2) أنَّ كثيراً من العلماء اعتنوا بمختلف الحديث عنايةً كبيرةً، من هؤلاء إمام الأئمة ابن خزيمة (17) رحمه الله تعالى فهو من أحسن الناس كلاماً فيه حتى قال عن نفسه: (لا أعرف حديثين متضادين، فمن كان عنده فليأتني به لأؤلف بينهما) (18).
ومن العلماء من صنف به مصنفات كالإمام محمد بن إدريس الشافعي (19) في كتابه "اختلاف الحديث" الذي ذكر فيه طرفاً من الأخبار المتعارضة، ولم يقصد الاستقصاء.قال النووي رحمه الله تعالى: (وصنف فيه الإمام الشافعي ولم يقصد -رحمه الله- استيفاؤه، بل ذكر جملة ينبه بها على طريقه) (20).
وممن صنف فيه كذلك أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدِّينَوَري (21) رحمه الله تعالى في كتابه "تأويل مختلف الحديث " وكان غرضه من هذا الكتاب (الرد على من ادّعى على الحديث التناقض والاختلاف، واستحالة المعنى من المنتسبين إلى المسلمين) (22)، قال النووي رحمه الله تعالى: (ثم صنف فيه ابن قتيبة فأتى بأشياء حسنة وأشياء غير حسنة لكون غيرها أقوى وأولى وترك معظم المختلف) (23).
ومنهم أبو جعفر أحمد بن محمد الطحاوي (24) رحمه الله تعالى في كتابه"مشكل الآثار" وهو من أعظم ما صنف في هذا الباب، وقد بيّن في مطلع كتابه غرضه من تأليف الكتاب فقال: (وَإِنِّي نَظَرْتُ في الآثَارِ الْمَرْوِيَّةِ عنه صلى الله عليه وسلم بِالأَسَانِيدِ الْمَقْبُولَةِ التي نَقَلَهَا ذَوُو التَّثَبُّتِ فيها وَالأَمَانَةِ عليها وَحُسْنِ الأَدَاءِ لها فَوَجَدْت فيها أَشْيَاءَ مِمَّا يَسْقُطُ مَعْرِفَتُهَا وَالْعِلْمُ بما فيها عن أَكْثَرِ الناس، فَمَالَ قَلْبِي إلَى تَأَمُّلِهَا وَتِبْيَانِ ما قَدَرْت عليه من مُشْكِلِهَا وَمِنْ اسْتِخْرَاجِ الأَحْكَامِ التي فيها وَمِنْ نَفْيِ الإِحَالاَتِ عنها وَأَنْ أَجْعَلَ ذلك أَبْوَابًا أَذْكُرُ في كل بَابٍ منها ما يَهَبُ اللَّهُ عز وجل لي من ذلك منها حتى أتى فِيمَا قَدَرْت عليه منها كَذَلِكَ مُلْتَمِسًا ثَوَابَ اللهِ عز وجل عليه، وَاَللَّهَ أَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ لِذَلِكَ وَالْمَعُونَةَ عليه، فإنه جَوَّادٌ كَرِيمٌ، وهو حَسْبِي وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (25).
ومنهم أبو بكر محمد بن الحسن بن فُورَك (26) رحمه الله تعالى في كتابه "مشكل الحديث وبيانه" وهذا الكتاب جمع فيه مؤلفه جملة من أحاديث العقيدة التي رأي ابن فورك أن ظاهرها التشبية والتجسيم بناءً على مذهبه في الصفات، فيقوم بتأويلها وصرفها عن ظاهرها المراد منها (27) وغيرهم.
ومنهم من لم يفردوه بالتصنيف، لكنهم قد بثوه وفرقوه في كتبهم من هؤلاء حافظ المغرب أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر (28)، وشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية،وأبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب (29)،والحافظ أحمد بن علي العسقلاني (30)، و شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر (ابن قيم الجوزية) -رحمهم الله جميعاً- وغيرهم. والأمر كما قال النووي -رحمه الله-: (وإنما يكمل له الأئمة الجامعون بين الحديث والفقه والأصوليون الغواصون على المعاني) (31).
3) أنَّ النظر في طرق العلماء ومناهجهم في دفع إيهام الاضطراب عن أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم يُنمّي لدى طالب العلم ملكة في التعامل مع النصوص الشرعية،وكذلك يربيه على تقديس وتعظيم وإجلال الوحي كتاباً وسنةً فلا يرد منها شيئاً، بل يجتهد في طلب التوفيق و الجمع بينها؛ وذلك لعلمه أن نصوص الوحي لا تتعارض بحال. قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (فصلوات الله وسلامه على من يصدّق كلامه بعضه بعضاً، ويشهد بعضه لبعض، فالاختلاف والإشكال والاشتباه إنما هو في الأفهام، لا فيما خرج من بين شفتيه من الكلام، والواجب على كل مؤمن أن يَكِلَ ما أشكل عليه إلى أصدق قائل، ويعلم أن فوق كل ذي علم عليم) (32)
4) أنَّ مختلف الحديث يكتسب أهميته من أهمية مُتعلقه وهو فقه الحديث، وقد بلغ من عناية أئمة الحديث بهذا الشأن مبلغاً عظيماً حيث عدَّه بعضهم نصف العلم. قال الإمام علي ابن المديني (33) -رحمه الله-: (التفقه في معاني الحديث نصف العلم، ومعرفة الرجال نصف العلم) (34).
• خامساً: بيان حقيقة الاختلاف الحقيقي والظاهري:
¥(15/257)
أ*- الاختلاف الحقيقي: هو التضاد التام بين حجتين متساويتين دلالةً وثبوتاً وعدداً، ومتحدتين زماناً ومحلاً (35). وهذا لا يمكن وقوعه في الأحاديث النبوية؛ لأنها وحي من الله تعالى قال الله سبحانه: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (النجم 3:4) والوحي يستحل وقوع الاختلاف والتناقض فيه لقوله تعالى: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} (النساء:82) قال الإمام محمد بن جرير الطبري (36) رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية: (وأن الذي أتيتهم به من التنزيل من عند ربهم لاتساق معانيه وائتلاف أحكامه وتأييد بعضه بعضاً بالتصديق وشهادة بعضه لبعض بالتحقيق فإن ذلك لو كان من عند غير الله لاختلفت أحكامه وتناقضت معانيه وأبان بعضه عن فساد بعض) (37) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (لا يجوز أن يوجد في الشرع خبران متعارضان من جميع الوجوه، وليس مع أحدهما ترجيح يقدم به) (38) وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: (وأما حديثان صحيحان صريحان متناقضان من كل وجه ليس أحدهما ناسخاً للآخر فهذا لا يوجد أصلاً، ومعاذ الله أن يوجد في كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي لا يخرج من بين شفتيه إلا الحق) (39).
ب*- الإختلاف الظاهري: وهو وهم يكون في ذهن الناظر، ولا وجود له في الواقع (40). قال إبراهيم بن موسى الشاطبي (41) رحمه الله: (كل من تحقق بأصول الشريعة فأدلتها عنده لا تكاد تتعارض كما أن كل من حقق مناط المسائل فلا يكاد يقف في متشابه لأن الشريعة لا تعارض فيها البتة فالمتحقق بها متحقق بما في الأمر فيلزم أن لا يكون عنده تعارض ولذلك لا تجد ألبتة دليلين أجمع المسلمون على تعارضهما بحيث وجب عليهم الوقوف لكن لما كان أفراد المجتهدين غير معصومين من الخطأ أمكن التعارض بين الأدلة عندهم) (42)
وهذا الاختلاف الظاهري له أسباب عديدة قد أوضح ابن القيم رحمه الله تعالى شيئاً منها فقال رحمه الله تعالى: (ونحن نقول لا تعارض بحمد الله بين أحاديثه الصحيحة، فإذا وقع التعارض، فإما أن يكون أحد الحديثين ليس من كلامه صلى الله عليه وسلم،وقد غلط فيه بعض الرواة مع كونه ثقة ثبتاً، فالثقة يغلط، أو يكون أحد الحديثين ناسخاً للآخر، إذا كان مما يقبل النسخ، أو التعارض في فهم السامع لا في نفس كلامه صلى الله عليه وسلم، فلا بد من وجه من هذه الوجوه الثلاثة. وأما حديثان صحيحان صريحان متناقضان من كل وجه ليس أحدهما ناسخاً للآخر فهذا لا يوجد أصلاً، ومعاذ الله أن يُوجد في كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي لا يخرج من بين شفتيه إلا الحق، والآفة من التقصير في معرفة المنقول، والتمييز بين صحيحه و معلوله، أو من القصور في فهم مراده صلى الله عليه وسلم، وحمل كلامه على غير ما عناه به، أو منهما معاً، ومن ههنا وقع من الإختلاف والفساد ما وقع وبالله التوفيق) (43). وقال كذلك (وإن حصل تناقض فلابد من أحد أمرين: إما أن يكون أحد الحديثين ناسخاً للآخر، أو ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن كان الحديثان من كلامه وليس أحدهما منسوخاً فلا تناقض ولا تضاد هناك البتة، وإنما يُؤتى من يُؤتى هناك من قبل فهمه،وتحكيمه آراء الرجال،وقواعد المذهب على السنة،فيقع الاضطراب والتناقض والاختلاف) (44).
ومن خلال الكلام السابق لابن القيم يظهر أن أسباب التعارض والاختلاف ترجع إلى:
1) إما أن يكون أحد الحديثين ليس من كلامه صلى الله عليه وسلم، وقد غلط فيه بعض الرواة مع كونه ثقة ثبتاً، فالثقة يغلط.
2) وإما أن يكون أحد الحديثين ناسخاً للآخر، إذا كان مما يقبل النسخ.
3) وإما أن يكون التعارض في فهم السامع لا في نفس كلامه صلى الله عليه وسلم.
4) وإما من جهة تقصير الناظر في معرفة المنقول، والتمييز بين صحيحه و معلوله. أو من القصور في فهم مراده صلى الله عليه وسلم، وحمل كلامه على غير ما عناه به، أو منهما معاً.
5) أو تحكيم آراء الرجال،وقواعد مذهب من المذاهب على السنة النبوية على صاحبه أفصل الصلاة وأتم التسليم.
o سادساً:مسالك أهل العلم في دفع مختلف الحديث:
القول الذي عليه جماهير أهل العلم (45) في دفع التعارض الظاهري بين مختلف الحديث، هو أن يسلك المجتهد الطرق التالية:
¥(15/258)
1 - الجمع بين الحديثين: لاحتمال أن يكون بينهما عموم وخصوص، أو إطلاق وتقييد، أو مجمل ومبين؛ لأن القاعدة المقررة عند أهل العلم أن إعمال الكلام أولى من إهماله (46) قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: (ولا ينسب الحديثان إلى الاختلاف ما كان لهما وجها يمضيان معا إنما المختلف ما لم يمضي إلا بسقوط غيره مثل أن يكون الحديثان في الشيء الواحد هذا يحله وهذا يحرمه) (47) قال الخطابي (48) رحمه الله تعالى: (وسبيل الحديثين إذا اختلفا في الظاهر وأمكن التوفيق بينهما وترتيب أحدهما على الآخر، أن لا يحملا على المنافاة، ولا يضرب بعضها ببعض، لكن يستعمل كل واحد منهما في موضعه، وبهذا جرت قضية العلماء في كثير من الحديث) (49).
2 - النسخ: إن لم يمكن الجمع بين الحديثين، نُظِر في التاريخ؛ لمعرفة المتأخر من المتقدم، فيكون المتأخر ناسخاً للمتقدم، قال الشافعي رحمه الله: (فإذا لم يحتمل الحديثان إلا الاختلاف كما اختلفت القبلة نحو بيت المقدس والبيت الحرام كان أحدهما ناسخا والآخر منسوخا) (50).
3 - الترجيح: إن لم يمكن الجمع، ولم يقم دليل على النسخ، وجب المصير إلى الترجيح الذي هو تقوية أحد الحديثين على الآخر بدليل (51) لا بمجرد الهوى. قال الشافعي رحمه الله تعالى: (ومنها ما لا يخلو من أن يكون أحد الحديثين أشبه بمعنى كتاب الله أو أشبه بمعنى سنن النبي صلى الله عليه وسلم مما سوى الحديثين المختلفين أو أشبه بالقياس فأي الأحاديث المختلفة كان هذا فهو أولاهما عندنا أن يصار إليه) (52). وقال الشوكاني (53) رحمه الله في مبحث وجوه الترجيح بين المتعارضين: (إنه متفق عليه، ولم يخالف في ذلك إلا من لا يعتد به، ومن نظر في أحوال الصحابة والتابعين وتابعيهم ومن بعدهم وجدهم متفقين على العمل بالراجح وترك المرجوح) (54).
4 - التوقف: إذا تعذر كل ما تقدم من الجمع والنسخ والترجيح فإنه يجب التوقف حينئذ عن العمل بأحد الحديثين حتي يتبين وجه الترجيح. قال الشاطبي رحمه الله تعالى: ( ... التوقف عن القول بمقتضى أحدهما وهو الواجب إذا لم يقع ترجيح ... ) (55). قال السّخاوي (56) رحمه الله تعالى: (ثم التوقف عن العمل بأحد الحديثين والتعبير بالتوقف أولى من التعبير بالتساقط لأن خفاء ترجيح أحدهما على الآخر إنما هو بالنسبة للمعتبر في الحالة الراهنة مع احتمال أن يظهر لغيره ما خفى عليه وفوق كل ذي علم عليم) (57).
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=4478&Itemid=34
___________________________
(1) سورة النحل: من الآية (69).
(2) سورة الأنعام: من الآية (141).
(3) لسان العرب (9/ 91)، القاموس المحيط (1042 - 1043)، تاج العروس (23/ 240 - 281).
(4) مقاييس اللغة (2/ 210). بتصرف.
(5) شرح نخبة الفكر للقارئ (362).
(6) تدريب الراوي (2/ 175)، المنهل الروي لابن جماعة (60)، منهج التوفيق والترجيح بين مختلف الحديث (54)، مختلف الحديث بين المحدثين والأصوليين الفقهاء (25 - 26).
(7) القاموس المحيط (1317).
(8) لسان العرب (11/ 357).
(9) لم أجد من نص على تعريف المشكل في اصطلاح المحدثين، إلا بعض الباحثين المعاصرين،مثل د. نافذ حسين حمّاد في كتابه (مختلف الحديث)، و د. أسامة بن عبد الله خيّاط، وقد اعتمدا على تعريفهما للمشكل على قول الإمام أبي جعفر الطحاوي رحمه الله في كتابه شرح مشكل الآثار (1/ 6): (وإني نظرت في الآثار المروية عنه صلى الله عليه وسلم بالأسانيد المقبولة التي نقلها ذوو التثبت فيها، والأمانة عليها، وحسن الأداء لها، فوجدت فيها أشياء مما يسقط معرفتها، والعلم بما فيها عن أكثر الناس، فمال قلبي إلى تأملها، وتبيان ما قدرت عليه من مُشكلها، ومن استخراج الأحكام التي فيها، ومن نفي الإحالات عنها).
(10) ينظر: مختلف الحديث بين الفقهاء والمحدثين د. نافذ حسين (15)، مختلف الحديث بين المحدثين والأصوليين د. أسامة خياط (33 - 38)، منهج التوفيق بين مختلف الحديث د. عبد المجيد السوسوة (56 - 58) أحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين د. سليمان الدبيخي (28 - 29).
¥(15/259)
(11) أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم القرطبي الظاهري،كان شافعياً ثم انتقل إلى القول بالظاهر ونفي القياس توفي سنة (456هـ). ينظر: تذكرة الحفاظ (3/ 1146).
(12) الإحكام في أصول الأحكام (2/ 163).
(13) هو أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري الشافعي فقيه،حافظ،زاهد،آمر بالمعروف،ناه عن المنكر ولد بنوى سنة (631هـ) وتوفي سنة (676هـ) له مصنفات نافعة مباركة منها شرح صحيح مسلم، والمجموع في الفقه، ورياض الصالحين وغيرها. ينظر: تذكرة الحفاظ (4/ 1470).
(14) تدريب الراوي (2/ 175). و قريب منه كلام ابن جماعة في المنهل الروي (60)، وكذا السخاوي في فتح المغيث (3/ 470).
(15) تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحراني الإمام المجتهد الحافظ شيخ الإسلام، وعلم الزهاد، ونادرة العصر، وكان من الأذكياء المعدودين، ولد سنة (661هـ) وتوفي محبوساً بقلعة دمشق سنة (728هـ). التذكرة (4/ 1496).
(16) مجموع الفتاوى (20/ 246).
(17) الحافظ الكبير أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري، كان إماماً ثبتاً عديم النظير، ولد سنة (223هـ) وتوفي سنة (311هـ).التذكرة (2/ 720).
(18) تدريب الراوي (2/ 176)، المنهل الروي (1/ 60)، فتح المغيث (3/ 470).
(19) أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي، صاحب المذهب الشهير، وكان مع ذا أديباً شاعراً بليغاً ومحدثاً إماماً وكان ذكياً شديد الذكاء، ولد سنة (150هـ) وتوفي سنة (204هـ).التذكرة (1/ 361).
(20) تدريب الراوي (2/ 196).
(21) النحوي، اللغوي، الأديب، كان ثقة ديناً فاضلاً وصاحب تصانيف مشهورة، ولد سنة (213هـ) وتوفي سنة (270هـ).سير أعلام النبلاء (13/ 296).
(22) تأويل مختلف الحديث (145).
(23) تدريب الراوي (2/ 196).
(24) الأزدي المصري، إمام حافظ ومحدث فقيه، تفقه على مذهب الشافعي ثم تحول إلى مذهب أبي حنيفة، توفي سنة (321هـ).الشذرات (2/ 288).
(25) شرح مشكل الاثار (1/ 6).
(26) بضم الفاء، وفتح الراء الأصبهاني المتكلم الأصولي، صاحب التصانيف في الأصول والعلم روى مسند الطيالسي، وكان ذا زهد وعبادة وتوسع في الأدب والكلام والوعظ والنحو، وكان أشعرياً، توفي سنة (406هـ).الشذرات (3/ 181).
(27) ينظر: موقف ابن تيمية من الأشاعرة (2/ 558 - 569)، وأحاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين (39 - 40).
(28) النَّمَري الأندلسي القرطبي المالكي صاحب التصانيف، ليس لأهل المغرب أحفظ منه،إمام عصره في الحديث والأثر وما يتعلق بهما توفي سنة (463هـ).الشذرات (3/ 314).
(29) البغدادي الدمشقي الحنبلي، عالم حافظ زاهد قدوة وهو أعرف أهل زمانه بالعلل، وكان لا يعرف شيئاً من أمور الناس ولا يتردد إلى أحد من ذوي الولايات، وكان يسكن بالمدرسة السكرية، وله مصنفات جياد توفي سنة (795هـ). الشذرات (6/ 339).
(30) الكناني الشافعي أبو الفضل شهاب الدين الشهير بابن حجر نسبة إلى آل حجر قوم تسكن الجنوب الآخر على بلاد الجريد وأرضهم قابس، العسقلاني الأصل المصري المولد والمنشأ والدار والوفاة، اشتغل بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث فعلت شهرته فيه فقصده الناس للأخذ عنه، وأصبح حافظ الإسلام في عصره، وقد ولي القضاء وتوفي سنة (852هـ). الشذرات (7/ 270).
(31) تدريب الراوي (2/ 175). و قريب منه كلام ابن جماعة في المنهل الروي (60)، وكذا السخاوي في فتح المغيث (3/ 71).
(32) مفتاح دار السعادة (3/ 383).
(33) هو الإمام أحد الأعلام أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم البصري الحافظ صاحب التصانيف قال البخاري: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند ابن المديني. وقال أبو داود:ابن المديني أعلم باختلاف الحديث من أحمد بن حنبل.وقال عبد الرحمن بن مهدي: علي بن المديني: أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وخاصة بحديث سفيان بن عيينة توفي سنة (234هـ).الشذرات (2/ 81)
(34) المحدث الفاصل (320)، الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/ 211)،سير أعلام النبلاء (11/ 48).
(35) منهج التوفيق والترجيح بين مختلف الحديث (59).
¥(15/260)
(36) أبو جعفر الحافظ، كان إماماً في علوم كثيرة كالتفسير والحديث والفقه والتاريخ، وكان إماماً مجتهداً لم يقلد أحداً توفي سنة (310هـ) تذكرة الحفاظ (2/ 710).
(37) تفسير الطبري (5/ 179).
(38) المسودة (306).
(39) زاد المعاد (4/ 149)، وينظر: مفتاح دار السعادة (3/ 383).
(40) منهج التوفيق والترجيح (87).
(41) اللخمي الغرناطي، أصولي حافظ، من أئمة المالكية، توفي سنة (790هـ). الأعلام (1/ 75)
(42) الموافقات (4/ 294)
(43) زاد المعاد (4/ 149).
(44) إعلام الموقعين (2/ 425).
(45) ينظر: الرسالة للشافعي (341 - 342)، قواطع الأدلة في الأصول (1/ 404)، مجموع الفتاوى (20/ 247)، إعلام الموقعين (2/ 425)، الموافقات (4/ 294)، التقييد والايضاح (2/ 844)، تدريب الراوي (2/ 175)،فتح المغيث بشرح ألفية الحديث (3/ 474)، المنهل الروي (60)، منهج الاستدلال على مسائل الأعتقاد عند أهل السنة والجماعة (1/ 322)،معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة (279)، منهج التوفيق والترجيح بين مختلف الحديث (113) مختلف الحديث د. نافذ حسين (125)، مختلف الحديث د. أسامة خياط (125 - 332).
(46) الإبهاج (2/ 129)، المنثور (1/ 183)، قواعد الفقه للمجددي (60)، شرح القواعد الفقهية للزرقا (321)، الوجيز في إيضاح قواعد الفقه الكلية (187).
(47) الرسالة (1/ 342).
(48) الإمام العلامة المفيد الحافظ اللغوي أبو سليمان حمْد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي الخطابي، صاحب التصانيف، توفي سنة (388هـ). التذكرة (3/ 1018).
(49) معالم السنن (3/ 68).
(50) اختلاف الحديث (487).
(51) المجموع (13/ 110 - 111 - 120 - 121).
(52) اختلاف الحديث (487).
(53) هو العلامة محمد بن علي محمد بن عبد الله الشوكاني فقيه مجتهد من كبار علماء اليمن، تولى القضاء، وكان محارباً للتقليد توفي سنة (1205هـ).الأعلام (6/ 298).
(54) إرشاد الفحول (460).
(55) الموافقات (4/ 154).
(56) العلامة محمد بن عبد الرحمن بن محمد شمس الدين السّخاوي الشافعي، صنف مصنفات عدة، لازم الحافظ ابن حجر ملازمة شديدة توفي سنة (902هـ).الأعلام (6/ 194).
(57) فتح المغيث (3/ 475).
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[17 - 02 - 07, 06:33 م]ـ
شكرا بانتظار المزيد من المقالات النافعة
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[18 - 02 - 07, 05:26 م]ـ
حياكم الله شيخنا ونفع بكم .. وعودا حميدا.
ـ[صلاح الزيات]ــــــــ[19 - 02 - 07, 04:54 م]ـ
بارك الله فيكم، مقال نافع ومفيد، أسأل الله أن يشكر مسعاكم، ولو تمَّ نقل أمثلة على أنواع التعارض وأمثلة على مسالك الترجيح في مقال آخر لكان ذلك أبلغ في النفع .. بانتظار ذلك جزاكم الله خيراً.
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[23 - 02 - 07, 11:30 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخنا
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[06 - 03 - 07, 10:08 م]ـ
لو تتم الفائدة أخي الكريم وترفقه على ملف وورد.
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[06 - 03 - 07, 10:16 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[العويشز]ــــــــ[07 - 03 - 07, 09:13 م]ـ
مقدمات في علم مختلف الحديث (ملف وورد).
ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 11:15 م]ـ
بارك لله فيك, ونسال الله ان يشفي لك ابنك الغالي.
ـ[العويشز]ــــــــ[13 - 03 - 07, 01:19 م]ـ
الإخوة المشرفين:
شكر الله لكم على تثبيت الموضوع، وأسأل الله تعالى أن يكون فيه النفع والفائدة.
كما أشكر الإخوة جميعاً على مرورهم وتعليقهم.
أخي (أبو الزهراء الشافعي):
وفيك بارك، وأسأل الله تعالى أن يتقبل الدعاء.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[19 - 03 - 07, 06:05 م]ـ
بارك الله فيك أخانا العزيز ونفع بك.
ـ[العويشز]ــــــــ[10 - 04 - 07, 10:09 ص]ـ
شكراً لك د. لطفي بن محمد الزغير على مرورك ودعاءك
وهذا من لطفك
(اسمٌ على مسمى)(15/261)
كتاب "الأربعون الودعانية": لأبي نصر محمّد بن علي بن ودعان. موضوع.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[17 - 02 - 07, 05:32 م]ـ
كتاب "الأربعون الودعانية": لأبي نصر محمّد بن علي بن ودعان. موضوع.
قال السلفي: قرأت عليه (أي ابن ودعان) "الأربعين جمعه، ثم تبين لي حين تصفحت كتابه تخليط عظيم يدل على كذبه، وتركيبه الأسانيد على المتون.
وقال ابن ناصر – في ابن ودعان -: رأيته ولم أسمع منه، لأنه كان متهمًا بالكذب، وكتابه في الأربعين سرقه من زيد بن رفاعة، وزيد وضعه أيضًا، وكان كذابًا، ألف بين كلمات قد قالها النبي صلى الله عليه وسلم، وبين كلمات من كلام لقمان والحكماء وغيرهم، وطول الأحاديث.
راجع السير والميزان للذهبي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 02 - 07, 04:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا، وتسمى كذلك الأربعون السيلقية
ينظر للفائدة
كتاب (الأربعين السيلقيه) هل يستدل به ?! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19112)
ـ[صالح العقل]ــــــــ[02 - 03 - 07, 11:41 م]ـ
جزاك الله خيرا، وتسمى كذلك الأربعون السيلقية
ينظر للفائدة
كتاب (الأربعين السيلقيه) هل يستدل به ?! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=19112)
أحسنتم أيها الشيخ الفاضل.
نفع الله بكم.(15/262)
هل حديث المستور من الطبقة الكبرى من التابعين مقبول
ـ[أبو عبدالرحمن العمري]ــــــــ[17 - 02 - 07, 08:11 م]ـ
جميع كتب المصطلح تتفق بأن من شروط الحديث الصحيح عدالة الرواة- سواءً كانوا تابعين أو من دونهم- ومع ذلك فإن بعض المحدثين صرحوا بأن المستور من الطبقة الكبرى أو الوسطى من التابعين يقبل حديثه إذا لم يكن معروفاً بالتفرد وهذه أقوال من صرح في ذلك فيما اطلعت عليه.
1. قال الذهبي في ديوان الضعفاء (صـ 478) (وأما المجهولون من الرواة فإن كان الرجل من كبار التابعين او أو ساطهم احتمل حديثه وتلقي بحسن الظن إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ وإن كان الرجل منهم من صغار التابعين فيتأنى في رواية خبره ويختلف ذلك باختلاف جلالة الراوي عنه وتحريه وعدم ذلك وإن كان المجهول من أتباع التابعين فمن بعدهم فهو اضعف لخبره سيما إذا انفرد)
2. وقال الالباني في ظلال الجنة (1/ 214) (والنفس تطمئن للاحتجاج بحديث أمثاله من مستوري الحال من التابعين وعلى ذلك جرى كثيرٌ من المحققين).
وقال في الإرواء تحت رقم (824) (فليس للحديث علة عندي إلا جهالة حال عبد الرحمن هذا وإن وثقه العجلي وابن حبان فإنهما معروفان بالتساهل في التوثيق ومع ذلك فإن بعض الحفاظ يحسّنون حديث مثل التابعي ولو كان مستوراً غير معروف العدالة كالحافظ ابن كثير وابن رجب).
وفي الصحيحة (1/ 509) (فهو من مستوري التابعين الذين يحتج بحديثهم ما لم يظهر خطؤهم)
وقال في رده على الانصاري كما في الروض الداني صـ (129) (بل إن بعض العلماء ليقبلون أحاديث أمثال محمود هذا من التابعين المستورين ولو لم يعرف له متابع ومن هؤلاء الحافظ ابن كثير وابن رجب وغيرهما من المحققين ةالمحقق أحمد شاكر من المعاصرين هذا وإن كنت لا أذهب إليه ...
3. ولقد جرى الشيخ احمد شاكر على هذا المنهج فهو يقوي أحاديث التابعين المجهولين إحساناً منه للظن بهم
أما نحن فلا نرى الإحتجاج بهم حتى تثبت عدالتهم اتباعاص للقاعدة الاساسية المعروفة في المصطلح في تعريف الحديث الصحيح اللهم إلا عند المتابعة).
4. قال ابن القيم في تهذيب السنن (1/ 176) (فأما تعليله -يعني ابن حزم- حديث ندبة بكونها مجهولة فإنها مدنية روت عن مولاتها ميمونة وروى عنها حبيب ولم يعلم أحد جرحها والراوى إذا كانت هذه حاله إنما يخشى من تفرده بما لا يتابع عليه فأما إذا روى ما رواه الناس وكانت لروايته شواهد متابعات فإن أئمة الحديث يقبلون حديث مثل هذا ولا يردونه ولا يعللونه بالجهالة وبالتفرد).
هذه النصوص من الأئمة: الذهبي، الالباني في المواضع الثلاثة الأولى، أحمد شاكر، ابن القيم، كلها تدل على أن حديث المستور من الطبقة الكبرى أو الوسطى من التابعين يقبل إلا أن يكون معروفاً بالتفرد.
فما رأيكم يا إخواني ومَن المحققين المتقدمين الذين أشارهم الالباني؟ فإني لم أقف على هؤلاء المتقدمين؟.
وهل تتماشى هذه النصوص من هؤلاء الأئمة ماتقرر في المصطلح من اشتراط العدالة في صحة الحديث؟.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - 02 - 07, 08:20 م]ـ
انظر مقدمة الشيخ عبد الله السعد لكتاب (دراسة حديثية لحديث أم سلمة في الحج) للشيخ محمد الكثيري.
وشطرها هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7787(15/263)
هل رواية الشافعي عن إبراهيم بن أبي يحيى أقوى من غيرها
ـ[أبو عبدالرحمن العمري]ــــــــ[17 - 02 - 07, 08:25 م]ـ
رأيت في بعض الدراسات الحديثية بأن رواية الامام الشافعي عن إبراهيم بن أبي يحيى أقوى من غيرها وتعتبر بها
فهل هذا صحيح؟ ومن قال ذلك من المحدثين؟
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 12:00 ص]ـ
وله أحاديث كثيرة وله كتاب الموطأ أضعاف موطأ مالك ونسخا كثيرة وهذا الذي قاله بن سعيد كما قال وقد نظرت انا في أحاديثه وسجرتها وفتشت الكل منها فليس فيها حديث منكر وانما يروي المنكر إذا كان العهدة من قبل الراوي عنه أو من قبل من يروي إبراهيم عنه وكأنه أتى من قبل شيخه لا من قبله وهو في جملة من يكتب حديثه وقد وثقه الشافعي وابن الأصبهاني وغيرهما. الكامل في الضعفاء1/ 224
ـ[أبو عبدالرحمن العمري]ــــــــ[28 - 02 - 07, 11:11 ص]ـ
أعرف أن الشافغي وثقه وإنما الذي أريده هل يوجد من قال مثل هذا القول:بأن رواية الامام الشافعي عن إبراهيم بن أبي يحيى أقوى من غيرها وتعتبر بها
ـ[محمد خالد العلوي]ــــــــ[28 - 02 - 07, 02:13 م]ـ
أخي الفاضل إبراهيم ابن أبي يحيى، هو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الكذاب المشهور المعروف، كذبه جماعة من أهل العلم كابن المديني وابن معين، وقال عنه مالك: لا ولا ثقة في دينه عندما سأل عنه، وقال البخاري: جهميٌ تركه ابن المبارك والناس.
وقد اعتذر أهل العلم للشافعي رحمه الله في توثيقه لابن أبي يحيى الكذاب بأمور مذكورة في كتب الرجال كالتهذيب للمزي - عليه رحمة الله.
فما أدري هذا الذي يقول أن: "رواية الشافعي عن إبراهيم بن أبي يحيى أقوى من غيرها " كما تنقل أخي ما هو دليله؟!!!! وأين النصوص في ذلك!!!!
على كل ما أظن إلا أنها دعوة خالية من البرهان!(15/264)
فائدة نفيسة فى علم الجرح والتعديل
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[17 - 02 - 07, 09:14 م]ـ
نوع الخطأ فى حديث الراوى يؤثر فى الحكم عليه
" ..... ومعلوم أن معرفة نوع الخطأ الذى يقع فيه الراوى الضعيف مؤثر فى الحكم على حديثه من حيث شدة الضعف وخفته
فإن وصل المرسل _مثلا_ أو رفع الموقوف أو الزيادة فى الإسناد أو النقصان منه من الأخطاء الهينة المحتملة والتى إذا وقع الراوى فيها ردت ولم تقبل منه لكنهم لا يجرّحونه بها إلا إذا كثر ذلك منه وكان الغالب على حديثه (1)
لكن هناك من الأخطاء مما لا يحتمل وهى إن وقع فيها الراوى ضعف من أجلها حتى وإن لم يكثر ذلك منه لأنها تدل على غفلة وسوء حفظ
كمثل أخطاء المتون التى تقلب معانيها أو أخطاء الأسانيد التى تدل على غفلة وسوء حفظ مثل إبدال إسناد بإسناد كأن يكون الحديث معروفا بإسناد معيّن فيأتى هذا الضعيف له بإسناد آخر يختلف عن الأول فى جميع رواته ونحو ذلك. ا. هـ من النقد البنّاء لطارق عوض الله المصرى
حاشية:
(1) أنظر المجروحين لابن حبان
حبذا لو نقل البعض من كلام أهل العلم المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين ما يؤيد هذا الكلام ويدعمه إثراء للموضوع
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - 02 - 07, 09:26 م]ـ
بارك الله فيكم.
لكن هناك من الأخطاء مما لا يحتمل وهى إن وقع فيها الراوى ضعف من أجلها حتى وإن لم يكثر ذلك منه لأنها تدل على غفلة وسوء حفظ
كمثل أخطاء المتون التى تقلب معانيها أو أخطاء الأسانيد التى تدل على غفلة وسوء حفظ مثل إبدال إسناد بإسناد كأن يكون الحديث معروفا بإسناد معيّن فيأتى هذا الضعيف له بإسناد آخر يختلف عن الأول فى جميع رواته ونحو ذلك
قال الحاكم في سؤالاته الدارقطني: قلت: فالربيع بن يحيى الأشناني؟ قال: "ليس بالقوي، يروي عن الثوري، عن ابن المنكدر، عن جابر الجمع بين الصلاتين. هذا يسقط مائة ألف حديث".
ونقل كلمته ابن حجر في التهذيب (3/ 218) قال: (قال الدارقطني: "ضعيف، ليس بالقوي، يخطئ كثيرًا، حدث عن الثوري، عن ابن المنكدر، عن جابر: جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الصلاتين. وهذا حديث ليس لابن المنكدر فيه ناقة ولا جمل، وهذا يسقط مائة ألف حديث").
والحديث معروف مشهور من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -، وأخرجه من طريق الربيع بن يحيى الأشناني كما ذكر الدارقطني: أبو نعيم في الحلية (7/ 88).
* مستفاد من بعض الإخوة.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[18 - 02 - 07, 06:45 ص]ـ
فائدة قيمة جزاكم الله خيرا
ونقل عبد الرحمان بن أبي حاتم بسنده عن وكيع قال: سمعت شعبة يقول: لو روى عبدالملك بن أبي سليمان حديثا آخر مثل حديث الشفعة لطرحت حديثه (الجرح والتعديل: 5 \ الترجمة 1719).
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[20 - 02 - 07, 05:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وجدت الشيخ إبراهيم اللاحم حفظه الله قد تكلم على هذه الوسيلة فى الحكم على الراوى فى كتابه القيم الجرح والتعديل فرأيت أن ألخص منه ما يحتاج إليه هنا مع زيادة:
أولا: أصل هذه القاعدة من كلام أهل الإصطلاح يعنى أئمة النقد والجرح والتعديل
قال المروذى قلت لأحمد:جابر الجعفى؟ قال كان يرى التشيع قلت يتهم فى حديث بالكذب قال من طعن فيه فإنما يطعن بما يخاف من الكذب قلت الكذب؟ قال إي والله وذاك فى حديث بين
قال ابن أبى حاتم فى الجرح والتعديل نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت ابا طالب قال قال أحمد بن حنبل: عبد الله بن وهب صحيح الحديث يفصل السماع من العرض والحديث من الحديث ما أصح حديثه واثبته قيل له أليس كان يسئ الاخذ؟ قال: قد كان يسئ الاخذ ولكن إذا نظرت في حديثه وما روى عن مشايخه وجدته صحيحا.
** أما الخطأ الذى لا يجرّح به صاحبه إلا إذا كثر فمثل:
وصل المرسل
أو وقف المرفوع
أو الزيادة والنقصان
أو التصحيف وما أشبه هذا فأمثلته فى الكتب كثيرة
وقد قال أحمد وغيره ومن يسلم من الخطأ
** أما الخطأ المؤثر فى الحكم على الراوى فمثل:
1_ أن يدعى السماع من أناس لا يحتمله سنهم
2_ أو يحكى حكايات يبعد وقوعها
3_ أو ينسب إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مايترفع عن مثله آحاد الناس
4_ أو روى ما فيه مبالغة فى الثواب والعقاب
5_ أو روى أحاديث مشهورة عن إمام ثم قلبها عن إمام آخر
¥(15/265)
6_ أو لزم إسنادا واحدا كلما عنّ له شىء رواه بهذا الإسناد
7_ أو يبدل إسناد بإسناد آخر
أو نحو هذه الأخطاء ثم ذكر الشيخ أمثلة على هذه الأقسام منها:
قيل لشعبة: «من أين تعلم أن الشيخ يكذب؟ قال: إذا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا تأكلوا القرعة حتى تذبحوها، علمت أنه يكذب»
قال عبد الله بن أحمد فى العلل حدثني أبي قال سمعت إبراهيم بن سعد يحلف بالله لقد كان بن سمعان يكذب قال أبي بسمعان اسمه عبد الله بن زياد بن سمعان اجتمع محمد بن إسحاق وابن سمعان عند أبى عبيد الله أو غيره فجعل بن سمعان يقول حدثنا مجاهد فجعل بن إسحاق يقول تالله ما رأيت كاليوم قط أنا أكبر منك ما سمعت من مجاهد ولا رأيته
قال ابن أبى حاتم فى الجرح والتعديل بإسناده إلى
عبد الرزاق قال قلت لوكيع: ما تقول في يحيى بن العلاء الرازي؟ قال: ما ترى ما كان اجمله، وما كان افصحه، قلت ما تقول فيه؟ قال: ما اقول في رجل حدث بعشرة احاديث في خلع النعل
إذا وضع الطعام.
قال عبد الله فى العلل سمعته يعنى أحمد يقول كان يقدم علينا من البصرة رجل يقال له الهيثم بن عبد الغفار الطائي يحدثنا عن همام عن قتادة رأيه وعن رجل يقال له الربيع بن حبيب عن ضمام عن جابر بن زيد وعن رجاء بن أبي سلمة أحاديث وعن سعيد بن عبد العزيز وكنا معجبين به فحدثنا بشئ أنكرته وأرتبت به ثم لقيته بعد فقال لي ذاك الحديث أتركه أو دعه فقدمت على عبد الرحمن بن مهدي فعرضت عليه بعض حديثه فقال هذا رجل كذاب أو قال غير ثقة قال أبي ولقيت الاقرع بمكة فذكرت له بعض هذه الاحاديث فقال هذا حديث البري عن قتادة يعني أحاديث همام قلبها قال فخرقت حديثه وتركناه بعد
قال الآجرى سالت أبا داود عن بزيع صاحب الضحاك، فقال: ليس بشئ.
قال أبو داود: سمعت يحيى بن معين: قال كان كلما قيل له من شئ قال: سمعت الضحاك
سالت أبا داود عن حسن اللؤلؤي، فقال: كذاب غير ثقة ولا مامون.
قال أبو داود: قال لي أبو ثور: ما رايت أكذب من الؤلؤي، كان على طرف لسانه: ابن جريج عن عطاء.
ثم ذكر الشيخ إبراهيم أمثلة كثيرة على كل قسم من الأقسام الآنفة نحو ماتقدم فانظرها فى الجرح والتعديل له
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[20 - 02 - 07, 05:37 م]ـ
8_ ثم ذكر أن تفرد الراوى بما يرويه له أثر كبير فى الحكم عليه
كما قال ابن مهدي عن شعبة أنه قيل له من الذي يترك حديثه؟ قال: «الذي إذا روى عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون فأكثر طرح حديثه"
ثم ذكر أمثلة على تضعيف الأئمة الراوى بسبب تفرده بأحاديث لا يتابعه عليها أحد فانظرها فإنها نفيسة
9_ ثم ذكر أن اضطراب الراوى فى حديثه مما يستدل به الأئمة على كذب الراوى أو سوء حفظه
سئل يحى عن إسماعيل بن مسلم المكي قيل له: كيف كان في أول أمره؟ قال: لم يزل مختلطا كان يحدثنا بحديث الواحد على ثلاثة ضروب
ثم ذكر أمثلة أخرى على ذلك
10_ ثم ذكر أن مخالفة الراوى لأصحابه وأقرانه المشاركين له فى شيوخه فيما يرويه يؤثر فى الحكم عليه
وهذا أخص مما تقدم فى مسألة التفرد
قال الأعرج أو أبوصالح ليس أحد يحدث عن أبى هريرة إلا عرفناه صادق هو أو كاذب
قال المروذى سألته يعنى أحمد عن عقيا فقال صالح الحديث روايته مثل رواية أصحابه لابأس به
ثم ذكر أمثلة أخرى على ذلك وهذا البند من أنفس نفائس الشيخ رضى الله عنه
وأيضا يضاف لما ذكره الشيخ اللاحم ماذكره طارق عوض الله وقد تقدم
11_ أن يخطأ فى المتن فيقلب معناه
حبذا لو ذكر البعض أمثله على هذا النوع الأخير
ـ[أحمد العاني]ــــــــ[05 - 03 - 07, 03:27 م]ـ
الأخ الفاضل أمجد:
الرابط الثالث في توقيعك فيه خطأ، الأفضل أن تعيد وضعه على الصواب.
ـ[أبو عبد الرحمن العامري]ــــــــ[05 - 03 - 07, 07:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[16 - 05 - 07, 09:38 م]ـ
قال ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير
وسئل يحيى بن أيوب لم ترك حديث مسعدة بن اليسع؟ قال: لأنه روى حديثا أنكروه؛ قال مسعدة: حدثنا جعفر بن محمد قال: رأيت خفاشا مختونة
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[18 - 05 - 07, 12:25 ص]ـ
قال ابن أبي حاتم سألت أبي عن حديث رواه ابن إسحق فقال ذكر الزهري عن عطاء بن أبي ميمونة فقال الزهري لا يروي عن عطاء بن أبي ميمونة وإنما يروي هذا الحديث شعبة عن عطاء بن أبي ميمونة ولو ذكر ابن إسحق في هذا الحديث خبرا لترك حديث ابن إسحق
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[19 - 05 - 07, 01:36 م]ـ
قال الأثرم: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم نزل ندافع أمر الواقدي حتى روى عن معمر عن الزهري عن نبهان عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أفعمياوان أنتما "
فجاء بشئ لا حيلة فيه فهذا حديث يونس ما رواه غيره عن الزهري.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:06 م]ـ
قال أبو داود: حماد بن سلمة إنما ترك حديث بشر بن حرب لأنه رفع حديث المسح عن ابن عمر
(سؤالات الآجرّي رقم 1229)
¥(15/266)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[31 - 12 - 08, 11:20 م]ـ
أحسن الله إليكم وحفظكم.
قال ابن أبي حاتم -في ترجمة داود بن المفضل من الجرح والتعديل (3/ 425، 426) -: سألته -يعني: أباه- عنه، فقال: (حدَّث بحديثٍ عن حماد بن سلمة، عن حميد، قال: رأيت الحسن يشدُّ أسنانه بالذهب. فتكلم الناس فيه بسبب هذا الحديث، وقالوا: إنما روى هذا الحديثَ عبدُالرحمن بن مهدي، عن حماد بن سلمة).
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: (ليس مما يوهنه هذا الحديث) ا. هـ.
قال الذهبي -في تاريخ الإسلام (وفيات 211 - 220، ص148) -: (وصدق أبو حاتم).
وفي هذا: سبب كلام الناس في راوٍ، وتخفُّف أبي حاتم في ذلك السبب -في هذه الحالة-.
فائدة: قال ابن معين -في تاريخه برواية الدوري (4088) -: (حدثنا ابن مهدي، عن حماد بن سلمة، عن حميد، قال: كان الحسن يشدُّ أسنانه بالذهب)، قال يحيى: (وكانوا ينكرون هذا على ابن مهدي).
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - 09 - 10, 02:02 م]ـ
في علل الدارقطني (13/ 18):
سُئل عن حديث نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: " من كان له إمام؛ فقراءة الإمام له قراءة ".
فقال: (يرويه خارجة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ مرفوعًا.
ورواه سهل بن العباس الترمذي -قيل له: ثقة؟ قال: (لا؛ لو كان ثقةً لم يروِ هذا) - عن ابن علية، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر؛ مرفوعًا أيضًا.
وكلاهما وهم، والصحيح عن ابن علية: ما رواه أحمد بن حنبل وغيره: عن أيوب، عن نافع وأنس بن سيرين، عن ابن عمر؛ من قوله).
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[25 - 09 - 10, 12:26 ص]ـ
- جزى الله الجميع خير الجزاء.
- قال أبو زرعة الرازي في (عمر بن عبد الله بن أبي خثعم):
«واهي الحديث؛ حدث عن يحيى بن أبي كثير ثلاثة أحاديث، لو كانت في خمسمائة حديث لأفسدتها». اهـ
سؤالات البرذعي (2/ 543).
- وقال ابن عمته، وقرينه ورصيفه/ أبو حاتم الرازي في (عقيل الجعدي):
«هو منكر الحديث، ذاهب، ويشبه أن يكون أعرابيا؛ إذا (لعل الصواب: إذْ) روى عن الحسن البصري قال: دخلت على سلمان الفارسي! فلا يحتاج أن يسأل عنه». اهـ
الجرح والتعديل (6/ 219).
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[25 - 09 - 10, 03:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا
- وقال البرذعي في سؤالاته (579/ 2):"ذكرت لأبي زرعة عن مسدد عن محمد بن حمران عن سَلْم بن عبد الرحمن عن سوادة بن الربيع الخيل معقود في نواصيها
فقال لي: راوي هذا كان ينبغي لك أن تكبر عليه
ليس هذا من حديث مسدد كتبت عن مسدد أكثر من سبعة آلاف وأكثر من ثمانية آلاف وأكثر من تسعة آلاف ما سمعته قط ذكر محمد بن حمران.
قلتُ له: روى هذا الحديث يحيى بن عَبْدَك عن مسدد
فقال: يحيى صدوق وليس هذا من حديث مسدد.
فكتبت إلى يحيى
فكتب إلي: لا جزى الله الوراق عني خيرا أدخل لي أحاديث المعلى بن أسد في أحاديث مسدد ولم أميزها منذ عشرين سنة حتى ورد كتابك وأنا أرجع عنه.
فقرأت كتابه على أبي زرعة
فقال: هذا كتاب أهل الصدق".
فلو لم يرجع عنه يحيى لضُعف
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[25 - 09 - 10, 10:34 م]ـ
- أبو عثمان البرذعي (سؤلاته2/ 524) قال: حدثنا محمد بن مسلم بن واره قال: سمعت أبا الوليد قال: أتيت سليمان بن عمرو فجلست إليه فقلت لقوم معي ننظر هل لما يقال فيه أصل؟
فجلسنا إليه فقال: نا سليمان التيمي عن أنس قال: من قاد أعمى أربعين خطوة ...
فقلت لهم: قوموا من عند هذا الكذاب.
حدثني مسلم بن الحجاج قال: سمعت إسحاق بن راهوية قال: أتيت أبا داود سليمان بن عمرو فقلت في نفسي لأسألنه عن شيء لا أعرف فيه من قول المتقدمين شيئا
فقلت له: يا أبا داود ما عندك في التوقيت بين دمي المرأة في أقله وأكثره؟
فقال: أنا أبو طوالة عن أنس ويحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب وفلان عن فلان عن معاذ بن جبل قالوا: أقل الحيض ثلاث وأكثره عشر وما بين دمي المراة خمس عشر
فقلت في نفسي: اذهب فليس في الدنيا أكذب منك.
حدثني أبو زرعة نا أبو علي القهستاني عن إسحاق بن راهوية قال: جلست إلى سليمان بن عمرو فقلت ما تقول في الراهن والمرتهن يختلفان؟
فقال: حدثنا عبد الله عن نافع عن ابن عمر
وحدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد قالا: القول قول الراهن.
فقلت لا أدري في الدنيا أكذب من هذا. ا.هـ
إما أن يكونو ا عرفوا أنه كذاب فأرودا أن يتأكدوا بالنظر في مروياته
وإما أن يكونوا ما عرفوا إلا بعد سماعهم منه هذه العجائب
وكنت نقلت في الأعلى أن من أسباب طرح الراوي وحديثه أن يلزم إسنادا معينا كلما عنّ له شيء استحسنه أو سأل عنه ركبه على ذلك الإسناد
ونقات بعض الأمثلة
لكن صاحبنا هنا لم يكن يلزم إسنادا معينا بل ينتقي نظاف الأسانيد فإنه أدعى للقبول ولعله يكون أخفى عن أهل العلل والنقد
لكن هيهيات أن يفلت من الفحول والرتوت هيهيات(15/267)
أريد موضوع ماجستير حول سنن الترمذي
ـ[مجاهد121]ــــــــ[17 - 02 - 07, 09:48 م]ـ
الإخوة الكرام ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو منكم التكرم علي بمساعدتي في اختيار موضوع رسالة ماجستير يتعلق بسنن الإمام الجليل الترمذي.
ولكم جزيل الشكر والتقدير
ـ[شكري محمود]ــــــــ[17 - 02 - 07, 10:18 م]ـ
أقترح دراسة:
- الاحاديث التي أعلها الترمذي بالوقت.
أو
- الأحاديث التي أعلها الترمذي بالإرسال.
أو
- الأحاديث التي أشار الترمذي إلى أن فيها اختلافا.
أو دراسة: ما قواه الترمذي بمجموع الطرق.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[17 - 02 - 07, 11:51 م]ـ
1 - منهج الإمام الترمذي في التحسين.
2 - او الاحاديث التي حسنها الترمذي.
3 - زوائد الترمذي على أصحاب السنن.
4 - شيوخه وتلاميذه.
5 - الاحاديث التي صححها الترمذي.
ـ[أبو عبدالله البقمي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 02:39 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
ما قال فيه الإمام الترمذي: غريب، ودراستة من جميع الجوانب دراسة مقارنة وتحليل
سددك الله ونفع بك الإسلام والمسلمين.
ـ[أبو أفنان المصري]ــــــــ[19 - 02 - 07, 02:57 م]ـ
لقد سجلت رسالة في هذا الموضوع بعنوان منهج الإمام الترمذي في إعلال الأحاديث من خلال جامعه والعلل الكبير
ـ[مجاهد121]ــــــــ[22 - 02 - 07, 10:02 ص]ـ
الإخوة الكرام بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء وغفر لوالديكم على تفاعلكم والرد على طلبي.
لكن لعلي لم أوضح ذلك سابقا أنا أسعى إلى دراسة الحديث مع ربطه بالفقه، لذا أبحث عن موضوع من سنن الترمذي يمكنني من الربط بين الحديث والفقه.
فأرجو نصحي وتوجيهي إلى موضوع مفيد يحقق لي هدفي.
ولكم إخوتي مني جزيل الشكر والتقدير والدعاء بالخير، ومن ربنا الكريم الفضل والإحسان والجود فهو الجواد الكريم.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[23 - 02 - 07, 04:42 ص]ـ
إختيارات الإمام الترمذي الفقهيه في س - ه
ـ[أبو مسعود المديوني]ــــــــ[25 - 02 - 07, 06:07 م]ـ
لقد سجلت بحمد الله تعالى ومنته موضوعا بعنوان " منهج الترمذي في الحكم على الحديث بالحسن في كتابه الجامع" في رسالة الماجيستير وإني مقبل على مناقشتها في أقرب الآجال إن شاء الله. فاسألوا لأخيكم التوفيق والسداد
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[28 - 02 - 07, 08:55 م]ـ
اخوتي الفضلاء وفقكم الله تعالى:
أولا الاسم الصحيح لكتاب الترمذي هو "الجامع " على ارجح الاقوال،وبين السنن والجامع فرق كبير!! كما يعرفه أهل الاختصاص -وانتم منهم ان شاء الله تعالى -.
ثانيا: كل العناوين التي ذكرتموها مكتوب فيها -تقريبا- باستثاء اختيارته الفقهية،
ف"الغريب" سجل في الجامعة الاسلامية في بغداد من قبل الاخ الدكتور عمار العبيدي،والحديث الحسن -عنده - رأيت رسالتين في مكتبة المسجد النبوي مسجلة بهذا العنوان ولي بحث صغير فيه،وان كنت اخالف النتائج التي توصلت اليها الرسالتان،وكذا منها رسالة بعنوان "الاحاديث التي حسنها الترمذي وانفرد باخراجها عن اصحاب الكتب الستة " للشيخ عبد الرحمن بن صالح وباشراف الدكتور محمود ميرة -رسالة ماجستير عام 1421هـ.
وهناك عنوان اعطيته لصديق ولكني اعتقد انه لم يوفه حقه "سؤالات الترمذي للبخاري في كتابه الجامع". واتمنى على الأخوة الباحثين تجنب التكرار،والتعمق في دراسات العلل فانها تقوي طلبة الحديث وتصنع رجاله.
والله الموفق.
أخوكم الدكتور
عبد القادر مصطفى المحمدي
رئيس قسم الحديث في الجامعة الاسلامية –بغداد-
ـ[أبو مسعود المديوني]ــــــــ[03 - 03 - 07, 02:22 م]ـ
السلام عليكم معاشر الإخوة الباحثين والنجباء المصدَّقين.
الحمد لله على منته أن جعل منا فضلاء ينصحوا لنا ويحملوننا على الفضيلة وتكميلها ويدفعون بنا إلى ما يكون سببا لخلودنا وبقاء عزيمتنا وعلو همتنا.
أما بعد: فإني أشكر لفضيلة الدكتور أبي ذر البغدادي كلمته وغيره من الطلبة, ويجدر بي في هذا المقام أن أشير في موضوع على جميع الإخوة الأكارم أن يقدم موضوع للدراسات الأكاديمية و أرى أنه هام أيضا,
وهو البحث في ما علقه الإمام الترمذي من الأحاديث في الجامع.
أو ما أورده بعد حديث الباب من دون إسناد., تجده مرفوعا أو موقوفا أو ما اختلف فيه.
فقيّموني إن تفضلتم في ما أدليت به في هذه المشاركة والسلام عليكم
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[03 - 03 - 07, 08:35 م]ـ
الأخوين الفاضلين مجاهد والمديوني وفقهما الله تعالى
أما موضوع ربط الفقه "بجامع الترمذي " فانه موضوع مهم جدا ويحتاج الى بحث دقيق،واقترح لك العنوان:"منهج الامام الترمذي في نقد الاحاديث التي استدل بعا الفقهاء دراسة تطبيقية في جامعه".
وفائدة ذلك تسليط الضوء على انتقادات الترمذي للروايات الفقهية،وهو يصلح رسالة دكتوراه،والترمذي كما يعرفه اهل الفن امام في النقد،وانما ألف كتابه نقداً لرويات الفقهاء -والله اعلم-
واعتقد ان المواضيع التي ذكرها الاخ الشيخ ابي مسعود -ممتازة- شريطة اعطاء الموضوع حقه ....
إذ كم من بحث ناقشناه وكان عنوانه كبيرا ومضمونه ونتائجه دون المستوى،بل احيانا ضعيفة جدا. أو خاطئة!!!!!!
وانصح الأخوة الفضلاء بتسليط الدراسات على اثار العلامة الألباني -رحمه الله- فان فيها من الفوائد والخير الكثير.
خادم السنة
أبو ذر المحمدي
¥(15/268)
ـ[الباحث]ــــــــ[03 - 03 - 07, 09:18 م]ـ
لماذا لا يكون موضوع البحث: كلام الترمذي في الرجال من خلال سننه؟
أنا أعتقد أن دراسة مثل هذا الموضوع مفيدة ونافعة نستطيع من خلالها سبر أقوال الترمذي في الرجال ودراستها والمقارنة بينها وبين غيرها من أقوال علماء الجرح والتعديل!!
ـ[أبو مسعود المديوني]ــــــــ[07 - 03 - 07, 08:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل من الممكن للإخوة الكرام أن يوافقوا على مثل هذا البحث: ألا وهو تتبع الأحاديث التي أخرجها الترمذي وانتقدها أو تكلم عليها الإمام الألباني في كتابه إرواء الغليل.
ومحل الإشكال في البحث هو إبراز المنهج المتبوع للترمذي فيما أورده من أحاديث الأحكام في جامعه وحكم عليها بالصحة أو الحسن وغيرها
وما هو المنهج الذي اتبعه الألباني في التخريج والنقد لهذه الأحاديث ومدى موافقته أو مخالفته له في الحكم. مع العلم أنه يرى أن الإمام الترمذي من المتساهلين في الحكم على الحديث
والله تعالى أعلم
ـ[عبد الله بن إبراهيم المدني]ــــــــ[07 - 03 - 07, 11:59 م]ـ
- مصطلاحات الترمذي في سننه دراسة وافية ومتوسعة
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[12 - 03 - 07, 08:58 م]ـ
الاخوة الفضلاء
بالنسبة لاقوال الترمذي في نقد الرجال في جامعه فقد سجلت في جامعة بغداد رسالة دكتوراه للشيخ عداب الحمش ونوقشت منذ زمن.
ومصطلحات الترمذي كلها اخذت –كرسالة علمية اكاديمية-على حد علمي اللهم الا مصطلح" حسن صحيح "، وان كنت لا اوافق غالبية النتائج التي توصل اليها الباحثون –على الجملة- لانني وجدت عامتهم يقرر النتائج قبل البحث!!
او يحاكم الامام الترمذي على مصطلحاتنا اليوم؟ وهذا لا ينتقص من الجهود المبذولة منهم.خاصة في موضوع الحسن.
واما راينا – المتواضع- في تساؤل الشيخ المديوني وفقه الله،فاعتقد ان الدراسة السليمة ان نتدرس كتب العلامة الالباني –رحمه الله- منفصلة،لأنني اعتقد انه مدرسة مستقلة،يجب الوقوف عندها بشكل مستقل،والله اعلم.
ـ[أبو مسعود المديوني]ــــــــ[15 - 03 - 07, 01:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل الملتقى أهل نفس الحبيب المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
أتقدم بالشكر الجزيل لشيخي أبي ذر البغدادي. فمع بعد الديار إلا انه وقع في نفسي حبه وتوقيره.
ومن خلال مشارك الأخ مجاهد الذي فتح لنا فرصة التعارف والتحاب في الله تعالى و أنه جمعنا على موائد العلم وله منا دعوة خاصة.
ولذلك فأرجو منك شيخنا إظهار البريد الالكتروني أو أنك تكتب لي في البريد الخاص بي ( gueb75@yahoo.fr) (gueb75@yahoo.fr) لمراسلتك)
وحينها أكتب إليك في ما توصلت إليه من نتائج في بحثي (منهج الترمذي في التحسين في كتابه الجامع) وجزاك الله عني ألف ألف خير والسلام عليكم.
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 07:31 م]ـ
[ B] الآخ الفاضل والشيخ الكريم أبا مسعود أسعدك الله واحبك كما احببتنا فيه،وأسأل الله الغفور الكريم أن يغفر لي ما لا تعلم وان يتكرم علينا بجمعة هنية في ظله يوم لا ظل الا ظله ............
أخي الحبيب:أني اتشرف بالتعرف على أخ محب للسنة وطالب لها .. وأرسل لك عنواني الخاص
kad_lmy@yahoo.com
والسلام عليكم
أخوك
الدكتور عبد القادر المحمدي
بغداد -حررها الله تعالى
ـ[هاني يوسف الجليس]ــــــــ[19 - 03 - 07, 08:10 م]ـ
لعلي أفيدك. "الحديث الضعيف الذي ينجبر وجوابره دراسة تأصيلية تطبيقية في سنن الترمذي"
ـ[أبو مسعود المديوني]ــــــــ[20 - 03 - 07, 04:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم وبعد:
أشكر لك الله تعالى وأحمد ه على ما تفضلت به
وأسأل هل هل الذي دكرته عنوان رسالة أكاديمية أمهو بحث كذمستقل وجزاك الله خيرا
ثم لو تكرمت راساني على البريد الالكتروني الخاص بي
ـ[أبو الفضل المنزهي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 01:58 ص]ـ
اقترح رسالة في قول الترمذي "وفي الباب"أو قول الترمذي "أحسن شيء في هذا الباب"
ـ[مجاهد121]ــــــــ[21 - 03 - 07, 04:22 م]ـ
الأخوة الكرام ... بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء
لدي موضوع أريد آراءكم فيه حول جامع الإمام الترمذي وهو
الأحاديث التي قال عنها الترمذي " وعليه العمل عند أهل العلم" دراسة الإسناد وبيان المحتوى الفقهي
فما رأيكم فيه؟ وهل تمت دراسته سابقا
ـ[أبو الرجاء الأصفهاني]ــــــــ[27 - 03 - 07, 09:51 م]ـ
أقترح دراسة حول, الأحكام الفقهية التي انفرد بها الإمام الترمدي من خلال كتابه السنن وفقكم الله وزادكم من فضله
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 11:40 م]ـ
أخي الحبيب
موضوع:"وعليه العمل .. أو وعليه عمل الفقهاء" .... وما شاكلها ودراستها بشكل نقدي موضوعي اعتقد انه موضوع في غاية الاهمية،ولكن يحتاج الباحث فيه قدرا جيدا من الفقه والحديث وأصول الفقه ... أسأل الله أن يعين الباحث فيه ويوفقه
¥(15/269)
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 11:43 م]ـ
أخي الحبيب
موضوع:"وعليه العمل .. أو وعليه عمل الفقهاء" .... وما شاكلها ودراستها بشكل نقدي موضوعي اعتقد انه موضوع في غاية الاهمية،ولكن يحتاج الباحث فيه قدرا جيدا من الفقه والحديث وأصول الفقه ... أسأل الله أن يعين الباحث فيه ويوفقه
ـ[أبو مسعود المديوني]ــــــــ[30 - 03 - 07, 01:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جميل أن يحرص إخواننا الطلبة والباحثون على فقه الأئمة المحدثين.
وبالأخص أصحاب شرط السنن فإنه يعين الباحث على الوقوف علة نتائج فائقة الأهميةو وخصوصا ونحن في زمن التجديد وإحياء ما اندرس من السنن والأداب النبوية.
فأنا بدوري أشاطركم الرأي في هذا الإختيار المتميز.
ولا تنسى أخي الفاضل ما كتبه الدكتور نور الدين عتر في رسالته: الموازنة بين الصحيحين وجامع لإمام الترمذي. ففيه ما لعله يفيدك إن شاء الله تعالى.(15/270)
أحاديث ضعاف عليها العمل وأخرى صحاح لم يعمل بها ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 02:56 م]ـ
الحمد لله وبعد ....
فهذه أوراق قديمة جداً لا أرى بأساً بأن أعرضها عليكم طمعاً في اكتمال الصورة بتأييد موافق أو تعقيب مخالف ....
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول
الأحاديث الضعيفة التي عليها العمل
1 - قال أبو عيسى الترمذي: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ هُوَ الْعُمَرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ((سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الرَّجُلِ يَجِدُ الْبَلَلَ وَلَا يَذْكُرُ احْتِلَامًا قَالَ يَغْتَسِلُ وَعَنْ الرَّجُلِ يَرَى أَنَّهُ قَدْ احْتَلَمَ وَلَمْ يَجِدْ بَلَلًا قَالَ لَا غُسْلَ عَلَيْهِ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ تَرَى ذَلِكَ غُسْلٌ قَالَ نَعَمْ إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ)).
قَالَ أَبُو عِيسَى: وَإِنَّمَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ حَدِيثَ عَائِشَةَ فِي الرَّجُلِ يَجِدُ الْبَلَلَ وَلَا يَذْكُرُ احْتِلَامًا وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ فِي الْحَدِيثِ وَهُوَ قَوْلُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعِينَ إِذَا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ فَرَأَى بِلَّةً أَنَّهُ يَغْتَسِلُ وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَأَحْمَدَ و قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ التَّابِعِينَ إِنَّمَا يَجِبُ عَلَيْهِ الْغُسْلُ إِذَا كَانَتْ الْبِلَّةُ بِلَّةَ نُطْفَةٍ وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ وَإِسْحَقَ وَإِذَا رَأَى احْتِلَامًا وَلَمْ يَرَ بِلَّةً فَلَا غُسْلَ عَلَيْهِ عِنْدَ عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ.
قلت: ورغم ضعف الحديث فإن عليه العمل عند اهل العلم ........
· يقول ابن المنذر: ((أجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم على أن الرجل إذا راى في نومه أنه احتلم أو جامع ولم يجد بللاً؛أنه لا غسل عليه)).
2 - قال الترمذي:حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ)).
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَثَوْبَانَ وَفَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ هِشَامٍ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ و قَالَ مُحَمَّدٌ لَا أُرَاهُ مَحْفُوظًا قَالَ أَبُو عِيسَى وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يَصِحُّ إِسْنَادُهُ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَثَوْبَانَ وَفَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاءَ فَأَفْطَرَ وَإِنَّمَا مَعْنَى هَذَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ صَائِمًا مُتَطَوِّعًا فَقَاءَ فَضَعُفَ فَأَفْطَرَ لِذَلِكَ هَكَذَا رُوِيَ فِي بَعْضِ الْحَدِيثِ مُفَسَّرًا وَالْعَمَلُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الصَّائِمَ إِذَا ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ وَإِذَا اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَالشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَقُ.
قلت: ورغم ضعف الحديث فإن عليه العمل عند اهل العلم ........
¥(15/271)
· قال الخطابي في ((معالم السنن)): ((لا أعلم خلافاًبين أهل العلم في أن من ذرعه القيء فإنه لاقضاء عليه ولا في أنّ من استقاء عامداً أن عليه القضاء،ولكن اختلفوا في الكفارة)).
3 - قال الترمذي: حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: ((أَنَّ غَيْلَانَ بْنَ سَلَمَةَ الثَّقَفِيَّ أَسْلَمَ وَلَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَأَسْلَمْنَ مَعَهُ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَتَخَيَّرَ أَرْبَعًا مِنْهُنَّ)).
قَالَ أَبُو عِيسَى هَكَذَا رَوَاهُ مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ و سَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ هَذَا حَدِيثٌ غَيْرُ مَحْفُوظٍ وَالصَّحِيحُ مَا رَوَى شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ وَغَيْرُهُ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَيْدٍ الثَّقَفِيِّ أَنَّ غَيْلَانَ بْنَ سَلَمَةَ أَسْلَمَ وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ قَالَ مُحَمَّدٌ وَإِنَّمَا حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ ثَقِيفٍ طَلَّقَ نِسَاءَهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لَتُرَاجِعَنَّ نِسَاءَكَ أَوْ لَأَرْجُمَنَّ قَبْرَكَ كَمَا رُجِمَ قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ قَالَ أَبُو عِيسَى وَالْعَمَلُ عَلَى حَدِيثِ غَيْلَانَ بْنِ سَلَمَةَ عِنْدَ أَصْحَابِنَا مِنْهُمْ الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَقُ.
قلت: ورغم ضعف الحديث فإن عليه العمل عند اهل العلم ........
· قال الإمام أحمد: ((هذا الحديث ليس بصحيح، والعمل عليه)).
4 - قال الترمذي: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ أَنْبَأَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كُلُّ طَلَاقٍ جَائِزٌ إِلَّا طَلَاقَ الْمَعْتُوهِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ)).
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ لَا نَعْرِفُهُ مَرْفُوعًا إِلَّا مِنْ حَدِيثِ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ وَعَطَاءُ بْنُ عَجْلَانَ ضَعِيفٌ ذَاهِبُ الْحَدِيثِ وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ أَنَّ طَلَاقَ الْمَعْتُوهِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ لَا يَجُوزُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَعْتُوهًا يُفِيقُ الْأَحْيَانَ فَيُطَلِّقُ فِي حَالِ إِفَاقَتِهِ.
قلت: ورغم ضعف الحديث فإن عليه العمل عند اهل العلم ........
· قال ابن المنذر: ((وأجمعوا على أن المجنون والمعتوه لا يجوز طلاقه)).
5 - قال الترمذي: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((لَا يُقَادُ الْوَالِدُ بِالْوَلَدِ)).
قلت: ورغم ضعف الحديث فإن عليه العمل عند اهل العلم ........
قال ابن عبد البر في ((التمهيد)): ((وهو حديث مشهور عند أهل العلم بالحجاز والعراق مستفيض عندهم يستغني بشهرته وقبوله والعمل به عن الإسناد فيه حتى يكاد أن يكون
الإسناد في مثله لشهرته تكلفا))
وقال: ((استفاض عند أهل العلم قوله صلى الله عليه وسلم لا يقاد بالولد الوالد
وقوله صلى الله عليه وسلم لا وصية لوارث استفاضة هي أقوى من الإسناد والحمد لله
)).
6 - قال الترمذي: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَقَ عَنْ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: ((قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَعْيَانَ بَنِي الْأُمِّ يَتَوَارَثُونَ دُونَ بَنِي الْعَلَّاتِ)).
¥(15/272)
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ وَقَدْ تَكَلَّمَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي الْحَارِثِ وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ.
قلت: ورغم ضعف الحديث فإن عليه العمل عند اهل العلم ........
قال ابن عبد البر في ((الاستذكار)): ((قال أبو عمر لا خلاف علمته بين علماء السلف والخلف من المسلمين أن الإخوة للأب والأم يحجبون الإخوة للأب عن الميراث
)).
7 - قال الترمذي: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ الْهَمْدَانِيِّ عَنْ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ: ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالدَّيْنِ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ وَأَنْتُمْ تُقِرُّونَ الْوَصِيَّةَ قَبْلَ الدَّيْنِ)).
قَالَ أَبُو عِيسَى وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُ يُبْدَأُ بِالدَّيْنِ قَبْلَ الْوَصِيَّةِ.
قلت: ورغم ضعف الحديث فإن عليه العمل عند اهل العلم ........
· قال ابن كثير: ((أجمع العلماء سلفاًَ وخلفاً أن الدين مقدم على الوصية وذلك عند إمعان النظر يفهم من فحوى الآية الكريمة)).
· قال الحافظ في ((التلخيص)))) والحارث وإن كان ضعيفاً فإن الإجماع نعقد على وفق ما روى)).
الفصل الثاني
أحاديث صحاح لم يعمل بظاهرها أهل العلم
1 - قال الإمام مسلم: ((حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ أَنَّ عَلْقَمَةَ بْنَ وَائِلٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ قَالَ: ((إِنِّي لَقَاعِدٌ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ يَقُودُ آخَرَ بِنِسْعَةٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا قَتَلَ أَخِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَتَلْتَهُ فَقَالَ إِنَّهُ لَوْ لَمْ يَعْتَرِفْ أَقَمْتُ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةَ قَالَ نَعَمْ قَتَلْتَهُ قَالَ كَيْفَ قَتَلْتَهُ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ نَخْتَبِطُ مِنْ شَجَرَةٍ فَسَبَّنِي فَأَغْضَبَنِي فَضَرَبْتُهُ بِالْفَأْسِ عَلَى قَرْنِهِ فَقَتَلْتُهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ لَكَ مِنْ شَيْءٍ تُؤَدِّيهِ عَنْ نَفْسِكَ قَالَ مَا لِي مَالٌ إِلَّا كِسَائِي وَفَأْسِي قَالَ فَتَرَى قَوْمَكَ يَشْتَرُونَكَ قَالَ أَنَا أَهْوَنُ عَلَى قَوْمِي مِنْ ذَاكَ فَرَمَى إِلَيْهِ بِنِسْعَتِهِ وَقَالَ دُونَكَ صَاحِبَكَ فَانْطَلَقَ بِهِ الرَّجُلُ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ قَتَلَهُ فَهُوَ مِثْلُهُ فَرَجَعَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ قُلْتَ إِنْ قَتَلَهُ فَهُوَ مِثْلُهُ وَأَخَذْتُهُ بِأَمْرِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَا تُرِيدُ أَنْ يَبُوءَ بِإِثْمِكَ وَإِثْمِ صَاحِبِكَ قَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ لَعَلَّهُ قَالَ بَلَى قَالَ فَإِنَّ ذَاكَ كَذَاكَ قَالَ فَرَمَى بِنِسْعَتِهِ وَخَلَّى سَبِيلَهُ)).
وليس عليه العمل بالاتفاق واستدل تاركوه بقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث المتفق عليه: ((من قتل له قتيل فهو بخير النظرين، إما أن يودي، وإما أن يقاد)).
2 - ما رواه الشيخان من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((لَعَنَ اللَّهُ السَّارِقَ يَسْرِقُ الْبَيْضَةَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ وَيَسْرِقُ الْحَبْلَ فَتُقْطَعُ يَدُهُ)).
3 - ما رواه أحمد في مسنده عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: ((دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ الثَّالِثَ مِنْ قَتْلِ جَعْفَرٍ فَقَالَ لَا تَحِدِّي بَعْدَ يَوْمِكِ هَذَا)).
الفصل الثالث
نقولات عن أهل العلم توضح منهجهم في التعامل مع هذه المسألة
1 - قال إسحاق: سمعت مالك بن أنس يقول: ((سمعت من ابن شهاب أحاديث لم أحدث بها إلى اليوم، قلت: لما يا أبا عبد الله؟ قال: لم يكن العمل عليها فتركتها)) [الحلية (6/ 322)].
¥(15/273)
2 - قال ابن القيم في كتاب ((الروح)): ((فصل ويدل على هذا أيضا ما جرى عليه عمل الناس قديما وإلى الآن من تلقين الميت في قبره ولولا أنه يسمع ذلك وينتفع به لم يكن فيه فائدة وكان عبثا وقد سئل عنه الإمام أحمد رحمه الله فاستحسنه واحتج عليه بالعمل
ويروى فيه حديث ضعيف ذكره الطبرانى في معجمه من حديث أبى أمامة قال قال رسول الله إذا مات أحدكم فسويتم عليه التراب فليقم أحدكم على رأس قبره ثم يقول يا فلان ابن فلانة فإنه يسمع ولايجيب ثم ليقل يا فلان ابن فلانة الثانية فإنه يستوي قاعدا ثم ليقل يا فلان ابن فلانة يقول أرشدنا رحمك الله ولكنكم لاتسمعون فيقول أذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وان محمد رسول الله وأنك رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن إماما فان منكرا ونكيرا يتأخر كل واحد منهما ويقول انطلق بنا ما يقعدنا عند هذا وقد لقن حجته ويكون الله ورسوله حجيجه دونهما فقال رجل يا رسول الله فإن لم يعرف أمه قال ينسبه إلى امه حواء فهذا الحديث وإن لم يثبت فإتصال العمل به في سائر الأمصار والأعصار من غير انكار كاف في العمل به وما أجرى الله سبحانه العادة قط بأن أمه طبقت مشارق الأرض ومغاربها وهي أكمل الأمم عقولا وأوفرها معارف تطيق على مخاطبة من لا يسمع ولا يعقل وتستحسن ذلك لاينكره منها منكر بل سنه الأول للآخر ويقتدي فيه الآخر بالأول فلولا ان المخاطب يسمع لكان ذلك بمنزلة الخطاب للتراب والخشب والحجر والمعدوم وهذا وان استحسنه واحد فا لعلماء قاطبة على استقباحه واستهجانه)).
2 - قال ابن رجب في رسالته: ((فضل علم السلف)): ((فأما الأئمة وفقهاء أهل الحديث فإنهم يتبعون الحديث الصحيح حيث كان إذا كان معمولا به عند الصحابة: ومن بعدهم: أو عند طائفة منهم فأما ما اتفق على تركه فلا يجوز العمل به لأنهم ما تركوه إلا على علم أنه لا يعمل به)).
3 - قال الذهبي في ((السير)) (16/ 405): ((كان ربما يختار في الفتوى (2)، فيقال له في ذلك، فيقول: ويحكم! [حدث] فلان عن فلان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا، والاخذ بالحديث أولى من الاخذ بقول الشافعي وأبي حنيفة.
قلت (أي الذهبي): هذا جيد، لكن بشرط أن يكون قد قال بذلك الحديث إمام من نظراء هذين الامامين مثل مالك، أو سفيان، أو الاوزاعي، وبأن يكون الحديث ثابتا سالما من علة، وبأن لا يكون حجة أبي حنيفة والشافعي حديثا صحيحا معارضا للآخرة.
أما من أخذ بحديث صحيح وقد تنكبه سائر أئمة الاجتهاد، فلا)).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 03:34 م]ـ
مرحبا بعودة شيخنا أبي فهر بعد غيبة طويلة (بسبب المعرض ولا بد - ابتسامة)
..........
وحديث (الماء طهور لا ينجسه شيء إلا ما غلب على طعمه أو لونه أو ريحه) ضعيف بالاتفاق (أعني الزيادة في آخره)، وعليه العمل بالاتفاق أيضا.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[18 - 02 - 07, 05:25 م]ـ
حيا الله أبا فهر .. الملتقى نور!! فرحت والله لما رأيت اسمك على صفحات الملتقى من جديد.
عندي إضافة إذا سمحت:
ذكر الخطيب في الفقيه والمتفقه عدة أحاديث من الضرب الأول؛ لم يصح إسنادها وعليها العمل، وقد ينازَع في تضعيف بعضها، يحضرني منها حديث: هو الطهور ماؤه، وحديث: لا وصية لوارث، وحديث: الدية على العاقلة، وحديث معاذ المشهور في الاجتهاد.
أسأل الله أن يثيبك خيرا على هذا الموضوع القيم.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[18 - 02 - 07, 05:34 م]ـ
جزاك الله خيرا
وهذه مسألة مهمة جدا يغفل عنها كثير من المتفقه على غير طريق السلف
فإن الحديث الصحيح إذا لم يجر عليه العمل دلّ على أنه معلول إما أن يكون منسوخا أو ظاهره غير مراد أو غير ذلك من علل المتون
وهذا لا يعارض قولنا الحديث حجة بنفسه لأن محل النزاع فى فهم الحديث لا فى حجيته لأن أحدا لا يجادل فى حجية السنة لكن المشكلة تكمن فى فهم الحديث
فيقال لمن احتج بحديث لم يجر عليه العمل من سبققك إلى هذا الفهم وهذا الإستدلال
ولذلك قال أحمد رحمه الله " لاتقل فى مسألة ليس .....
وقال الذهبى وابن رجب الحديث الصحيح إذا لم يجر عليه العمل دلّ على نسخه أو نحو هذا وخالف فى ذلك ابن القيم وغيره
وكذلك الحديث الضعيف الذى عليه العمل فإنه صحيح من حيث المعنى والله أعلم
¥(15/274)
لكن ينبغى التنبه إلى دعوى عدم جريان العمل وعكسه فإن البعض يتوسع فى مثل هذا
وقد ذكر أبو الفرج ابن رجب فى أوائل شرح العلل بعض الأحاديث التى لم يجر عليها العمل
رأيت من الفائدة ذكرها هنا وإن كان دعوى عدم العمل بها قد ينازع فيها والله أعلم
قال أبو عيسى رحمه الله:
(جميع ما في هذا الكتاب من الحديث معمول به،وقد أخذ به بعض أهل العلم، ما خلا حديثين:
1_حديث ابن عباس: ((أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جمع بين الظهر والعصر بالمدينة والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سقم)).
2_ وحديث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((إذا شرب الخمر فاجلدوه، فإن عاد في الرابعة فاقتلوه)).
وقد بينا علة الحديثين جميعاً في هذا الكتاب).
كأن مراد الترمذي رحمه الله تعالى أحاديث الأحكام، وقد سبق الكلام على هذين الحديثين اللذين أشار إليهما ههنا في موضعهما من الكتاب، وذكرنا مسالك العلماء فيهما من النسخ وغيره، وذكرنا أيضاً عن بعضهم بكل واحد منهما.
وقوله: ((قد بينا علة الحديثين جميعاً في الكتاب))، فإنما بين ما قد يستدل به للنسخ، لا أنه بين ضعف إسنادهما.
3_ وقد روى الترمذي في كتاب الحج حديث جابر في التلبية عن النساء، ثم ذكر الإجماع أنه لا يلبي عن النساء، فهذا ينبغي أن يكون حديثاً ثالثاً مما لا يؤخذ به عند الترمذي.
* فصل في سرد أحاديث اتفق العلماء على عدم العمل بها *
وقد وردت أحاديث أخر قد أدعى بعضهم أنه لم يعمل بها أيضاً. وقد ذكرنا علتها في هذا الكتاب، فمنها ما خرجه الترمذي، وأكثرها لم يخرجه:
4_ فمنها حديث: ((من غسل ميتاً فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ)).
وقد قال الخطابي: ((لا أعلم أحداً من العلماء قال بوجوب ذلك)). ولكن القائل باستجابة يحمله على الندب، وذلك عمل به.
5_ ومنها حديث: ((أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم توضأ ثلاثاً وقال: ((من زاد على هذا أو نقص فقد أساء وظلم)). وقد ذكر مسلم الإجماع على خلافه ,
6_ ومنها حديث: التيمم إلى المناكب والآباط.
7_ ومنها حديث: التيمم إلى نصف الذراعين.
8_ ومنها حديث: الأكل إلى الصيام بعد الفجر.
قال الجوزجاني: ((هو حديث قد أعيى العلماء معرفته)).
9_ ومنها حديث أنس: في أكل البرد للصائم.
10_ ومنها حديث ابن أم مكتوم وأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يرخص له في ترك الجماعة)) مع ذكره من ضرره وعدم قائد، والسيول.
وقد ذكر بعضهم أنه لا يعلم أحداً أخذ بذلك.
11_ ومنها: أحاديث ((النهي عن كري الأرض))، وهي أحاديث صحيحة ثابتة.
12_ ومنها: أحاديث ((المسح على الخفين)) ذكره الطحاوي وغيره. (قلت أمجد:لعله أحاديث عدم المسح والله أعلم فليحرر)
13_ ومنها حديث أن ((في خمس وعشرين من الإبل خمس شياه)).
14_ ومنها: حديث توريث المولى من أسفل , وقد ذكرنا الكلام عليه.
15_ ومنها: حديث الرضاع: ((أنه لا يحرم إلا عشر رضعات)).
16_ ومنها: حديث جمع الطلاق الثلاث.
17_ ومنها: حديث أسماء بنت عميس في إحداد المتوفى عنها ثلاث أيام.
18_ ومنها: حديث سلمة بن المحبق فيمن وقع على جارية امرأته.
19_ ومنها: حديث الذي تزوج امرأة فوجدها حبلى، فجعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لها المهر، وقال: ((الولد عبد)). لكن قال الخطابي: ((لا أعلم أحداً قال باسترقاق ولد الزنا).
20_ ومنها أحاديث متعددة في الحج:
21_ مثل حديث: النهي عن التمتع.
22_ وحديث: أن المعتمر إذا مسح الركن حل.
23_ وحديث: ((إن الوقوف بعرفة لا يفوت إلا بطلوع الشمس يوم النحر)).
24_وحديث: ((إن التحلل الأول برمي الجمرة مشروط بطواف الإفاضة في بقية يوم النحر. وقد حكى عن عروة القول به.
25_ وحديث: الاضطباع في السعي بين الصفا والمروة.
* فصل في أحاديث ادعي ترك العمل بها *
وليس كذلك وقد ادعى بعضهم ترك العمل بأحاديث أخر، وهو خطأ ظاهر،، كدعوى ابن قتيبة الإجماع على ترك العمل بأحاديث المسح على العمامة.
ودعوى بعضهم الإجماع على ترك العمل بأحاديث فسخ الحج إلى العمرة.
ودعوى بعضهم الإجماع على ترك العمل بحديث: ((إذا اختلف المتبايعان والسلعة قائمة فالقول ما قال البائع أو يترادان البيع)).
قال ابن المنذر: ((ما علمت أحداً قال بظاهره غير الشعبي)).
وكحديث ابن عباس في دية المكاتب. قال الخطابي: ((لم يذهب إليه أحد سوى النخعي، وقد روى في ذلك شئ عن علي)).
وذكر الطحاوي الإجماع على ترك العمل بحديث: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان))
وعلى ترك العمل بحديث ((تحريق متاع الغال)) إلا عن مكحول.
والطحاوي من أكثر الناس دعوى لترك العمل بأحاديث كثيرة.
وعامة هذه الأحاديث قد ذكرناها في مواضعها من هذا الكتاب مع بسط الكلام عليها، فمن أراد الوقوف عليها فليتبعها من مظانها من الكتاب.
وقد ذكر للثوري ما روي عن عمر قال: ((من لم يدرك الصلاة بجمع مع الإمام فلا حج له)). فقال الثوري: ((قد جاءت أحاديث لا يؤخذ بها)).
وسنذكر هذا المعنى مستوفي عند الكلام على الحديث الغريب إن شاء الله تعالى.
ثم ذكر ابن رجب فى مبحث الغريب تحذير السلف من غريب العلم فلينظر فإنه مفيد
¥(15/275)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[18 - 02 - 07, 05:36 م]ـ
ومن الأحاديث التى لم يجر عليها العمل حديث الصماء فى النهى عن صوم السبت إلا فى الفرض
لكن من قال بالكراهة أو حمله على الإفراد قائل به والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 05:38 م]ـ
ذكر الأثرم في (الناسخ والمنسوخ) أن حديث النهي عن صوم يوم السبت من هذا الضرب
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 05:38 م]ـ
ذكر الخطيب في الفقيه والمتفقه عدة أحاديث من الضرب الأول؛ لم يصح إسنادها وعليها العمل، وقد ينازَع في تضعيف بعضها، يحضرني منها حديث: هو الطهور ماؤه، وحديث: لا وصية لوارث، وحديث: الدية على العاقلة، وحديث معاذ المشهور في الاجتهاد.
الخطيب البغدادي لم يقصد ذلك، وإنما يقصد أن هذه الأحاديث تلقاها أهل العلم بالقبول فاستغنوا بذلك عن تطلب الإسناد.
فهو يذهب إلى تصحيح هذه الحديث أصلا أو قبولها، وليس إلى تضعيفها.
وكلام الشيخ أبي فهر في أحاديث اتفقنا على تضعيفها أصلا، ثم قلنا بها استنادا إلى الإجماع مثلا أو لغير ذلك.
والله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 06:07 م]ـ
جزى الله أحبتي خير الجزاء على حسن استقبالهم لأخيهم ...
يبقى أن الذي يظهر لي يا أبا مالك أن البابين من ضرب واحد أعني في انتقادك على أبي المقداد ... قد يكون بينهما فرق يسير ولكن المورد واحد ... فزيادة إلا ما غير طعمه لم يصححها الخطيب ومع ذلك ذكرها في نفس الباب ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 06:09 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولكن الخطيب لم يذكر هذه الزيادة
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[18 - 02 - 07, 09:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لا يوجد شيء من شرع الله لم يعمل به.
طالما أنه تشريع.
لكن قولهم: (لم يجر عليه العمل) فهذا اصطلاح ينبغي النظر في المراد منه؟
هل المقصود الكثرة أو القلة.
لأن النصوص حجة بنفسها، لا تحتاج أن تعتضد بعملٍ .. ما عدا جزئية تكلم عليها العلماء:
العمل بالعام (في باب العبادات فقط) بكل أفراده ... التي من ضمنها ما ترك السلف العمل به.
وهي مسألة البدع الإضافية.
فهذه ننظر فيها إلى العمل و مواطنه، و النصوص حجةٌ فيما عدا هذه الجزئية، ولو لم يعمل بها أكثر الناس!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 09:26 م]ـ
قولك (النصوص حجة بنفسها لا تحتاج أن تعضد بعمل) ينطبق أيضا على ما لو لم يعمل أحد مطلقا بالنص، فهل تقول بذلك؟
والكلام إنما هو عن النصوص المحتملة لفهوم متعددة؛ لأن افتراض وجود نص صحيح وواضح وقطعي المعنى ولا يوجد له نص معارض، ومع ذلك لم يعمل به أحد، فهذا افتراض أراه محالا، والله أعلم.
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[18 - 02 - 07, 09:54 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا مالك.
و أنا لا أقول بهذا أيضاً .. لكني أقول (عدم جريان العمل) عندهم لا يعني أنه لم يعمل به أحد مطلقاً.
و إنما هو اصطلاحٌ عندهم ينبغي أن يطلب معناه و أن يحرر مقصودهم به.
فليس هو على ظاهره المتبادر لنا.
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 10:12 م]ـ
3 - ما رواه أحمد في مسنده عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قَالَتْ: ((دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ الثَّالِثَ مِنْ قَتْلِ جَعْفَرٍ فَقَالَ لَا تَحِدِّي بَعْدَ يَوْمِكِ هَذَا)).
سند هذا الحديث لا يصح
فعبد الله بن شداد لم يسمع من أسماء بنت عميس
وكذلك محمد بن طلحة ليس بثقة.
وأعل هذا السند الإمام البيهقي فقال: (لم يثبت سماع عبد الله من اسماء ومحمد بن طلحة ليس بالقوي)
وقال شعيب الأرنؤوط: هذا حديث اختلف في وصله وإرساله وإرساله أصح.
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[19 - 02 - 07, 06:55 م]ـ
قال الخطيب (1/ 473): ... وإن كانت هذه الأحاديث لا تثبت من جهة الإسناد، لكن لما تلقتها الكافة عن الكافة، غنوا بصحتها عندهم عن طلب الإسناد لها. اهـ
والخطيب لم يقصد ما نحن فيه، إلا أن المؤدى واحد، فهو لم يقصد أن هذه الأحاديث ضعاف وعليها العمل، وإنما قصد أن مثل هذه الأخبار، شهرتها تغني عن طلب إسناد لها.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[21 - 02 - 07, 04:42 ص]ـ
معذرة عن التقدم بين يدى المشايخ ..
ألا يدخل فى الباب حديث (ثلاث من أصل الإيمان , الكف عمن قال لا إله إلا الله , و لا نكفره بذنب و لا نخرجه من الإسلام بعمل , و الجهاد ماض منذ بعثنى الله عز و جل حتى يقاتل آخر أمتى الدجال لا يبطله جور جائر و لا عدل عادل , و الإيمان بالأقدار)؟
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[21 - 02 - 07, 08:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا
من أخرج هذا الحديث؟ وما مدى صحته؟
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[22 - 02 - 07, 01:23 ص]ـ
أخى الكريم ..
أخرجه أبو داود و ضعفه الألبانى ..
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[22 - 02 - 07, 08:00 ص]ـ
السلام عليكم ...
يوجد رسائل ألفت في هذا الموضوع ...
إذا أمكن ذكرها وذكر مكان طبعها.
¥(15/276)
ـ[أبوصالح]ــــــــ[23 - 02 - 07, 08:24 م]ـ
بارك الله فيكم وأحسن إليكم ..
موضوع موفق.
في المثال الأول الذي نقله الاخ امجد من العلل الصغير للترمذي وشرحه لابن رجب:
1_حديث ابن عباس: ((أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جمع بين الظهر والعصر بالمدينة والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سقم)) ..
الصواب (ولا سفر) كما في نسخة الكرّوخي وقد حقق الشيخ عادل الزرَقي منها العلل الصغير وقدّم له المحدّث أبي عبدالرحمن السعد وطبعته دار المحدّث.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=44618&stc=1&d=1172251537 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=44618&stc=1&d=1172251537)(15/277)
الإشارة بين السجدتين
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[18 - 02 - 07, 09:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أما بعد!
فقد سألت يا أخي –عبر الهاتف و الجوال- مرارا عن مسألة الإشارة بين السجدتين وعن الرواية التي جاءت عن وائل بن حجر في المسند فقلت: " أن الإشارة بين السجدتين سنة ثابتة لكن يعتري عليها أوهام الناس و إشكالات العلماء وشبهات المحققين لكن ليس هناك دليل يقوم به الحجة "
فشرعت فيه أتفصح الأدلة للذب عن هذه السنة حيث يبطل حجج المانعين
فالحديث رواه الإمام أحمد في مسنده فقال: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كبر فرفع يديه حين كبر يعني استفتح الصلاة ورفع يديه حين كبر ورفع يديه حين ركع ورفع يديه حين قال سمع الله لمن حمده وسجد فوضع يديه حذو أذنيه ثم جلس فافترش رجله اليسرى ثم وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى ثم أشار بسبابته ووضع الإبهام على الوسطى وقبض سائر أصابعه ثم سجد فكانت يداه حذاء أذنيه {مسند أحمد 4/ 317 (حـ 183798)}
الشبهة الأولى:
فقال بعضهم (ومنهم فضيلة الأخ الشيخ مبشر أحمد الرباني والشيخ زبير علي زئي حفظهما الله): رواه سفيان الثوري عن عاصم بن كليب معنعنا وهو مدلس فهذا الحديث لا يصلح للإحتجاج
فأجاب البعض: بأن هذا السفيان ليس بالثوري بل هو ابن عيينة لأنه رواه الحميدي في مسنده فقال: ثنا سفيان قال ثنا عاصم بن كليب الجرمي قال سمعت أبي يقول سمعت وائل بن حجر الحضرمي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ........ الحديث. {2/ 392 (885)}
وأخرجه أيضا الشافعي في مسنده وقال: أخبرنا سفيان عن عاصم بن كليب قال سمعت أبي يقول حدثني وائل بن حجر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ...... الحديث {1/ 176}
والثوري ليس من شيوخ الحميدي و الشافعي بل سفيان الذي أخذ عنه الحميدي وكل من كان في الطبقة العاشرة هو ابن عيينة و أما عبد الرزاق ومعاصروه من الطبقة التاسعة رووا عن الثوري وابن عيينة كما في التهذيب وغيره (تهذيب الكمال 18/ 53) وأما الشافعي فإن كان من التاسعة لكن لم يرو عن الثوري إنما روى عن ابن عيينة فقط.
وأخرجه أيضا البيهقي فقال في آخره: وكذلك رواه الحميدي وغيره عن ابن عيينة {سنن الكبرى للبيهقي 2/ 24}
وهكذا يتبين أن سفيان هذا ليس بالثوري بل هو ابن عيينة
لكن قلتُ: هذا قول باطل جدا لأن عبد الرزاق يروى العلم عن السفيانين كما في تهذيب الكمال و طبقات الحفاظ وغيره {طبقات الحفاظ 1/ 158 (337) , تهذيب الكمال 18/ 56}
لكن عبد الرزاق ومعاصروه من الطبقة التاسعة والذين فوقهم من الطبقة الثامنة و السابعة - الذين أدركوا الثوري ورووا عنه - إذا رووا عن سفيان وأطلقوا ولم ينسبوا فالمراد منه الثوري لا ابن عيينة
قال الذهبي: فأصحاب سفيان الثوري كبار قدماء وأصحاب ابن عيينة صغار لم يدركوا الثوري وذلك أبين فمتى رأيت القديم قد روى فقال حدثنا سفيان وأبهم فهو الثوري وهم كوكيع وابن مهدي والفريابي وأبي نعيم فإن روى واحد منهم عن ابن عيينة بينه فأما الذي لم يحلق الثوري وأدرك ابن عيينة فلا يحتاج أن ينسب لعدم الإلباس فعليك بمعرفة طبقات الناس [سير أعلام النبلاء 7/ 466]
ويتضح من كلام الذهبي أن سفيان الذي روى عنه عبد الرزاق وأبونعيم فضل بن دكين ومحمد بن يوسف الفريابي مبهما هو الثوري وإن رووا عن ابن عيينة بينوا و نسبوا.
ومن العجب أن عبد الرزاق أخرجه في مصنفه ما لفظه: عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال رمقت النبي صلى الله عليه وسلم ..... الحديث. {مصنف عبد الرزاق 2/ 68 (2522)} وهذا ابن حنبل يرويه عن عبد الرزاق و عبد الرزاق يقول عن الثوري وهؤلاء يقولون: لا, لا, ليس الثوري بل ابن عيينة فالعجب كل العجب .............. !!!!
فالحديث الذي أخرجه أحمد في مسنده وعبد الرزاق في مصنفه هو عن أبي عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي , قال عنه ابن حجر: ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة، و كان ربما دلس وهويروي هذا الحديث معنعنا وعنعنة المدلس ليس بحجة.
¥(15/278)
فأجبت عنه: صرح الثوري بالسماع لهذا الحديث عن عاصم بن كليب وهو أيضا في المسند ما لفظه: حدثنا يحيى بن آدم وأبو نعيم قالا ثنا سفيان حدثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد جعل يديه حذاء أذنيه {مسند أحمد 4/ 318 (18388)}
وفي هذا السند صرح الثوري بالتحديث فرفعت مظنة التدليس. فالحديث صحيح صالح للاحتجاج. -كما لايخفى على من كان له أدنى خبرة بعلم أصول الحديث والتخريج ودراسة الأسانيد ومعرفة الرجال- والله تعالى أعلم.
وقد عرضت هذا التصريح بالسماع عن الثوري لهذه الرواية على الشيخ مبشر أحمد الرباني ـ حفظه الله تعالى ـ عبر الجوال فسر بذلك وقال هذا دليل قوي لرفع مظنة التدليس
لأن الوهم على المدلس إذا عنعن أن سمع هذا الحديث من شيخه أم لا فإذا قال حدثنا أو أخبرنا أو سمعت وساق الحديث بتمامه أو ببعضه فيرفع الوهم عن جميع طرقه.
فبطل شبهة التدليس فالحمد لله تعالى
ولذا لم يذكره الألباني وغيره
الشبهة الثانية:
زعم بعض الناس أن عبد الرزاق خالف فيه الفريابي بأن الفريابي لم يذكر كلمة ’’ ثم سجد ‘‘عن الثوري وذكره عبد الرزاق عن الثوري , وكان الفريابي ملازما للثوري من عبد الرزاق ومنهم الألباني فإنه قال في الصحيحة: قد روى عبد الرزاق عن الثوري عن عاصم بن كليب بإسناده المتقدم عن وائل .. فذكر الحديث و الافتراش في جلوسه قال: " ثم أشار بسبابته و وضع الإبهام على الوسطى حلق بها و قبض سائر أصابعه , ثم سجد فكانت يداه حذو أذنيه ". فهذا بظاهره يدل على أن الإشارة كانت في الجلوس بين السجدتين , لقوله بعد أن حكى الإشارة: " ثم سجد .. ". فأقول: نعم قد روى ذلك عبد الرزاق في " مصنفه ", و رواه عنه الإمام أحمد (4/ 317) و الطبراني في " المعجم الكبير " و زعم الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في تعليقه عليه: " أنه أخرجه الأربعة إلا الترمذي و البيهقي مفرقا في أبواب شتى ". و هو زعم باطل يدل على غفلته عن موجب التحقيق فإن أحد منهم ليس عنده قوله بعد الإشارة: " ثم سجد " , بل هذا مما تفرد به عبد الرزاق عن الثوري , و خالف به محمد بن يوسف الفريابي و كان ملازماللثوري , فلم يذكر السجود المذكور. رواه عنه الطبراني. و قد تابعه عبد الله بن الوليد حدثني سفيان ... به. أخرجه أحمد (4/ 318). و ابن الوليد صدوق ربما أخطأ , فروايته بمتابعة الفريابي له أرجح من رواية عبد الرزاق , و لاسيما و قد ذكروا في ترجمته أن له أحاديث استنكرت عليه , أحدها من روايته عن الثوري , فانظر " تهذيب ابن حجر " و " ميزان الذهبي " , فهذه الزيادة من أوهامه {السلسلة الصحيحة 5/ 309}
وقال الفريابي ثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على اليسرى وإذا جلس افترش رجله اليسرى ووضع ذراعيه على فخذيه وأشار بالسبابة. {المعجم الكبير للطبراني 22/ 33 (78)}
و أما عبد الرزاق فقالأخبرنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم كبر فرفع يديه حين كبر يعني استفتح الصلاة ورفع يديه حين كبر ورفع يديه حين ركع ورفع يديه حين قال سمع الله لمن حمده وسجد فوضع يديه حذو أذنيه ثم جلس فافترش رجله اليسرى ثم وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى ثم أشار بسبابته ووضع الإبهام على الوسطى وقبض سائر أصابعه ثم سجد فكانت يداه حذاء أذنيه {مسند أحمد 4/ 317 (18379) , مصنف عبد الرزاق 2/ 68 (2522)}
قال المزي: قال أبو بكر بن أبى خيثمة: سمعت يحيى بن معين و سئل عن أصحاب الثورى، فقال: أما عبد الرزاق، و الفريابى، و عبيد الله بن موسى، و أبو أحمد الزبيرى، و أبو عاصم، و قبيصة و طبقتهم فهم كلهم فى سفيان قريب بعضهم من بعض، و هم دون يحيى بن سعيد و عبد الرحمن بن مهدى، و وكيع، و ابن المبارك، و أبى نعيم. [تهذيب الكمال 18/ 56]
فدرجة الفريابي قريب من درجة عبد الرزاق لكن الفريابي أولى من عبد الرزاق في حديث الثوري كما ذكره ابن حجر فقال: ثقة فاضل، يقال أخطأ فى شىء من حديث سفيان، و هو مقدم فيه مع ذلك عندهم على عبد الرزاق {تقريب التهذيب 1/ 515 (6415)}
فعلم أن الفريابي إن كان مقدم من عبد الرزاق لكنه أخطأ في حديث سفيان وإن كان له طول الملازمة معه وعبد الرزاق إن كان تغير في آخره بعد ما عمي لكن كان حافظا ومن المعلوم أن سماع أحمد بن حنبل منه قبل هذه العارضة قبل تمام المائتين من الهجرية كما ذكره السيوطي في الطبقات {طبقات الحفاظ 1/ 158 ,159 (337)}
فثبت أن كلمة ثم سجد زيادة من ثقة حافظ وزيادة الثقة مقبولة ما لم يكن منافيا للثقات أو الأوثق منه.
و إن كنت تريد المزيد فراجع كلام الألباني في ‘‘ المسح على الجوربين ‘‘ على حديث المغيرة بن شعبة
وفقك الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
الراجي إلى مغفرة ربه الظاهر
أبو عبد الرحمن محمد رفيق الطاهر
مدرس مركز ابن القاسم الإسلامي
ملتان
¥(15/279)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 02 - 07, 10:02 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذه اللفظة من حديث وائل في غاية الشذوذ.
فقد انفرد بها عبد الرزاق عن الثوري، وخالفه:
1 - محمد بن يوسف الفريابي،
2 - وعبد الله بن الوليد،
3 - ووكيع بن الجراح،
4 - ويحيى بن آدم،
5 - وأبو نعيم الفضل بن دكين،
6 - ومؤمل بن إسماعيل،
7 - وعلي بن قادم،
8 - والحسين بن حفص.
كلهم لم يذكروها عن الثوري.
ولو صحت عن الثوري، فقد خالفه خمسة وعشرون راويًا لم يذكروها عن عاصم بن كليب، فيهم أئمة وحفاظ، فأنّى لها أن تصحح!
وتصحيحها ثمرة من ثمرات النظر في الأسانيد المفردة، دون جمع الطرق ومقارنة المرويات.
انظر للتفصيل في حديث وائل وألفاظه وطرقه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84548
ـ[أبو عروة]ــــــــ[18 - 02 - 07, 11:44 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 07:39 ص]ـ
الأخ الفاضل المفيد محمد: أحسنت، هو الحق ما به خفاء.
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[19 - 02 - 07, 08:55 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي محمد
لكن ..... !!!
لكن قلت: ماخالف فيه عبد الرزاق أو عاصم أحدا لأنه روى كلمة ثم سجد ولم يروها آخرون فلا شذوذ وإنما كان الشذوذ لو كان عاصما روى ثم سجد وروى الأخرون كلمة ثم لم يسجد أو ما يفيد مفادها مما يخالف وينافي ثم سجد
وإن كنت تريد أن تندرء الشبهة التي وقع في نفسك فعليك أن تدرس بحث الألباني في حديث هزيل عن المغيرة بن شبعة في المسح على الجوربين وإذا أمعنت فيما كتب الألباني هنالك ظهر لك ظهور الشمس رابعة النهار أن الحكم ههنا بأن ثم سجد شاذ أو وهم ليس مبنيا على الأصول والقواعد المتقنة الصحيحة عند أهل العلم والمعرفة بالحديث
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[19 - 02 - 07, 09:58 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وإنما كان الشذوذ لو كان عاصما روى ثم سجد وروى الأخرون كلمة ثم لم يسجد أو ما يفيد مفادها مما يخالف وينافي ثم سجد
نعم، على مذهب الأصوليين والفقهاء ومن تأثر بهم من المتأخرين من أهل الحديث.
أما على مذهب الأئمة النقاد المتقدمين، فلا.
والأصول والقواعد المتقنة الصحيحة عند أهل العلم والمعرفة بالحديث هي ما بني على تصرفات أئمة الحديث الأوائل الذين قعّدوا لعلم الحديث ووضعوا أسُسَهُ، ومنهم تستفاد طرق نقد الحديث والحكم عليه.
خلاف من يرد على الظاهر الجليّ من تصرفات النقاد بنحو قوله: "بل المتقرر في علم المصطلح كذا وكذا، ولا أدري كيف خفي عليهم ذلك"!!
وليت شعري مِن أين أتت هذه القواعد التي يُخَطَّأ بها مَنْ تؤخذ عنه القواعد؟!!
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[06 - 03 - 07, 09:01 م]ـ
أسال من محمد بن عبد الله:
فما معنى قولهم مخالفا لما رواه الثقات أو الأوثق منه؟؟؟
والمفهوم الذي أخذت من أين أخذت؟؟
هل درست كلام الألباني في حديث هزيل عن المغيرة بن شعبة أو حاشية الأرناءوطين على زاد المعاد؟
بارك الله فيك ....
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[06 - 03 - 07, 09:43 م]ـ
وفيك بارك الله.
لعلك تدرس هذا النص عن إمامٍ من أجلة الأئمة المتقدمين: مسلم بن الحجاج - رحمه الله -، قال في التمييز (ص211، 212):
"ذِكْرُ روايةٍ فاسدةٍ بَيِّنٍ خَطَؤها بخلاف الجماعةِ من الحفاظ:
حدثني القاسم بن زكريا بن دينار، ثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر: كان الناس يخرجون صدقة الفطر في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - صاع شعير أو تمر أو سلت أو زبيب، فلما كان عمر وكثرت الحنطة جعل عمر نصف صاع حنطة مكان صاع من تلك الأشياء.
وسنذكر - إن شاء الله - من رواية أصحاب نافع بخلاف ما روى عبد العزيز:
ثنا عبد الله بن مسلمة وقتيبة قالا: ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير ... وساقه.
وعبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر،
وأيوب، عن نافع،
والليث، عن نافع،
والضحاك، عن نافع،
وابن جريج، أخبرني أيوب بن موسى عن نافع،
ومحمد بن إسحاق، عن نافع،
وإسماعيل بن علية ويزيد بن زريع، عن أيوب، عن نافع،
والضحاك بن عثمان، ومحمد بن إسحاق.
فهؤلاء الأجلة من أصحاب نافع قد أطبقوا على خلاف رواية ابن أبي رواد في حديثه صدقة الفطر، وهم سبعة نفر، لم يذكر أحد منهم في الحديث السلت ولا الزبيب، ولم يذكروا في أنه جعل مكان تلك الأشياء نصف صاع حنطة. إنما قال أيوب السختياني وأيوب بن موسى والليث في حديثهم: فعدل الناس به بعد نصف صاع من بر.
فقد عَرَفَ مَنْ عَقَلَ الحديثَ وأسباب الروايات حين يتابع هؤلاء من أصحاب نافع على خلاف ما روى ابن أبي رواد، فلم يذكروا جميعًا في الحديث إلا الشعير والتمر".
انتهى كلام مسلم - رحمه الله -.
هذه - كما هو ظاهر - زيادةٌ في المتن كزيادة (ثم سجد) تمامًا، زادها ابن أبي رواد، وليست زيادتُهُ هذه تُنافي أو تخالف ما ذكره الرواة الآخرون الذين عدّهم الإمام مسلم.
فإنهم ذكروا الشعير والتمر، وزاد هو السلت والزبيب، فلا تَنَافيَ - كما تقول -.
فهل ترى الإمام مسلم - رحمه الله - قبل هذه الزيادة؟! أو لم يسمِّها مخالفةً؟! أو قال: هذه الزيادة لا تُنافي ما ذكره الرواة الآخرون؛ فلا تُردّ؟!!
بل خطَّأها، ووصفها بالفاسدةِ البيِّنِ خطؤها.
إذن، فالأئمة المتقدمون يطلقون المخالفة على الزيادة التي يذكرها الراوي، ولا يذكرها غيره، ووجه إطلاق المخالفة على مثل ذلك واضح:
- راوٍ ذكر لفظة،
- رواة لم يذكروا تلك اللفظة.
هل ترى أن هؤلاء متفقون في هذا الأمر؟! هل تقول: إن ذلك الراوي - وروايته كذلك - موافق للرواة الآخرين؟!
وفقك الله.
¥(15/280)
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[13 - 03 - 07, 07:43 م]ـ
بارك الله فيك يا أخي محمد بن عبد الله وعلمك الكتاب والحكمة ....
واعلم ما فهمت كلام الإمام مسلم
لأن سلت نوع مخصوص من الشعير
فخالف عبد العزيز جميع الثقات فيه لأنهم قالوا "أو الشعير" مطلقا.
وقال ابن أبي رواد:"أو سلت "
فمن هنا تقع المخالفة لجميع الحفاظ
وأما "أو زبيب" فكلمة ثابتة لكن ليس في هذا الحديث بل في حديث آخر كما رواه النسائي فقال:
(2517) أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى قال حدثنا داود بن قيس قال
حدثنا عياض عن أبي سعيد الخدري قال كنا نخرج في عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم صاعا من شعير أو تمر أو زبيب أو أقط فلم نزل كذلك حتى كان
في عهد معاوية قال ما أرى مدين من سمراء الشام إلا تعدل صاعا من شعير.
فعلم من هنا:وقع من عبد العزيز بن أبي رواد خطأ آخر وهو ذكر عمر بدل معاوية
وخطأ آخر من بعض الرواة وهو أنهم جعلوا كلمة أو زبيب من حديث ابن عمر -رضي الله عنه-
وهو من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه -
وإنما انكر مسلم هذا الحديث بسبب ذكر كلمة سلت مكان زبيب لأن بينهما عموم وخصوص مطلق.
واعلم أن عبد العزيز بن أبي رواد صدوق عابد ربما وهم كما قال عنه ابن حجر
وكلامنا حول زيادة الثقة لا زيادة صدوق.واعلم أن صدوق لا يكون ثقة.
وإن سلمنا توثيقه فلا يفيدنا إذا , لأنه خالف الثقات بكلمة مما ينافي ويخالف ...
وإذا أمعنت فيما كتبت سيشفيك ويكفيك إن شاء الله تعالى ..
والسلام عليكم وعلى من لديكم ....
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[13 - 03 - 07, 10:19 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيك يا أخي محمد بن عبد الله وعلمك الكتاب والحكمة ....
وإياك أخي الفاضل.
فخالف عبد العزيز جميع الثقات فيه لأنهم قالوا "أو الشعير" مطلقا.
وقال ابن أبي رواد:"أو سلت "
فمن هنا تقع المخالفة لجميع الحفاظ
عبد العزيز ذكر الشعير مطلقًا كما ذكروه، ثم ذكر شيئًا مخصوصًا من الشعير، لم يذكره غيره، وهذه زيادة منه؛ ردَّها الإمام مسلم، وسماها مخالفة.
يعني:
الثقات قالوا: "شعير" مطلقًا، فقط،
وعبد العزيز بن أبي رواد قال: "شعير" مطلقًا، وزاد: "أو سلت"،
فذِكْرُ هذا الشيء المخصوص من الشعير هو الزيادة التي زادها ابن أبي رواد، وسمى الإمامُ مسلم روايتَهُ مخالفةً، وردّها.
ولو كان ابن أبي رواد لم يذكر الشعيرَ مطلقًا لوافقتك على أن كلام مسلم إنما هو عن خطأ ابن أبي رواد لَمَّا خالف الثقات في تخصيص "السلت" بينما هم يطلقون "الشعير"، لكنهم جميعًا ذكروا الشعير، ثم زاد ابن أبي رواد: "السلت". ولعل كان هذا من باب عطف الخاص على العام، وهو مشهور في كلام العرب ولغتهم.
وأما قولك:
وإنما انكر مسلم هذا الحديث بسبب ذكر كلمة سلت مكان زبيب لأن بينهما عموم وخصوص مطلق.
فغير واضح، إلا إن كنتَ تقصد: "بسبب ذكر كلمة سلت مكان شعير"، فهذا مخالفٌ للواقع، فرواية ابن أبي رواد فيها ذكر الشعير - كما تراه واضحًا جليًّا أعلاه -، ولم يذكر "سلت" مكان "شعير"، إنما ذكرهما معًا، بينما اقتصر الثقات على "شعير".
وأما حديث أبي سعيد الخدري، فهو من المتفق عليه في الصحيحين، وعزوه إليهما أولى من عزوه إلى النسائي، وليس هذا بمهمٍّ هاهنا.
وأما كلامك عن كلمة: "زبيب"، وأنها صحيحة من حديث أبي سعيد، ولذلك خطَّأها مسلم من حديث ابن عمر = فاقرأ كلام مسلم:
فهؤلاء الأجلة من أصحاب نافع قد أطبقوا على خلاف رواية ابن أبي رواد في حديثه صدقة الفطر، وهم سبعة نفر، لم يذكر أحد منهم في الحديث السلت ولا الزبيب
هل تراه ذكر حديث أبي سعيد؟
بل قد استدلَّ على خطأ ابن أبي رواد بأنه خالف الأجلة من أصحاب نافع فقط، ولم يشر إلى حديث أبي سعيد في الاستدلال على خطئه.
لأن مخالفة أصحاب نافع كافية في الحكم بخطأ من زاد هذه الزيادة.
أما السبب المؤدي إلى الخطأ، وهل هو خلطٌ بين حديث ابن عمر وحديث أبي سعيد، وأخطاء ابن أبي رواد الأخرى (ذكر عمر بدل معاوية) = فليس هذا مجال الكلام عنه عند مسلم، لأنه هنا يريد أن يبين أن زيادة السلت والزبيب خطأ بسبب أن ابن أبي رواد ذكرها؛ مخالفًا الثقات الذي لم يذكروها.
ثم قد اعترفتَ - ضمنًا - أن زيادة "الزبيب" ليست منافية لما رواه الثقات الباقون، فهي - على تأصيلك - صحيحة مقبولة، وحتى لو كانت صحيحة من حديث أبي سعيد الخدري؛ لأنه لا بأس أن تصحَّ من حديث أبي سعيد وحديث ابن عمر، وما دام الذي ذكرها ثقة، فلا يجوز أن يُحكم بخطئه في حديثٍ معيّن بسبب حديثٍ آخر!
وهذا مما يلزم على اشتراط كون الزيادة منافية، وهو مما يظهر بطلانه - بجلاء - لكل ناظر في كلام الإمام مسلم - رحمه الله - المنقول آنفًا.
وكلام مسلم ظاهر، ولا يحتاج إلى تأويلات بعيدة.
وبالمناسبة، فليس مسلم وحدَهُ من ذكر أن زيادة ابن أبي رواد هذه مخالِفَة مردودة - مع أنها ليست منافية كما تَبَيَّنَ -، فهذا ابن عبد البر يقول في الاستذكار (9/ 355، 356): "ورواه ابن أبي رواد عبد العزيز عن نافع عن ابن عمر ... وذكر في حديثه هذا: "صاعًا من تمر أو شعير أو سلت أو زبيب"، ولم يقل ذلك عن نافع أحد غيره، وليس ممن يحتج به في حديث نافع إذا خالفه حفاظ أصحاب نافع، وهم عبيد الله بن عمر ومالك وأيوب ... ".
واعلم أن هذا مثالٌ واحد، وحتى لو سلمنا بعدم صحة الاستدلال به على ما ذكرتُ، ففي تطبيقات الأئمة النقاد ما يشفي ويكفي المنصف الناظر بعين بصيرة.
ولم أرَ لك جوابًا على سؤالي الأخير.
وفقك الله، وبارك فيك.
¥(15/281)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[13 - 03 - 07, 11:13 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13353
تابعوا الحوار هنا جميعاً لو تكرمتم
حتى لا نتشتت هنا وهناك
ـ[الطائفي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 05:34 م]ـ
قال العلامة عبدالله السعد أنها شاذة
وقال العلامة صالح بن سعد اللحيدان شاذة
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[15 - 03 - 07, 05:21 ص]ـ
واعلم أن عبد العزيز بن أبي رواد صدوق عابد ربما وهم كما قال عنه ابن حجر
وكلامنا حول زيادة الثقة لا زيادة صدوق.واعلم أن صدوق لا يكون ثقة.
ومذهب جمهور أئمة الحديث: قبول زيادة الثقة ما لم يكن منافيا للثقات أو الأوثق منه
لا رد الزيادة مطلقا كما زعمت
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[15 - 03 - 07, 06:06 ص]ـ
وفقك الله.
واعلم أن عبد العزيز بن أبي رواد صدوق عابد ربما وهم كما قال عنه ابن حجر
وكلامنا حول زيادة الثقة لا زيادة صدوق.واعلم أن صدوق لا يكون ثقة.
إذا كنتَ اعتمدتَ على كلمة ابن حجر في التقريب، فإن الذهبي قال في الكاشف: "ثقة مرجئ عابد".
وقد وثقه ابن معين، ويحيى القطان، وأبو حاتم - على تشددهما -، والحاكم، والعجلي.
وحكم ابن حجر في التقريب ليس قاضيًا على كل هذا.
ومذهب جمهور أئمة الحديث: قبول زيادة الثقة ما لم يكن منافيا للثقات أو الأوثق منه
هذا محل النزاع يا أخي، فكيف تستدل به عليَّ؟!
فمشكلتنا هي هنا: اعتبار أن هذا مذهب جمهور أئمة الحديث، بينما نرى كبار أئمة الحديث النقاد المتقدمين (وهم الذين نتعلم علم الحديث منهم ونأخذه عنهم) لا يسيرون عليه مطلقًا، بل أول من جاء به وأطلقه بعض الفقهاء والأصوليين، ثم صار بعدُ مذهبًا لجمهور أئمة الحديث!!
لا رد الزيادة مطلقا كما زعمت
أبدًا، لم أزعم ذلك، وليس في كلامي ما يفيده أصلاً.
ولا يُقال بردِّ الزيادة مطلقًا، بل قبول الزيادة موجود عند أئمة النقد، لكن بضوابط وشروط، وهذا هو الصواب المنصور في هذه القضية، وإنْ توارد المتأخرون ثم المعاصرون على خلافِهِ.
وقد سبق نموذج من تصرفات الأئمة، أعني: كلام الإمامين مسلم وابن عبد البر - رحمهما الله -.
واعلم أن هذا مثالٌ واحد، وحتى لو سلمنا بعدم صحة الاستدلال به على ما ذكرتُ، ففي تطبيقات الأئمة النقاد ما يشفي ويكفي المنصف الناظر بعين بصيرة.
ولم أرَ لك جوابًا على سؤالي الأخير.
بارك الله فيك.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[15 - 03 - 07, 08:59 ص]ـ
لو أكملتم نقاشكم في الرابط الذي وضعته أعلاه لكان أولى أيها الإخوة
لأنه ذات الموضوع الذي تحاورون فيه.
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[15 - 03 - 07, 09:45 م]ـ
قال أخي:
ولا يُقال بردِّ الزيادة مطلقًا، بل قبول الزيادة موجود عند أئمة النقد، لكن بضوابط وشروط، وهذا هو الصواب المنصور في هذه القضية، وإنْ توارد المتأخرون ثم المعاصرون على خلافِهِ.
فأسئل عنه:
فليذكر الضوابط وشروط .......
كي يتم البحث بيسير ...
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[15 - 03 - 07, 11:52 م]ـ
أخي الفاضل، ليس هذا موضوعنا!
أعني: ليس موضوعنا: ضوابط قبول الزيادة - وأنا لم أذكر ذلك إلا لدفع الفهم بأني أردُّ الزيادة مطلقًا -، إنما الموضوع: إذا اتفقنا على أن راويًا زاد زيادةً لم يذكرها غيره؛ فهل نقبلها من الثقة مطلقًا إلا إذا نافت معنى أصل الحديث، أم نردُّها بسبب مخالفة الزائد بقية الرواة ولو لم تكن منافيةً في المعنى؟
إذن: نقاشنا - بدقّة - حول: اشتراط المنافاة في ردِّ زيادات الثقات، أي: قبول زيادات الثقات ما لم تنافِ معنى أصل الحديث.
وكونها تقبل ما لم تنافِ هو ما ذكرتَهُ أنت، حيثُ قلتَ أولاً:
وإنما كان الشذوذ لو كان عاصما روى ثم سجد وروى الأخرون كلمة ثم لم يسجد أو ما يفيد مفادها مما يخالف وينافي ثم سجد
فأخبرتك أن الأئمة المتقدمين النقاد من أهل الحديث لا يشترطون مثل هذا، وإنما يردُّون الزيادة ولو لم تكن منافية إذا خالف راويها الثقات؛ بحيث ذكرها هذا الراوي، ولم يذكرها غيره من الرواة عن شيخه.
ثم ذكرتُ لك كلام مسلم، وعقبته بكلام ابن عبد البر في تأصيل هذا الفهم.
¥(15/282)
ولا إشكال في مناقشة مسألة (متى تقبل زيادة الثقة)، و (ما القرائن التي تقبل معها زيادة الثقة وتُرَدّ) - مع أن هذا طُرح كثيرًا -، لكن المراد أن نبقى في موضوع نقاشنا، ولا نخرج عنه.
وللفائدة؛ فهذا مثال آخر على ما تقدم:
أخرج أبو داود في سننه من طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن رجل من بني عامر قال: دخلت في الإسلام، فأهمني ديني، فأتيت أبا ذر، فقال أبو ذر: إني اجتويت المدينة، فأمر لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذود وبغنم، فقال لي: "اشرب من ألبانها "، قال حماد: (وأشك في "أبوالها")، فقال أبو ذر: فكنت أعزب عن الماء، ومعي أهلي، فتصيبني الجنابة، فأصلي بغير طهور، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - بنصف النهار، وهو في رهط من أصحابه، وهو في ظل المسجد، فقال "أبو ذر؟ "، فقلت: نعم، هلكت يا رسول الله، قال: "وما أهلكك؟ "، قلت: إني كنت أعزب عن الماء، ومعي أهلي، فتصيبني الجنابة، فأصلي بغير طهور، فأمر لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بماء فجاءت به جارية سوداء بعس يتخضخض، ما هو بملآن، فتسترت إلى بعيري فاغتسلت، ثم جئت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا ذر إن الصعيد الطيب طهور وإن لم تجد الماء إلى عشر سنين، فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك".
قال أبو داود: "رواه حماد بن زيد عن أيوب لم يذكر (أبوالها) ".
فأبو داود يشير إلى أن حماد بن زيد خالف حماد بن سلمة، فزاد حماد بن سلمة كلمة: "وأبوالها"، ولم يذكرها حماد بن زيد.
وصرّح أبو داود بحكمه في هذه الزيادة، فقال - كما في سؤالات الآجري (1/ 402) -: "حماد بن سلمة وَهِمَ فيه، زاد فيه: (وأبوالها) ".
وأنت ترى أن كلمة: "وأبوالها" لا تنافي أصل الحديث في المعنى، ومع ذلك ردها هذا الإمام، ووهّم الذي زادها (وهو حماد بن سلمة)، مع أنه معدود في الثقات الحفاظ، وذلك بالقرائن التي أحاطت بزيادة حماد بن سلمة فدلّت على خطئه في هذه الزيادة.
والذي خالف حمادَ بن سلمة في هذه الرواية = واحدٌ، هو حماد بن زيد، وأما من خالف عبدَ الرزاق في الرواية المذكورة أولاً (زيادة: "ثم سجد") = فهم ثمانية، فيهم من هو أوثق من عبد الرزاق منفردًا، فكيف وقد اجتمعوا؟!
وقد سبق أن ذكرتُ أن الأمثلة كثيرة، وهي تقطع بأن اشتراط المنافاة شرط جرى عليه بعض المتأخرين ممن تأثر بالفقهاء والأصوليين، ثم تابعهم عامة المعاصرين، وعمل الأئمة النقاد المتقدمين ليس كذلك.
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[18 - 03 - 07, 08:04 م]ـ
يتتضح من كلامك:
أنك ترد زيادة الثقة إذا لم يذكره أصحاب شيخه و إن لم تكن منافية
وليس هذا مذهب أهل العلم والمعرفة بالحديث كما زعمت
وأما كلمة أبوالها فثابت من حديث حماد بن زيد و معنى قول أبي داود " حماد بن سلمة وهم فيه "
ليس الذي تزعمه بأنه رده ولكن المعنى أن حماد بن سلمة وهم فيه بأنه سمعت من شيخي (أيوب) أم لم أسمع كما يدل عليه قوله " وأشك في أبوالها " وعلى هذا بنى أبو داود قوله:وهم فيه ..
وقال البخاري - رحمه الله الباري -
حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال قدم أناس من عكل أو عرينة فاجتووا المدينة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بلقاح وأن يشربوا من أبوالها وألبانها فانطلقوا فلما صحوا قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا النعم فجاء الخبر في أول النهار فبعث في آثارهم فلما ارتفع النهار جيء بهم فأمر فقطع أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون قال أبو قلابة فهؤلاء سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله
{بخاري كتاب الوضوء باب أبوال الإبل والدواب والغنم ... (233)}
وقال أيضا:
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة حدثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه أن ناسا من عرينة اجتووا المدينة فرخص لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من ألبانها وأبوالها فقتلوا الراعي واستاقوا الذود فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم وتركهم بالحرة يعضون الحجارة تابعه أبو قلابة وحميد وثابت عن أنس
¥(15/283)
{بخاري كتاب الزكاة باب استعمال ابل الصدقة و البانها على أبناء السبيل (1501)}
فثبت من هنا أن قول المحدثين المتقدمين بأن فلان وهم فيه أو فلان خالف فيه فلانا ...
ليس معناه الرد ...
فافهم.
بارك الله فيك .......
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 03 - 07, 10:13 م]ـ
أخي الأستاذ الكريم ..
تقول:
وأما كلمة أبوالها فثابت من حديث حماد بن زيد
ويقول الإمام الحافظ أبو داود السجستاني:
رواه حماد بن زيد عن أيوب لم يذكر (أبوالها)
فبأيهما آخذ؟!!
بل حماد بن زيد نفسُهُ يقول:
ثم إن أيوب كان يقول ألبانها ولا يذكر أبوالها
كما في الجزء من حديث أيوب لإسماعيل بن إسحاق القاضي (46)، وهذا يعني أن هذه اللفظة ليست من رواية حماد في آخر الأمرين، كما فهم ذلك أبو داود.
فأي الأمرين أختار؟!
إلا إن كنتَ تقصد: أنها ثابتة من حديث حماد بن سلمة، فنعم.
تقول:
معنى قول أبي داود " حماد بن سلمة وهم فيه "
ليس الذي تزعمه بأنه رده ولكن المعنى أن حماد بن سلمة وهم فيه بأنه سمعت من شيخي (أيوب) أم لم أسمع كما يدل عليه قوله " وأشك في أبوالها " وعلى هذا بنى أبو داود قوله:وهم فيه ..
في لسان العرب: "ووَهِمَ بكسر الهاء: غَلِطَ وسَهَا"، والغلط مردود بلا إشكال.
وقول حماد بن سلمة المذكور لا يسمى وهمًا بحال، وإنما يطلق عليه (الشك) - كما نص عليه حماد نفسه -، وليس من معاني الوهم: الشك، بل الذي ربما قارب معنى الشك: التَّوَهُّم، وليس: الوهم.
ولا يُقال عند العرب: وهمتُ في الشيء؛ هل سمعته أم لم أسمعه!!
بل يُقال: شككتُ فيه؛ هل سمعته أم لم أسمعه.
وهذا ظاهرٌ جليّ.
ويقطع بمراد أبي داود بالوهم: كلمةُ أبي داود نفسِهِ بعد هذا الحديث في سننه، فإنه قد قال: "رواه حماد بن زيد عن أيوب لم يذكر (أبوالها) "، قال أبو داود: "هذا ليس بصحيح"، والذي "ليس بصحيح" = هو الوهم والغلط والخطأ، وذلك مردودٌ قطعًا.
وكلام الأئمة واضح، لكن المشكلة التعسّف والتكلّف في تفسيره وتأويله بتفسيرات وتأويلات من البُعْدِ بمكان!!
وأما الحديث الذي ذكرتَهُ من الصحيحين، فهو حديث آخر مغاير تمامًا، ولا أدري ما وجه ذكرك له؟!!
أبو داود يتكلم هنا على الحديث الذي فيه ذكر أبي ذر، وخروجه، وأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - له بغنم ... إلخ، ولم يضعّف هذه الزيادة في حديث العرنيين، ولم يذكر ذلك الحديث بتاتًا في تضعيفها! بل هو يثبتها فيه فيما يظهر من نصِّه بعد هذا الحديث.
ثم على التسليم بأن اللفظة قد ثبتت في حديث حماد بن زيد، وأن حماد بن سلمة لم يزدها وحدَهُ = فنحن نعامل أبا داود على ما ظهر له، حتى لو ثبت لدينا خطؤه، لأن القضية عندنا ليست هل زادها حماد بن زيد أم لا، وهل توبع حماد بن سلمة عليها أم لا، إنما قضيتنا: حكم زيادة الثقة إذا لم تكن منافيةً لمعنى أصل الحديث.
فأبو داود عندَهُ روايتان - كما صرح هو -:
1 - حماد بن سلمة؛ زاد: "وأبوالها"،
2 - حماد بن زيد؛ لم يذكر هذه الزيادة.
نحن لا يهمنا هل هذا الكلام الذي قاله أبو داود صحيح أم لا، إنما ما يهمنا: كيف تعامل أبو داود مع هذه القضية، لأنه سيتعامل مع زيادات الثقات المشابهة لها، والتي سنوافقه على صحة ذكر أحد الروايين للزيادة فيها وعدم ذكر الآخر لها.
ومن أجل ذلك؛ نجعل كلام أبي داود على النحو التالي، ليفيد قاعدة عامة:
1 - راوٍ من الرواة زاد زيادةً في حديثٍ لا وجه لمنافاتها معنى أصل الحديث،
2 - وراوٍ أوثق من الراوي الأول لم يذكر هذه الزيادة.
كيف تعامل أبو داود السجستاني مع هذه الزيادة؟
الجواب: حكم بوهم (يعني: خطأ وغلط) الرواي الأول في زيادته التي زادها (وبالتالي: رَدّ هذه الزيادة)، وإن كانت غير منافية، لِمَا ظهر له من قرائن دلّت على وهمه فيها.
وعلى كل حال، فأبو داود لم يشترط عدم المنافاة بتاتًا، وإلا لَمَا ردَّ هذه الزيادة ووهَّم راويها.
وأما قولك:
فثبت من هنا أن قول المحدثين المتقدمين بأن فلان وهم فيه أو فلان خالف فيه فلانا ...
ليس معناه الرد ...
فافهم.
فلا تخلط - أخي الكريم - فتغلط!
قولهم: خالف فيه فلانًا لا يعني أنهم يردون رواية المخالِف مطلقًا، وإن كانت هذه إشارةً منهم إلى أن المخالفة فيها نظر.
أما قولهم: وهم فيه؛ فلا شك ولا ريب ولا إشكال بمقتضى اللسان العربي والاستعمال الجاري السائد عند الأئمة = أنهم يحكمون إذا أطلقوا هذه الكلمة بردّ رواية الراوي الذي أطلقوا تلك الكلمة عليه.
وهذا الأخير من أوضح الواضحات، ولا أدري كيف يخفى ذلك!! ولستُ بحاجة إلى كثير كلام لإثباته.
والله المستعان.
وفقك الله - أخي - وسددك.
ـ[ابن القطان العراقي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 05:36 م]ـ
ألاخوة الكرماء
كتاب الشاذ والمنكر وزيادة الثقة موازنة بين المتقدمين والمتأخرين لشيخنا الدكتور عبد القادر المحمدي مهم في هذا الباب فانظروه.وهو معنا في هذا المنتدى.
¥(15/284)
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[21 - 03 - 07, 10:54 م]ـ
لم تحر جوابا شافيا ...
والسوال باق ...
ما معنى "زيادة الثقة مقبولة ما لم تكن منافيا لما رواه الثقات أو الأوثق منه "
إذ ترد كل ما رواه ثقة فتفرد به ولم يذكره غيره؟؟؟؟؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[22 - 03 - 07, 03:09 ص]ـ
الأستاذ الطاهر
لا منافاة ما لم يكن هناك قرينة تدل على المخالفة (وهي المنافية للحكم الأول).
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[23 - 03 - 07, 08:09 م]ـ
"" #22 22/ 03/07, 05:09 05:09:37 Am
أبو يوسف التواب
عضو مميز تاريخ الانضمام: 17/ 02/07
المشاركات: 596
--------------------------------------------------------------------------------
الأستاذ الطاهر
لا منافاة ما لم يكن هناك قرينة تدل على المخالفة (وهي المنافية للحكم الأول).""
ما فهمت مرادك ..
بين لي ...
فجزاك الله خيرا ...
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[24 - 03 - 07, 11:24 م]ـ
بيان ما أقول:
أن قاعدة: قبول الزيادة ما لم تكن منافية .. لا تمنع من أن يكون الراوي الثقة الذي زاد على ما نقله عدد أكثر -بدون هذه الزيادة- واهماً أو مخطئاً. ولا مانع منه عقلاً.(15/285)
أريد رسائل للتحميل في مناهج هؤلاء العلماء
ـ[أبو زرعة الأندلسي]ــــــــ[18 - 02 - 07, 11:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
أرجوا من الإخوة الأفاضل أن يزودونا برسائل ماجستير أو دكتوراه للتحميل في مناهج العلماء التالي ذكرهم
-الحاكم رحمة الله عليه
-الدارمي رحمة الله عليه
-الطبراني رحمة الله عليه
ـ[أبو زرعة الأندلسي]ــــــــ[20 - 02 - 07, 07:45 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
هل من مجيب بارك الله فيكم(15/286)
قال ابن القيم (قول البخاري لايتابع عليه كق
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 02 - 07, 01:00 ص]ـ
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى في الطرق الحكمية (2/ 615 الفوائد):
وذكر البخاري في تاريخه أن عبدالله بن الخليل لايتابع على هذا الحديث، وهذا يوافق قول أحمد: إنه حديث منكر) انتهى.
وهناك تفصيل جيد لأبي بكر كافي في كتابه (منهج الإمام أحمد في التعليل وأثره في الجرح والتعديل) ص216 - 308).
وقد بين أبو بكر كافي أن الإمام أحمد ليس له اصطلاح خاص في الحديث المنكر، بل شأنه في ذلك شأنه بقية الحفاظ خلافا لما ذكره ابن رجب وابن حجر وغيرهم.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[19 - 02 - 07, 01:30 ص]ـ
بل شأنه في ذلك شأنه بقية الحفاظ خلافا لما ذكره ابن رجب وابن حجر وغيرهم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استحملنا بارك الله فيك ((مبتدئ))
ماهو شأن بقيه الحفاظ وما الذي ذكره ابن رجب وابن حجر
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[19 - 02 - 07, 04:15 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا
فائدة نفيسة فى معرفة معنى قول البخارى لا يتابع عليه
ويشبه أن يكون مصطلح "المنكر " و"لايتابع عليه" و" تفرد به فلان" مترادفة عند أصحاب تلك المدرسة أحمد ويحى والبخارى وأبى داود والنسائى والرازيان
لأنى وجدتهم كثيرا ما يطلقون لفظ المنكر على ما يتفرد به الراوى
قال الذهبى فى الموقظة:وقد يسمي جماعة من الحفاظ الحديث الذي ينفرد به مثل هشيم وحفص بن غياث منكرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 10 - 07, 12:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استحملنا بارك الله فيك ((مبتدئ))
ماهو شأن بقيه الحفاظ وما الذي ذكره ابن رجب وابن حجر
بارك الله فيكم
هذا كلام الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرح علل الترمذي
قال أبو عيسى رحمه الله:
(حدثنا أبو حفص عمرو بن علي ثنا يحيى بن سعيد القطان ثنا المغيرة بن أبي قرة السدوسي قال سمعت أنس بن مالك يقول: قال رجل: يا رسول الله أعقلها وأتوكل أو أطلقها وأتوكل؟ قال: ((أعقلها وتوكل)).
قال عمرو بن عيل قال يحيى بن سعد: ((وهذا عندي حديث منكر)).
قال أبو عيسى: هذا غريب من هذا الوجه لا نعرفه من حديث أنس بن مالك إلا من هذا الوجه. وقد روي عن عمرو ابن أمية الضمري عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم محو هذا).
قال أبو عيسى رحمه الله:
(وزقد وضعنا هذا الكتاب على الاختصار، لما رجونا فيه من المنفعة، ونسأل الله عزوجل النفع بما فيه، وأن لا يجعله وبالاً علينا).
آخر الكتاب والحمد لله وحده
حديث أنس هذا قد خرجه الترمذي فيما تقدم في أواخر كتاب الزهد، وسبق هناك ذكره، وذكر حديث عمرو بن أمية الضمري أيضاً، وحديث أنس قد رواه غير واحد عن المغيرة بن أبي قروة عن أنس، وقد تفرد بنه المغيرة عنه، ولهذا غرّبه الترمذي.
وقد قال يحيى القطان: ((هو عندي منكر)) فهذا الحديث من الغرائب المنكرة.
ولم أقف لأحد من المتقدمين على حد المنكر من الحديث وتعريفه، إلا على ما ذكره أبو بكر البرديجي الحافظ، وكان من أعيان الحفاظ المبرزين في العلل: ((أن المنكر هو الذي يحدث به الرجل على الصحابة أو عن التابعين عن الصحابة لا يعرف ذلك الحديث، وهو متن الحديث إلا من طريق الذي رواه فيكون منكراً)).
ذكر هذا الكلام في سياق ما إذا انفرد شعبة، أو سعيد بن أبي عروبة، أو هشام الدستوائي بحديث عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذا كالتصريح بأنه كل ما ينفرد به ثقة عن ثقة، ولا يعرف المتن من غير ذلك الطريق فهو منكر، كما قاله الإمام أحمد في حديث عبدالله بن دينار عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في النهي، عن بيع الولاء و (عن) هبته)).
وكذا قال أحمد في حديث مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة ((أن الذين جمعوا الحج والعمرة طافوا حين قدموا لعمرتهم، وطافوا لحجهم حين رجعوا من منى))، قال: ((لم يقل هذا أحد إلا مالك، وقال: ((ما أظن مالكاً إلا غلط فيه، ولم يجئ به أحد غيره))، وقال: ((لم يروه إلا مالك، ومالك ثقة)).
ولعل أحمد إنما استنكره لمخالفته الأحاديث في أن القارن يطوف طوافاً واحداً.
¥(15/287)
(ثم) قال البرديجي بعد ذلك: ((فأما أحاديث قتادة الذي يرويها الشيوخ مثل حماد بن سلمة، وهمام، وأبان، والأوزاعي، ينظر في الحديث، فإن كان الحديث يحفظ من غير طريقهم عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو عن أنس بن مالك من وجه آخر لم يدفع، وإن كان لا يعرف عن أحد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا من طريق عن أنس إلا من رواية هذا الذي ذكرت لك، كان منكراً)).
وقال أيضاً: ((إذا روى الثقة من طريق صحيح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديثاً لا يصاب إلا عند الرجل الواحد - لم يضره أن لا يرويه غيره إذا كان كتن الحديث معروفاً، ولا يكون منكراً ولا ممولاً)).
وقال في حديث رواه عمرو بن عاصم عن همام عن إسحاق بن أبي طلحة عن أنس أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إني أصبت حداً فاقة على .. الحديث)): ((هذا عندي حديث منكر، وهو عندي وهم من عمرو بن عاصم)).
ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه أنه قال: ((هذا حديث باطل بهذا الإسناد)).
وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من هذا الوجه، وخرج مسلم معناه أيضاً من حديث أمامة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فهذا شاهد لحديث أنس.
ولعل أبا حاتم والبرديجي إنما أنكرا الحديث لأنه عمرو بن عاصم ليس هو عندهما في محل من يحتمل تفرده بمثل هذا الإسناد، والله أعلم.
وقال إسحاق بن هانئ: قال لي أبو عبد الله [يعني أحمد] قال لي يحيى بن سعيد: لا أعلم عبيد الله يعني ابن عمر أخطأ إلا في حديث واحد لنافع ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((لا تسافر امرأة فوق ثلاثة أيام .. )) الحديث، قال أبو عبد الله: ((فأنكره يحيى بن سعيد عليه!)).
قال أبو عبد الله فقال لي يحيى بن سعيد: ((فوجدته قد حدث به العمري الصغير عن نافع عن ابن عمر مثله)).
قال أبو عبد الله:: ((لم يسمعه إلا من عبيد الله، فلما بلغه عن العمري صححه)).
وهذا الكلام يدل على أن النكارة عند يحيى القطان لا تزول إلا بمعرفة الحديث من وجه آخر.
وكلام أحمد قريب من ذلك قال عبد الله: سألت أبي عن حسين بن علي الذي يروي حديث المواقيت؟ فقال: ((هو أخو أبي جعفر محمد بن علي، وحديثه الذي روى في المواقيت ليس بمنكر، لأنه قد وافقه على بعض صفاته غيره)).
وقال أحمد في بُريد بن عبد الله بن أبي بردة: ((يروي أحاديث مناكير!)).
وقال [أحمد] في محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي وهو المنفرد برواية حديث: ((الأعمال بالنيات)): ((في حديثه شئ، يروي أحاديث مناكير أو قال منكرة؟)).
وقال في زيد بن أبي أنيسة: ((إن حديثه مقارب، وإن فيها لبعض النكارة، قال: وهو على ذلك حسن الحديث)).
قال الأثرم قلت لأحمد: ((إن له أحاديث إن لم تكن مناكير فهي غرائب! قال: نعم)).
وهؤلاء الثلاثة متفق على الاحتجاج بحديثهم في الصحيح، وقد الستنكر أحمد ما تفردوا به.
وكذلك قال عمرو بن الحارث: ((له مناكير))، وفي الحسين بن واقد، وخالد بن مخلد، وفي [في] جماعة خرج لهم في الصحيح بعض ما يتفردون به)).
وأما تصرف الشيخين والأكثرين فيدل على خلاف هذا، وأن ما رواه الثقة عن الثقة إلى منتهاه - وليس له علة - فليس بمنكرة.
وقد قال مسلم في أول كتابه: ((حكم أهل العلم والذي تعرف من مذهبهم في قبول ما يتفرد به المحدث من الحديث، أن يكون قد شارك الثقات من أهل الحفظ في بعض ما رووا، وأمعن في ذلك على الموافقة لهم، فإذا واجد كذلك ثم زاد بعد ذلك شيئاً ليس عند أصحابه قبلت زيادته)).
((فأما من نراه يعمد لمثل الزهري في جلالته وكثرة أصحابه الحفاظ المتقنين لحديث وحديث غيره، أو لمثل هشام بن عروة، وحديثهما عند أهل العلم مبسوط مشترك قد نقل أصحابهما عنهما حديثهما على اتفاق منهم في أكثره، فيروي عنهما أو عن أحدهما العدد من الحديث مما لا يعرفه أحد من أصحابهما، وليس ممن قد شاركهم في الصحيح الذي عندهم، فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس، والله أعلم.
[فصرح بأن الثقة إذا أمعن في موافقة الثقات في حديثهم، ثم تفرد عنهم بحديث قبل ما تفرد به، وحكاه عن أهل العلم].
وقد ذكرنا فيما تقدم قول الشافعي في الشاذ، وأنه قال: ((ليس الشاذ من الحديث أن يروي الثقة ما لا يروي غيره، إنما الشاذ أن يروي حديثاً يخالف الناس، وكذا قال أبو بكر الأثرم.
وحكى أيو يعلى الخليلي هذا القول على الشافعي وجماعة من أهل الحجاز، ثم قال: ((الذي عليه حفاظ الحديث: أن الشاذ ما ليس له إلا إسناد واحد بذلك شيخ ثقة أو غير ثقة، فما كان عن غير ثقة فمتروك لا يقبل، وما كان عن ثقة يتوقف فيه ولا يحتج به)).
وكذلك ذكر الحاكم: أن الشاذ هو الحديث الذي ((يتفرد به ثقة من الثقات وليس له أصل بمتابع لذلك الثقة))، ولم يوقف له على علة.
ولكن كلام الخليل في تفرد الشيوخ، والشيوخ في اصطلاح أهل ها العلم عبارة عمن دون الأئمة والحفاظ، وقد يكون فيهم الثقة وغيره.
فأما ما أنفرد به الأئمة والحفاظ فقد سماه الخليلي فرداً، وذكر أن أفراد الحفاظ المشهورين الثقات، أو أفراد إمام من الحفاظ الأئمة صحيح متفق عليه، ومثله بحديث مالك في المغفر، [فتلخص من هذا أن النكارة لا تزول عند يحيى القطان والإمام أحمد والبرديجي وغيرهم من المتقدمين إلا بالمتابعة وكذلك الشذوذ، كما حكاه الحاكم.
وأما الشافعي وغيره فيرون أن ما تفرد به ثقة مقبول الرواية ولم يخالفه غيره فليس بشاذ، وتصرف الشيخين يدل على مثل هذا المعنى.
وفرق الخليلي بين ما ينفرد به شيخ من الشيوخ الثقات، وبين ما ينفرد به إمام أو حافظ. فما انفرد به إمام أو حافظ قبل واحتج به، بخلاف ما تفرد به شيخ من الشيوخ. وحكى ذلك عن حفاظ الحديث والله أعلم].
¥(15/288)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 10 - 07, 09:13 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا
فائدة نفيسة فى معرفة معنى قول البخارى لا يتابع عليه
ويشبه أن يكون مصطلح "المنكر " و"لايتابع عليه" و" تفرد به فلان" مترادفة عند أصحاب تلك المدرسة أحمد ويحى والبخارى وأبى داود والنسائى والرازيان
لأنى وجدتهم كثيرا ما يطلقون لفظ المنكر على ما يتفرد به الراوى
قال الذهبى فى الموقظة:وقد يسمي جماعة من الحفاظ الحديث الذي ينفرد به مثل هشيم وحفص بن غياث منكرا
جزاك الله خيرا، وكلامك هذا يؤيد أن معنى المنكر عند الحفاظ متقارب، وليس لكل واحد منهم اصطلاح خاص به.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[19 - 10 - 07, 08:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[19 - 10 - 07, 08:58 ص]ـ
جزاكم الله خيراً؛ فمعرفة اصطلاحات الأئمة أمر لا غنى لطالب علم عنه.
ـ[عبد الله بن عثمان]ــــــــ[24 - 10 - 07, 01:52 ص]ـ
أردت أن أسأل عن الفاضل أبو بكر كافي أليس الجزائري حفظه الله و حفظك شيخنا الفقيه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 10 - 07, 07:43 ص]ـ
نعم هو الجزائري حفظكم الله وبارك فيكم.
ـ[عبد الله بن عثمان]ــــــــ[25 - 10 - 07, 04:53 م]ـ
اذن هو من تلامذة الشيخ المليباري فان الشيخ المليباري درّس زمانا في الجزائر فكان الشيخ أبو بكر كافي من تلامذته
ـ[قرداش التركماني]ــــــــ[28 - 10 - 07, 03:25 م]ـ
ما شاء الله
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[10 - 11 - 07, 11:00 م]ـ
قد يكون قصد ابن القيم رحمه الله تعالى الذهاب لصحة قول من قال بأن قول أحمد (منكر) للتفرد
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[11 - 11 - 07, 12:20 ص]ـ
نعم صحيح
وفي هدي الساري للحافظ ابن حجر رحمه الله
ع محمد بن إبراهيم الحارث التيمي من صغار التابعين مدني مشهور وثقه ابن معين والجمهور وذكره العقيلي في الضعفاء وروى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول وذكره في حديثه شئ يروي أحاديث مناكير قلت المنكر أطلقه أحمد بن حنبل وجماعة على الحديث الفرد الذي لا متابع له فيحمل هذا على ذلك وقد احتج به الجماعة.
وفي الكتاب السابق ذكره تفصيل جيد حول هذه المسألة.
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[11 - 11 - 07, 02:21 م]ـ
نعم صحيح
وفي هدي الساري للحافظ ابن حجر رحمه الله
ع محمد بن إبراهيم الحارث التيمي من صغار التابعين مدني مشهور وثقه ابن معين والجمهور وذكره العقيلي في الضعفاء وروى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول وذكره في حديثه شئ يروي أحاديث مناكير قلت المنكر أطلقه أحمد بن حنبل وجماعة على الحديث الفرد الذي لا متابع له فيحمل هذا على ذلك وقد احتج به الجماعة.
وفي الكتاب السابق ذكره تفصيل جيد حول هذه المسألة.
ياشيخ عبد الرحمن حفظك الله
هل يعني هذا الكلام ان حديث ((انما الاعمال بالنيات)) منكر عند الامام احمد لان مدارة على يحيى عن محمد بن ابراهيم
ام انه حتى لو كان له اوجة ضعيفة فأنه يعتبرة قويا(15/289)
ما منهج الإمام الدارمي في سننه .. ؟
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[19 - 02 - 07, 03:40 ص]ـ
الإخوة الافاضل هل يوجد من تكلم عن سنن الإمام الدارمي بشكل موسع؟؟
وهل يصح ان نقول ان اكثر احاديث الدارمي من الجياد؟؟
ولكم مني جزيل الشكر
ـ[أبو المقداد]ــــــــ[20 - 02 - 07, 01:22 ص]ـ
الدارمي إمام حافظ، وناقد خبير، ويغلب على كتابه الصحيح والحسن، وفيه الضعيف وما دونه، إلا أن أكثر الأحاديث الضعيفة التي في الكتاب يكون ضعفها لضعف أحد رواتها، لا لمخالفة أو نكارة، ووقفت على غيرما حديث أجد أصلها في كتاب الدارمي موقوفة أو مقطوعة، وتكون في غيره مرفوعة، هذا ما ظهر لي، ولم أسبر الكتاب، لكنني قرأت فيه ورجعت له كثيرا. والله أعلم.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[22 - 02 - 07, 05:15 ص]ـ
في الحقيقة اني عشت في مقدمة السنن ’اشهر وكانت من أجمل الحظات لان مقدمة سننه جمعت بين الاعتقاد والمنهج والسلوك ولقد حاولت ان اجمع عليها بعض التعليقات من كلام شيخ الاسلام وتلميذه ابن القيم وغيرهما من علماء الاسلام فقطعت ما يقارب ربع المقدمة.(15/290)
مشروع تسهيل حفظ الكتب الستة اراه عظيما ياجهابذة الملتقى فهل من مشمر؟؟
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[19 - 02 - 07, 08:19 ص]ـ
وهو: تسهيل حفظ الكتب الستة
وارى ان الطريقة الفضلى هي البدء بصحيح البخاري ثم بزيادات الائمة الاخرين عليه - رحم الله الجميع - مع ذكر ما انفرد به كل منهم عن غيره
فهل سبق ان طرح هذا - فهذا والله اعظم واحق ما يجتهد فيه سيما مع تسابق النشء الجديد في الحفظ وانتشاره بصورة تبشر بمستقبل عظيم لهذه الامة يعيد لنا عصور اهل الحديث والسنة ويبني لنا جيلا مؤصلا بحق بعيدا عن الفوضوية في العلم التى صارت عنوانا لكثير من طلاب العلم في هذا الزمان. وان الناظر لمن جعل حفظ الحديث هو منطلقه في سائر الازمان وكيف انه اصبح رأسا في كل مكان وزمان وكيف سرى ذكره في الاوطان كجري الحياة في الاغصان ليعلم اهمية هذا وكم هو عظيم وجدير بان يجتمع اعلام هذا الملتقى المبارك وافذاذه لكي يسنوا للأجيال القادمة منهجا حديثيا متكاملا يصبح لهم خير اساس في بناء صرح علمي متين ليستعيدوا به مجد امتهم البائدة ويحيوا به ذكر ائمتهم السائدة - فيصير
ذاك المنهج درة يصيح بحسنها القاصي والداني وحسنة يشهد بها التاريخ لهذا الملتقى المبارك
فهل من مشمر؟
ملاحظة: الكلام عن الكتب الستة باعتبار انها اللبنة الاولى لعلم الحديث واصله وباعتبار ان علم الحديث هو اصل للمنهج لا انه كل المنهج فلا يفهم اغفال اهمية العلوم الاخرى والله اعلم(15/291)
عِظَمُ مكانة أئمة الحديث ـ رحم الله أئمة الإسلام جميعاً ـ
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[19 - 02 - 07, 03:49 م]ـ
عِظَمُ مكانة أئمة الحديث – رحمهم الله –
إن من خصائص الأمة المحمدية، وجود الأسانيد (1)، التي جُعلت لمعرفة صحيح الحديث من سقيمه, وأمنة للناس على دينهم.
وقد قيض الله لها رجالاً "من أعظم الناس صدقاً وأمانة وديانة، وأوفرهم عقولاً، وأشدهم تحفظاً وتحرياً للصدق، ومجانبة للكذب، وأن أحداً منهم لا يحابي (2) في ذلك أباه ولا ابنه ولا شيخه ولا صديقه، وأنهم حرروا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحريراً لم يبلغه أحدٌ سواهم، لا من الناقلين عن الأنبياء ولا من غير الأنبياء, وهم شاهدوا شيوخهم على هذا الحال وأعظم، وأولئك شاهدوا من فوقهم كذلك وأبلغ، حتى انتهى الأمر إلى مَن أثنى الله عليهم أحسن الثناء, وأخبر برضاه عنهم واختياره لهم، واتخاذه إياهم شهداء على الأمم يوم القيامة" (3).
ومن أنفق " معظم أوقاته وأيامه مشتغلاً بالحديث، والبحث عن سيرة النقلة والرواة؛ وقف على رسوخهم في هذا العلم، وكبير معرفتهم به، وصدق ورعهم في أقوالهم وأفعالهم، وشدة حذرهم من الطغيان والزلل، وما بذلوه من شدة العناية في تمهيد هذا الأمر، والبحث عن أحوال الرواة، والوقوف على صحيح الأخبار وسقيمها، وكانوا بحيث لو قتلوا لم يسامحوا أحداً في كلمةٍ واحدةٍ يتقولها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا فعلوا هم بأنفسهم ذلك، وقد نقلوا هذا الدين إلينا كما نُقل إليهم وأدوا كما أُدِّيَ إليهم، وكانوا في صدق العناية والاهتمام بهذا الشأن؛ ما يجل عن الوصف، ويقصر دونه الذكر ... " (4).
وأما عن دقة علمهم، وسعة اطلاعهم، فقد قال ابن رجب – رحمه الله –: " الحذاق من الحفاظ لكثرة ممارستهم، لهم فهم خاص يفهمون به أن هذا يشبه حديث فلان, ولا يشبه حديث فلان ... " (5).
قال ابن القيم – رحمه الله – نقلاً عن أبي المظفر السمعاني ت 489هـ قوله عن تمييز الأحاديث: " ... فأما العلماء بها، فإنهم ينتقدونها انتقاد الجهابذة الدراهم والدنانير، فيميزون زيوفها، ويأخذون خيارها، ولئن دخل في أغمار الرواة مَن وُسِمَ بالغلط في الأحاديث، فلا يروج ذلك على جهابذة أصحاب الحديث وورثة العلماء، حتى إنهم عَدُّوا أغاليط مَن غلط في الإسناد والمتون, بل تراهم يَعُدُّون على كل واحد منهم كم في حديث غلط، وفي كل حرفٍ حَرَّف، وماذا صَحَّف (6)، فإذا لم تَرُج عليهم أغاليط الرواة في الأسانيد والمتون والحروف، فكيف يروج عليهم وضع الزنادقة ...
... إلى أن ذكر عن حالهم .. أنهم أفنوا أعمارهم في طلب آثار النبي صلى الله عليه وسلم شرقاً وغرباً، براً وبحراً، وارتحل في الحديث الواحد (7) فراسخ، واتهم أباه وأدناه في خبر يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان موضع التهمة، ولم يحابه في مقال ولا خطاب؛ غضباً لله وحمية لدينه، ثم ألف الكتب في معرفة المحدثين وأسمائهم وأنسابهم وقدر أعمارهم، وذكر أعصارهم وشمائلهم وأخبارهم، وفصل بين الردئ والجيد، والصحيح والسقيم؛ حباً لله ورسوله وغيرةً على الإسلام والسنة، ثم استعمل آثاره كلها، حتى فيما عدا العبادات، من أكله وطعامه وشرابه ونومه ويقظته وقيامه ..... إلى آخر كلامه (8) – رحمه الله –.
ومع عظم مكانتهم، وعلو شأنهم، إلا أنهم غير معصومين، فقد يقع من أحدهم الوهم إلا أنه قليل، قال الذهبي – رحمه الله –: " ونحن لا ندعي العصمة في أئمة الجرح والتعديل، لكن هم أكثر الناس صواباً، وأندرهم خطأً، وأشدهم إنصافاً، وأبعدهم عن التحامل، وإذا اتفقوا على تعديل أو جرح فتمسك به واعضض عليه بناجذيك، ولا تتجاوزه فتندم، ومن شذ منهم فلا عبرة به، فخل عنك العناء وأعط القوس باريها، فوالله لولا الحفاظ الكبار؛ لخطبت الزنادقة على المنابر، ولئن خطب خاطب من أهل البدع، فإنما هو بسيف الإسلام، وبلسان الشريعة، وبجاه السنة، وبإظهار متابعة ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنعوذ بالله من الخذلان"& shy;(9).
في عرفهم لا يسمى طالب العلم حافظاً، إلا بعد ضبط (مليون) حديث، ولُقْي مئات الشيوخ، ومُثَافَنَتِهم في الركب، مع كتابة الأجزاء ومدارسة الزملاء.
¥(15/292)
في زماننا يأتي من قرأ متناً في علم المصطلح، ومارس التخريج سُنَيَّاتٍ قليلة؛ ليحاكم الأئمة الأعلام، فهذا أحدهم يقول: ما هكذا تُعَلُّ الأحاديث يا ابن المديني ثم يضع ما شاء الله من علامات التعجب والاستفهام، وآخر يتعقب الإمام عبد الرحمن بن مهدي لأنه أطلق المنكر على الشاذُّ، وآخر يحاكم ابن أبي حاتم في قوله عن إسناد: بأنه منكر تفرد به فلان ... ، وآخر يُعلِّق على مقولة ابن أبي حاتم: وحديث عبد الوارث أشبه. العلل 2/ 197
يقول: ولا وجه لترجيح إحدى الروايتين على الأخرى ... انظر: تعليق المحققين على مسند أحمد ط. الرسالة 38/ 48.
فإلى الله المشتكى من تطاول الأقزام على الأعلام.
ورحم الله أبا عمرو بن العلاء ت 154هـ حيث يقول: (ما نحن فيمن مضى إلا كبقلٍ في أصولِ نخلٍ طوال) (10).
ويقول مجاهد ت 104هـ ـ رحمه الله ـ: (ذهب العلماء فلم يبق إلا المتعلمون، وما المجتهد فيكم اليوم، إلا كاللاعب فيمن كان قبلكم) (11).
ولم يبعد عن الحقيقة الشيخ د. إبراهيم اللاحم، حينما ذكر بأن عمل المعاصر، هو الموازنة بين كلام الأئمة، وعدم مجاوزته .... (12)
كتبه:/
إبراهيم بن عبدالله المديهش
3/ 2/1428هـ
الهوامش
1. انظر رسالة د. عاصم القريوتي بعنوان (الإسناد من الدين ومن خصائص أمة سيد المرسلين) ولأبي غدة رسالة في الإسناد أيضاً، وكذا د. حارث الضاري وانظر: شرح العلل لابن رجب 1/ 56 ـ62
2. انظر صوراً من عدم محاباتهم في كتاب (مباحث في علم الجرح والتعديل) لقاسم سعد. ص 149ــ155.
3. مختصر الصواعق لابن القيم 2/ 358, وانظر (حفظ الله السنة وصور من حفظ العلماء لها وتنافسهم عليها) لأحمد السلوم.
4. الانتصار لأهل الحديث لأبي المظفر السمعاني ت 489هـ، جمع نصوصه: محمد بن حسين الجيزاني ص 41, وقد نقله ابن القيم في مختصر الصواعق 2/ 409.
5. شرح العلل 2/ 256.
6. انظر في دقة منهج الأئمة المحدثين – رحمهم الله –.
منهج النقد عند المحدثين د. أكرم العمري ص 27 وما بعدها.
ضوابط الرواية عند المحدثين الصديق بشير ص 357 وما بعدها.
الأنوار الكاشفة للمعلمي ص 79ــ81.
ولأهمية نقد الرواة "نظرية نقد الرجال" د. الرشيد ص82ــ118.
7. انظر: الرحلة في طلب الحديث للخطيب، تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص27 ط. المكتب الإسلامي.
8. بتصرف يسير، مختصر الصواعق لابن القيم 2/ 410ــ411 وهو ضمن النصوص التي جمعها محمد الجيزاني من كتاب (الانتصار لأهل الحديث) لأبي المظفر السمعاني ص56ــ57. ثم وجدتُ قوَّام السُّنة أبو القاسم الأصبهاني ت535هـ قد نقله في كتابه (الحُجة في بيان المحجة) 2/ 250 عن أبي المظفر ــ رحم الله الجميع ــ
9. سير أعلام النبلاء 11/ 82 في ترجمة يحيى بن معين – رحمه الله –.
10. موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 5، نزهة الألباء للأنباري ص26.
11. أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير ص177 رقم (381)، وأبو نعيم في الحلية 3/ 280.
12. الجرح والتعديل للدكتور: اللاحم ص24 - 25.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 02 - 07, 04:47 ص]ـ
ما أجمل مقالك
جزاك الله خيراً، ونفع بك
ـ[الزويهري]ــــــــ[13 - 04 - 07, 03:09 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء(15/293)
نظرات في حديث التجديد
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[19 - 02 - 07, 03:54 م]ـ
نظرات في حديث التجديد
نظرات في حديث التجديد
في هذا القرن نحتاج إلى حركة تجديدية شاملة و متكاملة ومستنيرة
محمد مسعد ياقوت * ( http://www.fustat.com/hadith/yaqout_1_07.shtml#_ftn1#_ftn1)
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها " (1).
إن الأمة الإسلامية في هذا القرن الذي نعيشه في أمس الحاجة إلى تحقق موعود رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..
كما إنها في حاجة إلى معرفة صفات وشروط ذلك المجدد، و سمات ذلك التجديد المنشود. فإليك أخي القارىء تلك الوقفات!
في موضع الحديث:
الناظر إلى موضع هذا الحديث في أبواب السنن ـ وخصوصاً في سنن أبي داود ـ؛ يجد أن الإمام أبي داود ـ صدره في أول باب من كتاب الملاحم، فقال: " كتاب الملاحم .. باب: ما يذكر في قرن المائة. حدثنا سليمان بن داود المهري ..... " فذكر الحديث. والملاحم جمع ملحمة، ويراد بها المعارك والأحداث الجسام التي تقع في المستقبل بين المسلمين وأعدائهم؛ مأخوذة من التحام الجيشين المتحاربين، لذا يذكر أئمة الحديث في هذا الباب الأحاديث النبوية الواردة في قتال المسلمين للترك والرومان واليهود وغيرهم، ونسأل هنا: لماذا كتب أبي داود هذا الحديث في هذا الباب .. ؟ نقول: إن هذا من فقه أئمة الحديث وبراعتهم التصانيف. وذكر أبو داود لهذا الحديث في هذا الموضع في لطائف نراها .. ومنها:
1 - أن المجدد ليس بعيداً عن الأحداث الجسام التي تتعرض لها الأمة، وعن الحروب المعلنة على الإسلام، فليس مكان المجدد في الأبراج العالية بعيداً عن الأحداث التي تعصف بالمسلمين، كما أنه ليس بعيداً عن ذروة السنام: الجهاد. وليس المجدد بالذي لا يضع يده في يد المسلمين في جهادهم ضد أعداء الإسلام.
2 - أن من معاني تجديد الدين انتصار الدين في تلك الملاحم والحروب التي قامت وستقوم لمحاولة هدم الدين. وكأن الإمام أبي داود بتقديمه هذا الحديث على كل أحاديث الملاحم؛ يريد أن يؤكد السن الربانية القائلة بانتصار الدين الإسلامي في نهاية تلك الحروب. فأورد حديث التجديد الذي يبشر بالمكانة والريادة لأمة المسلمين.
3 - أن الملاحم والحروب التي أخبر عنها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ تهدف بالأساس إلى القضاء على هذا الدين، أو تشويهه. فمن ثم يأتي دور المجددين للدفاع عن هذا الدين، وعن ثوابته، ويحيون ما اندرس منه من المعالم بفعل أعداء الإسلام وحروبهم.
4 - أن عملية تجديد الدين عملية جهادية من الدرجة الأولى، وهي تغيظ أعداء الإسلام، لما يقوم به المجددون من إحياء الفرائض الغائبة والسنن المغيبة ومحق البدع والخرافات الدخيلة، لا سيما تلك الأفكار الخبيثة التي دسها أعداء الإسلام في عقول العرب وسلوكياتهم وأخلاقهم. لذا كان الإمام أبي داود فقهياً حقاً عندما كتب هذا الحديث في باب يتحدث عن الجهاد ضد رايات الكفر اليهودية والصليبية.
5 - حاجة الأمة الإسلامية إلى المجددين تكون أشد وأعظم في زمان الفتن والملاحم، لا سيما تلك الحروب المعلنة على الإسلام. إذ وظيفة المجدد هو النهضة بهذه الأمة، والخروج بالأمة من عثراتها. سالمة غانمة منتصرة.
في هدف الحديث:
" يهدف هذا الحديث إلى بعث الأمل في نفوس الأمة " (2).
فهو يريد أن يرسل رسالة إلى أتباع هذه الدنيا مفادها أن هذا الدين لن يموت، وأن الله يقيض لهذه الأمة كل فترة زمنية من يجدد فهمها وأفكارها نحو هذا الدين، وأن الله ـ عز وجل ـ لن يدع هذه الأمة تتيه بعد وفاة رسولها ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقد قرر ـ عز وجل ـ أن يرسل لهذه الأمة من يوقظها من سبات، ويجمعها من شتات، وينصرها من هزيمة، ويحررها من طغيان. وبالتالي فإن هذا الحديث الجليل يقف ضد موجة اليأس والانهزام والقنوط؛ التي يبثها المثبطون والمعوقون؛ الذين يوحون إلى الناس بأن الإسلام في إدبار والكفر في إقبال وأنه لا فائدة و لا أمل في التمكين للمسلمين في الأرض، كما مكن الله الرعيل الأول من أتباع محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ. ومن ثم تأتي وظيفة هذا الحديث وأمثاله ـ من المبشرات ـ بقذف قمم اليأس التي خيمت على النفوس، وحرق
¥(15/294)
أشجار القنوط الخبيثة. (يَابَنِيّ اذْهَبُواْ فَتَحَسّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رّوْحِ اللهِ إِنّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن روْحِ اللهِ إِلاّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) [يوسف: 87]. والحق أن في السنة النبوية الكثير والكثير من الأحاديث المبشرة بنصر الإسلام والتمكين له، وكلها أحاديث تتكاتف مع حديث المجدد من حيث وحدة الهدف، في كون هذه الأمة منصورة، ممكن لها .. ومن أمثلة تلك الأحاديث الكريمة: قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
1 - " بشر هذه الأمة: بالتيسير، والسناء، والرفعة بالدين، والتمكين في البلاد، والنصر. فمن عمل منهم بعمل الآخرة للدنيا فليس له في الآخرة من نصيب" (3)
2 - " مثل أمتي، مثل المطر؛ لا يدري أوله أخير أم آخره." (4)
3 - " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو ذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر" (5)
4 - "تسمعون ويُسمع منكم، ويُسمع ممن سمع منكم" (6)
5 - " تكون النبوة فيكم ـ ما شاء الله أن تكون ـ، ثم يرفعها الله تعالى. ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ـ ما شاء الله أن تكون ـ،ثم يرفعها الله تعالى. ثم تكون ملكاً عاضاً، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله تعالى. ثم تكون ملكاً جبرية فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها الله تعالى، ثم تكون خلافة على منهاج نبوة " ثم سكت (7).
6 - " إن الله زوى لي الأرض! فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها " (8).
وبالجملة فإن هذه الأحاديث لا سيما هذا الحديث العظيم (أي حديث المجدد) من البشائر التي وعد بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإن هذا الحديث العظيم ليمنح المسلم طاقة من الأمل الأكيد بنصر الله لعباده المؤمنين، ويمنحه ـ فوق هذا ـ دفعة قوية محركة للعمل والبذل والجهاد والتضحية رجاء أن يكتب له المولى ـ تبارك وتعالى ـ ثواب المجددين.
في لطائف الحديث:
1 - أول ما يستوقف المتأمل في هذا الحديث الكريم؛ هو قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " يبعث اللهُ " .. ! وهو بذلك يقذف في قلب المستمع من أول وهلة سيلاً من الثقة والإيمان يشي بعناية ورعاية المولى ـ تبارك وتعالى ـ للمجدد .. وكلمة البعث هنا توحي بأن الله تعالى يرسل لهذه الأمة من يصطفيه ويجتبيه من عباده ليحمل أمانة التجديد وتبعة النهضة ومسؤولية الإحياء. وكأن المجددين هم رسل الله بعد الأنبياء غير أنه لا نبي بعد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ!
2 - وانظر إلى قوله: " لهذه الأمة " .. نعم .. قوله: " لهذه الأمة" .. فالتجديد الإسلامي يهدف بالأساس مصلحة هذه الأمة جمعاء، وكل مصالحها السياسية والاقتصادية والفكرية والتربوية ... الخ، كما أن المجدد ليس بالذي يعيش لنفسه، أو يعيش معزولاً عن الأمة، حبيس الكتب والمكتبات .. إنه بذلك يعيش من أجل نفسه بل من أجل شهواته، يعيش من أجل أن يشبع بطنه بحبر قلمه! ولكن المجدد الحقيقي هو الذي يعيش بكل كيانه لهذه الأمة، ولأبناء هذه الأمة مهما كان مكانهم ومهما كان حالهم ومهما كانت أرضهم! .. " إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين" (9).
3 - ثم قال: " على رأس كل مائة سنة " .. ومعروف أن رأس الشيء أعلاه، ورأس الشهر أوله، ورأس المال أصله .. هنا يتساءل الشراح عن بداية المائة .. فقال المناوي: " يحتمل من المولد النبوي، أو من البعثة، أو من الهجرة، أو الوفاة .. ولو قيل بأقربية الثاني (أي البعثة) لم يبعد، لكن صنيع السبكي وغيره مصرح بأن المراد الثالث " (10) (أي الهجرة). قال القرضاوي ـ حفظه الله ـ: " وذلك لأنهم في حديثهم عن المجددين اعتبروا التاريخ الهجري هو الأساس، وهو معقول؛ لأنه التاريخ الذي ألهم الله المسلمين منذ عهد عمر أن يؤرخوا به دون غيره، فلم يعتمدوا المولد ولا البعثة ولا الوفاة." (11). هذا وقد قال بعضهم في قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " على رأس كل مائة سنة" .. يعني في أولها، وقال آخرون بل في آخرها، كما يلاحظ أن أكثرهم جعلوا العبرة بوفاة المجدد في رأس القرن، كما يظهر ذلك في وفيات الذين عينوهم: فعمر بن عبد العزيز توفي ـ رحمه الله ـ في سنة 101هـ، والشافعي توفي ـ رحمه الله ـ في سنة 204هـ،
¥(15/295)
وابن سريج (ت306هـ)، والباقلاني (ت403هـ)،والغزالي (ت 505هـ)، والرازي (ت606هـ)، وابن دقيق العيد (ت 703)، والعراق (ت 808هـ) (12). لكنهم " لم يذكروا إماماً مثل ابن تيمية برغم حركته التجديدية الضخمة في الفكر الإسلامي بمختلف جوانبه؛ لأنه تأخرت وفاته عن رأس المائة (ت 728هـ) .. !! " (13).
فالحق أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يقل: إن الله يتوفى المجدد على رأس القرن، بل يبعثه على رأس القرن. ومعناه: أن مهمة المجدد تبدأ في رأس القرن، كما أن مهمة كل نبي تبدأ من أول يوم بعث فيه! ولقد فطن إلى هذه الحقيقة المناوى ـ رحمه الله ـ فقال: وهنا تنبيه ينبغي التفطن له، وهو أن كل من تكلم على حديث " إن الله يبعث ... " إلخ، إنما يقرره بناء على أن المبعوث على رأس القرن يكون موته على رأسه. وأنت خبير بأن المتبادر من الحديث إنما هو: أن البعث ـ وهو الإرسال ـ يكون على رأس القرن، أي أوله. ومعنى إرسال العالم: تأهله للتصدي لنفع الأنام، وانتصابه لنشر الأحكام. وموته على رأس القرن أخذ لا بعث! فَتَدَبَّرْ بإنصاف. ثم رأيت الطيبي قال: المراد بالبعث من انقضت المائة وهو حي عالم مشهور مشار إليه. والكرماني قال: قد كان قبيل كل مئة أيضاً من يصحح ويقوم بأمر الدين، وإنما المراد من انقضت المائة وهو حي عالم مشار إليه " (14). ثم ذكر المناوي: " أنه قد يكون في أثناء المائة من هو كذلك، بل قد يكون أفضل من المبعوث على الرأس وأن تخصيص الرأس إنما هو لكونه مظنة انخرام علمائه غالباً وظهور البدع ونجوم الدجالين". وهو بذلك يؤكد حقيقة أن المجدد لا يشترط فيه أن يبعث أو يظهر أو يموت على رأس المائة، وهذا يصدقه التاريخ والواقع. وهو الراجح والله أعلم. كما أن الظاهر ـ والله أعلم ـ أن عدم تحديد المقصود بالرأس، وعدم تحديد المبتدأ، يشي بأن الله تعالى يبعث المجددين كلما دعت الحاجة إليهم، لاسيما في أزمنة النكبات والفتن والملاحم. ومن ثم يظهر المجددون في أي يوم من أيام السنة، وفي أي سنة من سنوات القرن! وذلك فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء.
4 - أما قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " من يجدد لها دينها ". فهذا يدل أن الدين المُجدد هو ذلك الذي يعتقده الناس، لا الدين الخالص الذي أنزله الله، ولذلك قال: " يجدد لها دينها " فنسب الدين إلى الأمة، ولم يقل ـ مثلاً ـ: يجدد لها الدين أو يجدد لها دين الله! فهدف المجدد هو تجديد الدين الذي يتصوره ويعتقده الناس بحيث يتفق والدين الخالص الذي أنزله الله غضاُ طرياً على نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
أما بشأن كلمة " من " في الحديث، والسؤال التقليدي: هل من هنا للفرد أم للجماعة؟ فأعتقد أن " من " تنطبق على الفرد كما تنطبق على الجماعة .. فقد يكون القائم بالتجديد فرد، وقد يكون جماعة أو حركة أو مدرسة. فقد يبعث الله تعالى رجلاً يجدد في الفقه السياسي أو الاقتصاد الإسلامي .. كما قد يبعث حركة إسلامية تجدد في المجال التربوي .. أو مدرسة تجديدية تنقي السنة، أو تجدد في فهم كتاب الله تعالى ..
وفي هذا القرن الذي نعيشه نحتاج إلى حركة تجديدية شاملة متكاملة مستنيرة، تنهض بهذه الأمة من عثرتها، وترفعها من كبوتها.
الهوامش:
1 - صحيح ـ أخرجه أبو داود في كتاب الملاحم برقم 3740والحاكم في المستدرك، 4/ 522، والبيهقي في معرفة السُّنن والآثار، ص 52، والخطيب في تاريخ بغداد 2\ 61، وصحَّحه الألباني في سلسلته برقم 599، 2/ 150
2 - يوسف القرضاوي: من أجل صحوة راشدة تجدد الدين وتنهض بالدنيا، القاهرة: دار الشروق، ط 1، 1421هـ- 2001م، ص 13
3 - صحيح ـ عن أبي بن كعب: رواه أحمد (5\ 134)، وابن حبان (2\ 132)، والحاكم في المستدرك (4\ 346)، والبيهقي في شعب الإيمان (5\ 334)، و أبو نعيم في الحلية (1\ 255)، و صححه الألباني في الجامع الصغير (514)، و صحيح الترغيب (1\ 6).
4 - صحيح ـ عن أنس: رواه الترمذي (5\ 152)، وأحمد (3\ 130)، وابن حبان (16\ 209)، وأبو يعلى (6\ 380)، وعن عمار: رواه الطيالسي في مسنده (90)، والبزار (4\ 244)، وصححه الألباني في الجامع الصغير (1080) وفي السلسلة (5\ 355).
5 - صحيح ـ عن تميم الداري: رواه أحمد (4\ 103)، والحاكم في المستدرك (4\ 477)، والبيهقي في سننه الكبرى (9\ 181)، والطبراني في مسند الشاميين (2\ 79)، وصححه الألباني في السلسلة (1\ 32).
6 - صحيح ـ عن ابن عباس: رواه أبو داود (2\ 346)، وأحمد (1\ 321)، وابن حبان (1\ 263)، وعن ثابت بن قيس بن شماس: رواه الطبراني في الكبير (2\ 71)، والبيهقي في الكبرى (10\ 250)، وصححه الألباني في السلسلة (4\ 389).
7 - حسن ـ عن حذيفة: رواه أحمد (4\ 273)، والطيالسي في مسنده (58)، وصححه الألباني في السلسلة (1\ 34).
8 - صحيح ـ عن ثوبان: رواه مسلم 4\ 2323
9 - سيد قطب: أضواء من بعيد، مجلة الفكر التونسية، العدد السادس، السنة الرابعة، آذار " مارس " 1959م
10 - المناوي (عبد الرؤوف): فيض القدير شرح الجامع الصغير (6 أجزاء)، مصر: المكتبة التجارية الكبرى، ط 1، 1356، ج 9، ص 9
11 - يوسف القرضاوي: من أجل صحوة راشدة، مصدر سابق، ص 25
12 - انظر: السابق، ص 26.
13 - السابق ص 27.
14 - المناوي (عبد الرؤوف): فيض القدير، مصدرسابق، ج 9، ص 9.
تفضل بالدخول من هذا الرابط
بسم الله اضغط هنا ( http://www.fustat.com/hadith/yaqout_1_07.shtml)
¥(15/296)
ـ[عبد المتين]ــــــــ[19 - 02 - 07, 09:35 م]ـ
أخي العزيز، الحديث المذكور في إسناده كلام و قد ساقه أبو داود و علق عليه فقال رحمه الله:
حدثنا سليمان بن داود المهري أخبرنا ابن وهب أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن شراحيل بن يزيد المعافري عن أبي علقمة عن أبي هريرة فيما أعلم
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها
قال أبو داود رواه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني لم يجز به شراحيل (أي لم يجاوز بهذا الحديث على شراحيل , فعبد الرحمن قد أعضل هذا الحديث وأسقط أبا علقمة وأبا هريرة. والحديث المعضل هو ما سقط من إسناده اثنان فأكثر بشرط التوالي).
قال المنذري: وعبد الرحمن بن شريح الإسكندراني ثقة اتفق البخاري ومسلم على الاحتجاج بحديثه وقد عضله. انتهى.
وأخرجه الحاكم في المستدرك عن الأصم عن الربيع بن سليمان المؤذن , وأخرجه ابن عدي في مقدمة الكامل.
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[22 - 02 - 07, 12:31 ص]ـ
جزاك الله خير اخي الكريم على هذه المعلومة
بالفعل فقد قرأت تعليق أبو داوود على هذا الحديث ..
ولكني اعتمد على تصحيح الألباني وشاكر والأرنؤط لهذا الحديث ..
جزاك الله خيرا
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[26 - 03 - 07, 03:58 م]ـ
جزاك الله خير اخي الكريم
ـ[عبد المتين]ــــــــ[26 - 03 - 07, 09:57 م]ـ
و إياكم أخي الفاضل، و هذا مثال واضح يبين التباين امنهجي بين المتقدمين و المتأخرين و الله المستعان.
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[01 - 05 - 07, 09:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو علي التونسي]ــــــــ[04 - 05 - 07, 10:46 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم(15/297)
الأحاديث التي أعلَّ الإمام البخاريُّ متونها بالتَّناقض (د. بسَّام الغانم)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[19 - 02 - 07, 07:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحضر والدي حفظه الله وأطال في عمره على طاعته اليوم (1/ 2/1428) العدد الجديد من مجلَّة الحكمة (34)، فوجدت فيه بحثاً لأحد كتَّاب الملتقى وهو:
الشَّيخ الفاضل (د. بسَّام الغانم العطاوي) رئيس قسم الدراسات الإسلاميَّة بكليَّة المعلِّمين بالدَّمَّام ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=798)
بعنوان: (الأحاديث الَّتِيْ أعلَّ البخاريُّ متونها بالتَّناقض)
فأحببت أن أطلعكم على مقدِّمة بحثه ثم خاتمته
والبحث في المجلَّة من (165 - 260)
والحقيقة أني لم اقرأه كاملا إلى لحظة كتابة هذه المشاركة، لكني أحببت أن انقل ذلك للفائدة
قَالَ في المقدمة:
... وقد أردت في هَذَا البحث أن أبرز أحد الأسس الَّتِيْ يقوم عليها منهج الإمامِ البخاريِّ رَحِمَهُ اللهُ في نقد متن الحديث، وهو التَّحقق من سلامة معنى المتن من مناقضة الأمور الثَّابتة في الكتاب أو السُّنَّة ومخالفة الحقائق التَّاريخيَّة والعقليَّة؛ إذ لا يمكن أن يكون الحديث صحيحا مع وجود تلك المناقضة أو المخالفة في متنه.
وقد جمعت من كتب الإمام البخاريِّ الأحاديث الَّتِيْ أعلَّها مُصَرِّحاً بعلَّة في متنها من جهة المعنى، تمنع من الحكم عليها بالصِّحَّة، لمناقضتها ما ثبت في موضوع ذلك المتن.
وذكرت تلك الأحاديث في هَذَا البحث دون الأحاديث الَّتِيْ أعلَّها بعلَّة في متنها، أشار إليها دون تصريح بها. فقد يعلُّ البخاريُّ حديثا بعبارة مجملة يفهم منها أهل هَذَا العلم بحكم الخبرة والممارسة أن البخاريَّ يشير إلى علَّةٍ في المتن، وغالب الأحاديث الَّتِيْ أعلَّها البخاريُّ من جهة متنها أعلَّها أيضا من جهة سندها، وهذا يدلُّ على ما بين صحَّة المتن وصحَّة السَّند من ملازمة، بمعنى أنَّ وجود علَّة في المتن يقتضي وجود علَّة في السَّند، وقد تكون واضحة، وقد تكون خفيَّة لا يفطن لها إلاَّ الرَّاسخون في هَذَا العلم، وذلك أنَّ العلَّة في المتن لا بد لها من مصدر، ومصدرها لا بدَّ أن يكون من رواة هَذَا المتن، ورواة المتن هم السَّند.
وقد جعلت الأحاديث الَّتِيْ أعلَّها البخاريُّ خمسة أقسام، وهي:
القسم الأول: الأَحَادِيثُ الَّتِيْ أعلَّهَا البُخَارِيُّ بِمُنَاقَضَةِ مُتُوْنِهَا السُّنَّة الصَّحيحة.
القسم الثَّاني: الأَحَادِيثُ الَّتِيْ أعلَّهَا البُخَارِيُّ بِمُنَاقَضَةِ مُتُوْنِهَا ما صحَّ من رواية أصحابها أنفسهم.
القسم الثَّالث: الأَحَادِيثُ الَّتِيْ أعلَّهَا البُخَارِيُّ بِمُنَاقَضَةِ مُتُوْنِهَا عمل الصَّحابة.
القسم الرَّابع: الأَحَادِيثُ الَّتِيْ أعلَّهَا البُخَارِيُّ بِمُنَاقَضَةِ مُتُوْنِهَا رأي من رواها ومذهبه.
القسم الخامس: الأَحَادِيثُ الَّتِيْ أعلَّهَا البُخَارِيُّ بِمُنَاقَضَةِ مُتُوْنِهَا الواقع.
وخصَّصْتُ القسم السَّادس للآثار الَّتِيْ أعلَّها البخاريُّ بمناقضة متونها ما ثبت عن أصحابها.
وقد خرَّجت الأحاديث، وبيَّنْتُ وجه إعلال البخاريِّ إيَّاها، وذكرت علل أسانيدها، ونقلت من كلام الأئمة في ذلك كلِّه ما رأيت الحاجة داعية إلى نقله لبيان مقصود البحث.
وأسأل الله تَعَالَى بأسمائه وصفاته أن يجعل هَذَا البحث خالصا لوجهه نافعا لخلقه.
خاتمة
تبيَّن ممَّا تقدَّم ذكره من الأحاديث الَّتِيْ أعلَّ الإمامُ البخاريُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى متونها نتائج متعدِّدة، ومن أهمِّها:
1 - قوَّة منهج الإمامُ البخاريُّ رَحِمَهُ اللهُ في نقد متن الحديث.
2 - عناية الإمامِ البخاريِّ بالتَّحقُّقِ من سلامة المتن من التَّناقض الَّذِيْ لا يمكن أن يوجد في الأخبار الصَّحيحة، ودقَّة نظره في هَذَا الباب.
وهذا الأمر قد قصَّرَ فيه كثير ممَّن يشتغل بهذا العلم من المعاصرين، فيصحِّحون أحاديث فيها تناقض ظاهر.
3 - أنَّ غالب الأحاديث الَّتِيْ أعلَّها البخاريُّ من جهة متنها أعلَّها أيضا من جهة سندها، وهذا يؤَكِّدُ ما بين صحَّة المتن وصحَّة السَّند من ملازمة، بمعنى أن وجود علَّةٍ في المتن يقتضي وجود علَّةٍ في السَّند ظاهرة أو خفيَّة.
4 - أنَّ عناية المحدِّثين بالمتن لا تقلُّ عن عنايتهم بالسَّند، وليس الأمر كما زعم أعداء الإسلام من المستشرقين وأذنابهم حين ادَّعوا خلاف ذلك.
5 - قَالَ المستشرق جولد تسيهر: (نقد الأحاديث عند المسلمين قد غلب عليه الجانب الشَّكلي منذ البداية، فالقوالب الجاهزة هي الَّتِيْ يحكم بواسطتها على الحديث بالصِّحَّة أو بغيرها. وهكذا لا يخضع للنَّقد إلاَّ الشكل الخارجي للحديث، ذلك أنَّ صحَّة المضمون مرتبطة أوثق ارتباط بنقد سلسلة الإسناد، فإذا استقام سند حديث لقوالب النَّقد الخارجي؛ فإنَّ المتنَ يُصحَّحُ ولو كان معناه غير واقعي، أو احتوى على متناقضات داخليَّة أو خارجيَّة، فيكفي لهذا الإسناد أن يكون متَّصل الحلقات، وأن يكون رواته ثقات اتَّصل الواحد منهم بشيخه حتَّى يقبل متن الرِّواية) اهـ
وهذا كلام باطل يَرُدُّه واقع المحدِّثين الَّذِيْ بيَّن هَذَا البحث بعض جوانبه عند أكبر أئمَّتهم، وهو البخاريّ، وظهر كيف أعلَّ البخاريُّ تلك الأحاديث بمناقضة متونها ما هو ثابت.
ثمَّ إنَّ عناية المحدِّثين بالسَّنَد إنَّما هي لأجل المتن، فالسَّند سلسلةٌ من الرُّواة لا يقصد لذاته، وإنَّما لما يحمله من متن، فالعناية بالسَّند صيانة للمتن في الحقيقة.
والحمد لله على إحسانه وتوفيقه، وصلى الله وسلَّم على نبيِّه الكريم وآله وصحبه والتَّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
¥(15/298)
ـ[أبو حذيفة العزام]ــــــــ[21 - 02 - 07, 01:09 ص]ـ
كيف يمكن ان احصل على هذا البحث كاملا من اجل قرأته والاستفادة منه
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[23 - 02 - 07, 04:16 ص]ـ
يبدو أنه بحث مهم، فهلا أعنتمونا على الوصول إليه مأجورين إن شاء الله.
ـ[هاني يوسف الجليس]ــــــــ[26 - 02 - 07, 02:34 م]ـ
هل ممكن ان احصل على هذا البحث
ـ[أبوصالح]ــــــــ[30 - 03 - 07, 09:04 م]ـ
بارك الله فيك أخي خالد بن عمر ..
وشكر الله للأخ بسّام الغانم.
وهذا الأمر قد قصَّرَ فيه كثير ممَّن يشتغل بهذا العلم من المعاصرين، فيصحِّحون أحاديث فيها تناقض ظاهر.
لكن لو سأل سائلٌ هنا إذ أن العبارة تحتاج إلى إيضاح:
هل يمكن لمحدثٍ معاصر أن يشارك أئمة النقد (كالبخاري وابن المديني وأبي حاتم .. ) في نقد المتن؟ وإن كان كذلك .. فهل من مظاهر وأبواب قد يُتصور منها مشاركة المعاصر لمن تقدّم في (نقد المتن)؟
وجه الاشكال لدي:
أنه ربما أقصى ما يُتصور من مشاركة هو فقط في الوقوف على نص إمام متقدم معروفٍ بالفقه أن المتن معل وعلته في كذا. والسبب في هذا التصور: هو أن أغلب المتون الحديثية قد جُمعت في عصر التدوين فلا يغلب على الظن أن يكون هناك متناً جمعه المحدثون وهو معلّ بمتنه (وبالطبع تبعاً في سنده) وسكت عنه أئمة الحديث.
فإذا أحد يعين على رفع الإشكال جزاه الله خيراً وغفر له وأحسن إليه.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[31 - 03 - 07, 10:55 ص]ـ
اريد هذا البحث اخي الفاضل فيليت تضع لنا رابط له
أخى ابو صالح كنت كتبت هذا السؤال فى موضوع مستقل مع سؤال اخر فهل اجبتنى او اجابنى احد الاخوة هنا وجزاك الله كل خير
معروف أن ائمة الجرح والتعديل وضعو قواعد صارمة حازمة فى قبول الاخبار ولم يقصرو فى ذلك فلله درهم وجزاهم الله عن الاسلام والمسلمين خيرا وقد سمعت من الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني حفظه الله أن من الاخطار التى احاطت بالسنة هو خطر الوهم من الراوي الثقة اذا تفرد فقد يخطئ الثقة فى بعض الاحيان وهو ليس معصوم من الخطا او النسيان قال حفظه الله وهو خطر واجهه اهل العلم والنقد بنقد المتون ... والسؤال هو على أي قواعد استند عليها أهل العلم الكبار فى نقد المتون وهل مجرد انتفاء ما جعلوه اذا وجد فى المتن يكون منكرا او لايصح يشعر بالقطع بصحة الحديث من الراوي المتفرد به أو على الاقل الظن الراجح أو غلبة الظن ألايمكن أن تتوفر جميع الشروط التى يطلبها أهل العلم فى نقدهم للمتن من عدم مخالفة صريح القران وصريح السنة وفحش الكلام وركاكة اللفظ الى اخر ذلك من الشروط الايمكن ان تتوفر هذه الشروط ومع ذلك يخطئ الراوي؟؟
فمثلا مالذي يجعلنا نقطع بصحة حديث إنما الاعمال بالنيات وقد رواه فرد واحد عن الرسول وهو الصحابى الجليل عمر بن الخطاب ألايجوز عليه الوهم والنسيان قد يجاب بانه كان على المنبر وسمعه الصحابة وقد لانتكلم فى الصحابة لعدالتهم وضبتهم وثبوت ذلك بالادلة الصحيحة التى تقطع بضبطهم قبل عدالتهم لكن قد رواه فرد واحد عن سيدنا عمر بن الخطاب وهو علقمة بن وقاص الليثى ألايجوز عليه الوهم أو النسيان ولا أريد أن أقول تعمد الكذب وحاشاه رضى الله عنه ولكن هى شبهة قد تطرح بحجة أنه غير معصوم من الكذب لاعمدا ولا سهوا ولامن النسيان والغفلة الخ
كيف لى أن أقطع بصحة هذا الحديث بغير نقد المتون لانه من المممكن توفر هذه الشروط التى يطلبها النقاد فى المتن ومع ذلك لايستحيل عقلا ان يخطئ الراوي مع توفر هذه الشروط
وجزاكم الله عني خيرا واعذروني على جهلى ولكن انا اتعلم من فضيلتكم
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[19 - 04 - 07, 02:47 ص]ـ
للرفع.
ـ[أويس نمازي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 04:08 ص]ـ
كيف يمكن حصول هذه المقال؟؟
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[06 - 08 - 07, 03:26 ص]ـ
الشيخ بسام يكتب في الملتقى فليته يفيد الإخوة حول الموضوع ولو بصورة مختصرة وفقه الله
وإنما نشرت ما في المقدمة ليطلع عليه بعض الباحثين الذين لا يمكنهم متابعة المجلات العلمية، ليستفيدوا منه في أبحاثهم
ـ[أبو الهدى صديق]ــــــــ[06 - 08 - 07, 09:51 م]ـ
نرجو منكم الوصول الى هذا الكتاب فطلاب الحديث بأشد الحاجة اليه وجزاكم الله خيرا
ـ[جعفر محمد]ــــــــ[08 - 08 - 07, 09:40 ص]ـ
و أثني بطلب ذا البحث القيم ممن نقله و بارك الله بكم
ـ[ماهر]ــــــــ[10 - 08 - 07, 07:54 ص]ـ
اطلعت على هذا البحث، وهو بحثٌ قيم، جزى الله كاتبه كل خير وزاده الله علماً وفضلاً.
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[10 - 08 - 07, 08:41 م]ـ
بحث قيم جزاء الله الكاتب والناقل خير الجزاء ..
ـ[جعفر محمد]ــــــــ[11 - 08 - 07, 06:00 م]ـ
نريد البحث أيها الأكارم هنا و بارك الله بكم
ـ[جعفر محمد]ــــــــ[22 - 08 - 07, 01:19 ص]ـ
و أؤكد على طلبه مرة أخرى
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[01 - 01 - 08, 02:54 م]ـ
.....
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[02 - 09 - 09, 12:50 م]ـ
للرفع(15/299)
دلونى على افضل شروح الفية السيوطى المكتوبةعلى السبكة
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[20 - 02 - 07, 06:08 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله لكم
دلونى على افضل شرح لالفية السيوطى (كتاب وليس اشرطة) يكون متوفرا على الشبكة
لان عندى شرح الشيخ سعد الحميد صوتى واود متابعته من شرح مكتوب
ويا حبذا لو تيسر نظم الالفية بالصوت اكون شاكرا لكم
والدال على الخير كفاعله(15/300)
منهج ابن تيميةفي كتاب اللباس- في المنتقى-
ـ[عالية الهمة]ــــــــ[20 - 02 - 07, 10:10 م]ـ
السلام عيكم. أرجو الإفادة حول منهج ابن تيمية في كتابه المنتقى خصوصا منهجه في كتاب اللباس. يعني طريقته و منهجه في اختيار الأحاديث و ترتيبهاو تبويبها و تراجم الأبواب. مع المقارنة بأحد الكتب الستة. وفق الله كل الباحثين و نفع الأمة بكم
ـ[آدم السني]ــــــــ[21 - 02 - 07, 08:23 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و بعد:
أخي حياك الله أما ما سألت عنه فتجده مضمنا لمنهج شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في علم الحديث عموما و خصوصا في كتاب القطوف الحديثة من جنان شيخ الإسلام ابن تيمية طبعة دار الفضيلة لصاحبه علي بن إبراهيم المأربي
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 02 - 07, 01:20 ص]ـ
للأخ آدم حفظه الله
أريد تصحيح معلومة فقط ..
كتاب "المنتقى من أخبار المصطفى" للمجد ابن تيمية _جد شيخ الإسلام_ وليس هو لشيخ الإسلام.(15/301)
استشكال حول تضعيف بعض أحاديث الصحيحين
ـ[عبد الرحمن عابد]ــــــــ[21 - 02 - 07, 01:50 ص]ـ
كلفنا شيخنا بهذا البحث وقد طرحته على احد المنتديات بنفس الطريقه التى ساوردها لكم وجائنى الرد ولاكن بعد اعاده البحث تطرق امر اخر اليكم السؤال وجزئيه الرد.
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا السؤال الزمنا شيخ به للبحث فيه
وقبل طرح السؤال اخوتى خطر فى بالى عده تساؤلات
اولا نحن نحتج على الصوفيه والجهميه وبعض الطوائف المخالفه انهم ضعفوا احاديث من البخارى ومسلم
مثل حديث الجاريه التى سئلت الرسول صلى الله عليه وسلم اين الله قال فى السماء وحديث القدم وكان احتجاجنا عليهم ان الاخلال بالجزئيه يخل بالكليه لانه اذا اتضح ضعف فى البخارى او مسلم اخل بجميع الكتب الصحيحه
ثانيا وانه اذا تركنا حديث من الاحاديث التى سأطرحها فيعتبر انا اهملنا حديث منهم!! معا ان كل رواته ثقات والحديثين صحيحين او اذا تركنا حديث واحد منهم قد يثارالشبها الى الراوى نفسه؟.ونحن نعلم ان الرواه ثقات. فجال فى فكرى انه سيتم الجدل فى مضمون الحديثين نفسهما.؟ ولاكن ايا أذا حدث الخوض فى مضمون الحديثين ايضا يخل بالذين رووه على لسان النبى صلى الله عليه وسلم أو من شهد فعله
فاليكم الاحاديث
عن ابن عباس رضى الله عنهما قال (تزوج النبى صلى الله عليه وسلم ميمونه وهوا محرم) (متفق عليه
والحاديث الثانى
على لسان ميمونه نفسها
عن ميمونه نفسها رضى الله عنها (ان النبى صلى الله عليه وسلم تزوجها وهوا حلال] رواه مسلم
فمن الظاهر وجود تناقض فى الحدييثين فارجو من اهل العلم الايضاح.
وكانت الاجابه من الاخ مدير المنتدى بارك الله له كالاتى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل ...
ديننا لا تناقض فيه بلا شك وحينما نرى مثل هذه االحاديث فعلينا فعلا الرجوع الى شروحاتها أو مصاردها الموثقة
وما وجدته سأضعه لك بخصوص زواج الرسول صلى الله من ميمونة وهو محرم " حديث ابن عباس رضي الله عنه ... إليك الشرح:
(تزوج ميمونة وهو محرم)
: قال العيني: واحتج بهذا الحديث إبراهيم النخعي والثوري وعطاء بن أبي رباح وحماد بن أبي سليمان وعكرمة ومسروق وأبو حنيفة وصاحباه وقالوا: لا بأس للمحرم أن ينكح ولكنه لا يدخل بها حتى يحل , وهو قول ابن عباس وابن مسعود. وقال سعيد بن المسيب وسالم والقاسم وسليمان بن يسار والليث والأوزاعي ومالك والشافعي وأحمد وإسحاق: لا يجوز للمحرم أن ينكح ولا ينكح غيره فإن فعل ذلك , فالنكاح باطل , وهو قول عمر وعلي. انتهى.
قلت: لا حجة لهم برواية ابن عباس هذه لأنها مخالفة لرواية أكثر الصحابة ولم يروه كذلك إلا ابن عباس وحده وانفرد به , قاله القاضي عياض , ولأن سعيد بن المسيب وغيره وهموه في ذلك وخالفته ميمونة وأبو رافع فرويا أنه نكحها وهو حلال وهو أولى بالقبول لأن ميمونة هي الزوجة وأبو رافع هو السفير بينهما فهما أعرف بالواقعة من ابن عباس لأنه ليس له من التعلق بالقصة ما لهما ولصغره حينئذ عنهما إذ لم يكن في سنهما ولا يقرب منه فإن لم يكن وهما فهو قابل للتأويل بأنه تزوجها في أرض الحرم وهو حلال فأطلق ابن عباس على من في الحرم أنه محرم لكن هو بعيد , وأجيب عن التفرد بأنه قد صح من رواية عائشة وأبي هريرة نحوه كما قاله الحافظ في الفتح , وقول سعيد بن المسيب أخرجه أبو داود وسكت عنه هو ثم المنذري , وفي إسناده رجل مجهول فالقول المحقق في جوابه بأن رواية صاحب القصة والسفير فيها أولى لأنه أخبر وأعرف بها والله أعلم. وقال الحافظ في الفتح: وأجابوا عن حديث ميمونة بأنه اختلف في الواقعة كيف كانت ولا تقوم بها الحجة ولأنها تحتمل الخصوصية فكان الحديث في النهي عن ذلك أولى بأن يؤخذ به. وقال عطاء وعكرمة وأهل الكوفة يجوز للمحرم أن يتزوج كما يجوز له أن يشتري الجارية للوطء , وتعقب بأنه قياس في معارضة السنة فلا يعتبر به. وأما تأويلهم حديث عثمان بأن المراد به الوطء , فمتعقب بالتصريح فيه بقوله ولا ينكح بضم أوله وبقوله فيه ولا يخطب انتهى.
قال المنذري: وأخرجه البخاري والترمذي والنسائي بنحوه.
(وهم ابن عباس إلخ)
: هذا هو أحد الأجوبة التي أجاب بها الجمهور عن حديث ابن عباس
وهذا رابط الشرح
¥(15/302)
http://hadith.al-islam.com/Display/D...r chLevel=QBE (http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=15&ID=101347&SearchText= تزوج%20رسول%20الله%20صلى%20الله%20عليه% 20وسلم%20ميمونة%20وهو%20حلال%20& SearchType=root&Scope=all&Offset=0&SearchLevel=QBE)
من كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود
وأما تعليق آخر في شرح شرح سنن النسائي للسيوطي في باب النكاح فكان:
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم)
قال القاضي عياض لم يرو ذلك غير ابن عباس وحده وروت ميمونة وأبو رافع وغيرهما أنه تزوجها حلالا وهم أعرف بالقضية لتعلقهم به بخلاف ابن عباس ولأنهم أضبط من ابن عباس وأكثر ومنهم من تأوله على أن المراد تزوجها في الحرم وهو حلال ويقال لمن هو في الحرم محرم وإن كان حلالا وهي لغة شائعة معروفة ومنه البيت المشهور * قتلوا ابن عفان الخليفة محرما * أي في حرم المدينة قلت وقيل في البيت أي في شهر حرام يقال أحرم إذا دخل في الشهر الحرام
وهناك حديث في صحيح البخاري يقول:
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم وبنى بها وهو حلال وماتت بسرف
قال أبو عبد الله وزاد ابن إسحاق حدثني ابن أبي نجيح وأبان بن صالح عن عطاء ومجاهد عن ابن عباس قال تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة في عمرة القضاء
وآخر شيء لعلي أطلت أخي الفاضل:
من كتاب تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي
حدثنا قتيبة حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار عن عمرو بن دينار قال سمعت أبا الشعثاء يحدث عن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم
قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وأبو الشعثاء اسمه جابر بن زيد واختلفوا في تزويج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة لأن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها في طريق مكة فقال بعضهم تزوجها حلالا وظهر أمر تزويجها وهو محرم ثم بنى بها وهو حلال بسرف في طريق مكة وماتت ميمونة بسرف حيث بنى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنت بسرف
وشرح الحديث ما يلي:
قوله: (هذا حديث صحيح)
وأخرجه مسلم
(واختلفوا في تزويج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة إلخ)
قال النووي في شرح مسلم: ذكر مسلم الاختلاف أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم أو وهو حلال فاختلف العلماء بسبب ذلك في نكاح المحرم , فقال مالك والشافعي وأحمد وجمهور العلماء من الصحابة فمن بعدهم: لا يصح نكاح المحرم واعتمدوا أحاديث الباب , وقال أبو حنيفة والكوفيون يصح نكاحه لحديث قصة ميمونة.
وأجاب الجمهور عن حديث ميمونة بأجوبة أصحها أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما تزوجها حلالا هكذا رواه أكثر الصحابة. قال القاضي وغيره: ولم يرو أنه تزوجها محرما إلا ابن عباس وحده , وروت ميمونة وأبو رافع وغيرهما أنه تزوجها حلالا وهم أعرف بالقضية لتعلقهم به بخلاف ابن عباس ولأنهم أضبط من ابن عباس وأكثر. الجواب الثاني: تأويل حديث ابن عباس على أنه تزوجها في الحرم وهو حلال , ويقال لمن هو في الحرم محرم وإن كان حلالا وهي لغة شائعة معروفة ومنه البيت المشهور: قتلوا ابن عفان الخليفة محرما , أي في حرم المدينة. والثالث أنه تعارض القول والفعل , والصحيح حينئذ عند الأصوليين ترجيح القول ; لأنه يتعدى إلى الغير , والفعل قد يكون مقصورا عليه. والرابع جواب جماعة من أصحابنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له أن يتزوج في حال الإحرام وهو مما خص به دون الأمة وهذا أصح الوجهين عند أصحابنا , والوجه الثاني أنه حرام في حقه كغيره وليس من الخصائص انتهى كلام النووي.
لعلي قد أفدتك أخي الفاضل
أسأل الله أن ينفعك بعلمك
ولاكن عند بحثى فى كتب الالبانى وجدت
كما اوردت الباقى ايضا لاخى الذى اجابنى فى الاتى
سبحان الله وجدت اخى هذا الكلام فى كتاب (ارواء الغليل فى تخريج احاديث منار السبيل) الالبانى
المجلد الرابع - صفحة رقم -227 -
¥(15/303)
نعيم في (مستخرجه) (21/ 191 / 2) والدارقطني (275، 399) والبيهقي (5/ 65) والطيالسي (74) وأحمد (1/ 57، 64، 68، 69، 73) من طريق أبان بن عثمان عن عثمان مرفوعا به. وفي رواية لمسلم وغيره عن نبيه بن وهب أن عمر بن عبيدالله أراد أن تزوج طلحة بن عمر بنت شيبة بن جبير، فأرسل إلى أبان بن عثمان يحضر ذلك - وهو أمير الحج، فقال: أبان: سمعت عثمان بن عفان يقول: فذكره. وقال الترمذي: (حديث حسن صحيح). وليس عنده (ولا يخطب) كما ذكر المصنف. (تنبيه) أخرج الشيخان وغيرهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: (أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم). قال الحافظ في (الفتح) (4/ 45) (وصح نحوه عن عائشة وأبي هريرة، وجاء عن ميمونة نفسها أنه كان حلالا وعن أبي رافع مثله، وأنه كان الرسول إليها (1). واختلف العلماء في هذه المسألة، فالجمهور على المنع لحديث عثمان (يعني هذا)، وأجابوا عن حديث ميمونة بانه اختلف في الواقعة كيف كانت، فلا تقوم بها الحجة، ولانها تحتمل الخصوصية، فكان الحديث في النهى عن ذلك أولى بأن يؤخذ به. وقال عطاء وعكرمة وأهل الكوفة: يجوز للمحرم أن يتزوج كما يجوز له أن يشتري الجارية للوطأ، فتعقب بالتصريح فيه بقوله: (ولا ينكح) بضم أوله. وبقوله فيه (ولا يخطب)). وقال الحافظ ابن عبد الهادي في (تنقيح التحقيق) (2/ 104 / 1) وقد ذكر حديث ابن عباس: (وقد عد هذا من الغلطات التي وقعت في (الصحيح)، وميمونة أخبرت أن هذا ما وقع، والانسان أعرف بحال نفسه، قالت: (تزوجني رسول الله * (هامش) * (1) قلت: في إسناد حديث أبي رافع مطر الوراق وهو ضعيف، وقد خالفه مالك فأرسله، كما يأتي بيانه في (النكاح)، في أول الفصل الذي يلي (باب النكاح وشروطه). رقم الحديث 1849.
المجلد الرابع - صفحة رقم -228 -
صلى الله عليه وسلم ونا حلال بعدما رجعنا من مكة). رواه أبو داود عن موسى بن إسماعيل نحوه: (تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم ونحن حلال بسرف). قلت: وسند أبي داود صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه في (صحيحه) (4/ 137 - 138) دون ذكر سرف. وأخرجه أحمد (6/ 332، 335) باللفظ الاول الذي في (التنقيح) وهو على شرط مسلم أيضا. 1038 - (وعن أبي غطفان عن أبيه: (أن عمر فرق بينهما - يعني رجلا تزوج وهو محرم -، رواه مالك والدارقطني. صحيح. أخرجه مالك (1/ 349 / 71) وعنه البيهقى (5/ 66) والدارقطني (ص 399) عن داود بن الحصين عن أبي غطفان به. قلت: وهذا سند صحيح على شرط مسلم. ثم روى مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يقول: (لا ينكح المحرم، ولا يخطب على نفسه، ولا على غيره). وسنده صحيح. وروى البيهقي عن علي قال: (لا ينكح المحرم فان نكح رد نكاحه). وسنده صحيح أيضا. قلت: وإتفاق هؤلاء الصحابة على العمل بحديث عثمان رضي الله عنه مما يؤيد صحته وثبوت العمل به عند الخلفاء الراشدين، يدفع احتمال خطأ الحديث أو نسخه، فذلك يدل على خطأ حديث ابن عباس رضي الله عنه، وإليه ذهب الامام الطحاوي في كتابه (الناسخ والمنسوخ) خلافا لصنيعه في (شرح المعاني). أنظر (نصب الراية) (3/ 174). 1039 - (وروي عن عمر: (في الجراد الجزاء)). ص 250
سبحان الله اخى يتضح من النقاط المظلله بالون الاحمر انه يوجد خطء الحديث او نسخه فى حديث ابن عباس
فهذا يعتبر اخلا ل بالحديث والاخلال بالجزئيه تخل بالكليه وهل هذه الاجابه ردت على كل التساؤلات التى طرحت فى الاول فارجوا افادتى اهل العلم بارك الله لكم
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[21 - 02 - 07, 02:58 م]ـ
أخي عبدالرحمن، لو تراجع كتاب (الأحاديث المنتقدة في الصحيحين) لمصطفى باحو
طبع في مجلدين، ستجد فيه بغيتك وزيادة
ـ[عبد الرحمن عابد]ــــــــ[21 - 02 - 07, 06:37 م]ـ
جزاك الله خيرا اخى ابراهيم المديهش وساراجع ان شاء الله هذا الكتاب بجانب كتاب الدكتور حمزة المليباري(15/304)
مرسل طاووس - يقبل أم لا؟
ـ[عدلان بن عبدالعزيز]ــــــــ[21 - 02 - 07, 06:30 ص]ـ
قرأت البحوث التي أثبتت ضعف زيادة "على صدره" في حديث وائل بن حجر. ولكن هناك من يقول بأن هذه الزيادة لها شواهد تعضدها مثل حديث قبيصة في المسند ومرسل طاووس. أرجو البيان من الإخوة خاصة الشيخ الفقيه الغامدي والدكتور ماهر.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 02 - 07, 08:24 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=249
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=10203
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 02 - 07, 09:55 ص]ـ
ولفظة (على صدره) لا تصح في حديث هلب الطائي أيضًا.
وهذا ذكر الاختلاف في حديث قبيصة بن هلب الطائي عن أبيه باختصار:
وقد اقتصرتُ في التخريج على ما كان فيه ذكر وضع اليدين على بعضهما، فأصل الحديث مكون من ثلاث جمل:
- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الطعام يُتحرج منه، فقال: «لا يختلجن في صدرك شيء ضارعت فيه النصرانية»،
- قال هلب: ورأيته ينصرف مرة عن يمينه، ومرة عن يساره،
- ويضع إحدى يديه على الأخرى في الصلاة [على صدره].
وقد يختصره بعضهم؛ فيذكر جملةً دون الأخريين، أو اثنتين دون الثالثة، وقد يذكره بعضهم تامًّا.
فالحديث رواه عبد الرزاق ويحيى بن سعيد القطان ووكيع وأبو بكر الحنفي وعبد الصمد بن حسان ومحمد بن كثير وعبد الرحمن بن مهدي والحسين بن حفص = كلهم عن سفيان الثوري،
وقتيبة وعثمان بن أبي شيبة والعباس بن الوليد النرسي وهناد بن السري وسهل بن عثمان = عن أبي الأحوص،
ومحمد بن جعفر الوركاني وزكريا بن يحيى بن صبيح ومحمد بن سعيد ابن الأصبهاني ومسدد = عن شريك بن عبد الله،
ومعاوية بن عمرو عن زائدة بن قدامة،
وغندر عن شعبة،
والمعافى بن سليمان الرسعني عن زهير بن معاوية،
وأبو بلال الأشعري عن قيس بن الربيع،
وعمرو بن حماد بن طلحة عن أسباط بن نصر،
وأحمد بن عبدة عن حفص بن جميع،
وعلّق أبو نعيم الأصبهاني رواية إسرائيل بن يونس،
عشرتهم - الثوري وأبو الأحوص وشريك وزائدة وشعبة وزهير وقيس وأسباط وحفص وإسرائيل - عن سماك بن حرب، عن قبيصة بن هلب، عن أبيه.
إلا أن:
- أبا بكر الحنفي في روايته عن الثوري قال: عن سماك عن تميم بن طرفة عن أبيه، وخطَّأه أبو حاتم - كما في العلل (1/ 142) -.
- عامة رواية شعبة بذكر الجملة الثانية (الانصراف) فحسب، وإنما اعتبرته يروي هذه الجملة (وضع اليدين) لأن ابن أبي عاصم وأبا نعيم الأصبهاني ذكرا روايته بعد رواية غيره ممن روى الجملة، ثم قالا: "نحوه".
- ومثله زهير بن معاوية، لأن عبد الباقي بن قانع قال عن روايته التي أخرجها بعد رواية من ذكر وضع اليدين: "نحوه".
- ولم يجئ في أي رواية من روايات هذا الحديث المتكاثرة ذكر لفظة (على صدره) إلا في رواية يحيى بن سعيد القطان عن سفيان الثوري عن سماك.
وقد خالفه هنا قومٌ فيهم وكيع وابن مهدي، وقد قدّم أحمد وكيعًا على يحيى وعبد الرحمن، فكيف وقد اتفق وكيع وعبد الرحمن، ومعهما جمع.
فهذه اللفظة في الحديث شاذة، وفي أصل الحديث نظر، من حيث تفرد سماك بن حرب به، وإن كان ليعقوب بن شيبة تفصيل في حال سماك، إلا أن النسائي قال فيه: "كان ربما لقن، فإذا انفرد بأصل لم يكن حجة؛ لأنه كان يلقن فيتلقن".
وقد تفرد سماك بالرواية عن قبيصة بن هلب، ذكر هذا ابن المديني ومسلم بن الحجاج.
وقبيصة وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات وصحح له في صحيحه، وقال عنه ابن المديني والنسائي: "مجهول".
ولو اغتُفر تفرد سماك بمثل أنَّ شيخَهُ هذا له أحاديث قليلة، وذلك أدعى لأن يضبطها سماك، وأنَّ الأئمة أثبتوا صحبة هلب الطائي، ولم أقف على راوٍ عنه غير ابنه، ولا عن ابنه غير سماك - كما تقدم - = فإن إعلال لفظة (على صدره) باقٍ بما ذُكر.
والله أعلم.(15/305)
سؤال
ـ[أبو الأنفال الرقي]ــــــــ[21 - 02 - 07, 06:44 ص]ـ
يا إخوة سؤال هل هناك من عمل فهرسة أو إعادة تبويب لمعجم الطبراني الأوسط(15/306)
حديث ابن عمر في طلاق زوجته
ـ[أبو عبد الرحمن الحمصي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 03:21 م]ـ
إخواني الكرام:
أشكل علي حديث ابن عمر عند أبي داود والترمذي وابن ماجه الذي يقول فيه:
«كَانَتْ تَحْتِي امْرَأَةٌ، وَكُنْتُ أُحِبُّهَا، وَكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُهَا، فَقَالَ لِي: طَلِّقْهَا، فَأَبَيْتُ، فَأَتَى عُمَرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: طَلِّقْهَا».
فما وجه هذا الحديث؟ ولماذا أمر بطلاقها؟
وهل هو على إطلاقه؟ فيؤمر كل إنسان بطلاق امرأته إذا طلب ذلك أحد الوالدين؟
إم هو خاص بعمر وابنه؟
أرجو منكم الإفادة ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 02 - 07, 01:12 ص]ـ
ليس الأمر على إطلاقه، ولا يلزم الابن أن يطيع أباه فيما يعود عليه بالضرر
لكن عليه أن يترفق به ويداريه حتى يذهب الله ما في نفسه.
وابن عمر اطاع أباه وهو من هو، ولا شك أن عمر لم يأمر بذلك إلا وقد رأى مصلحة راجحة لذلك. ويقال لكل أب استشهد بهذه القصة طالباً من ابنه طلاق زوجه: وهل أنت مثل عمر؟!.
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[25 - 02 - 07, 08:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يراجع "الاداب الشرعية لابن مفلح ج1ص447"-لاتجب طاعة الوالدين بطلاق إمراته-
وجزيتم خيرا
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 12:12 ص]ـ
وهل اباك مثل عمر؟!.
وهذا جواب الإمام احمد للرجل الذي سأله هل يطلق زوجته بناء على طلب ابيه؟!!
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 12:13 ص]ـ
وهل اباك مثل عمر؟!.
وهذا جواب الإمام احمد للرجل الذي سأله هل يطلق زوجته بناء على طلب ابيه؟!!(15/307)
أهمية معرفة المصطلحات الخاصة للأئمة
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[22 - 02 - 07, 03:24 م]ـ
أهمية معرفة المصطلحات الخاصة
إن اتساع اللغة، وتعدد مدلولات الكلمة، يجعل القارئ يقف مع بعضها موقف المتردد في تنزيلها على أي المدلولات التي ظهرت له، فإذا ما كانت الكلمة قد رسخت في ذهنه على مدلولٍ معين؛ سارع في تنزيلها حسب اصطلاحه هو في كلامه، لا على اصطلاح المتكلم.
ولهذا وقع الغلط في الفهم والاستدلال في شتى الفنون؛ بسبب العزوف عن فهم مصطلحات المتكلم، قبل البدء في تفهمه، والاستدلال به.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ــ: ( .... وكذلك الألفاظ المشتركة والمنقولة والمغيرة شرعاً، نقلاً وتغييراً شرعيين أو عرفيين، إنما يريد بها المتكلم في الغالب أحد المعنيين، مع أن المعاني الأخر جائزة الإرادة ولم تُرد ...
إلى أن قال:
وهذا باب واسع، فمن تأمل كل لفظ في كلام متكلم، رأى أنه يجوز أن يراد به من المعاني ما شاء الله، والمتكلم لم يُرد إلا واحداً من تلك المعاني ... ) (1).
وقال أيضاً: (ومَنْ لم يعرف لغة الصحابة التي كانوا يتخاطبون بها، ويخاطبهم بها النبي صلى الله عليه وسلم، وعادتهم في الكلام؛ وإلا حرّف الكلم عن مواضعه، فإن كثيراً من الناس ينشأ على اصطلاح قوم،وعادتهم في الألفاظ، ثم يجد تلك الألفاظ في كلام الله، أو رسوله،
أو الصحابة، فيظن أنّ مراد الله، أو رسوله، أو الصحابة بتلك الألفاظ، مايريدُه بذلك أهلُ عادته واصطلاحه، ويكون مرادُ الله ورسوله والصحابة خلاف ذلك؛وهذا واقع لطوائف من الناس، من أهل الكلام، والفقه، والنحو، والعامة،وغيرهم). (2)
وقال ابن القيم ــ رحمه الله ــ: (والعلم بمراد المتكلم، يُعرف تارة من عموم لفظه، وتارة من عموم علته، والحوالة على الأول أوضح لأرباب الألفاظ، وعلى الثاني لأرباب المعاني والفهم والتدبر ..... وقد يعرض لكل من الفريقين، ما يخل بمعرفة مراد المتكلم، فيعرض لأرباب الألفاظ، التقصير بها عن عمومها، وهضمها تارة، وتحميلها فوق ما أريد بها تارة، ويعرض لأرباب المعاني فيها نظير ما يعرض لأرباب الألفاظ، فهذه أربع آفات هي منشأ غلط الفريقين .. (3).
وقد وقع غلط عظيم في أبواب الشريعة خاصة، ومنشأه: الجهل بمراد الله، ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم، وتنزيل الألفاظ الشرعية على المصطلحات الحادثة.
قال ابن تيمية ــ رحمه الله ــ: (ومن أعظم أسباب الغلط في فهم كلام الله ورسوله، أن ينشأ الرجل على اصطلاح حادث، فيريد أن يفسِّر كلام الله بذلك الاصطلاح،ويحمله على تلك اللغة التي اعتادها) (4)
قال ابن القيم – رحمه الله –: ( ...... تنزيل كلام الله وكلام رسوله، على الاصطلاحات التي أحدثها أرباب العلوم، من الأصوليين، والفقهاء، وعلم أحوال القلوب، وغيرهم، فإن لكل من هؤلاء اصطلاحات حادثة، في مخاطباتهم وتصانيفهم، فيجيء من قد ألف تلك الاصطلاحات الحادثة، وسبقت معانيها إلى قلبه فلم يعرف سواها، فيسمع كلام الشارع فيحمله على ما ألفه من الاصطلاح؛ فيقع بسبب ذلك في الفهم عن الشارع، ما لم يرده بكلامه، ويقع من الخلل في نظره ومناظرته ما يقع، وهذا من أعظم أسباب الغلط عليه .... ) (5).
قال أبو الوليد الباجي ــ رحمه الله ـ: (فعلى هذا يَحمِل ألفاظ الجرح والتعديل، مَن فهم أقوالهم وأغراضهم، ولا يكون ذلك؛ إلا لمن كان من أهل الصناعة والعلم بهذا الشأن، وأما مَن لم يعلم ذلك، وليس عنده من أحوال المحدثين إلا ما يأخذه من ألفاظ أهل الجرح والتعديل، فإنه لا يمكنه تنزيل الألفاظ هذا التنزيل، ولا اعتبارها بشيء مما ذكرنا، وإنما يتبع في ذلك ظاهر ألفاظهم فيما وقع الاتفاق عليه، ويقف عند اختلاف عباراتهم .. ) (6).
والغلط في فهم مصطلح إمام من أئمة الجرح والتعديل، له أثر واضح في الحكم على الراوي جرحاً أو تعديلاً (7) وبالتالي، يظهر الغلط في الحكم على الحديث؛ علماً بأن أهمية تتبع المصطلحات، تظهر أكثر في فن الجرح والتعديل، وذلك لأمور منها:
1) استخدام الأئمة المصطلح لأكثر من معنى (8)
قال د. خالد الدريس: " وقد لاحظت أن الحفاظ والنقاد المتقدمين، يوجد في مصطلحاتهم ميل للتوسع في مدلولها ... ثم ذكر أمثلة على ذلك .. " (9).
¥(15/308)
وقد برر الدكتور هذا التوسع بقوله: " ومثل هذه المصطلحات الواسعة، يحتاج إليها كل علم في بداياته، وخاصة إذا كان ذلك العلم في مرحلة نمو وتشكل، ولم تستقر بعدُ قواعده وقوانينه واصطلاحاته، كما هو الحال في مصطلح الحسن، في زمن أولئك الأئمة .. ) (10).
2) أن الغالب على عبارات الأئمة، الاختصار الشديد، لاعتمادهم على فهم السائل والمتلقي (11).
قال د. محمد العمري: " ولذلك جاءت عباراتهم فيها اختصار شديد، في غاية من الدقة، ووضوح الدلالة في كثير منها، وقد روعي فيها المعنى اللغوي، والاصطلاحي، فتأمل الفرق بين عباراتهم: يروي المناكير، وله مناكير، وأحاديثه منكرة، ومنكر الحديث ... " (12).
3) أن بعض عباراتهم، لم تذكر في كتب المصطلح، ولم يُوَضَّح معناها (13).
قال مكي بن إبراهيم: سئل شعبة عن ابن عون؟ فقال: سمن وعسل، قيل: فما تقول في هشام بن حسان؟ قال: خل وزيت. قيل: فما تقول في أبي بكر الهذلي؟ قال: دعني لا أقيء به. ا. هـ. (14)
قال السبكي ــ رحمه الله ـ: " ومما ينبغي أن يتفقد عند الجرح أيضاً: حال الجارح في الخبرة بمدلولات الألفاظ، فكثيراً ما رأيت من يسمع لفظة، فيفهمها على غير وجهها؛ والخبرة بمدلولات الألفاظ؛ ولاسيما العرفية التي تختلف باختلاف عرف الناس، وتكون في بعض الأزمنة مدحاً, وفي بعضها ذماً, أمر شديد، لا يدركه
إلا قعيدٌ بالعلم" (15).
قال المعلمي: " صيغ الجرح والتعديل، كثيراً ما تطلق على معانٍ مغايرة لمعانيها المقررة في كتب المصطلح، ومعرفة ذلك؛ تتوقف على طول الممارسة، واستقصاء النظر" (16).
وقال – رحمه الله –: " .... منهم من لا يطلق "ثقة" إلا على من كان في الدرجة العليا من العدالة والضبط؛ ومنهم من يطلقها على كل عدل ضابط، وإن لم يكن في الدرجة العليا، ومنهم من يطلقها على العدل، وإن لم يكن ضابطاً؛ ومنهم من يطلقها على المجهول الذي روى حديثاً واحداً قد توبع عليه؛ ومنهم من يطلقها على المجهول الذي روى حديثاً له شاهد؛ ومنهم من يطلقها على المجهول الذي روى حديثاً لم يستنكره هو؛ ومنهم من يطلقها على المجهول الذي روى عنه ثقة إلى غير ذلك؛ وهم مع ذلك، مختلفون في الاستدلال على أحوال الرواة، فمنهم المبالغ في التثبت، ومنهم المتسامح، ومَن لم يعرف مذهب الإمام منهم، ومنزلته من التثبت؛ لم يعرف ما تعطيه كلمته، وحينئذ فإما أن يتوقف، وإما أن يحملها على ما هو المشهور في كتب المصطلح، ولعل ذلك رفع لها عن درجتها، وبالجملة، فإن لم يتوقف، قال بغير علم، وسار على غير هدى" (17).
والجهل بمدلول المصطلح، ومراد الإمام منه؛ قد يؤدي إلى تجهيل الأئمة، ونسبتهم للتناقض، فمثلاً: أسباط بن نصر الهمْداني، قال عنه ابن معين: ليس بشيء، وقال مرة أخرى: ثقة (18)، فغير العارف بمصطلح الإمام ابن معين قد ينسبه إلى التناقض. (19)
وبعد
فلا يزال هذا الباب، أعني باب ضبط مصطلحات الأئمة، بعد جمعها وتفهمها؛ يعرضه الأئمة، متمنين إتمامه، أو يعرضه بعض أهل العلم ويَعِدُ بإحكامه. (20)
قال الذهبي – رحمه الله –: " .... ثم نحن نفتقر إلى تحرير عبارات التعديل والجرح، وما بين ذلك من العبارات المتجاذبة، ثم أهم من ذلك، أن نعلم بالاستقراء التام، عُرف ذلك الإمام الجهبذ، واصطلاحه ومقاصده بعباراته الكثيرة" (21).
قال السخاوي – رحمه الله –: " .... من نظر كتب الرجال، ككتاب ابن أبي حاتم المذكور، والكامل لابن عدي، والتهذيب، وغيرها، ظفر بألفاظ كثيرة، ولو اعتنى بارع بتتبعها، ووضع كل لفظة بالمرتبة المشابهة لها، مع شرح معانيها لغةً واصطلاحاً؛ لكان حسناً (22)، ولقد كان شيخنا يلهج بذكر ذلك، فما تيسر؛ والواقف على عبارات القوم، يفهم مقاصدهم بما عرف من عباراتهم في غالب الأحوال، وبقرائن ترشد إلى ذلك" (23).
فظهر بما سبق أهمية دراسة مصطلحات الأئمة، ومراعاتها عند النظر في أحوال الرجال (24).
الهوامش
1) تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل لشيخ الإسلام 2/ 474 ــ475.
2) قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة ص152
3) إعلام الموقعين 1/ 220
4) مجموع الفتاوى 12/ 106ـ107 وانظر: الإيمان لشيخ الاسلام أيضاً ص110 والحقيقة الشرعية لمحمد بازمول ص14 وما بعدها
5) مفتاح دار السعادة 2/ 271 ــ272
6) التعديل والتجريح 1/ 287
7) الجرح والتعديل لللاحم ص20 ــ23.
8) الجرح والتعديل للاحم ص19 ــ20.
¥(15/309)
9) الحديث الحسن للدريس 2/ 696.
10) المصدر السابق ص1002.
11) الجرح والتعديل لللاحم ص19 ــ20
12) دراسات في منهج النقد عند المحدثين ص262.
13) سير أعلام النبلاء 7/ 220 أفاده في شفاء العليل للسليماني ص235 وانظر: شرح ألفاظ التجريح النادرة الاستعمال للهاشمي.
14) قاعدة الجرح والتعديل ص46 وفي الطبعة التي حققها أبو غدة ص53 وفيها " إلا فقيه بالعلم" وذكر أن قعيد "محرف" عن "فقيه" والله أعلم.
15) مقدمة تحقيقه للفوائد المجموعة للشوكاني ص9.
16) الاستبصار في نقد الأخبار للمعلمي ص7 ط. أطلس، وانظر: الموسوعة العلمية الشاملة عن الإمام يعقوب بن شيبة 1/ 322.
17) تهذيب التهذيب 1/ 211 ــ212.
18) انظر: ص (21) من بحثي (مصطلحات الأئمة ... )
19) كالدكتور اللاحم في الجرح والتعديل ص420.
20) الموقظة ص82 ط. أبي غدة ص62 ط. عمرو عبد المنعم ص320 كفاية الحفظة شرح الموقظة للهلالي.
21) ذكر اللكنوي شيئاً يسيراً في كتابه الرفع والتكميل، ومِن أوعب من جمع حتى الآن أبو الحسن مصطفى السليماني المأربي في كتابه (شفاء العليل بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل) وقد صدر منه الجزء الأول ط. الأولى 1411هـ.
22) فتح المغيث للسخاوي 2/ 109 والعبارة الأخيرة (والواقف على عبارات القوم ... ) أخذها من ابن كثير في اختصار علوم الحديث. انظر ص (35) في هذا البحث.
23) ينظر: ضوابط الجرح والتعديل للعبد اللطيف ص83، ضوابط الجرح والتعديل عند الذهبي لمحمد الثاني 2/ 840، الموسوعة الشاملة عن الإمام يعقوب بن شيبة 1/ 305، الجرح والتعديل لللاحم ص407و ص421، منهج أهل السنة والجماعة في تقويم الرجال ومؤلفاتهم للصويان ص30 - 31، المنهج الإسلامي في الجرح والتعديل د. فاروق حمادة ص402، شرح لغة المحدث لطارق عوض الله ص40 - 53، أسباب اختلاف المحدثين د. الأحدب 2/ 567، ألفاظ وعبارات الجرح والتعديل .... لأحمد معبد ص346، مقدمة تحرير التقريب بشار عواد وشعيب 1/ 41 - 43، القاعدة الثالثة من قواعد الجرح والتعديل للسعد (أشرطة مفرغة).
كتبه:/
إبراهيم بن عبدالله المديهش
الرياض
5/ 2/1428هـ
تنبيه:/ هذا الفصل مستلٌ من بحثي (مصطلحات أئمة الحديث الخاصة،ويليه القرائن الموصلة إلى فهم مقاصد الأئمة في عبارات الجرح والتعديل) وسيطبع قريباً بإذن الله تعالى
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[22 - 02 - 07, 09:56 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخ ابراهيم
ـ[المعتضد بالله]ــــــــ[02 - 03 - 07, 09:56 م]ـ
شكر الله لك يا شيخ ابراهيم وجعل هذا لجهد في ميزان عملك(15/310)
أريد ترجمة أمة الله مريم
ـ[الترفاس رشيد]ــــــــ[22 - 02 - 07, 08:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد ترجمة الشيخة الصالحة مريم أمة الله صاحبة الجزء المعروف وهي فيما أعتقد شيخة للجافظ ابن حجر
ـ[محمد خالد العلوي]ــــــــ[24 - 02 - 07, 02:21 ص]ـ
هي: مريم، وتدعى قضاة بنت الشيخ عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن الحنبلية الصالحة المسندة من أصحاب الشيخ، المسند أبي الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر
ولدت سنة 691 وروت عن خلق، وحدثت، وأجازت لولدها شمس الدين بن عبد القادر النابلسي وتوفيت في المحرم سنة 758. (الشذرات نقلاً عن السحب)
ترجمتها في:
- شذرات الذهب لابن عماد الدين
- السحب الوابلة على ضرائح! الحنابلة
- المنهج الأحمد
- ومختصر المنهج الأحمد
- الدرر الكامنة
هذا ما وفقني ربه له ...
ـ[الترفاس رشيد]ــــــــ[24 - 02 - 07, 12:46 م]ـ
بارك الله فيك وأسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحبه ويرضاه
ـ[الترفاس رشيد]ــــــــ[24 - 02 - 07, 12:48 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المعلومات
ـ[محمد خالد العلوي]ــــــــ[24 - 02 - 07, 10:53 م]ـ
وإياك ولك مثله أخي الفاضل(15/311)
أريد درجة هذا الحديث
ـ[أبو مصعب الطرابلسي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 09:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سمحتم أريد تخريج حديث (ان الله اذا حرم شيأ حرم ثمنه).
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[22 - 02 - 07, 10:07 م]ـ
في المرفقات تجد الصفحات (4/ 416 - 417) من مسند الامام أحمد (شعيب).
ـ[عبد المتين]ــــــــ[23 - 02 - 07, 05:41 م]ـ
قال الإمام الجهبذ أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن مهران الرازي في كتابه العلل: وسئل أبو زرعة عن حديث؛ رواه سعيد بن سليمان الواسطي، عن هشيم، عن خالد الحذاء، عن أبي العريان المجاشعي، عن ابن عباس، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود، حرمت عليهم الشحوم فباعوها، وأكلوا أثمانها، وإن الله إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه.
فقال أبو زرعة: هذا خطأ، إنما هو: عن بركة أبي الوليد، وهم فيه هشيم.
ـ[عبد المتين]ــــــــ[23 - 02 - 07, 05:42 م]ـ
قال الإمام الجهبذ أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن مهران الرازي في كتابه العلل: وسئل أبو زرعة عن حديث؛ رواه سعيد بن سليمان الواسطي، عن هشيم، عن خالد الحذاء، عن أبي العريان المجاشعي، عن ابن عباس، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود، حرمت عليهم الشحوم فباعوها، وأكلوا أثمانها، وإن الله إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه.
فقال أبو زرعة: هذا خطأ، إنما هو: عن بركة أبي الوليد، وهم فيه هشيم.(15/312)
هل من شرط العمل بالحديث أن يعمل به السابقون؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[22 - 02 - 07, 10:50 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
مسألة هل من شرط العمل بالحديث أن يقول بمضمونه السابقون من السلف وأن يعملوا به.
مثال ذلك قتل الشارب في الرابعة قال الترمذي في آخر كتابه في كتاب العلل ما لفظه: جميع ما في هذا الكتاب من الحديث هو معمول به وبه أخذ بعض أهل العلم ما خلا حديثين حديث بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر بالمدينة والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر ولا مطر وحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه انتهى
تحفة الأحوذي (1|478)
ومثال ذلك النهي عن صيام السبت مطلقا فلا أعلم أن أحدا من السلف عمل به إلا ما ذكره شيخنا الألباني رحمه الله لما سئل عن هذا الحديث هل عمل به السلف؟ فأجاب رحمه الله أن بعض أهل الحديث عمل به وقد أشار الطحاوي في كتابه شرح معاني الآثار (2|138) إلى أولئك في معرض رده عليهم.
وهذه المسألة مهمة وتحتاج إلى بحث وتأصيل فإن الأصل أننا متعبدون بما صح من الحديث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا لم يوجد له ناسخ , ولا يضر إن كان الأكثر لم يعمل به ففي كتاب "حصول المأمول من علم الأصول" ما نصه " اعلم أنه لايضر الخبر الصحيح عمل أكثر الأمة بخلافه لأن قول الأكثر ليس بحجة ثم يعلل صديق حسن خان ذلك بقوله: لأنا متعبدون بما بلغ إلينا من الخبر ولم نتعبد بما فهمه الراوي ولم يأت من قدم عمل الراوي على روايته بحجة تصلح للاستدلال بها.
وقد كتب العلامة أحمد شاكر رحمه الله بحثا في مسألة قتل شارب الخمر في الرابعة وأنه يقتل سماها " كلمة الفصل في قتل مدمني الخمر" وقد انتهى في بحثه إلى أن شارب الخمر إذا جلد فيها ثلاث مرات فلم يدعها وشربها الرابعة يقتل وإن حكم القتل لم ينسخ وإن دعوى الإجماع على نسخ هذا الحديث الذي أشار إليه الترمذي وترك العمل به منقوضة وأورد الأدلة والنقول التي تعزز قوله عن بعض الصحابة. .. فقه الجمع بين الصلاتين (117)
فأرجو من كان عنده فائدة في هذه المسألة أن يتفضل بها مشكورا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 11:25 م]ـ
الإشكال في هذه المسألة يقع من الخلط بين مفهومين:
الأول: النص الشرعي .......... الثاني: فهمي للنص الشرعي
ومع أن الفرق بينهما شاسع للغاية، إلا أنك تجد أحيانا بعض كبار العلماء - فضلا عن طلبة العلم - يخلط بينهما خلطا قبيحا جدا.
فتراه يستدل على المسألة بنص معين، ويظن أن هذا النص قاطع للنزاع، مع أن هذا النص معارض بغيره ولكنه غير مقتنع بوجود المعارضة، أو يكون هذا النص محتملا لتعدد الفهم، ولكنه غير مقتنع بوجود هذا التعدد في الفهم، فتراه يحسب أن فهمه لدلالة النص مطابقة تماما لحجية النص، وهذا واضح البطلان، إلا في حالة واحدة فقط، وهي أن يتفق جميع العقلاء على أن هذا النص لا يحتمل إلا هذا الفهم، وهذه الحالة من المحال أن توجد في النصوص الشرعية.
فمن المحال أن يوجد نص شرعي يكون صحيحا ثابتا لا مطعن فيه، وتكون دلالته واضحة جدا لا يختلف فيها اثنان، ولا يكون له معارض آخر من النصوص، ومع هذا كله يكون أكثر العلماء على خلافه حتى لا يكاد يعرف لهم مخالف.
فهذه الحالة أنا أدعي أنها من المحال أن توجد.
فإذا فهمنا ما تقدم تبين لنا أن ما يشنع به بعض الناس على أهل العلم بمثل قولهم (الحديث حجة بنفسه ولا يحتاج لعمل أحد)، وقولهم (العبرة بالدليل لا بكثرة القائلين)، وقولهم (الحق لا يعرف بالرجال) خطأ واضح في الفهم والتطبيق، وهي كلمات حق أريد بها باطل.
فنحن متفقون على أن الحديث حجة بنفسه ولا يحتاج لعمل أحد، ومتفقون على أن العبرة بالدليل لا بكثرة القائلين، ومتفقون على أن الحق لا يعرف بالرجال، وإنما الرجال يعرفون بالحق.
ولكن ماذا يعني هذا؟
هل معناه أنه من الممكن أن يكون أهل العلم جميعا أخطئوا في فهم النصوص، وخصني الله عز وجل وحدي من دون سائر العالمين بفهم شرعه؟!!
إن الذي يظن أن أهل العلم جميعا أخطئوا في مسألة من المسائل، ولم يفهموا النصوص على وجهها، وهو وحده صاحب العقل الرجيح والعلم الصحيح الذي انفرد بمعرفة الحكم الشرعي وفهم النص على وجهه - إن الذي يظن هذا الظن غالبا يكون من أكثر الناس حمقا وأقلهم عقلا وأعظمهم جهلا، وهو في أحسن أحواله عالم زل عن الحق والصواب في هذه المسألة.
وبالمثال يتضح المقال، تعال للنظر في مسألة صيام يوم السبت
وأنا هنا لا أريد أن أناقش المسألة من الناحية الترجيحية، ولكن أريد فقط أن أبين أن المسألة ليست بالصورة المعروضة.
حديث النهي عن صيام يوم السبت له ثلاثة أنظار:
النظر الأول من جهة الثبوت، والنظر الثاني من جهة الدلالة، والنظر الثالث من جهة وجود المعارض
النظر الأول: أكثر أهل العلم على أنه غير ثابت من جهة النقل، وبعضهم يرى أنه منسوخ
النظر الثاني: العلماء الذين صححوا الحديث أكثرهم على أن المراد به الإفراد
النظر الثالث: هذا الحديث ليس له ما يعضده مطلقا من الأحاديث، وله أكثر من عشرة أحاديث تعارضه.
وقد ذكر الأثرم في الناسخ والمنسوخ أن هذا الحديث هكذا جاء فردا، وجاء مخالفا لجميع الأحاديث، ولا شك أن المهيع المتبع عند أهل العلم أنهم يقدمون ما تواطأت عليه الأحاديث في دلالته على ما انفرد بدلالة شيء مخالف لجميعها.
أنا لا أريد هنا مناقشة المسألة فقهيا، ولكن أريد أن أقول: (إن القول بأن أهل العلم هنا خالفوا النص الصحيح الصريح والصواب بخلاف قولهم) قول واضح الفساد.
تستطيع أن تقول: هذا رأيي وهذا اجتهادي، ولا ألزمكم به، أما أن تقول: هذا هو دين الله الحق الذي لا يسوغ غيره، فهذا في مثل هذه المسألة من أبطل الباطل!
والله تعالى أعلى وأعلم، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
¥(15/313)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[23 - 02 - 07, 03:28 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا مالك ولكن لا أظن أن هناك مثالا صحيحا على حديث صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يوجد له ناسخ ولم يعمل به أحد من السلف فمثلا ما ذكره الترمذي من أن الأمة لم تعمل بحديثين الجمع من غير عذر وقتل الشارب في الرابعة أما الأول فقد رده النووي بقوله: وأما حديث بن عباس فلم يجمعوا على ترك العمل به بل لهم أقوال. ثم قال: وذهب جماعة من الأئمة إلى جواز الجمع في الحضر للحاجة لمن لا يتخذه عادة وهو قول بن سيرين وأشهب من أصحاب مالك وحكاه الخطابي عن القفال الشاشي الكبير من أصحاب الشافعي عن أبي إسحاق المروزي وعن جماعة من أصحاب الحديث واختاره بن المنذر.
وأما الحديث الثاني فقد رد أحمد شاكر على من زعم أن الأمة لم تعمل به ودلل على ذلك من آثار الصحابة على العمل به , وأما حديث صيام السبت فأنا أوردته لأدلل أن الشيخ له مستند في قوله وأن قوله قد قال به بعض من سبقه من العلماء لأن بعض طلبة العلم أنكر على العلامة الألباني رحمه الله أنه لم يقف على أحد قال بقوله في النهي عن صيام السبت مطلقا , وليس البحث في هذه المسألة بالذات , ولكن كما قدمت لم أقف على مثال على حديث صحيح صح ولم يعمل به السلف والله أعلم.
ـ[جمال عبد السلام]ــــــــ[23 - 02 - 07, 07:03 م]ـ
مثال ذلك قتل الشارب في الرابعة قال الترمذي في آخر كتابه في كتاب العلل ما لفظه: جميع ما في هذا الكتاب من الحديث هو معمول به وبه أخذ بعض أهل العلم ما خلا حديثين حديث بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر بالمدينة والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر ولا مطر وحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه انتهى
أتمنى لو يفيدنا الأخ أبو مالك بحكم العمل بهذين الحديثين تحديدا؟
فوفقا لكلام الأخ أبي مالك .. حكم العمل بالحديثين يتباين من شخص لآخر، فالترمذي الذي لم يعلم سابقا عمل بهما لا يجوز له العمل بهما، أما غيره ممن علم ذلك السابق فيجوز له العمل بهما؟
و مؤدى ذلك تعدد الشرائع ....
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 02 - 07, 09:52 م]ـ
أخي الكريم
كلامك غير صحيح؛ لأن الحديث لو كان منسوخا ولم يصل للعالم الحديث الناسخ فواجب عليه أن يعمل بهذا المنسوخ بلا نزاع بين أهل العلم، ولم يقل أحد إن هذا يؤدي إلى تعدد الشرائع، فتأمل!
ـ[أبو سلمى المصرى]ــــــــ[23 - 02 - 07, 10:27 م]ـ
مقال مفيد يثري الموضوع
هل يجب البحث عن المعارض قبل العمل بالسنة الصحيحة ... ؟؟
للعلاّمة الأصولي السيد عبد الحي بن الصدّيق الغماري الحسني ..
من الأعذار التي يتعلل بها المقلدون لرد السنن الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أن العمل بالحديث يحتاج إلى البحث عن المعارض إذ ربما يكون الحديث دالا على الوجوب أوالحرمة أو الندب مع وجود معارض له يدل على خلاف مادل عليه أو على نسخه ..
ولايوجد من له أهلية التحقق من وجوده أو عدم وجوده سوى الأئمة .. أما من جاء بعدهم من العلماء فلا سبيل لهم إلى معرفته ..
هذا أحد الأعذار التي يجعلها المقلدون وسيلة لرميهم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم وتقديمهم أقوال أئمتهم عليها ولو كانت نصا صريحا لايحتمل التأويل بحال من الأحوال ...
وعذرهم هذا عذر باطل، وعن الدليل عاطل، وإنما هو من هوس المقلدين وترهاتهم الناشئة عن جهلهم وجمودهم وتعصبهم كما تدل عليه الأدلة الآتية:
– الدليل الأول على بطلانه وفساده ما قاله الإمام تقي الدين السبكي في رسالته التي أفردها للكلام على قول الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه: إذا صح الحديث فهو مذهبي: إن الأحاديث الصحيحة ليس فيها شيء معارض متفق عليه، والذي يقوله الأصوليون من أن خبر الواحد إذا عارضه خبر متواتر أو قرآن أو إجماع أو عقل إنما هو فرض، وليس شيء من ذلك واقعا، ومن ادعى فليبينه حتى نرد عليه ..
¥(15/314)
وكذلك لايوجد خبران صحيحان من أخبار الآحاد متعارضان بحيث لايمكن الجمع بينهما. والشافعي قد استقرأ الأحاديث وعرف أن الأمر كذلك وصرح به في غير موضع من كلامه فلم يكن عنده ما يتوقف عليه العمل إلا صحته، فمتى صح وجب العمل به لأنه لامعارض له، فهذا بيان للواقع. والذي يقوله الأصوليون مفروض وليس بواقع، وهذه فائدة عظيمة وإليها الإشارة بقوله: إذا صح الحديث .. حيث أطلقه ولم يجعل معه شرطا آخر. انتهى كلامه ص 84 من المثنوني والبتار، لشقيقنا الحافظ أبي الفيض رحمه الله تعالى، طبعة الأنوار.
فبيَّن تقي الدين السبكي أنه لايوجد حديثان صحيحان متعارضان، بحيث لايمكن الجمع بينهما، وأن الشافعي صرح بهذا في غير موضع من كلامه. فلهذا علَّق العمل بالحديث على صحته لأنه لامعارض له وأن هذا بيان للواقع، والذي يقوله الأصوليون مفروض وليس بواقع ..
وهذا وحده كاف في الدلالة على بطلان عذرهم وفساده، لأنه صادر من إمامين عظيمين لهما المكانة العظيمة في علوم الشريعة. ويؤيد ما قاله هذان الإمامان،
2 – الدليل الثاني وهو أن انتفاء المعارض هو الأصل لأن الله تعالى لم ينزل شريعته متناقضة ولاجعلها متعارضة بل أنزل القرآن والوحي يصدق بعضه بعضا.
والسنة مثل القرآن إجماعا بل هي داخلة في مسمى كتاب الله كما بينه الحافظ في الفتح عند الكلام على قوله صلى الله عليه وسلم في حديث العسيف: لأقضين بينكما بكتاب الله، وإنما قضى بينهما بسنته. إذ الكل من عند الله تعالى، إن هو إلا وحي يوحى. فدل هذا على أن الأصل عدم المعارض وانتفاؤه فيجب استصحابه والتمسك به، كما يجب التمسك بالنفي الأصلي واستصحابه عند عدم ورود النص على ماهو مقرر في أصول الفقه.
3 – الدليل الثالث أن الحديث متيقن، ومعارضه محتمل مشكوك في وجوده. ومن قواعد وأصول الشريعة أنه لايترك متيقن لموهوم محتمل.
4 – الدليل الرابع أن عمل الصحابة رضي الله تعالى عنهم كان على خلاف هذا الشرط فإنهم كانوا يعملون بالأحاديث بدون توقف ولابحث عن معارض. فإذا وصلهم الحديث أخذوا به وعملوا بمقتضاه، وقضاياهم في ذلك كثيرة لو تُتُبعت لجاء منها مجلد كما قال ابن القيم في اعلام الموقعين.
5 – الدليل الخامس وعلى تسليم دعواهم وجوب البحث عن المعارض قبل العمل بالحديث فإن العلم بانتفائه في وقتنا أيسر كثيرا جدا من العلم به في زمن الأئمة لما هو موجود في وقتنا من كتب السنة التي لايحصى نوعها وعددها بسبب المطابع الحديثة، بحيث يمكن للباحث أن يجزم بوجود المعارض أو انتفائه وهو مطمئن بذلك الحكم غير شاك ولامتردد فيه. وهذا شيء لايمكن في زمن الأئمة لما هو معلوم أن السنة لم تكن وصلت حينئذ طور الكمال في الجمع والتدوين بل كانت محفوظة في الصدور مفرقة بتفرق رواتها وحفاظها في البلدان والأقطار.
وقد كان هذا هو عذر الإمام مالك لما دعاه المنصور إلى الموافقة على حمل الناس أن يعملوا بكتبه ولايتعدَّوها إلى غيرها، فاعتذر الإمام عن قبول هذه الفكرة بأن الصحابة سمعوا أحاديث ورووا روايات وتفرقوا في البلدان، ودعاه الرشيد إلى مثل هذا فاعتذر بالعذر نفسه، يؤيد هذا ويزيده ظهورا
6 – الدليل السادس وهو أن الأئمة أصحاب المذاهب المتبوعة قد تمسكوا في كثير مما ذهبوا إليه من أحكام بعمومات أو مطلقات من القرآن أوالسنة مع وجود مخصصات أو مقيدات لها. وهذا شيء موجود بكثرة في أقوال الأئمة خصوصا أبا حنيفة ومالكا كما يعلمه من كانت له خبرة بأحاديث الأحكام، وربما نبهت على شيء من ذلك في بحث خاص.
وغير خاف أن وجود هذا في أقوالهم دليل واضح على أنهم كانوا لايرون البحث عن المعارض ولا العلم بانتفائه شرطا في العمل بالحديث.
ولهذا كان يتغير اجتهادهم وتَرد عنهم أقوال متعارضة بحسب ما وقفوا عليه من المعارض بعد الاجتهاد الأول. وقد لاينفون على المعارض فيستمرون على القول بما دل عليه العام أو المطلق مع وجود مخصصه أو مقيده!!
ومن رجع إلى المغني لابن قدامة والمجموع للنووي والفتح للحافظ، ونيل الأوطار للشوكاني وسبل السلام للأمير الصنعاني وغيرها من الكتب التي تذكر أقوال الأئمة وأدلتها تحقق هذا وعلمه علما يقينا.
وقد كان هذا من الأسباب التي دعت الشافعي إلى الرجوع عن مذهبه الذي وضعه بالعراق إلى مذهبه الجديد الذي وضعه بمصر!! يؤيد هذا
¥(15/315)
7 – الدليل السابع وهو أن العلم بانتفاء المعارض يستلزم الإحاطة بالسنة ومدارك الأحكام إذ لايمكن العلم بانتفائه والقطع بعدم وجوده إلا لمن هذا وصفه، والإحاطة متعسرة بل ممنوعة كما بينه الأئمة أنفسهم، كما أوضحته في كتابي: إقامة الحجة .. على عدم إحاطة أحد من الأئمة الأربعة بالسنة.
وهذا يستلزم ضرورة أنه لم يوجد في الأمة مجتهد صحيح الاجتهاد مقبوله!! واللازم باطل، فالملزوم مثله ..
8 – الدليل الثامن أن هذا العذر البارد الذي يتعللون به لترك السنة والإعراض عنها لازم لهم في أقوال الإمام فإنها تتعارض كثيرا، فيروى عنه في المسألة الواحدة قول بالحرمة وقول بالجواز، وآخر بالكراهة وغيرها كما يعلمه الخبير بكتب الفقه وهذا شيء كثير جدا في المذاهب كلها، وحيث ثبت عنه هذا التعارض في كثير من أقواله، فجائز جدا أن يكون موجودا في جميعها .. !!
فيلزمهم أن لايعملوا بشيء منها إلا بعد البحث عن معارضه!! وهم غير أهل للبحث عنه كما أقروا به هم أنفسهم في البحث عن معارض الحديث. فقالوا إنهم غير أهل للبحث عنه وإن المؤَهَّل له هو الإمام!!
وهكذا يتبين لمن له مسكة من العقل أن عذرهم هذا يستلزم تركهم العمل بشريعة الله كلها فلا يؤخذ حكم لما ينزل بالناس من الحوادث ولا العبادات والمعاملات لا من السنة ولا من أقوال الإمام لاحتمال وجود المعارض للسنة أو لقول الإمام!!
وهذا كلام يغني سماعه عن بيان ما يتضمن من ضلال وخذلان!!
9 – الدليل التاسع: إن من عجيب أمرهم وغريب تصرفهم أنهم يغفلون أو يتغافلون عما يستلزمه عذرهم هذا من ترك العمل بأقوال الإمام لاحتمال وجود المعارض على ما سبق بيانه، فيذكرون في كتبهم الأقوال المتعارضة المتناقضة في المسألة الواحدة عن الإمام أو بعض أصحاب التخريج على أصوله ويرون أن العمل بها كلها على تعارضها جائز بل واجب!! خصوصا إذا كان القولان المرويان عن الإمام أو بعض أئمة مذهبه مشهورين فلا ضرر حينئذ في العمل بالقولين الوجوب والحرمة، أو الجواز والحرمة في المسألة الواحدة في الوقت الواحد وبالنسبة للشخص الواحد!!
فالعمل بالأقوال المتناقضة إذا كانت مشهورة في المذهب جائز بل واجب!! و إن كانت الضرورة العقلية تقضي باستحالة اجتماع النقيضين أو الضدين، لأنهم لايفكرون بعقولهم وإنما يفكرون بعقول غيرهم!!
هذا عملهم و تصرفهم في الأقوال المتعارضة المروية عن إمامهم!!
فإذا رأوا الحديث الصحيح مخالفا للمذهب زعموا أن العمل به غير جائز لاحتمال وجود معارض له!!
فاعجب من عقول هؤلاء المعاندين للحق الجامدين على الباطل كيف عكسوا الأمر وقلبوا الوضع فحكموا بعقولهم التي عشش فيها الجهل بأن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى يجب ترك العمل به لاحتمال معارض موهوم قد لايكون موجودا كما هو الواقع في كثير من الأحاديث التي ردوها وأعرضوا عن العمل بها معتذرين عن تصرفهم بهذا الهراء الذي علمت من الأدلة السابقة أنه أبطل من كل باطل!!
أما أقوال الإمام أو بعض علماء مذهبه المتعارضة المتناقضة فلا يكون تعارضها موجبا لترك العمل بها!! مع أن هذا تعارض واقع مشاهد مقرر في كتب المذهب وذاك تعارض محتمل موهوم متخيل.
فمن العجب الذي لا يدرى له السبب أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ترد ويترك العمل بها باحتمال المعارض الموهوم!!
أما أقوال الإمام وعلماء مذهبه فهي مقبولة واجب العمل بها على تعارضها وتناقضها!!
إن في عملهم الآثم لدليلا على أنهم يرون أن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها التعارض والتناقض فلهذا لايجوز العمل بها إلا بعد البحث عن المعارض والجمع بينه وبين معارضه أو العلم بانتفائه.
وأقوال أئمتهم سالمة من التعارض والتناقض فلهذا كان العمل بها لايتوقف عن البحث عن المعارض!!
لو قيل لإنسان اجتهد ثم إيت بسخافة وضلالة لما أمكنه أن يأتي بأعظم من هذا سخافة وضلالة!!
فهذه الأدلة تدل دلالة قطعية على بطلان ما اشترطوه في العمل بالسنة من وجوب البحث عن المعارض. وأن من بلغه الحديث ممن له علم بدلالة الألفاظ يستطيع أن يفهم بواسطتها ما يدل عليه من الأحكام بمنطوقه أو مفهومه أو إشاراته فواجب عليه المبادرة إلى العمل بذلك بدون توقف على البحث عن المعارض، فإذا تبين بعد عمله به معارض له عمل بمقتضاه وسلك الطرق المقررة في أصول الفقه عند تعارض الدليلين.
هذا هو ما كان عليه عمل الصحابة والتابعين فقد كانوا يبادرون إلى العمل بما سمعوه من الحديث بدون أن يبحثوا عن المعارض ثم إذا ظهر المعارض عملوا بمقتضاه. وقضاياهم في ذلك كثيرة لو تتبعت لجاء منها مجلد كما قال ابن القيم في اعلام الموقعين.
فهذا الشرط الذي اشترطه أتباع المذاهب للعمل بالسنة والذي لم يسبقهم إلى اشتراطه أحد من الصحابة والتابعين الذين هم خير القرون وأعلم الأمة بالقرآن والسنة، إنما هو في الحقيقة وسيلة مكشوفة جدا وسعي مفضوح ودعوة خسيسة للإعراض عن السنة وإلقائها ظهريا وتقديم العمل بمذهبهم عليها!!
وإلا فلماذا لم يشترطوا البحث عن المعارض عند العمل بأقوال إمامهم التي فيها التعارض والتناقض حقيقة وواقعا لامجازا وظاهرا؟!
وأقطع دليل على ذلك ما هو مقرر في كتب الفقه في كثير من المسائل التي يروى فيها كل مسألة منها قول الجواز وقول الحرمة وآخر بالكراهة، أليس هذا دليلا واضحا على ما قلته من أن قصدهم بذلك الشرط هو نصر مذهبهم وتقديمه على العمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلذلك اختلقوا للعمل بها هذا الشرط الواهن، ولم يشترطوه في العمل بأقوال الإمام المتعارضة.!!
فهل يرون أن العمل بالمتعارض الواقع في نفس الأمر من أقوال الإمام واجب، والعمل بالسنة محرم حتى يبحث عن المتعارض المحتمل الموهوم؟!
فإن كان هذا رأيهم ـــ وهو الواقع كما يدل عليه عملهم ـــ فقد بلغوا في الضلال والخذلان شأوا بعيدا جدا ....
¥(15/316)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[23 - 02 - 07, 11:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 02 - 07, 12:10 ص]ـ
أخي الكريم أبا سلمى المصري
المقال الذي نقلته جيد، ولكن ينبغي أن يفهم هذا الكلام على وجهه
فلا يصح مثلا لواحد من عوام المسلمين لا يعرف كوعه من بوعه يقرأ حديثا في كتاب لا يدري ما صحته، ثم لعله يفهمه على غير وجهه، ثم يقول بعد ذلك: أعمل به ولا يلزمني البحث عن معارض!!
وإنما هذا المقال موجه لمن عنده مقدرة على الاجتهاد ولو جزئيا، أما من هو في مرتبة العوام ومن لا يحسنون شيئا من العلم فلا يصح أن يوجه له هذا الكلام.
ولعل هذا مفهوم من كلام كاتب المقال، ولكن أردت التنبيه عليه ليكون أكثر وضوحا.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو سلمى المصرى]ــــــــ[24 - 02 - 07, 01:17 ص]ـ
أخي الكريم أبا سلمى المصري
المقال الذي نقلته جيد، ولكن ينبغي أن يفهم هذا الكلام على وجهه
فلا يصح مثلا لواحد من عوام المسلمين لا يعرف كوعه من بوعه يقرأ حديثا في كتاب لا يدري ما صحته، ثم لعله يفهمه على غير وجهه، ثم يقول بعد ذلك: أعمل به ولا يلزمني البحث عن معارض!!
وإنما هذا المقال موجه لمن عنده مقدرة على الاجتهاد ولو جزئيا، أما من هو في مرتبة العوام ومن لا يحسنون شيئا من العلم فلا يصح أن يوجه له هذا الكلام.
ولعل هذا مفهوم من كلام كاتب المقال، ولكن أردت التنبيه عليه ليكون أكثر وضوحا.
والله تعالى أعلم.
نعم شيخنا الكريم.
هذا المقال موجه لطلبة العلم لا العوام. وجزاكم الله خيراً على التأكيد على ذلك.
وإن كان لابد من أن يفهم العامى أن من يفتيه يجب أن يذكر الدليل الشرعى من الكتاب والسنة على فتواه حتى يكون العامي متبعاً للنص لا قول المفتى.
ـ[جمال عبد السلام]ــــــــ[24 - 02 - 07, 08:09 ص]ـ
أخي الكريم
كلامك غير صحيح؛ لأن الحديث لو كان منسوخا ولم يصل للعالم الحديث الناسخ فواجب عليه أن يعمل بهذا المنسوخ بلا نزاع بين أهل العلم، ولم يقل أحد إن هذا يؤدي إلى تعدد الشرائع، فتأمل!
الأخ أبو مالك
الفرق شاسع بين وجوب العمل بالمنسوخ لعدم العلم بالناسخ، ووجوب ترك العمل بالحديث الصحيح لعدم العمل بسابق عمل به كما يُفهم من كلامك، فالحجة لا تقام على الجاهل بالناسخ بينما تُقام على العالم بالحديث الجاهل بمن عمل به.
و هل علمت أن أكثر المحدثين اكتفوا بجمع الأحاديث و لم يجمعوا فهم السابقين لها أو يدونوا من عمل بها؟
أي بقوا جاهلين بما تشترطه للعمل بالحديث الصحيح
فمفاد كلامك إبطال لمنهج المحدثين، فانتبه .. ففضلهم يغمرنا و يغمرك.
ـ[أبو سلمى المصرى]ــــــــ[25 - 02 - 07, 11:57 م]ـ
الأخ أبو مالك
الفرق شاسع بين وجوب العمل بالمنسوخ لعدم العلم بالناسخ، ووجوب ترك العمل بالحديث الصحيح لعدم العمل بسابق عمل به كما يُفهم من كلامك، فالحجة لا تقام على الجاهل بالناسخ بينما تُقام على العالم بالحديث الجاهل بمن عمل به.
و هل علمت أن أكثر المحدثين اكتفوا بجمع الأحاديث و لم يجمعوا فهم السابقين لها أو يدونوا من عمل بها؟
أي بقوا جاهلين بما تشترطه للعمل بالحديث الصحيح
فمفاد كلامك إبطال لمنهج المحدثين، فانتبه .. ففضلهم يغمرنا و يغمرك.
جزاكم الله خيرا أخى الكريم جمال
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 02 - 07, 09:32 ص]ـ
الأخ الكريم جمال عبد السلام
حتى لا أطيل النقاش فيما لا يفيد، أرجو أن تجيب عن هذا السؤال ابتداء حتى يتضح لي ما تذهب إليه؛ لأن كلامك فيه إيهام:
- إذا جاءك حديث صحيح، ولكن جميع العلماء الذين رووا هذا الحديث تأولوه، وجميع الفقهاء لم يأخذوا به، وقالوا: إنه مثلا مؤول أو منسوخ أو معارض بغيره ... إلخ، ولم نعلم مطلقا أن أحدا من أهل العلم قال بمقتضى هذا الحديث، فهل يسوغ حينئذ أن تعمل بهذا الحديث؟
ـ[أبو سلمى المصرى]ــــــــ[02 - 03 - 07, 10:51 م]ـ
...... - إذا جاءك حديث صحيح، ولكن جميع العلماء الذين رووا هذا الحديث تأولوه، وجميع الفقهاء لم يأخذوا به، وقالوا: إنه مثلا مؤول أو منسوخ أو معارض بغيره ... إلخ، ولم نعلم مطلقا أن أحدا من أهل العلم قال بمقتضى هذا الحديث، فهل يسوغ حينئذ أن تعمل بهذا الحديث؟
أين هذا الحديث شيخنا؟ رجاء التمثيل بمثال واحد.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[02 - 03 - 07, 11:11 م]ـ
جزاك الله خيرا
هناك أمثلة ...
ولكنى أنتظر الأستاذ العوضى
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 03 - 07, 09:45 ص]ـ
الأخ أبو سلمى:
السؤال لم يكن موجها إليك، وإنما إلى الأخ جمال، فإن كنت أنت تنوب عن الأخ جمال فيا ليتك تبين ذلك حتى يتضح النقاش.
وسؤالك عن الأمثلة يفهم منه أنك لا تعرف مثالا لهذا الأمر، وحينئذ فليس عندنا إلا احتمالان فقط:
الأول: أن تقول: إن هذا مستحيل ولا يمكن أن يوجد
الثاني: أن تقول: إن هذا ممكن، ولكنك لا تعرف له مثالا
فإن كنت تقصد المعنى الأول، فحينئذ أقول: إن الخلاف بيننا لفظي.
وإن كنت تقول: إنه ممكن وليس مستحيلا، فأنا أسألك عن جواب السؤال حتى لو لم تكن تعرف له مثالا؛ لأنك تعتقد أنه ممكن، فلا يضر هنا عدم معرفتك بالمثال.
¥(15/317)
ـ[جمال عبد السلام]ــــــــ[03 - 03 - 07, 07:01 م]ـ
إذا جاءك حديث صحيح، ولكن جميع العلماء الذين رووا هذا الحديث تأولوه، وجميع الفقهاء لم يأخذوا به، وقالوا: إنه مثلا مؤول أو منسوخ أو معارض بغيره ... إلخ، ولم نعلم مطلقا أن أحدا من أهل العلم قال بمقتضى هذا الحديث، فهل يسوغ حينئذ أن تعمل بهذا الحديث؟
الأخ أبو مالك
جواب سؤالك خارج عن نطاق الموضوع إلا إذا كنت تقصد أن جميع العلماء قالوا بنسخ حديث أو تأويله أو عارضوه بغير دليل يعتد به و يمكن أن يصح عندي .. فهل تقصد ذلك؟
إن كنت تقصد ذلك، فذلك إغراق في الخيال، وأطالبك بالمثال ..
و المثالان اللذان ضربهما صاحب الموضوع و هما حديث قتل شارب الخمر و جمع الصلاة بغير عذر، هما محور النقاش، فأنت لم تجز للترمذي العمل بهما لا لسبب إلا لأنه لم يعلم سابقا سبقه إلى العمل بهما، فأسقطت حجيتهما عنده دون غيره.
فمناط الخطورة في كلامك يأتي من وجهين:
الأول: الحجة لا تقوم على العالم بالحديث المدرك لمعناه حتى يعلم من سبقه إلى العمل به، و في ذلك تقييد لحجية الحديث بل و حجية السنة كلها بشرط لا دليل عليه.
الثاني: إبطال لمنهج أكثر المحدثين في الاقتصار على جمع الحديث باعتباره حجة بذاته دون تقييد.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 03 - 07, 07:14 م]ـ
الأخ جمال عبد السلام
أقسم لك بالله العظيم أن كلامك ينقض بعضه بعضا!!
ولكني لا أريد أن أستبق الدخول في مسائل لا فائدة منها حتى أعرف منهجك؛ فإن الكلام المتناقض أحيانا يدل على صدق نية قائله وأنه أخطأ في التعبير فقط، ولهذا سألتك هذا السؤال الذي زعمت أنه خارج عن نطاق الموضوع ثم ناقضت نفسك فزعمت أنه إغراق في الخيال!!
فإن الشيء إذا كان خيالا فهو خارج عن نطاق العقل وليس عن نطاق الموضوع.
الأخ أبو مالك
جواب سؤالك خارج عن نطاق الموضوع إلا إذا كنت تقصد أن جميع العلماء قالوا بنسخ حديث أو تأويله أو عارضوه بغير دليل يعتد به و يمكن أن يصح عندي .. فهل تقصد ذلك؟
إن كنت تقصد ذلك، فذلك إغراق في الخيال، وأطالبك بالمثال ..
يا أخي الكريم، أنت حكمت أنه إغراق في الخيال، فكيف تطالبني بمثال!
إن كنت حقا مقتنعا بأن هذا المثال لا يمكن أن يوجد مطلقا، فالخلاف بيننا لفظي؛ وهو ما أظنه فيك.
وإن كنت تقول إنه يمكن أن يوجد ولكنك لا تعرف له مثالا، فأجب عن السؤال، فإن جواب سؤالي لا يتوقف على معرفة المثال.
والمثالان اللذان ضربهما صاحب الموضوع و هما حديث قتل شارب الخمر و جمع الصلاة بغير عذر، هما محور النقاش، فأنت لم تجز للترمذي العمل بهما لا لسبب إلا لأنه لم يعلم سابقا سبقه إلى العمل بهما، فأسقطت حجيتهما عنده دون غيره.
أنا لم أتطرق إلى الكلام على المسألتين بخصوصهما، ولم أتعرض مطلقا للترمذي بشيء، فكيف تقولني ما لم أقل!!
وليس الإشكال في الكلام على المسائل الفرعية، وإنما الإشكال في التأصيل، لأن العالم قد يخطئ في الفرع مع إقراره بالأصل، فيعذر بخطئه، أما من يخالف في الأصل ابتداء فهنا تكمن الخطورة.
فمناط الخطورة في كلامك يأتي من وجهين:
الأول: الحجة لا تقوم على العالم بالحديث المدرك لمعناه حتى يعلم من سبقه إلى العمل به، و في ذلك تقييد لحجية الحديث بل و حجية السنة كلها بشرط لا دليل عليه.
الثاني: إبطال لمنهج أكثر المحدثين في الاقتصار على جمع الحديث باعتباره حجة بذاته دون تقييد.
عندي الجواب عن هذا الكلام، وهو حجة عليك لا لك، ولكني أؤخره حتى تجيب عن سؤالي.
وأرجو أن لا تتأخر أسبوعا في الرد كما حصل سابقا، فلست متفرغا لهذا الأمر.
ـ[أبو سلمى المصرى]ــــــــ[03 - 03 - 07, 07:53 م]ـ
الأخ أبو سلمى:
السؤال لم يكن موجها إليك، وإنما إلى الأخ جمال، فإن كنت أنت تنوب عن الأخ جمال فيا ليتك تبين ذلك حتى يتضح النقاش.
وسؤالك عن الأمثلة يفهم منه أنك لا تعرف مثالا لهذا الأمر، وحينئذ فليس عندنا إلا احتمالان فقط:
الأول: أن تقول: إن هذا مستحيل ولا يمكن أن يوجد
الثاني: أن تقول: إن هذا ممكن، ولكنك لا تعرف له مثالا
فإن كنت تقصد المعنى الأول، فحينئذ أقول: إن الخلاف بيننا لفظي.
وإن كنت تقول: إنه ممكن وليس مستحيلا، فأنا أسألك عن جواب السؤال حتى لو لم تكن تعرف له مثالا؛ لأنك تعتقد أنه ممكن، فلا يضر هنا عدم معرفتك بالمثال.
الشيخ الفاضل / أبو مالك
أولاً: هون عليك فوالله لا أعرف الأخ جمال ولا كلمته ولا رأيته ولا تربطنى به أية صلة.
وثانياً: لماذا هذا الأسلوب الحزمى فى الحوار معى وطالما أنت تذم هذا الأسلوب الحزمى وتنفر عن أصحابه فلم تستخدمه معى؟!!
أنا مجرد سائل يسأل عن أمثلة لما تدعيه!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 03 - 07, 08:04 م]ـ
وثانياً: لماذا هذا الأسلوب الحزمى فى الحوار معى وطالما أنت تذم هذا الأسلوب الحزمى وتنفر عن أصحابه فلم تستخدمه معى؟!!
أنا مجرد سائل يسأل عن أمثلة لما تدعيه!
ليس في أسلوبي عيب ولا تنقص لك، وإنما هو تنظيم للحوار فقط، ولا يخفى عليك صعوبة الحوار في محورين.
ولعلك تلاحظ أن في أسلوبك أيضا شيئا مما تقول كما هو معلم بالحمرة.
وقد نسيت أن أنبه على الخطأ في قولك:
وإن كان لابد من أن يفهم العامى أن من يفتيه يجب أن يذكر الدليل الشرعى من الكتاب والسنة على فتواه حتى يكون العامي متبعاً للنص لا قول المفتى.
فإن ذكر الدليل الشرعي الذي استند إليه المفتي للسائل لا يلزمه اتفاقا، وإنما اختلف أهل العلم في لزومه إذا سأله السائل عن دليل كلامه، أما إذا اقتنع العامي بالفتوى فلا يجب عليه ذكر دليله باتفاق.
والصحابة والتابعون وتابعوهم إلى يومنا هذا كثيرا ما كانوا يفتون بغير ذكر الدليل، وهذا متواتر معروف عنهم.
¥(15/318)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 03 - 07, 08:17 م]ـ
الأخوان الكريمان (جمال) و (أبو سلمى)
لكي أبين لكما أن خلافنا لفظي أعكس لكما السؤال، فأقول:
المفهوم من كلامكما أن العمل بالحديث لا يتوقف على عمل السابقين به، فهل يستطيع أحدكما أن يأتيني بحديث ينطبق عليه هذا الكلام؟
أريد حديثا واحدا فقط يرى أحدكما أنه يلزم العمل به ولم يعمل به أحد من السابقين.
فالأخ (عبد الباسط) يرى أن هذا لا يوجد، فإن كنتما تريان أيضا أنه لا يوجد، فلا خلاف بيننا في الحقيقة.
والله أعلم
ـ[أبو سلمى المصرى]ــــــــ[03 - 03 - 07, 08:42 م]ـ
..... فإن ذكر الدليل الشرعي الذي استند إليه المفتي للسائل لا يلزمه اتفاقا، وإنما اختلف أهل العلم في لزومه إذا سأله السائل عن دليل كلامه، أما إذا اقتنع العامي بالفتوى فلا يجب عليه ذكر دليله باتفاق.
والصحابة والتابعون وتابعوهم إلى يومنا هذا كثيرا ما كانوا يفتون بغير ذكر الدليل، وهذا متواتر معروف عنهم.
جزاكم الله خيراً.
أين هذا الاتفاق على عدم لزوم ذكر الدليل؟ ألا يوجد مخالفون؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 03 - 07, 08:58 م]ـ
والصحابة والتابعون وتابعوهم إلى يومنا هذا كثيرا ما كانوا يفتون بغير ذكر الدليل، وهذا متواتر معروف عنهم.
إذا نظرتَ في الكتب التي تُعنَى بنقل أقوال السلف فستجد ذلك كثيرا جدا، فدونك مصنفَ عبد الرزاق، ومصنف ابن أبي شيبة، والتمهيد لابن عبد البر، والأوسط لابن المنذر وغيرها كثير.
وهذا أمر متواتر عن السلف كما قدمت لك، فحتى إن وُجد المخالف فقوله ساقط لا عبرة به.
وليس كلُّ خلاف جاء معتبرا ........... إلا خلافٌ له حظ من النظرِ
وكثير من الناس ينقل الخلاف في مسائل لا خلاف فيها بناء على ظواهر أقوال منقولة عن بعض أهل العلم، ولا علم له بحقيقة أقوالهم، ولذلك ينسب المتأخرون كثيرا من الأقوال الساقطة لأئمة المذاهب بناء على خطئهم في فهم المنقول عنهم، ولعلها لم تخطر لهم على بال أصلا.
وقد ذكر إمام الفن أبو إسحاق الشاطبي في الموافقات عشرة أوجه للخطأ في نقل الخلاف، فانظرها فإنها نفيسة جدا، ولم أر من جوَّد الكلام في هذا غير الشاطبي رحمه الله.
ـ[جمال عبد السلام]ــــــــ[04 - 03 - 07, 02:34 ص]ـ
الأخ أبو مالك ..
حتى نتجنب تشتيت فكرة النقاش، قد أوضحت لك وجهين للخطورة في كلامك، و لكنك أجلت الرد عليهما إلى أن أجيب سؤالك، و هما لب الخلاف، و لو قمت بالرد عليهما ربما كانت الأمور قد اتضحت، على كل حال، سأجيب سؤالك مادمت مصرا و تعلق ردك على إجابته.
جاءك حديث صحيح، ولكن جميع العلماء الذين رووا هذا الحديث تأولوه، وجميع الفقهاء لم يأخذوا به، وقالوا: إنه مثلا مؤول أو منسوخ أو معارض بغيره ... إلخ، ولم نعلم مطلقا أن أحدا من أهل العلم قال بمقتضى هذا الحديث، فهل يسوغ حينئذ أن تعمل بهذا الحديث؟
الجواب:
سأنظر في دليلهم على القول بالنسخ أو التأويل أو المعارضة، فإن كان دليلا يُعتد به لن أعمل بالحديث، و لا أحسب إلا أنه يُعتد به، فمن المحال أن يتفق جميع الفقهاء على شيء بدون دليل قوي.
و كان يجب أن يكون سؤالك هكذا – حتى لا نخرج عن الموضوع -:
جاءك حديث صحيح، و علمت أن من أهل العلم من خالفه بغير دليل صح عندك، هل تعمل به فور سماعه أم تنتظر حتى تعلم أن هناك من سبقك إلى العمل به؟
و الجواب:
سأعمل به فور سماعه، و لن أنتظر حتى أعلم أن هناك من سبقني إلى العمل به، لأن الله لم يتكفل بحفظ الدين لآحاد الأمة مثلي، و مثل الترمذي الذي لم يعلم السابق رغم وجوده.
و الآن أنتظر ردك على ما وصفته بوجهي الخطورة في كلامك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 02:46 م]ـ
يا أخي الكريم
سبق أن ذكرتُ لك أن عندي الجواب عن كلامك، ولكن ينبغي أن تجيبني أولا بوضوح حتى يظهر لي ما تذهب إليه؛ لأن كلامك موهم.
وأنت لم تجب عن سؤالي بوضوح كما كنت أتوقع، فقلتَ: (فإن كان دليلا يعتد به فلن أعمل بالحديث)، ومفهوم هذا الكلام أنه إن لم يكن دليلا يعتد به فستعمل بالحديث، فهل تقول بذلك؟
يبدو أنك لا تقول بذلك، بدليل قولك بعد ذلك: (فمن المحال أن يتفق جميع الفقهاء على شيء بدون دليل قوي)؛ لأن المحال لا يمكن أن يكون محتملا. وحينئذ فلا معنى للتقسيم الذي قسمته بقولك (فإن كان دليلا يعتد .... إلخ).
فكلامك فيه إيهام كما قلتُ لك سابقا، ولذلك أرجو منك أن تجيب عن السؤال بوضوح.
وأما السؤال الذي ذكرته فهو سؤال مهم، ولكنه يختلف عما أريد مناقشته هنا، فهي مسألة أخرى، ويمكننا أن نتناقش فيها فيما بعد، فلا يصح أن تقول: (كان يجب أن يكون سؤالك هكذا)؛ لأنني أعرف جيدا ما أسأل عنه، وأنت تتكلم عن شيء مختلف تماما، فلا يصح أن تجبرني على سؤال معين أسألك عنه!
ولاحظ أن مشاركتك الأخيرة فيها تناقض أيضا، ولكني لن أبين لك التناقضات التي في كلامك الآن؛ لأني ما زلت أحسن الظن بك، وأقول: إن الخلاف بيننا لفظي.
¥(15/319)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 02:50 م]ـ
و الآن أنتظر ردك على ما وصفته بوجهي الخطورة في كلامك.
للتوضيح فقط، فهذا ليس كلامي، ولكن الأخ فهم منه ذلك.
وسأبين تفصيل القول في ذلك بعد أن يتفضل الأخ الكريم بالجواب عن السؤال.
ـ[جمال عبد السلام]ــــــــ[04 - 03 - 07, 06:22 م]ـ
الأخ أبو مالك
كلامي ليس فيه تناقض، و لكني أحسبك تتعجل الرد قبل أن تتدبر المعنى جيدا، بل و تجازف بالقسم على ذلك كما فعلت سابقا، بعد أن ظننت أن ما وصفته بأنه خارج نطاق الموضوع من الإغراق في الخيال!
هذا هو السؤال محل الخلاف:
جاءك حديث صحيح، و علمت أن من أهل العلم من خالفه بغير دليل صح عندك، هل تعمل به فور سماعه أم تنتظر حتى تعلم أن هناك من سبقك إلى العمل به؟
و قد أجبتك عليه، و لو كان ردك عليه هو نفس ردي، فلا خلاف بيننا ..
فماذا تقول في الرد عليه؟
وأنت لم تجب عن سؤالي بوضوح كما كنت أتوقع، فقلتَ: (فإن كان دليلا يعتد به فلن أعمل بالحديث)، ومفهوم هذا الكلام أنه إن لم يكن دليلا يعتد به فستعمل بالحديث، فهل تقول بذلك؟
يبدو أنك لا تقول بذلك، بدليل قولك بعد ذلك:) فمن المحال أن يتفق جميع الفقهاء على شيء بدون دليل قوي)؛ لأن المحال لا يمكن أن يكون محتملا. وحينئذ فلا معنى للتقسيم الذي قسمته بقولك (فإن كان دليلا يعتد .... إلخ).
لو تدبرت كلامي جيدا لوجدت فيه الجواب، فقد قلت: لأن الله لم يتكفل بحفظ الدين لآحاد الأمة مثلي، و مثل الترمذي الذي لم يعلم السابق رغم وجوده .....
فلو كان دليل من وصلني لا يُعتد به، و لا يصح عندي، سيغلب على ظنى أن هناك مخالف لم أعلمه، و سأعمل بالحديث.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 06:38 م]ـ
يا سيدي اجعلني أنا المتعجل، وأنا الذي لا أفهم
فيا ليتك تتنزل في خطابك إلى تلميذك البليد، وتجيب عن السؤال بوضوح
أنا سؤالي واضح (هل تقول بذلك؟)، وهذا جوابه (نعم) أو (لا) فقط.
وأنا وضحت لك جانبا واحدا من التناقض في كلامك، ومع ذلك تصر على فرض سؤال من عندك لم أسألك عنه أصلا!! ومع ذلك فقد قلت لك سأجيبك عنه، فسبحان الله.
أنت تقول هنا (سيغلب على ظني أن هناك مخالفا لم أعلمه) يعني هذا غلبة ظن وليس يقينا، صح؟
وقلت من قبل (فمن المحال أن يتفق جميع الفقهاء على شيء بدون دليل قوي)، فهذا يقين وليس ظنا، صح؟
هل يقع في عقل عاقل أن يقدم الظن على اليقين؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 07:38 م]ـ
أتمنى لو يفيدنا الأخ أبو مالك بحكم العمل بهذين الحديثين تحديدا؟
ليست المشكلة في العمل بهذين الحديثين تحديدا، وإنما المشكلة في الطريقة التي سيتبعها العالم أو طالب العلم في الاستنباط؛
فبعضهم قد يقول: (لم يعمل بهما أحد فلا أعمل بهما)
وبعضهم قد يقول: (بل عمل بعض العلماء بهما فأنا أعمل بهما)
وهذان القولان مقبولان لا إشكال فيهما، والخلاف فيهما يسير؛ لأنه خلاف في التفريع لا في التأصيل.
ولكن من يقول: (لم يعمل بهما أحد، ومع ذلك فيلزم العمل بهما) فقوله ساقط لا عبرة به، وخطؤه في التأصيل لا في التفريع فلا يقبل.
ومضمون هذا القول اجتماع الأمة على باطل، وخفاء الحق على جميع الناس قرونا متطاولة!!، ومضمونه أيضا أن الله اختصه بالعقل والعلم والفهم وحده دون سائر الناس!!، وفي هذا من البطلان ما هو واضح لا يحتاج لبيان.
ـ[جمال عبد السلام]ــــــــ[04 - 03 - 07, 08:01 م]ـ
الأخ أبو مالك
لست سيدا لأحد، و لا أفهم لماذا تستخدم هذا الأسلوب في الحوار ..
ألم أقل في نهاية ردي السابق (و سأعمل بالحديث) .. ألا يعني ذلك أن الجواب نعم؟
و السؤال الذي فرضته من عندي هو محور الموضوع، فلم تتجاهل ردي عليه و لا أرى منك تأييدا أو معارضة؟
أنت تقول هنا (سيغلب على ظني أن هناك مخالفا لم أعلمه) يعني هذا غلبة ظن وليس يقينا، صح؟
وقلت من قبل فمن المحال أن يتفق جميع الفقهاء على شيء بدون دليل قوي)، فهذا يقين وليس ظنا، صح؟
هل يقع في عقل عاقل أن يقدم الظن على اليقين؟
المعنى في الأولى في الأولى سيغلب على ظني أنهم ليسوا جميع الفقهاء لأن الدليل في رد الحديث الصحيح لا يعتد به .. أي سأظن أنني لم أحط علما بالمخالف، كما حدث للترمذي و من هنا سأعمل بالحديث.
و المعنى في الأخيرة سيغلب على ظني عدم وجود المخالف و أن هذا إجماع نظرا لقوة الدليل، و ذلك ليقيني باستحالة الإجماع على رد الحديث الصحيح بدون دليل قوي.
فلا تقديم للظن على اليقين في ذلك، لاختلاف محل الظن عن محل اليقين.
و رجاء .. أن تحدد موقفك من إجابة السؤال الذي فرضته من عندي .. لأن النقاش بدأ يطول بلا إضافات.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 08:49 م]ـ
يبدو أن معنى الإجماع نفسه فيه التباس، فأنت تقول (باستحالة الإجماع على رد الحديث الصحيح بدون دليل قوي).
وهذا صحيح، ولكن هذا الدليل لا يشترط أن تعلمه أنت، بل متى رأينا العلماء اتفقوا على ترك العمل بالحديث، فإن هذا يدل على وجود هذا الدليل، ويدل على أن فهمنا للحديث خطأ، فلا يسوغ العمل به.
وإن كنت ستقول: (يحتمل وجود عالم قال به ولم يصلنا!!) فأنت بذلك تسقط حجية الإجماع؛ لأن كل المسائل يحتمل فيها هذا الاحتمال!
وسأعطيك مثالا للتوضيح:
قوله صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، تخيل أن بعض المعاصرين جاء يستدل بهذا الحديث على أن بعض النصارى واليهود مسلمون!!! لماذا؟
قال: لأنهم مسالمون، وقد سلم المسلمون من لسانهم ويدهم، وهذا ظاهر الحديث كما هو واضح.
فهل هذا الفهم صحيح؟ وكيف ترد على من يقول به؟
إن قلت: (هذا الحديث عارضه أحاديث أخرى فالعمل عليها) فحينئذ يستطيع هذا المعاصر أن يقول: المسألة مسألة اجتهادية في ترجيح حديث على حديث، فأنا أخذت بهذا الحديث، وأنت أخذت بغيره، وكل بحسب ما يؤدي إليه اجتهاده!!
وإن قلت: (هذا الفهم لم يقل به أحد من العلماء) فسيرد عليك بقاعدتك (يحتمل أنه قال به عالم ولم يصلنا!!)
¥(15/320)
ـ[جمال عبد السلام]ــــــــ[04 - 03 - 07, 11:58 م]ـ
يبدو أن معنى الإجماع نفسه فيه التباس، فأنت تقول (باستحالة الإجماع على رد الحديث الصحيح بدون دليل قوي).
وهذا صحيح، ولكن هذا الدليل لا يشترط أن تعلمه أنت، بل متى رأينا العلماء اتفقوا على ترك العمل بالحديث، فإن هذا يدل على وجود هذا الدليل، ويدل على أن فهمنا للحديث خطأ، فلا يسوغ العمل به.
هذا بالضبط هو لب الخلاف ..
فأنت تفترض وجود دليل لرد الحديث الصحيح، و لكننا لم نعلم الدليل.
فكيف تقام علينا الحجة و نحن نجهل الدليل؟
ستقول قامت بالإجماع ..
أقول .. و ما أدرانا أن هذا إجماع ..
و ما قول الترمذي عنا ببعيد، فهل كان جهله بمن عمل بالحديثين المذكورين دليلا على الإجماع؟
بالطبع لا كما تقدم ..
و هل تسقط حجية الحديثين بالنسبه له، و كان عليه أن يقدم عليهما حجية إجماع ظني يثبت الخطأ فيه بعد ذلك؟
و فقا لكلامك فالجواب نعم!
وإن كنت ستقول يحتمل وجود عالم قال به ولم يصلنا فأنت بذلك تسقط حجية الإجماع؛ لأن كل المسائل يحتمل فيها هذا الاحتمال!
و هل يرد الإجماع الظني الحديث الصحيح بدون دليل معروف و قوي في كل المسائل؟!
لا تخلط بين مسائل رد الحديث الصحيح و غيرها من المسائل ..
فالحجة تقوم على العالم بالحديث الصحيح، و لا تسقط بإجماع ظني لا يستند إلى دليل لرد الحديث ..
ومذهبك في رد الحديث الصحيح بدون دليل، و لكن لمجرد عدم علمنا بعامل به بدعوى أن هذا إجماع أبطله الشافعي و الإمام أحمد وفق ما نقله عنها ابن القيم في الإعلام (1/ 15)
ما أنكره الإمام أحمد عن دعوى الإجماع
ولم يكن يُقدِّم على الحديث الصحيح عملاً ولا رأياً ولا قياساً و لا قول صاحب ولا عدم علمه بالمخالف الذي يسميه كثير من الناس إجماعا ويقدمونه على الحديث الصحيح، وقد كذَّب أحمد من ادعى هذا الإجماع، ولم يُسغ تقديمه على الحديث الثابت، وكذلك الشافعي أيضاً نصَّ في رسالته الجديدة على أن ما لا يُعلم فيه بخلاف لا يقال له إجماع، ولفظهُ ما لا يعلم فيه خلاف فليس إجماعاً، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول ما يدَّعي فيه الرجل الإجماع فهو كذب، من ادعى الإجماع فهو كاذب، لعل الناس اختلفوا، ما يدريه، ولم ينته إليه؟ فليقل لا نعلم الناس اختلفوا، هذه دعوى بشر المريسي و الأصم، ولكنه يقول لا نعلم الناس اختلفوا، أو لم يبلغني ذلك، هذا لفظه.
ونصوص رسول الله صلى الله عليه وسلم أجَلُّ عند الإمام أحمد وسائر أئمة الحديث من أن يقدموا عليها توهم إجماع مضمونه عدم العلم بالمخالف، ولو ساغ لتعطلت النصوص، وساغ لكل من لم يعلم مخالفاً في حكم مسألة أن يقدم جهله بالمخالف على النصوص. أ. هـ
أما المثل الذي ضربته .. فكفر اليهود و النصارى دل عليه آيات كثيرة صريحة لا تحتمل أي تأويل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 03 - 07, 12:39 ص]ـ
معنى كلامك أنه لا يوجد إجماع إطلاقا يا أخي الكريم!
وما نقلتَه عن الشافعي والإمام أحمد يدل على أنك لا تعرف مذاهبهم أصلا، ولا يصح أن تنقل عن أحد من أهل العلم شيئا وأنت لا تعرف حقيقة مذهبه، فالإمام أحمد احتج بالإجماع كثيرا، والإمام الشافعي كذلك، فالإمامان معروف عنهما جدا أنهما متبعان لمن سلف، لا يخترع أحد منهم قولا مخالفا لجميع من سبقه، ومن المشهور جدا عن الإمام أحمد قوله: (لا تتكلم في المسألة ليس لك فيها إمام).
والشاهد الذي أوردتَه من كلام ابن القيم محله حيث لا يُعرف موافق ولا مخالف في العمل بالحديث، وأنا لم أنكر وجوب العمل بالحديث عند الجهل بمن عمل به، وإنما أنكرت العمل به عند العلم بأن جميع العلماء الذين وصلنا قولهم لم يعملوا به، وبين الأمرين فرق شاسع كما هو واضح.
فإن كنا نعلم أن العلماء وقفوا على هذا الحديث وعرفوه واجتنبوا العمل به عمدا لا سهوا بلا خلاف بينهم، فهنا يجب الوقوف حيث وقفوا، ويلزم عدم تعديهم إلى فهم محدث، بغض النظر عن الدليل الذي استدلوا به في رد الحديث، سواء كان تأويلا للحديث أو ترجيحا لحديث آخر، أو غير ذلك من أوجه الاستدلال، فإن مجرد اتفاقهم على ذلك يدل على أن فهمك للحديث خاطئ، فالمشكلة في فهمك للحديث، وليس في الحديث نفسه.
ولاحظ أن الترمذي الذي تحتج به لم يعمل بالحديثين أصلا، بل استدل بعدم عمل أهل العلم بهما على نسخهما أو تأويلهما، وهذا منهج كثير من أهل العلم قديما وحديثا، وكذلك هو منهج المحدثين خلافا لما ادعيتَ.
وأنا لم أضرب لك مثل اليهود والنصارى لتقول لي إن كفرهم لا يحتمل التأويل!!!
وإنما ذكرته لك لأنه لازم قولك؛ فأنت عندك العبرة فقط بالنصوص، وأما عمل أهل العلم فلا قيمة له، وإذا كان هذا صحيحا فلا مجال هنا لقولك (لا يحتمل التأويل)؛ لأنه قد احتمل التأويل عند هذا المعاصر الذي يخالفك، وأنا لستُ أطلب منك أن تذكر لي الصواب في مسألة كفر اليهود والنصارى فهذا أمر واضح، وإنما أسألك كيف سترد على هذا المعاصر بناء على كلامك، فتنبه للمراد من السؤال.
وفي الختام أحب أن أقول لك: إنه قد ظهر بالتتبع والاستقراء أن جميع الأمثلة التي يدعي بعض الناس فيها لزوم العمل بالحديث الذي لم يعمل به أحد من السابقين كلها من هذا النوع الذي يشبه ما سبق عن اليهود والنصارى!!
= كهذا الذي يدعي أنه لا تجوز الصلاة في المسجد النبوي لأن فيه قبرا!!
= وهذا الذي يدعي جواز الزيادة على أربع نسوة لقوله تعالى: {مثنى وثلاث ورباع}!!
= وهذا الذي يدعي أن بيع كتاب بكتابين حرام لأنه من الربا!!
= وهذا الذي يدعي أن بيع التمر بالذهب نسيئة حرام!!
وأمثلة ذلك كثيرة نراها كل يوم ممن تزبب قبل أن يتحصرم، ويدعي أنه أفهم الناس وأعلم الناس وأعقل الناس، وأنه انفرد بفهم السنة دون خلق الله طرا!!
فإن كنت ترى أن هذه الأمثلة خاطئة، فأتني بمثال واحد على حديث يجب العمل به مع مخالفة جميع من وصلنا قوله من العلماء المتقدمين له عمدا.
¥(15/321)
ـ[جمال عبد السلام]ــــــــ[05 - 03 - 07, 03:45 ص]ـ
ليس في كلامي ما يدل على إنكار الشافعي و الإمام أحمد للإجماع كما تقول، و لكن معناه أن الحديث الصحيح عندهم مقدم على الإجماع الظني الناتج عن عدم العلم بالمخالف.
أما قول الإمام أحمد (لا تتكلم في المسألة ليس لك فيها إمام) فمراده المسائل غير المنصوص عليها، فمن كان معه الحديث الصحيح ليس بحاجة إلى البحث عن إمام قال بالعمل بمقتضاه قبل أن يعلمه أحدا أو يعمل به، و أنت نفسك أقررت بذلك عندما قلت (وأنا لم أنكر وجوب العمل بالحديث عند الجهل بمن عمل به)
و هذا القول أزال أكثر الخلاف بيننا و الحمد لله .. أما باقي كلامك فالرد عليه في أبواب إبطال التقليد، و الكلام فيه يطول ..
أما ما أدهشني حقا هو إنكارك لمعنى كلام ابن القيم لأنه يخالف مذهبك كما في قولك (والشاهد الذي أوردتَه من كلام ابن القيم محله حيث لا يُعرف موافق ولا مخالف في العمل بالحديث)
كيف لا يُعرف موافق و لا مخالف ثم يصل البعض إلى القول بالإجماع المخالف للحديث؟
هل سيقولون بالإجماع المخالف للحديث دون أن يصلهم قول أحد قط؟
سبحان الله!
أعد تدبر كلام ابن القيم فمذهبك لم يعمل به الشافعي و أحمد و سائر أئمة الحديث كما قال ابن القيم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 03 - 07, 07:03 ص]ـ
أخي الكريم
لم تجب - كعادتك - عن كلامي السابق في مثال اليهود والنصارى!
ولن أطيل الكلام معك في معنى كلام الإمام أحمد؛ لأن هذا كلام أشبعه العلماء بحثا، ولكن يبدو أنك لم تقف إلا على كلام ابن القيم.
ولكن سأسألك سؤالا: هذا الحديث الذي ستعمل به ألا يشترط أن يكون صحيحا؟
فإذا اتفق المحدثون على أن هذا الحديث معلول، فهل يسوغ لأحد أن يعمل بالحديث ويقول: بل هو حديث صحيح؟
يبدو لي أنك ستقول: (بل سأعمل بالحديث إن ظهر لي أنه صحيح حتى لو قال جميع المحدثين إنه معلول!! لأنه يحتمل أن يكون قد صححه أحد المحدثين ولم نعلم!!)
فإن قلت ذلك سأسألك: كيف ستعرف أن الحديث صحيح؟ أليس لصحة الحديث شروط؟
فكيف عرفنا شروط صحة الحديث؟ ولماذا جعلت هذه الشروط - وهي مجرد أقوال علماء - حاكمة على رد السنن والأحاديث؟!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 03 - 07, 08:01 ص]ـ
الحديث الصحيح عندهم مقدم على الإجماع الظني الناتج عن عدم العلم بالمخالف.
هذه هي المشكلة التي أشرتُ إليها في المشاركة الثانية!
وهي أنك لا تفرق بين (الحديث) وبين (فهمك للحديث)!
فلا شك أن الحديث الصحيح مقدم على قول كل أحد، ولا حجة لقول أحد مع مخالفة السنن، ولكن ليست هذه هي المسألة المفروضة أصلا!
عندنا احتمالان:
الأول: أن تكون دلالة الحديث واضحة لا نقاش فيها بين العقلاء، والحديث متفق على صحته، ولم يعارضه حديث آخر مطلقا، ففي هذه الحالة لا يمكن أن يتفق العلماء أصلا على مخالفة هذا الحديث، كما سبق أن ذكرتُ، وأتحدى أن يأتي أحد بمثال عليها، وهذه الحالة لا أناقشك فيها أصلا.
الثاني: أن تستدل بهذا الحديث على شيء لم يقل به أحد قط، وقد خالفوك في الحديث؛ إما في فهمه وإما في صحته وإما استنادا لمخالفته لأحاديث أخرى.
فهذا الاحتمال الثاني هو الذي نتناقش فيه أصلا، فتنبه!
فنحن لم نقدم الإجماع الظني على الحديث الصحيح، وإنما قدمنا الإجماع الظني على فهمك أنت لهذا الحديث؛ بدليل أن هذا الفهم لم يوافقك عليه أحد من أهل العلم؛
فإما أن نقول: إنك أخطأت في الفهم.
وإما أن نقول: إن الأمة جميعا والعلماء جميعا في جميع العصور وفي جميع المذاهب وفي جميع المشارب أخطئوا في الفهم!
وأترك لك الحكم أي هذين الاحتمالين أقرب للصواب عند العقلاء!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 03 - 07, 08:20 ص]ـ
ولكي أزيد لك الأمر بيانا أقول:
إن العمل بمقتضى الحديث يلزم قبله ثلاثة أمور:
الأول: التحقق من صحة الحديث من جهة الثبوت.
الثاني: التحقق من معنى الحديث من جهة اللغة.
الثالث: التحقق من فهم الحديث من جهة أصول الشريعة.
وجميع هذه الأمور لا يمكن التحقق منها إلا استنادا إلى عدد كبير جدا من الإجماعات الظنية، فأنت شئت أو أبيت سوف تستند إلى إجماعات وأمور ظنية في كثير من الأمور قبل الاستدلال بالحديث.
لأن صحة الحديث مبنية على العلم بأصول التصحيح والتضعيف، وهذه الأصول في أغلب الأحيان ظنية، والقطعي منها لا يكفي للحكم على الأحاديث، فليست هذه الأصول بأقوى من الإجماع الظني الذي تريد رده!!
وفهم الحديث فهما لغويا صحيحا مبني على نقل اللغات ومعاني الكلمات وعلى معرفة النحو وعلى دلالة الإفراد والتركيب ... إلخ، وهذه الأمور في كثير من الأحيان ظنية، والإجماع الظني أقوى منها كما هو واضح!
وفهم الحديث على أصول الشريعة يقتضي أن يعرف المجتهد جملة وافرة من نصوص الشرع ودلائله وأن يتمرس فيها حتى يكون عنده أهلية النظر والاجتهاد أصلا، وهذه الأهلية لا تتحقق إلا بكثير من الأمور ظنية، ومع ذلك يقطع المجتهد نفسه بأنه ليس معصوما من الخطأ في الفهم بخلاف مجموع الأمة.
وهذه الظنيات يجب على المجتهد أن يعمل بها؛ لأنه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ولكن الكلام هنا في تقديم الراجح على المرجوح، ولا شك أن الإجماع الظني أقوى من فهمك الذي لم يوافقك عليه أحد؛ لأن هذا الفهم أصلا مبني على كثير من الأمور الظنية كما سبق بيانه، فكيف تقدم فهما انفردت به - وهو مبني أصلا على كثير من الظنيات - على إجماع ولو كان ظنيا؟!
ولذلك نجد كثيرا جدا عند مناقشات أهل العلم قديما وحديثا أن بعضهم ينكر على بعض الخطأ في الفهم استنادا إلى أن هذا الفهم لم يقل به أحد.
¥(15/322)
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[22 - 03 - 07, 09:54 م]ـ
احسن الله اليكم شيخنا(15/323)
المناولة عند الإمام أحمد .. (إشكال) من شرح علل الترمذي!
ـ[أبوصالح]ــــــــ[23 - 02 - 07, 08:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المناولة عند الإمام أحمد .. (إشكال) من شرح علل الترمذي:
موضعٌ بحاجة إلى تحرير:
بارك الله فيكم وأحسن إليكم ..
هذا موضع أشكل علي من شرح علل الترمذي لأبي الفرج عبدالرحمن بن رجب – رحمه الله – في الرواية بالمناولة:
المسألة الثالثة الرواية بالمناولة:
وقد أسند الترمذي عن منصور بن المعتمر أنه رخص في الرواية بها. والمناولة نوع من أنواع الإجازة، إلا أنها أرفع أنواعها ....
وممن رأى الراوية بها أيضاً الزهري ومالك، والأوزاعي - في المشهور عنه -، والليث، وأحمد.
قال المروذي: قال أبو عبد الله: ((إذا أعطيتك كتابي فقلت لك: أروه عني وهو من حديثي فما تبالي أسمعته أم لم تسمعه)) قال: فاعطاني المسند، ولأبي طالب مناولة)).
.....
وظاهر كلام أحمد يدل على أنه لا بد أن يكون المناول حاضراً، فإن إذن له في رواية شئ غائب لم يجز، فإنه قال في رواية الأثرم: كان شعيب بن أبي حمزة عسراً في الحديث، فسألوه أن يأذن لهم أن يرووا عنه، فقال: لا ترووا هذه الأحاديث عني)). ثم كلموه وحضر ذلك أبو اليمان، فقال لهم: ((ارووا تلك الأحاديث عني)).
قيل لأبي عبد الله. ((مناولة؟)) قال: ((لو كان مناولة كان لم يعطهم كتباً ولا شيئاً، إنما سمع هذا فقط)).
فكان أبو اليمان بعد يقول: ((أنا شعيب))، فكأنه استحل ذلك بأن سمع شعيباً يقول لقوم: ((ارووه عني)). قال: ((استحل ذلك بشئ عجيب!)) وذكر أحمد ذلك على وجه الإنكار على أبي اليمان)).
....
قال صالح بن أحمد الحافظ سمعت القاسم بن أبي صالح يقول سمعت إبراهيم بن الحسين يقول سمعت أبا اليمان الحكم بن نافع يقول: ((قال لي أحمد بن حنبل: كيف سمعت الكتب من شعيب بن أبي حمزة؟ قلت: قرأت عليه بعضه، وبعضه قرأه عليّ، وبعضه أجاز لي، وبعضه مناولة. فقال: قل في كله: أنا شعيب)).
... ا. هـ
كأن الروايات عن الامام اختلفت في جواز المناولة وخصوصاً – التي تحتها خط- فأنكر الامام أحمد أن قال أبو اليمان (أنا) وقد أخذها مناولة .. كما في رواية الأثرم.
وفي رواية صالح: قال الامام أحمد لأبي اليمان أن يقول (أنا) ومن ضمن مسموعاته ما كان مناولة.
فهل هناك تحرير بين الموقفين يُرفع بهما الإشكال؟
غفر الله لمن يرشد ويعين، واسأل الله أن يسكنه الفردوس الأعلى.(15/324)
التأسيس فى قواعد التدليس
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[24 - 02 - 07, 12:40 ص]ـ
ا بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد لله؛نحمده ونستعينه ونستغفره؛ ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا؛ من يهدى الله فلا مضل له؛ ومن يضلل فلا هادى له؛ ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له.
(يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون).
(يا ايها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها
زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذى تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا).
(يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ,.يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
اما بعد:
فإن اصدق الحديث كتاب الله, وخير الهدى هدى محمد ٍصلى الله عليه وسلم, وشر الامور محدثاتها, وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة؛ وكل ضلالة فى النار.
وبعد:
فقد قال العلماء ان التدليس من اقسام المردود ولا شك فى ذلك, والتدليس هو التعتيم لعدم النظر إلى العيوب, وسنعمل على توضيح طرق المدلسين, والكشف عنهم , والمشهورين به منهم, كى يهتدى من يريد الهدى ويسترشد من يريد الحق عن طريق هذا البحث وقد سميته (التأسيس فى قواعد التدليس)
وأخيراً فما كان من توفيق فمن الله سبحانه وتعالى وحده , فله النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن, وما كان فيه من خطأ فمن نفسى ومن الشيطان , والله ورسوله منه بريئان, فأسأل الله الثواب والمغفرة, والله المستعان وهو حسبى ونعم الوكيل
*************
# بيان معنى التدليس:
التدليس جاء من الدلسة وهى الظلمة, واصلها ان يظهر الشىء بصورة تدفع
الناظر اليها إلى اقتنائها وهى فى الحقيقة غير ذلك, ومنه تدليس البيع وهو اظهار السلعة بمظهر جميل, وبذلك فإن التدليس نوع من أنواع الحجب والاخفاء, والتدليس فى الحديث له خطورة كبيرة تتضح عند تطبيق الاعمال التى لم يبينها النبى صلى الله عيه وسلم ,فهو يجعل الضعيف فى نظر الناظر صحيح.
*************
#التدليس عند المحدثين:
التدليس عند المحدثين هو ان يروى الراوى عمن لم يلقه بلفظ يحتمل اللقى من عدمه حيث اذا قرأه قارىءقال ان هذا الراوى روى عنه مباشرة, والامر يكون بالعكس تماما, ومثال ذلك ان نقول قال فلان كذا, اوعنه انه قال كذا,
فهذه الصيغ تحتمل اللقى وعدمه, فمثلاً نحن نقول قال ابن القيم كذا ومعلوم اننا لم نلقه, ونقول فى نفس الوقت على فرد قابلنه قال كذا ,فهذه الصيغ تحتمل اللقى وعدمه
*************
#معنى الحديث المُدلس:
هو ما سقط من اسناده راوٍ لم يُسمه من حدث عنه , موهماً سماعه للحديث ممن لم يحدثه, بشرط معاصرته له, والتدليس له الكثير من الصور سنعمل على توضيحها
*************
#صور التدليس:
التدليس ينقسم إلى ستة اقسام, واشهرها على الاطلاق تدليس الاسناد والشيوخ, كل قسم من هذه الاقسام له طريقة معينة فى جعل السقيم صحيحاً وسنعمل على التوضيح مع ذكر ما يناسب ذلك من امثلة وتوضيح العلل الخفية فيها.
*************
(1) تدليس الاسناد:
هو ان يروى الراوى عن شيخه الذى سمع منه ما لم يسمع منه , موهماً بذلك انه سمع منه ذلك الحديث, او يروى عمن عاصره ولم يلقه موهماً انه قد لقيه وسمع منه وتكون الصيغة "أن, عن",ومثاله محمد بن اسحاق صاحب السيرة وهو مدلس مشهور, وقد سمع من الزهرى وكان تلميذه ,فإذا فرضنا أن محمد بن اسحاق سافر فى وقت مجلس التحديث ولم يسمع الاحاديث التى قالها الزهرى ,وشيخه لا يعيد الاحاديث التى قالها, فأقرب شىء سيفعله أن يذهب إلى من سمع عن الزهرى ليأخذ تلك الاحاديث, فأصبح بينه وبين الزهرى واسطة ويكون اسناده نازل, فيعمل على حذف من سمع منه ويحدث عن الزهرى مباشرة حتى يكون الاسناد عالى
من ينظر فى الاسناد بهذه الطريقة لن يستطيع معرفة العلة, حيث ان محمد بن اسحاق من تلاميذ الزهرى, فمن الضرورى انه سمع منه , اما شرط قبول من يدلس هذا النوع من التدليس ان يصرح بصيغ السماع فيقول حدثنا او انبأنا او أخبرنا او سمعت.
*************
(2) تدليس الشيوخ:
¥(15/325)
هو ان يروى الراوى عن شيخه حديثاًسمعه منه, فيسميه او يكنيه او يصفه او ينسبه كى لا يُعرف, اما ان يكون بسبب ضعف هذا الشيخ او بسبب ايهام العلماء بكثرة شيوخه الذين حدث عنهم, وكان ممن يفعلون هذا التدليس محمد بن السائب الكلبى, وشرط قبول حديث من يدلس هذا النوع التصريح بالسماع.
قال "البيقونى"رحمه الله معلقاً على هذين النوعين:
الاول:الاسقاط للشيخ وأن
ينقل عمن فوقه بعن وأن
والثان: لا يسقطه لكن يصف
أوصافه بما به لا ينعرف
*************
(3) تدليس التسوية:
هذا التدليس اكثر خفاءٍ من ذى قبل, ويحتاج إلى التوضيح, وصفته هى ان يعمد الراوى إلى شيخ شيخه فيسقطه وذلك لضعفه, ويضع شيخ اخر يكون اكثر ثقة.
وكان ممن يفعلون ذلك بقية بن الوليد, وسنفرض له اسناد نمثل به هذا النوع, فقد كان من شيوخه حريز بن عثمان وثور بن يزيد اما الاول فلا يحتج به واما الثانى فثقة ثبت
والاسناد كالتالى:بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد عن راوى ضعيف عن ثوبان مولى النبى صلى الله عيه وسلم, فيعمل على حذف الراوى الضعيف ويضع مكانه راشد بن سعد وهو ثقة روى عنه ثور بن يزيد فيكون الاسناد كالتالى: بقية بن الوليد عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد عن ثوبان فيكون الاسناد صحيح بهذا الشكل.
وشرط قبول حديث من يدلس هذا النوع من التدليس ان يصرح بالسماع فى جميع طبقات السند, ومنهم من قال يصرح بالسماع فى شيخه وشيخ شيخه وهو الراجح
ومن امثلة من يفعلون هذا النوع, الوليد بن مسلم و الوليد بن صفوان ومحمد بن المصفى وغيرهم, وقد ذكره الحافظ بن احمد بن على الحكمى فى اللؤلؤ المكنون فى احوال الاسانيد والمتون فقال
وحذفُهُ الضعيف بين الثقتين
وسمهِ تسويةً بدون مين
*************
(4) تدليس السكوت:
هو ان يروى الراوى فيقول حدثنا ثم يسكت وينشغل بشىء ما, ويفقد السامع الانتباه ثم يتكلم فجأة ويقول فلان ولم يسمع منه, وبذلك فأن تصريح هذا النوع من المدلسين بالسماع ليس له قيمة, وفاعل هذا النوع يمحى اسمه من دواوين التحديث, وكان ممن يفعلون ذلك عمر بن على المقدمى فيقول حدثنا ثم يسكت ثم يذكر هشام بن عروة او سفيان بن عيينة وفعل هذا النوع اثم يجب التوبة منه.
*************
(5) تدليس العطف:
هو ان يروى الراوى عن شيخ له فيقول حدثنى فلان ثم يعطفه على شيخ لم يسمع منه فيقول وفلان, فمثلاً يقول حدثنى الوليد وشعبة وهو فى الحقيقة سمع من الوليد فقط ويتوهم القارىء او السامع انه سمع من الرجلين, ومن يرى اسناده يحكم عليه بالصحة وكان ممن يفعلون ذلك هشيم بن بشير, وقد قال الحافظ بن احمد الحكمى فى هذا النوع:
ومنه ان يعطف شيخا ما سمع
منه على الشيخ الذى منه سمع
*************
(6) تدليس البلدان والاماكن:
هو ان يعمل الراوى بالتحديث عن راوى اخر ينسب اليه مكان موهماً السامع او القارىء انه رحل إلى ذلك المكان لطلب العلم
ويكون هذا المكان الذى قاله هو منطقة فى بلده.
والمثال على ذلك ان يقول الراوى حدثنى فلان بمصر والمعروف ان مصر هى البلد المعروفة ولكنها فى الحقيقة ليست مصر بل هى مكان فى بلدته يسمى بذلك الاسم, وهذا النوع من التدليس يؤدى إلى اختلاف العلماءفى الحكم على الراوى, وسببه هو ايهامه للعلماء بكثرة اسفاره لطلب العلم.
*************
#المدلس ليس بكذاب:
حيث انه لابد من التفرقة يين الكذاب والمدلس, فبينهم فرق شاسع فى المعنى والفعل , فالكذاب هو الذى يكذب كذباً مطلقاً مثل الوضاع الذي يضع الاحاديث, وفاعل هذا الفعل فى النار لامحالة لحديث راوه جمعاً من الصحابة وهو اصح الاحاديث المتواترة على الاطلاق, قال النبى صلى الله عليه وسلم (من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).
اما المدلس فيعمل على اخفاء العلة فى الحديث الذى يرويه, ولا يكذب مثلما يفعل الوضاع, ويعنن حديثه او يؤننه حتى لا يكون كاذب اذا حدث بصيغ السماع فلو حدث بها لصار كاذباً.
*************
#ايجاز ما تم ذكره من التدليس:
قال القاسمى رحمه الله (المُدلس) هو ما سقط من إسناده راوٍِِ لم يسمه من حدث عنه, موهماً سماعه للحديث ممن لم يحدثه, بشرط المعاصرة ,
فإن لم يكن عاصره فليست الراويه عنه تدليساً على المشهور, ومن التدليس ان يسقط الراوى شيخ شيخه أو اعلى منه لكونه ضعيفاً وشيخه الذى حدث عنه ثقة.
ومنه ان يُسمى شيخه او يكنيه او يصفه بما لا يُعرف ,وان كان العامل على ذلك التدليس هو تغطية الضعف فهو جرح , لأن ذلك حرام وغش.
************
هذه اشارة لبعض القواعد المتعلقة بالتدليس , واسأل الله ان يجعلنا من العاملين بكتابه والعاملين بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ,وان يجعلنا من المهتدين , والحمد لله رب العالمين0
*****************************************(15/326)
المنمق فى الحديث المعلق
ـ[محمد بن حجاج]ــــــــ[24 - 02 - 07, 12:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا, من يهدى الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادى له ,ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له.
(يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون).
(يا ايها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذى تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا).
(يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا, يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
اما بعد:
فإن اصدق الحديث كتاب الله, وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الامور محدثاتها, وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة ,وكل ضلالةٍفى النار.
وبعد:
فهذه رسالة لطيفة مختصرة للحديث المعلق وما به من أمورتتعلق به, ومن هذه الامور الاحاديث المعلقة فى صحيح البخارى ,والتى تكلم عنها من تكلم, والف فيها من الف ,ولا يتكلم احد فى ذلك الا بجهل ,فأحببت ان ابين الحديث المعلق لهدى من يريد الهدى وإرشاد من يريد الرشاد وقد سميته (المنمق فى الحديث المعلق).
فما كان من توفيق فمن الله سبحانه وتعالى وحده, فله النعمة والفضل وله الثناء الحسن, وما كان فيه من خطأ فمن نفسى ومن الشيطان, والله ورسوله منه بريئان, فأسأل الله الثواب والمغفرة, والله المستعان وهو حسبى ونعم الوكيل.
***************
#بيان الحديث المعلق:
هو ما حُذف من اول اسناده واحدافأكثر على التوالى, ولا يكون الحذف الا من اول الاسناد, وان كان غير ذلك فلا يكون معلقا, وقد قال الذهبى رحمه الله كلاماً فى قبوله ورده, فقال (ما كان منه بصيغة الجزم كقال ,او فعل, او روىفهو محكوم عليه بالصحة, وما ليس فيه جزم كيُروى, ويُذكر, ويُحكى, ويُقال, وحُكى فليس له الحكم بالصحة)
ولكن المعلق فى صحيح البخارى يختلف حكمه, فقد قال الذهبى بعد كلامه السابق (ولكن مجرد إيرد المعلق فى الصحيح يجعك تستريح اليه) فالمعلقات فى غير الصحيح ينطبق عليها الحكم السابق فعلى المدقق إذا رام الاستدلال به أن ينظر فى رجاله ومتنه, ليرى صلاحيته للحجة من عدمه.
***************
#العلاقة بين المعضل والمعلق:
بين المعضل والمعلق علاقة عموم وخصوص, حيث ان المعضل هو ما سقط منه رويان فأكثر على التوالى وفى اى مكان فى الاسناد اوله او اخره ,وبينهما علاقة عموم وخصوص فهم يجتمعان فى صورة وينفرد احدهما فى صورة اخرى.
ومثال ذلك: ان يأتى الاسقاط فى السند فى اوله وليكن (1) , (2) من الاسناد فهذا يكون معضل ومعلق فى نفس الوقت, فإذا جاء الاسقاط فى السند (3) , (4) فهذا معضل وليس معلق وبذلك نكون قد فهمنا علاقة الخصوص والعموم.
***************
#صورة أخرى من المعلق:
من صور المعلق حذف جميع السند ,فيقول مثلاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يسوق الحديث ,او يقول قال الصحابى عن النبى صلى الله عليه وسلم, فهذا يدخل ضمن المعلق ,ولكن بما انه انتهى عصر الاسناد فلا حرج إذاقلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون اسناد على شرط التأكد من الصحة.
***************
#صورة أخرى خفية ومحولة جعلها نقية:
هذه الصورة تتمثل فى ان يعمل الراوى على حذف شيخه الذى حدثه وينسب ذلك الحديث إلى من فوقه ويكون من فوق شيخه مقارب له فى المعاصرة فيختفى التعليق ولا يظهر ولا يكشفه الا المحدثين كأمثال ابى حاتم وابن المدينى.
***************
#صورة أخرى اكثر خفاءٍ:
تتمثل هذه الصورة فى ان يُسقط الراوى شيخه الاول ويجعل الراوية عن شيخ شيخه الذى هو رقم (3) فى الاصل فيجعله رقم (2) ويكون شيخ شيخه من شيوخه الذين حدث عنهم قبل ذلك ومثال ان يكون الراوى قد حدث عن شيخه وشيخ شيخه فقد حدث بن جريج عن عبد الرزاق وشيخ عبد الرزاق معمر بن راشد
وقد اختلف علماء المصطلح هل يسمى هذا تعليقا ام لا ,فجانب من العلماء سماه تعليق لأن الراوى حذف اول الاسناد, وجانب من العلماء لم يسمه تعليق لأن الراوى روى عن شيخه فلا يسمى تعليق
¥(15/327)
فما الحل فى ذلك, الحل فى ذلك هو التدقيق والنظر فى السند فإذا كان الراوى مدلس فإن الحديث يكون مدلساً وهو من اقسام الضعيف, والمدلس يعمل على تدليس الحديث لأمرين (1) اما طلباً لعلوالاسناد (2) اما ان يكون شيخه الأول ضعيف فحيذفه ويروى عن الثانى
وإذا كان الراوى غير مدلس فله حكمين, اما ان يكون معلق واما ان يكون متصل, فإذا كان هذا الراوى له طريق اخر يرويه عن شيخه الأول فهذا معلق, وعدم وجود هذا الطريق الثانى يدل على الاتصال.
***************
#سبب ذكر المعلق من اقسام المردود:
سبب جعل المعلق من اقسام المردود هو حذف راوى او اكثر من اول السند, مما يترتب عليه الجهل بحال الراوى المحذوف فقد يكون مدلس او كذاب او وضاع , فإذا تم العثورعلى طريق اخر يبين الراوى المحذوف وتبين عادلته ففى تلك الحالة يكون الحديث صحيح.
***************
#الرد النارى لمن ضعف تعليق البخارى:
تعليق البخارى فى كتابه الصحيح كان له اسباب عدة استنبطها العلماء من اسلوبه رحمه الله وقد قسم العلماء تعليق البخارى إلى نوعين, وهى الاحاديث المرفوعة التى لم يوصل البخارى اسنادها فى الصحيح,
قال ابن حجر رحمه الله: (أ) منها ما يوجد فى موضع اخر فى الصحيح, (ب) ومنها ما لا يوجد الا معلقاً.
الأول: السبب فى تعليقه ان البخارى من عادته فى صحيحه ان لا يكرر شيئاً الا لفائدة, فإذا كان المتن يشتمل على احكام كرره فى الابواب او قطعه فى الابواب إذا كانت الجملة يمكن فصلها من الجملة الاخرى ومع ذلك لا يكرر الاسناد بل يغاير رجاله اما شيوخه او شيوخ شيوخه ونحو ذلك, فإذا ضاق مخرج الحديث ولم يكن له الا اسناد واحد واشتمل على احكام واحتاج إلى تكريرها, فإنه والحالة هذه اما ان يختصر المتن او يختصر السند, وهذا هو احد اسباب تعليق البخارى للحديث وهو الاختصار
الثانى: وهو ما لا يوجد الا معلقاً وهو على صورتين (أ) بصيغة الجزم (ب) بصيغة التمريض, اما الاول فهو صحيح إلى من علقه عنه او يحتاج النظر فيمن ابرز من رجاله فبعضه يلتحق بشرطه, والسبب فى التعليق له اما لكونه لم يحصل له مسموعاً واما اخذه عن طريق المذكرة او الاجازة او غير ذلك.
اما الثانى: وهو المعلق بصيغة التمريض مما لم يورده فى موضع اخر, وسبب التعليق اما انه غير ملتحق بشرطه واما انه ذكره بالمعنى او انه ضم اليه ما لا يصح, وفيه ما هو صحيح وما هو حسن وما هو ضعيف ولكنه ينجبر بأمر اخر, والضعف فيه يكون يسيراً.
ولابد من الانتباه ان ما قاله البخارى بضيغة:قال فلان او زاد فلان عن شيوخه فليس له حكم التعليق ,لانهم من شيوخه الذين حدث عنهم فكيف يكون معلقاً بدون اسقاط راوى على الاقل.
***************
والرد على من ضعف تعليق البخارى يكون من اربعة اوجه:
#الاول: ان البخارى رحمه الله اجزم ان كل ما فى كتابه هو الصحيح ,فقال:ما ادخلت فى كتابى الاما صح, وبذلك يكون قد التزم بالصحة ,وقد استبعد العلماء ضعف احاديث البخارى ومسلم ,حتى ان بعض العلماء قال لو حلف رجل بالطلاق ان كل احاديث البخارى صحيحة فليس عليه شىء لأن البخارى رحمه الله التزم بالصحة المطلقة
#الثانى: تعليقات البخارى رحمه الله فى كتابه بلغت الف وثلاثمئة وواحد واربعون (1341) ولكن اكثر هذه التعليقات وصلها فى كتابه فتبقى مائة وستون حديثاً, وهو عدد قليل بالنسبة لماقبل.
#الثالث: ان العلماء لم يتركوا هذه الاحاديث المتبقية وهى مائة وستون بل عملوا على وصلها فى الكثير من الكتب المخرجة على الصحيحين ,وهذه الكتب يعمل صاحبها على الاتيان بطرق اخرى جديدة غير المخرجة فى الصحيحين وهذه الكتب لها فوئد جمة وهى:
(1) القوة بكثرة الطرق للترجيح عند المعارضة.
(2) ان يكون مصنف الصحيح روى عمن اختلط ولم يُبين هل سمع ذلك الحديث قبل الاختلاط او بعده فيبينه المستخرج اما تصريحاً اوبأن يرويه عنه من طريق من لم يسمع منه الا قبل الاختلاط
(3) ان يروى فى الصحيح عن مدلس بالعنعنة فيرويه المستخرج بالتصريح بالسماع حتى لا يكون الحديث معل بعنعنة المدلس
(4) ان يروى صاحب الصحيح عن مبهم كحدثنا فلان او رجل او غير واحد فيعينه المستخرج
(5) ان يروى صاحب الصحيح عن مُهمل كمحمد من غير ذكر ما يميزه عن غيره من المحمدين فيميزه المستخرج
اما المستخرجات على الصحيحين فهى كثيرة منها: مستخرج الاسماعيلى-البرقانى-ابى احمد الغطرفى-ابى نعيم الاصبهانى-ابى ذر الهروى-ابى محمد الخلال-ابى محمد الماسرجى –ابى بكر اليزدى-ابى بكر بن عبدان الشيرازى وغيرهم
#الرابع: وهو رد عقلى عن طريق الافتراض, فإذا فرضنا ان معك مائة الف تفاحة وانتقيت منها سبعة الأف تفاحة ,فمن الضرورى ان تكون السبعة الأف التى انتقيتها هى اصح ما لديك, وكذلك البخارى رحمه الله حيث انه كان يحفظ مائة الف حديث وانتقى منها للصحيح سبعة الأف فقط فهذا دليل ان كل ما اختاره للصحيح متأكد من صحته
واخيراً نسأل الله ان يجعل كل ما كتبانه لوجهه الكريم ,وان يجعلنا من العاملين بكتابه والعاملين بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ,وان يجعلنا من المهتدين ,والحمد لله رب العالمين.
***************(15/328)
الى الاخوة المشرفين على ادارة الملتقى ارجو منكم سعة الصدر على الحاق هذه الاسئلة ....
ـ[ابومحمد النيجيري]ــــــــ[24 - 02 - 07, 02:08 ص]ـ
الرجاء من المشرف العام الاستاذ الفاضل هيثم حمدان حفظه الله والقائمين على إدارة الملتقى عامة إدراج هذه الاسئلة من الاسئلة الموجهة الى الدكتور المحدث المحترم ابراهيم اللحام حفظه الله
وذالك عن عذر تأخر علمي بالأمر وإلا كنت من الاوائلين الطارحين لمعضلاتهم عن بعض المفاهيم الحديثية.
ولكم فائق الشكر
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وأصحابه ومن والاه وبعد: يسرني ان أطرح عليكم هذه الاسئلة و ارجو منكم التحمل و التأمل فيها. اححسن الله اليكم وكثر امثالكم في المسلمين ان شاء الله تعالى.
اولا: مفهوم قول المحدثين و خاصة المصنفين منهم (هذا حديث غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه) او قولهم (لا يعرف الا من حديث فلان) هل يعتبر ذلك حكما على الحديث؟ ثم من يعتد بينهم بحكمه على الحديث بالغرابة؟ وما هو مفاهيم المحدثين بذلك عند كل منهم ...
وكان من اكثرمن يستعمل هذا الاصطلاح، المصنفون من المحدثين، ومن هولاء من بيّن مراده به وآخرون لم يفصحوا به. وممن بين ذلك الامام الترمذي فقيد مراده بالغرابة عند اهل الحديث نمعان فقال:
" وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث غريب فان اهل الحديث يستغربون الحديث لمعان:
رب حديث يكون غريبا لا يروى الا من وجه واحد ومثل له بحديث حماد بن سلمة عت ابي العشراء عن ابيه انه قال: قلت يا رسول الله! اما تكون الذكاة الا في الحلق و اللبة فقال: لو طعنت في فخذها اجزأ عنك)، فهذا حديث تفرد به حماد بن سلمة عن ابي العشراء،ولا يعرف لابي العشراء عن ابيه الا هذا الحديث، مشهورا عند اهل العلم،فانما اشتهر من حديث حماد بن سلمة لا نعرفه الا من حديثه.
ورب حديث انما يستغرب لزيادة تكون في الحديث،وانما يصح اذا كانت الزيادة ممن يعتمد على حفظه ثم ذكر حديث مالك بن انس عن نافع عن ابن عمر في فريضة زكاة الفطر ... فزاد (من المسلمين)
وقد روى بعضهم عن نافع مثل رواية مالك ممن لا يعتمد على حفظه.
ورب حديث يروى من اوجه كثيرة وانما يستغرب لحال الاسناد. ومثل له بحديث ابي كريب و ابي هاشم الرفاعي وابي السائب والحسين بن الاسود قالوا:حدثنا ابو اسامة عن بريد بن عبدالله بن ابي بردة عن جده ابي بردة عن ابي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم: (قال:الكافر ياكل في سبعة امعاء و المؤمن ياكل في معى واحد)
ثم قال: هذا حديث غريب من هذا الوجه من قبل اسناده، وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وانما يستغرب من حديث ابي موسى ...
(قلت): هذه تفاصيل مصطلح الغريب عند الامام الترمذي في سننه ولكن بعض العلماء أطلقوا هذا المصطلح على بعض مروياتهم من غير هذا التفصيل ولا يعرفون من المنتقين في شيوخهم، ومنهم ابن ماجة في سننه، فقد تتبعت احاديث كتابه فوقفت على غير موضع يعلق فيه على احاديثه، مثلا في حديث سالم بن عبيد في مرض موته صلى الله عليه وسلم.
قال:هذا حديث غريب لم يحدث به غير نصر بن علي، وهو شيخه
وكذلك حديث انس بن مالك قال شهدت للنبي صلى الله عليه وسلم وليمة ما فيها لحم ولا خبز.
قال: لم يحدث به الا ابن عيينة.
وكذلك حديث ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم واعطاه اجره.
قال: تفرد به ابن ابي عمر العدني وحده.
وكذالك ما يذكر البزار الذي اشتهر كلامه على تفرد بعض رواة الحديث و الطبراني في معاجمه الثلاثة وابن مندة في كتبه على احاديث انه غريب لا يعرف الا من هذا الوجه ....
وهل يكفي ذلك قدحا في الحديث؟
ثم ان العلماء قد قسموا الغريب من الحديث الى غريب تفرد به راو ثقة و ذ1لك كثيرا في الصحيح، وغريب غير صحيح وهو الغالب على الغرائب.
قالفي النكت: و الاول يفيد والثاني لا يفيد.
ومثل للاول بالافراد المخرجة في الصحيحين، وللثاني بحديث ضمرة بن سعيد عن عبيد الله بن عبدالله عن ابي واقد في القراءة في الاضحى) ثم نقل عن شيخه:
"لم يروه احد من الثقات الا ضمرة بن سعيد، وله طريق اخرى من حديث عائشة رضي الله عنها وسنده ضعيف"
¥(15/329)
ومن ذلك ايضا حديث (الله الله في اصحابي لا تتخذوهم غرضا بعدي) خرجه الترمذي و احمد والعقيلي وغيرهم ولم يروه من الثقات الا عبد الرحمن بن زياد وهو مجهول،روى له عبيدة بن ابي رائطة،قال ابن معين:لا اعرفه. ووثقه ابن حبان وحده. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه.
هذا تقسيم ارباب كتب المصطلح من الحاكم و الخطيب و ابن الصلاح و النووي والععراقي وابن حجر ...
وهذا يتعارض ظاهرا مع بعض الافراد المخرجة في الصحيح المنتقدة ومخنها حديث (من عادى لي وليا) تفرد به خالد بن مخلد القطواني، وكذلك حديث ابن ابي ذئب عن سعيد المقبري عن ابي هريرة يرفعه (من صلى علة الجنازة فله قيراط) فرواية ابن ابي ذئب هي المشهورة،وهي افراد الصحيح ايضا. وانتقده الدارقطني.
كما انتقد ابو الفضل الشهيد حديث احمد بن عبدة عن حمادبن زيد عن ايوب عن نافع، ذكر لابن عمر عمرة النبي صلى الله عليه وسلم من الجعرانة قال: (لم يعتمر منها)
قال ابو الفضل: (وهذا حديث لم يروه غير ابن عبده عن حماد وهو غير صحيح،وقد صح ان النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر من الجعرانة) ز
اذا فكيف يمكن التوفيق بين هذا التقسيم الاصطلاحي من قبل المصنفين وقول النقاد المتقدمين في الغرائب من الاحاديث. ومن هذا ما جاء عن الامام احمد بن حنبل رضي الله عنه انه قال غير مرة: (لا تكتبوا هذه الاحاديث الغرائب، فانها مناكيروعامتها من الضعفاء)
وقال يزيد بن ابي حبيب: (اذا وردك الحديث فانشده كما تنشد الضالة فما عرفت منه فخذه والا فدعه)
وقال مسلم في مقدمة صحيحه: (ان حكم اهل العلم، والذي يعرف من مذهبهم – في قبول ما يتفرد به المحدث من الحديث – ان يكون قد شارك الثقات من اعل العلم و الحفظ في بعض ما رووا، واعن في ذلك على الموافقة لهم فاذا وجد ذلك. ثم زاد بعد ذلك شيئا ليس عند اصحابه،قبلت زيادته.
فاما من تراه يعمد لمثل الزهري في جلالته، وكثرة اصحابه من الحفاظ المتقنين لحديثه وحديث غيره او لمثل حديث هشام بن عروة، وحديثهما عند اهل العلم مبسوط مشترك، قد نقل اصحابهما عنهما حديثهما على الاتفاق منهم في اكثره – فيروي عنهما او عن احدهما العدد من الحديث مما لا يعرفه احد من اصحابهما،وليس ممن شاركهم في الصحيح مما عندهم فغير جائز قبول حديث هذا الضرب من الناس)
وعلى هذا عمل النقاد من الحفاظ حيث جمعوا افراد الزهري و مالك وغيرهما ممن اشتهرت امامته و ديانته واتقانه.
فافيدونا مما فتحه الله عليكم واجركم على الله تعالى.
ثانيا: لا تؤاخذونا شيخنا!
مما اشتهر بين علماء الحديث وطلابه تقديم منهج الفقهاء و الاصوليين على قاعدة اهل الحديث في التصحيح والتضعيف والقبول والرد. ففي مسالة زيادة الثقة انها تقبل مطلقا كما نقل ابن الصلاح ذلك عن الخطيب وتبناه. وكذلك ان المرسل مقدم على النافي عند التعارض،وان المراسيل تقبل اذا انجرت بمثلها او ما دونها من فتاوى الصحابة حسب ما ذكره الامام الشافعي في (الرسالة) مما يناقض مقتضى اصول اهل الحديث.بل احيانا يرجحون آراء الفقهاء ففي (مقدمة شرح صحيح البخاري) قال النووي: "فصل: قد استدرك الدراقطني على البخاري ومسلم احاديث،فطعن في بعضها.وذلك الطعن مبني على قواعد لبعض المحدثين ضعيفة جدا مخالفة لما عليه الجمهور من اهل الفقه و الاصول وغيرهم فلا تغتر بذلك" اه
ويخرجون ويحكمون على بعض الاحاديث بناء عليها ويحققون التراث على ضوئها ومن ذلك تصحيحهم حديث (لا ضرر ولا ضرار) وحديث (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ... ) وحديث (من صلى الصبح في جماعة اربعين) وغير ذلك مما يشاهد من اعمالهم تتناقض مع منهج المتقدمين ...
فماذا تعلقون على مثل هذه الحال؟
ثم متى يعتبر بالمتابعات والشواهد. افيدونا جزاكم الله عن الامة خيرا.
اخيرا: مما اشتهر على ألسنة الخطباء و الوعاظ ويضربون بها مثلا عن عدالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله: (اخطأ عمر وأصابت المراة)
وقد تم لي البحث عن هذا الاثر وجمع طرقه، غير انني ما وقفت عليه بحرفية نصه الا ما وجد عند ابن حجر في الفتح (9/ 255) فقال: (اخرجه الزبير بن بكار من وجه آخر منقطع فقال "امرأة اصابت ورجل اخطأ")
فارجوا من حضرتكم ان تسعفونا بما عندكم حتى يستفيد منه جميع الاخوة ولكم جزيل الشكر.(15/330)
الفرق بين تزاني ونزني
ـ[إبراهيم الغيث]ــــــــ[24 - 02 - 07, 02:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:
فلقد أردت أن أبحث عن معنى لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ قَالَ أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ).
أريد ممن عنده العلم:
1. لماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (تزاني) ولم يقل (تزني).
2. معنى حليلة جارك.
أسأل الله للجميع العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[24 - 02 - 07, 10:30 ص]ـ
تزاني فيه زيادة من حيث المبنى
وهو من (فاعلَ) يفاعل مفاعلة .. وهذا الباب يدل على المشاركة غالباً وهو متعدٍّ، وفيه إفادة البادئ بالفعل.
أما تزني فهو لازم.
وحليلة الجار زوجته.
هذا التفريق بتحليل الوزن التصريفي للفعلين، ولعل هناك فروقاً أخرى ذكرها أهل الحديث واللغة يتحفنا بها الإخوة الكرام.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[24 - 02 - 07, 11:03 ص]ـ
تزاني فيه زيادة من حيث المبنى
وهو من (فاعلَ) يفاعل مفاعلة .. وهذا الباب يدل على المشاركة غالباً وهو متعدٍّ، وفيه إفادة البادئ بالفعل.
أما تزني فهو لازم.
هذا التفريق بتحليل الوزن التصريفي للفعلين، ولعل هناك فروقاً أخرى ذكرها أهل الحديث واللغة يتحفنا بها الإخوة الكرام.
وحليلة الجار زوجته.
ـ[إبراهيم الغيث]ــــــــ[24 - 02 - 07, 01:40 م]ـ
أشكرك أخي أبو يوسف التواب ولكن هل يمكن أن يكون يزاني من الاستمرار على هذا الأمر بأن يكون عادة؟
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[24 - 02 - 07, 06:43 م]ـ
جاء في كتاب: << قواعد الأحكام في مصالح الأنام»؛ فصل في بيان المفاسد:
في بيان المفاسد وهي ضربان: ضرب حرم الله قربانه , وضرب كره الله إتيانه , والمفاسد ما حرم الله قربانه رتبتان إحداهما: رتبة الكبائر وهي منقسمة إلى الكبير والأكبر والمتوسط بينهما , فالأكبر أعظم الكبائر مفسدة.
وكذلك الأنقص فالأنقص , ولا تزال مفاسد الكبائر تتناقص إلى أن تنتهي إلى مفسدة لو نقصت لوقعت في أعظم رتب مفاسد الصغائر وهي الرتبة الثانية. ثم لا تزال مفاسد الصغائر تتناقص إلى أن تنتهي إلى مفسدة لو فاتت لانتهت إلى أعلى رتب مفاسد المكروهات وهي الضرب الثاني من رتب المفاسد , ولا تزال تتناقص مفاسد المكروهات إلى أن تنتهي إلى حد لو زال لوقعت في المباح.
وقد أبان صلى الله عليه وسلم من تفاوت الكبائر ثلاث مراتب , إذ سئل عليه السلام أي الذنوب أكبر؟ فقال: {أن تجعل لله ندا وهو خلقك , قيل ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قيل. ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك} جعل الكفر أكبر الكبائر مع قبحه في نفسه , لجلبه لأقبح المفاسد ودرئه لأحسن المصالح , فإنه يجلب مفاسد الكفر ويدرأ مصالح الإيمان. ومفاسده ضربان: [ص: 57] أحدهما عاجل وهو إراقة الدماء وسلب الأموال وإرقاق الحرم والأطفال.
الضرب الثاني: آجل وهو خلود النيران مع سخط الديان. وأما درؤه لأحسن المصالح فإنه يدرأ في الدنيا عن المشركين التوحيد والإيمان وعن الإسلام والأمن من القتل والسبي واغتنام الأموال , ويدرأ في الآخرة نعيم الجنان ورضا الرحمن. وجعل قتل الأولاد تاليا لاتخاذ الأنداد , لما فيه من الإفساد وقطع الأرحام والخروج من حيز العدالة إلى حيز الفسوق والعصيان , مع التعرض لعقاب الآخرة , وتغريم الدية والكفارة , والانعزال عن الولاية التي تشترط فيها العدالة وجعل الزنا بحليلة جاره تلو قتل الأولاد لما في ذلك من مفاسد الزنا كاختلاف المياه واشتباه الأنساب وحصول العار , وأذية الجار , والتعرض لحد الدنيا أو لعقاب الآخرة , والانتقال من حيز العدالة إلى حيز الفسوق والعصيان والانعزال عن جميع الولايات.
ـ[الطالبي]ــــــــ[24 - 02 - 07, 08:22 م]ـ
الأخ الفاضل/
تحية لك من عند الله مباركة طيبة وبعد:
فقد رجعت إلى بعض شروح السنة فعثرت على بعض النصوص التي يمكن أن تفيد في إيضاح مفهوم الصيغة التي وردت في الحديث، وأسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا
أخوك الطالبي
جاء في شرح النووي على مسلم:"وَمَعْنَى تُزَانِي أَيْ تَزْنِي بِهَا بِرِضَاهَا وَذَلِكَ يَتَضَمَّن الزِّنَا وَإِفْسَادهَا عَلَى زَوْجهَا وَاسْتِمَالَة قَلْبهَا إِلَى الزَّانِي، وَذَلِكَ أَفْحَشُ وَهُوَ مَعَ اِمْرَأَة الْجَار أَشَدُّ قُبْحًا، وَأَعْظَمُ جُرْمًا لِأَنَّ الْجَار يَتَوَقَّع مِنْ جَاره الذَّبّ عَنْهُ، وَعَنْ حَرِيمه، وَيَأْمَن بَوَائِقه، وَيَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ، وَقَدْ أُمِرَ بِإِكْرَامِهِ وَالْإِحْسَان إِلَيْهِ، فَإِذَا قَابَلَ هَذَا كُلّه بِالزِّنَا بِامْرَأَتِهِ وَإِفْسَادهَا عَلَيْهِ مَعَ تَمَكُّنِهِ مِنْهَا عَلَى وَجْهٍ لَا يَتَمَكَّن غَيْره مِنْهُ كَانَ فِي غَايَةٍ مِنْ الْقُبْح.
وقال في عون المعبود:
(أَنْ تُزَانِي حَلِيلَة جَارك) .... قَالَ فِي التَّنْقِيح: تُزَانِي تُفَاعِل، وَهُوَ يَقْتَضِي أَنْ يَكُون مِنْ الْجَانِبَيْنِ. قَالَ فِي الْمَصَابِيح: لَعَلَّهُ نَبَّهَ بِهِ عَلَى شِدَّة قُبْح الزِّنَا إِذَا كَانَ مِنْهُ لَا مِنْهَا بِأَنْ يَغْشَاهَا نَائِمَة أَوْ مُكْرَهَة، فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ زِنَاهُ بِهَا مَعَ الْمُشَارَكَة مِنْهَا لَهُ وَالطَّوَاعِيَة كَبِيرًا كَانَ زِنَاهُ بِدُونِ ذَلِكَ أَكْبَر وَأَقْبَح مِنْ بَاب الْأَوْلَى.
¥(15/331)
ـ[إبراهيم الغيث]ــــــــ[24 - 02 - 07, 09:47 م]ـ
كل ماقلته وجدته أنا إلا الكملة المهمة برأيي وهي:
(تُزَانِي أَيْ تَزْنِي بِهَا بِرِضَاهَا)
شكراً لك ...
ـ[ابومحمد النيجيري]ــــــــ[24 - 02 - 07, 10:46 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله واله ومن والاه وبعد
بارك الله في الاخوة جميعا واحسن الله اليكم. لقد كان بودي ان ارد على تساؤل الاخ السائل ساعة من الليل ولكن داهمني الوقت.
فعلى كل.
فإن بين الكلمتين تباين في المبنى والمعنى.وكما يقال: (بزيادة في المبنى بزيادة في المعنى)
فالكلمة الاولى (تزاني) على وزن تفاعل ومصدره المفاعلة وهي تفيد المشاركة بين الطرفين كما يقال المخاطبة اذا تمت عملية الخطاب من الجانبين.بينما (تزني) لا يكون الا من جانب واحد وهو لازم وذلك متعد.
والمراد به ان تتم عملية الفاحشة عن تراض بينهما.
واما (حليلة) من فعيلة وهي التي تفيد الفاعلية والمفعولية.فتقول قتيل بمعنى القاتل والمقتول ويتعين المعنى بالقرينة.
وحليلة من حل يحل اذا وقع على الشيء والمراد بها زوجة جاره اذ يحِل عليها.
وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ايذاء الجار واحترام حقوقهم.ونفي الايمان عن من يخل بحق الجيران واكد هذا الامر بحلفات ثلاثة.وهنا يعتبر من يفحش بزوجة جاره مرتكب الكبيرة لا يقل ذنبا عن مشرك وعاق لوالديه اذا اعتددنا بدليل الاقتران عند الاصوليين.فان الذنب الاول يخل بحق الله المحض على العبد والاخيرين من حقوق الله و العباد معا.
وفي استعمال كلمة (حليلة) خاصة دون كلمة (زوجة) لطيفة وهي تهويل وتبشيع هذا الامر وبخاصة اذ تم بالمطاوعة من قبلها. والله اعلم
ـ[إبراهيم الغيث]ــــــــ[25 - 02 - 07, 12:44 م]ـ
شكراً للجميع.
ولكن هل يمكن أن يكون يزاني من الاستمرار على هذا الأمر بأن يكون عادة؟
ـ[ابومحمد النيجيري]ــــــــ[25 - 02 - 07, 08:04 م]ـ
الاصل في المضارع انه يفيد اما يفيد الحال او الاستقبال عند اهل اللغة.والفعل لا يفيد الا الحدوث الطارئ لا كالاسم الذي يفيد الاستمرار والدوام او الصفة المشبهة التي تفيد العادة اللازمة.فعلى هذا فلا يمكن افادة الاستمرارية حتى يكون عادة والله اعلم
ـ[ابومحمد النيجيري]ــــــــ[25 - 02 - 07, 08:05 م]ـ
الاصل في المضارع انه يفيد اما يفيد الحال او الاستقبال عند اهل اللغة.والفعل لا يفيد الا الحدوث الطارئ لا كالاسم الذي يفيد الاستمرار والدوام او الصفة المشبهة التي تفيد العادة اللازمة.فعلى هذا فلا يمكن افادة الاستمرارية حتى يكون عادة والله اعلم
ـ[بالحارث]ــــــــ[30 - 04 - 07, 11:38 م]ـ
أذكر أنه في بعض الدروس فسر أحد المشايخ قوله (تزاني) بأنه يفاعل بمعنى أنه يقوم بفعل ماسيوصله إلى غايته وهو الزنى, وذلك بدءا بالتفكير والهم, ثم القيام بالنظر, وإتباع النظر, ثم المغازلة للتغرير بها, ومن ثم الحصول على الرضى بما يغضب الله عزوجل.
فكانت البلاغة النبوية بقطع مقدمات هذا الفعل الفاحشة بهذه الكلمة التي ترسم صورة التغرير بمن يحرم عليه التعرض لها.
ولا أعرف مستند الشيخ في هذا التفسير, والله أعلم.(15/332)
أفيدوني في هذا الحديث يرحمكم الله ووالديكم (تسعة وتسعون تنينا)
ـ[حسن شريف]ــــــــ[24 - 02 - 07, 11:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام عليكم أهل العلم والكرم والفضل حبذا تفيدوني في هذا الحديث ألا وهو:
{{أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا السَّمْحِ، حَدَّثَهُ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الْمُؤْمِنَ فِي قَبْرِهِ لَفِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، وَيُرْحَبُ لَهُ قَبْرُهُ سَبْعُونَ ذِرَاعًا، وَيُنَوَّرُ لَهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ أَتَدْرُونَ فِيمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ?فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ? أَتَدْرُونَ مَا الْمَعِيشَةُ الضَّنْكَةُ؟ " قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: " عَذَابُ الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُ يُسَلَّطَ عَلَيْهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا، أَتَدْرُونَ مَا التِّنِّينُ؟ سَبْعُونَ حَيَّةً، لِكُلِّ حَيَّةٍ سَبْعُ رُؤوسٍ يِلْسَعُونَهُ، وَيَخْدِشُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "}}
هل الإسناد هنا منقطع أم أنني واهم في ذلك؟ وأقصد الإنقطع هنا بين: أبي السمح (المولود عام 125، والمتوفي عام 182) وابن حجيرة (المتوفي: عام 83 هجرية)، أفيدوني بارك الله فيكم والحديث حسنه بعض الأفاضل، وأظن أن هذا الحديث يرجع الى شيخ ابي السمح دراج ألا وهو: أبو الهيثم، وبه ضعفه العلماء!!
وسلام عليكم
ـ[محمد خالد العلوي]ــــــــ[25 - 02 - 07, 02:04 ص]ـ
هو دراج أبو السمح قال البخاري في التاريخ الكبير: دراج أبو السمح المصري سمع عبد الله بن الحارث بن جزء وأبا الهيثم وابن حجيرة قال أصبغ عن بن وهب قال حدثنا عمرو عن دراج أن شيخا من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلمحدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولا تجهر بصلاتك ذلك في الدعاء لا ترفع صوتك في الدعاء فتذكر ذنوبك فيسمع منك فتعير بها ويقال اسمه عبد الرحمن.
هذا بالنسبة لسماعه فقد نص عليه البخاري.
وأما بخصوص سنة وفاته ومولده فالذي ذكرته انت خطئ.
قال الحافظ في التقريب: دراج بتثقيل الراء وآخره جيم بن سمعان أبو السمح بمهملتين الأولى مفتوحة والميم ساكنة قيل اسمه عبد الرحمن و دراج لقب السهمي مولاهم المصري القاص صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعف من الرابعة مات سنة ست وعشرين بخ 4
فعرفنا أن وفاته في سنة: 126 وليس مولده!
وأما ابن حجيرة هو - كما ذكر الحافظ في التقريب -: عبد الرحمن بن حجيرة بمهملة وجيم مصغر المصري القاضي وهو بن حجيرة الأكبر ثقة من الثالثة مات (دون المائة) سنة ثلاث وثمانين وقيل بعدها م 4.
فتاريخ وفاته 83
وقد ذكر المزي في الرواة عنه دراج ابن سمعان، وذكر في ابن حجيرة في شيوخ دراج ولم يشير إلى أنه لم يسمع منه.
وأما بالنسبة لوفاتهما فالجواب عن ذلك:
أن احتمال سماع دراج من ابن حجيرة ممكن جداً وذلك أننا لو طرحنا سنة وفاة دراج من سنة وفاة ابن حجيرة لكانت النتيجة أن دراج بقي بعد ابن حجيرة: 43 سنة، فلو افترضنا ان عمر دراج 70 سنة - وهي أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم - لكان سماع دراج في شبابه من ابن حجيرة، ولا يخفاك أن السلف كانوا حريصين على السماع المبكر فكيف وعمر دراج آنذاك 25 أو 30 تقريباً؟ اضف على ذلك أن دراج مصري، وابن حجيرة مصري.
ـ[حسن شريف]ــــــــ[25 - 02 - 07, 03:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي الحبيب وبارك فيك
اخوك الصغير
ـ[محمد خالد العلوي]ــــــــ[25 - 02 - 07, 06:38 ص]ـ
وإياك اخي الكريم،،
ووفقك الله لكل خير(15/333)
الشيخ عبد الله السعد ومنهج المتقدمين في التحسين بالشواهد
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[25 - 02 - 07, 02:44 م]ـ
رأيت أن الشيخ عبدالله السعد عنده شيء من التساهل في التحسين بالشواهد والمتابعات
فكأن عند الأئمة المتقدمين قاعدة -أو أكثر- ليست عند الشيخ السعد في هذه المسألة
فأريد رأيكم بارك الله فيكم
ـ[عبدالله المروتي]ــــــــ[05 - 03 - 07, 06:18 ص]ـ
هلا ذكرت مثالا يوضح تساهل الشيخ عبدالله السعد
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[05 - 03 - 07, 07:58 ص]ـ
هلا ذكرت مثالا يوضح تساهل!! الشيخ عبدالله السعد ??!!
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 02:26 ص]ـ
فعلاً الشيخ بأشرطته أحياناً يصحح أحاديث قد ضعفها بعض من يسير على منهج المتقدمين ولكن أعتقد بأن الشيخ لا يصحح بالشواهد إلا ما يقبل ويصل إلى تقوية الحديث، وأما الشواهد التي لا تتقوى فالشيخ لا يقبلها، وأقرب مثال لذلك حديث التسمية على الوضوء فهذا الحديث شواهده كثيرة جداً ولكن الشيخ يضعفه ويرى أن هذه الشواهد لا تقوي الحديث والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[08 - 03 - 07, 11:02 م]ـ
الشيخ حفظه الله ليس متساهلاً في التصحيح ..
وخالف الشيخ الألباني رحمه الله كثيراً في تصحيح بعض الأحاديث.
والشيخ عبدالله السعد حفظه الله كثيراً مايأخذ بقواعد المتقدمين.
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 12:22 ص]ـ
الشيخ حفظه الله ليس متساهلاً في التصحيح ..
وخالف الشيخ الألباني رحمه الله كثيراً في تصحيح بعض الأحاديث.
والشيخ عبدالله السعد حفظه الله كثيراً مايأخذ بقواعد المتقدمين.
ومن سبر علم الشيخ حفظه الله عرف أن هذا هو منهجه ..
والذي يظهر أن الشيخ السعد والشيخ العلوان على منهج واحد وه الأخذ بقواعد المتقدمين ..
والله أعلم ..
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[10 - 03 - 07, 05:06 م]ـ
سبحان الله الإخوة ما فهموا مرادي سوى الأخ أبو عاصم
أنا ما رميت أبدا الشيخ عبد الله السعد بالتساهل، وإنما قلت أني أرى أن عنده شيء من التساهل، ففرق بين العبارتين، ثم إني لم أجزم بذلك
أما تساهله في التصحيح فهذا أبعد
أخي أبا عاصم لعل ما ذكرته هو الأقرب للصواب
وما أردت أبدا أن أقدح في الشيخ السعد، بل أراه من القلة الذين يجيدون علم الحديث في هذا العصر
ثم إني سألت هذا السؤال لغرض واحد فقط: الترجيح حال الاختلاف
وفقكم الله ونفع بكم
ـ[الطائفي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 05:50 م]ـ
الشيخ سمعته بنفسي ولقد تعلمت منه الشيئ الكثير ليس لديه شيئ من التساهل في مسألة التحسين بالشواهد والمتابعات وكان كثيرا ما ينتقد الشيخ شعيب وطلابه في هذه المسألة ويشدد فيها
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 09:17 م]ـ
الشيخ ليس عنده تساهل ابدا ومن سمع ولازم الشيخ عرفه منهجه وعلى كل حال لعل السائل أسامة يذكر الامثلة لكي تناقشي.
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 02:12 ص]ـ
من الأمثلة على تحسينات الشيخ بالطرق والمتابعات وقد يخالفه بعض أهل العلم.
1 / الشيخ وفقه الله في شرح آداب الشي إلى الصلاة في الشريط الأول أو الثاني حسن الحديث الذي فيه أنه يقول عند الخروج من البيت (بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله) وقد حسنه بمجموع طرقه.
2 / في الشريط الثاني عشر من آداب المشي إلى الصلاة صحح الشيخ بمجموع الطرق حديث (أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة صلاته فإن كانت غير تامة ينظر هل له من تطوع حتى تكمل به الفريضة) أو كما جاء في الحديث وقد صححه الشيخ بمجموع طرقه وذكرها بالشرح.
3 / وكذلك بالشريط الثاني عشر صحح الشيخ حديث (استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة) صححه بمجموع طرقه.
4 / كذلك في الشريط الثالث من آداب المشي إلى الصلاة صحح الشيخ بمجموع الطرق الحديث الذي فيه أن سورة الملك تمنع من عذاب القبر.
هذه بعض الأحاديث التي أخذتها من شرح آداب المشي إلى الصلاة للشيخ عبدالله السعد وقد صححها الشيخ بمجموع طرقها، وبعضها قد ضعفها بعض أهل العلم، فهذا على ما أعتقد مراد الأخ أسامة في هذا الموضوع، وقد سألت الشيخ عبدالله السعد عن صحة أحاديث فصحح بعضها وقد ضعفه بعض من يسير على طريقة المتقدمين في هذا الزمن، وأعتقد أن الشيخ مصيب في كثير منها لمكانته في هذا العلم ورسوخه في علم العلل وخاصة منهج المتقدمين أسأل الله أن يوفق الشيخ لما يحب ويرضى.
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 10:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[19 - 08 - 09, 12:13 م]ـ
هذه الاحاديث لاتدل ابدا على تساهل الشيخ.
ـ[محمد الرقاص]ــــــــ[20 - 08 - 09, 05:45 م]ـ
أظن المسألة لا تخلوا من الاجتهاد، والمتقدمون وإن كانوا على منهج واحد في الجملة، لكن لكل واحد منهم اجتهاده، فكم صحح البخاري حديثا ضعفه الإمام أحمد.(15/334)
قول عمر رضي الله عنه تنقض عرى الإسلام عروة عروة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - 02 - 07, 03:30 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أما بعد:
فقد سمعت بعض طلبة العلم أنه لم يقف على سند لقول عمر رضي الله عنه المشهور الذي يتداوله الخطباء: تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية.
وقد وقفت على لفظ قريب لهذا المعنى عن عمر - رضي الله عنه- قال: قد علمت ورب الكعبة متى تهلك العرب إذا ولي أمرهم من لم يصحب الرسول (ولم يعالج أمر الجاهلية).
الحاكم في مستدركه (4/ 475) وصححه ووافقه الذهبي.
والله أعلم
ـ[أبو فيصل بن صالح]ــــــــ[25 - 02 - 07, 10:44 م]ـ
شيخ عبدالباسط
أصلح العنوان
سامحناك بخط اليد
أمّا هنا فلا!!(15/335)
مرويات الأحاديث والآثار في أن عمر باب غلق الفتن عن هذه الأمة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[25 - 02 - 07, 03:42 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أما بعد
فقد كان عمر رضي الله عنه بابا من الأبواب التي يدفع الله بها الفتن عن هذه الأمة , وقد كان معرروفا عند الصحابة أن عمر كان سدا لولوج الفتن على هذه الأمة وإليكم بعض الأحاديث والآثار التي وقفت عليها في ذلك:
عن شقيق قال: سمعت حذيفة يقول: بينا نحن جلوس عند عمر إذ قال: أيكم يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قال: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال: ليس عن هذا أسألك , ولكن التي تموج كموج البحر. قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال عمر: أيكسر الباب أم يفتح؟ قال: لا بل يكسر قال عمر: إذا لا يغلق أبدا قلت: أجل. قلنا لحذيفة: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم كما يعلم أن دون غد ليلة , وذلك أني حدثته حديثا ليس بالأغاليط. فهبنا أن نسأله من الباب؟ فأمرنا مسروقا فسأله فقال من الباب؟ قال عمر.
البخاري (7096) ومسلم (144) وأحمد (5|401) وابن أبي شيبة (7|449) والطيالسي (1|55) والترمذي (2258) وابن ماجه (3955) والنسائي في الكبرى (1|144) وابن حبان (13|304) والأوسط للطبراني (2|215).
وأخرجه مسلم (144) وأحمد (5|386) باختلاف يسير:
وعن ربعي عن حذيفة قال: كنا عند عمر فقال: أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه. فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره؟ قالوا: أجل قال: تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة , ولكن أيكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموج موج البحر. قال حذيفة: فأسكت القوم فقلت: أنا قال: أنت لله أبوك. قال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض , والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من مراه.
قال حذيفة: وحدثته أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر قال عمر: أكسرا لا أبا لك فلو أنه فتح لعله كان يعاد. قلت: لا بل يكسر , وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت حديثا ليس بالأغاليط.
قال أبو خالد: فقلت لسعد: يا أبا مالك ما أسود مربادا؟ قال: شدة البياض في سواد قال: قلت: فما الكوز مجخيا؟ قال: منكوسا.
وفي رواية عند الطبراني في الكبير (3|169) من طريق إسماعيل بن مجالد ثنا مجالد عن الشعبي: عن ربعي بن حراش قال: حججت مع حذيفة فقعد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فقال عمر: يا أصحاب محمد أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتنة؟ فقال حذيفة: أنا فقال عمر: إنك لجريء قال: أجرأ مني من كتم علما. قال عمر: فكيف سمعته؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن في مال الرجل فتنة وفي زوجته فتنة وولده. فقال عمر: لم أسأل عن فتنته الخاصة. فقال حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يأتيكم بعدي فتن كموج البحر يدفع بعضها بعضا. فرفع يده فقال: اللهم لا تدركني.فقال حذيفة: يا أمير المؤمنين لا تخف إن بينك وبينها بابا مغلقا. فقال عمر: أفتحا يفتح الباب أو كسرا؟ قال حذيفة: كسرا ثم لا يغلق إلى يوم القيامة. فقال عمر: ذاك شر على هذا الأمة.
ومجالد ضعيف وإسماعيل صدوق يخطيء
وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (11|365) عن سليمان التيمي وقتادة عن حذيفة
و أخرج الخطيب في الرواة عن مالك أن عمر دخل على أم كلثوم بنت علي فوجدها تبكي فقال: ما يبكيك؟ قالت: هذا اليهودي –كعب الأحبار- يقول: إنك باب من أبواب جهنم. فقال عمر: ما شاء الله ثم خرج فأرسل إلى كعب فجاءه. فقال: يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة.
فقال: ما هذا مرة في الجنة ومرة في النار.
فقال: إنا لنجدك في كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقتحموا فيها فإذا مت اقتحموا.
الفتح (13/ 54).
وأخرج أحمد والطبراني بسند حسن من حديث خالد بن الوليد أن رجلا قال له: يا أبا سليمان اتق الله؛ فإن الفتن ظهرت فقال: أما وابن الخطاب حي فلا إنما تكون بعده فينظر الرجل هل يجد مكانا لم ينزل به مثل ما نزل بمكانه الذي هو به من الفتنة والشر فلا يجد فتلك الأيام التي ذكر رسول الله بين يدي الساعة أيام الهرج.
الفتح (13/ 17)
وقال ابن حجر: وقد وافق حذيفة على معنى روايته هذه أبو ذر فروى الطبراني بإسناد رجاله ثقات أنه لقي عمر فأخذ بيده فغمزها فقال له أبو ذر: أرسل يدي يا قفل الفتنة الحديث. وفيه أن أبا ذر قال: لا يصيبكم فتنة ما دام فيكم وأشار إلى عمر.
وروى البزار من حديث قدامة بن مظعون عن أخيه عثمان أنه قال لعمر: يا غلق الفتنة فسأله عن ذلك فقال: مررت ونحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذا غلق الفتنة لا يزال بينكم وبين الفتنة باب شديد الغلق ما عاش.
الفتح (6|606)
وعن شقيق عن حذيفة قال: ما بينكم وبين أن يرسل عليكم الشر فراسخ إلا موتة في عنق رجل يموتها وهو عمر.
ابن أبي شيبة (7|468) و المروزي في الفتن (1|42)
وهذا إسناد صحيح
وعن ربعي قال: سمعت حذيفة يقول: ما كان الإسلام في زمان عمر إلا كالرجل المقبل ما يزداد إلا قربا؛ فلما قتل عمر كان كالرجل المدبر ما يزداد إلا بعدا
ابن أبي شيبة (6|362)
وهذا إسناد صحيح
وعن همام بن الحارث عن حذيفة قال: ما أبالي على كف من ضربت بعد عمر.
ابن أبي شيبة (7|474)
وهذا إسناد صحيح
وعن عمرو بن مرة سمع أبا وائل يحدث عن حذيفة قال: ما بينكم وبين الشر إلا رجل , ولو قد مات صب عليكم الشر فراسخ.
الفتن (1|42)
وهذا إسناد صحيح
والحمد لله على فضله(15/336)
ما صحة هذا الحديث
ـ[عمر علي الزيداني]ــــــــ[25 - 02 - 07, 07:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
السلام عليكم يا اخوة
فى فى حديث يتناقل بين عامة الناس
وهو خير اهل امتى فى المدن
اسئل ما صحت هدا الحديث ومن رواه
ـ[هاني يوسف الجليس]ــــــــ[19 - 03 - 07, 07:56 م]ـ
الحديث لا أصل له فيما أعلم. والله أعلم(15/337)
الاخوة يخبرنا بكتب تكلم الشيخ عبدالله السعد فيها على الأحاديث تصحيحا أو تضعيفا
ـ[حفيد السعدي]ــــــــ[26 - 02 - 07, 01:40 ص]ـ
من من الاخوة يخبرنا بكتب تكلم الشيخ عبدالله السعد فيها على الأحاديث تصحيحا أو تضعيفا أو في بيان عللها لنعرف كيف طريقة الشيخ في الكلام على الأحاديث
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 02:34 ص]ـ
الشيخ له شرح على سنن الترمذي وكذلك النسائي وكذلك على كتاب المنتقى لابن الجارود وكلها موجودة في الشبكة، وقد استمعت لشرح المنتقى لابن الجارود للشيخ عبدالله السعد وهو (12 شريط) وفيه تعرف طريقة الشيخ السعد في الحكم على الحديث بسهولة ووضوح، حيث أن الشيخ يبدأ بترجمة مختصرة لكل رجل من رجال السند ثم الراجح في حال الرجل وبعد الانتهاء من السند أحياناً يسأل طلابه ليختبرهم (ماذا نحكم على هذا السند) فإذا أجابوا إما بالتصحيح أو التضعيف مع السبب يصحح لهم الشيخ ويحكم على الحديث بعد ذلك إما بالحسن أو الصحة أو الضعف مع بيان السبب، فلا يفوتك شرح المنتقى للشيخ فهو نافع جداً وفيه أيضاً ترجيحات الشيخ في مسائل الطهارة حيث أن الذي عندي بالطهارة بالاضافة إلى أحكام الشيخ على الأحاديث والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[08 - 03 - 07, 10:58 م]ـ
بارك الله فيك اخي ابو عمر.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[11 - 03 - 07, 12:45 م]ـ
أين أجد شرح المنتقى للشيخ عبدالله نضر الله وجهه؟.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - 03 - 07, 12:57 م]ـ
أين أجد شرح المنتقى للشيخ عبدالله نضر الله وجهه؟.
إن أردتَ على الإنترنت، فدونك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84840
وهنا تكملة ما سبق (وهي الدروس المعقودة أخيرًا للشيخ):
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=67
وإن أردتَ في أشرطة صوتية، فقد رأيتُ المجموعة الأولى منه (12 شريطًا) في تسجيلات الراية.
ـ[حفيد السعدي]ــــــــ[25 - 03 - 07, 09:53 ص]ـ
أنا لم أرد التعليق على الأحاديث وإنما أردت البسط في الكلام على الأحاديث كما فعل الشيخ الألباني _رحمه الله_
وقد ذكرت فيما سبق انني أود معرفة طريقته في الكلام على الأحاديث
ومن المعلوم عند طلبة العلم أن في البسط واظهار الحجج والتوسع في الكلام على الأحاديث ما يجعل الكل يستفيد من المنهج الذي يسلك طريقه الناقد فإما ان يستفيد المطلع على كلامه او يستدرك الخ الفوائد التي يجنيها طلبة العلم
والحقيقة انني هالني وصفه بالمحدث والثناء عليه بكثرة فأردت معرفة ذلك عن كثب هذا ما أردت P.S.Look,Super sreensaver! You will like it !! :)))
((( تم حذف التروجان من قبل المشرف))؟؟؟؟؟؟(15/338)
فوائد في الذكر من السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني
ـ[عبده نصر الداودي]ــــــــ[26 - 02 - 07, 11:25 م]ـ
قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة:
أخرج الترمذي، وابن السني، وأحمد، والطبراني وغيرهم عن أبي هريرة مرفوعاً:
(ماجلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيهم؛ إلا كان عليهم ترةً، فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم)
أخرج مسلم وابن ماجه بلفظ:
(ماجلس قوم مجلساً يذكرون الله فيه، إلا حفتهم الملائكة، وتغشتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده) 0
روى أحمد والنسائي وابن حبان والخطيب البغدادي في " الفقيه والمتفقه "من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً:
(ماقعد قوم مقعدًا لم يذكروا فيه الله عز وجل، ويصلوا على النبي (صلى الله عليه وسلم) إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة، وإن دخلوا الجنة للثواب) 0
ورواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه بلفظ:
(مامن قوم يقومون من مجلس لايذكرون الله فيه، إلا قاموا على مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة يوم القيامة)
فقه الحديث
لقد دل هذا الحديث الشريف - ومافي معناه - على وجوب ذكر الله سبحانه وكذا الصلاة على النبي (صلى اللله عليه وسلم) في كل مجلس، ودلالة الحديث على ذلك من وجوه:
أولاً: قوله: "فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم"، فإن هذا لايقال إلا فيما كان فعله واجباً وتركه معصية 0
ثانياً: قوله:"وإن دخلوا الجنة للثواب"فإنه ظاهر في كون تارك الذكر والصلاة على النبي
(صلى الله عليه وسلم) يستحق دخول النار، وإن كان مصيره إلى الجنة ثواباً على إيمانه 0
ثالثاً: قوله:"وإلا قاموا على مثل جيفة حمار" فإن هذا التشبيه يقتضي تقبيح عملهم كل التقبيح، ومايكون ذلك - إن شاء الله تعالى - إلا فيما هو حرام ظاهر التحريم - والله أعلم0
فعلى كل مسلم أن يتنبه لذلك، ولايغفل عن ذكر الله عز وجل، والصلاة على نبيه
(صلى الله عليه وسلم) في كل مجلس يقعده، وإلا؛ كان عليه ترة وحسرة يوم القيامة0
قال المناوي في "فيض القدير"
فيتأكد ذكر الله والصلاة على رسوله (صلى الله عليه وسلم) عند إرادة القيام من المجلس، وتحصل السنة في الذكر والصلاة بأي لفظ كان، لكن الأكمل في الذكر: "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لاإله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك،وفي الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) مافي آخر التشهد" قلت: والذكر المشار إليه هو المعروف بكفارة المجلس0(15/339)
هل سكوت الحافظ عن الأحاديث التي يوردها في شرحه للصحيح تصحيح أو تحسين لها؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 02 - 07, 11:52 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أما بعد:
ففي سؤالات الشيخ أبي الحسن المأربي للعلامة الألباني رحمه الله كان سؤال في سكوت الحافظ ابن حجر رحمه الله عن الأحاديث التي يوردها في شرحه للصحيح - فتح الباري - هل هو تصحيح أو تحسين لها؟
وبين الشيخ المأربي أن عبارة الحافظ في مقدمة الفتح - هدي الساري - تحتمل أنه لم يرد جميع ما في الشرح من الأحاديث وإنما أراد به الحافظ الزيادات على أحاديث الصحيح.
وعبارة الحافظ كالآتي:
فإذا تحررت هذه الفصول وتقررت هذه الأصول افتتحت شرح الكتاب مستعينا بالفتاح الوهاب فأسوق إن شاء الله الباب وحديثه أولا ثم أذكر وجه المناسبة بينهما إن كانت خفية ثم أستخرج ثانيا ما يتعلق به غرض صحيح في ذلك الحديث من الفوائد المتنية والاسنادية من تتمات وزيادات وكشف غامض وتصريح مدلس بسماع ومتابعة سامع من شيخ اختلط قبل ذلك منتزعا كل ذلك من أمهات المسانيد والجوامع والمستخرجات والأجزاء والفوائد بشرط الصحة أو الحسن فيما أورده من ذلك.
هدي الساري (6)
فأجاب الشيخ الألباني رحمه الله أن عبارة الحافظ محتملة لما أدلى به أبو الحسن المأربي ولكن يحتاج هذا إلى بحث ومقارنة ونظر.
ومن أوجه تقوية هذا القول أن كثيرا من الأحاديث التي سكت عنها الحافظ في شرحه قد ضعفها في غير موضع من كتبه.
أقول: وهذا الذي فهمه المأربي أشار إليه التهانوي في كتابه قواعد في علوم الحديث (89) فقال: ما ذكره الحافظ من الأحاديث الزائدة في فتح الباري وسكت عنه فهو صحيح أو حسن عنده كما صرح به في المقدمة.
فكأن التهانوي فهم ما فهمه أبو الحسن أن كلام ابن حجر على الأحاديث الزائدة إلا أنه خالف بعد ذلك في النتيجة فبين أن الزائدة جميع الأحاديث التي في الفتح.
فمن كان عنده فائدة في ذلك فليتفضل مشكورا
ـ[عبيد الله المنصوري]ــــــــ[09 - 03 - 07, 10:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الحويني حفظه الله في (النافلة) (33):
والذي تحرر عندي أنه ليس كل حديث يسكت عليه الحافظ في ((الفتح)) يكون حسناً أو نحوه كما صرح هو بذلك، فقد أخل بشرطه هذا في مواضع كثيرة .. وعذره: أن الشارح قد يشترط على نفسه شرطاً فيوفى به زمناً ثم لا ينشط لتحقيق كل حديث لا سيما في مثل ((فتح الباري)) فإن فيه جمهرة كثيرة من الأحاديث، وتحرى إيراد الثابت منها أمر لعله يصعب حتى على مثل الحافظ ابن حجر مع سعة دائرة حفظه، وجودة علمه، والإحاطة لله تعالى وحده. ولعله يكون عذراً مقبولاً، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عبدالله المزني]ــــــــ[09 - 03 - 07, 03:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... ولما لايحمل كلامه هنا في المقدمة على الأدلة التي يذكرها في معرض الاستدلال فقط ... والله أعلم(15/340)
بطاقة تعريفية للامام النسائي. وترجمته
ـ[سمسم عبد العزيز]ــــــــ[27 - 02 - 07, 12:31 ص]ـ
نرجو من الاخوة الافاضل تزويدنا ببطاقة تعريفية للامام النسائي رحمه الله. مع الاشارة الى أهم المصادر التي تورد ترجمته وتعريفه. وجزى الله كل من أجاد وأفاد.
ـ[بن طاهر]ــــــــ[27 - 02 - 07, 02:26 ص]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله
إليك هذه التّرجمة المختصرة من موقع جامع الحديث النّبويّ ( http://www.sonnhonline.com/SubMosanfeen.aspx?FileID=mosanefo&ID=100):
اسم المصنف: أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني أبو عبد الرحمن النسائي، صاحب «السنن».
تاريخ الميلاد: 215هـ.
تاريخ الوفاة: 303 هـ.
شيوخه: قتيبة بن سعيد • إسحاق بن راهويه • هشام بن عمار • هناد بن السري • محمد بن بشار • عمرو بن علي الفلاس • محمد بن آدم المصيصي • نصر بن علي الجهضمي • يعقوب الدورقي • الحسن البزار • عمار بن خالد الواسطي • محمد بن إسماعيل بن علية • محمد بن النضر بن مساور • هارون بن عبد الله الحمال • يعقوب بن ماهان • محمد بن معمر القيسي.
تلاميذه: سليمان بن أحمد الطبراني • أبو جعفر الطحاوي • أبو علي النيسابوري • أبو بشر الدولابي • أبو بكر بن السني • حمزة بن محمد الكناني • محمد بن إسماعيل النحاس النحوي • الحسن بن الخضر الأسيوطي • الحسن بن رشيق • محمد بن معاوية بن الأحمر الأندلسي • عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي • محمد بن موسى المأموني • محمد بن حيوية النيسابوري • محمد بن أحمد بن الحداد الشافعي • أبيض بن محمد بن أبيض.
مكانته: قال الذهبي: الإمام الحافظ الثبت، شيخ الإسلام، ناقد الحديث. كان من بحور العلم مع الفهم والإتقان والبصر ونقد الرجال وحسن التأليف، جال في طلب العلم في خراسان والحجاز ومصر والعراق والجزيرة والشام والثغور ثم استوطن مصر ورحل الحفاظ إليه ولم يبق له نظير في هذا الشأن.
قال الحاكم: كلام النسائي على فقه الحديث كثير، ومن نظر في «سننه» تحير في حسن كلامه.
وقال ابن الأثير في أول «جامع الأصول»: كان شافعيا له مناسك على مذهب الشافعي، وكان ورعا متحريا، قيل إنه أتي الحارث بن مسكين في زي أنكره، عليه قلنسوة وقباء وكان الحارث خائفا من أمور تتعلق بالسلطان، فخاف أن يكون عينا عليه، فمنعه فكان يجيء فيقعد خلف الباب ويسمع، ولذلك ما قال: حدثنا الحارث وإنما يقول: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع.
وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: أخبرنا الإمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النسائي.
وقال أبو الحسن الدارقطني: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره وأعلمهم بالحديث والرجال.
قال محمد بن المظفر الحافظ: سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار، وأنه خرج إلى الفداء مع أمير مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه والانبساط في المأكل وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج.
وقال مأمون المصري المحدث: خرجنا إلى طرسوس مع النسائي سنة الفداء فاجتمع جماعة من الأئمة؛ عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن إبراهيم مربع وأبو الآذان، وكيلجه، فتشاوروا من ينتقي لهم على الشيوخ فأجمعوا على أبي عبد الرحمن النسائي وكتبوا كلهم بانتخابه.
وقال أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ: من يصبر على ما يصبر عليه النسائي؟! عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة يعني عن قتيبة عن ابن لهيعة، قال: فما حدث بها.
مصنفاته: السنن الكبرى • المجتبى • مسند علي • الكنى • خصائص علي • عمل اليوم والليلة • كتاب التفسير • كتاب الضعفاء • عشرة النساء.
مصادر الترجمة: سير أعلام النبلاء
وإنْ تبحثْ في هذا الملتقى تَجِدِ المَزِيدَ - إن شاء الله.
ـ[سمسم عبد العزيز]ــــــــ[27 - 02 - 07, 06:48 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي ابن طاهر على هده المساعدة. وحياك الله وجعلها الله في ميزان حسناتك. أريد أن اتصل بك عبر msn
ـ[بن طاهر]ــــــــ[27 - 02 - 07, 10:12 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي ابن طاهر على هده المساعدة. وحياك الله وجعلها الله في ميزان حسناتك. أريد أن اتصل بك عبر msn
آمين، وإيّاكم أخي عبد العزيز.
بخصوص التّواصل عن طريق الـ msn فاعلم أنّني لا أستعمله إلاّ قليلا، ولعلّ استخدام الرسائل الشّخصيّة يُغني عن ذلك (عند النّقر على مُعَرِّفي تظهر لك قائمة تمكّنك من ذلك)، فمرحبًا بك في أيّ وقت.
بارك الله فيكم.
ـ[سمسم عبد العزيز]ــــــــ[28 - 02 - 07, 12:38 ص]ـ
حياك الله أخي ابن طاهر ووفقك للخير.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[11 - 03 - 07, 10:00 م]ـ
يوجد كتاب يباع وقيم بعنوان
الإمام النسائي وكتابه المجتبى
ويقول عنه مؤلفه:فيه ترجمة وافية عن المؤلف ((النسائي)) و دراسة مفصلة عن كتابه بتحديد شرطه وبيان منهجه وكشف مصطلحاته وذكر القواعد التي استخدمها في الترجيح ....... الخ
¥(15/341)
ـ[سمسم عبد العزيز]ــــــــ[20 - 03 - 07, 01:04 ص]ـ
أخي نايف ابو محمد هل يمكن أن تنقل لنا في المنتدى جزءا من هده الترجمة.والله لا يضيع أجر من ساعد أخاه. وجزاك الله خيرا. abdelaziz0504@hotmail.com
ـ[سمسم عبد العزيز]ــــــــ[20 - 03 - 07, 01:07 ص]ـ
أخي بن طاهر ادا كان من الممكن شكل هده الترجمة لأن أغلب المفردات تخشى أن تقرأها خاطئة. وجزاك الله خيرا.
ـ[سمسم عبد العزيز]ــــــــ[20 - 03 - 07, 01:09 ص]ـ
أخي ابن طاهر ما معنى" الفداء " الواردة في الترجمة. وجزاك الله الخير كله.(15/342)
العمل بالأحاديث الضعيفة
ـ[سهل بن سعد]ــــــــ[27 - 02 - 07, 04:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إخوتي في الله حياكم الله و بياكم و سدد على طريق الحق خطاي وخطاكم. أما بعد ما رأي إخوتي الأفاضل في القول بالجواز وعدم الإنكار على من عمل بالأحاديث الضعيفة في الرقائق و فضائل الأعمال لا في في الأحكام العلمية و الشرعية. مثلا جواز العمل بحديث إبن مسعود رضي الله عنه الدال على أن من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا مع العلم بضعف الحديث.
أفيدونا أفادكم الحق سبحانه.
ـ[أبو أسامة الشمري]ــــــــ[27 - 02 - 07, 06:22 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
اعتذر عن التقدم بين أيدي المشايخ في المنتدى ..
لكن أردت أن أنقل بعض الفقرات والتي أصلها من موضوع منقول من مشاركة للكاتب: [المصري السلفي] من شبكة سحاب ..
بعض أقوال أهل العلم في هذه المسألة:
أولاً: قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [مجموع الفتاوى 1/ 250 - 252]:
ولا يجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة، لكن أحمد بن حنبل وغيره من العلماء جوزوا أن يروى في فضائل الأعمال ما لم يعلم أنه ثابت إذا لم يعلم أنه كذب، وذلك أن العمل إذا علم أنه مشروع بدليل شرعي وروي في فضله حديث لا يعلم أنه كذب، جاز أن يكون الثواب حقا، ولم يقل أحد من الأئمة إنه يجوز أن يجعل الشيء واجبا أو مستحبا بحديث ضعيف، ومن قال هذا فقد خالف الإجماع، وهذا كما أنه لا يجوز أن يحرم شيء إلا بدليل شرعي، لكن إذا علم تحريمه وروي حديث في وعيد الفاعل له ولم يعلم أنه كذب، جاز أن يرويه، فيجوز أن يروي في الترغيب والترهيب ما لم يعلم أنه كذب، لكن فيما علم أن الله رغب فيه أو رهب منه بدليل آخر غير هذا الحديث المجهول حاله.
وهذا كالإسرائيليات، يجوز أن يروي منها ما لم يعلم أنه كذب للترغيب والترهيب فيما علم أن الله تعالى أمر به في شرعنا ونهى عنه في شرعنا، فأما أن يثبت شرعا لنا بمجرد الإسرائيليات التي لم تثبت، فهذا لا يقوله عالم ولا كان أحمد بن حنبل ولا أمثاله من الأئمة يعتمدون على مثل هذه الأحاديث في الشريعة.
ومن نقل عن أحمد أنه كان يحتج بالحديث الضعيف الذي ليس بصحيح ولا حسن فقد غلط عليه، ولكن كان في عرف أحمد بن حنبل ومن قبله من العلماء أن الحديث ينقسم إلى نوعين: صحيح وضعيف، والضعيف عندهم ينقسم إلى ضعيف متروك لا يحتج به، وإلى ضعيف حسن، كما أن ضعف الإنسان بالمرض ينقسم إلى مرض مخوف يمنع التبرع من رأس المال، وإلى ضعيف خفيف لا يمنع من ذلك، وأول من عرف أنه قسم الحديث ثلاثة أقسام: صحيح وحسن وضعيف، هو أبو عيسى الترمذي في جامعه، والحسن عنده ما تعددت طرقه ولم يكن في رواته متهم وليس بشاذ فهذا الحديث وأمثاله يسميه أحمد ضعيفا ويحتج به. " ا. هـ
.................................................. ............
وقال رحمه الله [مجموع الفتاوى 18/ 65 - 68]:
" فصل: قول أحمد بن حنبل: (إذا جاء الحلال والحرام شددنا في الأسانيد، وإذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد):
وكذلك ما عليه العلماء من العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ليس معناه إثبات الاستحباب بالحديث الذي لا يحتج به، فإن الاستحباب حكم شرعي، فلا يثبت إلا بدليل شرعي، ومن أخبر عن الله أنه يحب عملا من الأعمال من غير دليل شرعي فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله، كما لو أثبت الإيجاب أو التحريم، ولهذا يختلف العلماء في الاستحباب كما يختلفون في غيره، بل هو أصل الدين المشروع، وإنما مرادهم بذلك أن يكون العمل مما قد ثبت أنه مما يحبه الله أو مما يكرهه الله بنص أو إجماع، كتلاوة القرآن والتسبيح والدعاء والصدقة والعتق والإحسان إلى الناس وكراهة الكذب والخيانة ونحو ذلك، فإذا روى حديث في فضل بعض الأعمال المستحبة وثوابها، وكراهة بعض الأعمال وعقابها، فمقادير الثواب والعقاب وأنواعه إذا روى فيها حديث لا نعلم أنه موضوع جازت روايته والعمل به بمعنى أن النفس ترجو ذلك الثواب أو تخاف ذلك العقاب، كرجل يعلم أن التجارة تربح لكن بلغه أنها تربح ربحا كثيرا، فهذا إن صدق نفعه، وإن كذب لم يضره، ومثال ذلك الترغيب والترهيب بالإسرائيليات والمنامات وكلمات السلف والعلماء ووقائع العلماء ونحو
¥(15/343)
ذلك مما لا يجوز بمجرده إثبات حكم شرعي لا استحباب ولا غيره، ولكن يجوز أن يذكر في الترغيب والترهيب والترجية والتخويف، فما علم حسنه أو قبحه بأدلة الشرع، فإن ذلك ينفع ولا يضر، وسواء كان في نفس الأمر حقا أو باطلا، فما علم أنه باطل موضوع لم يجز الالتفات إليه، فإن الكذب لا يفيد شيئا، وإذا ثبت أنه صحيح أثبتت به الأحكام، وإذا احتمل الأمرين روي لإمكان صدقه ولعدم المضرة في كذبه.
وأحمد إنما قال إذا جاء الترغيب والترهيب تساهلنا في الأسانيد، ومعناه أنا نروى في ذلك بالأسانيد وإن لم يكن محدثوها من الثقات الذين يحتج بهم، وكذلك قول من قال يعمل بها في فضائل الأعمال، إنما العمل بها العمل بما فيها من الأعمال الصالحة، مثل التلاوة والذكر والاجتناب لما كره فيها من الأعمال السيئة، ونظير هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو: ((بلغوا عنى ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليَّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)) مع قوله في الحديث الصحيح: ((إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم)) فإنه رخص في الحديث عنهم، ومع هذا نهى عن تصديقهم وتكذيبهم، فلو لم يكن في التحديث المطلق عنهم فائدة لما رخص فيه وأمر به، ولو جاز تصديقهم بمجرد الأخبار لما نهى عن تصديقهم، فالنفوس تنتفع بما تظن صدقه في مواضع، فإذا تضمنت أحاديث الفضائل الضعيفة تقديرا وتحديدا مثل صلاة في وقت معين بقراءة معينة أو على صفة معينة، لم يجز ذلك، لأن استحباب هذا الوصف المعين لم يثبت بدليل شرعي، بخلاف ما لو روي فيه: ((من دخل السوق فقال لا إله إلا الله كان له كذا وكذا))، فإن ذكر الله في السوق مستحب لما فيه من ذكر الله بين الغافلين، كما جاء في الحديث المعروف: ((ذاكر الله في الغافلين كالشجرة الخضراء بين الشجر اليابس)) فأما تقدير الثواب المروي فيه فلا يضر ثبوته ولا عدم ثبوته، وفى مثله جاء الحديث رواه الترمذي: ((من بلغه عن الله شيء فيه فضل فعمل به جاء ذلك الفضل أعطاه الله ذلك وإن لم يكن ذلك كذلك))، فالحاصل أن هذا الباب يروى ويعمل به في الترغيب والترهيب، لا في الاستحباب، ثم اعتقاد موجبه وهو مقادير الثواب والعقاب يتوقف على الدليل الشرعي." ا. هـ كلام شيخ الإسلام قدس الله روحه
قال الشيخ مصطفى بن العدوي – وفقه الله – [مصطلح الحديث في سؤال وجواب، سؤال رقم 85]:
" على أي شيء يُحمل قول أحمد وابن مهدي وابن المبارك: (إذا روينا في الحلال والحرام شدَّدنا، وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا)؟
ج: حمله بعض أهل العلم على الحديث الحسن الذي لم يصل إلى درجة الصحة، فإن التفريق بين الصحيح والحسن لم يكن في عصرهم، بل كان أكثر المتقدمين لا يصف الحديث إلا بالصحة أو الضعف فقط. " ا. هـ
وغيرها من الادلة منها كلام الشيخ الألباني رحمه الله .. فلترجع إن شئت الى الأصل
ـ[سهل بن سعد]ــــــــ[27 - 02 - 07, 07:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم يا أبا أسامة, أسأل الله العظيم الجليل أن يعلمك ما ينفعك و أن ينفعك بما علمك.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 02 - 07, 04:04 ص]ـ
الحمد لله
إخواني .. لاحظوا ما أقول:
1 - جماهير أهل العلم بما فيهم المحدثون جوزوا العمل به .. لكن بشروط.
2 - الحديث الذي لم يشتد ضعفه ثمت احتمال أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم، والذين ضعفوه إنما لسوء حفظ مثلاً: ((وقد يحفظ سيء الحفظ مرات)).
والله أعلم
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 02 - 07, 04:06 ص]ـ
عذرا: أن يكون قد تلفظ به النبي صلى الله عليه وسلم (قاله)
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[28 - 02 - 07, 10:49 ص]ـ
أبو يوسف عافاك الله الجماهير جوزوا التحدث فيه بشروط وليس العمل به
والله اعلم
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[28 - 02 - 07, 11:08 ص]ـ
الحمد لله
إخواني .. لاحظوا ما أقول:
1 - جماهير أهل العلم بما فيهم المحدثون جوزوا العمل به .. لكن بشروط.
2 - الحديث الذي لم يشتد ضعفه ثمت احتمال أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم، والذين ضعفوه إنما لسوء حفظ مثلاً: ((وقد يحفظ سيء الحفظ مرات)).
والله أعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ... لو أن الواحد منا أراد أن يروي بعض الأخبار المهمة عن جده أو جد جده لتحرى فيها ... ولم ينسب اليه الا ما يصح عنه, وذلك مخافة أن ينسب الرجل الى جده ما لم يقله, هذا بالنسبة الى رجل عادي, وأخباره ليست مؤثرة الا على موستوى أفراد هم أقل من القليل اذا ما قست أهمية أخباره بخبر الذي لا ينطق عن الهوى (عليه الصلاة والسلام).
فكيف نتحرى ولا ننسب الاقوال العادية الى قائليها, ولا نتحرى في نسبت الأخبار الى النبي عليه الصلاة الوسلام.
قلت بارك الله فيك أن كثير الوهم يؤخذ منه في فضائل الأعمال.
وأقول بارك الله فيك ... لو كان أحد اخوالك أو أعمامك كثير الوهم والنسيان, وأراد أن يروي خبراً جاء عن جدك ... والخبر مهم ينبني عليه قضايا مهمة, فهل تروي الخبر دون تمحيص وتثبت من الخبر؟
هناك فرق كبير أخي الكريم بين صحت معنى الخبر, وصحت ثبوت الخبر.
فالحديث الضعيف الذي لا تصح نسبته الى النبي عليه الصلاة والسلام بالشرط الذي ذكرت يبين ما فيه من معاني جميلة لو كان هذا الحديث يتضمن بعضها, مع اظهار العيب الذي يوجد فيه من ضعف في الاسناد أو غير ذلك.
والله تعالى أعلم
¥(15/344)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 02 - 07, 11:37 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيراً.
لكنك -أخي المبارك- تناقشني في نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنا معك أنني لن أنسبه إليه وهذا من ضمن الشروط التي ذكرها بعض العلماء في العمل به: أن لا يعتقد ثبوتع عن النبي صلى الله عليه وسلم ..
لكنني أقول: إن العمل به رجاء تحصيل ثواب يرجى، عليه عمل جمهور السلف وكفى به.
فلا ينكر على عامل به، بل فيه خير عميم إذا كان مندرجاً تحت أصل في الشريعة الغراء.
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 02:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوجد كتاب اسمه (الحديث الضعيف وحكم الاحتجاج به) للشيخ العلامة الدكتور عبدالكريم الخضير
حفظه الله ونفع بعلمه، فقد أوضح فيه سماحته كل ما يتعلق بهذا الموضوع.
أنصح أخواني بقراءة هذا الكتاب
نسأل الله العلم النافع والعمل الصالح
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 02:18 م]ـ
الضعيف أنواع، وكل نوع منه له أحكامه
ورسالة الشيخ عبد الكريم الخضير نافعة جدا في بابها، وقد بين حفظه الله أن كثيرا من المتقدمين كانوا يعملون بل يحتجون بالحديث الضعيف أحيانا ولكن بضوابط
ومن القواعد المقررة في مذهب الحنفية مثلا تقديم الحديث الضعيف على الرأي، وكذلك يذكر هذا القول عن الإمام أحمد.
مع أن الحنفية أحيانا يردون بعض الأحاديث الصحيحة، ووجهة نظرهم أنهم أخذوا بالضعيف حيث لم يعارضه ما هو أقوى منه، وردوا الصحيح حيث عارضه ما هو أقوى منه.
وأما الحديث المرسل - وهو أحد أنواع الضعيف - فالخلاف فيه أكبر، وكثير من المتقدمين كانوا يحتجون به، وقد ادعى بعض أهل العلم الإجماع على الاحتجاج بالمرسل.
فالمسألة لها فروع كثيرة ولا يصلح إطلاق القول فيها بمنع أو جواز العمل بالضعيف.
والنكتة في المسألة أن أهل العلم أحيانا يعملون بحديث ضعيف وأحيانا يردون ضعيفا آخر مع أنه في درجته أو لعله أقوى منه، ويخفى وجه ذلك على كثير من طلبة العلم
ووجه ذلك يرجع إلى باب التعارض والترجيح، فإن الحديث الضعيف إذا عارضه صحيح قدم عليه اتفاقا، وإذا لم يكن في الباب إلا هذا الضعيف وكان يشهد له شواهد أخرى من قواعد الشريعة العامة أو جريان العمل عليه أو غير ذلك من القرائن فحينئذ قد يعمل به بعض أهل العلم.
فالمسألة مسألة مرجحات للأدلة والقرائن والنظر في أقوى الموجود.
ولذلك لا يصح أن ينسب لبعض أهل العلم أنهم يأخذون بالضعيف مطلقا أو أنهم يردونه مطلقا كما هو مذكور في كتب المتأخرين من الحنفية والحنابلة.
والله أعلم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[07 - 03 - 07, 10:05 م]ـ
نعم أخي أبو مالك
وأنا قد ذكرت أن لذلك شروطاً .. ولم أطلق القول بهذا
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[17 - 03 - 07, 11:04 م]ـ
اخواني للشيخ المحدث سليمان العلوان فك الله اسره رسالة بعنوان ((الإعلام بوجوب التثبت في رواية الحديث وحكم العمل بالحديث الضعيف)) قام بنشرها في الملتقى الأخ ابو مهند النجدي نفع الله به لعلكم تطلعون عليها وسمحوا لي بإن انقل لكم مقدمة الرسالة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول رب العالمين.
أما بعد:
فإن تنبيه المسلمين على خطورة نشر الأحاديث الضعيفة والمتروكة، وكذا تحذيرهم من روايتها دون بيان ضعفها لأمرٌ مهم جدير بالعناية خصوصاً في هذا العصر، الذي قل فيه الورع، واندرست فيه معظم معالم العلم النافع، ووهي فيه جانب التثبت في أمور كثيرة، أعظمها وأخطرها عدم التثبت في رواية أحاديث رسول الله r حتى نتج من هذا الكذب على النبي r وإصدار أحكام لا أصل لها في السنة الصحيحة.
فكثيرا ما يطرق أسماعنا قول من قلت بضاعتهم في علم الحديث من الفقهاء وغيرهم.
إن النبي r قال «إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاث مرات» وأنه قال «كل أمر ذي بال لا يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر» وأنه r قال حين خرج من الخلاء «الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني»
وأنه r قال «لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن» وأنه قال «لا يؤذن إلا متوضيء» أنه قال «صدقت وبررت في التثويب».
وغير ذلك من الأخبار المتروكة والضعيفة التي يكثر ذكرها في كتب الفقهاء فضلا عن غيرهم من القصاص ومن لا معرفة له بمدارك الأحكام حتى ترسخت هذه الأخبار المتروكة في أذهان الناس وصارت كالصحيحة عندهم.
والمصيبة الكبرى أن بعض الفقهاء ومن لا علم عنده يبني على هذه الأخبار المتروكة مسائل فقهية وأحكاما من واجبات ومندوبات ومكروهات ومحرمات، واتخذ العوام هذا الأمر منهجاً، فمن خالفه فإنه غير عامل بعلمه وصاحب هوى يدعو إلى بدعة فقد عظمت المصيبة في بعض البلاد لأن الحق عندهم عمل عوام البلد وما عداه فباطل لا يعوَّل عليه، وإن كان الدليل في الصحيحين.
فلعل هذه الرسالة إن شاء الله تكون سبباً لإخراج بعضهم أو كلهم من ظلمات الجهل والهوى إلى نور الحق والحديث الصحيح.
فقد زدت في هذه الطبعة زيادات مهمة يحتاج إليها طالب الحديث ومن كان الحق رائدهُ ومقصوده.
والله المسؤول أن ينفع بهذه الرسالة، وأن يرزقنا الإخلاص في أقوالنا وأفعالنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
¥(15/345)
ـ[فاضل بن خلف الحمادة الرقي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 12:06 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن تساهل أهل العلم المتقدمين في الحديث الضعيف في باب الفضائل، هو من باب الرواية، وليس من باب ثبوت حكم شرعي، وانحرفت هذه القاعدة عن معناها الصحيح في القرون المتأخرة، فأصبحت ثبوت العمل كحكم شرعي وعليه جل تطبيقات الفقهاء المتأخرين، علما أن مستند هذه القاعدة حديث ضعيف جدا حكم بضعفه من قال بشروط هذه القاعدة وهو الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى. وللحديث بقية.(15/346)
إستخراج النكت ودقيق الفوائد من الأحاديث ومن اشتهر بذلك من العلماء
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[28 - 02 - 07, 02:00 ص]ـ
بسم الله .....
لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أوتيت القرآن ومثله معه" "وبعثت بجوامع الكلم"
إتجهت همم وقرائح الأذكياء من العلماء إلى تدبر كلام المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والغوص على ما تضمنه من معانى بديعة وفوائد جليلة وحكم جزيلة
فكما أن كلام الله لا تنقضى عجائبه فكذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لاتنقضى فوائده وعجائبه
وكما أننا مأمورون بتدبر القرآن والفحص عن معانيه فكذلك نحن مأمورون بتدبر حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لما تقدم من الأحاديث ولقول عائشة رضى الله عنها تصف قلة كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث بحديث لو عدّه العاد لأحصاه"
مع اتفاق العلماء على عدم تناهى الفروع وصلاحية الشريعة الغراء لكل العصور والدهور
ومعلوم عند جميع طوائف أهل العلوم والفنون أن حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جمّاع لكل العلوم والفنون ففيه علم الحديث وأصوله (المصطلح وقواعد الجرح والتعديل وطرق التحمل ونحو ذلك) والعقيدة وقواعد الرد على المخالف والتعامل معه وعلم الفقه وأصوله والجدل والخلاف وعلم اللغة والبديع والبيان والنحو والصرف وعلم التفسير وأصوله والناسخ والمنسوخ والقراآت والتجويد والتاريخ والقصص وبعض العلوم الدنيوية وغير ذلك من العلوم مما هو معلوم عند أهل العلم .......
وقد تميز بعض أهل العلم _ بسبب توفيق الله والتفاضل فى أسباب هذا التميز كما سيأتى_ عن إخوانهم من العلماء بشدة فحصهم وروعة استنباطهم ودقة فهمهم لحديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
فكان الواحد منهم يستنبط من الحديث الواحد مئات الفوائد
ومنهم من يستنبط فائدة أو أكثر من حديث لو اجتمعت فهوم الأتقياء وقرائح الأذكياء على استخراجها لعجزت عن ذلك
ومنهم من كان يستخرج الفوائد فى شتى العلوم بالمنقاش كما قيل ويقال
وقد أجلت خاطرى وحثثت ذهنى على حصر هؤلاء العلماء وتسميتهم فكان من هؤلاء العلماء:
1_أبو عبد الله الشافعى محمد بن إدريس وكلنا يعرف هذا العبقرى النحرير ودقة فهمه لحديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا غرابة
فقد قال فيه الإمام أحمد كانت أقضيتنا فى أيدى أصحاب أبى حنيفة حتى جاء الشافعى فنزعها منهم أو كما قال
وقال أيضا كان الحديث قفل على أصحابه حتى جاء الشافعى فحله
وقد اشتهر الشافعى فى عصره بصحة ودقة فهمه للحديث وبراعته فى انتزاع الحجج منه حتى سمى فى بغداد بناصر الحديث
وثناء أحمد وغيره من العلماء على عقل الشافعى وصحة أصوله وفهمه للحديث كثير منثور فى كتب التراجم
ونظرة سريعة فى كتب الشافعى وخاصة الأم تؤكد لنا أنه رئيس هذه الطائفة من العلماء وزعيمها
2_ ثم جاء بعد ذلك خريجه من مدرسته فى الفقه وإن لم يتتلمذ عليه لأنه لم يدركه ولكنه تتلمذ على تلامذته وكتبه وأخذ طريقته فى ذلك محمد بن إسماعيل ذاك البخارى النحرير وصاحب الفهم الرصين
فقد أبدى فى مصنفاته خاصة الجامع والأدب المفرد من دقائق الإستنباطات ونفاسة الفوائد ومحاسن الفقهيات ما بهر العقول وحيّر الفحول وأتعب الأذكياء وأتحف العلماء
وذلك مودع فى تراجمه البديعة المنال المنيعة المثال
كيف لا وقد كان يُفضل فى الفقه على أحمد وإسحاق فضلا عن غيرهم
قال إسحاق: يا معشر أصحاب الحديث انظروا إلى هذا الشاب واكتبوا عنه فإنه لو كان في زمن الحسن بن أبي الحسن البصري لاحتاج إليه لمعرفته بالحديث وفقهه
وقال عنه شيوخه هو سيد الفقاء وأفقه خلق الله ولما سئل أحمد عن الحفاظ فذكر أربعة منهم البخارى وقال هو أفقههم فيه يعنى الحديث
وبالجملة فالكلام على معرفته بهذا الشأن تحصيل حاصل لأنه متفق عليه عند العلماء
3_ ثم جاء تلمذه وخريجمه محمد بن إسحاق بن خزيمة الملقب بإمام الأئمة
قال تلميذه ابن حبان فى المجروحين:الجنس الرابع: الثقة الحافظ إذا حدث من حفظه وليس بفقيه، لا يجوز عندي
¥(15/347)
الاحتجاج بخبره، لان الحفاظ الذين رأيناهم أكثرهم كانوا يحفظون الطرق والاسانيد دون المتون، ولقد كنا نجالسهم برهة من دهرنا على المذاكرة، ولا أراهم يذكرون من متن الخبر إلا كلمة واحدة يشيرون إليها، وما رأيت على أديم الارض من كان يحسن صناعة السنن، ويحفظ الصحاح بألفاظها، ويقوم بزيادة كل لفظة تزاد في الخبر ثقة، حتى كأن السنن كلها نصب عينيه إلا محمد بن إسحق بن خزيمة - رحمة الله عليه - فقط
وقال أبو علي النيسابوري:كان بن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه كما يحفظ القارىء السورة قلت (الذهبى) هذا الامام كان فريد عصره
قال أبو العباس بن سريج وذكر له ابن خزيمة فقال يستخرج النكت من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله بالمنقاش.
وكفى بهذه شهادة من أفضل الشافعية بعد الشافعى كما قاله أبو العباس فى المنهاج
وتبويبات وتراجم ابن خزيمة فى الصحيح دليل واضح ولسان ناطق على ماتقدم من كلام الأئمة
4_ ثم جاء بعد ذلك مفتى المذهبين الشافعى و المالكى الشيخ تقى الدين ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى
قال الذهبى: أحد أذكياء العالم وقال الصفدى: " ..... غواصاً على المعاني مجتهداً وافر العقل"
وكان ذهنه تنزل على ذهن الشافعي لأن اجتهاده وافق اجتهاد الشافعى إلا فى مسألتين
قال الحافظ فى الدرر:وصنف الإلمام في أحاديث الأحكام وشرع في شرحه فخرج منه أحاديث يسيرة في مجلدين أتى فيهما بالعجائب الدالة على سعة دائرته في العلوم خصوصاً في الاستنباط
قال ابن الزملكانى:وإليه النهاية في التحقيق والتدقيق والغوص على المعاني
قال زكي الدين عبد العظيم ابن أبي الأصبغ صاحب البديع في كتابه ذكرت للفقيه الفاضل تقي الدين محمد بن علي بن وهب القيشري يعنى ابن دقيق العيد أبقاه الله تعالى وهو من الذكاء والمعرفة على حالة لا أعرف أحداً في زمني عليها وذكرت له عدة وجوه المبالغة فيها وهي عشرة ولم أذكرها مفصلة وغبت عنه قليلاً ثم اجتمعت به فذكر لي أنه استنبط فيها أربعة وعشرين وجهاً من المبالغة يعني في قوله تعالى " أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب " الآية فسألته أن يكتبها لي فكتبها بخطه وسمعتها منه بقراءتي واعترفت له بالفضل في ذلك انتهى
وقد عاش الشيخ تقي الدين بعد ابن أبي الأصبغ زيادة على أربعين سنة
قال الشيخ ابن عثيمين ابن دقيق العيد دقيق كاسمه
وثناء العلماء على عقله وذكائة وغوصه على المعانى كثير
ومن قرأ شرحه على الإمام وعلى العمدة تيقن أنه من أذكى أذكياء العالم وشرحه على الإمام قال عنه أبو العباس ابن تيمية هو كتاب الإسلام وقيل أن هذا الكلام إنما هو على كتابه الذى جمعه فى أحاديث الأحكام يعنى "الإمام "
وكان يستنبط من الحديث الواحد أكثر من 700 فائدة كم سيأتى
وهذا العالم يضاهى ويساوى ابن تيمية فى كل العلوم إلا فى الملل والنحل وكلام السلف والمذهب الحنبلى فابن تيميه أعلم منه فيها وهو أعلم من ابن تيميه فى المذهب المالكى والشافعى ولو تفرغ للرد على مقالات أهل البدع لكان شيخ الإسلام بحق
ولهذا الإمام فى قلبى منزلة ليست لأحد غيره رحمه الله
5_ ثم جاء بعده محمد بن أحمد البكرى الشريشى أو الشربشى _ سوف أتأكد منه لاحقا لأن ذيل طبقات الشافعية للعبادى ليس فى متناول يدى الآن_ فصنف كتاب اسمه الكلام على حديث صفوان بن عسّال المرادى (أظنه حديثه فى طلب العلم والمسح على الخفين أخرجه الترمذى وأبو داود وغيرهم)
واستنبط منه ثلاثة آلاف فائدة كلها مقصودة_ يعنى غير متكلفة ولا بعيدة_ فأخبر أنه بيّض منه النصف فى مجلد كبير وفيه فوائد وقواعد ونفائس واستنباطات غريبة
وسبب ذلك أن الشيخ تقى الدين ابن دقيق العيد كان قد شرع فى الإلمام _وهو شرح الإمام_ وتكلم على أحاديث منه فى مجلد كبير ومما تكلم عليه حديث أمرنا بسبع ونهينا عن سبع فاستنبط منه 700 فائدة وتأخرت الهمم أن تصل إلى شىء من ذلك فأراد الشيخ جمال الدين _صاحب الترجمة_ أن يفتح الباب _بعدما أغلق بابن دقيق العيد_ بأن يتكلم على حديث واحد أكثر مما تكلم هو على أحاديث كثيرة وأول حديث تكلم عليه حديث أبى هريرة " لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات فاستنبط منه 400 فائدة ا. هـ من ذيل الطبقات مع زيادة وتصرف قليل
6_ ثم جاء بعد ذلك من يسميه الحافظ وغيره بشيخ الإسلام سراج الدين البلقينى
¥(15/348)
وكان قد تكلم على 20 حديثا من البخارى فى مجلدين
قال البرهان الحلبى كان السراج البلقينى يتكلم على الحديث الواحد من بكرة إلى قريب الظهر وربما أذن الظهر ولم يفرغ من الحديث
قال البلقينى قال لى شرف الدين بن قاضي الجبل يا سراج الدين أينا أحفظ أنا أم أنت فقلت له سبحان الله انتم كذا وكذا - أتواضع له - فقال استحضر أنا وأنت فقلت له ان انا استحضرت شيئا يعني حديثا تذكر له طرقه وكذا بالعكس لكن اذكر انت على حدة وأنا كذلك فقال ابن قاضي الجبل اذكر أنت فأخذت أذكر احاديث معللة من اول ابواب الفقه ولازلت اذكر إلى ان طلع الفجر وقد وصلت إلى كتاب النكاح فقام ابن قاضي الجبل وقبل بين عيني وقال يا سراج الدين ما رأيت بعد الشيخ - يعني شيخ الاسلام تقي الدين بن تيمية - أحفظ منك
وكان لسعة علمه لم يكمل من مصنفاته إلا القليل لأنه كان يطول عليه لسعة علمه
هذا ما وقفت عليه ممن اشتهر بهذه الخصلة من العلماء حسب علمى ونظرى وقد يُستدرك علىّ من لا أراه يدخل تحت شرطى وقد يستدرك علىّ من يدخل تحت شرطى ولم أعلمه
والمقصود أن استنباط النكت من الحديث وقع من كثير من العلماء لكن أنا أتكلم على من اشتهر بذلك وأكثر منه حتى أصبح يشار إليه فى هذا الأمر
وبعد ...
يا من انتسب إلى أهل الحديث ويا طالب علم النبىّ محمد هلاّ كان ما قرأته فى هذا الموضوع وما علمته عن هؤلاء العلماء دافع لك بأن تسلك مسلكهم
وتخصص من وقتك ساعات فى تدبر أحاديث من أوتى جوامع الكلم
هل ستفتح الباب وتخلِّف ورائك ابن دقيق العيد والشريشى والبلقينى وتستنبط من حديث واحد أكثر من أربع آلاف فائدة
هل ستحيى هذه السنة الميتة
لا تقل صعب ... مستحيل .... عقولنا ليس كعقولهم .... أنا لست معروفا بالذكاء
دعك من هذا التخنث
قال أبو مسلم الخولانى وكان لا يترك قيام الليل " أيظن أصحاب محمد أن يسبقونا كلا والله لنزاحمنهم على الخير زحما حتى يعلموا أنهم تركوا ورائهم رجالا "
قال وهيب بن الورد " إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل"
قال أبو العلاء المعرى:
وإنى وإن كنت الأخير زمانه *********لآت بما لم تستطعه الأوائل
بقى أن أذكر الأسباب المعينة على الوصول إلى ما وصل إليه هؤلاء العلماء ونهج منهجهم فى ذلك:
فأولها: الإخلاص لله عزوجل وكثرة العبادة واللهج بذكره تعالى واللجوء إليه
وثانيها: حدة الذهن وجودة القريحة وهذه صفة خلقية جبليّة
وثالثها: التمكن من علم أصول الفقه واللغة بأنواعها لأنهما آلة الفهم بل قل صحة الفهم ومن لم يتمكن منهما فلا يعتد بعلمه ولا يوثق بعقله وفهمه للنصوص
ورابعا: سعة الإطلاع على جميع العلوم حتى يكثر فى ذهنه ربط المعلومات والفوائد بالحديث المتدبر فيه
وأنبه أن هذه الخصال اجتمعت فى غيرهم من العلما ولكن الكلام هنا عن تفاضلهم فى ذلك
وأترك الباقى مع الإستدراك والتصحيح للأخوة والأفاضل والله أعلم
وقد وضعت الموضوع فى منتدى الدراسات الحديثية حتى يكون تذكرة لمن اشتغل بعلم الحديث وعلومه ولم بتفقه فيه ويضرب فى ذلك بسهم
فى انتظار فوائدكم
ـ[أبو سليمان البدراني]ــــــــ[28 - 02 - 07, 06:49 ص]ـ
ربما يدخل تحت شرطكم حفظكم الله:
1 - الإمام النسائي: فتراجمه في السنن بديعة، وكثيراً ما تذكر بتراجم الإمام البخاري، بل ربما رأيته بوب على الحديث بنفس تبويب البخاري رحمة الله عليهما.
2 - الإمام ابن تيمية، ودقة استنباطه ظاهرة خاصة حينما يطلق لقلمه العنان؛ كما فعل - مثلا - في مسألة نكاح التحليل، فرحمة الله عليه
ـ[الفضيل]ــــــــ[28 - 02 - 07, 07:32 ص]ـ
الأخ الكريم: أمجد الفلسطيني بارك الله فيك ونفع الله بك
موضوع جميل ...
الأخ الكريم:أبو سليمان البدراني قلت حفظك الله وبارك الله فيك:
الإمام ابن تيمية، ودقة استنباطه ظاهرة خاصة حينما يطلق لقلمه العنان؛ كما فعل - مثلا - في مسألة نكاح التحليل، فرحمة الله عليه ..
صدقت أخي الكريم
اقرأ تصانيف الإمام الحبر = ذاك المحيط بسائر الخلجان
وأيضا ابن القيم عليه رحمة الله تعالى
والله يشهد إنني لأحبهم = كمحبتي لقرابتي لا بل أشد
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[28 - 02 - 07, 10:24 م]ـ
ربما يدخل تحت شرطكم حفظكم الله:
1 - الإمام النسائي: فتراجمه في السنن بديعة، وكثيراً ما تذكر بتراجم الإمام البخاري، بل ربما رأيته بوب على الحديث بنفس تبويب البخاري رحمة الله عليهما.
2 - الإمام ابن تيمية، ودقة استنباطه ظاهرة خاصة حينما يطلق لقلمه العنان؛ كما فعل - مثلا - في مسألة نكاح التحليل، فرحمة الله عليه
جزاك الله خيرا
لايدخل فى شرطى الإمام النسائى
أنظر قد قلت هنا:
والمقصود أن استنباط النكت من الحديث وقع من كثير من العلماء لكن أنا أتكلم على من اشتهر بذلك وأكثر منه حتى أصبح يشار إليه فى هذا الأمر
فالإمام النسائى صحيح أنه من فقهاء الحديث وله بعض الإستنباطات منه فى كتابه إلا أنه لايشار إليه فى هذا الأمر كالبخارى والشافعى ومن سميت
وإلا لدخل فى شرطى كثير من العلماء كأبى داود والترمذى وغيرهم كثير
وعلى كل فشرطى يعلم من أمثلتى التى ذكرتها
وأما أبو العباس وتلميذه فمحتمل والله أعلم
¥(15/349)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[02 - 03 - 07, 01:42 ص]ـ
وقد كان أحمد يشار إليه فى هذا
قال صالح بن محمد جزرة: أفقه من أدركت في الحديث أحمد بن حنبل.
قال أبو زرعة، وقيل له: اختيار أحمد وإسحاق أحب إليك أم قول الشافعي؟ قال: بل اختيار أحمد فإسحاق.
ما أعلم في أصحابنا أسود الرأس أفقه من أحمد بن حنبل، وما رأيت أحدا أجمع منه.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: انتهى العلم (فى رواية الحديث) إلى أربعة: أحمد بن حنبل وهو أفقههم فيه، وإلى ابن أبي شيبة وهو أحفظهم له، وإلى علي بن المديني وهو أعلمهم به،
وإلى يحيى بن معين وهو أكتبهم له.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[02 - 03 - 07, 08:08 م]ـ
موضوع ممتع شكرا لامجد الفلسطينى
ـ[أبو رباب]ــــــــ[15 - 03 - 07, 01:25 ص]ـ
لسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا على الموضوع ... حبذا لو كان الموضوع موثقا (ذكر المصادر المعتمدة) ..
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[15 - 03 - 07, 08:24 م]ـ
ومنهم الحافظ ابن حجر وكتابه الفتح فيه من الفتح ما يفى بشرطك
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[15 - 03 - 07, 09:43 م]ـ
ومنهم الحافظ ابن حجر وكتابه الفتح فيه من الفتح ما يفى بشرطك
جزاك الله خيرا
أكثر الفوائد التي يذكرها الحافظ في الفتح إنما هي نقل عمن سبقه والله أعلم
والخطب في هذا سهل
وإنما أردت من الإخوة في الملتقي المشاركة في ذكر الأسباب التي أوصلت هؤلاء العلماء إلى هذه الدرجة وتميزهم عن غيرهم بهذه الميزة وقد ذكرت بعضها فيما سبق
تتمة:
تأكدت من نسبة محمد بن أحمد البكري هل هي الشريشي أو الشربشي فوجدتها في طبعة الذيل للعبادي بالموحدة (الشربشي) وهي طبعة سيئة فيها تصحيف وتحريف فلا يعتمد علها
وأظن أن الصواب في نسبة (الشريشي) لأنها عائلة مشهورة من بيوتات العلم فليحرر
وكذلك في طبعة الذيل للعبادي: "حديث صفوان بن غسان المرادي" لا "عسال" فليحرر
وفي ترجمة هذا العلم أنه استنبط من قوله تعالى" ولا تقف ماليس لك به علم" أكثر من ألفي فائدة من خمس وعشرين علم
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[15 - 03 - 07, 09:59 م]ـ
بارك الله فيكم
في هذا الملتقى والحمد لله طلبة علم أقوياء وأذكياء ومشايخ فضلاء فالحمد لله على هذه النعمة
ومعلوم أن مجهود ونتاج أكثر من عقل مستنبط ومدقق أوفر من مجهود عقل واحد وهذا ظاهر ولذلك قامت في هذا العصر المجامع الفقهية وغيرها
فما رأيكم بارك الله فيكم في فتح موضوع مستقل نستنبط فيه جميعا في هذا الملتقى من حديث واحد أكثر من مائة فائدة أو مائتين أو أكثر
وأرشح ابتداء حديث صفوان المرادي أو حديث لم يكذب إبراهيم إلا .... أو حديث أمرنا بسبع ونهينا عن .... أو حديث أهل الشام تحريم الظلم
فما رأيكم؟؟
ـ[أبوصالح]ــــــــ[19 - 03 - 07, 08:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
في طبقات الحنابلة للحسين ابن أبي يعلى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=409571&postcount=44) .. في ترجمة الفضل بن زياد (تلميذ الامام أحمد):
قال الفضل:جالس أحمد الشافعي بمكة فأخذ عنه التفتيق وكلام قريش وأخذ الشافعي عن أحمد معرفة الحديث وكل شيء في كتاب الزعفراني سفيان بن عيينة إسماعيل بن علية بلا حدثنا فهو عن أحمد بن حنبل أخذه. اهـ
ويوجد كتاب الشيخ شبير، وهو جديرٌ بالمطالعة واسمه (الملكة الفقهية) من سلسلة كتاب الأمة التي تصدرها وزارة الشؤون الإسلامية بـ (قطر).
ومن أنفع ما يُستمع إليه أيضاً من البرامج التي تعلّم (التفتيق) برنامج الإمام الفقيه محمد بن صالح بن عثيمين (من أحكام القرآن ( http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_30.shtml)) وقد كان يبث في الإذاعة، برنامجٌ نافعٌ جداً .. وهو مسجلٌ هنا، وشرح (بلوغ المرام) فإن للشيخ استنباطات عجيبة لافتة تصل في بعض الأحاديث أكثر من عشرين استنباط على الحاضرة.
--
*= الآن يواصله الشيخ صالح الفوزان ( http://liveislam.net/quran.php).
فنسئل الله فقهاً مؤدياً لحقه، موجباً لمزيده.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[19 - 03 - 07, 08:42 م]ـ
فما رأيكم بارك الله فيكم في فتح موضوع مستقل نستنبط فيه جميعا في هذا الملتقى من حديث واحد أكثر من مائة فائدة أو مائتين أو أكثر
فكرة أكثر من رائعة ... ومثل هذه المحاولة تظهر فقه المفيد, وتعين المستفيد على تقوية حس الاستنباط لديه.
ولعلك أخي الكريم تفتح موضوعاً مستقل في الحديث الذي ذكرت ...
والسلام عليكم(15/350)
اقتراح موضوع ماجستير
ـ[أبو أميمة المغترب]ــــــــ[28 - 02 - 07, 02:04 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، إخواني في الله أرجو منكم مساعدتي في اختيار موضوع لرسالة الماجستير في مادة الحديث، علما أني أميل إلى الكتابة في الحديث دراية أكثر من غيره و خاصة إن كان الموضوع مفيدا للجالية المسلمة في الغرب حيث دار إقامتي، و جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 02 - 07, 03:52 ص]ـ
*حديث (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر إلا ومعها ذو محرم) رواية ودراية.
*أحاديث الإقامة بين ظهراني المشركين رواية ودراية
*أحاديث الأطعمة والذبائح (جمع ودراسة).
هذا ما ورد على ذهني في هذه العجالة.
ـ[أبو أميمة المغترب]ــــــــ[28 - 02 - 07, 12:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , و جزاك الله خيرا يا أخي و أرجو من الإخوة الآخرين ألا يبخلوا علي من اقتراحاتهم.
ـ[ابن القطان العراقي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 05:51 م]ـ
أخي العزيز أنا طالب ماجستير مثلك في الجامعة الاسلامية ببغداد
وارى ان تراسل شيخنا الدكتور عبد القادر المحمدي رئيس قسم الحديث في الجامعة فمعظم الطلبة في العراق يسألونه وقد اعطى الكثير من الطلبة عناوين مفيدة جدا وهو معنا على الملتقى فارسل اليه.
وقد سجل في مكان ما هنا لا اذكره -لأنني جديد هنا -عناوين في كتاب التاريخ الكبير، ولعلي اخترت احدها،علما اني لا اتمكن من السفر الى بغداد للقائه! بسبب الوضع الامني.
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 08:32 م]ـ
اكتب في العقيدة الاحاديث المتعلقة بالعقيدة
ـ[أبو أميمة المغترب]ــــــــ[19 - 03 - 07, 11:07 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي ابن القطان العراقي و أحيطك علما أني قد اتصلت بالأستاذ و أنا في انتظار الجواب
ـ[أبو أميمة المغترب]ــــــــ[19 - 03 - 07, 11:09 م]ـ
و أنت كذلك أخي بلبج عاشور بارك الله فيك و وفقك لكل خير
ـ[أبو الفضل المنزهي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 02:02 ص]ـ
شرح افراد الامام احمد عن أصحاب الكتب الستة
هذا الموضوع سيخدم طلاب العلم في فهم الاحاديث التي في المسند وليس لها شرح في شروح الكتب الستة(15/351)
أفطر الحاجم والمحجوم. ما درجة الحديث وهل هو منسوخ؟
ـ[إبراهيم الغيث]ــــــــ[28 - 02 - 07, 01:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد:
إخواني الكرام أريد ممن لديه العلم أن يذكر لنا درجة هذا الحديث وهل هو منسوخ أم لا؟
{أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ}
أسأل الله للجميع العلم النافع والعمل الصالح.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[28 - 02 - 07, 03:07 م]ـ
حديث أفطر الحاجم والمحجوم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أحد عشر نفسا
وهو صحيح كما قال الشيخ الالباني رحمه الله مختصر إرواء الغليل 1/ 179
وقال ابن حزم: صح حديث أفطر الحاجم والمحجوم بلا ريب لكن وجدنا من حديث أبي سعيد: أرخص النبي صلى الله عليه وسلم في الحجامة للصائم. وإسناده صحيح فوجب الاخذ به لان الرخصة إنما تكون بعد العزيمة فدل على نسخ الفطر بالحجامة سواء كان حاجما أو محجوما
وهذا منقول من إرواء الغليل 4/ 74
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[10 - 03 - 07, 05:37 م]ـ
قد يقال بعدم النسخ؛ لأن الأصل عدم النسخ .. ولك أن تنظر ملخصي البحثي "الحجامة للصائم" في منتدى الدراسات الفقهية لعله يفيدك.
ـ[احمد سعيد رسلان]ــــــــ[10 - 03 - 07, 10:48 م]ـ
الحديث صحيح كما قال اهل العلم ولكنه منسوخ بفعل النبي صلي الله عليه وعلي اله وسلم في حجته والذي يذهب الي عدم النسخ هو الشيخ صالح بن عثيمين رحمه الله
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[11 - 03 - 07, 12:18 م]ـ
ليس صحيحاً أخي أحمد
فكل من قال بإفساد الصوم بالحجامة لم يقل بنسخ حديث ابن عباس في فعله صلى الله عليه وسلم ...
ومنهم: الإمام أحمد، وجماعة من أهل الحديث، ونصره شيخ الإسلام وابن القيم، وجماعة من مشائخ بلاد الحرمين: ابن إبراهيم، السعدي، ابن باز، ابن عثيمين، الفوزان ... وكثير غيرهم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 03 - 07, 09:29 م]ـ
عن أنس بن مالك قال: (أول ما كرهت الحجامة للصائم؟ أن جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم فمر به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أفطر هاذان ثم رخص النبي صلى الله عليه وسلم بعد في الحجامة للصائم وكان أنس يحتجم وهو صائم أخرجه الدارقطني (239) وعنه البيهقي (4/ 268) وقال الاول منهما وأقره الاخر: (كلهم ثقات ولا أعلم له علة). قال الالباني:وهو كما قالا
لكن أعله صاحب (التنقيح) بانه شاذ الاسناد والمتن فراجع كلامه في (نصب الراية) (2/ 480) وسكت عليه وأما الحافظ في (الدراية) ص 179 فانه لم يورد كلام الدارقطني فيه ولا كلام (التنقيح) عليه. والله أعلم. ثم رأيت الحافظ قد أورد الحديث في (الفتح) من رواية الدارقطني ثم قال (4/ 155): (ورواته كلهم من رجال البخاري الا أن في المتن ما ينكر لان فيه أن ذلك كان في (الفتح) (ورواته كلهم من رجال البخاري الا أن في المتن ما ينكر لان فيه أن ذلك كان في (الفتح) وجعفر قتل قبل ذلك). كذا قال وليس في المتن حتى ولا في سياق الحافظ أن ذلك كان في (الفتح) فالله أعلم. (فائدة): حديث أنس هذا صريح في نسخ الاحاديث المتقدمة (افطر الحاجم والمحجوم). ومثله ما أخرجه الطبراني في (الاوسط) (1/ 101 / 2) من طريق أخرى عن أنس: (أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم بعدما قال: افطر الحاجم والمحجوم). وقال: (لم يروه عن أبى قلابة الا أبو سفيان وهو السعدى واسمه طريف تفرد به أبو حمزة). قلت: وطريف هذا ضعيف كما قال الحافظ في (الدراية) و (التقريب). وخرجه الدارقطني (239) من طريق أخرى عن أنس وقال: (هذا إسناد ضعيف واختلف عن ياسين الزيات وهو ضعيف وخير منه حديث أبي سعيد الخدري قال: (رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبلة للصائم والحجامة). أخرجه الطبراني (1/ 102 / 1) والدارقطني من طريق المعتمر بن سليمان سمعت حميد الطويل يحدث عن أبي المتوكل عن أبي سعيد به. وقال الدارقطني: (كلهم ثقات وغير معتمر يرويه موقوفا). وفي (الفتح) (4/ 155): (وقال ابن حزم: صح حديث أفطر الحاجم والمحجوم بلا ريب لكن وجدنا من حديث أبي سعيد: أرخص النبي صلى الله عليه وسلم في الحجامة للصائم. وإسناده صحيح فوجب الاخذ به لان الرخصة إنما تكون بعد العزيمة فدل على نسخ الفطر بالحجامة سواء كان حاجما أو محجوما. انتهى
من إرواء الغليل للعلامة الألباني رحمه الله(15/352)
الدنيا سجن المؤمن فيه تفسيران صحيحان
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 03 - 07, 12:29 ص]ـ
قال ابن القيم رحمه الله:
الدنيا سجن المؤمن فيه تفسيران صحيحان
أحدهما: أن المؤمن قيده إيمانه عن المحظورات والكافر مطلق التصرف.
الثاني: أن ذلك باعتبار العواقب فالمؤمن لو كان أنعم الناس فذلك بالإضافة إلى مآله في الجنة كالسجن والكفار عكسه فإنه لو كان أشد الناس بوسا فذلك بالنسبة إلى النار جنته.
بدائع الفوائد (3|177)
وهذا التفسير الثاني أجابه ابن حجر العسقلاني رحمه الله وهو في موكبه لما كان قاضي القضاة في مصر ليهودي فقير اعترض له وسأله عن هذا الحديث كيف تكون الدنيا سجن المؤمن وأنت في هذا الموكب وهذه النعم , وجنة الكافر وأنا معدم فقير , فكان سببا في إسلامه.(15/353)
من يساعدني في تخريج هذا الحديث الجهاد ماض إلى يوم القيامة
ـ[عبدالله السندي]ــــــــ[01 - 03 - 07, 07:09 ص]ـ
السلام عليكم
قال صلى الله عليه وسلم: الجهاد ماض إلى يوم القيامة)) هل توجد هذا الحديث بهذا الالفاظ في كتب الحديث، أحتاج إلى مساعدتكم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 03 - 07, 10:25 م]ـ
بهذا اللفظ ضعيف أخرج أبو داود في سننه (2532) عن أنس بن مالك قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث من أصل الإيمان الكف عمن قال لا إله إلا الله ولا نكفره بذنب ولا نخرجه من الإسلام بعمل والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال لايبطله جور جائر ولا عدل عادل والإيمان بالأقدار ".
في إسناده يزيد بن أبي نشبة مجهول
ولكن يغني عنه الحديث المشهور في معناه ما جاء في الصحيحين: لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية
وحدبث عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال ". رواه أبو داود
وإسناده صحيح
وأخرج مسلم من حديث جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة
وعن معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تزعمون أني من آخركم وفاة ألا وأني من أولكم وفاة ولتتبعني أفنادا يضرب بعضكم رقاب بعض
رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط والكبير ولفظه فيه: عن معاوية بن أبي سفيان قال: كنا جلوسا في المسجد إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إنكم تتحدثون أني من آخركم وفاة ألا وأني من أولكم وفاة وتتبعني أفنادا يفني بعضكم بعضا ". ثم نزع بهذه الآية: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم} حتى بلغ: {لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون} ثم قال: " لا تبرح عصابة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين لا يبالون خذلان من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله على ذلك ". ثم نزع بهذه الآية: {يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين تبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة}
ورجالهما ثقات
مجمع الزوائد (7|596)
وفي هذا المعنى كثير والله أعلم(15/354)
إجابات الشيخ الدكتور سعدي الهاشمي على أسئلة أعضاء الملتقى (1) و (2)
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[02 - 03 - 07, 12:01 ص]ـ
22 - 05 - 2005
هشام الحلاّف
لقاء ملتقى أهل الحديث بفضيلة الأستاذ الدكتور سعدي الهاشمي
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فيسر ملتقى أهل الحديث أن يرحب بفضيلة الأستاذ الدكتور سعدي مهدي الهاشمي (أستاذ الدراسات العليا بقسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى) ضيفاً على منتدى الدراسات الحديثية ليجيب عن أسئلة طلاب العلم في مجال السنة النبوية.
وإننا لنشكر لفضيلته موافقته على هذا اللقاء مع علمنا بكثرة أشغاله، فنسأل الله أن يجزيه عنا خير الجزاء، وأن يبارك في وقته وعلمه.
علماً أن اللقاء سيكون حول:
_ تاريخ السنة من نشأتها إلى عصرنا الحاضر.
_ ومصادر السنة المخطوطة والمطبوعة: (تقويماً لمطبوعها، وبحثاً لأهم مخطوطاتها، ومعرفة لمناهج مؤلفيها، وغير ذلك) ..
فنرجو من إخواننا أن تكون أسئلتهم واضحة ومختصرة وفي مجال اللقاء.
--------------------------------------------------------------------------------
هشام بن عبدالعزيز الحلاف
المحاضر في قسم الكتاب والسنة
جامعة أم القرى / مكة المكرمة
هشام الحلاّف
--------------------------------------------------------------------------------
السيرة الذاتية للأستاذ الدكتور سعدي مهدي الهاشمي
•حصل على الدكتوراه في الحديث من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بمرتبة الشرف الأولى (عام 1398هـ _1978م) في أطروحته (أبوزرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية، مع تحقيق كتابه الضعفاء وأجوبته على أسئلة البردعي).
•بدأ التدريس بكلية الحديث بالجامعة الإسلامية عام 1398هـ -1978م.
•بدأ التدريس بالدراسات العليا في شعبة السنة عام 1402هـ -1982م.
•أشرف على ما يزيد عن 40 رسالة ماجستير ودكتوراه في الحديث والعقيدة والتفسير بالمأثور، ولازال مستمراً في الإشراف على العديد من رسائل الدكتوراه، كما شارك في مناقشة عشرات في الحديث وعلومه والعقيدة والسيرة والتاريخ.
•ساهم في تقويم العديد من الأعمال العلمية لجامعات مختلفة، وكذا الترقيات العلمية للعديد من الأساتذة.
•شارك في دورة المجلس العلمي في عام 1401هـ -1403هـ (1981 - 1983م).
•شارك في مجلس مكتبات الجامعة الإسلامية منذ عام 1399هـ -1979م.
•تمت ترقيته إلى أستاذ مشارك عام 1405هـ -1985م.
•تمت ترقيته إلى أستاذ عام 1411هـ - 1991م.
•انتقل إلى جامعة أم القرى بتاريخ 16/ 3/1416هـ للتدريس بكلية الدعوة وأصول الدين والإشراف على رسائل الدكتوراه.
مؤلفاته:
1_ دراسة حول قول أبي زرعة في سنن ابن ماجه _ مجلة الجامعة الإسلامية: العددين 47، 48 (1400هـ -1980م)، والعددين 55، 56 (1402هـ -1982م).
2_ دور المؤسسات الدينية في منع الجريمة _ بحث مقدم للمنظمة العربية للدفاع الاجتماعي ضد الجريمة: أمانة المنظمة في الرباط (1401هـ -1981م).
3_ أبوزرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية مع تحقيق كتابه الضعفاء وأجوبته على أسئلة البردعي (3أجزاء) (1402هـ -1982م).
4_ الرواة الذين كنوا بأبي زرعة _ مجلة الجامعة الإسلامية: العدد 58 (1403هـ - 1986م).
5_ ابن سبأ حقيقة لا خيال _ مكتبة الدار بالمدينة المنورة (1406هـ - 1986م).
6_ نصوص ساقطة من طبعات أسماء الثقات لابن شاهين (ت 385هـ): نشر مكتبة الدار بالمدينة المنورة (1407هـ - 1987م).
7_ شرح ألفاظ التجريح النادرة أو قليلة الاستعمال _ القسم الأول _ المكتبة السلفية بالقاهرة.
8_ شرح ألفاظ التجريح النادرة أو قليلة الاستعمال _ القسم الثاني _ دار الصفا (1408هـ - 1988م).
10_ الرواة الذين تأثروا بابن سبأ – (1409هـ - 1989 م).
11_ اختلاف أقوال النقاد في الرواة المختلف فيهم مع دراسة هذه الظاهرة عند ابن معين: نشر ضمن أبحاث ندوة عناية المملكة بالسنة والسيرة النبوية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة 1425هـ.
12_ دراسات حول سنن أبي داود _ لم تطبع _.
13_ دراسات حول سنن ابن ماجه _ لم تطبع _.
¥(15/355)
وغيرها من الدراسات التي لم تتم طباعتها.
أبو مسلم التركي
حياكم الله شيخنا الجليل الهاشمي وبارك لكم في المال والأهل والولد، واسمحوا لي بهذه الأسئلة، وأشكر الشيخ هشام الحلاف والملتقى الجميل الذي أتاح لنا هذه الفرصة، فجزاكم الله خيرًا وبارك فيكم جميعًا ولا حرمنا الله منكم أبدًا:
أولا: ما رأيكم في طبعة الثقات لابن حبان رحمة الله عليه؟ وقد سمعنا أن المعلمي اليماني قد عمل فيها فهل هذا صحيح؟ وما هي منزلة ابن حبان بين نقاد الحديث، والمتكلمين في علل الروايات؟
ثانيًا: ما هي أهم المخطوطات التي يتمنى شيخنا لو رآها مطبوعة؟ وما هي أهم المطبوعات التي يتمنى شيخنا لو لم يكن رآها؟
ثالثًا: عندي مخطوط لابن الجزري رحمه الله أخذتُه من بعض المشايخ الكرام، ومكتوب عليه أنه اختصار لتاريخ الإسلام للذهبي، لكن بالمقارنة بينه وبين بعض تراجم كتاب الذهبي وجدتُ فيه زيادات كثيرة على الأصل في مواضع كثيرة جدًا، وفي بعضها اختصار للأصل، والسياق غير مستقيم في مواضع أخرى؟ فهل عندكم خبر حوله؟ وكيف نتصرف في مثله إذا أردنا إخراجه؟ علمًا بأنها نسخة وحيدة؟
رابعًا: ما هو المصدر الوفير لمعرفة روايات الكتب الستة، وبيان اخلافاتها؟
خامسًا: ما رأيكم في طبعات السنن؟ وأحسن الطبعات لها؟ خاصة سنن ابن ماجة؟
سادسًا: ما هو الطريق الصحيح لإخراج المخطوطات في عصرنا هذا، خاصة بعد اكتشاف الحاسب؟ من حيث الإطالة في التخريج وعدمه؟
سابعًا: ما رأي شيخنا الكريم في المخطوطات مجهولة المصدر؟ وما مدى الوثوق فيها؟ وما رأيكم بنشر المخطوطات على الشبكة في المواقع دون بيان لمصدرها؟ وكذا في الكتب المطبوعة؟ وهل بإمكاننا الاعتماد والاستفادة من الكتب مجهولة المصدر مطبوعة ومخطوطة؟ خاصة وأن الكتب المطبوعة ربما كانت لبعض الشركات أو لبعض الأشخاص ولكنها وصلت إلى الشبكة وتداولها الناس بعد ذلك، فهل يحلها التداول وتصبح مشاعًا للجميع؟ أم علينا التورع في سحبها والاستفادة منها؟ وكذلك الحال بالنسبة للمخطوطات؟
ثامنًا: هل هناك علاقة بين برامج الحاسب في عصرنا وبين تدوين السنة؟ من حيث هل يعد هذا نوعًا جديدًا من التدوين؟ وما هي أنسب الطرق في هذا المجال؟
وأخيرًا ما هي شروط شيخنا لنيل الإجازة منه، وهل لشيخنا بريد إلكتروني نكتب له عليه؟
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم، وسامحوني للإطالة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو مسلم التركي
--------------------------------------------------------------------------------
أرجو المسامحة شيخنا الجليل، فقد أثقلتُ عليكم، ولكنها فرصة العمر أن نراكم هنا ونقدر على سؤالكم والانتفاع بعلومكم، فبارك الله لنا فيكم، وحفظكم.
سؤال: ما رأيكم شيخنا الجليل في الأحاديث المضروب عليها، ولا أقصد التي ضرب عليها النساخ، فهذه قد علمنا أنها خطأ من النساخ، ولكن أقصد تلك الأحاديث التي ضرب عليها أصحاب الكتب أنفسهم، ولم يُحَدِّثوا بها، أو رفضوا التحديث بها؟
ومن أمثلة ذلك (ونرجو من الشيخ الاستفاضة حوله): المسند للإمام أحمد، فقد ضرب الإمام أحمد على أحاديث، وأمر ابنَه عبد الله بالضرب عليها، ومع ذلك لا زالت هذه الأحاديث في المسند، فما هو رأي فضيلتكم؟ وما معنى الضرب عليها هنا؟ هل ضرب عليها لعلة وفقط؟ أم ضرب عليها ولم يُحَدِّث بها بمعنى أنه لم يرضها في تصانيفه؟ وهل علينا الآن أن نثبتها في متون الكتب؟ أم نضعها في حواشي الكتب؟ نرجو الإفاضة في هذا الأمر من كافة جوانبه؟
سؤال آخر: هل ترون أن الموسوعات الإلكترونية المعاصرة ستؤثر على عملية التأليف؟ بمعنى هل ستوقف اختصارات الكتب مثلا؟ أو ستوقف عملية الفهرسة اليدوية؟ ونحو هذا من الأمور التي لم لم يعد الناس بحاجة إليها الآن نظرًا لوجود الموسوعات الإلكترونية؟ وما مدى تأثير هذا العمل على النتاج الإنساني والعقلي؟
سؤال آخر شيخنا الجليل، وهو حول ابن سبأ، وقد قرأت في ترجمتكم الذاتية أنكم كتبتكم فيه قبل ذلك لكن لم ييسر لي الله الاطلاع على كلامكم، ولي استشكال فيه شيخنا الكريم من ناحيتين:
الأولى: قولكم: الرواة الذين تأثروا بابن سبأ، فهل هذا يعني أنه قد أثر في تدوين السنة بشكل ما؟ وما مدى ذلك؟
¥(15/356)
الثاني: لم نجد في المصادر التي تكلمت عنه ترجمة وافية، فهل وقفتم فيه على ترجمة وافية له؟ وما هو فكره بالتحديد؟ وما مدى علاقة ابن سبإ بالفرق المعاصرة؟ وما مدى تأثر الأجيال المسلمة بفكره؟ وما تأثير ذلك على حركة العلوم عبر الأجيال؟
وجزاكم الله خيرًا، واسمحوا لي أن أضع لكم بعض الأسئلة الأخرى إن شاء الله تعالى، وسامحوني لكثرة أسئلتي، ولكنكم تعلمون شيخنا: أن السؤال نصف العلم، وليس على مثلي لوم إذا سأل مثلكم، وجزاكم الله خير الجزاء.
بدرالعمر
مرحباً بشيخي ومشرفي أبي محمد فضيلة الأستاذ الدكتور/ سعدي الهاشمي حفظه الله.
ونعم الإختيار أخانا هشام.
ريتاج
يا م1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حبا
بشيخنا الفاضل///
سعدي الهاشمي
حفظه الله تعالى!!
عندما اطلعت على جديد ملتقى أهل الحديث،، أحسست بأني قد عُدت إلى مقاعد السنة المنهجية، في جامعة ... ، و اشتممتُ رائحةً زكية عبقتْ بها تلك الأيام المباركة، فانبعث في داخلي ما انبعث ........ .
,.,.,.,.,.,.,.,., **.,.,.,.,.,.,.,.,., **.,.,.,.,.,.,.,.,.
شيخنا الفاضل:
نعلم مدى سعة اطلاعكم بكل مايختص بالسنة النبوية ومايتعلق بها،،، وتواجهني مشكلة في الرواة الذين قيل عنهم: متشيعون أو فيهم تشيع .... .
1 - كيف أثبت ذلك أو أنفيه.
2 - هل اطلع على مصادر الشيعه التي اعتنت بالرجال أو لا، وماهي؟
3 - وهل يقدح ذلك التشيع (غالياً أو غير غالي) في الراوي والمروي؟ وما درجات التشيع؟
4 - هل هناك كتب حررت الألفاظ التي تطلق على بعض من قيل فيه أنه متشيع، مثل أن يقال: فلان شيعي جلد، أو خشبي، وغيرها.
هلّااااااااا دعمت كل ماسبق بالأمثلة؟؟؟؟؟
جزاك الله خيراً، وأدامك ناصراً للسنة!!
مشير
فضيلة الشيخ ... مرحبا بكم، هناك عدة أسئلة:
الأول:عملكم في سنن أبي داود، بالتعاون مع مركز خدمة السنة، أين وصل؟
الثاني: ما رأيكم في عمل محمد عوامة على سنن أبي داود؟
الثالث: لم نسمع لكم رأيا حول ما أثير في مسألة المتقدمين والمتأخرين، هل لكم فيها شيئ مكتوب أو محرر؟
الرابع: ما رأيكم في مسوَّدات كتب العلماء هل تنشر أم لا أم هناك ضوابط يحتكم إليها، مع ذكر أمثلة.
شاكرين لكم تجاوبكم مع الإخوة في الملتقى.
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[02 - 03 - 07, 12:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
فهذه أجوبة الأسئلة التي وجهها من يحسن الظن بالعبد الضعيف، وسأحاول الرد باختصار غير مخل، إذ بعض الأسئلة تحتاج إلى صفحات بل دراسات.
س 1: حياكم الله شيخنا الجليل الهاشمي، وبارك لكم في المال والأهل والولد، واسمحوا لي بهذه الأسئلة، وأشكر الشيخ هشام الحلاف والملتقى الجميل الذي أتاح لنا هذه الفرصة، فجزاكم الله خيرًا وبارك فيكم جميعًا، ولا حرمنا الله منكم أبدًا:
أولًا: ما رأيكم في طبعة «الثقات» لابن حبان رحمة الله عليه؟ وقد سمعنا أن المعلِّمي اليماني قد عمل فيها فهل هذا صحيح؟ وما هي منزلة ابن حبان بين نُقَّاد الحديث، والمتكلمين في علل الروايات؟
إجابة السؤال الأول:
طبعة «الثقات» (الهندية / حيدر آباد الركن من 1393هـ - 1403هـ وتقع في 1 - 9 أجزاء) متواضعة وقع فيها الخطأ، والتحريف، والتصحيف، ولم أقف على ما يدل أو يشير إلى أن العلامة المعلِّمي اليماني (ت 1386هـ) قد عمل فيها، فقد صدر المجلد الأول من «الثقات» عام 1393 هـ، أي بعد وفاة الشيخ بسبعة أعوام، إلا أن يكون الشيخ المعلِّمي قد عمل فيه قبل وفاته؟ وهذا سؤال يوجه إلى القائمين على مجلس دائرة المعارف العثمانية. وقد اعتمدوا في طبعتهم على ثلاث نسخ خطية:
1 ـ نسخة المكتبة الآصفية بحيدر آباد الدكن، وهي الأساس لتصحيح الكتاب، وتاريخ نسخها ربيع الآخر سنة اثنين وتسعين ومائتين بعد الألف.
2 ـ نسخة مكتبة السلطان محمود (استانبول)، وتاريخ نسخها شعبان سنة سبع وثمانين وثمان مائة.
¥(15/357)
3 ـ نسخة المكتبة السعيدية بحيدر آباد، وتاريخ نسخها يوافق تاريخ كتابة النسخة الآصفية.
والكتاب بحاجة ماسة إلى إعادة تحقيق، وتصحيح التصحيف، وتحرير التحريف، وإتمام السقط، وذلك من خلال جمع النسخ الأخرى، إضافة إلى النسخ المذكورة آنفا ومن تلك النسخ:
1ـ نسخة المكتبة المحمودية بالمدينة النبوية برقم 85، وهي المجلد الأخير، ويقع بـ 139 ورقة بتاريخ 751هـ، وكذا المجلد الرابع في المحمودية (98) ويقع بـ 126 ورقة.
2ـ نسخة طلعت – دار الكتب المصرية – رقم مصطلح 208 مجلد، يقع بـ 183 ورقة.
3ـ نسخة الحرم المكي، المجلد الأول، ويقع بـ 248 لوحه، والمجلد الثاني ويقع بـ 218 لوحه، 130/ 62، 130/ 63.
4ـ نسخة الظاهرية، تاريخ 710، 711 المجلد الأول، والثاني تاريخ النسخ القرن السابع الهجري، ويقع الأول بـ 138 ورقة، والثاني بـ 164 ورقه.
5ـ مجلد يقع بـ (99) ورقة، بخط قديم، دار الكتب المصرية، وهي محفوظة في جامعة الإمام رقم (7345 ف).
وكذلك الاستفادة من «ترتيب الثقات لابن حبان» للهيثمي (ت807 هـ)، انظر مثلاً جامعة الإمام فلم رقم (7346 ف)، ودار الكتب المصرية 1/ 177 (37).
أما منزلته بين نقاد الحديث، فهو شديد في التجريح، حتى يُقَصّب الثقة، بل كما قال الحافظ ابن حجر: «ابن حبّان ربما جَرَح الثقة، حتى كأنه لا يدري ما يَخرُجُ من رأسه».
وأما في التوثيق فهو متساهل، قال ابن عبد الهادي في «الصارم المنكي» ص 139: لم يعرف حاله، ولهذا كان توثيقه من أدنى درجات التوثيق، وقد جمع ابن حبان في كتابه عدداً كثيراً وخلقاً عظيماً من المجهولين الذين لا يعرف هو ولا غيره أحوالهم، وقد صرَّح بذلك في غير موضع في هذا الكتاب، ولاشك الحكم على الأحاديث يعتمد فيها على الحكم على الرواة أساساً.
س 2: ثانيًا: ما هي أهم المخطوطات التي يتمنى شيخنا لو رآها مطبوعة؟ وما هي أهم المطبوعات التي يتمنى شيخنا لو لم يكن رآها؟
إجابة السؤال الثاني:
لاشك أن العقود الماضية شهدت حركة قوية في نشر التراث ومع ذلك لازال الكثير بحاجة إلى خدمة وعناية كي يخرج إلى النور ويستفيد منه أهل العلم وهذه طائفة من الكتب التي أتمنى العناية بها وإخراجها:
1 - شرح صحيح البخاري للعلامة مغلطاي (ت 762هـ) واسمه «التلويح في شرح الجامع الصحيح» وهو شرح كبير يقع في عشرين مجلداً – «لحظ الألحاظ» 139 - منه نسخة في مكتبة فيض الله، تحت رقم (477) وتقع بـ (15) مجلداً.
2 - «نخب الأفكار في شرح معاني الآثار» للعيني (ت 855هـ)، ويقع مع مقدمته لـ الرجال «مغاني الأخيار في رجال معاني الآثار» (1 - 8) مجلدات بخط المؤلف القاهرة، ومنه نسخة عنها أيضاً أحمد الثالث.
3 - نسخ منتقاة بعناية ودراسة (للكتب الستة) تصور عن الأصول الخطية كي تكون مراجع لطلاب العلم.
4 - «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاى (ت 762هـ)، نسخة كاملة بعد جمع ما تفرق منه، لأن المطبوع ناقص، وغير محقق التحقيق العلمي.
وأما الكتب التي أتمنى لو لم تطبع فكثيرة، وهي التي تسيء إلى صفاء الإسلام ومعتقد السلف الصالح.
س 3: ثالثًا: عندي مخطوط لابن الجزري رحمه الله، أخذتُه من بعض المشايخ الكرام، ومكتوب عليه أنه اختصار لتاريخ الإسلام للذهبي، لكن بالمقارنة بينه وبين بعض تراجم كتاب الذهبي وجدتُ فيه زيادات كثيرة على الأصل في مواضع كثيرة جدًا، وفي بعضها اختصار للأصل، والسياق غير مستقيم في مواضع أخرى؟ فهل عندكم خبر حوله؟ وكيف نتصرف في مثله إذا أردنا إخراجه؟ علمًا بأنها نسخة وحيدة؟
إجابة السؤال الثالث:
يستحسن الوقوف على هذا المخطوط حتى يكون الحكم عليه بصورة صحيحة ودقيقة، والحافظ الذهبي قد ذَيَّل على «تاريخ الإسلام» الذي وصل به إلى سنة 700هـ = إلى غاية سنة 740 هـ، وقد أسقط فيه كثيراً من الأعلام الذين ترجم لهم في «تاريخ الإسلام»، وقد نشر مازن باوزير كتاباً باسم «ذيل تاريخ الإسلام» للذهبي، وكتب على عنوان الغلاف: يضم هذا الذيل تراجم ... (701 - 750هـ)! علماً أن الذهبي توفي 748هـ. إضافة إلى ذلك فقد أشار أ. د بشار عواد العبيدي الحميري إلى أن المطبوع في «دول الإسلام» في حيدر آباد عام 1337هـ يشمل الأصل والذيل وهو ما لم ينتبه إليه ناشرو الكتاب بله طبعة القاهرة (1974) فيها إلى
¥(15/358)
سنة 744هـ، ولعل هذه السنوات الأربع زيادات من بعض النساخ أو غيرهم، وقد مر بنا أن ـ والكلام لـ أ. بشار ـ أن السخاوي أكمل الذيل ابتداء من سنة 741 هـ، مما يدل على وقوف الذهبي في الذيل عند سنة 740هـ. انتهى، ص 169 - 170 «الذهبي ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام»، ولم يذكر الجزري، فلعله لم يقف عليه، ولا يبعد أن يكون الجزري قام باختصار «تاريخ الإسلام»، وأضاف إليه تراجم من مصادر أخرى، وهذا شأن المختصرين والمستدركين، والله اعلم.
س 4: رابعًا: ما هو المصدر الوفير لمعرفة روايات الكتب الستة، وبيان اختلافاتها؟
إجابة السؤال الربع:
المصدر الأساسي في معرفة روايات الكتب الستة هو كتاب «التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد» للحافظ أبي بكر محمد بن عبدالغني الحنبلي البغدادي (ت629هـ)، وهو ديوان عظيم حافل بروايات الكتب الستة وغيرها، وينص على ما فات من سماع لطائفة في الرواة، ويعتبر هذا الكتاب مفخرة لأهل السنة في حفظ تراث النبوة وطرق وصولها إلى مصنفيها، مع تتبع المختص بنسخ الدواوين الستة وغيرها في بيان النسخة المعتمدة الصالحة.
س 5: خامسًا: ما رأيكم في طبعات السنن؟ وأحسن الطبعات لها؟ خاصة «سنن ابن ماجه»؟
إجابة السؤال الخامس:
طبعات السنن كثيرة ومتعددة في الوقت الحاضر، ومعظمها لم تحرر التحرير العلمي، بتتبع الأصول، والاعتماد هي النسخة المتقنة، فسنن ابن ماجة (ت 273هـ) على سبيل المثال طبع بتحقيق:
1 - محمد فؤاد عبدالباقي، عام 1373هـ الحلبي القاهرة، معتمداً على الطبعة العلمية عام 1313هـ القاهرة، وعلى ط هندية عام 1847م، وأعتمد في نشر الكتاب بعد على طبعة محمد فؤاد.
2 - كـ ط أ. د الأعظمي، عام 1403هـ.
3 - ط الشيخ خليل مأمون، دار المؤيد عام 1416هـ.
4 - أ. د بشار عواد، عام 1418هـ دار الجيل.
4 - ط علي حسن الحلبي، المعارف عام 1419هـ.
إضافة إلى طبعات أخرى صدرت في لبنان والقاهرة وغيرها، والأربعة السابقة كل واحدة اعتمد محققها على منهج يختلف عن الآخر.
ومن يقرأ مقدمات تلك الطبعات يعلم حقيقة الأعمال؟
والغريب أن الطبعات المذكورة عدد أحاديث سنن ابن ماجه فيها (4241) حديثاً، وفي ط الحلبي (4418) حيث قال في ج 1/ 11 ح1: «ولقد رقَّمنا كل أحاديث ابن ماجه ترقيماً جديداً، مراعين في ذلك ما عطفه من أسانيد خالية عن المتون إحالة على النص السابق، جاعلين لها رقماً مفرداً تابعاً للتسلسل»، وفي ط أ. د- الأعظمي (4397) حديثاً، بما فيها زيادات القطان – أي ابن القطان وجميعاً ينتهي بحديث: «ما منكم من أحد إلا له منزلان ... »، واذكر مثالاً مهماً يدل على ضرورة بل (لزوم) الرجوع إلى النسخ المختلفة إذا ما أردنا تحقيق هذا الديوان (من دواوين السنة النبوية) تحقيقاً علمياً على منهج أهل الحديث.
فالزيادات الواردة في «سنن ابن ماجه» للرواية المشهورة (أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر القزويني الحافظ ت345هـ) (44) زيادة والتي قام بتمييزها وإفرادها بجزء الأخ أ. د مسفر بن غرم الله الدميني عام 1410هـ.
وفي ط على حسن الحلبي بـ (49) زيادة، بينما بلغت في دراسة خاصة بهذه الزيادات حررتها عام 1410 هـ (66)، زيادة وذلك بالاعتماد على نسخ اجتهدت في جمعها بفضل الله ومنّه، منها نسخة بخط الحافظ ابن النجار البغدادي (ت 643هـ)، ونسخة المقادسة (المحفوظة) في المكتبة التيمورية القاهرة، والتي هي أصل لنسخة (جار الله) التي اعتمد أ. د- الأعظمي، وكذا نسخة فاتح، ونسخة المنذري (ت656هـ) التي اعتمد على نسخة مقابلة عليها علي حسن الحلبي – ذكر هذه النسخة – باريس 706 - بعد- وحسب كلامه ج1/ 7 - مراجعتهم أي الحلبي مع الأخوين الجزائري، وجمال عبداللطيف- لطبعة الأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي على الطبعة المحققة الصادرة سنة (1404هـ) بتحقيق الدكتور الأعظمي، وهي نسخ لم يصرح أحد من المحققين الأفاضل السابقين باطلاعهم عليها.
¥(15/359)
ولا يُعذر أ. د- بشار عواد بقوله: «ولا يمكن ضبط نسخة متقنة منها إلا بجمع جميع النسخ، وهو أمر متعذر علينا لعدة أسباب منها: كثرة النسخ وتبعثرها في أنحاء العالم وصعوبات التصوير وكلفته، وصعوبة تنقلنا في البلدان لظروف خارجة عن إرادتنا والوقت الذي يستلزمه مقابلة كل هذا العدد من النسخ ثم وجود من فعل ذلك قبلنا .... المزي (742هـ) في كتابيه العظيمين «تحفة الأشراف» و «تهذيب الكمال» ... إلى آخر كلامه في ج1/ 15، مقدمة التحقيق لسنن ابن ماجه، لأن من يروم خدمة سنة النبي الكريم رحلوا إلى البلدان، وقطعوا الفيافي والقفار، للتثبت من رواية حديث واحد روي عن الرسول ?، ثم إن الإمام الجليل ـ حافظ عصره المزي رحمه الله وجزاه خير الجزاء على خدمته لسنة نبيه ? ـ أتقن حفظ الأسانيد في كتابه، ولم يذكر إلا طرفاً وربما كلمه في المتون ... ونحو هذا الكلام أو مثله يقال عن تحقيق كتب السنن الأخرى، حيث يعمد بعض المحققين إلى نسخة فرع ويترك الأصل في الاعتماد عليها بالتحقيق، والبعض يعتمد على المطبوع! والنتيجة نفس عدد الأحاديث الواردة في الطبعة الأولى حيث.
س 6: سادسًا: ما هو الطريق الصحيح لإخراج المخطوطات في عصرنا هذا، خاصة بعد اكتشاف الحاسب؟ من حيث الإطالة في التخريج وعدمه؟
إجابة السؤال السادس:
الطريق الصحيح لإخراج المخطوطات هو جمع نسخ الكتاب المراد تحقيقه، وبعد دراسة تلك النسخ من حيث الإتقان والضبط وصحة السماعات ووصف الحفاظ المتقنين لبعض النسخ ترشح النسخة التي تميَّزت بتلك المواصفات، ويشرع بالتحقيق من هو أهل له، وكما قالوا: (التحقيق عمل الشيوخ).
أما الاستفادة من الحاسوب فممكنة في ضبط الفوارق بين النسخ وتدوينها، أما التخريج فلا يعتمد على الحاسوب، ونستفيد منه كاستفادتنا من (الفهارس والمفاتيح)، ولابد بعد ذلك من الرجوع إلى الأصول حيث ضبط النصوص والتثبت من الأسانيد.
والأمر المهم في تحقيق السنن هو إخراجها متقنة كما حررها مصنفها، والمحافظة على أمانة النص، وبالله التوفيق.
سابعًا: ما رأي شيخنا الكريم في المخطوطات مجهولة المصدر؟ وما مدى الوثوق فيها؟ وما رأيكم بنشر المخطوطات على الشبكة في المواقع دون بيان لمصدرها؟ وكذا في الكتب المطبوعة؟ وهل بإمكاننا الاعتماد والاستفادة من الكتب مجهولة المصدر مطبوعة ومخطوطة؟ خاصة وأن الكتب المطبوعة ربما كانت لبعض الشركات أو لبعض الأشخاص ولكنها وصلت إلى الشبكة وتداولها الناس بعد ذلك، فهل يحلها التداول وتصبح مشاعًا للجميع؟ أم علينا التورع في سحبها والاستفادة منها؟ وكذلك الحال بالنسبة للمخطوطات؟
إجابة السؤال السابع:
لابد من ذكر مصادر النسخ المخطوطة المعتمدة في التحقيق، والتثبت من صحة نسبتها، والتثبت من صحة رواياتها، وكان السلف رحمهم يخرجون الرجل إذا أضاف أسما ء غير صحيحة (طباق السماع) أي أسانيد رواية تلك النسخة. ولا يحق ولا يصح شرعاً نشر كتاب بذل فيه محققه جهداً – الله أعلم به- على الشبكة (الالكترونية)، أما إذا كان أحد أهل العلم يمتلك مخطوطة علمية بالحديث أو غيره وأراد أن ينشرها (بطريقة الاسكنر) محمية محفوظة من الدخيل والعابث فلا بأس به، والله اعلم.
س 8: ثامنًا: هل هناك علاقة بين برامج الحاسب في عصرنا وبين تدوين السنة؟ من حيث هل يعد هذا نوعًا جديدًا من التدوين؟ وما هي أنسب الطرق في هذا المجال؟
وأخيرًا ما هي شروط شيخنا لنيل الإجازة منه، وهل لشيخنا بريد إلكتروني نكتب له عليه؟
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم، وسامحوني للإطالة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إجابة السؤال الثامن:
لا شك ولا ريب في قدرة ودقة جهاز الحاسوب ولابد من الاستفادة منه في حفظ السنة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام، ولي جهد متواضع في هذا المضمار لا بأس بنشره على هذا الموقع، وهو مشاركة في (ندوة علمية) عقدتها كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى في مكة المكرمة – حماها الله- بتأريخ 25/ 7/1418هـ.
أكتفي في هذه الأجوبة بذكر (ضوابط مشروع الحاسب الآلي في خدمة السنة وهي:
¥(15/360)
1 - لا بد من تحقيق النصوص المدخلة، وهذه القضية كثر الكلام عنها وأخذت حيزاً كبيراً في مناقشتها وبحثها، وذلك من خلال مناقشتي لرسالة دكتوراه عام 1407هـ، وكذا في مداولات العلماء والمتخصصين في الحديث والمبرمجين للحاسب الآلي، وذكروا أن الأمر يحتاج إلى سنوات عديدة لاختيار النص المناسب للتحقيق.
2 - وهذه المعضلة تم التغلب عليها وذلك بوجود برنامج ( comparative) القادر على اجراء المقارنات بين النصوص.
3 - أو كبديل عنه يتم اختيار نسخة خطية موثقة معززة بسماعات أو منسوخة ومقابلة من أحد أعلام المحدثين الحفاظ لكل كتاب من الكتب المدخلة، وذلك للرجوع إليها والتثبت من صحة النص المحفوظ في البرنامج، ولا شك أن الكثير من المكتبات تزخر بالمخطوطات الأصول لكتب السنة النبوية.
4 - إدخال كتاب «تحفة الأشراف» الذي ضم (19626) من أسانيد الأحاديث المرفوعة، والمرسلة، وكذلك كتاب «إتحاف المهرة في أطراف الكتب العشرة» (حم، عم، ط،ش، مي، جا (جارود)، خز، عه، طح، حب، قط، كم) للحافظ ابن حجر (ت2م)، والذي قامت وزارة الأوقاف بطبعه، وصدر منه لحد الآن (19) مجلداً، ويكمل بـ (20)، والأخير هو فهارس، وبلغ مجموع الأحاديث لحد (19) (25513) حديثاً.
5 - التسجيل الصوتي للأحاديث المدخلة، وهنالك ـ والحمد لله ـ عدد كبير من المؤهلين لهذه المهمة العظيمة الأَثَرْ، ولهذا أمثلة ونماذج مشرفة لعلمائنا الأعلام.
وأذكر في هذا نموذجاً لوعي علمائنا في هذا الشأن ما فعله الإمام الحافظ المتقن شرف الدين علي بن محمد بن أحمد اليونيني الهاشمي (ت701هـ): «وكان السماع بحضرة جماعة من الفضلاء، ناظرين في نسخ معتمد عليها، فكلما مر بهم لفظ ذو إشكال بينت فيه الصواب، وضُبط على ما اقتضاه علمي بالعربية، وما افتقر إلى أبسط عبارة وإقامة دلالة أخرت أمره إلى جزء استوفى فيه الكلام، مما يحتاج إليه من نظير وشاهد ليكون الانتفاع به عامًا، والبيان تاماً إن شاء الله، وكتبه محمد بن عبدالله بن مالك»، بلغت مقابلة وتصحيحاً وإسماعاً بين يدي شيخه الطائي الجيَّاني، أمدّ الله تعالى عمره، في المجلس الحادي والسبعين، وهو يراعي قراءتي، ويلاحظ نطقي، فما اختاره ورجَّحه وأمر بإصلاحه أصلحته وصححتُ عليه، وما ذكر أنه يجُوزُ إعرابان أو ثلاثة فأعلمت ذلك على ما أقترح ورجُّحَ، وأنا أقابل بأصلِ الحافظ أبي ذر والحافظ الأصيلي، والحافظ ابن عساكر.
ومَنَّ الله علىّ بإجازات حديثية لعدد من الشيوخ، نسأل الله عزّ وجل أن يجعلنا من طلاب العلم، وخدمة سنة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.
س 9: أرجو المسامحة شيخنا الجليل، فقد أثقلتُ عليكم، ولكنها فرصة العمر أن نراكم هنا ونقدر على سؤالكم والانتفاع بعلومكم، فبارك الله لنا فيكم، وحفظكم.
سؤال: ما رأيكم شيخنا الجليل في الأحاديث المضروب عليها، ولا أقصد التي ضرب عليها النساخ، فهذه قد علمنا أنها خطأ من النساخ، ولكن أقصد تلك الأحاديث التي ضرب عليها أصحاب الكتب أنفسهم، ولم يُحَدِّثوا بها، أو رفضوا التحديث بها؟
ومن أمثلة ذلك (ونرجو من الشيخ الاستفاضة حوله): «المسند» للإمام أحمد، فقد ضرب الإمام أحمد على أحاديث، وأمر ابنَه عبد الله بالضرب عليها، ومع ذلك لا زالت هذه الأحاديث في المسند، فما هو رأي فضيلتكم؟ وما معنى الضرب عليها هنا؟ هل ضرب عليها لعلة وفقط؟ أم ضرب عليها ولم يُحَدِّث بها بمعنى أنه لم يرضها في تصانيفه؟ وهل علينا الآن أن نثبتها في متون الكتب؟ أم نضعها في حواشي الكتب؟ نرجو الإفاضة في هذا الأمر من كافة جوانبه؟
إجابة السؤال التاسع:
الأحاديث المضروب عليها إما أن تكون سبب الضرب عليها الانحراف العقدي أو ضعف الراوي من حيث الشذوذ والنكارة، وغير ذلك.
أما الانحراف العقدي فهو ما حصل في موقف بعض الأمة النُّقَّاد والحُفَّاظ في فتنة خلق القرآن، حيث قاطع الإمام أحمد كل من أجاب بفتنة خلق القرآن وقال بخلقه، وأمر ولده عبدالله بعدم رواية أحاديثهم.
قال أبو زرعة: «كان أحمد بن حنبل لا يرى الكتابة عن علي بن الجعد، ولا سعيد بن سليمان، ورأيت في كتابه مضروباً عليهما، ولا يرى الكتابة عن أبي نصر التمار، ولا عن أبي معمر، ولا يحيى بن معين، ولا أحد ممن امتحن فأجاب».
¥(15/361)
والخبر رواه أبو زرعه والخطيب بإسناده إليه، وكذا ابن الجوزي، وغيرهما.
وفيهم أئمة وغيرهم لم يذكروا في هذا النص كالإمام علي بن المديني، ودافع عنهم الحفاظ، وشهدوا لهم بالحفظ والإتقان، فهذا الحافظ الذهبي يقول بعد ذكره موقف الإمام أحمد من أبي نصر التمار: «قلت: أجاب تقية وخوفاً من النكال، وهو ثقة بحاله ولله الحمد» «سير أعلام النبلاء» ج /573.
وعدَّ ذلك (تشدد ومبالغة، والقوم معذورون، تركوا الأفضل فكان ماذا)، وقد خَرَّج الإمام البخاري لبعضهم في «الصحيح»، ومع هذا الاعتذار يبقى موقف الإمام أحمد بن حنبل هو الصواب وهو الحق، حيث ثبَّت الله عزَّ وجل بثباته الأمة وعدم التأثر بأفكار المبتدعة ومعتقداتهم المخالفة لمعتقد السلف الصالح، وقد صَرَّح عبد الله بن الإمام أحمد بهذا الأمر في تركه الرواية عمن أجاب بفتنة خلق القرآن، قال الحافظ ابن حجر في ترجمة إبراهيم بن الحسن الباهلي (ت 235 هـ): «قلت: كان عبد الله بن أحمد لا يكتب إلاّ عمن أذن له أبوه في الكتابة عنه، وكان لا يأذن له أن يكتب إلا عن أهل السنة، حتى كان يمنعه أن يكتب عمن أجاب في المحنة، فلذلك فاته علي بن الجعد ونظراؤه من المسندين» [«تعجيل المنفعة» 1/ 258]، والتزم بهذا الأمر بعض خواص الإمام أحمد، فهذا أبو زرعه الرازي (ت 264 هـ) الذي قال عن علي بن المديني وقد سئل عنه «لا نرتاب في صدقه»، نراه ترك الرواية عنه.
قال ابن أبي حاتم في ترجمته: «كتب عنه أبي وأبو زرعة، وترك أبو زرعة الرواية عنه من أجل ما كان منه في المحنه، ووالدي كان يروي عنه لنزوعه عما كان منه» [«الجرح والتعديل» ج3/ ق 1/ 194]، و [«ميزان الاعتدال» 3/ 138]، و [«تهذيب التهذيب» 7/ 356]، وكذا موقف إبراهيم بن إسحاق الحربي [«تاريخ بغداد» 11/ 470]، [«مناقب الإمام أحمد» لابن الجوزي ص 392]، و [«ميزان الاعتدال» 3/ 138] وانظر بتفصيل في «أبو زرعة وجهوده في السنة ... » ج 3/ 975، ورغم هذه النصوص العديدة وغيرها نجد الأحاديث المخرَّجة في 1003. «المسند» عن بعض الرواة الذين امتنع الإمام أحمد عن الكتابة عنهم ومن الذين أوصى ولده بالضرب على أحاديثهم، ففي أفضل طبعة للمسند والتي بلغ مجموع الأحاديث فيها بالمكرر (27646) حديثاً نجد:
1 - (خ م د س) إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهذلي أبو معمر (ت 236 هـ) حديثاً واحداً رقم (26876).
2 - (ع) سعيد بن سليمان الضبي أبو عثمان الواسطي (سعدويه) (ت 225 هـ) ثلاثة أحاديث (15320، 26911، 26974).
3 - (خ د ت س فق) علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي أبو الحسن البصري (ت 234 هـ) قرابة (70) حديثاً (1387، 1610، 2248، 3897، 5437، 5871، 5873، 6908، 7073، 8768، 8996، 8998، 9437، 11063، 11761، 11762، 22864، 11765، 13816، 14107، 14108، 14109، 14110، 14111، 14881، 14883، 15288، 15299، 16298، 16301، 16302، 16387، 17625، 17726، 18506، 18962، 18963، 18965، 19327، 19404، 19566، 19567، 19569، 1968، 19682، 19720، 19723، 1992، 19925، 19993، 20118، 20119، 20120، 20192، 20460، 20620، 21382، 21663، 22420، 22708، 23358، 23854، 24009/ 7 24009/ 28، 24009/ 39، 24617.
4 - (ع) يحيى بن معين بن عون بن زياد المرى الغطفاني مولاهم البغدادي (ت 233 هـ) حديثان (51، 21119).
ولعل السبب في بقاء هذه الأحاديث في «المسند» هو أن الإمام أحمد كما يقول الحافظ الذهبي: «كان لا يرى التّصْنيف، وهذا كتاب «المسند» له لم يصنِّفه هو، ولا رتَّبه، ولا اعتنى بتهذيبه، بل كان يرويه لولده نُسخاً وأجزاءاً ويأمره: أنْ ضَعْ هذا في مُسْنَد فلان، وهذا في مسند فلان) [«سير أعلام النبلاء» ج 13/ 522]، ثم زاد الحافظ الجزري (ت 833 هـ) حيث وضح الأمر أكثر فقال: «إن الإمام أحمد شرع في جمع هذا «المسند»، فكتبه في أوراق مفردة، وفرقه في أجزاء منفردة على نحو ما تكون المُسَوَّدة، ثم جاء حلول المنيَّة قبل حصول الأُمنية، فبادر بإسماعه لأولاده وأهل بيته، ومات قبل تنقيحه وتهذيبه، فبقى على حاله، ثم إن ابنه عبدالله الحقَ به ما يشاكِلُه، وضمَّ إليه من مسموعاته ما شابهه ويماثله ... » [«المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد» ص 10]، وأول من سمعه في أهل بيته هو عبد الله [«سير
¥(15/362)
أعلام النبلاء» جـ13/ 523].
ومع ذلك لم يُحرِّر عبد الله ترتيب «المسند» كما يقول الذهبي: «ولا سَهَّله فهو محتاج إلى عمل وترتيب، ... ولم يكن القطيعي- الحافظ أحمد بن جعفر ثقة ت 368هـ- من خرسان الحديث ولا مجوِّداً، بل أدَّى ما تحمَّله، إنْ سَلِم من أوهام في بعض الأسانيد والمتون» [«سير أعلام النبلاء» ج13/ 524].
فعدم تحرير «المسند» من حيث الترتيب والعناية ربما بقيت تلك الأحاديث رغم الضرب عليها - والله أعلم- والأمر يحتاج إلى دراسة مفصلة.
وهنالك أمر آخر يتعلق بضرب الإمام أحمد على أحاديث كان لا يرى بقائها في «المسند»، وليس رواتها ممن ساهموا أو امتحنوا بفتنة خلق القرآن، فمثلاً حديث: «يُهْلِكُ أُمَّتي هذا الحيُّ من قريش»، قالوا: فماذا تأمرنا به يا رسول الله؟ قال: «لو أنَّ الناس اعتزلوهم»، أخرجه أحمد في «المسند» ج 2/ 288، 299، 301، 304، 485، والحديث صحيح أخرجه البخاري في «صحيحه»، رقم (3064، 3065)، «فتح الباري» ج 6/ 612، ج 13/ 9.
ومع ذلك قال عبد الله: قال لي أبي في مرضه الذي مات فيه: أضرب على هذا الحديث، فإنه خلاف الأحاديث عن النبي ?. يعني: قوله: «اسمعوا أطيعوا» [«المسند» ج2/ 301].
قال أبو موسى: «وهذا - مع ثقة رجال إسناده- حين شذَّ لفظه عن الأحاديث المشاهير أمر بالضرب عليه .... » [«خصائص المسند» ص 24] و [«الفروسية» ص 266 - 267].
قلت - القائل ابن قيم الجوزية ت 751 هـ وهو يرد على أبي موسى المديني الحافظ -: هذا لا يدلُّ على أن كل حديث في «المسند» يكون صحيحاً عنده، وضربُه على هذا الحديث مع أنه صحيح أخرجه أصحاب الصحيح، لكونه عنده خلاف في الأحاديث، والثابت المعلوم من سنته ? في الأمر بالسمع والطاعة، ولزوم الجماعة، وترك الشذوذ والانفراد، كقوله ?: «اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبدٌ حبشيٌّ» [رواه البخاري]، وقوله: «من فارق الجماعة، فمات، فميتته جاهلية» [رواه مسلم]، وقوله: «الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد» [رواه الترمذي]، وقوله: «من فارق الجماعة، فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه» [رواه أبو داود]، وقوله: «ثلاث لا يُغلُّ عليهن قلب رجل مسلم: إخلاص العمل لله ... » [رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد ... ]، وقوله: «عليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية» [رواه أحمد- صحيح -]، إلى غير ذلك من الأحاديث الصحيحة المستفيضة المصرِّحة بلزوم الجماعة.
فلما رأى أحمد هذا الحديث الواحد يخالف هذه الأحاديث وأمثالها، أمر عبدالله بضربه عليه» [«الفروسية» ص 270].
وتوجد طائفة كبيرة من الأحاديث أمر بالضرب عليها لضعف رواتها.
ومن هؤلاء الرواة:
1 - أبان بن أبي عياش، فيروز البصري، قال عنه الإمام أحمد: (متروك الحديث، ترك الناس حديثه مُذ دهر من الدهر) [«العلل» رقم (872)].
قال عبد الله: قرأت على أبي حديث عباد، فلما انتهى إلى حديث أبان بن أبي عياش قال: اضرب عليها، فضربت عليها وتركتها. [«العلل» (4887)] و [«الضعفاء» للعقيلي (22)]، ومع ذلك يوجد له حديث رقم (12686) في «المسند».
2 - سعيد بن عبد الجبار الزُّبيدي أبو عثمان الحِمصيّ.
قال المرُّوذي:قلت له (يعني لأبي عبد الله) سعيد بن عبد الجبار مكي؟ قال: لا، هذا من أهل الشام، حدثنا أبو بدر عنه بحديثين، وقد ضربتُ عليهما. قلت: وأيش حاله؟ قال: حدَّث بأحاديث مناكير. [«سؤالات المروذي» رقم (148)].
3 - عبد الله بن مور بن عبدالله بن عون بن جعفر بن أبي طالب أبو جعفر القرشي المدائني، قال عبد الله: قال أبي: واسمه عبد الله مور بن عون بن جعفر بن أبي طالب، قال أبي: اضرب على حديثه، أحاديثه موضوعة، أبى أن يُحدثنا عنه. [«العلل» رقم (640)].
4 - (ت ق) فائد بن عبد الرحمن الكوفي، أبو الورقاء العطّار (ت بحدود 160 هـ).
قال عنه أحمد بن حنبل: (متروك الحديث) [«العلل» (4149)] و [«تهذيب التهذيب» 8/ (473)].
وحديثه في «المسند» برقم (19410، 1941)، وقال عبد الله عقب الحديث الثاني: (فلم يحدث أبي بهذين الحديثين، ضرب عليهما في كتابه لأنه لم يرض حديث فائد بن عبد الرحمن، وكان عنده متروك الحديث، واكتفى بهؤلاء الرواة.
¥(15/363)
وعليه وبناء على موقف الإمام أحمد من الرواة الضعفاء والرواة الشيوخ الذين امتنع عن الرواية عنهم بسبب خلق القرآن وبعض البدع كعلي بن الجعد يلزم وضع أحاديثهم الواردة في «المسند» في الحاشية خارج المتن، مع التعليق على كل واحد بما حكم عليه الإمام أحمد، وتقديم دراسة عن موقفه ممن أجاب بفتنة خلق القرآن، وسرد أسماء من وردت له رواية عنه، والله أعلم.
وتوجد حالة أخرى هي نفس حالة الضرب على الحديث، فمثلاً حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «لئن بقيت لنصارى بني تغلب لأقتُلَنَّ المقاتلة، ولأسبِتنَّ الذرية، فإني كتبت الكتاب بينهم وبين النبي ? على أن لا يُنَصروا أبناءهم» [ج1/ 429، رقم (2040)].
قال أبو علي اللؤلؤي الإمام (ت 333 هـ) راوي «سنن أبي دواد»: «ولم يقرأه أبو داود في العرضة الثانية»، والسبب أن أبا داود قال: «هذا حديث منكر، بلغني عن أحمد أنه كان ينكر هذا الحديث إنكاراً شديداً»، ومع هذا نجد الحديث يذكر في طبعات «سنن أبي داود».
ونجد غير الإمام أحمد أيضاً من اتبع نفس الأسلوب والمنهج، فهذا الإمام الرازي (أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم ت 264).
وكان من يقرأ عليه كالبرذعي (ت هـ) مثلاً من كتبه التي دونها وروى فيها عن الشيوخ حينما يمر على حديث ثبت عنده أن راويه من الضعفاء والمتهمين والوضاعين لا يقرأه ويأمره أن يضرب عليه، وتوجد أمثلة غير قليلة، منها قول البرذعي: «فسألت أبا زرعة عنهما – حديثان - فأمرني أن أضرب عليهم، ولم يقرأهما» [«جهود أبي زرعة» ص: 410].
قلت - أي البرذعي – «أبو بكر القرشي؟ قال: ضعيف الحديث، وأمرنا أن نضرب على حديثه» ص:510.
وقال لي أبو زرعة: «محمد بن عيسى الهلالي، لا ينبغي أن يحدث عنه وأمرنا أن نضرب على حديثه» ص: 517 وفي «الجرح والتعديل» 4/ ق 1/ 38 قال عنه: «ضعيف الحديث لا ينبغي أن يحدث عنه، حدث عن محمد بن بن المنكدر بأحاديث مناكير وأمر أن يضرب على حديثه ولم يقرأ علينا حديثه».
وقال ابن أبي حاتم في ترجمة عبيد الله بن تمام البصري: «سئل أبو زرعة عنه فقال: ضعيف الحديث وأمر أن يضرب على حديثه» [ج 2/ ق 2/ 309].
وفي بعض الأحيان يلح البرذعي أو غيره على أبي زرعة بقراءة الحديث الذي أمر بالضرب عليه فلم يقرأه، فقد سئل مرة عن حديثين من رواية (عبد الله بن المبارك العيشي) فأمر بالضرب عليهما، قال البرذعي: فأمرنا أن نضرب عليهما وأنكرهما فجهدت به أن يقرأهما فأبى وقال: «هما شبيهان بالموضوع أو ما قال» [ص:708].
س 10: سؤال آخر: هل ترون أن الموسوعات الإلكترونية المعاصرة ستؤثر على عملية التأليف؟ بمعنى هل ستوقف اختصارات الكتب مثلا؟ أو ستوقف عملية الفهرسة اليدوية؟ ونحو هذا من الأمور التي لم يعد الناس بحاجة إليها الآن نظرًا لوجود الموسوعات الإلكترونية؟ وما مدى تأثير هذا العمل على النتاج الإنساني والعقلي؟
هنالك الكثير من العمل الفكري الذي يحتاج أن ندخله إلى الحاسوب.
كالقواعد الثلاثة التي هي أساس العمل لخدمة السنة النبوية وهي:
1 - قاعدة معلومات للأحاديث سنداً ومتناً.
2 - قاعدة معلومات لتراجم الرواة.
3 - قاعدة معلومات لمصطلح الحديث.
وتفصيل المراد بالقواعد الثلاثة هو التالي:
1 - أما قاعدة معلومات للأحاديث سنداً ومتناً، جمع طرق كل حديث من جميع المصنفات المدخلة إلى الحاسب لدراستها والاستفادة منها، ومعرفة المفاريد، والمتواتر، والمشهور، والعزيز، وللتوصل إلى (شجرة الأسانيد) لكل حديث، لأن الطريقة الصحيحة للحكم على هذا الحديث هو جمع كافة المتابعات والشواهد، وكما قال علي بن المديني (ت 234هـ): «الباب إذا لم تُجمع طرقه لم يتبين خطؤه»، ومن جملة تلك الغايات التي نروم الوصول إليها من ذلك تحقيق السند، ويشمل استدراك السقط، وتحرير التحريف، وتصحيح التصحيف، ومواضع البياض في بعض الأصول، وكذلك معرفة اتصال السند، وانقطاعه ومعرفة نوع الانقطاع، من تدليس، أو عضل، أو إرسال، والترجيح بين الوقف والرفع، والوصل والإرسال في حالة التعارض، إضافة إلى الوصول إلى الأحاديث بالوسائل المختلفة، جذر الكلمة (معجم مفهرس)، جملة منه، طرق الحديث، أحد رواته أو أحد الأعلام المذكورين فيه أو المكان، وهذه القاعدة تتألف من عدة دوائر، الأولى: (الكتب الستة
¥(15/364)
ويخدمنا فيها كتاب «تحفة الأشراف» للمزي 742هـ). والثانية: (حم، ط، ش، طح، خز، حب، كم، عوانه، قط، مي، جا) ويخدمنا فيها كتاب «إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة» لابن حجر (ت 852 هـ)، قال الحافظ بن حجر: «وهذه المصنفات قلَّ أن يَشُذَّ عنها شيء من الأحاديث الصحيحة، لا سيما في الأحكام إذا ضُمَّ إليها أطراف المزّي» ج 1/ 160 «إتحاف المهرة» (المزي 19626ـ ابن حجر 513/ 25). والدائرة الثالثة وهي: زوائد المسانيد العشرة (ابن أبي شيبة، الحميدي، عبد بن حميد، العدني، مسدد بن مسرهد، أحمد بن منيع، الحارث، أبو يعلى، إسحاق، الطيالسي)، ويخدمنا فيها («إتحاف الخيرة» للبوصيري 840هـ و «المطالب العالية»). والدائرة الرابعة («مصنف ابن أبي شيبة»، و «سنن سعيد بن منصور»، وعبد الرازق، والبزار، ومعاجم الطبراني الثلاثة، و «معرفة السنن والآثار»).
2 - قاعدة معلومات لتراجم الرواة من «التقريب»، و «التعجيل»، و «تهذيب الكمال»، و «الإكمال»، و «الجرح والتعديل»، و «الثقات» لابن حبان، و «الطبقات» لابن سعد، والعجلي، والتواريخ المحلية كتاريخ بغداد، والمعاجم، والمشيخات، ويتم التدوين في كل ترجمة (النسب، الشيوخ، الرواة عنه، أقوال النُّقَّاد فيه، الرحلات، سنتي الولادة والوفاة، سنة الاختلاط بالنسبة للمختلطين والذين رووا عنهم قبل اختلاطهم، تدليسه وطبقته فيه) وغير ذلك.
ومن خلال تراجم الجم الغفير لرواة الحديث نطمع بالوصول إلى غاية لها الأثر الكبير في هذه الموسوعة ألا وهي المساعدة في الحكم على الأحاديث من خلال الحكم على رجال الأسانيد وتمييز الأحاديث الصحيحة من الحسنة، وكذا الضعيفة، ولتذليل المعضلات التي تحول دون ذلك نضع قواعد النُّقَّاد في الجرح والتعديل بعد معالجة كل إمام وما له من مصطلحات والوصول إلى نتائج البحث الاستقرائي وببحوث خاصة للماجستير ودكتوراه، المختلف فيهم عدة ألوف (دار التأصيل) 1987، فمثلاً الرواة الثقات الذين ضعفوا في حالة من الحالات، فمثلا:
(ي 4) إسماعيل بن عَيّاس العَنْسي الحمصي (صدوق في روايته عن أهل بلده، مُخَلِّط في غيرهم ط8 ت ا18هـ. قال أحمد بن حنبل: (ليس أحدٌ أروى لحديث الشاميين منه، وهو الوليد بن مسلم. قال أحمد يحفظ 30.000.
وقال ابن معين: إذا حدّث عن الشاميين فهو ثقة، وإذا حدّث عن الحجازيين والعراقيين خَلَّطَ ما شئت، فنزود الحاسب بشيوخه الشاميين، وكذلك الحجازيين والعراقيين.
وكذلك نقوم ببحوث جانبية خاصة تعتمد على الاستقراء فيما يتعلق ببعض النُّقَّاد الذين لهم مصطلحات خاصة كا (قط) (يعتبر به) والألفاظ الخاصة بالمتابعات، والعقيلي: (لا يتابع عليه) ومدى متابعته للإمام البخاري في مصطلحه، وتحرير القول في الرواة المختلف فيهم وآخر الأقوال التي توصل إليها النُّقَّاد كالذهبي، وابن حجر، كابن لهيمة والحارث الأعور، وأبان بن أبي عياش وغيرهم.
3 - أما قاعدة معلومات الخاصة بمصطلح الحديث.
فهي مهمة جداً من حيث خدمتها للقاعدتين السابقتين، وفيها نستوعب كافة كتب الحديث الخاصة بقوانين الرواية (مصطلح الحديث) ابتداء من المحدث «الفاصل للرامهرمزي» إلى حد الكتب المعاصرة التي توصل فيها أصحابها إلى نتائج مبينة على الاستقراء تتعلق بكافة الألفاظ الخاصة بالمصطلح وأنواع الحديث، وألفاظ الجرح والتعديل وتنظيم كل المواد المتفرقة ابتداء بتلك المروية عن الأئمة من السلف الصالح التي لم يدنوا أقوالهم بكتاب خاص بل رواها عنهم تلامذتهم.
ملاحظة: وهذه القواعد لم تخدم إلا الأولى بإدخال المتون مع أسانيدها وهي غير محققة التحقيق العلمي على منهج المحدثين.
وكل ما يستفيد من الموسوعات عمل الفهارس والبحث عن الأحاديث بطرق مختلفة، الصحابي، طرف الحديث، جذر الكلمة في الحديث، الكتب والأبواب.
إضافة إلى معرفة الرواة وما لكل واحد منهم من حديث. وبالله التوفيق.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[02 - 03 - 07, 02:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً ....
أظن أن الاجابات لم تنتهي والله أعلم ... وأن آخر اجابة قد أضيفت هي اجابة السؤال:
سؤال آخر: هل ترون أن الموسوعات الإلكترونية المعاصرة ستؤثر على عملية التأليف؟ بمعنى هل ستوقف اختصارات الكتب مثلا؟ أو ستوقف عملية الفهرسة اليدوية؟ ونحو هذا من الأمور التي لم لم يعد الناس بحاجة إليها الآن نظرًا لوجود الموسوعات الإلكترونية؟ وما مدى تأثير هذا العمل على النتاج الإنساني والعقلي؟
والله أعلم
********
فاذا اكتمل الموضوع ... هل أنسخه على ملف وورد وأضيفه الى موضوع الاجابات على أسئلة الملتقى الموجود في منتدى الكتب, أم أفعل ذلك أنا؟
بارك الله فيكم ونفع بعلم الشيخ حفظه الله
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[02 - 03 - 07, 03:11 ص]ـ
نشكر الشيخ بلال خنفر على مبادرته للمساهمة في الخيرات، ونسأل الله أن يثيبه ويبارك فيه ويكثر من أمثاله
والإجابات لم تكتمل حتى الآن، وسنضع بقيتها قريبا إن شاء الله تعالى.
¥(15/365)
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[09 - 04 - 07, 11:10 ص]ـ
المجموعة ـ2ـ
جواب السؤال11 /
1) المقصود بالرواة الذين تأثروا بابن سبأ أي من اعتقد منهم ببدعة من بدعه وصرح بها أو اشتهر بها، ولم يؤثر أي واحد منهم ولا غيرهم بحمد الله تعالى في تدوين السنة أو الأحاديث التي وضعوها، فقد هيأ الله سبحانه وتعالى لها الأئمة الحفاظ كي يذبوا عنها، وصدق الخليفة هارون الرشيد رحمه الله حينما أخذ زنديقا وأمر بقتله فقال: " أين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله؟، قال: وأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وابن المبارك ينخلاّنها فيخرجانها حرفاً حرفاً".
تاريخ دمشق 2/ 257 وتاريخ الإسلام صفحة 58 ت (8).
2) ترجم له الكثير من أصحاب المصنفات وكتبت فيه بعض الدراسات منها دراسة د. سليمان العودة (ماجسيتر).
ولقد جمعت الكثير من النصوص المتعلقة بشخصيته وبدعه وضلاله في كتب الشيعة (خاصة كتب الرجال)، ولعل أقوى النصوص المتعلقة فيه هي التي رواها أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي - معاصر لابن قولويه ت 369هـ - في كتابه (معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين) وهو من الكتب الموثقة الصحيحة عندهم لماذا؟ لأن إمام الشيعة الثقة الثبت عندهم (الطوسي) الذي يلقبونه بشيخ الطائفة ت460هـ عمد إلى كتاب الكشي فهذبه وجرده من الزيادات والأغلاط وسمّاه (اختيار الرجال)، وأورد فيه روايات عن أئمة أهل البيت في تكذيبه ولعنه، ولا يجوز في معتقدهم تكذيب الإمام ولا يعقل صدور اللعنة من الإمام على مجهول، إذاً هو حقيقة ثابتة عندهم.
وأما الكلام في فكره ومعتقد فيستغرق الكثير. . وخلاصة ذلك:
1) القول بالوصية
2) أول من أظهر البراءة من أعداء على رضي الله عنه بزعمه، وكاشف مخالفيه وحكم بكفرهم
3) أول من ادعى النبوة
4) أول من أحدث القول برجعة علي رضي الله عنه إلى الدنيا بعد قوته وبرجعة رسول الله صلى الله عليه وسلم
5) ادعى أن عليا رضي الله عنه هو دابة الأرض وأنه هو الذي خلق الخلق وبسط الرزق
6) وقال أنهم لا يموتون وإنما يطيرون بعد مماتهم وسموا بـ (الطيارة)، ولقد استخدم أئمة الجرح والتعديل من الشيعة هذه التسمية وهي من ألفاظهم في تجريح بعض الرواة.
يقول الطوسي - وهو شيخ الطائفة عندهم – في ترجمة نصر بن صباح: " يكني أبا القاع من أهل بلخ، لقي جلة من كان في عصره من المشايخ والعلماء وروى عنهم ألا أنه قيل كان (الطيارة) غالٍ". رجال الطوسي صفحة515.
لكن المامقاني - من العلماء المتأخرين ت1351هـ الذين صنفوا في مصرف الرجال عند الشيعة - قال عنه: "من تتبع الرجال يظهر عليه أن المشايخ قد أكثروا من النقل عنه على وجه الاعتماد وقد بلغ إلى حد لا مزيد عليه"
7) قال قوم من السبئية بانتقال روح القدس في الأئمة وقالوا (بتناسخ الأرواح)، ولعل كتاب الحسن بن موسى النوبختي (الرد على أصحاب التناسخ) في الرد عليهم. مقدمة فرق الشيعة للتوبختى ص17.
8) قالوا -أي السبئية-: هدينا لوحي ضلَّ عنه الناس وعلم خفي عنهم، وقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم تسعة أعشار الوحي. ورد عليهم الإمام الحسن بن محمد بن الحنفية في رسالته التي سمّاها بـ (الأرجاء) والتي رواها عنه الرجال الثقات عند الشيعة وانظر شرح نهج البلاغة لأبن أبي الحديد 2/ 309.
9) وذكر فيه أيضاً قولهم إن عليا في السحاب.
10) ولكن أخطر ما صرح به واعتقد به ادعاءه الربوبية في أمير المؤمنين فقد روى الكشي بسنده إلى أبي عبد الله أنه قال: "لعن الله عبد الله سبأ، إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين وكان والله طائعا، الويل لمن كذب علينا وأن قوما يقولون فينا مالا نقول في أنفسنا نبرأ إلى الله منهم" رجال الكشي ص100ط الأعلمي.
ولا يتأثر بفكره إلا من هو مثله أو أشرب النفاق قلبه، وفي هذه الحالة
لا مانع لديه من الاعتقاد بما قال حتى لو لم يسمه.
جواب السؤال12:
¥(15/366)
الرواة الشيعة لهم تراجم في كتب الرجال المشهورة كتهذيب الكمال والمستدركات عليه والمختصرات، وكذا في ميزان الاعتدال واللسان، وللتحقق من ذلك دراسة أسانيد تلك الروايات إلى قائليها، ولا حاجة للرجوع إلى كتب رجال الشيعة إلا في حالة التثبت من معتقدات بعض الرواة كجابر الجعفي مثلاً، وبرجوعنا إلى كتبهم نجد الروايات الصريحة في معتقده كالرجعة والوصية وانتقال الإمامة والباب وغير ذلك، فنثبت معتقده من كتبهم إضافة إلى ما أتهمه بها أئمة النقد عند أهل السنة والجماعة.
أما كتب الرجال عندهم فهي كثيرة ومتنوعة ومختلفة المناهج، بخلاف كتب الرجال عندنا فمثلاً نجد الرواة المترجم لهم في تهذيب الكمال يذكرون في تهذيب التهذيب وتذهيب التهذيب والتقريب وإكمال تهذيب الكمال، وعلى نسق واحد ومنهج واضح من حيث الترتيب والمصادر المعتمد عليها، والوضوح مع القواعد الثابتة المتقنة.
أما كتب الرجال عندهم والتي ذكرت جميعها في معجم (مصفى المقال في مصنفي علم الرجال) لأغا بزرك الطهراني (ت1389هـ) فهي تختلف تماماً في حيث مراتب التعديل والتجريح وكذا الألفاظ والمصطلحات وكذا بعض القواعد، فمن ألفاظ الجرح والتعديل عندهم: ثقة، حسن، ثقة وإلى ثقة، موثق، لا يبعد حسنه، شيخ لا بأس به، ضعيف في الغاية- قالها في سفيان الثوري -.
صحابي مجهول زنديق - أسيد بن حصين في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - كذا ذكره المامقاني، وكذا بقية الألفاظ منه، صحابي في غاية الضعف - المغيرة بن شعبة -، زندقته أشهر من كفر إبليس - معاوية بن أبي سفيان-، ضعيف دينه الدرهم - عبد الله بن العباس بن عبد المطلب-.
عليه لعائن الله -أبو جعفر المنصور-، في اللعناء - عبد الله بن عمر وبن العاصي - الولد على سر أبيه - عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة، متوقف في حقه - صهيب بن سنان الرومي -، صحابي سيء العاقبة - خالد بن يزيد البجلي - وكذا حسان بن ثابت، من أضعف الضعفاء - طلحة عبيد الله رضي الله عنه وكذا الزبير بن العوام، هو العدوى الخبيث - عبد الله بن عمر بن الخطاب البدري -.
ومن ألفاظهم الخاصة بالتوثيق، من الأركان الأربعة، رجال الطوسي (صفحة57،46،43،36)، من (شُرطة الخمس) بحار الأنوار 42/ 151، البرقي ص3، تنقيح المقال 196.
(عددهم ستة آلاف) واستفاد المولى الوحيد وغيره على عدالة الرجل كونه من شرطة الخمس - تنقيح المقال المقدمة صفحة 196 - (مشكور) التحرير الطاوؤسي ترجمة الأصبغ بن نباته.
ومن أمثلة قواعدهم الخطيرة الأثر قولهم في دفاعهم عن جابر الجعفي ((وأما ما رواه النجاشي به من الاختلاط فلا أصل له أصلا، وإنما ذلك ناشئ من روايته لأمور في الأئمة لم صارت اليوم من ضروريات مذهب الشيعة وكانت تعد يومئذ غلّوا، فمن بنوا يومئذ على كونه مخلطا للروايات المشار إليها لا نبني على اختلاطه اليوم بعد كون مفاد تلك الروايات من ضروريات المذهب)) تنقيح المقال ترجمه جابر الجعفي.
ومن أشهر الكتب عندهم: 1 - كتاب الرجال لأبي جعفر أحمد بن أبي عبد الله البرقي ت6، رتبه على نظام الطبقات الصحابة، ثم الرواة عن الأئمة علي، الحسن، والحسين ..... ، ولايتا عبارات الجرح والتعديل ولا يذكر الوفيات ولا يطيل في التراجم.
2 - رجال الكشي لأبي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي (من علماء ق4هـ) والذي وصلنا تهذيبه باسم (اختيار الرجال)، والذي هذبه ونقاه في الأغلاط
الموضوعات هو الشيخ الطوسي (430هـ) وأصل الكتاب (معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين) وقد فقد منذ فترة مبكرة - انظر مقدمة الكتاب للحسيني - ورتبه أيضا على الطبقات، وتختلف تراجمه ما بين الصفحات إلى السطر والسطرين، ويذكر عقائد بعض الرواة كقوله: (كان واقفيا)، تطلق على ثلاث فرق من فرقهم من وقف الإمامة على موسى الكاظم الممطورة، والموسوية، والرجعية (فرق الشيعة للنوبختي91ـ92، وكذا الواقفة على الحسين ت على ص67.
3 - كتاب الرجال لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت460هـ) وهو مؤلف على نظام الطبقات، أصحاب النبي، أصحاب علي، أصحاب الحسن، إلى أصحاب الحسن العسكري، من لم يرو عن واحد من الأئمة، وذكر في كتابه طائفة من ألفاظ الجرح والتعديل.
ومن الكتب المعاصرة:
¥(15/367)
4 - (تنقيح المقال في علم الرجال) لعبد الله بن محمد بن الحسن المامقاني (ت1351طبعة النجف 1352هـ وهو كبير الحجم ذكر فيه (4305) صحابي مجهول؟
5 - معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة لأبي ألقاسم الخوئي (1 - 1323طبعة قم، وهو نقول مجمعة من كتب رجالهم ويذكر فيه مرويات كل راو في كتبهم الأربعة المعتمدة: (الكافي)، (التهذيب) (الاستبصار) (فقيه من لا يحضره الفقيه).
وربما تتوفر فرصة أخرى للاستفاضة في تقديم دراسة موسعة في كتب الرجال عندهم وقواعدهم في الجرح والتعديل مع ألفاظهم المختلفة في ذلك.
ولا أعلم وجود كتاب مفصل يتناول هذه المصطلحات والألفاظ إلا ما ورد في بعض كتب علوم الحديث عندهم ككتاب (قواعد الحديث) لمحي الدين الموسوي الُغريفي طبعة 1968م وكتاب (التحرير الطاووسي) لحسن بن زين الدين الشهيد الثاني (ت1011هـ) وغيرهما.
ولا يوجد عند أهل السنة ما يشرح تلك المصطلحات ومنها:
قول يحي بن معين في (بخ س ص) الحارث ين حصيرة الأسدي الكوفي ط 6 (ثقة خشبي ينسبون إلى خشبة زيد بن على لما صلب عليها)، وهذا المصطلح الخشبي يطلق على صنفين أو فريقين في الشيعة، قال الأمير ابن ما كولا (ت475هـ) الخشبي صنف من الرافضة يقال لهم الخشبية يقال للواحد منُهم خشبي، وكذا قال السمعاني (ت652هـ) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت728هـ) في منهاج السنة ((ولما طلب - زيد بن على بن الحسين رضي الله عنه وعن أبائه قتل بالكوفة سنة 122هـ - كانت العباد تأتي إلى خشبته بالليل فيتعبدون عندها، وقال في نفس الصفحة ج1/ 10 وهو يتكلم عن تسمية الشيعة بالرافضة: كما يسمون الخشبية لقولهم إنا لا نقاتل بالسيف إلا مع إمام معصوم فقاتلوا بالخشب - وذلك عام 66هـ - حينما أرسل المختار الثقفي جيشا لإخراج محمد بن الحنفية من حبس ابن الزبير بمكة - ولهذا جاء في بعض الروايات عن الشعبي ما رأيت أحمق من الخشبية.
هذا باختصار من مادة حررتها في ألفاظ الجرح والتعديل النادرة أو قليلة الاستعمال تتعلق بهذا المصطلح أرجو من الله عز وجل التوفيق لانجازها مع غيرها ونشرها.
وكذا شيعي جلد أو من العتق، كال لك من جراب النُّورة، كان شيعيا متحرق قلت -الحافظ الذهبي - تحرقه على من حارب أو نازع الأمر عليا رضي الله عنه وهو معظم للشيخين. . . .
وأما السؤال 2من (12) التشيع الذي يقدح في الراوي والمروي.
فقد فصل فيه الأئمة والحفاظ منهم الحافظ الذهبي في ترجمة أبان بن تَغْلب وكرره الحافظ ابن حجر في مقدمة اللسان ج1/ 201 ط1423هـ وغيرهما، وخلاصة الأمر ما ذكره الحافظ في هدي الساري وتهذيب التهذيب 1/ 94: "التشيع في عرف المتقدمين هو اعتقاد تفضيل علي على عثمان، وأنّ عليا كان مصيبا في حروبه، وأن مخالفه مخطئ مع تقديم الشيخين وتفضيلهما، وربما اعتقد بعضهم أن عليا أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا كان معتقد ذلك ورعا دينا صادقاً مجتهدا فلا ترد روايته بهذا، سيما إن كان غير داعية، فمن قدَّمه على أبي بكر وعمر فهو غالٍ في تشيَّعه ويطلق عليه: رافضي، و إلا فشيعي، فإن أنضاف إلى ذلك السبُّ أو التصريحُ بالبغض - وهو التشيُّعُ في عرف المتأخرين - فغال في الرفض، وإن اعتقد الرجعة إلى الدنيا فأشدُّ في الُغلُوّ، ولا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة".
وقال الذهبي في ترجمة إبراهيم بن الحكم بن ظُهير: " اختلف الناس في رواية الرافضة على ثلاثة أقوال 1 - المنع مطلقاً 2 - الترخصُ مطلقا إلا في من يكذبُ ويضع 3 - التفصيل، فتقبلُ رواية الرافضي الصدوق العارف بما يُحدَّث، وَُتردُّ رواية الرافضي الداعي، ولو كان صدوقاً".
ج13/ بالنسبة لعملي في سنن أبي داود؟ فقد انتهيت من القسم المكلف به بعد انتقالي إلى مكة حماها الله. وأما تقييمي للطبعة التي سئلتم عنها فأعتذر عنها في هذه المناسبة وكذلك التحقيقات الأخرى الخاصة بسنن أبي داود، فيحتاج إلى دراسة خاصة وقد ذكرت ملاحظة تتعلق بسنن أبن ماجه تنطبق تقريبا على تحقيقات سنن أبي داود وأن بعض المحققين اعتمد على نسخة فرع من أصل موجود وغير ذلك. وقد قدمت خطة مُفَصّلة لتحقيق هذا الديوان العظيم إلى مركز خدمة السنة والسيرة مراعيا فيها النسخ المختلفة الروايات المتعددة عن أبي داود ــ واعتقد أن التحقيق إذا ما طبق فيه بنود الخطة يبلغ الغاية والله أعلم.
¥(15/368)
ج14/ مسودات كتب العلماء لا تنشر إذا وصل إلينا أصولها كبعض أجزاء كتاب إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي (ت762هـ) حيث وصل إلينا المسودة والمبيضة لبعض الأجزاء وغيرها، أما في حالة عدم وصولها فمن الممكن نشرها بعد تقديم دراسة وصفية للمخطوط (المسودة)، ومن الأمثلة على ذلك كتاب العُجاب في بيان الأسباب للحافظ ابن حجر وقد اعتني بتحقيقه وإخراجه الدكتور عبد الحكيم محمد الأُنيس ط دار ابن الجوزي 1418هـ وأحيل السائل إلى منهج المحقق في إخراجه لهذا الكتاب (المسودة) ولا توجد نسخة أخرى له فيما أعلم، وأما إذا وقفنا على كلام في بعض العلماء يصف تراجع صاحب المسودة عما ورد فيها أو نحو ذلك فلا يجوز نشرها لأننا قد نسيء إلى ذلك العالم، وبعض الأحيان يعمد أحد الباحثين إلى نشر (تعليقة) لعالم جليل لكتاب مشهور بين أيدينا، أو تلخيصا كتبه لنفسه للمراجعة، أو غير ذلك من المقاصد الأخرى التي أرادها والأمر يحتاج إلى تفصيل ولكل حالة حكمها، والله أعلم.
ج15/ ألفاظ الجرح النادرة ربما تتفق في المعنى المراد بها عند علماء النقد الذين صرحوا بها وقد تختلف من ناقد إلى آخر.
ج16/ ورد عن بعض الحفاظ نسخة جمع فيها بين بعض الروايات ويثبتها في المتن، وورد عن بعضهم اعتماده على رواية كاللؤلؤي مثلاً ويضع الفوارق واختلافات أو بعض الزيادات في الهوامش والصواب ــ والله أعلم ــ هو اعتماد نسخة صحيحة متقنة من رواية اللؤلؤي وتثبيت الألفاظ والروايات الأخرى في الحاشية وقد فصلت في ذلك الأمر في الخطة التي قدمتها إلى مركز خدمة السنة والسيرة وهنالك من الروايات التي أشكلت على الحافظ الإمام المزّي (ت742هـ) رحمه الله حيث تردد فيها أهي من رواية أبي داود أم من زيادات ابن الإعرابي (ت340هـ) أحد رواة سنن أبي داود وكذا الحافظ ابن حجر (ت852هـ) وقد وضعت بحمد الله بعض الضوابط لتميّيز روايات ابن الأعرابي (الزيادات) عن روايات أبي داود، هذا، وبالله التوفيق.
ج17/ أ. د. أكرم ضياء العمري لازال مقيما في الدوحة وهو أستاذي درس لي مادة التاريخ (السيرة وعصر الراشدين) وقد قدم أعمالاً علمية نافعة في خدمة السنة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي وأشرف على العشرات من الرسائل (الماجستير والدكتوراة) في السنة النبوية (المتون والرجال) والتاريخ وغير ذلك وأثره على طلابه معروف وملموس ويكفيه أن طبق منهج أهل الحديث في نقد الروايات التأريخية (والسيرة) في تلك الرسائل العلمية التي أشرف عليها، والتي سدت ثغرة كان يلج منها المُشكك والشعوبي والإمعة الذي يردد آراء المسترقين حفظه الله ومتعه بصحة وعافية ونفع به الإسلام والمسلمين رغم جهل بعض الناس به وزهدهم بعلمه.
ج18/ يلزم المحقق تجميع النسخ الخطية للكتاب الذي يروم تحقيقه، ودراستها للخروج بالنسخة الأم التي يعتمدها في التحقيق، وهي التي كتبها المصنف أو النسخة المقروءة عليه أو المنقولة عن نسخته، وهذا يختار من النسخ التي تحتوى على أكبر عدد من الشروط التي تميّزها عن غيرها، ويشترط في هذه النسخ أن لا تكون منقولة عن بعضها لأنها تعتبر في هذه الحالة نسخة واحدة ويتوصل إلى كونها و أحدة في الاتفاق أو التشابه فيما بينها بالتحريف والتصحيف والسقط، وقد يصرح الناسخ المتأخر بأنه نقل الكتاب عن فلان السابق له، وفي هذه الحالة لا حاجه للمقابلة لمعرفة التشابه، وبعد إجراء هذه التطبيقات والتدقيقات تتوفر عنده بعض النسخ المتقنة التي يستفيد منها في تثبيت الاختلافات إن وجدت ويضبط النص بالصورة التي حررها المصنف، وبالله التوفيق.
ج19/ في الحقيقة لا توجد جهود للمستشرقين في خدمة السنة بل العكس، هو الصحيح يسعون في دراساتهم إلى النيل والتشكيك في الكتاب والسنة ويركزوا دائماً على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان على دراية بالتعاليم اليهودية وأن القرآن ليس وحيا إلهيا. وكرسوا جهودهم واَُفَنْوا حياتهم في إلقاء الشبهات والشكوك والضلال والريب بكل ما يتعلق بالقرآن والسنة والعقائد والنظم الإسلامية والتاريخ الإسلامي إضافة إلى السيرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام، ومعظمهم من القسس واليهود وأعمالهم ومناهجهم تنظم ما بين الكنيسة ودوائر المخابرات ووزارات الخارجية إلا أفراداً هوايتهم العلم والبحث وهم قلة قليلة، وما
¥(15/369)
صنيع ا. ج. ونسنك (882 - 1939) (والمعجم المفهرس لألفاظ السنة) و (مفتاح كنز السنة) ألا توفيراً للوقت لمن يأتي بعدهم فيجدوا مادة ميسرة للوقوف عما يحتاجون في دراساتهم وكتاباتهم ضد الإسلام، وهذا العمل الذي قام به أستاذ العبرية في جامعة ليدن وأنظم إليه لفيف من المستشرقين العالميين وباشروه عام (1923) فلما قضى نحبه كان قد صدرت منه إحدى عشرة ملزمة وأستمر فيه مينسنج خليفته ثم وان لوون ودي هاس بمعاونة الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي، وبروخمان ودي بروين فتم نشره في سبعة أجزاء (ليون 1963ـ 1969) وأشرف برنارد لويس - الذي يرى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم (نبي مزيف) - المستشرقون ط جامعة الأمام ص 99 - وشارب بيلا وجوزيف شاخت على الطبعة الجديدة من م ـ 10 (ليدن 1957)،ومن مؤلفات ونسنك (موقف الرسول من يهود المدينة) رسالته للدكتوراه (ليدن 1908) و (محمد واليهود) و (الإسرائيليات في الإسلام) و (الأثر اليهودي في أصل الشعائر الإسلامية) - وللمزيد أنظر - (المستشرقون ج 2/ 319ـ 320) فلا يتوقع من هؤلاء تقديم خدمة للإسلام - الكتاب والسنة -.
ج 20/ توجد نسخة خطية للمنتقى لابن الجارود عبد الله بن علي النيسابوري (ـ 307هـ في المكتبة السعيدية / الهند برقم (32) / 362 وتقع بـ (263) ورقة بقياس 18×26 وهي نسخة معاصرة بتاريخ 1308هـ. ويوجد (المجتنى) بالنون وهو مستخرج على المنتقى للحافظ قاسم بن أصبغ (ت 340هـ) المجلد الأول منه ويقع في (307) ورقة مبتور البادية بخزانة الجامع الكبير بمكناس بالمغرب – مجل دار الحديث الحسنية – عدد (3) من سنة (1402هـ) ص 103.
ج21/ يعتبر تحقيق كتاب إتحاف المهرة للحافظ ابن حجر تحقيقاً جيداً وقد انتهى الأخوة من تحقيقه وسيصدر المجلد الأخير مع الفهارس قريباً إن شاء الله، وقد بذلوا فيه جهداً مشكوراً ويعتبر من الأعمال المفيدة جداً التي تعين الباحثين وطلاب العلم للوقوف على طرق الأحاديث التي تبلغ (513, 25) تقريباً كما وأن طبعته تعتبر طباعة ممتازة من حيث الإتقان والإخراج.
ج22 أن مشروع ألفاظ التجريح وكذا التعديل النادرة والقليلة الاستعمال لم ينته بعد وقد توفرت لدي طائفة كبيرة من الألفاظ أرجو الله عز وجل أن يعينني على أتمامها من حيث التوثيق وتاريخ الاستعمال ودرجاتها ضمن مراتب الجرح والتعديل.
ج23/ (تحرير التقريب) لا يسع المجال في هذه العجالة لتقييم كتاب (تحرير التقريب) واكتفي بذكر بعض الملاحظات ينبغي التوقف عندها.
1 - الحافظ ابن حجر رحمه الله هو خاتمة الحفاظ في وقته (ت852هـ)، وصنف طائفة من الكتب في علم الرجال، وقد تتكرر أسماء الكثير من الرواة فيها وقد تختلف أحكامه عليهم، فينبغي معرفة تواريخ مصنفاته فالتهذيب مثلاً (فرغ منه في يوم الأربعاء (9) جمادى الآخرة سنة 808هـ)، وتعريف أهل التقديس براتب الموصوفين بالتدليس يقول رحمه الله: (علقت هذه النبذة في شهور سنة815هـ وعلقها عني بعض الطلبة سنة 816 ثم زدت فيها بعد ذلك)، (الدينار في معرفة رجال الآثار بدأ به سنة 813هـ وانتهى منه سنة 833هـ)، (فتح الباري شرح صحيح البخاري) بدأ به أوائل سنة 718هـ وفرغ منه في رجب 842هـ لكنه ظل يتعاهده بالتنقيح إلى قبيل وفاته تكلم فيه على 600 راو تقريباً بالتوثيق والتجريح، وأما (تقريب التهذيب) فصنفه عام (827هـ) وظل يتعاهده إلى قبيل وفاته بأكثر من عام، فإذا ما عرفنا تواريخها (هذه وغيرها لا يسع المجال لذكرها) نعرف تغير اجتهاده فيهم.
2 - دراسة منهجه في تقريب التهذيب دراسة علمية ولقد أحسنت بعض الجامعات منها (الإمام محمد بن سعود، وأم القرى في مكة) حيث خصصت رسائل دكتوراه لدراسة من قال فيهم الحافظ رحمه الله (مقبول) وله رواية في الصحيحين والسنن الأربعة، وكذا في أم القرى الرواة الذين اختلفت أقوال الحافظ فيهم (4) رسائل وقد ناقشتُ بعضها في الجامعتين وفي خلال تلك الرسائل نعرف مدى التزام الحافظ بمنهجه الذي وصفه رحمه الله في التقريب، وكذا رسالة عبد العزيز التخيفي (دراسة المتكلم فيهم من رجال التقريب).
¥(15/370)
3ــ (تقريب التهذيب) اجتهد فيه الحافظ وضمنه محصلة أقوال أئمة الجرح والتعديل في كل راو، وقد وفقه الله أيما توفيق للخروج بتلك الأحكام الصائبة، والتي سار فيها حسب منهج دقيق، ويلتزم بأحكام أئمة نقاد اختاروا ألفاظا دقيقة في طائفة من الرواة، ولو تتبع أحوالهم أي منصف يجد أحكامهم هي الصواب وقد تقع منه مخالفات للأصل والمنهج الذي اتبعه ولكن نسبتها تكاد تكون قليلة للأصل الصحيح الراجح رحمه الله. وقد تلقاه الحفاظ من بعده بالقبول وانتفعوا به كابن فهد (ت871هـ). وابن المبرد (ت 909هـ) ووضع بعضهم الحواشي المفيدة لعبد الله سالم البصري (ت 1134هـ، ومحمد أمين الميرغني ت (116هـ) في (التقريب).
ورغم تشكيك البعض ممن ينتسب إلى العلم وأهله أو التقليل من شأنه يبقى (تقريب التهذيب) هو ملاذ طلاب العلم في الحكم على الرجال وهو كما لخص الحافظ السخاوي (ت902هـ) فيه العبارة ((هو عجيب الوضع) ولعل الله عز وجل ييسر دراسة معززة بالإحصائيات لإثبات صحة وسلامة منهج الحافظ ابن حجر في التقريب، وبالله التوفيق.
ج24/ باختصار في كل عصر على طلاب علم الحديث وأهل أن يعتنوا بشقي الحديث فقه الحديث ورجاله، كما قال على بن المديني (الفقه في معاني الحديث نصف العلم ومعرفة الرجال نصف العلم)، الفقه في معاني الحديث حتى يعرض الناس بأسلوب علمي معزز بقواعد أئمة العلم ومعرفة الأسباب والعلل ......
ومعرفة الرجال كالعناية بالرواة المختلف فيهم ودراستهم مع التوثق والتثبت لأقوال الأئمة النقاد فيهم مع ملاحظة مروياتهم وبالله التوفيق.
ج25/ إذا ما بقيت مناهج الدراسات العليا تشترط كتابة رسائل علمية في مرحلة (الماجستير)، فأرى عناية كل طالب براو أو أكثر ممن تختلف أقوال النقاد فيهم بحيث تجمع أقوالهم في الجرح والتعديل والمتعارضة من قبل بعضهم في نفس الراوي، وتوثق وندرس أسباب التجريح، والعناية بمروياتهم وتخريجها ومعرفة تطبيق قواعد النقاد فيهم، فيكتسب طالب الدراسات العليا بعض الدراية والخبرة في التعامل مع قواعد النقاد وأقوالهم وحسن تطبيقها حتى يتهيأ لرسالة الدكتوراه التي تعالج مشكلة من المشاكل أو موضوعاً من موضوعات علم الحديث (المصطلح) أو (الجرح والتعديل) أو غير ذلك.
ج26/ يوجد العديد من النسخ المتقنة والصحيحة السماع لكتب الستة، وهذا أمر يحتاج إلى تفصيل موسع، وإذا ما أرادت مؤسسة علمية الأقدام على مثل هذا المشروع (تحقيق الكتب الستة) مثلاً، أو انتقاء بعضها لتصويرها والاستفادة منها فانا مستعد لتقديم العون أن شاء الله.
أما المطبوعات فقد سبق وأن ذكرت بعض النماذج.
ج27/ مع الأسف أن معظم التواريخ المحلية الخاصة بمدن تابعة لإقليم خراسان قد فقدت، ومنها وحسب اعتبار ما وراء النهر:
1ــ تاريخ بخارى لأبي بكر محمد بن جعفر النرشخي (ت 348هـ) ط دار المعارف مصر1965.
2ــ تاريخ بيهق لعلى بن زيد البيهقي (ابن فندق) ت560هـ. ط بعناية بهمينار طهران (1939هـ).
3ــ القند في ذكر علماء سمرقند لعمر بن محمد النسفي (ت 537هـ) تحقيق نظر الفاريابي 1412هـ).
4ــ السياق لعبد الغافر بن إسماعيل الفارس (ت529هـ).
5ــ وانتخب منه (المنتخب) لإبراهيم الصريفيني (ت641هـ).
6ــ سفرنامة لناصرخسرو المروزي (ت438هـ).(15/371)
تأويل مختلف الحديث؟؟
ـ[أبو زاهر]ــــــــ[02 - 03 - 07, 05:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل خُرّجت ودُرست أحاديث هذا الكتاب وآثاره في رسالة جامعية " ماجستير أو دكتوراه". في إحدى الجامعات؟؟؟؟
أفيدوني أثابكم الله
ولكم جزيل الشكر والتقدير ...(15/372)
(حم) لا ينصرون! ما المعنى؟!
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[02 - 03 - 07, 11:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أسأل عن هذا الحديث:
عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِى صُفْرَةَ قَالَ أَخْبَرَنِى مَنْ سَمِعَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «إِنْ بُيِّتُّمْ فَلْيَكُنْ شِعَارُكُمْ حم لاَ يُنْصَرُونَ». رواه أبو داوود
وفي رواية الترمذي: 1783 «إِنْ بَيَّتَكُمُ الْعَدُوُّ فَقُولُوا (حم) لاَ يُنْصَرُونَ».
وعند أحمد رضي الله عنه: «مَا أُرَاهُمُ اللَّيْلَةَ إِلاَّ سَيُبَيِّتُونَكُمْ فَإِنْ فَعَلُوا فَشِعَارُكُمْ حم لاَ يُنْصَرُونَ».
وهو عند البيهقي ايضاً ..
السؤال: ما معنى الحديث؟؟؟!!
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[03 - 03 - 07, 10:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قيل في تأويل هذا الحديث عدة أقوال:
الأول: أن (حم) اسم من أسماء الله فكأنه حلف بالله أنهم لا ينصرون روي هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما واختاره ثعلب ومال إليه الخطابي، ويدل على هذا قول الشاعر:
يذكرني حاميم والرمح شاجر فهلا تلا حاميم قبل التقدم
قال الزمخشري المعتزلي في الفائق (1/ 314): (وفي هذا نظر ; لأن حم ليس بمَذْكور في اسماء الله المعدودة ولأن أسماءه تقدّست ما منها شىء إلا وهو صَفةُ مُفصحة عن ثناء و تمجيد وحم ليس إلا اسمى حرفين من حروف المُعْجم فلا معنى تْحَته يَصْلح لأن يكون به تلك المثابة ولأنه لو كان إسماً كسائر الأسماء لوجب أن يكون في آخره إعرابٌ ; لأنه عارٍ من علل البناء ; ألا ترى أن قاتل محمد بن طلحة بن عبيدالله بما جعله اسما للسورة كيف أعربه فقال يٌذَكرِّنى حاميم والرُّمْحَ شاجرٌ ... فهلاَّ تلا حاميم قبل التَّقدُّم ...
منعه الصرف لأنه علم ومُؤَنث)
الثاني:معناه بفضل السور المفتتحة بحم ومنزلتها من الله لا ينصرون. قاله القاضي عياض.
الثالث: اللهمّ لا ينصرون ويُريد به الخبر لا الدعاء لأنه لو كان دعاء لقال لا ينصروا مَجزوماً فكأنه قال: واللّه لا ينصَرُون قاله ابن الأثير في النهاية.
الرابع: ان السور التي في أولها حم سورٌ لَها شأن فنبه أن ذكرها لشرف منزِلتها مما يستظهر به على استنزال النّصر من اللّه. وقوله لا ينصرون: كلام مستأْنف كأَنه حِين قال قولوا حم قيل: ماذا يكون إذا قلنا؟ فقال: لا ينصرون. اختار هذا الزمخشري في الفائق.
ينظر في تأويلات الحديث: تحفة الأحوذي (5/ 269) عون المعبود (7/ 185) تفسير ابن كثير (4/ 90) تاج العروس (ص 7683) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (1/ 446) غريب الحديث لأبي عبيد (4/ 95) غريب الحديث للخطابي (1/ 653) الفائق (1/ 314 – 315)
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[22 - 03 - 07, 11:18 ص]ـ
أرى أنّ القول الرابع هو الأقرب للصواب والله أعلم.
لأنه يعيدنا لدراسة السور القرآنية، والله أعلم.
بارك الله فيكم، أخي(15/373)
فلان عفريت في علم الحديث هل سبق أن لُقِّب بها أحد المحدثين؟؟
ـ[عماد أبوعبدالله]ــــــــ[03 - 03 - 07, 12:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
هل سبق أن لُقِّب بها أحد المحدثين؟؟(15/374)
إلماعة: للعدالة جهتان
ـ[ادريس العبد]ــــــــ[03 - 03 - 07, 04:09 م]ـ
للعدالة جهتان:
قال العلّامة المعلّمي في ((التنكيل)) تحت قاعدة: ((من ثبتت عدالته لم يقبل فيه الجرح إلّا ... )) فقال في (1/ 76):
((قد يقال: إنْ كان المراد بثبوت العدالة أنْ يتقدّم التّعديل و الحكم به و العمل بحسبه على الجرح, فهذا إنّما يكثر في الشهود, وإن كان المراد بثبوتها حصول تعديل على ايّحال كان, فهذا لا وجه له, فقد تقدّم في القاعدة السادسة ما يعلم منه إنّ التعديل يتفاوت, ويحتمل كثير منه الخلل كما يحتمله الجرح الذي لم يشرح كل الشرح, أو أشدّ, ومَن تتبَّعَ صنيع أهل العلم تبيّن له أنَّهم كثيرا ما يقدِّمون الجرح الذي لم يشرح كل الشرح على التوثيق, كما في حال غبراهيم بن أبي يحيى و الواقدي و غيرهما, وكثيرا ما يقع للبخاري وغيره القدح فيمن لم يُدركوه وقد سبق أن عدَّله مُعدِّل أو أكثر, ولم يسبق أن جرحه أحد. [ولعلّ ذلك لاعتماد من لم يدركهم على سبر حديثهم واعتباره. (ادريس)] فأقول: الذي يتحرَّر أنَّ للعدالة جهتين:
الاولى: استقامةُ السيرة, وثبوت هذا بالنظر الى هذه القاعدة تظهر فيمن تظهر عدالته ويُعدَّلُ تعديلا معتمدا وتمضي مدّة ثمّ يُجرح. فأمّا ما عدا ذلك فالمدار على الترجيح وقد مرَّ في القاعدة السابقة.
الجهة الثانية: استقامة الرواية و هذا يَثبت عند المحدّث بتتبُّعه أحاديث الراوي و اعتبارها و تبيُّنِ انَّها كلها مستقيمة تدُلُّعلى أنّ الراوي كان من أهل الصدق و الامانة, وهذا لا يتيسّر لأهل عصرنا لكن إذا كان القادِحون في الراوي قد نَصّوا على ما انكروه من حديثه بحيث ظهر انّ ما عدا ذلك من حديثه مستقيم فقد يتيسَّر لنا أنْ ننظُر في تلك الاحاديث فإذا تبيّن أنّ لها مخارج قويَّة تدفع التُّهمة عنِ الرّاوي فقد ثبتت استقامة روايته)).
أمّا المثال التطبيقي لِمَن يعدِّل باستقامة السيرة من الائمّة:
قال العلّامة المعلّمي في تعليقه على الفوائد المجموعة هامش صفحة (465):
((توثيق دُحَيم [عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو العثماني مولاهم, الدِّمشقي, أبو سعيد, لقبه دحيم, بمهملتين, مُصغَّر, ابن اليتيم: ثقة حافظ متقن, من العاشرة, مات سنة خمس واربعين, وله خمس وسبعون. خ د س ق (تحرير تقريب التهذيبك2/ 305 رقم 3793] لا يُعارِض توهين غيرِه من أئمَّةِ النّقد, فإنَّ دحيما ينظر الى سيرة الرّجُل ولا يُمعِنُ النَّظر في حديثه ... ))
وإنما نبهت بهذه الإلماعة للإفادة في حال التعارض, والله أعلم.(15/375)
أحاديث وآثار تأويل مختلف الحديث؟؟ هل خُرّجت ودُرست أحاديث هذا الكتاب وآثاره في رسالة
ـ[أبو زاهر]ــــــــ[03 - 03 - 07, 07:41 م]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هل خُرّجت ودُرست أحاديث هذا الكتاب وآثاره في رسالة جامعية " ماجستير أو دكتوراه". في إحدى الجامعات؟؟؟؟
أفيدوني أثابكم الله
ولكم جزيل الشكر والتقدير ...
ـ[إسلام حسن ياسين]ــــــــ[09 - 03 - 07, 02:14 ص]ـ
نعم
ارجع لكتاب الدكتور اسامة الخياط
مختلف الحديث
رسالة دكتوراة
باشراف استاذ وشيخي الفاضل عبد المجيد محمود اطال الله عمره وقدس سره
ـ[أبو زاهر]ــــــــ[17 - 03 - 07, 04:29 م]ـ
السلام عليكم ... أخي الكريم إسلام هل الكتاب مطبوع بتحقيق د. أسامة خياط؟؟
بانتظااار ردك؟
ـ[إسلام حسن ياسين]ــــــــ[18 - 03 - 07, 05:21 م]ـ
نعم الكتاب مطبوع
ـ[إسلام حسن ياسين]ــــــــ[18 - 03 - 07, 05:22 م]ـ
وللدكتور عبد المجيد مؤلف في اثار الطحاوي(15/376)
الإمام الطحاوي محدثا وفقيها من كتب على الطحاوي سوى الشيخ عبد المجيد محمود والكوثري؟
ـ[ابن السيفور]ــــــــ[03 - 03 - 07, 10:26 م]ـ
من كتب على الطحاوي سوى الشيخ عبد المجيد محمود والكوثري؟
وهل حرر أحد الدراسة على هذا الموضوع؟
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[03 - 03 - 07, 10:55 م]ـ
"الصناعة الحديثية في كتاب شرح الآثار للطحاوي"، لخالد بن محمد محمود الشرمان.
يُنظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25067(15/377)
كيف نوفّق بين هذين الحديثين؟
ـ[مسلم النابلسي]ــــــــ[03 - 03 - 07, 11:05 م]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم:
لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة
رواه البخاري من حديث عبدالله بن مسعود
و قال عليه وعلى آله الصلاة والسّلام:
لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث خصال زان محصن يرجم أو رجل قتل رجلا
متعمدا فيقتل أو رجل يخرج من الإسلام يحارب الله عز وجل ورسوله فيقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض
رواه النسائي من حديث عائشة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 03 - 07, 09:58 م]ـ
لا منافاة بينهما فإما أن يحمل الحديث الثاني على زيادة أخرى بينها النبي صلى الله عليه وسلم في استحقاق القتل قال القرطبي:وليس يمتنع أن تقع الزيادة بعد قوله: {قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما} بما يرد من الدليل فيها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
[لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث فذكر الكفر والزنى والقتل] ثم قال علماؤنا: إن أسباب القتل عشرة بما ورد من الأدلة إذ النبي صلى الله عليه وسلم إنما يخبر بما وصل إليه من العلم عن الباري تعالى وهو يمحو ما يشاء ويثبت وينسخ ويقدر.
تفسير القرطبي
أو أن التارك لدينه والمراد به المرتد فسرت بنوع من أنواع الردة وهي المحاربة لله ورسوله
أو أن المراد كما ذكر المباركفوري في تحفة الأحوذي:والتارك لدينه المفارق للجماعة: أي ترك التارك والمفارق للجماعة صفة مولدة للتارك لدينه أي الذي ترك جماعة المسلمين وخرج من جملتهم وانفرد عن أمرهم بالردة التي هي قطع الإسلام قولا أو فعلا أو اعتقادا فيجب قتله إن لم يتب وتسميته مسلما مجازيا باعتبار ما كان عليه. والله أعلم
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - 03 - 07, 08:58 ص]ـ
ارجع لكلام الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في جامع العلوم والحِكَم
ففيه نفائس لمن تأمل.(15/378)
إخوتي الأكارم مارأيكم بمنهج د. الغصن في دراسته للأحاديث والحكم عليها في الروض المربع
ـ[أبو عبدالرحمن الطيار]ــــــــ[04 - 03 - 07, 04:51 ص]ـ
إخوتي الأكارم/
مارأيكم بمنهج د. عبدالله الغصن في دراسته للأحاديث والحكم عليها على كتاب الروض المربع
والذي علق عليه ثلاثة من المشائخ الفضلاء: د. عبدالله الطيار, و د. إبراهيم الغصن, و د. خالد المشيقح
أفيدونا بارك الله في أعماركم
ـ[أبو عبدالرحمن الطيار]ــــــــ[04 - 03 - 07, 07:30 م]ـ
سبحان الله
أين الإخوة(15/379)
استفسار حول معاجم الطبراني
ـ[الدرة المكنونة]ــــــــ[04 - 03 - 07, 06:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل أرجو التكرم بإفادتي عن مناهج الطبراني في معاجمه الثلاثة
فإذا كان الكبير مرتب على مسانيد الصحابه
والأوسط والصغير على الشيوخ
فمالفرق بينهما -أعني الأوسط والصغير-؟
وهل الأوسط مثل الكبير من حيث اسيعابه لمرويات الطبراني لكن الفرق في الترتيب؟
أرجو التكرم بإحالتي على مرجع يفيدني ذلك ...
شكر الله لكم جهودكم في خدمة العلم وطلابه،،،
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[04 - 03 - 07, 12:17 م]ـ
أخي الكريم:
للإمام محمد ناصر الدين الألبانيّ ـ رحمه الله ـ
كلام رائع حول ذلك، انظر:
كلام الشيخ عن أسلوب الطبراني في معاجمه الثلاثة. (00:55:48)
للتحميل من هنا: http://www.alathar.net/esound/index...ge=geit&co=7807
أو من هنا:
http://www.misrsalaf.com/vb/showthread.php?t=6726
الشريط 05
رقم 11
ـ[أبو هاشم]ــــــــ[04 - 03 - 07, 08:02 م]ـ
هناك كتاب للطبراني نفسه يبين به منهجه في المعاجم الثلاث وهو جزء صغير
ـ[أبو صهيب الحجازي]ــــــــ[04 - 03 - 07, 09:26 م]ـ
هناك كتاب للطبراني نفسه يبين به منهجه في المعاجم الثلاث وهو جزء صغير
أين أجده؟؟
ـ[الدرة المكنونة]ــــــــ[06 - 03 - 07, 12:09 ص]ـ
شكر الله لكم د. مروان ونفع بكم
وملخص كلام الألباني -رحمه الله- للفائدة:
المعجم الكبير مرتب على مسانيد الصحابه بدأ بالعشرة المبشرين بالجنة ثم باقي الصحابة مرتبين على حروف المعجم .. ولا يستوعب أحاديث كل صحابي.
المعجم الأوسط مرتب على الشيوخ وكذلك الصغير والفرق بينهما أنه يذكر لكل شيخ في الصغير حديثاً واحداً فقط أما الأوسط فيورد فيه للشيخ الواحد أكثر من حديث ..
وفي كلامه رحمه الله جواب عن سؤالي الأول (مالفرق بينهما -أعني الأوسط والصغير-؟)
ويبقى السؤال الآخر:
وهل الأوسط مثل الكبير من حيث اسيعابه لمرويات الطبراني لكن الفرق في الترتيب؟
وانتظر منكم التفضل بارشادي للجواب ..
الفاضل أبو هاشم شكر الله لك ارشادكم وبيانكم، ونحن بانتظار توجيهكم إلى مظنة وجوده ...(15/380)
الفرق بين ابن حجر العسقلاني وابن حجر المكي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 03 - 07, 05:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(] [®] [^] [®] [مصدر ملا علي القاري = كتاب شرح المشكاة لابن حجر المكي] [®] [^] [®] [
وكتاب شرح المشكاة لابن حجر المكي مفقود - والله أعلم -
وهو من أهم مصادر ملا علي القاري في شرحه على المشكاة
بل إنك لو وجدت ذكر ابن حجر في شرح المشكاة لملا علي القاري فالمقصود به ابن حجر المكي
هذا هو الأصل
إلا إذا جاء مقيدا بمثل ابن حجر العسقلاني
أو ابن حجر في شرح البخاري
أو ابن حجر مع قرينة أخرى
والقرائن مثل أن يكون شرح لحديث في البخاري أو تعقب على النووي وغير ذلك مما يعرف منه أسلوب ابن حجر العسقلاني
وإلا فالأصل كما وضحت
والله أعلم بالصواب
فائدة:
وبهذا التوضيح يتضح الإشكال الذي يقع أحيانا في تحديد ابن حجر -حين النقل من الكتب المتأخرة-
وكمثال
في تحفة الأحوذي
(قوله: (إذا دخل الخلاء) أي أراد دخوله قوله: (نزع) أي أخرج من أصبعه (خاتمه) قال القاري في المرقاة لأن نقشه محمد رسول الله، وفيه دليل على تنحية المستنجي اسم الله واسم رسوله والقرآن، كذا قاله الطيبي قال الأبهري: ويعم الرسل. وقال ابن حجر: استفيد منه أنه يندب لمريد التبرز أن ينحي كل ما عليه معظم من اسم الله تعالى أو نبي أو مالك، فإن خالف كره انتهى. وهذا هو الموافق لمذهبنا انتهى كلام القاري.)
انتهى من شرح الترمذي للمباركفوري
فابن حجر هنا هو ابن حجر المكي لا العسقلاني
وهكذا
)
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7280&page=2
يتبع
إن شاء الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 03 - 07, 05:39 م]ـ
وتجد نسبة أقوال غريبة إلى ابن حجر العسقلاني من يعرف أسلوب العسقلاني
يستغرب صدور ذلك عن الحافظ ابن حجر
والسبب هو ما ذكرت
ولا تستغرب فهذا الخطأ قد يقع فيه بعض الشراح
فهو ينقل من كتاب شرح المشكاة لعلي القاري
ثم يضيف من عنده
قال (الحافظ) ابن حجر
فهو يظن أن المراد بابن حجر (العسقلاني)
ومراد علي القاري به ابن حجر المكي
وقد يقع الخطأ في نسبة أقوال العسقلاني إلى المكي وهو قليل ولكنه حاصل
عموما المتأخر
يقول هو صرح بأنه الحافظ فلا بد أن يكون هو العسقلاني
فيقال له
مهلا
الأمر بخلاف ما ذكرت
يتبع
إن شاء الله
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[09 - 03 - 07, 09:33 ص]ـ
تنبيه مهم جداً
بارك الله فيك وجزاك خيراً
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 12 - 07, 06:00 م]ـ
بارك الله فيك
وإذا قال الشيخ ابن حجر فهو العسقلاني(15/381)
هل هناك فرق بين جرح أهل البدع وجرح رواة الحديث
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[05 - 03 - 07, 02:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرجو من المشايخ الكرام أهل الحديث ان يبينوا هذا الامر:
يثار هذه الأيام موضوع هل هناك فرق بين جرح أهل البدع وجرح رواة الحديث، وهل قواعد جرح الرواة تنطبق على جرح أهل البدع، لقد حصل لي بعض الغموض من هذا الامر فنرجو تبين ذلك.
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[06 - 03 - 07, 12:02 ص]ـ
نرجو من الاخوة المشاركة في هذا الموضوع بارك الله فيكم ...........
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[06 - 03 - 07, 12:33 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم, في المرفقات تجد الملطب الرابع من كتاب منهج الامام البخاري للدكتور أبو بكر كافي ... أرجو أن يكون فيه النفع.
والسلام عليكم
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[06 - 03 - 07, 11:24 م]ـ
هناك فرق بين جرح أهل البدع وجرح رواة الحديث، فبعض من جرح في الرواية لم يكن من أهل البدع بل قد يكون من علماء زمانه، ولكن قد يكون عنده أمر قادح في روايته كسوء حفظه، أو لضعفه، أو لاختلاطهأولا لتدليسه، وقد يكون من أهل البدع من تكون روايته من أصح الروايات، ولم يقدح الأئمة في روايته وصححهوها وبينوا بدعته.
وجرح اهل البدع يكون للتحذير من بدعهم التي قد تروج على المسلمين ويختلف أهل البدع باختلاف بدعهم، وباختلاف انتسابهم للسنة، فمنهم من جهل الطريقة مع حسن اتباعه وعدم قصده، ومنهم من أصر وعاند بعد ان ظهر له الحق.
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[07 - 03 - 07, 04:51 م]ـ
وعليكم السلام
الأخ بلال خنفر جزاك الله خيرا على المشاركة لكن أخي أنا لا اتكلم على حكم رواية المبتدع وتفصيل اهل العلم في ذلك فهذا واضح لدي إنما الاشكال هو: هل هناك فرق بين جرح أهل البدع وجرح رواة الحديث، بمعنى هل قواعد جرح الرواة تنطبق على جرح أهل البدع؟ وكذلك هل يدخل جرح اهل البدع في علم الجرح والتعديل؟ وهل علم الجرح والتعديل يختص برواة الحديث فقط سواء كان راوي الحديث صاحب بدعة أو لا؟
والاخ أبو عاصم العتيبي كذلك جزاك الله خيرا على المشاركة وكانك فهمت ما اقصد وياريت أخي الفاضل ضرب مثال أو أكثر حتى يتضح الامر اكثر ولو بنقل كلام أحد أهل العلم في هذا التفريق.
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[08 - 03 - 07, 12:33 ص]ـ
لل1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ررفع
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[08 - 03 - 07, 03:13 ص]ـ
حسنا سوف أكتفي بمثال واحد وإن أردت الزيادة سوف أزيد
أبو معاوية محمد بن خازم الضرير
وقال معاوية بن صالح سألت بن معين من أثبت أصحاب الأعمش قال أبو معاوية بعد شعبة وسفيان وقال عثمان الدارمي قلت لابن معين أبو معاوية أحب إليك في الأعمش أو وكيع فقال أبو معاوية أعلم به وقال بن أبي خيثمة قيل لابن معين أيهما أحب إليك في الأعمش عيسى بن يونس أو حفص بن غياث قال أبو معاوية وقال أيضا عن بن معين قال لنا وكيع من تلزمون قلنا نلزم أبا معاوية قال أما أنه كان يعد علينا في حياة الأعمش ألفا وسبعمائة وقال الدوري قلت لابن معين كان أبو معاوية أحسنهم حديثا عن الأعمش قال كانت الأحاديث الكبار العالية عنده وقال بن المديني كتبنا عن أبي معاوية ألفا وخمسمائة حديث وكان عند الأعمش ما لم يكن عند أبي معاوية أربع مائة ونيف وخمسون حديثا وقال شبابة بن سوار كنا عند شعبة فجاء أبو معاوية فقال شعبة هذا صاحب الأعمش فاعرفوه وقال إبراهيم الحربي قال وكيع ما أدركنا أحدا كان أعلم بأحاديث الأعمش عن أبي معاوية وقال الحسين بن إدريس قلت لابن عمار علي بن مسهر أكبر أم أبو معاوية في الأعمش قال أبو معاوية قال بن عمار سمعته يقول كل حديث قلت فيه حدثنا فهو ما حفظته من في المحدث وكل حديث قلت وذكر فلان فهو مما قرئ من كتاب وقال العجلي كوفي ثقة وكان يرى الإرجاء وكان لين القول فيه وقال يعقوب بن شيبة كان من الثقات وربما دلس وكان يرى الإرجاء وقال الآجري عن أبي داود مرجئا وقال مرة كان رئيس المرجئة بالكوفة وقال النسائي ثقة وقال بن خراش صدوق وهو في الأعمش ثقة وفي غيره فيه اضطراب وذكره بن حبان في الثقات وقال كان حافظا متقنا ولكنه كان مرجئا خبيثا قال أحمد بن حنبل وغير واحد مات سنة 113 وقال بن نمير مات سنة 4 وقال بن المديني وآخرون مات سنة خمس وتسعين ومائة قلت وقال بن سعد كان ثقة كثير الحديث يدلس وكان مرجئا وقال النسائي ثقة في الأعمش وقال أبو زرعة كان يرى الإرجاء قيل له كان يدعو إليه قال نعم وقال بن أبي حاتم عن أبيه الناس أثبت في الأعمش سفيان ثم أبو معاوية ومعتمر بن سليمان أحب إلي من أبي معاوية يعني في غير حديث الأعمش وقال أبو داود قلت لأحمد كيف حديث أبي معاوية عن هشام بن عروة قال فيها أحاديث مضطربة يرفع منها أحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم. تهذيب التهذيب (9/ 121)
¥(15/382)
ـ[سامى]ــــــــ[08 - 03 - 07, 07:13 ص]ـ
هذا سؤال وجه للشيخ محمد بن صالح العثيمين:
يقول السائل هل سنة الجرح والتعديل ماتت وما حكم الرد على المخالف
بغض النظر عن شخصيته؟
أنا أخشى أن تكون هذه كلمة حق أريد بها باطل، الجرح والتعديل لم يمت
ولم يدفن ولم يمرض ولله الحمد هو قائم،
الجرح والتعديل يكون في الشهود عند القاضي،
يمكن يجرحون الخصم ويطلب منه البينة،
ويكون أيضا في الرواية،
وقد سمعنا قراءة أمامنا قول الله تعالى "] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا}
فالجرح والتعديل لا يزال باقياً ما دام نوع الانسان باقياً
ما دام نوع الانسان باقيا فالجرح والتعديل باقيا،
لكن أنا أخشى أن يقول قائل أن هذا الانسان مجروح وليس بمجروح،
فيتخذ من هذه الفتوى وسيله لنشر معايب الخلق،
ولهذا أقول إذا كان في شخص عيب ما،
فإن أقتضت المصلحة أو الحاجة أو الضرورة إلى بيانه فلا بأس به،
لا بأس في بيانه والأحسن لا بأس من بيانه،
ولكن الاحسن أن يقول بعض الناس يفعل كذا، بعض الناس يقول كذا لسببين:
السبب الاول: أن يسلم من قضية التعيين.
والسبب الثاني: أن يكون هذا الحكم شامل له ولغيره.
إلا إذا رأينا شخصاً معيناً قد فتن الناس به
وهو يدعو إلى بدعة أو ضلاله فحينئذٍ لا بد من التعيين حتى لا يغتر الناس به
المصدر من شريط الى متى هذا الخلاف
للشيخ محمد بن صالح العثيمين
http://www.9q9q.net/up3/index.php?f=XWwxwutxS
ـ[سامى]ــــــــ[08 - 03 - 07, 08:58 ص]ـ
سُئِل شيخ الاسلام ابن تيمية _َ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ الْغِيبَةِ هَلْ تَجُوزُ عَلَى أُنَاسٍ مُعَيَّنِينَ أَوْ يُعَيَّنُ شَخْصٌ بِعَيْنِهِ؟ وَمَا حُكْمُ ذَلِكَ؟ أَفْتُونَا بِجَوَابِ بَسِيطٍ؛ لِيَعْلَمَ ذَلِكَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيَسْتَمِدُّ كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ قُوَّتِهِ بِالْعِلْمِ وَالْحُكْمِ.
الْجَوَابُ
وَأَمَّا الشَّخْصُ الْمُعَيَّنُ فَيُذْكَرُ مَا فِيهِ مِنْ الشَّرِّ فِي مَوَاضِعَ. مِنْهَ
***** الْمَظْلُومُ لَهُ أَنْ يَذْكُرَ ظَالِمَهُ بِمَا فِيهِ. إمَّا عَلَى وَجْهِ دَفْعِ ظُلْمِهِ وَاسْتِيفَاءِ حَقِّهِ كَمَا {قَالَتْ هِنْدُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ وَأَنَّهُ لَيْسَ يُعْطِينِي مِنْ النَّفَقَةِ مَا يَكْفِينِي وَوَلَدِي. فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذِي مَا يَكْفِيك وَوَلَدَك بِالْمَعْرُوفِ} كَمَا قَالَ {صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ} وَقَالَ وَكِيعٌ: عِرْضُهُ شِكَايَتُهُ وَعُقُوبَتُهُ حَبْسُهُ وَقَالَ تَعَالَى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إلَّا مَنْ ظُلِمَ} وَقَدْ رُوِيَ: أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ نَزَلَ بِقَوْمِ فَلَمْ يَقْرُوهُ. فَإِذَا كَانَ هَذَا فِيمَنْ ظُلِمَ بِتَرْكِ قِرَاهُ الَّذِي تَنَازَعَ النَّاسُ فِي وُجُوبِهِ وَإِنْ كَانَ الصَّحِيحُ أَنَّهُ وَاجِبٌ فَكَيْفَ بِمَنْ ظُلِمَ بِمَنْعِ حَقِّهِ الَّذِي اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى اسْتِحْقَاقِهِ إيَّاهُ أَوْ يَذْكُرُ ظَالِمَهُ عَلَى وَجْهِ الْقِصَاصِ مِنْ غَيْرِ عُدْوَانٍ وَلَا دُخُولٍ فِي كَذِبٍ وَلَا ظُلْمِ الْغَيْرِ؛ وَتَرْكُ ذَلِكَ أَفْضَلُ.
*
*****وَمِنْهَا أَنْ يَكُونَ عَلَى وَجْهِ النَّصِيحَةِ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ [كَمَا] فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ {فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ لَمَّا اسْتَشَارَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَنْكِحُ؟ وَقَالَتْ: إنَّهُ خَطَبَنِي مُعَاوِيَةُ وَأَبُو جَهْمٍ فَقَالَ: أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ وَأَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَرَجُلٌ ضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ} وَرُوِيَ: {لَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ} فَبَيَّنَ لَهَا أَنَّ هَذَا فَقِيرٌ قَدْ يَعْجِزُ عَنْ حَقِّك وَهَذَا يُؤْذِيك بِالضَّرْبِ. وَكَانَ هَذَا نُصْحًا لَهَا - وَإِنْ تَضَمَّنَ ذِكْرَ عَيْبِ الْخَاطِبِ. وَفِي مَعْنَى هَذَا نُصْحُ الرَّجُلِ فِيمَنْ يُعَامِلُهُ
¥(15/383)
وَمَنْ يُوَكِّلُهُ وَيُوَصِّي إلَيْهِ وَمَنْ يَسْتَشْهِدُهُ؛ بَلْ وَمَنْ يَتَحَاكَمُ إلَيْهِ. وَأَمْثَالُ ذَلِكَ؛ وَإِذَا كَانَ هَذَا فِي مَصْلَحَةٍ خَاصَّةٍ فَكَيْفَ بِالنُّصْحِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ حُقُوقُ عُمُومِ الْمُسْلِمِينَ: مِنْ الْأُمَرَاءِ وَالْحُكَّامِ وَالشُّهُودِ وَالْعُمَّالِ: أَهْلِ الدِّيوَانِ وَغَيْرِهِمْ؟ فَلَا رَيْبَ أَنَّ النُّصْحَ فِي ذَلِكَ أَعْظَمُ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الدِّينُ النَّصِيحَةُ الدِّينُ النَّصِيحَةُ قَالُوا لِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ}. وَقَدْ قَالُوا لِعُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ فِي أَهْلِ الشُّورَى: أَمِّرْ فُلَانًا وَفُلَانًا فَجَعَلَ يَذْكُرُ فِي حَقِّ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْ السِّتَّةِ - وَهُمْ أَفْضَلُ الْأُمَّةِ - أَمْرًا جَعَلَهُ مَانِعًا لَهُ مِنْ تَعْيِينِهِ. وَإِذَا كَانَ النُّصْحُ وَاجِبًا فِي الْمَصَالِحِ الدِّينِيَّةِ الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ: مِثْلَ
نَقَلَةِ الْحَدِيثِ الَّذِينَ يَغْلَطُونَ أَوْ يَكْذِبُونَ كَمَا قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: سَأَلْت مَالِكًا وَالثَّوْرِيَّ وَاللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ - أَظُنُّهُ - والأوزاعي عَنْ الرَّجُلِ يُتَّهَمُ فِي الْحَدِيثِ أَوْ لَا يَحْفَظُ؟ فَقَالُوا: بَيِّنْ أَمْرَهُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: أَنَّهُ يَثْقُلُ عَلَيَّ أَنْ أَقُولَ فُلَانٌ كَذَا وَفُلَانٌ كَذَا. فَقَالَ: إذَا سَكَتّ أَنْتَ وَسَكَتّ أَنَا فَمَتَى يُعْرَفُ الْجَاهِلُ الصَّحِيحُ مِنْ السَّقِيمِ.
وَمِثْلُ أَئِمَّةِ الْبِدَعِ مِنْ أَهْلِ الْمَقَالَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ الْعِبَادَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ؛ فَإِنَّ بَيَانَ حَالِهِمْ وَتَحْذِيرَ الْأُمَّةِ مِنْهُمْ وَاجِبٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى قِيلَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَعْتَكِفُ أَحَبُّ إلَيْك أَوْ يَتَكَلَّمُ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ؟ فَقَالَ: إذَا قَامَ وَصَلَّى وَاعْتَكَفَ فَإِنَّمَا هُوَ لِنَفْسِهِ وَإِذَا تَكَلَّمَ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ فَإِنَّمَا هُوَ لِلْمُسْلِمِينَ هَذَا أَفْضَلُ. فَبَيَّنَ أَنَّ نَفْعَ هَذَا عَامٌّ لِلْمُسْلِمِينَ فِي دِينِهِمْ مِنْ جِنْسِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ إذْ تَطْهِيرُ سَبِيلِ اللَّهِ وَدِينِهِ وَمِنْهَاجِهِ وَشِرْعَتِهِ وَدَفْعِ بَغْيِ هَؤُلَاءِ وَعُدْوَانِهِمْ عَلَى ذَلِكَ وَاجِبٌ عَلَى الْكِفَايَةِ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَلَوْلَا مَنْ يُقِيمُهُ اللَّهُ لِدَفْعِ ضَرَرِ هَؤُلَاءِ لَفَسَدَ الدِّينُ وَكَانَ فَسَادُهُ أَعْظَمَ مِنْ فَسَادِ اسْتِيلَاءِ الْعَدُوِّ مِنْ أَهْلِ الْحَرْبِ؛ فَإِنَّ هَؤُلَاءِ إذَا اسْتَوْلَوْا لَمْ يُفْسِدُوا الْقُلُوبَ وَمَا فِيهَا مِنْ الدِّينِ إلَّا تَبَعًا وَأَمَّا أُولَئِكَ فَهُمْ يُفْسِدُونَ الْقُلُوبَ ابْتِدَاءً. وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ؛ وَإِنَّمَا يَنْظُرُ إلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ} وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ} فَأَخْبَرَ أَنَّهُ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنَّهُ أَنْزَلَ الْحَدِيدَ كَمَا ذَكَرَهُ. فَقِوَامُ الدِّينِ بِالْكِتَابِ الْهَادِي وَالسَّيْفِ النَّاصِرِ {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا}. وَالْكِتَابُ هُوَ الْأَصْلُ؛ وَلِهَذَا أَوَّلُ مَا بَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ؛ وَمَكَثَ بِمَكَّةَ لَمْ يَأْمُرْهُ بِالسَّيْفِ حَتَّى هَاجَرَ وَصَارَ لَهُ أَعْوَانٌ
¥(15/384)
عَلَى الْجِهَادِ
وَأَعْدَاءُ الدِّينِ نَوْعَانِ: الْكُفَّارُ وَالْمُنَافِقُونَ. وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ بِجِهَادِ الطَّائِفَتَيْنِ فِي قَوْلِهِ: {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} فِي آيَتَيْنِ مِنْ الْقُرْآنِ. فَإِذَا كَانَ أَقْوَامٌ مُنَافِقُونَ يَبْتَدِعُونَ بِدَعًا تُخَالِفُ الْكِتَابَ وَيُلْبِسُونَهَا عَلَى النَّاسِ وَلَمْ تُبَيَّنْ لِلنَّاسِ: فَسَدَ أَمْرُ الْكِتَابِ وَبُدِّلَ الدِّينُ؛ كَمَا فَسَدَ دِينُ أَهْلِ الْكِتَابِ قَبْلَنَا بِمَا وَقَعَ فِيهِ مِنْ التَّبْدِيلِ الَّذِي لَمْ يُنْكَرْ عَلَى أَهْلِهِ. وَإِذَا كَانَ أَقْوَامٌ لَيْسُوا مُنَافِقِينَ لَكِنَّهُمْ سَمَّاعُونَ لِلْمُنَافِقِينَ: قَدْ الْتَبَسَ عَلَيْهِمْ أَمْرُهُمْ حَتَّى ظَنُّوا قَوْلَهُمْ حَقًّا؛ وَهُوَ مُخَالِفٌ لِلْكِتَابِ وَصَارُوا دُعَاةً إلَى بِدَعِ الْمُنَافِقِينَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} فَلَا بُدَّ أَيْضًا مِنْ بَيَانِ حَالِ هَؤُلَاءِ؛ بَلْ الْفِتْنَةُ بِحَالِ هَؤُلَاءِ أَعْظَمُ فَإِنَّ فِيهِمْ إيمَانًا يُوجِبُ مُوَالَاتَهُمْ وَقَدْ دَخَلُوا فِي بِدَعٍ مِنْ بِدَعِ الْمُنَافِقِينَ الَّتِي تُفْسِدُ الدِّينَ فَلَا بُدَّ مِنْ التَّحْذِيرِ مِنْ تِلْكَ الْبِدَعِ وَإِنْ اقْتَضَى ذَلِكَ ذِكْرَهُمْ وَتَعْيِينَهُمْ؛ بَلْ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَلَقَّوْا تِلْكَ الْبِدْعَةَ عَنْ مُنَافِقٍ؛ لَكِنْ قَالُوهَا ظَانِّينَ أَنَّهَا هُدًى وَأَنَّهَا خَيْرٌ وَأَنَّهَا دِينٌ؛ وَلَمْ تَكُنْ كَذَلِكَ لَوَجَبَ بَيَانُ حَالِهَا. وَلِهَذَا وَجَبَ بَيَانُ حَالِ:-
... مَنْ يَغْلَطُ فِي الْحَدِيثِ وَالرِّوَايَةِ
... وَمَنْ يَغْلَطُ فِي الرَّأْيِ وَالْفُتْيَا
... وَمَنْ يَغْلَطُ فِي الزُّهْدِ وَالْعِبَادَةِ؛
وَإِنْ كَانَ الْمُخْطِئُ الْمُجْتَهِدُ مَغْفُورًا لَهُ خَطَؤُهُ وَهُوَ مَأْجُورٌ عَلَى اجْتِهَادِهِ. فَبَيَانُ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَاجِبٌ؛ وَإِنْ كَانَ فِي ذَلِكَ مُخَالَفَةٌ لِقَوْلِهِ وَعَمَلِهِ. وَمَنْ عُلِمَ مِنْهُ الِاجْتِهَادُ السَّائِغُ فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُذْكَرُ عَلَى وَجْهِ الذَّمِّ وَالتَّأْثِيمِ لَهُ؛ فَإِنَّ اللَّهَ غَفَرَ لَهُ خَطَأَهُ؛ بَلْ يَجِبُ لِمَا فِيهِ مِنْ الْإِيمَانِ وَالتَّقْوَى مُوَالَاتُهُ وَمَحَبَّتُهُ وَالْقِيَامُ بِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ مِنْ حُقُوقِهِ: مِنْ ثَنَاءٍ وَدُعَاءٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ؛ وَإِنْ عُلِمَ مِنْهُ النِّفَاقُ كَمَا عُرِفَ نِفَاقُ جَمَاعَةٍ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي وَذَوِيهِ وَكَمَا عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ نِفَاقَ سَائِرِ الرَّافِضَةِ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَأٍ وَأَمْثَالِهِ: مِثْلَ عَبْدِ الْقُدُّوسِ بْنِ الْحَجَّاجِ وَمُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْمَصْلُوبِ؛ فَهَذَا يُذْكَرُ بِالنِّفَاقِ. وَإِنْ أَعْلَنَ بِالْبِدْعَةِ وَلَمْ يُعْلَمْ هَلْ كَانَ مُنَافِقًا أَوْ مُؤْمِنًا مُخْطِئًا ذُكِرَ بِمَا يُعْلَمُ مِنْهُ فَلَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقْفُوَ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ وَلَا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا الْبَابِ إلَّا قَاصِدًا بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى وَأَنْ تَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَأَنْ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ. فَمَنْ تَكَلَّمَ فِي ذَلِكَ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَوْ بِمَا يَعْلَمُ خِلَافَهُ كَانَ آثِمًا. وَكَذَلِكَ الْقَاضِي وَالشَّاهِدُ وَالْمُفْتِي كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ: قَاضِيَانِ فِي النَّارِ وَقَاضٍ فِي الْجَنَّةِ: رَجُلٌ عَلِمَ الْحَقَّ وَقَضَى بِهِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ وَرَجُلٌ عَلِمَ الْحَقَّ فَقَضَى بِخِلَافِ ذَلِكَ فَهُوَ فِي النَّارِ} وَقَدْ قَالَ تَعَالَى:
¥(15/385)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} وَ " اللَّيُّ " هُوَ الْكَذِبُ وَ " الْإِعْرَاضُ " كِتْمَانُ الْحَقِّ؛ وَمِثْلُهُ مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا؛ وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا}. ثُمَّ الْقَائِلُ فِي ذَلِكَ بِعِلْمِ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ حُسْنِ النِّيَّةِ فَلَوْ تَكَلَّمَ بِحَقِّ لَقَصَدَ الْعُلُوَّ فِي الْأَرْضِ أَوْ الْفَسَادَ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الَّذِي يُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَرِيَاءً. وَإِنْ تَكَلَّمَ لِأَجْلِ اللَّهِ تَعَالَى مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ كَانَ مِنْ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ وَرَثَةِ الْأَنْبِيَاءِ خُلَفَاءِ الرُّسُلِ. وَلَيْسَ هَذَا الْبَابُ مُخَالِفًا لِقَوْلِهِ: {الْغِيبَةُ ذِكْرُك أَخَاك بِمَا يَكْرَهُ} فَإِنَّ الْأَخَ هُوَ الْمُؤْمِنُ وَالْأَخُ الْمُؤْمِنُ إنْ كَانَ صَادِقًا فِي إيمَانِهِ لَمْ يَكْرَهْ مَا قُلْته مِنْ هَذَا الْحَقِّ الَّذِي يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَإِنْ كَانَ فِيهِ شَهَادَةٌ عَلَيْهِ وَعَلَى ذَوِيهِ بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِالْقِسْطِ وَيَكُونُ شَاهِدًا لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ وَالِدَيْهِ أَوْ أَقْرَبَيْهِ وَمَتَى كَرِهَ هَذَا الْحَقَّ كَانَ نَاقِصًا فِي إيمَانِهِ يَنْقُصُ مِنْ أُخُوَّتِهِ بِقَدْرِ مَا نَقَصَ مِنْ إيمَانِهِ فَلَمْ يَعْتَبِرْ كَرَاهَتَهُ مِنْ الْجِهَةِ الَّتِي نَقَصَ مِنْهَا إيمَانُهُ؛ إذْ كَرَاهَتُهُ لِمَا لَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ تُوجِبُ تَقْدِيمَ مَحَبَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ}. ثُمَّ قَدْ يُقَالُ: هَذَا لَمْ يَدْخُلْ فِي حَدِيثِ الْغِيبَةِ لَفْظًا وَمَعْنًى. وَقَدْ يُقَالُ: دَخَلَ فِي ذَلِكَ الَّذِينَ خَصَّ مِنْهُ كَمَا يَخُصُّ الْعُمُومَ اللَّفْظِيَّ وَالْعُمُومَ الْمَعْنَوِيَّ وَسَوَاءٌ زَالَ الْحُكْمُ لِزَوَالِ سَبَبِهِ أَوْ لِوُجُودِ مَانِعِهِ فَالْحُكْمُ وَاحِدٌ. وَالنِّزَاعُ فِي ذَلِكَ يُؤَوَّلُ إلَى اللَّفْظِ؛ إذْ الْعِلَّةُ قَدْ يَعْنِي بِهَا التَّامَّةَ وَقَدْ يَعْنِي بِهَا الْمُقْتَضِيَةَ.
وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
ـ[سامى]ــــــــ[08 - 03 - 07, 08:59 ص]ـ
قال الحافظ ابن رجب الحنبلى رَحِمَهُ الله فى كتابه (الفرق بين النصيحة و التعبير)
(وقد قرر علماء الحديث هذا في كتبهم في الجرح والتعديل وذكروا الفرق بين جرح الرواة وبين الغيبة وردُّوا على من سوَّى بينهما من المتعبدين وغيرهم ممن لا يتسع علمه.
ولا فرق بين الطعن في رواة حفَّاظ الحديث ولا التمييز بين من تقبل روايته منهم ومن لا تقبل،
وبين تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة وتأوَّلَ شيئاً منها على غير تأويله وتمسك بما لا يتمسك به ليُحذِّر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه، وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضًا).
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[08 - 03 - 07, 01:46 م]ـ
يا اخ سامي أنت في واد ونحن في واد!
ـ[أبو محمد العدني]ــــــــ[09 - 03 - 07, 01:15 ص]ـ
هناك فرق بين جرح أهل البدع وجرح رواة الحديث، فبعض من جرح في الرواية لم يكن من أهل البدع بل قد يكون من علماء زمانه، ولكن قد يكون عنده أمر قادح في روايته كسوء حفظه، أو لضعفه، أو لاختلاطهأولا لتدليسه، وقد يكون من أهل البدع من تكون روايته من أصح الروايات، ولم يقدح الأئمة في روايته وصححهوها وبينوا بدعته.
وجرح اهل البدع يكون للتحذير من بدعهم التي قد تروج على المسلمين ويختلف أهل البدع باختلاف بدعهم، وباختلاف انتسابهم للسنة، فمنهم من جهل الطريقة مع حسن اتباعه وعدم قصده، ومنهم من أصر وعاند بعد ان ظهر له الحق.
جزاك الله خيرا يا أبا عاصم وكما قلت وهذا ظاهر من ان علماء السلف يذكرون الرواة في مصنفات خاصة بهم وأهل البدع في مصنفات خاصة بهم، وإذا ذكر مبتدع في كتب الرواة فاعلم ان له رواية.
ومثال على ذلك:
ما قاله الحافظ الذهبي في ترجمة بيان الزنديق: ..... وكتاباً ليس موضوعاً لهذا الضرب، إذ لم يرو شيئاً وإنما أطرزه بهذه الطرف.
ميزان الاعتدال في نقد الرجال (1/ 357)
وكذلك قال الحافظ الذهبي في ترجمة داود الجواربي:
داود الجواربي رأس في الرفض والتجسيم من قرامي جهنم،قال أبو بكر بن أبي عون سمعت يزيد بن هارون يقول الجواربي والمريسي كافران ثم ضرب يزيد مثلا للجواربي فقال إنما داود الجواربي عبر جسر واسط فانقطع الجسر فغرق كل من كان عليه فخرج شيطان فقال أنا داود الجواربي
قلت هذا الضرب لا أعرف لهم رواية مثل بشر المريسي وأبي إسحاق النظام وأبي الهذيل العلاف وثمامة بن أشرس وهشام بن الحكم الرافضي المشبه وضرار بن عمرو ومعمر أبي المعتمر العطار البصري وهشام بن عمرو الفوطي وأبي عيسى الملقب بالبردار وأبي موسى الفراء فلكونهم لم يرووا الحديث لم أحتفل بذكرهم ولا أستوعبتهم فأراح الله منهم
ميزان الاعتدال في نقد الرجال (2/ 23)
والله أعلم
¥(15/386)
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[09 - 03 - 07, 04:53 م]ـ
وعليكم السلام
الأخ أبوعاصم جزاك الله خيرا على المشاركة مرة آخرى ولكن نحتاج توضيح اكثر او تصريح من اهل العلم بان هناك فرق؟
وأما الأخ سامي فجزاك الله خيرا كذلك لكن مازل هناك بعض الغموض او التناقض في هذا الامر ولو ضربت لنا امثله لعله يتضح الامر؟
وأما الاخ أبو محمد فجزاك الله خيرا وكانك توافق الأخ أبو عاصم ونقول لك مثل ما قلنا لابوعاصم.
للتذكير: ولا ننسى الاشكال: هل قواعد جرح الرواة تنطبق على جرح أهل البدع؟ وكذلك هل يدخل جرح اهل البدع في علم الجرح والتعديل؟ وهل علم الجرح والتعديل يختص برواة الحديث فقط سواء كان راوي الحديث صاحب بدعة أو لا؟
وجزاكم الله خير الجزاء يا اخوتى على المشاركات وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
ونرجو ممن يكون قريب من مشايخنا الكبار ان يعرضوا عليهم الامر.
ـ[أبو عاصم العتيبي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 08:51 م]ـ
قال علي بن المديني قلت ليحيى بن سعيد إن عبد الرحمن يقول أترك كل من كان رأسا في بدعة يدعو إليها قال كيف تصنع بقتادة وابن أبي رواد وعمر بن ذر وذكر قوما ثم قال يحيى إن تركت هذا الضرب تركت ناسا كثيرا.تهذيب التهذيب (8/ 317).
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[09 - 03 - 07, 11:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ... الملف الذي وضعته - في نظري - يجيب عن سؤالك ...
ولكن باختصار ... ترى صاحب البدعة, اذا كانت البدعة تثبت في حقه أو لا تثبت.
وان ثبتت, ترى هل هذه البدعة ترد حديث الراوي أم لا (وذلك حسب التفصيل المعروف عن العلماء في المسألة) ... فان لم تَرد البدعة حديث صاحبها ... عندها تطبق قواعد الجرح والتعديل.
والله تعالى أعلم
ـ[أبوفاطمه الأثري]ــــــــ[12 - 03 - 07, 12:08 ص]ـ
للرفع وللقربين من المشايخ: عبدالله السعد والعلوان والخضير وغيرهم.(15/387)
ما ذكره ابن كثير من حد المنكر في [اختصار علوم الحديث] لا يشفي الغليل
ـ[أبو معاذ القصيمي]ــــــــ[05 - 03 - 07, 07:13 م]ـ
الحمد لله ...
أما بعد:
قال ابن كثير حين ذكر حد المنكر في اختصار علوم الحديث
: ((وهو كالشاذ إن خالف راويه الثقات فمنكر مردود ... الخ))
الإشكال هو أن ابن كثير ذكر قبله أقوال العلماء في الشاذ ولم يرجح ...
فأي الأقوال اعتمدها في تعريف الشاذ حين عرف المنكر بأنه الشاذ إذا خالف راويه الثقات؟
ـ[خالد الجنوبي]ــــــــ[06 - 03 - 07, 02:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
عرف علماء الحديث الحديث المنكر بتعريفات متعددة أشهرها تعريفان وهما:
1) هو الحديث الذي في اسناده راو فحش غلطه او كثرت غفلته أو ظهر فسقه.
وهذا التعريف ذكره ابن حجر ونسبه لغيره.
ومشى على هذا التعريف البيقوني في منظومته فقال:
والمنكر الفرد به راو غدا تعديله لايحمل التفردا
2) وهو مارواه الضعيف مخالفا لما رواه الثقة.
وهذا التعريف هو الذي ذكره الحافظ ابن حجر واعتمده، وفيه زيادة على التعريف الأول وهو قيد مخالفة الضعيف لما رواه الثقة.
وقدقال الشيخ ابن عثيمين في شرح البيقونية:
اختلف المحدثون في تعريف المنكر: فقيل إن المنكر هو مارواه الضعيف مخالفا لما رواه الثقة مثل:
أن يروي الحديث ثقة على وجه ثم يأتي رجل ضعيف فيرويه على وجه آخر حتى لو كان الراويان تلميذين لشيخ واحد.
وقال بعضهم في تعريف المنكر: هو ماتفرد به واحد لايحتمل قبوله اذا تفرد (اي لايرتقي من جهة عدالته وضبطه الى مرتبة القبول كمن جرح بفسق او فرط غفلة او كثرة غلط)
إذا هو الغريب اذا كان راويه ضعيفا، وعلى هذا التعريف وهو الذي مشى عليه المؤلف فيكون المنكر هو الغريب، وهو مردود حتى لو فرض أن له شواهد من جنسه، فإنه لايرتقي إلى درجة الحسن وذلك لأن الضعف فيه متناهي، والتعريف الأول هو الذي مشى عليه ابن حجر في كتابه نخبة الفكر.
والذي يظهر لي من كتاب الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث ان ابن كثير لايرجح تعريفا على الآخر فقال في تعريف المنكر وهو كالشاذ إن خالف راويه الثقات فمنكر مردود، وكذا ان لم يكن عدلا ضابطا _ولم يخالف _ فمنكر مردود.
هذا والله أعلم
ـ[أبو معاذ القصيمي]ــــــــ[06 - 03 - 07, 02:06 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
لكني أردت اصطلاح ابن كثير ..
ـ[خالد الجنوبي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 01:38 ص]ـ
اصطلاح ابن كثير اوردته اعلا ه
لايرجح تعريفا على الآخر فقال في تعريف المنكر وهو كالشاذ إن خالف راويه الثقات فمنكر مردود، وكذا ان لم يكن عدلا ضابطا _ولم يخالف _ فمنكر مردوده. فهذا هو اصطلاحه.
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[18 - 03 - 07, 10:57 م]ـ
قولك:الإشكال هو أن ابن كثير ذكر قبله أقوال العلماء في الشاذ ولم يرجح ...
أقول:أخي ولا أشكال هنا فابن كثير رحمه الله لم يخالف من سبقه في التسوية بين الشاذ والمنكر
بل كل أهل الحديث سووا بينهما الى أن جاء الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله ففرق وقال:" وقد غفل من سوى بينهما". وقد حررنا ذلك بتفصيل في كتابنا الشاذ والمنكر وزيادة الثقة فانظره ان احببت. والله أعلم(15/388)
تفرد الوليد بن مسلم هل يعتبر علة أم لا لأنه مكثر؟؟
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[06 - 03 - 07, 01:51 ص]ـ
بسم الله .....
قرر غير واحد من أهل العلم كالذهبى فى الموقظة وابن رجب فى شرح العلل وغيرهم ومنهم الدكتور اللاحم فى بحثه المحرر عن مسألة التفرد:
أن التفرد عند المتقدمين من أئمة النقد يعتبر علة عندهم لكن ليس مطلقا ولهم فى كل حديث نقد خاص وأدلة المسألة مبسوطة فى المصادر المتقدمة
لكن أشكل علىّ كلام لابن المدينى حول تفرد الوليد
قال علي بن المديني:
ثنا عبدالرحمن بن مهدي عن الوليد ثم سمعت من الوليد وما رأيت من الشاميين مثله وقد أغرب بأحاديث صحيحة لم يشركه فيها أحد.
فما توجيهه؟؟
_ممكن أن يقال:أن الوليد _من خلال ترجمته _مكثر من الحديث واسع العلم شديد الضبط كان يكتب على الوجه فهو من الحفاظ الذين لا يضر تفردهم إلا فى النادر كالزهرى وهشام ونحو هؤلاء
وفى بحث الدكتور اللاحم أمثلة من رواية الوليد عن الأوزاعى أعلها الحفاظ بتفرد الأوزاعي أو الراوى عن الوليد ولم يعلّقوا الوهم والعلة بالوليد هذا وجه
_ ويتجه أن يقال: إن تفرد الوليد عن الأوزاعى وابن جابر ونحو هؤلاء من مشايخه الذين اختص بهم وأتقن حديثهم وأكثر عنهم لا يوجب التوقف فيما تفرد به أما إذا حدث عن غيرهم من الغرباء فلا
قال الآجرى:سألت أبا داود عن حديث ابن أبي ذئب عن سعيد بن المقبري عن أبي هريرة: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقف قبل القراءة هنية فيسأل الله من فضله "
قال: منكر جدا
من رواه؟ قلت: حدثونا بهذا من حديث الوليد بن مسلم قال: كل منكر يجئ عن الوليد بن مسلم إذا حدث عن الغرباء يخطئ.
قال: وحدث عن حماد بن سلمة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قال قالت: نزع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الاية " يتبعون ما تشابه منه "
قال: هذا باطل.
ما جاء به إلا الوليد بن مسلم.
وسئل أبو داود عن حديث ابن جريج عن عطاء عن جابر: " أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بالطواف على راحلته "
قال: هذا حديث أبي الزبير لا يجئ به غيره من روى هذا؟ قيل: الوليد بن مسلم؟ قال: نعم
قال أبو داود حدثونا عن صفوان بن صالح عن الوليد بن مسلم
هذا وهم
هو حديث أبي الزبير
ثم قال: نا أحمد بن أبي الحواري قال: قلت للوليد بن مسلم: تعرف مما عرضت ما سمعت؟ قال: لا
قلت لابي داود رأيت في كتاب رجل عن الوليد بن مسلم عن شريك عن منصور عن إبراهيم عن الاسود عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس في صلاة الخوف سهو ".قال: هذا باطل ما جاء به إلا الوليد
فيمكن حمل كلام علىّ على غير تفرد الوليد عن الأوزاعى وابن جابر ونحوهما كما تقدم
_ ويتجه إذا قلنا: أن تفرد الوليد لا يحتمل ولكن قد يتفرد بأحاديث لم يشركه فيها أحد دلت القرائن والملابسات على عدم وهمه فيها وصحتها ومن هذا الأحاديث ما أشار إليها حيّة الوادى
لأن النقاد لهم فى كل حديث نقد خاص وليس لهم فى ذلك_ مسألة التفرد_ ضابط يضبطه كما قرره ابن رجب
فهذه وجوه محتملة ....
فما توجيه الأفاضل حول تفرد الوليد رحمه الله
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[06 - 03 - 07, 02:13 ص]ـ
_ ويتجه أن يقال: إن تفرد الوليد عن الأوزاعى وابن جابر ونحو هؤلاء من مشايخه الذين اختص بهم وأتقن حديثهم وأكثر عنهم لا يوجب التوقف فيما تفرد به أما إذا حدث عن غيرهم من الغرباء فلا
لكن هذا إذا حدث الوليد عن الأوزاعي فى دمشق أما إذا حدث عنه فى غيرها كحمص ومكة ...
فإن أحمد تكلم فى حديث الوليد الذى حدث به فى غير دمشق وإن كان عن الأوزاعي
وقد أنكر أحمد على الوليد حديثا حدثه عن الأوزاعي كما فى شرح العلل للزين ابن رجب والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 03 - 07, 09:46 ص]ـ
بارك الله فيكم
ويضاف لها الكلام في رواية الوليد بن مسلم عن مالك ينظر لذلك سؤآلات الآجري لأبي داود، والتنكيل للمعلمي.
وقد ذكر الشيخ حمزة المليباري حفظه الله في رسالته (الحديث المعلول):
وكذا الوليد بن مسلم الدمشقي صاحب الأوزاعي إذا حدث بغير دمشق يكون في حديثه شيء يقتضي التوقف، يقول أبو داود: سمعت أبا عبد الله، سئل عن حديث الأوزاعي عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:"عليكم بالباءة " قال: هذا من الوليد، يخاف أن يكون ليس بمحفوظ عن الأوزاعي، لأنه حدث به الوليد بحمص ليس هو عند أهل دمشق (2)
وإن كان هذا تعليلا بالتفرد فإنه لم يعلله بمجرد تفرده، كما يفهمه الكثيرون، وإنما بتفرده بما لا يعرفه أصحابه من أهل دمشق، ومن المعلوم لدى الجميع أن مثل هذا السبب لا ينقدح إلا في ذهن العالم بهذا الشأن دون غيره، كما سبق عن ابن الصلاح.
وتكلم أحمد أيضا فيما حدث به الوليد من حفظه بمكة (3).
فإذا أعل النقاد من أحاديث الوليد ما تفرد به، فربما يكون ذلك لمثل تلك الملابسات والقرائن التي سبق الإشارة إليها عموما، وليس لأن تفرد الثقة غير مقبول عندهم مطلقا، ولا لأن الناقد يشترط التعدد لصحة الحديث.
(2) - شرح العلل ص:332.
(3) - شرح العلل ص:332.
¥(15/389)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[06 - 03 - 07, 10:11 ص]ـ
ويضاف لها الكلام في رواية الوليد بن مسلم عن مالك ينظر لذلك سؤآلات الآجري لأبي داود، والتنكيل للمعلمي.
قال أبو زرعة فى الفوائد المعللة
_ثنا الوليد بن عتبة ثنا الوليد بن مسلم عن مالك بن أنس عن سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها قال قلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر قال يا عائشة إن عيني تنام ولا ينام قلبي
_ ثنا الوليد بن عتبة ثنا الوليد بن مسلم أخبرني مالك عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الميت ليعذب بقدر بكاء أهله عليه.
هل كل ما يذكره أبو زرعة فى كتابه الفوائد إنما يذكره ليبين علته كما يفهم من اسم الكتاب؟؟؟
وهل هذين الحديثن مما استنكر من رواية الوليد عن مالك؟؟
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[08 - 03 - 07, 12:04 ص]ـ
ومما أخطأ فيه الوليد على مالك:
حديث" إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلَا يَدْرِي كَمْ صَلَّى ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا فَلْيُصَلِّ رَكْعَةً وَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ التَّسْلِيمِ فَإِنْ كَانَتْ الرَّكْعَةُ الَّتِي صَلَّى خَامِسَةً شَفَعَهَا بِهَاتَيْنِ وَإِنْ كَانَتْ رَابِعَةً فَالسَّجْدَتَانِ تَرْغِيمٌ لِلشَّيْطَانِ"
رواه القعنبى وابن وهب عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء مرسلا ورواه الوليد عن مالك فزاد أبا سعيد الخدرى
قال أبو عمر بن عبد البر في التمهيد:
الصحيح فيه عن مالك الارسال ولا أعلم أحدا أسنده عن مالك إلا الوليد بن مسلم ويحيى بن راشد
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[08 - 03 - 07, 12:19 ص]ـ
ومنها ما رواه مالك فى الموطأ عن نافع عن أبى هريرة قَالَ
أَسْرِعُوا بِجَنَائِزِكُمْ فَإِنَّمَا هُوَ خَيْرٌ تُقَدِّمُونَهُ إِلَيْهِ أَوْ شَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ
قال بن عبد البر هكذا رواه جمهور رواة الموطأ موقوفا
ورواه الوليد بن مسلم عن مالك عن نافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتابع على ذلك عن مالك ولكنه مرفوع من غير رواية مالك ....
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[08 - 03 - 07, 12:30 ص]ـ
ومنها ما رواه مالك فى الموطأ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ مِنْهَا
هدا هو المشهور عن مالك
ورواه الوليد بن مسلم والفروى وبشر بن عمر الزهرانى عن مالك عن سعيد عن أبيه عن أبى هريرة
قال الحافظ فى الفتح والمحفوظ عن مالك ليس فيه قوله عن "أبيه"
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[08 - 03 - 07, 12:36 ص]ـ
ومنها ما رواه مالك فى الموطأ عن حميد عن أنس قال قمت وراء أبي بكر وعمر وعثمان فكلهم كان لا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إذا افتتح الصلاة
هدا المشهور عن مالك موقوفا ليس فيه دكر للنبى صلى الله عليه وسلم
ورواه الوليد وغيره فرفعوه وليس دلك بمحفوظ قاله أبو عمر بن عبد البر
سامحونى: لا أدرى ما حصل لحرف الدال المعجمة عندى فى اللوحة تعطل الله المستعان
لو أنى مثل واصل بن عطاء لتجنبت هذا الحرف فى كلامى (ابتسامة محب)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[08 - 03 - 07, 12:42 ص]ـ
ومنها مارواه مالك فى الموطأ عن عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال سمع قوم الاقامة فَقَامُوا يُصَلُّونَ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَصَلَاتَانِ مَعًا أَصَلَاتَانِ مَعًا وَذَلِكَ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ
قال ابن عبد البر لم يختلف الرواة عن مالك في إرسال هذا الحديث إلا الوليد بن مسلم فإنه رواه عن مالك عن شريك عن أنس
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[08 - 03 - 07, 12:44 ص]ـ
ومنها ما رواه مالك فى الموطأ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ ابْنٍ لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ
نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ قَتَلُوا ابْنَ أَبِي الْحُقَيْقِ عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ .....
قال بن عبد البر اتفق رواة الموطأ على إرساله ولا علمت
أحدا أسنده عن مالك من جميع رواته إلا الوليد بن مسلم فإنه قال فيه عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن كعب بن مالك
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[08 - 03 - 07, 12:48 ص]ـ
ومنها ما رواه مالك فى الموطأ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ سَرِيَّةً فِيهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قِبَلَ نَجْدٍ فَغَنِمُوا إِبِلًا كَثِيرَةً فَكَانَ سُهْمَانُهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ بَعِيرًا أَوْ أَحَدَ عَشَرَ بَعِيرًا وَنُفِّلُوا بَعِيرًا بَعِيرًا
قال ابن عبد البر كذا رواه جميع رواة الموطأ إلا الوليد بن مسلم فإنه قال اثني عشر بعيرا ولم يذكر شكا
¥(15/390)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[08 - 03 - 07, 12:59 ص]ـ
والمالكية لا يعتمدون على ما ينقله الوليد عن مالك من أقواله فكثيرا ما تجدهم فى كتبهم عندما يروى عن مالك خلاف المشهور عنه يسغربون رواية الوليد ويحكمون عليها بالغرابة
مثاله وهو كثير:
قال أبو الوليد فى المنتقى:
(فَرْعٌ) إِذَا ثَبَتَ ذَلِكَ فَإِنَّ الْمُحْرِمَ لَا يَمْسَحُ عَلَى الْخُفِّ قَالَهُ مَالِكٌ فِي الْمُخْتَصَرِ قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ فِي الْمَجْمُوعَةِ لِأَنَّهُ مَقْطُوعٌ تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ وَقَدْ رَوَى الشَّيْخُ أَبُو إِسْحَاقَ فِي مُخْتَصَرِهِ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَالِكٍ يَمْسَحُ الْمُحْرِمُ عَلَى خُفٍّ قَطَعَهُ أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ وَيُمِرُّ الْمَاءَ عَلَى مَا بَدَا مِنْ كَعْبَيْهِ وَهَذِهِ رِوَايَةٌ غَيْرُ مَعْرُوفَةٍ عَنْ مَالِكٍ وَإِنَّمَا يُعْرَفُ هَذَا مِنْ أَقْوَالِ الْأَوْزَاعِيِّ وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمِ كَثِيرُ الرِّوَايَةِ عَنْهُ
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 05:33 م]ـ
حبذا لو جمعت مرويات الوليد المستنكرة ليكون البحث كامل وجزاك الله خير(15/391)
بِرَجَاء مُسَاعَدَتي لِيَنْتَفِعَ المُسْلِمُون
ـ[ياسر الحمداني]ــــــــ[06 - 03 - 07, 11:07 م]ـ
لًَقَدْ وَفَّقَني اللهُ تَعَالى وَقُمْتُ بِتَرْقِيمِ نُسْخَةٍ مَشْكُولَةٍ مِنْ صَحِيحِ الإِمَامِ البُخَارِي؛ عَلَى أَرْقَامِ نُسْخَةِ محَمَّد فُؤَاد عَبْد البَاقِي (عَظَّمَ اللهُ أَجْرَه، وَرَفَعَ بَينَ المُؤْمِنِينَ ذِكْرَه):
وَأَرْجُو مُسَاعَدَتي لإِدْرَاجِهَا بِالمَكْتَبَةِ الشَّامِلَة، وَلِعَرْضِهَا في المَوَاقِعِ المَعْنِيَّةِ بِالحَدِيثِ خَاصَّة، وَبِالمَوَاقِعِ الإِسْلامِيَّةِ عَامَّة.
وَهَذَا هُوَ إِيمِيلي لإِرْسَالِهَا إِلى مَنْ يُرَاسِلُني عَلَيْه:
يَاسِر الحَمَدَاني: 9287597/ 02، 0105456519 ـ الْقَاهِرَة
E :Yasser_Elhamadany@Hotmail.Com(15/392)
ساعدوني في اختيار موضوع
ـ[طالبة الحديث وعلومه]ــــــــ[07 - 03 - 07, 03:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو من الجميع مساعدتي في اختيار موضوع لرسالة الماجستير
حبذا لو كان في علم من علوم الحديث أو مخطوط لم يحقق لأحد أئمة الحديث
أفيدوني مشكورين وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[07 - 03 - 07, 06:13 ص]ـ
لعل هذا يفيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91760
ـ[أبو مسعود المديوني]ــــــــ[07 - 03 - 07, 07:58 م]ـ
هل يمكنك أيتها الطالبة البحث في كتاب العلل لابن أبي حاتم حيث تجمعي بعد استقراء الكتاب مواطن الخلاف بين أبي زرعة وأبي حاتم في سؤالات ابنه لهما في ما عللا من الأحاديث
والله الموفق والهادي للتي هي أقوم
------------------
البريد الإلكتروني: gueblibn@hotmail.com
ـ[عبد الله بن إبراهيم المدني]ــــــــ[07 - 03 - 07, 11:58 م]ـ
لا أعلم إن كتاب علوم الحديث لابن الصلاح قد خدم ....
ـ[طالبة الحديث وعلومه]ــــــــ[08 - 03 - 07, 09:46 م]ـ
جزى الله خيرا لكل من ساعدني أو حاول ذلك
ولكن أرجو من الأخ عبد الله المدني أن يوضح لي مقصده
من أن علوم الحديث لم يخدم، فمن أي ناحية يقصد؟
لأنه حسب علمي القاصر أنه قد حقق أكثر من مرة.
ـ[عبد الله بن إبراهيم المدني]ــــــــ[09 - 03 - 07, 01:50 ص]ـ
أقصد أني لم أرى - حسب علمي - طبعة محققةُ تحقيقٌ علميٌ والله أعلم.
وللعلم فإنه يوجد هنا في المتلقى نسخة مخطوطة من هذا الكتاب.
ـ[عبد الله بن إبراهيم المدني]ــــــــ[09 - 03 - 07, 01:51 ص]ـ
وهناك أمر مهم أيضاً يحتاج إلى دراسة، وهي مصطلحات الترمذي في سننه، لا سيما قوله: حسن صحيح.
ـ[إسلام حسن ياسين]ــــــــ[09 - 03 - 07, 02:09 ص]ـ
اخواني جميع ما قلتم قد كتب فيه الا انني ارى ان الاتجاه ال الحديث الموضوعي في هذه الايام هو الاولى كأن تبحث الاخت الفاضلة في الهدي النبوي في المحافظة على الاعراض دراسة نقدية حديثية فقهية او في موضوع الجمال في السنة النبوية بين السنة والتطبيق
اما في في موضوع علم العلل فان هذا العلم مع جلالة اهله الا انه مخدوم جدا ولا يطلع عليه الى القليل من اهل التخصص والله الموفق
ـ[طالبة الحديث وعلومه]ــــــــ[11 - 03 - 07, 02:22 ص]ـ
بارك الله فيمن ساعدني
حبذا لو اقترحتم علي موضوعات أكثر في مجال
الحديث الموضوعي بما أنه جانب أميل للكتابة فيه
أو موضوع يحتاج للبحث والكتابة فيه
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو مسعود المديوني]ــــــــ[11 - 03 - 07, 12:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وصلى الله على نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)
أما بعد فإن أفضل ما يمكن البحث فيه في نظري في مجال الحديث الموضوعي أو أحاديث الأحكام الخاصة بباب معين فأرى والله أعلم أن يكون البحث في أحد المواضيع التالية:
-اختيار كتاب -لست أريد المصنف- من أحد الكتب الستة المصنفة بشروطها عند أهلها ويقدم البحث في دراسة موضوعية للمادة المدروسة كاختيار كتاب الملاحم من السنن الاربعة مثلا أو غيره.
ومعلوم ما في ذلك من العلوم الحديثية:علوم الإسناد والمتن (من فقه وأحكام. مما يحتاج إليه الناس في هذا العصر)
- فقه الحديث وجهود المدارس الفقهية في دراسته وفيه يتبين موقف تلكم المدارس من تقديمه أو تقديم قواعد المذهب على الحديث والأثر وإبراز ذالك في جملة من التطبيقات التي اختلف فيها أهل الفقه بين الحديث و القواعد المتبوعة في الاستنباط
- علاقة علوم الحديث بالدراسات المقاصدية المعاصرة. وإظهار موقف المذاهب الفكرية والفقهية التي تحكيها ميادين المعرفة في عصرنا. وفيه بيان مدى أثر المقاصد الشرعية على الحديث من جهة اتباع الظواهر وإعمال المعاني.
والله تعالى يعين الجميع لما يحبه ويرضاه وهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل
وأعتذر للجميع والسلام عليكم ..
ـ[طالبة الحديث وعلومه]ــــــــ[20 - 03 - 07, 07:31 م]ـ
بارك الله في من ساعدني وجزاه الله خيرا
ولكن أخي أبو مسعود المديوني وأخي إسلام ياسين اقترحتم علي موضوعات في الحديث والفقه وتخصصي حديث بحت ولا اجيد البحث في الفقه
حبذا لو اقترحتم علي موضوعات في الحديث وعلومه
وأرجو من الجميع أن لا يبخل علي بما يفيدني
ولكم منا جزيل الشكر
أعتذر للجميع على الاطالة وعلى التأخير في الرد.
ـ[أبو مسعود المديوني]ــــــــ[21 - 03 - 07, 12:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيتها الطالبة الفاضلة إن الحديث عن البحث في " الحديث الموضوعي "
إنما يعنى به الدراسة الإساندية للحديث وحكمه والدراسة المتنية وفقهه
أما البحث الخاص بأصول الراوية: وهي فنون المصطلح والمراد منه البحث في القواعد والضوابط العلمية في علم المصطلح.
وأرى والله أعلم أن تبحثي في موضوع حديثي بحت كما تفضلي في ردك السابق
أن يكون في الموازنة بين الحافظ ابن حجر والحافظ الذهبي في المنهج والتاليف في فن المصطلح من خلال كتبهما
عذرا ... والسلام عليكم
¥(15/393)
ـ[طالبة الحديث وعلومه]ــــــــ[21 - 03 - 07, 04:59 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو مسعود المديوني على التوضيح وعلى الاقتراح
ولكن مازلت اطمع في المزيد من الاقتراحات
ارجو من الجميع المساعدة
وفقكم الله لكل خير
ـ[إسلام حسن ياسين]ــــــــ[22 - 03 - 07, 12:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اختي الفاضلة
في البداية اسأله سبحانه وتالى ان يلهمني وإياك الصواب والسداد
ولكي أخيتي هذا الموضوع الذي كنت أود الكتابة فيه.
وهو "" تتبع إختلاف أقوال العلماء في التتوثيق والتجريح"
بمعنى ان تتبعي اخيتي معاني المصطلحات الخاصة بالجرح والتعديل من زمن نشؤها الى ان استقرت وما معنى كل مصطلح عند صاحبه
ان الناظر يرى ان البخاري عندما يقول فيه نظر يكون الراوي ضعيف خلافا لقول الحافظ ابن حجر الذي يرى النه في درجة المقبولين
والامام ابو حاتم الرازي يقول في حق الامام الشافعي صدوق وهي عنده من مراتب التوثيق المرتفعة وهكذا
ـ[إسلام حسن ياسين]ــــــــ[22 - 03 - 07, 12:06 ص]ـ
وعندي اقتراح آخر ما رأيك أخية الكتابة في موضوع مهم جدا في زمننا الحاضر وهو جهود المتأخرين في خدمة السنة النبوية
ـ[بلال عزوز التطواني]ــــــــ[22 - 03 - 07, 01:39 ص]ـ
إن الكاتب الناجح في كتاباته والعالم اللبيب الحكيم في أطروحاته هو الذي يرى وينظر إلى الوسط والمجتمع ماذا يحتاج؟؟ ما هي المسألة التي أعيته وأتعبته؟؟ مسألة لفها الغموض أو على الأقل هكذا توهمها البعض؟؟ والناس حائرون تائهون؟؟ ثم تجد العامي أو طالب العلم يبحث ويجد في البحث لعله يجد ما يشفي غليله فلا يجد؟؟ فهذا هو الموضوع الذي يجب أن تبحثيه وأن تدرسيه؟؟
أما موضوع قُتِل بحثا و نادى بأعلى صوته يا أيها الباحثون ابحثوا عن غيري موضوعا لكم؟؟
فنحن اليوم نرى المكتبات قد امتلأت و دور النشر كل يوم نسمع عن جديدِها لكن مازاد في الحقيقة إلا الكم والأسماء أما المضامين فهي هي
فتجد كتابا بعنوان: تذكير أولي الألباب بوجوب النقاب
وآخر يكتب: إرشاد الأصحاب إلى أدلة وجوب النقاب
وأخر يكتب: أدلة السنة والكتاب على فرضية النقاب
وآخر وآخر
ولكنك إذا تصفحت الكتب فكلها ذات مضمون واحد ونهج واحد ولا جديد في أي واحد منها
فهي عبارة عن تبليغ الفكرة بتغيير أسلوب الخطاب مع الإحتفاظ بنفس الأدلة ورد نفس الشبه والإكتفاء بالتفنن في صياغة العبارات وصناعة الجمل
فأرجوك أختي الفاضلة ابحثي عن موضوع يخدمك ويخدم مجتمعك والباحثين وطلبة العلم من بعدك
هذا والله الموفق للصواب
تنبيه:أسماء الكتب المذكورة ليست موجودة في الأصل إنما هي أسماء وهمية ضربت بها المثال فحسب
ـ[طالبة الحديث وعلومه]ــــــــ[22 - 03 - 07, 04:11 م]ـ
جزاك الله خير أخي إسلام ياسين
وجزاك الله خيرا أخي بلال عزوز على النصيحة ولكنك زدت من حيرتي أكثر وأكثر
لأن هذا ما أبحث عنه -موضوع يحتاجه المجتمع- ولكن إلى الآن لم استطع اختيار موضوع
فحبذا لو اقترحت علي
وبارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[22 - 03 - 07, 04:25 م]ـ
وفقكم الله.
هذه مشكلتك أيتها الأخت الفاضلة ... ولا أحد يستطيع مساعدتك على الوجه الأحق ... لأنك أدرى بقدراتك من جميع نواحيها ... ولو وقفت على أي كتاب من كتب مناهج البحث لرأيت أولى نصائحهم: ضرورة انبثاق فكرة البحث من الطالب ذاته ... ومن خلال احساسه بوجود مشكلة أو فراغ معين يحتاج لدراسة واعية فيسده ... فالبحث الناجح المتفوق هو الذي يكون من خلال معاناة صاحبه وباختياره ... وليس باختيار غيره وإملائه ... وقد أثبتت التجارب مصداق ذلك كثيرا ... أرجو أن أكون قد أفلحت في ايضاح مقصدي ... كما أرجو أن تكون الباحثة قد فهمت عني ما أريد قوله.
ـ[فاضل بن خلف الحمادة الرقي]ــــــــ[06 - 04 - 07, 03:19 ص]ـ
أقترح: 1 - منهج تعليل الأحاديث بين الأصوليين والمحدثين دراسة مقارنة
2 - حركة تدوين الحديث في القرن الرابع الهجري. دراسة تحليلية
3 - مرويات ابن لهيعة في السنن الأربعة عدا النسائي دراسة تطبيقية.
4 - زوائد ابن الجعد على الكتب الستة دراسة منهجية.
وللمزيد راسلني على: alraqi_974@hotmail.com
ـ[طالبة الحديث وعلومه]ــــــــ[07 - 04 - 07, 12:28 ص]ـ
جزى الله خيرا كل من ساعدني أو حاول ذلك
وكذا من نصحني وأبدى رأيه لي
وبارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[أبو مسعود المديوني]ــــــــ[08 - 04 - 07, 12:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما أرجو من الله أن ينعم به عليك أختي الفاضلة وجميع الطلبة وسائر الأئمة من أهل الحديث والسنة الساعين في خدمة العلم ودين الإسلام أن يلهمهم جميعا الصبر وتقوى الله تعالى في السر والعلن وأن يوفق الله القائمين على هذا الملتقى , وأن يبارك لهم أعمالهم ويمد في أعمارهم
وفقك الله اللاخت الفاضلة في اختيار مادة يعم بها النفع والخير وتشهد لك يوم القيامة بالصلاح.
والسلام عليكم
¥(15/394)
ـ[حسين بن حيدر]ــــــــ[08 - 04 - 07, 07:07 م]ـ
تحقيق (الصراط المستقيم) لابن السني في شستربتي
تحقيق (الطب النبوي) لابن السني في مكتبة السلطان محمد الفاتح
ـ[أبو البراء البشيري]ــــــــ[08 - 04 - 07, 08:54 م]ـ
في نظري القاصر لو كان البحث يتعلق بالمرأة لكان أحسن
ومن ذلك مثلاً.
1. جهود المرأة في خدمة الحديث النبوي (وإذا كان البحث يطول فيمكن أن يخصص بفترة زمنية معينة، أو ناحية معينة الأندلس، خراسان، مكة والمدينة الحجاز ونحوها).
2. ما يتعلق بجمع المرويات المتعلقة بالمرأة (اللباس، الزينة، الحلي ... ) ونحوها.
3. ما يتعلق بجمع المرويات في أبواب المعاملات مثلاً: تعامله صلى الله عليه وسلم مع النساء، أو المرويات الواردة في تعامله صلى الله عليه وسلم مع نسائه أمهات المؤمنين، أو نحوها .... ).
4. من ذلك المرويات المتعلقة بما يخص المرأة في أبواب الحيض ونحوها.
5. أيضاً ما يتعلق بأبواب الرواية الخاصة بالنساء كالسماع من وراء حجاب، والجهالة ونحوها ويمكن أن تجمع بعض انواع علوم الحديث التي كان للمرأة فيها جهد بارز أو كانت محل خلاف وتحرر المسائل.
6. كذلك يمكن أن تحمع المرويات التي تلقتها الأمة بالقبول رغم أن أسانيدها فيها مقال، ومن ذلك الأحاديث التي عليها العمل عند العلماء مع كلام في أسانيدها.
دمتم سالمين(15/395)
هل يقبل العلماء توثيق ابن حزم؟
ـ[ابو عبد الله الهلالى]ــــــــ[07 - 03 - 07, 11:35 م]ـ
هل يقبل العلماء توثيق ابن حزم لرجل لم يلق توثيقامعتبرا من قبله؟(15/396)
كيف يجاب عن اعتراض ابن رجب على البخارى فى هذا ..
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[08 - 03 - 07, 01:36 ص]ـ
بسم الله ....
من اطلع على الجامع لأبى عبد الله محمد بن إسماعيل وجد أنه كثيرا عندما يسوق حديثا لحميد الطويل عن أنس يتبعه دائما تعليقا برواية يحى بن أيوب المصرى عن حميد قال حدثنى أو سمعت أنسا ليبين سماع حميد من أنس لأن أكثر الأحاديث التى يرويها حميد عن أنس أخذها من ثابت ولم يسمع من أنس إلا القليل
لكن الزين ابن رجب اعترض على ذلك فى الفتح قائلا:
وقد سبق القول في تسامح يحيى بن أيوب والمصريين والشاميين في لفظة " ثنا" كما قاله الإسماعيلي
فهل يحى بن أيوب مستثنى من أهل بلده فى هذا الأمر وأنه لا يتساهل فى صيغ السماع؟؟؟
هذا وجه فى الاعتذار عن البخارى محتمل
ويمكن أن يقال: من مذهب البخارى _ ويكاد أن يكون اتفاقا بين أهل الحديث_ أن رواية حميد عن أنس تدخل فى المسند لأن الواسطة معلومة وهى ثابت البنانى الثقة المشهور
ولكنه يتبعها فى الجامع برواية يحى بن أيوب _وإن كان يعلم بتساهل المصريين بالسماع_ للزيادة فى التثبت والاطمئنان لحال الشرط الذى شرطه فى صحيحه
هذا وجه محتمل أيضا
فما هو رأى الأفاضل؟؟؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 03 - 07, 04:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أجاب عن هذا ابن حجر _ رحمه الله _ فقال في الفتح (1/ 497 - 498): (واعل الإسماعيلي طريق حميد المذكورة فقال الحديث حديث ميمون وحميد إنما سمعه منه واستدل على ذلك برواية معاذ بن معاذ عن حميد عن ميمون قال سألت أنسا قال وحديث يحيى بن أيوب لا يحتج به يعني في التصريح بالتحديث قال لأن عادة المصريين والشاميين ذكر الخبر فيما يروونه قلت هذا التعليل مردود ولو فتح هذا الباب لم يوثق برواية مدلس أصلا ولو صرح بالسماع والعمل على خلافه ورواية معاذ لا دليل فيها على أن حميدا لم يسمعه من أنس لأنه لا مانع أن يسمعه من أنس ثم يستثبت فيه من ميمون لعلمه بأنه كان السائل عن ذلك فكان حقيقا بضبطه فكان حميد تارة يحدث به عن أنس لأجل العلو وتارة عن ميمون لكونه ثبته فيه وقد جرت عادة حميد بهذا يقول حدثني أنس وثبتني فيه ثابت وكذا وقع لغير حميد)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[08 - 03 - 07, 04:03 م]ـ
جزاك الله خيرا
بل كلام الحافظ هو المردود والله أعلم ورحم الله الجميع وجزاهم عنا وعن الإسلام خيرا
ورواية معاذ دليل على تساهل يحى بن أيوب فى صيغ الأداء هنا فى هذه الرواية فتُعل رواية يحى برواية معاذ
وأما طريقة الجمع التى يسلكها الحافظ كثيرا فى الجواب عن الاعتراضات الواردة على البخارى ففى بعض منها لا كلها نظر فإنه يتوسع فى ذلك ولم يكن هذا التوسع من ديدن المتقدمين
وأما قوله رحمه الله " لو فتح هذا الباب ..... "
ففيه نظر فقد كان أحمد ويحى وغيرهم يردون كثيرا من الإخبار فى بعض الروايات ويخطئون الراوى ويرون أنه وَهِمَ فى ذكر الخبر (التصريح بالسماع أو التحديث) فى هذه الرواية
وقد تكلم أحمد فى تساهل المصرين والشاميين فى صيغ الأداء
كما بينه الحافظ ابن رجب فى شرح العلل
وانظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=540
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[08 - 03 - 07, 04:06 م]ـ
وهنا
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87002
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[08 - 03 - 07, 05:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ذكر فضيلة الشيخ د. إبراهيم اللاحم _ حفظه الله _ في كتابه الاتصال والانقطاع أربعة أسباب توجب التوقف في تصريح المدلس بالتحديث فتنظر في الكتاب المذكور (ص 267 - 301)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[04 - 07 - 08, 07:26 م]ـ
وجه آخر ويمكن القول بصحتها جميعا:
وهو أن البخاري رحمه الله من أحرص الناس على بيان السماع من عدمه بين الراوة سواء كانوا من المدلسين أم لا وعلى ذلك أمثلة كثيرة في الصحيح
جلية كقوله سمع فلان فلانا بعد ذكر الرواية المعنعنة
وخفية كما فعل هنا مع حميد وغيره
وانظر بعض الأمثلة على ذلك في منهج المتقدمين في التدليس ص80
فهذا يؤيد الاحتمال الثاني أو داخل فيه والله أعلم(15/397)
ايها الاخوة الفضلاء هل احد من الأئمة خرج لهاذا الأثر
ـ[خالد ابن عباس]ــــــــ[09 - 03 - 07, 02:14 م]ـ
روي عن بعض السلف انه اطاع الله اربعين سنة وعصاه اربعين فنظر الى نفسه في المرآة ثم قال هل لي من توبة؟ فسمع منادي من السماء يقول اطعتنا فاحببناك وعصيتنا فامهلناك ولو رجعت إلينا قبلناك(15/398)
أرجوا الإعانة في خطة البحث في تبيين أن سنن النسائي
ـ[أبو زرعة الأندلسي]ــــــــ[09 - 03 - 07, 08:48 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو الإعانة في خطة للبحث في تبيين أن سنن النسائي هو أصح الكتب بعد الصحيحين ومقارنته مع باقي السنن
جزاكم الله خيرا
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[09 - 03 - 07, 10:12 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف صنف الإمام النسائي كتابه
شيوخه الذين أخذ عنهم
ما هو شرطه في كتابه
ما مدى تحقق شرطه في كتابه
إحصائيات الكتاب (الصحيح – الضعيف – المسكوت عليه)
ما وافق فيه الصحيحين
ما انفرد به
أقوال العلماء في الكتاب
ما انتقد عليه
مقارنة بينه و بين الكتب الثلاثة
ـ[أبو زرعة الأندلسي]ــــــــ[10 - 03 - 07, 09:42 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير يا أخي عمر عبد التواب وجعلك الله من التوابين
abou_zor3a@hotmail.com
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 12:01 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف صنف الإمام النسائي كتابه
شيوخه الذين أخذ عنهم
ما هو شرطه في كتابه
ما مدى تحقق شرطه في كتابه
إحصائيات الكتاب (الصحيح – الضعيف – المسكوت عليه)
ما وافق فيه الصحيحين
ما انفرد به
أقوال العلماء في الكتاب
ما انتقد عليه
مقارنة بينه و بين الكتب الثلاثة.
جزاكم الله خيرا لكن هذا شيء ليس بالسهل وخاصة مع النسائي. النسائي له مسالك لاتدرك لكل أحد
ـ[أبو الفضل المنزهي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 08:20 ص]ـ
استعن يا أخي بكتاب الشيخ الحويني بذل الاحسان بتقريب سنن النسائي ابي عبد الرحمن فقد وصل لما تريد اثباته
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[19 - 03 - 07, 09:40 ص]ـ
سلام عليكم،
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما أنا فأرى ألا تهمل جانبا طالما لقي الإهمال، وهو باب العلل التي أثبتها النسائي في كتابيه المجتبى من السنن والسنن الكبرى، فإن أبا عبد الرحمن النسائي رحمه الله، قد أودع في كتابيه هذين نفائس من هذا الباب، ولا يكاد يدع حديثا اختلف على راويه فيه إلا بين ذلك،
أما بيان أن المجتبى من السنن أصح الكتب بعد الصحيحين، فإنك من وجهة النظر العلمية البحتة، لن تكون منصفا حتى تتناول بالبحث سائر الكتب على سبيل الاستقصاء، وهذه غاية يصعب بلوغها،
أسأل الله تعالى التوفيق لنا جميعا، والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[الرحيلي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 03:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ محمد ابن الشيخ علي بن آدم الأثيوبي الولوي في شرح سنن النسائي المسمى بذخيرة العقبى في شرح المجتبى:
وقبل الشروع في المقصود ينبغي أن أذكر ترجمة المصنف , وتعريف كتابه , ليعرف قدره الخاص والعام , وينشر فضله بين الأنام , وفي ذلك مسائل عديدة , ومناهل جديدة , وخاتمة سديدة , ثم فصل الخطاب , ثم الشروع في المقصود المستطاب.
المسألة الأولى
في ذكر ترجمة المصنف رحمه الله تعالى
ثم ذكر بقية المسائل إرجع لها تستفد علما جما.(15/399)
من هم أشهر الرواة عن الإمام مالك
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[10 - 03 - 07, 07:32 م]ـ
السلام عليكم
من يدلني على أشهر رواة الإمام مالك رحمهم الله؟؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[11 - 03 - 07, 12:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أشهر الرواة عن مالك رحمه الله:
1/ أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي:
قال الخليلي في الإرشاد (1/ 231): (وقال أحمد بن حنبل كنت سمعت الموطأ من بضعة عشر رجلا من حفاظ أصحاب مالك فأعدته على الشافعي لأني وجدته أقومهم)
وقال ابن عدي في مقدمة الكامل (1/ 116): ( ... حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال سمعت أبي يقول: سمعت الموطأ من محمد بن إدريس الشافعي لأني رأيته فيه ثبتا وقد سمعته من جماعة قبله)
2 / عبد الله بن مسلمة القعنبي وقد اختار روايته للموطأ أبو داود في سننه (غالبا). وقد اختار ابن المديني والنسائي وابن معين أنه أثبت الناس في الموطأ وهو محمول على زمنه أي بعد الشافعي كما قال الحافظ ابن حجر.
3 / عبد الله بن يوسف التنيسي وقد اختار روايته للموطأ البخاري في صحيحه (غالبا).
وقد جاء عن ابن معين أن القعنبي والتنيسي أثبت الناس في الموطأ (غالبا)
4 / يحيى بن يحيى التميمي النيسابوري وقد اختار روايته للموطأ مسلم في صحيحه (غالبا).
5 / عبد الرحمن بن مهدي وقد اختار روايته للموطأ أحمد في مسنده (غالبا).
6 / قتيبة بن سعيد وقد اختار روايته للموطأ النسائي في سننه (غالبا).
7 / معن بن عيسى ويروى عن أبي حاتم أنه أثبت أصحاب مالك ذكره السيوطي في التنوير عنه.
8 / عبد الرحمن بن القاسم المصري. ونقل عن النسائي أنه أثبت أصحاب مالك.
9 / يحيى بن يحيى بن بكير.
10 / يحيى بن يحي الليثي وروايته للموطأ هي المشهورة الآن والمطبوعة.
11 / ابن وهب عبد الله بن سلمة الفهري.
12 / محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة وروايته للموطأ مطبوعة أيضا.
13 / مصعب بن عبد الله الزبيري.
14 / أبو مصعب الزهري وروايته أيضا مطبوعة وهو آخر من روى عن مالك كما ذكر الخليلي في الإرشاد (1/ 228) وابن حزم: تذكرة الحفاظ (2/ 483) وله زيادات على غيره.
قال السيوطي: في تنوير الحوالك: (الرواة عن مالك فيهم كثرة جدا بحيث لا يعرف لأحد من الأئمة رواة كرواته وقد أفرد الحافظ أبو بكر الخطيب كتابا في الرواة عن مالك أورد فيه ألف رجل إلا سبعة وذكر القاضي عياض أنه ألف في رواته كتابا وذكر فيه نيفا على ألف اسم وثلاثمائة وأما الذين رووا عنه الموطأ فعقد لهم القاضي في المدارك بابا وسمى منهم غير الأربعة المشهورين - وسيأتي ذكرهم - الشافعي ومطرف بن عبد الله وعبد الله بن عبد الحكم وبكار بن عبد الله الزبيري ويحيى بن يحيى النيسابوري وزياد بن عبد الله الأندلسي وسبطون بن عبد الله الأندلسي ومحمد بن شروس الصنعاني وأبا قرة السكسكي وأبا فلان السهمي البغدادي وأحمد بن منصور النامزاني وقتيبة بن سعيد وعتيق بن يعقوب الزبيري وأسد بن الفرات القروي وإسحق بن عيسى الطباع وبديرة المغني البغدادي وحفص بن عبد السلام الأندلسي وأخاه حسان وحبيب بن أبي حبيب وخلف بن جرير بن فضالة وخالد بن نزارة الإيلي والغازي بن قيس الأندلسي وقرعوس بن العباس الأندلسي ومحرز المدني وسعيد ابن عبد الحكم الأندلسي وسعيد بن أبي هند الأندلسي وسعيد بن عبدوس الأندلسي وعبد الأعلى بن مسهر الدمشقي وعبد الرحيم بن خالد المصري وإسماعيل بن أبي أويس وأخاه أبا بكر وعلي بن زياد التونسي وعباس بن ناصح الأندلسي وعيسى بن شجرة التونسي وأيوب بن صالح المدني وعبد الرحمن بن هند الطليطلي وعبد الرحمن بن عبد الله الأندلسي وعبيد بن حبان الدمشقي وسعيد بن داود المدني ... )
وينظر للفائدة: الإرشاد (1/ 231) سير أعلام النبلاء (8/ 75) تنوير الحوالك للسيوطي (ص 54) مقدمة موطأ مالك رواية محمد بن الحسن،للكنوي، مقدمة موطأ مالك رواية أبي مصعب الزهري (ص 21) الموطآت للإمام مالك تأليف نذير حمدان (ص 77 - 89)
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[11 - 03 - 07, 01:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا و يسر امورك في الخير(15/400)
من يفديني حول مصدر هذه الرواية ودرجتها؟
ـ[عمر]ــــــــ[10 - 03 - 07, 07:37 م]ـ
السلام عليكم
احببت ان اعرف مامصدر هذه الرواية وما درجتها بارك الله فيكم
عن أم سلمة، أنها قالت: بدأ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمرضه في بيت ميمونة، وكان كلما خف عليه، خرج وصلى بالناس، وكان كلما وجد ثقلًا قال: (مروا أبا بكر فليصل بالناس)، واشتد شكواه حتى غمر عليه من شدة الوجع، فاجتمع عنده نساؤه، وعمه العباس، وأم الفضل بنت الحارث وأسماء بنت عميس، فتشاوروا في لده، فلدوه وهو مغمور، فلما أفاق قال: (من فعل بي هذا، هذا من عمل نساء جئن من ها هنا، وأشار بيده إلى أرض الحبشة، وكانت أم سلمة وأسماء لدتاه، فقالوا: يا رسول الله! خشينا أن يكون بك ذات الجنب. قال: فبم لددتموني؟ قالوا: بالعود الهندي، وشيء من ورس، وقطرات من زيت. فقال: ما كان الله ليقذفني بذلك الداء، ثم قال: عزمت عليكم أن لا يبقى في البيت أحد إلا لد إلا عمي العباس).
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[10 - 03 - 07, 11:39 م]ـ
قال الأرناؤوط في تحقيقه لزاد المعاد (4/ 76): (أخرجه ابن سعد 2/ 235 من طريق الواقدي وهو ضعيف، وأخرجه بنحوه عبدالرزاق في "المصنف" (9754) من حديث أسماء بنت عميس، وإسناده صحيح، وصححه الحاكم 4/ 202، ووافقه الذهبي، ونقله الحافظ في "الفتح"8/ 113 عن عبدالرزاق وصحح إسناده).
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[13 - 03 - 07, 09:37 م]ـ
أصل الحديث في الصحيحين
وقال ابن حجر في الفتح:ورواه عبد الرزاق بإسناد صحيح عن أسماء بنت عميس قالت أن أول ما اشتكى كان في بيت ميمونة فاشتد مرضه حتى أغمى عليه فتشاورن في لده فلدوه فلما أفاق قال هذا فعل نساء جئن من هنا وأشار إلى الحبشة وكانت أسماء منهن فقالوا كنا نتهم بك ذات الجنب فقال ما كان الله ليعذبني به لا يبقى أحد في البيت إلا لد قال فلقد التدت ميمونة وهي صائمة
وقال أيضا:ورواه عبد الرزاق بإسناد صحيح عن أسماء بنت عميس قالت أن أول ما اشتكى كان في بيت ميمونة فاشتد مرضه حتى أغمى عليه فتشاورن في لده فلدوه فلما أفاق قال هذا فعل نساء جئن من هنا وأشار إلى الحبشة وكانت أسماء منهن فقالوا كنا نتهم بك ذات الجنب فقال ما كان الله ليعذبني به لا يبقى أحد في البيت إلا لد قال فلقد التدت ميمونة وهي صائمة وفي رواية بن أبي الزناد هذه بيان ضعف ما رواه أبو يعلى بسند فيه بن لهيعة من وجه آخر عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم مات من ذات الجنب.
الفتح (8|148)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[13 - 03 - 07, 11:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخرج عبد الرزاق في مصنفه (5/ 428) (9754) عن معمر عن الزهري قال اخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أسماء بنت عميس قالت: " أول ما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت ميمونة فاشتد مرضه حتى أغمي عليه قال فتشاور نساؤه في لده فلدوه فلما أفاق قال هذا فعل نساء جئن من هؤلاء - وأشار إلى أرض الحبشة - وكانت أسماء بنت عميس فيهن قالوا كنا نتهم بك ذات الجنب يا رسول الله قال إن ذلك لداء ما كان الله ليقذفني به لا يبقين في البيت أحد إلا التد إلا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني - عباسا - قال فلقد التدت ميمونة يومئذ وإنها لصائمة لعزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم "
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في المسند (6/ 438) واسحق بن راهويه في مسنده (5/ 40) وابن حبان في صحيحه (14/ 552) والطبراني في الكبير (24/ 140) والحاكم في المستدرك (4/ 225) وصححه ووافقه الذهبي وقال الحافظ في الفتح (8/ 148): (رواه عبدالرزاق بإسناد صحيح) وقال الهيثمي في المجمع (9/ 33): (رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح)
ـ[عمر]ــــــــ[14 - 03 - 07, 12:48 م]ـ
بارك الله فيكم اخواني(15/401)
صَحِيحُ البُخَارِي [تَرْقِيمُ فَتْحِ الْبَارِي - 300]
ـ[ياسر الحمداني]ــــــــ[10 - 03 - 07, 11:00 م]ـ
صَحِيحُ البُخَارِي [تَرْقِيمُ فَتْحِ الْبَارِي]:
=====================
أَخِي الكَرِيم: احْرِصْ بَعْدَ اقْتِنَائِكَ الكِتَابَ أَنْ تُعِيرَهُ لإِخْوَانِكَ وَجِيرَانِك؛ فَصَدَقَةُ العِلمِ تَعْلِيمُه، وَالدَّالُّ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِه، وَلأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا؛ خَيرٌ لَكَ مِن حُمْرِ النَّعَم
عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: ((مَثَلُ الَّذِي يَتَعَلَّمُ العِلْمَ ثُمَّ لا يُحَدِّثُ بِه؛ كَمَثَلِ الَّذِي يَكْنزُ الكَنزَ فَلا يُنْفِقُ مِنه)) 0
[صَحَّحَهُ الْعَلاَّمَةُ الأَلبَانيُّ في الصَّحِيحِ وَالصَّحِيحَةِ بِرَقْمَيْ: 5835، 3479، أَخْرَجَهُ الإِمَامُ الطَّبرَانيُّ في الأَوْسَطِ وَالْكَبِير]
فَلا تَمْنَعْ كِتَابًا مُسْتَعِيرًا * فَإِنَّ الْبُخْلَ لِلإِنْسَانِ عَارُ
أَلَمْ تَسْمَعْ حَدِيثًا عَنْ ثِقَاتٍ * جَزَاءُ الْبُخْلِ عِنْدَ اللهِ نَارُ
وَلا تَنْسَنَا يَا أَخِي مِنْ دُعَائِك، اجْعَلْ لَنَا مِنهُ نَصِيبًا مَفْرُوضَا
===============================
قَامَ بِتَرْقِيمِهِ عَلَى نَسَقِ فَتْحِ الْبَارِي ـ الَّذِي وَضَعَهُ الأُسْتَاذ فُؤَاد عَبْد الْبَاقي ـ الْعَبْدُ الْفَقِير / يَاسِر الحَمَدَاني:
[ت: 9287597/ 02 ـ محْمُول: 0105456519]
Yasser_Elhamadany@Hotmail.Com
===============================
[ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: [1 ـ كِتَابُ الوَحْي:
[1] حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ عَبْدُ الله بْنُ الزُّبَيْرِ
قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا يحْيى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ قَالَ أَخْبرَني محَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنْهُ عَلَى المِنْبَرِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ
إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْه)) 0
[2] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ الله عَنْهَا أَنَّ الحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِيَ الله عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الوَحْيُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْيَانَاً يَأْتِيني مِثْلَ صَلصَلَةِ الجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنيِّ وَقَدْ
وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ وَأَحْيَانَاً يَتَمَثَّلُ لي المَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُني فَأَعِي مَا يَقُولُ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْهَا وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الوَحْيُ في اليَوْمِ الشَّدِيدِ البَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقَاً)) 0
[3] حَدَّثَنَا يحْيى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَن عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَن عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أنهَا قَالَتْ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالحَةُ في النَّوْمِ فَكَانَ لا يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الخَلاءُ وَكَانَ يخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ وَهُوَ التَّعَبُّدُ اللَّيَاليَ ذَوَاتِ العَدَدِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِعَ إِلى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثمَّ يَرْجِعُ إِلى خَدِيجَةَ فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتىَّ جَاءهُ الحَقُّ وَهُوَ في غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءهُ المَلَكُ فَقَالَ اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَا بِقَارِئٍ قَالَ
¥(15/402)
فَأَخَذَني فَغَطَّني حَتىَّ بَلَغَ مِنيِّ الجَهْدَ ثمَّ أَرْسَلَني فَقَالَ اقْرَأْ قُلتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَني فَغَطَّني الثَّانِيَةَ حَتىَّ بَلَغَ مِنيِّ الجَهْدَ ثمَّ أَرْسَلَني فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَني فَغَطَّني الثَّالِثَةَ ثمَّ أَرْسَلَني فَقَالَ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِن عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ فَرَجَعَ بهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ
خُوَيْلِدٍ رَضِيَ الله عَنْهَا فَقَالَ زَمِّلُوني زَمِّلُوني فَزَمَّلُوهُ حَتىَّ ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ لخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الخَبَرَ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلا وَالله مَا يُخْزِيكَ الله أَبَدَاً إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الكَلَّ وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ فَانْطَلَقَتْ بِهِ خَدِيجَةُ حَتىَّ أَتَتْ بِهِ وَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ العُزَّى ابْنَ عَمِّ خَدِيجَةَ وَكَانَ
امْرَأً قَدْ تَنَصَّرَ في الجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ يَكْتُبُ الكِتَابَ العِبْرَانيَّ فَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ الله أَنْ يَكْتُبَ وَكَانَ شَيْخَاً كَبِيرَاً قَدْ عَمِيَ فَقَالَتْ لَهُ خَدِيجَةُ يَا ابْنَ عَمِّ اسْمَعْ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ يَا ابْنَ أَخِي مَاذَا تَرَى فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ الله عَلَى مُوسَى يَا لَيْتَني فِيهَا جَذَعَاً
لَيْتَني أَكُونُ حَيَّاً إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَمخْرِجِيَّ هُمْ قَالَ نَعَمْ لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلاَّ عُودِيَ وَإِنْ يُدْرِكْني يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرَاً مُؤَزَّرَاً ثمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفي وَفَتَرَ الوَحْي 0
[4] قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبرَني أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحمَنِ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ الله الأَنْصَارِيَّ قَالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الوَحْيِ فَقَالَ في
حَدِيثِهِ بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتَاً مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ بَصَرِي فَإِذَا المَلَكُ الَّذِي جَاءَني بحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَرُعِبْتُ مِنْهُ فَرَجَعْتُ فَقُلتُ زَمِّلُوني زَمِّلُوني فَأَنْزَلَ الله تَعَالى يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ إِلى قَوْلِهِ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ فَحَمِيَ الوَحْيُ وَتَتَابَعَ تَابَعَهُ عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ وَأَبُو صَالِحٍ وَتَابَعَهُ هِلالُ بْنُ رَدَّادٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَقَالَ يُونُسُ
وَمَعْمَرٌ بَوَادِرُهُ)) 0
[5] حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبي عَائِشَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ تَعَالى لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً وَكَانَ ممَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَنَا أُحَرِّكُهُمَا لَكُمْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُحَرِّكُهُمَا وَقَالَ سَعِيدٌ أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُهُمَا فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ فَأَنْزَلَ الله تَعَالى لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ قَالَ جَمْعُهُ لَكَ في صَدْرِكَ وَتَقْرَأَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ قَالَ فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ ثمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ثمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا
¥(15/403)
أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَرَأَهُ)) 0
[6] حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله قَالَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ محَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله قَالَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ وَمَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ نحْوَهُ قَالَ أَخْبرَني عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الله عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ
وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ)) 0
[7] حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ الحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبرَني عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ
أَخْبَرَهُ أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ في رَكْبٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَكَانُواْ تُجَّارَاً بِالشَّامِ في المُدَّةِ الَّتي كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَادَّ فِيهَا أَبَا سُفْيَانَ وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ فَأَتَوْهُ وَهُمْ بِإِيلِيَاءَ فَدَعَاهُمْ في مَجْلِسِهِ وَحَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ ثمَّ دَعَاهُمْ وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ فَقَالَ أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبَاً بهَذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبيٌّ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَقُلتُ أَنَا أَقْرَبُهُمْ نَسَبَاً
فَقَالَ أَدْنُوهُ مِنيِّ وَقَرِّبُواْ أَصْحَابَهُ فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ ثمَّ قَالَ لِتَرْجُمَانِهِ قُل لهُمْ إِنيِّ سَائِلٌ هَذَا عَن هَذَا الرَّجُلِ فَإِنْ كَذَبَني فَكَذِّبُوهُ فَوَالله لَوْلا الحَيَاءُ مِن أَنْ يَأْثِرُواْ عَلَيَّ كَذِبَاً لَكَذَبْتُ عَنْهُ ثمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا سَأَلَني عَنْهُ أَنْ قَالَ كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ قُلتُ هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ قَالَ فَهَل قَالَ هَذَا القَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ قُلتُ لا قَالَ فَهَل كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلتُ
لا قَالَ فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَقُلتُ بَل ضُعَفَاؤُهُمْ قَالَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ قُلتُ بَل يَزِيدُونَ قَالَ فَهَل يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ قُلتُ لا قَالَ فَهَل كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ قُلتُ لا قَالَ فَهَل يَغْدِرُ قُلتُ لا وَنحْنُ مِنْهُ في مُدَّةٍ لا نَدْرِي مَا هُوَ فَاعِلٌ فِيهَا قَالَ وَلَمْ تُمْكِني كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئَاً غَيْرُ هَذِهِ الكَلِمَةِ
قَالَ فَهَل قَاتَلتُمُوهُ قُلتُ نَعَمْ قَالَ فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ قُلتُ الحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالٌ يَنَالُ مِنَّا وَنَنَالُ مِنْهُ قَالَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ قُلتُ يَقُولُ اعْبُدُواْ الله وَحْدَهُ وَلا تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئَاً وَاتْرُكُواْ مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّدْقِ وَالعَفَافِ وَالصِّلَةِ فَقَالَ لِلتَّرْجُمَانِ قُل لَهُ سَأَلتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ في نَسَبِ
قَوْمِهَا وَسَأَلتُكَ هَل قَالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذَا القَوْلَ فَذَكَرْتَ أَنْ لا فَقُلتُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ قَالَ هَذَا القَوْلَ قَبْلَهُ لَقُلتُ رَجُلٌ يَأْتَسِي بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ وَسَأَلتُكَ هَل كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ فَذَكَرْتَ أَنْ لا قُلتُ فَلَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلكَ أَبِيهِ وَسَأَلتُكَ هَل كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ فَذَكَرْتَ أَنْ لا فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الكَذِبَ عَلَى
¥(15/404)
النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى الله وَسَأَلتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّ ضُعَفَاءهُمُ اتَّبَعُوهُ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ وَسَأَلتُكَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ فَذَكَرْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ وَكَذَلِكَ أَمْرُ الإِيمَان حَتىَّ يَتِمَّ وَسَأَلتُكَ أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ فَذَكَرْتَ أَنْ لا وَكَذَلِكَ الإِيمَان حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ القُلُوبَ وَسَأَلتُكَ هَل يَغْدِرُ فَذَكَرْتَ أَنْ لا وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ
لا تَغْدِرُ وَسَأَلتُكَ بمَا يَأْمُرُكُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُواْ الله وَلا تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئَاً وَيَنْهَاكُمْ عَن عِبَادَةِ الأَوْثَانِ وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلاةِ وَالصِّدْقِ وَالعَفَافِ فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقَّاً فَسَيمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ لَمْ أَكُن أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ فَلَوْ أَنيِّ أَعْلَمُ أَنيِّ أَخْلُصُ إِلَيْهِ لَتَجَشَّمْتُ لِقَاءهُ وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلتُ عَنْ قَدَمِهِ ثمَّ دَعَا
بِكِتَابِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ دِحْيَةَ إِلى عَظِيمِ بُصْرَى فَدَفَعَهُ إِلى هِرَقْلَ فَقَرَأَهُ فَإِذَا فِيهِ بِسْمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ محَمَّدٍ عَبْدِ الله وَرَسُولِهِ إِلى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى أَمَّا بَعْدُ فَإِنيِّ أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلامِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ الله أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ وَ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلى
كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لا نَعْبُدَ إِلاَّ الله وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئَاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضَاً أَرْبَابَاً مِنْ دُونِ الله فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَلَمَّا قَالَ مَا قَالَ وَفَرَغَ مِنْ قِرَاءةِ الكِتَابِ كَثُرَ عِنْدَهُ الصَّخَبُ وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ وَأُخْرِجْنَا فَقُلتُ لاَصْحَابي حِينَ أُخْرِجْنَا لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبي كَبْشَةَ إِنَّهُ يَخَافُهُ مَلِكُ بَني الأَصْفَرِ فَمَا زِلتُ
مُوقِنَاً أَنَّهُ سَيَظْهَرُ حَتىَّ أَدْخَلَ الله عَلَيَّ الإِسْلامَ وَكَانَ ابْنُ النَّاظُورِ صَاحِبُ إِيلِيَاءَ وَهِرَقْلَ سُقُفَّاً عَلَى نَصَارَى الشَّامِ يُحَدِّثُ أَنَّ هِرَقْلَ حِينَ قَدِمَ إِيلِيَاءَ أَصْبَحَ يَوْمَاً خَبِيثَ النَّفْسِ فَقَالَ بَعْضُ بَطَارِقَتِهِ قَدِ اسْتَنْكَرْنَا هَيْئَتَكَ قَالَ ابْنُ النَّاظُورِ وَكَانَ هِرَقْلُ حَزَّاءً يَنْظُرُ في النُّجُومِ فَقَالَ لهُمْ حِينَ سَأَلُوهُ إِنيِّ رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ حِينَ نَظَرْتُ في النُّجُومِ مَلِكَ الخِتَانِ قَدْ ظَهَرَ فَمَنْ
يخْتَتِنُ مِن هَذِهِ الأُمَّةِ قَالُواْ لَيْسَ يخْتَتِنُ إِلاَّ اليَهُودُ فَلا يُهِمَّنَّكَ شَأْنُهُمْ وَاكْتُبْ إِلى مَدَايِنِ مُلكِكَ فَيَقْتُلُواْ مَنْ فِيهِمْ مِنَ اليَهُودِ فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى أَمْرِهِمْ أُتيَ هِرَقْلُ بِرَجُلٍ أَرْسَلَ بِهِ مَلِكُ غَسَّانَ يُخْبِرُ عَن خَبَرِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا اسْتَخْبَرَهُ هِرَقْلُ قَالَ اذْهَبُواْ فَانْظُرُواْ أَمخْتَتِنٌ هُوَ أَمْ لا فَنَظَرُواْ إِلَيْهِ فَحَدَّثُوهُ أَنَّهُ مخْتَتِنٌ وَسَأَلَهُ عَنِ العَرَبِ
فَقَالَ هُمْ يخْتَتِنُونَ فَقَالَ هِرَقْلُ هَذَا مُلكُ هَذِهِ الأُمَّةِ قَدْ ظَهَرَ ثمَّ كَتَبَ هِرَقْلُ إِلى صَاحِبٍ لَهُ بِرُومِيَّةَ وَكَانَ نَظِيرَهُ في العِلمِ وَسَارَ هِرَقْلُ إِلى حِمْصَ فَلَمْ يَرِمْ حِمْصَ حَتىَّ أَتَاهُ كِتَابٌ مِنْ صَاحِبِهِ يُوَافِقُ رَأْيَ هِرَقْلَ عَلَى خُرُوجِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّهُ نَبيٌّ فَأَذِنَ هِرَقْلُ لِعُظَمَاءِ الرُّومِ في دَسْكَرَةٍ لَهُ بحِمْصَ ثمَّ أَمَرَ بِأَبْوَابهَا فَغُلِّقَتْ ثمَّ اطَّلَعَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الرُّومِ
¥(15/405)
هَل لَكُمْ في الفَلاحِ وَالرُّشْدِ وَأَنْ يَثْبُتَ مُلكُكُمْ فَتُبَايِعُواْ هَذَا النَّبيَّ فَحَاصُواْ حَيْصَةَ حُمُرِ الوَحْشِ إِلى الأَبْوَابِ فَوَجَدُوهَا قَدْ غُلِّقَتْ فَلَمَّا رَأَى هِرَقْلُ نَفْرَتَهُمْ وَأَيِسَ مِنَ الإِيمَان قَالَ رُدُّوهُمْ عَلَيَّ وَقَالَ إِنيِّ قُلتُ مَقَالَتي آنِفَاً أَخْتَبِرُ بهَا شِدَّتَكُمْ عَلَى دِينِكُمْ فَقَدْ رَأَيْتُ فَسَجَدُواْ لَهُ وَرَضُواْ عَنْهُ فَكَانَ ذَلِكَ آخِرَ شَأْنِ هِرَقْلَ)) 0
رَوَاهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَيُونُسُ وَمَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيّ 0
[بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: [2 ـ كِتَابُ الإِيمَان:
[بَابُ قَوْلُ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُنيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ وَهُوَ قَوْلٌ وَفِعْلٌ وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ قَالَ الله تَعَالى لِيَزْدَادُواْ إِيمَانا مَعَ إِيمَانهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً وَيَزِيدُ الله الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ وَقَوْلُهُ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُواْ إِيمَانا وَقَوْلُهُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانا فَأَمَّا
الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانا وَقَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانا وَقَوْلُهُ تَعَالى وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانا وَتَسْلِيمَاً وَالحُبُّ في الله وَالبُغْضُ في الله مِنَ الإِيمَان وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ إِلى عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ إِنَّ لِلإِيمَان فَرَائِضَ وَشَرَائِعَ وَحُدُودَاً وَسُنَنَاً فَمَنِ اسْتَكْمَلَهَا اسْتَكْمَلَ الإِيمَان وَمَنْ لَمْ يَسْتَكْمِلهَا لَمْ يَسْتَكْمِل الإِيمَان فَإِن أَعِشْ فَسَأُبَيِّنُهَا لَكُمْ حَتىَّ
تَعْمَلُواْ بهَا وَإِن أَمُتْ فَمَا أَنَا عَلَى صُحْبَتِكُمْ بحَرِيصٍ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلبي وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ اليَقِينُ الإِيمَان كُلُّهُ وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لا يَبْلُغُ العَبْدُ حَقِيقَةَ التَّقْوَى حَتىَّ يَدَعَ مَا حَاكَ في الصَّدْرِ وَقَالَ مجَاهِدٌ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ أَوْصَيْنَاكَ يَا محَمَّدُ وَإِيَّاهُ دِينَاً وَاحِدَاً وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ شِرْعَةً
وَمِنْهَاجَاً سَبِيلاً وَسُنَّةً دُعَاؤُكُمْ إِيمَانكُمْ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ قُل مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ وَمَعْنى الدُّعَاءِ في اللُّغَةِ الإِيمَان
[8] حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى قَالَ أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبي سُفْيَانَ عَن عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُنيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ محَمَّدَاً رَسُولُ اللهِ
وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ)) 0
[بَابُ أُمُورِ الإِيمَان وَقَوْلِ الله تَعَالى لَيْسَ البِرَّ أَنْ تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِالله وَاليَوْمِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ
وَالصَّابِرِينَ في البَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَأُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ وَقَوْلِهِ قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ الآيَةَ:
[9] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ محَمَّدٍ الجُعْفي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ عَن عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ عَن أَبي صَالِحٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الإِيمَان بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً وَالحَيَاءُ
شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَان)) 0
¥(15/406)
[بَابُ المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ
[10] حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبي إِيَاسٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَن عَبْدِ الله بْنِ أَبي السَّفَرِ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبي خَالِدٍ عَنِ الشَّعْبيِّ عَن عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهُمَا عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالمُهَاجِرُ مَن هَجَرَ مَا نهَى الله عَنْهُ)) 0
قَالَ أَبُو عَبْد الله وَقَالَ
أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ هُوَ ابْنُ أَبي هِنْدٍ عَن عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الله يَعْني ابْنَ عَمْرٍو عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ دَاوُدَ عَن عَامِرٍ عَن عَبْدِ الله عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[بَابُ أَيُّ الإِسْلامِ أَفْضَلُ:
[11] حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يحْيى بْنِ سَعِيدٍ القُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أَبي بُرْدَةَ عَن أَبي بُرْدَةَ عَن أَبي
مُوسَى رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ قَالُواْ يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الإِسْلامِ أَفْضَلُ قَالَ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ)) 0
[بَابُ إِطْعَامُ الطَّعَامِ مِنَ الإِسْلامِ:
[12] حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ عَن أَبي الخَيْرِ عَن عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الإِسْلامِ خَيْرٌ قَالَ تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلامَ عَلَى مَن عَرَفْتَ وَمَنْ
لَمْ تَعْرِفْ)) 0
بَابُ مِنَ الإِيمَانِ أَنْ يُحِبَّ لاَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ:
[13] حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا يحْيى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَن أَنَسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَن حُسَيْنٍ المُعَلِّمِ قَالَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَن أَنَسٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتىَّ يُحِبَّ لاَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)) 0
[بَابُ حُبُّ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ
الإِيمَانِ:
[14] حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتىَّ أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ)) 0
[15] حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ عَن عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَن أَنَسٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ح وَحَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَن أَنَسٍ قَالَ قَالَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتىَّ أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)) 0
[بَابُ حَلاوَةِ الإِيمَانِ:
[16] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ المُثَنى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفي قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَن أَبي قِلابَةَ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَان أَنْ يَكُونَ الله وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلاَّ للهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ في النَّارِ)) 0
[17] حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبرَني عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ الله بْنِ جَبْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَاً عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ آيَةُ الإِيمَان حُبُّ الأَنْصَارِ وَآيَةُ النِّفَاقِ
بُغْضُ الأَنْصَارِ)) 0
¥(15/407)
[بَابُ عَلامَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ:
[18] حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبرَني أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ الله بْنُ عَبْدِ الله أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ رَضِيَ الله عَنْهُ وَكَانَ شَهِدَ بَدْرَاً وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ العَقَبَةِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِن أَصْحَابِهِ بَايِعُوني عَلَى أَنْ لا تُشْرِكُواْ بِالله شَيْئَاً وَلا تَسْرِقُواْ
وَلا تَزْنُواْ وَلا تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ وَلا تَأْتُواْ بِبُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ وَلا تَعْصُواْ في مَعْرُوفٍ فَمَنْ وَفى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى الله وَمَن أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئَاً فَعُوقِبَ في الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَن أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئَاً ثمَّ سَتَرَهُ الله فَهُوَ إِلى الله إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ فَبَايَعْنَاهُ عَلَى ذَلِك)) 0
[بَابُ مِنَ الدِّينِ الفِرَارُ مِنَ الفِتَنِ:
[19] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله
بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَن عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ أَبي صَعْصَعَةَ عَن أَبِيهِ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ المُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بهَا شَعَفَ الجِبَالِ وَمَوَاقِعَ القَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ)) 0
[بَابُ قَوْلُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللهِ وَأَنَّ المَعْرِفَةَ فِعْلُ القَلبِ
لِقَوْلِ اللهِ تَعَالى وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ:
[20] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ سَلامٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ عَن هِشَامٍ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ مِنَ الأَعْمَالِ بمَا يُطِيقُونَ قَالُواْ إِنَّا لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الله قَدْ غَفَرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ فَيَغْضَبُ حَتىَّ يُعْرَفَ الغَضَبُ في وَجْهِهِ ثمَّ يَقُولُ إِنَّ
أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِالله أَنَا)) 0
[بَابُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلقَى في النَّارِ مِنَ الإِيمَانِ:
[21] حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَان مَنْ كَانَ الله وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا وَمَن أَحَبَّ عَبْدَاً لا يُحِبُّهُ إِلاَّ للهِ عَزَّ وَجَلَّ
وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ في الكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ الله مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلقَى في النَّارِ)) 0
[بَابُ تَفَاضُلِ أَهْلِ الإِيمَانِ في الأَعْمَالِ:
[22] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَني مَالِكٌ عَن عَمْرِو بْنِ يحْيى المَازِنِيِّ عَن أَبِيهِ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ ثمَّ يَقُولُ الله تَعَالى أَخْرِجُواْ مِنَ النَّارِ مَنْ
كَانَ في قَلبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِن خَرْدَلٍ مِن إِيمَان فَيُخْرَجُونَ مِنْهَا قَدِ اسْوَدُّواْ فَيُلقَوْنَ في نهَرِ الحَيَا أَوِ الحَيَاةِ شَكَّ مَالِكٌ فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ في جَانِبِ السَّيْلِ أَلَمْ تَرَ أنهَا تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلتَوِيَةً قَالَ وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا عَمْرٌو الحَيَاةِ وَقَالَ خَرْدَلٍ مِن خَيْرٍ)) 0
[23] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الله قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَن أَبي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ
¥(15/408)
بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ يُعْرَضُونَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ قُمُصٌ مِنْهَا مَا يَبْلُغُ الثُّدِيَّ وَمِنْهَا مَا دُونَ ذَلِكَ وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ يَجُرُّهُ قَالُواْ فَمَا أَوَّلتَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ الدِّينَ)) 0
[بَابُ الحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ:
[24] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ
أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ الله عَن أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ في الحَيَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُ فَإِنَّ الحَيَاءَ مِنَ الإِيمَان)) 0
[بَابُ فَإِنْ تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ:
[25] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ محَمَّدٍ المُسْنَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاقِدِ بْنِ محَمَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبي يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُمِرْتُ أَن أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتىَّ يَشْهَدُواْ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ محَمَّدَاً رَسُولُ اللهِ وَيُقِيمُواْ الصَّلاةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُواْ ذَلِكَ عَصَمُواْ مِنيِّ دِمَاءهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بحَقِّ الإِسْلامِ وَحِسَابهُمْ عَلَى الله)) 0
[بَابُ مَنْ قَالَ إِنَّ الإِيمَانَ هُوَ العَمَلُ لِقَوْلِ اللهِ
تَعَالى وَتِلكَ الجَنَّةُ الَّتي أُورِثْتُمُوهَا بمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَقَالَ عِدَّةٌ مِن أَهْلِ العِلمِ في قَوْلِهِ تَعَالى فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ عَنْ قَوْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَقَالَ لِمِثْلِ هَذَا فَليَعْمَل العَامِلُونَ:
[26] حَدَّثَنَا أَحمَدُ بْنُ يُونُسَ وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ عَن أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ العَمَلِ أَفْضَلُ فَقَالَ إِيمَان بِالله وَرَسُولِهِ قِيلَ ثمَّ مَاذَا قَالَ الجِهَادُ في سَبِيلِ الله قِيلَ ثمَّ مَاذَا قَالَ حَجٌّ مَبْرُورٌ)) 0
[بَابُ إِذَا لَمْ يَكُنِ الإِسْلامُ عَلَى الحَقِيقَةِ وَكَانَ عَلَى الاسْتِسْلامِ أَوِ الخَوْفِ مِنَ القَتْلِ لِقَوْلِهِ تَعَالى قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَمْ تُؤْمِنُواْ وَلَكِنْ قُولُواْ أَسْلَمْنَا فَإِذَا كَانَ عَلَى الحَقِيقَةِ فَهُوَ عَلَى قَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ
الإِسْلامُ:
[27] حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبرَني عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى رَهْطَاً وَسَعْدٌ جَالِسٌ فَتَرَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً هُوَ أَعْجَبُهُمْ إِليَّ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ فَوَالله إِنيِّ لارَاهُ مُؤْمِنَاً فَقَالَ أَوْ مُسْلِمَاً فَسَكَتُّ قَلِيلاً ثمَّ غَلَبَني مَا أَعْلَمُ
مِنْهُ فَعُدْتُ لِمَقَالَتي فَقُلتُ مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ فَوَالله إِنيِّ لارَاهُ مُؤْمِنَاً فَقَالَ أَوْ مُسْلِمَاً ثمَّ غَلَبَني مَا أَعْلَمُ مِنْهُ فَعُدْتُ لِمَقَالَتي وَعَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ قَالَ يَا سَعْدُ إِنيِّ لاعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِليَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يَكُبَّهُ الله في النَّارِ وَرَوَاهُ يُونُسُ وَصَالِحٌ وَمَعْمَرٌ وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ)) 0
[بَابُ إِفْشَاءُ السَّلامِ مِنَ الإِسْلامِ وَقَالَ عَمَّارٌ
¥(15/409)
ثَلاثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ وَبَذْلُ السَّلامِ لِلعَالَمِ وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ:
[28] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبي حَبِيبٍ عَن أَبي الخَيْرِ عَن عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الإِسْلامِ خَيْرٌ قَالَ تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلامَ عَلَى مَن عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ)) 0
[بَابُ كُفْرَانِ العَشِيرِ وَكُفْرٍ دُونَ
كُفْرٍ فِيهِ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
[29] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ يَكْفُرْنَ قِيلَ أَيَكْفُرْنَ بِالله قَالَ يَكْفُرْنَ العَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئَاً قَالَتْ
مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرَاً قَطُّ)) 0
[بَابُ المَعَاصِي مِن أَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ وَلا يُكَفَّرُ صَاحِبُهَا بِارْتِكَابهَا إِلاَّ بِالشِّرْكِ لِقَوْلِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ وَقَوْلِ اللهِ تَعَالى إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ:
[بَابُ المَعَاصِي مِن أَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ وَلا يُكَفَّرُ صَاحِبُهَا بِارْتِكَابهَا إِلاَّ بِالشِّرْكِ لِقَوْلِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ وَقَوْلِ اللهِ تَعَالى إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ:
[30] حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاصِلٍ الأَحْدَبِ عَنِ المَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ وَعَلَى غُلامِهِ حُلَّةٌ فَسَأَلتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ إِنيِّ سَابَبْتُ رَجُلاً فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ فَقَالَ لي النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا ذَرٍّ
أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمُ الله تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَليُطْعِمْهُ ممَّا يَأْكُلُ وَليُلبِسْهُ ممَّا يَلبَسُ وَلا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ)) 0
[بَابُ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ المُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَسَمَّاهُمُ المُؤْمِنِينَ:
[31] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحمَنِ بْنُ المُبَارَكِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا
أَيُّوبُ وَيُونُسُ عَنِ الحَسَنِ عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ ذَهَبْتُ لاَنْصُرَ هَذَا الرَّجُلَ فَلَقِيَني أَبُو بَكْرَةَ فَقَالَ أَيْنَ تُرِيدُ قُلتُ أَنْصُرُ هَذَا الرَّجُلَ قَالَ ارْجِعْ فَإِنيِّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا التَقَى المُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالقَاتِلُ وَالمَقْتُولُ في النَّارِ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا القَاتِلُ فَمَا بَالُ المَقْتُولِ قَالَ إِنَّهُ كَانَ حَرِيصَاً عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ)) 0
[بَابُ ظُلمٌ دُونَ ظُلمٍ
:
[32] حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ح قَالَ وَحَدَّثَني بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ أَبُو محَمَّدٍ العَسْكَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَن إِبْرَاهِيمَ عَن عَلقَمَةَ عَن عَبْدِ الله قَالَ لَمَّا نَزَلَتِ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلبِسُواْ إِيمَانهُمْ بِظُلمٍ قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ فَأَنْزَلَ الله عَزَّ وَجَلَّ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلمٌ عَظِيمٌ)) 0
[بَابُ عَلامَةِ
المُنَافِقِ:
¥(15/410)
[33] حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ أَبُو الرَّبِيعِ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ مَالِكِ بْنِ أَبي عَامِرٍ أَبُو سُهَيْلٍ عَن أَبِيهِ عَن أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ)) 0
[34] حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَن عَبْدِ الله بْنِ مُرَّةَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَن عَبْدِ
الله بْنِ عَمْرٍو أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقَاً خَالِصَاً وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتىَّ يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ تَابَعَهُ شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ)) 0
[بَابُ قِيَامُ لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ الإِيمَانِ:
[35] حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ
عَنِ الأَعْرَجِ عَن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَقُمْ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانا وَاحْتِسَابَاً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) 0
[بَابُ الجِهَادُ مِنَ الإِيمَانِ:
[36] حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَارَةُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ انْتَدَبَ الله لِمَن خَرَجَ
في سَبِيلِهِ لا يُخْرِجُهُ إِلاَّ إِيمَان بي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلي أَن أُرْجِعَهُ بمَا نَالَ مِن أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ أَوْ أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ وَلَوْلا أَن أَشُقَّ عَلَى أُمَّتي مَا قَعَدْتُ خَلفَ سَرِيَّةٍ وَلَوَدِدْتُ أَنيِّ أُقْتَلُ في سَبِيلِ الله ثمَّ أُحْيَا ثمَّ أُقْتَلُ ثمَّ أُحْيَا ثمَّ أُقْتَلُ)) 0
[بَابُ تَطَوُّعُ قِيَامِ رَمَضَانَ مِنَ الإِيمَانِ:
[37] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَني مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَن حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ عَن أَبي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانا وَاحْتِسَابَاً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) 0
[بَابُ صَوْمُ رَمَضَانَ احْتِسَابَاً مِنَ الإِيمَانِ:
[38] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ سَلامٍ قَالَ أَخْبَرَنَا محَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ حَدَّثَنَا يحْيى بْنُ سَعِيدٍ عَن أَبي سَلَمَةَ عَن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانا وَاحْتِسَابَاً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ
)) 0
[بَابُ الدِّينُ يُسْرٌ وَقَوْلُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ الدِّينِ إِلى اللهِ الحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ:
[39] حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلامِ بْنُ مُطَهَّرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ مَعْنِ بْنِ محَمَّدٍ الغِفَارِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبي سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ عَن أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ فَسَدِّدُواْ وَقَارِبُواْ وَأَبْشِرُواْ
وَاسْتَعِينُواْ بِالغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلجَةِ)) 0
[بَابُ الصَّلاةُ مِنَ الإِيمَانِ وَقَوْلُ اللهِ تَعَالى وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ يَعْني صَلاتَكُمْ عِنْدَ البَيْتِ:
[40] حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ أَوْ قَالَ أَخْوَالِهِ مِنَ الأَنْصَارِ وَأَنَّهُ صَلَّى
¥(15/411)
قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرَاً أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرَاً وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلاةٍ صَلاهَا صَلاةَ العَصْرِ وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ فَقَالَ أَشْهَدُ بِالله لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ فَدَارُواْ كَمَا هُمْ قِبَلَ البَيْتِ وَكَانَتِ اليَهُودُ قَدْ أَعْجَبهَمْ إِذْ كَانَ
يُصَلِّي قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ وَأَهْلُ الكِتَابِ فَلَمَّا وَلَّى وَجْهَهُ قِبَلَ البَيْتِ أَنْكَرُواْ ذَلِكَ قَالَ زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ البَرَاءِ في حَدِيثِهِ هَذَا أَنَّهُ مَاتَ عَلَى القِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ رِجَالٌ وَقُتِلُواْ فَلَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ فَأَنْزَلَ الله تَعَالى وَمَا كَانَ الله لِيُضِيعَ إِيمَانكُمْ)) 0
[بَابُ حُسْنُ إِسْلامِ المَرْء:
[41] قَالَ مَالِكٌ أَخْبرَني زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا
سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا أَسْلَمَ العَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلامُهُ يُكَفِّرُ اللهُ عَنْهُ كُلَّ سَيِّئَةٍ كَانَ زَلَفَهَا وَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ القِصَاصُ الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالهَا إِلى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ وَالسَّيِّئَةُ بمِثْلِهَا إِلاَّ أَنْ يَتَجَاوَزَ اللهُ عَنْهَا:
[42] حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَن أَبي
هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلامَهُ فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالهَا إِلى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بمِثْلِهَا)) 0
[بَابُ أَحَبُّ الدِّينِ إِلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَدْوَمُهُ:
[43] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ المُثَنى حَدَّثَنَا يحْيى عَن هِشَامٍ قَالَ أَخْبرَني أَبي عَن عَائِشَةَ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا
امْرَأَةٌ قَالَ مَن هَذِهِ قَالَتْ فُلانَةُ تَذْكُرُ مِنْ صَلاتهَا قَالَ مَهْ عَلَيْكُمْ بمَا تُطِيقُونَ فَوَالله لا يَمَلُّ الله حَتىَّ تَمَلُّواْ وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَادَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ)) 0
[بَابُ زِيَادَةِ الإِيمَانِ وَنُقْصَانِهِ وَقَوْلِ اللهِ تَعَالى وَزِدْنَاهُمْ هُدىً وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُواْ إِيمَانَاً وَقَالَ اليَوْمَ أَكْمَلتُ لَكُمْ دِينَكُمْ فَإِذَا تَرَكَ شَيْئَاً مِنَ الكَمَالِ فَهُوَ نَاقِصٌ:
[44] حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ
حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَن أَنَسٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَفي قَلبِهِ وَزْنُ شَعِيرَةٍ مِن خَيْرٍ وَيخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَفي قَلبِهِ وَزْنُ بُرَّةٍ مِن خَيْرٍ وَيخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَفي قَلبِهِ وَزْنُ ذَرَّةٍ مِن خَيْرٍ قَالَ أَبُو عَبْد الله قَالَ أَبَانُ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ حَدَّثَنَا أَنَسٌ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن إِيمَان مَكَانَ مِن خَيْرٍ)) 0
[45] حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ سَمِعَ جَعْفَرَ بْنَ عَوْنٍ حَدَّثَنَا أَبُو العُمَيْسِ أَخْبَرَنَا قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَن عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ أَنَّ رَجُلاً مِنَ اليَهُودِ قَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ آيَةٌ في كِتَابِكُمْ تَقْرَءونهَا لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ لاتَّخَذْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ عِيدَاً قَالَ أَيُّ آيَةٍ قَالَ اليَوْمَ أَكْمَلتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ
¥(15/412)
عَلَيْكُمْ نِعْمَتي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينَاً قَالَ عُمَرُ قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ)) 0
[بَابُ الزَّكَاةُ مِنَ الإِسْلامِ وَقَوْلُهُ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللهَ مخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُواْ الصَّلاةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ:
[46] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَني مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ
عَمِّهِ أَبي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ عَن أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ طَلحَةَ بْنَ عُبَيْدِ الله يَقُولُ جَاءَ رَجُلٌ إِلى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن أَهْلِ نجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ وَلا يُفْقَهُ مَا يَقُولُ حَتىَّ دَنَا فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الإِسْلامِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ فَقَالَ هَل عَلَيَّ غَيْرُهَا قَالَ لا إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَصِيَامُ رَمَضَانَ قَالَ هَل عَلَيَّ غَيْرُهُ قَالَ لا إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ قَالَ وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّكَاةَ قَالَ هَل عَلَيَّ غَيْرُهَا قَالَ لا إِلاَّ أَنْ تَطَوَّعَ قَالَ فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ وَالله لا أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلا أَنْقُصُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ)) 0
[بَابُ اتِّبَاعُ الجَنَائِزِ مِنَ الإِيمَانِ:
[47] حَدَّثَنَا أَحمَدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عَلِيٍّ المَنْجُوفي
قَالَ حَدَّثَنَا رَوْحٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنِ الحَسَنِ وَمحَمَّدٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ إِيمَانا وَاحْتِسَابَاً وَكَانَ مَعَهُ حَتىَّ يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا فَإِنَّه يَرْجِعُ مِنَ الأَجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أُحُدٍ وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثمَّ رَجَعَ قَبْلَ أَنْ تُدْفَنَ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاطٍ تَابَعَهُ عُثْمَانُ المُؤَذِّنُ قَالَ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ
محَمَّدٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نحْوَهُ)) 0
[بَابُ خَوْفِ المُؤْمِنِ مِن أَنْ يحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لا يَشْعُرُ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ مَا عَرَضْتُ قَوْلي عَلَى عَمَلي إِلاَّ خَشِيتُ أَن أَكُونَ مُكَذِّبَاً وَقَالَ ابْنُ أَبي مُلَيْكَةَ أَدْرَكْتُ ثَلاثِينَ مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَى إِيمَان جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ
وَيُذْكَرُ عَنِ الحَسَنِ مَا خَافَهُ إِلاَّ مُؤْمِنٌ وَلا أَمِنَهُ إِلاَّ مُنَافِقٌ وَمَا يُحْذَرُ مِنَ الأصْرَارِ عَلَى النِّفَاقِ وَالعِصْيَانِ مِن غَيْرِ تَوْبَةٍ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالى وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
[48] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ زُبَيْدٍ قَالَ سَأَلتُ أَبَا وَائِلٍ عَنِ المُرْجِئَةِ فَقَالَ حَدَّثَني عَبْدُ الله أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ
كُفْرٌ)) 0
[49] أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَن حُمَيْدٍ حَدَّثَني أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ أَخْبرَني عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلاحَى رَجُلانِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ إِنيِّ خَرَجْتُ لاُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ القَدْرِ وَإِنَّهُ تَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ فَرُفِعَتْ وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرَاً لَكُمُ التَمِسُوهَا في السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالخَمْسِ))
0
¥(15/413)
[بَابُ سُؤَالِ جِبْرِيلَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الإِيمَانِ وَالإِسْلامِ وَالإِحْسَانِ وَعِلمِ السَّاعَةِ وَبَيَانِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ ثمَّ قَالَ جَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ فَجَعَلَ ذَلِكَ كُلَّهُ دِينَاً وَمَا بَيَّنَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوَفْدِ عَبْدِ القَيْسِ مِنَ الإِيمَانِ وَقَوْلِهِ تَعَالى وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينَاً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ:
[50] حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ عَن أَبي زُرْعَةَ عَن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزَاً يَوْمَاً لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ مَا الإِيمَان قَالَ الإِيمَان أَنْ تُؤْمِنَ بِالله وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالبَعْثِ قَالَ مَا الإِسْلامُ قَالَ الإِسْلامُ أَنْ تَعْبُدَ الله وَلا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئَاً وَتُقِيمَ الصَّلاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ
المَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ قَالَ مَا الإِحْسَانُ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ الله كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَالَ مَتى السَّاعَةُ قَالَ مَا المَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ وَسَأُخْبِرُكَ عَن أَشْرَاطِهَا إِذَا وَلَدَتِ الأَمَةُ رَبَّهَا وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الإِبِلِ البُهْمُ في البُنْيَانِ في خَمْسٍ لا يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ الله ثمَّ تَلا النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الله عِنْدَهُ عِلمُ السَّاعَةِ الآيَةَ ثمَّ أَدْبَرَ
فَقَالَ رُدُّوهُ فَلَمْ يَرَوْا شَيْئَاً فَقَالَ هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ)) 0
قَالَ أَبُو عَبْد الله جَعَلَ ذَلِك كُلَّهُ مِنَ الإِيمَان 0
[51] حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَن عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ قَالَ أَخْبرَني أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ أَنَّ هِرَقْلَ قَالَ لَهُ سَأَلتُكَ هَل يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ
يَزِيدُونَ وَكَذَلِكَ الإِيمَان حَتىَّ يَتِمَّ وَسَأَلتُكَ هَل يَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ فَزَعَمْتَ أَنْ لا وَكَذَلِكَ الإِيمَان حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ القُلُوبَ لا يَسْخَطُهُ أَحَدٌ)) 0
[بَابُ فَضْلِ مَنِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ:
[52] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا عَن عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الحَلالُ بَيِّنٌ وَالحَرَامُ بَيِّنٌ
وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ في الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمىً أَلا إِنَّ حِمَى الله في أَرْضِهِ محَارِمُهُ أَلا وَإِنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ القَلبُ)) 0
[بَابُ أَدَاءُ الخُمُسِ مِنَ الإِيمَانِ:
[53] حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ الجَعْدِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَن أَبي جَمْرَةَ قَالَ كُنْتُ أَقْعُدُ مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ يُجْلِسُني عَلَى سَرِيرِهِ فَقَالَ أَقِمْ عِنْدِي حَتىَّ أَجْعَلَ لَكَ سَهْمَاً مِنْ مَالي فَأَقَمْتُ مَعَهُ شَهْرَيْنِ ثمَّ قَالَ إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ القَيْسِ لَمَّا أَتَوْا النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنِ القَوْمُ أَوْ مَنِ الوَفْدُ قَالُواْ رَبِيعَةُ قَالَ مَرْحَبَاً بِالقَوْمِ أَوْ بِالوَفْدِ غَيْرَ خَزَايَا وَلا نَدَامَى فَقَالُواْ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا لا
¥(15/414)
نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيكَ إِلاَّ في الشَّهْرِ الحَرَامِ وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ فَمُرْنَا بِأَمْرٍ فَصْلٍ نُخْبِرْ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا وَنَدْخُل بِهِ الجَنَّةَ وَسَأَلُوهُ عَنِ الأَشْرِبَةِ فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ وَنهَاهُمْ عَن أَرْبَعٍ أَمَرَهُمْ بِالإِيمَان بِالله وَحْدَهُ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الإِيمَان بِالله وَحْدَهُ قَالُواْ الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ محَمَّدَاً رَسُولُ اللهِ وَإِقَامُ الصَّلاةِ
وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَصِيَامُ رَمَضَانَ وَأَنْ تُعْطُواْ مِنَ المَغْنَمِ الخُمُسَ وَنهَاهُمْ عَن أَرْبَعٍ عَنِ الحَنْتَمِ وَالدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ وَالمُزَفَّتِ وَرُبَّمَا قَالَ المُقَيَّرِ وَقَالَ احْفَظُوهُنَّ وَأَخْبِرُواْ بِهِنَّ مَنْ وَرَاءكُمْ)) 0
[بَابُ مَا جَاءَ إِنَّ الأَعْمَالَ بِالنِّيَّةِ وَالحِسْبَةِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَدَخَلَ فِيهِ الإِيمَانُ وَالوُضُوءُ وَالصَّلاةُ وَالزَّكَاةُ وَالحَجُّ وَالصَّوْمُ وَالأَحْكَامُ وَقَالَ اللهُ تَعَالى قُل كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى
شَاكِلَتِهِ عَلَى نِيَّتِهِ نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى أَهْلِهِ يحْتَسِبُهَا صَدَقَةٌ وَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ:
[54] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ يحْيى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ محَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَن عَلقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ عَن عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلى الله وَرَسُولِهِ
فَهِجْرَتُهُ إِلى الله وَرَسُولِهِ وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ)) 0
[55] حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبرَني عَدِيُّ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الله بْنَ يَزِيدَ عَن أَبي مَسْعُودٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ يحْتَسِبُهَا فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ)) 0
[56] حَدَّثَنَا الحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ قَالَ
أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَني عَامِرُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بهَا وَجْهَ الله إِلاَّ أُجِرْتَ عَلَيْهَا حَتىَّ مَا تَجْعَلُ في فَمِ امْرَأَتِكَ)) 0
[بَابُ قَوْلِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدِّينُ النَّصِيحَةُ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ وَقَوْلِهِ تَعَالى إِذَا نَصَحُواْ للهِ
وَرَسُولِهِ:
[57] حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا يحْيى عَن إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَني قَيْسُ بْنُ أَبي حَازِمٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ)) 0
[58] حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ قَالَ سَمِعْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الله يَقُولُ يَوْمَ مَاتَ المُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قَامَ فَحَمِدَ الله
وَأَثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ عَلَيْكُمْ بِاتِّقَاءِ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَالوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ حَتىَّ يَأْتِيَكُمْ أَمِيرٌ فَإِنَّمَا يَأْتِيكُمُ الآنَ ثمَّ قَالَ اسْتَعْفُواْ لاَمِيرِكُمْ فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ العَفْوَ ثمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنيِّ أَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلتُ أُبَايِعُكَ عَلَى الإِسْلامِ فَشَرَطَ عَلَيَّ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ فَبَايَعْتُهُ عَلَى هَذَا وَرَبِّ هَذَا المَسْجِدِ إِنيِّ لَنَاصِحٌ لَكُمْ ثمَّ اسْتَغْفَرَ وَنَزَل)) 0
¥(15/415)
[بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: [3 ـ كِتَابُ الْعِلْم:
[بَابُ فَضْلِ العِلم:
قَالَ تَعَالى:
{يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواْ العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير}
{المجَادَلَة/11}
وقَالَ عَزَّ وَجَلّ: {وَقُل رَّبِّ زِدْني عِلْمَا} {طَهَ/114}
[بَابُ مَنْ سُئِلَ عِلمَاً وَهُوَ مُشْتَغِلٌ في حَدِيثِهِ فَأَتَمَّ الحَدِيثَ ثمَّ أَجَابَ السَّائِل:
[59] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ ح وَحَدَّثَني إِبْرَاهِيمُ
بْنُ المُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ قَالَ حَدَّثَني أَبي قَالَ حَدَّثَني هِلالُ بْنُ عَلِيٍّ عَن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ بَيْنَمَا النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ القَوْمَ جَاءهُ أَعْرَابيٌّ فَقَالَ مَتى السَّاعَةُ فَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ فَقَالَ بَعْضُ القَوْمِ سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَل لَمْ يَسْمَعْ حَتىَّ إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ أَيْنَ
أُرَاهُ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ قَالَ هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ قَالَ كَيْفَ إِضَاعَتُهَا قَالَ إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ)) 0
[بَابُ مَنْ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالعِلم:
[60] حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ عَارِمُ بْنُ الفَضْلِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَن أَبي بِشْرٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَن عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ قَالَ تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
في سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلاةُ وَنحْنُ نَتَوَضَّأُ فَجَعَلنَا نمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثَاً)) 0
[بَابُ قَوْلِ المحَدِّثِ حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا وَأَنْبَأَنَا وَقَالَ لَنَا الحُمَيْدِيُّ كَانَ عِنْدَ ابْنِ عُيَيْنَةَ حَدَّثَنَا وَأَخْبَرَنَا وَأَنْبَأَنَا وَسَمِعْتُ وَاحِدَاً وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ
الصَّادِقُ المَصْدُوقُ وَقَالَ شَقِيقٌ عَن عَبْدِ اللهِ سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَةً وَقَالَ حُذَيْفَةُ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ وَقَالَ أَبُو العَالِيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ وَقَالَ أَنَسٌ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ:
[61] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَن عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَإِنهَا مَثَلُ المُسْلِمِ فَحَدِّثُوني مَا هِيَ فَوَقَعَ النَّاسُ في شَجَرِ البَوَادِي قَالَ عَبْدُ الله وَوَقَعَ في نَفْسِي أنهَا النَّخْلَةُ فَاسْتَحْيَيْتُ ثمَّ قَالُواْ حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ
قَالَ هِيَ النَّخْلَةُ)) 0
[بَابُ طَرْحِ الإِمَامِ المَسْأَلَةَ عَلَى أَصْحَابِهِ لِيخْتَبِرَ مَا عِنْدَهُمْ مِنَ العِلمِ:
[62] حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَإِنهَا مَثَلُ المُسْلِمِ حَدِّثُوني مَا هِيَ قَالَ فَوَقَعَ النَّاسُ في شَجَرِ البَوَادِي قَالَ عَبْدُ الله فَوَقَعَ في نَفْسِي أنهَا النَّخْلَةُ
¥(15/416)
فَاسْتَحْيَيْتُ ثمَّ قَالُواْ حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ هِيَ النَّخْلَةُ)) 0
[بَابُ مَا جَاءَ في العِلمِ وَقَوْلِهِ تَعَالى وَقُل رَبِّ زِدْني عِلمَاً القِرَاءةُ وَالعَرْضُ عَلَى المحَدِّثِ وَرَأَى الحَسَنُ وَالثَّوْرِيُّ وَمَالِكٌ القِرَاءةَ جَائِزَةً وَاحْتَجَّ بَعْضُهُمْ في القِرَاءةِ عَلَى العَالِمِ بحَدِيثِ ضِمَامِ بْنِ ثَعْلَبَةَ قَالَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَاللهُ أَمَرَكَ أَنْ تُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَهَذِهِ قِرَاءةٌ عَلَى
النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ ضِمَامٌ قَوْمَهُ بِذَلِكَ فَأَجَازُوهُ وَاحْتَجَّ مَالِكٌ بِالصَّكِّ يُقْرَأُ عَلَى القَوْمِ فَيَقُولُونَ أَشْهَدَنَا فُلانٌ وَيُقْرَأُ ذَلِكَ قِرَاءةً عَلَيْهِمْ وَيُقْرَأُ عَلَى المُقْرِئِ فَيَقُولُ القَارِئُ أَقْرَأَنيِّ فُلانٌ حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ سَلامٍ حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ الوَاسِطِيُّ عَن عَوْفٍ عَنِ الحَسَنِ قَالَ لا بَأْسَ بِالقِرَاءةِ عَلَى العَالِم 0
وَأَخْبَرَنَا محَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الفَرَبْرِيُّ وَحَدَّثَنَا
محَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ البُخَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى عَنْ سُفْيَانَ قَالَ إِذَا قُرِئَ عَلَى المحَدِّثِ فَلا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ حَدَّثَني قَالَ وَسَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ يَقُولُ عَنْ مَالِكٍ وَسُفْيَانَ القِرَاءةُ عَلَى العَالِمِ وَقِرَاءتُهُ سَوَاءٌ:
[63] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ سَعِيدٍ هُوَ المَقْبُرِيُّ عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبي نَمِرٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ بَيْنَمَا نحْنُ جُلُوسٌ
مَعَ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المَسْجِدِ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ فَأَنَاخَهُ في المَسْجِدِ ثمَّ عَقَلَهُ ثمَّ قَالَ لهُمْ أَيُّكُمْ محَمَّدٌ وَالنَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ فَقُلنَا هَذَا الرَّجُلُ الأَبْيَضُ المُتَّكِئُ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ يَا ابْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَجَبْتُكَ فَقَالَ الرَّجُلُ لِلنَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنيِّ سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ
عَلَيْكَ في المَسْأَلَةِ فَلا تَجِدْ عَلَيَّ في نَفْسِكَ فَقَالَ سَل عَمَّا بَدَا لَكَ فَقَالَ أَسْأَلُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ أَالله أَرْسَلَكَ إِلى النَّاسِ كُلِّهِمْ فَقَالَ اللهمَّ نَعَمْ قَالَ أَنْشُدُكَ بِالله أَالله أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ في اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ قَالَ اللهمَّ نَعَمْ قَالَ أَنْشُدُكَ بِالله أَالله أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ هَذَا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ قَالَ اللهمَّ نَعَمْ قَالَ أَنْشُدُكَ بِالله أَالله أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ
الصَّدَقَةَ مِن أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللهمَّ نَعَمْ فَقَالَ الرَّجُلُ آمَنْتُ بمَا جِئْتَ بِهِ وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَني سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ وَرَوَاهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الحَمِيدِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ المُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَن أَنَسٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهَذَا)) 0
[بَابُ مَا يُذْكَرُ في المُنَاوَلَةِ
وَكِتَابِ أَهْلِ العِلمِ بِالعِلمِ إِلى البُلدَانِ وَقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ نَسَخَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ المَصَاحِفَ فَبَعَثَ بهَا إِلى الآفَاقِ وَرَأَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَيحْيى بْنُ سَعِيدٍ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ذَلِكَ جَائِزَاً وَاحْتَجَّ بَعْضُ أَهْلِ الحِجَازِ في المُنَاوَلَةِ بحَدِيثِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ كَتَبَ لاَمِيرِ السَّرِيَّةِ كِتَابَاً وَقَالَ لا تَقْرَأْهُ حَتىَّ تَبْلُغَ مَكَانَ كَذَا وَكَذَا فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ المَكَانَ قَرَأَهُ عَلَى
¥(15/417)
النَّاسِ وَأَخْبَرَهُمْ بِأَمْرِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
[64] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ حَدَّثَني إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَن عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بِكِتَابِهِ رَجُلاً وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلى عَظِيمِ البَحْرَيْنِ فَدَفَعَهُ عَظِيمُ البَحْرَيْنِ إِلى كِسْرَى فَلَمَّا قَرَأَهُ
مَزَّقَهُ فَحَسِبْتُ أَنَّ ابْنَ المُسَيَّبِ قَالَ فَدَعَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُمَزَّقُواْ كُلَّ مُمَزَّقٍ)) 0
[65] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الحَسَنِ المَرْوَزِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله قَالَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَتَبَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كِتَابَاً أَوْ أَرَادَ أَنْ يَكْتُبَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهُمْ لا يَقْرَءونَ كِتَابَاً إِلاَّ مَخْتُومَاً فَاتَّخَذَ خَاتَمَاً مِنْ
فِضَّةٍ نَقْشُهُ محَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ كَأَنيِّ أَنْظُرُ إِلى بَيَاضِهِ في يَدِهِ فَقُلتُ لِقَتَادَةَ مَنْ قَالَ نَقْشُهُ محَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ قَالَ أَنَسٌ)) 0
[بَابُ مَنْ قَعَدَ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ المجْلِسُ وَمَنْ رَأَى فُرْجَةً في الحَلقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا:
[66] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَني مَالِكٌ عَن إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبي طَلحَةَ أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلى عَقِيلِ بْنِ أَبي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ عَن أَبي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ في المَسْجِدِ وَالنَّاسُ مَعَهُ إِذْ أَقْبَلَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَهَبَ وَاحِدٌ قَالَ فَوَقَفَا عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً في الحَلقَةِ فَجَلَسَ فِيهَا وَأَمَّا الآخَرُ فَجَلَسَ خَلفَهُمْ وَأَمَّا الثَّالِثُ فَأَدْبَرَ ذَاهِبَاً فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَلا أُخْبِرُكُمْ عَنِ النَّفَرِ
الثَّلاثَةِ أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلى الله فَآوَاهُ الله وَأَمَّا الآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا الله مِنْهُ وَأَمَّا الآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ الله عَنْهُ)) 0
[بَابُ قَوْلِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ:
[67] حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا بِشْرٌ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَن عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ أَبي بَكْرَةَ عَن أَبِيهِ ذَكَرَ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَعَدَ عَلَى بَعِيرِهِ
وَأَمْسَكَ إِنْسَانٌ بخِطَامِهِ أَوْ بِزِمَامِهِ قَالَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا فَسَكَتْنَا حَتىَّ ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ قَالَ أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ قُلنَا بَلَى قَالَ فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا فَسَكَتْنَا حَتىَّ ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ فَقَالَ أَلَيْسَ بِذِي الحِجَّةِ قُلنَا بَلَى قَالَ فَإِنَّ دِمَاءكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا في شَهْرِكُمْ هَذَا في بَلَدِكُمْ هَذَا لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الغَائِبَ
فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَن هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ)) 0
[بَابُ العِلمُ قَبْلَ القَوْلِ وَالعَمَلِ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالى فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فَبَدَأَ بِالعِلمِ وَأَنَّ العُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَرَّثُواْ العِلمَ مَن أَخَذَهُ أَخَذَ بحَظٍّ وَافِرٍ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقَاً يَطْلُبُ بِهِ عِلمَاً سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَرِيقَاً إِلى الجَنَّةِ وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ إِنَّمَا يخْشَى اللهَ مِن عِبَادِهِ العُلَمَاءُ وَقَالَ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ
¥(15/418)
العَالِمُونَ وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا في أَصْحَابِ السَّعِيرِ وَقَالَ هَل يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ وَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرَاً يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ وَإِنَّمَا العِلمُ بِالتَّعَلُّم 0
وَقَالَ أَبُو ذَرٍّ لَوْ وَضَعْتُمِ الصَّمْصَامَةَ عَلَى هَذِهِ وَأَشَارَ إِلى قَفَاهُ ثمَّ ظَنَنْتُ أَنيِّ أُنْفِذُ كَلِمَةً سَمِعْتُهَا مِنَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ
أَنْ تُجِيزُواْ عَلَيَّ لانْفَذْتُهَا وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ حُلَمَاءَ فُقَهَاءَ وَيُقَالُ الرَّبَّانِيُّ الَّذِي يُرَبِّي النَّاسَ بِصِغَارِ العِلمِ قَبْلَ كِبَارِهِ:
[68] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَن أَبي وَائِلٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِالمَوْعِظَةِ في الأَيَّامِ كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا)) 0
[69] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ
حَدَّثَنَا يحْيى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَني أَبُو التَّيَّاحِ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَسِّرُواْ وَلا تُعَسِّرُواْ وَبَشِّرُواْ وَلا تُنَفِّرُواْ)) 0
[بَابُ مَنْ جَعَلَ لاَهْلِ العِلمِ أَيَّامَاً مَعْلُومَةً:
[70] حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَن أَبي وَائِلٍ قَالَ كَانَ عَبْدُ الله يُذَكِّرُ النَّاسَ في كُلِّ خَمِيسٍ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا أَبَا عَبْدِ
الرَّحمَنِ لَوَدِدْتُ أَنَّكَ ذَكَّرْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ قَالَ أَمَا إِنَّهُ يمْنَعُني مِنْ ذَلِكَ أَنيِّ أَكْرَهُ أَن أُمِلَّكُمْ وَإِنيِّ أَتَخَوَّلُكُمْ بِالمَوْعِظَةِ كَمَا كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بهَا مخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا)) 0
[بَابُ مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرَاً يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ:
[71] حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحمَنِ سَمِعْتُ
مُعَاوِيَةَ خَطِيبَاً يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْرَاً يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَالله يُعْطِي وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ الله لا يَضُرُّهُمْ مَن خَالَفَهُمْ حَتىَّ يَأْتيَ أَمْرُ الله)) 0
[بَابُ الفَهْمِ في العِلمِ:
[72] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ قَالَ لي ابْنُ أَبي نَجِيحٍ عَنْ مجَاهِدٍ قَالَ صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلى المَدِينَةِ فَلَمْ
أَسْمَعْهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ حَدِيثَاً وَاحِدَاً قَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُتيَ بجُمَّارٍ فَقَالَ إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً مَثَلُهَا كَمَثَلِ المُسْلِمِ فَأَرَدْتُ أَن أَقُولَ هِيَ النَّخْلَةُ فَإِذَا أَنَا أَصْغَرُ القَوْمِ فَسَكَتُّ قَالَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ النَّخْلَةُ)) 0
[بَابُ الاغْتِبَاطِ في العِلمِ وَالحِكْمَة:
وَقَالَ عُمَرُ تَفَقَّهُواْ قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُواْ قَالَ
أَبُو عَبْد اللهِ وَبَعْدَ أَنْ تُسَوَّدُواْ وَقَدْ تَعَلَّمَ أَصْحَابُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كِبَرِ سِنِّهِمْ:
[73] حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَني إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبي خَالِدٍ عَلَى غَيْرِ مَا حَدَّثَنَاهُ الزُّهْرِيُّ قَالَ سَمِعْتُ قَيْسَ بْنَ أَبي حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الله بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ الله مَالاً فَسُلِّطَ عَلَى
¥(15/419)
هَلَكَتِهِ في الحَقِّ وَرَجُلٌ آتَاهُ الله الحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بهَا وَيُعَلِّمُهَا)) 0
[بَابُ مَا ذُكِرَ في ذَهَابِ مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في البَحْرِ إِلى الخَضِرِ وَقَوْلِهِ تَعَالى هَل أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَني ممَّا عُلِّمْتَ رُشْدَاً:
[74] حَدَّثَني محَمَّدُ بْنُ غُرَيْرٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَني أَبي عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ حَدَّثَهُ أَنَّ عُبَيْدَ الله بْنَ عَبْدِ الله أَخْبَرَهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
أَنَّهُ تَمَارَى هُوَ وَالحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ الفَزَارِيُّ في صَاحِبِ مُوسَى قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ هُوَ خَضِرٌ فَمَرَّ بِهِمَا أُبيُّ بْنُ كَعْبٍ فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ إِنيِّ تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبي هَذَا في صَاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلى لُقِيِّهِ هَل سَمِعْتَ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ شَأْنَهُ قَالَ نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ بَيْنَمَا مُوسَى في مَلا مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ جَاءهُ
رَجُلٌ فَقَالَ هَل تَعْلَمُ أَحَدَاً أَعْلَمَ مِنْكَ قَالَ مُوسَى لا فَأَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلى مُوسَى بَلَى عَبْدُنَا خَضِرٌ فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ فَجَعَلَ الله لَهُ الحُوتَ آيَةً وَقِيلَ لَهُ إِذَا فَقَدْتَ الحُوتَ فَارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتَلقَاهُ وَكَانَ يَتَّبِعُ أَثَرَ الحُوتِ في البَحْرِ فَقَالَ لِمُوسَى فَتَاهُ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلى الصَّخْرَةِ فَإِنيِّ نَسِيتُ الحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَن أَذْكُرَهُ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي
فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصَاً فَوَجَدَا خَضِرَاً فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا الَّذِي قَصَّ الله عَزَّ وَجَلَّ في كِتَابِهِ)) 0
[بَابُ قَوْلِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللهُمَّ عَلِّمْهُ الكِتَابَ:
[75] حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَن عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ ضَمَّني رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ اللهمَّ عَلِّمْهُ الكِتَابَ)) 0
[بَابُ مَتى يَصِحُّ سَمَاعُ الصَّغِيرِ:
[76]
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبي أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَني مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَن عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ عَن عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ أَقْبَلتُ رَاكِبَاً عَلَى حِمَارٍ أَتَانٍ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ نَاهَزْتُ الاحْتِلامَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بمِنىً إِلى غَيْرِ جِدَارٍ فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ وَأَرْسَلتُ الأَتَانَ تَرْتَعُ فَدَخَلتُ في الصَّفِّ فَلَمْ يُنْكَرْ ذَلِكَ عَلَيَّ)) 0
[77] حَدَّثَني محَمَّدُ
بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ حَدَّثَني محَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَني الزُّبَيْدِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ محْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ عَقَلتُ مِنَ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجَّةً مَجَّهَا في وَجْهِي وَأَنَا ابْنُ خَمْسِ سِنِينَ مِنْ دَلوٍ)) 0
[بَابُ الخُرُوجِ في طَلَبِ العِلمِ وَرَحَلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ إِلى عَبْدِ اللهِ بْنِ أُنَيْسٍ في حَدِيثٍ وَاحِدٍ:
[78] حَدَّثَنَا أَبُو القَاسِمِ خَالِدُ بْنُ خَلِيٍّ قَاضِي حِمْصَ
قَالَ حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ أَخْبَرَنَا الزُّهْرِيُّ عَن عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ تَمَارَى هُوَ وَالحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ الفَزَارِيُّ في صَاحِبِ مُوسَى فَمَرَّ بِهِمَا أُبيُّ بْنُ كَعْبٍ فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ إِنيِّ تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبي هَذَا في صَاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ السَّبِيلَ إِلى لُقِيِّهِ هَل سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
¥(15/420)
يَذْكُرُ شَأْنَهُ فَقَالَ أُبَيٌّ نَعَمْ سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ شَأْنَهُ يَقُولُ بَيْنَمَا مُوسَى في مَلا مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءهُ رَجُلٌ فَقَالَ أَتَعْلَمُ أَحَدَاً أَعْلَمَ مِنْكَ قَالَ مُوسَى لا فَأَوْحَى الله عَزَّ وَجَلَّ إِلى مُوسَى بَلَى عَبْدُنَا خَضِرٌ فَسَأَلَ السَّبِيلَ إِلى لُقِيِّهِ فَجَعَلَ الله لَهُ الحُوتَ آيَةً وَقِيلَ لَهُ إِذَا فَقَدْتَ الحُوتَ فَارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتَلقَاهُ فَكَانَ مُوسَى صَلَّى الله عَلَيْهِ يَتَّبِعُ أَثَرَ
الحُوتِ في البَحْرِ فَقَالَ فَتَى مُوسَى لِمُوسَى أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلى الصَّخْرَةِ فَإِنيِّ نَسِيتُ الحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَن أَذْكُرَهُ قَالَ مُوسَى ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصَاً فَوَجَدَا خَضِرَاً فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا مَا قَصَّ الله في كِتَابِهِ)) 0
[بَابُ فَضْلِ مَن عَلِمَ وَعَلَّمَ:
[79] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ العَلاءِ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ الله عَن أَبي بُرْدَةَ
عَن أَبي مُوسَى عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ مَا بَعَثَني الله بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلمِ كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضَاً فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ المَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلأ وَالعُشْبَ الكَثِيرَ وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ المَاءَ فَنَفَعَ اللهُ بهَا النَّاسَ فَشَرِبُواْ وَسَقَوْا وَزَرَعُواْ وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لا تُمْسِكُ مَاءً وَلا تُنْبِتُ كَلا فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ في دِينِ الله
وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَني الله بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسَاً وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى الله الَّذِي أُرْسِلتُ بِه)) 0
قَالَ أَبُو عَبْد الله قَالَ إِسْحَاقُ وَكَانَ مِنْهَا طَائِفَةٌ قَيَّلَتِ المَاءَ قَاعٌ يَعْلُوهُ المَاءُ وَالصَّفْصَفُ المُسْتَوِي مِنَ الأَرْضِ)) 0
[بَابُ رَفْعِ العِلمِ وَظُهُورِ الجَهْل:
وَقَالَ رَبِيعَةُ لا يَنْبَغِي لاَحَدٍ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنَ العِلمِ أَنْ يُضَيِّعَ نَفْسَه 0
[80] حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا
عَبْدُ الوَارِثِ عَن أَبي التَّيَّاحِ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ العِلمُ وَيَثْبُتَ الجَهْلُ وَيُشْرَبَ الخَمْرُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا)) 0
[81] حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا يحْيى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ لاحَدِّثَنَّكُمْ حَدِيثَاً لا يُحَدِّثُكُمْ أَحَدٌ بَعْدِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ
يَقِلَّ العِلمُ وَيَظْهَرَ الجَهْلُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ وَيَقِلَّ الرِّجَالُ حَتىَّ يَكُونَ لخَمْسِينَ امْرَأَةً القَيِّمُ الوَاحِدُ)) 0
[بَابُ فَضْلِ العِلمِ:
[82] حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَني اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَني عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَن حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ حَتىَّ إِنيِّ لارَى
الرِّيَّ يخْرُجُ في أَظْفَارِي ثمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلي عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ قَالُواْ فَمَا أَوَّلتَهُ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ العِلمَ)) 0
[بَابُ الفُتْيَا وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى الدَّابَّةِ وَغَيْرِهَا:
[83] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَني مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَن عِيسَى بْنِ طَلحَةَ بْنِ عُبَيْدِ الله عَن عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ بمِنىً لِلنَّاسِ يَسْأَلُونَهُ فَجَاءهُ رَجُلٌ فَقَالَ
¥(15/421)
لَمْ أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَن أَذْبَحَ فَقَالَ اذْبَحْ وَلا حَرَجَ فَجَاءَ آخَرُ فَقَالَ لَمْ أَشْعُرْ فَنَحَرْتُ قَبْلَ أَن أَرْمِيَ قَالَ ارْمِ وَلا حَرَجَ فَمَا سُئِلَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلا أُخِّرَ إِلاَّ قَالَ افْعَل وَلا حَرَجَ)) 0
[بَابُ مَن أَجَابَ الفُتْيَا بِإِشَارَةِ اليَدِ وَالرَّأْسِ:
[84] حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَن عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبيَّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ في حَجَّتِهِ فَقَالَ ذَبَحْتُ قَبْلَ أَن أَرْمِيَ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ قَالَ وَلا حَرَجَ قَالَ حَلَقْتُ قَبْلَ أَن أَذْبَحَ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ وَلا حَرَجَ)) 0
[85] حَدَّثَنَا المَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَخْبَرَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبي سُفْيَانَ عَنْ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يُقْبَضُ العِلمُ وَيَظْهَرُ الجَهْلُ وَالفِتَنُ وَيَكْثُرُ الهَرْجُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الهَرْجُ
فَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ فَحَرَّفَهَا كَأَنَّه يُرِيدُ القَتْلَ)) 0
[86] حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ فَاطِمَةَ عَن أَسْمَاءَ قَالَتْ أَتَيْتُ عَائِشَةَ وَهِيَ تُصَلِّي فَقُلتُ مَا شَأْنُ النَّاسِ فَأَشَارَتْ إِلى السَّمَاءِ فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ فَقَالَتْ سُبْحَانَ الله قُلتُ آيَةٌ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا أَيْ نَعَمْ فَقُمْتُ حَتىَّ تَجَلاني الغَشْيُ فَجَعَلتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي المَاءَ فَحَمِدَ الله عَزَّ وَجَلَّ النَّبيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ مَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ أَكُن أُرِيتُهُ إِلاَّ رَأَيْتُهُ في مَقَامِي حَتىَّ الجَنَّةُ وَالنَّارُ فَأُوحِيَ إِليَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ في قُبُورِكُمْ مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ لا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ مِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ يُقَالُ مَا عِلمُكَ بهَذَا الرَّجُلِ فَأَمَّا المُؤْمِنُ أَوِ المُوقِنُ لا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ هُوَ محَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ جَاءَنَا بِالبَيِّنَاتِ وَالهُدَى
فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا هُوَ محَمَّدٌ ثَلاثَاً فَيُقَالُ نمْ صَالِحَاً قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنَاً بِهِ وَأَمَّا المُنَافِقُ أَوِ المُرْتَابُ لا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ لا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئَاً فَقُلتُهُ)) 0
[بَابُ تَحْرِيضِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدَ عَبْدِ القَيْسِ عَلَى أَنْ يحْفَظُواْ الإِيمَانَ وَالعِلمَ وَيُخْبِرُواْ مَنْ وَرَاءهُمْ وَقَالَ مَالِكُ بْنُ الحُوَيْرِثِ قَالَ لَنَا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ارْجِعُواْ إِلى أَهْلِيكُمْ فَعَلِّمُوهُمْ:
[87] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَن أَبي جَمْرَةَ قَالَ كُنْتُ أُتَرْجِمُ بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَبَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ إِنَّ وَفْدَ عَبْدِ القَيْسِ أَتَوْا النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَنِ الوَفْدُ أَوْ مَنِ القَوْمُ قَالُواْ رَبِيعَةُ فَقَالَ مَرْحَبَاً بِالقَوْمِ أَوْ بِالوَفْدِ غَيْرَ خَزَايَا وَلا نَدَامَى قَالُواْ إِنَّا نَأْتِيكَ مِنْ شُقَّةٍ
بَعِيدَةٍ وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هَذَا الحَيُّ مِنْ كُفَّارِ مُضَرَ وَلا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيَكَ إِلاَّ في شَهْرٍ حَرَامٍ فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نُخْبِرُ بِهِ مَنْ وَرَاءَنَا نَدْخُلُ بِهِ الجَنَّةَ فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ وَنهَاهُمْ عَن أَرْبَعٍ أَمَرَهُمْ بِالإِيمَان بِالله عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ قَالَ هَل تَدْرُونَ مَا الإِيمَان بِالله وَحْدَهُ قَالُواْ الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ محَمَّدَاً رَسُولُ اللهِ وَإِقَامُ الصَّلاةِ وَإِيتَاءُ
¥(15/422)
الزَّكَاةِ وَصَوْمُ رَمَضَانَ وَتُعْطُواْ الخُمُسَ مِنَ المَغْنَمِ وَنهَاهُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ وَالحَنْتَمِ وَالمُزَفَّتِ قَالَ شُعْبَةُ رُبَّمَا قَالَ النَّقِيرِ وَرُبَّمَا قَالَ المُقَيَّرِ قَالَ احْفَظُوهُ وَأَخْبِرُوهُ مَنْ وَرَاءكُمْ)) 0
[بَابُ الرِّحْلَةِ في المَسْأَلَةِ النَّازِلَةِ وَتَعْلِيمِ أَهْلِهِ:
[88] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الحَسَنِ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله قَالَ أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبي حُسَيْنٍ قَالَ حَدَّثَني عَبْدُ الله بْنُ أَبي
مُلَيْكَةَ عَن عُقْبَةَ بْنِ الحَارِثِ أَنَّهُ تَزَوَّجَ ابْنَةً لأَبي إِهَابِ بْنِ عَزِيزٍ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ إِنيِّ قَدْ أَرْضَعْتُ عُقْبَةَ وَالَّتي تَزَوَّجَ فَقَالَ لهَا عُقْبَةُ مَا أَعْلَمُ أَنَّكِ أَرْضَعْتِني وَلا أَخْبَرْتِني فَرَكِبَ إِلى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالمَدِينَةِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ وَقَدْ قِيلَ فَفَارَقَهَا عُقْبَةُ وَنَكَحَتْ زَوْجَاً غَيْرَهُ)) 0
[بَابُ التَّنَاوُبِ في العِلمِ:
[89]
حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ ح قَالَ أَبُو عَبْد الله وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَن عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبي ثَوْرٍ عَن عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ عَن عُمَرَ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لي مِنَ الأَنْصَارِ في بَني أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهِيَ مِن عَوَالي المَدِينَةِ وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْزِلُ يَوْمَاً وَأَنْزِلُ يَوْمَاً فَإِذَا نَزَلتُ
جِئْتُهُ بخَبَرِ ذَلِكَ اليَوْمِ مِنَ الوَحْيِ وَغَيْرِهِ وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ فَنَزَلَ صَاحِبي الأَنْصَارِيُّ يَوْمَ نَوْبَتِهِ فَضَرَبَ بَأَبي ضَرْبَاً شَدِيدَاً فَقَالَ أَثَمَّ هُوَ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ قَالَ فَدَخَلتُ عَلَى حَفْصَةَ فَإِذَا هِيَ تَبْكِي فَقُلتُ طَلَّقَكُنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ لا أَدْرِي ثمَّ دَخَلتُ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلتُ وَأَنَا قَائِمٌ أَطَلَّقْتَ
نِسَاءكَ قَالَ لا فَقُلتُ الله أَكْبَرُ)) 0
[بَابُ الغَضَبِ في المَوْعِظَةِ وَالتَّعْلِيمِ إِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ:
[90] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبي خَالِدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبي حَازِمٍ عَن أَبي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ لا أَكَادُ أُدْرِكُ الصَّلاةَ ممَّا يُطَوِّلُ بِنَا فُلانٌ فَمَا رَأَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبَاً مِنْ يَوْمِئِذٍ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّكُمْ مُنَفِّرُونَ فَمَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَليُخَفِّفْ فَإِنَّ فِيهِمُ المَرِيضَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الحَاجَةِ)) 0
[91] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ محَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بْنُ عَمْرٍو العَقَدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ المَدِينِيُّ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبي عَبْدِ الرَّحمَنِ عَنْ يَزِيدَ مَوْلى المُنْبَعِثِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجُهَنِيِّ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ اللُّقَطَةِ فَقَالَ اعْرِفْ وِكَاءهَا أَوْ
قَالَ وِعَاءهَا وَعِفَاصَهَا ثمَّ عَرِّفْهَا سَنَةً ثمَّ اسْتَمْتِعْ بهَا فَإِنْ جَاءَ رَبُّهَا فَأَدِّهَا إِلَيْهِ قَالَ فَضَالَّةُ الإِبِلِ فَغَضِبَ حَتىَّ احمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ أَوْ قَالَ احمَرَّ وَجْهُهُ فَقَالَ وَمَا لَكَ وَلَهَا مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا تَرِدُ المَاءَ وَتَرْعَى الشَّجَرَ فَذَرْهَا حَتىَّ يَلقَاهَا رَبُّهَا قَالَ فَضَالَّةُ الغَنَمِ قَالَ لَكَ أَوْ لاَخِيكَ أَوْ لِلذِّئْبِ)) 0
[92] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ العَلاءِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدٍ
¥(15/423)
عَن أَبي بُرْدَةَ عَن أَبي مُوسَى قَالَ سُئِلَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن أَشْيَاءَ كَرِهَهَا فَلَمَّا أُكْثِرَ عَلَيْهِ غَضِبَ ثمَّ قَالَ لِلنَّاسِ سَلُوني عَمَّا شِئْتُمْ قَالَ رَجُلٌ مَن أَبي قَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ مَن أَبي يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ أَبُوكَ سَالِمٌ مَوْلى شَيْبَةَ فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ مَا في وَجْهِهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا نَتُوبُ إِلى الله عَزَّ وَجَلَّ)) 0
[بَابُ مَنْ بَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ عِنْدَ الإِمَامِ أَوِ
المحَدِّثِ:
[93] حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبرَني أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ فَقَامَ عَبْدُ الله بْنُ حُذَافَةَ فَقَالَ مَن أَبي فَقَالَ أَبُوكَ حُذَافَةُ ثمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ سَلُوني فَبَرَكَ عُمَرُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ رَضِينَا بِالله رَبَّاً وَبِالإِسْلامِ دِينَاً وَبِمحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيَّاً فَسَكَتَ)) 0
[بَابُ مَن أَعَادَ الحَدِيثَ ثَلاثَاً
لِيُفْهَمَ عَنْهُ فَقَالَ أَلا وَقَوْلُ الزُّورِ فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَل بَلَّغْتُ ثَلاثَاً:
[94] حَدَّثَنَا عَبْدَةُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ المُثَنى قَالَ حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ الله عَن أَنَسٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا سَلَّمَ سَلَّمَ ثَلاثَاً وَإِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلاثَاً)) 0
[95] حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ
عَبْدِ الله الصَّفَارُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ المُثَنى قَالَ حَدَّثَنَا ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ الله عَن أَنَسٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَعَادَهَا ثَلاثَاً حَتىَّ تُفْهَمَ عَنْهُ وَإِذَا أَتَى عَلَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ ثَلاثَاً)) 0
[96] حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَن أَبي بِشْرٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَن عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ قَالَ
تَخَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سَفَرٍ سَافَرْنَاهُ فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقْنَا الصَّلاةَ صَلاةَ العَصْرِ وَنحْنُ نَتَوَضَّأُ فَجَعَلنَا نمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثَاً)) 0
[بَابُ تَعْلِيمِ الرَّجُلِ أَمَتَهُ وَأَهْلَهُ:
[97] أَخْبَرَنَا محَمَّدٌ هُوَ ابْنُ سَلامٍ حَدَّثَنَا المحَارِبيُّ قَالَ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ قَالَ قَالَ عَامِرٌ الشَّعْبيُّ حَدَّثَني أَبُو بُرْدَةَ
عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَةٌ لهُمْ أَجْرَانِ رَجُلٌ مِن أَهْلِ الكِتَابِ آمَنَ بِنَبِيِّهِ وَآمَنَ بِمحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالعَبْدُ المَمْلُوكُ إِذَا أَدَّى حَقَّ الله وَحَقَّ مَوَالِيهِ وَرَجُلٌ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَةٌ فَأَدَّبهَا فَأَحْسَنَ تَأْدِيبهَا وَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا ثمَّ أَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أَجْرَانِ ثمَّ قَالَ عَامِرٌ أَعْطَيْنَاكَهَا بِغَيْرِ شَيْءٍ قَدْ كَانَ يُرْكَبُ فِيمَا دُونهَا
إِلى المَدِينَةِ)) 0
[بَابُ عِظَةِ الإِمَامِ النِّسَاءَ وَتَعْلِيمِهِنَّ:
[98] حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَن أَيُّوبَ قَالَ سَمِعْتُ عَطَاءً قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ أَشْهَدُ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ عَطَاءٌ أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَمَعَهُ بِلالٌ فَظَنَّ أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعْ فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ فَجَعَلَتِ المَرْأَةُ تُلقِي
¥(15/424)
القُرْطَ وَالخَاتَمَ وَبِلالٌ يَأْخُذُ في طَرَفِ ثَوْبِه)) 0
قَالَ أَبُو عَبْد الله وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ عَن أَيُّوبَ عَن عَطَاءٍ وَقَالَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَشْهَدُ عَلَى النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 0
[بَابُ الحِرْصِ عَلَى الحَدِيثِ:
[99] حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ حَدَّثَني سُلَيْمَانُ عَن عَمْرِو بْنِ أَبي عَمْرٍو عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبي سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ عَن أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ مَن أَسْعَدُ النَّاسِ
بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ القِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلُني عَن هَذَا الحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لمَا رَأَيْتُ مِن حِرْصِكَ عَلَى الحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتي يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ الله خَالِصَاً مِنْ قَلبِهِ أَوْ نَفْسِهِ)) 0
[بَابُ كَيْفَ يُقْبَضُ العِلمُ وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ إِلى أَبي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ انْظُرْ مَا كَانَ مِن حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاكْتُبْهُ فَإِنيِّ خِفْتُ دُرُوسَ العِلمِ وَذَهَابَ العُلَمَاءِ وَلا تَقْبَل إِلاَّ حَدِيثَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلتُفْشُواْ العِلمَ وَلتَجْلِسُواْ حَتىَّ يُعَلَّمَ مَنْ لا يَعْلَمُ فَإِنَّ العِلمَ لا يَهْلِكُ حَتىَّ يَكُونَ سِرَّاً حَدَّثَنَا العَلاءُ بْنُ عَبْدِ الجَبَّارِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ عَن عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ بِذَلِكَ يَعْني حَدِيثَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ إِلى قَوْلِهِ ذَهَابَ العُلَمَاءِ
:
[100] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبي أُوَيْسٍ قَالَ حَدَّثَني مَالِكٌ عَن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَن أَبِيهِ عَن عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ الله لا يَقْبِضُ العِلمَ انْتِزَاعَاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ حَتىَّ إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمَاً اتَّخَذَ النَّاسُ رُءوسَاً جُهَّالاً فَسُئِلُواْ فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلمٍ فَضَلُّواْ وَأَضَلُّواْ قَالَ الفِرَبْرِيُّ
حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ قَالَ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَن هِشَامٍ نحْوَهُ)) 0
[بَابُ هَل يُجْعَلُ لِلنِّسَاءِ يَوْمٌ عَلَى حِدَةٍ في العِلمِ:
[101] حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَني ابْنُ الأَصْبهَانِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَتِ النِّسَاءُ لِلنَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ فَاجْعَل لَنَا يَوْمَاً مِنْ نَفْسِكَ فَوَعَدَهُنَّ يَوْمَاً لَقِيَهُنَّ فِيهِ
فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُنَّ مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلاثَةً مِنْ وَلَدِهَا إِلاَّ كَانَ لهَا حِجَابَاً مِنَ النَّارِ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ وَاثْنَتَيْنِ فَقَالَ وَاثْنَتَيْن)) 0
[102] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَن عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ الأَصْبهَانِيِّ عَنْ ذَكْوَانَ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهَذَا وَعَن عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ الأَصْبهَانِيِّ
قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ ثَلاثَةً لَمْ يَبْلُغُواْ الحِنْثَ)) 0
[بَابُ مَنْ سَمِعَ شَيْئَاً فَلَمْ يَفْهَمْهُ فَرَاجَعَ فِيهِ حَتىَّ يَعْرِفَهُ:
[103] حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبي مَرْيَمَ قَالَ أَخْبَرَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَني ابْنُ أَبي مُلَيْكَةَ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ لا تَسْمَعُ شَيْئَاً لا تَعْرِفُهُ إِلاَّ رَاجَعَتْ فِيهِ حَتىَّ تَعْرِفَهُ وَأَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
¥(15/425)
قَالَ مَن حُوسِبَ عُذِّبَ قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلتُ أَوَلَيْسَ يَقُولُ الله تَعَالى فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابَاً يَسِيرَاً قَالَتْ فَقَالَ إِنَّمَا ذَلِكِ العَرْضُ وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ يَهْلِكْ)) 0
[بَابُ لِيُبَلِّغِ العِلمَ الشَّاهِدُ الغَائِبَ قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
[104] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَني اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَني سَعِيدٌ هُوَ ابْنُ أَبي سَعِيدٍ عَن أَبي شُرَيْحٍ أَنَّهُ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ
سَعِيدٍ وَهُوَ يَبْعَثُ البُعُوثَ إِلى مَكَّةَ ائْذَنْ لي أَيُّهَا الأَمِيرُ أُحَدِّثْكَ قَوْلاً قَامَ بِهِ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الغَدَ مِنْ يَوْمِ الفَتْحِ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلبي وَأَبْصَرَتْهُ عَيْنَايَ حِينَ تَكَلَّمَ بِهِ حَمِدَ الله وَأَثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا الله وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ فَلا يَحِلُّ لامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِالله وَاليَوْمِ الآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بهَا دَمَاً وَلا يَعْضِدَ بهَا شَجَرَةً فَإِن أَحَدٌ تَرَخَّصَ
لِقِتَالِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا فَقُولُواْ إِنَّ الله قَدْ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ وَإِنَّمَا أَذِنَ لي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نهَارٍ ثمَّ عَادَتْ حُرْمَتُهَا اليَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالأَمْسِ وَليُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ فَقِيلَ لأَبي شُرَيْحٍ مَا قَالَ عَمْروٌ قَالَ أَنَا أَعْلَمُ مِنْكَ يَا أَبَا شُرَيْحٍ لا يُعِيذُ عَاصِيَاً وَلا فَارَّاً بِدَمٍ وَلا فَارَّاً بخَرْبَةٍ)) 0
[105] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ قَالَ حَدَّثَنَا
حَمَّادٌ عَن أَيُّوبَ عَنْ محَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبي بَكْرَةَ عَن أَبي بَكْرَةَ ذُكِرَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَإِنَّ دِمَاءكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ قَالَ محَمَّدٌ وَأَحْسِبُهُ قَالَ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا في شَهْرِكُمْ هَذَا أَلا لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الغَائِبَ وَكَانَ محَمَّدٌ يَقُولُ صَدَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ ذَلِكَ أَلا هَل بَلَّغْتُ مَرَّتَيْنِ)) 0
[بَابُ إِثْمِ مَنْ كَذَبَ عَلَى
النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
[106] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الجَعْدِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبرَني مَنْصُورٌ قَالَ سَمِعْتُ رِبْعِيَّ بْنَ حِرَاشٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَلِيَّاً يَقُولُ قَالَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تَكْذِبُواْ عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَليَلِجِ النَّارَ)) 0
[107] حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَن عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ الزُّبَيْرِ عَن أَبِيهِ قَالَ قُلتُ
لِلزُّبَيْرِ إِنيِّ لا أَسْمَعُكَ تُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا يُحَدِّثُ فُلانٌ وَفُلانٌ قَالَ أَمَا إِنيِّ لَمْ أُفَارِقْهُ وَلَكِنْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَليَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)) 0
[108] حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ عَن عَبْدِ العَزِيزِ قَالَ أَنَسٌ إِنَّهُ لَيمْنَعُني أَن أُحَدِّثَكُمْ حَدِيثَاً كَثِيرَاً أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبَاً
فَليَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِحَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ يَقُل عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُل فَليَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)) 0
[109] حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبي عُبَيْدٍ عَنْ سَلَمَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ يَقُل عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُل فَليَتَبَوَّأْ
مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)) 0
¥(15/426)
[110] حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَن أَبي حَصِينٍ عَن أَبي صَالِحٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلا تَكْتَنُواْ بِكُنْيَتي وَمَنْ رَآني في المَنَامِ فَقَدْ رَآني فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ في صُورَتي وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدَاً فَليَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)) 0
[بَابُ كِتَابَةِ العِلمِ:
[111] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ سَلامٍ قَالَ أَخْبَرَنَا
وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنِ الشَّعْبيِّ عَن أَبي جُحَيْفَةَ قَالَ قُلتُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ هَل عِنْدَكُمْ كِتَابٌ قَالَ لا إِلاَّ كِتَابُ الله أَوْ فَهْمٌ أُعْطِيَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ أَوْ مَا في هَذِهِ الصَّحِيفَةِ قَالَ قُلتُ فَمَا في هَذِهِ الصَّحِيفَةِ قَالَ العَقْلُ وَفَكَاكُ الأَسِيرِ وَلا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ)) 0
[112] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يحْيى عَن أَبي سَلَمَةَ عَن أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ
خُزَاعَةَ قَتَلُواْ رَجُلاً مِنْ بَني لَيْثٍ عَامَ فَتْحِ مَكَّةَ بِقَتِيلٍ مِنْهُمْ قَتَلُوهُ فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَخَطَبَ فَقَالَ إِنَّ الله حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ القَتْلَ أَوِ الفِيلَ قَالَ أَبُو عَبْد الله كَذَا قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ وَاجْعَلُوهُ عَلَى الشَّكِّ الفِيلَ أَوِ القَتْلَ وَغَيْرُهُ يَقُولُ الفِيلَ وَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالمُؤْمِنِينَ أَلا وَإِنهَا لَمْ تَحِلَّ لاَحَدٍ قَبْلي
وَلَمْ تَحِلَّ لاَحَدٍ بَعْدِي أَلا وَإِنهَا حَلَّتْ لي سَاعَةً مِنْ نهَارٍ أَلا وَإِنهَا سَاعَتي هَذِهِ حَرَامٌ لا يُخْتَلَى شَوْكُهَا وَلا يُعْضَدُ شَجَرُهَا وَلا تُلتَقَطُ سَاقِطَتُهَا إِلاَّ لِمُنْشِدٍ فَمَنْ قُتِلَ فَهُوَ بخَيْرِ النَّظَرَيْنِ إِمَّا أَنْ يُعْقَلَ وَإِمَّا أَنْ يُقَادَ أَهْلُ القَتِيلِ فَجَاءَ رَجُلٌ مِن أَهْلِ اليَمَنِ فَقَالَ اكْتُبْ لي يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ اكْتُبُواْ لأَبي فُلانٍ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلاَّ الإِذْخِرَ يَا رَسُولَ اللهِ فَإِنَّا نجْعَلُهُ
في بُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلاَّ الإِذْخِرَ إِلاَّ الإِذْخِرَ قَالَ أَبُو عَبْد الله يُقَالُ يُقَادُ بِالقَافِ فَقِيلَ لأَبي عَبْدِ الله أَيُّ شَيْءٍ كَتَبَ لَهُ قَالَ كَتَبَ لَهُ هَذِهِ الخُطْبَةَ)) 0
[113] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْروٌ قَالَ أَخْبرَني وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ عَن أَخِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ مَا مِن أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَحَدٌ أَكْثَرَ حَدِيثَاً عَنْهُ مِنيِّ إِلاَّ مَا كَانَ مِن عَبْدِ الله بْنِ عَمْرٍو فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ وَلا أَكْتُبُ تَابَعَهُ مَعْمَرٌ عَن هَمَّامٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ)) 0
[114] حَدَّثَنَا يحْيى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَني ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبرَني يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَن عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ لَمَّا اشْتَدَّ بِالنَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعُهُ قَالَ ائْتُوني بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابَاً لا تَضِلُّواْ
بَعْدَهُ قَالَ عُمَرُ إِنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَلَبَهُ الوَجَعُ وَعِنْدَنَا كِتَابُ الله حَسْبُنَا فَاخْتَلَفُواْ وَكَثُرَ اللَّغَطُ قَالَ قُومُواْ عَنيِّ وَلا يَنْبَغِي عِنْدِي التَّنَازُعُ فَخَرَجَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ كِتَابِهِ)) 0
[بَابُ العِلمِ وَالعِظَةِ بِاللَّيْلِ:
[115] حَدَّثَنَا صَدَقَةُ أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ
¥(15/427)
عَن هِنْدٍ عَن أُمِّ سَلَمَةَ وَعَمْرٍو وَيحْيى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن هِنْدٍ عَن أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتِ اسْتَيْقَظَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ سُبْحَانَ الله مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتَنِ وَمَاذَا فُتِحَ مِنَ الخَزَائِنِ أَيْقِظُواْ صَوَاحِبَاتِ الحُجَرِ فَرُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ)) 0
[بَابُ السَّمَرِ في العِلمِ:
[116] حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ قَالَ حَدَّثَني اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَني عَبْدُ
الرَّحمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمٍ وَأَبي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبي حَثْمَةَ أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ قَالَ صَلَّى بِنَا النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العِشَاءَ في آخِرِ حَيَاتِهِ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ فَقَالَ أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لا يَبْقَى مِمَّن هُوَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ)) 0
[117] حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا الحَكَمُ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ
بْنَ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بِتُّ في بَيْتِ خَالَتي مَيْمُونَةَ بِنْتِ الحَارِثِ زَوْجِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَهَا في لَيْلَتِهَا فَصَلَّى النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العِشَاءَ ثمَّ جَاءَ إِلى مَنْزِلِهِ فَصَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ثمَّ نَامَ ثمَّ قَامَ ثمَّ قَالَ نَامَ الغُلَيِّمُ أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا ثمَّ قَامَ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ فَجَعَلَني عَنْ يَمِينِهِ فَصَلَّى خَمْسَ رَكَعَاتٍ ثمَّ
صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ نَامَ حَتىَّ سَمِعْتُ غَطِيطَهُ أَوْ خَطِيطَهُ ثمَّ خَرَجَ إِلى الصَّلاةِ)) 0
[بَابُ حِفْظِ العِلمِ:
[118] حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ حَدَّثَني مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ الأَعْرَجِ عَن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَلَوْلا آيَتَانِ في كِتَابِ الله مَا حَدَّثْتُ حَدِيثَاً ثمَّ يَتْلُو إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى إِلى قَوْلِهِ الرَّحِيمُ إِنَّ
إِخْوَانَنَا مِنَ المُهَاجِرِينَ كَانَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ وَإِنَّ إِخْوَانَنَا مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ يَشْغَلُهُمُ العَمَلُ في أَمْوَالِهِمْ وَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلزَمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِبَعِ بَطْنِهِ وَيحْضُرُ مَا لا يحْضُرُونَ وَيحْفَظُ مَا لا يحْفَظُونَ)) 0
[119] حَدَّثَنَا أَحمَدُ بْنُ أَبي بَكْرٍ أَبُو مُصْعَبٍ قَال: حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ أَبي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ عَن أَبي
هُرَيْرَةَ قَالَ قُلتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنيِّ أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثَاً كَثِيرَاً أَنْسَاهُ قَالَ ابْسُطْ رِدَاءكَ فَبَسَطْتُهُ قَالَ فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ ثمَّ قَالَ ضُمَّهُ فَضَمَمْتُهُ فَمَا نَسِيتُ شَيْئَاً بَعْدَهُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبي فُدَيْكٍ بهَذَا أَوْ قَالَ غَرَفَ بِيَدِهِ فِيهِ)) 0
[120] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَني أَخِي عَنِ ابْنِ أَبي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ عَن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ الله
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ وَأَمَّا الآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا البُلعُومُ)) 0
[بَابُ الإِنْصَاتِ لِلعُلَمَاءِ:
[121] حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبرَني عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ عَن أَبي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ جَرِيرٍ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ في حَجَّةِ الوَدَاعِ اسْتَنْصِتِ النَّاسَ فَقَالَ لا تَرْجِعُواْ بَعْدِي كُفَّارَاً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ)) 0
بَابُ
¥(15/428)
مَا يُسْتَحَبُّ لِلعَالِمِ إِذَا سُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ فَيَكِلُ العِلمَ إِلى الله
[بَابُ مَا يُسْتَحَبُّ لِلعَالِمِ إِذَا سُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ فَيَكِلُ العِلمَ إِلى اللهِ:
[122] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ محَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْروٌ قَالَ أَخْبرَني سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ قُلتُ لابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ نَوْفَاً البَكَالِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى لَيْسَ بمُوسَى بَني إِسْرَائِيلَ إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَرُ فَقَالَ كَذَبَ عَدُوُّ الله
حَدَّثَنَا أُبيُّ بْنُ كَعْبٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ مُوسَى النَّبيُّ خَطِيبَاً في بَني إِسْرَائِيلَ فَسُئِلَ أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ فَقَالَ أَنَا أَعْلَمُ فَعَتَبَ الله عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرُدَّ العِلمَ إِلَيْهِ فَأَوْحَى الله إِلَيْهِ أَنَّ عَبْدَاً مِن عِبَادِي بمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ قَالَ يَا رَبِّ وَكَيْفَ بِهِ فَقِيلَ لَهُ احْمِل حُوتَاً في مِكْتَلٍ فَإِذَا فَقَدْتَهُ فَهُوَ ثَمَّ فَانْطَلَقَ وَانْطَلَقَ بِفَتَاهُ يُوشَعَ بْنِ نُونٍ
وَحَمَلا حُوتَاً في مِكْتَلٍ حَتىَّ كَانَا عِنْدَ الصَّخْرَةِ وَضَعَا رُءوسَهُمَا وَنَامَا فَانْسَلَّ الحُوتُ مِنَ المِكْتَلِ فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ في البَحْرِ سَرَبَاً وَكَانَ لِمُوسَى وَفَتَاهُ عَجَبَاً فَانْطَلَقَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِمَا وَيَوْمَهُمَا فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبَاً وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى مَسَّاً مِنَ النَّصَبِ حَتىَّ جَاوَزَ المَكَانَ الَّذِي أُمِرَ بِهِ فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا
إِلى الصَّخْرَةِ فَإِنيِّ نَسِيتُ الحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلاَّ الشَّيْطَانُ قَالَ مُوسَى ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصَاً فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلى الصَّخْرَةِ إِذَا رَجُلٌ مُسَجّىً بِثَوْبٍ أَوْ قَالَ تَسَجَّى بِثَوْبِهِ فَسَلَّمَ مُوسَى فَقَالَ الخَضِرُ وَأَنى بِأَرْضِكَ السَّلامُ فَقَالَ أَنَا مُوسَى فَقَالَ مُوسَى بَني إِسْرَائِيلَ قَالَ نَعَمْ قَالَ هَل أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَني ممَّا عُلِّمْتَ رَشَدَاً قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ
صَبْرَاً يَا مُوسَى إِنيِّ عَلَى عِلمٍ مِن عِلمِ الله عَلَّمَنِيهِ لا تَعْلَمُهُ أَنْتَ وَأَنْتَ عَلَى عِلمٍ عَلَّمَكَهُ لا أَعْلَمُهُ قَالَ سَتَجِدُني إِنْ شَاءَ الله صَابِرَاً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرَاً فَانْطَلَقَا يمْشِيَانِ عَلَى سَاحِلِ البَحْرِ لَيْسَ لَهُمَا سَفِينَةٌ فَمَرَّتْ بِهِمَا سَفِينَةٌ فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يحْمِلُوهُمَا فَعُرِفَ الخَضِرُ فَحَمَلُوهُمَا بِغَيْرِ نَوْلٍ فَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ في البَحْرِ فَقَالَ
الخَضِرُ يَا مُوسَى مَا نَقَصَ عِلمِي وَعِلمُكَ مِن عِلمِ الله إِلاَّ كَنَقْرَةِ هَذَا العُصْفُورِ في البَحْرِ فَعَمَدَ الخَضِرُ إِلى لَوْحٍ مِنَ الوَاحِ السَّفِينَةِ فَنَزَعَهُ فَقَالَ مُوسَى قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إِلى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا قَالَ أَلَمْ أَقُل إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرَاً قَالَ لا تُؤَاخِذْني بمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْني مِن أَمْرِي عُسْرَاً فَكَانَتِ الأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيَانَاً فَانْطَلَقَا فَإِذَا غُلامٌ
يَلعَبُ مَعَ الغِلمَانِ فَأَخَذَ الخَضِرُ بِرَأْسِهِ مِن أَعْلاهُ فَاقْتَلَعَ رَأْسَهُ بِيَدِهِ فَقَالَ مُوسَى أَقَتَلتَ نَفْسَاً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرَاً قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ وَهَذَا أَوْكَدُ فَانْطَلَقَا حَتىَّ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارَاً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ الخَضِرُ بِيَدِهِ فَأَقَامَهُ فَقَالَ لَهُ مُوسَى لَوْ شِئْتَ
¥(15/429)
لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرَاً قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْني وَبَيْنِكَ قَالَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْحَمُ الله مُوسَى لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ حَتىَّ يُقَصَّ عَلَيْنَا مِن أَمْرِهِمَا)) 0
[بَابُ مَنْ سَأَلَ وَهُوَ قَائِمٌ عَالِمَاً جَالِسَاً:
[123] حَدَّثَنَا عُثْمَانُ قَالَ أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَن أَبي وَائِلٍ عَن أَبي مُوسَى قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلى النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ مَا القِتَالُ في سَبِيلِ الله فَإِنَّ
أَحَدَنَا يُقَاتِلُ غَضَبَاً وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً فَرَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ قَالَ وَمَا رَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ قَائِمَاً فَقَالَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ الله هِيَ العُليَا فَهُوَ في سَبِيلِ الله عَزَّ وَجَلَّ)) 0
[بَابُ السُّؤَالِ وَالفُتْيَا عِنْدَ رَمْيِ الجِمَارِ:
[124] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبي سَلَمَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن عِيسَى بْنِ طَلحَةَ عَن عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ قَالَ رَأَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الجَمْرَةِ وَهُوَ يُسْأَلُ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ نَحَرْتُ قَبْلَ أَن أَرْمِيَ قَالَ ارْمِ وَلا حَرَجَ قَالَ آخَرُ يَا رَسُولَ اللهِ حَلَقْتُ قَبْلَ أَن أَنْحَرَ قَالَ انْحَرْ وَلا حَرَجَ فَمَا سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ وَلا أُخِّرَ إِلاَّ قَالَ افْعَل وَلا حَرَجَ)) 0
[بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالى وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ العِلمِ إِلاَّ قَلِيلاً:
[125] حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ سُلَيْمَانُ بْنُ
مِهْرَانَ عَن إِبْرَاهِيمَ عَن عَلقَمَةَ عَن عَبْدِ الله قَالَ بَيْنَا أَنَا أَمْشِي مَعَ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خَرِبِ المَدِينَةِ وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَسِيبٍ مَعَهُ فَمَرَّ بِنَفَرٍ مِنَ اليَهُودِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ لا تَسْأَلُوهُ لا يَجِيءُ فِيهِ بِشَيْءٍ تَكْرَهُونَهُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَنَسْأَلَنَّهُ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فَقَالَ يَا أَبَا القَاسِمِ مَا الرُّوحُ فَسَكَتَ فَقُلتُ إِنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ
فَقُمْتُ فَلَمَّا انْجَلَى عَنْهُ قَالَ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُل الرُّوحُ مِن أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتُواْ مِنَ العِلمِ إِلاَّ قَلِيلاً قَالَ الأَعْمَشُ هَكَذَا في قِرَاءتِنَا)) 0
[بَابُ مَنْ تَرَكَ بَعْضَ الاخْتِيَارِ مخَافَةَ أَنْ يَقْصُرَ فَهْمُ بَعْضِ النَّاسِ عَنْهُ فَيَقَعُواْ في أَشَدَّ مِنْهُ:
[126] حَدَّثَنَا عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى عَن إِسْرَائِيلَ عَن أَبي إِسْحَاقَ عَنِ الأَسْوَدِ قَالَ قَالَ لي ابْنُ الزُّبَيْرِ كَانَتْ عَائِشَةُ تُسِرُّ إِلَيْكَ كَثِيرَاً فَمَا
حَدَّثَتْكَ في الكَعْبَةِ قُلتُ قَالَتْ لي قَالَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عَائِشَةُ لَوْلا قَوْمُكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ بِكُفْرٍ لَنَقَضْتُ الكَعْبَةَ فَجَعَلتُ لهَا بَابَيْنِ بَابٌ يَدْخُلُ النَّاسُ وَبَابٌ يخْرُجُونَ فَفَعَلَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ)) 0
[بَابُ مَن خَصَّ بِالعِلمِ قَوْمَاً دُونَ قَوْمٍ كَرَاهِيَةَ أَنْ لا يَفْهَمُواْ:
وَقَالَ عَلِيٌّ حَدِّثُواْ النَّاسَ بمَا يَعْرِفُونَ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللهُ وَرَسُولُه 00؟!
[127] حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ الله بْنُ مُوسَى عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذٍ عَن أَبي الطُّفَيْلِ عَن عَلِيٍّ بِذَلِكَ)) 0
[128] حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَني أَبي عَنْ قَتَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُعاذٌ رَدِيفُهُ عَلَى الرَّحْلِ قَالَ يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ قَالَ يَا مُعَاذُ قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ وَسَعْدَيْكَ ثَلاثَاً
¥(15/430)
قَالَ مَا مِن أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ محَمَّدَاً رَسُولُ اللهِ صِدْقَاً مِنْ قَلبِهِ إِلاَّ حَرَّمَهُ الله عَلَى النَّارِ قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلا أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُواْ قَالَ إِذَاً يَتَّكِلُواْ وَأَخْبَرَ بهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمَاً)) 0
[129] حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبي قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ ذُكِرَ لي أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ
جَبَلٍ مَنْ لَقِيَ الله لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئَاً دَخَلَ الجَنَّةَ قَالَ أَلا أُبَشِّرُ النَّاسَ قَالَ لا إِنيِّ أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُواْ)) 0
[بَابُ الحَيَاءِ في العِلمِ وَقَالَ مجَاهِدٌ لا يَتَعَلَّمُ العِلمَ مُسْتَحْيٍ وَلا مُسْتَكْبِرٌ وَقَالَتْ عَائِشَةُ نِعْمَ النِّسَاءُ نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَمْ يمْنَعْهُنَّ الحَيَاءُ أَنْ يَتَفَقَّهْنَ في الدِّين:
[130] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ سَلامٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَن أَبِيهِ عَنْ زَيْنَبَ
ابْنَةِ أُمِّ سَلَمَةَ عَن أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ جَاءتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الله لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ فَهَل عَلَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ قَالَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَتِ المَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ تَعْني وَجْهَهَا وَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ أَوَتَحْتَلِمُ المَرْأَةُ قَالَ نَعَمْ تَرِبَتْ يَمِينُكِ فَبمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا)) 0
[131] حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَني مَالِكٌ عَن عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ عَن عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَهِيَ مَثَلُ المُسْلِمِ حَدِّثُوني مَا هِيَ فَوَقَعَ النَّاسُ في شَجَرِ البَادِيَةِ وَوَقَعَ في نَفْسِي أنهَا النَّخْلَةُ قَالَ عَبْدُ الله فَاسْتَحْيَيْتُ فَقَالُواْ يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنَا بهَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هِيَ النَّخْلَةُ قَالَ عَبْدُ الله
فَحَدَّثْتُ أَبي بمَا وَقَعَ في نَفْسِي فَقَالَ لانْ تَكُونَ قُلتَهَا أَحَبُّ إِليَّ مِن أَنْ يَكُونَ لي كَذَا وَكَذَا)) 0
[بَابُ مَنِ اسْتَحْيَا فَأَمَرَ غَيْرَهُ بِالسُّؤَالِ:
[132] حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ دَاوُدَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ عَنْ محَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ عَن عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ قَالَ كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً فَأَمَرْتُ المِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ أَنْ يَسْأَلَ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ
فِيهِ الوُضُوءُ)) 0
[بَابُ ذِكْرِ العِلمِ وَالفُتْيَا في المَسْجِدِ:
[133] حَدَّثَني قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا نَافِعٌ مَوْلى عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ عَن عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلاً قَامَ في المَسْجِدِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ مِن أَيْنَ تَأْمُرُنَا أَنْ نُهِلَّ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهِلُّ أَهْلُ المَدِينَةِ مِنْ ذِي الحُلَيْفَةِ وَيُهِلُّ أَهْلُ الشَّامِ مِنَ الجُحْفَةِ
وَيُهِلُّ أَهْلُ نجْدٍ مِنْ قَرْنٍ وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَيَزْعُمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَيُهِلُّ أَهْلُ اليَمَنِ مِنْ يَلَمْلَمَ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ لَمْ أَفْقَهْ هَذِهِ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم)) 0
[بَابُ مَن أَجَابَ السَّائِلَ بِأَكْثَرَ ممَّا سَأَلَهُ:
[134] حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبي ذِئْبٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ
¥(15/431)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ مَا يَلبَسُ المحْرِمُ فَقَالَ لا يَلبَسُ القَمِيصَ وَلا العِمَامَةَ وَلا السَّرَاوِيلَ وَلا البُرْنُسَ وَلا ثَوْبَاً مَسَّهُ الوَرْسُ أَوِ الزَّعْفَرَانُ فَإِنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ فَليَلبَسِ الخُفَّيْنِ وَليَقْطَعْهُمَاحَتىَّ يَكُونَا تحْتَ الكَعْبَيْن))
[بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: [4 ـ كِتَابُ الْوُضُوء:
[بَابُ مَا جَاءَ في الوُضُوءِ وَقَوْلِ الله تَعَالى إِذَا قُمْتُمْ إِلى الصَّلاةِ
فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلى المَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُءوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلى الكَعْبَيْن:
قَالَ أَبُو عَبْد الله وَبَيَّنَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ فَرْضَ الوُضُوءِ مَرَّةً مَرَّةً وَتَوَضَّأَ أَيْضَاً مَرَّتَيْنِ وَثَلاثَاً وَلَمْ يَزِدْ عَلَى ثَلاثٍ وَكَرِهَ أَهْلُ العِلمِ الإِسْرَافَ فِيهِ وَأَنْ يُجَاوِزُواْ فِعْلَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم 0
[بَابُ لا تُقْبَلُ صَلاةٌ بِغَيْرِ طُهُور:
[135] حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الحَنْظَلِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا تُقْبَلُ صَلاةُ مَن أَحْدَثَ حَتىَّ يَتَوَضَّأَ قَالَ رَجُلٌ مِن حَضْرَمَوْتَ مَا الحَدَثُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ فُسَاءٌ أَوْ ضُرَاطٌ)) 0
[بَابُ فَضْلِ الوُضُوءِ وَالغُرُّ المحَجَّلُونَ مِنْ آثَارِ الوُضُوءِ:
[136] حَدَّثَنَا يحْيى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
عَن خَالِدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبي هِلالٍ عَنْ نُعَيْمٍ المجْمِرِ قَالَ رَقِيتُ مَعَ أَبي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ المَسْجِدِ فَتَوَضَّأَ فَقَالَ إِنيِّ سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أُمَّتي يُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ غُرَّاً محَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الوُضُوءِ فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَليَفْعَلْ)) 0
[بَابُ مَنْ لا يَتَوَضَّأُ مِنَ الشَّكِّ حَتىَّ يَسْتَيْقِنَ:
[137] حَدَّثَنَا عَلِيٌّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا
الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيَّبِ ح وَعَن عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَن عَمِّهِ أَنَّهُ شَكَا إِلى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ الَّذِي يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ في الصَّلاةِ فَقَالَ لا يَنْفَتِل أَوْ لا يَنْصَرِفْ حَتىَّ يَسْمَعَ صَوْتَاً أَوْ يَجِدَ رِيحَاً)) 0
[بَابُ التَّخْفِيفِ في الوُضُوءِ:
[138] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَن عَمْروٍ قَالَ أَخْبرَني كُرَيْبٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَامَ حَتىَّ نَفَخَ ثمَّ صَلَّى وَرُبَّمَا قَالَ اضْطَجَعَ حَتىَّ نَفَخَ ثمَّ قَامَ فَصَلَّى ثمَّ حَدَّثَنَا بِهِ سُفْيَانُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ عَن عَمْرٍو عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ بِتُّ عِنْدَ خَالَتي مَيْمُونَةَ لَيْلَةً فَقَامَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ فَلَمَّا كَانَ في بَعْضِ اللَّيْلِ قَامَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ مُعَلَّقٍ وُضُوءَاً خَفِيفَاً يُخَفِّفُهُ عَمْرٌو وَيُقَلِّلُهُ
وَقَامَ يُصَلِّي فَتَوَضَّأْتُ نحْوَاً ممَّا تَوَضَّأَ ثمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ عَنْ شِمَالِهِ فَحَوَّلَني فَجَعَلَني عَنْ يَمِينِهِ ثمَّ صَلَّى مَا شَاءَ الله ثمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتىَّ نَفَخَ ثمَّ أَتَاهُ المُنَادِي فَآذَنَهُ بِالصَّلاةِ فَقَامَ مَعَهُ إِلى الصَّلاةِ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ قُلنَا لِعَمْرٍو إِنَّ نَاسَاً يَقُولُونَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَنَامُ عَيْنُهُ وَلا يَنَامُ قَلبُهُ قَالَ عَمْرٌو سَمِعْتُ
¥(15/432)
عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ رُؤْيَا الأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ ثمَّ قَرَأَ إِنيِّ أَرَى في المَنَامِ أَنيِّ أَذْبَحُكَ)) 0
[بَابُ إِسْبَاغِ الوُضُوءِ وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ إِسْبَاغُ الوُضُوءِ الإِنْقَاءُ:
[139] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلى ابْنِ عَبَّاسٍ عَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ دَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن عَرَفَةَ حَتىَّ إِذَا كَانَ بِالشِّعْبِ نَزَلَ فَبَالَ ثمَّ
تَوَضَّأَ وَلَمْ يُسْبِغِ الوُضُوءَ فَقُلتُ الصَّلاةَ يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ الصَّلاةُ أَمَامَكَ فَرَكِبَ فَلَمَّا جَاءَ المُزْدَلِفَةَ نَزَلَ فَتَوَضَّأَ فَأَسْبَغَ الوُضُوءَ ثمَّ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَصَلَّى المَغْرِبَ ثمَّ أَنَاخَ كُلُّ إِنْسَانٍ بَعِيرَهُ في مَنْزِلِهِ ثمَّ أُقِيمَتِ العِشَاءُ فَصَلَّى وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا)) 0
[بَابُ غَسْلِ الوَجْهِ بِاليَدَيْنِ مِن غَرْفَةٍ وَاحِدَةٍ:
[140] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَلَمَةَ الخُزَاعِيُّ
مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ بِلالٍ يَعْني سُلَيْمَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَمَضْمَضَ بهَا وَاسْتَنْشَقَ ثمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَجَعَلَ بهَا هَكَذَا أَضَافَهَا إِلى يَدِهِ الأُخْرَى فَغَسَلَ بِهِمَا وَجْهَهُ ثمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ بهَا يَدَهُ اليُمْنى ثمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَغَسَلَ بهَا يَدَهُ اليُسْرَى ثمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ
ثمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ فَرَشَّ عَلَى رِجْلِهِ اليُمْنى حَتىَّ غَسَلَهَا ثمَّ أَخَذَ غَرْفَةً أُخْرَى فَغَسَلَ بهَا رِجْلَهُ يَعْني اليُسْرَى ثمَّ قَالَ هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ)) 0
[بَابُ التَّسْمِيَةِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَعِنْدَ الوِقَاعِ:
[141] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبي الجَعْدِ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَبْلُغُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ بِاسْمِ الله اللهمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ لَمْ يَضُرُّهُ)) 0
[بَابُ مَا يَقُولُ عِنْدَ الخَلاءِ:
[142] حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَن عَبْدِ العَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَاً يَقُولُ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الخَلاءَ قَالَ اللهمَّ إِنيِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبَائِثِ تَابَعَهُ ابْنُ عَرْعَرَةَ
عَنْ شُعْبَةَ وَقَالَ غُنْدَرٌ عَنْ شُعْبَةَ إِذَا أَتَى الخَلاءَ وَقَالَ مُوسَى عَن حَمَّادٍ إِذَا دَخَلَ وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ)) 0
[بَابُ وَضْعِ المَاءِ عِنْدَ الخَلاءِ:
[143] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ محَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ القَاسِمِ قَالَ حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَن عُبَيْدِ الله بْنِ أَبي يَزِيدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الخَلاءَ فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءَاً قَالَ
مَنْ وَضَعَ هَذَا فَأُخْبِرَ فَقَالَ اللهمَّ فَقِّهْهُ في الدِّينِ)) 0
[بَابُ لا تُسْتَقْبَلُ القِبْلَةُ بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ إِلاَّ عِنْدَ البِنَاءِ جِدَارٍ أَوْ نحْوِهِ:
[144] حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبي ذِئْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَن عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ عَن أَبي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الغَائِطَ فَلا يَسْتَقْبِل القِبْلَةَ وَلا يُوَلِّهَا ظَهْرَهُ شَرِّقُواْ أَوْ
غَرِّبُواْ)) 0
¥(15/433)
[بَابُ مَنْ تَبَرَّزَ عَلَى لَبِنَتَيْنِ:
[145] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ يحْيى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ محَمَّدِ بْنِ يحْيى بْنِ حَبَّانَ عَن عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ عَن عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِنَّ نَاسَاً يَقُولُونَ إِذَا قَعَدْتَ عَلَى حَاجَتِكَ فَلا تَسْتَقْبِل القِبْلَةَ وَلا بَيْتَ المَقْدِسِ فَقَالَ عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ لَقَدِ ارْتَقَيْتُ يَوْمَاً عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَنَا فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى لَبِنَتَيْنِ مُسْتَقْبِلاً بَيْتَ المَقْدِسِ لحَاجَتِهِ وَقَالَ لَعَلَّكَ مِنَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ عَلَى أَوْرَاكِهِمْ فَقُلتُ لا أَدْرِي وَالله قَالَ مَالِكٌ يَعْني الَّذِي يُصَلِّي وَلا يَرْتَفِعُ عَنِ الأَرْضِ يَسْجُدُ وَهُوَ لاصِقٌ بِالأَرْضِ)) 0
[بَابُ خُرُوجِ النِّسَاءِ إِلى البَرَازِ:
[146] حَدَّثَنَا يحْيى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَني عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَن عُرْوَةَ عَن عَائِشَةَ أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبيِّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنَّ يخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إِذَا تَبَرَّزْنَ إِلى المَنَاصِعِ وَهُوَ صَعِيدٌ أَفْيَحُ فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ لِلنَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْجُبْ نِسَاءكَ فَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالي عِشَاءً وَكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً فَنَادَاهَا عُمَرُ أَلا قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ حِرْصَاً عَلَى أَنْ يَنْزِلَ
الحِجَاب؛ فَأَنْزَلَ الله آيَةَ الحِجَاب)) 0
[147] حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَدْ أُذِنَ أَنْ تَخْرُجْنَ في حَاجَتِكُنَّ قَالَ هِشَامٌ يَعْني البَرَازَ)) 0
[بَابُ التَّبَرُّزِ في البُيُوتِ:
[148] حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَن عُبَيْدِ الله عَنْ محَمَّدِ بْنِ يحْيى بْنِ حَبَّانَ عَنْ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ
عَن عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ قَالَ ارْتَقَيْتُ فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتِ حَفْصَةَ لِبَعْضِ حَاجَتي فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي حَاجَتَهُ مُسْتَدْبِرَ القِبْلَةِ مُسْتَقْبِلَ الشَّام)) 0
[149] حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ أَخْبَرَنَا يحْيى عَنْ محَمَّدِ بْنِ يحْيى بْنِ حَبَّانَ أَنَّ عَمَّهُ وَاسِعَ بْنَ حَبَّانَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ قَالَ لَقَدْ ظَهَرْتُ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى
ظَهْرِ بَيْتِنَا فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدَاً عَلَى لَبِنَتَيْنِ مُسْتَقْبِلَ بَيْتِ المَقْدِسِ)) 0
[بَابُ الاسْتِنْجَاءِ بِالمَاءِ:
[150] حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ المَلِكِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَن أَبي مُعَاذٍ وَاسْمُهُ عَطَاءُ بْنُ أَبي مَيْمُونَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ لحَاجَتِهِ أَجِيءُ أَنَا وَغُلامٌ مَعَنَا إِدَاوَةٌ مِنْ مَاءٍ يَعْني
يَسْتَنْجِي بِهِ)) 0
[بَابُ مَن حُمِلَ مَعَهُ المَاءُ لِطُهُورِهِ وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ أَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالطَّهُورِ وَالوِسَادِ:
[151] حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَن أَبي مُعَاذٍ هُوَ عَطَاءُ بْنُ أَبي مَيْمُونَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَاً يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ لحَاجَتِهِ تَبِعْتُهُ أَنَا وَغُلامٌ مِنَّا مَعَنَا إِدَاوَةٌ مِنْ مَاءٍ)) 0
[بَابُ حَمْلِ العَنَزَةِ مَعَ المَاءِ في
الاسْتِنْجَاءِ:
¥(15/434)
[152] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَن عَطَاءِ بْنِ أَبي مَيْمُونَةَ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ الخَلاءَ فَأَحْمِلُ أَنَا وَغُلامٌ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ وَعَنَزَةً يَسْتَنْجِي بِالمَاءِ تَابَعَهُ النَّضْرُ وَشَاذَانُ عَنْ شُعْبَةَ العَنَزَةُ عَصَاً عَلَيْهِ زُجٌّ)) 0
[بَابُ النَّهْيِ عَنِ الاسْتِنْجَاءِ بِاليَمِينِ:
[153] حَدَّثَنَا
مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ هُوَ الدَّسْتَوَائِيُّ عَنْ يحْيى بْنِ أَبي كَثِيرٍ عَن عَبْدِ الله بْنِ أَبي قَتَادَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا شَرِبَ أَحَدُكُمْ فَلا يَتَنَفَّسْ في الإِنَاءِ وَإِذَا أَتَى الخَلاءَ فَلا يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ وَلا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ)) 0
[بَابُ لا يُمْسِكُ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ إِذَا بَالَ:
[154] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ يحْيى بْنِ أَبي
كَثِيرٍ عَن عَبْدِ الله بْنِ أَبي قَتَادَةَ عَن أَبِيهِ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلا يَأْخُذَنَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ وَلا يَسْتَنْجِي بِيَمِينِهِ وَلا يَتَنَفَّسْ في الإِنَاءِ)) 0
[بَابُ الاسْتِنْجَاءِ بِالحِجَارَةِ:
[155] حَدَّثَنَا أَحمَدُ بْنُ محَمَّدٍ المَكِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يحْيى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو المَكِّيُّ عَنْ جَدِّهِ عَن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ اتَّبَعْتُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَخَرَجَ
لحَاجَتِهِ فَكَانَ لا يَلتَفِتُ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقَالَ ابْغِني أَحْجَارَاً أَسْتَنْفِضْ بهَا أَوْ نحْوَهُ وَلا تَأْتِني بِعَظْمٍ وَلا رَوْثٍ فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ بِطَرَفِ ثِيَابي فَوَضَعْتُهَا إِلى جَنْبِهِ وَأَعْرَضْتُ عَنْهُ فَلَمَّا قَضَى أَتْبَعَهُ بِهِنَّ)) 0
[بَابُ لا يُسْتَنْجَى بِرَوْثٍ:
[156] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَن أَبي إِسْحَاقَ قَالَ لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ ذَكَرَهُ وَلَكِن عَبْدُ الرَّحمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ عَن أَبِيهِ أَنَّهُ سَمِعَ
عَبْدَ الله يَقُولُ أَتَى النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الغَائِطَ فَأَمَرَني أَنْ آتِيَهُ بِثَلاثَةِ أَحْجَارٍ فَوَجَدْتُ حَجَرَيْنِ وَالتَمَسْتُ الثَّالِثَ فَلَمْ أَجِدْهُ فَأَخَذْتُ رَوْثَةً فَأَتَيْتُهُ بهَا فَأَخَذَ الحَجَرَيْنِ وَالقَى الرَّوْثَةَ وَقَالَ هَذَا رِكْسٌ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ عَن أَبِيهِ عَن أَبي إِسْحَاقَ حَدَّثَني عَبْدُ الرَّحمَنِ)) 0
[بَابُ الوُضُوءِ مَرَّةً مَرَّةً:
[157] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَسْلَمَ عَن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ تَوَضَّأَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً مَرَّةً)) 0
[بَابُ الوُضُوءِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ:
[158] حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ محَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَن عَبْدِ الله بْنِ أَبي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَن عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَن عَبْدِ الله بْنِ زَيْدٍ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ))
0
[بَابُ الوُضُوءِ ثَلاثَاً ثَلاثَاً:
[159] حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الله الأُوَيْسِيُّ قَالَ حَدَّثَني إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَزِيدَ أَخْبَرَهُ أَنَّ حُمْرَانَ مَوْلى عُثْمَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ دَعَا بِإِنَاءٍ فَأَفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلاثَ مِرَارٍ فَغَسَلَهُمَا ثمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ في الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَاً وَيَدَيْهِ إِلى المِرْفَقَيْنِ ثَلاثَ مِرَارٍ ثمَّ
¥(15/435)
مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاثَ مِرَارٍ إِلى الكَعْبَيْنِ ثمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَوَضَّأَ نحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِه)) 0
[160] وَعَن إِبْرَاهِيمَ قَالَ قَالَ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَلَكِن عُرْوَةُ يُحَدِّثُ عَن حُمْرَانَ فَلَمَّا تَوَضَّأَ عُثْمَانُ قَالَ أَلا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثَاً لَوْلا آيَةٌ مَا حَدَّثْتُكُمُوهُ
سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لا يَتَوَضَّأُ رَجُلٌ يُحْسِنُ وُضُوءهُ وَيُصَلِّي الصَّلاةَ إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلاةِ حَتىَّ يُصَلِّيَهَا قَالَ عُرْوَةُ الآيَةَ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلنَا مِنَ البَيِّنَاتِ)) 0
[بَابُ الاسْتِنْثَارِ في الوُضُوءِ ذَكَرَهُ عُثْمَانُ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
[161] حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله قَالَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبرَني أَبُو إِدْرِيسَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ تَوَضَّأَ فَليَسْتَنْثِرْ وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَليُوتِرْ)) 0
[بَابُ الاسْتِجْمَارِ وِتْرَاً:
[162] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَن أَبي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَن أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا تَوَضَّأَ
أَحَدُكُمْ فَليجْعَل في أَنْفِهِ ثمَّ لِيَنْثُرْ وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَليُوتِرْ وَإِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَليَغْسِل يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهَا في وَضُوئِهِ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ)) 0
[بَابُ غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ وَلا يمْسَحُ عَلَى القَدَمَيْنِ:
[163] حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَن أَبي بِشْرٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَن عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ قَالَ تَخَلَّفَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنَّا في
سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقْنَا العَصْرَ فَجَعَلنَا نَتَوَضَّأُ وَنمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثَاً)) 0
[بَابُ المَضْمَضَةِ في الوُضُوءِ قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
[164] حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبرَني عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ عَن حُمْرَانَ مَوْلى
عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ دَعَا بِوَضُوءٍ فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ مِن إِنَائِهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ في الوَضُوءِ ثمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ ثمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَاً وَيَدَيْهِ إِلى المِرْفَقَيْنِ ثَلاثَاً ثمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثمَّ غَسَلَ كُلَّ رِجْلٍ ثَلاثَاً ثمَّ قَالَ رَأَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ نحْوَ وُضُوئِي هَذَا وَقَالَ مَنْ تَوَضَّأَ نحْوَ وُضُوئِي هَذَا ثمَّ
صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غَفَرَ الله لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) 0
[بَابُ غَسْلِ الأَعْقَابِ وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَغْسِلُ مَوْضِعَ الخَاتَمِ إِذَا تَوَضَّأَ:
[165] حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبي إِيَاسٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا وَالنَّاسُ يَتَوَضَّئُونَ مِنَ المِطْهَرَةِ قَالَ أَسْبِغُواْ الوُضُوءَ فَإِنَّ أَبَا القَاسِمِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَيْلٌ
لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ)) 0
¥(15/436)
[بَابُ غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ في النَّعْلَيْنِ وَلا يمْسَحُ عَلَى النَّعْلَيْنِ:
[166] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ عَن عُبَيْدِ بْنِ جُرَيْجٍ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحمَنِ رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ أَرْبَعَاً لَمْ أَرَ أَحَدَاً مِن أَصْحَابِكَ يَصْنَعُهَا قَالَ وَمَا هِيَ يَا ابْنَ جُرَيْجٍ قَالَ رَأَيْتُكَ لا تَمَسُّ مِنَ الأَرْكَانِ إِلاَّ اليَمَانِيَّيْنِ وَرَأَيْتُكَ
تَلبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ وَرَأَيْتُكَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ وَرَأَيْتُكَ إِذَا كُنْتَ بمَكَّةَ أَهَلَّ النَّاسُ إِذَا رَأَوْا الهِلالَ وَلَمْ تُهِلَّ أَنْتَ حَتىَّ كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ قَالَ عَبْدُ الله أَمَّا الأَرْكَانُ فَإِنيِّ لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَسُّ إِلاَّ اليَمَانِيَّيْنِ وَأَمَّا النِّعَالُ السِّبْتِيَّةُ فَإِنيِّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلبَسُ النَّعْلَ الَّتي لَيْسَ فِيهَا شَعَرٌ وَيَتَوَضَّأُ فِيهَا
فَأَنَا أُحِبُّ أَنِ البَسَهَا وَأَمَّا الصُّفْرَةُ فَإِنيِّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْبُغُ بهَا فَأَنَا أُحِبُّ أَن أَصْبُغَ بهَا وَأَمَّا الإِهْلالُ فَإِنيِّ لَمْ أَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهِلُّ حَتىَّ تَنْبَعِثَ بِهِ رَاحِلَتُهُ)) 0
[بَابُ التَّيَمُّنِ في الوُضُوءِ وَالغَسْلِ:
[167] حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَن حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ عَن أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ قَالَ النَّبيُّ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُنَّ في غَسْلِ ابْنَتِهِ ابْدَأْنَ بمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِعِ الوُضُوءِ مِنْهَا)) 0
[168] حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبرَني أَشْعَثُ بْنُ سُلَيْمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبي عَنْ مَسْرُوقٍ عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ في تَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَطُهُورِهِ وَفي شَأْنِهِ كُلِّهِ)) 0
[بَابُ التِمَاسِ الوَضُوءِ إِذَا حَانَتِ الصَّلاةُ وَقَالَتْ عَائِشَةُ حَضَرَتِ
الصُّبْحُ فَالتُمِسَ المَاءُ فَلَمْ يُوجَدْ فَنَزَلَ التَّيَمُّمُ:
[169] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَن إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ أَبي طَلحَةَ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَانَتْ صَلاةُ العَصْرِ فَالتَمَسَ النَّاسُ الوَضُوءَ فَلَمْ يَجِدُوهُ فَأُتيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذَلِكَ الإِنَاءِ يَدَهُ
وَأَمَرَ النَّاسَ أَنْ يَتَوَضَّئُواْ مِنْهُ قَالَ فَرَأَيْتُ المَاءَ يَنْبُعُ مِنْ تَحْتِ أَصَابِعِهِ حَتىَّ تَوَضَّئُواْ مِن عِنْدِ آخِرِهِمْ)) 0
[بَابُ المَاءِ الَّذِي يُغْسَلُ بِهِ شَعَرُ الإِنْسَانِ وَكَانَ عَطَاءٌ لا يَرَى بِهِ بَأْسَاً أَنْ يُتَّخَذَ مِنْهَا الخُيُوطُ وَالحِبَالُ وَسُؤْرِ الكِلابِ وَمَمَرِّهَا في المَسْجِدِ وَقَالَ الزُّهْرِيُّ إِذَا وَلَغَ في إِنَاءٍ لَيْسَ لَهُ وَضُوءٌ غَيْرُهُ يَتَوَضَّأُ بِهِ وَقَالَ سُفْيَانُ هَذَا الفِقْهُ بِعَيْنِهِ يَقُولُ اللهُ تَعَالى فَلَمْ
تَجِدُواْ مَاءً فَتَيَمَّمُواْ وَهَذَا مَاءٌ وَفي النَّفْسِ مِنْهُ شَيْءٌ يَتَوَضَّأُ بِهِ وَيَتَيَمَّمُ:
[170] حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَن عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ قُلتُ لِعَبِيدَةَ عِنْدَنَا مِنْ شَعَرِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَبْنَاهُ مِنْ قِبَلِ أَنَسٍ أَوْ مِنْ قِبَلِ أَهْلِ أَنَسٍ فَقَالَ لانْ تَكُونَ عِنْدِي شَعَرَةٌ مِنْهُ أَحَبُّ إِليَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا)) 0
[171] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
¥(15/437)
الرَّحِيمِ قَالَ أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبَّادٌ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَن أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَلَقَ رَأْسَهُ كَانَ أَبُو طَلحَةَ أَوَّلَ مَن أَخَذَ مِنْ شَعَرِهِ)) 0
[172] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ عَنْ مَالِكٍ عَن أَبي الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا شَرِبَ الكَلبُ في إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَليَغْسِلهُ
سَبْعَاً)) 0
[173] حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحمَنِ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ سَمِعْتُ أَبي عَن أَبي صَالِحٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَجُلاً رَأَى كَلبَاً يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ فَأَخَذَ الرَّجُلُ خُفَّهُ فَجَعَلَ يَغْرِفُ لَهُ بِهِ حَتىَّ أَرْوَاهُ فَشَكَرَ الله لَهُ فَأَدْخَلَهُ الجَنَّة)) 0
[174] وَقَالَ أَحمَدُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا أَبي عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ
حَدَّثَني حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الله عَن أَبِيهِ قَالَ كَانَتِ الكِلابُ تَبُولُ وَتُقْبِلُ وَتُدْبِرُ في المَسْجِدِ في زَمَانِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَكُونُواْ يَرُشُّونَ شَيْئَاً مِنْ ذَلِكَ)) 0
[175] حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ ابْنِ أَبي السَّفَرِ عَنِ الشَّعْبيِّ عَن عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ سَأَلتُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِذَا أَرْسَلتَ كَلبَكَ المُعَلَّمَ فَقَتَلَ فَكُل وَإِذَا أَكَلَ فَلا تَأْكُل
فَإِنَّمَا أَمْسَكَهُ عَلَى نَفْسِهِ قُلتُ أُرْسِلُ كَلبي فَأَجِدُ مَعَهُ كَلبَاً آخَرَ قَالَ فَلا تَأْكُل فَإِنَّمَا سَمَّيْتَ عَلَى كَلبِكَ وَلَمْ تُسَمِّ عَلَى كَلبٍ آخَرَ)) 0
[بَابُ مَنْ لَمْ يَرَ الوُضُوءَ إِلاَّ مِنَ المَخْرَجَيْنِ مِنَ القُبُلِ وَالدُّبُرِ وَقَوْلُ الله تَعَالى أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغَائِط 0
وَقَالَ عَطَاءٌ فِيمَنْ يخْرُجُ مِنْ دُبُرِهِ الدُّودُ أَوْ مِنْ ذَكَرِهِ نحْوُ القَمْلَةِ يُعِيدُ الوُضُوءَ وَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله إِذَا ضَحِكَ في الصَّلاةِ
أَعَادَ الصَّلاةَ وَلَمْ يُعِدِ الوُضُوءَ وَقَالَ الحَسَنُ إِن أَخَذَ مِنْ شَعَرِهِ وَأَظْفَارِهِ أَوْ خَلَعَ خُفَّيْهِ فَلا وُضُوءَ عَلَيْهِ وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لا وُضُوءَ إِلاَّ مِن حَدَثٍ وَيُذْكَرُ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ في غَزْوَةِ ذَاتِ الرِّقَاعِ فَرُمِيَ رَجُلٌ بِسَهْمٍ فَنَزَفَهُ الدَّمُ فَرَكَعَ وَسَجَدَ وَمَضَى في صَلاتِهِ وَقَالَ الحَسَنُ مَا زَالَ المُسْلِمُونَ يُصَلُّونَ في جِرَاحَاتِهِمْ وَقَالَ طَاوُسٌ وَمحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
وَعَطَاءٌ وَأَهْلُ الحِجَازِ لَيْسَ في الدَّمِ وُضُوءٌ وَعَصَرَ ابْنُ عُمَرَ بَثْرَةً فَخَرَجَ مِنْهَا الدَّمُ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَبَزَقَ ابْنُ أَبي أَوْفى دَمَاً فَمَضَى في صَلاتِهِ وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ وَالحَسَنُ فِيمَنْ يحْتَجِمُ لَيْسَ عَلَيْهِ إِلاَّ غَسْلُ محَاجِمِهِ:
[176] حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبي إِيَاسٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبي ذِئْبٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ المَقْبُرِيُّ عَن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَزَالُ العَبْدُ في صَلاةٍ مَا كَانَ
في المَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلاةَ مَا لَمْ يُحْدِثْ فَقَالَ رَجُلٌ أَعْجمِيٌّ مَا الحَدَثُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ الصَّوْتُ يَعْني الضَّرْطَةَ)) 0
[177] حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَن عَمِّهِ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا يَنْصَرِفْ حَتىَّ يَسْمَعَ صَوْتَاً أَوْ يَجِدَ رِيحَاً)) 0
[178] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُنْذِرٍ
¥(15/438)
أَبي يَعْلَى الثَّوْرِيِّ عَنْ محَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً فَاسْتَحْيَيْتُ أَن أَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرْتُ المِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ فِيهِ الوُضُوءُ وَرَوَاهُ شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ)) 0
[179] حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يحْيى عَن أَبي سَلَمَةَ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَأَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ
الله عَنْهُ قُلتُ أَرَأَيْتَ إِذَا جَامَعَ فَلَمْ يُمْنِ قَالَ عُثْمَانُ يَتَوَضَّأُ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاةِ وَيَغْسِلُ ذَكَرَهُ قَالَ عُثْمَانُ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلتُ عَنْ ذَلِكَ عَلِيَّاً وَالزُّبَيْرَ وَطَلحَةَ وَأُبيَّ بْنَ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ فَأَمَرُوهُ بِذَلِكَ)) 0
[180] حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ قَالَ أَخْبَرَنَا النَّضْرُ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنِ الحَكَمِ عَنْ ذَكْوَانَ أَبي صَالِحٍ عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَ إِلى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَجَاءَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَلَّنَا أَعْجَلنَاكَ فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُعْجِلتَ أَوْ قُحِطْتَ فَعَلَيْكَ الوُضُوءُ تَابَعَهُ وَهْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَبُو عَبْد الله وَلَمْ يَقُل غُنْدَرٌ وَيحْيى عَنْ شُعْبَةَ الوُضُوءُ)) 0
[بَابُ الرَّجُلُ يُوَضِّئُ صَاحِبَهُ:
[181] حَدَّثَني محَمَّدُ بْنُ
سَلامٍ قَالَ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ يحْيى عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلى ابْنِ عَبَّاسٍ عَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أَفَاضَ مِن عَرَفةَ عَدَلَ إِلى الشِّعْبِ فَقَضَى حَاجَتَهُ قَالَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَجَعَلتُ أَصُبُّ عَلَيْهِ وَيَتَوَضَّأُ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَتُصَلِّي فَقَالَ المُصَلَّى أَمَامَكَ)) 0
[182] حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ قَالَ سَمِعْتُ يحْيى
بْنَ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبرَني سَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ بْنَ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ يُحَدِّثُ عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سَفَرٍ وَأَنَّهُ ذَهَبَ لحَاجَةٍ لَهُ وَأَنَّ مُغِيرَةَ جَعَلَ يَصُبُّ المَاءَ عَلَيْهِ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَمَسَحَ عَلَى الخُفَّيْنِ)) 0
[بَابُ قِرَاءةِ القُرْآنِ بَعْدَ الحَدَثِ
وَغَيْرِهِ وَقَالَ مَنْصُورٌ عَن إِبْرَاهِيمَ لا بَأْسَ بِالقِرَاءةِ في الحَمَّامِ وَبِكَتْبِ الرِّسَالَةِ عَلَى غَيْرِ وُضُوءٍ وَقَالَ حَمَّادٌ عَن إِبْرَاهِيمَ إِنْ كَانَ عَلَيْهِمْ إِزَارٌ فَسَلِّمْ وَإِلاَّ فَلا تُسَلِّمْ:
[183] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَني مَالِكٌ عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ
خَالَتُهُ فَاضْطَجَعْتُ في عَرْضِ الوِسَادَةِ وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَهْلُهُ في طُولِهَا فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتىَّ إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ يمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ ثمَّ قَرَأَ العَشْرَ الآيَاتِ الخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ ثمَّ قَامَ إِلى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا
¥(15/439)
فَأَحْسَنَ وُضُوءهُ ثمَّ قَامَ يُصَلِّي قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ ثمَّ ذَهَبْتُ فَقُمْتُ إِلى جَنْبِهِ فَوَضَعَ يَدَهُ اليُمْنى عَلَى رَأْسِي وَأَخَذَ بِأُذُني اليُمْنى يَفْتِلُهَا فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ رَكْعَتَيْنِ ثمَّ أَوْتَرَ ثمَّ اضْطَجَعَ حَتىَّ أَتَاهُ المُؤَذِّنُ فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ثمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ)) 0
[بَابُ مَنْ لَمْ يَتَوَضَّأْ إِلاَّ
مِنَ الغَشْيِ المُثْقِلِ:
[184] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَني مَالِكٌ عَن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنِ امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبي بَكْرٍ أنهَا قَالَتْ أَتَيْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَسَفَتِ الشَّمْسُ فَإِذَا النَّاسُ قِيَامٌ يُصَلُّونَ وَإِذَا هِيَ قَائِمَةٌ تُصَلِّي فَقُلتُ مَا لِلنَّاسِ فَأَشَارَتْ بِيَدِهَا نحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَتْ سُبْحَانَ الله فَقُلتُ آيَةٌ فَأَشَارَتْ أَيْ نَعَمْ فَقُمْتُ حَتىَّ
تَجَلاني الغَشْيُ وَجَعَلتُ أَصُبُّ فَوْقَ رَأْسِي مَاءً فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَمِدَ الله وَأَثْنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ مَا مِنْ شَيْءٍ كُنْتُ لَمْ أَرَهُ إِلاَّ قَدْ رَأَيْتُهُ في مَقَامِي هَذَا حَتىَّ الجَنَّةَ وَالنَّارَ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِليَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ في القُبُورِ مِثْلَ أَوْ قَرِيبَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ لا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ يُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَالُ لَهُ مَا عِلمُكَ بهَذَا الرَّجُلِ فَأَمَّا المُؤْمِنُ
أَوِ المُوقِنُ لا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ هُوَ محَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ جَاءَنَا بِالبَيِّنَاتِ وَالهُدَى فَأَجَبْنَا وَآمَنَّا وَاتَّبَعْنَا فَيُقَالُ لَهُ نمْ صَالِحَاً فَقَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُؤْمِنَاً وَأَمَّا المُنَافِقُ أَوِ المُرْتَابُ لا أَدْرِي أَيَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ فَيَقُولُ لا أَدْرِي سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئَاً فَقُلتُهُ)) 0
[بَابُ مَسْحِ الرَّأْسِ كُلِّهِ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالى وَامْسَحُواْ بِرُءوسِكُمْ وَقَالَ ابْنُ المُسَيَّبِ
المَرْأَةُ بمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ تَمْسَحُ عَلَى رَأْسِهَا وَسُئِلَ مَالِكٌ أَيُجْزِئُ أَنْ يمْسَحَ بَعْضَ الرَّأْسِ فَاحْتَجَّ بحَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ:
[185] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَن عَمْرِو بْنِ يحْيى المَازِنِيِّ عَن أَبِيهِ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِعَبْدِ الله بْنِ زَيْدٍ وَهُوَ جَدُّ عَمْرِو بْنِ يحْيى أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُرِيَني كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ عَبْدُ الله بْنُ زَيْدٍ نَعَمْ
فَدَعَا بمَاءٍ فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَ مَرَّتَيْنِ ثمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلاثَاً ثمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَاً ثمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ إِلى المِرْفَقَيْنِ ثمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ بَدَأَ بمُقَدَّمِ رَأْسِهِ حَتىَّ ذَهَبَ بِهِمَا إِلى قَفَاهُ ثمَّ رَدَّهُمَا إِلى المَكَانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ ثمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ)) 0
[بَابُ غَسْلِ الرِّجْلَيْنِ إِلى الكَعْبَيْنِ:
[186] حَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ
عَن عَمْرٍو عَن أَبِيهِ شَهِدْتُ عَمْرَو بْنَ أَبي حَسَنٍ سَأَلَ عَبْدَ الله بْنَ زَيْدٍ عَنْ وُضُوءِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ لهُمْ وُضُوءَ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَكْفَأَ عَلَى يَدِهِ مِنَ التَّوْرِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاثَاً ثمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ في التَّوْرِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلاثَ غَرَفَاتٍ ثمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَاً ثمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ إِلى المِرْفَقَيْنِ
¥(15/440)
ثمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَمَسَحَ رَأْسَهُ فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ مَرَّةً وَاحِدَةً ثمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلى الكَعْبَيْنِ)) 0
[بَابُ اسْتِعْمَالِ فَضْلِ وَضُوءِ النَّاسِ وَأَمَرَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَهْلَهُ أَنْ يَتَوَضَّئُواْ بِفَضْلِ سِوَاكِهِ:
[187] حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا الحَكَمُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جُحَيْفَةَ يَقُولُ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالهَاجِرَةِ فَأُتيَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ فَجَعَلَ
النَّاسُ يَأْخُذُونَ مِنْ فَضْلِ وَضُوئِهِ فَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ فَصَلَّى النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ وَالعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ عَنَزَة 0
[188] وَقَالَ أَبُو مُوسَى دَعَا النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ وَمَجَّ فِيهِ ثمَّ قَالَ لَهُمَا اشْرَبَا مِنْهُ وَأَفْرِغَا عَلَى وُجُوهِكُمَا وَنُحُورِكُمَا)) 0
[189] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبي عَنْ صَالِحٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبرَني محْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ وَهُوَ الَّذِي مَجَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وَجْهِهِ وَهُوَ غُلامٌ مِنْ بِئْرِهِمْ وَقَالَ عُرْوَةُ عَنِ المِسْوَرِ وَغَيْرِهِ يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ وَإِذَا تَوَضَّأَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَادُواْ يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ)) 0
[بَابُ:
[190] حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحمَنِ بْنُ يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا
حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الجَعْدِ قَالَ سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ ذَهَبَتْ بي خَالَتي إِلى النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ ابْنَ أُخْتي وَجِعٌ فَمَسَحَ رَأْسِي وَدَعَا لي بِالبَرَكَةِ ثمَّ تَوَضَّأَ فَشَرِبْتُ مِنْ وَضُوئِهِ ثمَّ قُمْتُ خَلفَ ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ إِلى خَاتَمِ النُّبُوَّةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِثْلَ زِرِّ الحَجَلَةِ)) 0
[بَابُ مَنْ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِن غَرْفَةٍ وَاحِدَةٍ:
[191] حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يحْيى عَن أَبِيهِ عَن عَبْدِ الله بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ أَفْرَغَ مِنَ الإِنَاءِ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثمَّ غَسَلَ أَوْ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفَّةٍ وَاحِدَةٍ فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاثَاً فَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلى المِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ مَا أَقْبَلَ وَمَا أَدْبَرَ وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلى الكَعْبَيْنِ ثمَّ قَالَ هَكَذَا وُضُوءُ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) 0
[بَابُ
مَسْحِ الرَّأْسِ مَرَّةً:
[192] حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يحْيى عَن أَبِيهِ قَالَ شَهِدْتُ عَمْرَو بْنَ أَبي حَسَنٍ سَأَلَ عَبْدَ الله بْنَ زَيْدٍ عَنْ وُضُوءِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ فَتَوَضَّأَ لهُمْ فَكَفَأَ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلاثَاً ثمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ في الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلاثَاً بِثَلاثِ غَرَفَاتٍ مِنْ مَاءٍ ثمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ في
الإِنَاءِ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَاً ثمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ في الإِنَاءِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلى المِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ ثمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ في الإِنَاءِ فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ فَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ وَأَدْبَرَ بِهِمَا ثمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ في الإِنَاءِ فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ وَحَدَّثَنَا مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ مَسَحَ رَأْسَهُ مَرَّةً)) 0
[بَابُ وُضُوءِ الرَّجُلِ مَعَ امْرَأَتِهِ وَفَضْلِ وَضُوءِ المَرْأَةِ وَتَوَضَّأَ عُمَرُ بِالحَمِيمِ وَمِنْ بَيْتِ نَصْرَانِيَّةٍ
:
¥(15/441)
[193] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ نَافِعٍ عَن عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ كَانَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَتَوَضَّئُونَ في زَمَانِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جمِيعَاً)) 0
[بَابُ صَبِّ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضُوءهُ عَلَى المُغْمَى عَلَيْهِ:
[194] حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ محَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِرِ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَاً يَقُولُ جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَعُودُني وَأَنَا مَرِيضٌ لا أَعْقِلُ فَتَوَضَّأَ وَصَبَّ عَلَيَّ مِنْ وَضُوئِهِ فَعَقَلتُ فَقُلتُ يَا رَسُولَ اللهِ لِمَنِ المِيرَاثُ إِنَّمَا يَرِثُني كَلالَةٌ فَنَزَلَتْ آيَةُ الفَرَائِضِ)) 0
[بَابُ الغُسْلِ وَالوُضُوءِ في المِخْضَبِ وَالقَدَحِ وَالخَشَبِ وَالحِجَارَةِ:
[195] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مُنِيرٍ سَمِعَ عَبْدَ الله بْنَ بَكْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَن أَنَسٍ قَالَ حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَقَامَ مَنْ كَانَ قَرِيبَ الدَّارِ إِلى أَهْلِهِ وَبَقِيَ قَوْمٌ فَأُتيَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمِخْضَبٍ مِن حِجَارَةٍ فِيهِ مَاءٌ فَصَغُرَ المِخْضَبُ أَنْ يَبْسُطَ فِيهِ كَفَّهُ فَتَوَضَّأَ القَوْمُ كُلُّهُمْ قُلنَا كَمْ كُنْتُمْ قَالَ ثَمَانِينَ وَزِيَادَةً)) 0
[196] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ العَلاءِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدٍ عَن أَبي بُرْدَةَ عَن أَبي مُوسَى أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِقَدَحٍ فِيهِ مَاءٌ فَغَسَلَ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ فِيهِ وَمَجَّ فِيهِ)) 0
[197] حَدَّثَنَا أَحمَدُ بْنُ
يُونُسَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبي سَلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يحْيى عَن أَبِيهِ عَن عَبْدِ الله بْنِ زَيْدٍ قَالَ أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْرَجْنَا لَهُ مَاءً في تَوْرٍ مِنْ صُفْرٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَاً وَيَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ فَأَقْبَلَ بِهِ وَأَدْبَرَ وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ)) 0
[198] حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبرَني عُبَيْدُ الله
بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا ثَقُلَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاشْتَدَّ بِهِ وَجَعُهُ اسْتَأْذَنَ أَزْوَاجَهُ في أَنْ يُمَرَّضَ في بَيْتي فَأَذِنَّ لَهُ فَخَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ تَخُطُّ رِجْلاهُ في الأَرْضِ بَيْنَ عَبَّاسٍ وَرَجُلٍ آخَرَ قَالَ عُبَيْدُ الله فَأَخْبَرْتُ عَبْدَ الله بْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ أَتَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ الآخَرُ قُلتُ لا قَالَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبي طَالِبٍ رَضِيَ الله عَنْهُ
وَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ الله عَنْهَا تُحَدِّثُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَعْدَمَا دَخَلَ بَيْتَهُ وَاشْتَدَّ وَجَعُهُ هَرِيقُواْ عَلَيَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبٍ لَمْ تُحْلَل أَوْكِيَتُهُنَّ لَعَلِّي أَعْهَدُ إِلى النَّاسِ وَأُجْلِسَ في مِخْضَبٍ لحَفْصَةَ زَوْجِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ طَفِقْنَا نَصُبُّ عَلَيْهِ تِلكَ حَتىَّ طَفِقَ يُشِيرُ إِلَيْنَا أَنْ قَدْ فَعَلتُنَّ ثمَّ خَرَجَ إِلى النَّاسِ)) 0
[بَابُ الوُضُوءِ مِنَ التَّوْرِ:
[199]
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ قَالَ حَدَّثَني عَمْرُو بْنُ يحْيى عَن أَبِيهِ قَالَ كَانَ عَمِّي يُكْثِرُ مِنَ الوُضُوءِ قَالَ لِعَبْدِ الله بْنِ زَيْدٍ أَخْبِرْنِيا كَيْفَ رَأَيْتَ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ فَدَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ فَكَفَأَ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثَلاثَ مِرَارٍ ثمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ في التَّوْرِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِن غَرْفَةٍ وَاحِدَةٍ ثمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَاغْتَرَفَ بهَا
¥(15/442)
فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ إِلى المِرْفَقَيْنِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ ثمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ مَاءً فَمَسَحَ رَأْسَهُ فَأَدْبَرَ بِهِ وَأَقْبَلَ ثمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ فَقَالَ هَكَذَا رَأَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ)) 0
[200] حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ ثَابِتٍ عَن أَنَسٍ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ فَأُتيَ بِقَدَحٍ رَحْرَاحٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنْ مَاءٍ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ
فِيهِ قَالَ أَنَسٌ فَجَعَلتُ أَنْظُرُ إِلى المَاءِ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ قَالَ أَنَسٌ فَحَزَرْتُ مَنْ تَوَضَّأَ مَا بَيْنَ السَّبْعِينَ إِلى الثَّمَانِينَ)) 0
[بَابُ الوُضُوءِ بِالمُدِّ:
[201] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ قَالَ حَدَّثَني ابْنُ جَبْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَاً يَقُولُ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْسِلُ أَوْ كَانَ يَغْتَسِلُ بِالصَّاعِ إِلى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ وَيَتَوَضَّأُ بِالمُدِّ)) 0
[بَابُ المَسْحِ عَلَى الخُفَّيْنِ
:
[202] حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الفَرَجِ المِصْرِيُّ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ قَالَ حَدَّثَني عَمْرُو بْنُ الحَارِثِ حَدَّثَني أَبُو النَّضْرِ عَن أَبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ عَن عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مَسَحَ عَلَى الخُفَّيْنِ وَأَنَّ عَبْدَ الله بْنَ عُمَرَ سَأَلَ عُمَرَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ نَعَمْ إِذَا حَدَّثَكَ شَيْئَاً سَعْدٌ عَنِ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلا تَسْال عَنْهُ غَيْرَهُ
وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ أَخْبرَني أَبُو النَّضْرِ أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ سَعْدَاً حَدَّثَهُ فَقَالَ عُمَرُ لِعَبْدِ الله نحْوَهُ)) 0
[203] حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الحَرَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يحْيى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ عَن عُرْوَةَ بْنِ المُغِيرَةِ عَن أَبِيهِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ خَرَجَ لحَاجَتِهِ فَاتَّبَعَهُ المُغِيرَةُ بِإِدَاوَةٍ
فِيهَا مَاءٌ فَصَبَّ عَلَيْهِ حِينَ فَرَغَ مِن حَاجَتِهِ فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الخُفَّيْنِ)) 0
[204] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يحْيى عَن أَبي سَلَمَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمْسَحُ عَلَى الخُفَّيْنِ وَتَابَعَهُ حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ وَأَبَانُ عَنْ يحْيى)) 0
[205] حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله قَالَ أَخْبَرَنَا
الأَوْزَاعِيُّ عَنْ يحْيى عَن أَبي سَلَمَةَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ عَن أَبِيهِ قَالَ رَأَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يمْسَحُ عَلَى عِمَامَتِهِ وَخُفَّيْهِ وَتَابَعَهُ مَعْمَرٌ عَنْ يحْيى عَن أَبي سَلَمَةَ عَن عَمْروٍ قَالَ رَأَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) 0
[بَابُ إِذَا أَدْخَلَ رِجْلَيْهِ وَهُمَا طَاهِرَتَانِ:
[206] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا عَن عَامِرٍ عَن عُرْوَةَ بْنِ المُغِيرَةِ عَن أَبِيهِ قَالَ
كُنْتُ مَعَ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سَفَرٍ فَأَهْوَيْتُ لاَنْزِعَ خُفَّيْهِ فَقَالَ دَعْهُمَا فَإِنيِّ أَدْخَلتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا)) 0
[بَابُ مَنْ لَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْ لحْمِ الشَّاةِ وَالسَّوِيقِ وَأَكَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ فَلَمْ يَتَوَضَّئُواْ:
[207] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَن عَبْدِ الله بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ
¥(15/443)
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ ثمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ)) 0
[208] حَدَّثَنَا يحْيى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَن عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبرَني جَعْفَرُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ فَدُعِيَ إِلى الصَّلاةِ فَالقَى السِّكِّينَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ)) 0
[بَابُ مَنْ مَضْمَضَ مِنَ السَّوِيقِ وَلَمْ يَتَوَضَّأْ:
[209] حَدَّثَنَا
عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ يحْيى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ مَوْلى بَني حَارِثَةَ أَنَّ سُوَيْدَ بْنَ النُّعْمَانِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ خَيْبَرَ حَتىَّ إِذَا كَانُواْ بِالصَّهْبَاءِ وَهِيَ أَدْنى خَيْبَرَ فَصَلَّى العَصْرَ ثمَّ دَعَا بِالأَزْوَادِ فَلَمْ يُؤْتَ إِلاَّ بِالسَّوِيقِ فَأَمَرَ بِهِ فَثُرِّيَ فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَكَلنَا ثمَّ قَامَ إِلى المَغْرِبِ
فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا ثمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ)) 0
[210] وَحَدَّثَنَا أَصْبَغُ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبرَني عَمْرُو بْنُ الحَارِثِ عَنْ بُكَيْرٍ عَنْ كُرَيْبٍ عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَلَ عِنْدَهَا كَتِفَاً ثمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ)) 0
[بَابُ هَلْ يُمَضْمِضُ مِنَ اللَّبَنِ:
[211] حَدَّثَنَا يحْيى بْنُ بُكَيْرٍ وَقُتَيْبَةُ قَالا حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَن عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَن عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله
بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَرِبَ لَبَنَاً فَمَضْمَضَ وَقَالَ إِنَّ لَهُ دَسَمَاً تَابَعَهُ يُونُسُ وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ)) 0
[بَابُ الوُضُوءِ مِنَ النَّوْمِ وَمَنْ لَمْ يَرَ مِنَ النَّعْسَةِ وَالنَّعْسَتَيْنِ أَوِ الخَفْقَةِ وُضُوءَاً:
[212] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَليَرْقُدْ حَتىَّ يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ)) 0
[213] حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَن أَبي قِلابَةَ عَن أَنَسٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ في الصَّلاةِ فَليَنمْ حَتىَّ يَعْلَمَ مَا يَقْرَأُ)) 0
[بَابُ الوُضُوءِ مِن غَيْرِ حَدَثٍ:
[214] حَدَّثَنَا
محَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَن عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ ح وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا يحْيى عَنْ سُفْيَانَ قَالَ حَدَّثَني عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ قُلتُ كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ قَالَ يُجْزِئُ أَحَدَنَا الوُضُوءُ مَا لَمْ يُحْدِثْ)) 0
[215] حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ
قَالَ حَدَّثَني يحْيى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبرَني بُشَيْرُ بْنُ يَسَارٍ قَالَ أَخْبرَني سُوَيْدُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ خَيْبَرَ حَتىَّ إِذَا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العَصْرَ فَلَمَّا صَلَّى دَعَا بِالأَطْعِمَةِ فَلَمْ يُؤْتَ إِلاَّ بِالسَّوِيقِ فَأَكَلنَا وَشَرِبْنَا ثمَّ قَامَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى المَغْرِبِ فَمَضْمَضَ ثمَّ صَلَّى لَنَا المَغْرِبَ
¥(15/444)
وَلَمْ يَتَوَضَّأْ)) 0
[بَابُ مِنَ الكَبَائِرِ أَنْ لا يَسْتَتِرَ مِنْ بَوْلِهِ:
[216] حَدَّثَنَا عُثْمَانُ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ مجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحَائِطٍ مِن حِيطَانِ المَدِينَةِ أَوْ مَكَّةَ فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ في قُبُورِهِمَا فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ ثمَّ قَالَ بَلَى كَانَ أَحَدُهُمَا لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ
وَكَانَ الآخَرُ يمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ثمَّ دَعَا بجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا كِسْرَتَيْنِ فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ قَبْرٍ مِنْهُمَا كِسْرَةً فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ فَعَلتَ هَذَا قَالَ لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ تَيْبَسَا أَوْ إِلى أَنْ يَيْبَسَا)) 0
[بَابُ مَا جَاءَ في غَسْلِ البَوْلِ وَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَاحِب القَبْرِ كَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ وَلَمْ يَذْكُرْ سِوَى بَوْلِ النَّاسِ:
[217] حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَني رَوْحُ بْنُ القَاسِمِ قَالَ حَدَّثَني عَطَاءُ بْنُ أَبي مَيْمُونَةَ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَبَرَّزَ لحَاجَتِهِ أَتَيْتُهُ بمَاءٍ فَيَغْسِلُ بِهِ)) 0
[218] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ المُثَنى قَالَ حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ مجَاهِدٍ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ
فَقَالَ إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ثمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ فَغَرَزَ في كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً قَالُواْ يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ فَعَلتَ هَذَا قَالَ لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا وَقَالَ محَمَّدُ بْنُ المُثَنى وَحَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ سَمِعْتُ مجَاهِدَاً مِثْلَهُ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ))
0
[بَابُ تَرْكِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسِ الأَعْرَابيَّ حَتىَّ فَرَغَ مِنْ بَوْلِهِ في المَسْجِد:
[219] حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى أَعْرَابِيَّاً يَبُولُ في المَسْجِدِ فَقَالَ دَعُوهُ حَتىَّ إِذَا فَرَغَ دَعَا بمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ)) 0
[بَابُ صَبِّ المَاءِ عَلَى البَوْلِ في المَسْجِدِ:
[220] حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ قَالَ
أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبرَني عُبَيْدُ الله بْنُ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ قَامَ أَعْرَابيٌّ فَبَالَ في المَسْجِدِ فَتَنَاوَلَهُ النَّاسُ فَقَالَ لَهُمُ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعُوهُ وَهَرِيقُواْ عَلَى بَوْلِهِ سَجْلاً مِنْ مَاءٍ أَوْ ذَنُوبَاً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُواْ مُعَسِّرِينَ)) 0
[221] حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله قَالَ أَخْبَرَنَا يحْيى
بْنُ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَابُ يُهَرِيقُ المَاءَ عَلَى البَوْلِ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ وَحَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ عَنْ يحْيى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ جَاءَ أَعْرَابيٌّ فَبَالَ في طَائِفَةِ المَسْجِدِ فَزَجَرَهُ النَّاسُ فَنهَاهُمُ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا قَضَى بَوْلَهُ أَمَرَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءٍ فَأُهْرِيقَ عَلَيْهِ
)) 0
¥(15/445)
[بَابُ بَوْلِ الصِّبْيَانِ:
[222] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أنهَا قَالَتْ أُتيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَبِيٍّ فَبَالَ عَلَى ثَوْبِهِ فَدَعَا بمَاءٍ فَأَتْبَعَهُ إِيَّاهُ)) 0
[223] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَن عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ عَن أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ أنهَا
أَتَتْ بِابْنٍ لهَا صَغِيرٍ لَمْ يَأْكُل الطَّعَامَ إِلى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حَجْرِهِ فَبَالَ عَلَى ثَوْبِهِ فَدَعَا بمَاءٍ فَنَضَحَهُ وَلَمْ يَغْسِلهُ)) 0
[بَابُ البَوْلِ قَائِمَاً وَقَاعِدَاً:
[224] حَدَّثَنَا آدَمُ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الأَعْمَشِ عَن أَبي وَائِلٍ عَن حُذَيْفَةَ قَالَ أَتَى النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمَاً ثمَّ دَعَا بمَاءٍ فَجِئْتُهُ
بمَاءٍ فَتَوَضَّأَ)) 0
[بَابُ البَوْلِ عِنْدَ صَاحِبِهِ وَالتَّسَتُّرِ بِالحَائِطِ:
[225] حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبي شَيْبَةَ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَن أَبي وَائِلٍ عَن حُذَيْفَةَ قَالَ رَأَيْتُني أَنَا وَالنَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَتَمَاشَى فَأَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ خَلفَ حَائِطٍ فَقَامَ كَمَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ فَبَالَ فَانْتَبَذْتُ مِنْهُ فَأَشَارَ إِليَّ فَجِئْتُهُ فَقُمْتُ عِنْدَ عَقِبِهِ حَتىَّ فَرَغَ)) 0
[بَابُ البَوْلِ عِنْدَ سُبَاطَةِ قَوْمٍ
:
[226] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَنْصُورٍ عَن أَبي وَائِلٍ قَالَ كَانَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ يُشَدِّدُ في البَوْلِ وَيَقُولُ إِنَّ بَني إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَصَابَ ثَوْبَ أَحَدِهِمْ قَرَضَهُ فَقَالَ حُذَيْفَةُ لَيْتَهُ أَمْسَكَ أَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمَاً)) 0
[بَابُ غَسْلِ الدَّمِ:
[227] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ المُثَنى قَالَ حَدَّثَنَا يحْيى عَن هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَتْني
فَاطِمَةُ عَن أَسْمَاءَ قَالَتْ جَاءتِ امْرَأَةٌ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ أَرَأَيْتَ إِحْدَانَا تَحِيضُ في الثَّوْبِ كَيْفَ تَصْنَعُ قَالَ تَحُتُّهُ ثمَّ تَقْرُصُهُ بِالمَاءِ وَتَنْضَحُهُ وَتُصَلِّي فِيهِ)) 0
[228] حَدَّثَنَا محَمَّدٌ هُوَ ابْنُ سَلامٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ قَالَتْ جَاءتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبي حُبَيْشٍ إِلى النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ
إِنيِّ امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فَلا أَطْهُرُ أَفَأَدَعُ الصَّلاةَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا إِنَّمَا ذَلِكِ عِرْقٌ وَلَيْسَ بحَيْضٍ فَإِذَا أَقْبَلَتْ حَيْضَتُكِ فَدَعِي الصَّلاةَ وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلي عَنْكِ الدَّمَ ثمَّ صَلِّي قَالَ وَقَالَ أَبي ثمَّ تَوَضَّئِي لِكُلِّ صَلاةٍ حَتىَّ يَجِيءَ ذَلِكَ الوَقْتُ)) 0
[بَابُ غَسْلِ المَنِيِّ وَفَرْكِهِ وَغَسْلِ مَا يُصِيبُ مِنَ المَرْأَةِ:
[229] حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله بْنُ المُبَارَكِ
قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ الجَزَرِيُّ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَغْسِلُ الجَنَابَةَ مِنْ ثَوْبِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيخْرُجُ إِلى الصَّلاةِ وَإِنَّ بُقَعَ المَاءِ في ثَوْبِهِ)) 0
[230] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرٌو يَعْني ابْنَ مَيْمُونٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ ح وَحَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
¥(15/446)
مَيْمُونٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ سَأَلتُ عَائِشَةَ عَنِ المَنِيِّ يُصِيبُ الثَّوْبَ فَقَالَتْ كُنْتُ أَغْسِلُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيخْرُجُ إِلى الصَّلاةِ وَأَثَرُ الغَسْلِ في ثَوْبِهِ بُقَعُ المَاءِ)) 0
[بَابُ إِذَا غَسَلَ الجَنَابَةَ أَوْ غَيْرَهَا فَلَمْ يَذْهَبْ أَثَرُهُ:
[231] حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ المِنْقَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ سَأَلتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ
في الثَّوْبِ تُصِيبُهُ الجَنَابَةُ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ كُنْتُ أَغْسِلُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ يخْرُجُ إِلى الصَّلاةِ وَأَثَرُ الغَسْلِ فِيهِ بُقَعُ المَاءِ)) 0
[232] حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَن عَائِشَةَ أنهَا كَانَتْ تَغْسِلُ المَنيَّ مِنْ ثَوْبِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ أَرَاهُ فِيهِ بُقْعَةً أَوْ بُقَعَاً))
0
[بَابُ أَبْوَالِ الإِبِلِ وَالدَّوَابِّ وَالغَنَمِ وَمَرَابِضِهَا وَصَلَّى أَبُو مُوسَى في دَارِ البَرِيدِ وَالسِّرْقِينِ وَالبَرِّيَّةُ إِلى جَنْبِهِ فَقَالَ هَا هُنَا وَثَمَّ سَوَاءٌ:
[233] حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَن أَيُّوبَ عَن أَبي قِلابَةَ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَدِمَ أُنَاسٌ مِن عُكْلٍ أَوْ عُرَيْنَةَ فَاجْتَوَوْا المَدِينَةَ فَأَمَرَهُمُ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلِقَاحٍ وَأَنْ يَشْرَبُواْ مِن أَبْوَالهَا
وَالبَانهَا فَانْطَلَقُواْ فَلَمَّا صَحُّواْ قَتَلُواْ رَاعِيَ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَاقُواْ النَّعَمَ فَجَاءَ الخَبَرُ في أَوَّلِ النَّهَارِ فَبَعَثَ في آثَارِهِمْ فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ جِيءَ بهِمْ فَأَمَرَ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسُمِرَتْ أَعْيُنُهُمْ وَالقُواْ في الحَرَّةِ يَسْتَسْقُونَ فَلا يُسْقَوْنَ قَالَ أَبُو قِلابَةَ فَهَؤُلاءِ سَرَقُواْ وَقَتَلُواْ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانهِمْ وَحَارَبُواْ الله وَرَسُولَهُ)) 0
[234] حَدَّثَنَا آدَمُ
قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو التَّيَّاحِ يَزِيدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَن أَنَسٍ قَالَ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ يُبْنى المَسْجِدُ في مَرَابِضِ الغَنَمِ)) 0
[بَابُ مَا يَقَعُ مِنَ النَّجَاسَاتِ في السَّمْنِ وَالمَاءِ
وَقَالَ الزُّهْرِيّ: لا بَأْسَ بِالمَاءِ مَا لَمْ يُغَيِّرْهُ طَعْمٌ أَوْ رِيحٌ أَوْ لَوْن 0
وَقَالَ حَمَّاد: لا بَأْسَ بِرِيشِ المَيْتَة 0
وَقَالَ الزُّهْرِيّ: في عِظَامِ المَوْتَى نحْوَ الفِيلِ وَغَيْرِهِ أَدْرَكْتُ
نَاسَاً مِنْ سَلَفِ العُلَمَاءِ يمْتَشِطُونَ بهَا وَيَدَّهِنُونَ فِيهَا لا يَرَوْنَ بِهِ بَأْسَاً وَقَالَ ابْنُ سِيرِينَ وَإِبْرَاهِيمُ وَلا بَأْسَ بِتِجَارَةِ العَاجِ:
[235] حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَني مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ عَن عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ فَأْرَةٍ سَقَطَتْ في سَمْنٍ فَقَالَ القُوهَا وَمَا حَوْلَهَا فَاطْرَحُوهُ وَكُلُواْ سَمْنَكُمْ)) 0
[236]
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ حَدَّثَنَا مَعْنٌ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَن عُبَيْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ فَأْرَةٍ سَقَطَتْ في سَمْنٍ فَقَالَ خُذُوهَا وَمَا حَوْلَهَا فَاطْرَحُوهُ قَالَ مَعْنٌ حَدَّثَنَا مَالِكٌ مَا لا أُحْصِيهِ يَقُولُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ)) 0
[237] حَدَّثَنَا أَحمَدُ بْنُ محَمَّدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا
¥(15/447)
عَبْدُ الله قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَن هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُلُّ كَلمٍ يُكْلَمُهُ المُسْلِمُ في سَبِيلِ الله يَكُونُ يَوْمَ القِيَامَةِ كَهَيْئَتِهَا إِذْ طُعِنَتْ تَفَجَّرُ دَمَاً اللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالعَرْفُ عَرْفُ المِسْكِ)) 0
[بَابُ البَوْلِ في المَاءِ الدَّائِمِ:
[238] حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الزِّنَادِ أَنَّ عَبْدَ الرَّحمَنِ بْنَ هُرْمُزَ
الأَعْرَجَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ)) 0
[239] وَبِإِسْنَادِهِ قَالَ لا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ في المَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لا يجْرِي ثمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ)) 0
[بَابُ إِذَا القِيَ عَلَى ظَهْرِ المُصَلِّي قَذَرٌ أَوْ جِيفَةٌ لَمْ تَفْسُدْ عَلَيْهِ صَلاتُهُ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا رَأَى في ثَوْبِهِ دَمَاً وَهُوَ يُصَلِّي وَضَعَهُ وَمَضَى في صَلاتِهِ وَقَالَ ابْنُ المُسَيَّبِ
وَالشَّعْبيُّ إِذَا صَلَّى وَفي ثَوْبِهِ دَمٌ أَوْ جَنَابَةٌ أَوْ لِغَيْرِ القِبْلَةِ أَوْ تَيَمَّمَ صَلَّى ثمَّ أَدْرَكَ المَاءَ في وَقْتِهِ لا يُعِيدُ
[240] حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ أَخْبرَني أَبي عَنْ شُعْبَةَ عَن أَبي إِسْحَاقَ عَن عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَن عَبْدِ الله قَالَ بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ قَالَ ح وَحَدَّثَني أَحمَدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ عَن أَبِيهِ عَن أَبي
إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَني عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ أَنَّ عَبْدَ الله بْنَ مَسْعُودٍ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ البَيْتِ وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ إِذْ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض أَيُّكُمْ يَجِيءُ بِسَلَى جَزُورِ بَني فُلانٍ فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ محَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ فَانْبَعَثَ أَشْقَى القَوْمِ فَجَاءَ بِهِ فَنَظَرَ حَتىَّ سَجَدَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَهُ عَلَى ظَهْرِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَأَنَا أَنْظُرُ لا
أُغْني شَيْئَاً لَوْ كَانَ لي مَنَعَةٌ قَالَ فَجَعَلُواْ يَضْحَكُونَ وَيُحِيلُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ لا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتىَّ جَاءتْهُ فَاطِمَةُ فَطَرَحَتْ عَنْ ظَهْرِهِ فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسَهُ ثمَّ قَالَ اللهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَشَقَّ عَلَيْهِمْ إِذْ دَعَا عَلَيْهِمْ قَالَ وَكَانُواْ يَرَوْنَ أَنَّ الدَّعْوَةَ في ذَلِكَ البَلَدِ مُسْتَجَابَةٌ ثمَّ سَمَّى اللهمَّ عَلَيْكَ
بِأَبي جَهْلٍ وَعَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَعُقْبَةَ بْنِ أَبي مُعَيْطٍ وَعَدَّ السَّابِعَ فَلَمْ يحْفَظْ قَالَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ عَدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَرْعَى في القَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ)) 0
[بَابُ البُزَاقِ وَالمُخَاطِ وَنحْوِهِ في الثَّوْبِ:
قَالَ عُرْوَةُ عَنِ المِسْوَرِ وَمَرْوَانَ: " خَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ
حُدَيْبِيَةَ فَذَكَرَ الحَدِيثَ وَمَا تَنَخَّمَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُخَامَةً إِلاَّ وَقَعَتْ في كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَدَلَكَ بهَا وَجْهَهُ وَجِلدَهُ)) 0
[241] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَن حُمَيْدٍ عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ بَزَقَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ثَوْبِهِ قَالَ أَبُو عَبْد الله طَوَّلَهُ ابْنُ أَبي مَرْيَمَ قَالَ أَخْبَرَنَا يحْيى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَني حُمَيْدٌ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَاً عَنِ النَّبيِّ
¥(15/448)
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) 0
[بَابُ لا يَجُوزُ الوُضُوءُ بِالنَّبِيذِ وَلا المُسْكِرِ وَكَرِهَهُ الحَسَنُ وَأَبُو العَالِيَةِ وَقَالَ عَطَاءٌ التَّيَمُّمُ أَحَبُّ إِليَّ مِنَ الوُضُوءِ بِالنَّبِيذِ وَاللَّبَنِ:
[242] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ عَن أَبي سَلَمَةَ عَن عَائِشَةَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ)) 0
[بَابُ غَسْلِ المَرْأَةِ أَبَاهَا الدَّمَ عَنْ
وَجْهِهِ وَقَالَ أَبُو العَالِيَةِ امْسَحُواْ عَلَى رِجْلي فَإِنهَا مَرِيضَةٌ:
[243] حَدَّثَنَا محَمَّدٌ يَعْني ابْنَ سَلامٍ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَن أَبي حَازِمٍ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ وَسَأَلَهُ النَّاسُ وَمَا بَيْني وَبَيْنَهُ أَحَدٌ بِأَيِّ شَيْءٍ دُووِيَ جُرْحُ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِهِ مِنيِّ كَانَ عَلِيٌّ يَجِيءُ بِتُرْسِهِ فِيهِ مَاءٌ وَفَاطِمَةُ تَغْسِلُ عَنْ وَجْهِهِ الدَّمَ فَأُخِذَ
حَصِيرٌ فَأُحْرِقَ فَحُشِيَ بِهِ جُرْحُهُ)) 0
[بَابُ السِّوَاكِ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِتُّ عِنْدَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَنَّ:
[244] حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَن غَيْلانَ بْنِ جَرِيرٍ عَن أَبي بُرْدَةَ عَن أَبِيهِ قَالَ أَتَيْتُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدْتُهُ يَسْتَنُّ بِسِوَاكٍ بِيَدِهِ يَقُولُ أُعْ أُعْ وَالسِّوَاكُ في فِيهِ كَأَنَّه يَتَهَوَّعُ)) 0
[245] حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبي شَيْبَةَ
قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَن أَبي وَائِلٍ عَن حُذَيْفَةَ قَالَ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ)) 0
[بَاب دَفْعِ السِّوَاكِ إِلى الأَكْبَر:
[246] وَقَالَ عَفَّانُ حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَرَاني أَتَسَوَّكُ بِسِوَاكٍ فَجَاءَني رَجُلانِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ فَنَاوَلْتُ السِّوَاكَ الأَصْغَرَ مِنْهُمَا
فَقِيلَ لِي كَبِّرْ فَدَفَعْتُهُ إِلى الأَكْبَرِ مِنْهُمَا قَالَ أَبُو عَبْد اللهِ اخْتَصَرَهُ نُعَيْمٌ عَنِ ابْن المُبَارَكِ عَن أُسَامَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ
[247] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءكَ لِلصَّلاةِ ثمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأيْمَنِ ثمَّ
قُل اللهمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لا مَلجَأَ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ اللهمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلتَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الفِطْرَةِ وَاجْعَلهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ قَالَ فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا بَلَغْتُ اللهمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلتَ قُلتُ وَرَسُولِكَ
قَالَ لا وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلت)) 0
[بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: [5 ـ كِتَابُ الْغُسْل:
قَالَ تَعَالىَ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلى الصَّلاَةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلى المَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلى الكَعْبَينِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبَاً فَاطَّهَّرُواْ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَاءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدَاً
¥(15/449)
طَيِّبَاً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللهُ لِيجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِن حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون {المَائِدَة/6}
وَقَالَ عَزَّ وَجَلّ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتىَّ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبَاً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتىَّ تَغْتَسِلُواْ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِن الغَائِطِ أَوْ
لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَاءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدَاً طَيِّبَاً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيِكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ عَفُواْ غَفُورَا {النِّسَاء/43}
[بَابُ الوُضُوءِ قَبْلَ الْغُسْل:
[248] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثمَّ
يَتَوَضَّأُ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاةِ ثمَّ يُدْخِلُ أَصَابِعَهُ في المَاءِ فَيُخَلِّلُ بهَا أُصُولَ شَعَرِهِ ثمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاثَ غُرَفٍ بِيَدَيْهِ ثمَّ يُفِيضُ المَاءَ عَلَى جِلدِهِ كُلِّه)) 0
[249] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبي الجَعْدِ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ تَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُضُوءهُ
لِلصَّلاةِ غَيْرَ رِجْلَيْهِ وَغَسَلَ فَرْجَهُ وَمَا أَصَابَهُ مِنَ الأذَى ثمَّ أَفَاضَ عَلَيْهِ المَاءَ ثمَّ نَحَّى رِجْلَيْهِ فَغَسَلَهُمَا هَذِهِ غُسْلُهُ مِنَ الجَنَابَةِ)) 0
[250] حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبي إِيَاسٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن عُرْوَةَ عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنْ قَدَحٍ يُقَالُ لَهُ الفَرَقُ)) 0
[251] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ محَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَني
عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ حَدَّثَني شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَني أَبُو بَكْرِ بْنُ حَفْصٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يَقُولُ دَخَلتُ أَنَا وَأَخُو عَائِشَةَ عَلَى عَائِشَةَ فَسَالهَا أَخُوهَا عَن غُسْلِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَتْ بِإِنَاءٍ نحْوَاً مِنْ صَاعٍ فَاغْتَسَلَتْ وَأَفَاضَتْ عَلَى رَأْسِهَا وَبَيْنَنَا وَبَيْنهَا حِجَابٌ قَالَ أَبُو عَبْد الله قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَبَهْزٌ وَالجُدِّيُّ عَنْ شُعْبَةَ قَدْرِ صَاعٍ)) 0
[252] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ محَمَّدٍ
قَالَ حَدَّثَنَا يحْيى بْنُ آدَمَ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَن أَبي إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله هُوَ وَأَبُوهُ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ فَسَأَلُوهُ عَنِ الغُسْلِ فَقَالَ يَكْفِيكَ صَاعٌ فَقَالَ رَجُلٌ مَا يَكْفِيني فَقَالَ جَابِرٌ كَانَ يَكْفي مَن هُوَ أَوْفى مِنْكَ شَعَرَاً وَخَيْرٌ مِنْكَ ثمَّ أَمَّنَا في ثَوْبٍ)) 0
[253] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَن عَمْرٍو عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَيْمُونَةَ كَانَا يَغْتَسِلانِ مِن إِنَاءٍ وَاحِدٍ قَالَ أَبُو عَبْد الله كَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يَقُولُ أَخِيرَاً عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ وَالصَّحِيحُ مَا رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ)) 0
[254] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَن أَبي إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَني سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ قَالَ حَدَّثَني جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا أَنَا فَأُفِيضُ عَلَى
¥(15/450)
رَأْسِي ثَلاثَاً وَأَشَارَ بِيَدَيْهِ كِلتَيْهِمَا)) 0
[255] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مِخْوَلِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ محَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله قَالَ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْرِغُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاثَاً)) 0
[256] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ يحْيى بْنِ سَامٍ حَدَّثَني أَبُو جَعْفَرٍ قَالَ قَالَ لي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ الله وَأَتَاني ابْنُ عَمِّكَ
يُعَرِّضُ بِالحَسَنِ بْنِ محَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ قَالَ كَيْفَ الغُسْلُ مِنَ الجَنَابَةِ فَقُلتُ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُ ثَلاثَةَ أَكُفٍّ وَيُفِيضُهَا عَلَى رَأْسِهِ ثمَّ يُفِيضُ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ فَقَالَ لي الحَسَنُ إِنيِّ رَجُلٌ كَثِيرُ الشَّعَرِ فَقُلتُ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِنْكَ شَعَرَاً)) 0
[257] حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ عَنِ الأعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبي الجَعْدِ
عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَتْ مَيْمُونَةُ وَضَعْتُ لِلنَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاءً لِلغُسْلِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثَاً ثمَّ أَفْرَغَ عَلَى شِمَالِهِ فَغَسَلَ مَذَاكِيرَهُ ثمَّ مَسَحَ يَدَهُ بِالأرْضِ ثمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثمَّ أَفَاضَ عَلَى جَسَدِهِ ثمَّ تَحَوَّلَ مِنْ مَكَانِهِ فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ)) 0
[258] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ المُثَنى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَن حَنْظَلَةَ عَنِ القَاسِمِ عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ دَعَا بِشَيْءٍ نحْوَ الحِلابِ فَأَخَذَ بِكَفِّهِ فَبَدَأَ بِشِقِّ رَأْسِهِ الأَيْمَنِ ثمَّ الأَيْسَرِ فَقَالَ بِهِمَا عَلَى وَسَطِ رَأْسِهِ)) 0
[259] حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبي حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ حَدَّثَني سَالِمٌ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ حَدَّثَتْنَا مَيْمُونَةُ قَالَتْ صَبَبْتُ لِلنَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُسْلاً
فَأَفْرَغَ بِيَمِينِهِ عَلَى يَسَارِهِ فَغَسَلَهُمَا ثمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ ثمَّ قَالَ بِيَدِهِ الأَرْضَ فَمَسَحَهَا بِالتُّرَابِ ثمَّ غَسَلَهَا ثمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَأَفَاضَ عَلَى رَأْسِهِ ثمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ ثمَّ أُتيَ بمِنْدِيلٍ فَلَمْ يَنْفُضْ بهَا)) 0
[260] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ الزُّبَيْرِ الحُمَيْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبي الجَعْدِ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ
أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ فَغَسَلَ فَرْجَهُ بِيَدِهِ ثمَّ دَلَكَ بهَا الحَائِطَ ثمَّ غَسَلَهَا ثمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءهُ لِلصَّلاةِ فَلَمَّا فَرَغَ مِن غُسْلِهِ غَسَلَ رِجْلَيْهِ)) 0
[بَابُ هَل يُدْخِلُ الجُنُبُ يَدَهُ في الإِنَاءِ قَبْلَ أَنْ يَغْسِلَهَا إِذَا لَمْ يَكُن عَلَى يَدِهِ قَذَرٌ غَيْرُ الجَنَابَةِ وَأَدْخَلَ ابْنُ عُمَرَ وَالبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ يَدَهُ في الطَّهُورِ وَلَمْ يَغْسِلهَا ثمَّ تَوَضَّأَ وَلَمْ يَرَ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ
عَبَّاسٍ بَأْسَاً بمَا يَنْتَضِحُ مِن غُسْلِ الجَنَابَةِ
[261] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ أَخْبَرَنَا أَفْلَحُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنِ القَاسِمِ عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن إِنَاءٍ وَاحِدٍ تَخْتَلِفُ أَيْدِينَا فِيهِ)) 0
[262] حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَن هِشَامٍ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ غَسَلَ يَدَهُ))
0
¥(15/451)
[263] حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَن أَبي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ عَن عُرْوَةَ عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنْ جَنَابَةٍ وَعَن عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ القَاسِمِ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ مِثْلَهُ)) 0
[264] حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَن عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الله بْنِ جَبْرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَالمَرْأَةُ مِنْ نِسَائِهِ يَغْتَسِلانِ مِن إِنَاءٍ وَاحِدٍ زَادَ مُسْلِمٌ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ شُعْبَةَ مِنَ الجَنَابَةِ)) 0
[بَابُ تَفْرِيقِ الغُسْلِ وَالوُضُوءِ وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ غَسَلَ قَدَمَيْهِ بَعْدَ مَا جَفَّ وَضُوءُهُ
[265] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ قَالَ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبي الجَعْدِ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَتْ مَيْمُونَةُ وَضَعْتُ
لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاءً يَغْتَسِلُ بِهِ فَأَفْرَغَ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثَاً ثمَّ أَفْرَغَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَغَسَلَ مَذَاكِيرَهُ ثمَّ دَلَكَ يَدَهُ بِالأَرْضِ ثمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَغَسَلَ رَأْسَهُ ثَلاثَاً ثمَّ أَفْرَغَ عَلَى جَسَدِهِ ثمَّ تَنَحَّى مِنْ مَقَامِهِ فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ)) 0
[266] حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا
الأَعْمَشُ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبي الجَعْدِ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الحَارِثِ قَالَتْ وَضَعْتُ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُسْلاً وَسَتَرْتُهُ فَصَبَّ عَلَى يَدِهِ فَغَسَلَهَا مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ قَالَ سُلَيْمَانُ لا أَدْرِي أَذَكَرَ الثَّالِثَةَ أَمْ لا ثمَّ أَفْرَغَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَغَسَلَ فَرْجَهُ ثمَّ دَلَكَ يَدَهُ بِالأَرْضِ أَوْ بِالحَائِطِ ثمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ
وَغَسَلَ رَأْسَهُ ثمَّ صَبَّ عَلَى جَسَدِهِ ثمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ فَنَاوَلتُهُ خِرْقَةً فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَلَمْ يُرِدْهَا)) 0
[267] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبي عَدِيٍّ وَيحْيى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ شُعْبَةَ عَن إِبْرَاهِيمَ بْنِ محَمَّدِ بْنِ المُنْتَشِرِ عَن أَبِيهِ قَالَ ذَكَرْتُهُ لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ يَرْحَمُ الله أَبَا عَبْدِ الرَّحمَنِ كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ ثمَّ يُصْبِحُ
محْرِمَاً يَنْضَخُ طِيبَاً)) 0
[268] حَدَّثَنَا محَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَني أَبي عَنْ قَتَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ في السَّاعَةِ الوَاحِدَةِ مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُنَّ إِحْدَى عَشْرَةَ قَالَ قُلتُ لاَنَسٍ أَوَكَانَ يُطِيقُهُ قَالَ كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ أُعْطِيَ قُوَّةَ ثَلاثِينَ وَقَالَ سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ إِنَّ أَنَسَاً حَدَّثَهُمْ
تِسْعُ نِسْوَةٍ)) 0
[269] حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ قَالَ حَدَّثَنَا زَائِدَةُ عَن أَبي حَصِينٍ عَن أَبي عَبْدِ الرَّحمَنِ عَن عَلِيٍّ قَالَ كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً فَأَمَرْتُ رَجُلاً أَنْ يَسْأَلَ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَكَانِ ابْنَتِهِ فَسَأَلَ فَقَالَ تَوَضَّأْ وَاغْسِل ذَكَرَكَ)) 0
[270] حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَن إِبْرَاهِيمَ بْنِ محَمَّدِ بْنِ المُنْتَشِرِ عَن أَبِيهِ قَالَ سَأَلتُ عَائِشَةَ فَذَكَرْتُ لهَا قَوْلَ ابْنِ
¥(15/452)
عُمَرَ مَا أُحِبُّ أَن أُصْبحَ محْرِمَاً أَنْضَخُ طِيبَاً فَقَالَتْ عَائِشَةُ أَنَا طَيَّبْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ طَافَ في نِسَائِهِ ثمَّ أَصْبَحَ محْرِمَاً)) 0
[271] حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبي إِيَاسٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا الحَكَمُ عَن إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كَأَنيِّ أَنْظُرُ إِلى وَبِيصِ الطِّيبِ في مَفْرِقِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ محْرِمٌ)) 0
[بَابُ تَخْلِيلِ الشَّعَرِ حَتىَّ إِذَا
ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ أَرْوَى بَشَرَتَهُ أَفَاضَ عَلَيْهِ
[272] حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله قَالَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ غَسَلَ يَدَيْهِ وَتَوَضَّأَ وُضُوءهُ لِلصَّلاةِ ثمَّ اغْتَسَلَ ثمَّ يُخَلِّلُ بِيَدِهِ شَعَرَهُ حَتىَّ إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ أَرْوَى بَشَرَتَهُ أَفَاضَ عَلَيْهِ المَاءَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ثمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِه 0
[273]
وَقَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن إِنَاءٍ وَاحِدٍ نَغْرِفُ مِنْهُ جمِيعَاً)) 0
[بَابُ مَنْ تَوَضَّأَ في الجَنَابَةِ ثمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ وَلَمْ يُعِدْ غَسْلَ مَوَاضِعِ الوُضُوءِ مَرَّةً أُخْرَى:
[274] حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى قَالَ أَخْبَرَنَا الفَضْلُ بْنُ مُوسَى قَالَ أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ عَنْ سَالِمٍ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَضُوءَاً لجَنَابَةٍ فَأَكْفَأَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثَاً ثمَّ غَسَلَ فَرْجَهُ ثمَّ ضَرَبَ يَدَهُ بِالأَرْضِ أَوِ الحَائِطِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثَاً ثمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ ثمَّ أَفَاضَ عَلَى رَأْسِهِ المَاءَ ثمَّ غَسَلَ جَسَدَهُ ثمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ قَالَتْ فَأَتَيْتُهُ بخِرْقَةٍ فَلَمْ يُرِدْهَا فَجَعَلَ يَنْفُضُ بِيَدِهِ)) 0
[275] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ محَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ
عُمَرَ قَالَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَن أَبي سَلَمَةَ عَن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ أُقِيمَتِ الصَّلاةُ وَعُدِّلَتِ الصُّفُوفُ قِيَامَاً فَخَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا قَامَ في مُصَلاهُ ذَكَرَ أَنَّهُ جُنُبٌ فَقَالَ لَنَا مَكَانَكُمْ ثمَّ رَجَعَ فَاغْتَسَلَ ثمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ فَكَبَّرَ فَصَلَّيْنَا مَعَهُ تَابَعَهُ عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَرَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ)) 0
[276]
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ الأَعْمَشَ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبي الجَعْدِ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَتْ مَيْمُونَةُ وَضَعْتُ لِلنَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُسْلاً فَسَتَرْتُهُ بِثَوْبٍ وَصَبَّ عَلَى يَدَيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثمَّ صَبَّ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَغَسَلَ فَرْجَهُ فَضَرَبَ بِيَدِهِ الأَرْضَ فَمَسَحَهَا ثمَّ غَسَلَهَا فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَذِرَاعَيْهِ ثمَّ صَبَّ عَلَى رَأْسِهِ وَأَفَاضَ عَلَى
جَسَدِهِ ثمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ فَنَاوَلتُهُ ثَوْبَاً فَلَمْ يَأْخُذْهُ فَانْطَلَقَ وَهُوَ يَنْفُضُ يَدَيْهِ)) 0
[بَابُ مَنْ بَدَأَ بِشِقِّ رَأْسِهِ الأَيْمَنِ في الغُسْلِ
[277] حَدَّثَنَا خَلاَّدُ بْنُ يحْيى قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ عَنِ الحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كُنَّا إِذَا أَصَابَتْ إِحْدَانَا جَنَابَةٌ أَخَذَتْ بِيَدَيْهَا ثَلاثَاً فَوْقَ رَأْسِهَا ثمَّ تَأْخُذُ بِيَدِهَا عَلَى شِقِّهَا الأَيْمَنِ وَبِيَدِهَا
¥(15/453)
الأُخْرَى عَلَى شِقِّهَا الأَيْسَرِ)) 0
[278] حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَن هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ وَكَانَ مُوسَى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ فَقَالُواْ وَالله مَا يمْنَعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنَا إِلاَّ أَنَّهُ آدَرُ فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ فَوَضَعَ
ثَوْبَهُ عَلَى حَجَرٍ فَفَرَّ الحَجَرُ بِثَوْبِهِ فَخَرَجَ مُوسَى في إِثْرِهِ يَقُولُ ثَوْبي يَا حَجَرُ حَتىَّ نَظَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلى مُوسَى فَقَالُواْ وَالله مَا بمُوسَى مِنْ بَأْسٍ وَأَخَذَ ثَوْبَهُ فَطَفِقَ بِالحَجَرِ ضَرْبَاً فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَالله إِنَّهُ لَنَدَبٌ بِالحَجَرِ سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ ضَرْبَاً بِالحَجَرِ)) 0
[279] وَعَن أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانَاً فَخَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ
ذَهَبٍ فَجَعَلَ أَيُّوبُ يحْتَثِي في ثَوْبِهِ فَنَادَاهُ رَبُّهُ يَا أَيُّوبُ أَلَمْ أَكُن أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى قَالَ بَلَى وَعِزَّتِكَ وَلَكِنْ لا غِنى بي عَنْ بَرَكَتِكَ وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَن عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانَاً)) 0
[280] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ عَنْ مَالِكٍ عَن أَبي النَّضْرِ مَوْلى
عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مَوْلى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبي طَالِبٍ تَقُولُ ذَهَبْتُ إِلى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وَفَاطِمَةُ تَسْتُرُهُ فَقَالَ مَن هَذِهِ فَقُلتُ أَنَا أُمُّ هَانِئٍ)) 0
[281] حَدَّثَنَا عَبْدَانُ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الله قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبي الجَعْدِ عَنْ كُرَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
عَنْ مَيْمُونَةَ قَالَتْ سَتَرْتُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَغْتَسِلُ مِنَ الجَنَابَةِ فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثمَّ صَبَّ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَغَسَلَ فَرْجَهُ وَمَا أَصَابَهُ ثمَّ مَسَحَ بِيَدِهِ عَلَى الحَائِطِ أَوِ الأَرْضِ ثمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءهُ لِلصَّلاةِ غَيْرَ رِجْلَيْهِ ثمَّ أَفَاضَ عَلَى جَسَدِهِ المَاءَ ثمَّ تَنَحَّى فَغَسَلَ قَدَمَيْهِ تَابَعَهُ أَبُو عَوَانَةَ وَابْنُ فُضَيْلٍ في السَّتْرِ)) 0
[بَابُ إِذَا احْتَلَمَتِ المَرْأَةُ
[282] حَدَّثَنَا عَبْدُ
الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَن أَبِيهِ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبي سَلَمَةَ عَن أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أنهَا قَالَتْ جَاءتْ أُمُّ سُلَيْمٍ امْرَأَةُ أَبي طَلحَةَ إِلى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ الله لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ هَل عَلَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إِذَا هِيَ احْتَلَمَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ إِذَا رَأَتِ المَاءَ)) 0
[بَابُ عَرَقِ الجُنُبِ
وَأَنَّ المُسْلِمَ لا يَنْجُسُ
[283] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ حَدَّثَنَا يحْيى قَالَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ قَالَ حَدَّثَنَا بَكْرٌ عَن أَبي رَافِعٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَهُ في بَعْضِ طَرِيقِ المَدِينَةِ وَهُوَ جُنُبٌ فَانْخَنَسْتُ مِنْهُ فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ ثمَّ جَاءَ فَقَالَ أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ كُنْتُ جُنُبَاً فَكَرِهْتُ أَن أُجَالِسَكَ وَأَنَا عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ فَقَالَ سُبْحَانَ الله إِنَّ
المُسْلِمَ لا يَنْجُسُ)) 0
¥(15/454)
[284] حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّ نَبيَّ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ في اللَّيْلَةِ الوَاحِدَةِ وَلَهُ يَوْمَئِذٍ تِسْعُ نِسْوَةٍ)) 0
[285] حَدَّثَنَا عَيَّاشٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ بَكْرٍ عَن أَبي رَافِعٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ لَقِيَني رَسُولُ اللهِ
صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا جُنُبٌ فَأَخَذَ بِيَدِي فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتىَّ قَعَدَ فَانْسَلَلتُ فَأَتَيْتُ الرَّحْلَ فَاغْتَسَلتُ ثمَّ جِئْتُ وَهُوَ قَاعِدٌ فَقَالَ أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هِرٍّ فَقُلتُ لَهُ فَقَالَ سُبْحَانَ الله يَا أَبَا هِرٍّ إِنَّ المُؤْمِنَ لا يَنْجُسُ)) 0
[286] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ وَشَيْبَانُ عَنْ يحْيى بْنِ أَبي كَثِيرٍ عَن أَبي سَلَمَةَ قَالَ سَأَلتُ عَائِشَةَ أَكَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْقُدُ وَهُوَ
جُنُبٌ قَالَتْ نَعَمْ وَيَتَوَضَّأُ)) 0
[287] حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَرْقُدُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ قَالَ نَعَمْ إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَليَرْقُدْ وَهُوَ جُنُبٌ)) 0
[بَابُ الجُنُبِ يَتَوَضَّأُ ثمَّ يَنَامُ
[288] حَدَّثَنَا يحْيى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَن عُبَيْدِ الله بْنِ أَبي جَعْفَرٍ عَنْ محَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحمَنِ عَنْ
عُرْوَةَ عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ غَسَلَ فَرْجَهُ وَتَوَضَّأَ لِلصَّلاةِ)) 0
[289] حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ عَنْ نَافِعٍ عَن عَبْدِ الله قَالَ اسْتَفْتَى عُمَرُ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَنَامُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ قَالَ نَعَمْ إِذَا تَوَضَّأَ)) 0
[290] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَن عَبْدِ الله بْنِ دِينَارٍ
عَن عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ لِرَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ تُصِيبُهُ الجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأْ وَاغْسِل ذَكَرَكَ ثمَّ نمْ)) 0
[بَابُ إِذَا التَقَى الخِتَانَانِ
[291] حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ ح وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَن هِشَامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الحَسَنِ عَن أَبي رَافِعٍ عَن أَبي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى
الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبهَا الأَرْبَعِ ثمَّ جَهَدَهَا فَقَدْ وَجَبَ الغَسْلُ تَابَعَهُ عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ عَنْ شُعْبَةَ مِثْلَهُ وَقَالَ مُوسَى حَدَّثَنَا أَبَانُ قَالَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ أَخْبَرَنَا الحَسَنُ مِثْلَهُ)) 0
[بَابُ غَسْلِ مَا يُصِيبُ مِنْ فَرْجِ المَرْأَةِ
[292] حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ عَنِ الحُسَيْنِ قَالَ يحْيى وَأَخْبرَني أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ عَطَاءَ بْنَ يَسَارٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ زَيْدَ بْنَ خَالِدٍ الجُهَنيَّ
أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَأَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَقَالَ أَرَأَيْتَ إِذَا جَامَعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ فَلَمْ يُمْنِ قَالَ عُثْمَانُ يَتَوَضَّأُ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاةِ وَيَغْسِلُ ذَكَرَهُ قَالَ عُثْمَانُ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلتُ عَنْ ذَلِكَ عَلِيَّ بْنَ أَبي طَالِبٍ وَالزُّبَيْرَ بْنَ العَوَّامِ وَطَلحَةَ بْنَ عُبَيْدِ الله وَأُبيَّ بْنَ كَعْبٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ فَأَمَرُوهُ بِذَلِكَ قَالَ يحْيى وَأَخْبرَني أَبُو سَلَمَةَ أَنَّ عُرْوَةَ
¥(15/455)
بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) 0
[293] حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يحْيى عَن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ أَخْبَرَني أَبي قَالَ أَخْبَرَني أَبُو أَيُّوبَ قَالَ أَخْبرَني أُبيُّ بْنُ كَعْبٍ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ إِذَا جَامَعَ الرَّجُلُ المَرْأَةَ فَلَمْ يُنْزِل قَالَ يَغْسِلُ مَا مَسَّ المَرْأَةَ مِنْهُ ثمَّ يَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي قَالَ أَبُو عَبْد الله الغَسْلُ أَحْوَطُ وَذَاكَ
الآخِرُ وَإِنَّمَا بَيَّنَّا لاخْتِلاَفِهِمْ)) 0
[بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم: [6 ـ كِتَابُ الحَيْض:
[294] حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الله قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ القَاسِمِ قَالَ سَمِعْتُ القَاسِمَ بْنَ محَمَّدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ خَرَجْنَا لا نَرَى إِلاَّ الحَجَّ فَلَمَّا كُنَّا بِسَرِفَ حِضْتُ فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي قَالَ مَا لَكِ أَنُفِسْتِ قُلتُ نَعَمْ قَالَ إِنَّ
هَذَا أَمْرٌ كَتَبَهُ الله عَلَى بَنَاتِ آدَمَ فَاقْضِي مَا يَقْضِي الحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لا تَطُوفي بِالبَيْتِ قَالَتْ وَضَحَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نِسَائِهِ بِالبَقَر)) 0
[بَابُ غَسْلِ الحَائِضِ رَأْسَ زَوْجِهَا وَتَرْجِيلِه:
[295] حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَن هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَن أَبِيهِ عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أُرَجِّلُ رَأْسَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا حَائِضٌ)) 0
[296] حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ قَالَ أَخْبرَني هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَن عُرْوَةَ أَنَّهُ سُئِلَ أَتَخْدُمُني الحَائِضُ أَوْ تَدْنُو مِنيِّ المَرْأَةُ وَهِيَ جُنُبٌ فَقَالَ عُرْوَةُ كُلُّ ذَلِكَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَكُلُّ ذَلِكَ تَخْدُمُني وَلَيْسَ عَلَى أَحَدٍ في ذَلِكَ بَأْسٌ أَخْبَرَتْني عَائِشَةُ أنهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ تَعْني رَأْسَ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ حَائِضٌ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى الله
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَئِذٍ مجَاوِرٌ في المَسْجِدِ يُدْني لهَا رَأْسَهُ وَهِيَ في حُجْرَتِهَا فَتُرَجِّلُهُ وَهِيَ حَائِضٌ)) 0
[297] حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ سَمِعَ زُهَيْرَاً عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ أَنَّ أُمَّهُ حَدَّثَتْهُ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهَا أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَّكِئُ في حَجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ ثمَّ يَقْرَأُ القُرْآنَ)) 0
[بَابُ مَنْ سَمَّى النِّفَاسَ حَيْضَاً وَالحَيْضَ نِفَاسَاً
[298] حَدَّثَنَا المَكِّيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ يحْيى بْنِ أَبي كَثِيرٍ عَن أَبي سَلَمَةَ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهَا قَالَتْ بَيْنَا أَنَا مَعَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُضْطَجِعَةٌ في خَمِيصَةٍ إِذْ حِضْتُ فَانْسَلَلتُ فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتي قَالَ أَنُفِسْتِ قُلتُ نَعَمْ فَدَعَاني فَاضْطَجَعْتُ مَعَهُ في الخَمِيلَةِ)) 0
[بَابُ مُبَاشَرَةِ الحَائِضِ
[299] حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنِ الأَسْوَدِ عَن عَائِشَةَ قَالَتْ كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن إِنَاءٍ وَاحِدٍ كِلانَا جُنُب)) 0
[300] وَكَانَ يَأْمُرُني فَأَتَّزِرُ فَيُبَاشِرُني وَأَنَا حَائِض)) 0(15/456)
تعليق العلامة الخضير على كتاب الشيخ الشريف حاتم العوني
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[12 - 03 - 07, 04:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و صلى الله و سلم و بارك على عبده و رسوله نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين،،
أما بعد فقد أوقفت على كلام رائع رائق للشيخ الفاضل العلامة مدرسة العلم و أستاذ الإنصاف الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير حفظه الله و رعاه و أمد في عمره و أحسن عمله و جعلني و إياه من رفقاء النبي محمد - صى الله عليه و سلم - في أعلى درجات الجنة و من قال آمين، يعلق فيه على كتاب الشيخ الفاضل الشريف حاتم بن عارف العوني حفظه الله " المنهج المقترح لفهم المصطلح "، فأردت أن أنقلها لإخواني الكرام لما أعلم من استفادتهم من كلام الشيخ الخضير، و لما رأيت من كثرة الكلام في هذا الموضوع،
و أسأل الله تعالى أن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم.
و كلام الشيخ العلامة الخضير يقع في ثلاث عشرة صفحة تقريبا، و نقْله كاملا متعذر علي الآن و لكن سأنقل بداية كلامه على كتاب الشيخ حاتم - حفظه الله -، و نتيجة مناقشته له - إن شاء الله - بما يسعف مؤقتا و لكنه بالتأكيد ليس بكاف، و لا يغني بحال عن التفاصيل، ثم أستوفي تفاصيله لاحقا بعون الله و مدده الكريم.
قال الشيخ الخضير - ص 14 - :
و قد اطلعت أخيرا على كتاب ألفه فضيلة الشيخ الشريف حاتم بن عرف العوني وفقه الله و سماه: "المنهج المقترح لفهم المصطلح، دراسة تأصيلية لمصطلح الحديث "، و هو كتاب يدل على دقة فهم و سبر و استقراء انتقد المؤلف فيه بعض المصطلحات التي شاع استعمالها عند المتأخرين كالمتواتر و الآحاد و غيرها.
و شدد في هذه السألة، و هي مجرد اصطلاح و الخلاف فيها لفظي إذ لا نزاع بين أحد أن الأخبار متفاوتة قوة و ضعفا و كثرة في رواتها و قلة و فيما تفيده من القطع و الظن .............. ا. ه
و التفاصيل تأتي إن شاء الله ...
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[13 - 03 - 07, 02:44 م]ـ
قال الشيخ (تحقيق الرغبة في شرح النخبة ص13):
في مناقشة ما أثير حول كتب المصطلح
هناك دعوة تردد على ألسنة بعض طلبة العلم، و هي الدعوة إلى نبذ قواعد المتأخرين في مصطلح الحديث و الأخذ عن مناهج المتقدمين، فمثلا: زيادة الثقة، أو تعارض الوصل و الإرسال، أو الوقف و الرفع عند المتأخرين في كتبهم النظرية يحكمون بحكم عام مطرد، فيرجحون قبول الزيادة مطلقا و الحكم للوصل مطلقا و الرفع دائما، و منهم من يرجح ضد ذلك لأنه المتيقن.
و إذا راجعنا أحكام المتقدمين كالبخاري و أبي حاتم و أحمد و غيرهم كالدارقطني، وجدناهم لا يحكمون بحكم عام مطرد بل ينظرون إلى كل حديث على حدة، تارة يحكمون بالزيادة و قبولها، و تارة يحكمون بردها لأنها شاذة، و تارة يحكمون لوصل، و تارة يحكمون للإرسال، و هكذا في الرفع و الوقف تبعا لما ترجحه القرائن.
و هي دعوة في جملتها و ظاهرها مقبولة، لكنها لا تصلح أن يخاطب بها جميع الطلبة، فالمبتدئ في حكم العامي عليه أن يقلد أهل العلم، و تقليد المتقدمين يجعل الطالب في حيرة لصعوبة محاكاتهم ممن هو في البداية لأنه يلزم عليه أن يقلدهم في كل حديث على حدة، و هذا يلزم عليه قطع باب التصحيح و التضعيف من قِبَلِ المتأخرين، وهذا ما دعى إليه ابن الصلاح – رحمه الله -، لكنه قول رده أهل العلم و فندوه و قوَّضوا دعائمه.
و أما طالب العلم المتمكن من جمع الطرق و استيعابها و إدامة النظر في أحكام المتقدمين بعد أن تخرج على قواعد المتأخرين و طبقها في حياته العلمية مدة طويلة، وحصل عنده ملكة تؤهله للحكم بالقرائن، فهذا هو المطلوب بالنسبة لهذا النوع، و هذا هو مسلك المتأخرين أنفسهم كالذهبي و ابن جحر لا تجد لهم أحكاما مطردة في التطبيق و إن اطرد قولهم في التقعيد للتمرين.
و إذا كان كبار الأئمة في عصرنا و قبله كسماحة شيخنا العلامة عبد العزيز بن باز، ومحدث العصر الشيخ ناصر الدين الألباني رحمهما الله، قد اعتمدا كثيرا على قواعد المتأخرين، فكيف بمن دونهما بمراحل.
و ليست قواعد المتأخرين قواعد كلية لايخرج عنها أي فرع من فروعها، بل هي قواعد أغلبية يخرج عنها بعض الفروع كغير هذا العلم من العلوم الأخرى.
و نظير هذه الدعوى دعوة سبقتها، و هي الدعوة إلى نبذ كتب الفقه، و طرح كلام الفقهاء و عدم اعتبارها، والتفقه مباشرة من الكتاب و السنة، وهي دعوة كسابقتها لا يمكن أن يخاطب بها جميع فئات الطلبة بل يخاطب بها طالب العلم المتمكن الذي لديه أهلية النظر في الأدلة و ما يتعلق بها، فليست كتب الفقه و أقوال الفقهاء دساتير لا يحاد عنها بل ينظر فيها، فما وافق الدليل عمل به، و ما خالف الدليل ضرب به عُرض الحائط كما أوصى به الأئمة أنفسهم.
و قد اطلعت أخيرا على كتاب ألفه فضيلة الشيخ الشريف حاتم بن عارف العوني وفقه الله و سماه:
"المنهج المقترح لفهم المصطلح، دراسة تأصيلية لمصطلح الحديث "، و هو كتاب يدل على دقة فهم و سبر و استقراء انتقد المؤلف فيه بعض المصطلحات التي شاع استعمالها عند المتأخرين كالمتواتر و الآحاد و غيرها.
و شدد في هذه المسألة، و هي مجرد اصطلاح و الخلاف فيها لفظي إذ لا نزاع بين أحد أن الأخبار متفاوتة قوة و ضعفا و كثرة في رواتها و قلة و فيما تفيده من القطع و الظن.
و أكثر ما يخاف من استعمال بعض المصطلحات الالتزام بلوازمها الباطلة عند المخالفين من المتكلمين كقولهم:
إن الآحاد لا يفيد إلا الظن و العقائد لا تثبت بالآحاد تبعا لذلك، و لذا قال الشيخ أحمد شاكر بعد أن اعتمد تقسيم الأخبار إلى ما ذكر قال: و دع عنك تفريق المتكلمين في اصطلاحاتهم بين العلم و الظن، فإنهم يريدون بهما معنى غير ما تريد.
و إذا قلنا بالتقسيم المذكور و لم نلتزم باللازم الباطل فلا أرى مانعا من استخدام هذه المصطلحات لا سيما و قد اعتمدها الأئمة الذين لا يشَك في خدمتهم للسنة و غيرتهم على العقيدة مثل شيخ الإسلام ابن تيمية و ابن القيم و ابن رجب و ابن باز و غيرهم.
¥(15/457)
ـ[أبو محمّد الإدريسي]ــــــــ[13 - 03 - 07, 09:56 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[13 - 03 - 07, 10:10 م]ـ
حفظ الله الشيخ العلامة عبدالكريم الخضير وبارك في علمه وعمله ..
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[13 - 03 - 07, 10:23 م]ـ
كلام شيخنا الشيخ الخضير حفظه الله تعالى كلام أصيل متين، وقد سمعته يقرر مثل هذا الكلام في موطن آخر بمكة.
وشيخنا الشريف حاتم حفظه الله تعالى ورعاه لا يختلف قوله عن هذا القول أبدا، وبيانه:
أن الشيخ مع دعوته إلى منهج المتقدمين فهو لا يدعو إلى نبذ كتب المتأخرين أبدا واصطلاحاتهم، بل هو من قديم إلى اليوم يدرس تلك الكتب ويقررها بل ويكتفي بما ذكر فيها للمبتدئين وإن خالف ذلك ما عليه المتقدمون، كما فعل في شرح النزهة وأصلها وغيرها من كتب المتأخرين.
فالشيخ حفظه الله تعالى ورعاه يدعو المبتدئين في الطلب إلى مثل النخبة والنزهة وأمثالها، بل إنه يثني على أهلها كالحافظ ابن حجر وغيره وقد سمعته مرة يقول ما معناه: ولن أرجح شيئا بل يكفيكم قول الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى فهو علم ثبت.
فالإشاعة والدعوى أن شيخنا الشريف حاتم يدعو إلى نبذ كتب المتأخرين وعدم الابتداء بها، أو أنه يتكلم في الحافظ ابن حجر وأمثاله من أهل العلم المتأخرين بما ينقص قدرهم دعوى لا تمت إلى الحقيقة بصلة، ولست أرد على كاتب الموضوع الأصلي بشيء بل الشيء بالشيء يذكر، وأتمنى من أبي يحيى المقريء حفظه الله تعالى أن ينقل لنا كلام العلامة الخضير كاملا حتى نستفيد منه، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[13 - 03 - 07, 10:38 م]ـ
حفظ الله الشيخين ونفع بهما ...
ويشكل عليَّ أخي أبا يحي أمران:
الأول: عنوان الكتاب (المنهج المقترح ... ) فالمنهج كلمة عامة .. والمقترح دلالتها واضحة.
والثاني: الخطة التي في آخر الكتاب .. ما المراد بها؟ ثم إذا طبقناها ما مصير كتب المتأخرين؟
أريد جوابًا واضحًا ...
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[15 - 03 - 07, 11:28 م]ـ
الأخ المكرم أبو محمد الإدريسي: و جزاك خيرا يا أخي الفاضل.
الأخ الفاضل أبو يحيى التركي:
جزاك الله خيرا،،
و أنا لا أخالفك في شيء مما قلتَ أبدا و هذا هو ما سمعته بنفسي من الشيخ حاتم في شرحه للنزهة، حتى أنه لما سُئل عن هذه المسألة قال أن الوقت لا يسمح بتفصيلها لأنه يطول، و قال بما أن التفصيل غير ممكن فإن كان الإخوة سيقلدون أحدا فإنه يرى أن يقلدوا الحافظ ابن حجر لأنه علم من أعلام هذا الفن و لا يقلدوه هو و هذا من تمام النصح لطلابه - حفظه الله - و هذا كلامه بمعناه،
و قد رأيت بعض الأفاضل في الملتقى قد انتقد الشيخ بلهجة فيها شدة فاحببت أن أري الإخوة الكرام أن هناك من أهل العلم الكبار من يختلف مع الشيخ لكنه ينزله منزلته،، لذلك لوَّنتُ قول الشيخ الخضير: (يدل على دقة فهم و سبر و استقراء) بالأحمر،،
ثم أنا سوف أنقل بإذن الله كلامه الذي ختم به الكلام على كتب المصطلح و هو مهم جدا، و لا تتم الفائدة من هذا النقل إلا أن يقرأ كاملا و لكن الصبر جميل فأنا كتابتي ليست بالسريعة،،
فأرجو ألا يعجل الإخوة الأكارم علي،،
و اعتذر عن التأخيربسبب الانقطاع في الاتصال لديَّ و الانشغال،،
تابع \ قال الشيخ حفظه الله (ص15):
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة (2\ 325) لما ذكر حديث الرؤية المخرج في الصحيحين و غيرهما قال: و هذا متفق عليه من طرق كثيرة و هو مستفيض بل متواتر عند أهل العلم بالحديث.ا. ه
و قال في الكتاب المذكور (6\ 408): كل واحد من أهل خبر التواتر يجوز عليه الخطأ و ربما جاز عليه تعمد الكذب لكن المجموع لا يجوز عليهم ذلك في العادة.
و قال في (6\ 457) بل الشرع إذا نقله أهل التواتر كان خيرا من أن ينقله واحد منهم ... و عصمة أهل التواتر حصل في نقلهم أعظم عند بني آدم كلهم من عصمة من ليس بنبي.
إلى أن قال: (ص458): و التواتر يحصل بإخبار المخبرين الكثيرين و إن لم تعلم عدالتهم.
و قال رحمه الله في الكتاب المذكور (7\ 386): و قد تواتر عن النبي – صى الله عليه وسلم – أنه قال: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.
¥(15/458)
و قال في (7\ 516): و خبر الواحد لا يفيد العلم إلا بقرائن و تلك القرائن قد تكون منتفية أو خفية عن أكثر الناس.
و في (ص 249): من الجزء الثامن: من شرط التواتر حصول ما يقع به العلم من الطرفين و الوسط.
و قال في (ص251): و نحن إذا ادعينا التواتر في فضائل الصحابة ندعى تارة التواتر من جهة المعنى كتواتر خلافة الخلفاء الأربعة و وقعة الجمل و صفين و تزوج النبي – صلى الله عليه و سلم – بعائشة و علي بفاطمة و نحو ذلك مما لا يحتاج فيه إلى نقل معين يحتاج إلى درس و كتواتر ما للصحابة من السابقة و الأعمال و غير ذلك و تارة في نقل ألفاظ حفظها من يحصل العلم بنقله.
و قال في (8\ 300): الرابع: أن لا يجوز أن يظن أن تبليغ القرآن يختص بعلي فإن القرآن لا يثبت بخبر الآحاد بل لابد أن يكون منقولا بالتواتر.
و قال في (8\ 357 - 358): كل واحد من المخبرين يجوز عليه الغلط و الكذب، فإذا انتهى المخبرون إلى حد التواتر امتنع عليهم الكذب و الغلط، و كل واحد من اللُّقَم و الجُرَع و الأقداح لا يشبع و لا يروي و لا يسكر، فإذا اجتمع من ذك عدد كثير أشبع و أروى و أسكر، و كل واحد من الناس لا يقدر على قتال العدو، فإذا اجتمع طائفة كثيرة قدروا على القتال، فالكثرة تؤثر في زيادة القوة و زيادة العلم و غيرهما.
و لهذا قد يخطئ الواحد و الاثنان في مسائل الحساب، فإذا كثر العدد امتنع ذلك فيما لم يكن يمتنع ي حال الانفراد، و نحن نعلم بالاضطرار أن علم الاثنين أكثر من علم أحدهما إذا انفرد، و قوَّتهما أكثر من قوَّته، فلا يلزم من وقوع الخطأ حال الانفراد و وقوعه حال الكثرة. و قال تعالى: " أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى " 4
و الناس في الحساب قد يخطئ الواحد منهم و لا تخطئ الجماعة؛ كالهلال قد يظن الواحد هلالا و ليس كذلك فأما العدد الكثير فلا يتصور فيهم الغلط ... إلخ كلامه رحمه الله.
وقال في (8\ 433) من منهاج السنة: قد علم بالتواتر المعنوي أن أبا بكر كان محبا للنبي – صلى الله عليه و سلم -، مؤمنا به، من أعظم الخلق اختصاصا به، أعظم مما تواتر من شجاعة عنترة و من سخاء حاتم و من موالاة علي و محبته له و نحو ذلك من التواترات المعنوية التي اتفق فيها الأخبار الكثيرة على مقصود واحد.
يتبع إن شاء الله ...
ـ[أبو يحيى التركي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 04:41 ص]ـ
ويشكل عليَّ أخي أبا يحي أمران:
الأول: عنوان الكتاب (المنهج المقترح ... ) فالمنهج كلمة عامة .. والمقترح دلالتها واضحة.
والثاني: الخطة التي في آخر الكتاب .. ما المراد بها؟ ثم إذا طبقناها ما مصير كتب المتأخرين؟
أريد جوابًا واضحًا ...
لا إشكال بحمد الله تعالى، ولتعلم وليعلم الجميع أن الشيخ حفظه الله تعالى يوصي بمثل النزهة ومثل كتب المتأخرين، وما قاله أخي الفاضل أبو يحيى المقرئ:
و قال بما أن التفصيل غير ممكن فإن كان الإخوة سيقلدون أحدا فإنه يرى أن يقلدوا الحافظ ابن حجر لأنه علم من أعلام هذا الفن و لا يقلدوه هو
فأنا الآن استحضر ذلك تماما وأذكره، فشأن الحافظ ابن حجر وكتابه النخبة وشرحها شأن جليل لا يعرفه إلا من عرف الشيخ حق المعرفة، وبالنسبة لكتابه المنهج المقترح فهو:
1 ـ ليس مقترحا للمبتدئين وإنما هو للباحثين الذين تعلموا المصطلح وسبروا أغواره، وهذا معنى كلام شيخنا الشيخ حاتم لي، وأما الكتاب الذي هو للمبتدئين فهو كتاب نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية، وفيه رسم الشيخ للطالب المبتديء أن ينهل من كتب المتأخرين في فهم المصطلح كالنخبة وأمثالها، حيث قال حفظه الله:
أما بالنسبة لكتب علوم الحديث والمصطلح: فإن كان الطالب صغير السن (في مثل المرحلة الدراسية المتوسطة) فيبدأ بالبيقونية أو (نخبة الفكر) لابن حجر، مع شرح ميسر لها؛ وإن كان في المرحلة الثانوية أو بداية الجامعة فيبدأ بـ (نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر) لابن حجر، أو (الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير) لأحمد محمد شاكر، أو (الغاية شرح الهداية) للسخاوي. ثم ينتقل إلى كتاب ابن الصلاح في علوم الحديث، ويضم إليه شروحه كـ (التقييد والإيضاح) للعراقي و (النكت على كتاب ابن الصلاح) لابن حجر، ويتلو ذلك كتاب (الموقظة) للذهبي. ثم ينتقل إلى الكتب الموسعة في علوم الحديث، مثل (تدريب الراوي)
¥(15/459)
للسيوطي، و (فتح المغيث) للسخاوي، و (توضيح الأفكار) للصنعاني. ثم يدرس بعمق كتاب (الكفاية) للخطيب، و (معرفة علوم الحديث) للحاكم، و (شرح علل الترمذى) لابن رجب، ومقدمة (التمهيد) لابن عبدالبر، ومقدمة (الإرشاد) للخليلي. ثم ينتهي بالتفقه في كلام الشافعي في (الرسالة)، ومسلم في مقدمة (الصحيح)، وأبي داود في (رسالته إلى أهل مكة)، ونحوها.
وبعد تعلمه لـ (نزهة النظر) أو ما ذكرناه في درجتها، وأثناء قراءته لكتاب ابن صلاح، عليه أن يكثر مطالعة كتب التخريج، مثل (نصب الراية) للزيلعي، و (البدر المنير) لابن الملقن، و (التلخيص الحبير) لابن حجر، و (تنقيح التحقيق) لابن عبد الهادي، والسلسلتين و (إرواء الغليل) للألباني. ويحاول خلال هذه القراءة أن يوازن بين ما عرفه من كتب المصطلح وما يقرؤه في كتب التخريج تلك، ليرى نظرياً طريقة التطبيق العملي لتلك القواعد ومعاني المصطلحات. اهـ
فهذا هو المنهج الذي يرسمه الشيخ لطالب علم المصطلح.
2 ــ الناظر في كتب المصطلح يجد أن الخلاف واقع في جل أنواع علم الحديث بدءا بالصحيح وانتهاءا بأقل الأنواع رتبة فيه، وهذا هو الذي دعا الشيخ إلى كتابة المنهج المقترح في فهم المصطلح، حيث بين للباحث ـ لا للمبتديء ـ كيفية الفهم الصحيح لهذه المصطلحات، والموازنة والترجيح بينها، ومن هم المرجع الصحيح عند الاختلاف في مثل هذه الأمور .. وغير ذلك ..
3 ـ الخطة التي ذكرها في آخر كتابه ليس فيها هدم لكتب المتأخرين لا تصريحا ولا تلويحا، لا منطوقا ولا مفهوما، إنما ذكر خطة يسير عليها الباحثون في تحرير المصطلحات التي كما يعلم الجميع وقع فيها خلاف بين المتأخرين في كثير منها، كذا هي خطة يتمكن الباحث من خلالها بإذن الله من فهم كلام المتقدمين فهما جيدا، وهذا كله إنما هو للباحث لا من كان مبتدئا ممن يجب عليه أن يتتلمذ على مثل كتب المتأخرين.
ختاما: يقول شيخنا حفظه الله تعالى: لو ألغينا كتب المتأخرين كمثل كتب الحافظ وغيره لنسفنا علم الحديث. وهذا ما تعلمته منه حفظه الله ورعاه.
سائلا المولى أن يحفظ الشيخين الكريمين (الخضير والشريف حاتم)
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[17 - 03 - 07, 03:15 م]ـ
قال الخضير (ص17):
و قال في مجموع الفتاوى (18/ 40):
و أما المتواتر فالصواب الذي عليه الجمهور: أن المتواتر ليس له عدد محصور، بل إذا حصل العلم عن إخبار المخبرين كان الخبر متواترا و كذلك الذي عليه الجمهور أن العلم يختلف باختلاف حال المخبرين به، فرب عدد قليل أفاد خبرهم العلم بما يوجب صدقهم، و أضعافهم لا يفيد خبرهم العلم، و لهذا كان الصحيح أن خبر الواحد يفيد العلم إذا احتفت به قرائن تفيد العلم.
و على هذا فكثير من متون الصحيحين متواتر اللفظ عند أهل العلم بالحديث و إن لم يعرف غيرهم أنه متواتر و لهذا كان أكثر مون الصحيحين مما يعلم علماء الحديث أن علما قطعيا أن النبي – صلى الله عليه و سلم – قاله.
و خبر الواحد المتلقّى بالقبول يوجب العلم عند جمهور العلماء أصحاب أبي حنيفة و مالك و الشافعي و أحمد، و هو قول أكثر أصحاب الأشعري كالإسفرائيني و ابن فورك فإنه و عن كان في نفسه لا فيد إلا الظن، لكن لما اقترن به إجماع أهل العلم بالحديث على تلقيه بالتصديق كان بمنزلة إجماع أهل العلم بالفقه على حكم مستندين في ذلك إلى ظاهر أو قياس أو خبر واحد، فإن ذلك الحكم يصير قطعيا عند الجمهور و إن كان بدون الإجماع ليس بقطعي، لأن الإجماع معصوم، فأهل العلم بالأحكام الشرعية لا يجمعون على تحليل حرام و لا تحريم حلال، كذلك أهل اعلم بالحديث لا يجمعون على التصديق بالكذب و لا التكذيب بالصدق، و تارة يكون علم أحدهم لقرائن تحتف بالأخبار توجب لهم العلم، و من علم ما علموه حصل له من العلم ما حصل لهم.ا. هـ.
و قال رحمه الله في رفع الملام عن الأئمة الأعلام (ضمن مجموع الفتاوى 20/ 257 - 258): ثم هي – يعني الأحاديث- منقسمة إلى: ما دلالته قطعية بأن يكون قطعي السند و المتن و هو ما تَيَقنَّا أن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – قاله و تيقنا أنه أراد به تلك الصورة، و إلى ما دلالته ظاهرة غير قطعية.
فأما الأول فيجب اعتقاد موجبه علما أو عملا و هذا مما لا خلاف فيه بين العلماء في الجملة.
¥(15/460)
و إنما قد يختلفون في بعض الأخبار هل هو قطعي السند أو ليس بقطعي؟ و هل هو قطعي الدلالة أو ليس بقطعي؟
مثل اختلافهم في خبر الواحد الذي تلقته الأمة بالقبول و التصديق أو الذي اتفقت على العمل به فعند عامة الفقهاء و أكثر المتكلمين أنه يفيد العلم، و ذهب طوائف من المتكلمين إلى أنه لا يفيده.
و كذلك الخبر المروي من عدة جهات يصدق بعضها بعضا من أناس مخصوصين قد تفيد العلم اليقيني لمن كان عالما بتلك الجهات و بحال أولئك المخبرين و بقرائن و ضمائم تحتف بالخبر و إن كان العلم بذلك الخبر لا يحصل لمن لم يشركه في ذلك.
و لهذا كان علماء الحديث الجهابذة المتبحرون في معرفته قد يحصل لهم اليقين التام بأخبار و إن كان غيرهم من العلماء قد لا يفيد صدقها فضلا عن العلم بصدقها. و مبنى على أن الخبر المفيد للعلم يفيده من كثرة المخبرين تارة، و من صفات المخبرين أخرى، و من نفس الإخبار به أخرى، من نفس إدراك المخبر له أخرى، فرب عدد قليلي أفاد خبرهم العلم لما هم عليه من الديانة و الحفظ الذي يؤمن معه كذبهم أو خطؤهم و أضعاف ذلك العدد من غيرهم قد لا يفيد العلم. ها هو الحق الذي لا ريب فيه و هو قول جمهور الفقهاء و المحدثين و طوائف من المتكلمين.ا. هـ.
و قال الإمام المحقق شمس الدين ابن القيم رحمه الله في الصواعق (4/ 1459) من مختصره: الأخبار المقبولة في باب الأمور الخبرية العلمية أربعة أقسام: أحدها: متواتر لفظا و معنى.
الثاني أخبار متواترة معنى و إن لم تتواتر بلفظ واحد.
الثالث: أخبار مستفيضة متلقَّاةٌ بالقبول بين الأمة.
الرابع: أخبار آحاد مروية بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط عن مثله حتى ينتهي إلى رسول الله – صلى الله عليه و سلم -.
ثم ذكر الأمثلة على ذلك و استطرد رحمه الله على عادته.
ثم قال في (ص 1465): فصل خبر الواحد بحسب الدليل الدال عليه فتارة يجزم بكذبه لقيام دليل كذبه، و تارة يظن كذبه إذا كان دليل كذبه ظيا، و تارة يتوقف فيه فلا يترجح صدقه و لا كذبه إذا لم يقل (كذا و أظن الصواب: لم يقم) دليل أحدهما، و تارة يترجح صدقه و لا يجزم به، و تارة يجزم بصدقه جزما لا يبقى معه شك.
فليس خبر كل واحد يفيد العلم و لا الظن و لا يجوز أن ينفي عن خبر الواحد مطلقا أنه يحصل العلم فلا وجه لإقامة الدليل على أن خبر الواحد لا يفيد العلم و إلا اجتمع النقيضان، بل نقول: إن خبر الواحد يفيد العلم في مواضع ... فذكرها و أطال في تقريرها فليرجع إليه.
يتبع إن شاء الله.
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[18 - 03 - 07, 11:16 م]ـ
حفظ الله الشيخ العلامة عبدالكريم الخضير وبارك في علمه وعمله ..
ـ[أبو الدرداء]ــــــــ[22 - 03 - 07, 12:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخى الحبيب على هذا النقل السديد
وبارك الله للشيخ عبد الكريم الخضير فى عمره
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[23 - 03 - 07, 05:32 م]ـ
جزا الله خيرا الشيخ عبد الكريم و كذلك الشيخ حاتم ..
إخواني كأن البعض يظن أن كلام الشيخ عبد الكريم هو تخطيء للشيخ حاتم .... إنما هو توضيح و توجيه للمعنى حتى لا يفهم كلام الشيخ حاتم خطأ و هو ما قصده الشيخ حاتم
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[25 - 03 - 07, 10:50 م]ـ
جزا الله خيرا الشيخ عبد الكريم و كذلك الشيخ حاتم ..
إخواني كأن البعض يظن أن كلام الشيخ عبد الكريم هو تخطيء للشيخ حاتم .... إنما هو توضيح و توجيه للمعنى حتى لا يفهم كلام الشيخ حاتم خطأ و هو ما قصده الشيخ حاتم
يا اخي الكريم
هذا هو المراد من هذا النقل أصالة، و من يفهم غير هذا فلا أقول إلا: " إنا لله و إنا إليه راجعون "
و بالله التوفيق.
ـ[ابوهادي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 12:26 ص]ـ
وهذا الذي الذي نظنه بمشائخنا حفظهم الله تعالى فكيف مع الكلام الصريح الذي نقله الاخوة التركي والمقري عن الشريف جزاه الله خيرا
جزاكم الله جميعا خير الجزاء
ـ[أبو الأشبال الأثري]ــــــــ[04 - 04 - 07, 04:57 ص]ـ
لا أدري لماذا المغالطة في الموضوع؟؟
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[04 - 04 - 07, 09:37 ص]ـ
بالطبع لايوجد تخطئة من الشيخ الفاضل الدكتور عبد الكريم الخضير لفضيلة الشيخ الفاضل الدكتور الشريف حاتم
¥(15/461)
وبالطبع فكلام الدكتور الخضير ما هو الا توضيح وتوجيه للمعنى بل وتأييد للدكتور الشريف حفظهما الله وهذا يعرف من مقارنة الكلام.كلام الدكتور الخضير حفظه الله وكلام الدكتور الشريف حفظه الله
يقول الدكتور حاتم فى مسألة خبر الواحد
فالذي يظهر بعد كل هذا: أن محل النزاع لم يحرر بين الأصوليين والمحدثين! فالأصوليون فهموا أن المحدثين يقولون بإفادة خبر الواحد العدل العلم مطلقاً، ولا يقول ذلك المحدثون؛ لكنهم يقولون: إن كل خبر صح عندنا فهو مفيد للعلم، والصحيح عندهم: خبر الواحد العدل المحتف بما يقويه من القرائن. لكن لجهل كثير من الأصوليين بعلم الحديث، ولعدم معرفة غالبهم بدقائق فنه، ظنوا أن المحدثين يكتفون بظاهر الإسناد، دون التدقيق في باطن علله ودون نقد المتون! وهذا من خصائص علمهم التي لا يعلمها إلا العالمون!!
وليس أدل على نفي ما نسبه الأصوليون للمحدثين، من القول بإفادة خبر الواحد العدل العلم مطلقاً: من تغليط المحدثين للثقات، وتوهيمهم العدول، وقولهم بشذوذ ما صح سنده أحياناً، وبتعليل ما ظاهره الثبوت أخرى، وترجيح أحد المتعارضين من الأحاديث المقبولة كذلك! كل ذلك يكذب ما نسب إليهم، ويدفع ما ألصق عليهم
فالذي يفهم من كلام الدكتور حاتم أنه لايقول بأن خبر الواحد مفيد للعلم على طول الخط بل إذا وجدت القرائن لدي أهل الفن التى تجعلهم إذا صححو الخبر فهو بمثابة إخبار منهم أن هذا الخبر يفيد العلم
وهذا هو كلام العلماء والذي نقله الدكتور الخضير حفظه الله عن الامام ابن القيم حيث قال
فليس خبر كل واحد يفيد العلم و لا الظن و لا يجوز أن ينفي عن خبر الواحد مطلقا أنه يحصل العلم فلا وجه لإقامة الدليل على أن خبر الواحد لا يفيد العلم و إلا اجتمع النقيضان، بل نقول: إن خبر الواحد يفيد العلم في مواضع ... فذكرها و أطال في تقريرها فليرجع إليه
وذكر الدكتور الخضير حفظه الله الخلاصة فقال
الخلاصة: أن خبر الآحاد إذا احتفت به القرائن أفاد العلم القاطع وهذا ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة وجمهور الأمة
وإذا تجرد عن القرائن لا يحصل به اليقين ولا يفيد العلم باتفاق وهذا أمر لا نزاع فيه
هذا بالنسبة لمسألة خبر الواحد
أيضامسألة كلام الدكتور حاتم الشريف على كتب المصطلح لدى المتأخرين ونقده لها
قال الدكتور الخضير معلقا على نقده بعد أن ذكر ملخص نقد الدكتور حاتم لهذه الكتب:
بهذا ختم الكلام عن كتب المصطلح، وهو كلام جيد يحفظ له، ولا ضير في النقد لأن هؤلاء وإن كانوا أئمة فإنهم غير معصومين يقع منهم كغيرهم الخطأ، والغالب هو الصواب، إلا أن إبرازه والاهتمام به بهذا الأسلوب وإظهار الملاحظات بهذه الطريقة قد تزهِّد الطالب المبتدئ في هذه الكتب التي هي العدة الحقيقية والزاد الوحيد للطالب في بداية الطلب، لكن المؤلف وفّقه الله لو اعتنى بهذه الكتب كلٌّ منها على حِدة فحققها ونشرها وعلّق عليها وبيّن رأيه في مسائلها لكان عين الحكمة والصواب، لأن إبراز الأخطاء يزهد في كتب العلم، ولذا لا يرى كبار علمائنا أن تُفرد الملاحظات على تفاسير الأئمة وشروحهم للأحاديث مثل: فتح الباري وشرح النووي على مسلم وغيرها مما نفعه كبير والضرر فيه نزر يسير قد يغتفر بمقابل ما اشتمل عليه من نفع عظيم
وبهذا يتضح أن تعليقات الدكتور الخضير على الدكتور الشريف ما هى الا بمثابة توضيح وتوجيه للمعنى وتأييد وان لم تخلو من بعض الملاحظات اليسيرة التى لا تؤثر فى فكرة الدكتور حاتم
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[أبو صهيب الحجازي]ــــــــ[05 - 04 - 07, 03:19 ص]ـ
كلام شيخنا الشيخ الخضير حفظه الله تعالى كلام أصيل متين، وقد سمعته يقرر مثل هذا الكلام في موطن آخر بمكة.
وشيخنا الشريف حاتم حفظه الله تعالى ورعاه لا يختلف قوله عن هذا القول أبدا، وبيانه:
أن الشيخ مع دعوته إلى منهج المتقدمين فهو لا يدعو إلى نبذ كتب المتأخرين أبدا واصطلاحاتهم، بل هو من قديم إلى اليوم يدرس تلك الكتب ويقررها بل ويكتفي بما ذكر فيها للمبتدئين وإن خالف ذلك ما عليه المتقدمون، كما فعل في شرح النزهة وأصلها وغيرها من كتب المتأخرين.
فالشيخ حفظه الله تعالى ورعاه يدعو المبتدئين في الطلب إلى مثل النخبة والنزهة وأمثالها، بل إنه يثني على أهلها كالحافظ ابن حجر وغيره وقد سمعته مرة يقول ما معناه: ولن أرجح شيئا بل يكفيكم قول الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى فهو علم ثبت.
فالإشاعة والدعوى أن شيخنا الشريف حاتم يدعو إلى نبذ كتب المتأخرين وعدم الابتداء بها، أو أنه يتكلم في الحافظ ابن حجر وأمثاله من أهل العلم المتأخرين بما ينقص قدرهم دعوى لا تمت إلى الحقيقة بصلة، ولست أرد على كاتب الموضوع الأصلي بشيء بل الشيء بالشيء يذكر، وأتمنى من أبي يحيى المقريء حفظه الله تعالى أن ينقل لنا كلام العلامة الخضير كاملا حتى نستفيد منه، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
بارك الله فيك على هذا
وهذا دليله فعل الشيخ الشريف نفسه من شرحه لكتب المتأخرين ثم يبين المخالفة
فبارك الله في الشيخين وفي علمهما
وبارك الله الجميع
¥(15/462)
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[12 - 04 - 07, 11:35 م]ـ
الكثير يفهم خلاف انه يخطئ الشيخ حاتم
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[12 - 04 - 07, 11:36 م]ـ
الكثير يفهم خلاف ماعناه الشيخ الخضير من انه يخطئ الشيخ حاتم
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[13 - 04 - 07, 12:52 م]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين
أرى و الحمد لله أن الشاهد من كلام الشيخ الخضير قد حصل، و من أراد الاستزادة فعليه الرجوع إلى كتابه، و أختم بهذا النقل:
و في النهاية قال الشيخ حاتم العوني بعد انتهائه من الكلام على كتب المصطلح - ص 27 - :
.... غير أنه مما يميز هذه الكتب و أشباهها أنها كتب موسعة مليئة بالنقول و الأمثلة، إضافة إلى تحريرات و فوائد و فرائد، لا يستغني عنها إلا من استغنى عن هذا العلم ا. هـ
و الحمد لله رب العالمين.
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[15 - 04 - 07, 08:14 م]ـ
حفظ الله شيخنا عبد الكريم
و جزى الله الناقل خيرا
ـ[أبو صهيب الحجازي]ــــــــ[16 - 04 - 07, 01:12 ص]ـ
و في النهاية قال الشيخ حاتم العوني بعد انتهائه من الكلام على كتب المصطلح - ص 27 - :
.... غير أنه مما يميز هذه الكتب و أشباهها أنها كتب موسعة مليئة بالنقول و الأمثلة، إضافة إلى تحريرات و فوائد و فرائد، لا يستغني عنها إلا من استغنى عن هذا العلم ا. هـ
جميل جداً بارك الله فيك
ـ[عدلان بن عبدالعزيز]ــــــــ[19 - 04 - 07, 08:19 ص]ـ
أريد ترجمة موجزة عن الشيخ حاتم. جزاكم الله خيرا
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[11 - 08 - 07, 06:06 م]ـ
استاذ في جامعة ام القري وعضو مجلس الشوري. هذ الموجز والاخوان يأتون بالتفصيل(15/463)
هل يوجد تناقض علمي بين هذا الحديث والحقيقة العلمية
ـ[محمد مصباح نجار]ــــــــ[12 - 03 - 07, 02:05 م]ـ
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأبي ذر حين غربت الشمس: (أتدري أين ذهبت) قلت الله ورسوله أعلم , قال (فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش , فتستأذن فيؤذن لها , ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها , وتستاذن فلا يؤذن لها , فيقال لها ارجعي من حيث جئت , فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى {والشمس تجري لمستقرٍ لها ذلك تقدير العزيز العليم} صدق الله العظيم.
أفيدوني جزاكم الله خيراً
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[12 - 03 - 07, 05:32 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30220(15/464)
أخ يطلب المساعدة في الأجزاء الحديثية
ـ[عمر عبد العزيز]ــــــــ[12 - 03 - 07, 03:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أطلب من إخاننا الأكارم، أن يدلوننا ـ إذا كان لديهم علم بطباعة كتاب في الأجزاء الحديثية ـ ويرشدونا إليه. وجزاكم الله خيرا.(15/465)
دراسة عن علم الحديث عند الرافضة
ـ[سلطان الشافعي]ــــــــ[12 - 03 - 07, 05:19 م]ـ
اريد الكتابة في موضوع الحديث عند الشيعة الإمامية دراسة مقارنة مع اهل السنة والجماعة ارجو من الاخوة الذين كتبوا في هذا الموضوع ان يرشدوني الى كتابتهم أو الى مؤلفات اطلعوا عليها لعلمائنا الكرام وجزاكم الله خيرا
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[13 - 03 - 07, 07:02 ص]ـ
لقد كتبت شيئاً من هذا في رسالتي الدكتوراه ((التعارض في الحديث))، وأنزلت جزءاً منها في هذا الملتقى عندما تكلمت على أسباب التعارض وذكرت منها أي الأسباب دور الفرق في زيادة هذه الظاهرة والقول بها، وتعرضت لعلم الحديث عند الرافضة، والتعارض عندهم وكيف عالجوه مقارنة بمعالجة أهل السنة لهذه القضية، وفي الأثناء أشرت إلى بعض الكتب التي تكلمت على الحديث عند الرافضة.
ـ[سلطان الشافعي]ــــــــ[13 - 03 - 07, 10:44 ص]ـ
الاخ الكريم الكتور لطفي
هل طبعت رسالة الدكتوراه
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[13 - 03 - 07, 12:11 م]ـ
من المفروض أن تصدر الرسالة في هذه الفترة حسب العقد مع دار العبيكان، وإن كان هناك جديد أخبرتكم والله الموفق ,
ـ[سلطان الشافعي]ــــــــ[13 - 03 - 07, 02:27 م]ـ
الاخوة الكرام
رسالة الشيخ بندر الشويقي (التدوين وتطوره عند الرافضة) هل هي مطبوعة؟ اين اعثر عليها وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الملك أحمد بن خالد]ــــــــ[17 - 03 - 07, 12:14 ص]ـ
رسالة الشيخ بندر مقدمة لنيل درجة الدكتوراه ولا تزال في مرحلة الإعداد ولم تناقش بعد.
ويمكنك الاستفادة مما كتبه طلبة الدكتوراه في جامعة الإمام قسم السنة حول الرافضة.
ـ[عمر الفرماوي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 09:09 ص]ـ
بفضل المولى جل شأنه كانت رسالتي للدكتوراه في كلية أصول الدين بالقاهرة (قسم الحديث وعلومه) عام 1996 في هذا الموضوع وكانت تحت عنوان: أصول الرواية عند الشيعة الإمامية
وضمن ما كان فيها: الحديث عن علوم الحديث عندهم وكتب الجرح والتعديل عندهم ودراسة لتلك الكتب وموقفهم حول تعديل الصحابة وكتب الحديث عندهم وبيان الخلل الواضح عندهم وذلك من خلال ما كتبوه هم وليس ما كتبناه نحن عنهم وغير ذلك الكثير
وقد طبعتها في طبعة محدودة تحت عنوان
أصول الرواية عند الشيعة الإمامية عرض ونقد
ـ[القندهاري]ــــــــ[31 - 03 - 07, 04:10 م]ـ
جزاك الله خير دكتور عمر هل هي موجودة على النت؟
وكم يبلغ حجم الكتاب؟
بارك الله فيك
ـ[سلطان الشافعي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 08:11 م]ـ
أولا: بارك الله فيك يا دكتور عمر نرجوا إرشادنا اى كيفية الحصول على هذه الرسالة.
ثانيا: موضوع عدالة الصحابة بين اهل السنة والشيعة هل تجده موضوعا قد اشبع بحثا ام انه يحتاج الى جهود أخرى؟ وكيف يمكن لنا ان نستقصي هذا الكم الهائل من المطاعن التي يفتريها الرافضة باستمرار على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثا: هل وجدت عند الشيعة قواعد منضبطة في علم الجرح والتعديل ام انها قواعد هلامية لاتستقر بحال؟
بارك الله فيك مرة اخرى وارجو التواصل
ـ[عبد الرحمن الشامي]ــــــــ[01 - 04 - 07, 02:36 ص]ـ
الأخ سلطان الشافعي
هذا الرابط يتعلق بموضوع بحثك، أرجو أن يفيدك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?threadid=8857
ـ[عبد الرحمن الشامي]ــــــــ[01 - 04 - 07, 04:14 ص]ـ
وهذا أيضاً
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=34734&highlight=%C7%E1%CC%D1%CD+%E6%C7%E1%CA%DA%CF%ED%E1 +%DA%E4%CF+%C7%E1%D1%C7%DD%D6%C9
ـ[عمر الفرماوي]ــــــــ[01 - 04 - 07, 11:26 م]ـ
شكرا للإجوة على المرور الكريم
أود أن أخبركم أن موضوع الشيعة والصحابة كان أحد فصول احد أبواب الرسالة الأربعة وكان من الضروري أن أعرض له وأعتقد أنني تكلمت فيه عن شيء جديد على الأقل من وجهة نظري المتواضعة، والبحث كانت مكتبة الإيمان بالمنصورة قد قامت بطبعه وابحث الان عن دار نشر تتولى نشر الرسالة كما هي بدون حذف وأسأل الله تعالى أن أجد من يفعل ذلك،
اما قواعدهم في قبول الحديث الصحيح التي وضعوها بأنفسهم فلم يلتزموا بها وهذا ليس افتراء عليهم وإنما من خلال مصادرهم وقواعدهم في الجرح والتعديل من خلال مصادرهم فيها غير منضبطه وووو ...
خلاصة الكلام أنهم ليسوا على شيء في علوم الحديث وكتاب الكافي للكليني وبقية الكتب الأربعة قد أشبعتها بحثا في الرسالة من حيث العرض والنقد وبينت الكثير الكثير من عوارها والحديث يطول عنهم
ومرة أخرى شكرا للشباب على التواصل وجزى الله تعالى الجميع ووفقهم للعمل على خدمة دينة ونصرة سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم
ـ[عبد الرحمن الشامي]ــــــــ[02 - 04 - 07, 02:02 ص]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ عمر الفرماوي
هل من سبيل إلى إتحافنا ببحثك أخي الكريم؟ فوالله لقد شوقتني إليه
ـ[ابو عبد الرحمن السقاف]ــــــــ[11 - 04 - 07, 07:45 م]ـ
بارك الله فيكم أخواني
وللفائدة
فهذا كتاب مهم جدا مقارنة في علم الحديث بين الرافضة واهل السنة والجماعة
فيه الكثير من الفوائد لاسيما آخر جزء فيه
يمكن تحميل الكتاب من هذا الرابط
http://www.fnoor.com/books/fn184.zip
ومن اراد الحكم على رجل من رواة أخبار الشيعة بعينه فانا مستعد أن أخدمه
nn.ss_777@hotmail.com
¥(15/466)
ـ[أبو البراء البشيري]ــــــــ[12 - 04 - 07, 04:04 م]ـ
نآمل من الدكتور عمر أن يحمل بحثه على النت وأن يجعل لمنتدى أهل الحديث قصب السبق في إخراجه خاصة وأن البحث طبع بكمية محدودة كما أشار الدكتور
ـ[عمر الفرماوي]ــــــــ[02 - 12 - 07, 09:45 ص]ـ
الحمد لله تعالى قامت مكتبة الإيمان بالمنصورة بطبع الرسالة وهي تحت عنوان أصول الراوية عند الشيعة الإمامية عرض ونقد وسيكون موجودا في معرض الكتاب القادم والله المستعان
ـ[مصطفى عطية]ــــــــ[02 - 12 - 07, 11:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اريد من أ د- عمر الفرماوي ان يذكّرنا ويتذكر معنا،ويعرض ويستعرض المؤلفات والمراجع التي كانت محطة لاستقبال عناصر بحثه حول الامامية الاثناعشرية خاصة الكتب الحديثية. باعتباره متخصصا في هذا المجال.
ـ[عمر الفرماوي]ــــــــ[03 - 12 - 07, 05:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا بك أخي محمد
كانت أهم المراجع لبحث الدكتوراه هي:
الكافي - من لا يحضره الفقيه- الاستبصار- تهذيب الأحكام- رجال النجاشي- رجال الكشي- رجال الطوسي- تنقيح المقال للمامقاني- الفهرست للطوسي- أصل الشيعة وأصولها - مقباس الهداية للمامقاني وغيرها
والبحث في مؤلفات هؤلاء الناس يحتاج إلى جهد وصبر ومثابرة وكان الله في عون من يسلك هذا التخصص والله المستعان
ـ[مصطفى عطية]ــــــــ[04 - 12 - 07, 04:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا بك أخي محمد
كانت أهم المراجع لبحث الدكتوراه هي:
الكافي - من لا يحضره الفقيه- الاستبصار- تهذيب الأحكام- رجال النجاشي- رجال الكشي- رجال الطوسي- تنقيح المقال للمامقاني- الفهرست للطوسي- أصل الشيعة وأصولها - مقباس الهداية للمامقاني وغيرها
والبحث في مؤلفات هؤلاء الناس يحتاج إلى جهد وصبر ومثابرة وكان الله في عون من يسلك هذا التخصص والله المستعان
مادام هناك من سبقوا من أمثالك ذوي البسمة العريضة والصدر الرحب من المدرسين (الشيوخ) فلن يجدوا صعوبة.
ولعل الصعوبة تكمن في معارضة نفسية ونصية يجدها الدارس لما هو مستقر لديه من أصول السنّة.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[07 - 04 - 09, 01:33 ص]ـ
هل نجد الكتاب على الشبكة؟؟(15/467)
سؤال عن كيفية تخريج السير والتاريخ
ـ[أبوراكان]ــــــــ[13 - 03 - 07, 09:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأخوة بالنسبة للتواريخ والأحداث التي حصلت هل لها طريقة تخصها من ناحية تطبيق قواعد الجرح والتعديل أم تعامل معاملة الأحاديث الأخرى كأحاديث الأحكام؟
أرجو أن تكون الإجابة مفصلة
وجزاكم الله خيراً
ـ[ابو عبد الله السلفي]ــــــــ[23 - 03 - 07, 08:04 م]ـ
سأعطيك مثالا ثم قس عليه مثلا قالوا في ليث ابن أبي سليم ضعيف في الحديث ثبت في التفسير خصوصا فيما يرويه عن مجاهد.
فإذا وجدت له حديثا في الأحكام تضعفه وإذا وجدته في التفسير تصححه مع اعتبار القرائن.
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[23 - 03 - 07, 08:14 م]ـ
بارك الله فيك قد أحسنت الرد يا أبا عبد الله السلفي
والله يحفظك ويرعاك
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[24 - 03 - 07, 07:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أخي الكريم: انظر لهذه المشاركة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=561573#post561573
ـ[أبوراكان]ــــــــ[26 - 03 - 07, 09:29 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
وما قصرتم
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[26 - 03 - 07, 03:48 م]ـ
جزاكم الله خيراً(15/468)
شارك: الحكم القاضي بالرد على قدح المروي بجهالة الراوي
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[13 - 03 - 07, 12:13 م]ـ
هذه مقالة لأحد الإخوة أرجو إبداء الرأي حولها، وهي وقف لملتقى أهل الحديث:
حمل في المرفقات
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[13 - 03 - 07, 12:23 م]ـ
أرجو التفضل بالرد أيضا على هذا البريد:
farid_blida@islamway.net(15/469)
شرح موجز لأشرف حديث رواه أهل الشام
ـ[بندر بن حسن العبدلي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 02:51 ص]ـ
هذا شرح مختصر للحديث القدسي الذي يقول فيه الإمام أحمد إمام أهل السنة والجماعة
هو أشرف حديث رواه أهل الشام (لأن رواة هذا الحديث كلهم من أهل الشام وهم أبو ادريس الخولاني الذي كان اذا روى هذا الحديث جثا على ركبتيه رحمه الله)
رواه عن أبي ذر الغفاري ونقله لنا الأمام مسلم في صحيحه.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه سبحانه وتعالى انه قال
((ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي))
الله سبحانه وتعالى الذي لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون يحرم الظلم على نفسه وهو سبحانه الذي يحكم بالعدل والذي أمر بالقسط وقال عن نفسه وماربك بظلام للعبيد وقال أيضاً ان الله لايظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون ويقول الشاعر:
ما للعبادِ عليه حق واجب
كلا ولا سعي لديه ضائع
إن عذبوا فبعدله أو نعموا
فبفضله وهو الكريم الواسع
ثم يقول سبحانه (وجعلته بينكم محرما فلاتظالموا)
أي لايتعدى بعضكم على بعض وقد أخبر سبحانه في محكم التنزيل بأنه لايحب الظالمين فقال سبحانه ((والله لايحب الظالمين)) وبين حالهم في أيات كثيرة فقال سبحانه ((وماللظالمين من أنصار)) وقال سبحانه ((فلا عدوان إلا على الظالمين)) وقال عز من قائل ((والله لايهدي القوم الظالمين)) وأخبر عن مثواهم فقال ((وبئس مثوى القوم الظالمين)) ويخبر سبحانه عن إمهاله لهم فيقول ((ولا تحسبن الله غافلاً عما يعملُ الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار))
وروى البخاري عن عبد الله عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((الظلم ظلمات يوم القيامة))
وروى البخاري أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً إلى اليمن فقال له ((إتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب))
لا تظلمن اذا ماكنت مقتدراً
فالظلم يرجع عقباه إلى الندم
فتنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم
ثم يقول سبحانه (يا عبادي كلكم ضال إلى من هديته فاستهدوني أهدكم)
فمن لم يوفقه الله تبارك وتعالى لسلوك طريق الحق فإنه ضال لامحا له مهما بدت أمامه الحجج، فما علينا إلا أن نطلب الهداية من الله تبارك وتعالى فإذا أقبل العبد على الله وطلبه الهداية ورجاه فإن الله تبارك وتعالى يهديه ولا يرده
ثم يقول سبحانه (يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم)
فهو سبحانه الرزاق ذو القوة المتين الذي تكفل فقال (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها) فيا أيها المحتاج ويا أيها الفقير يا من تسأل الناس أطلب الرزق من مسبب الأسباب من الذي يطعم ولا يطعم ثم ابذل السبب يرزقك الله سبحانه وتعالى ولا تفعل السبب وتنسى خالق الأسباب سبحانه وتعالى
ثم يقول تعالى (يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم)
فمن يكسينا الا الله سبحانه وتعالى
ثم يقول تعالى في هذا الحديث (يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم)
نعم فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون والرسول صلى الله عليه وسلم ضرب لنا في ذلك المثل الأعلى فقد كان صلى الله عليه وسلم يستغفر الله في اليوم أكثر من مئة مرة بل كان ربما أستغفر في المجلس الواحد أكثر من سبعين مره، يقول سبحانه وتعالى في حديث آخر (يا ابن ادم إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي)
ثم يقول سبحانه وتعالى (يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني)
فإن الخلق لن يضروا الخالق شيئاً فمن كفر فلا يضر إلا نفسه ومن كان صالحاً فلنفسه ولن ينفع الله بشيء
ثم بين ذلك سبحانه فقال (يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحدٍ ما نقص ذلك من ملكي شيئاً)
فلا يزيد ملكه سبحانه بالطاعة ولا ينقص بالمعصية
ثم أخبر سبحانه وتعالى بعد ذلك بما يدل على العطاء الواسع والغنى المطلق الذي لا يحده حد فقال (يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ فسألوني فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئاً إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر)
ثم يأتي النداء العاشر والخاتمة المهمة التي يجب أن ينتبه لها كل مخلوق (يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله) نعم فالفضل لله وحده لأنه هو الذي هداه واجتباه ووفقه لطريق الخير (ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) لأن الحجة قد قامت عليه وجاءه النذير
هذا بعض ما تيسر من شرح الحديث وصلى الله وسلم على عبده وخليله محمد.(15/470)
طلب مساعدة في إختيار موضوع رسالة
ـ[أبو عبد الله الطيبي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 06:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب ماجستير أبحث عن موضوع يخدم الحديث الشريف ولم يبحث فيه داعياً الجميع مساعدتي
وبارك الله فيكم
ـ[أبو الفضل المنزهي]ــــــــ[24 - 03 - 07, 11:58 م]ـ
اقترح موضوع أفراد الامام احمد في مسنده عن الكتب الستة وبيان فقه هذه الاحاديث
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[25 - 03 - 07, 12:56 ص]ـ
جهود الإمام الشوكاني في خدمة السنة النبوية
او جهود الإمام الصنعاني
اوجهود علماء اليمن.
او الزوائد السنن الاربعة على الصحيحين في كتاب فضائل الصحابة.
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[25 - 03 - 07, 06:25 م]ـ
أخي الفاضل ذكرت عدة عناوين تصلح لرسائل الماجستير والدكتوراه على هذا الملتقى فانظره علك تنتفع منها
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[25 - 03 - 07, 11:29 م]ـ
أخي الفاضل ذكرت عدة عناوين تصلح لرسائل الماجستير والدكتوراه على هذا الملتقى فانظره علك تنتفع منها
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=558517&postcount=15
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=561320&postcount=1
ـ[فاضل بن خلف الحمادة الرقي]ــــــــ[06 - 04 - 07, 02:06 ص]ـ
أقترح: 1 - منهج تعليل الأحاديث بين الأصوليين والمحدثين دراسة مقارنة
2 - حركة تدوين الحديث في القرن الرابع الهجري. دراسة تحليلية
3 - مرويات ابن لهيعة في السنن الأربعة عدا النسائي دراسة تطبيقية.
4 - زوائد ابن الجعد على الكتب الستة دراسة منهجية.
وللمزيد راسلني على: alraqi_974@hotmail.com(15/471)
هل يقبل جرح وتعديل الناقد للراوي المقيم في بلده؟
ـ[أبو عبد الله الطيبي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 07:31 ص]ـ
هل يقبل جرح وتعديل الناقد للراوي المقيم في بلده؟ وما دليل ذلك؟
أفيدوني وبارك الله فيكم(15/472)
نريد مشاركة الجميع من اجل حصر كتب العلل ثم الحديث عنها بإيجاز وطبعاتها ومخطوطاتها.
ـ[العجيل]ــــــــ[14 - 03 - 07, 12:47 م]ـ
نريد مشاركة الجميع من اجل حصر كتب العلل ثم الحديث عنها بإيجاز وطبعاتها ومخطوطاتها.
ولكم الشكر
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[14 - 03 - 07, 01:05 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7563
ـ[هاني يوسف الجليس]ــــــــ[17 - 03 - 07, 07:06 م]ـ
الموضوع والفكرة جيدة لكن هل ستجدون كما مكتوبا فيه بهذا العنوان؟؟! ومن أين سنحصل على الرسائل الجامعية في ذلك؟
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[19 - 03 - 07, 10:39 ص]ـ
سلام عليكم
فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد، فإن كتب العلل كثيرة جدا وأغلبها مفقود، ومنها مل لم ينتبه إليه،
سأسرد ما يحضرني ذكره منها ها هنا، حتى إذا عدت إلى مكتبتي أتيتك بما فاتني ها هنا ذكرُه من التفاصيل إن شاء الله
منها:
العلل لعبد الرحمن بن أبي حاتم وطبع طبعات كثيرة
طبعة دار بان حزم بتحقيق محمد بن صالح الدباسي في ثلاث مجلدات
طبعة خاصة قام بتحقيقها فريق من الباحثين في سبعة أجزاء، مع إخراج المتن والفهارس في مجلد مفرد دون التعليقات والتخريجات
طبعة دار المعرفة (إن لم تكن خانتني الذاكرة) في مجلدين ومجلد الفهارس قام به د/ يوسف المرعشلي
طبعة در الكتب العلمية في مجلدين بدون فهارس، لا أنصح بها إلا من كان قادرا على حفظ متن الكتاب بالكامل كما يحفظ اسمه!
العلل للدارقطني (دار طيبة بتحقيق الشيخ محفوظ الرحمن زين الله رحمه الله رحمة واسعة ج1 - ج11)، ودار ابن الجوزي بتحقيق محمد بن صالح الدباسي ج12 - ج16، والجزء الأخير يشمل فهارس الكتاب كله، وبذلك تم الكتاب، والحمد لله رب العالمين
العلل الكبير للترمذي بترتيب القاضي (تحقيق صبحي البدري السامرائي ومن معه) أظنه صدر عن عالم الكتب ببيروت
العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد بن حنبل برواية عبد الله بن أحمد عنه، حققه د/وصي الله بن محمد عباس، الطبعة الثانية عن دار القبس (بالرياض؟)
العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد بن حنبل برواية المروذي والميموني وصالح بن أحمد، حققه د/وصي الله بن محمد عباس، دار الإمام أحمد بالقاهرة
السنن الكبرى للإمام النسائي فيه أيضا من العلل ما تقر به العين وإن غفل عنه كثير من الناس
المجتبى من السنن له أيضا وحوى كذلك من العلل ما لم يلق العناية اللائقة به
مسند البزار (دار العلوم والحكم بالمدينة المنورة ج1 - 9 بتحقيق الشيخ محفوظ الرحمن زين الله رحمه الله و10 - 15 بتحقيق عادل بن سعد حفظه الله، ولم يُفرغ من تحقيق سائره، فيه أيضا تعليلات كثيرة قيمة
كتاب التمييز للإمام مسلم بن الحجاج صاحب المسند الصحيح، حققه د/ الأعظمي، طبع مع كتابه منهج النقد عند المحدثين، لا يحضرني الآن اسم دار النشر، إلا أن تكون مكتبة الكوثر،
التاريخ الكبير لأبي عبد الله البخاري أمير المؤمنين في الحديث، طبعة دار الكتب العلمية ببيروت، حققه مصطفى عبدالقادر عطا، جمع البخاري فيه من العلل شيئا كثيرا
التاريخ الأوسط له أيضا، طبعة دار الرشد (رسالتا دكتوراة فيما أذكر) والكتاب في خمس مجلدات، الخامس فهرس للكتاب بقسميه،
العلل لعلي بن المديني برواية ابن البراء عنه (صدر عن دار الفاروق بالقاهرة) (أظنه صدر سنة 1425هـ) وحققه من قبل د/ محمد مصطفى الأعظمي (إن لم تكن خانتني الذاكرة ولم أقف على نسخته)، ويشمل المطبوع قسما من الكتاب والباقي الظاهر أنه مفقود، وفي تاريخ بغداد من رواية ابن البراء عن علي بن المديني بإسناد الكتاب شيء كثير ليس في المطبوع
كتاب التتبع للدارقطني حققه أبو عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي، طبعة دار الكتب العلمية مع كتاب الإلزامات للدارقطني أيضا
السنن للدارقطني له طبعات عديدة والظاهر من طريقته أنه كتاب علل للأحاديث الواردة في السنن
الجامع للترمذي (ويعرف باسم سنن الترمذي) له طبعات عديدة أيضا، اشتمل على كلام كثير في العلل، أكثره للإمام البخاري
طبعة دار الحديث بالقاهرة (الطبعة القديمة) (حقق أبو الأشبال رحمه الله الجزءان الأول والثاني، والأستاذ محمد فؤادعبدالباقي الجزئين الرثالث والرابع - إن لم تكن خانتني الذاكرة - و القسم الأخير تولاه الأستاذ إبراهيم عطوة فلم يرق عمله إلى درجة عمل سابقيه
طبعة دار الحديث بالقاهرة (حقق أبو الأشبال رحمه الله الجزءان الأول والثاني، والأستاذ محمد فؤادعبدالباقي الجزئين الثالث والرابع - إن لم تكن خانتني الذاكرة - ولا يحضرني اسم من حقق القسم الأخير، وليس هو الأستاذ إبراهيم عطوة
طبعة جمعية المكنز الإسلامي 1421هـ
فهذا ما يحضرني ذكره الآن، وأما المفقود من كتب العلل فحدث ولا حرج،
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[19 - 03 - 07, 10:56 ص]ـ
سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
فإن لمقبل بن هادي الوادعي كتاب عنوانه (أحاديث معلة ظاهرها الصحة) الطبعة الثانية عن دار الآثار بصنعاء
فلا يفوتنكم
والسلام عليكم ورحمة الله
¥(15/473)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[19 - 03 - 07, 01:03 م]ـ
وفقكم الله.
طبعة دار بان حزم بتحقيق محمد بن صالح الدباسي في ثلاث مجلدات
طبعته مكتبة الرشد، لا دار ابن حزم.
التاريخ الكبير لأبي عبد الله البخاري أمير المؤمنين في الحديث، طبعة دار الكتب العلمية ببيروت، حققه مصطفى عبدالقادر عطا، جمع البخاري فيه من العلل شيئا كثيرا
الطبعة الهندية هي الأشهر الأذيع، ولعلها الأتقن الأضبط، أما تحقيقات بعضهم في دار الكتب العلمية؛ ففرّ منها فرارك من الأسد.
وفي الرابط الذي وضعتُهُ خير كثير.
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[19 - 03 - 07, 01:41 م]ـ
سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو،
أما العلل لابن أبي حاتم بتحقيق محمد بن صالح الدباسي فقد صدقت، وأما التاريخ الكبير لأبي عبد الله البخاري فإن تحقيقات بعضهم في دار الكتب العلمية كما تقول، غير أن ذلك ليس على إطلاقه، والذي أضافه مصطفى عبد القادر عطا هو عزو مصادر تراجم الرواة، ولا يخفى أن التاريخ الكبير لم يزل بحاجة إلى خدمة كثيرة، وأظن أن الذي أضافة فيه من الفائدة ما لا يخفى،
ثم إن نص الكتاب في نسخة دار الكتب العلمية مأخوذ في الغالب من الطبعة الهندية، أرى أن تطلع عليها ثم تفيدنا برأيك، فإن الذي ذكرته إنما هو حكم عام، والله أعلم
أما أكثر ما كان يعنيني فهو الإشارة إلى بعض الطبعات الحديثة، مثل استكمال العلل للدارقطني، وغير ذلك، ولم أتطرق إلى كتب السؤالات لأن موضوعها في الغالب الجرح والتعديل، وذكر العلل فيها على أهميته قليل بالمقارنة، ثم إن الأخ ياسر الطريقي قد جمع كثيرا من ذلك على الرابط الذي أشرت إليه،
وجزاك الله تعالى كل خير،
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[19 - 03 - 07, 06:33 م]ـ
سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،
أما بعد
فإتماما للفائدة، إليكم بعض التفاصيل الخاصة ببعض نسخ كتاب العلل لعبد الرحمن بن أبي حاتم:
علل الحديث، الطبعة الأولى 1424هـ، بتحقيق محمد بن صالح الدباسي، صدرت عن دار ابن حزم، قدم لها الدكتور إبراهيم بن عبد الله اللاحم، في ثلاث مجلدات (ولم تصدر عن دار الرشد كما قال بعض الإخوة!)
العلل، الطبعة الأولى 1427هـ بتحقيق فريق من الباحثين، تحت إشراف د/ سعد بن عبدالله الحُمَيِّد و د/خالد بن عبدالرحمن الجريسي في سبع مجلدات، ولها طبعة أخرى مختصرة الحواشي في مجلد واحد، والظاهر أن الكتاب قام بطبعه د/ خالد بن عبدالرحمن الجريسي وجميع الحقوق محفوظة له (كما هو مكتوب في الصفحات الأولى من الكتاب)
له طبعة قام عليها صلاح فتحي هلل صدرت عن دار الفاروق بالقاهرة، ذكرها محمد بن صالح وعدَّد أمثلة كثيرة للأخطاء الواردة فيها، فأول ذلك تاريخ وفاة المصنف، إذ أثبت (277هـ) وهو تاريخ وفاة والد المصنف لا المصنف نفسه
للحافظ ابن عبد الهادي تعليقة على العلل لعبد الرحمن بن أبي حاتم
طبعة دار أضواء السلف (إن لم تكم خانتني الذاكرة) في مجلد
طبعة دار الفاروق بالقاهرة باسم (شرح العلل) في مجلد
بالإضافة إلى طبعة دار المعرفة في مجلدين والثالث الفهارس صنعها الدكتور يوسف المرعشلي، وأما طبعة دار الكتب العلمية فقد اطلعت عليها ولا أراها إلا منقولة حذو القذة بالقذة من نسخة دار المعرفة، لكن ليس لها فهارس فيما أعلم،
فأما نسخة محمد بن صالح الدباسي (طبعة دار ابن حزم) فإن تعليقاته إنما هي عزو الأحاديث إلى تحفة الأشراف (بتحقيق د/ عواد بشار) وإتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف المسانيد العشرة (لابن حجر) طبعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وأطراف الغرائب والأفراد للمقدسي (وهو أطراف لكتاب الأفراد والغرائب للدارقطني) وأحيانا يعزو إلى مسند أبي يعلى وإطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي لابن حجر أيضا، وقد صرح الأخ الفاضل محمد بن صالح الدباسي بأن تعليقاته هذه ليست تخريجا،
وقد نشر بعض الإخوة على هذا الملتقى استدراكات على هذه النسخة، أعطاها إياها الأخ محمد بن صالح، فجزاه الله خيرا
فمن أراد التخريج فعليه بنسخة د/ خالد بن عبدالرحمن الجريس، والتخريج فيها موسع إلى حد كبير،
هذا والله تعالى أجل وأعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[19 - 03 - 07, 07:08 م]ـ
علل الحديث، الطبعة الأولى 1424هـ، بتحقيق محمد بن صالح الدباسي، صدرت عن دار ابن حزم، قدم لها الدكتور إبراهيم بن عبد الله اللاحم، في ثلاث مجلدات (ولم تصدر عن دار الرشد كما قال بعض الإخوة!)
سبحان الله!
http://www.buraydahcity.org/A.d.v/moh/ilalalhadeeth.jpg
أعلم أن هذا ليس بالأمر المهم، لكن دع عنك العجلةَ - أخي -، وتروَّ!
وأما طبعات دار الكتب العلمية، فقد عُلم بالاستقراء أن متونها مليئة بالأخطاء والتصحيفات والتحريفات والأسقاط، وإن كانت مأخوذة عن طبعات مستقيمة، وأنّ ما في حواشي طبعات تلك الدار بتحقيقات أولئك المحققين (!) حشوٌ وتكثُّرٌ ونفخ لا فائدة فيه، إلا ما ندر.
والاغترار بحواشيهم غريبٌ ممن له معرفة بطبعات الكتب وصالحها وسقيمها!
وأما استكمال علل الدارقطني فقد أُعلن عنه في الملتقى ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=522408#post522408) قبل نزوله في السوق بأيام.
¥(15/474)
ـ[ابن السائح]ــــــــ[19 - 03 - 07, 07:14 م]ـ
سلام عليكم
علل الحديث، الطبعة الأولى 1424هـ، بتحقيق محمد بن صالح الدباسي، صدرت عن دار ابن حزم، قدم لها الدكتور إبراهيم بن عبد الله اللاحم، في ثلاث مجلدات (ولم تصدر عن دار الرشد كما قال بعض الإخوة!)
له طبعة قام عليها صلاح فتحي هلل صدرت عن دار الفاروق بالقاهرة، ذكرها محمد بن صالح وعدَّد أمثلة كثيرة للأخطاء الواردة فيها، فأول ذلك تاريخ وفاة المصنف، إذ أثبت (277هـ) وهو تاريخ وفاة والد المصنف لا المصنف نفسه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نسخة الأخ الدباسي بين يدي من منشورات مكتبة الرشد
فلا يصح تخطئة أخينا محمد الذي ذكر أنها صدرت عن مكتبة الرشد
وهذا لا ينفي أن تكون صدرت عن دار ابن حزم أيضا
والله أعلم هل صدرت عن دار ابن حزم؟
والأمر واسع والخطب سهل
لكن لا يلزم من عدم وجدانك ما صدر عن مكتبة الرشد عدم وجودها
وما ذكرته من أن طبعة الفاروق قام عليها أخونا صلاح مما يدل على أنك تكتب من حفظك بارك الله لك فيه
وقد أخطأت في ذلك وحمّلت أخانا صلاحا ما تنوء الجبال بحمله حين عصّبت جناية الأخ الناشئ نشأة برقبته
فغفر الله لك وعفا عنك
وأنا أعلم أنك لم تقصد ذلك
لكن لا شك أن هذا مما يستاء منه أخونا صلاح وفقه الله وإياك وبارك في جهودكما
-----------------------------
=== لم أطلع على مشاركة الأخ محمد إلا الآن
جزاه الله خيرا ونفع بفوائده
ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[19 - 03 - 07, 08:59 م]ـ
سلام عليكم،
يا أخي جزاك الله خيرا،
فأما نسخة دار ابن حزم لكتاب العلل التي أصفها فهي التي بين يدي، ولم يكن ينبغي أن يقول لي قائل: "طبعتها دار الرشد لا دار ابن حزم" كما قال أخونا الفاضل، وعدم الوقوف على الشيء لا ينفيه، كما ذكرت أنت بارك الله فيك، ويمكنك شراؤها من خلال هذا الرابط
http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb122643-82771&search=books
وأستغفر الله تعالى إذ ألصقت نسخة دار الفاروق لكتاب العلل بالأخ صلاح فتحي هلل، فإنما قام على التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة، وقد انتُقِدَت طبعته في نسخة دار غراس بالكويت نقدا ثقيلا، كما أني اطلعت عليها وقارنت بين بعض ما وجدت في النسختين، وفي نفس الوقت ببعض الكتب التي تنقل من التاريخ لابن أبي خيثمة، وليس هذا موضع بيانه
والحمل في نسخة دار الفاروق على نشأت كمال المصري، هداهما الله
نسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[19 - 03 - 07, 09:19 م]ـ
أحسنت غفر الله لي ولك.
أخبرني الشيخ الدباسي الآن أن دار ابن حزم طبعت قرابة ربع الكمية من الكتاب.
وفقك الله.(15/475)
مبهم في حديث جابر عن "اهتز العرش"؟.
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[14 - 03 - 07, 01:41 م]ـ
3803 - حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ مُسَاوِرٍ خَتَنُ أَبِى عَوَانَةَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ - رضى الله عنه - سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ». وَعَنِ الأَعْمَشِ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنْ جَابِرٍ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - مِثْلَهُ. فَقَالَ رَجُلٌ لِجَابِرٍ فَإِنَّ الْبَرَاءَ يَقُولُ اهْتَزَّ السَّرِيرُ. فَقَالَ إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْحَيَّيْنِ ضَغَائِنُ، سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ «اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ». تحفة 2293، 2235
السؤال: ما توجيه قول جابر: "إنه كان بين هذين الحيين ضغائن"؟ , وما علاقتها بنص الحديث؟.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[15 - 03 - 07, 03:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 123 - 124): (قوله انه كان بين هذين الحيين أي الأوس والخزرج قوله ضغائن بالضاد والغين المعجمتين جمع ضغينة وهي الحقد قال الخطابي: انما قال جابر ذلك لأن سعدا كان من الأوس والبراء خزرجي والخزرج لا تقر للأوس بفضل كذا قال وهو خطأ فاحش فان البراء أيضا اوسي لأنه بن عازب بن الحارث بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس يجتمع مع سعد بن معاذ في الحارث بن الخزرج والخزرج والد الحارث بن الخزرج وليس هو الخزرج الذي يقابل الأوس وانما سمي على اسمه نعم الذي من الخزرج الذين هم مقابلو الأوس جابر وانما قال جابر ذلك إظهارا للحق واعترافا بالفضل لأهله فكأنه تعجب من البراء كيف قال ذلك مع انه اوسي ثم قال انا وان كنت خزرجيا وكان بين الأوس والخزرج ما كان لا يمنعني ذلك ان أقول الحق فذكر الحديث والعذر للبراء انه لم يقصد تغطية فضل سعد بن معاذ وانما فهم ذلك فجزم به هذا الذي يليق ان يظن به وهو دال على عدم تعصبه ولما جزم الخطابي بما تقدم احتاج هو ومن تبعه إلى الاعتذار عما صدر من جابر في حق البراء وقالوا في ذلك ما محصله ان البراء معذور لأنه لم يقل ذلك على سبيل العداوة لسعد وانما فهم شيئا محتملا فحمل الحديث عليه والعذر لجابر انه ظن ان البراء أراد الغض من سعد فساغ له ان ينتصر له والله اعلم وقد انكر بن عمر ما أنكره البراء فقال ان العرش لا يهتز لاحد ثم رجع عن ذلك وجزم بأنه اهتز له عرش الرحمن اخرج ذلك بن حبان من طريق مجاهد عنه)
ـ[غيث أحمد]ــــــــ[15 - 03 - 07, 05:22 م]ـ
شكرا أخي حازم ..
وهل تدلني على نسخة "فتح الباري" بحيث استعملها في النسخ من الحاسوب!.
يعني من أين أنزلتها, رفعك الله؟.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[16 - 03 - 07, 12:42 ص]ـ
أخي غيث بارك الله فيك
هي عندي في الموسوعة الشاملة وليست مستقلة
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[16 - 03 - 07, 07:30 م]ـ
شكرا أخي حازم ..
وهل تدلني على نسخة "فتح الباري" بحيث استعملها في النسخ من الحاسوب!.
يعني من أين أنزلتها, رفعك الله؟.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27363&highlight=%C7%E1%E3%DA%C7%D8%ED
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[16 - 03 - 07, 07:31 م]ـ
http://saaid.net/book/index.php
http://www.almeshkat.net/books/index.php(15/476)
اخواني في الله ماهو الضابط في نقل الاحادي
ـ[حيدره النجدي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 02:02 ص]ـ
وجدنا من طلبه العلم كلام طويل في العمل في الاحاديث الضعيفه فنريد من الاخوان أفادتنا ولكم جزيل الشكر
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[15 - 03 - 07, 02:10 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22046&highlight=%CD%CC%ED%C9+%C7%E1%CD%CF%ED%CB+%C7%E1%D 6%DA%ED%DD(15/477)
سؤال: مرتبة الصدوق عند ابن حجر
ـ[الطيماوي]ــــــــ[15 - 03 - 07, 12:42 م]ـ
هل هنالك علماء تحدثوا عن مرتبة الصدوق عند ابن حجر سواء قدامى أم معاصرين، سواء كتب مفرده أم في ثنايا كتبهم
لأني بصدد كتابة بحث عن ذلك. أفيدونا وجزاكم الله خيرا
ـ[عبد العالي]ــــــــ[17 - 03 - 07, 12:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
لقد ذكر الحافظ ابن حجر الصدوق في تقريب التهذيب في المرتية الرابعة وكذلك ذكر من قيل فيه لا بأس به أو ليس به بأس.
وقد تكلم الشيخ أحمد شاكر-رحمه الله- عن حكم هذه المراتب في الباعث الحثيث وقال: حديث هذه المرتبة -أي الرابعة- هو الذي يحسنه الترمذي ويسكت عليه أبو داود.
قلت لعله رحمه الله عنى به الحسن.
لأن الحافظ ابن حجر في النكت قال إن ما يسكت عليه أبو داود بعد تتبعه لما يسكت عليه أبو داود، فيه الصحيح والحسن والضعيف.
وكذلك فالحسن عند الترمذي في تعريفه هو الحسن لغيره.
ولعل الشيخ أحمد شاكر رحمه الله غاب عنه هذا.
وعل العموم فحديث المرتبة الرابعة هو الحسن لذاته
ـ[الطيماوي]ــــــــ[17 - 03 - 07, 10:51 ص]ـ
وقفت على أحمد شاكر في الباعث الحثيث
وللمحقق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة تعليق على كلام أحمد شاكر في تحقيقة للرفع والتكميل
فهل هنالك غير هذا
وهنالك مراجع تناولت تحسين الحديث وحكم ابن حجر، لكنها تناولتها من بعد:
1 - مناهج المحدثين للمرتضى الزين أحمد
2 - الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة / اللكنوي
وعمدة من تناول مراتب ابن حجر بالدراسة
الشيخ وليد العاني في كتابه منهج دراسة الاسانيد
فهل لدى أحد علم غير ما ذكرت فيفيدنا(15/478)
أبحث عن شرح لسنن أبي داود للعلوان أو للسعد
ـ[ابو عبد الحكيم]ــــــــ[15 - 03 - 07, 02:55 م]ـ
أيها الإخوة الأعزاء:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
منذ زمن وأنا أبحث عن شرح لسنن أبي داود للعلوان أو للسعد أو لأحد المعاصرين , ولم أجد جوابا , وريا يطفأ ظمئي الى آلان!
فمن عنده خبر وعلم فليدلني أدله الله لكل خير
ـ[خالد ابن عباس]ــــــــ[15 - 03 - 07, 03:39 م]ـ
انظر إلى هذا الرابط لعله يفيدك
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1906
ـ[خالد ابن عباس]ــــــــ[15 - 03 - 07, 04:44 م]ـ
عفوا الرابط هو هذا
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=22&book=496
ـ[ابو عبد الحكيم]ــــــــ[16 - 03 - 07, 12:55 ص]ـ
شكرا لك أخوي خالد والله يعطيك العافية
أما شرح ابن القيم فهو موجود في عون المعبود
وأما العباد فياليته مكتوب لان السماعات مشكله عندي
ـ[خالد ابن عباس]ــــــــ[16 - 03 - 07, 03:17 م]ـ
وهذه روابط أخرى
http://www.waqfeya.com/search.php
ـ[خالد ابن عباس]ــــــــ[16 - 03 - 07, 03:23 م]ـ
أو هذه
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=33&book=805
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=33&book=806
ـ[ابو عبد الحكيم]ــــــــ[19 - 03 - 07, 12:42 ص]ـ
أخوي خالد الله يعطيك العافية ويحسن اليك
صراحة مدري وش المشكلة جلست انتظر يفتح فوق نصف ساعة وبالاخير ماطلع عندي شي , ولاادري وش المشكلة هل هي عندي في الكمبيوتر او لا؟
ـ[خالد ابن عباس]ــــــــ[19 - 03 - 07, 11:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لست أدري هل عندك خلل ما في جهازك،علىالعموم الروابط التي أضيفت هي لكتابين من المكتبة الوقفية أولها كتاب ـالمنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود ـ لمحمود خطاب السبكي والثاني هو ـ مفتاح المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود ـ لأمين محمود خطاب،فما عليك إلا أن تدخل على موقع ـ المكتبة الوقفية ـ ثم تكتب في خانة ـ البحث ـ شرح سنن أبي داود وسوف تجد الكتابين إن شاء الله تعالى،وقد جربت الرابطين من جهازي وهي تفتح ولله الحمد، أما لشرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فربما تجده في موقع الشيخ،وشرح الشيخ السعد حفظه الله فكأني قرأت أن بعض الشروح على بعض أبواب سنن أبي داود قد فرغت من الشرائط الوتية ولربما هي موجودة في هذا الملتقى، فإمكانك أن تكتب رسالة للمشرف على هذا الوقع وتسأله ونسأل الله أن يعينك على ما تطلب.(15/479)
أرجو مساعدتي ببعض الوضوعات للحديث الموضوعي والتي لم تبحث من قبل للماجستير
ـ[المتوكلة على الله تعالى]ــــــــ[16 - 03 - 07, 04:50 م]ـ
السلام عليكم
إخواني وأخواتي أرجو مساعدتي ببعض الوضوعات للحديث الموضوعي والتي لم تبحث من قبل , لأني أبحث عن موضوع لرسالة الماجستير.
وجزاكم الله خير الجزاء وفرج عليكم في الدنيا والآخرة(15/480)
الوجيز النفيس في أحكام التدليس
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 08:06 م]ـ
الأخوة الفضلاء
هذا بحث كتبتبه تيسيرا لطلبة العلم في موضوع التدليس واسميته "الوجيز النفيس "،واسألكم الدعاء.
ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[16 - 03 - 07, 09:11 م]ـ
كرم وجود إن تبذل لإخوانك مما خطته يداكم الكريمة
فالله يجزيك الخير ويجزل لك العطاء
ويحفكم أهل العراق بما يحفظ به عباده الصالحين وينصركم على أعدائنا وأعدائكم(15/481)
فوائد شرح صحيح مسلم .. لشيخنا مشهور بن حسن
ـ[أبو عثمان الأثري]ــــــــ[17 - 03 - 07, 08:40 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
ففي يوم الخميس 29 محرم 1418 هـ، الموافق 15/ 6/1997م بدأ فضيلة أستاذنا وشيخنا البحاثة مشهور بن حسن بن محمود آل سلمان "حفظه الله" بشرح صحيح الإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري شرحا تفصيليا ماتعا قل أن تجد مثله -نفع الله به-، وما زال الدرس مستمرا من ذلك الحين إلى يومنا هذا من كل يوم خميس بين العتمتين ... ولما كان من حق شيخنا علينا أن ننشر ما تعلمناه عليه رأيت أن أخصص هذه الصفحة لنقل ما سطره اليراع من تعليقات وفوائد دروس شيخنا حفظه الله تعالى ونفع به الإسلام والمسلمين، هذا ونسأل الله أن يوفق شيخنا وأن يسدده على الحق، والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو عثمان الأثري]ــــــــ[17 - 03 - 07, 09:00 م]ـ
سلسلة الفوائد "1"
= حتى نهاية القرن العاشر الهجري كانت إيران من معاقل أهل السنة.
= علم الحديث كشجرة جذورها وأصولها في مكة والمدينة، ونبتت هذه الشجرة وترعرعت في البصرة والكوفة وآتت ثمارها في بلاد ما وراء النهر "خراسان" -فائدة يرددها شيخنا دائما-
= اختلف العلماء في تحديد السنة التي ولد فيها مسلم على أربعة أقوال، والراجح أن مولده كان في عام 206 هـ.
= كان من أوائل سماعات مسلم روايته عن يحيى بن يحيى التميمي النيسابوري وهو ممن لازم مالكا وأخذ عنه الموطأ "وهو غير الليثي الذي اشتهر الموطأ من روايته" ومن أراد جمع رواية التميمي للموطأ فعليه بصحيح مسلم، مع أن مسلما سمع الموطأ من غيره أيضا مثل: خلف بن هشام وإسماعيل بن أبي أويس وعبدالله بن مسلمة القعنبي "وهو أكبر شيخ للإمام مسلم".
= وقع وهم للسيوطي في تدريب الرواي وتبعه عليه أحمد شاكر في الباعث الحثيث فقالوا بأنه وقعت لمسلم رواية عن البخاري في صحيحه وهذا غير صحيح.
= ذكر الميانجي أن مسلما "لم يعقب" وعبارته غير دقيقة والصواب أنه لم يعقب ذكرا.
= قيل عن مسلم أنه شافعي المذهب نظرا لتبويبات صحيحه "والصواب أن التبويبات من وضع الإمام النووي" وقيل عنه حنبلي المذهب ونصص على هذا ابن القيم في الإعلام لكنه كان دقيقا فقال: مسلم وأبو داود من أصحاب أحمد وهذا صواب باعتبار أن لكل منها سؤالات للإمام أحمد، فأما سؤالات مسلم له فمفقودة في حين أن سؤالات أبي داود مطبوعة .... وترجم أبو يعلى للإمام مسلم في كتابه طبقات الحنابلة وتبعه العليني في المنهج الأحمد .. ووقع لمسلم إسناد مسلسل بالأئمة المالكية فظنه بعضهم مالكيا .. والصواب أن مسلما إمام محقق له اختياراته الفقهية الخاصة.
= أما عقيدة مسلم فهي عقيدة السلف، يظهر ذلك لمن تأمل الأحاديث التي أودعها كتاب الإيمان وهو القائل: ما وضعت شيئا في كتابي هذا إلا لحجة وما تركت شيئا إلا لحجة، وذكر أبو عثمان الصابوني في عقيدة أهل الحديث أنه من أحب فلانا وفلانا ومسلما .. الخ فإنه من أهل السنة، وقد نقل الشيخ الجيلاني في كتابه المنية أثارا عن الإمام مسلم فيها إثبات الإستواء وبعض الصفات.
يتبع لاحقا إن شاء الله
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[18 - 03 - 07, 01:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونحن فى انتظار الباقى والمزيد إن شاء الله
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - 03 - 07, 11:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ونفعنا جميعا بعلم الشيخ الفاضل حفظه الله من كل سوء
ـ[أبو عثمان الأثري]ــــــــ[19 - 03 - 07, 12:02 ص]ـ
أبا وسام وآل عامر: نفع الله بكما وأثابكما الخير الكثير في الدنيا والآخرة
سلسلة الفوائد "2":
= طبع للإمام مسلم رحمه الله تعالى ستة كتب .. وبقية كتبه مفقودة ولا حول ولا قوة إلا بالله، وكتبه رحمه الله كتبها متمما جهود من قبله من جهة وكتبها على إثر السماع والرواية المدانية، وهذا وصف لكتبه المطبوعة:
¥(15/482)
1 - الكنى والأسماء: مطبوع في مجلدين ومسلم من نيسابور وأهل نيسابور أهل ذوق رفيع في المطعم والملبس والتصنيف!! وجمع مسلم فيه أسماء رواة الحديث ورتبهم على الكنى وهو ليس محصورا بزمن معين بل يشمل الرواة من عصر الصحابة وحتى عصر مشايخه، وذكر غير واحد ممن ترجم لمسلم أن في كتابه هذا جرحا وتعديلا لكن شيخنا مشهور نظر في الكتاب وقرأه ترجمة ترجمة فما وجد فيه تعديلا قط ولا يوجد فيه إلا الجرح وتكلم في 98 بالقدح على وجه العد والضبط وحرص علماء الجرح والتعديل على نقل رأي مسلم في هؤلاء وهو يعد من المعتدلين في أحكامه، ومسلم ذكر في كتابه هذا كنى من عرف اسمه، أما من لم يعرف اسمه فلم يعتني به، واعتنى بذلك شيخه الإمام البخاري كما هو مطبوع في أخر التاريخ الكبير .. فكتاب مسلم كأنه متمم لكتاب شيخه البخاري.
2 - كتاب الطبقات: وقد اضطرب المعاصرون كثيرا في هذا الكتاب فمنهم من سماه طبقات الرواة ومنهم من سماه طبقات الصحابة ومنهم من سماه طبقات الصحابة، ومنهم من جعل هذه الثلاثة كتب مختلفة، والصواب أن هذه الاسماء الثلاثة تعود لكتاب واحد، وهذا الكتاب طبع في مجلدين بتحقيق شيخنا وهو كتاب نفيس مفيد لمن أراد التبحر بعلم الرواية، وقد اقتصر فيه على ذكر الصحابة والتابعين الرواة للحديث، وجعل الصحابة طبقة واحدة والتابعين ثلاث طبقات، ورتب كل طبقة بحسب البلد فبدأ بالمدنيين ثم المكيين ثم الكوفيين ثم البصريين ثم الشاميين ثم المصريين وهذا الترتيب يكاد يكون موافقا لترتيب قوة الحديث من حيث البلدان في تلك الأزمان .. وعلم الطبقات مرتكز من مرتكزات دراسة الأسانيد وتمييز الإتصال من الإنقطاع
3 - المنفردات والوحدان: وطبع طبعتين الأولى في الهند والثانية مسروقة عنها، وذكر فيه من لم يرو عنه إلا راو واحد وهذا فن لا يقدر عليه إلا من تتبع واستقرأ استقراءً تاما .. وهذا الكتاب كأنه متمم لما لم يذكر في الكنى والأسماء ... بل كل كتب مسلم يكمل بعضها بعضا.
4 - كتاب التمييز وهو كتاب في العلل لكن لم يبقى منه إلا قطعة يسيرة في دار الكتب الظاهرية وقد طبعت ... وهذا الكتاب مهم جدا لدارس صحيح مسلم إذ إن مسلما يسوق في أخر الأبواب أسانيدا دون إيراد متونها من أجل التقوية لكن يكون في متون هذه الأسانيد بعض العلل أحيانا ... فجعل مسلم كتابه هذا حاويا لمتون تلك الأسانيد ومبينا لعللها .. لكن بسبب ضياع جزء كبير من الكتاب فالفائدة منه محصورة وأول مثال على ذلك سيأتي في مسألة المسح على الخفين إن شاء الله.
5 - كتاب "رجال عروة بن الزبير" نشر في مجلة مجمع اللغة العربية من تحقيق سكينة الشهابي وذكر فيه من روى عن عروة "وهو من المكثرين" وقسمهم إلى طبقات ..
[6 - الصحيح ... وسيأتي الكلام عنه بالتفصيل لاحقا بإذن الله]
هذه أخر الفوائد المقيدة من المجلس الأول ... يتبع لاحقا إن شاء الله فوائد المجلس الثاني
ملاحظة: بسبب قلة الوقت وكثرة الأشغال فإني لا أراجع ما أقيده في هذا الموضوع فمن وجد خللا في الإملاء أو النحو أو أي شيء أخر ... فليصلحه وليستغفر لكاتبه
وكما قال صاحب ملحة الإعراب:
وإن تجد عيبا فسد الخللا = قد جل من لا عيب فيه وعلا
وقال صاحب حرز الأماني:
وإن كان خرق فادركه بفضلة = من الحلم وليصلحه من جاد مقولا
ولا تنسونا من دعائكم
أخوكم أبو عثمان سدده الرحمان
ـ[مجدي أحمد]ــــــــ[29 - 03 - 07, 12:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[29 - 03 - 07, 06:16 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عثمان الأثري]ــــــــ[30 - 03 - 07, 07:33 م]ـ
وإياكم ...
وقريبا بإذن الله فوائد المجلس الثاني .. وانتظروا أيضا بإذن الله فوائد مما يلقيه شيخنا حاليا فجر كل يوم سبت بعنوان "أخطاء طلاب العلم"
وفقك الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[صخر]ــــــــ[30 - 03 - 07, 10:19 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله
يعلم الله كم فرحت لهذه الفوائد .... اللهم احفظ الشيخ مشهور
ـ[أبو يوسف الجزائري]ــــــــ[30 - 03 - 07, 10:51 م]ـ
ارجو تخريج حديث " ... طلع البدر علينا ....
ـ[أبو عثمان الأثري]ــــــــ[31 - 03 - 07, 02:38 م]ـ
ارجو تخريج حديث " ... طلع البدر علينا ....
أخي الفاضل ... هذا لا علاقة له بالموضوع غفر الله لك!! وهذا تخريج الشيخ الألباني رحمه الله: قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 63):ضعيف. رواه أبو الحسن الخلعي في " الفوائد " (59/ 2) و كذا البيهقي في" دلائل النبوة " (2/ 233 - ط) عن الفضل بن الحباب قال: سمعت عبد الله بنمحمد بن عائشة يقول فذكره. و هذا إسناد ضعيف رجاله ثقات، لكنه معضل سقط منإسناده ثلاثة رواة أو أكثر، فإن ابن عائشة هذا من شيوخ أحمد و قد أرسله. وبذلك أعله الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " (2/ 244). ثم قال البيهقيكما في تاريخ ابن كثير (5/ 23): " و هذا يذكره علماؤنا عند مقدمه المدينةمن مكة لا أنه لما قدم المدينة من ثنيات الوداع عند مقدمه من تبوك ". و هذاالذي حكاه البيهقي عن العلماء جزم به ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " (ص 251تحقيق صاحبي الأستاذ خير الدين وانلي)، لكن رده المحقق ابن القيم فقال في "الزاد " (3/ 13): و هو وهم ظاهر لأن " ثنيات الوداع " إنما هي ناحية الشاملا يراها القادم من مكة إلى المدينة و لا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام ".و مع هذا فلا يزال الناس يرون خلاف هذا التحقيق، على أن القصة برمتها غيرثابتة كما رأيت! (تنبيه): أورد الغزالي هذه القصة بزيادة: " بالدف والألحان " و لا أصل لها كما أشار لذلك الحافظ العراقي بقوله: " و ليس فيه ذكرللدف و الألحان ". و قد اغتر بهذه الزيادة بعضهم فأورد القصة بها، مستدلا علىجواز الأناشيد النبوية المعروفة اليوم! فيقال له: " أثبت العرش ثم انقش "! على أنه لو صحت القصة لما كان فيها حجة على ما ذهبوا إليه كما سبقت الإشارةلهذا عند الحديث (579) فأغنى عن الإعادة. انتهى
¥(15/483)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 07, 04:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا
= وقع وهم للسيوطي في تدريب الرواي وتبعه عليه أحمد شاكر في الباعث الحثيث فقالوا بأنه وقعت لمسلم رواية عن البخاري في صحيحه وهذا غير صحيح.
هناك كلام مفيد لبعض أهل العلم قبل السيوطي حول رواية مسلم عن شيخه البخاري في صحيحه
أحسنت بارك الله فيك وجزاك خيرا
والحديث الذي قيل إن الإمام مسلم أبهم شيخه البخاري فيه كما نقله أبو نعيم في المستخرج عن بعضهم هو حديث (عائشة تقول سمع رسول الله خصوم بالباب عالية أصواتها وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء وهو يقول والله لا أفعل فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما فقال أين المتألي على الله لا يفعل المعروف قال أنا يا رسول الله فله أي ذلك أحب)
قال رشيد الدين ابن العطار في غرر الفوائد ص 153 (سعد الحميد)
الحديث السادس
قال مسلم رحمه الله في كتاب الجوائح
حدثني غير واحد من أصحابنا قالوا حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أخي عن سليمان وهو ابن بلال عن يحيى بن سعيد عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن أن أمه عمرة بنت عبد الرحمن قالت سمعت عائشة تقول سمع رسول الله خصوم بالباب عالية أصواتها وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء وهو يقول والله لا أفعل فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما فقال أين المتألي على الله لا يفعل المعروف قال أنا يا رسول الله فله أي ذلك أحب
قال ابن العطار
وقول مسلم رحمه الله (حدثني غير واحد من أصحابنا) قد تقدم الجواب عنه
ولا يظن بمسلم بن الحجاج رحمه الله أنه أبهم شيخ من شيوخه لقدح فيه، فإنه كان أعلم وأتقى لله من ذلك، ومن ظن هذا الظن فقد أثم، لأنه لم يرو في صحيحه إلا عن ثقة عنده
ومع ذلك فقد ذكر الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي عن بعض مشايخه أن قول مسلم في إسناد هذا الحديث (حدثني غير واحد من أصحابنا) أنه محمد بن إسماعيل البخاري، وإنما كنى عن اسمه، يعني أن البخاري أحد من حدث مسلما (به)). انتهى المقصود من طبعة سعد الحميد.
وذكر ابن حجر في النكت الطراف (2/ 416) (أن أبا نعيم الأصبهاني قال في المستخرج يقال إن مسلما حمل هذا الحديث عن البخاري) انتهى.
ينظر الرابط التالي المشاركة (19)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=48776#post48776
وقال النووي في شرح مسلم
قوله وحدثني غير واحد من أصحابنا قالوا حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال وحدثني أخي
قال جماعة من الحفاظ هذا أحد الأحاديث المقطوعة في صحيح مسلم وهي اثنا عشر حديثا سبق بيانها في الفصول المذكورة في مقدمة هذا الشرح لأن مسلما لم يذكر من سمع منه هذا الحديث قال القاضي إذا قال الراوي حدثني غير واحد أو حدثني الثقة أو حدثني بعض أصحابنا ليس هو من المقطوع ولا من المرسل ولا من المعضل عند أهل هذا الفن بل هو من باب الرواية عن المجهول وهذا الذي قاله القاضي هو الصواب لكن كيف كان فلا يحتج بهذا المتن من هذه الرواية لو لم يثبت من طريق آخر ولكن قد ثبت من طريق آخر فقد رواه البخاري في صحيحه عن إسماعيل بن أبي أويس ولعل مسلما أراد بقوله غير واحد البخاري وغيره وقد حدث مسلم عن إسماعيل هذا من غير واسطة في كتاب الحج وفي آخر كتاب الجهاد وروى مسلم أيضا عن أحمد بن يوسف الأزدي عن إسماعيل في كتاب اللعان وفي كتاب الفضائل والله أعلم) انتهى.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=112113&postcount=32
=
قيل عن مسلم أنه شافعي المذهب نظرا لتبويبات صحيحه "والصواب أن التبويبات من وضع الإمام النووي" وقيل عنه حنبلي المذهب ونصص على هذا ابن القيم في الإعلام لكنه كان دقيقا فقال: مسلم وأبو داود من أصحاب أحمد وهذا صواب باعتبار أن لكل منها سؤالات للإمام أحمد، فأما سؤالات مسلم له فمفقودة في حين أن سؤالات أبي داود مطبوعة .... وترجم أبو يعلى للإمام مسلم في كتابه طبقات الحنابلة وتبعه العليني في المنهج الأحمد .. ووقع لمسلم إسناد مسلسل بالأئمة المالكية فظنه بعضهم مالكيا .. والصواب أن مسلما إمام محقق له اختياراته الفقهية الخاصة.
ينظر للفائدة هذه الروابط
من وضع تبويبات صحيح مسلم? ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=29408#post29408)
قف على نص من كتاب (الانتفاع بجلود السباع) للإمام مسلم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=373143#post373143)
ـ[أسنج]ــــــــ[31 - 03 - 07, 06:37 م]ـ
أخبرني أحد الإخوة الذي رجع قريبا من الزيارة المشايخ في العمان أن عدد الحضور للدرس الشيخ يزيد على 800!!؟؟
ـ[الباحث]ــــــــ[31 - 03 - 07, 06:40 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل.
هل انتهى الشيخ مشهور من شرحه؟
وإذا لم ينتهِ بعد فأين وصل في الشرح؟
ـ[أبو عثمان الأثري]ــــــــ[31 - 03 - 07, 08:37 م]ـ
الأخ أسنج بارك الله فيك نعم الرقم ليس ببعيد عن ذلك والله أعلم وأعرف العديد من طلاب العلم ممن يأتون من مدن بعيدة خصيصا لحضور الدرس
أخي الباحث الشيخ طويل النفس في الشرح وفي الدرس القادم ننهي باب سجود السهو بإذن الله وبالمناسبة الشيخ لا يشرح الصحيح فقط بل أيضا يعلق على شرح النووي ويحرر مسأله ويستدرك عليه، والله الموفق
¥(15/484)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 07, 09:16 م]ـ
سلسلة الفوائد "1"
= = ذكر الميانجي أن مسلما "لم يعقب" وعبارته غير دقيقة والصواب أنه لم يعقب ذكرا.
كلام الميانشي صحيح في اللغة
جاء في المحيط في اللغة للصاحب بن عباد
قول العرب: لا عقب له: أي ولدا ذكرا.
فلا معنى لتعقب الميانشي.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 07, 10:30 م]ـ
وهذا وصف لكتبه المطبوعة:
1 - الكنى والأسماء: مطبوع في مجلدين ومسلم من نيسابور وأهل نيسابور أهل ذوق رفيع في المطعم والملبس والتصنيف!! وجمع مسلم فيه أسماء رواة الحديث ورتبهم على الكنى وهو ليس محصورا بزمن معين بل يشمل الرواة من عصر الصحابة وحتى عصر مشايخه، وذكر غير واحد ممن ترجم لمسلم أن في كتابه هذا جرحا وتعديلا لكن شيخنا مشهور نظر في الكتاب وقرأه ترجمة ترجمة فما وجد فيه تعديلا قط ولا يوجد فيه إلا الجرح وتكلم في 98 بالقدح على وجه العد والضبط وحرص علماء الجرح والتعديل على نقل رأي مسلم في هؤلاء وهو يعد من المعتدلين في أحكامه، ومسلم ذكر في كتابه هذا كنى من عرف اسمه، أما من لم يعرف اسمه فلم يعتني به، واعتنى بذلك شيخه الإمام البخاري كما هو مطبوع في أخر التاريخ الكبير .. فكتاب مسلم كأنه متمم لكتاب شيخه البخاري.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وقال الشيخ عبدالرحمن المعلمي رحمه الله في خاتمة طبع كتاب الكنى ص 94 - 97 من التاريخ الكبير للبخاري
وفى تهذيب التهذيب (5 - 358) في ترجمة عبد الله ابن فيروز " قال ابو احمد الحاكم في الكنى قال مسلم ابو بشر - يعنى بالمعجمة قال - وقد بينا ان ذلك خطأ اخطأ فيه مسلم وغيره وخليق ان يكون محمد - يعنى البخاري قد اشتبه عليه مع جلالته فلما نقله مسلم من كتابه تابعه عليه ومن تأمل كتاب مسلم في الكنى علم انه منقول من كتاب محمد وحذو القذة بالقذة وتجلد في نقله حق الجلادة إذ لم ينسبه إلى قائله والله يغفر لنا وله ".
اقول لكن السخاوى وغيره ذكروا ان كتاب الكنى لمسلم خاص بكنى من عرفت اسماؤهم راجع فتح المغيث ص 424 وغالب هذا الجزء في كنى من لم تعرف اسماؤهم
ثم ظهر لى ان كتاب مسلم في الكنى معظمه فيمن عرفت اسماؤهم واقله فيمن لم تعرف اسماؤهم فقد نقل عنه ذكر من لم يعرف اسمه ففى ترجمة ابى خيرة من التعجيل " خفى ذلك على البخاري وعلى من تبعه كمسلم والحاكم ابى احمد وغيرهم فذكروه فيمن لا يعرف اسمه " التعجيل ص 482. وفى تهذيب التهذيب فيمن كنيته أبو عمر " ويؤيد ذلك ان مسلما وغيره ذكر والصيني فيمن لا يعرف اسمه " - ج 12 ص 177.
وفيه في ترجمة ابى عمران الانصاري " قال الحاكم ابو احمد اخرجه محمد بن اسمعيل في التاريخ في باب سليم وباب سليمان وهو بسليمان اشبه وكأنه غلط في نقله فأسقط النون وربما يقع له الخطأ لا سيما في الشاميين ونقله مسلم في كتابه قتابعه على خطائه " تهذيب (12 - 185). اقول فقول الحاكم ابى احمد , ,
ومن تأمل كتاب مسلم في الكنى علم انه منقول من كتاب محمد،، يعنى البخاري اراد بكتاب البخاري التاريخ مع هذا الجزء من الكنى، نقل مسلم كنى من عرفت اسماؤهم من التاريخ كنى من لم تعرف اسماؤهم من هذا الجزء وقد علمت تسمية الحافظ ابن حجر لهذا الجزء " الكنى المفردة " أو " الكنى المجردة " والاسم الاول يقتضى انها ليست من التاريخ لان معناه الكنى المفردة عن التاريخ كما سموا كتاب الادب للمؤلف " الادب المفرد " يريدون المفرد عن الجامع الصحيح.
والاسم الثاني محتمل والظاهر ان معناه الكنى المجردة عن الاسماء أي انها فيمن لم تعرف الا كنيته مجردة عن الاسم وذلك بالنظر إلى الغالب.
وبالجملة فعبارة الحاكم ابى احمد " علم انه منقول من كتاب محمد " واراد ما يشمل اصل التاريخ وهذا الجزء مع ما يدل عليه صنيع ابن ابى حاتم كما تقدم ظاهر في ان هذا الجزء ان لم يكن من التاريخ فهو تتمة له والله اعلم) انتهى.
قال الخطيب البغدادي في الموضح (1/ 128)
(وقد ذكر مسلم بن الحجاج في كتاب الأسماء والكنى صدقة السمين بعد ذكره صدقة صاحب القاسم الذي روى عنه الوليد بن مسلم وفصل بينهما واراه قلد البخاري في ذلك والله أعلم).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=14823#post14823
وكذلك قول الشيخ مشهور أن كتاب الكنى ليس فيه توثيق قط ينبغي تقييده بغير الصحابة، وقد يستفاد التوثيق كذلك من الرواة الذين يذكرهم مسلم عن الراوي إذا كانوا ممن لايروي إلا عن ثقة على تفصيل في هذه المسألة.
4 - كتاب التمييز وهو كتاب في العلل لكن لم يبقى منه إلا قطعة يسيرة في دار الكتب الظاهرية وقد طبعت ... وهذا الكتاب مهم جدا لدارس صحيح مسلم إذ إن مسلما يسوق في أخر الأبواب أسانيدا دون إيراد متونها من أجل التقوية لكن يكون في متون هذه الأسانيد بعض العلل أحيانا ... فجعل مسلم كتابه هذا حاويا لمتون تلك الأسانيد ومبينا لعللها .. لكن بسبب ضياع جزء كبير من الكتاب فالفائدة منه محصورة وأول مثال على ذلك سيأتي في مسألة المسح على الخفين إن شاء الله.
هذا الموجود هو مختصر من كتاب التمييز لمسلم وليس هو التمييز
ينظر للفائدة هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=244732#post244732
¥(15/485)
ـ[أبو عثمان الأثري]ــــــــ[31 - 03 - 07, 10:40 م]ـ
كلام الميانشي صحيح في اللغة
جاء في المحيط في اللغة للصاحب بن عباد
قول العرب: لا عقب له: أي ولدا ذكرا.
فلا معنى لتعقب الميانشي.
جزاك الله خيرا وأحسن إليك وهو كما قلتَ ولعل عذر الشيخ أنه ذكر ذلك حال مقارنته لهذه العبارة بعبارة أخرى لبعض العلماء نصها أن مسلما لم يعقب ذكرا .. فكانت تلك العبارة أدق من ناحية تخصيصها ... خاصة أن صاحب الاشتقاق قال: (لا عقب له أي لا نسل له) وإن كان القول المشهور أكثر في كتب المعاجم (المتخصصة والمستوعبة) كالعين ولسان العرب وغيرها بنحو ما ذكرت وأفدت جزاك الله خيرا وأحسن إليك .. وحبذا لو تتابع الموضوع وتفيدنا بين الفينة والأخرى بتعليقاتكم وإضافاتكم .. إذ همي في هذا الموضوع نقل ما سطره اليراع مما قيد من فوائد الشيخ ... وتحقيق كل نقل وكل عبارة مما يعسر مع قلة الوقت وكثرة المشاغل، والمسلم قليل بنفسه كثيرٌ بإخوانه محبكم أبو عثمان
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 03 - 07, 11:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم.
ـ[الادريسي]ــــــــ[01 - 04 - 07, 06:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ابا عثمان وأحسن إليكم
ـ[صخر]ــــــــ[11 - 06 - 07, 07:00 م]ـ
؟؟ أينك ياصاحب الفوائد السلمانية؟(15/486)
من يفيدنا في هذا الأمر؟؟
ـ[أبو صهيب الشامي]ــــــــ[18 - 03 - 07, 10:01 ص]ـ
أيها الأخوة الكرام:
أبحث عن مخطوط في الحديث لتحقيقه في رسالة ماجستير.
فمن كان عنده علم عن مخطوط لم يحقق أو طبع طباعة غير محققة فليفدنا ولا يبخل علينا بشيء مما يعلم وجزاه الله خيراً.
ـ[احمد رضا]ــــــــ[27 - 03 - 07, 07:00 م]ـ
ابحث عن موضوع ينفع لتسجيل الدكتوراه في الحديث ويكون دراسه موضوعيه وليس تحقيقا ولكم جزيل الشكر(15/487)
ما صحة ما ذكر العلامة الألباني في الضعيفة أن الجرح مقدم على توثيق ابن حبان و الحاكم
ـ[نور الدين الأثري]ــــــــ[18 - 03 - 07, 02:40 م]ـ
ذكر العلامة الألباني في الضعيفة (1/ 80)
أن الجرح مقدم على توثيق ابن حبان و الحاكم و لو كان مبهما.
هل هذه القاعدة مسلم بها لدى العلماء
ـ[أنس الحلو]ــــــــ[12 - 04 - 09, 09:05 ص]ـ
والله أعلم
هذه القاعدة صحيحة
لأنه عُرف التساهل في التوثيق من ابن حبان والحاكم رحمها الله , وأن ابن حبان يوثق المجاهيل ,
وخاصة أن من جرح كان ممن يُعتد بقوله ,
وأعيد فأقول: والله أعلم , فإني مبتدأ في هذا العلم
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 04:06 م]ـ
جاء في سؤالات بن جرج لشيخ العراقي قال الحافظ ابن حجر العسقلاني (وما يقول سيدي في أبي حاتم ابن حبان إذا انفرد بتوثيق رجل لا يُعرف حاله إلا من جهة توثيقه له، وهل ينهض توثيقه بالرجل
إلى درجة من يُحتج به؟
وإذا ذكر ذلك الرجل بعينه، أحد الحفاظ، كأبي حاتم الرازي بالجهالة، هل يرفعها عنه توثيق ابن حبان له وحد أم لا؟
فأجاب الحافظ العراقي (إن الذين انفرد ابن حبان بتوثيقهم لا يخلو:
- إما أن يكون الواحد منهم لم يرو عنه إلا راو واحد.
- أو روى عنه اثنان ثقتان و أكثر، بحيث ارتفعت جهالة عينه.
فإن كان روى عنه اثنان فأكثر، و وثقه ابن حبان، ولم نجد لغيره فيه جرحاً، فهو ممن يُحتج به.
وإن وجدنا لغيره جرحا مفسرا، فالجرح مقدم.
وقد وقع لابن حبان جماعة، ذكرهم في الثقات وذكرهم في الضعفاء فينظر أيضا إن كان جرحه مفسراً فهو مقدم على توثيقه.
فأما من وثقهم ولا يعرف للواحد منهم إلا راو واحد فقد ذكر ابن القطان في كتابه بيان الوهم والإيهام أن من لم يرو عنه إلا واحد ووثق فإنه تزول جهالته.
وذكر ابن عبدالبر: أن من لم يرو عنه إلا واحد، وكان معروفا في غير حمل العلم، كالنجدة والشجاعة والزهد، احتج به.
وإذا تعارض توثيق ابن حبان بتجهيل أبي حاتم الرازي لمن وثقه، فمن عرف حال الرواي بالثقة مقدم على من جهل حاله، لأن من عرف، معه زيادة علم، لكن ابن حبان منسوب إلى التساهل في التصحيح والتوثيق، لكنه أرفع درجة من الحاكم.
قال أبو بكر الحازمي (وابن حبان أمكن في الحديث من الحاكم)) ا. هـ كلام العراقي رحمه الله
فعبارة الشيخ الالباني صحيحه في حد علمي وما مر بي حتي الان ما يخالفها فالتجريح فمن وثق بن حبان اولي حتي تأيت قرينه على تعديلهم وكما بين العراقي ان بن حبان له مراتب في التوثيق
ـ[أنس الحلو]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:46 م]ـ
بارك الله فيك أخونا أبو حفص
لكن شدتني عبارة الحافظ العراقي حين قال:
فإن كان روى عنه اثنان فأكثر، و وثقه ابن حبان، ولم نجد لغيره فيه جرحاً، فهو ممن يُحتج به.
فحقيقة هذه الجملة تحتاج لشرح ....
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[12 - 04 - 09, 08:22 م]ـ
أخي أنس
للراوي المجهول عند أهل الحديث مراتب قد يرتقي بها حتى يخرج من الجهالة:
نترك المبهم ونبدأ بمجهول العين .. مجهول العين: وهو من لم يعرفه العلماء ولم يعرف حديثه إلا من جهة واحدة، هذا حديثه غير مقبول، فغننا لا ندري من يكون أصلاً؟ ويرتقي بشروط - منها أن يروي عنه اثنان مشهوران بالعلم لكن حديثه مع ذلك لا يزال ضعيفاً - إلى مرتبة مجهول الحال أو مجهول العدالة؛ وهو من عرفت عينه دون حاله أي عدالته وضبطه.
ومجهول الحال يرتقي بدوره إلى مرتبة المستور بأمورٍ لكن لا يصلح إلا بالشواهد والمتابعات ما لم يوثق.
أما ان وثّقَ ولو كان الموثق له ابن حبان مع تساهله فهو ثقة بشرط أن لا يأتي بمناكير تدل على ضعفه.
والله أعلم
ـ[أنس الحلو]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:03 ص]ـ
الحمد لله
الآن وضحت المسألة
فإن كان روى عنه اثنان فأكثر، و وثقه ابن حبان، ولم نجد لغيره فيه جرحاً، فهو ممن يُحتج به.
بارك الله فيك , ويا حبذا بمثال حتى تكتمل الصورة
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[13 - 04 - 09, 04:08 م]ـ
مثال مجهول العين:
قد ترجم ابن أبي حاتم لأبي سهيل بن مسلم في الجرح والتعديل وهو مركب من اسمين أبو سهيل حسام بن مصك، ومسلم بن كيسان الأعور وكلاهما - شديد الضعف - مجروح بجرح شديد.
ومحمد بن سعيد بن حسان المصلوب الكذاب المشهور سماه مروان بن معاوية محمد بن حسان لما روى عنه حديث أم عطية في الختان نسبه إلى جده، فجهله ابن عدي وغيره.
ـ[أنس الحلو]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:42 م]ـ
جزاك الله خيراً ,,
لكن أقصد مثال على:
راوٍ روى عنه اثنان فأكثر , ووثقه ابن حبان فقط , ولم نجد لغيره فيه جرحاً , - واحتج به -
؟
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[15 - 04 - 09, 03:26 م]ـ
فإن كان روى عنه اثنان فأكثر، و وثقه ابن حبان، ولم نجد لغيره فيه جرحاً، فهو ممن يُحتج به
هذا ليس على إطلاقه بل هو خاضع للقرائن التي تقوي جانب التوثيق أو التجهيل (أقصد جهالة الحال)، ومن هذه القرائن:
- إن كان الراويان عنه ثقتان أم لا.
- أن كان أحدهما أو كلاهما ممن لا يروي الا عن ثقة
- أن كان المروي عنه من التابعين أم من غيرهم
.. وهكذا، وهذا هو مسرح علم الجرح والتعديل.
والله أعلم
¥(15/488)
ـ[أنس الحلو]ــــــــ[15 - 04 - 09, 10:19 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي حسن
لذلك ما أجمل اقتران هذا العلم بالأمثلة التطبيقية
......
لكن
هل يحتج بالراوي إذا وثقه ابن حبان ولم نجد لغيره معه جرحاً كما ذكر الحافظ العراقي؟؟ لا أدري لماذا لم يتضح لي جواب لهذا السؤال؟
وأتمنى أن يتبع الإجابة مثال
وبارك الله فيكم(15/489)
يا أهل الحديث والمعرفة بصحيح البخاري: أسعفونا بهذا الإحصاء أكرمكم الله.
ـ[الطنجي]ــــــــ[18 - 03 - 07, 06:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو من الإخوة ذوي الاطلاع أن يسعفونا: بأسماء الصحابة الذين روى عنهم البخاري في صحيحه، مع بيان عدد الأحاديث التي رواها عن كل واحد منهم على حدة.
نحن في أمس الحاجة لهذا الإحصاء.
في انتظار جوابكم.
جزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[18 - 03 - 07, 10:39 م]ـ
ارجع أخي إلى هدي الساري ص (498) مقدمة الفتح باب عدة ما لكل صحابي في صحيح البخاري موصولا ومعلقا
ـ[الطنجي]ــــــــ[18 - 03 - 07, 11:54 م]ـ
سأرجع يا أخي عبد الباسط، رزقك الله بسطة في العلم والجسم.(15/490)
ضياع التراث وتأثيره في الحكم بصحة الحديث؟
ـ[المعلمي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 10:00 ص]ـ
{بسم الله الرحمن الرحيم}
لدي سؤال يلح علي منذ زمن، آمل أن أجد من يوثقه ..
نعلم جميعا أن الكثير من كتب الإسلام اندرست، وضاعت فيما ضاع من تراث المسلمين، ولا يخلو أن يكون في هذه الكتب كتب في الحديث و الرجال والعلل وغيرها ..
وهذه الكتب قد تكون عمدة لبعض المتقدمين في الحكم على بعض الأحاديث أو الآثار صحة أو ضعفا ..
والسؤال: هل يؤخذ بقواعد علم الحديث بإطلاق، أم أننا نفترض وجود هذه المعاذير وننزلها منزلة الحقائق، فنرجح تعليل أو تصحيح المتقدمين وإن كان مجهول السبب للعذر السابق؟!
آمل أن أجد بعض الإحالات عند أهل الإختصاص، أو من عثر على ما يؤيد هذا الموضوع.(15/491)
اسئلة بسيطة عن مصطلحات الحديث؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 02:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
اخواني واخواتي أرجو منكم مساعدتي في بعض الأمور
المتعلة في علوم الحديث وتفسيرها لي بشكل واضح وبسيط ولكم مني جزيل الشكر
الأمر الأول:
1. ماهو الحديث؟؟
2. ماهو مصطلح الحديث؟؟
3. ماهو الحديث الصحيح؟؟
4. ماهو الحديث الضعيف؟؟
5. ماهو الحديث الحسن؟؟؟؟
6. ماهو الحديث الموضوع؟؟
7. ماهو حديث الآحاد وماهو الحديث المتواتر ومالفرق بينهما؟؟
اود منكم اخواني أن توضحوا لي هذه المعاني بشكل مبسط حتى أتمكن من معرفتها
بشكل سليم ولماذا وضعت هذه الأسماء وما الفرق بين كل منهم واذا كان هناك نقص
في ماهو مشار إليه أعلاه ارجو منكم الزياده كي أكون على يقين ولاني بصراحه من
أشد الناس إعجاباً بفضيلة الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
واسكنه فسيح جناته.
ارجو منكم اخواني المساعدة وجزاكم الله خير
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[19 - 03 - 07, 05:33 م]ـ
الاجابة على سؤال أخي الكريم:
بداية نعرف معنى مصطلح ((سند)) و مصطلح ((متن)).
تعريف السند: سلسلة الرجال الموصلة الى المتن.
تعريف المتن: ما انتهى اليه السند من كلام.
مثال:
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ, قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ.
السند في هذا الحديث هو: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ, قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ.
المتن في هذا الحديث هو: إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ.
تجد أخي الكريم أن السند احتوى على اسم النبي عليه الصلاة والسلام والرجال الذين نقلوا عنه حديثه, ولم ياتي ذكر أي شيء من ألفاظ الحديث.
والمتن هو الجزء الذي ذُكر فيه قوال النبي عليه الصلاة والسلام.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[19 - 03 - 07, 05:33 م]ـ
تعريف الحديث: ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام من ((قول)) أو ((فعل)) أو ((تقرير)) أو ((صفة)).
الحديث القولي: هو الحديث الذي يُبدأ به بكلمة: قال النبي عليه الصلاة والسلام أو كلمة تفيد تحديث النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه مباشرة.
مثال الحديث القولي: إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ... والذي تقدم ذكره من قبل.
الحديث الفعلي: هو ما جاء من فعله عليه الصلاة والسلام.
مثال الحديث الفعلي:عَنْ عَائِشَةَ؛ أنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا أرَادَ أنْ يَنَامَ، وَهُوَ جنُبٌ، تَوَضَّأ وُضُوءَهُ لِلصَّلاَةِ.
الحديث التقريري: هو ما أقره النبي عليه الصلاة والسلام من أفعال الصحابة أو أقولهم.
مثال الحديث التقريري: حديث ابن عباس رضي الله عنهما يقول: أَهْدَتْ خَالَتِى أُمُّ حُفَيْدٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَمْنًا وَأَقِطًا وَأَضُبًّا فَأَكَلَ مِنَ السَّمْنِ وَالأَقِطِ وَتَرَكَ الضَّبَّ تَقَذُّرًا وَأُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَوْ كَانَ حَرَامًا مَا أُكِلَ عَلَى مَائِدَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
تأمل أخي الكريم تعقيب ابن عباس رضي الله عنه على هذه الحادثة, قال رضي الله عنه أن ترك الرسول عليه الصلاة والسلام للشيء لا يدل على تحريمه, فالضب مثلاً أُكل على مائدته ولم يأكله هو, ولو كان حراماً لم سمح لمن حوله بأكله.
الحديث الوصفي: هو الحديث الذي جاء فيه بعض صفات النبي عليه الصلاة والسلام.
مثال الحديث الوصفي: عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَبْعَةً، لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلاَ بِالْقَصِيرِ، حَسَنَ الْجِسْمِ، أَسْمَرَ اللَّوْنِ، وَكَانَ شَعَْرُهُ لَيْسَ بِجَعْدٍ وَلاَ سَبْطٍ، إِذَا مَشَى يَتَوَكَّأُ.
¥(15/492)
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[19 - 03 - 07, 06:09 م]ـ
تعريف الحديث الصحيح , إذا أردنا أن نطلق على حديث أنه صحيح فلا بد من أن يتوفر في هذه الحديث خمسة شروط, هي:
1. أن يكون مسنداً الى النبي عليه الصلاة والسلام.
2. أن يكون متصل الإسناد في كل طبقاته.
3. أن يكون كل راوي في الإسناد عدل ضابط.
4. أن يكون متن الحديث لا شذوذ فيه.
5. أن لا يكون في الحديث علة.
فيكون تعريف الحديث الصحيح هو: المسند الى النبي عليه السلاة والسلام, المتصل الاسناد, برواية العدل الضابط, عن مثله, الى نهاية الاسناد, من غير شذوذ أو علة.
معنى أن يكون الحديث مسنداً: هو المنسوب الى النبي عليه الصلاة والسلام.
معنى أن يكون الاسناد متصلاً: أن نتأكد من سماع كل رواي للحديث هذا الحديث عن شيخه الذي روى منه.
معنى أن يكون الرجل عدلاً: أن يكون كل رجل في الاسناد ثقة في نفسه, أي رجل صاحب ديانة وتقوى.
معنى أن يكون الرجل ضابطاً: أن يكون كل رجل في الاسناد حافظاً لحديثه الذي يرويه عن شيخه.
معنى أن لا يكون الحديث شاذاً: الحديث الشاذ هو الحديث الذي خالف فيه راويه من هو أوثق منه.
مثال بسيط لتقريب الصورة: رجل قدم علينا, وأخبرنا هذا الرجل عن حادث وقع لسيارة مرسيدس خضراء, وجاء خمسة رجال بعد هذا الرجل وقالوا لنا أن هناك حادث وقع في الشارع العام لسيارة مرسيدس زرقاء اللون, والسيارة التي أخبر عنها القوم هي هي!! فمن نرجح ... رواية الخمسة أم الواحد؟
لا شك أن راوية الخمسة مقدمة على رواية الواحد ... فنقول عن رواية الواحد أنها ((شاذة)) , ومثل ذلك يطبق في علم الحديث, فالحديث الواحد تُجمع كل رواياته, ومن ثم نقارن بينها, فان رأينا مخالفة في ألفاظ في طريق من هذه الطرق, تخرج الرواية عن معنى الروايات الأخرى ... حكمنا على هذه الراوية بالشذوذ.
**** الرجل الذي شذ في هذه الرواية هو رجل ثقة, عدل, ضبط, فما السبب الذي جعل هذا الراوي يأتي بمثل هذه المخالفة؟ هل يعني هذا أنه كذب؟!
الجواب: لا, لم يأتي بهذه الراوية الشاذة لأنه كاذب, لأن الراوي هو ثقة أصلاً, ولكن خالف الثقات لما يمكن أن يعتري ابن آدم من الخطاء والوهم والنسيان, فنقول عن الرجل الذي نقل عن الحادث للسيارة المرسيدس والذي روى لوناً غير اللون الذي قال به جماعة, لعل الرجل كان يلبس نظارة شمسية, أو لعل أشعة الشمس حجبت اللون الأصلي للسيارة, أو لعل الرجل عنده مشكلة في رؤية بعض الألوان ... الى غير ذلك.
معنى أن لا يكون الحديث معلالاً: أي أن يكون هناك سبب خفي يقدح في المتن.
مثال بسيط لتقريب الصورة: رجل يعرفني منذ زمن بعيد, ولنقل أنه يعرفني منذ عشرة سنوات, وهذا الرجل يعرف تماماً من ملازمتي الطويلة أني لا آكل اللحم, فجاء الخبر عن بعضهم أني أكلت اللحم في مطعم.
فيقول صاحبي الذي أعرفه منذ زمن بعدي أن هذا مستحيل, وذلك معروف لديه من طول الملازمة لي ومعرفة أخباري ونوعية الطعام الذي آكله, فنقول أن هذه الراوية التي ذكرت أني أكلت اللحم هي معلة, مع أن الذي رواها هو ثقة.
**** سؤال: كيف يذكر الرجل الثقة عني مثل هذا الخبر مع أني لم آكل اللحم؟ أقول أن الذي حدث له هو وهم آخر, فلعل الرجل رأى من يشبهني من بعدي فظن أنه أنا, أو لعل الرجل رأى أني آكل من طبق قريب من المكان الذي يوضع فيه اللحم وظن أني أكلت من الطبق الذي وُظع فيه اللحم .... وهكذا.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[19 - 03 - 07, 06:34 م]ـ
مثال على الحديث الصحيح:
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ((هذا الحديث موجود في صحيح البخاري بهذا اللفظ)).
نطبق شروط الحديث الصحيح على هذه الرواية, فنقول:
الشرط الأول:
أن يكون مسنداً: بالرجوع الى الحديث نجد ان النبي عليه الصلاة والسلام موجود اسناد الحديث, فالحديث مسند.
الشرط الثاني:
أن يكون متصل الاسناد: بالرجوع الى الحديث نجد أن كل راوي قد ذكر أنه سمع الحديث من شيخه مباشرة, اما بذكر لفظة ((سمعت عن فلان)) أو لفظة ((حدثني فلان)) ... فهذه دلالة على أن كل راوي أخذ روايته عن شيخه مباشرة.
الشرط الثالث:
أن يكون الرواة عدول وضابطون لحديثهم, وبعد فحص حال الراوة في الاسناد نجد أن كل راوي ثقة:
1. أنس بن مالك رضي الله عنه: صحابي جليل – والصحابة كلهم ثقات عدول -.
2. والد المعتمر – سليمان بن طرخان -: ثقة عابد.
3. المعتمر: ثقة عابد.
4. مسدد بن مسرهد: ثقة حافظ.
5. البخاري: صاحب الصحيح.
الشرط الرابع:
أن لا يكون شاذاً: والحديث بعد الدراسة ليس شاذاً, ونعلم ذلك بجمع كل الروايات لهذا الحديث من كتب الحديث, فاذا وجدنا أن الحديث يخالف هذه المرويات حكمنا عليه بالشذوذ.
الشرط الخامس:
أن لا يكون معلاً: بعد دراسة الحديث لم نجد من أعل الحديث من الحفاظ, واعلال الحديث يكون من أهل العلم الكبار, العارفون بجل حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام, فمن خبرتهم الطويلة بحديث النبي عليه الصلاة والسلام, ومعرفتهم القوية بأخباره وسيرته وسنته ... يستطيع أن يستخرج بعض المشاكل في الحديث والتي لا تتبين لكل الناس, وهو أشبه برجل يعمل على صيانة السيارات منذ عشرات السنوات, فهذا الرجل يرى بعض المشاكل في السيارت التي ظاهرها لعوام الناس أنها جيدة ... وعلى هذا فقس ...
¥(15/493)
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[19 - 03 - 07, 06:38 م]ـ
... أود التنبيه على أن جُل ما أنقله في هذا الموضوع هو من كتاب الشيخ عمرو سليم حفظه الله ((تيسير علوم الحديث للمبتدئين)) ...
وقد قيل قديماً: ان من بركة العلم نسبته الى أهله.
ويتبع ان شاء الله فيما بعد
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 07:46 م]ـ
بارك الله فيك وجعل ذلك في ميزان حسناتك , ونحن في انتظار مزيدك شيخنا بلال.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[19 - 03 - 07, 08:15 م]ـ
بارك الله فيك وجعل ذلك في ميزان حسناتك , ونحن في انتظار مزيدك شيخنا بلال.
أحسن الله اليك أخي الكريم ... هل تجد أن فيما كتبت لك فائدة؟ وهل هناك ما يشكل عليك فهمه؟
والمهم من الموضوع ان يكون قريباً لك ...
وأنا في النهاية أخ لك ليس أكثر ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 11:13 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي بلال , شكرا على تجاوبك مع سؤالي , وعلى سهولة أسلوبك في الطرح وسلاسة المعلموات التي ذكرتها , وكل شيء تمام ومفهوم ولو اشكل علي علي شيء بأسئلك انت وإخوانك من طلاب العلم و فستمر بارك الله فيك.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[20 - 03 - 07, 10:21 ص]ـ
الآن ننتقل الى الحديث الحسن ...
قبل أن ندخل في تعريف الحديث الحسن أود أن أقرب لك الصورة التي كونت مفهوم الحديث الحسن ...
الله سبحانه وتعالى لم يخلق الناس كلهم على مرتبة واحدة من الحفظ والاتقان, بل جعل البعض أحفظ وأفهم من البعض الآخر.
فتجد مثلاً: زيد صاحب ذاكرة ثاقبة حادة ...
وتجد عمر صاحب ذاكرة قوية ...
وتجد خالد صاحب ذاكرة جيدة وله بعض الأخطاء ...
وتجد علي صاحب ذاكرة سيئة ...
... زيد وعمر هما من أصحاب الحفظ والاتقان, فان نقلوا لنا خبراً معيناً قد سمعوه, كان عندنا في أفضل المراتب وأعلاها – فنقول عن أخبارهم أنها ((صحيحة)).
... خالد صاحب ذاكرة متوسطة, قد يخطيء في بعض الأحيان, ولكن هذه الأخطاء ليست كثيرة, فالغالب عليه الحفظ والصحة – فنقول عن أخباره أنها ((حسنة)).
... علي صاحب ذاكرة سيئة, فاذا أخبرنا عن خبر, يغلب الظن أنه أخطاء في نقله – فنقول عن أخباره أنها ((ضعيفة)).
مع أن كل من ذكرنا هم عدول (أي أصحاب ديانة) ولكنهم يختلفون في الضبط (وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء) ...
***********************
تعريف الحديث الحسن: هو ما استوفى شروط الصحة, إلا أن أحد رواته أو بعضهم دون راوي الصحيح في الضبط بما لا يخرجه عن حيز الاحتجاج بحديثه.
في تعريف الحديث الحسن نجد أن الإختلاف الوحيد بينه وبين الحديث الصحيح هو ضبط الراوة, فان كان ضبط الرواة فيه القليل من الخلل, نزل حديثهم الى مرتبة دون مرتبة الصحيح, مع بقاء الاحتجاج بحديثهم.
... تنبيه: يكفي أن يكون في الاسناد رجل واحد, يوصف حديثه بالحسن حتى يكون هذا الاسناد حسناً.
مثال على الحديث الحسن:
عن مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُفْرٌ بِامْرِئٍ ادِّعَاءُ نَسَبٍ لَا يَعْرِفُهُ أَوْ جَحْدُهُ وَإِنْ دَقَّ.
وفي الحديث عمرو بن شعيب: صدوق.
... وعند اطلاق لفظة الصدوق على أحد الرواة نقصد فيها أن أحاديث الراوي في مرتبة الحسن.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[20 - 03 - 07, 01:00 م]ـ
قبل أن ندخل في باب الحديث الضعيف نقول, أن الحديث الصحيح هو ما توفرت فيه الشروط الخمسة, والتي ذكرناها من قبل, والحديث الحسن, هو الحديث الذي كانت الشروط كلها موجودة فيه الا شرطاً واحد ... وهو شرط الضبط, فالضبط عند رجل من رجال الاسناد عند الحديث الحسن هو أخف من رجال الصحيح, وهذه الخفة تكون قليلة وليست على اطلاقها.
فان انتفى شرط من شروط الحديث بالكلية, فان الحديث ينزل من مرتبة الحديث الصحيح والحسن الى مرتبة أخرى وهي الحديث ((الضعيف)).
مثال:
1. اسناد فيه وضاع للحديث ... أي أن في الاسناد رجل يختلق الأحاديث, وينسبها الى النبي عليه الصلاة والسلام, فهذا الرجل لا يؤخذ عنه الحديث, لأن الرجل كذب على لسان النبي عليه الصلاة والسلام, فنسب الى النبي عليه الصلاة والسلام ما لم يقله.
2. اسناد فيه سيء الحفظ ... فهذا الرجل مع عدالته, الا أنه لا يحفظ ما يسمع من غيره, فاحتمال خطئه وارد.
3. اسناد شاذ ... وكون الاسناد شاذ ... جعل الاحتجاج به لا يصح.
4. اسناد فيه علة خفية, وكون الاسناد معلول بعلة ينزله من مرتبت الحديث الصحيح أو الحسن الى مرتبة الحديث الضعيف.
تعريف الحديث الضعيف: هو ما لم يجمع صفات القبول, بفقد شرط من شروطه أو أكثر.
- والحديث الضعيف له أنواع كثيرة نتذاكرها فيما بعد ان شاء الله.
¥(15/494)
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[20 - 03 - 07, 01:08 م]ـ
... تنبيه: عند دراسة الأحاديث التي وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام, فانا نحتاط, فلا نأخذ الحديث عن من يحتمل أن ينقل لنا ما ليس بحديث النبي عليه الصلاة والسلام ... فالقاعدة في دراسة أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام: أنه الحديث ضعيف حتى تثبت صحته.
طبعاً هذا اذا تكلمنا على أحاديث هي خارج الصحاح.
وفي الصحيح من سنة النبي عليه الصلاة والسلام ما يغني عن الحديث الضعيف.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[20 - 03 - 07, 01:34 م]ـ
قضية نناقشها قبل الدخول الى أقسام الحديث الضعيف, وهي قضية ضبط الراوي في الحديث الحسن ...
قلنا أن الحديث الحسن نزل الى هذه المرتبة لوجود خفة في الضبط عنده, أخرجته من مرتبت الحفاظ الكبار الى مرتبة أقل منهم, مع ابقائه تحت دائرة الاحتجاج ...
... طيب ... الرجل نزل حديثه بسبب الضبط, فان وجدنا نفس المتن وقد رُوي باسناد مختلف, والاسناد الثاني هو في نفس مرتبة الحديث الأول أو أقوى منه ((صحيح)) فهل نبقيه على اسمه أم نرفعه الى مرتبت الحديث الصحيح؟؟؟
أقول ... هو في مرتبة متوسطة بين الحديث الصحيح والحديث الحسن ... فالحديث أقوى من الحسن ولم يبلغ مرتبة الحديث الصحيح المعرف سابقاً.
وقلنا عن الحديث أنه بين مرتبة الصحة والحسن, لأن الحديث باسناده الأول حسن, والحسن جاء من اختلال في حفظ رجل من رجال الاسناد, فجاء متن الحديث الأول باسناد آخر يوازيه في القوة أو أقوى منه فانتفت عندنا مشكلة سوء الحفظ, فثبت عندنا أن الراوي صاحب الأخطاء القليلة لم يخطيء في هذا المتن ... فرفعنا متن الحديث من مرتبت الحسن الى ((الصحيح لغيره)).
أي أن احتمال الخطاء من الراوي في الاسناد الأول انتفى بوجود اسناد آخر مثله ... فقلنا عن روايته التي رواها أناه تقوت بغيرها فأصبحت ((صحيحة لغيرها)).
تعريف الحديث الصحيح لغيره: هو الحديث الحسن اذا روي من طريق آخر مثله أو أقوى منه.
**********
ومثل ذلك يُقال عن الحديث الحسن لغيره:
فهو حديث ضعيف تقوى بحديث آخر مثله أو أقوى منه, فارتقى من مرتبة الحديث الضعيف الى الحديث الحسن لغيره.
... تنبيه: ليس كل أنواع الحديث الضعيف نستطيع أن نرفعها من مرتبة الحديث الضعيف الى مرتبة الحديث الحسن لغيره, فهناك أنواع ترتقي وهناك أنواع أخرى لا ترتقي.
تعريف الحديث الحسن لغيره: ما كان ضعفه محتملاً, فعضده مثله أو من هو أقوى منه.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[20 - 03 - 07, 01:38 م]ـ
أتوقف الى هذا الحد ...
وأنتظر أي سؤال على الموضوع من الأخ السائل أو أي متابع للموضوع حتى تعم الفائدة ...
وان لم يكن هناك سؤال ... أكملنا المسيرة ان شاء الله تعالى.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 07:20 م]ـ
استمر أخي الفاضل , فأنا متابع لكل ما تكتبه. بارك الله فيك.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[21 - 03 - 07, 04:24 م]ـ
تكلمنا على الأحاديث المقبولة, وقلنا أن أقسام الحديث المقبول هي: الحديث الصحيح والحسن والصحيح لغيره والحسن لغيره.
وهناك الحديث الضعيف, ويُضعف الحديث لعلة في الاسناد أو لعلة في المتن.
ولنبدا في علة الاسناد أولاً:
ذكرنا من قبل شروطا خمسة نعرف من خلالها الحديث الصحيح:
1. أن يكون مسنداً الى النبي عليه الصلاة والسلام.
2. أن يكون متصل الإسناد في كل طبقاته.
3. أن يكون كل راوي في الإسناد عدل ضابط.
4. أن يكون متن الحديث لا شذوذ فيه.
5. أن لا يكون في الحديث علة.
وقلنا ان خف ضبط الراوي نزلت مرتبة الحديث درجة, فيصبح الحديث حسن.
... فان التغى شرط الضبط, نزلت مرتبة الحديث الى مراتب الحديث الضعيف, والشروط الأخرى تعامل معاملة شرط الضبط, فان انتفى أي شرط من شروط الحديث الصحيح نزلت مرتبته من الصحة الى الضعف.
... قلنا أن الاسناد يجب أن يكون مسنداً ومتصلاً برواية العدل الضابط عن مثله الى منتهاه.
فنرى في البداية, هل وجدنا ما يدل على أن الحديث من قول الرسول عليه الصلاة والسلام أم لا؟
فان وجدنا ذلك, كان الحديث مسنداً ... والا فحصنا أول راوىِ روى هذا الاسناد.
** فان كان الراوي صحابياً أطلقنا على الحديث اسم الموقوف.
** وان كان الراوي تابعياً أطلقنا على الحديث اسم المقطوع.
******
فحصنا الاسناد فوجدناه مسنداً ... نفحص الشرط الثاني ... ألا وهو اتصال السند.
... نعلم اتصال السند من خلال تصريح الراوي بالسماع عن شيخه الذي روى عنه وهكذا الى انتهاء الاسناد.
معنى التصريح بالسماع هو: أن ياتي راوي الحديث بصيغة تفيد أخذ الحديث مباشرة عن شيخه, من غير واسطة بينهما, كان يقول ((حدثني فلان)) أو قال ((لي فلان)) ... ونحوها من العبارات التي لا تفيد الا السماع المباشر من الشيخ.
... هناك حالات نجد فيها ان الراوي قد يأتي بصيغ لا تفيد السماع الصريح عند التحديث عن الذي يروي عنه, كان يقول: ((عن فلان)) أو ((أن فلان)) ... فمثل هذه الصيغ تُحتمل السماع المباشر من الشيخ أو الأخذ عنه من خلال واسطة بينه وبين شيخه.
ومثل ذلك أن يقول القائل في عصرنا ((عن الامام أحمد)) ... فهذا القائل لم يرى الامام أحمد ((حقيقة)) , وهذا مما لا شك فيه ... ومع ذلك يستطيع بكل بساطة أن يقول ((عن الامام أحمد)) لأنه ببساطة لم يصرح بالسماع عن الامام, ولكن ان قال القائل في زماننا هذا ((حدثني الامام أحمد))!!! لكان الحال اختلف, ولكُذب الرجل مباشرة قبل أن يقوم من مجلسه ذلك, لأن الرجل بكل بساطة ((صرح بالسماع)) عن الامام أحمد.
نرجع الى الموضوع ....
نقول ان صرح بالسماع عن شيخه مع احتمال المعاصرة ... كفى ذلك لحمل الاسناد على الاتصال.
وان كان الاسناد فيه اداة تحمل تفيد التصريح أو غيره تثبتنا من حال الراوي ... فان كان الراوي يدلس تدليساً كثيراً ضعفنا هذا الاسندا, والا حملنا الاسناد على الاتصال.
ومبحث التدليس سيأتي ذكره في موضعه ان شاء الله تعالى.
¥(15/495)
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[21 - 03 - 07, 05:02 م]ـ
... الاسناد الغير متصل يكون على وجوه عدة:
1. اذا كان النبي عليه الصلاة والسلام غير موجود في الاسناد قلنا أن الحديث يكون موقوفا أو مقطوعاً.
2. اذا سقط ((أي لم نجد)) الصحابي ((فقط)) في الاسناد كان الحديث ((مرسلاً)).
3. اذا سقط شيخ راوي الحديث ((مثل البخاري أو مسلم)) كان الحديث ((معلقاً)).
4. اذا كان السقط لراوي أو أكثر بشرط عدم التوالي و أن يكون السقط بين الصحابي وشيخ الراوي كان الحديث ((مقطوعاً)).
5. اذا كان السقط لأكثر من راوي في الاسناد ((على التوالي)) بشرط أن يكون السقط بين الصحابي وشيخ الراوي كان الحديث معضلاً.
على التوالي: أي أن يكون السقط في الاسناد في راوي وشيخ هذا الراوي.
مثال:
قال البخاري: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ.
الاسناد في هذا الحديث هو: قال البخاري: حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ.
هذا الاسناد الذي تقدم ذكره متصل ... وأنا الآن ساسقط بعض الرجال في الاسناد, وسانبه على اسم كل حالة من حالات السقط.
أولاً نقول أن الاسناد يحتوي على:
1. البخاري (راوي الحديث).
2. الحميدي (شيخ راوي الحديث).
3. سفيان (شيخ شيخ راوي الحديث).
4. يحيى بن سعيد الأنصاري.
5. محمد ابن ابراهيم التيمي.
6. علقمة بن وقاص الليثي.
7. عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
8. النبي عليه الصلاة والسلام.
... اذا كان الحديث من قول عمر رضي الله عنه, فالحديث موقوف (نفرض ان النبي عليه الصلاة والسلام غير موجود في الاسناد).
... اذا كان الحديث من قول علقمة, فالحديث مقطوع (نفرض ان النبي عليه الصلاة والسلام غير موجود في الاسناد وعمر رضي الله عنه).
... اذا كان شيخ البخاري (الحميدي) ساقط فالحديث معلق.
... اذا كان السقط في شيخ البخاري وشيخ شيخه فالحديث معلق.
... اذا كان السقط في شيخ البخاري وشيخ شيخ البخاري وشيخ شيخ شيخ البخاري!!! فالحديث معلق.
بمعنى اذا سقط شيخ البخاري لوحده أو كان السقط في شيخه ومن علاه الى ما دون النبي عليه الصلاة والسلام كان ذلك كله تعليقاً ((بشرط التوالي)).
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[22 - 03 - 07, 01:22 م]ـ
تسجيل متابة , بارك الله فيك.
ـ[محمد شكرى]ــــــــ[29 - 09 - 09, 08:59 م]ـ
جزاك الله كل خير يا شيخ
اكمل لتعم الفائدة(15/496)
أريد معرفة منهج ابن الجوزي في كشف المشكل
ـ[بن غالب]ــــــــ[19 - 03 - 07, 02:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا من المشايخ الفضلاء وطلبة العلم النجباء في هذا الموقع الكريم أن يمدُّوني بمنهج الإمام ابن الجوزي في كتابه كشف المشكل من حديث الصحيحين ,
أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.(15/497)
تنبيه على خطأ في المطبوع من شرح العلل
ـ[أبوصالح]ــــــــ[19 - 03 - 07, 08:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده ..
هذه فائدة عابرة من فوائد الكتاب النفيس ((الجرح والتعديل)) للشيخ إبراهيم اللاحم وقد عرض لها في مناسبة التأني في دعوى وجود وهم فيما نُقل عن الناقد، وأضع الفائدة مذاكرةً:
ص346:
ومرّ أحد الباحثين بعبارة في ((العلل الصغير)) للترمذي وهي ما رواه عن أحمد بن عبدة، عن وهب بن زمعة، عن عبدالله بن المبارك ((أنّه ترك حديث الحسن بن عمارة ... ، والحكم، وحبيب، الحكم روى له حديثاً في كتاب ((الرقائق)) ثم تركه، قال: وحبيبٌ لا أدري))، فذكر الباحث أن في العبارة خطأ، والصواب: (( ... ، والحكم وحبيب بن حجر، والحكم روى له حديثاً ... )) واعتمد الباحث على ما جاء في النسخة التي يشرح عليها ابن رجب.
وما في المطبوع من ((سنن الترمذي)) جاء مثله في النسخة المخطوطة نسخة الكَروخي، وهي نسخة موثقة، وهو كذلك في طبعات أخرى كثيرة للسنن، والعبارة غير مشكلة، بل الإشكال على ما جاء في نسخة ابن رجب، من نسبة حبيب، وأنه ابن حجر، فقد اشار ابن رجب إلى إشكال في النص من جهتين، إحداهما: أن ابن المبارك قد روى عن حُبيّب بن حجر، والثانية: أن ابن عدي قد روى في النص السابق بإسناده إلى الترمذي، وفيه نسبة حبيب، وأنه حبيب بن حبيب، وهو حبيب بن حبيب – أو ابن حبيب – الزيات، أخو حمزة صاحب القراءة المشهورة.
وعلى هذا فالأقرب في تفسير الذي تركه ابن المبارك أن يكون حبيباً الزيات، ويؤيده أنه لم يذكر لابن المبارك روايةً عنه.
والخلاصة أن معالجة مثل هذا النص لا يحسن أن تكون بهذه العجلة، والحكم الجازم دون ترو، كما وقع من هذا الباحث، والله أعلم. ا.هـ
هذا رابط نسخة الكروخي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=45864&stc=1&d=1174326833
وهو نفس الوهم أيضاً في تحقيق الشيخ نور الدين عتر ص63
غفر الله للجميع
والله أعلم.
أبوصالح
ـ[أبوسما]ــــــــ[22 - 03 - 07, 01:47 م]ـ
جزيت خيرا ً وغفر الله لنا ولك(15/498)
من أين اتت تسمية حديث المسيء صلاته؟
ـ[أبوسما]ــــــــ[20 - 03 - 07, 12:32 ص]ـ
أيها الإخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
(عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل ٌ فصلى فسلَّم على النبي صلى الله عليه وسلم فردَّ، فقال: " ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ" .... الحديث) البخاري 757
سؤالي / هل وُجِد من المتقدمين من سمى هذا الحديث بحديث "المسئ في صلاته "؟
أجيبوا مأجورين .........
ـ[أبو جعفر المدني]ــــــــ[22 - 03 - 07, 03:20 م]ـ
الذي أفيدك به أخي الكربم
أن للحافظ ابن حجر رسالة بعنوان (جمع طرق حديث المسيء)
ولكنها في عداد المفقود، ذكرها عند كلامه على شرح الحديث
وقد أخذ هذا العنوان د. محمد عمر بازمول
وألف رسالة صغيرة جمع فيها طرق الحديث
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[22 - 03 - 07, 04:32 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذه التسمية موجودةعند الحافظ وعند الإمام الزيلعي - رحمهما الله - ... أما قبلهما فالله أعلم.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[22 - 03 - 07, 06:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هو موجود عند من سبق هؤلاء كابن كثير (774 هـ) وابن القيم (751هـ) والعلائي (761هـ) وشيوخ هؤلاء كشيخ الإسلام ابن تيمية (728هـ) ومن سبق شيخ الإسلام أيضا كابن قدامة (620 هـ) والنووي (ت 676 هـ)، ولكني فهمت من السؤال أنه يقصد بالمتقدمين مصنفي كتب الحديث والسنة كأحمد وأصحاب الكتب الستة وابن معين وابن المديني وأبي حاتم وأبي زرعة الرازيين ونحوهم
ينظر:
تهذيب الكمال للمزي (35/ 114)
تفسير ابن كثير (4/ 564)
إعلام الموقعين (2/ 219) جلاء الأفهام (ص 339)
جامع التحصيل (ص 135)
منهاج السنة النبوية (5/ 201)
المغني لابن قدامة (1/ 589)
الأذكار للنووي (ص 360) باب حكم السلام، رياض الصالحين (ص 326) حديث رقم (864)
ـ[أبوسما]ــــــــ[23 - 03 - 07, 05:54 م]ـ
أبو جعفر المدني - الفهم الصحيح - أبو حازم الكاتب
جزاكم الله خير الجزاء وكفَّيتم ووفَّيتم وسأدعو لكم في ظهر الغيب(15/499)
ممكن مساعدة ضروريه جدا؟
ـ[سلمى]ــــــــ[20 - 03 - 07, 09:45 ص]ـ
السلام عليكم ...
إخواني الأعضاء أنا عضوة جديده سجلت خصيصا لطلب المساعده في إنهاء بحث جامعي خاص بالعلوم الدينيه استغلق علي حله وأرجو ممن يستطيع مساعدتي جزاه الله كل خير أن يضع ما يستطيع تقديمه مشكورا
أولاً: كان للعلماء المسلمين دور مهم في تقدم العلوم الدينية وبخاصة العلوم القرآنية وعلم الحديث، فقد تركوا لنا مجموعة من الكتب تزخر بها المكتبات الإسلامية. ناقش ما يلي فيما بين (5 – 8) صفحات مبينا ما يلي:
v المقصود بالعلوم الدينية
v مفهوم علم الحديث وأهميته
v الصحابة وكتابة الحديث
v علم رواية سند الحديث
ثانياً: - تعددت آراء المؤرخين حول مفهوم الحضارة الإسلامية. هل هي عربية أم إسلامية؟ اذكر رأيك الشخصي مدعماً بالأدلة التاريخية والعلمية على ذلك.
بإنتظار المساعده وجزاكم الله خيرا
ـ[سلمى]ــــــــ[20 - 03 - 07, 11:20 ص]ـ
it seems to nobody wana help me?
ـ[أبو صهيب الشامي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 01:09 م]ـ
بإمكانك الرجوع إلى بعض المراجع التي قد تفيدك في هذا الموضوع، ومنها:
تدوين السنة للدكتور عجاج الخطيب
لمحات من تاريخ السنة وعلوم الحديث - عبد الفتاح أبو غدة
دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه للدكتور محمد مصطفى الأعظمي
منهج النقد في علوم الحديث للدكتور نور الدين عتر
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[20 - 03 - 07, 01:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=1931
على الرابط أعلاه محاضرات مهمة ... فعليك بها أخي الكريم فانها مفيدة ... والشرط الأول فيه جل ما تسأل عنه.
والله تعالى أعلم
ـ[سلمى]ــــــــ[20 - 03 - 07, 04:57 م]ـ
شكرا جزيلا لك أخ أبو صهيب
بالرغم من صعوبة رجوعي لمراجع ورقيه
فأنا أقدر لك تقديم المساعده
كل ما أريده هو معلومات سطحيه وبسيطه كملخص
لم أظنها تصعب على أعضاء منتداكم
كل الشكر لك أخي
ـ[سلمى]ــــــــ[20 - 03 - 07, 05:04 م]ـ
شكرا جزيلا سيد بلال
أظن أن الأشرطه ستكون أكثر سهوله وسرعه
أشكر وأقدر مساعدتك للغايه
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[20 - 03 - 07, 07:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أخي الكريم بالنسبة لـ:
ثانياً: - تعددت آراء المؤرخين حول مفهوم الحضارة الإسلامية. هل هي عربية أم إسلامية؟ اذكر رأيك الشخصي مدعماً بالأدلة التاريخية والعلمية على ذلك.
أولا:
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=8&book=2547
http://www.eiiit.org
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=32&book=2776
ابحث في المواقع السابقة وبإذن الله تعالى تتيسر أمورك.
ثانيا:
أدخل الجوجل: وابحث بوضع جملة: حقيقة الحضارة الإسلامية
هذا ما تيسر.
والله أعلم وأحكم.(15/500)
ما هي كنية الشوكاني؟؟؟
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[20 - 03 - 07, 04:22 م]ـ
السلام عليكم
ترجم الشوكاني لنفسه في البدر ولم يذكر كنيته
وكذا نظرت في بعض كتب التراجم كالأعلام وغيره فكلهم لم يذكر كنيته
وكان للشوكاني ابنيه عليّ وأحمد ولا أدري هل له غيرهما أم لا؟؟
وعليّ أكبر من أحمد
فمن وقف على كنيته منصوصا عليها في أحد المصادر؟؟؟
ـ[أبو الفضل المنزهي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 01:51 ص]ـ
كنيته أبو عبد الله ذكر ذلك الدكتور وهبة الزحيلي في مقدمته لنيل الأوطار
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[21 - 03 - 07, 12:26 م]ـ
بارك الله فيك
هل أحال على مصدر معتمد؟؟؟
ـ[أبو الفضل المنزهي]ــــــــ[24 - 03 - 07, 11:29 م]ـ
لا يا أخي ولكني قرأت هذه الترجمة في مقدمة نيل الأوطار طبعة دار ابن الهيثم
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[28 - 03 - 07, 12:42 م]ـ
عجبت لإخواننا من أهل اليمن!!!!!
ـ[محمد الشميري]ــــــــ[28 - 03 - 07, 02:58 م]ـ
عفوا ألغيت مشاركتي
ـ[القندهاري]ــــــــ[31 - 03 - 07, 04:19 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[خالد الجنوبي]ــــــــ[02 - 04 - 07, 11:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[د صالح حمد]ــــــــ[04 - 02 - 08, 11:57 م]ـ
وقد سمعت شيخنا عبد الله السعد يكنيه بأبي علي
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[06 - 02 - 08, 08:20 م]ـ
أبو علي
ـ[أبو طالب الهاروني]ــــــــ[30 - 03 - 08, 11:25 ص]ـ
نعم كنيته أبو عبد الله محمد بن علي الشوكاني.
ذكر ذلك الكتاني صاحب الرسالة المستطرفة في كلامه على كتب الموضوعات.
كما سمعت ذلك قديماً من بعض مشايخي في اليمن(16/1)
هل كتب أحد في الأحاديث الواردة في المنهيات؟؟
ـ[أبو زاهر]ــــــــ[20 - 03 - 07, 08:24 م]ـ
السلام عليكم ... إخواني الكرام .. هل كتب أحد في الأحاديث الواردة في المنهيات؟؟
افيدوني أفادكم الله ...
ـ[سل بابكر]ــــــــ[20 - 03 - 07, 11:11 م]ـ
سل بابكر
نعم الإمام النووي في رياض الصالحين:صنف فيه جزء سماه بكتاب الأمور المنهي عنها
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[20 - 03 - 07, 11:20 م]ـ
وكذلك كتاب (المنهيات) للحكيم الترمذي، وهو مطبوع متداول.
وكذلك كتاب (المناهي وعقوبات المعاصي) لأبي يعقوب الكاتب، وهو مخطوط في ظاهرية دمشق.
والله أعلم.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 12:01 ص]ـ
وهناك رسالة في المنهيات الواردة في البيوع.
ـ[أبو زاهر]ــــــــ[21 - 03 - 07, 09:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لكم جميعا وجزاكم خيرا كثيرا
ـ[أبو عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[21 - 03 - 07, 11:02 م]ـ
و هذا تأليفٌ معاصر
(موسوعة المناهي الشرعية) للشيخ سليم بن عيد الهلالي ـ حفظه الله ـ
ـ[بلال عزوز التطواني]ــــــــ[22 - 03 - 07, 01:22 ص]ـ
المحرمات من كتاب الزواجر للهيثمي
وكذا المنهيات من كتاب تنبيه الغافلين لابن النحاس
ويوجد كتاب رائع بل ممتاز جمع فيه مؤلفه (جامعه) الكتابين المذكورين بالإضافة إلى مختصر كتاب الكبائر للذهبي
واعتمد الصحيح فحسب فخرج بكتيب جيد مفيد في بابه(16/2)
من أفضل من شرح نزهرة النظر شرح نخبة الفكر برأيك؟
ـ[أبو زياد العامري]ــــــــ[20 - 03 - 07, 09:33 م]ـ
بسم الله
من أفضل من شرح نزهة النظر شرح نخبة الفكر برأيك؟
أرجو من الجميع المشاركة.
أخوووكم
ـ[محمد بن عبد الوهاب]ــــــــ[21 - 03 - 07, 12:12 ص]ـ
عليك بشرح الشيخ حاتم العوني في 29 شريط ففيه تأصيل عظيم ومنهج الشيخ في شرحه هذا هو شرح عبارة بن حجر بكلام لابن حجر نفسه في مواضع أخرى ولا يتعرض للترجيح.
فهو بمثابة تحقيق لمذهب بن حجر.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[21 - 03 - 07, 01:43 ص]ـ
شرح الشيخ ابن عثيمين يسر الكتاب وهو مهم ايضا
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[22 - 03 - 07, 08:52 م]ـ
شرح الشيخ حاتم فهي في غاية الروعة
ـ[ايمن العدلي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 04:59 م]ـ
هل وضعها على اسطوانة ...
الشيخ حاتم
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[01 - 04 - 07, 02:00 ص]ـ
أرى ان الغالبية تقول شرح الشيخ حاتم وهو كذلك بالفعل ان شاء الله فهو لايترك لفظة من الفاظ ابن حجر الا ويعلق عليها فهو فعلا شرح مهجي
مبارك لطلبة العلم هذا الدكتور الفاضل المتواضع الذي قابلته وما علمت منه الا حسن الادب والتواضع والعلم الجم اسال الله عزوجل ان يبارك فيه وفي علمه وفى ذريته
ـ[باحثة شرعية]ــــــــ[02 - 04 - 07, 11:06 م]ـ
السلام عليكم،، بارك الله فيكم و نفع الله بكم
أين نجد هذه الأشرطة؟ و هل تتوفر في التسجيلات أو الشبكة العنكبوتية؟
"الدال على الخير كفاعله"
بوركتم ..
ـ[أبو الأنفال الرقي]ــــــــ[02 - 04 - 07, 11:27 م]ـ
أهتم بهذا الكتاب وجمع الشروح عليه هل من رابط أو تفريغ لهذه الأشرطة جزاكم الله خيرا
ـ[عمرو الشافعى]ــــــــ[03 - 04 - 07, 12:29 ص]ـ
هذا هو شرح الشيخ حاتم (حفظه الله)
http://http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2551
ـ[باحثة شرعية]ــــــــ[03 - 04 - 07, 01:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا،،
معذرة و لكن الرابط لا يعمل ..
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[03 - 04 - 07, 02:08 ص]ـ
هذه هي صفحة:
الشيخ الشريف حاتم بن عارف العَوْني - حفظه الله تعالى -. ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=331)
ـ[أبو زياد العامري]ــــــــ[08 - 04 - 07, 11:29 ص]ـ
ما رأيكم بشرح حاتم بن عارف الشريف ..
بورك فيكم ..
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[10 - 04 - 07, 12:38 ص]ـ
عليك بشرح الشيخ محمد بن عثيمين فهو رائع جدا
ـ[أبو علي]ــــــــ[10 - 04 - 07, 01:22 ص]ـ
لا أعرف شرح الشّيخ حاتم، ولكن شرح الشّيخ إبراهيم اللاَّحم من أحسن ما يكون
ـ[القباني]ــــــــ[10 - 04 - 07, 08:10 ص]ـ
لا تستغني عن شرح الشيخ المحدث المربي عبد الكريم الخضير بحال وإن جمعت إليها شرح من تقدم من المشايخ فحسن وإلا والمسألة رأي! فإنه يغنيك عن ماسواه إلى حين
ـ[أبو زياد العامري]ــــــــ[11 - 04 - 07, 05:29 م]ـ
أين أجد شرح الشيخ اللاحم يا أبا علي؟؟؟
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[18 - 04 - 08, 05:40 م]ـ
لا تستغني عن شرح الشيخ المحدث المربي عبد الكريم الخضير بحال وإن جمعت إليها شرح من تقدم من المشايخ فحسن وإلا والمسألة رأي! فإنه يغنيك عن ماسواه إلى حين
اى الى ما قبل نزهة النظر
ـ[باحثة شرعية]ــــــــ[18 - 04 - 08, 10:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من الشروح المفيدة لنزهة النظر: شرح شرح نخبة الفكر للإمام ملا علي القاري
و كذلك شرح الشيخ ابن عثيمين و شرح الشيخ عبد الكريم الخضير.
أما شرح الشيخ حاتم الشريف العوني، فقد استمعت إليه و لكن نصحت بتركه إلى غيره
نظرا لنهجه الخاص في علم الحديث، فتنبه!!
ـ[أبو شوق]ــــــــ[19 - 04 - 08, 08:23 م]ـ
لا تستغني عن شرح الشيخ المحدث المربي عبد الكريم الخضير بحال وإن جمعت إليها شرح من تقدم من المشايخ فحسن وإلا والمسألة رأي! فإنه يغنيك عن ماسواه إلى حين
هل بالامكان ان تضع لي رابط شرح الشيخ عبدالكريم لنزهة النظر واكن لك من الشاكرين
ـ[بن سالم]ــــــــ[20 - 04 - 08, 02:15 م]ـ
[مُذَكِّرَةُ شَرحِ نُزهَةِ النَّظَرِ] ..
والْمُسَمَّاةُ: (نَظمُ الدُّرَرِ بالتَّعليقِ على نُزهةِ النَّظَرِ شَرحِ نُخبَةِ الفِكَرِ)
للشَّيخِ: د. إبراهيم اللاحم - حَفِظَهُ اللهُ -.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=131654
مُشارَكَةٌ رقم 48 الكتاب رقم 28.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[20 - 04 - 08, 03:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من الشروح المفيدة لنزهة النظر: شرح شرح نخبة الفكر للإمام ملا علي القاري
و كذلك شرح الشيخ ابن عثيمين و شرح الشيخ عبد الكريم الخضير.
أما شرح الشيخ حاتم الشريف العوني، فقد استمعت إليه و لكن نصحت بتركه إلى غيره
نظرا لنهجه الخاص في علم الحديث، فتنبه!!
الشيخ ليس له نهج خاص في علم الحديث وإنما هو متبع لأهل هذا الفن من أئمة الحديث وسائر على دربهم , وقد سمعنا شرحه كاملا وقرأناه أيضا ..
حتى إن الشيخ الدكتور حفظه الله كثيرا ما يقول في الشرح في المسائل التى يخالف فيها:لن نتعرض للترجيح أو المقارنة نظرا لأن الشرح مبسط وليس متوسع, حتى أنه بعد درسين أو ثلاثة قال إن بعض الإخوة طلبوا منا الترجيح ونحن لانوافقهم.
ونحن ولله الحمد متنبهين
¥(16/3)
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[06 - 05 - 10, 01:11 ص]ـ
شرح الشيخ عادل عبدالغفور من يدرسه يتقن الكتاب ويفهمه جيدا لانه يعتمد على تشغيل الذهن
واقولها ان اعتمدت عليه وحده حل لك الكثير من اشكالات الكتاب
والغريب ان الاخوة لم يهتموا به
نصيحة من اراد ان يتقن المصطلح فليسمع هذا الرجل
واى دروس له ترفع الى هذا المنتدى
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[06 - 05 - 10, 09:21 ص]ـ
الرجاء حذف المشاركة
بارك الله فيكم
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[12 - 05 - 10, 11:40 ص]ـ
اين اجد شرح الشيخ عادل بن عبدالغفور
ـ[محمد ابن عمر المصرى]ــــــــ[21 - 05 - 10, 07:17 م]ـ
غفر الله لكم،،
ـ[أبو عبد الله الأندلسي]ــــــــ[22 - 05 - 10, 12:38 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أخي أبو عبد الله الذماري اليمني هاك هذا الرابط
http://www.archive.org/details/ALFAKR50
فيه شرح الشيخ عادل عبد الغفور
لا تنسونا من دعائكم
أخوكم أبو عبد الله الأندلسي
ـ[أبو زيد محمد بن علي]ــــــــ[22 - 05 - 10, 01:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من الشروح المفيدة لنزهة النظر: شرح شرح نخبة الفكر للإمام ملا علي القاري
و كذلك شرح الشيخ ابن عثيمين و شرح الشيخ عبد الكريم الخضير.
أما شرح الشيخ حاتم الشريف العوني، فقد استمعت إليه و لكن نصحت بتركه إلى غيره
نظرا لنهجه الخاص في علم الحديث، فتنبه!!
أُخيتي
بارك الله فيكي
لا يصلح أن يخرج مثل هذا الكلام من "باحثة شرعية "
تعمل في خدمة السنة النبوية والدفاع عن حياض الشريعة
فهل خالف الشريف حاتم بارك الله فيه منهج،أحمد والسفيانين،والحمادين،وابن معين، وأبو حاتم الرازي وابنه، ومسلم والبخاري، والدارقطني؟؟
أم هو يدعو ا للتعمق في كلامهم والتفقه فيه؟؟
فليتك تخبرينا ما هو نهجه الخاص في علوم الحديث
ولا ننسى أن الشريف حاتم ومن هو مثله من أهل الاستقراء الذين حُق لهم أن يخالفوا معاصريهم في بعض المسائل
طالما أن معهم دليل على ما يقولون
وأولا وآخرا نحن نسير مع الحق أين سار وإيّن كان قاءله
والله المستعان
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[22 - 05 - 10, 08:04 م]ـ
الحمد لله وحده ...
ترى، مَن ممن كتب هنا قارن بين أكثر من شرح من شروح النخبة قبل أن يرجح ما رجحه؟
كثير من الناس يرجح الشرح الذي يعرفه، أو الذي استمع إليه.
فعلى الإخوة ألا ينسوا أن السئال يسأل عن أفضل ..
فمن يرجح شرحًا فليخبرنا عن مزيته عن غيره، وإلا كان كلامه مرسلا لا يلتفت إليه.
ـ[باحثة شرعية]ــــــــ[23 - 05 - 10, 02:15 ص]ـ
أُخيتي
بارك الله فيكي
لا يصلح أن يخرج مثل هذا الكلام من "باحثة شرعية "
تعمل في خدمة السنة النبوية والدفاع عن حياض الشريعة
الأخ الكريم، جزاك الله خيرا على نصحك
إذا كان في الاسم مشكلة، فأقول هو مجرد لقب .. أرجو أن لا يُعول عليه كثيرا
ولا ننسى أن الشريف حاتم ومن هو مثله من أهل الاستقراء الذين حُق لهم أن يخالفوا معاصريهم في بعض المسائل
طالما أن معهم دليل على ما يقولون
وأولا وآخرا نحن نسير مع الحق أين سار وإيّن كان قاءله
والله المستعان
الأخ الكريم، طالما الأمر فيه خلاف فلك أن ترجح رأيك
ـ[أمين نواري]ــــــــ[23 - 05 - 10, 11:43 ص]ـ
الحمد لله وحده ...
ترى، مَن ممن كتب هنا قارن بين أكثر من شرح من شروح النخبة قبل أن يرجح ما رجحه؟
كثير من الناس يرجح الشرح الذي يعرفه، أو الذي استمع إليه.
فعلى الإخوة ألا ينسوا أن السئال يسأل عن أفضل ..
فمن يرجح شرحًا فليخبرنا عن مزيته عن غيره، وإلا كان كلامه مرسلا لا يلتفت إليه.
للتأكيد .... بارك الله فيك
ـ[محمدسعد الخولي]ــــــــ[26 - 05 - 10, 03:48 ص]ـ
الشيخ ابو اسحاق الدمياطي
ـ[أبو عمر الأثري المصري]ــــــــ[27 - 05 - 10, 02:51 ص]ـ
هناك شرح للسندي الصغير ت 1187هـ يسمى "بهجة النظر على شرح نخبة الفكر" حققته في رسالتي في الماجستير، وأفردت فصلاً في الدراسة عن شروح وحواشي النخبة والنزهة بلغت المؤلفات فيه 81 مؤلفا حول النخبة والنزهة
والله تعالى الموفق والمستعان
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[27 - 05 - 10, 03:05 م]ـ
هناك شرح للسندي الصغير ت 1187هـ يسمى "بهجة النظر على شرح نخبة الفكر" حققته في رسالتي في الماجستير، وأفردت فصلاً في الدراسة عن شروح وحواشي النخبة والنزهة بلغت المؤلفات فيه 81 مؤلفا حول النخبة والنزهة
والله تعالى الموفق والمستعان
انزل لنا لو تكرمت مقدمة الرسالة حول الحواشي والشروح
نكن لك شاكرين
ـ[أبو عمر الأثري المصري]ــــــــ[28 - 05 - 10, 03:15 م]ـ
سأرسل شرح والحواشي بإذن الله تعالى، ولكن ليس لي خبرة بالروابط والبرمجيات سأحول حل هذه الأمر وأرسل شروح وحواشي النخبة إليكم
والله المستعان
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[28 - 05 - 10, 08:11 م]ـ
سأرسل شرح والحواشي بإذن الله تعالى، ولكن ليس لي خبرة بالروابط والبرمجيات سأحول حل هذه الأمر وأرسل شروح وحواشي النخبة إليكم
والله المستعان
بورك فيك وبسائر اهلك وذريتك
¥(16/4)
ـ[جمال حسين]ــــــــ[23 - 07 - 10, 04:41 م]ـ
هناك شرح للسندي الصغير ت 1187هـ يسمى "بهجة النظر على شرح نخبة الفكر" حققته في رسالتي في الماجستير، وأفردت فصلاً في الدراسة عن شروح وحواشي النخبة والنزهة بلغت المؤلفات فيه 81 مؤلفا حول النخبة والنزهة
والله تعالى الموفق والمستعان
اخ العزيز هل ترسلنى رسالتك؟ من فضلك
ـ[إسماعيل بن علي المدغري]ــــــــ[08 - 11 - 10, 09:23 م]ـ
هل شرح العلامة ابن عثيمين رحمه الله مطبوع في كتاب؟(16/5)
استحالة حصر أحاديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ دعوة للمشاركة
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[20 - 03 - 07, 10:00 م]ـ
من خلال القراءة في الكتاب الفذ " التراتيب الإدارية " للكتاني وقفت في (2/ 201ـ 210): على كلام حول حصر أحاديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وعددها، وهل أحد جمعا بين دفتي كتاب فأحببت أن يقف عليها الأخوة في الملتقى المبارك.
لا يخفى أن إحصائها غير ممكن ضرورة؛ لأن الصحابة لم يحصوا إلى على وجه التقريب، فالناس في القرن الأول لم يعتنوا كل الاعتناء بالتدوين، كيف وفي الصحيح أن كعب بن مالك قال في قصة تخلفه عن تبوك، وأصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كثير لا يجمعهم كتاب حافظ.
ففي ألفية العراقي: والعد لا يحصرهم فقد ظهر سبعون ألفاً بتبوك وحضر
أربعون ألفاً وقبض عن دين مع أربع آلاف تنص
وليكن بعلمك مقدار ما كان الأئمة يحفظونه من الأحاديث، قال أبو بكر بن أبي شيبة: من لم يكتب عشرين ألف حديث إملاء لم يعد صاحب حديث. و قيل لأحمد بن حنبل: إذا كتب الرجل مائة ألف حديث له أن يفتي؟ قال: لا، فمائتي ألف، قال: لا، قيل فثلاثمائة ألف؟ قال: أرجو.
في " غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب " للسفاريني (1/ 465) وقال عبد الوهاب الوراق: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل. قالوا له: وأي شيء بان لك من فضله وعلمه على سائر من رأيت؟ قال: رجل سئل عن ستين ألف مسألة فأجاب فيها بأن قال حدثنا وأخبرنا وروينا.
وإلى هذا أشار الإمام الصرصري في لاميته بقوله:
حوى ألف ألف من أحاديث أسندت وأثبتها حفظا بقلب محصل
أجاب على ستين ألف قضية بأخبرنا لا من صحائف نقل
قال السفاريني: وهذه لا يعلم أحد من أئمة الدنيا فعلها.
ثم قال وفي " كشف الظنون " (1/ 597) لدى كلامه على " جمع الجوامع ": لا مجال إلى دعوى الاحاطة والاستيعاب لتعذر الوصول إلى جميع المرويات والمسموعات. هـ
وقال أبو زرعة الرازي: كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث، قيل له وما يدريك؟ قال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب.
ثم ذكر ما يحفظه كل إمام ممن عرف عنه كثرة الحفظ للحديث النبوي، كالبخاري ....
ثم ناقش من يشكك بهذه النقول، وهذه الكثرة للحديث النبوي. ويقول أين هي الآن!
ومما قاله: ما علقه البيهقي على قول أحمد بن حنبل: صح من الحديث سبعمائة ألف. بقوله: أراد ما صح من الأحاديث وأقاويل الصحابة والتابعين.
قال أراد البيهقي: أن مرادهم بهذه الأعداد العظيمة ما يشمل السنة وآثار الصحابة والتابعين، أو أنهم كانوا يريدون طرق الحديث المتنوعة فيجعلون لكل طريق ورواية للحديث حديثاً .....
ثم ذكر كلاماً نفيساً في هذا الموضوع يستحسن الرجوع إليه.
• هل تصدى أحد من المتأخرين لجمع السنة (2/ 208):
قال السيوطي في طليعة كتابه " الجامع الصغير " المشتمل على عشرة آلاف وتسعمائة وأربعة وثلاثين حديثاً: حوى من نفائس الصناعة الحديثية ما لم يودع قبله في كتاب وسميته " الجامع الصغير " لأنه مقتضب من الكتاب الكبير الذي سميته " بجمع الجوامع " وقصدت فيه جمع الأحاديث النبوية بأسرها.
علق عليه المناوي في شرحه " فيض القدير " (1/ 17) بقوله: هذا بحسب ما اطلع عليه المؤلف لا باعتبار ما في نفس الأمر لتعذر الإحاطة بها وإنافتها على ما جمعه الجامع المذكور لو تم، وقد اخترمته المنية قبل إتمامه.
قال: وكتاب " جمع الجوامع " المذكور كتاب عظيم الشأن لم يؤلف في الملة مثله اشتمل على نحو ثمان مجلدات ضخمة سبر ألفاظ النبوة ويشر للناس الوقوف على كلام نبيهم الكريم، وعرفهم بمخريها، ومظان أسانيدها ورواتها فمنته على جميع من تأخر بعده من المسلمين عظيمة.
وعدد أحاديثه على ما في صدر " الدرر اللوامع " على أحاديث جمع الجوامع لأبي العلاء العراقي الحسيني (ت 1183) مائه ألف حديث.
وأبو العلاء له اهتمام بهذا الكتاب فله كتاب بالتعريف برجال الجامع، وآخر تذيل عليه، مع " الدرر اللوامع "، وآخر خصه بإستدركاته على الجامع.
وقال في (2/ 215): لا أعلم في الإسلام من اهتم بجمع الأحاديث فوصل جمعه إلى العدد الذي بلغه السيوطي إلا ما رأيته في " كشف الظنون " في ترجمة الحافظ الحسن بن أحمد بن محمد السمرقندي (ت 491) له كتاب جمع فيه مائه ألف حديث ورتبه وهذبه ولم يقع في الإسلام مثله. واسمه " صحاح المسانيد، وهو في ثلثمائه جزء كبار.
• وبما أن من أعظم الموسوعات الحديثية " المسند " للإمام لأحمد بن حنبل تكلم عن عدد أحاديث وصحته (2/ 207):
قال: ذكر أبو محمد العراقي فيما وجدته بخطه على أول نسخة بخط أحد سله عندي من مسند أحمد: أن المسند فيه أربعون ألف حديث، ولم يلتزم الصحة فيه، وإنما أخرج فيه من لم يجتمع الناس على تركه، وليس كل ما فيه صحيحاً خلافاً لمن زعمه.
وفي حواشي أبي الحسن السندي على المسند نقلاً عن ابن عساكر أن عدد أحاديثه تبلغ ثلاثين ألفاً سوى المعاد، وغير ما ألحق به ابنه عبد الله.
أما المقولة التي تنقل عن أحمد بن حنبل أنه قال: أن هذا الكتاب جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة ألف حديث فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فارجعوا إليه فإن وجدتموه فيه وإلا فليس بحجة. قال أبو المكارم على بن شهاب الظاهر أن هذا القول موضوع على الإمام أحمد لأن في الكتاب الصحيح من الأحاديث من لم يوجد في المسند مع الإجماع على حجتها.(16/6)
أين أجد شرح الشيخ إبراهيم اللاحم مسموعاً؟
ـ[أبو زياد العامري]ــــــــ[20 - 03 - 07, 10:10 م]ـ
بسم الله
أين أجد شرح الشيخ إبراهيم اللاحم مسموعاً؟
أفيدووووووووونا فقد أعياني البحث
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[20 - 03 - 07, 10:13 م]ـ
شرح أيش؟
ـ[ابن صادق المصري]ــــــــ[21 - 03 - 07, 02:17 ص]ـ
دروس الشيخ حفظه الله هنا ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=589)
ـ[أبو زياد العامري]ــــــــ[21 - 03 - 07, 01:41 م]ـ
بسم الله
المعذ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - رة شرح ((نزهة النظر شرح نخبة الفكر))
أخووووووووووووووكم(16/7)
الفوائد الحسان في بذل الإحسان
ـ[أبو الفضل المنزهي]ــــــــ[21 - 03 - 07, 02:36 ص]ـ
الحمد لله وكفى،وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد
فهذه فوائد كنت قد جمعتها اثناء دراستي لكتاب بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي ابي عبد الرحمن للشيخ أبي اسحاق الحويني -حفظه الله-أرجوا الله ان ينتفع بها اخواني في هذا الملتقى المبارك وساكتبها تباعا كلما كان في الوقت متسع والله المستعان وعليه التكلان
الفائدة الأولى: قول أبي حاتم "يكتب حديثه ولا يحتج به"
قال الشيخ (1/ 26) يعني يكتب حديثه في المتابعات والشواهد ولا يحتج به اذا تفرد
الفائدة الثانية: تنبيه على وهم للشوكاني في "نيل الأوطار" وللمباركفوري في "تحفة الأحوذي"
قال الشوكاني في نيل الأوطار: (1/ 163) "واما حديث عائشة فأخرجه ابن ابي حاتم في العلل وحكى عن ابيه ان وهم"كذا! ولعله سبق قلم او نظر فالذي في العلل (1/ 62) عن أبي زرعةوليس عن أبي حاتم، وتبعه على هذا المباركفوري في "تحفة الأحوذي" (1/ 111)(16/8)
دراسة ما روي عن عثمان في شأن لحن القران
ـ[الدكتور جمال أبو حسان]ــــــــ[21 - 03 - 07, 12:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ارجو التكرم بقراءة هذا البحث الذي نشر في مجلة جامعة الزرقاء الاهلية بالاردن
والتكرم بابداء الملاحظات عليه
ـ[الدكتور جمال أبو حسان]ــــــــ[26 - 03 - 07, 11:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لماذا احجم السادة الاكارم عن التعليق على هذا البحث مع مسيس الحاجة الى التعليقات العلمية والنصائح
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[01 - 04 - 07, 09:46 ص]ـ
جزاكم الله كل خير يادكتور وانا مابع بحث حضرتك فى الموضوع من قديم واستمتعت ببحثك حول مرويات عائشة رضى الله عنها وجارى قرائة هذا البحث ان شاء الله وننتظر منك المزيد حول ما جاء عن ابن عباس رضى الله عنه وارضاه
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[02 - 04 - 07, 01:40 ص]ـ
وأنا كذلك جزاك الله كل خير
وقد وجدت الحديث في "أخبار المدينة" (2 - 129) من طريق يحيى بن يعمر عن عثمان.
كما أرجو منكم وضع نسخة مصورة عن هذا البحث كما طبع للإحالة عليه برقم الصفحة.
ـ[الدكتور جمال أبو حسان]ــــــــ[02 - 04 - 07, 10:15 ص]ـ
سآخذ من البحث نسخة عن طريق الماسح الضوئي واضعها في الملتقى بحول الله لكن بعد الانتهاء من امتحانات الشهر الاول في الجامعة(16/9)
طلب ... مراجع للأحاديث الموقوفة
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[21 - 03 - 07, 09:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى كل من يمكنه إفادتي في هذا الموضوع أرجو المساعدة جزاكم الله خيرا
أريد بعض المراجع لعمل بحيث صغير عن هذا الموضوع .. " الأحاديث الموقوفة " من حيث التعريف والأمثلة
وأعذروني لأن خلفيتي في علوم الحديث ضيئلة جدا فدراستنا عامة ومختصرة ومازلنا في بداية المشوار ولم نأخذ سوى محاضرتين في هذا العلم الواسع
وجزاكم الله خيرا
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[23 - 03 - 07, 06:49 م]ـ
الوقوف على ما فى صحيح مسلم من الموقوف لابن حجر
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[04 - 04 - 07, 09:59 م]ـ
الأخ الفاضل .... مصطفى سعد
بارك الله فيك .. وجزاك خيرا وحعله في ميزان حسناتك
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[04 - 04 - 07, 10:31 م]ـ
في المرفقات
والسلام عليكم
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[04 - 04 - 07, 10:40 م]ـ
الملف المرفوع في المشاركة السابقة عبارة عن أطراف الأحاديث الموقوفة في الكتب الستة.
وتعريف الموقوف موجود في الصور مع المرفقات
والسلام عليكم
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[05 - 04 - 07, 09:44 ص]ـ
الملف المرفوع في المشاركة السابقة عبارة عن أطراف الأحاديث الموقوفة في الكتب الستة.
أقصد التسعة, لا الستة.
والسلام عليكم
ـ[أم أبو بكر]ــــــــ[05 - 05 - 07, 06:51 ص]ـ
الأخ الفاضل .... بلال خنفر ....
بارك الله فيك وجزاك خيرا وجعله في ميزان حسناتك
كفيت ووفيت(16/10)
اريد كتاب البيعة في الكتاب والسنة لبدر الرخيص
ـ[أبو عبد الله الطيبي]ــــــــ[22 - 03 - 07, 07:49 ص]ـ
أناأخوكم من فلسطبن اريد كتاب البيعة في الكتاب والسنة:لبدر الرخيص
للضرورة القصوى(16/11)
استدراك على تقريب التهذيب ... لشيخنا عبد المحسن العبّاد حفظه الله
ـ[أبو جعفر المدني]ــــــــ[22 - 03 - 07, 03:10 م]ـ
في يوم الأحد الماضي بتاريخ 28 - 2 - 1427 هـ
وفي درس الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في جامع الترمذي وعند دراسة حديث رقم 3588 بترقيم التحفة، وعند كلام شيخنا عن رجال الإسناد
مر معنا:
محمد بن سالم الربعي البصري من السابعة
قال عنه الحافظ مقبول
قال شيخنا: بل مرتبته أعلى من هذه ففي ترجمته قال عنه أبو حاتم: لا بأس به.
وأيضا ذكره ابن حبان في الثقات ولم يذكر فيه جرحا.
وأيضا صحح حديثه أبو عبد الله الحاكم
لذا فمرتبته أعلى من المقبول الذي لا يحتج به عن التفرد بل يحتاج للمتابعات والشواهد. إ. هـ
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[23 - 03 - 07, 02:04 ص]ـ
شكرا لك برجاء المتابعة
ـ[الدارقطني]ــــــــ[24 - 03 - 07, 10:00 م]ـ
وقال ابن حجر العسقلاني في:"غالب بن نجيح" أيضاً:"مقبول" وقد وثّقه ابن معين كما في سؤالات ابن الجنيد عنه، وقد نبّه على ذلك الشيخ بشار عواد في حاشيته على تهذيب المزي، والله الموفق.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[25 - 03 - 07, 12:57 ص]ـ
لو جمعت استدراكات الشيخ عبد المحسن على التقريب لكان مناسبا(16/12)
أريد أن أعرف مسألة: (الفرق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في الحديث)
ـ[الباحث]ــــــــ[22 - 03 - 07, 09:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسمع كثيراً وأقرأ عن الجدل الدائر بين طلاب العلماء بل وبعض العلماء حول مسألة: (الفرق بين منهج المتقدمين والمتأخرين في الحديث).
وقد هالني بعض من سمعت من وجود إطلاق التبديع والإخراج من أهل السنة بسبب هذه المسألة.
بل قد علمت من الجدل الدائر أن الشيخ حمزة المليباري حفظه الله ووفقه يقول بالتفريق، وقد رد عليه الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله ووفقه في هذه المسألة.
بل إنني في يوم من الأيام وضعتُ في إحدى المنتديات المعروفة شرحاً للباعث الحثيث للشيخ إبراهيم اللاحم حفظه الله ونفع به.
فتم تصنيفي بأني (مليباري)!
مع أنني لا أعرف الشيخ إبراهيم اللاحم حفظه الله، ولكني قرأتُ شرحه فرأيته نافعاً ومفيداً وفيه درر نفيسة.
وحتى الشيخ حمزة المليباري لم أقرأ له حرفاً ولم أسمع له شريطاً، ولو رأيته لما عرفته، ولو سمعتُ صوته لما عرفته.
وقد أعرضتُ عن هذه المسألة شهوراً عديدة لا أقرأها ولا أحاول البحث فيها، ولكنني هالني الجدل والصراع بين طلاب العلم في هذه المسألة.
وإعلان بعضهم ظهور فرقة جديدة باسم (المليبارية)!
كل هذا لا يهم، فهو مجرد استطراد.
والآن أريد أن أعرف باختصار وبدون تطويل ولا استطراد:
ما قصة هذه المسألة؟!
أريد تصوير هذه المسألة باختصار.
وما هو الذي يجعل من لا يرى بالتفريق يهاجم من يقول بها هجوماً شرساً؟
وكذلك الطرف الآخر، رأيتُ منهم من يهاجم من لا يفرق، فلماذا؟
وأرجو ألا تحيلوني على روابط ومواضيع مطولة ومناقشات طويلة!
أفيدوني بارك الله فيكم.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[23 - 03 - 07, 12:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا:
سألخص جوابي في نقاط مختصرة لأن المسألة كبيرة ومتشعبة وقتلت بحثا في المصنفات وعلى هذا الملتقى المبارك
1_ هذه القضية علمية محضة حُمّلت أكثر مما تستحقه ..... ينبغي التفطن لهذا الأمر
2_ ليس ثم تجريح ولا تبديع ولا ولاء ولا براء فكل هذا تهويل ومخالف لأصول أهل السنة في التعامل مع المخالف وعدم التفريق بين مسائل الإجتهاد ومسائل الخلاف
3_ المسألة ليست مقتصرة على الشيخ المليباري ولا الشيخ المدخلي بل الأمر أكبر من الأشخاص لأنه كلام في التفريق بين المناهج
فليس ثم فرقة مليبارية ولا شيء من هذا القبيل وإنما هو تهويل وتفريق وتشتيت ووو ..
4_ الذي يجعل الطرف الغير مفرّق يهاجم الطرف الآخر يعود لعدة أسباب:
_ اعتقادهم أن الطرف الآخر ينتقص من قدر المتأخرين وعلمهم وكذا المعاصرين وخاصة شيوخهم وهذا بدوره طعن في العلماء فينبغي الأخذ على يد الجاني بقوة لردعه
وكتب القوم وكلامهم يكذب هذه التهم
_ الإختلاف في أمور أخرى منهجية عقدية على حد زعمهم
_ اعتقاد بعضهم أن الطرف الآخر يعين _بتفريقه بين المنهجين_ المستشرقين وأعداء السنة!! على هدم السنة
وهذا من أعجب التُهم الملزقة بالمخالف في هذا العصر
_ الحسد من بعضهم
_ الجهل بعلم العلل وعدم التدقيق في كلام أئمة النقد المتقدمين كعلي وأحمد ويحى ونحوهم وهذا من أهم الأسباب لأن كثيرا ممن يتكلم في المسألة لم يمارس هذا العلم عمليا بل مارسه نظريا فقط بل كثير منهم لم يخرج عن كتب محدودة في هذا الفن كالسلسة الصحيحة والبيقونية وبعض كتب المعاصرين ولا علم له بشرح العلل لابن رجب وعلل ابن أبي حاتم مثلا
فهذه بعض الأسباب وقد يكون هناك غيرها وقد تنطبق على البعض دون الآخر
5 - هناك أصول يتفق عليها الطرفان منها:
وجوب انتهاج منهج المتقدمين عند مخالفته لمنهج المتأخرين _إن وجد عند الطرف المنكر للتفريق_ إجمالا لأنهم أي المتقدمون أعلم بهذا الفن وأقعد وعنهم ومن كلامهم أخذ علم المصطلح الذي اصطلح عليه المتأخرون
ومنها تقديم المتقدمين على المتأخرين في العلم والحفظ والمعرفة والفهم وعلم العلل الذي هو أصل التصحيح والتضعيف
ومنها عدم جواز مخالفة ما أجمع عليه المتقدمون لأن إجماع أهل الفن المتخصصين فيه حجة علي غيرهم كم نبه عليه غير واحد من أهل العلم
¥(16/13)
ومنها عدم التزهيد في كتب المتأخرين والمعاصرين وعلمهم أو التحقير من شأنهم وإن اتهم الطرف المفرّق بالتزهيد بكتب المتأخرين والمعاصرين فلا تلفت إلى هذا فليس له أساس من الصحة وإنما هو ذر للرماد في العيون
وكتب القوم طافحة في احترام المتأخرين وعلمهم والاستفادة من تقريراتهم البديعة وفوائدهم المنيفة
هذه بعض الأصول
6 - هذا تعداد على هيئة نقاط لبعض المسائل التي خالف المتأخر فيها المتقدم مستفاد من كتب القوم تصور لك جانبا من المسألة من غير بسط كان بعض الأخوة سأل عن نحو هذا في المجلي العلمي فأجبته قائلا:
1_ الإختلاف فى الزيادة والنقصان (زيادة الثقة وتعارض الرفع والوقف والوصل والإرسال والإدراج وعدمه ... إلخ)
فالمتقدم يعتمد فى ذلك كله على القرائن والملابسات التى تحف الروايات (مقارنة الروايات) وليست عنده قاعدة مطردة فى ذلك
بخلاف المتأخر فهو يقدم الوصل على الإرسال وعنده أن زيادة الثقة مقبولة مطلقا ولهم مذاهب أخرى منثورة فى كتب المصطلح
2_ تجزئة الراوى: فالمتقدم عنده أن الثقة قد يخطأ وأن الضعيف قد يصيب وقد يكون الراوى عنده ثقة فى شيخ ضعيف فى آخر
ثقة إذا حدث من كتابة ضعيف إذا حدث من حفظه
يصحح حديثه إذا حدث فى بلد ويضعفه إذا حدث فى غيره ....
أما المتأخر فعنده الثقة ثقة مطلقا والضعيف ضعيف مطلقا
3_ تفرد الراوى: عند المتقدم أن التفرد إذا كان فى العصور المتأخرة يعتبر علة إلا إذا كان من إمام واسع الرواية على تفصيل فى ذلك
وقذ يردون بعض تفردات من فى العصور المتقدمة ولهم فى كل حديث نقد خاص
بخلاف المتأخر الذى يعتبر أن تفرد الثقة فى أى عصر مقبول مطلقا لأنه ثقة
4_ الشد بكثرة الطرق: فعند المتقدم قد تكون كثرة الطرق ترجع إلى طريق واحد، وما يظن أنه شاهد ليس بشاهد وقد تعلل بعض الطرق بعضها وقد تشده
أما المتأخر فكثيرا ما يتوسع فى هذا ويعتبر أن جميع الطرق محفوظة فيصحح أو يحسن الجميع
5_ نقد المتن:فالمتقدم ينظر إلى المتن هل فيه نكارة أو مخالفة للقرآن أو للأصول أو للواقع العملى وما أشبه ذلك
فيجعل ذلك علة فى الإسناد وإن كان ظاهره الصحة وهذا خاص بأئمة النقد يعنى لايسلكه إلا هم أو من شابههم بخلاف المتأخر الذى لاينظر إلا إلى السند فقط دون المتن
6_ المتقدم كثيرا ما يعتمد فى مجال النقد على القرائن ومقارنة الروايات وله فى كل حديث نقد خاص
بخلاف المتأخر فكثيرا ما يعتمد على قواعد قعّدها ويطردها فى كثير من الجزئيات
7_ رد رواية المدلس:فالمتقدم لايرد رواية المدلس حتى يثبت تدليسه فى هذا الحديث بعينه إذا لم يكن المدلس مكثرا من التدليس وغير مشهور به على تفصيل فى هذا عندهم
أما المتأخر فيردها مطلقا إلا إذا صرح بالتحديث
8_ الإنقطاع: قد يصحح المتقدم الرواية المنقطعة إذا حفتها قرائن تصححها مثل رواية أبى عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه وسعيد بن المسيب عن عمر وغيرها
أما المتأخر فالمنقطع عنده أبدا ضعيف حف بقرائن تصححه أم لا
نعم الأصل عند المتقدم أن المنقطع من جنس الضعيف لكن هذا فى الغالب
9_ الإختلاط: فالمتقدم بفرق بين من فحش إختلاطه كعطاء فيرده وبين من لم يفحش إختلاطه كأبى إسحاق فلا يرده
بخلاف المتأخر الذى يرد رواية المختلط مطلقا
10_ المنكر: المنكر أبدا منكر عند المتقدم
أما المتاخر فقد يصححه بغيره من الطرق ويتوسع فى ذلك
11_ الجهالة: فعند المتقدم قد تحف رواية المجهول قرائن تصححها وخاصة إذا كان من الطبقات المتقدمة ككبار التابعين
بخلاف المتأخر الذي يرد رواية المجهول مطلقا
هذ أبرز المعالم على سبيل الإجمال وهناك غيرها تجدها فى كتب ومقالات من صنف فى المسالة
تنبيه: قد يوافق بعض المتأخرين المتقدمين في بعض هذه المسائل فلا اعتراض لأن المقصود تجلية منهج المتقدم الصحيح ودفع ما خالفه والتنبيه على بطلانه
والله أعلم
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[23 - 03 - 07, 02:09 ص]ـ
جواب ممتع ايها الفلسطينى امجد
ـ[الباحث]ــــــــ[23 - 03 - 07, 03:16 ص]ـ
الأخ الفاضل / أمجد الفلسطيني حفظه الله ووفقه.
جزاك الله خير الجزاء على التوضيح والتفصيل النافع.
ويعلم الله أنني قد استفدتُ منك فوائد كثيرة بهذا الرد.
وجزاك الله خير الجزاء.
ـ[عبداللطيف السعيد]ــــــــ[23 - 03 - 07, 01:55 م]ـ
جزاك الله كل خير أخي الكريم أمجد الفلسطيني وبارك الله في علمك
وأنت يا أخي الباحث جزاك الله كل خير على هذا السؤال المهم
فليتك دائما تتحفنا بمثل هذه الأسئلة ببساطتها وأهميتها
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[28 - 03 - 07, 12:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا
نصيحة تتعلق بما نحن فيه:
لا بد للباحث عن الحق في هذه المسألة أن يديم النظر في كتب العلل وخاصة التاريخ الكبير للبخاري وعلل الترمذي والعلل ابن أبي حاتم
ويمعن النظر في كلام أساطين هذا الفن
وخاصة ابن المديني والبخاري أحمد وهذه الرفقة
وليبذل جهده في فهم كلامهم وضم النظير منه الى نظيره
ولا يجعل مااصطلح عليه أهل المصطلح مفسِرا دائما لكلامهم
فأكثر ما جاء الخلط والخبط من تفسير المصطلحات
وهذا الأخير في كل الفنون وليس مقتصرا على علم الحديث
وينبغى الاعتناء بالناحية العملية أكثر من النظرية
فقد رأيت من تكلم في هذه المسألة قد اعتمد على الجانب النظري فذكر أدلة قوية إلا أنه عند التحقيق لا يتوافق كلامه عند التطبيق العملي
وبارك الله فيكم
¥(16/14)
ـ[أبو جعفر المدني]ــــــــ[29 - 03 - 07, 10:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا على هذه المشاركات النافعة
على رأسهم الفلسطيني
أثابك الله
ـ[أبوصالح]ــــــــ[30 - 03 - 07, 08:40 م]ـ
7_ رد رواية المدلس:فالمتقدم لايرد رواية المدلس حتى يثبت تدليسه فى هذا الحديث بعينه إذا لم يكن المدلس مكثرا من التدليس وغير مشهور به على تفصيل فى هذا عندهم
أما المتأخر فيردها مطلقا إلا إذا صرح بالتحديث
جزاكم الله خيراً أجمعين.
هنا أيضاً صورة أخرى: وهي أن كثيراً من المتأخرين العبرة عندهم بورود صورة التدليس فيصفون الراوي بالتدليس وإن لم يسبقهم أحد من أئمة هذا الشأن من أئمة النقد والعلل ممن سبروا مرويات الرواة وكشفوا طرقها وصيغ أدائها .. وعلى أقل تقدير يُقال: التدليس منه جرح، فكما يتوقف المتأخر في جرحه وتوثيقه للراوي على النظر في أحكام النقّاد ممن تقدم، يُقال مثله في التدليس.
وجزاك الله خيراً.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[31 - 03 - 07, 12:36 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الاخ الفاضل امجد الفلسطيني متعنا الله بعلمك وزادك الله حرضا وعلما وفضلا وفك اسر فلسطين وسائر بلاد المسلمين المعتصبة
أخى الفاضل لى اسئلة فى جوابك الماتع وأرجو أن تعتبرها أسئلة من تلميذك واخيك الصغير ولا تعتبره نقدا أو ماشابه
أولا من الملاحظ أن حضرتك تميل لمنهج المتقدمين ولاشك فى ذلك إذ أن الاشياء التى ذكرتها فى التفريق بين المتقدم والمتاخر تجعل أي انسان مهما كان قليل البضاعة فى علم الحديث يميل الى منهج المتقدمين ويراه هو الصواب الصحيح لذلك أخي الكريم ارى ان فضيلتك_ وأرجو المعذرة _ تحاملت قليلا على المخالفين لمن قالو باتباعهم المتقدمين ويبدو هذا من الاتي
ذكرت فضيلتك:هناك أصول يتفق عليها الطرفان منها:
وجوب انتهاج منهج المتقدمين عند مخالفته لمنهج المتأخرين _إن وجد عند الطرف المنكر للتفريق_ إجمالا لأنهم أي المتقدمون أعلم بهذا الفن وأقعد وعنهم ومن كلامهم أخذ علم المصطلح الذي اصطلح عليه المتأخرون
وعلى حد علمى القاصر طبعا ان المخالفين لمن يقولون انهم على مذهب المتقدمين لايفرقون أصلا بين متقدم ومتأخر بل إنهم يقولون أن المتاخرين صارو على منهج المتقدمين ليس هناك اي فرق بينهم والا لو كانو يقولون بمخالفات او تفرقة لكانو هم والمتبعين للمتقدمين ليس بينهم خلاف فى ذلك أرجو ان تنبهنى اذا غفلت
ثانيا ذكرت فضيلتك:1_ الإختلاف فى الزيادة والنقصان (زيادة الثقة وتعارض الرفع والوقف والوصل والإرسال والإدراج وعدمه ... إلخ)
فالمتقدم يعتمد فى ذلك كله على القرائن والملابسات التى تحف الروايات (مقارنة الروايات) وليست عنده قاعدة مطردة فى ذلك
بخلاف المتأخر فهو يقدم الوصل على الإرسال وعنده أن زيادة الثقة مقبولة مطلقا ولهم مذاهب أخرى منثورة فى كتب المصطلح
وعلى حد علمى القاصر ايضا أن ليس جميع المتاخرين يقولون بان زيادة الثقة مقبولة على طول الخط بل ما اعرف هذا الا عن ابن حزم والنووى والالباني عليهم رحمة الله جميعا وان وجد غيرهم فهم قليل لايوصفو بجميع المتاخرين بل حتى بعض المعاصرين من اهل العلم الافاضل المشتغلين بعلم الحديث قبل ان تنشا هذه المسالة وينشا الخلاف فيها هؤلاء المعاصرين كانو ا لايقبلون زيادة الثقة مطلقا ومع ذلك اراهم اليومن بعد ظهور هذه المسالة فى صف المنكرين للتفرقة بين المتقدم والمتاخر مما يدل على ان هذه القاعدة او عنصر الخلاف الذي ذكرته فضيلتك لاينبغى ان يلصق بالمتاخرين وكما قلت ان هذه العناصر التى ذكرتها لو ثبتت فعلا عن المنكرين للتفرقة لكان حقا على كل مشتغل بعلم الحديث ان يتبع المفرقين
ثالثا:نفس الكلام يقال فى الامر او عنصر الخلاف الثاني والخامس الذي ذكرته فضيلتك فالذي اعرفه عن هؤلاء المتاخرين والمعاصرين المنكرين للتفريق انهم ايضا يقولون ان الثقة قد يخطئ وأن الضعيف قد يصيب وهذا يفسر تحسنهم للحديث بمجموع الطرق إذ ان تحسينهم للحديث بمجموع طرقه اشارة منهم الى ان الراوي خفيف الضبط فى هذا السند قد حفظ هذه الرواية والله أعلم
¥(16/15)
نفس الامر يقال فى عنصر الخلاف الخامس فلو تتبعنا بعض الامثلة للمتاخرين فى نقد المتون لوجدناها كثيرة مما يؤكد ان المتاخرين كانون مثل المتقدمين فى نقد المتون مثل المعاصرين من اهل العلم الافاضل
وكما ذكرت شيخي واخي الكريم ماكان هذا نقدا ويشهد الله بل هى تاملات فى جوابك واسئلة اردت استيضاحها من فضيلتك وجزاك الله عني كل خير وارجو التكرم باجابتى
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[02 - 04 - 07, 01:58 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
نحن إن شاء الله في هذه المدرسة المباركة (الملتقى) طلبة علم يفيد بعضنا بعض ونتجاذب فيما بيننا الفوائد والتنبيهات والإستشكالات
وعلى حد علمى القاصر طبعا ان المخالفين لمن يقولون انهم على مذهب المتقدمين لايفرقون أصلا بين متقدم ومتأخر بل إنهم يقولون أن المتاخرين صارو على منهج المتقدمين ليس هناك اي فرق بينهم والا لو كانو يقولون بمخالفات او تفرقة لكانو هم والمتبعين للمتقدمين ليس بينهم خلاف فى ذلك أرجو ان تنبهنى اذا غفلت
جزاك الله خيرا
الذي أردته بارك الله فيك أن كلا الطرفين متفق على أأن منهج المتقدم أصوب من المتأخر يعني من حيث التأصيل لجلالة المتقدم وسعة حفظه وجودة فهمه
ثم بعد ذلك يختلفان فالطرف المفرّق يقول بأن ثمت خلاف بين منهج المتقدم والمتأخر _ ليس كل المتأخرين فقد يوجد من المتأخرين من وافق المتقدمين في هذه المسألة أو تلك وخالفهم في الباقى أو في كثير من الباقي_ وأما الطرف الغير مفرّق فيزعم أن لافرق بين المنهجين حتى نفرض ما تقدم من وجوب تقديم منهج المتقدم إذا خالفه المتأخر
هذا كله من حيث التنظير العام
أما عند التطبيق فيتناقض الطرف الغير مفرّق فمثلا مسألة زيادة الثقة فلا شك أن صنيع ابن الصلاح والنووى والسيوطي وغيرهم قبول الزيادة مطلقا كما هو مقرر في موضعه
لكن كثير من المخالفين المعاصرين للطرف المفرّق تمسك بمذهب المتقدم في هذه المسألة _ وهو أن الأمر يدور مع القرائن والملابسات_ وخطأ النووي وغيره في هذه المسألة
فهنا إذا زعم أن الخلاف بين المتقدم والمتأخر غير موجود تناقض لأنه بتخطأته لمذهب من قال بقبولها مطلقا وتصحيحه مذهب المتقدم مقر بأن ثمة فرق بين المنهجين
ومثلها مسألة التفرد وغيرها
وهنا تنبيهان:
الأول: أن كثيرا ممن تبنى مذهب المتقدم في حكم زيادة الثقة نظريا قد يخالفه عمليا عند التطبيق للأسف فترى نفسه في النقد بعيدا جدا عن نفس المتقدم في النقد والتعليل
والثاني: أن سبب الخلل في كثير من المسائل أنه يكون بعض المتأخرين وافق المتقدمين في مذهبهم في مسألة أو أكثر وبعضهم لم يوافقهم في عين تلك المسألة فيأتي المخالف للطرف المفرّق فيزعم أن لافرق منهجى بين المتقدم والمتأخر بدعوى موافقة بعض المتأخرين للمتقدمين في كذا وكذا
وهذا خطأ لأن المقصود تجلية منهج المتقدم وتصويبه ورد ما خالفه وتبديده
وعلى حد علمى القاصر ايضا أن ليس جميع المتاخرين يقولون بان زيادة الثقة مقبولة على طول الخط بل ما اعرف هذا الا عن ابن حزم والنووى والالباني عليهم رحمة الله جميعا وان وجد غيرهم فهم قليل لايوصفو بجميع المتاخرين بل حتى بعض المعاصرين من اهل العلم الافاضل المشتغلين بعلم الحديث قبل ان تنشا هذه المسالة وينشا الخلاف فيها هؤلاء المعاصرين كانو ا لايقبلون زيادة الثقة مطلقا ومع ذلك اراهم اليومن بعد ظهور هذه المسالة فى صف المنكرين للتفرقة بين المتقدم والمتاخر مما يدل على ان هذه القاعدة او عنصر الخلاف الذي ذكرته فضيلتك لاينبغى ان يلصق بالمتاخرين وكما قلت ان هذه العناصر التى ذكرتها لو ثبتت فعلا عن المنكرين للتفرقة لكان حقا على كل مشتغل بعلم الحديث ان يتبع المفرقين
جزاك الله خيرا:
أسلفت وقلت أن منشأ الخلل أن كثيرا من المتأخرين قد يوافقون المتقدمين في بعض المسائل فيظن البعض أن لافرق بينهم وبين المتقدمين وهذا ليس بلازم لأن العبرة بالمنهج الذي يسير عليه هل نفسه وأصوله في النقد مثل نفس وأصول المتقدم وإلا بماذا يفسر هذا الخلاف الكبير في التصحيح والتضعيف بين المتقدم والمتأخر
وليس بلازم أيضا لأن الوفاق في مسألة أو مسألتين لا يستلزم الوفاق في المنهج والطريقة
وهذا ليس خاصا بعلم الحديث بل يجري علي خلاف متأخرة الفقهاء من المتعصبة والمقلدة مع متقدمي الفقهاء كالشافعي ونحوه
¥(16/16)
ومثل طريقة الظاهرية في التفقه وخلافهم مع السلف في طريقتهم في الفقه فهل موافقة الظاهري للسلف في مسألة أو أكثر يلزم منه موافقتهم لهم في النهج والطريقة لا
وليس الخلاف هو في مسألة زيادة الثقة فقط بل في مسألة التفرد فنادرا ما ترى المتأخر يُعلّ الطريق بالتفرد وكثيرا ما تراه يقول: المتفرد ثقة ولا يضره تفرده
وهذا ليس بمنهج المتقدم راجع شرح العلل لابن رجب والموقظة وبحث التفرد للدكتور اللاحم
وكذلك مسألة الجمع قبل الترجيح وتوهيم الثقة _ وهذا الفرق يضاف لما سبق من الفروق_
فإن المتأخر إذا اختلف الثقات في بعض الروايات لجأ إلى الجمع بدعوى تعدد الواقعة والحادثة وهذا مسلك ضعفاء المحدثين وكثير من الفقهاء والظاهرية وليس بمنهج المتقدمين كأحمد وعلى ونحوهم كما نبّه عليه ابن القيم في تهذيب السنن
بل المتقدم هنا يفتش عن سبب الوهم ويخطأ الثقة ويحكم عليه بالوهم
وما درسناه في أصول الفقه من تقديم الجمع على الترجيح فليس مطلقا ولا يتنزل على هذه الجزئية التى نحن بصددها
تنبيه: تقدم البحث والكلام عن موقف الألباني رحمه الله من زيادة الثقة في هذا الملتقى فلعلك تراجعه
ثالثا:نفس الكلام يقال فى الامر او عنصر الخلاف الثاني والخامس الذي ذكرته فضيلتك فالذي اعرفه عن هؤلاء المتاخرين والمعاصرين المنكرين للتفريق انهم ايضا يقولون ان الثقة قد يخطئ وأن الضعيف قد يصيب وهذا يفسر تحسنهم للحديث بمجموع الطرق إذ ان تحسينهم للحديث بمجموع طرقه اشارة منهم الى ان الراوي خفيف الضبط فى هذا السند قد حفظ هذه الرواية والله أعلم
جزاك الله خيرا:
تقدم الكلام عن منشأ الخلل في هذا
وأيضا أنا أرى خلاف ذلك فنادرا ما يخطيء المتأخر الثقة ومسألة التفرد دليل على ذلك
وأعود وأنبه إلى أن كثير من المشتغليتن بهذا الفن يخالف ما قرره نظريا بواقعه التطبيقي فينبغي النتبه لهذا
لأن الجانب الأهم هو التطبيقي العملي لا النظري
أما بالنسبة لإصابة الضعيف السيء الحفظ ونحوه فلم أرد ذلك في موطن التحسين بالشواهد فهذا محل اتفاق لاكن مع عدم التوسع في ذلك كما تقدم
وإنما أردت عند تفرد الضعيف ولا توجد طرق تشهد له وتتابعه
فعند إذن ينبغي النظر في حال هذا الضعيف في نفسه هل هناك من القرائن _ غير المتابعة والشواهد_ ما يدل على حفظه لما رواه ولا شك أن هذا من أدق أبواب العلل وأصعبها
قال البخاري لا أروى إلا عمن عرفت صحيح حديثه من ضعيفه
وهكذا كان المتقدم يعلم ما أخطأ فيه الضعيف وما أصاب فيه لأنهم سبروا حديثه وعاينوا الأصول
وأيضا هل هذا الضعيف كان يحفظ حديث من روى عنه ويعتني به أم لا
وأين حدث بهذا الحديث وفي أي موطن ومن كان معه عندما حدث به
وهكذا ونحو هذا من القرائن والملابسات
نفس الامر يقال فى عنصر الخلاف الخامس فلو تتبعنا بعض الامثلة للمتاخرين فى نقد المتون لوجدناها كثيرة مما يؤكد ان المتاخرين كانون مثل المتقدمين فى نقد المتون مثل المعاصرين من اهل العلم الافاضل
جزاك الله خيرا
تقدم الجواب بارك الله فيك ونفع بك
ـ[ابوعبدالكريم]ــــــــ[19 - 04 - 07, 10:34 ص]ـ
يوجد كتاب حول منهج المتقدمين د عبدالرحمن الزيد طبع دار العاصمة
ـ[ابومحمد النيجيري]ــــــــ[19 - 04 - 07, 05:59 م]ـ
السلام عليكم بارك الله فيكم أجمعين وأخص بالذكر الشيخ الفلسطيني والله لقد أبليت بلاء حسنا , وجزاك الله خيرا. فإن هذا الموضوع مما يستوقف الناظر الناقد والمحقق الحاذق , ويحير الباحث النحرير؛ إما لجدته عليه أو لقصر اطلاعه على كتب المتقدمين بل عوز سبر مرامي مصطلاحاتهم وفهمها حسب اطلاقاتها.
على كل بارك الله في كل من ساهم في هذا الموضوع , لكن تستوقفني مسألة اخرى في شرح العلل الصغرى للإمام الترمذي حيث ذكر الامام في مقدمة العلل قوله: (كل ما في هذا الكتاب معمول به .... ما خلا حديثين ثم ذكر حديث ابن عباس وحديث قتل شارب الخمر في المرة الرابعة) / أرجو عدم المؤاخذة فأنا أنقل في هذا الموقف من الحافظة لا يمكنني الرجوع السريع إلى الكتاب حتى أنقل الحديثين وكلام الترمذي بحرفيته /
¥(16/17)
فاستدرك عليه الحافظ ابن رجب بحديث ثالث وهو حديث كنا نلبي عن النساء ونرمي عن الصبيان. فظاهر هذا الاعتراض بل الاستدراك, تناقض الامام الترمذي في هذا الصدد. وقد عرف منهج أولئك العلماء المتقدمين ومنهم الترمذي بدقته ونزاهته وبخاصة في تحرير المسائل فكيف يسوغ ان يقع لهم مثل هذا الخطأ. إلا ويكون لهم المخرج وقد بدا لي من خلال دراستي لهذا الكتاب أمر آخر ... فأرجو من سماحة الإخوة والعلماء أن يسعفونا بالفوائد ويكرمونا بالعوائد. وأخص بالذكر الشيخ الفلسطيني والشيخ أبي عبد الله الساحلي. والله من وراء القصد ونعم الوكيل.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 03:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ جرت في هذه السنة تقريبا نقاشات في مسائل حديثية نظرية وتطبيقية, فبعض العلماء بالحديث اتخذوا منهجا حديثيا وصفوه بمنهج المتقدمين ولم يتفقوا بينهم في تحديد تاريخ معين
لأصحاب هذا المنهج وتجوز بعضهم في أنه ينتهي عند الثلاث مائة إلى الثلاث مائة وخمسين من
الهجرةولكنه لا يجزم بتاريخ معين, ويقول أنه بعد تلك القرون ظهر منهج وصفه بـ المتأخرين
وذكر أن سبب التمييز هو ما وقع فيه المتأخرون بسبب الخلط الواقع في تعريف بعض المصطلحات
بين المحدثين وبين الفقهاء والأصوليين من المتأخرين, مثل قبول زيادةالثقة مطلقا عند المتأخرين بينما المتقدمون لا يقبلونها مطلقا بل بحسب حال الراوي الثقة وما تحفه من القرائن التي يترتب عليها قبول الزيادة من عدمها وغير ذلك من المصطلحات التي لا تخفى على أمثالكم حفظكم الله , ويقولون أن هذا الخلاف كأي خلاف آخر في مسائل العلوم الآلية وتعريف مصطلحاتها , وذكروا نقولات عن ابن حجر
والسخاوي وابن دقيق العيد تؤيد ماذهبوا إليه بأن هنالك فرق بين هؤلاء وهؤلاءفي المنهج.
لذلك أرجوا من فضيلتكم إبداء رأيكم في ذلك , فأن لم تكن في رسالة موسعة لكي يستفيد منها طلبة
العلم فلا أقل من أن تتكرموا بالرد علي حفظكم الله ونفع بعلمكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم .......... حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منهج المتقدمين من أئمة الحديث كأحمد والبخاري والنسائي وأبي داود والترمذي وغيرهم لا حدد بالسنين ولا ينتهي بحدود الثلاثمائة ولا أقل ولا أكثر فهذا الدارقطني أحد ابرز أصحاب هذاالمنهج وهو بعد القرن الثالث، فهذا المنهج تعرف حدوده وتظهر ملامحه بالتطبيق العملي والأصول المتبعة في طريقة التعليل عند أهل هذا الشأن وفيه يعرف منهج أئمة السلف ومنهج كثير من المتأخرين والخلاف بين المنهجين ليس كأي خلاف فهذا يترتب عليه تصحيح الأحاديث وتضعيفها وهذه المسألة بحاجة إلى مؤلف مستقل لعله يتيسر في المستقبل الكتابة في هذا الموضوع، واشير في هذه العجالة إلى أبرز المسائل المتباينة بين منهج المتقدمين وطريقة المتأخرين
1 - زيادة الثقة، وأكثر المتأخرين على منهج الفقهاء والأصوليين يقبلون كل زيادة.
2 - رواية المجهول فأئمة السلف يفصلون فيه ولا يقبلونه مطلقاً ولا يردونه مطلقاً ولا يجعلون مجرد الجهالة علة للحديث بخلافا لمتأخرين يردون مجهول العين ويقبلون مجهول الحال ولهم حول ذلك تفصيلات وتفريعات ليس لها أصل.
3 - التحسين بالشواهد فقد توسع فيه المتأخرون حتى أصبحت أكثرالأحاديث رواجاً وصحة هي من هذا القبيل، وقد جرى تحسينهم لأحاديث مناقضه للأصول ومخالفة للأحاديث الصحيحة في حين كان تعامل السلف في هذا الباب محدوداً وضيقاًومضبوطاً بضوابط دقيقة.
4 - رواية المبتدع فأكثر أئمة الحديث يقبلون رواية المبتدع مطلقاً سواء كان داعية أم لا وسواء روى ما يؤيد بدعته أم لا وهذا قول عامتهم في التطبيق العملي وإن كان قد جاء عن بعضهم خلاف هذا في الأمور النظرية وأما المتأخرون وكثير من المعاصرين فيقولون لا نقبل رواية الداعية ولا نقبله إذا روى مايؤيد بدعته.
5 - الانقطاع فقد كان أئمة السلف يولونه عناية كبيرة ويعتنون به وهم مع هذا لا يجعلونه تلازماًَ بين الانقطاع وضعف الحديث بخلاف المتأخرين فلا يولونهذا الباب غير عناية ويحكمون على كل حديث منقطع بالضعف مطلقاً كما صنعوا في أحاديث أبي عبيدة عن أبيه.
6 - التدليس ذهب أكثر المتأخرين إلى أن التدليس هو العنعنة و بالتالي يحكمون على عنعنة المدلس بالضعف وهذا غلط ومخالف لمنهج الأئمة فهم يفرقون بين التدليس والعنعنة ولذلك لا تراهم يضعفون رواية المدلس الثقة بمجرد العنعنة بل لا بد أن يثبت تدليسه، وفيه غير ذلك من المخالفات بين المنهجين والوقت يضيق عن تفصيلها وأفعل ذلك إن شاء الله في المستقبل
أسأل الله أن يوفقك ويعلمك العلم النافع.
أخوك
سليمان بن ناصر العلوان
27/ 9/1423(16/18)
ما هي خطة البحث المقترحة لرسالة حول التفريق منهج المتقدمين والمتأخرين
ـ[طارق بن سعود]ــــــــ[23 - 03 - 07, 12:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ما هو افضل مقترح وخطة يمكن أن يسار عليه للتفريق بين منهج المتقدمين والمتأخرين؟
وما هي الكتب التي يمكن أن يستعان ب في هذا الموضوع؟
ننتظر ردودكم ....
ـ[ابن القطان العراقي]ــــــــ[24 - 03 - 07, 01:36 م]ـ
أخي الحبيب
اقترح عليك كتب الشيخ الدكتور حمزة المليباري كالنظرات الجديدة وغيرها.
وكتاب الشاذ والمنكر وزيادة الثقة موازنة بين المتقدمين والمتأخرين لشيخنا الدكتور عبد القادر المحمدي ففيها تفصيل نافع.
وانصحك بمرجعتهما للافادة منهما في الخطة وغيرها
ـ[ابوهادي]ــــــــ[26 - 03 - 07, 01:23 ص]ـ
وانا ارى لك اخي الكريم أن تعكس الموضوع فتبحث مثلا في موقف امير الحديث في وقته ابن حجر من آحاديث الرواة الذين في طبقة التابعين ممن فيهم نوع جهالة ولماذا يجهل بعضهم في التقريب او غيره ويصر على تحسين آحاديثهم في كتب اخرى
وفقكم الله وبارك فيكم(16/19)
كم عدد الأحاديث الصحيحة!!؟
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[23 - 03 - 07, 01:12 م]ـ
كم عدد الأحاديث الصحيحة!!؟
أخوتي وأحبابي:
جاءني هذا السؤال، ولعلني أجد الجواب الشافي عندكم:
(سؤال أبحث عن إجابته، ولم أجد حتى الآن إجابة شافية؛
فلعلّها عندكم أجزل الله ثوابكم ..
كم عددالأحاديث الصحيحة، والحسنة!!؟
أقصد الصحيحة تحقيقاً ... )
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 03 - 07, 07:34 م]ـ
روي عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال: صح من الحديث سبعمائة ألف وكسر، وحمله أهل العلم على ما يشمل الأحاديث النبوية وأقوال الصحابة والتابعين.
وذكر الإمام البخاري رحمه الله أنه يحفظ مائة ألف حديث صحيحة، وحمله أهل العلم على اختلاف الأسانيد مع تكرار المتون.
وذكر الإمام النووي رحمه الله أن الأحاديث الصحيحة (أي المحتج بها فتشمل الحسنة) قريب من عشرة آلاف حديث.
وهذا العدد قريب من عدد الأحاديث في صحيح الجامع للشيخ الألباني (أكثر من ثماني آلاف)
وعدد الأحاديث في صحيحي البخاري ومسلم بحذف المكرر أقل من خمسة آلاف، ولم يجمعا كل ما صح بالاتفاق.
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[23 - 03 - 07, 07:45 م]ـ
أثابك الله خيرا ياأخي الفاضل المفضال العالم
أبا مالك العوضي
وهل يعني هذا أن ذلك يشمل:
(عددالأحاديث الصحيحة، والحسنة)!!؟
ودمت من السالمين
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 03 - 07, 10:32 م]ـ
نعم يا شيخنا الفاضل، وشكرا على تواضعكم
وهذا العدد قريب من عدد الأحاديث في صحيح الجامع للشيخ الألباني (أكثر من ثماني آلاف)
معذرة، الصواب (ثمانية)، سبق قلم كيبوردي (ابتسامة)
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[25 - 03 - 07, 01:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل الشيخ مروان يدخل على هذا الرابط ... فهو مفيد ان شاء الله
http://www.ibnamin.com/num_hadith.htm
والسلام عليكم
ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[25 - 03 - 07, 04:41 م]ـ
جزاك الله ألف خير علي هذه الإحالة المفيدة الرائعة
وهو بحث قيم، وفيه المطلوب، وزيادة
وعندنا مثل شاميّ، يقول:
(بيت السبع مايخلى من العظام)
الله يبارك فيكم
ويكرمكم
ودمت من السالمين
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 12:56 ص]ـ
شكر الله لكم شيخنا
ـ[أبو جعفر المدني]ــــــــ[29 - 03 - 07, 10:34 م]ـ
شكرا لكم جميعا على هذه الفوائد
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 07:43 م]ـ
أخي الحبيب العدد الذي ذكرته نقلا عن الائمة أن الأحاديث الصحيحة تبلغ 700 الف حديث أو الف الف حديث يعني 1000000!!!!!!!!!!!!!!!!!!،إذ مراد احمد والبخاري رحمهما الله تعالى طرق الاسناد فقد يكون للحديث الواحد أكثر من عشرين طريقا. ورغم ذلك فلم يقل احد منهما انها احاديث صحيحة،وانما يريدون المحفوظ، (الصحيح والحسن والضعيف).
أما الصحيح على مفهوم المتأخرين فانه لا يتجاوز 4400أربعة الاف واربعمائة حديث كما نقل ابن حجر عن الأئمة في النكت على ابن الصلاح، والله أعلم.
ـ[محمد علي]ــــــــ[13 - 04 - 07, 01:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
4400 فقط؟؟؟؟؟ سمعت الشيخ الحويني يقول إن مجموع ما ثبت من الحديث يقارب 18 أو 20 ألف.
والله أعلم.
ـ[احمد السعد]ــــــــ[23 - 11 - 07, 09:52 ص]ـ
وانا سمعت الشيخ محمد يعقوب يقول باْن عدد الاْحاديث الصحيحة مائة اْلف "100000"
هذا والله اْعلم
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - 11 - 07, 09:45 ص]ـ
قال الامام ابن الجوزي رحمه الله
فصل عدد الأحاديث
جرى بيني وبين احد اصحاب الحديث كلام في قول الإمام احمد: صح من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع مائة الف حديث.
فقلت له: انما يعني به الطرق فقال: لا بل المتون فقلت: هذا بعيد التصور.
ثم رايت لابي عبد الله الحاكم كلاماً ينصر ما قال ذلك الشخص وهو انه قال في كتاب المدخل الى كتاب الإكليل: كيف يجوز ان يقال: ان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبلغ عشرة الاف حديث وقد روى عنه من اصحابه اربعة الاف رجل وامراة صحبوه نيفاً وعشرين سنة بمكة ثم بالمدينة حفظوا اقواله وافعاله ونومه ويقظته وحركاته وغير ذلك سوى ما حفظوا من احكام الشريعة.
¥(16/20)
واحتج بقول احمد: صح من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع مائة الف حديث وكسر وان اسحاق بن راهويه كان يملي سبعين الف حديث حفظاً وان ابا العباس بن عقدة قال: احفظ لاهل البيت ثلاث مائة الف حديث.
قال ابن عقدة: وظهر لابن كريب بالكوفة ثلاثمائة الف حديث.
قلت: ولا يحسن ان يشار بهذا الى المتون.
وقد عجبت كيف خفي هذا على الحاكم وهو يعلم ان اجمع المسانيد الظاهرة مسند احمد بن حنبل وقد طاف الدنيا مرتين حتى حصله وهو اربعون الف حديث منها عشرة الاف مكررة.
قال حنبل بن اسحاق: جمعنا احمد بن حنبل انا وصالح وعبد الله وقرا علينا المسند وقال لنا: هذا كتاب جمعته من اكثر من سبع مائة الف وخمسين الفاً.
فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فارجعوا اليه فان وجدتموه والا فليس بحجة.
افترى يخفى على متيقظ انه اراد بكونه جمعه من سبعمائة الف انه اراد الطرق.
لان السبع مائة الألف ان كانت من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف اهملها.
فان قيل: فقد اخرج في مسنده اشياء ضعيفة.
ثم اعوذ بالله ان يكون سبع مائة الف ما تحقق منها سوى ثلاثين الفاً.
وكيف ضاعت هذه الجملة ولم اهملت وقد وصلت كلها الى زمن احمد فانتقى منها ورمى الباقي.
واصحاب الحديث قد كتبوا كل شيء من الموضوع والكذب.
وكذلك قال ابو داود: جمعت كتاب السنن من ستمائة الف حديث.
ولا يحسن ان يقال: ان الصحابة الذين رووها ماتوا ولم يحدثوا بها التابعين.
فان الأمر قد وصل الى احمد فاحصى سبع مائة الف حديث وما كان الأمر ليذهب هكذا عاجلاً.
ومعلوم انه لو جمع الصحيح والمحال الموضوع وكل منقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاين الباقي.
ولا يجوز ان يقال تلك الأحاديث كلام التابعين فان الفقهاء نقلوا مذاهب القوم ودونوها واخذوا بها ولا وجه لتركها ففهم كل ذي لب ان الإشارة الى الطرق وان ما توهمه الحاكم فاسد.
ولو عرض هذا الاعتراض عليه وقيل له: فاين الباقي لم يكن له جواب.
لكن الفهم عزيز.
والله المنعم بالتوفيق.
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[28 - 11 - 07, 09:55 م]ـ
مواضيع ذات صلة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2312
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=55677
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[29 - 11 - 07, 12:45 ص]ـ
مباحثة لطيفة
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[03 - 12 - 07, 07:20 ص]ـ
المتقدمون مثل البخاري والإمام أحمد يطلقون على الطرق و الأسانيد اسم حديث
فيكون للمتن الواحد عشرون طريقا
فيقول احدهم احفظ عشرين حديثا!! يقصد متنا واحدا بعشرين طريقا ..(16/21)
أحتاج مساعدتكم في بحث بيعتين في بيعة
ـ[ياسر بن عبد الرحمن]ــــــــ[23 - 03 - 07, 02:54 م]ـ
سأبدأ ببحث مسألة (بيعتين في بيعة) وأرجو من إخواني الأفاضل أن يزودوني بكل ما يعينني على تقديم هذا البحث وإخراجه كما ينبغي.
* ومما ينقصي في هذا البحث:
- خطة البحث وكيفية الدخول فيه على مسألة (بيعتين في بيعة).
- الآثار الواردة في هذه المسألة وتخريجاتها بدقة.
- صور المسألة , وصور معاصرة.
- زيادة مراجع للمسألة.
شاكر لكم.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[23 - 03 - 07, 03:09 م]ـ
رأي في مسألة بيعتين في بيعة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22800&highlight=%C8%ED%DA%CA%ED%E4+%C8%ED%DA%C9)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[23 - 03 - 07, 03:11 م]ـ
ما درجة حديث: من باع بيعتين فى بيعة فله أوكسها أو الربا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9101&highlight=%C8%ED%DA%CA%ED%E4+%C8%ED%DA%C9)
ـ[ياسر بن عبد الرحمن]ــــــــ[23 - 03 - 07, 11:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أهلاً بك عزيزي (نضال دويكات) شاكر لك على إضافتك وقد مررت على هذه المواضيع من قبل وبإنتظار المزيد .. شكرا لك مرة أخرى وأنتظر ...
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[24 - 03 - 07, 03:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يمكنك أخي أن تضع الخطة التالية:
تمهيد يتضمن تعريف البيع وأركانه وشروط صحته باختصار ثم الشروط في البيع وهي نوعان:
شروط صحيحة وشروط فاسدة وكل منهما ثلاثة أنواع.
و الشروط الفاسدة هي:
1 - ما يبطل العقد من اصله (كاشتراط عقد آخر مع العقد الأول ويدخل هنا بيعتان في بيعة)
2 - ما يصح معه البيع ويبطل الشرط.
3 - ما لاينعقد معه البيع وهو البيع المعلق ....
هذا تمهيد ويكون باختصار حتى تدخل صلب الموضوع وهذا التقسيم تقسيم الحنابلة ويمكنك أن تضيف إليه تقسيمات المذاهب الأخرى.
ثم تبدأ بذكر المباحث التالية:
المبحث الأول: جمع أحاديث الباب والحكم عليها:
1 - حديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عند أحمد و أبي داود والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم والبيهقي بلفظ " نهى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن بيعتين في بيعة " واللفظ الآخر بالزيادة.
2 - حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند أحمد والترمذي وابن ماجه والحاكم والبيهقي بلفظ " طل الغني ظلم وإن أحلت على مليء فاتبعه ولا تبع بيعتين في بيعة " وهو منقطع.
3 - حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عند احمد وأبي داود والترمذي والنسائي والحاكم والبيهقي بلفظ " لا يحل سلف وبيع ولا شرطان في بيع ولا ربح ما لم يضمن ولا بيع ما ليس عندك "
4 - حديث ابن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عند أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وابن حبان والعقيلي في الضعفاء واختلف في وقفه ورفعه وهو بلفظ " نهى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن صفقتين في صفقة "
المبحث الثاني: تفسير قوله " بيعتين في بيعة " و" صفقتين في صفقة " وينظر ما ذكره الثوري ومالك والشافعي وأحمد وإسحاق وأبو عبيد وغيرهم. ينظر جامع الترمذي عند الحديث وغريب الحديث لأبي عبيد والتمهيد لابن عبد البر وغيرها.
المبحث الثالث: الصور التي تندرج تحت قوله " بيعتين في بيعه " وحكم هذه الصور.
المبحث الرابع: حكم البيع بالتقسيط.
المبحث الخامس: حكم الإجارة المنتهية بالتمليك.
المبسوط (6/ 200) بدائع الصنائع (5/ 187) تبيين الحقائق (4 78) بداية المجتهد (2/ 144) الاستذكار (6/ 448) التمهيد (24/ 388) مغني المحتاج (2/ 30) المغني (4/ 313) (5/ 562) (6/ 133) الإنصاف (4/ 349) حكم بيع التقسيط د. محمد عقلة الإبراهيم بيع التقسيط رفيق المصري بيع التقسيط وأحكامه سليمان التركي،الإيجار المنتهي بالتمليك د. حسن الشاذلي، الإيجار الذي ينتهي بالتمليك للشيخ عبدالله المحفوظ بن بيه، الإجارة المنتهية بالتمليك خالد الحافي
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[24 - 03 - 07, 07:03 ص]ـ
هناك رسالة للشيخ عبدالرحمن عبدالخالق
بعنوان:
القول الفصل في بيع الأجل
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[24 - 03 - 07, 07:04 ص]ـ
وهناك مناقشات للشيخ الألباني رحمه الله
وهي مسجلة ومفرقة
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[24 - 03 - 07, 03:35 م]ـ
بارك الله فيك دكتور مسدد الشامي لكن المرفقات غير موجودة
ـ[ياسر بن عبد الرحمن]ــــــــ[25 - 03 - 07, 01:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شاكر للجميع إضافاتهم وأخص بالشكر الأخ (أبو حازم الكاتب).
فبما كتبت فائدة عظيمة لي وإن استطعت أن تزيدني .. وبالنسبة لآخر ما كتبت هل هي مراجع للمسألة؟
ـ[ياسر بن عبد الرحمن]ــــــــ[18 - 04 - 07, 01:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أهلاً بالإخوة , هل من جديد ومزيد؟
فمازلت أجمع للبحث.
وفقكم الله لكل خير. وأعانني وإياكم على مرضاته.
¥(16/22)
ـ[د صالح حمد]ــــــــ[03 - 02 - 08, 01:43 ص]ـ
للشيخ الدكتور خلدون الأحدب بحث في جزء خفيف وتكلم على اسانيد الحديث وبالأخص اسناد عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، كتاب قيم فلعله يفيدك كبداية في جمع أوابد أحاديث المسألة.
ـ[محمد العامر]ــــــــ[08 - 02 - 08, 12:49 ص]ـ
للشيخ خالد الباتلي كتاب أحاديث البيوع المنهي عنها وقد بحث هذه المسألة في قرابة 30 صفحة(16/23)
هل يصلح أبو علي الغساني كموضوع لرسالة ماجستير
ـ[خالد عياد]ــــــــ[23 - 03 - 07, 07:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفيدوني جزاكم الله خيرا، هل تصلح الكتابة في أبو علي الغساني وجهوده في خدمة السنة كرسالة للماجستير في قسم الحديث.
بارك الله فيكم
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[24 - 03 - 07, 01:46 م]ـ
جزاك الله خيرا
لا شك في ذلك إذا لم يكن هذا الموضوع مطروحا من قبل وابحث في رسائل المغاربة
ومن خلال كتابه تقييد المهمل تستطيع معرفة منهجه في الحديث واستفد من مقدمة تحقيق التقييد
والله أعلم
ـ[سلمان الكندي]ــــــــ[24 - 03 - 07, 02:27 م]ـ
يفضل أن يكون عنوان الرسالة: ((الجياني ومنهجه في كتابه التقييد)).
أو:
((الجياني وجهوده في خدمة الصحيحين)) من خلال كتابه: التقييد.
ـ[أبو عبدالرحمن الغريب]ــــــــ[24 - 03 - 07, 09:47 م]ـ
راجع مقدمة المحققين الفاضلين: علي العمران و محمد عزير، في التقييد، طبعة دارعالم الفوائد.(16/24)
عناوين مقترحة لرسائل جامعية
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[23 - 03 - 07, 09:15 م]ـ
اتصل بي كثير من الآخوة من طلاب الدراسات العليا يرغبون باقتراح بعض العناوين وهذه طائفة منها.
ـ[أبو الحارث اليمني]ــــــــ[23 - 03 - 07, 09:22 م]ـ
جزاك الله خيرا
كنت قد علقت على الموضوع السابق
لكن الظاهر أن الموضوع تكرر عليك
ـ[طالبة الحديث وعلومه]ــــــــ[23 - 03 - 07, 09:37 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابن القطان العراقي]ــــــــ[23 - 03 - 07, 11:30 م]ـ
شيخنا الفاضل جزاك الله خيرا،لبيتم طلبنا،وأسأل الله أن يحفظكم لنا،ولعل الله أن نتشرف بالجلوس بين يديكم من جديد.
تلميذكم المحب:
عبد الرحمن الشمري
ـ[خالد الجنوبي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 03:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ياشيخنا الفاضل ولكن هل هناك عناوين في الحديث لان الموجود اغلبه مصطلح اتمنى الافادة او اذا اخترت موضوع من التي طرحتها هل تساعدني بوضع الخطة
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 09:30 ص]ـ
أبشر أخي سأساعدكم قدر المستطاع. أن شاء الله.
ـ[خالد الجنوبي]ــــــــ[05 - 04 - 07, 04:21 ص]ـ
جزيت خيرا وكتب الله أجرك شيخنا الفاضل ولكن هل بعناوين في الحديث الموضوعي
ـ[فواز الجهني]ــــــــ[07 - 04 - 07, 12:42 ص]ـ
هناك بعض المواضيع قد طرقت سابقاً
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[07 - 04 - 07, 10:07 م]ـ
أخي الفاضل الجهني
لا أفهم ما تقصده ولعلك تريد الموضوعات التي ذكرناها في احدى التعليقات حول كتاب التاريخ الكبير للبخاري،ولا أرى فيها ههنا تكرارا اللهم الا عنوانا او اثنين،جزاك الله خيرا.
ـ[مليحةجان]ــــــــ[11 - 04 - 07, 06:18 م]ـ
أخي الفاضل قد رأيت تلك العناوين , ولا يصلح للدكتوراه إلا الأول والثالث , و أظن أن أصول النقد من حيث الدراية عند أحد من الأئمة يمكن أن يكون موضوعا علميا , ما رأيكم , جزاكم الله
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[11 - 04 - 07, 07:04 م]ـ
أخي أعتقد أن أغلب الموضوعات تصلح للدكتوراه،وتحتاج الى مزيد تأمل منك أخي الحبيب وفقك الله.
الدكنور عبد القادر المحمدي
رئيس قسم الحديث في الجامعة الاسلامية -بغداد.
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[11 - 04 - 07, 07:18 م]ـ
أخي الفاضل أعتقد أن أغلب الموضوعات تصلح للدكتوراه،واختيار الموضوع يحتاج الى مزيد تأمل منك أخي الحبيب وفقك الله.
الدكتور عبد القادر المحمدي
رئيس قسم الحديث في الجامعة الاسلامية -بغداد.
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[11 - 04 - 07, 09:07 م]ـ
شيخنا الفاضل
هل هناك عناوين لرسالة ماجستير (بحث تكميلي في الحديث)
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[12 - 04 - 07, 12:22 ص]ـ
أخي الفاضل السنيدي وفقكم الله
قد تنفعك العناوين وفق التسلسل (7و8و13و14و19و24و25)
ـ[ياسمين المسلمة]ــــــــ[24 - 11 - 08, 10:50 م]ـ
شكرا أخي الكريم ,لكن هذه العناوين في الحديث فهلا أفدتمونا بعناوين في الفقه لم تدرس أو يمكننا دراستها كرسائل علمية شاكرة للجميع تعاونهم.
ـ[أم شروق]ــــــــ[25 - 11 - 08, 11:21 ص]ـ
الألفاظ القليلة أو النادرة في النقد، فيما أعتقد هناك بحث قريب للدكتور السعدي الهاشمي وهو دكتور في جامعة أم القرى،
ـ[أبو البراء المصري الأثري]ــــــــ[27 - 11 - 08, 03:02 ص]ـ
أخي الكريم
انا عندي بحث في موضوع المشددون والمتساهلون في الجرح والتعديل
وهو موجود في الملتقى كجزء من بحث الجرح والتعديل بين النظرية والتطبيق ارجو ان تطلع عليه وتخبرني برايك فيه
ـ[الباحث]ــــــــ[27 - 11 - 08, 07:10 ص]ـ
عندي عنوان مقترح لرسالة الماجستير:
(رواة البخاري المتكلم فيهم) جمعاً ودراسة.
ـ[ياسمين المسلمة]ــــــــ[27 - 11 - 08, 11:21 ص]ـ
شكرا لكم جميعا في هذا الملتقى ووفقكم الله لما يحب ويرضى , أنا اختصاصي فقه اسلامي وليس حديث وأريد موضوعا فيه شئ معاصر ,,أشكركم مرة أخرى وأدعو الله لي ولكم بالتوفيق.
ـ[إسماعيل ربابعة]ــــــــ[18 - 10 - 10, 10:54 ص]ـ
مشكورين وهل نستطيع الحصول على اميل الدكتور ابي ذر المحمدي لدكنور عبد القادر المحمدي
رئيس قسم الحديث في الجامعة الاسلامية -بغداد. اميلي esmaeel_1973@yahoo.com
ـ[أبو براء الخطيب]ــــــــ[26 - 11 - 10, 09:12 م]ـ
أرجو من الدكتور عبدالقادر المحمدي وفقه الله ان يذكر ايميله لغرض استشارته في موضوع رسالة دكتوراه.
ـ[أبو براء الخطيب]ــــــــ[26 - 11 - 10, 09:28 م]ـ
اخي الدكتور المحمدي حفظه الله ما رايك ب منهج ابن رجب في تقوية الحديث الضعيف من خلال كتبه هل يصلح لرسالة دكتوراه؟
ـ[حبيب الدين الحسني]ــــــــ[27 - 11 - 10, 05:27 م]ـ
وأيضاً دكتور عبد القادر: هل يصلح"الإمام الداني وأثره في علوم الحديث" كرسالة دكتوراه.
أفدنا بارك الله فيك.(16/25)
أشرف حديث رواه أهل الشام
ـ[بندر بن حسن العبدلي]ــــــــ[24 - 03 - 07, 01:48 ص]ـ
هذا الحديث القدسي الذي يقول فيه الإمام أحمد إمام أهل السنة والجماعة هو أشرف حديث رواه أهل الشام (لأن رواة هذا الحديث كلهم من أهل الشام) وهم أبو ادريس الخولاني ـ الذي كان اذا روى هذا الحديث جثا على ركبتيه رحمهالله ـ رواه عن أبي ذر الغفاري.
والحديث نقله لناالامام مسلم في صحيحه.
فإلى الحديث وقد جعلت معه تعليقات يسيره لمن أراد إلقاءه كدرس أو كلمة أو خطبة:
قال الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه سبحانه وتعالى انه قال
} ياعبادي إني حرمت الظلم علىنفسي {
الله سبحانه وتعالى الذي لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون يحرم الظلم على نفسه وهو سبحانه الذي يحكم بالعدل والذي أمر بالقسط وقال عن نفسه وماربك بظلام للعبيد وقال أيضاً ان الله لايظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون ويقول الشاعر:
ما للعبادِعليه حق واجب
كلا ولا سعي لديه ضائع
إن عذبوا فبعدله أو نعموا
فبفضله وهو الكريم الواسع
ثم يقول سبحانه} وجعلته بينكم محرمافلاتظالموا {
أي لايتعدى بعضكم على بعض وقد أخبر سبحانه في محكم التنزيل بأنه لايحب الظالمين فقال سبحانه ((والله لايحب الظالمين)) وبين حالهم في أيات كثيرة فقال سبحانه ((وماللظالمين من أنصار)) وقال سبحانه ((فلا عدوان إلا على الظالمين)) وقال عز من قائل ((والله لايهديالقوم الظالمين)) وأخبر عن مثواهم فقال ((وبئس مثوى القوم الظالمين)) ويخبر سبحانه عن إمهاله لهم فيقول ((ولا تحسبن الله غافلاً عما يعملُ الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار))
وروى البخاري عن عبدالله عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((الظلم ظلمات يوم القيامة))
وروى البخاري أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً إلى اليمن فقال له ((إتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب))
لا تظلمن اذا ماكنت مقتدراً
فالظلم يرجع عقباه إلى الندم
فتنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم
ثم يقول سبحانه} يا عبادي كلكم ضال إلىمن هديته فاستهدوني أهدكم {
فمنلم يوفقه الله تبارك وتعالى لسلوك طريق الحق فإنه ضال لامحاله مهما بدت أمامه الحجج، فما علينا إلا أن نطلب الهداية من الله تبارك وتعالى فإذا أقبل العبد على الله وطلبه الهداية ورجاه فإن الله تبارك وتعالى يهديه ولا يرده
ثم يقول سبحانه} يا عبادي كلكم جائع إلامن أطعمته فاستطعموني أطعمكم {
فهوسبحانه الرزاق ذو القوة المتين الذي تكفل فقال (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها) فيا أيها المحتاج ويا أيها الفقير يا من تسأل الناس أطلب الرزق من مسبب الأسباب من الذي يطعم ولا يطعم ثم ابذل السبب يرزقك الله سبحانه وتعالى ولا تفعل السبب وتنسى خالق الأسباب سبحانه وتعالى
ثم يقول تعالى} يا عبادي كلكم عار إلا منكسوته فاستكسوني أكسكم {
فمن يكسينا الا الله سبحانه وتعالى
ثم يقول تعالى في هذا الحديث} يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفرلكم {
نعم فكل ابن آدم خطاء وخيرالخطائين التوابون والرسول صلى الله عليه وسلم ضرب لنا في ذلك المثل الأعلى فقد كان صلى الله عليه وسلم يستغفر الله في اليوم أكثر من مئة مرة بل كان ربما أستغفر في المجلس الواحد أكثر من سبعين مره، يقول سبحانه وتعالى في حديث آخر (يا ابن ادم إنكما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي)
ثم يقول سبحانه وتعالى} يا عبادي إنكم لنتبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني {
فإن الخلق لن يضروا الخالق شيئاً فمن كفر فلا يضر إلا نفسه ومن كان صالحاً فلنفسه ولن ينفع الله بشيء
ثم بين ذلك سبحانه فقال} يا عبادي لو أنأولكم وأخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي،يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحدٍ ما نقص ذلك من ملكي شيئاً {
فلا يزيد ملكه سبحانه بالطاعة ولا ينقص بالمعصية
ثم أخبرسبحانه وتعالى بعد ذلك بما يدل على العطاء الواسع والغنى المطلق الذي لا يحده حدفقال} يا عبادي لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيدٍواحدٍ فسألوني فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئاً إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر {
ثم يأتي النداء العاشر والخاتمة المهمة التي يجب أن ينتبه لها كل أحد} يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراًفليحمد الله {نعم فالفضل لله وحده لأنه هو الذي هداه واجتباه ووفقه لطريق الخير
} ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه {لأن الحجة قد قامت عليه وجاءه النذير
هذا بعض ما تيسرمن شرح الحديث أسأل الله أن ينفع به
وصلى الله وسلم على عبده وخليله محمد.(16/26)
من يشرح لي الإسناد العالي والنازل بالأمثلة؟؟
ـ[الفقيرة لربها]ــــــــ[24 - 03 - 07, 02:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة:
بعد القراءة والتمحيص في كتب المصطلح في موضوع (الإسناد العالي والنازل) لم تتبلور الفكرة بعد في ذلك بسبب:
قلة الأمثلة التقريبية -الأسانيد- وكل ماقرأته عبارة عن شروح ولكن لم تدعم بالأمثلة. وثقتي بالله عزوجل ثم بالأخوة الأفاضل بمد يد العون -أرجو أن يكون قبل الأسبوع القادم- وأسأل المولى عزوجل أن يجعله في موازين أعمالنا
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
ـ[أبو الفضل المنزهي]ــــــــ[24 - 03 - 07, 11:19 م]ـ
قال صاحب الباعث الحثيث:"
ولما كان الإسناد من خصائص هذه الأمة، وذلك أنه ليس أمة من الأمم يمكنها أن تسند عن نبيها إسناداً متصلاً غير هذه الأمة. فلهذا كان طلب الإسناد العالي مرغباً فيه، كما قال الإمام أحمد بن حنبل: الإسناد سنة عمن سلف.
وقيل ليحيى بن معين في مرض موته: ما تشتهي؟ قال: بيت خالي، وإسناد عالي.
ولهذا تداعت رغبات كثير من الأئمة النقاد، والجهابذة الحفاظ، إلى الرحلة إلى أقطاب البلاد، طلباً لعلو الإسناد. وإن كان قد منع من جواز الرحلة بعض الجهلة من العباد، فيما حكاه الرامهُرمُزي في كتابه الفاصل.
ثم إن علو الإسناد أبعد من الخطأ والعلة من نزوله. وقال بعض المتكلمين: كلما طال الإسناد كان النظر في التراجم والجرح والتعديل أكثر فيكون الأجر على قدر المشقة.
وهذا لا يقابل ما ذكرناه والله أعلم.
وأشرف أنواع العلو ما كان قريباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد تكلم الشيخ أبو عمر هاهنا على " الموافقة "، وهي: انتهاء الإسناد إلى شيخ مسلم مثلاً. " والبدل "، وهو: إنتهاءه إلى شيخ شيخه أو مثل شيخه. " والمساواة "، وهو: أن تساوي في إسنادك الحديث لمصنف. " والمصافحة " وهي: عبارة عن نزولك عنه بدرجة حتى كأنه صافحك به وسمعته منه.
وهذه الفنون توجد كثيراً في كلام الخطيب البغدادي ومن نحا نحوه، قد صنف الحافظ ابن عساكر في ذلك مجلدات. وعندي أنه نوع قليل الجدوى بالنسبة إلى بقية الفنون.
فأما من قال: إن العالي من الإسناد ما صح سنده، وإن كثرت رجاله -: فهذا اصطلاح خاص، وماذا يقول هذا القائل فيما إذا صح الإسنادان، لكن أقرب رجالاً؟ وهذا القول محكي عن الوزير نظام الملك، وعن الحافظ السلفي.
وأما النزول فهو ضد العلو، وهو مفضول بالنسبة إلى العلو. اللهم إلا أن يكون رجال الإسناد النازل أجل من رجال العالي، وإن كان الجميع ثقات.
كما قال وكيع لأصحابه: أيما أحب إليكم: الأعمش عن أبي وائل عن؟ ابن مسعود، أو سفيان عن منصور إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود؟ فقالوا: الأول، فقال: الأعمش عن أبي وائل: شيخ عن شيخ، وسفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود: فقيه عن فقيه، وحديث يتداوله الفقهاء أحب إلينا مما يتداوله الشيوخ.
ـ[الفقيرة لربها]ــــــــ[25 - 03 - 07, 02:58 م]ـ
أبو الفضل المنزهي:
شكرا لك. ولكن هذا الكلام وقفت عليه وأريد من يبسطه لي حتى أفهم المراد؟؟؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 03 - 07, 03:58 م]ـ
إذا نقلتِ قولاً عن الشيخ العثيمين من طريق:
(أحمد) عن (محمد) عن الشيخ العثيمين
ثم
لقيتِ (محمدا) فحدثك عن الشيخ العثيمين
فالأول: إسناد (نازل)
والثاني: إسناد (عالٍ) لقلة العدد بينك وبين الشيخ بالنسبة للطريق الأول
مثال من الواقع الإسنادي:
الترمذي له شيخ واسمه (قتيبة بن سعيد) يروي عنه مباشرة كثيراً
وفي إسناد للترمذي يقول فيه:
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، حدثنا أحمد بن سعيد الدرامي، حدثنا قتيبة
فالأول إسناد (عالٍ)
والثاني (نازل)
قال الشيخ محمد عمرو عبداللطيف:
وهذا إسناد نازل للترمذي يلتقي أيضاً عند شيخه قتيبة، ولم أدْر ما الذي حمله على ذلك.
ـ[الفقيرة لربها]ــــــــ[25 - 03 - 07, 04:15 م]ـ
الأخ/ إحسان العتيبي
جزاك الله خيرا فقد فهمت المراد ... وزال كثيرا من الإشكال
ولكن كيف أعرف ذلك في الأسانيد الحديثية؟ و هل يؤثر ذلك في درجة الحديث؟
و المعذرة للإطالة.
ـ[الفقيرة لربها]ــــــــ[25 - 03 - 07, 04:18 م]ـ
الأخ /إحسان العتيبي
جزاك الله خيرا فهمت المراد ... وزال كثير من الإشكال
ولكن كيف أعرف ذلك في الأسانيد الحديثية؟ و هل يؤثر ذلك في درجة الحديث؟
و المعذرة للإطالة.
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[25 - 03 - 07, 04:25 م]ـ
هذا مثال من صحيح البخاري:
حدثنا محمد بن سنان قال حدثنا فليح ح و حدثني إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن فليح قال حدثني أبي قال حدثني هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال:
(بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي ...... )
أورده البخاري عاليا عن فليح بواسطة محمد بن سنان فقط
ثم أورده نازلا بواسطة محمد بن فليح وإبراهيم بن المنذر عن محمد.
¥(16/27)
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[25 - 03 - 07, 06:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسألة الاسناد العالي والاسناد النازل مسألة نسبية ... ترجع الى طبقة الراوي نفسه ...
مثال: الامام أحمد بن حنبل رضي الله عنه يروي في المسند أحاديث ثلاثية ((أي أحاديث يفصل بينه وبين الرسول عليه الصلاة والسلام ثلاثة أشخاص فقط)) والثلاثيات في عصر الامام أحمد تعتبر من الأسانيد العوالي جداً.
أما بالنسبة للامام سعيد بن المسيب مثلاً, فهو من طبقة كبار التابعين, فمثل هذا الاسناد يعتبر نازلاً, لأن مثل هذه الطبقة لابد أن تروي عن النبي عليه الصلاة والسلام بواسطة واحدة فقط (طبقة الصحابة).
الامام أحمد رضي الله عنه توفي سنة 241 هـ والاسناد الثلاثي يعتبر في عصره عالي.
الامام سعيد بن المسيب رضي الله عنه توفي سنة 94 هـ والاسناد الثلاثي يعتبر بالنسبة لعصره وطبقته اسناد نازل.
**** بمعنى أن الاسناد يحكم عليه بالعلو أو النزول بحسب طبقة الراوي وسنة وفاته.
والله تعالى أعلم
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[25 - 03 - 07, 06:27 م]ـ
ولكن كيف أعرف ذلك في الأسانيد الحديثية؟ و هل يؤثر ذلك في درجة الحديث؟
الكتب التي اعتنت باحوال الرجال, فمنها ما يذكر طبقة الراوي وسنة وفاته.
وكون الحديث ذو اسناد عال أو نازل لا يؤثر على درجته الحديثية.
فحديث نازل رجاله ثقات خير من ألف اسناد عال في كل واحد منها كذاب أو وضاع للحديث.
أما اذا تساوى رجال الاسناد من جهة الضبط, فان الاسناد العالى منهما أفضل من الاسناد النازل ((مع أن ذلك لا يؤثر في الحكم على الحديث الا في حالات معينة فقط)).
والله تعالى أعلم
ـ[الفقيرة لربها]ــــــــ[25 - 03 - 07, 11:36 م]ـ
الأخ: خالد البحريني، وبلال خنفر
جزاكم الله عني خير الجزاء وأجزل لكم المولى في العطاء وجعل لكما الجنة هي الجزاء- وسائرالمسلمين - فقد استفدت كثيراً في هذا المنتدى المبارك ولا أملك إلا أن أدعو للجميع بالتوفيق والسداد، و العزة في الدنيا والأخرة. آميييييييييييييين.
ـ[الفقيرة لربها]ــــــــ[05 - 04 - 07, 07:45 م]ـ
وقد تكلم الشيخ أبو عمر هاهنا على " الموافقة "، وهي: انتهاء الإسناد إلى شيخ مسلم مثلاً. " الموافقةوالبدل "، وهو: إنتهاءه إلى شيخ شيخه أو مثل شيخه. " والمساواة "، وهو: أن تساوي في إسنادك الحديث لمصنف. " والمصافحة " وهي: عبارة عن نزولك عنه بدرجة حتى كأنه صافحك به وسمعته منه.
أريد أمثلة على (الموافقة-الموافقة-المصافحة)
ـ[عبد الله بن إبراهيم المدني]ــــــــ[06 - 04 - 07, 06:17 م]ـ
وقفت على كتاب منذ زمن وهو عندي بعنوان:
مسألة في العلو والنزول في الحديث
للحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي المعروف بابن القيسراني
وقد شرح هذا الأمر المدعمة بالأمثلة فعليك بمراجعته
وكذا في كتب ابن حجر كالنزهة وغيره الأمثلة والباسطة في الطرح فراجعيها ....
ثم أن مسألة النزول والعلو هي مسألة لا تتعلق بصحة أو ضعف الاسناد البتة.
فعلى طالب العلم الجد والاجتهاد في معرفة العلوم المهمة من مصطلح الحديث، والله ولي التوفيق.
ـ[أبو زاهر]ــــــــ[07 - 04 - 07, 05:38 م]ـ
وكل ما قلت رجاله علا * وضده ذاك الذي قد نزلا
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[07 - 04 - 07, 09:21 م]ـ
لماذا تحذفون الأعضاء أيها المشرف .... صبراً ... ستندم أيها المشرف
إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحي فاصنع ما شئت
ـ[الفقيرة لربها]ــــــــ[08 - 04 - 07, 03:30 م]ـ
الأخ / عبد الله بن إبراهيم المدني
أنا أعلم أنه من العلوم التي لا ينبغي الإنشغال بها ولكن لدي واجب في هذا الموضوع.
أبو زاهر وبلال خنفر جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو زاهر]ــــــــ[08 - 04 - 07, 06:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... الأخت الكريمة .. قال ناظم البيقوني رحمه الله:
وكل ما قلت رجاله علا ** وضده ذاك الذي قد نزلا
الاسناد العالي: هو الذي قل عدد رجاله بالنسبة الى سند آخر يجيء به ذلك الحديث بعدد أكثر.
الاسناد النازل: هو الذي كثر عدد رجاله بالنسبة الى سند آخر يجيء به ذلك الحديث بعدد أقل.
فالعلو والنزول أمر نسبي.
بمعنى كلما قل عدد الرواة في الاسناد (بين المصنف وبين الصحابي او الرسول صلى الله عليه وسلم) كان السند عالياً بسبب ان احتمال الخطأ فيه أقل.
بينما اذا كان عدد رجال الاسناد كثير كان احتمال الخطأ اكبر ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... الأخت الكريمة ..
لا توجد مصنفات خاصة بالاسانيد العالية أوالنازلة بشكل عام، لكن افرد العلماء بالتصنيف أجزاء أطلقوا عليها اسم " الثلاثيات" ويعنون بها الأحاديث التي فيها بين المصنف وبين الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشخاص فقط، وفي ذلك اشارة الى اهتمام العلماء بالأسانيد العوالي، فمن تلك الثلاثيات:
1) ثلاثيات البخاري. للحافظ بن حجر.
2) ثلاثيات أحمد بن حنبل، للسفاريني.
انتهى ملخصا من كتاب تيسير مصطلح الحديث للدكتور محمود الطحان.
¥(16/28)
ـ[أبو زاهر]ــــــــ[08 - 04 - 07, 06:12 م]ـ
الأمثلة كثيرة قارني بينالاسناد في سنن البيهقي وبين الاسناد في صحيح البخاري رحمها الله تعالى. فاسناد البخاري اعلى بكثير (رجال اسناده اقل من رجال اسناد البيهقي)
ـ[عبد الله بن إبراهيم المدني]ــــــــ[08 - 04 - 07, 11:09 م]ـ
الأخ / عبد الله بن إبراهيم المدني
أنا أعلم أنه من العلوم التي لا ينبغي الإنشغال بها ولكن لدي واجب في هذا الموضوع.
أبو زاهر وبلال خنفر جزاكم الله خيرا.
خلاص عليكم بالكتاب المذكور، وما ذكره الأخوة الأفاضل فيه خير أيضاَ.(16/29)
عدم اشتراط المنافاة في رد زيادات الثقات
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - 03 - 07, 03:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فإن من أهم المسائل وأكثرها أثرًا في علم الحديث: مسألة زيادة الثقة، وهي مما كثر الخلاف حوله، والكلام فيه، واختلفت فيه الأنظار، وتباينت فيه المناهج.
ولستُ هنا بصدد الكلام عن أحوال الزيادة من حيث القبول والرد، والمناهج المختلفة في ذلك، فإن لذلك مجالاتٍ أخرى، إنما أريد بيان أمرٍ تتابع عليه جمعٌ من المتأخرين؛ ثم عامة المعاصرين، في ردّ زيادة الثقة.
وذلك أنهم اشترطوا لردِّ زيادة الثقة: كونها منافية لمعنى أصل الحديث، حيث تتعارض الزيادة التي زادها الثقة مع أصل الحديث الذي رواه من لم يذكر تلك الزيادة، وهذه الحال التي يُلجأ حينها - عندهم - إلى الترجيح في الزيادة. وأما حيث لا تنافي؛ فإن الزيادة مقبولة، ويُجمع بينها وبين أصل الحديث.
ولهذا يكثر قولهم في الاعتراض على من ردّ بعض الزيادات: "هذه الزيادة غير منافية، فلا وجه لردها"، وقولهم في بحث بعض الزيادات: "زيادة الثقة مقبولة ما لم تقع منافية لرواية من هو أوثق"، ونحو ذلك.
وأساس هذا هو متابعة الأصوليين والفقهاء في كون الجمع قبل الترجيح، وهذا ليس من منهج نقاد أهل الحديث - في نقد الحديث - في شيء، كما سيظهر جليًّا - إن شاء الله تعالى -.
فسأذكر - بعون الله - أمثلةً لتصرفات بعض كبار الأئمة مع زيادات ثقات ليست منافيةً لمعنى أصل الحديث.
تمهيد مهم:
قد يُخالف القارئُ الإمامَ في حكمه على الزيادة، إلا أن المقصود بيان منهج الإمام في التعامل مع ما وصلَهُ هو مما صورته: زيادة ثقة.
فإن الإمام يحكم على الرواية التي بين يديه، التي تمثّل "زيادة ثقة"، وقد يستدرك الباحث على الإمام بأنه لم ينفرد بها راويها، أو نحو ذلك، إلا أن ذلك لا يقضي على المثال، لأن المقصود أن نعرفَ منهج الإمام في التعامل مع تلك الزيادة التي ينظر فيها، ونطرُدَهُ في الزيادات المشابهة لها التي لم نجد له فيها كلامًا؛ ليكون حكمنا كحكمه لو تكلّم في تلك الزيادات.
فالمراد هنا ليس بيان الحكم النهائي على كل زيادة تُذكر، إنما المراد: بيان كيفية تعامل الأئمة مع تلك الزيادة على صورتها التي وصلتهم، وذلك لأخذ المنهج في التعامل مع سائر الزيادات التي تصلنا كما وصلت تلك الزيادةُ الأئمةَ.
وقد بيّن شيئًا من منهج التعامل مع تصرفات الأئمة وأمثلتهم على القواعد والمصطلحات= الشيخ إبراهيم اللاحم في شرح الموقظة (الشريط الرابع عشر)، وكلامه - رعاه الله - قيّم ومهم.
ولعلي أضع الأمثلة على دفعات، وقد يتخلل ذلك بعض تنظيرات الأئمة، وكلام بعض المشايخ الفضلاء. والله الموفق والمعين.
ملحوظة: استفدت بعض الأمثلة من:
- الشاذ والمنكر وزيادة الثقة، لعبد القادر المحمدي،
- العلة وأجناسها عند المحدثين، لمصطفى باحو،
- قواعد العلل وقرائن الترجيح، لعادل الزرقي.
ويحسن للناظر في هذا الموضوع الرجوع إلى هذه الكتب والإفادة منها.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[24 - 03 - 07, 03:43 م]ـ
المثال الأول:
أخرج ابن أبي شيبة (10356) عن أبي خالد الأحمر، وابن زنجويه في الأموال (2391) من طريق ابن المبارك، ومسلم (985) من طريق حاتم بن إسماعيل، وأبو داود (1618) وأبو يعلى (1227) وابن حبان (3307) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وابن خزيمة (2413) من طريق حماد بن مسعدة،
وأخرج الشافعي في السنن المأثورة (380) - وراوي السنن من طريق الشافعي هو الطحاوي؛ وأخرجه من طريقه أيضًا في بيان مشكل الآثار (3421) -، والحميدي في مسنده (742)، وأبو داود (1618) - ومن طريقه البيهقي في الكبرى (4/ 172) - عن حامد بن يحيى، والنسائي في الصغرى (5/ 52) والكبرى (2293) - وعنه الطحاوي في بيان مشكل الآثار (3420) - عن محمد بن منصور، وابن خزيمة (2414) عن عبد الجبار بن العلاء، والدارقطني (2/ 146) من طريق العباس بن يزيد وسعيد بن يحيى بن الأزهر الواسطي، كل هؤلاء عن سفيان بن عيينة،
¥(16/30)
ستتهم - أبو خالد الأحمر وابن المبارك وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وحماد بن مسعدة وابن عيينة - عن محمد بن عجلان، عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال: "لا أخرج أبدًا إلا صاعًا، إنا كنا نخرج على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صاعًا من تمر أو شعير أو أقط أو زبيب"، هذا لفظ يحيى القطان.
إلا أن لسفيان بن عيينة فيه زيادة، بيانها في مراحل روايته الآتية - وتقسيم المراحل لزيادة البيان، وإلا فقد تكون غير دقيقة إلى حدٍّ ما -:
الأولى: أثبت حامد بن يحيى وسعيد بن الأزهر عنه زيادة: "أو صاعًا من دقيق"، وروجع فيها - كما في رواية العباس بن يزيد عنه -؛ فقال: "بلى، هو - يعني: الدقيق - فيه".
فقد كان سفيان يثبت لفظة "الدقيق" ويؤكدها.
الثانية: قال محمد بن منصور: (ثم شك سفيان؛ فقال: "دقيق أو سلت")، فأثبت محمد بن منصور وعبد الجبار بن العلاء عنه قوله: "من سلت"، وجمع بين السلت والدقيق العباس بن يزيد،
الثالثة: كان الأئمة ينكرون على سفيان بن عيينة هذه الزيادة مع أنه كان يثبتها متأكدًا منها (سواءً كانت الدقيق أو السلت)، قال أبو داود: (قال حامد - يعني: ابن يحيى -: "فأنكروا عليه الدقيق")، وقد بيّن العباسُ بن يزيد بعضَ مَنْ أنكر؛ قال: (فقال له علي بن المديني - وهو معنا -: "يا أبا محمد، أحدٌ لا يذكر في هذا: (الدقيق) ").
قال حامد بن يحيى: "فتركه - يعني: الدقيق - سفيانُ"، أي: لم يَعُدْ يرويه، وعلى هذا جاءت رواية الشافعي والحميدي عنه.
قال أبو داود: "فهذه الزيادة وهمٌ من ابن عيينة"، وأشار النسائي إلى إعلال هذه الزيادة؛ قال - في الكبرى -: "لا أعلم أحدًا قال في هذا الحديث: (دقيقًا) غير ابن عيينة".
الخلاصة:
روى سفيان بن عيينة هذا الحديث بزيادة الدقيق - أو السلت؛ على شكّه -، وسفيان هو "أحد الأعلام، ثقة ثبت حافظ إمام"، ولكن خالفه:
1 - أبو خالد الأحمر،
2 - وابن المبارك،
3 - وحاتم بن إسماعيل،
4 - ويحيى بن سعيد القطان،
5 - وحماد بن مسعدة،
وهؤلاء بين ثقة ثبت حافظ وثقة وصدوق.
ولما كان ذلك كذلك؛ "أنكر" الأئمة هذه الزيادة عليه، وممن أنكر:
1 - جمعٌ من النقاد؛ قال حماد بن يحيى: "فأنكروا عليه الدقيق"، وهذا يفيد أن أئمة النقد في عصره أنكروا عليه،
2 - ومنهم: علي بن المديني،
وبعد هذا الإنكار، توقف سفيان بن عيينة في الزيادة؛ فكان لا يرويها، وهذا قبولٌ منه - رحمه الله - لكلام النقاد،
3 - ثم أنكرها بعد: أبو داود،
4 - والنسائي،
5 - وابن خزيمة؛ قال في التبويب على هذه الحديث: "باب إخراج السلت صدقة الفطر إن كان ابن عيينة ومن دونه حفظه ... "،
6 - والبيهقي؛ قال: "رواه جماعة عن ابن عجلان، منهم حاتم بن إسماعيل، ومن ذلك الوجه أخرجه مسلم في الصحيح، ويحيى القطان وأبو خالد الأحمر وحماد بن مسعدة وغيرهم = فلم يذكر أحدٌ منهم الدقيق غير سفيان، وقد أُنكر عليه فتركه".
النظر في حال الزيادة:
هذه الزيادة زيادة في متن الحديث، وليست منافيةً لمعنى أصل الحديث من أي وجه، فالأصل فيه تعداد بعض الأموال التي تُخرَجُ في الزكاة، وهذه الزيادة ذكرُ مالٍ لم يُذكر في الأصل.
النتيجة:
أنكر الأئمة على أحد الثقات الأثبات زيادةً زادها وليس فيها منافاة لمعنى أصل الحديث، فقبل راويها إنكارهم - مع أنه كان متأكدًا منها أولاً -، وصار يتركها، "لأنه علم أنه لم يتابع عليها؛ فخشي الوهم" (الشاذ والمنكر، للمحمدي، ص324).
ولو كانت المنافاة تشترط عند أئمة الحديث لِرَدِّ زيادات الثقات؛ لَصَاحَ بذلك سفيان بن عيينة على من أنكر عليه، ولَمَا قبل منهم إنكارهم - خاصةً أنه كان كالمتأكد من زيادته -، وهذا لازمُ القول باشتراط المنافاة.
فائدة: في هذا المثال أمران:
1. ابتداء الأئمة إنكارَ زيادة الثقة - ولو كان ثبتًا حافظًا - إذا تبيّن خطؤها ولو لم تكن منافية لمعنى أصل الحديث،
2. وقبول الأئمة ذلك الإنكار.
يتبع - بعون الله -.
ـ[ابن القطان العراقي]ــــــــ[24 - 03 - 07, 07:23 م]ـ
بارك الله فيك فهذه من دقائق الامور التي لا يفهمها الا المبرزين في هذا الفن وأعتقد أن شيخنا المحمدي من أوائل الباحثين المعاصرين الذين نبهوا الى هذه المسألة.وفقه الله
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[25 - 03 - 07, 07:11 م]ـ
¥(16/31)
وفيك بارك الله أخي الكريم.
وكتاب د. المحمدي من الكتب المفيدة والجريئة في الطرح، ولكنني أظنه يبحث في المسألة التي أشرتُ إليها بقولي:
ولستُ هنا بصدد الكلام عن أحوال الزيادة من حيث القبول والرد، والمناهج المختلفة في ذلك، فإن لذلك مجالاتٍ أخرى
وفقك الله.
---
المثال الثاني:
أخرج أبو داود الطيالسي (ص317) وأحمد (2/ 480) والطحاوي في شرح المعاني (1/ 21) وابن عبد البر في التمهيد (18/ 267) من طريق شعبة،
وابن راهويه في مسنده (257) - وعنه النسائي في الكبرى (9797) - وابن أبي شيبة (1829) - وعنه ابن ماجه (363) - وأحمد (2/ 253، 424) وابن عساكر في تاريخ دمشق (5/ 95) من طريق أبي معاوية،
وابن أبي شيبة (36243) عن أبي أسامة حماد بن أسامة،
وابن راهويه (256) عن جرير،
ومسلم (279) من طريق إسماعيل بن زكريا،
والدارقطني (1/ 63) من طريق عبد الواحد بن زياد،
والطبراني في الأوسط (7644) والصغير (942) من طريق أبان بن تغلب، وفي الصغير (256) من طريق عبد الرحمن بن حميد،
وأخرج مسلم (279) والنسائي في الصغرى (1/ 53، 176) والكبرى (65) والبيهقي (1/ 239، 256) من طريق علي بن حجر، وابن الجارود (51) وابن خزيمة (98) - وعنه ابن حبان (1296) - والدارقطني (1/ 64) من طريق إسماعيل بن الخليل، وأبو عوانة في مسنده (538) من طريق عبد الله بن محمد الكرماني، والبيهقي (1/ 18) من طريق منجاب بن الحارث، أربعتهم عن علي بن مسهر،
ثمانيتهم - شعبة وأبو معاوية وأبو أسامة وجرير وإسماعيل بن زكريا وعبد الواحد بن زياد وأبان بن تغلب وعبد الرحمن بن حميد - عن الأعمش، عن أبي صالح وأبي رزين، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات"، وبعضهم يذكر أبا صالح وحده، وآخرون أبا رزين وحده، وجمعهما قومٌ، وزاد بعضهم ألفاظًا أخرى في غير تطهير الإناء.
وقد انفرد علي بن مسهر في روايته بزيادة لفظ الإراقة؛ قال: "فليرقه، ثم ليغسله ... "، وفي ألفاظ: "فليهرقه".
الخلاصة:
روى علي بن مسهر هذا الحديث بزيادة الإراقة، وعلي ثقة، فُضّل على أبي معاوية الضرير - على حفظ أبي معاوية -، ولكن خالفه:
1 - شعبة بن الحجاج،
2 - وأبو معاوية الضرير،
3 - وأبو أسامة حماد بن أسامة،
4 - وجرير بن عبد الحميد،
5 - وإسماعيل بن زكريا،
6 - وعبد الواحد بن زياد،
7 - وأبان بن تغلب،
8 - وعبد الرحمن بن حميد،
وهؤلاء بين ثقة ثبت حافظ وثقة وصدوق.
ولما كان ذلك كذلك؛ خطَّأ الأئمة عليَّ بن مسهر في هذه الزيادة:
1 - فأخرج روايتَهُ مسلمٌ، ثم أتبعها مباشرة برواية إسماعيل بن زكريا، وقال: "ولم يقل: (فليرقه) "، فأشار مسلم بهذا إلى خطأ علي بن مسهر بهذه الزيادة، وأنه مُخالَفٌ فيها،
2 - وقال النسائي: "لا أعلم أحدًا تابع علي بن مسهر على قوله: (فليرقه) "، وهذه إشارة من النسائي إلى خطئه في تفرده هذا،
3 - قال ابن حجر في الفتح (1/ 275): (وقال حمزة الكناني: "إنها غير محفوظة")،
4 - وقال ابن حجر في التلخيص (1/ 23): (وقال ابن منده: تفرد بذكر الإراقة فيه عليُّ بن مسهر، ولا يُعرف عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بوجهٍ من الوجوه إلا من روايته")،
5 - وقال ابن عبد البر في معرض الردّ على من احتج بهذه الزيادة: "أما هذا اللفظ في حديث الأعمش: (فليهرقه)؛ فلم يذكره أصحاب الأعمش الثقات الحفاظ؛ مثل شعبة وغيره".
النظر في حال الزيادة:
هذه الزيادة زيادة في متن الحديث، وليست منافيةً لمعنى أصل الحديث من أي وجه، فالأصل فيه الأمر بغسل الإناء الذي ولغ فيه الكلب، وفي هذه الزيادة الأمر بإراقة الإناء ثم غسله، ويظهر عدم التنافي من أن الغَسْل موجود في الأصل وفي رواية الزيادة.
النتيجة:
خطَّأ غير واحد من الأئمة المتقدمين أحد الثقات في زيادته زيادةً ليس فيها منافاة لمعنى أصل الحديث، وهذا دليلٌ أكيد على عدم اشتراط المنافاة لِرَدِّ زيادات الثقات عندهم.
ولو كانت المنافاة مشترطة؛ لما قال حمزة في الزيادة: "غير محفوظة"، ولَمَا ردّ ابن عبد البر الاستدلال بها بتفرد راويها، ولَمَا أشار غيرهما إلى خطأ راويها إذ تفرد بها.
يتبع - بإذن الله -.
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[25 - 03 - 07, 11:22 م]ـ
أريد بيان أمرٍ تتابع عليه جمعٌ من المتأخرين؛ ثم عامة المعاصرين، في ردّ زيادة الثقة.
وذلك أنهم اشترطوا لردِّ زيادة الثقة: كونها منافية لمعنى أصل الحديث، حيث تتعارض الزيادة التي زادها الثقة مع أصل الحديث الذي رواه من لم يذكر تلك الزيادة، وهذه الحال التي يُلجأ حينها - عندهم - إلى الترجيح في الزيادة. وأما حيث لا تنافي؛ فإن الزيادة مقبولة، ويُجمع بينها وبين أصل الحديث.
أخي الحبيب: أولا: لم يقل احد من المحدثين المتقدمين برد زيادة الثقة مطلقا أو قبولها مطلقا،بل ذهبوا الى التفصيل في ذلك .. وهو ما رجحه الحافظ في النكت.
ثانيا: ولم يشترط احد من أهل الحديث من المتأخرين والمعاصرين عدم المنافاة فقط لرد الزيادة من الثقة،بل ذكروه شرطا من الشروط الأخرى،وقد ناقشهم الحافظ ابن حجر في النكت وبين مخالفة من شرط عدم المنافاة مع القول بالقبول مطلقا.
ثالثا: ذهب جمهور النقاد المتأخرين الى متابعة المتقدمين في مفهوم الزيادة ........
أما القول بقبولها مطلقا فهو قول أهل الفقه والأصول،والله أعلم
بل اقول إن كثيرا من الزيادات التي قبلها المتأخرون انما هي من قبيل الشذوذ والنكارة .........
وقد فصلنا القول في كتابنا الشاذ والمنكر وزيادة الثقة.
وأما عن قول اخي الفاضل ابن القطان العراقي
فانا لست أول من قال ولست سوى طويلب علم أمام جهابذة العلم كالشيخ الالباني رحمه الله والشيخ عبد الله السعد والشيخ الدكتور حمزة المليباري، والشيخ العوني وغيرهم من جهابذة العلم من المعاصرين حفظهم الله ومتعنا بهم.
أخوكم
خادم السنة: الدكتور عبد القادر المحمدي
¥(16/32)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[27 - 03 - 07, 12:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا ونفع بكم:
مربط الفرس وضربة الأستاذ في هذه الجزئية المطروحة هو أن المتقدم يجعل تفرد الثقة دون أصحابه دليل على الوهم لأنه يقول ويستغرب: أين كان باقي الأصحاب عن مثل هذه الزيادة فعندئذ يحكم عليها بأنها غير محفوظة ولذلك يكثر في كلامهم رحمهم الله عند كلامهم عن الزيادات في الروايات:
"تفرد به فلان"
" لا يتابع عليه "
" غير محفوظ"
"وهم فلان" ونحو هذه العبارات
إذا تقرر هذا وعلمنا سبب دفع هذه الزيادة لم يلتفت إلى كون هذه الزيادة منافية أم موافقه لأن الوهم حاصل بمجرد التفرد
والمتأخر يخالف في هذا لعدم ربطه بين مسألة الرد بالتفرد الدّال على وهم المتفرد بمسألة زيادة الثقة والله أعلم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[20 - 04 - 07, 07:21 م]ـ
الشيخ د. عبد القادر المحمدي: أحسن الله إليكم، وجزاكم خيرًا.
والكلام هنا ليس على قضية: متى تقبل الزيادة ومتى ترد - كما نوَّهتُ أولاً -.
ولعلكم تتفضلون ببيان قولكم:
ثانيا: ولم يشترط احد من أهل الحديث من المتأخرين والمعاصرين عدم المنافاة فقط لرد الزيادة من الثقة،بل ذكروه شرطا من الشروط الأخرى،وقد ناقشهم الحافظ ابن حجر في النكت وبين مخالفة من شرط عدم المنافاة مع القول بالقبول مطلقا.
فما الشروط الأخرى التي اشترطها المتأخرون غير المنافاة؟ وبمَ ردّ ابن حجر؟ وما قولكم في تعليق بعض المتأخرين على تقسيم ابن الصلاح لزيادات الثقات - أخص القسم الثالث -، وهل يفيد اشتراط المنافاة لرد الزيادة أم لا؟
والكلام هنا مخصوصٌ بالزيادة التي يزيدها الثقة، ولا يذكرها غيره من الثقات، وليس فيها منافاة من جهة المعنى لأصل الحديث، فلا حاجة إذن لذكر أن المتأخرين اشترطوا - مثلاً - كون الزائد ثقةً.
والمعوّل في كلامي عن المتأخرين = على تطبيقاتهم أكثر منه على تنظيراتهم.
بارك الله فيكم ووفقكم.
الشيخ أمجد: أحسن الله إليك، لمحة غاية في الدقة والإفادة.
مثالٌ ثالث:
أخرج مالك (135) - ومن طريقه الشافعي في مسنده (1503) والبخاري (306) وأبو داود (283) والنسائي في الكبرى (223) وابن المنذر في الأوسط (807) وأبو عوانة (928) والطحاوي في شرح المعاني (1/ 102) وبيان المشكل (2735) وابن حبان (1350) والطبراني في الكبير (24/ 358) والدارقطني (1/ 206) والبيهقي (1/ 324) -،
وعبد الرزاق (1165) - وعنه ابن راهويه (565) - عن معمر،
وعبد الرزاق (1166) - ومن طريقه الطبراني في الكبير (24/ 357) - عن ابن جريج،
وابن راهويه (565) والطوسي في الأربعين (7) والطبراني في الكبير (24/ 357) من طريق سفيان الثوري،
والحميدي (193) - ومن طريقه الطبراني في الكبير (24/ 358) والبيهقي (1/ 327) وابن عبد البر (16/ 61، 22/ 104) - والبخاري (320) والبيهقي (1/ 327) من طريق سفيان بن عيينة،
وأحمد (6/ 194) والدارقطني (1/ 206) من طريق يحيى القطان،
وابن سعد في الطبقات (10/ 233) وابن أبي شيبة (1344) - ومن طريقه البيهقي (1/ 324) - وابن راهويه (563) - وعنه النسائي (1/ 122، 184) والنسوي في الأربعين (23) - وأحمد (6/ 194) ومسلم (333) والترمذي (125) وابن ماجه (621) وأبو عوانة (927) وابن أبي داود في مسند عائشة (36) من طريق وكيع،
وابن راهويه (563) - وعنه النسائي (1/ 122، 184) والنسوي في الأربعين (23) - والترمذي (125) من طريق عبدة بن سليمان،
وابن راهويه (563) - وعنه النسوي في الأربعين (23) - والبخاري (228) ومسلم (333) والترمذي (125) والنسائي (1/ 122، 184) والدارقطني (1/ 206) والبيهقي (1/ 344) وابن عبد البر في التمهيد (22/ 104) من طريق أبي معاوية الضرير،
والدارمي (774) وابن الجارود (112) وأبو عوانة (927) والبيهقي (1/ 323، 324) من طريق جعفر بن عون،
والبخاري (325) وابن المنذر (808) والدارقطني (1/ 206) - ومن طريقه وطريق آخر البيهقي (1/ 324) - من طريق أبي أسامة،
والبخاري (331) وأبو داود (282) والبغوي في الجعديات (2676) والطبراني في الكبير (24/ 360) والبيهقي (1/ 324) من طريق زهير بن معاوية،
ومسلم (333) والبيهقي (1/ 329) من طريق عبد العزيز بن محمد،
ومسلم (333) والبيهقي (1/ 324) من طريق عبد الله بن نمير،
ومسلم (333) وابن أبي داود في مسند عائشة (36) من طريق جرير،
¥(16/33)
والنسائي (1/ 186) من طريق ابن المبارك،
والنسائي في الصغرى (1/ 186) والكبرى (224) من طريق خالد بن الحارث،
وابن المنذر في الأوسط (805) والبيهقي (1/ 324) وابن عبد البر في التمهيد (22/ 104، 105) من طريق محمد بن كناسة،
وابن المنذر (807) وأبو عوانة (928) والطحاوي في شرح المعاني (1/ 102) وبيان المشكل (2735) من طريق عمرو بن الحارث وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي والليث بن سعد،
وابن أبي داود في مسند عائشة (36) من طريق محمد بن فضيل،
وأبو عوانة (929) والطبراني في الكبير (24/ 361) وفي الأوسط (4281) من طريق أيوب السختياني،
والطحاوي (1/ 103) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد،
والطبراني في الكبير (24/ 359) من طريق شعبة،
وفيه (24/ 360) من طريق زائدة بن قدامة،
وفيه (24/ 361) من طريق مسلمة بن قعنب،
وفيه (24/ 361) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم،
والبيهقي (1/ 329، 2/ 402) من طريق محاضر بن المورع،
وذكر الدارقطني في العلل (14/ 138) - غير من سبق - رواية إبراهيم بن طهمان، وزفر بن الهذيل، وسعيد بن يحيى اللخمي، والمفضل بن فضالة، وعثمان بن سعيد الكاتب، ووهيب، وعلي بن مسهر، وعباد بن عباد، وداود العطار، ومالك بن سعير، وعيسى بن يونس، وأبو بدر، وابن هشام بن عروة، وعلي بن غراب، وعباد بن صهيب،
وأخرج والبيهقي (1/ 116) من طريق أبي الربيع، كلهم عن حماد بن زيد،
والدارمي (779) والطحاوي في شرح المعاني (1/ 103) وبيان المشكل (2734) من طريق الحجاج بن منهال، وأبو يعلى (4486) عن إبراهيم بن الحجاج السامي، وابن عبد البر في التمهيد (22/ 104) من طريق عفان، ثلاثتهم - الحجاج وإبراهيم وعفان - حماد بن سلمة،
والطحاوي في شرح المعاني (1/ 102) وبيان المشكل (2732) والطبراني في الكبير (24/ 360) وابن عبد البر في التمهيد (22/ 103) من طريق أبي حنيفة،
وابن حبان في صحيحه (1354) من طريق أبي حمزة السكري،
وفيه (1355) من طريق أبي عوانة،
والطبراني في الكبير (24/ 361) من طريق الحجاج بن أرطأة،
وابن عبد البر في التمهيد (16/ 95) من طريق يحيى بن هاشم،
وذكر الدارقطني في العلل (14/ 140) رواية محمد بن عجلان ويحيى بن سليم الطائفي،
كل هؤلاء - وهم تسعة وأربعون رجلاً - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قالت فاطمة بنت أبي حبيش لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني لا أطهر، أفأدع الصلاة؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما ذلك عرق وليس بالحيضة، فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة، فإذا ذهب قدرها فاغسلي عنك الدم وصلي"، هذا لفظ الشافعي عن مالك عن هشام.
وألفاظ الرواة في العموم متقاربة، قال الدارقطني - بعد أن ذكر من سبق نقلهم عنه وغيرَهم -: "واتفقوا في متنه أيضًا على قوله: (وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلي)، إلا أن مالكًا قال: (فإذا [ذهب] قدرها) " ا. هـ.
لكن بعض الرواة - وهم: حماد بن زيد وحماد بن سلمة وأبو حنيفة وأبو حمزة وأبو عوانة والحجاج بن أرطأة ويحيى بن هاشم ومحمد بن عجلان ويحيى بن سليم - قالوا: "فاغسلي عنك الدم وتوضئي وصلي"، ولبعضهم نحو هذه الكلمة، فزادوا لفظ الوضوء.
وذكر الترمذي في روايته أن أبا معاوية ذكر لفظ الوضوء، إلا أن سائر الرواة عن أبي معاوية لا يذكرونه، فإن صح أن هنادًا شيخ الترمذي ذكره عن أبي معاوية؛ فلعله أخطأ، قال ابن رجب في الفتح (2/ 71، 72): "وكذلك رويت من طريق أبي معاوية، عن هشام، خرجه الترمذي عن هناد عنه، وقال: قال أبو معاوية في حديثه: وقال: (توضئي لكل صلاة، حتى يجيء ذلك الوقت). والصواب: أن هذا من قول عروة، كذلك خرجه البخاري في كتاب الوضوء عن محمد بن سلام عن أبي معاوية عن هشام فذكر الحديث، وقال في آخره: قال: وقال أبي: (ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت). وكذلك رواه يعقوب الدورقي عن أبي معاوية، وفي حديثه: (فإذا أدبرت فاغسلي الدم ثم اغتسلي)، قال هشام: قال أبي: (ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت). وخرجه إسحاق بن راهويه عن أبي معاوية، وقال في حديثه: قال هشام: قال أبي: (وتوضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت) ".
¥(16/34)
وأما رواية حماد بن سلمة، فإن من رواها عنه مثبتًا لفظ الوضوء: الحجاج بن منهال، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وخالفهما عفان، قال: (فاغسلي عنك الدم ثم تطهري وصلي)، قال هشام: كان عروة يقول: "الغسل" الأول، ثم "الطهر" بعد.
وإبراهيم بن الحجاج له أوهام، وعفّان مقدّم على الحجاج إذا اختلفا. قال ابن رجب في الفتح (2/ 71): "وقد رويت لفظة الوضوء من طريق حماد بن سلمة عن هشام، خرجه الطحاوي من طريق حجاج بن منهال عن حماد. ورواه عفان عن حماد، ولفظه: (فاغسلي عنك الدم، ثم تطهري وصلي، قال هشام: كان عروة يقول: "الغسل" الأول، ثم قال بعد: "والطهر") " ا. هـ.
وأنكر بعض الأئمة زيادة الوضوء، ولما كانت أشهر الروايات التي جاءت تلك الزيادة فيها: رواية حماد بن زيد = أنكرها الأئمة عليه وحدَهُ، فإنه قد خالف نحو أربعين لم يذكروها!
ولسنا هنا بصدد الحكم على هذه الزيادة، وهل توبع حماد بن زيد عليها أم لا، وهل يُتابع الأئمة على إنكارهم إياها أم لا، بل المراد بيان تصرف الأئمة مع مثل زيادة حماد. وراجع التمهيد الذي قدّمتُ أول هذا المبحث.
إنكار الأئمة الزيادة:
1 - أسند مسلم روايات جمع فيهم حماد بن زيد، ثم قال: "وفي حديث حماد بن زيد زيادة حرف تركنا ذكره"، وفسّر البيهقي الحرف بأنه زيادة "توضئي"،
2 - وقال النسائي: "لا أعلم أحدًا ذكر في هذا الحديث: (وتوضئي) غير حماد بن زيد، وقد روى غير واحد عن هشام ولم يذكر فيه: (وتوضئي) "، وكلام النسائي واضح في أنه يُعلّ هذه الزيادة بأنه لم يذكرها الرواة الآخرون عن هشام، ولذلك قال في الكبرى: "حديث مالك عن هشام عن أبيه أصح ما يأتي في المستحاضة"،
3 - ونقل الطحاوي في الاعتراض على هذه الزيادة، قال: "فعارضهم معارض فقال: أما حديث أبي حنيفة - رحمه الله تعالى - الذي رواه عن هشام عن عروة؛ فخطأ، وذلك أن الحفاظ عن هشام بن عروة رووه على غير ذلك ... "،
4 - وقال البيهقي عقب نقله كلام مسلم المتقدم: "وهذا لأن هذه الزيادة غير محفوظة"، وقال في موضع آخر: "وقد روي فيه زيادة الوضوء لكل صلاة، وليست بمحفوظة".
النظر في حال الزيادة:
هذه الزيادة زيادة في متن الحديث، وليست منافيةً لمعنى أصل الحديث من أي وجه، فالأصل فيه أمر المستحاضة أن تغسل عنها الدم وتصلي، وفي هذه الزيادة إضافة الوضوء إلى ذلك.
النتيجة:
خطَّأ غير واحد من الأئمة المتقدمين أحد الثقات الأثبات في زيادته زيادةً ليس فيها منافاة لمعنى أصل الحديث، وهذا دليلٌ أكيد على عدم اشتراط المنافاة لِرَدِّ زيادات الثقات عندهم.
ولو كانت المنافاة مشترطة؛ لما قال أعرض عن هذه الزيادة مسلم، ولَمَا أعلّها النسائي، ولَمَا قال البيهقي فيها: "غير محفوظة".
تنبيه: حتى لو رجحنا أن حماد بن زيد توبع في هذه الرواية، وأنه صحَّ عن غيره ذِكْرُها = فما حالُ تسعةِ نفرٍ أمام أربعين - بعضُ آحادهم أوثق من التسعة مجتمعين! -؟!!
يتبع - بإذن الله -.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[20 - 04 - 07, 08:05 م]ـ
ملحوظة: استفدت بعض الأمثلة من:
- الشاذ والمنكر وزيادة الثقة، لعبد القادر المحمدي،
- العلة وأجناسها عند المحدثين، لمصطفى باحو،
- قواعد العلل وقرائن الترجيح، لعادل الزرقي.
ويحسن للناظر في هذا الموضوع الرجوع إلى هذه الكتب والإفادة منها.
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
وهل هذه الكتب متوفرة على الشبكة مصورة بي دي إف؟
وهل يمكنكم توفيرها مشكورا لكم مقدما؟
شكرا لك ... بارك الله فيك ...
ـ[أبوصالح]ــــــــ[27 - 04 - 07, 04:14 ص]ـ
وذكر الترمذي في روايته أن أبا معاوية ذكر لفظ الوضوء، إلا أن سائر الرواة عن أبي معاوية لا يذكرونه، فإن صح أن هنادًا شيخ الترمذي ذكره عن أبي معاوية؛ فلعله أخطأ، قال ابن رجب في الفتح (2/ 71، 72): "وكذلك رويت من طريق أبي معاوية، عن هشام، خرجه الترمذي عن هناد عنه، وقال: قال أبو معاوية في حديثه: وقال: (توضئي لكل صلاة، حتى يجيء ذلك الوقت). والصواب: أن هذا من قول عروة، كذلك خرجه البخاري في كتاب الوضوء عن محمد بن سلام عن أبي معاوية عن هشام فذكر الحديث، وقال في آخره: قال: وقال أبي: (ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت). وكذلك رواه يعقوب الدورقي عن أبي معاوية، وفي حديثه: (فإذا أدبرت فاغسلي الدم ثم اغتسلي)، قال هشام: قال أبي: (ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت). وخرجه إسحاق بن راهويه عن أبي معاوية، وقال في حديثه: قال هشام: قال أبي: (وتوضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت) ".
بارك الله فيك وأحسن إليك أخي محمد.
ومما يؤكد التباين المنهجي في باب زيادة الثقة بين اشتراط المخالفة من عدمها ..
في زيادة أبي معاوية (توضئي لكل صلاة حتى يجئ ذلك الوقت)
قال ابن قدامة المغني (1/ 449): وهذه زيادة يجب قبولها. ا.هـ
ولا ريب أن مسالك الأئمة النقّاد أسلم وأحكم.
وأرجو لك التسديد والإعانة في المثال الرابع ..
وفقكم الله.
¥(16/35)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[23 - 05 - 07, 05:50 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي أبا صالح.
وما نقلتَهُ فنفيس، بارك الله فيك.
وفيه دلالةٌ على أن تصحيح هذه الزيادة منهجٌ للفقهاء، خالفوا فيه أئمة الحديث ونقّاده.
وذلك ما يؤدي إليه اشتراطُ المنافاة في رد الزيادات.
مثالٌ رابع:
قال الإمام مسلم في التمييز (ص211، 212):
"ذِكْرُ روايةٍ فاسدةٍ بَيِّنٍ خَطَؤها بخلاف الجماعةِ من الحفاظ:
حدثني القاسم بن زكريا بن دينار، ثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر: كان الناس يخرجون صدقة الفطر في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - صاع شعير أو تمر أو سلت أو زبيب، فلما كان عمر وكثرت الحنطة جعل عمر نصف صاع حنطة مكان صاع من تلك الأشياء.
وسنذكر - إن شاء الله - من رواية أصحاب نافع بخلاف ما روى عبد العزيز:
ثنا عبد الله بن مسلمة وقتيبة قالا: ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير ... وساقَهُ.
وعبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر،
وأيوب، عن نافع،
والليث، عن نافع،
والضحاك، عن نافع،
وابن جريج، أخبرني أيوب بن موسى عن نافع،
ومحمد بن إسحاق، عن نافع،
وإسماعيل بن علية ويزيد بن زريع، عن أيوب، عن نافع،
والضحاك بن عثمان، ومحمد بن إسحاق.
فهؤلاء الأجلة من أصحاب نافع قد أطبقوا على خلاف رواية ابن أبي رواد في حديثه صدقة الفطر، وهم سبعة نفر، لم يذكر أحد منهم في الحديث السلت ولا الزبيب، ولم يذكروا في أنه جعل مكان تلك الأشياء نصف صاع حنطة. إنما قال أيوب السختياني وأيوب بن موسى والليث في حديثهم: فعدل الناس به بعد نصف صاع من بر.
فقد عَرَفَ مَنْ عَقَلَ الحديثَ وأسباب الروايات حين يتابع هؤلاء من أصحاب نافع على خلاف ما روى ابن أبي رواد، فلم يذكروا جميعًا في الحديث إلا الشعير والتمر".
انتهى كلام مسلم - رحمه الله -.
وقال ابن عبد البر في الاستذكار (9/ 355، 356): "ورواه ابن أبي رواد عبد العزيز عن نافع عن ابن عمر ... وذكر في حديثه هذا: (صاعًا من تمر أو شعير أو سلت أو زبيب)، ولم يقل ذلك عن نافع أحد غيره، وليس ممن يحتج به في حديث نافع إذا خالفه حفاظ أصحاب نافع، وهم عبيد الله بن عمر ومالك وأيوب ... ".
حال الزيادة:
ليست هذه الزيادة التي زادها ابن أبي رواد تُنافي أو تخالف ما ذكره الرواة الآخرون الذين عدّهم الإمام مسلم. فإن الرواة الآخرين عدّوا أصنافًا من الطعام الذي يُخرَج في صدقة الفطر، وعدها ابن أبي رواد، إلا أنه زاد فيها: "السلت والزبيب".
النتيجة:
خطَّأ هذان الإمامان - مسلم وابن عبد البر - أحد الثقات في زيادته زيادةً ليس فيها منافاة لمعنى أصل الحديث، وهذا دليلٌ أكيد على عدم اشتراط المنافاة لِرَدِّ زيادات الثقات عندهم.
يتبع - بعون الله -، وفي الجعبة بعضٌ من نصوص العلماء والمشايخ التي تؤيد ما أذكره، ومن النقولات التي تثبت أن الخلل واقع عند عامة المتأخرين والمعاصرين في اشتراطهم المنافاة لرد زيادات الثقات.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[24 - 05 - 07, 01:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
شيخنا الكريم محمد بن عبد الله بارك الله فيك على هذا البحث اللطيف والدقيق في هذه المسألة وليتك تفيدنا أكثر بالأمثلة ونصوص الأئمة.
ثم إن مما يؤيد ما تذكره _ بارك الله فيك _ عمل الأئمة في الترجيح والإعلال في اختلاف الوصل والإرسال والوقف والرفع مع أنها قطعاً لا منافاة فيها على اصطلاح الأصوليين والفقهاء فلا يمنع أن يروى الحديث موصولا ومرسلا وموقوفا ومرفوعا فلا تعارض بالمعنى المذكور وعليه فالمنافاة عند المحدثين أوسع من المعنى المذكور عند الأصوليين فنستطيع أن نقول المنافاة شرط في رد الزيادة لكن بالمعنى المراد عند المحدثين فكون الراوي الثقة ينفرد بزيادة في الإسناد أو المتن هو بحد ذاته مخالفة ومنافاة لما يرويه البقية لأن واقع حاله أن روايته فيها تخطئة لرواية البقية وهذا منافاة، ثم يأتي هنا دور الترجيح لقبول ما ظاهره المنافاة ولذا شدد الأئمة في قبولها حتى اشترطوا _ كالإمام أحمد وغيره _ كون رواي الزيادة ثقة حافظ وليس مجرد ثقة بل إنهم أحيانا يضعفون الثقة بمثل هذه المخالفة.
¥(16/36)
أما على الرأي المشهور من تحديد معنى المنافاة عند الأصوليين والفقهاء وكثير من المتأخرين فالقول ما ذكرتم بارك الله فيكم ونحن بانتظار المزيد وجزيتم خيراً.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[31 - 05 - 07, 12:42 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم أبا حازم.
وكلامكم نفيس ومهم.
وهو - في ظني - مما يُلزَمُ به من يُعِلّ وصل الثقة في الإسناد بإرسال الأكثر أو الأوثق، ولا يُعل زيادته في المتن بنقصانهم لعدم المنافاة من جهة المعنى.
وقد أنكر بعض المتأخرين كون المقصود بالمخالفة: أن يزيد الثقة وينقص غيره، وزعم أن المخالفة إنما هي المنافاة المعنوية، وستأتي مناقشة كلامه هذا وغيره - إن شاء الله تعالى -.
وفقكم الله وسددكم، وشكر لكم تشجيعكم.
المثال الخامس:
أخرج أبو داود في سننه (333) من طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن رجل من بني عامر قال: دخلت في الإسلام، فأهمني ديني، فأتيت أبا ذر، فقال أبو ذر: إني اجتويت المدينة، فأمر لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذود وبغنم، فقال لي: "اشرب من ألبانها "، قال حماد: (وأشك في "أبوالها")، فقال أبو ذر: فكنت أعزب عن الماء، ومعي أهلي، فتصيبني الجنابة، فأصلي بغير طهور، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنصف النهار، وهو في رهط من أصحابه، وهو في ظل المسجد، فقال "أبو ذر؟ "، فقلت: نعم، هلكت يا رسول الله، قال: "وما أهلكك؟ "، قلت: إني كنت أعزب عن الماء، ومعي أهلي، فتصيبني الجنابة، فأصلي بغير طهور، فأمر لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بماء فجاءت به جارية سوداء بعس يتخضخض، ما هو بملآن، فتسترت إلى بعيري فاغتسلت، ثم جئت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا ذر إن الصعيد الطيب طهور وإن لم تجد الماء إلى عشر سنين، فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك".
قال أبو داود: "رواه حماد بن زيد عن أيوب لم يذكر (أبوالها) ".
فأبو داود يشير إلى أن حماد بن زيد خالف حماد بن سلمة، فزاد حماد بن سلمة كلمة: "وأبوالها"، ولم يذكرها حماد بن زيد.
وصرّح أبو داود بحكمه في هذه الزيادة، فقال - عقب ما سبق -: "هذا ليس بصحيح"، وقال - كما في سؤالات الآجري (1/ 402) -: "حماد بن سلمة وَهِمَ فيه، زاد فيه: (وأبوالها) ".
حال الزيادة:
يرى الناظر أن كلمة: "وأبوالها" لا تنافي أصل الحديث في المعنى، ومع ذلك ردها هذا الإمام، ووهّم الذي زادها (وهو حماد بن سلمة)، مع أنه معدود في الثقات الحفاظ، وذلك بالقرائن التي أحاطت بزيادة حماد بن سلمة فدلّت على خطئه في هذه الزيادة.
النتيجة:
لم يشترط أبو داود المنافاة في رد الزيادة، وإلا لكان قال: إن هذه الزيادة لا تنافي أصل الحديث، وزيادة الثقة مقبولة، كما يقول مثل ذلك كثير من المتأخرين والمعاصرين!
المثال السادس:
أخرج عبد الرزاق (1688) - ومن طريقه الطبراني في الكبير (8165) -،
وابن أبي شيبة (7453) - وعنه ابن ماجه (1021) - عن وكيع،
والحاكم (941) من طريق إبراهيم بن أبي الليث عن الأشجعي،
والبيهقي (2/ 292) من طريق الحسين بن حفص،
وأخرج أحمد (6/ 396) والترمذي (571) والنسائي (2/ 52) وابن خزيمة (876) من طريق يحيى بن سعيد القطان،
خمستهم - عبد الرزاق ووكيع والأشجعي والحسين بن حفص ويحيى القطان - عن سفيان الثوري، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن طارق بن عبد الله المحاربي قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا صليت فلا تبزق بين يديك ولا عن يمينك، ولكن ابزق عن يسارك أو تحت قدمك"، هذا لفظ وكيع.
وقد زاد يحيى بن سعيد القطان البزق خلف المصلي، قال: "وابصق خلفك وعن شمالك ... ".
قال الحافظ ابن رجب في الفتح (3/ 130، 131): "وقد أنكر الإمام أحمد هذه اللفظة في هذا الحديث، وهي قوله: (خلفك)، وقال: لم يقل ذلك وكيع ولا عبد الرزاق.
قال الدارقطني: هي وهم من يحيى بن سعيد، ولم يذكرها جماعة من الحفاظ من أصحاب سفيان، وكذلك رواه أصحاب منصور عنه، لم يقل أحد منهم: (ابزق خلفك) " ا. هـ، وكلمة الإمام أحمد قالها بعقب إخراجه الرواية في مسنده.
حال الزيادة:
لا تنافي هذه الزيادة التي زادها القطان ما عليه رواية الرواة الآخرين، فإنهم جميعًا اتفقوا في لفظهم، ولكن يحيى بن سعيد انفرد عنهم بهذه الزيادة.
النتيجة:
¥(16/37)
أنكر الإمامان أحمد والدارقطني على جبل الحفظ يحيى القطان زيادته، ووهّماه فيها، وقد تبين أنها غير منافية لمعنى أصل الحديث، وهذا دليلٌ أكيد على عدم اشتراط المنافاة لِرَدِّ زيادات الثقات عندهم.
يتبع - بإذن الله -.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - 06 - 07, 09:10 م]ـ
المثال السابع:
أخرج أبو داود الطيالسي في مسنده - من رواية يونس بن حبيب عنه (ص77) - ومن طريقه ابن منده في الإيمان (107) - عن شعبة وأبي الأحوص،
وأخرجه ابن حبان (210) من طريق النضر بن شميل عن شعبة،
وقد رواه جماعة عن أبي الأحوص،
كلاهما - شعبة وأبو الأحوص - عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن معاذ بن جبل، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "أتدري ما حق الله على العباد"، قال: الله ورسوله أعلم، قال: "فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وحقهم إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم"، هذا لفظ أبي داود الطيالسي عنهما.
وقد رواه غير واحد عن أبي الأحوص، فقالوا: ... قال معاذ بن جبل: كنت ردف النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمار يقال له: (عفير)، فقال: "يا معاذ ... ".
قال ابن منده - بعد أن ذكر رواية أبي الأحوص من غير طريقٍ -: "رواه جماعة عن أبي الأحوص، وفيه زيادة أن الحمار يقال له: (عفير)، ورواه أبو مسعود عن أبي داود عن شعبة وفيه هذه الزيادة، وهو وهم"، وأبو مسعود هو أحمد بن الفرات الرازي.
حال الزيادة:
لا يمكن بحال أن تكون هذه الزيادة منافية لمعنى أصل الحديث، بل هي زيادة في بيان اسم الحمار الذي ركبه النبي - صلى الله عليه وسلم -.
النتيجة:
خطّأ الحافظ أبو عبد الله ابن منده أبا مسعود أحمدَ بن الفرات - وهو من الثقات الحفاظ - في هذه الزيادة، وحكم عليه بالوهم فيها، مع أن زيادته ليست منافية من أي وجه لمعنى أصل الحديث.
وأما على مناهج المتأخرين ممن تأثر بالأصوليين والفقهاء، فإن هذه الزيادة ليست منافية، فهي مقبولة!
المثال الثامن:
أخرج عبد الرزاق (10297) وأبو يعلى (6019) من طريق سفيان الثوري،
وابن أبي شيبة (15983) عن أبي معاوية،
وأحمد (2/ 259) عن عبد الواحد بن واصل،
وأبو داود (2093) - ومن طريقه ابن عبد البر في التمهيد (19/ 99) - من طريق يزيد بن زريع،
وأبو داود (2093) - ومن طريقه وطريق أخرى ابن عبد البر (19/ 99) - والطحاوي في شرح المعاني (4/ 364) وبيان المشكل (5728) من طريق حماد بن سلمة،
والترمذي (1109) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي،
والنسائي في الصغرى (6/ 87) والكبرى (5381) والطحاوي في شرح المعاني (4/ 363) وبيان المشكل (5729) من طريق يحيى بن سعيد القطان،
وأبو يعلى (7328) - وعنه ابن حبان (4086) - من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة،
وابن حبان (4079) من طريق زائدة بن قدامة،
وتمام في الفوائد (1702) والبيهقي في معرفة السنن والآثار (10/ 50) وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 157) من طريق عبد الوهاب بن عطاء،
والبيهقي (7/ 120) وابن عبد البر في التمهيد (19/ 99) من طريق أسباط بن محمد،
وأخرج أبو داود (2094) عن محمد بن العلاء عن عبد الله بن إدريس،
كل الاثنا عشر راويًا - الثوري وأبو معاوية وعبد الواحد ويزيد بن زريع وحماد بن سلمة والدراوردي ويحيى القطان وابن أبي زائدة وزائدة وعبد الوهاب بن عطاء وأسباط وعبد الله بن إدريس - عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تستأمر اليتيمة في نفسها، فإن سكتت فهو إذنها، وإن أبت فلا جواز عليها"، هذا لفظ القطان، وللبقية مثله أو نحوه.
إلا أن ابن إدريس قال: "فإن بكت أو سكتت"، قال أبو داود: " ... ابن إدريس عن محمد بن عمرو بهذا الحديث بإسناده، زاد فيه؛ قال: (فإن بكت أو سكتت)، زاد: (بكت) ".
قال أبو داود: "وليس: (بكت) بمحفوظ، وهو وهمٌ في الحديث، الوهم من ابن إدريس أو من محمد بن العلاء".
حال الزيادة:
ظاهرٌ أن الزيادة لم تجئ منافيةً لمعنى أصل الحديث، فالحديث في سكوت اليتيمة إذا استُؤذنت، وزادت هذه الرواية البكاء، وهو موجود في بعض الآثار الأخرى.
النتيجة:
حكم أبو داود بأن هذه الزيادة غير محفوظة، وهي وهمٌ من راويها، إلا أنه لم يتيقّن من الواهم والمخطئ فيها، هل هو ابن إدريس، أم محمد بن العلاء، فجعل الوهم من أحدهما.
وعبد الله بن إدريس أحد الثقات الأعلام، ومحمد بن العلاء بن كريب ثقة حافظ.
ولم يشترط أبو داود المنافاة في الزيادة ألبتة، وإلا لَمَا كان حكم بوهم الزيادة مع أنه غير متيقّن من الواهم فيها، ومع أن الزائد واحدٌ من ثقتين حافظين.
يتبع - بإذن الله -.
ـ[أبو حاتم المصري]ــــــــ[20 - 06 - 07, 06:38 م]ـ
سألت في هذه المسألة مشايخنا في مصر الحويني ومحمد عمرو والشيخ العدوي وشيخنا طارق بن عوض الله فقالوا أن الأصل هو إمال القرائن
¥(16/38)
ـ[ماهر]ــــــــ[11 - 07 - 07, 06:06 ص]ـ
أخي الشيخ محمد بن عبد الله
جزاك الله خيراً، ولعلك ترتب ما ذكرت في ملف وورد ثم ترفقه
بارك الله فيكم وفي علمكم
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[07 - 08 - 07, 07:20 م]ـ
أخي أبا حاتم: بيّنتُ غير مرة أن ما تكلمتَ عنه ليس هو مسألتنا.
شيخنا ماهرًا: الموضوع طويل الذيل، ولم أنته من تحريره، وإذا انتهيت فأبشر بما يسرك، حفظك الله من بين يديك ومن خلفك.
المثال التاسع:
أخرج أبو داود الطيالسي (ص163، 177) - ومن طريقه البيهقي (4/ 239) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3357) - وأحمد (4/ 18، 215) والنسائي في الكبرى (3315، 6710) وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 285) والطبراني في الكبير (6197) وابن عدي في الكامل (5/ 235) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3356) من طريق شعبة،
وعبد الرزاق (7587) - ومن طريقه الطبراني في الكبير (6193) - وابن أبي شيبة (9797) وأحمد (4/ 17) والترمذي (695) من طريق سفيان الثوري،
وابن أبي شيبة (9796) - وعنه ابن ماجه (1699) - وابن خزيمة (2067) من طريق محمد بن فضيل،
وأحمد (4/ 18، 214) والترمذي (695) من طريق أبي معاوية،
والدارمي (1701) من طريق ثابت بن يزيد،
وأبو داود (2355) والحاكم (1575) والبيهقي (4/ 238) من طريق عبد الواحد بن زياد،
والفريابي في الصيام (67) من طريق مروان بن معاوية الفزاري،
والنسائي في الكبرى (3319) والطبري في المنتخب من ذيل المذيل (ص66) ابن خزيمة (2067) والطبراني في الكبير (6196) من طريق حماد بن زيد،
والنسائي في الكبرى (3325، 6709) من طريق هشام بن حسان،
وابن ماجه (1699) من طريق عبد الرحيم بن سليمان،
والبغوي في الجعديات (2153) من طريق شريك،
والطبراني في الكبير (6195) والبيهقي في فضائل الأوقات (141) من طريق عبد العزيز بن المختار،
والبيهقي في معرفة السنن والآثار (6/ 288) من طريق حفص بن غياث،
وأخرج الشافعي في رواية حرملة - كما في معرفة السنن للبيهقي (6/ 287) -، والحميدي (823) - ومن طريقه الطبراني في الكبير (6194) -، وأحمد (4/ 17، 214)، والترمذي (658، 695) - ومن طريقه البغوي في شرح السنة (1684) - والفريابي في الصيام (65) والنسائي في الكبرى (3320، 6707) عن قتيبة، والفريابي في الصيام (66) عن أبي قدامة، وابن خزيمة (2067) عن عبد الجبار بن العلاء، والبغوي في الجعديات (2153) - ومن طريقه البغوي في شرح السنة (1743) - والبيهقي في معرفة السنن والآثار (6/ 288) من طريق علي بن الجعد، سبعتهم عن سفيان بن عيينة،
كلهم - أربعة عشر راويًا - عن عاصم الأحول، عن حفصة بنت سيرين، عن الرباب، عن سلمان بن عامر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور"، هذا لفظ الثوري، وقد قصّر شعبة في أكثر الروايات عنه بذكر الرباب، وذكرها عنه أبو داود الطيالسي.
إلا أن سفيان بن عيينة زاد في روايته، قال: "فليفطر على تمر؛ فإنه بركة"، ذكرها كل الرواة عنه عدا أحمد بن حنبل وعلي بن الجعد - على احتمال في رواية الأخير -.
قال النسائي عقب رواية سفيان: "هذا الحرف: (فإنه بركة) لا نعلم أن أحدًا ذكره غير ابن عيينة، ولا أحسبه محفوظًا".
حال الزيادة:
قوله: (فإنه بركة) ليس بمنافٍ للحديث - كما هو ظاهر -، بل هو زيادة تعليلية في التمر.
النتيجة:
بيّن النسائي أن سفيان بن عيينة - وهو الحافظ الإمام - تفرد بهذه الزيادة، وأشار إلى أنها غير محفوظة، مع أنها لا تنافي الحديث.
وهذا دليلٌ على أنه لا يشترط لرد زيادة الثقة: منافاتها لمعنى أصل الحديث، ولو كان يشترط ذلك؛ ما ردّ هذه الزيادة مع أنها مجرد تعليل للأمر بالإفطار على التمر، ولَقَال: سفيان بن عيينة حافظ إمام، وهذه الزيادة غير منافية؛ فهي مقبولة!
المثال العاشر:
سئل الدارقطني - كما في العلل (2/ 159) - عن حديث سعيد بن المسيب عن عمر في تكبيرات الجنازة قال: "كل ذلك قد كان، أربع وخمس، فأمر الناس بأربع".
فقال: رواه شعبة عن عمرو بن مرة عن سعيد، حدث به النضر بن محمد عنه، ولفظه: قال عمر: ("كبرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم أربعًا وخمسًا"، فأمر عمر بأربع يعني تكبير العيد والجنائز)، تفرد بهذا اللفظ النضر بن محمد عن شعبة، وبقوله: "يعني العيدين والجنائز"، وذِكْرُ العيدين وهمٌ فيه، ورواه غندر وأبو النضر ويحيى القطان وعلي بن الجعد عن شعبة بهذا الإسناد، ولفظه ما ذكرناه أولاً، ولم يذكروا تكبير العيد، وهو الصواب.
حال الزيادة:
لا ينافي ذكر العيدين ما ذُكر في الحديث أولاً، وهو صلاة الجنازة.
النتيجة:
خطّأ الدارقطني النضر بن محمد الجرشي - وهو من الثقات - في زيادته هذه، مع أنها غير منافية لمعنى أصل الحديث، وهذا دليلٌ على عدم اشتراط المنافاة في رد زيادات الثقات.
يتبع - بعون الله -.
¥(16/39)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - 08 - 07, 07:06 ص]ـ
أمثلة إضافية أنقلها كما هي دون تعليق، وتصرفات الأئمة فيها في غاية الوضوح والدلالة على المقصود لمن تأمل منخلعًا من ربقة التعصب والتقليد، والله الهادي:
1 - قال أبو داود (1616): «حدثنا عبد الله بن مسلمة، ثنا داود - يعني: ابن قيس -، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نخرج إذ كان فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر عن كل صغير وكبير حر أو مملوك صاعًا من طعام، أوصاعًا من أقط، أو صاعًا من شعير، أو صاعًا من تمر، أو صاعًا من زبيب، فلم نزل نخرجه حتى قدم معاوية حاجًّا أو معتمرًا، فكلم الناس على المنبر، فكان فيما كلم به الناس أن قال: إني أرى أن مُدَّين من سمراء الشام تعدل صاعًا من تمر، فأخذ الناس بذلك. فقال أبو سعيد: فأما أنا فلا أزال أخرجه أبدًا ما عشت».
قال أبو داود: «رواه ابن علية وعبدة بن سليمان وغيرهما عن ابن إسحاق عن عبد الله بن عبد الله بن عثمان بن حكيم بن حزام عن عياض عن أبي سعيد بمعناه، وذكر رجل واحد فيه عن ابن علية: " أو صاعًا من حنطة "، وليس بمحفوظ:
حدثنا مسدد أخبرنا إسماعيل، ليس فيه ذكر الحنطة».
وقال ابن خزيمة (2419): «حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدثنا ابن علية، عن محمد بن إسحاق، حدثني عبد الله بن عبد الله بن عثمان بن حكيم بن حزام، عن عياض بن عبد الله بن أبي سرح، قال: قال أبو سعيد - وذكروا عنده صدقة رمضان - فقال: لا أخرج إلا ما كنت أخرج في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صاع تمر أو صاع حنطة أو صاع شعير أو صاع أقط. فقال له رجل من القوم: لو مُدَّين من قمح؟ فقال: لا، تلك قيمة معاوية، لا أقبلها ولا أعمل بها».
قال أبو بكر: «ذكر الحنطة في خبر أبي سعيد غير محفوظ، ولا أدري ممن الوهم».
2 - قال أبو داود (1701): «حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن سويد بن غفلة، قال: غزوت مع زيد بن صوحان وسلمان بن ربيعة فوجدت سوطًا، فقالا لي: اطرحه، فقلت: لا، ولكن إن وجدت صاحبه وإلا استمتعت به، قال: فحججت، فمررت على المدينة، فسألت أبي بن كعب، فقال: وجدت صرة فيها مائة دينار، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " عرفها حولاً "، فعرفتها حولاً، ثم أتيته، فقال: " عرفها حولاً "، فعرفتها حولاً، ثم أتيته، فقال: " عرفها حولاً "، فعرفتها حولاً، ثم أتيته، فقلت: لم أجد من يعرفها، فقال: " احفظ عددها ووعاءها ووكاءها، فإن جاء صاحبها وإلا فاستمتع بها "، وقال: ولا أدري أثلاثاً قال: " عرفها "، أو مرة واحدة؟
حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن شعبة، بمعناه قال: " عرفها حولاً "، وقال: ثلاث مرار، قال: فلا أدري قال له ذلك في سنة أو في ثلاث سنين.
حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ثنا سلمة بن كهيل، بإسناده ومعناه، قال في التعريف قال: " عامين أو ثلاثة "، وقال: " اعرف عددها ووعاءها ووكاءها "، زاد: " فإن جاء صاحبها فعرف عددها ووكاءها فادفعها إليه "».
قال أبو داود: «ليس يقول هذه الكلمة إلا حماد في هذا الحديث، يعني: " فعرف عددها ".
حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا إسماعيل بن جعفر، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني، أن رجلاً سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن اللقطة، قال: " عرفها سنة، ثم اعرف وكاءها وعفاصها، ثم استنفق بها، فإن جاء ربها فأدها إليه "، فقال: يا رسول الله، فضالة الغنم؟ فقال: " خذها، فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب "، قال: يا رسول الله، فضالة الإبل؟ فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى احمرت وجنتاه، أو احمر وجهه، وقال: " ما لك ولها؟ معها حذاؤها وسقاؤها حتى يأتيها ربها "».
إلى أن قال (1708): «حدثنا موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد وربيعة، بإسناد قتيبة ومعناه، وزاد فيه: " فإن جاء باغيها فعرف عفاصها وعددها؛ فادفعها إليه "، وقال حماد أيضًا عن عبيد الله بن عمر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله».
قال أبو داود: «وهذه الزيادة التي زاد حماد بن سلمة في حديث سلمة بن كهيل ويحيى بن سعيد وعبيد الله بن عمر وربيعة: " إن جاء صاحبها فعرف عفاصها ووكاءها فادفعها إليه "، ليست بمحفوظة: " فعرف عفاصها ووكاءها "».
¥(16/40)
3 - قال النسائي في سننه الصغرى (5/ 130): «أخبرنا نوح بن حبيب القومسي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا ابن جريج، قال: قال: حدثني عطاء، عن صفوان بن يعلى بن أمية، عن أبيه، أنه قال: ليتني أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ينزل عليه، فبينا نحن بالجعرانة والنبي - صلى الله عليه وسلم - في قبة، فأتاه الوحي، فأشار إليَّ عمر أن تعال، فأدخلت رأسي القبة، فأتاه رجل قد أحرم في جبة بعمرة متضمخ بطيب، فقال: يا رسول الله، ما تقول في رجل قد أحرم في جبة؟ إذ أنزل عليه الوحي، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يغط لذلك، فسري عنه، فقال: " أين الرجل الذي سألني آنفًا؟ "، فأتي بالرجل، فقال: " أما الجبة فاخلعها، وأما الطيب فاغسله، ثم أحدِثْ إحراماً "».
قال أبو عبد الرحمن: «" ثم أحدِثْ إحرامًا " ما أعلم أحدًا قاله غير نوح بن حبيب، ولا أحسبه محفوظًا».
4 - وقال النسائي في سننه الكبرى (3300): «أنبأ محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، عن طلحة بن يحيى، عن عمته عائشة بنت طلحة، عن عائشة قالت: دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلنا: إن عندنا حيسًا قد خبأناه لك. قال: " قربوه "، فأكل، وقال: " إني قد كنت أردت الصوم، ولكن أصوم يومًا مكانه "».
قال أبو عبد الرحمن: «هذا خطأ، قد روى هذا الحديث جماعة عن طلحة، فلم يذكر أحد منهم: " ولكن أصوم يومًا مكانه "».
وقد حمّل الدارقطنيُّ الخطأ فيه راويًا آخر عن سفيان، قال في سننه (2/ 177): «حدثنا الحسين بن إسماعيل، ثنا محمد بن عمرو بن العباس الباهلي، ثنا سفيان بن عيينة، حدثنيه طلحة بن يحيى، عن عمته عائشة، عن عائشة أم المؤمنين قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " إني أريد الصوم "، وأهدي له حيس، فقال: " إني آكل وأصوم يومًا مكانه ".
لم يروه بهذا اللفظ عن ابن عيينة غير الباهلي، ولم يتابع على قوله: " وأصوم يومًا مكانه "، ولعله شُبّه عليه - والله أعلم -؛ لكثرة من خالفه عن ابن عيينة».
وردَّه البيهقي، قال في سننه (4/ 275): «وليس كذلك، فقد حدث به ابن عيينة في آخر عمره، وهو عند أهل العلم بالحديث غير محفوظ».
ثم أسند عن الشافعي قوله: «سمعت سفيان عامة مجالسه لا يذكر فيه: " سأصوم يومًا مكانه "، ثم عرضته عليه قبل أن يموت بسنة، فأجاب فيه: " سأصوم يومًا مكانه "».
ثم قال البيهقي: «وروايته عامة دهره لهذا الحديث لا يذكر فيه هذا اللفظ، مع رواية الجماعة عن طلحة بن يحيى لا يذكره منهم أحد، منهم: سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج وعبد الواحد بن زياد ووكيع بن الجراح ويحيى بن سعيد القطان ويعلى بن عبيد وغيرهم= تدل على خطأ هذه اللفظة».
5 - قال الدارقطني في السنن (2/ 22): «حدثنا إسماعيل بن العباس الوراق، حدثنا محمد بن حسان الأزرق، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " الوتر حق واجب، فمن شاء أوتر بثلاث فليوتر، ومن شاء أن يوتر بواحدة فليوتر بواحدة ".
قوله: " واجب " ليس بمحفوظ، لا أعلم تابع ابن حسان عليه أحد».
6 - قال الدارقطني في السنن (3/ 49): «ثنا محمد بن سهل بن الفضيل الكاتب، نا علي بن زيد الفرائضي، نا الربيع بن نافع، نا معاوية بن سلام، عن يحيى بن أبي كثير، أخبرني عبد الله بن يزيد، أن أبا عياش أخبره أنه سمع سعد بن أبي وقاص يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع الرطب بالتمر نسيئة.
تابعه حرب بن شداد عن يحيى، وخالفه مالك وإسماعيل بن أمية والضحاك بن عثمان وأسامة بن زيد= رووه عن عبد الله بن يزيد ولم يقولوا فيه: " نسيئة "، واجتماع هؤلاء الأربعة على خلاف ما رواه يحيى يدل على ضبطهم للحديث، وفيهم إمام حافظ وهو مالك بن أنس».
7 - أخرج البيهقي في الكبرى (4/ 227) من طريق محمد بن المسيب الأرغياني، ثنا محمد بن عقبة، حدثني أبي،
قال ابن المسيب: وحدثني عبد السلام - يعني: ابن عبد الحميد -، أنبأ عمر والوليد،
قالوا: أنبأ الأوزاعي، حدثني الزهري، ثنا حميد بن عبد الرحمن بن عوف، قال: حدثني أبو هريرة، قال: بينا أنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه رجل، فقال: يا رسول الله، هلكت وأهلكت، قال: ويحك وما شأنك، قال: وقعت على أهلي في رمضان، قال: فأعتق رقبة ... وذكر الحديث.
¥(16/41)
ثم قال البيهقي: «ضعف شيخنا أبو عبد الله الحافظ - رحمه الله - هذه اللفظة: " وأهلكت "، وحملها على أنها أدخلت على محمد بن المسيب الأرغياني، فقد رواه أبو علي الحافظ عن محمد بن المسيب بالإسناد الأول دون هذه اللفظة، ورواه العباس بن الوليد عن عقبة بن علقمة دون هذه اللفظة، ورواه دحيم وغيره عن الوليد بن مسلم دونها، ورواه كافة أصحاب الأوزاعي عن الأوزاعي دونها، ولم يذكرها أحد من أصحاب الزهري عن الزهري، إلا ما روي عن أبي ثور عن معلى بن منصور عن سفيان بن عيينة عن الزهري، وكان شيخنا يستدل على كونها في تلك الرواية أيضًا خطأ بأنه نظر في كتاب الصوم تصنيف المعلى بن منصور بخط مشهور، فوجد فيه هذا الحديث دون هذه اللفظة، وأن كافة أصحاب سفيان رووه عنه دونها».
8 - قال ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود (1/ 295): «أما حديث سلمة، فالصحيح فيه الاقتصار على ذكر الجنابة دون الحيض، وليست لفظة الحيضة فيه محفوظة، فإن هذا الحديث رواه أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وعمرو الناقد وابن أبي عمر، كلهم عن ابن عيينة عن أيوب بن موسى عن سعيد بن أبي سعيد عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة قالت: قلت: يا رسول الله، إني امرأة أشد ضفر رأسي، فأنقضه لغسل الجنابة؟ فقال: لا. ذكره مسلم عنهم.
وكذلك رواه عمرو الناقد عن يزيد بن هارون عن الثوري عن أيوب بن موسى، ورواه عبد بن حميد عن عبد الرزاق عن الثوري عن أيوب، وقال: أفأنقضه للحيضة والجنابة؟ قال مسلم: وحدثنيه أحمد الدارمي، أخبرنا زكريا بن عدي، أخبرنا يزيد - يعني: ابن زريع -، عن روح بن القاسم، قال: حدثنا أيوب بهذا الإسناد، وقال: أفأحله وأغسله من الجنابة؟ ولم يذكر الحيضة.
فقد اتفق ابن عيينة وروح بن القاسم عن أيوب فاقتصر على الجنابة،
واختلف فيه عن الثوري، فقال يزيد بن هارون عنه كما قال ابن عيينة وروح، وقال عبد الرزاق عنه: أفأنقضه للحيضة والجنابة؟
ورواية الجماعة أولى بالصواب، فلو أن الثوري لم يختلف عليه لترجحت رواية ابن عيينة وروح، فكيف وقد روى عنه يزيد بن هارون مثل رواية الجماعة؟!
ومن أعطى النظر حقه علم أن هذه اللفظة ليست محفوظة في الحديث».
9 - وقال - أي: ابن القيم - في تهذيب السنن (7/ 19) في التعليق على حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: (جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أفطر في رمضان ... ، فأتي بعرق فيه تمر قدر خمسة عشر صاعًا، وقال فيه: " كله أنت وأهل بيتك، وصم يومًا، واستغفر الله ")، قال - وكلامه نفيسٌ غاية -:
«هذه الزيادة (وهي الأمر بالصوم) قد طعن فيها غير واحد من الحفاظ، قال عبد الحق: وطريق حديث مسلم أصح وأشهر، وليس فيها: " صم يومًا "، ولا تكميله [كذا] التمر، ولا الاستغفار، وإنما يصح حديث القضاء مرسلاً، وكذلك ذكره مالك في الموطأ، وهو من مراسيل سعيد بن المسيب، رواه مالك عن عطاء بن عبد الله الخراساني عن سعيد بالقصة، وقال: " كله وصم يومًا مكان ما أصبت ".
والذي أنكره الحفاظ ذكر هذه اللفظة في حديث الزهري، فإن أصحابه الأثبات الثقات؛ كيونس وعقيل ومالك والليث بن سعد وشعيب ومعمر وعبد الرحمن بن خالد= لم يذكر أحد منهم هذه اللفظة، وإنما ذكرها الضعفاء عنه؛ كهشام بن سعد وصالح بن أبي الأخضر وأضرابهما.
وقال الدارقطني: رواتها ثقات، رواه ابن أبي أويس عن الزهري، وتابعه عبد الجبار بن عمر عنه، وتابعه أيضًا هشام بن سعد عنه. قال: وكلهم ثقات.
وهذا لا يفيد صحة هذه اللفظة، فإن هؤلاء إنما هم أربعة، وقد خالفهم من هو أوثق منهم وأكثر عددًا وهم أربعون نفسًا، لم يذكر أحدٌ منهم هذه اللفظة، ولا ريب أن التعليل بدون هذا مؤثر في صحتها، ولو انفرد بهذه اللفظة من هو أحفظ منهم وأوثق، وخالفهم هذا العدد الكثير، لوجب التوقف فيها، وثقة الراوي شرط في صحة الحديث لا موجبة، بل لا بد من انتفاء العلة والشذوذ، وهما غير منتفيين في هذه اللفظة».
¥(16/42)
10 - أخرج البخاري (664) قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، قال الأسود: كنا عند عائشة - رضي الله عنها -، فذكرنا المواظبة على الصلاة، والتعظيم لها، قالت: لما مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرضه الذي مات فيه، فحضرت الصلاة، فأذن، فقال: " مروا أبا بكر فليصل بالناس "، فقيل له: إن أبا بكر رجل أسيف، إذا قام في مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس، وأعاد، فأعادوا له، فأعاد الثالثة، فقال: " إنكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس "، فخرج أبو بكر، فصلى، فوجد النبي - صلى الله عليه وسلم - من نفسه خفة، فخرج يتهادى بين رجلين، كأني أنظر رجليه تخطان من الوجع، فأراد أبو بكر أن يتأخر، فأومأ إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن مكانك، ثم أتي به حتى جلس إلى جنبه.
قيل للأعمش: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي وأبو بكر يصلي بصلاته والناس يصلون بصلاة أبي بكر؟ فقال برأسه: نعم.
رواه أبو داود عن شعبة عن الأعمش بعضه.
وزاد أبو معاوية: جلس عن يسار أبي بكر، فكان أبو يصلي قائمًا.
قال ابن رجب في الفتح (6/ 70، 71) معلِّقًا: «وليس في هذه الرواية تعيين الجانب الذي أجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه من أَبي بكر: هل هو جانبه الأيمن أو الأيسر؟ وقد ذكر البخاري أن أبا معاوية زاد في حديثه عن الأعمش: " فجلس عن يسار أبي بكر "، وقد خرج البخاري فيما بعد عن قتيبة، عن أبي معاوية كذلك ....
وخرجه مسلم من رواية وكيع وأبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، وفي حديث أبي معاوية عنده: فجاء رسول الله حتى جلس عن يسار أبي بكر ...
وأما ذكر جلوسه عن يسار أبي بكر، فتفرد بذلك أبو معاوية عن الأعمش، وأبو معاوية وإن كان حافظًا لحديث الأعمش خصوصًا، إلا أن ترك أصحاب الأعمش لهذه اللفظة عنه توقع الريبة فيها، حتى قال الحافظ أبو بكر ابن مفوّز المعافري: إنها غير محفوظة، وحكاه عن غيره من العلماء».
11 - قال ابن حجر في الفتح (2/ 265): «فائدة: وقع في أمالي الجرجاني عن أبي العباس الأصم عن بحر بن نصر عن ابن وهب عن يونس في آخر هذا الحديث: (وما تأخر)، وهي زيادة شاذة فقد رواه ابن الجارود في المنتقى عن بحر بن نصر بدونها، وكذا رواه مسلم عن حرملة، وابن خزيمة عن يونس بن عبد الأعلى، كلاهما عن ابن وهب، وكذلك في جميع الطرق عن أبي هريرة، إلا أني وجدته في بعض النسخ من ابن ماجه عن هشام بن عمار وأبي بكر بن أبي شيبة، كلاهما عن تبن عيينة بإثباتها، ولا يصح؛ لأن أبا بكر قد رواه في مسنده ومصنفه بدونها، وكذلك حفاظ أصحاب ابن عيينة: الحميدي وابن المديني وغيرهما».
تنبيه: قد يأتي من كلام ابن حجر ما يرد تصرفه المنقول هذا، وذلك شيءٌ مما يُذكر عنه - رحمه الله - أنه قد يوافق الأئمة في التطبيق، إلا أنه قد يخالفهم في التنظير، ونَفَسُهُ في التطبيق أقوى منه في التنظير، وهو يوافق الأئمة في مواضع دون مواضع، والله أعلم.
والأمثلة كثيرة، وإنما أردتُ تسليط الضوء على بُعْد هذا الشرط المشترط غاية البُعد عن منهج أئمة الحديث ونقّاده، الذين منهم يؤخذ هذا العلم، وعلى نهجهم فيه يُسار.
وهذا الشرط أدخله من أدخله في علم الحديث متأثرًا بكلام الأصوليين والفقهاء، وتابعه - إن لم يكن: قلّده! - كثير من المتأخرين والمعاصرين، دون تمحيص ونظر، ويأتي بيان ذلك.
والعجب أنهم مع ذلك يقولون في تعريف الشاذ: ما رواه المقبول مخالفًا لمن هو أقوى منه، ويعلّون بذلك بعض الروايات المرفوعة بالروايات الموقوفة، مع أن الرفع ما هو إلا زيادة ثقة غير منافية للروايات الأخرى - في التجويزات العقلية التي تقابل فهم المعاني في زيادات المتون -!
فيمكن أن يُجَوَّز أن الراوي وقفه مرة ورفعه مرة، فلا تعارض إذن بين رواية الرواة عنه؛ من وقف ومن رفع!
ثم رأيت الشيخ أبا الحسن مصطفى بن إسماعيل وافق ذلك في إتحاف النبيل (2/ 184، 185).
وهذا كله لا يجري على قواعد الأئمة الكبار، فإنهم لا يشترطون التنافي لرد زيادة الثقة - كما ظهر جليًّا واضحًا -.
بل هاهنا أمرٌ محتملٌ - في نظري، وإن كنت مخطئًا فَلَنَبّهني الإخوة -، هو أن اشتراط المنافاة في رد زيادات الثقات في المتون= لغوٌ ليس خلفه كبير أثر!
وذلك من وجهين:
أحدهما: أن وقوع ذلك قليل أو نادر، ولا أدري هل له مثال واقعي في حديثٍ ما أم لا!
ووافق الشيخ مصطفى بن إسماعيل ذلك فيما رأيتُهُ بعدُ في إتحاف النبيل (1/ 229، 230).
ثانيهما: أنهم يقولون: لا نلجأ إلى الترجيح إلا عند التضارب والتنافي بين الزيادة وأصل الحديث معنىً، وأما عند عدم التنافي فالزيادة مقبولة.
وهذا كلام لا حاجة لذكره، وشرطٌ لا حاجة لاشتراطه، فإن الترجيح لازمٌ - ولا بد - عند وقوع التنافي في متن حديثٍ واحد، فلا يمكن أصلاً أن تقبل زيادة منافية لأصل الحديث! فإن ذلك من نسبة التضارب والتناقض إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو عنه منزَّه.
فما دام التنافي واقعًا، فلا محيص عن الترجيح: إما أصل الحديث، وإما الزيادة.
وهذا يبين متانة علم الأئمة المتقدمين وقوة نظرهم ودقيق فحصهم، فإنهم لم يشترطوا هذا الشرط الذي لا تقوم قائمته عند النظر الصحيح.
يتبع - بحول الله -: بيان نسبة عدم اشتراط المنافاة إلى أكثر المحدثين عامة، وإلى بعضهم خاصة.
¥(16/43)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[16 - 08 - 07, 12:48 ص]ـ
اشتراط المنافاة في رد زيادات الثقات في المتون= لغوٌ ليس خلفه كبير أثر!
وذلك من وجهين:
أحدهما: أن وقوع ذلك قليل أو نادر، ولا أدري هل له مثال واقعي في حديثٍ ما أم لا!
ووافق الشيخ مصطفى بن إسماعيل ذلك فيما رأيتُهُ بعدُ في إتحاف النبيل (1/ 229، 230).
ومن لازم هذا أن يكون اشتراط المنافاة عودةً بالحكم على زيادة الثقة إلى القبول المطلق، إذ إن الزيادات المنافية قليلة جدًّا أو نادرة، وسائر الزيادات مقبولة لعدم المنافاة! فعادت الزيادة مقبولة مطلقًا؛ عدا مواضع نادرة لم يوقَف على شيء منها!
بيان نسبة عدم اشتراط المنافاة إلى أكثر المحدثين عامة، وإلى بعضهم خاصة:
أخرج مسلم في صحيحه (465) قال: حدثني محمد بن عباد، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن جابر، قال: كان معاذ يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم يأتي فيؤم قومه، فصلى ليلة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - العشاء، ثم أتى قومه فأمهم، فافتتح بسورة البقرة، فانحرف رجل، فسلّم، ثم صلى وحده وانصرف، فقالوا له: أنافقت يا فلان؟ قال: لا والله، ولآتين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلأخبرنه. فأتى رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنا أصحاب نواضح، نعمل بالنهار، وإن معاذًا صلى معك العشاء، ثم أتى فافتتح بسورة البقرة. فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على معاذ، فقال: " يا معاذ، أفتان أنت؟ اقرأ بكذا واقرأ بكذا " ...
وأخرجه البيهقي (3/ 85) من طريق محمد بن عباد، ثم قال: «لم يقل أحد في هذا الحديث: " وسلم " إلا محمد بن عباد ... ».
قال النووي في المجموع (4/ 246): « ... وقد أشار البيهقي إلى الجواب عن هذا الإشكال، فقال: لا أدري هل حُفظت هذه الزيادة التي في مسلم؛ لكثرة من روى هذا الحديث عن سفيان دون هذه الزيادة، وإنما انفرد بها محمد بن عباد عن سفيان.
وهذا الجواب فيه نظر، لأنه قد تقرر وعُلم أن المذهب الصحيح الذي عليه الجمهور من أصحاب الحديث والفقه والأصول: قبول زيادة الثقة،
لكن يعتضد قولُ البيهقي بما قررناه في علوم الحديث أن أكثر المحدثين يجعلون مثل هذه الزيادة شاذًّا ضعيفًا مردودًا، فالشاذ عندهم أن يرووا ما لا يرويه سائر الثقات، سواء خالفهم أم لا. ومذهب الشافعي وطائفة من علماء الحجاز: أن الشاذ ما يخالف الثقات، أما ما لا يخالفهم فليس بشاذ، بل يحتج به، وهذا هو الصحيح وقول المحققين».
فقد أبان النووي - رحمه الله - أن مذهب أكثر المحدثين: الحكم بشذوذ اللفظة التي زادها ثقة من بين ثقات، بغضِّ النظر عن كونها موافقة لما رواه أولئك الثقات أو مخالفة.
وهذا هو ذاتُهُ: عدم اشتراط المنافاة في ردِّ زيادات الثقات.
وإن كان النووي قد اختار مع ذلك خلاف هذا المذهب، ونسبه إلى جمهور المحدثين والفقهاء والأصوليين، وهذا يبيِّن أن اشتراط المنافاة إنما كان مذهبًا للفقهاء والأصوليين، ووافقهم عليه من وافقهم من أهل الحديث، فاشترطه كذلك. وأما أكثر المحدثين، وهم عامة المتقدمين النقاد؛ فإنهم لا ينظرون إلى المنافاة، وهذا موافق لما بينته الأمثلة التي سُردت في هذا الموضوع. والحمد لله على توفيقه.
وقد بيّن الإمام ابن رجب أن الإمام أحمد بن حنبل لم يشترط المنافاة والمخالفة في رد زيادة الثقة، ونفى نسبة اشتراط المنافاة إلى الشافعي، قال في شرح العلل (2/ 632 - 637) - وأنقل كلامه بطوله، فإنه نفيس ومهم -:
«وقال أحمد أيضًا في حديث ابن فضيل عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي عطية عن عائشة في تلبية النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذكر فيها: " والملك لك، لا شريك لك " = قال أحمد: " وهم ابن فضيل في هذه الزيادة، ولا تعرف هذه عن عائشة، إنما تعرف عن ابن عمر "، وذكر أن أبا معاوية روى الحديث عن الأعمش بدونها، وخرجه البخاري بدونها أيضاً من طريق الثوري عن الأعمش، وقال: " تابعه أبو معاوية ". قال الخلال: " أبو عبد الله لا يعبأ بمن خالف أبا معاوية في الأعمش، إلا أن يكون الثوري "، وذكر أن هذه الزيادة رواها ابن نمير وغيره أيضًا عن الأعمش.
وكذلك قال أحمد في رواية الميموني: " حديث أبي هريرة في الاستسعاء يرويه ابن أبي عروبة، وأما شعبة وهمام فلم يذكراه، ولا أذهب إلى الاستسعاء ".
¥(16/44)
فالذي يدل عليه كلام الإمام أحمد في هذا الباب: أن زيادة الثقة للفظةٍ في حديثٍ من بين الثقات إن لم يكن مبرزًا في الحفظ والتثبت على غيره ممن لم يذكر الزيادة ولم يتابع عليها= فلا يقبل تفرده، وإن كان ثقة مبرزًا في الحفظ على من لم يذكرها، ففيه عنه روايتان، لأنه قال مرة في زيادة مالك: " من المسلمين ": " كنت أتهيبه، حتى وجدته من حديث العمريين "، وقال مرة: " إذا انفرد مالك بحديث هو ثقة، وما قال أحد بالرأي أثبت منه "، وقال في حديث أيوب عن نافع عن ابن عمر المرفوع: " من حلف فقال: إن شاء الله، فلا حنث عليه " =: " خالفه الناس: عبيد الله وغيره فوقفوه ".
وأما أصحابنا الفقهاء فذكروا في كتب أصول الفقه في هذه المسألة روايتين عن أحمد: بالقبول مطلقًا، وعدمه مطلقًا، ولم يذكروا نصًّا له بالقبول مطلقًا، مع أنهم رجحوا هذا القول، ولم يذكروا به نصًّا عن أحمد، وإنما اعتمدوا على كلام له لا يدل على ذلك، مثل قوله في فوات الحج جاء فيه روايتان إحداهما فيه زيادة دم، قال: " والزائد أولى أن يؤخذ به ".
وهذا ليس مما نحن فيه فإن مراده أن الصحابة روي عن بعضهم فيمن يفوته الحج أن عليه القضاء، وعن بعضهم: عليه القضاء مع الدم، فأخذ بقول من زاد الدم. فإذا روي حديثان مستقلان في حادثة في أحدهما زيادة، فإنها تقبل من الثقة، كما لو انفرد الثقة بأصل الحديث. وليس هذا من باب زيادة الثقة، ولا سيما إذا كان الحديثان موقوفين عن صحابيين، وإنما قد يكون أحيانًا من باب المطلق والمقيد.
وأما مسألة زيادة الثقة التي نتكلم فيها هاهنا فصورتها أن يروي جماعة حديثًا واحدًا بإسناد واحد ومتن واحد، فيزيد بعض الرواة فيه زيادة لم يذكرها بقية الرواة.
ومن الأصحاب من قال في هذه المسألة:
- إن تعدد المجلس الذي نقل فيه الحديث قُبلت الزيادة، وإن كان المجلس واحدًا وكان الذي ترك الزيادة جماعة لا يجوز عليهم الوهم لم تقبل الزيادة،
- وإن كان ناقل الزيادة جماعة كثيرة قبلت، وإن كان راوي الزيادة واحدًا والنقصان واحدًا قدم أشهرهما وأوثقهما في الحفظ والضبط،
- قالوا: وإن خالفت الزيادة ظاهر المزيد عليه لم تقبل، وحملوا كلام أحمد في حديث السعاية على ذلك،
وليس في كلام أحمد تعرض لشيء من هذا التفصيل، وإنما يدل كلامه على ما ذكرناه أولاً ... »،
إلى أن قال ابن رجب:
«وحكى أصحابنا الفقهاء عن أكثر الفقهاء والمتكلمين قبول الزيادة إذا كانت من ثقة ولم تخالف المزيد، وهو قول الشافعي، وعن أبي حنيفة أنها لا تقبل، وعن أصحاب مالك في ذلك وجهين. وفي حكاية ذلك عن الشافعي نظر، فإنه قال في الشاذ: هو أن يروي ما يخالف الثقات، وهذا يدل على أن الثقة إذا انفرد عن الثقات بشيء أنه يكون ما انفرد به عنهم شاذًّا غير مقبول، والله أعلم».
وقال ابن خزيمة - كما في القراءة خلف الإمام للبيهقي (ص138) والنكت لابن حجر (2/ 688، 689) -: «لسنا ندفع أن تكون الزيادة في الأخبار مقبولة من الحفاظ، ولكن إنما نقول: إذا تكافأت الرواة في الحفظ والإتقان والمعرفة بالأخبار، فزاد حافظ متقن عالم بالأخبار كلمةً؛ قبلت زيادته، لا أن الأخبار إذا تواردت بنقل أهل العدالة والحفظ والإتقان بخبر، فزاد راوٍ ليس مثلهم في الحفظ والإتقان زيادةً؛ أن تلك الزيادة تكون مقبولة»، ولفظ العبارة الأخيرة في النكت: «فإذا تواردت الأخبار، فزاد وليس مثلهم في الحفظ زيادة؛ لم تكن تلك الزيادة مقبولة».
فنفى ابن خزيمة قبول زيادة الثقة إذا لم يزدها غيره من الثقات ممن هو أوثق منه وأحفظ، ولم ينظر في قضية المنافاة، ولم يتطرق إلى اشتراطها في رد الزيادة. وانظر كلام البيهقي بعقب نقل كلامه.
وسئل الدارقطني - كما في سؤالات السلمي (ص360) - عن الحديث إذا اختلف فيه الثقات، مثل أن يروي الثوري حديثًا، ويخالفه فيه مالك، والطريق إلى كل واحد منهما صحيح؟
قال: «يُنظر ما اجتمع عليه ثقتان يُحكم بصحته، أو جاء بلفظة زائدة تثبت، تقبل تلك الزيادة من متقن، ويحكم لأكثرهم حفظًا وثبتًا على من دونه».
فذكر في كلامه قبولَ الزيادة بالنظر إلى عدد من زادها وإتقانه، وردَّها بالنظر إلى الأحفظ والأثبت.
¥(16/45)
ولم ينظر في الرد إلى المنافاة، بل قرر أنه يُحكم للأحفظ والأثبت على من كان دونه، بلا تطرق إلى قضية المنافاة أو ذكر لها، وظاهر هذا أنه يستوي في الحكم الذي ذكره ما كانت الزيادة فيه منافية، وما لم تكن فيه كذلك.
ويبيّنه تصرفه في غير موضع في سننه وعلله، وسبق نقل شيء من ذلك عنه في الأمثلة.
والأمثلة المذكورة مبيّنة بجلاء أنه لم يكن يخطر للأئمة ببالٍ أن يقبلوا زيادة أو يردّوا ردَّها لعدم منافاتها معنى أصل الحديث، وليُبرز لنا من سار في فلك اشتراط المنافاة نصًّا عن إمام من أئمة الحديث المتقدمين النقاد= قَبِل فيه زيادة ثقة لعدم منافاتها، أو أبى على غيره ردَّها لذلك، ولا أظنه يجد.
وقد بيَّن النصُّ الذي نقلتُهُ آنفًا عن النووي أن أهل الحديث من المتأخرين اشترطوا المنافاة في رد زيادات الثقات.
حيث إنهم قبلوا زيادة الثقة إذا لم تنافِ أصل الحديث ولو تفرد بها واحد عن جماعة، أو ثقةٌ عن أوثق، ولا يرجحون بين الجماعة والواحد والثقة والأوثق إلا إذا نافت الزيادةُ أصلَ الحديث.
فإذا تفرد ثقةٌ عن ثقاتٍ بزيادة، واستحقت الردَّ بسبب ذلك - عند المتقدمين -= أوجدوا شرط المنافاة هذا، فلم يردوها حتى تنافي أصل الحديث.
ولذلك فقد عارضوا - في غير موضع - الأئمةَ المتقدمين وغيرَهم ممن ضعّف بعض زيادات الثقات= بأنها زياداتٌ غيرُ منافية لأصل الحديث؛ فهي مقبولة.
وقد تبيّن جليًّا فيما سبق أن الأئمة لا ينظرون إلى مسألة المنافاة هذه، ويردون زيادات الثقات إذا استحقت الردَّ ولو كانت غير منافية لأصل الحديث.
ومما يثبت ما ذكرتُ عن المتأخرين: نصوصٌ عن ثلة منهم - رحمهم الله جميعًا -، منها:
قال النووي في شرح مسلم (5/ 94): «وأما قول سهيل: " إحدى عشرة إحدى عشرة "، فلا ينافي رواية الأكثرين: " ثلاثًا وثلاثين "، بل معهم زيادة يجب قبولها، وفي رواية: " تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير "، وفي رواية: أن التكبيرات أربع وثلاثون، وكلها زيادات من الثقات يجب قبولها»،
وقال في المجموع (3/ 425): «واحتجوا في أن الأنف لا يجب بالأحاديث الصحيحة المطلقة في الأمر بالجبهة من غير ذكر الأنف، وفي هذا الاستدلال ضعف، لأن روايات الأنف زيادة من ثقة، ولا منافاة بينهما»،
ونقل ابن التركماني في الجوهر النقي (2/ 155) قول أبي علي النيسابوري في زيادة (وإذا قرأ فأنصتوا): «خالف جرير عن التيمي أصحاب قتادة كلهم»، ثم قال - أي: ابن التركماني -: «ولا نسلم أنه خالفهم، بل زاد عليهم، وزيادة الثقة مقبولة»،
وقال ابن حجر في النزهة: «وزيادة راويهما - أي: الصحيح والحسن - مقبولة، ما لم تقع منافية لرواية من هو أوثق، ممن لم يذكر تلك الزيادة، لأن الزيادة:
إما أن تكون لا تنافي بينها وبين رواية من لم يذكرها، فهذه تقبل مطلقًا؛ لأنها في حكم الحديث المستقل الذي ينفرد به الثقة ولا يرويه عن شيخه غيره،
وإما أن تكون منافية، بحيث يلزم من قبولها رد الرواية الأخرى، فهذه التي يقع الترجيح بينها وبين معارضها، فيقبل الراجح ويرد المرجوح»،
وقال الشوكاني في نيل الأوطار (1/ 667): « ... والزيادة إنما تقبل مع عدم منافاة الأصل، فيُصار حينئذ إلى التعارض ... »، بل ذهب الشوكاني إلى أبعد من ذلك، فادعى الإجماع على اشتراط المنافاة!!
قال في النيل (4/ 140): « ... ومما يؤيد الرفع في حديث ابن عمر - أعني: قوله: " وإلا فقد عتق عليه ما عتق " -: أن الذي رفعه مالك، وهو أحفظ لحديث نافع من أيوب، وقد تابعه عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب - كما قال البيهقي -، ولا شك أن الرفع زيادة معتبرة لا يليق إهمالها - كما تقرر في الأصول وعلم الاصطلاح -، وما ذهب إليه بعض أهل الحديث من الإعلال لطريق الرفع بالوقف في طريق أخرى لا ينبغي التعويل عليه، وليس له مستند، ولا سيما بعد الإجماع على قبول الزيادة التي لم تقع منافية مع تعدد مجالس السماع ... ».
والذي ذكر أنه لا ينبغي التعويل عليه، وليس له مستند= هو لبُّ علم العلل، وهو منهج أئمة الحديث النقاد الحفاظ، وذلك أظهر من الشمس في رابعة النهار، والله المستعان!
وقد تابعهم في هذا المنهج كثير من المعاصرين، ومن ذلك:
¥(16/46)
قال الشيخ الألباني - رحمه الله رحمةً واسعة - في تمام المنة (ص222) في الكلام على زيادة: " ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها " في حديث وائل بن حجر في صفة الصلاة: «فمن الخطأ الجلي رد التحريك المذكور فيها لتفرد زائدة بن قدامة به دون سائر أصحاب عاصم بن كليب، وذلك لأمرين:
الأول: أنهم رووا الإشارة، وهي لا تنافي التحريك كما تقدم،
الثاني: ثقة زائدة، وشدة تثبته في روايته عن شيوخه ... »،
وقد رأيتُ الشيخ الألباني - رحمه الله - مشى على الصواب في إعلال لفظة: " ولا يحركها " في حديث عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه - كما في الضعيفة (12/ 136) وتمام المنة (ص218) وضعيف أبي داود (1/ 368 - 370) -، ولا أدري وجهَ التفريق في التعامل مع زيادة: " يحركها " والزيادة المذكورة، فالصورة واحدة، وسبب الإعلال موجود في الزيادتين، بل هو أظهر في زيادة: " يحركها " منه في الأخرى!
وقد أشار لذلك الشيخ مقبل الوادعي - رحمه الله -، قال الشيخ أحمد بن علي بن مثنى القفيلي في كتابه " بغية الطالب المبتدي من أدلة صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - " (ص151): (اجتمع شيخنا أبو عبد الرحمن الوادعي - رحمه الله - بشيخنا الإمام العلامة أبي إبراهيم محمد بن عبد الوهاب الوصابي - حفظه الله - قبل خمس سنوات أو أكثر بدار الحديث بدماج بعد صلاة العصر، وكنت حاضرًا معهما، فدار نقاش حول هذه الزيادة - يعني: زيادة: " يحركها يدعو بها " -، فقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب - حفظه الله -: إن زائدة بن قدامة ثقة، وإن الشيخ الألباني قد صحح هذه الزيادة.
فأجابه شيخنا أبو عبد الرحمن - رحمه الله -، فقال: " إن الشيخ الألباني قد حكم على زيادة تفرد بها زائدة في حديث آخر وخالف راويين بالشذوذ، وهو في هذا الحديث قد خالف خمسة عشر راويًا، فإذا لم تكن هذه الزيادة شاذة، فليس في الدنيا شاذ " ا. هـ كلامه - رحمه الله - أو بمعناه).
وقال د. ربيع بن هادي المدخلي في اللقاء مع طلاب العلم بمكة: «فزيادة الثقة إن كانت مخالفة لأصلها - أي: المزيد عليه - مخالفةً لا يمكن التوفيق بينهما، حينئذ نرجع إلى الأدلة، إن كانت منافية رجعنا إلى الأدلة، وإن كانت غير منافية فالأصل فيها القبول؛ لأن هذه الزيادة بمنزلة متن مستقل يأتي به إمام من الأئمة، يرويه محدث عن محدث ثقة عن ثقة إلى أن يصل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ...
فحكم الزيادة إذا كانت غير منافية: القبول، نقبلها كما نقبل النصوص المستقلة التي جاءتنا عن طريق الأفراد، والتي تفرد بها حافظ عن حافظ, حافظ ثقة عن حافظ ثقة.
وإذا جاءت منافية أو نرى ظاهرهما التعارض فنحاول الجمع بينهما، كما إذا تعارض نصان صحيحان، فإننا في الخطوة الأولى نحاول أن نوفق ونجمع بين هذين النصين الذين ظاهرهما التعارض، كذلك نفعل في زيادة الثقة: نحاول أن نجمع بينها وبين ما يظهر أنه معارض لها، فإن أمكن الجمع بدون تعسف فالحمد لله, وإذا ما أمكن؛ فحينئذ نرجع إلى الترجيح كما نفعل مع الأحاديث والنصوص المستقلة تمامًا».
إلى غيرها من النصوص عن المتأخرين والمعاصرين في ذلك، وهي كثيرة، بل كتب (عطية بن صدقي أبو أسماء المصري) مقدماتٍ في زيادة الثقة قبل بحثه في إثبات زيادة: " يحركها " في حديث وائل بن حجر= أكّد فيها اشتراط المنافاة، وجمع الأقوال في ذلك، وقدّم له كتابَهُ: الشيخ مشهور حسن سلمان، وعلي الحلبي، وهو بعنوان: " رفع الملام عن من (كذا!) حرك إصبعه من التحيات إلى السلام ".
يتبع - بعون الله -.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - 08 - 07, 06:45 م]ـ
ومن ذلك ما نافح به المباركفوري في تحفة الأحوذي بقوة عن اشتراط المنافاة، ورد ردًّا طويلاً على النيموي الحنفي صاحب كتاب (آثار السنن)، لأنه ذكر أن المنافاة غير مشترطة في رد زيادة الثقة.
وفيما يلي نقل كلام المباركفوري، مع مناقشته وبيان أوجه الخلل الواقع فيه، والله الموفق:
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي (2/ 82 - 85):
¥(16/47)
«قال النيموي في آثار السنن - بعد ذكر حديث هلب الطائي -: (رواه أحمد، وإسناده حسن، لكن قوله: " على صدره " غير محفوظ)، يعني أنه شاذ، وبيّن وجه كونه شاذًّا غير محفوظ: أن يحيى بن سعيد القطان خالف في زيادة قوله: " على صدره " غير واحد من أصحاب سفيان وسماك، فإنهم لم يذكروا هذه الزيادات، وعرف الشاذ بأنه ما رواه الثقة مخالفًا في نوع من الصفات لما رواه جماعة من الثقات أو من هو أوثق منه وأحفظ، وأعمّ من أن تكون المخالفة منافية للرواية الأخرى أم لا، وادّعى أن هذا هو مذهب الشافعي وأحمد بن حنبل وابن معين والبخاري وغيرهم من المحدثين المتقدمين، واستدل عليه بأن هذا يُفهم من صنيعهم في زيادة: " ثم لا يعود " في حديث ابن مسعود، و " فصاعدًا " في حديث عبادة، و " إذا قرأ فانصتوا " في حديث أبي هريرة وأبي موسى الأشعري، وكذلك في كثير من المواضع، حيث جعلوا الزيادات شاذة، بزعمهم أن راويها قد تفرد بها، مع أن هذه الزيادات غير منافية لأصل الحديث.
قلت: تعريف الشاذ هذا الذي ذكره صاحب آثار السنن ليس بصحيح، وليس هو مذهب المحدثين المتقدمين البتة. وجه عدم صحته: أنه يلزم منه أن يكون كل زيادة زادها ثقة ولم يزدها جماعة من الثقات أو لم يزدها من هو أوثق منه وليست منافية لأصل الحديث= شاذة غير مقبولة، واللازم باطل فالملزوم مثله.
والدليل على بطلان اللازم: أن كل زيادة هذا شأنها قبلها المحدثون المتقدمون، كالشافعي والبخاري وغيرهما، وكذا قبلها المتأخرون، إلا أن ظهرت لهم قرينة تدل على أنها وهم من بعض الرواة، فحينئذ لا يقبلونها».
وكلامه هذا غير مستقيم، فإن من أهم القرائن التي استعملها الأئمة في رد زيادات الثقات: مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه، وهذه القرينة كأقوى ما يكون في الدلالة على أن الزيادة وهم من الراوي، والنصوص وتصرفات الأئمة تفيض بمثل ذلك، والمخالفة حاصلة بأن ثقةً زاد زيادةً، ولم يزدها أكثر منه أو أوثق، وهذا ظاهر في نصوص الأئمة فيما سبق ويأتي.
فقوله أولاً: «كل زيادة هذا شأنها قبلها المحدثون المتقدمون، كالشافعي والبخاري وغيرهما» ويقصد بقوله: «هذا شأنها»: الزيادة التي زادها ثقة ولم يزدها الأوثق منه وليست منافية= يناقض قوله في الآخر: «إلا أن ظهرت لهم قرينة تدل على أنها وهم من بعض الرواة، فحينئذ لا يقبلونها»؛ لما سبق من أن كون الأوثق لم يزدها هي القرينة الدالة على أنها وهم ممن لم يزدها، والشافعي والبخاري وغيرهما من المحدثين المتقدمين لا يقبلون الأوهام!
قال المباركفوري:
«ألا ترى أن الإمام البخاري - رحمه الله - قد أدخل في صحيحه من الأحاديث ما تفرد به بعض الرواة بزيادة فيه غير منافية ولم يزدها جماعة من الثقات أو من هو أوثق منه وأحفظ، وقد طعن بعض المحدثين بإدخال مثل هذه الأحاديث في صحيحه، ظنًّا منهم أن مثل هذه الزيادات ليست بصحيحة، وقد أجاب المحققون عن هذا الطعن بأن مثل هذه الزيادات صحيحة: قال الحافظ في مقدمة الفتح: " فالأحاديث التي انتقدت عليهما أي البخاري ومسلم تنقسم أقسامًا ... "، ثم بيّن الحافظ والقسم الأول والثاني، ثم قال: " القسم الثالث منها: ما تفرد به بعض الرواة بزيادة فيه دون من هو أكثر عددًا أو أضبط ممن لم يذكرها، فهذا لا يؤثر التعليل به، إلا إن كانت الزيادة منافية بحيث يتعذر الجمع، أما إذا كانت الزيادة لا منافاة فيها بحيث يكون كالحديث المستقل فلا، اللهم إلا إن وضح بالدلائل القوية أن تلك الزيادة مدرجة في المتن من كلام بعض رواته، فما كان من هذا القسم فهو مؤثر، كما في الحديث الرابع والثلاثين " انتهى. وأيضًا: قال الحافظ فيها: " قال الدارقطني: أخرج البخاري حديث أبي غسان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال: نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل يقاتل المشركين، فقال: " هو من أهل النار ... " الحديث، وفيه: " إن العبد ليعمل فيما يرى الناس عمل أهل الجنة، وإنه لمن أهل النار، ويعمل فيما يرى الناس عمل أهل النار، وهو من أهل الجنة، وإنما الأعمال بالخواتيم "، قال: وقد رواه ابن أبي حازم ويعقوب بن عبد الرحمن وسعيد الجمحي عن أبي حازم فلم يقولوا في آخره: " وإنما الأعمال بالخواتيم ". قال الحافظ: " زادها أبو غسان، وهو ثقة حافظ، فاعتمده البخاري " انتهى».
¥(16/48)
كلام ابن حجر الذي نقله المباركفوري موافق لمذاهب المتأخرين، وهو اجتهاد منه - رحمه الله - في تفسير صنيع البخاري قد لا يوافق عليه.
ويمكن أن يجاب عن المثال الذي ذكره المباركفوري بأمرين:
الأول: أن النظر في المنافاة وعدمها عند المتأخرين شرطٌ يتبع مقدمةً لا بد من تحققها، وهي أن تكون الزيادة محتملة الرد، بسبب كون الزائد مخالَفًا من أوثق أو أكثر.
وبيان ذلك:
أن المتأخرين نظروا إلى انفراد الثقة بالزيادة دون الأوثق أو الأكثر، فجعلوا هذا يفضي إلى احتمال رد الزيادة، دون أن يستقل بذلك، ثم نظروا إلى المنافاة، فإن نافت الزيادة أصل الحديث؛ قوي احتمال الرد، فردوها، وإن لم تنافِ؛ بقي الأمر على الاحتمال، فقوّوا جانب الثقة، وقبلوا الزيادة.
فلا يصح النظر في المنافاة عند المتأخرين إلا بعد تحقق المقدمة الأولى.
ولعل المقدمة لم تتحقق عند البخاري في هذه الزيادة حتى ننظر في كونه نظر إلى المنافاة أو لا، فربما كان يصحح الزيادة لا لعدم المنافاة، إنما لأن راويها حافظ إمام، ولا يضيره أن يقصر غيره ممن هو دونه في الحفظ والثقة بالزيادة، فلا يذكرها.
الأمر الثاني: أن اعتماد مذهب البخاري بمثال أو مثالين مهيع خاطئ مجانب للصواب، فإنه قد نُسب إلى البخاري بهذه الطريقة أنه يقبل زيادة الثقة مطلقًا!
قال ابن رجب في شرح العلل (2/ 638): «وذكر - أي الخطيب - في الكفاية حكايةً عن البخاري: أنه سئل عن حديث أبي إسحاق في النكاح بلا ولي؟ قال: " الزيادة من الثقة مقبولة، وإسرائيل ثقة ". وهذه الحكاية - إن صحت - فإنما مراده الزيادة في هذا الحديث، وإلا فمن تأمل كتاب تاريخ البخاري تبين له قطعًا أنه لم يكن يرى أن زيادة كل ثقة في الإسناد مقبولة».
فمناهج العلماء لا يُعتمد فيها على نصٍّ أو نصّين مقتطعين من وفرة نصوص، وفي ما اقتُطع احتمال أيضًا!
والبخاري لم يشترط المنافاة في نصوص أخرى، وكلامه فيها واضح، ويأتي طرف منها.
ويُنبّه إلى أن البخاري قد أخرج روايتين مما أشار إليه الدارقطني؛ مما ليس فيه زيادة: " الأعمال بالخواتيم " = في صحيحه (2898، 4202، 4207).
والحق أن هذه الزيادة تصلح مثالاً لكون الأئمة لا يشترطون عدم المنافاة لرد الزيادة من الثقة، ذلك أن مسلمًا أخرج الحديث في كتاب الإيمان، باب " غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه ... " (112) وفي كتاب القدر " باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه ... " = من رواية يعقوب بن عبد الرحمن، وهو ثقة، وتنكب عن رواية أبي غسان مع أنه أوثق من يعقوب بمراحل، وكأنها إشارة منه إلى إعلال هذه الرواية، لذا قال الدارقطني بعد أن ذكر رواية البخاري: " وأخرجه مسلم من حديث يعقوب فقط ".
كما أعلّها الدارقطني في التتبع (ص201) - وقد نقله الحافظ - والأفراد - كما في أطرافه (2164) -.
وأما البخاري، ففي النفس شيء من اعتماد أنه يصحح الزيادة، وإن صح عنه فهو اختلاف نظر بين المتقدمين، والجاري على القاعدة تصرف مسلم والدارقطني، والله أعلم.
وحتى لو صح أن البخاري يصححها، فمثالٌ واحد لتصرُّفٍ من البخاري في حديثٍ= لا يكفي البتة في إثبات منهجٍ لعامة أئمة الحديث المتقدمين تدلُّ أقوالهم وتصرفاتهم على خلافه.
قال المباركفوري:
«وقد صرح بقبول مثل هذه الزيادة ابن التركماني في الجوهر النقي والحافظ الزيلعي في نصب الراية في مواضع عديدة، بل أشار النيموي نفسه في كتابه آثار السنن أيضًا بقبول مثل هذه الزيادة في موضع منه، حيث قال: " فزيادته - أي: زيادة الحميدي - تقبل جدًّا، لأنها ليست منافية لمن هو أوثق منه " انتهى.
فلما ظهر بطلان اللازم ثبت بطلان الملزوم، أعني بطلان تعريف الشاذ الذي ذكره صاحب آثار السنن من عند نفسه.
فإن قلت: فما تعريف الشاذ الذي عليه المحققون؟
قلت: قال الحافظ بن حجر في مقدمة فتح الباري: " وأما المخالفة وينشأ عنها الشذوذ والنكارة، فإذا روى الضابط أو الصدوق شيئًا، فرواه من هو أحفظ منه أو أكثر عددًا بخلاف ما روى، بحيث يتعذر الجمع على قواعد المحدثين، فهذا شاذ " انتهى.
¥(16/49)
فهذا التعريف هو الذي عليه المحققون، وهو المعتمد، قال الحافظ في شرح النخبة: " فإن خولف بأرجح منه لمزيد ضبط أو كثرة عدد أو غير ذلك من وجوه الترجيحات، فالراجح يقال له: المحفوظ، ومقابله وهو المرجوح يقال له: الشاذ "، إلى أن قال: " وعرف من هذا التقرير أن الشاذ ما رواه المقبول مخالفًا لمن هو أولى منه، وهو المعتمد في تعريف الشاذ بحسب الاصطلاح " انتهى.
والمراد من المخالفة في قوله: " مخالفًا ": المنافاة، دون مطلق المخالفة، يدل عليه قول الحافظ في هذا الكتاب: " وزيادة راويهما - أي: الصحيح والحسن - مقبولة ما لم تقع منافية لرواية من هو أوثق ممن لم يذكر تلك الزيادة، لأن الزيادة إما أن تكون لا تنافي بينها وبين رواية من لم يذكرها، فهذه تقبل مطلقا؛ لأنها في حكم الحديث المستقل الذي يتفرد به الثقة ولا يرويه عن شيخه غيره، وإما أن تكون منافية بحيث يلزم من قبولها رد الرواية الأخرى، فهذه هي التي يقع الترجيح بينها وبين معارضها، فيقبل الراجح ويرد المرجوح " انتهى.
وقال الشيخ ابن حجر الهيتمي في رسالته المتعلقة بالبسملة: " الشاذ اصطلاحًا فيه اختلاف كثير، والذي عليه الشافعي والمحققون: أن ما خالف فيه راوٍ ثقة بزيادة أو نقص في سند أو متن ثقاتٍ لا يمكن الجمع بينهما مع اتحاد المروي عنه " انتهى.
وقال الشيخ عمر البيقوني في منظومته في مصطلح أهل الحديث:
وما يخالف ثقة فيه الملا * * * فالشاذ والمقلوب قسمان تلا
قال الشارح الشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني: " (وما يخالف ثقة فيه) بزيادة أو نقص في السند أو المتن (الملا) أي: الجماعة الثقات فيما رووه، وتعذر الجمع بينهما، (فالشاذ) كما قاله الشافعي وجماعة من أهل الحجاز، وهو المعتمد كما صرح به في شرح النخبة؛ لأن العدد أولى بالحفظ من الواحد، وعليه فما خالف الثقة فيه الواحد الأحفظ شاذ، وفي كلام ابن الصلاح وغيره ما يُفهِمه " انتهى.
وقال العلامة المجد صاحب القاموس في منظومته في أصول الحديث:
ثم الذي ينعت بالشذوذ * * * كل حديث مفرد مجذوذ
خالف فيه الناس ما رواه * * * لأن روى ما لا يروى سواه
قال الشيخ سليمان بن يحيى بن عمر بن مقبول الأهدل في شرحه المسمى بالمنهل الروي: " الشاذ لغةً: المنفرد، يقال: شذ يشذ شذوذًا إذا انفرد، وأما إصطلاحًا ففيه اختلاف كثير، ومقتضى ما ذكره الناظم الإشارة إلى قولين: الأول: ما ذهب إليه الشافعي وجماعة من أهل الحجاز: أنه ما رواه الثقة مخالفًا لرواية الناس - أي: الثقات - وإن كانوا دونه في الحفظ والإتقان، وذلك لأن العدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد، وألحق ابن الصلاح بالثقات الثقة الأحفظ، وسواء كانت المخالفة بزيادة أو نقص في سند أو متن إن كانت لا يمكن الجمع بين الطرفين فيهما مع اتحاد المروي " انتهى».
ونقوله هذه كلها تدل على أن المتأخرين يشترطون المنافاة لرد زيادة الثقة، وذلك يخالف منهج أئمة النقد المتقدمين - كما بان في هذا الموضوع -.
قال المباركفوري:
«فإن قلت: فلم لم يقبل المحدثون المتقدمون كالشافعي وأحمد بن حنبل وابن معين والبخاري وأبي داود وأبي حاتم وأبي علي النيسابوري والحاكم والدارقطني وغيرهم= زيادة: " ثم لا يعود " في حديث ابن مسعود، وزيادة " فصاعدًا " في حديث عبادة، وزيادة " وإذا قرأ فأنصتوا " في حديث أبي هريرة وأبي موسى الأشعري، ولم يجعلوها محفوظة، مع أن هذه الزيادات غير منافية لأصل الحديث؟
قلت: إنما لم يقبلوا هذه الزيادات لأنه قد وضح لهم دلائل على أنها وهم من بعض الرواة كما بينوه وأوضحوه، لا لمجرد أن راويها قد تفرد بها كما زعم النيموي.
وإنما أطنبنا الكلام في هذا المقام لئلا يغتر القاصرون بما حقق النيموي في زعمه الفاسد».
وقد سبقت الإجابة على قوله الأخير هذا، بأن من أوضح الدلائل على وقوع الوهم من بعض الرواة: أن يخالفه غيره من الرواة؛ أكثر منه أو أوثق ... ، فيتركوا هذه الزيادة، وينفرد هو بذكرها.
وقد نصّ أبو حاتم الرازي على أن العلة في قوله: " ثم لا يعود ": أن غير الثوري لم يذكره، وذكره هو وحده، قال - كما في العلل (1/ 96) -: «هذا خطأ، يُقال: وهم فيه الثوري، وروى هذا الحديث عن عاصم جماعة، فقالوا كلهم: (إن النبي - صلى الله عليه وسلم - افتتح فرفع يديه، ثم ركع فطبق وجعلها بين ركبتيه)، ولم يقل أحد ما رواه الثوري».
¥(16/50)
كما أعلّ البخاري زيادة: " فصاعدًا " في حديث عبادة= بقوله - في جزء القراءة (ص36، 37) -: «وعامة الثقات لم يتابع معمرًا في قوله: " فصاعدًا "، مع أنه قد أثبت فاتحة الكتاب»، وأعلّها ابن حبان بقوله - كما في الإحسان (5/ 87) -: «تفرد به معمر عن الزهري دون أصحابه».
وأعلّ مسلم بن الحجاج زيادة: " وإذا قرأ فأنصتوا " في حديث أبي موسى الأشعري بقوله - كما في صحيحه (ح404) -: «وفي حديث جرير عن سليمان التيمي عن قتادة من الزيادة: " وإذا قرأ فأنصتوا "، وليس في حديث أحد منهم»، وأعلّها أبو داود السجستاني بقوله - كما في سننه (ح973) -: «وقوله: " فأنصتوا " ليس بمحفوظ، لم يجئ به إلا سليمان التيمي في هذا الحديث»، وأعلّها أبو علي النيسابوري الحافظ بقوله - كما في سنن البيهقي (2/ 156) -: «خالف جرير عن التيمي أصحاب قتادة كلهم في هذا الحديث، والمحفوظ عن قتادة رواية هشام الدستوائي وهمام وسعيد بن أبي عروبة ومعمر بن راشد وأبي عوانة والحجاج بن الحجاج ومن تابعهم على روايتهم» قال البيهقي: يعني دون هذه اللفظة، وأعلّها الدارقطني بقوله - في السنن (1/ 330) -: «وكذلك رواه سفيان الثوري عن سليمان التيمي، ورواه هشام الدستوائي وسعيد وشعبة وهمام وأبو عوانة وأبان وعدي بن أبي عمارة كلهم عن قتادة، فلم يقل أحد منهم: " وإذا قرأ فأنصتوا "، وهم أصحاب قتادة الحفاظ عنه»، وقال أيضًا - كما في العلل (7/ 254) -: «والصواب من ذلك: ما رواه سعيد وهشام ومن تابعهما عن قتادة وسليمان التيمي من الثقات، وقد زاد عليهم قوله: " وإذا قرأ فأنصتوا "، ولعله شُبه عليه؛ لكثرة من خالفه من الثقات».
وأعلّها النسائي في حديث أبي هريرة بقوله - كما في السنن الكبرى (1/ 320) -: «لا نعلم أن أحدًا تابع بن عجلان على قوله: " وإذا قرأ فأنصتوا "»، ولذا قال البيهقي - كما في السنن (2/ 156) -: «وهو وهم من ابن عجلان».
فهذه نصوص بعض الحفاظ في الزيادات التي ذكرها المباركفوري، ويظهر بجلاءٍ شديدٍ فيها أنهم أعلّوا الزيادات بسبب تفرد بعض الثقات بها، دون غيرهم من الثقات - الأكثر أو الأوثق -. وهذا يدل على خطأ ما زعمه المباركفوري من أنهم لم يعلوا تلك الزيادات " لمجرد أن راويها قد تفرد بها ".
وهو يبين أن ما قاله النيموي صواب، والله تعالى أعلم.
يتبع - بإذن الله -.
ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[17 - 08 - 07, 08:57 م]ـ
الأخ الفاضل: محمد بن عبد الله
بارك الله فيك ووفقك لما يرضاه
ابتداء لي تنبيهان
الأول: قولك " عدم اشتراط المنافاة في رد زيادات الثقات "
الظاهر أنك تعني ما يقع في المتن فقط (وهو كل ما مثلت به) [وإلا فزيادة الثقة تقع في الإسناد والمتن معا كما لا يخفى]
فهل تعني انحصار ذلك في المتن دون الإسناد ........... ؟
الثاني: أوافقك في الجملة على أن (مسوغ قبول بعض زيادات بعض الثقات (وهو عدم منافاة الأصل) في المتأخرين كثير) [ولا ضير في ذلك]
إلا أني أطلب منك عدة أمثلة ولو مثال واحد هو من " زيادة الثقة " عندك فعلا
مما تمثل به على زيادة الثقة الواقعة في المتن
ثم اسحب عليه ما سحبته على بعض ما أوردته (لنتعلم معك الشذوذ في المتن – وزيادة الثقة)
أو بوضوح أكثر (بارك الله فيك) " أبن لنا _ مشكورا لا مأمورا _مثالا لزيادة الثقة في المتن
وما الذي فارقه واختلف عن أمثلتك في هذا المبحث (من حيث عدم المنافاة) تمشيا مع مبحثك كما تفعل في كل مثال تورده
وطلبي ذا سأعول عليه في مناقشتي لبعض ما أوردت وذهبت (وأيضا مما تتم به الإفادة)
على مناقشة لي لأصل مبحثك أرجأه لما يأتي
بارك الله فيك ونفع بك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - 08 - 07, 10:26 م]ـ
وبارك فيك أخي أبا عاصم.
النقطة الأولى: نعم، أحسنت، المقصود الزيادات في المتون، ولقد انتبهت قبل أيام إلى أنني لم أشر لهذا، لكن لعل المقصود مفهوم من سياق الأمثلة، ومن بعض الإشارات في الموضوع.
النقطة الثانية: لم تتضح لي جيِّدًا، وأسلوبك في بعض مواضعها عسر! (ابتسامة)
فهل تعني بإطلاقك (زيادة الثقة): المقبولَ منها؟
وبالتالي؛ فهل تطلب مني أمثلة على (زيادة الثقة المقبولة)؟
وهل تفرق بين (زيادة الثقة المردودة) و (الشذوذ في المتن)؟
أم ليس فيما يسمى (زيادة الثقة) مردود؟!
على أني أشرتُ إلى أن كلَّ كلامنا في زيادة الثقة المردودة فقط، لكي ننظر في عمل الأئمة مع الشرط الحادث بعد أحقية الزيادة بالرد، وهو شرط المنافاة= وهل نظروا إليه أم لا.
بارك الله فيك.
ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[17 - 08 - 07, 10:38 م]ـ
بسم الله
أخي الحبيب الكريم
النقطة الأولى: مفهوم لي ولغيري (إن شاء الله) أنك تعنى " ما كان في المتن " وإنما أسأل قطعا للإحتمال لا سيما وأنت تنهي مقالتك غالبا بلفظ " يتبع "
النقطة الثانية:
أعني أن تذكر مثالا مخرجا (كأمثلتك في المسألة) [وهو أهون عليك إن شاء الله]
تقول فيه (وهذة الزيادة) محفوظة وهي زيادة من ثقة [تفرد بها فلان]
وفقك الله لمرضاته
¥(16/51)
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[17 - 08 - 07, 11:02 م]ـ
بارك الله فيك.
الأمثلة كثيرة في قبول الزيادة، وأنا ذكرتُ أن مسألتنا في ردِّها، لكن لعلك ستبني على المثال شيئًا يتعلق بالمنافاة.
لذا، فأقرب مثال لزيادة الثقة المقبولة: ما راسلني به قبل قليل أحد الإخوة الفضلاء:
قال ابن قدامة في المغني (2/ 75، 76): (قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يُسأل عن رجلٍ يقضي صلوات، كيف يصنع في الأذان؟
فذكر حديث هشيم عن أبي الزبير عن نافع بن جبير عن أبي عبيدة بن عبد الله عن أبيه: أن المشركين شغلوا النبي - صلى الله عليه وسلم- عن أربع صلوات يوم الخندق , حتى ذهب من الليل ما شاء الله. قال: فأمر بلالاً فأذن وأقام وصلى الظهر , ثم أمره فأقام فصلى العصر، ثم أمره فأقام فصلى المغرب، ثم أمره فأقام فصلى العشاء.
قال أبو عبد الله: " وهشام الدستوائي لم يقل كما قال هشيم , جعلها إقامة إقامة "،
قلتُ: فكأنك تختار حديث هشيم؟
قال: " نعم، هو زيادة، أي شيءٍ يضره؟ ") ا. هـ.
ومعنى كلامه - فيما يظهر -: أي شيء يضر هشيمًا أنْ زاد على هشام، فإنّ هذا من بابة زيادة الحافظ على الحافظ، وإذا زاد حافظٌ على حافظٍ قُبل.
والحديث مخرج في السنن والمسانيد من طريق هشيم، ورواية هشام في الكبرى للنسائي، وذكر البيهقي أنه قد اختُلف عليه في ذكر الأذان، فحفظه بعضهم عنه ولم يحفظه آخرون.
----
تنبيه: أرجو أن يكون تعليقك أبا عاصم بعد قراءة الموضوع كاملاً، إن أمكن ذلك، وفقك الله ونفع بك.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[21 - 08 - 07, 01:10 ص]ـ
وقد بين بعضُ العلماء والمشايخ من أهل العلم بالحديث في هذا العصر عدم اشتراط المنافاة في رد زيادات الثقات، ومن ذلك:
سئل الشيخ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - في المقترح (س155) حول تقسيم ابن الصلاح لزيادة الثقة، فقال: «هم يشترطون في رد الزيادة أن تكون منافية، لكن الذي يظهر أن الزيادة نفسها - كون أنها زيادة - تنافي، من الأمثلة على هذا: الحديث الذي رواه مسلم من حديث أبي موسى، وفيه زيادة في بيان كيفية الصلاة: " إذا قرأ فأنصتوا "، فالإمام الدارقطني ينتقد هذه الزيادة، ويقول: إنه تفرد بها سليمان التيمي، ويوافقه النووي - رحمه الله تعالى - على هذا، ويقول: إن الحفاظ - إشارة إلى جمع، إضافة إلى الدارقطني - ضعفوا هذه الزيادة. فالذي يظهر أن الزيادة بمجردها تعتبر منافاة».
ونقل الأخ الكريم أبو حمزة الأزهري السلفي، قال: سألت الشيخ محمد عمرو بن عبد اللطيف: هل يشترط ركن المخالفة للحكم على الحديث بالشذوذ؟ أعني: أن البعض يشترط عدم إمكان الجمع قبل الحكم بالشذوذ، وإلا حكم بأن ذلك من زيادة الثقة، ومثلت للشيخ بصنيع الشيخ الألباني - رحمه الله - في حديث زائدة بن قدامة في صفة التشهد.
فأجاب الشيخ: «لا اعتبار بالمنافاة, بل العبرة بتحرير كل لفظة على حدة».
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=253285&postcount=9
وقال الشيخ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل المصري في إتحاف النبيل (1/ 111 - 113): «فإن قيل: إن بعض طلبة العلم يقول: الزيادة تقبل إلا أن تكون منافية لأصل الحديث، فإذا كانت منافية لأصل ما سيقت له فحين ذاك لا تقبل، أما إذا أمكن الجمع بينهما على طريقة التخصيص مع العموم أو التقييد مع المطلق= فتقبل.
قلت: وهذا قول للحافظ ابن حجر، وله قول آخر يردها لمجرد التفرد.
والذي ينظر في كتب العلل والكتب التي اعتنت بهذا الشأن، يجد أن العلماء يعلّون اللفظة الزائدة في الحديث وإن كان معناها لا ينافي الأصل الذي سيقت له، فمثلاً: حديث: " صدقة الفطر صاع من بر، وصاع من تمر ... " إلى آخر الحديث، وفيه: " على كل نفس حر وعبد ذكر وأنثى من المسلمين " أخرجه البخاري (1503) ومسلم (984). فزيادة: " من المسلمين " تفرد بها مالك - رحمه الله تعالى -، والعلماء أنكروا على مالك هذه الزيادة، مع أن هذه الزيادة لا تنافي الأصل الذي سيقت له.
والعلماء الذين دافعوا عن مالك ما قالوا: إن هذه الزيادة لا تنافي الأصل، وإنما قالوا: إن مالكًا توبع عليها، فأثبتوا بالمتابعة هذه الزيادة.
¥(16/52)
وأوضح من ذلك الحديث الذي في صحيح مسلم في كيفية الصلاة، والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول: " إذا قرأ فأنصتوا "، أعلّ الحفاظ هذه الكلمة بالرغم من أنها تناسب وتلائم الآية: ? وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ ?، ولا تنافي الأصل الذي سيقت له، وهناك من ينفي شذوذها أصلاً.
وأيضًا زيادة أخرى في حديثٍ أخرجه مسلم - رحمه الله - في ولوغ الكلب أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال: " إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعًا أولاهن أو إحداهن أو الثامنة بالتراب ".
وفي بعض الروايات زيادة في مسلم: " إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليرقه "، والعلماء ضعفوا كلمة: " فليرقه " هذه، مع أنه لا يغسل الإناء الذي ولغ فيه الكلب إلا بإراقة ما فيه.
والذي يقرأ كتب العلل ويتتبع هذه المسألة يجد أن العلماء يضعفون الزيادة لمجرد مخالفة راويها من هو أوثق منه، سواء في العدد أو في الوصف والمنزلة ... » إلى آخر كلام الشيخ أبي الحسن، وانظر (2/ 189) من كتابه، ولم أطلع عليه إلا بعد انتهائي من كتابة هذا البحث، والحمد لله رب العالمين.
ويُنظر لزامًا كتابه المذكور (2/ 164 - 189) ففيه تفصيل طويل، وبيان جيد لمنهج الأئمة في زيادات الثقات.
خاتمة:
وبعد،
فقد اتضح لكل ناظر أن الأئمة لم يكونوا يقبلون زيادة الثقة في المتن لعدم منافاتها معنى أصل الحديث، أو يشترطون المنافاة في ردها:
- حيث سردت أمثلة عديدة لزيادات ليس فيها وجه منافاة لأصل الحديث، وردها الأئمة مع ذلك، مع ثقة أصحابها وحفظهم، بل بعضهم في أعلى درجات الحفظ، والأمثلة أكثر مما ذُكر هنا، والمراد إبراز بعض النماذج،
- ومن ذكر من الأئمة ردَّ الزيادة نظر إلى تفرد راويها بذكرها، وترك الآخرين لها، ولم ينظر إلى المنافاة،
- ونسب النووي عدم اشتراط المنافاة إلى أكثر المحدثين، وبين ابن رجب أن الإمام أحمد لم ينظر إلى هذا الشرط،
- ومن اشترط المنافاة في رد زيادات المتون فإنه لا يشترطها في رد زيادات الأسانيد، وكلاهما صورة واحدة يجب أن يكون الحكم فيها واحدًا،
- وشرط المنافاة قليل الأثر أو معدومه عمليًّا، فتطبيقاته نادرة أو قليلة جدًّا، وإن وجدت الزيادة المنافية؛ فالترجيح لازم بدون اشتراط أصلاً،
- واشتراط المنافاة قد يعود بالحكم على زيادة الثقة إلى القبول المطلق، وهذا ما ينفيه الأئمة أهل الحديث متقدمهم ومتأخرهم.
وهذا آخر ما كتبته في هذه المسألة، وقد أُخذ عليَّ أني أكثرتُ من الأمثلة، والأمر من الوضوح بما لا يحتاج معه إلى ذلك، ولكن لعل في الزيادة خير.
والله أعلم وأحكم، وهو الموفق للصواب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تم عصر الأحد السادس من شعبان عام ثمانية وعشرين وأربعمئة وألف.
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[21 - 08 - 07, 01:32 ص]ـ
جزاك الله خيراً، ونفع بك.
ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 03:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=110234
ـ[أبو جعفر]ــــــــ[01 - 04 - 10, 10:02 م]ـ
وفي الجعبة بعضٌ من نصوص العلماء والمشايخ التي تؤيد ما أذكره، ومن النقولات التي تثبت أن الخلل واقع عند عامة المتأخرين والمعاصرين في اشتراطهم المنافاة لرد زيادات الثقات.
أحسن الله إليك أخي محمد، أريد بعضا من هذه النصوص إن تكرمت علي، خاصة من نصوص المتأخرين
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[01 - 04 - 10, 10:52 م]ـ
وإليك.
هي ما ذكرتُهُ بعدُ، خاصة في المشاركة (24).
وانظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=162612
ـ[أبو مسلم الفلسطيني]ــــــــ[02 - 04 - 10, 06:46 م]ـ
شيخنا الفاضل: يقول الإمام الألباني رحمه الله في كتاب التوسل في مسألة زيادة الثقة أنها تعتبر شاذة إن كانت هذه الزيادة خالفت من هو أوثق منه.
ـ[محمد محمود الملوانى]ــــــــ[04 - 06 - 10, 04:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[القرشي]ــــــــ[08 - 06 - 10, 08:09 ص]ـ
الشيخ محمد بارك الله فيك وزادك بسطة في العلم والرزق والفضل، لطالما انتفعنا من دررك.
ـ[أبو الربيعة]ــــــــ[09 - 06 - 10, 04:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أين الملف وورد؟
ـ[أبو عاصم ياسين]ــــــــ[18 - 06 - 10, 04:16 م]ـ
نفع الله بكم، وغفر لنا ولكم
ـ[أديب بشير]ــــــــ[10 - 07 - 10, 07:21 م]ـ
الشيخ الكريم: محمد بن عبد الله
جزاك الله خيرا على هذا البحث الماتع
من الأمثلة على أن المتأخرين لا يشترطون المنافاة، و ان أثبتوها في تنظيرهم أنهم يشذذون الزيادة الواقعة في صحيح مسلم (لا يرقون) في حديث السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب، مع أنها غير منافية لأصل الحديث، و يعلونها بمخالفة سعيد بن منصور لأربعة من الثقات الذين لم يذكروا هذه الزيادة.
فيما يختص بمنهج الامام البخاري في قبول زيادة الثقة و ردها، خطر اليوم بذهني أن البخاري كان يستجيز الاختصار من الحديث، و لو أن التفرد في حديث (انما الأعمال بالنيات) استمر حتى الحميدي، لرددنا زيادة من يزيد فيه (فمن كانت هجرته الى الله و رسوله فهجرته الى الله و رسوله) لمخالفته حافظ الدنيا، فهل كان البخاري أول من استجاز الاختصار؟
العدد القليل اذا خالف الكثير يدل على الوهم، لكن مخالفة واحد لواحد هو أوثق منه أشكلت علي، لاحتمال تعمده الاختصار. و راجعت الأمثلة التي ذكرتها في بحثك أعلاه فاذا هي من قبيل مخالفة القليل للكثير، الا مخالفة حماد بن سلمة لحماد بن زيد، على أن حماد بن سلمة نفسه شك في الزيادة (و أشك في أبوالها) فاستحقت الترك!
أرجو تعليقك(16/53)
معرفة الناقد
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[24 - 03 - 07, 10:34 م]ـ
بحث نقله منتدى الصناعة الحديثية لعله ينفع
أخوكم الفقير الى عفو ربه
معرفة المحدث الناقد بأحاديث الرواة
عبد القادر المحمدي
يجد الباحث القارئ لكتب الجرح والتعديل والعلل الكثير من العبارات الدالة على معرفة الناقد بحديث الراوي وأحواله حال السماع والتحديث، كما سيأتي مفصلاً في مبحث لاحق.
ولكن نسوق هنا من الأمثلة ما يدل على تلك المعرفة
فحينما يقول شعبة: لم يسمع قتادة من أبي العالية إلا ثلاثة أشياء،
فإنه كان عارفاً بحديث قتادة كله ليقول مثل ذلك، بل كان شعبة عارفاً بهذه الأشياء الثلاثة وهي:
قول علي - رضي الله عنه -: القضاة ثلاثة، وحديث لا صلاة بعد العصر، وحديث يونس بن متى.
ومن ذلك ما رواه يحيى بن سعيد القطان عن شعبة، قال: ((كان شعبة يقول: أحاديث الحكم عن مقسم كتاب الخمسة أحاديث، قلت ليحيى: عدها شعبة؟ قال: نعم؛ حديث الوتر، وحديث القنوت، وحديث عزمة الطلاق، وحديث جزاء مثل ما قتل من النعم، والرجل يأتي امرأته وهي حائض)).
ومنها ما قال يحيى القطان أيضاً: ((ولم يسمع ابن جريج من مجاهد إلا حديثاً واحداً: طلقوهن في عدتهن. ولم يسمع ابن جريج من ابن طاووس إلا حديثاً في محرم أصاب ذرات، قال: فيها قبضات من طعام. ولم يسمع حجاج بن أرطاة من الشعبي إلا حديثاً: لا تجوز صدقة حتى تقبض)). وكذلك حكم النقاد على الروايات التي لم يسمعها الراوي من الشيخ؛ قال عبدالرحمن بن أبي حاتم: سئل أبي عن بشير بن حسين الأصبهاني، فقال: لا أعرفه، فقيل له: إنه ببغداد قوم يحدثون عن محمد بن زياد بن زبار عن بشر (كذا) بن الحسين عن الزبير بن عدي عن أنس نحو عشرين حديثاً مسنده، فقال أبو حاتم: هي أحاديث موضوعة ليس يعرف للزبير عن أنس عن النبي إلا أربعة أحاديث أو خمسة أحاديث.
ومن ذلك معرفتهم بأخطاء الثقات إذا ما أخطأوا في اسم أو نسبوا حديثاً لغير صاحبه، قال عبدالله بن أحمد: سألت أبي عن حديث حماد بن زيد عن خالد عن أبي قلابة عن أبي الأشعث، سمع عثمان: في صدقة الفطر صاع، فقال الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن حرب عن عماد بن زيد عن أيوب بهذا. قال أحمد: فحدثت به ابن مهدي، فقالت: أخطأ يعني سليمان بن حرب، فرجعت إلى سليمان بعد فرجع فقال: هو عن خالد.
ومثله ما قال أحمد: أخطأ شعبة في اسم خالد بن علقمة فقال: مالك بن عرفطة، وأخطأ أيضاً في سلم بن عبدالرحمن، فقال: عبدالله بن يزيد.
ومثله ما قال ابن أبي حاتم في ((العلل)): ((سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه القعنبي عن مالك عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن السمن الجامد تقع فيه الفأرة، فقال: ((خذوها وما حولها فألقوها)). قال أبو زرعة: هذا الحديث في الموطأ: مالك عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل. وقال أبي: الصحيح من حديث الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس عن ميمونة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. فهذا حديث رواته ثقات لكن الأئمة بينوا الوهم فيه.
ومن ذلك ما ساقه الإمام الترمذي من حديث محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة في المواقيت، ونقل عن شيخه البخاري قوله: ((وحديث محمد بن فضيل خطأ، أخطأ فيه محمد بن فضيل، وذكر أن الصحيح فيه حديث الأعمش عن مجاهد قوله. ثم ساقه من قول مجاهد، ومحمد بن فضيل ثقة احتج به الشيخان في صحيحيهما.
وأعل الإمام الترمذي حديث عبدالرزاق بن همام الصنعاني وهو ثقة معروف، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل عن مسروق، عن معاذ، قال: بعثني النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن، أعله بمن رواه عن سفيان مرسلاً، فقال: ((وروى بعضهم هذا الحديث عن سفيان عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث معاذاً إلى اليمن، فأمره أن يأخذ، وهذا أصح)).
¥(16/54)
وساق الترمذي حديث الفضل بن موسى السيناني وهو ثقة - عن عبدالله بن سعيد بن أبي هند، عن ثور بن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يلحظ في الصلاة يميناً وشمالاً ولا يلوي عنقه خلف ظهره، وأعله بالإرسال، فقال: ((هذا حديث غريب، وقد خالف وكيع الفضل بن موسى في روايته)). ثم ساق حديث وكيع، عن عبدالله، عن بعض أصحاب عكرمة أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر نحوه، وكذلك فعل أبو داود.
ومما يدل على دقة معرفتهم بأحاديث الرواة، وقوفهم على عدد الأحاديث التي رواها الراوي، فكانت عندهم إحصاءات دقيقة تحصلت عندهم نتيجة جمع أحاديث كل راوٍ ودراستها، فإذا ما وجدوا حديثاً خارجاً عنها نبهوا على ذلك وبينوه، فمن أمثلة ذلك قول يحيى بن معين في أفلح بن سعيد الأنصاري: ((ثقة يروي خمسة أحاديث))، وقول علي ابن المديني في أيوب بن أبي تميمة السختياني: ((له نحو ثمان مئة حديث))، وقوله في جامع بن شداد المحاربي: ((له نحو عشرين حديثاً)).
ويمكن للباحث أن يتأمل القدرة العظيمة لهؤلاء النقاد الجهابذة وما قاموا به من دراسات معمقة لأحاديث الرواة من النص الآتي الذي يشير إلى دراسة أبي زرعة الرازي لأحاديث عبدالله بن وهب حينما يقول: ((نظرت في نحو ثلاثين ألف حديث من حديث ابن وهب بمصر وفي غير مصر، ما أعلم أني رأيت له حديثاً لا أصل له)).
ومثل هذا المثال له عشرات نظائر يمكن أنّ يسوقها الباحث للتدليل على هذا الأمر.
على أن هذا لا يعني البته عدم إمكانية أن يخفى على بعضهم الشيء بعد الشيء، فهم بشر يعتريهم ما يعتري كل إنسان من الغفلة وعدم الإحاطة، من نحو ما رواه عبدالرحمن بن أبي حاتم، عن أحمد بن عبدالرحمن ابن أخي ابن وهب، قال: سمعت عمي يقول: سمعت مالكاً سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء، فقال: ليس ذلك على الناس. قال: فتركته حتى خف الناس فقلت له: عندنا في ذلك سنة. فقال: وما هي؟ قلت: حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبدالرحمن الحبلي عن المستورد بن شداد القرشي، قال رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه، فقال: إن هذا الحديث حسن، وما سمعت به قط إلا الساعة، ثم سمعته بعد ذلك يُسأل فيأمر بتخليل الأصابع)). فهذا أحد الجهابذة قد فاته هذا الحديث.
على أنه يكاد أن يكون مستحيلاً أن يخفى حديث على مجموع العلماء الجهابذة المتقدمين، وإلى مثل هذا أشار الإمام الشافعي في كتابه العظيم ((الرسالة)) حيث قال: ((ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبا، وأكثر ألفاظاً، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي، ولكنه لا يذهب وأكثرها ألفاظاً، ولا نعمله يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي، ولكنه لا يذهب منه شيء على عامتها، حتى لا يكون موجوداً فيها من يعرفه. والعلم به عند العرب كالعلم بالسنة عند أهل الفقه: لا نعلم رجلاً جمع السنن فلم يذهب منها عليه شيء. فإذا جمع علم عامة أهل العلم بها أتى على السنن، وإذا فُرِّق علم كل واحد منهم: ذهب عليه الشيء منها، ثم كان ما ذهب عليه منها موجوداً عند غيره. وهم في العلم طبقات؛ منهم الجامع لأكثره، وإن ذهب عليه بعضه، ومنهم الجامع لأقل مما جمع غيره)).
هذا والإمام الشافعي قد عاش في النصف الثاني من المائة الثانية ((150 - 204هـ))، فما بالك بجهابذة المائة الثالثة؟
وقد بين أستاذنا الدكتور بشار عواد معروف في مقدمته لتاريخ مدينة السلام أن المائتين الثانية والثالثة شهدتا ((نهضة لا مثيل لها في جمع السنة النبوية الشريفة وتتبعها وتدوينها وتبويبها على أنحاء شتى من التنظيم والتبويب مما تعرفه أمة من الأمم، فكان ذلك خصيصاً بهذه الأمة الإسلامية، وهيأ الله - سبحانه - مئات الحفاظ الجهابذة الذين حفظوا ودونوا مئات ألوف من طرق الأحاديث، ورحلوا من أجلها إلى البلدان النائية، وطوفوا في البلدان شرقاً وغرباً ليصدروا عن خبرة وعيان وسألوا عن الرواة واطلعوا على مروياتهم ومدوناتهم ومحفوظاتهم، فجمعت السنة في صدور الحفاظ وفي كتاباتهم. ثم غربلوا ما كتبوا من مئات الآلوف وانتقوا منه ما يمكن أن يكون صحيحاً أو حسناً أو ضعيفاً، أو يحتمل أن يكون من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، كل بحسب اجتهاده ومنهجه، فتوسع البعض واقتصر الآخر على أنواع معينة، ودوِّن كل ذلك في المصنفات والجوامع والمسانيد والسنن، فان كان فات بعضهم الشيء منها فما كان ليخفى على مجموعهم، وهم يتذاكرون المتون والأسانيد بينهم)). وقال أيضا: ((ومما لا شك فيه أن الطرق التالفة والواهية التي وقع فيها الغلظ الفاحش أو الشذوذ البين، أو النكارة الشديدة، أو الاسانيد المركبة على أحاديث صحيحة، أو الأسانيد المركبة على متون منكرة، أو الموضوعات من أحاديث الكذابين والمتروكين والهلكى قد أهملت من قبلهم، ولم يدخل معظمها في كتبهم المصنفة أو مجاميعهم المبوبة، سواء أكانت مصنفات أم مسانيد، أم جوامع، أم سنن. وللقارئ أن يتصور الجهد الهائل الذ بذله هؤلاء الأئمة الجهابذة في تصفية هذه الطرق والمتون، حينما يعلم مثلاً أن الإمام أحمد أخرج مسنده من جملة سبع مئة ألف حديث، وأن مسنده بحدود الثلاثين ألف طريق فقط، وأن البخاري أخرج كتابه ((الصحيح)) من زهاء ست مئة ألاف حديث، وأحاديثه بالمكرر بحدود السبعة آلاف وخمس مئة حديث فقط، وذكر مسلم بن الحجاج أنه صنف ((صحيحه)) من ثلاثة مئة ألف حديث مسموعة، وكتب يحيى بن معين ست مئة ألف حديث، والروايات في هذا الأمر معروفة متواترة)).(16/55)
هل يتعارض هذا الحديث مع ما قيل عن منهج الإمام النسائي
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[25 - 03 - 07, 04:00 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد
إخوتاه:
منذ فترة مر بي قول لفضيلة الشيخ حاتم العوني - حفظه الله - في حديثه عن " دراسة منهجية لسنن النسائي " , ملخص هذا القول:
أن كل حديث أورده الإمام النسائي في المجتبى ولم يشر إلى علة فيه أو ضعف فهذا مفاده: أن الحديث صحيح عنده , وعلى هذا: فلو وجد في الإسناد راويا مجهولا عند البعض فتصحيح النسائي - أو: سكوته الذي يعني التصحيح - يعني توثيق هذا الراوي.
وهذه الأيام مر بي حديث - أذكره لاحقا - في إسناده رجل في عداد المجهولين - كما نص على ذلك - وإليكم التفصيل:
قال الإمام النسائي - رحمه الله - (المجتبى: 787):
787 - أخبرنا سويد بن نصر قال أنبأنا عبد الله عن أبان بن يزيد قال حدثنا بديل بن ميسرة قال حدثنا أبو عطية مولى لنا عن مالك بن الحويرث قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا زار أحدكم قوما فلا يصلين بهم.
هذا الحديث: لم يتبعه النسائي بشيء.
والحديث مداره - بدون ذكر لمصادر التخريج فليس هذا المراد - على أبان بن يزيد عن بديل بن ميسرة العقيلي عن أبي عطية
وهذا الأخير قالوا عنه مايلي:
قال أبو حاتم: لا يعرف ولا يسمى.
قال ابن المديني: لا يعرفونه.
قال ابن القطان: مجهول.
قال الذهبي: لا يعرف , وخبره منكر.
قال الحافظ: مقبول.
وجدير بالذكر: أن ابن خزيمة صحح هذا الحديث.
فهل نقول: أن ابن خزيمة والنسائي يريا توثيق هذا المجهول؟ أم أن الأمر متعلق بالمتن - إذ المتن له شواهد صحيحة ولذا صححه الألباني رحمه الله -؟؟؟؟!!!
أرجو الإفادة من إخواني
وأرجو ممن يستطيع سؤال شيخنا الشريف حاتم أن يتحفنا برد منه - مأجورا على جهده ونشره للعلم بإذن الله -
وجزاكم الله خيرا
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 01:29 ص]ـ
للرفع.
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[06 - 04 - 07, 02:22 ص]ـ
يا إخوة أين مشاركاتكم؟؟؟!!!
ألا من مجيب؟؟
ـ[عبد الله بن إبراهيم المدني]ــــــــ[06 - 04 - 07, 06:26 م]ـ
جزاك الله خيراً هذه المسألة قد بينها الإمام الخطيب في الكفاية باب:
باب ذكر الحجة على ان رواية الثقة عن غيره ليست تعديلا له
ثم قال:
احتج من زعم ان رواية العدل عن غيره تعديل له بان العدل لو كان يعلم فيه جرحا لذكره وهذا باطل لأنه يجوز أن يكون العدل لا يعرف عدالته فلا تكون روايته عنه تعديلا ولا خبرا عن صدقه بل يروى عنه لأغراض يقصدها كيف وقد وجد جماعة من العدول الثقات رووا عن قوم أحاديث أمسكوا في بعضها عن ذكر أحوالهم مع علمهم بأنها غير مرضية وفى بعضها شهدوا عليهم بالكذب في الرواية وبفساد الآراء والمذاهب فمن ذلك ما أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل القطان قال انا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال ثنا يعقوب بن سفيان قال حدثني احمد بن الخليل قال ثنا هارون بن معروف قال ثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال حدثني الحارث وكان كذابا أخبرنا يوسف بن رباح بن على البصري قال انا احمد بن محمد بن إسماعيل المهندس بمصر قال ثنا أبو بشر محمد بن احمد الدولابي قال حدثني أبو عبد الله محمد بن أبى صفوان الثقفى حدثني أبى قال سمعت سفيان الثوري يقول ثنا ثوير بن أبى فاختة وكان من أركان الكذب أخبرني عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال انا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال حدثنا جعفر بن محمد الأزهر قال ثنا بن الغلابي قال ثنا يزيد بن هارون قال ثنا أبو روح وكان مجنونا وكان يعالج المجانين وكان كذابا أخبرني الحسين بن على الطناجيرى قال ثنا عمر بن احمد الواعظ قال ثنا عبد الله بن محمد البغوي قال حدثني احمد بن ملاعب قال ثنا مخول بن إبراهيم وكان رافضيا أخبرني على بن محمد بن الحسن السمسار قال ثنا عمر بن محمد بن على الناقد قال ثنا أبو بكر القاسم بن زكريا المقرى قال ثنا على بن الحسين بن كعب وكان رافضيا أخبرنا بن الفضل قال انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا أبو بكر الحميدي قال ثنا سفيان ثنا عبد الملك بن اعين وكان شيعيا وكان عندنا رافضيا صاحب رأى أخبرنا أبو الحسن على بن أبى بكر الطرازى بنيسابور قال أبو حامد احمد بن على بن حسنويه المقرىء قال ثنا أبو
¥(16/56)
الأزهر احمد بن الأزهر قال ثنا بكر بن الشرود الصنعاني بصنعاء وكان قدريا داعية أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال ثنا دعلج بن احمد قال ثنا احمد بن على الابار قال حدثني محمد بن إسماعيل الضرير الواسطي قال سمعت يزيد بن هارون يقول ثنا شعبة عن شرقي بن قطامي بحديث عمر بن الخطاب انه كان يبيت من وراء العقبة فقال شعبة حمارى وردائى في المساكين صدقة ان لم يكن شرقي كذب على عمر قال قلت فلم تروى عنه أخبرنا بن رزق قال أنا عثمان بن احمد قال ثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت عاصم بن على يقول سمعت شعبة يقول لو لم أحدثكم الا عن ثقة لم أحدثكم عن ثلاثين أخبرنا القاضى أبو عبد الله الحسين بن على الصيمرى قال ثنا أبو عبيد الله محمد بن عمر ان المرزباني قال حدثني احمد بن محمد المكى قال ثنا أبو جعفر احمد بن عمر الأخبارى الكاتب قال ثنا الفضل بن مروان قال مضيت مع المعتصم الى على بن عاصم ليسمع منه فقال على بن عاصم ثنا عمرو بن عبيد وكان قدريا فقلت يا أبا الحسن إذا كان قدريا فلم تروى عنه فالتفت على الى المعتصم فقال ألا ترى كاتبك هذا يشغب علينا قال وهذا في امارة المعتصم قبل ان يلي الخلافة فان قالوا هؤلاء قد بينوا حال من رووا عنه بجرحهم له فلذلك لم تثبت عدالته وفى هذا دليل على ان من روى عن شيخ ولم يذكر من حاله أمرا يجرحه به فقد عدله قلنا هذا خطأ لما قدمنا ذكره من تجويز كون الراوي غير عارف بعدالة من روى عنه ولأنه لو عرف جرحا منه لم يلزمه ذكره وانما يلزم الاجتهاد في معرفة حاله العامل بخبره ولأن ما قالوه بمثابة من قال لو علم الراوي عدالة من روى عنه لزكاه ولما أمسك عن تزكيته دل على انه ليس بعدل عنده أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنا دعلج قال ثنا احمد بن على الابار قال ثنا أبو غسان يعنى زنيجا قال نا جرير عن أبى فهر قال صليت خلف الزهرى شهرا وكان يقرأ في صلاة الفجر تبارك الذي بيده الملك وقل هو الله أحد فقلت لجرير من أبو فهر هذا فقال لص كان بشنست يعنى بعض قرى الري فقيل له تروى عن اللصوص قال نعم كان مع بعض السلاطين أخبرنا محمد بن جعفر بن علان قال انا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قال ثنا أبو عروبة الحراني قال ثنا محمد بن موسى القطان قال ثنا أبو داود الطيالسي قال قال شعبة لا تحملوا عن سفيان الثوري الا عمن تعرفون فإنه كان لا يبالي عمن حمل انه يحدثكم عن مثل أبى شعيب المجنون فقال رجل لشعبة ثنا سفيان الثوري عن رجل فسألت عنه في قبيلته فإذا هو لص ينقب البيوت أخبرنا بن الفضل قال انا دعلج قال انا احمد بن على الابار قال ثنا مسلم بن عبد الرحمن البلخي عن مكي بن إبراهيم قال قال شعبة سفيان ثقة يروى عن الكذابين أخبرنا أبو بكر البرقاني قال قرأت على بشر بن احمد الاسفرائنى حدثكم عبد الله بن محمد بن سنان قال سمعت عمرو بن على يقول قال لي يحيى لا تكتب عن معتمر الا عمن تعرف فإنه يحدث عن كل فان قالوا إذا روى الثقة عمن ليس بثقة ولم يذكر حاله كان غاشا في الدين قلنا نهاية امره ان يكون حاله كذلك مع معرفته بأنه غير ثقة وقد لا يعرفه بحرج ولا تعديل فبطل ما ذكروه. (نقلته من الألفية مع العلم أني كنت مطلع على هذه المسألة من قديم).
وقد أجاب ابن عبد الهادي على قول القائل " فلان لا يروي إلا عن ثقة " في كتابه العظيم " الصارم المنكي" (ص28 - تحقيق اليماني) الفقرة الأخيرة.
فراجعه،
ويكفيك ما نقلته لك عن الخطيب رحمه الله.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 04 - 07, 01:47 ص]ـ
الشيخ حاتم مخطئ في ما ذكره، وفي المجتبى أحاديث ضعيفة وإن لم تكن كثيرة نسبيا مقارنة مع عدد أحاديث الكتاب
ـ[ابن العدوي]ــــــــ[09 - 04 - 07, 03:36 ص]ـ
أضف الترمذي إلى ابن خزيمة والنسائي فقد حسن حديثه كما في التهذيب
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[09 - 04 - 07, 03:58 ص]ـ
الأخ محمد الأمين: جزاك الله خيرا على مشاركتك
وأرجو منك أخي أن تراجع كلام الشيخ حاتم قبل أن تحكم بالخطأ عليه , فلقد ساق أقوالا تؤيد ما يقول , بل نقل عن الحافظ ابن حجر نحو هذا الكلام الذي ذكره
والأمر لا علاقة له بالتصحيح والتضعيف , الكلام حول رأي النسائي نفسه في الحديث , قد توافقه أو تخالفه , لكن هذا رأي الإمام الذي استنبطه أهل الحديث من عمله في سننه
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[09 - 04 - 07, 04:06 ص]ـ
الأخ ابن العدوي: جزاك الله خيرا على مشاركتك
ولم يخف علي - والحمد لله - ماذكرت , بل أنا أزيدك في هذا فأقول:
قال الترمذي بعد إخراج الحديث - كما في المطبوع -: حسن صحيح , وكذا قال المزي في التحفة
لكن
قال المنذري - كما في عون المعبود -: أخرجه الترمذي , وقال حديث حسن ,
وكذا ذكر المزي في تهذيب الكمال - الحسن فقط - , وعنه نقل الحافظ في التهذيب , وهو ما قاله أيضا في الفتح (2/ 202)
وهذا الأخير هو الراجح عندي - والله أعلم - أن حكم الترمذي بالحسن فقط , لحال أبي عطية , ولوجود شواهد للحديث , فتحسينه هنا ينطبق على تعريفه للحسن كما صرح , فلا إشكال
وإنما لم أذكر الترمذي في سؤالي - مع عدم توسعي في التخريج - لأنه لا يتعلق بالسؤال المطروح
فأرجو أن تراجع السؤال مرة أخرى , وإن لم يكن الأمر واضحا أحاول توضيحه , فلرما كان الخلل عندي في عرضي للسؤال
¥(16/57)
ـ[ابن العدوي]ــــــــ[09 - 04 - 07, 11:29 م]ـ
اتضح والحمد لله. وشكرا وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[10 - 04 - 07, 05:04 ص]ـ
الكلام حول رأي النسائي نفسه في الحديث , قد توافقه أو تخالفه , لكن هذا رأي الإمام الذي استنبطه أهل الحديث من عمله في سننه
هذا الكلام نفسه في نسبته إلى النسائي خلاف كبير، وكثير من أئمة الحديث ومحققيهم مثل الذهبي لا يقرون بنسبة المجتبى إلى النسائي. وفي المجتبى أحاديث أعلها النسائي بنفسه، فلا يقال أنه صححها. والله المستعان.
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[10 - 04 - 07, 07:46 ص]ـ
[ quote= محمد الأمين;572167] هذا الكلام نفسه في نسبته إلى النسائي خلاف كبير، وكثير من أئمة الحديث ومحققيهم مثل الذهبي لا يقرون بنسبة المجتبى إلى النسائي.
لا أدري هل أنت مع هذا القول؟ أم أنك تشير فقط إلى خلاف؟
إن أردت أن تشير إليه - وليس موطنه في هذا السؤال - فأقول إن هذا الأمر - بإذن الله - لا يخفى على طلبة الحديث , وطالما ذكرت من قالوا بذلك القول فأنا أذكر في المقابل من قالوا بغيره.
فأقول:
ذهب آخرون من أهل العلم، ومنهم أبو علي الغساني، وابن الأثير وأيضًا ابن كثير، والعراقي والسخاوي في آخر قوليه في هذه المسألة إلى أن السنن الصغرى والسنن الكبرى كلاهما من تصنيف النسائي، وأن ابن السني - وهو الذي نسب إليه اختصار السنن الكبرى إلى الصغرى - ليس إلا راويًا من رواة السنن الصغرى، وليس له أي تدخل في هذه الرواية لم يقم باختصار السنن الكبرى، إنما الذي اختصرها إلى السنن الصغرى وألف هذا الكتاب هو النسائي نفسه، فالنسائي ألف الكبرى، ثم صنف بعد ذلك الصغرى.
وهذا ما اعتمده الشيخ حاتم - حفظه الله -
أما عن سبب الترجيح فكما ذكرت ليس هذا محله ولا وقت نقاشه
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[10 - 04 - 07, 07:55 ص]ـ
وفي المجتبى أحاديث أعلها النسائي بنفسه، فلا يقال أنه صححها. .
لا أدري ما تقصد بهذا الكلام؟
إن كنت تقصد أنه أعلها بنفسه في السنن: فهذا خارج نطاق الحكم الذي نتحدث عنه , فإن الحكم متعلق بالأحاديث التي لم يعلها ولم يشر إلى خلاف فيها , أي التي سكت عنها
وإن كنت تقصد أنه أعلها بنفسه في موطن آخر - خارج السنن - فليتك تتحفنا بأمثلة عملية على هذا الأمر لنستفيد منه جميعا , فطالما قال لي شيخي -حفظه الله -: " بئس مطية الرجل زعمه "
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[19 - 08 - 09, 11:57 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد
إخوتاه:
منذ فترة مر بي قول لفضيلة الشيخ حاتم العوني - حفظه الله - في حديثه عن " دراسة منهجية لسنن النسائي " , ملخص هذا القول:
أن كل حديث أورده الإمام النسائي في المجتبى ولم يشر إلى علة فيه أو ضعف فهذا مفاده: أن الحديث صحيح عنده , وعلى هذا: فلو وجد في الإسناد راويا مجهولا عند البعض فتصحيح النسائي - أو: سكوته الذي يعني التصحيح - يعني توثيق هذا الراوي.
وهذه الأيام مر بي حديث - أذكره لاحقا - في إسناده رجل في عداد المجهولين - كما نص على ذلك - وإليكم التفصيل:
قال الإمام النسائي - رحمه الله - (المجتبى: 787):
787 - أخبرنا سويد بن نصر قال أنبأنا عبد الله عن أبان بن يزيد قال حدثنا بديل بن ميسرة قال حدثنا أبو عطية مولى لنا عن مالك بن الحويرث قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا زار أحدكم قوما فلا يصلين بهم.
هذا الحديث: لم يتبعه النسائي بشيء.
والحديث مداره - بدون ذكر لمصادر التخريج فليس هذا المراد - على أبان بن يزيد عن بديل بن ميسرة العقيلي عن أبي عطية
وهذا الأخير قالوا عنه مايلي:
قال أبو حاتم: لا يعرف ولا يسمى.
قال ابن المديني: لا يعرفونه.
قال ابن القطان: مجهول.
قال الذهبي: لا يعرف , وخبره منكر.
قال الحافظ: مقبول.
وجدير بالذكر: أن ابن خزيمة صحح هذا الحديث.
فهل نقول: أن ابن خزيمة والنسائي يريا توثيق هذا المجهول؟ أم أن الأمر متعلق بالمتن - إذ المتن له شواهد صحيحة ولذا صححه الألباني رحمه الله -؟؟؟؟!!!
أرجو الإفادة من إخواني
وأرجو ممن يستطيع سؤال شيخنا الشريف حاتم أن يتحفنا برد منه - مأجورا على جهده ونشره للعلم بإذن الله -
وجزاكم الله خيرا
في ظني ان النقل ناقص عن الشيخ حاتم , الشيخ ذكر وان لم يشر له باعلال ولو خفي في الغالب يكون صحيح وليس دائما.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[19 - 08 - 09, 11:59 ص]ـ
الشيخ حاتم مخطئ في ما ذكره، وفي المجتبى أحاديث ضعيفة وإن لم تكن كثيرة نسبيا مقارنة مع عدد أحاديث الكتاب
الاخ اظنه نقل الكلام ناقص والا انا سمعت هذا الشيء كامل بانه ان لم يعله ولو في الخفاء بطريقة لايدركها الا اهلها في الغالب يكون صحيح.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[19 - 08 - 09, 12:01 م]ـ
هذا الكلام نفسه في نسبته إلى النسائي خلاف كبير، وكثير من أئمة الحديث ومحققيهم مثل الذهبي لا يقرون بنسبة المجتبى إلى النسائي. وفي المجتبى أحاديث أعلها النسائي بنفسه، فلا يقال أنه صححها. والله المستعان.
هذه مسالة اخرى.
بل الحق ان يقال ان السنن الصغرى هي من تاليف النسائي .. ومن جملة الاسباب التي دعت الامام الذهبي لهذا القول انه لم يقف على السنن الكبرى.
والله اعلم.(16/58)
علم فهرسة الأحاديث
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[25 - 03 - 07, 05:28 م]ـ
السلام عليكم
هل يوجد كتب تكلمت عن هذا العلم و نشأته و طرائقه
ـ[أبو الأنفال الرقي]ــــــــ[02 - 04 - 07, 11:42 م]ـ
كتب الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي كتاباً لطيفاً حول علم فهرسة الحديث، جمع فيه فهارس الحديث النبوي بأنواعها، بعد أن قسمها إلى قسمين:
الأول: في فهارس المصادر الأصلية، أي ما كتب من كتب الحديث قبل القرن الخامس الهجري.
والثاني: ما كان بعد ذلك.
وقد ذكر في الأول مئه وخمسة كتب كلها فهارس للمصادر الأصلية.
وفي الثاني ذكر واحداً وأربعين فهرساً آخر، كما جمع المرعشلي فهارس أحاديث كتب التفسير وعلوم القرآن، وفهارس أحاديث كتب التوحيد والعقيدة، وفهارس أحاديث كتب الفقه وأصوله وفهارس أحاديث كتب السير والتاريخ والتراجم، وفهارس أحاديث الزهد والتصوف، وفهارس أحاديث كتب اللغة والأدب. ومما لاشك فيه أن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخلو كتاب منها أيا كان موضوعه الأساس.
ـ طرق فهرسة الحديث الشريف:
وطرق فهرسة الحديث عموماً لا تخرج عن أربعة طرق:
إما فهرسة الأطراف أو المسانيد، أي أن تجمع أحاديث كل صحابي تحت اسمه، ويذكر من الحديث طرفه الأول، ثم ترتب أسماء الصحابة على حروف المعجم، ومن هذه الطريقة كتاب (ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأحاديث) للشيخ عبد الغني النابلسي و (تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف) للمزي.
وإما فهرسة أوائل الأحاديث، وهو أن ترتب الأحاديث على حروف المعجم حسب أوائلها، ومنها كتاب (الجامع الكبير)، و (الجامع الصغير) للسيوطي.
وإما فهرسة المواضيع، وهي أن تجمع الأحاديث المتناثرة في كتاب أو كتب فيعاد ترتيبها على الموضوعات. ومن هذه الطريقة كتاب (الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني) للشيخ البنا و (جامع الأصول) لابن الأثير.
وإما فهرسة كلمات الحديث وهي أن تفهرس الكلمات بعد ردها إلى أصولها اللغوية على حروف المعجم، وقد ابتكر هذه الطريقة العالم المسلم الشيخ مصطفى بن علي البيومي المصري، وفهرس لأهم كتب السنة المشهورة وتبعه على ذلك المستشرقون فوضعوا (المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي) بمساعدة الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي (مقتبس)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[05 - 04 - 07, 05:57 م]ـ
جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم، وبارك فيكم.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[15 - 11 - 09, 07:26 ص]ـ
كتب الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي كتاباً لطيفاً حول علم فهرسة الحديث، جمع فيه فهارس الحديث النبوي بأنواعها، بعد أن قسمها إلى قسمين:
الأول: في فهارس المصادر الأصلية، أي ما كتب من كتب الحديث قبل القرن الخامس الهجري.
والثاني: ما كان بعد ذلك.
وقد ذكر في الأول مئه وخمسة كتب كلها فهارس للمصادر الأصلية.
وفي الثاني ذكر واحداً وأربعين فهرساً آخر، كما جمع المرعشلي فهارس أحاديث كتب التفسير وعلوم القرآن، وفهارس أحاديث كتب التوحيد والعقيدة، وفهارس أحاديث كتب الفقه وأصوله وفهارس أحاديث كتب السير والتاريخ والتراجم، وفهارس أحاديث الزهد والتصوف، وفهارس أحاديث كتب اللغة والأدب. ومما لاشك فيه أن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخلو كتاب منها أيا كان موضوعه الأساس.
ـ طرق فهرسة الحديث الشريف:
وطرق فهرسة الحديث عموماً لا تخرج عن أربعة طرق:
إما فهرسة الأطراف أو المسانيد، أي أن تجمع أحاديث كل صحابي تحت اسمه، ويذكر من الحديث طرفه الأول، ثم ترتب أسماء الصحابة على حروف المعجم، ومن هذه الطريقة كتاب (ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأحاديث) للشيخ عبد الغني النابلسي و (تحفة الاشراف بمعرفة الأطراف) للمزي.
وإما فهرسة أوائل الأحاديث، وهو أن ترتب الأحاديث على حروف المعجم حسب أوائلها، ومنها كتاب (الجامع الكبير)، و (الجامع الصغير) للسيوطي.
وإما فهرسة المواضيع، وهي أن تجمع الأحاديث المتناثرة في كتاب أو كتب فيعاد ترتيبها على الموضوعات. ومن هذه الطريقة كتاب (الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني) للشيخ البنا و (جامع الأصول) لابن الأثير.
وإما فهرسة كلمات الحديث وهي أن تفهرس الكلمات بعد ردها إلى أصولها اللغوية على حروف المعجم، وقد ابتكر هذه الطريقة العالم المسلم الشيخ مصطفى بن علي البيومي المصري، وفهرس لأهم كتب السنة المشهورة وتبعه على ذلك المستشرقون فوضعوا (المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي) بمساعدة الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي (مقتبس)
بارك الله فيم ما اسم الكتاب(16/59)
شرح الافريقي على مسلم
ـ[الدكتور جمال أبو حسان]ــــــــ[26 - 03 - 07, 11:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لقد سمعت اليوم عن شرح لعالم افريقي على صحيح مسلم قيل لي انه مطبوع في السعودية وهو كتاب ضخم
فهل يتكرم احد الافاضل بعرض الكتاب والتعريف الموجز به وبيان اهم خصائصه(16/60)
لماذا كان أهل الحديث يطلبون علو السند - فائدة -
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 03 - 07, 11:16 م]ـ
ذكر السخاوي سببين في ذلك:
1 - ليقتربوا من زمان القرون المفضلة - القرون الأولى
قال محمد بن أسلم الطوسي: قرب الإسناد قرب أو قال قربة إلى الله عز وجل فإن القرب من الرسول بلا شك قرب إلى الله ونحوه قول أبي حفص بن شاهين في جزء ما قرب سنده من رسول الله صلى الله عليه وسلم من تخرجه نرجو بهذه الأحاديث أن نكون من جملة من قال النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ...
2 - علو السند مظنة قلة الخطأ والزلل فإذا طال السند زاد مظنة الخطأ والخلل
قال ابن الصلاح:العلو يبعد الإسناد من الخلل لأن كل رجل من رجاله يحتمل أن يقع الخلل من جهته سهوا أو عمدا ففي قلتهم قلة جهات الخلل وفي كثرتهم كثرة جهات الخلل قال وهذا جلي واضح.
ونحوه قول ابن دقيق العيد:لا أعلم وجها جيدا لترجيح العلو إلا أنه أقرب الصحة وقلة الخطأ فإن الطالبين يتفاوتون في الإتقان والغالب عدم الإتقان فإذا كثرت الوسائط ووقع في كل واسطة تساهل ما كثر الخطأ والزلل وإذا قلت الوسائط قل.
فتح المغيث (3|10)(16/61)
هل يوجد بحث عن ائمة الجرح و التعديل
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[26 - 03 - 07, 11:25 م]ـ
السلام عليكم
هل من بحث كتب عن أئمة الجرح و التعديل من حيث
جمعهم في مصنف واحد مع الترجمة لهم و بيان حالهم
و خاصة من المؤلفين المعاصرين
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[05 - 04 - 07, 06:16 م]ـ
هناك رسالة للحافظ الذهبي رحمه الله تعالى, وهذه الرسالة جمع فيها أسماء من يعتمد قولهم في الجرح والتعديل, وقسم الرجال الذين ذكرهم في هذه الرسالة الى طبقات.
واسم هذه الرسالة (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل).
ولا أعلم شخصياً أن هناك مصنف آخر في هذا الباب
والله تعالى أعلم
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[06 - 04 - 07, 01:59 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم، وبارك فيكم.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[08 - 04 - 07, 08:15 ص]ـ
اذكر ان الشيخ عبد المحسن العباد له بحوث لبعض علماء الجرح والتعديل.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[08 - 04 - 07, 02:28 م]ـ
جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم، وبارك فيكم.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 04 - 07, 12:53 ص]ـ
لعلكم تجدون بعض ما تبغون هنا إن شاء الله: http://www.ibnamin.com/Manhaj/scholars.htm
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[10 - 04 - 07, 06:28 ص]ـ
السلام عليكم
حياكم الله و بياكم و نفع بكم و سددكم
ـ[مجدي فياض]ــــــــ[02 - 05 - 07, 03:30 م]ـ
وعليكم السلام
وعليكم السلام
جزاكم الله خيرا جميعا
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[02 - 05 - 07, 06:14 م]ـ
ورسالة الذهبي اختصرها السخاوي، وذكرها في كتابه الاعلان بالتوبيخ لمن ذم التوريخ،ثم طبع الرسالتين الشيخ عبد الفتاح أبوغدة.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[14 - 08 - 08, 04:59 م]ـ
السلام عليكم
حياك الله وبياك و نفع بك و سددك(16/62)
[فائدة]: في بيان الرواة الذين رووا عن عطاء بن السائب قبل اختلاطه
ـ[تركي الفضلي المكي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 12:19 ص]ـ
[فائدة]: في بيان الرواة الذين رووا عن عطاء بن السائب قبل اختلاطه:
يَا أَيُّهَا الطَّالِبُ لِلْفائدَةِ ******* اعْلَمْ هَدَاكَ الله للسَّعَادَةِ
أَنَّ ابْنَ سَائِبٍ عَطَاءً قَدْ خَلَطْ****** فَبِالرُّوَاةِ الأَخْذُ وَالرَّدُّ انْضَبَطْ
فَمَا رَوَى شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ ***** زُهَيْرُ إسرائيلُ قُلْ مَرْضِيُّ
أيُّوبُ زَائِدَةُ مَعْ حَمَّادِ ******** أَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ خُذْ بِلاَ انْتِقَادِ
والدَّ سْتَوَ ائِيُّ و أعمَشٌ كَذَا***** * ابْنُ عُيَيْنَةَ الإمَامُ الْمُحْتَذَى
واخْتَلَفُوا فِيمَا روى ابنُ سَلَمَهْ ... *وَرَجِّحِ الْوَقْفَ تَكُنْ ذَا مَكْرَمَهْ
وَرُدَّ خَالدٌ جَرِيرٌ وَعَلي ********** وَابنَ فُضَيْلٍ وَهُشَيْمٌ قَدْ وَلِي
وابْنُ عُلَيَّةَ كَذَا وُهَيْبُ ********** وَعَبْدُ وَارِث عَرَاهُ الْعَيْبُ
وَهَكَذَا حَرَّرَهُ الأَعْلاَمُ ******* **** فَا حْفَظْ فَكُلُّ حَافِظٍ إِمَامُ
كتبه: الشيخ / محمد علي آدم الأثيوبي.
خويدم العلم بمكة (حرسها الله)(16/63)
ممكن نصيحه منهجيه منهج حديثي لطلاب علم الحديث
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 11:46 ص]ـ
أخوان اود ان تشاركوني في وضع منهج حديثي لطلاب علم الحديث بحيث يراعى في ذلك المنهج الرصين في اختيار الكتب التي يبدأ بها الطالب ثم بأيش ينتهي حتى يمكنه النظر في الكتب الحديثيه ويميز في ذلك بين اصطلاحات المحدثين وانا ارشح الكتاب الاول .. الموقظه .. فما هو الكتاب التالي؟؟
ـ[القندهاري]ــــــــ[31 - 03 - 07, 04:00 م]ـ
للرفع
ـ[أبو زهير المصري]ــــــــ[31 - 03 - 07, 04:18 م]ـ
منهج القراءة والتعلم لكتب الحديث والمصطلح للشيخ حاتم الشريف
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=1939
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[02 - 04 - 07, 10:56 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ابو زهير المصري على هذا الرابط،ولكن هل ترى ان الموقظه افضل من النخبه ام ماذا؟؟ ومارأيك بأن يتدرج الطالب من الموقظه الى النكت لابن حجر؟؟
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[09 - 10 - 09, 10:27 م]ـ
نعم ايهما يقدم الموقظه قبل النخبه ام العكس(16/64)
ما رأيكم -دام فضلكم- في تحسين الأحاديث بشواهدها؟
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 01:25 م]ـ
أريد أن أسأل إخواني عن مسألة حديثية لم أفهمها حقَّ فهمها، وهي مسألة تحسين الأحاديث بالشَّواهد, أي التَّحسين انطلاقا من الأحاديث الواردة في الباب. فكم من حديث تكلم فيه الأئمة، فيأتي بعضُ المشتغلين بالحديث فيحسنونه اعتماداً منهم على أن معنى الحديث جاء في أوجه أخْرَى، فيقولون: حسن لشواهده؟. وأُريد من الإخوة أنْ يوقِفوني على بعض المُثُل نَهَجَ فيها أهلُ الصَّنعة هذه السبيلَ في قَبول الحديث. بارك الله فيكم، وأحسن الله إليكم.
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[27 - 03 - 07, 02:43 م]ـ
أبا إسحاق ـ وفقك الله ـ
تجد بغيتك وزيادة في كتاب الشيخ أبي معاذ طارق عوض الله ((الإرشادات إلى تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات))(16/65)
أرجوا المساعدة في تخريج هذا الحديث
ـ[أبو أنمار]ــــــــ[27 - 03 - 07, 04:16 م]ـ
السلام عليكم
أرجوا تخريج حديث " لعن الله كل مطلاق مذواق ". وشكرا
ـ[أبو عبد الرحمن بن عبد الفتاح]ــــــــ[30 - 03 - 07, 12:53 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95436(16/66)
فوائد من كلام الشيخ عبدالله السعد -متعه الله بالعلم و الإيمان-
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[27 - 03 - 07, 04:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
و بعد،
هذا الموضوع أنقل فيه بعض الفوائد من كلام الشيخ الجهبذ عبد الله السعد -حفظه الله -،و هي غاية في النفاسة،
و لمن شاء أن يضيف شيئا من كلام الشيخ- وَقَفَ عليه- فله ذلك حتى تعم الفائدة.
و الله الموفق.
1 - ليس عند المتقدمين ما يسمى بالمستور، ولا مجهول الحال، ولا مجهول العين.
قلت- أبو يحيى -:لعل الشيخ يقصد بهذا التفصيل، و إنما يقولون: مجهول. هكذا مطلقا، و هذا رأيي الشخصي و لا يلزم الشيخ به - و الله أعلم -.
2 - سلسلة أبي الزبيرالمكي عن جابر صحيحة، و لذلك لم ينتقد الدارقطني و لا أبو مسعود الدمشقي شيئا منها على مسلم.
3 - رشدين بن سعد، و هناك رشدين آخر هو ابن كريب، كلاهما ضعيف، كلاهما يكتب حديثه في الشواهد و المتابعات.
4 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية و ابن حجر: أن غالب ما حكم عليه ابن الجوزي بالوضع فهو كما قال.
5 - الذي يظهر – و الله أعلم – من خلال التتبع أن الذي يوصف بالتدليس من الثقات – في الغالب – أنه يكون مقِِلاًّ من التدليس مثل:
· الأعمش، قال أبو زرعة: ربما دلس،
· قتادة
· الثوري
· أبي إسحق السبيعي
· محمد بن إسحق، قال ابن المديني: هو مقلٌّ
· الزهري
فالأصل أن ما رووه محمول على السماع و الاتصال بثلاثة شروط:
أ- أن يثبت لهم سماع من هذا الشيخ في الجملة.
ب- أن تجمع طرق هذا الحديث؛ وذلك أن الثقات – في الغالب – إذا دلسوا يذكرون في بعض الطرق من دلسوا عنه.
ج- أن يستقيم المتن و الاسناد، و لا يكون في المتن نكارة. ثم ذكر الادلة على ذلك.
و المكثرين من التدليس من الثقات - في الحقيقة - قلةُ، مثل الوليد بن مسلم، و بقية ابن الوليد.
6 - تصحيح الترمذي مقدم على تصحيح الدارقطني، و هو – الداقطني – مقدم على ابن خزيمة، و هو – ابن خزيمة – مقدم على الحاكم، و إن كان – الترمذي – قد يصحح لبعض من فيهم ضعف و لكن هذا قليل، مثل:
· قابوس بن أبي ظبيان
· عاصم بن عبيد الله، و غيرهم
........ فتمسَّك بتصحيح الترمذي .....
7 - الأصل في تصحيح الدارقطني الصحة، و إن كان قد يصحح ما هو ليس في الدرجة العليا من الصحة، و إنما هو دون ذلك، و هو الذي يعرف عند المتأخرين ب (الحسن).
8 - ابن حبان من حيث الصناعة الحديثية مقدم على ابن خزيمة، أما من ناحية الإمامة و الفقه فابن خزيمة هو المقدم.
9 - الترمذي يطلق (حسن صحيح) على كل حديث توفرت فيه شروط القبول سواءٌ كان بأصح إسناد أو بأدنى شروط القبول.
10 - الأصل في تصحيح الحاكم أنه بخلافه؛ فقد يصحح الحديث على شرطهما و هو حديث باطل.
11 - معنى الحسن عند الترمذي:
"الأحاديث الواردة في جامع الترمذي على خمسة أقسام لا سادس لها:
......... ، و الثالث: و هو الذي يحكم عليه بأنه حسن و هذا يكون معلول، أو يكون فيه ضعف و لا يكون من القسم المحتج به، فكل حديث ثبت عنده يقول فيه: حسن صحيح، و في الغالب يكون حسن صحيح فتمسك به، أما إذا قال: حسن، فهذا تعليل للحديث.
مثاله:
روى حديثا عن الحسن عن عمران بن حصين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وقال: هذا حديث حسن، و إسناده ليس بذاك.ا. ه كلام الترمذي.
فهذا يدل على أن الحسن عنده ليس هو القوي، و إنما هو ضعيف و لكن ليس شديد الضعف.
و أيضا:
.. الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " من سلك طريقا يلتمس به علما ... "
قال الترمذي: هذا حديث حسن، [إنما لم أقل عنه أنه حسن صحيح؛ لأنه ذُكر أن الأعمش دلسه عن أبي صالح]
الزيادة بين المعقوفين ليست في نسخ الترمذي، و لكن نقلها ابن حجر في النكت على ابن الصلاح.
يتبع إن شاء الله،،
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[27 - 03 - 07, 10:32 م]ـ
جزاك الله خيرا
واصل على بركة الله لكن لو ذكرت المصدر _ اسم الشريط أو الكتاب _ لكل فائدة حتى تتم الفائدة ويتسنى لمن شك في شىء من الكلام التأكد بمراجعته من المصدر
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[27 - 03 - 07, 10:48 م]ـ
طلباتك أوامر يا أخي الكريم
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[27 - 03 - 07, 11:40 م]ـ
¥(16/67)
الفوائد مع الإحالات
و فد ميزتها باللون الأخضر،،
تنبيهان:
1 - الفائدة التي لا أذكر بجوارها اسم الشريط فهي من شرح الشيخ للموقظة (و هي سلسلة فيها من العلم ما الله به عليم)
2 - قد عدلت الفائدة العاشرة لأني كنت قد نقلتها بالمعنى ثم نقلتها بحروفها تقريبا.
و أسأل الله أن ينفع بها ناقلها و قارئها،،
1 - ليس عند المتقدمين ما يسمى بالمستور، ولا مجهول الحال، ولا مجهول العين. (الشريط التاسع، الدقيقة 30:15)
قلت- أبو يحيى -:لعل الشيخ يقصد بهذا التفصيل، و إنما يقولون: مجهول. هكذا مطلقا، و هذا رأيي الشخصي و لا يلزم الشيخ به - و الله أعلم -.
2 - سلسلة أبي الزبيرالمكي عن جابر صحيحة، و لذلك لم ينتقد الدارقطني و لا أبو مسعود الدمشقي شيئا منها على مسلم. (في الشريط الأول من المنهج الصحيح في تعلم علم مصطلح الحديث)
3 - رشدين بن سعد، و هناك رشدين آخر هو ابن كريب، كلاهما ضعيف، كلاهما يكتب حديثهما في الشواهد و المتابعات. (الرابع 55:50)
4 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية و ابن حجر: أن غالب ما حكم عليه ابن الجوزي بالوضع فهو كما قال. (الرابع الدقيقة 1:12:20)
5 - الذي يظهر – و الله أعلم – من خلال التتبع أن الذي يوصف بالتدليس من الثقات – في الغالب – أنه يكون مقِِلاًّ من التدليس مثل:
· الأعمش، قال أبو زرعة: ربما دلس،
· قتادة
· الثوري
· أبي إسحق السبيعي
· محمد بن إسحق، قال ابن المديني: هو مقلٌّ
· الزهري
فالأصل أن ما رووه محمول على السماع و الاتصال بثلاثة شروط:
أ- أن يثبت لهم سماع من هذا الشيخ في الجملة.
ب- أن تجمع طرق هذا الحديث؛ وذلك أن الثقات – في الغالب – إذا دلسوا يذكرون في بعض الطرق من دلسوا عنه.
ج- أن يستقيم المتن و الاسناد، و لا يكون في المتن نكارة. ثم ذكر الادلة على ذلك.
و المكثرين من التدليس من الثقات - في الحقيقة - قلةُ، مثل الوليد بن مسلم، و بقية ابن الوليد.
(السابع الدقيقة 4:00)
6 - تصحيح الترمذي مقدم على تصحيح الدارقطني، و هو – الداقطني – مقدم على ابن خزيمة، و هو – ابن خزيمة – مقدم على الحاكم، و إن كان – الترمذي – قد يصحح لبعض من فيهم ضعف و لكن هذا قليل، مثل:
· قابوس بن أبي ظبيان
· عاصم بن عبيد الله، و غيرهم
........ فتمسَّك بتصحيح الترمذي ..... (التاسع 18:25)
7 - الأصل في تصحيح الدارقطني الصحة، و إن كان قد يصحح ما هو ليس في الدرجة العليا من الصحة، و إنما هو دون ذلك، و هو الذي يعرف عند المتأخرين ب (الحسن). (التاسع 21:20)
8 - ابن حبان من حيث الصناعة الحديثية مقدم على ابن خزيمة، أما من ناحية الإمامة و الفقه فابن خزيمة هو المقدم. (التاسع 19:25)
9 - الترمذي يطلق (حسن صحيح) على كل حديث توفرت فيه شروط القبول سواءٌ كان بأصح إسناد أو بأدنى شروط القبول. (التاسع 22:55)
10 - تعديل
تصحيح الحاكم في الغالب أنه لا يحتج به؛ فقد يصحح الحديث على شرطهما و هو حديث باطل. (التاسع 24:00)
11 - معنى الحسن عند الترمذي:
"الأحاديث الواردة في جامع الترمذي على خمسة أقسام لا سادس لها:
......... ، و الثالث: و هو الذي يحكم عليه بأنه حسن و هذا يكون معلول، أو يكون فيه ضعف و لا يكون من القسم المحتج به، فكل حديث ثبت عنده يقول فيه: حسن صحيح، و في الغالب يكون حسن صحيح فتمسك به، أما إذا قال: حسن، فهذا تعليل للحديث.
مثاله:
روى حديثا عن الحسن عن عمران بن حصين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وقال: هذا حديث حسن، و إسناده ليس بذاك.ا. ه كلام الترمذي.
فهذا يدل على أن الحسن عنده ليس هو القوي، و إنما هو ضعيف و لكن ليس شديد الضعف.
و أيضا:
.. الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: " من سلك طريقا يلتمس به علما ... "
قال الترمذي: هذا حديث حسن، [إنما لم أقل عنه أنه حسن صحيح؛ لأنه ذُكر أن الأعمش دلسه عن أبي صالح]
الزيادة بين المعقوفين ليست في نسخ الترمذي، و لكن نقلها ابن حجر في النكت على ابن الصلاح. (المنهج الصحيح الشريط الثاني)
يتبع إن شاء الله،،
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[27 - 03 - 07, 11:45 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولا أمر عليك وإنما هو التماس نفع الله بك
وأنا عندي ملخص للفوائد من شرح الشيخ على الترمذي
فسأردفها تباعا هنا حسب نشاطي إن شاء الباري بعد إذنك طبعا
وهذه جملة منها (من الشريط السادس من شرحه على الترمذي):
12_ إسرائيل يعني بن يونس ابن أبي إسحاق السبيعي حديثه على قسمين:
الأول: ما رواه عن جده وهو أبو إسحاق السبيعي وهو يكون فيه ثقة ثبت لأنه كان ضابطا لحديث جده
والثاني: ما رواه عن غير جده
13_ أبو إسحاق السبيعي أكثر الأسانيد الصحيحة تدور عليه كما ذكر علي بن المديني وكما هو معروف وواضح من كتب السنة
كان اختلط لكن اختلاطه قليل كما قال الذهبي فهو على الراجح لا يؤثر
يتبع ....
¥(16/68)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[27 - 03 - 07, 11:59 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولا أمر عليك وإنما هو التماس نفع الله بك
وأنا عندي ملخص للفوائد من شرح الشيخ على الترمذي
فسأردفها تباعا هنا حسب نشاطي إن شاء الباري بعد إذنك طبعا
وهذه جملة منها (من الشريط السادس من شرحه على الترمذي):
12_ إسرائيل يعني بن يونس ابن أبي إسحاق السبيعي حديثه على قسمين:
الأول: ما رواه عن جده وهو أبو إسحاق السبيعي وهو يكون فيه ثقة ثبت لأنه كان ضابطا لحديث جده
والثاني: ما رواه عن غير جده
13_ أبو إسحاق السبيعي أكثر الأسانيد الصحيحة تدور عليه كما ذكر علي بن المديني وكما هو معروف وواضح من كتب السنة
كان اختلط لكن اختلاطه قليل كما قال الذهبي فهو على الراجح لا يؤثر
يتبع ....
ـ[عبد المتين]ــــــــ[28 - 03 - 07, 11:55 م]ـ
اللهم إحفظ عبدك الشيخ الحبيب إلى قلوبنا: عبد الله السعد. أحيلكم من خلال هذا الشريط (إبتداء من الدقيقة48) ففيه كلام نفيس يشرح فيه التباين المنهجي بين المتقدمين و المتأخرين.
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=57364&scholar_id=372&series_id=3130
ـ[أبوبراء]ــــــــ[29 - 03 - 07, 11:39 ص]ـ
جزاك الله خيراً ... وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 03 - 07, 05:03 م]ـ
المقرئ حفظك الله
فوائد جميلة
سؤالي: هل معنى هذا أن الشيخ ينفي التدليس عن أبي الزبير؟
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[29 - 03 - 07, 09:22 م]ـ
الأخ الفاضل أبو يوسف،،
أما الذي نقلتُه فهو بخصوص سلسلة أبي الزبير عن جابر،،، و أما سؤالك فيحتاج إلى إجابة من الشيخ نفسه، و في الملتقى بعض طلبة الشيخ، و يا ليتهم يتبرعوا بفتح موضوع تجمع فيه الأسئلة و يأتونا بإجابات الشيخ عنها و لهم من الله الأجر إن شاء الله.
ـ[عبد الهادي الحمصي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 04:28 م]ـ
هل عندكم شرح الشيخ السعد لسنن أبي داود؟ جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[04 - 04 - 07, 06:32 م]ـ
بارك الله بكم ورزقكم العلم النافع.
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[19 - 04 - 07, 03:21 ص]ـ
بارك الله لشيخنا الشيخ عبدالله السعد
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[12 - 10 - 07, 01:09 م]ـ
المقرئ حفظك الله
فوائد جميلة
سؤالي: هل معنى هذا أن الشيخ ينفي التدليس عن أبي الزبير؟
للرفع
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 01:08 م]ـ
جزاكم الله خيراً , وفي انتظار المزيد. . .
روابط ذات صلة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16592&highlight=%22%C7%E1%D4%ED%CE+%DA%C8%CF%C7%E1%E1%E5 +%C7%E1%D3%DA%CF%22
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=884&highlight=%22%C7%E1%D4%ED%CE+%DA%C8%CF%C7%E1%E1%E5 +%C7%E1%D3%DA%CF%22
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81126
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[21 - 10 - 07, 08:43 م]ـ
المشاركة الأصلية بواسطة أبي يحيى المقرئ
مثاله:
روى حديثا عن الحسن عن عمران بن حصين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وقال: هذا حديث حسن، و إسناده ليس بذاك.ا. ه كلام الترمذي.
فهذا يدل على أن الحسن عنده ليس هو القوي، و إنما هو ضعيف و لكن ليس شديد الضعف.
أخي الكريم:
الحسن الذي يروي عن عمران بن حصين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - هو أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري، الإمام المعروف، فكيف يضعفه النترمذي؟!!
عندما قمت بالرجوع إلى جامع الترمذي = وجدت الآتي:
قال الإمام الترمذي - رحمه الله -:
حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن الحسن عن عمران بن حصين:
أنه مر على قاص يقرأ ثم سأل فاسترجع ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يقرءون القرآن يسألون به الناس.
و قال محمود وهذا خيثمة البصري الذي روى عنه جابر الجعفي وليس هو خيثمة بن عبد الرحمن وخيثمة هذا شيخ بصري يكنى أبا نصر قد روى عن أنس بن مالك أحاديث وقد روى جابر الجعفي عن خيثمة هذا أيضا أحاديث
قال أبو عيسى هذا حديث حسن ليس إسناده بذاك.ا. هـ.
فتبين أن الضعيف هنا - عند الترمذي - هو خيثمة المذكور لا الحسن.
هذا مابدا لي الآن، والله أعلم بالصواب
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[23 - 02 - 09, 08:45 ص]ـ
أخي الكريم:
الحسن الذي يروي عن عمران بن حصين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - هو أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري، الإمام المعروف، فكيف يضعفه النترمذي؟!!
عندما قمت بالرجوع إلى جامع الترمذي = وجدت الآتي:
قال الإمام الترمذي - رحمه الله -:
حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن الحسن عن عمران بن حصين:
أنه مر على قاص يقرأ ثم سأل فاسترجع ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يقرءون القرآن يسألون به الناس.
و قال محمود وهذا خيثمة البصري الذي روى عنه جابر الجعفي وليس هو خيثمة بن عبد الرحمن وخيثمة هذا شيخ بصري يكنى أبا نصر قد روى عن أنس بن مالك أحاديث وقد روى جابر الجعفي عن خيثمة هذا أيضا أحاديث
قال أبو عيسى هذا حديث حسن ليس إسناده بذاك.ا. هـ.
فتبين أن الضعيف هنا - عند الترمذي - هو خيثمة المذكور لا الحسن.
هذا مابدا لي الآن، والله أعلم بالصواب
أخي الحبيب - وفقك الله -:
الحسن هنا المقصود به: الحديث الذي يقول عنه الإمام الترمذي أنه حسن، و ليس المقصود هو الامام أبو سعيد.
جزاك الله خيرا على تثبتك من النقول، زادك الله توفيقا.
¥(16/69)
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[23 - 02 - 09, 08:56 ص]ـ
سبحان الله! جلّ من لا يسهو.
جزاك الله خيرا أبا يحيى، وسامحني على العجلة في الرد، وعدم فهم المقصود في البداية.(16/70)
ماهو افضل كتاب بحث منهج
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[27 - 03 - 07, 11:57 م]ـ
ماهو افضل كتاب بحث منهج النسائي في التعليل؟(16/71)
ماهو أفضل بحث كتب عن منهج
ـ[حامد الاندلسي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 12:13 ص]ـ
ماهو أفضل بحث كتب عن منهج النسائي في التعليل؟؟
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[31 - 01 - 09, 10:48 ص]ـ
للرفع ..(16/72)
كتاب اسماعيل الكردي
ـ[أحمد يوسف بني ياسين]ــــــــ[28 - 03 - 07, 01:06 م]ـ
هناك كتاب للدكتور اسماعيل الكردي عنوانه نحو تفعيل قواعد نقد متن الحديث (دراسة تطبيقية على بعض أحاديث الصحيحين) وهو من منشورات دار الأوائل 2002م، سؤالي للأخوة الأعزاء في الملتقى هل هناك من كتب عن هذا الكتاب أو علّق عليه؟ أفيدوني.
ـ[أبو حذيفة العزام]ــــــــ[29 - 03 - 07, 01:49 ص]ـ
روح دور لحالك ياابو الشباب واذا لقيت قولي
بقول للدكتور محمد العمري(16/73)
مصطلح المتقدمين والمتأخرين
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 04:56 م]ـ
مفهوم مصطلحي المتقدمين و المتأخرين
بقلم الدكتور عبد القادر المحمدي
أولاً: يُذكر مصطلح: " المتقدمون " في غالبية كتب المصطلح وكتب الحديث عامة،ويختلف فهم المقصود من إطلاقهم هذا، فما المراد من هذا المصطلح؟
ذهب الإمام الذهبي في مقدمة "الميزان " إلى أنّ الحد الفاصل بين المتقدم والمتأخر هو رأس سنة ثلاثمائة ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=564387#_ftn1)) ، وذكر في "التذكرة " أن بداية نقص علوم السنة، وبداية ظهور العلوم العقلية،وتناقص الاجتهاد، وظهور التقليد في آخر الطبقة التاسعة، فقال واصفاً تلك الطبقة:" فان المجلس الواحد في هذا الوقت كان يجتمع فيه أزيد من عشرة آلاف محبرة يكتبون الآثار النبوية ويعتنون بهذا الشأن وبينهم نحو من مئتي إمام قد برزوا وتأهلوا للفتيا، فلقد تفانى أصحاب الحديث وتلاشوا وتبدل الناس بطلبه يهزأ بهم أعداء الحديث والسنة ويسخرون منهم وصار علماء العصر في الغالب عاكفين على التقليد في الفروع من غير تحرير لها، ومكبين على عقليات من حكمة الأوائل وآراء المتكلمين من غير أن يتعقلوا أكثرها، فعم البلاء، واستحكمت الأهواء، ولاحت مبادئ رفع العلم وقبضه من الناس " ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=564387#_ftn2)) . وكذلك فعل أبو عمرو بن المرابط ت (752) هـ في إطلاقه إلى أول القرن الرابع فقال: "قد دونت الأخبار، وما بقي للتجريح فائدة، بل انقطعت من رأس الأربع مئة " ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=564387#_ftn3)) .
وأما ما ذهب إليه الدكتور حمزة المليباري إلى أنهم أهل الرواية، وهم أصحاب الفترة الممتدة من عصر الصحابة الكرام، وإلى نهاية القرن الخامس الهجري، وجعل الميزة أنهم يروون المرويات بالأسانيد؟ ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=564387#_ftn4)) ، فهذه الميزة غير منضبطة بضابط مستقيم، فالرواية بالإسناد ممتدة إلى يوم الناس هذا، ثم البون شاسع في المنهجية، والأسلوب بين الإمام البخاري ت (256) وبين أهل القرن الرابع كأبي عبد الله الحاكم ت (405) – مثلا -.
والذي أراه أن كلام الإمام الذهبي ومن تابعه أدق بكثير، فلا بد من اعتبار المدة الزمنية التي عاشها الطرفان - المتقدمون والمتأخرون - ففي ذاك الزمان، في القرن الأول والثاني والثالث، استقرت الروايات وغُربلت الأحاديث فتبين صحيحها من سقيمها، ودونت المصنفات وعرفت الطرق والمخارج، وكل من جاء بعدهم فهو عيال عليهم.
ومما يدلل على ضعف الرواية بعد القرن الثالث ما قاله عالم جهبذ عاش في تلك الحقبة هو الإمام ابن حبان ت (354) هـ إذ قال في مقدمة كتابه " التقاسيم والأنواع " ما نصه:
" وإني لما رأيت الأخبار طرقها كثرت ومعرفة الناس بالصحيح منها قلّت لاشتغالهم بكتبة الموضوعات وحفظ الخطأ و المقلوبات حتى صار الخبر الصحيح مهجوراً لا يكتب والمنكر المقلوب عزيزاً يستغرب وأن من جمع السنن من الأئمة المرضيين وتكلم عليها من أهل الفقه والدين أمعنوا في ذكر الطرق للأخبار وأكثروا من تكرار المعاد للآثار قصداً منهم لتحصيل الألفاظ على من رام حفظها من الحفاظ، فكان ذلك سبب اعتماد المتعلم على ما في الكتاب، وترك المقتبس التحصيل للخطاب …." ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=564387#_ftn5)).
وقال أبو عبد الله الحاكم ت (405) هـ:" نبغ في عصرنا هذا جماعة يشترون الكتب فيحدثون بها وجماعة يكتبون سماعاتهم بخطوطهم في كتب عتيقة في الوقت فيحدثون بها فمن يسمع منهم من غير أهل الصنعة فمعذور بجهله فأما أهل الصنعة إذا سمعوا من أمثال هؤلاء بعد الخبرة ففيه جرحهم وإسقاطهم إلى أن تظهر توبتهم،على أن الجاهل بالصنعة لا يعذر فإنه يلزمه السؤال عما لا يعرفه وعلى ذلك كان السلف رضي الله عنهم أجمعين " ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=564387#_ftn6)).
¥(16/74)
هذا أحد علماء القرن الرابع، هو الحاكم النيسابوري نص على تخفف شروط العدالة والضبط لأهل زمانه، فلم يذكر في الضبط إلا ما يتعلق بضبط الكتاب، وقد أشار الى هذه المسألة قبله الإمام الرامهرمزي، في كتابه المحدث الفاصل ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=564387#_ftn7))، وهذا يدلل على الفرق الكبير بين منهج القرن الثالث، ومنهج القرن الرابع.
وقد نبّه الحافظ ابن الصلاح على هذه المسألة فقال:" وقد سبق إلى نحو ما ذكرناه الحافظ الفقيه أبو بكر البيهقي رحمه الله، فإنه ذكر فيما روينا عنه توسع من توسع في السماع من بعض محدثي زمانه الذين لا يحفظون حديثهم ولا يحسنون قراءته من كتبهم، ولا يعرفون ما يقرأ عليهم بعد أن تكون القراءة عليهم من أصل سماعهم، ووجه ذلك بأن الأحاديث التي قد صحت أو وقفت بين الصحة والسقم قد دونت وكتبت في الجوامع التي جمعها أئمة الحديث ولا يجوز أن يذهب شيء منها على جميعهم، وإن جاز أن يذهب على بعضهم لضمان صاحب الشريعة حفظها، قال – يريد البيهقي -: فمن جاء اليوم بحديث لا يوجد عند جميعهم لم يقبل منه، ومن جاء بحديث معروف عندهم فالذي يرويه لا ينفرد بروايته والحجة قائمة بحديثه برواية غيره والقصد من روايته والسماع منه أن يصير الحديث مسلسلاُ بحدثنا وأخبرنا وتبقى هذه الكرامة التي خصت بها هذه الأمة شرفاً لنبينا المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والله أعلم" ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=564387#_ftn8)).
وقد تكلمنا على هذه المسألة في صفحات من كتابنا الشاذ والمنكر وزيادة الثقة، وبينا الفرق الشاسع بين منهج علماء القرن الثالث وعلماء القرن الرابع من خلال الأمثلة التي سقناها في الفصل التطبيقي ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=564387#_ftn9)).
وعلى كل حال فالذي نقصده بالمتقدمين في هذهالأطروحة هم علماء الحديث في القرون الثلاثة الأولى، أي إلى رأس سنة (300) هجرية، وتشمل علماء الحديث الأئمة الأوائل: كالليث، والأوزاعي، والسفيانين، ومالك، وابن معين، وابن المديني، وأبي حاتم، وأبي زرعة الرازيين، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والنسائي وابن خزيمة، وغيرهم. فهؤلاء جميعهم هم من طبقة القرن الثالث وعلمائها.
وقد أدخلنا معهم الإمام النسائي وابن خزيمة، وإن كانا قد توفيا مطلع القرن الرابع وذلك لأسباب:
1 - إنهما عاشا حياتهما العلمية في القرن الثالث وإن توفي النسائي سنة 303هـ،وابن خزيمة سنة 311 هـ.
2 - من المرجح الذي يكاد أن يكون مؤكداً أنهما ألفا كتابيهما في أواخر المئة الثالثة.
3 - إنهما شاركا أصحاب الكتب الستة في عدد كبير من شيوخهم، فقد شارك النسائي البخاري ومسلماً في بعض شيوخهما، مثل محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، وقتيبة بن سعيد، وغيرهم ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=564387#_ftn10)).
4- تلقي الأمة لكتاب النسائي بالقبول وعده من كتب السنة المعتمدة، فأعطي المرتبة الخامسة بعد جامع الترمذي، وقبل سنن ابن ماجه، الذي توفي قبله سنة (273) هـ ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=564387#_ftn11))، وقد بالغ بعض الأئمة في امتداحه حتى أطلقوا عليه اسم الصحيح ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=564387#_ftn12)) ، وهذا من باب المبالغة في المدح والثناء على الكتاب.
5 - أمّا الإمام ابن خزيمة ت (311) هـ فقد شارك الشيخين في بعض شيوخهم، مثل إسحاق ابن راهويه، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن منيع، ويونس بن عبد الأعلى، وغيرهم ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=564387#_ftn13)) ، وكان الإمامان البخاري ومسلم يعرفان قدره وعلمه فرويا عنه خارج صحيحهما ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=564387#_ftn14)) ، وهذا من قبيل رواية الأكابر عن الأصاغر.
فالإمامان النسائي وابن خزيمة خاتمة ذلك الجيل العظيم جيل الرواية المتقنة، والدراية المحصنة.
¥(16/75)
أمّا ما نعنيه – هنا – بالمتأخرين فهم كل من جاء بعد ابن خزيمة وإلى يومنا هذا من المعاصرين، وهم وإن كانوا يتفاوتون في المنهجية والفهم والضبط؛إذ مما لا شك فيه أن ابن حبان ت (354) يختلف عن السيوطي ت (911)، ومنهجية الدارقطني ت (385)، والتي هي أقرب إلى منهجية المتقدمين تختلف عن منهجية الحاكم النيسابوري (405) هـ، وقد تجد ابن رجب الحنبلي (795) هأقرب لمنهجية المتقدمين من كثير ممن سبقه، إلاّ أنهم يشتركون في كونهم
يمثلون مرحلة ما بعد الاستقرار، أعني استقرار الرواية ومعرفة الطرق والمظان ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=564387#_ftn15)) ، فهم يمثلون مرحلة الاستقراء بعد الاستقرار، ومرحلة المستدركات بعد الأصول، ومرحلة المستخرجات على الطرق والشيوخ فهم تبع لأولئك الأوائل، ويندر أن يخلص لهم حديث فات الأوائل – المتقدمين –، كما قال الحافظ ابن الصلاح.
________
([1]) انظر ميزان الاعتدال 1/ 4.
([2]) تذكرة الحفاظ 2/ 529 - 530، وانظر المنهج المقترح، العوني ص 62.
([3]) فتح المغيث، السخاوي 3/ 271،وانظر الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التأريخ، له ص 92 و 106.
([4]) نظرات جديدة في علوم الحديث ص11.
([5]) الإحسان 1/ 102.
([6]) معرفة علوم الحديث ص 15 - 16.
([7]) انظر المحدث الفاصل 159 –162، و المنهج المقترح، العوني ص 53.
([8]) مقدمة ابن الصلاح ص 104.
([9]) انظر مثلاً ص 321و370 من هذا الكتاب.
([10]) انظر مقدمة عمل اليوم والليلة، فاروق حمادة ص 18.
([11]) انظر الإرشاد، الخليلي 1/ 436.
([12]) انظر الإرشاد 2/ 767 – 768، والتقييد، ابن نقطة 1/ 151، وانظر علل الحديث وتطبيقاتها، محمد محمود سليمان ص44.
([13]) انظر سير أعلام النبلاء، الذهبي 2/ 721.
([14]) مصدر سابق.
([15]) انظر كتابنا الشاذ والمنكر وزيادة الثقة ص 222.
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[28 - 03 - 07, 10:46 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك
هذا التقسيم أو هذا المصطلح بهذا المفهوم إنما يصح بالنسبة لمسائل الضبط والسماع وصيغه ورواية الكتب ونحو هذه المسائل
لكن لا يصح هذا الاصلاح أو التقسيم باعتبار مسائل العلل والتصحيح والتضعيف (نقد السنة) أو المنهجية في التعامل مع الروايات
لأنه يعلم ضرورة أن الفارق الزمني غير مؤثر في منهجية أهله مطلقا _يعني هو مؤثر في الغالب لكن ليس مطلقا_ ولذلك نجد من تأخر زمنا قد يوافق من تقدم زمنا منهجيا كالدارقطني وابن رجب وابن عبد الهادي والمعلمي ومن المعاصرين العلوان والسعد وغيرهم
وعليه ينبغي أن يكون الحد الفاصل بين المتقدمين والمتأخرين إذا تكلمنا في مجال نقد السنة هو المنهجية فقط ولا علاقة للفارق الزمني هنا لأننا نتكلم عي مناهج ونرجح بينها
والله أعلم
ـ[سلطان الشافعي]ــــــــ[29 - 03 - 07, 09:29 م]ـ
الدكتور المحمدي المحترم
إن الذي عناه الدكتور حمزه حفظه الله_والله اعلم_ باهل الرواية هو الايكون في سندهم احد المصنفين للكتب الحديثية المشهورة لهذا فان اعترضكم بان الرواية بالسند مستمرة الى زماننا الحالي غير سليم لأنه لايوجد اليوم من يحدث بسند ليس فيه احد المصنفين من اهل الصحاح او السنن او المعاجم او المسانيد
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[30 - 03 - 07, 01:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[30 - 03 - 07, 01:11 ص]ـ
أخي الحبيب وفقك الله:
الاسانيد المحفوظة في الاغلب الاعم تدور اسانيدها على الكتب المشهورة الى القرن الثالث،وانني اجزم انك بالكاد تجد سندا محفوظا خارج هذه المصنفات!
وكلام الائمة الذي ذكرته والذي يحدده امام التواريخ والسير "الذهبي" ومن قبله لهو دليل جلي.
و بالنسبة للشيخ أمجد الفلسطيني حفظه الله
فانا أوافقك الرأي فكلامي عن الناحية الاصطلاحية والتاصيلية من ناحية التصحيح والتضعيف والتصنيف.وكلامي هذا لا يعني البتة انه لا يوجد اليوم من ينهج منهج المتقدمين!!!.
فالفرق بين المتقدمين والمتأخرين كالفرق بين السلف والسلفية،فالمتقدمون اسسوا وثبتوا ونحن نطبق ونتبع،وبينت ذلك في كلامي اعلاه فالدارقطني وابن رجب ...... هم بالتاكيد على منهج المتقدمين،ونسأل الله الكريم ان يمن علينا بالاتباع
أخوكم
خادم السنة
¥(16/76)
ـ[سلطان الشافعي]ــــــــ[30 - 03 - 07, 08:30 م]ـ
الدكتور المحمدي حفظكم الله
الامام الذهبي نفسه لم يلتزم بهذا التاريخ فقد عدّ الاسماعيلي (ت 371 ه) من المتقدمين وذلك في تذكرة الحفاظ ص 849
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 12:41 ص]ـ
أخي الحبيب وفقك الله
أبو بكر الاسماعيلي ولد سنة 277 وسمع مبكرا: سنة 289 فهو سمع قبل 300 فهو من المتقدمين جزما،ناهيك عن اننا فرقنا بين المتقدمين ومن هو على منهجهم فالمتقدمون هم من ذكرنا وأما من كان على منهجهم فهم كثر وليس الامر قاصرا على زمن.
والامام الذهبي كان دقيقا اذا جعلها سنة 300 واجاد.
واليكم ترجمة هذا الامام الجبل لمن لا يعرفه.
قال الذهبي في التذكرة:
الإسماعيلي الامام الحافظ الثبت شيخ الإسلام أبو بكر احمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس الإسماعيلي الجرجاني كبير الشافعية بناحيته ولد سنة سبع وسبعين ومائتين وسمع سنة تسع وثمانين وبعدها من إبراهيم بن زهير
الحلواني وحمزة بن محمد الكاتب ويوسف بن يعقوب القاضي وأحمد بن محمد بن مسروق ومحمد بن يحيى المروزي والحسن بن علويه وجعفر بن محمد الفريابي ومحمد بن عبد الله الحضرمي وابن أبي شيبة ومحمد بن الحسن بن سماعه وأبي خليفة الجمحي وبهلول بن إسحاق الأنباري وعبدان وأبي يعلى وابن خزيمة وخلق وله معجم مروي وصنف الصحيح وأشياء كثيرة من جملتها مسند عمر رضي الله عنه هذبه في مجلدين طالعته وعلقت منه وابتهرت بحفظ هذا الامام وجزمت بان المتأخيرين على إياس من ان يلحقوا المتقدمين في الحفظ والمعرفة حدث عنه الحاكم البرقاني وحمزة السهمي وأبو حازم العبدوي والحسين بن محمد الباساني وأبو الحسن محمد بن علي الطبري والحافظ أبو بكر محمد بن إدريس الجرجاني وعبد الواحد بن منير المعدل وسبط الإسماعيلي أبو عمر وعبد الرحمن بن محمد الفارسي وخلق سواهم قال حمزة بن يوسف سمعت الدارقطني يقول كنت عزمت غير مرة ان ارحل الى أبي بكر الإسماعيلي فلم ارزق قال حمزة وسمعت أبا محمد الحسن بن علي الحافظ بالبصرة يقول كان الواجب للشيخ أبي بكر ان يصنف لنفسه سننا ويختار ويجتهد فإنه كان يقدر عليه لكثرة ما كان كتب ولغزارة علمه وفهمه وجلالته وما كان ينبغي له ان يتقيد بكتاب محمد بن إسماعيل فإنه كان أجل من ان يتبع غيره أو كما قال قال الحاكم كان الإسماعيلي واحد عصره وشيخ المحدثين والفقهاء اجلهم في الرياسة
والمروءة والسخاء ولا خلاف بين علماء الفريقين وعقلائهم فيه قال حمزة السهمي سالني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات بمصر عن الإسماعيلي وسيرته وتصانيفه فكنت أخبره بما صنف من الكتب وجمع من المسانيد والمقلين وتخريجه على كتاب البخاري وجميع سيرته فيعجب من ذلك وقال لقد كان رزق من العلم والجاه والصيت الحسن قال حمزة وسمعت جماعة منهم الحافظ بن المظفر يحكون جودة قراءة أبي بكر وقالوا كان مقدما في جميع المجالس كان إذا حضر مجلسا لا يقرأ غيره قلت وقال أبو بكر في معجمه كتبت في صغري الإملاء بخطي في سنة ثلاث وثمانين ومائتين ولي يومئذ ست سنين فهذا يدلك على ان أبا بكر حرص عليه أهله في الصغر وقد أخذ عنه الفقه ولده أبو سعد وعلماء جرجان أخبرنا إسماعيل بن عميرة المقدسي انا أبو محمد الفقيه انا مسعود بن عبد الواحد انا صاعد بن سيار انا علي بن محمد الجرجاني انا حمزة بن يوسف الحافظ انا الإسماعيلي قال اعلموا رحمكم الله ان مذهب أهل الحديث الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله وقبول ما نطق به كتاب الله وما صحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا معدل عن ذلك ويعتقدون ان الله مدعو بأسمائه الحسنى موصوف بصفاته التي وصف بها نفسه ووصفه بها نبيه خلق آدم بيده ويداه مبسوطتان بلا اعتقاد كيف واستوى على العرش بلا كيف وذكر سائر الاعتقاد قال القاضي أبو الطيب الطبري رحلت قاصدا الى أبي بكر وهو حي
فمات قبل ان ألقاه قال حمزة وسمعته يقول لما ورد نعي محمد بن أيوب الرازي بكيت وصرخت ومزقت القميص ووضعت التراب على رأسي فاجتمع علي أهلي وقالوا ما أصابك قلت نعي الى محمد بن أيوب منعتموني الارتحال اليه قال فسلوني واذنوا لي في الخروج واصحبوني خالي الى نسا الى الحسن بن سفيان ولم يكن هاهنا شعرة وأشار الى وجهه قلت كان موت محمد بن أيوب بن الضريس في سنة أربع وتسعين ولا يسد مسده الحسن في العلو نعم لقي بالعراق نظراءه قال وخرجت الى العراق في سنة ست وتسعين في صحبة بعض اقربائي وقال حمزة السهمي سمعت الإسماعيلي كتبت بخطي عن احمد بن خالد الدامغاني املاء في سنة ثلاث وثمانين ومائتين وانا بن ست سنين ولا اذكر صورته قلت قد جمع مع إمامته في علم الحديث والفقه رفعة الأسانيد والتفرد ببلاد العجم وقال حمزة مات في رجب في غرته من سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة عن أربع وتسعين سنة.
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[31 - 03 - 07, 12:41 م]ـ
الاخ عبد القادر جزاك الله خيرا
¥(16/77)
ـ[أبو مسعود المديوني]ــــــــ[31 - 03 - 07, 01:26 م]ـ
أحباءنا من طلبة العلم ورواد الملتقى حياكم الله جلا في علاه
أما بعد:
فإني دائما أسائل نفسي في المراد بهذا التفريق بين أهل الحديث, فإن لم يكن اختلاف تفريق بين مدارسهم ومناهجهم فما يراد به؟
- فبيان المقصود من غير المعهود في مدونات الأئمة, عليه المعول في انبناء الفهوم لتحصيل المراد.
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[31 - 03 - 07, 07:13 م]ـ
أخي الفاضل المديوني
الفارق جلي واتمنى عليك قراءة ما كتبناه في هذا الملتقى حول:" منهج النقد الحديثي بين المتقدمين والمتأخرين".ففيه بيان جلي والله يوفقكم.
ـ[عمر الفرماوي]ــــــــ[01 - 04 - 07, 11:44 م]ـ
هل من الممكن أن نفهم من كلام الدكتور حمزة الميلباري الذي ساقه أحد الزملاء- الدكتور عبد القادر- أنه يقصد بعصر الرواية أي الأسانيد التي يتوقف عليها قبول الرواية وردها، وما بعد عصر البغوي 516 إنما هو إسناد شرفي فقط
والله اعلم
مع العلم أنني ادرس لطلابي في كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر بدمياط ومعهد العلوم الشرعية بمسقط كلا الرأيين ونناقشهما
ـ[خالد الجنوبي]ــــــــ[02 - 04 - 07, 11:18 م]ـ
الله يجزاكم خيرا على الموضوع(16/78)
أريد المساعدة بارك الله إنني أقوم ببحث في الرواة المدلسين
ـ[أم الاء]ــــــــ[28 - 03 - 07, 06:24 م]ـ
إنني أقوم ببحث في الرواة المدلسين ووقفت على الراوي إبراهيم بن يزيد بن شريك التيمي قال فيه الكرابيسي: (حدث عن زيد بن وهب قليلاً أكثرها مدلسة).
بحثت عن رواية له عن زيد بن وهب ولم أعثر على أي رواية , فهل ممكن أن تساعدوني في ذلك بارك الله فيكم. وشكراً.
ـ[أم شراف]ــــــــ[31 - 03 - 07, 11:42 م]ـ
] السلام عليكم ورحمةالله وبركاته تفضلي أختي هذا الرابط لعلك تجدين ضالتك هناك, وتستفيدين من البحث [ URL="http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16098&highlight=%E3%E4%C7%DE%D4%C9+%C7%E1%CF%DF%CA%E6%D1 +%DA%E3%D1%C7%E4%ED"]
ـ[أم الاء]ــــــــ[03 - 04 - 07, 08:05 م]ـ
بارك الله في جهودك ولكن الرابط لا يعمل
وشكرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[04 - 04 - 07, 04:50 ص]ـ
لعله هكذا سيعمل معك:
www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16098&highlight=%E3%E4%C7%DE%D4%C 9+%C7%E1%CF%DF%CA%E6%D1+%DA%E3%D1%C7%E4%ED
ـ[أم الاء]ــــــــ[06 - 04 - 07, 05:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك , وفتح عليك , و جعلك من الوجوه الناضرة التي إليه ناظرة ...... آمين(16/79)
لمحة في منهجية النقد بين المتقدمين والمتأخرين
ـ[عبد القادر المحمدي]ــــــــ[30 - 03 - 07, 01:19 ص]ـ
الآخوة الأفاضل اليكم لمحة في منهجية النقد بين المتقدمين والمتأخرين
منهج النقد الحديثي بين المتقدمين والمتأخرين
بقلم الدكتور عبد القادر المحمدي
أولاً: عند المتقدمين:
يقوم منهج النقد عند الأئمة المتقدمين على مرحلتين:
المرحلة الأولى: وتقوم على نقد المتون، ومن خلالها يتم الكلام في الرواة جرحاً أو تعديلاً، وتمتد هذه المرحلة من عصر الصحابة حتى نهاية النصف الأول من القرن الثاني الهجري، ويتمثل هذا المنهج برد الصحابة بعضهم على بعض حينما يستمعون إلى متون الأحاديث المروية والأحكام المتصلة بها، تلك المتون التي يرونها تعارض بعض المتون الأخرى،كاعتراضات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على بعض الصحابة، أو اعتراضات ابن مسعود، أو ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.
و المرحلة الثانية: وهي تمثل مرحلة التبويب والتنظيم من خلال جمع ودراسة أحاديث كل محدث والحكم عليه من خلال تلك المرويات، ويظهر ذلك في الأحكام التي أصدرها الأئمة على الرواة كعلي ابن المديني، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وأبي زرعة وأبي حاتم الرازيين، والبخاري، ومسلم، وأبي داود، وأضرابهم.
ولا يساورنا شك أن بعض العلماء المتقدمين قد تكلموا في الرواة ممن عاصروهم أو لاقوهم جرحاً أو تعديلًا، كالإمام مالك بن أنس، والسفيانيين،وشعبة بن الحجاج، وحماد بن زيد، والأوزاعي، ووكيع بن الجراح، ثم أن العلماء من الطبقة التي تلت هؤلاء قد تكلموا في الرواة الذين أخذوا عنهم واتصلوا بهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هو كيف نفسر كلام كبار علماء النقد ممن عاشوا في المئة الثالثة في رجال لم يلحقوا بهم من التابعين ومن بعدهم، ولم يؤثر للمتقدمين فيهم جرح أو تعديل حتى نقول: إنهم اعتمدوا أقوال من سبقهم فيهم؟
الجواب: إنهم أصدرا أحكامهم عن طريق تفتيش حديثهم المجموع، واستناداً إلى ذلك.
وسأضرب لذلك أمثلة:
" قال ابن أبي حاتم في ترجمة أحمد بن إبراهيم الحلبي: " سألت أبي عنه، وعرضت عليه حديثه فقال: لا أعرفه، وأحاديثه باطلة موضوعة كلها ليس لها أصول، يدل حديثه على أنه كذاب" ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn1)) ، وقال في ترجمة أحمد بن المنذر بن الجارود القزاز: " سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه، وعرضت عليه حديثه فقال: حديث صحيح " ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn2)).
وقال أبو عبيد الآجري في مسلمة بن محمد الثقفي البصري: " سألت أبا داود عنه قلت: قال يحيى (يعني ابن معين): ليس بشيء؟ قال: حدثنا عنه مسدد أحاديث مستقيمة، قلت: حدث عن هشام، عن عروة، عن أبيه،عن عائشة: إياكم والزنج فإنهم خلق مشوّه. فقال: مَنْ حدث بهذا فاتهمه " ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn3)).
فهذه الأمثلة الثلاثة واضحة الدلالة على أن أبا حاتم الرازي وأبا داود لم يعرفا هؤلاء الرواة إلا عن طريق تفتيش حديثهم المجموع، وأنهما أصدرا أحكامهما استناداً إلى ذلك.
وقل مثل ذلك في قول الإمام البخاري (ت 256) في إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي المدني (83 –165): منكر الحديث، وقول أبي حاتم الرازي (ت 277هـ) فيه: شيخ ليس بقوي، يكتب حديثه ولا يحتج به، منكر الحديث، وقول النسائي (ت 303هـ) فيه: ضعيف.
"فهؤلاء العلماء الثلاثة لم يدركوه ولا عرفوه عن قرب ولا نقلوا عن شيوخهم أو آخرين ما يفيد ذلك، فكيف تم لهم الحصول على هذه النتائج والأقوال؟ واضح أنهم جمعوا حديثه ودرسوه، واصدروا أحكامهم اعتماداً على هذه الدراسة " ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn4)).
¥(16/80)
ويرى الواقف على أقوال الأئمة المتقدمين، وصنيعهم في المصنفات والجوامع والسنن ونحوها، وكذا كتب العلل والتواريخ أنهم يتعاملون مع الحديث بشكل شمولي، غير مجزأ ولا مخل، مستعملين أوجز العبارات التي يفهمها أهل الصنعة، كقولهم: (غير محفوظ)، (منكر)، (وهم)، (خطأ).وإنما استعملها النقاد هكذا دون تفصيل - في الأغلب – لأنهم خشوا أن تلتبس الأحاديث على غير المحدثين إذا ما طولوا ببيان علل كل حديث، أو لأنهم اكتفوا بتقديم النتائج من غير بيان الأدلة التي حدت بهم إلى ذلك في الأغلب الأعم دفعاً للتطويل وطلباً للاختصار ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn5))، والتي أصبحت فيما بعد غامضة، خاصة عندما ضعف علم الحديث، وتوسع بعض الفقهاء في قبول الأحاديث الضعيفة، فأصبحت تلك العبارات كأنها طلاسم، يفسرها كل محدث، أو فقيه (من المتأخرين) بنحو فهمه ومذهبه!!.
كما أثرت مناهج الفقهاء والأصوليين وحاجتهم المتزايدة إلى قبول الأحاديث من أجل الاستدلال بها في هذا المنحى،فمثلا:
قال ابن الصلاح: " الحديث الذي رواه بعض الثقات مرسلا وبعضهم متصلا: اختلف أهل الحديث في أنه ملحق بقبيل الموصول أو بقبيل المرسل؟
مثاله حديث:" لا نكاح إلا بولي "، رواه إسرائيل بن يونس في آخرين عن جده أبي إسحاق السبيعي عن أبي بردة عن أبيه أبي موسى الأشعري عن رسول الله e مسندا هكذا متصلا، ورواه سفيان الثوري وشعبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن النبي eمرسلا هكذا، فحكى الخطيب الحافظ أن: " أكثر أصحاب الحديث يرون الحكم في هذا وأشباهه للمرسل "، وعن بعضهم أن الحكم للأكثر وعن بعضهم أن الحكم للأحفظ، فإذا كان من أرسله أحفظ ممن وصله فالحكم لمن أرسله، ثم لا يقدح ذلك في عدالة من وصله وأهليته، ومنهم من قال: من أسند حديثا قد أرسله الحفاظ فإرسالهم له يقدح في مسنده وفي عدالته وأهليته، ومنهم من قال: الحكم لمن أسنده إذا كان عدلا ضابطا فيقبل خبره وإن خالفه غيره سواء كان المخالف له واحدا أو جماعة، قال الخطيب: هذا القول هو الصحيح قلت وما صححه هو الصحيح في الفقه وأصوله" ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn6)).
قلت: تأمل قوله: "أكثر أصحاب الحديث يرون الحكم في هذا وأشباهه للمرسل، وعن بعضهم أن الحكم للأكثر وعن بعضهم أن الحكم للأحفظ" ثم يرجح ماذا؟: " قال الخطيب: هذا القول هو الصحيح، قلت: وما صححه هو الصحيح في الفقه وأصوله " ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn7)). فرجح ابن الصلاح رأي محدث متأخر مثل الخطيب وأتبعه بأن هذا هو مذهب الفقهاء والأصوليين.
ثم جاء بعده الإمام النووي، وهو من كبار الفقهاء ليطلق قبول الزيادة إذا كانت من ثقة، وليصبح قاعدة عريضة للمحدثين من بعده؟
ومن ذلك أيضاً تقسيم الحديث إلى متواتر وآحاد وإدخال ذلك في كتب الحديث، رغم أنَّ ذلك هو من صنيع الفقهاء والأصوليين.
وهذا وإن كان محموداً بيد أنه غريب عن منهج المحدثين، إذ جلَّ اهتمامهم هو صحة نسبة الحديث إلى النبي e ، سواء أكان آحاداً، أم متواتراً، ويعد الخطيب البغدادي أول من صرح بتقسيم الحديث إلى متواتر وآحاد بالمفهوم الذي استقر عليه علماء المصطلح من بعده، يقول ابن الصلاح: " ومن المشهور المتواتر، الذي يذكره أهل الفقه وأصوله، وأهل الحديث لا يذكرونه باسمه الخاص المشعر بمعناه الخاص وإن كان الخطيب البغدادي قد ذكره، ففي كلامه ما يشعر بأنه اتبع فيه غير أهل الحديث، ولعل ذلك لكونه لا تشمله صناعتهم ولا يكاد يوجد في رواياتهم" ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn8)).
وقال الفقيه ابن أبي الدم الشافعي ت 642هـ: " اعلم أن الخبر المتواتر: إنما ذكره الأصوليون دون المحدثين خلا الخطيب أبا بكر البغدادي، فإنه ذكره تبعاً للمذكورين، وإنما لم يذكره المحدثون لأنه لا يكاد يوجد في روايتهم، ولا يدخل في صناعتهم " ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn9)).
¥(16/81)
ولا أريد أن أخوض في جزيئات الاصطلاح، لأن ذلك يطول ويحتاج إلى تسويد صفحات أمثال هذا الكتاب.
والذي يهمنا هنا أن منهج النقد عند المتأخرين نحا منحىً آخر عنه عند المتقدمين، وأصل هذا: أن المتقدمين حين جمعوا الحديث وغربلوه عرفوا صحيحه من سقيمه استنادا إلى قواعد نعرف بعضها، ونجهل الكثير منها، لكن من أبرزها موافقته لما عرفوه من القواعد الكلية للشريعة الإسلامية، في حين اعتمد المتأخرون على كتب المصطلح القائمة أصلا على معرفة الرواة فكان جل حكمهم ينصب على الأسانيد لا على المتون فتكون الأسانيد حاكمة على المتون، وقد مر قول ابن أبي حاتم في ترجمة أحمد بن إبراهيم الحلبي: " سألت أبي عنه، وعرضت عليه حديثه فقال: لا أعرفه، وأحاديثه باطلة موضوعة كلها ليس لها أصول، يدل حديثه على أنه كذاب" ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn10)).
وقد كان الحديث عند المتقدمين يعتمد على قواعد ثلاث: رواية -أعني من حيث السند أو المتن -، والدراية، والفقه.
يقول علي بن المديني:" التفقه في معاني الحديث نصف العلم، ومعرفة الرجال نصف العلم" ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn11)).
فليس العالم الذي يتعلم نصفاً، ويدع النصف الثاني، فتنزلق قدمه، وقد تُدقُ عنُقهُ! قال عبد الله بن وهب: "لولا الله أنقذني بمالك والليث لضللت. فقيل له: كيف ذلك؟ قال: أكثرت من الحديث فحيّرني، فكنت أعرض ذلك على مالك والليث فيقولان لي: خذ هذا ودع هذا " ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn12)).
وقال قتادة بن دعامة السدوسي: " من لم يعرف الاختلاف لم يشم أنفه الفقه " ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn13)).
وقال سفيان الثوري:" لو كان أحدنا قاضياً لضربنا بالجريد فقيهاً لا يتعلم الحديث، ومحدثاً لا يتعلم الفقه " ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn14)).
وقال أيضاً: " تفسير الحديث خير من الحديث " ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn15)) ، أي خير من سماعه، وحفظه كما ورد عن أبي أسامة: " تفسير الحديث خير من سماعه " ([16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn16)). وهذا يعني فهم فقه الحديث ومعناه.
ويقول الإمام أحمد: " إن العالم إذا لم يعرف الصحيح والسقيم والناسخ والمنسوخ من الحديث لا يسمى عالماً " ([17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn17)).
وروى الخطيب البغدادي بسنده إلى مغيرة الضبي، قال: " أبطأت على إبراهيم فقال يا مغيرة ما أبطأ بك؟ قال قلت: قدم علينا شيخ فكتبنا عنه أحاديث، فقال إبراهيم: لقد رأيتنا وما نأخذ الأحاديث إلا ممن يعلم حلالها من حرامها وحرامها من حلالها، وإنك لتجد الشيخ يحدث بالحديث فيحرف حلاله عن حرامه وحرامه عن حلاله وهو لا يشعر" ([18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn18)).
فالجهابذة من المتقدمين من لم يفصلوا متن الحديث عن سنده، ولا هذين عن فقهه ومعناه، فإذا جاءهم الحديث فأول ما ينظرون إلى معناه هل هو موافق للشرع أم لا؟ ثم هل هو موافق للمحفوظ أم لا؟ فلعل راويه قد أخطأ فيه، أو وهم في متنه، أو لعله خالف ما عند الناس.
فالناقد حينما ينظر إلى الحديث لتقييمه يعتبر بالسند والمتن لمعرفة هل حدّث هذا الراوي بهذا الحديث؟ وتتم المعرفة بجمع الطرق وضم بعضها إلى بعض مع الدقة في الفهم والمعرفة.
¥(16/82)
ويذكر الدكتور حمزة المليباري: " أن الجوانب الفقهية ومعرفة الصحيح والسقيم لم تكن محل عناية كافة المحدثين في المرحلة الأولى، بل إن الكثيرين منهم لا تهمّهم إلاّ عملية الرواية، وضبطها وحفظها، غير أن هؤلاء كفوا عن الخوض في نقد الأحاديث، وأمّا النقاد فيختلفون عنهم في التكوين العلمي بصورة واضحة وحفاظ الحديث الذين تمكنوا من علوم الحديث بشقيها – فقه الحديث، ومعرفة الصحيح والسقيم – هم وحدهم الذين سبروا أغوار النقد، وهم بعينهم اعتبارنا في البحث، وإنَّ تصحيح الأحاديث وتعليلها لا يتأتى لأحد دون التكوين العلمي المزدوج " ([19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn19)).
قلت: رغم صحة هذا الكلام لكن قوله: " إن الكثيرين منهم لا تهمّهم إلاّ عملية الرواية، وضبطها وحفظها ... "،ربما يفهم منه أنه يريد بذلك " كثيراً " من كبار علماء الحديث، وما
أخاله قصد ذلك، فإن جل كبار المحدثين الجهابذة المعروفين كانوا على دراية تامة بذلك، ومما لا شك فيه أن المقياس في هذا هو كتابة العلل، فالإمام مالك لم يدون لنا كتاباً مستقلاً في العلل ولكنه إمام العلل في زمانه، ولم يصل إلينا أن سفيان بن عيينة أو الثوري أو شعبة أو ابن مهدي مثلاً لهم مصنفات مستقلة في العلل، فهل هذا يعني أنهم لم يحسنوها؟!
بل بلا منازع هؤلاء – وغيرهم – هم رجالات العلل والنقد!!
هذا فضلاً عن أن كتب الأئمة المتقدمين في السنن أو العلل حينما تقتضي منهجيتهم ذلك، كما فعل الإمام الترمذي مثلاً في " الجامع الكبير " لأنه إنما ألف هذا الكتاب من أجل النقد وبيان عمل الفقهاء ([20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn20))، أو يكون الكتاب مخصصا ً للعلل كما في كتب العلل.
وهكذا فإنّ نقد المحدّثين في المرحلة الأولى نقد علمي متكامل بجميع عناصره، لا يفصل الإسناد عن المتن،ويقوم أسهُ على المعرفة الحديثية والفقهية ([21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn21)).
وسأوضح منهجية المتقدمين من خلال المراحل الآتية:-
فلو جئتهم بحديث مسند مرفوعٍ بمتن معين فإنهم:
1 - ينظرون إلى متن الحديث هل يخالف نصاً شرعياً أو يخالف الواقع؟. وهذه القنطرة الأولى.
ومن أمثلته: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل:" سمعت أبي يقول حدثنا عباد بن العوام عن محمد بن إسحاق بن يسار عن عمران بن أبي أنس أن رجلاً كان له كلب صائد قد أعطيه به عشرين بعيرا فخطب امرأة وخطبها معه رجل من قومها فقالت:لا أنكحك إلا على كلبك فنكحها وساق الكلب إليها فعدا عليه الآخر فقتله فترافعوا إلى عثمان بن عفان فغرمه عشرين بعيراً، سمعت أبي يقول: هذا باطل نهى النبي e عن ثمن الكلب " ([22] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn22)).
2- هل هذا المتن محفوظ عند أئمة الحديث أو لا؟
قال ابن أبي حاتم:" سألت أبي عن حديث أوس بن ضمعج عن ابن مسعود عن النبي e ؟ فقال: قد اختلفوا في متنه، رواه فطن والأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن ابن مسعود عن النبي eقال يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة،ورواه شعبة والمسعودي عن إسماعيل بن رجاء لم يقولوا: أعلمهم بالسنة، قال أبي: كان شعبة يقول: إسماعيل بن رجاء كأنه شيطان من حسن حديثه، وكان يهاب هذا الحديث يقول:حكم من الأحكام عن رسول الله eلم يشاركه أحد، قال أبي شعبة أحفظ من كلهم، قال أبو محمد: ليس قد رواه السدي عن أوس بن ضمعج؟ قال:إنما رواه الحسن بن يزيد الأصم عن السدي وهو شيخ أين كان الثوري وشعبة عن هذا الحديث؟! وأخاف أن لا يكون محفوظاً " ([23] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn23)).
¥(16/83)
وقال: " سألت أبي عن حديث رواه ابن عيينة عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن حسان بن بلال عن عمار عن النبي e في تخليل اللحية؟ قال أبي:لم يحدث بهذا أحد سوى ابن عيينة عن ابن أبي عروبة، قلت: صحيح؟ قال: لو كان صحيحاً لكان في مصنفات ابن أبي عروبة، ولم يذكر ابن عيينة في هذا الحديث وهذا أيضاً مما يوهنه " ([24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn24)).
3- هل هذا الحديث تفرد به راويه عن بقية الرواة فزاد فيه ما لم يحفظ عند بقية الرواة فإذا كان قد زاد ولم يحفظ استنكر عليه.
فمثلاً:قال الإمام أحمد:" كنت أتهيب حديث مالك " من المسلمين " يعني حتى وجدته من حديث العمريين، قيل له: أمحفوظ هو عندك: " من المسلمين "؟، قال: نعم " ([25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn25)) .
ومنه: قال ابن المديني باب: " علل حديث منزلنا غداً إن شاء الله بخيف بني كنانة ". قال علي: حديث أبي هريرة عن النبي e : " منزلنا غداً إن شاء الله بالخيف عند الضحى ". رواه الزهري فاختلف على الزهري في إسناده. فرواه الأوزاعي وإبراهيم بن سعد والنعمان بن راشد وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع كلهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة. إلاّ أنَّ معمراً أدرجه في حديث علي بن الحسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد:" وهل ترك لي عقيل منزلاً "، فأدرج عنه: " منزلنا غداً ".وقد رواه محمد بن أبي حفصة عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن أسامة، ولم يذكر فيه: " منزلنا بالخيف" ([26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn26)).
4- ينظر هل الراوي تفرد بهذا الحديث – أصلاً –أم توبع عليه؟ فإن توبع فقد زالت الغرابة، وإلاّ يبقى في دائرة الاختبار؟
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي قلت: كان يحيى بن سعيد يحدث عن همام؟ فقال زعم عفان قال: كان يحيى يسألني عن حديث همام حيث قدم معاذ بن هشام فكان يسألني: كيف قال همام، قال أبي وذاك أنه وافق هشاماً في أحاديث، قال أبي:كان يحيى يرى أنه ليس مثل سعيد،وسمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول همام عندي في الصدق مثل سعيد بن أبي عروبة سمعت أبي مرة ذكر هماما فقال: كان يحيى ينكر على همام أنه يزيد في الإسناد، يعني:فلما قدم معاذ وافقه على بعض تلك الأحاديث لهشام" ([27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn27)).
فالمتقدمون يعلّون الأحاديث التي ينفرد بها الراوي، إذا كانت غير معروفة عندهم، ولو كان راويها ثقة، يقول الحافظ ابن رجب الحنبلي: "وأما أكثر الحفاظ المتقدمون فإنهم يقولون في الحديث إذا انفرد به واحد وإن لم يرو الثقات خلافه أنه لا يتابع عليه، ويجعلون ذلك علة فيه، اللهم إلا أن يكون ممن كثر حفظه واشتهرت عدالته وحديثه كالزهري ونحوه، وربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار أيضا، 0ولهم في كل حديث نقد خاص وليس عندهم لذلك ضابط يضبطه " ([28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn28)).
5- فإن كثر من الراوي تفرده، وعمت غرائبه، أصبح (منكر الحديث).
قال الحسين بن إدريس الأنصاري عن أبي داود:" قلت لأحمد: عبد الملك بن أبي سليمان؟ قال: ثقة، قلت يخطئ؟ قال: نعم، وكان من أحفظ أهل الكوفة إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء.
وقال علي بن الحسين بن حبان: وجدت في كتاب أبي بخط يده سئل أبو زكريا يحيى بن معين عن حديث عطاء عن جبر عن النبي e في الشفعة؟ قال: هو حديث لم يحدث به أحد إلا عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء وقد أنكره عليه الناس ولكن عبد الملك ثقة صدوق لا يرد على مثله، قلت له: تكلم شعبة فيه؟ قال نعم، قال شعبة: لو جاء عبد الملك بآخر مثل هذا لرميت بحديثه،وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه:هذا حديث منكر " ([29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn29)).
6 - يلاحظ الراوي فلعله ركب سند حديث على متن آخر، أو العكس،ومنه:
¥(16/84)
قال ابن المديني في حديث: " لا يحرم من الرضاعة المصة والمصتان ": " رواه يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن إسحاق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن الحجاج بن أبي الحجاج عن أبي هريرة،وهذا غلط، ورواه يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن النبي r ورواه هشام بن عروة عن أبيه عن الحجاج بن أبي الحجاج أنه سأل النبيrما يذهب عني مذمة الرضاع؟ قال: "غرة عبد أو أمة "، وحديث ابن إسحاق عندهم خطأ، وأدخل حديثاً في حديث،والحديث عندي حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عبدالله بن الزبير عن النبي e :" لا تحرم المصة والمصتان " وحديث هشام بن عروة عن الحجاج بن أبي الحجاج أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما يذهب مذمة الرضاع " ([30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn30)).
ومن ذلك أيضا: ما أخرجه النسائي 8/ 273 فقال: أخبرنا محمد بن أبان قال: حدثنا شبابة بن سوار قال: حدثنا شعبة، عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر عن النبي e : " نهى عن الدباء والمزفت " ([31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn31)).
فهذا الحديث صح من طريق عدة صحابة y عن النبي e أخرجه الشيخان وغيرهما ([32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn32)).
ولم يعرف بهذا الإسناد، وإنما المعروف به حديث " الحج عرفة " ([33] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn33))، ولا يعرف بهذا الإسناد غير هذا الحديث.
قال الحافظ ابن رجب: " أنكره على شبابة طائفة من الأئمة منهم الإمام أحمد، والبخاري، وأبو حاتم،وابن عدي؛… قال أحمد: إنما روى شعبة بهذا الإسناد حديث الحج؛ يشير إلى أنه لا يعرف بهذا الإسناد غير حديث الحج " ([34] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn34)). وقال أبو حاتم: " هذا حديث منكر،لم يروه غير شبابة، ولا يعرف له أصل " ([35] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn35)).
7- فإذا كان الراوي ضعيفاً ولم يتابع فإن مجرد تفرده بالمتن نوع ضعف، وإن خالف فهو حديث منكر وإن توبع بمن هو مثله فلا يسلم، أما إن كان بأحسن منه فربما اعتضد، ويعتمد ذلك على حسب القرائن.
8 - قد ينتقي الناقد البارع من حديث الضعيف أصح رواياته،وهذا لا يُقبل إلاّ عند أئمة الشأن كـ (البخاري ومسلم) ([36] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn36)) ومن هو قرين لهما في النقد والفهم، لأنه أعلم بحديثه وبمظانه في السنن.
9 - إن لكل حديث من الأحاديث قرينة خاصة به كما نص على ذلك الأئمة المحققون، فعند ترجيح حديث على حديث أو قبول رواية راوٍ في موضع وردها من الراوي نفسه في موضع آخر هناك قرائن ومعطيات على أساسها يتم ترجيح الرواية وقبولها في هذا دون ذلك.
10 – إن الأئمة المتقدمين يوردون أحياناً الحديث المعلول ليبينوا علته، فينبهوا عليه، وقد صرح بعضهم بذلك كأن يورد الصحيح أولاً ثم يورد المعلول رديفه كما في صنيع الإمام مسلم -كما سيأتي –؛ وبعضهم يضع الحديث المعلول أولا ثم يورد الصحيح بعده.
يقول الحافظ ابن رجب في هذا:"وقد اعترض على الترمذي – رحمه الله – بأنه في غالب الأبواب يبدأ بالأحاديث الغريبة الإسناد غالباً، وليس ذلك بعيب فإنه – رحمه الله – يبين ما فيها من العلل، ثم يبين الصحيح في الإسناد.
وكان مقصده – رحمه الله – ذكر العلل، ولهذا تجد النسائي إذا استوعب طرق الحديث بدأ بما هو غلط بعد ذلك الصواب المخالف له، وأما أبو داود – رحمه الله – فكانت عنايته بالمتون أكثر، ولهذا يذكر الطرق واختلاف ألفاظها، والزيادات المذكورة في بعضها دون بعض، فكانت عنايته بفقه الحديث أكثر من عنايته بالأسانيد، فلهذا يبدأ بالصحيح من الأسانيد، وربما لم يذكر الإسناد المعلل بالكلية " ([37] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn37)).
¥(16/85)
والذي أريد قوله: إنّ إطلاق العبارات النقدية أمر نسبي، يطلقها المجرّح نتيجة لقرائن بدت له، ومن مجموعها أصدر هذا الحكم، وهذه الألفاظ وصفية، أي ليست مرتبة حديثية مستقلة، أطلقها النقاد على تفردات الرواة بما لم يحفظ عندهم، ولما كان الوهم والخطأ من فطرة البشر، فهو أيضاً يشمل رواة الأحاديث، بل من النادر أنك تجد راوياً سلم من الوهم، حتى جهابذة العلل، يقول عبد الرحمن بن أبي حاتم: " سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه شعبة عن منصور عن الفيض بن أبي حثمة عن أبي ذر أنه كان إذا خرج من الخلاء قال: " الحمد لله الذي عافاني واذهب عني الأذى "؟ فقال أبو زرعة: وهم شعبة في هذا الحديث ورواه الثوري فقال:عن منصور عن أبي علي عبيد بن علي عن أبي ذر وهذا الصحيح وكان أكثر وهم شعبة في أسماء الرجال، وقال أبي:كذا قال سفيان، وكذا قال شعبة، والله أعلم أيهما الصحيح، والثوري أحفظ وشعبة ربما أخطأ في أسماء الرجال ولا يدري هذا منه أم لا؟ " ([38] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn38)).
فهذا أمير المؤمنين في الحديث قد يهم! فما بالك بغيره؟ وهذا الوهم نسبي لا يقاس أمام حفظ وإتقان وضبط شعبة بن الحجاج (أمير المؤمنين في الحديث)، وحسبه شرفا أن تحسب الأحاديث التي أخطأ بها، وهي قد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة!
فالراوي كلما وافقت روايته رواية الثقات، ولم تكد تخالف كان إلى الضبط أقرب، وكلما جاءك بالغرائب، والمنفردات كان إلى الوهم أقرب، وأطلق عليه: " يروي الغرائب، له غرائب، …"، وهذه الغرائب مذمومة عند السلف،قال إبراهيم النخعي:" كانوا يكرهون الغريب من الحديث" ([39] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn39)) ، وقال الإمام مالك بن أنس:"شر العلم الغريب، وخير العلم الظاهر الذي قد رواه الناس " ([40] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn40)) ، وقال عبد الرزاق:" كنا نرى أن غريب الحديث خير فإذا هو شر " ([41] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn41)).
ثانياً: عند المتأخرين:
وأمّا منهج أئمة الحديث من المتأخرين في النقد فإنه نحا منحىً آخر بدأ بابي عبد الله الحاكم إذ فرّق بين السند والمتن، فكان نقطة تحول في علم الحديث ويتضح منهجه في ذلك في حكمه على أحاديث كثيرة أنها صحيحة الإسناد، وكان لا بد أن يخرجها صاحبا الصحيحين، البخاري ومسلم، فقال مرات لا تحصى: " صحيح على شرطيهما ولم يخرجاه "، " صحيح الإسناد على شرطيهما ولم يخرجاه "، " إسناده صحيح على شرط البخاري ولم يخرجه "، " صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجه "، وهكذا.
فجعل صحة الإسناد شرطاً لقبول الحديث، متغاضياً عن صحة المتن فأدخل متون منكرة، ومعلولة، ظاهر إسانيدها صحيحة ([42] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn42)). وهكذا بدأ علم الحديث يأخذ منحىً جديداً يختلف عمّا كان عليه قبل الحاكم النيسابوري.
يقول الإمام الذهبي ً في معرض الكلام عن عنعنة المدلس:"وهذا في زماننا يعسر نقده على المحدث، فإن أولئك الأئمة كالبخاري وأبي حاتم وأبي داود، عاينوا الأصول، وعرفوا عللها،وأما نحن فطالت علينا الأسانيد،وفقدت العبارات المتيقنة، وبمثل هذاونحوه دخل الدّخل على الحاكم في تصرفه في المستدرك " ([43] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn43)).
ولما شرع المتأخرون بكتابة مصطلح الحديث -وهذا أمر طبيعي، إذ هو تلبية لحاجة طلبة العلم لمصطلح نظري ييسر لهم ولوج علم الحديث، خاصة بعد ضعفه في تلك الأزمان كما بينه العلماء في ذلك الوقت فوضعت كتب المصطلح- أصبح النقد عندهم قائماً على الإسناد، في الأعم الأغلب واصبح من وثقه المتقدمون صُحَحَ حديثه، ومن ضعفه المتقدمون ضُِعفَ حديثه، ومن تركه المتقدمون حكموا على حديثه بالضعف الشديد، مع عدم إدراكهم دائماً لمسألة الانتقاء.
¥(16/86)
إن هذا العمل جعلهم في بعض الأحيان يتبعون قواعد صماء لا ينظرون فيها إلى معاني الحديث أو فقهه، أو مخالفته، أو موافقته للقواعد العملية للشريعة التي سار عليها المتقدمون، وأدخل هذا العلم في متاهات صعبة.
إن الاعتماد على الإسناد حسب، واستناداً إلى توثيق الرجال وتضعيفهم جعلهم يلزمون المتقدمين بأشياء لم تكن تلزمهم، كما فعل الإمام الدار قطني في الإلزامات والتتبع، وكما فعل أبي عبد الله الحاكم في المستدرك مع كثرة أخطائه ([44] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn44))، ولكنه بلا شك جاء بكثير من الأسانيد التي استخدمها الشيخان في كتابيهما ولكنهما لم يرويا هذه الأحاديث التي ساقها أو غيرها لأسباب لا نعرفها عموماً، ومن َثمّ أخذت فكرة الأسانيد التي على شرط البخاري، أو شرط مسلم تظهر منذ ذلك الوقت المبكر عند المتأخرين مما خلق إرباكاً كبيراً ومساءلات لا حد لها في الأحاديث التي أوردها المتأخرون بموجب هذه القواعد النقدية التي لم يعرفها المتقدمون، ولا عملوا بها.
يقول أستاذنا الدكتور بشار: " شاع عند المتأخرين، ومنهم الحاكم، من قول: إن هذا الحديث على شرط الشيخين، أو على شرط البخاري، أو على شرط مسلم، وكأن شروطهما كانت معروفة لكل أحد من الناس، نعم، حاول بعض المتأخرين معرفة شروط الشيخين بالاستقراء ونقل بعض النصوص، كما فعل محمد بن طاهر المقدسي ت507 هـ، والحازمي ت584 هـ، ولكن هذا في حقيقة أمره مجرد تخمين واستنتاجات قائمة على استقراء غير تام لصنيع الشيخين في كتابيهما، فإن أحداً لا يمكنه الجزم بالطريقة التي تم بموجبها اختيار المؤلفين أحاديث كتابيهما، قال ابن طاهر المقدسي في مقدمة كتابه: " اعلم أن البخاري ومسلماً ومن ذكرنا بعدهما لم ينقل عن واحد منهم أنه قال: شرطت أن أخرج في كتابي ما يكون على الشرط الفلاني، وإنما يعرف ذلك من سبر كتبهم فيعلم بذلك شرط كل رجل منهم " ([45] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn45))، وقد انتقى الشيخان من الأحاديث انتقاءً لا ندرك تماماً الأسس التي تم بموجبها هذا الانتقاء، فلا ندري مثلاً لماذا انتقيا من موطأ مالك هذه الأحاديث، ولماذا انتقيا هذه المرويات من حديث نافع مولى ابن عمر t ؟ ولماذا انتقيا هذه المرويات من أحاديث الثقات أمثال: أيوب السختياني، وجرير بن حازم،وجعفر بن إياس اليشكري، والليث بن سعد،وعبيد الله بن عمر العمري، وغيرهم .. ، فلماذا أخذا من مروياتهم ما أخذا وتركا ما تركا؟؟ فليس هناك من جواب إلا القول بالانتقاء.
وقل مثل ذلك في الرواة المتكلم فيهم الذين أخرجا لهما في صحيحيهما، إذ انتقيا من أحاديثهم أصحها، أو قل أسلمها من العيوب مما يصلح في بابه، إذ أخرجاها في غير أبواب الحلال والحرام. واستعاض بعضهم بقولهم: " رجاله رجال الصحيح "، أو" رجاله رجال البخاري"، أو " رجاله رجال مسلم ". وهذا فيه نظر من وجهين:
الأول: إن كون رواة الإسناد من رجال الشيخين أو أحدهما لا يعني أن الشيخين قد أخرجا بهذا الإسناد، أعني برواية الواحد عن الآخر ...
الثاني: أن الشيخين قد رويا لرجال من رجالهما ممن عرفوا بالضعف، فانتقيا قليلاً، أو كثيراً من حديثهم الصحيح، فكيف عندئذٍ نوهم بأن حديث مثل هذا الشيخ أو الراوي صحيح في جملته …." ([46] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn46)).
وحاول بعض المتأخرين أن يجدوا أشياء جديدة فاتت المتقدمين – بزعمهم- كأن يوصلوا المرسل، ويرفعوا الموقوف، أو يزيدوا في لفظة ما لم تكن معروفة عند المتقدمين وهي بجميعها إما أن تكون مما تركه المتقدمون لعلة فيه، أو سرقه السراقون.
فمن أمثلة ذلك: قال رسول الله e:" أنا مدينة العلم وعلي بابها " ([47] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn47)).
قلت: جاء هذا الحديث من طرق متعددة هي أكثر من سبعة عشر طريقاً عن ثلاثة من الصحابة: " علي، وجابر، وابن عباس " y .
¥(16/87)
فهذا الحديث أعلّه المتقدمون –أصلاً-، قال يحيى بن معين: " رأيت عمر بن إسماعيل بن مجالد ليس بشيء كذاب رجل سوء خبيث حدث عن أبى معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي e : أنا مدينة العلم وعلي بابها "؟ وهو حديث ليس له أصل. قال عبد الله: وسألت أبى عنه فقال: ما أراه إلا صدق. أنبأنا عبد الرحمن قال: سألت أبى عن عمر بن إسماعيل بن مجالد فقال: ضعيف الحديث، أخبرنا عبد الرحمن قال: سئل أبو زرعة عن عمر بن إسماعيل بن مجالد فقال: أملى علينا عن أبى معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي e : أنا مدينة العلم وعلى بابها "، فأتيت يحيى بن معين فذكرت ذلك له فقال: قل يا عدو الله متى كتبت أنت هذا عن أبي معاوية؟ إنما كتبت أنت عن أبي معاوية ببغداد ولم يحدث أبو معاوية هذا الحديث ببغداد؟! " ([48] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn48)).
وأعله أيضا الإمام أحمد، وقال: " ما سمعناه! "، وعده كذباً! ([49] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn49)).
وأنكره الإمام البخاري ([50] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn50))، والترمذي ([51] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn51))، وكذا جهبذ العلل من المتأخرين الإمام الدارقطني ([52] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn52)) ، وقال جمهور المحققين من المتأخريين: "موضوع "،كابن عدي ([53] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn53))، والعقيلي ([54] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn54))، وابن الجوزي ([55] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn55)) ، والذهبي ([56] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn56)) وغيرهم، وإنما أعلّوه باعتبار أصل المتن، وأنّه لم يصح به.
قال ابن حبان: " كل من حدّث بهذا المتن إنما سرقه من أبي الصلت وإن قلب إسناده " ([57] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn57)). وعدَّ الدارقطني جماعة ممّن سرقه، حتى بلغوا عشرة ([58] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn58)).
فالحديث بهذا المتن لا يصح، ولو جاء من طريق صحيح لأنه لم يحفظ، وكل الطرق موضوعة له.
ثم جاء الحاكم ليصححه؟! ويقول:" هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ([59] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn59)) ؟ وتبعه الحافظ ابن حجر العسقلاني فقال: " حسن بمجموع طرقه " ([60] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn60)) ، وقال في لسان الميزان: "وهذا الحديث له طرق كثيرة في مستدرك الحاكم أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل فلا ينبغي أن يطلق القول عليه بالوضع " ([61] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn61)).
وإنما قال ذلك لأنه: " اعتبر كثرة الطرق دليلاً على حسنه، وإن لم تسلم واحدة منها من الطعن " ([62] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn62)) .
فالفرق بين منهجية النقد عند المتأخرين تختلف كثيراً عنها عند المتقدمين وأكثر ما يوضح هذا الفارق هو مبحث (زيادة الثقة)، إذ كم من أحاديث مرفوعة ردّها المتقدمون لكون المحفوظ (موقوفاً) أو (مرسلاً)، أو غيرها من العلل رغم أنَّ الزائد ثقة، ثم يأتي بعدهم المتأخرون ليصححوا مثل ذلك اعتماداً على صحة السند وأن الزائد قد حفظ والحافظ حجة على من لم يحفظ؟
¥(16/88)
فعكسوا ميزان النقد، وتحول فيما بعد معيار صحة الحديث وعدمه هو اتصال السند، بنقل العدول الضابطين، أمّا (من غير شذوذ) فكان نصيبه خمطاً،إذ الشاذ قد يكون اسماً بلا مسمى!؟، فالبعض زعم أنّ الأئمة قد سووا بين الشاذ والفرد المطلق؟، فيلزم أن يكون في الشاذ الصحيح وغير الصحيح، وبعضهم خصصه فأطلقه على تفرد الثقة وهذا يلزم أن يكون في الصحيح الشاذ وغير الشاذ ([63] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn63))؟! وهذا يعني أنّ قول الناقد: "شاذ " قد يريد به الحديث الصحيح الفرد الذي لا يتابع!،وهو قول مردود كما بينه الحافظ ابن حجر، كما سيأتي.
ثم جاءت بعض النصوص التي فصلت الإسناد عن المتن، فقد يصح الحديث سنداً ولا يصح متناً ثم تطلق عبارة التصحيح هكذا (إسناده صحيح، ورجاله ثقات)، فتعكّز عليها بعض المتأخرين، وخاصة من المعاصرين ليصححوا مئات، بل آلاف الأحاديث المعلولة تحت هذا الغطاء:" إسناده صحيح ".
بل كم تعكزّ بعض المعاصرين على عبارات الأئمة من المتأخرين الذين فصلوا تصحيح السند عن المتن: كقول ابن الصلاح: " قد يقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولا يصح لكونه شاذاً أو معللاً " ([64] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn64)).
وكقول الإمام النووي: " قد يصح أو يحسن الإسناد دون المتن لشذوذ أو علة " ([65] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn65)). فهذه وأمثالها من أقوال الأئمة من المتأخرين استغلت في إطلاق صحة الإسناد على صحة المتن عند بعض المعاصرين.
فأقوال هؤلاء الأئمة لا تعني أن الحديث صحيح،وإنما مقصدهم منها بيان أحوال الرواة بأنهم ثقات أو فيهم صدوق، ويبقى الحديث في خانة الإختبار حتى يجزم بعدم شذوذه وخطئه،ومع هذا فإنّ ظاهر هذه النصوص ساعد على انتشار منهجية فصل الإسناد عن المتن في الحكم على الحديث الواحد لدى المتأخرين ولا سيما لدى المعاصرين، حيث كان تصحيحهم وتحسينهم وتضعيفهم مبنياً على ظواهر الإسناد وأحوال رواته بغض النظر عن متنه، وترسّخ ذلك في عملهم بل تجاوز الأمر حتى إنهم حاكموا المتقدمين على قواعد المتأخرين، فإذا ما أعل النقاد المتقدمون حديثاً تفرد به ثقة أو صدوق بحجة تفرده به، أو إذا أعلوا ما زاده على الآخرين بحجة عدم وجود المتابعة له، يرفضونه بمنتهى البساطة لخروجه من حدود منهجهم الذي يؤسس على ظواهر الإسناد وأحوال الرواة،وأحياناً يعللون ذلك بقولهم:" كما هو مقرر في كتب المصطلح"!
وهذا ما دفع بعض الطاعنين إلى انتقاد كتب الحديث كونها لا تهتم بالمتون، وإنما جلّ اهتمامهم وعنايتهم تنصب في معالجة الأسانيد ([66] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn66)).
وفي هذا يقول الدكتور المليباري:" إن كثيرا من المشتغلين بالأحاديث يتسابقون إلى تخريجها أو تحقيق مصادرها ويقومون بتصحيحها أو تعليلها بصورة توهم أن علم الحديث أمور رياضية تقوم على حسابات خاصة، واعتبارات محددة تقاس عليها جميع الأحاديث فيقولون: هذا صحيح لأن رجاله ثقات، وهذا حسن لذاته لكون راويه صدوقاً، وهذا ضعيف لضعف راويه، وفي حالة وجود متابعة أو شاهد يقولون تقوى هذا الحديث فأصبح صحيحا لغيره أو حسنا لغيره، وهكذا تحول التصحيح والتحسين والتضعيف أمرا سهلا، يتأهل الجميع لتناوله بمجرد التعرف على هذه الطريقة، وحفظ القواعد من كتب مصطلح الحديث! بل إنهم لا يبالون بما قد يصادفهم أثناء بحوثهم من تعليل النقاد أو تصحيحهم فيرفضونه بمنتهى البساطة لخروجه من التقديرات التي تقيدوا بها، فعلى سبيل المثال يعل النقاد حديثا من مرويات ثقة بحجة تفرده به، أو زيادته أو مخالفته لغيره فيأتي بعض المعاصرين ويقول: كلا إنه صحيح؟!! ورواته ثقات، ولا يضر التفرد هنا أو لا تضر الزيادة لان صاحبها ثقة، وإذا صحح النقاد حديثا من مرويات راوٍ ضعيف أو حديثاً من مرويات المدلس الذي عنعن فيه، فيقول المعاصر: كلا إنّ الحديث ضعيف، لأن فبي سنده راوياً ضعيفاً، أو عنعنة المدلس كما هو مقرر في كتب المصطلح " ([67]
¥(16/89)
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn67)).
هذا المنهج في الحكم على المرويات هو الذي شاع عند المتأخرين، وهو الذي استقرّ عليه المعاصرون؟! فكم من حديث أعله المتقدمون ثم يأتي الشيخ العلامة أحمد شاكر ليصححه ويخطأ الأئمة المتقدمين ([68] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn68)) ، أو يأتيك الشيخ الألباني ليوّهمهم،ويستدرك عليهم طريقاً شاهداً – هو في الغالب مما سجره المتقدمون – يصحح به عرج الرواة؟ ثم يقول لك بعدها: " كما هو مقرر عند أهل العلم "، أو " كما هو مقرر في كتب المصطلح "!، ومن أمثلة ذلك:
صحح الشيخ الألباني: في سلسلته الصحيحة 1/ 103 (565): حديث أبي معاوية عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله e:" أحصوا هلال شعبان لرمضان ولا تخلطوا برمضان إلا أن يوافق ذلك صياما كان يصومه أحدكم وصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فإنها ليست تغمي عليكم العدة".
قلت: أخرجه الترمذي (687)، وقال: "حديث أبي هريرة لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث أبي معاوية،والصحيح ما روي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي e قال:" لا تقدموا شهر رمضان بيوم ولا يومين "، وهكذا روي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي e نحو حديث محمد بن عمرو الليثي.
وأخرجه الدارقطني 1/ 162واللفظ له،والحاكم 1/ 578 وقال:"صحيح على شرط مسلم "، والبيهقي 4/ 206.
قلت:ثم أورد الألباني متابعا لأبي معاوية من طريق يحيى بن راشد المازني، قال الألباني: " ضعيف يصلح للاعتبار والاستشهاد فثبت أن الحديث حسن ".
قلت – الباحث-: أورد هذه المتابعة أبو حاتم في العلل 1/ 245 (718) وقال: "ليس هذا بمحفوظ ".ورد الألباني تعليل أبي حاتم بقوله:"فكأنه لم يقع له من طريق أبي معاوية، كما لم تقع للترمذي هذه الطريق، وبالجمع بينهما ينجو الحديث من الشذوذ والمخالفة "!!.
قلت: إنما أعله الإمامان أبو حاتم والترمذي كونه غير محفوظ عندهما بهذا الإسناد،لا لكون رجال الإسناد ضعفاء، فالحديث هذا غير محفوظ ولو جاء باسناد كله ثقات.
أما عند المتأخرين: فقد صححه أبو عبد الله الحاكم، وقال الألباني: "إنما هو حسن فقط .. " ([69] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn69)).
ونظرا لشيوع هذا المنهج عند الكثير من المحققين المعاصرين فقد اتهموا النقاد المتقدمين بالتعصب للمذهب، ومن ذلك ما قاله محقق علل الترمذي الكبير اعتراضاً على تصحيح الإمام البخاري، والترمذي وغيرهما لحديث" لا نكاح إلا بولي " ([70] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn70)) : " أخطأ الترمذي في تصحيح الحديث .... وقد حاول كثيرون تصحيح هذا الحديث ووصله وسلكوا في ذلك كله مسلك لحاجة في أنفسهم أساسها التعصب المذهبي،والعياذ بالله " ([71] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn71))، وقال أيضاً:"ما صحح هذا الحديث أحد إلا لهوى في نفسه والعياذ بالله " ([72] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn72)) . فتأمل!!
وإن تعجب، فعجب قول أحدهم:" لو درس أبو حاتم أو غيره من الأئمة حتى البخاري دراسة وافية لما تجاوزوا – في نظري – النتائج التي توصلت إليها لأني بحمد الله طبقت قواعد المحدثين بكل دقة، ولم آل في ذلك جهدا " ([73] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn73))!؟
ونتج عن هذا مناهج عجيبة غريبة في تصحيح الأحاديث، أو تضعيفها عند بعض المتأخرين وكثير من المعاصرين، فمن يتتبع – مثلاً- الشيخ الألباني في كيفية تصحيحه للأحاديث وتضعيفها يقف مذهولاً! فمنهجه منهج غريب فريد،لم يسبق إليه،وسأمثل بحديث واحد صححه في سلسلته الصحيحة ليتبين خطورة غياب منهج الأئمة المتقدمين في تصحيح الأحاديث وإعلالها:
فقال في حديث (551): " أفضل الساعات جوف الليل الآخر ":
¥(16/90)
أخرجه أحمد 4/ 385 ([74] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn74)) عن محمد بن ذكوان عن شهر بن حوشب عن عمرو بن عبسة قال: "أتيت رسول الله r فقلت: يا رسول الله من تبعك على هذا الأمر؟ قال: حر وعبد،قلت:ما الإسلام؟ قال: طيب الكلام وإطعام الطعام،قلت: ما الإيمان؟ قال: الصبر والسماحة، قال: قلت: أي الإسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده، قال: قلت: أي الإيمان أفضل؟ قال:خلق حسن، قال:قلت:أي الصلاة أفضل؟ قال:طول القنوت، قال: قلت: أي الهجرة أفضل؟ قال: أن تهجر ما كره ربك عز وجل، قال: قلت: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده واهريق دمه، قال: قلت: أي الساعات أفضل؟ قال: جوف الليل الآخر…" ([75] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn75)).
قلت – والقائل الألباني -: وهذا إسناد ضعيف: محمد بن ذكوان وهو الطاحي،وشهر ضعيفان، لكن الحديث ثبت غالبه من طرقٍ أخرى:
أولاً: الفقرة الأخيرة منه: أخرجها أحمد 4/ 187 ([76] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn76)) من طريق أبي بكر بن عبد الله عن حبيب بن عبيد عن عمرو بن عبسة عن النبي rنحوه،ورجاله ثقات غير أبي بكر وهو ابن أبي مريم فإنه سيئ الحفظ.
وأخرج هو ([77] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn77)) 5/111-113-114 ، وابن ماجه (1364) من طريق يزيد بن طلق عن عبد الرحمن البيلماني عن عمرو بن عبسة قال: " أتيت رسول الله r قلت: يا رسول الله من أسلم؟ قال: حر وعبد قال: فقلت: وهل من ساعة أقرب إلى الله تعالى من أخرى؟ قال: جوف الليل الآخر" ([78] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn78))، وقال ابن ماجه:" الليل الأوسط " وهو شاذ.
قلت: وابن البيلماني: ضعيف، وابن طلق: مجهول، لكن لهذه الفقرة طريق أخرى صحيحة عن عمرو بن عبسة تجد الكلام عليها في صحيح أبي داود (1198).
ثانياً: فقرة " أي الجهاد أفضل " فقد أخرج أحمد 4/ 114 من طريق أبي قلابة عن عمرو بن عبسة قال: قال رجل: يا رسول الله ما الإسلام؟ قال: أن يسلم قلبك لله عز وجل وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك. قال: فأي الإسلام أفضل؟ قال: الإيمان قال: وما الإيمان؟ قال: تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت، قال: فأي الإيمان أفضل؟ قال: الهجرة، قال: فما الهجرة؟ قال: أن تهجر السوء، قال: فأي الهجرة أفضل؟ قال: الجهاد، قال: وما الجهاد؟ قال: أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم، قال: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده واهريق دمه، قال رسول الله r : ثم عملان هما أفضل الأعمال إلا من عمل بمثلهما حجة مبرورة أو عمرة " ([79] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn79)).
قلت: ورجال إسناده ثقات رجال الشيخين فهو صحيح إن كان أبو قلابة واسمه عبد الله بن زيد – سمعه من عمرو فإنه مدلس،وعلى كل حال فهذه الفقرة ثابتة بمجموع الطريقين،والله أعلم.
ثالثاً: فقرة " أي الهجرة أفضل ":قد جاءت في الطريق آنف الذكر فهي حسنة أيضاً.
رابعاً: فقرة أي الصلاة أفضل:هذه صحيحة لأن لها شواهد منها عند مسلم وغيره من حديث جابر:" أفضل الصلاة طول القنوت ".
خامساً: فقرة " الصبر والسماحة ": لها شاهد من حديث جابر وله عنه طريقان:
الأولى: عن الحسن عنه أنه قال: " قيل يا رسول الله أي الإيمان أفضل؟ قال: الصبر والسماحة " أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (ق 184/ 2)، ورجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن وهو البصري مدلس، ولم يصرح بالسماع.
الثانية: عن يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر، أخرجه ابن أبي الدنيا في الصبر (43/ 2)،وابن عدي في الكامل من طريق أبي يعلى.
قلت: ويوسف هذا ضعيف لكن الحديث قوي بمجموع طرقه الثلاث.
سادساً: فقرة (حر وعبد): أخرجها مسلم في صحيحه 2/ 208 - 209 من طريق أخرى عن عمرو بن عبسة ([80] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn80)). أ هـ كلام الألباني.
¥(16/91)
قلت – الباحث -: هذا المنهج لم يسبق إليه الشيخ البتة، وهو منهج غريب جداً، إذ قسم حديثاً واحداً إلى فقرات، ثم أتى بشواهد من عدة أحاديث مختلفة أغلبها ضعيفة – كما قال هو - لكل فقرة من الفقرات، فصحح الجميع!!. ولو أخذ المتقدمون بهذه الطريقة لما أعلوا حديثاً، بل تصبح كتب العلل عديمة النفع، وأنا أسأل مَن من المتقدمين صحح على هذه الطريقة؟!. ومن هنا أصبحت عملية تصحيح الحديث وتضعيفه عملية سهلة، فما عليك إلا أن تضع بين يديك تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر العسقلاني ثم تفتش عن حال رجال السند فإن كان رجاله كلهم ثقات فهو صحيح، وإن كان فيه صدوق أو أكثر فهو حسن، وإن كان فيه ضعيف فهو ضعيف، وهلم جراً .. ، فأصبح تصحيح الحديث وتضعيفه أمرا ميسوراً يقدر عليه كل واحد، فظهرت مئات الأسماء كمحققين ومخرّجين،ومصححين ومضعفين لحديث رسول الله r وهم ممن لا يميزون بين كوعهم وبوعهم –كما يقال -! ولا يعرفون أبجديات هذا العلم الشريف،ثمّ يخطئون أئمة النقد وجهابذة العلل.
ومن ثم يقول الشيخ عبد الرحمن المعلمي – وهو من أبرز المعاصرين الذين فهموا منهجية المتقدمين في النقد -:" إذا استنكر الأئمة المحققون المتن وكان ظاهر السند الصحة فإنهم يتطلبون له علة، فإذالم يجدوا له علة قادحة مطلقاً حيث وقعت أعلّوه بعلة ليست بقادحة مطلقاً،ولكنهم يرونها كافية للقدح في ذلك المنكر، فمن ذلك إعلاله بأن راويه لم يصرح بالسماع هذا، مع أن الراوي غير مدلس ". – ثم أردف -: " ومن ذلك الإعلال بالحمل على الخطأ وإن لم يتبين وجهه ….ومن ذلك إعلالهم بظن أن الحديث أُدخل على الشيخ، كما ترى في لسان الميزان في ترجمة الفضل بن الحباب، وغيرها،وحجتهم في هذا أن عدم القدح بتلك العلة مطلقا إنما بني على أنّ دخول الخلل من جهتها نادر، فإذا اتفق أن يكون المتن منكراً يغلب على ظن الناقد بطلانه فقد يحقق وجود الخلل، وإذا لم يوجد سبب له إلا تلك العلة فالظاهر أنها هي السبب، وإن هذا من ذلك النادر الذي يجيء الخلل فيه من جهتها،وبهذا يتبين أن ما وقع ممن دونهم من التعقب بأن تلك العلة غير قادحة، وأنهم قد صححوا ما لا يحصى من الأحاديث مع وجودها فيها إنما هو غفلة عما تقدم من الفرق، اللهم إلا أن يثبت المتعقب أن الخبر غير منكر ".
ثم ختم ذلك بنتيجة هي أنّ: "القواعد المقررة في مصطلح الحديث منها ما يذكر فيه خلاف، ولا يحقق الحق فيه تحقيقا واضحاً، وكثيراً ما يختلف الترجيح باختلاف العوارض التي تختلف في الجزئيات كثيرا، وإدراك الحق في ذلك يحتاج إلى ممارسة طويلة لكتب الحديث والرجال والعلل مع حسن الفهم وصلاح النية " ([81] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftn81)).
ــــــــ
([1]) الجرح والتعديل 2/ 40 ترجمة (5).
([2]) الجرح والتعديل 2/ ترجمة (170) قلت: ومن أمثلته أيضا: قال في ترجمة أحمد بن بحر العسكري: " سألت أبي عنه وعرضت عليه حديثه فقال: حديث صحيح. وهو لا يعرفه " الجرح والتعديل 2/ 42 (15).
([3]) تهذيب الكمال 7/ 112 (6554).
([4]).مقدمة تحرير التقريب، د. بشار عواد، والشيخ شعيب الأرنؤوط 1/ 18 - 20، وانظر مقدمة تأريخ الخطيب،د. بشار عواد معروف 1/ 137 - 138.
([5]) انظر مقدمة جامع الترمذي،د. بشار عواد معروف 1/ 33، ونظرات جديدة، المليباري ص 95.
([6]) مقدمة ابن الصلاح ص 59.
([7]) انظر شرح علل الترمذي 2/ 638، والنكت على ابن الصلاح 2/ 607 - 608، والمنهج المقترح، العوني ص217.
([8]) مقدمة ابن الصلاح ص265.
([9]) لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة، الزبيدي ص17، وانظر المنهج المقترح، العوني ص92.
([10]) الجرح والتعديل 2/ 40 ترجمة (5).
([11]) سير أعلام النبلاء، الذهبي 11/ 48.
([12]) ترتيب المدارك، القاضي عياض 2/ 427، وأصل النص عند ابن حبان في المجروحين 1/ 42 بلفظ قريب.
([13]) جامع بيان العلم، ابن عبد البر 2/ 46، وانظر نظرات جديدة في علوم الحديث، المليباري ص55.
([14]) نقله الكتاني في مقدمة نظم المتناثر من الحديث المتواتر ص3.
([15]) أدب الإملاء، السمعاني ص135، وانظر نظرات جديدة، المليباري 56.
([16]) مصدر سابق.
([17]) معرفة علوم الحديث، الحاكم ص60.
([18]) الكفابة ص 169.
¥(16/92)
([19]) نظرات جديدة ص61.
([20]) انظر مقدمة جامع الترمذي، تحقيق د. بشار عواد معروف 1/ 9.
([21]) انظر:نظرات جديدة، المليباري ص97 - 98.
([22]) العلل ومعرفة الرجال 1/ 408 (2661) وللمزيد انظر الأحاديث (459و618 و694و 695 و698 و700 و749 و 662).
([23]) علل ابن أبي حاتم 1/ 92 (248).
([24]) علل ابن أبي حاتم 1/ 23 (60).
([25]) شرح علل الترمذي، ابن رجب 2/ 632.
([26]) علل ابن المديني ص81 - 83 (117)، وانظر الأحاديث (53، 105، 175).
([27]) العلل (1231).
([28]) شرح علل الترمذي، ابن رجب 2/ 582.
([29]) تهذيب الكمال 4/ 556 (4120).
([30]) علل ابن المديني 1/ 82، وانظر علل ابن أبي حاتم 1/ 76.
([31]) انظر تفصيله في المسند الجامع 12/ 366 (9590).
([32]) من طريق علي وعائشة وأنس وأبي هريرة وابن عمر y انظر تفصليه في المسند الجامع 2/ (882) و6/ (4460 و4461) و 8/ (5907) و 9/ (6647 و 6649و 6650) و10/ (7889)، و17/ (13854)، و 9 / (15946) و 20 / (16845 و 1646) و 20 / (17462).
([33]) أخرجه أحمد والأربعة، انظر المسند الجامع 12/ 365 (9589).
([34]) شرح علل الترمذي 2/ 648.
([35]) علل ابن أبي حاتم 2/ 27 (1557).
([36]) وقد انتقى الإمام البخاري مثل ذلك في (2806) و (5642) و (6229)، والإمام مسلم (188) و (211) (510) و (1080) و (1283) و (1429)، وانظر ص 222 من هذا الكتاب.
([37]) شرح علل الترمذي 2/ 626.
([38]) علل ابن أبي حاتم 1/ 27 (45).
([39]) الكفاية، الخطيب البغدادي ص 171.
([40]) شرح علل الترمذي، ابن رجب 2/ 622.
([41]) فتح المغيث، السخاوي 2/ 310.
([42]) انظر بحث " منهج الذهبي في تلخيص مستدرك الحاكم "، لزميلنا الشيخ عزيز رشيد.
([43]) الموقظة ص46.
([44]) من المعروف أن كثيرا من الرجال الذين زعم الحاكم أنهم من رجال البخاري أو مسلم هم ليسوا من رجالهما.
([45]) شروط الأئمة الستة ص 17.
([46]) مقدمة تأريخ بغداد 1/ 173 –176 بتصرف، وانظر تمامه هناك فإن فيه زيادة فائدة.
([47]) أخرجه الترمذي (3732)، وفي العلل الكبير (699)، والحاكم 3/ 137 و138، والطبراني في الكبير 11/ 65 (11061).
([48]) الجرح والتعديل، ابن أبي حاتم 6/ 99 (514).
([49]) العلل و معرفة الرجال 2/ 107 (645).
([50]) علل الترمذي الكبير ص 375 (699)
([51]) الجامع (3732)، والعلل ص 375 (699).
([52]) العلل 3/ 247 (386)، وانظر لسان الميزان، ابن حجر 1/ 179 (574).
([53]) الكامل 2/ 412 (840)، و5/ 67 (1244).
([54]) الضعفاء 3/ 149 (1134).
([55]) الموضوعات 1/ 348 فما بعد.
([56]) تذكرة الحفاظ 1/ 1231 (1047)، وميزان الاعتدال 1/ 249 (428)، وفي 2/ 145 (1527) وغيرها.
([57]) المجروحين 2/ 152.
([58]) ذكره الدكتور الدميني، في كتابه مقاييس نقد متون السنة ص 167، ولم أقف عليه.
([59]) المستدرك 3/ 138.
([60]) نقلاً عن الأسرار المرفوعة- الموضوعات الكبرى -، القاري ص118، وكشف الخفاء، العجلوني 1/ 235.
([61]) لسان الميزان 2/ 122 (513).
([62]) الدميني، نقد متون السنة ص167.
([63]) انظر النكت على ابن الصلاح 2/ 652، وانظر ص 86 من هذا الكتاب.
([64]) مقدمة ابن الصلاح ص23.
([65]) تقريب النووي مع التدريب 1/ 129، وانظر فتح المغيث، السخاوي 1/ 62 ونظرات جديدة، المليباري ص63.
([66]) انظر نظرات جديدة في مصطلح الحديث، الميليباري ص64.
([67]) نظرات جديدة في علوم الحديث ص 47.
([68]) انظر مثلاً ص321و326و370 من هذا الكتاب.
([69]) انظر مثلاً سلسلته الصحيحة برقم: (535و 537 و 545 و548 و 565و589و599و610و724و727و733 و750و833و899).
([70]) أنظر تفصيل الحديث ص 181.
([71]) علل الترمذي، تحقيق الشيخ صبحي السامرائي وجماعة معه ص 156.
[72] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=565260#_ftnref72)) ) علل الترمذي ص 157.
([73]) ذكره د. حمزة المليباري نظرات جديدة في علوم الحديث ص 48.
([74]) جاء في المطبوع من السلسلة 5/ 385 وهو خطأ.
([75]) انظر تفصيل الحديث في المسند الجامع 14/ 170 (10783).
([76]) جاء في المطبوع من السلسلة 5/ 187 وهو خطأ،وانظر تفصيل الحديث في المسند الجامع 14/ 172 (10785).
([77]) أي الإمام أحمد.
([78]) انظر تفصيل الحديث في المسند الجامع 14/ 167 (10781).
([79]) انظر تفصيل الحديث في المسند الجامع 14/ 162 (10778).
([80]) انظر تفصيل الحديث في المسند الجامع 14/ 164 (10780).
([81]) مقدمة تحقيق الفوائد المجموعة للإمام الشوكاني ص8 - 9.
ـ[ماهر]ــــــــ[16 - 05 - 09, 04:44 م]ـ
أخي الكريم أبا ذر، أجزل الله لكم الثواب وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
أسأله تعالى أن يبارك في جهودكم وأن يستعملكم في طاعته وأن يحسن عاقبتنا وإياكم في الأمور كلها وأن يجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
¥(16/93)
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[16 - 05 - 09, 11:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ويتمثل هذا المنهج برد الصحابة بعضهم على بعض حينما يستمعون إلى متون الأحاديث المروية والأحكام المتصلة بها، تلك المتون التي يرونها تعارض بعض المتون الأخرى،كاعتراضات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على بعض الصحابة، أو اعتراضات ابن مسعود، أو ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين
جعلك ما يسمى بمنهج المتقدمين هو مذهب الصحابة مصادرة واضحة و إلا ليس ثمة سند بين صحابي و الرسول الكريم، حتى نطالب الصحابة أن يفتشوا في الإسناد
ثم جاء بعده الإمام النووي، وهو من كبار الفقهاء ليطلق قبول الزيادة إذا كانت من ثقة، وليصبح قاعدة عريضة للمحدثين من بعده
ليس كل من أتى بعد النووي قَبِل الزيادة على إطلاقها بل الكثير منهم ينظر إلى القرائن فترد و تقبل بناء على القرائن المتوفرة، و هذا عند من تسميهم المتاخرين
بل إن ابن عبد الهادي ردّ على من قال بإطلاق القبول لأي زيادة، فقال كما نقله الزيلعي
فإن قيل الزيادة من الثقة مقبولة؟
قلنا: ليس ذلك مجمعاً عليه، بل فيه خلاف مشهور!
فمن الناس: من يقبل زيادة الثقة مطلقاً.
ومنهم: من لا يقبلها.
والصحيح التفصيل وهو أنها تقبل في موضع دون موضع فتقبل إذا كان الراوي الذي رواها ثقة حافظاً ثبتاً والذي لم يذكرها مثله أو دونه في الثقة
وتقبل في موضع آخر لقرائن تخصها.
ومن حكم في ذلك حكماً عاماً فقد غلط، بل كل زيادة لها حكم يخصها.
ففي موضع يجزم بصحتها.
وفي موضع يغلب على الظن صحتها.
وفي موضع يجزم بخطأ الزيادة.
وفي موضع يغلب علىالظن خطؤها.
وفي موضع يتوقف عن الزيادة أ. هـ
أو يأتيك الشيخ الألباني ليوّهمهم،ويستدرك عليهم طريقاً شاهداً – هو في الغالب مما سجره المتقدمون – يصحح به عرج الرواة؟ ثم يقول لك بعدها: " كما هو مقرر عند أهل العلم "، أو " كما هو مقرر في كتب المصطلح "!
إذا جاء الشيخ الألباني رحمه الله بطريق لم يذكرها أبو حاتم أو غيره من المتقدمين، ينبغي للمنصف أن يقبلها أو أقل أحواله أن ينظر إليها ذلك أن استدراك أهل العلم بعضهم على بعض وارد و لا ينكره أحد و إلا للزم من ذلك أن نقول بالعصمة لأبي حاتم و ابن معين و غيرهما من المتقدمين و هذا ما لا يقول به عاقل، فوقوف الحاكم او ابن حجر او ابن تيمية أو حتى الألباني على طريق لم يتبين لنا وقوف أبي حاتم عليها هو أمر وارد ..
فمن يتتبع – مثلاً- الشيخ الألباني في كيفية تصحيحه للأحاديث وتضعيفها يقف مذهولاً! فمنهجه منهج غريب فريد،لم يسبق إليه،وسأمثل بحديث واحد صححه في سلسلته الصحيحة ليتبين خطورة غياب منهج الأئمة المتقدمين في تصحيح الأحاديث وإعلالها
هذا المنهج الذي تصفه بالغرابة و الذهول و ... ، اطلع و أثنى عليه من هو أعلم منك و أعلم من كثير ممن تقلّدهم
قول الشيخ مقبل في تصحيح و تضعيف الألباني
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22909
ومن هنا أصبحت عملية تصحيح الحديث وتضعيفه عملية سهلة، فما عليك إلا أن تضع بين يديك تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر العسقلاني ثم تفتش عن حال رجال السند فإن كان رجاله كلهم ثقات فهو صحيح، وإن كان فيه صدوق أو أكثر فهو حسن، وإن كان فيه ضعيف فهو ضعيف، وهلم جراً .. ، فأصبح تصحيح الحديث وتضعيفه أمرا ميسوراً يقدر عليه كل واحد
هذا غير صحيح
نعم إن كان الحديث رجاله ثقات نقول صحيح الإسناد و لا يعني ذلك أن الحديث صحيح بل المقصود أن هذا الطريق بهذا الإسناد صحيح و هذا لا غبار عليه، فلا يلزم من تصحيح طريق أن الحديث برمّته صحيحا، كما لا يلزم من تصحيح الإسناد أن المتن هو الآخر صحيح، و هذا ما يذكره من تسميهم بالمتأخرين بل و يطبّقونه و من قرأ لابن حجر أو استمع للألباني علم ذلك.
أضف إلى ذلك أن ما كتبه ابن حجر في التهذيب هو تلخيص لأقوال أهل العلم متقدمهم و متأخرهم جرحا و تعديلا في الراوي، ثم لخّص هذا كله في التقريب، فالنظر في مثل هذا الكتاب مطلوب و إن كان الاقتصار عليه قصور
فظهرت مئات الأسماء كمحققين ومخرّجين،ومصححين ومضعفين لحديث رسول الله وهم ممن لا يميزون بين كوعهم وبوعهم –كما يقال -! ولا يعرفون أبجديات هذا العلم الشريف،ثمّ يخطئون أئمة النقد وجهابذة العلل.
####
تخطئة العلماء واردة، لا توجد عندنا عصمة لأحد كائنا من كان غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا كنا نجزم بخطأ بعض الصحابة في عدد من المسائل أفلا يمكن أن نخطّء إمام من الأئمة جاء من بعدهم، نعم نحن نجلّهم و نحترمهم لكن لا يعني أن كل ما يقوله فلان و فلان هو صواب دوما، و إلا لشابهنا الرافضة في القول بالعصمة، اللهم إلا أن الرافضة يصرّحون بها و نحن لا نصرّح
ـ[القرشي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 11:34 م]ـ
الأخ أبو فرحان بارك الله فيك، أفدت وأجدت. زادك الله توفيقاً.
¥(16/94)