عبد الرزاق، وقد روي هذا الحديث عن معقل بن عبد الله، واختلف عليه فيه، فروي عن معقل عن إبراهيم بن سعد عن الزهري مرسلاً، وهذا الحديث ليس من حديث الزهري والله أعلم].
وقال حمزة بن محمد الكناني الحافظ - كما في "مصباح الزجاجة" (4/ 82) -: [لا أعلم أحداً رواه عن الزهري غير معمر وما أحسبه بالصحيح والله أعلم].
*قلت: وقد روي هذا الحديث من طريق أبي الأشهب زياد بن زاذان، وقد اختلف فيه على أبي الأشهب على وجهين:
الأول: أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/ 329)، وابن أبي شيبة (5/ 189/25090) و (6/ 95) عن عبد الله بن إدريس، عن أبي الأشهب، عن رجل من مزينة.
الثاني: أخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" (2/ 38)، وابن سعد (3/ 329) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي الأشهب مرسلاً.
قلت: أبو الأشهب، اسمه: زياد بن زاذان، ذكره ابن حبان في الثقات (4/ 254).
وقد اضطرب في هذا الحديث؛ فتارة يرويه مرسلاً، وتارة يرويه عن رجل من مزينة.
(خلاصة البحث): أن الحديث ضعيف من جهة عبد الرزاق، ولا يشهد له المرسل لاضطراب أبي الأشهب فيه، والله أعلم.
ـ[ابن الحصائري]ــــــــ[06 - 05 - 07, 08:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل أحمد بن سالم المصري، الاخواة إدارة الملتقى بارك الله فيكم جميعا وجزاكم الله عني وعن المسلمين كل خير
وشكرا لكم على هذا الاهتمام وخاصة انت يا اخي الكريم ولكم مني جميل الشكر والعرفان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(16/357)
الألباني ينتقد منهج أبي جعفر الطبري
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 12:12 م]ـ
(((تهذيب الآثار للطبري)):
إني أعجب أشد العجب من أسلوب الإمام الطبري في تصحيح الأحاديث في كتابه المذكور ((تهذيب الآثار)) فقد رأيت له فيه عشرات الأحاديث يصرح بصحتها عنده ولا يتكلم على ذلك بتوثيق؛ بل يتبعه بحكايته عن العلماء الآخرين تضعيفه وبكلامهم في إعلاله، ولا يرده، بحيث أن القارئ يميل إليهم دونه! فما أشبهه فيه بأسلوب الرازي في رده على المعتزلة في ((تفسيره)) يحكي شبهاتهم على أهل السنة ثم يعجز عن ردها.
السلسلة الضعيفة (5/ 173)
ما هو رأي الأخوة في كلام الشيخ الالباني وفي منهج الامام الطبري؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[03 - 05 - 07, 01:24 م]ـ
منهج الإمام الطبري يختلف عن منهج المحدِّثين النُّقاد
تجده يقول: هذا خبر عندنا صحيح سنده، لا علة فيه توهنه، ولا سبب يضعفه، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح
ونحوها من العبارات
لعلك تستفيد من مشاركات الشيخ أبي عمر على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14370&highlight=%C7%E1%D8%C8%D1%ED
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[03 - 05 - 07, 03:31 م]ـ
الامام الطبري يصرح بالعلة في الاسناد وفي الحديث ويخالفها، ةلا يعتبرها قادحة في الحديث أو الاسناد، وهو مجتهد وهذا منهج ارتضاه لنفسه، مما يدل على تعدد المدارس والمناهج والاجتهادات، كما عند الفقهاء المجتهدين.
ـ[خلود الحمادي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 02:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا(16/358)
باب في سماع عطاء بن أبي رباح من ابن عمر رضي الله عنهما
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[04 - 05 - 07, 12:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
باب في سماع عطاء بن أبي رباح من ابن عمر رضي الله عنهما
1_ قال أبو بكر بن أبي خيثمة:حدثنا مالك بن إسماعيل أبو غسان قال نا زهير ثنا أبو إسحاق عن عطاء قال: قال أبو إسحاق حدثني لا مرة ولا مرتين قال صليت مع عبد الله بن عمر الجمعة فلما سلم قام فصلى ركعتين ثم قام فصلى أربع ركعات ثم انصرف
2_ قال أبو داود:حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِى عَطَاءٌ أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّى بَعْدَ الْجُمُعَةِ فَيَنْمَازُ عَنْ مُصَلاَّهُ الَّذِى صَلَّى فِيهِ الْجُمُعَةَ قَلِيلاً غَيْرَ كَثِيرٍ قَالَ فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَالَ ثُمَّ يَمْشِى أَنْفَسَ مِنْ ذَلِكَ فَيَرْكَعُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قُلْتُ لِعَطَاءٍ كَمْ رَأَيْتَ ابْنَ عُمَرَ يَصْنَعُ ذَلِكَ قَالَ مِرَارًا قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِى سُلَيْمَانَ وَلَمْ يُتِمَّهُ.
3_ قال الترمذي: ثنا ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ صَلَّى بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ صَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعًا
4_ قال أبو داود: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِى رِزْمَةَ الْمَرْوَزِىُّ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ كَانَ إِذَا كَانَ بِمَكَّةَ فَصَلَّى الْجُمُعَةَ تَقَدَّمَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَصَلَّى أَرْبَعًا وَإِذَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ صَلَّى الْجُمُعَةَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَلَمْ يُصَلِّ فِى الْمَسْجِدِ فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَفْعَلُ ذَلِكَ.
5_ قال أبو داود: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ - الْمَعْنَى - قَالاَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَأَى رَجُلاً يُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِى مَقَامِهِ فَدَفَعَهُ وَقَالَ أَتُصَلِّى الْجُمُعَةَ أَرْبَعًا وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُصَلِّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ فِى بَيْتِهِ وَيَقُولُ هَكَذَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم
6 - قال الترمذي: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ انْصَرَفَ فَصَلَّى سَجْدَتَيْنِ فِى بَيْتِهِ ثُمَّ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصْنَعُ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
7_ قال عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته
8_قال الطبراني حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بن عَبْدِ اللَّهِ الْبَابْلُتِّيُّ , حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بن نَهِيكٍ , قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بن أَبِي رَبَاحٍ , يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ , يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ: لا صَلاةَ لِمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ ........ الحديث
9_ قال الطبراني حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بن عَبْدِ اللَّهِ الْبَابْلُتِّيُّ , حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بن نَهِيكٍ , قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بن أَبِي رَبَاحٍ , يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ , يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ: إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ فَلا تَحْبِسُوهُ ..... الحديث
¥(16/359)
10_ قال الطبراني حَدَّثَنَا أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ , حَدَّثَنَا يَحْيَى بن عَبْدِ اللَّهِ الْبَابْلُتِّيُّ , حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بن نَهِيكٍ , قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بن أَبِي رَبَاحٍ , يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ , يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ: إِنَّ كُلَّ جَارِيَةٍ بِهَا حَبَلٌ حَرَامٌ عَلَى صَاحِبِهَا حَتَّى تَضَعَ مَا فِي بَطْنِهَا ..... الحديث
** قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سمعت أبي يقول: هو _ يعني أيوب بن نهيك_ ضعيف الحديث، سمعت أبا زرعة يقول: لا أحدث عن ايوب بن نهيك. ولم يقرأ علينا حديثه وقال: هو منكر الحديث
** قال الازدي عنه: متروك
** قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سمعت أبى يقول سمعت النفيلى يحمل عليه يعني على يحي البابلتي
** قال عبد الرحمن قال سألت أبا زرعة عن يحيى بن عبد الله بن الضحاك الحرانى _هو البابلتي_فقال: لا أحدث عنه ولم يقرأ علينا حديثه.
** قال ابن حبان: كان _ البابلتي _كثير الخطأ لا يدفع عن السماع ولكنه يأتي عن الثقات بأشياء معضلات ممن كان يهم فيها حتى ذهب حلاوته عن القلوب لما شاب أحاديثه المناكير .....
11_ قال الطبراني:حَدَّثَنَا بَكْرُ بن سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ , حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بن حَمَّادٍ , حَدَّثَنَا الْيَسَعُ بن طَلْحَةَ , قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءَ بن أَبِي رَبَاحٍ يُحَدِّثُ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا صَلاةً فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ , قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ, فَقَالَ رَجُلٌ خَلْفَهُ ... الحديث
** قال البخاري: اليسع بن طلحة عن عطاء منكر الحديث
** قال ابن عدي: حدثنا القدرة قال ثنا البخاري قال: اليسع بن طلحة عن عطاء بن أبى رباح عن عبد الله بن عمر قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده .... فذكر حديث الباب وغيره ثم قال أحاديثه غير محفوظة
** قال أبو زرعة منكر الحديث
** قال ابن حبان: منكر الحديث، يروى عن عطاء ما لا يشبه حديثه
12_ قال الطبراني:حَدَّثَنَا عَلِيُّ بن بَيَانٍ الْمُطَرِّزُ , حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ صَالِحُ بن حَرْبٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بن يَحْيَى التَّيْمِيُّ , عَنْ مِسْعَرٍ , عَنْ عَطَاءِ بن أَبِي رَبَاحٍ , قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ: أَشَهِدْتَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: نَعَمْ, قُلْتُ: فَمَا كَانَ عَلَيْهِ؟ .... الحديث
** قال ابن عدي: إِسْمَاعِيلُ بن يَحْيَى التَّيْمِيُّ يحدث عن الثقات بالبواطيل
** قال الخطيب البغدادي: أخبرنا محمد بن علي المقرئ أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد النيسابوري قال سمعت أبا علي الحافظ يقول: إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمى كذاب
** قال الخطيب البغدادي: أخبرنا البرقاني أخبرنا علي بن عمر الدارقطني قال: إسماعيل بن يحيى التيمى يحدث عن الثقات بما لا يتابع عليه
** قال الخطيب البغدادي: أخبرني الأزهري حدثنا علي بن عمر الحافظ قال: إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمى كوفى الأصل ضعيف متروك الحديث
13_ قال الطبراني:حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بن سَعْدِ بن يَحْيَى , حَدَّثَنَا أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بن مُحَمَّدِ بن سِنَانٍ الرَّهَاوِيُّ , حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَطَاءِ بن أَبِي رَبَاحٍ , قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بن عُمَرَ , يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ: النَّمِيمَةُ , وَالشَّتِيمَةُ , وَالْحَمِيَّةُ فِي النَّارِ .... الحديث
** قال أبو بكر البرقاني سمعت أبا الحسن الدارقطني يقول: يزيد بن محمد بن سنان الرهاوي هو أبو فروه وجده متروك
¥(16/360)
14_ قال البخاري:وقال يحيى بن موسى نا عبد الرزاق نا عمر بن حبيب الصنعاني عن عمرو بن دينار عن عطاء بن أبي رباح حدثني رجل من هذيل رأيت عبد الله بن عمر وأقبلت امرأة تمشي مشية الرجال فقلت هذه أم سعيد بنت أبي جميل قال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول ليس منا من الرجال من تشبه بالنساء ولا من تشبه بالرجال من النساء قال أبو عبد الله وهذا مرسل
15_ قال أبو جعفر العقيلي: حدثنا محمد بن زكريا قال: حدثنا يحيى بن موسى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا عمرو بن حوشب الصنعاني، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن أبي رباح قال: حدثني رجل من هذيل قال: رأيت عبد الله بن عمرو وأقبلت امرأة قد تقلدت قوسا تمشي مشية الرجال، فقلت: هذه أم سعيد بنت أبي جهل
16_ قال النسائي:أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي وَعُقْبَةُ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي عَطَاءٌ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ فَلَا صَامَ
17_ قال النسائي: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَائِذٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ فَلَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ
أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ سَمِعْتُ عَطَاءً أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ الشَّاعِرَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي أَصُومُ أَسْرُدُ الصَّوْمَ وَسَاقَ الْحَدِيثَ قَالَ قَالَ عَطَاءٌ لَا أَدْرِي كَيْفَ ذَكَرَ صِيَامَ الْأَبَدِ لَا صَامَ مَنْ صَامَ الْأَبَدَ
18_ قال ابن حجر في التهذيب: وروى الأثرم عن أحمد ما يدل على أنه كان يدلس. فقال في قصة طويلة: ورواية عطاء عن عائشة لا يحتج بها، إلا أن يقول: سمعت.
19_ قال عبد الله في العلل: حدثنى أبي. قال: حدثنا هشيم. قال: أخبرنا حجاج، عن عطاء. قال: رأيت على عائشة ثوباً مورداً وهي محرمة
20_ قال الطبراني:حدثنا أبو زرعة ثنا أبو الجماهر ح وحدثنا أبو عبد الملك الدمشقي ثنا محمد بن عائذ ثنا الهيثم بن حميد حدثني أبو معيد عن عطاء أنه سمع بن عمر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: يا معشر المهاجرين خصال خمس إن بليتم بهن .... الحديث
21_ قال أيضا: حدثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أبو الجماهر ثنا الهيثم بن حميد حدثني حفص بن غيلان عن عطاء بن أبي رباح قال: كنت عند بن عمر بمنى فجاء فتى .... الحديث
** قال أبو زرعة الدمشقي: قلت لعبد الرحمن بن إبراهيم _ هو دحيم الشامي بلديّ المترجم له _: فما تقول في أبي معيد، حفص بن غيلان؟ فقال: ثقة
** قال الدارمي قلت لحي بن معين فخفص بن غيلان قال ثقة
** قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن سئل أبي عن أبي معيد حفص بن غيلان فقال يكتب حديثه ولا يحتج به
قال عبد الرحمن سئل أبو زرعة عنه فقال دمشقي صدوق
** قال ابن عدي: أخبرني أحمد بن علي المدائني ثنا الليث بن عبدة قال سمعت يحيى بن معين يقول إذا روى أبو معيد عن ثقة فهو ثقة
** قال ابن عدي سمعت عبد الله بن سليمان بن الأشعث يقول:حفص بن غيلان ضعيف
قال ابن عساكر وبلغني عن إسحاق بن سيار النصيبي أنه قال أبو معيد ضعيف الحديث
** قال أبو داود قدري ليس بذاك
** قال ابن أبي حاتم انا عبد الله بن احمد بن حنبل فيما كتب إلىّ قال سئل ابى عن الهيثم بن حميد فقال: ما علمت الا خيرا.
** قال ابن أبي حاتم انا الحسين بن الحسن الرازي قال سألت يحيى بن معين عن الهيثم بن حميد الدمشقي قال لا بأس به.
** قال عثمان الدارمي عن ابن معين ثقة
**وكذا قال دحيم
** قال معاوية بن صالح قال لي أبو مسهر _ هو إمام أهل الشام _ كان ضعيفا قدريا
** وقال محمد بن إسحاق الصنعاني عن أبي مسهر ثنا الهيثم بن حميد وكان ضعيفا
¥(16/361)
**وقال أبو بكر بن أبي خيثمة اخبرني أبو محمد التيمي ثنا أبو مسهر ثنا الهيثم بن حميد وكان صاحب كتب ولم يكن من الاثبات ولا من أهل الحفظ وقد كنت امسكت عن الحديث عنه استضعفته
** قال عثمان الدارمي: كان _ يعني (أبو الجماهر) _ أوثق من أدركنا بدمشق
**ووثقه أبو داود وأبو حاتم
22_ قال أبو بكر الإسماعيلي:" ... فإن عادة الشاميين والمصريين جرت على ذكر الخبر فيما يروونه؛ لا يطوونه طي أهل العراق ".
قال ابن رجب:يشير إلى أن الشاميين والمصريين يصرحون بالتحديث في رواياتهم، ولا يكون الإسناد متصلا بالسماع.
وقد ذكر أبو حاتم الرازي عن أصحاب بقية بن الوليد أنهم يصنعون ذلك كثيرا
** قال ابن رجب أيضا: وقد تقدم عن الإسماعيلي، أنه قال في المصريين: إنهم يتسامحون في لفظة الإخبار بخلاف أهل العراق. ولفظة السماع قريب من ذلك.
** وقال في موضع آخر: وقد سبق ذكر ذَلِكَ، وما قاله الإسماعيلي فِي تسامح المصريين والشامين فِي لفظه ((حَدَّثَنَا)) وأنهم لا يضبطون ذَلِكَ.
** قال ابن رجب: وكان أحمد يستنكر دخول التحديث في كثير من الأسانيد، ويقول: هذا خطأ،يعني ذكر السماع
قال في رواية هدبة عن حماد عن قتادة نا هلاد (لعلها خلاد) الجهني: ((هو خطأ، خلاد قديم، ما رأى قتادة خلاداً)).
وذكروا لأحمد قول من قال: عن عراك بن مالك سمعت عائشة فقال: ((هذا خطأ)) وأنكره، وقال: ((عراك من أين سمع من عائشة؟ إنما يروي عن عروة عن عائشة)).
وكذلك ذكر أبو حاتم الرازي: أن بقية بن الوليد كان يروي عن شيوخ ما لم يسمعه، فيظن أصحابه أنه سمعه، فيروون عنه تلك الأحاديث ويصرحون بسماعه لها من شيوخه ولا يضبطون ذلك وحينئذ فينبغي التفطن لهذه الأمور، ولا يغتر بمجرد ذكر السماع والتحديث في الأسانيد ....
23_ قال الدوري سمعت يحيى يقول حدثنا يحيى بن سعيد القطان قال:لم يسمع عطاء من ابن عمر إنما رآه رؤية
24_ قال ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير: قال علي يعني ابن المديني إنه سأل يحي يعني القطان عن عطاء عن ابن عمر فقال ضعيف
25_ قال ابن أبي حاتم أخبرنا حرب بن إسماعيل فيما كتب إلي قال قال أبو عبدالله يعني أحمد بن حنبل:عطاء يعني ابن أبي رباح قد رأى ابن عمر ولم يسمع منه
26_ قال ابن محرز: سمعت يحيى يقول: قالوا: إن عطاء بن أبي رباح لم يسمع من ابن عمر شيئاً، ولكنه قد رآه، ولا يصحح له سماع
27_ قال البخاري التاريخ الكبير:سمع _ يعني عطاء _ ابن عمر
28_ قال مسلم في الكنى والأسماء: سمع _ يعني عطاء _ ابن عمر
29 _ قال ابن المديني في العلل: لقي عبد الله بن عمر ورأى أباسعيد يطوف بالبيت ولم يسمع منه ..... ورأى عبد الله بن عمرو .... وسمع من عبدالله بن الزبير وابن عمر ...
** قال ابن أبي حاتم في المراسيل: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي يعني ابن المديني عطاء بن أبي رباح رأى أبا سعيد الخدري يطوف بالبيت ولم يسمع منه ورأى عبدالله بن عمرو ولم يسمع منه
** قال العلائي في جامع التحصيل: قال ابن المديني رأى _ يعني عطاء _أبا سعيد الخدري يطوف بالبيت ورأى عبد الله بن عمر ولم يسمع منهما
** قال ابن حجر في التهذيب: وقال علي بن المديني وأبو عبد الله رأى بن عمر ولم يسمع منه
** قال البخاري: مااستصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي يعني ابن المديني
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[04 - 05 - 07, 12:41 ص]ـ
الشيخ الفاضل أمجد الفلسطيني حفظه الله ورعاه، جزاك الله خيرا على هذه الأبحاث الطيبة المفيدة
وهنا بعض فوائد من موضوع سابق
قال أحمد وابن معين (عطاء بن أبي رباح لم يسمع من ابن عمر وإنما رآه رؤية). فهذا مطعن من إمامين متقتنين، فما ورد في السند من التصريح بالسماع وهم وخطأ.
قال ابن رجب رحمه الله: ((شرح العلل) 1/ 369)
(وكان أحمد يستنكر دخول التحديث في كثير من الأسانيد، ويقول هو خطأ، يعني ذكر السماع ـ ثم مثل على ذلك بأمثلة وقال:
وحينئذ فينبغي التفطن لهذه الأمور، ولا يغتر بمجرد ذكر السماع والتحديث في الأسانيد) اهـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=396921&postcount=30
[quote] الموضوع: هل الغترة من السنة في شيء؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=403685#post403685)
¥(16/362)
عرض المشاركة وحيدة #35 ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=403685&postcount=35)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/statusicon/post_old.gif 11/02/06, 12 :19 12:19:18 PM
راجي رحمة ربه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=2658) http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/statusicon/user_offline.gif vbmenu_register("postmenu_403685", true);
عضو نشيط
تاريخ الانضمام: 24/ 08/03
المشاركات: 351
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/icon1.gif
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن الفقيه
قال أحمد وابن معين (عطاء بن أبي رباح لم يسمع من ابن عمر وإنما رآه رؤية). فهذا مطعن من إمامين متقتنين، فما ورد في السند من التصريح بالسماع وهم وخطأ.
إنكار الإمام أحمد سماع عطاء من ابن عمر لم يوافقه عليه جمع من المحدثين القدامى والمتأخرين فإمامي التصحيح البخاري ومسلم نصا صراحة على سماعه من ابن عمر رضي الله عنه ومثلهما علي ابن المديني وكذا ابن عساكر ورد على من أنكر سماعه ويشير إليه كلام الحافظ الذهبي في السير وتصحيحه لحديث معنعن له عن ابن عمر في تاريخ الإسلام وكذلك فعل كثيرون من الأئمة كابن حبان والحاكم الحافظ العراقي الذي هو عمدة المتأخرين وتبعه الهيثمي تلميذه والسيوطي وغيرهم
قال البخاري في التاريخ الكبير ج6/ص463
سمع أبا هريرة وابن عباس وأبا سعيد وجابر وابن عمر رضي الله عنهم
وقال الإمام مسلم في الكنى والأسماء ج2/ص719
سمع ابن عباس وأبا هريرة وأبا سعيد وجابرا وابن عمر
وقال علي ابن المديني في العلل ص 66
وسمع من عبدالله بن الزبير وابن عمر
وسمع من عائشة وجابر بن عبدالله
ونقله عنه الحافظ ابن عساكر بإسناده في تاريخ مدينة دمشق ج40/ص377
ورد على ابن معين وابن القطان في عدم سماعه ص 376
فقال:
لا معنى لهذا الإنكار (أي سماعه من ابن عمر) فقد سمع عطاء من أقدم من ابن عمر وكان يفتي في زمان ابن عمر
وذكره الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ج5/ص79 فيمن حدث عنهم ولم يذكره فيمن أرسل عنهم
وجود إسنادا معنعنا له عن ابن عمر صراحة في تاريخ الإسلام ج1/ص344
وقال عنه ابن كثير إسناده جيد في الشمائل ص 238
وصححه السيوطي في الخصائص الكبرى ج2/ص60
وقبلهم صحح له ابن حبان المعنعن ج14/ص434
وصحح الحافظ العراقي إسنادا معنعنا لعطاء عن ابن عمر
سنن أبي داود ج1/ص294
1130 حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة المروزي أخبرنا الفضل بن موسى عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن عطاء عن بن عمر قال كان إذا كان بمكة فصلى الجمعة تقدم فصلى ركعتين ثم تقدم فصلى أربعا وإذا كان بالمدينة صلى الجمعة ثم رجع إلى بيته فصلى ركعتين ولم يصل في المسجد فقيل له فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك
(في عون المعبود ج3/ص338: والحديث سكت عنه المؤلف ثم المنذري قال الحافظ العراقي إسناده صحيح)
أقول وهناك قائمة طويلة من أحاديث عطاء عن عمر لو تتبع الباحث ما صححه العلماء لطال به المقال وفيما سبق كفاية
ابن حبان
الحاكم
الذهبي
العراقي
الهيثمي
السيوطي
اقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن الفقيه
قال ابن رجب رحمه الله: ((شرح العلل) 1/ 369)
(وكان أحمد يستنكر دخول التحديث في كثير من الأسانيد، ويقول هو خطأ، يعني ذكر السماع ـ ثم مثل على ذلك بأمثلة وقال:
وحينئذ فينبغي التفطن لهذه الأمور، ولا يغتر بمجرد ذكر السماع والتحديث في الأسانيد) اهـ
أقول مثل هذا الاعتراض يصلح لما يكون في وسط السند المعنعن فيأتي غير الضابط فيخالف الثقات وليس كما هو العكس هنا فالثقات صرحوا بالسماع والدخول والضعاف عنعنوه كما سبق وكما سيأتي التدليل عليه
ولقياه لابن عمر مجمع عليها
ومن قال لم يسمع منه إنما اعتمد على ما وصله من الأسانيد
ومن حفظ حجة على من لم يحفظ والمثبت مقدم على النافي لأن معه مزيد علم فكيف بأمثال البخاري ومسلم فقد صح عندهما سماعه ولا يقال لم لم يخرجا له فالجواب أنهما لم يجمعا كل ما صح أو أن ما صح ليس على شرطهما فيمن دون عطاء
وقد صح بما لا يدع مجالا للشك عن عطاء أنه رأى ابن عمر باتفاق
وفي تاريخ مدينة دمشق ج40/ص381 وسير أعلام النبلاء ج5/ص81
¥(16/363)
قدم ابن عمر مكة فسألوه فقال أتجمعون لي يا أهل مكة المسائل وفيكم ابن أبي رباح
وبعضهم جعله ابن عباس
والأمر غاية في الوضوح فولادة عطاء سنة 27 من الهجرة وهو من أهل مكة وابن عمر عاش إلى عام 73 من الهجرة في المدينة، وقدومه لمواسم الحج لا تحصى وثبوت اللقاء لم ينكره أي محدث على الإطلاق فهذه 45 سنة جاء فيها ابن عمر رضي الله عنه إلى مكة والله عليم كم مرة زار عطاء مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وانظر تهذيب التهذيب ج 7 ص 182
وقد أدرك عطاء 200 من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
كما في التاريخ الكبير ج6/ص463
وسنن البيهقي الكبرى ج2/ص59
ومصنف عبد الرزاق ج2/ص96
وتهذيب التهذيب ج7/ص181
تهذيب الكمال ج20/ص77
سير أعلام النبلاء ج5/ص81
ورؤيته لابن عمر ولقائه له لاريب فيها
فقد وصف صلاته ثم يقول رأيته مرارا وتكرارا
كما في سنن أبي داود ج1/ص295 رقم 1133 حدثنا إبراهيم بن الحسن ثنا حجاج بن محمد عن بن جريج أخبرني عطاء أنه رأى بن عمر يصلي بعد الجمعة فينماز عن مصلاه الذي صلى فيه الجمعة قليلا غير كثير قال فيركع ركعتين قال ثم يمشي أنفس من ذلك فيركع أربع ركعات قلت لعطاء كم رأيت بن عمر يصنع ذلك قال مرارا
وهذا رواه عنه ابن جريج وغيره
انظر
سنن الترمذي ج2/ص401
مصنف عبد الرزاق ج3/ص246
مصنف ابن أبي شيبة ج1/ص464
ورأى لحيته ووصف لونها
التمهيد لابن عبد البر ج21/ص80
وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا عيسى بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا الحجاج عن عطاء قال رأيت ابن عمر ولحيته صفراء
ووصف وقوفه عند الجمرات
قال عطاء رأيت ابن عمر يقوم عند الجمرتين قدر ما كنت قاريا سورة البقرة
مصنف ابن أبي شيبة ج3/ص294
أخبار مكة للفاكهي ج4/ص302
أخبار مكة للأزرقي ج2/ص179
سبل السلام ج2/ص210 والحافظ ابن حجر في فتح الباري ج3/ص584
ورأى مسحه للخفين ووصف ذلك
قال قال عطاء رأيت بن عمر يمسح عليهما يعني خفيه مسحة واحدة بيديه 2 كلتيهما بطونهما وظهورهما وقد أهراق قبل ذلك الماء فتوضأ هكذا لجنازة دعي إليها
مصنف عبد الرزاق ج1/ص220
ووصف كيف يحرك يديه وهو يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حثو التراب في وجوه المداحين
مسند أحمد بن حنبل ج2/ص94
ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا على بن الحكم عن عطاء بن أبي رباح قال كان رجل يمدح بن عمر قال فجعل بن عمر يقول هكذا يحثو في وجهه التراب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب
وهو في مسند ابن الجعد ص482
ثنا علي أخبرني حماد عن علي بن الحكم عن عطاء عن بن عمر أنه سمع رجلا يعني يمدح رجلا فقال بيده هكذا يحثى بها التراب وقال .. الحديث
ورواه البخاري في الأدب المفرد ج1/ص124 رقم 340 ثنا محمد قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد به
وصححه ابن حبان وصححه محققوا الإحسان ج13/ص83 رقم 5770
ورواه البيهقي في شعب الإيمان ج4/ص225 والطبراني في الكبير رقم 13589 وفي المعجم الأوسط ج3/ص64 كلهم من طرق عن حماد
وقال في مجمع الزوائد ج8/ص117
رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله رجال الصحيح
وعزاه بعده بصفحة لعبد الله بن عمرو وحسن إسناده وأظن صوابه ابن عمر
أقول ولم ينفرد به عطاء عن ابن عمر بل تابعه زيد بن أسلم كما صححه ابن حبان
ويستدرك به على ما في كامل ابن عدي ج4/ص186
ثم بعد ذلك كيف لو قال لنا كنت عند ابن عمر وسمعته وقال له رجل كذا فرد عليه كذا، لا شك أن في ذلك أوضح دليل على صحة من قال بأنه سمع منه
ففي مُسْنَدُ الشَّامِيِّينَ لِلطَّبَرَانِيِّ بالإسناد الحسن أعلاه أن عطاء سمع ابن عمر، يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الحديث
وفي لفظ
عن عطاء بن أبي رباح، قال: كنت عند ابن عمر بمنى , فجاء فتى من أهل البصرة يسأله عن إرسال العمامة
وهذا واضح أنه كان في الحج وليست رواية محتملة الإرسال مما غاب عنه
ومثله في المعجم الأوسط للطبراني
عن عطاء بن أبي رباح قال: كنت عند عبد الله بن عمر، فقال: كنت عاشر عشرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي شعب الإيمان للبيهقي
عن عطاء بن أبي رباح، أنه سمع ابن عمر، يحدث بمنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
¥(16/364)
وفي لفظ آخر عن عطاء بن أبي رباح، أنه سمع ابن عمر، يحدث بمنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
أما رواية الحاكم التي صححها وقال الذهبي صحيح في التلخيص
فعن عطاء بن أبي رباح، قال: كنت مع عبد الله بن عمر فأتاه فتى يسأله عن إسدال العمامة، فقال ابن عمر: سأخبرك عن ذلك بعلم إن شاء الله تعالى، قال: كنت عاشر عشرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه
المستدرك
ويظهر بالتتبع أن الأسانيد التي نقلت إلينا وصرح فيها بالسماع عددها محصور لكن العبرة بوجودها أيا كان ذلك
وأختم بحديث أذكره استئناسا
قال أبو الشيخ ثنا أبو الفضل العباس ابن الشيخ أبي العباس السقاني رحمه الله، نا الإمام أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث التميمي الفقيه الحافظ رحمة الله عليه، قراءة عليه أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن حيان الحافظ، أخبرنا أبو بكر الفريابي (الإمام الحافظ الحجة شيخ الوقت)، نا الحسين بن عيسى القومسي (صدوق من رجال الشيخين)، نا جعفر بن عون (صدوق من رجال الستة)، نا أبو جناب الكلبي، نا عطاء، قال: دخلت أنا وعبد الله بن عمر، وعبيد بن عمير، على عائشة رضي الله عنها، فقال ابن عمر: حدثيني بأعجب ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فبكت، ثم قالت: كل أمره كان عجبا أتاني في ليلتي، حتى إذا دخل معي في لحافي، وألزق جلده بجلدي، قال: يا عائشة ائذني لي، أتعبد لربي، فقلت: إني لأحب قربك وهواك قالت: فقام إلى قربة في البيت، فما أكثر صب الماء، ثم قام فقرأ القرآن قالت: ثم بكى، حتى رأيت أن دموعه بلغت حجره، ثم اتكأ على جنبه الأيمن، ثم وضع يده اليمنى تحت خده، ثم بكى، حتى رأيت أن دموعه قد بلغت الأرض قالت: فجاء بلال فآذنه بصلاة الفجر، فلما رأه يبكي، قال: يا رسول الله أتبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟ وقال: ألا أبكي وقد أنزل علي الليلة: إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار إلى قوله سبحانك فقنا عذاب النار ويل لمن قرأ هذه الآية ولم يتفكر فيها
الحديث في كتاب أخلاق النبي رقم 510 ص 190
قلت ولجعفر متابعة عند الطحاوي في شرح مشكل الاثار ج12/ص33 حدثنا أبو أمية حدثنا محمد بن القاسم الأسدي عن أبي جناب الكلبي عن عطاء بن أبي رباح قال دخلت مع عبد الله بن عمر وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنهم
ومتابعة عند ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير ج1/ص441
وأبو جناب الكلبي قال الحافظ ضعفوه لكثرة تدليسه
وهنا صرح بالتحديث فانتفى تدليسه
وفي تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي ج1/ص260
قال رواه ابن حبان في صحيحه في النوع السابع والأربعين من القسم الخامس من حديث عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء قال دخلت أنا وعبد الله بن عمر وعبيد بن عمير على عائشة
لكن في الإحسان لم يذكر ابن عمر في الحديث فتغير القائل في غير موضع
ولعله وهم من الزيلعي فليستدرك في موضعه
والخلاصة فسماع عطاء من ابن عمر هو مذهب الشيخين البخاري ومسلم وابن المديني وغيرهم وهو من شرط البخاري في الأدب والدلائل على سماعه أكثر من أن تحصر، وإني متأكد من أن مزيدا من البحث قد يكشف دقة نظر البخاري ومسلم وسعة اطلاعهما، كما أن في تحقيق أحاديث عطاء عن ابن عمر ستجد جموعا من المحدثين القدامى والمتأخرين متشدديهم ومتساهليهم على تصحيح هذا الإسناد الذي لم أجد فيه حتى الآن أي نكارة تستوجب التوقف
والله تعالى أعلم
11/ 02/06, 01:24 01:24:08 PM
عبدالرحمن الفقيه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=8) http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/statusicon/user_invisible.gif
غفر الله له
تاريخ الانضمام: 06/ 03/02
محل السكن: مكة
المشاركات: 5,577
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/icon1.gif
وفق الله الجميع
أما سماع عطاء من ابن عمر ففيه نظر كما سبق، وأما الرؤية فهي ثابتة ولايلزم من المعاصرة والرؤية السماع.
وأما النقل عن علي بن المديني فهو خطأ، والصواب أنه يقصد ابن عمرو وليس ابن عمر، وقد حصل خطأ في النسخة المطبوعة
وقد نقله على الصواب الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب حيث قال (وقال علي بن المديني وأبو عبدالله:رأى ابن عمر ولم يسمع منه).
¥(16/365)
وأما قول البخاري سمع للراوي فلا يقصد بها إثبات السماع وإنما يقصد بها ذكر ما ورد في الرواية
وكأن الإمام مسلم متابع له في ذلك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14167
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...5009#post85009 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=85009#post85009)
فالصواب في ذلك أنه رآه ولم يسمع منه كما قال يحيى القطان وابن المديني وأحمد وابن معين.
ومرسلات عطاء شديدة الضعف.
11/ 02/06, 04:41 04:41:55 PM
راجي رحمة ربه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=2658)
عضو نشيط
تاريخ الانضمام: 24/ 08/03
المشاركات: 351
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/icon1.gif
أولا نسبة القول لابن معين فيه نظر لأنه إنما ينقله حكاية عن يحيى بن سعيد القطان كما في تاريخ الدوري، قال: سمعت يحيى يقول: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: لم يسمع عطاء من ابن عمر، إنما رآه رؤية.
وقال ابن محرز في معرفة الرجال: سمعت يحيى يقول: قالوا: إن عطاء بن أبي رباح لم يسمع من ابن عمر شيئاً، ولكنه قد رآه، ولا يصحح له سماع.
فأنت ترى في النص الثاني أنه يقول (((قالوا))) وكأنه إنما ينقل عن غيره لا مذهب يتمذهب به.
أما بالنسبة للنقل عن ابن المديني فإليك النص بحرفه:
العلل لابن المديني ص66
عطاء بن أبي رباح لقي عبدالله بن عمر وراى أبا سعيد الخدري رآه يطوف بالبيت ولم يسمع منه وجابرا وابن عباس ورأى عبدالله بن عمرو ولم يسمع من زيد بن خالد الجهني ولا من أم سلمة ولا من أم هانيء وسمع من عبدالله بن الزبير وابن عمر ولم يسمع من أم كرز شيئا وروى عن أم حبيبة بنت ميسرة عن أم كرز وسمع من عائشة وجابر بن عبدالله
ولزيادة التأكيد فالنص هو هو يرويه ابن عساكر في تاريخه بسنده المتصل وكلاهما يثبتان السماع لابن عمر لا ابن عمرو
تاريخ مدينة دمشق ج40/ص377
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا محمد بن هبة الله بن الحسين بن منصور وعلي بن أحمد بن محمد بن حميد قالا أنا علي بن محمد بن عبدالله بن بشران أنا عثمان بن أحمد بن عبدالله نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني عطاء بن أبي رباح لقي عبدالله بن عمر ورأى أبا سعيد الخدري رآه يطوف بالبيت ولم يسمع منه وجابر وابن عباس ورأى عبدالله بن عمرو ولم يسمع من زيد بن خالد الجهني ولا من أم سلمة ولا من أم هانئ وسمع من عبدالله بن الزبير وابن عمر ولم يسمع من أم كرز شيئا روى عن أم حبيب بنت ميسرة عن أم كرز وسمع من عائشة وجابر بن عبدالله
أقول وقد استفتح ابن عساكر بما رآه بعد الاستقراء للآراء فأيد سماعه
ففي ص366
سمع جابرا وابن عباس وأبا هريرة ورافع بن خديج ومعاوية بن أبي سفيان وجابر بن عمير وعبدالله بن عمرو وعبدالله بن الزبير وأبا سعيد الخدري وزيد بن خالد الجهني وعبدالله بن عمرو بن العاص
وقد نقل عن غير ما سبق ص370
قال أبو نعيم مات سنة خمس عشرة ومائة سمع ابن عباس وأبا هريرة وأبا سعيد وجابرا وابن عمر
أما بالنسبة للتاريخ الكبير فلنتأمل النصوص المحال إليها
اقتباس:
وقال كذلك ((1/ 183)
المسألة الثالثة:
يقول البخاري في " تاريخه " في كثير من التراجم:
(فلان .. سمع فلاناً)، فهل هذا إثبات منه لسماعه؟ أم
حكاية لما وقع في الإسناد من طريق ذلك الراوي قال:
(سمعت فلاناً) وما في معناه؟
قال البخاري في (ثعلبة بن يزيد الحماني): " سمع علياً، روى عنه حبيب بن أبي ثابت، يعد في الكوفيين، فيه نظر ".
فقال ابن عدي: " أما سماعه من علي، ففيه نظر، كما قال البخاري ".
وأما مثل قول البخاري في ترجمته (عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود): " سمع أباه، قاله عبد الملك بن عمير "، فبين أن ذكر سماعه من أبيه جاء في رواية عبد الملك عنه.
وكثيراً ما يقول البخاري مثل هذا: (فلان .. سمع فلاناً .. قاله فلان).
فالنقول إنما تفيد عند نقل الحكاية أو عند التعقيب عليها، أما المطلق فيبقى على إطلاقه
والتشبث بالنقل عن أولئك الأئمة أمثال الإمام أحمد وابن القطان وطرح رأي البخاري ومسلم وابن المديني وأبو نعيم وابن عساكر والذهبي والحافظ العراقي والهيثمي والسيوطي، إنما يكون وجيها لو ضعفوا حديثنا الذي سقناه صريحا في السماع بعينه، أما بدون ذلك فلا تظهر قوة الحجة
هذا ما لدي، فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي، والله ورسوله بريئان من ذلك
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
/02/ 06, 06:47 06:47:55 PM
عبدالرحمن الفقيه ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=8)
غفر الله له
تاريخ الانضمام: 06/ 03/02
محل السكن: مكة
المشاركات: 5,577
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/icon1.gif
وفقك الله وسددك
أما قول ابن معين فهو في رواية الدوري عنه وهو صريح من قوله في نفي سماع عطاء من ابن عمر.
والأئمة المتقدمون رضي الله عنهم هم أهل هذه الصناعة، وقد حكموا على رواية عطاء عن ابن عمر بالانقطاع، وذكروا أن مراسيله شديدة الضعف، فعلى هذا تكون هذه الرواية شديدة الضعف.
وأما منهج الإمام البخاري رحمه الله في التاريخ ففي الرابط السابق مواضع تبين أن قوله سمع فلانا لاتفيد السماع، وإنما يريد بها حكاية السند.
قال الدكتور بشار عواد في حاشية تهذيب الكمال - (ج 20 / ص 71)
(2) قال الدوري عن ابن معين: لم يسمع من ابن عمر رآه رؤية (تاريخه: 2/ 403).
وقال ابن محرز عن ابن معين: لم يسمع من ابن عمر شيئا ولكنه قد رآه ولا يصح له سماع (سؤالاته: الورقة 13).
وقال أحمد بن حنبل: قد رأى ابن عمر ولم يسمع منه (المراسيل: 154).
(3) قال ابن المديني: رأى عبد الله بن عمرو (كذا) ولم يسمع منه (المراسيل: 155).
وكتب محقق كتاب المراسيل في الهامش: " في الاصل: عبد الله بن عمر، والصواب: عبد الله بن عمرو.
كما في العلل ".
ونقل العلائي في " جامع التحصيل ": عبد الله بن عمر، وكذا ابن حجر في " التهذيب ".
وهو الصواب، أعني: عبد الله بن عمر، وتقدم قول الدوري عن ابن معين.
__________________
¥(16/366)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[04 - 05 - 07, 03:03 ص]ـ
بارك الله فيكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=81376#post81376
وأبو محمد هو: عطاء بن أبي رباح، وفي سماعه من ابن عمر خلاف:
من قال لم يسمع:
قال الدوري ـ التاريخ (3337) و (3438) ـ: سمعت يحيى يقول: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: لم يسمع عطاء من ابن عمر، إنما رآه رؤية.
وقال ابن أبي حاتم في المراسيل: أخبرنا حرب بن إسماعيل قال: قال أبو عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ: عطاء ـ يعني ابن أبي رباح ـ: قد رأى ابن عمر، ولم يسمع منه.
وقال ابن محرز في معرفة الرجال (1/ 126: 626): سمعت يحيى يقول: قالوا: إن عطاء بن أبي رباح لم يسمع من ابن عمر شيئاً، ولكنه قد رآه، ولا يصحح له سماع.
من قال سمع:
قال البخاري في التاريخ الكبير 6/ 464، ومسلم في الكنى والأسماء رقم 2889ص719:
سمع من ابن عمر.
وقال ابن عساكر في تأريخ دمشق 40/ 376 ـ معلقا على كلام القطان ـ: لا معنى لهذا الإنكار فقد سمع عطاء من أقدم من ابن عمر، وكان يفتي في زمان ابن عمر.
من اختلف النقل عنه:
قال علي ابن المديني في العلل ص 66: لقي عبد الله بن عمر .... ورأى عبد الله بن عَمرو.… وسمع من ابن عُمر.
لكن في مراسيل ابن أبي حاتم رقم (565) عن ابن المديني: رأى عبد الله بن عَمرو ولم يسمع منه.
قال محقق المراسيل: في المطبوعة (عبد الله بن عمر)، وما أثبتناه من الأصل يوافق العلل، وليس فيه (ولم يسمع منه)، وفيه أنه لقي ابن عمر. وهو كما ذكر في مطبوع الباز (عبد الله بن عمر) ص 129.
ونقل ابن عساكر في تاريخ دمشق 40/ 377:
عن علي بن المديني: لقي عبدالله بن عُمر ... ورأى عبدالله بن عَمرو ... وسمع ... ابن عُمر.
أقول: كما في المطبوع من العلل تماما، وهو جيد إن لم يكن المحقق صحح النسخة على المطبوع من العلل!
لكن نقل العلائي في جامع التحصيل ص 237، وابن حجر في تهذيب التهذيب 7/ 179، وأبو زرعة العراقي في تحفة التحصيل ص 228: عن علي بن المديني: أنه رأى ابن عُمر، ولم يسمع منه.
فالله تعالى أعلم بالصواب.
وليس في الصحيحين من رواية عطاء عن ابن عمر شيئا
وله في السنن الأربع ستة أحاديث:
الأول: عند النسائي 4/ 205و206، وجاء في بعض الروايات عمن سمع ابن عمر، و عمن سمع ابن عمرو ...
الثاني: عند أبي داود (1133) وفي (1130) بالعنعة، والترمذي (523م)، وفيه (رأيت ابن عمر .. ) والذين قالوا لم يسمع قالوا إنه رآه.
الثالث: عند أبي داود (4900)، والترمذي (1019)، وإسناده ضعيف، ورواه بالعنعنه.
الرابع: عند ابن ماجه (2956) بالعنعنه.
والخامس: عند ابن ماجه (4019) بالعنعنه، وسنده ضعيف.
والسادس: عند ابن ماجه (4259) بالعنعنه وسنده ضعيف. والله أعلم.
وعند أحمد: 8/ 33، 440، 451 و9/ 496و 10/ 475 طبعة الرسالة.
وقد وقع لمحققي المسند طبعة الرسالة في هذه المواضع شيء غريب (1)
وله روايات عن ابن عمر في غير هذه الكتب، بعضها صريح في السماع ... تحتاج إلى تتبع ونظر في صحة أسانيدها، وسلامة ألفاظ الأداء ... ولم أنشط لذلك.
ولننظر في التأريخ، والبلد:
فابن عمر رضي الله عنه مقيم بالمدينة، وتوفي رضي الله عنه بعد حج عام 73 هـ بأيام ...
وأما عطاء بن أبي رباح: فقد وولد في عام 26 فقد روي عنه أنه ولد لسنتين خلون من خلافة عثمان يعني في عام 26هـ، وقال ابن يونس وابن حبان وغيرهم: سنة 27هـ. اهـ
أقول: والفرق اليسير غير مهم هنا بمعنى أنه أدرك من حياة ابن عمر رضي الله عنه أكثر من 45 عاما، وعطاء مكي مقيم في الحرم ... = يستبعد أنه لم يسمع من ابن عمر شيئا مع كثرة تردد ابن عمر على مكة للحج والعمرة .. أما اللقاء فلا إشكال، وأما السماع .. فلعله ـ إن صح ـ قليل جدا .. والله أعلم.
انظر: الكاشف 2/ 21، وتهذيب التهذيب 7/ 182.
وانظر: تحفة الأشراف 6/ 11 وإتحاف المهرة لابن حجر 8/ 588.
------------------------
(1) جاء ذكر رواية عطاء عن ابن عمر في المسند في مواضع .. واختلفت أحكامهم عليها ففي:
1 - 8/ 33: منقطع لم يسمع منه.
2 - 8/ 440: منقطع لم يسمع منه.
3 - 8/ 451: إسناده على شرط مسلم.
4 - 10/ 475: إسناده على شرط مسلم.
5 - 9/ 496: مختلف في سماعه، ثم نقلوا عن أحمد وابن معين: أنه لم يسمع ... ثم قالوا: وقال الفضل بن دكين فيما نقله البخاري 6/ 464: سمع منه. اهـ
و يلاحظ أنهم اضطربوا في الحكم، و قولهم على شرط مسلم أيضا فيه نظر، فليس في مسلم حديثا بهذه التركيبة: عطاء عن ابن عمر!
وقولهم: وقال الفضل بن دكين فيما نقل البخاري ... خطأ!
فالكلام للبخاري، لكن غرهم أن البخاري نقل عن الفضل سنة موت عطاء ... بعد ذلك رجع الكلام للبخاري فذكر من سمع منه، ومن روى عنه ... في كلام قرابة الصفحة، ولو تأملوا الكلام لعلموا قطعا أنه للبخاري، ويعرف ذلك من له أدنى خبرة بكتابه.
و نسبتهم القول لابن معين أنه لم يسمع، وعزوهم ذلك لابن أبي حاتم غريب!
فابن أبي حاتم لم ينقل شيئا عن يحيى بل نقل عن أحمد فقط.
و لم يكلفوا أنفسهم بالبحث عن أقول العلماء في سماع عطاء من ابن عمر مع أن الكلام مبثوث في كتب الرجال .. ولم يتتبعوا رواياته مع أنها سهلة على عمل المؤسسات الكبيرة.
¥(16/367)
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[12 - 05 - 07, 12:06 ص]ـ
كانك تقرا افكارى يا شيخ عبدالرحمن
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[18 - 05 - 08, 09:59 م]ـ
** قال ابن عدي: حدثنا القدرة قال ثنا البخاري قال: اليسع بن طلحة
تحريف قبيح وفي نسخة دار الفكر (حدثنا الحميدي) وهو تصحيف والصواب (حدثنا الجنيدي)
وهو محمد بن عبدالله بن الجنيد الجنيدي يروي عن البخاري وغيره يروي عنه ابن عدي وابن حبان
أكثر أبو أحمد ابن عدي النقل عن البخاري من طريقه
ـ[الحارث بن علي]ــــــــ[19 - 01 - 09, 03:11 ص]ـ
قد تتبعت مرويات عطاء عن ابن عمر في كتب عصر الرواية وذالك ضمن بحث حديث خمس لم تبتلوا بهن، وتبين دقة ما قال ابن القطان من بعده احمد وابن المديني: بأن عطاء رأى ابن عمر في الطواف ولم يسمع منه.
وبينت فيه بطلان ما تعقبه ابن عساكر على ابن القطان في هذه المسالة وقد تبعه للأسف المتاخرون.(16/368)
هل هذا إسناد متصل؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 05 - 07, 11:46 ص]ـ
ذكر النسائي في سننه الكبرى (5|493) رواية: عبيد الله عن نافع عن سليمان بن يسار عن أم سلمة. قال النسائي: مرسل. لكن لم يتبين لي سبب الإرسال
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[04 - 05 - 07, 12:35 م]ـ
بارك الله فيكم
وكذا قال البيهقي: مرسل
وقد خالف عبيد الله بن عمر أيوب بن موسى ويحيى بن أبي كثير وابن إسحاق وغيرهم راجع سنن البيهقي
فلعلعهما رجحا رواية من قال: "نافع عن أم سلمة" ومعلوم أن نافع عن أم سلمة مرسل والله أعلم
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[04 - 05 - 07, 02:28 م]ـ
جاء في سنن النسائي:
(9739) أخبرني عمرو بن عثمان قال ثنا الوليد عن حنظلة هو بن أبي
سفيان قال سمعت نافعا يحدث قال حدثني بعض نسوتنا عن أم سلمة قالت لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاسبال ما ذكر قلت يا رسول الله أرأيت النساء كيف بهن قال يرخين ذراعا
(9742) أخبرنا محمد بن عبد الاعلى قال حدثنا النضر قال حدثنا المعتمر وهو بن سليمان قال حدثنا عبيد الله عن نافع عن سليمان بن يسارعن أم سلمة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم كم تجر المرأة من ذيلها قال شبرا قالت إذا ينكشف عنها قال فذراع لا تزيد عليه
(9743) أخبرني محمد بن آدالمصيصي عن عبد الرحيم بن سليمان الرازي عن
عبيد الله عن نافع عن سليمان بن يسار عن أم سلمة أنها قالت يا رسول الله ذيول النساء قال ترخين شبرا قالت إذا تنكشف أقدامهن قال ذراعا لا تزدن عليه
(9744) أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال ثنا خالد قال ثنا عبيد الله عن نافع عن سليمان بن يسار أن أم سلمة ذكرت ذيول النساء مرسل
(9745) أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال ثنا شعيب بن الليث عن أبيه عن محمد بن عبد الرحمن هو بن غنج عن نافع أن أم سلمة ذكرت ذيول النساء مرسل
جاء في سنن البيهقي:
- أخبرنا أبو زكريا، وأبو بكر، وأبو سعيد، قالوا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: أخبرنا الربيع قال: حدثنا الشافعي قال: أخبرنا مالك، عن نافع، مولى ابن عمر، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أن امرأة كانت تهراق الدم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتت لها أم سلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها: «لتنظر عدد الليالي والأيام التي كانت تحيضهن من الشهر، قبل أن يصيبها الذي أصابها، فلتترك الصلاة قدر ذلك من الشهر، فإذا خلفت ذلك، فلتغتسل، ولتستثفر بثوب، ثم لتصل» هذا حديث قد أخرجه أبو داود في كتاب السنن، عن عبد الله بن مسلمة عن مالك، إلا أن سليمان بن يسار، لم يسمعه من أم سلمة، إنما سمعه من رجل آخر عن أم سلمة
فيتبين من خلال مجموع هذه الروايات:
1 - أن البيهقي رحمه الله يقول أن سليمان بن يسار لم يسمع من أم سلمة حديث الدم، فالظاهر والله أعلم أنه ليس له سماع من أم المؤمنين أم سلمة ... فربما تكون هذه هي علة الإرسال ....
2 - أن نافع لم يسمع من أم سلمة بل من بعض نسوته عن أم سلمة كما جاء في أحد الروايات ......
فلذلك سميت روايته المباشرة عن أم سلمة مرسلة لأنه لم يذكر فيها التصريح بالسماع من بعض نسوته
والله أعلم
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 05 - 07, 07:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
خلاصة هذه الطرق هي:
1– أيوب ويحيى بن أبي كثير و محمد بن عبد الرحمن بن غنج ومحمد بن عجلان عن نافع عن أم سلمة. ونافع لم يسمع من أم سلمة.
2– حماد بن مسعدة عن حنظلة بن أبي سفيان قال سمعت نافعا يقول حدثتنا أم سلمة. هذا وهم من حماد.
3– الوليد بن مسلم عن حنظلة بن أبي سفيان قال سمعت نافعا يحدث قال حدثني بعض نسوتنا عن أم سلمة.
6– أبو بكر بن نافع وأيوب بن موسى ومحمد بن إسحاق عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد (امرأة ابن عمر، أخت المختار) عن أم سلمة. هذا يبين الرواية السابقة.
7 – عبيد الله عن نافع عن سليمان بن يسار عن أم سلمة. قال النسائي: مرسل!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 - 05 - 07, 07:49 ص]ـ
ويمكن تلخيص ما سبق كما يلي:
أكثر الرواة رووه عن نافع مرسلاً عن ام سلمة
وكثير من الرواة رووه عن نافع عن صفية عن أم سلمة
وتفرد عبيد بروايته عن نافع عن ابن يسار عن أم سلمة
وابن يسار توفيت أم سلمة وعمره 35 سنة وهو مدني ومع ذلك نص النسائي على عدم سماعه منها
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[06 - 05 - 07, 03:04 م]ـ
بارك الله فيكم
أين نص النسائي على عدم سماع سليمان من أم سلمة لو أمكن؟
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 05:47 م]ـ
أين نص النسائي على عدم سماع سليمان من أم سلمة لو أمكن؟
أخي العزيز أمجد،
الإمام النسائي قال عن الحديث "مرسل" كما جاء في السنن الكبرى ...
الإمام البيهقي قال في حديث آخر وهو حديث الدم: "هذا حديث قد أخرجه أبو داود في كتاب السنن، عن عبد الله بن مسلمة عن مالك، إلا أن سليمان بن يسار، لم يسمعه من أم سلمة، إنما سمعه من رجل آخر عن أم سلمة"
فمن كلام البيهقي يتبين أن سليمان بن يسار ليس له سماع من أم سلمة رضي الله عنها وأرضاها ....
¥(16/369)
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[07 - 05 - 07, 10:37 ص]ـ
ومما سبق هل يقال هذا الحديث منقطع أم له طريق صحية موصول بها
أرجو الإفادة
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 05 - 07, 07:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الذي يظهر أن كلام النسائي ليس المراد به عدم سماع سليمان بن يسار من أم سلمة رضي الله عنها وغنما مراده بقوله مرسل أي ان صورة الرواية صورة المرسل فقوله عن نافع عن سليمان بن يسار: أن أم سلمة ذكرت ذيول النساء .. الحديث فالرواي للقصة هنا هو سليمان بن يسار وهو لم يحضر ذلك وهذه صورة من الإرسال وأبين هذا بالمثال:
روى البخاري في صحيحه برقم (383) من طريق الزهري عن عروة أن عائشة أخبرته أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يصلي وهي بينه وبين القبلة على فراش أهله اعتراض الجنازة " فهذا متصل ثم رواه البخاري من طريق عراك بن مالك عن عروة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يصلي وعائشة معترضة بينه وبين القبلة على الفراش الذي ينامان فيه "
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 492): (وصورة سياقه بهذا الإرسال لكنه محمول على أنه سمع ذلك من عائشة بدليل الرواية التي قبلها)
ومثال آخر أن البخاري رحمه الله أخرج برقم (5387) من طريق مالك عن وهب بن كيسان قال: " أتي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بطعام ومعه ربيبه عمر بن ابي سلمة ... "
وهذا مرسل فوهب بن كيسان تابعي ولم يحضر القصة.
قال الحافظ في الفتح (9/ 524): (وأنما استجاز البخاري إخراجه وأن كان المحفوظ فيه عن مالك الإرسال لأنه تبين بالطريق الذي قبله صحة سماع وهب بن كيسان عن عمر بن أبي سلمة .. )
ولما تعقبه الدارقطني في كتابه التتبع (ص 243) وقال: (مرسل)
قال الحافظ في الجواب عنه: (قال الدارقطني وهذا مرسل قلت صورته صورة المرسل إلا أنه موصول في الأصل معروف من رواية مصعب بن سعد عن أبيه وقد اعتمد البخاري كثيرا من أمثال هذا السياق فأخرجه على أنه موصول إذا كان الراوي معروفا بالرواية عمن ذكره ... ) مقدمة الفتح (هدي الساري) (ص 362)
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[08 - 05 - 07, 10:12 ص]ـ
لكن لو أراد النسائي بالإرسال كما قلت أخي الفاضل هل يصح الحديث من هذا الطريق أعني طريق سليمان بن يسار أم تكون سائر الطرق تعلل هذه الطريق فلا يصح؟؟
أرجو الإفادة
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[08 - 05 - 07, 03:10 م]ـ
الأخ أبو حازم،
جزاك الله خيرا على هذه الإفادة،
وأنا عندي تعقيب بسيط على ما ذكرت أرجو منك أن تصحح لي إن كنت واهما ...
الذي يظهر أن كلام النسائي ليس المراد به عدم سماع سليمان بن يسار من أم سلمة رضي الله عنها
نحن هنا بحاجة إلى دليل يثبت صراحة سماع سليمان من أم سلمة ....
فإن تمكنت من إحضار هذا الدليل ... فسيكون هو الفاصل في النزاع
لأن الإمام البيهقي يقول في حديث أخر:"هذا حديث قد أخرجه أبو داود في كتاب السنن، عن عبد الله بن مسلمة عن مالك، إلا أن سليمان بن يسار، لم يسمعه من أم سلمة، إنما سمعه من رجل آخر عن أم سلمة"
فمن هنا يتبين أن سليمان ليس له سماع من أم سلمة وإلا لماذا قال البيهقي أنه لم يسمعه من أم سلمة؟
اللهم إذا كان هناك سند آخر صحيح متصل يثبت سماع سليمان من أم سلمة، حتى نحمل كلام البيهقي رحمه الله على حديث أبي داود فقط!
أما المثال الذي ذكرته من حديث عروة ...
فلا إشكال فيه لأن عروة ثبت سماعه من السيدة عائشة فحتى لو جاء السند من طريق آخر عن عروة مرسلا فهو محمول على السماع .... لأن قد ثبت أن عروة له سماع من السيدة عائشة ...
ولقد جاء في التقريب:"سليمان بن يسار الهلالي المدني مولى ميمونة وقيل أم سلمة ثقة فاضل أحد الفقهاء السبعة من كبار الثالثة مات بعد المائة"
و يظهر لي أنه مولى ميمونة فقد جاء في الموطأ:"عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن سليمان بن يسار قال: دخل
النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيت ميمونة .... "
وقد جاء في تاريخ دمشق:"أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنبأ أبو الأستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن أنبأ أحمد بن محمد الخفاف أنا محمد بن إسحاق السراج نا القاسم بن بشر بن معروف حدثنا حجاج قال قال ابن جريج أخبرني محمد بن يوسف أن عطاء بن يسار أخبره ح قال ونا علي بن مسلم نا أبو عاصم أنا ابن جريج حدثني محمد بن يوسف عن سليمان بن يسار أنه دخل على أم سلمة زوج النبي .... "
فإذا صح سند ابن عساكر هذا فسيكون فاصلا في النزاع ... ولكن قد ذكر البدر العيني أنه هناك رجلين اسمهما سليمان بن يسار أحدهما مولى ميمونة والآخر مولى أم سلمة .... فالله أعلم بالصواب
فيظل الإشكال قائما بسبب ما ذكره الإمام البيهقي:
هل لسليمان بن يسار سماع من أم سلمة أم لا؟
بخصوص سؤال الأخ مجدي:
لكن لو أراد النسائي بالإرسال كما قلت أخي الفاضل هل يصح الحديث من هذا الطريق أعني طريق سليمان بن يسار
إذا كان الحديث مرسلا فلا يصح من هذا السند المرسل ...
إلا أن يأتي من طريق آخر متصل صحيح
فبالنسبة لحديث ذيول النساء جاء في سنن النسائي:
حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال أخبرني أبي قال حدثنا الأوزاعي قال حدثنا يحيى بن أبي كثير عن نافع عن أم سلمة أنها ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذيول النساء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرخين شبرا قالت أم سلمة إذا ينكشف عنها قال ترخي ذراعا لا تزيد عليه.
قال عنه الشيخ الألباني صحيح
وقال أيضا: والذي يظهر أن هذه الروايات كلها صحيحة وأن نافعا كان تارة يرسل الحديث وتارة يوصله وأن له فيه شيخين: سليمان بن يسار وهو ثقة فاضل أحد الفقهاء السبعة واحتج به الشيخان وصفية بنت أبي عبيد وهي ثقة من رواة مسلم وهي زوج ابن عمر رضي الله عنه
والله الموفق للصواب
¥(16/370)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 05 - 07, 11:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبا حامد الحمادي وفقك الله:
أولاً: مانقلته في التمثيل في رواية عروة ووهب بن كيسان إنما أردت به بينان أن هذه الصيغة في الرواية يسمها الأئمة إرسالا لأن ظاهرها أن الراوي ينقل القصة وهو تابعي لم يحضرها.
ثانياً:لا أعلم نصاً صريحا من الأئمة يثبت سماع سليمان بن يسار من أم سلمة لكن هناك قرائن ترجح السماع منها:
1 - أن المزي في تهذيب الكمال ذكره فيمن روى عن أم سلمة وعادته _ رحمه الله _ أنه بعد ذكر من روى عنه الراوي ومن روى عنه بقوله (روى عن) و (روى عنه) أن ينقل أقوال الأئمة في صحة السماع أو عدمه ويذكر رأيه في ذلك، فإذا أطلق ولم يتعقب فهو قرينة على الإثبات وإن لم يكن ذلك صريحاً منه ولم ينص عليه وكذا متابعة الحافظ ابن حجر له في التهذيب.
2 - أن ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل ذكر روايته عن أم سلمة ولم ينفي السماع (4/ 149) مع أنه عرف عنه الاهتمام والاستقراء في إثبات السماع أو نفيه في هذا الكتاب.
3 - أن سليمان بن يسار مولى لميمونة وقيل ام سلمة فقربه من أم سلمة والرواية عنها لايبعد.
4 - أن سليمان بن يسار ولد سنة 24هـ وأم سلمة توفيت سنة 59 وقيل 60 وقيل 61 هـ بمعنى انه عند وفاتها كان عمره 35 سنة وهذا عمر كافٍ في الادراك.
5 - أن سليمان بن يسار روى عنها وإن كان بالعنعنة إلا أنه لم يعرف بالتدليس وهذا عند مسلم ومن وافقه كالمزي والمعلمي يكفي في إثبات الاتصال وإن كان الراجح في هذه المسألة رأي جمهور الأئمة كالبخاري وغيره من المتقدمين وهو ظاهر صنيع الئمة كأحمد وابن المديني وابن معين وأبي حاتم، وهو اختيار ابن الصلاح وابن رجب وابن حجر والعلائي والنووي وغيرهم.
6 - قال العلائي في جامع التحصيل (ص 190): (سليمان بن يسار أحد كبار التابعين سمع من جماعة من الصحابة منهم زيد بن ثابت وعائشة وأبو هريرة وميمونة مولاته وأم سلمة وابن عباس والمقداد بن الأسود ورافع بن خديج وجابر رضي الله عنهم وأرسل عن جماعة منهم عمر .... )
7 - أنه قد ورد في بعض الروايات ما يقتضي السماع ومن ذلك:
قال الترمذي برقم (1829): (حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني محمد بن يوسف أن عطاء بن يسار أخبره أن أم سلمة أخبرته: أنها قربت إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جنبا مشويا فأكل منه ثم قام إلى الصلاة وما توضأ
قال وفي الباب عن عبد الله بن الحارث و المغيرة و أبي رافع
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه) وأخرجه في الشمائل برقم (165) (ص 138)
والحديث أخرجه النسائي أيضاً في سننه (المجتبى) (1/ 108) والكبرى (1/ 106) قال: (برنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا خالد قال حدثنا بن جريج عن محمد بن يوسف عن سليمان بن يسار قال دخلت على أم سلمة فحدثتني ... )
وأخرجه أحمد في المسند (6/ 307) قال: (حدثنا عبد الرزاق وابن بكر قالا أنا بن جريج وروح ثنا بن جريج قال أخبرني محمد بن يوسف ان عطاء بن يسار أخبره ان أم سلمة زوج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أخبرته ... )
وهو عند عبد الرزاق في المصنف (1/ 164)
والحديث إسناده صحيح.
وورد التصريح أيضا في حديث آخر رواه الطبراني:
قال الطبراني في الكبير (23/ 271) والأوسط (4/ 74): (حدثنا الحسين بن منصور الرماني ثنا المعافى بن سليمان (ح) وحدثنا سليمان بن المعافى ثنا أبي ثنا حكيم بن نافع عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار قال سمعت أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" سيكون بعدي خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب) فقالت: يا رسول الله يخسف بالأرض وفيها الصالحون؟ فقال لها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" إذا كان أكثر أهلها الخبث ")
لكنه من طريق حكيم بن نافع ضعفه ابن معين وأبوحاتم وابو زرعة وغيرهم.
¥(16/371)
ثالثاً: كلام البيهقي _ رحمه الله _ ليس فيه نفي السماع بل نفي السماع في هذا الحديث خاصة وهذا يفعله الأئمة كثيراً ويبينون عدم السماع بذكر الواسطة من طريق آخر. ولذلك ساق الحديث الذي تشير إليه من طريق آخر يبين عدم سماع هذا الحديث الخاص منه فقال (1/ 332): (أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان الأهوازي أنا أحمد بن عبيد الصفار ثنا بن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن نافع عن سليمان بن يسار أن رجلا أخبره عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن امرأة كانت تهراق الدم .. )
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 12:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ثانياً:لا أعلم نصاً صريحا من الأئمة يثبت سماع سليمان بن يسار من أم سلمة لكن هناك قرائن ترجح السماع منها:
1 - أن المزي في تهذيب الكمال ذكره فيمن روى عن أم سلمة وعادته _ رحمه الله _ أنه بعد ذكر من روى عنه الراوي ومن روى عنه بقوله (روى عن) و (روى عنه) أن ينقل أقوال الأئمة في صحة السماع أو عدمه ويذكر رأيه في ذلك، فإذا أطلق ولم يتعقب فهو قرينة على الإثبات وإن لم يكن ذلك صريحاً منه ولم ينص عليه وكذا متابعة الحافظ ابن حجر له في التهذيب.
2 - أن ابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل ذكر روايته عن أم سلمة ولم ينفي السماع (4/ 149) مع أنه عرف عنه الاهتمام والاستقراء في إثبات السماع أو نفيه في هذا الكتاب.
عفا الله عنك هذه ليست قرائن اثبات
فالمزي كثيراً ما يهمل أقوال الأئمة في الإتصال والإنقطاع والحافظ يستدركها عليه في تهذيب التهذيب يعرف هذا كل من يستعرض طائفةً من تراجم التابعين في تهذيب الكمال وتهذيب التهذيب
والحافظ نفسه يستدرك عليه أيضاً
وعدم النص على الإنقطاع لا يعني ترجيحاً لثبوت السماع
جاء في ترجمة عبد الله بن حبيب بن ربيعة في التهذيب (3/ 115) قول بن أبي حاتم عن أبيه ليس تثبت روايته عن علي فقيل له سمع من عثمان قال روى عنه ولم يذكر سماعاً
فعليه مجرد الرواية ليست قرينة اثبات أو نفي
ولكن ينظر في المعاصرة وامكانية اللقاء وغيرها
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[09 - 05 - 07, 12:35 ص]ـ
أرجو من إخواني أن يفيدوني هل روايات ذلك الحديث تشد بعضها بعضا أم تعلله
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[09 - 05 - 07, 01:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
اخي الكريم عبد الله الخليفي ينبغي أن تدقق في كلامي وتفرق بين القول بنسبة إثبات السماع للمزي وبين أن يكون تصرفه قرينة ومعلوم أن القرينة بحد ذاتها لا تثبت السماع.
أشرت إلى أن هذا ليس منصوصا عن المزي وأنه ليس صريحاً منه فكلامي هو أن هذا قرينة على أن المزي لا ينفي السماع وفرق بين الأمرين.
ولا شك أن مجرد الرواية لا تثبت السماع فقوله روى أو حدث عنه لا تكفي في إثبات السماع ولهذا أمثلة كثيرة غير ما ذكرته أخي:
1 - قال ابن المديني: (لم يسمع أبو قلابة من هشام بن عامر وروى عنه) المراسيل (ص 109).
2 - وقال ابن ابي حاتم: (سئل أبو زرعة عن عنبسة بن سعيد بن غنيم الكلاعي المدني روى عن عكرمة روى عنه عمر بن بشر بن السرح قال: لم يسمع من عكرمة شيئاً) المراسيل (ص 161)
3 - وقال ابن ابي حاتم: (سألت أبي عن الأعمش عن عبد الرحمن هل سمع منه؟ فقال: قد روى عنه ولم يسمع منه) المراسيل (ص 84) جامع التحصيل (ص 189)
4 - وقال أبو داود سألت أحمد عن عامر بن مسعود القرشي له صحبة؟ قال: (لا أدري روى عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) سؤلات أبي داود (ص 184) ويريد به حديث " الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء" عند الترمذي.
5 - وقال عبد الله بن أحمد: (سمعت أبي يقول لم يسمع هشيم من عاصم بن كليب ولا من الحسن بن عبيد الله شيئا وقد حدث عنهما وقد حدث عن العمري الصغير ولم يسمع منه وحدث عن أبي خلدة ولم يسمع منه) العلل (2/ 32)
5 - وقال ابن معين: (عمر بن معروف شيخ من أهل الراي روى عنه جرير ليس بشيء روى عنه عكرمة ولم يسمع منه شيئاً) معرفة الرجال (1/ 51)
6 - قال البخاري: (القاسم بن أبي أيوب الأسدي الأعرج عن سعيد بن جبير قاله أصبغ بن زيد روى عنه شعبة وأبو خالد الدالاني روى عنه هشيم ولم يسمع منه) التاريخ الكبير (7/ 168)
7 - وقال البخاري أيضاً: (وسف بن يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن زادويه قاضي اليمن عن عمر بن عبد العزيز روى عن طاوس ولم يسمع منه .. ) التاريخ الكبير (8/ 382)
8 - قال ابن حبان: (عياش الكليبي يروى عن عبد الله بن باباه روى عنه شعبة بن الحجاج وقد روى عن أنس ولم يسمع منه) الثقات (7/ 293)
والأمثلة على هذا كثيرة جداً.
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 03:49 م]ـ
أنا أفهم كلامك جيداً وكلامي منصب على رفضي أن يكون مجرد ذكر المزي للرواية قرينة تدل على اثبات السماع
¥(16/372)
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[09 - 05 - 07, 03:51 م]ـ
ليت الأمر يثمر على إثبات صحة الحديث من هذه الطرق من ضعفه نتيجة تعليل بعض طرقه للطرق الأخرى
أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[09 - 05 - 07, 05:10 م]ـ
أبدأ بكلام الأخ مجدي
ليت الأمر يثمر على إثبات صحة الحديث من هذه الطرق من ضعفه نتيجة تعليل بعض طرقه للطرق الأخرى
أفيدونا بارك الله فيكم
كما قدمت لك يا أخ مجدي ... فالحديث صحيح صححه الشيخ الألباني رحمه الله ... ونحن حديثنا منصب في أحد أسانيد الرواية الصحيحة وليس كل الأسانيد ... فلا يختلطن عليك الأمر ...
لا أعلم نصاً صريحا من الأئمة يثبت سماع سليمان بن يسار من أم سلمة لكن هناك قرائن ترجح السماع منها:
قد بينت وكفيت يا أخ العزيز أبوحازم ... زادك الله علما وبارك فيه
فما ذكرت فاصل في النزاع ... وسليمان بن يسار له سماع كما نقلت عن الأئمة ...
وبقي 3 إشكالات أتمنى أن أجد عليها إجابة من عند الأخوة:
1 - لماذا أعل النسائي الحديث بالإرسال في السند المذكور أعلاه؟
2 - هل يوجد دليل أن البيهقي قصد عدم سماع سليمان من أم سلمة في ذلك الحديث بالذات؟
3 - وما هو القول فيما ذكره البدر العيني من أن سليمان بن يسار شخصان أحدهما مولى ميمونة والآخر مولى أم سلمة ... ؟
وهناك تصحيح للأخ أبوحازم فيما ذكره عن الترمذي:
قال الترمذي برقم (1829): (حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني محمد بن يوسف أن عطاء بن يسار أخبره أن أم سلمة أخبرته: أنها قربت إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جنبا مشويا فأكل منه ثم قام إلى الصلاة وما توضأ
نحن حديثنا عن سليمان بن يسار وليس عن أخوه عطاء .. ربما قد أشكل عليك الأمر ... وفقك الله لما يحبه ويرضاه ...
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[10 - 05 - 07, 01:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبا حامد الحمادي وفقك الله وبعد:
أعرف أن رواية الترمذي من طريق سليمان بن يسار _ بارك الله فيك _ ولكني سقت روايات الأئمة في اختلاف الرواية وأن بعض الرواة رواه عن عطاء بن يسار عن أم سلمة رضي الله عنها وبعضهم رواه عن سليمان بن يسار عن أم سلمة رضي الله عنها:
والحديث رواه ابن جريج عن محمد بن يوسف واختلف فيه:
فرواه حجاج بن محمد كما عند الترمذي والنسائي في الكبرى، وعبد الرزاق في المصنف _ ومن طريقه أحمد في المسند _ كلاهما عن ابن جريج عن محمد بن يوسف عن عطاء بن يسار عن أم سلمة رضي الله عنها.
ورواه أبو عاصم كما عند الطبراني في الكبير وعثمان بن عمر عند البيهقي في السنن الكبرى الطحاوي في شرح معاني الآثار وخالد بن الحارث كما عند النسائي في الكبرى والصغرى ثلاثتهم عن ابن جريج عن محمد بن يوسف عن سليمان بن يسار عن أم سلمة رضي الله عنها.
وهذا ما جعلني أقول إن هذا قرينة على السماع ولم أقل يفيد السماع قطعاً، وهذا هو الإشكال بعينه عند الأخ عبد الله الخليفي وهو عدم التفريق بين الجزم بالحكم وبين القول بأن هذا قرينة.
وكون سكوت المزي عن عدم التعقيب قرينة هذا هو الصحيح والعبرة بالغالب من حال المزي _ رحمه الله _ وإلا لو كان هذا منه نصاً بهذا الشرط لما قلت قرينة وإنما أقول هو رأيه قطعاً مع العلم بأن تعقب الحافظ ابن حجر للمزي لا يعني أنه ليس رأي المزي هو إثبات السماع إنما يصح نفي رأي المزي في السكوت عن الراوي إذا صرح المزي في موضع آخر بنفي السماع للراوي المذكور في تهذيب الكمال أما إذا لم يوجد له قول بالنفي فلا يلزم منه نسبة إثبات السماع أو نفيه للمزي لكن يترجح الإثبات لقرينة وهي أن الغالب من عمل المزي هو ذكر رأيه بالسماع والنقل عن الأئمة بعد ذكر من روى عنهم الراوي ومن روى عنه.
- أما ما ذكرته اخي من إعلال النسائي فسبق أنه أعله لأن سليمان روى الحديث مباشرة ولم يروه عن أمسلمة رضي الله عنها فصيغة " أن .. " تعني أنه رواي الحديث مباشرة.
- أما ما يدل على أن البيهقي قصد الحديث بعينه فأمران:
1 - أنه روى في سننه أحاديث من طريق سليمان بن يسار عن أم سلمة رضي الله عنها ولم ينف السماع ولم يتطرق إليه ولم يعقبه بروايات تقتضي المخالفة في الرواية ينظر:
السنن الكبرى (1/ 154) (6/ 416).
2 - أنه قال إلا أن سليمان بن يسار لم يسمعه _ أي الحديث _ من أم سلمة.
3 - أنه أعقب هذا الإعلال بالطريق الذي يذكر الواسطة.
ثم إن ابن التركماني علق على كلام البيهقي فقال: ذكر صاحب الكمال يقصد عبد الغني المقدسي _ أن سليمان سمع من أم سلمة فيحتمل أنه سمع هذا الحديث منها ومن رجل عنها) الجوهر النقي (1/ 333)
قال العيني في عمدة القاري (13/ 123): (قلت سليمان بن يسار أبو أيوب الهلالي المدني مولى ميمونة زوج النبي وقال ابن سعد ويقال إن سليمان بن يسار نفسه كان مكاتبا لأم سلمة رضي الله تعالى عنها) وهذا النص يفيد:
1 - أن هذا ليس رأي العيني وإنما نقله عن ابن سعد.
2 - أن ابن سعد في الطبقات ذكره بصيغة التمريض.
3 - أن ابن سعد ذكر أن سليمان بن يسار شخص واحد.
وسليمان بن يسار كان عبداً وكان يدخل على ازواج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ويسمع منهن فقد روى البيهقي في سننه (10/ 324) وغيره عن سليمان بن يسار قال: استأذنت على عائشة رضي الله عنها فقالت: من هذا فقلت سليمان قالت كم بقي عليك من مكاتبتك؟ قال: قلت عشر أواق قالت: ادخل فإنك عبد ما بقي عليك درهم "
وقول البيهقي: (لم يسمعه من أم سلمه) يثبت السماع في غيره وإلا لقال لم يسمع من أم سلمة رضي الله عنها.
ثم ليعلم أن الحديث الذي ذكر البيهقي فيه عدم سماع سليمان لأم سلمة هو حديث الاستحاضة وليس حديث جر الثوب الذي أعله النسائي هنا فلينتبه لذلك.
¥(16/373)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[10 - 05 - 07, 01:18 ص]ـ
عفوا قولي: (أعرف أن رواية الترمذي من طريق سليمان بن يسار) الصواب عطاء بن يسار
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 01:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وهذا ما جعلني أقول إن هذا قرينة على السماع ولم أقل يفيد السماع قطعاً، وهذا هو الإشكال بعينه عند الأخ عبد الله الخليفي وهو عدم التفريق بين الجزم بالحكم وبين القول بأن هذا قرينة.
وكون سكوت المزي عن عدم التعقيب قرينة هذا هو الصحيح والعبرة بالغالب من حال المزي _ رحمه الله _ وإلا لو كان هذا منه نصاً بهذا الشرط لما قلت قرينة وإنما أقول هو رأيه قطعاً مع العلم بأن تعقب الحافظ ابن حجر للمزي لا يعني أنه ليس رأي المزي هو إثبات السماع إنما يصح نفي رأي المزي في السكوت عن الراوي إذا صرح المزي في موضع آخر بنفي السماع للراوي المذكور في تهذيب الكمال أما إذا لم يوجد له قول بالنفي فلا يلزم منه نسبة إثبات السماع أو نفيه للمزي لكن يترجح الإثبات لقرينة وهي أن الغالب من عمل المزي هو ذكر رأيه بالسماع والنقل عن الأئمة بعد ذكر من روى عنهم الراوي ومن روى عنه.
-.
أهذا ما خرج معك؟
لا أفهم الفرق بين الجزم والقرينة
شكراً
لقد بينت فكرتي ابتداءً وهي أن الساكت لا ينسب اليه قول
فمجرد ذكر الرواية لا يعني ميل الى اثبات سماع أو نفيه
والمزي لا يهتم كثيراً بأقوال الأئمة في الإتصال والإنقطاع
لذا كثر استدراك_ وليس تعقب_ الحافظ عليه في هذا الباب
والإنقطاع يكثر في رواية التابعين عن الصحابة
لذا عندما تكلمت سابقاً أحلت الى تراجم التابعين
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[10 - 05 - 07, 01:35 ص]ـ
أخي الفاضل أبوحازم
زادك الله علما
وبارك فيك على هذا المجهود
أسأل الله أن يجمعنا في فردوسه مع نبيه عليه الصلاة والسلام ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 09 - 08, 10:37 م]ـ
بارك الله بكم(16/374)
ارجوكم ساعدوني ولكم الاجر امرأة شيعية تسأل عن الجمع بين الصلوات
ـ[خلود الحمادي]ــــــــ[04 - 05 - 07, 11:28 م]ـ
انا تعرفت على وحد شعيه وقالت اذا اتيت لها ليل من القران او من السنه على ان لا نجمع الصلاوات مثلهم ستصبح سنيه
وهي عندها دليل على ذلك من صحيح بخاري (لاخوف ولا مطر) وهذا يدل على ان الرسول صلى في وقت غير السفر ولا خوف ولا مطر
اريد دليل لكي اثبت لها
سااااااااااااااااااااااااعدوني ولكم الاجر
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[05 - 05 - 07, 12:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه أدلة وجوب أداء الصلوات الخمس في أوقاتها إلا ما استثني من ذلك في الجمع:
1 / قوله تعالى: {حافظوا على الصلوات و الصلاة الوسطى}.
وجه الاستدلال:
أ - أن المحافظة عليها فعلها في الوقت لأن سبب نزول الآية تأخيرالصلاة يوم الخندق دون تركها لأن السلف فسروها بذلك.
ب - أن المحافظة خلاف الإهمال و الإضاعة و من أخرها عن وقتها فقد أهملها و لم يحافظ عليها.
2 / قوله تعالى: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات}
وجه الاستدلال: أن أضاعتها تأخيرها عن وقتها كذلك فسرها ابن مسعود و إبراهيم و القاسم بن محمد و الضحاك و غيرهم من غير مخالف لهم.
3 / قوله تعالى: {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون}.
وجه الاستدلال: أن المشهور منها إضاعة الوقت كذلك فسر هذه المواضع جماهير الصحابة و التابعين.
4 / و قال تعالى: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا}
أي فرضا منجما لأن الموقوت إنما هو مفعول من قول القائل: وقت الله عليك فرضه فهو يقته ففرضه عليك موقوت إذا أخرته جعل له وقتا يجب عليك أداؤه. ينظر: تفسير ابن جرير (9/ 167) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (5/ 374).
5 / أن الله أمر الخائف إن يصلي مع الإخلال بكثير من الأركان و كذلك المتيمم و نحوه و لو جاز التأخير لما احتاج ذلك إلى شيء من ذلك.
6 / الآيات الموجبة لفعلها في الوقت المحدود مثل قوله: {سبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} وقوله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس}.
7 / عن أبي ذر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " يا أبا ذر إنها ستكون عليكم أئمة يميتون الصلاة فان ادركتموهم فصلوا الصلاة لوقتها واجعلوا صلاتكم معهم نافلة " رواه مسلم برقم (648).
8 / وعن أبي قتادة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة إن يؤخر صلاة إلى وقت الصلاة الأخرى رواه مسلم.
9 / عن أبي موسى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أتاه سائل يسأله عن مواقيت الصلاة فلم يرد عليه شيئا قال: فأقام الفجر حين انشق الفجر والناس لا يكاد يعرف بعضهم بعضا ثم أمره فأقام بالظهر حين زالت الشمس والقائل يقول قد انتصف النهار وهو كان أعلم منهم ثم أمره فأقام بالعصر والشمس مرتفعة ثم أمره فأقام بالمغرب حين وقعت الشمس ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشفق ثم أخر الفجر من الغد حتى انصرف منها والقائل يقول قد طلعت الشمس أو كادت ثم أخر الظهر حتى كان قريبا من وقت العصر بالأمس ثم أخر العصر حتى انصرف منها والقائل يقول قد احمرت الشمس ثم أخر المغرب حتى كان عند سقوط الشفق ثم أخر العشاء حتى كان ثلث الليل الأول ثم أصبح فدعا السائل فقال: " الوقت بين هذين " رواه مسلم برقم (614).
10 /عن بريدة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أتاه رجل فسأله عن وقت الصلاة؟ فقال له: صل معنا هذين (يعني اليومين) فلما زالت الشمس أمر بلالا فأذن ثم أمره فأقام الظهر ثم أمره فأقام العصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية ثم أمره فأقام المغرب حين غابت الشمس ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشفق ثم أمره فأقام الفجر حين طلع الفجر فلما أن كان اليوم الثاني أمره فأبرد بالظهر فأبرد بها فأنعم أن يبرد بها وصلى العصر والشمس مرتفعة أخرها فوق الذي كان وصلى المغرب قبل أن يغيب الشفق وصلى العشاء بعد ما ذهب ثلث الليل وصلى الفجر فأسفر بها ثم قال:" أين السائل عن وقت الصلاة؟ فقال الرجل: أنا يا رسول الله قال: " وقت صلاتكم بين ما رأيتم " رواه مسلم برقم (613).
11 / عن أبي قتادة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: " ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى " رواه مسلم برقم (681).
12 / إجماع أهل العلم على تحديد أوقات للصلوات لا يجوز للمسلم أن يتقدمها أو يتأخر عنها إلا بعذر
قال ابن قدامة في المغني (1/ 412): (أجمع المسلمون على أن الصلوات الخمس مؤقتة بمواقيت معلومة محدودة وقد ورد في ذلك أحاديث صحاح جياد).
وقال ابن عبد البر في التمهيد (8/ 69 - 70): (وفي هذا الحديث _ يقصد حديث عروة مع عمر بن عبد العزيز _ دليل على أن وقت الصلاة تجزىء قبل وقتها وهذا لا خلاف فيه بين العلماء إلا شيئا روى عن أبي موسى الأشعري وعن بعض التابعين أجمع العلماء على خلافه فلم أر لذكره وجها لأنه لا يصح عنهم وقد صح عن أبي موسى خلافه مما وافق الجماعة فصار اتفاقا صحيحا) وينظر: الاستذكار (1/ 23)
وقال العيني في عمدة القاري (5/ 5): (فيه _ أي قصة عروة مع عمر بن عبد العزيز _ دليل على أن وقت الصلاة من فرائضها وأنها لا تجزي قبل وقتها وهذا لا خلاف فيه بين العلماء)
¥(16/375)
ـ[خلود الحمادي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 12:41 ص]ـ
يمكن انت تشرح حقي الحديث (لا خوف ولا مطر)
ـ[أبومحمدالرفشى]ــــــــ[05 - 05 - 07, 01:43 ص]ـ
اختى الكريمة السلام عليكم اولا فعل النبى صلى الله عليه وسلم فى الجمع بغير عذر هذا استثناء اما مداومته على الفعل هذا هو الاصل اذن فعل النبى باستمرار وهو المداومة على الصلاة هو الاصل والاستثناء هو الجمع
ـ[أبو المنذر الجعفرى]ــــــــ[05 - 05 - 07, 03:04 م]ـ
يمكن انت تشرح حقي الحديث (لا خوف ولا مطر)
والله أعلم، عندما سألوا ابن عباس عن هذا قال " أراد ألا يحرج أمته "
وهذا فى معنى الضرورة فى غير الخوف و المطر مثل المرض و المستحاضة كما جاء فى بعض الطرق الأخرى
و كلمة الجمع أيضا تطلق على غير جمع الصلوات معا بل تطلق أيضا على تأخير الصلاة حتى قبل وقت الصلاة التى تليها بزمن يسير ثم يصليها و ينتظر قليلا حتى يؤذن للصلاة التالية فيصليها و هذا ورد فى حديث حمنة بنت جحش رضى الله عنها عندما كانت تستحاض حيضة شديدة فدلها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على ان تؤخر الظهر حتى قبل العصر بقليل ثم تتوضأ و تصلى الظهر و تنتظر العصر حتى يؤذن له فتصليه وهذا سماه الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جمعا , ومن هذا نخلص أننا حتى يتحصل لنا مقصود الشارع لابد من جمع النصوص بعضها مع بعض، لا أن نفهم نصا فى غياب نص أخر وإلا هذا فيه من الشر العظيم و فيه من رد الشرع و القرآن قال "كل من عند ربنا " لذا وجب المصير إلا الجمع ما أمكن ذلك و عدم إبطال نص والعمل بآخر مع إمكانية الجمع كما سبق وكما ذكر أخونا المفضال من شرطية الوقت فى الصلاة
لذا نحمل حديث البخارى على الصفة الواردة من كون المرأة مستحاضة أو كون المرء مريض أو ماشابه ذلك و هذه الصور بلا شك يصدق عليها الحديث من كونها فى غير سفر و لا خوف
والله تعالى أعلم
وللحديث بقية إن شاء الله و معذرة لعد توثيق النقول لأنى بعيد عن مكتبتى الآن
ـ[خلود الحمادي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 03:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - هل صلاة الشيعه صحيح ام خاطئه
2 - اريد دليل من القران على المواقيت الصلاهالظهر والعصر والمغرب والعشاء
في صحيح مسلم جمع بين الصلاتين (الجزء الاول) كتاب الصلاه وقصرها ص489باب جمع بين الصلاتين في الحضر
3 - صلى رسول الله الظهر وعصر جميعا في غير خوف ولا سفر (مسلم)
قال رجل لابن العباس الصلاه وسكت ثم قال الصلاه وسكت ثم قال الصلاه وسكت ثم قال لائمه اتعلمنا الصلاه وكنا نجمع بين الصلاتين على عهد رسول الله
يمكن شرح الاحاديث
وفي الحديث (لا خوف ولا مطر) عندما سألو ابن العباس عن هذا قال (اراد ألا يحرج امته.)
كيف لا يحرج امته شو يعني في اي وقت كان كيف يحرج امته
في كتاب مسلم والبخاري تناقض في احاديث تدلل على جمع الصلاوات صحيح واحاديث تدلل على ان المسلم لايجوز له ان يجمع الصلاوات في غير الخوف او السفر ولا المرض
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[06 - 05 - 07, 06:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - هل صلاة الشيعه صحيح ام خاطئه
2 - اريد دليل من القران على المواقيت الصلاهالظهر والعصر والمغرب والعشاء
في صحيح مسلم جمع بين الصلاتين (الجزء الاول) كتاب الصلاه وقصرها ص489باب جمع بين الصلاتين في الحضر
3 - صلى رسول الله الظهر وعصر جميعا في غير خوف ولا سفر (مسلم)
قال رجل لابن العباس الصلاه وسكت ثم قال الصلاه وسكت ثم قال الصلاه وسكت ثم قال لائمه اتعلمنا الصلاه وكنا نجمع بين الصلاتين على عهد رسول الله
يمكن شرح الاحاديث
وفي الحديث (لا خوف ولا مطر) عندما سألو ابن العباس عن هذا قال (اراد ألا يحرج امته.)
كيف لا يحرج امته شو يعني في اي وقت كان كيف يحرج امته
في كتاب مسلم والبخاري تناقض في احاديث تدلل على جمع الصلاوات صحيح واحاديث تدلل على ان المسلم لايجوز له ان يجمع الصلاوات في غير الخوف او السفر ولا المرض
الله يهديك ............ أما كان الأولى ترك هذه الرافضية وعدم الإستماع إليها
ليس لأن أهل السنة ليس عندهم ردود على شبهات الرافضة و لكن لأن هذا المنهج غير سليم
وهو أن كل من هب ودب (أمثالي) تصدى للمناظرة وقد يقع بيد من يحسن الجدل وعرض الشبهة و يكون المتلقي من أهل السنة لهذه الشبهة لا توجد عنده إلا الفطرة السليمة فقط ولا توجد أصول علمية فيقع في حيرة والتباس ... والله المستعان
نصيحتي إليك أن تشغلي نفسك بطلب العلم والذكر ونفع أمتك من خلال أعداد جيل صالح بتربية إسلامية وترك الجدل الذي لن يصل بك إلى فائدة فقد كفاك الله عز وجل بطلاب العلم وأهله
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 06:38 ص]ـ
الجمع بين الصلاتين بدون خوف ولامطر ثابت في صحيح مسلم وغيره، والأصل أن الحديث يعمل به بغض النظر عن موقف فلان وفلان من العلماء فالعلماء بشر لايوحى اليهم، ولا ينبغي أن نقدم بين يدي الله ورسوله، فالجمع جائز بحيث لا يتخذ عادة ويكون في ضيق الحدود لأنه جاء على خلاف الأصل وهو مراعاة الأوقات والله أعلم.
¥(16/376)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[06 - 05 - 07, 06:42 ص]ـ
الجمع بين الصلاتين بدون خوف ولامطر ثابت في صحيح مسلم وغيره، والأصل أن الحديث يعمل به بغض النظر عن موقف فلان وفلان من العلماء فالعلماء بشر لايوحى اليهم، ولا ينبغي أن نقدم بين يدي الله ورسوله، فالجمع جائز بحيث لا يتخذ عادة ويكون في ضيق الحدود لأنه جاء على خلاف الأصل وهو مراعاة الأوقات والله أعلم.
هلا حررت المسألة بارك الله فيك
......
ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[06 - 05 - 07, 06:53 ص]ـ
السائلة تعبت من مناقشة شيعية
فالأول من هم الشيعة
الشيعة هم قوم أسس مذهبهم عبد الله بن سبأ اليهودي وهو رجل أراد النيل من الإسلام فوجد أن الإسلام لا يقهر من خارجه فتلون وأسلم لينال من الإسلام من داخله بأن يقول فيه الكفر والأباطيل.
ما هو مذهبهم باختصار
هم على مذاهب شتى خلاصة القول فيه
1 - منهم من جعل الرسالة كان آتية من الله إلى علي بن أبي طالب فأخطأ جبريل وأعطاها إلى نبي الله محمد بن عبد الله.
2 - منهم من جعل الرسالة فعلاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن لعلي بن أبي طالب شيء خاصة وهو الولاية للمؤمنين خاصة ويرتفع بذلك عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب.
من أهم عقائدهم التقية وهي التي لا تستطيع أن تمسك منها شيعي إذا غلبته في المناقشة فهو ممكن ببساطة يقول غير ما يعتقد ويقول لا نعتقد هذا.
عندهم قرآن غير ما بيت أيدي الأمة ويسمونه مصحف فاطمة وفيه سورة يقولون فيها (رسول وولي)
سأتبع هذا ولكن هذا لرد سريع لوجود السائلة الآن فلعلها تنظر إلى المشاركة
وأذكر بقول الله تعالى {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً}
وأقول هذا وأنا من الجعافرة الطياريين (أولاد جعفر بن أبي طالب)
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 07:25 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد؛
نلاحظ في هذه الأيام إنكباب أغلب شباب المسلمين على غرف ومنتديات تناقش مواضيع الشيعة وغيرها. ولا أظن أن في زيارة هذه المنتديات أو الغرف شيء نخاف منه (نحن أهل السنة والجماعة) والحمد لله، فأصول عقيدتنا ثابتة راسخة وكل ما سواها عند الكثير شططه وحيوده عن طريق الحق أصبح شيئا واضحا. ولكنني سأضرب مثلا بسيط حتى لا يظن ظان أن هناك شيء نخاف منه أو نخفيه على الناس في عقيدة أهل السنة والجناعة، فنحن نعلن عقيدتنا مختصرة واضحة على المآذن كل يوم خمس مرات.
ولكن، أخي العزيز أخت العزيزة، تخيل أن أحدا خرج إلى الخارج في يوم ماطر بارد (بغض النظر عن هدفع) بثياب رقيقة، فلما أصابه المرض أخذ يندب حظه ويشكوا مرضه إلى الأطباء. وذاك مثل من يدخل تلك المنتديات وهو قليل العلم فتجد أي شبهة ولو صغرت أو كبرت تأخذ من عقله تشغل فكره (وإني لأرى الشبهة التي فرت مخ الأخت أتفه من أن ينظر عليها حتى أنها لا تعتبر شبهة). فأخي العزيز تلحف بلحاف العلم، واجعل لك مظلة من الكتاب والسنة تستظل تحتها ثم إن شئت فاخرج في المطر، مع العلم أنك لا تحتاج إلى ذلك فالسلامة أولى.
ومثل ثالث أضربه لرجل عنده (سيارة) خرج بها في يوم بارد ماطر ليساعد الناس ويوصلهم لبيوتهم سالمين، وهذه السيارة هي علم قوي يكفي به نفسه ويوصل به إحسانه لغيره، وهذا النوع هو جدير بأن يدخل إلى هذه المنتديات والغرف.
أخي/أختي العزيز/ة، إني لأربأ بك أن يصطادك الآخرون بحبل مهترئ بال لو حركت قدمك لقطعته. فإن الكلام الذي طرحته الأخت خلود ليس هو مدار الخلاف فافطن لذلك. وإنما كان من الأجدر أن تسألي الشيعة (لما تستدلون بالبخاري ومسلم وأنتم وكثير من علمائكم يكفرون البخاري ومسلم أليس هذا من الشطط؟؟)، وجوابا عن هذا التساؤل، والحقيقة المرة أنه ليس للشيعة مذهب يستدلون به أصلا، فكتبهم الحديث مهترئة بالية لا يعرف سليمها من سقيمها، فهو لا يعرف ما دينه أصلا ومن أين يقتبس دينه.
وبما أنه ليس هذا موضوع المنتدى، فسأحترم القوانين،وهناك إخوة إن شاء الله يجيبون عن هذه الأسئلة وزيادة في منتديات أخرى ...
ـ[محمود المصري]ــــــــ[06 - 05 - 07, 11:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¥(16/377)
لا أظن أني سأزيد شيئا على كلام الإخوة بارك الله فيهم, فقد أجاد الشيخ أبو حازم حفظه الله في جمع الأدلة في هذا الموضوع, وقد قدم الإخوة الأفاضل لك نصائح غالية
ولكن لدي تعقيبات بسيطة ثم أنقل شيء لعل فيه مزيد فائدة:
انا تعرفت على وحد شعيه وقالت اذا اتيت لها ليل من القران او من السنه على ان لا نجمع الصلاوات مثلهم ستصبح سنيه
وهي عندها دليل على ذلك من صحيح بخاري (لاخوف ولا مطر) وهذا يدل على ان الرسول صلى في وقت غير السفر ولا خوف ولا مطر
اريد دليل لكي اثبت لها
سااااااااااااااااااااااااعدوني ولكم الاجر
أسأل الله أن يهدي هذه الاخت إلى مذهب أهل السنة والجماعة, وأن يريها الحق حقا ويرزقها إتباعه. ولكن أن تقول أنها ستغير مذهبها بناء على مسألة فرعية ففي النفس من هذا شئ. يعني إن أثبتي لها أن الأصل هو عدم الجمع فستعتقد بناء على ذلك أن الصحابة كلهم عدول وأن أبو بكر هو أول الخلفاء وأن الأئمة غير معصومين!!
على العموم الله أعلم بالسرائر وأسال الله أن يهديها على يديك.
وهي عندها دليل على ذلك من صحيح بخاري (لاخوف ولا مطر) وهذا يدل على ان الرسول صلى في وقت غير السفر ولا خوف ولا مطر
اريد دليل لكي اثبت لها
سااااااااااااااااااااااااعدوني ولكم الاجر
كما ذكر الأخ أبو هر النابلسي أنهم لا يعتقدون صحة صحيح مسلم ولا عدالة ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه ولا يقبلون الرواية عنه.
أما عن الحديث المذكور:
"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالمدينة، يجمع بين الصلاتين بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، من غير خوف ولا مطر، قيل له: لم؟ قال: لئلا يكون على أمته حرج ".
ألا ترين أختي الكريمة سؤال السائل في الحديث: لم؟ وفي رواية: لم فعل ذلك؟ وفي رواية: ما حمله على ذلك؟
ألا تستشعرين الإستغراب والتعجب؟ فقد تعجب التابعي من هذا الفعل الذي هو خروج عن الأصل حتى دفعه ذلك أن يسأل ابن عباس رضي الله عنه: ما حمله على ذلك؟
وبغض النظر عن معنى الجمع الوارد في الحديث سواء ما ذكره الأخ الفاضل أبو المنذر الجعفرى (وهو ما ذهب إليه أصحاب المذاهب الأربعة كما ذكر الشيخ السالوس) أو ما ذكره الأخ أبومحمد الرفشى أو الأخ منصور الكعبي (وهو ما ذهب إليه ابن سيرين) فالمداومة على ذلك بدعة وهي خلاف ما كان عليه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والصحابة من بعده (بشهادة الشيعة أنفسهم).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
2 - اريد دليل من القران على المواقيت الصلاهالظهر والعصر والمغرب والعشاء
في ما ذكره شيخنا أبو حازم كفاية فلعلكي تراجعينه. وكما هو معلوم عندك أختاه فنحن لا نشترط أن يكون الدليل من القرآن, وإلا لقلت لك أعطيني دليل على عدد ركعات الصلاة من القرآن (ابتسامة)
وأختم إن شاء الله بهذا الجزء من كتاب الشيخ علي السالوس حفظه الله "مع الشيعة الاثنى عشرية في الأصول والفروع" ص111 الجزء الرابع أسأل الله أن يجعل فيه فائدة:
الصلاة
أولاً: الجمع بين الصلاتين
اختلف الشيعة فيما بينهم فى تحديد مواقيت الصلاة ([202]) والروايات التى رووها عن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تتفق مع روايات أهل السنة، كالرواية المشهورة عن جبريل عليه السلام، والروايات التى خالفت ذلك تنتهي إلى أئمتهم ([203]). وهم فى اختلافهم لا ينفردون بالرأي، فمنهم من حدد المواقيت كالسنة، ولكنهم انفردوا بالقول دون المذاهب الأربعة، بإجازتهم الجمع بين الصلاتين بلا عذر، فلم يوافقهم أي مذهب منها ([204]).
وقد استدل الشيعة بعدة أحاديث مؤداها: أن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، من غير خوف، ولا مطر، ولا سفر، توسعة لأمته، ومنعا للحرج عن المسلمين، إلى جانب روايات أخرى عن أئمتهم ([205]).
وإذا نظرنا في روايات السنة وجدنا ما يوافق أحاديثهم: كرواية ابن عباس رضي الله عنهما " أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلى بالمدينة سبعا وثمانيا، الظهر والعصر، والمغرب والعشاء " متفق عليه، وفى رواية أخرى:
" جمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر. قيل لابن عباس: ما أراد بذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته " ([206]).
¥(16/378)
وقد خرج أصحاب المذاهب الأربعة مثل هذه الرواية على الجمع الصوري، بأن يصلى الظهر في آخر وقته، والعصر في أول وقته، وكذلك المغرب والعشاء، أو أن ذلك كان لعذر كمرض أو مطر، أو غير ذلك، ولهم ما يؤيد وجهة نظرهم ([207]).
ولكنا وجدنا آخرين: كابن سيرين وربيعة وابن المنذر وغيرهم، يستدلون بهذا على جواز الجمع مطلقا بشرط ألا يتخذ ذلك خلقا وعادة ([208])، ووجدنا من علماء السنة المعاصرين من يؤيد الأخذ برواية الجمع دفعا للحرج والمشقة ([209]).
فلو اقتصر الشيعة على جواز الجمع دفعا للحرج {َمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}، وتأسوا بالرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: حيث كان يفرق غالب الأوقات، وما كان يجمع إلا نادرا باعترافهم ([210])، لو فعلوا ذلك لكان لهم ما يؤيد مذهبهم، ولكنهم يجمعون دائما جماعة وفرادى كما يقول السيد كاظم الكفائى ([211])، بل يروون روايات تفيد استحباب الجمع، مثل: عن عياش الناقد قال: تفرق ما كان فى يدى، وتفرق عنى حرفائى، فشكوت ذلك إلى أبى محمد (ع) فقال لى: اجمع بين الصلاتين الظهر والعصر، ترى ما تحب " ([212]).
و" عن أمير المؤمنين u قال: الجمع بين الصلاتين يزيد فى الرزق " ([213]).
فهذه مخالفة صريحة لما كان عليه الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. ولما أمر به سبحانه وتعالى فى قوله: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا}، فالجمع بهذه الصورة مضيعة للمواقيت التى بينها جبريل والرسول عليهما السلام.
وجاء عن طريقهم ـ غير حديث جبريل ـ روايات أخرى تفيد تحديد المواقيت الخمس، ولزوم المحافظة على هذه المواقيت، من ذلك ما كتبه الإمام على لمحمد بن أبى بكر عندما ولاه مصر: " وانظر إلى صلاتك كيف هي، فإنك إمام لقومك. ثم ارتقب وقت الصلاة فصلها لوقتها، ولا تعجل بها قبله لفراغ، ولا تؤخرها عنه لشغل، فإن رجلا سأل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن أوقات الصلاة فقال: أتانى جبريل (ع) فأراني وقت الظهر حين زالت الشمس فكانت على حاجبه الأيمن، ثم أراني وقت العصر وكان ظل كل شيء مثله، ثم صلى المغرب حين غربت الشمس، ثم صلى العشاء الآخرة حين غاب الشفق، ثم صلى الصبح فأغلس بها والنجوم مشتبكة، فصل لهذه الأوقات، والزم السنة المعروفة، والطريق الواضح " ([214]).
وقد احتج أحد علمائهم على مانعي الجمع لغير عذر بروايات السنة التي أباحت ذلك، وقال في آخر كلمته: " لا كلام في أن التفريق أفضل، ولذلك كان يؤثره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا لعذر كما هي عادته في المستحبات كلها " ([215]).
فإذا كانت هذه حقيقة لا كلام فيها، فعلى أي أساس إذن يجمع الشيعة دائماً بين الصلاتين؟؟
([202]) انظر: مفتاح الكرامة ـ كتاب الصلاة 1/ 13 ـ29.
([203]) انظر وسائل الشيعة ومستدركاتها جـ 5 باب أوقات الصلوات الخمس ص166 ـ 177.
([204]) انظر: المبسوط 1/ 194 والموطأ 1/ 123 والأم 1/ 65 والمغنى 2/ 121.
([205]) انظر الوسائل ومستدركاتها جـ 5: باب جواز الجمع بين الصلاتين لغير عذر ص 225 وما بعدها.
([206]) راجع صحيح البخاري: كتاب مواقيت الصلاة: باب تأخير الظهر إلى العصر، وفتح البارى 2/ 24، وباب وقت المغرب، وكتاب التهجد: باب من لم يتطوع بعد المكتوبة، وفيه الجمع الصوري.
وراجع صحيح مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها ـ باب جواز الجمع بين الصلاتين في السفر، وانظر شرح النووي 2/ 356:359.
وانظر نيل الأوطار 1/ 264 باب جمع المقيم لمطر أو غيره.
([207]) انظر مراجع أهل السنة السابقة، وبداية المجتهد 1/ 174 وما بعدها.
([208]) انظر الموضع السابق من نيل الأوطار.
([209]) أورد الشيخ أحمد شاكر ما حكى عن ابن سيرين أنه كان لا يرى بأسا أن يجمع بين الصلاتين إذا كانت حاجة أو شيء، ما لم يتخذه عادة، ثم قال: " وهذا هو الصحيح الذى يؤخذ من الحديث، وأما التأول بالمرض أو العذر أو غيره فإنه تكلف لا دليل عليه، وفى الأخذ بهذا رفع كثير من الحرج عن أناس قد تضطرهم أعمالهم، أو ظروف قاهرة، إلى الجمع بين الصلاتين، ويتأثمون من ذلك ويتحرجون، ففى هذا ترفيه لهم وإعانة على الطاعة، ما لم يتخذه عادة، كما قال ابن سيرين " (سنن الترمذى 1/ 358 ـ 359 الحاشية).
وقد ذكر الأستاذ الشيخ على الخفيف ما يؤخذ على المالكية من تركهم العمل بخبر الواحد إذا كان العمل في المدينة على خلافه، ومن هذه الأخبار حديث الجمع بين الصلاتين.
(انظر: أسباب اختلاف الفقهاء ص 78 ـ 79).
([210]) انظر: مفتاح الكرامة ـ كتاب الصلاة 1/ 23.
([211]) انظر حديثه بآخر هذا الجزء، وهذا ما رأيته في العراق والكويت.
([212]) الوسائل 5/ 227.
([213]) الوسائل 5/ 227.
([214]) انظر المرجع السابق ص 170.
([215]) انظر: رسالة الإسلام ـ العدد الثامن، السنة السابعة (رمضان سنة 1374): الجمع بين الصلاتين للسيد شرف الدين الموسوى ص 148 وما بعدها.
http://www.d-sunnah.net/modules/books/booksdownload/saloos/saloos-3.htm
¥(16/379)
ـ[أبو أسامة الزهراني]ــــــــ[06 - 05 - 07, 12:30 م]ـ
بارك الله في الاخوة جميعا.
و لعلي أشد على يد أخي الذي حذر من مجالسة أهل البدع و مناقشتهم لغير العالم بهم .. فجزاه الله خيرأ
و أود أن أضيف أن الجمع بين الصلوات في دين الرافضة كفر (!!) حسب قول المعصوم في دينهم!!
جاء في مسند الإمام زيد ـ باب أوقات الصلاة ـ: حدثني زيد بن عليّ، عن أبيه، عن جده (رضي الله عنهم)، عن علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه): قال رسول الله: «إنه سيأتي على الناس أئمة بعدي يميتون الصلاة كميتة الأبدان، فإذا أدركتم ذلك فصلّو الصلاة لوقتها، ولتكن صلاتكم مع القوم نافلة، فإن ترك الصلاة عن وقتها كفر» (1)
وفيه أيضا:
حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده (ع م) قال: نزل (1) جبريل (ع م) على النبي صلى الله عليه وآله حين زالت الشمس فأمره أن يصلي الظهر ثم نزل عليه حين كان الفئ قامة فأمره أن يصلي العصر ثم نزل عليه حين وقع قرص الشمس فأمره أن يصلي المغرب ثم نزل عليه حين وقع (2) الشفق فأمره أن يصلي العشاء ثم نزل عليه حين طلع الفجر فأمره أن يصلي الفجر ثم نزل عليه من الغد حين كان الفئ على قامة من الزوال فأمره أن يصلي الظهر ثم نزل عليه حين كان الفئ على قامتين من الزوال فأمره أن يصلي العصر ثم نزل عليه حين وقع القرص فأمره أن يصلي المغرب ثم نزل عليه بعد ذهاب ثلث الليل فأمره أن يصلي العشاء ثم نزل عليه] مسند زيد ص99
وهذا من كتب القوم وهذا الرابط.
http://www.al-shia.com/html/ara/books/mosnadzaid/a13.html (http://www.al-shia.com/html/ara/books/mosnadzaid/a13.html)
اتمنى حذف الرابط اذا كان ممنوعا ولا يحذف الرد.
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[06 - 05 - 07, 06:07 م]ـ
كما يعلم الأخوة إنه لمن السفه مناقشة هؤلاء الرافضة في مثل تلك المسئلة الفرعية التي اختلف فيها أهل السنة
قال النووي رحمه الله:
قوله في حديث ابن عباس: (صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعا بالمدينة في غير خوف ولا سفر) وقال ابن عباس حين سئل: لم فعل ذلك؟ أراد أن لا يحرج أحدا من أمته.
وفي الرواية الأخرى: (عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الصلاة في سفرة سافرها في غزوة تبوك، فجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء. قال سعيد بن جبير: فقلت لابن عباس: ما حمله على ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته)
. وفي رواية معاذ بن جبل مثله سواء، وأنه في غزوة تبوك، وقال مثل كلام ابن عباس. وفي الرواية الأخرى عن ابن عباس: (جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر، قلت لابن عباس: لم فعل ذلك؟ قال: كي لا يحرج أمته)
. وفي رواية (عن عمرو بن دينار على أبي الشعثاء جابر بن زيد عن ابن عباس قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ثمانيا جميعا، وسبعا جميعا، قلت: يا أبا الشعثاء أظنه أخر الظهر وعجل العصر، وأخر المغرب وعجل العشاء قال: وأنا أظن ذاك)
. وفي رواية: (عن عبد الله بن شقيق قال: خطبنا ابن عباس يوما بعد العصر حتى غربت الشمس وبدت النجوم وجعل الناس يقولون: الصلاة الصلاة، فجاء رجل من بني تيم فجعل لا يفتر ولا ينثني الصلاة الصلاة، فقال ابن عباس: أتعلمني بالسنة لا أم لك؟ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء. قال عبد الله بن شقيق فحاك في صدري من ذلك شيء؛ فأتيت أبا هريرة فسألته فصدق مقالته)
هذه الروايات الثابتة في مسلم كما تراها، وللعلماء فيها تأويلات ومذاهب، وقد قال الترمذي في آخر كتابه: ليس في كتابي حديث أجمعت الأمة على ترك العمل به إلا حديث ابن عباس في الجمع بالمدينة من غير خوف ولا مطر، وحديث قتل شارب الخمر في المرة الرابعة. وهذا الذي قاله الترمذي في حديث شارب الخمر هو كما قال، فهو حديث منسوخ دل الإجماع على نسخه
. وأما حديث ابن عباس فلم يجمعوا على ترك العمل به، بل لهم أقوال. منهم من تأوله على أنه جمع بعذر المطر، وهذا مشهور عن جماعة من الكبار المتقدمين، وهو ضعيف بالرواية الأخرى من غير خوف ولا مطر. ومنهم من تأوله على أنه كان في غيم، فصلى الظهر ثم انكشف الغيم وبان أن وقت العصر دخل فصلاها، وهذا أيضا باطل؛ لأنه وإن كان فيه أدنى احتمال في الظهر والعصر لا احتمال فيه في المغرب والعشاء. ومنهم من تأوله على تأخير الأولى إلى آخر وقتها فصلاها فيه، فلما فرغ منها دخلت الثانية فصلاها. فصارت صلاته صورة جمع. وهذا أيضا ضعيف أو باطل؛ لأنه مخالف للظاهر مخالفة لا تحتمل، وفعل ابن عباس الذي ذكرناه حين خطب، واستدلاله بالحديث لتصويب فعله، وتصديق أبي هريرة له وعدم إنكاره صريح في رد هذا التأويل، ومنهم من قال: هو محمول على الجمع بعذر المرض أو نحوه مما هو في معناه من الأعذار، وهذا قول أحمد بن حنبل والقاضي حسين من أصحابنا، واختاره الخطابي والمتولي والروياني من أصحابنا، وهو المختار في تأويله لظاهر الحديث ولفعل ابن عباس وموافقة أبي هريرة، ولأن المشقة فيه أشد من المطر، وذهب جماعة من الأئمة إلى جواز الجمع في الحضر للحاجة لمن لا يتخذه عادة، وهو قول ابن سيرين وأشهب من أصحاب مالك، وحكاه الخطابي عن القفال والشاشي الكبير من أصحاب الشافعي عن أبي إسحاق المروزي عن جماعة من أصحاب الحديث، واختاره ابن المنذر ويؤيده ظاهر قول ابن عباس: أراد ألا يحرج أمته، فلم يعلله بمرض ولا غيره والله أعلم. إنتهي من شرح الإمام النووي على صحيح مسلم
¥(16/380)
ـ[أحمد محمد أحمد بخيت]ــــــــ[07 - 05 - 07, 01:00 ص]ـ
الأخوة الكرام. بارك الله فيكم. أجوبة رائعة نفع الله السائلة بها، وثبتها على الحق آمين
وإن أذن لي الأخوان فإن لي عتابا أرجو أن يكون رقيقا لأولئك الأفاضل الذين صرفوا جهدهم إلى معاتبة الأخت الكريمة لأنها شغلت بمناقشة زميلة أو جارة، أو حتى متحاورة في غرفة من غرف الشات، فالذي أراه أن حماية أبنائنا وأخواننا وأخواتنا الغُض النُّضُر بأسلوب المنع لطريق يحتاج إلى مراجعة فالإنسان ابن زمانه، ويصعب جدا عزله عن بيئته ومحيطه والثقافة الغالبة عند أمثاله، هذا إن أغفلنا أن المجتمعات التي يغلب بين أهلها التحاور في مثل المسألة التي طرحتها الأخت هي في الواقع مجتمعات مختلطة، وليس بعيدا - على ما أعلم من حال بعض البيوتات- أن يكون التسنن والتشيع قسمة بين أفراد الأسرة الواحدة، ومن ثم فالتحاور والجدال قدر أهلها شاءوا أم أبوا، ولعل من صالحنا تقدير ذلك وطرح شبهات نعرفها أو نفرضها، ونضع لها الأجوبة القصيرة المبسطة، وبدلا من أن نخوف البشائر من حوار الآخر، وقد يشككهم هذا في سلامة ما عندنا، نجرؤهم على الحوار إن وجد مقتضاه، ويغلب على ظني - في ظل تجربة لم أزل أعاصرها - أنهم يفعلون ذلك مع صغارهم. وجزاكم الله خيرا.(16/381)
سؤالين في الحديث
ـ[طالبه علم مصريه]ــــــــ[05 - 05 - 07, 09:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته اريد ان اعرف الاجابه عن هذة الاسئله السؤال الاول في تعريف الحديث الموقوف لماذا قال لقيته ولم يقل راة نظرا لان تعريف الموقوف مارواه صحابي ولقي رسوب الله صلي الله عليه وسلم ومات علي الاسلام ولو تخللته ردة السؤال الثانى ما الخلل الموجود في الشطر الاول من هذا البيت في المنظومه البيقونيه ومرسل منه صحابي سقط وقل غريب ماروي راوفقط وجزاكم الله كل خير
ـ[إسلام بن طعيمة]ــــــــ[05 - 05 - 07, 11:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى طالبة العلم المصرية
مما فهمته من سؤالكم: لماذا قال: لقي النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يقل رآه نظراً.
والجواب -والله أعلم- لوجود الكفيف من الصحابة مثل: ابن أم مكتوم الأعمى وغيره فمثل هذا يقال فيه لقي النبي (صلى الله عليه وسلم) وأخذ عنه العلم ومات على الإسلام, ولكن ما رآه بعينه.
السؤال الثاني: عن الخلل في الشطر الأول من البيت.
أقول -والله أعلم- هو ليس بخلل بل هو ليس بتعبير دقيق, فإن المرسل هو ما سقط من منتهى اسناده راوٍ سواءً كان صحابياً أو تابعيا, ً أما حكم مراسيل التابعين عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فالراجح فيه والله أعلم هو الضعف لعدم العلم بالساقط من الإسناد أهو صحابي أم تابعي, أما مراسيل الصحابة (بمعنى أن الصحابى رواه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مع اسقاط الصحابي الراوي) فهذا -والله أعلم- حكمه القبول لأن الصحابة جميعاً عدول وثقات.
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[05 - 05 - 07, 12:12 م]ـ
أخي إسلام
ليست كل مراسيل التابعين يُرَجَّح ضعفها.
شكر الله لك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 02:25 م]ـ
إن كان المقصود الخلل العروضي، فهذا تصحيح البيت:
ومُرسلٌ منه الصحابيُّ سقطْ ................... وقل غريبٌ ما رَوَى راوٍ فَقَطْ
وإن كان المقصود الخلل في الحكم، فالمقصود بالصحابي طبقة الصحابة، وليس المقصود أن الصحابي هو الذي سقط بعينه؛ لأن سقوط الصحابي لا يقدح في صحة الحديث اتفاقا.
ولذلك عبر العراقي عنه بقوله (مرفوع تابعٍ) وهو أدق؛ ليشمل سقوط ما فوق التابعي.
والله أعلم
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 02:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنسبة لمراسيل التابعين،
كان المحدثين والفقهاء يقبلونها بلا توقف لأنهم قالوا أن التابعي الثقة لا يرسل إلا عن ثقة، بل غالى بعضهم وقال أن مرسل التابعي أقوى من المتصل لأن التابعي جزم بنسبة الحديث إلى رسول الله!!!!
قبول المرسل مطلقا هو صنيع الإمام مالك رحمه الله في موطئه وهو مذهب الإمام الأعظم أبوحنيفة ومذهب العديد من العلماء ....
إلى أن جاء الإمام الشافعي رحمه الله ورد المراسيل ووضع لها قيودا ولم يقبل إلا مراسيل سعيد بن المسيب لأنه كان من كبار التابعين وليس من الوارد أن يحدث هو عن تابعي آخر، ولأن مراسيله فتشت فوجدت متصلة ...
ووضع الإمام الشافعي شروطا لقبول المرسل: منها كون المرسل من كبار التابعين وأن يكون لا يرسل إلا عن ثقة وأن يأتي الحديث بطريق آخر متصل إلى رسول الله ولو كان السند ضعيفا حتى يعضد الحديث المرسل
ومن ذلك اليوم أصبح منهج المحدثين التقيد بما ذكره الإمام الشافعي رحمه الله من شروط في قبول المرسل ... والله أعلم
ـ[القباني]ــــــــ[05 - 05 - 07, 02:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنسبة لمراسيل التابعين،
كان المحدثين والفقهاء يقبلونها بلا توقف لأنهم قالوا أن التابعي الثقة لا يرسل إلا عن ثقة، بل غالى بعضهم وقال أن مرسل التابعي أقوى من المتصل لأن التابعي جزم بنسبة الحديث إلى رسول الله!!!!
قبول المرسل مطلقا هو صنيع الإمام مالك رحمه الله في موطئه وهو مذهب الإمام الأعظم أبوحنيفة ومذهب العديد من العلماء ....
إلى أن جاء الإمام الشافعي رحمه الله ورد المراسيل ووضع لها قيودا ولم يقبل إلا مراسيل سعيد بن المسيب لأنه كان من كبار التابعين وليس من الوارد أن يحدث هو عن تابعي آخر، ولأن مراسيله فتشت فوجدت متصلة ...
ووضع الإمام الشافعي شروطا لقبول المرسل: منها كون المرسل من كبار التابعين وأن يكون لا يرسل إلا عن ثقة وأن يأتي الحديث بطريق آخر متصل إلى رسول الله ولو كان السند ضعيفا حتى يعضد الحديث المرسل
ومن ذلك اليوم أصبح منهج المحدثين التقيد بما ذكره الإمام الشافعي رحمه الله من شروط في قبول المرسل ... والله أعلم
هذا الكلام أخي الكريم تعوزه الدقة في مواضع فأتمنى أن يتسع صدرك لتعقيبي
أما قولك أن مالك رحمه الله كان يقبل المراسيل ......... ألخ
فهذا ليس على إطلاقه بل يقيدها رحمه الله بأمرين أن تكون المسألة من الأمور الظاهره كالعبادات أذان أو صلاة .... ألخ
وأن يكون على المرسل عمل أهل المدينة .......
أما قولك أن الشافعي يقبل مراسيل سعيد مطلقا فهذا ليس بصحيح وليس هذا مذهب الشافعي بل خطأ النووي رحمه الله في المجموع من قال أن هذا مذهب الشافعي فإنه يشترط في المرسل شروط إذا توفرت قبلها سواء كانت من مراسيل سعيد أو من مراسيل غيره
أرجو أن تراجع كتب الأصول حول هذه المسألة وقبلها تراجع كتب المصطلح الكبار مثل التدريب وفتح المغيث وغيرها لا تخفاك حتى تتم الفائدة
¥(16/382)
ـ[إسلام بن طعيمة]ــــــــ[05 - 05 - 07, 04:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيراً جميعاً
بحمد الله ونعمته أعلم هذا الكلام, بيد أني أردت الإختصار الشديد لضيق الوقت لدي
وأكرر الشكر لكم جميعاً
ـ[أبوحامد الحمادي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 06:05 م]ـ
أخي العزيز القباني
والله إني سعيد بهذا التعقيب أسأل الله أن يهدينا إلى الحق والصواب،
وأرجو الآن يتسع صدرك لبعض التعقيبات البسيطة وأرجو أن تصحح لي إن كنت مخطئا:
أما قولك أن الشافعي يقبل مراسيل سعيد مطلقا فهذا ليس بصحيح
جاء في الباعث الحثيث ما نصه:
"وأما الشافعي فنص على أن مرسلات سعيد بن المسيب: حسان، قالوا: لأنه تتبعها فوجدها مسندة. والله أعلم"
وهذا كان كلامي منذ البداية حيث قلت:"ولأن مراسيله فتشت فوجدت متصلة "
و أنا أعلم أن الإمام النووي رحمه الله قد قال في المجموع:"قال الشافعي وارسال ابن المسيب عندنا حسن هذا نص الشافعي في المختصر نقلته بحروفه لما يترتب عليه من الفوائد"
ثم ذكر الوجهين في المسألة وانتصر للوجه الثاني الذي ذكرته أنت يا أخي الحبيب ....
أما أنا فقد نقلت ما وقفت عليه عند الحافظ ابن كثير وغيره من العلماء و هذا هو رأيهم في فهم نص الشافعي في مراسيل ابن المسيب .....
فالله أعلم بالصواب في المسألة
أما قولك أن مالك رحمه الله كان يقبل المراسيل
فهذا ليس على إطلاقه
أولا: في موضوع القبول المطلق للمرسل
قال في البحر المحيط:"في قبول رواية المرسل ..... الثاني: قبوله من العدل مطلقا، وهو مذهب مالك، وأبي حنيفة"
وهذا ما نقلته بالحرف
بل قال عبد الوهاب في " الملخص ": ظاهر مذهب مالك قبول المراسيل مطلقا إذا كان المرسل عدلا يقظا "
ثانيا: أحببت أن أوضح مذاهب العلماء في المسألة كما نقلها الأصوليون:
قال في اللمع:"فإن كان من مراسيل الصحابة وجب العمل به لأن الصحابة رضي الله عنهم مقطوع بعدالتهم فصل وإن كان مراسيل غيرهم نظرت فإن كان من مراسيل غير سعيد بن المسيب لم يعمل به وقال مالك وأبو حنيفة رضي الله عنهما يعمل به كالمسند"
قال في المستصفى: "مسألة المرسل مقبول عند مالك وأبي حنيفة والجماهير ومردود عند الشافعي والقاضي وهو المختار"
أما في قولك:
فهذا ليس على إطلاقه بل يقيدها رحمه الله بأمرين أن تكون المسألة من الأمور الظاهره كالعبادات أذان أو صلاة .... ألخ
وأن يكون على المرسل عمل أهل المدينة .......
فقد رد ابن حزم ذلك "عمليا" في الاحكام حيث قال:"قال علي: والمخالفون لنا في قبول المرسل هم أصحاب أبي حنيفة، وأصحاب مالك، وهم أترك خلق الله للمرسل إذا خالف مذهب صاحبهم ورأيه، وقد ترك مالك حديث أبي العالية في الوضوء من الضحك في الصلاة، ولم يعيبوه إلا بالارسال وأبو العالية قد أدرك الصحابة رضي الله عنهم، وقد رواه أيضا الحسن وإبراهيم النخعي والزهري مرسلا، وتركوا حديث مالك عن هشام بن عروة عن أبيه أن النبي (ص) صلى في مرضه الذي مات فيه بالناس جالسا والناس قيام، وترك مالك وأصحابه الحديث المروي من طريق الليث، عن عقيل بن خالد، عن الزهري، عن سعيبن المسيب والقاسم وسالم وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أن النبي (ص) فرض زكاة الفطر مدين من بر على كل إنسان، مكان صاع من شعير، وذكر سعيد بن المسيب أن ذلك كان من عمل الناس أيام أبي بكر وعمر، وذكر غيره أنه حكم عثمان أيضا وابن عباس، وذكر ابن عمر أنه عمل الناس، فهؤلاء فقهاء المدينة رووا هذا الحديث مرسلا، وأنه صحبه العمل عندهم، فترك ذلك أصحاب مالك. فأين اتباعهم المرسل وتصحيحهم إياه؟ وأين اتباعهم رواية أهل المدينة وعمل الائمة بها؟."
وجاء في كشف الأسرار: "حكى أصحاب مالك بن أنس عنه أنه كان يقبل المراسيل ويعمل بها"
ولم يذكر أحدهم القيود التي ذكرتها إلا ما ذكر في عمل أهل المدينة كما نقله في البحر المحيط ..
وجاء في إعلام الموقعين: "أما مالك فإنه يقدم الحديث المرسل والمنقطع والبلاغات وقول الصحابي على القياس."
أرجو قد أكون قد بينت لك ما التبس عليك من كلامي، وأرجو أنه يكون قد تبين لك من أين انطلقت في كلامي السالف ....
وأشكرك يا أخي الكريم على هذا الإستدراك
أسأل الله تعالى أن يجمعنا في فردوسه مع نبيه
إنه ولي ذلك والقادر عليه
ـ[وليد الباز]ــــــــ[05 - 05 - 07, 06:46 م]ـ
ما الخلل الموجود في الشطر الاول من هذا البيت في المنظومه البيقونيه
ومرسل منه صحابي سقط * وقل غريب ماروي راوفقط
الخلل والله أعلم أنه لا يقال في المرسل ما سقط منه الصحابي
لأنه من الممكن أن يكون هناك أكثر من حلقة ساقطه من الإسناد
كأن يكون التابعي قد رواه عن تابعي آخر ..
لكن يقال عن المرسل هو ما رواه التابعي عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وجزاكم الله خيرا
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[10 - 05 - 07, 03:51 ص]ـ
أو لعل الخلل أن المرسل قد يطلق على كل ما أسقط راويه واسطة.
وهذا يقال في مرسل الصحابي وغلب إطلاقه على ما رفعه التابعي وقد يطلقه الأئمة على من أسقط واسطة ولو كان على غير صورة ما سبق كقولهم أن التابعي روايته عن الصحابي مرسلة.
ولكن الصواب أن هذا لا يعد خللا لأن المرسل إذا أطلق قصد به ما رفعه التابعي.
والله أعلم(16/383)
الاسم الصحيح لجامع الترمذي هو ....
ـ[أبو أميمة المغترب]ــــــــ[05 - 05 - 07, 12:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إليكم, هذه الفائدة إخواني: الاسم الصحيح لجامع الترمذي هو: (الجامع المختصر من السنن عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و من الصحيح و المعلول و ما جرى عليه العمل) و هذا بعد بحث و تحقيق قام به الشيخ عبد الفتاح ابو غدة , و هذا بناء على ما نقله إلينا أستاذ الحديث و الله أعلم.
ـ[القرشي]ــــــــ[05 - 05 - 07, 05:15 م]ـ
الجامع الكبير المختصر
هكذا سماه المحبوبي عن الترمذي(16/384)
حمل رسالة دكتوراه بعنوان جرح الرواة وتعديلهم الأسس والضوابط
ـ[دكتور محمود عيدان]ــــــــ[06 - 05 - 07, 12:42 ص]ـ
جرح الرواة وتعديلهم ـالاسس والضوابط
رسالة دكتوراه
من اعداد
محمود عيدان احمد الدليمي
بأشراف
الدكتور زياد محمود رشيد العاني
جامعة بغداد ـ كلية العلوم الاسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونشكره، ونستعينه، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فما له من هاد.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله وخاتم النبيين.
أما بعد:
فأن الله تبارك وتعالى خص هذه الامة بخير كتاب أنزل،وشرفها بخير نبي أرسل، وأعزها بخير منهاج شرع، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، في نبأ من كان قبلنا، وخبر مابعدن، وحكم ما بيننا، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن إبتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين،كما أخبر بذلك سيدنا محمد ?
ومن أبرز خصائص هذه الامة، أن الله تبارك وتعالى أراد لدينها أن يكون دين الناس جميعا. ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? چ چ چ چ آل عمران: 85
وهذا يستلزم أن يكون نبينا محمد ? كذلك رسولا إلى الناس كافة، لذا قال تبارك وتعالى مخاطبا نبيه محمدا ? چ ? ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ? ? چ سبأ: 28.
وقد أخبر الصادق المصدق عن نفسه بهذا فقال: ((أعطيت خمسا لم يعطهن نبي قبلي؛ نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة، وأعطيت الشفاعة)).صحيح البخاري/كتاب الصلاة/رقم الحديث 419.
ولكي تكون عالمية الإسلام هذه مثالا واقعا، فقد تكفل سبحانه وتعالى بحفظ كتابه العزيز،الذي هو دستور المسلمين ٹ ٹ چ ? ? ? ? ? ? ? ں چ الحجر: 9
وتكفل كذلك بحفظ سنة نبيه ? وهديه القويم، لأنها الطريق الى الموصل الى هديه وشريعته سبحانه وتعالى بناء على قوله تعالى: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? چ چ چ چ چ آل عمران: 31
وقوله: چ ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? چ النساء: 59
ومعلوم أن الرد إلى الرسول ? بعد وفاته إنما يكون عن طريق الرجوع إلى سنته، والعمل بمقتضاها.
لأجل هذا كله تجلت رحمة الله بهذه الأمة، بأن سخر جهابذة العلماء ووجه عنايتهم إلى القيام بأعباء حمل سنته ? والتصدي لمن يريد ان يلبس على الناس شيئا من ذلك، فكانوا المصفاة التي حفظ الله بها سنة رسوله صلى الله عليه وسلم من شوائب المغرضين من المنافقين والمارقين، فقامت دراسات واسعة، وبذلت جهود كبيرة، في سبيل تمكين الناس من الاحتكام إلى سنته ?
فظهر المفسرون الذين يعلمون الناس مراد الله عز وجل من خطابه في كتابه العزيز، وظهر الفقهاء ليعلموا الناس الحلال والحرام، وظر المحدثون الذين توارثوا أقوال نبينا محمد ?، وأوصلوها الى من بعدهم، وظهر بعد ذلك الناقدون لأخبار الرواة وهم من يعرفون بأئمة الجرح والتعديل، ليقولو للناس أن فلانا كذاب فلا تأخذوا حديثه، وأن فلانا صدوق لكنه سيء الحفظ، وهكذا .... وعد ما قام به هؤلاء الرجال العظام مفخرة الامة الاسلامية عبر الأجيال، وكان اللبنة الأولى في صرح البحث العلمي الرصين، فقد أخضعوا كل من روى شيئا من حديث الرسول ? للدراسة والنقد والتمحيص، وهو ما يعرف عندهم بـ (ميزان الجرح والتعديل) وأصدروا أحكامهم عليهم وفق منهج علمي إسلامي رفيع، تشرئب إليه الأعناق ولا تبلغه، لا مكان فيه للأهواء. من اشتط في حكمه منهم على أحد قالوا له لا عبرة بحكمك، ومن تحامل على غيره كان تحامله على غيره بصمة تؤشر في ميزان ضعفه وهكذا.
لهذا فإن أهمية الجرح والتعديل تأتي بالدرجة الأولى، إذ بغير هذا العلم يفوت كل ما يرتجى من حديث رسول الله ? ويكون المتعاطي لتلك الأحاديث كحاطب ليل، لعله يضع الأفعى على كاهله وهو لا يعلم.
¥(16/385)
لذا رأيت من تمام الفائدة أن أقيم دراستي هذه في تقصي تلك الضوابط التي اتبعها العلماء وهم يمارسون مهمتهم العظمى في نقد رجال الحديث، ومحاكمة مروياتهم لكي لا يظن ظان أن الأمر كان خاضعا عندهم للميول والأهواء. ولكي لا يتجرأ المتجرئون في إصدار أحكامهم علة أحاديث المصطفى?، قبل أ، يعلموا أن لأهل هذا الفن منهجا رصينا في التعامل مع الرواة الذين اختلفت في حقهم أحكام أهل الجرح والتعديل.
وأخيرا فهذا جهدي بذلته، اسأل الله تعالى أن ينفعني به أولا، ويجعله في صحيفة عملي يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأ، ينفع به غيري من المسلمين ثانيا.
فإن أصبت فلله الحمد والمنة،وإن أخطأت فكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
وآخر دعوان أن الحمد لله رب العالمين
الدكتور محمود عيدان أحمد
العراق/صلاح الدين
1428/ربيع الاول /14
2007/ 4/2
المحتويات
اسم الموضوع رقم الصفحة
المقدمة 1
الفصل الأول: التثبت وأهميته في حياة المسلمين. 6
المبحث الأول: التثبت في القرآن الكريم. 7
المبحث الثاني: التثبت في السنة النبوية المطهرة. 21
المبحث الثالث: التثبت عند الصحابة الكرام والتابعين. 26
الفصل الثاني: في ماهية الجرح والتعديل. 45
المبحث الأول: تعريف الجرح والتعديل. 46
المبحث الثاني: التأصيل الشرعي لعلم الجرح والتعديل. 52
المبحث الثالث: أهميته ودواعيه. 57
المبحث الرابع: وسائل ثبوت عدالة الراوي وضبطه. 65
المطلب الأول: بم تثبت عدالة الراوي. 65
التعديل بشهادة الكتاب والسنة. 65
التعديل بالاستفاضة. 68
التعديل بشهادة أئمة الجرح والتعديل. 69
التعديل بحكم القاضي. 70
التعديل بشهرة طلب العلم. 70
التعديل بشيوع الرواية عن الراوي. 71
التعديل بالعمل والفتوى بمقتضى رواية الراوي. 74
التعديل بعدم ثبوت الجرح في الراوي. 75
المطلب الثاني: كيف يعرف ضبط الراوي. 77
معرفة ضبط الراوي بالشهرة والاستفاضة. 78
مقابلة مرويات الراوي بما هو محفوظ عن الثقات. 79
امتحان الراوي. 80
الفصل الثالث: المحاور التي يدور عليها الجرح والتعديل. 83
المبحث الأول: ما يتعلق بجهالة الراوي. 84
المطلب الأول: جهالة الراوي. 84
أسباب وقوع الجهالة. 87
ما ترتفع به الجهالة. 88
المطلب الثاني: حكم رواية المجهول 95
حكم راوية المجهول باعتبار نوع الجهالة. 96
حكم رواية المجهول بالنظر إلى طبقته. 100
حكم رواية المجهول بالنظر إلى وثاقة من يروي عنه.101
المبحث الثاني: ما يتعلق بعدالة الراوي. 103
المطلب الأول: الفاسق وحكم روايته. 105
المطلب الثاني: منخرم المروءة وحكم روايته. 108
المطلب الثالث: المبتدع وحكم روايته. 113
المطلب الرابع: الكذاب والمتهم بالكذب وحكم روايتهما.118
المطلب الخامس: المدلس وحكم روايته. 121
المبحث الثالث: ما يتعلق بضبط الراوي. 129
المطلب الأول: حكم رواية من عرف بالتساهل في حديثه. 131
المطلب الثاني: حكم رواية من اختلط وكان سيئ الحفظ. 134
المطلب الثالث: حكم رواية من كثر وهمه وغلبت عليه الغفلة.137
المطلب الرابع: حكم رواية من غلبت عليه المخالفة. 141
الفصل الرابع: الضوابط المعتبرة في الجرح والتعديل. 147
المبحث الأول: الصفات المعتبرة في الجارح والمعدل. 148
المبحث الثاني: الصفات المعتبرة في الجرح والتعديل. 152
المسألة الأولى: الجرح والتعديل بين الإبهام والتفسير. 152
المسألة الثانية: اشتراط العدد أو عدم ذلك في الجرح والتعديل. 156
المبحث الثالث: ضوابط الترجيح بين الجرح والتعديل عند التعارض.158
الفصل الخامس: ألفاظ الجرح والتعديل ومراتبها. 185
المبحث الأول: ألفاظ الجرح والتعديل. 186
المبحث الثاني: مراتب ألفاظ الجرح والتعديل. 198
الخاتمة.
ملحق تراجم الأعلام الوارد ذكرهم في الرسالة. 206
المصادر والمراجع. 244
الفصل الأول/ التثبت وأهميته في حياة المسلمين
المبحث الأول/ التثبت في القرآن الكريم.
المبحث الثاني/ التثبت في السنة النبوية.
المبحث الثالث/ التثبت عند الصحابة الكرام
والتابعين.
المبحث الأول
التثبت في القرآن الكريم
¥(16/386)
لاشك أن من ينعم النظر في القرآن الكريم والسنة المطهرة فإنه سيجد أن هذا الدين العظيم رفع البشر إلى أعلى مستويات الإنسانية وإنه يتعامل معه كأشرف مخلوق على وجه الأرض ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً))، وإذا أردنا أن نقف عند بعض ملامح هذا التكريم الرباني فلن نتعب في ذلك ولن نتعنى لأن كل جزئية من جزئيات هذا الدين هي علم ونبراس على هذا التكريم.
ونحن حينما نتحدث عن التثبت وأهمية هذا التثبت في حياة المسلمين فإننا في الحقيقة نقف عند معلم بارز من معالم تكريم الله تبارك وتعالى لهذا الإنسان ذلك لأن الله جل وعلا خلق في الإنسان جوهرة مهيبة يستطيع من خلالها أن يحكم على الأشياء وأن يتصرف بعد ذلك بمقتضى ذلك الحكم الذي حكم به. وهذه الجوهرة-وهي العقل-لا تستطيع وحدها أو لا تستطيع مباشرة أن تصدر أحكامها على الأشياء إلا إذا استعانت بأدواتها من سمع وبصر وعلم. ولأجل أن تكون هذه الأحكام مصيبة شرع الله لنا أن نتثبت فيما ترسله أدوات العقل إلى العقل. قال تبارك وتعالى: ((وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً).
والمنهج القرآني في التثبت يتآتى من خمسة منابع كلها تصب في نفس المسلم لتكون منه إنسانا سويا بعيدا عن الأهواء والتذبذب.
المنبع الأول: مدح الله تعالى للعلم والدعوة إلى التفكر والتدبر:
لما كان العلم ملكة تترسخ في النفس الإنسانية بقدر ما يبذل الإنسان من جهد في سبيل تحصيلها ولما كان تحصيل هذا العلم مرتبطا بما يبذله الإنسان من تضييق مصادر الظن والأهواء، كانت تلك المنزلة التي يعطيها الله للعلماء وكان ذلك التمجيد الذي مجد به العلم واهله، بمثابة الدعوة إلى التثبت، لأنه بالتثبت وحده يتحصل العلم.
قال تعالى: ((هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَاب
فأنظر كيف جعل الله العلم الراسخ وسيلة للتخلص من الزيغ المترسب في القلوب المؤدي إلى الفتنة والتأويلات الفاسدة. قال الزمخشري: " (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم) أي لا يهتدي الى تأويله الحق الذي يجب ان يحمل عليه الا الله وعباده الذين رسخوا في العلم، أي ثبتوا فيه وتمكنوا وغضوا عليه بضرس قاطع"
ثم ختم الله تبارك وتعالى الاية الكريمة بان الذين يتذكرون هم اصحاب العقول الذين استفادوا من عقولهم،قال الالوسي: (ان مدح الراسخين بالتذكرليس لان لهم حظا في معرفته، بل لانهم اتعظوا فخالفوا هواهم ووقفوا عند ما حد لهم مولاهم ولم يسلكوا مسلك الزائغين ولم يخوضوا مع الخائضين)
وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)).
قال الطبري في فسير هذه الآية: (يرفع الله المؤمنين منكم ايها القوم بطاعتهم ربهم ... ورفع الله الذين اوتوا العلم من اهل الايمان على المؤمنين الذين ام يؤتوا العلم بفضل علمهم درجات اذا عملوا بما امروا به)
¥(16/387)
وحينما يضطرب الناس يوم القيامة عندما يرون العذاب يتميز أصحاب العلم بعلمهم إنهم على موعد مع هذا الموقف الذي أعدوا له عدته: قال تعالى: ((وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ، وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْأِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)).
يقول الرازي في بيان سبب هذا الاختلاف: (المجرم اذا حشر علم ان مصيره الى النار فيستقل مدة اللبث ويختار تأخير الحشر والابقاء في القبر، والمؤمن اذا حشر علم ان مصيره الى الجنة فيستكثر المدة ولايريد التأخير فيختلف الفريقانويقول احدهما: ان مدة لبثنا قليل وايه الاشارة بقوله "ويقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة" ويقول الاخر لبثنا مديدا، واليه الاشارة بقوله"وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث" يعني كان في كتاب الله ضرب الاجل الى يوم البعث ونحن صبرنا الى يوم البعث "فهذا يوم البعث ولكنكم كنتتم لا تعلمون "يعني طلبكم التأخير لانكم كنتم لا تعلمون البعث ولا تعترفون به فصار مصيركم الى النار)
ويعقد الله تبارك وتعالى موازنة بين طائفتين من الناس أعملوا أنظارهم وعقولهم في مسألة واحدة. فكان منهم من وصل إلى الحق لأنه سعى وراءه مجردا وكان منهم من ساقه عقله إلى الهاوية لأنه لم يحسن استخدام هذه النعمة الربانية بل جعل منها سبب هلاكه وغوايته. قال تبارك وتعالى: ((وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ، وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)) وكل هذا الاختلاف أن الفريق الأول لم يتثبت في إصدار أحكامه ولم يرعو أن يكون صدى لما كان يقال آنذاك عن رسالة محمد ?
فاتذبذب وعدم التثبت يؤديان بالمرء إلى الشرك وزرع النفاق في القلب، والعلم واليقين والتوقي يؤدي بالمرء إلى الإخبات والخضوع لرب العزة. قال تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ، لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ، وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)).
فانظر إلى المرض الجاثم على قلوب المنافقين كيف جعل من إلقاء الشيطان فتنة لهم ووبالا عليهم صدهم عن ذلك الخير العظيم. وأنظر إلى العلم كيف جعل من إلقاء الشيطان ذاته وسيلة من وسائل العلم والتثبت طريقا إلى الإخبات والإذعان لمشيئة الله رب العالمين.
ثم بقي أن نعلم أن الله تعالى جعل العلماء هم الطائفة المرجوة في تحقيق شرع الله جل وعلا وأنهم هم الذين يعرفونه حق معرفته وبالتالي فهم الذين يخشونه حق خشيته.
قال تعالى: ((شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)).
وقال تعالى: ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ، وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)).
المنبع الثاني: نهي الله تعالى المكلف عن عدم التثبت واستخدام المنهج العلمي فيه:
¥(16/388)
ومن المنابع الأساسية التي تساهم في صنع ملكة التثبت في نفس المسلم السوي أن الله تعالى أزرى على عباده الذين يجانبون المنهج العلمي القويم في تحصيل معارفهم وإطلاق أحكامهم.
يقول الله تبارك وتعالى: ((وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)).
قال الزمخشري: (ولا تكن في اتباعك ما لا علم لك به من قول او فعل كمن يتبع مسلكا لا يدري انه يوصله الى مقصده فهو ضال.)
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: (قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس يقول: لا تقل) وقال العوفي: (لا ترم أحدا بما ليس لك به علم) وقال محمد بن الحنفية: (يعني شهادة الزور) وقال قتادة: (لا تقل رأيت ولم تر، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم، فإن الله تعالى سائلك عن ذلك كله) ومضمون ما ذكروه أن الله تعالى نهى عن القول بلا علم).
وقال ابن حيان: (ومعنى لا تقف لا تتبع ما لا علم لك به من قول او فعل 000 ويدخل فيه النهي عن اتباع التقليد)
وقال الشيخ حسنين محمد مخلوف في تفسير هذه الآية: ((ولا تقف)) لا تتبع مالا علم لك به من قول أو فعل ويندرج في ذلك شهادة الزور والكذب وأن تقول
للناس وفي الناس مالا علم لك به، وترميهم بالباطل، وأصل القفو: العضهُ، والبهت والقذف بالباطل.
وجاء في روائع البيان في تفسير هذه الآية: ((وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)) أي لا تتبع مالا علم لك به من قول أو فعل، فترمي الناس بالباطل، وتشهد عليهم بغير حق. بل تثبت من كل أمر، فإن الإنسان يسأل يوم القيامة عن كل ما اكتسبته جوارحه.
وقال تعالى: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ)).
وقال أيضا: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ)). فهل بعد هذه الدعوة الصارخة إلى تحكيم العقل وأعمال الفكر مجال لأن يبقى الإنسان كالريشة في مهب الريح تتناقله الأهواء والظنون إلى حيث الهلاك والمنون؟!!
المنبع الثالث: حملة القرآن الكريم على الذين يتبعون الظن وما تهوى الأنفس:
ولقد شن القرآن الكريم حملة شعواء على الذين يتبعون الظن ويجعلونه قسيم العلم في حياتهم ثم يصدرون أحكامهم انطلاقا من تلك الظنون التي لا تورث إلا أحكاما فاسدة. لأن القضية إذا فسدت مقدماتها فسدت نتائجها قطعا. وعليه فإن كل ما يبنى على الظن لا يستطيع أن يثبت ولا يكتسب صفة الرسوخ، وكل ما بنى على العلم فإنه ثابت وراسخ كما قدمنا في المنبع الأول.
قال تبارك وتعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى، وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً)).
فهنا يرشدنا الله تبارك وتعالى إلى أن الظن لا يمكن أن يكون هو الطريق اللائق بالبشر في بناء الأحكام المتعلقة بالقضايا الغيبية وإن هذا الطريق يزري على الإنسان ويجعله في مرتبة متدنية من الرقي والتطور.
فهؤلاء المشركون لما لم يتبعوا المنهج العلمي في استصدار احكامهم تردوا في مستنقع الشرك والضلال، قال القرطبي:" (وما لهم به من علم) أي انهم لم يشاهدوا خلقه الملائكة ولم يسمعوا ما قالوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يروه في كتاب "
وقال تعالى: ((وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ)).
وقال جل من قائل: ((إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى).
¥(16/389)
ففي هاتين الآيتين جعل الله تبارك وتعالى هلاك البشر وانحرافهم في ديانتهم وعبادتهم بسبب اتباعهم للظن ومجانبتهم للهدى الذي هو نقيض الظن، فلو أن الإنسان احترم عقله ووضع جوارحه من سمع وبصر وشعور في المكان الذي يريده الله تبارك وتعالى واستخدم هذه الروافد بشكلها الصحيح لوصل إلى برد اليقين وباحة الإيمان. ولكن يأبى أكثر الناس إلا أن يلغوا عقولهم ويقفلوا على قلوبهم ويركضوا وراء شهواتهم وأهوائهم فيتبعوا خطوات الشيطان.
قال تعالى: ((وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنّاً إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ)).
بل ان بعض العلماء رأى في هذه الاية مستمسكا لعدم جوار التقليد في الامور العقائدية الا عن طريق النظر والبرهان قال الرازي:"دلت هذه الآية على ان كل من كان ظانا في مسائل الاصول وما كان قاطعا فأنه لا يكون مؤمنا"
وكذلك صرح القرطبي فقال " (ان الظن لا يغني من الحق شيئا) وقيل (الحق) هنا اليقين أي ليس الظن كاليقين وفي الآية دليل على انه لا يكتفى بالظن في العقائد"
وقد أزرى الله تبارك وتعالى على الأمم السابقة حينما جعلوا ظنونهم مطية يركبون عليها على حساب دينهم. فهؤلاء اليهود حينما تخلوا عن المنهج الحق في إصدار أحكامهم واتبعوا ظنونهم قالوا: إن إبراهيم يهوديا وهم يعلمون إن إبراهيم عليه السلام عاش ومات من قبل أن يظهروا إلى الوجود. فحاججهم القرآن العظيم على هذه الفعلة فقال تعالى:
((يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْأِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ، هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ، مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)). ثم شن الله تبارك وتعالى حملة على النصارى حينما تبنوا أحكاما بحق سيدنا عيسى مبناها على الظن وأوضح لهم أن الظنون تورد الخلاف والفرقة وإنها تجلب الغضب والسخط من الله تبارك وتعالى.
قال الله تبارك وتعالى: ((فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلاً، وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً، وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً، بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً)). أما أمة محمد ? فإن الله تبارك وتعالى يرسم لهم الطريق منذ البداية ويضع المعالم أمامهم لكي لا يصلوا إلى ما وصلت إليه الأمم السابقة فيسد جل وعلا كل ثغرة يمكن أن تتسبب في انحراف الأحكام وما يتبناه المسلم في حياته. فيقول جل وعلا:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)).
(فلكي لا يقع المسلم في الظن الباطل الذي يفسد الأحكام عليه أن يترك مساحة كبيرة من الظن المباح توطينا للنفس على التثبت والتوقي وما ذلك إلا لشدة هذا الأمر وخطورته)
المنبع الرابع: ترتيب الله جل وعلا الحقوق على منهج التثبت والبينة:
وربما لا نبالغ إذا قلنا إن أهم المنابع التي تؤصل في نفس المسلم منهج التثبت والتوقي هو ما نلاحظه في القرآن الكريم من إلزام المؤمنين بشكل عملي بذلك المنهج في شتى مناحي الحياة وترتيب الله جل وعلا الحقوق والقضاء على التثبت.
¥(16/390)
فتارة نرى ان الله تبارك وتعالى يحثنا على كتابة العقود والديون، ثم يوجهنا بعد الكتابة الى إشهاد الشهود على ذلك.
وتارة نراه يجعل مدار تطبيق الحدود على البينة، فلا تثبت جريمة ولا يقام حد إلا بعد التثبت والاستيقان.
وتفصيل ذلك فيما يأتي:
يقول الله تبارك وتعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاتَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةَ تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)).
ومن يقف أمام هذه الآية موقف الاعتبار فإنه سيلمس بيده عظمة هذا الإعجاز التشريعي الرائع الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة فيها حفظ لحقوق الناس إلا أحصاها. فالباري عز وجل لما علم من تقلب الإنسان إذا ما وكل إلى نفسه ولما علم من أن هذا الإنسان عرضة للنسيان بسبب أثقال الحياة وأمواجها المتلاطمة لم يرد جل وعلا أن تضيع حقوق بني البشر بعضهم عند بعض إذا تعاملوا بالدين وأراد لكل واحد منهم أن يتثبت في حفظ حقوق غيره لكي تستمر الحياة باستمرار الثقة بينهم. لذا أوجب الله تعالى في مسألة المداينة عدة أمور يمكن إجمالها فيما يأتي:-
1.يحثنا سبحانه وتعالى كتابة المداينة فقال جل وعلا: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ)). مهما تكن الثقة بين الدائن والمدين.
قال الطبري:"اختلف اهل العلم في اكتتاب الكتاب بذلك على من هو عليه هل هو واجب او ندب؟؛ فقال بعضهم: هو حق واجب وفرض لازم… وقال آخرون: كاناكتتاب الكتاب بادين فرضا فنسخه قوله تعالى):فان امن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن امانته) " ـ3
قال ابن حبان:"امر الله تعالى بكتابته لان ذلك اوثق وآمن من النسيان وابعد من الجحود وظاهر الامر للوجوب، وبه قال بعض اهل العلم منهم الطبري واهل
الظاهر وقال الجمهور هو امر للندب يحفظ به المال وتزال به الريبة "
2ـ أوجب الله تعالى أن تقوم عملية الكتابة هذه على يد طرف ثالث، ويجب أن يكون هذا الكاتب عدلا مرضيا من قبل الطرفين. قال تعالى: ((وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ)).
قال الامام الرازي:"واعلم انه تعالى لما امر بكتب هذه المداينة اعتبر في ذلك شرطين:
اولهما: ـان يكون الكاتب عدلا"
3.إذا وجد الكاتب العدل وجب عليه الانقياد لرغبتهما في الكتابة ولا يجوز له أن يمتنع عن كتابة هذه المداينة. قال تعالى (وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّهُ اللَّهُ)).
قال الرازي:"ظاهر هذه الكلام نهي لكلمن كان كاتبا عن الامتناع عن الكتبة والمعنى ان الله تعالى لما علمهالكتبة ورفه بمعرفة الاحكام الشرعية فالاولى ان يكتب تحصيلا لمهم اخيه المسلم وشكرا لتلك النعمة "
4.زيادة في التثبت يجب على الشخص المدين أن يقر ويردد بلسانه ما كتبه كاتب العدل حتى يقع الحق عليه ولا يدعي بعد ذلك أنه لم يعلم مضمون ما كتب. قال تعالى: ((فَلْيَكْتُبْ (أي الكاتب) وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ)) (أي الشخص المدين).
¥(16/391)
قال ابن كثير:"أي وليملل المدين على الكاتب ما في ذمته من الدين وليتق الله في ذلك (ولا يبخس منه شيئا) أي ويكتم منه شيئا "
5.إذا عجز الشخص المدين عن الإقرار وترديد ما كتبه كاتب العدل بسبب الجهل أو الضعف أو البكم وغير ذلك وجب على وليه بالعدل أن يقر نيابة عنه. قال تعالى: ((فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ)).
6.كل هذه العملية تحاط بسور أخر وهو استشهاد رجلين على هذا العقد وهذان الشاهدان يجب أن يكونا مرضيين عند الطرفين جميعا.
7.إذا لم يتيسر رجلان للشهادة فيجب أن يكون الشهود رجلا وأمرأتين قال تعالى: ((وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ)). لأن المرأة أكثر عرضة للنسيان من الرجل أو لأنها أكثر عرضة لأن تصرف عن الحق فتنساه أكثر من الرجل.
8.يجب على الشهداء إجابة الطرفين إذا ما دعوا إلى الشهادة وإقامة الحق قال تعالى: ((وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا)).
9.يحذرنا الله تعالى من السأمة عن كتابة هذه العقود مهما كان حجم المال المستدان لأن في هذا العقد حفظا للحقوق قال تعالى: ((وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلَى أَجَلِه)).
10.أوضح الله تعالى أن هذا التوقي وهذه الحيطة فيها ثلاث ثمار كلها طيبة.
الأولى: إنها أقسط عند الله.
الثانية: إنها أقوم للشهادة بين الناس.
الثالثة: إنها تبعد المتعاملين بالدين عن الريبة وبالتالي تدوم المعاملات بينهم إذا ما انتفت الريبة وسدت منافذها.
فإن كان الله جل تعالى يحثنا الى هذا الحد من أجل دريهمات يأخذها المسلم من المسلم إلى أجل مسمى فإلى أي حد يا ترى يكون التثبت ملزما إذا كان الأمر متعلقا بديننا وعقيدتنا وسنة نبينا محمد ?؟.
ومن الأمور المهمة في حياة المسلم والتي أحتاط لها القرآن الكريم حيطة تامة: الزنا، والقذف بالزنا. فقد شرع الله سبحانه وتعالى عقوبة صارمة لمن يقع في هذه الجريمة ولكن قبل أن توقع العقوبة على من جناها شرع القرآن منهجا للتثبت في هذا الأمر العظيم:-
فأوضح الله تعالى أن الزنا لا يثبت إلا بأربعة شهداء يشهدون على ذلك لكي يستحق الزاني أو الزانية تلك العقوبة الصارمة.
قال تعالى: ((وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً)).
وهذه الاية وان اشتملت على حكم منسوخ وهو الحبس في البيوت الا ان ما يثبت به الحكم غير منسوخ وهو ان يشهد على ذلك اربعة رجال من المسلمين وهو ما يهمنافيما نحن بصدده، قال الرازي:" ذلك ان المرأة اذا نسبت الى الزنا فلا سبيل لاحد عليها الا بأن يشهد عليها اربعة رجال مسلمون على انها ارتكبت الزنا "
ولكي لا يفتح الباب على مصراعيه فيتهم الناس بلا بينة أوضح الله تبارك وتعالى أن من شهد على أحد من الناس بالزنا فهو قاذف مستحق لعقوبة القذف إلا أن يشهد معه ثلاثة آخرون بنفس ما شهد به. لكي يعلم خطورة هذه المسألة ولكي يتعلم المسلمون كيف يتثبتون قبل أن يصدروا أحكامهم. قال تبارك وتعالى: ((وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً * الاالذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم)). قال ابن كثير: "فاوجب على القاذف اذا لم يقم البينة على صحة ما قال ثلاثة احكام: (الاول) ان يجلد ثمانين جلدة. (الثاني) ان ترد شهادته ابدا. (الثالث) ان يكون فاسقا ليس بعدل لا عند الله ولا عند الناس " … واختلف العلماء بعد ذلك في الاستثناء في قوله تعالى: (الا الذين تابوا) هل هو رافع للفسق فقط فلا تقبل شهادتهم ام انه رافع للفسق وعدم قبول الشهادة
¥(16/392)
وزيادة من الله جل وعلا في ترسيخ التثبت في نفوس المسلمين والأخذ بالاحتياط يعلمنا الله جل وعلا أن كافل اليتيم بعد أن كان وليا على ماله يتصرف على وفق مصلحة ذلك اليتيم حينما يكبر هذا اليتيم ويريد أن يرد عليه ماله يجب على الكافل أن يشهد عليه أناسا مرضيين من المسلمين بأنه قد أخذ أمواله. وفي هذه حماية لصفحة الكافل وقطع للألسنة التي لا تريد أن ترعوي أو تتثبت قبل تنطق.
قال تعالى: ((وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً)).
قال القرطبي: "امر الله تعالى بألاشهاد تنبيها على التحصين وزوالا للتهم وهذا الاشهاد مستحب عند طائفة من العلماء .. وقال طائفة هو فرض؛ وهو ظاهر الآية"
وكذلك الحال في الطلاق او الرجعة شرع الباري أن يشهد العدول على ذلك لما فيه من زيادة في التوقي وحماية لأعراض المسلمين والمسلمات من أن تكون عرضة لألسنة الطاعنين والمنافقين.
قال تعالى: ((فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)).
المنبع الخامس: الدعوة الصريحة إلى التثبت في الأخبار:
والمنبع الخامس الذي يصب في نفوس المسلمين لكي يثمر غرس التثبت هو تلك الدعوة الصريحة في القرآن الكريم إلى عدم الخوض في الأخبار على غير هدى، لأن الإنسان السوي يربأ بنفسه أن يتردى إلى المستويات غير الإنسانية حيث يصبح الإنسان بوقا يردد ما يلقى إليه من غير أن يعلم أي بعد لكلامه الذي يقوله ويطلقه.
وأول الآيات التي تقرر هذا المعنى قوله تبارك وتعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)).
وسبب نزول هذه الآية إن الحارث بن ضرار الخزاعي سيد بني المصطلق قال: قدمت على رسول الله ? فدعاني إلى الإسلام فأقررت به ودخلت فيه، ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها وقلت: يا رسول الله أرجع إلى قومي، فأدعوهم إلى الإسلام وأداء الزكاة، فمن استجاب لي جمعت زكاته، فترسل لي رسولا لأبان كذا وكذا ليأتيك ما جمعت من الزكاة فلما جمع الحارث الزكاة ممن استجاب له وبلغ الأبان، احتبس عليه الرسول فلم يأته، فظن الحارث أنه قد حدث فيه سخطة من الله ورسوله، فدعا سروات قومه فقال لهم: إن رسول الله ? قد وقت وقتا يرسل إلي رسوله ليقبض ما عندي من الزكاة، وليس من رسول الله الخلف، ولا أرى حبس رسول الله إلا من سخطة فانطلقوا فنأتي رسول الله ?، وفي الوقت الذي خرج فيه الحارث للحضور عند رسول الله ?، بعث رسول الله الوليد بن عقبة إلى الحارث، ليقبض ما عنده من الزكاة، فلما سار الوليد وقطع بعض الطريق، خاف ورجع، والتقى برسول الله ?، وقال له: إن الحارث منعني الزكاة وأراد قتلي، فبعث رسول الله ? جماعة إلى الحارث، فالتقت به وبأصحابه، فقال الحارث لهذه الجماعة إلى من بعثتم؟ قالت: إليك، قال ولم؟ قالت له أن رسول الله ? بعث إليك الوليد بن عقبة، فمنعته الزكاة وأردت قتله، فقال الحارث: والذي بعث محمدا ما رأيت الوليد وما رآني، ثم دخل الحارث على رسول الله ? فقال له الرسول ?، منعت رسولي وأردت قتل رسولي،؟ فقال يا رسول الله: والذي بعثك بالحق ما رأيته ولا رآني، ولا أقبلت إلا حين احتبس علي رسول رسول الله خشيت أن تكون سخطة من الله ورسوله فنزلت الآية: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)) قال قتادة فكان رسول الله ? يقول (التثبت من الإيمان والعجلة من الشيطان).
¥(16/393)
فلو لا تثبت رسول الله ? وإرساله جماعة بعد الوليد بن عقبة لوقع مالا تحمد عقباه كما أخبر بذلك رب العزة جل وعلا.
والعبرة كما يقول علماء الأصول بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، لذا فإن هذه الآية من أبرز الآيات التي أسست منهج التثبت في حياة المسلم لأنها تقرر أن التأني والتثبت لا يأتيان إلا بالخير وأن العجلة والظنون لا يأتيان إلا بالشر والندامة.
وفي سورة النساء يقرر الباري سبحانه وتعالى هذا المعنى بصورة أخرى مصورا حال ضعاف النفوس الذين يتصدون لكل كلمة يسمعونها ويذيعونها بين المسلمين من دون أن يعرفوا حجمها وأبعادها، ويوضح الله تعالى كذلك أنهم بفعلهم هذا-الناشئ عن عدم التثبت-كادوا أن يتبعوا الشيطان لولا أن الله تداركهم برحمته الواسعة.
قال تعالى: ((وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً)).
وفي سورة النور حينما تكلم المرجفون على سيدتنا عائشة رضي الله عنها واتهموها بما برأها الله منه عرض الله تبارك وتعالى الموقف الذي يجب على المؤمنين أن يتخذوه من التثبت وترك السير وراء كل ناعق.
قال تبارك وتعالى: ((لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ، لَوْلا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ)). حيث أن منهج التثبت الذي أرساه الله جل وعلا في نفوس المسلمين يقتضي أن يتوقف المسلم عن الخوض في هذا الأمر الخطير. لأمرين مهمين ذكرهما جل وعلا:
الأول: إن هذه الدعوى إفك مبين، لا يمكن أن ينطلي على الناس لأنه متضمن طعنا بعرض النبي ?. والأنبياء لا يمكن أن يجعل الله سبيلا للطعن فيهم.
والثاني: إن هذه الدعوى جاءت بلا شهود أو بينة بل جاءت عارية تماما لذا فإن ردها من بديهيات العقل بل العقل يجزم أن صاحب هذا الإفك كاذب مفتر. قال تعالى:
((فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ)).
ونختم هذا المبحث بما ذكره الله جل وعلا في سورة المدثر من أن الذي لا يمسكه الورع والتثبت في حياته على ظهر هذه الأرض فإنه سيحشر يوم القيامة مع الذين لم يصلوا لله تبارك وتعالى ولم يؤدوا زكاة أموالهم.
قال تعالى: ((مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ، وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ، وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ، وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ، حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ، فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ)).
المبحث الثاني
التثبت في السنة النبوية المطهرة
بعد أن تكلمنا عن التثبت في القرآن الكريم ورأينا أنه يشمل جزءا كبيرا من حياة المسلمين فليس عجيبا بعد ذلك أن نجد أن التثبت والدعوة إليه ضاربة الأطناب في السنة النبوية ذلك لأنه ما من أمر في القرآن الكريم ولا نهي ولا حض ولا تحذير إلا وللنبي ? قصب السبق في ذلك. ثم إن السنة النبوية ما هي إلا تجسيد للقرآن الكريم على واقع الحياة. سواء بما أمر به النبي أو نهى عنه.
والذي ينعم النظر في واقع السنة المشرفة يجد أن إشاعة التثبت وزراعته في نفوس المؤمنين قد تم بعد أن قامت أسسه ومكوناته في نفوسهم قبل ذلك. فمن الأجل أن يكون المؤمن متثبتا في حياته سن له النبي ? عدة محاور من السنن كلها تؤتي أكلها في النفس الإنسانية كي يكون إنسانا سويا ويمكن أن نجمل هذه المحاور بخمس نقاط وهي كما يأتي:
المحور الأول:- أمر النبي ? باجتناب الظن:
والظن في أصل اللغة: التردد الراجح بين طرفي الاعتقاد الغير الجازم فلما كان الظن مبنيا على غلبة التخمين أي غير مبني على يقين جازم كان-هذا الظن-بعيدا عما يجب أن يكون عليه المسلم في حياته ولهذا عد النبي ? الحديث المبني على الظنون من أكذب أنواع الأحاديث.
قال ? في الحديث الذي أخرجه البخاري عن أبي هريرة ?: ((إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)).
¥(16/394)
وعن أبي هريرة ? أنه سمع رسول الله ? يقول: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين يهوي بها يفي النار أبعد مما بين المشرق والمغرب)).
المحور الثاني: نهي النبي ? عن كثرة الكلام ووجوب تمحيص المسموع:
في هذا المحور يحث النبي ? أتباعه المؤمنين أن يكون لديهم معيار يقاس عليه ما يرد على أذهانهم من كلام فيأخذ منه ما يوافق الشرع ويطرح ما يخالف ذلك، لأن الإنسان الذي يتحول إلى بوق يردد كل ما يسمع لا يقل عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وسلم سوءا من الذين يتعمدون الكذب. ولأجل هذا نهى النبي ?عن ((قيل وقال)) كما أخرجه البخاري ومسلم من رواية المغيرة بن شعبة ?. ومعناه كما نص ابن كثير (أي الذي يكثر من الحديث عما يقول الناس من غير تثبت ولا تدبر ولا تبين).
وقال ?: ((بئس مطية الرجل زعموا)) لأن المسلم لا يسعه أن يلقي القول هكذا على عواهنه دون أن يتحمل هو مسؤوليته أو يفصح عمن يتحمل مسؤولية ذلك القول. أما التضليل فأنه حرام ولا يجوز أن يلجأ إليه المسلم بأي شكل من الأشكال.
وفي صحيح مسلم يرشدنا النبي ? إلى أن الذي ليس لديه ميزان يمحص به الأقوال يكون مشتركا في الكذب فعن عاصم ? قال: قال رسول الله ?: ((كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع)).
المحور الثالث: تحذيره ? من سماع الكذابين أو الرواية عنهم:
ولكي تكتمل في نفوس المسلمين معاني التثبت أو يصبح الاستيقان سجية لهم أخبر الصادق المصدوق عن ظهور الكذابين وإنهم يتظاهرون بالعلم لكي يفسدوا على الناس أمور دينهم فحذرنا منهم وأوجب علينا ان نقاطعهم وأن لا نحدث إلا عمن هو ثقة.
فعن أبي هريرة ? عن رسول الله ? أنه قال: ((سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم)).
وعنه أيضا ? قال: قال رسول الله ?: ((يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنوكم)).
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله ? يقول: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)).
المحور الرابع: حضه ? صحابته الكرام على حسن التلقي وحسن الأداء:
ومن مظاهر التثبت التي دعا إليها ? وعمل على إشاعتها بين المؤمنين التأكيد التام على حسن التلقي وحسن الأداء بمعنى أن يؤدى المسموع كما سمع من غير زيادة ولا نقصان. حيث دعا ? بالخير لمن يحسن أداء الحديث كما سمعه ودعا قبل ذلك لمن سمع حديثه ? فوعاه وعرف مغزاه والمراد منه.
فقد ورد عن عبد الله بن مسعود ? أن النبي ? قال: ((نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وأداها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)).
وروي البخاري بسنده إلى أبي بكرة ? أن النبي ? قال لهم في آخر خطبته يوم النحر: ((ليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه)).
وفي رواية أخرى للبخاري عن أبي بكرة ? أن رسول الله ? قال: ((ألا لبيلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه)). ومعلوم أن المبلغ لا يستطيع أن يفهم من الحديث أكثر من السامع إلا إذا أدى السامع حديث النبي ? كما سمعه. فهذا الحديث فيه دعوة صريحة إلى أن يؤدى الحديث كما سمع من رسول الله ? لكي لا يفوت نفعه على من خلق الله فيهم قدرة عالية من الوعي.
واعتمادا على هذا الحديث الشريف وأمثاله نص كثير من العلماء على حرمة رواية الحديث بالمعنى لأنه يفوت مقتضى هذا الحديث. ومن أجازها فأنما أجازها بشروط مخصوصة ليس هذا محل ذكرها.
روى مسلم بسنده الى ابي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه، وحدثوا عني ولا حرج ومن كذب علي قال همام احسبه قال متعمدا فليتبوأ مقعده من النار))
وفي رواية الامام احمد ((حدثوا عني ولا تكذبوا ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج))
وروى الرامهرمزي بسنده أن الرسول الله ? قال: ((حدثوا عني ما تسمعون ولا تقولوا إلا حقا)).
¥(16/395)
واخرج القاضي عياض بسنده عن أنس بن مالك ? يقول سمعت رسول الله ? يقول: ((حدثوا عني كما سمعتم ولا حرج إلا من افترى علي كذبا متعمدا بغير علم فليتبوأ مقعده في النار)).
المحور الخامس: إجابه ? السؤال للكشف عن حقائق الأمور:
بعد كل هذا أوجب النبي ? على المسلمين أن يقوموا بالتحري والسؤال بأنفسهم من أجل أن يتثبتوا من حجة الخبر، وقد فعل ذلك ? بنفسه لكي يتأسى به المسلمون ويقتدوا بسنته العطرة كما حصل مع ذي اليدين حين سهى رسول الله ? في صلاة الظهر فقال له)): أ قصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت؟، قال: لم أنس ولم تقصر فقال: أكما يقول ذو اليدين فقالوا: نعم، فتقدم فصلى ما ترك ثم سلم، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر.))
فالنبي ? لم يكتف بما قاله ذو اليدين حتى سأل من كان معه تعليما لصحابته التثبت والتحري.
وكذلك فعل النبي ? في قصة ماعز حينما جاء إليه فقال (انه زنى فأعرض عنه فأعاد عليه مرارا فأعرض عنه فسأل قومه أمجنون هو؟ فقالوا ليس به بأس، قال أفعلت بها؟ قال: نعم، فأمر به أن يرجم)).
فالنبي ? لم يأخذ بكلامه واعترافه على نفسه بالخطيئة حتى سأل قومه عن حاله لكي يكون الحكم مبنيا على التثبت والتحري.
المبحث المبحث الثالث
التثبت عند الصحابة الكرام والتابعين
لقد وعي صحابة رسول الله ? حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم وفهموا أن الله تبارك وتعالى اختارهم من دون الأنام ليبلغوا أحداث عصر الرسالة برمتها إلى من جاء بعدهم. فهم يعلمون جيدا أن لا سبيل إلى استمرار الرسالة الإسلامية إذا لم يكونوا حلقة الوصل بين الأمة ونبيها. وهذا الموقع الحساس يستلزم صفات عالية من الإخلاص العميق وقدرة فائقة على أداء ما تلقوه من نصوص قرآنية ونبوية. كما سمعوها من مصدرها الأول.
وقد استطاع صحابة رسول الله ? أن يكونوا بذلك المستوى الرفيع الذي يريدهم الله له، فهم قد ساروا طوال حياتهم آخذين بعزائم الأمور متعالين عن سفاسفها وصغائرها. واستطاعوا كذلك أن يكونوا الجيل المثالي الذي تخرج على يد النبي ? بسلمهم وحربهم وجدهم وليلهم ونهارهم حتى كانوا بمجموع حياتهم مرآة عاكسة لحياته صلى الله عليه وسلم.
لذا فليس غريبا أن نجد التثبت الذي دعا إليه القرآن الكريم والسنة النبوية ماثلا في حياة الصحابة مثولا رائعا كأنه الشمس في رابعة النهار حتى أن الباحث إذا أراد أن يسجل حالات التثبت في حياة الصحابة الكرام والتابعين فسيجد الكثير الكثير من الأمثلة والشواهد لحالات التثبت التي كانوا يعتمدونها في سبيل الاستيقان والاطمئنان على سنة المصطفى ?.
ولكن مما يحز في النفس وينفطر له القلب أسى أن يتحول هذا الخلق النبيل-والذي رائده الإخلاص الشديد والحرص الأكيد على دين الله وسنة نبيه ? إلى سبة على أولئك الصحابة الكرام ومستمسكا لمن أعرض عن جادة الصواب فادعوا ان الصحابة الكرام كان يتهم بعضهم بعضا في التقول على رسول الله ? ويستشهدون لدعواهم هذه بما أثر عن أولئك الصحابة من زيادة في التحري والاستيقان متناسين إن التحري إذا كان الباعث له هو التأكد من الضبط والحفظ فإنه لا يقدح بعدالة الراوي بخلاف ما إذا كان مبعثه الريبة في صدق الراوي.
فهذا أبو رية يريد أن يصل إلى مراده الخبيث عن طريق ما كان الصحابة يمارسونه من عمليات تثبتيه واستمع إليه إذ يقول: (وكانوا (أي الصحابة) يتشددون في قبول الأخبار من إخوانهم في الصحبة مهما بلغت درجاتهم ويحتاطون في ذلك أشد الاحتياط حتى كان أبو بكر لا يقبل من أحد حديثا إلا بشهادة غيره على إنه سمعه من رسول الله ?).
وهذا الكلام ظاهره شيء وما يريد أن يصل إليه أبو رية شيء آخر فهو حينما يؤسس كلامه هذا على ما رواه (ابن شهاب عن قبيصة أن الجدة جاءت تلتمس أن تورث فقال: ما أجد لك في كتاب الله شيئا وما علمت أن رسول الله ? ذكر لك شيئا ثم سأل الناس، فقام المغيرة فقال: كان رسول الله ? يعطيها السدس فقال له هل معك أحد؟ فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك فأنفذ لها أبو بكر). كان الأجدر به والأحفظ لدينه أن يقول بعد ذلك أن أبا بكر ? إنما طلب رجلا آخر مع المغيرة لأحد أمرين:
- أما من أجل أن يتثبت من حفظ المغيرة.
¥(16/396)
- أو أراد أن يعلم المسلمين ممن كان معه من غير الصحابة على خطورة إسناد الكلام إلى رسول الله ?.
أما أن يقول بعد ذلك مباشرة (وقد وضع (يعني أبو بكر) بعمله هذا أول شروط علم الرواية، وهو شرط الإسناد الصحيح) فمعناه أن أبا بكر ? كان ينظر إلى المغيرة بعين الريبة والاتهام وهذا كلام يحتاج إلى دليل. ولا دليل على ذلك مهما تحمل المتمحلون. حتى إذا ظن أنه قد سلم له بما يقول كشف النقاب عن وجهه وأعرب عن مكنون نفسه فقال: (كان أبو هريرة أول رواية أتهم في الإسلام، قال وممن أتهم أبا هريرة بالكذب عمر وعثمان وعلي)
ثم اشتط وأغرق حتى قال: (ومما وضعه في معاوية ما أخرجه الخطيب عنه: ناول النبي ? معاوية سهما فقال خذ هذا السهم حتى تلقاني به في الجنة).
(وفي سنده وضاح بن حسان عن وزير بن عبد الله ويقال ابن عبد الرحمن الجزري عن غالب بن عبيد الله العقيلي وهؤلاء الثلاثة كلهم هلكى متهمون بالكذب والخبر أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات).
وقريبا من هذا الخط سار أحمد أمين في فجره حينما أدعى أن البدايات الأولى للوضع في الحديث ظهرت في زمن سيدنا عمر بن الخطاب اعتمادا على ما روي من تثبيته ?.
وقبل أن نضرب الأمثلة على تثبت الصحابة رضوان الله عليهم وأرضاهم يجب أن نقف قليلا أمام الباعث الحقيقي الذي دعاهم إلى الالتزام بهذه الحيطة التامة في رواية أحاديث المصطفى ? وسنته الغراء.
إذا أنعمنا النظر في تلك الحوادث فسنجد أنهم كانوا يتثبتون من الحفظ وعدم النسيان ويريدون كذلك من وراء ذلك أن يزرعوا في قلوب تلاميذهم الهيبة والإكبار لسنة المصطفى ?. وإن الوصول إلى هذه الحقيقة ليس أمرا عسيرا لمن رزق السلامة في المقاصد والرزانة في النظر. مثال ذلك ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري قال: (كنت في مجلس من مجالس الأنصار إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور فقال استأذنت على عمر ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت فقال ما منعك؟ قلت استأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت وقال رسول الله ?: (إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع) فقال والله لتقيمن عليه ببينة أمنكم أحد سمعه من النبي ? فقال أبي بن كعب والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم، فكنت أصغر القوم فقمت معه فأخبرت عمر أن النبي ? قال ذلك).
فعمر هنا ? إنما طلب البينة لا لأن أبا موسى غير مؤتمن عنده بل لأمر آخر يفصح عنه عمر نفسه، فقد جاء في رواية الإمام مالك لهذه القصة قول عمر ? (أما إني لم أتهمك ولكني خشيت أن يتقول الناس على رسول الله ?).
وقال ابن حجر في تعقيبه على هذه القصة (وفي رواية عبيد بن حنين… فقال عمر لأبي موسى: والله إن كنت لأمينا على حديث رسول الله ?، ولكن أحببت أن أستثبت) ونحوه في رواية أبي بردة حين قال أبي بن كعب لعمر لا تكن عذابا على أصحاب رسول الله فقال: سبحان الله، إنما سمعت شيئا فأحببت أن أستثبت).
وقال الإمام النووي (وأما قول عمر لأبي موسى: (أقم عليه البينة) فليس معناه رد خبره من حيث هو خبر واحد ولكن خاف عمر مسارعة الناس إلى القول على النبي ? حتى يتقول عليه بعض المبتدعين أو الكاذبين أو المنافقين ونحوهم ما لم يقل، وأن كل من وقعت له قضية وضع فيها حديثا على النبي ? فأراد سد الباب خوفا من غير أبي موسى لا شكا في رواية أبي موسى فإنه عند عمر أجل من أن يظن به أن يحدث عن النبي ? ما لم يقل بل أراد زجر غيره بطريقه فإن من دون أبي موسى إذا رأى هذه القضية أو بلغته وكان في قلبه مرض أو أراد وضع حديث خاف من مثل قضية أبي موسى فأمتنع من وضع الحديث والمسارعة إلى الرواية بغير يقين. ومما يدل على أن عمر لم يرد خبر أبي موسى لكونه خبرا واحدا إنه طلب منه أخبار رجل آخر حتى يعمل بالحديث ومعلوم أن خبر الاثنين خبر واحد وكذا ما زاد حتى بلغ التواتر).
وقال ابن حبان: (قد أخبر عمر بن الخطاب أنه لم يتهم أبا موسى في روايته وطلب البينة منه على ما أراد تكذيبا له، وإنما كان يشدد فيه لأن يعلم الناس أن الحديث عن رسول الله ? شديد).
¥(16/397)
وكذلك تعلق بعض الواهين بما روي عن علي ? من إنه كان يستحلف الرواة إذا حدثوه عن رسول الله ? وحملوا فعله هذا على أنه ارتياب وشك من علي ? فيمن يحدثه عن النبي ?. فقد أخرج الحميدي بسنده عن علي بن أبي طالب ? أنه قال: (كنت إذا سمعت عن رسول الله ? حديثا نفعني الله بما شاء أن ينفعني منه، وإذا حدثني غيره استحلفته، فإذا حلف لي صدقته).
وظاهر أن عليا ? لم يكن يريد من استحلافهم أن يتأكد من صدقهم لأنهم لو كانوا متهمين عنده لأحتاج في توثيقهم إلى من يوثقهم له ولا يصح عندئذ أن يعتمد
على يمينهم في تزكية أنفسهم من الكذب.
وإنما كان مراده والله أعلم أن يتأكد من أن ما رووه رووه باليقين وليس بالظن الغالب كما أخبر بذلك صاحب الروض الباسم حينما قال: (وعلي لم يتهم الراوي بتعمد الكذب لأنه لو اتهمه بذلك لأتهمه بالفجور باليمين ولم يصدقه إذا حلف وإنما أتهمه بالتساهل في الرواية بالظن الغالب فمع يمينه قوي ظنه بأنه متقن لما رواه حفظا).
وينبغي أن يعلم كذلك أن عليا ? كان يوجب العمل بخبر الواحد وإنه لم يحلف الراوي على ذلك لإيمانه بعدالة الصحابة فإذا حلف كان تصديقه خارجا على وجه الكمال.
ومما يشهد لنا بأن تثبت الصحابة ? كان حول ضبط الراوي وحفظه ما رواه البخاري بسنده عن عروة انه قال: (حج علينا عبد الله بن عمرو فسمعته يقول: سمعت النبي صلى اله عليه وسم يقول: إن الله لا ينزع العلم بعد إن أعطاكموه انتزاعا ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون. فحدثت به عائشة زوج النبي ? ثم إن عبد الله بن عمرو حج بعد فقالت: يا ابن أختي انطلق إلى عبد الله فاستثبت لي منه الذي حدثتني عنه فجئته فسألته فحدثني به كنحو ما حدثني، فأتيت عائشة فأخبرتها، فعجبت فقالت: والله لقد حفظ عبد الله بن عمرو).
فقول عائشة في نهاية الحديث (لقد حفظ عبد الله بن عمرو) نص ظاهر أن كل ذلك الاستثبات والاختبار لأجل التأكد من الحفظ وليس فيه ما يدل على الارتياب والتشكيك بالعدالة لا من قريب ولا من بعيد. وإنما (كل ذلك خوفا من الزيادة والنقصان أو السهو والنسيان واحتيطا للدين وحفظا للشريعة وحسما لطمع طامع أو زيغ زائغ أن يجترئ فيحكي عن رسول الله ? ما لم يقل).
بعد هذا نستطيع أن نذكر ما نشاء من نصوص التثبت والاحتياط لدى الصحابة الكرام ونحن آمنون إنها لن تفسر تشكيكا من قبل بعضهم للبعض الآخر. إذا كنا نتحرى الحق والصواب فيما نقول أو نسمع.
وبعد إمعان النظر في هذه النصوص تبين أن التثبت عند الصحابة الكرام كان له تسع طرق كلها توصل إلى الطمأنينة على أحاديث الرسول ?.
الطريقة الأولى: وهي طريق الاستشهاد على رواية الراوي برواية أخرى.
فقد رأينا كيف أن عمر ? طلب من أبي سعيد الخدري ? بأنه قد سمع الحديث هو أيضا من رسول الله ?.
- وروي الإمام مالك بسنده عن قبيصة بن ذؤيب أنه قال: جاءت الجدة إلى أبي بكر الصديق تسأله ميراثها، فقال لها أبو بكر ما لك في كتاب الله شيء وما علمت لك في سنة رسول الله ? شيئا فارجعي حتى اسأل الناس، فسأل الناس فقال المغيرة بن شعبة: حضرت رسول الله ? أعطاها السدس، فقال أبو بكر: هل معك غيرك؟ فقام محمد بن مسلمة الأنصاري، فقال مثل ما قال المغيرة فأنفذه لها أبو بكر).
- ويمثل له بما روى البخاري بسنده عن المغيرة بن شعبة ? أنه قال: (سأل عمر بن الخطاب عن إملاص المرأة هي التي يضرب بطنها فتلقي جنينا فقال: أبكم سمع من النبي ? فيه شيئا؟ فقلت: أنا، فقال: ما هو؟ قلت سمعت النبي ? يقول: (فيه غرة عبد أو أمة)، فقال: لا تبرح حتى تجيئني بالمخرج فيما قلت، فخرجت فوجدت محمد بن مسلمة، فجئت به، فشهد معي أنه سمع النبي ? يقول: فيه غرة عبد أو أمة).
فالباعث على السؤال هنا هو الرغبة في التثبت من الحفظ وأن الحديث جاء على هذا المعنى احتياطا من السهو والخطأ وليس الأمر داخلا في دائرة الخوف من التقول على رسول الله ? لأنه لو كان احتمال التقول قائما لما أمكن دفعه بشهادة رجل من صغار الصحابة كأبي سعيد الخدري أو محمد بن مسلمة رضي الله عنهم وأرضاهم.
الطريقة الثانية: التأكيد على الراوي بسؤاله:
¥(16/398)
وقد اعتمد هذه الطريقة كثير من الصحابة والتابعين فحين يسمعون حديثا لم يسمعوه من قبل فإنهم يؤكدون على الراوي ويستثبتونه استشعارا منهم لأهمية الأمر، مثاله:
-روى الإمام مسلم بسنده عن ابن عمارة بن رؤيبة عن ابيه قال: قال رسول الله ? (لا يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وعنده رجل من أهل البصرة فقال أنت سمعت هذا من النبي ?؟ قال: نعم أشهد به عليه وأنا أشهد لقد سمعت النبي ? يقول بالمكان الذي سمعته منه).
- وكذلك روي مسلم عن أبي هريرة أنه قال لكعب الاحبار أن النبي الله ? قال: (لكل نبي دعوة يدعوها وأنا أريد ان شاء الله أن اختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة فقال كعب لأبي هريرة: أنت سمعت هذا من رسول الله ? قال أبو هريرة: نعم).
- وروى النسائي بسنده عن ابن أبي عمار قال: سألت جابر بن عبد الله عن الضبع فأمرني بأكلها قلت: أصيد هي؟ قال: نعم، قلت: أ سمعته من رسول الله ?؟، قال: نعم). وفي لفظ الترمذي (قال قلت لجابر الضبع أصيد هي، قال: نعم، قال: قلت: آكلها؟ قال: نعم، قال: قلت: أقاله رسول الله ?؟ قال: نعم).
فهذه الأحاديث وعشرات غيرها أدلة قاطعة على عمق منهج التثبت في حياة الصحابة وتلاميذهم وأنهم إنما يثبتون من حفظ الراوي وأدائه ليس إلا بدليل اكتفائهم بعد ذلك بالتأكيد على الراوي نفسه ولو تعدى الأمر هذا لما جاز أن يكون كلام الراوي نفسه دليل توثيق وحجة على صحة الرواية.
الطريقة الثالثة: استحلاف الراوي على روايته:
ومن أبرز من سار على هذا الخط سيدنا علي ? فقد أخرج الترمذي بسنده إلى أسماء بن الحكم الفزاري قال: سمعت عليا يقول: إني كنت رجلا إذا سمعت من رسول الله ? حديثا نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني وإذا حدثني رجل من أصحابه أستحلفته فإذا حلف لي صدقته، وإنه حدثني أبو بكر وصدق أبو بكر قال: سمعت رسول الله ? يقول ما من رجل يذنب ذنبا ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر له ثم قرأ هذه الآية ((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)) -.
وقد كان سيدنا علي ? هو نفسه يحلف على روايته لحديث رسول الله ?، لأن ما يريده من الناس لا يجوز له أن يمنع الناس عنه من التثبت والاستيقان. يشهد على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن زيد بن وهب الجهني، أنه كان في الجيش الذي كان مع علي ? الذين ساروا إلى الخوارج فقال علي ?: أيها الناس إني سمعت رسول الله ? يقول: يخرج قوم من أمتي يقرأون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقبهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم ?. لا تكلوا عن العمل واية ذلك أن فيهم رجلا له عضد وليس له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم، والله إني لأرجو أن يكون هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم الحرام وإنما رواخي سرح الناس فسيروا على اسم الله… (وفي نهاية الحديث) فقام إليه عبيدة السلماني فقال: يا أمير المؤمنين الله الذي لا إله إلا الله هو لسمعت هذا الحديث من رسول الله ?؟ فقال أي والله الذي لا إله إلا هو حتى استحلفته ثلاثا وهو يحلف له).
وقد كان عبد الله بن مسعود ? يحلف لتلاميذه وهو يحدثهم عن رسول الله ? وهو غير متهم عندهم فقد أخرج البخاري بسنده إلى عبد الله بن مسعود قوله: (والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة في كتاب الله إلا أنا أعلم فيم أنزلت ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه).
¥(16/399)
وأخرج مسلم عن عبدة بن زر حبيش قال سمعت أبي بن كعب يقول وقيل له: ان عبد الله بن مسعود يقول من قام السنة أقام ليلة القدر فقال أبي: والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف ما يستثني والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله ? بقيامها هي ليلة صبيحة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع فيها).
الطريقة الرابعة: طريقة اختبار الراوي:
ومن طرق تثبت الصحابة رضي الله عنهم أنهم كانوا إذا سمعوا حديثا عن رسول الله ? يرويه راويه على جهة ما فإنهم كانوا يرسلون إليه بعد فترة من يسمع مرة أخرى فيوازنون بين الروايتين ليتأكدوا من حفظ ذلك الراوي.
فقد أخرج البخاري عن عروة قوله: ((حج علينا عبد الله بن عمرو فسمعته يقول سمعت النبي ? يقول: إن الله لا ينزع العلم بعد أن أعطاكموه انتزاعا ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم فيبقى أناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون فحدثت به عائشة زوج النبي ? ثم أن عبد الله بن عمرو حج بعد فقالت يا ابن أختي انطلق إلى عبد الله فاستثبت لي منه الذي حدثتني عنه فجئته فسألته فحدثني به كنحو ما حدثني فأتيت عائشة فأخبرتها فعجبت فقالت: والله لقد حفظ عبد الله بن عمرو)).
وقد جرى تلامذتهم على هذا المنحى فطالما استثبتوا من راوي الحديث بعد أن يحدثهم.
أخرج البخاري بسنده إلى ابن جريج قال: أخبرني نافع قال: حدثنا عبد الله ابن عمر أن رسول الله ? شغل عنها ليلة فأخرها حتى رقدنا في المسجد ثم أستيقظنا ثم رقدنا ثم استيقظنا ثم خرج علينا النبي ? ثم قال: (ليس أحد من أهل الأرض ينتظر الصلاة غيركم وكان ابن عمر لا يبالي أقدمها أم أخرها إذ كان لا يخشى أن يغلبه النوم عن وقتها وكان يرقد قبلها قال ابن جريج قلت لعطاء وقد سمعت ابن عباس يقول أعتم رسول الله ? ليلة بالعشاء حتى رقد الناس واستيقظوا ورقدوا واستيقظوا فقام عمر بن الخطاب فقال الصلاة فقال عطاء قال ابن عباس فخرج نبي الله ? كأني أنظر إليه الآن يقطر رأسه ماء واضعا يده على رأسه فقال لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوا هكذا فاستثبت عطاء كيف وضع النبي ? على رأسه يده كما أنبأه ابن عباس فبدد لي عطاء بين أصابعه شيئا من تبديد ثم وضع أطراف أصابعه على قرن الرأس ثم ضمها يمرها كذلك على الرأس حتى مست إبهامه من طرف الأذن مما يلي الوجه على الصدغ وناحية اللحية لا يقصر ولا يبطش إلا كذلك وقال لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوا هكذا).
الطريقة الخامسة: الرجوع إلى صاحب الشأن في الرواية:
ومن طرائق تثبت الصحابة رضي الله عنهم الرجوع إلى صاحب الشأن في الرواية وهو ما يعرف عند المحدثين بطلب إسناد العالي اختصارا لطريق الرواية الأمر الذي يقلل بدوره من احتمال الوهم والنسيان؛
- روى الترمذي بسنده إلى أنس بن مالك قال: كنا نتمنى أن يأتي الاعرابي العاقل فيسأل النبي ? ونحن عنده، فبينا نحن كذلك إذا أتاه إعرابي فجثا بين يدي النبي ? فقال: يا محمد ان رسولك أتانا فزعم لنا أنك تزعم لنا ان الله أرسلك فقال النبي ?: نعم، قال: فبالذي رفع السماء وبسط الأرض ونصب الجبال. الله أرسلك؟ فقال النبي ?: نعم، قال: فإن رسولك زعم لنا أنك تزعم أن علينا خمس صلوات في اليوم والليلة فقال النبي ?: نعم، قال فبالذي أرسلك الله أمرك بهذا؟ قال: نعم، قال: فإن رسولك زعم لنا أنك تزعم ان علينا صوم شهر في السنة فقال النبي ?: صدق، قال: فبالذي أرسلك الله أمرك بهذا قال النبي ?: نعم، قال: فإن رسولك زعم لنا أنك تزعم أن علينا في أموالنا الزكاة، فقال النبي ?: صدق، قال: فبالذي أرسلك الله أمرك بهذا، قال النبي ?: نعم، قال: فإن رسولك زعم لنا أنك تزعم أن علينا الحج إلى البيت من استطاع إليه سبيلا، فقال النبي ?: نعم، قال فبالذي أرسلك الله أمرك بهذا فقال النبي ?: نعم، قال: والذي بعثك بالحق لا أدع منهن شيئا ولا أجاوزهن ثم وثب، فقال النبي ?: إن صدق الإعرابي دخل الجنة).
¥(16/400)
فأنظر إلى هذا الإعرابي الذي قطع الفيافي والقفار ولم يكتف بما أخبره به رسول إلى رسول الله ? من أجل أن يصل إنك برد اليقين وبر الأمان زيادة منه في التثبت واستشعارا لعظم ما يترتب على هذا الحديث. لأن المسألة مسألة جنة أو نار فأما سعادة الأبد وأما شقاء الأبد. فأقره رسول الله ? ولم ينكر عليه.
- وأخرج الإمام مالك بسنده عن الفريعة بنت مالك بن سنان وهي أخت أبي سعيد الخدري أخبرتها أنها جاءت إلى رسول الله ? تسأله أن ترجع إلى أهلها في بني خدرة فإن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا حتى إذا كانوا بطرف القدوم لحقهم فقتلوه قالت: فسألت رسول الله ? أن أرجع إلى أهلي في بني خدرة فإن زوجي لم يتركني في مسكن يملكه ولا نفقة قالت فقال رسول الله ? قال: نعم قالت: فانصرفت حتى إذا كنت في الحجرة ناداني رسول الله ? أو أمر بي فنوديت له فقال كيف قلت؟ فرددت عليه القصة التي ذكرت له من شأن زوجي فقال امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله، قالت فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشرا قالت فلما كان عثمان بن عفان أرسل إلي فسألني عن ذلك فأخبرته فأتبعه وقضى به).
(فإرسال عثمان إلى الفريعة، وسؤاله منها عن الحديث الذي قال المصطفى لها يعني أنه أراد أن يسمع الحديث ممن سمعه مباشرة من النبي ? أو صاحب الواقعة… وكان الدافع لسؤاله التثبت من حفظ الحديث وطلب الإسناد العالي، وليس الباعث على سؤاله الريبة أو الخوف من كذب الرواة في الحديث النبوي).
- وأخرج النسائي بسنده عن عمرو بن حزم أنه سمع عروة بن الزبير يقول: ذكر مروان في إمارته على المدينة أنه يتوضأ من مس الذكر إذا أفضى إليه الرجل بيده فأنكرت ذلك وقلت لا وضوء على من مسه فقال مروان أخبرتني بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول الله ? ذكر ما يتوضأ منه فقال رسول الله ? ويتوضأ من مس الذكر، قال عروة: فلم أزل أماري مروان حتى دعا رجلا من حرسه فأرسله إلى بسرة فسألها عما حدثت مروان فأرسلت إليه بسرة بمثل الذي حدثني عنها مروان).
- وأخرج النسائي كذلك بسنده إلى محمد بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: (أتينا جابرا فسألناه عن حجة النبي ? فحدثنا أن رسول الله ? قال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدى وجعلتها عمرة فمن لم يكن معه هدي فليحلل وليجعلها عمرة وقدم علي ? من اليمن بهدي وساق رسول الله ? من المدينة هديا وإذا فاطمة قد لبست ثيابا صبيغا واكتحلت قال فانطلقت محرشا أستفتني رسول الله ? فقلت يا رسول الله أن فاطمة لبست ثيابا صبيغا واكتحلت وقالت: أمرني به أبي ? قال: صدقت، صدقت، صدقت أنا أمرتها).
فهذا رسول الله ? لم يغضب لأن عليا يستوثق من كلام فاطمة رضي الله عنها إذ الأمر كما قلت آنفا رائده الحرص الشديد على الدين.
الطريقة السادسة: سؤال الصحابة رضي الله عنهم عن رواية الراوي:
ومن طرق تثبيت الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا شكوا في حفظ راوٍ في مسألة معينة سألوا فيها من يعتقد فيه العلم والإحاطة بمثلها امتثالا لقوله تبارك وتعالى ((فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ))، ومن أمثلة هذا النوع من التثبت:
- (ما أخرجه الترمذي عن الحسن عن سمرة قال سكتتان حفظتهما من رسول الله ? فأنكر ذلك عمران بن حصين وقال حفظنا سكتة فكتبنا إلى أبي بن كعب فكتب أبي أن حفظ سمرة).
- وما أخرجه مسلم بسنده إلى عبد الله بن مسعود أن رسول الله ? قال: ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم أنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل، قال أبو رافع فحدثت عبد الله بن عمر فأنكره علي فقدم ابن مسعود فنزل بقناة فاستتبعني إليه عبد الله بن عمر يعوده فانطلقت معه فلما جلسنا سألت ابن مسعود عن هذا الحديث فحدثني كما حدثته ابن عمر).
فأنظر إلى حيطة الصحابة رضي الله عنهم كيف أنهم كتبوا إلى أبي ابن كعب من أجل أن يتثبتوا من سنة من سنن المصطفى فكان كلامه هو الفصل والدليل على أن سمرة قد حفظ.
وكذلك الحال مع أبي رافع قدم دليل حفظه بسؤاله لعبد الله بن مسعود رضي الله عنهم.
الطريقة السابعة: شهادة بعضهم لبعض رضي الله عنهم:
¥(16/401)
ومن وسائل التثبت عند الصحابة رضي الله عنهم انهم كانوا إذا سمعوا حديثا لهم به علم شهدوا لذلك الراوي بالصدق والحفظ، ومن أمثلة ذلك:
- ما أخرجه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله ? قال: من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال أمرىء مسلم هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان قال: فدخل الأشعث بن قيس فقال: ما يحدثكم أبو عبد الرحمن قالوا: كذا وكذا قال: صدق أبو عبد الرحمن في نزلت، كان بيني وبين رجل أرض باليمن فخاصمته إلى النبي ? فقال هل لك بينة؟ فقلت لا قال فيمينه قلت: إذن يحلف فقال النبي ? عند ذلك من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال أمرىء مسلم هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان فنزلت ((إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) -.
فشهادة الأشعث بن قيس لعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما هنا وتوافق روايتهما دليل على ضبط عبد الله بن مسعود وإتقانه لشروط رواية الحديث.
الطريقة الثامنة: استدراك بعضهم على بعض في رواية الحديث:
ومن أمثلة التثبت في الحديث عند الصحابة رضي الله عنهم استدراك بعضهم على بعض في رواية الحديث إذا علم أحدهم أن هناك حديثا يروي على غير وجهه الصحيح. وكان استدراك الصحابة رضي الله عنهم بعضهم على بعض أمرا معتادا وشائعا بينهم لأن أحدهم لم يدع العصمة لنفسه، ولعلمهم إن تركهم لهذا الأمر يجعل العالم منهم كاتما للعلم وهو ما توعد عليه الشارع الحكيم على لسان رسوله الكريم.
ومن الجدير بالذكر أنه ليس بالضرورة ان يكون المستدرك أعلى مرتبة من المستدرك عليه بل الأمر مرهون بالحفظ والسماع فمن حفظ فهو حجة على من لم يحفظ. وكان الصحابة رضي الله عنهم يتقبلون ذلك بكل رحابة وانبساط لأن (الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها فهو أحق بها).
وممن اشتهر من الصحابة رضي الله عنهم بكثرة استدراكاته: عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين وزوج النبي ? حتى إن الإمام بدر الدين الزركشي (ت 794هـ) قام بجمع استدراكات عائشة رضي الله عنها على الصحابة وجعلها في كتاب مستقل أسماه (الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة) قام بتحقيقه والتعليق عليه الدكتور سعيد الأفغاني.
ومن الأمثلة على ما استدركه الصحابة رضي الله عنهم بعضهم على بعض:
-
ما أخرجه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن أبي مليكة قال: توفيت ابنة لعثمان ? بمكة وجئنا لنشهدها وحضرها ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم وإني لجالس بينهما أو قال جلست إلى أحدهما ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي فقال عبد الله بن عمر لعمرو بن عثمان ألا تنهى عن البكاء فإن رسول الله ? قال: إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه فقال ابن عباس رضي الله عنهما قد كان عمر ?يقول بعض ذلك ثم حدث قال: صدرت مع عمر ? من مكة حتى إذا كنا بالبيداء إذا بركب تحت ظل سمرة فقال: اذهب فأنظر من هؤلاء الركب قال فنظرت فإذا صهيب فأخبرته فقال أدعه لي فرجعت إلى صهيب فقلت ارتحل فالحق أمير المؤمنين فلما أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول وا أخاه واصاحباه فقال عمر: يا صهيب أتبكي علي وقد قال رسول الله ?: إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه فقال ابن عباس رضي الله عنهما: فلما مات عمر رضي الله عنه ذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها فقالت: رحم الله عمر والله ما حدث رسول الله ? إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه ولكن رسول الله ? قال: إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه وقالت: حسبكم القرآن ((وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)).
قال ابن عباس رضي الله عنهما عند ذلك: والله ((هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى))، قال ابن أبي مليكة (والله ما قال ابن عمر رضي الله عنهما شيئا) 1
فلا يعترض هنا على عائشة باستدراكها على عمر رضي الله عنهما بعلو شأن أمير المؤمنين وشدة تمسكه لأنه ما من صحابي إلا وفاته شيء من سنته ? فكان الشاهد منهم يبلغ الغائب كما أمرهم بذلك ?. ومن أمثلة ذلك ما استدركت:
¥(16/402)
- به عائشة رضي الله عنها على أبي هريرة في مسألة صحة صيام من أصبح جنبا في رمضان. فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عن أبي بكر بن عبد الرحمن ((أنه أتى عائشة فقال: أن أبا هريرة يفتينا أنه من أصبح جنبا فلا صيام له فما تقولين في ذلك فقالت: لست أقول في ذلك شيئا، قد كان المنادي ينادي بالصلاة فأرى حدر الماء بين كتفيه ثم يصلي الفجر ثم يظل صائما2))
- وأخرج كذلك في مسنده عن الحارث بن نوفل قال: ((صلى معاوية بالناس العصر فألتفت فإذا أناس يصلون بعد العصر فدخل ودخل عليه ابن عباس وأنا معه فأوسع له معاوية على السرير فجلس معه قال: ما هذه الصلاة التي رأيت الناس يصلونها ولم أر النبي ? يصليها ولا أمر بها قال: ذاك ما يفتيهم ابن الزبير فدخل ابن الزبير فسلم فجلس فقال معاوية: يا ابن الزبير ما هذه الصلاة التي تأمر الناس يصلونها لم نر رسول الله ? صلاها ولا أمر بها، قال: حدثتني عائشة أم المؤمنين أن رسول الله ? صلاها عندها في بيتها قال: فأمرني معاوية ورجل آخر أن نأتي عائشة فنسألها عن ذلك قال: فدخلت عليها فسألتها عن ذلك فأخبرتها بما أخبر ابن الزبير عنها فقالت: لم يحفظ ابن الزبير إنما حدثته عن رسول الله ? صلى هاتين الركعتين بعد العصر عندي فسألته فقلت إنك صليت ركعتين لم تكن تصليهما قال: إنه كان قد أتاني شيء فشغلت في قسمته عن الركعتين بعد الظهر وأتاني بلال فناداني بالصلاة فكرهت أن أحبس الن اس فصليتهما قال: فرجعت فأخبرت معاوية3.))
وغير ذلك كثير مما حفلت به كتب السنن والآثار من صحابة النبي ? تقضي بأنهم كانوا أمناء الله على سنة نبيه ? أختارهم الله بعلم لتبليغ أحداث عصر الرسالة إلى الأمة الإسلامية بكل أمانة وصدق.
الطريقة التاسعة: الرحلة في طلب الحديث بنية التثبت:
وأخيرا نختم هذا المبحث بذكر طرف مما تحمله الصحابة رضي الله عنهم في سبيل حديث رسول الله ? وهو الرحلة والسعي من اجل التثبت من حديث رسول الله ? وهي الطريقة التاسعة التي مشى بها الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم متحملين في ذلك مشاق عظيمة لا يمكن أن تهون إلا على ذوي الهمم العالية والنفوس الكبيرة.
- أخرج الإمام أبو داود في سنته عن عبد الله بن بريدة ((أن رجلا من أصحاب النبي ? رحل إلى فضالة بن عبيد وهو بمصر فقدم عليه فقال: أما إني لم آتك زائرا ولكني سمعت أنا وأنت حديثا عن رسول الله ? رجوت ان يكون عندك منه علم قال: وما هو؟ قال: كذا وكذا قال: وما لي أراك شعثا وأنت أمير الأرض؟ قال: أن رسول الله ? كان ينهانا عن كثير من الأرفاه، قال: فما لي لا أرى عليك حذاء، قال: كان النبي ? يأمرنا أن نحتفي أحيانا.))
- وأخرج الدارمي في سننه عن ابن عباس قال: ((لما توفي رسول الله ? قلت لرجل من الأنصار: يا فلان هلم فلنسأل أصحاب النبي ? فإنهم اليوم كثر فقال: واعجبا لك يا ابن عباس أترى الناس يحتاجون إليك وفي الناس من أصحاب رسول الله ? من ترى؟ فترك ذلك وأقبلت على المسألة فإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتيه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه فتسفي الريح على وجهي التراب فيخرج فيراني فيقول يا ابن عم رسول الله ما جاء بك ألا أرسلت إلي فآتيك فأقول لا، أنا أحق أن آتيك فأسأله عن الحديث، فبقي الرجل حتى رآني وقد اجتمع الناس علي فقال: كان هذا الفتى أعقل مني.))
وقد استطاع الصحابة رضي الله عنهم أن يزرعوا هذا المبدأ الأصيل في نفوس تلاميذهم من التابعين فكانت الرحلة في طلب الحديث على أشدها وشاعت حتى أصبحت منهجا ثابتا في طلب العلم إذ هي تطبيق واقعي لحديث رسول الله ? ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة)).
فقد أخرج الدرامي عن بسرة بن عبد الله انه قال: ((إن كنت لأركب إلى مصر من الأمصار في الحديث الواحد لأسمعه)).
الطريقة العاشرة: عرض السنة على السنة
ومن الوسائل التي اتخذها الصحابة رضي الله عنهم كأساس من اسس توثيق السنة وتمييز الحديث الصحيح من غيره عرض السنة على السنة
ومن ذلك ما رواه ابو مسلم بن عبد الرحمن قال:"دخلت على عائشةفقلت يا اماه ان جابر بن عبدالله يقول: (الماء من الماء) قالت اخطأ جابر اعلم مني برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمعته يقول: (اذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل)
ايوجب الرجم ولا يوجب الغسل"
¥(16/403)
الطريقة الحادية عشرة:عرض الحديث على القياس
ومن الطرق التي اتبعها الصحابة في التثبت في الحديث: عرض الحديث على القياس.
فقد اخرج الترمذي عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الوضوء مما مست النار ولو من ثور اقط، فقال له ابن عباس:انتوضأ من الدهن انتوضأ من الحميم)
ومن ذلك ايضا ما روى ابن ماجة عن ابي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من غسل ميتا فليغتسل)
وقد ابن عباس ذلك قياساعلى طهارة المسلم في حال حياته فقال: "انجاس هم فتغتسلون منهم؟ "
الطرقة الثانية عشرة: يمين الراوي على صدق روايته
ومن الطرق التي اتبعها الصحابة والتابعون رضي الله عنهم وهم يرسخون منهج التثبت؛يمين الراوي على صدق روايته،لكي تطمئن النفوس الى ما يروى.
فمن ذلك ما اخرجه البخاري عن مسروق عن عائشة (ذكر عندهامايقطع الصلاة؛ الكلب والحمار والمرأة فقالت شبهتمونا بالحمر والكلاب،والله لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلميصلي واني علىالسرير بينه وبين الفبلة مضطجعة فتبدو لي الحاجة فأكره ان اجلس فأوذي النبي صلى الله عليه وسلم فأستل من عند رجليه)
ومنه ايضا ما اخرجه النسائي بسنده الى ابي عبدالرحمن الاوزاعي انه سمع المطلب بن عبد الله يقول: قال ابن عباس:"اتوضأ من طعام اجده في كتب الله حلالا لان النار ميته"؟ فجمع ابو هريرة حصى فقال: "اشهد عدد هذه الحصى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (توضئوا مما مست النار)
وروى الامام احمد عن عمارة بن رويبة عن ابيه قال سأله رجل من اهل البصرة قال: اخبني مال سمعت من رسول الله يقول؟ قال سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) لا يلج النار احد صلى قبل طلوع الشميدس وقبل ان تغرب) قال انت سمعته منه؟ قال: سمعت اذناي ووعاه قلبي فقال الرجل:"والله لقد سمعته يقول ذلك)
فهل لنا بعد هذا إلا أن نقول إن التثبت الذي حض الله تعالى عليه في القرآن الكريم وسنه لنا نبينا محمد ? قد أتى أكله كأطيب ثمار في جيل الصحابة الذين تربوا على يد النبي الخاتم ? فكانوا مصابيح الهدى والنبراس المقتدى الذي يشع على الدنيا لكي يعلمها كيف كان النبي ? يريد لهذه الأمة أن تكون متيقظة ومتثبتة في كل ما يصدر من أقوال أو تصرفات. لأن الله يريد لهم أن يكونوا أمة وسطا ويكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليهم شهيدا.
الفصل الثاني/ في ماهية الجرح والتعديل
المبحث الأول/ تعريف الجرح والتعديل
المبحث الثاني/ التأصيل الشرعي لعلم الجرح والتعديل
المبحث الثالث/ أهمية الجرح والتعديل ودواعيه
المبحث الرابع/ وسائل ثبوت عدالة الراوي وضبطه
المبحث الأول
تعريف الجرح والتعديل
تعريف الجرح والتعديل:
قبل أن نعرف الجرح والتعديل لا بد لنا ان نتعرف أولا على مكونات هذا العلم وهو كما يرى مكون من شقين: الأول ويسمى (الجرح) والثاني ويسمى (التعديل) لكي نستخلص بعد ذلك تعريفا جامعا مانعا لعلم (الجرح والتعديل).
فالجرح لغة: يطلق على معنيين: الاول قولهم اجترح اذا عمل وكسب ومنه قوله تعالى ((الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ)) وانما سمي ذلك اجتراحا لانه عمل بالجوارح وجوارح الإنسان أعضاؤه التي يكتسب بها وجرح الشاهد إذا طعن فيه ورد قوله ومنه قول بعض التابعين (كثرت هذه الأحاديث واستجرحت وقل صحاحها… أراد أن الأحاديث كثرت حتى أحوجت أهل العلم إلى جرح بعض رواتها ورد روايته)
والثاني: قولهم جرحه بحديدة جرحا بضم الجيم والاسم (الجرح) ويقال: جرح الشاهد اذا رد قوله
وقال بعض فقهاء اللغة (والجرح بالضم يكون في الأبدان بالحديد ونحوه، والجرح بالفتح يكون باللسان في المعاني والأعراض ونحوها).
وفي لسان العرب: جرحه يجرحه جرحا أثر فيه بالسلاح، وجرحه أكثر
ويقال جرح الحاكم الشاهد إذا عثر منه ما على تسقط به عدالته من كذب وغيره، وقد قيل ذلك في غير الحاكم فقيل: جرح الرجل: غض شهادته، وقد استجرح الشاهد، والاستجراح النقصان والعيب والفساد، وهو منه.
أما الجرح اصطلاحا: فهو وصف الراوي بما يقتضي تليين روايته أو تضعيفها أو ردها. أو هو ما يفسق به الشاهد ولم يوجب حقا للشرع كما إذا شهد أن الشاهدين شربا الخمر ولم يتقادم العهد.فإن ذلك يسقط شهادتهما وإن لم يوجب حدا عليهما.
تعريف التعديل:
¥(16/404)
والتعديل مشتق من العدل أو العدالة فلابد لنا إذن أن نعرف أولا ما هو العدل وما هي العدالة لكي نستطيع أن نفهم معنى التعديل. فالعدل لغة هو كما:
قال ابن منظور: (العدل ما قام في النفوس أنه مستقيم، وهو ضد الجور، وعدل الحاكم في الحكم يعدل عدلا وهو عادل… ورجل عدل رضا ومقنع في الشهادة… ورجل عدل بين العدل).
(وعدل الحكم تعديلا أقامه،… وكل ما أقمته فقد أقمته وعدلته).
وأما اصطلاحا فهو كما في حديث إبراهيم النخعي أنه (من لم يظهر فيه ريبة)، وفي الحدود الانيقة أن العدل: (مصدر بمعنى العدالة وهي الاعتدال والثبات على الحق).
وعرف الامام الشافعي العدل من الرواة فقال:"ان يكون ثقة في دينه معروفا بالصدق في حديثه بريئا من ن يكون مدلسا يحدث عمن لقي ما لم يسمع منه"
(والعدل هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم) أو هو (من له ملكة تحمل على ملازمة التقوى والمروءة).
هذا ما يتعلق بالعدل. أما العدالة فإنها لغة: الاستقامة قال الفيروز آبادي العدل ضد اجور وما قام في النفوس انه مستقيم كالعدالة والعدولة والمعدلة
واصطلاحا هي كما قال الغزالي:
(عبارة عن استقامة السيرة والدين يرجع حاملها إلى هيئة راسخة في النفس تحمل على ملازمة التقوى والمروءة جميعا حتى تحصل الثقة في النفوس بصدقه) أما التعديل فقد عرفه ابن حجر في فتح الباري نقلا عن ابن المنير بقوله (التعديل
إنما هو تنفيذ الشهادة). (وتعديل الشهود أن تقول أنهم شهود).
تعريف الجرح والتعديل:
إن أقدم تعريف اصطلاحي لعلم الجرح والتعديل هو تعريف ابن أبي حاتم الرازي فقد روي الخطيب بسنده إلى محمد بن الفضل العباس قال كنا عند عبد الرحمن بن أبي حاتم وهو يقرأ علينا كتاب الجرح والتعديل فدخل عليه يوسف بن الحسين الرازي فقال: يا أبا محمد ما هذا الذي تقرؤه على الناس؟ قال: كتاب صنفته في الجرح والتعديل، قال:وما الجرح والتعديل؟ قال: أظهر أحوال أهل العلم من كان منهم ثقة أو غير ثقة).
ويقول المرحوم صديق حسن القنوجي (ت 1307هـ) في كتابه أبجد العلوم (علم الجرح والتعديل علم يبحث فيه عن جرح الرواة وتعديلهم بألفاظ مخصوصة وعن مراتب تلك الألفاظ وهو فرع من فروع علم رجال الحديث).
ويقول الدكتور خليل إبراهيم في تعريفه لهذا العلم: (هو علم يبحث عن الرواة من حيث ما ورد بشأنهم مما يشينهم أو يزكيهم بألفاظ مخصوصة).
إذن نستطيع أن نستخلص مما تقدم أن علم الجرح والتعديل: هو ذلك العلم الذي يعني بدراسة أحوال الرواة مما له تعلق بقبول رواياتهم أو ردها وإصدار أحكام بحقهم بألفاظ مخصوصة على وفق قواعد معلنة.
مقومات الجرح والتعديل:
يعتمد العلماء في تعديل الرواة أو جرحهم على ركنين أساسين هما العدالة والضبط:
أما العدالة: فقد مر بنا تعريفها قبل قليل لكن بقي أن نعرف أن من اتصف بالعدالة يشترط فيه أمور هي ما يسمى بمقومات العدالة وهي:
أولا: الإسلام:
فلا يقبل كافر بالإجماع في الرواية. قال الرازي في المحصول: (الكافر الذي لا يكون من أهل القبلة أجمعت الأمة على أنه لا يقبل روايته، سواء علم من دينه المبالغة في الاحتراز عن الكذب أم لم يعلم).
ثانيا: البلوغ:
فلا تقبل رواية الصبي على الأصح وقيل يقبل المميز إن لم يجرب عليه الكذب.
ثالثا: العقل:
فلا تقبل رواية المجنون مطبق الجنون بالاتفاق. ومن تقطع جنونه وأثر في زمن إفاقته لم يقبل.
رابعا: السلامة من أسباب الفسق وخوارم المروءة:
فلا تقبل رواية من كان فاسقا اواختلت مروءته بحسب العرف السائد.
أما الضبط فإنه في أصل اللغة الحفظ والجزم نقول ضبطه ضبطا أي حفظه بالحزم، ورجل ضابط أي حازم.
وفي الإصلاح يطلق على معنين:
الأول: ضبط الصدر: وهو أن يكون الراوي يقظا غير مغفل حافظا لما سمعه متمكنا من استحضاره متى شاء مع علمه بما يحيل المعاني ان حدث بالمعنى.
والثاني: ضبط الكتاب: ومعناه صيانته لديه منذ أن سمعه إلى أن يؤدي منه.
فإذا عرفنا مقومات الجرح والتعديل عرفنا بعد ذلك الذين ينالهم تجريح العلماء من جهة عدالتهم أو من جهة حفظهم، ويمكن أن نصنفهم إلى ثلاثة أصناف: الصنف الأول: وهم المجرحون من جهة جهالتهم وهم:
1.المبهم. 2.مجهول العين. 3.مجهول الحال.
ثانيا: المجرحون من قبل عدالتهم:
1.الكافر.
2.الصبي.
3.المجنون.
¥(16/405)
4.المبتدع: وهو من اعتقد ما لم يكن معروفا على عهد النبي ? مما لم يكن عليه أمره ولا أصحابه.
5.الفاسق: وهو من عرف بارتكاب كبيرة أو بإصرار على صغيرة.
6.المتهم بالكذب: وهو من يتعامل بالكذب ولم يعرف أنه كذب على النبي ?.
7.الكذاب: وهو من كذب على النبي ? متعمدا ولو مرة.
8.مخروم المروءة.
ثالثا: المجروحون من قبل ضبطهم:
1.من كثر وهمه: كأن يوصل المقطوع أو يرفع الموقوف على سبيل الوهم.
2.من كثرت مخالفته لمن هو أوثق منه أو لجمع من الثقات.
3.من ساء حفظه حتى لا يترجح لديه جانب الصواب من الخطأ.
4.من كان شديد الغفلة فلا يكون لديه من الإتقان ما يميز به بين الصواب والخطأ في مروياته.
5.من كان فاحش الغلط؛ وهو من زاد خطؤه على صوابه زيادة فاحشة.
6.من كان جاهلا بمدلولات الألفاظ ومقاصدها وما يميل معانيها عند الرواية بالمعنى.
7.من عرف بالتساهل في مقابلة كتابه وتصحيحه وصيانته إذا كان يحدث منه.
فكل من اتصف بواحدة من هذه الصفات الآنفة الذكر كان خارجا عن العدالة والضبط. اللذين هما شرطان أساسيان في قبول ما يروى من الآثار والأخبار وسنتكلم عن كل واحد من هؤلاء في موضعه إن شاء الله تعالى.
المبحث الثاني
التأصيل الشرعي لعلم الجرح والتعديل
يقتضي الجرح نقد الأئمة للرواة والنقلة والتعرض لأوصافهم وسجاياهم وأحوالهم والكشف عن بواطنهم والضعف فيهم وإظهارها للناس، وقد أنكر قوم لم يتبحروا في العلم بالحديث وأصول الشريعة ذلك ورأوا انه من الغيبة المحرمة ان كان فيه ما يقولون بحقه وإن كان الأمر على خلافه فهو بهتان.
وليس الأمر كما ذهبوا إليه لأن أهل العلم أجمعوا على أن الخبر لا يجب قبوله إلا من العاقل الصدوق المأمون على ما يخبر به وفي ذلك دليل على جواز الجرح لمن لم يكن صدوقا في روايته، وعدوا ذلك مما لا يجوز السكوت عليه.
وقد استدل العلماء على جواز الجرح بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
فمن القرآن قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)). فقد أوجب الله على المسلمين التوقف في قبول خبر الفاسق حتى يتبين صدقه من كذبه وهذا لا يتم إلا بدراسة حياته والكلام فيه.
يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: (يأمر الله تعالى بالتثبت في خبر الفاسق ليحتاط له لئلا يحكم بقوله فيكون في نفس الأمر كاذبا أو مخطئا، فيكون الحاكم بأمره قد اقتفى وراءه، وقد نهى الله تعالى عن اتباع سبيل المفسدين، ومن هنا امتنع طوائف من العلماء عن قبول رواية مجهول الحال لاحتمال فسقه في نفس الأمر).
ومعلوم أن احتمال الفسق لا يزول عن الراوي إذا كان مجهول الحال إلا بعد النظر والتمحيص في ذلك الراوي وهو ما يقوم به علماء الجرح والتعديل. فكأن الآية قد أمرت بإجراء عملية الجرح والتعديل في حق الرواة حتى يصنفوا بعد تلك العملية إلى أناس صادقين وغير صادقين أما الصادق فيأخذ خبره وأما الفاسق فيجب التوقف في قبول خبره حتى يقطع الشك باليقين إلى أحد الجهتين صدقه أو كذبه.
أما القرطبي فيقول في هذه الآية: (وفي هذه الآية دليل على قبول خبر الواحد إذا كان عدلا لأنه إنما أمر فيها بالتثبت عند نقل خبر الفاسق ومن ثبت فسقه بطل قوله في الأخبار إجماعا لأن الخبر أمانة والفسق قرينة تبطلها) فقوله بقبول خبر الآحاد إن كان من يرويه عدلا إنما يدل على أن من لم يكن عدلا لا يقبل خبره وهذا يقتضي التنبيه والكشف عمن كان غير عدل.
أما من السنة النبوية فقد وردت أحاديث عن النبي ? وصحابته الكرام شهدوا بها على صدق رواتها بعد أن علموا صدقهم ووردت أحاديث أخرى في تجريح بعض الناس مما يشهد أن الجرح والتعديل أمر ثابت ولا مجال لرده أو التشكيك في شرعيته.
ففي التعديل روى الامام احمد بسنده الى عبد الله بن عمرو بن العاص (ان ابا ايوب الانصاري كان في مجلس وهو يقول: ألا يستطيع أحدكم أن يقوم بثلث القرآن كل ليلة؟ قالوا: وهل تستطيع ذلك قال: فإن "قل هو الله أحد" ثلث القرآن .. فجاء النبي ?وهو يسمع أبا أيوب فقال رسول الله ? صدق أبو أيوب).
وكذلك ورد عن النبي ? في حق عبد الله بن عمر قوله: (إن عبد الله رجل صالح).
¥(16/406)
وروى الترمذي بسنده إلى أبي هريرة ? قال: قال رسول الله ?: (نعم الرجل أبو بكر. نعم الرجل عمر. نعم، الرجل أبو عبيدة بن الجراح. نعم الرجل أسيد بن حضير. نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس. نعم الرجل معاذ بن جبل. نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح).
وأخرج الإمام أحمد عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله ?: نعم الرجل خريم الأسدي لولا طول جمته وأسبال أزاره فبلغ ذلك خريما فجعل يأخذ شفرة يقطع بها شعره إلى أنصاف أذنيه ورفع أزاره إلى أنصاف ساقيه).
وفي الجرح ورد عن رسول الله من حديث عائشة أن رجلا استأذن على النبي ? (فقال: ائذنوا له فبئس أخو العشيرة أو بئس رجل العشيرة فلما دخل عليه ألان له القول قالت عائشة: فقلت يا رسول الله قلت له الذي قلت ثم ألنت له القول قال: يا عائشة إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من ودعه الناس أو تركه اتقاء فحشه).
وقد وردت عن السلف الصالح آثار يمكن الاستدلال بها على جواز الجرح والتعديل.
فمن ذلك ما أخرجه النسائي من حديث أبي اسحق قال: سمعت عبد الله بن يزيد يخطب قال حدثنا البراء وكان غير كذوب أنهم كانوا إذا صلوا مع رسول الله ? فرفع رأسه من الركوع قاموا قياما حتى يروه ساجدا ثم سجدوا.
وأخرج كذلك عن مقسم قال الوتر سبع فلا أقل من خمس ذكرت ذلك لإبراهيم فقال عمن ذكره؟ قلت: لا أدري قال الحكم: فحججت فلقيت مقسما فقلت له: عمن قال عن الثقة عن عائشة وعن ميمونة.
وأخرج الترمذي من حديث نافع قال: (سألني عمر بن عبد العزيز عن صدقة العسل قال: فقلت: ما عندنا عسل نتصدق منه ولكن أخبرنا المغيرة بن حكيم أنه قال: ليس في العسل صدقة فقال عمر: عدل مرضي فكتب إلى الناس أن توضع يعني عنهم).
ومما ورد من قبيل تجريح الرواة ما أخرجه الإمام أحمد من حديث ابن عبيد بن عمير عن ابيه أنه جلس ذات يوم بمكة وعبد الله بن عمر معه فقال: قال رسول الله ? أن مثل المنافق يوم القيامة كالشاة بين الربيضين من الغنم إن أتت هؤلاء نطحنها وإن أتت هؤلاء نطحنها فقال له ابن عمر: كذبت، فأثنى القوم على أبي خيرا أو معروفا فقال ابن عمر: لا أظن صاحبكم إلا كما تقولون ولكني شاهد نبي الله ? إذ قال: كالشاة بين الغنمين فقال: هو سواء، فقال: هكذا سمعته). فمن الظاهر هنا أن تجريح عبد الله بن عمر لعبيد بن عمير إنما هو من جهة حفظه وضبطه وليس هو متهما بالكذب عند ابن عمر بدلالة قوله: (لا أظن صاحبكم إلا كما تقولون).
وأخرج الدارمي بسنده إلى محمد بن سيرين قوله: (ما حدثتني فلا تحدثني عن رجلين فإنهما لا يباليان عمن أخذا حديثهما).
وأخرج له أيضا قوله: (إن هذا العلم دين فلينظر الرجل عمن يأخذ دينه).
أما التأصيل الشرعي لاعتبار الضبط والإتقان في رواية الأخبار فأبرز قول المصطفى ? في الحديث الصحيح: (نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمع فلب مبلغ اوعى من سامع)
ووجه الدلالة في هذا الحديث هو قول النبي ? (فبلغه كما سمع) نص على الحث على الحفظ سواء أكان الحفظ حفظ صدر أو حفظ كتاب.
وفي بعض روايات هذا الحديث (نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فانه رب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منه) وهذا نص على اعتبار الضبط عند الأداء، لأن المبلغ لا يمكن أن يعي أكثر من المبلغ ألا إذا كان المبلغ ناقلا للنص بحذافيره من دون زيادة ولا نقصان.
لذا فإن الكلام في جرح الرواة ليس داخلا في باب الغيبة وإنما هو النصيحة في دين الله.
المبحث الثالث
أهميته ودواعيه
أهميته ودواعيه:
لا شك أن شرف كل شيء مستمد من شرف متعلقه. ولما كان علم الجرح والتعديل هو المرقاة الكبيرة إلى سنة الرسول ?، عد علم الجرح والتعديل الأصل الحقيقي الذي تبنى عليه كل علوم السنة النبوية.
ولما كانت السنة صنو القرآن وبيانه والمشكاة الكاشفة عن أسراره كانت علوم السنة النبوية تأتي بعد القرآن العظيم عند المسلمين، بما فيها علم الجرح والتعديل الذي به يذاد عن سنة الرسول ?.
وقد تكلم علماؤنا الأجلاء رحمهم الله تعالى عن أهمية علم الجرح والتعديل. وأنه لأهميتة جاز لهم أن يتكلموا في الناس مجرحين ومعدلين بخلاف غيرهم ممن لم يعرضوا لهذا إذ لم يجز لهم أن يتكلموا في الرجال.
¥(16/407)
ولا أظن أننا لكي نكشف النقاب عن أهمية علم الجرح والتعديل بحاجة إلى أن نتحدث عن أهمية السنة النبوية في حياة المسلمين حيث أن هذا الأمر إن لم يكن من ضروريات الدين فهو من بديهياته.
فقد طفحت كتب السنة النبوية والحديث الشريف بالحديث عن مكانتها وأهميتها وقد أجملها السباعي بما يلي:
- أنها مؤكدة لما جاء به القرآن الكريم.
- إنها مقيدة لما جاء به مطلقا.
- إنها مخصصة لما جاء في القرآن عاما.
- إنها مفصلة لما جاء فيه مجملا.
- أنها مؤسسة لأحكام جديدة لم يرد لها ذكر في القرآن الكريم.
إذن فأهمية الجرح والتعديل مستمدة من أهمية السنة النبوية في حياة المسلمين. فهي ضرورة شرعية أوجبها عليهم التزامهم بطاعة الله وطاعة رسوله ?.
يقول ابو نعيم الأصبهاني في كتابه (الضعفاء): (فلما وجب طاعته ومتابعته ? لزم كل عاقل ومخاطب الاجتهاد في التمييز بين صحيح أخباره وسقيم آثاره وأن يبذل مجهوده في معرفة ذلك واقتباس سنته وشريعته من الطريق المرضية والأئمة المهدية وكان الوصول إلى ذلك متعذرا إلا بمعرفة الرواة والفحص عن أحوالهم وأديانهم والبحث والكشف عن صدقهم وكذبهم وإتقانهم وضبطهم وضعفهم ودهائهم وخطئهم).
وتكلم الإمام السيوطي في تدريب الراوي عن معرفة الثقات من الضعفاء الذي وسيلته الجرح والتعديل. فقال: (معرفة الثقات والضعفاء وهو من أجل الأنواع (يعني أنواع علوم الحديث) فبه يعرف الصحيح والضعيف وفيه تصانيف كثيرة… وما أغزر فوائده وما أجله وجوز الجرح والتعديل صيانة للشريعة).
وقال الخطيب البغدادي موضحا الدواعي الحقيقية لقيام علم الجرح والتعديل: (لما كان أكثر الأحكام لا سبيل إلى معرفته إلا من جهة النقل لزم النظر في حال الناقلين، والبحث عن عدالة الراوين، فمن ثبتت عدالته جازت روايته، وإلا عدل عنه والتمس معرفة الحكم من جهة غيره لأن الأخبار حكمها حكم الشهادات في أنها لا تقبل إلا عن الثقات).
وتأتي أهمية الجرح والتعديل وتبرز دواعيهما كذلك من جهة أنها بمنزلة الشهادة على صدور ذلك المنقول عن رسول الله ?، ومعلوم أننا مأمورون في القرآن الكريم برد شهادة الفاسق وقبول شهادة المؤمن المرضي، والتوقف في شهادة مجهول الحال حتى يتضح أمره.
- أخرج الخطيب البغدادي بسنده إلى بشر بن الحارث قال سمعت سفيان يقول: الإسناد في الحديث بمنزلة الشهادة.
- وأخرج كذلك عن الحسن بن محمد بن شعبة الانصاري يقول: سمعت عبد الله بن المبارك الحافظ يقول: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول: إنما هي شهادة وهذا الذي نحن فيه من أعظم الشهادات.
وقال علي بن المديني موضحا أهمية الجرح والتعديل وأنه نصف ما يقوم عليه علم الحديث: (التفقه في معاني الحديث نصف العلم، ومعرفة الرجال نصف العلم).
وقال ابن حبان: (فإن أحسن ما يدخره المؤمن الخير في العقبى وأفضل ما يكتسب به الذخر في الدنيا حفظ ما يعرف به الصحيح من الآثار ويميز بينه وبين الموضوع من الأخبار، إذ لا يتهيأ معرفة السقيم من الصحيح ولا استخراج الدليل من الصريح إلا بمعرفة ضعفاء المحدثين والثقات وكيفية ما كانوا عليه من الحالات).
وقال الخطيب البغدادي: (أجمع أهل العلم أنه لا يقبل إلا خبر العدل كما أنه لا تقبل إلا شهادة العدل، ولما ثبت ذلك وجب متى لم نعرف عدالة المخبر والشاهد أن يسأل عنهما أو يستخبر عن أحوالهما أهل المعرفة بهما إذ لا سبيل إلى العلم بما هما عليه إلا بالرجوع إلى قول من كان بهما عارفا في تزكيتهما، فدل على أنه لابد منه).
وقال الإمام مسلم في معرض حديثه عن أهمية الجرح والتعديل في مقدمته في صحيحه:
(وإنما التزموا (أي أئمة الحديث) بالكشف عن معايب رواة الحديث وناقلي الأخبار وأفتوا بذلك حين سئلوا لما فيه من عظيم الخطر، إذ الأخبار في أمر الدين، إنما تأتي بتحليل أو تحريم أو أمر أو نهي، أو ترغيب أو ترهيب فإذا كان الراوي لها ليس بمعدن للصدق والأمانة… ولم يبين ما فيه لغيره ممن يجهل معرفته، كان آثما بفعله ذلك غاشا لعوام المسلمين، إذ لا يؤمن على من سمع تلك الأخبار أن يستعملها أو يستعمل بعضها ولعلها أو أكثرها أكاذيب، مع أن الأخبار الصحاح من رواية الثقات، وأهل القناعة أكثر من أن يضطر إلى نقل من ليس بثقة).
¥(16/408)
وأوضح الإمام ابن أبي حاتم الرازي أن مدار فهم الشريعة كله يدور على علم الجرح والتعديل إذ لا سبيل إلى فهم آيات الكتاب إلا بالرجوع إلى السنة المطهرة. ولا سبيل إلى التمسك الصحيح بالسنة المطهرة إلا بالتمييز بين صحيحها وسقيمها ولا سبيل إلى معرفة الصحيح من السقيم إلا بمعرفة علم الجرح والتعديل والوقوف على أحوال الرجال. فقال: (فإن قيل كيف السبيل إلى معرفة ما ذكر من معاني كتاب الله عز وجل ومعالم دينه؟ قيل بالآثار الصحيحة عن رسول الله ? وعن أصحابه النجباء الألباء الذين شهدوا التنزيل وعرفوا التأويل ?. فإن قيل بم تعرف الآثار الصحيحة والسقيمة؟! قيل بنقد العلماء الجهابذة الذين خصهم الله بهذه الفضيلة ورزقهم هذه المعرفة في كل دهر وزمان.
حدثنا أبو محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي أخبرنا أبي قال: أخبرني عبدة بن سليمان المروزي قال: قيل لأبن مبارك: هذه الأحاديث المصنوعة؟!! قال يعيش لها الجهابذة).
وقال أبو الوليد الباجي في جواز الجرح ودواعيه: (وإنما يجوز للمجرِح أن يذكر المجرَح بما فيه مما يرد حديثه لما في ذلك من الذب عن الحديث وكذلك ذو البدعة يذكر ببدعته لئلا تغتر به الناس حفظا للشريعة وذبا عنها).
بقي أن نعلم بعد هذا أن علماءنا الإجلاء رحمة الله عليهم لم يسارعوا إلى الخوض في هذا الأمر إلا بعد أن علموا علم اليقين أن الجرح أمر جائز لهم بل واجب عليهم وأنه خارج عن دائرة الغيبة المحرمة. إذ عليه مدار تصحيح الأحاديث الواردة عن النبي ? وصحابته الكرام. فلما كان معرفة الصحيح من السقيم من الآثار واجبا-وهو ما لا يتم إلا بالجرح والتعديل-كان الجرح والتعديل واجبا اعتمادا على القاعدة الأصولية التي تقول: (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب).
وتكلم العلماء في الكشف عن الحدود الفاصلة بين الغيبة المحرمة والغيبة المباحة. حتى لا يقع الناس في الحرام.
يقول الإمام النووي: (والغيبة ذكر الإنسان في غيبته بما يكره والبهت أن يقال له الباطل في وجهه وهما حرامان ولكن تباح الغيبة لغرض شرعي ولذلك أسباب:
- أحدهما: التظلم: فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولاية على إنصافه من ظلمه فيقول ظلمني فلان أو فعل بي كذا.
- الثاني: الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب: فيقول لمن يرجو قدرته فلان يعمل كذا فازجره عنه.
- الثالث: الاستفتاء: بأن يقول للمفتي ظلمني فلان أو أبي أو أخي أو زوجي بكذا فهل له ذلك وما طريقي في الخلاص منه، ودفع ظلمه عني…
- الرابع: تحذير المسلمين من الشر: وذلك من وجوه:
* منها جرح المجرحين من الرواة والشهود والمصنفين وذلك جائز بالإجماع بل واجب صونا للشريعة.
* ومنها الإخبار بعيبه عند المشاورة في مواصلته.
* ومنها إذا رأيت من يشتري شيئا معيبا أو عبدا سارقا أو زانيا أو شاربا أو نحو ذلك أن تذكره للمشتري إذا لم يعلمه نصيحة لا بقصد الإيذاء والإفساد.
* ومنها إذا رأيت متفقها يتردد إلى فاسق أو مبتدع يأخذ عنه علما وخفت عليه ضرره فعليك نصيحته ببيان حاله قاصدا النصيحة.
* ومنها أن يكون له ولاية ولا يقوم بها على وجهها لعدم أهليته أو لفسقه فيذكره لمن له عليه ولاية يستدل بها على حاله ولا يغتر به ويلزم الاستقامة.
- الخامس: أن يكون مجاهرا بفسقه أو بدعته: كالخمر ومصادرة الناس وجباية المكوس وتولي الأمور الباطلة فيجوز ذكره بما يجاهر به ولا يجوز بغيره إلا بسبب آخر.
- السادس: التعريف: فإذا كان معروفا بلقب كالأعمش والأعرج والأزرق والقصير والأعمى والأقطع ونحوها جاز تعريفه به ويحرم ذكره به تنقيصا ولو أمكن التعريف بغيره كان أولى).
فأنظر إلى حكمة الله كيف انتقلت الغيبة من أكل للحوم الناس إلى واجب شرعي حينما تعلق الأمر بحفظ الدين وصيانة الشريعة.
جاء في كتاب بحر الدم فيمن تكلم فيه أحمد بمدح أو ذم: (ولابد لك قبل ذلك أن تعلم أن الكلام في الرجال ليس هو من باب الغيبة المحرم وإنما هو من باب تصحيح الحديث).
وأخرج العقيلي بسنده إلى سفيان بن عيينة قوله: (كان شعبة يقول: تعالوا حتىنغتاب في الله).
وأخرج كذلك بسنده إلى ابن علية أن رجلا قال: (فلان ليس ممن يؤخذ عنه الحديث فقال الآخر: قد اغتبت الرجل فقال رجل: ليست هذه بغيبة إنما هذا حكم فقال ابن علية: صدقك الرجل يعني الذي قال هذا حكم).
¥(16/409)
قال عبد الله بن الإمام أحمد: (جاء أبو تراب النخشبي إلى أبي فجعل أبي يقول: فلان ضعيف وفلان ثقة فقال أبو تراب: يا شيخ لا تغتب العلماء، فالتفت أبي إليه فقال له: ويحك هذا نصيحة ليس هذا غيبة).
قال الامام النووي في شرحه على صحيح مسلم في بيان هذا الأمر:
(أعلم أن جرح الرواة جائز، بل هو واجب بالاتفاق للضرورة الداعية إليه، لصيانة الشريعة المكرمة، وليس هو من الغيبة المحرمة، بل من النصيحة لله تعالى ورسوله ?، ولم يزل فضلاء الأمة وأخيارهم وأهل الورع منهم يفعلون ذلك).
وتكلم الخطيب البغدادي في كفايته عن أولئك الذين يريدون أن يعيش الناس في عماية عن أمور دينهم زعما منهم أن الكلام في الرجال مما حرم الله على عباده أن يخوضوا فيه فكفى ووفى، فقال رحمه الله:
" وقد انكر قوم ام يتبحروا في العلم قول الحفاظ من ائمتنا، واولي المعرفة من أسلافنا أن فلانا الراوي ضعيف وفلان غير ثقة، وما أشبه هذا من الكلام ورأوا ذلك غيبة لمن قيل فيه أن كان الأمر على ما ذكره القائل وإنه كان الأمر على خلافه فهو بهتان.
(واحتجوا بالحديث الذي يرويه أبو هريرة أن رسول الله ? سئل ما الغيبة؟ قال: ذكرك أخاك بما يكره، قال: أفرأيت أن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان في أخيك ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته) ".
وقد قال قائلهم في ذلك شعرا أنشد فيه عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني قال: أنشدنا أبو بكر محمود بن أحمد المفيد قال: أنشدني الحسن بن علي الباغاني من أهل المغرب قال: أنشدني بكر بن حماد الشاعر المغربي لنفسه:
أرى الخير في الدنيا يقل كثيره وينقص نقصا والحديث يزيد
فلو كان خيرا كان كالخير كله ولكن شيطان الحديث مريد
ولأبن معين في الرجال مقالة سيسأل عنها والمليك شهيد
فإن تك حقا فهي في الحكم غيبة وإن تك زورا فالقصاص شديد
(قلت والقائل (الخطيب البغدادي) وليس الأمر على ما ذهبوا إليه لأن أهل العلم أجمعوا على أن الخبر لا يجب قبوله إلا من العاقل الصدوق المأمون على ما يخبر به وفي ذلك دليل على جواز الجرح لمن لم يكن صدوقا في روايته).
إذن فبعد كل هذا الذي رويناه وأبصرنا من الضرورة الملجئة إلى الكلام في الرجال نستطيع أن ندرك أن علماءنا لم يكن سهلا عليهم أن تكلموا في علماء المسلمين جرحا وتعديلا فهم يعلمون أنهم بين أمرين كل منهما غاية في الصعوبة أن يتكلم في الرجال فيوشك أن يقع في الغيبة إذا ما تجاوز حدود الجرح التي أباحها الله له وهي ما تحفظ به حدود الشريعة ويصان ذمارها.
وبين أن يدع ذلك فيضيع الصحيح في زحمة السقيم ويختلط الحابل بالنابل ويسير الناس على غير هدى.
يقول ابن منده في شروط الأئمة: (فلولا ما روينا عن المصطفى من التشديد في الرواية عنه وما نطق به الكتاب من التثبت في شهادة المتهم وقبول العدل وأهل الرضا ثم عن الصحابة المختارة لصحبته ? والتابعين بعدهم من التوقف والتشديد في هذا الأمر، ووجدنا جماعة من أهل العلم بعدهم اقتصروا على الأخبار الصحيحة عندهم من روايات الثقات المعروفين بالصدق والأمانة فرووها، وطرحوا كثيرا من الحديث الضعيف والروايات المنكرة لما استجرأت على هذا (يعني تجريح المجروحين ورد رواياتهم) ولكني في هذا الأمر مقتد بمن تقدم ذكرهم).
لذا كان لجارحهم شروط ولجرحهم شروط ولقبول هذه الأحكام أصول ومبادئ وهو ما سنتكلم عنه في الفصل القادم إن شاء الله تعالى.
المبحث الرابع/ وسائل ثبوت عدالة الراوي وضبطه
المطلب الأول/ بم تثبت عدالة الراوي؟
المطلب الثاني/ كيف يعرف ضبط الراوي؟
المطلب الأول
بم تثبت عدالة الراوي؟
لما أمرنا الله العلي العظيم أن نتوقف في خبر الفاسق ونتحرى صادق الأخبار من كاذبها كان ذلك-ضمنا-أمرا من الله تبارك وتعالى بالبحث عن حال الرواة ومعرفة العادلين الضابطين ممن سواهم. وقد فهم علماؤنا الأجلاء هذه الحقيقة غاية الفهم ولذلك وضعوا منهجا قويما بموجبه تقبل أخبار من تثبت عدالته ودقة ضبطه وترد أخبار من لم تثبت عدالته وتوضع أخبار من خف ضبطه في موضعها الصحيح.
وثبوت عدالة الراوي لا يكون بطريق واحدة فقط وإنما تثبت العدالة عند جمهور المسلمين بثلاثة طرق لم يختلف عليها إلا من لا يعبأ بخلافه في مثل هذه المواطن .. وهذه الطرق هي:
أولا: التعديل بشهادة الكتاب والسنة:
¥(16/410)
وهو أعلى درجات التعديل والتوثيق لأن البشر حينما يعدل غيره أو يوثقه إنما يحاول أن يصل إلى ذلك من خلال ما يظهر على الإنسان من سمات الخير والصلاح التي يغلب على الظن أنها تمثل بشكل أو بآخر ما في نفس ذلك الإنسان.
أما رب العالمين الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ورسوله الكريم الذي لا ينطق عن الهوى وإنما ينطق بوحي من الله فإن حكمهما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. إذ أن حكم الله وحكم رسوله يصدران بعد علم تام بما تنطوي عليه تلك النفوس من الصلاح والتقوى. أنظر إلى قوله تبارك وتعالى حينما تحدث جل وعلا عن أولئك المؤمنين الذين بايعوا نبينا ? على النصرة والمنعة: ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)) فالله تعالى حينما حكم بالرضا عن هؤلاء المؤمنين أعلمنا جلا وعلا أنه قد علم ما في قلوبهم، وأن ما في قلوبهم يتناسب مع هذا الكرم الإلهي العظيم.
وكذلك الحال بالنسبة إلى تعديل النبي ? لأن الله تعالى قال عن هذا النبي الكريم ? ((وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى، عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى)).
لذا فإن من عدله الله جل وعلا أو عدله رسوله ? فهو عدل باتفاق أهل السنة والجماعة ولا يحتاج بعد ذلك إلى أن ننظر في حاله.
يقول الخطيب البغدادي: (كل حديث اتصل إسناده بين من رواه وبين النبي ? لم يلزم العمل به إلا بعد ثبوت عدالة رجاله، ويجب النظر في أحوالهم سوى الصحابي الذي رفعه إلى رسول الله ?، لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم، وأخباره عن طهارتهم واختياره لهم في نص القرآن).
ولسنا هنا بصدد ذكر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدالة على عدالة الصحابة ?. فقد بحثت هذه المسألة في رسائل جامعية مستقلة. ولكننا سنكتفي في هذا المقام بذكر طرف يسير من آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة المشرفة تدليلا على ما قدمنا من عدالة الصحابة ?.
فمن القرآن الكريم قوله تبارك وتعالى: ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)) وقوله تعالى: ((وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ، أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ، فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ)) وقوله تعالى: ((وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)). وقوله تعالى: ((لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ، وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)).
ومن السنة النبوية قوله ? في الحديث الذي يرويه عبد الله بن مسعود: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته).
وقوله ? في الحديث الذي يرويه عنه أبو سعيد الخدري ?: (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق الدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفة).
وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي موسى الأشعري عن النبي ? قال: (النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهبت أصحابي أتى أمتي ما يوعدون).
وأخرج الهيثمي في زوائده عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله ?: (اذا ذكر اصحابي فأمسكوا…).
¥(16/411)
فمن هذه الأحاديث وغيرها نصل إلى يقين لا يلابسه شك أن من أكرمه الله بصحبة نبيه ? وهو فوق الشبهات فهو مرضي ومأمون على سنة المصطفى إذ أن الله قد أختارهم لصحبة نبيه ? كما أختار الله أنبياءه لحمل رسالاته إلى الناس. فقد أخرج الخطيب البغدادي بسنده إلى أنس ابن مالك قول النبي ?: (إن الله اختارني وأختار لي أصحابي فجعلهم أصهاري وجعلهم أنصاري…).
ثانيا: التعديل بالاستفاضة:
والمقصود بالاستفاضة هنا إطباق الناس في زمن معين على عدالة شخص ما واشتهاره بذلك شهرة يستغنى بمثلها عن السؤال عنه والفحص عن أحواله.
يقول ابن الصلاح: (وتارة تثبت (أي العدالة) بالاستفاضة، فمن اشتهرت عدالته بين أهل النقل أو نحوهم من أهل العلم وشاع الثناء عليه بالثقة والأمانة، استغني فيه بذلك عن بينة شاهدة بعدالته تنصيصا، وهذا هو الصحيح من مذهب الشافعي وعليه الاعتماد).
ويمثل هذا النوع بجملة من أئمة الحديث ذكرهم الخطيب البغدادي وابن الصلاح والمؤلفون في علوم الحديث وهم: (مالك بن أنس، وشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري، وسفيان بن عينة والأوزاعي والليث بن سعد، وعبد الله بن المبارك، ووكيع بن الجراح، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وحماد بن زيد، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وعفان بن مسلم) وغيرهم ممن جرى على منوالهم وسار في ركابهم في النباهة والاستقامة وحسن الطوية فلا يسأل عن عدالتهم وأحوالهم وإنما يكتفي منهم بشيوع صلاحهم وإنما السؤال عمن هم دونهم.
وقد صرح الشوكاني أن الاستفاضة أقوى في إثبات عدالة الراوي من تعديل الواحد والاثنين.
وصرح السيوطي كذلك أن من اشتهرت عدالته فإنه لا يحتاج إلى تعديل المعدلين فقال:
واثنان ان زكاه عدل والاصح ان عدل الواحد يكفي او جرح
او كان مشهورا، وزاد يوسف بأن كل من بعلم يعرف
عدل الى ظهور جرح وأبوا ……………………………… .. .
وقال فضيلة الشيخ أحمد محمد شاكر في هذا الصدد في شرحه لألفية السيوطي في علم الحديث: (تثبت عدالة الراوي بأن ينص عليها واحد من العلماء المعروفين بالبحث عن أحوال الرواة… وهذا في غير من استفاضت عدالتهم واشتهروا بالتوثيق والاحتجاج بهم بين أهل العلم، وشاع الثناء عليهم).
ثالثا: التعديل بشهادة اهل الجرح والتعديل:
والطريقة الثالثة التي أجمع عليها علماء الحديث الشريف في تعديل الرواة هي أن يشهد علماء الجرح والتعديل على رجل ما بأنه عدل مرضي مأمون على سنة رسول الله ?. ونقل الخطيب البغدادي عن أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني أن (العدالة المطلوبة في صفة الشاهد والمخبر هي العدالة الراجعة إلى استقامة دينه وسلامة مذهبه، وسلامته من الفسق وما يجري مجراه مما اتفق على أنه مبطل للعدالة من أفعال الجوارح والقلوب المنهي عنها).
والطريقة المرضية التي يسلكها هؤلاء المعدلون إنما تقوم على الاختبار ومحاولة استكناه عدالة الراوي فلا يكتفي بما يظهر من إسلامه وهديه الظاهر.
يقول الخطيب البغدادي: (الطريق إلى معرفة العدل المعلوم عدالته مع إسلامه وحصول أمانته ونزاهته واستقامة طرائقه، لا سبيل إليها إلا باختيار الأحوال، وتتبع الأفعال التي يحصل معها العلم من ناحية غلبة الظن بالعدالة).
لكن اختلف العلماء فيما تثبت به عدالة الراوي من حيث العدد. بمعنى هل يكفي تعديل المعدل الواحد في إثبات عدالة الراوي أم يشترط أن يكون التعديل صادرا عن معدلين اثنين على الأقل قياسا على الشهادة.
هذا ما اختلف فيه علماء الحديث إلى فريقين:
الفريق الأول: قالوا لا تثبت عدالة الراوي إلا بتزكية عدلين له قياسا على الشهادات.
الفريق الثاني: قالوا يقبل تعديل الواحد إن كان عدلا لأن الأصل قبول كل عدل مرضي. وهو مبني على التفريق بين الرواية والشهادة وهو الذي صححه ابن الصلاح والخطيب البغدادي والسيوطي وهو قول الأكثرين كما حكاه الأمدي وسبب ذلك (أن العدد لم يشترط في قبول الخبر فلم يشترط في جرح راويه وتعديله بخلاف الشهادات).
رابعا: التعديل بحكم القاضي بشهادته:
¥(16/412)
ومن الوسائل المعتبرة عند أئمة الجرح والتعديل أن يحكم الحاكم أو القاضي في مسألة معنية اعتمادا على شهادة ذلك الشخص الذي يراد تعديله لأن هذا يعد تعديلا لذلك الشخص وقد حكى الاتفاق على هذا ابن الحاجب لأن القاضي لا يمكن أن يحكم بشهادته إلا إذا كان عدلا عنده. غير أن الأمدي قيد هذا النوع من التعديل بما إذا كان القاضي ليس ممن يقبل شهادة الفاسق. فإن كان من مذهبه قبول شهادة الفاسق سقط هذا التعديل عند العلماء.
وهناك طرق أخرى لأثبات العدالة ليست محل اتفاق بين علماء المسلمين نذكرها حتى نلم بأطراف موضوعنا:
الأولى: وهي التي تبناها ورفع لواءها الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر القرطبي حيث قال: (كل حامل علم معروف العناية به، فهو عدل محمول في أمره أبدا على العدالة حتى يتبين جرحه لقوله ?: (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله) -.
ووجه الاستدلال عنده أن الحديث يخبر بعدالة الحاملين لعلم الحديث. والمشتغلين به.
وفي حالة ما إذا افترضنا صحة الحديث فإنه لا دليل فيه على ما ذهب إليه ابن عبد البر وإنما يحمل على الأمر لورود رواية صريحة في ذلك. إذ وردت عند ابن أبي حاتم بصيغة الأمر (ليحملْ هذا العلم من كل خلف عدوله). وحتى لو لم يرد بصيغة الأمر فإنه محمول عليها كما في قوله تعالى ((لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)) أي من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يواد الذين يحادون الله ورسوله. ومع هذا ربما وجدنا من يؤمن بالله واليوم الآخر ثم يواد من حاد الله ورسوله.
الثانية: التعديل بشيوع الرواية عن الراوي: وهي طريقة أبي بكر البزار ومن وافقه فقد تبناها في مسنده حيث أثبت عدالة الراوي برواية جماعة من الجلة عنه.
وذكر الذهبي أن هذا النوع من التعديل شائع عند علماء الحديث فقال: (والجمهور على ان من كان من المشايخ وروى عنه جماعة ولم ينكر عليه أن حديثه صحح).
وهذا التعديل مبني على مبدأ أن رواية العدل تعديل لمن روى عنه وفي هذا نظر وتوقف للمدققين من علماء الحديث.
قال الخطيب البغدادي: (من زعم أن رواية العدل عن غيره تعديل له بأن العدل لو كان يعلم فيه جرحا لذكره، وهذا باطل لأنه يجوز أن يكون العدل لا يعرف عدالته فلا تكون روايته عنه تعديلا ولا خبرا عن صدقه بل يروى عنه لأغراض يقصدها. كيف وقد وجد جماعة من العدول الثقات رووا عن قوم أحاديث أمسكوا بعضها عن ذكر أحوالهم مع علمهم بأنها غير مرضية وفي بعضها شهدوا عليهم بالكذب في الرواية، وبفساد الآراء والمذاهب).
ثم يجب أن يعلم أنه ليس من مذهب جميع المحدثين الإمساك عن الرواية إلا من عدل لكي يقال أن كل من روى عنه العدول فهو عدل.
أخرج الخطيب بسنده إلى شعبة أنه قال سفيان (الثوري) ثقة يروي عن الكذابين.
أما إذا قال المحدث أن كل من أروي عنه ثقة مرضي الحديث كان هذا القول تعديلا لجميع من يروي عنهم هذا المحدث، ومن أمثال هؤلاء عبد الرحمن ابن مهدي.
وفي هذا الصدد يقول السيوطي: (وإذا روى العدل عمن سماه لم يكن تعديلا عند الأكثرين من أهل الحديث وغيرهم وهو الصحيح لجواز رواية العدل عن غير العدل، فلم تتضمن روايته عنه تعديله… وقيل هو تعديل إذ لو علم فيه جرحا لذكره ولو لم يذكره لكان غاشا في الدين وهذا خطأ لأن الرواية تعريف له (أي ترفع الجهالة عن الراوي) والعدالة بالخبرة… وقيل أن كان العدل لا يروي إلا عن عدل كانت روايته تعديلا والإ فلا وأختاره الأصوليون كالأمدي وابن الحاجب).
بقي أن نعرف بعد هذا الدواعي التي حملت الرواة العدول على التحديث عمن ليسوا محل ثقة عندهم.
فقد روى السيوطي بسنده عن الشعبي أنه قال: (حدثنا الحارث وأشهد بالله أنه كان كاذبا) فإذا كان معلوم الكذب فلماذا يكتب حديثه وينقل؟!!
الجواب على ذلك في هذه الرواية.
قال السيوطي (روى الحاكم وغيره عن أحمد بن حنبل أنه قيل ليحيى بن معين وهو يكتب صحيفة معمر عن أبان عن أنس أتكتبها وتعلم أنها موضوعة؟!! فلو قال لك قائل أنت تتكلم في أبان ثم تكتب حديثه؟!
فقال يا أبا عبد الله اكتب هذه الصحيفة واحفظها كلها واعلم أنها موضوعة حتى لا يجيء إنسان فيجعل بدل أبان ثابتا ويرويها عن معمر عن ثابت عن أنس
فأقول له كذبت إنما هي عن معمر عن أبان لا عن ثابت).
¥(16/413)
هذا بالنسبة لمن كان متهما بالكذب في حديثه أما الأسباب التي دعت العدول إلى التحديث عن الضعفاء فهذا ما أوضحه الإمام مسلم في مقدمته حينما قال: (قد يقال لم حدث الأئمة عن هؤلاء مع علمهم بأنهم لا يحتج بهم ويجاب عنه بأجوبة:
أحدهما: أنهم رووها ليعرفوا وليعينوا ضعفها لئلا يلتبس في وقت عليهم.
الثاني: أن الضعيف يكتب حديثه ليعتبر أو يستشهد ولا يحتج به على انفراده.
الثالث: رواية الضعيف يكون فيها الصحيح والضعيف والباطل، فيكتبونها ثم يميز أهل الحديث والإتقان بعض ذلك من بعض، وذلك سهل عليهم ومعروف عندهم.
الرابع: أنهم يروون عنهم أحاديث الترغيب والترهيب، وفضائل الأعمال والقصص وأحاديث الزهد ومكارم الأخلاق ونحو ذلك مما لا يتعلق بالحرام وهذا الضرب من الحديث يجوز عند أهل الحديث وغيرهم التساهل فيه ورواية ما سوى الموضوع فيه والعمل به لأن أصول ذلك صحيحة مقررة في الشرع.
يقول جمال الدين القاسمي: (إن من العلماء من كان يسمع حديث من يكذب ويقول إنه يميز بين ما يكذبه وبين ما لا يكذبه ويذكر عن الثوري إنه كان يأخذ عن الكلبي وينهى عن الأخذ منه، ويذكر إنه يعرف ومثل هذا أنفع لمن كان خبيرا بشخص إذا حدثه بأشياء يميز بين ما صدق فيه وما كذب فيه بقرائن لا يمكن ضبطها، وخبر الواحد قد تقترن به قرائن تدل على أنه صدق وقرائن تدل على أنه كذب).
الثالثة: التعديل بالعمل أو الفتوى بمقتضى رواية الراوي:
اختلف علماء الحديث فيما إذا أفتى العالم أو عمل على وفق رواية شخص ما، هل يكون هذا العمل أو هذه الفتوى تعديلا وتوثيقا من ذلك العالم لراوي هذا الحديث الذي عمل بمقتضاه؟!
فالخطيب البغدادي ومن وافقه يذهبون إلى أنه (إذا عمل العالم بخبر من يروي عنه لأجله فإن ذلك تعديل له يعتمد عليه).
وحجته في ذلك أن العالم (لم يعمل بخبره إلا وهو رضا عنده عدل، فقام عمله بخبره مقام قوله هو عدل مقبول الخبر، ولو عمل العالم بخبر من ليس هو عنده عدلا لم يكن عدلا يجوز الأخذ بقوله، والرجوع إلى تعديله، لأنه إذا احتملت أمانته أن يعمل بخبر من ليس بعدل عنده احتملت أمانته أن يزكي ويعدل من ليس بعدل).
بينما ذهب ابن الصلاح ومن وافقه إلى أن (عمل العالم أو فتياه على وفق حديث ليس حكما منه بصحة ذلك الحديث، وكذا مخالفته للحديث ليست قدحا منه في صحته ولا في روايته).
وعلق ابن كثير على كلام ابن الصلاح آنف الذكر ولم يرض إطلاقه على العموم فقال: وفي هذا (أي في كلام ابن الصلاح الذي ذكرناه قبل قليل) نظر: إذا لم يكن في الباب غير ذلك الحديث أو تعرض للاحتجاج به في فتياه أو استشهد به عند العمل بمقتضاه.
والحق أن في كلام ابن كثير هذا نظرا: إذ-كما قال السخاوي-ربما كان المفتي ممن يرى العمل بالحديث الضعيف ويقدمه على القياس، فهو يعمل به مع علمه أن راوي الحديث ضعيف. إذ هو عنده خير من النزول إلى القياس أو غيره من أدلة الشرع.
أو أن العالم يعمل بذلك الحديث احتياطا إذا كان ما يرويه عن طريق ذلك زيادة على ما هو ثابت فيعمل به زيادة في الاحتياط.
الرابعة: التعديل بعدم ثبوت الجرح فيه:
وممن قال بهذا النوع من التعديل الإمام ابن حبان فهو ينطلق من (أن العدل من لم يعرف فيه الجرح، إذ التجريح ضد التعديل، فمن لم يجرح فهو عدل حتى يتبين جرحه).
وممن تبنى هذا النوع من التعديل طائفة من أهل العراق نقل ذلك عنهم الخطيب البغدادي في الكفاية فقال: (وزعم أهل العراق أن العدالة هي إظهار الإسلام، وسلامة المسلم من فسق ظاهر فمتى كانت هذه حاله وجب أن يكون عدلا).
وحجة هؤلاء فيما رواه ابو داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: جاء إعرابي إلى النبي ? فقال: (إني رأيت الهلال، قال الحسن في حديثه يعني رمضان، فقال: أتشهد أن لا إله إلا الله، قال: نعم، قال: أتشهد أن محمدا رسول الله، قال: نعم، قال: يا بلال إذن في الناس فليصوموا غدا).
فالنبي ? قد قبل شهادة هذا الاعرابي اعتمادا على ظاهر إسلامه، وقبوله الشهادة تعديل كما أسلفنا قبل ذلك.
ويرد على هؤلاء بما ذكره الخطيب من أن ليس هناك ما يمنع أن يكون هذا الاعرابي عدلا أو أنه معروف عند النبي ? بعدالته أو نزول الوحي على الرسول ? بأنه صادق أو أخبار قوم بصدقه وعدالته.
¥(16/414)
أما غيرهم من المحدثين فقالوا (انه يجب الاستظهار في البحث عن عدالة المخبر بأكثر مما يجب عن عدالة الشاهد، فثبت ان العدالة شيء زائد على ظهور الإسلام يحصل بتتبع الأفعال واختبار الأحوال)
المطلب الثاني
كيف يعرف ضبط الراوي
بعد أن تكلمنا في الشروط التي وضعها علماء الحديث في حق من يتصدى لأمر تبليغ سنة رسول الله ? من عدالة وضبط. وتكلمنا بعد ذلك عن الوسائل التي تثبت بها عدالة الراوي. بقي علينا أن نتحدث عن المعيار الذي بموجبه تعرف جهابذة السنة المشرفة على ضبط الراوي واتقانه أو تساهله في أمر الرواية. لأن المحدث لا يكون مرضي الرواية بمجرد ثبوت عدالته وتقواه.
قال أبو بكر الخطيب البغدادي: (وإذا سلم الراوي من وضع الحديث، وادعاء السماع ممن لم يلقه واجتنب الأفعال التي تسقط بها العدالة، غير انه لم يكن له كتاب بما سمعه فحدث من حفظه لم يصح الاحتجاج بحديثه حتى يشهد له أهل العلم بالأثر والعارفون به أنه ممن قد طلب الحديث وعاناه وضبطه وحفظه).
إذ إن لهذا الحفظ والضبط أثرا بالغا في تفاوت درجة المحدثين بعد ثبوت عدالتهم. قال الترمذي: (وإنما تفاضل أهل العلم بالحفظ والاتقان والتثبت عند السماع مع أنه لم يسلم من الخطأ والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم).
وكذلك فإن له أثرا واضحا في رد رويات من ساء حفظهم.
يقول الترمذي: (وقد تكلم بعض أهل الحديث في قوم من جلة أهل العلم وضعفوهم من جهة حفظهم ووثقهم أخرون من الآئمة بجلالهم وصدقهم… وذكر عن يحيى بن سعيد أنه كان إذا رأى الرجل يحدث من حفظه مرة هكذا ومرة هكذا لا يثبت على حالة واحدة تركه).
ولكن هذا لايعني أن الحفظ وطلب الحديث هو المعول عليه وحده في قبول مرويات الرجال. فالعدالة تبقى أولا ثم الحفظ ثانيا. يقول الخطيب البغدادي:
(وإذا كان الراوي من أهل الأهواء والمذاهب التي تخالف الحق لم نسمع عنه وإن عرف بالطلب والحفظ).
وانطلاقا من شعور علماء الإسلام بعظم هذا الأمر ومساسه المباشر بالدين القيم فقد أرسوا القواعد وخطوا المسار الذي بموجبه يعرف ضبط الضابطين وتساهل المتساهلين وإن كان مدار ذلك كله على الاجتهاد والنظر.
قال الباجي في التعديل والتجريح: (أحوال المحدثين مما يدرك بالاجتهاد، ويعلم بضرب من النظر).
فإذا أردنا أن نترسم آثار ذلك المنهج الذي وضعه المحدثون رأينا أن ضبط الراوي يثبت أو يعرف عندهم بأحد هذه الأمور التي وجدناها مبثوثة في كتبهم دون ان يعنونوا لها صراحة في كتب المصطلح وإنما وجدناها من خلال النظر والفكر.
وهذه الوسائل هي:
أولا: معرفة ضبط الراوي بالشهرة والاستفاضة:
وهذه الطريقة وإن لم ينص عليها في كتب الحديث القديمة في ثبوت ضبط الراوي إلا إنها تذكر في طليعة الطرق التي تثبت بها عدالة الراوي كما ذكرنا ذلك في المبحث السابق-أقول-إن هذه الطريقة وإن لم ينص عليها إلا إنها مما لايمكن إغفالها لأن غيرها من الطرق مبني عليها، فالعلماء المحدثون الذين أطبقت شهرتهم الآفاق لم نر في كتب الحديث أنه قد استدل على ضبطهم بمقابلة مروياتهم بمرويات غيرهم بل إن مرويات غيرهم تنقاس على مروياتهم.
فمن أجمعت الأمة على حفظه واتقانه واشتهر بهذا الأمر شهرة واسعة كان ذلك شهادة له على حفظه يستغنى معه أن نمتحن أو نقابل مروياته بمرويات غيره.
وقد ذكر الدكتور مساعد مسلم آل جعفر ذلك في كتابه الموجز في علوم الحديث فقال: في أثناء كلامه على طرق ثبوت العدالة: (باشتهاره بالعدالة والضبط بين أهل العلم اشتهارا يغني عن السؤال مثل مالك وشعبة والسفيانين وأبي حنيفة وأمثالهم… فهؤلاء لا يسأل عنهم).
ثانيا: مقابلة مرويات الراوي بما هو محفوظ عن الثقات:
وهذه الطريقة أكثر الطرق شيوعا لأن السواد الأعظم من الذين تصدوا للعمل في الحديث ليسوا أئمة فيه فوجب التأكد من حفظهم. وقد نص على هذه الطريقة أغلب من صنف في مصطلح الحديث.
قال ابن الصلاح: (ويعرف كون الراوي ضابطا بأن تعتبر رواياته بروايات الثقات المعروفين بالضبط والاتقان، فإذا وجدنا رواياته موافقه-ولو من حيث المعنى-لرواياتهم أو موافقه لها في الأغلب، والمخالفة نادرة عرفنا حينئذ كونه ضابطا وثبتا وإن وجدناه كثير المخالفة لهم عرفنا اختلال ضبطه ولم نحتج بحديثه).
¥(16/415)
ويوضح الباجي هذا الأمر بشيء من التفصيل فيقول: (ووجه ذلك أن الإنسان إذا جالس الرجل وتكررت محادثته له وإخباره إياه بمثل ما يخبر ناس عن المعاني التي يخبر عنها تحقق صدقه وحكم بتصديقه. فإن اتفق له أن يخبر في يوم من الأيام أو وقت من الأوقات بخلاف ما يخبر ناس عن ذلك المعنى أو بخلاف ما علم منه المخبر أعتقد فيه الوهم والغلط، ولم يخرجه ذلك عنده من رتبة الصدق الذي ثبت من حاله وعهد من خبره، وإذا أكثرت مجالسة أخر وكثرت محادثته لك فلا يكاد يخبرك بشيء إلا ويخبرك أهل الثقة والعدالة عن ذلك المعنى بخلاف ما أخبرك به غلب على ظنك كثرة غلطه وقلة استثباته واضطراب أقواله، وقلة صدقه، ثم بعد ذلك قد تثبت له من حاله العمد أو الغلط وبحسب ذلك تحكم في أمره، من كان في أحد هذين الطريقين لا يختلف في جرحه أو تعديله).
وقد ذكرالسيوطي في ألفيته هذا النوع من اثبات الضبط لمن اتصف به فقال:
يحفظ ان يمل كتابا يضبط ان يرو منه، عالما ما يسقط
ان يرو بالمعنى، وضبطه عرف إن غالبا وافق من به وصف
ثالثا: امتحان الراوي: ومن طرق اثبات ضبط الراوي واتقانه امتحانه واختباره حتى يتضح أمره. والامتحان يكون على عدة أوجه وهي:
1.قلب الأحاديث على الراوي: ومعناه أن يوضع اسناد حديث لمتن حديث آخر لينظر هل يتنبه على ذلك الراوي أم لا.
يقول الخطيب البغدادي: (ويعتبر اتقانه وضبطه بقلب الأحاديث عليه).
ومما يذكر في هذا الباب أن الإمام البخاري لما قصد بغداد وسمع أهلها بمقدمه أرادوا أن يمتحنوا حفظه فعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها وجعلوا متن هذا الإسناد لإسناد آخر وإسناد هذا المتن لمتن آخر ودفعوا إلى عشرة أنفس إلى كل رجل عشرة أحاديث، وأمروهم أن يحضروا المجلس مع أصحاب الحديث من الغرباء من أهل خراسان وغيرها، فلما اطمأن المجلس بأهله انتدب إليه رجل من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث فقال: لا اعرفه، فما زال يلقي عليه واحدا بعد واحد حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول: لا اعرفه فكان الفقهاء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون الرجل فهم، ومن كان منهم غير ذلك يقضي على البخاري بالعجز والتقصير وقلة الفهم، ثم انتدب رجل آخر من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة فقال البخاري: لا اعرفه، فسأله عن آخر فقال: لا اعرفه فلم يزل يلقي عليه واحدا بعد آخر حتى فرغ من عشرته والبخاري يقول: لا اعرفه، ثم انتدب إليه الثالث والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا كلهم من الأحاديث المقلوبة والبخاري لا يزيدهم على لا أعرفه، فلما علم البخاري أنهم قد فرغوا التفت إلى الأول منهم فقال: أما حديثك الأول فهو كذا وحديثك الثاني والثالث والرابع على الولاء حتى أتى على تمام العشرة فرد كل متن إلى اسناده وكل اسناد إلى متنه وفعل بالآخرين مثل ذلك، ورد الأحاديث كلها إلى أسانيدها وأسانيدها إلى متونها فأقروا له بالحفظ وأذعنوا له بالفضل.
وأخرج الخطيب في الجامع بسنده عن حماد بن سلمة أنه قال: (كنت أقلب على ثابت البناني حديثه، وكانوا يقولون: القصاص لا يحفظون وكنت أقول لحديث أنس: كيف حدثك عبد الرحمن بن أبي ليلى؟ فيقول: لا إنما حدثنا أنس، وأقول لحديث عبد الرحمن بن أبي ليلى كيف حدثك أنس؟ فيقول لا إنما حدثناه عبد الرحمن بن أبي ليلى).
وأخرج عنه كذلك قال: قلبت أحاديث على ثابت البناني فلم تنقلب، وقلبت على أبان ابن أبي عياش فانقلبت.
- وعن أحمد بن علي الابار قال: (سمعت مجاهدا وهو ابن موسى يقول: دخلنا على عبد الرحمن بن مهدي في بيته فدفع إليه (يعني حارثا الثقال) رقعة فيها حديث مقلوب فجعل يحدثه حتى كاد أن يفرغ ثم فطن فنقده فرمى به وقال: كادت والله تمضي، كادت والله تمضي).
- وعن أبي العباس بن عقدة قال: (خرج أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني إلى الكوفة إلى أبي نعيم، فدلس عليه يحيى بن معين أربعة أحاديث، فلما فرغوا رفس يحيى بن معين حتى أقلبه ثم قال: أما أحمد؛ فيمنعه ورعه من ذلك وأما هذا-يعني عليا- فتحنثه يمنعه، وأما أنت؛ فهذا من عملك، ثم قال يحيى: كانت تلك الرفسة أحب ألي من كل شيء).
2.أن يسأل عن أحاديثه التي كان قد حدث بها من قبل:
¥(16/416)
ومن طرق امتحان الراوي من أجل التأكد من ضبطه أن يسأل عن أحاديث معينة كان قد حدث بها من قبل. فإن أتى بها كما حدث بها أول مرة علم أنه ضابط في حديثه. وإن حدث بها بما لا يتفق مع الصيغة الأولى التي حدث بها علم أنه ليس بضابط وأنه مخروم الضبط بحسب حجم الاختلاف بين الروايتين.
- ذكر الترمذي عن إبراهيم النخعي أنه قال لعمارة بن القعقاع: (إذا حدثتني فحدثني عن أبي زرعة بن جرير فإنه حدثني مرة بحديث ثم سألته عنه بعد ذلك بسنين، فما أخرم منه حرفا).
3.أن يسأل شيخ الراوي عن الأحاديث التي يرفعها الراوي إلى ذلك الشيخ:
ومما سار عليه أئمتنا الإعلام في التثبت من حفظ الراوي أن يسأل عن الأحاديث من رفعت إليه ثم نقارن ألفاظ الراوي بألفاظ شيخه.
- أخرج الترمذي عن وكيع قال: سمعت شعبة يقول سفيان أحفظ مني ما حدثني سفيان عن شيخ فسألته الا وجدته كما حدثني).
الفصل الثالث/ المحاور التي يدور عليها الجرح والتعديل
المبحث الأول/ ما يتعلق بجهالة الراوي
المبحث الثاني/ ما يتعلق بعدالة الراوي
المبحث الثالث/ ما يتعلق بضبط الراوي
المبحث الأول
ما يتعلق بجهالة الراوي
الجهالة
أن من ينعم النظر في عملية الجرح والتعديل التي يمارسها أئمة الحديث على الرواة يجد أن المواطن التي يمكن للجارح أن يطعن من خلالها في الرواة لا تتجاوز هذه الأشياء وهي:-
(البدعة، أو المخالفة، أو الغلط، أو جهالة الحال، أو دعوى الانقطاع في السند بأن يدعي في الراوي بأنه كان يدلس أو يرسل).
وجاء في نخبة الفكر أن (الطعن أما أن يكون لكذب الراوي أو لتهمته بذلك أو فحش غلطه أو غفلته عن الإتقان أو فسفه أو وهمه بأن يروى على سبيل التوهم، أو مخالفته للثقات أو لجهالته، أو لبدعته أو سوء حفظه بان يكون ليس غلطه اقل من إصابته).
فمن سلم من هذه الجوارح فهو العدل الذي يؤخذ حديثه ويعتمد عليه ومن وقع في بعضها فهو بحسب ما وقع فيه. سنتعرض في هذا الفصل للأمور التي تنزل بأصحابها عن رتبة التعديل والتوثيق وسنقسم هذه الأمور بحسب متعلقاتها. فما كان منها متعلقاً بعدالة الراوي تكلمنا عنه في مبحث مستقل وكذلك فيما يتعلق بالضبط تكلمنا عنه منفصلاً عن التعديل.
جهالة الراوي:-
يمكن لنا أن نقول ان المراد بجهالة الراوي: هو أن لا يعرف فيه تعديل ولا تجريح من قبل أهل الجرح والتعديل. وبهذا المعنى فان جهالة الراوي يندرج تحتها ثلاثة أمور هي:-
أولا: جهالة اسم الراوي.
ثانيا: جهالة عين الراوي.
ثالثاً: جهالة حال الراوي.
أما من هو المجهول؟ فقد اختلف فيه العلماء على مذاهب تبعاً لاختلافهم في وسائل إثبات العدالة إذ أن كل من ثبتت عدالته ارتفعت عنه الجهالة.
ويمكن إجمال مذاهب علماء الحديث في المجهول فيما يأتي:-
أولا: يرى الخطيب البغدادي أن المجهول عند المحدثين هو (كل من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه، ولا عرفه العلماء، ومن لم يعرف حديثه إلا راو واحد)
ثانياً: بينما يرى ابن الصلاح الشهرزوري أن المجهول من الرواة على ثلاثة أصناف وهم:
1. مجهول العدالة من حيث الظاهر والباطن جميعاً.
2. المجهول الذي جهلت عدالته الباطنة وهو عدل في الظاهر وهو المستور. ثم عرف المستور بقوله: قال بعض أئمتنا المستور من يكون عدلاً في الظاهر ولا تعرف عدالته الباطنة.
3. المجهول العين. وقد اقر في حده ما ذكره الخطيب.
ثالثاً: يذهب ابن حجر العسقلاني إلى أن المجهول من الرواة صنفان:-
1. مجهول العين:- وهو من لم يرو عنه غير واحد ولم يوثق.
2. مجهول الحال:- وهو من روى عنه اثنان فاكثر ولم يوثق.
رابعاً: بينما يذهب ابن حبان إلى أن الجهالة منحصرة في عين الراوي فمن انتفت عنه جهالة عينه فهو على العدالة إلى أن يثبت عكس ذلك. وكلامه هذا مبني على مذهبه في إثبات العدالة.
يقول ابن حبان: (فكل من ذكرته في كتابي هذا إذا تعرى خبره عن الخصال الخمس التي ذكرتها فهو عدل يجوز الاحتجاج بخبره لان العدل من لم يعرف
منه الجرح … فمن لم يعلم بجرح فهو عدل إذا لم يتبين ضده)
غير أن العلماء لم يرتضوا منهج ابن حبان هذا يقول ابن حجر (وهذا الذي ذهب إليه ابن حبان من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة إلى أن يتبين جرحه مذهب عجيب والجمهور على خلافه)
¥(16/417)
والذي يبدو والله اعلم – أن اقرب هذا الأقوال إلى الواقع هو ما ذكره ابن حجر. لان ما ذكره الخطيب في حده للمجهول بقوله (هو كل من لم يشتهر بطلب العلم في نفسه ولا عرفه العلماء به) أمر فيه نوع من المرونة فانه ليس كل من تصدى للحديث كان مشتهراً ثم ما هو الحد الذي إذا وصل إليه المحدث كان مشتهراً وإذا قصر عنه لم ينعت بالاشتهار.
أما ابن الصلاح فانه حينما صنف من كان مجهول العدالة إلى صنفين الأول مجهول العدالة ظاهراً وباطنا والثاني مجهول العدالة في الباطن دون الظاهر. وهو ما سماه بالمستور. فإني أرى أن هذا زيادة في التقسيمات والتعريفات. لان جمهور العلماء قالوا أن العدالة إنما تثبت بأشياء زائدة على الظاهر. وانه يجب التحري ومحاولة سبر أغوار نفوس الرواة قبل الحكم على عدالتهم وعدم الاكتفاء بما يظهر من صلاحهم لخطورة ما يتعلق بهذا الحكم.
أما ابن حبان فان مذهبه هذا مخالف لما عليه الجمهور تبعاً لرأيه في إثبات العدالة وقد:
صرح ابن حجر بأنه عجيب وانه مخالف لجمهور المحدثين كما نقلنا عنه ذلك قبل قليل.
إذن فالمجهول أما أن يكون مجهول العين وأما أن يكون مجهول الحال أي العدالة. ولكل نوع من هاتين الجهالتين منهج للعلماء في التعامل معه.
أسباب وقوع الجهالة:-
لا شك أن وقوع الجهالة في بعض رواة الحديث أمر لا بد منه لان من اشتغل بنقل سنة رسول الله ? كانوا من الكثرة بمكان لا يسمح معه أن يلم أصحاب الجرح والتعديل بهم جميعاً.
وقد ذكر ابن حجر بعض الأسباب التي تؤدي إلى وقوع الجهالة في الراوي فقال في متن نخبة الفكر:
(ثم الجهالة، وسببها أن الراوي قد تكثر نعوته من اسم أو كنية أو لقب أو حرفة فيذكر بغير ما اشتهر به لغرض وصنفوا فيه (الموضح).
وقد يكون مقلاً فلا يكثر الأخذ عنه، وصنفوا فيه (الوحدان) وهو من لم يرو عنه إلا واحد.
أو لا يسمى اختصاراً وصنفوا فيه (المبهمات)
والإبهام أو الاختصار يكون على شكلين:-
أولا: أن يبهم الراوي اسم شيخه فيقول حدثني رجل، أو بعضهم أو شيخ لنا، أو حدثني الثقة أو حدثني من لا اتهم.
ثانيا: أن يذكر الراوي اسم شيخه مهملاً كأن يقول (حدثني فلان أو ابن فلان أو أبو فلان).
وهناك سبب رابع لوقوع الجهالة لم يذكره ابن حجر ولكنه شائع الوقوع بين رواه الحديث وهو:
(عدم نص أئمة الحديث على توثيق الراوي أو تضعيفه) فتقع الجهالة لهذا السبب. لأنه من المعلوم أن المحدثين وناقلي السنة النبوية اكثر ممن تعرض لهم أئمة الجرح والتعديل في كتبهم، فكم من راو يقولون عنه لم يعرف عنه تعديل ولا تجريح.
ولما كان رأي الجمهور أن العدالة لا تثبت بمجرد رواية الثقات عن الراوي كان عدم وجود نص من قبل العلماء في ذلك الراوي تجريحاً أو تعديلاً مدخلاً له في دائرة جهالة الحال.
ما ترتفع به الجهالة:-
بعد أن عرفنا الجهالة وأنواعها وأسباب ورودها بقي علينا أن نتعرف على منهج علماء الحديث فيما ترتفع فيه الجهالة عن الراوي. أو بعبارة أخرى ما هي الأمور التي إذا توفرت في الراوي زالت جهالته واشتهرت حاله.
وللجواب على هذا التساؤل نقول: ان لعلماء الحديث منهجاً في رفع الجهالة عن الراوي تبعاً لنوع الجهالة المتعلقة بالراوي. فما ترتفع به جهالة العين هو غير ما ترتفع به جهالة الحال وهما غير ما ترتفع به جهالة من أبهم اسمه وعينه
ويمكن إجمال مناهج العلماء في ذلك فيما يأتي:
أولا: ما ترتفع به جهالة العين:-
والمقصود بجهالة العين أن الراوي لم يروِ عنه إلا واحد.
قال ابن حجر في ترجمة يحيى بن حرب المديني (قلت: قال ابن المديني: مجهول ما روى عنه غير موسى)
وقال ابن عدي (ولا اعلم أحدا يروى عنه غير مروان الفزاري وإذا روى عنه رجل واحد فهو شبه المجهول)
إذن فلا فرق عند العلماء بين مجهول العين أو شبه المجهول لان كليهما لم يروِ عنهما إلا راويا واحدا.
ومن كان هذا حاله فان للعلماء فيما ترتفع به الجهالة عنه أقوالا:-
1. ذهب الخطيب البغدادي إلى أن (اقل ما ترتفع به الجهالة أن يروي عن الرجل اثنان فصاعداً من المشهورين بالعلم).
قال صاحب كتاب نصب الراية موافقا الخطيب فيما ذهب إليه: (وانما ترتفع جهالة المجهول إذا روى عنه ثقتان مشهوران، فأما إذا روى عنه من لايحتج بحديثه لم يكن ذلك الحديث حجة ولا ارتفعت جهالته).
¥(16/418)
2. بينما ذهب فريق من العلماء كيحيى بن معين والذهبي وابن حجر في احد رأييه وغيرهم إلى أن جهالة العين ترتفع بأن يروي عنه اثنان فصاعداً دون أن يشترط فيهما أن يكونا مشهورين في أهل العلم.
اخرج الخطيب البغدادي بسنده إلى أبي زكريا يحيى بن محمد بن يحيى قال (سمعت أبي يقول إذا روى عن المحدث رجلان ارتفع عنه اسم الجهالة).
وجاء في تعجيل المنفعة في ترجمة بركة بن يعلى التميمي (واستفدنا منهما أن لبركة راويين فارتفعت جهالة عينه والله المستعان).
وجاء في تلخيص الحبير في ترجمة عبد الله بن بصير: (قيل لا يعرف لأنه ما روى عنه غير أبي إسحاق السبيعي، لكن أخرجه الحاكم من رواية العيزار عنه، فارتفعت جهالة عينه).
3. ذهب ابن حجر في رأيه الآخر إلى أن الراوي مجهول العين-وهو من لم يرو عنه إلا واحد-ينظر إلى ذلك الواحد الذي يروى عن ذلك المجهول. فان كان من أئمة الحديث وحفاظهم عد ذلك تعريفاً بعين ذلك الراوي:
جاء في تهذيب التهذيب (وقال الذهبي في الطبقات: احمد بن يحيى بن محمد لا يعرف. قلت: بل يكفي في رفع جهالة عينه رواية النسائي عنه).
4.وذهب ابن خزيمة وابن حبان من بعده إلى أن مجهول العين ترتفع جهالته برواية واحدٍ مشهور.
جاء في لسان الميزان: (وكان عند ابن حبان أن جهالة العين ترتفع برواية واحدٍ مشهور وهو مذهب شيخه ابن خزيمة ولكن جهالة حاله باقية عند غيره. وقد افصح ابن حبان بقاعدته فقال: العدل من لم يعرف فيه الجرح، إذ التجريح ضد التعديل، فمن لم يجرح فهو عدل حتى يتبين جرحه).
ثانيا: ما ترتفع به جهالة الحال:-
والمقصود من جهالة الحال أن لا يعرف الراوي بجرح ولا تعديل. وترتفع جهالة حاله بأمور وضوابط وضعها علماء الحديث، وهم مختلفون فيها كما يأتي:
1. اجمع علماء أهل السنة واغلب الفرق الإسلامية على أن من ثبتت صحبته لرسول الله ? ارتفعت جهالة حاله واستغني عن البحث عن عدالته. لان الصحابة ? عدول بتعديل الله تعالى لهم وتعديل رسول الله ?.
قال الذهبي: (وأما الصحابة ? فبساطهم مطوي وان جرى ما جرى وان غلطوا كما غلط غيرهم من الثقات، فما يكاد يسلم أحد من الغلط، لكنه غلط نادر لا يضر أبدا، إذ على عدالتهم وقبول ما نقلوه العمل وبه ندين الله تعالى).
2. ذهب جمهور المحدثين إلى أن من وردت روايته في كتب الصحيح ارتفعت جهالة حاله. يوضح ذلك قول ابن حجر في مقدمة فتح الباري: (فأما جهالة الحال فمندفعة عن جميع من اخرج لهم في الصحيح لان شرط الصحيح أن يكون راويه معروفاً بالعدالة، فمن زعم أن أحدا منهم مجهول فكأنه نازع المصنف في دعواه انه معروف، ولا شك أن المدعي لمعرفته مقدم على من يدعي عدم معرفته لما في المثبت من زيادة العلم).
وجاء في نصب الراية قول ابن دقيق العيد (رحمه الله): (ومن العجب كون القطان لم يكتف بتصحيح الترمذي في معرفة حال عمرو بن مجدان مع تفرده بالحديث وهو قد نقل كلامه (هذا حديث حسن صحيح) وأي فرق بين أن يقول هو ثقة أو يصحح له حديثاً انفرد به).
3. وذهب الدارقطني فيما نقله عنه السخاوي أن: (من روى عنه ثقتان فقد ارتفعت جهالته وثبتت عدالته).
وذكر البلقيني أن هذا هو مذهب ابن حبان كذلك فقال: (اكتفى ابن حبان بمجرد رواية عدلين في التعديل وهو بعيد).
والصحيح أن ابن حبان يختلف عن الدارقطني فيما ترتفع به جهالة الحال عن الراوي. وله مذهب خاص به وهو الآتي:
4.ذهب ابن حبان إلى أن كل من روى عنه راو مشهور قد ارتفعت جهالة عينه وكل من ارتفعت جهالة عينه ولم يعرف فيه جرح فهو عدل أي أن جهالة الحال ترتفع مع جهالة العين إذا لم يعرف فيه جرح للعلماء.
وقد نص ابن حجر على مذهب ابن حبان هذا في لسان الميزان فقال: (وهذا الذي ذهب إليه ابن حبان من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه كان على العدالة إلى أن يتبين جرحه مذهب عجيب، والجمهور على خلافه).
إذن فما ذهب إليه البلقيني من أن ابن حبان يشترط رواية عدلين في إثبات عدالة الراوي يخالف المشهور من مذهب ابن حبان الذي قدمناه آنفاً.
¥(16/419)
5. ذهب ابن عبد البر إلى أن مجهول الحال يمكن أن ترتفع جهالته إذا اشتهر ـ ـ في غير حمل العلم ـ بمكارم الأخلاق من زهد أو كرم أو نجدة. وقد نقل السخاوي قوله في فتح المغيث وهو (قبول روايته أن كان مشهوراً كأن يشتهر بالزهد أو النجدة أو الكرم فان اشتهر بالعلم فقبوله من باب أولى).
قال ابن الصلاح: " ثم بلغني عن أبي عمر بن عبد البر الأندلسي وجادة قال: كل من لم يرو عنه إلا رجل واحد فهو عندهم مجهول إلا أن يكون رجلاً مشهورا في غير حمل العلم كاشتهار (مالك بن دينار) بالزهد و (عمرو بن معدي كرب) بالنجدة".
6. ذهب أبو الحسن علي بن عبد الله القطان إلى رفع جهالة الحال عن الراوي بتوثيق أحد أئمة الجرح له. أي أن مجهول العين الذي لم يرو له إلا واحد إذا وثق ذلك الراوي من قبل أحد أئمة الجرح والتعديل كان ذلك التوثيق كافياً عنده في التعريف بحاله. وهو نفس ما ذهب إليه ابن حجر فقال بقبول رواية مجهول العين إذا وثقه من ينفرد عنه أن كان متأهلاً لذلك.
وعلى هذا الأساس بنى توثيقة لأحمد بن يحيى بن محمد في تهذيب التهذيب فاسمع إليه وهو يقول: (قال الذهبي (احمد بن يحيى بن محمد لا يعرف، قلت: بل يكفي في رفع جهالة عينه رواية النسائي عنه، وفي التعريف بحاله توثيقة له).
فمع أن احمد بن يحيى هذا غير معروف عند العلماء لأنه لم يرو عنه سوى النسائي. فقد عده ابن حجر معروفاً ومعدلاً برواية النسائي وتعديله إياه.
7. حكي الفيروزآبادي الشيرازي في كتابه التبصرة عن بعض الشافعية انهم يعدلون من روى عنه الثقة مطلقاً فقال: (إذا روى الثقة عن المجهول لم يدل على عدالته، ومن أصحابنا من قال يدل على عدالته).
8. ذهب الغزالي إلى أن الثقة إذا روى عن المجهول وكان هذا الثقة لا يروي إلا عن العدول ولا يستجيز نقل الاحاديث الضعيفة عد ذلك تعديلاً منه لمن روى عنه وإلا فلا فقال: (إذا روى المستجمع لخلال التعديل عن شخص واقتصر عليه فهل يجعل ذلك تعديلاً؟! والمختار أن ذلك كالتعديل من مالك ومن كل محدث لا يستجيز نقل الأحاديث الضعيفة وإلا فلا).
9. ذهب بعض العلماء إلى تعديل من عمل الثقة بموجب حديثه. قال الغزالي وهو يتحدث عما يعد توثيقا للراوي: (أن يعمل بموجب حديث لم ينقله إلا رجل واحد هل يجعل ذلك تعديلاً؟ فيه خلاف. والمختار انه أن أمكن حمل عمله على الاحتياط فلا، وان لم يمكن حمله فهو كالتعديل لأنه محصل للثقة).
ثالثاً: ما ترتفع به جهالة المبهم:
والمقصود بالمبهم من الرواة من لم يسمّ اسمه كنحو (حدثني رجل) أو (فلان) أو (حدثني الثقة) أو (من لا اتهم) إلى غيرها من الألفاظ التي لا تكشف عن اسم الراوي.
وللعلماء في رفع الجهالة الناتجة عن الإبهام طريقتان:
الأولى: طريقة التنصيص:
وهي أن ما ذكر مبهماً في مكان ذكر صراحة في موضع آخر. وقد ذكر هذه الطريقة ابن حجر في نزهة النظر فذكر انه يستدل على معرفة اسم المبهم وتمام اسم المهمل بوروده من طريق أخرى مسمى فيها.
الثانية: طريقة استقراء منهج الراوي:
ومعناها أن يعرف من خلال الاستقراء أن الراوي الفلاني إذا قال حدثني الثقة مثلاً فإنما يعني به شخصا بعينه. مثاله إذا قال الشافعي: (حدثني الثقة عن الليث بن سعد فالثقة يحيى بن حسان التنيسي البكري).
وإذا قال: (حدثني الثقة عن ابن جريج فمراده بالثقة مسلم بن خالد المخزومي مولاهم).
ويعد هذا النوع من اصعب أنواع الاستكشاف للرواة لان كل عالم له منهجه وطريقته الخاصة في إيراد ذكر شيوخه.
والأسباب التي تؤدي إلى وقوع الإبهام في الرواة هي:
1. أن الراوي يهمل ذكر اسم شيخه اختصارا، إذا كان قد ذكره صريحاً في موضع آخر.
2. إن الراوي قد يهمل اسم شيخه تدلسياً،وللتدليس اسباب سنتحدث عنها عند كلامنا على حكم رواية المدلس.
المطلب الثاني
حكم رواية المجهول
بعد أن تكلمنا على الجهالة وأصنافها وأسباب ورودها وما ترتفع به بقي علينا أن نتحدث عن موقف العلماء من رواية المجهول. لان هذا الموقف هو الثمرة المترتبة عن جهالة الراوي. فالعلماء إنما أطالوا من الكلام في أصناف الجهالة وتنازعوا الحديث فيما ترتفع به تلك الجهالة من اجل أن يحددوا موقفهم بعد ذلك من رواية من وصم بالجهالة.
¥(16/420)
ولذا فان المحدثين حينما اصدروا أحكامهم بحق المجاهيل ذهبوا في تلك الأحكام ثلاثة مذاهب باعتبارات مختلفة وهي كما يلي:
حكم رواية المجهول
بالنظر إلى بالنظر إلى بالنظر إلى
وثاقة من يروى عنهم طبقاتهم نوع الجهالة
إذا روى إذا روى إذا روى مجهول مجهول مجهول المجهول
الإثبات المشهورون الضعفاء العين الظاهر الباطن بالإبهام
عنه عنه عنه والباطن
إذا كان إذا كان إذا كان إذا كان
من الصحابة من كبار التابعين من صغار التابعين من تابع التابعين
الاعتبار الأول:-
حكم رواية المجهول باعتبار نوع الجهالة المتعلقة به:-
ويمكن معرفة هذه الأحكام من خلال معرفتنا لأنواع الجهالة التي تلحق الراوي. وهي:-
1 - جهالة العين:-
وللعلماء في حكم الراوي الذي جهلت عينه مذاهب وهي:-
أولا: ذهب جمهور العلماء إلى عدم قبول رواية مجهول العين مطلقاً وحجتهم أن العدالة شرط في صحة الرواية فمن جهلت عينه جهلت عدالته من باب أولى.
يقول ابن كثير: (فأما المبهم الذي لم يسمّ اسمه أو من سمي ولا تعرف عينه فهذا من لا يقبل روايته أحد علمناه)
وصرح ابن حجر بهذا فقال في ميزانه: (إذ المجهول غير محتج به)
ثانيا: ذهب الحنيفة ومن معهم إلى قبول روايته مطلقا لأنهم لم يشترطوا في الرواة مزيداً على الإسلام.
يقول الدكتور فاروق حمادة (وقد قبل هذا النوع مطلقاً من العلماء من لم يشترط في الراوي مزيداً على الإسلام وعزاه ابن المواق للحنفية حيث قال: انهم لم يفصلوا بين من روى عنهم واحد وبين من روى عنه اكثر من واحد بل قبلوا رواية المجهول على الإطلاق).
ثالثا: إذا تفرد بالرواية عنه من لا يروى إلا عن ثقة كعبد الرحمن بن مهدي قبلت روايته وإلا فلا:-
قال الخطيب: (إذا قال العالم كل من اروي لكم عنه واسميه فهو عدل رضاً مقبول الحديث كان هذا القول تعديلاً منه لكل من روى عنه وسماه).
رابعا: ذهب علي بن عبد الله بن القطان إلى أن مجهول العين إذا زكاه مع راويه الواحد أحد أئمة الجرح والتعديل قبلت روايته. وإلا فلا.
خامسا: ذهب ابن عبد البر إلى قبول رواية مجهول العين إذا كان مشهوراً بشيء من مكارم الأخلاق من نجدة أو كرم أو ما إلى ذلك من غير العلم. وإلا فلا. قال ابن الصلاح: بلغني عن أبي عمر بن عبد البر وجادة قال: (كل من لم يرد عنه إلا رجل واحد فهو عندهم مجهول إلا أمور يكون رجلاً مشهوراً في غير حمل العلم واشتهار مالك بن دينار بالزهد وعمرو بن معد مكرب بالنجدة).
2 - جهالة الظاهر والباطن:-
وللعلماء في قبول رواية من كان مجهول العدالة ظاهراً وباطناً مذاهب يمكن إجمالها فيما يلي:-
أولا: ذهب جمهور المحدثين إلى عدم قبول رواية مجهول العدالة – ظاهراً وباطناً – لان العدالة – كما قدمنا – شرط في صحة الرواية ومن جهلت عدالته في الظاهر والباطن فجماهير العلماء على روايته.
ثانيا: نسب إلى أبي حنيفة واتباعه قبول روايته مطلقاً اكتفاءً منهم بظاهر الإسلام وعدم ظهور ما يفسق به أنواعها ترد روايته. وقد عقب البلقيني على كلام ابن الصلاح حينما قال: (ومجهول العدالة من حيث الظاهر والباطن جميعاً روايته غير مقبولة عند الجماهير) بقوله (فائدة: أبو حنيفة يقبل مثل هذا).
ثالثا: ذهب ابن حجر ومن معه إلى أن مجهول العدالة إن كان من انفرد عنه ممن لا يروي إلا عن ثقة قبلت روايته وإلا فلا.
3 - جهالة الباطن:-
وهي أن يكون الراوي عدلاً في ظاهره، مجهول العدالة من حيث الباطن. وهو ما يسمى بالمستور عند المحدثين.
وللعلماء في قبول رواية المستور مذاهب يمكن إجمالها فيما يلي:-
أولا: ذهب الجمهور إلى عدم قبول روايته ما لم تثبت عدالته. وهو قول الشافعي. ومبناه أمور رواية الراوين عنه تعريف به لا توثيق له وان قبول الرواية مبني على التوثيق لا على التعريف. .
ثانيا: ذهب أبو حنيفة وبعض الشافعية إلى قبول روايته ما لم يعلم الجرح فيه.
قال ابن الصلاح: (وهذا المجهول أي المستور يحتج بروايته بعض من رد رواية الأول أي المجهول باطناً وظاهراً. وهو قول بعض الشافعيين … لان أمر الأخبار مبني على حسن الظن بالراوي).
ثالثا: وذهب إمام الحرمين إلى القول بالتوقف في رواية المستور حتى يتبين حاله فقد قال:
¥(16/421)
(لا نطلق رد رواية المستور ولا قبولها بل يقال رواية العدل مقبولة ورواية الفاسق مردودة ورواية المستور موقوفة على استبانة حالته).
وقد اختار الحافظ ابن حجر هذا القول وتبناه حينما قال: (والتحقيق أن رواية المستور ونحوه مما فيه الاحتمال لا يطلق القول بردها ولا بقبولها بل هي موقوفة على استبانة حاله).
4 - جهالة الإبهام:-
ويعنى بجهالة الإبهام أن الراوي لم يسمّ وإنما يذكر مبهماً ويأتي على ضربين:-
أولا: إبهام لا يفيد التوثيق:-
كأن يقول حدثني رجل، أو بعضهم، وحكم رواية المبهم عند العلماء كالأتي:-
1. ذهب جمهور العلماء إلى عدم قبول رواية المبهم (لان شرط قبول الرواية معرفة عدالة الراوي ومن أبهم اسمه لا نعرف عينه فكيف نعرف عدالته وضبطه).
2. لكن إذا وقع الإبهام من رجل ألا على نفسه إلا يحدث إلا عن ثقة وهو ممن يعتد برأيه كعبد الرحمن بن مهدي مثلاً. فانه يحتج به عند من قال أن جهالة الحال تزول بتوثيق واحد من أئمة الجرح والتعديل. والجمهور على عدم ثبوتها. لما بينه الخطيب حينما قال: (وهكذا إذا قال العالم كل من رويت عنه فهو ثقة، وان لم اسمه، ثم روى عمن لم يسمه، فانه يكون من كياله غير أنا لا نعمل على تزكيته، لجواز أن نعرفه إذا ذكره بخلاف العدالة) (ولان إضراب المحدث عن تسمية شيخه ريبة توقع تردداً في القلب).
ثانيا: إبهام يفيد التوثيق:-
وهو على درجتين: الأول، أن يقول حدثني الثقة، أو الحافظ أو نحو ذلك والثانية أن يقول حدثني من لا اتهم. ولا شك أن النمط الأول آكد واشد في إثبات عدالة من أبهم. لأن قوله (من لا اتهم) لا يحمل من قوة التوثيق ما يحمله الأول.
وللعلماء من رواية من أبهم على التعديل مواقف نجملها فيما يأتي:-
أولا: ذهب الخطيب البغدادي والصيرفي الفقيه وغيرهما إلى أن التعديل على الإبهام لا يجزئ من غير تسمية المعدل .. (وذلك لأنه قد يكون ثقة عنده وغيره قد اطلع على جرحه بما هو جارح عنده أو بالإجماع، فيحتاج إلى أن يسميه حتى يعرف).
ثانيا: نقل عن أبي حنيفة (أن ذلك يكفي تعديلاً للراوي) وهو مبني على أن الموثق مؤتمن على ذلك وهو نظير الاحتجاج بالمرسل من جهة أن المرسل لو لم يحتج بالمحذوف لما حذفه، فكأنه عدله، فالقبول في هذه المسألة من باب أولى لأن الإبهام قد دفع بلفظ التوثيق الصريح.
ثالثا: أما إذا كان التعديل من قبل رجل لا يروي إلا عن ثقة، فروايته مقبولة لأنه توثيق صريح لذلك الراوي: وهو عندي أقوى ممن قبل توثيق مجهول الحال برواية من لا يروي إلا عن ثقة. والله اعلم.
المذهب الثاني:-
موقف العلماء من رواية المجهول بالنظر إلى طبقته.
ومن العلماء من تعامل مع المجاهيل ومروياتهم من جهة قربهم أو بعدهم عن عصر الرسالة.
وبهذا الاعتبار فأنهم صنفوا المجاهيل إلى أربع طبقات، كل طبقة لها حكمها الخاص بها. وهذه الطبقات هي:-
1. المجاهيل من الصحابة:-
والمقصود بالمجهول من الصحابة هو من جهل اسم أو جهل اشتهاره بالعلم. والعلماء مجمعون على أن الجهالة مرفوعة عن الصحابة لان عدالتهم ثابتة بتعديل الله تبارك وتعالى لهم. ولسنا هنا بحاجة إلى إعادة القول في ذلك. لأننا قدمنا الحديث عليه أثناء كلامنا حول ما ثبت به العدالة.
2. المجاهيل من كبار التابعين وأوساطهم:-
وهم الذين تتلمذوا على أيدي الصحابة الكرام فأمثال هؤلاء يقبل حديثهم إذا سلم من المخالفة. قال الذهبي: (وأما المجهولون من الرواة فان كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقي بحسن الظن إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ).
3.إذا كان من صغار التابعين:-
وأما إذا كان الراوي من صغار التابعين فان العلماء قالوا في روايته ما يلي:- (وأما إن كان الرجل منهم – أي من المجاهيل – من صغار التابعين فسائغ رواية خبره ويختلف ذلك باختلاف جلالة الراوي وتحريه).
4.إذا كان من تابع التابعين فما بعدهم:-
¥(16/422)
وأما أن كان الراوي من تابع التابعين فمن بعدهم فهو اضعف لخبره سيما إذا انفرد به لأن النبي ? شهد للقرون الثلاثة الأول بالخيرية على سائر الأجيال. فعن عمران بن الحصين قال قال ? (خير امتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال عمران فلا ادري اذكر بعد قرنه قرنين او ثلاثة ثم ان بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمن) ْْ.
المذهب الثالث: حكم رواية المجهول بالنظر إلى وثاقة من يروي عنهم:-
ومن العلماء من كان ينظر إلى المجاهيل وحكم مروياتهم من خلال النظر إلى مرتبة من يروي عن أولئك المجاهيل. من حيث الوثاقة والاعتبار. ومن هذا المنظار فان رواية المجاهيل يمكن تصنيفها كالأتي:-
1. حكم رواية المجهول إذا روى عنه الضعفاء:-
فهؤلاء لم أجد من العلماء من ذهب إلى اعتبار روايته سواء المتشددون منهم أو المتساهلون فهذا ابن حبان على الرغم من تساهله في التوثيق فانه يقول: (وأما المجاهيل الذين لم يروِ عنهم إلا الضعفاء فانهم متروكون على الأحوال كلها) لأن الضعف قد انتاب روايتهم من طرفين الأول جهالة الراوي والثاني ضعف الناقلين لتلك الرواية.
2. حكم رواية المجهول إذا روى عنه المشهورون:-
أما إذا روى عن المجهول أناس عدول أو مشهورون فان للعلماء في قبول روايته مذاهب قدمناها آنفاً عند حديثنا على رواية مجهول الحال.
3. حكم رواية المجهول إذا روى الإثبات عنه:-
أما إذا انفرد الثقات الإثبات بالرواية عن ذلك المجهول فان حكم روايته عند العلماء كما يلي:-
1.ذهب جمهور العلماء إلى عدم قبول روايته حتى تثبت عدالته لجواز أن يروي الثقة عمن ليس بثقة ظناً منه انه ثقة. وهو مبني على أن رواية الثقة عن غيره ليست توثيقاً له.
2.مذهب من يرى أن رواية الثقة عن غيره تعديل له أن من روى عن المجهول وهو ثقة قبلت روايته عنه.
يقول الدكتور فاروق حمادة (وهذا في الحقيقة لازم لكن من ذهب إلى أن رواية العدل بمجردها تعديل له، بل عزاه النووي في مقدمة شرحه على مسلم لكثير من المحققين وكذلك محمد بن اسحق بن خزيمة ذهب إلى أن جهالة العين ترتفع براو واحد مشهور واليه يومئ قول ابن حبان: العدل من لم يعرف فيه جرح فمن لم يجرح فهو عدل حتى يثبت جرحه).
وصرح ابن حبان بهذا وهو يتكلم عن منهجه في ثبوت العدالة فقال: (إذا لم يكن في الراوي جرح ولا تعديل وكان كل من شيخه والراوي عنه ثقة ولم يأت بحديث منكر فهو ثقة).
المبحث الثالث
ما يتعلق بعدالة الراوي
إذا أردنا أن نتعرف على أصناف الرواة الذين ترد رواياتهم باشتراطنا للعدالة. فيجب علينا أولا أن نتعرف على مقومات العدالة حتى يمكن لنا بعد ذلك أن نرى بوضوح من يخرج من الرواة عن تلك المقومات يقول ابن الصلاح: (أجمعت جماهير أئمة الحديث والفقه على أنه يشترط فيمن تقبل روايته أن يكون عدلاً ضابطاً لما يرويه وتفصيله: أن يكون مسلما، بالغاً عاقلاً سالماً من أسباب الفسق وخوارم المروءة) إذن فمقومات العدالة خمسة وهي:-
1. الإسلام.
2. البلوغ.
3. العقل.
4. السلامة من أسباب الفسق.
5. السلامة من خوارم المروءة.
أما الشروط الثلاثة الأولى من مقومات العدالة فان الكلام فيها كلام في البديهيات إذ لم يختلف العلماء في وجوب أن يكون الراوي مسلماً غير كتابي ولا وثني.
وأما البلوغ فليس للجرح والتعديل مدخل فيه وكذلك الحال بالنسبة للعقل الذي جعله الله مدار التكليف فلا تقبل رواية المجنون لأنه فاقد لأهلية التحمل.
ولهذا قال الخطيب البغدادي في كفايته:
وأما الأداء بالرواية فلا يكون صحيحاً يلزم العمل به إلا بعد البلوغ، ويجب أيضا أن يكون الراوي في وقت أدائه عاقلاً مميزاً.
(والذي يدل على وجوب كونه بالغاً عاقلاً ما اخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر قال ثنا محمد بن احمد الؤلؤي قال ثنا أبو داود قال ثنا موسى بن إسماعيل قال ثنا وهيب عن خالد عن أبي الضحى عن علي عن النبي ? قال: (رفع القلم عن ثلاثة، عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يعقل) ولأن حال الراوي إذا كان طفلا أو مجنوناً دون حال الفاسق من المسلمين، وذلك أن الفاسق يخاف ويرجو ويتجنب ذنوبا … فإذا كان خبر الفاسق الذي هذه حاله غير مقبول فخبر الطفل والمجنون أولى بذلك).
¥(16/423)
أما عن اشتراط الإسلام في الراوي فهو اظهر وأجلى. يقول الخطيب: ويجب أن يكون وقت الأداء مسلماً لأن الله تعالى قال: (إن جاءكم فاسق بنبأ فتنبؤا) وان اعظم الفسق الكفر بالله تعالى وإذا كان خبر المسلم الفاسق مردوداً مع صحة اعتقاده فخبر الكافر أولى بذلك).
هذا بالنسبة للشروط الثلاثة الأول. أما الشرطان الآخران واعني بهما (السلامة من أسباب الفسق وخوارم المروءة). فان العلماء اعملوا نظرهم وفكرهم في من يخرج باشتراطهم للعدالة بعد أن يكون مسلماً بالغاً عاقلاً. فوجدوا أن هناك خمسة أصناف من الرواة لا يمكن أن يوصفوا بالعدالة على الرغم من توفر شروط الإسلام والبلوغ والعقل فيهم.
هؤلاء الذين سنتحدث عنهم بوصفهم ساقطي العدالة وهم:-
الصنف الأول:- الفاسقون.
الصنف الثاني:- منخرمو المروءة.
الصنف الثالث:- المبتدعون.
الصنف الرابع:- الكذابون والمتهمون بالكذب.
الصنف الخامس:- المدلسون عند من يرى أن التدليس جرحا مسقطا للعدالة.
وسنتحدث عن كل صنف من هؤلاء ونحاول أن نقف على رأي المحدثين في روايته. وإنما أخرنا المدلسين وراء هؤلاء للخلاف الحاصل بين العلماء حول التدليس هل هو مسقط للعدالة أم لا.
المطلب الأول
الفاسق وحكم الرواية عنه:-
الفسق في اصل اللغة الخروج عن الشيء يقال: فسقت الرطبة أي خرجت عن قشرتها. وإنما سميت الفأرة فويسقة (لخروجها من حجرها على الناس).
وفي الاصطلاح الترك لأمر الله والعصيان له والخروج عن طريق الحق.
والفاسق من الناس من عرف بارتكاب كبيرة أو بإصرار على صغيرة. فمن ثبت فسقه فالعلماء مجمعون على عدم جواز السماع عنه لما علموا من أهمية السنة.
(فقد روى البيهقي عن النخعي قال كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سمته وإلى صلاته وإلى حاله ثم يأخذون عنه).
ولذا نقل السيوطي اتفاق (أهل العلم على أن السماع ممن ثبت فسقه لا يجوز). لكن هناك فرق بين أن يكون الفسق مظنوناً وبين أن يكون مقطوعاً به. يقول الأمدي: والفاسق المتأول الذي لا يعلم فسق نفسه لا يخلو أما أن يكون فقه مظنوناً أو مقطوعاً به.
فان كان مظنوناً كفسق الحنفي إذا شرب النبيذ فالأظهر قبول روايته وشهادته وقد قال الشافعي ? إذا شرب الحنفي النبيذ أحده واقبل شهادته.
وان كان فسقه مقطوعاً به فأما أن يكون ممن يرى الكذب ويتدين به أو لا يكون كذلك فان كان الأول فلا نعلم خلافا في امتناع قبول شهادته (ورد روايته) كالخطابية من الرافضة لأنهم يرون شهادة الزور لمواقفيهم.
وان كان الثاني كفسق الخوارج الذين استباحوا الدار وقتلوا الأطفال والنسوان فهو موضع الخلاف فمذهب الشافعي واتباعه واكثر الفقهاء أن روايته وشهادته مقبولة وهو اختيار الغزالي وأبي الحسين البصري وكثير من الأصوليين
وذهب القاضي أبو بكر والجبائي وأبو هاشم وجماعة من الأصوليين إلى امتناع قبول شهادته وروايته، وهو المختار).
والفسق يثبت بأمور عديدة منها ما له علاقة برواية الحديث ومنها ما لا علاقة له بالحديث. وكلاهما مؤثر وقادح في عدالة الراوي.
فمما لا علاقة لها بالرواية. تعاطيه لكبائر لأن علماء أهل السنة مجمعون للكبائر على أن من أتى كبيرة كان فاسقاً خلافاً للخوارج الذين كفروا مرتكب الكبيرة وللمعتزلة الذين جعلوه في منزلة بين المنزلتين. والمرجئة الذين قالوا لا تضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة.
وكذلك يثبت الفسق بالإصرار على الصغائر لأن الإصرار عليها يحيلها إلى كبائر. فمن عرف بإصراره على صغيرة من الصغائر كان فاسقاً بإصراره هذا.
أما ما له علاقة برواية الحديث فقد ذكر السيوطي إن فسق الراوي يثبت بأن (بضع متون الأحاديث على رسول الله أو أسانيد المتون … ومنها أن يدعي السماع عمن لم يلقه ولهذه العلة قيد الناس مواليد الرواة وتاريخ موتهم).
غير أن ما ذكره السيوطي هنا مما يثبت به فسق الراوي قد افرده غيره في باب مستقل من أبواب ما تسقط به عدالة الراوي وهو الكذب على رسول الله ?
أما حكم رواية من ثبت فسقه فإنها مردودة بإجماع المحدثين والفقهاء. وقد نص ابن حجر على أن من ظهر فسقه فحديثه مردود سواء كان فسقه بالفعل أو بالقول.
¥(16/424)
والراوي إذا ثبت فسقه ورد حديثه فالعلماء يطلقون على ذلك الحديث الذي يرويه اسم (المنكر) عند الذين لا يشترطون المخالفة في تعريفهم للمنكر حينما قالوا:-
(المنكر هو ما تفرد به ضعيف لا يحتمل ضعفه لفسقه أو فحش غلطه أو كثرة غفلته).
المطلب الثاني
منخرم المروءة وحكم روايته
قبل أن نعرف من هو منخرم المروءة لابد لنا أن نعرف ما هي المروءة أولا.
المروءة في اصل اللغة هي الإنسانية.
وفي الاصطلاح هي الأخذ بمحاسن الأخلاق وجميل العادات. فكل ما ينزل بالإنسان فهو من خوارم المروءة وكل ما استقبحته العقول السليمة من مساوئ الأخلاق وردئ العادات فهو من خوارم المروءة.
ومن خوارم المروءة التي يمثل بها العلماء منة النفس وكثرة المزاح بلا سبب والإتيان بما لا يليق بالمؤمنين الأتقياء.
ويمكن أن نصنف خوارم المروءة إلى نوعين اثنين:
الأول:- خوارم للمروءة بحسب الشرع.
الثاني:- خوارم للمروءة بحسب العرف السائد.
فالأولى لا تتغير ولا تتبدل بتبدل الأحوال والازمان لأنها تستمد ثباتها من الشرع الحنيف. وعليه فكل من وصف بأنه منخرم المروءة بواحدة من تلك الخوارم فهو مخروم المروءة في كل حين. تأخذ الأجر على التحديث عند من يرى حرمة ذلك فمن خرمت مروءته لهذا فأنه لا يزال على ذلك أبدا. وكذلك من خرمت مروءته بسبب السنة وبذاءة اللسان لأن المسلم لا يكون بذيئاً ولا سفيها. اخرج الخطيب بنده إلى الإمام البخاري قال: (ذكر النضر بن مطرف فقال يحيى القطان سمعته يقول: أن لم أحدثكم فأمي زانية، قال يحيى فتركت حديثه لهذا).
والذي ينعم النظر في خوارم المروءة التي جرح بها بعض الرواة يجد إنها يمكن أن تصنف إلى نوعين اثنين:
الأول:- خوارم للمروءة ترجع إلى مستند شرعي.
الثاني:- خوارم للمروءة بحب العرف السائد.
فالخوارم التي ترجع إلى الشرع لا تتغير ولا تتبدل بتبدل الأحوال والازمان حيث تستمد ثباتها من الشرع الحنيف. وعليه فكل من وصف بواحدة من تلك الخوارم فهو مخروم المروءة في كل حين.
مثال ذلك. انخرام مروءة من يأخذ على التحديث أجرا عند من يرى حرمة ذلك الأجر أو كراهته. فمن خرمت لهذا السبب لن يمر عليه زمان يكون فيه اخذ الأجر على التحديث أمرا خارجاً عن الكراهة أو الحرمة إلا ضمن استثناءات ذكرها المحدثون في مواضعها.
وكذلك من خرمت مروءة بسبب السفه وبذاءة اللسان لأن المسلم لا يكون بذيئاً ولا سفيها. فقد اخرج الخطيب البغدادي بنده إلى محمد بن إسماعيل البخاري قال (ذكر النضر بن مطرف فقال يحيى القطان سمعته يقول إن لم أحدثكم فأمي زانية. قال يحيى تركت حديثه لهذا).
فانخرام مروءة مثل هذا راجعة إلى مخالفة اصل شرعي لقوله ?: (ليس المسلم بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء).
و أما الخوارم التي ترجع إلى مخالفة عرف سائد فان المحققين من العلماء لا ينظرون إليها سواء بسواء مع تلك الخوارم التي ترجع إلى مخالفة اصل شرعي لجواز أن يتغير العرف السائد. فما يعد من الخوارم في زمن لا يكون كذلك في زمن آخر. وما يعد من الخوارم في بلد لا يكون كذلك في بلد آخر.
يقول الدكتور عبد الكريم زيدان: (ولا شك ان خوارم المروءة تخضع إلى حد كبير إلى العرف السائد فما يكون قبيحاً وقادحاً في المروءة في بلد ما قد لا يكون كذلك في بلد آخر لاختلاف العرف في هذين البلدين مثل كشف الرأس فقد يكون مستقبحاً في بلد للعرف السائد فيه فيكون فادحاً في المروءة والعدالة وقد لا يكون مستقبحاً في بلد آخر فلا يكون قادحاً في العدالة). ولهذا فان المروءة في مثل هذا هي مراعاة العرف السائد.
يقول ابن حجر (قال الطبري والذي أراه هو جواز لبس الثياب المصبغة بكل لون إلا أني لا احب لبس ما كان مشبعاً بالحمرة ولا لبس الأحمر مطلقا ظاهراً فوق الثياب لكونه ليس من لباس أهل المروءة في زماننا. فان مراعاة زي الزمان من المروءة ما لم يكن إثما وفي مخالفته ضرب من الشهرة).
¥(16/425)
وكان المحدثون يعرفون مروءة الإنسان بما يظهر عليه من سمت الصلاح وعدم مخالفة السائد الذي عليه الناس ما لم يكن أثما. وبما يلاحظ على الإنسان من محافظته على سنن الفطرة. يقول ابن حجر بصدد مراعاة تلك السنن (وفي المحافظة عليها محافظة على المروءة وعلى التآلف المطلوب لأن الإنسان إذا بدا في الهيئة الجميلة كان ادعى لانبساط النفس إليه فيقبل قوله ويحمد رأيه والعكس بالعكس).
وعلى هذا فان من اتهم بانخرام مروءته فالواجب أن يكشف عما به خرمت مروءته. فان كان ما رمي به مما يستوي في الحكم عليه جميع الناس أولا يتغير بتغير الزمان والمكان كالسفه وما إلى ذلك كانت روايته مردودة.
وأما أن كان ما رمي به معدوداً من خوارم المروءة لمخالفته عرفاً سائداً فينظر حينئذ إلى تلك المخالفة فقد يجوز أن يكون خرماً عند الجارح فقط دون غيره فلا يعبأ بقوله عند ذاك كما مثل لذلك بما اخرج الخطيب بسنده إلى أبي جعفر المدائني. قال قيل لشعبة لم تركت حديث فلان؟ قال رأيته يركض على برذون فتركت حديثه).
فما بعد خارماً للمروءة عند واحد قد لا يوافقه عليه غيره من المحدثين. لكن هذا لا يعني أن يكون المحدث حاله حال غيره لأن من اشتغل بطلب العلوم الشرعية يجب عليه أن يكون على مستوى من السكينة والوقار وقد قال النبي ?: (تعلموا العلم فإذا علمتموه فاكظموا عليه ولا تشوبوه بضحك ولا بلعب فتمجه القلوب).
ولذا (قال كثير من الناس يجب ان يكون المحدث والشاهد مجتنبين لكثير من المباحات نحو التبذل والجلوس للتنزه في الطرقات، والأكل في الأسواق، وصحبة الأرذال، والبول على قو ارع الطرقات، والبول قائما، والانبساط إلى الخرق في المداعبة والمزاح وكل ما اتفق على انه ناقص القدر والمروءة، ورأوا إن فعل هذه الأمور يسقط العدالة ويوجب رد الشهادة).
والذي أراه في هذه المسألة إن خوارم المروءة يرجع فيه إلى أهل البصائر والإنصاف وان لا ينفرد أحد في تحديدها فلكل راو شأن خاص به وحكم يطلق بناء على عموم سيرته وأحواله.
وهو رأي الخطيب البغدادي حينما قال: (والذي عندنا في هذا الباب رد خبر فاعلي المباحات إلى العالم والعمل في ذلك بما يقوى في نفسه فان غلب على ظنه من أفعال مرتكب المباح المسقط للمروءة انه مطبوع على فعل ذلك، والتساهل به، مع كونه ممن لا يحمل نفسه على الكذب في خبره وشهادته، بل يرى إعظام ذلك وتحريمه والتنزه عنه قبل خبره. وان ضعفت هذه الحال في نفس العالم واتهمه. عندها وجب عليه ترك العمل بخبره ورد شهادته).
فليس كل الذين يأتون المباحات على درجة واحدة فمنهم من يفعل ذلك مع صلاح ظاهر ودين جلي ومنهم من يفعله حتى يكون هو الغالب على سمته. فلكل مقام ولكل مقال.
المطلب الثالث
المبتدع وحكم روايته:-
المبتدع اسم فاعل من الابتداع والابتداع في اصل اللغة الاختراع على غير مثل. ومنه (بديع السموات والأرض) أي مبدعهما ومنشئهما على غير مثال سابق.
والبدعة الحدث في الدين بعد الإكمال. وقد قال الرسول ?: (فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة).
وقال ?: (من احدث في امرنا هذا ما ليس فيه فهو رد) وبالنظر في معنى هذا الحديث فان الرد لا يتناول كل أمر محدث وانما مختص بما ليس في دين الله تبارك وتعالى.
ولذا يقول ابن الأثير الجزري والبدعة بدعتان بدعة هدى وبدعة ضلال فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله فهو في حيز الذم والإنكار.
وما كان واقعا تحت عموم ما ندب الله إليه فهو في حيز المدح وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف فهو من الأفعال المحمودة ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به لأن النبي? قد جعل له في ذلك ثواباً فقال (من سن سنة حسنة كان له اجرها واجر من عمل بها) وقال في ضده (ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها) وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله ?. ومن هذا النوع قول عمر ? عن صلاة التراويح نعمت البدعة هذه لما كانت من أفعال الخير وداخلة في حيز المدح سماها بدعة ومدحها لأن النبي ? لم يسنها لهم وانما صلاها ليالي ثم تركها ولم يحافظ عليها ولا جمع الناس لها.
¥(16/426)
هذا بالنسبة إلى عموم اللغة أما المحدثون والفقهاء فانهم حينما يقولون فلان مبتدع فإنما يراد به الذم وما خالف ما عليه الشريعة، وهذا هو الذي يهمنا في بحثنا فللعلماء في المبتدعين والسماع منهم أقوال عديدة.
بحسب حال المبتدع وبحسب بدعته
فالبدع قسمان:
القسم الأول: بدع يكفر بها صاحبها، ولا بد أن يكون ذلك التكفير متفقاً عليه في قواعد جميع الأئمة كما في غلاة الرفض من دعوى بعضهم حلول الإلهية في علي أو غيره أو الإيمان برجوعه إلى الدنيا قبل يوم القيامة فهؤلاء لا خلاف بين العلماء انهم لا تجوز الرواية عنهم تحت أي ظرف من الظرف لأن الإسلام شرط في ثبوت العدالة.
القسم الثاني: بدع يفسق بها صاحبها (كبدع الخوارج والروافض الذين لا يغلون ذلك الغلو، وغير هؤلاء من الطوائف المخالفين لأصول السنة خلافاً ظاهراً لكنه مستند إلى تأويل ظاهره سائع) وفي قبول رواية من كان على هذه الشاكلة.
إن كان معروفاً في التحرز من الكذب مشهورا بالسلامة من خوارم المروءة موصوفا بالديانة والعبادة خلاف بين المحدثين على النحو الآتي:
المذهب الأول:-
ذهب الإمام أبو حنيفة وأبو يوسف والإمام الشافعي، ويحيى بن سعيد القطان وعلى بن المديني ومحمد ابن إسماعيل البخاري إلى قبول رواية المبتدع سواء أ كان داعية إلى بدعته أم لم يكن. وسواء اروى ما يشيد بدعته أم ما ينقضها، لأن الأصل في قبول الرواية صدق اللهجة وجودة الضبط والسلامة من خوارم المروءة.
- وقد اخرج البخاري في صحيحة لعمران بن حطان وهو خارجي داعٍ إلى مذهبه وهو صاحب الأبيات المشهورة التي يمتدح بها عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي ? والتي يقول فيها:
يا ضربة من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
وانما اخرج له كما قال ابن حجر بناءاً على (قاعدته في تخريج أحاديث المبتدع إذا كان صادق اللهجة متديناً).
- واخرج العقيلي في الضعفاء بسنده إلى علي بن المديني قال: قلت ليحيى بن سعيد القطان إن عبد الرحمن يقول اترك من كان رأساً في البدعة يدعو إليها قال يحيى: كيف تصنع بقتادة كيف تضع بابي داود وعمر بن ذر، وعد يحيى قوما ثم قال يحيى ان ترك هذا الضرب ترك ناساً كثيراً.
ورأي هؤلاء مبني على اعتبارين رئيسين:-
الأول: إن الاعتقاد بحرمة الكذب هو الذي يمنع المرء من الإقدام عليه بقطع النظر عن العقيدة التي يحملها. وان الذي يكذب إما لأنه مستحل للكذب أو لأنه غير متدين.
والثاني: إن الضرورة تلجئ المحدثين إلى قبول أحاديث هؤلاء، إذ لو تركت أحاديث جميع أهل الأهواء والبدع لذهب طائفة كبيرة منه. وقد سبق أن نقلنا قول يحيى القطان في ذلك.
يقول علي بن المديني بهذا الخصوص (لو تركت أهل البصرة للقدر وتركت أهل الكوفة للتشيع لخربت الكتب).
المذهب الثاني:-
ذهب طائفة من العلماء منهم محمد بن سيرين، والإمام مالك وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي إلى رد رواية المبتدع مطلقا وقد قال عبد الرحمن: (ثلاثة لا يحمل عنهم الرجل المتهم بالكذب، والرجل كثير الوهم والغلط ورجل صاحب بدعة يدعو الناس إلى بدعته).
وحجة هؤلاء تكمن فيما يلي:-
أولاً: ما أخرجه الخطيب بسنده عن أبي أمية عن النبي ? (من اشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر).
والأصاغر في الحديث هم أهل البدع كما نص على ذلك ابن المبارك فيما أخرجه عنه الخطيب البغدادي.
- (عن أبي صالح محبوب بن موسى وذكر الحديث عن ابن المبارك في اشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر. قال أبو صالح فسألت ابن المبارك، من الأصاغر؟
قال: أهل البدع).
ثانياً: إن المبتدع فاسق ببدعته، وكما استوى في الكفر المتأول وغير المتأول، يستوى في الفسق المتأول وغير المتأول.
ثالثاً: إن البداعة والهوى لا يؤمن معهما الكذب. (فعن ابن لهيعة قال سمعت شيخاً من الخوارج تاب ورجع وهو يقول: إن هذه الأحاديث دين فانظروا عمن تأخذون دينكم فأنا كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثاً).
- (وعن حماد بن سلمة قال حدثني شيخ لهم (بعني الرافضة) تاب قال: كنا إذا اجتمعنا واستحسنا شيئا جعلناه حديثاً).
¥(16/427)
رابعا: إن في عدم قبول روايته إخماد لبدعته وفي قبولها ترويج لأمره وتنويه بذكره. ولذا فان كثيراً من العلماء قال إن كان الحديث يروى من طريق اخرى غير طريق صاحب البدعة فانه يضرب الصفح عن روايته إخمادا لبدعته وإماتة لشأنه.
المذهب الثالث:-
وهو مذهب التفصيل بين أن يكون المبتدع داعية أو غير داعية يقول ابن حجر (وصارت إليه الطوائف من الأئمة وادعى ابن حبان إجماع أهل النقل عليه لكن في دعوى ذلك نظر).
وقد نقل ابن الصلاح كلام ابن حبان بهذا الخصوص فقال: (وقال: أبو حاتم بن حبان البستي) أحد المصنفين من أئمة الحديث: الداعية إلى البدع لا يجوز الاحتجاج به عند أئمتنا قاطبة لا اعلم بينهم فيه خلافاً).
لكن الذين قالوا بهذا التفصيل اختلفوا فيما بينهم على أربعة آراء وهي:-
أولاً: اكتفى جماعة بهذا التفصيل فقالوا يقبل حديث غير الداعية ويرد حديث الداعية.
ثانياً: وذهب جماعة إلى القول بأن رواية غير الداعية إن اشتملت على ما يشيد بدعته ويزينها ردت وان لم تشتمل على ذلك قبلت.
ثالثاً: وقال آخرون إن اشتملت روايته على ما يرد بدعته قبلت وإلا فلا.
رابعا: وذهب أبو الفتح القشيري وابن دقيق العيد إلى إن المبتدع إن وافقه غيره فلا يلتفت إليه إخمادا لبدعته وإطفاء لناره، وان لم يوافقه أحد ولم يوجد ذلك الحديث إلا عنده فينبغي إن تقدم مصلحة تقديم ذلك الحديث ونشر تلك السنة على مصلحة إهانته وإطفاء بدعته.
والذي يبدو والله اعلم إن الراجح من هذه الآراء هو ما كان عليه الشافعي وأبو حنيفة وأبو يوسف والبخاري. الذين قالوا إن أهل الأهواء يؤخذ حديثهم إن لم يكونوا ممن يستحلون الكذب. وقد اشتهر عن الشافعي قوله:
(أقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية من الرافضة لأنهم يرون الشهادة بالزور لموافقيهم).
بقي أن نعلم إن علماءنا الإجلاء لم يفتهم إن ليس كل من رمي بالابتداع كان كذلك فان من المبدع ما لم يثبت في حق صاحبها. وانما رمي بذلك زوراً وبهتاناً وكذلك فان المدلولات تتغير بتغير الزمان فلا يجوز إن ينظر إلى من رمي بالتشيع مثلاً في التابعين بنفس ما ينظر إلى من اتهم بذلك في العصور المتأخرة.
يقول ابن حجر: (قال ابن حرير لو كان كل من ادعي عليه مذهب من المذاهب الرديئة ثبت عليه ما ادعي به وسقطت عدالته وبطلت شهادته للزم ترك اكثر محدثي الأمصار لأنه ما منهم إلا وقد نسبه قوم إلى ما يرغب به عنه).
واما بخصوص تطور المصطلحات وتغيرها من وقت إلى آخر فاستمع إلى ابن حجر يقول: (فالتشيع في عرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان، وان علياً كان مصيباً في حروبه وان مخالفه مخطئ مع تقديم الشيخين وتفضيلها. وربما اعتقد أن عليا افضل الخلق بعد رسول الله ? وإذا كان معتقد ذلك ورعاً ديناً صادقاً مجتهداً فلا ترد روايته، … واما التشيع في عرف المتأخرين فهو الرفض المحض فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة).
المطلب الرابع
الكذاب والمتهم بالكذب وحكم الرواية عنهما:-
ومما تسقط به العدالة بل ابرز ما تسقط به العدالة أن يثبت كذب الراوي أو يتهم بالكذب.
فالكذاب عند المحدثين هو من يروي عن النبي ? ما لم يقله أو يفعله أو يقره متعمداً.
والحديث الذي يرويه الكذاب هو (الموضوع)
(فالموضوع هو الخبر الذي يختلقه الكذابون وينسبونه إلى رسول الله ? افتراءً عليه).
وقد بشر النبي ? أولئك الذين يتجرءون بالتقول عليه ? بالنار. فقال ? في الحديث المتواتر: (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).
وقد اجمع العلماء على أن من ثبت كذبه لا تحل الرواية عنه بأي حال من الأحوال. قال الخطيب: (وكل من ثبت كذبه رد خبره وشهادته) بل ان الأثر ورد بجعل من يروى الحديث المختلق وهو يعلم باختلاقه أحد الكاذبين.
فقال ? (من حدث عني بحديث يرى انه كذب فهو أحد الكاذبين).
واما المتهم بالكذب فهو من لم ينص العلماء صراحة على أنه يضع الحديث لكن حصل الظن موقوعة منه. ويسمى حديثه (المتروك). فيقولون (فلان متروك متهم بوضع الحديث).
ويرمى الراوي بالكذب في حالتين:-
الأولى:- إن يرد حديث يخالف أصول الشريعة وثوابتها ثم لا يكون في السند من يوجه إليه الاتهام إلا هو. فيكون حينئذ هو المتهم بذلك الحديث.
¥(16/428)
يقول الإمام الذهبي في ميزانه في ترجمة احمد بن محمد بن احمد بن يحيى (لا اعرفه لكن روى عنه شيخ الإسلام الهروى حديثا موضوعاً، ورواته سواه ثقات فهو المتهم به).
والثاني:- أن يعرف بالكذب في كلامه وان لم يجرب عليه انه يكذب في حديثه الأمر الذي يجعله في مواطن الشبهة.
وحكم رواية المتهم بالكذب لا تختلف عن رواية الكذاب حيث العلماء مجمعون على ردها وتركها. لكن إذا تاب الكذاب فهل تقبل روايته؟ اختلف العلماء في ذلك.
1. فالإمام أبو بكر الصيرفي الشافعي أطلق القول بعدم قبول رواية التائب من الكذب عموماً وقال (كل من أسقطنا خبره من أهل النقل بكذب وجدناه عليه لم نعد لقبوله بتوبة تظهر).
2. ذهب الإمام احمد بن حنبل وأبو بكر الحميدي -شيخ البخاري- وغيرهم من أهل العلم.
إن التائب عن الكذب في حديث الناس تقبل روايته. أما التائب عن الكذب في حديث رسول الله ? فلا تقبل روايته وان حسنت توبته.
3. ذهب الإمام شرف الدين النووي والإمام الصنعاني إلى قبول توبة التائب عن الكذب مطلقاً سواء أكان تائبا عن الكذب في حديث الناس أم تائبا عن الكذب في حديث النبي ?.
فقال معلقاً على رأي أولئك الذين لم يقبلوا رواية التائب عن الكذب في حديث النبي ? (وهذا الذي ذكره الأئمة ضعيف مخالف للقواعد الشرعية).
أما الصنعاني فقد قال: (لا وجه لرد رواية الكذاب في الحديث بعد صحة توبته إذ بعد صحتها قد اجتمعت فيه شروط الرواية فالقياس قبوله).
ويبدو ان بعض العلماء قد عمل بهذا الرأي لأننا في معرض حديثنا عن البدع سقنا روايات لأناس صرحوا بأنهم كانوا يضعون الأحاديث إذا استحسنوا أمرا معينا. وقد تلقى العلماء كلامهم هذا بالاعتبار واخذوا يحتاطون في روايات أهل الأهواء اكثر فاكثر بناء على ما صرح به أناس كانوا قبل توبتهم يمارسون الوضع على النبي ?. لكن الراجح والله اعلم هو الرأي الأول زيادة في الاحتياط للسنة المطهرة.
المطلب الخامس
المدلس وحكم روايته:-
التدليس لغة هو إخفاء العيب مطلقاً. والتدليس في البيع هو إخفاء عيب السلعة عن المشتري.
واما التدليس اصطلاحاً فهو (لقب وضعه أئمة هذه الصنعة على من أبهم بعض رواياته لمعان مختلفة وأغراض متباينة).
أما أنواع التدليس الذي يقع به المحدثون فهو على أنواع وقد اختلف أئمة الحديث في طريقة إيراد هذه الأنواع.
فابن الصلاح والبيقوني ذكرا إن التدليس على نوعين اثنين وهما تدليس الإسناد وتدليس الشيوخ فقال:
وتدليس الإسناد (هو أن يروي عمن لقيه ما لم يسمع منه موهماً انه سمعه منه أو عمن عاصره ولم يلقه، موهما انه قد لقيه وسمعه منه، ثم قد يكون بينهما واحد وقد يكون اكثر).
(وتدليس الشيوخ وهو أن يروى عن شيخ حديثا سمعه منه فيسميه، أو يكنيه أو ينسبه أو يصفه بما لا يعرف به كي لا يعرف).
واما سبط ابن العجمي فقد جعل التدليس على ثلاثة أقسام فالأول تدليس الإسناد والثاني تدليس الشيوخ، والثالث: تدليس التسوية: (وهو أن يروي حديثا عن شيخ ثقة غير مدلس وذلك الثقة يروى عن ضعيف فيأتي المدلس الذي سمع من الثقة الأول غير المدلس فيسقط الضعيف الذي في السند ويجعل الحديث عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل فيستوى الإسناد كله ثقات).
أما ابن حجر فانه جعل التدليس على قسمين:- تدليس في الإسناد وتدليس في الشيوخ. لكنه فصل ذلك التدليس الذي يقع في الإسناد فقال: (فالذي في الإسناد أن يروى عمن لقيه شيئا لم يسمعه منه بصيغة محتملة … ويلحق بتدليس الإسناد تدليس القطع وهو أن يحذف الصيغة ويقتصر على قوله مثلاً: الزهري عن انس، وتدليس العطف وهو أن يصرح بالتحديث في شيخ له ويعطف عليه شيخاً آخر له ولا يكون سمع ذلك من الثاني، وتدليس التسوية وهو أن يصنع ذلك لشيخه فان اطلعه على انه دلسه حكم به وان لم يطلعه طرقه الاحتمال فيقبل من الثقة ما صرح فيه بالتحديث ويتوقف عما عداه).
وكذلك فعل السيوطي في ألفيته مجعل التدليس على قسمين: تدليس الإسناد وتدليس الشيوخ ثم جعل تدليس الإسناد على ثلاثة أنواع: القطع والعطف والتجويد أو التسويه.
ومما يمكن أن يعد من أنواع التدليس ما كان عليه أبو نعيم الاصبهاني انه يطلق في الإجازة لفظ (اخبرنا) ولا يبين إن هذا الخبر نقل إجازة وقد عد الإمام ابن حجر هذا الأمر نوعاً من التدليس. فقال في لسان الميزان:
¥(16/429)